×
☰ فهرست و مشخصات
الوافي‏2

مقدمات التحقيق ص : 4

 

الجزء الثاني‏

 [مقدمات التحقيق‏]

التعريف‏

الكتاب: الوافي‏

المؤلّف: المحدث الفاضل و الحكيم العارف الكامل المولى محمّد محسن المشتهر بالفيض الكاشاني.

الناشر: مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ب «أصفهان» أسّسها العلم الحجة المجاهد الحاجّ آقا كمال الدين «فقيه ايمانى».

الأصل: نسخة علم الهدى ابن المصنّف الموشحة بخط يده الشريف.

المقابلة: قوبلت مع نسخ الكافي المقروءة بعضها على والد الشيخ البهائى و بعضها على والد العلّامة المجلسي و بعضها على غيرهما من الاعلام رضوان اللّه عليهم.

الحواشي: للمولى رفيع الدين النائينى استاذ المجلسي و العلّامة المجلسي و المولى صالح المازندراني و المولى خليل القزوينيّ رحمهم اللّه تعالى و الشعراني و مختارات من كتاب الهدايا للميرزا محمّد «مجذوب» التبريزي (قدّس سرّه).

عنى بالتحقيق و التصحيح و التعليق عليه و المقابلة مع الأصل ضياء الدين الحسيني «العلامة» الأصفهانيّ.

الطبعة: الأولى‏

طبع منه: 2000

تاريخ النشر: أوّل شوال المكرّم 1406 ه. ق 19/ 3/ 65 ه. ش‏

تلفون المكتبة: أصفهان- 81000 و 82000

الجزء الثاني‏

حقوق الطبع محفوظة للمكتبة

چاپ افست نشاط أصفهان‏

 

4
الوافي‏2

الفهرس ص : 5

الفهرس‏

كلمة المكتبة 13

أبواب وجوب الحجّة و معرفته و كونه مبتلى و مبتلى به. 20

1- باب الاضطرار الى الحجّة. 21

2- باب أنّ الحجة لا تقوم للّه على خلقه إلّا بإمام. 61

3- باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة. 63

4- باب طبقات الأنبياء و الرسل عليهم السلام. 68

5- باب الفرق بين الرسول و النبيّ و المحدّث. 73

6- باب معرفة الإمام و الردّ إليه. 90

7- باب فرض طاعة الأئمة. 81

8- باب وجوب النصيحة لهم و اللّزوم لجماعتهم. 98

9- باب وجوب موالاتهم و الاقتداء بهم و الكون معهم. 104

10- باب التسليم و فضل المسلّمين. 110

11- باب وجوب إتيان الإمام بعد قضاء مناسك الحجّ. 115

12- باب من دان اللّه تعالى بغير امام من اللّه. 118

13- باب من مات و ليس له امام من أئمّة الهدى. 123

14- باب فيمن عرف الحق من ولد فاطمة عليها السلام و من أنكر. 125

15- باب ما يجب على الناس عند مضي الامام. 127

16- باب دلائل الحجّيّة. 131

5
الوافي‏2

الفهرس ص : 5

17- باب أنّ الإمامة بعد السبطين عليهما السلام في الأعقاب. 135

18- باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة. 137

19- باب من ادّعى الإمامة بغير حقّ و من صدّقه و من جحد الإمام. 179

20- باب أنّ عامّة الصحابة نقضوا عهدهم و ارتدّوا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. 184

21- باب جحود بني أميّة و كفرهم. 216

22- باب أنّ زيد بن عليّ مرضيّ. 222

23- باب الناصب و مجالسته. 229

24- باب ابتلاء أهل البيت عليهم السلام بالناس. 235

25- باب ابتلائهم عليهم السلام بأصحابهم. 243

26- باب الدّولات. 246

27- باب النوادر. 250

أبواب العهود بالحجج و النصوص عليهم صلوات اللّه عليهم. 255

28- باب أنّ الإمامة عهد من اللّه معهود لواحد فواحد. 257

29- باب أنّ أفعالهم معهودة من اللّه تعالى. 261

30- باب ما نصّ اللّه و رسوله صلّى عليه و آله و سلّم عليهم. 269

31- باب ما ورد من النصوص على عددهم و أسمائهم عليهم السلام. 296

32- باب الإشارة و النّصّ على أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه. 314

33- باب الإشارة و النّصّ على الحسن بن عليّ عليهما السلام. 328

34- باب الإشارة و النّصّ على الحسين بن عليّ عليهما السلام. 337

35- باب الإشارة و النّصّ على عليّ بن الحسين عليهما السلام. 342

36- باب الإشارة و النّصّ على أبي جعفر عليه السلام. 344

37- باب الإشارة و النّصّ على أبي عبد اللّه عليه السلام. 347

38- باب الإشارة و النّصّ على أبي إبراهيم موسى عليه السلام. 350

39- باب الإشارة و النّصّ على أبي الحسن الرضا عليه السلام. 358

40- باب الإشارة و النّصّ على أبي جعفر الثاني عليه السلام. 374

41- باب الإشارة و النّصّ على أبي الحسن الثالث عليه السلام. 382

42- باب الإشارة و النّصّ على أبي محمّد عليه السلام. 386

6
الوافي‏2

الفهرس ص : 5

43- باب الإشارة و النّصّ على صاحب الزمان صلوات اللّه عليه. 391

44- باب تسمية من رآه عليه السلام. 397

45- باب النهي عن الاسم. 403

46- باب الغيبة. 405

47- باب كراهية التوقيت و الاستعجال. 426

48- باب التمحيص و الامتحان. 431

49- باب أنّ من عرف إمامه لم يضرّه تقدم هذا الأمر أو تأخر. 435

50- باب فضل عبادة زمان الغيبة. 438

51- باب علامات ظهوره عليه السلام. 443

52- باب الوقائع التي تكون عند ظهور الإمام عليه السلام. 455

53- باب النوادر. 472

أبواب خصائص الحجج و فضائلهم عليهم السّلام. 479

54- باب فضل الإمام و جملة صفاته. 480

55- باب أخذ الميثاق بولايتهم عليهم السلام. 492

56- باب أنّهم شهداء اللّه على خلقه. 496

57- باب أنّهم الهداة. 502

58- باب أنّهم ولاة أمر اللّه و خزنة علمه. 504

59- باب أنّهم خلفاء اللّه في أرضه و أبوابه. 507

60- باب أنّهم نور اللّه. 509

61- باب أنّهم أركان الأرض و انّه جرى لهم ما جرى للنّبيّ صلّى اللّه عليه و آله. 513

62- باب انّهم المحسودون الذين ذكرهم اللّه تعالى. 518

63- باب انّهم العلامات و الآيات الّتي ذكرها اللّه تعالى. 521

64- باب أنّهم أهل الأمانات الّتي ذكرها اللّه تعالى. 524

65- باب انّهم أهل الذّكر المسئولون. 526

66- باب أنّهم أهل العلم و الرّاسخون فيه. 531

67- باب انّ الآيات البيّنات في صدورهم. 533

7
الوافي‏2

الفهرس ص : 5

68- باب أنّهم السّابقون من المصطفين. 535

69- باب أنّهم النّعمة الّتي ذكرها اللّه تعالى. 537

70- باب أنّهم المتوسّمون. 539

71- باب أنّهم يعرفون أولياءهم و أعداءهم. 542

72- باب عرض الأعمال عليهم. 544

73- باب انهم معدن العلم و شجرة النبوّة و مختلف الملائكة. 548

74- باب أنّه يرث العلم بعضهم من بعض و أنّهم ورثوا علم جميع الأنبياء. 550

75- باب انّ جميع الكتب المنزلة عندهم. 557

76- باب أنّه لم يجمع القرآن و علمه إلّا هم. 560

77- باب ما اعطوا من اسم اللّه الأعظم. 563

78- باب ما عندهم من آيات الأنبياء. 565

79- باب ما عندهم من سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و متاعه. 568

80- باب انّ عندهم الجفر و الجامعة و مصحف فاطمة عليها السّلام. 579

81- باب أنّهم يزدادون في ليلة الجمعة علما و لو لا ذلك لنفد ما عندهم. 585

82- باب أنّهم يعلمون جميع العلوم الّتي خرجت إلى الملائكة و الأنبياء و الرّسل عليهم السّلام. 588

83- باب أنّهم لا يعلمون الغيب إلّا أنّهم متى شاءوا أن يعلموا اعلموا. 590

84- باب أنّهم يعلمون متى يموتون و أنّهم لا يموتون إلّا باختيار منهم عليهم السّلام. 594

85- باب أنّهم يعلمون علم ما كان و ما يكون و أنّه لا يخفى عليهم شي‏ء. 600

86- باب أنّ اللّه تعالى لم يعلم نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علما إلّا أمره أن يعلّمه أمير المؤمنين عليه السّلام و أنّه كان شريكه في العلم ثمّ انتهى إليهم صلوات اللّه عليهم. 604

8
الوافي‏2

الفهرس ص : 5

87- باب جهات علومهم عليهم السّلام. 606

88- باب أن مستقى العلم من عندهم و أن لا حقّ إلّا ما خرج من بيتهم عليهم السّلام. 608

89- باب أنّهم لو ستر عليهم لأخبروا كلّ امرئ بما له و عليه. 612

90- باب التفويض إليهم في أمر الدين. 614

91- باب أنّهم ليسوا بأنبياء و لكنّهم محدّثون. 621

92- باب ما خصوا عليهم السّلام به من الأرواح. 627

93- باب الرّوح الّتي يسدّدهم اللّه تعالى بها. 630

94- باب أنّ الملائكة تدخل بيوتهم و تطأ بسطهم و تأتيهم بالأخبار. 634

95- باب أنّ الجنّ يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم و يتوجّهون في أمورهم. 637

96- باب أنّ حديثهم صعب مستصعب. 643

97- باب أنّهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود لا يسألون البيّنة. 648

98- باب سيرتهم مع النّاس إذا ظهر أمرهم. 651

99- باب سيرتهم في أنفسهم إذا ظهر أمرهم. 656

100- باب أنّهم في العلم و الشّجاعة و الطّاعة سواء. 659

101- باب وقت ما يعلم الإمام جميع علم الإمام الذي [كان‏] قبله. 661

102- باب أنّ الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه. 662

103- باب أنّ الإمام لا يغسّله إلّا الإمام. 665

104- باب تسمية أمير المؤمنين عليه السّلام. 668

105- باب نفي الربوبية عنهم عليهم السّلام. 670

106- باب النّوادر. 672

أبواب بدو خلق الحجج و مواليدهم و مكارمهم سلام اللّه عليهم. 679

107- باب بدو خلقهم عليهم السّلام. 680

108- باب طينة أرواحهم و أجسادهم. 684

109- باب علوقهم و ولادتهم و قيامهم بالأمر. 687

110- باب ما جاء في عبد المطّلب و أبي طالب رضي اللّه عنهما. 694

111- باب ما جاء في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. 703

9
الوافي‏2

الفهرس ص : 5

112- باب ما جاء في أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و أمّه. 724

113- باب ما جاء في فاطمة عليها السّلام. 745

114- باب ما جاء في الحسن بن عليّ عليهما السّلام. 751

115- باب ما جاء في الحسين بن عليّ عليهما السّلام. 756

116- باب ما جاء في عليّ بن الحسين عليهما السّلام. 762

117- باب ما جاء في أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السّلام. 768

118- باب ما جاء في أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليهما السّلام. 789

119- باب ما جاء في أبي الحسن موسى عليه السّلام. 797

120- باب ما جاء في أبي الحسن الرّضا عليه السّلام. 815

121- باب ما جاء في أبي جعفر الثّاني عليه السّلام. 825

122- باب ما جاء في أبي الحسن الثالث عليه السّلام. 834

123- باب ما جاء في أبي محمّد عليه السّلام. 843

124- باب ما جاء في الصاحب عليه السّلام. 863

125- باب ما نزل فيهم عليهم السّلام و في أوليائهم. 882

126- باب ما نزل فيهم عليهم السّلام و في أعدائهم. 907

127- باب النّوادر. 944

10
الوافي‏2

كلمة المكتبة ص : 11

كلمة المكتبة

11
الوافي‏2

كلمة المكتبة ص : 11

كلمة المكتبة بسم اللّه الرّحمن الرّحيم‏ قال اللّه: (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) الإصلاح الثقافي فوق كل اصلاح الامام الخمينى‏

ان ثورة شعبنا المسلم المظفر، و التي انتصرت و اثمرت بفضل العناية الإلهيّة و رعاية الامام المهديّ عجل اللّه فرجه الشريف، و قيادة الامام الخميني الحكيمة، و التي هي بحق ثورة عميقة الجذور، و نهضة شاملة لم يشهد الغرب و لا الشرق مثيلا لها، لم تكن في حقيقتها ذات بعد واحد بل هي كالاسلام الذي وصفت به و استلهمت منه تشمل جميع الجوانب المادية و المعنوية في حياة هذه الأمة.

و من هنا فإن الثورة لم تتناول تغيير الجوانب المادية فقط بل تغيير النهج الثقافي و التربوي و البنيان الفكري هو الهدف الآخر في ظل هذا التحول العظيم.

على ان من الوسائل الصحيحة لازالة هذه الثقافة الطاغوتية البائدة و احلال الثقافة الإسلامية الراشدة محلها هو دعوة المفكرين و الكتاب و المحققين الى إعادة التحقيق و الدراسة و التحليل لقضايا الإسلام و معارفه السامية و نشر ما يتمخض عن هذا السعي الجديد في اوساط الجماهير المسلمة ليتسنى لهذا الشب الثائر المسلم من‏

13
الوافي‏2

كلمة المكتبة ص : 11

هذا الطريق ان يتعرف على المزيد من جوانب الثقافة الإسلامية الاصيلة و بنحو اعمق و أفضل يتناسب مع التحول الجديد، و بصورة تمكنه من التحرر الكامل من قيود التبعية الفكرية و الثّقافية للشرق او الغرب.

بل و ينبغي تحقيقا لهذا الهدف العظيم ان لا يكتفي بما ينتجه المفكرون و الكتاب المعاصرون بل تجب الاستفادة من التراث الفكري الإسلامي العظيم الذي خلفه المفكرون و الكتاب الاسلاميون الملتزمون في العهود الماضية و ما تركوه من افكار قيمة نخدم الوعي الإسلامي المطلوب و التي ترقد علي رفوف المكتبات في شكل مخطوطات تنتظر الاخراج المناسب لروح و متطلبات هذا العصر.

من هنا عزمت (مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامّة في أصفهان) تحت رعاية العالم المجاهد حجّة الإسلام و المسلمين السيّد كمال فقيه ايماني دامت بركاته على طبع و نشر و احياء هذه المصنّفات القيّمة لتكون بذلك قد خطت خطوة اخرى في سبيل الإصلاح الثقافي و الفكري للجيل الحاضر الذي دعا إليه امام الأمة، و جعله فوق كل اصلاح.

و قد حققت الهيئة التأسيسية نجاحات في هذا السبيل فهي بعد تأسيسها لمكتبة مجهزة تجهيزا كاملا في مدينة العلم و الجهاد أصفهان، توفر للشباب فرصة المطالعة و لارباب الفكر اجواء التحقيق لما تحتويه من كتب قيمة و مؤلّفات نفيسة متنوعة، اقدمت على طبع و نشر سلسلة جليلة من المؤلّفات و الكتب النافعة حسب ما هو مدرج في الفهرست الملحق بهذا الكتاب.

و هي في هذا الوقت الذي تقدم فيه خيرة شباب هذا الشعب المسلم دماءهم الطاهرة لاغناء هذه الثورة و صيانتها و يتطلب من كل مسلم ان يقدر تلك التضحيات، ترجو أن يكون هذا المشروع أداء لبعض ذلك الواجب راجية ان تجلب هذه الخدمة الثقافية رضاه سبحانه و عناية امامنا الغائب المهديّ عجل اللّه فرجه الشريف، و ترضي شعبنا المسلم المجاهد الصامد و اللّه ولي التوفيق.

ان المكتبة قامت بطبع الكتب التالية و البحوث القيمة في شتّى المجالات و هي:

1- تفسير شبر.

14
الوافي‏2

كلمة المكتبة ص : 11

2- معالم التوحيد في القرآن الكريم.

3- خلاصة عبقات الأنوار- حديث النور.

4- خطوط كلّى اقتصاد در قرآن و روايات.

5- الإمام المهديّ عند أهل السنة ج 1- 2.

6- معالم الحكومة في القرآن الكريم.

7- الإمام الصّادق و المذاهب الأربعة.

8- معالم النبوّة في القرآن الكريم 1- 3.

9- الشئون الاقتصادية في القرآن و السنة.

10- الكافي في الفقه تأليف الفقيه الاقدم أبي الصلاح الحلبيّ.

11- أسنى المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب لشمس الدين الجزري الشافعي.

12- نزل الابرار بما صح من مناقب أهل البيت الاطهار. للحافظ محمّد البدخشاني.

13- بعض مؤلّفات الشهيد الشيخ مرتضى المطهري.

14- الغيبة الكبرى.

15- يوم الموعود.

16- الغيبة الصغرى.

17- مختلف الشيعة «كتاب القضاء» للعلامة الحلي (ره).

18- الرسائل المختارة للعلامة الدواني و المحقق ميرداماد.

19- الصحيفة الخامسة السجّادية.

20- نمودارى از حكومت عليّ عليه السلام.

21- منشورهاى جاويد قرآن (تفسير موضوعي).

22- مهدي منتظر در نهج البلاغة.

23- شرح اللمعة الدمشقية- 10 مجلد.

24- ترجمه و شرح نهج البلاغة 4 مجلد.

25- في سبيل الوحدة الإسلامية.

26- نظرات في الكتب الخالدة.

15
الوافي‏2

كلمة المكتبة ص : 11

27- الوافي و هو الكتاب الذي بين يديك للمحدث الحكيم الفيض الكاشاني قدّس سرّه.

كما انّ لديها كتب اخرى تحت الطبع و ستصدر بالتوالي إن شاء اللّه تعالى.

ادارة المكتبة- أصفهان‏

15/ شعبان/ 1406 ه

16
الوافي‏2

كتاب الحجة ص : 17

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول اللَّه ثم على أهل بيت رسول اللَّه ثم على رواة أحكام اللَّه ثم على من انتفع بمواعظ اللَّه‏

كتاب الحجة

و هو الثاني من أجزاء كتاب الوافي تصنيف محمد بن مرتضى المدعو بمحسن أيده اللَّه‏

الآيات‏

قال اللَّه عز و جل‏ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ «1»

______________________________

 (1). الحديد/ 25.

 

17
الوافي‏2

أبواب وجوب الحجة و معرفته و حقوقه و كونه مبتلى و مبتلى به ص : 20

 

أبواب وجوب الحجة و معرفته و حقوقه و كونه مبتلى و مبتلى به‏

الآيات‏

قال اللَّه عز و جل‏ وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا «1» و قال سبحانه‏ وَ لَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى‏ «2».

و قال عز و علا إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ «3» و قال سبحانه‏ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏ «4»

______________________________

 (1). الإسراء/ 15.

 (2). طه/ 134.

 (3). الرعد/ 7.

 (4). النساء/ 59.

 

20
الوافي‏2

باب 1 الاضطرار إلى الحجة ص : 21

 

باب 1 الاضطرار إلى الحجة

 [1]

479- 1 الكافي، 1/ 168/ 1/ 1 علي عن أبيه عن العباس بن عمرو «1» الفقيمي عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللَّه ع‏ أنه قال للزنديق الذي سأله من أين أثبت الأنبياء و الرسل قال إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا- لم يجز أن يشاهده خلقه و لا يلامسوه‏ «2» فيباشرهم و يباشروه‏ «3» و يحاجهم و يحاجوه ثبت أن له سفراء في خلقه يعبرون عنه إلى خلقه و عباده- و يدلونهم على مصالحهم و منافعهم و ما به بقاؤهم و في تركه فناؤهم فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم‏ «4» في خلقه و المعبرون عنه جل و عز و هم الأنبياء و صفوته من خلقه حكماء مؤدبين‏ «5» في الحكمة مبعوثين بها غير

______________________________

 (1). عن العبّاس بن عمر الفقيمي، كذا في الكافي المطبوع و في «المخطوط م» و لكن الصّحيح العبّاس بن عمرو كما في المتن لأنّه تكرّر اسمه في باب حدوث العالم و في باب القول بأنّه شي‏ء و في باب آخر من صفات الذات و في باب الإرادة أنّها من صفات الذّات و في كلّها أوردوه مع الواو بعد الرجوع إلى المواضع ظهر لنا أنّ عمر تصحيف يقينا و الظّاهر أنّ بدؤ التّصحيف من زمن المجلسي الأوّل رحمه اللّه في هذا الموضع فقط و من شاء فليراجع ج 1 ص 433 جامع الرواة و ص 81 و 83 و 108 و 110 ج 1 من الكافي المطبوع و أمّا في الكافي «المخطوط خ» ففي جميع المواضع عبّاس بن عمرو الفقيمي و هو الصّحيح «ض. ع».

 (2). يلامسونه- خ ل.

 (3). يباشرونه و يحاجهم و يحاجّونه «خ».

 (4). عن العليم الحكيم العظيم «خ».

 (5). مؤرّبين بالحكمة «خ» مؤيّدين بالحكمة «م» و جعل «مؤدّبين بالحكمة» على نسخة- مؤدين-

 

21
الوافي‏2

بيان ص : 22

 

مشاركين‏ «1» للناس على مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب في شي‏ء من أحوالهم [و أفعالهم‏] مؤيدون‏ «2» عند الحكيم‏ «3» العليم بالحكمة ثم ثبت ذلك في كل دهر و زمان مما أتت به الرسل‏ «4» و الأنبياء من الدلائل و البراهين لكيلا تخلو أرض اللَّه من حجة «5» يكون معه علم يدل على صدق مقالته و جواز عدالته.

بيان‏

هذا الحديث كأنه من تتمة الحديث الذي مضى في باب الدليل على أنه تعالى واحد و السفراء الرسل جمع سفير

 [2]

480- 2 الكافي، 1/ 169/ 3/ 1 علي عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن يعقوب قال‏ كان عند أبي عبد اللَّه ع جماعة من أصحابه- منهم حمران بن أعين و محمد بن النعمان و هشام بن سالم و الطيار و جماعة فيهم هشام بن الحكم و هو شاب فقال أبو عبد اللَّه ع يا هشام أ لا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد و كيف سألته قال‏ «6» هشام يا بن رسول اللَّه إني أجلك‏ «7» و أستحييك و لا يعمل لساني بين يديك‏

______________________________

- بالحكمة- خ ل «خ».

 (1). غير مشاركين بها للنّاس «خ».

 (2). مؤيّدين عند الحكيم العليم «خ» و جعل «مودّين على نسخة»- مؤيّدون عند الحكيم العليم «م» و جعل مؤدين على نسخة و مؤيّدين على نسخة-

 (3). من عند الحكيم العليم «الكافي المطبوع».

 (4). اثبت به الرسل «م» و جعل أتت على نسخة.

 (5). من حجته «م» و جعل «حجّة» على نسخة.

 (6). فقال «خ»- و الكافي المطبوع.

 (7). «اجلّك» الجلالة: العظمة و الجليل: العظيم و أجلّه: عظّمه. و المعنى إنّي اعظمك أن يتكلّم مثلي بين يديك.

 

22
الوافي‏2

2 ص : 22

فقال أبو عبد اللَّه ع إذا أمرتكم بشي‏ء فافعلوا- قال هشام بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد و جلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك علي فخرجت إليه و دخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة عظيمة «1» فيها عمرو بن عبيد و عليه‏ «2» شملة سوداء- متزر بها من صوف و شملة

 صلّى الاله عليك من متوسّد

 

 قبرا مررت به على مران« ش».

 

 «3» مرتد بها «4» و الناس يسألونه فاستفرجت‏ «5» الناس فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت أيها العالم إني‏ «6» رجل غريب تأذن لي في مسألة «7» فقال لي نعم- «8» فقلت له أ لك عين فقال يا بني أي شي‏ء هذا من السؤال و شي‏ء تراه كيف تسأل عنه فقلت هكذا مسألتي- فقال يا بني سل و إن كانت مسألتك‏ «9» حمقاء قلت أجبني فيها قال لي سل قلت أ لك عين قال نعم‏

______________________________

 (1). في الكافي المطبوع و «المخطوط، م» حلقة كبيرة و في المخطوط «خ» جعله على نسخة.

 (2). عليه.

 (3). «شملة» بفتح الشين كساء دون القطيفة يشتمل به «قاموس» قوله عليه شملة يعني على عمرو بن عبيد يصف زهده و تقشفه و كان من رؤساء المعتزلة قائلا بالعدل، و أورد السيّد المرتضى رحمه اللّه ترجمته و أخباره في أماليه في المجلس الحادي عشر و الثّاني عشر، مات في طريق مكّة سنة 144 و دفن بمران و قال فيه المنصور:

صلّى الاله عليك من متوسّد

 

 قبرا مررت به على مران «ش».

 

 (4). مرتديا بها «خ».

 (5). «استفرجت» أي طلبت الفرجة و هي الخلل بين الشيئين.

 (6). انا رجل «خ».

 (7). في مسألتي «خ».

 (8). مسألتي فقال لي: نعم، «خ» و مسألة لي على نسخة «خ».

 (9). مسائلك «خ» و جعل مسألتك على نسخة.

23
الوافي‏2

2 ص : 22

قلت فما «1» تصنع بها قال أرى بها الألوان و الأشخاص- قلت فلك أنف قال نعم قلت فما تصنع به قال أشم به الرائحة- قلت أ لك فم قال نعم قلت فما تصنع به قال أذوق به الطعم- قلت فلك أذن قال نعم قلت فما تصنع بها قال أسمع بها الصوت- قلت أ لك قلب‏ «2» قال نعم- قلت فما تصنع به قال أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح و الحواس- قلت أ و ليس في هذه الجوارح غنى‏ «3» عن القلب فقال لا- قلت و كيف ذلك‏ «4» و هي صحيحة سليمة قال يا بني إن الجوارح إذا شكت في شي‏ء شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ردته إلى القلب- فتستيقن‏ «5» اليقين و تبطل الشك- قال هشام فقلت له فإنما أقام اللَّه القلب لشك الجوارح قال نعم‏

______________________________

 (1). و ما.

 (2). اطلاق القلب على النفس شائع لأن سلطان الروح على القلب و منه قوله تعالى‏ «ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ... وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ .. (6)» يعني ليس للإنسان شخصان متمايزان و هويتان متغايرتان و ليس لبدن واحد روحان و نفسان حتّى يكون بأحدهما ابنا لرجل و بالآخر ابنا لآخر، أو يكون المرأة بأحد القلبين امّا و بالآخر زوجة، و القلب هنا هو العقل المجرد لأنّه الذي يبين خطأ الحواس و لا يمكن ذلك إلّا بادراك الكليّات إذ لا يمكن لحسّ أن يدرك مدركات الحسّ الآخر حتّى يحكم بصحته أو فساده و ليس وظيفة الحسّ إلّا التأثر لا الحكم .. «ش».

 (6). الأحزاب/ 4.

 (3). غناء «خ» و جعل غنى على نسخة.

 (4). ذاك «خ».

 (5). فيستيقن «خ» فيستبين- خ ل «م».

24
الوافي‏2

بيان ص : 25

 

قلت لا بد «1» من القلب و إلا لم تستيقن الجوارح قال نعم- فقلت له يا أبا مروان فالله تعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح و تتيقن به ما شكت فيه و يترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم و شكهم و اختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم و حيرتهم- و يقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك و شكك- قال فسكت و لم يقل لي شيئا ثم التفت إلي فقال‏ «2» أنت هشام بن الحكم فقلت لا- فقال‏ «3» أ من جلسائه قلت لا- قال فمن أين أنت قال قلت من أهل الكوفة قال فأذن أنت هو- ثم ضمني إليه و أقعدني في مجلسه و زال عن مجلسه و ما نطق حتى قمت- قال فضحك أبو عبد اللَّه ع و قال يا هشام من علمك هذا قلت شي‏ء أخذته منك و ألفته‏ «4» فقال‏ «5» هذا و اللَّه مكتوب في صحف إبراهيم و موسى.

بيان‏

وصف المسألة بالحمقاء تجوز من قبيل نهاره صائم و ليله قائم‏

 [3]

481- 3 الكافي، 1/ 171/ 4/ 1 علي عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب قال‏ كنت عند أبي عبد اللَّه ع فورد عليه رجل من أهل‏

______________________________

 (1). فلا بدّ «خ».

 (2). فقال لي «خ» «م» «ط».

 (3). قال آمن جلسائه «ط» قال أ فمن جلسائه قال قلت لا «خ».

 (4). فألفته- خ ل.

 (5). قال «خ».

 

25
الوافي‏2

3 ص : 25

الشام فقال إني رجل صاحب كلام و فقه و فرائض و قد جئت لمناظرة أصحابك فقال أبو عبد اللَّه ع كلامك من كلام رسول اللَّه ص أو من عندك- فقال من كلام رسول اللَّه ص و من عندي- فقال أبو عبد اللَّه ع فأنت إذن شريك رسول اللَّه ص قال لا- قال فسمعت الوحي عن اللَّه عز و جل يخبرك قال لا- قال فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول اللَّه ص قال لا- فالتفت أبو عبد اللَّه ع إلي فقال يا يونس بن يعقوب هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم- ثم قال يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته قال يونس فيا لها من حسرة فقلت جعلت فداك إني سمعتك تنهى عن الكلام و تقول ويل لأصحاب الكلام يقولون هذا ينقاد و هذا لا ينقاد و هذا ينساق و هذا لا ينساق و هذا نعقله و هذا لا نعقله- فقال أبو عبد اللَّه ع إنما قلت فويل لهم إن تركوا ما أقول- و ذهبوا إلى ما يريدون- ثم قال لي‏ «1» اخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فأدخله- قال فأدخلت حمران بن أعين و كان يحسن الكلام و أدخلت الأحول و كان يحسن الكلام و أدخلت هشام بن سالم و كان يحسن الكلام و أدخلت‏

______________________________

 (1). ثمّ قال اخرج «الكافيين المخطوطين».

26
الوافي‏2

3 ص : 25

قيس الماصر و كان عندي أحسنهم كلاما و كان قد تعلم الكلام من علي بن الحسين ع فلما استقر بنا المجلس و كان أبو عبد اللَّه ع قبل الحج يستقر أياما في جبل في طرف الحرم في فازة «1» له مضروبة- قال فأخرج أبو عبد اللَّه ع رأسه من فازته‏ «2» فإذا هو ببعير يخب فقال هشام و رب الكعبة قال فظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة له قال فورد هشام بن الحكم و هو أول ما اختطت لحيته و ليس فينا إلا من هو أكبر منه سنا- «3» قال فوسع له أبو عبد اللَّه ع و قال ناصرنا بقلبه و لسانه و يده ثم قال يا حمران كلم الرجل فكلمه فظهر عليه حمران ثم قال يا طاقي كلمه فكلمه فظهر عليه الأحول ثم قال يا هشام بن سالم كلمه فتعاركا «4» ثم قال أبو عبد اللَّه ع لقيس الماصر كلمه فكلمه فأقبل أبو عبد اللَّه ع يضحك من كلامهما مما قد أصاب الشامي فقال للشامي كلم هذا الغلام يعني هشام بن الحكم فقال نعم فقال لهشام يا غلام سلني في إمامة هذا فغضب هشام حتى ارتعد ثم قال للشامي يا هذا أ ربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم- فقال الشامي بل ربي أنظر لخلقه قال ففعل بنظره ما ذا «5» قال‏

______________________________

 (1). و هي مظلّة بين عمودين «مجمع البحرين» و في «خ» قارة مكان فازه.

 (2). فاخرج أبو عبد اللّه عليه السّلام رأسه من الخيمة الكافي المخطوط «خ».

 (3). إلّا من هو أكبر سنا منه كذا في الكافي المطبوع و المخطوطين منه.

 (4). فتعارفا «ف» على نسخة و في الكافي «خ» و «م» و «المطبوع» أيضا فتعارفا و في شرح المولى خليل أوردها فتفارقا (و جعل «فتعارفا- و «فتعاركا» على نسخة و في بعض نسخ الكافي فتعاوقا).

 (5). ففعل بنظره لهم ما ذا «خ» و «م» و الكافي المطبوع.

27
الوافي‏2

3 ص : 25

أقام لهم حجة دليلا كيلا يتشتتوا أو يختلفوا يتألفهم و يقيم أودهم و يخبرهم بفرض ربهم- قال فمن هو قال رسول اللَّه ص قال هشام فبعد رسول اللَّه ص من قال الكتاب و السنة- قال هشام فهل نفعنا اليوم الكتاب و السنة في رفع الاختلاف عنا- قال الشامي نعم قال فلم اختلفت أنا و أنت و صرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك قال فسكت الشامي- فقال أبو عبد اللَّه ع للشامي ما لك لا تتكلم قال الشامي إن قلت لم نختلف كذبت و إن قلت إن الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت لأنهما يحتملان الوجوه و إن قلت قد اختلفنا و كل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا إذا الكتاب و السنة إلا أن لي عليه هذه الحجة- فقال أبو عبد اللَّه ع سله تجده مليا فقال الشامي يا هذا من أنظر للخلق أ ربهم أو أنفسهم فقال هشام ربهم أنظر لهم منهم لأنفسهم فقال الشامي فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم و يقيم أودهم و يخبرهم بحقهم من باطلهم قال هشام في وقت رسول اللَّه ص أو الساعة قال الشامي في وقت رسول اللَّه ص و الساعة من فقال هشام هذا القاعد الذي يشد إليه الرحال و يخبرنا بأخبار السماء «1» وراثة عن أب عن جد- قال الشامي فكيف لي أن أعلم ذلك قال هشام سله عما بدا لك- قال الشامي قطعت عذري فعلي السؤال‏

______________________________

 (1). باخبار السّماوات «خ».

28
الوافي‏2

بيان ص : 29

فقال أبو عبد اللَّه ع يا شامي أخبرك كيف كان سفرك و كيف كان طريقك كان كذا و كان كذا فأقبل الشامي يقول صدقت أسلمت لله الساعة- فقال أبو عبد اللَّه ع بل آمنت بالله الساعة إن الإسلام قبل الإيمان و عليه يتوارثون و يتناكحون و الإيمان عليه يثابون- فقال الشامي صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا اللَّه و أن محمدا رسول اللَّه و أنك وصي الأوصياء ثم التفت أبو عبد اللَّه ع إلى حمران فقال تجري الكلام على الأثر فتصيب و التفت إلى هشام بن سالم فقال تريد الأثر و لا تعرفه ثم التفت إلى الأحول فقال قياس رواغ تكسر باطلا بباطل إلا أن باطلك أظهر ثم التفت إلى قيس الماصر فقال تتكلم و أقرب ما تكون من الخبر عن رسول اللَّه ص أبعد ما تكون منه تمزج الحق مع الباطل و قليل الحق يكفي عن كثير الباطل أنت و الأحول قفازان حاذقان- قال يونس فظننت و اللَّه إنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما ثم قال يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت مثلك فليكلم الناس فاتق الزلة و الشفاعة من ورائها إن شاء اللَّه.

بيان‏

هذا ينقاد و هذا لا ينقاد إشارة إلى ما يقوله أهل المناظرة في مجادلاتهم سلمنا هذا و لكن لا نسلم ذلك و هذا ينساق و هذا لا ينساق إشارة إلى قولهم للخصم أن يقول كذا و ليس له أن يقول كذا.

إن تركوا ما أقول و ذهبوا إلى ما يريدون أي تركوا ما ثبت منا و صح نقله عنا من مسائل الدين و أخذوا بآرائهم فيها فنصروها بمثل هذه المجادلات و الأحول هو أبو جعفر محمد بن النعمان الملقب بالطاقي و مؤمن الطاق و الفازة الخيمة

29
الوافي‏2

4 ص : 30

الصغيرة و الخبب بالخاء المعجمة و الموحدتين ضرب من العدو.

فقال هشام يعني هذا الراكب هشام فظننا أن هشاما رجل أي ظننا أنه يريد بقوله هشام ذلك الرجل ناصرنا أي هو ناصرنا فظهر عليه غلبة فتعاركا لم يغلب أحدهما على الآخر في إمامة هذا يعني أبا عبد اللَّه ع كأنه أساء أدب الإمام ع أو استهزأ بهشام و لهذا غضب كيلا يتشتتوا يتفرقوا أودهم اعوجاجهم هذه الحجة يعني الحجة التي كانت له علي يشد إليه الرحال كناية عن إتيان الناس إليه من كل فج و إقبالهم عليه في مواسم الحج و الرحل مركب البعير و ما يصحبه الإنسان من الأثاث.

تجري الكلام على الأثر أي تتبع كلامك ما وصل إليك من الأخبار تريد الأثر أي الخبر قياس على صيغة المبالغة أي أنت كثير القياس و كذلك رواغ بإهمال أوله و إعجام آخره أي كثير الروغان و هو ما يفعله الثعلب من المكر و الحيل و يقال للمصارعة أيضا و أقرب ما تكون من الخبر عن رسول اللَّه ص أبعد ما تكون منه أي إذا قربت من الاستشهاد بحديث نبوي و أمكنك أن تتشبث به تركته و أخذت أمرا آخر بعيدا من مطلوبك و القفاز بالقاف ثم الفاء ثم الزاي الوثاب تلوي رجليك يعني مع أنك لا تكاد تقع تلوي رجليك كأنك تكاد تقع إذا هممت بالأرض أي إذا صرت كأنك تكاد تقع طرت أي قمت منتصبا قياما سريعا رفيعا يشبه الطيران و في الكلام استعارات و ترشيحات‏

 [4]

482- 4 الكافي، 1/ 188/ 15/ 1 النيسابوريان عن صفوان عن منصور بن حازم قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع إن اللَّه أجل و أكرم‏ «1» من أن يعرف‏

______________________________

 (1). قوله «إنّ اللّه أجلّ و أكرم من أن يعرف بخلقه ... الخ» لعلّ المراد أنّه أجلّ من أن يعرف بارشاد خلقه و الهداة المرشدون إلى طريق معرفته، و أمّا الهداية و المعرفة فموهبيه كما قال: «انّك لا تهدى من احببت و لكن اللّه يهدي من يشاء» بل الخلق يعرفون اللّه باللّه أي بهدايته و توفيقه، أو المراد انّه أجلّ من ان يعرف-

30
الوافي‏2

4 ص : 30

بخلقه بل الخلق يعرفون بالله قال صدقت قلت إن من عرف أن له ربا فقد ينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب رضاء و سخطا و أنه لا يعرف رضاه و سخطه إلا بوحي أو رسول فمن لم يأته الوحي فينبغي له أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة و أن لهم الطاعة المفترضة فقلت للناس أ ليس تعلمون أن رسول اللَّه ص كان هو الحجة من اللَّه على خلقه قالوا بلى- قلت فحين مضى ع من كان الحجة قالوا القرآن فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئي و القدري و الزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم فما قال فيه من شي‏ء كان حقا فقلت لهم من قيم القرآن فقالوا ابن مسعود قد كان يعلم و عمر يعلم و حذيفة يعلم قلت كله قالوا لا فلم أجد أحدا يقال إنه يعرف‏ «1» القرآن كله إلا عليا ع و إذا كان الشي‏ء بين القوم فقال هذا لا أدري و قال هذا لا أدري و قال هذا لا أدري و قال هذا أنا أدري- فأشهد أن عليا ع كان قيم القرآن و كانت طاعته مفترضة- و كان الحجة على الناس بعد رسول اللَّه ص و أن ما قال في القرآن فهو حق فقال رحمك اللَّه فقلت إن عليا ع لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول اللَّه ص‏

______________________________

- بصفات خلقه مثل الجوهريّة و العرضية و الجسمية و النورية و غيرها، بل الخلق يعرفونه بما عرّف به نفسه من الصفات اللائقة به و هو انّه المبدأ المسلوب عنه صفات خلقه كما قال: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ» و «لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» أو بل الخلق يعرفون الحقائق الممكنة و احوالها باللّه أي بسبب خلقه إياها أو بسبب فيضانها منه على عقولهم، أو المراد أنّه أجلّ من أن يعرف حقّ المعرفة بالنظر إلى خلقه و الاستدلال بهم عليه بل الخلق يعرفون اللّه باللّه بأن ينكشف ذاته المقدّسة عند عقولهم المجرّدة و هذه المعرفة ليست لميّة لتعاليه عن العلّة و لا إنّيّة لعدم حصولها بتوسّط المعلول «صالح رحمه اللّه».

 (1). انه يعرف ذلك كله «خ» انه يعلم القرآن كله «الكافي المطبوع».

31
الوافي‏2

بيان ص : 32

 

و إن الحجة بعد علي الحسن بن علي ع و أشهد على الحسن ع أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه و جده و أن الحجة بعد الحسن الحسين ع و كانت طاعته‏ «1» مفترضة فقال رحمك اللَّه فقبلت رأسه فقلت و أشهد على الحسين ع أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده علي بن الحسين ع و كانت طاعته مفترضة- فقال رحمك اللَّه فقبلت رأسه قلت و أشهد على علي بن الحسين ع أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده محمد بن علي أبا جعفر ع و كانت طاعته مفترضة فقال رحمك اللَّه قلت أعطني رأسك حتى أقبله فضحك قلت أصلحك اللَّه قد علمت أن أباك لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه و أشهد بالله أنك أنت الحجة و أن طاعتك مفترضة فقال كف رحمك اللَّه قلت أعطني رأسك أقبله فقبلت رأسه فضحك و قال سلني عما شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبدا.

بيان‏

يعني عرفتك اليوم و عرفت أنك من شيعتنا

 [5]

483- 5 الكافي، 1/ 242/ 1/ 1 محمد بن أبي عبد اللَّه و محمد بن الحسن عن سهل و محمد عن أحمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الحريش‏ «2» عن أبي‏

______________________________

 (1). و طاعته كانت مفترضة «خ».

 (2). و هو المذكور في ج 2 ص 118 «مجمع الرجال» و ج 1 ص 286 «تنقيح المقال» بعنوان «حريش» ضبطه المامقاني بالحاء المهملة المفتوحة و الراء المهملة المكسورة و الياء المثناة من تحت الساكنة و الشين المعجمة ثمّ قال: قيل حريش هو مصغر على وزن «زبير» انتهى.-

 

32
الوافي‏2

5 ص : 32

جعفر الثاني ع قال قال أبو عبد اللَّه ع‏ بينا أبي ع يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر قد قيض له فقطع عليه أسبوعه حتى أدخله إلى دار جنب الصفا فأرسل إلي فكنا ثلاثة فقال مرحبا بابن‏ «1» رسول اللَّه ص- ثم وضع يده على رأسي و قال بارك اللَّه فيك يا أمين اللَّه بعد آبائه يا أبا جعفر إن شئت فأخبرني و إن شئت فأخبرتك و إن شئت سلني و إن شئت سألتك و إن شئت فاصدقني و إن شئت صدقتك قال كل ذلك أشاء- قال فإياك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره قال إنما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه فإن اللَّه تبارك و تعالى أبى أن يكون له علم فيه اختلاف قال هذه مسألتي و قد فسرت طرفا منها أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف من يعلمه- قال أما جملة العلم فعند اللَّه تعالى و أما ما لا بد للعباد منه فعند الأوصياء- قال ففتح الرجل عجيرته و استوى جالسا و تهلل وجهه و قال هذه أردت و لها أتيت زعمت أن علم ما لا اختلاف فيه من العلم عند الأوصياء- فكيف يعلمونه قال كما كان رسول اللَّه ص يعلمه إلا أنهم لا يرون ما كان رسول اللَّه ص يرى لأنه كان نبيا و هم‏

______________________________

- و لنا الحسن بن العباس الحريشى أيضا و قال بعضهم باتحادهما و استبعده المامقاني. و قيل حريش بمعنى «أمّ أربع و أربعين» و بمعنى «مرميس» (كركدن) و هو جد قبيلة منهم الحسن بن العبّاس الحريشي، كما ان حريش اسم لحريش بن هلال القريعي، صحابيّ، شاعر.

هذا، و لكن بعضهم أورده بالجيم المعجمة مكان الحاء المهملة كما في جامع الرواة و بعض نسخ الوافي و الكافي و الظّاهر أنّه تصحيف و في المقام تحقيق لا يسعنا ذكره «ض. ع».

 (1). في المطبوع من الكافي مرحبا بك يا بن رسول اللّه.

33
الوافي‏2

5 ص : 32

محدثون و أنه كان يفد إلى اللَّه تعالى فيسمع الوحي و هم لا يسمعون- فقال صدقت يا بن رسول اللَّه سأسألك مسألة صعبة أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر كما كان يظهر مع رسول اللَّه ص قال فضحك أبي ع و قال أبى اللَّه أن يطلع على علمه إلا ممتحنا للإيمان به كما قضى على رسول اللَّه ص أن يصبر على أذى قومه و لا يجاهدهم إلا بأمره فكم من اكتتام قد اكتتم به حتى قيل له- فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ‏ «1» و ايم اللَّه أن لو صدع قبل ذلك لكان آمنا و لكنه إنما نظر في الطاعة و خاف الخلاف فلذلك كف فوددت أن عينك تكون مع مهدي هذه الأمة و الملائكة بسيوف آل داود بين السماء و الأرض تعذب أرواح الكفرة من الأموات و تلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء- ثم أخرج سيفا ثم قال ها إن هذا منها قال فقال أبي إي و الذي اصطفى محمدا على البشر قال فرد الرجل اعتجاره و قال أنا اليأس ما سألتك عن أمرك و بي منه جهالة غير أني أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لأصحابك و سأخبرك بآية أنت تعرفها إن خاصموا بها فلجوا قال فقال له أبي إن شئت أخبرتك بها قال قد شئت قال إن شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف لنا أن اللَّه تعالى يقول لرسوله ص- إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إلى آخرها فهل كان رسول اللَّه ص يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة أو يأتيه به جبرئيل ع في غيرها فإنهم سيقولون لا فقل لهم فهل كان لما علم بد من أن يظهر فيقولون لا فقل لهم فهل كان فيما أظهر رسول اللَّه ص‏

______________________________

 (1). اشارة إلى آية 94 في سورة الحجر «فاصدع بما تؤمر» الخ.

34
الوافي‏2

5 ص : 32

من علم اللَّه تعالى اختلاف فإن قالوا لا فقل لهم فمن حكم بحكم اللَّه فيه اختلاف فهل خالف رسول اللَّه ص فيقولون نعم فإن قالوا لا فقد نقضوا أول كلامهم فقل لهم ما يعلم تأويله إلا اللَّه و الراسخون في العلم فإن قالوا من الراسخون في العلم فقل من لا يختلف في علمه- فإن قالوا فمن هو ذاك فقل كان رسول اللَّه ص صاحب ذلك فهل بلغ أو لا فإن قالوا قد بلغ فقل فهل مات ص و الخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف فإن قالوا لا فقل إن خليفة رسول اللَّه ص مؤيد و لا يستخلف رسول اللَّه ص إلا من يحكم بحكمه و إلا من يكون مثله إلا النبوة و إن كان رسول اللَّه ص لم يستخلف في علمه أحدا- فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده فإن قالوا لك فإن علم رسول اللَّه ص كان من القرآن فقل- حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إلى قوله‏ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ‏ «1»- فإن قالوا لك لا يرسل اللَّه تعالى إلا إلى نبي فقل هذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملائكة و الروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى الأرض فإن قالوا من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية فإن قالوا من سماء إلى أرض و أهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك فقل فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه فإن قالوا فإن الخليفة هو حكمهم- فقل‏ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ إلى قوله‏ خالِدُونَ‏ «2»

______________________________

 (1). الدخان/ 1- 5.

 (2). البقرة/ 257.

35
الوافي‏2

5 ص : 32

لعمري ما في الأرض و لا في السماء ولي لله تعالى إلا و هو مؤيد و من أيد لم يخط و ما في الأرض عدو لله تعالى إلا و هو مخذول و من خذل لم يصب كما أن الأمر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض كذلك‏ «1» و لا بد من وال فإن قالوا لا نعرف هذا فقل قولوا ما أحببتم أبى اللَّه بعد محمد أن يترك العباد و لا حجة عليهم- قال أبو عبد اللَّه ع ثم وقف فقال هاهنا يا بن رسول اللَّه باب غامض أ رأيت إن قالوا حجة اللَّه القرآن قال إذن أقول لهم إن القرآن ليس بناطق يأمر و ينهى و لكن للقرآن أهل يأمرون و ينهون و أقول قد عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة ما هي في السنة و الحكم الذي ليس فيه اختلاف و ليست في القرآن أبى اللَّه تعالى لعلمه بتلك الفتنة أن تظهر في الأرض و ليس في حكمه راد لها و مفرج عن أهلها فقال هاهنا تفلجون يا بن رسول اللَّه أشهد أن اللَّه قد علم بما يصيب الخلق من مصيبة في الأرض أو في أنفسهم من الدين أو غيره فوضع القرآن دليلا قال فقال الرجل هل تدري يا بن رسول اللَّه دليل ما هو- قال أبو جعفر ع نعم فيه جمل الحدود و تفسيرها عند الحكم- فقد أبى اللَّه أن يصيب عبدا بمصيبة في دينه أو في نفسه أو في ماله ليس في أرضه من حكمه قاض بالصواب في تلك المصيبة قال فقال الرجل أما في هذا الباب فقد فلجتم بحجة إلا أن يفتري خصمكم على اللَّه فيقول ليس لله تعالى حجة و لكن أخبرني عن تفسير لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ‏ «2» مما خص به علي ع‏ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ‏ «3» قال في أبي فلان و أصحابه واحدة مقدمة و واحدة مؤخرة

______________________________

 (1). في المخطوطين من الكافي «كذلك لا بد».

 (2 و 3). الحديد/ 23.

36
الوافي‏2

بيان ص : 37

لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ‏ مما خص علي ع به‏ «1» وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ‏ من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول اللَّه ص فقال الرجل- أشهد أنكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه ثم قام الرجل و ذهب فلم أره.

بيان‏

معتجر ذو معجر على رأسه قيض من باب التفعيل أي جي‏ء به من حيث لا يحتسب أسبوعه طوافه يا أبا جعفر تقدير الكلام ثم التفت إلى أبي فقال يا أبا جعفر فإن اللَّه تعالى أبى فيه إشارة إلى أن علمه من علم اللَّه و المراد بهذا العلم علم الشرائع أصولها و فروعها و العلم بما كان و ما سيكون كما سيظهر من سياق الحديث هذه مسألتي يعني مسألتي هي أن اللَّه تعالى هل له علم ليس فيه اختلاف أم لا ثم العلم الذي لا اختلاف فيه عند من هو.

و قد فسرت أنت بعض ذلك و هو السؤال الأول جملة العلم يعني كله عجيرته معجره تهلل وجهه تلألأ فرحا ما كان رسول اللَّه ص يرى يعني جبرئيل و سائر الملائكة ع و هم محدثون يعني يحدثهم الملك و لا يرونه يفد يقدم من الوفود فيسمع الوحي أي من اللَّه تعالى بلا واسطة سأسألك مسألة في بعض النسخ سآتيك بمسألة و المعنى واحد أن يطلع من باب الإفعال‏ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ أظهر و احكم بالحق جهارا عينك في بعض النسخ أعينك بصيغة الجمع بسيوف آل داود أي داود و أهله يعني السيوف التي أمر اللَّه سبحانه بأن يقاتل بها كما

______________________________

 (1). ممّا خصّ به عليّ عليه السّلام، كذا في بعض نسخ الوافي و في الكافي المطبوع و المخطوط «م».

37
الوافي‏2

بيان ص : 37

أمر اللَّه تعالى بمقاتلة داود النبي و أهله مع جالوت على ما حكى اللَّه عز و جل في القرآن أو المراد بها تلك السيوف بعينها قال يعني أبا عبد اللَّه ع.

فقال أبي يعني قال بعد هذا الكلام تأكيدا له إن خاصموا بها فلجوا بالجيم يعني إن خاصم أصحابك بها أهل الخلاف ظفروا و فازوا بالغلبة عليهم.

و تقرير هذه الحجة على ما يطابق عبارة الحديث مع مقدماتها المطوية أن يقال قد ثبت أن اللَّه سبحانه أنزل القرآن في ليلة القدر على رسول اللَّه ص.

و أنه كان تنزل الملائكة و الروح فيها من كل أمر ببيان و تأويل سنة فسنة كما يدل عليه فعل المستقبل الدال على التجدد في الاستقبال فنقول هل كان لرسول اللَّه ص طريق إلى العلم الذي يحتاج إليه الأمة سوى ما يأتيه من السماء من عند اللَّه سبحانه إما في ليلة القدر أو في غيرها أم لا و الأول باطل لما أجمع عليه الأمة من أن علمه ليس إلا من عند اللَّه سبحانه كما قال تعالى‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‏ «1» فثبت الثاني.

ثم نقول فهل يجوز أن لا يظهر هذا العلم الذي يحتاج إليه الأمة أم لا بد من ظهوره لهم و الأول باطل لأنه إنما يوحى إليه ليبلغ إليهم و يهديهم إلى اللَّه عز و جل فثبت الثاني ثم نقول فهل في ذلك العلم النازل من السماء من عند اللَّه جل و علا إلى الرسول اختلاف بأن يحكم في أمر في زمان بحكم ثم يحكم في ذلك الأمر بعينه في ذلك الزمان بعينه بحكم آخر يخالفه أم لا و الأول باطل لأن الحكم إنما هو من عند اللَّه جل و عز و هو متعال عن ذلك كما قال‏ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً «2».

______________________________

 (1). النجم/ 4.

 (2). النساء/ 82.

38
الوافي‏2

بيان ص : 37

ثم نقول فمن حكم بحكم فيه اختلاف كالذي يجتهد في الحكم الشرعي بتأويله المتشابه برأيه ثم ينقض ذلك الحكم راجعا عن ذلك الرأي لزعمه أنه قد أخطأ فيه هل وافق رسول اللَّه ص في فعله ذلك و حكمه أم خالفه و الأول باطل لأن رسول اللَّه ص لم يكن في حكمه اختلاف فثبت الثاني ثم نقول فمن لم يكن في حكمه اختلاف فهل له طريق إلى ذلك الحكم من غير جهة اللَّه سبحانه إما بواسطة أو بغير واسطة و من دون أن يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف أم لا و الأول باطل فثبت الثاني.

ثم نقول فهل يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف إلا اللَّه و الراسخون في العلم الذين ليس في علمهم اختلاف أم لا و الأول باطل لأن اللَّه سبحانه يقول‏ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏ «1» ثم نقول فرسول اللَّه ص الذي هو من الراسخين في العلم هل مات و ذهب بعلمه ذلك و لم يبلغ طريق علمه بالمتشابه إلى خليفته من بعده أم بلغه و الأول باطل لأنه لو فعل ذلك فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده فثبت الثاني.

ثم نقول فهل خليفته من بعده كسائر آحاد الناس يجوز عليه الخطأ و الاختلاف في العلم أم هو مؤيد من عند اللَّه يحكم بحكم رسول اللَّه ص بأن يأتيه الملك و يحدثه من غير وحي و رؤية أو ما يجري مجرى ذلك و هو مثله إلا في النبوة و الأول باطل لعدم إغنائه حينئذ لأن من يجوز عليه الخطأ لا يؤمن عليه الاختلاف في الحكم و يلزم التضييع من ذلك أيضا فثبت الثاني فلا بد من خليفة بعد رسول اللَّه ص راسخ في العلم عالم بتأويل المتشابه مؤيد من عند اللَّه لا يجوز عليه الخطأ و لا الاختلاف في العلم يكون حجة على العباد و هو المطلوب.

______________________________

 (1). آل عمران/ 7.

39
الوافي‏2

بيان ص : 37

فإن قالوا لك هذا إيراد سؤال على الحجة تقريره أن علم رسول اللَّه ص لعله كان من القرآن فحسب ليس مما يتجدد في ليلة القدر في شي‏ء فأجاب بأن اللَّه سبحانه يقول‏ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ‏ «1» فهذه الآية تدل على تجدد الفرق و الإرسال في تلك الليلة المباركة بإنزال الملائكة و الروح فيها من السماء إلى الأرض دائما فلا بد من وجود من يرسل إليه الأمر دائما.

فإن قالوا لك هذا سؤال آخر تقريره أنه يلزم مما ذكرتم جواز إرسال الملائكة إلى غير النبي ص مع أنه لا يجوز ذلك فأجاب عنه بالمعارضة بمدلول الآية الذي لا مرد له و لا استبعاد في أن يكون للنبي ص خليفة تقرب مرتبته من مرتبته في التأييد من عند اللَّه و تحديث الملك و إن لم يكن نبيا يوحى إليه فإن المخالفين أيضا

يروون عن النبي ص أنه قال‏ إن في أمتي محدثين.

يعني يحدثهم الملك و يسددهم.

فإن قالوا فإن الخليفة هو حكمهم بفتح الكاف يعني هو السيد المتحاكم إليه فقل إذا لم يكن الخليفة مؤيدا محفوظا من الخطأ فكيف يخرجه اللَّه و يخرج به عباده من الظلمات إلى النور و قد قال اللَّه سبحانه‏ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ‏ «2» ثم وقف يعني أبا جعفر ع.

فقال يعني إلياس مصيبة أي قضية مشكلة و مسألة معضلة ما هي في السنة و الحكم الذي ليس فيه اختلاف يعني ليس حكمها يوجد في السنة و لا في الحكم الذي ليس فيه اختلاف و لا في القرآن أن تظهر يعني تلك الفتنة و هو

______________________________

 (1). الدخان/ 4- 5.

 (2). البقرة/ 257.

40
الوافي‏2

بيان ص : 37

مفعول أبى مع الجملة الحالية التي بعده و العائد في حكمه راجع إلى اللَّه إن اللَّه قد علم بما يصيب الخلق من مصيبة في الأرض أي في الخارج من أنفسهم كالمال أو في أنفسهم كالدين فيه إشارة إلى قوله تعالى‏ ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ‏ «1» جمل الحدود أي مجملاتها و تفسيرها عند الحكم بفتح الكاف يعني الحجة و لفظة من في من حكمه إما اسم موصول فتكون اسم ليس أو حرف جر فتكون صلة للخروج الذي يتضمنه معنى القضاء في قاض أي قاض خارج من حكمه بالصواب مما خص علي ع به هذا من كلام أبي جعفر ع ففي الكلام حذف يعني قال مما خص علي ع به يعني الخلافة و الإمامة و كأنه سقط من قلم النساخ.

و يحتمل أن يكون من كلام الرجل‏ بِما آتاكُمْ‏ يعني خلافة أبي بكر و أبي فلان كناية عنه و أصحابه يعني عمر و عثمان واحدة مقدمة يعني تخصيص علي بالخلافة و الإمامة قد تقدم من رسول اللَّه ص و فاتكم و واحدة مؤخرة يعني فتنة خلافة أبي بكر قد تأخرت عن ذلك و قد أتتكم فقوله ثانيا لِكَيْلا تَأْسَوْا إلى آخره بيان للأمرين و المخاطب بإحداهما الشيعة و بالأخرى مخالفوهم.

و قد تبين من هذا الحديث معنى إنزال القرآن في ليلة القدر مع ما ثبت أنه أنزل نجوما في نحو من عشرين سنة و قد تكلف المفسرون في تفسيره بتكلفات بعيدة مثل قولهم إنه أنزل إلى السماء الدنيا جملة في ليلة القدر ثم أنزل منه إلى الأرض نجوما في تلك المدة و مثل قولهم إن ابتداء نزوله كان في ليلة القدر و مثل قولهم إنا أنزلنا القرآن في شأن ليلة القدر و هو قوله تعالى‏ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ «1»

______________________________

 (1). الحديد/ 22- 23.

41
الوافي‏2

بيان ص : 37

إلى غير ذلك و يأتي ما يقرب من الأول عن الصادق ع في باب متى نزل القرآن من أبواب القرآن و فضائله من كتاب الصلاة إن شاء اللَّه تعالى.

و المستفاد من هذا الحديث أن معنى إنزاله في ليلة القدر إنزال بيانه بتفصيل مجمله و تأويل متشابهه و تقييد مطلقه و تفريق محكمه من متشابهه و بالجملة تتميم إنزاله بحيث يكون هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان كما قال سبحانه‏ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏ «2» يعني في ليلة القدر منه‏ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى‏ وَ الْفُرْقانِ‏ تثنية لقوله عز و جل‏ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‏ «3» أي محكم‏ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ‏ «4» فقوله‏ فِيها يُفْرَقُ‏ و قوله‏ وَ الْفُرْقانَ‏ معناهما واحد.

و روي في معاني الأخبار بإسناده عن الصادق ع‏ أن القرآن جملة الكتاب و الفرقان المحكم الواجب العمل به.

انتهى و يأتي هذا الحديث مسندا في آخر كتاب الصلاة إن شاء اللَّه و قد قال تعالى‏ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ‏ «5» أي حين أنزلناه نجوما فَإِذا قَرَأْناهُ‏ عليك حينئذ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ‏ «6» أي جملته‏ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ‏ «7» في ليلة القدر بإنزال الملائكة و الروح فيها عليك و على أهل بيتك من بعدك بتفريق المحكم من المتشابه و بتقدير الأشياء و تبيين أحكام خصوص الوقائع التي تصيب الخلق في تلك السنة إلى ليلة القدر الآتية.

هذا ما استنفدته من مجموع هذا الحديث مع ما يأتي من الأخبار في هذا الباب و في باب ليلة القدر من كتاب الصيام و في بعض أخبار ذلك الباب أنه لم ينزل‏

______________________________

. القدر/ 3.

 (2). البقرة/ 185.

 (3). الدخان/ 1- 4.

 (4). الدخان/ 5.

 (5 و 6 و 7). القيامة/ 17، 18، 19.

42
الوافي‏2

6 ص : 43

القرآن إلا في ليلة القدر و أنه لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن.

و قال في الفقيه تكامل نزول القرآن ليلة القدر و هو مؤيد لما قلنا

 [6]

484- 6 الكافي، 1/ 247/ 2/ 1 و عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ بينا أبي ع جالس و عنده نفر إذا استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا- ثم قال هل تدرون ما أضحكني قال فقالوا لا قال زعم ابن عباس أنه من‏ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا+- فقلت له هل رأيت الملائكة يا بن عباس تخبرك بولايتها لك في الدنيا و الآخرة مع الأمن من الخوف و الحزن قال فقال إن اللَّه تعالى يقول- إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ «1» و قد دخل في هذا جميع الأمة فاستضحكت ثم قلت صدقت يا بن عباس أنشدك اللَّه تعالى هل في حكم اللَّه تعالى اختلاف- قال فقال لا فقلت ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت ثم ذهب و أتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به إليك و أنت قاض- كيف أنت صانع قال- أقول لهذا القاطع أعطه دية كفه و أقول لهذا المقطوع صالحه على ما شئت و ابعث به إلى ذوي عدل قلت- جاء الاختلاف في حكم اللَّه تعالى و نقضت القول الأول أبى اللَّه تعالى أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود ليس تفسيره في الأرض اقطع قاطع الكف أصلا ثم أعطه دية الأصابع هكذا حكم اللَّه تبارك و تعالى ليلة ينزل فيها أمره أن جحدتها بعد ما سمعت من رسول اللَّه ص فأدخلك اللَّه النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن أبي طالب ع قال فلذلك‏

______________________________

 (1). الحجرات/ 10.

43
الوافي‏2

بيان ص : 44

عمى بصري قال و ما علمك بذلك فو الله إن عمى بصره‏ «1» إلا من صفقة جناح الملك- قال فاستضحكت ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله ثم لقيته فقلت- يا بن عباس ما تكلمت بصدق مثل أمس قال لك علي بن أبي طالب إن ليلة القدر في كل سنة و إنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة و إن لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللَّه ص فقلت من هم فقال أنا و أحد عشر من صلبي أئمة محدثون فقلت لا أراها كانت إلا مع رسول اللَّه ص فتبدأ لك الملك الذي يحدثه فقال كذبت يا عبد اللَّه رأت عيناي الذي حدثك به علي و لم تره عيناه و لكن وعى قلبه و وقر في سمعه ثم صفقك بجناحه فعميت- قال فقال ابن عباس ما اختلفنا في شي‏ء فحكمه إلى اللَّه فقلت له فهل حكم اللَّه في حكم من حكمه بأمرين قال لا فقلت هاهنا هلكت و أهلكت.

بيان‏

اغرورقت افعيعال من الغرق‏ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا+ يعني وحدوا اللَّه ثم استقاموا على طاعة اللَّه و طاعة رسوله كما ينبغي من غير مخالفة يعني بهم المعصومين ص هل رأيت الملائكة أشار به إلى قوله سبحانه‏ إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ «2».

صدقت صدقه على سبيل التهكم و ابعث به إلى ذوي عدل أي أرسله‏

______________________________

 (1). في الكافي المطبوع أورده «ان عمى بصرى» ثمّ ذكر في الهامش «في بعض النسخ ان عمى بصره. و لكن في نسخ الوافي و المخطوطين من الكافي و المرآة و شرح المولى خليل كلّها «ان عمى بصره». «ض. ع».

 (2). فصّلت/ 30- 31.

44
الوافي‏2

7 ص : 45

إليهما لتقدير الحكومة في الأصابع جاء الاختلاف لعدم إمكان الاتفاق في مثله ليلة ينزل فيها أمره يعني ليلة القدر.

قال اللَّه تعالى‏ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‏ «1» و قال‏ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إلى قوله‏ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ «2» إن جحدتها يعني تلك الليلة قال فلذلك عمى بصري هذا الكلام تصديق و إقرار منه له ع قال و ما علمك بذلك يعني قال ابن عباس لأبي من أين علمت أن ذلك سبب عماي كأنه تعجب من علمه بما هو بمنزلة الغيب فو الله هذا من كلام الصادق ع معترض و لم تره عيناه هذا من تتمة كلام الملك و العائد في عيناه راجع إلى علي ع يعني لم تره عينا علي لأنه ليس بملك و لا نبي و يأتي ما يؤيد هذا التفسير في هذا الباب‏ «3».

وقر في سمعه أي ثبت فيه و استقر من الوقرة يعني النقرة في الصخرة و في الحديث التعلم في الصغر كالوقرة في الحجر أراد أنه يثبت في القلب ثبات النقرة في الحجر ما اختلفنا في شي‏ء فحكمه إلى اللَّه أشار به إلى قوله عز و جل‏ وَ مَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ‏ «4» أي مردود إليه كأنه نفى بهذا الكلام أن يكون في الأمة من علم حكم المختلف فيه.

فاحتج ع عليه بأنه إذا كان الحكم مردودا إلي اللَّه و ليس عند اللَّه في الواقع إلا حكم واحد فكيف يحكمون تارة بأمر و تارة بآخر و هل هذا إلا مخالفة لله سبحانه في أحد الحكمين التي هي سبب الهلاك و الإهلاك‏

 [7]

485- 7 الكافي، 1/ 248/ 3/ 1 بهذا الإسناد عن أبي جعفر ع قال‏

______________________________

 (1). الدّخان/ 2- 3.

 (2). القدر/ 1.

 (3). و هو ما في حديث التيمي و العدوي حيث قال: و لما يرى قلب هذا و لم يقل عينه- منه رحمه اللّه.

 (4). الشّورى/ 10.

45
الوافي‏2

بيان ص : 46

قال اللَّه تعالى في ليلة القدر فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‏ «1» يقول ينزل فيها كل أمر حكيم و المحكم ليس بشيئين إنما هو شي‏ء واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم اللَّه تعالى و من حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا و كذا و في أمر الناس بكذا و كذا و إنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم اللَّه الخاص و المكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏ «2».

بيان‏

فسر ع الحكيم بالمحكم في ضمن قوله و المحكم ليس بشيئين و فسر المحكم بما لا يحتمل غير معناه كما هو المشهور في تفسيره لأنه هو الذي ليس بشيئين و إنما هو شي‏ء واحد لا اختلاف فيه و أما الذي يحتمل غير معناه فهو شيئان و لا بد فيه من الاختلاف و ما أحكم هذا الحديث في إبطال القول بالاجتهاد و الرأي و أبينه و كأنه أراد ع بعلم اللَّه الخاص العلم اللدني المتعلق بمعرفة أسرار المبدأ و المعاد مما يخصهم أعني غير المتعلق بأفعال العباد و بالمكنون العجيب المخزون ما يجب من ذلك صونه عن غير أهله لعدم احتمال أفهام الجمهور له‏

كما قال أمير المؤمنين ع‏ اندمجت على مكنون علم لو بحت به‏ «3» لاضطربتم- اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة.

______________________________

 (1). الدّخان/ 4.

 (2). لقمان/ 27.

 (3). باح بسره: اظهره «مجمع البحرين».

46
الوافي‏2

8 ص : 47

 [8]

486- 8 الكافي، 1/ 248/ 4/ 1 بهذا الإسناد عن أبي عبد اللَّه ع قال كان علي بن الحسين ع يقول‏ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «1» صدق اللَّه عز و جل أنزل اللَّه القرآن في ليلة القدر وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ «2» قال رسول اللَّه ص لا أدري- قال اللَّه تعالى‏ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ «3» ليس فيها ليلة القدر قال لرسول اللَّه ص و هل تدري لم هي خير من ألف شهر قال لا قال لأنها تنزل فيها الملائكة و الروح‏ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ «4» و إذا أذن اللَّه بشي‏ء فقد رضيه‏ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ يقول تسلم عليك يا محمد ملائكتي و روحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر- ثم قال في بعض كتابه‏ وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً «5»- في‏ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ و قال في بعض كتابه‏ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ- فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‏ «6»- يقول في الآية الأولى إن محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر اللَّه تعالى مضت ليلة القدر مع رسول اللَّه ص فهذه فتنة أصابتهم خاصة و بها ارتدوا على أعقابهم لأنهم إن قالوا لم تذهب فلا بد أن يكون لله تعالى فيها أمر و إذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد.

______________________________

 (1). القدر/ 1.

 (2). القدر/ 2.

 (3). القدر/ 3.

 (4). ناظر إلى سورة القدر/ 5.

 (5). الأنفال/ 25.

 (6). آل عمران/ 144.

47
الوافي‏2

بيان ص : 48

بيان‏

روي‏ أن النبي ص أري له في منامه أن القردة تصعد منبره ترد الناس عن الدين القهقرى فغمه ذلك فنزل عليه جبرئيل ع بهذه السورة تسلية له ص و أخبره أن بني أمية يملكون الأمر من بعده إلى ألف شهر.

و تأتي هذه الرواية في باب نقض عهد الصحابة من هذا الكتاب و في باب ليلة القدر من كتاب الصيام بأدنى تفاوت فقوله تعالى‏ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ يعني خير من ألف شهر يملك فيها بنو أمية الأمر بعدك ليس لهم فيها ليلة القدر لاختصاصها بك و بأهل بيتك من بعدك بنزول الأمر لهم فيها و بشيعتهم بتضاعف حسناتهم فيها.

قوله إذا أذن اللَّه بشي‏ء تفسير للإذن بالرضا و حاصل معنى آخر الحديث و اللَّه أعلم ثم قائله أن الفتنة في هذه السورة فتنتان فتنة تصيب الذين ظلموا منهم خاصة و هي إنكارهم لليلة القدر بعد النبي ص أصلا و رأسا و ارتدادهم على أعقابهم كفرا و نفاقا و أصحاب هذه الفتنة ليسوا مخاطبين بهذه الآية لأنهم ليسوا بأهل للخطاب و لا ينفعهم النصح و فتنة أخرى لا تصيبن الذين ظلموا خاصة بل تعمهم و غير الظالمين و هي عدم المبالاة بمعرفة صاحب هذا الأمر بعد رسول اللَّه ص و أن ليلة القدر بعده لمن و أن تنزل الملائكة و الروح فيها على من.

و أصحاب هذه الفتنة أهل الحيرة الذين لا يهتدون إلى الحق سبيلا و هم المخاطبون بهذه الآية يقول اللَّه لهم اجتهدوا في معرفة الأمور المذكورة و تعرفوها من قبل أن يخرج طريق تعرفها من أيديكم و هذا معنى اتقاء الفتنة و الآية الثانية نزلت في جماعة فروا من الزحف في بعض الغزوات مرتدين على أعقابهم زعما منهم أن الرسول ص قد قتل حين نادى إبليس فيهم بذلك و هم في الحقيقة أهل الفتنة الأولى المنكرون لبقاء ليلة القدر بعد الرسول بل لبقاء

48
الوافي‏2

9 ص : 49

الدين أيضا.

يقول اللَّه تعالى لهم و ما محمد إلا كسائر الرسل الذين مضوا فإنه سيمضي كما مضوا فإذا مضى مضى معه الدين فتنقلبوا بعد إيمانكم كفارا أف لكم و لأيمانكم كلا بل الدين باق بعده و الأمر باق و صاحب الأمر باق و ليلة القدر باقية و تنزل الملائكة و الروح فيها على صاحب الأمر باق ما بقيت الدنيا و أهلها و أنه يكون بعد الرسول ص خليفة بعد خليفة و وصي بعد وصي و نزول أمر بعد نزول أمر و بيان متشابهات بعد بيان متشابهات إلى غير ذلك.

فقوله ع يقول في الآية الأولى إلى آخره إشارة إلى ما قلناه و بيان لارتباط إحدى الآيتين بالأخرى و تنبيه على أن الذين ظلموا في الأولى هم المشار إليهم بالانقلاب على الأعقاب في الثانية بالحقيقة و قوله أهل الخلاف لأمر اللَّه إشارة إلى أصحاب الفتنة الأولى و قوله و بها ارتدوا إشارة إلى أنهم في الحقيقة هم المرتدون في تلك الغزوة على أعقابهم و أنهم بهذه الفتنة ارتدوا و قوله لأنهم إن قالوا تعليل لقولهم بمضي ليلة القدر و ارتدادهم عن الدين و ذلك لأنهم إن اعترفوا ببقاء ليلة القدر فلا بد لهم من الاعتراف بالحق كما بينه ع‏

 [9]

487- 9 الكافي، 1/ 249/ 5/ 1 و عن أبي عبد اللَّه ع قال كان علي ع كثيرا ما يقول‏ اجتمع التيمي و العدوي عند رسول اللَّه ص و هو يقرأ إنا أنزلناه بتخشع و بكاء فيقولان ما أشد رقتك لهذه السورة فيقول رسول اللَّه لما رأت عيني و وعى قلبي و لما يرى قلب هذا من بعدي فيقولان و ما الذي رأيت و ما الذي يرى قال فيكتب لهما في التراب‏ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ قال ثم يقول هل بقي شي‏ء بعد قوله تعالى‏ كُلِّ أَمْرٍ- فيقولان لا فيقول هل تعلمان من المنزل إليه بذلك فيقولان أنت‏

49
الوافي‏2

بيان ص : 50

 

يا رسول اللَّه فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدي فيقولان نعم قال فيقول فهل ينزل ذلك الأمر فيها فيقولان نعم- قال فيقول إلى من فيقولان لا ندري فيأخذ برأسي فيقول إن لم تدريا فادريا هو هذا من بعدي قال فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول اللَّه ص من شدة ما يداخلهما من الرعب.

بيان‏

التيمي و العدوي كنايتان عن الأولين لما رأت عيني إشارة إلى الملائكة المتنزلين في تلك الليلة و وعى قلبي إشارة إلى ما حدثته من تبيين الأمور و إحكام الأحكام و لما يرى قلب هذا من بعدي يعني من الملائكة و تحديثهم إياه و أشار بهذا إلى أمير المؤمنين ع و قد مضى في خبر آخر أنه وعى قلبه و وقر في سمعه فإن كانا ليعرفان إن مخففة من المثقلة و ضمير الشأن محذوف بقرينة لام التأكيد في الخبر يعني فإن الشأن أنهما كانا ليعرفان البتة تلك الليلة بعد النبي ص لشدة الرعب الذي يداخلهما فيها

 [10]

488- 10 الكافي، 1/ 249/ 6/ 1 و عن أبي جعفر ع قال‏ يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا فو الله إنها لحجة اللَّه تعالى على الخلق بعد رسول اللَّه ص و إنها لسيدة دينكم و إنها لغاية علمنا يا معشر الشيعة خاصموا ب حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ‏ «1» فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول اللَّه ص يا معشر الشيعة يقول اللَّه تعالى‏ وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ «2» قيل يا أبا

______________________________

 (1). الدّخان/ 1- 3.

 (2). فاطر/ 24.

 

50
الوافي‏2

بيان ص : 51

جعفر نذيرها محمد ص فقال صدقت فهل كان نذير و هو حي من البعثة في أقطار الأرض فقال السائل لا قال أبو جعفر ع أ رأيت بعيثه أ ليس نذيره كما أن رسول اللَّه في بعثته من اللَّه تعالى نذير فقال بلى قال فكذلك لم يمت محمد إلا و له بعيث نذير قال فإن قلت لا فقد ضيع رسول اللَّه ص من في أصلاب الرجال من أمته قال و ما يكفيهم القرآن قال بلى إن وجدوا له مفسرا قال و ما فسره رسول اللَّه ص قال بلى قد فسره لرجل واحد و فسر للأمة شأن ذلك الرجل و هو علي بن أبي طالب ع قال السائل يا أبا جعفر كان هذا أمر خاص لا يحتمله العامة قال أبي اللَّه أن يعبد إلا سرا حتى يأتي إبان أجله الذي يظهر فيه دينه كما أنه كان رسول اللَّه ص مع خديجة ع مستترا حتى أمر بالإعلان قال السائل ينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم قال أ و ما كتم علي بن أبي طالب ع يوم أسلم مع رسول اللَّه ص حتى ظهر أمره قال بلى قال فكذلك أمرنا حتى يبلغ الكتاب أجله.

بيان‏

أنها لحجة اللَّه على الخلق قد مضى بيان كونها حجة لسيدة دينكم يعني لسيدة حجج دينكم لغاية علمنا أي نهاية ما يحصل لنا من العلم لكشفها عن ليلة القدر التي تحصل لنا فيها غرائب العلم و مكنوناته و في بعض النسخ غاية ما علمنا فإنها لولاة الأمر خاصة أي هذه الآيات إنما هي للأئمة المعصومين بعد النبي ص و في شأنهم ليست لغيرهم يعني هذا الإنزال إنما هو عليهم‏

51
الوافي‏2

11 ص : 52

بعده و هذا الإنذار إنما يكون بهم بعده و إرسال الأمر المذكور فيها إنما هو إليهم خاصة.

وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ «1» يعني لا بد لكل أمة من نذير حي يكون بين أظهرهم ينذرهم في كل زمان و كذلك كان ما كانت الدنيا نذيرها محمد يعني نذير هذه الأمة محمد ص صدقت صدقه باعتبار نذارته ص للأمة كافة بلا واسطة بينه و بين اللَّه تعالى ثم أخذ في الاحتجاج على السائل للاضطرار إلى النذير في كل قرن حتى في قرنه ص لمن كان في أقطار الأرض بعيدا منه.

من البعثة أي من جهة بعثته ص أصحابه إلى أقطار الأرض أو هي بفتحتين جمع بعيث بمعنى المبعوث فأخطأ السائل حين أنكر ذلك فنبهه على خطائه بقوله ع أ رأيت بعيثه أ ليس نذيره يعني بل إنما يكون من يبعثه من أصحابه إلى أقطار الأرض نيابة عن نفسه نذيره في بعثته كما أنه هو نذير من اللَّه في بعثته فكذلك لم يمت محمد إلا و له بعيث نذير يعني كما كان الأمر في حال حياة الرسول كذلك يكون بعد موته فلم يمت محمد إلا و له خليفة قد بعثه إلى الخلق لإنذارهم و هكذا كل خليفة ما بقيت الدنيا و إلا لزم أن يكون الرسول قد ضيع من في أصلاب الرجال من أمته كما أنه لو لم يبعث في حال حياته إلى من غاب عنه في أقطار الأرض لكان قد ضيعهم إبان أجله بتشديد الباء الموحدة يعني وقت حلول أجله‏

 [11]

489- 11 الكافي، 1/ 250/ 7/ 1 و عن أبي جعفر ع قال‏ لقد خلق اللَّه تعالى ليلة القدر أول ما خلق الدنيا و لقد خلق فيها أول نبي يكون و أول وصي يكون و لقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور

______________________________

 (1). فاطر/ 24.

52
الوافي‏2

11 ص : 52

إلى مثلها من السنة المقبلة من جحد ذلك فقد رد على اللَّه تعالى علمه لأنه لا يقوم الأنبياء و الرسل و المحدثون إلا أن يكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة مع الحجة التي يأتيهم بها جبرئيل ع قلت و المحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل ع أو غيره من الملائكة قال أما الأنبياء و الرسل فلا شك و لا بد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الأرض إلى آخر فناء الدنيا أن تكون على أهل الأرض حجة- ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحب من عباده و ايم اللَّه لقد نزل الروح و الملائكة بالأمر في ليلة القدر على آدم و ايم اللَّه ما مات آدم إلا و له وصي- و كل من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها و وضع لوصيه من بعده و ايم اللَّه إن كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الأمر في تلك الليلة من آدم إلى محمد ص أن أوص إلى فلان- و لقد قال اللَّه تعالى في كتابه لولاة الأمر من بعد محمد ص خاصة وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ- كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‏ إلى قوله‏ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ‏ «1» يقول أستخلفكم لعلمي و ديني و عبادتي بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبي الذي يليه- يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً «2» يقول يعبدونني بإيمان لا نبي بعد محمد ص فمن قال غير ذلك‏ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ‏ فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد ص بالعلم و نحن هم فاسألونا فإن صدقناكم فأقروا و ما أنتم بفاعلين أما علمنا فظاهر و أما أبان أجلنا الذي يظهر فيه الدين منا حتى لا يكون بين الناس اختلاف فإن له أجلا من ممر الليالي‏

______________________________

 (1). النور/ 55.

 (2). النور/ 55.

53
الوافي‏2

11 ص : 52

و الأيام إذا أتى ظهر و كان الأمر واحدا- و ايم اللَّه لقد قضي الأمر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف و لذلك جعلهم شهداء على الناس ليشهد محمد علينا و لنشهد على شيعتنا و لتشهد شيعتنا على الناس أبي اللَّه تعالى أن يكون في حكمه اختلاف أو بين أهل علمه تناقض ثم قال أبو جعفر ع فضل إيمان المؤمن بحمله إنا أنزلناه و بتفسيرها على من ليس مثله في الإيمان بها كفضل الإنسان على البهائم و إن اللَّه تعالى ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين- و لا أعلم أن في هذا الزمان جهادا إلا الحج و العمرة و الجوار- قال و قال رجل‏ «1» لأبي جعفر ع يا بن رسول اللَّه لا تغضب علي قال لما ذا قال لما أريد أن أسألك عنه قال قل قال و لا تغضب قال و لا أغضب قال أ رأيت قولك في ليلة القدر و تنزل الملائكة و الروح فيها إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول اللَّه ص قد علمه أو يأتونهم بأمر كان رسول اللَّه ص يعلمه- و قد علمت أن رسول اللَّه ص مات و ليس من علمه شي‏ء إلا و علي ع له واع قال أبو جعفر ما لي و لك أيها الرجل و من أدخلك علي قال أدخلني عليك القضاء لطلب الدين قال فافهم ما أقول لك إن رسول اللَّه ص لما أسري به لم يهبط حتى أعلمه اللَّه تعالى علم ما قد كان و ما سيكون و كان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر و كذلك كان علي بن أبي طالب ع قد علم جمل العلم و يأتي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول اللَّه ص قال السائل أ و ما كان في الجمل تفسير

______________________________

 (1). من هذا الموضع في الكافي جعله حديثا آخر تحت رقم 8 فانتبه.

54
الوافي‏2

11 ص : 52

قال بلى و لكنه إنما يأتي بالأمر من اللَّه تعالى في ليالي القدر إلى النبي ص و إلى الأوصياء افعل كذا و كذا لأمر قد كانوا علموه- أمروا كيف يعملون فيه قلت فسر لي هذا قال لم يمت رسول اللَّه ص إلا حافظا لجملة العلم و تفسيره قلت فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو قال الأمر و اليسر فيما كان قد علم قال السائل فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا قال هذا مما أمروا بكتمانه و لا يعلم تفسير ما سألت عنه إلا اللَّه تعالى قال السائل فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء قال لا و كيف يعلم وصي غير علم ما أوصى إليه- قال السائل فهل يسعنا أن نقول إن أحدا من الوصاة يعلم ما لا يعلم الآخر قال لا لم يمت نبي إلا و علمه في جوف وصيه و إنما تنزل الملائكة و الروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد قال السائل و ما كانوا علموا ذلك الحكم قال بلى قد علموه لكنهم لا يستطيعون إمضاء شي‏ء منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة قال السائل يا أبا جعفر لا أستطيع إنكار هذا قال أبو جعفر من أنكره فليس منا قال السائل يا أبا جعفر أ رأيت النبي ص هل كان يأتيه في ليالي القدر شي‏ء لم يكن علمه قال لا يحل لك أن تسأل عن هذا أما علم ما كان و ما سيكون فليس يموت نبي و لا وصي إلا و الوصي الذي بعده يعلمه أما هذا العلم الذي تسأل عنه فإن اللَّه تعالى أبى أن يطلع الأوصياء عليه إلا أنفسهم قال السائل يا بن رسول اللَّه كيف أعرف أن ليلة القدر تكون في كل سنة قال إذا أتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مائة مرة إذا أتت ليلة ثلاث و عشرين فإنك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه قال و قال أبو جعفر ع لما ترون من بعثه اللَّه تعالى بالشقاء على أهل الضلالة

55
الوافي‏2

11 ص : 52

من أجناد الشياطين و أزواجهم‏ «1» أكثر مما ترون خليفة اللَّه الذي بعثه للعدل- و الصواب من الملائكةقيل يا أبا جعفر و كيف يكون شي‏ء أكثر من الملائكة قال كما شاء اللَّه تعالى قال السائل يا أبا جعفر إني لو حدثت بعض الشيعة بهذا الحديث لأنكروه قال كيف ينكرونه قال يقولون إن الملائكة أكثر من الشياطين قال صدقت افهم عني ما أقول إنه ليس من يوم و لا ليلة- إلا و جميع الجن و الشياطين يزور أئمة الضلال و يزور إمام الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر فيهبط فيها من الملائكة إلى ولي الأمر خلق اللَّه- أو قال قيض اللَّه تعالى من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولي الضلالة فأتوه بالإفك و الكذب حتى لعله يصبح‏ «2» فيقول رأيت كذا و كذا فلو سأل ولي الأمر عن ذلك لقال رأيت شيطانا أخبرك بكذا و كذا حتى يفسر له تفسيرا و يعلمه الضلالة التي هو عليها و ايم اللَّه إن من صدق بليلة القدر ليعلم أنها لنا خاصة لقول رسول اللَّه ص لعلي ع حين دنا موته هذا وليكم من بعدي فإن أطعتموه رشدتم و لكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر و من آمن بليلة القدر ممن على غير رأينا فإنه لا يسعه في الصدق إلا أن يقول إنها لنا و من لم يقل فإنه كاذب إن تعالى أعظم من أن ينزل الأمر مع الروح و الملائكة إلى كافر فاسق فإن قال إنه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها فليس قولهم ذلك بشي‏ء و إن قالوا «3» إنه ليس ينزل إلى أحد فلا يكون أن ينزل شي‏ء إلى غير شي‏ء و إن قالوا

______________________________

 (1). بالزاى و الجيم في الأصل و شرحى المولى صالح و المولى خليل و لكن في «ت» «عش» «ف» «ك» و المطبوع و المرآة و الكافيين المخطوطين «ارواحهم» بالمهملتين «ض. ع».

 (2). لعله يصيح، (الكافي المخطوط «خ»).

 (3). و ان قال. (الكافي المخطوط «خ»).

56
الوافي‏2

بيان ص : 57

سيقولون ليس هذا بشي‏ء فقد ضلوا ضلالا بعيدا.

بيان‏

لعل السر في كون خلق ليلة القدر مع أول خلق الدنيا و خلق أول نبي أو وصي يكون فيها أن ليلة القدر يدبر فيها كل أمر يكون في الدنيا و يقدر فيها كل شي‏ء يوجد في العالم و تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر إلى نبي أو وصي كما تقرر ذلك كله في النصوص و تعيين الوصي للنبي إنما يكون في تلك الليلة فلو كانت الدنيا متقدمة على ليلة القدر لزم أن يكون إمضاؤها قبل تدبيرها و تقديرها و لو كانت ليلة القدر متقدمة على الدنيا لزم أن لا تتنزل الملائكة و الروح فيها لفقد المنزل إليه.

ثم إن الدنيا إنما كانت دنيا لدنوها من الإنسان بالإضافة إلى الآخرة فهما حالتان للإنسان فلا دنيا قبل إنسان و لا إنسان قبل نبي أو وصي إذ لا يقوم هذا النوع إلا بحجة كما يأتي بيانه من الأخبار فخلق النبي الأول و الوصي الأول من حيث كونه وصيا إنما يكون في ليلة القدر و لا ليلة قدر و لا دنيا إلا و فيهما نبي أو وصي و لا نبي و لا وصي إلا و لهما ليلة قدر فقد رد على اللَّه علمه لأن علم اللَّه في الأمور المتجددة في كل سنة لا بد أن ينزل في ليلة القدر إلى الأرض ليكون حجة على الأنبياء و المحدثين لنبوتهم و ولايتهم فالراد لليلة القدر هو الراد على اللَّه علمه الجاحد أن يكون علمه في الأرض.

فلا شك أي في إتيان جبرئيل لم يتعرض ع لجواب السائل بل أعرض عنه إلى غيره تنبيها له على أن هذا السؤال غير مهم له و إنما المهم له التصديق بنزول الأمر على الأوصياء ليكون حجة لهم على أهل الأرض و أما أن النازل بالأمر هل هو جبرئيل أو غيره فليس العلم به بمهم له أو إنه لم ير المصلحة في إظهار ذلك له لكونه أجنبيا كما يشعر به قوله ع فيما بعد و ما أنتم بفاعلين و وضع أي النبي الأمر أو على البناء للمفعول أو بالتنوين عوضا عن‏

57
الوافي‏2

بيان ص : 57

المضاف إليه عطف على الأمر.

بإيمان لا نبي بعد محمد يعني أن نفي الشرك عبارة عن أن لا يعتقد النبوة في الخليفة الظاهر الغالب أمره و من قال غير ذلك هذا تفسير لقوله تعالى‏ وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ‏ «1» يعني و من كفر بهذا الوعد بأن قال إن مثل هذا الخليفة لا يكون إلا نبيا و لا نبي بعد محمد ص فهذا الوعد غير صادق أو كفر بهذا الموعود بأن قال إذا ظهر أمره هذا نبي أو قال هذا ليس بخليفة لاعتقاده الملازمة بين الأمرين فقوله ع غير ذلك إشارة إلى الأمرين و السر في هذا التفسير أن العامة لا يعتقدون مرتبة متوسطة بين مرتبة النبوة و مرتبة آحاد أهل الإيمان من الرعية في العلم اللدني بالأحكام و لهذا ينكرون إمامة أئمتنا ع زعما منهم أنهم كسائر آحاد الناس فإذا سمعوا منهم من غرائب العلم أمرا زعموا أنهم ع يدعون النبوة لأنفسهم.

لكمال عذاب الآخرة أي ليكمل العذاب عليهم و الجوار أي قضاء حق المجاورة و الصبر على أذى الجار و العشير كأنه ع شبه العبادات الثلاث بالجهاد و جعلها عوضا عنه في هذا الزمان لما فيها من جهاد النفس على مشاقها و لا سيما ما يتحمل من أذى الأعداء الجاحدين للحق و تنزل الملائكة بصيغة المصدر مجرورا عطفا على ليلة القدر يعني ما قولك في شأن ليلة القدر و في تنزل الملائكة و الروح فيها جملا كان المراد بالجمل العلم بها على الوجه الكلي المنطبق على جزئياته فردا فردا بحيث لا يفوته معلوم و لكنه من دون الخصوصيات و التعينات و لما كان فهم ذلك متعسرا على السائل أخذ يكرر عنه السؤال و تقرير شبهته أن الجملة إن كانت مشتملة على كل ما اشتمل عليه التفسير فما الذي يأتيهم في ليلة القدر من العلم.

و إن لم تكن مشتملة على الجميع و كان يبقى من العلم ما لم يأتهم بعد و إنما يأتيهم‏

______________________________

 (1). النور/ 55.

58
الوافي‏2

بيان ص : 57

في ليالي القدر فيلزم أن لا يعلم الرسول ص ذلك الباقي الأمر و اليسر يعني خصوص الأمر و سهولته إذ قد تشخص و تعين و صار بحيث يتيسر لهم إلقاؤه إلى الناس جزئيا محسوسا فيما كان قد علم يعني على الوجه الكلي المحتمل لأفراده المتكثرة و لما كرر السائل سؤاله و أعاد بعد هذا الجواب الواضح ما كان يسأله أولا و جزم ع بأنه ليس من شأنه أن يفهم ذلك عدل عن جوابه بالبيان إلى جوابه بالأمر بالكتمان و أنه لا يعلم تفسير ذلك و بيانه لمثل هذا الرجل بحيث يفهم أو يسكت سوى اللَّه سبحانه.

إذ الأفهام إنما هو بيد اللَّه سبحانه و إنما المعلم فاتح للمتعلم و معد لأن يصير بحيث يفهم من اللَّه عز و جل ما يلقيه إليه و إنما أمروا بكتمانه لأنهم ع أمروا أن يكلموا الناس على قدر عقولهم فمن لم يكن مقدار عقله صالحا لفهم أمر وجب كتمان ذلك الأمر عنه هل كان يأتيه في ليالي القدر هذه هي المرة التاسعة لسؤاله ذلك و حينئذ حرم ع عليه السؤال و ما أصبره بأبي و أمي على مخاطبته و الرفق في جوابه ص.

أن يطلع من باب الإفعال و المراد الاطلاع الكاشف عن سر الأمر على ما هو عليه إلا أنفسهم يعني إلا اطلاع كل منهم صاحبه ناظر إلى تصديق الذي سألت يعني ينكشف لك بعلامة أنها ليلة القدر إذا تشوفت‏ «1» إلى ذلك بإخلاص منك لما ترون مبتدأ و اللام المفتوحة لتأكيد الحكم و خبره أكثر مما ترون خليفة اللَّه أي لخليفة اللَّه كما شاء اللَّه إنما أجابه ع بذلك لأن سؤاله كان ساقطا مع أنه لم يلزم من كلامه ع ذلك إذ لا يجب أن يكون كل ملك مرئيا لهم حينئذ لجواز أن لا يكون الكل مبعوثين للخليفة أو يكون الكل مبعوثين له و لكن لا يكونون مشهودين لهم و لهذا لما أعاد السائل هذا السؤال أعرض عن جوابه بعد تصديقه الإجمالي إلى قوله افهم عني ما أقول.

______________________________

 (1). تشوفت إلى الشي‏ء: تطلّعت إليه «مجمع البحرين».

59
الوافي‏2

بيان ص : 57

خلق اللَّه جواب إذا من الشياطين بعددهم لا منافاة بين هذا و ما سبق من أن ما ترون من الشياطين يكون أكثر مما ترون من الملائكة لجواز أن يكونوا يرون جميع الشياطين و لا يرون جميع الملائكة بل بعضها خاصة و يعلمه الضلالة من الإعلام منكر أي لنا إلى الخليفة الذي هو عليها أي على الضلالة و إن قالوا سيقولون أي إن قالوا ليس ينزل إلى أحد فسيقولون بعد التنبه إنه ليس بشي‏ء

60
الوافي‏2

باب 2 أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام ص : 61

باب 2 أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام‏

 [1]

490- 1 الكافي، 1/ 177/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن السراد عن داود الرقي عن العبد الصالح ع قال‏ إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يعرف.

 [2]

491- 2 الكافي، 1/ 177/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء قال سمعت الرضا ع يقول إن أبا عبد اللَّه ع قال‏ الحديث.

 [3]

492- 3 الكافي، 1/ 177/ 3/ 1 أحمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن عمارة عن أبي الحسن الرضا ع‏ مثله.

بيان‏

حتى يعرف بالتشديد من التعريف أي يعرفهم اللَّه أو يعرفهم الطريق إلى اللَّه أو معالم الدين أو يدلهم على المعرفة و يحتمل البناء للمفعول مخففا أو مشددا و الضمير عائد إلى اللَّه‏

 [4]

493- 4 الكافي، 1/ 177/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن البرقي عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد اللَّه ع‏ الحجة قبل‏

61
الوافي‏2

بيان ص : 62

الخلق و مع الخلق و بعد الخلق.

بيان‏

يعني أنها تكون قبل الخلق و بعدهم كما تكون معهم و لهذا بدأ اللَّه تعالى أولا بخلق الخليفة ثم خلق الخليقة كما قال عز و جل‏ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً «1».

و يأتي في الباب الآتي أن آخر من يموت الإمام و ثبت أنه إذا قبض اللَّه تعالى القائم خربت الدنيا و فني الخلق كلهم و الغرض من هذا الحديث بيان وجوب استمرار وجود الحجة في العالم و ابتناء بقاء العالم عليه‏

______________________________

 (1). البقرة/ 30.

62
الوافي‏2

باب 3 أن الأرض لا تخلو من حجة ص : 63

باب 3 أن الأرض لا تخلو من حجة

 [1]

494- 1 الكافي، 1/ 178/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أبي العلاء قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع تكون الأرض ليس فيها إمام قال لا قلت يكون إمامان قال لا إلا و أحدهما صامت.

 [2]

495- 2 الكافي، 1/ 178/ 2/ 1 الثلاثة عن بزرج و سعدان بن مسلم عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللَّه ع قال سمعته يقول‏ إن الأرض لا تخلو إلا و فيها إمام كي ما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم و إن نقصوا شيئا أتمه لهم.

 [3]

496- 3 الكافي، 1/ 178/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلي‏ «1» عن عبد اللَّه بن سليمان العامري عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ ما زالت الأرض إلا و لله فيها الحجة يعرف الحلال و الحرام و يدعو الناس إلى سبيل اللَّه.

______________________________

 (1). المسلّى بضم الميم و فتح السين المهملة و تشديد اللام المكسورة، و مسلّية قبيلة من مذحج. و قيل مسلية بتخفيف اللّام، «الإيضاح».

63
الوافي‏2

4 ص : 64

 [4]

497- 4 الكافي، 1/ 178/ 4/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ قلت له تبقى الأرض بغير إمام قال لا.

 [5]

498- 5 الكافي، 1/ 178/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما ع قال قال‏ إن اللَّه لم يدع الأرض بغير عالم و لو لا ذلك لم يعرف الحق من الباطل.

 [6]

499- 6 الكافي، 1/ 178/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ إن اللَّه تعالى أجل و أعظم‏ «1» من أن يترك الأرض بغير إمام عادل.

 [7]

500- 7 الكافي، 1/ 178/ 7/ 1 علي بن محمد عن سهل عن السراد و علي عن أبيه عن السراد عن الشحام و هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق عمن يثق به من أصحاب أمير المؤمنين ع أن أمير المؤمنين ع قال‏ اللهم إنك لا تخلي أرضك عن حجة «2» لك على خلقك.

 [8]

501- 8 الكافي، 1/ 178/ 8/ 1 علي عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال‏ و اللَّه ما ترك اللَّه أرضا منذ قبض اللَّه آدم ع إلا و فيها إمام يهتدى به إلى‏

______________________________

 (1). قوله: ان اللّه تعالى اجلّ و أعظم ... أيّ اجلّ و أعظم من أن لا يكون حكيما لطيفا بعباده، أو لا يكون قادرا على الإتيان بمقتضى الحكمة و اللطف فيخلّ بمقتضاهما و يترك الأرض بغير إمام عادل.

 (2). في نسخ الكافي من حجّة.

64
الوافي‏2

9 ص : 65

اللَّه و هو حجته على عباده و لا تبقى الأرض بغير إمام حجة لله على عباده.

 [9]

502- 9 الكافي، 1/ 179/ 10/ 1 بهذا الإسناد عن أبي حمزة قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع تبقي الأرض بغير إمام قال لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت‏ «1».

بيان‏

يعني انخسفت بأهلها و ذهبت بهم‏

 [10]

503- 10 الكافي، 1/ 179/ 9/ 1 الاثنان عن بعض أصحابنا عن أبي علي بن راشد قال قال أبو الحسن‏ «2» ع‏ إن الأرض لا تخلو من حجة و أنا و اللَّه ذلك الحجة.

 [11]

504- 11 الكافي، 1/ 179/ 11/ 1 علي عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ قلت له أ تبقى الأرض بغير إمام قال لا قلت فإنا نروى عن أبي عبد اللَّه ع أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط اللَّه على أهل الأرض أو على العباد فقال لا لا تبقى إذا لساخت‏ «3».

 [12]

505- 12 الكافي، 1/ 179/ 13/ 1 الاثنان عن الوشاء قال‏ سألت الرضا ع‏

______________________________

 (1). قوله: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت، أي انخسفت و ذهبت ذهاب المنخسف من المكان في الأرض.

 (2). و هو عليّ بن محمّد الهادي، كذا في هامش «ف».

 (3). قوله: «لا تبقى إذا لساخت» أي ليس المراد بقول أبي عبد اللّه عليه السّلام السخط الّذي يبقى معه الأرض و أهله بل السّخط الّذي يصبر به الأرض منخسفة. رفيع رحمه اللّه.

65
الوافي‏2

13 ص : 66

هل تبقى الأرض بغير إمام قال لا قلت إنا نروي أنها لا تبقى- إلا أن يسخط اللَّه تعالى على العباد قال لا تبقى إذا لساخت.

 [13]

506- 13 الكافي، 1/ 179/ 12/ 1 علي عن محمد بن عيسى عن أبي عبد اللَّه المؤمن عن أبي هراسة عن أبي جعفر ع قال‏ لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.

 [14]

507- 14 الكافي، 1/ 179/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن ابن الطيار قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة الكافي‏، 1/ 180/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن إسماعيل عن ابن سنان عن حمزة بن الطيار مثله و زاد أو الثاني الحجة و الشك من أحمد بن محمد.

 [15]

508- 15 الكافي، 1/ 179/ 2/ 1 القمي و محمد جميعا عن أحمد عن العبيدي‏ الكافي‏، 1/ 180/ 2/ 1 محمد بن الحسن عن سهل عن العبيدي عن محمد بن سنان عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ لو بقي اثنان لكان أحدهما الحجة «1» على صاحبه.

______________________________

 (1). قوله: لكان أحدهما الحجّة على صاحبه، للحكمة الداعية إلى الأمر بالاجتماع و سدّ باب الاختلاف المؤدّى إلى الفساد. و إنّما يتمّ بحجّة أحدهما و وجوب إطاعة الآخر له. رفيع رحمه اللّه.

66
الوافي‏2

16 ص : 67

 [16]

509- 16 الكافي، 1/ 180/ 3/ 1 محمد عمن ذكره عن الخشاب عن جعفر بن محمد عن كرام قال قال أبو عبد اللَّه ع‏ لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام و قال إن آخر من يموت الإمام لئلا يحتج أحد على اللَّه تعالى أنه تركه بغير حجة لله عليه.

 [17]

510- 17 الكافي، 1/ 180/ 5/ 1 أحمد عن محمد بن الحسن عن النهدي عن أبيه عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللَّه ع قال سمعته يقول‏ لو لم يكن في الأرض إلا اثنان لكان الإمام أحدهما.

67
الوافي‏2

باب 4 طبقات الأنبياء و الرسل ع ص : 68

 

باب 4 طبقات الأنبياء و الرسل ع‏

 [1]

511- 1 الكافي، 1/ 174/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم و درست عنه قال قال أبو عبد اللَّه ع‏ الأنبياء و المرسلون على أربع طبقات فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها و نبي يرى في النوم و يسمع الصوت و لا يعاينه في اليقظة و لم يبعث إلى أحد و عليه إمام مثل ما كان إبراهيم على لوط ع و نبي يرى في منامه و يسمع الصوت و يعاين الملك و قد أرسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كيونس قال اللَّه تعالى ليونس‏ وَ أَرْسَلْناهُ إِلى‏ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ‏ «1» قال يزيدون ثلاثين ألفا و عليه إمام و الذي يرى في منامه‏ «2» و يسمع الصوت و يعاين في اليقظة و هو إمام مثل أولي العزم و قد كان إبراهيم ع نبيا و ليس بإمام حتى قال اللَّه له‏ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي‏ فقال اللَّه‏ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‏ «3»- من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما.

بيان‏

منبأ أي أنبأه الملك في نومه إما بأن يراه فيه أو يسمع صوته في نفسه لا يعدو غيرها يعني أنه يوحى إليه أمر نفسه فقط لا يتجاوز حكمه إلى غيره و يسمع‏

______________________________

 (1). الصافّات/ 147.

 (2). في نومه كذا في الكافي المطبوع و المخطوطين.

 (3). البقرة/ 124.

 

68
الوافي‏2

2 ص : 69

الصوت أي صوت الملك في المنام و اليقظة

 [2]

512- 2 الكافي، 1/ 175/ 2/ 1 محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن الشحام قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ إن اللَّه تعالى اتخذ إبراهيم ع عبدا قبل أن يتخذه نبيا و إن اللَّه اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا و إن اللَّه اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا و إن اللَّه اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما فلما جمع له الأشياء قال‏ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قال فمن عظمها في عين إبراهيم‏ قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‏ «1» قال لا يكون السفيه إمام التقي.

 [بيان‏]

إنما ترتب هذه الخصال و المكارم بعضها على بعض لأن كل لاحق منها يشتمل على سابقه مع زيادة خصلة عليه و ذلك لأن النبوة لا تحصل إلا بعد العبودية و الرسالة لا تتأتى إلا بعد النبوة أو ما في حكمها من تحديث الملك و الخلة لا تكون إلا بعد الرسالة أو ما في حكمها من فرض الطاعة و الإمامة لا تعطى إلا بعد الخلة فهي أشرف المقامات‏

 [3]

513- 3 الكافي، 1/ 175/ 4/ 1 علي بن محمد عن سهل عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج‏ «2» عن جابر عن أبي جعفر ع‏

______________________________

 (1). البقرة/ 124.

 (2). سفاتج: مفرده «سفتجة» بضم السين و هي كلمة فارسية «سفته» و سفتجة بمعنى عامله بالسفتجة و هى ان تعطى مالا لرجل فيعطيك خطا يمكنك من استرداد ذلك المال من عميل له في مكان آخر و قال المامقاني: أبو السفاتج كنية لثلاثة رجال: أحدهم إبراهيم [و هو المذكور في ص 29 ج 1 مجمع الرجال‏]-

69
الوافي‏2

4 ص : 70

مثله إلى قوله‏ الظَّالِمِينَ‏.

 [4]

514- 4 الكافي، 1/ 382/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن السراد عن هشام بن سالم عن يزيد الكناسي قال‏ سألت أبا جعفر ع أ كان عيسى بن مريم حين تكلم في المهد حجة اللَّه على أهل زمانه فقال كان يومئذ نبيا حجة لله‏ «1» غير مرسل أ ما تسمع لقوله حين قال‏ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا «2» قلت فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال و هو في المهد فقال كان عيسى في تلك الحال آية للناس و رحمة من اللَّه لمريم حين تكلم فعبر عنها و كان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال- ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان و كان زكريا الحجة لله عز و جل على الناس بعد صمت عيسى بسنتين ثم مات زكريا فورثه ابنه‏

______________________________

- و الثاني إسحاق بن عبد العزيز أبو السفاتج البزاز الكوفيّ و الثالث إسحاق بن عبد اللّه أبو السفاتج الكوفيّ.

 [المذكوران في «ج 1 ص 187 مجمع الرجال»] و لكن استظهر القهپائي اتّحادهم. من شاء التفصيل فليراجع.

ثمّ قال المامقاني «و الكل مشتركون في الجهالة ... إلى ان قال: و لكن المولى الوحيد «ره» ذكر أن أبا السفاتج روى عن الباقر عليه السلام حديث لوح فاطمة عليها السلام المتضمن لأسماء الأئمة عليهم السلام و كونهم حججا ثمّ بعد كلمات يقول: و يظهر من سائر أخباره أيضا تشيعه انتهى فتامل» انتهى كلام المامقاني أقول: أمّا هذه الرواية مع ان الراوي عنه حمّاد بن عيسى و هو من أصحاب الإجماع مع ما ترى من ألفاظها يؤيّد ما ذكره شيخنا المولى الوحيد رحمه اللّه.

و من شاء التحقيق أكثر من هذا فليراجع إلى ترجمتهم مع ما أورده القهپائي في ذيل أحوالهم فنتيجة التحقيق ان الظّاهر في غاية الظهور:

1- الاتّحاد

2- أنّه غير مجهول «ض. ع».

 (1). حجّة اللّه، كذا في الكافيين المخطوطين.

 (2). مريم/ 30- 31.

70
الوافي‏2

5 ص : 71

يحيى الكتاب و الحكمة و هو صبي صغير أ ما تسمع لقوله عز و جل‏ يا يَحْيى‏ خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا «1» فلما بلغ عيسى ع سبع سنين- تكلم بالنبوة و الرسالة حين أوحى اللَّه إليه فكان عيسى الحجة على يحيى و على الناس أجمعين و ليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة لله- على الناس منذ يوم خلق اللَّه آدم ع و أسكنه الأرض فقلت جعلت فداك أ كان علي ع حجة من اللَّه و رسوله على هذه الأمة في حياة رسول اللَّه ص فقال نعم يوم أقامه للناس و نصبه علما و دعاهم إلى ولايته و أمرهم بطاعته- قلت فكانت طاعة علي ع واجبة على الناس في حياة رسول اللَّه ص و بعد وفاته فقال نعم و لكنه صمت فلم يتكلم مع رسول اللَّه ص و كانت الطاعة لرسول اللَّه ص على أمته و على علي ع في حياة رسول اللَّه ص و كانت الطاعة من اللَّه و من رسوله على الناس كلهم لعلي ع بعد وفاة رسول اللَّه ص و كان علي ع حكيما عليما.

 [5]

515- 5 الكافي، 1/ 175/ 3/ 1 العدة عن أحمد عن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ سادة النبيين و المرسلين خمسة و هم أولوا العزم من الرسل و عليهم دارت الرحى نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد صلوات اللَّه عليه و عليهم و على جميع الأنبياء.

______________________________

 (1). مريم/ 12.

71
الوافي‏2

بيان ص : 72

بيان‏

كأنه كني بالرحى عن الشرائع شبهها بالرحى لدورانها بين الأمم مستمرة إلى يوم القيامة و شبه أولي العزم بالماء الذي تدور عليه الرحى أو كنى بالرحى عن الأفلاك فإنها تدور و تدوم بوجود الأنبياء و دوام آثارهم و لولاهم لما دارت و لما بقيت‏

كما ورد في الحديث القدسي في حق نبينا ص لولاك لما خلقت الأفلاك.

72
الوافي‏2

باب 5 الفرق بين الرسول و النبي و المحدث ص : 73

 

باب 5 الفرق بين الرسول و النبي و المحدث‏

 [1]

516- 1 الكافي، 1/ 176/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن البزنطي عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول اللَّه تعالى‏ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا «1»+ ما الرسول و ما النبي قال النبي الذي يرى في منامه و يسمع الصوت و لا يعاين الملك‏ «2» و الرسول الذي يسمع الصوت- و يرى في المنام و يعاين الملك قلت الإمام ما منزلته قال يسمع الصوت و لا يرى و لا يعاين الملك ثم تلا هذه الآية و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث‏ «3».

______________________________

 (1). مريم/ 51 و 54.

 (2). قوله: و لا يعاين الملك اي لا يعاينه حين سماع صوته فلا ينافيه ما في مكاتبة المعروفى من قول الرضا عليه السلام و ربما رأى الشخص و لم يسمع و قوله ثمّ تلا هذه الآية «ما ارسلنا من قبلك من رسول و لا نبى و لا محدث» يحتمل أن يكون قوله و لا نبى و لا محدث موردا على انه من القراءات الغير المشهورة التي لم يتواتر بناء على أن للقرآن قراءات مختلفة كلها منزلة بالوحي كما رووا العامّة و اشتهرت بينهم و يناسبه ما سيجي‏ء في حديث يريد من قول الراوي ليست هذه قرآنيا و يحتمل أن يكون بيانا للمراد من الآية من قوله عليه السلام في البيان او من عند نفسه فظن السامع انه أورده على انه من تتمة الآية من كلامه سبحانه. رفيع رحمه اللّه‏

و الحق ان هذه القراءات المتواترة و إن لم تكن جميعها منزلة بالوحي لكنها مجوزة من الشارع توسعة على الأمة لا تفاق الصدر الأول من الصحابة و التابعين على الاختلاف في القراءات حتّى أن عثمان حاول جمعهم على قراءة واحدة فلم يقدر. «ش».

 (3). الحجّ/ 52 و لكن لفظة و لا محدّث ليست في الآية الشريفة بل هي على قراءة أهل البيت كما سيأتي في البيان.

 

73
الوافي‏2

بيان ص : 74

بيان‏

قوله و لا محدث إنما هو في قراءة أهل البيت ع و هو بفتح الدال المشددة الذي يحدثه الملك و يأتي باب أنهم ع محدثون‏

 [2]

517- 2 الكافي، 1/ 176/ 2/ 1 علي عن أبيه عن ابن مرار قال‏ كتب الحسن بن العباس المعروفي‏ «1» إلى الرضا ع جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول و النبي و الإمام قال فكتب أو قال الفرق بين الرسول و النبي و الإمام أن الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل ع فيراه و يسمع كلامه و ينزل عليه الوحي و ربما رأى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ع و النبي ربما سمع الكلام و ربما رأى الشخص و لم يسمع- و الإمام هو الذي يسمع الكلام و لا يرى الشخص.

بيان‏

نحو رؤيا إبراهيم يعني رؤياه في ذبح ابنه كما حكى اللَّه عنه في القرآن و ربما رأى الشخص و لم يسمع كأن المراد به أنه لم يجمع له بين الأمرين كما يجمع للرسول‏

 [3]

518- 3 الكافي، 1/ 176/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن مؤمن الطاق قال‏ سألت أبا جعفر ع عن الرسول و النبي و المحدث قال الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا فيراه و يكلمه فهذا الرسول و أما

______________________________

 (1). لم يذكر الرجل في الأصول الخمسة الرجالية و لا في غيرها من كتب الرجال فيما رأيناه لا في باب الاسامي و لا في باب الألقاب نعم ذكره في معجم رجال الحديث تحت رقم 2889 نقلا من الكافي و أشار إلى هذا الحديث عنه فقط «ض ع».

74
الوافي‏2

بيان ص : 75

 

النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم و نحو ما كان رأى رسول اللَّه ص من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل ع من عند اللَّه بالرسالة و كان محمد ص حين جمع له النبوة و جاءته الرسالة من عند اللَّه يجيئه بها جبرئيل ع و يكلمه بها قبلا و من الأنبياء من جمع له النبوة و يرى في منامه و يأتيه الروح و يكلمه و يحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة و أما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع و لا يعاين و لا يرى في منامه.

بيان‏

قبلا بضمتين و فتحتين كصرد و عنب أي عيانا و مقابلة و نحو ما كان رأى رسول اللَّه ص يعني في المنام و يقال إن ذلك له كان في مدة ستة أشهر قبل أن يوحى إليه في اليقظة و ربما يقال‏

إن قوله ع‏ إن رؤيا المؤمن جزء من ستة و أربعين جزءا من أجزاء النبوة.

معناه أن نسبة مدة نبوته بطريق الرؤيا التي هي ستة أشهر إلى مجموع مدة نبوته التي كانت ثلاثة و عشرين سنة نسبة واحد إلى ستة و أربعين جمع له النبوة أي تمت‏

 [4]

519- 4 الكافي، 1/ 177/ 4/ 1 أحمد و محمد عن محمد بن الحسين عن علي بن حسان عن ابن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم عن العجلي عن أبي جعفر و أبي عبد اللَّه ع‏ في قوله تعالى و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث قلت جعلت فداك ليست هذه قراءتنا فما الرسول و النبي و المحدث قال الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه و النبي هو الذي يرى في منامه و ربما اجتمعت النبوة و الرسالة لواحد و المحدث الذي يسمع الصوت و لا يرى الصورة قال قلت أصلحك اللَّه كيف يعلم أن الذي رأى في النوم حق و أنه من الملك قال‏

 

75
الوافي‏2

5 ص : 76

 

يوفق لذلك حتى يعرفه لقد ختم اللَّه بكتابكم الكتب و ختم بنبيكم الأنبياء.

 [5]

520- 5 الكافي، 1/ 271/ 4/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن رجل عن محمد قال‏ ذكر المحدث عند أبي عبد اللَّه ع فقال إنه يسمع الصوت و لا يرى الشخص فقلت له أصلحك اللَّه كيف يعلم أنه كلام الملك قال إنه يعطى السكينة و الوقار حتى يعلم أنه كلام ملك.

بيان‏

جملة القول في تحقيق حصول العلم في قلوب المستعدين له أن حقائق الأشياء كلها مسطورة في اللوح المحفوظ و إنما تفيض على قلوبنا من ذلك العالم بواسطة القلم العقلي الكاتب في ألواح نفوسنا كما قال عز و جل‏ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ‏ «1» و قال سبحانه‏ عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ‏ «2» و قلب الإنسان صالح لأن ينتقش فيه العلوم كلها و هو كمرآة مستعدة لأن يتجلى فيه حقيقة الحق في الأمور كلها من اللوح المحفوظ و إنما خلي عما عنه من العلوم إما لنقصان في ذاته كقلب الصبي و هو يشبه نقصان صورة المرآة كجوهر الحديد قبل أن يصيقل.

أو لكثرة المعاصي و الخبث الذي تراكم عليه من كثرة الشهوات المانعة من صفائه و جلائه و هذا يشبه خبث المرآة و صداها أو لعدوله عن جهة الحقيقة المطلوبة لاستيعاب همه بتهيئة أسباب المعيشة و تفصيل الأعمال البدنية المانعة من التأمل في الحضرة الربوبية و الحقائق الخفية الإلهية فلا ينكشف له إلا ما هو متفكر فيه و هذا يشبه كون المرآة معدولا بها عن جهة الصورة أو لحجاب بينه‏

______________________________

 (1). المجادلة/ 22.

 (2). العلق/ 4- 5.

 

76
الوافي‏2

بيان ص : 76

و بين المطلوب من اعتقاد سبق إليه منذ الصبا على سبيل التقليد و القبول بحسن الظن فإن ذلك يحول بينه و بين حقائق الحق و يمنع أن ينكشف في قلبه خلاف ما تلقفه من ظاهر التقليد.

و هذا يشبه الحجاب المرسل بين المرآة و بين الصورة المطلوب‏ «1» رؤيتها أو لجهل بالجهة التي يقع فيها العثور على المطلوب فإن طالب العلم ليس يمكنه أن يحصل العلم المطلوب إلا بالتذكر للعلوم التي تناسب مطلوبه حتى إذا ذكرها و رتبها في نفسه ترتيبا مخصوصا حصل له المطلوب فإذا لم يكن عنده العلوم المناسبة لذلك لم يحصل له المطلوب و هذا يشبه الجهل بالجهة التي فيها الصورة المطلوبة.

فهذه هي الأسباب المانعة لإدراك الحقائق ثم إن العلوم التي ليست ضرورية إنما تحصل في القلب تارة بالاكتساب بطريق الاستدلال و التعلم و يسمى اعتبارا و استبصارا و يختص به العلماء و الحكماء و تارة بهجومه على القلب كأنه ألقي فيه من حيث لا يدرى سواء كان عقيب طلب و شوق أو لا و سواء كان مع الاطلاع على السبب الذي منه استفيد ذلك العلم أو لا فإنه قد يكون بمشاهدة الملك الملقي في القلب و سماع حديثه و قد يكون بمجرد السماع من غير مشاهدة و قد يكون بنفثة في الروع من غير سماع ينكت في القلب نكتا أو يلهم إلهاما.

و قد يكون ذلك الهجوم في النوم كما يكون في اليقظة و المشاهدة تختص بالأنبياء و الرسل ص و خص باسم الوحي عرفا و غيرها قد يكون لغيرهم و كما أن الحجاب بين المرآة و الصورة يزال تارة بتعمل اليد المتصرفة و تارة بهبوب ريح تحركه فكذلك استفادة العلوم بالقلم الإلهي للإنسان قد تكون بقوة فكرته المتصرفة في تجريد الصور عن الغواشي و الانتقال من بعضها إلى بعض و قد تهب رياح الألطاف الإلهية فتكشف الحجب و الغواشي عن عين بصيرته فيتجلى‏

______________________________

 (1). المطلوبة «عش».

77
الوافي‏2

بيان ص : 76

فيها بعض ما هو مثبت في اللوح الأعلى فيكون تارة عند المنام فيظهر به ما سيكون في المستقبل‏ «1».

و تارة ينقشع الحجاب بلطف خفي من اللَّه فيلمع في القلب من وراء ستر الغيب شي‏ء من غرائب أسرار الملكوت في اليقظة فربما يدوم و ربما يكون كالبرق الخاطف و دوامه في غاية الندور فلم يفارق الإلهام و حديث الملك الاكتساب في العلم و لا في محله و لا في سببه و لكن يفارقه في طريقه زوال الحجاب و جهته و لم يفارق الوحي الإلهام و الحديث في شي‏ء من ذلك بل في شدة الوضوح و النورية و مشاهدة الملك المفيد للعلم و الكل مشتركة في أنها بواسطة الملك الذي هو القلم كما قال عز و جل‏ عَلَّمَ بِالْقَلَمِ‏ «2» و لعل الإشارة إلى هذه المراتب الثلاث في قوله سبحانه‏ وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا «3».

قال بعض العلماء السر في اطلاع النبي على الملك الموحي دون غيره أنه لما صقل روحه بصقالة العقل للعبودية التامة و زالت عنه غشاوة الطبيعة و رين المعصية بالكلية و كانت نفسه قدسية شديدة القوى قوية الإنارة لما تحتها لم يشغلها جهة فوقها عن جهة تحتها فتضبط الطرفين و تسع الجانبين و لا يستغرقها حسها الباطن عن حسها الظاهر فإذا توجهت إلى الأفق الأعلى و تلقت أنوار المعلومات بلا تعليم بشري من اللَّه يتعدى تأثيرها إلى قواها و تتمثل صورة ما تشاهده لروحها البشري و منها إلى ظاهر الكون فتمثل للحواس الظاهرة سيما السمع و البصر لكونهما أشرف الحواس الظاهرة و ألطفها فيرى شخصا محسوسا و يسمع كلاما منظوما في غاية الجودة و الفصاحة أو يرى صحيفة مكتوبة.

فالشخص هو الملك النازل الحامل للوحي الإلهي و الكلام هو كلام اللَّه و الكتاب كتابه و قد نزل كل منها من عالم الأمر القولي القضائي و ذاته الحقيقة

______________________________

 (1). و تمام ارتفاع الحجاب يكون بالموت و به ينكشف الغطاء و تارة ينقشع ... كذا في «عش».

 (2). العلق/ 4.

 (3). الشورى/ 51.

78
الوافي‏2

بيان ص : 76

و صورته الأصلية إلى عالم الخلق الكتابي القدري في أحسن صورة و أجمل كسوة كتمثل جبرئيل ع لنبينا ص في صورة دحية بن خليفة الكلبي الذي كان أجمل أهل زمانه و يقال ما رآه في صورته الحقيقية إلا مرتين و ذلك أنه ص سأله أن يراه نفسه على صورته فواعده ذلك بحراء فطلع له جبرئيل ع فسد الأفق من المشرق إلى المغرب و في رواية كان له ستمائة جناح و رآه مرة أخرى على صورته ليلة المعراج عند سدرة المنتهى‏

79
الوافي‏2

باب 6 معرفة الإمام و الرد إليه ص : 80

 

باب 6 معرفة الإمام و الرد إليه‏

 [1]

521- 1 الكافي، 1/ 180/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال‏ قال لي أبو جعفر ع إنما يعبد اللَّه من يعرف اللَّه فأما من لا يعرفه‏ «1» فإنما يعبده هكذا ضلالا «2» قلت جعلت فداك فما معرفة اللَّه قال تصديق اللَّه تعالى و تصديق رسوله ص- و موالاة علي ع و الايتمام به و بأئمة الهدى ع- و البراءة إلى اللَّه تعالى من عدوهم هكذا يعرف اللَّه عز و جل.

بيان‏

في بعض النسخ فأما من لا يعرف اللَّه مظهرا كأنه أشار بقوله هكذا إلى‏

______________________________

 (1). من لا يعرف اللّه، كذا في الكافي المطبوع و المخطوطين.

 (2). قوله «فانّما يعبده هكذا ضلالا» أي إنّما يعبده عبادة من غير معرفة ضلالا لأنّ العبادة لا بمعرفة باللّه لم يكن عبادة له حقيقة و يكون ضلالا.

و قوله «و موالاة عليّ» إلى آخره أي متابعته بتسليم الأمر إليه بالإمامة و اتّخاذه إماما و الاقتداء به و الانقياد له و كذا الائمّة من ولده، أو عترة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قوله «و البراءة إلى اللّه تعالى من عدوّهم» أي المفارقة منهم اعتقادا قلبا و لسانا و اطاعته توجّها إلى اللّه سبحانه و ميلا من باطلهم إلى الحق الّذي أقامه اللّه سبحانه لأنّ الموالاة على ما ينبغي إنّما يتمّ بالبراءة من أعدائهم بعد معرفتهم بالعداوة و أمّا اعتبار معرفة الإمامة فيما لا يتم العبادة إلّا به من المعرفة فلأنّه ما لم يعرف استناد الأمر و النهي و الطلب إليه سبحانه لا يكون الإتيان بالعمل عبادة له تعالى ... رفيع رحمه اللّه.

 

80
الوافي‏2

2 ص : 81

عبادة جماهير الناس و ضلالا تمييز له أو بدل‏

 [2]

522- 2 الكافي، 1/ 180/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبيه عن ابن أذينة عن غير واحد عن أحدهما ع أنه قال‏ لا يكون العبد مؤمنا «1» حتى يعرف اللَّه و رسوله و الأئمة كلهم ع و إمام زمانه و يرد إليه و يسلم له ثم قال كيف يعرف الآخر و هو يجهل الأول.

بيان‏

يعني كيف يعرف إمام زمانه و هو يجهل قدر أمير المؤمنين ع و مرتبته من الخلافة و الإمامة و الوصاية

 [3]

523- 3 الكافي، 1/ 180/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن هشام بن سالم عن زرارة قال‏ قلت لأبي جعفر ع أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة على جميع الخلق فقال إن اللَّه تعالى بعث محمدا ص إلى الناس أجمعين رسولا و حجة لله على جميع خلقه في‏

______________________________

 (1). قوله: «و لا يكون العبد مؤمنا حتّى يعرف اللّه ...» أي لا يكون مصدقا بالمعارف الّتي يجب عليه و لا يفلح إلّا بها ما لم يحصل له معرفة اللّه و التصديق بانيته و وحدته و صفاته اللائقة بذاته و معرفة رسوله بالرسالة و التصديق بما جاء به من الأوامر و النواهي و معرفة الأئمّة كلّهم و إمام زمانه بالإمامة و وجوب الرّدّ إليه و الأخذ عنه و اطاعته و ذلك لأنّه إنّما يحصل له المعرفة من جهتهم و بتعريفهم و هدايتهم فكل عبد يحتاج في معرفته إلى إمام زمانه و معرفة إمام زمانه إنّما تيسر له بالاطلاع على النصّ من الإمام السابق عليه فيحتاج في معرفة إمام زمانه إلى معرفة الأئمّة كلّهم و قوله «و يرد عليه و يسلم له» بيان لجهة الاحتياج إلى معرفة إمام زمانه و قوله «و كيف يعرف الآخر و هو يجهل الأوّل» اشارة إلى سبب اعتبار معرفة الأئمّة كلّهم و هو توقف معرفة إمام الزمان على معرفة الأئمّة السابقين كلّهم لأنّ إمامة كلّ لاحق إنّما يعرف بنص السابق عليه كما أشير إليه و أمّا اعتبار معرفة إمام الزمان في حصول الايمان فلقوله صلّى اللّه عليه و آله «من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية» و لما بيناه. رفيع رحمه اللّه.

81
الوافي‏2

بيان ص : 82

 

أرضه فمن آمن بالله و بمحمد رسول اللَّه و اتبعه و صدقه فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه و من لم يؤمن بالله و برسوله و لم يتبعه و لم يصدقه و يعرف حقهما- فكيف تجب عليه معرفة الإمام و هو لا يؤمن بالله و رسوله و يعرف حقهما قال قلت فما تقول في من يؤمن بالله و رسوله و يصدق رسوله في جميع ما أنزل اللَّه- أ يجب على أولئك حق معرفتكم قال نعم أ ليس هؤلاء يعرفون فلانا و فلانا قلت بلى قال أ ترى أن اللَّه هو الذي أوقع في قلوبهم معرفة هؤلاء- و اللَّه ما أوقع ذلك في قلوبهم إلا الشيطان لا و اللَّه ما ألهم المؤمنين حقنا إلا اللَّه.

بيان‏

و يعرف حقهما في الموضعين على النفي عطفا على المنفي يعرفون فلانا يعني بالخلافة أراد ع أنهم لما تفطنوا بوجوب الخليفة و تمكنوا من معرفته فما المانع لهم من الاهتداء لما هو الحق فيه ليس المانع إلا الشيطان لأن اللَّه عز و جل أقدرهم على ذلك و أعطاهم آلة المعرفة فوجب عليهم تحصيل معرفة الإمام معرفة هؤلاء يعني بكونهم خلفاء رسول اللَّه ص و في هذا الحديث دلالة على أن الكفار ليسوا مكلفين بشرائع الإسلام كما هو الحق خلافا لما اشتهر بين متأخري أصحابنا

 [4]

524- 4 الكافي، 1/ 181/ 4/ 1 عنه عن أحمد عن السراد عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال سمعت أبا جعفر ع يقول‏ إنما يعرف اللَّه تعالى و يعبده من عرف اللَّه و عرف إمامه منا أهل البيت و من لا يعرف اللَّه تعالى و يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف و يعبد غير اللَّه هكذا و اللَّه ضلالا «1».

______________________________

 (1). قوله: فانّما يعرف و يعبد غير اللّه هكذا و اللّه ضلالا لأنّه إنّما يعبد من يعرفه و إذا فرض أنّه لا يعرف اللّه-

 

82
الوافي‏2

5 ص : 83

 [5]

525- 5 الكافي، 1/ 181/ 5/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن فضالة عن ابن وهب عن ذريح قال‏ سألت أبا عبد اللَّه ع عن الأئمة بعد النبي ص فقال كان أمير المؤمنين ع إماما ثم كان الحسن إماما ثم كان الحسين إماما ثم كان علي بن الحسين إماما ثم كان محمد بن علي إماما «1» من أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة اللَّه تعالى و معرفة رسول اللَّه ص ثم قال قلت ثم أنت جعلت فداك فأعدتها عليه ثلاث مرات فقال لي إني إنما حدثتك- لتكون من شهداء اللَّه تعالى في أرضه‏ «2».

بيان‏

قوله ثم أنت تصديق أو استفهام و السكوت على الأول تقرير و على الثاني إما للتقية أو لأمر آخر و كأنه ع أشار بآخر الحديث إلى قوله سبحانه‏ وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ‏ «3»

 [6]

526- 6 الكافي، 1/ 181/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا و لا تعرفون حتى تصدقوا

______________________________

- فلا يعبده إنّما يعبد من يكون مطابق معرفته و هو غير اللّه و معرفة الإمام لا تغنى عن اللّه و لا يستلزمها بل تؤدى إليها عند طلبها و مراعاة شرائط على ما هو حقّها. رفيع رحمه اللّه.

 (1). قوله: «إنّى إنّما حدثتك لتكون من شهداء اللّه تعالى في أرضه» أي لتكون من شهداء اللّه تعالى على خلقه بتبليغ ذلك و تبيينه منك لهم أو من شهداء اللّه ببيان ذلك منا لهم أو من شهداء اللّه ببيانه لخلقه على لساننا. رفيع رحمه اللّه.

 (2). في الكافي «خ» ثم من أنكر ذلك و في «م» من كان أنكر ذلك.

 (3). الحديد/ 19.

83
الوافي‏2

6 ص : 83

و لا تصدقون حتى تسلموا «1» أبوابا أربعة لا يصلح‏ «2» أولها إلا بآخرها ضل أصحاب الثلاثة و تاهوا تيها عظيما [بعيدا] إن اللَّه تعالى لا يقبل إلا العمل الصالح و لا يقبل اللَّه إلا الوفاء بالشروط و العهود فمن وفى لله تعالى بشرطه و استعمل ما وصف في عهده نال ما عنده و استكمل وعده إن اللَّه تعالى أخبر العباد بطرق الهدى و شرع لهم فيها المنار و أخبرهم كيف يسلكون فقال‏ وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏ «3» و قال‏ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ‏ «4» فمن اتقى اللَّه فيما أمره لقي اللَّه مؤمنا بما جاء به محمد ص هيهات هيهات فات قوم و ماتوا قبل أن يهتدوا و ظنوا أنهم آمنوا و أشركوا من حيث لا يعلمون إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى و من أخذ في غيرها سلك طريق الردى وصل اللَّه طاعة ولي أمره بطاعة رسوله و طاعة رسوله بطاعته فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع اللَّه و لا رسوله و هو الإقرار بما نزل من عند اللَّه‏ «5» تعالى‏ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ و التمسوا البيوت التي‏ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ‏ فإنه أخبركم أنهم‏ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ «6» إن اللَّه قد استخلص الرسل لأمره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذوره- فقال‏ وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ «7» تاه من جهل و اهتدى من أبصر

______________________________

 (1). في الكافي المطبوع و المخطوطين هكذا: و لا تعرفوا حتّى تصدّقوا و لا تصدّقوا حتّى تسلّموا. و كذلك في «عش من الوافي».

 (2). و لا يصلح اولها الكافي «خ».

 (3). طه/ 82.

 (4). المائدة/ 27.

 (5). و هو الإقرار بما انزل من عند اللّه، كذا في نسخ الكافي المخطوطة و المطبوعة.

 (6). النور/ 37.

 (7). فاطر/ 24.

84
الوافي‏2

بيان ص : 85

و عقل إن اللَّه تعالى يقول‏ فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ «1»- و كيف يهتدي من لم يبصر و كيف يبصر من لم يتدبر اتبعوا رسول اللَّه و أهل بيته و أقروا بما نزل من عند اللَّه و اتبعوا آثار الهدى فإنهم علامات الأمانة و التقى و اعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم ع و أقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن اقتصوا الطريق بالتماس المنار و التمسوا من وراء الحجب الآثار تستكملوا أمر دينكم و تؤمنوا بالله ربكم.

بيان‏

أشار بالأبواب الأربعة إلى التوبة عن الشرك و الإيمان بالوحدانية و العمل الصالح و الاهتداء إلى الحجج ع كما يتبين مما ذكر بعده و أصحاب الثلاثة إشارة إلى من لم يهتد إلى الحجج تاهوا تيها حاروا حيرة و الشروط و العهود كناية عن الأمور الأربعة المذكورة إذ هي شروط للمغفرة و عهود و المنار جمع منارة على ما قاله ابن الأثير و هي علم الطريق فمن اتقى اللَّه أي من الشرك في أمره‏ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ كأنه ع أشار بذكر الآيتين إلى تأويل الزينة بمعرفة الإمام و المسجد بمطلق العبادة و البيوت ببيوت أهل العصمة و الرجال بهم ع استخلص استمحض مصدقين بذلك أي حال كون كل منهم مصدقا بالجميع في نذره في سائر منذريه أو في إنذاراته اقتصوا اقتفوا و كنى بالمنار عن الأئمة ع قوله و التمسوا من وراء الحجب الآثار كأنه أراد به إن لم يتيسر لكم الوصول إلى الإمام فالتمسوا آثاره و يأتي لهذا الحديث مزيد بيان في باب أركان الإيمان و صفاته من كتاب الإيمان و الكفر إن شاء اللَّه‏

______________________________

 (1). الحجّ/ 46.

85
الوافي‏2

7 ص : 86

 [7]

527- 7 الكافي، 1/ 183/ 7/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن محمد بن الحسين بن صغير عمن حدثه عن ربعي عن أبي عبد اللَّه ع أنه قال‏ أبى اللَّه أن يجري الأشياء إلا بأسباب فجعل لكل شي‏ء سببا و جعل لكل سبب شرحا و جعل لكل شرح علما و جعل لكل علم بابا ناطقا عرفه من عرفه و جهله من جهله ذلك رسول اللَّه ص و نحن.

بيان‏

يعني ذلك الباب رسول اللَّه و نحن فمن الباب يمكن الدخول إلى العلم و من العلم يمكن الوصول إلى الشرح و من الشرح يعرف السبب و من السبب يعلم المسبب فالعلم بالأشياء كلها موقوف على معرفة الإمام و الأخذ منه‏

 [8]

528- 8 الكافي، 1/ 184/ 9/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين‏ وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ «1» فقال نحن على الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم و نحن الأعراف الذين‏ «2» لا يعرف اللَّه تعالى إلا بسبيل معرفتنا و نحن الأعراف يعرفنا «3» اللَّه تعالى يوم القيامة على الصراط- فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا و عرفناه و لا يدخل النار إلا من أنكرنا و أنكرناه إن اللَّه تعالى لو شاء لعرف العباد نفسه و لكن جعلنا أبوابه‏

______________________________

 (1). الأعراف/ 46.

 (2). الذي لا يعرف اللّه، كذا في الكافي المطبوع و المخطوط «م» و شرح المولى محمّد صالح.

 (3). يوقفنا- خ ل.

86
الوافي‏2

بيان ص : 87

و صراطه و سبيله و الوجه الذي يؤتى منه فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون فلا سواء من اعتصم الناس به و لا سواء- حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض و ذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية بأمر ربها لا نفاد لها و لا انقطاع.

بيان‏

فلا سواء من اعتصم الناس به يعني ليس كل من اعتصم الناس به سواء في الهداية و لا سواء فيما يسقيهم بل بعضهم يهديهم إلى الحق و إلى طريق مستقيم و يسقيهم من عيون صافية و بعضهم يذهب بهم إلى الباطل و إلى طريق الضلال و يسقيهم من عيون كدرة كما يفسره فيما بعده يفرغ أي يصب بعضها في بعض حتى يفرغ‏

 [9]

529- 9 الكافي، 1/ 184/ 10/ 1 الاثنان عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن الريان بن شبيب عن يونس عن الخراز عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ع‏ يا أبا حمزة يخرج أحدكم فراسخ فيطلب لنفسه دليلا و أنت بطرق السماء أجهل منك بطرق الأرض فاطلب لنفسك دليلا.

 [10]

530- 10 الكافي، 1/ 185/ 11/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أيوب بن الحر عن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه ع‏ في قول اللَّه تعالى- وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً «1» فقال طاعة اللَّه و معرفة

______________________________

 (1). البقرة/ 269.

87
الوافي‏2

بيان ص : 88

الإمام.

بيان‏

الحكمة عبارة عن العلم التحقيقي اللدني الذي مضى وصفه في صدر مقدمات الكتاب مع الإتيان بطاعة اللَّه عز و جل كما ينبغي فإن أريد بمعرفة الإمام معرفة مقامه و مرتبته كما هي لقوم فمعنى الحديث ظاهر لأن هذه المعرفة هي غاية ذلك العلم و إن أريد بها معرفة شخصه فقط كما هي لآخرين فهو تفسير للمسبب بسببه الموصل إليه و ذلك لأن العلم اللدني إنما يحصل بتقوى اللَّه التي هي طاعة اللَّه كما ينبغي و الإتيان بالطاعة كما ينبغي يتوقف على معرفة كيفيتها و معرفة كيفية الطاعة على وجهها إنما تستفاد من الإمام و الاستفادة من الإمام إنما تتأتى بعد معرفته ع و يأتي هذا الحديث بنحو آخر في باب تفسير الكبائر من كتاب الإيمان و الكفر إن شاء اللَّه‏

 [11]

531- 11 الكافي، 1/ 185/ 12/ 1 محمد عن عبد اللَّه بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن أبي بصير قال‏ قال لي أبو جعفر ع هل عرفت إمامك قال قلت إي و اللَّه قبل أن أخرج من الكوفة فقال حسبك إذا «1».

 [12]

532- 12 الكافي، 1/ 185/ 13/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن بزرج عن العجلي قال سمعت أبا جعفر ع يقول‏ في قول اللَّه تعالى‏ أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ‏ «2» فقال‏

______________________________

 (1). قوله: «حسبك إذا» فان من عرف الإمام حقّ المعرفة كفاه لنيل غاية متمناه. رفيع رحمه اللّه.

 (2). الأنعام/ 122.

88
الوافي‏2

13 ص : 89

مَيْتاً «1» لا يعرف شيئا و نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ‏ إماما يأتم‏ «2» به‏ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها قال الذي لا يعرف الإمام.

 [13]

533- 13 الكافي، 1/ 185/ 14/ 1 الاثنان عن محمد بن أورمة و محمد بن عبد اللَّه عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللَّه ع قال قال أبو جعفر ع‏ دخل أبو عبد اللَّه الجدلي على أمير المؤمنين ع فقال يا أبا عبد اللَّه أ لا أخبرك بقول اللَّه تعالى- مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ «3» قال بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك فقال الحسنة معرفة الولاية و حبنا أهل البيت و السيئة إنكار الولاية و بغضنا أهل البيت ثم قرأ عليه الآية.

______________________________

 (1). ميت، المخطوطين و المطبوع من الكافي.

 (2). كذا في نسخ الوافي و الكافي المخطوط «خ» و المرآة و لكن في الكافي المخطوط «م» و المطبوع و شرح المولى صالح «يؤتم».

 (3). النمل/ 89- 90.

89
الوافي‏2

باب 7 فرض طاعة الأئمة ع ص : 90

باب 7 فرض طاعة الأئمة ع‏

 [1]

534- 1 الكافي، 1/ 185/ 1/ 1 الأربعة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضاء الرحمن تعالى الطاعة للإمام بعد معرفته ثم قال إن اللَّه تعالى يقول‏ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ‏ «1» فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً «2».

بيان‏

يعني كما أن طاعة الرسول ص طاعة اللَّه كذلك طاعة الإمام طاعة اللَّه لأنه يدعو إلى ما يدعو إليه الرسول لأنه خليفته‏

 [2]

535- 2 الكافي، 1/ 189/ 17/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن حماد عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ السمع و الطاعة أبواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه و السامع العاصي‏

______________________________

 (1). قوله: إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول‏ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ ... لمّا كان الأمر بالطاعة للرسول من حيث الخلافة و الإمامة الّتي هي رئاسة عامة فان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان إماما على النّاس في زمانه مع رسالته كما أن الأمر بالايمان و التصديق له من حيث الرسالة استشهد على وجوب طاعة الإمام و كونها مناط النجاة و رضاء الرحمن بقوله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع اللّه و من تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا. رفيع رحمه اللّه.

 (2). النساء/ 80.

90
الوافي‏2

3 ص : 91

لا حجة له و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقى اللَّه تعالى ثم قال يقول اللَّه عز و جل‏ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏ «1».

 [3]

536- 3 الكافي، 1/ 186/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر ع‏ في قول اللَّه تعالى‏ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً «2» قال الطاعة المفروضة «3».

 [4]

537- 4 الكافي، 1/ 186/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن الكناني قال أشهد أني سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ أشهد أن عليا إمام فرض اللَّه طاعته و أن الحسن إمام فرض اللَّه طاعته و أن الحسين إمام فرض اللَّه طاعته و أن علي بن الحسين إمام فرض اللَّه طاعته و أن محمد بن علي إمام فرض اللَّه طاعته.

 [5]

538- 5 الكافي، 1/ 186/ 3/ 1 بهذا الإسناد عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن بشير العطار قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ نحن قوم فرض اللَّه طاعتنا و أنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته.

 [6]

539- 6 الكافي، 1/ 186/ 6/ 1 العدة عن أحمد عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن الكناني قال قال أبو عبد اللَّه ع‏ نحن قوم‏

______________________________

 (1). الإسراء/ 71.

 (2). النساء/ 54.

 (3). قوله: الطاعة المفروضة أي الإمامة الّتي هي رئاسة عامّة على الناس و فرض الطّاعة من اللّه على الناس و الانقياد لهم فانّه خلافة لا يدانيه شي‏ء من مراتب الملك و السلطنة. رفيع رحمه اللّه.

91
الوافي‏2

بيان ص : 92

 

فرض اللَّه طاعتنا «1» لنا الأنفال و لنا صفو المال و نحن الراسخون في العلم- و نحن المحسودون الذين قال اللَّه تعالى‏ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏ «2».

بيان‏

الأنفال الغنائم و ما لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب من الأرضين و رءوس الجبال و بطون الأودية و الآجام و ما يجري مجرى ذلك و الصفو من الغنيمة ما اختاره الرئيس لنفسه قبل القسمة و خالص كل شي‏ء و يأتي هذا الخبر تارة أخرى بإسناد آخر في أبواب الخمس من كتاب الزكاة مع ما في معناه ببيان و تفسير إن شاء اللَّه‏

 [7]

540- 7 الكافي، 1/ 189/ 16/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن الجوهري عن الحسين بن أبي العلاء الكافي‏، 1/ 187/ 7/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع الأوصياء «3» طاعتهم مفترضة قال‏ «4» نعم هم الذين‏ «5» قال اللَّه تعالى‏ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا

______________________________

 (1). قوله: نحن قوم فرض اللّه طاعتنا ... قال اللّه تعالى‏ «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» و أنتم لا يعذر النّاس بجهالته أي بولاية الأمر الذين جعلهم اللّه تعالى أولياء أمره من أهل بيت نبيّه و نصبهم بالإمامة على النّاس و عليهم معرفتهم و لا يعذرون بعدم المعرفة بهم. رفيع رحمه اللّه.

 (2). النساء/ 54.

 (3). في نسخ الكافي هكذا: قولنا في الأوصياء.

 (4). في الكافي المطبوع قال فقال نعم.

 (5). قوله: نعم هم الذين قال اللّه تعالى‏ أَطِيعُوا اللَّهَ ... استدل بالآية الأولى على وجوب طاعة اولي الأمر و بالآية الثّانية على كونهم أولياء أمره و وجه دلالتها أنّه ليس الولاية لكل مؤمن على غيره من المؤمنين فالمراد بالذين-

 

92
الوافي‏2

بيان ص : 93

الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏ «1» و هم الذين قال اللَّه تعالى‏ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‏ «2».

بيان‏

حديث إعطاء أمير المؤمنين ع خاتمه للسائل في الركوع مشهور و أما نسبة ذلك إلى سائر الأئمة فهي إما باعتبار أنه إذا فعل واحد من قوم فعلا جاز أن ينسب ذلك الفعل إليهم جملة و إما باعتبار أنه وقع ذلك من كل منهم ع كما ورد في بعض الروايات‏

 [8]

541- 8 الكافي، 1/ 186/ 5/ 1 العدة عن أحمد عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن أبي الحسن العطار قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ أشرك بين الأوصياء و الرسل في الطاعة.

 [9]

542- 9 الكافي، 1/ 187/ 8/ 1 العدة عن أحمد عن معمر بن خلاد قال‏ سأل رجل فارسي أبا الحسن ع فقال طاعتك مفترضة فقال‏ «3» نعم قال مثل طاعة علي بن أبي طالب ع قال نعم.

 [10]

543- 10 الكافي، 1/ 187/ 9/ 1 أحمد عن علي بن الحكم عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ سألته عن الأئمة هل يجرون في‏

______________________________

- آمنوا الكاملون في الايمان المخصصون بالصفات الّتي اجراها عليهم و هم الأوصياء. رفيع رحمه اللّه.

 (1). النساء/ 59.

 (2). المائدة/ 55.

 (3). في المطبوع من الكافي قال فقال نعم.

93
الوافي‏2

11 ص : 94

الأمر و الطاعة مجرى واحدا قال نعم.

 [11]

544- 11 الكافي، 1/ 187/ 10/ 1 بهذا الإسناد عن مروك بن عبيد عن محمد بن زيد الطبري قال‏ كنت قائما على رأس الرضا ع بخراسان و عنده عدة من بني هاشم و فيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي فقال يا إسحاق بلغني أن الناس يقولون إنا نزعم أن الناس عبيد لنا لا و قرابتي من رسول اللَّه ص ما قلته قط و لا سمعته من أحد من آبائي قاله و لا بلغني عن أحد من آبائي قاله و لكني أقول الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين فليبلغ الشاهد الغائب.

 [12]

545- 12 الكافي، 1/ 187/ 11/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن أبي سلمة عن أبي عبد اللَّه ع قال سمعته يقول‏ نحن الذين فرض اللَّه طاعتنا لا يسع الناس إلا معرفتنا و لا يعذر الناس بجهالتنا- من عرفنا كان مؤمنا و من أنكرنا كان كافرا و من لم يعرفنا و لم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدي الذي افترض اللَّه عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل اللَّه به ما يشاء.

 [13]

546- 13 الكافي، 1/ 187/ 12/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن محمد بن الفضيل قال‏ سألته عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى اللَّه تعالى قال أفضل ما يتقرب به العباد إلى اللَّه تعالى طاعة اللَّه و طاعة رسوله و طاعة أولي الأمر قال أبو جعفر ع حبنا إيمان و بغضنا كفر «1».

______________________________

 (1). قوله: حبنا ايمان ... أي حبنا ايمان بتأديته باقتضاء التعلم و الطاعة إلى الايمان و بغضنا كفر بتأديته إليه باقتضاء الجحود و الطغيان. رفيع رحمه اللّه.

94
الوافي‏2

14 ص : 95

 [14]

547- 14 الكافي، 8/ 270/ 399 السراد عن هشام بن سالم عن عبد الحميد بن أبي العلاء قال‏ دخلت المسجد الحرام فرأيت مولى لأبي عبد اللَّه ع فملت إليه لأسأله عن أبي عبد اللَّه ع فإذا أنا بأبي عبد اللَّه ع ساجد فانتظرته طويلا فطال سجوده علي فقمت و صليت ركعات و انصرفت و هو بعد ساجد فسألت مولاه متى سجد فقال من قبل أن تأتينا فلما سمع كلامي رفع رأسه ثم قال أبا محمد ادن مني فدنوت منه فسلمت عليه فسمع صوتا خلفه فقال ما هذه الأصوات المرتفعة فقلت هؤلاء قوم من المرجئة و القدرية و المعتزلة فقال إن القوم يريدوني فقم بنا فقمت معه فلما رأوه نهضوا نحوه فقال لهم كفوا أنفسكم عني و لا تؤذوني و تعرضوني للسلطان فإني لست بمفت لكم ثم أخذ بيدي و تركهم و مضى- فلما خرج من المسجد قال لي يا أبا محمد و اللَّه لو أن إبليس سجد لله تعالى بعد المعصية و التكبر عمر الدنيا- ما نفعه ذلك و لا قبله اللَّه تعالى ما لم يسجد لآدم ع كما أمره اللَّه تعالى أن يسجد له و كذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد نبيها ص- و بعد تركهم الإمام الذي نصبه نبيهم ص فلن يقبل اللَّه تعالى لهم عملا و لن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا اللَّه تعالى من حيث أمرهم و يتولوا الإمام الذي أمروا بولايته و يدخلوا في الباب الذي فتحه اللَّه و رسوله لهم يا أبا محمد إن اللَّه افترض على أمة محمد ص خمس فرائض الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و ولايتنا- فرخص لهم في أشياء من الفرائض الأربعة و لم يرخص لأحد من المسلمين في ترك ولايتنا لا و اللَّه ما فيها رخصة.

95
الوافي‏2

بيان ص : 96

بيان‏

سيأتي بيان الرخصة في الفرائض الأربع مع أخبار أخر في هذا المعنى في باب حدود الإيمان و الإسلام و دعائمها من كتاب الإيمان و الكفر إن شاء اللَّه‏

 [15]

548- 15 الكافي، 1/ 188/ 13/ 1 محمد بن الحسن عن سهل عن محمد بن عيسى عن فضالة عن أبان عن عبد اللَّه بن سنان عن إسماعيل بن جابر قال‏ قلت لأبي جعفر ع أعرض عليك ديني الذي أدين اللَّه تعالى به قال فقال هات قال فقلت أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له و أن محمدا ص عبده و رسوله و الإقرار بما جاء به من عند اللَّه و أن عليا كان إماما فرض اللَّه طاعته ثم كان بعده الحسن إماما فرض اللَّه طاعته ثم كان بعده الحسين إماما فرض اللَّه طاعته ثم كان بعده علي بن الحسين إماما فرض اللَّه طاعته حتى انتهى الأمر إليه- ثم قلت أنت يرحمك اللَّه قال فقال هذا دين اللَّه‏ «1» و دين ملائكته.

 [16]

549- 16 الكافي، 8/ 146/ 123 يحيى الحلبي عن بشير الكناسي قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ وصلتم و قطع الناس و أحببتم و أبغض الناس و عرفتم و أنكر الناس و هو الحق إن اللَّه اتخذ محمدا ص عبدا قبل أن يتخذه نبيا و إن عليا ع كان عبدا ناصحا لله تعالى فنصحه و أحب اللَّه فأحبه إن حقنا في كتاب اللَّه بين لنا صفو المال و لنا الأنفال و إنا قوم فرض اللَّه تعالى طاعتنا- و إنكم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته و قال رسول اللَّه ص‏

______________________________

 (1). قوله: هذا دين اللّه و دين ملائكته أي دين فرض اللّه التدين به و دين نزلت به ملائكته. رفيع رحمه اللّه.

96
الوافي‏2

بيان ص : 97

 

من مات و ليس عليه إمام مات ميتة جاهلية عليكم بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي ع‏ «1».

بيان‏

وصلتم أي وصلتمونا و كذلك في البواقي و هو الحق أي ما فعلتم هو الحق الذي يجب أن يفعل و يعتقد اتخذ محمدا عبدا يعني أن رتبة العبودية رتبة عظيمة رفيعة لا ينالها كل أحد و إن تلك الرتبة كانت ثابتة لعلي ع و إن لم يثبت له النبوة و النصح خلاف الغش فقد رأيتم أصحاب علي يعني سمعتموهم كيف يطيعونه و المراد سلمان و مقداد و أبو ذر و عمار و محمد بن أبي بكر و مالك الأشتر و حذيفة بن اليمان و أبو الهيثم بن التيهان و صعصعة بن صوحان و كميل بن زياد و الحارث الأعور و نظراؤهم رضوان اللَّه عليهم‏

 [17]

550- 17 الكافي، 1/ 188/ 14/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق عن بعض أصحاب أمير المؤمنين ع قال قال أمير المؤمنين ع‏ اعلموا أن صحبة العالم و اتباعه دين يدان اللَّه به و طاعته مكسبة للحسنات ممحاة للسيئات- «2» و ذخيرة للمؤمنين و رفعة فيهم في حياتهم و جميل بعد مماتهم.

بيان‏

العالم هنا يحتمل معنيين أحدهما الإمام المعصوم و الثاني الأعم منه و من كل عالم يعمل بعلمه و الأول أظهر و لذا أورده صاحب الكافي في هذا الباب دون باب صحبة العلماء من كتاب العلم و جميل بعد مماتهم أي قول جميل‏

______________________________

 (1). و للحديث تتمة في الكافي «ض. ع».

 (2). مكسبة و ممحاة بفتح الأوّل مصدران ميميان «ض. ع».

 

97
الوافي‏2

باب 8 وجوب النصيحة لهم و اللزوم لجماعتهم ص : 98

 

باب 8 وجوب النصيحة لهم و اللزوم لجماعتهم‏

 [1]

551- 1 الكافي، 1/ 403/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبان عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللَّه ع‏ إن رسول اللَّه ص خطب الناس في مسجد الخيف فقال نضر اللَّه عبدا سمع مقالتي فوعاها و حفظها و بلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه- و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله و النصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم- فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المسلمون إخوة تتكافى دماؤهم و يسعى بذمتهم أدناهم.

و رواه أيضا عن حماد بن عثمان عن أبان عن ابن أبي يعفور مثله و زاد فيه و هم يد على من سواهم و ذكر في حديثه أنه خطبة «1» في حجة الوداع بمنى في مسجد الخيف.

بيان‏

لا يغل من الغلول أو الأغلال أي لا يخون و يحتمل أن يكون من الغل بمعنى الحقد و الشحناء أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق و محيطة من ورائهم شاملة كلهم لا يشذ عنها أحد منهم بذمتهم قال في النهاية الذمة و الذمام بمعنى‏

______________________________

 (1). خطب. في الكافي المطبوع و المخطوط.

 

98
الوافي‏2

2 ص : 99

العهد و الأمان و الضمان و الحرمة و الحق و سمي أهل الذمة «1» لدخولهم في عهد المسلمين و أمانهم و منه الحديث يسعى بذمتهم أدناهم إذا أعطى أحد من الجيش العدو أمانا جاز ذلك على جميع المسلمين و ليس لهم أن يخفروه‏ «2» و لا أن ينقضوا عليه عهده يد على من سواهم في النهاية أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا على جميع الأديان و الملل كأنه جعل أيديهم يدا واحدة و فعلهم فعلا واحدا و المراد بأئمة المسلمين أوصياؤه الاثنا عشر المعصومون ص كما تأتي الإشارة إليه في الخبر الآتي و لما كان هذا المعنى خافيا على جماهير الناس صدر الحديث بما صدر و مهد له ما مهد ص‏

 [2]

552- 2 الكافي، 1/ 403/ 2/ 1 محمد بن الحسن عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم عن الحكم بن مسكين عن رجل من قريش من أهل مكة قال قال سفيان الثوري‏ اذهب بنا إلى جعفر بن محمد قال فذهبت معه إليه فوجدناه قد ركب دابته فقال له سفيان يا أبا عبد اللَّه حدثنا بحديث خطبة رسول اللَّه ص في مسجد الخيف قال دعني حتى أذهب في حاجتي فإني قد ركبت فإذا جئت حدثتك فقال أسألك بقرابتك من رسول اللَّه لما حدثتني قال فنزل فقال له سفيان مر لي بدواة و قرطاس حتى أثبته فدعا به ثم قال اكتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم خطبة رسول اللَّه ص في مسجد

______________________________

 (1). في بعض النسخ هكذا: و سمى أهل الذمّة ذميّا إلخ و الظّاهر أنّ هذه الكلمة سقطت من الأصل «ض. ع».

 (2). في الحديث «إذا خفرت الذمّة نصر المشركون على المسلمين، أي إذا نقض العهد بين المشركين و المسلمين اديل لاهل الشرك من أهل الايمان ... و اخفرت الرجل و خفرت الرجل إذا نقضت عهده و غدرت به كذا في مجمع البحرين «ض. ع».

99
الوافي‏2

2 ص : 99

الخيف نضر اللَّه عبدا سمع مقالتي فوعاها و بلغها من لم تبلغه يا أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب فرب حامل فقه ليس بفقيه و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله تعالى و النصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المؤمنون إخوة تتكافى دماؤهم و هم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم فكتبه سفيان ثم عرضه عليه و ركب أبو عبد اللَّه ع و جئت أنا و سفيان فلما كنا في بعض الطريق قال لي كما أنت حتى أنظر في هذا الحديث فقلت له قد و اللَّه ألزم أبو عبد اللَّه رقبتك شيئا لا يذهب من رقبتك أبدا فقال و أي شي‏ء ذلك فقلت‏ «1» ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله قد عرفناه و النصيحة لأئمة المسلمين- من هؤلاء الأئمة الذين يجب علينا نصيحتهم معاوية بن أبي سفيان و يزيد بن معاوية و مروان بن الحكم و كل من لا تجوز شهادته عندنا و لا تجوز الصلاة خلفهم و قوله و اللزوم لجماعتهم فأي الجماعة مرجئ يقول من لم يصل و لم يصم و لم يغتسل من جنابة و هدم الكعبة و نكح أمه فهو على إيمان جبرئيل و ميكائيل أو قدري يقول لا يكون ما شاء اللَّه و يكون ما شاء إبليس أو حروري يبرأ من علي بن أبي طالب و يشهد عليه بالكفر أو جهمي يقول إنما هي معرفة اللَّه وحده- ليس الإيمان شي‏ء غيرها قال ويحك و أي شي‏ء يقولون فقلت يقولون إن علي بن أبي طالب ع و اللَّه الإمام الذي يجب علينا نصيحته و لزوم جماعتهم أهل بيته قال فأخذ الكتاب فخرقه ثم قال لا تخبر بها أحدا.

______________________________

 (1). فقلت له ثلاث، كذا في الكافي المطبوع و المخطوط و بعض نسخ الوافي.

100
الوافي‏2

بيان ص : 101

بيان‏

المرجئي من يقول بأن الإيمان لا يضر معه معصية و القدري من يقول بالتفويض و الحروري الخارجي منسوب إلى قرية بالكوفة كانت مجمع الخوارج تسمى بالحروراء و الجهمي أصحاب جهم بن صفوان و لعمري إن الثوري بخرقة الكتاب قد أتى بالغلول في ثلاثهن جميعا و خرج من الإسلام بالنص النبوي كما لا يخفى على أولي النهى‏

 [3]

553- 3 الكافي، 1/ 404/ 3/ 1 علي عن أبيه و محمد عن أحمد جميعا عن حماد عن حريز عن العجلي عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللَّه ص‏ ما نظر اللَّه عز و جل إلى ولي له يجهد نفسه بالطاعة لإمامه و النصحية إلا كان معنا في الرفيق الأعلى.

 [4]

554- 4 الكافي، 1/ 404/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ من فارق جماعة المسلمين قيد «1» شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.

بيان‏

القيد بالكسر القدر و الربق بالكسر حبل فيه عدة عرى يشد به البهم كل عروة ربقة بالكسر و الفتح‏

______________________________

 (1). في مجمع البحرين بعد الإشارة إلى هذا الحديث قال «القيد» بالكسر و «القيس» القدر و معناه «قدر شبر» يريد المبالغة. «ض. ع».

101
الوافي‏2

5 ص : 102

 [5]

555- 5 الكافي، 1/ 405/ 5/ 1 بهذا الإسناد عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ من فارق جماعة المسلمين و نكث صفقة الإمام جاء إلى اللَّه تعالى أجذم.

بيان‏

الصفقة البيعة و الأجذم المقطوع اليد أو الذاهب الأنامل‏

 [6]

556- 6 الكافي، 8/ 178/ 201 علي عن علي بن الحسين عن محمد الكناسي قال حدثني من رفعه إلى أبي عبد اللَّه ع‏ في قول اللَّه عز و جل‏ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ «1» قال الذين يغشون الإمام إلى قوله‏ لا يُسْمِنُ وَ لا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ‏ قال لا ينفعهم و لا يغنيهم لا ينفعهم الدخول و لا يغنيهم القعود.

بيان‏

يغشون بتشديد الشين من الغش فإن الغاشي‏ «2» أصله غاشش أو بالتخفيف من الغشيان بمعنى الإتيان و معنى الدخول و القعود الدخول على الإمام و القعود عنه و يأتي بقية تأويلها و تأويل بقيتها في باب ما نزل فيهم و في أعدائهم من هذا الكتاب إن شاء اللَّه تعالى‏

 [7]

557- 7 الكافي، 1/ 405/ 3/ 1 محمد عن بعض أصحابنا عن الاثنين عن أبي عبد اللَّه ع قال قال أمير المؤمنين ع‏ لا تختانوا ولاتكم و لا تغشوا هداتكم و لا تجهلوا أئمتكم و لا تصدعوا عن حبلكم‏

______________________________

 (1). الغاشية/ 1.

 (2). الغاشى، كذا في النسخ بالياء.

102
الوافي‏2

بيان ص : 103

فتفشلوا و تذهب ريحكم و على هذا فليكن تأسيس أموركم و ألزموا هذه الطريقة فإنكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم و خرجتم و لسمعتم و لكن محجوب عنكم ما قد عاينوا و قريبا ما يطرح الحجاب.

بيان‏

لا تصدعوا عن حبلكم لا تفرقوا عن عهدكم و أمانكم و بيعتكم فتفشلوا فتضعفوا و تكسلوا و تجبنوا ريحكم قوتكم و غلبتكم و نصرتكم و دولتكم لبدرتم و خرجتم يعني إلى ما تدعون إليه و لسمعتم سماع إجابة

103
الوافي‏2

باب 9 وجوب موالاتهم و الاقتداء بهم و الكون معهم ص : 104

باب 9 وجوب موالاتهم و الاقتداء بهم و الكون معهم‏

 [1]

558- 1 الكافي، 1/ 208/ 3/ 1 أحمد و محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الحميد عن بزرج عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللَّه ص‏ من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء و يموت ميتة تشبه ميتة الشهداء و يسكن الجنان التي غرسها الرحمن فليتول عليا و ليوال وليه و ليقتد بالأئمة من بعده- فإنهم عترتي خلقوا من طينتي اللهم ارزقهم فهمي و علمي و ويل للمخالفين لهم من أمتي اللهم لا تنلهم شفاعتي.

بيان‏

غرسها الرحمن أي صنع اللَّه غرسها برحمانيته من دون توسط غارس‏

 [2]

559- 2 الكافي، 1/ 209/ 5/ 1 العدة عن ابن عيسى عن الحسين عن فضالة عن أبي المغراء «1» عن محمد بن سالم عن أبان بن تغلب قال‏

______________________________

 (1). قال المامقاني رحمه اللّه حميد بن المثنى العجليّ أبو المعزى الكوفيّ. الضبط المثنى بالميم المضمومة و الثاء المثلثة المفتوحة و النون المشدّدة و الياء المقلوبة الفا مقصورة و المعزى بكسر الميم و سكون العين و فتح الزاى بعدها الف بمعني المعز و هو خلاف الضّأن و قد جعلها العلامة في إيضاح الاشتباه بالقصر و ابن طاوس و تلميذه ابن داود و السيّد الدّاماد بالمدّ و الفرق بينهما أنّ الممدود يكتب بالالف كصفراء و المقصور يكتب بالياء كحبلى و ظاهر القاموس و غيره أنّ القياس هو القصر لأنّه ذكره بالياء ثمّ قال و يمدّ و بالجملة فالموجود ثبتا-

104
الوافي‏2

3 ص : 105

 

سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول قال رسول اللَّه ص‏ من أراد أن يحيى حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن التي غرسها ربي‏ «1» بيده فليتول علي بن أبي طالب ع و ليتول وليه و ليعاد عدوه- و ليسلم للأوصياء من بعده فإنهم عترتي من لحمي و دمي أعطاهم اللَّه فهمي و علمي إلى اللَّه أشكو أمر أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و ايم اللَّه ليقتلن ابني لا أنالهم اللَّه شفاعتي.

 [3]

560- 3 الكافي، 1/ 209/ 6/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد اللَّه بن القاسم عن عبد القهار عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللَّه ص‏ من سره أن يحيى حياتي و يموت ميتتي و يدخل الجنة التي وعدنيها ربي و يتمسك بقضيب غرسه ربي بيده فليتول علي بن أبي طالب و أوصياءه من بعده- فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال و لا يخرجونكم من باب هدى فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم و إني سألت ربي أن لا يفرق بينهم و بين الكتاب حتى يردا علي الحوض هكذا و ضم بين إصبعيه و عرضه ما بين صنعاء إلى أيلة فيه قدحان فضة و ذهب عدد النجوم.

بيان‏

لعله ص كنى بالقضيب المغروس بيد الرب عن شجرة

______________________________

- في كتب اللغة بالقصر و ثبت كتب الرجال لا عبرة به و ليس فيها ما هو خطّ مصنّفه و لو وجد فالغالب على المصنفين في غير اللغة عدم مطابقة كتابتهم لقواعد الكتابة و عدم موافقتها للغة كما لا يخفى. انتهى و في نسخة المخطوطة من الكافي «خ» أيضا المعزا بالزاى و الارجح عندي بعد التتبع المغراء بالغين المعجمة و الراء المهملة و سيجي‏ء في محل آخر توضيحه إنشاء اللّه «ض. ع».

 (1). غرسها اللّه ربّي، كذا في الكافي المطبوع و المخطوط.

 

105
الوافي‏2

4 ص : 106

أهل البيت ع و أريد بالكتاب القرآن و بعدم الفرق بينهم و بينه عدم مزايلتهم عن علمه و عدم مزايلته عما يحتاجون إليه من العلم و بالحوض الكوثر و تأويله العلم و صنعاء بلد باليمن كثيرة الأشجار و المياه تشبه دمشق و قرية بباب دمشق و أيلة بالفتح و المثناة التحتانية جبل بين مكة و المدينة و بلد بين ينبع و مصر و قدحان جمع قدح قاله في المهذب‏ «1» عدد النجوم أي كل من نوعي القدحان بعدد النجوم أو كلاهما معا بعددها أو كناية عن الكثرة و كأن اختلاف جوهري النوعين في الشرف بحسب اختلاف جوهري التحقيق و التقليد في العلم‏

 [4]

561- 4 الكافي، 1/ 210/ 7/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن فضالة عن الصيقل عن الفضيل بن يسار قال قال أبو جعفر ع‏ إن الروح و الراحة و الفلج و العون و النجاح و البركة و الكرامة و المغفرة و المعافاة و اليسر و البشري و الرضوان و القرب و النصر و التمكن و الرجاء و المحبة من اللَّه تعالى لمن تولى عليا ع و ائتم به و بري‏ء من عدوه و سلم لفضله- و للأوصياء من بعده حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي و حق على ربي تبارك و تعالى أن يستجيب لي فيهم فإنهم اتباعي و من تبعني فإنه مني.

 [5]

562- 5 الكافي، 1/ 208/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن النضر بن سويد [شعيب‏] «2» عن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال سمعت أبا

______________________________

 (1). القدحان بضمّ القاف و سكون الدال جمع قدح بالتحريك و هو اناء يروي الرجلين أو اسم يجمع الصغار و الكبار و عدد منصوب بنزع الخافض أي بعدد و يعبّر بعدد النجوم عن الكثرة بحيث لا يحصى لأنّ ما يحصل به المجرّة من النّجوم لا يمكن إحصاؤه «المرآة».

 (2). في المخطوط من الكافي «خ» شعيب و في «م» سويد و الظّاهر أنّ سويد مصحف شعيب لأنّ نسخة «خ» اقدم و هي النسخة المقروءة على شيخنا (الحسين بن عبد الصمد) والد شيخنا البهائي رحمهما اللّه تعالى «ض. ع».

106
الوافي‏2

بيان ص : 107

 

جعفر ع يقول قال رسول اللَّه ص‏ إن اللَّه تبارك و تعالى يقول استكمال حجتي على الأشقياء من أمتك من ترك ولاية علي و والى أعداءه و أنكر فضله و فضل الأوصياء من بعده فإن فضلك فضلهم و طاعتك طاعتهم و حقك حقهم و معصيتك معصيتهم و هم الأئمة الهداة من بعدك جرى فيهم روحك و روحك ما جرى فيك من ربك و هم عترتك من طينتك و لحمك و دمك و قد أجرى اللَّه عز و جل فيهم سنتك و سنة الأنبياء قبلك و هم خزاني على علمي من بعدك حق علي لقد اصطفيتهم و انتجبتهم و أخلصتهم و ارتضيتهم و نجا من أحبهم و والاهم و سلم لفضلهم و لقد أتاني جبرئيل بأسمائهم و أسماء آبائهم و أحبائهم و المسلمين لفضلهم.

بيان‏

على الأشقياء من أمتك خبر استكمال حجتي و من ترك بدل من الأشقياء يفسره‏

 [6]

563- 6 الكافي، 1/ 208/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ سألته عن قول اللَّه عز و جل‏ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ‏ «1» قال الصادقون هم الأئمة و الصديقون بطاعتهم.

بيان‏

لعل المراد أن الصادقين صنفان صنف منهم الأئمة المعصومون ص و الآخر المصدقون بأن طاعتهم مفترضة من اللَّه تعالى كمال التصديق أو

______________________________

 (1). التوبة/ 119.

 

107
الوافي‏2

7 ص : 108

كل من صدق بالحق غاية التصديق بطاعته لربه أو بطاعته إياهم‏

 [7]

564- 7 الكافي، 1/ 208/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن العجلي قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول اللَّه عز و جل‏ اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ‏ «1» قال إيانا عنى‏ «2».

 [8]

565- 8 الكافي، 1/ 215/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن عبد اللَّه بن غالب عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال‏ لما نزلت هذه الآية يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏ «3» قال المسلمون يا رسول اللَّه أ لست إمام الناس كلهم أجمعين قال فقال رسول اللَّه ص أنا رسول اللَّه إلى الناس أجمعين و لكن سيكون من بعدي أئمة على الناس- من اللَّه من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم فمن والاهم و اتبعهم و صدقهم فهو مني و معي و سيلقاني ألا و من ظلمهم و كذبهم فليس مني و لا معي و أنا منه بري‏ء.

 [9]

566- 9 الكافي، 1/ 216/ 2/ 1 محمد عن أحمد و محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللَّه ع قال قال‏ إن الأئمة في كتاب اللَّه إمامان قال اللَّه تعالى‏ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا «4» لا بأمر الناس يقدمون أمر اللَّه قبل أمرهم و حكم اللَّه قبل حكمهم قال‏

______________________________

 (1). التوبة/ 119.

 (2). إيّانا عنى خاصّة، كذا في الكافي المخطوط.

 (3). الإسراء/ 71.

 (4). الأنبياء/ 73.

108
الوافي‏2

9 ص : 108

وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ «1» يقدمون أمرهم قبل أمر اللَّه و حكمهم قبل حكم اللَّه و يأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب اللَّه تعالى.

______________________________

 (1). القصص/ 41.

109
الوافي‏2

باب 10 التسليم و فضل المسلمين ص : 110

باب 10 التسليم و فضل المسلمين‏

 [1]

567- 1 الكافي، 1/ 390/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال‏ قلت لأبي جعفر ع إني تركت مواليك مختلفين يتبرأ بعضهم من بعض قال فقال و ما أنت و ذاك إنما كلف الناس ثلاثة معرفة الأئمة و التسليم لهم فيما ورد عليهم و الرد إليهم فيما اختلفوا فيه.

بيان‏

المجرور في عليهم عائد إلى الناس و في لهم و إليهم إلى الأئمة

 [2]

568- 2 الكافي، 1/ 390/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن الكاهلي قال قال أبو عبد اللَّه ع‏ لو أن قوما عبدوا اللَّه وحده لا شريك له و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و حجوا البيت و صاموا شهر رمضان ثم قالوا لشي‏ء صنعه اللَّه عز و جل أو صنعه رسول اللَّه ص إلا صنع خلاف الذي صنع أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الآية فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً «1» ثم قال أبو

______________________________

 (1). النساء/ 65.

110
الوافي‏2

بيان ص : 111

عبد اللَّه ع عليكم بالتسليم.

بيان‏

يُحَكِّمُوكَ‏ يجعلوك حكما فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ‏ فيما تنازعوا فيه‏ حَرَجاً ضيقا

 [3]

569- 3 الكافي، 1/ 390/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الشحام عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ قلت له إن عندنا رجلا يقال له كليب فلا يجي‏ء عنكم شي‏ء إلا قال أنا أسلم فسميناه كليب تسليم قال فترحم عليه ثم قال أ تدرون ما التسليم فسكتنا فقال هو و اللَّه الإخبات قول اللَّه عز و جل‏ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ أَخْبَتُوا إِلى‏ رَبِّهِمْ‏ «1».

بيان‏

الإخبات الخشوع و التواضع‏

 [4]

570- 4 الكافي، 1/ 391/ 4/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن محمد عن أبي جعفر ع‏ في قول اللَّه تبارك و تعالى‏ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً «2» قال الاقتراف التسليم لنا و الصدق علينا و أن لا يكذب علينا.

______________________________

 (1). هود/ 23.

 (2). الشورى/ 23.

111
الوافي‏2

بيان ص : 112

بيان‏

الاقتراف أي اقتراف الحسنة و أصل الاقتراف الاكتساب و ربما يفسر اقتراف الحسنة هنا بمحبة أهل البيت ع و المعنيان متقاربان‏

 [5]

571- 5 الكافي، 1/ 391/ 5/ 1 علي بن محمد بن عبد اللَّه عن البرقي عن أبيه عن محمد بن عبد الحميد عن بزرج عن بشير الدهان عن كامل التمار قال قال أبو جعفر ع‏ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ‏ أ تدري من هم قلت أنت أعلم قال قد أفلح المؤمنون المسلمون إن المسلمين هم النجباء فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء.

بيان‏

إنما فرع غربة المؤمن على تفسيره بالمسلم و وصف المسلم بالنجيب لقلة المسلم و النجيب فيما بين الناس و شذوذه جدا و هذا معنى الغربة كما قيل‏

 و للناس فيما يعشقون مذاهب‏

 

 و لي مذهب فرد أعيش به وحدي‏

 

 [6]

572- 6 الكافي، 1/ 391/ 6/ 1 علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الخشاب عن العباس بن عامر عن ربيع المسلي عن يحيى بن زكريا الأنصاري عن أبي عبد اللَّه ع قال سمعته يقول‏ من سره أن يستكمل الإيمان كله فليقل القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد فيما أسروا و ما أعلنوا و فيما بلغني عنهم و فيما لم يبلغني.

بيان‏

في بعض النسخ و ليقبل مكان فليقل و كأنه تصحيف‏

112
الوافي‏2

7 ص : 113

 

 [7]

573- 7 الكافي، 1/ 391/ 7/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة أو العجلي عن أبي جعفر ع قال قال‏ لقد خاطب اللَّه عز و جل أمير المؤمنين ع في كتابه قال قلت في أي موضع قال في قوله تعالى‏ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ‏ فيما تعاقدوا عليه لئن أمات اللَّه محمدا أن لا يردوا هذا الأمر في بني هاشم‏ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ‏ عليهم من القتل أو العفو وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً «1».

بيان‏

أراد ع أن المراد بظلمهم أنفسهم تعاقدهم فيما بينهم منازعين لله و لرسوله و للمؤمنين أن يصرفوا الأمر عن بني هاشم و أنه المراد بقوله‏ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ‏ أي فيما وقع النزاع بينهم مع اللَّه و رسوله و المؤمنين بهذا التعاقد فإن اللَّه كان معهم و فيما بينهم كما قال سبحانه‏ وَ هُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى‏ مِنَ الْقَوْلِ وَ كانَ اللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً «2» و الرسول أيضا كان عالما بما أسروا من مخالفته فكأنه كان فيهم شاهدا على منازعتهم إياه.

و معنى تحكيمهم أمير المؤمنين ع على أنفسهم أن يقولوا له إنا ظلمنا أنفسنا بظلمنا إياك و إرادتنا صرف الأمر عنك مخالفة لله و لرسوله فاحكم علينا بما شئت و طهرنا كما شئت أما بالقتل أو العفو فالخطاب في كل من جاءوك و ربك و يحكموك إلى أمير المؤمنين ع و لعمري أنه هكذا ينبغي أن يكون معناه أ لا ترى إلى قوله عز و جل‏ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ‏ و لو كان الخطاب إلى الرسول لقال و استغفرت لهم‏

______________________________

 (1). النساء/ 64- 65.

 (2). النساء/ 108.

 

113
الوافي‏2

8 ص : 114

 

 [8]

574- 8 الكافي، 1/ 391/ 8/ 1 أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسني عن ابن أسباط عن علي بن عقبة عن الحكم بن أيمن عن أبي بصير قال‏ سألت أبا عبد اللَّه ع عن قول اللَّه عز و جل‏ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ‏ «1» إلى آخر الآية قال هم المسلمون لآل محمد الذين إذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه و لم ينقصوا منه جاءوا به كما سمعوه.

بيان‏

يعني أنهم يتبعون محكمات كلامهم دون متشابهاته يعني يقفون على ظواهره مسلمين لهم لا يتصرفون فيه بآرائهم مأولين له بزيادة و نقصان في المعنى و هذا المعنى هو المناسب للتسليم و الأحسن و أما حمله على الزيادة و النقصان في اللفظ من دون تغيير في المعنى فلا يناسبها مع أنهم ع رخصوا في ذلك كما مضى في أبواب العقل و العلم‏

______________________________

 (1). الزمر/ 18.

 

114
الوافي‏2

باب 11 وجوب إتيان الإمام بعد قضاء مناسك الحج ص : 115

 

باب 11 وجوب إتيان الإمام بعد قضاء مناسك الحج‏

 [1]

575- 1 الكافي، 1/ 392/ 1/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال‏ نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية إنما أمروا أن يطوفوا بها ثم ينفروا إلينا- فيعلمونا ولايتهم و مودتهم و يعرضوا علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الآية فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ‏ «1».

بيان‏

هكذا كانوا يطوفون يعني من دون معرفة لهم بالمقصود الأصلي من الأمر بالإتيان إلى الكعبة و الطواف فإن إبراهيم على نبينا و آله و عليه السلام حين بنى الكعبة و جعل لذريته عندها مسكنا قال‏ رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ‏ فاستجاب اللَّه دعاءه و أمر الناس بالإتيان إلى الحج من كل فج ليتحببوا إلى ذريته و يعرضوا عليهم نصرتهم و ولايتهم ليصير ذلك سببا لنجاتهم و وسيلة إلى رفع درجاتهم و ذريعة إلى تعرف أحكام دينهم و تقوية أيمانهم و يقينهم و عرض النصرة أن يقولوا لهم هل لكم من حاجة في نصرتنا لكم في أمر من الأمور و سيأتي هذا الخبر بإسناد آخر في كتاب الحج إن شاء اللَّه مع أخبار أخر في هذا المعنى‏

______________________________

 (1). إبراهيم/ 37، هكذا في نسخ الوافي و الكافيين المخطوطين، و الآية ... فاجعل افئدة من الناس ...

 

115
الوافي‏2

2 ص : 116

 [2]

576- 2 الكافي، 1/ 392/ 2/ 1 الاثنان عن ابن أسباط عن داود بن النعمان عن الحذاء قال‏ سمعت أبا جعفر ع و رأى الناس بمكة و ما يعملون قال فقال فعال كفعال الجاهلية أما و اللَّه ما أمروا إلا أن يقضوا تفثهم‏ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ‏ فيمروا بنا فيخبرونا بولايتهم و يعرضوا علينا نصرتهم.

بيان‏

التفث محركة في المناسك الشعث و إذهابه و إذهاب مطلق الوسخ و ما كان من نحو قص الأظفار و الشارب و حلق العانة و غير ذلك و تأويل قضاء التفث لقاء الإمام كما ورد في حديث ذريح عن أبي عبد اللَّه ع و سيأتي ذكره في أبواب الزيارات من كتاب الحج إن شاء اللَّه و جهة الاشتراك بين التفسير و التأويل التطهير فإن أحدهما تطهير للبدن عن الأوساخ الظاهرة و ما يجري مجراها و الآخر تطهير للقلب من الأوساخ الباطنة التي هي الجهل و الضلال و العمى‏

 [3]

577- 3 الكافي، 4/ 549/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ تمام الحج لقاء الإمام.

 [4]

578- 4 الكافي، 1/ 392/ 3/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير و محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال جميعا عن أبي جميلة عن خالد بن عمار عن سدير قال‏ سمعت أبا جعفر ع و هو داخل و أنا خارج و أخذ بيدي ثم استقبل البيت فقال يا سدير إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا و هو قول‏

116
الوافي‏2

بيان ص : 117

اللَّه عز و جل‏ وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏ «1»- ثم أومى بيده إلى صدره إلى ولايتنا ثم قال يا سدير أ فأريك‏ «2» الصادين عن دين اللَّه ثم نظر إلى أبي حنيفة و سفيان الثوري في ذلك الزمان و هم حلق في المسجد فقال هؤلاء الصادون عن دين اللَّه عز و جل- بلا هدى من اللَّه تبارك و تعالى و لا كتاب مبين إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن اللَّه عز و جل و عن رسوله ص حتى يأتونا فنخبرهم عن اللَّه تبارك و تعالى و عن رسوله ص.

بيان‏

و هو داخل أي في المسجد الحرام إلى ولايتنا أي اهتدى إلى ولايتنا فجال بالجيم من الجولان بمعنى الدوران و السير

______________________________

 (1). طه/ 82.

 (2). في نسخ الوافي و المخطوطين من الكافي أ فأريك و لكن في الكافي المطبوع فاريك.

117
الوافي‏2

باب 12 من دان الله تعالى بغير إمام من الله ص : 118

باب 12 من دان اللَّه تعالى بغير إمام من اللَّه‏

 [1]

579- 1 الكافي، 1/ 374/ 1/ 1 العدة «1» عن أحمد عن البزنطي عن أبي الحسن ع‏ في قول اللَّه عز و جل‏ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ‏ «2» قال يعني من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى.

 [2]

580- 2 الكافي، 1/ 374/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن صفوان عن العلاء عن محمد قال سمعت أبا جعفر ع يقول‏ كل من دان اللَّه‏ «3» بعبادة يجهد فيها نفسه و لا إمام من اللَّه فسعيه غير مقبول‏

______________________________

 (1). عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد [عن‏] بن أبي نصر- كذا في المخطوطين و المطبوع من الكافي. ثم كتب بهامش المخطوط «خ» هكذا:

لعل الصّواب هكذا: عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر كما لا يخفى على من له أدنى وقوف في علم الرجال، انتهى «ض. ع».

 (2). القصص/ 50.

 (3). قوله: «كل من دان اللّه تعالى بعبادة يجهد فيها نفسه» أي يجدّ و يبالغ فيها و يحمل على نفسها فوق طاقتها «و لا إمام له من اللّه» أي لا يعتقد إمامته و لا يعرفه بالإمامة و لا يكون عمله بالأخذ عنه فسعيه غير مقبول و هو ضالّ متحيّر حيث لم يأخذها عن مأخذها الموجب لصحة المعرفة فعمله لم يكن للّه «و اللّه شانئ» أي مبغض لأعماله و انّما مثله في أعماله كمثل شاة ضلّت عن راعيها و قطيعها فهجمت في السعى و التعب ذاهبة جائية متحيّرة يومها فانّ ذلك العامل لما لم يكن على ثقة من المعرفة بالعمل يكون في معرض الشك و الحيرة فلما حان حين خوفه و احاطت ظلمة الجهل و لم يعرف من يحصل الثقة به و طلب من يلحق به لحق على غير بصيرة بجماعة يراهم مجتمعين على من لم يعرف حاله و حنّ إليهم و اغترّ بهم ظنّا منه أنّهم على ما عليه و أنّهم أصحابه فلمّا أن دعاهم راعيهم و رئيسهم إلى ما عليه عرف أنّه ليس منهم فيهجم متحيّرا في طلب مطلوبه و طلب غيره فلحق بآخرين-

118
الوافي‏2

بيان ص : 119

و هو ضال متحير و اللَّه شانئ لأعماله و مثله كمثل شاة ضلت عن راعيها و قطيعها فهجمت ذاهبة و جائية يومها فلما جنها الليل بصرت بقطيع مع غير راعيها فحنت إليها و اغترت بها و باتت معها في مربضها «1» فلما أن ساق الراعي قطيعة أنكرت راعيها و قطيعها فهجمت متحيرة تطلب راعيها و قطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها و اغترت بها فصاح بها الراعي الحقي براعيك و قطيعك فإنك تائهة متحيرة عن راعيك و قطيعك- فهجمت ذعرة متحيرة نادة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها- فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها و كذلك و اللَّه يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من اللَّه جل و عز ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها و إن مات على هذه الحال مات ميتة كفر و نفاق و اعلم يا محمد أن أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين اللَّه قد ضلوا و أضلوا فأعمالهم التي يعملونها كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى‏ شَيْ‏ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ.

بيان‏

شانئ مبغض فهجمت طرقت حنت اشتاقت ذعرة خائفة

______________________________

- على غير بصيرة و حنّ إليهم فردّه و صاح عليه راعى الآخرين و إن كانوا على الحق بانك لست منا و لست على ثقة من معرفتك فأنت تائه متحيّرا فهجم ذاعرا خائفا متحيّرا لا إمام له يرشده فبينا هو كذلك إذ اغتنم الشيطان ضيعته فاضلّه و أخرجه عن الدين كما أن الشاة الضالة عن راعيها و قطيعها كانت حين خوفها من ظلمة الليل يلحق بقطيع اخرى ثمّ تركها لما رأت انها ليست قطيعها و يلحق بأخرى فردّها راعيها فتهجم ذعرة خائفة متحيرة تائهة لا راعى لها يحفظها فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها و قوله و إن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر لإضلال الشيطان و اخراجه إيّاه عن الدين فلا يجديه علمه فمن تبع الظلمة و الضالّين فاعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لم يبق في أيديهم شي‏ء منها. رفيع رحمه اللّه.

 (1). في ربضها، كذا في النسخ المخطوطة من الوافي و في الكافي المطبوع و المخطوط «م» أيضا. و في المخطوط «خ» ربضتها.

119
الوافي‏2

3 ص : 120

 

نادة شاردة نافرة ضيعتها ضياعها مات ميتة كفر و نفاق إشارة إلى‏

الحديث النبوي المشهور من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.

 [3]

581- 3 الكافي، 1/ 375/ 3/ 1 العدة عن ابن عيسى عن السراد عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم و يتولون فلانا و فلانا- لهم أمانة و صدق و وفاء و أقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة و لا الوفاء و الصدق قال فاستوى أبو عبد اللَّه ع جالسا فأقبل علي كالغضبان ثم قال لا دين لمن دان اللَّه بولاية إمام جائر ليس من اللَّه- و لا عتب على من دان اللَّه بولاية إمام عادل من اللَّه قلت لا دين لأولئك و لا عتب على هؤلاء قال نعم لا دين لأولئك و لا عتب على هؤلاء- ثم قال أ لا تسمع لقول اللَّه عز و جل‏ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ «1» يعني ظلمات الذنوب إلى نور التوبة و المغفرة لولايتهم كل إمام عادل من اللَّه و قال‏ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ‏ إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من اللَّه عز و جل خرجوا بولايتهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب اللَّه لهم النار مع الكفار ف أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ‏.

بيان‏

لعل السر فيه أن إيمان المهتدين لما كان مبنيا على أصل أصيل و متابعتهم لإمام معصوم مطهر من الذنب فالذنب الذي يصدر منهم إنما يصدر على وجل‏

______________________________

 (1). البقرة/ 257.

 

120
الوافي‏2

4 ص : 121

و خوف و اضطراب فلذلك يوفقون للتوبة و المغفرة بخلاف مخالفيهم فإنه ليس بناء إيمانهم على أصل ثابت و لا متابعتهم لمعصوم فالطاعة التي تصدر منهم إنما تصدر مع عدم خلوص نية و لا صفاء طوية فتصير سببا للإعجاب و الغرور و الذنب الذي يصدر منهم إنما يصدر مع عدم مبالاة به و قلة خوف لأن أئمتهم كذلك فلذلك يصير ذلك سبب تراكم الظلمة على قلوبهم حتى يؤدي إلى الكفر و الجحود و استحقاق النار مع الخلود

 [4]

582- 4 الكافي، 1/ 376/ 4/ 1 عنه عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر ع قال‏ قال اللَّه تبارك و تعالى لأعذبن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من اللَّه- و إن كانت الرعية في إعمالها برة تقية و لأعفون عن كل رعية في الإسلام- دانت بولاية كل إمام عادل من اللَّه و إن كانت الرعية في أنفسها ظالمة مسيئة.

 [5]

583- 5 الكافي، 1/ 376/ 5/ 1 علي بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه عن صفوان عن ابن مسكان عن عبد اللَّه بن سنان عن أبي عبد اللَّه ع قال قال‏ إن اللَّه لا يستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام ليس من اللَّه و إن كانت في إعمالها برة تقية و إن اللَّه ليستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام من اللَّه و إن كانت في إعمالها ظالمة مسيئة.

 [6]

584- 6 الكافي، 1/ 377/ 4/ 1 بعض أصحابنا عن عبد العظيم بن عبد اللَّه الحسني عن مالك بن عامر عن المفضل بن زائدة عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللَّه ع‏ من دان اللَّه بغير سماع عن صادق ألزمه اللَّه البتة إلى العناء و من ادعى سماعا من غير الباب الذي فتحه اللَّه فهو

121
الوافي‏2

بيان ص : 122

 

مشرك و ذلك الباب المأمون على سر اللَّه المكنون.

بيان‏

ألزمه اللَّه البتة في بعض النسخ التيه بتقديم المثناة الفوقانية على المثناة التحتانية بمعنى الحيرة و على التقديرين لا بد من تضمين ما يتعدى بإلى أو تقديره كالوصول في الأول و الموصل في الثاني و ما يقرب منهما

 [7]

585- 7 الكافي، 8/ 161/ 163 سهل عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن مرازم و يزيد بن حماد جميعا عن عبد اللَّه بن سنان فيما أظن عن أبي عبد اللَّه ع أنه قال‏ لو أن غير ولي علي ع أتى الفرات قد أشرف ماؤه على جنبيه و هو يزخ زخيخا فتناول بكفه و قال بسم اللَّه فلما فرغ قال الحمد لله كان دما مسفوحا و لحم خنزير.

بيان‏

الزخيخ بالمعجمات البريق و الدفع في وهدة أراد ع أن ماء الفرات مع بركته و وفوره و بريقه و صفائه و ذكر اللَّه عز و جل عند شربه أولا و آخرا حرام على من لم يكن لعلي ع وليا كحرمة الدم و لحم الخنزير

 

122
الوافي‏2

باب 13 من مات و ليس له إمام من أئمة الهدى ص : 123

باب 13 من مات و ليس له إمام من أئمة الهدى‏

 [1]

586- 1 الكافي، 1/ 376/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن الفضيل بن يسار قال‏ ابتدأنا أبو عبد اللَّه ع يوما- و قال قال رسول اللَّه ص من مات و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية فقلت قال ذلك رسول اللَّه ص فقال إي و اللَّه قد قال قلت فكل من مات و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية قال نعم.

 [2]

587- 2 الكافي، 1/ 376/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد الكريم بن عمرو عن ابن أبي يعفور قال‏ سألت أبا عبد اللَّه ع عن قول رسول اللَّه ص من مات و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية قال فقلت ميتة كفر قال ميتة ضلال قلت فمن مات اليوم و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية فقال نعم.

 [3]

588- 3 الكافي، 1/ 377/ 3/ 1 القميان عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع قال رسول اللَّه ص من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية قال نعم قلت جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه قال جاهلية كفر و نفاق و ضلال.

123
الوافي‏2

بيان ص : 124

بيان‏

جهلاء تأكيد للجاهلية

124
الوافي‏2

باب 14 فيمن عرف الحق من ولد فاطمة ع و من أنكر ص : 125

باب 14 فيمن عرف الحق من ولد فاطمة ع و من أنكر

 [1]

589- 1 الكافي، 1/ 377/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الجعفري قال سمعت الرضا ع يقول‏ إن علي بن عبد اللَّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع و امرأته و بنيه من أهل الجنة ثم قال من عرف هذا الأمر من ولد علي و فاطمة ع لم يكن كالناس.

بيان‏

و ذلك لأن أسباب البغض و الحسد في ذوي القربى أكثر و أحكم و أشد فمن نفى عن نفسه ذلك منهم مع ذلك فقد أكمل الفتوة و المروة و الرجولية

 [2]

590- 2 الكافي، 1/ 377/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عمر الحلال قال‏ قلت لأبي الحسن ع أخبرني عمن عاندك و لم يعرف حقك من ولد فاطمة هو و سائر الناس سواء في العقاب قال كان علي بن الحسين ع يقول عليهم ضعفا العقاب.

بيان‏

الضعف المثل و إنما ضوعف عليهم العقاب لأن ضرر جحودهم أكثر لإفضائه إلى ضلال الناس بهم أكثر من ضلالهم بغيرهم‏

125
الوافي‏2

3 ص : 126

 [3]

591- 3 الكافي، 1/ 377/ 3/ 2 الاثنان عن الحسن بن راشد عن علي الميثمي عن ربعي عن البصري قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع المنكر لهذا الأمر من بني هاشم و غيرهم سواء فقال لي لا تقل المنكر- و لكن قل الجاحد من بني هاشم و غيرهم قال أبو الحسن فتفكرت- فذكرت قول اللَّه عز و جل في إخوة يوسف‏ فَعَرَفَهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ‏ «1».

بيان‏

الجحد الإنكار مع العلم و الإنكار يقابل المعرفة و لما كانت بنو هاشم عالمين بأمرهم ع ما ناسب إطلاق الإنكار على فعلهم معهم بل كان إطلاق الجحد عليه أوفق و إنما اكتفى ع في جواب السائل بهذا الاعتراض لأن السائل نفسه اكتفى به و بفهم جوابه بنفسه عن إعادة السؤال ثانيا فاغتنم ع الفرصة للسكوت عنه‏

 [4]

592- 4 الكافي، 1/ 378/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن البزنطي قال‏ سألت الرضا ع قلت له الجاحد منكم و من غيركم سواء فقال الجاحد منا له ذنبان و المحسن له حسنتان‏ «2».

______________________________

 (1). يوسف/ 58.

 (2). و المحسن منّا له حسنتان، الكافي المخطوط «خ».

126
الوافي‏2

باب 15 ما يجب على الناس عند مضي الإمام ص : 127

باب 15 ما يجب على الناس عند مضي الإمام‏

 [1]

593- 1 الكافي، 1/ 378/ 1/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع إذا حدث على الإمام حدث كيف يصنع الناس قال أين قول اللَّه عز و جل‏ فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ‏ «1»- قال هم في عذر ما داموا في الطلب و هؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم.

 [2]

594- 2 الكافي، 1/ 379/ 3/ 1 عنه عن ابن عيسى عن محمد بن خالد عن النضر عن يحيى الحلبي عن العجلي عن محمد قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع أصلحك اللَّه بلغنا شكواك و أشفقنا فلو أعلمتنا أو علمنا من فقال إن عليا ع كان عالما و العلم يتوارث فلا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء اللَّه قلت أ فيسع الناس إذا مات العالم ألا يعرفوا الذي بعده فقال أما أهل هذه البلدة فلا يعني المدينة و أما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم إن اللَّه يقول‏ وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ‏ «2» قال قلت أ رأيت من‏

______________________________

 (1، 2). التوبة/ 122.

127
الوافي‏2

بيان ص : 128

 

مات في ذلك فقال هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى اللَّه و رسوله- ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على اللَّه قال قلت فإذا قدموا بأي شي‏ء يعرفون صاحبهم قال يعطى السكينة و الوقار و الهيبة.

بيان‏

شكواك علتك أشفقنا خفنا أن تجيب داعي اللَّه و تختار الآخرة على الدنيا فنبقى في حيرة من أمرنا فلو أعلمتنا من الإمام بعدك أو علمنا من طريق آخر من هو و لو للتمني و إنما لم يعلمه به بشخصه خوفا من الإذاعة إذ التقية كانت يومئذ شديدة أو ما شاء اللَّه يعني من العلم أو من إفناء العالم‏

 [3]

595- 3 الكافي، 1/ 378/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن حماد عن عبد الأعلى قال‏ سألت أبا عبد اللَّه ع عن قول العامة إن رسول اللَّه ص قال من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية فقال الحق و اللَّه قلت فإن إماما هلك و رجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك قال لا يسعه إن الإمام إذا هلك وقعت حجة وصيه‏ «1» على من هو معه في البلد و حق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم إن اللَّه عز و جل يقول‏ فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ- وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ‏ «2»- قلت فنفر قوم فهلك بعضهم قبل أن يصل فيعلم قال إن اللَّه جل و عز يقول‏ وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ‏ «3» قلت فبلغ البلد بعضهم فوجدك مغلقا عليك بابك‏

______________________________

 (1). وصيته الكافي المخطوط «خ».

 (2). التوبة/ 122.

 (3). النساء/ 100.

 

128
الوافي‏2

3 ص : 128

و مرخى عليك سترك لا تدعوهم إلى نفسك و لا يكون من يدلهم عليك فبما يعرفون ذلك قال بكتاب اللَّه المنزل قلت فبقول اللَّه جل و عز كيف- قال أراك قد تكلمت في هذا قبل اليوم قلت أجل قال فذكر ما أنزل اللَّه في علي ع و ما قال له رسول اللَّه ص في حسن و حسين ع و ما خص اللَّه به عليا و ما قال فيه رسول اللَّه ص من وصيته إليه و نصبه إياه و ما يصيبهم و إقرار الحسن و الحسين ع بذلك و وصيته إلى الحسن و تسليم الحسين له- يقول اللَّه‏ «1» النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏ «2» قلت فإن الناس تكلموا في أبي جعفر ع و يقولون كيف تخطت من ولد أبيه من له مثل قرابته و من هو أسن منه و قصرت عمن هو أصغر منه فقال يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال لا تكون في غيره هو أولى الناس بالذي قبله و هو وصيه- و عنده سلاح رسول اللَّه ص و وصيته و ذلك عندي لا أنازع فيه قلت إن ذلك مستور مخافة السلطان قال لا يكون في ستر إلا و له حجة ظاهرة إن أبي استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد اللَّه بن عمر «3» قال اكتب- هذا ما أوصى به يعقوب بنيه‏ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَكُمُ الدِّينَ- فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‏ «4» و أوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمع و أن يعممه بعمامته‏

______________________________

 (1). بقول اللّه الكافي المخطوط «خ».

 (2). الأحزاب/ 6.

 (3). أي خامسهم نافع، هذه العبارة توجد بهامش «م».

 (4). البقرة/ 132.

129
الوافي‏2

بيان ص : 130

و أن يربع قبره و يرفعه أربع أصابع ثم يخلي عنه فقال اطووه ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم اللَّه فقلت بعد ما انصرفوا ما كان في هذا يا أبه‏ «1» أن تشهد عليه فقال إني كرهت أن تغلب و أن يقال إنه لم يوص فأردت أن تكون لك حجة فهو الذي إذا قدم الرجل البلد قال من وصي فلان قيل فلان- قلت فإن أشرك في الوصية قال تسألونه فإنه سيبين لكم.

بيان‏

تخطت أي تجاوزت الإمامة و قصرت عمن هو أصغر منه أي لم تنله و لم تبلغه أولى الناس بالذي قبله أي أخص به و بأموره في حياته و هو وصيه أي وصيه في السر و العلانية بحيث يعلم المؤالف و المخالف جميعا أنه وصيه و إن لم يعرفوه بالإمامة جميعا كما نص ع عليه بقوله و له حجة ظاهرة ثم بين ذلك بقوله إن أبي استودعني إلى آخر ما قال و حاصله أن الإمام السابق و إن لم يوص إلى اللاحق بالإمامة مخافة السلطان إلا أنه أوجب له الوصاية المطلقة و عين له الإتيان ببعض الأمور التي لا بأس بذكرها ليستدل شيعته بذلك على أنه الإمام بعده حيث فوض إليه الوصية دون غيره و إن لم يعرفه شهود الوصية بذلك إني كرهت أن تغلب يعني على الإمامة و أن يقال أي يقوله الشيعة فيما بينهم‏

______________________________

 (1). يا ابت الكافي المخطوط «م».

130
الوافي‏2

باب 16 دلائل الحجية ص : 131

باب 16 دلائل الحجية

 [1]

596- 1 الكافي، 1/ 284/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن البزنطي قال‏ قلت لأبي الحسن الرضا ع إذا مات الإمام بم يعرف الذي بعده فقال للإمام علامات منها أن يكون أكبر ولد أبيه و يكون فيه الفضل و الوصية و يقدم الركب فيقول إلى من أوصى فلان فيقال إلى فلان و السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل تكون الإمامة مع السلاح حيث ما كان.

 [2]

597- 2 الكافي، 1/ 284/ 2/ 1 عنه عن محمد بن الحسين عن شعر عن الغنوي عن عبد الأعلى قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع المتوثب على هذا الأمر المدعي له ما الحجة عليه قال يسأل عن الحلال و الحرام- قال ثم أقبل علي فقال ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر أن يكون أولى الناس بمن كان قبله و يكون عنده السلاح و يكون صاحب الوصية الظاهرة التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة و الصبيان إلى من أوصى فلان فيقولون إلى فلان بن فلان.

بيان‏

إنما كان السؤال عن الحلال و الحرام حجة على المدعي المتكلف إذا عجز عن الجواب أو كان السائل عالما بالمسألة لا مطلقا و لهذا أضرب ع عن ذلك و جعل الحجة أمرا آخر و قد وقع التصريح بعدم حجيته في حديث آخر كما يأتي‏

131
الوافي‏2

3 ص : 132

 [3]

598- 3 الكافي، 1/ 284/ 3/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم و حفص بن البختري عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ قيل له بأي شي‏ء يعرف الإمام قال بالوصية الظاهرة و بالفضل إن الإمام لا يستطيع أحد أن يطعن عليه في فم و لا بطن و لا فرج فيقال كذاب و يأكل أموال الناس و ما أشبه هذا.

 [4]

599- 4 الكافي، 1/ 284/ 4/ 1 محمد عن محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن ابن وهب قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع‏ «1» ما علامة الإمام الذي بعد الإمام فقال طهارة الولادة «2» و حسن المنشأ و لا يلهو و لا يلعب.

 [5]

600- 5 الكافي، 1/ 285/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أحمد بن عمر عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ سألته عن الدلالة على صاحب هذا الأمر فقال الدلالة عليه الكبر و الفضل و الوصية إذا قدم الركب المدينة فقالوا إلى من أوصى فلان قيل إلى فلان بن فلان و دوروا مع السلاح حيثما دار فأما المسائل فليس فيها حجة.

 [6]

601- 6 الكافي، 1/ 285/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللَّه ع‏ أن الأمر في الكبير ما لم تكن به عاهة.

______________________________

 (1). في الكافي المطبوع قلت لأبي جعفر عليه السّلام مكان أبي عبد اللّه عليه السّلام.

 (2). طاهر الولادة، الكافي المخطوط «خ» مكان طهارة الولادة و جعل الأخير على نسخة.

132
الوافي‏2

7 ص : 133

 [7]

602- 7 الكافي، 1/ 285/ 7/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن أبي بصير قال‏ قلت لأبي الحسن ع جعلت فداك بم يعرف الإمام- قال فقال بخصال أما أولها فإنه بشي‏ء قد تقدم من أبيه فيه و بإشارة إليه فيكون عليهم حجة و يسأل فيجيب و إن سكت عنه ابتدأ و يخبر بما في غد و يكلم الناس بكل لسان ثم قال لي يا أبا محمد أعطيك علامة قبل أن تقوم فلم ألبث أن دخل علينا رجل من أهل خراسان فكلمه الخراساني بالعربية فأجابه أبو الحسن ع بالفارسية فقال له الخراساني و اللَّه جعلت فداك ما منعني أن أكلمك بالخراسانية غير أني ظننت أنك لا تحسنها فقال سبحان اللَّه إذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك ثم قال لي يا أبا محمد إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس و لا طير و لا بهيمة و لا شي‏ء فيه الروح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام.

 [8]

603- 8 الكافي، 1/ 238/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن ابن وهب عن سعيد السمان قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل كانت بنو إسرائيل أي أهل بيت وجد التابوت على بابهم أوتوا النبوة فمن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة.

 [9]

604- 9 الكافي، 1/ 238/ 2/ 1 الثلاثة عن محمد بن السكين عن نوح بن دراج عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيثما دار التابوت دار الملك- فأينما دار السلاح دار العلم.

133
الوافي‏2

10 ص : 134

 [10]

605- 10 الكافي، 1/ 238/ 3/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أبو جعفر ع‏ إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيثما دار التابوت أوتوا النبوة- و حيثما دار السلاح فينا فثم الأمر قلت فيكون السلاح مزايلا للعلم قال لا.

 [11]

606- 11 الكافي، 1/ 238/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أبو جعفر ع‏ إنما مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت دار الملك- و أينما دار السلاح فينا دار العلم.

134
الوافي‏2

باب 17 إن الإمامة بعد السبطين ع في الأعقاب ص : 135

باب 17 إن الإمامة بعد السبطين ع في الأعقاب‏

 [1]

607- 1 الكافي، 1/ 285/ 1/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن و الحسين أبدا إنما جرت من علي بن الحسين كما قال اللَّه تعالى‏ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏ «1»+ فلا تكون بعد علي بن الحسين إلا في الأعقاب و أعقاب الأعقاب.

 [2]

608- 2 الكافي، 1/ 286/ 2/ 1 علي بن محمد عن سهل عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللَّه ع أنه سمعه يقول‏ أبى اللَّه أن يجعلها لأخوين بعد الحسن و الحسين ع.

 [3]

609- 3 الكافي، 1/ 286/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن بزيع عن أبي الحسن الرضا ع‏ أنه سئل أ تكون الإمامة في عم أو خال فقال لا فقلت ففي أخ قال لا قلت ففي من قال في ولدي و هو يومئذ لا ولد له.

 [4]

610- 4 الكافي، 1/ 286/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن التميمي‏

______________________________

 (1). الأنفال/ 75.

135
الوافي‏2

5 ص : 136

عن الجعفري عن حماد بن عيسى عن أبي عبد اللَّه ع أنه قال‏ لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن و الحسين ع إنما هي في الأعقاب و أعقاب الأعقاب.

 [5]

611- 5 الكافي، 1/ 286/ 5/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن التميمي عن عيسى بن عبد اللَّه بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ قلت له إن كان كون و لا أراني اللَّه فبمن أئتم فأومى إلى ابنه موسى قال قلت فإن حدث بموسى حدث فبمن أئتم قال بولده قلت فإن حدث بولده حدث و ترك أخا كبيرا و ابنا صغيرا فبمن أئتم قال بولده ثم واحدا فواحدا- و في نسخة الصفواني الحسين بن أبي العلاء قال قلت.

136
الوافي‏2

باب 18 ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 137

 

باب 18 ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة

 [1]

612- 1 الكافي، 1/ 343/ 1/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن سلام بن عبد اللَّه و محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل و القمي عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي عن ابن أسباط عن سلام بن عبد اللَّه الهاشمي قال محمد بن علي و قد سمعته منه عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ بعث طلحة و الزبير رجلا من عبد القيس يقال له خداش إلى أمير المؤمنين ع و قالا له إنا نبعثك إلى رجل طال ما كنا نعرفه و أهل بيته بالسحر و الكهانة و أنت أوثق من بحضرتنا من أنفسنا من أن تمنع من ذلك و أن تحاجه لنا حتى تقفه على أمر معلوم- و اعلم أنه أعظم الناس دعوى فلا يكسرنك ذلك عنه و من الأبواب التي يخدع الناس بها الطعام و الشراب و العسل و الدهن و أن يخالي الرجل فلا تأكل له طعاما و لا تشرب له شرابا و لا تمس له عسلا و لا دهنا و لا تخل معه و احذر هذا كله منه و انطلق على بركة اللَّه فإذا رأيته فاقرأ آية السخرة و تعوذ بالله من كيده و كيد الشيطان فإذا جلست إليه فلا تمكنه من بصرك كله و لا تستأنس به ثم قل له إن أخويك في الدين و ابني عمك في القرابة يناشدانك القطيعة و يقولان لك أ ما تعلم أنا تركنا الناس لك- و خالفنا عشائرنا فيك منذ قبض اللَّه عز و جل محمد ص فلما نلت أدنى منال ضيعت حرمتنا و قطعت رجاءنا- ثم قد رأيت أفعالنا فيك و قدرتنا على النأي عنك و سعة البلاد دونك‏

 

137
الوافي‏2

1 ص : 137

و إن من كان يصرفك عنا و عن صلتنا كان أقل لك نفعا و أضعف عنك دفعا منا و قد وضح الصبح لذي عينين و قد بلغنا عنك انتهاك لنا و دعاء علينا فما الذي يحملك على ذلك فقد كنا نرى أنك أشجع فرسان العرب أ تتخذ اللعن لنا دينا و ترى أن ذلك يكسرنا عنك- فلما أتى خداش أمير المؤمنين ع صنع ما أمراه فلما نظر إليه علي ع و هو يناجي نفسه ضحك و قال هاهنا يا أخا عبد قيس و أشار له إلى مجلس قريب منه فقال ما أوسع المكان أريد أن أؤدي إليك رسالة قال بل تطعم و تشرب و تحل ثيابك و تدهن ثم تؤدي رسالتك قم يا قنبر فأنزله قال ما بي إلى شي‏ء مما ذكرت حاجة قال فأخلو بك قال كل سر لي علانية قال فأنشدك بالله الذي هو أقرب إليك من نفسك الحائل بينك و بين قلبك الذي يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور- أ تقدم إليك الزبير بما عرضت عليك قال اللهم نعم- قال لو كتمت بعد ما سألتك ما ارتد إليك طرفك فأنشدك اللَّه هل علمك كلاما تقوله إذا أتيتني قال نعم اللهم قال علي ع آية السخرة قال نعم قال فاقرأها فقرأها و جعل علي ع يكررها و يرددها و يفتح عليه إذا أخطأ حتى إذا قرأها سبعين مرة قال الرجل ما يرى أمير المؤمنين ع أمره بترددها سبعين مرة قال له أ تجد قلبك اطمأن قال إي و الذي نفسي بيده قال فما قالا لك فأخبره فقال قل لهما كفى بمنطقكما حجة عليكما و لكن اللَّه لا يهدي القوم الظالمين زعمتما إنكما أخواي في الدين و ابنا عمي في النسب فأما النسب فلا أنكره و إن كان النسب مقطوعا إلا ما وصله اللَّه بالإسلام- و أما قولكما إنكما أخواي في الدين فإن كنتما صادقين فقد فارقتما كتاب اللَّه عز و جل و عصيتما أمره بأفعالكما في أخيكما في الدين و إلا فقد كذبتما و افتريتما بادعائكما إنكما أخواي في الدين و أما مفارقتكما الناس‏

138
الوافي‏2

1 ص : 137

منذ قبض اللَّه محمدا ص فإن كنتما فارقتماهم بحق- فقد نقضتما ذلك الحق بفراقكما إياي أخيرا و إن فارقتماهم بباطل فقد وقع إثم ذلك الباطل عليكما مع الحدث الذي أحدثتما مع أن صفتكما بمفارقتكما الناس لم تكن إلا لطمع الدنيا زعمتما و ذلك قولكما فقطعت رجاءنا لا تعيبان‏ «1» بحمد اللَّه من ديني شيئا- و أما الذي صرفني عن صلتكما فالذي صرفكما عن الحق و حملكما على خلعه من رقابكما كما يخلع الحرون لجامه و هو اللَّه ربي لا أشرك به شيئا- فلا تقولا أقل نفعا و أضعف دفعا فتستحقا اسم الشرك مع النفاق و أما قولكما إني أشجع فرسان العرب و هربكما من لعني و دعائي عليكما فإن لكل موقف عملا إذا اختلفت الأسنة و ماجت لبود الخيل و ملأ سحراكما أجوافكما فثم يكفيني اللَّه بكمال القلب و أما إذا أبيتما بأني أدعو اللَّه- فلا تجزعا من أن يدعو عليكما رجل ساحر من قوم سحرة زعمتما- اللهم أقعص الزبير بشر قتلة و أسفك دمه على ضلالة و عرف طلحة المظلة و ادخر لهما في الآخرة شرا من ذلك إن كانا ظلماني و افتريا علي و كتما شهادتهما و عصياك و عصيا رسولك في قل آمين قال خداش آمين- ثم قال خداش لنفسه و اللَّه ما رأيت لحية قط أبين خطأ منك حامل حجة ينقض بعضها بعضا لم يجعل اللَّه لها مساكا أنا أبرأ إلى اللَّه منهما قال علي ع ارجع إليهما و أعلمهما ما قلت قال لا و اللَّه حتى تسأل اللَّه أن يردني إليك عاجلا و أن يوفقني لرضاه فيك ففعل فلم يلبث أن انصرف و قتل معه يوم الجمل رحمه اللَّه.

______________________________

 (1). لا تصيبان- خ ل.

139
الوافي‏2

بيان ص : 140

بيان‏

من أنفسنا من بيان لمن أي من الذين هم منا من أن تمنع على البناء للمفعول متعلق بأوثق و في بعض النسخ تمتنع و أن تحاجه تخاصمه عطف على ذلك أي أوثق من أن تمتنع من أن تحاجه تقفه من الوقف بمعنى الإيقاف أي تقيمه و في بعض النسخ بتقديم الفاء من التفقه بحذف إحدى التاءين و تضمين معنى الاطلاع أي تتفهم و تطلع منه و أن يخالي الرجل يخلو به يناشدانك القطيعة يقسمان عليك بقطيعة الرحم و عظم أمرها أو بالله فيها و النأي البعد و هو يناجي نفسه حين يقرأ آية السخرة «1» الحائل بينك و بين قلبك أشار به إلى قوله عز و جل‏ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ‏ «2» نبهه بذلك على خيبته من نيل ما أرسل له لو كتمت بعد ما سألتك يعني كتمت تقدم الزبير إليك بالمعروض عليك بعد سؤالي عنه ما ارتد إليك طرفك أي مت و هلكت بغتة من غير مهلة مع الحدث الذي أحدثتما و هو نصرتكما لي مع أني كنت على الباطل بزعمكما مع أن صفتكما أي وصفكما أنفسكما بمفارقة الناس لأجلي قبل ذلك.

و إنما نسبه إلى وصفهما لأنهما لم يفارقا الناس في السر و إنما كانا تراءيا له ذلك نفاقا.

و في بعض النسخ صفقكما أي بيعتكما إياي فإن الصفق ضرب إحدى اليدين على الأخرى عند البيعة زعمتما أي زعمتما إنكما تصيبانها بتلك المفارقة الحرون بالمهملتين الدابة الصعبة الأسنة جمع سنان و ماجت اضطربت لبود الخيل جمع لبد يعني به لبد السرج و السحر بالفتح و الضم و التحريك الرئة

______________________________

 (1). الأعراف/ 54 و هي هذه‏ «إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ» كما أشير إليها في مجمع البحرين.

 (2). الأنفال/ 24.

140
الوافي‏2

2 ص : 141

و ملؤهما أجوافهما انتفاخهما من الخوف و الإقعاص بالمهملتين القتل و المضلة مصدر ميمي من الضلال يعني عرفه أنه في ضلال و في بعض النسخ المذلة لحية أي ذا لحية فإن العرب كثيرا ما يعبر عن الرجل باللحية و المساك ما يتمسك به‏

 [2]

613- 2 الكافي، 1/ 345/ 2/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل و القمي عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي عن نصر بن مزاحم عن عمر [عمرو] بن سعيد «1» عن جراح بن عبد اللَّه‏ «2» عن رافع بن سلمة قال‏ كنت مع علي بن أبي طالب ص يوم النهروان فبينا علي بن أبي طالب ص جالس إذ جاء فارس- فقال السلام عليك يا علي فقال له علي ع و عليك السلام- ما لك ثكلتك أمك لم تسلم علي بإمرة المؤمنين قال بلى سأخبرك عن ذلك كنت إذ كنت على الحق بصفين فلما حكمت الحكمين برئت منك و سميتك مشركا فأصبحت لا أدري إلى أين أصرف ولايتي و اللَّه لئن أعرف هداك من ضلالتك أحب إلي من الدنيا و ما فيها- فقال له علي ع ثكلتك أمك قف مني قريبا أريك علامات الهدى من علامات الضلالة فوقف الرجل قريبا منه فبينما هو كذلك إذ أقبل فارس يركض حتى أتى عليا ع فقال يا أمير المؤمنين أبشر بالفتح أقر اللَّه عينك قد و اللَّه قتل القوم أجمعون فقال له من دون النهر أو من خلفه قال بل من دونه فقال كذبت‏

______________________________

 (1). و هو المذكور في ج 4 مجمع الرجال ص 261 بعنوان عمر بن سعيد بن مسروق أبو حفص الكوفيّ اسند عنه و قال في جامع الرواة ج 1 ص 147 عمرو بن سعيد (عمر بن سعد خ) عنه عن رافع بن سلمة في [في‏] في باب ما يفصل به بين المحقّ و المبطل في أمر الإمامة.

 (2). و هو الأشجعي التميمي المدائني المذكور في ص 18 ج 2 مجمع الرجال «ض. ع».

141
الوافي‏2

بيان ص : 142

و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لا يعبرون‏ «1» أبدا حتى يقتلوا فقال الرجل فازددت فيه بصيرة فجاء آخر يركض على فرس له فقال له مثل ذلك- فرد عليه أمير المؤمنين ع مثل الذي رد على صاحبه قال الرجل الشاك و هممت أن أحمل على علي ع فأفلق هامته بالسيف ثم جاء فارسان يركضان قد أعرقا فرسيهما فقالا أقر اللَّه عينك يا أمير المؤمنين أبشر بالفتح قد و اللَّه قتل القوم أجمعون فقال علي ع أ من خلف النهر أو من دونه فقالا لا بل من خلفه إنهم لما اقتحموا خيلهم النهروان و ضرب الماء لبات خيولهم رجعوا فأصيبوا فقال أمير المؤمنين ع صدقتما فنزل الرجل عن فرسه فأخذ بيد أمير المؤمنين ع و برجله فقبلهما فقال علي ع هذه لك آية.

بيان‏

ثكلتك أمك أي فقدتك لم تسلم علي بإمرة المؤمنين أي لم تقل السلام عليك يا أمير المؤمنين و إنما ازداد الرجل بصيرة بتكذيبه ع المخبر الأول لما رأى من جرأته ع على تكذيب المدعي للمشاهدة المعطية لليقين بالغيب الدال على أنه على بينة من أمره و يحتمل أن يكون ازددت بمعنى استزدت يعني طلبت فيه زيادة بصيرة و استقصرت تلك البصيرة الحاصلة و هذا المعنى أولى لأنه لم يكن له بصيرة فيه قبل ذلك أصلا حتى يكون قد ازدادها بذلك و إنما هم بقتله ع بتكذيبه المخبر الثاني لتكذيبه الأمر الثابت بالتواتر المفيد للقطع الدال بحسب الظاهر على كذبه و إلهامه الرأس‏

______________________________

 (1). في الأصل «لا يغبرون» و أوردناها وفقا لسائر نسخ المخطوطة من الوافي و المخطوطين من الكافي و المرآة و غيرها و هو واضح «ض. ع».

142
الوافي‏2

3 ص : 143

و الاقتحام الدخول في الشي‏ء بتكلف و اللبة المنحر و موضع القلادة من الصدر

 [3]

614- 3 الكافي، 1/ 346/ 3/ 1 علي بن محمد عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أحمد بن القاسم العجلي عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد عن محمد بن خداهي عن عبد اللَّه بن أيوب عن عبد اللَّه بن هاشم عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن حبابة الوالبية قالت‏ رأيت أمير المؤمنين ع في شرطة الخميس و معه درة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجري و المارماهي و الزمار و يقول لهم يا بياعي مسوخ بني إسرائيل و جند بني مروان فقام إليه فرات بن أحنف فقال يا أمير المؤمنين و ما جند بني مروان قال فقال له أقوام حلقوا اللحى و فتلوا الشوارب فمسخوا فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه ثم اتبعته فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد فقلت له يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة يرحمك اللَّه قالت فقال ائتيني بتلك الحصاة و أشار بيده إلى حصاة فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي يا حبابة إذا ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة و الإمام لا يعزب عنه شي‏ء يريده- قالت ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين ع فجئت إلى الحسن ع و هو في مجلس أمير المؤمنين ع و الناس يسألونه- فقال يا حبابة الوالبية فقلت نعم يا مولاي فقال هاتي ما معك- قالت فأعطيته فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين ع قالت ثم أتيت الحسين ع و هو في مسجد رسول اللَّه ص فقرب و رحب ثم قال لي إن في الدلالة دليلا على ما تريدين أ فتريدين دلالة الإمامة فقلت نعم يا سيدي فقال هاتي ما معك فناولته‏

143
الوافي‏2

بيان ص : 144

 

الحصاة فطبع لي فيها قالت ثم أتيت علي بن الحسين ع و قد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت و أنا أعد يومئذ مائة و ثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا و ساجدا و مشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومى إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي قالت فقلت يا سيدي كم مضى من الدنيا و كم بقي منها «1» فقال أما ما مضى فنعم و أما ما بقي فلا- قالت ثم قال لي هاتي ما معك فأعطيته الحصاة فطبع فيها ثم أتيت أبا جعفر ع فطبع لي فيها ثم أتيت أبا عبد اللَّه ع طبع لي فيها ثم أتيت أبا الحسن موسى ع فطبع لي فيها ثم أتيت الرضا ع فطبع لي فيها و عاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر- على ما ذكر محمد بن هشام.

بيان‏

حبابة بفتح المهملة و الموحدتين و التشديد و الشرطة بالضم و كصرد أول طائفة من الجيش تشهد الواقعة و الخميس الجيش لأنه مقسوم بخمسة أقسام المقدمة و الساق و الميمنة و الميسرة و القلب و الدرة بالكسر التي يضرب بها و السبابة الشقة و الجري و أخواه أنواع من الحيتان ممنوع أكلها فتلوا لووا أقفو أتبع و الرحبة الفضاء لا يعزب بالمهملة و الزاي لا يغيب فقرب أدناني من نفسه و رحب وسع لي في المكان أو قال لي مرحبا بك يعني وسع اللَّه مكانك توسيعا أما ما مضى فنعم أي لنا سبيل إلى معرفته و أما ما بقي فلا أي لا سبيل إلى معرفته لأنه غيب لا يعلمه إلا اللَّه‏

 [4]

615- 4 الكافي، 1/ 347/ 4/ 1 محمد بن أبي عبد اللَّه و علي بن محمد عن‏

______________________________

 (1). كذا في الأصل لكن في سائر نسخ الوافي و الكافي المطبوع و المخطوطين- و كم بقى فقال إلخ.

 

144
الوافي‏2

بيان ص : 145

 

إسحاق بن محمد النخعي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال‏ كنت عند أبي محمد ع فاستؤذن لرجل من أهل اليمن عليه- فدخل رجل عبل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول و أمره بالجلوس فجلس ملاصقا لي فقلت في نفسي ليت شعري من هذا فقال أبو محمد ع هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي ع فيها بخواتيمهم فانطبعت و قد جاء بها معه يريد أن أطبع فيها ثم قال هاتها فأخرج حصاة و في جانب منها موضع أملس- فأخذها أبو محمد ع ثم أخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع فكأني أرى نقش خاتمه الساعة الحسن بن علي فقلت لليماني رأيته قبل هذا قط قال لا و اللَّه و إني لمنذ دهر حريص على رؤيته حتى كان الساعة أتاني شاب لست أراه- فقال لي قم فادخل فدخلت ثم نهض اليماني و هو يقول رحمة اللَّه و بركاته عليكم أهل البيت ذرية بعضها من بعض أشهد بالله أن حقك لواجب- كوجوب حق أمير المؤمنين ع و الأئمة من بعده صلوات اللَّه عليهم أجمعين ثم مضى فلم أره بعد ذلك قال إسحاق قال أبو هاشم الجعفري و سألته عن اسمه فقال اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أم غانم و هي الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين ع و السبط إلى وقت أبي الحسن ع.

بيان‏

عبل أي ضخم فسلم عليه بالولاية يعني قال له السلام عليك يا ولي اللَّه و السبط ولد الولد

 [5]

616- 5 الكافي، 1/ 355/ 15/ 1 علي بن محمد عن بعض أصحابنا ذكر اسمه‏

 

145
الوافي‏2

5 ص : 145

قال حدثنا محمد بن إبراهيم قال أخبرنا موسى بن محمد بن إسماعيل بن عبد اللَّه‏ «1» بن العباس بن علي بن أبي طالب ع قال حدثني جعفر بن زيد بن موسى عن أبيه عن آبائه ع قالوا جاءت أم أسلم إلى النبي ص و هو في منزل أم سلمة فسألتها عن رسول اللَّه ص فقالت خرج في بعض الحوائج و الساعة يجي‏ء فانتظرته عند أم سلمة حتى جاء ع- فقالت أم أسلم بأبي أنت و أمي يا رسول اللَّه إني قد قرأت الكتب و علمت كل نبي و وصي فموسى كان له وصي في حياته و وصي بعد موته- و كذلك عيسى فمن وصيك يا رسول اللَّه فقال لها يا أم أسلم وصيي في حياتي و بعد مماتي واحد ثم قال لها يا أم أسلم من فعل فعلي فهو وصيي ثم ضرب بيده إلى حصاة من الأرض ففركها «2» بإصبعه فجعلها شبه الدقيق ثم عجنها ثم طبعها بخاتمه- ثم قال من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي و بعد مماتي- فخرجت من عنده فأتيت أمير المؤمنين ع فقلت بأبي أنت و أمي- أنت وصي رسول اللَّه ص قال نعم يا أم أسلم ثم ضرب بيده إلى حصاة ففركها فجعلها كهيئة الدقيق ثم عجنها و ختمها بخاتمه ثم قال يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي فأتيت الحسن ع و هو غلام فقلت له يا سيدي أنت وصي أبيك فقال نعم يا أم أسلم و ضرب بيده و أخذ حصاة ففعل بها كفعلهما- فخرجت من عنده فأتيت الحسين ع و إني لمستصغرة لسنه- فقلت له بأبي أنت و أمي أنت وصي أخيك فقال نعم يا أم أسلم ائتيني بحصاة ثم فعل كفعلهم فعمرت أم أسلم حتى لحقت بعلي بن‏

______________________________

 (1). في الكافي المطبوع عبيد اللّه مكان عبد اللّه.

 (2). أي دلكها و حكّها.

146
الوافي‏2

6 ص : 147

الحسين بعد قتل الحسين ع في منصرفه فسألته أنت وصي أبيك فقال نعم ثم فعل كفعلهم صلوات اللَّه عليهم أجمعين.

 [6]

617- 6 الكافي، 1/ 348/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن ابن رئاب عن الحذاء و زرارة جميعا الكافي‏، 1/ 348/ 5/ 1 الأربعة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ لما قتل الحسين ع أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين ع فخلا به فقال له يا ابن أخي قد علمت أن رسول اللَّه ص دفع الوصية و الإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين ع ثم إلى الحسن ثم إلى الحسين ع و قد قتل أبوك رضي اللَّه عنه و صلى على روحه و لم يوص و أنا عمك و صنو أبيك و ولادتي من علي ع في سني و قدمتي‏ «1» أحق بها منك في حداثتك- فلا تنازعني في الوصية و الإمامة و لا تحاجني- فقال له علي بن الحسين ع يا عم اتق اللَّه و لا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن أبي يا عم ص أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق و عهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة و هذا سلاح رسول اللَّه ص عندي فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر و تشتت الحال إن اللَّه عز و جل جعل الوصية و الإمامة في عقب الحسين ع فإذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه و نسأله عن ذلك‏

______________________________

 (1). و قديمي. كذا في المخطوطين من الكافي و في الكافي المطبوع.

147
الوافي‏2

بيان ص : 148

 

قال أبو جعفر ع و كان الكلام بينهما بمكة فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود فقال علي بن الحسين ع لمحمد بن الحنفية ابدأ أنت فابتهل إلى اللَّه عز و جل و سله أن ينطق لك الحجر ثم سل فابتهل محمد في الدعاء و سأل اللَّه عز و جل ثم دعا الحجر فلم يجبه فقال علي بن الحسين ع يا عم لو كنت وصيا و إماما لأجابك الحجر قال له محمد فادع اللَّه أنت يا ابن أخي و اسأله فدعا اللَّه علي بن الحسين ع بما أراد ثم قال أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء و ميثاق الأوصياء و ميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي و الإمام بعد الحسين بن علي ع قال فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ثم أنطقه اللَّه عز و جل بلسان عربي مبين فقال اللهم إن الوصية و الإمامة بعد الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول اللَّه ص لك- قال فانصرف محمد بن علي و هو يتولى علي بن الحسين ع.

بيان‏

الصنو بالكسر الأخ الشقيق قدمتي بالضم أي في القرابة أو تقدم أيامي و عمري و معنى ميثاق الحجر قد مضى في شرح حديث جنود العقل من الجزء الأول‏

 [7]

618- 7 الكافي، 1/ 356/ 16/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين‏ «1» عن الحسين بن جارود عن موسى بن بكر بن دأب عمن حدثه‏ «2» أن زيد بن علي بن الحسين ع‏

______________________________

 (1). هو الحسين بن سعيد المذكور في ص 176 ج 2 مجمع الرجال.

 (2). عن أبي جعفر عليه السّلام إنّ زيد إلخ كذا في المخطوطين من الكافي و المطبوع و شرح المولى صالح و المرآة «ض. ع».

 

148
الوافي‏2

7 ص : 148

دخل على أبي جعفر محمد بن علي ع و معه كتب من أهل الكوفة يدعونه فيها إلى أنفسهم و يخبرونه باجتماعهم و يأمرونه بالخروج- فقال له أبو جعفر ع هذه الكتب ابتداء منهم أو جواب ما كتبت به إليهم و دعوتهم إليه فقال بل ابتداء من القوم لمعرفتهم بحقنا و بقرابتنا من رسول اللَّه ص و لما يجدونه في كتاب اللَّه عز و جل- من وجوب مودتنا و فرض طاعتنا و لما نحن فيه من الضيق و الضنك و البلاء- فقال له أبو جعفر إن الطاعة مفروضة من اللَّه عز و جل و سنة أمضاها في الأولين و كذلك يجريها في الآخرين و الطاعة لواحد منا و المودة للجميع- و أمر اللَّه يجري لأوليائه بحكم موصول و قضاء مفصول و حتم مقضي و قدر مقدور و أجل مسمى لوقت معلوم فلا يستخفنك الذين لا يوقنون إنهم لن يغنوا عنك من اللَّه شيئا و لا تعجل فإن اللَّه لا يعجل لعجلة العباد- و لا تسبقن اللَّه فتعجزك البلية فتصرعك قال فغضب زيد عند ذلك- ثم قال ليس الإمام منا من جلس في بيته و أرخى ستره و ثبط عن الجهاد- و لكن الإمام منا من منع حوزته و جاهد في سبيل اللَّه حق جهاده و دفع عن رعيته و ذب عن حريمه- قال أبو جعفر ع هل تعرف يا أخي من نفسك شيئا مما نسبتها إليه فتجي‏ء عليه بشاهد من كتاب اللَّه و حجة من رسول اللَّه ص أو تضرب به مثلا فإن اللَّه عز و جل أحل حلالا و حرم حراما- و فرض فرائض و ضرب أمثالا و سن سننا و لم يجعل الإمام القائم بأمره في شبهة فيما فرض له من الطاعة أو «1» أن يسبقه بأمر قبل محله أو يجاهد فيه‏

______________________________

 (2). لفظة «أو» ليست في بعض النسخ المخطوطة من الوافي كما انّها ليست في المخطوطين من الكافي و الكافي المطبوع أيضا.

149
الوافي‏2

7 ص : 148

قبل حلوله و قد قال اللَّه عز و جل في الصيد لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ‏ «1» أ فقتل الصيد أعظم أم قتل النفس التي حرم اللَّه و جعل لكل شي‏ء محلا و قال اللَّه عز و جل‏ وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا «2»- و قال عز و جل‏ لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ‏ «3» فجعل الشهور عدة معلومة فجعل منها أربعة حرما و قال‏ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ‏ «4» ثم قال تبارك و تعالى‏ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ‏ «5» فجعل لذلك محلا و قال‏ وَ لا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ- حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ‏ «6» فجعل لكل شي‏ء محلا «7» و لكن أجل كتابا فإن كنت على بينة من ربك و يقين من أمرك و تبيان من شأنك فشأنك و إلا فلا ترومن أمرا أنت منه في شك و شبهة و لا تتعاط زوال ملك لم ينقض أكله‏ «8» و لم ينقطع مداه و لم يبلغ الكتاب أجله- فلو قد بلغ مداه و انقطع أكله و بلغ الكتاب أجله لانقطع الفصل و تتابع النظام و لأعقب اللَّه في التابع و المتبوع الذل و الصغار أعوذ بالله من إمام ضل عن وقته فكان التابع فيه أعلم من المتبوع أ تريد يا أخي أن تحيي ملة قوم قد كفروا بآيات اللَّه و عصوا رسوله و اتبعوا أهواءهم بغير هدى من اللَّه و ادعوا الخلافة بلا برهان من اللَّه و لا عهد من رسوله أعيذك بالله يا أخي أن تكون غدا المصلوب بالكناسة ثم ارفضت عيناه و سالت دموعه ثم قال اللَّه بيننا و بين من هتك سترنا و جحدنا حقنا و أفشى سرنا

______________________________

 (1). المائدة/ 95.

 (2 و 3). المائدة/ 2.

 (4). التوبة/ 2.

 (5). التوبة/ 5.

 (6). البقرة/ 235.

 (7). في بعض النسخ «أجلا» مكان «محلا».

 (8). لم ينقض أجله- خ ل.

150
الوافي‏2

بيان ص : 151

 

و نسبنا إلى غير جدنا و قال فينا ما لم نقله في أنفسنا.

بيان‏

لواحد منا يعني به من جاء بإمامته النص من اللَّه و رسوله دون سائر ذوي القربى بحكم موصول متصل بعضه ببعض وارد لواحد بعد واحد قضاء مفصول غير مشتبه أو مفروغ عنه‏ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ‏ لا يحملنك على الخفة و القلق عرض بهذه الآية لأهل الكوفة لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً لن ينصروك بدفع السوء عنك إذا أراده اللَّه بك و لا تعجل أي في إظهار دولة الحق قبل أوانه فإن اللَّه لا يعجل أي فيما قدر له وقتا بتقديمه إياه لعجلة العباد و لا يسبقن اللَّه أي في أموره و ثبط عن الجهاد شغل عنه غيره و عوقه من منع حوزته بالمهملة ثم الزاي أي بيضة ملكه و ذب عن حريمه طرد العدو عنه.

فلا ترومن فلا تطلبن و لا تتعاط لا تتناول زوال ملك يعني به ملك بني أمية أكله بضمتين رزقه أو حظه من الدنيا مداه غايته لانقطع الفصل أي الفصل الذي بين دولتي الحق في التابع و المتبوع من أهل الباطل و الكناسة موضع بالكوفة ارفضت بتشديد المعجمة رشت اللَّه بيننا يحكم بيننا و ليس هذا تعريضا لزيد حاشاه بل لمن عاداه و عاداه و سيأتي أخبار في علو شأن زيد و أنه و أصحابه يدخلون الجنة بغير حساب و أنه كان إنما يطلب الأمر لرضاء آل محمد ما طلبه لنفسه و أنه كان يعرف حجة زمانه و كان مصدقا به ص فليس لأحد أن يسي‏ء الظن فيه رضوان اللَّه عليه‏

 [8]

619- 8 الكافي، 1/ 358/ 17/ 1 بعض أصحابنا عن محمد بن حسان عن‏

 

151
الوافي‏2

8 ص : 151

محمد بن زنجويه‏ «1» عن عبد اللَّه بن الحكم الأرمني عن عبد اللَّه بن إبراهيم بن محمد الجعفري قال‏ أتينا خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع نعزيها بابن بنتها فوجدنا عندها موسى بن عبد اللَّه بن الحسن فإذا هي في ناحية قريبا من النساء فعزيناهم ثم أقبلنا عليه فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الراثية قولي فقالت‏

 أعدد رسول اللَّه و اعدد بعده‏

 

 أسد الإله و ثالثا عباسا

و اعدد علي الخير و اعدد جعفرا

 

 و اعدد عقيلا بعد ذا الرؤسا

 

 فقال أحسنت و أطربتني زيديني فاندفعت تقول‏

 و منا إمام المتقين محمد

 

 و حمزة منا و المهذب جعفر

و منا علي صهره و ابن عمه‏

 

 و فارسه ذاك الإمام المطهر

 

 فأقمنا عندها حتى كاد الليل أن يجي‏ء ثم قالت خديجة سمعت عمي محمد بن علي ص و هو يقول إنما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح- لتسيل دمعتها و لا ينبغي لها أن تقول هجرا فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح ثم خرجنا فغدونا إليها غدوة فتذاكرنا عندها اختزال منزلها من دار أبي عبد اللَّه جعفر بن محمد ع فقال هذه‏ «2» تسمى دار السرقة «3» فقالت هذا ما اصطفى مهدينا تعني محمد بن عبد اللَّه بن الحسن تمازحه بذلك فقال موسى بن عبد اللَّه و اللَّه لأخبرنكم بالعجب رأيت أبي رحمه اللَّه لما أخذ في أمر محمد بن عبد اللَّه و أجمع على لقاء أصحابه- فقال لا أجد هذا الأمر يستقيم إلا أن ألقى أبا عبد اللَّه جعفر بن محمد فانطلق و هو متك علي فانطلقت معه حتى أتينا أبا عبد اللَّه ع فلقيناه خارجا

______________________________

 (1). في الأصل و بعض المخطوطات من الوافي زنجويه بالزاى المعجمة و في بعضها بالراء المهملة و أمّا في الكافي المطبوع و المخطوطين رنجويه بالراء المهملة و كذلك في أكثر كتب الرجال «ض. ع».

 (2). هذه دار تسمّى دار السرقة- خ ل.

 (3). السرق بالتحريك: الحرير، مجمع البحرين و هي كلمة فارسية كما قيل في بعض كتب اللغة «ض. ع».

152
الوافي‏2

8 ص : 151

يريد المسجد فاستوقفه أبي و كلمه فقال له أبو عبد اللَّه ع ليس هذا موضع ذلك نلتقي إن شاء اللَّه فرجع أبي مسرورا ثم أقام حتى إذا كان الغد أو بعده بيوم انطلقنا حتى أتيناه فدخل عليه أبي و أنا معه فابتدأ الكلام ثم قال له فيما يقول قد علمت جعلت فداك أن السن لي عليك و أن في قومك من هو أسن منك و لكن اللَّه عز و جل قد قدم لك فضلا ليس هو لأحد من قومك و قد جئتك معتمدا لما أعلم من برك- و اعلم فديتك أنك إذا أجبتني لم يتخلف عني أحد من أصحابك و لم يختلف علي اثنان من قريش و لا غيرهم فقال له أبو عبد اللَّه ع إنك تجد غيري أطوع لك مني و لا حاجة لك في فو الله إنك لتعلم أني أريد البادية أو أهم بها فأثقل عنها و أريد الحج فما أدركه إلا بعد كد و تعب و مشقة على نفسي- فاطلب غيري و سله ذلك و لا تعلمهم أنك جئتني فقال له إن الناس ما دون أعناقهم إليك و إن أجبتني لم يتخلف عني أحد و لك أن لا تكلف قتالا و لا مكروها قال و هجم علينا ناس فدخلوا و قطعوا كلامنا فقال أبي جعلت فداك ما تقول فقال نلتقي إن شاء اللَّه- فقال أ ليس على ما أحب قال على ما تحب إن شاء اللَّه من إصلاحك ثم انصرف حتى جاء البيت فبعث رسولا إلى محمد في جبل بجهينة يقال له الأشقر على ليلتين من المدينة فبشره و أعلمه أنه قد ظفر له بوجه حاجته و ما طلب- ثم عاد بعد ثلاثة أيام فوقفنا بالباب و لم نكن نحجب إذا جئنا فأبطأ الرسول ثم أذن لنا فدخلنا عليه فجلست في ناحية الحجرة و دنا أبي إليه فقبل رأسه ثم قال جعلت فداك قد عدت إليك راجيا مؤملا قد انبسط رجائي و أملي و رجوت الدرك لحاجتي- فقال له أبو عبد اللَّه ع يا بن عم إني أعيذك بالله من التعرض لهذا الأمر الذي أمسيت فيه و إني لخائف عليك أن يكسبك شرا فجرى الكلام بينهما حتى أفضى إلى ما لم يكن يريد و كان من قوله بأي شي‏ء كان الحسين‏

153
الوافي‏2

8 ص : 151

أحق بها من الحسن فقال أبو عبد اللَّه ع رحم اللَّه الحسن و رحم اللَّه الحسين و كيف ذكرت هذا قال لأن الحسين ع كان ينبغي له إذا عدل أن يجعلها في الأسن من ولد الحسن فقال أبو عبد اللَّه ع إن اللَّه تبارك و تعالى لما أن أوحى إلى محمد ص أوحى إليه بما شاء و لم يؤامر أحدا من خلقه و أمر محمد ص عليا ع بما شاء ففعل ما أمر به و لسنا نقول فيه إلا ما قال رسول اللَّه ص من تبجيله و تصديقه فلو كان أمر الحسين أن يصيرها في السن أو ينقلها في ولدهما يعني الوصية لفعل ذلك الحسين ع و ما هو بالمتهم عندنا في الذخيرة لنفسه و لقد ولى و ترك ذلك و لكنه مضى لما أمر به و هو جدك و عمك فإن قلت خيرا فما أولاك به و إن قلت هجرا فيغفر اللَّه لك- أطعني يا بن عم و اسمع كلامي فو الله الذي لا إله إلا هو لا آلوك نصحا و حرصا فكيف و لا أراك تفعل و ما لأمر اللَّه من مرد فسر أبي عند ذلك فقال له أبو عبد اللَّه ع و اللَّه إنك لتعلم أنه الأحول الأكشف الأخضر- المقتول بسدة أشجع عند بطن مسيلها فقال أبي ليس هو ذاك و اللَّه ليحاربن باليوم يوما و بالساعة ساعة و بالسنة سنة و ليقومن بثار بني أبي طالب جميعا فقال له أبو عبد اللَّه ع يغفر اللَّه لك ما أخوفني أن يكون هذا البيت يلحق صاحبنا منتك نفسك في الخلاء ضلالا لا و اللَّه لا يملك أكثر من حيطان المدينة و لا يبلغ عمله الطائف إذا أحفل يعني إذا جهد نفسه و ما للأمر من بد أن يقع فاتق اللَّه و ارحم نفسك و بني أبيك- فو الله إني لأراه أشأم سلحة أخرجتها أصلاب الرجال إلى أرحام النساء و اللَّه إنه المقتول بسدة أشجع بين دورها و اللَّه لكأني به صريعا مسلوبا بزته بين رجليه لبنة و لا ينفع هذا الغلام ما يسمع قال موسى بن عبد اللَّه يعنيني و ليخرجن معه فيهزم و يقتل صاحبه ثم يمضي فيخرج معه راية أخرى فيقتل كبشها

154
الوافي‏2

8 ص : 151

و يهزم‏ «1» جيشها فإن أطاعني فليطلب الأمان عند ذلك من بني العباس حتى يأتيه اللَّه بالفرج و لقد علمت بأن هذا الأمر لا يتم و إنك لتعلم و نعلم أن ابنك الأحول الأخضر الأكشف المقتول بسدة أشجع بين دورها عند بطن مسيلها- فقام أبي و هو يقول بل يغني اللَّه عنك و لتعودن أو ليقي‏ «2» اللَّه بك و بغيرك- و ما أردت بهذا إلا امتناع غيرك و أن تكون ذريعتهم إلى ذلك فقال أبو عبد اللَّه ع اللَّه يعلم ما أريد إلا نصحك و رشدك و ما علي إلا الجهد فقام أبي يجر ثوبه مغضبا فلحقه أبو عبد اللَّه ع فقال له أخبرك أني سمعت عمك و هو خالك يذكر أنك و بني أبيك ستقتلون فإن أطعتني و رأيت أن تدفع بالتي هي أحسن فافعل و و اللَّه‏ «3» الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة- الرحمن الرحيم الكبير المتعال على خلقه لوددت أني فديتك بولدي و بأحبهم إلي- و بأحب أهل بيتي إلي و ما يعدلك عندي شي‏ء فلا ترى أني غششتك فخرج أبي من عنده مغضبا أسفا- قال فما أقمنا بعد ذلك إلا قليلا عشرين ليلة أو نحوها حتى قدمت رسل أبي جعفر فأخذوا أبي و عمومتي سليمان بن الحسن و الحسن بن الحسن و إبراهيم بن الحسن و داود بن الحسن و علي بن الحسن و سليمان بن داود بن الحسن و علي بن إبراهيم بن الحسن و الحسن بن جعفر بن الحسن و طباطبا إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن و عبد اللَّه بن داود قال فصفدوا في الحديد ثم حملوا في محامل أعراء لا وطاء فيها و وقفوا بالمصلي لكي يشمتهم الناس قال فكف الناس عنهم و رقوا لهم للحال التي هم فيها ثم انطلقوا بهم حتى وقفوا عند باب مسجد رسول اللَّه ص قال عبد اللَّه بن إبراهيم الجعفري فحدثتنا خديجة بنت عمر بن علي أنهم لما

______________________________

 (1). و يتفرق جيشها، كذا في الكافي المطبوع و المخطوطين «م، خ».

 (2). ليفى، ف.

 (3). كذا في نسخ الوافي و المخطوطين من الكافي و لكن في الكافي المطبوع «فو اللّه».

155
الوافي‏2

8 ص : 151

أوقفوا عند باب المسجد الباب الذي يقال له باب جبرئيل أطلع عليهم أبو عبد اللَّه ع و عامة ردائه مطروح بالأرض ثم أطلع من باب المسجد فقال- لعنكم اللَّه يا معاشر الأنصار ثلاثا ما على هذا عاهدتم رسول اللَّه ص و لا بايعتموه أما و اللَّه إن‏ «1» كنت حريصا و لكني غلبت و ليس للقضاء مدفع ثم قام و أخذ إحدى نعليه فأدخلها رجله و الأخرى في يده و عامة ردائه يجره في الأرض ثم دخل بيته فحم عشرين ليلة لم يزل يبكي فيها الليل و النهار حتى خفنا عليه فهذا حديث خديجة قال الجعفري و حدثنا موسى بن عبد اللَّه بن الحسن أنه لما طلع بالقوم في المحامل قام أبو عبد اللَّه ع من المسجد ثم أهوى إلى المحمل الذي فيه عبد اللَّه بن الحسن يريد كلامه فمنع أشد المنع و أهوى إليه الحرسي فدفعه و قال تنح عن هذا فإن اللَّه سيكفيك و يكفي غيرك ثم دخل بهم الزقاق و رجع أبو عبد اللَّه ع إلى منزله فلم يبلغ بهم البقيع حتى ابتلي الحرسي بلاء شديدا رمحته ناقة «2» فدقت وركه فمات فيها و مضى بالقوم فأقمنا بعد ذلك حينا- ثم أتى محمد بن عبد اللَّه بن الحسن فأخبر أن أباه و عمومته قتلوا قتلهم أبو جعفر إلا حسن بن جعفر و طباطبا و علي بن إبراهيم و سليمان بن داود و داود بن الحسن و عبد اللَّه بن داود قال فظهر محمد بن عبد اللَّه عند ذلك و دعا الناس لبيعته قال فكنت ثالث ثلاثة بايعوه و استوسق الناس لبيعته و لم يختلف عليه قرشي و لا أنصاري و لا عربي قال و شاور عيسى بن زيد و كان من ثقاته و كان على شرطه‏ «3» فشاوره في البعثة إلى وجوه قومه فقال له عيسى بن زيد إن دعوتهم دعاء يسيرا لم يجيبوك أو تغلظ عليهم فخلني و إياهم فقال له محمد امض إلى‏

______________________________

 (1). أن كنت حريصا: أن مخففة من المثقلة و ضمير الشأن محذوف يعني على دفع هذا الأمر منهم بالنصيحة لهم و لكنّى غلبت على المجهول أي غلبنى القضاء. أو شقاوة المنصوح و قلة عقله «المرآة».

 (2). ناقته- خ ل.

 (3). [شرطته‏] في بعض النسخ. كذا في الكافي المطبوع.

156
الوافي‏2

8 ص : 151

من أردت منهم- فقال ابعث إلى رئيسهم و كبيرهم يعني أبا عبد اللَّه جعفر بن محمد ع فإنك إذا غلظت عليه علموا جميعا أنك ستمرهم على الطريق التي أمررت عليها أبا عبد اللَّه ع قال فو الله ما لبثنا إذ أتي بأبي عبد اللَّه ع حتى أوقف بين يديه فقال له عيسى بن زيد أسلم تسلم فقال له أبو عبد اللَّه ع أ حدثت نبوة بعد محمد ص فقال له محمد لا و لكن بايع تأمن على نفسك و مالك و ولدك و لا تكلفن حربا فقال له أبو عبد اللَّه ع ما في حرب و لا قتال و قد تقدمت إلى أبيك و حذرته الذي حاق به و لكن لا ينفع حذر من قدر يا بن أخي عليك بالشباب و دع عنك الشيوخ فقال له محمد ما أقرب ما بيني و بينك في السن- فقال له أبو عبد اللَّه ع إني لم أعادك و لم أجي‏ء لأتقدم عليك في الذي أنت فيه فقال له محمد لا و اللَّه لا بد من أن تبايع فقال له أبو عبد اللَّه ع ما في يا بن أخي طلب و لا هرب و إني لأريد الخروج إلى البادية فيصدني ذلك و يثقل علي حتى يكلمني‏ «1» في ذلك الأهل غير مرة و ما يمنعني منه إلا الضعف و اللَّه و الرحم أن تدبر عنا و نشقى بك فقال له يا أبا عبد اللَّه قد و اللَّه مات أبو الدوانيق يعني أبا جعفر فقال له أبو عبد اللَّه ع و ما تصنع بي و قد مات قال أريد الجمال بك قال ما إلى ما تريد سبيل لا و اللَّه ما مات أبو الدوانيق إلا أن يكون مات موت النوم- قال و اللَّه لتبايعني طائعا أو مكرها و لا تحمد في بيعتك فأبى عليه إباء شديدا فأمر به إلى الحبس فقال له عيسى بن زيد إما أن طرحناه في السجن و قد خرب السجن و ليس اليوم عليه غلق خفنا أن يهرب منه فضحك أبو عبد اللَّه ع ثم قال لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أ و تراك تسجنني قال‏

______________________________

 (1). تكلّمنى- خ ل.

157
الوافي‏2

8 ص : 151

نعم و الذي أكرم محمدا ص بالنبوة لأسجننك و لأشددن عليك فقال عيسى بن زيد احبسوه في المخبإ و ذاك دار ربطة اليوم- فقال أبو عبد اللَّه ع إني سأقول ثم أصدق فقال له عيسى بن زيد لو تكلمت لكسرت فمك فقال له أبو عبد اللَّه ع أما و اللَّه يا أكشف يا أزرق لكأني بك تطلب لنفسك جحرا تدخل فيه و ما أنت في المذكورين عند اللقاء و إني لأظنك إذا صفق خلفك طرت مثل الهيق النافر- فنفر عليه محمد بانتهار احبسه و شدد عليه و أغلظ عليه فقال له أبو عبد اللَّه ع أما و اللَّه لكأني بك خارجا من سدة أشجع إلى بطن الوادي و قد حمل عليك فارس معلم في يده طرادة نصفها أبيض و نصفها أسود على فرس كميت أقرح فطعنك فلم يصنع فيك شيئا و ضربت خيشوم فرسه فطرحته- و حمل عليك آخر خارج من زقاق آل أبي عمار الدئليين‏ «1» عليه غديرتان مضفورتان قد خرجتا من تحت بيضته كثير شعر الشاربين فهو و اللَّه صاحبك فلا رحم اللَّه رمته فقال له محمد يا أبا عبد اللَّه حسبت فأخطأت و قام إليه السراقي بن سلخ الحوت فدفع في ظهره حتى أدخل السجن و اصطفى ما كان له من مال و ما كان لقومه ممن لم يخرج مع محمد قال فطلع بإسماعيل بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب و هو شيخ كبير ضعيف قد ذهبت إحدى عينيه- و ذهبت رجلاه و هو يحمل حملا فدعاه إلى البيعة- فقال له يا بن أخي إني شيخ كبير ضعيف و أنا إلى برك و عونك أحوج فقال له لا بد من أن تبايع فقال له و أي شي‏ء تنتفع ببيعتي و اللَّه إني لأضيق عليك مكان اسم رجل إن كتبته قال لا بد لك أن تفعل و أغلظ له‏ «2» في القول فقال له إسماعيل ادع لي جعفر بن محمد فلعلنا نبايع جميعا قال فدعا جعفرا ع‏

______________________________

 (1). الدّيلميين- خ ل.

 (2). عليه، خ ل.

158
الوافي‏2

8 ص : 151

فقال له إسماعيل جعلت فداك إن رأيت أن تبين له فافعل لعل اللَّه يكفه عنا قال قد أجمعت ألا أكلمه فلير في رأيه فقال إسماعيل لأبي عبد اللَّه ع أنشدك اللَّه هل تذكر يوما أتيت أباك محمد بن علي و علي حلتان صفراوان فأدام النظر إلي فبكى فقلت له ما يبكيك- فقال لي يبكيني أنك تقتل عند كبر سنك ضياعا لا ينتطح في دمك عنزان- قال فقلت متى ذاك قال إذا دعيت إلى الباطل فأبيته و إذا نظرت إلى الأحول مشئوم قومه يتمنى‏ «1» من آل الحسن على منبر رسول اللَّه ص يدعو إلى نفسه قد تسمى بغير اسمه فأحدث عهدك و اكتب وصيتك فإنك مقتول في يومك أو من غد فقال له أبو عبد اللَّه ع نعم و هذا و رب الكعبة لا يصوم من شهر رمضان إلا أقله فأستودعك اللَّه يا أبا الحسن و أعظم اللَّه أجرنا فيك و أحسن الخلافة على من خلفت و إنا لله و إنا إليه راجعون- قال ثم احتمل إسماعيل و رد جعفر إلى الحبس قال فو الله ما أمسينا حتى دخل عليه بنو أخيه بنو معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر فتوطئوه حتى قتلوه و بعث محمد بن عبد اللَّه إلى جعفر فخلى سبيله قال و أقمنا بعد ذلك حتى استهللنا شهر رمضان فبلغنا خروج عيسى بن موسى يريد المدينة قال فتقدم محمد بن عبد اللَّه على مقدمته يزيد بن معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر و كان على مقدمته عيسى بن موسى ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن و قاسم و محمد بن زيد و علي و إبراهيم بنو الحسن بن زيد فهزم يزيد بن معاوية و قدم عيسى بن موسى المدينة و صار القتال بالمدينة فنزل بذباب و دخلت علينا المسودة من خلفنا و خرج محمد في أصحابه حتى بلغ السوق فأوصلهم و مضى‏ثم تبعهم حتى انتهى إلى مسجد الخوامين‏ «2» فنظر إلى ما هناك فضاء ليس فيه‏

______________________________

 (1). ينتمى، خ ل.

 (2). و مسجد الخوامين مسجد بنواحي المدينة، و الخام جلد لم يدبغ. مجمع البحرين.

159
الوافي‏2

8 ص : 151

مسود و لا مبيض فاستقدم حتى انتهى إلى شعب فزارة ثم دخل هذيل ثم مضى إلى أشجع فخرج إليه الفارس الذي قال أبو عبد اللَّه ع من خلفه من سكة هذيل فطعنه فلم يصنع فيه شيئا و حمل على الفارس فضرب خيشوم فرسه فطعنه الفارس فأنفذه في الدرع و انثنى عليه محمد فضربه فأثخنه و خرج عليه حميد بن قحطبة و هو مدبر على الفارس يضربه من زقاق العماريين فطعنه طعنة أنفذ السنان فيه فكسر الرمح و حمل على حميد فطعنه حميد بزج الرمح فصرعه- ثم نزل إليه فضربه حتى أثخنه و قتله و أخذ رأسه و دخل الجند من كل جانب و أخذت المدينة و أجلينا هربا في البلاد قال موسى بن عبد اللَّه فانطلقت حتى لحقت بإبراهيم بن عبد اللَّه فوجدت عيسى بن زيد مكمنا عنده- فأخبرته بسوء تدبيره و خرجنا معه حتى أصيب ثم مضينا مع ابن أخي الأشتر عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن الحسن حتى أصيب بالسند ثم رجعت شريدا طريدا تضيق على البلاد فلما ضاقت علي الأرض و اشتد الخوف ذكرت ما قال أبو عبد اللَّه ع فجئت إلى المهدي و قد حج و هو يخطب الناس في ظل الكعبة فما شعر إلا و أني قد قمت من تحت المنبر فقلت لي الأمان يا أمير المؤمنين- و أدلك على نصيحة لك عندي فقال نعم ما هي قلت أدلك على موسى بن عبد اللَّه بن الحسن فقال لي نعم لك الأمان فقلت له أعطني ما أثق به فأخذت منه عهودا و مواثيق و وثقت لنفسي ثم قلت أنا موسى بن عبد اللَّه فقال لي إذن تكرم و تحبأ فقلت له أقطعني إلى بعض أهل بيتك يقوم بأمري عندك فقال لي انظر من أردت فقلت عمك العباس بن محمد فقال العباس لا حاجة لي فيك- فقلت و لكن لي فيك الحاجة أسألك بحق أمير المؤمنين إلا قبلتني فقبلني شاء أو أبى و قال المهدي من يعرفك و حوله أصحابنا و أكثرهم فقلت هذا الحسن بن زيد يعرفني‏

160
الوافي‏2

بيان ص : 161

و هذا موسى بن جعفر يعرفني و هذا الحسن بن عبد اللَّه بن العباس يعرفني- فقالوا نعم يا أمير المؤمنين كأنه لم يغب عنا ثم قلت للمهدي يا أمير المؤمنين- لقد أخبرني بهذا المقام أبو هذا الرجل و أشرت إلى موسى بن جعفر قال موسى بن عبد اللَّه و كذبت على جعفر كذبة فقلت له و أمرني أن أقرئك السلام و قال إنه إمام عدل و سخاء قال فأمر لموسى بن جعفر بخمسة آلاف دينار فأمر لي منها موسى بألفي دينار و وصل عامة أصحابه و وصلني فأحسن صلتي فحيث ما ذكر ولد محمد بن علي بن الحسين فقولوا صلى اللَّه عليهم و ملائكته و حملة عرشه و الكرام الكاتبون و خصوا أبا عبد اللَّه بأطيب ذلك و جزى موسى بن جعفر عني خيرا فأنا و اللَّه مولاهم بعد اللَّه.

بيان‏

قولي أي أنشدي مرثية أرادت بأسد الإله حمزة بن عبد المطلب عم النبي ص و بعباس أخاه و بعلي الخير بالإضافة أمير المؤمنين ع و بجعفر و عقيل أخويه فاندفعت أي أخذت و شرعت هجرا بالضم ما لا طائل تحته اختزال منزلها انقطاعه فقال هذه تسمى دار السرقة العائد في فقال يرجع إلى موسى و كان الدار مما صار في أيديهم ممن خالف أخاه محمدا كما يظهر من جواب خديجة له حين مازحته أجمع عزم فديتك معترضة بين اعلم و مفعوله أي صرت فداك يقال له الأشقر أي للجبل أو ينقلها في ولدهما يعني ولد أحدهما بأن يكون التعيين إليه أو يعني من ولداه جميعا.

و لقد ولي أي الأمر أو بالتشديد أي أدبر فما أولاك به أي بقول الخير فيه لا آلوك نصحا و حرصا أي لا أقصر في نصيحتك و الحرص في إصلاحك لتعلم أنه الأحول الأكشف أي لتعلم أن ابنك محمدا هذا هو الأحول الأكشف الذي أخبر به المخبر الصادق أنه سيخرج بغير حق و يقتل صاغرا و الأكشف الذي نبتت له شعيرات في قصاص ناصيته دائرة و لا تكاد تسترسل‏

161
الوافي‏2

بيان ص : 161

و العرب تتشأم به و الأخضر ربما يقال للأسود أيضا و في هذا المقام يحتمله و السدة بالضم باب الدار و أشجع قبيلة سميت باسم أبيهم ليحاربن يعني أعداءنا و الضمير المرفوع لابنه و في بعض النسخ ليجازين بالجيم و الزاي باليوم يوما يعني بكل يوم حاربونا يوما.

هذا البيت يعني البيت الذي ينشد منه بعد ذلك مصراعا و هو قوله منتك من التمني و أراد بالصاحب المخاطب لا يملك يعني ابنك محمد إذا أحفل كأنه بالحاء المهملة و الفاء و السلحة النجو و البزة السلاح و الثياب بين رجليه لبنة كناية عن ستر عورته بها و الكبش أمير الجيش و لتعودن أي في أمرنا أو ليقي بالقاف من الوقاية أي ليقي ابني القتل و في بعض النسخ بالفاء مهموزا من الفي‏ء أي ليرجع إليه الأمر و ما أردت بهذا أي بهذا الامتناع و التخلف عنا عمك و هو خالك كأنه أراد به أباه ع أن تدفع بالتي هي أحسن أي تدفع ما زعمته مني سيئة بالصفح و الإحسان.

أشار به إلى قوله سبحانه‏ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ‏ «1» فصفدوا قيدوا لا وطأ فيها لا ستر عليها عطف بيان لأعراء يشمتهم بتقديم الميم على التاء الفوقانية من الشماتة فكف الناس عنهم عن إيذائهم ثم أطلع بتخفيف الطاء يعني رأسه إن كنت إن مخففة من المثقلة و ضمير الشأن محذوف حريصا يعني على دفع هذا الأمر عنهم بالنصيحة لهم الحرسي الذي يحرس المحامل سيكفيك سيهلكك رمحته ضربته برجلها و استوسق الناس استجمعهم و في بعض النسخ بالثاء المثلثة في الثاني أي طلب الوثيقة منهم.

و الشرط كصرد العسكر أسلم بفتح الهمزة من الإسلام بمعنى الانقياد تسلم بفتح التاء من السلامة حاق به أحاط به بالشباب بالفتح جمع‏

______________________________

 (1). فصّلت/ 34.

162
الوافي‏2

بيان ص : 161

شاب لم أعادك من المعاداة و في بعض النسخ لم أغازك من الغزا بمعنى المحاربة و في بعضها لم أعازك بالمهملة و الزاي المشددة من العزة بمعنى الغلبة و اللَّه و الرحم الواو للقسم أي أحذرك بالله و بالرحم التي بيني و بينك أن تدبر عنا بالخطاب من الإدبار أي تهلك و تقتل و نشقى بك أي يلحقنا الشقاء بسببك أي نقع في التعب و العناء بسبب مبايعتك دار ربطة قيل أي ربطة الخيل.

ثم أصدق بتخفيف الدال و تشديدها جحرا بتقديم الجيم المضمومة على المهملة الساكنة و هو ما تحتفره الهوام و السباع لأنفسها عند اللقاء أي لقاء العدو و التصفيق ضرب إحدى اليدين بالأخرى و الهيق بالمثناة التحتانية الذكر من النعامة و النفر الزجر و الغلظة و الانتهار الزبر و الخشونة و الطرادة رمح قصير و الأقرح الفرس الذي في وجهه ما دون الغرة و الخيشوم من الأنف ما بينه و بين الدماغ أو عرق في بطن الأنف و الغديرة بالغين المعجمة و الدال المهملة الذؤابة و المضفورة بالضاد المعجمة و الفاء المنسوجة و الرمة بالكسر العظام البالية حسبت إما من الحساب أو الحسبان لا ينتطح في دمك عنزان كناية عن نفي وقوع التخاصم في طلب دمه.

و الانتطاح بالمهملتين الإصابة بالقرن بغير اسمه يعني المهدي كما سبقت الإشارة إليه في كلام خديجة في يومك أي في يومك ذاك و هذا و رب الكعبة لا يصوم أشار به إلى محمد بن عبد اللَّه بذباب هو جبل بالمدينة المسودة بكسر الواو و هم الذين كانوا يلبسون السود من الثياب يعني بهم أصحاب الدولة العباسية الذين كانوا مع عيسى بن موسى و الخوامين يشبه أن يكون بالحاء المهملة بمعنى الأماكن الغلاظ المنقادة جمع خومانة و فزارة و هذيل كأشجع قبائل سموا بأسماء آبائهم و السكة الزقاق‏ «1» و انثنى انعطف فأثخنه بالغ الجراحة فيه و أتم قتله بزج الرمح يعني حديدة أسفله و أجلينا تركنا بلادنا

______________________________

 (1). و السكة من الطرق. المنسدة «عش».

163
الوافي‏2

9 ص : 164

و الشريد و الطريد بمعنى فجئت إلى المهدي أي الخليفة و تحبأ من الحباء بمعنى العطاء

 [9]

620- 9 الكافي، 1/ 348/ 6/ 1 الاثنان عن محمد بن علي عن سماعة عن الكلبي النسابة قال‏ دخلت المدينة و لست أعرف شيئا من هذا الأمر- فأتيت المسجد فإذا جماعة من قريش فقلت أخبروني عن عالم أهل هذا البيت فقالوا عبد اللَّه بن الحسن فأتيت منزله فاستأذنت فخرج إلي رجل ظننت أنه غلام له فقلت له استأذن لي على مولاك فدخل ثم خرج فقال لي ادخل فدخلت فإذا أنا بشيخ معتكف شديد الاجتهاد فسلمت عليه فقال لي من أنت فقلت أنا الكلبي النسابة فقال ما حاجتك فقلت جئت أسألك فقال أ مررت بابني محمد قلت بدأت بك فقال سل فقلت أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء- فقال تبين برأس الجوزاء و الباقي وزر عليه و عقوبة فقلت في نفسي واحدة فقلت فما تقول أيها الشيخ في المسح على الخفين فقال قد مسح قوم صالحون و نحن أهل البيت لا نمسح فقلت في نفسي ثنتان فقلت ما تقول في أكل الجري أ حلال هو أم حرام فقال حلال إلا أنا أهل البيت نعافه فقلت في نفسي ثلاث فقلت فما تقول في شرب النبيذ- قال حلال إلا أنا أهل البيت لا نشربه فقمت فخرجت من عنده و أنا أقول هذه العصابة تكذب على أهل هذا البيت فدخلت المسجد فنظرت إلى جماعة من قريش و غيرهم من الناس فسلمت عليهم ثم قلت لهم- من أعلم أهل هذا البيت فقالوا عبد اللَّه بن الحسن فقلت قد أتيته فلم أجد عنده شيئا فرفع رجل من القوم رأسه فقال ائت جعفر بن محمد ع فهو أعلم أهل هذا البيت فلأمه بعض‏

164
الوافي‏2

9 ص : 164

من كان بالحضرة فقلت إن القوم إنما منعهم من إرشادي إليه أول مرة الحسد فقلت له ويحك إياه أردت فمضيت حتى صرت إلى منزله فقرعت الباب فخرج غلام له فقال ادخل يا أخا كلب فو الله لقد أدهشني فدخلت و أنا مضطرب و نظرت فإذا شيخ على مصلى بلا مرفقة و لا بردعة فابتدأني بعد أن سلمت عليه فقال لي من أنت فقلت في نفسي يا سبحان اللَّه غلامه يقول لي بالباب ادخل يا أخا كلب و يسألني المولى من أنت فقلت له أنا الكلبي النسابة فضرب بيده على جبهته- و قال كذب العادلون بالله و ضلوا ضلالا بعيدا و خسروا خُسْراناً مُبِيناً يا أخا كلب إن اللَّه عز و جل يقول‏ وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِّ وَ قُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً «1» أ فتنسبها أنت فقلت لا جعلت فداك فقال لي أ فتنسب نفسك قلت نعم أنا فلان بن فلان بن فلان حتى ارتفعت- فقال لي قف ليس حيث تذهب ويحك أ تدري من فلان بن فلان- قلت نعم فلان بن فلان قال إن فلان بن فلان ابن فلان الراعي الكردي إنما كان فلان الراعي الكردي على جبل آل فلان فنزل إلى فلانة امرأة فلان من جبلة الذي كان يرعى غنمه عليه فأطعمها شيئا و غشيها- فولدت فلانا و فلان بن فلان من فلانة و فلان بن فلان- ثم قال أ تعرف هذه الأسامي قلت لا و اللَّه جعلت فداك فإن رأيت أن تكف عن هذا فعلت فقال إنما قلت فقلت فقلت إني لا أعود- قال لا نعود إذا و سل عما جئت له فقلت له أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء فقال ويحك أ ما تقرأ سورة الطلاق قلت بلى قال فاقرأ فقرأت‏ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ «2» قال أ ترى‏

______________________________

 (1). الفرقان/ 38.

 (2). الطلاق/ 1.

165
الوافي‏2

9 ص : 164

هاهنا نجوم السماء قلت لا قلت فرجل قال لامرأته أنت طالق ثلاثا- قال ترد إلى كتاب اللَّه و سنة نبيه ص ثم قال لا طلاق إلا على طهر من غير جماع بشاهدين مقبولين فقلت في نفسي واحدة ثم قال سل قلت ما تقول في المسح على الخفين فتبسم ثم قال إذا كان يوم القيامة و رد اللَّه كل شي‏ء إلى شيئه و رد الجلد إلى الغنم فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم فقلت في نفسي ثنتان ثم التفت إلي فقال سل فقلت أخبرني عن أكل الجري فقال إن اللَّه عز و جل مسخ طائفة من بني إسرائيل فما أخذ منهم بحرا فهو الجري و الزمار و المارماهي و ما سوى ذلك و ما أخذ منهم برا فالقردة و الخنازير و الوبر و الورل و ما سوى ذلك فقلت في نفسي ثلاثة ثم التفت إلي فقال سل و قم فقلت ما تقول في النبيذ فقال حلال فقلت إنا ننبذ فنطرح فيه العكر و ما سوى ذلك فنشربه فقال شه شه تلك الخمرة المنتنة فقلت جعلت فداك فأي نبيذ تعني- فقال إن أهل المدينة شكوا إلى رسول اللَّه ص تغيير الماء «1» و فساد طبائعهم فأمرهم أن ينبذوا فكان الرجل يأمر خادمه أن تنبذ له‏ «2» فتعمد إلى كف من التمر فتقذف به في الشن فمنه شربه و منه طهوره فقلت و كم كان عدد التمر الذي في الكف فقال ما حمل الكف فقلت واحدة و ثنتان فقال ربما كانت واحدة و ربما كانت ثنتين- فقلت و كم كان يسع الشن فقال ما بين الأربعين إلى الثمانين إلى ما فوق ذلك فقلت بالأرطال فقال نعم أرطال بمكيال العراق قال سماعة قال الكلبي ثم نهض ع و قمت فخرجت و أنا أضرب بيدي على‏

______________________________

 (1). تغيّر الماء- خ ل.

 (2). ينتبذ له فيعمد إلى كف من التمر فيقذف به خ ل.

166
الوافي‏2

بيان ص : 167

 

الأخرى و أنا أقول إن كان شي‏ء فهذا فلم يزل الكلبي يدين اللَّه بحب آل هذا البيت حتى مات.

بيان‏

سند نبذ من هذا الخبر كما يأتي في كتاب المطاعم و المشارب هكذا الاثنان عن محمد بن علي الهمداني عن علي بن عبد اللَّه الحناط عن سماعة برأس الجوزاء يعني بعدده أراد أنه يقع به ثلاث طلقات لأن كل رأس من رأسي الجوزاء ثلاثة كواكب واحدة يعني هذه علامة واحدة لجهله نعافه نكرهه تكذب على أهل هذا البيت يعني في نسبة العلم إلى من لا علم عنده منهم لقد أدهشني إنما أدهشه لأنه أخبر بنسبة من غير تقدم معرفة به و المرفقة بالكسر المخدة و البردعة بإهمال الدال و ربما تعجم و العين المهملة ما يقال له بالفارسية پلاس.

كذب العادلون بالله يعني الذين يعدلون به إلى غيره و المراد المشركون به الجاعلون له مثلا فإن الأنساب لا يعرفها سوى اللَّه سبحانه و غشيها أي جامعها لعدتهن وقت عدتهن و هو الطهر واحدة أي علامة واحدة لعلمه و الوبر دويبة كالسنور و الورل محركة دابة كالضب أو العظيم من أشكال الوزغ طويل الذنب صغير الرأس و العكر الدردي من كل شي‏ء أراد به هنا دردي النبيذ شه شه كلمة تقبيح و الشن القربة الخلق البالية الصغيرة

 [10]

621- 10 الكافي، 1/ 351/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم قال‏ كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد اللَّه ع أنا و صاحب الطاق و الناس مجتمعون على عبد اللَّه بن جعفر أنه صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه أنا و صاحب الطاق و الناس عنده- و ذلك أنهم رووا عن أبي عبد اللَّه ع أنه قال إن الأمر في الكبير

 

167
الوافي‏2

10 ص : 167

ما لم تكن به عاهة فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه أباه- فسألناه عن الزكاة في كم تجب فقال في مائتين خمسة فقلنا في مائة فقال درهمان و نصف فقلنا و اللَّه ما تقول المرجئة هذا قال فرفع يده إلى السماء فقال و اللَّه ما أدري ما تقول المرجئة قال فخرجنا من عنده ضلالا- لا ندري إلى أين نتوجه أنا و أبو جعفر الأحول فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى أين نتوجه و لا من نقصد نقول إلى المرجئة إلى القدرية إلى الزيدية إلى المعتزلة إلى الخوارج فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومي إلي بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور و ذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر ع عليه فيضربون عنقه- فخفت أن يكون منهم فقلت للأحول تنح فإني خائف على نفسي- و عليك و إنما يريدني لا يريدك فتنح عني لا تهلك و تعين على نفسك- فتنحى غير بعيد و تبعت الشيخ و ذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه فما زلت أتبعه و قد عزمت على الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن ع ثم خلاني و مضى فإذا خادم بالباب فقال لي ادخل رحمك اللَّه فدخلت فإذا أبو الحسن موسى ع فقال لي ابتداء منه لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لا إلى الزيدية و لا إلى المعتزلة و لا إلى الخوارج إلي إلي فقلت جعلت فداك مضى أبوك قال نعم قلت مضى موتا قال نعم قلت فمن لنا من بعده فقال إن شاء اللَّه أن يهديك هداك قلت جعلت فداك إن عبد اللَّه يزعم أنه من بعد أبيه قال يريد عبد اللَّه أن لا يعبد اللَّه قال قلت جعلت فداك فمن لنا من بعده قال إن شاء اللَّه أن يهديك هداك قال قلت جعلت فداك- فأنت هو قال لا ما أقول ذلك‏

168
الوافي‏2

بيان ص : 169

قال فقلت في نفسي لم أصب طريق المسألة ثم قلت له جعلت فداك عليك إمام قال لا فداخلني شي‏ء لا يعلمه إلا اللَّه عز و جل إعظاما له و هيبة أكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه ثم قلت له جعلت فداك أسألك كما كنت أسأل أباك فقال سل تخبر و لا تذع فإن أذعت فهو الذبح فسألته فإذا هو بحر لا ينزف قلت جعلت فداك شيعتك و شيعة أبيك ضلال فألق إليهم و ادعهم إليك فقد أخذت علي الكتمان- قال من آنست منهم رشدا فألق إليه و خذ عليه الكتمان فإن أذاعوا فهو الذبح و أشار بيده إلى حلقه قال فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الأحول فقال لي ما وراك قلت الهدى فحدثته بالقصة قال ثم لقينا الفضيل و أبا بصير فدخلا عليه و سمع كلامه و ساءلاه و قطعا عليه بالإمامة ثم لقينا الناس أفواجا فكل من دخل عليه قطع إلا طائفة عمار و أصحابه و بقي عبد اللَّه لا يدخل إليه إلا قليل من الناس فلما رأى ذلك قال ما حال الناس فأخبر أن هشاما صد عنك الناس قال هشام فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني.

بيان‏

صاحب الطاق هو أبو جعفر الأحول محمد بن النعمان الملقب بمؤمن الطاق و عبد اللَّه بن جعفر هو الملقب بالأفطح الذي تنسب إليه الفطحية القائلون بإمامته قبل الكاظم ع و المرجئة هم القائلون بخلافة أبي بكر من الإرجاء بمعنى التأخير لتأخيرهم أمير المؤمنين ع عن مرتبته لا ينزف لا يفنى ماؤه إلا طائفة عمار يعني عمار بن موسى الساباطي و أصحابه يعني سائر القائلين بإمامة عبد اللَّه بن جعفر فأقعد لي يعني عبد اللَّه‏

169
الوافي‏2

11 ص : 170

 [11]

622- 11 الكافي، 1/ 352/ 8/ 1 علي عن أبيه‏ «1» الكافي‏، 1/ 353/ 8/ 2 محمد عن أحمد عن محمد بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن محمد بن فلان الواقفي قال‏ كان لي ابن عم يقال له الحسن بن عبد اللَّه و كان زاهدا و كان من أعبد أهل زمانه و كان يتقيه السلطان لجده في الدين و اجتهاده و ربما استقبل السلطان بكلام صعب يعظه و يأمره بالمعروف و ينهاه عن المنكر- و كان السلطان يحتمله لصلاحه فلم يزل هذه حالته حتى كان يوم من الأيام إذ دخل عليه أبو الحسن موسى ع و هو في المسجد فرآه فأومى إليه فأتاه فقال له يا أبا علي ما أحب إلي ما أنت فيه و أسرني إلا أنه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة قال جعلت فداك و ما المعرفة قال قال اذهب فتفقه و اطلب الحديث قال عمن قال عن فقهاء أهل المدينة ثم أعرض علي الحديث قال فذهب فكتب ثم جاءه فقرأه عليه فأسقطه كله ثم قال له اذهب فاعرف المعرفة و كان الرجل معنيا بدينه قال فلم يزل يترصد أبا الحسن ع حتى خرج إلى ضيعة له فلقيه في الطريق فقال له جعلت فداك إني أحتج عليك بين يدي اللَّه فدلني على المعرفة قال فأخبره بأمير المؤمنين ع و ما كان بعد رسول اللَّه ص و أخبره بأمر الرجلين فقبل منه ثم قال له فمن كان بعد أمير المؤمنين ع قال الحسن ع ثم الحسين ع حتى انتهى إلى نفسه ثم سكت قال فقال له جعلت فداك فمن هو اليوم- قال إن أخبرتك تقبل قال بلى جعلت فداك قال أنا هو قال فشي‏ء

______________________________

 (1). الظاهر سقطت كلمة (عن) بعد كلمة أبيه من قلمه الشريف رحمة اللّه عليه «ض. ع».

170
الوافي‏2

بيان ص : 171

 

أستدل به قال اذهب إلى تلك الشجرة و أشار إلى أم غيلان فقل لها يقول لك موسى بن جعفر أقبلي قال فأتيتها فرأيتها و اللَّه تخد الأرض خدا- حتى وقفت بين يديه ثم أشار إليها فرجعت قال فأقر به ثم لزم الصمت و العبادة فكان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك.

بيان‏

معنيا بدينه اسم مفعول من العناية يعني ذا عناية من اللَّه سبحانه بدينه تخد الأرض تشقها

 [12]

623- 12 الكافي، 1/ 366/ 18/ 1 بعض أصحابنا عن محمد بن حسان عن محمد بن زنجويه عن عبد اللَّه بن الحكم الأرمني عن عبد اللَّه بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال حدثنا عبد اللَّه بن المفضل مولى عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب قال‏ لما خرج الحسين بن علي المقتول بفخ و احتوى على المدينة دعا موسى بن جعفر إلى البيعة فأتاه فقال له يا بن عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا عبد اللَّه فيخرج مني ما لا أريد كما خرج من أبي عبد اللَّه ما لم يكن يريد فقال له الحسين إنما عرضت عليك أمرا فإن أردته دخلت فيه و إن كرهته لم أحملك عليه و اللَّه المستعان ثم ودعه فقال له أبو الحسن موسى بن جعفر حين ودعه يا بن عم إنك مقتول فأجد الضراب فإن القوم فساق يظهرون إيمانا و يسرون شركا و إنا لله و إنا إليه راجعون أحتسبكم عند اللَّه من عصبة ثم خرج الحسين و كان من أمره ما كان قتلوا كلهم كما قال ع.

بيان‏

فأجد الضراب أمر من الجودة و الضراب القتال أحتسبكم أطلب‏

 

171
الوافي‏2

13 ص : 172

الأجر في مصيبتكم و العصبة محركة يقال لقوم الرجل الذين يتعصبون له و من بيان لضمير المفعول البارز في أحتسبكم‏

 [13]

624- 13 الكافي، 1/ 366/ 19/ 1 بهذا الإسناد عن عبد اللَّه بن إبراهيم الجعفري قال‏ كتب يحيى بن عبد اللَّه بن الحسن إلى موسى بن جعفر ع أما بعد فإني أوصي نفسي بتقوى اللَّه و بها أوصيك فإنها وصية اللَّه في الأولين و وصيته في الآخرين خبرني من ورد علي من أعوان اللَّه على دينه- و نشر طاعته بما كان من محبتك مع خذلانك و قد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد ص و قد احتجبتها و احتجبها أبوك من قبلك و قديما ادعيتم ما ليس لكم و بسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم اللَّه- فاستهويتم و أضللتم و أنا محذرك ما حذرك اللَّه من نفسه فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر ع من موسى بن عبد اللَّه‏ «1» جعفر و علي مشتركين في التذلل لله و طاعته إلى يحيى بن عبد اللَّه بن الحسن أما بعد فإني أحذرك اللَّه و نفسي و أعلمك أليم عذابه و شديد عقابه و تكامل نقماته و أوصيك و نفسي بتقوى اللَّه فإنها زين الكلام و تثبيت النعم أتاني كتابك تذكر فيه أني مدع و أبي من قبل و ما سمعت ذلك مني و ستكتب شهادتهم و يسألون و لم يدع حرص الدنيا و مطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم- حتى يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم و ذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك و ما منعني من مدخلك الذي أنت فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنة و لا قلة بصيرة بحجة و لكن اللَّه تبارك و تعالى خلق الناس أمشاجا و غرائب و غرائز فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما- ما العترف في بدنك و ما الصهلج‏ «2» في الإنسان ثم اكتب إلي بخبر ذلك و أنا

______________________________

 (1). موسى بن أبي عبد اللّه، كذا في الكافي المخطوط «م».

 (2). «العترف» داء عظيم خبيث يحرك صاحبه فيما لا ينبغي و «الصهلج» عرق. كذا في شرح المولى محمّد-

172
الوافي‏2

بيان ص : 173

متقدم إليك أحذرك معصية الخليفة و أحثك على بره و طاعته و أن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأظفار و يلزمك الخناق من كل مكان- فتروح إلى النفس من كل مكان و لا تجده حتى يمن اللَّه عليك بمنه و فضله- و رقة الخليفة أبقاه اللَّه فيؤمنك و يرحمك و يحفظ فيك أرحام رسول اللَّه ص و السلام على من اتبع الهدى إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب و تولى قال الجعفري فبلغني أن كتاب موسى بن جعفر ع وقع في يدي هارون فلما قرأه قال الناس يحملوني على موسى بن جعفر و هو بري‏ء مما يرمى به.

بيان‏

فإنها وصية اللَّه في الأولين و وصيته في الآخرين إشارة إلى قوله سبحانه‏ وَ لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ‏ «1» بما كان من محبتك يعني لنا أو للإمامة و الخلافة و في بعض النسخ من تحننك مع خذلانك يعني إيانا أو مع أنك مخذول و قد شاورت أي الناس في الدعوة في دعوتهم لمن يرتضيه آل محمد و قد احتجبتها احتجبت عن مشاورتي و لم تحضرها فصار ذلك سببا لتعوق الناس عني ما ليس لكم يعني الإمامة فاستهويتم و أضللتم ذهبتم بأهواء الناس و عقولهم و أضللتموهم ما حذرك اللَّه من نفسه أشار به إلى قوله سبحانه‏ وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ‏ «2»+ عبد اللَّه جعفر كنى عنه أولا بالعبودية ثم صرح باسمه و علي كأنه ع أشرك أخاه علي بن جعفر رضي اللَّه عنه معه في المكاتبة ليصرف بذلك عنه ما يصرف عن نفسه من الدعوى لئلا يظن به الظن كما ظن به ع مشتركين بصيغة التثنية

______________________________

- صالح المازندراني ص 312 ج 6 «ض. ع».

 (1). النساء/ 131.

 (2). آل عمران/ 28.

173
الوافي‏2

14 ص : 174

حال عنهما في التذلل لله و طاعته يعني ليسا من عصيان اللَّه سبحانه و مخالفة أمره و ادعائهما ما ليس لهما بحق و إضلالهما الناس و عدم حذرهما ما حذر اللَّه في شي‏ء و أعلمك من الإعلام و تكامل نقماته نقماته المتكاملة البالغة إلى النهاية فإنها أي الوصية بالتقوى و تثبيت النعم سبب تثبيت النعم و يسألون يعني عن شهادتهم الزور هدده بذكر الآية و خوفه بالله عز و جل و لم يدع حرص الدنيا يعني أن حرصك على الدنيا و مطالبها صار سببا لفساد آخرتك في دنياك و التثبيط التعويق و التأخير فيما في يديك يعني دعوى الإمامة من مدخلك الذي أنت فيه يعني الدعوى التي دخلتها عن سنة يعني من السنن التي لا بد منها في هذا الأمر بحجة يعني حجة احتج بها على الناس في إثباته أمشاجا أخلاطا شتى و غرائب ذوي عجائب فإنك تدعي هذا الأمر مع جهلك و ضلالتك و أنا لا أدعية مع وفور علمي و هداي و أي غريبة أغرب من ذلك و أعجوبة أعجب منه و غرائز طبائع مختلفة أن تأخذك الأظفار كأنه كناية عن الأسر و يلزمك الخناق أي الحبل الذي يخنق به كناية عن الإشراف على الهلاك فتروح من التروح بحذف إحدى التاءين إلى النفس بفتح الفاء تطلبه و تحتاج إليه و رقة الخليفة عطف على منه و فضله‏

 [14]

625- 14 الكافي، 1/ 355/ 14/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه قال‏ كان عبد اللَّه بن هليل‏ «1» يقول بعبد اللَّه فصار إلى العسكر فرجع عن ذلك- فسألته عن سبب رجوعه فقال إني عرضت لأبي الحسن ع أسأله عن ذلك فوافقني في طريق ضيق فمال نحوي حتى إذا حاذاني أقبل نحوي بشي‏ء من فيه فوقع على صدري فأخذته فإذا هو رق فيه مكتوب‏

______________________________

 (1). عبد اللّه بن هليّل هو المذكور في ج 1 ص 516 جامع الرواة و ج 10 ص 374 معجم رجال الحديث و ج 4 ص 61 مجمع الرجال و أورده عن «جش» و اعرب هليّل بضم الهاء و تشديد الياء «ض. ع».

174
الوافي‏2

بيان ص : 175

 

ما كان هنالك و لا كذلك.

بيان‏

يقول بعبد اللَّه يعني بإمامة عبد اللَّه الأفطح إلى العسكر أي سر من رأى و لعل المراد بأبي الحسن الهادي ع‏

 [15]

626- 15 الكافي، 1/ 353/ 10/ 1 محمد عن أحمد أو غيره عن علي بن الحكم عن الحسين بن عمر بن يزيد قال‏ دخلت على الرضا ع و أنا يومئذ واقف و قد كان أبي سأل أباه عن سبع مسائل فأجابه في ست و أمسك عن السابعة فقلت و اللَّه لأسألنه عما سأل أبي أباه فإن أجاب بمثل جواب أبيه كانت دلالة فسألته فأجاب بمثل جواب أبيه أبي في المسائل الست فلم يزد في الجواب واوا و لا ياء و أمسك عن السابعة و قد كان أبي قال لأبيه إني أحتج عليك عند اللَّه يوم القيامة أنك زعمت أن عبد اللَّه لم يكن إماما- فوضع يده على عنقه ثم قال له نعم احتج علي بذلك عند اللَّه عز و جل- فما كان فيه من إثم فهو في رقبتي فلما ودعته قال إنه ليس أحد من شيعتنا يبتلي ببلية أو يشتكي فيصبر على ذلك إلا كتب اللَّه له أجر ألف شهيد فقلت في نفسي و اللَّه ما كان لهذا ذكر فلما مضيت و كنت في بعض الطريق خرج بي عرق المديني‏ «1» فلقيت منه شدة فلما كان من قابل حججت فدخلت عليه و قد بقي من وجعي بقية فشكوت إليه فقلت له جعلت فداك عوذ رجلي و بسطتها بين يديه فقال لي ليس على رجلك هذه بأس و لكن أرني رجلك الصحيحة فبسطتها بين يديه فعوذها فلما خرجت لم ألبث إلا يسيرا حتى خرج بي العرق و كان وجعه يسيرا.

______________________________

 (1). عرق المديني مركّب إضافي. و هو خيط يخرج من الرّجل تدريجا و يشتدّ وجعه «المرآة».

 

175
الوافي‏2

بيان ص : 176

بيان‏

واقف أي كنت أقف بالإمامة على أبيه لم أجاوز به إليه ص لاعتقادي في أبيه الغيبة و أنه الحي القائم الذي سيملأ الأرض قسطا و عدلا لما روي عن أبي عبد اللَّه ع أن من ولده من هو كذلك فأوله الضالون المضلون على الولد بلا واسطة

 [16]

627- 16 الكافي، 1/ 354/ 11/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن ابن قياما الواسطي و كان من الواقفة قال‏ دخلت على علي بن موسى الرضا ع فقلت له يكون إمامان قال لا إلا و أحدهما صامت- فقلت له هو ذا أنت ليس لك صامت و لم يكن ولد له أبو جعفر بعد فقال لي و اللَّه ليجعلن اللَّه مني ما يثبت به الحق و أهله و يمحق به الباطل و أهله- فولد له بعد سنة أبو جعفر ع فقيل لابن قياما أ لا تقنعك هذه الآية فقال أما و اللَّه إنها لآية عظيمة و لكن كيف أصنع بما قال أبو عبد اللَّه ع في ابنه.

 [17]

628- 17 الكافي، 1/ 354/ 12/ 1 الاثنان عن الوشاء قال‏ أتيت خراسان و أنا واقف فحملت معي متاعا و كان معي ثوب وشي في بعض الرزم و لم أشعر به و لم أعرف مكانه فلما قدمت مرو و نزلت في بعض منازلها لم أشعر إلا و رجل مدني من بعض مولديها فقال لي إن أبا الحسن الرضا ع يقول لك ابعث إلي الثوب الوشي الذي عندك قال فقلت و من أخبر أبا الحسن بقدومي و أنا قدمت آنفا و ما عندي ثوب وشي فرجع إليه و عاد إلي فقال يقول لك بلى هو في موضع كذا و كذا و رزمته كذا و كذا فطلبته حيث قال فوجدته في أسفل الرزمة فبعثت به إليه.

176
الوافي‏2

بيان ص : 177

بيان‏

الوشي نقش الثوب و يكون من كل لون و الرزمة بالكسر ما شد في ثوب واحد و رزم الثياب ترزيما شدها

 [18]

629- 18 الكافي، 1/ 355/ 13/ 1 التيملي عن ابن المغيرة قال‏ كنت واقفا و حججت على تلك الحال فلما صرت بمكة خلج في صدري شي‏ء فتعلقت بالملتزم ثم قلت اللهم قد علمت طلبتي و إرادتي فأرشدني إلى خير الأديان فوقع في نفسي أن آتي الرضا ع فأتيت المدينة فوقفت ببابه و قلت للغلام قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب قال فسمعت نداءه و هو يقول ادخل يا عبد اللَّه بن المغيرة ادخل يا عبد اللَّه بن المغيرة فدخلت فلما نظر إلي قال لي قد أجاب اللَّه دعاءك و هداك لدينه- فقلت أشهد أنك حجة اللَّه و أمينه على خلقه.

 [19]

630- 19 الكافي، 8/ 257/ 370 الحسين بن أحمد بن هلال‏ «1» عن ياسر الخادم قال‏ قلت لأبي الحسن الرضا ع رأيت في النوم كان قفصا فيه سبعة عشر قارورة إذ وقع القفص فتكسرت القوارير فقال إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوما ثم يموت فخرج محمد بن إبراهيم بالكوفة مع أبي السرايا فمكث سبعة عشر يوما ثم مات.

______________________________

 (1). الحسين بن أحمد بن هلال روى عن ياسر الخادم .. كذا في المرآة و الوافي أيضا و عن بعض النسخ الحسين، عن أحمد بن هلال و هو الصحيح بقرينة سند الخبر اللّاحق له في الكافي فانّ فيه عنه عن أحمد بن هلال و في الثالث عنه، عن أحمد «معجم رجال الحديث ج 5 ص 194».

177
الوافي‏2

20 ص : 178

 [20]

631- 20 الكافي، 8/ 257/ 371 عنه عن أحمد بن هلال عن محمد بن سنان قال‏ قلت لأبي الحسن الرضا ع في أيام هارون إنك قد شهرت نفسك بهذا الأمر و جلست مجلس أبيك و سيف هارون يقطر الدم- فقال جرأني على هذا ما قال رسول اللَّه ص إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة فأشهدوا أني لست بنبي و أقول لكم إن أخذ هارون من رأسي شعرة فأشهدوا أني لست بإمام.

 [21]

632- 21 الكافي، 1/ 353/ 9/ 1 محمد و أحمد عن محمد بن الحسن عن أحمد بن الحسين عن محمد بن الطيب عن عبد الوهاب بن منصور عن محمد بن أبي العلاء قال‏ سمعت يحيى بن أكثم قاضي سامراء بعد ما جهدت به و ناظرته و حاورته و واصلته و سألته عن علوم آل محمد فقال بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول اللَّه ص فرأيت محمد بن علي الرضا ع يطوف به فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي- فقلت له و اللَّه إني أريد أن أسألك مسألة و إني و اللَّه لأستحيي من ذلك- فقال لي أنا أخبرك قبل أن تسألني تسألني عن الإمام فقلت هو و اللَّه هذا فقال أنا هو فقلت علامة فكان في يده عصا فنطقت و قالت- إن مولاي إمام هذا الزمان و هو الحجة.

بيان‏

جهدت به امتحنته و المحاورة مراجعة النطق تحاوروا تراجعوا في الكلام و المواصلة المحابة و تأتي دلالات أخرى و علامات أخرى للإمام ع في باب فضل الإمام و جملة صفاته من أبواب خصائص الحجج و فضائلهم إن شاء اللَّه تعالى‏

178
الوافي‏2

باب 19 من ادعى الإمامة بغير حق و من صدقه و من جحد الإمام ص : 179

باب 19 من ادعى الإمامة بغير حق و من صدقه و من جحد الإمام‏

 [1]

633- 1 الكافي، 1/ 372/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبي جعفر ع قال‏ قلت قول اللَّه عز و جل‏ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ «1» قال من قال إني إمام و ليس بإمام قال قلت و إن كان علويا قال و إن كان علويا قلت و إن كان من ولد علي بن أبي طالب ع قال و إن كان.

 [2]

634- 2 الكافي، 1/ 372/ 3/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن عن الحسين بن المختار قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع جعلت فداك‏ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ‏ قال كل من زعم أنه إمام و ليس بإمام قلت و إن كان فاطميا علويا قال و إن كان فاطميا علويا.

 [3]

635- 3 الكافي، 1/ 372/ 2/ 1 محمد عن بنان عن علي بن الحكم عن أبان عن الفضيل عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ من ادعى الإمامة و ليس من أهلها فهو كافر.

______________________________

 (1). الزمر/ 60.

179
الوافي‏2

4 ص : 180

 [4]

636- 4 الكافي، 1/ 373/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن الوشاء عن داود الحمار «1» عن ابن أبي يعفور الكافي‏، 1/ 374/ 12/ 1 الاثنان عن أبي داود المسترق عن علي بن ميمون عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللَّه ع قال سمعته يقول‏ ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم من ادعى إمامة من اللَّه ليست له و من جحد إماما من اللَّه و من زعم أن لهما في الإسلام نصيبا.

 [5]

637- 5 الكافي، 1/ 373/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن ابن سنان عن يحيى أخي أديم عن الوليد بن صبيح قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلا بتر اللَّه عمره.

بيان‏

البتر بتقديم الموحدة على الفوقانية القطع و الاستئصال‏

 [6]

638- 6 الكافي، 1/ 373/ 6/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ من أشرك مع إمام إمامته من عند اللَّه من ليست إمامته من اللَّه كان مشركا بالله.

 [7]

639- 7 الكافي، 1/ 373/ 7/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن بزرج عن‏

______________________________

 (1). هو داود بن سليمان المذكور في ج 2 ص 284 و ج 7 ص 123 باب الألقاب مجمع الرجال و الحمّار بالحاء المهملة. «ض. ع».

180
الوافي‏2

8 ص : 181

محمد قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع رجل قال لي اعرف الآخر من الأئمة و لا يضرك أن لا تعرف الأول قال فقال لعن اللَّه هذا فإني أبغضه و لا أعرفه و هل عرف الآخر إلا بالأول.

 [8]

640- 8 الكافي، 1/ 373/ 8/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن صفوان عن ابن مسكان قال‏ سألت الشيخ‏ «1» ع عن الأئمة ص- قال من أنكر واحدا من الأحياء فقد أنكر الأموات.

 [9]

641- 9 الكافي، 1/ 373/ 9/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين‏ «2» عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال‏ سألته عن قول اللَّه عز و جل‏ وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَ اللَّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ‏ «3» قال فقال هل رأيت أحدا زعم أن اللَّه أمر بالزنا و شرب الخمر أو شي‏ء من هذه المحارم فقلت لا قال ما هذه الفاحشة التي يدعون أن اللَّه أمرهم بها قلت اللَّه أعلم و وليه فقال فإن هذا في أئمة الجور ادعوا أن اللَّه أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم اللَّه بالايتمام بهم فرد اللَّه ذلك عليهم فأخبر أنهم قد قالوا عليه الكذب و سمي ذلك منهم فاحشة.

 [10]

642- 10 الكافي، 1/ 374/ 10/ 1 بهذا الإسناد عن محمد بن منصور قال‏ سألت عبدا صالحا ع عن قول اللَّه عز و جل‏ قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ‏

______________________________

 (1). الشيخ هو الكاظم عليه السّلام.

 (2). في الكافي المطبوع الحسن مكان الحسين و لكن الصحيح الحسين كما في الأصل و الكافيين المخطوطين و اشار إلى الحسين هذا في هذه الرواية جامع الرواة ج 2 ص 421 «ض. ع».

 (3). الأعراف/ 28.

181
الوافي‏2

بيان ص : 182

 

الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ‏ «1» قال فقال إن القرآن له ظهر و بطن- فجميع ما حرم اللَّه في القرآن هو الظاهر و الباطن من ذلك أئمة الجور و جميع ما أحل اللَّه في الكتاب هو الظاهر و الباطل من ذلك أئمة الحق.

بيان‏

لعل المراد بالحديث أن كل ما ورد في القرآن من ذكر الفواحش و الخبائث و المحرمات و المنهيات و العقوبات المترتبة عليها فتأويله و باطنه أئمة الجور من اتبعهم يعني دعوتهم للناس إلى أنفسهم من عند أنفسهم و تأمرهم عليهم و إضلالهم إياهم ثم إجابة الناس لهم و تدينهم بدينهم و طاعتهم إياهم و محبتهم لهم إلى غير ذلك و كل ما ورد فيه من ذكر الصالحات و الطيبات و المحللات و الأوامر و المثوبات المترتبة عليها فتأويله و باطنه أئمة الحق و من اتبعهم يعني دعوتهم للناس إلى أنفسهم بأمر ربهم و إرشادهم لهم و هدايتهم إياهم ثم إجابة الناس لهم و تدينهم بدينهم و طاعتهم إياهم و محبتهم لهم إلى غير ذلك كما ورد عنهم ع في كثير من الآيات مفصلا و طائفة منها مذكورة في أجزاء هذا الكتاب متفرقة و خصوصا في هذا الجزء و لا سيما في أبوابه الأخيرة

 [11]

643- 11 الكافي، 1/ 374/ 11/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن عمرو بن ثابت عن جابر قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول اللَّه عز و جل‏ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ‏ قال هم و اللَّه أولياء فلان و فلان اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله اللَّه للناس إماما فلذلك قال‏ وَ لَوْ يَرَى‏ «2» الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَ أَنَ‏

______________________________

 (1). الأعراف/ 33.

 (2). كذا في الأصل و لكن في شرحى المولى خليل و المولى صالح و الكافيين المخطوطين «و لو يرى» و هو موافق للقرآن الكريم.

 

182
الوافي‏2

11 ص : 182

اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ «1»- ثم قال أبو جعفر ع هم و اللَّه يا جابر أئمة الظلم‏ «2» و أشياعهم.

______________________________

 (1). البقرة/ 165- 167.

 (2). أئمّة الظلمة و اشياعهم. كذا في الكافيين المخطوطين و الكافي المطبوع «ض. ع».

183
الوافي‏2

باب 20 أن عامة الصحابة نقضوا عهدهم و ارتدوا بعد رسول الله ص ص : 184

 

باب 20 أن عامة الصحابة نقضوا عهدهم و ارتدوا بعد رسول اللَّه ص‏

 [1]

644- 1 الكافي، 8/ 344/ 542 محمد عن حمدان [أحمد] «1» بن سليمان عن عبد اللَّه بن محمد اليماني عن منيع [مسمع‏] «2» بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزني عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ لما أخذ رسول اللَّه ص بيد علي ع يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم أحد في بر و لا بحر إلا أتاه فقالوا يا سيدهم و مولاهم ما ذا دهاك فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه فقال لهم فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص اللَّه أبدا- فقالوا يا سيدهم أنت كنت لآدم فلما قال المنافقون إنه ينطق عن الهوى- و قال أحدهما لصاحبه أ ما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون يعنون رسول اللَّه ص صرخ إبليس صرخة يطرب فجمع أولياءه ثم قال أ ما علمتم أني كنت لآدم من قبل قالوا نعم قال آدم نقض العهد و لم يكفر بالرب و هؤلاء نقضوا العهد و كفروا بالرسول فلما

______________________________

 (1). في غير واحد من نسخ الوافي أحمد بن سليمان و هو موافق للكافي المطبوع و شرح المولى صالح و المرآة و غيرها «ض. ع».

 (2). قال استاذنا و شيخنا اطال اللّه بقاه في معجمه طى رقم 12352 ما ملخّصه: روى الكليني بسنده عن ...

عن مسمع بن الحجاج ثمّ أشار إلى هذا الحديث ثمّ قال و عن بعض النسخ منيع بن الحجاج بدل «مسمع» و هو الظاهر بقرينة الراوي في سائر الروايات «ض. ع».

 

184
الوافي‏2

بيان ص : 185

 

قبض رسول اللَّه ص و أقام الناس غير علي ع لبس إبليس تاج الملك و نصب منبرا و قعد في ألويته و جمع خيله و رجله ثم قال لهم اطربوا لا يطاع اللَّه حتى يقوم إمام و تلا أبو جعفر ع‏ وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏ «1» فقال أبو جعفر ع كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول اللَّه ص و الظن من إبليس حين قالوا لرسول اللَّه ص إنه ينطق عن الهوى فظن بهم إبليس ظنا فصدقوا ظنه.

بيان‏

دهاك أصابك أنت كنت لآدم يعني قدرت على إغوائه مع جلالة قدره و صلاحيته للاصطفاء فكيف لا تقدر على إغواء هؤلاء الذين ليسوا بتلك المثابة أحدهما لصاحبه يعني بهما الأولين و الألوية جمع اللواء و الرجل بالتسكين جمع الراجل خلاف الفارس‏

 [2]

645- 2 الكافي، 8/ 343/ 541 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت سلمان الفارسي رضي اللَّه عنه يقول‏ لما قبض رسول اللَّه ص و صنع الناس ما صنعوا و خاصم أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخصموهم بحجة علي ع قالوا يا معشر الأنصار قريش أحق منكم بالأمر- لأن رسول اللَّه ع من قريش و المهاجرون منهم إن اللَّه عز ذكره بدأ بهم في كتابه و فضلهم و قد قال رسول اللَّه ص الأئمة من قريش قال سلمان رضي اللَّه عنه فأتيت عليا ع‏

______________________________

 (1). سبأ/ 20.

 

185
الوافي‏2

2 ص : 185

و هو يغسل رسول اللَّه ص فأخبرته بما صنع الناس- و قلت إن أبا بكر الساعة على منبر رسول اللَّه ص و اللَّه ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه و شماله- فقال لي يا سلمان هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول اللَّه ص قلت لا أدري إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار و كان أول من بايعه بشر بن سعد و أبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم قال لست أسألك عن هذا و لكن تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول اللَّه ص قلت لا و لكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين يديه سجادة شديد التشمير صعد إليه أول من صعد و هو يبكي و يقول الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ابسط يدك فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد- فقال علي ع هل تدري من هو قلت لا و لقد ساءتني مقالته- كأنه شامت بموت النبي ص فقال ذاك إبليس لعنه اللَّه- أخبرني رسول اللَّه ص أن إبليس و رؤساء أصحابه- شهدوا نصب رسول اللَّه ص إياي للناس بغدير خم بأمر اللَّه عز و جل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم و أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأقبل إلى إبليس أبالسته و مردة أصحابه فقالوا إن هذه أمة مرحومة و معصومة و ما لك و ما لنا عليهم سبيل قد أعلموا إمامهم و مفزعهم بعد نبيهم فانطلق إبليس لعنه اللَّه كئيبا حزينا و أخبرني رسول اللَّه ص أنه لو قبض إن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا و كذا ثم يخرج فيجمع شياطينه و أبالسته فينخر و يكسع و يقول كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر اللَّه عز ذكره و طاعته‏

186
الوافي‏2

بيان ص : 187

و ما أمرهم به رسول اللَّه ص.

بيان‏

بحجة علي و هي تفضيل قريش و سيما المهاجرين منهم على غيرهم كما يفسره و التشمير رفع الثوب و إظهار التقشف و الشماتة إظهار الفرح ببلية العدو و النخير التصويب بالأنف و الكسع ضرب الدبر باليد أو بصدر القدم‏

 [3]

646- 3 الكافي، 8/ 237/ 320 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن أبي هاشم قال‏ لما أخرج بعلي ع خرجت فاطمة ع واضعة قميص رسول اللَّه ص على رأسها آخذة بيد ابنيها فقالت ما لي و لك يا أبا بكر تريد أن تؤتم ابني و ترملني من زوجي و اللَّه لو لا أن تكون سيئة لنشرت شعري و لصرخت إلى ربي- فقال رجل من القوم ما تريد إلا هذا ثم أخذت بيده و انطلقت به.

بيان‏

لما أخرج بعلي ع أخرجوه ليأخذوا منه البيعة لأبي بكر فإن أبى قتل تؤتم من اليتم ترملني تجعلني أرملة و هي من لا زوج لها من النساء إلا هذا يعني عليا ع‏

 [4]

647- 4 الكافي، 8/ 238/ 321 أبان عن علي بن عبد العزيز عن عبد الحميد الطائي عن أبي جعفر ع قال‏ و اللَّه لو نشرت شعرها ماتوا طرا.

187
الوافي‏2

بيان ص : 188

بيان‏

طرا جميعا

 [5]

648- 5 الكافي، 1/ 460/ 5/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن عبد اللَّه بن محمد الجعفي عن أبي جعفر و أبي عبد اللَّه ع قالا إن فاطمة ع لما أن كان من أمرهم ما كان أخذت بتلابيب عمر فجذبته إليها ثم قالت أما و اللَّه يا بن الخطاب لو لا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على اللَّه ثم أجده سريع الإجابة.

بيان‏

أخذت بتلابيب عمر يعني جمعت ثيابه عند منحره جمع تلبيب و هو ما في موضع اللبب أي المنحر من الثياب‏

 [6]

649- 6 الكافي، 8/ 375/ 564 حميد عن ابن سماعة عن الميثمي عن أبان عن محمد بن المفضل قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ جاءت فاطمة إلى سارية في المسجد و هي تقول و تخاطب النبي ص‏

 قد كان بعدك أنباء و هنبثة

 

 لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب‏

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها

 

 و اختل قومك فاشهدهم و لا تغب.

 

بيان‏

السارية الأسطوانة و الهنبثة بالنون و الباء الموحدة ثم الثاء المثلثة الأمر

188
الوافي‏2

7 ص : 189

الشديد و الاختلاط في القول و الخطب الأمر صغر أو عظم و الوابل المطر

 [7]

650- 7 الكافي، 8/ 345/ 543 محمد عن ابن عيسى عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن زرارة عن أحدهما ع قال‏ أصبح رسول اللَّه ص يوما كئيبا حزينا فقال له علي ع ما لي أراك يا رسول اللَّه كئيبا حزينا فقال و كيف لا أكون كذلك و قد أريت في ليلتي هذه أن بني تيم و بني عدي و بني أمية يصعدون منبري هذا يردون الناس عن الإسلام القهقرى فقلت يا رب في حياتي أو بعد موتي فقال بعد موتك.

بيان‏

هذا الخبر مما روته العامة أيضا إلا أنهم حذفوا منه لفظتي بني تيم و بني عدي و تيم جد الأول و عدي جد الثاني و إنما أري ص رد الناس عن الإسلام القهقرى لأن الناس كانوا يظهرون الإسلام و كانوا يصلون إلى القبلة و مع هذا كانوا يخرجون من الإسلام شيئا فشيئا كالذي يرتد عن الصراط السوي القهقرى و يكون وجهه إلى الحق حتى إذا بلغ غاية سعيه رأى نفسه في الجحيم‏

 [8]

651- 8 الكافي، 8/ 222/ 280 سهل عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن علي بن عيسى القماط عن عمه قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ هبط جبرئيل ع على رسول اللَّه ص و رسول اللَّه ص كئيب حزين فقال يا رسول اللَّه ما لي أراك كئيبا حزينا فقال إني رأيت الليلة رؤيا قال و ما الذي رأيت قال رأيت بني أمية يصعدون المنابر و ينزلون منها فقال و الذي بعثك بالحق نبيا ما علمت بشي‏ء من هذا و صعد جبرئيل ع‏

189
الوافي‏2

بيان ص : 190

إلى السماء ثم أهبط اللَّه تعالى بآي من القرآن يعزيه بها قوله‏ أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى‏ عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ‏ «1»- و أنزل اللَّه جل ذكره‏ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ «2» للقوم فجعل اللَّه ليلة القدر لرسوله ص خيرا من ألف شهر.

بيان‏

قد حوسب ملك بني أمية فكان ألف شهر من دون زيادة يوم و لا نقصان يوم و هذا من جملة أخباره ص بالغيب‏

 [9]

652- 9 الكافي، 8/ 345/ 544 جميل عن زرارة عن أحدهما ع قال قال رسول اللَّه ص‏ لو لا أني أكره أن يقال إن محمدا استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه قتلهم لضربت أعناق قوم كثير.

 [10]

653- 10 الكافي، 8/ 103/ 78 الاثنان عن أبان عن أبي‏ «3» بصير عن أبي جعفر و أبي عبد اللَّه ع أنهما قالا إن الناس لما كذبوا برسول اللَّه ص هم اللَّه بهلاك أهل الأرض إلا عليا فما سواه بقوله‏ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ‏ «4» ثم بدا له فرحم المؤمنين ثم‏

______________________________

 (1). الشعراء/ 205- 207.

 (2). القدر/ 3- 1.

 (3). الظاهر أنّه سقطت لفظة «عن الوشاء» قبل لفظة عن ابان من قلمه الشريف «ض. ع».

 (4). الذاريات/ 54.

190
الوافي‏2

بيان ص : 191

قال لنبيه ص‏ وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ‏ «1».

بيان‏

تكذيبهم به إشارة إلى قولهم إنه ينطق عن الهوى في نصبه ابن عمه و كأن المراد بما سواه أهل البيت ع‏

 [11]

654- 11 الكافي، 4/ 545/ 28/ 1 العدة عن سهل عن ابن فضال عن سفيان بن إبراهيم الجريري عن الحارث بن حصيرة «2» الأزدي عن أبي جعفر ع قال‏ كنت دخلت مع أبي الكعبة فصلى على الرخامة الحمراء بين العمودين فقال في هذا الموضع تعاقد القوم إن مات رسول اللَّه ص أو قتل أن لا يردوا هذا الأمر في أحد من أهل بيته أبدا قال قلت و من كان قال الأول و الثاني و أبو عبيدة بن الجراح و سالم بن الحبيبة.

 [12]

655- 12 الكافي، 4/ 566/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين‏ التهذيب‏، 3/ 263/ 66/ 1 محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن الحجال عن عبد الصمد بن بشير عن‏ الفقيه‏، 2/ 559/ 3144 حسان الجمال قال‏ حملت أبا عبد اللَّه ع من المدينة إلى مكة فلما انتهينا

______________________________

 (1). الذاريات/ 55.

 (2). اختلفت النسخ في ضبط حصيرة و كذلك في ضبط الأزديّ و أورده جامع الرواة في ج 1 ص 172 بعنوان الحارث بن حصيرة [ى‏] ابو النعمان الأزديّ «ض. ع».

191
الوافي‏2

بيان ص : 192

إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال ذاك موضع قدم رسول اللَّه ص حيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه- الفقيه التهذيب اللهم وال من والاه و عاد من عاداه- ش ثم نظر إلى‏ «1» الجانب الآخر فقال ذاك موضع فسطاط أبي فلان و فلان- و سالم مولى أبي حذيفة و أبي عبيدة بن الجراح فلما أن رأوه رافعا يديه قال بعضهم انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل ع بهذه الآية وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَ ما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ‏ «2»- الفقيه التهذيب ثم قال يا حسان لو لا أنك جمالي لما حدثتك بهذا الحديث.

بيان‏

أبي فلان و فلان كناية عن أبي بكر و عمر و أورد في الفقيه المنافقين مكان أبي فلان و فلان‏

______________________________

 (1). في الجانب- خ ل.

 (2). القلم/ 52- 51.

192
الوافي‏2

13 ص : 193

 [13]

656- 13 الكافي، 8/ 179/ 202 علي بن محمد عن علي بن الحسين عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه ع‏ في قوله تعالى‏ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى‏ ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنى‏ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ‏ «1» قال نزلت هذه الآية في فلان و فلان و أبي عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف و سالم مولى أبي حذيفة و المغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم و تعاهدوا و توافقوا لئن مضى محمد لا تكون الخلافة في بني هاشم و لا النبوة أبدا فأنزل اللَّه تعالى فيهم هذه الآية قال قلت قوله تعالى‏ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلى‏ وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ‏ «2» قال و هاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم قال أبو عبد اللَّه ع لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلا يوم قتل فيه‏ «3» الحسين ع و هكذا كان في سابق علم اللَّه تعالى الذي أعلمه رسول اللَّه ص أن إذا كتب الكتاب قتل الحسين و خرج الملك من بني هاشم فقد كان ذلك كله قلت‏ وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى‏ فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي- حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى‏ أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ‏ «4» قال الفئتان إنما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة و هم أهل هذه الآية و هم الذين بغوا على أمير المؤمنين ع فكان الواجب عليه قتالهم و قتلهم حتى يفيئوا إلى أمر اللَّه و لو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما نزل اللَّه أن لا يرفع السيف عنهم- حتى يفيئوا و يرجعوا عن رأيهم لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين و هي الفئة

______________________________

 (1). المجادلة/ 7.

 (2). الزخرف/ 79- 80.

 (3). قتل الحسين، كذا في سائر نسخ الوافي و الكافي المطبوع.

 (4). الحجرات/ 9.

193
الوافي‏2

14 ص : 194

الباغية كما قال اللَّه تعالى فكان الواجب على أمير المؤمنين ص أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم كما عدل رسول اللَّه ص في أهل مكة إنما من عليهم و عفا و كذلك صنع أمير المؤمنين ع بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي ص بأهل مكة حذو النعل بالنعل قال قلت قوله تعالى‏ وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى‏ «1»- قال هم أهل البصرة هي المؤتفكة قلت‏ وَ الْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ‏ «2» قال أولئك قوم لوط ائتفكت عليهم انقلبت عليهم‏ «3».

 [14]

657- 14 الكافي، 8/ 216/ 264 العدة عن سهل عن البزنطي عن أبان عن بعض رجاله عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ لما حفر رسول اللَّه ص الخندق مروا بكدية فتناول رسول اللَّه ص المعول من يد أمير المؤمنين ع أو من يد سلمان رضي اللَّه عنه فضرب بها ضربة فتفرقت بثلاث فرق فقال رسول اللَّه ص لقد فتح علي في ضربتي هذه كنوز كسرى و قيصر فقال أحدهما لصاحبه يعدنا بكنوز كسرى و قيصر و ما يقدر أحدنا أن يخرج يتخلا «4».

______________________________

 (1). النجم/ 53.

 (2). التوبة/ 70.

 (3). في النهاية الأثيرية: ائتفكت البلدة بأهلها أي انقلبت فهي مؤتفكة و منه حديث انس، البصرة احدى المؤتفكات، يعنى انها غرقت مرتين. فشبه غرقها بانقلابها انتهى، و لا يبعد أن يكون هي مؤتفكة أيضا من غير مجاز قوله أهوى أي بعد ان رفعها قلبها، لطف اللّه عفى عنه يوجد هذا بهامش «ف».

 (4). يتخلّى. الكافي المطبوع و المرآة و غير واحد من نسخ الوافي.

194
الوافي‏2

بيان ص : 195

بيان‏

الكدية بالضم و الدال المهملة و الياء المثناة التحتانية الصخرة العظيمة الشديدة و الأرض الصلبة بين الحجارة و الطين و المعول الفأس العظيمة التي ينقر بها الصخر

 [15]

658- 15 الكافي، 8/ 189/ 216 محمد عن أحمد عن الحسين عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سدير قال‏ كنا عند أبي جعفر ع فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم ص- و استذلالهم أمير المؤمنين ع فقال رجل من القوم أصلحك اللَّه فأين كان عز بني هاشم و ما كانوا فيه من العدد فقال أبو جعفر ع من كان بقي من بني هاشم إنما كان جعفر و حمزة فمضيا و بقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بإسلام عباس و عقيل و كانا من الطلقاء أما و اللَّه لو أن حمزة و جعفرا كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه- و لو كانا شاهديهما لأتلفا أنفسهما «1».

بيان‏

من كان بقي استفهام إنكار و الطلقاء هم الذين خلى عنهم يوم بدر و أطلقهم فلم يسترقهم واحدهم طليق فعيل بمعنى مفعول و هو الأسير إذا أطلق سبيله و المجرور في بحضرتهما و شاهديهما للأولين و كذا المرفوع في كلي وصلا

 [16]

659- 16 الكافي، 8/ 295/ 454 حميد عن ابن سماعة عن غير

______________________________

 (1). لأتلفا نفيسهما- كذا في الكافي المطبوع. و في شرح المولى صالح نفسيهما.

195
الوافي‏2

17 ص : 196

واحد عن أبان عن الفضيل عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ إن الناس لما صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا أبا بكر لم يمنع أمير المؤمنين ع من أن يدعو إلى نفسه إلا نظرا للناس و تخوفا عليهم أن يرتدوا عن الإسلام فيعبدون الأوثان و لا يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه و أن محمدا رسول اللَّه- و كان الأحب إليه أن يقرهم على ما صنعوا من أن يرتدوا عن جميع الإسلام- و إنما هلك الذين ركبوا ما ركبوا فأما من لم يصنع ذلك و دخل فيما دخل فيه الناس- على غير علم و لا عداوة لأمير المؤمنين ع فإن ذلك لا يكفره و لا يخرجه من الإسلام فلذلك كتم علي ع أمره و بايع مكرها حيث لم يجد أعوانا.

 [17]

660- 17 الكافي، 8/ 296/ 456 بهذا الإسناد عن الفضيل و مؤمن الطاق عن زكريا النقاض‏ «1» عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول‏ الناس صاروا بعد رسول اللَّه ص بمنزلة من اتبع هارون ع و من اتبع العجل و إن أبا بكر دعا فأبى علي ع إلا القرآن و إن عمر دعا فأبى علي ع إلا القرآن و إن عثمان دعا فأبى علي ع إلا القرآن و إنه ليس من أحد يدعو

______________________________

 (1). و هو المذكور في 3/ 60 مجمع الرجال عن (قر) و (ق) بعنوان زكريا بن عبد اللّه النقاض الكوفيّ و عن (جش) بعنوان زكريا بن عبد اللّه الفيّاض و قال السّيد الأستاذ اطال اللّه بقائه الشريف في كتابه «معجم رجال الحديث» ج 7 ص 285 و لا يبعد أن تكون نسخة النجاشيّ هي الصحيحة و يؤيد ذلك ان المذكور في رجال البرقي في أصحاب الباقر عليه السّلام زكريّا الفيّاض انتهى و في نسخة نفيسة جدّا بخط العالم الفاضل محمّد عليّ بن ولي الحسيني الأصفهانيّ المكتوب في بندر شجر من بنادر برّ العرب سنة 1016 و قابله مع الأصل الذي عليه خطّ ابن إدريس أيضا زكريّا الفيّاض و هذه النسخة منضمة بنسخة رجال الشيخ رحمه اللّه و هي أيضا بخط العالم المذكور في تلك السّنة و يظهر من هذه النسخة انّ الكاتب كان مضطربا في كتابة هذه الكلمة «النقاض» ففي أصحاب الباقر عليه السّلام كتبه «النقاض» و في أصحاب الصادق عليه السّلام كتبه «التفاض» فانتبه «ض. ع».

196
الوافي‏2

18 ص : 197

إلى أن يخرج الدجال إلا سيجد من يبايعه و من رفع راية ضلال فصاحبها طاغوت.

 [18]

661- 18 الكافي، 8/ 270/ 398 السراد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال‏ قلت لأبي جعفر ع إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله تعالى و ما كان اللَّه ليفتن أمة محمد ص من بعده فقال أبو جعفر ع أ و ما يقرءون كتاب اللَّه أ و ليس اللَّه يقول‏ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‏ «1» قال فقلت له إنهم يفسرون على وجه آخر- فقال أ و ليس قد أخبر اللَّه عن الذين من قبلهم من الأمم أنهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات حيث قال‏ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ «2» و في هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد ص قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن و منهم من كفر.

 [19]

662- 19 الكافي، 8/ 296/ 455 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن عبد الرحيم القصير قال‏ قلت لأبي جعفر ع إن الناس يفزعون إذا قلنا إن الناس ارتدوا- فقال يا عبد الرحيم إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول اللَّه ص‏

______________________________

 (1). آل عمران/ 144.

 (2). البقرة/ 253.

197
الوافي‏2

بيان ص : 198

أهل جاهلية إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير جعلوا يبايعون سعدا و هم يرتجزون ارتجاز الجاهلية يا سعد أنت المرجئ و شعرك المرجل و فحلك المرجم.

بيان‏

المرجل من الشعر ما لم يكن شديد الجعودة و لا شديد السبوطة بل بينهما و كأن المراد بالفحل الشاعر الذي هاجاه و بالمرجم المرمي بالحجارة أو بالهجو فإن الفحول يقال للشعراء الغالبين بالهجاء من هاجاهم‏

 [20]

663- 20 الكافي، 8/ 253/ 356 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن الحارث بن المغيرة قال‏ سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد اللَّه ع فلم يزل يسائله حتى قال فهلك الناس إذا قال إي و اللَّه يا بن أعين فهلك الناس أجمعون قلت من في المشرق و من في المغرب- قال إنها فتحت بضلال أي و اللَّه لهلكوا إلا ثلاثة.

بيان‏

البارز في أنها يرجع إلى البلاد الشرقية و الغربية و إنما فتحت بضلال لأنها إنما فتحت في زمن دولة أهل الضلال بمساعيهم و مساعي تابعيهم‏

 [21]

664- 21 الكافي، 8/ 245/ 341 علي عن أبيه عن حنان و محمد عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال‏ كان الناس أهل ردة بعد النبي ص إلا ثلاثة فقلت و من الثلاثة فقال المقداد بن الأسود و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي رضي اللَّه عنهم ثم عرف أناس بعد يسير

198
الوافي‏2

بيان ص : 199

 

و قال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى و أبوا أن يبايعوا حتى جاءوا بأمير المؤمنين ع مكرها فبايع و ذلك قول اللَّه تعالى‏ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‏ «1» «2».

بيان‏

أي دارت عليهم رحى الإسلام‏

روى الكشي بإسناده عن أبي جعفر ع أنه قال‏ ارتد الناس إلا ثلاثة نفر سلمان و أبو ذر و المقداد قيل فعمار قال كان جاض جيضة ثم رجع ثم قال إن أردت الذي لم يشك و لم يدخله شي‏ء فالمقداد فأما سلمان فإنه عرض في قلبه أن عند أمير المؤمنين ع اسم اللَّه الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض و هو هكذا و أما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين ع بالسكوت و لم يأخذه في اللَّه لومة لائم فأبى إلا أن يتكلم.

أقول جاض بالجيم و الضاد المعجمة و بالمهملتين حاد و عدل‏

و بإسناده عنه عن أبيه عن جده عن علي ع قال‏ ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون و بهم تنصرون و بهم تمطرون منهم سلمان الفارسي و المقداد و أبو ذر و عمار و حذيفة رحمهم اللَّه و كان علي ع يقول و أنا إمامهم.

و هم الذين صلوا على فاطمة ع‏

 [22]

665- 22 الكافي، 8/ 246/ 343 حنان عن أبيه عن أبي جعفر

______________________________

 (1). آل عمران/ 144.

 (2). سند هذا الحديث في الكافي هكذا: حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال إلخ.

 

199
الوافي‏2

23 ص : 200

ع قال‏ قلت له ما كان ولد يعقوب أنبياء قال لا و لكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء و لم يكن فارقوا الدنيا إلا سعداء تابوا و تذكروا ما صنعوا و أن الشيخين فارقا الدنيا و لم يتوبا و لم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين ص فعليهما لعنة اللَّه و الملائكة و الناس أجمعين.

 [23]

666- 23 الكافي، 8/ 245/ 340 علي عن أبيه عن حنان و محمد عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن أبيه قال‏ سألت أبا جعفر ع عنهما فقال يا أبا الفضل ما تسألني عنهما فو الله ما مات منا ميت قط إلا ساخطا عليهما و ما منا اليوم إلا ساخطا عليهما يوصي بذلك الكبير منا الصغير أنهما ظلمانا حقنا و منعانا فيئنا و كانا أول من ركب أعناقنا و بثقا علينا بثقا في الإسلام لا يسكن أبدا حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا ثم قال أما و اللَّه لو قد قام قائمنا و تكلم متكلمنا لأبدى من أمورهما ما كان يكتم و لكتم‏ «1» من أمورهما ما كان يظهر و اللَّه ما أمست‏ «2» من بلية و لا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها فعليهما لعنة اللَّه و الملائكة و الناس أجمعين.

بيان‏

بثقا بتقديم الموحدة على المثلثة خربا و أفسدا

 [24]

667- 24 الكافي، 8/ 102/ 74 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن البصري قال‏ قلت لأبي عبد اللَّه ع إن اللَّه تعالى من علينا بأن‏

______________________________

 (1). يكتم- خ ل.

 (2). اسست- خ ل.

200
الوافي‏2

25 ص : 201

عرفنا توحيده ثم من علينا بأن أقررنا بمحمد ص بالرسالة ثم اختصنا بحبكم أهل البيت نتولاكم و نبرأ من عدوكم و إنما نريد بذلك خلاص أنفسنا من النار قال فرققت و بكيت فقال أبو عبد اللَّه ع سلني فو الله لا تسألني عن شي‏ء إلا أخبرتك به- قال فقال له عبد الملك بن أعين ما سمعته قالها لمخلوق قبلك قال قلت خبرني عن الرجلين فقال ظلمانا حقنا في كتاب اللَّه تعالى و منعا فاطمة ميراثها من أبيها و جرى ظلمهما إلى اليوم قال و أشار إلى خلفه و نبذا كتاب اللَّه وراء ظهورهما.

 [25]

668- 25 الكافي، 8/ 102/ 75 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن عقبة بن بشير الأسدي عن الكميت بن زيد الأسدي قال‏ دخلت على أبي جعفر ع فقال و اللَّه يا كميت لو كان عندنا مال لأعطيناك منه- و لكن لك ما قال رسول اللَّه ص لحسان بن ثابت لن يزال معك روح القدس ما ذببت عنا قال قلت خبرني عن الرجلين- قال فأخذ الوسادة فكسرها في صدره ثم قال و اللَّه يا كميت ما أهريق محجمة من دم و لا أخذ مال من غير حله و لا قلب حجر عن حجر إلا ذاك في أعناقهما.

بيان‏

الذب الطرد و المنع‏

 [26]

669- 26 الكافي‏، 8/ 237/ 319 الاثنان عن الوشاء عن الكافي، 8/ 101/ 71 أبان عن أبي بصير قال‏ كنت جالسا عند

201
الوافي‏2

بيان ص : 202

 

أبي عبد اللَّه ع إذ دخلت عليه‏ «1» أم خالد التي كان قطعها يوسف بن عمر تستأذن عليه فقال أبو عبد اللَّه ع أ يسرك أن تسمع كلامها فقلت نعم فقال أما الآن فأذن لها قال و أجلسني معه على الطنفسة ثم دخلت فتكلمت فإذا امرأة بليغة فسألته عنهما فقال لها توليهما قالت فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما قال نعم- قالت فإن هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما و كثير النواء يأمرني بولايتهما فأيهما خير و أحب إليك قال هذا و اللَّه أحب إلي من كثير النواء و أصحابه إن هذا يخاصم فيقول‏ وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ‏ «2»- وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ‏ «3»- وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ‏ «4».

بيان‏

قطعها كأنه أريد به أنه اصطفاها من الغنيمة و الطنفسة مثلثة الطاء و الفاء البساط و هما في توليهما يرجع إلى الأولين و لعله ع اتقاها أولا ثم لما وجدها متحيرة مستشيرة كشف لها عن الحق‏

 [27]

670- 27 الكافي، 8/ 224/ 283 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر ع قال‏ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ‏

______________________________

 (1). في بعض النسخ إذ دخلت علينا و في رواية الحسين بن محمّد- إذ دخلت أمّ خالد بدون الجار و المجرور «عهد».

 (2). المائدة/ 45.

 (3). المائدة/ 44.

 (4). المائدة/ 47.

 

202
الوافي‏2

بيان ص : 203

يَسْتَوِيانِ مَثَلًا «1» قال أما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الأول يجمع المتفرقون‏ «2» ولايته و هم في ذلك يلعن بعضهم بعضا و يبرأ بعضهم من بعض- و أما رجل سلم لرجل فإنه فلان الأول حقا و شيعته ثم قال إن اليهود تفرقوا من بعد موسى ع على إحدى و سبعين فرقة منها فرقة في الجنة و سبعون فرقة في النار و تفرقت النصارى بعد عيسى ع على اثنين و سبعين فرقة فرقة منها في الجنة و إحدى و سبعون في النار و تفرقت هذه الأمة بعد نبيها ص على ثلاث و سبعين فرقة اثنتان و سبعون فرقة في النار و فرقة في الجنة و من الثلاث و سبعين فرقة ثلاث عشرة فرقة ينتحل ولايتنا و مودتنا اثنتا عشرة فرقة منها في النار و فرقة في الجنة- و ستون فرقة من سائر الناس في النار.

بيان‏

التشاكس التخالف أراد بفلان الأول في أول ما قال أبو بكر فإنه كان أول الخلفاء باطلا و في ما قاله ثانيا أمير المؤمنين ع فإنه كان أول الخلفاء حقا و إنما قيد الثاني بقوله حقا و لم يقيد الأول بقوله باطلا لاحتياج الثاني إلى تلك القرينة في فهم المراد منه بخلاف الأول كما لا يخفى و أراد بالرجل في قوله سلم لرجل رسول اللَّه ص كما ورد في أخبار أخر

ففي معاني الأخبار عن أمير المؤمنين ع قال‏ ألا و إني مخصوص في القرآن بأسماء- احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم أنا السلم لرسول اللَّه ص يقول اللَّه عز و جل‏ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ‏ «3».

و الوجه في تخالف أصحاب أبي بكر أن أبا بكر لم يكن سلما لله و رسوله لا في أمر الإمرة و لا فيما يبتني عليها من‏

______________________________

 (1). الزمر/ 29.

 (2). في طائفة من نسخ الكافي الموثوق بها يجمع المتفرقين ولايته و لعله اجود «عهد» ايده اللّه.

 (3). الزمر/ 29.

203
الوافي‏2

28 ص : 204

الأحكام و كان أصحابه أصحاب آراء و أهواء و هي مما يجري فيه الاختلاف بخلاف أمير المؤمنين ع و شيعته فإنهم كانوا سلما لله و لرسوله و كانوا أصحاب نص من اللَّه و رسوله و لا اختلاف فيه و لذلك اعتقدوه مفترض الطاعة بخلاف أصحاب أبي بكر

 [28]

671- 28 الكافي، 8/ 124/ 95 العدة عن سهل عن إسماعيل بن مهران و ابن سماعة عن محمد بن أحمد النهدي عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعي‏ «1» عن علي بن سويد و محمد عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن علي بن سويد قال‏ كتبت إلى أبي الحسن موسى ع و هو في الحبس كتابا أسأله عن حاله و عن مسائل كثيرة فاحتبس الجواب علي أشهرا ثم أجابني بجواب هذه نسخته- بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته و نوره أبصر قلوب المؤمنين و بعظمته و نوره عاداه الجاهلون و بعظمته و نوره ابتغى من في السماوات و من في الأرض إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة و الأديان المتضادة- مصيب و مخطئ و ضال و مهتد و سميع و أصم و بصير و أعمى حيران- فالحمد لله الذي عرف و وصف دينه محمد ص أما بعد فإنك امرؤ أنزلك اللَّه من آل محمد بمنزلة خاصة و حفظ مودة لما استرعاك من دينه و ما ألهمك من رشدك و بصرك من أمر دينك بتفضيلك إياهم و ردك الأمور إليهم كتبت تسألني عن أمور كنت منها في تقية و من‏

______________________________

 (1). ربما يوجد في بعض النسخ أحمد بن منصور الخزاعيّ و هي نسبة إلى خزاعة حىّ من الأزد و يقال إنّهم إنّما سمّوا بذلك لان الأزد لمّا خرجت من مكّة لتتفرق في البلاد تخلّفت عنهم خزاعة و اقامت بها و الخزع باعجام الخاء و اهمال العين التخلف يقال خزع فلان عن أصحابه يخزع خزعا إذا تخلّف و كذلك يخزع «عهد غفر اللّه له» لا يخفى انّ طلب الغفران كان من نفسه لنفسه بخطّه «ض. ع».

204
الوافي‏2

28 ص : 204

كتمانها في سعة فلما انقضى سلطان الجبابرة و جاء سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلى أهلها العتاة على خالقهم رأيت أن أفسر لك ما سألتني عنه مخافة أن تدخل الحيرة على ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم فاتق اللَّه تعالى و خص بذلك الأمر أهله و احذر أن تكون سبب بلية على الأوصياء أو حارشا عليهم بإفشاء ما استودعتك و إظهار ما استكتمتك و لن تفعل إن شاء اللَّه إن أول ما أنهي إليك إني أنعى إليك نفسي في ليالي هذه غير جازع و لا نادم و لا شاك فيما هو كائن مما قد قضى اللَّه تعالى و حتم فاستمسك بعروة الدين آل محمد و العروة الوثقى الوصي بعد الوصي و المسالمة لهم و الرضا بما قالوا و لا تلتمس دين من ليس من شيعتك و لا تحبن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا اللَّه و رسوله و خانوا أماناتهم و تدري ما خانوا أماناتهم ائتمنوا على كتاب اللَّه فحرفوه و بدلوه و دلوا على ولاة الأمر منهم فانصرفوا عنهم فأذاقهم اللَّه لباس الجوع و الخوف بما كانوا يصنعون و سألت عن رجلين اغتصبا رجلا مالا كان ينفقه على الفقراء و المساكين و أبناء السبيل و في سبيل اللَّه فلما اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصباه حتى حملاه إياه كرها فوق رقبته إلى منازلهما فلما أحرزاه توليا إنفاقه أ يبلغان بذلك كفرا فلعمري لقد نافقا قبل ذلك و ردا على اللَّه تعالى كلامه و هزءا برسول اللَّه ص و هما الكافران عليهما لعنة اللَّه و الملائكة و الناس أجمعين و اللَّه ما دخل قلب أحد منهما شي‏ء من الإيمان منذ خروجهما عن حالتيهما «1» و ما ازدادا إلا شكا كانا خداعين مرتابين منافقين حتى توفتهما ملائكة العذاب إلى محل الخزي في دار المقام- و سألت عمن حضر ذلك الرجل و هو يغصب ماله و يوضع على رقبته منهم عارف و منكر فأولئك أهل الردة الأولى من هذه الأمة فعليهم لعنة اللَّه‏

______________________________

 (1). جاهليتهما- خ ل.

205
الوافي‏2

28 ص : 204

و الملائكة و الناس أجمعين و سألت عن مبلغ علمنا و هو على ثلاثة وجوه- ماض و غابر و حادث فأما الماضي فمفسر و أما الغابر فمزبور و أما الحادث فقذف في القلوب و نقر في الأسماع و هو أفضل علمنا و لا نبي بعد نبينا محمد ص و سألت عن أمهات أولادهم و عن نكاحهم و عن طلاقهم فأما أمهات أولادهم فهن عواهر إلى يوم القيامة نكاح بغير ولي و طلاق لغير عدة فأما من دخل في دعوتنا فقد هدم إيمانه ضلاله و يقينه شكه- و سألت عن الزكاة فيهم فما كان من الزكوات فأنتم أحق به لأنا قد أحللنا ذلك لكم من كان منكم و أين كان و سألت عن الضعفاء فالضعيف من لم ترفع إليه حجة و لم يعرف الاختلاف فإذا عرف الاختلاف فليس بضعيف و سألت عن الشهادات لهم فأقم الشهادة لله تعالى و لو على نفسك- أو الوالدين و الأقربين فيما بينك و بينهم فإن خفت على أخيك ضيما- فلا و ادع إلى شرائط «1» اللَّه تعالى بمعرفتنا من رجوت إجابته و لا تحصن بحصن رياء و وال آل محمد ص و لا تقل لما بلغك عنا و نسب إلينا هذا باطل و إن كنت تعرف منا خلافه فإنك لا تدري لم قلناه و على أي وجه وضعناه‏ «2» آمن بما أخبرتك و لا تفش ما استكتمناك من خيرك- «3» إن من واجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئا تنفعه به لأمر دنياه و آخرته- و لا تحقد عليه و إن أساء و أجب دعوته إذا دعاك و لا تخل بينه و بين عدوه من الناس و إن كان أقرب إليه منك و عده في مرضه ليس من أخلاق المؤمنين الغش و لا الأذى و لا الخيانة و لا الكبر و لا الخناء و لا الفحش أمر به فإذا رأيت المشوه الأعرابي في جحفل جرار فانتظر فرجك و لشيعتك المؤمنين و إذا انكسفت الشمس فارفع بصرك إلى السماء و انظر ما فعل اللَّه تعالى‏

______________________________

 (1). صراط- خ ل.

 (2). وصفناه- خ ل.

 (3). خبرك خ ل.

206
الوافي‏2

بيان ص : 207

بالمجرمين فقد فسرت لك جملا جملا و صلى اللَّه علي محمد و آله الأخيار.

بيان‏

الذي بعظمته و نوره يعني به أن الذي صار سببا لإبصار قلوب المؤمنين بعينه هو الذي صار سببا لعداوة الجاهلين و الذي صار سببا لابتغاء هؤلاء الوسيلة إليه بهذا الدين هو بعينه الذي صار سببا لابتغاء أولئك الوسيلة إليه بذلك الدين و ذلك لإحاطة عظمته بكل شي‏ء و بلوغ نوره كل ظل و في‏ء و جمعه بين الأضداد و تبيينه كل شي‏ء بما يضاد استرعاك استحفظك و من كتمانها في سعة يعني كنت يسعني إلى الآن كتمانها بفراق الدنيا يعني بفراقي الدنيا متعلق بانقضى و جاء أشار به ع إلى خروجه من الدنيا و تخلصه من أيدي الظلمة فإن وفاته ع كانت قريبة كما صرح به بعد هذا الكلام إلى أهلها أي تاركا لها إلى أهلها بتضمين الفراق معنى الترك و تعديته بإلى و يحتمل أن يكون قد سقط من قلم النساخ كلمة تفيد مفاد الترك مثل أن كان بفراق الدنيا تاركا للدنيا المذمومة أو و رفضني الدنيا أو نحو ذلك و العاتي المستكبر المجاوز الحد سبب بلية على الأوصياء من جهة الظلمة أو حارشا عليهم مغريا لأعدائهم عليهم أنعى إليك أخبرك بموتي لباس الجوع و الخوف لأنهم لا يشبعون من جاه و مال و لا يأمنون من فناء و زوال كنى بالرجلين عن الأولين و بالرجل عن المنصوص عليه بالولاية و بالمال عما له الولاية فيه من أموال المسلمين و منكر أي و منهم منكر و الغابر الآتي فمفسر أي فسره لنا المخبر الصادق فمزبور أي مكتوب في الكتب التي ورثناها أبا عن جد فقذف في القلوب بالإلهام و نقر في الإسماع بتحديث الملك إيانا و لا نبي بعد نبينا يعني ليس ذلك بالوحي إذ الوحي مخصوص بالأنبياء و لا نبي بعد نبينا عن أمهات أولادهم يعني المخالفين فهن عواهر زواني لأنهن ملكن بغير استحقاق‏

207
الوافي‏2

29 ص : 208

و بغير إذن ولي و طلاق لغير عدة بل لبدعة كما يأتي بيانه في كتاب الطلاق و سألت عن الضعفاء يعني من هم لم ترفع إليه حجة لم تبلغه الحجة لطريق الحق و لم يعرف الاختلاف أي اختلاف الصحابة في الوصي أو اختلاف المسلمين في الدين فإن خفت يعني بسبب شهادتك لهم ضيما أي ظلما فلا أي فلا تشهد لهم و لا تحصن بحصن رياء لأنه الشرك الخفي و الخناء و الفحش متقاربان أمر به كأنه على صيغة المجهول يعني و لا أمر بالفحش أشار به إلى قوله سبحانه‏ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ «1» و المشوه القبيح الخلقة و الجحفل بتقديم الجيم على المهملة الجيش و انظر ما فعل اللَّه بالمجرمين كأنه أمره بالاعتبار بحال الشمس على وقوع الفرج فإنه إذا لم يتركها اللَّه مضيئا على الدوام حتى يسود وجهها أحيانا فكيف يترك المجرمين الظلمة دائمين دون أن ينتقم منهم لأوليائه المظلومين و يفرج عنهم كربتهم بعد حين و لا يبعد أن يكون المراد بالأعرابي السفياني و على هذا فالمراد بانكساف الشمس ما في غير أوانه‏

 [29]

672- 29 الكافي، 8/ 262/ 377 حميد عن محمد بن أيوب عن ابن أسباط عن الحكم بن مسكين عن يوسف بن صهيب عن أبي عبد اللَّه ع قال سمعت أبا جعفر ع يقول‏ إن رسول اللَّه ص أقبل يقول لأبي بكر في الغار اسكن فإن اللَّه معنا و قد أخذته الرعدة و هو لا يسكن فلما رأى رسول اللَّه ص حاله قال له تريد أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون و أريك جعفرا و أصحابه في البحر يغوصون قال نعم- فمسح رسول اللَّه ص بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار

______________________________

 (1). الأعراف/ 28.

208
الوافي‏2

30 ص : 209

يتحدثون و نظر إلى جعفر و أصحابه في البحر يغوصون فأضمر تلك الساعة أنه ساحر.

 [30]

673- 30 الكافي، 8/ 156/ 145 علي عن أبيه عن السراد عن عبد اللَّه بن سنان قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول‏ كانت امرأة من الأنصار تودنا أهل البيت و تكثر التعاهد لنا و إن عمر بن الخطاب لقيها ذات يوم و هي تريدنا فقال لها أين تذهبين يا عجوز الأنصار فقالت أذهب إلى آل محمد أسلم عليهم و أحدث بهم عهدا و أقضي حقهم فقال لها عمر ويلك ليس لهم اليوم حق عليك و لا علينا إنما كان لهم حق على عهد رسول اللَّه ص فأما اليوم فليس لهم حق فانصرفي- فانصرفت حتى أتت أم سلمة فقالت لها أم سلمة ما ذا أبطأ بك عنا- قالت إني لقيت عمر بن الخطاب و أخبرتها بما قالت لعمر و ما قال لها عمر فقالت لها أم سلمة كذب لا يزال حق آل محمد على المسلمين واجبا إلى يوم القيامة.

 [31]

674- 31 الكافي، 8/ 331/ 513 أبان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال‏ إن عثمان قال للمقداد أما و اللَّه لتنتهين أو لأردنك إلى ربك الأول قال فلما حضرت المقداد الوفاة قال لعمار أبلغ عثمان عني أني قد رددت إلى ربي الأول.

بيان‏

لتنتهين يعني عن نصرة أمير المؤمنين و معاداة من ظلمه حقه و الطعن فيهم أو لأردنك إلى ربك الأول يعني به اللَّه سبحانه و كنى بالأول عن شدة طاعته لأمير المؤمنين ع كأنه كان يعبده و يتخذه ربا ثانيا مع اللَّه سبحانه‏

209
الوافي‏2

32 ص : 210

حاشا مقداد عن ذلك بل كان إنما يطيعه لله عز و جل و بأمره فطاعته كانت طاعة اللَّه ليست طاعة غيره و كنى برده إليه عن قتله رضوان اللَّه عليه‏

 [32]

675- 32 الكافي، 3/ 251/ 8/ 1 علي عن أبيه و أحمد بن محمد الكوفي عن بعض أصحابه عن صفوان بن يحيى عن يزيد بن خليفة الجولاني و هو يزيد بن خليفة الحارثي‏ «1» قال‏ سأل عيسى بن عبد اللَّه أبا عبد اللَّه ع و أنا حاضر فقال تخرج النساء إلى الجنازة و كان متكئا فاستوى جالسا ثم قال إن الفاسق لعنه اللَّه آوى عمه المغيرة بن أبي العاص و كان ممن هدر رسول اللَّه ص دمه فقال لابنة رسول اللَّه ص لا تخبري أباك بمكانه كأنه لا يوقن أن الوحي يأتي محمدا ص فقالت ما كنت لأكتم عن رسول اللَّه ص عدوه فجعله بين مشجب له و لحفه بقطيفة فأتى رسول اللَّه ص الوحي فأخبر بمكانه فبعث إليه عليا ع و قال اشتمل على سيفك و ائت بيت ابنة ابن عمك فإن ظفرت بالمغيرة فاقتله فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به فرجع إلى رسول اللَّه ص فأخبره فقال يا رسول اللَّه لم أره فقال إن الوحي أتاني فأخبرني أنه في المشجب و دخل عثمان بعد خروج علي فأخذ بيد عمه فأتى به النبي ص فلما رآه أكب عليه و لم يلتفت إليه و كان نبي اللَّه ص حييا كريما فقال يا رسول اللَّه هذا عمي هذا المغيرة بن أبي العاص و قد و الذي بعثك بالحق آمنته فقال أبو عبد اللَّه ع و كذب بالذي بعثه بالحق ما آمنه‏

______________________________

 (1). و هو المذكور في ج 6 ص 270 مجمع الرجال أورده عن «كش» بعنوان يزيد بن خليفة الحارثي و عن (ق) بعنوان يزيد بن خليفة الحارثي- الحلواني- ثمّ ذكر في الهامش: الخولاني كذا في (في).

210
الوافي‏2

32 ص : 210

و أعادها ثلاثا و أعادها أبو عبد اللَّه ع ثلاثا أنى آمنه إلا أنه يأتيه عن يمينه ثم يأتيه عن يساره فلما كان في الرابعة رفع رأسه إليه و قال قد جعلت لك ثلاثا فإن قدرت عليه بعد ثالثة قتلته فلما أدبر قال رسول اللَّه ص اللهم العن المغيرة بن أبي العاص و العن من يؤويه و العن من يحمله و العن من يطعمه و العن من يسقيه و العن من يجهزه و العن من يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء و هو يعدهن بيمينه فانطلق به عثمان فآواه و أطعمه و سقاه و حمله و جهزه حتى فعل جميع ما لعن عليه النبي ص من يفعله به ثم أخرجه في اليوم الرابع يسوقه فلم يخرج من أبيات المدينة حتى أعطب اللَّه راحلته و نقب خداه و دميت قدماه- فاستعان بيديه و ركبتيه و أثقله جهازه حتى وجس به فأتى شجرة فاستظل بها لو أتاها بعضكم ما أبهره ذلك فأتى رسول اللَّه ص الوحي فأخبره بذلك فدعا عليا ع فقال خذ سيفك و انطلق أنت و عمار و ثالث لهما فأت المغيرة بن أبي العاص تحت شجرة كذا و كذا- فأتاه علي ع فقتله و ضرب عثمان بنت رسول اللَّه ص و قال أنت أخبرت أباك بمكانه فبعثت إلى رسول اللَّه ص تشكو ما لقيت فأرسل إليها رسول اللَّه ص أقنى حياءك فما أقبح بالمرأة ذات حسب و دين في كل يوم تشكو زوجها فأرسلت إليه مرارا كل ذلك يقول لها ذلك فلما كان في الرابعة دعا عليا ع فقال خذ سيفك و اشتمل عليه ثم ائت ابنة ابن عمك فخذ بيدها فإن حال بينك و بينها أحد فاحطمه بالسيف و أقبل رسول اللَّه ص كالواله بين منزله و دار عثمان فأخرج علي ع ابنة رسول اللَّه ص فلما نظرت إليه رفعت صوتها بالبكاء و النحيب و استعبر رسول اللَّه ص و بكى ثم أدخلها منزله و كشفت عن ظهرها فلما أن رأى ما بظهرها قال‏

211
الوافي‏2

بيان ص : 212

ثلاث مرات ما له قتلك قتله اللَّه و كان ذلك يوم الأحد و بات عثمان متخليا بجاريتها فمكثت الاثنين و الثلاثاء و ماتت في اليوم الرابع فلما حضر أن يخرج بها أمر رسول اللَّه ص فاطمة ع فخرجت و نساء المؤمنين معها و خرج عثمان يشيع جنازتها فلما نظر إليه النبي ص قال من أطاف البارحة بأهله أو بفتياته فلا يتبعن جنازتها قال ذلك ثلاثا فلم ينصرف فلما كان في الرابعة قال لينصرفن أو لأسمين باسمه فأقبل عثمان متوكئا على مولى له ممسكا بطنه- فقال يا رسول اللَّه إني أشتكي بطني فإن رأيت أن تأذن لي أن أنصرف- و خرجت فاطمة و نساء المؤمنين و المهاجرين فصلين على الجنازة.

بيان‏

أراد ع بالفاسق عثمان بن عفان و هو ظاهر و بابنة رسول اللَّه ص رقية رضي اللَّه عنها زوجته كما يستفاد مما يأتي في باب ضغطة القبر من كتاب الجنائز

من قول أبي عبد اللَّه ع‏ إن رقية رضي اللَّه عنها لما قتلها عثمان وقف رسول اللَّه ص على قبرها.

الحديث و أما ما في التهذيب في مجمل هذا الخبر كما يأتي ذكره في باب حضور النساء الجنائز من أنها زينب فكأنه سهو لأن زينب لم تكن في بيت عثمان و إنما كانت عند أبي العاص بن الربيع‏ «1» و المشجب بالشين المعجمة و الجيم و الباء الموحدة خشبات منصوبة يلقى عليها الثياب كذا في القاموس و قيل هي عيدان يضم رءوسها و يفرق بين قوائمها و يوضع عليها الثياب و يعلق عليها الشي‏ء و لحفه كمنعه غطاه باللحاف بيت ابنة ابن عمك يعني رقية أكب عليه أقبل عليه و لزم أمنته يعني حصل له منك الأمان أنى آمنه يعني من‏

______________________________

 (1). و هو لقيط بن الربيع القرشيّ العبشمي المذكور في ج 2 ص 43 من أبواب الفاء- تنقيح المقال.

212
الوافي‏2

33 ص : 213

 

أين آمنه بل لم يتنطق له ص بالأمان أصلا إلا أن عثمان يأتيه عن يمينه و يساره يقول أمنته لعله ص يستحيي فيعترف بأمانة إذ كان ص حييا كريما جعلت لك ثلاثا يعني أمهلته لأجل شفاعتك ثلاث ليال فإن قدرت عليه بعد ثالثة يعني إن أمكنني اللَّه منه بعد الثالثة قتلته فلما أدبر يعني عثمان أو المغيرة من يحمله يعني على الراحلة من يجهزه يهيئ له ما يحتاج إليه في السفر و هو الجهاز و السقاء الجلد يجعل فيه الماء و الرشاء الحبل يستقى به و الإعطاب الإهلاك و النقب الثقب فاستعان يعني على المشي أثقله جهازه بسبب حمله على كاهله حتى وجس به بالجيم و المهملة أي وقع في قلبه الفزع من الموت شجرة و في بعض النسخ سمرة بالسين المهملة و الميم و هي من الشجر ما له شوك ما أبهره كناية عن قرب المسافة يعني كانت الشجرة قريبة من المدينة بحيث لو أتاها بعضكم ما أتعبه إتيانها و البهر انقطاع النفس من الإعياء أقنى حياءك أي احفظيه و الحطم بالمهملتين الكسر و النحيب أشد البكاء و استعبر دمع عينه و الإطافة بالأهل كناية عن مباشرتها

 [33]

676- 33 الكافي، 8/ 165/ 178 سهل عن يعقوب بن يزيد عن عبد الحميد عمن ذكره عن أبي عبد اللَّه ع قال‏ لما نفروا برسول اللَّه ص ناقته قالت له الناقة و اللَّه لا أزلت خفا عن خف و لو قطعت إربا إربا.

بيان‏

الإرب العضو و قصة نفرهم برسول اللَّه ص‏

على ما رواه صاحب التهاب النيران عن حذيفة رضي اللَّه عنه‏ أن رسول اللَّه ص لما نصب عليا ع للخلافة بغدير خم في رجوعه‏

 

213
الوافي‏2

بيان ص : 213

عن حجة الوداع و أشرف على عقبة هرشي تقدم القوم و قد أخذوا معهم دبابا قد طرحوا فيها حجارة فدعاني رسول اللَّه ص و دعا عمار بن ياسر و أمرني أن أقود بزمام الناقة و أمر عمارا أن يسوقها حتى إذا صرنا في رأس العقبة- دحرجوا أولئك النفر تلك الدباب بين قوائم الناقة ففزعت الناقة و كادت أن تنفر- فصاح بها رسول اللَّه ص اسكني يا مباركة فليس عليك بأس- قال حذيفة فو الله الذي لا إله إلا هو لقد نطقت الناقة بلسان عربي مبين- و قالت و اللَّه يا رسول اللَّه صلى اللَّه عليك لا زلت يد عن يد و لا رجل عن رجل و أنت على ظهري فلما رأى القوم أن الناقة لا تنفر تقدموا إليها ليدفعوها بأيديهم- فجعلت أنا و عمار نضرب وجوههم بأسيافنا و كانت ليلة مظلمة فتأخروا عنا و قد آيسوا مما دبروه فقلت يا رسول اللَّه من هؤلاء القوم الذين يريدون بك ما ترى- قال يا حذيفة هؤلاء المنافقون في الدنيا و الآخرة فقلت يا رسول اللَّه أ لا تبعث إليهم رهطا من أصحابك يأتوك برءوسهم فقال أكره أن يقول الناس دعا قوما إلى دينه فأجابوه فقاتل بهم حتى إذا ظفر بعدوه فقتلهم و لكن دعهم فإن اللَّه لهم بالمرصاد و سيمهلهم قليلا ثم يضطرهم إلى عذاب غليظ- قلت يا رسول اللَّه من هؤلاء قال هم فلان و فلان و سماهم لي رجلا رجلا حتى عرفتهم و لقد كان فيهم أناس كنت أكره أن يكونوا منهم فسكت عند ذلك فقال لي رسول اللَّه ص يا حذيفة أ تحب أن أريك الذين سميتهم لك بأشخاصهم فقلت نعم فداك أبي و أمي فقال ارفع رأسك إلى القوم فرفعت طرفي نحوهم و هم فوق الثنية فدعا اللَّه تعالى فبرقت برقة أضاء لها ما كان حولنا حتى خلتها شمسا بقدرة اللَّه تعالى فنظرت إلى القوم فوق الثنية فعرفتهم رجلا رجلا كما سماهم رسول اللَّه ص فإذا هم أربعة عشر رجلا تسعة من قريش و هم الأول و الثاني و الثالث و طلحة و أبو عبيدة و عبد الرحمن و سعد بن أبي وقاص و معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص و خمسة من سائر الناس و هم أبو موسى الأشعري و المغيرة بن شعبة

214
الوافي‏2

بيان ص : 213

و الأوس بن الحدثان البصري و أبو هريرة الدوسي و أبو طلحة الأنصاري.

و يأتي في أبواب الخطب من كتاب الروضة شكاية أمير المؤمنين ع عمن تقدمه في غير موضع إن شاء اللَّه‏

215
الوافي‏2

باب 21 جحود بني أمية و كفرهم ص : 216

باب 21 جحود بني أمية و كفرهم‏

 [1]

677- 1 الكافي، 8/ 252/ 353 يحيى عن ابن مسكان عن ضريس قال‏ تمارى أناس عند أبي جعفر ع فقال بعضهم حرب علي ع شر من حرب رسول اللَّه ص و قال بعضهم حرب رسول اللَّه ص شر من حرب علي ع قال فسمعهم أبو جعفر ع فقال ما تقولون فقالوا أصلحك اللَّه تمارينا في حرب رسول اللَّه ص و في حرب علي ع فقال بعضنا حرب علي ع شر من حرب رسول اللَّه ص و قال بعضنا حرب رسول اللَّه ص شر من حرب علي ع فقال أبو جعفر ع لا بل حرب علي ع شر من حرب رسول اللَّه ص فقلت جعلت فداك أ حرب علي ع شر من حرب رسول اللَّه ص قال نعم و سأخبرك عن ذلك أن حرب رسول اللَّه ص لم يقروا بالإسلام و أن حرب علي ع أقروا بالإسلام ثم جحدوه.