×
☰ فهرست و مشخصات
تفسير العياشي2

من سورة الأعراف ص : 2

 

الجزء الثاني‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

من سورة الأعراف‏

1- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ من قرأ سورة الأعراف في كل شهر- كان يوم القيامة من الذين‏ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ‏ و لا يحزنون، فإن قرأها في كل جمعة كان ممن لا يحاسب يوم القيامة، ثم قال أبو عبد الله ع: أما إن فيها آيات محكمة «1» فلا تدعوا قراءتها و تلاوتها و القيام بها، فإنها تشهد يوم القيامة لمن قرأها عند ربه‏ «2».

2- عن أبي جمعة رحمة بن صدقة قال‏ أتى رجل من بني أمية و كان زنديقا- إلى جعفر بن محمد ع فقال له: قول الله في كتابه‏ المص‏ أي شي‏ء أراد بهذا و أي شي‏ء فيه من الحلال و الحرام و أي شي‏ء في ذا مما ينتفع به الناس قال: فأغلظ ذلك جعفر بن محمد ع فقال: أمسك ويحك الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون، كم معك فقال الرجل: مائة و إحدى و ستون، فقال له جعفر بن محمد ع: إذا انقضت سنة إحدى و ستين و مائة ينقضي ملك أصحابك، قال: فنظرنا فلما انقضت‏

______________________________

 (1)- و في نسخة «آي و محكم».

 (2)- البرهان ج 2: 2. البحار ج 19: 69.

 

2
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 1] ص : 2

إحدى و ستون و مائة يوم عاشوراء دخل المسودة «1» الكوفة و ذهب ملكهم‏ «2».

3 خيثمة الجعفي عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفر ع‏ يا با لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة «3» فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم‏ «4» منهم الفوبسق الملقب بالهادي، و الناطق و الغاوي، يا با لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، إن الله تبارك و تعالى أنزل «الم ذلِكَ الْكِتابُ‏، فقام محمد ع حتى ظهر نوره و ثبتت كلمته، و ولد يوم ولد، و قد مضى من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين، ثم قال:

و تبيانه في كتاب الله [في‏] الحروف المقطعة- إذا عددتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيام [الأيام‏] إلا و قائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون، فذلك مائة و إحدى و ستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي ع‏ الم‏ الله، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص‏»، و يقوم قائمنا عند انقضائها ب الر فافهم ذلك و عه و اكتمه‏ «5».

______________________________

 (1)- المسودة بكسر الواو أي لابسي سواد و المراد أصحاب الدعوة العباسية لأنهم كانوا يلبسون ثياباً سوداء.

 (2)- البرهان ج 2: 3. البحار ج 19: 92. الصافي ج 1: 563 و نقله الصدوق (ره) في معاني الأخبار لكن في أكثر نسخه ثلاثين بدل ستين في المواضع الثلاثة و لعله الأصح كما سيظهر و سيأتي شرحه في ذيل الحديث الآتي.

 (3)- الذبحة- كهمزة-: وجع في الحلق من الدم، و قيل: قرحة تظهر فيه فتنسد معها و ينقطع النفس و يسمى بالخناق.

 (4)- كذا في النسخ و استظهر في هامش نسخة العلامة المحدث النوري (ره) أن الأصل «سريرتهم».

 (5)- البحار ج 19: 94. البرهان ج 2: 3. الصافي ج 1: 57. ثم إنه قد اختلفت كلمات القوم في فواتح السور و تلك الحروف المقطعة و كثرت الأقوال و ربما تبلغ إلى ثلاثين قولا ذكر جلها الرازي في تفسيره عند تفسير قوله تعالى «الم ذلِكَ الْكِتابُ‏ اه» في سورة البقرة فراجع و لعل أقربها إلى الصواب كما يستفاد من هذه الأخبار و يؤيده آيات الكتاب ما ذهب إليه جمع من محققي علماء الإمامية و بعض المفسرين من العامة و هو أن هذه الحروف هي أسرار بين اللَّه و رسوله و رموز لم يقصد بها إفهام غيره و غير الراسخين في العلم من ذريته كما قال تعالى‏ «وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ» إلى قوله‏ «وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» و هذين الخبرين و غيرهما أيضاً يدلان على أنها من جملة الرموز المفتقرة إلى البيان و قد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: لكل كتاب صفوة و صفوة هذا الكتاب حروف التهجي.

ثم لا يخفى أن هذين الخبرين من معضلات الأخبار و مخيبات الأسرار و نحن نذكر بعض ما قيل في شرحهما على ما هو المناسب لوضع هذه التعليقة فنقول: قال العلامة المجلسي (ره): بعد نقلهما عن كتاب معاني الأخبار في شرح الحديث الأول ما لفظه: هذا الخبر لا يستقيم إذا حمل على مدة ملكهم لأنه كان ألف شهر و لا على تاريخ الهجرة مع ابتنائه عليه لتأخر حدوث هذا التاريخ عن زمن الرسول و لا على تاريخ عام الفيل لأنه يزيد على أحد و ستين و مائة مع أن أكثر نسخ الكتاب (يعني كتاب معاني الأخبار) أحد و ثلاثون و مائة و هو لا يوافق عدد الحروف ثم قال (ره): و قد أشكل علي حل هذا الخبر زماناً حتى عثرت على اختلاف ترتيب الأباجد في كتاب عيون الحساب فوجدت فيه أن ترتيب الأبجد في القديم الذي ينسب إلى المغاربة هكذا: أبجد، هوز، حطي، كلمن، صعفض، قرست، ثخذ، ظغش، فالصاد المهملة عندهم ستون و الضاد المعجمة تسعون و السين المهملة ثلاثمائة و الظاء المعجمة ثمانمائة و الغين المعجمة تسعمائة و الشين المعجمة ألف فحينئذ يستقيم ما في أكثر النسخ من عدد المجموع و لعل الاشتباه في قوله و الصاد تسعون من النساخ لظنهم أنه مبني على المشهور و حينئذ يستقيم إذا بني على البعثة أو نزول الآية كما لا يخفى على المتأمل «انتهى» و قال في شرح الحديث الثاني: الذي يخطر بالبال في حل هذا الخبر الذي هو من معضلات الأخبار هو أنه ع بين أن الحروف المقطعة التي في فواتح السور إشارة إلى ظهور ملك جماعة من أهل الحق و جماعة من أهل الباطل فاستخرج (ع) ولادة النبي (ص) من عدد أسماء الحروف المبسوطة بزبرها و بيناتها كما يتلفظ بها عند قراءتها بحذف المكررات كأن يعد ألف لام ميم تسعة و لا تعد مكررة بتكررها في خمس من السور فإنك إذا عددتها كذلك تصير مائة و ثلاثة أحرف و هذا يوافق تاريخ ولادة النبي (ص) لأنه كان قد مضى من الألف السابع من ابتداء خلق آدم (ع) مائة سنة و ثلاث سنين و إليه أشار بقوله (ع) «و تبيانه» أي تبيان تاريخ ولادته (ص) ثم بين أن كل واحدة من تلك الفواتح إشارة إلى ظهور دولة من بني هاشم ظهرت عند انقضائها «ف الم‏» التي في سورة البقرة إشارة إلى ظهور دولة الرسول إذ أول دولة ظهرت في بني هاشم كانت دولة عبد المطلب فهو مبدأ التاريخ و من ظهور دولته إلى ظهور دولة الرسول و بعثته كان قريباً من أحد و سبعين الذي هو عدد «الم» فالم ذلك- إشارة إلى ذلك و بعد ذلك نظم القرآن‏ «الم» الذي في آل عمران فهو إشارة إلى خروج الحسين (ع) إذا كان خروجه في أواخر سنة ستين من البعثة.

ثم بعد ذلك في نظم القرآن‏ «المص» فقد ظهرت دولة بني العباس عند انقضائها لكن يشكل هذا من حيث إن ظهور دولتهم و ابتداء بيعتهم كان في سنة اثنين و ثلاثين و مائة و قد مضى من البعثة حينئذ مائة و خمس و أربعون سنة فلا يوافق ما في الخبر ثم قال (ره):

و يمكن التفصي عن هذا الإشكال بوجوه:

الأول: أن يكون مبدأ هذا التاريخ غير مبدأ «الم» بأن يكون مبدأ ولادة النبي (ص) مثلا فإن بدو دعوة بني العباس كان في سنة مائة من الهجرة و ظهور بعض أمرهم في خراسان كان في سنة سبع أو ثمان و مائة من ولادته (ص) إلى ذلك الزمان كان مائة و إحدى و ستين سنة.

الثاني: أن يكون المراد بقيام قائم ولد عباس استقرار دولتهم و تمكنهم و ذلك كان في أواخر زمن المنصور و هو يوافق هذا التاريخ من البعثة:

الثالث: أن يكون هذا الحساب مبنياً على ما في شرح الحديث السابق من كون الصاد في ذلك الحساب ستين فيكون مائة و إحدى و ثلاثين فيوافق تاريخه تاريخ‏ «الم» إذ في سنة مائة و سبع عشرة من الهجرة ظهرت دعوتهم في خراسان. ثم قال (ره) و يحتمل أن يكون مبدأ هذا التاريخ نزول الآية و هي و إن كانت مكية كما هو المشهور فيحتمل أن يكون نزولها في زمان قريب من الهجرة فيقرب من بيعتهم الظاهر و إن كانت مدنية فيمكن أن يكون نزولها في زمان ينطبق على بيعتهم بغير تفاوت ثم قال (ره) في شرح قوله (ع): فلما بلغت مدته أي كملت المدة المتعلقة بخروج الحسين ع فإن ما بين شهادته صلوات اللَّه عليه إلى خروج بني العباس كان من توابع خروجه و قد انتقم اللَّه له من بني أمية في تلك المدة إلى أن استأصلهم ثم قال (ره):

و قوله: و يقوم قائمنا عند انقضائها بالر هذا يحتمل وجوهاً:

الأول: أن يكون من الأخبار المشروطة البدائية و لم يتحقق لعدم تحقق شرطه كما يدل عليه بعض أخبار هذا الباب.

الثاني: أن يكون تصحيف «المر» و يكون مبدأ التاريخ ظهور أمر النبي ص قريباً من البعثة كألف لام ميم و يكون المراد بقيام القائم قيامه بالإمامة تورية فإن إمامته كانت في سنة ستين و مائتين فإذا أضيف إليها أحد عشر من البعثة يوافق ذلك.

الثالث: أن يكون المراد جميع أعداد كل‏ «الر» يكون في القرآن و هي خمس مجموعها ألف و مائة و خمسة و خمسون ثم ذكر وجهين آخرين و استبعدهما تركناهما حذراً من الإطالة و الإطناب و هذا آخر ما نقلناه من كلامه (ره).

و قال تلميذ المحدث المحقق المولى أبو الحسن بن محمد طاهر العاملي (ره) بعد نقل كلامه (ره): و لقد أجاد في إفادة المراد بما لا يتطرق إليه المزاد إلا أن فيه بعض ما ينبغي ذكره فاعلم أن قوله (ع) في حديث المخزومي إن ولادة النبي كانت في سنة مائة و ثلاث من الألف السابع موافق بحسب الواقع لما ضبطه أكثر أهل الزيجات و التواريخ المضبوطة و إن كان بحسب الظاهر موهماً للمخالفة فإن الذي ضبطه الأكثر أن عمر آدم كان ألف سنة إلا سبعين كما يظهر من كثير من أخبارنا أيضاً و إن من وفاة آدم إلى الطوفان كان ألفاً و ثلاثمائة سنة و كسراً، و من الطوفان إلى مولد إبراهيم (ع) كان ألفاً و ثمانين و كسراً و من مولد إبراهيم عليه السلام إلى وفاة موسى (ع) كان خمسمائة سنة و كسراً و من وفاة موسى (ع) إلى مبدإ ملك بخت‏نصر كان تسعمائة سنة و كسراً و قيل سبعمائة و كسراً و إن بين ملك بخت نصر و مولد النبي (ص) كان ألفا سنة و عشر سنين ما سوى الكسورات المذكورة، فبين في الحديث أنها ثلاث و تسعون سنة و كذا لو بني على قول من قال بأن ما بين وفاة موسى و ملك بخت‏نصر كان سبعمائة و كسراً يمكن تصحيح الحساب بأنه يكون مجموع ما بين خلق آدم إلى ولادة النبي (ص) على هذا الحساب خمسة آلاف سنة و ثمانمائة و كسراً كما صرح به بعضهم أيضاً بأن هذا كله على حساب السنين الشمسية فيكون بالقمرية المضبوط بالشهور العربية ستة آلاف سنة و كسراً.

ففي الحديث المذكور أيضاً صرح (ع) بأن ذلك الكسر مائة و ثلاث سنين مع قطع النظر عن الشمسية و القمرية نقول أيضاً إذا كان على هذا الحساب عدد الألوف خمسة و المائة المعلومة ثمانية بقيت الكسور التي بين هذه التواريخ غير معلومة فربما يكون جميعها ثلاثمائة و ثلاث سنين كما أخبر الإمام (ع) و يؤيده تصريح بعض المورخين بأن من هبوط آدم إلى مولد النبي (ص) ستة آلاف سنة و مائة و ثلاث و ستون سنة فافهم.

و اعلم أيضاً أن مراد شيخنا (ره) بقوله في تطبيق الم اللَّه على خروج الحسين (ع) و إنما كان شيوع أمره يعني أمر النبي (ص) بعد سنتين من البعثة دفع ما يرد على ذلك من أن ما بين مبدإ البعثة إلى خروج الحسين (ع) كان ثلاثاً و سبعين سنة فزيد حينئذ سنتان، و لعله (ره) لم يحتج إلى هذا التكلف مع بعده بل كان له أن يجعل مبنى الحساب على السنين الشمسية فإن خروجه (ع) كان في آخر سنة ستين من الهجرة بحساب سنين القمرية فيصير من البعثة إليها بحساب الشمسية واحدة و سبعين سنة كما هو ظاهر على الماهر و كأنه (ره) لم يتوجه إلى هذا التوجيه لأنه لا يجري فيما سيأتي في تاريخ قيام القائم (ع) فتأمل.

ثم اعلم أيضاً أن الوجه الأول الذي ذكره طاب مرقده في التفصي عما استشكله في كون المص تاريخ قيام قائم بني العباس وجه جيد، لكن لم يكن له حاجة إلى أن يتكلف بجعل تاريخ القيام زمان ظهور أمرهم بل إن جعل تاريخ ذلك زمان أصل ظهور دعوتهم في خراسان و بدو خروج قائمهم و الأعوان أعني أبا مسلم المروزي لتم الكلام أيضاً حق التمام فإن أصل ظهور تلك الدعوة على ما صرح به هو أيضاً أخيراً كان في سنة مائة و سبع عشرة من الهجرة من ولادة النبي (ص) إلى الهجرة كان ثلاثاً و خمسين سنة تقريباً بالسنين القمرية و تلك بعد إخراج التفاوت الذي يحصل بسبب اختلاف أشهر الولادة و البعثة و الهجرة و غيرها و تحويلها إلى السنين الشمسية تصير مائة و واحدة و ستين سنة تقريباً.

و أما توجيهه رضي اللَّه عنه بما وجهه به حديث رحمة بن صدقة أيضاً من كون مبنى الحساب على عدد الصاد ستين كما هو عند المغاربة فهو و إن كان حاسماً لمادة الإشكال في الخبرين جميعاً إلا أنه بعيد من كليهما من وجوه غير خفية.

منها: تصريح الإمام فيهما معاً بأن الصاد تسعون و الحمل على اشتباه النساخ في كل منهما لا سيما في الخبر الذي يستلزم أن يقال بالاشتباه في كلمتين كما هو ظاهر مما يرتفع باحتماله الاعتماد على مضامين الأخبار و الوثوق بها.

على أنه يمكن توجيه حديث رحمة أيضاً بنوع لا يحتاج إلى القول بهذا الاشتباه مع البناء على ما في أكثر النسخ (يعني من كتاب معاني الأخبار) أعني كون ثلاثين بدل ستين كما هو الأنسب بالنسبة إلى عجز الحديث إذ لا كلام في أن دخول المسودة الكوفة كان عند انقضاء سنة مائة و إحدى و ثلاثين من الهجرة، و التوجيه أن يقال لعل الإمام (ع) في ذلك الحديث عد أولا عدد حساب الحروف بقوله الألف واحد و اللام ثلاثون و الميم أربعون و الصاد تسعون ثم قال: كم معك حتى يقول الرجل مائة و واحد و ستون فيخبره بمبدإ ظهور أمر بني العباس على وفق حديث أبي لبيد لكن الرجل توهم في الحساب و الجواب فقال: مائة و إحدى و ثلاثون و كان ذلك أيضاً موافقاً ليوم دخول المسودة الكوفة إذا حوسب من الهجرة فأقره الإمام (ع) على خطائه و لم يخبره بتوهمه حيث كان ذلك الذي ذكره أيضاً من أيام فناء أصحابه بل أشدها عليهم فأخبره بما أحرق قلبه على وفق جوابه أيضاً فافهم و تأمل جيداً حتى تعلم أن ما ذكره شيخنا المتقدم طاب ثراه في آخر توجيه حديث رحمة من أن استقامة ما ذكره من التوجيه إذا بني على البعثة و قد أشار إلى مثله بما في حديث أبي لبيد أيضاً ليس على ما ينبغي بل المعنى يستقيم حينئذ إذا حوسب من الهجرة كما صرح الراوي في آخر الحديث و نص عليه أهل التواريخ أيضاً فتأمل.

و اعلم أيضاً أن الأظهر في الوجوه التي ذكرها (ره) في توجيه قيام القائم (ع) الوجه الثاني فإن في أكثر النسخ المعتبرة ضبط «المر» بدل‏ «الر» مع كونه حينئذ على نسق ما تقدم عليه في كون الجميع‏ «الم» و ربما يكون نظم القرآن أيضاً كذلك عند أهل البيت أن يكون‏ «المر» قبل‏ «الر» و لا بعد أيضاً في التعبير عن إمامة القائم (ع) بقيامه هذا ما خطر بالبال و اللَّه و حججه أعلم بحقائق الأحوال. «انتهى».

3
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 3] ص : 9

 

4- عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال‏ قال أمير المؤمنين ع في خطبته قال الله: «اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ- وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ- قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ‏» ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم، و في تركه الخطأ المبين‏ «1».

5- عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الملائكة كانوا يحسبون أن إبليس منهم، و كان في علم الله أنه ليس منهم، فاستخرج الله ما في نفسه بالحمية، فقال: خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ‏ «2».

6- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ الصراط الذي قال إبليس «لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ- ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ‏» الآية- و هو علي ع‏ «3».

7- عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ‏» إلى «شاكِرِينَ‏» قال: يا زرارة إنما عمد لك‏ «4» و لأصحابك، و أما الآخرون فقد فرغ منهم‏ «5».

8- عن موسى بن محمد بن علي عن أخيه أبي الحسن الثالث ع قال‏ الشجرة التي نهى الله آدم و زوجته- أن يأكلا منها شجرة الحسد، عهد إليهما أن لا ينظر إلى من فضل الله عليه و على خلائقه- بعين الحسد، و لم يجد الله له عزما «6».

9- عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال‏ سألته كيف أخذ الله‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 4- 5.

 (2)- البرهان ج 2: 4- 5.

 (3)- البرهان ج 2: 4- 5. الصافي ج 1: 568.

 (4)- عمد للشي‏ء: قصد. و فى بعض النسخ «صمد» و هو بمعناه أيضاً.

 (5)- البرهان ج 2: 5. البحار ج 14: 627.

 (6)- البرهان ج 2: 6. البحار ج 5: 51.

 

9
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): الآيات 20 الى 23] ص : 9

آدم بالنسيان فقال: إنه لم ينس و كيف ينسى و هو يذكره- و يقول له إبليس «ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ- إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ‏» «1».

10- عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله رفعه إلى النبي ص‏ أن موسى سأل ربه- أن يجمع بينه و بين أبيه آدم حيث عرج إلى السماء في أمر الصلاة ففعل، فقال له موسى: يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده، و نفخ فيك من روحه، و أسجد لك ملائكته، و أباح لك جنته، و أسكنك جواره، و كلمك قبلا ثم نهاك عن شجرة واحدة- فلم تصبر عنها حتى أهبطت إلى الأرض بسببها- فلم تستطع أن تضبط نفسك عنها حتى أغراك إبليس فأطعته فأنت الذي أخرجتنا من الجنة بمعصيتك، فقال له آدم: ارفق بأبيك أي بني محنة ما [فيما] لقي في أمر هذه الشجرة [يا بني‏] إن عدوي أتاني من وجه المكر و الخديعة، فحلف لي بالله أنه في مشورته علي لمن الناصحين، و ذلك أنه قال لي مستنصحا: إني لشأنك يا آدم لمغموم قلت: و كيف قال: قد كنت آنست بك و بقربك مني- و أنت تخرج مما أنت فيه إلى ما ستكرهه، فقلت له: و ما الحيلة فقال إن الحيلة هو ذا هو معك، أ فلا أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى فكلا منها أنت و زوجك- فتصيرا معي في الجنة أبدا من الخالدين- و حلف لي بالله كاذبا أنه لمن الناصحين، و لم أظن يا موسى أن أحدا يحلف بالله كاذبا، فوثقت بيمينه، فهذا عذري فأخبرني يا بني- هل تجد فيما أنزل الله إليك- أن خطيئتي كائنة من قبل أن أخلق قال له موسى:

بدهر طويل، قال رسول الله ص فحج آدم موسى قال ذلك ثلاثا «2».

11- عن عبد الله بن سنان قال‏ سئل أبو عبد الله ع و أنا حاضر- كم لبث آدم و زوجه في الجنة حتى أخرجتهما منها خطيئتهما فقال: إن الله تبارك و تعالى نفخ في آدم روحه- بعد زوال الشمس‏ «3» من يوم الجمعة ثم برأ زوجته من أسفل أضلاعه، ثم أسجد له ملائكته و أسكنه جنته من يومه ذلك، فو الله ما استقر فيها إلا ست ساعات في يومه‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 6. البحار ج 5: 51.

 (2)- البرهان ج 2: 6. البحار ج 5: 51.

 (3)- و في نسخة البرهان «عند زوال الشمس».

10
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): الآيات 26 الى 27] ص : 11

ذلك- حتى عصى الله، فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس، و ما باتا فيها و صيرا بفناء الجنة حتى أصبحا، ف بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما ... وَ ناداهُما رَبُّهُما أَ لَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ فاستحيا آدم من ربه و خضع و قال: رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا و اعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا، قال الله لهما: اهبطا من سماواتي إلى الأرض- فإنه لا يجاورني في جنتي عاص و لا في سماواتي ثم قال أبو عبد الله ع: إن آدم لما أكل من الشجرة- ذكر أنه ما نهاه الله عنها- فندم فذهب ليتنحى من الشجرة- فأخذت الشجرة برأسه فجرته إليها، و قالت له: أ فلا كان فرارك من قبل أن تأكل مني‏ «1».

12- عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما» قال: كانت سوآتهما لا تبدو لهما فبدت، يعني كانت من داخل‏ «2».

13- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله: «يا بَنِي آدَمَ‏» قالا: هي عامة «3».

14- عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع‏ من زعم أن الله أمر بالسوء و الفحشاء فقد كذب على الله، و من زعم أن الخير و الشر بغير مشية منه- فقد أخرج الله من سلطانه، و من زعم أن المعاصي عملت بغير قوة الله فقد كذب على الله، و من كذب على الله أدخله الله النار «4».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 7. البحار ج 5: 51.

 (2)- البرهان ج 2: 7. البحار ج 5: 51.

 (3)- و في نسخة البرهان بعد قوله‏ «يا بَنِي آدَمَ» زيادة و هي هذه:

 «لباس التقوى: ثياب بيض.

قال و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى‏ «يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً وَ لِباسُ التَّقْوى‏» قال: فأما اللباس التي يلبسون و أما الرياش فالمتاع و المال، و أما لباس التقوى فالعفاف إن العفيف لا تبدو له عورة و إن كان عارياً عن اللباس، و الفاجر بادي العورة و إن كان كاسياً من اللباس، و يقول اللَّه: «وَ لِباسُ التَّقْوى‏ ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ» إنه محكم» (انتهى).

 (4)- البرهان ج 2: 8.

11
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 28] ص : 12

15- عن محمد بن منصور عن عبد صالح ع قال‏ سألته عن قول الله: «وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً» إلى قوله: «أَ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ‏» فقال أ رأيت أحدا يزعم أن الله أمرنا بالزنا- و شرب الخمر و شي‏ء من هذه المحارم فقلت: لا، فقال: ما هذه الفاحشة- التي تدعون أن الله أمر بها- فقلت: الله أعلم و وليه، فقال: إن هذا من أئمة الجور، ادعوا أن الله أمرهم بالايتمام بهم، فرد الله ذلك عليهم، فأخبرنا أنهم قد قالوا عليه الكذب- فسمى ذلك منهم فاحشة «1».

16- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ من زعم أن الله يأمر بالفحشاء فقد كذب على الله، و من زعم أن الخير و الشر إليه فقد كذب على الله‏ «2».

17- عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله «وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» قال: هو إلى القبلة «3».

18- عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» قال: يعني الأئمة «4».

19- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله: «وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» قال: مساجد محدثة، فأمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام‏ «5».

20 أبو بصير عن أحدهما قال‏ هو إلى القبلة- ليس فيها عبادة الأوثان خالصا مخلصا «6».

21- عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع‏ في قول الله: «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» قال: هي الثياب‏ «7».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 8. البحار ج 7: 129: الصافي ج 1: 571.

 (2)- البرهان ج 2: 8. البحار ج 7: 129. الصافي ج 1: 571.

 (3)- البرهان ج 2: 8. البحار ج 18: 152. الصافي ج 1: 571.

 (4)- البرهان ج 2: 8. البحار ج 7: 69. الصافي ج 1: 571.

 (5)- البرهان ج 2: 8. البحار ج 18: 152.

 (6)- البرهان ج 2: 8. البحار ج 18: 152.

 (7)- البرهان ج 2: 9- 10. البحار ج 18: 85 و 97.

12
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 31] ص : 12

22- عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» قال: يعني الأئمة «1».

23- عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله ع‏ أ ترى الله أعطى من أعطى من كرامته عليه- و منع من منع من هوان به عليه لا و لكن المال مال الله- يضعه عند الرجل ودائع، و جوز لهم أن يأكلوا قصدا و يشربوا قصدا، و يلبسوا قصدا، و ينكحوا قصدا، و يركبوا قصدا، و يعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين- و يلموا به شعثهم، فمن فعل ذلك كان ما يأكل حلالا و يشرب حلالا، و يركب حلالا، و ينكح حلالا، و من عدا ذلك كان عليه حراما- ثم قال: «وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ‏» أ ترى الله ائتمن رجلا على مال خول له- أن يشتري فرسا بعشرة آلاف‏ «2» درهم- و يجزيه فرس بعشرين درهما- و يشتري جارية بألف دينار- و يجزيه جارية بعشرين دينارا و قال: «وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ‏» «3».

24- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله: «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» قال: عشية عرفة «4».

25- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته: «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» قال: هو المشط عند كل صلاة فريضة و نافلة «5».

26- عن عمار النوفلي عن أبيه قال: سمعت أبا الحسن يقول‏ المشط يذهب بالوباء، قال: و كان لأبي عبد الله مشط في المسجد- يتمشط به إذا فرغ من صلاته‏ «6».

27- عن المحاملي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» قال الأردية في العيدين و الجمعة «7».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 10. البحار ج 7: 69.

 (2)- قال الفيروزآبادي: خوله اللَّه المال: أعطاه إياه متفضلا.

 (3)- البرهان ج 2: 10. البحار ج 15 (ج 4) 201 و 16 (م): 41. الصافي ج 1 573.

 (4)- البرهان ج 2: 10.

 (5)- البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 317. الصافي ج 1: 572- 573.

الوسائل ج 1. أبواب آداب الحمام باب 71 و ج 2 أبواب وجوب الإحرام باب 26.

 (6)- البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 317. الصافي ج 1: 572- 573.

الوسائل ج 1. أبواب آداب الحمام باب 71 و ج 2 أبواب وجوب الإحرام باب 26.

 (7)- البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 317. الصافي ج 1: 572- 573.

الوسائل ج 1. أبواب آداب الحمام باب 71 و ج 2 أبواب وجوب الإحرام باب 26.

13
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 32] ص : 14

28- عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد الله ع‏ من سأل الناس شيئا و عنده ما يقوته يومه- فهو من المسرفين‏ «1».

29- عن خيثمة بن أبي خيثمة قال‏ كان الحسن بن علي ع إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه، فقيل له: يا ابن رسول الله لم تلبس أجود ثيابك فقال: إن الله تعالى جميل يحب الجمال فأتجمل لربي، و هو يقول: «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» فأحب أن ألبس أجود ثيابي‏ «2».

30- عن الحكم بن عيينة قال‏ رأيت أبا جعفر ع و عليه إزار أحمر «3» قال فأحدت النظر إليه‏ «4» فقال: يا با محمد إن هذا ليس به بأس، ثم تلا: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ- وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ‏» «5».

31- عن الوشاء عن الرضا ع قال‏ كان علي بن الحسين يلبس الجبة و المطرف من الخز- و القلنسوة «6» و يبيع المطرف و يتصدق بثمنه- و يقول: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ- وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ‏» «7».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 317. الصافي ج 1: 572- 573.

 (2)- البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 85 و 87. الصافي ج 2: 572. الوسائل ج 1 أبواب لباس المصلي باب 54. مجمع البيان ج 3: 412.

 (3)- و في نسخة البرهان بعد قوله: رأيت أبا جعفر هكذا: «و هو في بيت منجد و عليه قميص رطب اه» أقوال: و هو موافق لرواية الكليني في الكافي و بيت منجد- بضم الميم و فتح النون و الجيم و شدها- مزين بنجوده و هي ستوره التي تشد على الحيطان.

 (4)- أحد إليه النظر- بتشديد الدال- بالغ في النظر إليه.

 (5)- البرهان ج 2: 12. البحار ج 16 (م): 41.

 (6)- المطرف بضم الميم و فتحها-: رداء من خز مربع ذو أعلام قال الفراء: و أصله الضم لأنه في المعنى مأخوذ من أطرف أي جعل في طرفيه العلمان و لكنهم استثقلوا الضمة فكسروه.

 (7)- البرهان ج 2: 13. البحار ج 16 (م): 41.

14
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 32] ص : 14

32- عن يوسف بن إبراهيم قال‏ دخلت على أبي عبد الله ع و علي جبة خز و طيلسان خز «1» فنظر إلي فقلت: جعلت فداك علي جبة خز و طيلسان خز- ما تقول فيه فقال: و ما بأس‏ «2» بالخز- قلت: و سداه‏ «3» إبريسم فقال لا بأس به- فقد أصيب الحسين بن علي ع و عليه جبة خز، ثم قال: إن عبد الله بن عباس لما بعثه أمير المؤمنين ع إلى الخوارج لبس أفضل ثيابه، و تطيب بأطيب طيبه، و ركب أفضل مراكبه، فخرج إليهم فوافقهم فقالوا: يا ابن عباس بينا [بيننا] أنت خير الناس- إذ أتيتنا في لباس من لباس الجبابرة و مراكبهم، فتلا هذه الآية: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ- وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ‏» ألبس و أتجمل، فإن الله جميل يحب الجمال- و ليكن من حلال‏ «4».

33- عن العباس بن هلال الشامي [قال: قال أبو الحسن‏] عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ قلت: جعلت فداك و ما أعجب إلى الناس- من يأكل الجشب‏ «5» و يلبس الخشن و يتخشع، قال: أ ما علمت أن يوسف بن يعقوب ع نبي ابن نبي- كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب‏ «6» و يجلس في مجالس آل فرعون، يحكم و لم يحتج الناس إلى لباسه، و إنما احتاجوا إلى قسطه، و إنما يحتاج من الإمام- إلى أن إذا قال صدق و إذا وعد أنجز، و إذا حكم عدل، إن الله لم يحرم طعاما و لا شرابا من‏

______________________________

 (1)- الطيلسان- بالفتح و تثليث اللام-: كساء مدور أخضر لا أسفل له يلبسه الخواص من العلماء و المشايخ و هو من لباس العجم.

 (2)- و في بعض النسخ «لا بأس».

 (3)- السدى من الثوب: ما مد من خيوطه و يقال له بالفارسية «تار» و هو بخلاف اللحمة «پود».

 (4)- البرهان ج 2: 13. البحار ج 16 (م): 41.

 (5)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان لكن في الأصل و البحار «الخشن» بدل «الجشب» و الجشب من الطعام: الغليظ و قيل هو ما لا أدم فيه.

 (6)- المزرور: المشدود بالأزرار و هي جمع الزر بالكسر: الحبة تجعل في العروة.

15
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 33] ص : 16

حلال، و إنما حرم الحرام قل أو كثر، و قد قال: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ- وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ‏ «1».

34- عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن ع قال‏ كان علي بن الحسين ع يلبس الثوب بخمسمائة دينارا، و المطرف بخمسين دينارا يشتو فيه‏ «2» فإذا ذهب الشتاء باعه و تصدق بثمنه‏ «3».

35- و في خبر عمر بن علي عن أبيه علي بن الحسين ع‏ «4» أنه كان يشتري الكساء الخز بخمسين دينارا، فإذا صاف تصدق به، لا يرى بذلك بأسا- و يقول: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ- وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ‏ «5».

36- عن محمد بن منصور قال‏ سألت عبدا صالحا عن قول الله: «إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ‏» قال: إن القرآن له ظهر و بطن- فجميع ما حرم‏ «6» به في الكتاب- هو في الظاهر و الباطن من ذلك أئمة الجور، و جميع ما أحل في الكتاب- هو في الظاهر و الباطن من ذلك أئمة الحق‏ «7».

37- عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: قال رسول الله ص‏ ما من أحد أعز «8» من الله تبارك و تعالى، و من أعز ممن حرم‏ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ‏ «9».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 13. البحار ج 16 (م): 41.

 (2)- شتا يشتو بالبلد: أقام به شتاء.

 (3)- البرهان ج 2: 13. البحار ج 16 (م): 41.

 (4)- و في نسخة مخطوطة كنسخة البرهان هكذا «عمر بن علي عن الحسين ع».

 (5)- البرهان ج 2: 13. البحار ج 16 (م): 41.

 (6)- و في نسخة البرهان «فأما ما حرم» بدل «فجميع ما حرم».

 (7)- البحار ج 7: 153. البرهان ج 2: 13.

 (8)- و في نسخة البرهان «أغير»- من الغيرة- و لعله الظاهر.

 (9)- البرهان ج 2: 14.

16
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 34] ص : 17

 

38- عن علي بن يقطين قال‏ سأل المهدي أبا الحسن ع عن الخمر- هل هي محرمة في كتاب الله فإن الناس يعرفون النهي و لا يعرفون التحريم فقال له أبو الحسن: بل هي محرمة، قال: في أي موضع هي محرمة بكتاب الله يا أبا الحسن قال:

قول الله تبارك و تعالى: «قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ- وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ‏» فأما قوله: «ما ظَهَرَ مِنْها فيعني الزنا المعلن، و نصب الرايات التي [كانت‏] ترفعها الفواجر في الجاهلية، و أما قوله: «وَ ما بَطَنَ‏» يعني ما نكح من الآباء- فإن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي ص إذا كان للرجل زوجة و مات عنها- تزوجها ابنه من بعده إذا لم يكن أمه، فحرم الله ذلك، و أما الْإِثْمَ‏ فإنها الخمر بعينها و قد قال الله في موضع آخر «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ- قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ‏» فأما الإثم في كتاب الله فهي الخمر، و الميسر فهي النرد و الشطرنج- و إثمهما كبير كما قال الله- و أما قوله: «الْبَغْيَ‏» فهو الزنا سرا- قال: فقال المهدي: هذه و الله فتوى هاشمية «1».

39- عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ‏» قال: هو الذي يسمى لملك الموت ع‏ «2».

40- عن منصور بن يونس عن رجل عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْها- لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ» نزلت في طلحة و الزبير و الجمل جملهم‏ «3».

41- عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع‏ في قوله: «فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ- أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ‏» قال: المؤذن أمير المؤمنين ع‏ «4».

42- عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي ع‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 14. البحار ج 16 (م): 22. الصافي ج 1: 575.

 (2)- البرهان ج 2: 14. الصافي ج 1: 576. و زاد بعد قوله لملك الموت‏ «فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»

 (3)- البرهان ج 2: 14.

 (4)- البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 17. الصافي ج 1: 578.

 

17
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): الآيات 46 الى 49] ص : 18

قال‏ أنا يعسوب المؤمنين و أنا أول السابقين، و خليفة رسول رب العالمين، و أنا قسيم [الجنة و] النار و أنا صاحب الأعراف‏ «1».

43- عن هلقام عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏» ما يعني بقوله «وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ‏» قال: أ لستم تعرفون عليكم عرفاء على قبائلكم- ليعرفون‏ «2» من فيها من صالح أو طالح قلت: بلى، قال فنحن أولئك الرجال- الذين‏ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ «3».

44- عن زاذان عن سلمان قال‏ سمعت رسول الله ص يقول لعلي أكثر من عشر مرات: يا علي إنك و الأوصياء من بعدك- أعراف‏ «4» بين الجنة و النار لا يدخل الجنة إلا من عرفكم و عرفتموه- و لا يدخل النار إلا من أنكركم و أنكرتموه‏ «5».

45- عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع‏ في هذه الآية «وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏» قال: يا سعد هم آل محمد ع لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النار إلا من أنكرهم و أنكروه‏ «6».

46- عن الطيار عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له: أي شي‏ء أَصْحابُ الْأَعْرافِ‏ قال:

استوت الحسنات و السيئات- فإن أدخلهم الجنة فبرحمته، و إن عذبهم لم يظلم‏ «7».

47- عن كرام‏ «8» قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إذا كان يوم القيمة أقبل‏

______________________________

 (1)- البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20.

 (2)- و في نسخة البرهان «ليعرفوا» و في البحار «ليعرف».

 (3)- البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20.

 (4)- قال الطريحي: قوله تعالى «وَ عَلَى الْأَعْرافِ‏ اه» أي و على أعراف الحجاب و هو السور المضروب بين الجنة و النار و هي أعاليه، جمع عرف مستعار من عرف الفرس و الديك.

 (5)- البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20. الصافي ج 1: 579.

 (6)- البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20. الصافي ج 1: 579.

 (7)- البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20. الصافي ج 1: 579.

 (8)- هو عبد الكريم بن عمرو بن صالح الخثعمي و «كرام» لقبه راجع تنقيح المقال و غيره.

18
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 50] ص : 19

سبع قباب- من نور يواقيت خضر و بيض، في كل قبة إمام دهره قد احتف به أهل دهره- برها و فاجرها- حتى يقفون بباب الجنة، فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة- فيميز أهل ولايته و عدوه- ثم يقبل على عدوه- فيقول: أنتم‏ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ‏ اليوم [يقوله‏] لأصحابه فيسود وجه الظالم- فيميز «1» أصحابه إلى الجنة و هم يقولون: «رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏» فإذا نظر أهل قبة الثانية إلى قلة من يدخل الجنة و كثرة من يدخل النار خافوا أن لا يدخلوها، و ذلك قوله: «لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْ يَطْمَعُونَ‏» «2».

48- عن الثمالي قال‏ سئل أبو جعفر: عن قول الله «وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏» فقال أبو جعفر نحن الأعراف- الذين لا يعرف الله إلا بسبب معرفتنا- و نحن الأعراف الذين لا يدخل الجنة إلا من عرفنا و عرفناه- و لا يدخل النار إلا من أنكرنا و أنكرناه- و ذلك بأن الله لو شاء أن يعرف الناس نفسه لعرفهم، و لكنه جعلنا سببه و سبيله و بابه الذي يؤتى منه‏ «3».

49 إبراهيم بن عبد الحميد عن أحدهما قال‏ إن أهل النار يموتون عطاشا، و يدخلون قبورهم عطاشا [و يحشرون عطاشا]، و يدخلون جهنم عطاشا، فيرفع [لهم‏] قراباتهم من الجنة، فيقولون: «أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ‏ «4».

50- عن الزهري عن أبي عبد الله ع يقول‏ يَوْمَ التَّنادِ يوم ينادي أهل النار أهل الجنة أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ «5».

51- عن ميسر عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها» قال: إن الأرض كانت فاسدة فأصلحها الله بنبيه ع، فقال: «لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها» «6».

______________________________

 (1)- كذا في النسخ و استظهر في هامش نسخة العلامة المحدث النوري (ره) «فيسير» بدل «فيميز» و كأنه في محله. و في نور الثقلين «فيمر».

 (2)- البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20- 22.

 (3)- البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20- 22. الصافي ج 1: 582.

 (4)- البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20- 22. الصافي ج 1: 582.

 (5)- البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20- 22. الصافي ج 1: 582.

 (6)- البحار ج 8: 44. البرهان ج 2: 23. الصافي ج 1: 585.

19
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 71] ص : 20

52- عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا ع: قال: سمعته يقول‏ ما أحسن الصبر و انتظار الفرج، أ ما سمعت قول العبد الصالح «فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ‏» «1».

53- عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه‏ جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين ع فقال: أنت علي بن الحسين قال:، نعم- قال أبوك الذي قتل المؤمنين فبكى علي بن الحسين ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على أبي أنه قتل المؤمنين قال: قوله: إخواننا قد بغوا علينا- فقاتلناهم على بغيهم، فقال: ويلك أ ما تقرأ القرآن قال: بلى، قال: فقد قال الله: «وَ إِلى‏ مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً، وَ إِلى‏ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً» فكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم قال له الرجل: لا بل في عشيرتهم، قال: فهؤلاء إخوانهم في عشيرتهم- و ليسوا إخوانهم، في دينهم- قال: فرجت عني فرج الله عنك‏ «2».

54- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال‏ إن رسول الله ص سئل جبرئيل: كيف كان مهلك قوم صالح فقال: يا محمد إن صالحا بعث إلى قومه و هو ابن ست عشرة سنة- فلبث فيهم حتى بلغ عشرين و مائة سنة- لا يجيبوه إلى خير، قال: و كان لهم سبعون صنما- يعبدونها من دون الله، فلما رأى ذلك منهم قال: يا قوم إني قد بعثت إليكم- و أنا ابن ست عشرة سنة، و قد بلغت عشرين و مائة سنة، و أنا أعرض عليكم أمرين إن شئتم- فسلوني حتى أسأل إلهي فيجيبكم فيما تسألوني، و إن شئت‏ «3» سألت آلهتكم- فأجابتني بالذي أسألها- خرجت عنكم فقد شنئتكم و شنئتموني‏ «4» فقالوا: قد أنصفت يا صالح فاتعدوا ليوم يخرجون فيه، قال: فخرجوا بأصنامهم‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 23.

 (2)- البحار ج 8: 464. البرهان ج 2: 25.

 (3)- كذا في النسخ و في نسختي البرهان و البحار «شئتم» على صيغة الجمع و هو موافق لرواية الكليني (ره) في الكافي أيضاً.

 (4)- و في بعض النسخ كرواية الكليني (ره) «سئمتكم و سئمتموني».

20
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 73] ص : 20

إلى ظهرهم، ثم قربوا طعامهم و شرابهم فأكلوا و شربوا، فلما أن فرغوا دعوه فقالوا: يا صالح سل فدعا صالح كبير أصنامهم- فقال: ما اسم هذا فأخبروه باسمه، فناداه باسمه فلم يجب فقال صالح. ما له لا يجيب فقالوا: له ادع غيره فدعاها كلها بأسمائها فلم يجبه واحد منهم فقال: يا قوم قد ترون قد دعوت أصنامكم- فلم يجبني واحد منهم فسلوني حتى أدعو إلهي فيجيبكم الساعة، فأقبلوا على أصنامهم فقالوا لها: ما بالكم لا تجبن صالحا فلم تجب، فقالوا: يا صالح تنح عنا و دعنا و أصنامنا قليلا، قال:

فرموا بتلك البسط التي بسطوها- و بتلك الآنية و تمرغوا في التراب‏ «1» و قالوا لها: لئن لم تجبن صالحا اليوم لنفضحن- قال ثم دعوه فقالوا: يا صالح تعال فسلها- فعاد فسألها فلم تجبه، فقال: «2» إنما أراد صالح أن تجيبه و تكلمه بالجواب، قال:

فقال لهم: يا قوم هو ذا- ترون قد ذهب [صدر] النهار و لا أرى آلهتكم تجيبني- فسلوني حتى أدعو إلهي فيجيبكم الساعة، قال: فانتدب له منهم سبعون رجلا- من كبرائهم و عظمائهم و المنظور إليهم منهم- فقالوا: يا صالح نحن نسألك، قال: فكل هؤلاء يرضون بكم قالوا: نعم فإن أجابوك هؤلاء أجبناك، قالوا: يا صالح نحن نسألك فإن أجابك ربك- تبعناك و أجبناك و تابعك جميع أهل قريتنا- فقال لهم صالح: سلوني ما شئتم، فقالوا: انطلق بنا إلى هذا الجبل- و كان الجبل جبل قريب منه- حتى نسألك عنده- قال:

فانطلق [معهم الصالح‏] فانطلقوا معه، فلما انتهوا إلى الجبل قالوا: يا صالح سل ربك أن يخرج لنا الساعة من هذا الجبل- ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء «3».

و في رواية محمد بن نصير حمراء شعراء بين جنبيها ميل، قال: قد سألتموني شيئا يعظم علي و يهون على ربي، فسأل الله ذلك فانصدع الجبل صدعا- كادت تطير منه العقول لما سمعوا صوته، قال: فاضطرب الجبل كما تضطرب المرأة عند المخاض، ثم لم‏

______________________________

 (1)- تمرغ في التراب: تقلب.

 (2)- و في البحار و البرهان «فقالوا» و هو الظاهر.

 (3)- شقراء: شديدة الحمرة. و براء: كثيرة الوبر. عشراء: التي أتت عليها من اليوم الذي أرسل فيها الفحل عشرة أشهر و زال عنها اسم المخاض.

21
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 80] ص : 22

يعجلهم‏ «1» إلا و رأسها قد طلع عليهم- من ذلك الصدع، فاستقيمت رقبتها حتى أخرجت‏ «2» ثم خرج سائر جسدها ثم استوت على الأرض قائمة، فلما رأوا ذلك قالوا: يا صالح ما أسرع ما أجابك ربك، فسله أن يخرج لنا فصيلها «3» قال: فسأل الله ذلك فرمت به فدب حولها «4» فقال لهم: يا قوم أ بقي شي‏ء قالوا: لا انطلق بنا إلى قومنا- نخبرهم ما رأينا و يؤمنوا بك، قال: فرجعوا فلم يبلغ السبعون الرجل إليهم- حتى ارتد منهم أربعة و ستون رجلا- و قالوا سحر و بقيت [ثبتت‏] الستة- و قالوا: الحق ما رأينا، قال: فكثر كلام القوم و رجعوا مكذبين إلا الستة، ثم ارتاب من الستة واحد، فكان فيمن عقرها- و زاد محمد بن نصير في حديثه قال سعيد بن يزيد: فأخبرني أنه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام، فرأى جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه، و جبل آخر بينه و بين هذا ميل‏ «5».

55- عن يزيد بن ثابت قال‏ سأل رجل أمير المؤمنين ع أن يأتي النساء في أدبارهن فقال: سفلت سفل الله بك، أ ما سمعت الله يقول «أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ‏» «6».

56- عن عبد الرحمن بن الحجاج قال‏ سمعت أبا عبد الله ع ذكر عنده إتيان النساء في دبرهن، فقال: ما أعلم آية في القرآن أحلت ذلك إلا واحدة «إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ الآية «7».

______________________________

 (1)- و في بعض النسخ «يؤجلهم» و في آخر «يفجأهم».

 (2)- و في بعض النسخ- كرواية الكليني (ره)- «فما استتمت رقبتها حتى اجترت» و قوله اجترت من اجتر البعير: أكل ثانياً ما أخرجه مما أكله أولا.

 (3)- الفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن أمه.

 (4)- دب دباً و دبيباً: مشى على هنيئة.

 (5)- البحار ج 5: 105. البرهان ج 2: 25.

 (6)- البحار ج 5: 157. البرهان ج 2: 25. الوسائل ج 3. أبواب مقدمات النكاح باب 72.

 (7)- البحار ج 5: 157. البرهان ج 2: 25. الوسائل ج 3. أبواب مقدمات النكاح باب 72.

22
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 99] ص : 23

 

57- عن الحسين بن علي عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ يا ويح هذا القدرية إنما يقرءون هذه الآية «إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ‏» ويحهم من قدرها إلا الله تبارك و تعالى‏ «1».

58- عن صفوان الجمال قال‏ صليت خلف أبي عبد الله ع فأطرق ثم قال: اللهم لا تؤمني مكرك ثم جهر «2» فقال: «فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ‏» «3».

59- عن أبي ذر قال: قال‏ و الله ما صدق أحد- ممن أخذ الله ميثاقه فوفى بعهد الله غير أهل بيت نبيهم، و عصابة قليلة من شيعتهم، و ذلك قول الله «وَ ما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ- وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ‏» و قوله «وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ‏» «4».

60- قال: و قال الحسين بن الحكم الواسطي‏ كتبت إلى بعض الصالحين أشكو الشك، فقال: إنما الشك فيما لا يعرف، فإذا جاء اليقين فلا شك- يقول الله «وَ ما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ- وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ‏» نزلت في الشكاك‏ «5».

61- عن عاصم المصري رفعه قال‏ إن فرعون بني سبع مدائن يتحصن فيها من موسى ع، و جعل فيما بينهما آجاما و غياضا «6» و جعل فيها الأسد ليتحصن بها من موسى، قال: فلما بعث الله موسى إلى فرعون فدخل المدينة، فلما رآه الأسد تبصبصت‏ «7» و ولت مدبرة- ثم لم يأت مدينة إلا انفتح له بابها- حتى انتهى إلى قصر

______________________________

 (1)- البحار ج 3: 17. البرهان ج 2: 26.

 (2)- و في بعض النسخ «جهم» و هو بمعنى عبس وجهه و الظاهر هو المختار في المتن.

 (3)- البحار ج 18: 425. البرهان ج 2: 26.

 (4)- البحار ج 15 (ج 1):. البرهان ج 2: 26. الصافي ج 1: 600.

 (5)- البحار ج 15 (ج 3):. البرهان ج 2: 26.

 (6)- الآجام جمع الأجمة محركة- الشجر الكثير الملتف. و غياض جمع الغيضة مجتمع الشجر في مغيض ماء.

 (7)- بصبص الكلب و تبصبص: حرك ذنبه و التبصبص: التملق.

 

23
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 111] ص : 24

فرعون الذي هو فيه، قال: فقعد على بابه و عليه مدرعة «1» من صوف و معه عصاه فلما أخرج الآذن قال له موسى: استأذن لي على فرعون فلم يلتفت إليه، قال: فقال له موسى: إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ‏، قال فلم يلتفت إليه- قال: فمكث بذلك ما شاء الله يسأله أن يستأذن له، قال فلما أكثر عليه قال له: أ ما وجد رب العالمين من يرسله غيرك قال: فغضب موسى و ضرب الباب بعصاه- فلم يبق بينه و بين فرعون باب إلا انفتح حتى نظر إليه فرعون و هو في مجلسه، فقال: أدخلوه قال: فدخل عليه و هو في قبة له- مرتفعة كثيرة الارتفاع ثمانون ذراعا، قال: فقال: إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ إليك، قال: فقال: فأت بآية إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ‏، قال: فَأَلْقى‏ عَصاهُ‏ و كان لها شعبتان، قال: فإذا هي حية- قد وقع إحدى الشعبتين في الأرض- و الشعبة الأخرى في أعلى القبة، قال: فنظر فرعون إلى جوفها و هو يلتهب نيرانا- قال: و أهوت إليه فأحدث و صاح يا موسى خذها «2».

62- عن يونس بن ظبيان قال: قال‏ إن موسى و هارون حين دخلا على فرعون لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح‏ «3» كانوا ولد نكاح كلهم، و لو كان فيهم ولد سفاح لأمر بقتلهما، فقالوا: «أَرْجِهْ وَ أَخاهُ‏» و أمروه بالتأني و النظر، ثم وضع يده على صدره- قال: و كذلك نحن لا ينزع إلينا- إلا كل خبيث الولادة «4».

63- عن موسى بن بكير عن أبي عبد الله ع قال‏ أشهد أن المرجئة على دين الذين قالوا «أَرْجِهْ وَ أَخاهُ وَ ابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ‏» «5».

64- عن محمد بن علي ع قال‏ كانت عصا موسى لآدم، فصارت إلى شعيب،

______________________________

 (1)- المدرعة: هو الثوب من الصوف يتدرع به- و عند اليهود: ثوب من كتان كان يلبسه عظيم أحبارهم.

 (2)- البحار ج 5: 254. البرهان ج 2: 26. الصافي ج 1: 600.

 (3)- السفاح: الزنا.

 (4)- البحار ج 5: 254. البرهان ج 1: 27. الصافي ج 1: 602.

 (5)- البرهان ج 2: 27.

24
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 128] ص : 25

 

ثم صارت إلى موسى بن عمران، و إنها لتروع و تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ‏، و تصنع ما تؤمر، يفتح لها شعبتان، [شفتان‏] إحداهما في الأرض و الأخرى في السقف، و بينهما أربعون ذراعا تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ‏ بلسانها «1».

65- عن عمار الساباطي قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ‏، قال: فما كان لله فهو لرسوله و ما كان لرسول الله فهو للإمام بعد رسول الله ص‏ «2».

66- عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر ع قال‏ وجدنا في كتاب علي ع‏ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ- وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‏، و أنا و أهل بيتي الذين أورثنا [الله‏] الأرض، و نحن المتقون و الأرض كلها لنا، فمن أحيا أرضا من المسلمين فعمرها فليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي، و له ما أكل منها- فإن تركها و أخربها بعد ما عمرها، فأخذها رجل من المسلمين. بعده فعمرها و أحياها- فهو أحق به من الذي تركها فليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي، و له ما أكل منها حتى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف، فيحوزها و يمنعها و يخرجهم عنها- كما حواها رسول الله ص و منعها- إلا ما كان في أيدي شيعتنا فإنه يقاطعهم و يترك الأرض في أيديهم‏ «3».

67- عن محمد بن قيس عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت: ما الطوفان قال: هو طوفان الماء و الطاعون‏ «4».

68- عن [محمد بن علي عن أبي عبد الله أنبأني عن‏] سليمان عن الرضا ع‏ في قوله: «لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ‏» قال: الرجز هو الثلج، ثم قال: خراسان بلاد رجز «5».

69- عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ واعَدْنا مُوسى‏ ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ» قال: بعشر ذي الحجة ناقصة حتى انتهى إلى شعبان فقال:

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 254. البرهان ج 2: 27.

 (2)- البحار ج 21: 107. البرهان ج 2: 28. الصافي ج 1: 604.

 (3)- البحار ج 21: 107. البرهان ج 2: 28. الصافي ج 1: 604.

 (4)- البرهان ج 2: 29. البحار ج 5: 254.

 (5)- البرهان ج 2: 29. البحار ج 5: 254.

 

25
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 143] ص : 26

ناقص و لا يتم‏ «1».

70- عن الفضيل بن يسار قال‏ قلت لأبي جعفر ع جعلت فداك- وقت لنا وقتا فيهم- فقال: إن الله خالف علمه علم الموقتين- أ ما سمعت الله يقول: «وَ واعَدْنا مُوسى‏ ثَلاثِينَ لَيْلَةً» إلى «أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» أما إن موسى لم يكن يعلم بتلك العشر و لا بنو إسرائيل، فلما حدثهم‏ «2» قالوا: كذب موسى و أخلفنا موسى، فإن حدثتم به فقالوا: «3» صدق الله و رسوله، تؤجروا مرتين‏ «4».

71- عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال‏ إن موسى لما خرج وافدا إلى ربه- و أعهدهم‏ «5» ثلاثين يوما- فلما زاد الله على الثلاثين عشرا- قال قومه: أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا «6».

عن محمد بن علي ابن الحنفية أنه قال‏ مثل ذلك.

72- عن أبي بصير عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قال‏ لما سأل موسى ربه تبارك و تعالى «قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي- وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي‏» قال: فلما صعد موسى على الجبل- فتحت أبواب السماء- و أقبلت الملائكة أفواجا في أيديهم العمد «7» و في رأسها النور يمرون به فوجا بعد فوج، يقولون: يا ابن عمران اثبت فقد سألت عظيما، قال: فلم يزل موسى واقفا حتى تجلى ربنا جل جلاله، فجعل الجبل‏ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً، فَلَمَّا أن رد الله إليه روحه‏

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 33.

 (2)- و في نسخة البرهان «فلما مضى مدتهم» مكان «فلما حدثهم».

 (3)- و في نسخة البرهان «فقولوا».

 (4)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 33. و في بعض النسخ «توجدوا صوابين» بدل «تؤجروا مرتين».

 (5)- و في نسختي البحار و البرهان «واعدهم» مكان «و أعهدهم».

 (6)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 33.

 (7)- العمد- بضم العين و الميم و فتحهما- جمع العمود.

26
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 143] ص : 26

أَفاقَ، «قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ‏» «1».

73- قال ابن أبي عمير: و حدثني عدة من أصحابنا أن النار أحاطت به حتى لا يهرب من هول‏ «2» ما رأى [قال: و روى هذا الرجل عن بعض مواليه قال‏ ينبغي أن ينظرها بالمصعوق ثالثا- أو يتبين قبل ذلك- لأنه ربما رد عليه روحه‏] «3».

74- عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن موسى بن عمران ع لما سأل ربه النظر إليه- وعده الله أن يقعد في موضع- ثم أمر الملائكة أن تمر عليه موكبا موكبا «4» بالبرق و الرعد و الريح و الصواعق، فكلما مر به موكب من المواكب ارتعدت فرائصه‏ «5» فيرفع رأسه فيسأل أ فيكم ربي فيجاب هو آت و قد سألت عظيما يا ابن عمران‏ «6».

75- عن حفص بن غياث قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ في قوله: «فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا- وَ خَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً» قال: ساخ الجبل في البحر «7» فهو يهوي حتى الساعة «8».

76- و في رواية أخرى‏ إن النار أحاطت بموسى لئلا يهرب لهول ما رأى- و قال:

لما خَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً مات- فلما أن رد الله روحه أفاق فقال: سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ‏ «9».

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35. الصافي ج 1: 610.

 (2)- و في نسخة لهول.

 (3)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35. الصافي ج 1: 610.

 (4)- الموكب: الجماعة ركباناً أو مشاة أو ركاب الإبل للزينة.

 (5)- الفرايص جمع الفريصة: اللحمة بين الجنب و الكتف التي لا تزال ترعد من الدابة كما عن الأصمعي و قيل الفريصة: لحمة بين الثدي و الكتف يقال ارتعدت فريصته أي فزع.

 (6)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35. الصافي ج 1: 609.

 (7)- أي دخل فيه و غاب.

 (8)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35.

 (9)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35.

27
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 143] ص : 26

77- عن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع‏ قال في الجفر إن الله تبارك و تعالى لما أنزل الله الألواح على موسى ع أنزلها عليه- و فيها تبيان كل شي‏ء- كان أو هو كائن إلى أن تقوم الساعة فلما انقضت أيام موسى أوحى الله إليه- أن استودع الألواح و هي زبرجدة من الجنة جبلا يقال له زينة، فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل، فجعل فيه الألواح ملفوفة- فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها، فلم تزل في الجبل حتى بعث الله نبيه محمدا ص، فأقبل ركب من اليمن يريدون الرسول ص، فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل- و خرجت الألواح ملفوفة كما وضعها موسى، فأخذها القوم، فلما وقعت في أيديهم ألقى الله في قلوبهم [الرعب‏] أن لا ينظروا إليها و هابوها- حتى يأتوا بها رسول الله ص و أنزل الله جبرئيل على نبيه فأخبره بأمر القوم، و بالذي أصابوه، فلما قدموا على النبي ص ابتدأهم- فسألهم عما وجدوا فقالوا: و ما علمك بما وجدنا قال: أخبرني به ربي و هو الألواح قالوا:

نشهد إنك لرسول الله، فأخرجوها فوضعوها إليه فنظر إليها و قرأها- و كانت‏ «1» بالعبراني- ثم دعا أمير المؤمنين ع فقال: دونك هذه ففيها علم الأولين و علم الآخرين، و هي ألواح موسى و قد أمرني ربي أن أدفعها إليك- فقال: يا رسول الله لست أحسن قراءتها، قال: إن جبرئيل أمرني أن آمرك- أن تضعها تحت رأسك كتابك هذه الليلة «2» فإنك تصبح و قد علمت قراءتها، قال فجعلها تحت رأسه فأصبح- و قد علمه الله كل شي‏ء فيها، فأمره رسول الله ص بنسخها فنسخها في جلد شاة و هو الجفر، و فيه علم الأولين و الآخرين- و هو عندنا و الألواح عندنا، و عصا موسى عندنا، و نحن ورثنا النبيين صلى الله عليهم أجمعين، قال قال أبو جعفر ع:

تلك الصخرة- التي حفظت ألواح موسى تحت شجرة- في واد يعرف بكذا «3».

______________________________

 (1)- و في نسخة «و كتبها» بدل «و كانت».

 (2)- و في نسختي الصافي و البرهان «ليلتك هذه» مكان «كتابك هذه الليلة» و هو الظاهر.

 (3)- البحار ج 6: 227. البرهان ج 2: 36. الصافي ج 1: 612.

28
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 146] ص : 29

 

78- عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال‏ كان مما قال هارون لأبي الحسن موسى ع حين أدخل عليه- ما هذه الدار قال: هذه دار الفاسقين، قال: و قرأ «سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ- الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ‏ وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا» يعني‏ وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها- وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا، فقال له هارون: فدار من هي قال هي لشيعتنا قرة و لغيرهم فتنة- قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها قال: أخذت منهم [منه‏] عامرة- و لا يأخذها إلا معمورة «1».

79- عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله تعالى «وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى‏ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا- جَسَداً لَهُ خُوارٌ» «2» فقال موسى: يا رب و من أخار الصنم [العجل‏] فقال الله: أنا يا موسى أخرته- فقال موسى: إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ- وَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ «3».

80- عن ابن مسكان عن الوصاف عن أبي جعفر ع قال‏ إن فيما ناجى الله موسى أن قال: يا رب هذا السامري صنع العجل- فالخوار من صنعه قال: فأوحى الله إليه: يا موسى إن تلك فتنتي فلا تفصحني [تفحص‏] عنها.

عن إسماعيل بن عبد العزيز عن أبي عبد الله ع قال‏ حيث قال موسى أنت أبو الحكماء «4».

81- عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله تبارك و تعالى لما أخبر موسى أن قومه اتخذوا عجلا لَهُ خُوارٌ، فلم يقع منه موقع العيان، فلما رآهم اشتد غضبه فألقى الألواح من يده- فقال أبو عبد الله: و للرؤية فضل على الخبر «5».

82- عن داود بن فرقد قال: قال أبو عبد الله ع‏ عرضت إلى ربي حاجة فهجرت‏ «6»

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 39.

 (2)- الخوار بالضم: صوت شديد كصوت البقر يقال كانت الريح تدخل به فيسمع له صوت كصوت البقر من قولهم خار الثور يخور خواراً: صاح.

 (3)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 39. الصافي ج 1: 613.

 (4)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 39. الصافي ج 1: 613.

 (5)- البرهان ج 1: 38. البحار ج 5: 277.

 (6)- بتشديد الجيم أي مضيت وقت الهاجرة و هي شدة الحر.

 

29
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 155] ص : 30

فيها إلى المسجد- و كذلك أفعل إذا عرضت بي الحاجة، فبينا أنا أصلي في الروضة إذا رجل على رأسي، قال: فقلت: ممن الرجل فقال: من أهل الكوفة قال: قلت: ممن الرجل قال: من أسلم قال: فقلت: ممن الرجل قال: من الزيدية قال: قلت: يا أخا أسلم من تعرف منهم قال: أعرف خيرهم و سيدهم- و رشيدهم و أفضلهم هارون بن سعد، قلت: يا أخا أسلم ذاك رأس العجلية كما سمعت الله يقول: «إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ- وَ ذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» و إنما الزيدي حقا محمد بن سالم بياع القصب‏ «1».

83- عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له: إن عبد الله بن عجلان قال في مرضه الذي مات فيه. أنه لا يموت فمات، فقال: لا غفر الله شيئا من ذنوبه أين ذهب إن موسى اختار سبعين رجلا من قومه، فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ: رَبِ‏ أصحابي أصحابي قال: إني أبدلك بهم من هو خير لكم منهم، فقال: إني عرفتهم و وجدت ريحهم، قال: فبعثهم [فبعث‏] الله له أنبياء «2».

84- عن أبان بن عثمان عن الحارث‏ مثله إلا أنه ذكر فلما أخذتهم الصاعقة و لم يذكر الرجفة «3».

.______________________________

 (1)- البحار ج 11: 209. البرهان ج 2: 38. ثم لا يخفى أن الرجل ممن اختلفت الكلمات فيه قال في تنقيح المقال- بعد نقل كلام ابن طاوس و العلامة و ابن داود و رميه بأنه زيدي و نقل الحديث بعينه من كتاب الكشي- ما لفظه: لكن لا يخفى عليك أنه على خلاف ما ذكروه أدل لأن الزيدي حقاً هو الإمامي الذي يقول بإمامة الاثني عشر و لا يدخل فيهم زيداً و إنما يحب زيداً لكون عزمه أنه أن لو ملك الأمر سلمه إلى أهله و الوجه في هذا التفسير ظاهر ضرورة أن القائل بإمامة زيد لا يكون حقاً بل باطلا كما يشهد بذلك أيضاً مقابلته بالعجل و لو كان غرضه التصلب في الزيدية و القول بإمامته لقال و إنما الزيدي عن جد فلان و (ح) فلا يكون محمد بياع القصب زيدياً اه.

 (2)- البحار ج 5: 281 و 11: 209. البرهان ج 2: 38.

 (3)- البحار ج 5: 281 و 11: 209. البرهان ج 2: 38.

30
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 157] ص : 31

85- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ «1» قال‏ لما ناجى موسى ربه أوحى الله إليه: أن يا موسى قد فتنت قومك، قال: و بما ذا يا رب قال: بالسامري صاغ لهم من حليهم عجلا، قال: يا رب إن حليهم لا يحتمل أن يصاغ منه‏ «2» غزال أو تمثال أو عجل- فكيف فتنتهم قال: صاغ لهم عجلا فخار، قال: يا رب و من أخاره قال: أنا، قال عنده موسى: إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ- تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ «3».

86- عن علي بن أسباط قال‏ قلت لأبي جعفر ع: لم سمي النبي الأمي قال نسب إلى مكة، و ذلك من قول الله: «لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى‏ وَ مَنْ حَوْلَها» و أم القرى مكة، فقيل أمي لذلك‏ «4».

87- عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ في قوله: «يَجِدُونَهُ‏» يعني اليهود و النصارى صفة محمد و اسمه‏ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ، يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ «5».

88- عن أبي بصير في قول الله: «فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ- وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ‏» قال أبو جعفر ع: النور: علي ع‏ «6».

89- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى‏ أُمَّةٌ

______________________________

 (1)- و في نسخة البرهان هكذا «عن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه (ع) قال إن اللَّه تبارك و تعالى أوحى إلى موسى اه».

 (2)- و في نسخة البرهان «إن حليهم ليحتمل من أن يصاغ منه اه».

 (3)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 39.

 (4)- البحار ج 6: 129. البرهان ج 2: 40. الصافي ج 1: 616. ثم في وجه تسميته (ص) بالأمي وجوه أخر ذكرها الطبرسي (ره) و غيره فراجع.

 (5)- البحار ج 6: 53. البرهان ج 2: 40. الصافي ج 1: 616.

 (6)- البحار ج 9: 76. البرهان ج 2: 40. الصافي ج 1: 618.

31
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 159] ص : 31

يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‏» فقال: قوم موسى هم أهل الإسلام‏ «1».

90- عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا قام قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة «2» سبعة و عشرين رجلا- خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون‏ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‏، و سبعة من أصحاب الكهف، و يوشع وصي موسى و مؤمن آل فرعون، و سلمان الفارسي، و أبا دجانة الأنصاري، و مالك الأشتر «3».

91- عن أبي الصهبان البكري قال‏ سمعت علي بن أبي طالب ع و دعا رأس الجالوت و أسقف النصارى فقال: إني سائلكما عن أمر- و أنا أعلم به منكما فلا تكتماني يا رأس الجالوت بالذي أنزل التوراة على موسى و أطعمكم المن و السلوى، و ضرب لكم في البحر طريقا يبسا- و فجر لكم من الحجر الطوري اثنتي عشرة عينا- لكل سبط من بني إسرائيل عينا، إلا ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى فقال: فرقة واحدة «4» فقال: كذبت و الذي لا إله غيره- لقد افترقت على إحدى و سبعين فرقة- كلها في النار إلا واحدة: فإن الله يقول: «وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى‏ أُمَّةٌ- يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‏» فهذه التي تنجو «5».

92- عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب ع قال‏ كانت مدينة حاضرة البحر فقالوا لنبيهم: إن كان صادقا فليحولنا ربنا جريثا «6» فإذا المدينة في وسط البحر قد غرقت من الليل، و إذا كل رجل منهم مسودا جريثا- يدخل الراكب في‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 41. الصافي ج 1: 618.

 (2)- و في نسخة البرهان «الكوفة» بدل «الكعبة».

 (3)- البحار ج 13: 190 و 223. البرهان ج 2: 41 و نقله الفيض (ره) في حاشية الصافي ج 1: 618. إثبات الهداة ج 7: 98.

 (4)- و في نسخة البحار «فقال: و لا إلا و فرقة اه».

 (5)- البحار ج 8: 2. البرهان ج 2: 41.

 (6)- الجريث- بالثاء المثلثة- كسكيت: ضرب من السمك يشبه الحيات و يقال له بالفارسية «مار ماهى».

32
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): الآيات 163 الى 165] ص : 33

فيها «1».

93- عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال‏ وجدنا في كتاب أمير المؤمنين ع أن قوما من أهل أيلة «2» من قوم ثمود، و أن الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك- فشرعت لهم يوم سبتهم في ناديهم‏ «3» و قدام أبوابهم في أنهارهم و سواقيهم، فتبادروا إليها فأخذوا يصطادونها و يأكلونها، فلبثوا بذلك ما شاء الله- لا ينهاهم الأحبار «4» و لا ينهاهم العلماء من صيدها، ثم إن الشيطان أوحى إلى طائفة منهم- إنما نهيتم من أكلها يوم السبت و لم تنهوا عن صيدها- فاصطادوا يوم السبت و أكلوها- فيما سوى ذلك من الأيام، فقالت طائفة منهم الآن نصطادها «5» و انحازت‏ «6» طائفة أخرى منهم ذات اليمين- و قالوا: الله الله إنا نهيناكم عن عقوبة الله- أن تعرضوا لخلاف أمره- و اعتزلت طائفة منهم ذات اليسار- فسكتت فلم يعظهم، و قالت الطائفة التي لم تعظهم. لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ- أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً و قالت الطائفة التي وعظتهم: مَعْذِرَةً إِلى‏ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ‏، قال الله: «فَلَمَّا نَسُوا» يعني لما تركوا ما وعظوا به- و مضوا على الخطيئة- قالت الطائفة التي وعظتهم لا و الله لا نجامعكم و لا نبايتكم‏ «7» الليل- في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيها مخافة أن ينزل بكم البلاء، فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء، فلما

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 345. البرهان ج 2: 43.

 (2)- أيلة بفتح اللام- مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام و قيل آخر الحجاز و أول الشام قيل: سميت بأيلة بنت مدين ابن إبراهيم (ع). (كذا في معجم البلدان).

 (3)- النادي: مجلس القوم و متحدثهم نهاراً و قيل المجلس ماداموا مجتمعين فيه فإذا تفرقوا زال عنه هذا الاسم.

 (4)- الأحبار جمع الحبر- بكسر الحاء-: الصالح من العلماء.

 (5)- و في نسخة البرهان «ألا لا نصطادها».

 (6)- انحاز عنه انحيازاً: عدل.

 (7)- من البيتوتة.

33
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): الآيات 163 الى 165] ص : 33

أصبح أولياء الله المطيعون لأمر الله- غدوا «1» لينظروا ما حال أهل [المعصية فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت- فدقوه فلم يجابوا و لم يسمعوا منها حس أحد فوضعوا سلما على سور] المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة، فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون‏ «2» فقال الرجل لأصحابه: يا قوم أرى و الله عجبا فقالوا: و ما ترى قال: أرى القوم قردة يتعاوون لهم أذناب [قال‏]: فكسروا الباب و دخلوا المدينة، قال: فعرفت القردة أنسابها من الإنس- و لم تعرف الإنس أنسابها من القردة- قال: فقال القوم للقردة: أ لم ننهكم قال: فقال أمير المؤمنين:

و الذي فلق الحبة و برأ النسمة- إني لأعرف أنسابها من هذه الأمة، لا ينكرون و لا يغيرون، بل تركوا ما أمروا به [فتفرقوا] و قد قال الله: «فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏» و قال الله «أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ- وَ أَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ- بِما كانُوا يَفْسُقُونَ‏» «3».

94- عن علي بن عقبة عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ إن اليهود أمروا بالإمساك يوم الجمعة [فتركوا يوم الجمعة] فأمسكوا يوم السبت‏ «4».

95- عن الأصبغ عن علي ع قال‏ أمتان تابعنا «5» من بني إسرائيل فأما الذي أخذت البحر فهي الجراري‏ «6» و أما الذي أخذت البر فهي الضباب‏ «7».

______________________________

 (1)- غدا غدواً من باب قعد: ذهب غدوة و جمع الغدوة غدى كمدية و مدى هذا أصله- ثم كثر حتى استعمل في الذهاب و الانطلاق أي وقت كان.

 (2)- من عوى الكلب و الذئب أي صاح.

 (3)- البحار ج 5: 345. البرهان ج 2: 43. الصافي ج 1: 621.

 (4)- البحار ج 5: 343. البرهان ج 2: 44.

 (5)- كذا في نسخ الكتاب و نسخة البرهان لكن في نسخة الوسائل «مسختا» مكان «تابعنا» و هو الظاهر.

 (6)- الجراري جمع الجري- بتشديد الراء و الياء كسكيت- بمعنى الجريث و قد مر معناه و في بعض النسخ «الجريث» مكان «الجراري» و كذا فيما يأتي في الحديث الآتي.

 (7)- البرهان ج 2: 44. الوسائل ج 3 أبواب الأطعمة المحرمة باب 8 و الضباب جمع الضب: دويبة على حد فرخ التمساح الصغير و ذنبه كثير العقد كذنب التمساح و لهذا قالوا «أعقد من ذنب الضب» و يقال له بالفارسية «سوسمار».

34
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 169] ص : 35

96- عن هارون بن عبيد «1» رفعه إلى أحدهم قال‏ جاء قوم إلى أمير المؤمنين ع بالكوفة و قالوا له: يا أمير المؤمنين إن هذه الجراري تباع في أسواقنا، قال:

فتبسم أمير المؤمنين ع ضاحكا- ثم قال: قوموا لأريكم عجبا- و لا تقولوا في وصيكم إلا خيرا، فقاموا معه فأتوا شاطئ بحر فتفل فيه تفلة، و تكلم بكلمات، فإذا بجرية رافعة رأسها، فاتحة فاها، فقال له أمير المؤمنين: من أنت الويل لك و لقومك فقالت: نحن من أهل‏ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إذ يقول الله في كتابه: «إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً» الآية- فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله، فبعضنا في البر و بعضنا في البحر، فأما الذين في البحر فنحن الجراري، و أما الذين في البر فالضب و اليربوع- قال: ثم التفت أمير المؤمنين ع إلينا فقال: أ سمعتم مقالتها قلنا: اللهم نعم، قال: و الذي بعث محمدا بالنبوة- لتحيض كما تحيض نساؤكم‏ «2».

97- عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه ع‏ في قول الله: «فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ» قال: افترق القوم ثلاث فرق، فرقة انتهت و اعتزلت، و فرقة أقامت و لم تقارف الذنوب، و فرقة اقترفت الذنوب، فلم تنج من العذاب إلا من انتهت، قال جعفر: قلت لأبي جعفر ع: ما صنع بالذين أقاموا و لم يقارفوا الذنوب قال أبو جعفر: بلغني أنهم صاروا ذرا «3».

98- عن إسحاق بن عبد العزيز عن أبي الحسن الأول ع قال‏ إن الله خص‏

______________________________

 (1)- و في نسخة البرهان «هارون بن عبد العزيز» و في الوسائل «هارون بن عبد ربه».

 (2)- البحار ج 5: 345. البرهان ج 2: 44. و نقله في الوسائل ج 3 أبواب الأطعمة المحرمة باب 8 مختصراً.

 (3)- البرهان ج 2: 44.

35
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 171] ص : 36

عباده بآيتين من كتابه‏ «1» أن لا يكذبوا بما لا يعلمون- أو يقولوا بما لا يعلمون، و قرأ: «بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ‏» و قال: «أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ- أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ‏ «2».

99- عن إسحاق قال أبو عبد الله ع‏ خص الله الخلق في آيتين من كتاب الله، أن لا يقولوا على الله إلا بعلم و لا يردوا إلا بعلم، أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ‏، و قال: «بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ- وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ‏» «3».

100- عن إسحاق بن عمار «4» عن أبي عبد الله ع قال: قلت له‏ أ يضع الرجل يده على ذراعه في الصلاة قال: لا بأس- إن بني إسرائيل كانوا إذا دخلوا في الصلاة- دخلوا متماوتين‏ «5» كأنهم موتى- فأنزل الله على نبيه ع خذ ما آتيتك بقوة، فإذا دخلت الصلاة فادخل فيها بجلد و قوة، ثم ذكرها في طلب الرزق، فإذا طلبت‏

______________________________

 (1)- قال الفيض (ره) في الوافي بعد نقل الحديث من الكافي ما لفظه: قيل يعني عباده الذين هم من أهل الكتاب و الكلام كأن من سواهم ليسوا مضافاً إليه بالعبودية بآيتين أي مضمونهما و إلا فالآيات في ذلك فوق اثنتين كقوله تعالى: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ‏ وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ‏ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ‏ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ‏» إلى غير ذلك.

ثم قال: و لا يردوا ما لم يعلموا (على لفظ الكافي) يعني لا يكذبوا به بل يكلوا علمه إلى قائله فإن التصديق بالشي‏ء كما هو محتاج إلى تصوره إثباتاً فكذلك هو مفتقر إليه نفياً و هذا في غاية الظهور وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ‏ «انتهى».

 (2)- البرهان ج 2: 44. البحار ج 1: 100. الصافي ج 1: 623.

 (3)- البرهان ج 2: 44. البحار ج 1: 100. الصافي ج 1: 623.

 (4)- و في نسخة البرهان «معاوية بن عمار». و لعله الظاهر بقرينة الحديث الآتي.

 (5)- المتماوت: الناسك المرائي أي الذي يرى أنه كميت عن الدنيا، يقال تماوت الرجل: إذا أظهر من نفسه التخافت و التضاعف من العبادة و الزهد و الصوم. و في نسخة الأصل «متهاونين» بل متماوتين و لكن الظاهر هو المختار و لعله تصحيفه.

36
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 172] ص : 37

الرزق فاطلبه بقوة «1».

101 و في رواية إسحاق بن عمار عنه‏ في قول الله: «خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ» أ قوة في الأبدان أم قوة في القلوب قال: فيهما جميعا «2».

102 عن محمد بن حمزة عمن أخبره‏ «3» عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ» قال: السجود و وضع اليدين على الركبتين في الصلاة «4».

103 عن رفاعة قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ‏» قال: أخذ الله الحجة على جميع خلقه يوم الميثاق هكذا و قبض يده‏ «5».

104 عن أبي بصير قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: كيف أجابوه و هم ذر قال:

جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه‏ «6» يعني في الميثاق‏ «7».

______________________________

 (1)- البحار ج 18: 317. البرهان ج 2: 45.

 (2)- البحار ج 15 (ج 2): 37. البرهان ج 2: 45. الصافي ج 1: 624.

 (3)- و في نسخة البرهان هكذا «عن محمد بن أبي حمزة عن بعض أصحابنا اه».

 (4)- البرهان ج 2: 45.

 (5)- البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 49.

 (6)- قال الفيض (ره) في تفسير الآية: إن اللَّه نصب لهم دلائل ربوبية و ركب في عقولهم ما يدعوهم إلى الإقرار بها حتى صاروا بمنزلة الإشهاد على طريقة التمثيل نظير ذلك قوله عز و جل‏ «إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» و قوله جل و علا «فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ» و معلوم أنه لا قول ثمة و إنما هو تمثيل و تصوير للمعنى و ذلك حين كانت أنفسهم في أصلاب آبائهم العقلية و معادنهم الأصلية يعني شاهدهم و هم دقائق في تلك الحقائق و عبر عن تلك الآباء بالظهور لأن كل واحد منهم ظهر أو مظهر لطائفة من النفوس أو ظاهر عنده لكونه صورة عقلية نورية ظاهرة بذاتها إلخ.

ثم قال بعد نقل الحديث ما لفظه: أقول: و هذا بعينه ما قلناه إنه عز و جل ركب في عقولهم ما يدعوهم إلى الإقرار. و قال المجلسي (ره): أي تعلقت الأرواح بتلك الذر و جعل فيهم العقل و آلة السمع و آلة النطق حتى فهموا الخطاب و أجابوا و هم ذر.

 (7)- البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 49. الصافي ج 1: 625.

37
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 172] ص : 37

105 عن عبد الله بن الحلبي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قال‏ حج عمر أول سنة حج و هو خليفة، فحج تلك السنة المهاجرون و الأنصار، و كان علي قد حج في تلك السنة بالحسن و الحسين ع و بعبد الله بن جعفر، قال: فلما أحرم عبد الله لبس إزارا و رداء- ممشقين‏ «1» مصبوغين بطين المشق، ثم أتى فنظر إليه عمر و هو يلبي و عليه الإزار و الرداء- و هو يسير إلى جنب علي ع، فقال عمر من خلفهم: ما هذه البدعة التي في الحرم فالتفت إليه علي ع فقال له: يا عمر لا ينبغي لأحد أن يعلمنا السنة- فقال عمر: صدقت يا با الحسن لا و الله ما علمت أنكم هم قال: فكانت تلك واحدة في سفر لهم، فلما دخلوا مكة طافوا بالبيت فاستلم عمر الحجر و قال: أما و الله إني لأعلم أنك حجر لا تضر و لا تنفع، و لو لا أن رسول الله ص استلمك ما استلمتك، فقال له علي ع: [مه‏] يا با حفص، لا تفعل فإن رسول الله لم يستلم إلا لأمر قد علمه- و لو قرأت القرآن فعلمت من تأويله ما علم غيرك- لعلمت أنه يضر و ينفع، له عينان و شفتان و لسان ذلق‏ «2» يشهد لمن وافاه بالموافاة، قال: فقال له عمر:

فأوجدني ذلك من كتاب الله يا با الحسن، فقال علي: قوله تبارك و تعالى: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ- وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ- أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏ شَهِدْنا» فلما أقروا بالطاعة بأنه الرب و أنهم العباد- أخذ عليهم الميثاق بالحج إلى بيته الحرام، ثم خلق الله رقا أرق من الماء- و قال للقلم. اكتب موافاة خلقي بيتي الحرام، فكتب القلم موافاة بني آدم في الرق، ثم قيل للحجر:

افتح قال: ففتحه فألقم الرق- ثم قال للحجر: احفظ و اشهد لعبادي بالموافاة، فهبط الحجر مطيعا لله، يا عمر أ و ليس إذا استلمت الحجر، قلت: أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة فقال عمر: اللهم نعم، فقال له علي ع: [أ من‏] ذلك‏ «3».

______________________________

 (1)- الممشق: المصبوغ بالمشق و هو الطين الأحمر.

 (2)- لسان ذلق: جديد بليغ.

 (3)- البرهان ج 2: 49. و نقله المجلسي (ره) في المجلد الثامن من البحار ص:.

38
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 172] ص : 37

106 عن الحلبي قال‏ سألته لم جعل استلام الحجر قال: إن الله حيث أخذ الميثاق من بني آدم- دعا الحجر من الجنة، و أمره و التقم الميثاق، فهو يشهد لمن وافاه بالوفاء «1».

107 عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله ع قال‏ إن بعض قريش قال لرسول الله ص: بأي شي‏ء سبقت الأنبياء- و أنت بعثت آخرهم و خاتمهم فقال: إني كنت أول من أقر بربي و أول من أجاب- حيث‏ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ‏ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا: بَلى‏، فكنت أول من قال: بلى، فسبقتهم إلى الإقرار بالله‏ «2».

108 عن زرارة قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ‏» إلى «قالُوا بَلى‏» قال: كان محمد عليه و آله السلام أول من قال: بلى، قلت: كانت رؤية معاينة قال: (نعم) فأثبت المعرفة في قلوبهم و نسوا ذلك الميثاق، و سيذكرونه بعد، و لو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه و لا من رازقه‏ «3».

109 عن زرارة أن رجلا سأل أبا عبد الله ع عن قول الله: «و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم» «4» فقال- و أبوه يسمع-: حدثني أبي- أن الله تعالى قبض قبضة من تراب التربة- التي خلق منها آدم، فصب عليها الماء العذب الفرات، فتركها أربعين صباحا، ثم صب عليها الماء المالح الأجاج‏ «5» فتركها أربعين صباحا، فلما اختمرت الطينة أخذها تبارك و تعالى- فعركها عركا شديدا «6» ثم هكذا حكى بسط كفيه فخرجوا «7» كالذر من يمينه و شماله- فأمرهم جميعا أن يقعوا

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 50. و فيه «وافاه بالموافاة».

 (2)- البرهان ج 2: 50. البحار ج 6: 5 و 3: 71. الصافي ج 1: 626.

 (3)- البرهان ج 2: 50. البحار ج 6: 5 و 3: 71. الصافي ج 1: 626.

 (4)- و هذا إحدى القراءات في الآية و القراءة المشهورة ذُرِّيَّتَهُمْ‏.

 (5)- الأجاج: المالح المر الشديد الملوحة يقال أج الماء أجوجاً إذا ملح و اشتدت ملوحته.

 (6)- يقال عرك البعير جنبه بمرفقه: إذا دلكه فأثر فيه.

 (7)- و في نسخة البرهان «فجمد فجروا» بدل «فخرجوا» و لعل هذا الاختلاف من جهة وقوع التحريف في هذه النسخة. ثم إن الذر بمعنى صغار النمل واحدتها ذرة قال الفيض (ره) في الوافي: و وجه الشبه: الحس و الحركة أو كونهم محل الشعور (الحياة خ ل) مع صغر الجثة و اجتماعهم في الوجود عند اللَّه إنما هو لاجتماع أجزاء الزمانية عنده سبحانه دفعة واحدة في عالم الأمر وجود ملكوتي ظلي ينبعث من حقيقة هذا الوجود الخلقي الجسماني و هو صورة علمه سبحانه بها اه.

قوله من يمينه اه: قال المجلسي (ره) أي من يمين الملك المأمور بهذا الأمر و شماله أو من يمين العرش و شماله أو استعار اليمين للجهة التي فيها اليمن و البركة و كذا الشمال بعكس ذلك.

39
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 172] ص : 37

 [يدخلوا] في النار فدخل أصحاب اليمين، فصارت عليهم بردا و سلاما، و أبى أصحاب الشمال أن يدخلوها «1».

110 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏» قالوا بألسنتهم قال: نعم، و قالوا بقلوبهم، فقلت: و أي شي‏ء كانوا يومئذ قال صنع منهم ما اكتفي به‏ «2».

111 عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع‏ «3» عن قول الله: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ‏» إلى «أَنْفُسِهِمْ‏» قال: أخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيمة فخرجوا [و هم‏] كالذر، فعرفهم نفسه و أراهم نفسه، و لو لا ذلك ما عرف أحد ربه، و ذلك قوله:

 «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏ ... لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‏» «4».

112 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ‏» إلى «شَهِدْنا» قال: ثم قال: ثبتت المعرفة و نسوا الموقف [و سيذكرونه‏] و لو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه و لا من رازقه‏ «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 50. البحار ج 3: 71. الصافي ج 1: 625.

 (2)- البرهان ج 2: 50. البحار ج 3: 71. الصافي ج 1: 625.

 (3)- و في البرهان أبا عبد الله ع مكان أبا جعفر ع.

 (4)- البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 50.

 (5)- البحار ج 3: 67. البرهان ج 2: 50.

40
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 172] ص : 37

113 عن جابر قال‏ قلت لأبي جعفر ع: متى سمي أمير المؤمنين أمير المؤمنين قال: قال و الله نزلت‏ «1» هذه الآية على محمد ص: و أشهدهم على أنفسهم أ لست بربكم- و أن محمدا رسول الله [نبيكم‏] و أن عليا أمير المؤمنين، فسماه الله و الله أمير المؤمنين‏ «2».

114 عن جابر قال‏ قال لي أبو جعفر ع: يا جابر لو يعلم الجهال- متى سمي أمير المؤمنين علي لم ينكروا حقه، قال: قلت: جعلت فداك متى سمي فقال لي:

قوله «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ‏» إلى «أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ‏ و أن محمدا [نبيكم‏] رسول الله- و أن عليا أمير المؤمنين، قال: ثم قال لي يا جابر، هكذا و الله جاء بها محمد ص‏ «3».

115 عن ابن مسكان عن بعض أصحابه عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص‏ إن أمتي عرضت علي في الميثاق، فكان أول من آمن بي علي، و هو أول من صدقني حين بعثت، و هو الصديق الأكبر، و الفاروق يفرق بين الحق و الباطل‏ «4».

116 عن الأصبغ بن نباتة عن علي ع قال‏ أتاه ابن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تبارك و تعالى- هل كلم أحدا من ولد آدم قبل موسى فقال علي: قد كلم الله جميع خلقه برهم و فاجرهم، و ردوا عليه الجواب، فثقل ذلك على ابن الكواء و لم يعرفه، فقال له: كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين فقال له: أ و ما تقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيه: «و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم- و أشهدهم على أنفسهم أ لست بربكم قالوا بلى» فقد أسمعهم كلامه و ردوا عليه الجواب- كما تسمع في قول الله يا ابن الكواء قالوا بلى- فقال لهم: إني‏ أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا و أنا الرحمن [الرحيم‏] فأقروا له بالطاعة و الربوبية، و ميز الرسل و الأنبياء و الأوصياء، و أمر الخلق بطاعتهم- فأقروا بذلك في الميثاق، فقالت الملائكة عند إقرارهم بذلك:

______________________________

 (1)- و في نسخة البرهان «لما نزلت».

 (2)- البحار ج 9: 256. البرهان ج 2: 50. إثبات الهداة ج 3: 545.

 (3)- البحار ج 9: 256. البرهان ج 2: 50. إثبات الهداة ج 3: 545.

 (4)- البحار ج 6: 231. البرهان ج 2: 51.

41
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 175] ص : 42

 

شَهِدْنا عليكم يا بني آدم‏ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ‏ «1».

117 قال أبو بصير قلت لأبي عبد الله ع: أخبرني عن الذر- حيث‏ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏، و أسر بعضهم خلاف ما أظهر، فقلت:

كيف علموا القول- حيث قيل لهم‏ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ‏ قال: إن الله جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه‏ «2».

118 عن سليمان اللبان قال: قال أبو جعفر ع‏ أ تدري ما مثل المغيرة بن شعبة «3» قال: قلت: لا، قال: مثله مثل بلعم الذي أوتي الاسم الأعظم- الذي قال الله: «آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها- فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ‏» «4».

119 عن محمد بن أبي زيد الرازي عمن ذكره عن الرضا ع قال‏ إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله- و هو قول الله: «وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فَادْعُوهُ بِها» قال: قال أبو عبد الله: نحن و الله الأسماء الحسنى- الذي لا يقبل من أحد إلا بمعرفتنا [قال فادعوه بها] «5».

120 عن حمران عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‏» قال: هم الأئمة «6».

121 و قال محمد بن عجلان عنه‏ نحن هم‏ «7».

______________________________

 (1)- البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 51.

 (2)- البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 51.

 (3)- مغيرة بن شعبة بن عامر بن مسعود الثقفي الكوفي صحابي مات سنة خمسين من الهجرة النبوية و هو يومئذ ابن سبعين سنة. ولاه عمر بن الخطاب البصرة و لم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنا فعزله ثم ولاه الكوفة فلم يزل عليها حتى قتل عمر فأقره عثمان عليها ثم عزله و ولاه معاوية الكوفة فلم يزل عليها إلى أن مات و كيف كان فقد ورد في ذمه روايات كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال فراجع.

 (4)- البحار ج 5: 313. البرهان ج 2: 51. الصافي ج 1: 626.

 (5)- البرهان ج 2: 52. البحار ج 19 (ج 2): 63. الصافي ج 1: 628.

 (6)- البرهان ج 2: 52. البحار ج 7: 120. الصافي ج 1: 628 إثبات الهداة ج 3: 50. مجمع البيان ج 3: 503.

 (7)- البرهان ج 2: 52. البحار ج 7: 120. الصافي ج 1: 628 إثبات الهداة ج 3: 50. مجمع البيان ج 3: 503.

 

42
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 188] ص : 43

 

122 عن ابن الصهبان البكري قال: سمعت أمير المؤمنين ع يقول‏ و الذي نفسي بيده- لتفرقن هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة، وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‏، فهذه التي تنجو من هذه الأمة «1».

123 عن يعقوب بن زيد: قال قال أمير المؤمنين ع‏ وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‏. قال: يعني أمة محمد ص‏ «2».

124 عن خلف بن حماد عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله يقول في كتابه: «وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ- وَ ما مَسَّنِيَ السُّوءُ» يعني الفقر «3».

125 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما» قال: هو آدم و حواء إنما كان شركهما شرك طاعة- و ليس شرك عبادة، و في رواية أخرى و لم يكن شرك عبادة «4».

126 عن الحسين بن علي بن النعمان عن أبيه عمن سمع أبا عبد الله ع و هو يقول‏ إن الله أدب رسوله ص فقال يا محمد «خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ‏» قال: خذ منهم ما ظهر و ما تيسر، و العفو الوسط «5».

127 عن عبد الأعلى عن أبي عبد الله‏ في قول الله: «خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ‏» قال بالولاية «وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ‏» قال: [عنها] يعني الولاية «6».

128 عن زيد بن أبي أسامة، عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ‏» قال: هو الذنب‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 52- 53. البحار ج 8: 2. الصافي ج 1: 628.

مجمع البيان ج 3: 503.

 (2)- البرهان ج 2: 52- 53. البحار ج 8: 2. الصافي ج 1: 628.

مجمع البيان ج 3: 503.

 (3)- البرهان ج 2: 53. البحار ج 7: 300. الصافي ج 1: 631.

 (4)- البحار ج 5: 69. البرهان ج 2: 55. الصافي ج 1: 631. مجمع البيان ج 3: 510.

 (5)- البرهان ج 2: 55. الصافي ج 1: 632.

 (6)- البرهان ج 2: 55. البحار ج 7: 129.

 

43
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 204] ص : 44

يهم به العبد فيتذكر فيدعه‏ «1».

129 عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته في قول الله:

 «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ‏» ما ذلك الطائف فقال: هو السيئ يهم العبد به- ثم يذكر الله فيبصر و يقصر «2».

130 أبو بصير عنه قال‏ هو الرجل يهم بالذنب ثم يتذكر فيدعه‏ «3».

131 عن زرارة قال أبو جعفر ع‏ «وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ‏» في الفريضة خلف الإمام «فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‏» «4».

132 عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ يجب الإنصات للقرآن في الصلاة و في غيرها، و إذا قرئ عندك القرآن وجب عليك الإنصات و الاستماع‏ «5».

133 عن أبي كهمس عن أبي عبد الله ع قال‏ قرأ ابن الكواء خلف أمير المؤمنين ع: «لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ- وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ‏» فأنصت له أمير المؤمنين ع‏ «6».

134 عن زرارة عن أحدهما قال‏ لا يكتب الملك إلا ما أسمع نفسه- و قال الله:

 «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً» قال: لا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس العبد لعظمته إلا الله- و قال: إذا كنت خلف إمام فأتم به- فأنصت و سبح في نفسك‏ «7».

135 عن إبراهيم بن عبد الحميد يرفعه قال: قال رسول الله ص‏ «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ‏» يعني مستكينا «وَ خِيفَةً» يعني خوفا من عذابه «وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ‏» يعني دون الجهر من القراءة «بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ‏» يعني بالغداة و العشي‏ «8».

______________________________

 (1)- البحار ج 15 (ج 2): 95. البرهان ج 2: 56. الصافي ج 1: 633.

 (2)- البحار ج 15 (ج 2): 95. البرهان ج 2: 56. الصافي ج 1: 633.

 (3)- البحار ج 15 (ج 2): 95. البرهان ج 2: 56. الصافي ج 1: 633.

 (4)- البحار ج 18 (ج 2): 615- 616. البرهان ج 2: 57.

 (5)- البحار ج 18 (ج 2): 615- 616. البرهان ج 2: 57.

 (6)- البحار ج 18 (ج 2): 615- 616. البرهان ج 2: 57. مجمع البيان ج 3: 515.

 (7)- البحار ج 18 (ج 2): 349. البرهان ج 2: 57. الصافي ج 1: 635.

 (8)- البحار ج 18 (ج 2): 349. البرهان ج 2: 57. الصافي ج 1: 635.

44
تفسير العياشي2

[سورة الأعراف(7): آية 205] ص : 44

136 عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً- وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ- بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ‏» قال: تقول عند المساء لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ‏ وحده‏ لا شَرِيكَ لَهُ‏، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ‏ [و يميت و يحيي‏] وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، قلت: «بيده الخير» قال: [إن‏] بيده الخير- و لكن [قل‏] كما أقول لك عشر مرات، و أعوذ بالله السميع العليم‏ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ، وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ‏، إن الله‏ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏، عشر مرات حين تطلع الشمس، و عشر مرات حين تغرب‏ «1».

137 عن محمد بن مروان عن بعض أصحابه قال: قال جعفر بن محمد ع‏ استعيذوا بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، و أعوذ بالله‏ أَنْ يَحْضُرُونِ‏ إن الله‏ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏، و قل‏ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ‏ وحده‏ لا شَرِيكَ لَهُ‏ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ‏ و يميت و يحيي‏ وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، فقال له رجل: مفروض هو قال:

نعم مفروض هو محدود، تقوله‏ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ‏ عشر مرات، فإن فاتك شي‏ء منها- فاقضه من الليل و النهار «2».

______________________________

 (1)- البحار ج 18: 491. البرهان ج 2: 57. الصافي ج 1: 635.

 (2)- البحار ج 18: 491. البرهان ج 2: 57. الصافي ج 1: 635.

45
تفسير العياشي2

(8) من سورة الأنفال ص : 46

 

 (8) من سورة الأنفال‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ من قرأ سورة براءة و الأنفال في كل شهر- لم يدخله نفاق أبدا، و كان من شيعة أمير المؤمنين ع حقا، و أكل يوم القيمة من موائد الجنة مع شيعته حتى يفرغ الناس من الحساب‏ «1».

2- و في رواية أخرى عنه‏ في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا- و كان من شيعة أمير المؤمنين ع حقا «2».

3- عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ في سورة الأنفال جدع الأنوف‏ «3».

4- عن حريز عن أبي عبد الله ع‏ «4» قال‏ سألته أو سئل عن الأنفال،

______________________________

 (1)- البحار ج 19: 69. البرهان ج 2: 58. مجمع البيان ج 3: 516. الصافي ج 1: 742.

 (2)- البرهان ج 2: 58.

 (3)- البرهان ج 2: 58. البحار ج 20: 54. مجمع البيان ج 3: 516. و جدع الأنف: قطعه و لعل الوجه في كلامه (ع) هو اشتمال السورة على ذكر الخمس لذوي القربى.

 (4)- و في نسخة البرهان «عن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه (ع)».

 

46
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 1] ص : 46

فقال: كل قرية تهلك أهلها، أو انجلوا عنها، فمن نفل نصفها يقسم بين الناس، و نصفها للرسول‏ «1».

5- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ الأنفال ما لم يوجف عليه‏ «2» بخيل‏ وَ لا رِكابٍ‏ «3».

6- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن الأنفال قال: هي القرى التي قد جلا أهلها و هلكوا، فخربت فهي لله و للرسول‏ «4».

7- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول‏ إن الفي‏ء و الأنفال ما كان من أرض- لم يكن فيها هراقة دم أو قوم صالحوا- أو قوم أعطوا بأيديهم، و ما كان من أرض خربة أو بطون الأودية، فهذا كله من الفي‏ء فهذا لله و للرسول، فما كان لله فهو لرسوله يضعه حيث يشاء- و هو للإمام من بعد الرسول‏ «5».

8- عن بشير الدهان قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله فرض طاعتنا في كتابه، فلا يسع الناس جهلنا [حملنا] لنا صفو المال و لنا الأنفال- و لنا قرائن [كرائم‏] القرآن‏ «6».

9- عن أبي إبراهيم قال‏ سألته عن الأنفال فقال: ما كان من أرض باد أهله فذلك الأنفال فهو لنا «7».

10- عن أبي أسامة بن زيد عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن الأنفال فقال:

هو كل أرض خربة- و كل أرض لم يوجف عليها خيل و لا ركاب، و زاد في رواية أخرى عنه غلبها رسول الله ص‏ «8».

______________________________

 (1)- البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1 و في نسخة البرهان بعد قوله فمن نقل هكذا: «فهي للَّه تعالى و للرسول» مكان قوله: «نصفها يقسم اه».

 (2)- الإيجاف: سرعة السير.

 (3)- البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1.

 (4)- البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1.

 (5)- البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1.

 (6)- البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1.

 (7)- البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1.

 (8)- البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: أبواب الأنفال باب 1.

47
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 1] ص : 46

11- عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ لنا الأنفال، قلت: و ما الأنفال قال: منها المعادن و الآجام‏ «1» و كل أرض لا رب لها، و كل أرض باد أهلها فهو لنا «2».

12- و في رواية أخرى عن أحدهما عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال‏ كل مال لا مولى له و لا ورثة له فهو من أهل هذه الآية «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ‏» «3».

13- و في رواية ابن سنان قال‏ هي القرية التي قد جلا أهلها و هلكوا فخربت فهي لله و للرسول‏ «4».

14- و في رواية ابن سنان و محمد الحلبي عنه ع قال‏ من مات و ليس له مولى فماله من الأنفال‏ «5».

15- و في رواية زرارة عنه قال‏ هي كل أرض جلا أهلها- من غير أن يحمل عليها خيل و لا رجال و لا ركاب، فهي نفل لله و للرسول‏ «6».

16- عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ في الملوك الذين يقطعون الناس- هي من الفي‏ء، و الأنفال و أشباه ذلك‏ «7».

17- و في رواية أخرى عن الثمالي قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله:

 «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ‏» قال: ما كان للملوك فهو للإمام‏ «8».

18- عن سماعة بن مهران قال‏ سألته عن الأنفال قال: كل أرض خربة و أشياء كانت تكون للملوك- فذلك خاص للإمام، ليس للناس فيه سهم قال: و منها البحرين لم توجف بخيل‏ وَ لا رِكابٍ‏ «9».

19- عن بشير الدهان قال‏ كنا عند أبي عبد الله و البيت غاص بأهله، فقال لنا

______________________________

 (1)- الآجام جمع الأجمة- محركة-: الشجر الكثير الملتف و يقال له بالفارسية «بيشه».

 (2)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61- 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

 (3)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61- 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

 (4)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61- 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

 (5)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61- 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

 (6)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61- 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

 (7)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61- 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

 (8)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61- 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

 (9)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61- 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

48
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): الآيات 7 الى 8] ص : 49

أحببتم و أبغض [أبغضنا] الناس- و وصلتم و قطع [قطعنا] الناس- و عرفتم و أنكر [أنكرنا] الناس- و هو الحق، و إن الله اتخذ محمدا عبدا قبل أن يتخذه رسولا، و إن عليا عبد نصح لله فنصحه، و أحب الله فأحبه و حبنا بين في كتاب الله، لنا صفو المال و لنا الأنفال، و نحن قوم فرض الله طاعتنا، و أنكم لتأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته و قد قال رسول الله ص: من مات و ليس له إمام يأتم به فميتته جاهلية، فعليكم بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي ع‏ «1».

20- عن الثمالي عن أبي جعفر ع‏ «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ‏» قال: ما كان للملوك فهو للإمام، قلت: فإنهم يعطون ما في أيديهم أولادهم- و نسائهم و ذوي قرابتهم و أشرافهم حتى بلغ ذكر من الخصيان، فجعلت لا أقول في ذلك شيئا إلا قال، و ذلك- حتى قال يعطى منه مائتي الدرهم‏ «2» إلى المائة و الألف- ثم قال: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ‏ «3».

21- عن داود بن فرقد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: بلغنا أن رسول الله ص أقطع عليا ع ما سقى الفرات قال: نعم و ما سقى الفرات، الأنفال أكثر ما سقى الفرات، قلت: و ما الأنفال قال: بطون الأودية و رءوس الجبال- و الآجام و المعادن، و كل أرض لم يوجف عليها خيل و لا ركاب، و كل أرض ميتة قد جلا أهلها و قطائع الملوك‏ «4».

22- عن أبي مريم الأنصاري قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قوله «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ‏» قال سهم لله و سهم للرسول، قال: قلت فلمن سهم الله فقال: للمسلمين‏ «5».

23- عن محمد بن يحيى الخثعمي عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ إِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ- وَ تَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ‏» فقال: الشوكة

______________________________

 (1)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

 (2)- و في نسخة البرهان «ما بين درهم إلى المائة اه».

 (3)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

 (4)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

 (5)- البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 62. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1.

49
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): الآيات 11 الى 12] ص : 50

التي فيها القتال‏ «1».

24- عن جابر قال‏ سألت أبا جعفر ع عن تفسير هذه الآية- في قول الله:

 «يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ- وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ‏» قال أبو جعفر ع:

تفسيرها في الباطن يريد الله، فإنه شي‏ء يريده- و لم يفعله بعد، و أما قوله «يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ‏» فإنه يعني يحق حق آل محمد، و أما قوله: «بِكَلِماتِهِ‏» قال: كلماته في الباطن علي هو كلمة الله في الباطن، و أما قوله: «وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ‏» فهم بنو أمية، هم الكافرون يقطع الله دابرهم، و أما قوله: «لِيُحِقَّ الْحَقَ‏» فإنه يعني ليحق حق آل محمد حين يقوم القائم ع، و أما قوله: «وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ‏» يعني القائم فإذا قام يبطل باطل بني أمية، و ذلك قوله: «لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ- وَ لَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ‏» «2».

25- عن جابر عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع قال‏ سألته عن هذه الآية في البطن «وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً- لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلى‏ قُلُوبِكُمْ- وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ‏» قال: السماء في الباطن رسول الله، و الماء علي ع جعل الله عليا من رسول الله ص فذلك قوله: «ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ‏ فذلك علي يطهر الله به قلب من والاه، و أما قوله: «وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ‏» من والى عليا يذهب الرجز عنه، و يقوى قلبه و «لِيَرْبِطَ عَلى‏ قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ‏» فإنه يعني عليا، من والى عليا يربط الله على قلبه بعلي فثبت على ولايته‏ «3».

26- عن محمد بن يوسف قال: أخبرني أبي قال‏ سألت أبا جعفر ع فقلت:

 «إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ‏» قال: إلهام‏ «4».

27- عن رجل عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ‏» قال: لا يدخلنا ما يدخل الناس من الشك‏ «5».

______________________________

 (1)- الصافي ج 1: 638. البرهان ج 2: 68.

 (2)- البحار ج 7: 127. البرهان ج 2: 68. و نقله المحدث الحر العاملي (ره) في إثبات الهداة ج 7: 98 مختصراً عن هذا الكتاب.

 (3)- البرهان ج 2: 69.

 (4)- البرهان ج 2: 69. البحار ج 6: 467.

 (5)- البرهان ج 2: 69. البحار ج 6: 467.

50
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): الآيات 15 الى 16] ص : 51

28- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع عن أبيه عن جده عن آبائه قال: قال أمير المؤمنين ص‏ اشربوا ماء السماء فإنه يطهر البدن، و يدفع الأسقام، قال الله: «وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ‏» إلى قوله: «وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ‏» «1».

29- عن زرارة عن أحدهما قال‏ قلت: الزبير شهد بدرا قال: نعم و لكنه فر يوم الجمل، فإن كان قاتل المؤمنين فقد هلك بقتاله إياهم، و إن كان قاتل كفارا فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ‏ حين ولاهم دبره‏ «2».

29- عن أبي جعفر ع‏ ما شأن أمير المؤمنين ع حين [ما] ركب منه ما ركب لم يقاتل فقال: للذي سبق في علم الله أن يكون ما كان لأمير المؤمنين ع أن يقاتل و ليس معه إلا ثلاثة رهط فكيف يقاتل أ لم تسمع قول الله جل و عز «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً» إلى «وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ» فكيف يقاتل أمير المؤمنين بعد هذا و إنما هو يومئذ ليس معه مؤمن غير ثلاثة رهط «3».

31- عن أبي أسامة زيد الشحام قال‏ قلت لأبي الحسن ع: جعلت فداك إنهم يقولون ما منع عليا إن كان له حق أن يقوم بحقه فقال: إن الله لم يكلف هذا أحدا إلا نبيه عليه و آله السلام- قال له: «فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ‏» و قال لغيره «إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى‏ فِئَةٍ» فعلي لم يجد فئة، و لو وجد فئة لقاتل، ثم قال: لو كان جعفر و حمزة حيين إنما بقي رجلان.

قال «مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى‏ فِئَةٍ» قال: متطردا «4» يريد الكرة عليهم، أو متحيزا يعني متأخرا إلى أصحابه من غير هزيمة، فمن انهزم حتى يجوز صف أصحابه‏ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ‏ «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 69. البحار ج 6: 473.

 (2)- البرهان ج 2: 69. البحار ج 6: 473.

 (3)- البحار ج 8: 152. البرهان ج 2: 69.

 (4)- الطرد- و يحرك-: الإبعاد و متطرداً أي متباعداً.

 (5)- البرهان ج 2: 70. البحار ج 8: 152. الصافي ج 1: 653.

51
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 17] ص : 52

32- عن محمد بن كليب الأسدي عن أبيه قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‏» قال: علي ناول رسول الله ص القبضة- التي رمى بها «1».

33- و في خبر آخر عنه‏ أن عليا ناوله قبضة من تراب فرمى بها «2».

34- عن عمرو بن أبي المقدام عن علي بن الحسين قال‏ ناول رسول الله ص علي بن أبي طالب كرم الله وجهه- قبضة من تراب التي رمى بها في وجوه المشركين، فقال الله: «وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‏» «3».

35- عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ‏» قال: هو أن يشتهي الشي‏ء بسمعه و ببصره و لسانه و يده، أما إن هو غشي شيئا مما يشتهي- فإنه لا يأتيه إلا و قلبه منكر لا يقبل الذي يأتي، يعرف أن الحق ليس فيه‏ «4».

36- و في خبر هشام عنه قال‏ يحول بينه و بين أن يعلم أن الباطل حق‏ «5».

37- عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله ع‏ «وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ‏ قال: هو أن يشتهي الشي‏ء بسمعه و بصره و لسانه و يده، و أما أنه لا يغشى شيئا منها و إن كان يشتهيه- فإنه لا يأتيه إلا و قلبه منكر، لا يقبل الذي يأتي يعرف أن الحق ليس فيه‏ «6».

38- عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ هذا الشي‏ء يشتهيه الرجل بقلبه و سمعه و بصره، لا تتوق‏ «7» نفسه إلى غير ذلك، فقد حيل بينه و بين قلبه إلى ذلك الشي‏ء «8».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 70. البحار ج 6: 467. الصافي ج 1: 654.

 (2)- البرهان ج 2: 70. البحار ج 6: 467. الصافي ج 1: 654.

 (3)- البرهان ج 2: 70. البحار ج 6: 467. الصافي ج 1: 654.

 (4)- البحار ج 15 (ج 2): 38- 39. البرهان ج 2: 71. الصافي ج 1:

655- 656.

 (5)- البحار ج 15 (ج 2): 38- 39. البرهان ج 2: 71. الصافي ج 1:

655- 656.

 (6)- البحار ج 15 (ج 2): 38- 39. البرهان ج 2: 71. الصافي ج 1:

655- 656.

 (7)- تاق توقاً إليه: اشتقاق.

 (8)- البحار ج 15 (ج 2): 39. البرهان ج 2: 71. الصافي ج 1: 656.

52
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 25] ص : 53

39- و في خبر يونس بن عمار عن أبي عبد الله قال‏ لا يستيقن القلب أن الحق باطل أبدا، و لا يستيقن أن الباطل حق أبدا «1».

40- عن عبد الرحمن بن سالم عنه‏ في قوله: «وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً» قال: أصابت الناس فتنة بعد ما قبض الله نبيه حتى تركوا عليا و بايعوا غيره، و هي الفتنة التي فتنوا بها، و قد أمرهم رسول الله ص باتباع علي و الأوصياء من آل محمد ع‏ «2».

41- عن إسماعيل السري عن البهي‏ «3» «وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً» قال: أخبرت أنهم أصحاب الجمل‏ «4».

42- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أحدهما أن قريشا اجتمعت فخرجت من كل بطن أناس، ثم انطلقوا إلى دار الندوة ليشاوروا فيما يصنعون برسول الله عليه و آله السلام، فإذا هم بشيخ قائم على الباب- فإذا ذهبوا إليه ليدخلوا قال: أدخلوني معكم، قالوا: و من أنت يا شيخ قال: أنا شيخ من بني مضر، و لي رأي أشير به عليكم- فدخلوا و جلسوا و تشاوروا و هو جالس، و أجمعوا أمرهم على أن يخرجوه فقال: ليس هذا لكم برأي- إن أخرجتموه أجلب عليكم الناس‏ «5». فقاتلوكم قالوا: صدقت ما هذا برأي، ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على أن يوثقوه، قال:

هذا ليس بالرأي إن فعلتم هذا- و محمد رجل حلو اللسان أفسد عليكم أبناءكم- و خدمكم و ما ينفع أحدكم- إذا فارقه أخوه و ابنه أو امرأته- ثم تشاوروا فأجمعوا

______________________________

 (1)- البحار ج 15 (ج 2): 39. البرهان ج 2: 71. الصافي ج 1: 656.

 (2)- البرهان ج 2: 72. الصافي ج 1: 656.

 (3)- كذا في النسخ لكن في نسخة البرهان هكذا «عن الصيقل سئل أبو عبد اللَّه (ع) و اتقوا فتنة اه» ثم ذكر الرواية بعينها فيحتمل تعدد الروايتين و يحتمل وحدتهما و وقوع التحريف و كيف كان فلا تخلو النسخ من التحريف و التصحيف فلا تغفل.

 (4)- البرهان ج 2: 72.

 (5)- أي أجمعهم عليكم.

53
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 33] ص : 54

أمرهم على أن يقتلوه- و يخرجون من كل بطن منهم بشاهر «1» فيضربونه بأسيافهم جميعا عند الكعبة «2» ثم قرأ الآية «وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ‏» إلى آخر الآية «3».

43- عن زرارة و حمران عن أبي جعفر ع و أبي عبد الله ع‏ قوله «وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ‏» قال: إن رسول الله ص قد كان لقي من قومه بلاء شديدا- حتى أتوه ذات يوم و هو ساجد- حتى طرحوا عليه رحم شاة، فأتته ابنته و هو ساجد لم يرفع رأسه، فرفعته عنه و مسحته، ثم أراه الله بعد ذلك الذي يحب، أنه كان ببدر و ليس معه غير فارس واحد، ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر ألفا- حتى جعل أبو سفيان و المشركون، يستغيثون، ثم لقي أمير المؤمنين ع من الشدة و البلاء- و التظاهر عليه و لم يكن معه أحد من قومه بمنزلته، أما حمزة فقتل يوم أحد، و أما جعفر فقتل يوم موتة «4».

44- عن عبد الله بن محمد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ كان رسول الله ص و الاستغفار- حصنين لكم من العذاب، فمضى أكبر الحصنين و بقي الاستغفار، فأكثروا منه فإنه منجاة «5» للذنوب، و إن شئتم فاقرءوا «وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ- وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ‏» «6».

45- عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر ع قال‏ قال رسول الله ص و هو في نفر بين أصحابه: إن مقامي بين أظهركم خير لكم- و إن مفارقتي إياكم خير لكم، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله أما مقامك بين أظهرنا خير

______________________________

 (1)- و في نسخة البرهان «يشاب» بدل «بشاهر».

 (2)- و في نسخة البحار «الكتفين» بدل «الكعبة».

 (3)- البحار ج 6: 415. البرهان ج 2: 78. الصافي ج 1: 658.

 (4)- البحار ج 6: 348 و 473. البرهان ج 2: 79.

 (5)- و في نسخة الصافي «ممحاة» بدل «منجاة» و الممحاة: خرقة يزال بها المني و نحوه كما قاله الجوهري و غيره.

 (6)- البحار ج 19 (ج 2): 34. البرهان ج 2: 79. الصافي ج 1: 665.

54
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): الآيات 34 الى 35] ص : 55

لنا فقد عرفنا، فكيف يكون مفارقتك إيانا خيرا لنا فقال: أما مقامي بين أظهركم فإن الله يقول: «وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ- وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ‏» فعذبهم بالسيف، و أما مفارقتي إياكم فهو خير لكم- لأن أعمالكم تعرض علي كل إثنين و خميس، فما كان من حسن حمدت الله عليه، و ما كان من سيئ أستغفر الله لكم‏ «1».

46- عن إبراهيم بن عمر اليماني عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ هُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ ما كانُوا أَوْلِياءَهُ‏» يعني أولياء البيت يعني المشركون «إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ‏» حيث ما كانوا هم أولى به من المشركين «وَ ما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَ تَصْدِيَةً» قال التصفير و التصفيق‏ «2».

47 علي بن دراج الأسدي قال‏ دخلت على أبي جعفر ع فقلت له: إني كنت عاملا لبني أمية فأصبت مالا كثيرا فظننت أن ذلك لا يحل لي‏ «3» قال: فسألت عن ذلك غيري، [قال: قلت: قد سألت‏] فقيل لي: إن أهلك و مالك و كل شي‏ء لك حرام قال: ليس كما قالوا لك- قال: قلت جعلت فداك علي [فلي‏] توبة قال: نعم توبتك في كتاب الله «قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ‏» «4».

______________________________

 (1)- البحار ج 7: 70. البرهان ج 2: 79. الصافي ج 1: 665.

 (2)- البرهان ج 2: 81. الصافي ج 1: 665. و صفر صفراً و صفر تصفيراً: صوت بالنفخ من شفتيه و شبك أصابعه و نفح فيها و كثيراً ما يفعل ذلك للدابة عند دعائه للماء.

و صفق بيديه: صوت بهما ضرباً. قيل: و كانوا يطوفون بالبيت عراء يشبكون بين أصابعهم و يصفرون فيها و يصفقون و كانوا يفعلون ذلك إذا قرأ رسول اللَّه (ص) في صلاته يخلطون عليه. و في المجمع روي أن النبي (ص) كان إذا صلى في المسجد الحرام قام رجلان من بني عبد الدار عن يمينه فيصفران و رجلان عن يساره فيصفقان بأيديهما فيخلطان عليه صلاته فقتلهم اللَّه جميعاً ببدر.

 (3)- و في نسخة «أصبت مالا من وجه كذا و كذا فظننت أن ذلك لا يسعني».

 (4)- البحار ج 15 (ج 4): 219. البرهان ج 2: 81. الصافي ج 1: 667.

55
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 39] ص : 56

48- عن زرارة قال: قال أبو عبد الله ع‏ «1» سئل أبي عن قول الله:

 «قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً- كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ‏» «2» فقال: إنه [تأويل‏] لم يجئ تأويل هذه الآية، و لو قد قام قائمنا بعده سيرى- من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، و ليبلغن دين محمد ص ما بلغ الليل- حتى لا يكون شرك [مشرك‏] على ظهر الأرض كما قال الله‏ «3».

49- عن عبد الأعلى الجبلي [الحلبي‏] قال: قال أبو جعفر ع‏ يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب، ثم أومأ بيده إلى ناحية ذي طوى، حتى إذا كان قبل خروجه بليلتين- انتهى المولى الذي يكون بين يديه- حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم هاهنا فيقولون نحو من أربعين رجلا، فيقول:

كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم فيقولون: و الله لو يأوي بنا الجبال لآويناها معه، ثم يأتيهم من القابلة [القابل‏] فيقول لهم- أشيروا إلى ذوي أسنانكم و أخياركم عشيرة- فيشيرون له إليهم فينطلق بهم حتى يأتون صاحبهم، و يعدهم إلى الليلة التي تليها.

ثم قال أبو جعفر: و الله لكأني أنظر إليه- و قد أسند ظهره إلى الحجر، ثم ينشد الله حقه ثم يقول: يا أيها الناس- من يحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله- و من يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، يا أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، يا أيها الناس من يحاجني في إبراهيم، فأنا أولى بإبراهيم يا أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى الناس بموسى، يا أيها الناس من يحاجني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى يا أيها الناس من يحاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد ص، يا

______________________________

 (1)- و في نسخة البرهان رواه عن أبي جعفر (ع).

 (2)- و في نسخة «مشرك» و في آخر «شرك» و في ثالث «مشركاً» بدل «فتنة».

 (3)- البرهان ج 2: 81. الصافي ج 1: 667 و زاد فيه بعد قوله: كما قال اللَّه‏ «يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً» و نقله المحدث الحر العاملي في كتاب إثبات الهداة ج 7: 99 عن هذا الكتاب أيضاً.

56
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 39] ص : 56

أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ثم ينتهي إلى المقام فيصلي [عنده‏] ركعتين، ثم ينشد الله حقه.

قال أبو جعفر ع: هو و الله المضطر في كتاب الله، و هو قول الله: «أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ- وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ‏» و جبرئيل على الميزاب في صورة طائر أبيض- فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل، و يبايعه الثلاثمائة و البضعة العشر رجلا، قال: قال أبو جعفر ع: فمن ابتلي في المسير وافاه في تلك الساعة، و من لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، ثم قال: هو و الله قول علي بن أبي طالب ع:

المفقودون عن فرشهم، و هو قول الله: «فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا- يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً» أصحاب القائم الثلاثمائة و بضعة عشر رجلا، قال: هم و الله الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه: «وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ» قال: يجمعون في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف‏ «1» فيصبح بمكة فيدعو الناس إلى كتاب الله و سنة نبيه ص، فيجيبه نفر يسير و يستعمل على مكة، ثم يسير فيبلغه أن قد قتل عامله، فيرجع إليهم- فيقتل المقاتلة لا يزيد على ذلك شيئا يعني السبي، ثم ينطلق فيدعو الناس إلى كتاب الله و سنة نبيه عليه و آله السلام، و الولاية لعلي بن أبي طالب ع، و البراءة من عدوه- و لا يسمي أحدا حتى ينتهي إلى البيداء، فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فيأخذهم من تحت أقدامهم، و هو قول الله: «وَ لَوْ تَرى‏ إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَ قالُوا آمَنَّا بِهِ‏» يعني بقائم آل محمد «وَ قَدْ كَفَرُوا بِهِ‏» يعني بقائم آل محمد إلى آخر السورة، و لا يبقى منهم إلا رجلان- يقال لهما وتر و وتير من مراد: وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى، يخبران الناس بما فعل بأصحابهما، ثم يدخل المدينة فتغيب عنهم عند ذلك قريش، و هو قول علي بن أبي طالب ع: و الله لودت قريش أي عندها موقفا واحدا- جزر جزور بكل ما ملكت- و كل ما طلعت عليه الشمس أو غربت،

______________________________

 (1)- القزع: قطع من السحاب متفرقة صغار. قيل و إنما خص الخريف لأنه أول الشتاء و السحاب فيه يكون متفرقاً غير متراكم و لا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك.

57
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 39] ص : 56

ثم يحدث حدثا فإذا هو فعل ذلك، قالت: قريش اخرجوا بنا إلى هذه الطاغية، فو الله أن لو كان محمديا ما فعل، و لو كان علويا ما فعل، و لو كان فاطميا ما فعل، فيمنحه الله أكتافهم، فيقتل المقاتلة و يسبي الذرية، ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة «1» فيبلغه أنهم قد قتلوا عامله- فيرجع إليهم فيقتلهم مقتله- ليس قتل الحرة «2» إليها بشي‏ء، ثم ينطلق يدعو الناس إلى كتاب الله و سنة نبيه و الولاية لعلي بن أبي طالب ع و البراءة من عدوه، حتى إذا بلغ إلى الثعلبية «3» قام إليه رجل من صلب أبيه- و هو من أشد الناس ببدنه و أشجعهم بقلبه، ما خلا صاحب هذا الأمر، فيقول: يا هذا ما تصنع فو الله إنك لتجفل الناس إجفال النعم‏ «4» أ فبعهد من رسول الله ص أم بما ذا فيقول المولى الذي‏

______________________________

 (1)- موضع في الحجاز.

 (2)- الحرة- بفتح الحاء و الراء المهملتين-: أرض ذات حجارة نخرة سود كأنها أحرقت بالنار و هي قريبة من حرة ليلى- قرب المدينة- و وقعة الحرة المشهورة كانت في أيام يزيد بن معاوية سنة 63. و سبب ذلك أن أهل المدينة اجتمعوا بعد قتل الحسين (ع) عند عبد اللَّه بن حنظلة بن عامر و بايعوه بالإمارة و أخرجوا عامل يزيد من المدينة و أظهروا خلع يزيد من الخلافة فلما سمع بذلك يزيد بعث إليهم مسلم بن عقبة المري في اثنا عشر ألفا من أهل‏الشام و سموه لقبيح صنيعه مسرفاً فنزل حرة (المسماة بحرة واقم و هي الحرة الشرقية من حرتي المدينة) و خرج إليه أهل المدينة يحاربونه فكسرهم و قتل من الموالي ثلاثة آلاف و خمسمائة رجل و من الأنصار ألفاً و أربعمائة، و قيل ألفاً و سبعمائة، و من قريش ألفاً و ثلاثمائة و دخل جنده المدينة فنهبوا الأموال و سبوا الذرية و استباح الفروج و حملت منهم ثمانمائة حرة و ولدن، و كان يقال لأولئك الأولاد أولاد الحرة، ثم أحضر الأعيان لمبايعة يزيد بن معاوية فلم يرض إلا أن يبايعوه على أنهم عبيد يزيد بن معاوية فمن تلكأ أمر بضرب عنقه و كيف كان قصة الحرة طويلة و كانت بعد قتل الحسين (ع) من أشنع شي‏ء جرى في أيام يزيد بن معاوية لعنه اللَّه تعالى.

 (3)- من منازل طريق مكة من الكوفة و في وجه تسمية الموضع خلاف ذكره الحموي في المعجم فراجع.

 (4)- جفل الطير عن المكان: طردها، و أجفلت الريح التراب: أي أذهبته و طيرته.

58
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 39] ص : 56

ولي البيعة: و الله لتسكنن أو لأضربن الذي فيه عيناك، فيقول له القائم ع: اسكت يا فلان، إي و الله إن معي عهدا من رسول الله ص، هات لي يا فلان العيبة «1» أو الطيبة «2» أو الزنفليجة «3» فيأتيه بها فيقرؤه العهد من رسول الله ص، فيقول: جعلني الله فداك أعطني رأسك أقبله- فيعطيه رأسه فيقبله بين عينيه- ثم يقول: جعلني الله فداك جدد لنا بيعة، فيجدد لهم بيعة قال أبو جعفر ع: لكأني أنظر إليهم- مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا، كان قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره يسير الرعب أمامه شهرا و خلفه شهرا، أمده الله‏ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ- مُسَوِّمِينَ‏ حتى إذا صعد النجف، قال لأصحابه: تعبدوا ليلتكم هذه- فيبيتون بين راكع و ساجد- يتضرعون إلى الله حتى إذا أصبح، قال: خذوا بنا طريق النخيلة «4» و على الكوفة جند مجند «5» قلت: جند مجند قال: إي و الله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم ع بالنخيلة، فيصلي فيه ركعتين- فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها و غيرهم من جيش السفياني، فيقول لأصحابه: استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم.

قال أبو جعفر ع: و لا يجوزوا لله الخندق منهم مخبر- ثم يدخل الكوفة فلا يبقى‏

______________________________

 (1)- العيبة: ما يجعل فيه الثياب.

 (2)- كذا في الأصل و في نسخة البرهان «الطبقة» و لم أظفر فيه و لا فيما يضاهيه في الكتابة في اللغة على معنى يناسب المقام و قد خلت نسخة البحار من اللفظة رأساً.

 (3)- الزنفليجة: شبه الكنف و هو وعاء أدوات الراعي فارسي معرب.

 (4)- النخيلة- تصغير نخلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام و هو الموضع الذي خرج إليه علي (ع) لما بلغه ما فعل بالأنبار من قتل عامله عليها و خطب خطبة مشهورة ذم فيها أهل الكوفة و قال: اللهم إني لقد مللتهم و ملوني فأرحني منهم، فقتل بعد ذلك بأيام.

 (5)- جند مجند أي مجموع. و قد اختلفت النسخ هاهنا ففي نسخة «خنذق مخندق» في و أخرى «جند مجندخ» و في ثالثة «جنة مجنة» و لعل الظاهر ما اخترناه ثم الثاني.

59
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 39] ص : 56

مؤمن إلا كان فيها أو حن إليها «1» و هو قول أمير المؤمنين علي ع ثم يقول لأصحابه سيروا إلى هذه الطاغية، فيدعوه إلى كتاب الله و سنة نبيه ص فيعطيه، السفياني من البيعة سلما فيقول له كلب: و هم أخواله [ما] هذا ما صنعت و الله ما نبايعك على هذا أبدا، فيقول: ما أصنع فيقولون: استقبله فيستقبله، ثم يقول له القائم ص: خذ حذرك‏ «2» فإنني أديت إليك و أنا مقاتلك، فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أكتافهم. و يأخذ السفياني أسيرا، فينطلق به و يذبحه بيده، ثم يرسل جريدة خيل‏ «3» إلى الروم فيستحضرون بقية بني أمية، فإذا انتهوا إلى الروم قالوا: أخرجوا إلينا أهل ملتنا عندكم، فيأبون و يقولون و الله لا نفعل، فيقول الجريدة: و الله لو أمرنا لقاتلناكم، ثم ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه، فيقول: انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم، فإن هؤلاء قد أتوا بسلطان [عظيم‏] و هو قول الله: «فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ- لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى‏ ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَساكِنِكُمْ- لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ‏» قال: يعني الكنوز التي كنتم تكنزون، «قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ- فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ- حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ‏» لا يبقى منهم مخبر- ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا- إلى الآفاق كلها، فيمسح بين أكتافهم و على صدورهم، فلا يتعايون‏ «4» في فضاء و لا تبقى أرض إلا نودي فيها- شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له- و أن محمدا رسول الله، و هو قوله: «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ‏» و لا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية- كما قبلها رسول الله ص و هو قول الله: «وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ- وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ‏».

______________________________

 (1)- حن إليه: اشتاق إليه.

 (2)- الحذر: التحرز و مجانبة الشي‏ء خوفاً منه و قالوا في تفسير قوله تعالى‏ «خُذُوا حِذْرَكُمْ» أي خذوا طريق الاحتياط و اسلكوه و اجعلوا الحذر ملكة في دفع ضرر الأعداء عنكم و الحذر و الحذر بمعنى واحد كالإثر و الأثر.

 (3)- الجريدة: خيل لا رجالة فيها.

 (4)- تعاياه الأمر: أعجزه.

60
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 41] ص : 61

قال أبو جعفر ع: يقاتلون و الله حتى يوحد الله و لا يشرك به شيئا، و حتى تخرج العجوز الضعيفة- من المشرق تريد المغرب- و لا ينهاها أحد، و يخرج الله من الأرض بذرها، و ينزل من السماء قطرها، و يخرج الناس خراجهم على رقابهم- إلى المهدي ع، و يوسع الله على شيعتنا و لولاه ما يدركهم [ينجز لهم‏]. من السعادة لبغوا، فبينا صاحب هذا الأمر- قد حكم ببعض الأحكام و تكلم ببعض السنن، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه، فيقول لأصحابه: انطلقوا فتلحقوا بهم في التمارين فيأتونه بهم أسرى ليأمر بهم فيذبحون- و هي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد ص‏ «1».

50- عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ سألته عن قول الله: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ- فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏» قال: هم أهل قرابة رسول الله عليه و آله السلام، فسألته: منهم اليتامى و المساكين و ابن السبيل قال: نعم‏ «2».

51- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ في الغنيمة يخرج منها الخمس، و يقسم ما بقي فيمن قاتل عليه و ولي ذلك، فأما الفي‏ء و الأنفال فهو خالص ل رسول الله ص‏ «3».

52- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ سمعته أن نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن موضع الخمس لمن هو فكتب إليه: أما الخمس فإنا نزعم أنه لنا، و يزعم قومنا أنه ليس لنا فصبرنا «4».

53- عن زرارة و محمد بن مسلم و أبي بصير أنهم قالوا له: ما حق الإمام في أموال الناس قال: الفي‏ء و الأنفال و الخمس، و كل ما دخل منه في‏ء أو أنفال أو خمس‏

______________________________

 (1)- البحار ج 13: 188- 189. البرهان ج 2: 81- 83. و نقله المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة ج 7: 99 مختصراً عن هذا الكتاب.

 (2)- البحار ج 20: 50- 52. البرهان ج 2: 87. الوسائل ج 2 أبواب قسمة الخمس باب 1. الصافي ج 1: 668.

 (3)- البحار ج 20: 50- 52. البرهان ج 2: 87. الوسائل ج 2 أبواب قسمة الخمس باب 1. الصافي ج 1: 668.

 (4)- البرهان ج 2: 87. البحار ج 20: 52. مجمع البيان ج 3: 545.

61
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 41] ص : 61

أو غنيمة فإن لهم خمسه، فإن الله يقول: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ- فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ، وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏- وَ الْيَتامى‏ وَ الْمَساكِينِ‏» و كل شي‏ء في الدنيا فإن لهم فيه نصيبا فمن وصلهم بشي‏ء مما يدعون له- أكثر مما يأخذون منه‏ «1».

54- عن سماعة عن أبي عبد الله و أبي الحسن ع قال‏ سألت أحدهما عن الخمس فقال: ليس الخمس إلا في الغنائم‏ «2».

55- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏» قال: هم أهل قرابة نبي الله ص‏ «3».

56- عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ سألته عن قول الله: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ- فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏» قال: الخمس لله و للرسول و هو لنا «4».

57- عن سدير عن أبي جعفر ع قال قال‏ يا أبا الفضل لنا حق في كتاب الله في الخمس، فلو محوه فقالوا: ليس من الله أو لم يعلموا به لكان سواء «5».

58- عن ابن الطيار «6» عن أبي عبد الله ع قال‏ يخرج خمس الغنيمة ثم يقسم أربعة أخماس- على من قاتل على ذلك أو وليه‏ «7».

59- عن فيض بن أبي شيبة عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ إن أشد ما يكون الناس حالا يوم القيمة إذا قام صاحب الخمس، فقال: يا رب خمسي و إن‏

______________________________

 (1)- الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 1. البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88.

 (2)- الوسائل ج 2 أبواب قسمة الخمس باب 1. البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88.

 (3)- الوسائل ج 2 أبواب قسمة الخمس باب 1. البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88.

 (4)- الوسائل ج 2 أبواب قسمة الخمس باب 1. البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88.

 (5)- البحار ج 20: 48. البرهان ج 2: 88.

 (6)- هو حمزة بن محمد الطيار و في نسخة البحار «عن الطيار» بحذف ابن و هو أيضا يطلق عليه و على أبيه محمد بن عبد اللَّه.

 (7)- البحار ج 20: 50. البرهان ج 2: 88.

62
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 41] ص : 61

شيعتنا من ذلك لفي حل‏ «1».

60- عن إسحاق بن عمار قال: سمعته يقول‏ لا يعذر عبد اشترى من الخمس شيئا- أن يقول: يا رب اشتريته بمالي- حتى يأذن له أهل الخمس‏ «2».

61- عن إبراهيم بن محمد قال‏ كتبت إلى أبي الحسن الثالث ع أسأله عما يجب في الضياع، فكتب: الخمس بعد المئونة، قال: فناظرت أصحابنا فقالوا:

المئونة بعد ما يأخذ السلطان، و بعد مئونة الرجل، فكتبت إليه أنك قلت: الخمس بعد المئونة- و أن أصحابنا اختلفوا في المئونة فكتب، الخمس بعد ما يأخذ السلطان و بعد مئونة الرجل و عياله‏ «3».

62- عن إسحاق‏ «4» عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن سهم الصفوة فقال: كان لرسول الله ص و أربعة أخماس للمجاهدين و القوام، و خمس يقسم بين مقسم رسول الله ص، و نحن نقول هو لنا- و الناس، يقولون: ليس لكم، و سهم لذي القربى و هو لنا، و ثلاثة أسهام لليتامى و المساكين و أبناء السبيل، يقسمه الإمام بينهم، فإن أصابهم درهم درهم لكل فرقة منهم- نظر الإمام بعد، فجعلها في ذي القربى، قال: يردوها إلينا «5».

63- عن المنهال بن عمرو عن علي بن الحسين ع قال: قال‏ ليتامانا.

و مساكيننا و أبناء سبيلنا «6».

64- عن زكريا بن مالك الجعفي‏ «7» عن أبي عبد الله ع‏ سألته عن قول‏

______________________________

 (1)- البحار ج 20: 50. البرهان ج 2: 88. الوسائل ج 2 أبواب الأنفال باب 4.

 (2)- البحار ج 20: 48 و 50. البرهان ج 2: 88.

 (3)- البحار ج 20: 48 و 50. البرهان ج 2: 88.

 (4)- و في نسخة البرهان «عن عمار» بدل «إسحاق».

 (5)- البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88. الوسائل أبواب قسمة الخمس باب 1.

 (6)- البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88. الوسائل أبواب قسمة الخمس باب 1.

 (7)- و في نسخة البرهان «زكريا بن عبد اللَّه» و لكن الظاهر هو المختار.

63
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 41] ص : 61

الله: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ- فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏- وَ الْيَتامى‏ وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ‏» قال: أما خمس الله فلرسوله يضعه في سبيل الله- و لنا خمس الرسول و لأقاربه- و خمس ذوي القربى فهم أقرباؤه، و اليتامى يتامى أهل بيته، فجعل هذه الأربعة الأسهم فيهم، و أما المساكين و أبناء السبيل- فقد علمت أن لا تأكل الصدقة و لا تحل لنا- فهو للمساكين و أبناء السبيل‏ «1».

65- عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن جعفر بن محمد ع قال: قال‏ إن الله لا إله إلا هو لما حرم علينا الصدقة- أنزل لنا الخمس، و الصدقة علينا حرام، و الخمس لنا فريضة، و الكرامة أمر لنا حلال‏ «2».

66- عن الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ في الرجل من أصحابنا في لوائهم فيكون معهم فيصيب غنيمة قال: يؤدي خمسنا و يطيب له‏ «3».

67- عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال‏ في تسعة عشر من شهر رمضان يلتقي الجمعان، قلت: ما معنى قوله: «يلتقي الجمعان» قال: يجتمع فيها ما يريد من تقديمه و تأخيره- و إرادته و قضائه‏ «4».

68- عن عمرو بن سعيد قال‏ جاء رجل من أهل المدينة في ليلة الفرقان حين‏ الْتَقَى الْجَمْعانِ‏ فقال المدني: هي ليلة سبع عشرة من رمضان، قال: فدخلت على أبي عبد الله ع فقلت له و أخبرته، فقال لي: جحد المدني أنت تريد مصاب أمير المؤمنين أنه أصيب ليلة تسعة عشر من رمضان، و هي الليلة التي رفع فيها عيسى ابن مريم ع‏ «5».

______________________________

 (1)- البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88. الصافي ج 1: 668.

 (2)- البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88. مجمع البيان ج 3: 545.

 (3)- البرهان ج 2: 88. البحار ج 20: 50.

 (4)- البحار ج 20: 100. البرهان ج 2: 89. و نقله الفيض (ره) في حاشية الصافي ج 1: 669 عن هذا الكتاب أيضاً.

 (5)- البحار ج 20: 100. البرهان ج 2: 89.

64
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 42] ص : 65

 

69- عن محمد بن يحيى عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ‏» قال: أبو سفيان و أصحابه‏ «1».

70- عن عمرو بن أبي مقدام عن أبيه عن علي بن الحسين ع قال‏ لما عطش القوم يوم بدر انطلق علي بالقربة يستقي و هو على القليب‏ «2» إذ جاءت ريح شديدة ثم مضت فلبث ما بدا له، ثم جاءت ريح أخرى ثم مضت- ثم جاءته أخرى كاد أن تشغله و هو على القليب- ثم جلس حتى مضى، فلما رجع إلى رسول الله ص أخبره بذلك، فقال رسول الله ص: أما الريح الأولى [فيها] جبرئيل مع ألف من الملائكة، و الثانية فيها ميكائيل مع ألف من الملائكة، و الثالثة فيها إسرافيل مع ألف من الملائكة، و قد سلموا عليك و هم مدد لنا، و هم الذين رآهم إبليس ف نَكَصَ عَلى‏ عَقِبَيْهِ‏ يمشي القهقرى- حتى يقول: «إِنِّي أَرى‏ ما لا تَرَوْنَ‏ و إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ‏» «3».

71 أبو علي المحمودي عن أبيه رفعه‏ في قول الله: «يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْبارَهُمْ‏» قال: إنما أراد و أستاههم‏ «4» أن الله كريم يكن‏ «5».

72- عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن هذه الآية: «إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ- الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‏» قال: نزلت في بني أمية، هم شر خلق الله، هم الذين كفروا في بطن القرآن و هم الذين لا يؤمنون‏ «6».

______________________________

 (1)- البحار ج 6: 473. البرهان ج 2: 89. الصافي ج 1: 669.

 (2)- القليب: البئر قبل أن تطوى.

 (3)- البحار ج 6: 471. البرهان ج 2: 90. الصافي ج 1: 672.

 (4)- الاست: العجز و أصلها سته على فعل بالتحريك يدل على ذلك أن جمعه استاه مثل جمل و أجمال، و لا يجوز أن يكون مثل جذع و قفل اللذين يجمعان أيضاً على أفعال لأنك إذا أردت الهاء التي هي لام الفعل و حذفت العين قلت سه بالفتح (ص).

 (5)- البرهان ج 2: 90. البحار ج 6: 467.

 (6)- البرهان ج 2: 90. الصافي ج 1: 674.

 

65
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 60] ص : 66

 

73- عن محمد بن عيسى عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ» قال: سيف و ترس‏ «1».

74 عبد الله بن المغيرة «2» رفعه قال: قال رسول الله ص‏ «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ» قال الرمي‏ «3».

75- عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها» فسئل ما السلم قال: الدخول في أمرك‏ «4».

76- عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن جده‏ ما أتى علي يوم قط أعظم من يومين أتيا علي، فأما اليوم الأول فيوم قبض رسول الله ص، و أما اليوم الثاني فو الله إني لجالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر و الناس يبايعونه، إذ قال له عمر: يا هذا ليس في يديك شي‏ء مهما لم يبايعك علي، فابعث إليه حتى يأتيك يبايعك، فإنما هؤلاء رعاع‏ «5» فبعث إليه قنفذ فقال له: اذهب فقل/ لعلي: أجب خليفة رسول الله ص فذهب قنفذ فما لبث أن رجع فقال لأبي بكر: قال لك: ما خلف رسول الله أحدا غيري، قال: ارجع إليه فقل: أجب- فإن الناس قد أجمعوا على بيعتهم إياه، و هؤلاء المهاجرين و الأنصار يبايعونه و قريش، و إنما أنت رجل من المسلمين لك ما لهم- و عليك ما عليهم، فذهب إليه قنفذ فما لبث أن رجع فقال: قال لك: إن رسول الله ص قال لي و أوصاني- أن إذا واريته في حفرته لا أخرج من بيتي- حتى أؤلف كتاب الله، فإنه في جرائد النخل و في أكتاف الإبل، قال عمر: قوموا بنا إليه، فقام أبو بكر، و عمر، و عثمان و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة، و أبو عبيدة بن الجراح، و

______________________________

 (1)- البحار ج 23: 45. البرهان ج 2: 90. الصافي ج 1: 674.

 (2)- و في نسخة البرهان «عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال قال رسول اللَّه (ص) اه».

 (3)- البحار ج 23: 45. البرهان ج 2: 91. الصافي ج 1: 674.

 (4)- البحار ج 7: 124. البرهان ج 2: 91. الصافي ج 1: 675 و فيه كرواية الكليني «أمرنا» بدل «أمرك» و لعله من باب النقل بالمعنى.

 (5)- الرعاع- بالفتح-: سقاط الناس و سفلتهم و غواؤهم.

 

66
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 65] ص : 66

سالم مولى أبي حذيفة، و قنفذ، و قمت معهم، فلما انتهينا إلى الباب- فرأتهم فاطمة ص أغلقت الباب في وجوههم، و هي لا تشك أن لا يدخل عليها إلا بإذنها، فضرب عمر الباب برجله فكسره و كان من سعف‏ «1» ثم دخلوا فأخرجوا عليا ع ملببا «2» فخرجت فاطمة ع فقالت: يا با بكر أ تريد أن ترملني من زوجي‏ «3» و الله لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري- و لأشقن جيبي و لآتين قبر أبي و لأصيحن‏ «4» إلى ربي، فأخذت بيد الحسن و الحسين ع، و خرجت تريد قبر النبي ص فقال علي ع لسلمان: أدرك ابنة محمد فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان، و الله إن نشرت شعرها و شقت جيبها- و أتت قبر أبيها و صاحت إلى ربها- لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها [و بمن فيها] فأدركها سلمان رضي الله عنه.

فقال: يا بنت محمد إن الله إنما بعث أباك رحمة فارجعي، فقالت: يا سلمان يريدون قتل علي ما على علي صبر- فدعني حتى آتي قبر أبي فأنشر شعري- و أشق جيبي و أصيح إلى ربي، فقال سلمان: إني أخاف أن تخسف بالمدينة، و علي بعثني إليك- و يأمرك أن ترجعي إلى بيتك و تنصرفي، فقالت: إذا أرجع و أصبر و أسمع له و أطيع، قال:

فأخرجوه من منزله ملببا- و مروا به على قبر النبي عليه و آله السلام قال: فسمعته يقول:

 «يا ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي‏» إلى آخر الآية- و جلس أبو بكر في سقيفة بني ساعدة و قدم علي فقال له عمر: بايع، فقال له علي: فإن أنا لم أفعل فمه فقال له عمر:

إذا أضرب و الله عنقك، فقال له علي: إذا و الله أكون عبد الله المقتول، و أخا رسول الله، فقال عمر: أما عبد الله المقتول فنعم، و أما أخو رسول الله فلا- حتى قالها ثلاثا

______________________________

 (1)- السعف: جريد النخل.

 (2)- أي و قد أخذ بتلبيبه و هو ما في المنحر و موضع القلادة من الثياب.

 (3)- رملت الزوجة من زوجها: صارت أرملة و هي المرأة التي مات زوجها و هي فقيرة.

 (4)- و في نسخة البرهان «لأضجن» بدل «لأصيحن» و الظاهر هو المختار في المتن لما يأتي في قول علي (ع) «و صاحت إلى ربها اه».

67
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 66] ص : 68

فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب فأقبل مسرعا يهرول‏ «1» فسمعته يقول: ارفقوا بابن أخي- و لكم علي أن يبايعكم، فأقبل العباس و أخذ بيد علي فمسحها على يد أبي بكر، ثم خلوه مغضبا فسمعته يقول:- و رفع رأسه إلى السماء اللهم إنك تعلم أن النبي ص قد قال لي: إن تموا عشرين فجاهدهم، و هو قولك في كتابك «إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ- يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ‏» قال: و سمعته يقول: اللهم و إنهم لم يتموا عشرين، حتى قالها ثلاثا ثم انصرف‏ «2».

77- عن فرات بن أحنف عن بعض أصحابه عن علي ع أنه قال‏ ما نزل بالناس أزمة «3» قط- إلا كان شيعتي فيها أحسن حالا، و هو قول الله: «الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً» «4».

78- عن حسين بن صالح قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: كان علي ص يقول‏ من فر من رجلين في القتال من [الزحف- فقد] فر من الزحف‏ «5» و من فر من ثلاثة رجال في القتال- فلم يفر من الزحف‏ «6».

79- عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ في هذه الآية «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى‏- إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ‏» قال: نزلت في العباس و عقيل و نوفل‏ «7» و قال:

إن رسول الله ص نهى يوم بدر أن يقتل أحد من بني هاشم أو أبو البختري‏

______________________________

 (1)- الهرولة: ضرب من العدو. قال الجوهري: و هو بين المشي و العدو.

 (2)- البحار ج 8: 44. البرهان ج 2: 93.

 (3)- الأزمة و الآزمة: الشدة و القحط و السنة الشديدة.

 (4)- البرهان ج 2: 93.

 (5)- في الحديث أنهاكم عن الفرار من الزحف أي من الجهاد و لقاء العدو في الحرب و الزحف: الجيش يزحفون إلى العدو أي يمشون (م).

 (6)- الصافي ج 1: 676. البرهان ج 2: 93.

 (7)- و هو نوفل بن الحارث بن عبد المطلب من أسارى بدر.

68
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 70] ص : 68

فأسروا فأرسل عليا فقال: أنظر من هاهنا من بني هاشم، قال: فمر علي على عقيل بن أبي طالب فجاز عنه- قال: فقال له: يا ابن أم علي- أما و الله لقد رأيت مكاني، قال:

فرجع إلى رسول الله عليه و آله السلام فقال له: هذا أبو الفضل في يد فلان، و هذا عقيل في يد فلان، و هذا نوفل في يد فلان، يعني نوفل بن الحارث فقام رسول الله عليه و آله السلام حتى انتهى إلى عقيل، فقال له: يا با يزيد قتل أبو جهل‏ «1» فقال إذا لا تنازعون في تهامة «2» قال: إن كنتم أثخنتم القوم و إلا فاركبوا أكتافهم، قال:

فجي‏ء بالعباس فقيل له: أفد نفسك و أفد ابني أخيك، فقال: يا محمد تركتني أسأل قريشا في كفي قال: أعط مما خلفت عند أم الفضل و قلت لها: إن أصابني شي‏ء في وجهي- فأنفقيه على ولدك و نفسك، قال: يا ابن أخي من أخبرك بهذا قال: أتاني به جبرئيل من عند الله- فقال: و محلوفه‏ «3» ما علم بهذا أحد إلا أنا و هي، و أشهد أنك رسول الله، قال: فرجع الأسارى كلهم مشركين- إلا العباس و عقيل و نوفل بن الحارث، و فيهم نزلت هذه الآية «قل لمن في أيديكم من الأسارى» «4» إلى آخرها «5».

80- عن علي بن أسباط سمع أبا الحسن الرضا ع يقول قال أبو عبد الله ع‏ أتي النبي عليه و آله السلام بمال فقال للعباس: ابسط رداءك فخذ من هذا المال طرفا «6» قال: فبسط رداءه فأخذ طرفا من ذلك المال، قال ثم قال رسول الله ص: هذا مما قال الله: «يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى- إن يعلم‏

______________________________

 (1)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان و الصافي و رواية الكليني (ره) في الكافي لكن في سائر النسخ هكذا «فقال له: إنا نريد قتل أبي جهل اه».

 (2)- من أسماء مكة المعظمة.

 (3)- و محلوفه أي أقسم بالذي يقسم به في شرع محمد (ص) و حاصله و اللَّه.

 (4)- و هذا إحدى القراءات في الآية.

 (5)- الصافي ج 1: 677. البحار ج 6: 470.

 (6)- الطرف- محركة-: طائفة من الشي‏ء.

69
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 72] ص : 70

الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا- مما أخذ منكم» «1».

81- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالوا سألناهما عن قوله: «وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا- ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا» قالا بأن أهل مكة لا يرثون‏ «2» أهل المدينة «3».

82- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع عن أبيه عن آبائه قال‏ دخل علي ع على رسول الله ص في مرضه- و قد أغمي عليه و رأسه في حجر جبرئيل و جبرئيل في صورة دحية الكلبي، فلما دخل علي ع قال له جبرئيل:

دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني، لأن الله يقول في كتابه: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏» فجلس علي ع و أخذ رأس رسول الله ص فوضعه في حجره، فلم يزل رأس رسول الله في حجره حتى غابت الشمس، و إن رسول الله أفاق فرفع رأسه فنظر إلى علي فقال: يا علي أين جبرئيل فقال: يا رسول الله ما رأيت إلا دحية الكلبي دفع إلي رأسك- قال:

يا علي دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني، لأن الله يقول في كتابه: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏» فجلست و أخذت رأسك فلم تزل في حجري- حتى غابت الشمس- و قال له رسول الله ص: أ فصليت العصر فقال لا- قال: فما منعك أن تصلي‏

______________________________

 (1)- البحار ج 6: 467. الصافي ج 1: 678.

 (2)- و في نسخة الصافي «لا يولون» بدل «لا يرثون» و المعنى واحد كما لا يخفى.

 (3)- البحار ج 6: 423. البرهان ج 2: 98. الصافي ج 1: 678 ثم إن الآية على ما ذكره المفسرون نزلت في الميراث، قوله تعالى‏ «أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ» أي يتولى بعضهم بعضا في الميراث، و كانوا يتوارثون بالهجرة فجعل اللَّه الميراث للمهاجرين و الأنصار دون ذوي الأرحام و كان الذي آمن و لم يهاجر لم يرث من أجل أنه لم يهاجر و لم ينصر و كانوا يعملون بذلك حتى وقعت غزوة بدر فأنزل اللَّه «النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏ اه» فنسخت هذه الآية.

70
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 75] ص : 70

فقال: قد أغمي عليك و كان رأسك في حجري، فكرهت أن أشق عليك يا رسول الله، و كرهت أن أقوم و أصلي و أضع رأسك، فقال رسول الله ص: اللهم إن كان في طاعتك و طاعة رسولك حتى فاتته صلاة العصر، اللهم فرد عليه الشمس حتى يصلي العصر في وقتها، قال: فطلعت الشمس- فصارت في وقت العصر بيضاء نقية، و نظر إليها أهل المدينة و إن عليا قام و صلى- فلما انصرف غابت الشمس و صلوا المغرب‏ «1».

83- عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر ع قال‏ الخال و الخالة يرثان- إذا لم يكن معهم أحد غيرهم- إن الله يقول: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ- فِي كِتابِ اللَّهِ‏» إذا التقت القرابات- فالسابق أحق بالميراث من قرابته‏ «2».

84- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ لما اختلف علي بن أبي طالب ع و عثمان بن عفان في الرجل- يموت و ليس له عصبة يرثونه، و له ذو قرابة لا يرثونه ليس له سهم مفروض، فقال علي: ميراثه لذوي قرابته، لأن الله تعالى يقول: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏» و قال عثمان: أجعل ميراثه في بيت مال المسلمين و لا يرثه أحد من قرابته‏ «3».

85- عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال‏ كان علي ع لا يعطي موالي شيئا مع ذي رحم- سميت له فريضة أم لم تسم له فريضة، و كان يقول: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ- إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ‏» قد علم مكانهم فلم يجعل لهم مع أولي الأرحام- حيث قال: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ- فِي كِتابِ اللَّهِ‏» «4».

______________________________

 (1)- البحار ج 9: 549. البرهان ج 2: 98. و نقله المحدث الحر العاملي في كتاب إثبات الهداة ج 2: 137 عن هذا الكتاب مختصراً.

 (2)- البحار ج 24: 26. البرهان ج 2: 98. الوسائل ج 3 أبواب ميراث الأعمام و الأخوال باب 5.

 (3)- البحار ج 24: 26. البرهان ج 2: 98- 99. الوسائل ج 3 أبواب موجبات الإرث باب 7.

 (4)- البحار ج 24: 26. البرهان ج 2: 98- 99. الوسائل ج 3 أبواب موجبات الإرث باب 7.

71
تفسير العياشي2

[سورة الأنفال(8): آية 75] ص : 70

86- عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏» إن بعضهم أولى بالميراث من بعض، لأن أقربهم إليه [رحما] أولى به- ثم قال أبو جعفر: إنهم أولى بالميت، و أقربهم إليهم أمه و أخوه و أخته لأمه و أبيه، أ ليس الأم أقرب إلى الميت من إخوته و أخواته‏ «1».

87- عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له أخبرني عن خروج الإمامة- من ولد الحسن إلى ولد الحسين كيف ذلك و ما الحجة فيه قال لما حضر الحسين ما حضره من أمر الله- لم يجز أن يردها إلى ولد أخيه- و لا يوصي بها فيهم، يقول الله: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ- فِي كِتابِ اللَّهِ‏» فكان ولده أقرب رحما إليه من ولد أخيه، و كانوا أولى بالإمامة- و أخرجت هذه الآية ولد الحسن منها، فصارت الإمامة إلى الحسين، و حكمت بها الآية لهم- فهي فيهم إلى يوم القيمة «2».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 99. البحار ج 24: 26.

 (2)- البرهان ج 2: 99. البحار ج 7: 242.

72
تفسير العياشي2

من سورة البراءة ص : 73

 

من سورة البراءة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ من قرأ سورة براءة و الأنفال في كل شهر- لم يدخله نفاق أبدا، و كان من شيعة أمير المؤمنين ع حقا: و أكل يوم القيامة من موائد الجنة مع شيعة علي ع حتى يفرغ الناس من الحساب‏ «1».

2- عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله ع قال‏ كان الفتح في سنة ثمان، و براءة في سنة تسع، و حجة الوداع في سنة عشر «2».

3- عن أبي العباس عن أحدهما قال‏ الأنفال و سورة براءة واحدة «3».

4- عن حريز عن أبي عبد الله ع قال‏ إن رسول الله ص بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم- ليقرأها على الناس، فنزل جبرئيل فقال: لا يبلغ عنك إلا علي، فدعا رسول الله ص عليا فأمره أن يركب ناقة العضباء «4» و أمره أن يلحق أبا بكر

______________________________

 (1)- البحار ج 19: 69. البرهان ج 2: 58.

 (2)- البرهان ج 2: 100. البحار ج 6: 602 و 9: 56. الصافي ج 1: 681.

 (3)- البرهان ج 2: 100. البحار ج 19: 69. الصافي ج 1: 680.

 (4)- العضباء: اسم ناقة رسول اللَّه (ص) قيل هو علم لها و قيل كانت مشقوقة الأذن و في كلام الزمخشري و هو منقول من قولهم ناقة عضباء و هي القصيرة اليد.

 

73
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 1 الى 3] ص : 73

فيأخذ منه براءة و يقرأه على الناس بمكة، فقال أبو بكر: أ سخطه فقال: لا إلا أنه أنزل عليه لا يبلغ إلا رجل منك، فلما قدم على مكة و كان يوم النحر بعد الظهر- و هو يوم‏ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، قام ثم قال: إني رسول رسول الله إليكم، فقرأها عليهم: «بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ- فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ» عشرين من ذي الحجة و محرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشرا من شهر ربيع الآخر، و قال: لا يطوف بالبيت عريان و لا عريانة، و لا مشرك- إلا من كان له عهد عند رسول الله، فمدته إلى هذه الأربعة الأشهر «1».

5- و في خبر محمد بن مسلم فقال‏ يا علي هل نزل في شي‏ء منذ فارقت رسول الله قال: لا و لكن أبى الله أن يبلغ عن محمد إلا رجل منه، فوافى الموسم فبلغ عن الله و عن رسوله بعرفة و المزدلفة و يوم النحر عند الجمار، و في أيام التشريق كلها ينادي: «بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ- فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ و لا يطوفن بالبيت عريان‏ «2».

6- عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ لا و الله ما بعث رسول الله ص أبا بكر ببراءة أ هو كان يبعث بها معه ثم يأخذها منه و لكنه استعمله على الموسم و بعث بها عليا بعد ما فصل أبو بكر عن الموسم، فقال لعلي: حين بعثه- أنه لا يؤدي عني إلا أنا و أنت‏ «3».

7- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ خطب علي بالناس و اخترط سيفه‏ «4» و قال: لا يطوفن بالبيت عريان، و لا يحجن بالبيت [مشرك و لا] مشركة، و من كانت له مدة فهو إلى مدته، و من لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر، و كان خطب يوم النحر،

______________________________

 (1)- البحار ج 9: 56. البرهان ج 2: 101. الصافي ج 1: 681- 682.

الوسائل ج 2 أبواب الطواف باب 53.

 (2)- البحار ج 9: 56. البرهان ج 2: 101. الصافي ج 1: 681- 682.

الوسائل ج 2 أبواب الطواف باب 53.

 (3)- البحار ج 9: 56. البرهان ج 2: 101. و نقله الفيض في حاشية الصافي ج 1 682 عن الكتاب.

 (4)- اخترط السيف: استله و أخرجه من غمده.

74
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 1 الى 3] ص : 73

و كان عشرون من ذي الحجة و المحرم و صفر، و شهر ربيع الأول و عشر من شهر ربيع الآخر، و قال: يوم النحر يوم‏ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ «1».

8- و في خبر أبي الصباح عنه‏ فبلغ عن الله و عن رسوله بعرفة و المزدلفة و عند الجمار في أيام الموسم- كلها ينادي «بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏» و لا يطوفن عريان، و لا يقربن المسجد الحرام بعد عامنا هذا مشرك‏ «2».

9- عن حبيش‏ «3» عن علي ع‏ أن النبي ع حين بعثه ببراءة و قال: يا نبي الله إني لست بلسن‏ «4» و لا بخطيب- قال ما بد أن أذهب بها أو تذهب بها أنت، قال: فإن كان لا بد فسأذهب أنا- قال: فانطلق فإن الله يثبت لسانك و يهدي قلبك، ثم وضع يده على فمه و قال: انطلق فاقرأها على الناس، و قال: الناس سيتقاضون إليك، فإذا أتتك الخصمان فلا تقضين لواحد حتى يسمع الآخر، فإنه أجدر أن تعلم الحق‏ «5».

10- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله: «فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ» قال عشرين من ذي الحجة، و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشر من شهر ربيع الآخر «6».

11 جعفر بن أحمد عن علي بن محمد بن شجاع قال: روى أصحابنا قيل لأبي عبد الله ع: لم صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر قال: إن الله جل ذكره أمر المشركين- فقال: «فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ» و لم يكن يقصر بوفده [برفده بوعده‏] عن ذلك‏ «7».

______________________________

 (1)- البحار ج 9: 56- 57. البرهان ج 2: 101. الصافي ج 1: 682.

الوسائل ج 2 أبواب الطواف باب 53.

 (2)- البحار ج 9: 56- 57. البرهان ج 2: 101. الصافي ج 1: 682.

الوسائل ج 2 أبواب الطواف باب 53.

 (3)- و في نسخ البحار و البرهان و الوسائل «الحسن» بدل «الحبيش».

 (4)- اللسن ككتف: الفصيح البليغ.

 (5)- البحار ج 9: 57. البرهان ج 2: 101. الوسائل ج 3 أبواب آداب القاضي باب 4.

 (6)- البحار ج 21: 106. البرهان ج 2: 102.

 (7)- البرهان ج 2: 102.

75
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 1 الى 3] ص : 73

12- عن حكيم بن الحسين عن علي بن الحسين ع قال‏ و الله إن لعلي لأسماء في القرآن ما يعرفه الناس، قال: قلت: و أي شي‏ء تقول جعلت فداك فقال لي «وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» قال: فبعث رسول الله ص أمير المؤمنين و كان علي هو و الله المؤذن، فأذن بأذان الله و رسوله يوم الحج الأكبر من المواقف كلها، فكان ما نادى به أن لا يطوف بعد هذا العام عريان- و لا يقرب المسجد الحرام بعد هذا العام مشرك‏ «1».

13- عن حريز عن أبي عبد الله ع قال‏ في الأذان: هو اسم في كتاب الله لا يعلم ذلك أحد غيري‏ «2».

14- عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين ع‏ في قول الله: «وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏» قال: الأذان أمير المؤمنين علي ع‏ «3».

15- عن جابر عن [جعفر بن محمد و] أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» قال: خروج القائم و أذان دعوته إلى نفسه‏ «4».

16- عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع قال‏ يوم‏ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ يوم النحر، و الحج الأصغر العمرة «5».

17- و في رواية ابن سرحان عنه ع قال‏ الحج الأكبر يوم عرفة و جمع‏ «6» و رمي الجمار و الحج الأصغر العمرة «7».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 102. البحار ج 9: 57. الوسائل ج 2 أبواب الطواف باب 53.

 (2)- البرهان ج 2: 102. البحار ج 9: 57. الوسائل ج 2 أبواب الطواف باب 53.

 (3)- البرهان ج 2: 102. البحار ج 9: 57. الصافي ج 1: 682- 683.

 (4)- البرهان ج 2: 102. إثبات الهداة ج 7: 99.

 (5)- البرهان ج 2: 102. الوسائل ج 2 أبواب العمرة باب 1.

 (6)- و جمع بالفتح فالسكون-: المشعر الحرام و هو أقرب الموقفين إلى مكة المشرفة و منه حديث آدم (ع) ثم انتهى إلى جمع فجمع فيها بين المغرب و العشاء، قيل سمي به لأن الناس يجتمعون فيه و يزدلفون إلى اللَّه تعالى أي يتقربون إليه بالعبادة و الخير و الطاعة، و قيل لأن آدم اجتمع فيها مع حواء فازدلف و دنا منها و قيل لأنه يجمع فيه المغرب و العشاء (م).

 (7)- البرهان ج 2: 102. الصافي ج 1: 683. الوسائل ج 2 أبواب العمرة باب 1.

76
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 5] ص : 77

18- و في رواية ابن أذينة عن زرارة عنه قال‏ الحج الأكبر الوقوف بعرفة، و بجمع، و برمي الجمار بمنى، و الحج الأصغر العمرة «1».

19- و في رواية عبد الرحمن عنه قال‏ يوم‏ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ يوم النحر، و يوم الحج الأصغر يوم العمرة «2».

20- و في رواية فضيل بن عياض عنه ع قال‏ سألته عن الحج الأكبر- قال: ابن عباس كان يقول: عرفة قال أمير المؤمنين ع: الحج الأكبر يوم النحر و يحتج بقول الله: «فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ» عشرون من ذي الحجة، و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول، و عشر من شهر ربيع الآخر و لو كان الحج الأكبر يوم عرفة لكان أربعة أشهر و يوما «3».

21- عن جعفر بن محمد عن أبي جعفر ع‏ أن الله بعث محمدا ص بخمسة أسياف، فسيف على مشركي العرب قال الله جل وجهه: «فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا» يعني فإن آمنوا «فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ‏» لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام و لا تسبى لهم ذرية [و ما لهم في‏ء] «4».

22- عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ‏» قال: هي يوم النحر إلى عشر مضين من شهر ربيع الآخر «5».

23- عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ دخل علي أناس من‏

______________________________

 (1)- البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 102.

 (2)- البحار ج 21: 75. الوسائل ج 2 أبواب العمرة باب 1 و قد سقط من نسخة البرهان ذيل الحديث السابق و صدر هذا الحديث فراجع.

 (3)- البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 102.

 (4)- البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 106. الصافي ج 1: 682.

 (5)- البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 106. الصافي ج 1: 682.

77
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 11 الى 12] ص : 77

أهل البصرة فسألوني عن طلحة و زبير، فقلت لهم: كانا إمامين من أئمة الكفر، أن عليا ص يوم البصرة لما صف الخيول- قال لأصحابه: لا تعجلوا على القوم حتى أعذر فيما بيني و بين الله و بينهم- فقام إليهم فقال: يا أهل البصرة هل تجدون علي جورا في الحكم قالوا: لا، قال: فحيفا في قسم‏ «1» قالوا: لا، قال: فرغبه في دنيا أصبتها لي و لأهل بيتي دونكم- فنقمتم علي فنكثتم علي بيعتي قالوا: لا، قال:

فأقمت فيكم الحدود و عطلتها عن غيركم قالوا: لا، قال: فما بال بيعتي تنكث و بيعة غيري لا تنكث إني ضربت الأمر أنفه و عينه فلم أجد- إلا الكفر أو السيف، ثم ثنى إلى أصحابه فقال: إن الله يقول في كتابه «وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ- فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ- إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ‏» فقال أمير المؤمنين ع: و الذي فلق الحبة و برأ النسمة و اصطفى محمدا ص بالنبوة- إنكم‏ «2» لأصحاب هذه الآية و ما قوتلوا منذ نزلت‏ «3».

24- عن أبي الطفيل قال‏ سمعت عليا ص يوم الجمل و هو يحرض [يحض‏] الناس على قتالهم- و يقول: و الله ما رمي أهل هذه الآية بكنانة- قبل هذا اليوم‏ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ‏، فقلت لأبي الطفيل: ما الكنانة قال: السهم يكون موضع الحديد- فيه عظم تسميه بعض العرب الكنانة «4».

25- عن الحسن البصري قال‏ خطبنا علي بن أبي طالب ص على هذا المنبر و ذلك بعد ما فرغ من أمر طلحة و الزبير و عائشة، صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه و صلى على رسوله ص، ثم قال: أيها الناس و الله ما قاتلت هؤلاء بالأمس- إلا بآية تركتها في كتاب الله إن الله يقول «وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ- إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ‏» أما و الله لقد عهد إلي رسول الله عليه و آله السلام و قال لي يا علي لتقاتلن الفئة الباغية- و الفئة الناكثة، و الفئة المارقة «5».

______________________________

 (1)- و في نسخة الصافي «في قسمة» و هو الظاهر.

 (2)- و في نسختي الصافي و البرهان «إنهم».

 (3)- البحار ج 8: 422. البرهان ج 2: 107. الصافي ج 1: 685.

 (4)- البحار ج 8: 422. البرهان ج 2: 107. الصافي ج 1: 685.

 (5)- البحار ج 8: 443. البرهان ج 2: 107.

78
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 14 الى 15] ص : 79

26- عن عمار عن أبي عبد الله ع قال‏ من طعن في دينكم هذا فقد كفر، قال الله «وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ‏ إلى قوله: «يَنْتَهُونَ‏ «1».

27- عن الشعبي قال‏ قرأ عبد الله «وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ‏» إلى آخر الآية- ثم قال: ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها علي ع ثم قال: ما قوتل أهلها منذ يوم نزلت حتى [كان‏] اليوم‏ «2».

28- عن أبي عثمان مولى بني قصي قال‏ شهدت عليا ص سنته كلها- فما سمعت منه ولاية و لا براءة و قد سمعته- يقول:] عذرني الله من طلحة و الزبير بايعاني طائعين غير مكرهين، ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، و الله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت حتى قاتلتهم «وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ- وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ‏» الآية «3».

29- عن علي بن عقبة عن أبيه قال‏ دخلت أنا و المعلى على أبي عبد الله ع فقال: أبشروا إنكم على إحدى الحسنيين- شفى الله صدوركم و أذهب غيظ قلوبكم- و أنا لكم على عدوكم- و هو قول الله: «وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ‏» و إن مضيتم قبل أن يروا ذلك مضيتم على دين الله- الذي ارتضاه [رضيه‏] لنبيه عليه و آله السلام و لعلي ع‏ «4».

30- عن أبي الأعز التميمي‏ «5» قال: إني لواقف يوم صفين إذ نظرت إلى العباس بن ربيعة- بن الحارث بن عبد المطلب شاك في السلاح‏ «6»، على رأسه مغفر و بيده صفيحة يمانية «7» و هو على فرس له أدهم و كأن عينيه عينا أفعى، فبينا

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 107. الصافي ج 1: 686.

 (2)- البحار ج 8: 443. البرهان ج 2: 107. الصافي ج 1: 686.

 (3)- البحار ج 8: 443. البرهان ج 2: 107. الصافي ج 1: 686.

 (4)- البرهان ج 2: 108.

 (5)- و في نسخة الصافي «التيمي» و في البرهان «اليمني».

 (6)- رجل شاك السلاح أي ذو شوكة و حدة في سلاحه.

 (7)- الصفيحة: السيف العريض.

79
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 14 الى 15] ص : 79

هو يروض فرسه و يلين من عريكته‏ «1» إذ هتف به هاتف من أهل الشام: يقال له عرار بن أدهم: يا عباس هلم إلى البراز قال: فالنزول إذا فإنه إياس من القفول- قال: فنزل الشامي و وجد و هو يقول:

إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا

 

 أو تنزلون فإنا معشر نزل‏

 

 قال: و ثنى عباس رجله‏ «2» و هو يقول:

و يصد عنك مخيلة الرجل العريض‏ «3» موضحة عن العظم‏

 

 بحسام سفك أو لسانك و الكلم الأصيل كأرغب الكلم‏

 

 «4» قال: ثم عصب‏ «5» فضلات درعه في حجزته‏ «6» ثم دفع فرسه [قوسه‏] إلى غلام له- يقال له: أسلم كأني أنظر إلى قلائد شعره، و دلف‏ «7» كل واحد منهما إلى صاحبه، قال: فذكرت قول أبي ذؤيب:

فتنازلا و تواقفت خيلاهما

 

 و كلاهما بطل اللقاء مخدع‏

 

 «8»

______________________________

 (1)- كذا في الأصل و في نسخة البرهان «فبينا هو يعبث و يلين اه» و في المنقول عن كتاب كشف الغمة «فبينا هو يمغته ويلين اه» و في عيون الأخبار لابن قتيبة ج 2: 74 هكذا «و هو على فرس له صعب يمنعه اه» و راض الفرس: ذلله و جعله مطيعاً و مسخراً و علمه السير و العريكة. النفس و الطبيعة و فلان لين العريكة أي سلس الخلق منقاد منكسر النخوة.

 (2)- و في عيون الأخبار وركه- و هو ما فوق الفخذ- و ثنى الشي‏ء: عطفه.

 (3)- رجل عريض: يتعرض الناس بالشر.

 (4)- حسام السيف- بضم الحاء-: طرفه الذي يضرب به.

 (5)- و في عيون الأخبار «غضن» و هو من الغضن- بالفتح: الكسر في الجلد و الثوب و الدرع و لكن الظاهر هو المختار.

 (6)- حجزة الإنسان: معقد السراويل و الإزار.

 (7)- دلف إليه: أسرع.

 (8)- و في نسخة «فتبارزا» و قوله بطل اللقاء أي عند اللقاء. و المخدع: المجرب للأمور. الذي خدع في الحرب مرة بعد مرة حتى حذق و صار مجرباً.

80
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 14 الى 15] ص : 79

قال ثم تكافحا بسيفهما مليا «1» من نهارهما- لا يصل واحد منها إلى صاحبه لكمال اللأمة «2» إلى أن لحظ العباس وهيا «3» في درع الشامي- فأهوى إليه بيده فهتكه إلى ثندوته‏ «4» ثم عاود لمجاولته و قد أصحر له مفتق الدرع‏ «5» فضربه العباس بالسيف فانتظم به جوانح صدره‏ «6» و خر الشامي صريعا بخده و أم في الناس‏ «7» و كبر الناس تكبيرة- ارتجت لها الأرض فسمعت قائلا يقول من ورائي «قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَ يُخْزِهِمْ وَ يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ- وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَ يُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ- وَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلى‏ مَنْ يَشاءُ» فالتفت فإذا هو أمير المؤمنين علي ع، و قال يا أبا الأعز من المبارز لعدونا قلت: هذا ابن شيخكم العباس بن ربيعة، قال: يا عباس قال: لبيك، قال: أ لم أنهك و حسنا و حسينا و عبد الله بن جعفر أن تخلوا بمركز أو تباشروا حدثا قال:

إن ذلك لذلك‏ «8» قال: فما عدا مما بدا قال: أ فأدعى إلى البراز يا أمير المؤمنين فلا أجيب جعلني الله فداك قال: نعم طاعة إمامك أولى بك من إجابة عدوك، ود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة- إلا طعن في نيطه‏ «9» أطفأ لنور الله‏

______________________________

 (1)- تكافحا أي تضاربا و الملي: الساعة الطويلة من النهار. الزمان الطويل.

 (2)- اللأمة: الدرع.

 (3)- الوهي: الشق في الشي‏ء.

 (4)- هتك الثوب: شقه طولا. و الثندوة- بضم الثاء المثلثة و سكون النون و ضم الدال المهملة-: للرجل بمنزلة الثدي للمرأة.

 (5)- جاوله مجاولة: دافعه و طارده. و أصحر الشي‏ء: أظهره و مفتق الثوب مشقه.

 (6)- الجوانح جمع الجانحة: الأضلاع تحت الترائب مما يلي الصدر كالضلوع مما يلي الظهر.

 (7)- و في نسخة البحار «و سمى العباس».

 (8)- و في عيون الأخبار «إن ذلك «يعني نعم».

 (9)- الضرمة: النار يقال: ما بالدار نافخ ضرمة أي أحد. و النيط: نياط القلب و هو العرق الذي القلب متعلق به فإذا طعن مات صاحبه. و قال في اللسان بعد أن أورد هذا الحديث في مادة «نيط» معناه: إلا مات.

81
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 14 الى 15] ص : 79

وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ‏ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ‏ أما و الله ليملكنهم منا رجال، و رجال يسومونهم الخسف حتى يتكففوا بأيديهم‏ «1» و يحفروا الآبار إن عادوا لك- فقل لي‏ «2» قال و نمي الخبر إلى معاوية «3» فقال: و الله دم عرار ألا رجل يطلب بدم عرار قال: فانتدب له رجلان من لخم، فقالا: نحن له- قال: اذهبا فأيكما قتل العباس برازا- فله كذا و كذا، فأتياه فدعواه إلى البراز، فقال: إن لي سيدا أؤامره، قال: فأتى أمير المؤمنين ع فأخبره- فقال: ناقلني سلاحك بسلاحي، فناقله- قال:

و ركب أمير المؤمنين ع على فرس العباس و دفع فرسه إلى العباس و برز إلى الشاميين، فلم يشكا أنه العباس فقالا له: أذن لك سيدك فخرج‏ «4» أن يقول نعم فقال: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا- وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ».

قال: فبرز إليه أحدهما فكأنما اختطفه‏ «5» ثم برز إليه الثاني فألحقه بالأول- و انصرف و هو يقول: «الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَ الْحُرُماتُ قِصاصٌ- فَمَنِ اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ- فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ‏» ثم قال: يا عباس خذ سلاحك و هات سلاحي، قال و نمي الخبر إلى معاوية فقال: قبح الله اللجاج- إنه لقعود ما ركبته قط إلا خذلت، فقال عمرو بن العاص: المخذول و الله اللخميان لا أنت، قال: اسكت أيها الشيخ فليس [هذه‏] من ساعاتك. قال: فإن لم يكن رحم الله اللخميين و ما أراه يفعل! قال: ذلك و الله أضيق لجحرك و أخسر لصفقتك، قال: أجل و لو لا مصر لقد كانت المنجاة منها، فقال: هي و الله أعمتك و لولاها لألفيت بصيرا «6».

______________________________

 (1)- تكفف الناس: مد كفه إليهم بالمسألة.

 (2)- و في جملة من النسخ «فعد إلي».

 (3)- نمي الحديث إلى فلان: ارتفع إليه.

 (4)- و في نسخة البرهان «فتخرج» و الظاهر أنه تصحيف تحرج أي جانب الحرج و هو الاسم و المعنى أنه (ع) احترز عن الكذب فقال اه.

 (5)- اختطف الشي‏ء: اجتذبه و استلبه بسرعة. و في بعض النسخ. «أخطأه».

 (6)- البحار ج 8: 515. البرهان ج 2: 108. و نقله الفيض في الصافي ج 1:

686 عن الكتاب مختصراً أيضاً.

82
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 19] ص : 83

31- عن أبي العباس عن أبي عبد الله ع قال‏ أتى رجل النبي ص فقال: بايعني يا رسول الله، فقال: على أن تقتل أباك [قال فقبض الرجل يده، ثم قال: بايعني يا رسول الله قال على أن تقتل أباك فقال الرجل: نعم على أن أقتل أبي فقال رسول الله عليه و آله السلام: إلى من حين من يتخذ من دون الله و لا رسوله و لا المؤمنين وليجة «1» إنا لا نأمرك أن تقتل والديك، و لكن نأمرك أن تكرمهما «2».

32- عن ابن أبان قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ يا معشر الأحداث اتقوا الله و لا تأتوا الرؤساء- دعوهم حتى يسيروا أذنابا، لا تتخذوا الرجال ولائج من دون الله إنا و الله خير لكم منهم، ثم ضرب بيده إلى صدره‏ «3».

33- عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو جعفر ع‏ يا أبا الصباح إياكم و الولائج- فإن كل وليجة دوننا فهي طاغوت [أو قال ند] «4».

34- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ إن أمير المؤمنين ص قيل له: يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك قال: نعم كنت أنا و عباس و عثمان بن أبي شيبة في المسجد الحرام، قال عثمان بن أبي شيبة: أعطاني رسول الله ص الخزانة يعني مفاتيح الكعبة، و قال العباس: أعطاني رسول الله ص السقاية و هي زمزم و لم يعطك شيئا يا علي، قال: فأنزل الله «أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ- لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ‏» «5».

35- عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله: «أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ- وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‏» قال: نزلت في علي و حمزة و جعفر و العباس و شيبة إنهم فخروا في السقاية و الحجابة، فأنزل الله: «أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏» إلى قوله: «وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ» الآية، فكان علي و حمزة و جعفر و العباس ع الذين آمنوا بالله و اليوم الآخر و جاهدوا في سبيل الله‏ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ‏ «6».

______________________________

 (1)- الوليجة: البطانة و خاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمداً عليه من غير أهلك.

 (2)- البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 109.

 (3)- البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 109.

 (4)- البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 109.

 (5)- البحار ج 9: 317. البرهان ج 2: 110. الصافي ج 1: 688.

 (6)- البحار ج 9: 317. البرهان ج 2: 110. الصافي ج 1: 688.

83
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 23 الى 24] ص : 84

 

36- عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن هذه الآية في قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَ إِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ» إلى قوله: «الْفاسِقِينَ‏» فأما لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَ إِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ- إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ‏ فإن الكفر في الباطن في هذه الآية- ولاية الأول و الثاني و هو كفر، و قوله‏ عَلَى الْإِيمانِ‏ فالإيمان- ولاية علي بن أبي طالب ع، قال: «وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ‏» «1».

37 يوسف بن السخت قال‏ اشتكى المتوكل شكاة شديدة- فنذر لله إن شفاه الله يتصدق بمال كثير، فعوفي من علته فسأل أصحابه عن ذلك فأعلموه- أن أباه تصدق بثمانمائة «2» ألف ألف درهم- و إن أراه تصدق بخمسة ألف ألف درهم- فاستكثر ذلك، فقال أبو يحيى بن أبي منصور المنجم لو كتبت إلى ابن عمك يعني أبا الحسن ع فأمر أن يكتب له فيسأله- فكتب إليه، فكتب أبو الحسن: تصدق بثمانين درهم، فقالوا:

هذا غلط سلوه من أين قال: هذا «3» من كتاب الله قال الله لرسوله: «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ» و المواطن التي نصر الله رسوله عليه و آله السلام فيها ثمانون موطنا، فثمانين درهما من حله مال كثير «4».

38- عن عجلان عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله تعالى «وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ‏» إلى «ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ‏» فقال أبو فلان‏ «5».

39- عن الحسن بن علي بن فضال قال‏ قال أبو الحسن علي الرضا ع للحسن بن أحمد: أي شي‏ء السكينة عندكم قال: لا أدري جعلت فداك أي شي‏ء هو فقال:

ريح من الله‏ «6» تخرج طيبة لها- صورة كصورة وجه الإنسان، فتكون مع الأنبياء،

______________________________

 (1)- البحار ج 8: 220. البرهان ج 2: 111.

 (2)- و في بعض النسخ «بثمانية».

 (3)- و في نور الثقلين سلوه من أين قال هذا فكتب قال اللَّه.

 (4)- البحار ج 23: 147. البرهان ج 1: 112.

 (5)- البحار ج 8: 220. البرهان ج 1: 112. الصافي ج 1: 690.

 (6)- و في رواية الكليني (ره) «من الجنة» بدل «من اللَّه».

 

84
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 29] ص : 85

و هي التي نزلت على إبراهيم خليل الرحمن حيث بنى الكعبة، فجعلت تأخذ كذا و كذا فبني الأساس عليها «1».

40- عن عبد الملك بن عتبة الهاشمي عن أبي عبد الله ع عن أبيه قال: قال‏ من ضرب الناس بسيفه- و دعاهم إلى نفسه و في المسلمين- من هو أعلم منه فهو ضال متكلف، قاله لعمر بن عبيد حيث سأله أن يبايع عبد الله بن الحسن‏ «2».

41- عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له: ما حد الجزية على أهل الكتاب و هل عليهم في ذلك شي‏ء موظف- لا ينبغي أن يجاوزه إلى غيره قال: فقال لا ذاك إلى الإمام- يأخذ منهم من كل إنسان ما شاء- على قدر ماله، و ما يطيق- إنما هم قوم فدوا أنفسهم- من أن يستعبدوا أو يقتلوا- فالجزية تؤخذ منهم ما يطيقون له أن يأخذهم بها حتى إذا يسلموا فإن الله يقول: «حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ‏» و كيف يكون صاغرا و هو لا يكترث‏ «3» لما يؤخذ منه، لا حتى يجد ذلا لما أخذ منه فيألم لذلك فيسلم‏ «4».

42- عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال‏ إن الله بعث محمدا ص بخمسة أسياف، فسيف على أهل الذمة، قال الله: «وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» نزلت في أهل الذمة ثم نسختها أخرى- قوله: «قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ» إلى «وَ هُمْ صاغِرُونَ‏» فمن كان منهم في دار الإسلام فلن يقبل منهم إلا أداء الجزية أو القتل- و يؤخذ مالهم، و تسبى ذراريهم، فإذا قبلوا الجزية ما حل لنا نكاحهم- و لا ذبائحهم و لا يقبل منهم- إلا أداء الجزية أو القتل‏ «5».

______________________________

 (1)- البحار ج 7: 331 و 21: 12. البرهان ج 2: 112.

 (2)- البرهان ج 2: 115.

 (3)- قال في المجمع: في الحديث لا يكترث لهذا الأمر أي لا يعبأ به و لا يباليه و منه حديث أهل الكتاب في الجزية كيف يكون صاغراً و لا يكترث لما يؤخذ منه و لا يستعمل إلا في النفي.

 (4)- البحار ج 21: 109. البرهان ج 2: 116. الصافي ج 1: 694.

 (5)- البرهان ج 2: 116. البحار ج 21: 109.

85
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 31] ص : 86

43- عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ص‏ اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا عزير ابن الله- و اشتد غضب الله على النصارى حين قالوا المسيح ابن الله، و اشتد غضب الله من أراق دمي و آذاني في عترتي‏ «1».

44- عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد الله ع قال‏ إنه لن يغضب لله شي‏ء كغضب الطلح‏ «2» و السدر، أن الطلح كانت كالأترج، و السدر كالبطيخ، فلما قالت اليهود: يد الله مغلولة- نقصا حملهما فصغر فصار له عجم، و اشتد العجم، فلما أن قالت النصارى المسيح ابن الله- إذ عرتا فخرج لهما هذا الشوك و نقصتا حملهما، و صار الشوك إلى هذا الحمل، و ذهب حمل الطلح، فلا يحمل حتى يقوم قائمنا [أن تقوم الساعة] ثم قال: من سقى طلحة أو سدرة- فكأنما سقى مؤمنا من ظمآن‏ «3».

45- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله تعالى: «اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ‏» قال: أما و الله ما صاموا، لهم و لا صلوا- و لكنهم أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا- فاتبعوهم.

46- و قال في خبر آخر [عنه‏] و لكنهم أطاعوهم في معصية الله‏ «4».

47- عن جابر عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ‏» قال: أما إنهم لم يتخذوهم آلهة- إلا أنهم أحلوا حراما فأخذوا به، و حرموا حلالا «5» فأخذوا به، فكانوا أربابهم من دون الله‏ «6».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 120. الصافي ج 1: 695.

 (2)- الطلح: شجر حجازية و منابتها بطون الأودية و لها شوك كثير و يقال لها أم غيلان أيضاً تأكل الإبل منها أكلا كثيراً. و قيل: كل شجر عظيم كثير الشوك.

 (3)- البحار ج 4: 59. البرهان ج 2: 120.

 (4)- البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 120.

 (5)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخ البحار و البرهان و الصافي و لرواية الكليني (ره) في الكافي لكن في نسخة الأصل هكذا «أحلوا لهم حلالا و حرموا حراماً» و كذا في الحديث الآتي.

 (6)- البحار ج 4: 59 و 7: 141. البرهان ج 2: 120. الصافي ج 1: 695.

86
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 33] ص : 87

48- و قال أبو بصير قال أبو عبد الله‏ ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم- و لو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم، و لكنهم أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا- فكانوا يعبدونهم من حيث لا يشعرون‏ «1».

49- عن حذيفة سئل عن قول الله: «اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ‏» فقال: لم يكونوا يعبدونهم- و لكن كانوا إذا أحلوا لهم أشياء استحلوها، و إذا حرموا عليهم حرموها «2».

50- عن أبي المقدام عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ‏» يكون أن لا يبقى أحد إلا أقر بمحمد ص.

51- و قال في خبر آخر عنه قال‏ ليظهره الله في الرجعة «3».

52- عن سماعة عن أبي عبد الله ع‏ «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‏ وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ‏» قال: إذا خرج القائم لم يبق مشرك بالله العظيم- و لا كافر إلا كره خروجه‏ «4».

53- عن سعدان عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ» إنما عنى بذلك ما جاوز ألفي درهم‏ «5».

54- عن معاذ بن كثير صاحب الأكسية قال: سمعت أبا عبد الله ع قال‏ موسع على شيعتنا أن ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف، فإذا قام قائمنا حرم على كل ذي كنز كنزه- حتى يأتيه فيستعين به على عدوه و ذلك قول الله: «الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ- فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ‏» «6».

55- عن الحسين بن علوان عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال‏ المؤمن‏

______________________________

 (1)- البحار ج 4: 59 و 7: 141. البرهان ج 2: 120. الصافي ج 1: 695.

 (2)- البحار ج 4: 59 و 7: 141. البرهان ج 2: 120. الصافي ج 1: 695.

 (3)- البحار ج 13: 190. البرهان ج 2: 121. الصافي ج 1: 697. إثبات الهداة ج 7: 99.

 (4)- البحار ج 13: 190. البرهان ج 2: 121. الصافي ج 1: 697. إثبات الهداة ج 7: 99.

 (5)- البحار ج 15 (ج 3): 102. البرهان ج 2: 122. الصافي ج 1: 699.

 (6)- البحار ج 15 (ج 3): 102. البرهان ج 2: 122. الصافي ج 1: 699.

87
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 36] ص : 88

كان‏ «1» عنده من ذلك شي‏ء- ينفقه على عياله ما شاء- ثم إذا قام القائم فيحمل إليه ما عنده، فما بقي من ذلك يستعين به على أمره- فقد أدى ما يجب عليه‏ «2».

56- عن أبي خالد الواسطي قال‏ أتيت أبا جعفر يوم شك فيه من رمضان فإذا مائدة موضوعة و هو يأكل- و نحن نريد أن نسأله، فقال: ادنوا الغداء إذا كان مثل هذا اليوم- لم يحكم فيه سبب ترونه فلا تصوموا، ثم قال: حدثني أبي علي بن الحسين عن أمير المؤمنين أن رسول الله ص لما ثقل في مرضه قال: يا أيها الناس إن السنة اثنا عشر شهرا- منها أربعة حرم، ثم قال بيده: رجب مفرد، و ذو القعدة، و ذو الحجة، و المحرم ثلاث متواليات، إلا و هذا الشهر المفروض رمضان فصوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته، فإذا خفي الشهر فأتموا العدة، شعبان ثلاثين، و صوموا الواحد و الثلاثين، و قال بيده: الواحد و الاثنين و الثلاثة، ثم ثنى إبهامه ثم قال أيها الناس شهر كذا و شهر كذا.

و قال علي ع: صمنا مع رسول الله ص تسعا و عشرين- و لم نقضه و رآه تماما «3».

57- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ كنت عنده قاعدا خلف المقام- و هو محتب‏ «4» مستقبل القبلة، فقال: أما النظر إليها عبادة- و ما خلق الله بقعة من الأرض أحب إليه منها- ثم أهوى بيده إلى الكعبة و لا أكرم عليه منها- لما [و لها] حرم الله الأشهر الحرم في كتابه «يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏» ثلاثة أشهر متوالية و شهر مفرد للعمرة- قال أبو عبد الله ع: شوال و ذو القعدة و ذو الحجة و رجب‏ «5».

58- عن عبد الله بن محمد الحجال قال‏ كنت عند أبي الحسن الثاني ع و معي الحسن بن الجهم، قال له الحسن: إنهم يحتجون علينا بقول الله تبارك و تعالى:

______________________________

 (1)- هذا هو الظاهر الموافق للبحار و البرهان و لكن في الأصل «المأمون» بدل المؤمن.

 (2)- البحار ج 15 (ج 3): 102. البرهان ج 2: 122.

 (3)- البحار ج 20: 77. البرهان ج 2: 124.

 (4)- احتبى بالثوب: اشتمل به و قيل جمع بين ظهره و ساقيه بعمامة و نحوها ليستند.

 (5)- البحار ج 21: 12. البرهان ج 2: 124.

88
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 42] ص : 89

 

 «ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ» قال: و ما لهم في ذلك فو الله لقد قال الله: «فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ‏» و ما ذكره فيها بخير، قال قلت له: إنا جعلت فداك و هكذا تقرءونها، قال: هكذا قرأتها قال زرارة: قال أبو جعفر ع: فأنزل سكينته على رسوله أ لا ترى أن السكينة إنما نزلت على رسوله «وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى‏» فقال: هو الكلام الذي تكلم به عتيق رواه الحلبي عنه‏ «1».

59- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَ سَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ‏» الآية أنهم يستطيعون و قد كان في علم الله- أنه لو كان عرضا قريبا و سفرا قاصدا لفعلوا «2».

60- عن المغيرة قال سمعته يقول‏ في قول الله: «وَ لَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً» قال: يعني بالعدة النية، يقول: لو كان لهم نية لخرجوا «3».

61- عن يوسف بن ثابت عن أبي عبد الله ع قال‏ قيل له: لما دخلنا عليه إنا أحببناكم- لقرابتكم من رسول الله ص، و لما أوجب الله من حقكم، ما أحببناكم لدنيا نصيبها منكم إلا لوجه الله و الدار الآخرة، و ليصلح امرؤ منا دينه، فقال أبو عبد الله:

صدقتم صدقتم- و من أحبنا جاء معنا يوم القيامة هكذا- ثم جمع بين السبابتين- و قال: و الله لو أن رجلا صام النهار و قام الليل- ثم لقي الله بغير ولايتنا لقيه غير راض أو ساخط عليه، ثم قال:

و ذلك قول الله: «وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ- إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ‏» إلى قوله: «وَ هُمْ كافِرُونَ‏» ثم قال: و كذلك الإيمان لا يضر معه عمل، و كذلك الكفر لا ينفع معه عمل‏ «4».

62- عن إسحاق بن غالب قال: قال أبو عبد الله ع‏ يا إسحاق كم ترى أهل هذه الآية «فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا- وَ إِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ‏» قال: هم‏

______________________________

 (1)- البحار ج 6: 421. البرهان ج 2: 128. الصافي ج 1: 703.

 (2)- البحار ج 6: 427. البرهان ج 2: 129. الصافي ج 1: 703.

 (3)- البحار ج 6: 421. البرهان ج 2: 132.

 (4)- البحار ج 7: 398. البرهان ج 2: 133.

 

89
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 60] ص : 90

أكثر من ثلثي الناس‏ «1».

63- عن سماعة قال‏ سألته عن الزكاة لمن يصلح أن يأخذها فقال: هي للذين قال الله في كتابه: «لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها- وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ- وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ‏» و قد تحل الزكاة لصاحب ثلاثمائة درهم- و تحرم على صاحب خمسين درهما- فقلت له: و كيف يكون هذا قال: إذا كان صاحب الثلاثمائة درهم له مختار [عيال‏] كثير فلو قسمها بينهم لم يكفهم، فلم يعفف عنها نفسه، و ليأخذها لعياله، و أما صاحب الخمسين- فإنها تحرم عليه إذا كان وحده و هو محترف يعمل بها، و هو يصيب فيها ما يكفيه إن شاء الله‏ «2».

64- عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع‏ عن الفقير و المسكين قال: الفقير الذي يسأل، و المسكين أجهد منه الذي لا يسأل‏ «3».

65- عن أبي بصير قال‏ قلت لأبي عبد الله: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ‏» قال: الفقير الذي يسأل- و المسكين أجهد منه و البائس أجهدهما «4».

66- عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن ع قال‏ سألته عن رجل أوصى بسهم من ماله- و ليس يدرى أي شي‏ء هو قال: السهام ثمانية، و لذلك قسمها رسول الله ص، ثم تلا «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ‏» إلى آخر الآية ثم قال: إن السهم واحد من ثمانية «5».

67- عن أبي مريم عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ‏» إلى آخر الآية، فقال: إن جعلتها فيهم جميعا، و إن جعلتها لواحد أجزأ عنك‏ «6».

68- عن زرارة عن أبي عبد الله قال‏ قلت: أ رأيت قوله: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ‏»

______________________________

 (1)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 134. الصافي ج 1: 707.

 (2)- البرهان ج 2: 136. البحار ج 20: 16. و في البرهان «فيكفيه» بدل «ما يكفيه».

 (3)- البرهان ج 2: 136. البحار ج 20: 16. و في البرهان «فيكفيه» بدل «ما يكفيه».

 (4)- البرهان ج 2: 136. البحار ج 20: 16. و في البرهان «فيكفيه» بدل «ما يكفيه».

 (5)- البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 136.

 (6)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 136- 137.

90
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 60] ص : 90

إلى آخر الآية، كل هؤلاء يعطي إن كان لا يعرف قال: إن الإمام يعطي هؤلاء جميعا لأنهم يقرون له بالطاعة، قال قلت له: فإن كانوا لا يعرفون فقال: يا زرارة لو كان يعطى من يعرف دون من لا يعرف- لم يوجد لها موضع: و إنما كان يعطى من لا يعرف- ليرغب في الدين فيتثبت عليه- و أما اليوم فلا تعطها أنت و أصحابك إلا من يعرف‏ «1».

69- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها» قال: هم السعاة «2».

70- عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع في قوله: «وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ‏» قال:

هم قوم وحدوا الله- و خلعوا عبادة من يعبد من دون الله تبارك و تعالى- و شهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، و هم في ذلك شكاك من بعد ما جاء به محمد ص فأمر الله نبيهم أن يتألفهم بالمال و العطاء- لكي يحسن إسلامهم، و يثبتوا على دينهم- الذين قد دخلوا فيه، و أقروا به و إن رسول الله ص يوم حنين تألف رءوسهم من رءوس العرب من قريش و سائر مضر، منهم أبو سفيان بن حرب و عيينة بن حصين الفزاري و أشباههم من الناس، فغضبت الأنصار فأجمعوا إلى سعد بن عبادة «3» فانطلق بهم إلى رسول الله ص بالجعرانة «4» فقال: يا رسول الله أ تأذن لي في الكلام قال:

نعم، فقال: إن كان هذا الأمر من هذه الأموال- التي قسمت بين قومك شيئا أمرك الله به رضينا، و إن كان غير ذلك لم نرض، قال زرارة: فسمعت أبا جعفر ع يقول: قال‏

______________________________

 (1)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 136- 137 و قوله «السعاة» أي السعاة في أخذها و جمعها و حفظها حتى يؤدوها إلى من يقسمها.

 (2)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 136- 137 و قوله «السعاة» أي السعاة في أخذها و جمعها و حفظها حتى يؤدوها إلى من يقسمها.

 (3)- و هو رئيسهم.

 (4)- الجعرانة- بتسكين العين و التخفيف و قد تكسر و تشدد الراء-: موضع بين مكة و الطائف على سبعة أميال من مكة و هي أحد حدود الحرم و ميقات للإحرام، سميت باسم ريطة بنت سعد و كانت تلقب بالجعرانة، و هي التي أشار إليها قوله تعالى‏ «كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً اه».

91
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 60] ص : 90

رسول الله: يا معشر الأنصار كلكم على مثل قول سعد [سيدكم‏] قالوا: الله سيدنا و رسوله فأعادها عليه ثلاث مرات- كل ذلك يقولون: الله سيدنا و رسوله، ثم قالوا بعد الثالثة: نحن على مثل قوله و رأيه- قال زرارة: سمعت أبا جعفر يقول: فحط الله نورهم و فرض للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن‏ «1».

71- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ و «الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ‏» قال: قوم تألفهم رسول الله و قسم فيهم الشي‏ء- قال زرارة قال أبو جعفر ع: فلما كان في قابل جاءوا بضعف- الذين أخذوا و أسلم ناس كثير، قال: فقام رسول الله ص خطيبا فقال: هذا خير أم الذي قلتم قد جاءوا من الإبل بكذا و كذا ضعف ما أعطيتهم- و قد أسلم لله عالم و ناس كثير- و الذي نفسي [نفس محمد] بيده، لوددت أن عندي ما أعطي كل إنسان ديته- على أن يسلم لله رب العالمين.

عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ نحوه‏ «2».

72- قال الحسن بن موسى من غير هذا الوجه أيضا رفعه رجل منهم حين قسم النبي ص غنائم حنين أن هذه القسمة ما يريد الله بها فقال له بعضهم: يا عدو الله تقول هذا لرسول الله ثم جاء إلى النبي ص فأخبره مقالته، فقال (ع): قد أوذي أخي موسى بأكثر من هذا فصبر، قال: و كان يعطي لكل رجل من المؤلفة قلوبهم- مائة راحلة «3».

73- عن سماعة عن أبي عبد الله ع أو أبي الحسن ع قال‏ ذكر أحدهما أن رجلا دخل على رسول الله ص يوم غنيمة حنين و كان يعطي المؤلفة قلوبهم يعطي الرجل منهم مائة راحلة و نحو ذلك، و قسم رسول الله ص حيث أمر- فأتاه ذلك الرجل قد أزاغ الله قلبه و ران عليه‏ «4» فقال له: ما عدلت حين قسمت، فقال له رسول الله ص: ويلك ما تقول- أ لم تر قسمت الشاة حتى لم يبق معي شاة، أ و لم‏

______________________________

 (1)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 137.

 (2)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 137.

 (3)- البرهان ج 2: 137.

 (4)- ران على قلبه: غلب عليه.

92
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 60] ص : 90

أقسم البقرة حتى لم يبق معي بقرة واحدة، أ و لم أقسم الإبل حتى لم يبق معي بعير واحد فقال بعض أصحابه له: أ تركنا يا رسول الله حتى نضرب عنق هذا الخبيث، فقال: لا هذا يخرج في قوم يقرءون القرآن لا يجوز تراقيهم، بلى قاتلهم الله‏ «1».

74- عن زرارة قال: قال‏ دخلت أنا و حمران على أبي جعفر ع فقلنا:

إنا بهذا المطهر «2» فقال: و ما المطهر قلنا: الدين فمن وافقنا من علوي أو غيره توليناه، و من خالفنا برئنا منه من علوي أو غيره- قال: [تارك‏] إذ قول الله أصدق من قولك فأين الذي قال الله: «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا» أين المرجون‏ لِأَمْرِ اللَّهِ‏ أين الذين‏ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً أين‏ أَصْحابُ الْأَعْرافِ‏ أين‏ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ‏ فقال زرارة:

ارتفع صوت أبي جعفر و صوتي- حتى كان يسمعه من على باب الدار، فلما كثر الكلام بيني و بينه قال لي: يا زرارة حقا على الله أن يدخلك الجنة «3».

75- عن العيص بن القاسم عن أبي عبد الله ع قال‏ إن أناسا من بني هاشم أتوا رسول الله ص فسألوه أن يستعملهم على صدقة المواشي و النعم، فقالوا:

يكون لنا هذا السهم- الذي جعله الله للعاملين‏ عَلَيْها- وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ‏ فنحن أولى به فقال رسول الله ص: يا بني عبد المطلب إن الصدقة لا تحل لي و لا لكم- و لكن وعدت الشفاعة، ثم قال: أنا أشهد أنه قد وعدها فما ظنكم- يا بني عبد المطلب إذ أخذت بحلقة باب الجنة أ تروني مؤثرا عليكم غيركم‏ «4».

76- عن أبي إسحاق عن بعض أصحابنا عن الصادق ع قال‏ سأل عن مكاتب عجز عن مكاتبته و قد أدى بعضها قال: يؤدي من مال الصدقة- إن الله يقول في كتابه «وَ فِي الرِّقابِ‏» «5».

77- عن زرارة قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: عبد زنى قال: يجلد نصف الحد

______________________________

 (1)- البحار ج 6: 613. البرهان ج 2: 137.

 (2)- كذا في الأصل و في بعض النسخ «المطمر» بدل «المطهر» و «الذين من وافقنا اه» مكان «الدين فمن وافقنا اه».

 (3)- البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 138.

 (4)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138.

 (5)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138.

93
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 60] ص : 90

قال: قلت فإنه عاد فقال: يضرب مثل ذلك، قال: قلت فإنه عاد قال: لا يزاد على نصف الحد- قال: قلت: فهل يجب عليه الرجم في شي‏ء من فعله فقال: نعم يقتل في الثامنة إن فعل ذلك ثمان مرات، فقلت: فما الفرق بينه و بين الحر و إنما فعلهما واحد، فقال: إن الله تعالى رحمه- أن يجمع عليه ربق‏ «1» الرق و حد الحر، قال ثم قال: على إمام المسلمين- أن يدفع ثمنه إلى مولاه من سهم الرقاب‏ «2».

78- عن الصباح بن سيابة قال: أيما مسلم مات و ترك دينا لم يكن في فساد و على إسراف- فعلى الإمام أن يقضيه، فإن لم يقضه فعليه إثم ذلك، إن الله يقول:

 «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ- وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ‏ ... وَ الْغارِمِينَ‏» فهو من الغارمين و له سهم عند الإمام- فإن حبسه فإثمه عليه‏ «3».

79- عن عبد الرحمن بن الحجاج‏ أن محمد بن الخالد سأل أبا عبد الله ع عن الصدقات- قال: اقسمها فيمن قال الله، و لا يعطى من سهم الغارمين- الذين ينادون نداء الجاهلية، قلت: و ما نداء الجاهلية قال: الرجل يقول: يا آل بني فلان- فيقع فيهم القتل و الدماء- فلا يؤدي ذلك من سهم الغارمين، و الذين يغرمون من مهور النساء، قال: و لا أعلمه إلا قال: و لا الذين لا يبالون بما صنعوا- من أموال الناس‏ «4».

80- عن محمد القصري عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن الصدقة فقال:

اقسمها فيمن قال الله، و لا يعطى من سهم الغارمين- الذين يغرمون في مهور النساء و لا الذين ينادون بنداء الجاهلية قال: قلت: و ما نداء الجاهلية قال: الرجل يقول: يا آل بني فلان فيقع بينهم القتل، و لا يؤدي ذلك من سهم الغارمين، و الذين لا يبالون ما صنعوا بأموال الناس‏ «5».

81- عن الحسن بن راشد قال‏ سألت العسكري بالمدينة عن رجل أوصى‏

______________________________

 (1)- الربق- بالكسر-: حبل فيه عدة عرى يشد به البهم كل عروة منه ربقة.

 (2)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138.

 (3)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138.

 (4)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138.

 (5)- البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138.

94
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 61] ص : 95

 

بمال في سبيل الله: فقال سبيل الله شيعتنا «1».

82- عن الحسن بن محمد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: إن رجلا أوصى لي في سبيل الله- قال: فقال لي: اصرف في الحج، قال: قلت: إنه أوصى في السبيل قال اصرفه في الحج، فإني لا أعلم سبيلا من سبيله أفضل من الحج‏ «2».

83- عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال‏ إني أردت أن أستبضع فلانا بضاعة إلى اليمن، فأتيت إلى أبي جعفر ع فقلت: إني أريد أن أستبضع فلانا- فقال لي: أ ما علمت أنه يشرب الخمر فقلت: قد بلغني من المؤمنين أنهم يقولون ذلك، فقال: صدقهم فإن الله يقول: «يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ‏» فقال: يعني يصدق الله و يصدق المؤمنين- لأنه كان رءوفا رحيما بالمؤمنين‏ «3».

84- عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر ع‏ نزلت هذه الآية: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ‏» إلى قوله: «نُعَذِّبْ طائِفَةً» قال: قلت لأبي جعفر ع تفسير هذه الآية قال: تفسيرها و الله ما نزلت آية قط إلا و لها تفسير- ثم قال: نعم نزلت في التيمي و العدوي و العشرة معهما «4» أنهم اجتمعوا اثنا عشر، فكمنوا لرسول الله ص في العقبة و ائتمروا بينهم ليقتلوه، فقال بعضهم لبعض: إن فطن نقول إنما كنا نخوض و نلعب، و إن لم يفطن لنقتلنه، فأنزل الله هذه الآية «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ‏» فقال الله لنبيه «قُلْ أَ بِاللَّهِ وَ آياتِهِ وَ رَسُولِهِ‏» يعني محمدا ص «كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ- لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ- إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ‏» يعني عليا أن يعف عنهما في أن يلعنهما على المنابر- و يلعن غيرهما فذلك قوله تعالى: «إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً» «5».

85- عن جابر عن أبي جعفر ع‏ «نَسُوا اللَّهَ‏» قال: قال تركوا طاعة الله «فَنَسِيَهُمْ‏»

______________________________

 (1)- البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 138.

 (2)- البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 138.

 (3)- البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 138.

 (4)- و في بعض النسخ هكذا «نزلت في عدد بني أمية و العشرة معها» و لكن الظاهر هو المختار.

 (5)- البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 140.

 

95
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 71] ص : 96

قال فتركهم‏ «1».

86- عن أبي معمر السعدي [السعداني‏] قال: قال علي ع‏ في قول الله «نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ‏» فإنما يعني أنهم نسوا الله في دار الدنيا- فلم يعملوا له بالطاعة، و لم يؤمنوا به و برسوله، فنسيهم في الآخرة، أي لم يجعل لهم في ثوابه نصيبا- فصاروا منسيين من الخير «2».

87- عن صفوان الجمال قال: قلت لأبي عبد الله ع‏ بأبي أنت و أمي تأتيني المرأة المسلمة- قد عرفتني بعملي و عرفتها بإسلامها، و حبها إياكم و ولايتها لكم و ليس لها محرم، قال: فإذا جاءتك المرأة المسلمة فاحملها- فإن المؤمن محرم المؤمنة، و تلا هذه الآية «وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ‏» «3».

88- عن ثوير عن علي بن الحسين ع قال‏ إذا صار أهل الجنة في الجنة و دخل ولي الله إلى جناته و مساكنه- و اتكأ كل مؤمن [منهم‏] على أريكته- حفته خدامه و تهدلت‏ «4» عليه الثمار و تفجرت حوله العيون، و جرت من تحته الأنهار، و بسطت له الزرابي- و صففت له النمارق‏ «5» و أتته الخدام- بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك، قال: و يخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء الله، ثم إن الجبار يشرف عليهم فيقول لهم: أوليائي و أهل طاعتي و سكان جنتي في جواري ألا هل أنبئكم بخير مما أنتم فيه- فيقولون: ربنا و أي شي‏ء خير مما نحن فيه [نحن‏] فيما اشتهت أنفسنا و لذت أعيننا- من النعم في جوار الكريم، قال: فيعود عليهم‏

______________________________

 (1)- البحار ج 2: 131. الصافي ج 1: 712. البرهان ج 2: 144.

 (2)- البحار ج 2: 131. الصافي ج 1: 712. البرهان ج 2: 144.

 (3)- البرهان ج 2: 144.

 (4)- تهدلت الثمرة: تدلت أي تعلقت و استرسلت.

 (5)- الزرابي- بتشديد الياء- جمع الزربية: البساط ذو الخمل. و روي عن المؤرج أنه قال في قوله تعالى‏ «وَ زَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ» قال زرابي النبت: إذا اصفر و احمر و فيه خضرة، و قد ازرب، فلما رأوا الألوان في البسط و الفرش شبهوها بزرابي النبت. و النمارق:

الوسائد واحدتها النمرقة بكسر النون و فتحها.

96
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 74] ص : 97

القول، فيقولون: ربنا نعم، فأتنا بخير مما نحن فيه، فيقول لهم تبارك و تعالى:

رضاي عنكم و محبتي لكم خير- و أعظم مما أنتم فيه، قال: فيقولون: نعم يا ربنا رضاك عنا و محبتك لنا- خير لنا و أطيب لأنفسنا، ثم قرأ علي بن الحسين ع هذه الآية «وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها- وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏ «1».

89- عن جابر بن أرقم قال‏ بينا نحن في مجلس لنا و أخو زيد بن أرقم يحدثنا- إذ أقبل رجل على فرسه عليه هيئة السفر- فسلم علينا ثم وقف، فقال: أ فيكم زيد بن أرقم فقال زيد: أنا زيد بن أرقم فما تريد فقال الرجل: أ تدري من أين جئت قال: لا، قال: من فسطاط مصر «2» لأسألك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول الله ص! فقال له زيد: و ما هو قال: حديث غدير خم في ولاية علي بن أبي طالب ع، فقال: يا ابن أخ إن قبل غدير خم ما أحدثك به- أن جبرئيل الروح الأمين ص نزل على رسول الله ص بولاية علي بن أبي طالب ع فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك- ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول [له‏]، و بكى ص فقال له جبرئيل ما لك يا محمد أ جزعت من أمر الله فقال: كلا يا جبرئيل و لكن قد علم ربي ما لقيت من قريش إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادي- و أهبط إلي جنودا من السماء فنصروني- فكيف يقروا لي لعلي من بعدي.

فانصرف عنه جبرئيل ثم نزل عليه: «فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ‏» فلما نزلنا الجحفة راجعين و ضربنا أخبيتنا «3» نزل جبرئيل ع بهذه الآية: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ‏

______________________________

 (1)- البحار ج 3: 331. البرهان ج 2: 145.

 (2)- الفسطاط: علم لمصر القديمة.

 (3)- الأخبية جمع الخباء: ما يعمل من وبر أو صوف و قد يكون من شعر و يكون على عمودين أو ثلاثة، و ما فوق ذلك فهو بيت.

97
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 74] ص : 97

رِسالَتَهُ- وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏» فبينا نحن كذلك إذ سمعنا رسول الله ص و هو ينادي: أيها الناس أجيبوا داعي الله أنا رسول الله فأتيناه مسرعين في شدة الحر، فإذا هو واضع بعض ثوبه على رأسه- و بعضه على قدميه من الحر- و أمر بقم ما تحت الدوح‏ «1» فقم ما كان ثمة من الشوك و الحجارة، فقال رجل: ما دعاه إلى قم هذا المكان- و هو يريد أن يرحل من ساعته ليأتينكم اليوم بداهية، فلما فرغوا من القم أمر رسول الله ص أن يؤتى بأحلاس دوابنا و أثاث إبلنا و حقائبها «2» فوضعنا بعضها على بعض، ثم ألقينا عليها ثوبا- ثم صعد عليها رسول الله ص فحمد الله و أثنى عليه- ثم قال:

أيها الناس إنه نزل علي عشية عرفة أمر ضقت به ذرعا «3» مخافة تكذيب أهل الإفك- حتى جاءني في هذا الموضع وعيد من ربي- إن لم أفعل، إلا و إني غير هائب لقوم و لا محاب لقرابتي‏ «4» أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا: الله و رسوله قال: اللهم اشهد و أنت يا جبرئيل فاشهد حتى قالها ثلاثا- ثم أخذ بيد علي ابن أبي طالب ع فرفعه إليه، ثم قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه- اللهم وال من والاه و عاد من عاداه- و انصر من نصره و اخذل من خذله قالها ثلاثا ثم قال: هل سمعتم فقالوا: اللهم- بلى قال: فأقررتم قالوا اللهم نعم: ثم قال: اللهم اشهد و أنت يا جبرئيل فاشهد، ثم نزل فانصرفنا إلى رحالنا.

و كان إلى جانب خبائي خباء نفر من قريش و هم ثلاثة، و معي حذيفة بن اليمان فسمعنا أحد الثلاثة و هو: يقول- و الله إن محمدا لأحمق- إن كان يرى أن الأمر

______________________________

 (1)- قم البيت: كنسه. و الدوح جمع الدوحة: الشجرة العظيمة.

 (2)- الأحلاس جمع الحلس- بكسر الحاء و فتحها: كل شي‏ء ولي ظهر البعير و الدابة تحت الرحل و القتب و السرج. و الحقائب جمع الحقيبة: خريطة يعلقها المسافر في الرحل للزاد و نحوه.

 (3)- ضقت بالأمر ذرعاً أي لم أقدر عليه.

 (4)- حاباه محاباة: اختصه و مال إليه- و حابى القاضي فلاناً في الحكم: مال إليه منحرفاً عن الحق.

98
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 74] ص : 97

يستقيم لعلي من بعده، و قال آخرون أ تجعله أحمق أ لم تعلم أنه مجنون- قد كاد أن يصرع عند امرأة ابن أبي كبشة و قال الثالث: دعوه إن شاء أن يكون أحمق- و إن شاء أن يكون مجنونا! و الله ما يكون ما يقول أبدا، فغضب حذيفة من مقالتهم فرفع جانب الخباء- فأدخل رأسه إليهم و قال: فعلتموها و رسول الله عليه و آله السلام بين أظهركم، و وحي الله ينزل عليكم، و الله لأخبرنه بكرة بمقالتكم، فقالوا له:

يا با عبد الله و إنك لهاهنا و قد سمعت ما قلنا- اكتم علينا فإن لكل جوار أمانة، فقال لهم: ما هذا من جوار الأمانة و لا من مجالسها- ما نصحت الله و رسوله إن أنا طويت عنه هذا الحديث، فقالوا له: يا با عبد الله فاصنع ما شئت- فو الله لنحلفن إنا لم نقل، و أنك قد كذبت علينا- أ فتراه يصدقك و يكذبنا و نحن ثلاثة فقال لهم: أما أنا فلا أبالي- إذا أديت النصيحة إلى الله و إلى رسوله فقولوا ما شئتم أن تقولوا، ثم مضى حتى أتى رسول الله ص و علي ع إلى جانبه- محتب بحمائل سيفه فأخبره بمقالة القوم، فبعث إليهم رسول الله ص فأتوه فقال لهم: ما ذا قلتم فقالوا: و الله ما قلنا شيئا فإن كنت بلغت عنا شيئا فمكذوب علينا، فهبط جبرئيل بهذه الآية: «يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ- وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا» و قال علي ع عند ذلك: ليقولوا ما شاءوا و الله إن قلبي بين أضلاعي، و إن سيفي لفي عنقي و لئن هموا لأهمن- فقال جبرئيل للنبي ص: اصبر للأمر الذي هو كائن، فأخبر النبي ص عليا ع بما أخبره به جبرئيل، فقال إذا أصبر للمقادير، قال أبو عبد الله ع: و قال رجل من الملأ شيخ: لئن كنا بين أقوامنا كما يقول هذا- لنحن أشر من الحمير، قال: و قال آخر شاب إلى جنبه: لئن كنت صادقا لنحن أشر من الحمير «1».

90- عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ لما قال النبي ص ما قال في غدير خم، و صار بالأخبية «2» مر المقداد

______________________________

 (1)- البحار ج 9: 210. البرهان ج 2: 145. و نقله المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة 3: 546 عن هذا الكتاب مختصراً.

 (2)- أي دخلوا خيامهم.

99
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 79 الى 84] ص : 100

بجماعة منهم- و هم يقولون: و الله إن كنا و قيصر لكنا في الخز و الوشي و الديباج و النساجات- و إنا معه في الأخشنين نأكل الخشن و نلبس الخشن- حتى إذ أدنى موته و فنيت أيامه و حضر أجله- أراد أن يوليها عليا من بعده، أما و الله ليعلمن! قال: فمضى المقداد و أخبر النبي ص به، فقال: الصلاة جامعة، قال: فقالوا قد رمانا المقداد فقوموا نحلفه عليه- قال: فجاءوا حتى جثوا بين يديه‏ «1» فقالوا: بآبائنا و أمهاتنا يا رسول الله ص لا و الذي بعثك بالحق، و الذي أكرمك بالنبوة ما قلنا ما بلغك، لا و الذي اصطفاك على البشر قال: فقال النبي ص: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا- وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بك يا محمد ليلة العقبة وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ‏» كان أحدهم يبيع الرءوس و آخر يبيع الكراع- و يفتل القرامل‏ «2» فأغناهم الله برسوله، ثم جعلوا حدهم و حديدهم عليه‏ «3».

91- قال أبان بن تغلب [عنه‏] لما نصب رسول الله عليا يوم غدير خم فقال:

من كنت مولاه فعلي مولاه- فهم رجلان من قريش رءوسهما و قالا: و الله لا نسلم له ما قال أبدا- فأخبر النبي عليه و آله السلام فسألهما عما قالا- فكذبا و حلفا بالله ما قالا شيئا، فنزل جبرئيل على رسول الله ع «يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا» [الآية] قال أبو عبد الله ع: لقد توليا و ما تابا «4».

92- عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ إن الله تعالى قال لمحمد ص: «إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ‏» فاستغفر لهم مائة مرة ليغفر لهم فأنزل الله «سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ- أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ‏» و قال: «وَ لا تُصَلِّ عَلى‏ أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُمْ عَلى‏ قَبْرِهِ‏» فلم يستغفر لهم بعد ذلك‏

______________________________

 (1)- أي جلسوا و اجتمعوا.

 (2)- الكراع من الدابة: مستدق الساق و قيل: الكراع من الدواب ما دون الكعب و من الإنسان ما دون الركبة و القرامل: ما تشد المرأة في شعرها من الخيوط.

 (3)- البحار ج 9: 211. البرهان ج 2: 146. إثبات الهداة ج 3: 547. الصافي ج 1: 716.

 (4)- البحار ج 9: 211. البرهان ج 2: 146. إثبات الهداة ج 3: 547. الصافي ج 1: 716.

100
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 79 الى 84] ص : 100

و لم يقم على قبر أحد منهم‏ «1».

93- عن أبي الجارود عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ‏» قال: ذهب علي أمير المؤمنين فآجر نفسه- على أن يستقي كل دلو بتمرة يختارها- فجمع تمرا فأتى به النبي عليه و آله السلام و عبد الرحمن بن عوف على الباب، فلمزه أي وقع فيه، فأنزلت هذه الآية «الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ‏» إلى قوله «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ- إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ‏» «2».

94- عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ إن النبي ص قال لابن عبد الله بن أبي‏ «3» إذا فرغت من أبيك فأعلمني، و كان قد توفي فأتاه فأعلمه- فأخذ رسول الله عليه و آله السلام نعليه للقيام- فقال له عمر: أ ليس قد قال الله: «وَ لا تُصَلِّ عَلى‏ أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُمْ عَلى‏ قَبْرِهِ‏» فقال له: ويحك- أو ويلك- إنما أقول اللهم املأ قبره نارا و املأ جوفه نارا- و أصله يوم القيامة نارا «4».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 148. الصافي ج 1: 718. و قال الفيض (ره) بعد نقل الخبر ما لفظه أقول: لا يبعد استغفار النبي ص لمن يرجو إيمانه من الكفار «انتهى» و قيل يحتمل أن يكون النبي ص قد استغفر لهم قبل أن يعلم بأن الكافر لا يغفر هو قبل أن يمنع منه، و يجوز أن يكون استغفاره لهم واقعاً بشرط التوبة من الكفر فمنعه اللَّه منه و خبره بأنهم لا يؤمنون أبداً فلا فائدة في الاستغفار لهم.

 (2)- البحار ج 9: 333. البرهان ج 2: 148. الصافي ج 1: 719.

 (3)- عبد اللَّه بن أبي بن أبي سلول هو رئيس منافقي المدينة و هو الذي قال‏ «لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ» و نزلت سورة المنافقين في ذلك و رد عليه ابنه استذلالًا له، و هو الذي قال لرسول اللَّه (ص) حين ورد المدينة: يا هذا اذهب إلى الذين غروك و خدعوك و لا تغشنا في دارنا فسلط اللَّه على دورهم الذر فخرب ديارهم و قصة كيده لرسول اللَّه (ص) في قتله و رده عليه مشهورة.

 (4)- البرهان ج 2: 148. الصافي ج 1: 720 و الصلاء ككساء: الشواء لأنه يصلى بالنار و الاصطلاء بالنار: التسخن بها.

101
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 79 الى 84] ص : 100

95 حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع‏ توفي رجل من المنافقين فأرسل رسول الله إلى ابنه: إذا أردتم أن تخرجوا فأعلموني- فلما حضر أمره أرسلوا إلى النبي ع فأقبل ع نحوهم حتى أخذ بيد ابنه في الجنازة فمضى، قال: فتصدى له عمر ثم قال: يا رسول الله أ ما نهاك ربك عن هذا أن تصلي‏ عَلى‏ أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً أو تقوم على قبره، فلم يجبه النبي ص قال: فلما كان قبل أن ينتهوا به إلى القبر قال عمر أيضا لرسول الله ص: أ ما نهاك الله عن أن تصلي‏ عَلى‏ أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً أو تقوم على قبره «ذلك بأنهم كفروا بالله و برسوله و ماتوا و هم كافرون» فقال النبي ص لعمر عند ذلك: ما رأيتنا صلينا له على جنازة و لا قمنا له على قبر، ثم قال: إن ابنه رجل من المؤمنين- و كان يحق علينا أداء حقه، و قال له عمر: أعوذ بالله من سخط الله و سخطك يا رسول الله‏ «1».

96- عن محمد بن المهاجر عن أمه أم سلمة قالت‏ دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له: أصلحك الله صحبتني امرأة من المرجئة فلما أتينا الربذة أحرم الناس فأحرمت معهم، و أخرت إحرامي إلى العقيق، فقالت: يا معشر الشيعة تخالفون الناس في كل شي‏ء، يحرم الناس من الربذة و تحرمون من العقيق، و كذلك تخالفون الناس في الصلاة على الميت- يكبر الناس أربعا و تكبرون خمسا- و هي تشهد بالله أن التكبير على الميت أربع، فقال أبو عبد الله ع: كان رسول الله ص إذا صلى على الميت- كبر فتشهد ثم كبر فصلى على النبي ص و دعا- ثم كبر و استغفر للمؤمنين ثم كبر فدعا للميت- ثم كبر و انصرف، فلما نهاه الله عن الصلاة على المنافقين- كبر و تشهد ثم كبر و صلى على النبي ثم كبر فدعا للمؤمنين، ثم كبر فانصرف و لم يدع للميت‏ «2».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 149. الصافي ج 1: 720 و قال الفيض (ره) بعد نقل الحديثين من الكتاب ما لفظه: أقول: و كان رسول اللَّه حيياً كريماً كما قال اللَّه‏ «فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَ اللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ» فكان يكره أن يفتضح رجل من أصحابه ممن يظهر الإيمان و كان يدعو على المنافقين و هذا معنى قوله (ص) لعمر: ما رأيتنا صلينا له على جنازة و لا قمنا على قبر.

 (2)- البرهان ج 2: 149. الصافي ج 1: 721.

102
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 87] ص : 103

97- عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ‏» قال مع النساء «1».

98- عن عبد الله الحلبي قال‏ سألته عن قوله: «رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ‏» فقال: النساء، إنهم قالوا إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ، و كانت بيوتهم في أطراف البيوت- حيث يتفرد [يتقذر] الناس، فأكذبهم الله قال: «وَ ما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً» و هي رفيعة السمك‏ «2» حصينة «3».

99- عن عبد الرحمن بن حرب قال‏ لما أقبل الناس مع أمير المؤمنين ع من صفين أقبلنا معه فأخذ طريقا غير طريقنا الذي أقبلنا فيه، حتى إذا جزنا النخيلة «4» و رأينا أبيات الكوفة إذا شيخ جالس في ظل بيت و على وجهه أثر المرض، فأقبل إليه أمير المؤمنين و نحن معه- حتى سلم عليه و سلمنا معه، فرد ردا حسنا، و ظننا أنه قد عرفه فقال له أمير المؤمنين: ما لي أرى وجهك منكسرا مصفارا «5» فمم ذاك أ من مرض فقال: نعم، فقال: لعلك كرهته فقال: ما أحب أنه يعتريني- قال: احتساب بالخير فيما أصابك به‏ «6» قال فأبشر برحمة الله و غفران ذنبك- فمن أنت يا عبد الله فقال: أنا صالح بن سليم، فقال: ممن قال: أما الأصل فمن سلامان بن طي، و أما الجوار و الدعوة فمن بني سليم بن منصور، فقال أمير المؤمنين ع: ما أحسن اسمك و اسم أبيك و اسم أجدادك- و اسم من اعتزيت إليه، فهل شهدت معنا غزاتنا هذه فقال لا و لقد أردتها- و لكن ما ترى من لجب الحمى خذلني عنها، فقال أمير المؤمنين:

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 149 الصافي 1: 721. البحار ج 6: 628.

 (2)- السمك: السقف أو من أعلى البيت إلى أسفله.

 (3)- البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 149.

 (4)- النخيلة- بضم النون تصغير نخلة-: موضع قرب الكوفة على سمت الشام و معسكر أمير المؤمنين (ع).

 (5)- و في بعض النسخ «متفكراً مصفراً».

 (6)- و في نسخة البحار «قال احتسب الخير فيما أصابني به اه».

103
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 91 الى 93] ص : 103

 «لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَى الْمَرْضى‏- وَ لا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ‏» إلى آخر الآية- ما قول الناس فيما بيننا و بين أهل الشام قال: منهم المسرور، و المحسود فيما كان بينك و بينهم- و أولئك أغش الناس لك، فقال له: صدقت، قال: و منهم الكاسف العاسف لما كان من ذلك- و أولئك نصحاء الناس لك، فقال له: صدقت- جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك، فإن المرض لا أجر فيه- و لكن لا يدع على العبد ذنبا إلا حطه، و إنما الأجر في القول باللسان و العمل باليد و الرجل، فإن الله ليدخل بصدق النية و السريرة الصالحة جما من عباده الجنة «1».

100- عن الحلبي عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قال‏ إن الله احتج على العباد بالذي آتاهم و عرفهم، ثم أرسل إليهم رسولا، ثم أنزل عليهم كتابا فأمر فيه و نهي، و أمر رسول الله ص بالصلاة فنام عنها فقال: أنا أنمتك و أنا أيقظتك، فإذا قمت فصله ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون و ليس كما يقولون إذا نام عنها هلك، و كذلك الصائم أنا أمرضتك و أنا أصحتك، فإذا شفيتك فاقضه، و كذلك إذا نظرت في جميع الأمور- لم تجد أحدا في ضيق، و لم تجد إلا و لله عليه الحجة و له فيه المشية، قال: فلا يقولون إنه ما شاءوا صنعوا و ما شاءوا لم يصنعوا، و قال: فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ و ما أمر العباد إلا يرون سعيهم، و كل شي‏ء أمر الناس فأخذوا به فهم موسعون له، و ما يمنعون له فهو موضوع عنهم، و لكن الناس لا خير فيهم- ثم تلا هذه الآية: «لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَى الْمَرْضى‏- وَ لا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ‏» قال: وضع عنهم‏ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ، «وَ لا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ- قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ- تَوَلَّوْا وَ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً- أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ‏» قال:

وضع عنهم إذ لا يجدون ما ينفقون، و قال «إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَ هُمْ أَغْنِياءُ» إلى قوله: «لا يَعْلَمُونَ‏» قال وضع عليهم لأنهم يطيقون، «إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَ هُمْ أَغْنِياءُ- رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ‏» فجعل‏

______________________________

 (1)- البحار ج 8: 530. البرهان ج 2: 150.

104
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 99] ص : 105

 

السبيل عليهم لأنهم يطيقون «وَ لا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ‏» الآية- قال:

عبد الله بن يزيد بن ورقاء الخزاعي أحدهم‏ «1».

101 عن عبد الرحمن بن كثير قال قال أبو عبد الله ع‏ يا عبد الرحمن شيعتنا و الله لا يتختم الذنوب و الخطايا، هم صفوة الله الذين اختارهم لدينه- و هو قول الله «ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ‏» «2».

102 عن داود بن الحصين عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قوله «وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ‏» أ يثيبهم عليه قال: نعم‏ «3».

103 و في رواية أخرى عنه‏ يثابون عليه قال: نعم‏ «4».

104 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله عز و جل سبق بين المؤمنين- كما سبق بين الخيل يوم الرهان، قلت: أخبرني عما ندب الله المؤمن من الاستباق إلى الإيمان- قال: قول الله: «سابِقُوا إِلى‏ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ- وَ جَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ- أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ‏» و قال: «السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ‏» و قال: «السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ‏» فبدأ بالمهاجرين الأولين على درجة سبقهم، ثم ثنى بالأنصار ثم ثلث بالتابعين لهم بإحسان، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم و منازلهم عنده‏ «5».

105 عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال: قال أبو جعفر ع‏ في قول الله: «خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً- عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ‏» و العسي من الله واجب، و إنما نزلت في شيعتنا المذنبين‏ «6».

106 عن أحمد بن محمد بن أبي نصر رفعه إلى الشيخ‏ في قوله تعالى: «خَلَطُوا عَمَلًا

______________________________

 (1)- البحار ج 3: 83. البرهان ج 2: 150.

 (2)- البرهان ج 2: 151.

 (3)- البرهان ج 2: 151. البحار ج 15 (ج 1): 262.

 (4)- البرهان ج 2: 151. البحار ج 15 (ج 1): 262.

 (5)- البرهان ج 2: 154- 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. و في نسخة البرهان «المؤمنين» بدل «المذنبين» في الحديث الثاني.

 (6)- البرهان ج 2: 154- 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. و في نسخة البرهان «المؤمنين» بدل «المذنبين» في الحديث الثاني.

 

105
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 103 الى 104] ص : 106

صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً» قال: قوم اجترحوا ذنوبا- مثل قتل حمزة و جعفر الطيار، ثم تابوا ثم قال: و من قتل مؤمنا لم يوفق للتوبة- إلا أن الله لا يقطع طمع العباد فيه، و رجاهم منه، و قال هو أو غيره: إن عسى من الله واجب‏ «1».

107 عن الحلبي عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ المعترف بذنبه قوم‏ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ- خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً «2».

108 عن أبي بكر الحضرمي قال: قال محمد بن سعيد اسأل أبا عبد الله ع فأعرض عليه كلامي- و قل له: إني أتولاكم و أبرأ من عدوكم- و أقول بالقدر و قولي فيه قولك، قال: فعرضت كلامه على أبي عبد الله ع فحرك يده- ثم قال: «خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً- عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ‏» قال: ثم قال: ما أعرفه من موالي أمير المؤمنين قلت: [يزعم ابن عمر] أن سلطان هشام ليس من الله فقال: ويله، ما علم أن الله جعل لآدم دولة و لإبليس دولة «3».

109 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً» قال: أولئك قوم مذنبون يحدثون- و إيمانهم من الذنوب- التي يعيبها المؤمنون و يكرهها، فأولئك‏ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ‏ «4».

110 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ قلنا له من وافقنا من علوي أو غيره توليناه، و من خالفنا برئنا منه من علوي أو غيره، قال: يا زرارة قول الله أصدق من قولك، أين الذين‏ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً «5».

111 عن علي بن الحسان الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِها» جارية هي في الإمام بعد رسول الله ص قال: نعم‏ «6».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1:

725. و نقل الحديث الأول في الوسائل ج 3 أبواب القصاص باب 10 عن الكتاب أيضاً.

 (2)- البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1:

725. و نقل الحديث الأول في الوسائل ج 3 أبواب القصاص باب 10 عن الكتاب أيضاً.

 (3)- البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1:

725. و نقل الحديث الأول في الوسائل ج 3 أبواب القصاص باب 10 عن الكتاب أيضاً.

 (4)- البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1:

725. و نقل الحديث الأول في الوسائل ج 3 أبواب القصاص باب 10 عن الكتاب أيضاً.

 (5)- البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1:

725. و نقل الحديث الأول في الوسائل ج 3 أبواب القصاص باب 10 عن الكتاب أيضاً.

 (6)- البحار ج 20: 22. البرهان ج 2: 156. الصافي ج 1: 725.

106
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 103 الى 104] ص : 106

112 عن زرارة عن أبي عبد الله قال‏ قلت له قوله: «خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِها» هو قوله: «وَ آتُوا الزَّكاةَ» قال: قال: الصدقات في النبات و الحيوان: و الزكاة في الذهب و الفضة و زكاة الصوم‏ «1».

113 عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال: قال أمير المؤمنين ع‏ تصدقت يوما بدينار فقال لي رسول الله ص: أ ما علمت أن صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتى يفك بها عن لحي سبعين شيطانا، و ما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب تبارك و تعالى أ لم يقل هذه الآية «أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ- وَ يَأْخُذُ الصَّدَقاتِ‏» إلى آخر الآية «2».

114 عن معلى بن خنيس قال‏ خرج أبو عبد الله ع في ليلة قد رشت‏ «3» و هو يريد ظلة بني ساعدة فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شي‏ء- فقال: بسم الله اللهم اردد علينا فأتيته فسلمت عليه- فقال: معلى قلت نعم جعلت فداك، قال: التمس بيدك، فما وجدت من شي‏ء فادفعه إلي- فإذا أنا بخبز كثير منتشر، فجعلت أدفع إليه الرغيف و الرغيفين، و إذا معه جراب‏ «4» أعجز عن حمله فقلت: جعلت فداك احمله علي، فقال: أنا أولى به منك- و لكن امض معي، فأتينا ظلة بني ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس‏ «5» الرغيف و الرغيفين- حتى أتى على آخرهم حتى إذا انصرفنا، قلت له: يعرف هؤلاء هذا الأمر قال: لا- لو عرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدقة و هو الملح، إن الله لم يخلق شيئا إلا و له خازن يخزنه إلا الصدقة، فإن الرب تبارك و تعالى يليها بنفسه، و كان أبي إذا تصدق بشي‏ء وضعه في يد السائل- ثم ارتجعه منه فقبله و شمه ثم رده في يد السائل، و ذلك أنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل،

______________________________

 (1)- البحار ج 20: 22- 34. البرهان ج 2: 156. الصافي ج 1: 725 726.

 (2)- البحار ج 20: 22- 34. البرهان ج 2: 156. الصافي ج 1: 725 726.

 (3)- أي أمطرت قليلا.

 (4)- الجراب بالكسر: وعاء من جلد الشاة و غيره و يقال له بالفارسية «انبان».

 (5)- أي يدخل تحت ثيابهم.

107
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 105] ص : 108

فأحببت أن أقبلها إذ وليها الله و وليها أبي، إن صدقة الليل تطفئ غضب الرب و تمحو الذنب العظيم، و تهون الحساب، و صدقة النهار تنمي المال و تزيد في العمر «1».

115 عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال‏ ما من شي‏ء إلا وكل به ملك إلا الصدقة فإنها تقع في يد الله‏ «2».

116 عن أبي بكر عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله ص‏ خصلتان لا أحب أن يشاركني فيهما أحد- وضوئي فإنه من صلاتي، و صدقتي من يدي إلى يد سائل- فإنها تقع في يد الرحمن‏ «3».

117 عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ كان علي بن الحسين ص إذا أعطى السائل قبل يد السائل- فقيل له: لم تفعل ذلك قال: لأنها تقع في يد الله قبل يد العبد، و قال: ليس من شي‏ء إلا وكل به ملك إلا الصدقة- فإنها تقع في يد الله، قال الفضل: أظنه يقبل الخبز أو الدرهم‏ «4».

118 عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله ع قال: قال علي بن الحسين ص‏ ضمنت على ربي أن الصدقة لا تقع في يد العبد- حتى تقع في يد الرب و هو قوله: «وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ‏ وَ يَأْخُذُ الصَّدَقاتِ‏» «5».

119 عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال‏ سئل عن الأعمال هل تعرض على رسول الله ص فقال: ما فيه شك، قيل له أ رأيت قول الله: «وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ‏» قال: لله شهداء في أرضه‏ «6».

120 عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله: «اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ‏» قال: تريد أن تروون علي، هو الذي في نفسك‏ «7».

121 عن يحيى بن مساور [الحلبي‏] عن أبي عبد الله ع‏ قلت: حدثني في علي حديثا- فقال: أشرحه لك أم أجمعه قلت بل اجمعه، فقال: علي باب هدى،

______________________________

 (1)- البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156- 157. الصافي ج 1: 726.

 (2)- البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156- 157. الصافي ج 1: 726.

 (3)- البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156- 157. الصافي ج 1: 726.

 (4)- البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156- 157. الصافي ج 1: 726.

 (5)- البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156- 157. الصافي ج 1: 726.

 (6)- البحار ج 7: 27. البرهان ج 2: 159. الصافي ج 1: 727.

 (7)- البحار ج 7: 27. البرهان ج 2: 159. الصافي ج 1: 727.

108
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 105] ص : 108

من تقدمه كان كافرا- و من تخلف عنه كان كافرا، قلت: زدني، قال: إذا كان يوم القيامة نصب منبر عن يمين العرش له أربع و عشرون مرقاة- فيأتي علي و بيده اللواء حتى [يرتقيه و] يركبه- و يعرض الخلق عليه، فمن عرفه دخل الجنة، و من أنكره دخل النار، قلت له: توجد فيه من كتاب الله‏ «1» قال: نعم، ما يقول في هذه الآية يقول تبارك و تعالى: «فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ‏» هو و الله علي بن أبي طالب‏ «2».

122 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع أن أبا الخطاب كان يقول‏ إن رسول الله ص تعرض عليه أعمال أمته كل خميس فقال أبو عبد الله ع: هو هكذا- و لكن رسول الله ص تعرض عليه أعمال الأمة كل صباح- أبرارها و فجارها- فاحذروا، و هو قول الله: «فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ‏» «3».

123 عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع قال‏ سألته عن قول الله تبارك و تعالى: «فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ‏» قال: تعرض على رسول الله عليه و آله السلام أعمال أمته كل صباح أبرارها و فجارها- فاحذروا «4».

124 [عن زرارة] عن بريد العجلي قال‏ قلت لأبي جعفر ع: في قول الله: «اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ‏» فقال: ما من مؤمن يموت و لا كافر يوضع في قبره- حتى يعرض عمله على رسول الله ص و علي ع، فهلم إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد «5».

125 و قال أبو عبد الله‏ «وَ الْمُؤْمِنُونَ‏» هم الأئمة «6».

126 عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع‏ «اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ‏» قال: إن لله شاهدا في أرضه، و إن أعمال العباد تعرض على رسول الله عليه و آله السلام‏ «7».

______________________________

 (1)- و في نسخة البرهان «هل فيه آية من كتاب اللَّه».

 (2)- البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159- 160. الصافي ج 1: 727.

 (3)- البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159- 160. الصافي ج 1: 727.

 (4)- البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159- 160. الصافي ج 1: 727.

 (5)- البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159- 160. الصافي ج 1: 727.

 (6)- البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159- 160. الصافي ج 1: 727.

 (7)- البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159- 160. الصافي ج 1: 727.

109
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 106] ص : 110

127 عن محمد بن حسان الكوفي عن محمد بن جعفر عن أبيه ع قال‏ إذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش- له أربع و عشرون مرقاة، و يجي‏ء علي بن أبي طالب ع و بيده لواء الحمد- فيرتقيه و يركبه و تعرض الخلائق عليه، فمن عرفه دخل الجنة، و من أنكره دخل النار، و تفسير ذلك في كتاب الله «قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ‏» قال: هو و الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص‏ «1».

128 عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ‏» قال: هم قوم من المشركين- أصابوا دما من المسلمين ثم أسلموا- فهم المرجون لأمر الله‏ «2».

129 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا المرجون هم قوم قاتلوا يوم بدر و أحد و يوم حنين، و سلموا من المشركين ثم أسلموا بعد تأخر، ف إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ‏ «3».

130 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ‏» قال: هم قوم مشركون، فقتلوا مثل حمزة و جعفر و أشباههما من المؤمنين، ثم إنهم دخلوا في الإسلام فوحدوا الله و تركوا الشرك، و لم يؤمنوا فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة، و لم يكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال‏ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ‏، قال حمران: سألت أبا عبد الله ع عن المستضعفين، قال: هم ليسوا بالمؤمنين و لا بالكفار- و هم المرجون لأمر الله‏ «4».

131 عن ابن الطيار قال: قال أبو عبد الله ع‏ الناس على ستة فرق- يؤتون إلى ثلاث فرق الإيمان و الكفر و الضلال، و هم الوعد من الذين وعد الله الجنة و النار، و هم المؤمنون و الكافرون و المستضعفون- و المرجون‏ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ‏، و المعترفون‏ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً و أهل‏

______________________________

 (1)- البحار ج 3: 286. البرهان ج 2: 160.

 (2)- البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.

 (3)- البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.

 (4)- البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.

110
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 108] ص : 111

الأعراف‏ «1».

132 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ «المرجون‏ لِأَمْرِ اللَّهِ‏» قوم كانوا مشركين فقتلوا- مثل قتل حمزة و جعفر و أشباههما- ثم دخلوا بعد في الإسلام فوحدوا الله و تركوا الشرك- و لم يعرفوا الإيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين- فيجب لهم الجنة، و لم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال إما يعذبهم و إما يتوب عليهم، قال أبو عبد الله ع: يرى فيهم رأيه- قال: قلت:

جعلت فداك من أين يرزقون قال: من حيث شاء الله، و قال أبو إبراهيم ع: هؤلاء قوم وقفهم حتى يرى فيهم رأيه‏ «2».

133 عن الحارث عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته بين الإيمان و الكفر منزلة فقال: نعم- و منازل لو يجحد شيئا منها أكبه الله في النار، بينهما آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ‏، و بينهما المستضعفون، و بينهما آخرون‏ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً، و بينهما قوله: «وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ‏» «3».

134 عن داود بن فرقد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع المرقوم ذكر لهم فضل علي فقالوا: ما ندري لعله كذلك- و ما ندري لعله ليس كذلك قال: أرجه قال:

 «وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ‏» الآية «4».

135 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن «المسجد الذي‏ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى‏ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ‏» فقال مسجد قبا «5».

136 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله: «لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى‏ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ‏» قال: مسجد قبا، و أما قوله «أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ‏» قال: يعني من مسجد نفاق، و كان على طريقه- إذا أتى مسجد قبا فقام فينضح بالماء و السدر «6» و يرفع ثيابه عن ساقيه، و يمشي على حجر في ناحية

______________________________

 (1)- البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.

 (2)- البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.

 (3)- البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.

 (4)- البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.

 (5)- البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافي ج 1: 731.

 (6)- نضح عليه الماء: رشه. و في نسخة البحار «فكان ينضح».

111
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 111 الى 112] ص : 112

الطريق، و يسرع المشي، و يكره أن يصيب ثيابه منه شي‏ء- فسألته هل كان النبي ص يصلي في مسجد قبا قال: نعم كان منزله (نزل) على سعد بن خيثمة الأنصاري فسألته هل كان لمسجد رسول الله ص سقف فقال: لا و قد كان بعض أصحابه- قال: ألا تسقف مسجدنا يا رسول الله قال: عريش كعريش موسى‏ «1».

137 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا» قال: الذين يحبون أن يتطهروا- نظف الوضوء و هو الاستنجاء بالماء، و قال نزلت هذه الآية في أهل قبا «2».

138 و في رواية ابن سنان عنه قال‏ قلت له: ما ذلك الطهر قال: نظف الوضوء- إذا خرج أحدهم من الغائط- فمدحهم الله بتطهرهم‏ «3».

139 عن زرارة قال‏ كرهت أن أسأل أبا جعفر ع في الرجعة، فأقبلت مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتي، فقلت: جعلت فداك أخبرني عمن قتل مات قال:

لا، الموت موت و القتل قتل، قال: فقلت له: ما أحد يقتل إلا مات، قال: فقال: يا زرارة قول الله أصدق من قولك- قد فرق بينهما في القرآن قال: «أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ‏» و قال «وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ‏» ليس كما قلت يا زرارة، الموت موت و القتل قتل، و قد قال الله: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ- أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ» الآية- قال: فقلت له: إن الله يقول: «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏» أ فرأيت من قتل لم يذق الموت قال: فقال: ليس من قتل بالسيف- كمن مات على فراشه، إن من قتل لا بد من أن يرجع إلى الدنيا- حتى يذوق الموت‏ «4».

140 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ- بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ» الآية- قال: يعني في الميثاق، قال:

ثم قرأت عليه «التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ‏» فقال أبو جعفر: لا و لكن اقرأها التائبين‏

______________________________

 (1)- البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافي ج 1: 731.

 (2)- البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافي ج 1: 731.

 (3)- البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافي ج 1: 731.

 (4)- البحار ج 13: 216. البرهان ج 2: 166.

112
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): الآيات 111 الى 112] ص : 112

العابدين‏ «1» إلى آخر الآية، و قال: إذا رأيت هؤلاء- فعند ذلك هؤلاء أشتري منهم أنفسهم و أموالهم- يعني في الرجعة «2».

141 محمد بن الحسن عن الحسين بن خرزاد عن البرقي‏ في هذا الحديث ثم قال: ما من مؤمن إلا و له ميتة و قتلة، من مات بعث حتى يقتل، و من قتل بعث حتى يموت‏ «3».

142 صباح بن سيابة في قول الله: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ‏» قال: ثم قال: ثم وصفهم فقال: «التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ‏» الآية، قال:

هم الأئمة ع‏ «4».

143 عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله ع قال‏ كان علي إذا أراد القتال قال هذه الدعوات «اللهم إنك أعلمت سبيلا من سبلك- جعلت فيه رضاك و ندبت إليه أولياءك‏ «5» و جعلته أشرف سبلك عندك ثوابا- و أكرمها إليك مآبا، و أحبها إليك مسلكا، ثم اشتريت فيه من المؤمنين‏ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ- بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ- وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فاجعلني ممن اشتريت فيه منك نفسه، ثم وفى لك ببيعته التي بايعك عليها- غير ناكث و لا ناقض عهدا- و لا مبدل تبديلا» مختصر «6».

144 عن عبد الرحيم عن أبي جعفر ع قال‏ قرأ هذه الآية «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ- بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ»

______________________________

 (1)- قال الطبرسي (ره) في المجمع بعد نقل قراءة «التائبين العابدين» عن أبي جعفر و أبي عبد اللَّه (ع) و ابن مسعود و الأعمش: الحجة في هذه القراءة فيحتمل أن يكون جراً و أن يكون نصباً أما الجر فعلى أن يكون وصفاً للمؤمنين أي من المؤمنين التائبين، و أما النصب فعلى إضمار فعل بمعنى المدح كأنه قال: أعني و أمدح التائبين.

 (2)- البحار ج 13: 218. البرهان ج 2: 166. الصافي ج 1: 734.

 (3)- البحار ج 13: 218. البرهان ج 2: 166. الصافي ج 1: 734.

 (4)- البرهان ج 2: 167.

 (5)- ندبه إلى الأمر: دعاه و رشحه للقيام به و حثه عليه.

 (6)- البحار ج 21: 98. البرهان ج 2: 167.

113
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 114] ص : 114

فقال: هل تدري ما يعني فقلت: يقاتل المؤمنون‏ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ‏، قال: قال: من مات من المؤمنين رد حتى يقتل، و من قتل رد حتى يموت، و ذلك القدر فلا تنكرها «1».

145 عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع أنه قال‏ من أخذ سارقا فعفا عنه فإذا رفع إلى الإمام قطعه، و إنما الهبة قبل أن ترفع إلى الإمام- و كذلك قول الله: «وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ‏» فإذا انتهي بالحلال إلى الإمام- فليس لأحد أن يتركه‏ «2».

146 عن إبراهيم بن أبي البلاد عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبد الله ع‏ ما يقول الناس في قول الله «وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ- إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ‏» قلت: يقولون إن إبراهيم وعد أباه ليستغفر له، قال: ليس هو هكذا، إن إبراهيم وعده أن يسلم فاستغفر له، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ‏ «3».

147 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ قلت: قوله «إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ‏» قال: الأواه دعاء «4».

148 عن أبي إسحاق الهمداني عن رجل‏ «5» قال‏ صلى رجل إلى جنبي فاستغفر لأبويه- و كانا ماتا في الجاهلية، فقلت: تستغفر لأبويك و قد ماتا في الجاهلية فقال:

قد استغفر إبراهيم لأبيه فلم أدر ما أرد عليه- فذكرت ذلك للنبي ص فأنزل الله: «وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ- إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ- فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ‏» قال: لما [مات‏] تبين أنه عدو لله- فلم يستغفر له‏ «6».

______________________________

 (1)- البحار ج 13: 218. البرهان ج 2: 167.

 (2)- البرهان ج 2: 167.

 (3)- البرهان ج 2: 167. البحار ج 5: 24.

 (4)- البرهان ج 2: 167. البحار ج 5: 114.

 (5)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار لكن في الأصل كنسخة البرهان هكذا «عن أبي إسحاق الهمداني عن الخليل عن أبي عبد اللَّه (ع) قال صلى إلخ».

 (6)- البحار ج 5: 24. البرهان ج 2: 167.

114
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 115] ص : 115

149 عن علي بن أبي حمزة قال‏ قلت لأبي الحسن ع إن أباك أخبرنا بالخلف من بعده- فلو أخبرتنا به فأخذ بيدي فهزها، ثم قال: «ما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ‏» قال فخفقت فقال لي: مه لا تعود عينيك كثرة النوم- فإنها أقل شي‏ء في الجسد شكرا «1».

150 عن عبد الأعلى قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ- حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ‏» قال: حتى يعرفهم ما يرضيه و ما يسخطه- ثم قال أما أنا أنكرنا لمؤمن- بما لا يعذر الله الناس بجهالة، و الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة- و ترك رواية حديث لم تحفظ خير لك- من رواية حديث لم تحصى، إن على كل حق حقيقة و على كل ثواب نورا: فما وافق كتاب الله فخذوه- و ما خالف كتاب الله فدعوه، و لن يدعه كثير من أهل هذا العالم‏ «2».

151 عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا» قال: كعب و مرارة بن الربيع و هلال بن أمية «3».

152 عن فيض بن المختار قال: قال أبو عبد الله ع‏ كيف تقرأ هذه الآية في التوبة: «وَ عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا» قال: قلت‏ خُلِّفُوا قال: لو خلفوا لكانوا في حال طاعة، و زاد الحسين بن المختار عنه: لو كانوا خلفوا ما كان عليهم من سبيل، و لكنهم خالفوا عثمان و صاحباه، أما و الله ما سمعوا صوت كافر «4» و لا قعقعة حجر «5» إلا قالوا أتيناه- فسلط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا «6».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 168.

 (2)- البرهان ج 2: 168. البحار ج 1: 150.

 (3)- البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافي ج 1: 737.

 (4)- و في رواية الكليني «حافر» مكان «كافر».

 (5)- و في نسخة البحار «سلاح» بدل «حجر» و القعقعة: حكاية صوت السلاح و صوت الرعد و الترسة و نحوها.

 (6)- البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافي ج 1: 737.

115
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 119] ص : 116

153 قال صفوان: قال أبو عبد الله ع‏ كان أبو لبابة أحدهم- يعني في «وَ عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا» «1».

154 عن سلام عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا» قال:

أقالهم فو الله ما تابوا «2».

155 عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر ع‏ يا با حمزة إنما يعبد الله من عرف الله، فأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره- هكذا ضالا قلت: أصلحك الله و ما معرفة الله قال: يصدق الله و يصدق محمدا رسول الله ص في موالاة علي و الايتمام به، و بأئمة الهدى من بعده- و البراءة إلى الله من عدوهم، و كذلك عرفان الله، قال: قلت:

أصلحك الله- أي شي‏ء إذا عملته أنا استكملت حقيقة الإيمان قال: توالي أولياء الله، و تعادي أعداء الله، و تكون مع الصادقين كما أمرك الله، قال: قلت: و من أولياء الله- و من أعداء الله فقال: أولياء الله محمد رسول الله و علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين، ثم انتهي الأمر إلينا- ثم ابني جعفر، و أومأ إلى جعفر و هو جالس فمن والى هؤلاء فقد والى الله- و كان مع الصادقين كما أمره الله، قلت: و من أعداء الله أصلحك الله قال: الأوثان الأربعة، قال: قلت من هم قال: أبو الفصيل و رمع و نعثل و معاوية «3» و من دان بدينهم- فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله‏ «4».

______________________________

 (1)- البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافي ج 1: 737.

 (2)- البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافي ج 1: 737.

 (3)- حكي عن الجزري أنه قال: كانوا يكنون بأبي الفصيل عن أبي بكر لقرب البكر بالفصيل «انتهى» و يعني بالبكر» الفتي من الإبل. و الفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن أمه و في كلام بعض أنه كان يرعى الفصيل في بعض الأزمنة فكني بأبي الفصيل، و قال بعض أهل اللغة أبو بكر بن أبي قحافة و لد عام الفيل بثلاث سنين و كان اسمه عبد العزى- اسم صنم- و كنيته في الجاهلية أبو الفصيل فإذا أسلم سمي بعبد اللَّه و كني بأبي بكر- و أما كلمة رمع فهي مقلوبة من عمر و في الحديث أول من رد شهادة المملوك رمع و أول من أعال الفرائض رمع.

و أما نعثل فهو اسم رجل كان طويل اللحية قال الجوهري: و كان عثمان إذا نيل منه و عيب شبه بذلك.

ثم لا يخفى عليك أنه النسخ في ضبط الكلمات مختلفة و المختار هو الموافق لنسخة البحار.

 (4)- البحار ج 7: 37. البرهان ج 2: 170.

116
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 122] ص : 117

156 و روى المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ‏» بطاعتهم‏ «1».

157 عن هشام بن عجلان قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: أسألك عن شي‏ء لا أسأل عنه أحدا بعدك، أسألك عن الإيمان الذي لا يسع الناس جهله، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله- و الإقرار بما جاء من عند الله، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و حج البيت، و صوم شهر رمضان و الولاية لنا و البراءة من عدونا- و تكون مع الصديقين‏ «2».

158 عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له: إذا حدث للإمام حدث كيف يصنع الناس قال يكونوا كما قال الله «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ‏» إلى قوله: «يَحْذَرُونَ‏» قال: قلت: فما حالهم قال: هم في عذر «3».

159 و عنه أيضا في رواية أخرى‏ ما تقول في قوم هلك إمامهم كيف يصنعون قال: فقال لي: أ ما تقرأ كتاب الله «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ» إلى قوله «يَحْذَرُونَ‏» قلت:

جعلت فداك فما حال المنتظرين- حتى يرجع المتفقهون قال: فقال لي: رحمك الله- أ ما علمت أنه كان بين محمد و عيسى ع خمسون و مائتا سنة، فمات قوم على دين عيسى انتظارا لدين محمد ص فأتاهم الله أجرهم مرتين‏ «4».

160 عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ كتب إلي أنما شيعتنا من تابعنا و لم يخالفنا، فإذا خفنا خاف و إذا أمنا أمن، قال الله: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‏ فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ» الآية- فقد فرضت عليكم المسألة و الرد إلينا، و لم يفرض علينا الجواب‏ «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 170.

 (2)- البرهان ج 2: 170. البحار ج 15 (ج 1): 214.

 (3)- البرهان ج 2: 172. و في رواية الكافي زيادة و هي هذه «ما داموا في الطلب و هؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم».

 (4)- البحار ج 7: 422. البرهان ج 2: 173.

 (5)- البرهان ج 2: 173.

117
تفسير العياشي2

[سورة التوبة(9): آية 123] ص : 118

 

161 عن عبد الأعلى قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: بلغنا وفاة الإمام قال:

عليكم النفر، قلت: جميعا قال: إن الله يقول: «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ- مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا» الآية، قلت: نفرنا فمات بعضنا في الطريق قال: فقال: «وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏» إلى قوله «أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ‏» قلت: فقدمنا المدينة، فوجدنا صاحب هذا الأمر مغلقا عليه بابه- مرخى عليه ستره‏ «1» قال: إن هذا الأمر لا يكون إلا بأمر بين، هو الذي إذا دخلت المدينة قلت إلى من أوصى فلان قالوا إلى فلان‏ «2».

162 عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ تفقهوا فإن من لم يتفقه منكم فإنه أعرابي- إن الله يقول في كتابه: «لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ‏» إلى قوله: «يَحْذَرُونَ‏» «3».

163 عن عمران بن عبد الله القمي‏ «4» عن جعفر بن محمد ع‏ في قول الله تبارك و تعالى «قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ» قال: الديلم‏ «5».

164 عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر ع‏ «وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ‏» يقول: شكا إلى شكهم‏ «6».

165 عن ثعلبة عن أبي عبد الله ع قال‏ قال الله تبارك و تعالى: «لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ‏» قال: فينا «عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ‏» قال: فينا «حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ‏» قال فينا «بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‏» قال: شركنا المؤمنون في هذه الرابعة و ثلاثة لنا «7».

166 عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر ع قال‏ تلا هذه الآية «لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ‏» قال: من أنفسنا- قال: «عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ‏» قال: ما عنتنا- قال:

 «حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ‏» قال: علينا «بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‏» قال بشيعتنا رءوف رحيم- فلنا ثلاثة أرباعها، و لشيعتنا ربعها «8».

______________________________

 (1)- أرخى الستر: أسدله و أرسله، و اللفظ كناية.

 (2)- البرهان ج 2: 173. البحار ج 7: 422.

 (3)- البرهان ج 2: 173. البحار ج 1: 68.

 (4)- و في بعض النسخ «التميمي» و في آخر «التيمي» و لكن الظاهر هو المختار و هما تصحيفه.

 (5)- البرهان ج 2: 173. الصافي ج 1: 741- 742.

 (6)- البرهان ج 2: 173. الصافي ج 1: 741- 742.

 (7)- البرهان ج 2: 173. الصافي ج 1: 741- 742.

 (8)- البرهان ج 2: 173. الصافي ج 1: 741- 742.

 

118
تفسير العياشي2

(10) من سورة يونس ص : 119

 

 (10) من سورة يونس‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن [أبان بن‏] عثمان عن محمد قال: قال أبو جعفر ع‏ اقرأ قلت: من أي شي‏ء أقرأ- قال [اقرأ] من السورة السابعة، قال: فجعلت ألتمسها، فقال: اقرأ سورة يونس فقرأت- حتى انتهيت إلى «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى‏ وَ زِيادَةٌ- وَ لا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ» ثم قال: حسبك، قال رسول الله ص: إني لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن‏ «1».

2- عن فضيل الرسان عن أبي عبد الله ع قال‏ من قرأ سورة يونس في كل شهرين أو ثلاثة- لم يخف أن يكون من الجاهلين، و كان يوم القيمة من المقربين‏ «2».

3- عن يونس عمن ذكره‏ في قول الله «وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا» إلى آخر الآية قال الولاية «3».

4- عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ‏» قال: الولاية «4».

______________________________

 (1)- البحار ج 19: 70. البرهان ج 2: 175- 176.

 (2)- البحار ج 19: 70. البرهان ج 2: 175- 176.

 (3)- البحار ج 9: 95. البرهان ج 2: 177. الصافي ج 1: 745 و قال الفيض (ره): و هذا لأن الولاية من شروط الشفاعة و هما متلازمان.

 (4)- البحار ج 9: 95. البرهان ج 2: 177. الصافي ج 1: 745 و قال الفيض (ره): و هذا لأن الولاية من شروط الشفاعة و هما متلازمان.

 

119
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 3] ص : 120

5- عن إبراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا- أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ‏» قال: هو رسول الله ص‏ «1».

6- عن أبي جعفر عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ «إن الله‏ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ» فالسنة تنقص ستة أيام‏ «2».

7- عن الصباح بن سيابة عن أبي جعفر ع قال‏ إن الله خلق الشهور اثْنا عَشَرَ شَهْراً و هي ثلاثمائة و ستون يوما، فخرج منها ستة أيام خلق فيها السماوات و الأرض، فمن ثم تقاصرت الشهور «3».

8- عن جابر عن أبي جعفر ع قال: قال أمير المؤمنين ع‏ إن الله جل ذكره و تقدست أسماؤه خلق الأرض قبل السماء، ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ‏ لتدبير الأمور «4».

9- عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن التسبيح، فقال: هو اسم من أسماء الله و دعوى أهل الجنة «5».

10- عن الثمالي عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ- قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا- ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ- قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي- إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى‏ إِلَيَ‏» قالوا: بدل مكان علي أبو بكر أو عمر اتبعناه‏ «6».

11- عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ‏» يعني أمير المؤمنين ع‏ «7».

12- عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال‏ لم يزل رسول الله ص يقول: «إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ‏» حتى نزلت سورة الفتح، فلم‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 177. البحار ج 9: 95. الصافي ج 1: 744.

 (2)- البرهان ج 2: 177. البحار ج 14: 21.

 (3)- البرهان ج 2: 177.

 (4)- البرهان ج 2: 177.

 (5)- البرهان ج 2: 180. الصافي ج 1: 476.

 (6)- البرهان ج 2: 180. البحار ج 9: 111.

 (7)- البرهان ج 2: 180. البحار ج 9: 111.

120
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 23] ص : 121

 

يعد إلى ذلك الكلام‏ «1».

13- عن منصور بن يونس عن أبي عبد الله ع‏ ثلاث يرجعن على صاحبهن:

النكث و البغي و المكر، قال الله: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى‏ أَنْفُسِكُمْ‏» «2».

14- عن الفضيل بن يسار قال‏ قلت لأبي جعفر ع: جعلت فداك- إنا نتحدث أن لآل جعفر راية و لآل فلان راية- فهل في ذلك شي‏ء- فقال: أما لآل جعفر فلا، و أما راية بني فلان فإن لهم ملكان مبطئا- يقربون فيه البعيد، و يبعدون فيه القريب و سلطانهم عسر ليس فيه يسر، لا يعرفون في سلطانهم من أعلام الخير شيئا، يصيبهم فيه فزعات‏ «3» كل ذلك يتجلى عنهم- حتى إذا أمنوا مكر الله و أمنوا عذابه- و ظنوا أنهم قدر الكافر «4» صيح فيهم صيحة لم يكن لهم فيها مناد- يسمعهم و لا يجمعهم و ذلك قول الله «حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها» إلى قوله: «لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ‏» ألا إنه ليس أحد من الظلمة- إلا و لهم بقيا إلا آل فلان، فإنهم لا بقيا لهم- قال: جعلت فداك أ ليس لهم بقيا قال: لا و لكنهم يصيبون منا دما فيظلمهم [نحن و شيعتنا و من يظلمه‏] نحن و شيعتنا فلا بقيا له‏ «5».

15- عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر ع يقول: قال رسول الله ص‏ ما من عبد اغرورقت عيناه‏ «6» بمائها- إلا حرم الله ذلك الجسد على النار، و ما فاضت عين من خشية الله- إلا لم يرهق ذلك الوجه‏ «7» قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ «8».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 181. الصافي ج 1: 749.

 (2)- البرهان ج 2: 181. الصافي ج 1: 749.

 (3)- و في نسخة الأصل كنسخة البرهان «زرعات فزرعات كل ذلك إلخ» و المختار هو الموافق لنسخة البحار.

 (4)- و في نسخة البرهان هكذا «و ظنوا فعلموا أنهم قد زال المكافاة صيح فيهم إلخ» و في نسخة البحار «و ظنوا أنهم قد استقروا صيح إلخ».

 (5)- البحار ج 11: 72. البرهان ج 2: 182.

 (6)- اغرورقت عيناه: دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما.

 (7)- رهق الشي‏ء فلاناً: غشيه و لحقه و قيل دنا منه سواء أخذه أم لم يأخذه. و القتر- محركة-: الغبار فيها سواد كالدخان.

 (8)- البحار ج 19: 47. البرهان ج 2: 184.

 

121
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 27] ص : 122

 

16- عن محمد بن مروان عن رجل عن أبي جعفر ع قال‏ ما من شي‏ء إلا و له وزن أو ثواب إلا الدموع، فإن القطرة تطفئ البحار من النار، فإذا اغرورقت عيناه بمائها- حرم الله عز و جل سائر جسده على النار، و إن سالت الدموع على خديه لم يرهق وجهه‏ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ و لو أن عبدا بكى في أمة لرحمها الله‏ «1».

17- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً» قال: أ ما ترى البيت إذا كان الليل كان أشد سوادا من خارج فكذلك وجوههم تزداد سوادا «2».

18- عن عمرو بن أبي القاسم قال‏ سمعت أبا عبد الله ع و ذكر أصحاب النبي ع ثم قرأ «أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ‏» إلى قوله: «تَحْكُمُونَ‏» فقلنا: من هو أصلحك الله فقال: بلغنا أن ذلك علي ع‏ «3».

19- عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال‏ سئل عن الأمور العظام الذي تكون مما لم يكن، فقال لم يأن [يكن‏] أوان كشفها بعد، و ذلك قوله:

 «بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ- وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ‏» «4».

20- عن حمران قال‏ سألت أبا جعفر ع عن الأمور العظام من الرجعة و غيرها فقال: إن هذا الذي تسألوني عنه لم يأت أوانه، قال الله: «بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ- وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ‏» «5».

21- عن أبي السفاتج قال: قال أبو عبد الله ع‏ آيتان في كتاب الله حصر [حظر] الله‏ «6» الناس، ألا يقولوا ما لا يعلمون، قول الله: «أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ- أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ‏» و قوله: «بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ‏» «7».

______________________________

 (1)- البحار ج 19: 47. البرهان ج 2: 184.

 (2)- البحار ج 3: 246. البرهان ج 2: 184. الصافي ج 1: 751.

 (3)- البرهان ج 2: 186.

 (4)- البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافي ج 1: 753.

 (5)- البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافي ج 1: 753.

 (6)- و في نور الثقلين «خص اللَّه ...» و لعله الأصح.

 (7)- البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافي ج 1: 753.

 

122
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 47] ص : 123

 

22- عن إسحاق بن عبد العزيز قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله خص هذه الأمة بآيتين من كتابه: ألا يقولوا ما لا يعلمون، و ألا يردوا ما لا يعلمون، ثم قرأ: «أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ‏» الآية- و قوله: «بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ‏» إلى قوله: «الظَّالِمِينَ‏» «1».

23- عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن تفسير هذه الآية «لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ- وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ‏» قال: تفسيرها بالباطن أن لكل قرن من هذه الأمة رسولا- من آل محمد يخرج إلى القرن- الذي هو إليهم رسول، و هم الأولياء و هم الرسل، و أما قوله: «فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ» قال: معناه إن الرسل يقضون بالقسط وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ‏ كما قال الله‏ «2».

24- عن حمران قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ‏» قال: هو الذي سمي لملك الموت ع في ليلة القدر «3».

25- عن يحيى بن سعيد عن أبي عبد الله ع عن أبيه‏ في قول الله: «وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَ رَبِّي‏» فقال: يستنبئك يا محمد أهل مكة عن علي بن أبي طالب إماما هو «قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ‏» «4».

26- عن حماد بن عيسى عمن رواه عن أبي عبد الله ع قال‏ سئل عن قول الله:

 «وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ‏» قال: قيل له: و ما ينفعهم أسرار الندامة و هم في العذاب قال: كرهوا شماتة الأعداء «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافي ج 1: 753.

 (2)- البرهان ج 2: 186. البحار ج 7: 155. الصافي ج 1: 754.

 (3)- البرهان ج 2: 187. البحار ج 3: 131. الصافي ج 1: 755.

 (4)- البرهان ج 2: 187.

 (5)- البرهان ج 2: 187. البحار ج 3: 246.

 

123
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 57] ص : 124

 

27- عن السكوني عن أبي عبد الله ع عن أبيه ع قال‏ شكا رجل إلى النبي ص وجعا في صدره، فقال: استشف بالقرآن لأن الله يقول: «وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ» «1».

28- عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع‏ في قول الله: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا» قال: فليفرح شيعتنا هو خير- مما أعطى عدونا من الذهب و الفضة «2».

29- عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ قلت: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا- هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ‏» فقال: الإقرار بنبوة محمد عليه و آله السلام و الايتمام بأمير المؤمنين ع هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم‏ «3».

30- عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن بعض الفقهاء قال: قال أمير المؤمنين‏ «إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏» ثم قال: تدرون من أولياء الله قالوا: من هم يا أمير المؤمنين فقال: هم نحن و أتباعنا، فمن تبعنا من بعدنا- طوبى لنا طوبى لنا و طوبى لهم و طوباهم أفضل من طوبانا، قيل ما شأن طوباهم أفضل من طوبانا أ لسنا نحن و هم على أمر قال: لا- لأنهم حملوا ما لم تحملوا عليه- و أطاقوا ما لم تطيقوا «4».

31- عن بريد العجلي عن أبي جعفر ع قال‏ وجدنا في كتاب علي بن الحسين ع «أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏» قال: إذا أدوا فرائض الله، و أخذوا بسنن رسول الله ص و تورعوا عن محارم الله، و زهدوا في عاجل زهرة الدنيا، و رغبوا فيما عند الله- و اكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون به التفاخر و التكاثر ثم أنفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فأولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا و يثابون على ما قدموا لآخرتهم‏ «5».

32- عن عبد الرحيم قال: قال أبو جعفر ع‏ إنما أحدكم حين يبلغ نفسه‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 187. الصافي ج 1: 756.

 (2)- البرهان ج 2: 187. الصافي ج 1: 756.

 (3)- البرهان ج 2: 187. الصافي ج 1: 756. البحار ج 9: 80.

 (4)- البرهان ج 2: 190. الصافي ج 1: 757. البحار ج 15 (ج 1): 111 و 291.

 (5)- البرهان ج 2: 190. الصافي ج 1: 757. البحار ج 15 (ج 1): 111 و 291.

 

124
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): الآيات 63 الى 64] ص : 124

هاهنا- فينزل عليه ملك الموت، فيقول له: أما ما كنت ترجو فقد أعطيته، و أما ما كنت تخافه فقد أمنت منه، و يفتح له باب إلى منزله من الجنة، و يقال له: انظر إلى مسكنك من الجنة، و انظر هذا رسول الله و علي و الحسن و الحسين ع رفقاؤك و هو قول الله «الَّذِينَ آمَنُوا- وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى‏- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ» «1».

33- عن عقبة بن خالد قال‏ دخلت أنا و المعلى على أبي عبد الله ع فقال: يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الدين الذي أنتم عليه، و ما بين أحدكم و بين أن يرى ما تقر به عينيه- إلا أن يبلغ نفسه إلى هذه و أومأ بيده إلى الوريد «2» ثم اتكأ و غمزني المعلى‏ «3» أن سله- فقلت: يا ابن رسول الله ص إذا بلغت نفسه إلى هذه- فأي شي‏ء يرى فقال: يرى، فقلت له بضع عشر مرة: أي شي‏ء يرى فقال في آخرها: يا عقبة! فقلت: لبيك و سعديك، فقال: أبيت إلا أن تعلم فقلت: نعم يا ابن رسول الله إنما ديني مع دمي- فإذا ذهب ديني كان ذلك‏ «4» فكيف بك يا ابن رسول الله كل- ساعة و بكيت فرق لي، فقال: يراهما و الله، فقلت: بأبي و أمي من هما فقال: رسول الله و علي ع، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى يراهما، قلت: فإذا نظر إليهما المؤمن أ يرجع إلى الدنيا قال: لا مضى أمامه [إذا نظر إليهما مضى أمامه‏] فقلت له: يقولان له شيئا جعلت فداك فقال: نعم فيدخلان جميعا على المؤمن- فيجلس رسول الله ص عند رأسه و علي ع عند رجليه فيكب عليه رسول الله ص‏ «5» فيقول: يا ولي الله، أبشر بأني رسول الله إني خير لك مما تترك من الدنيا، ثم ينهض رسول الله عليه و آله السلام فيقوم علي ع حتى يكب عليه- فيقول: يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبني، أ ما

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 190. الصافي ج 1: 758. البحار ج 3: 141.

 (2)- الوريد: عرق عن العنق و يقال له حبل الوريد و قال الفراء: هو ينبض أبداً.

 (3)- غمزه: عصره و كبسه بيده.

 (4)- و في نسخة إنما ديني مع دينك و قوله كان ذلك أي إن ديني مقرون بحياتي فمع عدم الدين فكأني لست بحي.

 (5)- أكب عليه: أقبل إليه و لزمه.

125
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 74] ص : 126

لأنفعنك- ثم قال: أ ما إن هذا في كتاب الله، قلت: جعلت فداك أين في كتاب الله قال:

في يونس: «الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ- لَهُمُ الْبُشْرى‏ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ» إلى قوله: «الْعَظِيمُ‏» «1».

34- عن أبي حمزة الثمالي قال‏ قلت لأبي جعفر ع: ما يصنع بأحد عند الموت قال: أما و الله يا با حمزة ما بين أحدكم و بين أن يرى مكانه من الله- و مكانه منا يقر به عينه- إلا أن يبلغ نفسه هاهنا، ثم أهوى بيده إلى نحره، أ لا أبشرك يا با حمزة فقلت: بلى جعلت فداك، فقال: إذا كان ذلك- أتاه رسول الله ص و علي ع معه، قعد عند رأسه- فقال له إذا كان ذلك رسول الله ص:

أ ما تعرفني أنا رسول الله هلم إلينا فما أمامك خير لك مما خلفت، أما ما كنت تخاف فقد أمنته، و أما ما كنت ترجو فقد هجمت عليه، أيتها الروح اخرجي إلى روح الله و رضوانه، و يقول له علي ع مثل قول رسول الله ص، ثم قال: يا با حمزة أ لا أخبرك بذلك من كتاب الله قوله: «الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ‏ الآية «2».

35- عن زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا إن الله خلق الخلق و هي أظلة- فأرسل رسوله محمدا ص، فمنهم من آمن به و منهم من كذبه، ثم بعثه في الخلق الآخر فآمن به من كان آمن به- في الأظلة- و جحده من جحد به يومئذ، فقال: «فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ‏» «3».

36- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلى‏ قَوْمِهِمْ‏» إلى «بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ‏» قال: بعث الله الرسل إلى الخلق- و هم في أصلاب الرجال و أرحام النساء- فمن صدق حينئذ صدق بعد ذلك، و من كذب حينئذ كذب بعد ذلك‏ «4».

37- عن عبد الله بن محمد الجعفي عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله خلق‏

______________________________

 (1)- البحار ج 3: 143. البرهان ج 2: 190. الصافي ج 1: 760.

 (2)- البحار ج 3: 141. البرهان ج 2: 191.

 (3)- البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 192.

 (4)- البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 192.

126
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 85] ص : 127

الخلق، فخلق من أحب مما أحب- و كان ما أحب أن يخلقه من طينة من الجنة، و خلق من أبغض مما أبغض- و كان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال، فقلت و أي شي‏ء الظلال فقال: أ ما ترى ظلك في الشمس شي‏ء و ليس بشي‏ء، ثم بعث فيهم النبيين يدعونهم إلى الإقرار بالله- فأقر بعضهم و أنكر بعض، ثم دعوهم إلى ولايتنا- فأقروا لله بها من أحب الله و أنكرها من أبغض، و هو قوله: «فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ‏» ثم قال أبو جعفر: كان التكذيب [من قبل‏] ثم‏ «1».

38- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله: «رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏» قال: لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا «2».

39- عن أبي رافع قال‏ إن رسول الله ص خطب الناس فقال: أيها الناس إن الله أمر موسى و هارون أن يبيتا لقومها بمصر بيوتا- و أمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب- و لا يقرب فيه النساء إلا هارون و ذريته، و إن عليا مني بمنزلة هارون و ذريته من موسى فلا يحل لأحد أن يقرب النساء في مسجدي و لا يبيت فيه جنبا إلا علي و ذريته فمن ساءه ذلك فهاهنا و أشار بيده نحو الشام‏ «3».

40- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ كان بين قوله «قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما» و بين أن أخذ فرعون أربعين سنة «4».

41- عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا يرفعه قال‏ لما صار موسى في البحر اتبعه فرعون و جنوده، قال فتهيب فرس فرعون أن يدخل البحر، فتمثل له جبرئيل على‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 192. البحار ج 3: 68.

 (2)- البرهان ج 2: 192. الصافي ج 1: 761.

 (3)- البرهان ج 2: 192. الصافي ج 1: 762. و قوله (ص) فمن ساءه اه أي فمن ساءه فهاهنا مقره أي البرهوت أو الشام مثل قوله فمن ساءه ففي السقر أو في جهنم (عن هامش الصافي).

 (4)- البرهان ج 2: 195. البحار ج 5: 255. الصافي ج 1: 762.

127
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 94] ص : 128

رمكة «1» فلما رأى فرس فرعون الرمكة- اتبعها فدخل البحر هو و أصحابه فغرقوا «2».

42- عن محمد بن سعيد الأزدي‏ أن موسى بن محمد بن الرضا ع أخبره- أن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل- أخبرني عن قول الله تبارك و تعالى «فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ- فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ‏» من المخاطب بالآية فإن كان المخاطب فيها النبي ص ليس قد شك فيما أنزل الله، و إن كان المخاطب به غيره فعلى غيره- إذا أنزل الكتاب قال موسى: فسألت أخي عن ذلك قال: فأما قوله: «فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ- فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ‏» فإن المخاطب بذاك رسول الله ص و لم يك في شك مما أنزل الله و لكن قالت الجهلة- كيف لم يبعث إلينا نبيا من الملائكة- أنه لم يفرق بينه و بين نبيه في الاستغناء- في المأكل و المشرب و المشي في الأسواق، فأوحى الله إلى نبيه «فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ‏» بمحضر الجهلة هل بعث الله رسولا قبلك- إلا و هو يَأْكُلُ الطَّعامَ‏ و يشرب‏ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ‏، و لك بهم أسوة، و إنما قال: «فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ‏» و لم يكن و لكن ليتبعهم كما قال له ع «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ- وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ- ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ‏» و لو قال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم- لم يكونوا يجيئون للمباهلة، و قد عرف أن نبيكم مؤد عنه رسالته، و ما هو من الكاذبين، و كذلك عرف النبي عليه و آله السلام أنه صادق فيما يقول، و لكن أحب أن ينصف من نفسه‏ «3».

43- عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ- فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ‏» قال لما أسري بالنبي ص ففرغ من مناجات ربه- رد إلى البيت المعمور و هو بيت في السماء الرابعة بحذاء الكعبة، فجمع الله النبيين و الرسل و الملائكة، و أمر جبرئيل فأذن و أقام، فتقدم فصلى بهم- فلما فرغ التفت إليه فقال: «فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ‏» إلى قوله: «مِنَ المُمْتَرِينَ‏ «4».

______________________________

 (1)- الرمك- محركة-: الفرس و البرذونة تتخذ للنسل.

 (2)- البحار ج 5: 255. البرهان ج 2: 196. الصافي ج 1: 762.

 (3)- البحار ج 6: 214. البرهان ج 2: 197- 198. الصافي ج 1: 766.

 (4)- البحار ج 6: 214. البرهان ج 2: 197- 198. الصافي ج 1: 766.

128
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 98] ص : 129

44- عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين ع قال: حدثني رسول الله ص أن جبرئيل ع حدثه أن يونس بن متى ع بعثه الله إلى قومه- و هو ابن ثلاثين سنة، و كان رجلا يعتريه الحدة «1» و كان قليل الصبر على قومه و المداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل- أوقار النبوة و أعلامها- و أنه تفسخ تحتها- كما يتفسخ الجذع تحت حمله‏ «2» و أنه أقام فيهم- يدعوهم إلى الإيمان بالله و التصديق به- و اتباعه ثلاثا و ثلاثين سنة، فلم يؤمن به و لم يتبعه من قومه- إلا رجلان، اسم أحدهما روبيل و اسم الآخر تنوخا و كان روبيل من أهل بيت العلم و النبوة و الحكمة- و كان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة، و كان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا- منهمكا في العبادة «3» و ليس له علم و لا حكم- و كان روبيل صاحب غنم يرعاها و يتقوت منها، و كان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه- و يأكل من كسبه، و كان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل و حكمته و قديم صحبته- فلما رأى يونس أن قومه لا يجيبونه و لا يؤمنون- ضجر و عرف من نفسه قلة الصبر- فشكا ذلك إلى ربه و كان فيما يشكى- أن قال: يا رب إنك بعثتني إلى قومي و لي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك- و التصديق برسالاتي و أخوفهم عذابك و نقمتك ثلاثا و ثلاثين سنة، فكذبوني و لم يؤمنوا بي، و جحدوا نبوتي، و استخفوا برسالاتي و قد تواعدوني و خفت أن يقتلوني- فأنزل عليهم عذابك فإنهم‏ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ‏ قال: فأوحى الله إلى يونس أن فيهم الحمل و الجنين و الطفل- و الشيخ الكبير و المرأة الضعيفة- و المستضعف المهين، و أنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي- لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، و هم يا يونس عبادي و خلقي- و بريتي في بلادي و في عيلتي- أحب أن أتأناهم‏ «4» و أرفق بهم- و أنتظر توبتهم، و إنما بعثتك‏

______________________________

 (1)- أي يصيبه البأس و الغضب.

 (2)- فسخ الرجل: ضعف.

 (3)- انهمك في الأمر: جد فيه و لج.

 (4)- من التأني بمعنى الرفق و المداراة.

129
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 98] ص : 129

إلى قومك- لتكون حيطا عليهم‏ «1» تعطف عليهم لسخاء «2» الرحمة الماسة منهم، و تأناهم برأفة النبوة- فاصبر معهم بأحلام الرسالة، و تكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم- بمداواة الدواء، فخرقت بهم‏ «3» و لم تستعمل قلوبهم بالرفق- و لم تسسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن سوء نظرك العذاب لهم- عند قلة الصبر منك- و عبدي نوح كان أصبر منك على قومه، و أحسن صحبة و أشد تأنيا في الصبر عندي، و أبلغ في العذر فغضبت له حين غضب لي، و أجبته حين دعاني.

فقال يونس: يا رب إنما غضبت عليهم فيك، و إنما دعوت عليهم حين عصوك فو عزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا- و لا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم- و تكذيبهم إياي، و جحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك فإنهم لا يؤمنون أبدا.

فقال الله: يا يونس إنهم مائة ألف‏ أَوْ يَزِيدُونَ‏ من خلقي- يعمرون بلادي و يلدون عبادي و محبتي- أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم و فيك، و تقديري و تدبيري غير علمك و تقديرك، و أنت المرسل و أنا الرب الحكيم- و علمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، و علمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك إلى ما سألت- من إنزال العذاب عليهم- و ما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي، و لا أجمل لشأنك، و سيأتيهم العذاب- في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر- بعد طلوع الشمس- فأعلمهم ذلك.

قال فسر ذلك يونس و لم يسؤه و لم يدر ما عاقبته- و انطلق يونس إلى تنوخا العابد

______________________________

 (1)- و في نسخة الصافي «حفيظاً عليهم».

 (2)- و في نسخة الصافي «لسجال الرحمة» و السجل كفسل: الدلو العظيمة إذا كان فيها ماء قل أو كثر و هو مذكر و لا يقال لها فارغة سجل و قولهم سجال عطيتك من هذا المعنى.

 (3)- و في نسخة الصافي «فخرجت بهم» و قوله فخرقت بهم أي لم تتصرف فيهم حسن التصرف و يمكن أن يكون مصحف «حزقت» بالزاي المعجمة من حزق الوتر: جذبه و شده.

130
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 98] ص : 129

فأخبره بما أوحى الله إليه- من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، و قال له: انطلق حتى أعلمهم- بما أوحى الله إلي من نزول العذاب، فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم‏ «1» و معصيتهم- حتى يعذبهم الله، فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره- فإنه رجل عالم حكيم- من أهل بيت النبوة- فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس فقال له: ما ترى انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك، فقال له روبيل: ارجع إلى ربك- رجعة نبي حكيم و رسول كريم، و اسأله أن يصرف عنهم العذاب- فإنه غني عن عذابهم- و هو يحب الرفق بعباده- و ما ذلك بأضر لك عنده، و لا أسوأ لمنزلتك لديه، و لعل قومك بعد ما سمعت و رأيت من كفرهم و جحودهم- يؤمنون يوما فصابرهم و تأناهم، فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل [على‏] ما أشرت على يونس و أمرته به بعد كفرهم بالله- و جحدهم لنبيه و تكذيبهم إياه- و إخراجهم إياه من مساكنه، و ما هموا به من رجمه- فقال روبيل لتنوخا: اسكت فإنك رجل عابد لا علم لك.

ثم أقبل على يونس فقال: أ رأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك- أنزله فيهلكهم جميعا- أو يهلك بعضا و يبقي بعضا فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا- و كذلك سألته ما دخلتني لهم رحمة تعطف- فأرجع الله فيهم و اسأله أن يصرف عنهم فقال له روبيل: أ تدري يا يونس لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به، أن تتوبوا إليه و يستغفروه- فيرحمهم فإنه أرحم الراحمين- و يكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله- أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء فتكون بذلك عندهم كذابا.

فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل لقد قلت عظيما يخبرك النبي المرسل- أن الله أوحى إليه بأن العذاب ينزل عليهم- فترد قول الله و تشك فيه و في قول رسوله! اذهب فقد حبط عملك، فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك‏ «2» ثم أقبل على‏

______________________________

 (1)- أي في جهلهم و غفلتهم.

 (2)- فشل الرجل: ضعف و جبن و تراخى عند حرب أو شدة و في نسخة الصافي «فسد» بدل «فشل» و هو الظاهر.

131
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 98] ص : 129

يونس فقال: أنزل الوحي و الأمر من الله فيهم- على ما أنزل عليك فيهم- من إنزال العذاب عليهم، و قوله الحق، أ رأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم- و خربت قريتهم- أ ليس يمحو الله اسمك من النبوة- و تبطل رسالتك و تكون كبعض ضعفاء الناس، و يهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس، فأبى يونس أن يقبل وصيته فانطلق و معه تنوخا من القرية- و تنحيا عنهم غير بعيد، و رجع يونس إلى قومه فأخبرهم أن الله أوحى إليه أنه منزل العذاب‏ «1» عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فردوا عليه قوله فكذبوه و أخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا «2».

فخرج يونس و معه تنوخا من القرية- و تنحيا عنهم غير بعيد- و أقاما ينتظران العذاب، و أقام روبيل مع قومه في قريتهم- حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل‏ «3» بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم- أنا روبيل شفيق عليكم الرحيم بكم [إلى ربه قد أنكرتم عذاب الله‏] هذا شوال قد دخل عليكم- و قد أخبركم يونس نبيكم و رسول ربكم- إن الله أوحى إليه أن العذاب ينزل عليكم- في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ‏ رسله، فانظروا ما أنتم صانعون- فأفزعهم كلامه و وقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فاجفلوا نحو روبيل‏ «4» و قالوا له: ما ذا أنت مشير به علينا يا روبيل فإنك رجل عالم حكيم- لم نزل نعرفك بالرقة [الرأفة] علينا و الرحمة لنا، و قد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا: فمرنا بأمرك و أشر علينا برأيك، فقال لهم روبيل: فإني أرى لكم و أشير عليكم- أن تنظروا و تعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر- أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات- في أسفل الجبل في طريق الأودية، و تقفوا النساء في سفح‏

______________________________

 (1)- و في نسخة البرهان «إني منزل اه» و في البحار «أنه ينزل اه».

 (2)- العنف ضد الرفق و العنيف: الشديد من القول و السير.

 (3)- صرخ صراخاً: صاح شديداً.

 (4)- أي أسرعوا نحوه بالذهاب.

132
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 98] ص : 129

الجبل‏ «1» [و كل المواشي جميعا عن أطفالها] و يكون هذا كله قبل طلوع الشمس [فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق‏] فعجوا عجيج الكبير منكم و الصغير «2» بالصراخ و البكاء و التضرع إلى الله- و التوبة إليه و الاستغفار له، و ارفعوا رءوسكم إلى السماء و قولوا: رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا و كذبنا نبيك- و تبنا إليك من ذنوبنا، وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا- لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ‏ المعذبين، فاقبل توبتنا و ارحمنا يا أرحم الراحمين ثم لا تملوا من البكاء و الصراخ- و التضرع إلى الله و التوبة إليه- حتى توارى الشمس بالحجاب- أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك.

فأجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا- ما أشار به عليهم روبيل، فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه العذاب- تنحى روبيل عن القرية- حيث يسمع صراخهم و يرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به- فلما بزغت الشمس‏ «3» أقبلت ريح صفراء- مظلمة مسرعة لها صرير و حفيف و هدير «4» فلما رأوها عجوا جميعا- بالصراخ و البكاء و التضرع إلى الله، و تابوا إليه و استغفروه- و صرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، و عجت سخال البهائم‏ «5» تطلب الثدي- و عجت الأنعام تطلب الرعي، فلم يزالوا بذلك- و يونس و تنوخا يسمعان ضجيجهم [صيحتهم‏] و صراخهم- و يدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم، و روبيل في موضعه يسمع صراخهم و عجيجهم- و يرى ما نزل و هو يدعو الله- بكشف العذاب عنهم.

فلما أن زالت الشمس و فتحت أبواب السماء- و سكن غضب الرب تعالى رحمهم‏

______________________________

 (1)- السفح: عرض الجبل المنبسط أو أسفله.

 (2)- عج الرجل عجاً و عجيجاً: صاح و رفع صوته.

 (3)- بزغ الشمس: طلعت.

 (4)- الصرير: الصوت الشديد. و حفيف الريح: صوتها في كل ما مرت به و الهدير بمعناه.

 (5)- السخال جمع السخلة: ولد الشاة.

133
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 98] ص : 129

الرحمن- فاستجاب دعاءهم و قبل توبتهم- و أقالهم عثرتهم، و أوحى الله إلى إسرافيل ع أن اهبط إلى قوم يونس فإنهم قد عجوا إلى البكاء و التضرع- و تابوا إلي و استغفروني- فرحمتهم و تبت عليهم، و أنا الله التواب الرحيم- أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب و قد كان عبدي يونس و رسولي- سألني نزول العذاب على قومه- و قد أنزلته عليهم، و أنا الله أحق من وفى بعهده- و قد أنزلته عليهم، و لم يكن اشترط يونس حين سألني أن أنزل عليهم العذاب أن أهلكهم- فأهبط إليهم فأصرف عنهم- ما قد نزل بهم من عذابي، فقال إسرافيل: يا رب إن عذابك قد بلغ أكتافهم- و كاد أن يهلكهم- و ما أراه إلا و قد نزل بساحتهم فإلى أين أصرفه فقال الله: كلا إني قد أمرت ملائكتي- أن يصرفوه [يوقفوه‏] فلا ينزلوه عليهم- حتى يأتيهم أمري فيهم و عزيمتي- فاهبط يا إسرافيل عليهم و اصرفه عنهم- و اصرف به إلى الجبال- بناحية مفاوض العيون و مجاري السيول- في الجبال العاتية «1» العادية المستطيلة على الجبال- فأذلها به و لينها حتى تصير ملينة حديدا جامدا.

فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته- فاستاق بها «2» ذلك العذاب- حتى ضرب بها الجبال- التي أوحى الله إليه أن يصرفه إليها، قال أبو جعفر ع: و هي الجبال- التي بناحية الموصل اليوم، فصارت حديدا إلى يوم القيامة، فلما رأى قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم- هبطوا إلى منازلهم من رءوس الجبال، و ضموا إليهم نساءهم و أولادهم و أموالهم، و حمدوا الله على ما صرف عنهم، و أصبح يونس و تنوخا يوم الخميس في موضعهما التي كانا فيه- لا يشكان أن العذاب قد نزل بهم و أهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس- ينظران إلى ما صار إليه القوم- فلما دنوا من القوم- و استقبلتهم الحطابون و الحمارة «3» و الرعاة بأغنامهم و نظروا إلى أهل القرية مطمئنين- قال يونس لتنوخا: يا تنوخا كذبني الوحي‏ «4» و

______________________________

 (1)- الجبال العاتية: الكبيرة الطويلة.

 (2)- استاق الماشية: حثها على السير من خلف. عكس قادها.

 (3)- الحمارة: أصحاب الحمير في السفر و في بعض النسخ «الحماة».

 (4)- أي باعتقاد القوم كما قاله المجلسي (ره).

134
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 98] ص : 129

كذبت وعدي لقومي- لا و عزة ربي لا يرون لي وجها أبدا- بعد ما كذبني الوحي فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه‏ «1» ناحية بحر أيلة «2» متنكرا فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: «وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً- فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ‏» الآية- و رجع تنوخا إلى القرية فلقي روبيل فقال له: يا تنوخا أي الرأيين كان أصوب و أحق- أن يتبع رأيي أو رأيك فقال له تنوخا: بل رأيك كان أصوب، و لقد كنت أشرت برأي الحكماء و العلماء، و قال له تنوخا: أما إني لم أزل أرى- إني أفضل منك لزهدي و فضل عبادتي، حتى استبان فضلك بفضل علمك- و ما أعطاك الله ربك من الحكمة- مع أن التقوى أفضل من الزهد و العبادة بلا علم، فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما- و مضى يونس على وجهه مغاضبا لربه، فكان من قصته ما أخبر الله به في كتابه إلى قوله: «فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى‏ حِينٍ‏».

قال أبو عبيدة قلت لأبي جعفر ع: كم كان غاب يونس عن قومه- حتى رجع إليهم بالنبوة و الرسالة- فآمنوا به و صدقوه قال: أربعة أسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر، و سبعا منها في رجوعه إلى قومه، فقلت له: و ما هذه الأسابيع شهور أو أيام أو ساعات فقال: يا با عبيدة إن العذاب أتاهم يوم الأربعاء في النصف من شوال، و صرف عنهم من يومهم ذلك، فانطلق يونس مغاضبا، فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر، و سبعة أيام في بطن الحوت، و سبعة أيام تحت الشجرة بالعراء و سبعة أيام في رجوعه إلى قومه، فكان ذهابه و رجوعه مسير ثمانية و عشرين يوما ثم أتاهم فآمنوا به و صدقوه و اتبعوه، فلذلك قال الله «فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ- فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ‏» «3».

______________________________

 (1)- أي على قومه لربه تعالى. أي كان غضبه للَّه تعالى لا للهوى، أو خائفاً عن تكذيب قومه لما تخلف عنه من وعد ربه (قال المجلسي (ره).

 (2)- أيلة: جبل بين مكة و المدينة قرب ينبع، و بلد بين ينبع و مصر.

 (3)- البحار ج 5: 425. البرهان ج 2: 200. الصافي ج 1: 767.

135
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 98] ص : 129

45- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ لما أظل قوم يونس العذاب دعوا الله فصرفه عنهم، قلت: كيف ذلك قال: كان في العلم أنه يصرفه عنهم‏ «1».

46- عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ إن يونس لما آذاه قومه دعا الله عليهم فأصبحوا أول يوم و وجوههم صفرة- و أصبحوا اليوم الثاني و وجوههم سود، قال: و كان الله واعدهم أن يأتيهم العذاب- فأتاهم العذاب حتى نالوه برماحهم، ففرقوا بين النساء و أولادهن- و البقر و أولادها- و لبسوا المسوح و الصوف‏ «2» و وضعوا الحبال في أعناقهم- و الرماد على رءوسهم- و ضجوا ضجة واحدة إلى ربهم، و قالوا آمنا بإله يونس، قال: فصرف الله عنهم العذاب إلى جبال آمد «3» قال: و أصبح يونس و هو يظن أنهم هلكوا- فوجدهم في عافية، فغضب- و خرج كما قال الله: «مُغاضِباً» حتى ركب سفينة فيها رجلان، فاضطربت السفينة فقال الملاح: يا قوم في سفينتي مطلوب، فقال يونس: أنا هو، و قام ليلقي نفسه فأبصر السمكة- و قد فتحت فاها فأهافها بها، و تعلق به الرجلان، و قالا له: أنت وحدك و نحن رجلان- فساهمهم فوقعت السهام عليه، فجرت السنة بأن السهام إذا كانت ثلاث مرات أنها لا يخطأ، فألقى نفسه فالتقمه الحوت- فطاف به البحار سبعة حتى صار إلى البحر المسجور و به يعذب قارون، فسمع قارون دويا «4» فسأل الملك عن ذلك- فأخبره أنه يونس، و أن الله قد حبسه في بطن الحوت- فقال له قارون:

أ تأذن لي أن أكلمه- فأذن له فسأله عن موسى فأخبره أنه مات و بكا- ثم سأله عن هارون فأخبره أنه مات‏ «5» فبكا و جزع جزعا شديدا- و سأله عن أخته كلثم و كانت مسماة

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 424. البرهان ج 2: 202.

 (2)- المسوح جمع المسح- بالكسر-: الكساء من شعر كثوب الرهبان.

 (3)- قال الحموي: آمد- بكسر الميم-: أعظم ديار بكر.

 (4)- الدوي: الحفيف و قد مر معناه آنفاً فراجع.

 (5)- و في نسخة البرهان هكذا «فقال يا يونس: فما فعل الشديد الغضب للَّه موسى بن عمران فأخبره أنه مات، قال: فما فعل الرءوف العطوف على قومه هارون بن عمران فأخبره أنه مات».

136
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 99] ص : 137

له- فأخبره أنها ماتت [فقال: وا أسفى على آل عمران‏] قال: فأوحى الله إلى الملك الموكل به: أن أرفع عنه العذاب بقية الدنيا لرأفته على قرابته‏ «1».

47- عن معمر قال: قال أبو الحسن الرضا ع‏ إن يونس لما أمره- الله بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب- ففرقوا بينهم و بين أولادهم- و بين البهائم و أولادها، ثم عجوا إلى الله و ضجوا، فكف الله العذاب عنهم- فذهب، يونس مغاضبا فالتقمه الحوت- فطاف به سبعة في البحر «2» فقلت له: كم بقي في بطن الحوت قال: ثلاثة أيام، ثم لفظه الحوت و قد ذهب جلده و شعره- فأنبت الله‏ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ‏ فأظلته، فلما قوي أخذت في اليبس، فقال: يا رب شجرة أظلتني- يبست فأوحى الله إليه: يا يونس تجزع لشجرة أظلتك- و لا تجزع ل مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ‏ من العذاب‏ «3».

48- عن علي بن عقبة عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ اجعلوا أمركم هذا لله و لا تجعلوا للناس، فإنه ما كان لله فهو لله- و ما كان للناس فلا يصعد إلى الله، و لا تخاصموا الناس بدينكم- فإن الخصومة ممرضة للقلب، إن الله قال لنبيه ص: يا محمد «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ- وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ» قال: «أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ‏» ذروا الناس فإن الناس أخذوا من الناس، و إنكم أخذتم من رسول الله و علي و لا سواء، إني سمعت أبي ع و هو يقول: إن الله إذا كتب إلى عبد أن يدخل في هذا الأمر- كان أسرع إليه من الطير إلى وكره‏ «4».

49- عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ لما أسري برسول الله عليه و آله السلام أتاه جبرئيل ع بالبراق، فركبها فأتى بيت المقدس، فلقي من لقي [من إخوانه‏] من الأنبياء، ثم رجع فأصبح يحدث أصحابه- إني‏

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 427. البرهان ج 2: 203.

 (2)- و في نسخة البحار «سبعة أبحر» و هو الظاهر.

 (3)- البحار ج 5: 427. البرهان ج 2: 203.

 (4)- البحار ج 3: 58. البرهان ج 2: 204. و الوكر. عش الطائر أين كان في جبل أو شجر و إن لم يكن فيه، و يقال له بالفارسية «آشيانه».

137
تفسير العياشي2

[سورة يونس(10): آية 103] ص : 138

أتيت بيت المقدس الليلة، و لقيت إخواني من الأنبياء، فقالوا: يا رسول الله و كيف أتيت بيت المقدس الليلة فقال: جاءني جبرئيل ع بالبراق فركبته، و آية ذلك أني مررت بعير لأبي سفيان على ماء بني فلان- و قد أضلوا جملا لهم و هم في طلبه، قال:

فقال له القوم بعضهم لبعض: إنما جاء راكبا سريعا، و لكنكم قد أتيتم الشام و عرفتموها- فسلوه عن أسواقها و أبوابها و تجارها- قال: فسلوه فقالوا: يا رسول الله كيف الشام و كيف أسواقها و كان رسول الله ص إذا سئل عن الشي‏ء لا يعرفه- شق عليه حتى يرى ذلك في وجهه، قال: فبينا هو كذلك إذ أتاه جبرئيل ع فقال: يا رسول الله هذه الشام قد رفعت لك- فالتفت رسول الله عليه و آله السلام فإذا هو بالشام، و أبوابها و تجارها، فقال: أين السائل عن الشام فقالوا: أين بيت فلان و مكان فلان فأجابهم في كل ما سألوه عنه، قال: فلم يؤمن فيهم إلا قليل، و هو قول الله: «وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ‏» فنعوذ بالله أن لا نؤمن بالله و رسوله، آمنا بالله و رسوله، آمنا بالله و برسوله‏ «1».

50- عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ سألته عن شي‏ء في الفرج، فقال: أ و ليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج- إن الله يقول: «فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ‏» «2».

51- عن مصقلة الطحان عن أبي عبد الله ع قال‏ ما يمنعكم أن تشهدوا على من مات منكم على هذا الأمر- أنه من أهل الجنة، إن الله يقول: «كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ‏» «3».

______________________________

 (1)- البحار ج 6: 332. البرهان ج 2: 205.

 (2)- البرهان ج 2: 205. البحار ج 13: 137. الصافي ج 1: 775.

 (3)- البرهان ج 2: 205. البحار ج 15 (ج 1): 131. الصافي ج 1: 775.

138
تفسير العياشي2

(11) من سورة هود ص : 139

 

 (11) من سورة هود

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن ابن سنان عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه الله يوم القيمة في زمرة [المؤمنين‏] و النبيين- و حوسب حسابا يسيرا- و لم يعرف خطيئة عملها يوم القيمة «1».

5، 14- 2- عن سدير عن أبي جعفر ع قال‏ أخبرني جابر بن عبد الله إن المشركين كانوا إذا مروا برسول الله ص طأطأ أحدهم رأسه‏ «2» و ظهره هكذا- و غطى رأسه بثوبه حتى لا يراه رسول الله ص، فأنزل الله «أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ‏» إلى «وَ ما يُعْلِنُونَ‏» «3».

3- عن محمد بن فضيل عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ أتى رسول الله ص رجل من أهل البادية- فقال: يا رسول الله إن لي بنين و بنات و إخوة و أخوات، و بني بنين و بني بنات، و بني إخوة و بني أخوات، و المعيشة علينا خفيفة، فإن رأيت يا رسول الله أن‏تدعو الله أن يوسع علينا، قال: و بكى فرق له المسلمون، فقال رسول الله عليه و آله السلام: «ما مِنْ دَابَّةٍ ... إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها- وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ‏» من كفل بهذه الأفواه المضمونة على الله رزقها- صب الله عليها الرزق صبا كالماء المنهمر، إن قليل فقليلا، و إن كثير فكثيرا- قال: ثم دعا رسول الله ص و أمن له المسلمون- قال: قال أبو جعفر ع: فحدثني من رأى الرجل في زمن عمر فسأله‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 206. البحار ج 19: 70. مجمع البيان ج 5: 140 لكن فيه هكذا «عن الحسن بن علي الوشاء عن ابن سنان عن أبي جعفر ع‏إلخ».

 (2)- طأطأ رأسه: خفضه.

 (3)- البرهان ج 2: 206. الصافي ج 1: 777. مجمع البيان ج 5: 143.

 

139
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 7] ص : 140

عن حاله فقال: من أحسن من خوله حلالا «1» و أكثرهم مالا «2».

4- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله خلق الخير يوم الأحد و ما كان ليخلق الشر قبل الخير، و خلق يوم الأحد و الإثنين الأرضين، و خلق يوم الثلاثاء أقواتها- و خلق يوم الأربعاء السماوات، و خلق يوم الخميس أقواتها و الجمعة و ذلك في قوله: «خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ‏» فلذلك أمسكت اليهود يوم السبت‏ «3».

5- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ كان الله تبارك و تعالى كما وصف نفسه، «وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ» و الماء على الهواء و الهواء لا يجري‏ «4».

6- قال محمد بن عمران العجلي‏ قلت لأبي عبد الله ع أي شي‏ء كان موضع البيت حيث كان الماء في قول الله «وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ» قال: كانت مهاة بيضاء يعني درة «5».

7- عن أبان بن مسافر عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ» يعني عدة كعدة بدر «لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ‏» قال: العذاب‏ «6».

8- عن عبد الأعلى الحلبي قال: قال أبو جعفر ع‏ أصحاب القائم ع الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا، هم و الله الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه: «وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ» قال: يجمعون له في ساعة واحدة- قزعا كقزع‏

______________________________

 (1)- خوله اللَّه مالا: أعطاه إياه متفضلا و ملكه إياه.

 (2)- البرهان ج 2: 206.

 (3)- البرهان ج 2: 207. البحار ج 14: 14.

 (4)- البرهان ج 2: 208. البحار ج 14: 20- 21.

 (5)- البرهان ج 2: 208. البحار ج 14: 20- 21.

 (6)- البرهان ج 2: 209.

140
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 12 الى 17] ص : 141

الخريف‏ «1».

9- عن الحسين عن الخراز عن أبي عبد الله ع‏ «وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ» قال: هو القائم و أصحابه‏ «2».

10- عن جابر بن أرقم عن أخيه زيد بن أرقم قال‏ إن جبرئيل الروح الأمين نزل على رسول الله ص بولاية علي بن أبي طالب ع عشية عرفة فضاق بذلك رسول الله ص مخافة تكذيب أهل الإفك و النفاق- فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك- يقوم به في الموسم- فلم ندر ما نقول له و بكى ص، فقال له جبرئيل: ما لك يا محمد أ جزعت من أمر الله فقال: كلا يا جبرئيل، و لكن قد علم ربي ما لقيت من قريش إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادهم- و أهبط إلي جنودا من السماء فنصروني- فكيف يقرون لعلي من بعدي، فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: «فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ- وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ‏» «3».

11- عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ في هذه الآية «فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ- وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ‏» إلى قوله: «أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ‏» قال: إن رسول الله ص لما نزل غديرا «4» قال لعلي ع: إني سألت ربي أن يوالي بيني و بينك ففعل، و سألت ربي أن يواخي بيني و بينك ففعل، و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل، فقال رجلان من قريش: و الله لصاع من تمر في شن بال‏ «5» أحب إلينا فيما سأل محمد ربه، فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه- أو كنزا يستعين به على فاقته، و الله‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 209. الصافي ج 1: 778. إثبات الهداة ج 7: 100 و القزع- محركة-: قطع من السحاب متفرقة صغار قيل و إنما خص الخريف لأنه أول الشتاء و السحاب فيه يكون متفرقاً غير متراكم و لا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض.

 (2)- البرهان ج 2: 209. الصافي ج 1: 778. إثبات الهداة ج 7: 100 و القزع- محركة-: قطع من السحاب متفرقة صغار قيل و إنما خص الخريف لأنه أول الشتاء و السحاب فيه يكون متفرقاً غير متراكم و لا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض.

 (3)- البرهان ج 2: 210. البحار ج 9: 310. الصافي ج 1: 780.

 (4)- و في بعض النسخ كرواية الكليني في الكافي «قديداً» بدل «غديراً».

 (5)- الشن- بفتح الشين-: القربة الخلق الصغيرة يكون الماء فيما أبدر من غيرها.

141
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 12 الى 17] ص : 141

ما دعاه إلى باطل إلا إجابة له- فأنزل الله عليه «فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ‏» إلى آخر الآية- قال: و دعا رسول الله عليه و آله السلام لأمير المؤمنين في آخر صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس- يقول: اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين- و الهيبة و العظمة في صدور المنافقين، فأنزل الله: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ- سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ- وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا» بني أمية فقال رمع: «1» و الله لصاع من تمر في شن بال- أحب إلي مما سأل محمد ربه، أ فلا سأله ملكا يعضده أو كنزا يستظهر به على فاقته، فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها: «فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ‏» إلى «أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ‏» ولاية علي «قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ‏» إلى «فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ‏» في ولاية علي «فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‏» لعلي ولايته «مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها» يعني فلانا و فلانا «نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها» «أَ فَمَنْ كانَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ‏» رسول الله ص «وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ‏» أمير المؤمنين ع «وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى‏ إِماماً وَ رَحْمَةً» قال كان ولاية علي في كتاب موسى «أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ‏» في ولاية علي «إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ‏» إلى قوله: «وَ يَقُولُ الْأَشْهادُ» هم الأئمة ع «هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى‏ رَبِّهِمْ‏» إلى قوله «هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا أَ فَلا تَذَكَّرُونَ‏» «2».

12- عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر ع قال‏ الذي‏ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ‏ رسول الله ص و الذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين ع، ثم أوصياؤه واحد بعد واحد «3».

13- عن جابر عن عبد الله بن يحيى قال: سمعت عليا ع و هو يقول‏ ما من‏

______________________________

 (1)- قد مر المراد من الرجل آنفاً و إن الكلمة مقلوبة.

 (2)- البحار ج 9: 101. البرهان ج 2: 210. و نقله الطبرسي في المجمع ج 5:

146 مختصراً.

 (3)- البحار ج 9: 73. البرهان ج 2: 213. الصافي ج 1: 782.

142
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 18 الى 23] ص : 143

رجل من قريش إلا و قد أنزلت فيه آية أو آيتان من كتاب الله، فقال له رجل من القوم: فما نزل فيك يا أمير المؤمنين فقال: أ ما تقرأ الآية التي في هود «أَ فَمَنْ كانَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ- وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ‏» محمد ص على بينة من ربه، و أنا الشاهد «1».

14- عن أبي عبيدة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً- أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى‏ رَبِّهِمْ‏» إلى قوله «وَ يَبْغُونَها عِوَجاً» فقال: هم أربعة ملوك من قريش يتبع بعضهم بعضا «2».

15- عن أبي أسامة قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: إن عندنا رجلا يسمى كليب، لا يجي‏ء عنكم شي‏ء إلا قال أنا أسلم- فسميناه كليب تسليم قال: فترحم عليه ثم قال: أ تدرون ما التسليم فسكتنا- فقال: هو و الله الإخبات قول الله: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ- وَ أَخْبَتُوا إِلى‏ رَبِّهِمْ‏» «3».

16- عن ابن أبي نصر البزنطي عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ قال الله في قوم نوح «وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي- إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ- إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ‏»

______________________________

 (1)- البحار ج 9: 73. البرهان ج 2: 213. الصافي ج 1: 782.

 (2)- الصافي ج 1: 783 و قال الفيض: الملوك الأربعة الثلاثة و معاوية و نقله المحدث البحراني في البرهان ج 2: 215. لكن فيه اختلاف و زيادة ففيه هكذا:

 «العياشي عن أبيعبد اللَّه ع‏قال: سألت أبا جعفر ع‏في قول اللَّه‏ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى‏ رَبِّهِمْ‏ إلى قوله‏ يَبْغُونَها عِوَجاً أي يطلبون لسبيل اللَّه ربقاً عن الاستقامة يحرفونها بالتأويل و يصفونها بالانحراف عن الحق و الصواب.

و عن النبي في خبر إن اللَّه تعالى فرض على الخلق خمسة فأخذوا أربعة و تركوا واحداً فسألوا عن الأربعة قال: الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم، قالوا فما الواحد الذي تركوا قال: ولاية علي بن أبيطالب ع‏قالوا: هي واجبة من اللَّه تعالى قال نعم قال اللَّه‏ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً الآيات». انتهى.

 (3)- البرهان ج 2: 216.

143
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 36] ص : 144

قال الأمر إلى الله يهدي و يضل‏ «1».

17- عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عن أبيه ع‏ في قول الله «وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ‏» قال: نزلت في العباس‏ «2».

18- عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر ع قال‏ كانت شريعة نوح أن يعبد الله بالتوحيد و الإخلاص- و خلع الأنداد، و هي الفطرة الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها، و أخذ ميثاقه على نوح و النبيين- أن يعبدون الله و لا يشركون به شيئا، و أمره بالصلاة و الأمر و النهي و الحرام و الحلال، و لم يفرض عليه أحكام حدود و لا فرض مواريث فهذه شريعته، فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً يدعوهم سرا و علانية، فلما أبوا و عتوا قال: رب إني‏ مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، فأوحى الله «أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ- فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ‏» فلذلك قال نوح: «وَ لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً» و أوحى الله إليه «أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ‏» «3».

19- عن المفضل بن عمر قال‏ كنت مع أبي عبد الله ع بالكوفة أيام قدم على أبي العباس، فلما انتهينا إلى الكناسة فنظر عن يساره- ثم قال: يا مفضل هاهنا صلب عمي زيد رحمه الله، ثم مضى حتى أتى طاق الزياتين و هو آخر السراجين، فنزل فقال لي: انزل فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأول الذي خطه آدم، و أنا أكره أن أدخله راكبا، فقلت له: فمن غيره عن خطته فقال: أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح، ثم غيره بعد أصحاب كسرى و النعمان بن منذر، ثم غيره زياد بن أبي سفيان، فقلت له: جعلت فداك- و كانت الكوفة و مسجدها في زمن نوح فقال: نعم يا مفضل، و كان منزل نوح و قومه في قرية على متن الفرات مما يلي غربي الكوفة، قال: و كان نوح رجلا نجارا- فأرسله الله و انتجبه، و نوح أول من عمل سفينة تجري على ظهر الماء، و إن نوحا لبث في قومه‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 216. الصافي ج 1: 786.

 (2)- البرهان ج 2: 216. الصافي ج 1: 786.

 (3)- البرهان ج 2: 221. البحار ج 5: 93.

144
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 36] ص : 144

أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً يدعوهم إلى الهدى- فيمرون به و يسخرون منه، فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم، فقال: «رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً» إلى قوله:

 «إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً» قال: فأوحى الله إليه يا نوح «أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ‏» و أوسعها و عجل عملها «بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا» فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده- يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها، قال مفضل: ثم انقطع حديث أبي عبد الله ع عند ذلك عند زوال الشمس، فقام فصلى الظهر ثم العصر، ثم انصرف من المسجد فالتفت عن يساره، و أشار بيده إلى موضع دار الداريين و هو في موضع دار ابن حكيم، و ذلك فرات اليوم، فقال لي: يا مفضل هاهنا نصبت أصنام قوم نوح، يغوث و يعوق و نسرا، ثم مضى حتى ركب دابته فقلت له: جعلت فداك في كم عمل نوح سفينته حتى فرغ منها قال: في الدورين- فقلت: و كم الدوران قال: ثمانون سنة، قلت:

فإن العامة تقول: عملها في خمسمائة عام قال: فقال: كلا كيف و الله يقول «وَ وَحْيِنا» «1».

20- عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه قال‏ كانت السفينة طولها

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 221. البحار ج 5: 93. الصافي ج 1: 790. و قال المجلسي (ره):

الظاهر من الخبر أنه ع‏فسر الوحي بالسرعة كما صرح الجوهري بمجيئه بهذا المعنى و حمل المفسرون على معناه المشهور قال الشيخ الطبرسي: معناه: و على ما أوحينا إليك من صفتها و حالها عن أبي مسلم و قيل المراد بوحينا: أن اصنعها «انتهى» و قال الفيض (ره) آخر الحديث يحتمل معنيين أحدهما أن ما يكون بأمر اللَّه و تعليمه كيف بطول زمانه إلى هذه المدة و الثاني: أن يكون قد فسر الوحي هنا بالسرعة و العجلة فإنه جاء بهذا المعنى يقال الوحا الوحا ممدوداً و مقصوراً يعني البدار البدار و و المعنى الثاني أتم في الاستشهاد.

و قال في الوافي بعد بيان معنى الحديث كما هنا «إلى قوله» أتم قال: و أصوب بل يكاد يتعين لما مر في هذا الحديث من قوله ع: فأوحى اللَّه إلى نوح أن اصنع سفينة و أوسعها و عجل عملها.

145
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 40] ص : 146

أربعين في أربعين سمكها «1» و كانت مطبقة بطبق و كان معه خرزتان‏ «2» تضي‏ء إحداهما بالنهار ضوء الشمس، و تضي‏ء إحداهم بالليل ضوء القمر، و كانوا يعرفون وقت الصلاة، و كان عظام آدم معه في السفينة، فلما خرج من السفينة صير قبره تحت المنارة- التي بمسجد منى‏ «3».

21- عن المفضل قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: أ رأيت قول الله: «حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ» ما هذا التنور و أين كان موضعه و كيف كان فقال: كان التنور حيث وصفت لك- فقلت فكان بدو خروج الماء من ذلك التنور فقال:

نعم إن الله أحب أن يرى قوم نوح الآية، ثم إن الله بعده أرسل عليهم مطرا يفيض فيضا، و فاض الفرات فيضا أيضا و العيون كلهن عليها، فغرقهم الله و أنجى نوحا و من معه في السفينة، فقلت له: فكم لبث نوح و من معه في السفينة- حتى نضب الماء «4» و خرجوا منها فقال: لبثوا فيها سبعة أيام و لياليها، و طافت بالبيت ثم‏ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ‏ و هو فرات الكوفة «5» فقلت له: إن مسجد الكوفة لقديم فقال:

نعم و هو مصلى الأنبياء- و لقد صلى فيه رسول الله ص حيث انطلق به جبرئيل على البراق، فلما انتهى به إلى دار السلام و هو ظهر الكوفة و هو يريد بيت المقدس، قال له: يا محمد هذا مسجد أبيك آدم و مصلى الأنبياء، فانزل فصل فيه، فنزل رسول الله ص فصلى، ثم انطلق به إلى البيت المقدس فصلى- ثم إن جبرئيل عرج به إلى السماء «6».

______________________________

 (1)- السمك: القامة من كل شي‏ء بعيد طويل السمك.

 (2)- الخرزة: الثقبة.

 (3)- البرهان ج 2: 221. البحار ج 5: 93. ثم لا يخفى أنه قد اختلفت الكلمات في موضع قبر آدم ع‏و الذي تدل عليه أكثر أخبارنا أنه في الغري فراجع كتاب المزار من البحار و غيره.

 (4)- نضب الماء: غار في الأرض و سفل.

 (5)- و استظهر بعض أن الصحيح «قرب الكوفة».

 (6)- البرهان ج 2: 221. البحار ج 5: 92.

146
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 40] ص : 146

22- عن الحسن بن علي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله قال‏ جاءت امرأة نوح إليه و هو يعمل السفينة- فقالت له: إن التنور قد خرج منه ماء، فقام إليه مسرعا حتى جعل الطبق عليه فختمه بخاتمه، فقام الماء فلما فرغ نوح من السفينة جاء إلى خاتمه ففضه‏ «1» و كشف الطبق ففار الماء «2».

23 أبو عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال‏ مسجد كوفان فيه‏ فارَ التَّنُّورُ و نجرت السفينة، و هو سرة بابل و مجمع الأنبياء «3».

24- عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين ع‏ في حديث له في فضل مسجد الكوفة فيه نجر نوح سفينته، و فيه فار التنور، و به كان بيت نوح و مسجده‏ «4».

و في زاوية اليمنى [زاوية اليمين‏] فارت التنور- يعني في مسجد الكوفة «5».

25- عن الأعمش رفعه إلى علي ع‏ في قوله: «حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ» فقال: أما و الله ما هو تنور الخبز- ثم أومأ بيده إلى الشمس فقال: طلوعها «6».

26- عن إسماعيل بن جابر الجعفي عن أبي عبد الله ع قال‏ صنعها في مائة سنة، ثم أمره أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين- الأزواج الثمانية [الحلال‏] التي خرج بها آدم من الجنة ليكون معيشة لعقب نوح في الأرض، كما عاش عقب آدم، فإن الأرض تغرق و ما فيها إلا ما كان معه في السفينة، قال: فحمل نوح في السفينة من الأزواج الثمانية- التي قال الله: «وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ‏ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ‏ وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ‏» فكان زوجين من الضأن- زوج‏

______________________________

 (1)- فض ختم الكتاب: كسره و فتحه.

 (2)- البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93. الصافي ج 1: 787.

 (3)- البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222.

 (4)- البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. الصافي ج 1: 789.

 (5)- البرهان ج 2: 222.

 (6)- البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93.

147
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 42] ص : 148

يربيها الناس و يقومون بأمرها- و زوج من الضأن التي تكون في الجبال الوحشية أحل لهم صيدها، و من المعز اثنين يكون زوج يربيه الناس، و زوج من الظباء [سمي الزوج الثاني‏] و من البقر اثنين زوج يربيه الناس، و زوج هو البقر الوحشي و من الإبل زوجين و هي البخاتي و العراب‏ «1» و كل طير وحشي أو إنسي- ثم غرقت الأرض‏ «2».

27- عن إبراهيم عن أبي عبد الله ع‏ أن نوحا حمل الكلب في السفينة- و لم يحمل ولد الزنا «3».

28- عن عبد الله [عبيد الله‏] الحلبي عنه قال‏ ينبغي لولد الزنا أن لا تجوز له شهادة، و لا يؤم بالناس، لم يحمله نوح في السفينة، و قد حمل فيها الكلب و الخنزير «4».

29- عن حمران عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ‏» قال: كانوا ثمانية «5».

30- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ «وَ نادى‏ نُوحٌ ابْنَهُ‏» قال: إنما في لغة طي ابنه بنصب الألف- يعني ابن امرأته‏ «6».

31- عن موسى عن العلا بن سيابة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ نادى‏ نُوحٌ ابْنَهُ‏» قال: ليس بابنه إنما هو ابن امرأته، و هو لغة طي يقولون لابن امرأته‏

______________________________

 (1)- البخاتي جمع البخت و البختية- أعجمي معرب: الإبل الخراسانية تنتج من بين عربية و فالج و الخيل العراب- بالكسر: الكرائم السالمة عن الهجنة أي العيب.

 (2)- البرهان ج 2: 222. الصافي ج 1: 788 البحار ج 5: 93. و قال المجلسي في بيان الحديث: قرأ حفص‏ «مِنْ كُلٍّ» بالتنوين و الباقون أضافوا و فسرهما المفسرون بالذكر و الأنثى و قالوا على القراءة الثانية معناه احمل اثنين من كل زوجين أي من كل صنف ذكر و صنف أنثى و لا يخفى أن تفسيره ع‏ينطبق على القراءتين من غير تكلف.

 (3)- البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93.

 (4)- البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93.

 (5)- البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93.

 (6)- البرهان ج 2: 222.

148
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 44] ص : 149

ابنه‏ «1» قال نوح: «رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ‏» إلى «الْخاسِرِينَ‏» «2».

32- عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول نوح: «يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا» قال:

ليس بابنه قال: قلت: إن نوحا قال يا بني قال فإن نوحا قال ذلك و هو لا يعلم‏ «3».

33- عن إبراهيم بن أبي العلا عن غير واحد عن أحدهما قال‏ لما قال الله:

 «يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي‏» قالت الأرض: إنما أمرت أن أبلع مائي أنا فقط و لم يأمر أن أبلع ماء السماء، قال: فبلعت الأرض ماءها- و بقي ماء السماء فصير بحرا [حول السماء] «4» و حول الدنيا «5».

34- عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ‏» قال: نزلت بلغة الهند اشربي [و في رواية عباد عنه «يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ‏ حبشية] «6».

35- عن الحسن بن صالح عن أبي عبد الله ع قال: سمعت أبا جعفر ع يحدث عطاء قال‏ كان [طول‏] سفينة نوح ألف ذراع و مائتي ذراع، و عرضها ثمان مائة ذراع- و طولها في السماء «7»، ثمانون ذراعا- و طافت بالبيت سبعا «8» و سعت بين الصفا و المروة سبعة أشواط- ثم‏ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ‏ «9».

36- عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع‏ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ‏ هو فرات‏

______________________________

 (1)- يعني بفتح الهاء مخفف ابنها و يؤيده ما روي من قراءة ابنها كما في الصافي و مجمع البيان فراجع.

 (2)- البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93. الصافي ج 1: 791.

 (3)- البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93. الصافي ج 1: 791.

 (4)- هذه الزيادة ليست في نسختي البحار و البرهان و كذا فيما رواه القمي (ره) في تفسيره.

 (5)- البحار ج 5: 39. البرهان ج 2: 222.

 (6)- البحار ج 5: 39. البرهان ج 2: 222. الصافي ج 1: 791.

 (7)- أي عمقها كما في رواية قصص الأنبياء.

 (8)- و في البرهان «و طافت بالبيت سبعة أيام و لياليها».

 (9)- البحار ج 5: 90. البرهان ج 2: 222. الصافي ج 1: 789.

149
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 44] ص : 149

الكوفة «1».

37- عن أبي بصير عن أبي الحسن ع‏ «2» قال‏ قال يا أبا محمد إن [الله أوحى إلى الجبال- أني مهرق‏] «3» سفينة نوح على جبل منكن في الطوفان فتطاولت و شمخت- و تواضع جبل عندكم بالموصل يقال له الجودي، فمرت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها- حتى انتهت إلى الجودي، فوقعت عليه، فقال نوح يا راتقي يا راتقي‏ «4» قال: قلت له: جعلت فداك أي شي‏ء هذا الكلام فقال: اللهم أصلح اللهم أصلح‏ «5».

38- عن أبي بصير عن أبي الحسن موسى ع قال‏ كان نوح في السفينة فلبث فيها ما شاء الله، و كانت مأمورة فخلى سبيلها نوح، فأوحى الله إلى الجبال- أني واضع سفينة عبدي نوح على جبل منكم، فتطاولت الجبال و شمخت غير الجودي و هو جبل بالموصل، فضرب جؤجؤ السفينة «6» الجبل- فقال نوح: عند ذلك رب‏

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. و قد مر استظهار بعض بأن الصحيح «قرب الكوفة».

 (2)- و في البرهان هكذا «عن ابن أبي نصر (أبي بصير خ) عن أبي الحسن الرضا ع قال: قال: يا أبا النصر (يا أبا محمد خ)» و في البحار «عن أبي بصير عن أبي الحسن موسى ع» كما في الحديث الآتي.

 (3)- و في نسخة البحار و الصافي كما في الحديث الآتي «واضع» مكان «مهرق» و مثله رواية الكليني (ره).

 (4)- و في نسخة «بارت قنى بارت قنى» و في نسخة البحار «بارات» بزيادة الألف و في رواية الكليني (ره): «يا مارى اتقن» و قد خلت نسخة البرهان عن اللفظة و مكانها هكذا «فقال نوح بالسريانية كلاماً» قال قلت جعلت فداك اه».

 (5)- البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 223. الصافي ج 1: 793.

 (6)- جؤجؤ السفينة: صدرها.

150
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 46] ص : 151

أتقن‏ «1» و هو بالعربية رب أصلح‏ «2».

39- و روى كثير النواء عن أبي جعفر ع يقول‏ سمع نوح صرير السفينة على الجودي فخاف عليها، فأخرج رأسه من كوة «3» كانت فيها- فرفع يده و أشار بإصبعه و هو يقول ربعمان‏ «4» أتقن- تأويلها: رب أحسن‏ «5».

40- عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال‏ لما ركب نوح في السفينة «قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏» «6».

41- عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا ع يقول: قال أبو عبد الله ع‏ إن الله قال لنوح: «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ‏» لأنه كان مخالفا له، و جعل من اتبعه من أهله- قال: و سألني كيف يقرءون هذه الآية في نوح‏ «7» قلت: يقرؤها الناس على وجهين، إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ‏ و إنه عمل غير صالح‏ «8» فقال: كذبوا هو ابنه، و لكن الله نفاه عنه حين خالفه في دينه‏ «9».

42- عن أبي معمر السعدي قال قال: علي بن أبي طالب ع‏ في قوله: «إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏» يعني أنه على حق يجزي بالإحسان إحسانا- و بالسيئ سيئا، و يعفو عمن يشاء و يغفر سبحانه و تعالى‏ «10».

43- عن مفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال‏ إن علي بن الحسين ص كان في المسجد الحرام جالسا- فقال له رجل من أهل الكوفة: قال علي ع إن‏

______________________________

 (1)- و في نسخة البحار «يا مار يا اتقن».

 (2)- البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 223.

 (3)- الكوة: الخرق في الحائط.

 (4)- و في بعض النسخ «يا رهمان».

 (5)- البرهان ج 2: 223. البحار ج 5: 94.

 (6)- البرهان ج 2: 223. البحار ج 5: 94.

 (7)- و في رواية الصدوق في العلل و العيون «في ابن نوح».

 (8)- أي بفتح اللام في «عمل» على كونه فعلا و الراء «في غير» و هذه القراءة هي المحكية عن الكسائي و يعقوب و سهل و المعنى عمل عملا غير صالح.

 (9)- البرهان ج 2: 224. الصافي ج 1: 798.

 (10). البرهان ج 2: 224. الصافي ج 1: 798.

151
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 69 الى 76] ص : 152

إخواننا بغوا علينا فقال له علي بن الحسين: يا با عبد الله أ ما تقرأ كتاب الله «وَ إِلى‏ عادٍ أَخاهُمْ هُوداً» فأهلك الله عادا و أنجى هودا «وَ إِلى‏ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً» فأهلك الله ثمودا و أنجى صالحا «1».

44- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ إن الله تبارك و تعالى لما قضى عذاب قوم لوط و قدره- أحب أن يعرض إبراهيم من عذاب قوم لوط بِغُلامٍ عَلِيمٍ‏ ليسلي به مصابه بهلاك قوم لوط، قال: فبعث الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل قال: فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم- و خاف أن يكونوا سراقا، فلما رأته الرسل فزعا مذعورا «فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ‏ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ- قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ‏» قال أبو جعفر: و الغلام العليم- هو إسماعيل بن [من‏] هاجر فقال إبراهيم للرسل:

 «أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلى‏ أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ- قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ‏» قال إبراهيم للرسل «فَما خَطْبُكُمْ‏» بعد البشارة «قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى‏ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ‏ قوم لوط إنهم كانوا قوما فاسقين- لننذرهم عذاب رب العالمين، قال أبو جعفر: قال إبراهيم: «إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها- لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ‏» «إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ‏» فلما عذبهم الله أرسل الله إلى إبراهيم رسلا يبشرونه بإسحاق و يعزونه بهلاك قوم لوط، و ذلك قوله: «وَ لَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى‏ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ- قَوْمٌ مُنْكَرُونَ‏ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ يعني زكيا مشويا نضيجا «فَلَمَّا رَأى‏ أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ- نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً- قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى‏ قَوْمِ لُوطٍ وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ» قال ذ أبو جعفر: إنما عنى سارة قائمة فبشروها بإسحاق «وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ‏» «فَضَحِكَتْ‏» يعني فعجبت من قولهم‏ «2».

45- و في رواية أبي عبد الله‏ «فَضَحِكَتْ‏» قال: حاضت فعجبت من قولهم و «قالَتْ يا وَيْلَتى‏ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بَعْلِي شَيْخاً- إِنَّ هذا لَشَيْ‏ءٌ عَجِيبٌ‏» إلى قوله: «حَمِيدٌ مَجِيدٌ» فلما جاءت إبراهيم البشارة بإسحاق فذهب عنه الروع، و أقبل يناجي ربه في‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 224. يعني أن المراد من الإخوان إخوانه في العشيرة لا في الدين.

 (2)- البحار ج 5: 158. البرهان ج 2: 228.

152
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 69 الى 76] ص : 152

قوم لوط و يسأله كشف البلاء عنهم، فقال الله: «يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا- إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ‏ و إنهم أتاهم» عذابي بعد طلوع الشمس- من يومك محتوما «غَيْرُ مَرْدُودٍ» «1».

46 أبي يزيد الحمار عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله بعث أربعة أملاك بإهلاك قوم لوط: جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و كروبيل، فمروا بإبراهيم و هم متعممون فسلموا عليه- فلم يعرفهم، و رأى هيئة حسنة- فقال: لا يخدم هؤلاء إلا أنا بنفسي، و كان صاحب أضياف، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه‏ «2» ثم قربه إليهم، فَلَمَّا وضعه بين أيديهم «رَأى‏ أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ- نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً» فلما رأى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه‏ «3» فعرفه إبراهيم فقال له أنت هو قال: نعم، و مرت امرأته سارة «فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ‏» قالت: ما قال الله و أجابوها بما في الكتاب، فقال إبراهيم فيما جئتم قالوا: في هلاك قوم لوط، فقال لهم: إن كان فيها مائة من المؤمنين أ تهلكونهم، فقال له جبرئيل:

لا، قال: فإن كانوا خمسين قال: لا، قال: فإن كانوا ثلاثين قال لا- قال: فإن كانوا عشرين قال: لا، قال: فإن كانوا عشرا قال: لا، قال: فإن كانوا خمسة قال: لا، قال فإن كان واحدا قال: لا، قالَ: إِنَّ فِيها لُوطاً «قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ‏» ثم مضوا قال: و قال الحسن بن علي:

لا أعلم هذا القول إلا و هو يستبقيهم‏ «4» و هو قول الله «يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ» «5».

47- عن عبد الله بن أبي هلال عن أبي عبد الله ع‏ مثله و زاد فيه: فقال كلوا فقالوا: إنا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه فقال: إذا أكلتم فقولوا: باسم الله، و إذا

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 158. البرهان ج 2: 229.

 (2)- أنضج اللحم: جعله نضيجاً و هو الذي أدرك و طاب أكله.

 (3)- حسر الشي‏ء حسراً: كشفه.

 (4)- قال المجلسي (ره) في بيان الحديث (قال الحسن بن علي)- أي ابن فضال-: أي أظن أن غرض إبراهيم ع كان استبقاء القوم و الشفاعة لهم لا محض إنجاء لوط من بينهم.

 (5)- البحار ج 5: 157. البرهان ج 2: 229.

153
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 69 الى 76] ص : 152

فرغتم فقولوا: الحمد لله، قال: فالتفت جبرئيل إلى أصحابه- و كانوا أربعة رئيسهم جبرئيل فقال حق لله أن يتخذ هذا خليلا.

 «1».

48- عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله ع [يقول‏] «جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ» قال مشويا نضيجا «2».

49- عن فضل بن أبي قرة قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ أوحى الله إلى إبراهيم أنه سيولد لك، فقال لسارة، فقالت: «أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ فأوحى الله إليه: أنها ستلد و يعذب أولادها أربعمائة سنة- بردها الكلام علي، قال: فلما طال على بني إسرائيل العذاب- ضجوا و بكوا إلى الله أربعين صباحا- فأوحى الله إلى موسى و هارون أن يخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين و مائة سنة، قال: و قال أبو عبد الله: هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا، فأما إذا لم تكونوا- فإن الأمر ينتهي إلى منتهاه‏ «3».

50- عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال‏ إن علي بن أبي طالب ع مر بقوم فسلم عليهم- فقالوا: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته- و مغفرته و رضوانه، فقال لهم أمير المؤمنين ع: لا تجاوزونا ما قالت الأنبياء لأبينا إبراهيم، إنما قالوا:

رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، و روى الحسن بن محمد مثله غير أنه قال- ما قالت الملائكة لأبينا ع‏ «4».

51- عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ‏» قال: دعاء «5».

5، 6- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع و أبي عبد الله ع‏ مثله‏ «6»..

52- عن أبي بصير عن أحدهما قال‏ إن إبراهيم جادل في قوم لوط، و قالَ: إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها، فزاد إبراهيم فقال جبرئيل: «يا إِبْراهِيمُ‏

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 158. البرهان ج 2: 229. الصافي ج 1: 801.

 (2)- البحار ج 5: 158. البرهان ج 2: 229. الصافي ج 1: 801.

 (3)- البرهان ج 2: 229. الصافي ج 1: 802.

 (4)- البرهان ج 2: 229. البحار ج 15 (ج 4): 246.

 (5)- البرهان ج 2: 230. البحار ج 5: 113. الصافي ج 1: 803.

 (6)- البرهان ج 2: 230. البحار ج 5: 113. الصافي ج 1: 803.

154
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 78 الى 83] ص : 155

أَعْرِضْ عَنْ هذا- إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ «1».

53- عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله تعالى بعث أربعة أملاك في هلاك قوم لوط: جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و كروبيل، فأتوا لوطا و هو في زراعة قرب القرية، فسلموا عليه و هم متعممون- فلما رآهم رأى لهم هيئة حسنة، عليهم ثياب بيض و عمائم بيض، فقال لهم: المنزل فقالوا نعم، فتقدمهم و مشوا خلفه فندم على عرضه المنزل عليهم، فقال: أي شي‏ء صنعت آتي بهم قومي و أنا أعرفهم [طائفة] فالتفت إليهم فقال لهم إنكم: لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل: لا تعجل عليهم‏ «2» حتى يشهد عليهم ثلاث مرات، فقال جبرئيل: هذه واحدة، ثم مضى ساعة ثم التفت إليهم- فقال: إنك لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل هذه اثنتين- ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم- فقال: إنكم لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل: هذه الثلاثة، ثم دخل و دخلوا معه حتى دخل منزله، فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح- فصعقت فلم يسمعوا، فدخنت- فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون‏ «3» حتى جاءوا إلى الباب، فنزلت المرأة إليهم فقالت عنده قوم- ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم، فجاءوا إلى الباب ليدخلوها فلما رآهم لوط قام إليهم- فقال لهم: يا قوم «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي- أَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ» و قال: «هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ‏» فدعاهم إلى الحلال- فقالوا «ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ- وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ» قال لهم «لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى‏ رُكْنٍ شَدِيدٍ» قال: فقال جبرئيل: لو يعلم أي قوة له- قال: فكابروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل، فقال: يا لوط دعهم يدخلون- فلما دخلوا أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم- فذهبت أعينهم و هو قول الله «فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ‏» ثم ناداه جبرئيل: «إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 230. البحار ج 5: 113.

 (2)- كذا في النسخ و استظهر في هامش نسخة البحار «الطبع الجديد» أن يكون هكذا «فقال اللَّه لجبرئيل لا تعجل عليهم اه».

 (3)- هرع إليه: مشى إليه باضطراب و سرعة.

155
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 78 الى 83] ص : 155

يَصِلُوا إِلَيْكَ- فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ‏» و قال له جبرئيل: إنا بعثنا في إهلاكهم، فقال: يا جبرئيل عجل «فقال‏ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ‏» فأمره فتحمل و من معه إلا امرأته- ثم اقتلعها يعني المدينة جبرئيل بجناحه من سبع أرضين ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا- نباح الكلاب و صراخ الديوك، ثم قلبها و أمطر عليها- و على من حول المدينة حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ‏ «1».

54- عن أبي بصير عن أحدهما قال‏ إن جبرئيل لما أتى لوطا في هلاك قومه و دخلوا عليه‏ وَ جاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ‏، قال: فوضع يده على الباب ثم ناشدهم- فقال «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي‏» قالُوا: أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ‏ ثم عرض عليهم بناته بنكاح، فقالوا: ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ، قال: فما مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ، قال: فأبوا- ف قالَ: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى‏ رُكْنٍ شَدِيدٍ، قال جبرئيل ينظر إليهم- فقال: لو يعلم أي قوة له‏ «2» ثم دعاه و أتاه، ففتحوا الباب و دخلوا و أشار جبرئيل بيده- فرجعوا عميان يلمسون الجدران بأيديهم، يعاهدون الله لئن أصبحنا لا نستبقي أحدا من آل لوط، قال: فلما قال جبرئيل: «إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ‏» قال له لوط يا جبرئيل عجل، قال: نعم، ثم قال: يا جبرئيل عجل، قال: الصبح موعدهم‏ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ‏ ثم قال جبرئيل: يا لوط اخرج منها أنت و ولدك حتى تبلغ موضع كذا و كذا- قال يا جبرئيل إن حمراتي‏ «3» حمرات ضعاف- قال: ارتحل فاخرج منها فارتحل حتى إذا كان السحر- نزل إليها جبرئيل فأدخل جناحه تحتها، حتى إذا استقلت قلبها عليهم، و رمى جبرئيل المدينة بحجارة مِنْ سِجِّيلٍ‏، و سمعت امرأة لوط الهدة فهلكت منها- قال: «هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ‏» قال أبو عبد الله: عرض عليهم التزويج‏ «4».

55- عن صالح بن سعد عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ‏

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 157. البرهان ج 2: 230.

 (2)- و في نسخة البرهان هكذا «قال جبرئيل لأصحابه لو يعلم إلى أي قوة تؤويه».

 (3)- جمع الحمار.

 (4)- البحار ج 5: 156- 158. الصافي ج 1: 803. البرهان ج 2: 230.

156
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 78 الى 83] ص : 155

قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى‏ رُكْنٍ شَدِيدٍ» قال: قوة القائم و الركن الشديد- الثلاثمائة و ثلاثة عشر أصحابه‏ «1».

56- عن الحسين بن علي بن يقطين قال‏ سألت أبا الحسن عن إتيان الرجل المرأة من خلفها قال: أحلتها آية في كتاب الله قول لوط «هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ‏» و قد علم أنهم ليس الفرج يريدون‏ «2».

57- عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ إن رسول الله ص سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط فقال: يا محمد إن قوم لوط كانوا أهل قرية- لا يتنظفون من الغائط، و لا يتطهرون من الجنابة- بخلاء أشحاء على الطعام، و إن لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة، و إنما كان نازلا عليهم و لم يكن منهم و لا عشيرة له فيهم- و لا قوم و أنه دعاهم إلى الإيمان بالله و اتباعه، و كان ينهاهم عن الفواحش و يحثهم على طاعة الله- فلم يجيبوه و لم يتبعوه، و إن الله لما هم بعذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا و نذرا، فلما عتوا عن أمره بعث الله إليهم ملائكة- ليخرجوا من كان في قريتهم‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏، فما وجدوا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏، فأخرجوهم منها و قالوا للوط: أسر بأهلك من هذه الليلة «3» بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ‏ ...، وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَ امْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ‏ قال: فلما انتصف الليل سار لوط ببناته- و تولت امرأته مدبرة فانطلقت إلى قومها- تسعى بلوط و تخبرهم أن لوطا قد سار ببناته، و إني نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر: يا جبرئيل حق القول من الله بحتم عذاب قوم لوط اليوم- فاهبط إلى‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 230. إثبات الهداة ج 7: 100. البحار ج 5: 158 و قال المجلسي (ره): يحتمل أن يكون المعنى أنه تمنى قوة مثل قوة القائم و أصحاباً مثل أصحابه أو مصداقهما في هذه الأمة: القائم و أصحابه مع أنه لا يبعد أن يكون تمنى إدراك زمان القائم ع و حضوره و أصحابه عنده إذ لا يلزم في المتمني إمكان الحصول.

 (2)- البحار ج 21: 98. البرهان ج 2: 230.

 (3)- و في رواية العلل «من هذه القرية الليلة».

157
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 78 الى 83] ص : 155

قرية قوم لوط و ما حوت، فأقلعها من تحت سبع أرضين ثم أعرج بها إلى السماء- فأوقفها حتى يأتيك أمر الجبار- ثم قلبها و دع منها آية بينة منزل لوط عبرة للسيارة- فهبطت على أهل القرية الظالمين- فضربت بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقها، و ضربت بجناحي الأيسر على ما حوى غربها، فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين إلا منزل لوط آية للسيارة، ثم عرجت بها في جوافي جناحي إلى السماء- حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها «1» و نباح كلابها فلما أن طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش: يا جبرئيل اقلب القرية على القوم المجرمين، فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها، و أمطر الله عليهم‏ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ- مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ- وَ ما هِيَ‏ يا محمد مِنَ الظَّالِمِينَ‏ من أمتك‏ بِبَعِيدٍ.

قال: فقال له رسول الله عليه و آله السلام: يا جبرئيل و أين كانت قريتهم من البلاد قال: كان موضع قريتهم إذ ذلك في موضع الحيرة، و بحيرة الطبرية اليوم، و في نواحي الشام، فقال له رسول الله ص: يا جبرائيل أ رأيت حيث قلبتها عليهم في أي موضع الأرض وقعت القرية و أهلها فقال: يا محمد وقعت فيما بين الشام إلى مصر فصارت تلألأ في البحر «2».

58- عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ‏ مظلما» قال: قال أبو عبد الله ع و هكذا قراءة أمير المؤمنين ع‏ «3».

59- عن ميمون اللبان قال‏ كنت عند أبي عبد الله ع فقرأ عنده آيات من هود فلما بلغ «وَ أَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ- وَ ما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ» فقال: من مات مصرا على اللواط- لم يمت حتى يرميه الله بحجر من تلك الحجارة، يكون فيه منيته و لا يراه أحد «4».

______________________________

 (1)- الزقاء بضم الزاء بمعنى الصيحة.

 (2)- البحار ج 5: 153. البرهان ج 2: 231.

 (3)- البرهان ج 2: 231. البحار ج 5: 158.

 (4)- البرهان ج 2: 231. البحار ج 16 (م): 12. الصافي ج 1: 805.

158
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 84] ص : 159

 

60- عن السكوني عن أبي جعفر عن أبيه قال: قال النبي عليه و آله السلام‏ لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الأرض إلى ربها- حتى بلغ دموعها إلى السماء- و بكت السماء حتى بلغ دموعها العرش، فأوحى الله إلى السماء أن أحصبيهم‏ «1» و أوحى إلى الأرض أن اخسفي بهم‏ «2».

61- عن أحمد بن محمد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ» قال: كان سعرهم رخيصا «3».

62- عن محمد بن الفضيل عن الرضا ع قال‏ سألته عن انتظار الفرج فقال: أ و ليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج ثم قال: إن الله تبارك و تعالى يقول «وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ‏» «4».

63- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ قرأ «فمنها قائما و حصيدا» بالنصب- ثم قال: يا با محمد لا يكون حصيدا إلا بالحديد «5».

64- و في رواية أخرى‏ «فمنها قائم و حصيدا» أ يكون الحصيد إلا بالحديد «6».

65- عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ في قول الله «ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ» فذلك يوم القيامة و هو اليوم الموعود «7».

66- عن مسعدة بن صدقة قال‏ قص أبو عبد الله ع قصص أهل الميثاق من أهل الجنة و أهل النار: فقال في صفات أهل الجنة: فمنهم من لقي الله شهيدا لرسله‏

______________________________

 (1)- أي أمطر عليهم الحصباء و هي الحصاء.

 (2)- البرهان ج 2: 232. البحار ج 16 (م): 12. الصافي ج 1:.

 (3)- البرهان ج 2: 232. البحار ج 5: 315. الصافي 1: 808.

 (4)- البرهان ج 2: 232. البحار ج 13: 137. الصافي ج 1: 811.

 (5)- البرهان ج 2: 232. الصافي ج 1: 812.

 (6)- البرهان ج 2: 233.

 (7)- الصافي ج 1: 813.

 

159
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 103 الى 108] ص : 159

ثم من [مر] في صفتهم- حتى بلغ من قوله- ثم جاء الاستثناء من الله في الفريقين جميعا، فقال الجاهل بعلم التفسير: إن هذا الاستثناء من الله إنما هو لمن دخل الجنة و النار، و ذلك أن الفريقين جميعا يخرجان منهما فيبقيان- فليس فيهما أحد و كذبوا لكن عنى بالاستثناء- أن ولد آدم كلهم و ولد الجان معهم- على الأرض و السماوات تظلهم، فهو ينقل المؤمنين- حتى يخرجهم إلى ولاية الشياطين و هي النار، فذلك الذي عنى الله في أهل الجنة و أهل النار ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ‏ يقول في الدنيا- و الله تبارك و تعالى ليس بمخرج أهل الجنة منها أبدا- و لا كل أهل النار منها أبدا، و كيف يكون ذلك و قد قال الله في كتابه «ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً» ليس فيهما استثناء، و كذلك قال أبو جعفر من دخل في ولاية آل محمد دخل الجنة، و من دخل في ولاية عدوهم دخل النار، و هذا الذي عنى الله من الاستثناء- في الخروج من الجنة و النار و الدخول‏ «1».

67- عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع في قول الله «وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ» إلى آخر الآيتين- قال: هاتان الآيتان في غير أهل الخلود- من أهل الشقاوة و السعادة، إن شاء الله يجعلهم خارجين- و لا تزعم يا زرارة إني أزعم ذلك‏ «2».

68- عن حمران قال‏ سألت أبا جعفر: جعلت فداك- قول الله «خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ- إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ‏» [لأهل النار أ فرأيت [أقرأت‏] قوله لأهل الجنة خالِدِينَ فِيها- ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ‏] «3» قال: نعم إن شاء جعل لهم دنيا فردهم و ما شاء، و سألته عن قول الله «خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ‏» فقال: هذه في الذين يخرجون من النار «4».

69- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ» قال: في ذكر أهل النار استثناء- و ليس في ذكر أهل الجنة استثنى، «وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها- ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ- عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» «5».

______________________________

 (1)- البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234. الصافي 1: 814.

 (2)- البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234. الصافي 1: 814.

 (3)- ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار و البرهان.

 (4)- البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234.

 (5)- البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234.

160
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 113] ص : 161

70- و في رواية حماد عن حريز عن أبي عبد الله ع‏ «عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» بالذال‏ «1».

71- عن بعض أصحابنا فقال أحدهم‏ إنه سئل عن قول الله: «وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» قال: هو الرجل من شيعتنا يقول بقول هؤلاء الجابرين‏ «2».

72- عن عثمان بن عيسى عن رجل عن أبي عبد الله ع‏ «وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» قال: أما إنه لم يجعلها خلودا، و لكن تمسكم النار فلا تركنوا إليهم‏ «3».

73- عن حريز عن أبي عبد الله ع قال‏ «أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ» و طرفاه المغرب و الغداة، «وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ‏» و هي صلاة العشاء الآخرة «4».

74- عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أحدهما يقول‏ إن عليا ع أقبل على الناس فقال: أي آية في كتاب الله أرجى عندكم فقال بعضهم: «إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ- وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ» قال: حسنة و ليست إياها- فقال بعضهم.

 «يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ- لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ‏» قال: حسنة و ليست إياها و قال بعضهم: «الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ- ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ‏» قال: حسنة و ليست إياها، قال: ثم أحجم الناس‏ «5» فقال: ما لكم يا معشر المسلمين قالوا: لا و الله ما عندنا شي‏ء- قال: سمعت رسول الله ص يقول: أرجى آية في كتاب الله «وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ‏» و قرأ الآية كلها، و قال: يا علي و الذي بعثني‏ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً إن أحدكم ليقوم إلى وضوئه- فتساقط عن جوارحه الذنوب، فإذا استقبل [الله‏] بوجهه و قلبه- لم ينفتل عن صلاته‏ «6» و عليه من ذنوبه شي‏ء- كما

______________________________

 (1)- البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 334.

 (2)- البرهان ج 2: 235. البحار ج 15 (ج 4): 219. الصافي ج 1: 815.

 (3)- البرهان ج 2: 235. البحار ج 15 (ج 4): 219. الصافي ج 1: 815.

 (4)- البرهان ج 2: 235. الصافي ج 1: 815.

 (5)- أحجم الناس- بتقديم المهملة-: كفوا و نكثوا هيبة.

 (6)- انفتل عن الصلاة: انصرف عنها.

161
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 114] ص : 161

ولدته أمه، فإن أصاب شيئا بين الصلاتين كان له مثل ذلك- حتى عد الصلوات الخمس ثم قال: يا علي إنما منزلة الصلوات الخمس لأمتي- كنهر جار على باب أحدكم- فما ظن أحدكم لو كان في جسده درن- ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم- أ كان يبقى في جسده درن فكذلك و الله الصلوات الخمس لأمتي‏ «1».

75- عن إبراهيم الكرخي قال‏ كنت عند أبي عبد الله ع فدخل عليه مولى له- فقال: يا فلان متى جئت فسكت- فقال أبو عبد الله: جئت من هاهنا و من هاهنا انظر بما تقطع به يومك، فإن معك ملكا موكلا يحفظ عليك ما تعمل، فلا تحتقر سيئة و إن كانت صغيرة، فإنها ستسوؤك يوما، و لا تحتقر حسنة فإنه ليس شي‏ء أشد طلبا- و لا أسرع دركا من الحسنة، أنها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب به، و قال الله في كتابه: «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ‏» قال: قال: صلاة الليل تذهب بذنوب النهار، و قال يذهب بما جرحتم‏ «2».

76- عن إبراهيم بن عمر يرفعه إلى أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ» إلى «السَّيِّئاتِ‏» فقال: صلاة الليل بالليل‏ «3» يذهب بما عمل من ذنب النهار «4».

77- عن سماعة بن مهران قال‏ سأل أبا عبد الله ع رجل من أهل الجبال عن رجل أصاب مالا من أعمال السلطان- فهو يتصدق منه، و يصل قرابته و يحج ليغفر له ما اكتسب، و هو يقول: «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ‏» فقال أبو عبد الله:

إن الخطيئة لا تكفر الخطيئة، و لكن الحسنة تكفر الخطيئة، ثم قال أبو عبد الله ع: إن كان خلط الحلال حراما فاختلط جميعا- فلم يعرف الحلال من الحرام فلا بأس‏ «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 239. الصافي ج 1: 816.

 (2)- البرهان ج 2: 239. الصافى ج 1: 816.

 (3)- و في نسختي البرهان و الصافي «صلاة المؤمن بالليل».

 (4)- البحار ج 18: 556. البرهان ج 2: 239. الصافي ج 1: 815.

 (5)- البرهان ج 2: 239.

162
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): آية 114] ص : 161

78- و عنه في رواية المفضل بن سويد أنه قال‏ انظر ما أصبت به فعد به على إخوانك، فإن الله يقول: «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ‏» قال المفضل: كنت خليفة أخي على الديوان، قال: و قد قلت: جعلت فداك- قد ترى مكاني من هؤلاء القوم و ما ترى قال: و لم تكن كنت‏ «1».

79- عن المفضل بن مزيد الكاتب قال‏ دخل علي أبو عبد الله ع و قد أمرت أن أخرج لبني هاشم جوائز- فلم أعلم إلا و هو على رأسي و أنا مستخل- فوثبت إليه، فسألني عما أمر لهم، فناولته الكتاب، فقال: ما أرى لإسماعيل هاهنا شيئا، فقلت: هذا الذي خرج إلينا، ثم قلت له: جعلت فداك- قد ترى مكاني من هؤلاء القوم فقال لي: انظر ما أصبت به- فعد به على أصحابك [إخوانك‏] فإن الله يقول:

 «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ‏» «2».

80- عن إبراهيم الكرخي قال‏ إني كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فقال له أبو عبد الله ع: يا فلان من أين جئت ثم قال له:

جئت من هاهنا و هاهنا- لغير معاش تطلبه و لا لعمل آخرة- انظر بما ذا تقطع يومك و ليلتك، و اعلم أن معك ملكا كريما موكلا بك- يحفظ عليك ما تفعل، و يطلع على سرك- الذي تخفيه من الناس- فاستحي و لا تحقرن سيئة فإنها ستسوؤك يوما، و لا تحقرن حسنة و إن صغرت عندك و قلت في عينك، فإنها ستسرك يوما، و اعلم أنه ليس شي‏ء أضر عاقبة و لا أسرع ندامة- من الخطيئة، و أنه ليس شي‏ء أشد طلبا- و لا أسرع دركا للخطيئة من الحسنة، أما إنها لتدرك العظيم القديم المنسي عند عامله فيجديه و يسقط و يذهب به بعد إساءته، و ذلك قول الله: «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرِينَ‏» «3»

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 239. و في نسخة منه «لو لم يكن كتب».

 (2)- البرهان ج 2: 239.

 (3)- البحار ج 15 (ج 2): 166 و نقله البحراني في البرهان ج 2: 239 عن الكتاب مع اختلاف فيه فراجع.

163
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 118 الى 119] ص : 164

و قرأ ابن خراس‏ «1» عن أبي عبد الله ع قال: «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ‏» قال: صلاة الليل يكفر ما كان من ذنوب النهار «2».

81- عن عبد الله بن سنان قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن قول الله: «وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً» إلى «مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ‏» قال: كانوا أمة واحدة فبعث الله النبيين- ليتخذ عليهم الحجة «3».

82- عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل قال‏ سألت علي بن الحسين ع عن قول الله: «وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ‏» قال: عنى بذلك من خالفنا من هذه الأمة، و كلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم، و أما قوله «إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ‏» فأولئك أولياؤنا من المؤمنين- و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة- أ ما تسمع لقول إبراهيم «رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً- وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ‏» قال: إيانا عنى و أولياءه و شيعته و شيعة وصيه- قال: «وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى‏ عَذابِ النَّارِ» قال: عنى بذلك [و الله‏] من جحد وصيه- و لم يتبعه من أمته، و كذلك و الله حال هذه الأمة «4».

83- عن يعقوب بن سعيد عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ‏» قال: خلقهم للعبادة، قال: قلت و قوله: «وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ- وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ‏» فقال: نزلت هذه بعد تلك‏ «5».

84- عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين ع‏ في قوله: «وَ لا يَزالُونَ‏

______________________________

 (1)- كذا في نسخة الأصل و في نسخة «قراعي بن خراس» و في نسخة البرهان «قراعي بن حواس (خواس خ)» و الكل لا يخلو عن تصحيف و لم أظفر عليه في كتب الرجال.

 (2)- البرهان ج 2: 240.

 (3)- البرهان ج 2: 240. الصافي ج 1: 818.

 (4)- البرهان ج 2: 240. البحار ج 7: 132 الصافي ج 1: 818.

 (5)- البرهان ج 2: 241.

164
تفسير العياشي2

[سورة هود(11): الآيات 118 الى 119] ص : 164

مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ- وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ‏» فأولئك هم أولياؤنا من المؤمنين- و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة، أ ما تسمع لقول إبراهيم: «رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً- وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ‏» إيانا عنى بذلك و أولياءه [و شيعته‏] و شيعة وصيه ف مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى‏ عَذابِ النَّارِ، عنى بذلك [و الله‏] من جحد وصيه و لم يتبعه من أمته، و كذلك و الله حال هذه الأمة «1».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 241. البحار ج 7: 132.

165
تفسير العياشي2

(12) من سورة يوسف ص : 166

 (12) من سورة يوسف‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ من قرأ سورة يوسف ع [في كل يوم أو] في كل ليلة- بعثه الله يوم القيمة و جماله على جمال يوسف ع، و لا يصيبه يوم القيامة ما يصيب الناس من الفزع- و كان جيرانه من عباد الله الصالحين،- ثم قال: إن يوسف كان من عباد الله الصالحين- و أومن في الدنيا أن يكون زانيا أو فحاشا «1».

2- عن مسعدة بن صدقة قال: قال جعفر بن محمد ع: قال والدي ع‏ و الله إني لأصانع بعض ولدي و أجلسه على فخذي، و أكثر له المحبة و أكثر له الشكر، و إن الحق لغيره من ولدي، و لكن محافظة عليه منه و من غيره، لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف و إخوته، و ما أنزل الله سورة يوسف إلا أمثالا- لكي لا يحسد بعضنا بعضا- كما حسد بيوسف إخوته، و بغوا عليه- فجعلها حجة [رحمة] على من تولانا، و دان بحبنا، و جحد أعداءنا على من نصب لنا الحرب و العداوة «2».

3- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ الأنبياء على خمسة أنواع، منهم من يسمع الصوت مثل صوت السلسلة، فيعلم ما عنى به- و منهم من ينبأ في منامه مثل يوسف و إبراهيم، و منهم من يعاين، و منهم من ينكت في قلبه و يوقر في أذنه‏ «3».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 242. البحار ج 19: 70. الصافي ج 1: 862.

 (2)- البرهان ج 2: 245. البحار ج 15 (ج 4): 24.

 (3)- البرهان ج 2: 246. البحار ج 5: 15.

166
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 4 الى 18] ص : 167

4- عن أبي خديجة عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ إنما ابتلي يعقوب بيوسف أنه ذبح كبشا سمينا- و رجل من أصحابه يدعى بقوم محتاج- لم يجد ما يفطر عليه فأغفله و لم يطعمه- فابتلي بيوسف، و كان بعد ذلك كل صباح مناديه ينادي:

من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب، فإذا كان المساء نادى: من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب‏ «1».

5- عن أبي حمزة الثمالي قال‏ صليت مع علي بن الحسين ص الفجر بالمدينة في يوم الجمعة، فدعا مولاة له يقال، لها وشيكة «2» و قال لها:

لا يقفن على بابي اليوم سائل- إلا أعطيتموه، فإن اليوم الجمعة فقلت: ليس كل من يسأل محق جعلت فداك فقال: يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا فلا نطعمه و نرده، فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب و آله، أطعموهم أطعموهم ثم قال: إن يعقوب كان كل يوم يذبح كبشا- يتصدق منه و يأكل هو و عياله، و إن سائلا مؤمنا صواما قواما- له عند الله منزلة مجتازا غريبا- اعتر «3» بباب يعقوب عشية جمعة عند أوان إفطاره، فهتف ببابه: أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع- من فضل طعامكم- يهتف بذلك على بابه مرارا- و هم يسمعونه جهلوا «4» حقه و لم يصدقوا قوله، فلما أيس منهم أن يطعم و تغشاه الليل- استرجع و استعبر «5» و شكا جوعه إلى الله و بات طاويا «6» و أصبح صائما جائعا صابرا حامدا لله، و بات يعقوب و آله شباعا بطانا- و أصبحوا و عندهم فضلة من طعامهم.

قال: فأوحى الله إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت عبدي ذلة

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 246. الصافي ج 1: 822.

 (2)- و في نسخة «الفتيكة» و في رواية الصدوق في العلل «سكينة».

 (3)- اعتره: أتاه للمعروف.

 (4)- و في رواية العلل «قد جهلوا».

 (5)- استعبر: جرت عبرته. و العبرة: الدمعة.

 (6)- أي جائعاً.

167
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 4 الى 18] ص : 167

استجررت بها غضبي، و استوجبت بها أدبي و نزول عقوبتي- و بلواي عليك و على ولدك يا يعقوب، أ ما علمت أن أحب أنبيائي إلي و أكرمهم علي- من رحم مساكين عبادي، و قربهم إليه و أطعمهم- و كان لهم مأوى و ملجأ، يا يعقوب أ ما رحمت ذميال‏ «1» عبدي- المجتهد في عبادتي، القانع باليسير من ظاهر الدنيا- عشاء أمس لما اعتر ببابك عند أوان إفطاره- يهتف بكم: أطعموا السائل الغريب المجتاز- فلم تطعموه شيئا، و استرجع و استعبر و شكا ما به إلي، و بات طاويا حامدا صابرا و أصبح لي صائما، و بت يا يعقوب و ولدك ليلكم شباعا- و أصبحتم و عندكم فضلة من طعامكم و ما علمت يا يعقوب إني بالعقوبة و البلوى إلى أوليائي- أسرع مني بها إلى أعدائي و ذلك مني حسن نظر لأوليائي، و استدراج مني لأعدائي، أما و عزتي لأنزلن بك بلواي و لأجعلنك و ولدك غرضا لمصابي- و لأؤدبنك بعقوبتي، فاستعدوا لبلاي و ارضوا بقضائي و اصبروا للمصائب.

قال أبو حمزة: فقلت لعلي بن الحسين ع: متى رأى يوسف الرؤيا فقال:

في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب و ولده شباعا، و بات فيها ذميال جائعا رائها «2» فأصبح فقصها على يعقوب من الغد- فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرؤيا- مع ما أوحى الله إليه أن استعد للبلاء، فقال ليوسف: لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ‏ هذه‏ عَلى‏ إِخْوَتِكَ‏ فإني أخاف أن يكيدوك، فلم يكتم يوسف رؤياه و قصها على إخوته، فقال علي بن الحسين ع فكان أول بلوى نزلت بيعقوب و آله الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا التي رآها، قال: و اشتد رقة يعقوب على يوسف و خاف أن يكون ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء إنما ذلك في يوسف فاشتدت رقته عليه، و خاف أن ينزل به البلاء في يوسف من بين ولده فلما أن رأوا إخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من إكرامه و إيثاره إياه عليهم اشتد ذلك عليهم، و ابتدأ البلاء فيهم- فتأمروا «3» فيما بينهم و قالوا: إن يوسف‏

______________________________

 (1)- اسم ذلك الرجل.

 (2)- أي مضطرباً.

 (3)- أي تشاوروا.

168
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 4 الى 18] ص : 167

و أخاه‏ أَحَبُّ إِلى‏ أَبِينا مِنَّا وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ، ... اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ ألقوه‏ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ- وَ تَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ‏، أي تتوبون- فعند ذلك قالوا: «يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى‏ يُوسُفَ‏ أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَ يَلْعَبْ‏» قال يعقوب: «إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ- وَ أَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَ أَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ‏» حذرا منه عليه أن يكون البلوى من الله- على يعقوب في يوسف، و كان يعقوب مستعدا للبلوى في يوسف خاصة قال: فغلبت قدرة الله و قضاؤه، و نافذ أمره في يعقوب و يوسف و إخوته، فلم يقدر يعقوب على دفع البلاء عن نفسه- و لا عن يوسف و إخوته، فدفعه إليهم- و هو لذلك كان‏ «1» متوقع البلاء من الله في يوسف خاصة- لموقعه من قلبه و حبه له.

فلما خرجوا به من منزله لحقهم مسرعا- فانتزعه من أيديهم فضمه إليه و اعتنقه و بكى- ثم دفعه إليهم و هو كاره- فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم- ثم لا يدفعه إليهم، فلما أمعنوا به مالوا به إلى غيضة أشجار «2» فقالوا: نذبحه و نلقيه تحت هذه الشجرة- فيأكله الذئاب الليلة، فقال كبيرهم: «لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ» وَ لكن «أَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ- إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ‏» فانطلقوا به إلى الجب فألقوه في غيابت الجب و هم يظنون أنه يغرق فيه، فلما صار في قعر الجب ناداهم: يا ولد رومين أقرءوا يعقوب مني السلام- فلما سمعوا كلامه قال بعضهم لبعض: لا تفرقوا من هاهنا حتى تعلمون أنه قد مات، قال: فلم يزالوا بحضرته حتى آيسوا «فرجعوا إلى أبيهم‏ عِشاءً يَبْكُونَ- قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ- وَ تَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ‏» فلما سمع مقالتهم استرجع‏ «3» و استعبر- و ذكر ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء، فصبر و أذعن للبلوى و قال لهم: «بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ‏ و ما كان الله ليطعم لحم يوسف الذئب- من قبل أن أرى تأويل رؤياه الصادقة، قال أبو حمزة: ثم انقطع ما قال علي بن الحسين عند هذا الموضع‏ «4».

______________________________

 (1)- و في رواية العلل «كاره» بدل «كان» و كأنه الظاهر.

 (2)- الغيضة: مجتمع الشجر في مغيض ماء أي مدخله في الأرض.

 (3)- أي قال: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏

 (4)- البحار ج 5: 185. البرهان ج 2: 246. الصافي ج 1: 822 مختصراً.

169
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 4 الى 18] ص : 167

6- عن مسمع أبي سيار عن أبي عبد الله ع قال‏ لما ألقي يوسف في الجب نزل عليه جبرئيل فقال له: يا غلام ما تصنع هاهنا من طرحك في هذا الجب فقال: إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني- و لذلك في هذا الجب طرحوني، فقال له جبرئيل: أ تحب أن تخرج من هذا الجب فقال: ذلك إلى إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب، فقال له جبرئيل: فإن إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب يقول لك‏ «1» قل اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات و الأرض، ذو الجلال و الإكرام أن تصلي على محمد، و آل محمد و أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا- و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب، فقالها يوسف، فجعل الله له من الجب يومئذ فرجا، و من كيد المرأة مخرجا- و أتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب‏ «2».

و من رواية أخرى عنه‏ و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب‏ «3».

7- عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ‏» قال: كان ابن سبع سنين‏ «4».

8- عن جابر بن عبد الله الأنصاري‏ في قول الله «إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ- رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ‏» قال: في تسمية النجوم هو الطارق و خوبان و الريان و ذو الكنفان‏ «5» و وابس [قابس‏] و وثاب و عمروان‏ «6» و فيلق و فصيح‏

______________________________

 (1)- و في نسخة البرهان «أمرك أن تقول اللهم اه».

 (2)- البحار ج 5: 178. البرهان ج 2: 247. الصافي ج 1: 825.

 (3)- البرهان ج 2: 247. الصافي ج 1: 825.

 (4)- البرهان ج 2: 247. البحار ج 5: 191.

 (5)- و في رواية الخصال «جوبان» و في نسخة منه «حربان» و عن العرائس للثعلبي «جريان» مكان «حوبان» «و الذبال» و في رواية تفسير القمي «الذيال» و في نسخة البرهان «أمان» بدل «الريان». و في تفسير القمي «ذو الكتفين» و في البرهان «ذو الكتاف» عوض «ذو الكنفان».

 (6)- و في البرهان «عروان». و في تفسير القمي و عن العرائس و الخصال «عمودان».

170
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 20 الى 21] ص : 171

و الصرح‏ «1» و البدوع‏ «2» و الضياء و النور يعني الشمس و القمر- و كل هذه النجوم محيطة بالسماء «3».

9- عن أبي جميلة عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ لما أوتي بقميص يوسف إلى يعقوب فقال: اللهم لقد كان ذئبا رفيقا حين لم يشق القميص، قال: و كان به نضح من دم‏ «4».

10- عن أبي حمزة قال‏ ثم انقطع ما قال علي بن الحسين عند هذا الموضع‏ «5» فلما كان من غد غدوت إليه فقلت له: جعلت فداك- إنك حدثتني أمس حديث يعقوب و ولده، ثم قطعته، فما كان من قصة يوسف بعد ذلك فقال: إنهم لما أصبحوا- قالوا: انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف مات أم هو حي فلما انتهوا إلى الجب وجدوا بحضرة الجب السيارة- قد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه، فلما جذب دلوه إذا هم بغلام متعلق بدلوه، فقال لأصحابه: يا بشرى هذا غلام، فلما أخرجه أقبل إليه إخوة يوسف فقالوا هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب، و جئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من أيديهم- و تنحوا به ناحية، ثم قالوا له: إما أن تقر لنا بأنك عبد لنا- فنبيعك من بعض أهل هذه السيارة أو نقتلك، فقال لهم يوسف: لا تقتلوني و اصنعوا ما شئتم- فأقبلوا به إلى السيارة فقالوا: هل منكم أحد يشتري منا هذا العبد فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما- و كان إخوتهم فيه من الزاهدين، و سار به الذي اشتراه حتى‏

______________________________

 (1)- و في الخصال «الصدح» و في نسخة «الصوح» و في أخرى «الضروج» و عن العرائس «الضروح».

 (2)- و في البرهان «الفروع» و في تفسير القمي «القروع» و عن العرائس «الفرع» و في الخصال «ذو القرع».

 (3)- البرهان ج 2: 247. الصافي ج 1: 820.

 (4)- البرهان ج 2: 247. البحار ج 5: 191. الصافي ج 1: 823. و النضح: الرش.

 (5)- قد مضى صدر هذا الحديث تحت رقم (5) و قد وقع الفصل بينهما بأحاديث و قد ذكره الصدوق (ره) في العلل من غير فصل.

171
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 20 الى 21] ص : 171

أدخل مصر فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر، و ذلك قول الله «وَ قالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ- أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى‏ أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً» «1».

11- عن الحسن عن رجل عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ» قال: كانت عشرين درهما «2».

12- عن أبي الحسن الرضا ع‏ مثله و زاد فيه: البخس النقص، و هي قيمة كلب الصيد إذا قتل كانت ديته عشرين درهما «3».

13- عن عبد الله بن سليمان عن جعفر بن محمد ع قال‏ قد كان يوسف بين أبويه مكرما- ثم صار عبدا حتى بيع بأخس و أوكس الثمن‏ «4» ثم لم يمنع الله أن بلغ به حتى صار ملكا «5».

14- عن ابن حصين عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ» قال كانت الدراهم ثمانية عشر درهما «6».

15- و بهذا الإسناد عن الرضا ع قال‏ كانت الدراهم عشرين درهما- و هي قيمة كلب الصيد إذا قتل، و البخس النقص‏ «7».

16- قال أبو حمزة قلت لعلي بن الحسين: ابن كم كان يوسف يوم ألقي في الجب فقال: ابن سبع‏ «8» سنين، قلت: فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ و بين مصر، قال: مسيرة ثمانية عشر يوما، قال: و كان يوسف من أجمل أهل زمانه- فلما راهق‏ «9» يوسف راودته امرأة الملك عن نفسه، فقال لها: معاذ الله إنا من أهل بيت لا يزنون، فغلقت الأبواب عليها و عليه- و قالت لا تخف و ألقت نفسها عليه- فأفلت‏ «10» هاربا إلى‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 247. الصافي ج 1: 824 و يأتي تمام الحديث تحت رقم 16 و 20 أيضاً فانتظر.

 (2)- البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247. الصافي ج 1: 824.

 (3)- البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247. الصافي ج 1: 824.

 (4)- الأوكس: الأنقص.

 (5)- البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247.

 (6)- البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247.

 (7)- البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247.

 (8)- و في حديث العلل «تسع» بدل «سبع».

 (9)- راهق الغلام: قارب الحلم.

 (10). أي تخلص منها.

172
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 24 الى 33] ص : 173

الباب- ففتحه و ألحقته فجذبت قميصه من خلفه، فأخرجته منه و أفلت يوسف منها في ثيابه‏ «1».

17- عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله قال‏ فلما هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها قالت كما أنت، قال: و لم قالت: حتى أغطي وجه الصنم لا يرانا، فذكر الله عند ذلك و قد علم أن الله يراه- ففر منها هاربا «2».

18- عن محمد بن قيس عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول‏ إن يوسف لما حل سراويله- رأى مثال يعقوب قائما عاضا على إصبعه‏ «3» و هو يقول له: يا يوسف‏

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 185- 191. البرهان ج 2: 248.

 (2)- البحار ج 5: 185- 191. البرهان ج 2: 248.

 (3)- عض على إصبعه: أمسكه بأسنانه. ثم لا يخفى أن الرواية محمولة على التقية بدلالة الخبر الآتي و إلا ففيها ما يخالف عقائد الإمامية و إن شئت تفصيل الكلام في ذلك فراجع تنزيه الأنبياء 60- 68. و البحار ج 5: 198- 200 و لقد أجاد المحقق المحدث العارف الفيض (قده) في الصافي في ما أفاده في المقام و لا بأس بذكر كلامه قدس سره الشريف قال بعد نقل شطر من الروايات في الباب ما لفظه: و قد نسبت العامة خذلهم اللَّه إلى يوسف في هذا المقام أموراً و رووا بها روايات مختلفة لا يليق للمؤمن نقلها فكيف باعتقادها! و نعم ما قيل: إن الذين لهم تعلق بهذه الواقعة هم يوسف و المرأة و زوجها و النسوة و الشهود و رب العالمين و إبليس، و كلهم قالوا ببراءة يوسف عن الذنب فلم يبق لمسلم توقف في هذا الباب.

أما يوسف فقوله‏ «هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي» و قوله‏ «رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ» و أما المرأة فلقولها «وَ لَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ» و قالت‏ «الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ» و أما زوجها فلقوله‏ «إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ» و أم النسوة فلقولهن‏ «امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ».

و قولهن‏ «حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ» و أما الشهود قوله تعالى‏ «شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها» الآية و أما شهادة اللَّه بذلك فقوله عز من قائل‏ «كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ» و أما إقرار إبليس بذلك فلقوله‏ «فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ» فأقربانه لا يمكنه إغواء العباد المخلصين و قد قال اللَّه تعالى‏ «إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ» فقد أقر إبليس بأنه لم يغوه و عند هذا نقول أن هؤلاء الجهال الذين نسبوا إلى يوسف الفضيحة إن كانوا من أتباع دين اللَّه فليقبلوا شهادة اللَّه بطهارته، و إن كانوا من أتباع إبليس و جنوده فليقبلوا إقرار إبليس بطهارته.

173
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 24 الى 33] ص : 173

قال فهرب- ثم قال أبو عبد الله: لكني و الله ما رأيت عورة أبي قط، و لا رأى أبي عورة جدي قط- و لا رأى جدي عورة أبيه قط، قال: و هو عاض على إصبعه، فوثب فخرج الماء من إبهام رجله‏ «1».

19- عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر ع قال‏ أي شي‏ء يقول الناس في قول الله جل و عز: «لَوْ لا أَنْ رَأى‏ بُرْهانَ رَبِّهِ‏» قلت: يقولون رأى يعقوب عاضا على إصبعه فقال: لا ليس كما يقولون، فقلت: فأي شي‏ء رأى قال: لما همت به و هم بها قامت إلى صنم معها في البيت، فألقت عليه ثوبا فقال لها يوسف: ما صنعت قال:

طرحت عليه ثوبا أستحيي أن يرانا، قال: فقال يوسف: فأنت تستحيي من صنمك و هو لا يسمع و لا يبصر و لا أستحي أنا من ربي‏ «2» نرجع إلى حديث أبي حمزة: و أفلت يوسف منها في ثيابه «وَ أَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً- إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏» قال: فهم الملك ب يوسف ليعذبه- فقال له يوسف: و إله يعقوب ما أردت بأهلك سوءا هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي‏، فسل هذا الصبي أينا راود صاحبه عن نفسه قال: و كان عندها صبي من أهلها زائر «3» [في المهد- فقال: هذا طفل لم ينطق فقال: كلمة ينطقه الله فكلمه فأنطق الله‏] لها- فأنطق الله الصبي بفصل القضاء، فقال- للملك: انظر أيها الملك إلى القميص- فإن كان مقدودا من قدامه فهو راودها، و إن كان مقدودا من خلفه فهي التي راودته عن نفسه، و صدق و هي من الكاذبين، فلما سمع الملك كلام‏

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 248.

 (2)- البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 248.

 (3)- أي باك.

174
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 24 الى 33] ص : 173

الصبي و ما اقتص به- أفزعه ذلك فزعا شديدا، فدعا بالقميص فنظر إليه- فلما رأى القميص مقدودا من خلفه- قال لها: «إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ‏» و قال ليوسف «أَعْرِضْ عَنْ هذا» فلا يسمعه منك أحد- و اكتمه فلم يكتمه يوسف و أذاعه في المدينة حتى قال نسوة منهن: «امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ‏» فبلغها ذلك فأرسلت إليهن و هيأت لهن طعاما و مجلسا- ثم أتتهن بأترج‏ وَ آتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً- وَ قالَتِ‏ ليوسف: اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ- وَ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَ قُلْنَ‏ ما قلن- فقالت لهن: فهذا الَّذِي لُمْتُنَّنِي‏ في حبه قال: فخرج النسوة من عندها- فأرسلت كل واحدة منهن إلى يوسف سرا من صواحبها- تسأله الزيارة فأبى عليهن- و قال: «رب‏ إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ- وَ أَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ‏» فلما أذاع أمر يوسف و أمر امرأة العزيز و النسوة في مصر، بدا للملك بعد ما سمع من قول الصبي ما سمع ليسجنن يوسف، فحبسه في السجن- و دخل مع يوسف في السجن فتيان، فكان من قصتهما و قصة يوسف ما قصة الله في كتابه، قال أبو حمزة: ثم انقطع حديث علي بن الحسين عند ذلك‏ «1».

20- عن محمد بن مروان عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ إن يوسف خطب امرأة جميلة كانت في زمانه، فردت عليه أن عبد الملك إياي يطلب، قال:

فطلبها إلى أبيها، فقال له أبوها: إن الأمر أمرها، قال: فطلبها إلى ربه و بكى، قال: فأوحى الله إليه: إني قد زوجتكها- ثم أرسل إليها أني أريد أن أزوركم، فأرسلت إليه: أن تعال، فلما دخل عليها أضاء البيت لنوره، فقالت: ما هذا إلا ملك كريم، فاستسقى فقامت إلى الطاس لتسقيه، فجعل يتناول الطاس من يدها- فتناوله فاها فجعل يقول لها: انتظري و لا تعجلي، قال: فتزوجها «2».

21- عن العباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول‏ إن يوسف النبي قال له السجان: إني لأحبك- فقال له يوسف: لا تقل هكذا- فإن عمتي‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 248. البحار ج 5: 185.

 (2)- البرهان ج 2: 253. البحار ج 5: 191.

175
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 36 الى 42] ص : 176

أحبتني فسرقتني، و إن أبي أحبني فحسدني إخوتي فباعوني، و إن امرأة العزيز أحبتني فحبستني‏ «1».

22- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ جاء جبرئيل إلى يوسف في السجن قال: قل في دبر كل صلاة فريضة «اللهم اجعل لي فرجا و مخرجا- و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب» «2».

23- عن طربال عن أبي عبد الله ع قال‏ لما أمر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله علم تأويل الرؤيا، فكان يعبر لأهل السجن رؤياهم- و إن فتيين أدخلا معه السجن يوم حبسه، فلما باتا أصبحا فقالا له: إنا رأينا رؤيا فعبرها لنا، فقال: و ما رأيتما فقال أحدهما: «إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ‏» و قال الآخر: إني رأيت أن أسقي الملك خمرا- ففسر لهما رؤياهما على ما في الكتاب، ثم‏ قالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا- اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ‏، قال: و لم يفزع يوسف في حالة إلى الله، فيدعوه فلذلك قال الله: «فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ‏» قال: فأوحى الله إلى يوسف في ساعته تلك: يا يوسف من أراك الرؤيا التي رأيتها فقال: أنت يا ربي، قال: فمن حببك إلى أبيك قال: أنت يا ربي، قال:

فمن وجه السيارة إليك فقال: أنت يا ربي، قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به- حتى جعل لك من الجب فرجا قال أنت يا ربي، قال: فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا قال أنت يا ربي، قال: فمن أنطق لسان الصبي بعذرك قال: أنت يا ربي، قال: فمن صرف عنك كيد امرأة العزيز و النسوة قال: أنت يا ربي، قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا قال: أنت يا ربي، قال: فكيف استغثت بغيري- و لم تستغث بي و تسألني أن أخرجك من السجن، و استغثت و أملت عبدا من عبادي- ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في قبضتي- و لم تفزع إلي البث في السجن بذنبك بضع سنين- بإرسالك عبدا إلى عبد، قال ابن أبي عمير قال ابن أبي حمزة: فمكث في السجن عشرين سنة.

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 254. البحار ج 5: 178. الصافي ج 1: 831.

 (2)- البرهان ج 2: 254. البحار ج 5: 191.

176
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 36 الى 42] ص : 176

24 سماعة «1» عن قول الله «اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ‏» قال: هو العزيز «2».

25 ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع‏ «قال الآخر إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً» قال: أحمل فوق رأسي جفنة فيها خبز- تأكل الطير منها «3».

26- عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال‏ قال الله ليوسف:

أ لست الذي حببتك إلى أبيك- و فضلتك على الناس بالحسن أ و لست الذي سقت إليك السيارة- و أنقذتك و أخرجتك من الجب أ و لست الذي صرفت عنك كيد النسوة فما حملك على أن ترفع رغبتك- أو تدعو مخلوقا دوني فالبث لما قلت في السجن بضع سنين‏ «4».

27- عن عبد الله بن عبد الرحمن عمن ذكره عنه قال‏ لما قال للفتى: اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ‏» أتاه جبرئيل فضربه برجله- حتى كشط له عن الأرض السابعة «5» فقال له:

يا يوسف انظر ما ذا ترى قال: أرى حجرا صغيرا ففلق الحجر- فقال: ما ذا ترى قال: أرى دودة صغيرة، قال: فمن رازقها قال: الله، قال: فإن ربك يقول: لم أنس هذه الدودة- في ذلك الحجر في قعر الأرض السابعة، أ ظننت أني أنساك حتى تقول للفتى: «اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ‏» لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين قال:

فبكى يوسف عند ذلك حتى بكى لبكائه الحيطان، قال: فتأذى به أهل السجن.

فصالحهم على أن يبكي يوما و يسكت يوما- فكان في اليوم الذي يسكت أسوأ حالا «6».

28- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ ما بكى أحد بكاء ثلاثة، آدم و يوسف و داود، فقلت: ما بلغ من بكائهم قال: أما آدم فبكى حين أخرج من الجنة و كان رأسه في باب من أبواب السماء- فبكى حتى تأذى‏

______________________________

 (1)- كأن سماعة سئل عنهم (ع) عن الآية فأجابوه بما في الحديث.

 (2)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254.

 (3)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254.

 (4)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254.

 (5)- كشط الغطاء عن الشي‏ء: كشفه عنه.

 (6)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254. الصافي ج 1: 834.

177
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 36 الى 42] ص : 176

به أهل السماء، فشكوا ذلك إلى الله فحط من قامته، و أما داود فإنه بكى حتى هاج العشب من دموعه، و إنه كان ليزفر زفرة فيحرق ما نبت من دموعه، و أما يوسف فإنه كان يبكي على أبيه يعقوب و هو في السجن فتأذى به أهل السجن، فصالحهم على أن يبكي يوما و يسكت يوما «1».

29- عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد الله ع قال‏ إن يوسف أتاه جبرئيل فقال: يا يوسف إن رب العالمين يقرئك السلام و يقول لك. من جعلك أحسن خلقه قال: فصاح و وضع خده على الأرض، ثم قال: أنت يا رب، قال: ثم قال له: و يقول لك:

من حببك إلى أبيك دون إخوتك قال: فصاح و وضع خده على الأرض، ثم قال:

أنت يا رب، قال: و يقول لك: من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها- و أيقنت بالهلكة قال: فصاح و وضع خده على الأرض ثم قال: أنت يا رب، قال: فإن ربك قد جعل لك عقوبة- في استغاثتك بغيره- فالبث في السجن بضع سنين.

قال: فلما انقضت المدة أذن له في دعاء الفرج- و وضع خده على الأرض ثم قال اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك- فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب، قال: ففرج الله عنه- قال: فقلت له: جعلت فداك أ ندعو نحن بهذا الدعاء فقال: ادع بمثله- اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك- فإني أتوجه إليك بوجه نبيك نبي الرحمة ص، و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة ع‏ «2».

30- عن يعقوب بن يزيد رفعه عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله تعالى: «فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ‏» قال سبع سنين‏ «3».

31- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ رأت فاطمة في النوم كان الحسن و الحسين ذبحا أو قتلا، فأحزنها ذلك، قال فأخبرت به رسول الله ص فقال:

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254- 255. الصافي ج 1: 834- 835.

و في نسخة البرهان «تسع» بدل «سبع» في الحديث الأخير.

 (2)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254- 255. الصافي ج 1: 834- 835.

و في نسخة البرهان «تسع» بدل «سبع» في الحديث الأخير.

 (3)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254- 255. الصافي ج 1: 834- 835.

و في نسخة البرهان «تسع» بدل «سبع» في الحديث الأخير.

178
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): آية 43] ص : 179

يا رؤيا فتمثلت بين يديه- قال: أ رأيت فاطمة هذا البلاء قالت: لا- فقال: يا أضغاث أنت أ رأيت فاطمة هذا البلاء قالت نعم يا رسول الله، قال: فما أردت بذلك قالت: أردت أن أحزنها، فقال لفاطمة: اسمعي ليس هذا بشي‏ء «1».

32- عن أبان عن محمد بن مسلم عنهما «2» قالا إن رسول الله ص قال‏ لو كنت بمنزلة يوسف حين أرسل إليه الملك يسأله عن رؤياه- ما حدثته حتى اشترط عليه أن يخرجني من السجن- و عجبت لصبره عن شأن امرأة الملك- حتى أظهر الله عذره‏ «3».

33- عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع‏ يقرأ «سبع سنابل‏ «4» خضر» «5».

34- عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال‏ كان سنين [سبق‏] يوسف الغلاء الذي أصاب الناس- و لم يمر [يتمن‏] الغلاء لأحد قط، قال: فأتاه التجار فقالوا:

بعنا، فقال: اشتروا- فقالوا: نأخذ كذا بكذا فقال: خذوا- و أمر فكالوهم فحملوا و مضوا حتى دخلوا المدينة، فلقيهم قوم تجار فقالوا لهم: كيف أخذتم فقالوا: كذا بكذا و أضعفوا الثمن، قال: فقدموا أولئك على يوسف، فقالوا بعناه فقال: اشتروا كيف تأخذون قالوا: بعنا كما بعت كذا بكذا- فقال: ما هو كما تقولون و لكن خذوا- فأخذوا ثم مضوا حتى دخلوا المدينة، فلقيهم آخرون فقالوا: كيف أخذتم فقالوا: كذا بكذا، و أضعفوا الثمن، قال: فعظم الناس ذلك الغلاء و قالوا: اذهبوا بنا حتى نشتري قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا فقال، اشتروا- فقالوا: بعنا كما بعت، فقال:

و كيف بعت قالوا: كذا بكذا، فقال: ما هو كذلك و لكن خذوا، قال: فأخذوا و رجعوا إلى المدينة فأخبروا الناس- فقالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نكذب في الرخص- كما كذبنا في الغلاء، قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا له: بعنا، فقال:

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 255.

 (2)- و في البرهان «عن أحدهما».

 (3)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255. الصافي ج 1: 837.

 (4)- و في البرهان «سنبلات».

 (5)- البرهان ج 2: 255. البحار ج 5: 192.

179
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): آية 49] ص : 180

 

اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، قال: و كيف بعت قالوا: كذا بكذا بالحط من السعر- فقال: ما هو هكذا و لكن خذوا، قال: و ذهبوا إلى المدينة فلقيهم الناس- فسألوهم بكم اشتريتم فقالوا: كذا بكذا بنصف الحط الأول، فقال الآخرون: اذهبوا بنا حتى نشتري- فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا فقال: اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: و كيف بعت فقالوا: كذا بكذا بالحط من النصف، فقال: ما هو كما تقولون و لكن خذوا، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر إلى الأمر الأول- كما أراد الله‏ «1».

35- عن محمد بن علي الصيرفي عن رجل عن أبي عبد الله ع‏ «عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ‏» بالياء «2» يمطرون- ثم قال: أ ما سمعت قوله «وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً» «3».

36- عن علي بن معمر عن أبيه عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «عام فيه يغاث الناس و فيه يعصرون» مضمومة، ثم قال: «وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً» «4».

37- عن سماعة قال‏ سألته عن قول الله «ارْجِعْ إِلى‏ رَبِّكَ فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ» قال: يعني العزيز «5».

38- عن الحسن بن موسى قال: روى أصحابنا عن الرضا ع قال‏ قال له رجل: أصلحك الله- كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون و كأنه أنكر ذلك عليه فقال له أبو الحسن: يا هذا أيهما أفضل: النبي أو الوصي فقال: لا بل النبي ع قال:

فأيهما أفضل مسلم أو مشرك قال: لا بل مسلم، قال: فإن العزيز عزيز مصر كان مشركا- و كان يوسف نبيا، و إن المأمون مسلم و أنا وصي و يوسف سأل العزيز أن يوليه حتى قال: استعملني‏ عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ‏، و المأمون أجبرني على ما أنا فيه‏ «6».

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255.

 (2)- في البحار (بضم الياء).

 (3)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255. الصافي ج 1: 836.

 (4)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255. الصافي ج 1: 836.

 (5)- البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255. الصافي ج 1: 836.

 (6)- البرهان ج 2: 256. البحار ج 5: 183.

 

180
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 60 الى 79] ص : 181

39- قال: و قال‏ في قوله: «حَفِيظٌ عَلِيمٌ‏» قال: حافظ لما في يدي، «عَلِيمٌ‏» عالم بكل لسان‏ «1».

40- قال سليمان قال سفيان‏: قلت لأبي عبد الله: [ما] يجوز أن يزكي الرجل نفسه- قال: نعم إذا اضطر إليه، أ ما سمعت قول يوسف: «اجْعَلْنِي عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ‏» و قول العبد الصالح: «أَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ‏» «2».

41- عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ ملك يوسف مصر و براريها لم يجاوزها إلى غيرها «3».

42- عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر ع يحدث قال‏ لما فقد يعقوب يوسف اشتد حزنه عليه و بكاؤه- حتى‏ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ‏، و احتاج حاجة شديدة و تغيرت حاله، قال: و كان يمتار القمح‏ «4» من مصر لعياله- في السنة مرتين للشتاء و الصيف، و أنه بعث عدة من ولده- ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رفقة خرجت- فلما دخلوا على يوسف و ذلك بعد ما ولاه العزيز مصر فعرفهم يوسف و لم يعرفه إخوته لهيبة الملك و عزته- فقال لهم: هلموا بضاعتكم قبل الرفاق، و قال لفتيانه:

عجلوا لهؤلاء الكيل و أوفوهم، فإذا فرغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في رحالهم- و لا تعلموهم بذلك- ففعلوا ثم قال لهم يوسف: قد بلغني أنه كان لكم أخوان لأبيكم فما فعلا قالوا: أما الكبير منهما فإن الذئب أكله، و أما الصغير فخلفناه عند أبيه و هو به ضنين‏ «5» و عليه شفيق، قال: فإني أحب أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتارون «فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَ لا تَقْرَبُونِ- قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ وَ إِنَّا لَفاعِلُونَ‏»

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 256. البحار ج 5: 183.

 (2)- البرهان ج 2: 256. الصافي ج 1: 938.

 (3)- البرهان ج 2: 257. البحار ج 5: 192.

 (4)- امتار لعياله: أتاهم بميرة و هي طعام يمتاره الإنسان أي يجلبه من بلد إلى بلد. و القمح البر.

 (5)- الضنين: البخيل، أي هو يختص به يحفظه عن غيره.

181
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 60 الى 79] ص : 181

فلما رجعوا إلى أبيهم‏ فَتَحُوا مَتاعَهُمْ‏ ف وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ‏ فيه‏ «1» «قالُوا: يا أَبانا ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا قد رُدَّتْ إِلَيْنا» و كيل لنا كيل قد زاد حمل بعير، «فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ- قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ- إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى‏ أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ‏» فلما احتاجوا إلى الميرة بعد ستة أشهر- بعثهم يعقوب، و بعث معهم بضاعة يسيرة- و بعث معهم ابن ياميل و أخذ عليهم بذلك‏ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ- لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ‏ أجمعين، فانطلقوا مع الرفاق حتى دخلوا على يوسف، فقال لهم معكم ابن ياميل قالوا: نعم هو في الرحل- قال لهم: فأتوني فأتوه به و هو في دار الملك، فقال: أدخلوه وحده فأدخلوه عليه، فضمه يوسف إليه و بكى، و قال له: أَنَا أَخُوكَ‏ يوسف‏ فَلا تَبْتَئِسْ‏ بما تراني أعمل، و اكتم ما أخبرتك به و لا تحزن و لا تخف، ثم أخرجه إليهم و أمر فتيته أن يأخذوا بضاعتهم، و يعجلوا لهم الكيل، فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل ابن ياميل ففعلوا به ذلك و ارتحل القوم مع الرفقة فمضوا، فلحقهم يوسف و فتيته فنادوا فيهم: قال‏ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ- قالُوا وَ أَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ما ذا تَفْقِدُونَ- قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ- وَ لِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ- قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ- وَ ما كُنَّا سارِقِينَ- قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ- قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ‏» قال «فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ- ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ‏ قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ‏» فقال لهم يوسف: ارتحلوا عن بلادنا «قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً» و قد أخذ علينا موثقا من الله لنرد به إليه، «فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ‏» إن فعلت «قالَ مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ‏» فقال كبيرهم: إني لست أبرح الأرض- حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي، و مضى إخوة يوسف حتى دخلوا على يعقوب فقال لهم: فأين ابن ياميل قالوا: ابن ياميل سرق مكيال الملك- فأخذه الملك بسرقته فحبس عنده- فسل أهل القرية و العير حتى يخبروك بذلك‏

______________________________

 (1)- و في البرهان «في رحالهم».

182
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 60 الى 79] ص : 181

فاسترجع و استعبر و اشتد حزنه حتى تقوس ظهره‏ «1».

43 أبو حمزة عن أبي بصير عنه‏ ذكر فيه ابن يامين و لم يذكر ابن ياميل‏ «2».

44- عن أبان الأحمر عن أبي عبد الله ع قال‏ لما دخل إخوة يوسف عليه و قد جاءوا بأخيهم معهم وضع لهم الموائد- ثم قال: يمتار كل واحد منكم مع أخيه لأمه على الخوان، فجلسوا و بقي أخوه قائما- فقال له: ما لك لا تجلس مع إخوتك قال: ليس لي منهم أخ من أمي، قال: فلك أخ من أمك زعم هؤلاء أن الذئب أكله قال: نعم، قال: فاقعد و كل معي، قال: فترك إخوته الأكل و قالوا: إنا نريد أمرا و يأبى الله إلا أن يرفع ولد يامين علينا، قال: ثم حين فرغوا من جهازهم- أمر أن يوضع الصاع في رحل أخيه، فلما فصلوا نادى مناد: «أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ‏» قال: «فرجعوا فقالوا ما ذا تَفْقِدُونَ قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ‏» إلى قوله «جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ‏» يعنون السنة التي تجري فيها أن يحبسه «فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ- ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ‏ قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ‏» قال الحسن بن علي الوشاء فسمعت الرضا ع يقول يعنون المنطقة «3» فلما فرغ من غدائه، قال: ما بلغ من حزنك على أخيك قال: ولد لي عشرة أولاد فكلهم شققت لهم اسما من اسمه، قال: فقال له: ما أراك حزنت عليه- حيث اتخذت النساء من بعده، قال: أيها العزيز إن لي أبا شيخا كبيرا صالحا- فقال: يا بني تزوج لعلك [أن‏] تصيب ولدا- يثقل الأرض بشهادة أن لا إله إلا الله.

قال أبو محمد عبد الله بن محمد هذا من رواية الرضا «4».

45- عن علي بن مهزيار عن بعض أصحابنا عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال‏

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 257. الصافي ج 1: 841.

 (2)- البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 257. الصافي ج 1: 841.

 (3)- سيأتي قصة المنطقة في حديث إسماعيل بن همام و رواه الصدوق (ره) في العلل و العيون أيضاً و في سنده العياشي (ره) فراجع.

 (4)- البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258. الصافي ج 1: 843.

183
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 60 الى 79] ص : 181

و قد كان هيأ لهم طعاما، فلما دخلوا إليه- قال: ليجلس كل بني أم على مائدة- قال:

فجلسوا و بقي ابن يامين قائما، فقال له يوسف: ما لك لا تجلس قال له: إنك قلت ليجلس كل بني أم على مائدة- و ليس لي منهم ابن أم، فقال يوسف: أ ما كان لك ابن أم قال له ابن يامين: بلى، قال يوسف: فما فعل قال زعم هؤلاء أن الذئب أكله، قال: فما بلغ من حزنك عليه قال: ولد لي أحد عشر ابنا- كلهم اشتق له اسم من اسمه، فقال له يوسف: أراك قد عانقت النساء و شممت الولد من بعده قال له ابن يامين:

إن لي أبا صالحا، و إنه قال: تزوج لعل الله أن يخرج منك ذرية- يثقل الأرض بالتسبيح فقال له: تعال فاجلس معي على مائدتي، فقال إخوة يوسف: لقد فضل الله يوسف و أخاه، حتى أن الملك قد أجلسه معه على مائدته‏ «1».

46- عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له: جعلت فداك- لم سمي أمير المؤمنين أمير المؤمنين قال لأنه يميرهم العلم‏ «2» أ ما سمعت كلام الله «وَ نَمِيرُ أَهْلَنا» «3».

47- عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ لا خير فيمن لا تقية له، و لقد قال يوسف: «أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ‏» و ما سرقوا «4».

48- و في رواية أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ التقية من دين الله، و لقد قال يوسف «أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ‏» و و الله ما كانوا سرقوا شيئا و ما كذب‏ «5».

49- و في رواية أخرى عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ قيل له و أنا عنده: إن سالم بن حفصة يروي عنك- أنك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج، فقال: ما يريد سالم مني- أ يريد أن أجي‏ء بالملائكة، فو الله ما جاء بهم النبيون- و لقد قال إبراهيم «إِنِّي سَقِيمٌ‏» و و الله ما كان سقيما و ما كذب، و لقد قال إبراهيم «بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ‏» و ما فعله كبيرهم و ما كذب، و لقد قال يوسف «أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ‏» و الله ما كانوا سرقوا و ما كذب‏ «6».

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258. الصافي ج 1: 843.

 (2)- يقال فلان يمير أهله: إذا حمل إليهم أقواتهم من غير بلدهم.

 (3)- البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258.

 (4)- البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258.

 (5)- البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258.

 (6)- البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258.

184
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 60 الى 79] ص : 181

50- عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله في يوسف: «أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ‏» قال: إنهم سرقوا يوسف من أبيه، أ لا ترى أنه قال لهم حين‏ قالُوا «وَ أَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ما ذا تَفْقِدُونَ- قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ» و لم يقولوا سرقتم صواع الملك، إنما عنى سرقتم يوسف من أبيه‏ «1».

51- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ صواع الملك طاس الذي يشرب فيه‏ «2».

52- عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال‏ قوله: «صُواعَ الْمَلِكِ‏» قال: كان قدحا من ذهب- و قال: كان صواع يوسف إذ كيل به‏ «3» قال «لعن الله الخوان لا تخونوا به» بصوت حسن‏ «4».

53- عن إسماعيل بن همام قال: قال الرضا ع‏ في قول الله «إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ- فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَ لَمْ يُبْدِها لَهُمْ‏» قال: كانت لإسحاق النبي منطقة «5» يتوارثها الأنبياء و الأكابر، فكانت عند عمه يوسف، و كان يوسف عندها و كانت تحبه- فبعث إليها أبوه أن ابعثيه إلي و أرده إليك، فبعثت إليه أن دعه عندي الليلة لأشمه- ثم أرسله إليك غدوة، فلما أصبحت أخذت المنطقة- فربطتها في حقوه‏ «6» و ألبسته قميصا و بعثت به إليه، و قالت: سرقت المنطقة فوجدت عليه، و كان‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 258. البحار ج 5: 186. الصافي ج 1: 844.

 (2)- البرهان ج 2: 258. البحار ج 5: 193. الصافي ج 1: 845.

 (3)- و في الصافي «إذا كيل كيل به» من دون الزيادة.

 (4)- البرهان ج 2: 258. البحار ج 5: 193. الصافي ج 1: 845. قال المجلسي (ره) وجدت في كتاب الفهرست لأبي غالب الزراري ما هذا لفظه: أبو حمزة البطائني اسمه سالم روي عنه أن صاع يوسف كان يصوت بصوت حسن واحد و اثنان.

 (5)- المنطقة: ما يشد به الوسط و تسمى بالحياصة و بالفارسية «كمر بند».

 (6)- الحقو: موضع شد الإزار و هو الخاصرة.

185
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): آية 80] ص : 186

إذا سرق أحد في ذلك الزمان- دفع إلى صاحب السرقة- فأخذته فكان عندها «1».

54- عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا ع يقول‏ كانت الحكومة في بني إسرائيل إذا سرق أحد شيئا استرق به، و كان يوسف عند عمته و هو صغير و كانت تحبه، و كانت لإسحاق منطقة ألبسها يعقوب، و كانت عند أخته- و إن يعقوب طلب يوسف أن يأخذه من عمته، فاغتمت لذلك و قالت له: دعه حتى أرسله إليك، فأرسلته و أخذت المنطقة- فشدتها في وسطه تحت الثياب، فلما أتى يوسف أباه جاءت فقالت:

سرقت المنطقة ففتشته فوجدتها في وسطه، فلذلك قال إخوة يوسف حيث جعل الصاع في وعاء أخيه، فقال لهم يوسف: ما جزاء من وجدنا في رحله قالوا: جزاؤه بإجراء السنة التي تجري فيهم‏ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ- ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ‏، فلذلك قال إخوة يوسف «إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ‏» يعنون المنطقة فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَ لَمْ يُبْدِها لَهُمْ‏ «2».

8- عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا ع‏ و ذكر مثله..

55- عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع قال‏ ذكر بني يعقوب قال كانوا إذا غضبوا اشتد غضبهم- حتى يقطر جلودهم دما أصفر، و هم يقولون‏ فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ‏ يعني جزاؤه- فأخذ الذي وجد الصاع عنده‏ «3».

56- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ لما استيئس إخوة يوسف من أخيهم- قال لهم يهودا «4» و كان أكبرهم- «فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي- أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ‏» قال: و رجع إلى يوسف يكلمه في أخيه- فكلمه حتى‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 182. الصافي ج 1: 846. و في رواية الصدوق (ره) في العلل و العيون «فكان عبده» مكان «فكان عندها».

 (2)- البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 178.

 (3)- البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 193.

 (4)- و في بعض النسخ «يهوذا» بالذال في المواضع.

186
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): آية 80] ص : 186

ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا، و كان إذا غضب قامت شعرة في كتفه و خرج منها الدم‏ «1» قال: و كان بين يدي يوسف ابن له صغير معه رمانة من ذهب، و كان الصبي يلعب بها، قال: فأخذها يوسف، من الصبي فدحرجها نحو يهودا، قال و حبا الصبي‏ «2» نحو يهودا، ليأخذها- فمس يهودا فسكن يهودا ثم عاد إلى يوسف فكلمه في أخيه حتى ارتفع الكلام بينهما- حتى غضب يهودا و قامت الشعرة و سال منها الدم، فأخذ يوسف الرمانة من الصبي فدحرجها نحو يهودا و حبا الصبي نحو يهودا فسكن يهودا فقال يهودا:

إن في البيت معنا لبعض ولد يعقوب قال: فعند ذلك قال لهم يوسف «هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ‏».

و في رواية هشام بن سالم عنه قال‏ لما أخذ يوسف أخاه اجتمع عليه إخوته فقالوا له: فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ‏ و جلودهم تقطر دما أصفر- و هم يقولون: فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ‏، قال: فلما أن أبى عليهم و أخرجوا من عنده، قال لهم يهودا: قد علمتم ما فعلتم بيوسف‏ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ- حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ‏ قال فرجعوا إلى أبيهم و تخلف يهودا قال: فدخل على يوسف فكلمه في أخيه- حتى ارتفع الكلام بينه و بينه، و غضب و كان على كتفه شعرة إذا غضب قامت الشعرة- فلا يزال تقذف بالدم حتى يمسه بعض ولد يعقوب، قال: فكان بين يدي يوسف ابن له صغير- في يده رمانة من ذهب يلعب بها- فلما رآه يوسف قد غضب و قامت الشعرة تقذف بالدم- أخذ الرمانة من يدي الصبي ثم دحرجها نحو يهودا و أتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا قال: فذهب غضبه، قال: فارتاب يهودا و رجع الصبي بالرمانة إلى يوسف، ثم ارتفع الكلام بينهما حتى غضب و قامت الشعرة- فجعلت تقذف بالدم- فلما رأى يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا و أتبعها الصبي ليأخذها، فوقعت يده على يهودا فسكن غضبه، قال: فقال يهودا: إن في البيت لمن ولد يعقوب حتى صنع ذلك ثلاث مرات‏ «3».

______________________________

 (1)- في المحكي عن بعض نسخ البحار زيادة و هي هذه «و كان لا يسكن حتى يمسه بعض ولد يعقوب».

 (2)- أي دنا نحوه.

 (3)- البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 193. الصافي ج 1: 847.

187
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 85 الى 86] ص : 188

57- عن جابر قال‏ قلت لأبي جعفر ع: رحمك الله ما الصبر الجميل فقال:

ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس، إن إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان‏ «1» عابد من العباد في حاجة، فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم فوثب إليه فاعتنقه، ثم قال: مرحبا بخليل الرحمن، قال يعقوب: إني لست بإبراهيم و لكني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فقال له الراهب: فما بلغ بك ما رأى من الكبر قال: الهم و الحزن و السقم- فما جاوز صغير الباب‏ «2» حتى أوحى الله إليه: أن يا يعقوب شكوتني إلى العباد- فخر ساجدا عند عتبة الباب يقول: رب لا أعود فأوحى الله إليه: أني قد غفرتها لك فلا تعودن إلى مثلها، فما شكا شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا- إلا أنه قال يوما: «إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللَّهِ- وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ‏» «3».

58- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ قال له بعض أصحابنا: ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف قال: حزن سبعين ثكلى حري‏ «4».

59- و بهذا الإسناد عنه قال‏ قيل له: كيف يحزن يعقوب على يوسف و قد أخبره جبرئيل أنه لم يمت و أنه سيرجع إليه فقال: إنه نسي ذلك‏ «5».

60 [عن محمد بن سهل البحراني‏] عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال‏ البكاءون خمسة: آدم و يعقوب و يوسف و فاطمة بنت محمد و علي بن الحسين ع و أما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره- و حتى قيل له: «تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً- أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ‏» «6».

______________________________

 (1)- قال المجلسي (ره) في بيان الحديث بعث إبراهيم يعقوب (ع) بعد كبر يعقوب غريب، و لعله كان بعد فوت إبراهيم و كان البعث على سبيل الوصية و في بعض النسخ «إن اللَّه بعث» و هو الصواب.

 (2)- و قال (ره) و قوله: صغير الباب لعله من إضافة الصفة إلى الموصوف أي الباب الصغير أي باب البيت دون باب الدار و رواه في كتاب التمحيص عن جابر و فيه فما جاوز عتبة الباب «انتهى».

أقول: و في بعض نسخ الكتاب كنسخة البرهان «عتبة الباب» أيضاً مكان صغير الباب.

 (3)- البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 194.

 (4)- البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 194.

 (5)- البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 194.

 (6)- البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 194.

188
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 87 الى 97] ص : 189

61- عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع قال‏ إن يعقوب أتى ملكا بناحيتهم يسأله الحاجة، فقال له الملك: أنت إبراهيم قال: لا، قال: و أنت إسحاق بن إبراهيم قال: لا، قال: فمن أنت قال: أنا يعقوب بن إسحاق قال: فما بلغ بك ما أرى من حداثة السن- قال: الحزن على ابني يوسف، قال: لقد بلغ بك الحزن يا يعقوب كل مبلغ، فقال: إنا معشر الأنبياء أسرع شي‏ء البلاء إلينا- ثم الأمثل فالأمثل من الناس، فقضى حاجته فلما جاوز [صغير] بابه- هبط عليه جبرئيل فقال له: يا يعقوب ربك يقرئك السلام و يقول لك. شكوتني إلى الناس- فعفر وجهه في التراب‏ «1» و قال: يا رب زلة أقلنيها فلا أعود بعد هذا أبدا، ثم عاد إليه جبرئيل فقال: يا يعقوب ارفع رأسك إن ربك يقرئك السلام و يقول لك: قد أقلتك فلا تعود تشكوني إلى خلقي، فما رئي ناطقا بكلمة مما كان فيه- حتى أتاه بنوه- فصرف وجهه إلى الحائط- فقال «إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ‏» «2».

62- في حديث آخر عنه‏ جاء يعقوب إلى نمرود في حاجة- فلما دخل عليه و كان أشبه الناس بإبراهيم قال له: أنت إبراهيم خليل الرحمن قال: لا «الحديث» «3».

63 الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ «إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللَّهِ‏» منصوبة «4».

64- عن حنان بن سدير [عن أبيه‏] قال‏ قلت لأبي جعفر ع: أخبرني عن يعقوب حين قال: «اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ‏» أ كان علم أنه حي- و قد فارقه منذ عشرين سنة و ذهبت عيناه من الحزن قال: نعم علم أنه حي، قال: و كيف علم قال: إنه دعي في السحر أن يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه تربال‏ «5» و هو ملك الموت، فقال له تربال: ما حاجتك يا يعقوب قال: أخبرني عن الأرواح- تقبضها مجتمعة

______________________________

 (1)- عفره في التراب: مرغه و دلكه.

 (2)- البحار ج 5: 194. البرهان ج 2: 264.

 (3)- البحار ج 5: 194. البرهان ج 2: 264.

 (4)- البرهان ج 2: 264.

 (5)- و في بعض النسخ «تريال» و في آخر «قوبال».

189
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 87 الى 97] ص : 189

أو متفرقة قال: بل متفرقة روحا روحا، قال: فمر بك روح يوسف قال:

لا- قال: فعند ذلك علم أنه حي، فقال لولده: «اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ‏» «1».

و في خبر آخر عزرائيل و هو ملك الموت و ذكر نحوه عنه‏ «2».

65- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ عاد إلى الحديث الأول‏ «3» قال: و اشتد حزنه يعني يعقوب حتى تقوس ظهره- و أدبرت الدنيا عن يعقوب و ولده- حتى احتاجوا حاجة شديدة، و فنيت ميرتهم، فعند ذلك قال يعقوب لولده: «اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ- وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ- إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ‏»، فخرج منهم نفر و بعث معهم ببضاعة يسيرة- و كتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يتعطفه على نفسه و ولده، و أوصى ولده أن يبدو بدفع كتابه قبل البضاعة فكتب:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ إلى عزيز مصر و مظهر العدل و موفي الكيل- من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله صاحب نمرود الذي جمع لإبراهيم الحطب و النار ليحرقه بها، فجعلها الله عليه‏ بَرْداً وَ سَلاماً و أنجاه منها أخبرك أيها العزيز أنا أهل بيت قديم- لم يزل البلاء إلينا سريعا من الله- ليبلونا بذلك عند السراء و الضراء، و إن مصائب تتابعت علي منذ عشرين سنة- أولها أنه كان لي ابن سميته يوسف و كان سروري من بين ولدي- و قرة عيني و ثمرة فؤادي، و إن إخوته من غير أمه سألوني- أن أبعثه معهم‏ يَرْتَعْ وَ يَلْعَبْ‏، فبعثته معهم بكرة- و إنهم جاءوني‏ عِشاءً يَبْكُونَ‏ و جاءوني‏ عَلى‏ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ‏ فزعموا أن الذئب أكله- فاشتد لفقده حزني و كثر على فراقه بكائي- حتى ابيضت عيناي من الحزن- و أنه كان له أخ من خالته، و كنت به معجبا و عليه رفيقا- و كان لي أنيسا و كنت إذ ذكرت يوسف ضممته إلى صدري- فيسكن بعض ما أجد في صدري، و إن إخوته ذكروا لي- أنك أيها العزيز سألتهم عنه- و أمرتهم أن يأتوك به، و إن لم يأتوك به- منعتهم الميرة لنا- من القمح من مصر، فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا، فرجعوا

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 186. الصافي ج 1: 849.

 (2)- البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 186. الصافي ج 1: 849.

 (3)- و هو ما تقدم تحت رقم 42.

190
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 87 الى 97] ص : 189

إلي فليس هو معهم- و ذكروا أنه سرق مكيال الملك، و نحن أهل بيت لا نسرق، و قد حبسته و فجعتني به، و قد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري، و عظمت به مصيبتي مع مصائب متتابعات علي- فمن علي بتخلية سبيله و إطلاقه من محبسه‏ «1» و طيب لنا القمح و أسمح لنا في السعر «2» و عجل بسراح آل يعقوب.

فلما مضى ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه- نزل جبرئيل على يعقوب فقال له يا يعقوب إن ربك يقول لك: من ابتلاك بمصائبك- التي كتبت بها إلى عزيز مصر قال يعقوب: أنت بلوتني بها عقوبة منك و أدبا لي، قال الله: فهل كان يقدر على صرفها عنك أحد غيري قال يعقوب: اللهم لا، قال: أ فما استحييت مني- حين شكوت مصائبك إلى غيري- و لم تستغث بي و تشكو ما بك إلي فقال يعقوب: أستغفرك يا إلهي و أتوب إليك، و أشكوا بثي و حزني إليك، فقال الله تبارك و تعالى: قد بلغت بك يا يعقوب و بولدك الخاطئين الغاية في أدبي، و لو كنت يا يعقوب شكوت مصائبك إلي عند نزولها بك- و استغفرت و تبت إلي من ذنبك- لصرفتها عنك بعد تقديري إياها عليك- و لكن الشيطان أنساك ذكري- فصرت إلى القنوط من رحمتي، و أنا الله الجواد الكريم أحب عبادي المستغفرين التائبين- الراغبين إلي فيما عندي، يا يعقوب إنا راد إليك يوسف و أخاه- و معيد إليك ما ذهب من مالك [و لحمك‏] و دمك- و راد إليك بصرك و مقوم لك ظهرك، و طب نفسا و قر عينا- و إن الذي فعلته بك كان أدبا مني لك فاقبل أدبي.

قال: و مضى ولد يعقوب بكتابه نحو مصر حتى دخلوا على يوسف في دار المملكة، «ف قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ- وَ جِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ- وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنا» بأخينا ابن يامين و هذا كتاب أبينا يعقوب إليك في أمره يسألك تخلية سبيله، و أن تمن به عليه، قال: فأخذ يوسف كتاب يعقوب فقبله و وضعه على عينيه- و بكى و انتحب‏ «3» حتى بلت دموعه القميص- الذي‏

______________________________

 (1)- و في بعض النسخ «من محبسك».

 (2)- سمح بكذا: جاد.

 (3)- انتحب: تنفس شديداً. بكى شديداً.

191
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 87 الى 97] ص : 189

عليه- ثم أقبل عليهم فقال: «هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ‏» من قبل «وَ أَخِيهِ‏» من بعد «قالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أَخِي- قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا» فلا تفضحنا و لا تعاقبنا اليوم و اغفر لنا «قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ‏».

5- و في رواية أخرى عن أبي بصير عن أبي جعفر نحوه‏ «1»..

66- عن عمرو بن عثمان عن بعض أصحابنا قال‏ لما قال إخوة يوسف: «يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ» قال: قال يوسف لأصبر على ضر آل يعقوب، فقال عند ذلك: «هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ‏» إلى آخر الآية «2».

67- عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ سألته عن قوله: «وَ جِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ» قال: المقل‏ «3» و في هذه الرواية «وَ جِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ» قال: كانت المقل، و كانت بلادهم بلاد المقل، و هي البضاعة «4».

68- عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال‏ كتب يعقوب النبي إلى يوسف: عن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر أما بعد فإنا أهل بيت لم يزل البلاء سريعا إلينا، ابتلي جدي إبراهيم فألقي في النار، ثم ابتلي أبي إسحاق بالذبح، فكان لي ابن و كان قرة عيني، و كنت أسر به فابتليت‏

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 195. البرهان ج 2: 265. الصافي ج 1: 852.

 (2)- البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195.

 (3)- أي المراد من البضاعة المقل. و هو الكندر الذي تدخن به اليهود و حبه يجعل في الدواء، و صمغ شجرة.

 (4)- البرهان ج 2: 266. الصافي ج 1: 850. البحار ج 5: 195. و فيه بعد نقل الحديث: بيان: قال البيضاوي مزجاة: رديئة أو قليلة ترد و تدفع رغبة عنها من أزجيته:

إذا دفعته و قيل كانت دراهم زيوفاً (و هو جمع الزائف: الردي المردود لغش فيه) و قيل صوفاً و سمناً و قيل صنوبر و حبة الخضراء و قيل: الإقط و سويق المقل «انتهى» و في رواية أخرى لعله (ع) قرأ «مزجاة» بتشديد الجيم أو «مزجية» بكسر الجيم و تشديد الياء و لم ينقل في القراءة الشاذة غير المشهورة.

192
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 87 الى 97] ص : 189

بأن أكله الذئب، فذهب بصري حزنا عليه من البكاء، و كان له أخ و كنت أسر إليه بعده- فأخذته في سرق، و إنا أهل بيت لم نسرق قط- و لا يعرف لنا السرق‏ «1» فإن رأيت أن تمن علي به فعلت، قال: فلما أوتي يوسف بالكتاب فتحه و قرأه، فصاح ثم قام فدخل منزله- فقرأ و بكى ثم غسل وجهه، ثم خرج إلى إخوته ثم عاد فقرأه فصاح و بكى- ثم قام فدخل منزله فقرأه و بكى- ثم غسل وجهه و عاد إلى إخوته فقال «هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ- إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ‏» و أعطاهم قميصه و هو قميص إبراهيم و كان يعقوب بالرملة «2» فلما فصلوا بالقميص من مصر قال يعقوب «إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ- قالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ‏» «3».

69- عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال‏ ليس رجل من ولد فاطمة يموت و لا يخرج من الدنيا- حتى يقر للإمام بإمامته، كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا «تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا» «4».

70- عن أخي مرازم عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ لَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ» قال وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم حين فصلت العير من مصر و هو بفلسطين‏ «5».

71- عن مفضل الجعفي عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ أ تدري ما كان قميص يوسف قال: قلت لا- قال: إن إبراهيم لما أوقدوا النار له- أتاه جبرئيل من ثياب الجنة فألبسه إياه، فلم يضره معه حر و لا برد، فلما حضر إبراهيم الموت جعله في تميمة «6» و علقه على إسحاق و علق إسحاق على يعقوب فلما ولد ليعقوب يوسف علقه عليه، و كان في عضده‏ «7» حتى كان من أمره ما كان، فلما أخرج يوسف‏

______________________________

 (1)- و في نسخة البحار «و لا نعرف بالسرق».

 (2)- قال الحموي: الرملة واحدة الرمل: مدينة عظيم بفلسطين و كانت قصبتها قد خربت الآن، و كانت رباطاً للمسلمين.

 (3)- البحار ج 5: 195. البرهان ج 2: 266.

 (4)- البحار ج 5: 195. البرهان ج 2: 266.

 (5)- البحار ج 5: 195. البرهان ج 2: 266.

 (6)- التميمة: خزرة أو ما يشبهها كان الأعراب يضعونها على أولادهم للوقاية من العين و دفع الأرواح.

 (7)- و في رواية القمي في التفسير «في عنقه».

193
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 87 الى 97] ص : 189

القميص من التميمة وجد يعقوب ريحه- و هو قوله «إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ‏» فهو ذلك القميص الذي أنزل من الجنة قلت: جعلت فداك فإلى من صار ذلك القميص فقال إلى: أهله- ثم قال: كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمد ص‏ «1».

72- عن إبراهيم بن أبي البلاد عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال‏ كان القميص الذي أنزل به على إبراهيم من الجنة في قصبة من فضة أو حديد: و كان إذا لبس كان واسعا كبيرا، فلما فصلوا بالقميص و يعقوب بالرملة، قال يعقوب: «إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ‏» عنى ريح الجنة حتى فصلوا بالقميص لأنه كان في الجنة «2».

73- عن محمد بن إسماعيل بن بزيع رفعه بإسناد له قال‏ إن يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشرة ليال، و كان يعقوب ببيت المقدس و يوسف بمصر، و هو القميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة، فدفعه إبراهيم إلى إسحاق و إسحاق إلى يعقوب: و دفعه يعقوب إلى يوسف ع‏ «3».

74- عن نشيط بن صالح البجلي قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: أ كان إخوة يوسف ص أنبياء، قال: لا و لا بررة أتقياء، و كيف و هم يقولون لأبيهم يعقوب: «تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ‏» «4».

75- عن سليمان بن عبد الله الطلحي قال‏ قلت لأبي عبد الله ع ما حال بني يعقوب هل خرجوا من الإيمان فقال: نعم، قلت له: فما تقول في آدم قال:

دع آدم‏ «5».

76- عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال‏ إن بني يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف أذنبوا فكانوا أنبياء «6».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 178.

 (2)- البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 186.

 (3)- البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 196. الصافي ج 1: 855.

 (4)- البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 196. الصافي ج 1: 855.

 (5)- البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 189. الصافي ج 1: 856.

 (6)- البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195. و قال المجلسي (ره): استفهام على الإنكار.

194
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 87 الى 97] ص : 189

77- عن نشيط عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته أ كان ولد يعقوب أنبياء- قال: لا و لا بررة أتقياء، كيف يكون كذلك و هم يقولون ليعقوب «تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ‏» «1».

78- عن مقرن‏ «2» عن أبي عبد الله ع قال‏ كتب عزيز مصر إلى يعقوب أما بعد فهذا ابنك يوسف اشتريته‏ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ، و اتخذته عبدا، و هذا ابنك ابن يامين أخذته قد سرق و اتخذته عبدا، قال: فما ورد على يعقوب شي‏ء- أشد عليه من ذلك الكتاب، فقال للرسول: مكانك حتى أجيبه- فكتب إليه يعقوب:

أما بعد فقد فهمت كتابك- بأنك أخذت ابني بثمن بخس و اتخذته عبدا، و أنك اتخذت ابني ابن يامين و قد سرق‏ «3» فاتخذته عبدا، فإنا أهل بيت لا نسرق و لكنا أهل بيت نبتلى- و قد ابتلي أبونا إبراهيم بالنار فوقاه الله، و ابتلي أبونا إسحاق بالذبح فوقاه الله، و إني قد ابتليت بذهاب بصري و ذهاب ابني، و عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً، قال: فلما ولى الرسول عنه رفع يده إلى السماء ثم قال: يا حسن الصحبة يا كريم المعونة يا خيرا كله- ائتني بروح منك و فرج من عندك، قال: فهبط عليه جبرئيل فقال ليعقوب: أ لا أعلمك دعوات يرد الله بها بصرك- و يرد عليك ابنك‏ «4» فقال: بلى، فقال: قل: يا من لا يعلم أحد كيف هو و حيث هو و قدرته إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء- و كبس الأرض على الماء «5» و اختار لنفسه أحسن الأسماء، ائتني بروح منك، و فرج من عندك، فما انفجر عمود الصبح- حتى أتي بالقميص فطرح على وجهه- فرد الله عليه بصره و رد عليه ولده‏ «6».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195.

 (2)- و في نسخة البرهان «حمران» بدل «مقرن».

 (3)- و في المحكي عن تفسير القمي «قد وجدت متاعي عنده» مكان «قد سرق».

 (4)- و في نسخة «ابنيك» و في أخرى «ولديك».

 (5)- قال الطريحي: في الدعاء: يا من كبس الأرض على الماء أي أدخلها فيه من قولهم كبس رأسه في ثوبه: أخفاه و أدخله فيه أو جمعها فيه.

 (6)- البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195.

195
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): آية 98] ص : 196

79- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ عاد إلى الحديث الأول الذي قطعناه‏ «1» «قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ‏ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا» الذي بلته دموع عيني «فَأَلْقُوهُ عَلى‏ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً» لو قد شم بريحي «وَ أْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ‏» و ردهم إلى يعقوب في ذلك اليوم- و جهزهم بجميع ما يحتاجون إليه، فلما فصلت عيرهم من مصر، وجد يعقوب ريح يوسف، فقال لمن بحضرته من ولده: «إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ‏» قال: و أقبل ولده يحثون السير بالقميص فرحا و سرورا- بما رأوا من حال يوسف و الملك الذي أعطاه الله، و العز الذي صاروا إليه في سلطان يوسف، و كان مسيرهم من مصر إلى بلد يعقوب تسعة أيام، فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ ألقى القميص‏ عَلى‏ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً و قال لهم: ما فعل ابن ياميل قالوا أخلفناه عند أخيه صالحا، قال: فحمد الله يعقوب عند ذلك- و سجد لربه سجدة الشكر، و رجع إليه بصره و تقوم له ظهره، و قال لولده: تحملوا إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم، فساروا إلى يوسف و معهم يعقوب و خالة يوسف ياميل‏ «2» فأحثوا السير فرحا و سرورا- فصاروا تسعة أيام إلى مصر «3».

80- عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع‏ في قوله:

 «سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي‏» فقال: أخرهم إلى السحر قال: يا رب إنما ذنبهم فيما بيني و بينهم، أوحى الله إني قد غفرت لهم‏ «4».

81- عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي‏» قال: أخرها إلى السحر ليلة الجمعة «5».

______________________________

 (1)- و هو ما تقدم تحت رقم 42 و قد أورد قطعة منه تحت رقم 65 أيضا.

 (2)- يظهر من هذا الخبر و بعض ما مر و يأتي من الأخبار أن أخي يوسف لم يكن من أم يوسف بل من خالته و إنما دعاه أخاً من أمه مجازاً كما تجوز في قوله‏ «وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ» و هو قول جماعة من المفسرين و المورخين كما قاله المجلسي (ره) و سيأتي تحت رقم 84 ما فيه التصريح على أنه لم يكن أخاه من أمه.

 (3)- البرهان ج 2: 267. البحار ج 5: 196.

 (4)- البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 196. الصافي ج 1: 855.

 (5)- البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 196. الصافي ج 1: 855.

196
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 100 الى 101] ص : 197

82- عن محمد بن سعيد الأزدي صاحب موسى بن محمد بن الرضا عن موسى‏ قال لأخيه: إن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل، فقال: أخبرني عن قول الله: «وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً» أ سجد يعقوب و ولده ليوسف قال: فسألت أخي عن ذلك، فقال: أما سجود يعقوب و ولده ليوسف فشكرا لله، لاجتماع شملهم- أ لا ترى أنه يقول في شكر ذلك الوقت: «رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ- وَ عَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ‏» الآية «1».

83- عاد إلى الحديث الأول‏ «2» عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ فساروا تسعة أيام إلى مصر، فلما دخلوا على يوسف في دار الملك- اعتنق أباه فقبله و بكى، و رفعه و رفع خالته على سرير الملك، ثم دخل منزله فادهن فاكتحل- و لبس ثياب العز و الملك ثم خرج إليهم، فلما رأوه سجدوا جميعا له- إعظاما له و شكرا لله، فعند ذلك قال: «يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ‏» إلى قوله: «بَيْنِي وَ بَيْنَ إِخْوَتِي‏» قال:

و لم يكن يوسف في تلك العشرين سنة- يدهن و لا يكتحل و لا يتطيب و لا يضحك، و لا يمس النساء «3» حتى جمع الله ليعقوب شمله: جمع بينه و بين يعقوب و إخوته‏ «4».

84- عن الحسن بن أسباط قال‏ سألت أبا الحسن في كم دخل يعقوب من ولده على يوسف قال: في أحد عشر ابنا له، فقيل له: أسباط، قال: نعم، و سألته عن يوسف و أخيه أ كان أخاه لأمه أم ابن خالته فقال ابن خالته‏ «5».

85- عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ‏» قال: العرش السرير، و في قوله: «وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً» قال:

كان سجودهم ذلك عبادة لله‏ «6».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 178.

 (2)- أي ما تقدم تحت رقم 42 و قطعة منه تحت رقم 65 و 79.

 (3)- قال الفيض (ره): لعل المرار بنفي مسه النساء عدم مسهن للالتذاذ و الشهوة فلا ينافي ما سبق أنه كان له ابن يلعب برمانة بين يديه حين خاصمه أخوه في أخيه فلعله إنما مسهن لتثقيل الأرض بتسبيح الولد كما مضى في اعتذار أخيه في مثله.

 (4)- البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 196.

 (5)- البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 196.

 (6)- البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 196.

197
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): الآيات 100 الى 101] ص : 197

86- عن محمد بن بهروز عن جعفر بن محمد ع قال‏ إن يعقوب قال ليوسف حيث التقيا: أخبرني يا بني كيف صنع بك فقال له يوسف: انطلق بي، فأقعدت على رأس الجب فقيل لي انزع القميص فقلت لهم: إني أسألكم بوجه أبي الصديق يعقوب لا تبدوا عورتي و لا تسلبوني قميصي، قال: فأخرج علي فلان السكين، فغشي على يعقوب فلما أفاق قال له يعقوب: حدثني كيف صنع بك فقال له يوسف:

إني أطالب يا أبتاه لما كففت فكف‏ «1».

87- عن محمد بن مسلم قال‏ قلت لأبي جعفر ع: كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر بعد ما جمع الله يعقوب شمله، و أراه تأويل رؤيا يوسف الصادقة قال: عاش حولين، قلت: فمن كان يومئذ الحجة لله في الأرض يعقوب أم يوسف فقال: كان يعقوب الحجة و كان الملك ليوسف، فلما مات يعقوب حمل يوسف عظام يعقوب في تابوت إلى أرض الشام، فدفنه في بيت المقدس ثم كان يوسف بن يعقوب الحجة «2».

88- عن إسحاق بن يسار عن أبي عبد الله ع أنه قال‏ إن الله بعث إلى يوسف و هو في السجن- يا ابن يعقوب ما أسكنك مع الخطاءين قال: جرمي، قال: فاعترف بجرمه، فأخرج فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله‏ «3» فقال له: ادع بهذا الدعاء يا كبير كل كبير يا من لا شريك له و لا وزير، يا خالق الشمس و القمر المنير، يا عصمة المضطر الضرير، يا قاصم كل جبار مبير [عنيد] يا مغني البائس الفقير يا جابر العظم الكسير- يا مطلق المكبل‏ «4» الأسير- أسألك بحق محمد و آل محمد أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا- و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب، قال: فلما أصبح دعاه الملك فخلى سبيله، و ذلك قوله: «وَ قَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ‏» «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 272. البحار ج 5: 196 و 190.

 (2)- البرهان ج 2: 272. البحار ج 5: 196 و 190.

 (3)- هذا أيضاً مما يحمل على التقية لما فيه من مخالفة الذهب و قد مر تفصيل الكلام في ذلك ذيل حديث 18 فراجع.

 (4)- المكبل: المقيد بالكبل و هو القيد.

 (5)- البرهان ج 2: 272. البحار ج 5: 196.

198
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): آية 106] ص : 199

89- عن عباس بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ بينا رسول الله ص جالس في أهل بيته إذ قال: أحب يوسف أن يستوثق لنفسه، قال: فقيل بما ذا يا رسول الله قال لما عزل له عزيز مصر عن مصر لبس ثوبين جديدين أو قال: نظيفين، و خرج إلى فلاة من الأرض، «1» فصلى ركعات فلما فرغ رفع يده إلى السماء- فقال:

 «رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَ عَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ- فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ» قال: فهبط إليه جبرئيل فقال له: يا يوسف ما حاجتك فقال: «رب‏ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ‏» فقال أبو عبد الله ع: خشي الفتن‏ «2».

90- عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ‏» قال: من ذلك قول الرجل: لا و حياتك‏ «3».

91- عن يعقوب بن شعيب قال‏ سألت أبا عبد الله ع «وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ‏» قال: كانوا يقولون: نمطر نبؤ كذا و نبؤ كذا [لأعطى‏] «4» و منهم أنهم كانوا يأتون الكهان- فيصدقونهم بما يقولون‏ «5».

92- عن محمد بن الفضيل عن الرضا ع قال‏ شرك لا يبلغ به الكفر «6».

93- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ شرك طاعة، قال الرجل لا و الله و فلان- و لو لا الله لوكلت فلان و المعصية منه‏ «7».

94 أبو بصير عن أبي إسحاق قال‏ هو قول الرجل لو لا الله و أنت ما فعل بي كذا و كذا- و لو لا الله و أنت ما صرف عني كذا و كذا، و أشباه ذلك‏ «8».

95- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ شرك طاعة و ليس بشرك عبادة- و المعاصي التي تركبون مما أوجب الله عليها النار شرك طاعة، أطاعوا الشيطان و أشركوا بالله في طاعته، و لم يكن بشرك عبادة، فيعبدون مع الله غيره‏ «9».

______________________________

 (1)- الفلاة: القفر. الصحراء الواسعة لا ماء فيها.

 (2)- البرهان ج 2: 272. البحار ج 5: 196.

 (3)- البرهان ج 1: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6. الصافي ج 1: 860.

 (4)- ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار.

 (5)- البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6.

 (6)- البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6.

 (7)- البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6.

 (8)- البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6.

 (9)- البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6.

199
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): آية 108] ص : 200

96- عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ‏» قال: هو الرجل يقول: لو لا فلان لهلكت، و لو لا فلان لأصبت كذا و كذا، و لو لا فلان لضاع عيالي، أ لا ترى أنه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه و يدفع عنه، قال: قلت: فيقول: لو لا أن الله من علي بفلان لهلكت قال: نعم لا بأس بهذا «1».

97- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالوا سألناهما، فقالا: شرك النعم‏ «2».

98- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ شرك طاعة و ليس شرك عبادة في المعاصي التي يرتكبون- فهي شرك طاعة، أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا في الله في الطاعة غيره، و ليس بإشراك عبادة أن يعبدوا غير الله‏ «3».

99- عن إسماعيل الجعفي قال: قال أبو جعفر ع‏ «قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي‏» قال: فقال: علي بن أبي طالب ع خاصة، و إلا فلا أصابني شفاعة محمد ع‏ «4».

100- عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الثاني قال‏ قلت: جعلت فداك- إنهم يقولون في الحداثة [في حداثة سنك‏] قال ليس شي‏ء يقولون، إن الله تعالى يقول « «قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي‏» فو الله ما كان تبعه إلا علي و هو ابن تسع سنين‏ «5» [و مضى أبي إلا] و أنا ابن تسع سنين، فما عسى أن يقولوا- قال: ثم كانت أمارات فيها و قبلها أقوام، الطريقان في العاقبة سواء، الظاهر مختلف، هو رأس اليقين إن الله يقول في كتابه: «فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ‏» إلى قوله‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6. الصافي ج 1: 860.

 (2)- البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6. الصافي ج 1: 860.

 (3)- البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6. الصافي ج 1: 860.

 (4)- البرهان ج 2: 275. البحار ج 9: 94.

 (5)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان و رواية الكليني و الصدوق قدس سرهما لكن في الأصل «سبع» بدل «تسع» في الموضعين.

200
تفسير العياشي2

[سورة يوسف(12): آية 110] ص : 201

 «وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» «1».

101 عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع‏ قوله: «قُلْ هذِهِ سَبِيلِي‏» إلى «أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي‏» قال: علي، و زاد قال: رسول الله ص و علي و الأوصياء من بعدهما «2».

102 عن أبي بصير عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قوله تعالى «حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ- وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا» مخففة: قال ظنت الرسل أن الشياطين تمثل لهم- على صورة الملائكة «3».

103 عن ابن شعيب عن أبي عبد الله ع قال‏ وكلهم الله إلى أنفسهم أقل من طرفة عين‏ «4».

104 عن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال‏ أما أهل الدنيا فقد أظهروا الكذب و ما كانوا إلا من الذين وكلهم الله إلى أنفسهم ليمن عليهم‏ «5».

105 عن محمد بن هارون عن أبي عبد الله ع قال‏ ما علم رسول الله أن جبرئيل من عند الله إلا بالتوفيق‏ «6».

106 عن زرارة قال‏ قلت لأبي عبد الله ع كيف لم يخف رسول الله ص فيما يأتيه من قبل الله- أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان قال: فقال: إن الله إذا اتخذ عبدا رسولا- أنزل عليه السكينة و الوقار، فكان [الذي‏] يأتيه من قبل الله- مثل الذي يراه بعينه‏ «7».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 275. البحار ج 9: 94.

 (2)- البرهان ج 2: 275. البحار ج 9: 94.

 (3)- البرهان ج 2: 276. البحار ج 6: 361. الصافي ج 1: 861.

 (4)- البرهان ج 2: 276. البحار ج 6: 361. الصافي ج 1: 861.

 (5)- البرهان ج 2: 276.

 (6)- البرهان ج 2: 276. البحار ج 6: 360. و في نسخة البرهان «إلا يأتي هو» بدل «إلا بالتوفيق».

 (7)- البحار ج 6: 361. البرهان ج 2: 276.

201
تفسير العياشي2

(13) من سورة الرعد ص : 202

 

 (13) من سورة الرعد

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن عثمان بن عيسى عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله ع قال‏ من أكثر قراءة سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبدا- و إن كان ناصبيا، [فإنه لا يكون‏] «1» أشر من الناصب و إن كان مؤمنا أدخله الله الجنة بغير حساب- و يشفع في جميع من يعرف من أهل بيته و إخوانه من المؤمنين‏ «2».

2- عن أبي لبيد المخزومي عن أبي جعفر ع قال‏ يا با لبيد إن في حروف القرآن لعلما جما- إن الله تبارك و تعالى أنزل: «الم ذلِكَ الْكِتابُ‏» فقام محمد ص حتى ظهر نوره و ثبتت كلمته، و ولد يوم ولد- و قد مضى من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين- ثم قال:

و تبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، إذا عددتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطعة حرف تنقضي أيامه- إلا و قائم، من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون و الصاد ستون‏ «3» فذلك مائة و إحدى و ثلاثون‏ «4» ثم كان بدو خروج الحسين بن علي ع‏ الم اللَّهُ‏، فلما بلغت مدته قام قائم من ولد العباس‏

______________________________

 (1)- الزيادة ليست في نسخة الصافي و كذا في رواية الصدوق (ره).

 (2)- البرهان ج 2: 277. البحار ج 19: 70.

 (3)- و في بعض النسخ «تسعون».

 (4)- و في بعض النسخ «ستون» و قد مر تفصيل الكلام في اختلاف النسخ في هذه الرواية و نظائرها مما وردت في الحروف المقطعة في أول هذا الجزء فراجع.

 

202
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 4] ص : 203

عند المص‏، و يقوم قائمنا عند انقضائها ب الر «1» فافهم ذلك و عه و اكتمه‏ «2».

3- عن الحسين بن خالد قال‏ قلت لأبي الحسن الرضا ع: أخبرني عن قول الله «وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ‏» قال: محبوكة إلى الأرض- و شبك بين أصابعه- فقلت:

كيف يكون محبوكة إلى الأرض- و هو يقول: «رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها» فقال: سبحان الله أ ليس يقول «بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها» فقلت: بلى، فقال: فثم عمد و لكن لا ترى، فقلت: كيف ذاك فبسط كفه اليسرى- ثم وضع اليمنى عليها، فقال: هذه الأرض الدنيا و السماء الدنيا عليها قبة «3».

4- عن الخطاب الأعور رفعه إلى أهل العلم و الفقه من آل محمد عليه و آله السلام، قال‏ «فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ‏»- يعني هذه الأرض الطيبة تجاورها هذه المالحة و ليست منها كما يجاور القوم القوم و ليسوا منهم‏ «4».

5- عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين ع‏ فينا نزلت هذه الآية «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ»- فقال رسول الله ص:

أنا المنذر و أنت الهادي يا علي [فمنا الهادي و النجاة و السعادة إلى يوم القيامة] «5».

6- عن عبد الرحيم القصير قال‏ كنت يوما من الأيام عند أبي جعفر ع فقال:

يا عبد الرحيم قلت: لبيك- قال: قول الله «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» إذ قال رسول الله ص: أنا المنذر- و علي الهاد و من الهاد اليوم قال: فسكت طويلا ثم رفعت رأسي فقلت: جعلت فداك هي فيكم- توارثونها رجل فرجل حتى انتهت إليك، فأنت جعلت فداك الهاد، قال: صدقت يا عبد الرحيم، إن القرآن حي لا يموت، و الآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام ماتوا فمات القرآن، و لكن هي جارية في الباقين- كما جرت في الماضين، و قال عبد الرحيم: قال أبو عبد الله ع إن القرآن‏

______________________________

 (1)- و في بعض النسخ‏ «المر».

 (2)- البرهان ج 2: 277. البحار ج 19: 94.

 (3)- البرهان ج 2: 278. البحار ج 14: 302. الصافي ج 1: 863- 864.

 (4)- البرهان ج 2: 278. البحار ج 14: 302. الصافي ج 1: 863- 864.

 (5)- البرهان ج 2: 281. البحار ج 9: 76.

203
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 8] ص : 204

حي لم يمت، و أنه يجري كما يجري الليل و النهار، و كما تجري الشمس و القمر، و يجري على آخرنا كما يجري على أولنا «1».

7- عن حنان بن سدير عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ في قول الله تبارك و تعالى: «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ»- فقال: قال رسول الله ص: أنا المنذر و علي الهاد، و كل إمام هاد للقرن الذي هو فيه‏ «2».

8- عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» فقال: قال رسول الله عليه و آله السلام: أنا المنذر- و في كل زمان إمام منا- يهديهم إلى ما جاء به نبي الله ص، و الهداة من بعده علي، ثم الأوصياء من بعده واحد بعد واحد، أما و الله ما ذهبت منا و لا زالت فينا إلى الساعة، رسول الله المنذر، و بعلي يهتدي المهتدون‏ «3».

9- عن جابر عن أبي جعفر ع قال: قال النبي عليه و آله السلام‏ أنا المنذر و علي الهادي إلى أمري‏ «4».

10- عن حريز رفعه إلى أحدهما ع‏ في قول الله «اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى‏- وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ» قال: الغيض: كل حمل دون تسعة أشهر وَ ما تَزْدادُ: كل شي‏ء يزداد على تسعة أشهر، و كلما رأت الدم في حملها من الحيض يزداد- بعدد الأيام التي رأت في حملها من الدم‏ «5».

11- عن زرارة عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قوله: «ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى‏» يعني الذكر و الأنثى «وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ‏» قال: الغيض ما كان أقل من الحمل «وَ ما تَزْدادُ»: ما زاد على الحمل، فهو مكان ما رأت من الدم في حملها «6».

12 محمد بن مسلم و حمران و زرارة عنهما قال‏ «ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى‏» أو ذكر،

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76.

 (2)- البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. إثبات الهداة ج 3: 51 و 548.

 (3)- البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. اثبات الهداة ج 3: 51 و 548.

 (4)- البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. إثبات الهداة ج 3: 51 و 548.

 (5)- البرهان ج 2: 282- 283. البحار ج 2: 131. الصافي ج 1:

865.

 (6)- البرهان ج 2: 282- 283. البحار ج 2: 131. الصافي ج 1:

865.

204
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 11] ص : 205

وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ‏» قال: ما لم يكن حملا و ما تزداد من أنثى أو ذكر «1».

13- عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى‏ وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ‏» قال: ما لم يكن حملا «وَ ما تَزْدادُ» قال:

الذكر و الأنثى جميعا «2».

14- عن زرارة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى‏» قال: الذكر و الأنثى‏ وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ‏»- قال: ما كان دون التسعة فهو غيض، «وَ ما تَزْدادُ» قال: ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على التسعة الأشهر، إن كانت رأت الدم خمسة أيام أو أقل أو أكثر- زاد ذلك على التسعة الأشهر «3».

15- عن بريد العجلي قال‏ سمعني أبو عبد الله ع و أنا أقرأ «لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ- يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ‏» فقال: مه و كيف يكون المعقبات من بين يديه إنما يكون المعقبات من خلفه [إنما أنزلها الله له رقيب من بين يديه- و معقبات من خلفه‏] يحفظونه بأمر الله‏ «4».

16- عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ‏ قال: بأمر الله، ثم قال: ما من عبد إلا و معه ملكان يحفظانه- فإذا جاء الأمر من عند الله خليا بينه و بين أمر الله‏ «5».

17- عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال‏ في هذه الآية «لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ‏» الآية- قال: من المقدمات المؤخرات، المعقبات الباقيات الصالحات‏ «6».

18- عن سليمان بن عبد الله قال‏ كنت عند أبي الحسن موسى ع قاعدا فأتي بامرأة قد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمنى في جبينها- و يده اليسرى من خلف ذلك، ثم عصر وجهها عن اليمين، ثم قال «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ‏» فرجع وجهها فقال: احذري أن تفعلين كما فعلت، قالوا: يا ابن رسول الله و ما فعلت فقال: ذلك مستور إلا أن تتكلم به، فسألوها فقالت:

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 282- 283. البحار ج 2: 131. الصافي ج 1: 865.

 (2)- البرهان ج 2: 282- 283. البحار ج 2: 131. الصافي ج 1: 865.

 (3)- البرهان ج 2: 282- 283. البحار ج 2: 131. الصافي ج 1: 865.

 (4)- البرهان ج 2: 283.

 (5)- البرهان ج 2: 283.

 (6)- البرهان ج 2: 283.

205
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 11] ص : 205

كانت لي ضرة «1» فقمت أصلي فظننت أن زوجي معها، فالتفت إليها فرأيتها قاعدة و ليس هو معها، فرجع وجهها «2» على ما كان‏ «3».

19- عن أبي عمرو المدائني عن أبي عبد الله ع قال: إن أبي كان يقول‏ إن الله قضى قضاء حتما- لا ينعم على عبده بنعمة فسلبها إياه- قبل أن يحدث العبد ذنبا يستوجب‏ «4» بذلك الذنب سلب تلك النعمة، و ذلك قول الله «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا- ما بِأَنْفُسِهِمْ‏» «5».

20- عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا ع‏ في قول الله: «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ- وَ إِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ‏» فصار الأمر إلى الله تعالى‏ «6».

21- عن الحسين بن سعيد المكفوف‏ كتب إليه ع في كتاب له. جعلت فداك يا سيدي- علم مولاك ما لا يقبل لقائله دعوة، و ما لا يؤخر لفاعله دعوة، و ما حد الاستغفار الذي وعد عليه نوح و الاستغفار الذي لا يعذب قائله و كيف يلفظ بهما، و معنى قوله: «وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ‏» و «مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ‏» و قوله: «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ‏» و «مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي‏» و «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ‏» و كيف تغير القوم ما بأنفسهم فكتب ص- كافأكم الله عني بتضعيف الثواب- و الجزاء الحسن الجميل، و عليكم جميعا السلام و رحمة الله و بركاته، الاستغفار ألف، و التوكل من توكل على الله فهو حسبه، وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً- وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ‏، و أما قوله:

 «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ‏» أي من قال بالإمامة «7» و اتبع أمرهم بحسن طاعتهم، و أما التغير

______________________________

 (1)- ضرة المرأة: امرأة زوجها. و بالفارسية «هوو».

 (2)- و في نسخة «وجهي» فالمعنى كما رأيتموني من صيرورة وجهي على القفا و على ما اخترناه فهو تفريع على قوله (ع): ثم عصر وجهها.

 (3)- البرهان ج 2: 284. البحار ج 11: 242. إثبات الهداة ج 5: 550.

 (4)- و في نسخة البرهان «ما يستوجب».

 (5)- البرهان ج 2: 284. البحار ج 3: 108. الصافي ج 5: 866.

 (6)- البرهان ج 2: 284. البحار ج 3: 108. الصافي ج 5: 866.

 (7)- و في نسخة البرهان «بالأئمة».

206
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 13] ص : 207

 

فإنه لا يسي‏ء إليهم- حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم، و ارتكابهم ما نهي عنه و كتب بخطه‏ «1».

22- عن يونس بن عبد الرحمن أن داود قال‏ كنا عنده فارتعدت السماء فقال هو: سبحان من‏ يُسَبِّحُ‏ له‏ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ- وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ‏، فقال له أبو بصير:

جعلت فداك إن للرعد كلاما فقال: يا أبا محمد سل عما يعنيك و دع ما لا يعنيك‏ «2».

23- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن الرعد أي شي‏ء يقول قال: إنه بمنزلة الرجل- يكون في الإبل فيزجرها هاي هاي كهيئة ذلك، قلت: فما البرق قال لي: تلك من مخاريق الملائكة «3» تضرب السحاب [فتسوقه‏] إلى الموضع- الذي قضى الله فيه المطر «4».

24- عن عبد الله بن ميمون القداح قال: سمعت زيد بن علي يقول يا معشر من يحبنا لا ينصرنا «5» من الناس أحد، فإن الناس لو يستطيعوا أن يحبونا لأحبونا- و الله لأحبتنا أشد خزانة من الذهب و الفضة، إن الله خلق ما هو خالق ثم جعلهم أظلة، ثم تلا هذه الآية «وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً» الآية، ثم أخذ ميثاقنا و ميثاق شيعتنا، فلا ينقص منها واحد، و لا يزداد فينا واحد «6».

25- عن عقبة بن خالد قال‏ دخلت على أبي عبد الله فأذن لي- و ليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه، و ليس عليه جلباب فلما نظر

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 284. البحار ج 3: 108.

 (2)- البرهان ج 2: 285. البحار ج 14: 277.

 (3)- قال الطريحي: في الحديث: البرق مخاريق الملائكة هي جمع مخراق، و هو في الأصل ثوب يلف و يضرب به الصبيان بعضهم بعضاً، يعني البرق آلة تزجر الملائكة بها السحاب و تسوقه.

 (4)- البرهان ج 2: 285. البحار ج 14: 277.

 (5)- و في نسخة البرهان «ألا ينصرنا».

 (6)- البرهان ج 2: 286.

 

207
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 21] ص : 208

إلينا قال: أحب لقاءكم، ثم جلس ثم قال: أنتم أولو الألباب في كتاب الله، قال الله «إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ‏» «1».

26- عن أبي العباس عن أبي عبد الله ع قال‏ تفكر ساعة خير من عبادة سنة، قال الله: «إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ‏» «2».

27- عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله ع يقول‏ الرحم معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني، و اقطع من قطعني، و هي رحم آل محمد و رحم كل مؤمن و هو قول الله: «وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‏» «3».

28- عن جابر عن أبي جعفر ع قال: قال رسول الله ص‏ بر الوالدين و صلة الرحم يهون الحساب، ثم تلا هذه الآية «وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ‏ «4».

29- عن محمد بن الفضل قال: سمعت العبد الصالح يقول‏ وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‏» قال: هو رحم آل محمد معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي تجري في كل رحم‏ «5».

30- عن عمر ابن مريم قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‏» قال من ذلك صلة الرحم، و غاية تأويلها صلتك إيانا «6».

31- عن صفوان بن مهران الجمال قال‏ وقع بين عبد الله بن الحسن‏ «7» و

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 287. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1: 870.

 (2)- البرهان ج 2: 287.

 (3)- البرهان ج 2: 288- 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1:

871.

 (4)- البرهان ج 2: 288- 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1:

871.

 (5)- البرهان ج 2: 288- 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1:

871.

 (6)- البرهان ج 2: 288- 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1:

871.

 (7)- هو عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابيطالب ع‏الملقب بالمحض، و إنما سمي المحض لأن أباه الحسن بن الحسن و أمه فاطمة بنت الحسين ع و كان يشبه رسول اللَّه (ص) و كان شيخ بني هاشم في زمانه، و يتولى صدقات أمير المؤمنين ع بعد أبيه الحسن و يظهر من بعض الأخبار أنه ادعى الإمامة و كيف كان فقد ورد في ذمه روايات فراجع تنقيح المقال و غيره إن شئت تفصيل الكلام فيه.

208
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 21] ص : 208

بين أبي عبد الله ع كلام- حتى ارتفعت أصواتهما و اجتمع الناس- ثم افترقا تلك العشية فلما أصبحت غدوت في حاجة لي- فإذا أبو عبد الله على باب عبد الله بن الحسن، و هو يقول: قولي يا جارية لأبي محمد هذا أبو عبد الله بالباب- فخرج عبد الله بن الحسن و هو يقول: يا أبا عبد الله ما بكر بك قال: إني مررت البارحة بآية من كتاب الله فأقلقني- قال:

و ما هي قال: قوله عز و جل: «الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ- وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ‏» قال: فاعتنقا و بكيا جميعا- ثم قال عبد الله بن الحسن: صدقت و الله يا با عبد الله كأني لم أقرأ هذه الآية قط- كأني لم يمر بي هذه الآية قط [كتب إلينا] «1».

32 الفضل بن شاذان عن أبي عبد الله قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد عن سالمة مولاة أم ولد كانت لأبي عبد الله قالت‏ كنت عند أبي عبد الله ع حين حضرته الوفاة- فأغمي عليه فلما أفاق قال: أعطوا الحسن بن علي بن الحسين و هو الأفطس، سبعين دينارا، قلت: أ تعطي رجلا حمل عليك بالشفرة «2» قال: ويحك أ ما تقرءين القرآن قلت: بلى- قال: أ ما سمعت قول الله تبارك و تعالى- «الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ- وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ‏».

33- قال: و قال‏ «يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‏» قال هو صلة الإمام‏ «3».

34- عن الحسن بن موسى قال: روى أصحابنا قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن قوله تعالى: «الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‏» قال: هو صلة الإمام في كل سنة بما قل أو كثر، ثم قال أبو عبد الله ع: و ما أريد بذلك إلا تزكيتكم‏ «4».

35- عن سماعة قال‏ سألته عن قول الله: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‏» فقال: هو ما افترض الله في المال غير الزكاة، و من أدى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه‏ «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 289. البحار ج 14 (ج 4): 28.

 (2)- الشفرة: السكين العظيم.

 (3)- البرهان ج 2: 289.

 (4)- البرهان ج 2: 289. البحار ج 20: 56.

 (5)- البرهان ج 2: 289.

209
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 21] ص : 208

36- عن سماعة قال‏ إن الله فرض للفقراء من أموال الأغنياء فريضة- لا يحمدون بأدائها- و هي الزكاة، بها حقنوا دماءهم، و بها سموا مسلمين، و لكن الله فرض في الأموال حقوقا غير الزكاة، و مما فرض الله في المال غير الزكاة قوله: «الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‏» و من أدى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه- و أدى شكر ما أنعم الله عليه من ماله، إذا هو حمده على ما أنعم عليه، بما فضله به من السعة على غيره، و لما وفقه لأداء ما افترض الله و أعانه عليه‏ «1».

37- عن أبي إسحاق قال: سمعته يقول‏ في «سُوءَ الْحِسابِ‏» لا يقبل حسناتهم و يؤخذون بسيئاتهم‏ «2».

38- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ‏» قال: يحسب عليهم السيئات- و لا يحسب لهم الحسنات- و هو الاستقصاء «3».

39- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله‏ في قوله «وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ‏»- قال الاستقصاء و المداقة، و قال: يحسب عليهم السيئات- و لا يحسب لهم الحسنات‏ «4».

40- عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع‏ أنه قال لرجل: يا فلان ما لك و لأخيك قال: جعلت فداك كان لي عليه حق فاستقصيت منه حقي، قال أبو عبد الله ع:

أخبرني عن قول الله: «وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ‏» أ تراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم لا و الله خافوا الاستقصاء و المداقة «5».

41- قال محمد بن عيسى: و بهذا الإسناد أن أبا عبد الله ع قال لرجل شكاة بعض إخوانه: ما لأخيك فلان يشكوك فقال: أ يشكوني إن استقصيت حقي! قال: فجلس مغضبا ثم قال: كأنك إذا استقصيت لم تسئ أ رأيت ما حكى الله تبارك و تعالى: «وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ‏» أ خافوا أن يجور عليهم الله- لا و الله ما خافوا إلا الاستقصاء- فسماه الله سوء الحساب- فمن استقصى فقد أساء «6».

41- عن الحسين بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال‏ إن صلة الرحم‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 289.

 (2)- البرهان ج 2: 289.

 (3)- البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871.

 (4)- البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871.

 (5)- البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871.

 (6)- البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871.

210
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 24] ص : 211

 

تزكي الأعمال و تنمي الأموال- و تيسر الحساب، و تدفع البلوى و تزيد في الأعمار «1».

42- عن الحسن بن المحبوب عن أبي ولاد، قال‏ قلت لأبي عبد الله ع:

جعلت فداك- إن رجلا من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلاة، قد ابتلي بحب اللهو و هو يسمع الغناء، فقال: أ يمنعه ذلك من الصلاة لوقتها- أو من صوم أو من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة أخ قال: قلت: لا ليس يمنعه ذلك من شي‏ء- من الخير و البر قال: فقال: هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك إن شاء الله، ثم قال: إن طائفة من الملائكة- عابوا ولد آدم في اللذات و الشهوات- أعني لكم الحلال ليس الحرام، قال:

فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم- من تعيير الملائكة لهم، قال: فألقى الله في همم أولئك الملائكة- اللذات و الشهوات كي لا يعيبون المؤمنين، قال: فلما أحسوا ذلك من هممهم عجوا إلى الله من ذلك، فقالوا: ربنا عفوك عفوك، ردنا إلى ما خلقتنا له، و أجبرتنا عليه، فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج‏ «2» قال: فنزع الله ذلك من هممهم- قال: فإذا كان يوم القيامة و صار أهل الجنة في الجنة استأذن أولئك الملائكة على أهل الجنة فيؤذن لهم فيدخلون عليهم- فيسلمون عليهم و يقولون لهم‏ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ‏» في الدنيا عن اللذات و الشهوات الحلال‏ «3».

43- عن محمد بن الهيثم عن رجل عن أبي عبد الله ع‏ «سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ‏» على الفقر في الدنيا « «فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ» قال: يعني الشهداء «4».

44- عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمد ع‏ في قوله «أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‏» فقال: بمحمد عليه و آله السلام تطمئن القلوب- و هو ذكر الله و حجابه‏ «5».

45- عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن آبائه قال‏ بينما رسول الله ص جالس ذات يوم- إذ دخلت عليه أم أيمن في ملحفتها «6»

______________________________

 (1)- البرهان 2: 290.

 (2)- أمر مريج: مختلط أو ملتبس.

 (3)- البحار ج 3: 331. البرهان ج 2: 291.

 (4)- البحار ج 3: 331. البرهان ج 2: 291.

 (5)- البرهان ج 2: 291.

 (6)- الملحفة: اللباس فوق سائر اللباس من «ثار البرد و نحوه.

 

211
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 29] ص : 211

شي‏ء- فقال لها رسول الله ص يا أم أيمن أي شي‏ء في ملحفتك فقالت يا رسول الله فلانة بنت فلانة أملكوها «1» فنثروا عليها فأخذت من نثارها شيئا- ثم إن أم أيمن بكت- فقال لها رسول الله ص: ما يبكيك فقالت فاطمة زوجتها فلم ينثر عليها شيئا فقال لها رسول الله: لا تبكين- فو الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا، لقد شهد أملاك فاطمة جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل في ألوف من الملائكة- و لقد أمر الله طوبى فنثرت عليهم من حللها و سندسها و إستبرقها- و درها و زمردها و ياقوتها و عطرها، فأخذوا منه حتى ما دروا ما يصنعون به، و لقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة، فهي في دار علي بن أبي طالب‏ «2».

46- عن أبان بن تغلب قال‏ كان النبي ص يكثر تقبيل فاطمة، قال:

فعاتبته على ذلك عائشة، فقالت: يا رسول الله إنك لتكثر تقبيل فاطمة فقال لها: ويلك لما أن عرج بي إلى السماء مر بي جبرئيل على شجرة طوبى، فناولني من ثمرها فأكلتها، فحول الله ذلك إلى ظهري، فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ع، فما قبلت فاطمة إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها «3».

47- عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ طوبى هي شجرة يخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده‏ «4».

48- عن أبي قتيبة تميم بن ثابت عن ابن سيرين‏ في قوله: «طُوبى‏ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ‏» قال: طوبى شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي و ليس في الجنة حجرة إلا فيها غصن من أغصانها «5».

49- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ قال: إن المؤمن إذا لقي أخاه‏

______________________________

 (1)- أملك امرأة: تزوجها.

 (2)- البحار ج 3: 331- 332. البرهان ج 2: 292.

 (3)- البحار ج 3: 331- 332. البرهان ج 2: 292.

 (4)- البحار ج 3: 332. البرهان ج 2: 293. و فيه هكذا «طوبى شجرة في الجنة قد غرسها ربنا بيده».

 (5)- البرهان ج 2: 293. البحار ج 3: 332.

212
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 38] ص : 213

فصافحا «1» لم تزل الذنوب تتحات عنهما «2» ما داما متصافحين- كتحات الورق عن الشجر-، فإذا افترقا قال ملكاهما: جزاكما الله خيرا عن أنفسكما، فإن التزم كل واحد منهما صاحبه ناداهما مناد: طوبى لكما وَ حُسْنُ مَآبٍ‏، و طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين، و فرعها في منازل أهل الجنة، فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان أبشرا يا وليي الله بكرامة الله- و الجنة من ورائكما «3».

50- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال: كان أمير المؤمنين ع يقول‏ إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث و أداء الأمانة و وفاء العهد، و قلة العجز و البخل، و صلة الأرحام و رحمة الضعفاء، و قلة المواطاة للنساء، و بذل المعروف و حسن الخلق- و سعة الحلم، و اتباع العلم فيما يقرب إلى الله- زلفى لهم و طُوبى‏ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ‏، و طوبى شجرة في الجنة أصلها- في دار رسول الله ص، فليس من مؤمن إلا و في داره غصن من أغصانها- لا ينوي في قلبه شيئا إلا أتاه ذلك الغصن، و لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منها، و لو أن غرابا طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتى يبياض‏ «4» هرما، ألا ففي هذا فارغبوا، إن للمؤمن في نفسه شغلا- و الناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل فرش وجهه و سجد لله بمكارم بدنه- يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته- ألا فهكذا فكونوا «5».

51- عن معاوية بن وهب قال: سمعته يقول‏ الحمد لله الذي قدح عنه [عند] آل عمر «6» [فقال:] كان في بيت حفصة و يأتيه الناس وفودا- فلا يعاب ذلك عليهم، و لا يقبح عليهم، و إن أقواما يأتونا صلة لرسول الله ص فيأتونا خائفين مستخفين‏

______________________________

 (1)- و في البرهان «و تصافحا».

 (2)- تحات الورق عن الشجر: تناثر.

 (3)- البرهان ج 2: 293. البحار ج 15 (ج 4): 255.

 (4)- و في نسخة البرهان كرواية الأمالي «يسقط» بدل «يبياض».

 (5)- البحار ج 15 (ج 2): 95. البرهان ج 2: 293.

 (6)- و في البحار «نافع عبد عمر».

213
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 38] ص : 213

يعاب ذلك، و يقبح عليهم، و لقد قال الله في كتابه: «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ- وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً» فما كان لرسول الله ص إلا كأحد أولئك، جعل الله له أزواجا و جعل له ذرية، ثم لم يسلم مع أحد من الأنبياء- من أسلم مع رسول الله ص من أهل بيته، أكرم الله بذلك رسوله ص‏ «1».

52- عن بشير الدهان عن أبي عبد الله ع قال‏ ما آتى الله أحدا من المرسلين شيئا- إلا و قد آتاه محمدا ص، و قد آتى الله محمدا كما آتى المرسلين من قبله‏ «2» ثم تلا هذه الآية: «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ- وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً» «3».

53- عن علي بن عمر بن أبان الكلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ اشهد على أبي أنه كان يقول: ما بين أحدكم و بين أن يغبط أو يرى ما تقر به عينه- إلا أن يبلغ نفسه هذه، و أهوى إلى حلقه- قال الله في كتابه: «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً» فنحن ذرية رسول الله ص‏ «4».

54- عن المفضل بن صالح عن جعفر بن محمد قال: قال رسول الله ص‏ خلق الله الخلق قسمين فألقى قسما، و أمسك قسما- ثم قسم ذلك القسم على ثلاثة أثلاث- فألقى ثلثين و أمسك ثلثا، ثم اختار من ذلك الثلث قريشا، ثم اختار من قريش بني عبد المطلب ثم اختار من بني عبد المطلب رسول الله ص، فنحن ذريته، فإن قلت للناس لرسول الله‏ «5» ذرية جحدوا- و لقد قال الله «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً» فنحن ذريته- قال: فقلت: أنا أشهد أنكم ذريته، ثم قلت له: ادع الله لي جعلت فداك أن يجعلني معك في الدنيا و الآخرة، فدعا لي ذلك قال: و قبلت باطن يده‏ «6».

55- و في رواية شعيب عنه أنه قال‏ نحن ذرية رسول الله ص، و الله ما أدري على‏

______________________________

 (1)- البحار ج 7: 234. البرهان ج 2: 297. الصافي ج 1: 877.

 (2)- و في البحار «و قد آتاه ما لم يؤت المرسلين من قبله».

 (3)- البحار ج 7: 234. البرهان ج 2: 279.

 (4)- البحار ج 7: 234. البرهان ج 2: 279.

 (5)- و في نسخة البحار «فإن قال الناس لم يكن لرسول اللَّه اه».

 (6)- البرهان ج 2: 297.

214
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 39] ص : 215

ما يعادوننا- إلا لقرابتنا من رسول الله ص‏ «1».

56- عن علي بن عبد الله بن مروان، عن أيوب بن نوح، قال‏ قال لي أبو الحسن العسكري ع و أنا واقف بين يديه بالمدينة ابتداء من غير مسألة: يا أيوب إنه ما نبأ الله من نبي- إلا بعد أن يأخذ عليه ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله، و خلع الأنداد من دون الله، و إن لله المشية يقدم ما يشاء، و يؤخر ما يشاء- أما أنه إذا جرى الاختلاف بينهم- لم يزل الاختلاف بينهم- إلى أن يقوم صاحب هذا الأمر «2».

57- عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال‏ ما بعث الله نبيا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال: الإقرار لله بالعبودية، و خلع الأنداد: و إن الله يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء «3».

58- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن ليلة القدر فقال:

ينزل فيها الملائكة و الكتبة [إلى السماء الدنيا] فيكتبون ما يكون من أمر السنة و ما يصيب العباد،، و أمر عنده موقوف له فيه المشية، فيقدم منه ما يشاء و يؤخر ما يشاء- و يمحو وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ «4».

59- عن زرارة عن أبي جعفر قال: كان علي بن الحسين ع يقول‏ لو لا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون‏ «5» إلى يوم القيامة، فقلت له: أية آية قال:

قول الله «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏» «6».

60- عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏» قال: هل يثبت إلا ما لم يكن، و هل يمحو إلا ما كان‏ «7».

61- عن الفضيل بن يسار «8» عن أبي جعفر ع قال‏ إن الله لم يدع شيئا

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 234.

 (2)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138- 136- 134.

 (3)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138- 136- 134.

 (4)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138- 136- 134.

 (5)- و في البرهان «بما كان و بما يكون».

 (6)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.

 (7)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.

 (8)- و في نسخة البحار «الفضل بن بشار» لكنه مصحف.

215
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 39] ص : 215

كان أو يكون- إلا كتبه في كتاب- فهو موضوع بين يديه ينظر إليه، فما شاء منه قدم و ما شاء منه أخر، و ما شاء منه محا، و ما شاء منه كان، و ما لم يشأ لم يكن‏ «1».

62- عن حمران قال‏ سألت أبا عبد الله ع «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏» فقال: يا حمران إنه إذا كان ليلة القدر و نزلت الملائكة الكتبة إلى السماء الدنيا- فيكتبون ما يقضى في تلك السنة من أمر، فإذا أراد الله أن يقدم شيئا أو يؤخره- أو ينقص منه أو يزيد- أمر الملك فمحا ما يشاء ثم أثبت الذي أراد، قال: فقلت له عند ذلك: فكل شي‏ء يكون فهو عند الله في كتاب قال: نعم، قلت: فيكون كذا و كذا ثم كذا و كذا- حتى ينتهي إلى آخره- قال: نعم، قلت فأي شي‏ء يكون بيده [بعده‏] قال: سبحان الله، ثم يحدث الله أيضا ما شاء تبارك و تعالى‏ «2».

63- عن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ العلم علمان- علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه- و علم عنده مخزون لم يطلع عليه أحد- يحدث فيه ما يشاء «3».

64- عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله كتب كتابا فيه ما كان و ما هو كائن، فوضعه بين يديه، فما شاء منه قدم و ما شاء منه أخر، و ما شاء منه محا، و ما شاء منه أثبت، و ما شاء كان، و ما لم يشأ منه لم يكن‏ «4».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.

 (2)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.

 (3)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878. و قال الفيض (ره) في بيانه ما لفظه أقول: و ربما يعلم نادراً من علمه المخزون بعض رسله كما جاءت به الأخبار و به يحصل التوفيق بين هذا الحديث و الذي قبله «انتهى».

و قال بعض ينبغي أن يحمل على ذلك ما ورد في الأحاديث من البداء لا على المعنى المتبادر منه ابتداء لأن اللَّه لا يندم على شي‏ء و لا يظهر له شي‏ء بعد الخفاء فما يمحوه يمحوه قبل أن يعلم به أحداً.

 (4)- البرهان ج 2: 299- 300. البحار ج 2: 139.

216
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 39] ص : 215

65- عن الفضيل: قال سمعت أبا جعفر ع يقول‏ من الأمور أمور محتومة كائنة لا محالة، و من الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدم فيها ما يشاء و يمحو ما يشاء، و يثبت منها ما يشاء- لم يطلع على ذلك أحدا يعني الموقوفة، فأما ما جاءت به الرسل فهي كائنة- لا يكذب نفسه و لا نبيه و لا ملائكته‏ «1».

66- عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر ع و أبو عبد الله ع‏ يا با حمزة إن حدثناك بأمر- أنه يجي‏ء من هاهنا فجاء من هاهنا- فإن الله يصنع ما يشاء، و إن حدثناك اليوم بحديث و حدثناك غدا بخلافه، فإن الله يمحو ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ‏ «2».

67- عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ العلم علمان- فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، و علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه- فأما علم ملائكته‏ «3» فإنه سيكون لا يكذب نفسه و لا ملائكته و لا رسله، و علم عنده مخزون- يقدم فيه ما يشاء و يؤخر ما يشاء- و يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء «4».

68- عن عمرو بن الحمق قال‏ دخلت على أمير المؤمنين ع حين ضرب على قرنه، فقال لي: يا عمرو إني مفارقكم، ثم قال: سنة [إلى‏] السبعين فيها بلاء قالها ثلاثا، فقلت: فهل بعد البلاء رخاء فلم يجبني و أغمي عليه، فبكت أم كلثوم فأفاق فقال: يا أم كلثوم لا تؤذيني- فإنك لو قد ترين ما أرى لم تبكي، إن الملائكة في السماوات السبع- بعضهم خلف بعضهم، و النبيون خلفهم، و هذا محمد ص أخذ بيدي و يقول: انطلق يا علي فما أمامك خير لك مما أنت فيه، فقلت: بأبي و أمي قلت لي: إلى السبعين بلاء- فهل بعد السبعين رخاء فقال: نعم يا عمرو، و إن بعد البلاء رخاء، و «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏» «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 299- 300. البحار ج 2: 139.

 (2)- البرهان ج 2: 299- 300. البحار ج 2: 139.

 (3)- و الظاهر كما في رواية المحاسن «فأما ما علم ملائكته».

 (4)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.

 (5)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.

217
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 39] ص : 215

69- قال أبو حمزة فقلت لأبي جعفر: إن عليا كان يقول- إلى السبعين بلاء و بعد السبعين رخاء- و قد مضت السبعون و لم يروا رخاء فقال لي أبو جعفر: يا ثابت إن الله كان قد وقت هذا الأمر في السبعين، فلما قتل الحسين ص اشتد غضب الله على أهل الأرض- فأخره إلى أربعين و مائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، و كشفتم قناع الستر- فأخره الله و لم يجعل لذلك عندنا وقتا- ثم قال‏ يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ- وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ «1».

70- عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال‏ إن الله إذا أراد فناء قوم أمر الفلك فأسرع الدور بهم، فكان ما يريد من النقصان- فإذا أراد الله بقاء قوم- أمر الفلك فأبطأ الدور بهم- فكان ما يريد من الزيادة فلا تنكروا، فإن الله يمحو ما يَشاءُ- وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ «2».

71- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع يقول‏ إن الله يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء و يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء و عنده أم الكتاب، و قال: لكل أمر يريده الله فهو في علمه- قبل أن يصنعه، و ليس شي‏ء يبدو له- إلا و قد كان في علمه- أن الله لا يبدو له من جهل‏ «3».

72- عن إبراهيم بن أبي يحيى‏ «4» عن جعفر بن محمد ع قال‏ ما من مولود يولد- إلا و إبليس من الأبالسة بحضرته، فإن علم الله أنه من شيعتنا حجبه عن ذلك الشيطان، و إن لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه السبابة في دبره- فكان مأبونا [و ذلك أن الذكر يخرج للوجه‏] فإن كانت امرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة، فعند ذلك يبكي الصبي بكاء شديدا- إذا هو خرج من بطن أمه، و الله بعد ذلك يمحو ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ- وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ «5».

73- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ إن الله تبارك و تعالى أهبط

______________________________

 (1)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.

 (2)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.

 (3)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.

 (4)- في البرهان «ابن ميثم بن أبي يحيى» و في البرهان «أبي ميثم» و لم أظفر على ترجمة الرجل (على اختلاف النسخ) في كتب الرجال.

 (5)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.

218
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 39] ص : 215

إلى الأرض ظللا- من الملائكة على آدم، و هو بواد يقال له الروحاء، و هو واد بين الطائف و مكة [قال: فمسح على ظهر آدم‏] ثم صرخ بذريته و هم ذر، قال: فخرجوا كما يخرج النمل من كورها، فاجتمعوا على شفير الوادي- فقال الله لآدم: انظر ما ذا ترى فقال آدم: ذرا كثيرا على شفير الوادي، فقال: الله يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك- لآخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية، و لمحمد بالنبوة- كما أخذت عليهم في السماء- قال آدم: يا رب و كيف وسعتهم ظهري قال الله: يا آدم بلطف صنعي و نافذ قدرتي، قال آدم: يا رب فما تريد منهم في الميثاق قال الله: أن لا يشركوا بي شيئا- قال آدم: فمن أطاعك منهم يا رب فما جزاؤه قال الله: أسكنه جنتي، قال آدم فمن عصاك فما جزاؤه قال: أسكنه ناري، قال آدم: يا رب لقد عدلت فيهم، و ليعصينك أكثرهم إن لم تعصمهم.

قال أبو جعفر: ثم عرض الله على آدم أسماء الأنبياء و أعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود النبي، ع فإذا عمره أربعون سنة، فقال: يا رب ما أقل عمر داود و أكثر عمري- يا رب إن أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة- أ ينفذ ذلك له قال: نعم يا آدم، قال: فإني قد زدته من عمري ثلاثين سنة، فأنفذ ذلك له و أثبتها له عندك- و أطرحها من عمري! قال: فأثبت الله لداود من عمره ثلاثين سنة- و لم يكن له عند الله مثبتا، و محا من عمر آدم ثلاثين سنة- و كانت له عند الله مثبتا، فقال أبو جعفر ع: فذلك قول الله «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏» قال: فمحا الله ما كان عنده مثبتا لآدم و أثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال: فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت ع ليقبض روحه، فقال له آدم ع: يا ملك الموت قد بقي من عمري ثلاثون- فقال له ملك الموت أ لم تجعلها لابنك داود النبي و أطرحتها من عمرك- حيث عرض الله عليك أسماء الأنبياء من ذريتك- و عرض عليك أعمارهم- و أنت يومئذ بوادي الروحاء فقال آدم: يا ملك الموت ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل- أ لم تسأل الله أن يثبتها لداود و يمحوها من عمرك- فأثبتها لداود في الزبور و محاها من عمرك من الذكر قال: فقال آدم: فأحضر الكتاب حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفر: و كان آدم صادقا لم‏

219
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 43] ص : 220

يذكر [و لم يجهل جود الألفاظ] «1» قال أبو جعفر: فمن ذلك اليوم أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم- إذا تداينوا و تعاملوا إلى أجل مسمى، لنسيان آدم و جحوده ما جعل على نفسه‏ «2».

74- عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله ع‏ سئل عن قول الله: «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏» قال: إن ذلك الكتاب- كتاب يمحو الله فيه ما يشاء و يثبت، فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، و ذلك الدعاء مكتوب عليه: الذي يرد به القضاء حتى إذا صار إلى أم الكتاب- لم يغن الدعاء فيه شيئا «3».

75- عن الحسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول الله ص‏ إن المرء ليصل رحمه و ما بقي من عمره إلا ثلاث سنين- فيمدها الله إلى ثلاث و ثلاثين سنة- و إن المرء ليقطع رحمه- و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة- فيقصرها الله إلى ثلاث سنين أو أدنى- قال الحسين و: كان جعفر يتلو هذه الآية «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏» «4».

76- عن بريد بن معاوية العجلي قال‏ قلت لأبي جعفر ع: «قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏» قال: إيانا عنى و علي أفضلنا و أولنا- و خيرنا بعد النبي ص‏ «5».

77- عن عبد الله بن عطاء قال‏ قلت لأبي جعفر ع: هذا ابن عبد الله بن سلام [بن عمران‏] يزعم أن أباه الذي يقول الله: «قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏» قال: كذب هو علي بن أبي طالب ع‏ «6».

______________________________

 (1)- الزيادة ليست في نسخة البحار و في رواية الصدوق (ره) في العلل هكذا «و كان آدم صادقاً لم يذكر و لم يجحد».

 (2)- البرهان ج 2: 300. البحار ج 5: 334. و رواه الصدوق في العلل (ج 2 ص 239 ط قم) مع اختلاف يسير فراجع إن شئت.

 (3)- البرهان ج 2: 301. البحار ج 2: 139.

 (4)- البرهان ج 2: 301. البحار ج 2: 139.

 (5)- البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82- 83. الصافي ج 1: 880.

 (6)- البرهان ج 2: 303. البحار ج 2: 82- 83. الصافي ج 1: 880.

220
تفسير العياشي2

[سورة الرعد(13): آية 43] ص : 220

78- عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قوله «قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏» فقال: نزلت في علي بعد رسول الله ص و في الأئمة بعده و علي عنده علم الكتاب‏ «1».

79- عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏» قال: نزلت في علي ع، أنه عالم هذه الأمة بعد النبي ص‏ «2».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 303. البحار ج 2: 82- 83. الصافي ج 1: 880.

 (2)- البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82- 83. الصافي ج 1: 880.

221
تفسير العياشي2

(14) من سورة إبراهيم ص : 222

 

 (14) من سورة إبراهيم‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله ع قال‏ من قرأ سورة إبراهيم و الحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا، و لا جنون و لا بلوى‏ «1».

2- عن إبراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ‏» قال: بآلائه يعني نعمه‏ «2».

3- عن أبي عمر المدائني قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ أيما عبد أنعم الله عليه فعرفها بقلبه- و في رواية أخرى فأقر بها بقلبه- و حمد الله عليها بلسانه- لم ينفد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة «3».

4- و في رواية أبي إسحاق المدائني‏ حتى يأذن الله له بالزيادة، و هو قوله: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏» «4».

5- و عن أبي ولاد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: أ رأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله- أ ليس إن شكرناه عليها و حمدناه زادنا- كما قال الله في كتابه: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏» فقال: «نعم من حمد الله على نعمه و شكره- و علم أن ذلك منه لا من غيره [زاد الله نعمه‏] «5».

6- عن الحسن بن ظريف‏ «6» عن محمد عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ‏» قال الزارعون‏ «7».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 305. البحار ج 19: 70. الصافي ج 1: 896 و 881.

 (2)- البرهان ج 2: 305. البحار ج 19: 70. الصافي ج 1: 896 و 881.

 (3)- البرهان ج 2: 306- 308. البحار ج 15 (ج 2): 136.

 (4)- البرهان ج 2: 306- 308. البحار ج 15 (ج 2): 136.

 (5)- البرهان ج 2: 306- 308. البحار ج 15 (ج 2): 136.

 (6)- و في نسخة البحار «الحسين بن ظريف» و لعل الظاهر ما اخترناه.

 (7)- البحار ج 23: 19. البرهان ج 2: 308.

 

222
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): آية 17] ص : 223

7- عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال:

قال أمير المؤمنين ع‏ إن أهل النار لما غلى الزقوم و الضريع‏ «1» في بطونهم‏ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ‏ سألوا الشراب، فأتوا بشراب غساق و صديد «2» يَتَجَرَّعُهُ وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ وَ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ- وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ، وَ مِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ، و حميم يغلي به جهنم منذ خلقت‏ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ، بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً «3».

8- عن حريز عمن ذكره عن أبي جعفر في قول الله: «وَ قالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ» قال: هو الثاني و ليس في القرآن [شي‏ء] «وَ قالَ الشَّيْطانُ‏» إلا و هو الثاني‏ «4».

9- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ أنه إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس في سبعين غلا و سبعين كبلا «5» فينظر الأول إلى زفر في عشرين و مائة كبل- و عشرين و مائة غل- فينظر إبليس فيقول: من هذا الذي أضعفه الله له العذاب- و أنا أغويت هذا الخلق جميعا فيقال: هذا زفر، فيقول: بما حدد له هذا العذاب فيقال: ببغيه على علي ع فيقول له إبليس: ويل لك و ثبور لك، أ ما علمت أن الله أمرني بالسجود لآدم فعصيته، و سألته أن يجعل لي سلطانا- على محمد و أهل بيته و شيعته فلم يجبني إلى ذلك، و قال: «إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ- إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ‏» و ما عرفتهم حين استثناهم- إذ قلت: «وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ‏» فمنتك به نفسك غرورا- فتوقف بين يدي الخلائق فقال له: ما الذي كان منك إلى علي و إلى الخلق الذي اتبعوك على الخلاف فيقول الشيطان و هو زفر لإبليس: أنت أمرتني بذلك، فيقول له إبليس: فلم عصيت‏

______________________________

 (1)- روي عن النبي ص أنه قال: الضريع شي‏ء يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر و أنتن من الجيفة و أشد حراً من النار.

 (2)- الغساق- بالتشديد و التخفيف-: ما يغسق من صديد أهل النار أي يسيل، يقال غسقت العين إذا سالت دموعها. و الصديد: قيح و دم و قيل هو القيح كأنه الماء في رقته و الدم في شكله، و قيل: هو ما يسيل من جلود أهل النار (مجمع).

 (3)- البرهان ج 2: 309. البحار ج 3: 378. الصافي ج 1: 884.

 (4)- البرهان ج 2: 310. البحار ج 8: 220. الصافي ج 1: 885.

 (5)- الكبل القيد.

223
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): الآيات 24 الى 26] ص : 224

ربك و أطعتني فيرد زفر عليه ما قال الله: «إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ- وَ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ‏» إلى آخر الآية «1».

10- عن محمد بن علي الحلبي عن زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قول الله «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ- أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ» قال يعني النبي ص و الأئمة من بعده- هم الأصل الثابت- و الفرع الولاية لمن دخل فيها «2».

11- عن محمد بن يزيد قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ» فقال: رسول الله ص أصلها- و أمير المؤمنين ع فرعها، و الأئمة من ذريتهما أغصانها، و علم الأئمة ثمرها، و شيعتهم ورقها، فهل ترى فيها فضلا قلت: لا و الله قال: و الله إن المؤمن ليموت- فتسقط ورقة من تلك الشجرة، و إنه ليولد فتورق ورقة فيها، قال: قلت: «تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها» قال: يعني ما يخرج إلى الناس من علم الإمام- في كل حين يسأل عنه‏ «3».

12- عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن عليا ع قال‏ في رجل نذر أن يصوم زمانا قال: الزمان خمسة أشهر، و الحين ستة أشهر- لأن الله يقول: «تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ‏» «4».

13- عن الحلبي قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن رجل- جعل الله عليه صوما حينا في شكر، قال: فقال قد سئل علي بن أبي طالب ع عن هذا- فقال: فليصم ستة أشهر، إن الله يقول «تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها» و الحين ستة أشهر «5».

14- عن خالد بن جرير قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن رجل- قال لله علي أن أصوم حينا و ذلك في شكر- فقال أبو عبد الله: قد أتى علي ع مثل هذا، فقال: صم ستة أشهر، فإن الله يقول: «تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ‏» يعني ستة أشهر «6».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 310. البحار ج 8: 220.

 (2)- البرهان ج 2: 311.

 (3)- البرهان ج 2: 311. البحار ج 7: 120.

 (4)- البرهان ج 2: 312. البحار ج 23: 147.

 (5)- البرهان ج 2: 312. البحار ج 23: 147.

 (6)- البرهان ج 2: 312. البحار ج 23: 147.

224
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): الآيات 27 الى 28] ص : 225

15- عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن أبيه عن أبي عبد الله ع‏ «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ» الآيتين قال هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه و لمن عاداهم، هو مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ- اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ «1».

16- عن صفوان بن مهران عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا [فيأتيه‏] عند موته، يأتيه عن يمينه و عن يساره- ليصده عما هو عليه، فيأبى الله له ذلك، و كذلك قال الله «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ» «2».

17- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان- ملك عن يمينه و ملك عن يساره- و أقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل- الذي خرج من بين ظهرانيكم- يزعم أنه رسول الله ص فيفزع لذلك فزعة، و يقول إن كان مؤمنا: محمد رسول الله- فيقال له عند ذلك نم نومة لا حلم‏ «3» فيها- و يفسح له في قبره‏ «4» تسعة أذرع و يرى مقعده من الجنة و هو قول الله: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» و إن كان كافرا قالوا: من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يقول: إنه رسول الله فيقول: ما أدري فيخلى بينه و بين الشيطان‏ «5».

18- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ أن الميت إذا أخرج من بيته- شيعته الملائكة إلى قبره، يترحمون عليه، حتى إذا انتهى إلى قبره- قالت الأرض له: مرحبا بك و أهلا و سهلا- و الله لقد كنت أحب أن يمشى علي مثلك- لا جرم لترى ما أصنع بك فيوسع له مد بصره- و يدخل عليه في قبره- قعيدا القبر [ملكا القبر و هما قعيدا القبر] منكر و

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 312. الصافي ج 1: 887.

 (2)- البرهان ج 2: 312. الصافي ج 1: 887.

 (3)- الحلم- بالضم-: ما يراه النائم في نومه لكنه قد غلب على ما يراه من الشر و القبيح. كما غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير و الحسن.

 (4)- فسح له في المجلس: وسع و فرج له عن مكان يسعه.

 (5)- البحار ج 8: 158. البرهان ج 2: 314.

225
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): الآيات 27 الى 28] ص : 225

نكير فيلقى فيه الروح إلى حقويه‏ «1» فيقعدانه فيسألانه- فيقولان له: من ربك فيقول الله، فيقولان: و ما دينك فيقول: الإسلام فيقولان: و من نبيك فيقول: محمد، فيقولان:

و من إمامك فيقول: علي فينادي مناد من السماء: صدق عبدي- افرشوا له في القبر من الجنة، و ألبسوه من ثياب الجنة، و افتحوا له في قبره بابا إلى الجنة حتى يأتينا و ما عندنا خير له- ثم يقولان: له نم نومة العروس- نم نومة لا حلم فيها.

و إن كان كافرا أخرجت له ملائكة- يشيعونه إلى قبره يلعنونه- حتى إذا انتهى إلى الأرض- قالت الأرض: لا مرحبا بك و لا أهلا، أما و الله لقد كنت أبغض أن يمشي علي مثلك لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم، فتضايق عليه حتى تلتقي جوانحه، و يدخل عليه ملكا القبر- و هما قعيدا القبر منكر و نكير، قال: قلت له جعلت فداك- يدخلان على المؤمن و الكافر في صورة واحدة فقال: لا، فيقعدانه فيقولان له: من ربك فيقول: سمعت الناس يقولون، فيقولان: لا دريت فما دينك فيقول: سمعت الناس يقولون- و يتلجلج لسانه، فيقولان: لا دريت فمن نبيك فيقول: سمعت الناس يقولون- و يتلجلج لسانه فيقولان: لا دريت، فينادي مناد من السماء: كذب عبدي- افرشوا له في قبره من النار، و ألبسوه من ثياب النار و افتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا و ما له عندنا شر له، قال ثم يضربانه بمرزبة «2» معهما- ثلاث ضربات ليس منها ضربة- إلا تطاير قبره نارا- و لو ضربت تلك الضربة على جبال تهامة لكانت رميما.

قال أبو عبد الله ع و يسلط الله عليه في قبره الحيات و العقارب- تنهشه نهشا «3» و الشياطين تغمه غما يسمع عذابه من خلق الله- إلا الجن و الإنس، و إنه ليسمع خفق نعالهم و نفض أيديهم- و هو قول الله: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» قال: عند موته «وَ فِي الْآخِرَةِ» قال: في قبره، «وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ» «4».

______________________________

 (1)- الحقو: بفتح المهملة و سكون القاف-: موضع شد الإزار و هو الخاصرة.

 (2)- المرزبة: عصاة كبيرة من حديد تتخذ لتكسير المدر.

 (3)- نهشه الحية أو العقرب: لسعته. عضه أو أخذه بأضراسه.

 (4)- البرهان ج 2: 314. البحار ج 3: 166.

226
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): الآيات 27 الى 28] ص : 225

19- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان- ملك عن يمينه و ملك عن شماله، و أقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس فيقال له: كيف تقول في هذا الرجل- الذي خرج بين ظهرانيكم قال: فيفزع لذلك- فيقول إن كان مؤمنا. عن محمد تسألاني- فيقولان له عند ذلك: نم، نومة لا حلم فيها، و يفسح له في قبره خمسة [سبعة] أذرع، و يرى مقعده من الجنة، و إن كان كافرا قيل له: ما تقول في هذا الرجل- الذي خرج بين ظهرانيكم فيقول: ما أدري- و يخلى بينه و بين الشياطين، و يضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته كل شي‏ء و هو قول الله: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ» «1».

20- عن سويد بن غفلة عن علي بن أبي طالب ع قال‏ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا- و أول يوم من الآخرة- مثل له ماله و ولده و عمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: و الله إني كنت عليك لحريصا شحيحا فما عندك فيقول: خذ مني كفنك، فيلتفت إلى ولده فيقول: و الله إني كنت لكم محبا- و إني كنت عليكم لمحاميا فما ذا عندكم فيقولون: نؤديك إلى حفرتك و نواريك فيها، فيلتفت إلى عمله فيقول:

و الله إني كنت فيك لزاهد- و إن كنت علي ثقيلا فما عندك فيقول: أنا قرينك في قبرك و يوم نشرك- حين أعرض أنا و أنت على ربك، فإن كان لله وليا- أتاه أطيب الناس ريحا و أحسنهم رياشا «2» فيقول: أبشر بروح و ريحان و جنة نعيم، قدمت خير مقدم فيقول: من أنت فيقول: أنا عملك الصالح، ارتحل من الدنيا إلى الجنة و إنه ليعرف غاسله و يناشد حامله أن يعجله.

فإذا أدخل قبره أتاه اثنان- هما، فتانا القبر يجزان أشعارهما- و يبحثان الأرض بأنيابهما، أصواتهما كالرعد العاصف- و أبصارهما كالبرق الخاطف- ثم يقولان: من ربك و ما دينك و من نبيك فيقول: ربي الله و ديني الإسلام و نبيي محمد، فيقولان:

______________________________

 (1)- البحار ج 3: 158. البرهان ج 2: 315.

 (2)- الرياش: اللباس الفاخر.

227
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): الآيات 27 الى 28] ص : 225

ثبتك الله فيما تحب و ترضى، و هو قول الله: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ» ثم يفسحان له في قبره مد بصره- ثم يفتحان له بابا إلى الجنة، ثم يقولان له: نم قرير العين نوم الشاب الناعم‏ «1» فإنه يقول الله:

 «أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلًا».

و أما إن كان لربه عدوا- فإنه يأتيه أقبح من خلق الله رياشا و أنتنهم ريحا- فيقول:

أبشر بنزل من حميم، و تصلية جحيم و إنه ليعرف غاسله و يناشد حامله أن يحبسه فإذا أدخل في قبره أتاه ممتحنا القبر- فألقيا أكفانه ثم قالا له: من ربك و ما دينك و من نبيك فيقول: لا أدري، فيقولان: لا دريت و لا هديت- فيضربان يافوخة «2» بمرزبة [ضربة] ما خلق الله من دابة إلا تذعر لها ما خلا الثقلين، ثم يفتح له باب إلى النار ثم يقولان له: نم بشر حال فإنه من الضيق- مثل ما فيه القناة من الزج‏ «3» حتى أن دماغه ليخرج ما بين ظفره و لحمه، و يسلط الله عليه حيات الأرض و عقاربها و هوامها، فتنهشه حتى يبعثه من قبره- و إنه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر «4».

21- قال جابر: قال أبو جعفر ع: قال النبي ص‏ إني كنت لأنظر إلى الغنم و الإبل و أنا أرعاها،- و ليس من نبي إلا قد رعى- فكنت أنظر إليها قبل النبوة- و هي متمكنة في المكينة- ما حولها شي‏ء ينشرها حي فانظر «5» فأقول: ما هذا و أعجب حتى حدثني جبرئيل ع أن الكافر يضرب ضربة- ما خلق الله شيئا إلا سمعها- و يذعر إلا الثقلان، فعلمت أن ذلك إنما كان بضربة الكافر فنعوذ بالله من عذاب القبر «6».

______________________________

 (1)- الناعم من العيش: الرغد الطيب.

 (2)- اليافوخ: الموضع الذي يتحرك من رأس الصبي و هو فراغ بين عظام جمجمته في مقدمته و أعلاها لا يلبث أن تلتقي فيه العظام.

 (3)- الزج- بالضم-: الحديدة التي في أسفل الرمح.

 (4)- البرهان ج 2: 314. البحار ج 3: 155.

 (5)- كذا في النسخ لكن في رواية الكليني هكذا «ما حولها شي‏ء يهيجها حتى تذعر فتطير اه» و هو الظاهر.

 (6)- البرهان ج 2: 315.

228
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): آية 28] ص : 229

22- عن عمرو بن سعيد قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً- وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ» قال: فقال: ما تقولون في ذلك فقال: نقول: هما الأفجران- من قريش بنو أمية و بنو المغيرة، فقال: بلى هي قريش قاطبة، إن الله خاطب نبيه فقال: إني قد فضلت قريشا على العرب، و أتممت عليهم نعمتي، و بعثت إليهم رسولا فبدلوا نعمتي، و كذبوا رسولي‏ «1».

23- و في رواية زيد الشحام عنه قال‏ قلت له: بلغني أن أمير المؤمنين ع سئل عنها «2» فقال: عنى بذلك الأفجران من قريش أمية و مخزوم، فأما مخزوم فقتلها الله يوم بدر، و أما أمية فمتعوا إلى حين، فقال أبو عبد الله ع: عنى الله و الله بها قريشا قاطبة- الذين عادوا رسول الله و نصبوا له الحرب‏ «3».

24- عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين ص‏ في قول الله «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً» قال: قال: نحن نعمة الله التي أنعم الله بها على العباد «4».

25- عن ذريح عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين علي ع فسأله عن قول الله: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ» قال: تلك قريش بدلوا نعمة الله كفرا- و كذبوا نبيهم يوم بدر «5».

26- عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال‏ كان مما قال هارون لأبي الحسن موسى ع حين أدخل عليه: ما هذه الدار و دار من هي قال: لشيعتنا فترة و لغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها قال: أخذت منه عامرة و لا يأخذها إلا معمورة، فقال: أين شيعتك فقرأ أبو الحسن: «لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 315. البحار ج 4: 61.

 (2)- أي عن الآية.

 (3)- البرهان ج 2: 316.

 (4)- البرهان ج 2: 316. البحار ج 7: 102.

 (5)- البرهان ج 2: 316. البحار ج 7: 102.

229
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): آية 31] ص : 230

 

الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ- مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ» قال له: فنحن كفار قال: لا و لكن كما قال الله: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً- وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ» فغضب عند ذلك و غلظ عليه‏ «1».

27 علي بن حاتم قال‏ وجدت في كتاب أبي عن حمزة الزيات عن عمرو بن مرة: قال: قال ابن عباس لعمر: يا أمير المؤمنين- هذه الآية «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً- وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ» قال: هما الأفجران من قريش أخوالي و أعمامك فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر، و أما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين‏ «2».

28- عن مسلم المشوب‏ «3» عن علي بن أبي طالب ع‏ في قوله: «وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ» قال: هما الأفجران من قريش بنو أمية و بنو المغيرة «4».

29- عن زرعة عن سماعة قال‏ إن الله فرض للفقراء في أموال الأغنياء فريضة لا يحمدون بأدائها و هي الزكاة، بها حقنوا دماءهم، و بها سموا مسلمين، و لكن الله فرض في الأموال حقوقا غير الزكاة- و قد قال الله تبارك و تعالى «وَ يُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً» «5».

30- عن حسين بن هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عن أبي جعفر ع قال‏ سمعته يقرأ هذه الآية «وَ آتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ‏» قال: ثم قال أبو جعفر: الثوب و الشي‏ء الذي لم تسأله إياه أعطاك‏ «6».

31- عن الزهري قال‏ أتى رجل أبا عبد الله ع فسأله عن شي‏ء فلم يجبه فقال له الرجل: فإن كنت ابن أبيك- فإنك من أبناء عبدة الأصنام، فقال له: كذبت‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 316- 317.

 (2)- البرهان ج 2: 316- 317.

 (3)- و في نسخة البرهان «معصم المسرف» و لم أظفر على ترجمة الرجل (على كلتا النسختين) في كتب الرجال.

 (4)- البحار ج 8: 381. البرهان ج 2: 318.

 (5)- البرهان ج 2: 318.

 (6)- البرهان ج 2: 318. الصافي ج 1: 889.

 

230
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): آية 36] ص : 231

إن الله أمر إبراهيم أن ينزل إسماعيل بمكة ففعل، فقال إبراهيم «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً- وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ‏» فلم يعبد أحد من ولد إسماعيل صنما قط- و لكن العرب عبدة الأصنام- و قالت بنو إسماعيل‏ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ‏ فكفرت و لم تعبد الأصنام‏ «1».

32- عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع‏ «2» قال‏ من أحبنا فهو منا أهل البيت قلت: جعلت فداك منكم قال: منا و الله، أ ما سمعت قول إبراهيم ع: «فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي‏» «3».

33- عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ من اتقى الله منكم و أصلح فهو منا أهل البيت، قال: منكم أهل البيت قال منا أهل البيت قال فيها إبراهيم: «فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي‏» قال عمر بن يزيد: قلت له من آل محمد قال: إي و الله من آل محمد، إي و الله من أنفسهم أ ما تسمع الله يقول: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ‏» و قول إبراهيم: «فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي‏» «4».

34- عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ من تولى آل محمد و قدمهم على جميع الناس- بما قدمهم من قرابة رسول الله ص فهو من آل محمد لتوليه آل محمد لا أنه من القوم بأعيانهم- و إنما هو منهم بتوليه إليهم و اتباعه إياهم، و كذلك حكم الله في كتابه: «وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ‏» و قول إبراهيم: «فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي- وَ مَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏» «5».

35- عن رجل ذكره عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ‏» إلى قوله: «لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ‏» قال: فقال أبو جعفر: نحن هم و نحن بقية تلك الذرية «6».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 318. الصافي ج 1: 889.

 (2)- و في البرهان «عن أبي عبيدة عن أبي عبد اللَّه».

 (3)- البرهان ج 2: 318.

 (4)- البرهان ج 2: 318.

 (5)- البرهان ج 2: 318. البحار ج 15 «ج 1»: 111.

 (6)- البرهان ج 2: 319. الصافي ج 1: 890.

231
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): الآيات 37 الى 38] ص : 231

36- و في رواية أخرى عن حنان بن سدير عنه‏ نحن بقية تلك العترة «1».

37- عن الفضل بن موسى الكاتب عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال‏ إن إبراهيم ص لما أسكن إسماعيل ص و هاجر مكة ودعهما لينصرف عنهما بكيا- فقال لهما إبراهيم: ما يبكيكما- فقد خلفتكما في أحب الأرض إلى الله و في حرم الله فقالت له هاجر: يا إبراهيم ما كنت أرى أن نبيا مثلك يفعل ما فعلت قال: و ما فعلت فقالت: إنك خلفت امرأة ضعيفة و غلاما ضعيفا لا حيلة لهما بلا أنيس من بشر و لا ماء يظهر، و لا زرع قد بلغ، و لا ضرع يحلب قال: فرق إبراهيم و دمعت عيناه عند ما سمع منها- فأقبل حتى انتهى إلى باب بيت الله الحرام فأخذ بعضادتي الكعبة ثم قال: «اللهم‏ إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ- عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ- فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ- وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ‏».

قال أبو الحسن: فأوحى الله إلى إبراهيم أن اصعد أبا قبيس فناد في الناس: يا معشر الخلائق- إن الله يأمركم بحج هذا البيت الذي بمكة محرما مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، فريضة من الله، قال: فصعد إبراهيم أبا قبيس فنادى في الناس بأعلى صوته يا معشر الخلائق- إن الله يأمركم بحج هذا البيت الذي بمكة محرما مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا فريضة من الله، قال: فمد الله لإبراهيم في صوته- حتى أسمع به أهل المشرق و المغرب و ما بينهما- من جميع ما قدر الله- و قضى في أصلاب الرجال من النطف- و جميع ما قدر الله- و قضى في أرحام النساء إلى يوم القيمة، فهناك يا فضل وجب الحج على جميع الخلائق، فالتلبية من الحاج في أيام الحج- هي إجابة لنداء إبراهيم ع يومئذ بالحج عن الله‏ «2».

38- عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا ع قال: سمعته يقول‏ إن إبراهيم خليل الرحمن ص سأل ربه حين أسكن ذريته الحرم قال:

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 319. الصافي ج 1: 890.

 (2)- البحار ج 5: 142. البرهان ج 2: 320.

232
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): الآيات 37 الى 38] ص : 231

رب «ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ‏» فأمر الله تبارك و تعالى قطعة من الأردن حتى جاءت فطافت بالبيت سبعا، ثم أمر الله أن تقول الطائف فسميت الطائف لطوافها بالبيت‏ «1».

39- عن أبي جعفر في قوله تعالى: «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ‏» أما إنه لم يعن الناس كلهم أنتم أولئك و نظراؤكم- إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود- أو مثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض، ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت و يعظموه لتعظيم الله إياه، و أن يلقونا «2» حيث كنا، نحن الأدلاء على الله‏ «3».

40- عن ثعلبة بن ميمون عن ميسر عن أبي جعفر ع قال‏ إن أبانا إبراهيم كان مما اشترط على ربه- فقال: «رب‏ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ‏» «4».

41- و في رواية أخرى عنه قال‏ كنا في الفسطاط عند أبي جعفر ع نحو من خمسين رجلا، قال: فجلس بعد سكوت كان منا طويلا- فقال: ما لكم لا تنطقون لعلكم ترون إني نبي لا و الله ما أنا كذلك، و لكن في قرابة من رسول الله ص قريبة و ولادة، من وصلها وصله الله، و من أحبها أحبه الله، من أكرمها أكرمه الله أ تدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه، فقال: تلك مكة الحرام التي رضيها لنفسه حرما و جعل بيته فيها.

ثم قال: أ تدرون أي بقعة أفضل من مكة فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه، فقال: ما بين الحجر الأسود إلى باب الكعبة ذلك حطيم إبراهيم نفسه الذي كان يذود فيه غنمه و يصلي فيه، فو الله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قام النهار مصليا حتى يجنه الليل‏ «5» و قام الليل مصليا حتى يجنه النهار- ثم لم يعرف‏

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 142. البرهان ج 2: 320.

 (2)- و في نسخة البرهان «أن يأتونا» مكان «يلقونا».

 (3)- البحار ج 15 (ج 1): 125. البرهان ج 2: 320. الصافي ج 1: 890.

 (4)- البرهان ج 2: 320.

 (5)- جنه الليل: ستره. و في نسخة «يجيئه» في الموضعين.

233
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): آية 41] ص : 234

لنا حقا أهل البيت، و حرمنا حقنا لم يقبل الله منه شيئا أبدا، إن أبانا إبراهيم ص كان فيما اشترط على ربه- أن قال: «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ‏» أما إنه لم يقل- الناس كلهم أنتم أولئك رحمكم الله و نظراؤكم، إنما مثلكم في الناس- مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو الشعرة السوداء في الثور الأبيض و ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت، و أن يعظموه لتعظيم الله إياه، و أن يلقونا أينما كنا، نحن الأدلاء على الله‏ «1».

42- و في خبر آخر أ تدرون أي بقعة أعظم حرمة عند الله فلم يتكلم أحد و كان هو الراد على نفسه فقال: ذلك ما بين الركن الأسود و المقام إلى باب الكعبة ذلك حطيم إسماعيل الذي كان يذود فيه غنمه- ثم ذكر الحديث‏ «2».

43- عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال‏ انظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة، فقال: هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، إنما أمروا أن يطوفوا ثم ينفروا إلينا- فيعلمونا ولايتهم، و يعرضون علينا نصرتهم- ثم قرأ هذه الآية «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ‏» فقال: آل محمد آل محمد، ثم قال: إلينا إلينا «3».

44- عن السدي قال: سمعت أبا عبد الله ع‏ يقرأ «رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَ ما نُعْلِنُ- وَ ما يَخْفى‏ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ» شأن إسماعيل و ما أخفى أهل البيت‏ «4».

45- عن حريز بن عبد الله عمن ذكره عن أحدهما أنه كان يقرأ هذه الآية «رب اغفر لي و لولدي» يعني إسماعيل و إسحاق‏ «5».

46- و في رواية أخرى عمن ذكره عن أحدهما أنه قرأ «رب‏ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَ‏»

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 320. البحار ج 15 (ج 1): 125.

 (2)- البرهان ج 2: 320. البحار ج 15 (ج 1): 125.

 (3)- البرهان ج 2: 320. البحار ج 15 (ج 1): 125. الصافي ج 1: 892.

 (4)- البرهان ج 2: 321.

 (5)- البرهان ج 2: 321. البحار ج 5: 132. الصافي ج 1: 893.

234
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): آية 44] ص : 235

 

قال: آدم و حواء «1».

47- عن جابر قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله: «رب‏ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَ‏» قال: هذه كلمة صحفها الكتاب، إنما كان استغفاره لأبيه‏ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ‏ و إنما قال: «رب اغفر لي و لولدي» يعني إسماعيل و إسحاق، و الحسن و الحسين و الله ابنا رسول الله ص‏ «2».

48- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ- وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ» إنما هي طاعة الإمام و طلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين «قالوا ربنا لو لا أخرتنا إِلى‏ أَجَلٍ قَرِيبٍ- نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ‏» أرادوا تأخير ذلك إلى القائم ع‏ «3».

49- عن سعد بن عمر «4» عن غير واحد ممن حضر أبا عبد الله ع و رجل يقول- قد ثبت دار صالح و دار عيسى بن علي ذكر دور العباسيين- فقال رجل: أراناها الله خرابا أو خربها بأيدينا- فقال له أبو عبد الله: ع لا تقل هكذا، بل يكون مساكن القائم و أصحابه، أ ما سمعت الله يقول: «وَ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ‏» «5».

50- عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ «إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ‏» و إن كان مكروا العباس‏ «6» بالقائم لتزول منه قلوب الرجال‏ «7».

51- عن الحارث عن علي بن أبي طالب ع قال‏ إن نمرود أراد أن ينشر

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 321. البحار ج 5: 132.

 (2)- البرهان ج 2: 321. البحار ج 5: 132.

 (3)- البرهان ج 2: 321. البحار ج 13: 137.

 (4)- و في نسخة «مسعدة» بدل «سعد» و في أخرى «عثمان» مكان «عمر».

 (5)- البحار ج 13: 190. البرهان ج 2: 321.

 (6)- كذا في المخطوطتين لكن في نسخة البرهان هكذا «و إن مكر بني العباس 51» و هو الظاهر.

 (7)- البرهان ج 2: 321.

 

235
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): آية 48] ص : 236

إلى ملك السماء- فأخذ نسورا أربعة «1» فرباهن [حتى كن نشاطا] «2» و جعل تابوتا من خشب و أدخل فيه رجلا، ثم شد قوائم النسور بقوائم التابوت، ثم أطارهن ثم جعل في وسط التابوت عمودا- و جعل في رأس العمود لحما- فلما رأى النسور اللحم طرن- و طرن بالتابوت و الرجل، فارتفعن إلى السماء فمكث ما شاء الله- ثم إن الرجل أخرج من التابوت رأسه فنظر إلى السماء- فإذا هي على حالها و نظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى الجبال إلا كالذر، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء- فإذا هي على حالها، و نظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى إلا الماء، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء- فإذا هي على حالها- و نظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى شيئا، فلما ترى سفل العمود «3» و طلبت النسور اللحم- و سمعت الجبال هذه النسور فخافت من أمر السماء «4» و هو قول الله: «وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ‏» «5».

52- عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسين ع قال‏ «تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ‏» يعني بأرض لم تكتسب عليها الذنوب بارزة، ليست عليها جبال و لا

______________________________

 (1)- النسور جمع النسر: طائر حاد البصر و أشد الطيور و أرفعها طيراناً، و أقواها جناحاً و ليس في سباع الطير أكبر جثة منه و يقال له «أبو الطير» و بالفارسية «كركس».

 (2)- ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار و كان في نسخة الأصل «نشاكم» بدل «نشاطاً».

 (3)- و في البرهان «فلما نزل اللحم إلى سفل العمود اه».

 (4)- كذا في المخطوطين و نسخة البرهان باختلاف يسير ذكرناه لكن في نسخة البحار اختلاف و زيادة بعد قوله: فإذا هو لا يرى شيئاً اه و ها هي:

 «ثم وقع في ظلمة لم ير ما فوقه و ما تحته ففزع فألقى اللحم فأتبعه النسور منقضات فلما نظرت الجبال إليهن و قد أقبلن منقضات و سمعت حفيفهن فزعت و كادت أن تزول مخافة أمر «و في نسخة من أمر» السماء اه».

 (5)- البرهان ج 2: 321، البحار ج 5: 123.

236
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): آية 48] ص : 236

نبات‏ «1» كما دحاها أول مرة «2».

53- عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع‏ «3» عن قول الله: «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ‏» قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها- حتى يفرغ من الحساب، قال الله: «وَ ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ‏» «4».

54- عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبي جعفر ع قال‏ قال له الأبرش الكلبي‏ «5» بلغني أنك قلت في قول الله: «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ‏» أنها تبدل خبزة فقال أبو جعفر ع: صدقوا تبدل الأرض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها- فضحك الأبرش و قال- أ ما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز- فقال ويحك في أي المنزلتين هم أشد شغلا و أسوأ حالا، إذا هم في الموقف أو في النار يعذبون فقال: لا في النار فقال: ويحك و إن الله يقول: «لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ- فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ‏» قال: فسكت‏ «6».

55- و في خبر آخر عنه فقال‏ و هم في النار لا يشغلون عن أكل الضريع و شرب الحميم- و هم في العذاب، فكيف يشتغلون عنه في الحساب‏ «7».

______________________________

 (1)- و في نسخة البحار «النبك» و نقل المجلسي في بيانه عن الفيروز آبادي النبكة محركة و تسكن: أكمة محددة الرأس و ربما كانت حمراء، أرض فيها صعود و هبوط، أو التل الصغير، و الجمع نبك و نبك «محركة» و نبوك انتهى.

ثم قال: لا ينافي هذا الخبر ما مر و ما سيأتي إذ كونها مستوية لا ينافي كون كلها أو بعضها من خبز فتكون المغايرة مرادة على الوجهين معاً.

 (2)- البرهان ج 2: 323، البحار ج 3: 221. الصافي ج 1: 894.

 (3)- و في البرهان «أبا عبد اللَّه ع» مكان «أبا جعفر ع».

 (4)- البحار ج 3: 221. البرهان ج 2: 323.

 (5)- هو أبو مجاشع بن الوليد من علماء العامة كان من خواص هاشم بن عبد الملك و بقي إلى زمن المنصور و له مع منصور حكاية لطيفة ذكرها القمي «ره» في الكنى و الألقاب فراجع إن شئت.

 (6)- البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221.

 (7)- البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221.

237
تفسير العياشي2

[سورة إبراهيم(14): آية 48] ص : 236

56- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ‏» قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها- حتى يفرغ من الحساب، فقال له قائل: إنهم يومئذ في شغل عن الأكل و الشرب فقال له: ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام و الشراب، أ هم أشد شغلا أم هم في النار فقد استغاثوا- فقال:

 «وَ إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ‏» «1».

57- عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ لقد خلق الله في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين- ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم الأرض- فأسكنوها واحدا بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله آدم أبا هذا البشر و خلق ذريته منه، و لا و الله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين- منذ خلقها الله، و لا خلت النار من أرواح الكافرين منذ خلقها الله- لعلكم ترون أنه إذا كان يوم القيامة و صير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، و صير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار، إن الله تبارك و تعالى لا يعبد في بلاده- و لا يخلق خلقا يعبدونه و يوحدونه [بلى و الله ليخلقن خلقا من غير فحولة- و لا إناث يعبدونه و يوحدونه‏] و يعظمونه- و يخلق لهم أرضا تحملهم و سماء تظلهم- أ ليس الله يقول: «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ‏» و قال الله:

 «أَ فَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ- بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ» «2».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221.

 (2)- البحار ج 3: 398. البرهان ج 2: 324. الصافي ج 1: 895.

238
تفسير العياشي2

(15) من سورة الحجر ص : 239

 

 (15) من سورة الحجر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن عبد الله بن عطاء المكي قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ‏» قال: ينادي مناد يوم القيامة يسمع الخلائق:

إنه لا يدخل الجنة إلا مسلم- ثم يود سائر الخلق أنهم كانوا مسلمين‏ «1».

2- و بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ع‏ فثم يود الخلق أنهم كانوا مسلمين‏ «2».

3- عن بكر بن محمد الأزدي عن عمه عبد السلام عن أبي عبد الله ع قال:

قال‏ يا عبد السلام احذر الناس و نفسك، فقلت: بأبي أنت و أمي- أما الناس فقد أقدر على أن أحذرهم، فأما نفسي فكيف قال: إن الخبيث يسترق السمع يجيئك فيسترق- ثم يخرج في صورة آدمي، فيقول، قال عبد السلام، فقلت: بأبي أنت و أمي هذا ما لا حيلة له قال: هو ذلك‏ «3».

4- عن ابن وكيع عن رجل عن أمير المؤمنين ع قال: قال رسول الله ص‏ لا تسبوا الريح فإنها بشر و إنها نذر، و إنها لواقح فاسألوا الله من خيرها، و تعوذوا به من شرها «4».

5- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ لله رياح‏ «5» رحمة لواقح- ينشرها

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 325. الصافي ج 1: 897 و فيهما «لو كانوا مسلمين» بزيادة لفظة «لو».

 (2)- البرهان ج 2: 325. الصافي ج 1: 897 و فيهما «لو كانوا مسلمين» بزيادة لفظة «لو».

 (3)- البحار ج 14: 619 البرهان ج 2: 328.

 (4)- البرهان ج 2: 328. البحار ج 14: 285، الصافي ج 1: 900.

 (5)- و في نسخة البرهان «إن للَّه رياح اه».

 

239
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): آية 24] ص : 240

بين يدي رحمته‏ «1».

6- عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ «وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ- وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ‏» قال: هم المؤمنون من هذه الأمة «2».

7- عن جابر عن أبي جعفر ع قال: قال أمير المؤمنين ع‏ قال الله للملائكة «إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ- فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ‏» قال: و كان من الله ذلك تقدمه منه إلى الملائكة- احتجاجا منه عليهم، و ما كان الله يغير ما بقوم- إلا بعد الحجة عذرا و نذرا، فاغترف الله غرفة بيمينه- و كلتا يديه يمين‏ «3» من الماء العذب الفرات- فصلصلها في كفه‏ «4» فجمدت- ثم قال: منك أخلق النبيين و المرسلين- و عبادي الصالحين الأئمة المهديين‏ «5» الدعاة إلى الجنة و

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 328. البحار ج 14: 285.

 (2)- البرهان ج 2: 328. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1: 901.

 (3)- قال الجزري: في الحديث و كلتا يديه يمين أي إن يديه تبارك و تعالى بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما، لأن الشمال تنقص عن اليمين و كل ما جاء في القرآن و الحديث من إضافة اليد و الأيدي و اليمين و غير ذلك من أسماء الجوارح إلى اللَّه تعالى فإنما هو على سبيل المجاز و الاستعارة و اللَّه منزه عن التشبيه و التجسيم.

و قال المجلسي (ره) بعد نقل كلامه-: لما كانت اليد كناية عن القدرة فيحتمل أن يكون المراد باليمين القدرة على الرحمة و النعمة و الفضل، و بالشمال: القدرة على العذاب و القهر و الابتلاء، فالمعنى أن عذابه و قهره و أمراضه و إماتته و سائر المصائب و العقوبات لطف و رحمة لاشتمالها على الحكم الخفية و المصالح العامة، و به يمكن أن يفسر ما ورد في الدعاء: و الخير في يديك. «انتهى» و قد مر الحديث باختلاف يسير في سورة البقرة.

 (4)- الصلصال: الطين اليابس الذي لم يطبخ إذا نقريه صوت كما يصوت الفخار و الفخار ما طبخ من الطين.

 (5)- و في البرهان «المهتدين».

240
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): الآيات 36 الى 38] ص : 241

أتباعهم- إلى يوم القيمة و لا أبالي و لا أسأل عما أفعل‏ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ‏، ثم اغترف الله غرفة بكفه الأخرى- من الماء الملح الأجاج فصلصلها في كفه فجمدت- ثم قال لها: منك أخلق الجبارين و الفراعنة- و العتاة و إخوان الشياطين و أئمة الكفر، و الدعاة إلى النار و أتباعهم إلى يوم القيمة و لا أبالي و لا أسأل عما أفعل‏ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ‏، و اشترط في ذلك البداء فيهم- و لم يشترط في أصحاب اليمين البداء لله فيهم، ثم خلط الماءين في كفه جميعا فصلصلها ثم أكفأهما قدام عرشه- و هما بلة من طين‏ «1».

8- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله: «وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ‏» قال: روح خلقها الله فنفخ في آدم منها «2».

9- عن محمد بن أورمة عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن الروح التي في آدم قوله: «فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي‏» قال: هذه روح مخلوقة لله، و الروح التي في عيسى ابن مريم مخلوقة لله‏ «3».

10- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي‏» قال: خلق خلقا و خلق روحا، ثم أمر الملك فنفخ فيه- و ليست بالتي نقصت من الله شيئا، هي من قدرته تبارك و تعالى‏ «4».

11- و في رواية سماعة عنه‏ خلق آدم فنفخ فيه، و سألته عن الروح- قال: هي من قدرته من الملكوت‏ «5».

12- عن أبان قال: قال أبو عبد الله ع‏ إن علي بن الحسين إذا أتى الملتزم قال اللهم إن عندي أفواجا من ذنوب، و أفواجا من خطايا، و عندك أفواج من رحمة و أفواج من مغفرة، يا من استجاب لأبغض خلقه إليه- إذ قال «فَأَنْظِرْنِي إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ‏» استجب لي و افعل بي كذا و كذا «6».

13- عن الحسن [الحسين‏] بن عطية قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 328. البحار ج 3: 66 و فيه «سلالة من طين».

 (2)- البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342.

 (3)- البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342.

 (4)- البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342.

 (5)- البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342.

 (6)- البرهان ج 2: 343. البحار ج 21: 44.

241
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): آية 41] ص : 242

إن إبليس عبد الله في السماء الرابعة- في ركعتين ستة آلاف سنة، و كان من إنظار الله إياه إلى يوم الوقت المعلوم- بما سبق من تلك العبادة «1».

14- عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول إبليس: «رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ- قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى‏ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ‏» قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو قال: يا وهب أ تحسب أنه يوم يبعث الله فيه الناس إن الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة و جاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه‏ «2» فيقول: يا ويله من هذا اليوم- فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه- فذلك اليوم هو الوقت المعلوم‏ «3».

15- عن أبي جميلة عن عبد الله بن أبي جعفر «4» عن أخيه‏ عن قوله: «هذا صراط علي مستقيم» قال: هو أمير المؤمنين ع‏ «5».

16- عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ قلت أ رأيت قول الله: «إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ‏» ما تفسير هذا قال: قال الله: إنك لا تملك أن تدخلهم جنة و لا نارا «6».

17- عن علي بن النعمان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ‏» قال: ليس على هذه العصابة خاصة سلطان، قال:

قلت: و كيف جعلت فداك و فيهم ما فيهم قال: ليس حيث تذهب إنما قوله: «لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ‏» أن يحبب إليهم الكفر و يبغض إليهم الإيمان‏ «7».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 343. البحار ج 14: 628.

 (2)- جثا: جلس على ركبتيه.

 (3)- البرهان ج 2: 343. البحار ج 14: 628. الصافي ج 1: 906.

 (4)- كذا في المخطوطتين و في البرهان «عن أبي عبد اللَّه عن أبي جعفر» و في نسخة الصافي هكذا «العياشي عن السجاد اه». و في البحار هكذا: «عن أبي جميلة عن أبي عبد اللَّه، و عن جابر عن أبي جعفر قال قلت: أ رأيت اه» و ذكر الحديث الثاني.

 (5)- البرهان ج 2: 344. الصافي ج 1: 107.

 (6)- البرهان ج 2: 344. البحار ج 14: 628.

 (7)- البرهان ج 2: 344. البحار ج 14: 628.

242
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): آية 44] ص : 243

18- عن أبي بصير قال: سمعت جعفر بن محمد ع و هو يقول‏ نحن أهل بيت الرحمة و بيت النعمة و بيت البركة، و نحن في الأرض بنيان و شيعتنا عرى الإسلام‏ «1» و ما كانت دعوة إبراهيم إلا لنا و لشيعتنا، و لقد استثنى الله إلى يوم القيامة إلى إبليس فقال: «إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ‏» «2».

19- عن أبي بصير عن جعفر بن محمد ع قال‏ يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب، بابها الأول للظالم و هو زريق و بابها الثاني لحبتر، و الباب الثالث للثالث، و الرابع لمعاوية، و الباب الخامس لعبد الملك و الباب السادس لعسكر بن هوسر، و الباب السابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم‏ «3».

20- عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن قال‏ سأله رجل عن الجزء و جزء الشي‏ء- فقال: من سبعة إن الله يقول في كتابه: «لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ‏

______________________________

 (1)- العرى جمع العروة: كلما يؤخذ باليد و ما يوثق به و يعول عليه و قولهم «عرى الإيمان- أو عرى الإسلام» على التشبيه بالعروة التي يستمسك بها و يستوثق.

 (2)- البرهان ج 2: 344. البحار ج 15 (ج 1): 111.

 (3)- البرهان ج 2: 345. البحار ج 4: 378 و 8: 220، و قال المجلسي (ره) زريق كناية عن الأول لأن العرب يتشأم بزرقة العين. و الحبتر هو الثعلب و لعله إنما كني عنه لحيلته و مكره. و في غيره من الأخبار وقع بالعكس و هو أظهر إذ الحبتر بالأول أنسب و يمكن أن يكون هنا أيضاً المراد ذلك، و إنها قدم الثاني لأنه أشقى و أفظ و أغلظ، و عسكر بن هوسر كناية عن بعض خلفاء بني أمية أو بني العباس. و كذا أبي سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي، و يحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة و سائر أهل الجمل.

إذ كان اسم جمل عائشة عسكراً، و روي أنه كان شيطاناً.

و قال في غير هذا الموضع: و يحتمل أن يكون كناية عن بعض ولاة بني أمية كأبي سلامة، و يحتمل أن يكون أبو سلامة كناية عن أبي مسلم إشارة إلى من سلطهم من بني العباس.

243
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): آية 47] ص : 244

جُزْءٌ مَقْسُومٌ‏» «1».

21- عن إسماعيل بن همام الكوفي قال: قال الرضا ع‏ في رجل أوصى بجزء من ماله- فقال: جزء من سبعة، إن الله يقول في كتابه «لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ‏» «2».

22- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «إِخْواناً عَلى‏ سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ‏» قال: و الله ما عنى غيركم‏ «3».

23- عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله ع قال: قال: سمعته يقول‏ أنتم و الله الذين قال الله: «وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ- إِخْواناً عَلى‏ سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ‏» إنما شيعتنا، لا أصحاب الأربعة الأعين، عينين في الرأس، و عينين في القلب، إلا و الخلائق كلهم كذلك- إلا أن الله فتح أبصاركم‏ وَ أَعْمى‏ أَبْصارَهُمْ‏ «4».

24- عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال‏ ليس منكم رجل و لا امرأة إلا و ملائكة الله يأتونه بالسلام، و أنتم الذين قال الله: «وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى‏ سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ‏» «5».

25- عن محمد بن القاسم عن أبي عبد الله ع قال‏ إن سارة قالت لإبراهيم ع:

قد كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا فتقر أعيننا، فإن الله قد اتخذك خليلا- و هو مجيب دعوتك إن شاء الله، فسأل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما حليما، فأوحى الله إليه أني واهب لك غلاما حليما- ثم أبلوك فيه بالطاعة لي، قال أبو عبد الله ع: فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلاث سنين- ثم جاءته البشارة من الله بإسماعيل مرة أخرى- بعد ثلاث سنين‏ «6».

26- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له: أصلحك الله أ كان رسول الله ص يتعوذ من البخل قال: نعم يا با محمد في كل صباح و مساء،

______________________________

 (1)- البحار ج 23: 50. البرهان ج 2: 345- 346.

 (2)- البحار ج 23: 50. البرهان ج 2: 345- 346.

 (3)- البرهان ج 2: 347- 348. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1:

908.

 (4)- البرهان ج 2: 347- 348. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1:

908.

 (5)- البرهان ج 2: 347- 348. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1:

908.

 (6)- البرهان ج 2: 348. البحار ج 5: 147. الصافي ج 1: 908.

244
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): الآيات 51 الى 65] ص : 244

و نحن نعوذ بالله من البخل، إن الله يقول في كتابه «وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏» و سأنبئك عن عاقبة البخل، إن قوم لوط كانوا أهل قرية بخلاء أشحاء على الطعام- فأعقبهم الله داء لا دواء له في فروجهم، قلت. و ما أعقبهم قال: إن قوم [قرية] لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام و مصر، فكانت المارة تنزل بهم‏ «1» فيضيفونه، فلما أن كثر ذلك عليهم ضاقوا به ذرعا «2» و بخلا و لوما، فدعاهم البخل إلى أن كان إذا نزل بهم الضيف- فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك، و إنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف- حتى تنكل النازلة عليهم- فشاع أمرهم في القرى و حذرتهم المارة- فأورثهم البخل بلاء- لا يدفعونه عن أنفسهم في شهوة بهم إليه، حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد، و يعطونهم عليه الجعل، فأي داء أعدى [أدأى‏] من البخل، و لا أضر عاقبة و لا أفحش عند الله.

قال أبو بصير: فقلت له: أصلحك الله- هل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا مبتلين قال: نعم إلا أهل بيت من المسلمين، أ ما تسمع لقوله: «فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ- فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏» ثم قال أبو جعفر ع إن لوطا لبث مع قومه ثلاثين سنة- يدعوهم إلى الله و يحذرهم عقابه، قال: و كانوا قوما لا يتنظفون من الغائط- و لا يتطهرون من الجنابة، و كان لوط و آله يتنظفون من الغائط- و يتطهرون من الجنابة، و كان لوط ابن خالة إبراهيم، و إبراهيم ابن خالة لوط، و كانت امرأة إبراهيم سارة أخت لوط، و كان إبراهيم و لوط نبيين ع مرسلين منذرين، و كان لوط رجلا سخيا كريما- يقري الضيف‏ «3» إذا نزل به و يحذره قومه، قال: فلما أن رأى قوم لوط ذلك قالوا: إنا ننهاك عن العالمين لا تقري ضيفا نزل بك، فإنك إن فعلت فضحنا ضيفك و أخزيناك فيه- و كان لوط إذا

______________________________

 (1)- و في نسخة «تنزلونهم».

 (2)- ضاق بالأمر ذرعه و ضاق به ذرعاً: ضعف طاقته و لم يجد من المكروه فيه مخلصاً.

 (3)- قرى الضيف: أضافه و أجاره و أكرمه.

245
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): الآيات 51 الى 65] ص : 244

نزل به الضيف- كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه، و ذلك أن لوطا كان فيهم لا عشيرة له.

قال: و إن لوطا و إبراهيم لا يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط، و كانت لإبراهيم و لوط منزلة من الله شريفة، و إن الله تبارك و تعالى كان إذا هم بعذاب قوم لوط أدركته فيهم مودة إبراهيم و خلته و محبة لوط فيراقبهم فيه فيؤخر عذابهم.

قال أبو جعفر: فلما اشتد أسف الله على قوم لوط و قدر عذابهم و قضاه- أحب أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام حليم- فيسلي به مصابه بهلاك قوم لوط، فبعث الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم- و خاف أن يكونوا سراقا- قال: فلما أن رأته الرسل فزعا وجلا فَقالُوا سَلاماً، قالَ سَلامٌ‏ قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ- قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ‏ بِغُلامٍ حَلِيمٍ‏، قال أبو جعفر ع: و الغلام الحليم هو إسماعيل من هاجر، فقال إبراهيم للرسل: «أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلى‏ أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ- قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ‏» فقال إبراهيم للرسل فما خطبكم بعد البشارة «قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى‏ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ‏» قوم لوط إنهم كانوا قوما فاسقين، لننذرهم عذاب رب العالمين- قال أبو جعفر ع: فقال إبراهيم للرسل:

 «إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها- لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ‏» قال: «فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ- قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ- قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ‏» يقول: من عذاب الله لننذر قومك العذاب، «فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ‏» يا لوط إذا مضى من يومك هذا سبعة أيام بلياليها «بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ‏».

قال أبو جعفر فقضوا إلى لوط ذلك الأمر- أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين- قال أبو جعفر:

فلما كان يوم الثامن مع طلوع الفجر- قدم الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسحاق و يعزونه بهلاك قوم لوط و ذلك قول الله في سورة هود «وَ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى‏ قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ- فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ» يعني ذكيا مشويا نضيجا «فَلَمَّا رَأى‏ أَيْدِيَهُمْ لا

246
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): الآيات 75 الى 76] ص : 247

تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ- وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً- قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى‏ قَوْمِ لُوطٍ وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ» قال أبو جعفر ع: إنما عنى امرأة إبراهيم سارة قائمة «فبشروها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ قالَتْ يا وَيْلَتى‏ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ» إلى قوله: «إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» قال أبو جعفر ع: فلما أن جاءت البشارة بإسحاق ذهب عنه الروع و أقبل يناجي ربه في قوم لوط و يسأله كشف العذاب عنهم، قال الله: «يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ- وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ» بعد طلوع الشمس من يومي‏ «1» هذا محتوم غير مردود «2».

27- عن صفوان الجمال قال‏ صليت خلف أبي عبد الله ع فأطرق- ثم قال: اللهم لا تقنطني من رحمتك، ثم جهر فقال: «وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ‏» «3».

28- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏» قال: هم الأئمة قال رسول الله ص: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله- لقوله: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏» «4».

29- عن أسباط بن سالم قال‏ سأل رجل من أهل هيت‏ «5» أبا عبد الله ع عن قول الله: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ- وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ‏» قال: نحن المتوسمين و السبيل فينا مقيم‏ «6».

30- عن عبد الرحمن بن سالم الأشل رفعه‏ في قوله «لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏»

______________________________

 (1)- و في البرهان «من يومك».

 (2)- البحار ج 5: 152. البرهان ج 2: 348. الصافي ج 1: 909.

 (3)- البرهان ج 2: 349. البحار ج 18: 452.

 (4)- البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118.

 (5)- قال ياقوت هيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل كثير و خيرات واسعة، و قال ابن سكيت: سميت هيت هيت لأنها في هوة من الأرض انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.

 (6)- البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 116- 118.

247
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): الآيات 75 الى 76] ص : 247

قال: هم آل محمد الأوصياء ع‏ «1».

31- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ أن في الإمام آية للمتوسمين، و هو السبيل المقيم ينظر بنور الله و ينطق عن الله- لا يعزب عليه [عنه‏] شي‏ء مما أراد «2».

32- عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر ع‏ بينما أمير المؤمنين ع جالس في مسجد الكوفة قد احتبى بسيفه و ألقى برنسه‏ «3» وراء ظهره إذ أتته امرأة مستعدية على زوجها، فقضى للزوج على المرأة فغضبت، فقالت: لا و الله ما هو كما قضيت، لا و الله ما تقضي بالسوية، و لا تعدل في الرعية- و لا قضيتك عند الله بالمرضية، قال: فنظر إليها أمير المؤمنين فتأملها- ثم قال لها: أ كذبت يا جرية يا بذية يا سلسع يا سلفع‏ «4» أيا التي تحيض من حيث لا تحيض النساء، قال: فولت هاربة و هي تولول و تقول: يا ويلي يا ويلي يا ويلي ثلاثا، قال: فلحقها عمرو بن حريث‏ «5» فقال لها:

يا أمة الله أسألك! فقالت: ما للرجال و للنساء في الطرقات فقال: إنك استقبلت أمير المؤمنين عليا بكلام- سررتني به- ثم قرعك أمير المؤمنين بكلمة فوليت مولولة

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118.

 (2)- البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118.

 (3)- احتبى احتباء: جمع بين ظهره و ساقيه بعمامة و نحوها ليستند إذ لم يكن للعرب في البوادي جدران تستند إليها في مجالسها. و البرنس: قلنسوة طويلة كناية تلبس في صدر الإسلام. كل ثوب رأسه ملتزق به.

 (4)- و في بعض النسخ «أيا» بدل «يا» في المواضع.

و البذية: الفحاشة. و السلفع: السليط. و امرأة سلفع: الذكر و الأنثى فيه سواء يقال سليطة جريئة. و قال الطريحي: السلفع: من تحيض من حيث لا تحيض النساء.

 (5)- عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبيد اللَّه المخزومي القرشي ملعون زنديق مات سنة 85 قيل إنه أول قرشي اتخذ بالكوفة داراً و إنه كان من أغنى أهل الكوفة و ولي لبني أمية بالكوفة و كانوا يميلون إليه و يتقوون به و كان هواه معهم و الروايات في خبثه و زندقته كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال.

248
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): آية 87] ص : 249

فقالت: إن ابن أبي طالب و الله استقبلني فأخبرني بما هو في- و بما كتمته من بعلي منذ ولي عصمتي، لا و الله ما رأيت طمثا قط من حيث ترينه النساء، قال: فرجع عمرو بن حريث إلى أمير المؤمنين فقال له: و الله يا أمير المؤمنين ما نعرفك بالكهانة فقال له:

و ما ذلك يا ابن حريث فقال له: يا أمير المؤمنين إن هذه المرأة ذكرت أنك أخبرتها بما هو فيها، و أنها لم تر طمثا قط من حيث تراه النساء، فقال له: ويلك يا ابن حريث إن الله تبارك و تعالى- خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، و ركب الأرواح في الأبدان- فكتب بين أعينها كافر و مؤمن، و ما هي مبتلاة بها إلى يوم القيامة ثم أنزل بذلك قرآنا على محمد ص فقال: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏» فكان رسول الله ص المتوسم ثم أنا من بعده، ثم الأوصياء من ذريتي من بعدي، إني لما رأيتها تأملتها- فأخبرتها بما هو فيها و لم أكذب‏ «1».

33- عن سورة بن كليب قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ نحن المثاني التي أعطي نبينا «2».

34- عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ سألته عن قوله: «وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي‏» قال: فاتحة الكتاب يثني فيها القول‏ «3».

35- عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال‏: قال إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثاني و سورة أخرى، و صل ركعتين و ادع الله، قلت: أصلحك الله و ما المثاني فقال: فاتحة الكتاب [ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏»] «4».

36- عن سورة بن كليب عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ نحن المثاني‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 117. و نقله المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة ج 3: 51 مختصراً عن الكتاب.

 (2)- البرهان ج 2: 353. الصافي ج 1: 912.

 (3)- البرهان ج 2: 353. الصافي ج 1: 912.

 (4)- البرهان ج 2: 353. الصافي ج 1: 912. البحار ج 18: 96.

249
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): آية 87] ص : 249

التي أعطي نبينا «1» و نحن وجه الله في الأرض، نتقلب بين أظهركم عرفنا من عرفنا فأمامه اليقين و من أنكرنا فأمامه السعير «2».

37- عن يونس بن عبد الرحمن عمن ذكره رفعه قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏» قال: إن ظاهرها الحمد و باطنها ولد الولد، و السابع منها القائم ع‏ «3».

38- قال حسان العامري‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله: «وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏» قال: ليس هكذا تنزيلها، إنما هي «وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي‏» نحن هم «وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏» ولد الولد «4».

39- عن القاسم بن عروة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي- وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏» قال: سبعة أئمة و القائم ع‏ «5».

______________________________

 (1)- عن الصدوق (ره): أنه قال: قوله نحن المثاني أي نحن الذين قرننا النبي (ص) إلى القرآن، و أوصى بالتمسك بالقرآن و بنا. و أخبر أمته أنا لا نفرق حتى نرد حوضه.

و قال الفيض (ره): لعلهم (ع) إنما عدوا سبعاً باعتبار أسمائهم فإنها سبعة و على هذا فيجوز أن يجعل المثاني من الثناء، و أن يجعل من التثنية باعتبار تثنيتهم مع القرآن و أن يجعل كناية عن عددهم الأربعة عشر بأن يجعل نفسه واحداً منهم بالتغاير الاعتباري بين المعطي و المعطى له «انتهى».

و قيل: إن المراد بالسبع المثاني النبي و الائمة و فاطمة ع فهم أربعة عشر، سبعة و سبعة لقوله: المثاني فكل واحد من السبعة مثنى.

 (2)- البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115.

 (3)- البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. إثبات الهداة ج 7: و لمؤلفه (ره) بيان في الحديث فراجع إن شئت.

 (4)- البحار ج 7: 115. البرهان ج 2: 354.

 (5)- البحار ج 7: 115. البرهان ج 2: 354. إثبات الهداة ج 3: 52.

250
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): آية 88] ص : 251

40- عن السدي عمن سمع عليا يقول‏ «سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي‏» فاتحة الكتاب‏ «1».

41- عن سماعة قال: قال أبو الحسن ع‏ «وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏» قال: لم يعط الأنبياء إلا محمدا ص و هم السبعة الأئمة الذين يدور عليهم الفلك، و القرآن العظيم محمد عليه و آله السلام‏ «2».

42- عن حماد عن بعض أصحابه عن أحدهما في قول الله «لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‏ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ‏» قال: إن رسول الله ص نزل به ضيقة [فاستسلف من يهودي‏] «3» فقال اليهودي! و الله ما لمحمد ثاغية و لا راغية «4» فعلى ما أسلفه، فقال رسول الله ص: إني لأمين الله في سمائه و أرضه- و لو ائتمنني على شي‏ء لأديته إليك- قال: فبعث بدرقة له‏ «5» فرهنها عنده، فنزلت عليه: «وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‏ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا» «6».

43- عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ في «الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ‏» قال: هم قريش‏ «7».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 354.

 (2)- البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. إثبات الهداة ج 3: 52 و قال المحدث الحر العاملي (ره): هؤلاء السبعة من جملة الاثني عشر، و لعل لهم امتيازاً على الباقي من بعض الجهات و الخصوصيات و اللَّه أعلم، السبعة منهم غير منصوص على أعيانهم و هم (ع) أعلم بما أرادوا «انتهى».

أقول: و قد مر شطر من الكلام في ذلك تحت رقم 36 فراجع و كأن أقرب الأقوال ما قاله الفيض «ره» في ذلك.

 (3)- استسلف: اقترض.

 (4)- ثغا الشاة: صوتت. الثاغية: الشاة. و رغا الناقة مثل ثغا و الراغية: الناقة و قوله ما له ثاغية و لا راغية أي ما له شاة و لا بعير.

 (5)- الدرقة- محركة-: الترس من جلود ليس فيه خشب و لا عقب.

 (6)- البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354- 356. الصافي ج 1: 913.

 (7)- البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354- 356. الصافي ج 1: 913.

251
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): آية 94] ص : 252

44- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله «الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ‏» قال: هم قريش‏ «1».

45- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها» قال: نسختها «فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ» «2».

46- عن أبان بن عثمان الأحمر رفعه قال‏ كان المستهزءين خمسة من قريش، الوليد بن المغيرة المخزومي، و العاص بن وائل السهمي، و الحارث بن حنظلة «3» و الأسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري، و الأسود بن المطلب بن أسد، فلما قال الله: «إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ‏» علم رسول الله أنه قد أخزاهم- فأماتهم الله بشر ميتات‏ «4».

______________________________

 (1)- البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354- 356. الصافي ج 1: 913.

 (2)- البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354- 356. الصافي ج 1: 913.

 (3)- كذا في النسخ لكن في كثير من الروايات كرواية الصدوق (ره) و الطبرسي في الاحتجاج و القمي (ره) في التفسير «حارث بن طلاطلة» و في تفسير المجمع «حارث بن قيس».

 (4)- البرهان ج 2: 61. البحار ج 4: 61. الصافي ج 1: 914.

ثم إنه قد ذكر في سائر الروايات كيفية قتلهم و ميتتهم و إن اللَّه تعالى قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد و لا بأس بذكر القصة مجملا فنقول:

أما الوليد بن المغيرة فإنه مر بسهم لرجل من خزاعة قد راشه (أي ألزق عليه الريش) و وضعه في الطريق فأصاب أسفل عقبه قطعة من ذلك فانقطع أكحله حتى أدماه فمات و هو يقول: قتلني رب محمد، و أما العاص بن وائل السهمي فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات و هو يقول: قتلني رب محمد، و أما الأسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل الشجرة فأتاه جبرئيل فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه: امنع هذا عني، فقال: ما أرى أحداً يصنع بك شيئاً إلا نفسك، فقتله و هو يقول: قتلني رب محمد، و قيل: إنه أكل حوتاً مالحاً فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، و أما الأسود بن المطلب فإن النبي (ص) دعا عليه أن يعمى بصره و أن يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل بورقة خضراء، فضرب بها وجهه فعمي و بقي حتى أثكله اللَّه ولده، و أما الحارث فإنه خرج من بيته في السموم (و هي الريح الحارة و قيل: الحر الشديد النافذ في المسام) فتحول حبشياً فرجع إلى أهله فقال: أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه، و هو يقول قتلني رب محمد.

كل ذلك في ساعة واحدة و ذلك أنهم كانوا بين يدي رسول اللَّه (ص) فقالوا يا محمد ننتظر بك إلى الظهر فإن رجعت عن قولك و إلا قتلناك، فدخل النبي (ص) منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم، فأتاه جبرئيل عن اللَّه من ساعته فقال: يا محمد السلام يقرئ عليك السلام و هو يقول: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ‏ اه.

252
تفسير العياشي2

[سورة الحجر(15): آية 95] ص : 252

47- عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ اكتتم رسول الله ص بمكة سنين ليس يظهر، و علي معه و خديجة، ثم أمره الله أن يصدع بما يؤمر- فظهر رسول الله ص فجعل يعرض نفسه على قبائل العرب، فإذا أتاهم قالوا: كذاب امض عنا «1».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 356. البحار ج 1: 914.

253
تفسير العياشي2

(16) من سورة النحل ص : 254

 

 (16) من سورة النحل‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ من قرأ سورة النحل في كل شهر- دفع الله عنه المعرة في الدنيا «1» و سبعين نوعا من أنواع البلاء- أهونه الجنون و الجذام و البرص، و كان مسكنه في جنة عدن.

و قال أبو عبد الله ع: و جنة عدن هي وسط الجنان‏ «2».

2- عن هشام بن سالم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «أَتى‏ أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ‏» قال: إذا أخبر الله النبي ص بشي‏ء إلى وقت- فهو قوله: «أَتى‏ أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ‏» حتى أتى ذلك الوقت- و قال: إن الله إذا أخبر أن شيئا كائن- فكأنه قد كان‏ «3».

3- عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع‏ أن أول من يبايع القائم جبرئيل ع ينزل عليه في صورة طير أبيض فيبايعه، ثم يضع رجلا على البيت الحرام و رجلا على البيت المقدس، ثم ينادي بصوت رفيع يسمع الخلائق: «أَتى‏ أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ‏» «4».

4- و في رواية أخرى عن أبان عن أبي جعفر ع‏ نحوه‏ «5».

5- عن الكاهلي قال‏ سمعت أبا عبد الله ع يذكر الحج فقال: إن رسول الله ص قال: هو أحد الجهادين- هو جهاد الضعفاء، و نحن الضعفاء، أنه ليس شي‏ء أفضل من الحج‏

______________________________

 (1)- المعرة: المساءة و الإثم و الأذى و في نسختي البرهان و الصافي «المغرم» و هو بمعنى الدين.

 (2)- البرهان ج 2: 359. البحار ج 19: 70. الصافي ج 1: 948.

 (3)- البحار ج 13: 133. البرهان ج 2: 360. الصافي ج 1: 916.

 (4)- البرهان ج 2: 360. البحار ج 13: 175.

 (5)- البرهان ج 2: 360. البحار ج 13: 175.

 

254
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 16] ص : 255

إلا الصلاة، و في الحج هاهنا صلاة، و ليس في الصلاة قبلكم حج، لا تدع الحج و أنت تقدر عليه- أ لا ترى أنه تشعث فيه رأسك- و يقشف فيه جلدك‏ «1» و تمنع فيه من النظر إلى النساء، أنا هاهنا و نحن قريب و لنا مياه متصلة، فما نبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنتم في بعد البلاد، و ما من ملك و لا سوقة «2» يصل إلى الحج- إلا بمشقة من تغير مطعم أو مشرب- أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها، و ذلك لقول الله «وَ تَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى‏ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ- إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ‏» «3».

6- عن زرارة عن أحدهما قال‏ سألته عن أبوال الخيل و البغال و الحمير قال:

فكرهها «4» فقلت: أ ليس لحمها حلال قال: فقال: أ ليس قد بين الله لكم «وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْ‏ءٌ وَ مَنافِعُ- وَ مِنْها تَأْكُلُونَ‏» و قال [في الخيل‏] «وَ الْخَيْلَ وَ الْبِغالَ وَ الْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَ زِينَةً» فجعل للأكل الأنعام التي قص الله في الكتاب، و جعل للركوب الخيل و البغال و الحمير، و ليس لحومها بحرام و لكن الناس عافوها «5».

7- عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما ع‏ في قوله: «وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ‏» قال: هو أمير المؤمنين ع‏ «6».

8- عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ‏» قال: النجم رسول الله ص، و العلامات الأوصياء بهم يهتدون‏ «7».

______________________________

 (1)- شعث الشعر: تغير و تلبد لقلة تعهده بالدهن. و القشف: يبس الجلد.

 (2)- السوقة: الرعية من الناس.

 (3)- البرهان ج 2: 361. البحار ج 21: 3.

 (4)- في نسخة «نكرهها».

 (5)- البحار ج 14: 775. البرهان ج 2: 361 و عاف الرجل الطعام و الشراب و غيرهما عيفا.: كرهه فلم يأكله أو لم يشربه.

 (6)- البحار ج 7: 108. البرهان ج 2: 362. الصافي ج 1: 919. إثبات الهداة ج 3: 53.

 (7)- البحار ج 7: 108. البرهان ج 2: 362. الصافي ج 1: 919. إثبات الهداة ج 3: 53.

255
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): الآيات 20 الى 23] ص : 256

9- عن أبي مخلد الخياط «1» قال‏ قلت لأبي جعفر ع «وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ‏» قال: النجم محمد ص و العلامات الأوصياء ع‏ «2».

10- عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع‏ في قول الله: «وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ‏» قال: نحن العلامات و النجم رسول الله ص‏ «3».

11- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ‏» قال: هم الأئمة «4».

12- عن إسماعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب ع قال: قال رسول الله ص‏ «وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ‏» قال: هو الجدي لأنه نجم لا تزول و عليه بناء القبلة، و به يهتدي أهل البر و البحر «5».

13- عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ‏» قال: ظاهر «6» و باطن الجدي و عليه تبني القبلة- و به يهتدي أهل البر و البحر لأنه لا يزول‏ «7».

14- عن جابر عن أبي جعفر ع‏ قال سألته عن هذه الآية «وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ- أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَ ما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ‏» قال: الذين يدعون من دون الله الأول و الثاني و الثالث- كذبوا رسول الله ص بقوله والوا عليا و اتبعوه، فعادوا عليا و لم يوالوه- و دعوا الناس إلى ولاية أنفسهم، فذلك قول الله: «وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏» قال: و أما قوله: «لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً» فإنه يعني لا يعبدون، شيئا «وَ هُمْ يُخْلَقُونَ‏» فإنه يعني و هم يعبدون- و أما قوله «أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ» يعني كفار غير مؤمنين، و أما قوله: «وَ ما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ‏» فإنه يعني أنهم لا يؤمنون‏

______________________________

 (1)- و في البرهان «أبو خالد» بدل «أبو مخلد» و لكن الظاهر ما اخترناه.

 (2)- البحار ج 7: 108- 152، البرهان ج 2: 362، الصافي ج 1: 919.

 (3)- البحار ج 7: 108- 152، البرهان ج 2: 362، الصافي ج 1: 919.

 (4)- البحار ج 7: 108- 152، البرهان ج 2: 362، الصافي ج 1: 919.

 (5)- البحار ج 7: 108- 152، البرهان ج 2: 362، الصافي ج 1: 919.

 (6)- و في البحار «له ظاهر اه».

 (7)- البرهان ج 2: 362. البحار ج 7: 108. الصافي ج 1: 919 و قال الفيض «ره» في بيانه يعني معناه الظاهر الجدي و الباطن رسول اللَّه (ص).

256
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): الآيات 24 الى 25] ص : 257

أنهم يشركون، إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ، فإنه كما قال الله، و أما قوله: «فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ‏» فإنه يعني لا يؤمنون بالرجعة أنها حق، و أما قوله «قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ» فإنه يعني قلوبهم كافرة و أما قوله: «وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ‏» فإنه يعني عن ولاية علي مستكبرون، قال الله لمن فعل ذلك وعيدا منه‏ لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ‏» عن ولاية علي ع‏ «1».

5- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع‏ مثله سواء «2»..

15- عن مسعدة بن صدقة قال‏ مر الحسين بن علي ع بمساكين قد بسطوا كساء لهم- فألقوا: عليه كسرا فقالوا- هلم يا ابن رسول الله، فثنى وركه‏ «3» فأكل معهم، ثم تلا «إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ‏» ثم قال: قد أجبتكم فأجيبوني قالوا: نعم يا ابن رسول الله و تعمى عين، فقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للرباب: أخرجي ما كنت تدخرين‏ «4».

16- عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ» يعني ليست كملوا الكفر يوم القيامة، «وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ‏» يعني كفر الذين يتولونهم قال الله: «أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ‏» «5».

17- عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ نزل جبرئيل هذه الآية هكذا «و إذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم» في علي «قالوا أساطير الأولين» [يعنون بني إسرائيل‏] «6».

18- عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ‏ في علي‏ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ‏» سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم، فذلك قوله‏

______________________________

 (1)- البحار ج 9: 102. البرهان ج 2: 363.

 (2)- البحار ج 9: 102. البرهان ج 2: 363.

 (3)- الورك- ككتف-: ما فوق الفخذ كالكتف فوق العضد.

 (4)- البرهان ج 2: 363. البحار ج 10: 143. الصافي ج 1: 920.

 (5)- البحار ج 15 (ج 3): 33.

 (6)- البرهان ج 2: 363. البحار ج 9: 102. الصافي ج 1: 920.

257
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 26] ص : 258

 

 «أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ‏» و أما قوله: «لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ» فإنه يعني ليتكلموا الكفر يوم القيامة و أما قوله: «وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ‏» يعني يتحملون كفر الذين يتولونهم، قال الله «أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ‏» «1».

19- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ» قال: كان بيت غدر يجتمعون فيه‏ «2».

20- عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله ع‏ أنه قرأ «فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ‏» [و عنه بيتهم‏] «مِنَ الْقَواعِدِ» يعني بيت مكرهم‏ «3».

21- عن كليب عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ» قال: لا، فأتى الله بيتهم من القواعد، و إنما كان بيتا «4».

22- عن الحسين بن زياد الصيقل عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ «قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ‏» و لم يعلم الذين آمنوا «فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ‏، فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ‏» قال محمد بن كليب عن أبيه قال: قال: أتى بيتا «5».

23- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ فأتى الله بيتهم من القواعد قال: كان بيت غدر يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر «6».

24- عن ابن مسكان عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ‏» قال:

الدنيا «7».

25- عن خطاب بن مسلمة قال: قال أبو جعفر ع‏ ما بعث الله نبيا قط إلا بولايتنا و البراءة من عدونا، و ذلك قول الله في كتابه: «وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا منهم‏ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ- فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ- وَ مِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ» بتكذيبهم آل محمد، ثم قال: «فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ- فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ‏» «8».

______________________________

 (1)- البحار ج 9: 102. البرهان ج 2: 363.

 (2)- البرهان ج 2: 367. الصافي ج 1: 921.

 (3)- البرهان ج 2: 367. الصافي ج 1: 921.

 (4)- البرهان ج 2: 367. الصافي ج 1: 921.

 (5)- البرهان ج 2: 367. الصافي ج 1: 921.

 (6)- البرهان ج 2: 367. الصافي ج 1: 921.

 (7)- البرهان ج 2: 367. البحار ج 15 (ج 3): 33.

 (8)- البرهان ج 2: 368. الصافي ج 1: 923.

 

258
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): الآيات 38 الى 40] ص : 259

26- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ‏» قال: ما يقولون فيها قلت: يزعمون أن المشركين كانوا يحلفون لرسول الله إن الله لا يبعث الموتى- قال: تبا لمن قال هذا- ويلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات و العزى قلت: جعلت فداك فأوجدنيه أعرفه قال: لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا قبائع سيوفهم‏ «1» على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا، فيقولون: بعث فلان و فلان من قبورهم مع القائم فيبلغ ذلك قوما من أعدائنا- فيقولون: يا معشر الشيعة ما أكذبكم، هذه دولتكم و أنتم تكذبون فيها، لا و الله ما عاشوا و لا تعيشوا إلى يوم القيامة، فحكى الله قولهم فقال: «وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ‏» «2».

27- عن أبي عبد الله عن صالح بن ميثم قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالى «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً» قال: ذلك بهذه الآية «3» «وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ- بَلى‏ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ- لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ- وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ‏» «4».

28- عن سيرين‏ «5» قال‏ كنت عند أبي عبد الله ع إذ قال: ما يقول الناس في هذه الآية: «وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ‏» قال: يقولون: لا قيامة و لا بعث و لا نشور، فقال: كذبوا و الله إنما ذلك إذا قام القائم و كر معه المكرون‏

______________________________

 (1)- قبيعة السيف: ما كان على طرف مقبضه من فضة أو حديد. و الجمع: قبائع.

 (2)- البرهان ج 2: 368. البحار ج 13: 223.

 (3)- و في البرهان زيادة و هي: «ذلك حين يقول على أنا أولى الناس بهذه الآية اه».

 (4)- البحار ج 13: 212. البرهان ج 2: 368 و قد سقط منه قطعة من ذيل هذا الحديث و صدر الحديث الآتي فراجع إن شئت.

 (5)- كذا في النسخ و لم أظفر على ترجمته و يمكن أن يكون مصحف «السري» و هو مشترك بين جمع من أصحاب الصادق (ع) من معلوم الحال و غيره.

259
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 43] ص : 260

فقال: أهل خلافكم قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة و هذا من كذبكم، يقولون رجع فلان و فلان و فلان- لا و الله لا يبعث الله من يموت أ لا ترى أنهم قالوا: «وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ‏» كانت المشركون أشد تعظيما باللات و العزى من أن يقسموا بغيرها- فقال الله: «بَلى‏ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا» «لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ- إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‏» «1».

29- عن الفضيل قال‏ قلت لأبي عبد الله: أعلمني آية كتابك، قال: اكتب بعلامة كذا و كذا، و قل آية «2» من القرآن، قلت لفضيل: و ما تلك الآية قال:

ما حدثت أحدا بها غير بريد العجلي قال زرارة: أنا أحدثك بها «وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ‏» إلى آخر الآية- قال: فسكت الفضيل و لم يقل لا و لا نعم‏ «3».

30- عن حمزة بن محمد الطيار قال‏ عرضت على أبي عبد الله ع كلاما لأبي فقال: اكتب فإنه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون- إلا الكف عنه و التثبيت فيه، و ردوه إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد، و يجلو عنكم فيه العمى، قال الله «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‏» «4».

31- عن حمزة بن الطيار قال‏ عرضت على أبي عبد الله ع بعض خطب أبيه حتى انتهى إلى موضع، فقال: كف فأمسكت- ثم قال لي: اكتب و أملى علي أنه لا يسعكم، الحديث الأول‏ «5».

32- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له: إن من عندنا يزعمون أن قول الله: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‏» إنهم اليهود و النصارى فقال:

إذا يدعونكم إلى دينهم، قال: ثم قال بيده‏ «6» إلى صدره، نحن أهل الذكر، و

______________________________

 (1)- البحار ج 13: 217. البرهان ج 2: 368.

 (2)- و في البرهان «و قرأ آية».

 (3)- البرهان ج 2: 368.

 (4)- البرهان ج 1: 371. البحار ج 7: 37.

 (5)- البرهان ج 1: 371. البحار ج 7: 37.

 (6)- أي أشار.

260
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): الآيات 45 الى 46] ص : 261

نحن المسئولون، قال: قال أبو جعفر: الذكر القرآن‏ «1».

33- عن أحمد بن محمد قال‏ كتب إلي أبو الحسن الرضا ع عافانا الله و إياك أحسن عافية، إنما شيعتنا من تابعنا و لم يخالفنا، و إذا خفنا خاف و إذا أمنا أمن، قال الله «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‏» قال: «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ- لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ‏» الآية- فقد فرضت عليكم المسألة و الرد إلينا، و لم يفرض علينا الجواب، أ و لم تنهوا عن كثرة المسائل- فأبيتم أن تنتهوا «2» إياكم- و ذاك فإنه إنما هلك- من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم، قال الله:

 «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ- إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ‏» «3».

34- عن إبراهيم بن عمر عمن سمع أبا جعفر ع يقول‏ إن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ع، ثم صار عند محمد بن علي ع، ثم‏ يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ، فالزم هؤلاء- فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة رجل- و معه راية رسول الله ص عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء فيقول: هذا مكان القوم الذين خسف الله بهم، و هي الآية التي قال الله «أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ- أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ- أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ- أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ‏» «4».

35- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع‏ سئل عن قول الله «أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ- أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ‏» قال: هم أعداء الله و هم يمسخون- و يقذفون و يسيحون في الأرض‏ «5».

36- عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ «و لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ» يعني بذلك: و لا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد «6».

______________________________

 (1)- البحار ج 7: 37. البرهان ج 2: 371. الصافي ج 1: 925.

 (2)- و في نسخة البرهان «فأنبئهم أن تنتهوا».

 (3)- البرهان ج 2: 371. البحار ج 2: 37. الوسائل ج 3 أبواب صفات القاضي باب 7.

 (4)- البرهان ج 2: 373. الصافي ج 1: 926.

 (5)- البرهان ج 2: 373. الصافي ج 1: 926.

 (6)- البرهان ج 2: 373. البحار ج 7: 74.

261
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 52] ص : 262

37- عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ لَهُ الدِّينُ واصِباً» قال: واجبا «1».

38- عن حمران عن أبي عبد الله ع قال‏ الأجل الذي يسمى في ليلة القدر هو الأجل الذي قال الله «فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ‏» «2».

39- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ص‏ يا أنس اسكب لي وضوءا «3» قال: فعمدت فسكبت للنبي وضوءا في البيت‏ «4» فأعلمته فخرج فتوضأ- ثم عاد إلى البيت إلى مجلسه- ثم رفع رأسه إلى أنس فقال: يا أنس أول من يدخل علينا أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين، قال أنس فقلت بيني و بين نفسي: اللهم اجعله رجلا من قومي، قال: فإذا أنا بباب الدار يقرع، فخرجت ففتحت فإذا علي بن أبي طالب ع، فدخل فيمشي- فرأيت رسول الله ص حين رآه وثب على قدميه مستبشرا- فلم يزل قائما و علي يمشي حتى دخل عليه البيت، فاعتنقه رسول الله فرأيت رسول الله ص يمسح بكفه وجهه‏ «5» فيمسح به وجه علي و يمسح عن وجه علي بكفه- فيمسح به وجهه يعني وجه نفسه- فقال له علي: يا رسول الله لقد صنعت بي اليوم شيئا ما صنعت بي قط فقال رسول الله ص: و ما يمنعني و أنت وصيي و خليفتي- و الذي يبين لهم ما يختلفون [فيه‏] بعدي، و تسمعهم نبوتي‏ «6».

40- عن سعيد بن يسار عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله أمر نوحا أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين، فحمل النخل و العجوة فكانا زوجا، فلما نضب‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 374.

 (2)- البرهان ج 2: 374.

 (3)- سكب الماء: صبه.

 (4)- و في نسخة مخطوطة «إليه البيت».

 (5)- و في رواية الإربلي في كشف الغمة بطريقه عن العامة «يمسح العرق من جبهته و وجهه اه».

 (6)- البرهان ج 2: 374. البحار ج 9: 290.

262
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): الآيات 68 الى 69] ص : 263

الماء «1» أمر الله نوحا أن يغرس الحبلة «2» و هي الكرم، فأتاه إبليس فمنعه عن غرسها و أبى نوح إلا أن يغرسها، و أبى إبليس أن يدعه يغرسها، و قال: ليست لك و لا لأصحابك إنما هي لي و لأصحابي، فتنازعا ما شاء الله، ثم إنهما اصطلحا- على أن جعل نوح لإبليس ثلثيها و لنوح ثلثها- و قد أنزل الله لنبيه في كتابه ما قد قرأتموه «وَ مِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَ الْأَعْنابِ- تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَ رِزْقاً حَسَناً» فكان المسلمون بذلك، ثم أنزل الله آية التحريم هذه الآية «إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ‏» إلى «مُنْتَهُونَ‏» يا سعيد فهذه آية التحريم، و هي نسخت الآية الأخرى‏ «3».

41- عن محمد بن يوسف عن أبيه قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «وَ أَوْحى‏ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ‏» قال: إلهام‏ «4».

42- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ لعقة العسل‏ «5» فيه شفاء- قال: «مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ‏» «6».

43- عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ أَوْحى‏ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ- أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا يَعْرِشُونَ‏» إلى «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ‏» فالنحل الأئمة و الجبال العرب، و الشجر الموالي عتاقه، و مما يعرشون يعني الأولاد و العبيد ممن لم يعتق، و هو يتولى الله و رسوله و الأئمة، و الثمرات المختلف ألوانه فنون العلم- الذي قد يعلم الأئمة شيعتهم، «فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ‏» يقول في‏

______________________________

 (1)- نضب الماء نضوباً: غار و ذهب في الأرض.

 (2)- و في بعض النسخ «الجبلة» و في البرهان «النخلة» و لكن الظاهر هو المختار قال الفيروزآبادي: الحبلة بالضم الكرم أو أصل من أصوله.

 (3)- البرهان ج 2: 374. البحار ج 16 «م»: 22.

 (4)- البرهان ج 2: 375. البحار ج 14: 714. الصافي ج 1: 930.

 (5)- لعق العسل: لحسه أي أكله بإصبعه أو باللسان. و اللعقة- بالضم-: مصدر، اسم ما تأخذه بالإصبع.

 (6)- البرهان ج 2: 375. البحار ج 14: 874.

263
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 72] ص : 264

العلم شفاء للناس، و الشيعة هم الناس، و غيرهم الله أعلم بهم ما هم و لو كان كما يزعم- أنه العسل الذي يأكله الناس- إذا ما أكل منه و لا شرب ذو عاهة- إلا برأ لقول الله «فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ‏» و لا خلف لقول الله، و إنما الشفاء في علم القرآن لقوله «وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ [لِلْمُؤْمِنِينَ‏» فهو شفاء و رحمة] لأهله لا شك فيه و لا مرية «1».

و أهله الأئمة الهدى الذين قال الله: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا» «2».

44- و في رواية أبي الربيع الشامي عنه‏ في قول الله: «وَ أَوْحى‏ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ‏» فقال: رسول الله «أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً» قال: تزوج من قريش «وَ مِنَ الشَّجَرِ» قال:

في العرب «وَ مِمَّا يَعْرِشُونَ‏» قال في الموالي «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ‏» قال: أنواع العلم «فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ‏» «3».

45- عن سيف بن عميرة عن شيخ من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال‏ كنا عنده فسأله شيخ فقال: بي وجع و أنا أشرب له النبيذ و وصفه له الشيخ، فقال له:

ما يمنعك من الماء- الذي جعل الله منه كل شي‏ء حي قال: لا يوافقني، قال له أبو عبد الله ع: فما يمنعك من العسل قال الله «فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ‏» قال: لا أجده، قال: فما يمنعك من اللبن- الذي نبت منه لحمك و اشتد عظمك قال: لا يوافقني فقال له أبو عبد الله:

أ تريد أن آمرك بشرب الخمر لا و الله لا آمرك‏ «4».

46- عن عبد الرحمن الأشل قال: قال أبو عبد الله ع‏ عن قول الله: «وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَ حَفَدَةً» قال: الحفدة بنو البنت، و نحن حفدة رسول الله ص‏ «5».

47- عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع‏ عن قول الله: «وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَ حَفَدَةً» قال: هم الحفدة و هم العون منهم يعني البنين‏ «6».

48- عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن الرجل- ينكح أمته من رجل‏

______________________________

 (1)- بمعنى الشك أيضاً.

 (2)- البحار ج 7: 114. البرهان ج 2: 375. الصافي ج 1: 931.

 (3)- البحار ج 7: 114. البرهان ج 2: 375. الصافي ج 1: 931.

 (4)- البرهان ج 2: 375. البحار ج 16 (م): 22.

 (5)- البرهان ج 2: 376. البحار ج 1: 932.

 (6)- البرهان ج 2: 376. البحار ج 1: 932.

264
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 75] ص : 264

قال: إن كان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء، لأن الله يقول: «عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ» فليس للعبد من الأمر شي‏ء- و إن كان زوجها حرا- فإن طلاقها عتقها «1».

49- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ مر عليه غلام له فدعاه إليه ثم قال يا فتى أرد عليك فلانة و تطعمنا بدرهم حرثت‏ «2» قال: فقلت: جعلت فداك إنا نروى عندنا- أن عليا ع أهديت له أو اشتريت جارية- فسألها أ فارغة أنت أم مشغولة، قالت:

مشغولة، قال: فأرسل فاشترى بضعها من زوجها- بخمس مائة درهم، فقال: كذبوا على علي و لم يحفظوا، أ ما تسمع إلى قول الله و هو يقول: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ» «3».

50- عن زرارة عن أبي جعفر و عن أبي عبد الله ع قال‏ المملوك لا يجوز طلاقه و نكاحه إلا بإذن سيده، قلت: فإن كان السيد زوجه بيد من الطلاق قال: بيد السيد «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ» أ فشي‏ء الطلاق‏ «4».

51- عن أبي بصير في الرجل ينكح أمته لرجل- أ له أن يفرق بينهما إذا شاء قال: إن كان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء- لأن الله يقول: «عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ» فليس للعبد من الأمر شي‏ء، و إن كان زوجها حرا فرق بينهما إذا شاء المولى‏ «5».

52- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ إذا زوج الرجل غلامه جاريته- فرق بينهما متى شاء «6».

53- عن الحلبي عنه‏ «7» الرجل ينكح عبده أمته قال: ينزعها «8» إذا شاء بغير طلاق لأن الله يقول: «عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ» «9».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 376. البحار ج 23: 79.

 (2)- في البرهان «يزلف» و في البحار «جريب».

 (3)- البرهان ج 2: 377. البحار ج 23: 79.

 (4)- البرهان ج 2: 377. البحار ج 23: 79.

 (5)- البرهان ج 2: 377. البحار ج 23: 79.

 (6)- البرهان ج 2: 377. البحار ج 23: 79.

 (7)- في نسخة «عن الحلبي عن الرجل ينكح اه».

 (8)- في البرهان «يفرق بينهما».

 (9)- البحار ج 23: 79. البرهان ج 2: 377.

265
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 83] ص : 266

54- عن أحمد بن عبد الله العلوي عن الحسن بن الحسين عن الحسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال: كان علي بن أبي طالب ع يقول‏ «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ» و يقول: للعبد لا طلاق و لا نكاح ذلك إلى سيده- و الناس يرون خلاف ذلك- إذا أذن السيد لعبده لا يرون له أن يفرق بينهما «1».

55- عن جعفر بن أحمد عن العمركي عن النيشابوري عن علي بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر ع‏ أنه سئل عن هذه الآية «يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ‏» الآية- قال: عرفوه ثم أنكروه‏ «2».

56- عن يونس عن عدة من أصحابنا قالوا: قال أبو عبد الله ع‏ إني لأعلم خبر السماء و خبر الأرض- و خبر ما كان و خبر ما هو كائن كأنه في كفي، ثم قال: من كتاب الله أعلمه إن الله يقول: «فيه تبيان كل شي‏ء» «3».

57- عن منصور عن حماد اللحام قال: قال أبو عبد الله ع‏ نحن و الله نعلم ما في السماوات و ما في الأرض- و ما في الجنة و ما في النار و ما بين ذلك، قال: فبهت أنظر إليه، فقال: يا حماد إن ذلك في كتاب الله ثلاث مرات- قال: ثم تلا هذه الآية «يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ- وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى‏ هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ- وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرى‏ لِلْمُسْلِمِينَ‏ إنه من كتاب الله فيه تبيان كل شي‏ء «4».

58- عن عبد الله بن الوليد قال: قال أبو عبد الله ع‏ قال الله لموسى:

 «وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» فعلمنا أنه لم يكتب لموسى الشي‏ء كله- و قال الله لعيسى «لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ‏» و قال الله لمحمد عليه و آله السلام: «وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى‏ هؤُلاءِ- وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ» «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 378. الصافي ج 1: 935.

 (2)- البرهان ج 2: 378. الصافي ج 1: 935.

 (3)- البرهان ج 2: 380. الصافي ج 1: 936.

 (4)- البرهان ج 2: 380. الصافي ج 1: 936.

 (5)- البرهان ج 2: 380. الصافي ج 1: 936.

266
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 90] ص : 267

59- عن سعد عن أبي جعفر ع‏ «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ‏» قال: يا سعد إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ‏ و هو محمد، وَ الْإِحْسانِ‏ و هو علي، وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى‏ و هو قرابتنا، أمر الله العباد بمودتنا و إيتائنا، و نهاهم عن الفحشاء و المنكر، من بغى على أهل البيت و دعا إلى غيرنا «1».

60- عن إسماعيل الحريري قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: قول الله: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى‏- وَ يَنْهى‏ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ‏» قال: اقرأ كما أقول لك يا إسماعيل «إن الله يأمر بالعدل و الإحسان- و إيتاء ذي القربى» حقه قلت: جعلت فداك إنا لا نقرأ هكذا في قراءة زيد، قال: و لكنا نقرؤها هكذا في قراءة علي ع، قلت: فما يعني‏ بِالْعَدْلِ‏ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، قلت: وَ الْإِحْسانِ‏ قال: شهادة أن محمدا رسول الله، قلت: فما يعني بإيتاء ذي القربى حقه قال: أداء إمامة «2» إلى إمام بعد إمام، «وَ يَنْهى‏ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ» قال: ولاية فلان و فلان‏ «3».

61- عن عمرو بن عثمان قال‏ خرج علي ع على أصحابه و هم يتذاكرون المروة فقال: أين أنتم أ نسيتم من كتاب الله و قد ذكر ذلك قالوا: يا أمير المؤمنين في أي موضع قال: في قوله: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى‏- وَ يَنْهى‏ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ» فالعدل الإنصاف، و الإحسان التفضل‏ «4».

62- عن عامر بن كثير و كان داعية الحسين بن علي‏ «5» عن موسى بن أبي‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 381. الصافي ج 1: 937. البحار ج 7: 130.

 (2)- كذا في المخطوطتين لكن في البحار و البرهان «من إمام إلى إمام بعد إمام» و في الصافي «أداء إمام إلى إمام بعد إمام» و الأخير هو الظاهر.

 (3)- البرهان ج 2: 381. البحار ج 7: 129. الصافي ج 1: 931.

 (4)- البرهان ج 2: 381.

 (5)- أي الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبيطالب (ع) صاحب فخ و قصة خروجه على بني العباس و قتله مشهورة مدونة في كتب التواريخ.

267
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): الآيات 91 الى 94] ص : 268

الغدير عن عطاء الهمداني عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى‏» قال: العدل شهادة أن لا إله إلا الله، و الإحسان ولاية أمير المؤمنين «وَ يَنْهى‏ عَنِ الْفَحْشاءِ» الأول، «وَ الْمُنْكَرِ» الثاني «وَ الْبَغْيِ‏» الثالث‏ «1».

63- و في رواية سعد الإسكاف عنه قال‏ يا سعد «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ‏» و هو محمد فمن أطاعه فقد عدل «وَ الْإِحْسانِ‏» علي فمن تولاه فقد أحسن و المحسن في الجنة وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى‏» قرابتنا- أمر الله العباد بمودتنا و إيتائنا و نهاهم عن الفحشاء و المنكر من بغى علينا أهل البيت و دعا إلى غيرنا «2».

64- عن زيد بن الجهم عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ لما سلموا على علي ع بإمرة المؤمنين- قال رسول الله ص للأول: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقال: أ من الله و من رسوله‏ «3» يا رسول الله فقال: نعم من الله و من رسوله، ثم قال لصاحبه: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقال: من الله و من رسوله قال: نعم من الله و من رسوله، ثم قال: يا مقداد قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين- قال: فلم يقل ما قال صاحباه، ثم قال: قم يا با ذر فسلم على علي بإمرة المؤمنين- فقام و سلم- ثم قال: قم يا سلمان و سلم على علي بإمرة المؤمنين، فقام و سلم حتى إذا خرجا و هما يقولان:

لا و الله لا نسلم له ما قال أبدا- فأنزل الله تبارك و تعالى على نبيه «وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا» بقولكم أ من الله و من رسوله، «إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ- وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً- تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ‏ أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم» قال: قلت: جعلت فداك إنما نقرؤها «أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى‏ مِنْ أُمَّةٍ» فقال:

ويحك يا زيد و ما أربى أن يكون و الله كي أزكي من أئمتكم‏ «4» «إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ‏»

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 381. البحار ج 7: 130.

 (2)- البرهان ج 2: 381. البحار ج 7: 130.

 (3)- و في بعض النسخ «أو من رسوله» و كذا في المواضع الآتية.

 (4)- و في رواية الكليني و القمي في التفسير هكذا «فقال: ويحك و ما أربى و أومى بيده بطرحها إنما يبلوكم اه».

268
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): الآيات 98 الى 100] ص : 269

يعني عليا «وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ- وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً- وَ لكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ- وَ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ- وَ لا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها» بعد ما سلمتم على علي بإمرة المؤمنين «وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏» يعني عليا «وَ لَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‏».

ثم قال لي: لما أخذ رسول الله ص بيد علي فأظهر ولايته- قالا جميعا: و الله من تلقاء الله‏ «1» و لا هذا- إلا شي‏ء أراد أن يشرف به ابن عمه- فأنزل الله عليه «وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ- لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ- فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ- وَ إِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ- وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ‏» يعني فلانا و فلانا «وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ‏» يعني عليا «وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ‏» يعني عليا «فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ‏» «2».

65- عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عنه قال‏ «كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً» عائشة هي نكثت أيمانها «3».

66- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ «فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ- إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا- وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ- إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ- وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ‏» قال: فقال:

يا با محمد يسلط و الله المؤمنين‏ «4» على أبدانهم- و لا يسلط على أديانهم، قد سلط على أيوب فشوه خلقه- و لم يسلط على دينه، و قوله: «إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ‏» قال: الذين هم بالله مشركون، يسلط على أبدانهم و على‏

______________________________

 (1)- كذا في المخطوطتين و في البرهان «من تلقاه» و هو الظاهر.

 (2)- البحار ج 9: 111. البرهان ج 2: 383. و رواه المحدث الحر العاملي (ره) في إثبات الهداة ج 3: 548 مختصراً عن الكتاب أيضاً.

 (3)- البرهان ج 2: 383. البحار ج 7: 454.

 (4)- و في البرهان و كذا في نسخة مخطوطة «يسلط من المؤمنين اه».

269
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): الآيات 98 الى 100] ص : 269

أديانهم‏ «1».

67- عن سماعة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ‏» قلت: كيف أقول قال: تقول: أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم و قال: إن الرجيم أخبث الشياطين، قال: قلت له: لم يسمى الرجيم قال: لأنه يرجم، قلت: فانفلت‏ «2» منها بشي‏ء قال: لا- قلت: فكيف سمي الرجيم و لم يرجم بعده قال: يكون في العلم أنه رجيم‏ «3».

68- عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة نفتحها، قال: نعم فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم- و ذكر أن الرجيم أخبث الشياطين، فقلت: لم سمي الرجيم قال: لأنه يرجم، فقلنا: هل ينفلت شيئا إذا رجم قال: لا و لكن يكون في العلم أنه رجيم‏ «4».

69- عن حماد بن عيسى رفعه إلى أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا- وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ- إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ- وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ‏» قال: ليس له أن يزيلهم عن الولاية، فأما الذنوب و أشباه ذلك فإنه ينال منهم- كما ينال من غيرهم‏ «5».

70- عن محمد بن عرامة الصيرفي عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله تبارك و تعالى خلق روح القدس‏ «6» فلم يخلق خلقا أقرب إلى الله منها- و ليست بأكرم خلقه عليه، فإذا أراد أمرا ألقاه إليها- فألقاه إلى النجوم فجرت به‏ «7».

______________________________

 (1)- البحار ج 14: 628. البرهان ج 2: 384. الصافي ج 1: 940.

 (2)- انفلت: نجا و تخلص.

 (3)- البرهان ج 2: 384. البحار ج 14: 628. الصافي ج 1: 939.

 (4)- البرهان ج 2: 384. البحار ج 19: 54.

 (5)- البرهان ج 2: 384. البحار ج 14: 628. الصافي ج 1: 940.

 (6)- و في نسخة «أرواح القدس».

 (7)- البرهان ج 2: 384. الصافي ج 1: 940.

270
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 105] ص : 271

71- عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا ع‏ أنه ذكر رجلا كذابا ثم قال: قال الله: «إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ‏» «1».

72- عن محمد بن مروان قال: قال أبو عبد الله ع‏ ما منع ميثم رحمه الله من التقية فو الله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار و أصحابه «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ‏» «2».

73- عن معمر بن يحيى بن سالم‏ «3» قال‏ قلت لأبي جعفر ع: إن أهل الكوفة يروون عن علي ع أنه قال: ستدعون إلى سبي و البراءة مني- فإن دعيتم إلى سبي فسبوني، و إن دعيتم إلى البراءة مني فلا تبرءوا مني- فإني على دين محمد عليه الصلاة و السلام فقال أبو جعفر ع: ما أكثر ما يكذبون على علي ع إنما قال: إنكم ستدعون إلى سبي و البراءة مني- فإن دعيتم إلى سبي فسبوني- و إن دعيتم إلى البراءة مني- فإني على دين محمد ص، و لم يقل فلا تتبرءوا مني- قال: قلت:

جعلت فداك فإن أراد الرجل يمضي على القتل و لا يتبرأ فقال: لا و الله إلا على الذي مضى عليه عمار، إن الله يقول: «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ‏» قال: ثم كسع هذا الحديث‏ «4» بواحد: و التقية في كل ضرورة «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 385. البحار ج 15 (ج 3): 43.

 (2)- البحار ج 15 (ج 4): 228. و ملخص قصة عمار هو أن قريشا أكرهوه و أبويه: ياسر، و سمية على الارتداد فأبى أبواه فقتلوهما و هما أول قتيلين في الإسلام، و أعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا مكروهاً، فقيل يا رسول اللَّه إن عماراً كفر فقال: كلا! إن عماراً أملئ إيماناً من قرنه إلى قدمه. و اختلط الإيمان بلحمه و دمه، فأتى عمار رسول اللَّه (ص) و هو يبكي فجعل النبي (ص) يمسح عينيه و قال: ما لك إن عادوا لك فعدلهم بما قلت.

 (3)- و في بعض النسخ «معاوية بن يحيى» و الظاهر ما اخترناه.

 (4)- أي أتبعه ذلك يقال كسعه بكذا: إذا جعله تابعاً له.

 (5)- البرهان ج 2: 385. البحار ج 15 (ج 4): 228. الصافي ج 1: 942.

271
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 106] ص : 271

74- عن أبي بكر قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: و ما الحرورية «1» إنا قد كنا و هم متتابعين‏ «2» فهم اليوم في دورنا، أ رأيت إن أخذونا بالإيمان قال: فرخص لي في الحلف لهم بالعتاق و الطلاق، فقال بعضنا: مد الرقاب أحب إليك أم البراءة من علي فقال: الرخصة أحب إلي أ ما سمعت قول الله في عمار «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ‏» «3».

75- عن عمرو بن مروان‏ «4» قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: قال رسول الله ص‏ رفعت عن أمتي أربعة خصال: ما أخطئوا «5» و ما نسوا، و ما أكرهوا عليه و ما لم يطيقوا، و ذلك في كتاب الله [قوله: «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا- رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً- كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا- رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‏» و قول الله‏] «6» «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ‏» مختصر «7».

76- عن عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته فقلت له: إن الضحاك قد ظهر بالكوفة و يوشك أن تدعى إلى البراءة- من علي فكيف نصنع قال:

فابرأ منه، قال: قلت له أي شي‏ء أحب إليك قال: إن يمضون‏ «8» على ما مضى‏

______________________________

 (1)- صنف من الخوارج.

 (2)- في نسخة «منا يعسر» و في أخرى «معسر».

 (3)- البرهان ج 2: 385. البحار ج 15 (ج 4): 228. الوسائل ج 2 أبواب الأمر بالمعروف باب 27.

 (4)- في نسخة «عمر بن مروان» لكن الظاهر ما اخترناه.

 (5)- في نسخة الوسائل «ما اضطروا» بدل «ما أخطئوا».

 (6)- ما بين المعقفتين في نسخة الوسائل فقط دون غيرها.

 (7)- البرهان ج 2: 386. الوسائل ج 2 أبواب الأمر بالمعروف باب 25.

البحار ج 15 (ج 4): 228.

 (8)- في البرهان «أن يمضي في علي اه».

272
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 108] ص : 273

عليه عمار بن ياسر أخذ بمكة فقالوا له: ابرأ من رسول الله ص فبرأ منه، فأنزل الله عذره «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ‏» «1».

77- عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن رسول الله ص كان يدعو أصحابه- فمن أراد به خيرا سمع و عرف ما يدعوه إليه- و من أراد به شرا طبع على قلبه فلا يسمع و لا يعقل- و هو قوله: «أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ- وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ‏» «2».

78- عن حفص بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ إن قوما كان في بني إسرائيل يؤتى لهم من طعامهم- حتى جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلادهم يستنجون بها، فلم يزل الله‏ «3» بهم حتى اضطروا إلى التماثيل يتبعونها و يأكلون منها- و هو قول الله «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً- يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ- فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ- فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ- بِما كانُوا يَصْنَعُونَ‏» «4».

79- عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال‏ كان أبي يكره أن يمسح يده بالمنديل- و فيه شي‏ء من الطعام تعظيما له- إلا أن يمصها أو يكون إلى جانبه صبي فيمصها له، قال: و إني أجد اليسير يقع من الخوان- فأتفقده فيضحك الخادم ثم قال: إن أهل قرية ممن كان قبلكم- كان الله قد أوسع عليهم حتى طعنوا- فقال بعضهم لبعض: لو عمدنا إلى شي‏ء من هذا النقي- فجعلناه نستنجي به كان ألين علينا من الحجارة قال فلما فعلوا ذلك- بعث الله على أرضهم دوابا أصغر من الجراد، فلم يدع لهم شيئا خلقه الله يقدر عليه- إلا أكله من شجر أو غيره، فبلغ بهم الجهد «5» إلى أن أقبلوا على الذي‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 386. البحار ج 15 (ج 4): 228. الوسائل ج 2 أبواب الأمر بالمعروف باب 27.

 (2)- البرهان ج 2: 386. الصافي ج 1: 942.

 (3)- في البحار «فلم ينزل اللَّه».

 (4)- البرهان ج 2: 386. البحار ج 18 (ج 1): 49.

 (5)- الجهد- بالضم-: المشقة.

273
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 120] ص : 274

كان يستنجون به فأكلوه، و هي القرية التي قال الله: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً» إلى قوله «بِما كانُوا يَصْنَعُونَ‏» «1».

80- عن منصور بن حازم قال‏ قلت لأبي عبد الله ع محرم اضطر إلى الصيد و إلى ميتة من أيهما يأكل قال: يأكل من الصيد، قلت: أ ليس قد أحل الله الميتة لمن اضطر إليها قال: بلى، و لكن أ لا ترى أنه يأكل من ماله- يأكل الصيد و عليه فداء «2».

81- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله: «إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً» قال: شي‏ء فضل الله به‏ «3».

82- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً» سماه الله أمة «4».

83 يونس بن ظبيان عنه‏ «إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً» أمة واحدة «5».

84- عن سماعة بن مهران قال: سمعت العبد الصالح‏ «6» يقول‏ لقد كانت الدنيا و ما كان فيها إلا واحد يعبد الله، و لو كان معه غيره إذا لأضافه إليه- حيث يقول: «إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً- وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ‏»، فصبر بذلك ما شاء الله، ثم إن الله تبارك و تعالى آنسه بإسماعيل و إسحاق فصاروا ثلاثة «7».

85- عن الحسين بن حمزة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ لما رأى رسول الله ص ما صنع بحمزة بن عبد المطلب قال: اللهم لك الحمد و إليك المشتكى- و أنت المستعان على ما أرى، ثم قال: لئن ظفرت لأمثلن و لأمثلن- قال: فأنزل الله: «وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 387. البحار ج 18 (ج 1): 49. الصافي ج 1: 943.

 (2)- البرهان ج 2: 387.

 (3)- البرهان ج 2: 388. الصافي ج 1: 944. البحار ج 5: 114.

 (4)- البرهان ج 2: 388. الصافي ج 1: 944. البحار ج 5: 114.

 (5)- البرهان ج 2: 388. الصافي ج 1: 944. البحار ج 5: 114.

 (6)- في البرهان «أبا عبد اللَّه (ع)» بدل «العبد الصالح» و في البحار «عبدا صالحاً».

 (7)- البرهان ج 2: 388. البحار ج 5: 114. الصافي ج 1: 944.

274
تفسير العياشي2

[سورة النحل(16): آية 126] ص : 274

بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ- وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ‏» قال: فقال رسول الله ص: اصبر اصبر «1».

______________________________

 (1)- البحار ج 6: 504. البرهان ج 2: 389. الصافي ج 1: 947.

275
تفسير العياشي2

(17) و من سورة بني إسرائيل ص : 276

 

 (17) و من سورة بني إسرائيل‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن الحسين بن علي بن أبي حمزة الثمالي عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله ع قال‏ من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم و يكون من أصحابه‏ «1».

2- عن هشام بن الحكم قال‏ سألت أبا عبد الله عن قول الله «سُبْحانَ‏» فقال:

أنفة لله‏ «2».

6- و في رواية أخرى عن هشام عنه‏ مثله‏ «3»..

3- عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر ع قال‏ إن جبرئيل ع أتى بالبراق إلى النبي ص و كان أصغر من البغل و أكبر من الحمار- مضطرب الأذنين عيناه في حوافره- خطوته مد البصر «4».

4- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ لما أسري بالنبي ع أتي بالبراق و معها جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل، قال: فأمسك له واحد بالركاب، و أمسك الآخر باللجام، و سوى عليه الآخر ثيابه- فلما ركبها تضعضعت، فلطمها

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 389. الصافي ج 1: 1000. البحار ج 19: 7.

 (2)- قال الطريحي و في الحديث: سألته عن سبحان اللَّه فقال: أنفة هو كقصبة أي تنزيه للَّه تعالى كما أن سبحان تنزيه، قال بعض الشارحين: الأنفة في الأصل الضرب على الأنف ليرجع ثم استعمل لتبعيد الأشياء فيكون هنا بمعنى رفع اللَّه عن مرتبة المخلوقين بالكلية لأنه تنزيه عن صفات الرذائل و الأجسام.

 (3)- البرهان ج 2: 394.

 (4)- البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 373. الصافي ج 1: 949.

 

276
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 1] ص : 276

جبرئيل ع و قال لها: قري يا براق فما ركبك أحد قبله مثله، و لا يركبك أحد بعده مثله إلا أنه تضعضعت عليه‏ «1».

5- و في رواية أخرى عن هشام عنه‏ لما أسري برسول الله ص حضرت الصلاة- فأذن جبرئيل و أقام جبرئيل للصلاة- فقال: يا محمد تقدم- فقال له رسول الله ص: تقدم يا جبرئيل، فقال له: إنا لا نتقدم الآدميين- منذ أمرنا بالسجود لآدم‏ «2».

6- عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد الله ع‏ يا هارون كم بين منزلك و بين المسجد الأعظم فقلت: قريب قال: يكون ميلا فقلت: لكنه أقرب، فقال:

فما تشهد الصلاة كلها فيه فقلت: لا و الله جعلت فداك ربما شغلت- فقال: أما إني لو كنت بحضرته ما فاتتني فيه صلاة، قال: ثم قال هكذا بيده- ما من ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا عبد صالح- إلا و قد صلى في مسجد كوفان حتى محمد عليه الصلاة و السلام ليلة أسري به أمر به جبرئيل فقال: يا محمد هذا مسجد كوفان، فقال: استأذن لي حتى أصلي فيه ركعتين، فاستأذن له فهبط به و صلى فيه ركعتين، ثم قال: أ ما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة، و عن يساره روضة من رياض الجنة، أ ما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه- تعدل ألف صلاة في غيره، و النافلة خمس مائة صلاة، و الجلوس فيه من غير قراءة القرآن عبادة، ثم قال هكذا بإصبعه فحركها: ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان‏ «3».

7- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ إن جبرئيل احتمل رسول الله ص حتى أتى به إلى مكان من السماء ثم تركه- و قال له: ما وطئ شي‏ء قط مكانك‏ «4».

8- عن ابن بكير عن أبي عبد الله ع قال‏ لما أسري برسول الله ص إلى السماء الدنيا لم يمر بأحد من الملائكة إلا استبشر به- إلا مالك خازن جهنم، فقال لجبرئيل: يا جبرئيل ما مررت بملك من الملائكة إلا استبشرني- إلا هذا الملك‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 400.

 (2)- البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 397.

 (3)- البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 397.

 (4)- البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 397.

277
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 1] ص : 276

فمن هذا قال: هذا مالك خازن جهنم و هكذا جعله الله، قال: فقال له النبي يا جبرئيل سله أن يرينها، فقال جبرئيل: يا مالك هذا محمد ص و قد شكا إلي و قال: ما مررت بأحد من الملائكة- إلا استبشرني و سلم علي إلا هذا- فأخبرته أن الله هكذا جعله- و قد سألني أن أسألك أن تريه جهنم، قال: فكشف له عن طبق من أطباقها، فما رئي رسول الله ص ضاحكا حتى قبض ص‏ «1».

9- عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال‏ لما أسري رسول الله ص حضرت الصلاة- فأذن جبرئيل فلما قال: الله أكبر الله أكبر- قالت الملائكة: الله أكبر الله أكبر- فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله- قالت الملائكة: خلع الأنداد، فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله، قالت: نبي بعث، فلما قال: حي على الصلاة، قالت: حث على عبادة ربه- فلما قال: حي على الفلاح، قالت: أفلح من تبعه‏ «2».

10- عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال‏ لما أخبرهم‏ «3» أنه أسري به- قال بعضهم لبعض: قد ظفرتم، فاسألوه عن أيلة «4» قال: فسألوه عنها- قال: فأطرق فسكت- فأتاه جبرئيل فقال: يا رسول الله ارفع رأسك فإن الله قد رفع لك أيلة و قد أمر الله كل منخفض من الأرض فارتفع، و كل مرتفع فانخفض- فرفع رأسه فإذا أيلة قد رفعت له، قال: فجعلوا يسألونه و يخبرهم- و هو ينظر إليها، ثم قال: إن علامة ذلك عير لأبي سفيان يحمل برا «5» يقدمها جمل أحمر مجمع- تدخل غدا هذا مع الشمس‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 381.

 (2)- البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 381.

 (3)- أي كفار مكة.

 (4)- أيلة- بالفتح-: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام. و قيل هي آخر الحجاز و أول الشام. و قال المجلسي (ره): لعله إيليا (و هو مدينة القدس) على وفق الأخبار الأخر فصحف.

 (5)- و في بعض النسخ «ندا» و هو طيب معروف، أو هو العنبر. و في آخر «قداً» و هو بالفتح: جلد السخلة و بالكسر: إناء من جلد. و في ثالث «بزاً» أي متاعاً.

278
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 1] ص : 276

فأرسلوا الرسل و قالوا لهم: حيث ما لقيتم العير فاحبسوها- ليكذبوه بذلك قوله، قال فضرب الله وجوه الإبل فأقربت‏ «1» على الساحل- و أصبح الناس فتشرفوا- فقال أبو عبد الله فما رئيت مكة قط أكثر متشرفا- و لا متشرفة منها يومئذ- لينظروا ما قال رسول الله ص قال: فأقبلت الإبل من ناحية الساحل- فقال: يقول القائل: الإبل، الشمس، الإبل قال: فطلعتا جميعا «2».

11- عن هشام بن حكم عن أبي عبد الله ع قال‏ إن رسول الله ص صلى العشاء الآخرة- و صلى الفجر في الليلة التي أسري به فيها بمكة «3».

5، 14- 12- عن زرارة و حمران بن أعين و محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال: حدث أبو سعيد الخدري أن رسول الله ص قال‏ إن جبرئيل قال لي‏ «4» ليلة أسري بي و حين رجعت فقلت: يا جبرئيل هل لك من حاجة فقال: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله و مني السلام- و حدثنا عند ذلك- أنها قالت حين لقيها نبي الله عليه و آله السلام فقال لها الذي قال جبرئيل، قالت: إن الله هو السلام، و منه السلام، و إليه السلام، و على جبرئيل السلام‏ «5».

13- عن سلام الحناط «6» عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن المساجد التي لها الفضل، فقال: المسجد الحرام و مسجد الرسول، قلت: و المسجد الأقصى جعلت فداك فقال: ذاك في السماء، إليه أسري رسول الله ص، فقلت: إن الناس يقولون: إنه بيت المقدس فقال: مسجد الكوفة أفضل منه‏ «7».

______________________________

 (1)- و في نسخة «فنفرت».

 (2)- البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392.

 (3)- البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392.

 (4)- و في البحار «أتاني» مكان «قال لي» و هو الظاهر.

 (5)- البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392.

 (6)- و في البرهان «سالم» بدل «سلام».

 (7)- البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392. الصافي ج 1: 949.

279
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 3] ص : 280

14- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ لما أسري بالنبي فانتهى إلى موضع، قال له جبرئيل: قف فإن ربك يصلي، قال قلت: جعلت فداك و ما كان صلاته فقال كان يقول: سبوح قدوس رب الملائكة و الروح- سبقت رحمتي غضبي‏ «1».

15- عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن رسول الله ص لما أسري به- رفعه جبرئيل بإصبعه وضعها في ظهره- حتى وجد بردها في صدره، فكان رسول الله دخله شي‏ء- فقال: يا جبرئيل أ في هذا الموضع‏ «2» قال: نعم إن هذا الموضع لم يطأه أحد قبلك، و لا يطأه أحد بعدك، قال: و فتح الله له من العظمة مثل مسام الإبرة فرأى من العظمة ما شاء الله، فقال له جبرئيل: قف يا محمد و ذكر مثله- الحديث الأول سواء «3».

16- عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله قال‏ كان نوح إذا أصبح قال: اللهم إنه ما كان من نعمة و عافية في دين أو دنيا- فإنه منك، وحدك لا شريك لك، لك الملك و لك الشكر به علي يا رب- حتى ترضى و بعد الرضا «4».

17- عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال‏ إنما سمي نوح عبدا شكورا- لأنه كان يقول إذا أصبح و أمسى: اللهم إنه ما أصبح و أمسى بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا- فمنك وحدك لا شريك لك- لك الحمد و لك الشكر به علي يا رب حتى ترضى و بعد الرضا، يقولها إذا أصبح عشرا و إذا أمسى عشرا «5».

18- عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «كانَ عَبْداً شَكُوراً» قال إذا كان أمسى و أصبح يقول: أمسيت أشهدك- أنه ما أمست بي من نعمة في دين أو دنيا- فإنها من الله وحده لا شريك له- له الحمد بها و الشكر كثيرا «6».

19- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له: ما عنى الله بقوله‏

______________________________

 (1)- البحار ج 6: 392. البرهان ج 2: 401.

 (2)- أي تتركني في هذا الموضع.

 (3)- البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392.

 (4)- البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491- 988.

 (5)- البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491- 988.

 (6)- البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491- 988.

280
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 4 الى 6] ص : 281

ل نوح «إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً» فقال: كلمات بالغ فيهن و قال: كان إذا أصبح و أمسى قال: اللهم أصبحت أشهدك- أنه ما أصبح بي من نعمة في دين أو دنيا فإنه منك، وحدك لا شريك لك، و لك الشكر بها علي يا رب- حتى ترضى و بعد الرضا، فسمي بذلك عبدا شكورا «1».

20- عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ قَضَيْنا إِلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ- لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ‏» قتل علي، و طعن الحسن «وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً» قتل الحسين «فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما» إذا جاء نصر دم الحسين «بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ- فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ» قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم لا يدعون وترا لآل محمد إلا حرقوه‏ «2» «وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولًا» قبل قيام القائم «ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ- وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً» خروج الحسين في الكرة سبعين رجلا من أصحابه الذين قتلوا معه، عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدي إلى الناس- إن الحسين قد خرج في أصحابه- حتى لا يشك فيه المؤمنون- و أنه ليس بدجال و لا شيطان، الإمام الذي بين أظهر الناس يومئذ، فإذا استقر عند المؤمن أنه الحسين لا يشكون فيه، و بلغ عن الحسين الحجة القائم بين أظهر الناس- و صدقه المؤمنون بذلك، جاء الحجة الموت فيكون الذي غسله، و كفنه- و حنطه و إيلاجه في حفرته‏ «3» الحسين، و لا يلي الوصي إلا الوصي.

و زاد إبراهيم في حديثه ثم يملكهم الحسين حتى يقع حاجباه على عينيه‏ «4».

21- عن حمران عن أبي جعفر ع قال‏ كان يقرأ «بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ» ثم قال: و هو القائم و أصحابه أولي بأس شديد «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491.

 (2)- و في نسخة البرهان «أخذوه» و في رواية الكليني (ره) «قتلوه».

 (3)- و في البرهان «و يلحده في حفرته» و هو الظاهر. و في البحار «فيكون الذي يلي غسله و كفنه و حنوطه» و هو الأظهر.

 (4)- البرهان ج 2: 407. البحار ج 13: 13. الصافي ج 1: 959. و نقله المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة ج 7: 102 مختصراً عن الكتاب.

 (5)- البرهان ج 2: 407. البحار ج 13: 13. الصافي ج 1: 959. و نقله المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة ج 7: 102 مختصراً عن الكتاب.

281
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 6] ص : 282

22- عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال‏ قال أمير المؤمنين ع في خطبته: يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، فإن بين جوانحي علما جما- فسلوني قبل أن تشغر برجلها- فتنة شرقية «1» تطأ في خطامها «2» ملعون ناعقها- و موليها و قائدها و سائقها و المتحرز فيها، فكم عندها من رافعة ذيلها- يدعو بويلها دخله أو حولها- لا مأوى يكنها «3» و لا أحد يرحمها، فإذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك- و أي واد سلك، فعندها توقعوا الفرج و هو تأويل هذه الآية «ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ- وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً» و الذي فلق الحبة و برأ النسمة- ليعيش إذ ذاك ملوك ناعمين، و لا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر آمنين- من كل بدعة و آفة و التنزيل- عاملين بكتاب الله و سنة رسوله، قد اضمحلت عنهم الآفات و الشبهات‏ «4».

23- عن رفاعة بن موسى قال: قال أبو عبد الله ع‏ إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي ع و أصحابه- و يزيد بن معاوية و أصحابه- فيقتلهم حذو القذة بالقذة «5» ثم قال أبو عبد الله ع: «ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ- وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً» «6».

24- عن أبي إسحاق‏ «إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‏» قال: يهدي إلى‏

______________________________

 (1)- أي ترفع برجلها. قيل: كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر، و قال بعض: كناية عن كثرة مداخل الفساد فيها.

 (2)- الخطام- ككتاب-: كل ما يجعل في أنف البعير ليقتاد به.

 (3)- أي يسترها.

 (4)- البحار ج 13: 13. البرهان ج 2: 408.

 (5)- القذة: ريش السهم و هذا القول يضرب مثلا للشيئين يستويان و لا يتفاوتان و قد تكرر ذكرها في الحديث.

 (6)- البحار ج 13: 219. البرهان ج 2: 408. الصافي ج 1: 959.

282
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 11] ص : 283

الإمام‏ «1».

25- عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع‏ «إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‏» قال: يهدي إلى الولاية «2».

26- عن سلمان الفارسي قال‏ إن الله لما خلق آدم و كان أول ما خلق عيناه، فجعل ينظر إلى جسده كيف يخلق، فلما حانت أن يتبالغ الخلق في رجليه- فأراد القيام فلم يقدر و هو قول الله: «خلق‏ الْإِنْسانُ عَجُولًا» و إن الله لما خلق آدم و نفخ فيه- لم يلبث‏ «3» أن تناول عنقود العنب فأكله‏ «4».

27- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ لما خلق آدم نفخ فيه من روحه- وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط، فقال الله عز و جل «خلق‏ الْإِنْسانُ عَجُولًا» «5».

28- عن أبي بصير عنه‏ «فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ‏» قال: هو السواد الذي في جوف القمر «6».

29- عن نصر بن قابوس عن أبي عبد الله ع قال‏ السواد الذي في القمر:

محمد رسول الله‏ «7».

30- عن أبي الطفيل قال‏ كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا و هو على المنبر و ناداه ابن الكواء و هو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن هذه السواد في القمر فقال: هو قول الله «فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ‏» «8».

31- عن أبي الطفيل قال: قال علي بن أبي طالب ع‏ سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية- إلا و قد عرفت بليل نزلت أم بنهار أو في سهل أو في جبل، قال: فقال له ابن الكواء: فما هذه السواد في القمر فقال: أعمى سأل عن عمياء- أ ما سمعت الله يقول:

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 409. البحار ج 7: 120. الصافي ج 1: 960.

 (2)- البرهان ج 2: 409. البحار ج 7: 120. الصافي ج 1: 960.

 (3)- و في نسخة «لم يستجع».

 (4)- البحار ج 5: 32. البرهان ج 2: 410. الصافي ج 1: 960.

 (5)- البحار ج 5: 32. البرهان ج 2: 410. الصافي ج 1: 960.

 (6)- البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128.

 (7)- البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128.

 (8)- البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128.

283
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 13] ص : 284

 

 «وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهارَ آيَتَيْنِ- فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً» فذلك محوها قال: يقول الله: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً- وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها» قال تلك في الأفجرين من قريش‏ «1».

32- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله: «وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ‏» قال: قدره الذي قدر عليه‏ «2».

33- عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى‏ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ‏» قال: يذكر بالعبد جميع ما عمل و ما كتب عليه- حتى كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا «يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ- لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها» «3».

34- عن حمران عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها» مشددة منصوبة «4» تفسيرها: كثرنا- و قال: لا قرأتها مخففة «5».

35- عن حمران عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها» قال: تفسيرها أمرنا أكابرها «6».

36- عن أبي بصير عن أحدهما أنه ذكر الوالدين فقال: هما اللذان قال الله:

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128.

 (2)- البرهان ج 2: 411. البحار ج 3: 282. الصافي ج 1: 961.

 (3)- البرهان ج 2: 411. البحار ج 3: 282. الصافي ج 1: 961.

و في البحار نقل بعد هذا الحديث حديث آخر عن كتاب العياشي عن خالد بن نجيح أيضاً و لما لم يكن في النسخ موجوداً نذكره هاهنا و هو هكذا:

 «العياشي عن خالد بن نجيح عن أبي عبد اللَّه (ع) قال: إذا كان يوم القيامة دفع إلى الإنسان كتابه، ثم قيل له: اقرأ، قلت: فيعرف ما فيه فقال: إن اللَّه يذكره، فيما من لحظة و لا كلمة و لا نقل قدم و لا شي‏ء فعله إلا ذكره، كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا «يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها»

 (4)- و في الصافي «مشددة ميمه».

 (5)- البحار ج 3: 58. البرهان ج 2: 412. الصافي ج 1: 962.

 (6)- البحار ج 3: 58. البرهان ج 2: 412. الصافي ج 1: 962.

 

284
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 25] ص : 285

وَ قَضى‏ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ- وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» «1».

37- من جابر عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما- فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما» قال: هو أدنى الأدنى حرمه الله فما فوقه‏ «2».

38- عن حريز قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ أدنى العقوق أف، و لو علم الله أن شيئا أهون منه لنهى عنه‏ «3».

39- عن أبي ولاد الحناط قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما، و لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه، و إن كانا مستغنيين، أ ليس يقول الله: «لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ‏» ثم قال أبو عبد الله ع: و أما قوله: «إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما- فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ‏» قال: إن أضجراك فلا تقل لهما أف، وَ لا تَنْهَرْهُما إن ضرباك قال: «وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً» قال: يقول لهما: غفر الله لكما. فذلك منك قول كريم، و قال «وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ» قال لا تملأ عينيك من النظر إليهما- إلا برحمة و رقة- و لا ترفع صوتك فوق أصواتهما- و لا يديك فوق أيديهما و لا تتقدم قدامهما «4».

40- عن الأصبغ قال‏ خرجنا مع علي ع فتوسط المسجد- فإذا ناس يصلون‏ «5» حين طلعت الشمس- فسمعته يقول: نحروا صلاة الأوابين نحرهم الله، قال: قلت: فما نحروها قال: عجلوها، قال: قلت يا أمير المؤمنين ما صلاة الأوابين قال: ركعتان‏ «6».

41- عن عبد الله بن عطاء المكي قال: قال أبو جعفر ع‏ انطلق بنا إلى حائط لنا، فدعا بحمار و بغل- فقال: أيهما أحب إليك فقلت: الحمار، فقال: إني أحب أن تؤثرني بالحمار- فقلت: البغل أحب إلي فركب الحمار و ركبت البغل، فلما مضينا اختال الحمار «7» في مشيته- حتى هز منكبي أبي جعفر ع فلزم قربوس السرج- فقلت‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 413. البحار ج 15 (ج 4): 24. الصافي ج 1: 964.

 (2)- البرهان ج 2: 413. البحار ج 15 (ج 4): 24. الصافي ج 1: 964.

 (3)- البرهان ج 2: 413. البحار ج 15 (ج 4): 24. الصافي ج 1: 964.

 (4)- البرهان ج 2: 413. البحار ج 15 (ج 4): 24. الصافي ج 1: 964.

 (5)- و في البرهان «يتنفلون» مكان «يصلون».

 (6)- البرهان ج 2: 414.

 (7)- الاختيال: التكبر و التبختر.

285
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 25] ص : 285

جعلت فداك كأني أراك تشتكي بطنك- قال: و فطنت إلى هذا مني، إن رسول الله ص كان له حمار يقال له: عفير إذا ركبه اختال في مشيته سرورا برسول الله حتى يهز منكبيه، فيلزم قربوس السرج، فيقول: اللهم ليس مني و لكن ذا من عفير، و إن حماري من سروري اختال في مشيه، فلزمت قربوس السرج و قلت: اللهم هذا ليس مني و لكن هذا من حماري، قال: فقال يا ابن عطاء ترى زاغت الشمس‏ «1» فقلت:

جعلت فداك و ما علمي بذلك و أنا معك، فقال لا لم تفعل و أوشك قال: فسرنا- قال فقال قد فعلت، قلت: هذا المكان الأحمر- قال: ليس يصلي هاهنا، هذه أودية النمال و ليس يصلي، قال: فمضينا إلى أرض بيضاء- قال: هذه سبخة و ليس يصلي بالسباخ- قال:

فمضينا إلى أرض حصباء- قال: هاهنا فنزل و نزلت، فقال: يا ابن عطاء أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السواري- في مسجد الكوفة، قال: قلت: نعم- فقال:

أولئك شيعة أبي علي، هذه صلاة الأوابين، إن الله يقول: «فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً» «2».

42- عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ في قوله «فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً» قال: هم التوابون المتعبدون‏ «3».

43- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ يا با محمد عليكم بالورع و الاجتهاد، و أداء الأمانة، و صدق الحديث، و حسن الصحبة لمن صحبكم، و طول السجود- كان ذلك من سنن الأوابين، قال أبو بصير: الأوابون التوابون‏ «4».

44- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ من صلى أربع ركعات [فقرأ] في كل ركعة خمسين مرة قل هو الله أحد كانت صلاة فاطمة ع و هي صلاة الأوابين‏ «5».

______________________________

 (1)- زاغت الشمس: أي مالت و زالت عن أعلى درجات ارتفاعها.

 (2)- البرهان ج 2: 414. البحار ج 18: 122.

 (3)- البرهان ج 2: 414. البحار ج 3: 101.

 (4)- البرهان ج 2: 414. الصافي ج 1: 965.

 (5)- البرهان ج 2: 414. البحار ج 18: 909.

286
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 26] ص : 287

45- عن محمد بن حفص بن عمر عن أبي عبد الله ع قال‏ كانت صلاة الأوابين خمسين صلاة- كلها بقل هو الله أحد «1».

46- عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع قال‏ لما أنزل الله «فَآتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ‏» قال رسول الله ص: يا جبرئيل قد عرفت المسكين- فمن ذوي القربى قال: هم أقاربك، فدعا حسنا و حسينا و فاطمة، فقال: إن ربي أمرني أن أعطيكم مما أفاء علي، قال: أعطيتكم فدك‏ «2».

47- عن أبان بن تغلب قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: كان رسول الله أعطى فاطمة فدكا قال: كان وقفها، فأنزل الله: «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ‏» فأعطاها رسول الله حقها، قلت: رسول الله ص أعطاها قال: بل الله أعطاها «3».

48- عن ابن تغلب قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: أ كان رسول الله أعطى فاطمة فدكا قال: كان لها من الله‏ «4».

49- عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال‏ أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك، قال: هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك، قال: فأتت بأم أيمن، فقال لها: بم تشهدين قالت: أشهد أن جبرئيل أتى محمدا فقال: إن الله يقول: «فَآتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ‏» فلم يدر محمد ص من هم فقال: يا جبرئيل سل ربك من هم فقال: فاطمة ذو القربى فأعطاها فدكا، فزعموا أن عمر محا الصحيفة- و قد كان كتبها أبو بكر «5».

50- عن عطية العوفي قال‏ لما افتتح رسول الله ص خيبر، و أفاء الله عليه فدك و أنزل عليه «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ‏» قال: يا فاطمة لك فدك‏ «6».

51- عن عبد الرحمن بن صالح‏ كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى العبسي‏ «7» يسأله عن قصة فدك فكتب إليه عبيد الله بن موسى بهذا الحديث- رواه عن‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 414.

 (2)- البرهان ج 2: 415. الصافي ج 1: 965.

 (3)- البرهان ج 2: 415. البحار ج 8: 93.

 (4)- البرهان ج 2: 415. البحار ج 8: 93.

 (5)- البرهان ج 2: 415. البحار ج 8: 93.

 (6)- البرهان ج 2: 415. البحار ج 8: 93.

 (7)- من علماء الشيعة و محدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية.

287
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 26] ص : 287

الفضل بن مرزوق عن عطية فرد المأمون فدك على ولد فاطمة ص‏ «1».

52- عن أبي الطفيل عن علي ع قال‏ قال يوم الشورى: أ فيكم أحد تم نوره من السماء- حين قال «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ‏» قالوا: لا «2».

53- عن عبد الرحمن بن الحجاج قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قوله «وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً» قال: من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر، و من أنفق في سبيل الخير فهو مقتصد «3».

54- عن أبي بصير قال‏ سألت أبا عبد الله ع في قوله «وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً» قال:

بذل الرجل ماله و يقعده ليس له مال، قال: فيكون تبذير في حلال قال: نعم‏ «4».

55- عن علي بن جذاعة قال‏ سمعت أبا عبد الله ع [في قوله‏ لا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً] يقول: اتق الله و لا تسرف و لا تقتر و كن‏ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً، إن التبذير من الإسراف، و قال الله: «لا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً» إن الله لا يعذب على القصد «5».

56- عن جميل عن إسحاق بن عمار عن عامر بن جذاعة قال‏ دخل على أبي عبد الله ع رجل فقال: يا با عبد الله قرضا إلى ميسرة فقال أبو عبد الله ع: إلى غلة تدرك فقال: لا و الله، فقال: إلى تجارة تؤدى فقال: لا و الله، قال: فإلى عقدة تباع فقال: لا و الله، فقال: أنت إذا ممن جعل الله له في أموالنا حقا، فدعا أبو عبد الله ع بكيس فيه دراهم، فأدخل يده فناوله قبضة، ثم قال: اتق الله و لا تسرف و لا تقتر- و كن‏ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً، إن التبذير من الإسراف قال الله: «وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً» و قال: إن الله لا يعذب على القصد «6».

57- عن جميل عن إسحاق بن عمار في قوله: «وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً» قال: لا تبذر في ولاية علي ع‏ «7».

58- عن بشر بن مروان قال‏ دخلنا على أبي عبد الله ع فدعا برطب- فأقبل‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 416. البحار ج 8: 93.

 (2)- البرهان ج 2: 416. البحار ج 8: 93.

 (3)- البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 200. الصافي ج 1: 966.

 (4)- البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 200. الصافي ج 1: 966.

 (5)- البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 200. الصافي ج 1: 966.

 (6)- البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 200. الصافي ج 1: 966.

 (7)- البرهان ج 2: 416. الصافي ج 1: 966.

288
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 29] ص : 289

بعضهم يرمي بالنوى، قال: فأمسك أبو عبد الله يده، فقال: لا تفعل إن هذا من التبذير و إن الله‏ لا يُحِبُّ الْفَسادَ «1».

59- عن عجلان قال‏ كنت عند أبي عبد الله ع فجاءه سائل- فقام إلى مكتل‏ «2» فيه تمر فملأ يده ثم ناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام و أخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقال: رزقنا الله و إياك، ثم قال: إن رسول الله ص كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا- إلا أعطاه قال: فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق إليه فاسأله فإن قال: ليس عندنا شي‏ء، فقل: أعطني قميصك، فأتاه الغلام فسأله فقال النبي ص ليس عندنا شي‏ء، فقال: فأعطني قميصك، فأخذ قميصه فرمى به إليه- فأدبه الله على القصد، فقال: «وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‏ عُنُقِكَ- وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً» «3».

60- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‏ عُنُقِكَ‏» قال: فضم يده و قال: هكذا، فقال: «وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ» و بسط راحته و قال هكذا «4».

61- عن محمد بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال: قال رسول الله ص‏ «وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‏ عُنُقِكَ- وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً» قال: الإحسار الإقتار «5».

62- عن إسحاق بن عمار عن أبي إبراهيم قال‏ لا يملق حاج أبدا قلت: و ما الإملاق قال: قول الله «وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ‏» «6».

63- عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال‏ الحاج لا يملق أبدا

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 201.

 (2)- المكتل- كمنبر-: الزنبيل الكبير.

 (3)- البرهان ج 2: 417. البحار ج 20: 44. الصافي ج 1: 967.

 (4)- البرهان ج 2: 417. البحار ج 20: 44. الصافي ج 1: 967.

 (5)- البرهان ج 2: 417. البحار ج 20: 44. الصافي ج 1: 967.

 (6)- البرهان ج 2: 417. الوسائل ج 2 أبواب وجوب الحج باب 37.

الصافي ج 1: 968.

289
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 33] ص : 290

قال: قلت: و ما الإملاق قال: الإفلاس، ثم قال: «وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ‏ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَ إِيَّاكُمْ‏» «1».

64- عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ من قتل‏ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ‏، فقد قتل الحسين في أهل بيته‏ «2».

65- عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ نزلت هذه الآية في الحسين ع «وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً- فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ‏» قاتل الحسين‏ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» قال الحسين ع‏ «3».

66- عن أبي العباس عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا اجتمع العدة على قتل رجل- حكم الوالي يقتل أيهم شاء- و ليس له أن يقتل بأكثر من واحد- إن الله يقول: «وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً- فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» و إذا قتل واحدا ثلاثة- خير الوالي أي الثلاثة شاء أن يقتل، و يضمن الآخر إن ثلثي الدية لورثة المقتول‏ «4».

67- عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً- فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» قال: هو الحسين بن علي ع قتل مظلوما و نحن أولياؤه، و القائم منا إذا قام منا طلب بثار الحسين، فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل، و قال: [المسى‏] «5» المقتول الحسين ع و وليه القائم، و الإسراف في القتل- أن يقتل غير قاتله‏ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً، فإنه لا يذهب من الدنيا- حتى ينتصر برجل من آل رسول الله ص، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما «6».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 418. الوسائل ج 2 أبواب وجوب الحج باب 37. الصافي ج 1: 968.

 (2)- البرهان ج 2: 418. البحار ج 10: 150.

 (3)- البرهان ج 2: 418. البحار ج 10: 150.

 (4)- البرهان ج 2: 418. البحار ج 24: 40. الصافي ج 1: 968.

 (5)- كذا في نسخة الأصل و في أخرى «الشي‏ء» و كلمة غير موجودة في البحار، و لعلها من النساخ.

 (6)- البرهان ج 2: 419. البحار ج 10: 150. إثبات الهداة ج 7: 102 مختصراً.

290
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 33] ص : 290

68- عن أبي العباس قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن رجلين قتلا رجلا- فقال:

يخير وليه أن يقتل أيهما شاء، و يغرم الباقي نصف الدية أعني دية المقتول، فيرد على ورثته، و كذلك إن قتل رجل امرأة- أن قبلوا دية المرأة فذاك، و إن أبى أولياءها إلا قتل قاتلها- غرموا نصف دية الرجل و قتلوه، و هو قول الله: «فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ‏» «1».

69- عن حمران عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له: يا ابن رسول الله ص زعم ولد الحسن ع أن القائم منهم- و أنهم أصحاب الأمر، و يزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك، فقال: رحم الله عمي الحسن ع لقد غمد الحسن ع أربعين ألف سيف حين أصيب أمير المؤمنين ع، و أسلمها إلى معاوية و محمد بن علي سبعين ألف سيف قاتله، لو خطر عليهم خطر ما خرجوا منها- حتى يموتوا جميعا، و خرج الحسين ص فعرض نفسه على الله- في سبعين رجلا من أحق بدمه منا، نحن و الله أصحاب الأمر- و فينا القائم و منا السفاح و المنصور و قد قال الله «وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً» نحن أولياء الحسين بن علي ع و على دينه‏ «2».

6- 70- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع‏ أن نجدة الحروري‏ «3» كتب إلى ابن عباس سأله عن أشياء- عن اليتيم متى ينقطع يتمه فكتب إليه ابن عباس: أما اليتيم فانقطاع يتمه- إذا بلغ أشده و هو الاحتلام‏ «4».

71- و في رواية أخرى عن عبد الله بن سنان عنه قال‏ سأله أبي و أنا حاضر: اليتيم متى يجوز أمره- فقال: حين يبلغ أشده، قلت: و ما أشده، قال: الاحتلام، قلت:

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 419. البحار ج 24: 40. الوسائل ج 3: أبواب القصاص باب 31.

 (2)- البرهان ج 2: 419. البحار ج 8: 152.

 (3)- هو نجدة بن عامر من الخوارج. و الحرورية: طائفة منهم.

 (4)- البرهان ج 2: 419. البحار ج 23: 40 و 15 (ج 4): 21.

291
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 36 الى 37] ص : 292

قد يكون الغلام ابن ثماني عشرة سنة لا يحتلم- أو أقل أو أكثر قال: إذا بلغ ثلاث عشرة سنة- كتب له الحسن و كتب عليه السيئ و جاز أمره- إلا أن يكون سفيها أو ضعيفا «1».

72- عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله ع‏ إذا بلغ العبد ثلاثا و ثلاثين سنة فقد بَلَغَ أَشُدَّهُ‏ و إذا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فقد انتهى منتهاه- و إذا بلغ إحدى و أربعين فهو في النقصان و ينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن هو في النزع‏ «2».

73- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ‏ الاحتلام ثلاث عشرة سنة «3».

74- عن الحسن قال‏ كنت أطيل القعود في المخرج- لأسمع غناء بعض الجيران- قال: فدخلت على أبي عبد الله فقال لي يا حسن: «إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا» السمع و ما وعى، و البصر و ما رأى، و الفؤاد و ما عقد عليه‏ «4».

75- عن الحسين بن هارون عن أبي عبد الله‏ في قول الله: «إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا» قال: يسأل السمع عما يسمع و البصر عما يطرف‏ «5» و الفؤاد عما يعقد عليه‏ «6».

76- عن أبي جعفر قال‏ كنت عند أبي عبد الله ع فقال له رجل: بأبي أنت و أمي- إني أدخل كنيفا لي و لي جيران- و عندهم جواري يتغنين و يضربن بالعود، فربما أطلب الجلوس استماعا مني لهن- فقال: لا تفعل، فقال الرجل: و الله ما آتيتهن‏ «7» إنما هو سماع أسمعه بإذني- فقال له: أ ما سمعت الله يقول «إِنَّ السَّمْعَ‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 419. البحار ج 23: 40.

 (2)- البرهان ج 2: 429.

 (3)- البرهان ج 2: 429.

 (4)- البرهان ج 2: 421. الصافي ج 1: 969.

 (5)- طرفت عينه: تحركت بالنظر.

 (6)- البرهان ج 2: 421. الصافي ج 1: 969.

 (7)- و في البحار هكذا «و اللَّه ما هو شي‏ء أتيته برجلي اه».

292
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 41] ص : 293

وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا» قال: بلى و الله فكأني لم أسمع هذه الآية قط من كتاب الله من عجمي و لا من عربي، لا جرم أني لا أعود إن شاء الله و إني أستغفر الله فقال له: قم فاغتسل و صل ما بدا لك، فإنك كنت مقيما على أمر عظيم- ما كان أسوأ حالك لو مت على ذلك، أحمد الله و أسأله التوبة من كل ما يكره، فإنه لا يكره إلا كل القبيح، و القبيح دعه لأهله فإن لكل أهلا «1».

77- عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ص قال‏ إن الله تبارك و تعالى- فرض الإيمان على جوارح بني آدم، و قسمه عليها، فليس من جوارحه جارحة إلا و قد وكلت به من الإيمان- بغير ما وكلت به أختها، و منها عيناه اللتان ينظر بهما- و رجلاه اللتان يمشي، ففرض على العين أن لا تنظر إلى ما حرم الله عليه- و إن تغض عما نهاه الله عنه مما لا يحل له، و هو عمله و هو من الإيمان- قال الله تبارك و تعالى:

 «وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ- إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا» فهذا ما فرض الله من غض البصر عما حرم الله- و هو عملها و هو من الإيمان، و فرض الله على الرجلين- أن لا يمشى بهما إلى شي‏ء من معاصي الله- و فرض عليهما المشي فيما فرض الله فقال: «وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً- إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولًا» و قال: «وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ- وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ» «2».

78- عن علي بن أبي حمزة عن أبي جعفر ع‏ «وَ لَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا» يعني و لقد ذكرنا عليا في القرآن و هو الذكر- ف ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً «3».

79- عن أبي الصباح عن أبي عبد الله قال‏ قلت له قول الله «وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ‏» قال: كل شي‏ء يسبح بحمده- و إنا لنرى أن ينقض الجدر هو

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 421. البحار ج 3: 101.

 (2)- البرهان ج 2: 421. البحار ج 21: 117.

 (3)- البرهان ج 2: 422 و فيه زيادة ليست في سائر النسخ و ها هي:

 «و قال: قوله: وَ ما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً، قال: قال: إذا سمعوا القرآن ينفرون عنه و يكذبونه» انتهى.

293
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 44] ص : 293

تسبيحها «1».

80- و في رواية الحسين بن سعيد عنه‏ «وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ- وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ‏» قال: كل شي‏ء يسبح بحمده، و قال: إنا لنرى أن ينقض الجدار و هو تسبيحها «2».

81- عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ‏» فقال: ما ترى أن تنقض الحيطان‏ «3» تسبيحها «4».

82- عن الحسن [عن‏] النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال‏ نهى رسول الله ص عن أن توسم البهائم في وجوهها، و أن يضرب وجوهها فإنها تسبح بحمد ربها «5».

83- عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال‏ ما من طير يصاد في بر و لا بحر، و لا شي‏ء يصاد من الوحش- إلا بتضييعه التسبيح‏ «6».

84- عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه ع‏ أنه دخل عليه رجل فقال له: فداك أبي و أمي- إني أجد الله يقول في كتابه «وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ‏» فقال له: هو كمال- فقال له: أ تسبح الشجرة اليابسة فقال: نعم، أ ما سمعت خشب البيت كيف ينقض و ذلك تسبيحه فسبحان الله على كل حال‏ «7».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 422. الصافي ج 1: 971. البحار ج 14: 329.

 (2)- البرهان ج 2: 422. الصافي ج 1: 971. البحار ج 14: 329.

 (3)- و في البحار «إنا نرى أن تنقض الحيطان».

 (4)- البحار ج 14: 329.

 (5)- البرهان ج 2: 422- 423. البحار ج 14: 705 و 657 و 339.

و قال الفيض (ره) بعد نقل جملة من الأحاديث عن الكتاب و غيره ما لفظه:

أقول: و ذلك لأن نقصانات الخلائق دلائل كمالات الخالق، و كثراتها و اختلافاتها شواهد وحدانيته، الشريك عنه و الضد و الند، كما قال أمير المؤمنين (ع) بتشعيره الشاعر عرف أن لا مشعر له، و بتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له، و بمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له، و بمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له- الحديث- فهذا تسبيح فطري و اقتضاء ذاتي نشأ عن تجل تجلى لهم فأحبوه، و ابتعثوا إلى الثناء عليه من غير تكليف، و هي العبادة الذاتية التي أقامهم اللَّه فيها بحكم الاستحقاق الذي يستحقه جل جلاله، انتهى.

 (6)- البرهان ج 2: 422- 423. البحار ج 14: 705 و 657 و 339.

و قال الفيض (ره) بعد نقل جملة من الأحاديث عن الكتاب و غيره ما لفظه:

أقول: و ذلك لأن نقصانات الخلائق دلائل كمالات الخالق، و كثراتها و اختلافاتها شواهد وحدانيته، الشريك عنه و الضد و الند، كما قال أمير المؤمنين (ع) بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، و بتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له، و بمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له، و بمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له- الحديث- فهذا تسبيح فطري و اقتضاء ذاتي نشأ عن تجل تجلى لهم فأحبوه، و ابتعثوا إلى الثناء عليه من غير تكليف، و هي العبادة الذاتية التي أقامهم اللَّه فيها بحكم الاستحقاق الذي يستحقه جل جلاله، انتهى.

 (7)- البرهان ج 2: 422- 423. البحار ج 14: 705 و 657 و 339.

و قال الفيض (ره) بعد نقل جملة من الأحاديث عن الكتاب و غيره ما لفظه:

أقول: و ذلك لأن نقصانات الخلائق دلائل كمالات الخالق، و كثراتها و اختلافاتها شواهد وحدانيته، و انتفاء الشريك عنه و الضد و الند، كما قال أمير المؤمنين (ع) بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، و بتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له، و بمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له، و بمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له- الحديث- فهذا تسبيح فطري و اقتضاء ذاتي نشأ عن تجل تجلى لهم فأحبوه، و ابتعثوا إلى الثناء عليه من غير تكليف، و هي العبادة الذاتية التي أقامهم اللَّه فيها بحكم الاستحقاق الذي يستحقه جل جلاله، انتهى.

294
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 46] ص : 295

85- عن زيد بن علي قال‏ دخلت على أبي جعفر ع فذكر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فقال: تدري ما نزل في‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فقلت: لا فقال: إن رسول الله ص كان أحسن الناس صوتا بالقرآن، و كان يصلي بفناء الكعبة فرفع صوته، و كان عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و أبو جهل بن هشام و جماعة منهم- يستمعون قراءته، قال: و كان يكثر قراءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فيرفع بها صوته، قال: فيقولون: إن محمدا ليردد اسم ربه تردادا إنه ليحبه، فيأمرون من يقوم فيستمع عليه، و يقولون: إذا جاز بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قراءته- فأنزل الله في ذلك «وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ‏» بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ «وَلَّوْا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً» «1».

86- عن زرارة عن أحدهما قال‏ في‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ قال: هو أحق ما جهر به فاجهر به- و هي الآية التي قال الله «وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ «وَلَّوْا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً» كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبي عليه و آله السلام، فإذا قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ نفروا و ذهبوا، فإذا فرغ منه عادوا و تسمعوا «2».

87- عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال‏ كان رسول الله ص إذا صلى بالناس- جهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فيخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف فإذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم، و قال بعضهم لبعض، إنه ليردد اسم ربه تردادا إنه ليحب ربه فأنزل الله- «وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ- وَلَّوْا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً» «3».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 423. البحار ج 18: 349. الصافي ج 1 972.

 (2)- البرهان ج 2: 423. البحار ج 18: 349. الصافي ج 1 972.

 (3)- البرهان ج 2: 423. البحار ج 18: 349. الصافي ج 1 972.

295
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 49] ص : 296

88- عن أبي حمزة الثمالي قال‏ قال لي أبو جعفر ع: يا ثمالي إن الشيطان ليأتي قرين الإمام- فيسأله هل ذكر ربه فإن قال: نعم اكتسع‏ «1» فذهب و إن قال: لا ركب على كتفيه، و كان إمام القوم حتى ينصرفوا، قال: قلت: جعلت فداك و ما معنى قوله ذكر ربه قال: الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ «2».

89- عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ جاء أبي بن خلف‏ «3» فأخذ عظما باليا من حائط ففته‏ «4» ثم قال: يا محمد «إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً- أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً»

______________________________

 (1)- اكتسع الخيل بأذنابها: أدخلها بين رجليه. و اللفظ كناية.

 (2)- البرهان ج 2: 423. البحار ج 18 [ج 2]: 349.

 (3)- من مشركي مكة و أعداء رسول اللَّه «ص» و هو الذي قال لرسول اللَّه (ص) يوماً بمكة إن عندي فرس أعلفه كل يوم فرقاً [مكيال‏] من ذرة أقتلك عليه فقال رسول اللَّه (ص) بل أنا أقتلك إن شاء اللَّه، فكان من قصته أنه خرج إلى المدينة مع من خرج لحرب رسول اللَّه في وقعة أحد، فلما أن هزم المسلمون و بقي مع رسول اللَّه (ص) نزر قليل أدركه أبي بن خلف و هو يقول: أين محمد لا نجوت إن نجوت فقال القوم: يا رسول اللَّه أ يعطف عليه رجل منا قال: دعوه فلما دنا تناول رسول اللَّه (ص) الحربة من رجل من أصحابه- و هو الحارث بن صمة- ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مراراً- فرجع أبي إلى قريش و هو يخور كما يخور الثور و قد خدشه في عنقه خدشاً غير كبير، فاحتقن الدم و قال قتلني و اللَّه محمد! قالوا: ذهب و اللَّه فؤادك، و اللَّه ما بك بأس! قال: لو كان الطعنة بربيعة و مضر لقتلهم. أ ليس إنه قد كان‏بمكة قال لي: أنا أقتلك، فو اللَّه لو بصق علي بعد تلك المقالة لقتلني، فلم يلبث إلا يوماً أو بعض يوم حتى مات. و قيل: مات بسرف و هو موضع على ستة أميال من مكة- و في ذلك يقول حسان شاعر النبي (ص):

لقد ورث الضلالة عن أبيه‏

 

 أبي حين بارزه الرسول‏

أتيت إليه تحمل منه عضواً

 

 و توعده و أنت به جهول‏

و في نسخة [أ جئت محمداً عظماً رميماً

 

 لتكذبه و أنت به جهول‏]

و قد نالت بنو النجار منكم‏

 

 أمية إذ يغوث يا عقيل‏

 

 (الأبيات). راجع ديوانه ص 340 ط مصر.

 (4)- فت الشي‏ء: دقه و كسره بالأصابع.

296
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 58] ص : 297

فأنزل الله «مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ- قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ- وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ‏» «1».

90- عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا جعفر ع «وَ إِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً» قال: أما أمة محمد من الأمم فمن مات فقد هلك‏ «2».

91- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ إِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ» قال: هو الفناء بالموت أو غيره‏ «3».

92- و في رواية أخرى عنه‏ «وَ إِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ» قال: بالقتل و الموت أو غيره‏ «4».

93- عن حريز عمن سمع عن أبي جعفر ع‏ «وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً» لهم ليعمهوا فيها «وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ‏» يعني بني أمية «5».

94- عن علي بن سعيد قال‏ كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ، فقال لي أبو عبد الله: إن عليا ع قال لعمر: يا با حفص أ لا أخبرك بما نزل في بني أمية قال: بلى، قال: فإنه نزل فيهم «وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ‏» قال:

فغضب عمر و قال: كذبت بنو أمية خير منك و أوصل للرحم‏ «6».

95- عن الحلبي عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم قالوا سألناه عن قوله «وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ‏» قال: إن رسول الله أرى- أن رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا: رزيق و زفر «7» و قوله «وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ‏» قال:

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 424. الصافي ج 1: 973.

 (2)- البرهان ج 2: 424. الصافي ج 1: 975.

 (3)- البرهان ج 2: 424. الصافي ج 1: 975.

 (4)- البرهان ج 2: 424- 425. البحار ج 8: 380. الصافي ج 1: 975.

 (5)- البرهان ج 2: 424- 425. البحار ج 8: 380. الصافي ج 1: 975.

 (6)- البرهان ج 2: 424- 425. البحار ج 8: 380. الصافي ج 1: 975.

 (7)- كناية عن الأول و الثاني و قد مر أيضاً.

297
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 60] ص : 297

هم بنو أمية «1».

96- و في رواية أخرى عنه‏ أن رسول الله قد رأى رجالا من نار- على منابر من نار- يردون الناس على أعقابهم القهقرى، و لسنا نسمي أحدا «2».

97- و في رواية سلام الجعفي عنه أنه قال‏ إنا لا نسمي الرجال بأسمائهم، و لكن رسول الله رأى قوما على منبره يضلون الناس بعده على الصراط القهقرى‏ «3».

98- عن القاسم بن سليمان عن أبي عبد الله ع قال‏ أصبح رسول الله ص يوما حاسرا حزينا، فقيل له: ما لك يا رسول الله فقال: إني رأيت الليلة- صبيان بني أمية يرقون على منبري هذا، فقلت: يا رب معي فقال: لا و لكن بعدك‏ «4».

99- عن أبي الطفيل قال‏ كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا يقول و هو على المنبر- و ناداه ابن الكواء و هو في مؤخر المسجد- فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله «وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ‏» فقال: الأفجران من قريش و من بني أمية «5».

100- عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ‏» قال: أرى رجالا من بني تيم و عدي على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى، قلت: «وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ‏» قال: هم بنو أمية يقول الله «وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً» «6».

101 عن يونس بن عبد الرحمن الأشل قال‏ سألته عن قول الله: «وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ‏» الآية- فقال: إن رسول الله ص نام- فرأى أن بني أمية يصعدون المنابر- فكلما صعد منهم رجل- رأى رسول الله الذلة و المسكنة- فاستيقظ جزوعا من ذلك، و كان الذين رآهم اثنا عشر رجلا من بني أمية، فأتاه جبرئيل بهذه الآية، ثم قال جبرئيل: إن بني أمية لا يملكون شيئا- إلا ملك أهل البيت ضعفيه‏ «7».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380- 381. الصافي ج 1: 975 976.

 (2)- البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380- 381. الصافي ج 1: 975 976.

 (3)- البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380- 381. الصافي ج 1: 975 976.

 (4)- البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380- 381. الصافي ج 1: 975 976.

 (5)- البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380- 381. الصافي ج 1: 975 976.

 (6)- البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380- 381. الصافي ج 1: 975 976.

 (7)- البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380- 381. الصافي ج 1: 975 976.

298
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 64] ص : 299

102 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن شرك الشيطان قوله: «وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ» قال: ما كان من مال حرام فهو شريك الشيطان، قال و يكون مع الرجل حتى يجامع- فيكون من نطفته و نطفة الرجل إذا كان حراما.

103 عن زرارة قال‏ كان يوسف أبو الحجاج صديقا لعلي بن الحسين ص و أنه دخل على امرأته فأراد أن يضمها- أعني أم الحجاج قال: فقالت له:

أ ليس إنما عهدك بذاك الساعة قال فأتى علي بن الحسين فأخبره فأمره أن يمسك عنها فأمسك عنها فولدت بالحجاج و هو ابن شيطان ذي الردهة «1».

104 عن عبد الملك بن أعين قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ إذا زنى الرجل أدخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا، ثم يختلط النطفتان، فيخلق الله منهما فيكون شركة الشيطان‏ «2».

105 عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين ع قال: قال رسول الله ص‏ إن الله حرم الجنة على كل فاحش بذي‏ «3» قليل الحياء- لا يبالي ما قال و لا ما قيل له، فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية «4» أو شرك شيطان قيل: يا رسول الله و في الناس شرك الشيطان فقال: أ و ما تقرأ قول الله «وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ» «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 426. الصافي ج 1: 979. البحار ج 8: 381 و قال الجزري: في حديث علي إنه ذكر ذا الثدية (هو رئيس الخوارج) فقال: شيطان الردهة اه الردهة: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء و قيل: الردهة: قلة الرابية.

 (2)- البرهان ج 2: 427. الصافي ج 1: 979.

 (3)- البذي- بتشديد الياء-: الفحاش.

 (4)- أي زنية.

 (5)- البرهان ج 2: 427. الصافي ج 1: 978.

299
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 64] ص : 299

106 عن يونس عن أبي الربيع الشامي‏ «1» قال‏ كنت عنده ليلة فذكر شرك الشيطان فعظمه حتى أفزعني، فقلت: جعلت فداك فما المخرج منها و ما نصنع قال: إذا أردت المجامعة- فقل‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ اللهم إن قصدت تصب مني في هذه الليلة خليفة «2» فلا تجعل للشيطان فيه نصيبا و لا شركا و لا حظا- و اجعله عبدا صالحا [خالصا مخلصا] مصفيا و ذريته جل ثناؤك‏ «3».

107 عن سليمان بن خالد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: ما قول الله «شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ» قال: فقال قل في ذلك قولا أعوذ بالله السميع العليم- من الشيطان الرجيم‏ «4».

108 عن العلا بن رزين عن محمد عن أحدهما قال‏ شرك الشيطان ما كان من مال حرام- فهو من شركة الشيطان و يكون مع الرجل حين يجامع، فيكون نطفته مع نطفته إذا كان حراما- قال: كلتيهما جميعا مختلطين [يختلطان‏] و قال: ربما خلق من واحدة و ربما خلق منهما جميعا «5».

109 صفوان الجمال قال‏ كنت عند أبي عبد الله ع فاستأذن عيسى بن منصور عليه- فقال له: ما لك و لفلان يا عيسى أما إنه ما يحبك، فقال بأبي و أمي يقول قولنا و هو يتولى من نتولى- فقال: إن فيه نخوة إبليس، فقال: بأبي و أمي أ ليس يقول إبليس «خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ‏» فقال أبو عبد الله ع: و قد يقول الله «وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ» فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا- و قرن بين إصبعيه‏ «6».

______________________________

 (1)- هو خالد- أو خليد (مصغراً)-: بن أوفى العنزي الشامي عده الشيخ (ره) في رجاله من أصحاب الباقر (ع) و عليه فالضمير في قوله «عنده» يرجع إليه صلوات اللَّه عليه.

 (2)- و في نسخة البرهان هكذا «اللهم إن قضيت شيئاً خلقته في هذه اه» و في البحار «ولداً» بدل «خليفة».

 (3)- البرهان ج 2: 427. البحار ج 23: 69.

 (4)- البرهان ج 2: 427. البحار ج 23: 69.

 (5)- البرهان ج 2: 427. البحار ج 23: 69.

 (6)- البرهان ج 2: 427. البحار ج 23: 69.

300
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 65] ص : 301

110 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ كان الحجاج ابن الشيطان يباضع ذي الردهة، ثم قال: إن يوسف دخل على أم الحجاج فأراد أن يصيبها، فقالت:

أ ليس إنما عهدك بذلك الساعة فأمسك عنها فولدت الحجاج‏ «1».

111 عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال‏ سمعت أبا عبد الله ع يذكر في حديث غدير خم أنه لما قال النبي ص لعلي ع ما قال، و أقامه للناس- صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة- فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، و الله لأضلن فيه الخلق- قال: فنزل القرآن «وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ- فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏» فقال: صرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى فقال: ويحكم حكى الله و الله كلامي قرآنا و أنزل عليه «وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ- فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏» ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال:

و عزتك و جلالك لألحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبي ص‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ «إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ‏» قال: صرخ إبليس صرخة، فرجعت إليه العفاريت فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة قال: و الله من أصحاب علي و لكن و عزتك و جلالك يا رب- لأزينن لهم المعاصي- حتى أبغضهم إليك قال فقال أبو عبد الله ع: و الذي بعث بالحق محمدا للعفاريت و الأبالسة على المؤمن- أكثر من الزنابير على اللحم و المؤمن أشد من الجبل- و الجبل تدنو إليه بالفأس فتنحت منه‏ «2» و المؤمن لا يستقل عن دينه‏ «3».

112 عن عبد الرحمن بن سالم في قول الله: «إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَ كَفى‏ بِرَبِّكَ وَكِيلًا» قال: نزلت في علي بن أبي طالب ع، و نحن نرجو أن يجري‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 427. البحار ج 8: 381.

 (2)- الفأس- كفلس-: آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب و غيره و يقال له بالفارسية «تبر». و نحت منه: اتخذ و نحت الجبل: حفره.

 (3)- البرهان ج 2: 427. البحار ج 14: 628.

301
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 70 الى 71] ص : 302

لمن أحب الله من عباده المسلمين‏ «1».

113 عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قوله تعالى «وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى‏ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا» قال: خلق كل شي‏ء منكبا غير الإنسان خلق منتصبا «2».

114 عن الفضيل قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏» قال: يجي‏ء رسول الله ص في قومه- و علي في قومه، و الحسن في قومه، و الحسين ع في قومه، و كل من مات بين ظهراني إمام جاء معه‏ «3».

115 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل بإمامه الذي مات في عصره، فإن أثبته أعطي كتابه بيمينه، لقوله «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ- فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ- فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ‏» و اليمين إثبات الإمام لأنه كتاب يقرؤه- إن الله يقول: «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ- فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ‏» إلى آخر الآية، و الكتاب الإمام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال «فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ‏» و من أنكره كان من أصحاب الشمال- الذين قال الله:

 «ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ- وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ‏» إلى آخر الآية «4».

116 عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ سألته عن قوله: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏»

______________________________

 (1)- البحار ج 14: 628. البرهان ج 2: 427. الصافي ج 1: 979.

 (2)- البرهان ج 2: 430. البحار ج 14: 292. الصافي ج 1: 981 و قوله بين ظهراني اه أي بينهم على سبيل الاستظهار و الاستناد إليهم، و زيدت فيه ألف و نون مفتوحة تأكيداً و معناه ظهراً منهم قدامهم، و ظهراً ورائهم فهم مكتوفون من جوانبهم.

 (3)- البرهان ج 2: 430. البحار ج 14: 292. الصافي ج 1: 981 و قوله بين ظهراني اه أي بينهم على سبيل الاستظهار و الاستناد إليهم، و زيدت فيه ألف و نون مفتوحة تأكيداً و معناه ظهراً منهم قدامهم، و ظهراً ورائهم فهم مكتوفون من جوانبهم.

 (4)- البرهان ج 2: 430. الصافي ج 1: 981. البحار ج 14: 292. و قال المجلسي (ره) في بيان الحديث: على هذا التأويل من بطن الآية يكون المراد بالكتاب الإمام لاشتماله على علم ما كان و ما يكون، و إيتائه في الدنيا الهداية إلى ولايته، و في الآخرة الحشر معه و جعله من أتباعه، و المراد باليمين البيعة فإنها تكون باليمين، أي من أوتي إمامه في الآخرة بسبب بيعته له في الدنيا.

302
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 70 الى 71] ص : 302

قال: من كان يأتمون به في الدنيا و يؤتى بالشمس و القمر، و يقذفان في جهنم و من يعبدهما «1».

5، 6- 117 عن جعفر بن أحمد عن الفضل بن شاذان‏ أنه وجد مكتوبا بخط أبيه مثله‏ «2»..

118 عن أبي بصير قال‏ سألت أبا عبد الله عن قول أمير المؤمنين ع الإسلام بدا غريبا و سيعود غريبا كما كان، فطوبى للغرباء، فقال: يا با محمد «3» يستأنف الداعي منا دعاء جديدا- كما دعي إليه رسول الله ص،- فأخذت بفخذه فقلت: أشهد أنك إمامي، فقال: أما أنه يستدعي كل أناس بإمامهم، أصحاب الشمس بالشمس، و أصحاب القمر بالقمر، و أصحاب النار بالنار، و أصحاب الحجارة بالحجارة «4».

119 عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله ع قال‏ لا تترك الأرض بغير إمام يحل حلال الله و يحرم حرامه- و هو قول الله: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏» ثم قال: قال رسول الله ص: من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم و فتحوا أعينهم فقال أبو عبد الله ع: ليست الجاهلية الجهلاء- فلما أخرجنا من عنده فقال لنا سليمان هو و الله الجاهلية الجهلاء، و لكن لما رآكم مددتم أعناقكم و فتحتم أعينكم- قال لكم كذلك‏ «5».

120 عن بشير الدهان عن أبي عبد الله ع قال‏ أنتم و الله على دين الله ثم تلا «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏» ثم قال: علي إمامنا و رسول الله ص إمامنا- كم من إمام يجي‏ء يوم القيمة يلعن أصحابه و يلعنونه- و نحن ذرية محمد و أمنا فاطمة صلوات الله‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292.

 (2)- البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292.

 (3)- كنية أخرى لأبي بصير.

 (4)- البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292. الصافي ج 1: 981.

 (5)- البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292 و نقله المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة ج 1: 265 عن الكتاب مختصراً أيضاً.

303
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 70 الى 71] ص : 302

عليهم‏ «1».

121 عن جابر عن أبي جعفر ع‏ لما نزلت هذه الآية «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏» قال المسلمون يا رسول الله أ لست إمام المسلمين أجمعين قال: فقال: أنا رسول الله إلى الناس أجمعين، و لكن سيكون بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون و يظلمون، ألا فمن تولاهم فهو مني و معي و سيلقاني، ألا و من ظلمهم أو أعان على ظلمهم و كذبهم- فليس مني و لا معي، و أنا منه بري‏ء.

و زاد في رواية أخرى‏ مثله يؤخر: و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم.

 «2».

122 عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ السمع و الطاعة أبواب الجنة، السامع المطيع لا حجة عليه، و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقى الله- لقول الله «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏» «3».

123 عن بشير عن أبي عبد الله ع قال: عنه كان يقول‏ ما بين أحدكم و بين أن يغتبط- إلا أن تبلغ نفسه هاهنا و- أشار بإصبعه إلى حنجرته- قال: ثم تأول بآيات من الكتاب فقال: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» و «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ‏» «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏» قال: ثم قال: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏» فرسول الله إمامكم- و كم من إمام يوم القيامة يجي‏ء- يلعن أصحابه و يلعنونه‏ «4».

124 عن محمد عن أحدهما أنه سئل عن قوله «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏» فقال: ما كانوا يأتمون به في الدنيا، و يؤتى بالشمس و القمر- فتقذفان في جهنم و من كان يعبدهما «5».

125 عن إسماعيل بن همام قال: قال الرضا ع‏ «6» في قول الله:

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 430- 431. البحار ج 3: 293.

 (2)- البرهان ج 2: 430- 431. البحار ج 3: 293.

 (3)- البرهان ج 2: 430- 431. البحار ج 3: 293.

 (4)- البرهان ج 2: 430- 431. البحار ج 3: 293.

 (5)- البرهان ج 2: 430- 431. البحار ج 3: 293.

 (6)- و في البرهان «عن إسماعيل بن همام عن أبيعبد اللَّه (ع) اه» لكن الظاهر ما اخترناه لأن إسماعيل بن همام من أصحاب الرضا (ع) و لا يروي عن أبيعبد اللَّه (ع) بلا واسطة.

304
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 72] ص : 305

 «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏» فقال: إذا كان يوم القيامة قال الله أ ليس عدل من ربكم- أن تولوا كل قوم من تولوا قالوا: بلى، قال: فيقول تميزوا فيتميزون‏ «1».

126 عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله ع قال‏ إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيمة لا يلعن بعض بعضا «2» فاتقوا الله و أطيعوا، فإن الله يقول: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏» «3».

127 عن أبي بصير قال‏ سألته عن قول الله «وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‏- فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا» فقال: ذاك الذي يسوف الحج يعني حجة الإسلام يقول العام أحج، العام أحج، حتى يجيئه الموت‏ «4».

7- 128 عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع‏ مثل ذلك‏ «5»..

129 عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن أبي جعفر ع قال‏ جاء رجل إلى أبي فقال: ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت و فيمن نزلت، قال أبي: فسله فيمن نزلت «وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‏- فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا» و فيمن نزلت: «6» «وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ‏» و فيمن نزلت: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا» فأتاه الرجل فغضب- فقال: وددت أن الذي أمرك بهذا- واجهني به فأسائله، و لكن سله مم العرش و فيم خلق و كيف هو فانصرف الرجل إلى أبي، فقال: ما قيل له، فقال أبي: و هل أجابك في الآيات قال: لا، قال: لكني أجيبك فيها بنور و علم- غير المدعي و لا المنتحل، أما الأوليان فنزلتا في أبيه، و أما الأخرى فنزلت في أبيه و فينا، و لم يكن الرباط الذي أمرنا به فعل (بعد) و سيكون من نسلنا

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 431. البحار ج 3: 293.

 (2)- و في البحار «بعضكم بعضاً».

 (3)- البرهان ج 2: 431. البحار ج 3: 293.

 (4)- البحار ج 21: 3. البرهان ج 2: 433. الصافي ج 1: 982.

 (5)- البحار ج 21: 3. البرهان ج 2: 433. الصافي ج 1: 982.

 (6)- و في البرهان «و في أي يوم نزلت».

305
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 74 الى 78] ص : 306

المرابط، و من نسله المرابط «1».

130 عن كليب‏ «2» عن أبي عبد الله ع قال‏ سأله أبو بصير و أنا أسمع:

فقال له: رجل له مائة ألف، فقال: العام أحج، العام أحج، فأدركه الموت و لم يحج حج الإسلام، فقال: يا با بصير أ و ما سمعت قول الله «وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا» عمي عن فريضة من فرائض الله‏ «3».

131 عن علي بن الحلبي عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله: «وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا» فقال: الرجعة «4».

132 عن أبي يعقوب‏ «5» عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ- لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا» قال: لما كان يوم الفتح أخرج رسول الله ص أصناما من المسجد و كان منها صنم على المروة و طلبت إليه قريش أن يتركه- و كان مستحيا فهم بتركه ثم أمر بكسره، فنزلت هذه الآية «6».

133 عن عبد الله بن عثمان البجلي عن رجل‏ أن النبي ص اجتمعا عنده و ابنتيهما فتكلموا «7» في علي و كان من النبي ص أن يلين لهما في بعض القول، فأنزل الله: «لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا- إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَ ضِعْفَ الْمَماتِ- ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً» ثم لا تجد بعدك مثل علي وليا «8».

134 عن بعض أصحابنا و عن أحدهما قال‏ إن الله قضى الاختلاف على خلقه‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 433. البحار ج 7: 173.

 (2)- و في بعض النسخ «المثنى» بدل «كليب».

 (3)- البرهان ج 2: 433. البحار ج 21: 3.

 (4)- البحار ج 13: 216.

 (5)- و في البحار «ابن أبي يعفور» مكان «أبي يعقوب».

 (6)- البرهان ج 2: 434. البحار ج 6: 602. الصافي ج 1: 982.

 (7)- و في بعض النسخ هكذا «اجتمع عنده رؤساؤهم فتكلموا اه».

 (8)- البرهان ج 2: 434. البحار ج 8: 220.

306
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 74 الى 78] ص : 306

و كان أمرا قد قضاه في علمه- كما قضى على الأمم من قبلكم، و هي السنن و الأمثال يجري على الناس، فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا، و قول الله حق، قال الله تبارك و تعالى لمحمد ص: «سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا- وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلًا» و قال: «فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ- فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا» و قال «فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ- قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ‏» و قال: «لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ‏».

و قد قضى الله على موسى و هو مع قومه- يريهم الآيات و النذر ثم مروا على قوم يعبدون أصناما «قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ- قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ‏» فاستخلف موسى هارون فنصبوا عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ- فَقالُوا: هذا إِلهُكُمْ وَ إِلهُ مُوسى‏ و تركوا هارون فقال «يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ- وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَ أَطِيعُوا أَمْرِي قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى‏» فضرب لكم أمثالهم و بين لكم كيف صنع بهم.

و قال: إن نبي الله ص لم يقبض- حتى أعلم الناس أمر علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، و قال: إنه مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، و كان صاحب راية رسول الله ص في المواطن كلها، و كان معه في المسجد يدخله على كل حال، و كان أول الناس إيمانا، فلما قبض نبي الله ص كان الذي كان لما قد قضى من الاختلاف- و عمد عمر فبايع أبا بكر و لم يدفن رسول الله ص بعد، فلما رأى ذلك علي ع و رأى الناس- قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتتن الناس- ففرغ إلى كتاب الله و أخذ بجمعه في مصحف فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع- فقال علي: لا أخرج حتى أجمع القرآن، فأرسل إليه مرة أخرى- فقال: لا أخرج حتى أفرغ- فأرسل إليه الثالثة ابن عم له‏ «1» يقال قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله ص عليها- تحول بينه و بين علي ع‏

______________________________

 (1)- كذا في المخطوطتين و في البحار و البرهان «فأرسل إليه الثالثة عمر رجلا يقال له اه».

307
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 74 الى 78] ص : 306

فضربها فانطلق قنفذ و ليس معه علي ع فخشي أن يجمع على الناس- فأمر بحطب فجعل حوالي بيته- ثم انطلق عمر بنار- فأراد أن يحرق على علي بيته- و فاطمة و الحسن و الحسين ص، فلما رأى علي ذلك- خرج فبايع كارها غير طائع‏ «1».

135 عن أبي العباس عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا» قال: هي سنة محمد، و من كان قبله من الرسل و هو الإسلام‏ «2».

136 عن زرارة و عن أبي جعفر «3» قال‏ سألته عما فرض الله من الصلوات قال: خمس صلوات في الليل و النهار، قلت: سماهن الله- و سمي في كتابه لنبيه قال: نعم- قال الله لنبيه ص: «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى‏ غَسَقِ اللَّيْلِ‏» و دلوكها زوالها- فيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل- أربع صلوات سماهن و بينهن و وقتهن، و غسق الليل انتصافه، و قال: «قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً» هذه الخامسة «4».

137 عن زرارة قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن هذه الآية «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى‏ غَسَقِ اللَّيْلِ‏» قال: دلوك الشمس زوالها عند كبد السماء «5» «إِلى‏ غَسَقِ اللَّيْلِ‏» إلى انتصاف الليل- فرض الله فيما بينهما أربع صلوات- الظهر و العصر و المغرب و العشاء «وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ» يعني القراءة «إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً» قال: يجتمع في صلاة الغداة جزء من الليل و النهار- من الملائكة، قال: و إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين- ليس يعمل إلا السبحة- التي جرت بها السنة أمامها، «وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ»

______________________________

 (1)- البحار ج 8: 47. البرهان ج 2: 434.

 (2)- البرهان ج 2: 437.

 (3)- و في البرهان «عن زرارة عن أبي عبد اللَّه (ع)».

 (4)- البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41. الصافي ج 1: 984.

 (5)- كبد كل شي‏ء: وسطه، و عند كبد السماء أي إذا توسطت الشمس في السماء و هو وقت الزوال.

308
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 74 الى 78] ص : 306

قال: ركعتا الفجر، وضعهن رسول الله ص و وقتهن للناس‏ «1».

138 عن زرارة و عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى‏ غَسَقِ اللَّيْلِ‏» قال: زوالها غسق الليل إلى نصف الليل، ذلك أربع صلوات وضعهن رسول الله ص و وقتهن للناس، «وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ» صلاة الغداة «2».

139 عن محمد الحلبي عن أحدهما «و غَسَقِ اللَّيْلِ‏» نصفها بل زوالها، و قال:

أفرد الغداة و قال: «وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً» فركعتا الفجر تحضرهما الملائكة- ملائكة الليل و ملائكة النهار «3».

140 عن سعيد الأعرج قال‏ دخلت على أبي عبد الله ع و هو مغضب- و عنده نفر من أصحابنا و هو يقول: تصلون قبل أن تزول الشمس قال: و هم سكوت قال فقلت: أصلحك الله ما نصلي حتى يؤذن مؤذن مكة، قال: فلا بأس أما إنه إذا أذن فقد زالت الشمس، ثم قال: إن الله يقول: «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى‏ غَسَقِ اللَّيْلِ‏» فقد دخلت أربع صلوات فيما بين هذا الوقتين، و أفرد صلاة الفجر قال: «وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً» فمن صلى قبل أن تزول الشمس فلا صلاة له‏ «4».

141 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى‏ غَسَقِ اللَّيْلِ‏» قال: جمعت الصلوات كلهن، و دلوك الشمس زوالها، و غسق الليل انتصافه، و قال: إنه ينادي مناد من السماء كل ليلة- إذا انتصف الليل: من رقد عن صلاة العشاء إلى هذه الساعة- فلا نامت عيناه، «وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ» قال: صلاة الصبح، و أما قوله «كانَ مَشْهُوداً» قال: تحضر ملائكة الليل و ملائكة النهار «5».

142 عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين ع قال‏ قلت له: متى فرضت الصلاة على المسلمين- على ما هم اليوم عليه قال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة و قوي الإسلام و كتب الله على المسلمين الجهاد، زاد في الصلاة رسول الله ص سبع ركعات، في الظهر ركعتين، و في العصر ركعتين، و في المغرب ركعة، و في العشاء

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41- 42. الصافي ج 1: 984.

 (2)- البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41- 42. الصافي ج 1: 984.

 (3)- البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41- 42. الصافي ج 1: 984.

 (4)- البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41- 42. الصافي ج 1: 984.

 (5)- البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41- 42. الصافي ج 1: 984.

309
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 74 الى 78] ص : 306

ركعتين، و أقر الفجر على ما فرضت عليه بمكة لتعجيل نزول الملائكة إلى الأرض، و تعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء، فكان ملائكة الليل و ملائكة النهار- يشهدون مع رسول الله ص الفجر- و لذلك قال الله: «وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ- إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً» يشهده المسلمون- و تشهده ملائكة الليل و ملائكة النهار «1».

143 عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى‏ غَسَقِ اللَّيْلِ‏» قال: إن الله افترض أربع صلوات- أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل، منها صلاتان- أول وقتها من عند زوال الشمس إلى غروبها، إلا أن هذه قبل هذه- و منها صلاتان- أول وقتها من غروب الشمس إلى انتصاف الليل- إلا أن هذه قبل هذه‏ «2».

144 عن أبي هاشم الخادم عن أبي الحسن الماضي ع قال‏ ما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق‏ «3».

145 عن خيثمة الجعفي قال‏ كنت عند جعفر بن محمد ع أنا- و مفضل بن عمر ليلا ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضل الجعفي: جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به قال: نعم، إذا كان يوم القيامة حشر الله الخلائق في صعيد واحد «4» حفاة عراة غرلا «5» قال: فقلت: جعلت فداك ما الغرل قال: كما خلقوا أول مرة- فيقفون حتى يلجمهم العرق‏ «6» فيقولون: ليت الله يحكم بيننا و لو إلى النار يرون أن في النار

______________________________

 (1)- البحار ج 18: 20. البرهان ج 2: 437.

 (2)- البرهان ج 2: 438. البحار ج 18: 42- 43.

 (3)- البرهان ج 2: 438. البحار ج 18: 42- 43.

 (4)- قال الطريحي في الحديث يجمع اللَّه الأولين و الآخرين في صعيد واحد قيل هى أرض واسعة مستوية.

 (5)- الغرل- بضم الغين- جمع أغرل: من لم يختن.

 (6)- قال الجزري: فيه: يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أي يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعني في المحشر.

310
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 74 الى 78] ص : 306

راحة فيما هم فيه، ثم يأتون آدم فيقولون: أنت أبونا و أنت نبي- فسل ربك يحكم بيننا و لو إلى النار فيقول آدم: لست بصاحبكم خلقني ربي بيده- و حملني على عرشه و أسجد لي ملائكة، ثم أمرني فعصيته، و لكني أدلكم على ابني الصديق- الذي مكث في قومه‏ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً يدعوهم كلما كذبوا اشتد تصديقه: نوح قال: فيأتون نوحا فيقولون: سل ربك حتى يحكم بيننا و لو إلى النار، قال: فيقول: لست بصاحبكم إني قلت: «إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي‏»، و لكن أدلكم إلى من اتخذه الله خليلا- في دار الدنيا ائتوا إبراهيم، قال: فيأتون إبراهيم فيقول: لست بصاحبكم إني قلت «إِنِّي سَقِيمٌ‏»، و لكني أدلكم على من كلمه الله تكليما: موسى، قال فيأتون موسى فيقولون له، فيقول لست بصاحبكم إني قتلت نفسا- و لكني أدلكم على من كان يخلق بإذن الله- و يبرئ الأكمه و الأبرص بإذن الله: عيسى، فيأتونه فيقول: لست بصاحبكم- و لكني أدلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا: أحمد.

ثم قال أبو عبد الله: ما من نبي من ولد آدم إلى محمد ص إلا و هم تحت لواء محمد ص قال: فيأتونه ثم قال فيقولون- يا محمد سل ربك يحكم بيننا و لو إلى النار، قال: فيقول: نعم أنا صاحبكم- فيأتي دار الرحمن و هي عدن، و إن بابها سعته بعد ما بين المشرق و المغرب، فيحرك حلقة من الحلق- فيقال: من هذا و هو أعلم به فيقول: أنا محمد، فيقال: افتحوا له قال: فيفتح له- قال: فإذا نظرت إلى ربي‏ «1» مجدته تمجيدا- لم يمجده أحد كان قبلي- و لا يمجده أحد كان بعدي، ثم أخر ساجدا فيقول: يا محمد ارفع رأسك و قل يسمع قولك، و اشفع تشفع، و سل تعط، قال: فإذا رفعت رأسي و نظرت إلى ربي- مجدته تمجيدا أفضل من الأول- ثم أخر ساجدا- فيقول: ارفع رأسك و قل يسمع قولك، و اشفع تشفع، و سل تعط- قال فإذا رفعت رأسي و نظرت إلى ربي- مجدته تمجيدا أفضل من الأول و الثاني ثم أخر ساجدا- فيقول: ارفع رأسك، و قل يسمع قولك- و اشفع تشفع و سل تعط، فإذا رفعت رأسي أقول- رب احكم بين عبادك و لو إلى النار، فيقول: نعم يا محمد، قال:

______________________________

 (1)- قال المجلسي (ره) أي إلي عرشه أو إلي كرامته أو إلى نور من أنوار عظمته.

311
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 74 الى 78] ص : 306

ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر- و زمامها زبرجد أخضر حتى أركبها- ثم أتي المقام المحمود حتى أقضي عليه‏ «1» و هو تل من مسك أذفر يحاذ بحيال العرش- ثم يدعى إبراهيم فيحمل على مثلها، فيجي‏ء حتى يقف عن يمين رسول الله ص ثم رفع رسول الله.

يده- فضرب على كتف علي بن أبي طالب ثم قال: ثم تؤتى و الله بمثلها فتحمل عليها، ثم تجي‏ء حتى تقف بيني و بين أبيك إبراهيم، ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول: يا معشر الخلائق أ ليس العدل من ربكم- أن يولي كل قوم ما كانوا يقولون في دار الدنيا فيقولون: بلى و أي شي‏ء عدل غيره قال: فيقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس- حتى زعموا أن عيسى هو الله و ابن الله- فيتبعونه إلى النار، و يقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس- حتى زعموا أن عزير ابن الله حتى يتبعونه إلى النار، و يقوم كل شيطان أضل فرقة فيتبعونه إلى النار، حتى يبقى هذه الأمة.

ثم يخرج مناد من عند الله فيقول- يا معشر الخلائق أ ليس العدل من ربكم- أن يولي كل فريق من كانوا يتولون في دار الدنيا- فيقولون: بلى [و أي شي‏ء عدل غيره‏] فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتولاه- ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولاه- و يقوم علي فيتبعه من كان يتولاه- ثم يقوم يزيد بن معاوية فيتبعه من كان يتولاه- و يقوم الحسن فيتبعه من كان يتولاه و يقوم الحسين فيتبعه من كان يتولاه- ثم يقوم مروان بن الحكم و عبد الملك فتبعهما من كان يتولاهما، ثم يقوم علي بن الحسين فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم الوليد بن عبد الملك، و يقوم محمد بن علي فيتبعهما من كان يتولاهما ثم أقوم أنا فيتبعني من كان يتولاني، و كأني بكما معي، ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا «2» و يؤتى بالكتب‏

______________________________

 (1)- في البرهان «فأقف عليه».

 (2)- و في نسخة البحار «فيجلس على العرش ربنا» ثم إن العرش في الأخبار على معان ذكره المجلسي (ره) في كتاب السماء و العالم و قال في الموضع: إن الجلوس على العرش كناية عن ظهور الحكم و الأمر من عند العرش و خلق الكلام هناك.

312
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): الآيات 74 الى 78] ص : 306

فتوضع فنشهد على عدونا- و نشفع لمن كان من شيعتنا مرهقا- قال: قلت: جعلت فداك فما المرهق قال: المذنب، فأما الَّذِينَ اتَّقَوْا من شيعتنا فقد نجاهم الله‏ بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏، قال: ثم جاءته جارية له فقالت: إن فلان القرشي بالباب، فقال: ائذنوا له، ثم قال لنا: اسكتوا «1».

146 عن محمد بن حكيم عن أبي عبد الله ع قال: قال رسول الله ص‏ لو قد قمت المقام المحمود شفعت لأبي و أمي و عمي- و أخ كان لي موافيا «2» في الجاهلية «3».

147 عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله ع‏ أن ناسا من بني هاشم أتوا رسول الله ص فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي، و قالوا: يكون لنا هذا السهم- الذي جعلته للعالمين عليها فنحن أولى به، فقال رسول الله ص: يا بني عبد المطلب إن الصدقة لا تحل لي و لا لكم، و لكني وعدت بالشفاعة، ثم قال: و الله أشهد أنه قد وعدها- فما ظنكم يا بني عبد المطلب إذا أخذت بحلقة الباب أ تروني مؤثرا عليكم غيركم ثم قال: إن الجن و الإنس- يجلسون يوم القيامة في صعيد واحد، فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة، فيقولون: إلى من فيأتون نوحا فيسألونه الشفاعة، فيقول هيهات قد رفعت حاجتي‏ «4» فيقولون: إلى من فيقال: إلى إبراهيم فيأتون إلى إبراهيم‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 439. البحار ج 3: 302.

 (2)- و في البرهان «موالياً».

 (3)- البرهان ج 2: 440. البحار ج 3: 303. و قال المجلسي (ره) بعد نقل الحديث عن تفسير القمي (ره) في غير الموضع ما لفظه: كون الأخ في الجاهلية أي قبل البعثة لا ينافي كونه مؤمناً.

 (4)- قال المجلسي (ره): قد رفعت حاجتي أي إلى غيري و الحاصل أني أيضاً أستشفع من غيري فلا أستطيع شفاعتكم، و يمكن أن يقرأ على بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء، أي رفع عنه طلب الحاجة لما صدر مني من ترك الأولى.

313
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 79] ص : 314

فيسألونه الشفاعة- فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي- فيقولون: إلى من فيقال: ائتوا موسى فيأتونه فيسألونه الشفاعة- فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون: إلى من فيقال: ائتوا عيسى فيأتونه و يسألونه الشفاعة- فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من فيقال ائتوا محمدا فيأتونه فيسألونه الشفاعة- فيقوم مدلا حتى يأتي باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه، فيقال: من هذا فيقول: أحمد فيرحبون‏ «1» و يفتحون الباب، فإذا نظر إلى الجنة خر ساجدا- يمجد ربه و يعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك و سل تعط و اشفع تشفع- فيقوم فيرفع رأسه و يدخل من باب الجنة فيخر ساجدا يمجد ربه و يعظمه- فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك- و سل تعط و اشفع تشفع- فيمشي في الجنة ساعة- ثم يخر ساجدا يمجد ربه و يعظمه- فيأتيه ملك فيقول ارفع رأسك- و سل تعط و اشفع تشفع- فيقوم فما يسأل شيئا إلا أعطاه إياه‏ «2».

148 عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال‏ في قوله: «عَسى‏ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً» قال: هي الشفاعة «3».

149 عن صفوان عن أبي عبد الله ع قال‏ قال رسول الله ص: إني أستوهب من ربي أربعة: آمنة بنت وهب، و عبد الله بن عبد المطلب، و أبا طالب و رجلا جرت بيني و بينه أخوة- و طلب إلي أن أطلب إلى ربي أن يهبه لي.

150 عن عبيد بن زرارة قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن المؤمن هل له شفاعة قال: نعم، فقال له رجل من القوم: هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد ص يومئذ قال: نعم للمؤمنين خطايا و ذنوبا- و ما من أحد إلا و يحتاج إلى شفاعة محمد يومئذ، قال: و سأله رجل عن قول رسول الله ص: أنا سيد ولد آدم و لا فخر، قال: نعم يأخذ حلقة باب الجنة فيفتحها فيخر ساجدا- فيقول الله: ارفع رأسك- اشفع تشفع، اطلب تعط، فيرفع رأسه ثم يخر ساجدا- فيقول الله: ارفع رأسك- اشفع تشفع و اطلب تعط، ثم يرفع رأسه فيشفع فيشفع و يطلب فيعطى.

______________________________

 (1)- و في البرهان «فيجيئون».

 (2)- البرهان ج 2: 440. البحار ج 3: 303.

 (3)- البرهان ج 2: 440. البحار ج 3: 303.

314
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 80] ص : 315

 

151 عن سماعة بن مهران عن أبي إبراهيم‏ في قول الله: «عَسى‏ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً» قال: يقوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين عاما- و يؤمر الشمس فتركب على رءوس العباد- و يلجمهم العرق، و يؤمر الأرض لا تقبل عن عرقهم شيئا فيأتون آدم فيشفعون له فيدلهم على نوح، و يدلهم نوح على إبراهيم، و يدلهم إبراهيم على موسى، و يدلهم موسى على عيسى، و يدلهم عيسى على محمد ص فيقول: عليكم بمحمد خاتم النبيين، فيقول محمد: أنا لها- فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق- فيقال له: من هذا و الله أعلم فيقول: محمد فيقال: افتحوا له، فإذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا فلا يرفع رأسه- حتى يقال له تكلم و سل تعط و اشفع تشفع، فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا، فيقال له مثلها، فيرفع رأسه حتى أنه ليشفع من قد أحرق بالنار، فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع الأمم- أوجه من محمد ص، و هو قول الله تعالى: «عَسى‏ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً» «1».

152 عن أبي الجارود عن زيد بن علي‏ في قول الله: «وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً» قال: السيف‏ «2».

153 عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن بعض أصحابنا قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن اللعب بالشطرنج فقال: الشطرنج من الباطل‏ «3».

154 عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال‏ إنما شفاء في علم القرآن لقوله: «ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ‏» لأهله لا شك فيه و لا مرية، و أهله أئمة الهدى الذين قال الله «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا» «4».

155 عن محمد بن أبي حمزة رفعه إلى أبي جعفر ع قال‏ نزل جبرئيل على محمد عليه و آله السلام بهذه- «و لا يزيد الظالمين» آل محمد حقهم «إلا خسارا» «5».

156 عن صالح بن الحكم قال‏ سئل و أنا عنده عن البيع فقال: صل فيها ما أنظفها

______________________________

 (1)- البحار ج 3: 303. البرهان ج 2: 440.

 (2)- البرهان ج 2: 442.

 (3)- البرهان ج 2: 442. البحار ج 16 (م): 34.

 (4)- البرهان ج 2: 442. الصافي ج 1: 987.

 (5)- البرهان ج 2: 442. الصافي ج 1: 987.

 

315
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 85] ص : 316

قد رأيتها و أنا عندكم، قال: أصلي فيها و هم يصلون فيها، قال: صل إلى قبلتك و دعهم يصلون حيث شاءوا، أ ما تقرأ هذه الآية «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ- فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى‏ سَبِيلًا» «1».

157 عن حماد عن صالح بن الحكم قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ و قد سئل عن الصلاة في البيع و الكنائس فقال: صل فيها فقد رأيتها و ما أنظفها قال: فقلت: أصلي فيها و إن كانوا يصلون فيها فقال: صل فيها و إن كانوا يصلون فيها- أ ما تقرأ القرآن «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ- فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى‏ سَبِيلًا» صل إلى القبلة و دعهم‏ «2».

158 عن أبي هاشم قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن الخلود في الجنة و النار فقال: إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا- أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، و إنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا- أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء و هؤلاء: ثم تلا قوله: «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ‏»، قال: على نيته‏ «3».

159 عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏» قال: خلق من خلق الله، و الله‏ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ «4».

160 عن زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله تعالى:

 «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ‏» قالا: إن الله تبارك و تعالى أحد صمد، و الصمد الشي‏ء الذي ليس له جوف، فإنما الروح خلق من خلقه له بصر و قوة و تأييد، يجعله في قلوب الرسل و المؤمنين‏ «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 444. البحار ج 18: 123. الصافي ج 1: 987.

 (2)- البرهان ج 2: 444. البحار ج 18: 123. الصافي ج 1: 987.

 (3)- البرهان ج 2: 444. الصافي ج 1: 987.

 (4)- البرهان ج 2: 444. البحار ج 14: 398.

 (5)- البرهان ج 2: 445. البحار ج 2: 108.

316
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 89] ص : 317

161 عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏» قال: خلق عظيم أعظم من جبرئيل و ميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد عليه و آله السلام، و مع الأئمة يسددهم و ليس كما طلب وجد «1».

162 و في رواية أبي أيوب الخزاز قال‏ أعظم من جبرئيل و ليس كما ظننت‏ «2».

163 عن أبي بصير عن أحدهما قال‏ سألته عن قوله: «وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏» ما الروح قال: التي في الدواب و الناس، قلت: و ما هي قال: هي من الملكوت من القدرة «3».

164 عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا» قال: تفسيرها في الباطن- أنه لم يؤت العلم إلا أناس يسير، فقال: «وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا» منكم‏ «4».

165 عن أسباط بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل مع الأئمة يفقههم و هو من الملكوت‏ «5».

166 عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ نزل جبرئيل بهذه الآيات هكذا «فأبى أكثر الناس» ولاية علي «إلا كفورا» «6».

167 عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع‏ «قالُوا أَ بَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا» قالوا: إن الجن كانوا في الأرض قبلنا، فبعث الله إليهم ملكا، فلو أراد الله أن يبعث إلينا- لبعث الله ملكا من الملائكة، و هو قول الله: «وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى‏- إِلَّا أَنْ قالُوا أَ بَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا» «7».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 445. الصافي ج 1: 988.

 (2)- البرهان ج 2: 445. الصافي ج 1: 988.

 (3)- البرهان ج 2: 445. الصافي ج 1: 988.

 (4)- البرهان ج 2: 445. الصافي ج 1: 988.

 (5)- البرهان ج 2: 445.

 (6)- البرهان ج 2: 445. البحار ج 9: 102. الصافي ج 1: 989.

 (7)- البرهان ج 2: 451.

317
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 97] ص : 318

 

168 عن إبراهيم بن عمر رفعه إلى أحدهما في قول الله: «وَ نَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى‏ وُجُوهِهِمْ‏» قال: على جباههم‏ «1».

169 عن بكر بن بكر رفع الحديث إلى علي بن الحسين ع قال‏ إن في جهنم لواديا يقال له سعير إذا خبت جهنم فتح بسعيرها و هو قول الله: «كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً» «2».

170 عن سلام عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسى‏ تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ‏» قال: الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع- و الدم و الحجر و البحر و العصا و يده‏ «3».

171 عن العباس بن معروف عن أبي الحسن الرضا ع‏ ذكر قول الله «يا فِرْعَوْنُ‏» يا عاصي‏ «4».

172 عن المفضل قال: سمعته يقول‏ و سئل عن الإمام: هل عليه أن يسمع من خلفه و إن كثروا قال: يقرأ قراءة وسطا يقول الله تبارك و تعالى- «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها» «5».

173 عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها» قال: المخافة ما دون سمعك، و الجهر أن ترفع صوتك شديدا «6».

174 عن عبد الله بن سنان قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن الإمام- هل عليه أن يسمع من خلفه و إن كثروا قال: ليقرأ قراءة وسطا، إن الله يقول: «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها» «7».

175 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قوله تعالى: «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها- وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا» قال: كان رسول الله ص إذا كان بمكة جهر بصوته، فيعلم بمكانه المشركون فكانوا يؤذونه،

______________________________

 (1)- البرهان ج 6: 451. الصافي ج 1: 996. البحار ج 3: 236.

 (2)- البرهان ج 6: 451. الصافي ج 1: 996. البحار ج 3: 375.

 (3)- البرهان ج 2: 452. الصافي ج 1: 997. البحار ج 5: 255.

 (4)- البحار ج 5: 255. البرهان ج 2: 452.

 (5)- البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999.

 (6)- البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999.

 (7)- البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999.

 

318
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 110] ص : 318

فأنزلت هذه الآية عند ذلك‏ «1».

176 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها» قال: نسختها «فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ» «2».

177 عن سليمان عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله تعالى: «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها» فقال: الجهر بها رفع الصوت، و المخافة ما لم تسمع أذناك، و ما بين ذلك قدر ما يسمع أذنيك‏ «3».

178 عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله:

 «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها- وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا» قال: تفسيرها و لا تجهر بولاية علي و لا بما أكرمته به، حتى آمرك بذلك- «وَ لا تُخافِتْ بِها» يعني و لا تكتمها عليا و أعلمه ما أكرمته به‏ «4».

179 عن الحلبي عن بعض أصحابنا عنه قال‏ قال أبو جعفر ع لأبي عبد الله ع:

يا بني عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: و كيف ذلك يا أبة قال: مثل قول الله: «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها» لا تجهر بصوتك سيئة، و لا تخافت بها سيئة «وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا حسنة» و مثل قوله: «وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‏ عُنُقِكَ- وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ» و مثل قوله: «وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا» فأسرفوا سيئة و أقتروا سيئة «5» و كان بين ذلك قواما حسنة، فعليك بالحسنة بين السيئتين‏ «6».

180 عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن تفسير هذه الآية في قول الله «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها- وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا» قال: لا تجهر بولاية علي فهو الصلاة، و لا بما أكرمته به حتى آمرك به، و ذلك قوله: «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ‏» و أما قوله «وَ لا تُخافِتْ بِها» فإنه يقول: و لا تكتم ذلك عليا يقول: أعلمه ما أكرمته‏

______________________________

 (1)- البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999.

 (2)- البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999.

 (3)- البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999.

 (4)- البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999. البحار ج 9: 102.

 (5)- و في البرهان «فإذا أسرفوا سيئة و إذا أقترو اه».

 (6)- البرهان ج 2: 453. الصافي ج 1: 999. البحار ج 18: 349.

319
تفسير العياشي2

[سورة الإسراء(17): آية 111] ص : 320

به- فأما قوله: «وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا» يقول: تسألني أن آذن ذلك- أن تجهر بأمر علي بولايته، فأذن له بإظهار ذلك يوم غدير خم، فهو قوله يومئذ: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه‏ «1».

181 عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال‏ قال النبي ص و قد فقد رجلا، فقال: ما أبطأ بك عنا فقال: السقم و العيال- فقال:

أ لا أعلمك بكلمات تدعو بهن- يذهب الله عنك السقم و ينفي عنك الفقر تقول: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، توكلت على الحي الذي لا يموت- و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً- وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ- وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً «2».

182 عن عبد الله بن سنان‏ قال شكوت إلى أبي عبد الله ع فقال: أ لا أعلمك شيئا إذا قلته قضى الله دينك- و أنعشك و أنعش حالك‏ «3» فقلت: ما أحوجني إلى ذلك، فعلمه هذا الدعاء- قل في دبر صلاة الفجر توكلت على الحي الذي لا يموت- و الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً- وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ- وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً، اللهم إني أعوذ بك من البؤس و الفقر- و من غلبة الدين و السقم- و أسألك- أن تعينني على أداء حقك إليك و إلى الناس‏ «4».

______________________________

 (1)- الصافي ج 1: 999. البحار ج 9: 102. البرهان ج 2: 454.

 (2)- البرهان ج 2: 454. البحار ج 19 (ج 2): 267.

 (3)- نعشه اللَّه نعشاً: رفعه و أقامه. تداركه من هلكة. جبره بعد فقر و سد فقره.

 (4)- البرهان ج 2: 454. البحار ج 19 (ج 2): 269.

320
تفسير العياشي2

(18) من سورة الكهف ص : 321

 

 (18) من سورة الكهف‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال‏ من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة لم يمت إلا شهيدا و يبعثه الله مع الشهداء و أوقف يوم القيامة مع الشهداء «1».

2- عن البرقي عمن رواه رفعه عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ «لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ‏» قال: البأس الشديد علي و هو من لدن رسول الله عليه و آله السلام، قاتل معه عدوه، فذلك قوله: «لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ‏» «2».

3- عن الحسن بن صالح قال‏ قال لي أبو جعفر ع: لا تقرأ «يُبَشِّرَ» إنما البشر بشر الأديم- قال: فصليت بعد ذلك خلف الحسن فقرأ «تبشر» «3».

4- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان و أظهروا الكفر، فآجرهم الله مرتين‏ «4».

5- عن محمد عن أحمد بن علي عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً» قال: هم قوم فروا و كتب ملك ذلك الزمان- بأسمائهم و أسماء آبائهم و عشائرهم- في صحف من رصاص فهو قوله «أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ‏» «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 455. البحار ج 19: 70. مجمع البيان ج 3: 447.

الوسائل ج 1 أبواب الجمعة باب 53.

 (2)- البرهان ج 2: 455. الصافي ج 2: 2.

 (3)- البرهان ج 2: 455.

 (4)- البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434.

 (5)- البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434. الصافي ج 2: 4.

 

321
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 9] ص : 321

6- عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال‏ خرج أصحاب الكهف على غير معرفة و لا ميعاد- فلما صاروا في الصحراء- أخذوا بعضهم على بعض العهود و المواثيق، فأخذ هذا على هذا، و هذا على هذا، ثم قالوا: أظهروا أمركم، فأظهروه فإذا هم على أمر واحد «1».

7- عن درست عن أبي عبد الله ع‏ أنه ذكر أصحاب الكهف فقال: كانوا صيارفة كلام و لم يكونوا صيارفة دراهم‏ «2».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434.

 (2)- البرهان ج 2: 456. الصافي ج 2: 7. البحار ج 5: 434. و الصرف هو بيع النقود كبيع الذهب بالفضة أو الدينار بالدرهم. و صيارفة جمع الصيرفي و هو النقاد و الهاء للنسبة.

ثم إن المشهور كراهية بيع الصرف لأنه يفضي إلى المحرم أو المكروه غالباً و لعل هذا الخبر إنما ورد رداً على من يرى إباحته متمسكا بعمل أصحاب الكهف و قد روى الكليني و غيره بالإسناد عن سدير الصيرفي قال قلت لأبي جعفر (ع) حديث بلغني عن الحسن البصري فإن كان حقاً ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏! قال: و ما هو قلت: بلغني أن الحسن البصري كان يقول: لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي، و لو تفرث كبده عطشاً لم يستسق من دار صيرفي ماء، و هو عملي و تجارتي، و عليه نبت لحمي و دمي، و منه حجي و عمرتي فجلس ثم قال: كذلك الحسن خذ سواء و أعط سواء فإذا حضرت الصلاة دع ما بيدك و انهض إلى الصلاة، أما عملت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة! و قال المجلسي (ره) بعد نقل الخبر عن الكافي: لعله (ع) إنما ذكر ذلك إلزاماً عليهم حيث ظنوا أنهم كانوا صيارفة الدراهم لئلا ينافي ما سبق (و مراده مما سبق رواية العياشي و غيره مما ورد فيه التصريح بأنهم كانوا صيارفة الكلام و لم يكونوا صيارفة الدراهم).

و قال الصدوق (ره) في الفقيه بعد إيراد الخبر: يعني صيارفة الكلام و لم يعن صيارفة الدراهم و ذكر المجلسي (ره) في الوجه على حمل الصدوق الخبر على هذا المعنى وجوهاً يطول المقام بذكرها و على الطالب أن يطلبها.

و عن بعض شراح الحديث أنه قال: المعنى كأن الإمام قال لسدير: ما لك و لقول الحسن البصري أ ما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام و نقدة الأقاويل، فانتقدوا ما قرع أسماعهم فاتبعوا الحق و رفضوا الباطل و لم يسمعوا أماني أهل الضلال و أكاذيب رهط النفاهة، فأنت أيضاً كان صيرفياً لما يبلغك من الأقاويل فانتقده آخذاً بالحق رافضاً للباطل و ليس المراد أنهم كانوا صيارفة الدراهم كما هو المتبادر إلى بعض الأوهام لأنهم كانوا فتية من أشرف الروم مع عظم شأنهم و كبر خطرهم.

322
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 13] ص : 323

8- عن عبيد الله بن يحيى عن أبي عبد الله ع‏ أنه ذكر أصحاب الكهف فقال: لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم فقيل له: و ما كلفهم قومهم فقال:

كلفوهم الشرك بالله العظيم، فأظهروا لهم الشرك و أسروا الإيمان- حتى جاءهم الفرج‏ «1».

9- عن درست عن أبي عبد الله ع قال‏ ما بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف كانوا ليشدون الزنانير و يشهدون الأعياد- و أعطاهم الله أجرهم مرتين‏ «2».

10- عن الكاهلي عن أبي عبد الله ع قال‏ إن أصحاب الكهف كانوا أسروا الإيمان و أظهروا الكفر، و كانوا على إجهار الكفر- أعظم أجرا منهم على الإسرار بالإيمان‏ «3».

11- عن سليمان بن جعفر النهدي قال‏ قال لي جعفر بن محمد: يا سليمان من الفتى قال: قلت له جعلت فداك الفتى عندنا الشاب، قال لي: أ ما علمت أن أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا، فسماهم الله فتية بإيمانهم، يا سليمان من آمن بالله و اتقى فهو الفتى‏ «4».

12- عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له: قد فهمت نقصان الإيمان و تمامه- فمن أين جاءت زيادته و ما الحجة فيها قال: قول الله: «وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ‏

______________________________

 (1)- البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6- 7.

 (2)- البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6- 7.

 (3)- البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6- 7.

 (4)- البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6- 7.

323
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 18] ص : 324

سُورَةٌ- فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً» إلى قوله «رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ‏» و قال «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ- إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ- وَ زِدْناهُمْ هُدىً‏» و لو كان كله واحدا لا زيادة فيه و لا نقصان- لم يكن لأحد منهم فضل على أحد- و لا يستوي النعمة فيه و لا يستوي الناس، و بطل التفضيل، و لكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة، و بالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون- بالدرجات عند الله، و بالنقصان منه دخل المفرطون النار «1».

13- عن محمد بن سنان عن البطيخي عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً- وَ لَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً» قال: إن ذلك لم يعن به النبي ص، إنما عنى به المؤمنون بعضهم لبعض- لكنه حالهم التي هم عليها «2».

14- عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله ع عن أبيه علي بن أبي طالب ص قال‏ إذا حلف الرجل بالله- فله ثنياها «3» إلى أربعين يوما- و ذلك أن قوما من اليهود سألوا النبي ص عن شي‏ء، فقال: ائتوني غدا و لم يستثن حتى أخبركم- فاحتبس عنه جبرئيل ع أربعين يوما ثم أتاه، و قال: «وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً- إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‏» «4».

15- عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع‏ ذكر أن آدم لما أسكنه الله الجنة، فقال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، فقال: نعم يا رب و لم يستثن، فأمر الله نبيه فقال: «وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً- إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‏» و لو بعد سنة «5».

16- و في رواية عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ لا تَقُولَنَ‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 456.

 (2)- البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457.

 (3)- الثنيا- بالضم مع القصر: الاسم من الاستثناء.

 (4)- البحار ج 16: 84- 85 و ج 24: 147. البرهان ج 2: 464. الصافي ج 2: 10- 11.

 (5)- البحار ج 16: 84- 85 و ج 24: 147. البرهان ج 2: 464. الصافي ج 2: 10- 11.

324
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 23 الى 24] ص : 324

لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً- إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ- وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‏» أن تقول إلا من بعد الأربعين، فللعبد الاستثناء في اليمين- ما بينه و بين الأربعين يوما إذا نسي‏ «1».

17- عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع قال‏ قال الله: «وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً- إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‏» إلا أفعله فسبق مشية الله في أن لا أفعله فلا أقدر على أن أفعله، قال: فلذلك قال الله «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‏» أي استثن مشية الله في فعلك‏ «2».

18- عن زرارة و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‏» قال إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني- فليستثن إذا ذكر «3».

19- عن حمزة بن حمران قال‏ سألت أبا عبد الله عن قول الله: «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‏» فقال: إن تستثني ثم ذكرت بعد فاستثن حين تذكر «4».

20- عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‏» قال: هو الرجل يحلف- فنسي أن يقول: إن شاء الله- فليقلها إذا ذكر «5».

21- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً- إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‏» قال: هو الرجل يحلف على الشي‏ء و ينسى أن يستثني- فيقولن لأفعلن كذا و كذا غدا أو بعد غد- عن قوله، [عن قول كذا] «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‏» «6».

22- عن حمزة بن حمران قال‏ سألته عن قول الله «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‏» قال إذا حلفت ناسيا ثم ذكرت بعد- فاستثنه حين تذكر «7».

23- عن القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي ع قال‏ الاستثناء في اليمين متى ما ذكر- و إن كان بعد أربعين صباحا- ثم تلا هذه الآية «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‏» «8».

______________________________

 (1)- البحار ج 16: 84- 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 444. الصافي ج 2: 10- 11.

 (2)- البحار ج 16: 84- 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 644. الصافي ج 2: 10- 11.

 (3)- البحار ج 16: 84- 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 644. الصافي ج 2: 10- 11.

 (4)- البحار ج 16: 84- 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 644. الصافي ج 2: 10- 11.

 (5)- البحار ج 16: 84- 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 644. الصافي ج 2: 10- 11.

 (6)- البحار ج 16: 84- 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 644. الصافي ج 2: 10- 11.

 (7)- البحار ج 16: 84- 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 644. الصافي ج 2: 10- 11.

 (8)- البحار ج 16: 84- 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 644. الصافي ج 2: 10- 11.

325
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 28] ص : 326

24- عن جابر قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ و الله ليملكن رجل منا أهل البيت الأرض- بعد موته ثلاثمائة سنة و يزداد تسعا- قال: قلت فمتى ذلك قال: بعد موت القائم قال:

قلت: و كم يقوم القائم في عالمه حتى يموت- قال: تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته قال: قلت: فيكون بعد موته هرج قال نعم خمسين سنة، قال: ثم يخرج المنصور إلى الدنيا فيطلب دمه و دم أصحابه- فيقتل و يسبي حتى يقال: لو كان هذا من ذرية الأنبياء ما قتل الناس- كل هذا القتل، فيجتمع الناس عليه أبيضهم و أسودهم- فيكثرون عليه حتى يلجئونه إلى حرم الله فإذا اشتد البلاء عليه مات المنتصر و خرج السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر، فيقتل كل عدو لنا جائرا و يملك الأرض كلها، و يصلح الله له أمره- و يعيش ثلاثمائة سنة و يزداد تسعا، ثم قال أبو جعفر: يا جابر و هل تدري من المنتصر و السفاح يا جابر المنتصر الحسين و السفاح أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين‏ «1».

25- عن زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قوله:

 «وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِ‏» قال: إنما عنى بها الصلاة «2».

26- عن عاصم الكوري عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ في قول الله:

 «فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ» قال: وعيد «3».

27- عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال‏ الظلم ثلاثة، ظلم لا يغفره الله، و ظلم يغفره الله، و ظلم لا يدعه، فأما الظلم الذي لا يغفره الله الشرك، و أما الظلم الذي يغفره الله فظلم الرجل نفسه، و أما الظلم الذي لا يدعه فالذنب بين العباد «4».

28- عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا على محمد ص فقال: «و قل الحق من ربكم- فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر- إنا أعتدنا للظالمين» آل محمد حقهم «نارا» «5».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 465. البحار ج 13: 236.

 (2)- البرهان ج 2: 465. البحار ج 18: 10.

 (3)- البرهان ج 2: 465. الصافي ج 2: 12.

 (4)- البرهان ج 2: 465- 466.

 (5)- البرهان ج 2: 465- 466.

326
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 46] ص : 327

29- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام و الشراب، فقال: «وَ إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ- كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ‏» «1».

30- و عنه ع‏ في قول الله: «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ‏» قال: تبدل خبزة بيضاء نقية يأكل الناس منها- حتى يفرغ من الحساب، قال له قائل: إنهم يومئذ لفي شغل عن الأكل و الشرب، فقال له: ابن آدم خلق أجوف- لا بد له من الطعام و الشراب، أ هم أشد شغلا أم من في النار قد استغاثوا قال: الله «وَ إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ‏» «2».

31- عن إدريس القمي قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن «الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ‏» فقال: هي الصلاة فحافظوا عليها، و قال: لا تصل الظهر أبدا- حتى تزول الشمس‏ «3».

32- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: قال رسول الله ص‏ خذوا جننكم‏ «4» قالوا: يا رسول الله عدو حضر قال: لا، و لكن خذوا جننكم من النار، فقالوا: بم نأخذ جننا يا رسول الله من النار قال سبحان الله و الحمد لله- و لا إله إلا الله و الله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة و لهن مقدمات و مؤخرات- و منجيات و معقبات، و هن الباقيات الصالحات، ثم قال أبو عبد الله ع «وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» قال: ذكر الله عند ما أحل أو حرم- و شبه هذا و مؤخرات‏ «5».

33- عن محمد بن عمرو عمن حدثه عن أبي عبد الله ع أنه قال‏ قال الله عز و جل:

 «الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا» كما أن ثماني ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الآخرة «6».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 466. البحار ج 3: 221.

 (2)- البرهان ج 2: 466. البحار ج 3: 221.

 (3)- البرهان ج 2: 470. البحار ج 15 (ج 2): 57. الصافي ج 2: 15.

 (4)- الجنن جمع الجنة- بضم الجيم- الترس و كل ما وقى من سلاح.

 (5)- البرهان ج 2: 470. البحار ج 19 (ج 2): 6 و 18 (ج 2): 557 الصافي ج 2: 15.

 (6)- البرهان ج 2: 470. البحار ج 19 (ج 2): 6 و 18 (ج 2): 557 الصافي ج 2: 15.

327
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 49] ص : 328

34- عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا كان يوم القيامة دفع إلى الإنسان كتابه، ثم قيل له اقرأه- قلت: فيعرف ما فيه فقال: إنه يذكره- فما من لحظة و لا كلمة، و لا نقل قدم، و لا شي‏ء فعله إلا ذكره، كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا «يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ- لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها» «1».

35- عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى‏ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ‏» قال: يذكر العبد جميع ما عمل و ما كتب عليه- كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا «يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ- لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها» «2».

36- عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن إبليس أ كان من الملائكة و هل كان يلي من أمر السماء شيئا قال: إنه لم يكن من الملائكة و لم يكن يلي من أمر السماء شيئا، كان من الجن- و كان مع الملائكة- و كانت الملائكة تراه أنه منها، و كان الله يعلم أنه ليس منها، فلما أمر بالسجود كان منه الذي كان‏ «3».

37- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ أمر الله إبليس بالسجود لآدم مشافهة، فقال: و عزتك لئن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنك عبادة ما عبدها خلق من خلقك‏ «4».

38- و في رواية أخرى عن هشام عنه‏ و لما خلق الله آدم قبل أن ينفخ فيه الروح- كان إبليس يمر به فيضربه برجله، فيدب‏ «5» فيقول إبليس: لأمر ما خلقت‏ «6».

39- عن محمد بن مروان عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ- وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً» قال: إن رسول الله ص قال: اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام، فأنزل الله‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 471. البحار ج 3: 282. الصافي ج 2: 16.

 (2)- البرهان ج 2: 471. البحار ج 3: 282. الصافي ج 2: 16.

 (3)- البرهان ج 2: 471. البحار ج 5: 34 و 14: 619.

 (4)- البرهان ج 2: 471. البحار ج 5: 34 و 14: 619.

 (5)- دب دبيباً: مشى على هنيئة كمشي الطفل و النمل و الضعيف.

 (6)- البرهان ج 2: 471. البحار ج 5: 32.

328
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 62 الى 77] ص : 329

 «وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً» يعنيهما «1».

40- عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له: جعلت فداك قال رسول الله ص: أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فقال: يا محمد قد و الله قال ذلك، و كان علي أشد من ضرب العنق، ثم أقبل علي فقال: هل تدري ما أنزل الله يا محمد قلت: أنت أعلم جعلت فداك، قال: إن رسول الله كان في دار الأرقم فقال: اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فأنزل الله «ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ- وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً» يعنيهما «2».

41- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قال‏ إنه لما كان من أمر موسى ع الذي كان أعطي مكتل‏ «3» فيه حوت مملح، قيل له: هذا يدلك على صاحبك- عند عين مجمع البحرين لا يصيب منها شي‏ء ميتا- إلا حيي يقال لها الحيوة، فانطلقا حتى بلغا الصخرة «4» فانطلق الفتى يغسل الحوت في العين فاضطرب الحوت في يده حتى خدشه- و انفلت منه‏ «5» و نسيه الفتى، فلما جاوز الوقت الذي وقت فيه أعني موسى «قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا- لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً قالَ أَ رَأَيْتَ‏» إلى قوله «عَلى‏ آثارِهِما قَصَصاً» فلما أتاها وجد الحوت قد خر في البحر فاقتصا الأثر حتى أتيا صاحبهما- في جزيرة من جزائر البحر- إما متكيا و إما جالسا في كساء له، فسلم عليه موسى فعجب من السلام- و هو في أرض ليس فيها السلام- فقال:

من أنت قال: أنا موسى، قال: أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما قال:

نعم، قال: فما حاجتك قال‏ أَتَّبِعُكَ عَلى‏ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً، قال: إني وكلت بأمر

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 471- 472. البحار ج 8: 22. الصافي ج 2: 17.

 (2)- البرهان ج 2: 471- 472. البحار ج 8: 22. الصافي ج 2: 17.

 (3)- المكتل- كمنبر- الزنبيل.

 (4)- و في البرهان هكذا «فانظر إلي حين تلقى الصخرة اه».

 (5)- انفلت: تخلص.

329
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 62 الى 77] ص : 329

لا تطيقه، و وكلت بأمر لا أطيقه، و قال له «إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً- وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى‏ ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً- قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً- وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً» فحدثه عن آل محمد ع و عما يصيبهم- حتى اشتد بكاؤهما، ثم حدثه عن رسول الله ص و عن أمير المؤمنين و عن ولد فاطمة و ذكر له من فضلهم و ما أعطوا- حتى جعل- يقول يا ليتني من آل محمد و عن رجوع رسول الله ع إلى قومه‏ «1» و ما يلقى منهم و من تكذيبهم إياه- و تلا هذه الآية: «وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصارَهُمْ- كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ» فإنه أخذ عليهم الميثاق‏ «2».

42- عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ كان وصي موسى بن عمران يوشع بن نون و هو فتاه الذي ذكر الله في كتابه‏ «3».

43- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ كان موسى أعلم من الخضر «4».

44- عن الحفص بن البختري عن أبي عبد الله ع‏ في قول موسى لفتاه:

 «آتِنا غَداءَنا» و قوله: «رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» فقال: إنما عنى الطعام فقال أبو عبد الله ع: إن موسى لذو جوعات‏ «5».

45- عن بريد عن أحدهما قال‏ قلت له: ما منزلتكم في الماضين- و بمن تشبهون منهم قال: الخضر و ذو القرنين، كانا عالمين- و لم يكونا نبيين‏ «6».

46- عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال‏ إنما مثل علي و مثلنا من بعده من هذه الأمة- كمثل موسى النبي ص و العالم حين لقيه- و استنطقه و سأله الصحبة، فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه ص في كتابه، و ذلك أن الله قال‏

______________________________

 (1)- و في نور الثقلين «و عن مبعث رسول اللَّه ...» و هو الظاهر، و قال المجلسي (ره) في معناه: أي بعد الهجرة أو في الرجعة (انتهى). و يمكن أن يكون المراد الرجوع عن شعب أبي طالب بعد ثلاث سنين- و اللَّه أعلم.

 (2)- البرهان ج 2: 475. البحار ج 5: 297.

 (3)- البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 206. و في البرهان «لذوجوعان» بدل «جوعان» في الخبر الأخير.

 (4)- البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 206. و في البرهان «لذوجوعان» بدل «جوعان» في الخبر الأخير.

 (5)- البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 206. و في البرهان «لذوجوعان» بدل «جوعان» في الخبر الأخير.

 (6)- البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 296.

330
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 62 الى 77] ص : 329

لموسى: «إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي- فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ‏» ثم قال: «وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ» و قد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الألواح، و كان موسى يظن أن جميع الأشياء- التي يحتاج إليها في تابوته، و جميع العلم قد كتب له في الألواح كما يظن هؤلاء الذين يدعون أنهم فقهاء و علماء، و أنهم قد أثبتوا جميع العلم و الفقه في الدين- مما يحتاج هذه الأمة إليه، و صح لهم عن رسول الله و علموه و لفظوه، و ليس كل علم رسول علموه- و لا صار إليهم عن رسول الله و لا عرفوه، و ذلك أن الشي‏ء من الحلال و الحرام و الأحكام- يرد عليهم فيسألون عنه- و لا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله و يستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل- و يكرهون أن يسألوا- فلا يجيبوا فيطلبوا الناس العلم من معدنه، فلذلك استعملوا الرأي و القياس في دين الله، و تركوا الآثار و دانوا الله بالبدع، و قد قال رسول الله ص: كل بدعة ضلالة، فلو أنهم إذا سئلوا عن شي‏ء من دين الله- فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله ردوه إلى الله و إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ- لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ‏، من آل محمد ص و الذي منعهم من طلب العلم منا العداوة و الحسد لنا، و لا و الله ما حسد موسى العالم، و موسى نبي الله يوحى إليه حيث لقيه- و استنطقه و عرفه بالعلم، و لم يحسده كما حسدتنا هذه الأمة- بعد رسول الله ص على ما علمنا و ما ورثنا عن رسول الله ص، و لم يرغبوا إلينا في علمنا- كما رغب موسى إلى العالم، و سأله الصحبة ليتعلم منه العلم و يرشده.

فلما أن سأل العالم ذلك علم العالم- أن موسى لا يستطيع صحبته- و لا يحتمل عليه و لا يصبر معه- فعند ذلك قال العالم: «وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى‏ ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً فقال له موسى و هو خاضع له- يستعطفه على نفسه كي يقبله: «سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً» و قد كان العالم يعلم أن موسى لا يصبر على علمه، فذلك و الله يا إسحاق بن عمار حال قضاة هؤلاء و فقهائهم و جماعتهم اليوم، لا يحتملون و الله علمنا، و لا يقبلونه و لا يطيقونه، و لا يأخذون به، و لا يصبرون عليه- كما لم يصبر موسى‏

331
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 62 الى 77] ص : 329

على علم العالم حين صحبه، و رأى ما رأى من علمه، و كان ذلك عند موسى مكروها، و كان عند الله رضا و هو الحق، و كذلك علمنا عند الجهلة مكروه- لا يؤخذ و هو عند الله الحق‏ «1».

47- عن عبد الرحمن عن سيابة عن أبي عبد الله ع قال‏ إن موسى صعد المنبر و كان منبره ثلاث مراق‏ «2» فحدث نفسه أن الله لم يخلق خلقا أعلم منه، فأتاه جبرئيل فقال له: إنك قد ابتليت- فانزل فإن في الأرض من هو أعلم منك فاطلبه فأرسل إلى يوشع أني قد ابتليت فاصنع لنا زادا و انطلق بنا- و اشترى حوتا [من حيتان الحية] فخرج بأذربيجان، ثم شواه ثم حمله في مكتل- ثم انطلقا يمشيان في ساحل البحر- و النبي إذا أمر أن يذهب إلى مكان‏ «3» لم يعي أبدا- حتى يجوز ذلك الوقت، قال: فبينما هما يمشيان انتهيا إلى شيخ مستلقى معه عصاه، موضوعة إلى جانبه و عليه كساء إذا قنع رأسه‏ «4» خرجت رجلاه- و إذا غطى رجليه خرج رأسه، قال: فقام موسى يصلي و قال ليوشع: احفظ علي- قال: فقطرت قطرة من السماء «5» في المكتل- فاضطرب الحوت، ثم جعل يثب من المكتل إلى البحر، قال: و هو قوله: «فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً» قال: ثم إنه جاء طير فوقع على ساحل البحر- ثم أدخل منقاره فقال:

يا موسى ما اتخذت من علم ربك- ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر، قال:

ثم قام يمشي فتبعه يوشع.

قال موسى و قد نسي الزبيل‏ «6» يوشع قال: و إنما أعيا حيث جاز الوقت فيه‏ «7» فقال «آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً» إلى قوله «فِي الْبَحْرِ عَجَباً» قال:

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 297.

 (2)- مراق جمع المرقاة- بفتح الميم و كسرها-: الدرجة.

 (3)- و في البحار هكذا «و النبي إذا مر في مكان اه».

 (4)- قنع رأسه بالشي‏ء: غطاه به.

 (5)- و في البرهان «الماء» بدل «السماء».

 (6)- و هو الزنبيل و يقال له المكتل أيضاً و قد مر.

 (7)- كذا في النسخ و في البحار هكذا «فقال موسى لما أعيا حيث جاز الوقت فيه اه».

332
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 62 الى 77] ص : 329

فرجع موسى يقفي أثره حتى انتهى إليه- و هو على حاله مستلق، فقال له موسى:

السلام عليك- فقال و عليك السلام يا عالم بني إسرائيل، قال: ثم وثب فأخذ عصاه بيده، قال: فقال له موسى: إني قد أمرت- أن أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا فقال كما قص عليكم «إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً» قال: فانطلقا حتى انتهيا إلى معبر «1» فلما نظر إليهم أهل المعبر- فقالوا: و الله لا نأخذ من هؤلاء أجرا، اليوم نحملهم، فلما ذهب السفينة كثرت الماء خرقها «2» قال له موسى كما أخبرتم، ثم قال: «أَ لَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً- قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ- وَ لا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً» قال: و خرجا على ساحل البحر- فإذا غلام يلعب مع غلمان- عليه قميص حرير أخضر في أذنيه درتان- فتوركه العالم‏ «3» فذبحه فقال له موسى «أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ- لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً» قال: «فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ- اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ- قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً» خبزا نأكله فقد جعنا، قال: و هي قرية على ساحل البحر يقال لها: ناصرة و بها تسمى النصارى نصارى، فلم يضيفوهما و لا يضيفون بعدهما أحدا- حتى تقوم الساعة.

و كان مثل السفينة فيكم و فينا- ترك الحسين البيعة لمعاوية، و كان مثل الغلام فيكم- قول الحسين بن علي لعبد الله بن علي: لعنك الله من كافر، فقال له: قد قتلته يا با محمد و كان مثل الجدار فيكم علي و الحسن و الحسين‏ «4».

______________________________

 (1)- المعبر: ما عبر به النهر و المراد هنا السفينة.

 (2)- كذا في النسخ و في البحار «فلما ذهبت السفينة وسط الماء خرقها 51».

 (3)- تورك فلان الصبي: جعله على وركه معتمداً عليها.

 (4)- البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 297. و قال المجلسي (ره) في بيان الحديث: أما كون ترك الحسين ع‏البيع لمعاوية لعنه اللَّه شبيها بخرق السفينة لأنه ع بترك البيعة مهد لنفسه المقدسة الشهادة، و بها انكسرت سفينة أهل البيت صلوات اللَّه عليهم و كان فيها مصالح عظيمة.

منها: ظهور كفر بني أمية و جورهم على الناس، و خروج الخلق عن طاعتهم و منها: ظهور حقية أهل البيت ع و إمامتهم إذ لو بايعه الحسين عليه السلام أيضاً لظن أكثر الناس وجوب متابعة خلفاء الجور و عدم كونهم عليهم السلام ولاة الأمر.

و منها أن بسبب ذلك صار من بعده من الأئمة عليهم السلام آمنين مطمئنين، ينشرون العلوم بين الناس، إلى غير ذلك من المصالح التي لا يعملها غيرهم، و لو كان ما ذكره المورخون من بيعته عليه السلام له أخيراً حقاً كان المراد ترك البيعة ابتداء، و لا يبعد أن يكون في الأصل يزيد بن معاوية، فسقط الساقط الملعون هو و أبوه. و أما ما تضمن من قول الحسن عليه السلام لعبد اللَّه بن علي فيشكل توجيهه لأنه كان من السعداء الذين استشهدوا مع الحسين صلوات اللَّه عليه على ما ذكره المفيد و غيره. و القول بأنه عليه السلام علم أنه لو بقي بعد ذلك و لم يستشهد لكفر بعيد. و الظاهر أن يكون عبيد اللَّه- مصغراً بناء على ما ذكره ابن إدريس إنه لم يستشهد مع الحسين عليه السلام رداً على المفيد، و ذكر صاحب المقاتل و غيره أنه صار إلى المختار فسأل أن يدعو إليه و يجعل الأمر له فلم يفعل، فخرج و لحق بمصعب بن الزبير فقتل في الوقعة و هو لا يعرف.

قوله: «فقال له» أي أمير المؤمنين عليه السلام. «قد قتلته» أي سيقتل بسبب لعنك أو هذا إخبار بأنه سيقتل كما قتل الخضر الغلام لكفره و أما مثل الجدار فلعل المراد أن اللَّه تعالى كما حفظ العلم تحت الجدار للغلامين لصلاح أبيهما فكذلك حفظ العلم لصلاح علي و الحسن و الحسين عليهم السلام في أولادهم إلى أن يظهره القائم عليه السلام للخلق أو حفظ اللَّه علم الرسول (ص) بأمير المؤمنين للحسنين صلوات اللَّه عليهم، فأقام عليا عليه السلام للخلافة بعد أن أصابه ما أصابه من المخالفين و اللَّه يعلم.

333
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 62 الى 77] ص : 329

48- عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال‏ بينما موسى قاعدا في ملإ من بني إسرائيل إذ قال له رجل: ما أرى أحدا أعلم بالله منك- قال موسى:

ما أرى، فأوحى الله إليه بلى عبدي الخضر فسأل السبيل إليه، و كان له آية الحوت أن افتقده، و كان من شأنه ما قص الله‏ «1».

49- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع‏ كان سليمان أعلم من آصف، و كان موسى أعلم من الذي اتبعه‏ «2».

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 477. البحار ج 5: 298.

 (2)- البرهان ج 2: 477. البحار ج 5: 298.

334
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 79] ص : 335

50- عن ليث بن سليم عن أبي جعفر ع‏ «1» شكا موسى إلى ربه الجوع في ثلاثة مواضع «آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً، رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» «2».

4، 1- 51- عن إسماعيل بن أبي زياد الكوفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال‏ ما وجدت للناس و لعلي بن أبي طالب شبها- إلا موسى و صاحب السفينة، فكلم موسى بجهل، و تكلم صاحب السفينة، بعلم- و تكلم الناس بجهل و يكلم علي بعلم‏ «3».

52- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع‏ أن نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن سبي الذراري، فكتب إليه: أما الذراري فلم يكن رسول الله يقتلهم- و كان الخضر يقتل كافرهم و يترك مؤمنهم، فإن كنت تعلم ما يعلم الخضر فاقتلهم‏ «4».

53- عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع: قال سمعته يقول‏ بينما العالم يمشي مع موسى إذا هم بغلام يلعب- قال: فوكزه العالم فقتله فقال له موسى: «أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ- لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً» قال فأدخل العالم يده فاقتلع كتفه- فإذا عليه مكتوب كافر مطبوع‏ «5».

54- عن حريز عن أبي عبد الله ع‏ أنه كان يقرأ «وَ كانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ‏» يعني أمامهم‏ «6»

______________________________

 (1)- في البرهان «عن أبي عبد اللَّه ع و في نسخة عن أبي جعفر عليه السلام. اه».

 (2)- البرهان ج 2: 478- 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2:

23- 24.

 (3)- البرهان ج 2: 478- 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2:

23- 24.

 (4)- البرهان ج 2: 478- 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2:

23- 24.

 (5)- البرهان ج 2: 478- 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2:

23- 24.

 (6)- قال الطبرسي (ره) في المجمع: الوراء و الخلف واحد و هو نقيض جهة القدام و يستعمل وراء بمعنى القدام أيضاً على الاتساع لأنها جهة مقابلة فكأن كل واحدة من الجهتين وراء الأخرى ثم استشهد لذلك بشعر لعبيد و غيره.

و نقل أيضاً عن ابن عباس أنه كان يقرأ «و كان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحاً غصباً» ثم قال: و روى أصحابنا عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أيضاً إنه كان يقرأ كل سفينة صالحة غصباً و روي ذلك أيضاً عن أبي جعفر عليه السلام قال و هي قراءة أمير المؤمنين ع و عن تفسير القمي ره أنه قال: هكذا نزلت و إنه و إذا كانت معيوبة لم يأخذ منها شي‏ء.

335
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 80 الى 81] ص : 336

 «يأخذ كل سفينة صالحة غصبا» «1».

55- عن حريز عمن ذكره عن أحدهما «2» أنه قرأ «فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ‏» فطبع كافرا «3».

56- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «فَخَشِينا» خشي إن أدركه الغلام- أن يدعو أبويه إلى الكفر- فيجيبانه من فرط حبهما إياه‏ «4».

57- عن عبد الله بن خالد «5» رفعه قال‏ كان في كتف الغلام الذي قتله العالم- مكتوب كافر «6».

58- عن محمد بن عمر عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله ليحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة، و إن الغلامين كان بينهما و بين أبويهما- سبعمائة سنة «7».

59- عن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً- وَ أَقْرَبَ رُحْماً» قال: إنه ولدت لهما جارية- فولدت غلاما فكان نبيا «8».

60- عن الحسن بن سعيد اللحمي‏ «9» قال‏ ولد رجل من أصحابنا جارية دخل على أبي عبد الله ع فرآه متسخطا لها، فقال له أبو عبد الله: أ رأيت لو أن الله أوحى إليك- أني أختار لك أو تختار لنفسك- ما كنت تقول قال: كنت أقول يا رب تختار لي، قال: فإن الله قد اختار لك- ثم قال: إن الغلام الذي قتله العالم- كان مع موسى في قول الله «فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً- وَ أَقْرَبَ رُحْماً» قال: فأبدلهما جارية

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298.

 (2)- و في البرهان «عن أبي عبد اللَّه عليه السلام» مكان «عن أحدهما».

 (3)- البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 24.

 (4)- البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 24.

 (5)- و في البرهان «عبد اللَّه بن حبيب» مكان «عبد اللَّه بن خالد».

 (6)- البرهان ج 2: 478. البحار ج 85: 29. الصافي ج 2: 25.

 (7)- البرهان ج 2: 478. البحار ج 85: 29. الصافي ج 2: 25.

 (8)- البرهان ج 2: 478. البحار ج 85: 29. الصافي ج 2: 25.

 (9)- و الظاهر أنه مصحف اللخمي بالخاء قال في تنقيح المقال: اللخمي بالخاء المعجمة لقب جمع، و عد منهم الحسن بن سعيد.

336
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 82] ص : 337

ولدت سبعين نبيا «1».

61- عن أبي يحيى الواسطي رفعه إلى أحدهما ع‏ في قول الله: «وَ أَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ‏» إلى قوله: «وَ أَقْرَبَ رُحْماً» قال: أبدلهما مكان الابن بنتا فولدت سبعين نبيا «2».

62- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ «3» قال‏ كم من إنسان له حق لا يعلم به، قال قلت: و ما ذاك أصلحك الله قال: إن صاحب الجدار كان لهما كنز تحته، أما إنه لم يكن ذهب و لا فضة، قال قلت: فأيهما كان أحق به فقال: الأكبر، كذلك نقول‏ «4».

63- عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله ليصلح بصلاح‏ «5» الرجل المؤمن- ولده و ولد ولده، و يحفظه في دويرته و دويرات حوله- فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله- ثم ذكر الغلامين فقال: «وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً» أ لم تر أن الله شكر صلاح أبويهما لهما «6».

64- عن يزيد بن رويان قال‏ دخل نافع بن الأزرق المسجد الحرام و الحسين بن علي ع مع عبد الله بن عباس جالسان في الحجر فجلس إليهما- ثم قال: يا ابن عباس صف لي إلهك الذي تعبده، فأطرق ابن عباس طويلا مستبطئا بقوله- فقال له الحسين: إلي يا ابن الأزرق المتورط في الضلالة المرتكن في الجهالة- أجيبك عما سألت عنه، فقال: ما إياك سألت فتجيبني، فقال له ابن عباس: مه عن ابن رسول الله فإنه من أهل بيت النبوة و معه من (معدن) الحكمة- فقال له صف لي فقال له أصفه بما وصف به نفسه- و أعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، و لا يقاس بالناس، قريب غير ملتزق، و بعيد غير مقص، يوحد و لا يتبعض لا إله إلا هو الكبير المتعال، قال:

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298.

 (2)- البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298.

 (3)- كذا في الأصل لكن في سائر النسخ «عن أبي جعفر» بدل «أبي عبد اللَّه».

 (4)- البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298.

 (5)- و في بعض النسخ «ليفلح بفلاح».

 (6)- البحار ج 5: 298 و ج 15 (ج 2): 187 البرهان ج 2: 487. الصافي ج 2: 25.

337
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 82] ص : 337

فبكى ابن الأزرق بكاء شديدا- فقال له الحسين: ما يبكيك قال: بكيت من حسن وصفك، قال: يا ابن الأزرق إني أخبرت- أنك تكفر أبي و أخي و تكفرني قال له نافع: لئن قلت ذاك- لقد كنتم الحكام و معالم الإسلام، فلما بدلتم استبدلنا بكم.

فقال له الحسين: يا ابن الأزرق أسألك عن مسألة- فأجبني عن قول الله لا إله إلا هو: «وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما» إلى قوله: «كَنزَهُما» من حفظ فيهما قال: فأيهما أفضل أبويهما أم رسول الله و فاطمة قال: لا بل رسول الله و فاطمة بنت رسول الله ص، قال: فما حفظهما حتى حيل بيننا و بين الكفر، فنهض ثم نفض بثوبه ثم قال: قد نبأنا الله عنكم معشر قريش أنتم‏ قَوْمٌ خَصِمُونَ‏ «1».

65- عن زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا يحفظ الأطفال بأعمال آبائهم‏ «2» كما حفظ الله الغلامين بصلاح أبيهما «3».

66- عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما» فقال: أما إنه ما كان ذهبا و لا فضة، و إنما كان أربع كلمات: إني‏ أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا من أيقن بالموت لم تضحك‏ «4» سنه، و من أقر بالحساب لم يفرح قلبه، و من آمن بالقدر «5» لم يخش إلا ربه‏ «6».

67- عن ابن أسباط عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ كان في الكنز الذي‏

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 478.

 (2)- و في البحار «بصلاح آبائهم».

 (3)- البحار ج 15 (ج 2): 178 البرهان ج 2: 479.

 (4)- و في نسخة «لن تضحك».

 (5)- و في البرهان «و من أقر بالقبراء» بدل «و من آمن بالقدر» و في الصافي «و من أيقن بالقدر لم يخش إلا اللَّه اه».

 (6)- البرهان ج 2: 479. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 25.

338
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 82] ص : 337

قال الله: «وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما» لوح من ذهب فيه‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، و عجبت لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها كيف يركن إليها، و ينبغي لمن غفل عن الله- أن لا يتهم الله في قضائه و لا يستبطئه في رزقه‏ «1».

68- عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن آبائه ع أن النبي ص قال‏ إن الله ليخلف العبد الصالح- من بعد موته في أهله و ماله، و إن كان أهله أهل سوء، ثم قرأ هذه الآية إلى آخرها «وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً» «2».

69- عن أحمد بن محمد بن أبي نصر أنه سمع هذا الكلام من الرضا ع عجبا لمن غفل عن الله- كيف يستبطئ الله في رزقه، و كيف اصطبر على قضائه‏ «3».

70- عن محمد بن عمرو الكوفي عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله يحفظ ولد المؤمن لأبيه إلى ألف سنة، و إن الغلامين كان بينهما و بين أبويهما- سبعمائة سنة «4».

71- عن الأصبغ قال‏ قام ابن الكواء إلى أمير المؤمنين ع فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أ ملك كان أم نبي و أخبرني عن قرنيه أ ذهب أم فضة قال: إنه لم يكن النبي و لا ملك، و لم يكن قرناه ذهب و لا فضة، و لكنه كان عبدا أحب الله فأحبه، و نصح لله فنصح له، و إنما سمي ذو القرنين لأنه دعا قومه فضربوه على قرنه، فغاب عنهم، ثم عاد إليهم- فدعاهم فضربوه بالسيف على قرنه الآخر- و فيكم مثله‏ «5».

72- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ إن ذا القرنين لم يكن نبيا- و

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 479. البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178.

 (2)- البرهان ج 2: 479. البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178.

 (3)- البرهان ج 2: 479. البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178.

 (4)- البرهان ج 2: 479. البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178.

 (5)- الصافي ج 2: 27. البحار ج 5: 161 و قوله ع و فيكم مثله أي و فيكم من يضرب على قرنه مرتين، قال الجزري في النهاية: و منه حديث علي و ذكر قصة ذي القرنين ثم قال: و فيكم مثله، فيرى أنه إنما عنى نفسه لأنه ضرب على رأسه ضربتين، إحداهما يوم الخندق و الأخرى ضربة ابن ملجم.

339
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 82] ص : 337

لكن كان عبدا صالحا- أحب الله فأحبه، و ناصح الله فناصحه، أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زمانا ثم رجع إليهم- فضربوه على قرنه الآخر، و فيكم من هو على سنته، و أنه خير بين السحاب الصعب و السحاب الذلول- فاختار الذلول فركب الذلول، فكان إذا انتهى إلى قوم- كان رسول نفسه إليهم- لكي لا يكذب الرسل‏ «1».

73- عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا ع يقول‏ إن ذا القرنين لم يكن نبيا و لا رسولا- و لكن كان عبدا أحب الله فأحبه- و ناصح الله فنصحه، دعا قومه فضربوه على أحد قرنيه فقتلوه، ثم بعثه الله فضربوه على قرنه الآخر فقتلوه‏ «2».

74- عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر ع و أبي عبد الله ع جميعا قال لهما ما منزلتكم و من تشبهون من مضى قال: صاحب موسى و ذو القرنين، كانا عالمين و لم يكونا نبيين‏ «3».

75- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ إن الله لم يبعث أنبياء ملوكا في الأرض- إلا أربعة بعد نوح، أولهم ذو القرنين و اسمه عياش، و داود، و سليمان، و يوسف، فأما عياش فملك ما بين المشرق و المغرب، و أما داود فملك ما بين الشامات إلى بلاد إصطخر، و كذلك كان ملك سليمان، فأما يوسف فملك مصر و براريها لم يجاوزها إلى غيرها «4».

76- عن ابن الورقاء قال‏ سألت أمير المؤمنين ع عن ذي القرنين ما كان قرناه فقال: لعلك تحسب كان قرنيه ذهبا أو فضة، و كان نبيا بعثه إلى أناس فدعاهم إلى الله و إلى الخير، فقام رجل منهم فضرب قرنه الأيسر فمات، ثم بعثه فأحياه، و بعثه إلى أناس- فقام رجل فضرب قرنه الأيمن فمات- فسماه الله ذا القرنين‏ «5».

77- عن ابن هشام عن أبيه عمن حدثه عن بعض آل محمد ص قال‏ إن ذا القرنين كان رجلا صالحا- طويت له الأسباب و مكن له في البلاد، و كان قد وصف له عين الحياة

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161- 164- 165- الصافي ج 2: 27.

 (2)- البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161- 164- 165- الصافي ج 2: 27.

 (3)- البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161- 164- 165- الصافي ج 2: 27.

 (4)- البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161- 164- 165- الصافي ج 2: 27.

 (5)- البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161- 164- 165- الصافي ج 2: 27.

340
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 84 الى 99] ص : 341

و قيل له: من يشرب منها شربة لم يمت- حتى يسمع الصوت، و أنه قد خرج في طلبها حتى أتى موضعها، و كان في ذلك الموضع- ثلاثمائة و ستين [ستون‏] عينا، و كان خضر على مقدمته- و كان من أشد «1» أصحابه عنده، فدعاه فأعطاه و أعطى قوما من أصحابه- كل رجل منهم حوتا مملحا، فقال: انطلقوا إلى هذه المواضع- فليغسل كل رجل منكم حوته عند عين- و لا يغسل معه أحد، فانطلقوا فلزم كل رجل منهم عينا فغسل فيها حوته، و إن الخضر انتهى إلى عين من تلك العيون- فلما غمس الحوت و وجد الحوت ريح الماء حيي- فانساب في الماء «2» فلما رأى ذلك الخضر رمى بثيابه و سقط- و جعل يرتمس في الماء و يشرب- و يجتهد أن يصيبه و لا يصيبه- فلما رأى ذلك رجع فرجع إلى أصحابه- و أمره ذو القرنين بقبض السمك، فقال: انظروا فقد تخلفت سمكة، فقالوا: الخضر صاحبها، قال فدعاه فقال: ما خلف سمكتك قال: فأخبره الخبر [الخضر] فقال له: فصنعت ما ذا قال:

سقطت عليها فجعلت أغوص- فأطلبها فلم أجدها، فقال: فشربت من الماء قال: نعم قال: فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها، فقال للخضر أنت صاحبها «3».

78- عن حارث بن حبيب قال‏ أتى رجل عليا فقال له: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين فقال له: سخر له سحاب و قربت له الأسباب، و بسط له في النور، فقال له الرجل: كيف بسط له في النور فقال علي ع: كان يبصره بالليل كما يبصر بالنهار، ثم قال علي ع للرجل: أزيدك فيه فسكت‏ «4».

79- عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع أنه قال‏ سئل عن ذي القرنين قال: كان عبدا صالحا و اسمه عياش و اختاره الله و ابتعثه إلى قرن من القرون الأولى في ناحية المغرب، و ذلك بعد طوفان نوح، فضربوه على قرن رأسه الأيمن فمات منها، ثم أحياه الله بعد مائة عام، ثم بعثه إلى قرن من القرون الأولى- في ناحية المشرق- فكذبوه‏

______________________________

 (1)- في نسخة «أفضل» و في أخرى «آثر» مكان «أشد».

 (2)- أي دخل فيه.

 (3)- البرهان ج 2: 483. البحار ج 5: 165.

 (4)- البرهان ج 2: 483. البحار ج 5: 165.

341
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 84 الى 99] ص : 341

فضربوه ضربة على قرنه الأيسر- فمات منها، ثم أحياه الله بعد مائة عام- و عوضه الله من الضربتين اللتين على رأسه- قرنين في موضع الضربتين أجوفين- و جعل عز ملكه و آية نبوته في قرنه.

ثم رفعه الله إلى السماء الدنيا- فكشط له عن الأرض‏ «1» كلها- جبالها و سهولها و فجاجها- حتى أبصر ما بين المشرق و المغرب، و آتاه الله من كل شي‏ء علما- يعرف به الحق و الباطل، و أيده في قرنيه بكسف من السماء، فيه ظلمات و رعد و برق، ثم أهبط إلى الأرض و أوحى الله إليه: أن سر في ناحية غرب الأرض و شرقها- فقد طويت لك البلاد، و ذللت لك العباد، فأرهبتهم منك، فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب فكان إذا مر بقرية زأر فيها «2» كما يزأر الأسد المغضب، فينبعث من قرنيه ظلمات و رعد و برق و صواعق، و يهلك من ناواه و خالفه، فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق و المغرب، قال: و ذلك قول الله «إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَ آتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ سَبَباً» فسار «حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ- وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ» إلى قوله «أَمَّا مَنْ ظَلَمَ‏» و لم يؤمن بربه «فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ‏» في الدنيا بعذاب الدنيا «ثُمَّ يُرَدُّ إِلى‏ رَبِّهِ‏» في مرجعه «فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً» إلى قوله: «وَ سَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً» ذو القرنين من الشمس سببا.

ثم قال أمير المؤمنين: إن ذا القرنين لما انتهى مع الشمس إلى العين الحامية- وجد الشمس تغرب فيها- و معها سبعون ألف ملك- يجرونها بسلاسل الحديد، و الكلاليب يجرونها- من قعر البحر في قطر الأرض الأيمن، كما تجري السفينة على ظهر الماء، فلما انتهى معها إلى مطلع الشمس سببا «وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى‏ قَوْمٍ‏» إلى قوله «بِما لَدَيْهِ خُبْراً» فقال أمير المؤمنين ع: إن ذا القرنين ورد على قوم- قد أحرقتهم الشمس و غيرت أجسادهم و ألوانهم- حتى صيرتهم كالظلمة «ثُمَّ أَتْبَعَ‏» ذو القرنين «سَبَباً» في ناحية الظلمة، «حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ- وَجَدَ

______________________________

 (1)- كشط عن الشئ: كشفه عنه.

 (2)- زأر الأسد: صات من صدره.

342
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 84 الى 99] ص : 341

مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا- قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ‏» خلف هذين الجبلين و هم يفسدون في الأرض- إذا كان إبان زروعنا و ثمارنا- خرجوا علينا من هذين السدين، فرعوا من ثمارنا و زروعنا- حتى لا يبقون منها شيئا، «فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً» نؤديه إليك في كل عام «عَلى‏ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُمْ سَدًّا» إلى قوله: «زُبَرَ الْحَدِيدِ» قال: فاحتفر له جبل حديد- فقلعوا له أمثال اللبن، فطرح بعضه على بعض فيما بين الصدفين، و كان ذو القرنين هو أول من بنى ردما على الأرض، ثم جمع عليه الحطب و ألهب فيه النار، و وضع عليه المنافيخ فنفخوا عليه، فلما ذاب قال: آتوني بقسر و هو المس الأحمر.

قال: فاحتفروا له جبلا من مس- فطرحوه على الحديد فذاب معه و اختلط به، قال: «فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَ مَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً» يعني يأجوج و مأجوج، «قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي- فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ- وَ كانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا» إلى هاهنا رواية علي بن الحسن [الحسين‏] و رواية محمد بن نصير.

و زاد جبرئيل بن أحمد في حديثه- بأسانيد عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب ص «وَ تَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ‏» يعني يوم القيمة، و كان ذو القرنين عبدا صالحا- و كان من الله بمكان نصح الله فنصح له، و أحب الله فأحبه، و كان قد سبب له في البلاد و مكن له فيها- حتى ملك ما بين المشرق و المغرب- و كان له خليلا من الملائكة يقال له رفائيل‏ «1» ينزل إليه فيحدثه و يناجيه، فبينا هو ذات يوم عنده- إذ قال له ذو القرنين: يا رفائيل كيف عبادة أهل السماء- و أين هي من عبادة أهل الأرض قال رفائيل: يا ذا القرنين و ما عبادة أهل الأرض‏ «2» فقال: أما عبادة أهل السماء- ما في السماوات موضع قدم- إلا و عليه ملك قائم لا يقعد أبدا- أو راكع لا يسجد أبدا أو ساجد لا يرفع رأسه أبدا، فبكى ذو القرنين بكاء شديدا و قال: يا رفائيل إني أحب أن أعيش- حتى أبلغ من عبادة ربي و حق طاعته بما هو أهله، قال رفائيل: يا ذا القرنين‏

______________________________

 (1)- و في نسخة «رفاتئيل» و كذا في المواضع الآتية و في البحار «رقائيل» و في المنقول عن العرائس «روفائيل».

 (2)- و في المحكي عن العرائس «يا ذا القرنين و ما عبادتكم عند عبادتنا اه».

343
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 84 الى 99] ص : 341

إن لله في الأرض عينا تدعى عين الحياة، فيها عزيمة من الله أنه من يشرب منها لم يمت- حتى يكون هو الذي يسأل الله الموت، فإن ظفرت بها تعيش ما شئت، قال: و أين تلك العين و هل تعرفها قال: لا، غير أنا نتحدث في السماء- أن لله في الأرض ظلمة لم يطأها إنس و لا جان‏ «1»، فقال ذو القرنين: و أين تلك الظلمة قال رفائيل: ما أدري، ثم صعد رفائيل.

فدخل ذو القرنين حزن طويل من قول رفائيل و مما أخبره عن العين و الظلمة و لم يخبره بعلم ينتفع به منهما، فجمع ذو القرنين فقهاء أهل مملكته و علمائهم- و أهل دراسة الكتب و آثار النبوة، فلما اجتمعوا عنده قال ذو القرنين: يا معشر الفقهاء و أهل الكتب و آثار النبوة- هل وجدتم فيما قرأتم من كتب الله- أو في كتب من كان قبلكم من الملوك- إن لله عينا تدعى عين الحياة فيها من الله عزيمة أنه من يشرب منها لم يمت- حتى يكون هو الذي يسأل الله الموت قالوا: لا يا أيها الملك- قال:

فهل وجدتم فيما قرأتم من الكتب- أن لله في الأرض ظلمة لم يطأها إنس و لا جان قالوا: لا يا أيها الملك- فحزن عليه ذو القرنين حزنا شديدا و بكى، إذ لم يخبر عن العين و الظلمة بما يحب.

و كان فيمن حضره غلام من الغلمان- من أولاد الأوصياء أوصياء الأنبياء- و كان ساكتا لا يتكلم- حتى إذا آيس ذو القرنين منهم- قال له الغلام: أيها الملك- إنك تسأل هؤلاء عن أمر ليس لهم به علم، و علم ما تريد عندي- ففرح ذو القرنين فرحا شديدا حتى نزل عن فراشه، و قال له: ادن مني، فدنا منه- فقال: أخبرني فقال: نعم أيها الملك- إني وجدت في كتاب آدم الذي كتب يوم سمي له ما في الأرض- من عين أو شجر، فوجدت فيه أن لله عينا تدعى عين الحياة، فيها من الله عزيمة أنه من يشرب منها لم يمت- حتى يكون هو الذي يسأل الله الموت- بظلمة لم يطأها إنس و لا جان، ففرح ذو القرنين و قال: ادن مني يا أيها الغلام- تدري أين موضعها قال: نعم، وجدت‏

______________________________

 (1)- و في المحكي عن العرائس زيادة و هي: «فنحن نظن أن تلك العين في تلك الظلمة».

344
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 84 الى 99] ص : 341

في كتاب آدم أنها على قرن الشمس- يعني مطلعها.

ففرح ذو القرنين و بعث إلى أهل مملكته- فجمع أشرافهم و فقهاءهم و علماءهم و أهل الحكم منهم، فاجتمع إليه ألف حكيم و عالم و فقيه، فلما اجتمعوا إليه تهيأ للمسير- و تأهب له باعد العدة، و أقوى القوة، فسار بهم يريد مطلع الشمس- يخوض البحار «1» و يقطع الجبال و الفيافي‏ «2» و الأرضين و المفاوز، فسار اثنتا عشرة سنة حتى انتهى إلى طرف الظلمة، فإذا هي ليست بظلمة ليل و لا دخان- و لكنها هواء يفور فسد ما بين الأفقين، فنزل بطرفها و عسكر عليها- و جمع علماء أهل عسكره و فقهاءهم و أهل الفضل منهم- فقال: يا معشر الفقهاء و العلماء- إني أريد أن أسلك هذه الظلمة فخروا له سجدا فقالوا: أيها الملك إنك لتطلب أمرا- ما طلبه و لا سلكه أحد من كان قبلك- من النبيين و المرسلين، و لا من الملوك، قال: إنه لا بد لي من طلبها، قالوا:

يا أيها الملك- إنا لنعلم أنك إذا سلكتها ظفرت بحاجتك منها- بغير عنت عليك لأمرنا و لكنا نخاف أن يعلق بك‏ «3» منها أمر- يكون فيه هلاك ملكك و زوال سلطانك- و فساد من في الأرض، فقال: لا بد من أن أسلكها- فخروا سجدا لله و قالوا: إنا نتبرأ إليك مما يريد ذو القرنين.

فقال ذو القرنين: يا معشر العلماء- أخبروني بأبصر الدواب قالوا: الخيل الإناث البكارة أبصر الدواب، فانتخب من عسكره- فأصاب ستة آلاف فرس إناثا أبكارا و انتخب من أهل العلم و الفضل و الحكمة- ستة آلاف رجل، فدفع إلى كل رجل فرسا و عقد «4» لافسحر و هو الخضر على ألف فرس، فجعلهم على مقدمته و أمرهم أن يدخلوا الظلمة- و سار ذو القرنين في أربعة آلاف، و أمر أهل عسكره أن يلزموا معسكره اثنتا عشرة سنة، فإن رجع هو إليهم إلى ذلك الوقت- و إلا تفرقوا في البلاد، و لحقوا

______________________________

 (1)- خاض الماء: دخله.

 (2)- الفيافي كصحاري لفظاً و معنى.

 (3)- و في نسخة «يتفق عليك».

 (4)- و في نسخة «و ولي».

345
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 84 الى 99] ص : 341

ببلادهم أو حيث شاءوا.

فقال الخضر: أيها الملك- إنا نسلك في الظلمة لا يرى بعضنا بعضا- كيف نصنع بالضلال إذا أصابنا- فأعطاه ذو القرنين خرزة حمرا «1» كأنها مشعلة لها ضوء- فقال خذ هذه الخرزة فإذا أصابكم الضلال فارم بها إلى الأرض، فإنها تصيح، فإذا صاحت رجع أهل الضلال إلى صوتها، فأخذها الخضر و مضى في الظلمة- و كان الخضر يرتحل و ينزل ذو القرنين فبينا الخضر يسير ذات يوم- إذ عرض له واد في الظلمة، فقال لأصحابه: قفوا في هذا الموضع لا يتحركن أحد منكم عن موضعه، و نزل عن فرسه فتناول الخرزة- فرمى بها في الوادي فأبطأت عنه بالإجابة- حتى ساء ظنه و خاف أن لا يجيبه ثم أجابته، فخرج إلى صوتها- فإذا هي على جانب العين [يقفوها] و إذا ماؤها أشد بياضا من اللبن- و أصفى من الياقوت، و أحلى من العسل، فشرب منه ثم خلع ثيابه فاغتسل منها، ثم لبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه فأجابته، فخرج إلى أصحابه و ركب- و أمرهم بالمسير فساروا.

و مر ذو القرنين بعده فأخطئوا الوادي- فسلكوا تلك الظلمة- أربعين يوما و أربعين ليلة- ثم خرجوا بضوء ليس بضوء نهار- و لا شمس و لا قمر- و لكنه نور فخرجوا إلى الأرض حمراء- و رملة خشخاشة فركة «2» كان حصاها اللؤلؤ، فإذا هو بقصر مبني على طول فرسخ- فجاء ذو القرنين إلى الباب فعسكر عليه- ثم توجه بوجهه وحده إلى القصر فإذا طائر و إذا حديدة طويلة- قد وضع طرفاها على جانبي القصر، و الطير الأسود معلق بأنفه في تلك الحديدة- بين السماء و الأرض مزموم- كأنه الخطاف أو صورة الخطاف‏

______________________________

 (1)- الخرزة:- واحدة الخرز محركة- الحب المثقوب من الزجاج و نحوه تنظم منه المسابح و القلائد و نحوها. فصوص من حجارة كألماس و الياقوت.

 (2)- قال الفيروزآبادي: الخشخشة: صوت السلاح، و كل شي‏ء يابس إذا حل بعضه ببعض و الدخول في الشي‏ء. و قوله ع: «فركة» أي كانت لينة بحيث كان يمكن فركها باليد (بحار الأنوار).

346
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 84 الى 99] ص : 341

أو شبيه بالخطاف أو هو خطاف، فلما سمع خشخشة ذي القرنين، قال: من هذا قال أنا ذو القرنين، فقال الطائر: يا ذا القرنين أ ما كفاك ما ورائك- حتى وصلت إلى حد بابي هذا ففرق ذو القرنين فرقا شديدا «1» فقال: يا ذا القرنين لا تخف و أخبرني، قال: سل، قال: هل كثر بنيان الأجر و الجص في الأرض قال: نعم، قال: فانتفض الطير و امتلأ- حتى ملأ من الحديدة ثلثها، ففرق ذو القرنين فقال:

لا تخف، فأخبرني قال: سل، قال: هل كثر المعازف‏ «2» قال: نعم، قال فانتفض الطير و امتلأ حتى- امتلأ من الحديدة ثلثيها، ففرق ذو القرنين فقال: لا تخف و أخبرني، قال: سل، قال: هل ارتكب الناس شهادة الزور في الأرض قال: نعم، فانتفض انتفاضة و انتفخ، فسد ما بين جداري القصر- قال: فامتلأ ذو القرنين عند ذلك فرقا منه، فقال له: لا تخف و أخبرني قال: سل- قال: هل ترك الناس شهادة أن لا إله إلا الله قال: لا، فانضم ثلثه ثم قال: يا ذا القرنين لا تخف و أخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس الصلاة المفروضة قال: لا، قال: فانضم ثلث آخر، ثم قال: يا ذا القرنين لا تخف و أخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس الغسل من الجنابة قال: لا، قال: فانضم حتى عاد إلى الحالة الأولى.

و إذا هو بدرجة مدرجة إلى أعلى القصر- فقال الطير: يا ذا القرنين اسلك هذه الدرجة، فسلكها و هو خائف لا يدري ما يهجم عليه- حتى استوى على ظهرها، فإذا هو بسطح ممدود مد البصر- و إذا رجل شاب أبيض مضي‏ء الوجه، عليه ثياب بيض حتى كأنه رجل أو في صورة رجل- أو شبيه بالرجل أو هو رجل، و إذا هو رافع رأسه إلى السماء ينظر إليها، واضع يده على فيه، فلما سمع خشخشة ذي القرنين قال: من هذا قال: أنا ذو القرنين قال: يا ذا القرنين ما كفاك ما وراك حتى وصلت إلي قال ذو القرنين: ما لي أراك واضعا يدك على فيك: قال: يا ذا القرنين أنا صاحب الصور، و إن الساعة قد اقتربت، و أنا أنتظر أن أومر بالنفخ فأنفخ، ثم ضرب بيده‏

______________________________

 (1)- فرق- كعلم-: فزع.

 (2)- المعازف: الملاهي كالعود و الطنبور.

347
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 84 الى 99] ص : 341

فتناول حجرا- فرمى به إلى ذي القرنين، كأنه حجر أو شبه حجر أو هو حجر، فقال يا ذا القرنين خذها فإن جاع جعت، و إن شبع شبعت فارجع، فرجع ذو القرنين بذلك الحجر- حتى خرج به إلى أصحابه، فأخبرهم بالطير و ما سأله عنه و ما قال له، و ما كان من أمره- و أخبرهم بصاحب السطح و ما قال له و ما أعطاه.

ثم قال لهم: إنه أعطاني هذا الحجر- و قال لي إن جاع جعت، و إن شبع شبعت، و قال: أخبروني بأمر هذا الحجر، فوضع الحجر في إحدى الكفتين- و وضع حجرا مثله في الكفة الأخرى، ثم رفعوا الميزان- فإذا الحجر الذي جاء به أرجح بمثل الآخر، فوضعوا آخر فمال به- حتى وضعوا ألف حجر كلها مثله، ثم رفعوا الميزان فمال بها- و لم يستمل به الألف حجر، و قالوا: يا أيها الملك لا علم لنا بهذا، فقال له الخضر: أيها الملك- إنك تسأل هؤلاء عما لا علم لهم به، و قد أوتيت علم هذا الحجر فقال ذو القرنين: فأخبرنا به و بينه لنا، فتناول الخضر الميزان- فوضع الحجر الذي جاء به ذو القرنين في كفة الميزان، ثم وضع حجرا آخر في كفة أخرى- ثم وضع كفة تراب‏ «1» على حجر ذي القرنين يزيده ثقلا، ثم رفع الميزان فاعتدل- و عجبوا و خروا سجدا لله، و قالوا: أيها الملك- هذا أمر لم يبلغه علمنا، و إنا لنعلم أن الخضر ليس بساحر فكيف هذا و قد وضعنا معه ألف حجر كلها مثله فمال بها، و هذا قد اعتدل به و زاده ترابا- قال ذو القرنين: بين يا خضر لنا- أمر هذا الحجر.

قال الخضر: أيها الملك- إن أمر الله نافذ في عباده، و سلطانه قاهر، و حكمه فاصل: و إن الله ابتلى عباده بعضهم ببعض، و ابتلى العالم بالعالم، و الجاهل بالجاهل، و العالم بالجاهل، و الجاهل بالعالم، و أنه ابتلاني بك و ابتلاك بي، فقال ذو القرنين: يرحمك الله يا خضر إنما تقول ابتلاني بك حين جعلت أعلم مني، و جعلت تحت يدي، أخبرني يرحمك الله عن أمر هذا الحجر، فقال الخضر: أيها الملك- إن هذا الحجر مثل ضربه لك صاحب الصور، يقول: إن مثل بني آدم مثل هذا الحجر الذي وضع و وضع معه ألف حجر فمال بها، ثم إذا وضع عليه التراب شبع‏

______________________________

 (1)- في نسخة «كفاً من تراب».

348
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 84 الى 99] ص : 341

و عاد حجرا مثله، فيقول: كذلك مثلك، أعطاك الله من الملك ما أعطاك فلم ترض به حتى طلبت أمرا- لم يطلبه أحد كان قبلك، و دخلت مدخلا لم يدخله إنس و لا جان، يقول: كذلك ابن آدم لا يشبع- حتى يحثى عليه التراب‏ «1» قال: فبكى ذو القرنين بكاء شديدا- و قال: صدقت يا خضر يضرب لي هذا المثل، لا جرم أني لا أطلب أثرا في البلاد بعد مسلكي هذا، ثم انصرف راجعا في الظلمة، فبينا هم يسيرون إذ سمعوا خشخشة تحت سنابك خيلهم‏ «2» فقالوا: أيها الملك ما هذا فقال: خذوا منه، فمن أخذ منه ندم و من تركه ندم، فأخذ بعض و ترك بعض، فلما خرجوا من الظلمة إذا هم بالزبرجد، فندم الأخذ و التارك، و رجع ذو القرنين إلى دومة الجندل‏ «3» و كان بها منزله، فلم يزل بها حتى قبضه الله إليه قال: و كان ص إذا حدث بهذا الحديث- قال: رحم الله أخي ذو القرنين ما كان مخطئا إذ سلك ما سلك، و طلب ما طلب، و لو ظفر بواد الزبرجد في مذهبه لما ترك فيه شيئا إلا أخرجه للناس، لأنه كان راغبا- و لكنه ظفر به بعد ما رجع، فقد زهد «4».

80 جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر رفعه إلى أبي عبد الله ع قال‏ إن ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير- ثم حمل في مسيره ما شاء الله، ثم ركب البحر فلما انتهى إلى موضع منه- قال لأصحابه: دلوني- فإذا حركت الحبل فأخرجوني- فإن لم أحرك الحبل فأرسلوني إلى آخره، فأرسلوه في البحر- و أرسلوا الحبل مسيرة أربعين يوما، فإذا ضارب يضرب جنب الصندوق، و يقول: يا ذا القرنين أين تريد قال: أريد

______________________________

 (1)- حثي عليه التراب: رماه و صبه.

 (2)- السنابك جمع السنبك- بالضم- طرف الحافر.

 (3)- موضع على سبع مراحل من دمشق بينها و بين مدينة الرسول (ص)، يقرب من تبوك، و هي أحد حدود فدك. قيل سميت بدوم بن إسماعيل و سميت دومة الجندل لأن حصنها مبني بالجندل.

 (4)- البرهان ج 2: 483- 486. البحار ج 5: 165- 168.

349
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 84 الى 99] ص : 341

أن أنظر إلى ملك ربي في البحر- كما رأيته في البر، فقال: يا ذا القرنين إن هذا الموضع الذي أنت فيه- مر فيه نوح زمان الطوفان فسقط منه قدوم‏ «1» فهو يهوي في قعر البحر- إلى الساعة لم يبلغ قعره، فلما سمع ذو القرنين ذلك- حرك الحبل و خرج‏ «2».

81- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ كان اسم ذو القرنين عياش، و كان أول الملوك من الأنبياء، و كان بعد نوح، و كان ذو القرنين قد ملك ما بين المشرق و المغرب‏ «3».

82- عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن الزلزلة فقال:

أخبرني أبي عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله ع: إن ذا القرنين لما انتهى إلى السد جاوزه- فدخل الظلمة، فإذا هو بملك طوله خمس مائة ذراع، فقال له الملك: يا ذا القرنين أ ما كان خلفك مسلك فقال له ذو القرنين: و من أنت قال:

أنا ملك من ملائكة الرحمن- موكل بهذا الجبل، و ليس من جبل خلقه الله إلا و له عرق إلى هذا الجبل، فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة أوحى إلي ربي فزلزلتها «4».

83- عن جابر عن أبي جعفر ع قال: قال أمير المؤمنين ص‏ تغرب الشمس في عين حامية في بحر دون المدينة التي تلي مما يلي المغرب- يعني جابلقاء «5».

84- عن أبي بصير عن أبي جعفر في قول الله «لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً كَذلِكَ‏» قال: لم يعلموا صنعة البيوت‏ «6».

______________________________

 (1)- القدوم: آلة للنحت و النجر.

 (2)- البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168.

 (3)- البرهان ج 2: 486. و قد مر الحديث تحت رقم 75 أيضاً مع الزيادة فراجع.

 (4)- البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 161.

 (5)- البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168. الصافي ج 2: 28- 29.

 (6)- البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168. الصافي ج 2: 28- 29.

350
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 101] ص : 351

85- عن جابر عن أبي عبد الله ع‏ «1» قال‏ «أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ رَدْماً» قال: التقية «2» «فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَ مَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً» قال: هو التقية «3».

86- عن المفضل‏ «4» قال‏ سألت الصادق ع عن قوله «أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ رَدْماً» قال: التقية «فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَ مَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً» قال ما استطاعوا له نقبا إذا عمل بالتقية- لم يقدروا في ذلك على حيلة، و هو الحصن الحصين و صار بينك و بين أعداء الله سدا- لا يستطيعون له نقبا، قال: و سألته عن قوله: «فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ» قال: رفع التقية عند الكشف‏ «5» فينتقم من أعداء الله‏ «6».

87- عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع قال‏ «وَ تَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ‏» يعني يوم القيامة «7».

88- عن محمد بن حكيم [الحكم‏] قال‏ كتبت رقعة إلى أبي عبد الله ع فيها أ تستطيع النفس المعرفة قال: فقال: لا فقلت: يقول الله: «الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ‏

______________________________

 (1)- و في البرهان «عن أبي جعفر ع».

 (2)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان لكن في الأصل هكذا «اجعل بيننا و بينهم سداً فما اسطاعوا اه».

 (3)- البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168.

 (4)- و في نسخة «الفضيل» بدل «المفضل».

 (5)- و في البحار «رفع التقية عند قيام القائم ع اه».

 (6)- البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168 و قال المجلسي (ره): كان هذا كلام على سبيل التمثيل و التشبيه، أي جعل اللَّه التقية لكم سداً لرفع ضرر المخالفين عنكم إلى قيام القائم ع و رفع التقية، كما أن ذا القرنين وضع السد لرفع فتنة يأجوج و مأجوج إلى أن يأذن اللَّه لرفعها.

 (7)- البرهان ج 2: 487. الصافي ج 2: 32.

351
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): الآيات 103 الى 104] ص : 352

 

فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي- وَ كانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً» قال: هو كقوله «ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَ ما كانُوا يُبْصِرُونَ‏» قلت: يعاتبهم قال: لم يعتبهم بما صنع، قلوبهم- و لكن يعاتبهم بما صنعوا، و لو لم يتكلفوا لم يكن عليهم شي‏ء «1».

89- عن إمام بن ربعي قال‏ قام ابن الكواء إلى أمير المؤمنين ع فقال أخبرني عن قول الله: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا- الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا- وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً» قال: أولئك أهل الكتاب كفروا بربهم و ابتدعوا في دينهم- فحبط أعمالهم- و ما أهل النهر منهم ببعيد «2».

90- عن أبي الطفيل قال‏ منهم أهل النهر.

و في رواية أبي الطفيل‏ أولئك هم أهل حرورا «3».

91- عن عكرمة عن ابن عباس قال‏ ما في القرآن آية «الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏» إلا و علي أميرها و شريفها، و ما من أصحاب محمد رجل إلا و قد عاتبه الله، و ما ذكر عليا إلا بخير، قال عكرمة: إني لأعلم لعلي منقبة- لو حدثت بها لبعدت أقطار السماوات و الأرض‏ «4».

92- عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن تفسير هذه الآية «فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً- وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً» قال من صلى أو صام أو أعتق أو حج يريد محمدة الناس، فقد اشترك في عمله و هو مشرك مغفور «5».

93- عن جراح‏ «6» عن أبي عبد الله ع [قال‏ من كان يرجو إلى عبادة ربه أحدا] أنه ليس من رجل يعمل شيئا من البر- لا يطلب به وجه الله- إنما يطلب به تزكية

______________________________

 (1)- البرهان ج 2: 494. البحار ج 3: 85. الصافي ج 2: 32.

 (2)- البرهان ج 2: 495. الصافي ج 2: 33.

 (3)- البرهان ج 2: 495. الصافي ج 2: 33.

 (4)- البرهان ج 2: 495.

 (5)- البرهان ج 2: 495. البحار ج 15 (ج 3): 54. الصافي جمع 2: 35 و قال الفيض (ره) يعني أنه ليس من الشرك الذي قال اللَّه تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ‏ و ذلك لأن المراد بذلك الشرك الجلي، و هذا هو الشرك الخفي.

 (6)- و في نسخة البحار «حزام».

 

352
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 110] ص : 352

الناس- يشتهي أن يسمع به الناس، فذاك الذي أشرك بعبادة ربه‏ «1».

94- عن علي بن سالم عن أبي عبد الله قال‏ قال الله تبارك و تعالى: أنا خير شريك، من أشرك بي في عمله لن أقبله- إلا ما كان لي خالصا «2».

95- و في رواية أخرى عنه قال‏ إن الله يقول أنا خير شريك، من عمل لي و لغيري فهو لمن عمل له دوني‏ «3».

96- عن زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا لو أن عبدا عمل عملا يطلب به رحمة الله‏ «4» و الدار الآخرة- ثم أدخل فيه رضا أحد من الناس- كان مشركا «5».

97- عن سماعة بن مهران قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً» قال: العمل الصالح المعرفة بالأئمة، «وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً» التسليم لعلي لا يشرك معه في الخلافة- من ليس ذلك له و لا هو من أهله‏ «6».

______________________________

 (1)- البحار ج 15 (ج 3): 54. البرهان ج 2: 496- 497. الصافي ج 2: 36.

 (2)- البحار ج 15 (ج 3): 54. البرهان ج 2: 496- 497. الصافي ج 2: 36.

 (3)- البحار ج 15 (ج 3): 54. البرهان ج 2: 496- 497. الصافي ج 2: 36.

 (4)- و في نسخة «وجه اللَّه».

 (5)- البرهان ج 2: 497. البحار ج 15 (ج 3): 54 و 95 و 102. الصافي ج 2: 36.

 (6)- البرهان ج 2: 497. البحار ج 15 (ج 3): 54 و 95 و 102. الصافي ج 2: 36.

353
تفسير العياشي2

[سورة الكهف(18): آية 110] ص : 352

إلى هنا تمّ الجزء الثاني حسب تجزئتنا، و به تمّ ما ظفرنا عليه من هذا الكتاب، و نحمد اللّه تعالى على ما وفّقنا لاتمامه تصحيحا و تعليقا، و نسأله التوفيق للعمل بما يحبّه عزّ و جل في كلّ حال، و أن يحشرنا مع محمّد و آله صلوات اللّه عليهم في المآل، و بذكره نختم الكتاب و المقال. و الحمد للّه.

السيّد هاشم الرسولي المحلاتى‏

عفى عنه و عن والديه بحق محمد

و آله 5 جمادى الأولى سنة 1381

354
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

الفهرست‏

الآية/ رقمها/ الصفحة

سورة الأعراف و فيها 137 أحاديث‏

قوله تعالى: المص كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏/ اه 1- 2/ 2

قوله تعالى: اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ‏/ اه 3/ 9

قوله تعالى: لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ‏/ اه 16/ 9

قوله تعالى: ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ/ اه 20/ 10

قوله تعالى: بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما/ اه 22/ 11

قوله تعالى: وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا/ اه 28/ 12

قوله تعالى: وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ/ اه 29/ 12

قوله تعالى: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ/ اه 31/ 12

قوله تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ‏/ اه 32/ 14

قوله تعالى: إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ‏/ اه 33/ 16

قوله تعالى: وَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا/ اه 36/ 17

قوله تعالى: وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ‏/ اه 46/ 18

قوله تعالى: وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها/ اه 56/ 19

قوله تعالى: قالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا/ اه 78/ 20

قوله تعالى: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً/ اه 81/ 22

قوله تعالى: وَ ما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ/ اه 102/ 23

قوله تعالى: أَرْجِهْ وَ أَخاهُ وَ ابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ‏/ اه 111/ 24

قوله تعالى: إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ/ اه 128/ 25

قوله تعالى: وَ واعَدْنا مُوسى‏ ثَلاثِينَ لَيْلَةً/ اه 142/ 25

قوله تعالى: قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ‏/ اه 143/ 26

قوله تعالى: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ‏/ اه 146/ 29

قوله تعالى: وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى‏ مِنْ بَعْدِهِ‏/ اه 148/ 29

355
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ‏/ اه 152/ 30

قوله تعالى: إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ‏/ اه 155/ 31

قوله تعالى: وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى‏ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِ‏/ اه 159/ 31

قوله تعالى: فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ‏/ اه 165/ 33

قوله تعالى: خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ/ اه 171/ 36

قوله تعالى: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ‏/ اه 172/ 37

قوله تعالى: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏/ اه 180/ 42

قوله تعالى: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِ‏/ اه 181/ 42

قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ‏/ اه 201/ 43

قوله تعالى: وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا/ اه 204/ 44

قوله تعالى: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً/ اه 205/ 44

سورة الأنفال و فيها 87 حديثا

قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ‏/ اه 1/ 46

قوله تعالى: وَ إِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ‏/ اه 7/ 49

قوله تعالى: وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً/ اه 11/ 50

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ‏/ اه 15/ 51

قوله تعالى: وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‏/ اه 17/ 52

قوله تعالى: وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ‏/ اه 24/ 52

قوله تعالى: وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا/ اه 25/ 53

قوله تعالى: وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا/ اه 30/ 53

قوله تعالى: وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ‏/ اه 33/ 54

قوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ‏/ اه 38/ 55

قوله تعالى: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ/ اه 41/ 61

356
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

قوله تعالى: وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ‏/ اه 42/ 65

قوله تعالى: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ‏/ اه 55/ 65

قوله تعالى: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ‏/ اه 60/ 66

قوله تعالى: وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها/ اه 61/ 66

قوله تعالى: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ‏/ اه 65/ 68

قوله تعالى: الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ‏/ اه 66/ 68

قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ‏/ اه 70/ 68

قوله تعالى: وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا/ اه 72/ 70

قوله تعالى: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ‏/ اه 75/ 71

سورة البراءة و فيها 166 أحاديث‏

قوله تعالى: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏/ اه 1/ 74

قوله تعالى: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ/ اه 2/ 75

قوله تعالى: وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏/ اه 3/ 76

قوله تعالى: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ‏/ اه 5/ 77

قوله تعالى: وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ‏/ اه 11/ 78

قوله تعالى: قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَ يُخْزِهِمْ وَ يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ‏/ اه 14/ 79

قوله تعالى: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏/ اه 19/ 83

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا/ اه 23/ 84

قوله تعالى: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ/ اه 25/ 84

قوله تعالى: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ‏/ اه 26/ 84

قوله تعالى: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ‏/ اه 29/ 85

قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ‏/ اه 31/ 86

قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‏/ اه 33/ 87

357
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

قوله تعالى: وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ‏/ اه 34/ 87

قوله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً/ اه 36/ 88

قوله تعالى: فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ‏/ اه 40/ 89

قوله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ/ اه 59/ 90

قوله تعالى: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ‏/ اه 65/ 95

قوله تعالى: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ‏/ اه 67/ 95

قوله تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا/ اه 74/ 97

قوله تعالى: وَ لا تُصَلِّ عَلى‏ أَحَدٍ مِنْهُمْ‏/ اه 84/ 100

قوله تعالى: رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ‏/ اه 87/ 103

قوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَى الْمَرْضى‏/ اه 91/ 104

قوله تعالى: وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ‏/ اه 99/ 105

قوله تعالى: السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ‏/ اه 100/ 105

قوله تعالى: وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ‏/ اه 102/ 105

قوله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ‏/ اه 103/ 106

قوله تعالى: أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ/ اه 104/ 107

قوله تعالى: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ‏/ اه 105/ 108

قوله تعالى: وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ‏/ اه 106/ 110

قوله تعالى: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى‏/ اه 108/ 111

قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏/ اه 111/ 112

قوله تعالى: التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ‏/ اه 112/ 113

قوله تعالى: وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ‏/ اه 114/ 114

قوله تعالى: وَ عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا/ اه 118/ 115

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ‏/ اه 119/ 116

358
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

قوله تعالى: فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ/ اه 121/ 117

قوله تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ‏/ اه 128/ 118

سورة يونس و فيها 51 حديثا

قوله تعالى: وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا/ اه 2/ 119

قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ‏/ اه 3/ 120

قوله تعالى: وَ إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِمْ آياتُنا/ اه 15/ 120

قوله تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى‏ وَ زِيادَةٌ/ اه 25/ 121

قوله تعالى: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ‏/ اه 35/ 122

قوله تعالى: بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ‏/ اه 39/ 123

قوله تعالى: وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ‏/ اه 47/ 123

قوله تعالى: إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ‏/ اه 49/ 123

قوله تعالى: وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَ رَبِّي‏/ اه 53/ 123

قوله تعالى: وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ/ اه 57/ 124

قوله تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ‏/ اه 62/ 124

قوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى‏/ اه 64/ 125

قوله تعالى: ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلى‏ قَوْمِهِمْ‏/ اه 74/ 126

قوله تعالى: قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما/ اه 89/ 127

قوله تعالى: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ‏/ اه 94/ 128

قوله تعالى: فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها/ اه 98/ 129

قوله تعالى: أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ‏/ اه 99/ 137

قوله تعالى: وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ‏/ اه 101/ 138

قوله تعالى: قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ‏/ اه 102/ 138

359
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

سورة هود و فيها 84 حديثا

قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ‏/ اه 5/ 139

قوله تعالى: وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها/ اه 6/ 139

قوله تعالى: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏/ اه 7/ 140

قوله تعالى: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ/ اه 8/ 140

قوله تعالى: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ‏/ اه 12/ 141

قوله تعالى: أَ فَمَنْ كانَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ‏/ اه 17/ 142

قوله تعالى: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً/ اه 18/ 143

قوله تعالى: وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ‏/ اه 34/ 143

قوله تعالى: وَ أُوحِيَ إِلى‏ نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ‏/ اه 36/ 144

قوله تعالى: حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ/ اه 40/ 146

قوله تعالى: وَ نادى‏ نُوحٌ ابْنَهُ وَ كانَ فِي مَعْزِلٍ‏/ اه 42/ 148

قوله تعالى: وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ/ اه 44/ 149

قوله تعالى: وَ إِلى‏ عادٍ أَخاهُمْ هُوداً/ اه 50/ 152

قوله تعالى: وَ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى‏/ اه 69/ 153

قوله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ‏/ اه 74/ 154

قوله تعالى: وَ لَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً/ اه 78/ 155

قوله تعالى: قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً/ اه 80/ 156

قوله تعالى: قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ‏/ اه 81/ 158

قوله تعالى: فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها/ اه 82/ 158

قوله تعالى: إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ‏/ اه 84/ 159

قوله تعالى: وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ‏/ اه 93/ 159

قوله تعالى: ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ‏/ اه 103/ 159

360
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

قوله تعالى: فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ/ اه 105/ 160

قوله تعالى: وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا/ اه 113/ 161

قوله تعالى: وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ/ اه 114/ 161

قوله تعالى: وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً/ اه 118/ 164

سورة يوسف و فيها 106 أحاديث‏

قوله تعالى: إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ‏/ اه 4/ 167

قوله تعالى: لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ‏/ اه 15/ 170

قوله تعالى: وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ/ اه 20/ 172

قوله تعالى: لَوْ لا أَنْ رَأى‏ بُرْهانَ رَبِّهِ‏/ اه 24/ 173

قوله تعالى: وَ أَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ‏/ اه 25/ 174

قوله تعالى: فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ‏/ اه 42/ 176

قوله تعالى: عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ‏/ اه 49/ 180

قوله تعالى: قالَ اجْعَلْنِي عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِ‏/ اه 55/ 180

قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي‏/ اه 60/ 181

قوله تعالى: ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ‏/ اه 70/ 182

قوله تعالى: قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَ لِمَنْ جاءَ بِهِ‏/ اه 72/ 185

قوله تعالى: قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ‏/ اه 77/ 185

قوله تعالى: فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي‏/ اه 80/ 186

قوله تعالى: تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ‏/ اه 85/ 187

قوله تعالى: يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ‏/ اه 87/ 189

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ/ اه 88/ 192

قوله تعالى: قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ‏/ اه 89/ 193

قوله تعالى: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ‏/ اه 94/ 194

361
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

قوله تعالى: قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي‏/ اه 98/ 196

قوله تعالى: وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ‏/ اه 100/ 197

قوله تعالى: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ‏/ اه 101/ 199

قوله تعالى: وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ‏/ اه 106/ 200

قوله تعالى: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ‏/ اه 108/ 200

قوله تعالى: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا/ اه 110/ 201

سورة الرعد و فيها 79 حديثا

قوله تعالى: المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ‏/ اه 1/ 202

قوله تعالى: وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ‏/ اه 4/ 203

قوله تعالى: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ/ اه 7/ 203

قوله تعالى: اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى‏/ اه 8/ 204

قوله تعالى: لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ‏/ اه 11/ 205

قوله تعالى: وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ‏/ اه 13/ 207

قوله تعالى: وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏/ اه 15/ 207

قوله تعالى: إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ‏/ اه 19/ 208

قوله تعالى: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‏/ اه 21/ 208

قوله تعالى: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ‏/ اه 24/ 211

قوله تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‏/ اه 28/ 211

قوله تعالى: طُوبى‏ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ‏/ اه 29/ 212

قوله تعالى: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ‏/ اه 38/ 214

قوله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ‏/ اه 39/ 215

قوله تعالى: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏/ اه 43/ 221

362
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

سورة إبراهيم و فيها 57 حديثا

قوله تعالى: وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ‏/ اه 5/ 222

قوله تعالى: وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏/ اه 7/ 222

قوله تعالى: وَ قالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ/ اه 21/ 223

قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً/ اه 24/ 224

قوله تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ‏/ اه 27/ 225

قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ‏/ اه 28/ 229

قوله تعالى: وَ يُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً/ اه 31/ 230

قوله تعالى: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي‏/ اه 36/ 231

قوله تعالى: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي‏/ اه 37/ 231

قوله تعالى: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَ‏/ اه 41/ 234

قوله تعالى: وَ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ‏/ اه 45/ 235

قوله تعالى: وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ‏/ اه 64/ 235

قوله تعالى: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ‏/ اه 48/ 236

سورة الحجر و فيها 47 حديثا

قوله تعالى: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ‏/ اه 2/ 239

قوله تعالى: وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ‏/ اه 24/ 240

قوله تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ‏/ اه 26/ 240

قوله تعالى: وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي‏/ اه 29/ 241

قوله تعالى: قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ‏/ اه 36/ 242

قوله تعالى: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ‏/ اه 42/ 242

قوله تعالى: لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ‏/ اه 44/ 243

قوله تعالى: وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً/ اه 47/ 244

363
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

قوله تعالى: وَ نَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ‏/ اه 51/ 244

قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏/ اه 75/ 247

قوله تعالى: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي‏/ اه 87/ 249

قوله تعالى: لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‏ ما مَتَّعْنا بِهِ‏/ اه 88/ 251

قوله تعالى: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ‏/ اه 91/ 252

قوله تعالى: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ/ اه 93/ 252

قوله تعالى: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ‏/ اه 95/ 252

سورة النحل و فيها 85 حديثا

قوله تعالى: أَتى‏ أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ‏/ اه 1/ 254

قوله تعالى: وَ تَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى‏ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ‏/ اه 7/ 255

قوله تعالى: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ‏/ اه 16/ 255

قوله تعالى: وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏/ اه 20/ 256

قوله تعالى: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ‏/ اه 23/ 257

قوله تعالى: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً/ اه 25/ 257

قوله تعالى: وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ‏/ اه 26/ 257

قوله تعالى: وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا/ اه 36/ 258

قوله تعالى: وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ‏/ اه 38/ 259

قوله تعالى: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‏/ اه 43/ 260

قوله تعالى: أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ‏/ اه 45/ 260

قوله تعالى: وَ قالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ‏/ اه 51/ 261

قوله تعالى: فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً/ اه 61/ 262

قوله تعالى: وَ مِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَ الْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً/ اه 67/ 262

قوله تعالى: وَ أَوْحى‏ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ‏/ اه 68/ 263

364
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

قوله تعالى: وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً/ اه 72/ 264

قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً/ اه 75/ 265

قوله تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها/ اه 83/ 266

قوله تعالى: وَ يَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً/ اه 84/ 266

قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ‏/ اه 90/ 267

قوله تعالى: وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها/ اه 92/ 268

قوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ‏/ اه 98/ 269

قوله تعالى: إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ‏/ اه 105/ 271

قوله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ‏/ اه 106/ 271

قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ‏/ اه 108/ 273

قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً/ اه 112/ 273

قوله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ‏/ اه 120/ 274

قوله تعالى: وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ‏/ اه 126/ 274

سورة الإسراء و فيها 181 أحاديث‏

قوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ‏/ اه 1/ 276

قوله تعالى: إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً/ اه 3/ 280

قوله تعالى: فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ‏/ اه 5/ 281

قوله تعالى: ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ‏/ اه 6/ 282

قوله تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‏/ اه 9/ 282

قوله تعالى: وَ كانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا/ اه 12/ 283

قوله تعالى: فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً/ اه 13/ 283

قوله تعالى: وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ‏/ اه 13/ 284

قوله تعالى: وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها/ اه 16/ 284

365
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

قوله تعالى: وَ قَضى‏ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ‏/ اه 23/ 284

قوله تعالى: فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً/ اه 25/ 285

قوله تعالى: وَ آتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ‏/ اه 26/ 287

قوله تعالى: وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‏ عُنُقِكَ‏/ اه 29/ 289

قوله تعالى: وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ‏/ اه 31/ 290

قوله تعالى: وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ‏/ اه 32/ 290

قوله تعالى: وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏/ اه 34/ 291

قوله تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ/ اه 36/ 292

قوله تعالى: وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً/ اه 37/ 293

قوله تعالى: وَ لَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ‏/ اه 41/ 293

قوله تعالى: وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ‏/ اه 44/ 293

قوله تعالى: وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ‏/ اه 45/ 295

قوله تعالى: وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ‏/ اه 46/ 295

قوله تعالى: وَ قالُوا أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً/ اه 49/ 296

قوله تعالى: وَ إِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها/ اه 58/ 297

قوله تعالى: وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ‏/ اه 60/ 297

قوله تعالى: وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ/ اه 64/ 299

قوله تعالى: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ‏/ اه 65/ 301

قوله تعالى: وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ/ اه 70/ 302

قوله تعالى: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏/ اه 71/ 303

قوله تعالى: وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‏/ اه 72/ 305

قوله تعالى: لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ‏/ اه 74/ 306

قوله تعالى: سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا/ اه 77/ 307

366
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

قوله تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ‏/ اه 78/ 308

قوله تعالى: وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ‏/ اه 79/ 309

قوله تعالى: رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ‏/ اه 80/ 315

قوله تعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ‏/ اه 84/ 316

قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ‏/ اه 85/ 316

قوله تعالى: فَأَبى‏ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً/ اه 89/ 317

قوله تعالى: قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا/ اه 93/ 317

قوله تعالى: وَ نَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى‏ وُجُوهِهِمْ‏/ اه 97/ 318

قوله تعالى: وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها/ اه 110/ 318

سورة الكهف و فيها 97 حديثا

قوله تعالى: لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً/ اه 2/ 321

قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ‏/ اه 9/ 321

قوله تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِ‏/ اه 13/ 323

قوله تعالى: لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً/ اه 18/ 324

قوله تعالى: وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً/ اه 24/ 324

قوله تعالى: وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ‏/ اه 29/ 326

قوله تعالى: الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا/ اه 46/ 327

قوله تعالى: يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ/ اه 49/ 328

قوله تعالى: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏/ اه 51/ 328

قوله تعالى: وَ إِذْ قالَ مُوسى‏ لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ‏/ اه 60/ 330

قوله تعالى: فَلَمَّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ‏/ اه 62/ 330

قوله تعالى: قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً/ اه 69/ 331

قوله تعالى: وَ أَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ‏/ اه 81/ 335

367
تفسير العياشي2

الفهرست ص : 355

قوله تعالى: وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ‏/ اه 82/ 337

قوله تعالى: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ‏/ اه 83/ 339

قوله تعالى: حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ‏/ اه 86/ 341

قوله تعالى: فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ‏/ اه 93/ 351

قوله تعالى: وَ تَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ‏/ اه 95/ 531

قوله تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا/ اه 98/ 352

قوله تعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ‏/ اه 105/ 352

تمت بعون اللّه تعالى‏

368