×
☰ فهرست و مشخصات
تفسير العياشي1

مقدمة المؤلف ص : 2

 

[مقدمة المؤلف‏]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ و به نستعين الحمد لله على إفضاله و الصلاة على محمد و آله قال العبد الفقير إلى الله رحمه الله- إني نظرت في التفسير الذي- صنفه أبو النصر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي بإسناده، و رغبت إلى هذا- و طلبت من عنده سماعا من المصنف أو غيره- فلم أجد في ديارنا من كان عنده سماع أو إجازة منه: حذفت منه الأسناد. و كتبت الباقي على وجهه- ليكون أسهل على الكاتب و الناظر فيه، فإن وجدت بعد ذلك من عنده سماع- أو إجازة من المصنف أتبعت الأسانيد، و كتبتها على ما ذكره المصنف، أسأل الله تعالى التوفيق لإتمامه‏ وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ‏.

[في فضل القرآن فيه 18 حديثا]

1- روى جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع عن أبيه عن آبائه ع قال: قال رسول الله ص: أيها الناس إنكم في زمان هدنة و أنتم على ظهر السفر، و السير بكم سريع، فقد رأيتم الليل و النهار و الشمس و القمر- يبليان كل جديد، و يقربان كل بعيد، و يأتيان بكل موعود، فأعدوا الجهاز لبعد المفاز، فقام المقداد فقال: يا رسول الله ما دار الهدنة قال: دار بلاء و انقطاع، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع، و ماحل‏ «1» مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، و من جعله خلفه ساقه إلى النار، و هو الدليل يدل على خير سبيل، و هو [كتاب فيه‏] تفصيل و بيان و تحصيل‏

______________________________
(1)- محل به إلى السلطان محلا: كاده بسعاية إليه.

 

 

2
تفسير العياشي1

في فضل القرآن فيه 18 حديثا ص : 2

و هو الفصل، ليس بالهزل، له ظهر و بطن، فظاهره حكمة «1» و باطنه علم، ظاهره أنيق و باطنه عميق، له تخوم و على تخومه تخوم‏ «2» لا تحصى عجائبه و لا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى و منازل‏ «3» الحكمة- و دليل على المعروف لمن عرفه‏ «4».

2- عن يوسف بن عبد الرحمن رفعه إلى الحارث الأعور قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقلت: يا أمير المؤمنين إنا إذا كنا عندك- سمعنا الذي نسد به‏ «5» ديننا، و إذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة- لا ندري ما هي قال: أ و قد فعلوها قال: قلت: نعم- قال: سمعت رسول الله ص يقول: أتاني جبرئيل فقال: يا محمد سيكون في أمتك فتنة: قلت: فما المخرج منها فقال:

كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر، و خبر ما بعدكم و حكم ما بينكم، و هو الفصل ليس بالهزل، من ولاه من جبار فعمل بغيره قصمه الله‏ «6» و من التمس الهدى في غيره أضله الله- و هو حبل الله المتين، و هو الذكر الحكيم، و هو الصراط المستقيم لا تزيغه‏ «7» الأهوية، و لا تلبسه الألسنة و لا يخلق على الرد «8» و لا ينقضي عجائبه- و لا يشبع منه العلماء [هو الذي‏] لم تكنه‏ «9» الجن- إذ سمعته أن قالوا: إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ، من قال به صدق، و من عمل به أجر، و من اعتصم به‏ هُدِيَ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏، هو الكتاب العزيز الذي‏ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ- وَ لا مِنْ خَلْفِهِ‏

______________________________
(1)- و في نسخة الصافي «حكم».

(2)- الأنيق: الحسن المعجب و التخوم جمع تخم بالفتح: منتهى الشي‏ء.

(3)- و في نسختي البرهان و الصافي «منار» بدل «منازل».

(4)- البحار ج 19: 5. البرهان ج 1: 7. الصافي ج 1: 9.

(5)- و في البرهان و بعض نسخ الصافي «نشد».

(6)- أي أهلكه.

(7)- و في نسخة «لا تذيقه».

(8)- و في بعض النسخ «عن كثرة الرد».

(9)- و في بعض النسخ «تلبث» و في آخر «تناه».

 

3
تفسير العياشي1

في فضل القرآن فيه 18 حديثا ص : 2

تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ «1».

3- عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن بعض أصحابه قال: خطب رسول الله ص يوم الجمعة بعد صلاة الظهر- انصرف على الناس- فقال: يا أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير- أنه لن يعمر من نبي- إلا نصف عمر الذي يليه ممن قبله- و إني لأظنني أوشك أن أدعى فأجيب، و إني مسئول و إنكم مسئولون، فهل بلغتكم فما ذا أنتم قائلون قالوا: نشهد بأنك قد بلغت و نصحت و جاهدت، فجزاك الله عنا خيرا قال:

اللهم اشهد- ثم قال: يا أيها الناس أ لم تشهدوا أن لا إله إلا الله- و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق و أن النار حق و أن البعث حق من بعد الموت- قالوا: [اللهم‏] نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي- و أنا أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏، ألا من كنت مولاه فعلي مولاه- اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، ثم قال: أيها الناس إني فرطكم و أنتم واردون علي الحوض- و حوضي أعرض ما بين بصرى و صنعاء فيه عدد النجوم قد حان من فضة ألا و إني- سائلكم حين تردون علي عن الثقلين- فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتى تلقوني- قالوا: و ما الثقلان يا رسول الله قال: الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيدي الله- و طرف في أيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا و لا تذلوا- و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير- أن لا يتفرقا حتى يلقياني و سألت الله لهما ذلك- فأعطانيه فلا تسبقوهم فتضلوا، و لا تقصروا عنهم فتهلكوا، فلا تعلموهم فهم أعلم منكم‏ «2».

4- عن أبي عبد الله مولى بني هاشم عن أبي سخيلة قال: حججت أنا و سلمان الفارسي من الكوفة فمررت بأبي ذر فقال: انظروا إذا كانت بعدي فتنة و هي كائنة فعليكم بخصلتين، بكتاب الله و بعلي بن أبي طالب، فإني سمعت رسول الله ص يقول لعلي: هذا أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيمة، و هو الصديق الأكبر و هو الفاروق يفرق بين الحق و الباطل، و هو يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب‏

______________________________
(1)- البحار ج 19: 7. البرهان ج 1: 7. الصافي ج 1: 10.

(2)- البحار ج 7: 29. البرهان ج 1: 10- 11. إثبات الهداة ج 3: 539.

 

4
تفسير العياشي1

في فضل القرآن فيه 18 حديثا ص : 2

المنافقين‏ «1».

5- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: خطب رسول الله ص بالمدينة فكان فيما قال لهم «الحديث» «2».

6- عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: عليكم بالقرآن فما وجدتم آية نجا بها من كان قبلكم فاعملوا به، و ما وجدتموه هلك من كان قبلكم فاجتنبوا «3».

7- عن الحسن بن موسى الخشاب رفعه قال: قال أبو عبد الله ع‏ لا يرفع‏ «4» الأمر و الخلافة إلى آل أبي بكر أبدا- و لا إلى آل عمر و لا إلى آل بني أمية، و لا في ولد طلحة و الزبير أبدا، و ذلك أنهم بتروا القرآن و أبطلوا السنن و عطلوا الأحكام‏ «5».

8- و قال رسول الله ص‏ القرآن هدى من الضلالة، و تبيان من العمى، و استقالة من العثرة، و نور من الظلمة، و ضياء من الأحزان، و عصمة من الهلكة، و رشد من الغواية و بيان من الفتن، و بلاغ من الدنيا إلى الآخرة و فيه كمال دينكم فهذه صفة رسول الله ص للقرآن، و ما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار «6».

9- عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله ع‏ إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن، و قطب جميع الكتب، عليها يستدير محكم القرآن، و بها نوهت الكتب و يستبين الإيمان، و قد أمر رسول الله ص أن يقتدى بالقرآن و آل محمد، و ذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها: إني تارك فيكم الثقلين: الثقل الأكبر، و الثقل الأصغر، فأما الأكبر فكتاب ربي، و أما الأصغر فعترتي أهل بيتي فاحفظوني فيهما- فلن تضلوا ما تمسكتم بهما «7».

______________________________
(1)- البحار ج 19: 7. البرهان ج 1: 8.

(2)- البحار ج 7: 29. البرهان ج 1: 11.

(3)- البحار ج 19: 25. البرهان ج 1: 8. الصافي ج 1: 10.

(4)- كذا في النسخ و في رواية الكافي «لا يرجع» بدل لا يرفع.

(5)- البحار ج 19: 7- 8. البرهان ج 1: 8- 10. الصافي ج 1: 12.

(6)- البحار ج 19: 7- 8. البرهان ج 1: 8- 10. الصافي ج 1: 12.

(7)- البحار ج 19: 7- 8. البرهان ج 1: 8- 10. الصافي ج 1: 12.

5
تفسير العياشي1

في فضل القرآن فيه 18 حديثا ص : 2

10- عن فضيل بن يسار قال‏ سألت الرضا ع عن القرآن فقال لي: هو كلام الله‏ «1».

11- عن الحسن بن علي قال‏ قيل لرسول الله ص: إن أمتك ستفتتن فسئل ما المخرج من ذلك فقال: كتاب الله العزيز الذي‏ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ، من ابتغى العلم في غيره أضله الله- و من ولي هذا الأمر من جبار فعمل بغيره قصمه الله- و هو الذكر الحكيم و النور المبين و الصراط المستقيم، فيه خبر ما قبلكم و نبأ ما بعدكم، و حكم ما بينكم و هو الفصل ليس بالهزل، و هو الذي سمعته الجن فلم تناهى أن قالوا «إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ» و لا يخلق على طول الرد، و لا ينقضي عبره و لا تفنى عجائبه‏ «2».

12- عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله لما خلق الخلق فجعله فرقتين، فجعل خيرته في إحدى الفرقتين، ثم جعلهم أثلاثا فجعل خيرته في إحدى الأثلاث- ثم لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف، ثم اختار من عبد مناف هاشم، ثم اختار من هاشم عبد المطلب، ثم اختار من عبد المطلب عبد الله، و اختار من عبد الله محمدا رسول الله ص، فكان أطيب الناس ولادة و أطهرها، فبعثه الله‏ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً، و أنزل عليه الكتاب فليس من شي‏ء إلا في الكتاب تبيانه‏ «3».

13- عن عمرو بن قيس عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ إن الله تبارك و تعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الأمة- إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه و بينه لرسوله، و جعل لكل شي‏ء حدا و جعل دليلا يدل عليه، و جعل على من تعدى ذلك الحد حدا «4».

14- عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن القرآن فقال لي: لا خالق و لا مخلوق‏

______________________________
(1)- البحار ج 19 31. البرهان ج 1: 8.

(2)- البحار ج 19: 8. البرهان ج 1: 8.

(3)- البحار ج 7: 25. البرهان ج 1: 8.

(4)- البرهان ج 1: 8.

 

6
تفسير العياشي1

في فضل القرآن فيه 18 حديثا ص : 2

و لكنه كلام الخالق‏ «1».

15- عن زرارة قال‏ سألته عن القرآن أ خالق هو قال: لا قلت: أ مخلوق قال:

لا و لكنه كلام الخالق [يعني أنه كلام الخالق بالفعل‏] «2».

16- عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع عن أبيه عن جده ع قال‏ خطبنا أمير المؤمنين ع خطبة فقال فيها: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، أرسله بكتاب فصله و أحكمه و أعزه و حفظه بعلمه- و أحكمه بنوره، و أيده بسلطانه، و كلأه من لم يتنزه هوى أو يميل به شهوة- أو يأتيه‏ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ- تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ، و لا يخلقه طول الرد و لا يفنى عجائبه من قال به صدق، و من عمل به أجر و من خاصم به فلح و من قاتل به نصر، و من قام به‏ هُدِيَ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏، فيه نبأ من كان قبلكم و الحكم فيما بينكم، و خيرة «3» معادكم أنزله بعلمه و أشهد الملائكة بتصديقه- قال الله جل وجهه‏ لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ- أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ الْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً» فجعله الله نورا يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‏ و قال: «فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ» و قال: «اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ- وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ» و قال: «فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَكَ- وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم، و في تركه الخطاء المبين، قال: «فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى‏»- فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا و الآخرة فالقرآن آمر و زاجر حد فيه الحدود، و سن فيه السنن، و ضرب فيه الأمثال، و شرع فيه الدين إعذارا من نفسه‏ «4» و حجة على خلقه، أخذ على ذلك ميثاقهم، و ارتهن عليه أنفسهم ليبين لهم ما يأتون و ما يتقون،

______________________________
(1)- البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 8 و هذا الخبر و أشباهه مما يتمسك به في البحث عن مخلوقية القرآن و قد عنونه كثير من العلماء و المحدثين من الخاصة و غيرهم في كتبهم فراجع البحار ج 2: 147. و ج 19: 31. و كتاب البيان في تفسير القرآن ج 1: 283 و كتاب الملل و النحل (ط مصر) ج 1: 117. و تاريخ الخلفاء: 207 و غير ذلك.

(2)- البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 8.

(3)- و في البحار «و خير» بدل «و خيرة».

(4)- و في بعض النسخ «إعذارا أمر نفسه».

 

7
تفسير العياشي1

باب ترك رواية التي بخلاف القرآن ص : 8

لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَ يَحْيى‏ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ‏ «1».

17- عن ياسر الخادم عن الرضا ع‏ أنه سئل عن القرآن فقال: لعن الله المرجئة «2» و لعن الله أبا حنيفة «3» أنه كلام الله غير مخلوق حيث ما تكلمت به، و حيث ما قرأت و نطقت فهو كلام و خبر و قصص‏ «4».

18- عن سماعة قال: قال أبو عبد الله ع‏ إن الله أنزل عليكم كتابه و هو الصادق البر، فيه خبركم و خبر من قبلكم و خبر من بعدكم، و خبر السماء و الأرض، و لو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم [من ذلك‏] «5».

باب ترك رواية التي بخلاف القرآن‏

1- عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال‏ قال رسول الله ص في خطبة بمنى أو بمكة: يا أيها الناس ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته- و ما جاءكم عني لا يوافق القرآن فلم أقله‏ «6».

2- عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن أبي جعفر عن أبيه عن علي ص قال‏ الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، و تركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه، إن على كل حق حقيقة و على كل صواب نورا فما وافق كتاب الله فخذوا به، و ما خالف كتاب الله فدعوه‏ «7».

3- عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله ع‏ يا محمد ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به، و ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به‏ «8».

______________________________
(1)- البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 9.

(2)- و هم الذين يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، و قيل غير ذلك. البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 9.

(3)- و في نسخة «أبا عيينة» و الظاهر هو المختار. البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 9.

(4)- البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 9.

(5)- البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 9.

(6)- البحار ج 1: 145. البرهان ج 1: 29.

(7)- البحار ج 1: 144- 145. البرهان ج 1: 29.

(8)- البحار ج 1: 144- 145. البرهان ج 1: 29.

8
تفسير العياشي1

في ما أنزل القرآن ص : 9

4- عن أيوب بن حر قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ كل شي‏ء، مردود إلى الكتاب و السنة، و كل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف‏ «1».

5- عن كليب الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل‏ «2».

6- عن سدير قال‏ كان أبو جعفر ع و أبو عبد الله ع لا يصدق علينا- إلا بما يوافق كتاب الله و سنة نبيه ص‏ «3».

7- عن الحسن بن الجهم عن العبد الصالح ع قال‏ إذا كان جاءك الحديثان المختلفان- فقسهما على كتاب الله و على أحاديثنا، فإن أشبههما فهو حق و إن لم يشبههما فهو باطل‏ «4».

في ما أنزل القرآن‏

1- عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ نزل القرآن على أربعة أرباع- ربع فينا، و ربع في عدونا، و ربع في فرائض و أحكام، و ربع سنن و أمثال و لنا كرائم القرآن‏ «5».

2- عن عبد الله بن سنان: قال‏ «6» سألت أبا عبد الله ع عن القرآن و الفرقان، قال: القرآن جملة الكتاب و أخبار ما يكون، و الفرقان المحكم الذي يعمل به، و كل محكم فهو فرقان‏ «7».

3- و عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين ع يقول‏ نزل القرآن أثلاثا ثلث فينا و في عدونا- و ثلث سنن و أمثال و ثلث فرائض و أحكام‏ «8».

______________________________
(1)- البحار ج 1: 144- 145. البرهان ج 1: 29.

(2)- البحار ج 1: 144- 145. البرهان ج 1: 29.

(3)- الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 9. البحار ج 1: 144- 145. البرهان ج 1: 29.

(4)- البحار ج 1: 144- 145. البرهان ج 1: 29، الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 9.

(5)- البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 21. الصافي ج 1: 14.

(6)- و في نسخة البحار هكذا «عن عبد الله بن سنان عمن ذكره قال سألت أبا عبد الله (ع) اه».

(7)- البحار ج 19: 8. الصافي ج 1: 18. البرهان ج 1: 21.

(8)- البحار ج 19: 30. الصافي ج 1: 14. البرهان ج 1: 21.

9
تفسير العياشي1

تفسير الناسخ و المنسوخ و الظاهر و الباطن و المحكم و المتشابه ص : 10

4- عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله ع قال‏ نزل القرآن بإياك أعني و اسمعي يا جارة «1».

5- عن ابن أبي عمير عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال‏ ما عاتب الله نبيه فهو يعني به من قد مضى في القرآن مثل قوله: «وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ- لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا» عنى بذلك غيره‏ «2».

6- عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن القرآن زاجر و آمر يأمر بالجنة و يزجر عن النار «3».

7- عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال: قال أبو جعفر يا خيثمة القرآن نزل أثلاثا ثلث فينا و في أحبائنا، و ثلث في أعدائنا و عدو من كان قبلنا و ثلث سنة و مثل، و لو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك القوم- ماتت الآية لما بقي من القرآن شي‏ء، و لكن القرآن يجري أوله على آخره‏ ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ‏، و لكل قوم آية يتلونها [و] هم منها من خير أو شر «4».

تفسير الناسخ و المنسوخ و الظاهر و الباطن و المحكم و المتشابه‏

1- عن أبي محمد الهمداني عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه قال: الناسخ الثابت، و المنسوخ ما مضى، و المحكم‏

______________________________
(1)- البحار ج 19: 93. الصافي ج 1: 18. و هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام و يريد به شيئا غيره و قيل إن أول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاري ذكر قصته في مجمع الأمثال (ج 501- 51 ط مصر) و قال الطريحي: هو مثل يراد به التعريض للشي‏ء يعني أن القرآن خوطب به النبي (ص) لكن المراد به الأمة اه. البرهان ج 1: 21.

(2)- البحار ج 19: 93. الصافي ج 1: 18. البرهان ج 1: 21.

(3)- البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 21.

(4)- البحار ج 19: 30. الصافي ج 1: 14. البرهان ج 1: 21.

 

10
تفسير العياشي1

تفسير الناسخ و المنسوخ و الظاهر و الباطن و المحكم و المتشابه ص : 10

ما يعمل به، و المتشابه الذي يشبه بعضه بعضا «1».

2- عن جابر قال: قال أبو عبد الله ع‏ يا جابر إن للقرآن بطنا و للبطن ظهرا- ثم قال يا جابر و ليس شي‏ء أبعد من عقول الرجال منه، إن الآية لتنزل أولها في شي‏ء- و أوسطها في شي‏ء و آخرها في شي‏ء، و هو كلام متصل يتصرف على وجوه‏ «2».

3- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ نزل القرآن ناسخا و منسوخا «3».

4- عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع قال‏ ظهر القرآن الذين نزل فيهم و بطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم‏ «4».

5- عن الفضيل بن يسار قال‏ سألت أبا جعفر ع عن هذه الرواية «ما في القرآن آية إلا و لها ظهر و بطن، و ما فيه حرف إلا و له حد و لكل حد مطلع» «5» ما يعني بقوله لها ظهر و بطن قال: ظهره و بطنه تأويله، منه ما مضى و منه ما لم يكن بعد، يجري كما يجري الشمس و القمر، كلما جاء منه شي‏ء وقع قال الله تعالى‏ «وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» [نحن نعلمه‏] «6».

6- عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن القرآن فيه محكم و متشابه، فأما المحكم فنؤمن به و نعمل به و ندين به، و أما المتشابه فنؤمن به و لا نعمل به‏ «7».

7- عن مسعدة بن صدقة قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن الناسخ و المنسوخ- و المحكم و المتشابه قال: الناسخ الثابت المعمول به، و المنسوخ ما قد كان يعمل‏

______________________________
(1)- البحار ج 19: 30 و 93- 94 و 25. البرهان ج 1: 20- 21. الصافي ج 1: 14 و 17. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13.

(2)- البحار ج 19: 30 و 93- 94 و 25. البرهان ج 1: 20- 21. الصافي ج 1: 14 و 17. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13.

(3)- البحار ج 19: 30 و 93- 94 و 25. البرهان ج 1: 20- 21. الصافي ج 1: 14 و 17. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13.

(4)- البحار ج 19: 30 و 93- 94 و 25. البرهان ج 1: 20- 21. الصافي ج 1: 14 و 17.

(5)- قال الفيض (ره) المطلع بتشديد الطاء و فتح اللام مكان الاطلاع من موضوع عال و يجوز أن يكون بوزن مصعد بفتح الميم و معناه: أي مصعد يصعد إليه من معرفة علمه و محصل معناه قريب من معنى التأويل و البطن كما أن معنى الحد قريب من معنى التنزيل و الظهر «انتهى».

(6)- البحار ج 19: 94. البرهان ج 1: 20. الصافي ج 1 17- 18.

(7)- البحار ج 19: 94. البرهان ج 1: 20. الصافي ج 1 17- 18.

 

11
تفسير العياشي1

تفسير الناسخ و المنسوخ و الظاهر و الباطن و المحكم و المتشابه ص : 10

به- ثم جاء ما نسخه و المتشابه ما اشتبه على جاهله‏ «1».

8- عن جابر قال‏ سألت أبا جعفر ع عن شي‏ء في تفسير القرآن فأجابني، ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر- فقلت: جعلت فداك- كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم- فقال ع لي: يا جابر إن للقرآن بطنا، و للبطن ظهرا، يا جابر و ليس شي‏ء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية لتكون أولها في شي‏ء و آخرها «2» في شي‏ء- و هو كلام متصل يتصرف على وجوه‏ «3».

9- عن أبي عبد الرحمن السلمي‏ «4» أن عليا ع مر على قاض- فقال: هل تعرف الناسخ من المنسوخ فقال لا فقال: هلكت و أهلكت، تأويل كل حرف من القرآن على وجوه‏ «5».

10- عن إبراهيم بن عمر قال: قال أبو عبد الله ع‏ إن في القرآن ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن، كانت فيه أسماء الرجال فألقيت، و إنما الاسم الواحد منه في وجوه- لا يحصى يعرف ذلك الوصاة «6».

11- عن حماد بن عثمان قال‏ قلت لأبي عبد الله ع إن الأحاديث تختلف عنكم- قال: فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف- و أدنى ما للإمام أن يفتي على‏

______________________________
(1)- البحار ج 19: 94 و 25. البرهان ج 1: 20. الصافي ج 1: 17 18.

(2)- و في نسخة البرهان «و أوسطها و آخرها». البحار ج 19: 94 و 25. البرهان ج 1: 20. الصافي ج 1: 17- 18.

(3)- البحار ج 19: 94 و 25. البرهان ج 1: 20. الصافي ج 1: 17- 18.

(4)- و في نسخة الوسائل «عبد الرحمن السلمي بدل أبي عبد الرحمن» و الظاهر هو المختار. البحار ج 19: 94 و 25. البرهان ج 1: 20. الصافي ج 1: 17- 18.

(5)- الوسائل: ج 3 كتاب القضاء باب 13.

(6)- البحار ج 19: 25. البرهان ج 1: 20. الصافي ج 1: 25 و قال الفيض (ره) لعل المراد بأسماء الرجال الملقية أعلامهم و بالاسم الواحد ما كني به تارة عنهم و تارة عن غيرهم من الألفاظ التي لها معان متعددة و ذلك كالذكر فإنه قد يراد به رسول الله (ص) و قد يراد به أمير المؤمنين (ع) و قد يراد به القرآن، و كالشيطان فإنه قد يراد به الثاني و قد يراد به إبليس و قد يراد به غيرهما أراد (ع) أن الرجل كانوا مذكورين في القرآن تارة بأعلامهم فألقيت و أخرى بكنايات فألقيت فهم اليوم مذكورون بالكنايات بألفاظ لها معان آخر يعرف ذلك الأوصياء.

 

12
تفسير العياشي1

ما عني به الأئمة من القرآن ص : 13

سبعة وجوه، ثم قال: «هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ» «1».

ما عني به الأئمة من القرآن‏

1- عن ابن مسكان قال: قال أبو عبد الله ع‏ من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن‏ «2».

2- عن حنان بن سدير عن أبيه قال: قال أبو جعفر ع‏ يا أبا الفضل لنا حق في كتاب الله المحكم من الله- لو محوه فقالوا ليس من عند الله- أو لم يعلموا لكان سواه‏ «3».

3- عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر ع‏ يا محمد إذا سمعت الله ذكر أحدا من هذه الأمة بخير فنحن هم- و إذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممن مضى فهم عدونا «4».

4- عن داود بن فرقد عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال‏ لو قد قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمين‏ «5».

5- و قال سعيد بن الحسين الكندي عن أبي جعفر ع‏ بعد مسمين كما سمي من قبلنا «6».

6- عن ميسر عن أبي جعفر ع قال‏ لو لا أنه زيد في كتاب الله و نقص منه- ما خفي حقنا على ذي حجى، و لو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن‏ «7».

7- عن مسعدة بن صدقة عن أبي جعفر ع عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين ع‏ سموهم بأحسن أمثال القرآن يعني عترة النبي ص، هذا عَذْبٌ فُراتٌ‏ فاشربوا، وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ‏ فاجتنبوا «8».

8- عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله ع‏ عن قول الله‏ «قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» فلما رآني أتتبع هذا و أشباهه من الكتاب قال: حسبك كل شي‏ء في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته- مثل هذا فهو في الأئمة عني به‏ «9».

______________________________
(1)- البحار ج 19: 22 و 30. البرهان ج 1: 21- 22 و تنكب الشي‏ء: تجنبه.

(2)- البحار ج 19: 22 و 30. البرهان ج 1: 21- 22 و تنكب الشي‏ء: تجنبه.

(3)- البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 22.

(4)- الصافي ج 1: 14 و 25. إثبات الهداة ج 3: 43. و ألفاه: وجده. البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 22.

(5)- الصافي ج 1: 14 و 25. إثبات الهداة ج 3: 43. و ألفاه: وجده. البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 22.

(6)- الصافي ج 1: 14 و 25. إثبات الهداة ج 3: 43. و ألفاه: وجده. البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 22.

(7)- البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 22 إثبات الهداة ج 3: 43- 44. و للمحدث الحر العاملي (ره) في هذه الأخبار بيان فراجع و سيأتي في ذيل ص 24 أيضا بيان لهذه الأحاديث (9) الصافي ج 1: 14 و لمؤلفه (ره) في بيان الخبر تحقيق رشيق فراجع.

(8)- البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 22 إثبات الهداة ج 3: 43- 44. و للمحدث الحر العاملي (ره) في هذه الأخبار بيان فراجع و سيأتي في ذيل ص 24 أيضا بيان لهذه الأحاديث (9) الصافي ج 1: 14 و لمؤلفه (ره) في بيان الخبر تحقيق رشيق فراجع.

(9)- البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 22 إثبات الهداة ج 3: 43- 44. و للمحدث الحر العاملي (ره) في هذه الأخبار بيان فراجع و سيأتي في ذيل ص 24 أيضا بيان لهذه الأحاديث (9) الصافي ج 1: 14 و لمؤلفه (ره) في بيان الخبر تحقيق رشيق فراجع.

13
تفسير العياشي1

علم الأئمة بالتأويل ص : 14

علم الأئمة بالتأويل‏

1- عن الأصبغ بن نباتة قال‏ لما قدم أمير المؤمنين ع الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرأ بهم‏ «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» قال: فقال المنافقون: لا و الله- ما يحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن و لو أحسن أن يقرأ القرآن لقرأ بنا غير هذه السورة قال: فبلغه ذلك- فقال: ويل لهم إني لأعرف ناسخه من منسوخه- و محكمه من متشابهه و فصله من فصاله و حروفه من معانيه، و الله ما من حرف نزل على محمد ص إلا أني أعرف فيمن أنزل و في أي يوم و في أي موضع، ويل لهم أ ما يقرءون‏ «إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى‏ صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏» و الله عندي ورثتهما من رسول الله ص، و قد أنهى رسول الله ص من إبراهيم و موسى ع، ويل لهم و الله أنا الذي أنزل الله في‏ «وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ» فإنما كنا عند رسول الله ص فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا و من يعيه، فإذا خرجنا قالوا: ما ذا قالَ آنِفاً «1».

2- عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت أمير المؤمنين ع يقول‏ ما نزلت آية على رسول الله ص إلا أقرأنيها و أملاها علي، فأكتبها بخطي، و علمني تأويلها و تفسيرها- و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها، و دعا الله لي أن يعلمني فهمها و حفظها، فما نسيت آية من كتاب الله و لا علم إملائه علي فكتبته منذ دعا لي بما دعا- و ما ترك شيئا علمه الله من حلال و لا حرام- و لا أمر و لا نهي كان أو لا يكون من طاعة أو معصية- إلا علمنيه و حفظته، فلم أنس منه حرفا واحدا، ثم وضع يده على صدري- و دعا الله أن يملأ قلبي علما و فهما- و حكمة و نورا لم أنس شيئا، و لم يفتني شي‏ء لم أكتبه، فقلت: يا رسول الله أ و تخوفت علي النسيان فيما بعد فقال: لست أتخوف عليك نسيانا و لا جهلا، و قد أخبرني ربي أنه قد استجاب لي فيك- و في شركائك الذين يكونون من بعدك، فقلت: يا رسول الله و من شركائي من بعدي قال:

الذين قرنهم الله بنفسه و بي- فقال: الأوصياء مني إلى أن يردوا علي الحوض كلهم هاد مهتد لا يضرهم من خذلهم، هم مع القرآن و القرآن معهم، لا يفارقهم و لا يفارقونه بهم تنصر أمتي و بهم يمطرون، و بهم يدفع عنهم و بهم استجاب دعاءهم، فقلت:

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 16.

 

14
تفسير العياشي1

علم الأئمة بالتأويل ص : 14

يا رسول الله سمهم لي- فقال: ابني هذا- و وضع يده على رأس الحسن ع، ثم ابني هذا- و وضع يده على رأس الحسين ع، ثم ابن له يقال له علي و سيولد في حياتك- فأقرئه مني السلام، تكمله اثنا عشر من ولد محمد، فقلت له: بأبي أنت [و أمي‏] فسمهم لي، فسماهم رجلا رجلا فيهم‏ «1» و الله يا أخي بني هلال مهدي أمة محمد ص الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و الله إني لأعرف من يبايعه بين الركن و المقام و أعرف أسماء آبائهم و قبائلهم‏ «2».

3- عن سلمة بن كهيل عمن حدثه عن علي ع قال‏ لو استقامت لي الإمرة و كسرت أو ثنيت لي الوسادة، لحكمت لأهل التوراة بما أنزل الله في التوراة حتى تذهب إلى الله، أني قد حكمت بما أنزل الله فيها، و لحكمت لأهل الإنجيل بما أنزل الله في الإنجيل حتى يذهب إلى الله أني قد حكمت بما أنزل الله فيه، و لحكمت في أهل القرآن بما أنزل الله في القرآن حتى يذهب إلى الله أني قد حكمت بما أنزل الله فيه‏ «3».

4- عن أيوب بن حر عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له: الأئمة بعضهم أعلم من بعض قال: نعم- و علمهم بالحلال و الحرام و تفسير القرآن واحد «4».

5- عن حفص بن قرط الجهني عن جعفر بن محمد الصادق ع قال: سمعته يقول‏ كان علي ع صاحب حلال و حرام و علم بالقرآن، و نحن على منهاجه‏ «5».

6- عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن جده عن أبيه قال: قال رسول الله ص‏ إن فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، و هو علي بن‏

______________________________
(1)- و في نسخة البرهان «منهم».

(2)- البحار ج 19: 26. البرهان ج 1: 17. الصافي ج 1: 11.

(3)- البحار ج 19: 25. البرهان ج: 17.

(4)- البحار ج 19: 25. البرهان ج: 17.

(5)- البحار ج 19: 25. البرهان ج: 17.

 

15
تفسير العياشي1

علم الأئمة بالتأويل ص : 14

أبي طالب‏ «1».

7- عن بشير الدهان قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله فرض طاعتنا في كتابه فلا يسع الناس جهلا، لنا صفو المال و لنا الأنفال و لنا كرائم القرآن، و لا أقول لكم إنا أصحاب الغيب، و نعلم كتاب الله و كتاب الله يحتمل كل شي‏ء، إن الله أعلمنا علما لا يعلمه أحد غيره، و علما قد أعلمه ملائكته و رسله، فما علمته ملائكته و رسله فنحن نعلمه‏ «2».

8- عن مرازم قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث فينا- من يعلم كتابه من أوله إلى آخره، و إن عندنا من حلال الله و حرامه ما يسعنا [من‏] كتمانه- ما نستطيع أن نحدث به أحدا «3».

9- عن الحكم بن عيينة قال‏ قال أبو عبد الله ع لرجل من أهل الكوفة: و سأله عن شي‏ء لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل في دورنا، و نزوله على جدي بالوحي و القرآن و العلم، فيستسقي الناس العلم من عندنا- فيهدونهم و ضللنا نحن هذا محال‏ «4».

10- عن يوسف بن السخت البصري قال‏ رأيت التوقيع بخط محمد بن محمد بن علي‏ «5» فكان فيه الذي يجب عليكم- و لكم أن تقولوا إنا قدوة الله و أئمة، و خلفاء الله في أرضه و أمناؤه على خلقه، و حججه في بلاده، نعرف الحلال و الحرام- و نعرف تأويل الكتاب‏ وَ فَصْلَ الْخِطابِ‏ «6».

______________________________
(1)- الوسائل (ج 3) كتاب القضاء باب 13. البحار ج 19: 25- 26. البرهان ج 1: 17.

(2)- البحار ج 19: 25- 26. البرهان ج 1: 17.

(3)- الصافي ج 1: 12. البحار ج 19: 25- 26. البرهان ج 1: 17.

(4)- البحار ج 19: 25- 26. البرهان ج 1: 17.

(5)- كذا في نسختي الأصل و البحار و في نسخة البرهان «محمد بن محمد بن الحسن بن علي» و الظاهر «محمد بن الحسن بن علي» و هو الحجة المنتظر المهدي صلوات الله عليه و على آبائه الطاهرين.

(6)- البحار ج 19: 26- 29. البرهان ج 1: 17.

16
تفسير العياشي1

فيمن فسر القرآن برأيه ص : 17

11- عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه قال: قال علي ع‏ ما بين اللوحين شي‏ء إلا و أنا أعلمه‏ «1».

12- عن سليمان الأعمش عن أبيه قال: قال علي ع‏ ما نزلت آية إلا و أنا علمت فيمن أنزلت- و أين نزلت و على من نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا و لسانا طلقا «2».

، 14، 1- 13- عن أبي الصباح قال: قال أبو عبد الله ع‏ إن الله علم نبيه ص التنزيل و التأويل- فعلمه رسول الله ص عليا ع‏ «3».

فيمن فسر القرآن برأيه‏

1- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ ليس شي‏ء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية ينزل أولها في شي‏ء- و أوسطها في شي‏ء و آخرها في شي‏ء، ثم قال: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» من ميلاد الجاهلية «4».

2- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال: من فسر القرآن برأيه فأصاب لم يؤجر، و إن أخطأ كان إثمه عليه‏ «5».

3- عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر ع‏ ما علمتم فقولوا و ما لم تعلموا فقولوا الله أعلم، فإن الرجل ينزع بالآية فيخر بها أبعد ما بين السماء و الأرض‏ «6».

4- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر- و إن أخطأ فهو أبعد من السماء «7».

5- عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ ليس أبعد من‏

______________________________
(1)- البحار ج 19: 26- 29. البرهان ج 1: 17.

(2)- البحار ج 19: 26- 29. البرهان ج 1: 17.

(3)- البحار ج 19: 26- 29. البرهان ج 1: 17.

(4)- الوسائل (ج 3) كتاب القضاء باب 13. البحار ج 19: 26- 29. البرهان ج 1: 17.

(5)- البحار ج 19: 29. البرهان ج 1: 19. و في نسخة البرهان «هشام بن سالم عن أبي جعفر (ع)» و لكن الظاهر هو المختار فإنه لا يروي عن أبي جعفر الباقر (ع).

(6)- البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13 البرهان ج 1: 19.

(7)- الصافي ج 1: 17. البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13 البرهان ج 1: 19.

 

17
تفسير العياشي1

كراهية الجدال في القرآن ص : 18

عقول الرجال من القرآن‏ «1».

6- عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله ع قال: سئل عن الحكومة- قال: من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر، و من فسر [برأيه‏] آية من كتاب الله فقد كفر «2».

كراهية الجدال في القرآن‏

1- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: إياكم و الخصومة فإنها تحبط العمل و تمحق الدين- و إن أحدكم لينزع بالآية يقع فيها أبعد من السماء «3».

2- عن المعمر بن سليمان عن أبي عبد الله ع قال: قال أبي ع‏ ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر «4».

3- عن يعقوب بن يزيد عن ياسر عن أبي الحسن الرضا ع يقول: المراء في كتاب الله كفر «5».

4- عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال‏ لا تقولوا لكل آية هذه رجل و هذه رجل- إن من القرآن حلالا و منه حراما و فيه نبأ من قبلكم، و خبر من بعدكم و حكم ما بينكم، فهكذا هو كان رسول الله ص مفوض فيه- إن شاء فعل الشي‏ء و إن شاء تذكر- حتى إذا فرضت فرائضه، و خمست أخماسه، حق على الناس أن يأخذوا به، لأن الله قال: «ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ- وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا

» «6».

______________________________
(1)- البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13. البرهان ج 1: 19.

(2)- البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13. البرهان ج 1: 19.

(3)- البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13. البرهان ج 1: 19.

(4)- الصافي ج 1: 21 و قال الفيض (ره) لعل المراد بضرب بعضه ببعض تأويل بعض متشابهاته إلى بعض بمقتضى الهوى من دون سماع من أهله أو نور و هدى من الله.

(5)- البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13 البرهان ج 1: 19.

(6)- البحار ج 19: 29. البرهان ج 1: 41.

18
تفسير العياشي1

(1) من سورة أم الكتاب ص : 19

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

(1) من سورة أم الكتاب‏

1- بأسانيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبيه قال: قال أبو عبد الله ع‏ اسم الله الأعظم مقطع في أم الكتاب‏ «1».

2- عن محمد بن سنان عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال‏ قال لأبي حنيفة ما سورة أولها تحميد- و أوسطها إخلاص و آخرها دعاء فبقي متحيرا ثم قال: لا أدري- فقال أبو عبد الله ع: السورة التي أولها تحميد، و أوسطها إخلاص، و آخرها- دعاء: سورة الحمد «2».

3- عن يونس بن عبد الرحمن عمن رفعه قال‏ سألت أبا عبد الله ع «وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏» قال: هي سورة الحمد و هي سبع آيات، منها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ و إنما سميت المثاني لأنها يثنى في الركعتين‏ «3».

4- و عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ سرقوا أكرم آية في كتاب الله‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ «4».

5- عن صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله ع‏ ما أنزل الله من السماء كتابا إلا و فاتحته‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏، و إنما كان يعرف انقضاء السورة- بنزول‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ابتداء للأخرى‏ «5».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 41.

(2)- البحار ج 19: 58. البرهان ج 1: 41.

(3)- البحار ج 18: 335- 336. و ج 19: 58- 59. البرهان ج 1: 42.

(4)- البحار ج 18: 335- 336. و ج 19: 58- 59. البرهان ج 1: 42.

(5)- البحار ج 18: 336 و ج 19: 59. البرهان ج 1: 42. الصافي ج 1: 51.

19
تفسير العياشي1

(1) من سورة أم الكتاب ص : 19

6- عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ كان رسول الله ص يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم- و يرفع صوته بها، فإذا سمعها المشركون ولوا مدبرين فأنزل الله «وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ- وَلَّوْا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً» «1».

7- قال الحسن بن خرزاد و روي عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا أم الرجل القوم جاء شيطان إلى الشيطان الذي هو قريب الإمام، فيقول: هل ذكر الله يعني هل قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فإن قال: نعم هرب منه، و إن قال: لا ركب عنق الإمام و دلى رجليه في صدره، فلم يزل الشيطان إمام القوم حتى يفرغوا من صلواتهم‏ «2».

8- عن عبد الملك بن عمر عن أبي عبد الله ع قال‏ إن إبليس رن أربع رنات‏ «3» أولهن يوم لعن، و حين هبط إلى الأرض، و حين بعث محمد ص‏ عَلى‏ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ‏، و حين أنزلت أم الكتاب‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏، و نخر نخرتين‏ «4». حين أكل آدم ع من الشجرة، و حين أهبط آدم إلى الأرض- قال: و لعن من فعل ذلك‏ «5».

9- عن إسماعيل بن أبان يرفعه إلى النبي ص قال‏ قال رسول الله ص لجابر بن عبد الله: يا جابر أ لا أعلمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه قال: فقال جابر: بلى بأبي أنت و أمي يا رسول الله علمنيها، قال: فعلمه‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ أم الكتاب، قال: ثم قال له:

يا جابر أ لا أخبرك عنها قال بلى بأبي أنت و أمي فأخبرني، قال: هي شفاء من كل داء إلا السام يعني الموت‏ «6».

10- عن سلمة بن محرز قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ من لم تبرئه الحمد لم يبرئه شي‏ء «7».

______________________________
(1)- البحار ج 18: 351 و ج 19: 59. البرهان ج 1: 42.

(2)- البحار ج 18: 336 و ج 19: 59. البرهان ج 1: 42.

(3)- الرنة: صوت المكروب أو المريض.

(4)- نخر الإنسان أو الدابة: مد الصوت و النفس في خياشمه.

(5)- البحار ج 19: 59. البرهان ج 1: 42.

(6)- البحار ج 19: 59. الصافي ج 1: 56. الوسائل ج 1 أبواب قراءة القرآن باب 37 البرهان ج: 42. و أخرجهما الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان (ط صيدا ج 1: 17- 18) عن هذا الكتاب أيضا.

(7)- البحار ج 19: 59. الصافي ج 1: 56. الوسائل ج 1 أبواب قراءة القرآن باب 37 البرهان ج: 42. و أخرجهما الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان (ط صيدا ج 1: 17- 18) عن هذا الكتاب أيضا.

20
تفسير العياشي1

[سورة الفاتحة(1): الآيات 1 الى 2] ص : 21

11- عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو عبد الله ع‏ إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثاني و سورة أخرى- و صل ركعتين و ادع الله، قلت: أصلحك الله و ما المثاني قال:

فاتحة الكتاب‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ «1».

12- عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي ع قال‏ بلغه أن أناسا ينزعون‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فقال: هي آية من كتاب الله أنساهم إياها الشيطان‏ «2».

13- عن إسماعيل بن مهران قال: قال أبو الحسن الرضا ع‏ إن‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها «3».

14- عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن ع يقول‏ إذا أتى أحدكم أهله فليكن قبل ذلك ملاطفة- فإنه أبر لقلبها و أسل لسخيمتها «4» فإذا أفضى إلى حاجته قال: بسم الله ثلاثا- فإن قدر أن يقرأ أي آية حضرته من القرآن فعل، و إلا قد كفته التسمية، فقال له رجل في المجلس: فإن قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ أوجر به‏ «5» فقال: و أي آية أعظم في كتاب الله فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ «6».

15- عن الحسن بن خرزاد قال: كتبت إلى الصادق أسأل عن معنى الله- فقال‏ استولى على ما دق و جل‏ «7».

16- عن خالد بن مختار قال: سمعت جعفر بن محمد ع يقول‏ ما لهم قاتلهم الله‏

______________________________
(1)- البحار ج 18: 336 و 19: 59. البرهان ج 1: 42.

(2)- البحار ج 18: 336 و 19: 59. البرهان ج 1: 42.

(3)- الصافي ج 1: 52 البرهان ج 1: 42. و نقله المجلسي «ره» عن الصفار و رواه الصدوق «ره» في العيون بإسناده عن الرضا (ع).

(4)- سل السخيمة من قبله: انتزعها و أخرجها منه و السخيمة الحقد.

(5)- و في نسخة البرهان «أ و يجزيه».

(6)- البحار ج 19: 59. البرهان ج 1: 42.

(7)- البحار ج 19: 59. البرهان ج 1: 42.

 

21
تفسير العياشي1

[سورة الفاتحة(1): الآيات 3 الى 7] ص : 22

عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله، فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها، و هي‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ «1».

17- عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل «وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ فقال فاتحة الكتاب [يثنى فيها القول- قال: و قال رسول الله ص إن الله من علي بفاتحة الكتاب‏] من كنز الجنة فيها: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الآية التي يقول فيها: «وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً» «و الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏» دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب، و «مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏» قال جبرئيل ما قالها مسلم قط- إلا صدقه الله و أهل سماواته «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» إخلاص العبادة- و «إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏» أفضل ما طلب به العباد حوائجهم «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏» صراط الأنبياء و هم الذين أنعم الله عليهم «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏» اليهود «و غير الضالين» النصارى‏ «2».

18- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع‏ في تفسير «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏» فقال: الباء بهاء الله- و السين سناء الله و الميم مجد الله‏ «3».

19- و رووا غيره عنه‏ ملك الله الله، إله الخلق الرحمن بجميع العالم- الرحيم بالمؤمنين خاصة «4».

20- و رووا غيره عنه‏ و الله إله كل شي‏ء «5».

21- عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ أنه كان يقرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ «6».

22- عن داود بن فرقد قال‏: سمعت أبا عبد الله ع يقرأ ما لا أحصي ملك‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 42 و 51. البحار ج 19: 59 و 18: 336 و فيه بيان فراجع و نقل الطبرسي «ره» الحديث الأخير في مجمع البيان ج 1: 31 عن هذا الكتاب أيضا. و سيأتي في ذيل حديث 28 بيان لقوله «غير الضالين».

(2)- البرهان ج 1: 42 و 51. البحار ج 19: 59 و 18: 336 و فيه بيان فراجع و نقل الطبرسي «ره» الحديث الأخير في مجمع البيان ج 1: 31 عن هذا الكتاب أيضا. و سيأتي في ذيل حديث 28 بيان لقوله «غير الضالين».

(3)- البرهان ج 1: 45.

(4)- البرهان ج 1: 45.

(5)- البرهان ج 1: 45.

(6)- البحار ج 19: 59 و رواه الطبرسي «ره» في مجمع البيان ج 1: 31 عن هذا الكتاب أيضا. البرهان ج 1: 45.

 

22
تفسير العياشي1

[سورة الفاتحة(1): الآيات 3 الى 7] ص : 22

يوم الدين‏ «1».

23- عن الزهري قال: قال علي بن الحسين ع‏ لو مات بين المشرق و المغرب- لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي، كان إذا قرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ يكررها و يكاد أن يموت‏ «2».

24- عن الحسن بن محمد الجمال عن بعض أصحابنا قال‏ بعث عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة أن وجه إلى محمد بن علي بن الحسين و لا تهيجه و لا تروعه، و اقض له حوائجه، و قد كان ورد على عبد الملك رجل من القدرية «3» فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعا، فقال ما لهذا إلا محمد بن علي، فكتب إلى صاحب المدينة أن يحمل محمد بن علي إليه، فأتاه صاحب المدينة بكتابه- فقال له أبو جعفر ع إني شيخ كبير لا أقوى على الخروج- و هذا جعفر ابني يقوم مقامي، فوجهه إليه فلما قدم على الأموي ازدراه‏ «4» لصغره- و كره أن يجمع بينه و بين القدري مخافة أن يغلبه، و تسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدري، فلما كان من الغد اجتمع الناس بخصومتها- فقال الأموي لأبي عبد الله ع: إنه قد أعيانا أمر هذا القدري و إنما كتبت إليك لأجمع بينك و بينه- فإنه لم يدع عندنا أحدا إلا خصمه، فقال: إن الله يكفيناه قال: فلما اجتمعوا- قال القدري لأبي عبد الله ع: سل عما شئت، فقال له: اقرأ سورة الحمد قال: فقرأها- و قال الأموي- و أنا معه-: ما في سورة الحمد علينا إنا لله و إنا إليه راجعون قال: فجعل القدري يقرأ سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك و تعالى «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏» فقال له جعفر ع: قف من تستعين و ما حاجتك‏

______________________________
(1)- البحار ج 18: 336. الصافي ج 1: 53 البرهان ج 1: 51.

(2)- البحار ج 18: 336 و ج 19: 59 البرهان ج 1: 52 و في رواية الكليني (قده) «حتى يكاد أن يموت».

(3)- القدري في الأخبار يطلق على الجبري و على التفويضي و المراد في هذا الخبر هو الثاني و قد أحال كل من الفريقين ما ورد في ذلك على الآخر و قد ورد في ذمهم أحاديث كثيرة في كتب الفريقين مثل قوله لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيا و قوله (ص): القدرية مجوس أمتي و قوله (ص) إذا قامت القيامة نادى مناد أهل الجمع أين خصماء الله فتقوم القدرية إلى غير ذلك.

(4)- ازدراه: احتقره و استخف به و أصله من زرى.

 

23
تفسير العياشي1

[سورة الفاتحة(1): الآيات 3 الى 7] ص : 22

إلى المعونة إن الأمر إليك‏ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ- وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏ «1».

25- عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال‏ «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏» يعني أمير المؤمنين ص‏ «2».

26- قال محمد بن علي الحلبي‏ سمعته ما لا أحصي و أنا أصلي خلفه يقرأ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ «3».

27- عن معاوية بن وهب قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏» قال: هم اليهود و النصارى‏ «4».

28- عن رجل عن ابن أبي عمير رفعه في قوله «غير المغضوب عليهم و غير الضالين» و هكذا نزلت‏ «5» قال: المغضوب عليهم فلان و فلان و فلان و النصاب، و الضالين الشكاك الذين لا يعرفون الإمام‏ «6».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 و ج 19: 59.

(2)- البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 و ج 19: 59.

(3)- البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 و ج 19: 59.

(4)- البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 و ج 19: 59.

(5)- مسألة اختلاف النزول و القراءات في الآيات الكريمة القرآنية من العويصات التي عنونها المفسرون في كتبهم و ذهب كل إلى قول، و نقل أقوالهم و ما هو الحق فيها، خارج عن وضع هذه التعليقة، و من أراد الوقوف على شتى الأقوال و معتقد الإمامية في ذلك فليراجع كتاب البيان في تفسير القرآن للمرجع المعظم العلامة الخوئي مد ظله العالي، و غيره من الموسوعات و التفاسير، و رأيت أخيرا في مجلة «الهادي» (العدد الأول من السنة الثانية) مقالة في كيفية نزول القرآن من الزميل الفاضل الدكتور السيد محمد باقر الحجتي و قد جمع فيها الأقوال و الآراء و لا تخلو مطالعتها عن الفائدة، و كيف كان فهذا الحديث و نظائره مما مر في صفحة 22 قد ورد عن أئمة أهل البيت بقراءة «غير الضالين» بدل‏ «وَ لَا الضَّالِّينَ» و قد نقل هذه القراءة عن عمر بن الخطاب و غيره أيضا. قال الطبرسي (ره): و قرأ «غير الضالين» عمر بن الخطاب، و روي ذلك عن علي عليه السلام، و قد مر نظير هذا الحديث في اختلاف النزول أحاديث أخرى في ص 13 و يأتي في مطاوي الكتاب أيضا و لا يخفى أن معنى النزول في تلك الروايات ليس هو التحريف المدعى في بعض الكلمات بل المراد من النزول هو التفسير و التأويل من حيث المعنى كما صرح به معظم العلماء بل المنتمين إلى ذلك القول كالمحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة و المولى محسن الفيض في الوافي و غيرهم، و إلا فهي أخبار آحاد لا تعارض ما ثبت بالتواتر بين المسلمين.

(6)- البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 و ج 19: 59.

24
تفسير العياشي1

(2) من سورة البقرة ص : 25

 

(2) من سورة البقرة

[فضل سورة البقرة]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن سعد الإسكاف قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ قال رسول الله ص:

أعطيت الطوال مكان التوراة، و أعطيت المئين‏ «1» مكان الإنجيل، و أعطيت المثاني مكان الزبور، و فضلت بالمفصل سبع و ستين سورة «2».

2- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ من قرأ البقرة و آل عمران جاءتا «3» يوم القيامة تظلانه على رأسه مثل الغمامتين أو غيابتين‏ «4».

3- عن عمر بن جميع رفعه إلى علي قال: قال رسول الله ص‏ من قرأ أربع آيات من أول البقرة و آية الكرسي و آيتين بعدها، و ثلاث آيات من آخرها- لم ير في نفسه و أهله و ماله شيئا يكرهه، و لا يقربه الشيطان و لم ينس القرآن‏ «5».

1- عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «الم ذلِكَ‏

______________________________
(1)- قال الفيض «ره» اختلف الأقوال في تفسير هذه الألفاظ أقربها إلى الصواب و أحوطها لسور الكتاب أن الطول كصرد هي السبع الأول بعد الفاتحة على أن يعد الأنفال و البرائة واحدة لنزولهما جميعا في المغازي و تسميتهما بالقرينتين، و المئين من بني إسرائيل إلى سبع سور سميت بها لأن كلا منها على نحو مائة آية و المفصل من سورة محمد (ص) إلى آخر القرآن سميت به لكثرة الفواصل بينها و المثاني بقية السور و هي التي تقصر عن المئين و تزيد على المفصل كأن الطول جعلت مبادي تارة و التي تلتها مثاني لها لأنها ثنت الطول أي تلتها و المئين جعلت مبادي أخرى و التي تلتها مثاني لها.

(2)- البحار ج 19: 8 البرهان ج 1: 52. و رواه الفيض «ره» في هامش الصافي ج 1: 10.

(3)- هذا هو الظاهر الموافق لنسختي البحار و البرهان و لرواية الصدوق في ثواب الأعمال لكن في نسخة الأصل «جاء».

(4)- البحار ج 19: 67 البرهان ج 1: 53 و الغيابة: كل ما أظل الإنسان كالسحابة.

(5)- البحار ج 19: 67 البرهان ج 1: 53 و الغيابة: كل ما أظل الإنسان كالسحابة.

 

 

25
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 3] ص : 25

الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ‏» قال: كتاب علي لا ريب فيه «هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‏» قال: المتقون شيعتنا «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ- وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ‏» و مما علمناهم ينبئون‏ «1».

2- عن محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر ع يحدث قال‏ إن حيا و أبا ياسر ابني أخطب و نفرا من اليهود و أهل خيبر أتوا رسول الله ص فقالوا له: أ ليس فيما تذكر فيما أنزل عليك‏ الم‏ قال: بلى، قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند الله قال: نعم قالوا: لقد بعثت أنبياء قبلك- و ما نعلم نبيا منهم أخبر ما مدة ملكه و ما أجل أمته غيرك فأقبل حي على أصحابه فقال لهم: الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، فهي أحد و سبعون، فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه- و أجل أمته إحدى و سبعون سنة [قال‏] ثم أقبل على رسول الله ص فقال: له يا محمد هل مع هذا غيره فقال: نعم قال:

فهاته، قال: المص‏ قال: هذه أثقل و أطول الألف واحد و اللام ثلاثون‏ «2».

______________________________
(1)- البحار ج 21: 21. البرهان ج 1: 53. الصافي ج 1: 58- 59.

(2)- كذا في نسختي الأصل و البرهان و نقله المجلسي (ره) عن تفسير علي بن إبراهيم و قال المحدث البحراني في البرهان بعده: «قلت: تمام الحديث ساقط و بعده حديث لا يناسبه في نسختين من العياشي» و كتب في هامش نسخة الأصل «اعلم أن النسخة التي كتبت منها الساقط من نسختي هذه كانت هكذا بعد قوله: و اللام ثلاثون من الماء إلخ و كتب في حاشيتها و اعلم أن في النسخة التي كانت نسختي كتبت منها بعد قوله و اللام ثلاثون. ابن يعقوب قال قلت لأبي عبد الله (ع) إن أهل مكة يذبحون البقرة في البيت، و كان بعد ذلك سطور محيت و بالجملة فالظاهر أنه سقط من النسخ أوراق و الحديث المذكور موجود في معاني الأخبار للصدوق. انتهى» أقول تمام الحديث على ما في البحار و كتاب معاني الأخبار هكذا: «و الميم أربعون و الراء مأتان ثم قال له: هل مع هذا غيره قال نعم، قالوا قد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت ثم قاموا عنه ثم قال أبو ياسر للحي أخيه: ما يدريك لعل محمدا قد جمع له هذا كله و أكثر منه. قال فذكر أبو جعفر (ع) أن هذه الآيات أنزلت فيهم‏ «مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ» قال و هي تجري في وجه آخر على غير تأويل حي و أبا ياسر و أصحابهما انتهى».

26
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 3] ص : 25

3 «1» من الماء المالح الأجاج فصلصلها في كفه، فجمدت- ثم قال لها: منك أخلق‏

______________________________
(1)- قد وقع هنا من النسخ كما عرفت سقط و الله أعلم به و قد سقط فيما سقط صدر هذا الحديث و تمامه مذكور في تفسير القمي ره عند تفسير قوله تعالى‏
«وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا اه» (ص 32) و رواه الصدوق في العلل في باب «96» علة الطبائع و الشهوات و المحبات «ج 1 ص 98- 100. ط قم» و رواه المجلسي «ره» منهما في البحار ج 3 «في باب» الطينة و الميثاق» ص 66 و ج 14: 475- 476. و نحن نورده بلفظ التفسير و هذا نصه:

«حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن ثابت الحذاء عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال: إن الله تبارك و تعالى أراد أن يخلق خلقا بيده و ذلك بعد ما مضى من الجن و النسناس في الأرض سبعة آلاف سنة و كان من شأنه خلق آدم كشط عن أطباق السماوات، و قال للملائكة انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن و النسناس فلما رأوا ما يعملون من المعاصي و السفك و الفساد في الأرض بغير الحق عظم ذلك عليهم و غضبوا الله و تأسفوا على أهل الأرض و لم يملكوا غضبهم، فقالوا: ربنا أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن و هذا خلقك الضعيف الذليل يتقلبون في قبضتك و يعيشون برزقك و يستمتعون بعافيتك و هم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام لا تأسف عليهم و لا تغضب، و لا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم و ترى و قد عظم ذلك علينا و أكبرناه فيك، قال فلما سمع ذلك من الملائكة «قال‏ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» يكون حجة في أرضي على خلقي، فقالت الملائكة: سبحانك‏ «أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها» كما أفسد بنو الجان و يسفكون الدماء كما سفكت بنو الجان، و يتحاسدون و يتباغضون، فاجعل ذلك الخليفة منا فإنا لا نتحاسد و لا نتباغض و لا نسفك الدماء «و نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ» فقال جل و عز «إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ» إني أريد أن أخلق خلقا بيدي و أجعل من ذريته أنبياء و مرسلين و عبادا صالحين و أئمة مهتدين أجعلهم خلفاء على خلقي في أرضي، ينهونهم عن معصيتي و ينذرونهم من عذابي، و يهدونهم إلى طاعتي، و يسلكون بهم سبيلي، و أجعلهم لي حجة عليهم و عذرا و نذرا، و أبين النسناس عن أرضي و أطهرها منهم و أنقل مردة الجن العصاة عن بريتي و خلقي و خيرتي، و أسكنهم في الهواء و في أقطار الأرض فلا يجاورون نسل خلقي و أجعل بين الجن و بين خلقي حجابا فلا يرى نسل خلقي الجن و لا يجالسونهم و لا يخالطونهم، فمن عصاني من نسل خلقي الذين اصطفيتهم أسكنهم مساكن العصاة و أوردتهم مواردهم و لا أبالي.

قال فقالت الملائكة: يا ربنا افعل ما شئت‏ «لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ [أَنْتَ‏] الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ»- قال فباعدهم الله من العرش مسيرة خمسمائة عام قال: فلاذوا بالعرش فأشاروا بالأصابع، فنظر الرب جل جلاله إليهم و نزلت الرحمة فوضع لهم البيت المعمور، فقال: طوفوا به و دعوا العرش فإنه لي رضا فطافوا به و هو البيت الذي يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه أبدا، فوضع الله البيت المعمور توبة لأهل السماء، و وضع الكعبة توبة لأهل الأرض فقال الله تبارك و تعالى‏ «إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ» قال: و كان ذلك تقدمة في آدم قبل أن يخلقه و احتجاجا منه عليهم، قال: فاغترف ربنا تبارك و تعالى غرفة بيمينه من الماء العذب الفرات- و كلتا يديه يمين- فصلصلها في كفه حتى جمدت فقال لها: منك أخلق النبيين و المرسلين و عبادي الصالحين و الأئمة المهتدين و الدعاة إلى الجنة و اتباعهم إلى يوم القيامة و لا أبالي و لا أسأل عما أفعل و هم يسألون ثم اغترف غرفة أخرى من الماء المالح الأجاج اه».

 

27
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 3] ص : 25

الجبارين و الفراعنة- و العتاة إخوان الشياطين و أئمة الكفر و الدعاة إلى النار، و أتباعهم إلى يوم القيامة و لا أبالي، و لا أسأل عما أفعل‏ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ‏، و أشترط في ذلك البداء فيهم- و لم يشترط في أصحاب اليمين البداء فيهم، ثم خلط الماءين في كفه جميعا فصلصلها «1»، ثم أكفأهما قدام عرشه و هم ثلة من طين، ثم أمر الملائكة الأربعة الشمال و الدبور و الصبا و الجنوب أن جولوها على هذه الثلة الطين‏ «2» فأبروها «3» و أنشئوها ثم جزوها و فصلوا و أجروا فيها الطبائع الأربعة: الريح، و البلغم، و المرة و الدم، قال: فجالت عليه الملائكة الشمال و الجنوب و الدبور و الصبا و أجروا فيها الطبائع- فالريح في الطبائع الأربعة من قبل الشمال و البلغم في الطبائع الأربعة في البدن‏

______________________________
(1)- الصلصال: الطين اليابس الذي لم يطبخ اذا نقر به صوت كما يصوت الفخار و الفخار ما طبخ من الطين.

(2)- و في نسختي البحار و التفسير «سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ‏ السلالة الطين» في الموضعين و هو الظاهر.

(3)- قال المجلسي (ره) قوله فأبروها يمكن أن يكون مهموزا من برأه الله أي خلقه و جاء غير المهموز أيضا بهذا المعنى فيكون مجازا أي اجعلوها مستعدة للخلق كما في قوله أنشئوها و يحتمل أن يكون من البري بمعنى النحت كناية عن التفريق أو من التأبير من قولهم أبر النخل أي أصلحه.

 

28
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 34] ص : 29

من ناحية الصبا، قال: و المرة في الطبائع الأربعة من ناحية الدبور قال و الدم في الطبائع الأربعة من ناحية الجنوب قال: فاستعلت النسمة و كمل البدن، قال فلزمها من ناحية الريح حب الحياة، و طول الأمل و الحرص، و لزمها من ناحية البلغم حب الطعام و الشراب و اللباس و اللين و الحلم و الرفق، و لزمها من ناحية المرة الغضب و السفه و الشيطنة و التجبر و التمرد و العجلة، و لزمها من ناحية الدم الشهوة للنساء- و اللذات و ركوب المحارم في الشهوات قال أبو علي الحسن بن محبوب و أخبرني عمر عن جابر أن أبا جعفر ع أخبره أنه قال وجدنا هذا الكلام- مكتوبا في كتاب من كتب علي بن أبي طالب‏ «1».

4- قال: قال هشام بن سالم قال أبو عبد الله ع‏ و ما علم الملائكة بقولهم «أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ» لو لا أنهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها و يسفك الدماء «2».

5- عن محمد بن مروان عن جعفر بن محمد ع قال‏ إني لأطوف بالبيت مع أبي ع إذ أقبل رجل طوال جعشم‏ «3» متعمم بعمامة- فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله، قال:

فرد عليه أبي، فقال أشياء أردت أن أسألك عنها- ما بقي أحد يعلمها إلا رجل أو رجلان، قال: فلما قضى أبي الطواف دخل الحجر فصلى ركعتين، ثم قال: هاهنا يا جعفر ثم أقبل على الرجل- فقال له أبي: كأنك غريب فقال: أجل فأخبرني عن هذا الطواف كيف كان و لم كان قال: إن الله لما قال للملائكة «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً- قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها» إلى آخر الآية كان ذلك من يعصي منهم، فاحتجب عنهم سبع سنين فلاذوا بالعرش يلوذون- يقولون: لبيك ذو المعارج لبيك، حتى تاب عليهم فلما أصاب آدم الذنب طاف‏

______________________________
(1)- قال المجلسي «ره» في المجلد الثالث ص 66 بعد نقل قطعة من صدر الخبر عن تفسير علي بن إبراهيم ما لفظه «العياشي عن جابر عن أبي جعفر (ع) مثله». فلعل الخبر بتمامه كان موجودا في نسخة المجلسي «ره» و الله أعلم.

(2)- البحار ج 5: 31. البرهان ج 1: 74.

(3)- الجعشم: الرجل الغليظ مع شدة.

 

29
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 34] ص : 29

بالبيت حتى قبل الله منه، قال: فقال: صدقت فتعجب أبي من قوله صدقت، قال: فأخبرني عن «ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ‏» قال: نون نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن، قال:

فأمر الله القلم فجرى بما هو كائن و ما يكون- فهو بين يديه موضوع ما شاء منه زاد فيه و ما شاء نقص منه، و ما شاء كان و ما لا يشأ لا يكون قال: صدقت، فتعجب أبي من قوله صدقت- قال: فأخبرني عن قوله: «فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ‏» ما هذا الحق المعلوم قال: هو الشي‏ء يخرجه الرجل من ماله ليس من الزكاة- فيكون للنائبة و الصلة، قال: صدقت قال: فتعجب أبي من قوله صدقت- قال: ثم قام الرجل فقال أبي: علي بالرجل- قال: فطلبته فلم أجده‏ «1».

6- عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ كنت مع أبي في الحجر فبينا هو قائم يصلي- إذ أتاه رجل فجلس إليه فلما انصرف سلم عليه- ثم قال: إني أسألك عن ثلاثة أشياء- لا يعلمها إلا أنت و رجل آخر، قال: ما هي قال: أخبرني أي شي‏ء كان سبب الطواف بهذا البيت فقال: إن الله تبارك و تعالى لما أمر الملائكة- أن يسجدوا لآدم ردت الملائكة- فقالت: «أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ- وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ‏» فغضب عليهم ثم سألوه التوبة- فأمروهم أن يطوفوا بالضراح و هو البيت المعمور، فمكثوا به يطوفون به سبع سنين- يستغفرون الله مما قالوا، ثم تاب عليهم من بعد ذلك و رضي عنهم، فكان هذا أصل الطواف، ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم و طهورا لهم، فقال:

صدقت ثم ذكر المسألتين نحو الحديث الأول- ثم قام الرجل‏ «2» فقلت: من هذا الرجل يا أبه فقال: يا بني هذا الخضر ع‏ «3».

47 علي بن الحسين‏ في قوله: «وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً- قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ» ردوا على الله فقالوا: أَ تَجْعَلُ‏

______________________________
(1)- البحار ج 21: 46. البرهان ج 1: 74.

(2)- و في نسخة البرهان «ثم قال الرجل: صدقت».

(3)- البحار ج 21: 46. البرهان ج 1: 74. الصافي ج 1: 73.

 

30
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 34] ص : 29

فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ و إنما قالوا ذلك بخلق مضى يعني الجان بن الجن «وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ‏» فمنوا على الله بعبادتهم إياه، فأعرض عنهم ثم‏ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثم قال للملائكة: «أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ» قالوا: لا عِلْمَ لَنا، قال: يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ‏ فأنبأهم- ثم قال لهم: اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا، و قالوا في سجودهم في أنفسهم: ما كنا نظن أن يخلق الله خلقا أكرم عليه منا- نحن خزان الله و جيرانه، و أقرب الخلق إليه فلما رفعوا رءوسهم- قال الله يعلم‏ ما تُبْدُونَ‏ من ردكم علي‏ وَ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ‏، ظنا أن لا يخلق الله خلقا أكرم عليه منا، فلما عرفت الملائكة أنها وقعت في خطيئة- لاذوا بالعرش و أنها كانت عصابة من الملائكة، و هم الذين كانوا حول العرش، لم يكن جميع الملائكة الذين قالوا- ما ظننا أن يخلق خلقا أكرم عليه منا- و هم الذين أمروا بالسجود، فلاذوا بالعرش و قالوا بأيديهم و أشار بإصبعه يديرها فهم يلوذون حول العرش إلى يوم القيامة، فلما أصاب آدم الخطيئة- جعل الله هذا البيت لمن أصاب من ولده خطيئة أتاه- فلاذ به من ولد آدم كما لاذوا أولئك بالعرش، فلما هبط آدم إلى الأرض طاف بالبيت، فلما كان عند المستجار دنا من البيت فرفع يديه إلى السماء- فقال: يا رب اغفر لي فنودي أني قد غفرت لك، قال: يا رب و لولدي قال: فنودي يا آدم من جاءني من ولدك- فباء بذنبه‏ «1» بهذا المكان غفرت له‏ «2».

8- عن عيسى بن حمزة قال‏ قال رجل لأبي عبد الله ع: جعلت فداك- إن الناس يزعمون أن الدنيا عمرها سبعة آلاف سنة- فقال: ليس كما يقولون- إن الله خلق لها خمسين ألف عام فتركها قاعا- قفراء خاوية «3» عشرة ألف عام، ثم بدا لله بدأ الخلق فيها، خلقا ليس من الجن و لا من الملائكة و لا من الإنس، و قدر لهم عشرة ألف عام، فلما قربت آجالهم أفسدوا فيها فدمر الله عليهم تدميرا- ثم تركها قاعا قفراء خاوية عشرة ألف عام، ثم خلق فيها الجن و قدر لهم عشرة ألف عام، فلما قربت آجالهم أفسدوا

______________________________
(1)- أي أقر و اعترف به.

(2)- البحار ج 21: 46. البرهان ج 1: 74.

(3)- القاع: المستوي من الأرض، و خاوية: أي خالية من الأهل.

 

31
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 34] ص : 29

فيها و سفكوا الدماء- و هو قول الملائكة «أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ» كما سفكت بنو الجان، فأهلكهم الله- ثم بدأ الله فخلق آدم و قدر له عشرة ألف عام، و قد مضى من ذلك سبعة آلف عام و مائتان- و أنتم في آخر الزمان‏ «1».

9- قال: قال زرارة دخلت على أبي جعفر ع فقال: أي شي‏ء عندك من أحاديث الشيعة فقلت: إن عندي منها شيئا كثيرا- قد هممت أن أوقد لها نارا ثم أحرقها- فقال وارها ننسى أنكرت منها فخطر على بال الآدميون‏ «2» فقال لي: ما كان علم الملائكة حيث قالوا «أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ» «3».

10- قال: و كان يقول أبو عبد الله ع‏ إذا حدث بهذا الحديث هو كسر على القدرية ثم قال أبو عبد الله ع إن آدم كان له في السماء خليل من الملائكة- فلما هبط آدم من السماء إلى الأرض- استوحش الملك و شكا إلى الله و سأله أن يأذن له- فيهبط عليه فأذن له فهبط عليه، فوجده قاعدا في قفرة من الأرض، فلما رآه آدم وضع يده على رأسه و صاح صيحة- قال أبو عبد الله ع: يروون أنه أسمع عامة الخلق، فقال له الملك: يا آدم ما أراك- إلا قد عصيت ربك و حملت على نفسك ما لا تطيق، أ تدري ما قال الله لنا فيك فرددنا عليه قال: لا- قال: «قال‏ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» قلنا «أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ» فهو خلقك أن تكون في الأرض يستقيم أن تكون في السماء فقال أبو عبد الله ع: و الله عزي بها آدم ثلاثا «4».

11- عن أبي العباس عن أبي عبد الله ع‏ سألته عن قول الله «وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها» ما ذا علمه قال: الأرضين و الجبال و الشعاب و الأودية، ثم نظر إلى بساط تحته فقال: و هذا البساط مما علمه‏ «5».

12- عن الفضل بن عباس عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها» ما هي قال: أسماء الأودية و النبات و الشجر و الجبال من‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 75.

(2)- كذا في نسخة الأصل و في نسخة البرهان هكذا «فقال وارها تنسى ما أنكرت منها فخطر على بالي الآدميون اه» و كتب في هامشها أي الأجل المنسوبة بآدم (ع).

(3)- البرهان ج 1: 75.

(4)- البحار ج 5: 57- 58 و 39. البرهان ج 1: 75.

(5)- الصافي ج 1: 74. البحار ج 5: 57- 58 و 39. البرهان ج 1: 75.

 

32
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 34] ص : 29

الأرض: «1».

13- عن داود بن سرحان العطار قال‏ كنت عند أبي عبد الله ع، فدعا بالخوان فتغدينا «2» ثم جاءوا بالطشت و الدست سنانه‏ «3» فقلت: جعلت فداك- قوله: «وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها» الطشت و الدست سنانه منه فقال: و الفجاج‏ «4» و الأودية و أهوى بيده كذا و كذا «5».

14- عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال‏ لما أن خلق الله آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له، فقالت الملائكة في أنفسها: ما كنا نظن أن الله خلق خلقا أكرم عليه منا، فنحن جيرانه و نحن أقرب خلقه إليه، فقال الله: «أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي‏ ... أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما ... تَكْتُمُونَ‏» فيما أبدوا من أمر بني الجان، و كتموا ما في أنفسهم فلاذت الملائكة الذين قالوا ما قالوا بالعرش‏ «6».

15- عن جميل بن دراج قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن إبليس أ كان من الملائكة أو كان يلي شيئا من أمر السماء فقال: لم يكن من الملائكة و كانت الملائكة ترى أنه منها، و كان الله يعلم أنه ليس منها، و لم يكن يلي شيئا من أمر السماء و لا كرامة، فأتيت الطيار «7» فأخبرته بما سمعت فأنكر- و قال: كيف لا يكون من الملائكة و الله يقول للملائكة «اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ‏» فدخل عليه الطيار فسأله و أنا عنده، فقال له: جعلت فداك قول الله جل و عز «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» في غير مكان في مخاطبة المؤمنين- أ يدخل في هذه المنافقون فقال: نعم يدخلون‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 75.

(2)- تغدى: أكل أول النهار.

(3)- كذا في النسخ و استظهر في هامش نسخة البحار أن الصحيح «ثم جاءوا بالطشت و الدست شويه» في الموضعين و عليه فالكلمة فارسية. و هو الإناء المعد لغسل اليد.

(4)- الفجاج جمع الفج: الطريق الواضح بين الجبلين. و في بعض النسخ «العجاج» و هو بمعنى و الغبار.

(5)- البحار ج 5: 39- 40. البرهان ج 1: 75.

(6)- البحار ج 5: 39- 40. البرهان ج 1: 75.

(7)- المشهور بهذا اللقب محمد بن عبد الله و قد يطلق على ابنه حمزة بن الطيار.

 

33
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 34] ص : 29

في هذه المنافقون و الضلال- و كل من أقر بالدعوة الظاهرة «1».

16- عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن إبليس أ كان من الملائكة أو هل كان يلي شيئا من أمر السماء- قال: لم يكن من الملائكة- و لم يكن يلي شيئا من أمر السماء و كانَ مِنَ الْجِنِ‏، و كان مع الملائكة و كانت الملائكة ترى أنه منها، و كان الله يعلم أنه ليس منها، فلما أمر بالسجود كان منه الذي كان‏ «2».

17- عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله ع‏ إن أول كفر كفر بالله حيث خلق الله آدم كفر إبليس حيث رد على الله أمره، و أول الحسد حيث حسد ابن آدم أخاه، و أول الحرص حرص آدم، نهي عن الشجرة فأكل منها فأخرجه حرصه من الجنة «3».

18- عن بدر بن خليل الأسدي عن رجل من أهل الشام قال‏ قال أمير المؤمنين ص، أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة لما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم سجدوا على ظهر الكوفة «4».

19- عن بكر بن موسى الواسطي قال‏ سألت أبا الحسن موسى ع عن الكفر و الشرك أيهما أقدم فقال: ما عهدي بك تخاصم الناس، قلت: أمرني هشام بن الحكم أن أسألك عن ذلك- فقال لي: الكفر أقدم و هو الجحود- قال لإبليس‏

______________________________
(1)- البحار ج 5: 40 و ج 14: 619. البرهان ج 1: 79 و قال المجلسي «ره» بعده: حاصله إن الله تعالى إنما أدخله في لفظ الملائكة لأنه كان مخلوطا بهم و كونه ظاهرا منهم و إنما وجه الخطاب في الأمر بالسجود إلى هؤلاء الحاضرين و كان من بينهم فشمله الأمر، أو المراد أنه خاطبهم بيا أيها الملائكة مثلا و كان إبليس أيضا مأمورا لكونه ظاهرا منهم و مظهرا لصفاتهم كما أن خطاب‏
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يشمل المنافقين لكونهم ظاهرا من المؤمنين و أما ظن الملائكة فيحتمل أن يكون المراد أنهم ظنوا أنه منهم في الطاعة و عدم العصيان لأنه يبعد أن لا يعلم الملائكة أنه ليس منهم مع أنهم رفعوه إلى السماء و أهلكوا قومه فيكون من قبيل قولهم (ع) سلمان منا أهل البيت على أنه يحتمل أن يكون الملائكة ظنوا أنه كان ملكا جعله الله حاكما على الجان و يحتمل أن يكون هذا الظن من بعض الملائكة الذين لم يكونوا بين جماعة منهم قتلوا الجان و رفعوا إبليس.

(2)- البحار ج 14: 619. البرهان ج 1: 79. الصافي ج 1: 71.

(3)- البحار ج 5: 40. و أخرج الأخير منهما الفيض (ره) في الصافي (ج 1: 78) أيضا.

(4)- البحار ج 5: 40. و أخرج الأخير منهما الفيض (ره) في الصافي (ج 1: 78) أيضا.

 

34
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 35 الى 37] ص : 35

أَبى‏ وَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ‏ «1».

20- عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ» يعني لا تأكلا منها «2».

21- عن عطاء عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي ع عن رسول الله ص قال‏ إنما كان لبث آدم و حواء في الجنة حتى خرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا- حتى أكلا من الشجرة- فأهبطهما الله إلى الأرض من يومهما ذلك، قال:

فحاج آدم ربه فقال يا رب أ رأيتك قبل أن تخلقني- كنت قدرت على هذا الذنب- و كل ما صرت و أنا صائر إليه، أو هذا شي‏ء فعلته أنا من قبل أن تقدره‏ «3» علي، غلبت علي شقوتي، فكان ذلك مني و فعلي لا منك و لا من فعلك- قال له: يا آدم أنا خلقتك- و علمتك أني أسكنك و زوجتك الجنة، و بنعمتي و ما جعلت فيك من قوتي- قويت بجوارحك على معصيتي، و لم تغب عن عيني، و لم يخل علمي من فعلك و لا مما أنت فاعله، قال آدم: يا رب الحجة لك علي يا رب- قال: فحين خلقتني و صورتني و نفخت في من روحي و أسجدت لك ملائكتي‏ «4» و نوهت باسمك في سماواتي، و ابتدأتك بكرامتي و أسكنتك جنتي، و لم أفعل ذلك إلا برضى مني عليك- ابتليتك بذلك من غير أن يكون عملت لي عملا- تستوجب به عندي ما فعلت بك، قال آدم: يا رب الخير منك و الشر مني، قال الله: يا آدم أنا الله الكريم خلقت الخير قبل الشر، و خلقت رحمتي قبل غضبي، و قدمت بكرامتي قبل هواني، و قدمت باحتجاجي قبل عذابي، يا آدم أ لم أنهك عن الشجرة- و أخبرك أن الشيطان عدو لك و لزوجتك و أحذركما قبل أن تصيرا إلى الجنة، و أعلمكما أنكما إن أكلتما من الشجرة- لكنتما ظالمين لأنفسكما عاصيين لي، يا آدم لا يجاورني في جنتي ظالم عاص بي قال: فقال: بلى يا رب الحجة لك علينا، ظلمنا أنفسنا و عصينا- و إلا تغفر لنا و ترحمنا نكن من الخاسرين، قال:

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 79. و لم نظفر على مظانه في البحار.

(2)- البحار ج 5: 51. البرهان ج 1: 84. الصافي ج 1: 79.

(3)- و في نسخة «لم تقدره».

(4)- الظاهر كما في نسخة البرهان «و نفخت في من روحك قال الله تعالى يا آدم أسجدت لك ملائكتي اه».

 

35
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 35 الى 37] ص : 35

فلما أقرا لربهما بذنبهما، و أن الحجة من الله لهما، تداركتهما رحمة الرحمن الرحيم، فتاب عليهما ربهما إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏.

قال الله: يا آدم اهبط أنت و زوجك إلى الأرض، فإذا أصلحتما أصلحتكما، و إن عملتما لي قويتكما، و إن تعرضتما لرضاي تسارعت إلى رضاكما، و إن خفتما مني آمنتكما من سخطي، قال فبكيا عند ذلك- و قالا: ربنا فأعنا على صلاح أنفسنا و على العمل بما يرضيك عنا، قال الله لهما: إذا عملتما سوءا- فتوبا إلي منه أتب عليكما و أنا الله التواب الرحيم، قال: فأهبطنا برحمتك إلى أحب البقاع إليك، قال: فأوحى الله إلى جبرئيل أن أهبطهما إلى البلدة المباركة مكة، فهبط بهما جبريل فألقى آدم على الصفا و ألقى حواء على المروة، قال: فلما ألقيا قاما على أرجلهما و رفعا رءوسهما إلى السماء- و ضجا بأصواتهما بالبكاء إلى الله- و خضعا بأعناقهما، قال: فهتف الله بهما ما يبكيكما بعد رضاي عنكما قال: فقالا: ربنا أبكتنا خطيئتنا- و هي أخرجتنا من جوار ربنا، و قد خفي عنا تقديس ملائكتك لك، ربنا و بدت لنا عوراتنا- و اضطرنا ذنبنا إلى حرث الدنيا و مطعمها و مشربها، و دخلتنا وحشة شديدة لتفريقك بيننا، قال:

فرحمهما الرحمن الرحيم عند ذلك، و أوحى إلى جبريل أنا الله الرحمن الرحيم- و أني قد رحمت آدم و حواء لما شكيا إلي- فاهبط عليهما بخيمة من خيام الجنة، و عزهما «1» عني بفراق الجنة، و اجمع بينهما في الخيمة- فإني قد رحمتهما لبكائهما و وحشتهما و وحدتهما، و انصب لهما الخيمة على الترعة «2» التي بين جبال مكة، قال و الترعة مكان البيت و قواعدها التي رفعتها الملائكة قبل ذلك- فهبط جبريل على آدم بالخيمة على مقدار أركان البيت‏ «3» و قواعده، فنصبها.

قال: و أنزل جبرئيل آدم من الصفا و أنزل حواء من المروة و جمع بينهما في الخيمة، قال: و كان عمود الخيمة قضيب ياقوت أحمر- فأضاء نوره و ضوؤه جبال مكة و ما حولها، قال: و كلما امتد ضوء العمود فجعله الله حرما- فهو مواضع الحرم اليوم‏

______________________________
(1)- من التعزية بمعنى التسلية.

(2)- سيأتي بيانه في آخر الحديث.

(3)- و في نسخة البرهان «على مكان أركان البيت».

 

36
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 35 الى 37] ص : 35

كل ناحية من حيث بلغ ضوء العمود، فجعله الله حرما لحرمة الخيمة و العمود، لأنهن من الجنة قال: و لذلك جعل الله الحسنات في الحرم مضاعفة- و السيئات فيه مضاعفة:

قال: و مدت أطناب الخيمة حولهما- فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام، قال: و كانت أوتادها من غصون الجنة و أطنابها من ظفائر الأرجوان‏ «1» قال: فأوحى الله إلى جبريل أهبط على الخيمة سبعين ألف ملك- يحرسونهما من مردة الجن و يؤنسون آدم و حواء و يطوفون حول الخيمة تعظيما للبيت و الخيمة، قال: فهبطت الملائكة فكانوا بحضرة الخيمة- يحرسونها من مردة الشياطين و العتاة، و يطوفون حول أركان البيت و الخيمة كل يوم و ليلة- كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، قال:

و أركان البيت الحرام في الأرض- حيال البيت المعمور الذي في السماء.

قال: ثم إن الله أوحى إلى جبرئيل بعد ذلك- أن اهبط إلى آدم و حواء فنحهما عن مواضع قواعد بيتي لأني أريد أن أهبط في ظلال من ملائكتي إلى أرضي‏ «2» فارفع أركان بيتي لملائكتي و لخلقي من ولد آدم قال فهبط جبرئيل على آدم و حواء فأخرجهما من الخيمة و نهاهما عن ترعة البيت الحرام و نحى الخيمة عن موضع الترعة- قال و وضع آدم على الصفا و وضع حواء على المروة و رفع الخيمة إلى السماء فقال آدم و حواء يا جبرئيل أ بسخط من الله حولتنا و فرقت بيننا- أم برضى تقديرا من الله علينا- فقال لهما: لم يكن ذلك سخطا من الله عليكما- و لكن الله‏ لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ‏، يا آدم إن السبعين ألف ملك الذين أنزلهم الله إلى الأرض ليؤنسوك- و يطوفون حول أركان البيت و الخيمة- سألوا الله أن يبني لهم مكان الخيمة بيتا على موضع الترعة المباركة- حيال البيت المعمور فيطوفون حوله- كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، فأوحى الله إلي أن أنحيك و حواء و أرفع الخيمة إلى السماء، فقال آدم: رضينا بتقدير الله و نافذ أمره فينا، فكان آدم على الصفا و حواء على المروة قال: فداخل آدم لفراق حواء وحشة شديدة و حزن- قال: فهبط من الصفا يريد المروة شوقا إلى حواء و ليسلم عليها و كان فيما بين الصفا و المروة واديا

______________________________
(1)- لعله تصحيف «ضفائر» بالضاد و سيأتي.

(2)- سيأتي معناه في آخر الحديث و أنه نظير قوله تعالى «إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام و الملئكة».

 

37
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 35 الى 37] ص : 35

و كان آدم يرى المروة من فوق الصفا، فلما انتهى إلى موضع الوادي غابت عنه المروة فسعى في الوادي حذرا لما لم ير المروة مخافة أن يكون قد ضل عن طريقه- فلما أن جاز الوادي و ارتفع عنه نظر إلى المروة فمشى حتى انتهى إلى المروة فصعد عليها- فسلم على حواء ثم أقبلا بوجههما نحو موضع الترعة- ينظران هل رفع قواعد البيت و يسألان الله أن يردهما إلى مكانهما حتى هبط من المروة، فرجع إلى الصفا فقام عليه و أقبل بوجهه- نحو موضع الترعة فدعى الله، ثم إنه اشتاق إلى حواء فهبط من الصفا يريد المروة ففعل مثل ما فعله في المرة الأولى، ثم رجع إلى الصفا ففعل عليه مثل ما فعل في المرة الأولى- ثم إنه هبط من الصفا إلى المروة ففعل مثل ما فعل في المرتين الأولتين ثم رجع إلى الصفا فقام عليه و دعا الله أن يجمع بينه و بين زوجته حواء قال: فكان ذهاب آدم من الصفا إلى المروة ثلاث مرات و رجوعه ثلاث مرات، فذلك ستة أشواط، فلما أن دعيا الله و بكيا إليه- و سألاه أن يجمع بينهما استجاب الله لهما من ساعتهما- من يومهما ذلك مع زوال الشمس، فأتاه جبرئيل و هو على الصفا واقف- يدعو الله مقبلا بوجهه نحو الترعة، فقال له جبرئيل: انزل يا آدم من الصفا فالحق بحواء، فنزل آدم من الصفا إلى المروة ففعل مثل ما فعل في الثلاث المرات حتى انتهى إلى المروة، فصعد عليها و أخبر حواء بما أخبره جبريل ففرحا بذلك فرحا شديدا و حمدا الله و شكراه- فلذلك جرت السنة بالسعي بين الصفا و المروة، و لذلك قال الله: «إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما».

قال ثم إن جبريل أتاهما فأنزلهما من المروة و أخبرهما أن الجبار تبارك و تعالى قد هبط إلى الأرض- فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا و حجر من المروة و حجر من طور سينا و حجر من جبل السلام، و هو ظهر الكوفة فأوحى الله إلى جبرئيل أن ابنه و أتمه، قال فاقتلع جبرئيل الأحجار الأربعة- بأمر الله من مواضعهن بجناحيه فوضعها حيث أمره الله في أركان البيت على قواعده- التي قدرها الجبار و نصب أعلامها- ثم أوحى الله إلى جبرئيل أن ابنه و أتممه بحجارة من أبي قبيس، و اجعل له بابين باب شرقي و باب غربي- قال: فأتمه جبرئيل فلما أن فرغ منه طافت الملائكة حوله- فلما

38
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 35 الى 37] ص : 35

نظر آدم و حواء إلى الملائكة- يطوفون حول البيت انطلقا فطافا بالبيت سبعة أشواط ثم خرجا يطلبان ما يأكلان- و ذلك من يومهما الذي هبط بهما فيه‏ «1».

22- عن جابر الجعفي عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال‏ إن الله اختار من الأرض جميعا مكة و اختار من مكة بكة، فأنزل في بكة سرادقا من نور محفوفا بالدر و الياقوت، ثم أنزل في وسط السرادق عمدا أربعة، و جعل بين العمد الأربعة لؤلؤة بيضاء- و كان طولها سبعة أذرع في ترابيع البيت، و جعل فيها نورا من نور السرادق بمنزلة القناديل- و كانت العمد أصلها في الثرى و الرءوس تحت العرش، و كان الربع الأول من زمرد أخضر، و الربع الثاني من ياقوت أحمر، و الربع الثالث من لؤلؤ أبيض، و الربع الرابع من نور ساطع، و كان البيت ينزل فيما بينهم مرتفعا من الأرض، و كان نور القناديل يبلغ إلى موضع الحرم و كان أكبر القناديل مقام إبراهيم، فكان القناديل ثلاثمائة و ستين قنديلا فالركن الأسود باب الرحمة إلى ركن الشامي فهو باب الإنابة و باب الركن الشامي باب التوسل، و باب الركن اليماني باب التوبة- و هو باب آل محمد ع و شيعتهم إلى الحجر فهذا البيت حجة الله في أرضه على خلقه، فلما هبط آدم إلى الأرض هبط على الصفا، و لذلك اشتق الله له اسما من اسم آدم لقول الله «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ‏» و نزلت حواء على‏

______________________________
(1)- البحار ج 5: 49- 50. البرهان ج 1: 84- 85. و قال المجلسي «ره» في بيانه: الترعة بالتاء المثناة من فوق و الراء المهملة: الدرجة و الروضة في مكان مرتفع و لعل المراد هنا الدرجة لكون قواعد البيت مرتفعة و في بعض النسخ بالنون و الزاي المعجمة أي المكان الخالي عن الأشجار و الجبال تشبيها بنزعة الرأس، و ظفائر الأرجوان في أكثر نسخ الحديث بالظاء، و لعله تصحيف الضاد قال الجزري: الضفر: النسج، و الضفائر الذوائب المضفورة. و الضفير: حبل مفتول من شعر انتهى. و الأرجوان صبغ أحمر شديد الحمرة و كأنه معرب أرغوان. و هبوطه تعالى كناية عن توجه أمره و اهتمامه بصدور ذلك الأمر كما قال تعالى‏
«هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ» و الظلال: ما أظلك من شي‏ء و هاهنا كناية عن كثرة الملائكة و اجتماعهم أي أهبط أمري مع جم غفير من الملائكة و اليوم المذكور في آخر الخبر لعل المراد به اليوم من أيام الآخرة كما مر و قد سقط فيما عندنا من نسخ العياشي من أول الخبر شي‏ء تركناه كما وجدنا.

 

39
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 35 الى 37] ص : 35

المروة فاشتق الله له اسما من اسم المرأة، و كان آدم نزل بمرآة من الجنة فلما لم يخلق آدم المرأة إلى جنب المقام‏ «1» و كان يركن إليه سأل ربه أن يهبط البيت إلى الأرض- فأهبط فصار على وجه الأرض، فكان آدم يركن إليه و كان ارتفاعها من الأرض سبعة أذرع، و كانت له أربعة أبواب، و كان عرضها خمسة و عشرين ذراعا- في خمسة و عشرين ذراعا ترابيعة- و كان السرادق مائتي ذراع في مائتي ذراع‏ «2».

23- عن جابر بن عبد الله عن النبي ص قال‏ كان إبليس أول من تغنى و أول من ناح- و أول من حدا قال لما أكل آدم من الشجرة تغنى، فلما أهبط حدا به فلما استقر على الأرض- ناح يذكره‏ «3» ما في الجنة «4».

24- عن جابر عن أبي جعفر ع قال: قال رسول الله ص‏ إن الله حين أهبط آدم إلى الأرض أمره أن يحرث بيده- فيأكل من كده بعد الجنة و نعيمها، فلبث يجأر «5» و يبكي على الجنة مائتي سنة، ثم إنه سجد لله سجدة فلم يرفع رأسه ثلاثة أيام و لياليها، ثم قال: أي رب أ لم تخلقني فقال الله: قد فعلت، فقال: أ لم تنفخ‏

______________________________
(1)- كذا في النسخ و في نسخة «حب المقام» و لا تخلو العبارة من التصحيف.

(2)- البحار ج 21: 15. البرهان ج 1: 85- 86.

(3)- و في نسخة البحار «ما ذكره».

(4)- البحار ج 5: 58 و ج 14: 615 و 619. البرهان ج 1: 86 و زاد بعده في نسخة البحار «فقال آدم: رب هذا الذي جعلت بيني و بينه العداوة لم أقو عليه و أنا في الجنة و إن لم تعني عليه لو أقو عليه، فقال الله: السيئة بالسيئة بعشر أمثالها إلى سبعمائة، قال: رب زدني، قال: لا يولد لك ولد إلا جعلت معه ملكا أو ملكين يحفظانه، قال: رب زدني، قال: التوبة مفروضة في الجسد ما دام فيها الروح، قال: رب زدني، قال: أغفر الذنوب و لا أبالي، قال: حسبي، قال: فقال إبليس: رب هذا الذي كرمت علي و فضلته و إن لم تفضل علي لم أقو عليه قال: لا يولد له ولد إلا ولد لك ولدان، قال: رب زدني قال:

تجري منه مجرى الدم في العروق، قال: رب زدني، قال: تتخذ أنت و ذريتك في صدورهم مساكن، قال: رب زدني، قال: تعدهم و تمنيهم‏ «وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً» «انتهى».

(5)- جأر: رفع صوته بالدعاء.

 

40
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 38] ص : 41

في من روحك قال: قد فعلت قال: أ لم تسكني جنتك قال: قد فعلت، قال: أ لم تسبق لي رحمتك غضبك قال الله: قد فعلت فهل صبرت أو شكرت قال آدم: لا إله إلا أنت سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم، فرحمه الله بذلك و تاب‏ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏ «1».

25- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ قال الكلمات التي تلقيهن آدم من ربه‏ فَتابَ عَلَيْهِ‏ و هدى- قال: «سبحانك اللهم و بحمدك إني عملت سوءا- و ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين- اللهم إنه لا إله إلا أنت سبحانك و بحمدك- إني عملت سوءا و ظلمت نفسي- فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم» «2».

26- و قال الحسن بن راشد إذا استيقظت من منامك- فقل الكلمات التي تلقى بها آدم من ربه «سبوح قدوس رب الملائكة و الروح- سبقت رحمتك غضبك لا إله إلا أنت- إني ظلمت نفسي فاغفر لي و ارحمني- إنك أنت التواب الرحيم الغفور» «3».

27- عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله تبارك و تعالى عرض على آدم في الميثاق ذريته. فمر به النبي ص و هو متكئ على علي ع و فاطمة ص تتلوهما و الحسن و الحسين ع يتلوان فاطمة، فقال الله: يا آدم إياك أن تنظر إليهم بحسد أهبطك من جواري، فلما أسكنه الله الجنة مثل له النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ص، فنظر إليهم بحسد ثم عرضت عليه الولاية- فأنكرها فرمته الجنة بأوراقها، فلما تاب إلى الله من حسده و أقر بالولاية- و دعا بحق الخمسة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع غفر الله له، و ذلك قوله «فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ‏» الآية «4».

28- عن محمد بن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن جده عن علي ع قال‏ الكلمات التي تلقيها آدَمُ مِنْ رَبِّهِ‏ قال: يا رب أسألك بحق محمد لما تبت علي، قال: و ما علمك بمحمد قال: رأيته في سرادقك الأعظم مكتوبا و أنا في الجنة «5».

29- عن جابر قال‏ سألت أبا جعفر ع عن تفسير هذه الآية في باطن‏

______________________________
(1)- البحار ج 5: 58 و 50- 51. البرهان ج 1: 87.

(2)- البحار ج 5: 58 و 50- 51. البرهان ج 1: 87.

(3)- البحار ج 5: 58 و 50- 51. البرهان ج 1: 87.

(4)- البحار ج 5: 58 و 50- 51. البرهان ج 1: 87.

(5)- البحار ج 5: 51. البرهان ج 1: 87.

 

41
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 42] ص : 42

القرآن «فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً- فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏» قال: تفسير الهدى علي ع قال الله فيه «فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏» «1».

30- عن سماعة بن مهران قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ‏» قال: أوفوا بولاية علي فرضا من الله أوف لكم الجنة «2».

31- عن جابر الجعفي قال‏ سألت أبا جعفر ع عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن «وَ آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ- وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ‏» يعني فلانا و صاحبه و من تبعهم و دان بدينهم، قال الله يعنيهم «وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ‏» يعني عليا ع‏ «3».

32- عن إسحاق بن عمار قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ» قال: هي الفطرة التي افترض الله على المؤمنين‏ «4».

33- عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن ع قال‏ سألته عن صدقة الفطر أ واجبة هي بمنزلة الزكاة فقال: هي مما قال الله: «أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ» هي واجبة «5».

34- عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع و ليس عنده غير ابنه جعفر بن محمد عن زكاة الفطرة- فقال: يؤدي الرجل عن نفسه و عياله و عن رقيقه الذكر منهم- و الأنثى و الصغير منهم و الكبير، صاعا من تمر عن كل إنسان أو نصف صاع من حنطة، و هي الزكاة التي فرضها الله على المؤمنين- مع الصلاة على الغني و الفقير منهم، و هم جل الناس و أصحاب الأموال أجل الناس، قال: قلت: و على الفقير

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 89.

(2)- البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 91. و أخرجهما المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة (ج 3: 540) عن هذا الكتاب أيضا.

(3)- البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 91. و أخرجهما المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة (ج 3: 540) عن هذا الكتاب أيضا.

(4)- البحار ج 20: 28. البرهان ج 1: 92. الصافي ج 1: 86. الوسائل (ج 2) أبواب الفطرة باب 1.

(5)- البحار ج 20: 28. البرهان ج 1: 92. الصافي ج 1: 86. الوسائل (ج 2) أبواب الفطرة باب 1.

 

42
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 44] ص : 43

الذي يتصدق عليهم قال: نعم يعطي ما يتصدق به عليه‏ «1».

35- عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال‏ نزلت الزكاة و ليس للناس الأموال- و إنما كانت الفطرة «2».

36- عن سالم بن مكرم الجمال عن أبي عبد الله ع قال‏ أعط الفطرة قبل الصلاة و هو قول الله «وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ» و الذي يأخذ الفطرة عليه أن يؤدي عن نفسه و عن عياله- و إن لم يعطها حتى ينصرف من صلاته فلا يعدله فطرة «3».

37- عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت قوله: «أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ‏» قال: فوضع يده على حلقه قال: كالذابح نفسه‏ «4».

38- و قال الحجال عن ابن إسحاق عمن ذكره‏ «وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ‏» أي تتركون‏ «5».

39- عن مسمع قال: قال أبو عبد الله ع‏ يا مسمع ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا- أن يتوضأ ثم يدخل مسجده و يركع ركعتين- فيدعو الله فيهما أ ما سمعت الله يقول: «وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ» «6».

40- عن عبد الله بن طلحة عن أبي عبد الله ع‏ [في قوله تعالى‏] «وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ» قال: الصبر هو الصوم‏ «7».

41- عن سليمان الفرا عن أبي الحسن ع‏ في قول الله «وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ» قال: الصبر الصوم- إذا نزلت بالرجل الشدة أو النازلة فليصم- قال: الله يقول:

______________________________
(1)- البحار ج 20: 28- 29. البرهان ج 1: 92. الوسائل (ج 2) أبواب الفطرة باب 1 و 6 و 12.

(2)- البحار ج 20: 28- 29. البرهان ج 1: 92. الوسائل (ج 2) أبواب الفطرة باب 1 و 6 و 12.

(3)- البحار ج 20: 28- 29. البرهان ج 1: 92. الوسائل (ج 2) أبواب الفطرة باب 1 و 6 و 12.

(4)- البرهان ج 1: 93- 94.

(5)- البرهان ج 1: 93- 94.

(6)- البرهان ج 1: 93- 94. البحار ج 18: 959. الصافي ج 1: 87.

(7)- البرهان ج 1: 94. البحار ج 20: 66 الوسائل (ج 2) أبواب الصوم المندوب باب 1.

 

43
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 46] ص : 44

 

اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ» الصبر الصوم‏ «1».

42- و عن أبي معمر عن علي ع‏ في قوله: «الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ‏» يقول: يوقنون أنهم مبعوثون و الظن منهم يقين‏ «2».

43- عن هارون بن محمد الحلبي قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «يا بَنِي إِسْرائِيلَ‏» قال: هم نحن خاصة «3».

44- عن محمد بن علي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قوله «يا بَنِي إِسْرائِيلَ‏» قال: هي خاصة بآل محمد ع‏ «4».

45- عن أبي داود عمن سمع رسول الله ص يقول‏ أنا عبد الله اسمي أحمد و أنا عبد الله‏ «5» اسمي إسرائيل فما أمره فقد أمرني و ما عناه فقد عناني‏ «6».

46- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ إِذْ واعَدْنا مُوسى‏ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» قال: كان في العلم و التقدير ثلاثين ليلة، ثم بدا لله فزاد عشرا فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ‏ للأول و الآخر أَرْبَعِينَ لَيْلَةً «7».

______________________________
(1)- البحار ج 20: 66. البرهان ج 1: 94 و زاد في نسخة البرهان بعده «إذا نزلت بالرجل الشدة أو النازلة فليصم فإن الله عز و جل يقول‏
«وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ» و الخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعني رسول الله و أمير المؤمنين (ع).

(2)- البرهان ج 1: 95. الصافي ج 1: 87.

(3)- البرهان ج 1: 95. البحار ج 7: 178.

(4)- البرهان ج 1: 95. البحار ج 7: 178.

(5)- كتب في هامش نسخة البحار أن الظاهر إسقاط لفظ الابن من الحديث كما يظهر من بيانه (قده).

(6)- البرهان ج 1: 95. البحار ج 7: 187 و نقله الفيض في هامش الصافي عن هذا الكتاب و قال المجلسي (ره): لعل المعنى أن المراد بقوله تعالى: «يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ» في الباطن آل محمد ع لأن إسرائيل معناه عبد الله و أنا ابن عبد الله و أنا عبد الله، لقوله سبحانه‏ «سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ» فكل خطاب حسن يتوجه إلى بني إسرائيل في الظاهر يتوجه إلي و إلى أهل بيتي في الباطن.

(7)- البرهان ج 1: 98. البحار ج 5: 277.

 

44
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 58] ص : 45

 

47- عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا ع‏ في قول الله «وَ قُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ‏» قال: فقال أبو جعفر ع نحن باب حطتكم‏ «1».

48- عن أبي إسحاق عمن ذكره‏ «وَ قُولُوا حِطَّةٌ» مغفرة حط عنا أي اغفر لنا «2».

49- عن زيد الشحام عن أبي جعفر ع قال‏ نزل جبرئيل بهذه الآية «فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم غير الذي قيل لهم- فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم- رجزا من السماء بما كانوا يفسقون» «3».

50- عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال‏ قال الله لقوم موسى «ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَ قُولُوا حِطَّةٌ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ‏» الآية «4».

51- عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع‏ أنه تلا هذه الآية «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ‏» فقال: و الله ما ضربوهم بأيديهم- و لا قتلوهم بأسيافهم و لكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها فقتلوا- فصار قتلا و اعتداء و معصية «5».

52- عن إسحاق بن عمار قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ» أ قوة في الأبدان أم قوة في القلوب قال فيهما جميعا «6».

53- عن عبيد الله الحلبي قال: قال‏ «اذْكُرُوا ما فِيهِ‏» و اذكروا ما في تركه من العقوبة «7».

54- عن محمد بن أبي حمزة عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع‏ عن قول الله «خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ» قال: السجود- و وضع اليدين على الركبتين في الصلاة و أنت راكع‏ «8».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 104. البحار ج 7: 26.

(2)- البرهان ج 1: 104. البحار ج 5: 277.

(3)- البرهان ج 1: 104. البحار ج 7: 136. الصافي ج 1: 96.

(4)- البرهان ج 1: 104.

(5)- البرهان ج 1: 104. البحار ج 1: 86.

(6)- البرهان ج 1: 104. البحار ج 5: 277. الصافي ج 1: 98. و نقل الخبر الأول الطبرسي «ره» في مجمع البيان ج 1: 128.

(7)- البرهان ج 1: 104. البحار ج 5: 277. الصافي ج 1: 98. و نقل الخبر الأول الطبرسي «ره» في مجمع البيان ج 1: 128.

(8)- البرهان ج 1: 104. البحار ج 5: 227.

 

45
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 66] ص : 46

55- عن عبد الصمد بن برار قال: سمعت أبا الحسن ع يقول‏ كانت القردة و هم اليهود الذين اعتدوا في السبت فمسخهم الله قرودا «1».

56- عن زرارة عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قوله: «فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَ ما خَلْفَها- وَ مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ‏» قال: لما معها ينظر إليها من أهل القرى و لما خلفها- قال: و نحن و لنا فيها موعظة «2».

57- عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول‏ إن رجلا من بني إسرائيل قتل قرابة له- ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل، ثم جاء يطلب بدمه- فقالوا لموسى: إن سبط آل فلان قتل فلانا فأخبرنا من قتله فقال: ايتوني ببقرة «قالُوا أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً- قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ‏» قال: و لو عمدوا إلى بقرة أجزأتهم- و لكن شددوا فشدد الله عليهم، «قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ- قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ‏» لا صغيرة و لا كبيرة و لو أنهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم- و لكن شددوا فشدد الله عليهم، «قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها- قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ- فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ‏» و لو أنهم عمدوا إلى بقرة لأجزأتهم- و لكن شددوا فشدد الله عليهم، «قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا- وَ إِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ- قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ- لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَ لا تَسْقِي الْحَرْثَ- مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ‏» فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل فقال:

لا أبيعها إلا بمل‏ء مسكها ذهبا، فجاءوا إلى موسى فقالوا له: قال: فاشتروها- قال:

فقال لرسول الله موسى ع بعض أصحابه: إن هذه البقرة لها نبأ فقال: و ما هو قال:

إن فتى من بني إسرائيل كان بارا بأبيه- و إنه اشترى بيعا- فجاء إلى أبيه و الأقاليد تحت رأسه، فكره أن يوقظه فترك ذلك فاستيقظ أبوه فأخبره- فقال له أحسنت فخذ هذه البقرة فهي لك عوض بما فاتك، قال: فقال رسول الله ص: انظروا إلى البر

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 105. البحار ج 5: 345.

(2)- البرهان ج 1: 105. البحار ج 5: 345.

 

46
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 79] ص : 47

ما بلغ بأهله‏ «1».

58- عن الحسن بن علي بن محبوب عن علي بن يقطين قال: سمعت أبا الحسن ع‏ «2» يقول‏ إن الله أمر بني إسرائيل‏ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً و إنما كانوا يحتاجون إلى ذنبها [فشددوا] فشدد الله عليهم‏ «3».

59- عن الفضل بن شاذان عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله ع أنه قال‏ من لبس نعلا صفراء لم يزل مسرورا حتى يبليها، كما قال الله «صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ‏» «4».

60- و قال‏ من لبس نعلا صفراء لم يبلها حتى يستفيد علما أو مالا «5».

61- عن يونس بن يعقوب‏ «6»، قال‏ قلت لأبي عبد الله ع إن أهل مكة يذبحون البقرة في اللبب- فما ترى في أكل لحومها قال فسكت هنيهة- ثم قال: قال الله «فَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفْعَلُونَ‏» لا تأكل إلا ما ذبح من مذبحه‏ «7».

62- عن محمد بن سالم [مسلم‏] عن أبي بصير قال: قال جعفر بن محمد خرج عبد الله بن عمرو بن العاص من عند عثمان فلقي أمير المؤمنين ص، فقال له: يا

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 111 البحار ج 5: 286 و أخرجه الطبرسي «ره» في كتاب مجمع البيان ج 1 (ط صيدا): 134 عن هذا الكتاب أيضاً.

(2)- و في نسخة البرهان «عن الحسن بن علي بن فضال قال سمعت أبا الحسن (ع) اه».

(3)- البرهان ج 1: 112. البحار ج 5: 287. الصافي ج 1: 103.

(4)- البرهان ج 1: 112. الوسائل (ج 1) أبواب أحكام الملابس باب 40.

(5)- البرهان ج 1: 112. الوسائل (ج 1) أبواب أحكام الملابس باب 40.

(6)- و في البرهان «يونس بن عبد الرحمن» بدل «يونس بن يعقوب» و الظاهر هو المختار.

(7)- البحار ج 14: 808. الوسائل (ج 3) أبواب الذبائح باب 5. البرهان ج 1: 112.

 

47
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 83] ص : 48

علي بيتنا الليلة في أمر نرجو أن يثبت الله هذه الأمة- فقال أمير المؤمنين لن يخفى علي ما بيتم فيه- حرفتم و غيرتم و بدلتم تسع مائة حرف، ثلاثمائة حرفتم و ثلاثمائة غيرتم و ثلاثمائة بدلتم «فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ- ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏» إلى آخر الآية و مِمَّا يَكْسِبُونَ‏ «1».

63- عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قوله «وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» قال: قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم، فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين المتفحش، السائل الملحف، و يحب الحيي الحليم الضعيف المتعفف‏ «2».

64- عن حريز عن برير قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: أطعم رجلا سائلا لا أعرفه مسلما قال: نعم أطعمه ما لم تعرفه بولاية و لا بعداوة- إن الله يقول:

«وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» و لا تطعم من ينصب لشي‏ء من الحق، أو دعا إلى شي‏ء من الباطل‏ «3».

65- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ اتقوا الله و لا تحملوا الناس على أكتافكم، إن الله يقول في كتابه: «وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» قال:

و عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم- و صلوا معهم في مساجدهم حتى النفس‏ «4» و حتى يكون المباينة «5».

66- عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد ع قال‏ إن الله بعث محمدا ص بخمسة أسياف- فسيف على أهل الذمة قال الله: «وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» نزلت في أهل الذمة ثم نسختها أخرى قوله «قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ‏» الآية «6».

67- عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ الكفر في كتاب الله على خمسة

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 119.

(2)- البرهان ج 1: 121. البحار ج 16: 45: الصافي ج 1: 109.

(3)- البرهان ج 1: 121.

(4)- و في البحار «حتى [ينقطع‏] النفس».

(5)- البحار ج 16: 45. البرهان ج 1: 121.

(6)- البحار ج 22: 106. البرهان ج 1: 121. الصافي ج 1: 109.

 

48
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 87] ص : 49

أوجه- فمنها كفر البراءة [و هو على قسمين‏] كفر النعم و الكفر بترك أمر الله- فالكفر بما نقول من أمر الله‏ «1» فهو كفر المعاصي- و ترك ما أمر الله عز و جل، و ذلك قوله: «وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ‏» إلى قوله «أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ‏» فكفرهم بتركهم ما أمر الله و نسبهم إلى الإيمان- و لم يقبله منهم و لم ينفعهم عنده، فقال: «فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ‏» الآية إلى قوله‏ عَمَّا تَعْمَلُونَ‏ «2».

68- عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ أما قوله «أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى‏ أَنْفُسُكُمُ‏» الآية- قال أبو جعفر: ذلك مثل موسى و الرسل من بعده- و عيسى ص ضرب لأمة محمد ص مثلا- فقال الله لهم «فإن جاءكم محمد بِما لا تَهْوى‏ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ‏ بموالاة علي‏ فَفَرِيقاً من آل محمد كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ‏» فذلك تفسيرها في الباطن‏ «3».

69- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا» فقال: كانت اليهود تجد في كتبها- أن مهاجر محمد ص ما بين عير «4» و أحد فخرجوا يطلبون الموضع فمروا بجبل يسمى حدادا فقالوا حداد و أحد سواء فتفرقوا عنده، فنزل بعضهم بفدك و بعضهم بخيبر و بعضهم بتيماء «5» فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم- فمر بهم أعرابي من قيس فتكاروا منه‏ «6» و قال لهم: أمر بكم ما بين عير و أحد فقالوا له: إذا مررت بهما فأرناهما- فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم: ذاك عير و هذا أحد، فنزلوا عن ظهر إبله- فقالوا له: قد أصبنا

______________________________
(1)- في العبارة تشويش و يحتمل السقط أيضا و رواه الكليني (ره) في أصول الكافي ج 4 ص 102.

(2)- البرهان ج 1 ص 124- 125. البحار ج 7: 155. الصافي ج 1: 114.

(3)- البرهان ج 1 ص 124- 125. البحار ج 7: 155. الصافي ج 1: 114.

(4)- عير: اسم جبل بالمدينة. و قيل أن بالمدينة جبلين يقال لأحدهما عير الوارد و الآخر عير الصادر.

(5)- تيماء: اسم أرض على عشر مراحل من مدينة النبي (ص).

(6)- من الكراء أي استأجروا.

 

49
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 90] ص : 49

بغيتنا «1» فلا حاجة لنا في إبلك، فاذهب حيث شئت- و كتبوا إلى إخوانهم الذين بفدك و خيبر: أنا قد أصبنا الموضع فهلموا إلينا فكتبوا إليهم: أنا قد استقرت بنا الدار- و اتخذنا الأموال و ما أقربنا منكم- و إذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم فاتخذوا بأرض المدينة الأموال- فلما كثرت أموالهم بلغ تبع‏ «2» فغزاهم فتحصنوا منه فحاصرهم، فكانوا يرقون لضعفاء أصحاب تبع، فيلقون إليهم بالليل التمر و الشعير، فبلغ ذلك تبع فرق لهم و آمنهم فنزلوا إليه- فقال لهم: إني قد استطبت بلادكم و لا أرى إلا مقيما فيكم، فقالوا له: إنه ليس ذلك لك إنها مهاجر نبي- و ليس ذلك لأحد حتى يكون ذلك، فقال لهم: فإني مخلف فيكم من أسرتي من إذا كان ذلك ساعده و نصره، فخلف فيهم حيين الأوس و الخزرج فلما كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود، فكانت اليهود تقول لهم: أما لو بعث محمد لنخرجنكم من ديارنا و أموالنا، فلما بعث الله محمدا ص آمنت به الأنصار و كفرت به اليهود، و هو قول الله «وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا» إلى «فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ‏» «3».

70- عن جابر قال‏ سألت أبا جعفر ع عن هذه الآية عن قول الله «فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ‏» قال تفسيرها في الباطن‏ فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا في علي‏ كَفَرُوا بِهِ‏ فقال الله [فيهم‏ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ‏ في باطن القرآن قال أبو جعفر] فيه يعني بني أمية هم الكافرون في باطن القرآن، قال أبو جعفر نزلت هذه الآية على رسول الله ص هكذا «بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله- في علي بغيا» و قال الله في علي «أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى‏ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ‏» يعني عليا قال الله «فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى‏ غَضَبٍ‏» يعني بني أمية «وَ لِلْكافِرِينَ‏» يعني بني أمية «عَذابٌ مُهِينٌ‏» «4».

______________________________
(1)- البغية بالضم: الحاجة.

(2)- تبع كسكر من ملوك حمير سمي تبعا لكثرة اتباعه و قال الطريحي: هو ذو القرنين الذي قال الله فيه‏ «أَ هُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ» اه.

(3)- البحار ج: 54. البرهان ج 1: 128. الصافي ج 1: 115. رواه الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان (ج 1: 158) عن العياشي مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ.

(4)- البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 128- 129. الصافي ج 1: 118.

50
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 91] ص : 51

71- و قال جابر: قال أبو جعفر نزلت هذه الآية على محمد ص هكذا و الله «و إذا قيل لم ما ذا أنزل ربكم في علي» يعني بني أمية «قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا» يعني في قلوبهم بما أنزل الله عليه «وَ يَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ‏» بما أنزل الله في علي «وَ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ‏» يعني عليا «1».

72- عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ قال الله في كتابه يحكي قول اليهود «إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ‏» الآية فقال: «فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ- إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‏» و إنما نزل هذا في قوم اليهود و كانوا على عهد محمد ص لم يقتلوا الأنبياء بأيديهم و لا كانوا في زمانهم، و إنما قتل أوائلهم الذين كانوا من قبلهم- فنزلوا بهم أولئك القتلة، فجعلهم الله منهم و أضاف إليهم- فعل أوائلهم بما تبعوهم و تولوهم‏ «2».

73- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ‏». قال لما ناجى موسى ع ربه أوحى الله إليه أن يا موسى قد فتنت قومك قال و بما ذا يا رب قال: بالسامري قال: و ما فعل السامري قال صاغ لهم من حليهم عجلا، قال: يا رب إن حليهم لتحتمل أن يصاغ منه غزال- أو تمثال أو عجل فكيف فتنتهم قال: إنه صاغ لهم عجلا فخار قال يا رب و من أخاره قال: أنا فقال عندها موسى:

«إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ» قال: فلما انتهى موسى إلى قومه و رآهم يعبدون العجل ألقى الألواح من يده فتكسرت- فقال أبو جعفر ع: كان ينبغي أن يكون ذلك عند إخبار الله إياه- قال: فعمد موسى فبرد العجل‏ «3» من أنفه إلى طرف ذنبه- ثم أحرقه بالنار، فذره في أليم- قال: فكان أحدهم ليقع في الماء و ما به إليه من حاجة، فيتعرض بذلك للرماد فيشربه، و هو قول الله: «وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ‏» «4».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 129. البحار ج 9: 101.

(2)- البرهان ج 1: 130. الصافي ج 1: 119.

(3)- البرد: القطع بالمبرد و هو السوهان.

(4)- البحار ج 5: 277. البرهان ج 1: 130. الصافي ج 1: 119.

51
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 102] ص : 52

74- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ لما هلك سليمان وضع إبليس السحر، ثم كتبه في كتاب فطواه و كتب على ظهره: هذا ما وضع آصف بن برخيا من ملك سليمان بن داود ع من ذخائر كنوز العلم، من أراد كذا و كذا فليقل كذا و كذا- ثم دفنه تحت السرير ثم استشاره لهم‏ «1» فقال الكافرون: ما كان يغلبنا سليمان إلا بهذا، و قال المؤمنون: و هو عبد الله و نبيه‏ «2» فقال الله في كتابه: «وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى‏ مُلْكِ سُلَيْمانَ‏» أي السحر «3».

75- عن محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر ع و سأله عطا و نحن بمكة عن هاروت و ماروت فقال أبو جعفر ع‏ إن الملائكة كانوا ينزلون من السماء إلى الأرض- في كل يوم و ليلة- يحفظون أعمال أهل أوساط الأرض من ولد آدم و الجن فيكتبون أعمالهم و يعرجون بها إلى السماء، قال فضج أهل السماء من معاصي أهل أوساط الأرض- فتؤامروا بينهم مما يسمعون- و يرون من افترائهم الكذب على الله و جرأتهم عليه- و نزهوا الله فيما يقول فيه خلقه و يصفون- قال: فقالت طائفة من الملائكة: يا ربنا ما تغضب مما يعمل خلقك في أرضك- مما يفترون عليك الكذب و يقولون الزور- و يرتكبون المعاصي و قد نهيتهم عنها- ثم أنت تحلم عنهم و هم في قبضتك و قدرتك- و خلال عافيتك قال أبو جعفر ع: و أحب الله أن يرى الملائكة قدرته و نافذ أمره في جميع خلقه و يعرف الملائكة- ما من به عليهم مما عدله عنهم من جميع خلقهم- و ما طبعهم عليهم من الطاعة و عصمهم به من الذنوب، قال: فأوحى الله إلى الملائكة أن اندبوا منكم‏ «4» ملكين حتى أهبطهما إلى الأرض- ثم أجعل فيهما من طبائع المطعم و المشرب- و الشهوة و الحرص و الأمل مثل ما جعلت في ولد آدم- ثم أختبرهما في الطاعة لي، قال: فندبوا لذلك هاروت و ماروت و كانوا من أشد الملائكة قولا في العيب لولد آدم،

______________________________
(1)- أي أظهره لهم.

(2)- و في المنقول عن تفسير القمي (ره) «بل هو عبد الله و نبيه».

(3)- البحار ج 5: 336. الصافي ج 1: 125. البرهان ج 1: 138.

(4)- ندبه إلى الأمر و للأمر: دعاه و حثه عليه و في بعض النسخ «انتدبوا» و هو بمعناه و استظهره المجلسي «ره» في البحار.

 

52
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 102] ص : 52

قال: ثم أوحى الله إليهما انظرا ألا تشركا بي شيئا- و لا تقتلان النفس التي حرمت، و لا تزنيان و لا تشربان الخمر، قال: ثم كشط «1» عن السماوات السبع ليريهما قدرته ثم أهبطهما إلى الأرض في صورة البشر و لباسهم، فهبطا برحتة بابل مهروز «2» فرفع لهما بناء مشرف فأقبلا نحوه- فإذا بحضرته امرأة جميلة حسناء- مزينة معطرة مسفرة مقبلة نحوهما، فلما نظرا إليها و ناطقاها و تأملاها- وقعت في قلوبهما موقعا شديدا لموضع الشهوة التي جعلت فيهما، ثم إنهما ائتمرا بينهما و ذكرا ما نهيا عنه من الزنا فمضيا- ثم حركتهما الشهوة التي جعلت فيهما- فرجعا إليها رجوع فتنة و خذلان، فراوداها عن نفسها- فقالت لهما: إن لي دينا أدين به و لست أقدر في ديني- الذي أدين له على أن أجيبكما إلى ما تريدان- إلا أن تدخلان في ديني الذي أدين به، فقالا لها: و ما دينك فقالت: لي إله من عبده و سجد له- كان لي السبيل إلى أن أجيبه إلى كل ما سألني- فقالا لها: و ما إلهك قالت: إلهي هذا الصنم، قال: فنظر أحدهما إلى صاحبه- فقالا هاتان الخصلتان مما نهينا عنهما الشرك و الزنا، لأنا إن سجدنا لهذا الصنم و عبدناه أشركنا بالله، و إنما نشرك بالله لنصل إلى الزنا، و هو ذا نحن نطلب الزنا فليس نعطاه إلا بالشرك، قال: فأتمرا فيها فغلبتهما الشهوة التي جعلت فيهما، فقالا لها:

نجيبك إلى ما سألت، قالت: فدونكما فاشربا هذا الخمر- فإنه قربان لكما عنده، و به تصلان إلى ما تريدان، فقال فأتمرا بينهما- فقالا: هذه ثلاث خصال مما قد نهانا ربنا عنه: الشرك و الزنا، و شرب الخمر، و إنما ندخل في شرب الخمر حتى نصل إلى الزنا فأتمرا بينهما ثم قالا لها: ما أعظم البلية بك قد أجبناك إلا ما سألت، قالت: فدونكما فاشربا من هذا الخمر- و اعبدا الصنم و اسجدا، قال: فشربا الخمر و سجدا له، ثم راوداها عن نفسها فلما تهيأت لهما و تهيئا لها- دخل عليهما سائل يسأل- فلما أن رأياه ذعرا منه، فقال لهما: إنكما لمريبين ذعرين- قد خلوتما بهذه المرأة العطرة الحسناء- إنكما لرجلا سوء و خرج عنهما، فقالت لهما: لا و إلهي ما أصل إلى أن‏

______________________________
(1)- كشط الغطاء عن الشي‏ء: نزعه و كشف عنه.

(2)- كذا في نسخة الأصل، و في نسختي البحار و الصافي «فهبطا في ناحية بابل فرفع لهما اه» و هو الظاهر.

 

53
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 102] ص : 52

تقرباني- و قد اطلع‏ «1» هذا الرجل على حالكما- و عرف مكانكما خرج الآن فيخبر بخبركما، و لكن بادرا إلى هذا الرجل- فاقتلاه قبل أن يفضحكما و يفضحني، ثم دونكما فاقضيا حاجتكما و أنتما مطمئنان آمنان، قال: فقاما إلى الرجل فأدركاه فقتلاه- ثم رجعا إليها فلم يرياها و بدت لهما سوآتهما، و نزع عنهما رياشهما، و أسقطا في أيديهما، قال: فأوحى الله إليهما- أنما أهبطتكما إلى الأرض مع خلقي ساعة من نهار- فعصيتماني بأربع معاصي كلها قد نهيتكما عنها، و تقدمت إليكما فيها فلم تراقباني و لم تستحيا مني- و قد كنتما أشد من ينقم على أهل الأرض من المعاصي- و سجر أسفي و غضبي عليهم- لما جعلت فيكم من طبع خلقي و عصمتي إياكم من المعاصي- فكيف رأيتما موضع خذلاني فيكما، اختارا عذاب الدنيا أم عذاب الآخرة- فقال أحدهما: نتمتع من شهواتنا في الدنيا- إذ صرنا إليها إلى أن نصير إلى عذاب الآخرة، و قال الآخر: إن عذاب الدنيا له مدة و انقطاع، و عذاب الآخرة دائم لا انقطاع له، فلسنا نختار عذاب الآخرة الدائم الشديد- على عذاب الدنيا الفاني المنقطع، قال: فاختارا عذاب الدنيا، فكانا يعلمان السحر بأرض بابل، ثم لما علما الناس [السحر] رفعا من الأرض إلى الهواء- فهما معذبان منكسان معلقان في الهواء إلى يوم القيامة «2».

76- عن زرارة عن أبي الطفيل قال‏ كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا و هو على المنبر- و ناداه ابن الكواء و هو في مؤخر المسجد- فقال: يا أمير المؤمنين ما الهدى فقال: لعنك الله و لم تسمعه، ما الهدى تريد و لكن العمى تريد، ثم قال له:

ادن فدنا منه، فسأله عن أشياء فأخبره، فقال: أخبرني عن هذه الكوكبة الحمراء يعني الزهرة قال: إن الله أطلع ملائكته على خلقه- و هم على معصيته من معاصيه، فقال الملكان هاروت و ماروت: هؤلاء الذين خلقت أباهم بيدك، و أسجدت له ملائكتك يعصونك قال: فلعلكم لو ابتليتم بمثل الذي ابتليتهم‏ «3» به- عصيتموني كما عصوني قالا: لا

______________________________
(1)- و في نسختي البحار و الصافي «لا تصلان الآن إلي و قد اطلع» و هو الظاهر.

(2)- البحار ج 14: 262. الصافي ج 1: 127. و نقله الطبرسي «ره» في كتاب مجمع البيان ج 1: 175 (ط صيدا) عن هذا الكتاب.

(3)- في نسخة البحار «إذا ابتليتم بمثل الذي ابتلوهم».

 

54
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 106] ص : 55

و عزتك- قال: فابتلاهم بمثل الذي ابتلى به بني آدم من الشهوة- ثم أمرهم أن لا يشركوا به شيئا و لا يقتلوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ‏، و لا يزنوا و لا يشربوا الخمر، ثم أهبطهما إلى الأرض فكانا يقضيان بين الناس- هذا في ناحية و هذا في ناحية، فكانا بذلك حتى أتت إحداهما هذه الكوكبة تخاصم إليه، و كانت من أجمل الناس فأعجبته فقال لها الحق لك- و لا أقضي لك حتى تمكنيني من نفسك- فواعدت يوما ثم أتت الآخر- فلما خاصمت إليه وقعت في نفسه- و أعجبته كما أعجبت الآخر، فقال لها مثل مقالة صاحبه، فواعدته الساعة التي وعدت صاحبه- فاتفقا جميعا عندها في تلك الساعة، فاستحى كل واحد من صاحبه حيث رآه و طأطأ رءوسها و نكسا، ثم نزع الحياء منهما، فقال أحدهما لصاحبه: يا هذا جاءني الذي جاء بك، قال: ثم أعلماها و راوداها عن نفسها- فأبت عليهما حتى يسجدا لوثنها و يشربا من شرابها، و أبيا عليها و سألاها فأبت إلا أن يشربا من شرابها فلما شربا صليا لوثنها و دخل مسكين فرآهما، فقالت لهما: يخرج هذا فيخبر عنكما فقاما إليه فقتلاه، ثم راوداها عن نفسها- فأبت حتى يخبراها بما يصعدان به إلى السماء- و كانا يقضيان بالنهار، فإذا كان الليل صعدا إلى السماء- فأبيا عليها و أبت أن تفعل فأخبراها، فقالت ذلك لتجرب مقالتهما و صعدت، فرفعا أبصارهما إليها- فرأيا أهل السماء مشرفين عليهما- ينظرون إليهما و تناهت إلى السماء، فمسخت فهي الكوكبة التي ترى‏ «1».

77- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها- نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها» قال: الناسخ ما حول و ما ينسيها: مثل الغيب الذي لم يكن بعد كقوله «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏» قال: فيفعل الله ما يشاء و يحول ما يشاء- مثل قوم يونس إذا بدا له فرحمهم، و مثل قوله «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ‏» قال أدركتهم رحمته‏ «2».

______________________________
(1)- البحار ج 14: 236. الصافي ج 1: 129 و للفيض «ره» في الخبرين كلام لطيف فراجع.

(2)- البحار ج 2: 138. البرهان ج 1: 140.

55
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 114] ص : 56

78- عن عمر بن يزيد قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها» فقال: كذبوا ما هكذا هي إذا كان ينسى و ينسخها أو يأت‏ «1» بمثلها لم ينسخها قلت: هكذا- قال الله قال ليس هكذا قال تبارك و تعالى، قلت:

فكيف قال قال ليس فيها ألف و لا واو- قال: «ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها» يقول: ما نميت من إمام أو ننسه ذكره- نأت بخير منه من صلبه مثله‏ «2».

79- عن محمد بن يحيى‏ في قوله «ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ‏» يعني الإيمان لا يقبلونه إلا و السيف على رءوسهم‏ «3».

80- عن حريز قال: قال أبو جعفر ع‏ أنزل الله هذه الآية في التطوع خاصة «فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ‏» و صلى رسول الله ص إيماء على راحلته- أينما توجهت به حيث خرج إلى خيبر، و حين رجع من مكة و جعل الكعبة خلف ظهره‏ «4».

81- قال زرارة قلت لأبي عبد الله ع: الصلاة في السفر في السفينة و المحمل سواء- قال: النافلة كلها سواء تومئ إيماءً أينما توجهت دابتك و سفينتك، و الفريضة تنزل لها من المحمل إلى الأرض إلا من خوف، فإن خفت أومأت، و أما السفينة فصل فيها قائما و توخ القبلة «5» بجهدك، فإن نوحا ع قد صلى الفريضة فيها قائما- متوجها إلى القبلة و هي مطبقة عليهم، قال: قلت: و ما كان علمه بالقبلة- فيتوجهها و هي مطبقة عليهم قال: كان جبرئيل ع يقومه نحوها، قال: قلت فأتوجه نحوها في كل تكبيرة قال: أما

______________________________
(1)- و في نسخة البحار «إذا كان ينسى و ينسخها و يأتي».

(2)- البحار ج 2: 138. البرهان ج 1: 140 و قال المجلسي «ره»: لعل الخيرية باعتبار أن الإمام المتأخر أصلح لأهل عصره من المتقدم و إن كانا متساويين في الكمال كما يدل عليه قوله: مثله.

(3)- الصافي ج 1: 135.

(4)- البحار ج 18: 153. الوسائل ج 1 أبواب القبلة باب 15 البرهان ج 1:

146. الصافي ج 1: 135.

(5)- و في البرهان: و توجه إلى القبلة. و وخى الشي‏ء: قصده.

 

56
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 121] ص : 57

في النافلة فلا، إنما يكبر في النافلة على غير القبلة أكثر- ثم قال: كل ذلك قبلة للمتنفل إنه قال: «فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ» «1».

82- عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن رجل يقرأ السجدة و هو على ظهر دابته، قال يسجد حيث توجهت به- فإن رسول الله ص كان يصلي على ناقته النافلة- و هو مستقبل المدينة، يقول الله «فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ- إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ‏» «2».

83- عن أبي ولاد قال‏ سألت أبا عبد الله عن قوله «الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ‏» قال: فقال هم الأئمة «3».

84- عن منصور عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ‏» فقال: الوقوف عند ذكر الجنة و النار «4».

85- عن يعقوب الأحمر عن أبي عبد الله ع قال‏ العدل الفريضة «5».

86- عن إبراهيم بن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال‏ العدل في قول أبي جعفر ع الفداء «6».

87- قال: و رواه أسباط الزطي قال‏ قلت لأبي عبد الله ع قول الله «لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا» قال: الصرف النافلة و العدل الفريضة «7».

88- رواه بأسانيد عن صفوان الجمال قال‏ كنا بمكة فجرى الحديث في قول الله «وَ إِذِ ابْتَلى‏ إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ‏» قال: أتمهن بمحمد و علي و الأئمة من ولد علي ص، في قول الله «ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏»

______________________________
(1)- البحار ج 18: 153. البرهان ج 1: 146- 147. الصافي ج 1: 135- 137.

(2)- الوسائل ج 1: أبواب القبلة باب 13. البحار ج 18: 153. البرهان ج 1: 146- 147. الصافي ج 1: 135- 137.

(3)- إثبات الهداة ج 3: 44. البحار ج 18: 153. البرهان ج 1: 146- 147. الصافي ج 1: 135- 137.

(4)- البرهان ج 1: 147. الصافي ج 1: 137- 138 البحار ج 19: 54.

(5)- البرهان ج 1: 147. الصافي ج 1: 137- 138. البحار ج 3: 307.

(6)- البرهان ج 1: 147. الصافي ج 1: 137- 138. البحار ج 3: 307.

(7)- البرهان ج 1: 147. البحار ج 3: 307.

 

57
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 125] ص : 58

ثم قال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ: «وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» قال: يا رب و يكون من ذريتي ظالم قال: نعم فلان و فلان و فلان و من اتبعهم، قال: يا رب فعجل لمحمد و علي ما وعدتني فيهما، و عجل نصرك لهما و إليه أشار بقوله «وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ- وَ لَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا- وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ‏» فالملة الإمامة فلما أسكن ذريته بمكة قال: «رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ- غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ‏» إلى قوله «مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ‏» فاستثنى من آمن خوفا أن يقول له لا- كما قال له في الدعوة الأولى «وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‏» فلما قال الله: «وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا- ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى‏ عَذابِ النَّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ» قال: يا رب و من الذين متعتهم قال:

الذين كفروا بآياتي فلان و فلان و فلان‏ «1».

89- عن حريز عمن ذكره عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‏» أي لا يكون إماما ظالما «2».

90- عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً» قال: فقال: لو علم الله أن اسما أفضل منه لسمانا به‏ «3».

91- عن محمد بن الفضيل [عن أبي الصباح‏] قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن رجل نسي أن يصلي الركعتين- عند مقام إبراهيم ع في الطواف في الحج و العمرة فقال: إن كان بالبلد صلى ركعتين عند مقام إبراهيم، فإن الله يقول «وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى‏» و إن كان ارتحل و سار فلا آمره أن يرجع‏ «4».

92- عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن رجل- طاف بالبيت‏

______________________________
(1)- البحار ج 7: 230. البرهان ج 1: 150. الصافي ج 1: 138. و نقل المحدث الحر العاملي «ره» صدر الخبر الأول في كتاب إثبات الهداة ج 3: 44.

(2)- البحار ج 7: 230. البرهان ج 1: 150. الصافي ج 1: 138. و نقل المحدث الحر العاملي «ره» صدر الخبر الأول في كتاب إثبات الهداة ج 3: 44.

(3)- البرهان ج 1: 150.

(4)- البحار ج 21: 48. البرهان ج 1: 152.

 

58
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 126] ص : 59

طواف الفريضة في حج كان أو عمرة- و جهل أن يصلي ركعتين عند مقام إبراهيم ع قال: يصليها و لو بعد أيام لأن الله يقول «وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى‏» «1».

93- عن المنذر الثوري عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن الحجر فقال:

نزلت ثلاثة أحجار من الجنة: الحجر الأسود استودعه إبراهيم، و مقام إبراهيم و حجر بني إسرائيل قال أبو جعفر: إن الله استودع إبراهيم الحجر الأبيض و كان أشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بني آدم‏ «2».

94- عن جابر الجعفي قال: قال محمد بن علي‏ يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على الله- يزعمون أن الله تبارك و تعالى حيث صعد إلى السماء- وضع قدمه على صخرة بيت المقدس، و لقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر- فأمرنا الله تبارك و تعالى أن نتخذها مصلى، يا جابر إن الله تبارك و تعالى لا نظير له و لا شبيه، تعالى عن صفة الواصفين و جل عن أوهام المتوهمين، و أحجب عن عين الناظرين لا يزول مع الزائلين- و لا يأفل مع الآفلين‏ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏ «3».

95- عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته أ تغتسل النساء إذا أتين البيت قال: نعم إن الله يقول: «طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ» ينبغي للعبد أن لا يدخل إلا و هو طاهر، قد غسل عنه العرق و الأذى و تطهر «4».

96- عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل عن علي بن الحسين‏ قول إبراهيم «رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً- وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ‏» إيانا عنى بذلك و أولياءه و شيعة وصيه، «قالَ وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى‏ عَذابِ النَّارِ» قال: عنى بذلك من جحد وصيه و لم يتبعه من أمته- و كذلك و الله حال هذه‏

______________________________
(1)- البحار ج 21: 48. البرهان ج 1: 152. الوسائل ج 2 أبواب الطواف باب 73.

(2)- البرهان ج 1: 152. البحار ج 21: 52.

(3)- البحار ج 2: 91. البرهان ج 1: 155. الصافي ج 1: 139.

(4)- البرهان ج 1: 1 135. الصافي ج 1: 39 البحار: ج 21: 43.

 

59
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 127 الى 128] ص : 60

الأمة «1».

97- عن أحمد بن محمد عنه قال‏ إن إبراهيم لما أن دعا ربه أن يرزق أهله من الثمرات قطع قطعة من الأردن فأقبلت حتى طافت بالبيت سبعا- ثم أقرها الله في موضعها- و إنما سميت الطائف بالطواف بالبيت‏ «2».

98- عن أبي سلمة عن أبي عبد الله ع‏ أن الله أنزل الحجر الأسود من الجنة لآدم و كان البيت درة بيضاء فرفعه الله إلى السماء- و بقي أساسه فهو حيال هذا البيت و قال:

يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبدا- فأمر الله إبراهيم و إسماعيل أن يبنيا البيت على القواعد «3».

99- قال الحلبي‏ سئل أبو عبد الله ع عن البيت أ كان يحج قبل أن يبعث النبي ص قال: نعم- و تصديقه في القرآن قول شعيب قال لموسى حيث تزوج «عَلى‏ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ‏» و لم يقل ثماني سنين، و إن آدم و نوحا حجا و سليمان بن داود قد حج البيت بالجن و الإنس و الطير و الريح- و حج موسى على جمل أحمر يقول لبيك لبيك، و إنه كما قال الله: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ‏» و قال: «وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ‏» و قال «أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ- وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ» و إن الله أنزل الحجر لآدم و كان البيت‏ «4».

100- عن أبي الورقاء قال‏ قلت لعلي بن أبي طالب ع: أول شي‏ء نزل من السماء ما هو قال: أول شي‏ء نزل من السماء إلى الأرض- فهو البيت الذي بمكة، أنزله الله ياقوتة حمراء- ففسق قوم نوح في الأرض فرفعه حيث يقول: «وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ‏» «5».

101 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له: أخبرني عن‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 155- الصافي ج 1: 139- 140 البحار ج 21: 19.

(2)- البرهان ج 1: 155- الصافي ج 1: 139- 140 البحار ج 21: 18.

(3)- البرهان ج 1: 155- الصافي ج 1: 139- 140 البحار ج 21: 15.

(4)- البحار ج 21: 15. البرهان ج 1: 155.

(5)- البحار ج 21: 15. البرهان ج 1: 155.

 

60
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 133] ص : 61

أمة محمد ص من هم قال: أمة محمد بنو هاشم خاصة، قلت: فما الحجة في أمة محمد أنهم أهل بيته الذين ذكرت دون غيرهم قال: قول الله «وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ- مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ- رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ- وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ- وَ أَرِنا مَناسِكَنا وَ تُبْ عَلَيْنا- إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏» فلما أجاب الله إبراهيم و إسماعيل و جعل من ذريتهما أمة مسلمة- و بعث فيها رسولا منها يعني من تلك الأمة، يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ ردف إبراهيم دعوته الأولى بدعوة الأخرى- فسأل لهم تطهيرا من الشرك- و من عبادة الأصنام ليصح أمره فيهم و لا يتبعوا غيرهم، فقال «وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ- رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَ مَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏» فهذه دلالة على أنه لا تكون الأئمة و الأمة المسلمة التي- بعث فيها محمد ص إلا من ذرية إبراهيم لقوله‏ وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ‏ «1».

102 عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن تفسير هذه الآية من قول الله «إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي- قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ إِلهاً واحِداً» قال جرت في القائم ع‏ «2».

103 عن الوليد عن أبي عبد الله قال‏ إن الحنيفة هي الإسلام‏ «3».

104 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ ما أبقت الحنيفة شيئا حتى أن منها قص الشارب و قلم الأظفار و الختان‏ «4».

105 عن الفضل بن صالح عن بعض أصحابه‏ في قوله «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا- وَ ما أُنْزِلَ إِلى‏ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ» أما قوله‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 155- 156. البحار ج 7: 122. الصافي ج 1: 141.

(2)- البرهان ج 1: 155- 156. إثبات الهداة ج 7: 93 الصافي ج 1: 142.

(3)- البحار ج 2: 88. البرهان ج 1: 156.

(4)- الوسائل (ج 3) أبواب أحكام الأولاد باب 49. البرهان ج 1: 156.

 

61
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 138] ص : 62

«قُولُوا» فهم آل محمد ص، و قوله «فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا» سائر الناس‏ «1».

106 عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر قال‏ قلت له كان ولد يعقوب أنبياء قال: لا و لكنهم كانوا أسباط أولاد الأنبياء- و لم يكونوا يفارقوا الدنيا إلا سعداء- تابوا و تذكروا ما صنعوا «2».

107 عن سلام عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا» قال: إنما عنى بذلك عليا و الحسن و الحسين و فاطمة، و جرت بعدهم في الأئمة قال: ثم يرجع القول من الله في الناس- فقال: «فَإِنْ آمَنُوا» يعني الناس «بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ‏» يعني عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من بعدهم «فَقَدِ اهْتَدَوْا وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ‏» «3».

108 عن زرارة عن أبي جعفر ع و حمران عن أبي عبد الله قال‏ الصبغة الإسلام‏ «4».

109 عن عمر بن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى أبي جعفر عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «صِبْغَةَ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً» قال: الصبغة معرفة أمير المؤمنين بالولاية في الميثاق‏ «5».

110 عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر ع‏ قال قلت له «وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً- لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ- وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً» قال نحن الأمة الوسطى- و نحن شهداء الله على خلقه و حجته في أرضه‏ «6».

______________________________
(1)- البحار ج 7: 122. البرهان ج 1: 157. الصافي ج 1: 141.

(2)- البرهان ج 1: 157. البحار ج 5: 189.

(3)- البرهان ج 1: 157. البحار ج 7: 122. الصافي ج 1: 143. إثبات الهداة ج 3: 44.

(4)- البحار ج 2: 88. البرهان ج 1: 157. الصافي ج 1: 144.

(5)- البحار ج 2: 88. البرهان ج 1: 157. الصافي ج 1: 144.

(6)- الصافي ج 1: 147. البحار ج 7: 71. البرهان ج 1: 160.

62
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 143] ص : 62

111 عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ نحن نمط الحجاز «1» فقلت: و ما نمط الحجاز قال: أوسط الأنماط إن الله يقول: «وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً» قال: ثم قال: إلينا يرجع الغالي و بنا يلحق المقصر «2».

112 و روى عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله ع قال‏ هم الأئمة «3».

113 و قال أبو بصير عن أبي عبد الله‏ «لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ‏» قال: بما عندنا من الحلال و الحرام و بما ضيعوا منه‏ «4».

114 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ قال الله: «وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً- لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ- وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً» فإن ظننت أن الله عنى بهذه الآية- جميع أهل القبلة من الموحدين- أ فترى أن من لا يجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر- يطلب الله شهادته يوم القيامة و يقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه، يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم‏ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ- أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ‏ و هم الأمة الوسطى- و هم خير أمة أخرجت للناس‏ «5».

115 قال أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع‏ قال قلت له أ لا تخبرني عن الإيمان أ قول هو و عمل أم قول بلا عمل فقال: الإيمان عمل كله و القول بعض ذلك العمل، مفروض من الله مبين في كتابه واضح نوره، ثابتة حجته يشهد له بها الكتاب و يدعو إليه- و لما أن أصرف نبيه إلى الكعبة عن بيت المقدس قال المسلمون للنبي:

______________________________
(1)- قال المجلسي (ره): كأنه كان النمط المعمول في الحجاز أفخر الأنماط: فكان يبسط في صدر المجلس وسط سائر الأنماط و في النهاية: في حديث علي (ع) خير هذه الأمة النمط الأوسط، النمط: الطريقة من الطرائق إلى أن قال: و الأنماط: ضرب من البسط له خمل رقيق واحدها نمط «انتهى» ثم ذكر كلام صاحب القاموس في ذلك فراجع إن شئت.

(2)- البرهان ج 1: 160. البحار ج 7: 72. و نقل الحديث الأول في الصافي ج 1: 147.

(3)- البرهان ج 1: 160. البحار ج 7: 72. و نقل الحديث الأول في الصافي ج 1: 147.

(4)- البرهان ج 1: 160. البحار ج 7: 72. و نقل الحديث الأول في الصافي ج 1: 147.

(5)- البرهان ج 1: 160. البحار ج 7: 72. الصافي ج 1: 147.

 

63
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 144] ص : 64

أ رأيت صلاتنا التي- كنا نصلي إلى بيت المقدس ما حالنا فيها، و ما حال من مضى من أمواتنا- و هم يصلون إلى بيت المقدس فأنزل الله «وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ- إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ‏» فسمى الصلاة إيمانا فمن اتقى الله حافظا لجوارحه- موفيا كل جارحة من جوارحه بما فرض الله عليه، لقي الله مستكملا لإيمانه من أهل الجنة و من خان في شي‏ء منها- أو تعدى ما أمر الله فيها- لقي الله ناقص الإيمان‏ «1».

116 عن حريز قال أبو جعفر ع‏ استقبل القبلة بوجهك- و لا تقلب وجهك من القبلة فتفسد صلاتك- فإن الله يقول لنبيه في الفريضة: «فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ‏» «2».

117 عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع يقول‏ الزم الأرض لا تحركن يدك و لا رجلك أبدا- حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة، و ترى مناديا ينادي بدمشق، و خسف بقرية من قراها، و يسقط طائفة من مسجدها، فإذا رأيت الترك جازوها فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة و أقبلت الروم حتى نزلت الرملة، و هي سنة اختلاف في كل أرض من أرض العرب، و إن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات الأصهب و الأبقع و السفياني، مع بني ذنب الحمار مضر، و مع السفياني أخواله من كلب فيظهر السفياني و من معه على بني ذنب الحمار حتى يقتلوا قتلا، لم يقتله شي‏ء قط و يحضر رجل بدمشق فيقتل هو و من معه قتلا لم يقتله شي‏ء قط- و هو من بني ذنب الحمار، و هي الآية التي يقول الله تبارك و تعالى «فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ- فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ‏» و يظهر السفياني و من معه- حتى لا يكون همه إلا آل محمد ص و شيعتهم، فيبعث بعثا إلى الكوفة، فيصاب بأناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلا و صلبا- و تقبل راية من خراسان حتى تنزل ساحل دجلة يخرج رجل من الموالي ضعيف و من تبعه، فيصاب بظهر الكوفة، و يبعث بعثا إلى المدينة فيقتل بها رجلا و يهرب المهدي و المنصور منها، و يؤخذ آل محمد صغيرهم و كبيرهم لا يترك منهم أحد إلا حبس- و يخرج الجيش في طلب الرجلين- و يخرج المهدي منها على سنة موسى‏ خائِفاً يَتَرَقَّبُ‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 161 البحار ج 18: 153. الصافي ج 1: 148.

(2)- البرهان ج 1: 161. البحار ج 18: 149.

 

64
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 148] ص : 64

حتى يقدم مكة و تقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء و هو جيش الهملات‏ «1» خسف بهم- فلا يفلت منهم إلا مخبر- فيقوم القائم بين الركن و المقام فيصلي و ينصرف و معه وزيره، فيقول:

يا أيها الناس- إنا نستنصر الله على من ظلمنا و سلب حقنا- من يحاجنا في الله فأنا أولى بالله و من يحاجنا في آدم فأنا أولى الناس بآدم، و من حاجنا في نوح فأنا أولى الناس بنوح، و من حاجنا في إبراهيم فأنا أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ‏، و من حاجنا بمحمد فأنا أولى الناس بمحمد ص، و من حاجنا في النبيين فنحن أولى الناس بالنبيين- و من حاجنا في كتاب الله فنحن أولى الناس ب كتاب الله، إنا نشهد و كل مسلم اليوم- إنا قد ظلمنا و طردنا «2» و بغي علينا- و أخرجنا من ديارنا و أموالنا و أهالينا و قهرنا، ألا إنا نستنصر الله اليوم و كل مسلم- و يجي‏ء، و الله ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة- يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف‏ «3» يتبع بعضهم بعضا- و هي الآية التي قال الله «أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً- إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ» فيقول رجل من آل محمد ص و هي القرية الظالمة أهلها- ثم يخرج من مكة هو و من معه الثلاثمائة و بضعة عشر- يبايعونه بين الركن و المقام، و معه عهد نبي الله و رايته و سلاحه و وزيره معه، فينادي المنادي بمكة باسمه و أمره من السماء- حتى يسمعه أهل الأرض كلهم اسمه اسم نبي، ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله ص و رايته و سلاحه و النفس الزكية من ولد الحسين، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه و أمره و إياك و شذاذ من آل محمد، فإن لآل محمد و علي راية و لغيرهم رايات، فالزم الأرض و لا تتبع منهم رجلا أبدا- حتى ترى رجلا من ولد الحسين، معه عهد نبي الله و رايته و سلاحه- فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين، ثم صار عند محمد بن علي‏ وَ يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ فالزم هؤلاء أبدا و إياك و من ذكرت لك- فإذا خرج رجل منهم معه‏

______________________________
(1)- الهلاك خ ل.

(2)- طرحنا خ ل.

(3)- قال الجزري في النهاية: و منه حديث علي «يجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف» أي قطع السحاب المتفرقة و إنما خص الخريف لأنه أول الشتاء و السحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم و لا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك.

 

65
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 148] ص : 64

ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا- و معه راية رسول الله ص عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء، حتى يقول هكذا «1» مكان القوم الذين يخسف بهم- و هي الآية التي قال الله «أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ- أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ- أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ‏» فإذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجري على سنة يوسف ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث- ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها: ثم يسير حتى يأتي العذراء «2» هو و من معه- و قد لحق به ناس كثير و السفياني يومئذ بوادي الرملة، حتى إذا التقوا و هم يوم الأبدال- يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد، و يخرج ناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم- و يخرج كل ناس إلى رايتهم و هو يوم الأبدال.

قال أمير المؤمنين ع: و يقتل يومئذ السفياني و من معه حتى لا يترك منهم مخبر- و الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب، ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها، فلا يترك عبدا مسلما إلا اشتراه و أعتقه، و لا غارما إلا قضى دينه، و لا مظلمة لأحد من الناس إلا ردها، و لا يقتل منهم عبد إلا أدى ثمنه دية مسلمة إلى أهلها- و لا يقتل قتيل إلا قضى عنه دينه- و ألحق عياله في العطاء حتى يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و عدوانا، و يسكنه هو و أهل بيته الرحبة و الرحبة إنما كانت مسكن نوح و هي أرض طيبة- و لا يسكن رجل من آل محمد ع و لا يقتل إلا بأرض طيبة زاكية فهم الأوصياء الطيبون‏ «3».

117 عن أبي سمينة عن مولى لأبي الحسن قال‏ سألت أبا الحسن ع عن قوله: «أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً» قال: و ذلك و الله أن لو قد قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان‏ «4».

______________________________
(1)- و في نسخة البحار «هذا» و هو الظاهر.

(2)- و في البرهان «البيداء».

(3)- البحار ج 13: 160- 161. البرهان ج 1: 163- 164 و رواه المحدث الحر العاملي «ره» في إثبات الهداة (ج 7: 94) عن هذا الكتاب مختصرا.

(4)- البحار ج 13: 176. إثبات الهداة ج 7: 94 البرهان ج 1631 الصافي ج 1: 150.

66
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 152] ص : 67

118 عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله ع‏ إذا أوذن الإمام دعا الله باسمه العبراني الأكبر- فانتحيت له‏ «1» أصحابه الثلاثمائة و الثلاثة عشر قزعا- كقزع الخريف و هم أصحاب الولاية- و منهم من يفتقد من فراشه ليلا فيصبح بمكة، و منهم من يرى يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه- و اسم أبيه و حسبه و نسبه، قلت جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا قال: الذي يسير في السحاب نهارا و هم المفقودون، و فيهم نزلت هذه الآية «أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً» «2».

119 عن جابر عن أبي جعفر ع قال: قال النبي ص‏ إن الملك ينزل الصحيفة أول النهار، و أول الليل يكتب فيها عمل ابن آدم- فأملوا «3» في أولها خيرا و في آخرها خيرا- فإن الله يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء الله- فإن الله يقول: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ‏» «4».

120 عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له للشكر حدا إذا فعله الرجل كان شاكرا قال: نعم قلت: ما هو قال الحمد لله على كل نعمة أنعمها علي و إن كان لكم فيما أنعم عليه حق أداه، قال: و منه قول الله «الحمد لله الذي سخر لنا هذا» حتى عد آيات‏ «5».

121 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه فمنها كفر النعم، و ذلك قول الله يحكي قول سليمان «هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ» الآية- و قال الله «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏» و قال:

«فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ‏» «6».

122 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ تسبيح فاطمة ع من ذكر الله‏

______________________________
(1)- انتحى الرجل: قصده.

(2)- البحار ج 13: 195 البرهان ج 1: 163.

(3)- و في نسخة البرهان «فاعلموا».

(4)- البحار ج 18: 488. البرهان ج 1: 166 الصافي ج 1: 152.

(5)- البحار ج 19 (ج 2): 16. البرهان ج 1: 166.

(6)- البحار ج 15 (ج 2): 136. البرهان ج 1: 166.

 

67
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 155] ص : 68

الكثير الذي قال: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ‏» «1».

123 عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال‏ قال يا فضيل بلغ من لقيت من موالينا عنا السلام- و قل لهم: إني أقول إني لا أغنى عنكم من الله شيئا- إلا بورع فاحفظوا ألسنتكم و كفوا أيديكم- و عليكم‏ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‏ «2».

124 عن عبد الله بن طلحة قال أبو عبد الله ع‏ الصبر هو الصوم‏ «3».

125 عن الثمالي قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ‏» قال: ذلك جوع خاص و جوع عام، فأما بالشام فإنه عام و أما الخاص بالكوفة يخص و لا يعم، و لكنه يخص بالكوفة أعداء آل محمد عليه الصلاة و السلام فيهلكهم الله بالجوع، و أما الخوف فإنه عام بالشام و ذاك الخوف إذا قام القائم ع، و أما الجوع فقبل قيام القائم ع، و ذلك قوله «وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ‏» «4».

126 عن إسحاق بن عمار قال‏ لما قبض أبو جعفر ع جعلنا نعزي أبا عبد الله ع، فقال بعض من كان معنا في المجلس: رحم الله عبدا و صلى عليه، كان إذا حدثنا قال: قال رسول الله ص، قال: فسكت أبو عبد الله ع طويلا و نكت في الأرض‏ «5» قال: ثم التفت إلينا فقال قال رسول الله ص قال الله تبارك و تعالى- إني أعطيت الدنيا بين عبادي فيضا «6» فمن أقرضني منها قرضا- أعطيته لكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمائة ضعف و ما شئت، فمن لم يقرض منها قرضا فأخذتها منه قهرا- أعطيته ثلاث خصال- لو أعطيت واحدة منهن ملائكتي رضوا بها- ثم قال:

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 166.

(2)- البرهان ج 1: 166. البحار ج 20: 66. و الخبر الثاني في نسخة البحار هكذا «عن عبد الله (ع) في قوله تعالى‏ وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ- قال: الصبر هو الصوم».

(3)- البرهان ج 1: 166. البحار ج 20: 66. و الخبر الثاني في نسخة البحار هكذا «عن عبد الله (ع) في قوله تعالى‏ وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ- قال: الصبر هو الصوم».

(4)- البحار ج 13: 162: البرهان ج 1: 168. إثبات الهداة ج 7: 432.

(5)- نكت الأرض بقضيب أو بإصبعه: ضربها به حال التفكر فأثر فيها.

(6)- كذا في نسخة الأصل و في البرهان «قرضا».

 

68
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 156] ص : 69

«الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ- قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏» إلى قوله «وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ‏» «1».

127 عن إسماعيل بن زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال: قال رسول الله ص‏ أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنة: من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا الله، و من إذا أنعم الله عليه النعمة قال: الحمد لله، و من إذا أصاب ذنبا قال: أستغفر الله، و من إذا أصابته مصيبة قال: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏ «2».

128 عن أبي علي المهلبي عن أبي عبد الله ع قال: قال رسول الله ص‏ أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم: من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله- و أن محمدا رسول الله، و من إذا أصابته مصيبة قال: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏، و من إذا أصاب خيرا- قال: الحمد لله و من إذا أصاب خطيئة- قال: أستغفر الله و أتوب إليه‏ «3».

129 عن عبد الله بن صالح الخثعمي عن أبي عبد الله ع قال: قال رسول الله ص‏ قال الله: عبدي المؤمن- إن خولته و أعطيته و رزقته و استقرضته، فإن أقرضني عفوا أعطيته مكان الواحد مائة ألف فما زاد، و إن لا يفعل أخذته قسرا بالمصائب في ماله- فإن يصبر أعطيته ثلاث خصال، إن أختبر بواحدة منهن ملائكتي اختاروها- ثم تلا هذه الآية «الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ‏» إلى قوله «الْمُهْتَدُونَ‏» «4».

130 قال إسحاق بن عمار قال أبو عبد الله ع‏ هذا إن أخذ الله منه شيئا فصبر و استرجع‏ «5».

131 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ- فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما» أي لا

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 168.

(2)- البرهان ج 1: 168. البحار ج 19 (ج 2): 16.

(3)- لبرهان ج 1: 168. البحار ج 19 (ج 2): 16. الصافي ج 1: 153.

(4)- البرهان ج 1: 168. و رواه الصدوق في الخصال بوجه أبسط.

(5)- البرهان ج 1: 168. و رواه الصدوق في الخصال بوجه أبسط.

 

69
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 158] ص : 69

حرج عليه أن يطوف بهما «1».

132 عن عاصم بن حميد عن أبي عبد الله ع‏ «إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ‏» يقول لا حرج‏ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما فنزلت هذه الآية، فقلت: هي خاصة أو عامة- قال: هي بمنزلة قوله «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا» فمن دخل فيهم من الناس كان بمنزلتهم يقول الله «وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ- مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ- وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» «2».

133 عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن السعي بين الصفا و المروة فريضة هو أو سنة قال: فريضة، قال: قلت: أ ليس الله يقول: «فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما» قال: كان ذلك في عمرة القضاء- و ذلك أن رسول الله ص كان شرطه عليهم‏ «3» أن يرفعوا الأصنام- فتشاغل رجل من أصحابه حتى أعيدت الأصنام- فجاءوا إلى رسول الله ص فسألوه و قيل له: إن فلانا لم يطف‏ «4» و قد أعيدت الأصنام، قال:

فأنزل الله «إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ- فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما» أي و الأصنام عليهما «5».

134 و عن ابن مسكان عن الحلبي قال‏ سألته فقلت و لم جعل السعي بين الصفا و المروة قال: إن إبليس تراءى لإبراهيم ع‏ «6» في الوادي- فسعى‏

______________________________
(1)- البحار ج 21: 54. البرهان ج 1: 170. الصافي ج 1: 154.

(2)- البحار ج 21: 54. البرهان ج 1: 170. الصافي ج 1: 154.

(3)- قال الفيض (ره) في الوافي يعني شرط على المشركين أن يرفعوا أصنامهم التي كانت الصفا و المروة حتى ينقضي أيام المناسك ثم يعيدوها فتشاغل رجل من المسلمين عن السعي حتى انقضت الأيام و أعيدت الأصنام فزعم المسلمون عدم جواز السعي حالكون الأصنام على الصفا و المروة.

(4)- و في رواية الكافي «لم يسع بين الصفا و المروة» عوض «لم يطف».

(5)- البحار ج 21: 54. البرهان ج 1: 170.

(6)- أي ظهر له (ع).

 

70
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 159] ص : 71

إبراهيم منه كراهية أن يكلمه- و كان منازل الشياطين‏ «1».

135 و قال: قال أبو عبد الله في خبر حماد بن عثمان‏ أنه كان على الصفا و المروة أصنام- فلما أن حج الناس لم يدروا كيف يصنعون- فأنزل الله هذه الآية، فكان الناس يسعون و الأصنام على حالها- فلما حج النبي ص رمى بها «2».

136 عن ابن أبي عمية عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى‏» في علي ع‏ «3».

137 عن حمران عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى‏- مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ‏» يعني بذلك نحن و الله المستعان‏ «4».

138 عن زيد الشحام قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن عذاب القبر قال: إن أبا جعفر ع حدثنا أن رجلا أتى سلمان الفارسي فقال: حدثني فسكت عنه ثم عاد فسكت فأدبر الرجل- و هو يقول: و يتلو هذه الآية «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى‏- مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ‏» فقال له: أقبل إنا لو وجدنا أمينا لحدثناه- و لكن أعد لمنكر و نكير إذا أتياك في القبر- فسألاك عن رسول الله ص: فإن شككت أو التويت‏ «5» ضرباك على رأسك بمطرقة «6» معهما تصير منه رمادا- فقلت: ثم مه قال: تعود ثم تعذب، قلت: و ما منكر و نكير قال: هما قعيدا القبر «7» قلت: أ ملكان يعذبان الناس في قبورهم فقال: نعم‏ «8».

139 عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له أخبرني عن قول الله: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى‏- مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي‏

______________________________
(1)- البحار ج 21: 55. البرهان ج 1: 170.

(2)- البحار ج 21: 55. البرهان ج 1: 170.

(3)- البحار ج 1: 88. البرهان ج 1: 170.

(4)- البحار ج 1: 88. البرهان ج 1: 170.

(5)- التوى عليه الأمر: اشتد و امتنع.

(6)- المطرقة: آلة من حديد و نحوه يضرب بها الحديد و نحوه.

(7)- القعيد: الذي يصاحبك في قعودك، فعيل بمعنى مقاعد.

(8)- البحار ج 21: 88. البرهان ج 1: 170.

 

71
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 166] ص : 72

الْكِتابِ‏» قال: نحن يعنى بها وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ‏، إن الرجل منا إذا صارت إليه لم يكن له- أو لم يسعه إلا أن يبين للناس من يكون بعده‏ «1».

140 و رواه محمد بن مسلم قال‏ هم أهل الكتاب‏ «2».

141 عن عبد الله بن بكير عمن حدثه عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ‏» قال: نحن هم و قد قالوا هوام الأرض‏ «3».

142 عن جابر قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ‏» قال: فقال هم أولياء فلان‏ «4» و فلان و فلان اتخذوهم أئمة من دون الإمام الذي جعل الله للناس إماما- فلذلك قال الله تبارك و تعالى «وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ- أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ- إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا» إلى قوله «وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ» قال: ثم قال أبو جعفر ع: و الله يا جابر هم أئمة الظلم و أشياعهم‏ «5».

143 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ قوله: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً- يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ‏» قال: هم آل محمد ص‏ «6».

144 عن عثمان بن عيسى عمن حدثه عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ‏» قال: هو الرجل يدع المال لا ينفقه في طاعة الله‏

______________________________
(1)- إثبات الهداة ج 1: 262. البحار ج 21: 88 البرهان ج 1: 170.

(2)- البحار ج 21: 88 البرهان ج 1: 170.

(3)- البرهان ج 1: 271. الصافي ج 1: 155. البحار ج 1: 88- 89 و قال المجلسي (ره): ضمير «هم» راجع اللاعنين، قوله و قد قالوا أما كلامه (ع) فضمير الجمع راجع إلى العامة، أو كلام المؤلف أو الرواة فيحتمل إرجاعه إلى أهل البيت عليهم السلام أيضا.

(4)- و في نسخة الصافي «هم و الله أولياء فلان اه».

(5)- البحار ج 8: (الطبع الجديد و قد سقط من طبع أمين الضرب على ما في هامش الجديد». 363 البرهان ج 1: 172. الصافي ج 1: 156. إثبات الهداة ج 1: 262.

(6)- البحار ج 8: 218. البرهان ج 1: 172. الصافي ج 1: 157.

 

72
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 168] ص : 73

بخلا- ثم يموت فيدعه لمن هو يعمل به- في طاعة الله أو في معصيته، فإن عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره- فزاده حسرة و قد كان المال له، أو من عمل به‏ «1» في معصية الله قواه بذلك المال حتى أعمل به في معاصي الله‏ «2».

145 عن منصور بن حازم قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: «وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ» قال: أعداء علي ع هم المخلدون في النار أبدا الآبدين و دهر الداهرين‏ «3».

146 عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما أنه سئل عن امرأة جعلت مالها هديا- و كل مملوك لها حرا إن كلمت أختها أبدا، قال: تكلمها و ليس هذا بشي‏ء إنما هذا و أشباهه من خطوات الشياطين‏ «4».

147 عن محمد بن مسلم‏ أن امرأة من آل المختار حلفت على أختها- أو ذات قرابة لها- قالت: ادنوي يا فلانة فكلي معي، فقالت: لا فحلفت عليها بالمشي إلى بيت الله و عتق ما يملك إن لم تدني فتأكلي معي، أن لا أظل و إياك سقف بيت أو أكلت معك على خواني أبدا، قال: فقالت الأخرى مثل ذلك، فحمل عمر بن حنظلة إلى أبي جعفر ع مقالتهما، فقال: أنا أقضي في ذا، قل لهما فلتأكل و ليظلها و إياها سقف بيت، و لا تمشي و لا تعتق و ليتق الله ربهما و لا تعودا إلى ذلك- فإن هذا من خطوات الشياطين‏ «5».

148 عن منصور بن حازم قال: قال أبو عبد الله ع‏ أ ما سمعت بطارق إن طارقا كان نحاسا بالمدينة فأتى أبا جعفر ع فقال: يا أبا جعفر إني هالك- إني حلفت بالطلاق و العتاق و النذور، فقال له: يا طارق إن هذه من خطوات الشيطان‏ «6».

149 عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال‏ سألت أبا عبد الله عن رجل حلف‏

______________________________
(1)- و في نسخة الصافي و المحكي من الفقيه و الكافي «و إن كان عمل به».

(2)- البحار ج 15 (ج 3): 102. البرهان ج 1: 173. الصافي ج 1: 157.

(3)- البرهان ج 1: 173. البحار ج 8: 218.

(4)- البرهان ج 1: 173. البحار ج 21: 145.

(5)- البحار ج 23: 145. البرهان ج 1: 173- 174.

(6)- البحار ج 23: 145. البرهان ج 1: 173- 174.

 

73
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 173] ص : 74

أن ينحر ولده فقال: ذلك من خطوات الشيطان‏ «1».

150 عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ «لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ‏» قال: كل يمين بغير الله فهي من خطوات الشيطان‏ «2».

151 عن محمد بن إسماعيل رفع إلى أبي عبد الله ع‏ في قوله: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ» قال: الباغي الظالم، و العادي الغاصب‏ «3».

152 عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ المضطر لا يشرب الخمر لأنها لا تزيده إلا شرا- فإن شربها قتلته فلا يشربن منها قطرة «4».

153 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في المرأة أو الرجل يذهب بصره فيأتيه الأطباء فيقولون: نداويك شهرا أو أربعين ليلة- مستلقيا كذلك يصلي فرجعت إليه له، فقال: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ» «5».

154 عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ» قال: الباغي الخارج على الإمام و العادي اللص‏ «6».

155 عن بعض أصحابنا قال‏ أتت امرأة إلى عمر فقالت: يا أمير المؤمنين إني فجرت فأقم في حد الله، فأمر برجمها و كان علي أمير المؤمنين ع حاضرا، قال:

فقال له: سلها كيف فجرت قالت: كنت في فلاة من الأرض أصابني عطش شديد فرفعت لي خيمة فأتيتها- فأصبت فيها رجلا أعرابيا فسألته الماء، فأبى علي أن يسقيني‏

______________________________
(1)- الوسائل (ج 3) كتاب الإيمان باب 11 و باب 15 لكن في الباب الأخير «أن يفجر ولده» مكان «أن ينحر» لكن الظاهر الموافق لرواية التهذيب هو المختار. البحار ج 23: 145. البرهان ج 1: 174.

(2)- البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 146. الوسائل (ج 3) كتاب الإيمان باب 15. الصافي ج 1: 158.

(3)- البحار ج 14: 785. البرهان ج 1: 174. الصافي ج 1: 159.

(4)- البرهان ج 1: 174. البحار ج 14: 77.

(5)- البرهان ج 1: 174. البحار ج 16 (م): 9.

(6)- البرهان ج 1: 174. البحار ج 14: 765.

 

74
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 175] ص : 75

إلا أن أمكنه من نفسي، فوليت عنه هاربة فاشتد بي العطش- حتى غارت عيناي‏ «1» و ذهب لساني، فلما بلغ ذلك مني أتيته فسقاني و وقع علي، فقال له علي ع:

هذه التي قال الله: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ» و هذه غير باغية و لا عادية فخل سبيلها، فقال عمر: لو لا علي لهلك عمر «2».

156 عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ» قال: الباغي طالب الصيد و العادي السارق- ليس لهما أن يقصرا من الصلاة، و ليس لهما إذا اضطرا إلى الميتة أن يأكلاها، و لا يحل لهما ما يحل للناس إذا اضطروا «3».

157 عن ابن مسكان رفعه إلى أبي عبد الله ع‏ قوله «فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ» قال: ما أصبرهم على فعل ما يعملون أنه يصيرهم إلى النار «4».

158 عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَ الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَ الْأُنْثى‏ بِالْأُنْثى‏» فقال: لا يقتل حر بعبد- و لكن يضرب ضربا شديدا و يغرم دية العبد، و إن قتل رجل امرأة فأراد أولياء المقتول أن يقتلوا- أدوا نصف ديته إلى أهل الرجل‏ «5».

159 محمد بن خالد البرقي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ‏» أ هي جماعة المسلمين قال: هي للمؤمنين خاصة «6».

160 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْ‏ءٌ- فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ‏» قال: ينبغي للذي له الحق أن لا

______________________________
(1)- غارت عينه: دخلت في الرأس و انخسفت.

(2)- البرهان ج 1: 174- 175. البحار ج 16 (م): 9.

(3)- البرهان ج 1: 174- 175. الصافي ج 1: 159. البحار ج 18: 698.

(4)- الصافي ج 1: 160. البرهان ج 1: 175.

(5)- البحار ج 24: 45 و 42. البرهان ج 1: 176. الصافي ج 1: 161 الوسائل (ج 3) أبواب القصاص باب 31 و باب 52.

(6)- البحار ج 24: 45 و 42. البرهان ج 1: 176. الصافي ج 1: 161 الوسائل (ج 3) أبواب القصاص باب 31 و باب 52.

 

75
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 180] ص : 76

يضر «1» أخاه- إذا كان قادرا على دية، و ينبغي للذي عليه الحق [بالمعنى أصلحت‏] أن لا يماطل أخاه إذا قدر على ما يعطيه، و يؤدي إليه بإحسان، قال: يعني إذا وهب القود- اتبعوه بالدية إلى أولياء المقتول- لكي لا يبطل دم امرئ مسلم‏ «2».

161 عن أبي بصير عن أحدهما في قوله: «فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْ‏ءٌ» ما ذلك قال: هو الرجل يقبل الدية فأمر الله الذي له الحق- أن يتبعه بمعروف و لا يعسره، و أمر الله الذي عليه الدية ألا يمطله- و أن يؤدي إليه بإحسان إذا أيسر «3».

162 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «فَمَنِ اعْتَدى‏ بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ‏» قال: هو الرجل يقبل الدية أو يعفو أو يصالح- ثم يعتدي فيقتل فله عذاب أليم، و في نسخة أخرى فيلقى صاحبه بعد الصلح- فيمثل به فله عذاب أليم‏ «4».

163 عن عمار بن مروان عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ» قال: حق جعله الله في أموال الناس لصاحب هذا الأمر، قال: قلت:

لذلك حد محدود قال: نعم قال قلت: كم قال: أدناه السدس و أكثره الثلث‏ «5».

164 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن الوصية يجوز للوارث قال: نعم ثم تلا هذه الآية «إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ‏» «6».

165 عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال‏ من أوصى بوصية لغير الوارث من صغير أو كبير بالمعروف غير المنكر- فقد جازت وصيته‏ «7».

166 عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي ع قال‏ من لم يوص عند موته لذوي قرابته ممن لا يرث- فقد ختم عمله بمعصية «8».

______________________________
(1)- و في بعض النسخ «أن لا يعسر» و في آخر «أن لا يعتر».

(2)- البحار ج 24: 46. البرهان ج 1: 176- 177 و روى الحديث الأول المحدث الكاشاني في الصافي (ج 1: 162) عن هذا الكتاب أيضا.

(3)- البحار ج 24: 46. البرهان ج 1: 176- 177 و روى الحديث الأول المحدث الكاشاني في الصافي (ج 1: 162) عن هذا الكتاب أيضا.

(4)- البحار ج 24: 46. البرهان ج 1: 176- 177 و روى الحديث الأول المحدث الكاشاني في الصافي (ج 1: 162) عن هذا الكتاب أيضا.

(5)- البحار ج 23: 46. البرهان ج 1: 177. الصافي ج 1: 163.

(6)- البحار ج 23: 46. البرهان ج 1: 177. الصافي ج 1: 163.

(7)- الوسائل (ج 2) أبواب الوصايا باب 100. البرهان ج 1: 178.

(8)- البرهان ج 1: 178. البحار ج 23: 47. الصافي ج 1: 163.

76
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 181] ص : 77

167 عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما قوله «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ- إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ‏» قال: هي منسوخة- نسختها آية الفرائض التي هي المواريث «فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ‏» يعني بذلك الوصي‏ «1».

168 عن سماعة عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «إِنْ تَرَكَ خَيْراً- الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ- حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ‏» قال شيئا جعله الله لصاحب هذا الأمر، قال: قلت: فهل لذلك حد قال: نعم- قلت: و ما هو قال: أدنى ما يكون ثلث الثلث‏ «2».

169 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن رجل أوصى بماله في سبيل الله، قال: أعطه لمن أوصي له و إن كان يهوديا أو نصرانيا لأن الله يقول:

«فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ- فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ‏» «3».

170 عن أبي سعيد عن أبي عبد الله ع‏ أنه سئل عن رجل أوصى في حجة فجعلها وصيه في نسمة «4» قال: يغرمها وصيه و يجعلها في حجته كما أوصى به- إن الله يقول:

«فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ- فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ‏» «5».

171 عن مثنى بن عبد السلام عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن رجل أوصي له بوصية- فمات قبل أن يقبضها و لم يترك عقبا- قال: اطلب له وارثا أو مولى فادفعها إليه، فإن الله يقول: «فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ- فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ‏» قلت:

______________________________
(1)- الوسائل (ج 3) أبواب القضايا باب 15. البحار ج 23: 47. البرهان ج 1:

178. الصافي ج 1: 163.

(2)- البحار ج 23: 47. البرهان ج 1: 178.

(3)- الصافي ج 1: 163. البرهان ج 1: 179. البحار ج 23: 47.

(4)- و في بعض النسخ «قسمه» و في آخر «نسبه» و الظاهر الموافق لرواية الكليني (ره) في الكافي هو المختار. و النسمة: الإنسان و تطلق على المملوك ذاكرا كان أو أنثى.

(5)- البحار ج 23: 48. البرهان ج 1: 179.

 

77
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 184] ص : 78

إن الرجل كان من أهل فارس دخل في الإسلام لم يسم و لا يعرف له ولي، قال: اجهد أن يقدر له على ولي- فإن لم تجده و علم الله منك الجهد تتصدق بها «1».

172 عن محمد بن سوقة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ‏» قال نسختها التي بعدها «فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً» يعني الموصى إليه- إن خاف جنفا من الموصي في ثلثه جميعا- فيما أوصى به إليه مما لا يرضى الله به في خلاف الحق- فلا إثم على الموصى إليه أن يبدله إلى الحق- و إلى ما يرضى الله به من سبيل الخير «2».

173 عن يونس رفعه إلى أبي عبد الله ع‏ في قوله «فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً- فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ‏» قال يعني إذا ما اعتدى في الوصية و زاد في الثلث‏ «3».

174 عن البرقي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ‏» قال: هي للمؤمنين خاصة «4».

175 عن جميل بن دراج قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ‏» و «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ‏» قال: فقال هذه كلها يجمع الضلال و المنافقين- و كل من أقر بالدعوة الظاهرة «5».

176 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قوله «وَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ‏» قال الشيخ الكبير و الذي يأخذه العطاش‏ «6».

177 عن سماعة عن أبي بصير قال‏ سألته عن قول الله «وَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ‏» قال: هو الشيخ الكبير لا يستطيع و المريض‏ «7».

______________________________
(1)- الوسائل (ج 2) كتاب الوصايا باب 28. البحار ج 23: 48. البرهان ج 1: 179.

(2)- الوسائل (ج 2) كتاب الوصايا باب 28. البحار ج 23: 48. البرهان ج 1: 179.

(3)- الوسائل (ج 2) كتاب الوصايا باب 28. البحار ج 23: 48. البرهان ج 1: 179.

(4)- الصافي ج 1: 164. البرهان ج 1: 180.

(5)- البرهان ج 1: 180.

(6)- البحار ج 20: 81. البرهان ج 1: 181. الصافي ج 1: 166.

(7)- الوسائل (ج 2) أبواب من يصح منه الصوم باب 14. البحار ج 20: 81 البرهان ج 1: 181.

78
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 184] ص : 78

178 عن أبي بصير قال‏ سألته عن رجل مرض من رمضان إلى رمضان قابل- و لم يصح بينهما و لم يطق الصوم قال: تصدق مكان كل يوم، أفطر على مسكين مدا من طعام، و إن لم يكن حنطة فمن تمر، و هو قول الله «فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ‏» فإن استطاع أن يصوم الرمضان الذي يستقبل- و إلا فليتربص إلى رمضان قابل فيقضيه- فإن لم يصح حتى جاء رمضان قابل فليتصدق- كما تصدق مكان كل يوم أفطر مدا- و إن صح في ما بين الرمضانين فتوانى‏ «1» أن يقضيه حتى جاء رمضان الآخر- فإن عليه الصوم و الصدقة جميعا- يقضي الصوم و يتصدق من أجل أنه ضيع ذلك الصيام‏ «2».

179 عن العلا عن محمد عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ‏» قال الشيخ الكبير و الذي يأخذه العطاش‏ «3».

180 عن رفاعة عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «وَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ‏» قال: المرأة تخاف على ولدها و الشيخ الكبير «4».

181 عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ الشيخ الكبير و الذي به العطاش- لا حرج عليهما أن يفطرا في رمضان و تصدق كل واحد منهما في كل يوم بمد «5» من طعام، و لا قضاء عليهما و إن لم يقدرا فلا شي‏ء عليهما «6».

______________________________
(1)- توانى في الأمر: توفق و تمهل فيه و لم يعجل. و في نسخة البحار «متوالي» و هو تصحيفه.

(2)- الوسائل (ج 2) أبواب أحكام شهر رمضان باب 25. البحار ج 20: 85 البرهان ج 1: 181.

(3)- البحار ج 10: 81. البرهان ج 1: 181.

(4)- الوسائل (ج 2) أبواب من يصح منه الصوم باب 14. البرهان ج 1: 182 البحار ج 10: 81.

(5)- كذا في نسختي الأصل و البرهان و رواية الكليني (ره) في الكافي، و في نسخة البحار و رواية الشيخ في التهذيب بمدين.

(6)- البحار ج 20: 81. البرهان ج 1: 182.

79
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 185] ص : 80

182 عن الحرث النصري عن أبي عبد الله ع قال‏ قال في آخر شعبان: إن هذا الشهر المبارك الذي أنزلت فيه القرآن و جعلته‏ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى‏ وَ الْفُرْقانِ‏ قد حضر فسلمنا فيه و سلمه لنا- و سلمه منا في يسر منك و عافية «1».

183 عن عبدوس العطار عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا حضر شهر رمضان فقل اللهم قد حضر رمضان و قد افترضت علينا صيامه- و أنزلت‏ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ- وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى‏ وَ الْفُرْقانِ‏، اللهم أعنا على صيامه و تقبله منا و سلمنا فيه و سلمه منا و سلمنا له في يسر منك و عافية إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ يا أرحم الراحمين‏ «2».

184 عن إبراهيم عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قوله «شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏» كيف أنزل فيه القرآن و إنما أنزل القرآن في طول عشرين سنة من أوله إلى آخره- فقال ع: نزل القرآن جملة واحدة- في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم أنزل من البيت المعمور في طول عشرين سنة، ثم قال: قال النبي ص نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان و أنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان و أنزلت الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، و أنزل الزبور لثماني عشرة من رمضان و أنزل القرآن لأربع و عشرين من رمضان‏ «3».

185 عن ابن سنان عمن ذكره قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن القرآن و الفرقان أ هما شيئان أو شي‏ء واحد قال: فقال القرآن جملة الكتاب، و الفرقان المحكم الواجب العمل به‏ «4».

186 عن الصباح بن سيابة قال‏ قلت لأبي عبد الله ع إن ابن أبي يعفور أمرني أن أسألك عن مسائل فقال: و ما هي قال: يقول لك: إذا دخل شهر رمضان و أنا في‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 83. البحار ج 20: 99.

(2)- البرهان ج 1: 83. البحار ج 20: 99.

(3)- البرهان ج 1: 83. البحار ج 20: 106. و رواه الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان ج 2: 276 عن كتب العامة ثم قال ما لفظه «و هذا بعينه رواه العياشي عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن النبي (ص)» انتهى.

(4)- البرهان ج 1: 183. البحار ج 19: 5.

 

80
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 185] ص : 80

منزلي إلى أن أسافر- قال: إن الله يقول: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ‏» فمن دخل عليه شهر رمضان و هو في أهله فليس له أن يسافر- إلا لحج أو عمرة أو في طلب مال يخاف تلفه‏ «1».

187 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قوله «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ‏» قال: فقال: ما أبينها لمن عقلها، قال: من شهد رمضان فليصمه، و من سافر فليفطر «2».

188 و قال أبو عبد الله‏ «فَلْيَصُمْهُ‏» قال: الصوم فوه لا يتكلم إلا بالخير «3».

189 عن أبي بصير قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن حد المرض الذي- يجب على صاحبه فيه الإفطار- كما يجب عليه في السفر- في قوله: «وَ مَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى‏ سَفَرٍ» قال: هو مؤتمن عليه مفوض إليه فإن وجد ضعفا فليفطر، و إن وجده قوة فليصم‏ «4» كان المريض على ما كان‏ «5».

190 عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال‏ لم يكن رسول الله ص يصوم في السفر تطوعا و لا فريضة- يكذبون على رسول الله ص نزلت هذه الآية و رسول الله بكراع الغميم‏ «6» عند صلاة الفجر- فدعا رسول الله ص بإناء فشرب و أمر الناس أن يفطروا، فقال قوم: قد توجه النهار- و لو صمنا يومنا هذا فسماهم رسول الله ص العصاة- فلم يزالوا يسمون بذلك الاسم حتى قبض رسول الله ص‏ «7».

______________________________
(1)- البحار ج 20: 82. البرهان ج 1: 184.

(2)- البحار ج 20: 82. البرهان ج 1: 184.

(3)- البحار ج 20: 82. البرهان ج 1: 184.

(4)- و في رواية الكليني (ره) «فليصمه كان المرض ما كان».

(5)- البحار ج 20: 82. البرهان ج 1: 182.

(6)- كراع الغميم موضع بناحية حجاز بين مكة و المدينة.

(7)- الوسائل (ج 2) أبواب من يصح منه الصوم باب 12 البرهان ج 1: 184 البحار ج 20: 82. و أخرجه الطبرسي «قده» في كتاب مجمع البيان: (ج 2 ط صيدا ص 274) عن هذا الكتاب أيضا.

81
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 185] ص : 80

191 عن الثمالي عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» قال اليسر علي ع، و فلان و فلان العسر، فمن كان من ولد آدم لم يدخل في ولاية فلان و فلان‏ «1» ..

192 عن الزهري عن علي بن الحسين ع قال‏ صوم السفر و المرض أن العامة اختلفت في ذلك- فقال قوم: يصوم و قال قوم لا يصوم، و قال قوم: إن شاء صام و إن شاء أفطر، و أما نحن فنقول يفطر في الحالين جميعا- فإن صام في السفر أو في حال المرض فعليه القضاء، ذلك بأن الله يقول «فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى‏ سَفَرٍ- فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» «2».

193 عن سعيد النقاش قال: سمعت أبا عبد الله ع فقال‏ إن في الفطر لتكبيرا- و لكنه مسنون يكبر في المغرب ليلة الفطر و في العتمة و الفجر و في صلاة العيد، و هو قول الله «وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ- وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‏ ما هَداكُمْ‏» و التكبير أن يقول الله أكبر الله أكبر- لا إله إلا الله و الله أكبر و لله الحمد قال: في رواية أبي عمرو التكبير الأخير أربع مرات‏ «3».

194 عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له: جعلت فداك- ما يتحدث به عندنا أن النبي ص صام تسعة و عشرين- أكثر مما صام ثلاثين أ حق هذا- قال: ما خلق الله من هذا حرفا، ما صامه النبي ص إلا ثلاثين، لأن الله يقول:

«وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ» فكان رسول الله ص ينقصه‏ «4».

195 عن سعيد عن أبي عبد الله ع قال‏ إن في الفطر تكبيرا- قال: قلت: ما تكبير إلا في يوم النحر قال: فيه تكبير و لكنه مسنون في المغرب و العشاء- و الفجر و الظهر و العصر و ركعتي العيد «5».

______________________________
(1)- البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 184.

(2)- البرهان ج 1: 184. البحار ج 20: 82.

(3)- البرهان ج 1: 184.

(4)- البرهان ج 1: 184. البحار ج 20: 77.

(5)- البرهان ج 1: 185. البحار ج 19 (ج 2): 44.

82
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 186] ص : 83

196 عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَ لْيُؤْمِنُوا بِي‏» يعلمون أني أقدر على أن أعطيهم ما يسألون‏ «1».

197 عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى‏ نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ‏» إلى «وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا» قال: نزلت في خوات بن جبير «2» و كان مع رسول الله ص في الخندق و هو صائم- فأمسى على ذلك و كانوا من قبل أن تنزل هذه الآية، إذا نام أحدهم حرم عليه الطعام- فرجع خوات إلى أهله حين أمسى- فقال: عندكم طعام فقالوا: لا تنم حتى نصنع لك طعامك، فاتكأ فنام فقالوا: قد فعلت قال: نعم، فبات على ذلك و أصبح فغدا إلى الخندق فجعل يغشى عليه فمر به رسول الله ص فلما رأى الذي به سأله فأخبره كيف كان أمره، فنزلت هذه الآية «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى‏ نِسائِكُمْ‏» إلى «كُلُوا وَ اشْرَبُوا- حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ» «3».

198 عن سعد عن بعض أصحابه عنهما في رجل تسحر «4» و هو شاك في الفجر قال: لا بأس «كُلُوا وَ اشْرَبُوا- حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ» و أرى أن يستظهر في رمضان و يتسحر قبل ذلك‏ «5».

199 عن أبي بصير قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن رجلين قاما في شهر رمضان فقال أحدهما: هذا الفجر، و قال الآخر: ما أرى شيئا، قال: ليأكل الذي لم يستيقن‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 185. الصافي ج 1: 168. البحار ج 19 (ج 2): 44.

(2)- كذا في نسخ الكتاب من أصل و غيره و توافقها رواية الكليني (ره) و الصدوق (قده) لكن في تفسير القمي و كتاب مجمع البيان و المحكي عن تفسير النعماني «مطعم بن جبير» مكان «خوات بن جبير» و قد اختلفت العامة أيضا في اسمه.

(3)- البحار ج 20: 69- 70. البرهان ج 1: 187. الصافي ج 1: 169.

(4)- تسحر أي أكل السحور.

(5)- البحار ج 20: 70. البرهان ج 1: 187. الوسائل (ج 2) أبواب وجوب الصوم باب 54.

 

83
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 188] ص : 84

الفجر، و قد حرم الأكل على الذي زعم قد رأى أن الله يقول: «ف كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ‏» «1».

200 عن أبي بصير قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن أناس صاموا في شهر رمضان فغشيهم سحاب أسود عند مغرب الشمس- فظنوا «2» أنه الليل فأفطروا أو أفطر بعضهم، ثم إن السحاب فصل عن السماء فإذا الشمس لم تغب قال: على الذي أفطر قضاء ذلك اليوم، إن الله يقول: «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ‏» فمن أكل قبل أن يدخل الليل فعليه قضاؤه لأنه أكل متعمدا «3».

201 عن القاسم بن سليمان عن جراح عن الصادق ع قال‏ قال الله «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ‏» يعني صيام رمضان، فمن رأى هلال شوال بالنهار فليتم صيامه‏ «4».

202 عن سماعة قال‏ على الذي أفطر القضاء لأن الله يقول: «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ‏» فمن أكل قبل أن يدخل الليل فعليه قضاؤه لأنه أكل متعمدا «5».

203 عن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن‏ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ فقال: بياض النهار من سواد الليل‏ «6».

204 عن زياد بن عيسى [عبد الله‏] قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ‏» قال: كانت قريش تقامر الرجل في أهله‏

______________________________
(1)- البحار ج 20: 70. البرهان ج 1: 187. الصافي ج 1: 169.

(2)- و في رواية الكليني (ره) «فرأوا».

(3)- البرهان ج 1: 187. البحار ج 20: 71.

(4)- البرهان ج 1: 187. البحار ج 20: 77. الوسائل (ج 2) أبواب أحكام شهر رمضان باب 8.

(5)- البحار ج 20: 72. البرهان ج 1: 187.

(6)- البحار ج 20: 70. البرهان ج 1: 187.

 

84
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 189] ص : 85

و ماله- فنهاهم الله عن ذلك‏ «1».

205 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له قول الله «وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ- وَ تُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ‏» فقال: يا أبا بصير إن الله قد علم أن في الأمة حكاما يجورون، أما إنه لم يعن حكام أهل العدل- و لكنه عنى حكام أهل الجور، يا أبا محمد «2» أما أنه لو كان لك على رجل حق- فدعوته إلى حكام أهل العدل فأبى عليك إلا أن يرافعك إلى حكام أهل الجور- ليقضوا له كان ممن يحاكم إلى الطاغوت‏ «3».

206 عن الحسن بن علي قال‏ قرأت في كتاب أبي الأسد إلى أبي الحسن الثاني و جوابه بخطه سأل ما تفسير قوله: «وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَ تُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ‏» قال: فكتب إليه: الحكام القضاة، قال: ثم كتب تحته هو أن يعلم الرجل أنه ظالم عاصي- هو غير معذور في أخذه ذلك الذي حكم له به- إذا كان قد علم أنه ظالم‏ «4»..

207 عن سماعة قال‏ قلت لأبي عبد الله ع الرجل يكون عنده الشي‏ء تبلغ به‏ «5» و عليه الدين- أ يطعمه عياله حتى يأتيه الله بميسرة فيقضي دينه، أو يستقرض على ظهره فقال: يقضي بما عنده دينه، و لا يأكل أموال الناس إلا و عنده ما يؤدي إليهم حقوقهم، إن الله يقول: «لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ‏» «6».

208 عن زيد أبي أسامة قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن الأهلة قال: هي الشهور فإذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر، قلت: أ رأيت إن كان الشهر تسعة و عشرين أ يقضي ذلك اليوم قال: لا إلا أن تشهد ثلاثة عدول- فإنهم إن شهدوا أنهم رأوا الهلال قبل ذلك‏

______________________________
(1)- البحار ج 16 (م): 34. البرهان ج 1: 187.

(2)- كنية أخرى لأبي بصير.

(3)- البحار ج 24: 6. البرهان ج 1: 187- 188. الصافي ج 1: 171.

(4)- البحار ج 24: 6. البرهان ج 1: 187- 188. الصافي ج 1: 171.

(5)- تبلغ بكذا: اكتفى به.

(6)- البحار ج 24: 45. البرهان ج 1: 188. الصافي ج 1: 171.

 

85
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 193] ص : 86

فإنه يقضي ذلك اليوم‏ «1».

209 عن زياد بن المنذر قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ صم حين يصوم الناس، و أفطر حين يفطر الناس فإن الله جعل الأهلة مواقيت‏ «2».

210 عن سعد عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن هذه الآية «لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها- وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى‏ وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها» فقال:

آل محمد ص أبواب الله و سبيله- و الدعاة إلى الجنة و القادة إليها- و الأدلاء عليها إلى يوم القيامة «3» ..

211 عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها» الآية قال: يعني أن يأتي الأمر من وجهها أي الأمور كان‏ «4».

212 قال: و روى سعيد بن منخل في حديث له رفعه قال‏ البيوت الأئمة ع و الأبواب أبوابها «5».

213 عن جابر عن أبي جعفر ع‏ «وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها» قال: ايتوا الأمور من وجهها «6».

214 عن الحسن بياع الهروي يرفعه عن أحدهما في قوله «فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ‏» قال إلا على ذرية قتلة الحسين ع‏ «7».

215 عن العلا بن الفضيل قال‏ سألته عن المشركين- أ يبتدئ بهم المسلمون بالقتال في الشهر الحرام فقال: إذا كان المشركون ابتدءوهم باستحلالهم- و رأى‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 189. البحار ج 20: 77.

(2)- البرهان ج 1: 189. البحار ج 20: 77.

(3)- الوسائل (ج 3) كتاب القضاء أبواب صفات القاضي باب 3 البحار ج 1: 97 البرهان ج 1: 189. الصافي ج 1: 171.

(4)- البحار ج 1: 97. البرهان ج 1: 190. و أخرج الخبر الأخير منها الفيض (ره) في الصافي (ج 1: 171) عن الكتاب أيضا.

(5)- البحار ج 1: 97. البرهان ج 1: 190. و أخرج الخبر الأخير منها الفيض (ره) في الصافي (ج 1: 171) عن الكتاب أيضا.

(6)- البحار ج 1: 97. البرهان ج 1: 190. و أخرج الخبر الأخير منها الفيض (ره) في الصافي (ج 1: 171) عن الكتاب أيضا.

(7)- الوسائل (ج 2) أبواب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر باب 5 الصافي ج 1 172. البرهان ج 1: 190.

 

86
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 195] ص : 87

المسلمون أنهم يظهرون عليهم فيه، و ذلك قوله: «الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ- وَ الْحُرُماتُ قِصاصٌ‏» «1».

216 عن إبراهيم قال أخبرني من رواه عن أحدهما قال‏ قلت: «فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ‏» قال: لا يعتدي الله على أحد إلا على نسل قتلة الحسين ع‏ «2».

217 عن حماد اللحام عن أبي عبد الله ع قال‏ لو أن رجلا أنفق ما في يديه في سبيل الله- ما كان أحسن و لا وفق‏ «3» أ ليس الله يقول: «وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ- وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‏» يعني المقتصدين‏ «4» ..

218 عن حذيفة قال‏ «وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» قال: هذا في التقية «5».

219 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ إن العمرة واجبة بمنزلة الحج- لأن الله يقول «وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ‏» [ما ذلك‏] «6» هي واجبة مثل الحج، و من تمتع أجزأته و العمرة في أشهر الحج متعة «7».

220 عن زرارة عن أبي عبد الله‏ في قوله «وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ‏» قال: إتمامهما إذا أداهما، يتقي ما يتقي المحرم فيهما «8».

221 عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ‏» قال‏

______________________________
(1)- البحار ج 21: 106. البرهان ج 1: 191- 192: الصافي ج 1: 173.

(2)- الوسائل (ج 2) أبواب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر باب 5. البرهان ج 1: 192.

(3)- و في نسخة الصافي «و لا وفق للخير».

(4)- البرهان ج 1: 192. الصافي ج 1: 173.

(5)- الوسائل أبواب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر باب 24 البرهان ج 1.

192 ثم إن المختار هو الموافق لنسخة الوسائل و لكن في بعض النسخ «النفقة» بدل «التقية».

(6)- ليس ما بين المعقفتين في نسختي البحار و البرهان.

(7)- البحار ج 21: 22- 23. البرهان ج 1: 194.

(8)- البحار ج 21: 77. البرهان ج 1: 194.

 

87
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 196] ص : 87

الحج جميع المناسك و العمرة لا يجاوز بها مكة «1».

222 عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع‏ و أتموا الحج و العمرة لله- قلت:

يكتفي الرجل إذا تمتع بالعمرة إلى الحج- مكان ذلك العمرة المفردة قال نعم كذلك أمر رسول الله ص‏ «2».

223 عن معاوية بن عمار الدهني عن أبي عبد الله ع قال‏ إن العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج، لأن الله يقول: «وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ‏» و إنما نزلت العمرة بالمدينة و أفضل العمرة عمرة رجب‏ «3».

224 عن أبان عن الفضل بن أبي العباس‏ «4» في قول الله: «وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ‏» قال: هما مفروضان‏ «5».

225 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالوا سألناهما عن قوله: «وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ‏» قالا: فإن تمام الحج و العمرة أن لا يرفث- و لا يفسق و لا يجادل‏ «6».

226 عن عبد الله بن فرقد عن أبي جعفر ع قال‏ الهدي من الإبل و البقر و الغنم و لا يجب حتى يعلق عليه يعني إذا قلده فقد وجب، و قال: «و فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ‏»

______________________________
(1)- الوسائل (ج 2) أبواب العمرة باب 8. البحار ج 21: 77. البرهان ج 1: 194.

(2)- البرهان ج 1: 194. البحار ج 21: 23. الصافي ج 1: 174.

(3)- البرهان ج 1: 194. البحار ج 21: 77.

(4)- في بعض النسخ «أبي المفضل أبي العباس» و في أخرى «الفضل بن أبي العباس» و في ثالثة «أبي الفضل بن أبي العباس» لكن الظاهر ما اخترناه في المتن و هو أبو العباس المعروف ببقباق يروي عنه أبان كثيرا فراجع جامع الرواة و غيره.

(5)- البحار ج 21: 77. البرهان ج 1: 194. الصافي ج 1: 174.

(6)- الوسائل (ج 2) أبواب العمرة باب 8. البحار ج 21: 40. البرهان ج 1: 194 الصافي ج 1: 175.

 

88
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 196] ص : 87

شاة «1».

227 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ‏» قال: يجزيه شاة و البدنة و البقرة أفضل‏ «2».

228 عن زيد أبي أسامة قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن رجل بعث بهدي مع قوم يساق- فواعدهم يوم يقلدون فيه هديهم و يحرمون فيه، قال: يحرم عليه ما يحرم على المحرم- في اليوم الذي واعدهم حتى يبلغ الهدي محله، قلت: أ رأيت إن اختلفوا في ميعادهم- أو أبطئوا في السير عليه- و هو جناح أن يحل في اليوم الذي واعدهم قال:

لا «3».

229 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ خرج رسول الله ص حين حج حجة الوداع، خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى الشجرة «4» فصلى ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء «5» فأحرم منها و أهل بالحج و ساق مائة بدنة- و أحرم الناس كلهم بالحج، لا يريدون عمرة و لا يدرون ما المتعة، حتى إذا قدم رسول الله ص مكة، طاف بالبيت و طاف الناس معه- ثم صلى عند مقام إبراهيم ع فاستلم الحجر ثم قال:

أبدأ بما بدأ الله به، ثم أتى الصفا فبدأ بها، ثم طاف بين الصفا و المروة، فلما قضى طوافه ختم بالمروة قام يخطب أصحابه- و أمرهم أن يحلوا و يجعلوها عمرة- و هو شي‏ء أمر الله‏

______________________________
(1)- الوسائل (ج 2) كتاب الحج أبواب الذبح باب 32. البحار ج 21: 64.

البرهان ج 1: 195. الصافي ج 1: 174.

(2)- الوسائل (ج 2) كتاب الحج أبواب الذبح باب 10. البحار ج 21: 64. البرهان ج 1: 195. الصافي ج 1: 174.

(3)- البحار ج 21: 76. البرهان ج 1: 195.

(4)- و هي سمرة كانت بذي الحليف و كان النبي (ص) ينزلها من المدينة و يحرم منها و هي على ستة أميال من المدينة.

(5)- البيداء: اسم لأرض ملساء بين مكة و المدينة و هي إلى مكة أقرب و في قول بعضهم إن قوما كانوا يغزون البيت فنزلوا بالبيداء فبعث الله عز و جل جبرائيل فقال يا بيداء أبد بهم.

 

89
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 196] ص : 87

به فأحل الناس‏ «1».

230 و قال رسول الله‏ لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت- لفعلت ما أمرتكم- و لم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي كان معه، لأن الله يقول: «وَ لا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ‏» فقال سراقة بن جعشم الكناني: «2» يا رسول الله علمتنا ديننا كأنما خلقنا اليوم- أ رأيت لهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو لكل عام فقال رسول الله ص: لا بل للأبد «3».

231 عن حريز عمن رواه عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ‏» قال: مر رسول الله ص على كعب بن عجرة و القمل يتناثر «4» من رأسه و هو محرم، فقال له: أ يؤذيك هوامك قال نعم- فأنزل الله هذه الآية «فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً- أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ‏» فأمره رسول الله ص أن يحلق رأسه و جعل الصيام ثلاثة أيام- و الصدقة على ستة مساكين مدين لكل مسكين و النسك شاة «5».

232 قال: و قال أبو عبد الله ع‏ كل شي‏ء في القرآن «أو» فصاحبه بالخيار يختار ما يشاء، و كل شي‏ء في القرآن‏ «6» فإن لم يجد فعليه ذلك‏ «7».

233 عن أبي بصير عنه ع قال‏ إن استمتعت بالعمرة إلى الحج فإن عليك الهدي «فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ‏» إما جزور «8» و إما بقرة و إما شاة- فإن لم تقدر

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 195.

(2)- سراقة بن مالك بن جعشم: صحابي.

(3)- البرهان ج 1: 195.

(4)- تناثر الشي‏ء: تساقط متفرقا.

(5)- البحار ج 21: 41. البرهان ج 1: 195 الصافي ج 1: 175.

(6)- و في رواية الكافي هكذا «و كل شي‏ء في القرآن فمن لم يجد كذا فعليه كذا فالأولى الخيار» و في نسخة الصافي «فالأول الخيار» و قال الفيض (ره) فالأول الخيار أي الخير و الحري بالاختيار. البحار ج 21: 41. البرهان ج 1: 195 الصافي ج 1: 175.

(7)- البحار ج 21: 41. البرهان ج 1: 195 الصافي ج 1: 175.

(8)- الجزور: الناقة التي تنحر.

 

90
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 196] ص : 87

فعليك الصيام كما قال الله‏ «1».

234 و ذكر أبو بصير عنه قال‏ نزلت على رسول الله ص المتعة- و هو على المروة بعد فراغه من السعي‏ «2».

235 عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ- فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ‏» قال: ليكن كبشا سمينا- فإن لم يجد فعجلا من البقر و الكبش أفضل، فإن لم يجد جذع‏ «3» فموجئ من الضأن‏ «4» و إلا ما استيسر من الهدي شاة «5».

236 عن عبد الرحمن بن الحجاج قال‏ كنت قائما أصلي- و أبو الحسن موسى بن جعفر ع قاعدا قدامي و أنا لا أعلم، قال: فجاءه عباد البصري فسلم عليه و جلس- و قال:

يا أبا الحسن ما تقول في رجل تمتع و لم يكن له هدي قال: يصوم الأيام التي قال الله، قال:

فجعلت سمعي إليهما قال عباد: و أي أيام هي قال قبل التروية و يوم التروية و يوم عرفة قال: فإن فاته قال: يصوم صبيحة الحصبة «6» و يومين بعده- قال: أ فلا تقول كما

______________________________
(1)- الوسائل كتاب الحج أبواب الذبح باب 10. البحار ج 21: 64 البرهان ج 1: 197.

(2)- البحار ج 21: 64. البرهان ج 1: 198.

(3)- الجذع من الضأن: ما له سنة تامة.

(4)- و في رواية الكليني «فموجوء» و لعله الأظهر قال الجزري «و منه الحديث أنه ضحى بكبشين موجوئين أي خصيين و منهم من يرويه موجأين بوزن مكرمين و هو خطأ و منهم من يرويه موجيين بغير همز على التخفيف و يكون من وجيته وجيا فهو موجي».

(5)- الوسائل (ج 2) كتاب الحج أبواب الذبح باب 10. البحار ج 21: 64 البرهان ج 1: 198.

(6)- الحصبة و يقال المحصب شعب بين مكة و منى مخرجه إلى الأبطح و قيل هو ما بين الجبل الذي عنده مقابر مكة و الجبل الذي يقابله سمي به لاجتماع الحصباء و هي الحصى المحمولة بالسيل فيه و يقال للنزول فيه التحصيب و في المحكي عن المصباح للشيخ أن التحصيب النزول في مسجد الحصبة و قيل إن هذا المسجد غير معروف الآن بل الظاهر اندراسه من قرب زمن الشيخ و يوم الحصبة يوم الرابع عشر.

 

91
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 196] ص : 87

قال عبد الله بن الحسن قال: و أي شي‏ء قال قال: يصوم أيام التشريق قال: إن جعفرا ع كان يقول: إن رسول الله ص أمر بلالا ينادي- أن هذه أيام أكل و شرب و لا يصومن أحد، فقال: يا أبا الحسن إن الله قال: «فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ‏» قال: كان جعفر ع يقول: و ذو القعدة و ذو الحجة كلتين أشهر الحج‏ «1».

237 عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا تمتع بالعمرة إلى الحج و لم يكن معه هدي- صام قبل يوم التروية و يوم التروية و يوم عرفة، فإن لم يصم هذه الأيام صام بمكة فإن أعجلوا صام في الطريق، و إن أقام بمكة قدر مسيره إلى منزله- فشاء أن يصوم السبعة الأيام فعل‏ «2».

238 عن ربعي بن عبد الله بن الجارود عن أبي الحسن ع قال‏ سألته عن قول الله «فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِ‏» قال قبل التروية يصوم و يوم التروية و يوم عرفة، فمن فاته ذلك فليقض ذلك في بقية ذي الحجة، فإن الله يقول في كتابه «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ‏» «3».

239 عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ‏» قال: إذا رجعت إلى أهلك‏ «4».

240 عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع‏ فيمن لم يصم الثلاثة

______________________________
(1)- البحار ج 21: 67. البرهان ج 1: 198.

(2)- البحار ج 21: 67. البرهان ج 1: 198. و نقله المحدث الحر العاملي (ره) في الوسائل (ج 2 كتاب الحج أبواب الذبائح باب 49) عن تفسير العياشي لكن فيه «حذيفة بن منصور عن أبي عبد الله (ع) اه» بدل «منصور بن حازم» فيحتمل التعدد أو التصحيف.

(3)- البحار ج 21: 67 البرهان ج 1: 198. الوسائل (ج 2) أبواب الذبح باب 45.

(4)- الوسائل (ج 2) أبواب الذبائح باب 45. البحار ج 21: 68. البرهان ج 1: 198.

 

92
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 196] ص : 87

الأيام في ذي الحجة حتى يهل الهلال، قال: عليه دم- لأن الله يقول: «فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِ‏» في ذي الحجة قال ابن أبي عمير: و سقط عنه السبعة الأيام‏ «1».

241 عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر قال‏ سألته عن صوم ثلاثة أيام في الحج و السبعة- أ يصومها متوالية أم يفرق بينهما قال: يصوم الثلاثة لا يفرق بينهما و لا يجمع الثلاثة و السبعة جميعا «2».

242 عن علي بن جعفر عن أخيه قال‏ سألته عن صوم الثلاثة الأيام في الحج و السبعة- أ يصومها متوالية أو يفرق بينهما قال: يصوم الثلاثة و السبعة لا يفرق بينها- و لا يجمع السبعة و الثلاثة جميعا «3».

243 عن عبد الرحمن بن محمد العزرمي عن أبي عبد الله ع عن أبيه عن علي ع‏ في صيام ثلاثة أيام في الحج- قال: قبل التروية بيوم و يوم التروية و يوم عرفة فإن فاته ذلك تسحر ليلة الحصبة «4».

244 عن غياث بن إبراهيم عن أبيه عن علي ع قال‏ صيام ثلاثة أيام في الحج قبل التروية بيوم- و يوم التروية و يوم عرفة فإن فاته ذلك تسحر ليلة الحصبة، فصيام ثلاثة أيام و سبعة إذا رجع‏ «5».

245 و قال: قال علي ع‏ إذا فات الرجل الصيام فليبدأ صيامه من ليلة النفر «6».

246 عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي ع قال‏ يصوم المتمتع قبل التروية بيوم- و يوم التروية و يوم عرفة فإن فاته أن يصوم ثلاثة أيام في الحج و لم يكن عنده دم- صام إذا انقضت أيام التشريق، فيتسحر ليلة الحصبة ثم يصبح صائما «7».

247 عن حريز عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‏» قال: هو لأهل مكة ليست لهم متعة و لا عليهم عمرة- قلت: و ما حد ذلك قال: ثمانية و أربعين ميلا من نواحي مكة، كل شي‏ء دون‏

______________________________
(1)- الوسائل (ج 2) أبواب الذبائح باب 45- 46. البحار ج 21: 68 ج 2:

198 و كتب في هامش نسخة الأصل بعد ذكر الحديث الأخير «كذا في النسخ و الظاهر أنه مكرر».

(2)- الوسائل (ج 2) أبواب الذبائح باب 45- 46. البحار ج 21: 68 ج 2:

198 و كتب في هامش نسخة الأصل بعد ذكر الحديث الأخير «كذا في النسخ و الظاهر أنه مكرر».

(3)- الوسائل (ج 2) أبواب الذبائح باب 45- 46. البحار ج 21: 68 ج 2:

198 و كتب في هامش نسخة الأصل بعد ذكر الحديث الأخير «كذا في النسخ و الظاهر أنه مكرر».

(4)- البحار ج 21: 68. البرهان ج 1: 198. الوسائل (ج 2) أبواب الذبائح باب 45.

(5)- البحار ج 21: 68. البرهان ج 1: 198. الوسائل (ج 2) أبواب الذبائح باب 45.

(6)- البحار ج 21: 68. البرهان ج 1: 198. الوسائل (ج 2) أبواب الذبائح باب 45.

(7)- البحار ج 21: 68. البرهان ج 1: 198. الوسائل (ج 2) أبواب الذبائح باب 45.

 

93
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 197] ص : 94

عسفان و دون ذات عرق‏ «1» فهو من حاضري المسجد الحرام‏ «2».

248 عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله‏ في «حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‏» قال: دون المواقيت إلى مكة فهم من حاضري المسجد الحرام و ليس لهم متعة «3».

249 عن علي بن جعفر عن أخيه موسى قال‏ سألته عن أهل مكة هل يصلح لهم أن يتمتعوا في العمرة إلى الحج قال: لا يصلح لأهل مكة المتعة، و ذلك قول الله «ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‏» «4».

250 عن سعيد الأعرج عنه قال‏ ليس لأهل سرف و لا لأهل مر «5» و لا لأهل مكة متعة- يقول الله: «ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‏» «6».

251 عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ‏» هو شوال و ذو القعدة و ذو الحجة «7».

252 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ‏» قال: شوال و ذو القعدة و ذو الحجة، و ليس لأحد أن يحرم بالحج فيما سواهن‏ «8».

253 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَ‏» قال: الأهلة «9».

254 عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال‏ في قول الله «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَ‏» و الفرض فرض الحج التلبية و الإشعار و التقليد- فأي ذلك فعل فقد فرض الحج، و لا يفرض الحج- إلا في هذه الشهور التي قال الله «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ‏» و هي شوال و ذو القعدة و ذو الحجة «10».

______________________________
(1)- عسفان بضم العين: موضع بين مكة و الجحفة. و ذات عرق أول تهامة و آخر العقيق و هو عن مكة نحوا من مرحلتين.

(2)- البرهان ج 1: 198. البحار ج 21: 10.

(3)- البرهان ج 1: 198. البحار ج 21: 10.

(4)- البرهان ج 1: 198. البحار ج 21: 10.

(5)- سرف ككتف: موضع على ستة أميال من مكة و قيل سبعة و تسعة و اثنى عشر. و مر- بفتح الميم-: موضع بينه و بين مكة خمسة أميال.

(6)- البحار ج 21: 20 البرهان ج 1: 199.

(7)- البحار ج 21: 30. البرهان ج 1: 200.

(8)- البرهان ج 1: 198. البحار ج 21: 10.

(9)- البرهان ج 1: 198. البحار ج 21: 10.

(10). البرهان ج 1: 198. البحار ج 21: 10.

94
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 197] ص : 94

255 عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن قال‏ من جادل في الحج فعليه إطعام ستة مساكين- لكل مسكين نصف صاع إن كان صادقا أو كاذبا، فإن عاد مرتين فعلى الصادق شاة، و على الكاذب بقرة، لأن الله عز و جل يقول: «لا جِدالَ فِي الْحَجِ‏ و لا رفث و لا فسوق» و الرفث الجماع، و الفسوق الكذب، و الجدال قول الرجل لا و الله و بلى و الله و المفاخرة «1».

256 عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال‏ قول الله «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَجِ‏» و الرفث هو الجماع و الفسوق الكذب و السباب- و الجدال قول الرجل لا و الله و بلى و الله [و المفاخرة] «2».

257 عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَجِ‏» قال: يا محمد إن الله اشترط على الناس شرطا- و شرط لهم شرطا، فمن وفى لله وفى الله له، قلت: فما الذي اشترط عليهم و ما الذي شرط لهم قال: أما الذي اشترط عليهم- فإنه قال: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَجِ‏» و أما ما شرط لهم فإنه قال: «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ- لِمَنِ اتَّقى‏» قال:

يرجع لا ذنب له‏ «3».

258 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا حلف ثلاث أيمان متتابعات صادقا- فقد جادل فعليه دم، و إذا حلف بواحدة كاذبا فقد جادل فعليه دم‏ «4».

259 عن محمد بن مسلم عن أحدهما عن رجل محرم قال لرجل: لا لعمري- قال ليس ذلك بجدال إنما الجدال و الله و بلى و الله‏ «5».

______________________________
(1)- الوسائل (ج 2) كتاب الحج أبواب بقية الكفارات باب 1. البحار ج 21: 40 البرهان ج 1: 200.

(2)- الصافي ج 1: 176. البحار ج 21: 40 البرهان ج 1: 300.

(3)- البحار ج 21: 40. البرهان ج 1: 200- 201.

(4)- البحار ج 21: 40. البرهان ج 1: 200- 201.

(5)- البحار ج 21: 40. البرهان ج 1: 200- 201.

95
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 198] ص : 96

260 عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَجِ‏» فقال: يا محمد إن الله اشترط على الناس و شرط لهم- فمن وفى لله وفى الله له- قال: قلت: ما الذي اشترط عليهم و شرط لهم قال: أما الذي اشترط في الحج- فإنه قال: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ- فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَجِ‏» و أما الذي شرط لهم- فإنه قال: «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ- لِمَنِ اتَّقى‏» يرجع لا ذنب له- قلت: أ رأيت من ابتلي بالرفث- و الرفث هو الجماع ما عليه قال: يسوق الهدي و يفرق ما بينه و بين أهله- حتى يقضيان المناسك- و حتى يعودا إلى المكان الذي أصابا فيه ما أصابا- قلت:

أ رأيت إن أراد أن يرجعا- في غير ذلك الطريق الذي ابتلي فيه قال فليجتمعا إذا قضيا المناسك، قلت: فمن ابتلي بالفسوق- و الفسوق الكذب فلم يجعل له حدا قال يستغفر الله و يلبي، قلت: فمن ابتلي بالجدال و الجدال قول الرجل: لا و الله و بلى و الله ما عليه قال: إذا جادل قوما مرتين فعلى المصيب دم شاة- و على المخطئ دم بقرة «1».

261 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ عن الرجل المحرم قال لأخيه: لا لعمري- قال: ليس هذا بجدال إنما الجدال لا و الله و بلى و الله‏ «2».

262 عن عمر بن يزيد بياع السابر عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ‏» يعني الرزق إذا أحل الرجل من إحرامه و قضى نسكه فليشتر و ليبع في الموسم‏ «3».

263 عن زيد الشحام عن أبي عبد الله قال‏ سألته عن قول الله «أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ‏» قال: أولئك قريش كانوا يقولون: نحن أولى الناس بالبيت و لا يفيضون إلا من المزدلفة، فأمرهم الله يفيضوا من عرفة «4».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 201. البحار ج 21: 40.

(2)- البرهان ج 1: 201. البحار ج 21: 40.

(3)- البرهان ج 1: 201. البحار ج 21: 88.

(4)- الوسائل (ج 2) أبواب إحرام الحج باب 19. البحار ج 21: 88 البرهان ج 1:

201. الصافي ج 1: 177.

96
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 199] ص : 96

264 عن رفاعة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ‏» قال: إن أهل الحرم كانوا يقفون على المشعر الحرام و يقف الناس بعرفة و لا يفيضون حتى يطلع عليهم أهل عرفة، و كان رجلا يكنى أبا سيار و كان له حمار فاره‏ «1» و كان يسبق أهل عرفة فإذا طلع عليهم قالوا: هذا أبو سيار، ثم أفاضوا فأمرهم الله أن يقفوا بعرفة و أن يفيضوا منه‏ «2».

265 عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ‏» قال: يعني إبراهيم و إسماعيل‏ «3».

266 عن علي‏ «4» قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ‏» قال: كانت قريش يفيض من المزدلفة في الجاهلية يقولون: نحن أولى بالبيت من الناس، فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفة «5».

267 و في رواية أخرى‏ «6» عن أبي عبد الله ع قال‏ إن قريشا كان تفيض من جمع و مضر و ربيعة من عرفات‏ «7».

268 عن أبي الصباح عن أبي عبد الله ع‏ قال إن إبراهيم أخرج إسماعيل إلى الموقف فأفاضا منه- ثم إن الناس كانوا يفيضون منه حتى إذا كثرت قريش قالوا لا نفيض من حيث أفاض الناس- و كانت قريش تفيض من المزدلفة و منعوا الناس أن يفيضوا معهم إلا من عرفات، فلما بعث الله محمدا عليه الصلاة و السلام أمره أن يفيض‏ مِنْ حَيْثُ أَفاضَ‏

______________________________
(1)- دابة فارهة: نشيطة قوية من الفره بمعنى النشاط و لا يقال للفرس فاره إنما يقال في البغل و الحمار و غير ذلك.

(2)- البحار ج 21: 59. البرهان ج 1: 202. الوسائل (ج 2) أبواب إحرام الحج باب 19. و نقل الخبر الأخير في الصافي (ج 1: 177) عن الكتاب أيضا.

(3)- البحار ج 21: 59. البرهان ج 1: 202. الوسائل (ج 2) أبواب إحرام الحج باب 19. و نقل الخبر الأخير في الصافي (ج 1: 177) عن الكتاب أيضا.

(4)- و في نسخة الوسائل «عن علي بن زياد قال سألت اه».

(5)- الوسائل (ج 2) أبواب إحرام الحج باب 19. البحار ج 21: 59. البرهان ج 1: 202.

(6)- و في نسخة البرهان «و في رواية حريز» مكان «و في رواية أخرى». الوسائل (ج 2) أبواب إحرام الحج باب 19. البحار ج 21: 59. البرهان ج 1: 202.

(7)- الوسائل (ج 2) أبواب إحرام الحج باب 19. البحار ج 21: 59. البرهان ج 1: 202.

 

97
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 200] ص : 98

النَّاسُ‏، و عنى بذلك إبراهيم و إسماعيل ع‏ «1».

269 عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ‏» قال هم أهل اليمن‏ «2».

270 عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا جعفر ع في قول الله «فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» قال: كان الرجل في الجاهلية يقول: كان أبي و كان أبي فأنزلت هذه الآية في ذلك‏ «3».

271 عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع و الحسين‏ «4» عن فضالة بن أيوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قول الله مثله سواء، أي كانوا يفتخرون بآبائهم- يقولون أبي الذي حمل الديات و الذي قاتل كذا و كذا- إذا قاموا بمنى بعد النحر و كانوا يقولون أيضا- يحلفون بآبائهم- لا و أبي و لا و أبي‏ «5».

272 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ قال سألته عن قوله «فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» قال إن أهل الجاهلية كان من قولهم كلا و أبيك، بلى و أبيك، فأمروا أن يقولوا لا و الله و بلى و الله‏ «6».

273 و روى محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» قال: كان الرجل يقول: كان أبي و كان أبي- فنزلت عليهم في ذلك‏ «7».

274 عن عبد الأعلى قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً- وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ» قال رضوان الله و الجنة في الآخرة- و السعة في المعيشة و حسن الخلق في الدنيا «8».

______________________________
(1)- الوسائل (ج 2) أبواب إحرام الحج باب 19. البحار ج 21: 49. البرهان ج 1: 202.

(2)- الوسائل (ج 2) أبواب إحرام الحج باب 19. البحار ج 21: 49. البرهان ج 1: 202.

(3)- الوسائل (ج 2) أبواب إحرام الحج باب 19. البحار ج 21: 49. البرهان ج 1: 202.

(4)- و هو الحسين بن السعيد كما صرح به في نسخة الوسائل.

(5)- الوسائل (ج 2) أبواب العود إلى منى باب 9. البحار ج 21: 72. البرهان ج 1: 203.

(6)- الوسائل (ج 2) أبواب العود إلى منى باب 9. البحار ج 21: 72. البرهان ج 1: 203.

(7)- البحار ج 21: 72. البرهان ج 1: 203.

(8)- البرهان ج 1: 203. الصافي ج 1: 179.

98
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 203] ص : 99

275 عن عبد الأعلى عن أبي عبد الله ع‏ قال: رضوان الله و التوسعة في المعيشة و حسن الصحبة و في الآخرة الجنة «1».

276 عن رفاعة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن الأيام المعدودات- قال:

هي أيام التشريق‏ «2».

277 عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال: المعدودات و المعلومات هي واحدة أيام التشريق‏ «3».

278 عن حماد بن عيسى قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ قال علي ع: في قول الله «وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ‏» قال أيام‏ «4» التشريق‏ «5».

279 عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ‏» قال: التكبير في أيام التشريق في دبر الصلاة «6».

280 عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع‏ في قوله «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ- لِمَنِ اتَّقى‏» منهم الصيد و اتقى الرفث و الفسوق و الجدال- و ما حرم الله عليه في إحرامه‏ «7».

281 عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ- وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ‏» قال: يرجع مغفورا له لا ذنب له‏ «8».

282 عن أبي أيوب الخزاز قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: إنا نريد أن نتعجل‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 203.

(2)- البرهان ج 1: 203. البحار ج 21: 71. الوسائل (ج 2) أبواب العود إلى منى باب 9.

(3)- البحار ج 21: 71. البرهان ج 1: 204.

(4)- و في نسخه البرهان «قال: التكبير في أيام التشريق في دبر الصلوات». البحار ج 21: 71. البرهان ج 1: 204.

(5)- البحار ج 21: 71. البرهان ج 1: 204.

(6)- البحار ج 21: 71. البرهان ج 1: 204.

(7)- البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205.

(8)- البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205.

 

99
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 204] ص : 100

فقال: لا تنفروا في اليوم الثاني حتى تزول الشمس، فأما اليوم الثالث فإذا انتصف فانفروا- فإن الله يقول: «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ‏» فلو سكت لم يبق أحد إلا يعجل- و لكنه قال جل و عز «وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ‏» «1».

283 عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال‏ إن العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجا لا يخطو خطوة- و لا يخطو به راحلته إلا كتب الله له بها حسنة، و محا عنه سيئة، و رفع له بها درجة، فإذا وقف بعرفات فلو كانت له ذنوب عدد الثرى- رجع كما ولدته أمه، فقال له: استأنف العمل يقول الله: «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى‏» «2».

284 عن أبي بصير في رواية أخرى نحوه‏، و زاد فيه فإذا حلق رأسه لم يسقط شعره- إلا جعل الله لها بها نورا يوم القيامة، و ما أنفق من نفقة كتبت له، فإذا طاف بالبيت رجع كما ولدته أمه‏ «3».

285 عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع‏ في قوله «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ‏» الآية- قال: أنتم و الله هم، إن رسول الله ص قال: لا يثبت على ولاية علي ع إلا المتقون‏ «4».

286 عن حماد عنه‏ في قوله «لِمَنِ اتَّقى‏» الصيد- فإن ابتلي شي‏ء من الصيد ففداه فليس له أن ينفر في يومين‏ «5».

287 عن الحسين بن بشار قال‏ سألت أبا الحسن ع عن قول الله «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» قال: فلان و فلان، «وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ‏» النسل هم الذرية و الحرث الزرع‏ «6».

288 عن زرارة عن أبي جعفر ع و أبي عبد الله ع قال‏ سألتهما عن قوله‏

______________________________
(1)- البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205.

(2)- البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205.

(3)- البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205.

(4)- الصافي ج 1: 180. البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205.

(5)- البحار ج 21: 73. البرهان ج 1: 205.

(6)- البحار ج 4: 54. البرهان ج 1: 205. الصافي ج 1: 181 و قال الفيض «ره» تشمل عامة المنافقين و إن نزلت خاصة.

 

100
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 207] ص : 101

«وَ إِذا تَوَلَّى سَعى‏ فِي الْأَرْضِ‏» إلى آخر الآية- فقال: النسل: الولد، و الحرث الأرض‏ «1».

289 و قال أبو عبد الله‏ الحرث الذرية «2».

290 عن أبي إسحاق السبيعي عن أمير المؤمنين علي ع‏ في قوله «وَ إِذا تَوَلَّى سَعى‏ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها- وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ‏» بظلمه و سوء سيرته‏ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ «3».

291 عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع قال‏ إن الله يقول في كتابه «وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ‏» بل هم يختصمون- قال: قلت ما ألد قال: شديد الخصومة «4».

292 عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ أما قوله: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ- وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ» فإنها أنزلت في علي بن أبي طالب ع حين بذل نفسه لله و لرسوله ليلة- اضطجع على فراش رسول الله ص لما طلبته كفار قريش‏ «5».

293 عن ابن عباس قال‏ شرى علي ع بنفسه، لبس ثوب النبي ص ثم نام مكانه فكان المشركون يرمون رسول الله ص قال: فجاء أبو بكر و علي ع نائم- و أبو بكر يحسب أنه نبي الله، فقال: أين نبي الله فقال علي: إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون‏ «6» فأدرك- قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار- و جعل ع يرمي بالحجارة كما كان يرمي رسول الله ص و هو يتضور قد لف رأسه- فقالوا إنك لكنه كان صاحبك لا يتضور- قد استنكرنا ذلك‏ «7».

______________________________
(1)- البحار ج 4: 54. البرهان ج 1: 205. و نقل الفيض «ره) الخبر الأخير في الصافي (ج 1: 181) عن هذا الكتاب ثم قال: و منه أن يمنع الله بشؤم ظلمه المطر فيهلك الحرث و النسل إلى غير ذلك من نتائج الظلم.

(2)- البحار ج 4: 54. البرهان ج 1: 205. و نقل الفيض «ره) الخبر الأخير في الصافي (ج 1: 181) عن هذا الكتاب ثم قال: و منه أن يمنع الله بشؤم ظلمه المطر فيهلك الحرث و النسل إلى غير ذلك من نتائج الظلم.

(3)- البحار ج 4: 54. البرهان ج 1: 205. و نقل الفيض «ره) الخبر الأخير في الصافي (ج 1: 181) عن هذا الكتاب ثم قال: و منه أن يمنع الله بشؤم ظلمه المطر فيهلك الحرث و النسل إلى غير ذلك من نتائج الظلم.

(4)- البحار ج 4: 45. البرهان ج 1: 205.

(5)- البحار ج 7: 123 البرهان ج 1: 208.

(6)- بئر ميمون‏بمكة، منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر الحضرمي.

(7)- البحار ج 7: 123. البرهان ج 1: 208. ثم إنه قد اختلفت النسخ هاهنا ففي بعضها «قد استكثرنا ذلك منك» و في آخر «قد استكبرنا ذلك» و في المحكي عن كتاب مسند أحمد بن حنبل هكذا «فقالوا إنك للئيم كان صاحبك نراميه فلا يتضور و أنت تتضور و قد استنكرنا ذلك اه».

و التضور: التلوي و الصياح من وجع الضرب و قيل: تتضور تظهر الضور بمعنى الضر و قال أبو العباس: التضور: التضعف.

101
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 208] ص : 102

294 عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً- وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ‏» قال: أ تدري ما السلم قال: قلت أنت أعلم، قال: ولاية علي و الأئمة الأوصياء من بعده، قال: و خطوات الشيطان و الله ولاية فلان و فلان‏ «1».

295 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالوا سألناهما عن قول الله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً» قال: أمروا بمعرفتنا «2».

296 عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً- وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ‏» قال: السلم هم آل محمد ص أمر الله بالدخول فيه‏ «3».

297 عن أبي بكر الكلبي عن جعفر عن أبيه ع‏ في قوله: «ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً» هو ولايتنا «4».

298 و روى جابر عن أبي جعفر ع قال‏ السلم هو آل محمد أمر الله بالدخول فيه، و هم حبل الله الذي أمر بالاعتصام به قال الله: «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا» «5».

299 و في رواية أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ‏» قال: هي ولاية الثاني و الأول‏ «6».

300 عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين ع‏ ألا إن العلم الذي هبط به آدم و جميع ما فضلت به النبيون- إلى خاتم النبيين و المرسلين- في عترة خاتم النبيين و المرسلين، فأين يتاه بكم‏ «7» و أين‏

______________________________
(1)- إثبات الهداة ج 3: 45. البحار ج 7: 123. البرهان ج 1: 208 الصافي ج 1: 182.

(2)- البحار ج 7: 123. البرهان ج 1: 208. الصافي ج 1: 183. إثبات الهداة ج 3: 45. البحار ج 7: 123. البرهان ج 1: 208 الصافي ج 1: 182.

(3)- البحار ج 7: 123. البرهان ج 1: 208. الصافي ج 1: 183. إثبات الهداة ج 3: 45. البحار ج 7: 123. البرهان ج 1: 208 الصافي ج 1: 182.

(4)- البحار ج 7: 123. البرهان ج 1: 208 الصافي ج 1: 182.

(5)- البرهان ج 1: 208.

(6)- البرهان ج 1: 208.

(7)- تاه تيها: ضل.

 

102
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 210] ص : 103

تذهبون، يا معاشر من فسخ من أصلاب أصحاب السفينة، فهذا مثل ما فيكم فكما نجا في هاتيك منهم من نجا- و كذلك ينجو في هذه منكم من نجا و رهن ذمتي، و ويل لمن تخلف عنهم إنهم فيكم كأصحاب الكهف، و مثلهم باب حطة، و هم باب السلم ف ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً- وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ‏ «1».

301 عن جابر قال: قال أبو جعفر ع‏ في قول الله تعالى «فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ» قال: ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيها، هو حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل‏ «2».

302 عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ قال يا أبا حمزة كأني بقائم أهل بيتي قد علا نجفكم، فإذا علا فوق نجفكم نشر راية رسول الله ص، فإذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر «3».

303 و قال أبو جعفر ع‏ إنه نازل في قباب من نور- حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق فهذا حين ينزل- و أما «قُضِيَ الْأَمْرُ» فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر «4».

304 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ» فمنهم من آمن و منهم من جحد و منهم من أقر- و منهم من أنكر و منهم‏ مَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ‏ «5».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 208- 209 الصافي ج 1: 183.

(2)- البرهان ج 1: 208- 209 الصافي ج 1: 183.

(3)- البرهان ج 1: 208- 209 الصافي ج 1: 183. إثبات الهداة ج 7: 95.

(4)- البرهان ج 1: 209. الصافي ج 1: 183 و قال الفيض «ره» لعل المراد أنه ينزل على أمر يفرق به بين المؤمن و الكافر و أن المعنى بقضاء الأمر امتياز أحدهما عن الآخر بوسمة على خرطوم الكافر و ذلك في الرجعة.

(5)- البحار ج 4: 54 البرهان ج 1: 209. الصافي ج 1: 183 و قد اختلفت النسخ ففي البحار وقف على قوله «من أنكر» و لم يذكر ما بعده و في البرهان «من بدل» مكان «من أقر» و قال الفيض «ره» بعد نقل الخبر عن الكافي على لفظ «بدل» و أورد العياشي «أنكر» مكان «بدل».

103
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 213] ص : 104

305 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله «كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ‏» قال: كانوا ضلالا فبعث الله فيهم أنبياء- و لو سألت الناس لقالوا: قد فرغ من الأمر «1».

306 عن يعقوب بن شعيب قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً» قال: كان هذا قبل نوح أمة واحدة فبدا لله- فأرسل الرسل قبل نوح، قلت:

أ على هدى كانوا أم على ضلالة قال: بل كانوا ضلالا، كانوا لا مؤمنين و لا كافرين و لا مشركين‏ «2».

307 عن يعقوب بن شعيب قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن هذه الآية «كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً» قال: قبل آدم و بعد نوح ضلالا- فبدا لله‏ فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ‏، أما إنك إن لقيت هؤلاء قالوا: إن ذلك لم يزل- و كذبوا إنما هو شي‏ء بدا الله فيه‏ «3».

308 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً- فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ‏» فقال: أبيات كان هذا قبل نوح كانوا ضلالا- فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين‏ «4».

309 عن مسعدة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً- فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ‏» فقال: كان ذلك قبل نوح، قيل: فعلى هدى كانوا قال:

بل كانوا ضلالا، و ذلك أنه لما انقرض آدم و صلح ذريته بقي شيث وصيه- لا يقدر على إظهار دين الله الذي- كان عليه آدم و صالح ذريته، و ذلك أن قابيل تواعده بالقتل كما قتل أخاه هابيل، فسار فيهم بالتقية و الكتمان، فازدادوا كل يوم ضلالا- حتى لم يبق على الأرض معهم إلا من هو سلف- و لحق الوصي بجزيرة في البحر يعبد الله، فبدا لله تبارك و تعالى أن يبعث الرسل- و لو سئل هؤلاء الجهال لقالوا قد فرغ من الأمر و كذبوا

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 120.

(2)- الصافي ج 1: 184.

(3)- البرهان ج 1: 210.

(4)- البرهان ج 1: 210.

 

104
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 214] ص : 105

إنما [هي‏] شي‏ء يحكم به الله في كل عام، ثم قرأ «فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‏» فيحكم الله تبارك و تعالى- ما يكون في تلك السنة من شدة- أو رخاء أو مطر أو غير ذلك قلت: أ فضلالا كانوا قبل النبيين أم على هدى قال: لم يكونوا على هدى- كانوا على فطرة الله التي فطرهم عليها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ‏، و لم يكونوا ليهتدوا حتى يهديهم الله- أ ما تسمع يقول إبراهيم «لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ‏» أي ناسيا للميثاق‏ «1».

310 عن محمد بن سنان قال: حدثني المعافي بن إسماعيل قال‏ لما قتل الوليد «2» خرج من هذه العصابة نفر بحيث أحدث القوم‏ «3» قال: فدخلنا على أبي عبد الله ع فقال: ما الذي أخرجكم من غير الحج و العمرة قال: فقال القائل منهم الذي شتت الله من كلمة أهل الشام و قتلهم خليفتهم، و اختلافهم فيما بينهم- قال: قال ما تجدون أعينكم إليهم فأقبل يذكر حالاتهم- أ ليس الرجل منكم يخرج من بيته إلى سوقه فيقضي حوائجه- ثم يرجع لم يختلف إن كان لمن كان قبلكم- أتى هو على مثل ما أنتم عليه ليؤخذ الرجل منهم، فيقطع يديه و رجليه و ينشر بالمناشير «4» و يصلب على جذع النخلة و لا يدع ما كان عليه، ثم ترك هذا الكلام ثم انصرف إلى آية من كتاب الله «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ- مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا- حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى‏ نَصْرُ اللَّهِ- أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ‏» «5».

311 حمدويه عن محمد بن عيسى قال: سمعته يقول‏ كتب إليه إبراهيم بن عنبسة

______________________________
(1)- الصافي ج 1: 184. البرهان ج 1: 210.

(2)- و هو و ليد بن يزيد بن عبد الملك الأموي و كان فاسقا شريبا للخمر منتهكا حرمات الله أراد الحج ليشرب فوق ظهر الكعبة فمقته الناس لفسقه و خرجوا عليه فقتل.

(3)- كذا في النسخ.

(4)- و في بعض النسخ «و نشر بالمنشار».

(5)- البرهان ج 1: 210.

 

105
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 219] ص : 105

يعني إلى علي بن محمد ع إن رأى سيدي و مولاي أن يخبرني عن قول الله «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ» الآية- فما الميسر «1» جعلت فداك فكتب كل ما قومر به فهو الميسر و كل مسكر حرام‏ «2».

312 الحسين عن موسى بن القاسم البجلي‏ «3» عن محمد بن علي بن جعفر بن محمد عن أبيه عن أخيه موسى عن أبيه جعفر ع قال‏ النرد و الشطرنج من الميسر «4».

313 عن عامر بن السمط عن علي بن الحسين ع قال‏ الخمر من ستة أشياء التمر و الزبيب، و الحنطة. و الشعير، و العسل، و الذرة «5».

314 عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قوله «يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ» قال: العفو الوسط «6».

315 عن عبد الرحمن قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قوله: «يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ» قال: «الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا- وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً» قال: هذه بعد هذه هي الوسط «7».

316 عن يوسف عن أبي عبد الله ع أو أبي جعفر ع‏ في قول الله «يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ» قال: الكفاف‏ «8».

317 و في رواية أبي بصير القصد «9».

______________________________
(1)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخة الوسائل و لكن في نسختي الأصل و البرهان «فما المنفعة» عوض «فما الميسر».

(2)- الوسائل «ج 2» أبواب ما يكتسب به باب 102. البرهان ج 1: 212.

(3)- و في نسخة الوسائل «موسى بن عمر» و لكن الظاهر هو المختار في المتن.

(4)- الوسائل (ج 4) أبواب ما يكتسب به باب 102. البرهان ج 1: 212.

(5)- البرهان ج 1: 212.

(6)- الوسائل (ج 3) أبواب النفقات باب 25. البرهان ج 1: 212. الصافي ج 1: 189.

(7)- الوسائل (ج 3) أبواب النفقات باب 25. البرهان ج 1: 212.

(8)- الوسائل (ج 3) أبواب النفقات باب 25. البرهان ج 1: 212.

(9)- الوسائل (ج 3) أبواب النفقات باب 25. البرهان ج 1: 212.

106
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 220] ص : 107

318 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله تبارك و تعالى «وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ‏» قال: تخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم- و تخرج من مالك قدر ما يكفيك، قال: قلت: أ رأيت أيتام صغار و كبار «1» و بعضهم أعلى في الكسوة من بعض فقال: أما الكسوة فعلى كل إنسان من كسوته، و أما الطعام فاجعله جميعا فأما الصغير فإنه أوشك أن يأكل كما يأكل الكبير «2».

319 عن سماعة عن أبي عبد الله أو أبي الحسن ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ‏» قال: يعني اليتامى- يقول: إذا كان الرجل يلي يتامى و هو في حجره، فليخرج من ماله على قدر ما يخرج لكل إنسان منهم- فيخالطهم فيأكلون جميعا- و لا يرزأن‏ «3» من أموالهم شيئا فإنما هو نار «4».

320 عن الكاهلي قال‏ كنت عند أبي عبد الله ع فسأله رجل ضرير البصر- فقال إنا ندخل على أخ لنا في بيت أيتام معهم خادم لهم، فنقعد على بساطهم و نشرب من مائهم، و يخدمنا خادمهم، و ربما أطعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا و فيه من طعامهم فما ترى أصلحك الله فقال: قد قال الله «بَلِ الْإِنْسانُ عَلى‏ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ» فأنتم لا يخفى عليكم- و قد قال الله «وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ‏» إلى «لَأَعْنَتَكُمْ‏» ثم قال: إن يكن دخولكم عليهم فيه منفعة لهم فلا بأس، و إن كان فيه ضرر فلا «5».

321 عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ جاء رجل إلى النبي ص فقال:

يا رسول الله إن أخي هلك و ترك أيتاما و لهم ماشية فما يحل لي منها فقال رسول الله ص: إن كنت تليط حوضها و ترد ناديتها «6» و تقوم على رعيتها فاشرب من ألبانها

______________________________
(1)- و في رواية الكليني «ره ( «أ رأيت إن كانوا يتامى صغارا و كبارا اه».

(2)- البحار ج 16 121. البرهان ج 1: 213. الصافي ج 1: 189.

(3)- لا يرزأن بتقديم المهملة أي لا ينقصن و لا يصيبن منها شيئا.

(4)- البحار ج 16: 121. البرهان ج 1 213.

(5)- البحار ج 16: 121. الصافي ج 1: 189. البرهان ج 1: 213.

(6)- لاط الحوض: مدره لئلا ينشف الماء. و النادية: النوق المتفرقة.

 

107
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 220] ص : 107

غير مجتهد «1» و لا ضار بالولد وَ اللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ‏ «2».

322 عن محمد بن مسلم قال‏ سألته عن الرجل بيده الماشية لابن أخ له يتيم في حجره- أ يخلط أمرها بأمر ماشيته قال: فإن كان يليط حوضها و يقوم على هنأتها «3» و يرد نادتها- فليشرب عن ألبانها غير مجتهد للحلاب و لا مضر بالولد، ثم قال: «مَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ- وَ مَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ‏ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ‏» «4».

323 عن محمد الحلبي قال‏ قلت لأبي عبد الله ع قول الله «وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ‏» قال تخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم- و تخرج من مالك قدر ما يكفيك ثم تنفقه‏ «5».

عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ مثله‏ «6».

324 عن علي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله في اليتامى «وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ‏» قال: يكون لهم التمر و اللبن- و يكون لك مثله على قدر ما يكفيك و يكفيهم، و لا يخفى على الله المفسد من المصلح‏ «7».

325 عن عبد الرحمن بن حجاج عن أبي الحسن موسى ع قال‏ قلت له يكون لليتيم عندي الشي‏ء- و هو في حجري أنفق عليه منه- و ربما أصبت‏ «8» مما يكون له من الطعام- و ما يكون مني إليه أكثر فقال: لا بأس بذلك إن الله‏ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ‏ «9».

______________________________
(1)- أي غير مبالغ في الحلب. و يحتمل أيضا كونه تصحيف «منهك» كما في رواية الطبرسي «ره» في كتاب مجمع البيان في سورة النساء و ظاهر نسخة الوسائل أيضا و هو من نهك الضرع: استوفى جميع ما فيه.

(2)- البحار ج 16: 121. البرهان ج 1: 214. الوسائل (ج 2) أبواب ما يكتسب به باب 68.

(3)- من هنأ الإبل: طلاها بالهناء أي القطران. البحار ج 16: 121. البرهان ج 1: 214. الوسائل (ج 2) أبواب ما يكتسب به باب 68.

(4)- البحار ج 16: 121. البرهان ج 1: 214. الوسائل (ج 2) أبواب ما يكتسب به باب 68.

(5)- البحار ج 16: 121. البرهان ج 1: 214.

(6)- البحار ج 16: 121. البرهان ج 1: 214.

(7)- الوسائل (ج 2) أبواب ما يكتسب به باب 69. البحار ج 16: 122. البرهان ج 1: 214.

(8)- و في نسختي البرهان و الوسائل «أصيب» بدل «أصبت». الوسائل (ج 2) أبواب ما يكتسب به باب 69. البحار ج 16: 122. البرهان ج 1: 214.

(9)- الوسائل (ج 2) أبواب ما يكتسب به باب 69. البحار ج 16: 122. البرهان ج 1: 214.

108
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 222] ص : 109

326 عن جميل قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ كان الناس يستنجون بالحجارة و الكرسف‏ «1» ثم أحدث الوضوء «2» و هو خلق حسن- فأمر به رسول الله ص [و صنعه‏] و أنزله الله في كتابه «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ‏ « «3».

327 عن سلام قال‏ كنت عند أبي جعفر ع فدخل عليه حمران بن أعين فسأله عن أشياء فلما هم حمران بالقيام- قال لأبي جعفر ع: أخبرك أطال الله بقاك- و أمتعنا بك إنا نأتيك- فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا- و تسلو أنفسنا عن الدنيا «4» و تهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال، ثم نخرج من عندك- فإذا صرنا مع الناس و التجار أحببنا الدنيا قال فقال أبو جعفر ع: إنما هي القلوب مرة- يصعب عليها الأمر و مرة يسهل، ثم قال أبو جعفر: أما إن أصحاب رسول الله ص قالوا: يا رسول الله نخاف علينا النفاق، قال: فقال لهم: و لم تخافون ذلك قالوا إنا إذا كنا عندك فذكرتنا روعنا و وجلنا نسينا الدنيا- و زهدنا فيها حتى كأنا نعاين الآخرة و الجنة و النار و نحن عندك، فإذا خرجنا من عندك و دخلنا هذه البيوت- و شممنا الأولاد و رأينا العيال و الأهل و المال، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك- و حتى كأنا لم نكن على شي‏ء- أ فتخاف علينا أن يكون هذا النفاق فقال لهم رسول الله ص: كلا هذا من خطوات الشيطان ليرغبنكم في الدنيا، و الله لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها- و أنتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها- لصافحتكم الملائكة و مشيتم على الماء- و لو لا أنكم تذنبون فتستغفرون الله- لخلق الله خلقا لكي يذنبوا- ثم يستغفروا فيغفر لهم، إن المؤمن مفتن تواب أ ما تسمع لقوله «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ‏» و قال «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ‏» «5».

328 عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال‏ كانوا يستنجون بثلاثة أحجار

______________________________
(1)- الكرسف: القطن.

(2)- أي الاستنجاء بالماء.

(3)- البحار ج 18 (ج 1): 48. البرهان ج 1: 215.

(4)- سلا عن الشي‏ء: نسيه.

(5)- البرهان ج 1: 215.

 

109
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 223] ص : 110

لأنهم كانوا يأكلون البسر «1» و كانوا يبعرون بعرا- فأكل رجل من الأنصار «2» الدباء «3» فلان بطنه- و استنجى بالماء فبعث إليه النبي ص قال فجاء الرجل و هو خائف أن يكون قد نزل فيه أمر- فيسوؤه في استنجائه بالماء- قال: فقال رسول الله: هل عملت في يومك هذا شيئا فقال: نعم يا رسول الله إني و الله ما حملني على الاستنجاء بالماء إلا أني أكلت طعاما فلان بطني، فلم تغن عني الحجارة شيئا فاستنجيت بالماء، فقال رسول الله ص: هنيئا لك- فإن الله قد أنزل فيك آية «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ‏» فكنت أول من صنع ذا أول التوابين و أول المتطهرين‏ «4».

329 عن عيسى بن عبد الله قال: قال أبو عبد الله ع‏ المرأة تحيض يحرم على زوجها أن يأتيها في فرجها- لقول الله تعالى‏ «5» «وَ لا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ‏» فيستقيم الرجل أن يأتي امرأته- و هي حائض فيما دون الفرج‏ «6».

330 عن عبد الله بن أبي يعفور قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن إتيان النساء في أعجازهن- قال: لا بأس ثم تلا هذه الآية «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‏» «7».

______________________________
(1)- البسر: التمر إذا لون و لم ينضج.

(2)- قال الفيض «ره» في الوافي بعد نقل الخبر عن كتاب الفقيه «و يقال إن هذا الرجل كان البراء بن معرور الأنصاري».

(3)- الدباء بضم الدال ممدودا: القرع.

(4)- البحار ج 18 «ج 1»: 47. البرهان ج 2161. الصافي ج 1: 191.

(5)- و في نسخة «و نهى في قوله تعالى».

(6)- البرهان ج 1: 216. الوسائل (ج 1) أبواب الحيض باب 25 و (ج 3) أبواب النكاح و ما يناسبه باب 15. و أبواب ما يحرم بالمصاهرة و نحوها باب 29.

(7)- البحار ج 23: 98. البرهان ج 1: 216. الوسائل «ج 3» أبواب مقدمات النكاح و آدابه باب 73 و زاد فيه بعد قوله أنى شئتم «قال حيث شاء». كما في خبر زرارة.

110
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 224] ص : 111

 

331 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‏» قال: حيث شاء «1».

332 عن صفوان بن يحيى عن بعض أصحابنا قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‏» فقال: من قدامها و من خلفها في القبل‏ «2».

333 عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا ع أنه قال‏ أي شي‏ء يقولون في إتيان النساء في أعجازهن قلت: بلغني أن أهل المدينة لا يرون به بأسا، قال: إن اليهود كانت تقول: إذا أتى الرجل من خلفها خرج ولده أحول، فأنزل الله «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‏» يعني من خلف أو قدام خلافا لقول اليهود، و لم يعن في أدبارهن‏ «3».

عن الحسن بن علي عن أبي عبد الله ع‏ مثله.

334 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ- فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‏» قال: من قبل‏ «4».

335 عن أبي بصير عن عبد الله ع قال‏ سألته عن الرجل يأتي أهله في دبرها، فكره ذلك و قال: و إياكم و محاش النساء «5» و قال: إنما معنى «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ- فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‏» أي ساعة شئتم‏ «6».

336 عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال‏ كتبت إلى الرضا ع في مثله فورد منه الجواب- سألت عمن أتى جاريته في دبرها- و المرأة لعبة [الرجل‏] لا تؤذى و هي حرث كما قال الله تعالى‏ «7».

337 عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تبارك و تعالى‏

______________________________
(1)- البحار ج 23: 98. البرهان ج 1: 216: الوسائل (ج 3) أبواب مقدمات النكاح و آدابه باب 73 و 72. الصافي ج 1: 191.

(2)- البحار ج 23: 98. البرهان ج 1: 216: الوسائل (ج 3) أبواب مقدمات النكاح و آدابه باب 73 و 72. الصافي ج 1: 191.

(3)- البحار ج 23: 98. البرهان ج 1: 216.

(4)- الوسائل ج 3 أبواب مقدمات النكاح باب 72. البحار ج 23: 98.

البرهان ج 1: 216. الصافي ج 1: 191.

(5)- المحاش جمع المحشة: الدبر. الوسائل ج 3 أبواب مقدمات النكاح باب 72. البحار ج 23: 98.

البرهان ج 1: 216. الصافي ج 1: 191.

(6)- الوسائل ج 3 أبواب مقدمات النكاح باب 72. البحار ج 23: 98.

البرهان ج 1: 216. الصافي ج 1: 191.

(7)- الوسائل ج 3 أبواب مقدمات النكاح باب 72. البحار ج 23: 98.

البرهان ج 1: 216. الصافي ج 1: 191.

 

 

111
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 225] ص : 112

لا إله غيره «وَ لا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَ تَتَّقُوا» قال: هو قول الرجل لا و الله و بلى و الله‏ «1».

338 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ «وَ لا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ‏» قالا هو الرجل يصلح بين الرجل فيحمل ما بينهما من الإثم‏ «2».

339 عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع و محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «وَ لا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ‏» قال: يعني الرجل يحلف أن لا يكلم أخاه- و ما أشبه ذلك أو لا يكلم أمه‏ «3».

340 عن أيوب‏ «4» قال: سمعته يقول‏ لا تحلفوا بالله صادقين و لا كاذبين فإن الله يقول: «وَ لا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ‏» قال: إذا استعان رجل برجل على صلح بينه و بين رجل- فلا تقولن إن علي يمينا أن لا أفعل و هو قول الله «وَ لا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ- أَنْ تَبَرُّوا وَ تَتَّقُوا وَ تُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ‏» «5».

341 عن أبي الصباح قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ‏» قال: هو لا و الله و بلى و الله و كلا و الله، لا يعقد عليها أو لا يعقد على شي‏ء «6».

______________________________
(1)- الوسائل (ج 3) كتاب الأيمان باب 17. البحار ج 23: 98. البرهان ج 1: 216.

(2)- البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 217.

(3)- الوسائل (ج 3) كتاب الأيمان باب 11. البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 217.

(4)- وفي نسخة الوسائل «عن أبي أيوب».

(5)- الوسائل (ج 3) كتاب الأيمان باب 1. البحار ج 23: 146. برهان ج 1: 217.

(6)- الوسائل (ج 3) كتاب الأيمان باب 17. البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 217.

112
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 226] ص : 113

342 عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ في الإيلاء إذا آلى الرجل من امرأته- لا يقربها و لا يمسها و لا يجمع رأسه و رأسها- فهو في سعة ما لم يمض الأربعة الأشهر، فإذا مضى الأربعة الأشهر- فهو في حل ما سكتت عنه، فإذا طلبت حقها بعد الأربعة الأشهر [وقف‏] فإما أن يفئ فيمسها- و إما أن يعزم على الطلاق فيخلي عنها- حتى إذا حاضت و تطهرت من محيضها- طلقها تطليقة من قبل أن يجامعها بشهادة عدلين، ثم هو أحق برجعتها ما لم يمض الثلاثة الأقراء «1».

343 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ أيما رجل آلى من امرأته- و الإيلاء أن يقول الرجل و الله لا أجامعك كذا و كذا- و يقول و الله لأغيظنك- ثم يغايظها و لأسوءنك ثم يهجرها فلا يجامعها، فإنه يتربص بها أربعة أشهر- فإن فاء و الإيفاء أن يصالح‏ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏، و إن لم يفئ أجبر على الطلاق- و لا يقع بينهما طلاق حتى توقف، و إن عزم الطلاق فهي تطليقة «2».

344 عن أبي بصير في رجل آلى من امرأته حتى مضت أربعة أشهر- قال: [يوقف‏] فإن عزم الطلاق اعتدت امرأته- كما تعتد المطلقة و إن أمسك فلا بأس‏ «3».

345 عن منصور بن حازم قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن رجل آلى من امرأته فمضت أربعة أشهر قال يوقف- فإن عزم الطلاق بانت منه و عليها عدة المطلقة، و إلا كفر يمينه و أمسكها «4».

346 عن العباس بن هلال عن الرضا ع‏ قال ذكر لنا أن أجل الإيلاء أربعة أشهر بعد ما يأتيان السلطان- فإذا مضت الأربعة الأشهر فإن شاء أمسك و إن شاء طلق- و الإمساك المسيس‏ «5».

347 سئل أبو عبد الله ع إذا بانت المرأة من الرجل- هل يخطبها مع‏

______________________________
(1)- البحار ج 23: 133. البرهان ج 1: 218.

(2)- البحار ج 23: 133. البرهان ج 1: 218- 219.

(3)- البحار ج 23: 133. البرهان ج 1: 218- 219.

(4)- البحار ج 23: 133. البرهان ج 1: 218- 219. الوسائل (ج 3) كتاب الإيلاء باب 12.

(5)- الوسائل (ج 3) كتاب الإيلاء باب 8. البحار ج 23: 133. البرهان ج 1: 219.

 

113
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 228] ص : 114

الخطاب- قال يخطبها على تطليقتين و لا يقربها حتى يكفر يمينه‏ «1».

348 عن صفوان عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع‏ في المولي إذا أبى أن يطلق قال: كان علي ع يجعل له حظيرة من قصب- و يحبسه فيها و يمنعه من الطعام و الشراب حتى يطلق‏ «2».

349 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في الرجل إذا آلى من امرأته- فمضت أربعة أشهر و لم يفي فهي مطلقة، ثم يوقف فإن فاء فهي عنده على تطليقتين، و إن عزم فهي بائنة منه‏ «3».

350 عن محمد بن مسلم و عن زرارة قالا قال أبو جعفر ع‏ القرء ما بين الحيضتين‏ «4».

351 عن زرارة قال: سمعت ربيعة الرأي و هو يقول‏ إن من رأيي أن الأقراء التي سمى الله في القرآن إنما هي الطهر فيما بين الحيضتين و ليس بالحيض- قال: فدخلت على أبي جعفر ع فحدثته بما قال ربيعة، فقال: كذب و لم يقل برأيه و إنما بلغه عن علي ع، فقلت: أصلحك الله أ كان علي ع يقول ذلك قال: نعم- كان يقول:

إنما القرء الطهر تقرأ فيه الدم- فيجمعه فإذا حاضت قذفته، قلت: أصلحك الله- رجل طلق امرأته طاهرا من غير جماع بشهادة عدلين، قال: إذا دخلت في الحيضة الثالثة- فقد انقضت عدتها و حلت للأزواج، قال: قلت: إن أهل العراق يروون عن علي ع أنه كان يقول هو أحق برجعتها- ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة، فقال: كذبوا قال: و كان علي ع يقول: إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة فقد انقضت عدتها «5».

______________________________
(1)- الوسائل (ج 3) كتاب الإيلاء باب 11 و باب 12. البحار ج 23: 133.

البرهان ج 1: 219.

(2)- الوسائل (ج 3) كتاب الإيلاء باب 11 و باب 12. البحار ج 23: 133.

البرهان ج 1: 219.

(3)- الوسائل (ج 3) كتاب الإيلاء باب 11 و باب 12. البحار ج 23: 133.

البرهان ج 1: 219.

(4)- الوسائل (ج 3) أبواب العدد باب 14. البحار ج 23: 137. البرهان ج 1: 220.

(5)- البحار ج 23: 137. البرهان ج 1: 220. الوسائل (ج 3) أبواب العدد باب 13.

114
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 230] ص : 115

352 و في رواية ربيعة الرأي‏ و لا سبيل له عليها، و إنما القرء ما بين الحيضتين و ليس لها أن تتزوج حتى تغتسل من الحيضة الثالثة، فإنك إذا نظرت في ذلك لم تجد الأقراء إلا ثلاثة أشهر، فإذا كانت لا تستقيم- مما تحيض في الشهر مرارا و في الشهر مرة، كان عدتها عدة المستحاضة ثلاثة أشهر، و إن كانت تحيض حيضا مستقيما فهو في كل شهر حيضة، بين كل حيضة شهر و ذلك القرء «1».

353 قال ابن مسكان عن أبي بصير قال‏ العدة التي تحيض- و تستقيم حيضها ثلاثة أقراء- و هي ثلاث حيض‏ «2».

354 و قال أحمد بن محمد القرء هو الطهر- إنما يقرأ فيه الدم حتى إذا جاء الحيض دفعتها «3».

355 عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا جعفر ع في رجل طلق امرأته متى تبين منه قال: حين يطلع الدم من الحيضة الثالثة «4».

356 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ الْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ- وَ لا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَ‏» يعني لا يحل لها أن تكتم الحمل إذا طلقت و هي حبلى، و الزوج لا يعلم بالحمل، فلا يحل لها أن تكتم حملها و هو أحق بها في ذلك الحمل ما لم تضع‏ «5».

357 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ المطلقة تبين عند أول قطرة من الحيضة الثالثة «6».

358 عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله ع‏ في المرأة إذا طلقها زوجها متى تكون أملك بنفسها قال: إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة فقد بانت.

359 قال زرارة قال أبو جعفر ع‏ الأقراء هي الأطهار قال: القرء ما بين الحيضتين‏ «7».

360 عن عبد الرحمن قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ في الرجل إذا تزوج المرأة- قال: أقرت بالميثاق الذي أخذ الله «فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ‏» «8».

______________________________
(1)- البحار ج 23: 137- 139. البرهان ج 1: 221- 222.

(2)- البحار ج 23: 137- 139. البرهان ج 1: 221- 222.

(3)- البحار ج 23: 137- 139. البرهان ج 1: 221- 222.

(4)- البحار ج 23: 137- 139. البرهان ج 1: 221- 222.

(5)- البحار ج 23: 137- 139. البرهان ج 1: 221- 222.

(6)- البحار ج 23: 137- 139. البرهان ج 1: 221- 222.

(7)- البحار ج 23: 137- 139. البرهان ج 1: 221- 222.

(8)- البحار ج 23: 137- 139. البرهان ج 1: 221- 222.

115
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 230] ص : 115

361 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ المرأة التي لا تحل لزوجها حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏ التي يطلق- ثم يراجع ثم يطلق ثم يراجع ثم يطلق الثالثة، فَلا تَحِلُّ لَهُ‏ ... حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏ إن الله جل و عز يقول: «الطَّلاقُ مَرَّتانِ- فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ‏» و التسريح هو التطليقة الثالثة «1».

362 قال: قال أبو عبد الله ع‏ في قوله: «فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏» هي هاهنا التطليقة الثالثة، فإن طلقها الأخير- فلا جناح عليهما أن يتراجعا بتزويج جديد «2».

363 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ إن الله يقول: «الطَّلاقُ مَرَّتانِ- فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ‏» [قال‏]: التسريح بالإحسان التطليقة الثالثة «3».

364 عن سماعة بن مهران قال‏ سألته عن المرأة التي لا تحل لزوجها حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏ قال: هي التي تطلق ثم تراجع ثم تطلق- ثم تراجع ثم تطلق الثالثة فهي التي لا تحل لزوجها حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏، و تذوق عسيلته و يذوق عسيلتها «4» و هو قول الله: «الطَّلاقُ مَرَّتانِ- فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ‏» التسريح بالإحسان التطليقة الثالثة «5».

______________________________
(1)- الوسائل ج 3 أبواب أقسام الطلاق باب 4. البحار ج 23: 129.

البرهان ج 1: 221.

(2)- الوسائل ج 3 أبواب أقسام الطلاق باب 4. البحار ج 23: 129.

البرهان ج 1: 221.

(3)- الوسائل ج 3 أبواب أقسام الطلاق باب 4. البحار ج 23: 129.

البرهان ج 1: 221.

(4)- يعني الجماع على المثل شبه لذة الجماع بذوق العسل فاستعار لها ذوقا و قالوا لكل ما استحلوا عسل و معسول و قيل إن العسيلة: ماء الرجل و النطفة تسمى العسيلة و قيل العسيلة كناية عن حلاوة الجماع الذي يكون بتغييب الحشفة و إن لم يزل كما هو الشرط في الاستحلال. و أنث العسيلة لأنه شبهها بقطعة من العسل.

(5)- الوسائل ج 3 أبواب أقسام الطلاق باب 4. البحار ج 23: 129. البرهان ج 1: 221.

116
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 230] ص : 115

365 عن أبي القاسم الفارسي قال‏ قلت للرضا ع: جعلت فداك إن الله يقول في كتابه: «فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ‏» و ما يعني بذلك قال: أما الإمساك بالمعروف- فكف الأذى و إجباء النفقة، و أما التسريح بإحسان فالطلاق على ما نزل به الكتاب‏ «1».

366 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ لا ينبغي لمن أعطى الله شيئا أن يرجع فيه: و ما لم يعط لله و في الله- فله أن يرجع فيه نحلة كانت أو هبة جيزت أو لم تجز و لا يرجع الرجل فيما يهب لامرأته- و لا المرأة فيما تهب لزوجها، جيزت أو لم تجز أ ليس الله يقول: فلا «تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً» و قال: «فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً» «2».

367 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن المختلعة كيف يكون خلعها فقال: لا يحل خلعها حتى تقول: و الله لا أبر لك قسما و لا أطيع لك أمرا و لأوطئن فراشك و لأدخلن عليك بغير إذنك- فإذا هي قالت ذلك حل خلعها، و حل له ما أخذ منها من مهرها و ما زاد، و هو قول الله «فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ‏» و إذا فعل ذلك- فقد بانت منه بتطليقة و هي أملك بنفسها، إن شاءت نكحته، و إن شاءت فلا- فإن نكحته فهي عنده على ثنتين [بثنتين‏] «3».

368 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قول الله تبارك و تعالى «تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها- وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ‏» فقال: إن الله غضب على الزاني فجعل له جلد مائة- فمن غضب عليه فزاد فأنا إلى الله منه بري‏ء، فذلك قوله «تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها» «4».

369 عن عبد الله بن فضالة عن العبد الصالح قال‏ سألته عن رجل طلق امرأته‏

______________________________
(1)- البحار ج 23: 129. البرهان ج 1: 221.

(2)- البرهان ج 1: 222.

(3)- الوسائل ج 3 كتاب الخلع باب 1. البحار ج 23: 131. البرهان ج 1:

222. الصافي 1: 195.

(4)- البرهان ج 1: 222.

 

117
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 230] ص : 115

عند قرئها تطليقة- ثم لم يراجعها ثم طلقها عند قرئها الثالثة فبانت منه، أ له أن يراجعها قال: نعم، قلت: قبل أن يتزوج زوجا غيره قال: نعم، قلت له فرجل طلق امرأته تطليقة ثم راجعها- ثم طلقها ثم راجعها ثم طلقها، قال لا تحل له‏ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏ «1».

370 عن أبي بصير قال‏ سألت أبا جعفر ع عن الطلاق التي لا تحل له‏ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏ قال لي: أخبرك بما صنعت أنا بامرأة كانت عندي- فأردت أن أطلقها فتركتها حتى إذا طمثت ثم طهرت، طلقتها من غير جماع بشاهدين، ثم تركتها حتى إذا كادت أن تنقضي عدتها راجعتها- و دخلت بها و مسستها و تركتها حتى طمثت و طهرت- ثم طلقتها بغير جماع بشاهدين‏ «2» ثم تركتها حتى إذا كادت أن تنقضي عدتها راجعتها- و دخلت بها و مسستها- ثم تركتها حتى طمثت فطهرت- ثم طلقتها بشهود من غير جماع- و إنما فعلت ذلك بها لأنه لم يكن لي بها حاجة «3».

371 عن الحسن بن زياد قال‏ سألته عن رجل طلق امرأته فتزوجت بالمتعة أ تحل لزوجها الأول قال: لا- لا تحل له حتى تدخل في مثل الذي خرجت من عنده، و ذلك قوله: «فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ- حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ- فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا- إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ‏» و المتعة ليس فيها طلاق‏ «4».

372 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن الطلاق التي لا تحل له‏ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏ قال: هو الذي يطلق ثم تراجع و الرجعة هو الجماع، ثم يطلق ثم يراجع ثم يطلق الثالثة فَلا تَحِلُّ لَهُ‏ ... حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏، و قال: الرجعة الجماع و إلا فهي واحدة «5».

373 عن عمر بن حنظلة عنه قال‏ إذا قال الرجل لامرأته أنت طالقة- ثم راجعها ثم قال أنت طالقة ثم راجعها- ثم قال: أنت طالقة لم تحل له‏ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏،

______________________________
(1)- الوسائل (ج 3) أبواب أقسام الطلاق باب 4. البحار ج 23: 129 البرهان ج 1: 223.

(2)- و في نسخة البرهان «بشهود من غير جماع».

(3)- البحار ج 23: 129. البرهان ج 1: 223.

(4)- البحار ج 23: 129. البرهان ج 1: 223.

(5)- البحار ج 23: 129. البرهان ج 1: 223.

 

118
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 231] ص : 119

فإن طلقها و لم يشهد فهو يتزوجها إذا شاء «1».

374 محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع‏ في رجل طلق امرأته ثم تركها حتى انقضت عدتها ثم يزوجها- ثم طلقها من غير أن يدخل بها حتى فعل ذلك بها ثلاثا- قال:

لا تحل له‏ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏ «2».

375 عن إسحاق بن عمار قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن رجل طلق امرأته طلاقا- لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره فتزوجها عبد ثم طلقها- هل يهدم الطلاق قال نعم لقول الله: «حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏» و هو أحد الأزواج‏ «3».

376 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عن أمير المؤمنين ع قال‏ إذا أراد الرجل الطلاق طلقها من قبل عدتها في غير جماع، فإنه إذا طلقها واحدة ثم تركها حتى يخلو أجلها- و شاء أن يخطب مع الخطاب فعل، فإن راجعها قبل أن يخلو الأجل أو العدة فهي عنده على تطليقة، فإن طلقها الثانية فشاء أيضا أن يخطب مع الخطاب- إن كان تركها حتى يخلو أجلها- و إن شاء راجعها قبل أن ينقضي أجلها- فإن فعل فهي عنده على تطليقتين، فإن طلقها ثلاثا فَلا تَحِلُّ لَهُ‏ ... حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏، و هي ترث و تورث ما كانت في الدم في التطليقتين الأولتين‏ «4».

377 عن زرارة و حمران ابني أعين و محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع و أبي عبد الله ع قالوا سألناهما عن قوله «وَ لا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا» فقالا: هو الرجل يطلق المرأة تطليقة واحدة- ثم يدعها حتى إذا كان آخر عدتها راجعها- ثم يطلقها أخرى فيتركها مثل ذلك (فنهيه) ذلك‏ «5».

378 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ لا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا» قال الرجل يطلق حتى إذا كادت أن يخلو أجلها راجعها- ثم طلقها ثم‏

______________________________
(1)- الوسائل (ج 3) أبواب القسام الطلاق باب 4. البحار ج 23: 129 البرهان ج 1: 223.

(2)- البحار ج 23: 129 البرهان ج 1: 223.

(3)- البحار ج 23: 129 البرهان ج 1: 223.

(4)- البحار ج 23: 129 البرهان ج 1: 223.

(5)- كذا في نسخة الأصل و في نسخة البرهان هكذا «فنهي عن ذلك». البحار ج 23: 129 البرهان ج 1: 223.

 

119
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 233] ص : 120

راجعها يفعل ذلك ثلاث مرات فنهى الله عنه‏ «1».

379 عن عمرو بن جميع رفعه إلى أمير المؤمنين ع قال‏ مكتوب في التوراة من أصبح على الدنيا حزينا فقد أصبح لقضاء الله ساخطا، و من أصبح يشكو مصيبة نزلت به فقد أصبح يشكو الله، و من أتى غنيا فتواضع لغنائه ذهب الله بثلثي دينه، و من قرأ القرآن من هذه الأمة ثم دخل النار فهو ممن كان يتخذ آياتِ اللَّهِ هُزُواً و من لم يستشر يندم و الفقر الموت الأكبر «2».

380 داود بن الحصين عن أبي عبد الله ع قال‏ «وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ‏» قال: ما دام الولد في الرضاع فهو بين الأبوين بالسوية- فإذا فطم‏ «3» فالأب أحق من الأم- فإذا مات الأب فالأم أحق به من العصبة، و إن وجد الأب من يرضعه بأربعة دراهم- و قالت الأم لا أرضعه إلا بخمسة دراهم، فإن له أن ينزعه منها، إلا أن ذلك أخير [أجبر- أجير] له- و أقدم و أرفق به أن يترك مع أمه‏ «4».

381 عن جميل بن دراج قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَ لا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ‏» قال: الجماع‏ «5».

382 عن الحلبي قال أبو عبد الله ع‏ «لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَ لا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ‏» قال: كانت المرأة ممن ترفع يدها إلى الرجل- إذا أراد مجامعتها- فتقول: لا أدعك إني أخاف أن أحمل على ولدي‏ «6» و يقول الرجل للمرأة لا أجامعك- إني أخاف أن تعلقي فأقتل ولدي، فنهى الله عن أن يضار الرجل المرأة و المرأة الرجل‏ «7».

______________________________
(1)- البحار ج 23: 130. البرهان ج 1: 224.

(2)- البرهان ج 1: 224.

(3)- فطم الولد: فصله عن الرضاع.

(4)- البرهان ج 1: 225. البحار ج 23: 132.

(5)- الوسائل (ج 3) أبواب أحكام الأولاد باب 69. البرهان ج 1: 225.

(6)- و في رواية الكليني «إني أخاف أن أحمل فأقتل ولدي».

(7)- البرهان ج 1: 225.

120
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 234] ص : 121

383 عن العلا عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ سألته عن قوله: «وَ عَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ‏» قال: هو في النفقة على الوارث مثل ما على الوالد. «1».

عن جميل عن سورة عن أبي جعفر ع‏ مثله.

384 عن أبي الصباح قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن قول الله «وَ عَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ‏» قال: لا ينبغي الوارث أن يضار المرأة فيقول: لا أدع ولدها يأتيها و يضار ولدها إن كان لهم عنده شي‏ء- و لا ينبغي له أن يقتر عليه‏ «2».

385 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ المطلقة ينفق عليها حتى تضع حملها- و هي أحق بولدها أن ترضعه مما تقبله امرأة أخرى، إن الله يقول «لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَ لا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ- وَ عَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ‏» إنه نهى أن يضار بالصبي أو يضار بأمه في رضاعه، و ليس لها أن تأخذ في رضاعه فوق حولين كاملين- فإن أراد الفصال قبل ذلك عن تراض منهما كان حسنا، و الفصال هو الفطام‏ «3».

386 عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال‏ لما نزلت هذه الآية «وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ- وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً» جئن النساء يخاصمن رسول الله ص و قلن لا نصبر، فقال لهن رسول الله ص: كانت إحداكن إذا مات زوجها أخذت بعرة- فألقتها خلفها «4» في دويرها «5» في خدرها ثم قعدت، فإذا كان مثل ذلك اليوم من الحول أخذتها ففتتها «6» ثم اكتحلت بها ثم تزوجت- فوضع الله عنكن ثمانية أشهر «7».

______________________________
(1)- البحار ج 23: 109. البرهان ج 1: 225. الصافي ج 1: 198.

(2)- البحار ج 23: 109. البرهان ج 1: 225. الصافي ج 1: 198.

(3)- البرهان ج 1: 225. البحار ج 23: 123.

(4)- كأنه كناية عن إعراضها عن الزوج.

(5)- و في نسخة البرهان «في دبرها».

(6)- فت الشي‏ء: كسره بالأصابع كسرا صغيرة.

(7)- الوسائل (ج 3) أبواب العدد باب 28. الصافي ج 1: 199. البحار ج 23:

137. البرهان ج 1: 225.

121
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 235] ص : 122

387 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول‏ في امرأة توفي عنها زوجها لم تمسها، قال: لا ينكح حتى تعتد أربعة أشهر و عشرا- عدة المتوفى عنها زوجها «1».

388 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قوله «مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ‏» قال: منسوخة نسختها «يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً» و نسختها آية الميراث‏ «2».

389 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر ع قال‏ قلت له: جعلت فداك- كيف صارت عدة المطلقة ثلاث حيضات أو ثلاثة أشهر، و صارت عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر و عشرا فقال: أما عدة المطلقة ثلاثة قروء- فلأجل استبراء الرحم من الولد و أما عدة المتوفى عنها زوجها- فإن الله شرط للنساء شرطا و شرط عليهن شرطا- فلم يجر «3» فيما شرط لهن و لم يجر فيما شرط عليهن، أما ما شرط لهن ففي الإيلاء أربعة أشهر إذ يقول «لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ» فلن يجوز «4» لأحد أكثر من أربعة أشهر في الإيلاء- لعلمه تبارك و تعالى أنها غاية صبر المرأة من الرجل، و أما ما شرط عليهن- فإنه أمرها أن تعتد إذا مات زوجها أربعة أشهر و عشرا- فأخذ له منها عند موته ما أخذ لها منه في حياته‏ «5».

390 عن عبد الله بن سنان عن أبيه قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَ لكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفاً» قال: هو طلب الحلال «وَ لا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ‏» أ ليس يقول الرجل للمرأة- قبل أن تنقضي عدتها موعدك‏

______________________________
(1)- البحار ج 23: 137- 138. البرهان ج 1: 225- 226.

(2)- البحار ج 23: 137- 138. البرهان ج 1: 225- 226.

(3)- و في نسخة البرهان كرواية الكليني (ره) «فلم يجأ بهن» مكان «فلم يجر» و هو بسكون الجيم من جأى كسعى أي لم يحبسهن و لم يمسكهن و قوله و لم يجر من الجور خلاف العدل.

(4)- و في رواية الكليني (ره) «فلم يجوز».

(5)- البحار ج 23: 138. البرهان ج 1: 226.

 

122
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 235] ص : 122

بيت آل فلان‏ «1» ثم طلب إليها أن لا تسبقه بنفسها إذا انقضت عدتها- قلت: فقوله:

«إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفاً» قال هو طلب الحلال في غير أن يعزم‏ عُقْدَةَ النِّكاحِ- حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ‏ «2».

391 في خبر رفاعة عنه ع‏ «قَوْلًا مَعْرُوفاً» قال: تقول خيرا «3».

392 و في رواية [أخرى عن‏] أبي بصير عنه‏ «لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا» قال: هو الرجل يقول للمرأة قبل أن تنقضي عدتها- أواعدك بيت آل فلان لترفث و يرفث معها «4».

393 و في رواية عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله ع‏ هو قول الرجل للمرأة- قبل أن تنقضي عدتها موعدك بيت آل فلان- ثم يطلب إليها أن لا تسبقه بنفسها إذا انقضت عدتها «5».

394 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ لكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفاً» قال: المرأة في عدتها تقول لها قولا جميلا ترغبها في نفسك، و لا تقول إني أصنع كذا- و أصنع كذا القبيح من الأمر في البضع و كل أمر قبيح‏ «6».

395 عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفاً» قال: يقول الرجل للمرأة و هي في عدتها- يا هذه ما أحب إلا ما أسرك- و لو قد مضى عدتك لا تفوتني- إن شاء الله فلا تسبقيني بنفسك، و هذا كله من غير أن يعزموا عقدة النكاح‏ «7».

______________________________
(1)- قال الفيض (ره) هذه الروايات تفسير للمواعدة المتضمنة للقول المعروف المرخص فيها «إلى أن قال»: كأنهم كانوا يتكلمون في الخلوة بما يستهجن فنهوا عن ذلك و يحتمل أن يكون المراد بالمواعدة سرا التعريض بالخطبة بمواعدة الرفث و نحوه و سمى ذلك سرا لأنه مما يسر و يكون المراد ببيت آل فلان توقيت المكان لذلك.

(2)- البحار ج 23: 138. البرهان ج 1: 227.

(3)- البحار ج 23: 138. البرهان ج 1: 227.

(4)- البحار ج 23: 138. البرهان ج 1: 227.

(5)- البحار ج 23: 138. البرهان ج 1: 227.

(6)- الوسائل (ج 3) أبواب ما يحرم بالمصاهرة باب 36. البحار ج 23:

138. الصافي ج 1: 200. البرهان ج 1: 227.

(7)- البحار ج 23: 138. البرهان ج 1: 227.

123
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 236] ص : 124

396 عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع‏ في الرجل يطلق امرأته أ يمتعها فقال: نعم أ ما تحب أن تكون من المحسنين، أ ما تحب أن تكون من المتقين‏ «1».

397 عن أبي الصباح عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها فلها نصف مهرها، و إن لم يكن سمى لها مهرا- فمتاع بالمعروف‏ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ‏، و ليس لها عدة، و تزوج من شاءت من ساعتها «2».

398 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ الموسع يمتع بالعبد و الأمة- و يمتع المعسر بالحنطة و الزبيب و الثوب و الدراهم‏ «3».

399 و قال‏ إن الحسين [الحسن‏] بن علي ع متع امرأة طلقها أمة- لم يكن يطلق امرأة إلا متعها بشي‏ء «4».

400 عن ابن بكير قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قوله: «وَ مَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ‏» ما قدر الموسع و المقتر قال: كان علي بن الحسين ع يمتع براحلته- يعني حملها الذي عليها «5».

401 عن محمد بن مسلم قال‏ سألته عن الرجل يريد أن يطلق امرأته- قال:

يمتعها قبل أن يطلقها، قال الله في كتابه «وَ مَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ‏» «6».

402 عن أسامة بن حفص قيم موسى بن جعفر ع قال‏ قلت له سله عن رجل يتزوج المرأة و لم يسم لها مهرا قال: لها الميراث و عليها العدة و لا مهر لها- و قال:

أ ما تقرأ ما قال الله في كتابه «إِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ- وَ قَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَ‏

______________________________
(1)- البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 228. الصافي ج 1: 201.

(2)- البحار ج 1: 228. البرهان ج 23: 83.

(3)- البرهان ج 1: 228. البحار ج 23: 83.

(4)- البرهان ج 1: 228. البحار ج 23: 83.

(5)- الوسائل (ج 3) أبواب المهور باب 47 البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 228.

(6)- البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 228.

 

124
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 237] ص : 124

فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ‏» «1».

403 عن منصور بن حازم قال‏ قلت: رجل تزوج امرأة و سمى لها صداقا ثم مات عنها و لم يدخل بها قال: لها المهر كملا و لها الميراث- قلت فإنهم رووا عنك أن لها نصف المهر قال: لا يحفظون عني إنما ذاك المطلقة «2».

404 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ الذي بيده عقدة النكاح هو ولي أمره‏ «3».

405 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قوله «إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ‏» قال: هو الولي و الذين يعفون عند الصداق‏ «4» أو يحطون عنه بعضه أو كله‏ «5».

406 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ‏» قال: هو الأب و الأخ و الموصى إليه- و الذي يجوز أمره في مال المرأة فيبتاع لها و يشتري، فأي هؤلاء عفا فقد جاز «6».

407 عن رفاعة عن أبي عبد الله ع قال‏ «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ‏» هو الولي الذي أنكح يأخذ بعضا و يدع بعضا- و ليس له أن يدع كله‏ «7».

408 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ‏» قال: هو الأخ و الأب و الرجل الذي يوصى إليه- و الذي يجوز أمره في ماله بقيمة- قلت له: أ رأيت إن قالت لا أجيز ما يصنع قال: ليس ذلك لها أ تجيز بيعه في مالها و لا

______________________________
(1)- الوسائل (ج 3) أبواب المهور باب 57. البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 288.

(2)- البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 230.

(3)- البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 230.

(4)- و في نسخة البرهان «عن الصداق» و في نسخة الوسائل هكذا «هو الذي يعفو عن بعض الصداق».

(5)- الوسائل (ج 3) أبواب المهور باب 5. البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 230.

(6)- البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 230. الصافي ج 1: 201.

(7)- البحار ج 23: 83. البرهان ج 1: 230. الصافي ج 1: 201.

 

125
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 237] ص : 124

تجيز هذا «1».

409 عن رفاعة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن‏ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ‏ فقال: هو الذي يزوج يأخذ بعضا و يترك بعضا- و ليس له أن يترك كله‏ «2».

410 عن إسحاق بن عمار قال‏ سألت جعفر بن محمد ع عن قول الله «إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ‏» قال: المرأة تعفو عن نصف الصداق، قلت: «أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ‏» قال: أبوها إذا عفا جاز له- و أخوها إذا كان يقيم بها و هو القائم عليها، فهو بمنزلة الأب يجوز له، و إذا كان الأخ لا يقيم بها- و لا يقوم عليها لم يجز عليها أمره‏ «3».

411 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قوله «إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ‏» الذي يعفو عن الصداق أو يحط بعضه أو كله‏ «4».

412 عن سماعة عن أبي عبد الله ع‏ «أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ‏» قال: هو الأب و الأخ و الرجل الذي يوصى إليه، و الذي يجوز أمره في مال المرأة فيبتاع لها- و يشتري فأي هؤلاء عفا فقد جاز، قلت: أ رأيت إن قالت: لا أجيزها ما يصنع قال: ليس لها ذلك أ تجيز بيعه في مالها و لا تجيز هذا «5».

413 عن بعض بني عطية عن أبي عبد الله ع‏ في مال اليتيم يعمل به الرجل قال: ينيله‏ «6» من الربح شيئا- إن الله يقول: «وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ‏» «7».

414 عن ابن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال: قال رسول الله ص‏ يأتي على‏

______________________________
(1)- الوسائل (ج 3) أبواب المهور باب 50. الصافي ج 1: 201. البرهان ج 1: 230. البحار ج 23: 83.

(2)- البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 220.

(3)- الوسائل (ج 3) أبواب المهور باب 50. الصافي ج 1: 201. البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 230.

(4)- الوسائل (ج 3) أبواب المهور باب 50. الصافي ج 1: 201. البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 230.

(5)- الوسائل (ج 3) أبواب المهور باب 50. الصافي ج 1: 201. البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 230.

(6)- و في بعض النسخ كنسخة البرهان «يقبله» بدل «ينيله».

(7)- البحار ج 15 (ج 4): 117. البرهان ج 1: 230.

 

126
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 238] ص : 127

الناس زمان عضوض‏ «1» يعض كل امرئ على ما في يديه- و ينسون الفضل بينهم، قال الله:

«وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ‏» «2».

415 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له الصلاة الوسطى- فقال:

«حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى‏ و صلاة العصر وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ‏»- و الوسطى هي الظهر و كذلك كان يقرؤها رسول الله ص‏ «3».

416 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ «حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى‏» و الوسطى هي أول صلاة صلاها رسول الله ص، و هي وسط صلاتين بالنهار صلاة الغداة و صلاة العصر «قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ‏» في الصلاة الوسطى- و قال: نزلت هذه الآية يوم الجمعة و رسول الله ص في سفر، فقنت فيها و تركها على حالها في السفر و الحضر، و أضاف لمقامه‏ «4» ركعتين- و إنما وضعت الركعتان اللتان أضافهما يوم الجمعة للمقيم- لمكان الخطبتين مع الإمام، فمن صلى الجمعة في غير الجماعة فليصلها أربعا- كصلاة الظهر في سائر الأيام، قال: قوله: «وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ‏» قال: مطيعين راغبين‏ «5».

417 عن زرارة و محمد بن مسلم‏ أنهما سألا أبا جعفر ع عن قول الله: «حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى‏» قال: صلاة الظهر و فيها فرض الله الجمعة و فيها الساعة التي لا يوافقها عبد مسلم- فيسأل خيرا إلا أعطاه الله إياها «6».

418 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ الصَّلاةِ الْوُسْطى‏ الظهر وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ‏ إقبال الرجل على صلاته- و محافظته على وقتها حتى لا يلهيه عنها و لا

______________________________
(1)- زمان عضوض أي كلب شديد. و هو استعارة أصله العض بمعنى الشد بالأسنان على الشي‏ء.

(2)- البرهان ج 1: 231. الصافي ج 1: 203. البحار ج 15 (ج 4) 117.

(3)- البرهان ج 1: 231. الصافي ج 1: 203. البحار ج 18: 72.

(4)- و في نسخة البحار «للمقيم» مكان «لمقامه».

(5)- البرهان ج 1: 231. الصافي ج 1: 203. البحار ج 18: 724.

(6)- البرهان ج 1: 231. الصافي ج 1: 203. البحار ج 18: 72 و 725.

 

127
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 239] ص : 128

يشغله شي‏ء «1».

419 عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال‏ صلاة الوسطى هي الوسطى من صلاة النهار و هي الظهر، و إنما يحافظ أصحابنا على الزوال من أجلها «2».

420 و في رواية سماعة «وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ‏» قال: هو الدعاء «3».

421 [عن زرارة] عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى‏- وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ‏» [قال: الصلاة رسول الله و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الوسطى أمير المؤمنين‏] «وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ‏» طائعين للأئمة «4».

422 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له: أخبرني عن صلاة المواقفة «5» فقال:

إذا لم تكن النصف من عدوك- صليت إيماء راجلا كنت أو راكبا- فإن الله يقول: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً» تقول في الركوع: لك ركعت و أنت ربي، و في السجود لك سجدت و أنت ربي- أينما توجهت لك دابتك- غير أنك توجه حين تكبر أول تكبيرة «6».

423 عن أبان بن منصور عن‏ «7» أبي عبد الله ع قال‏ فات أمير المؤمنين و الناس يوما بصفين يعني صلاة الظهر و العصر و المغرب و العشاء، فأمرهم أمير المؤمنين ع أن يسبحوا و يكبروا و يهللوا، قال: و قال الله «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً» فأمرهم علي ع فصنعوا ذلك ركبانا و رجالا «8».

و رواه الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ قال فات الناس الصلاة مع علي يوم صفين إلى آخره‏ «9».

424 عن عبد الرحمن [بن أبي عبد الله‏] عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً» كيف يفعل و ما يقول و من يخاف سبعا أو

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 231. الصافي ج 1: 203. البحار ج 18: 72.

(2)- البرهان ج 1: 231. الصافي ج 1: 203. البحار ج 18: 72.

(3)- الصافي ج 1: 203. البرهان ج 1: 231.

(4)- البحار ج 7: 154. البرهان ج 1: 231.

(5)- المواقفة: المحاربة.

(6)- الوسائل (ج 1) أبواب صلاة الخوف باب 4. البحار ج 18: 708.

البرهان ج 1: 231.

(7)- و في نسخة الوسائل «عن أبان عن منصور». الوسائل (ج 1) أبواب صلاة الخوف باب 4. البحار ج 18: 708.

البرهان ج 1: 231.

(8)- الوسائل (ج 1) أبواب صلاة الخوف باب 4. البحار ج 18: 708.

البرهان ج 1: 231.

(9)- الوسائل (ج 1) أبواب صلاة الخوف باب 4. البحار ج 18: 708.

البرهان ج 1: 231.

 

128
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 240] ص : 129

لصا كيف يصلي قال: يكبر و يومئ إيماء برأسه‏ «1».

425 عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع‏ في صلاة الزحف- قال: يكبر و يهلل يقول: الله أكبر- يقول الله: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً» «2».

426 عن ابن أبي عمير عن معاوية قال‏ سألته عن قول الله «وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ- وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ‏» قال: منسوخة نسختها آية «يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً» و نسختها آية الميراث‏ «3».

427 عن أبي بصير قال‏ سألته عن قول الله: «وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً- وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ‏» قال: هي منسوخة قلت: و كيف كانت قال: كان الرجل إذا مات- أنفق على امرأته من صلب المال حولا، ثم أخرجت بلا ميراث- ثم نسختها آية الربع و الثمن- فالمرأة ينفق عليها من نصيبها «4».

428 عن أبي بصير قال‏ قلت لأبي جعفر ع: «وَ لِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ‏» ما أدنى ذلك المتاع إذا كان الرجل معسرا لا يجد- قال: الخمار «5» و شبهه‏ «6».

429 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ لِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ‏» قال: متاعها بعد ما تنقضي عدتها عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ‏، فأما في عدتها فكيف يمتعها و هي ترجوه و هو يرجوها- و يجري الله بينهما ما شاء، أما إن الرجل الموسر يمتع المرأة العبد و الأمة، و يمتع الفقير بالحنطة و الزبيب‏

______________________________
(1)- البحار ج 18: 708. البرهان ج 1: 232. الوسائل (ج 1) أبواب صلاة الخوف باب 4.

(2)- البحار ج 18: 708. البرهان ج 1: 232. الوسائل (ج 1) أبواب صلاة الخوف باب 4.

(3)- الوسائل (ج 2) أبواب العدد باب 28. البحار ج 23: 138 البرهان ج 1: 232. الصافي ج 1: 204. و قال الفيض (ره) يعني نسخت المدة بآية التربص و النفقة بآيات الميراث و آية التربص و إن كانت متقدمة في التلاوة فهي متأخرة في النزول.

(4)- الوسائل (ج 2) أبواب العدد باب 28. البحار ج 23: 138 البرهان ج 1: 232. الصافي ج 1: 204. و قال الفيض (ره) يعني نسخت المدة بآية التربص و النفقة بآيات الميراث و آية التربص و إن كانت متقدمة في التلاوة فهي متأخرة في النزول.

(5)- الخمار: المقنعة سميت بذلك لأن الرأس يخمر بها أي يغطى و كل شي‏ء غطيته فقد خمرته.

(6)- البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 232.

 

129
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 243] ص : 130

و الثوب و الدراهم، و إن الحسن بن علي ع متع امرأة كانت له بأمة، و لم يطلق امرأة إلا متعها «1».

430 قال: و قال الحلبي‏ متاعها بعد ما تنقضي عدتها عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ‏ «2».

431 عن أبي عبد الله و أبي الحسن موسى ع قال‏ سألت أحدهما عن المطلقة ما لها من المتعة قال: على قدر مال زوجها «3».

432 عن الحسن بن زياد «4» عن أبي عبد الله ع‏ عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها- قال: فقال: إن كان سمى لها مهرا- فلها نصف المهر و لا عدة عليها- و إن لم يكن سمى لها مهرا فلا مهر لها- و لكن يمتعها فإن الله يقول في كتابه «وَ لِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ‏» «5».

قال أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا إن متعة المطلقة فريضة «6».

433 عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له حدثني عن قول الله:

«أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ- وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ- فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ‏» قلت: أحياهم حتى نظر الناس إليهم- ثم أماتهم من يومهم- أو ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور- و أكلوا الطعام و نكحوا النساء قال: بل ردهم الله حتى سكنوا الدور و أكلوا الطعام- و نكحوا النساء و لبثوا بذلك ما شاء الله- ثم ماتوا بآجالهم‏ «7».

______________________________
(1)- البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 232.

(2)- البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 232.

(3)- البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 232.

(4)- و في نسخة البحار «الحسين بن زياد» بدل «الحسن بن زياد» و في نسخة البرهان «أبي الحسن ع» مكان «أبي عبد الله ع».

(5)- البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 233.

(6)- البحار ج 23: 84. البرهان ج 1: 233.

(7)- البحار ج 5: 214 و 12: 382. البرهان ج 1: 233 و روى الكليني بإسناده عن الباقر و الصادق (ع) أن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام و كانوا إذا وقع الطاعون و أحسوا به خرج من المدينة الأغنياء لقوتهم و بقي فيها الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر في الذين أقاموا و يقل في الذين خرجوا فيقول الذين خرجوا لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت و يقول الذين أقاموا لو كنا خرجنا لقل فينا الموت، قال: فاجتمع رأيهم جميعا أنه إذا وقع الطاعون و أحسوا به خرج كلهم من المدينة فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا و تنحوا عن الطاعون حذر الموت فسافروا في البلاد ما شاء الله ثم إنهم مروا بمدينة خربة قد جلا أهلها عنها و أفناهم الطاعون فنزلوا بها فلما حطوا رحالهم و اطمأنوا قال لهم الله عز و جل: موتوا جميعا فماتوا من ساعتهم و صاروا رميما يلوح، و كانوا على طريق المارة فكنسهم المارة فنجوهم و جمعوهم في موضع.

فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له حزقيل، فلما رأى تلك العظام بكى و استعبر و قال: رب لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك و ولدوا عبادك و عبدوك مع من يعبدك من خلقك فأوحى الله إليه: أ فتحب ذلك قال: نعم يا رب، فأحياهم الله قال: فأوحى الله عز و جل أن قل كذا و كذا فقال الذي أمره الله عز و جل أن يقوله.

يطير بعضها إلى بعض فعادوا أحياءا ينظر بعضهم إلى بعض يسبحون الله عز و جل و يكبرونه و يهللونه فقال حزقيل عند ذلك: أشهد أَنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، قال الراوي: فقال أبو عبد الله (ع): فيهم نزلت هذه الآية.

130
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 245] ص : 131

434 عن علي بن عمار قال: قال أبو عبد الله ع‏ لما نزلت هذه الآية «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها» قال رسول الله ص: رب زدني، فأنزل الله «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» قال رسول الله ص: رب زدني فأنزل الله «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً- فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً» و الكثيرة عند الله لا يحصى‏ «1».

435 عن إسحاق بن عمار قال‏ قلت لأبي الحسن قوله: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً» قال: هي صلة الإمام‏ «2».

436 عن محمد بن عيسى بن زياد قال‏ كنت في ديوان ابن عباد فرأيت كتابا ينسخ فسألت عنه فقالوا: كتاب الرضا إلى ابنه ع من خراسان فسألتهم أن‏

______________________________
(1)- البحار ج 15 (ج 2): 179. البرهان ج 1: 234.

(2)- البرهان ج 1: 234.

 

131
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 246] ص : 132

يدفعوه إلي فدفعوه إلي- فإذا فيه‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ أبقاك الله طويلا- و أعاذك من عدوك يا ولدي فداك أبوك، قد فسرت لك ما لي و أنا حي سوي- رجاء أن يمنك [الله‏] بالصلة لقرابتك و لموالي موسى و جعفر رضي الله عنهما، فأما سعيدة فإنها امرأة قوي الجزم في النحل و الصواب في رقة الفطر و ليس ذلك- كذلك قال الله «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً» و قال: «لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ- فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ‏» و قد أوسع الله عليك كثيرا يا بني فداك أبوك- لا يستر في الأمور بحسبها فتحظى حظك و السلام‏ «1»..

437 عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‏ إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏» قال: و كان الملك في ذلك الزمان- هو الذي يسير بالجنود- و النبي يقيم له أمره و ينبئه بالخبر من عند ربه فلما قالوا ذلك لنبيهم- قال لهم: إنه ليس عندكم وفاء و لا صدق و لا رغبة في الجهاد، فقالوا: إنا كنا نهاب الجهاد «2» فإذا أخرجنا من ديارنا و أبنائنا فلا بد لنا من الجهاد- و نطيع ربنا في جهاد عدونا، قال: «فإن الله‏ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً» فقالت عظماء بني إسرائيل: و ما شأن طالوت يملك علينا- و ليس في بيت النبوة و المملكة، و قد عرفت أن النبوة و المملكة في آل اللاوي و يهودا و طالوت من سبط ابن يامين بن يعقوب، «فقال لهم إن الله قد اصطفاه عليكم‏ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ‏» و الملك بيد الله يجعله حيث يشاء- ليس لكم أن تختاروا- و «إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ‏» من قبل الله «تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ- وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى‏ وَ آلُ هارُونَ‏» و هو الذي كنتم تهزمون به من لقيتم، فقالوا: إن جاء التابوت رضينا و سلمنا «3».

438 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ في قوله «فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ‏» قال: كان القليل ستين ألفا «4».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 234.

(2)- و في نسخة البحار «إن كتب الله الجهاد».

(3)- البحار ج 5: 329. البرهان ج 1: 237. و نقل الفيض «ره» الخبر الأول عن هذا الكتاب (في الصافي ج 1: 206) مختصرا أيضا.

(4)- البحار ج 5: 329. البرهان ج 1: 237. و نقل الفيض «ره» الخبر الأول عن هذا الكتاب (في الصافي ج 1: 206) مختصرا أيضا.

132
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 247] ص : 133

439 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً- قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ‏» قال: لم يكن من سبط النبوة و لا من سبط المملكة «قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ‏» و قال «إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ- فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ- وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى‏ وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ» فجاءت به الملائكة تحمله‏ «1».

440 عن حريز عن رجل عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ- وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى‏ وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ» قال رضاض‏ «2» الألواح فيها- العلم و الحكمة، العلم جاء من السماء- فكتب في الألواح و جعل في التابوت‏ «3».

441 عن أبي المحسن عن أبي عبد الله ع‏ أنه سئل عن قول الله «وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى‏ وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ» فقال: ذرية الأنبياء «4».

442 عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ سمعته و هو يقول للحسن: أي شي‏ء السكينة عندكم و قرأ «فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ‏» فقال له الحسن: جعلت فداك لا أدري فأي شي‏ء قال: ريح تخرج من الجنة طيبة لها صورة كصورة وجه الإنسان- قال: فتكون مع الأنبياء، فقال له علي بن أسباط: تنزل على الأنبياء و الأوصياء فقال: تنزل على الأنبياء [و الأوصياء] قال: و هي التي نزلت على إبراهيم ع حيث بنى الكعبة فجعلت تأخذ كذا كذا و بنى الأساس عليها، فقال له محمد بن علي: قول الله «فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ‏» قال: هي من هذا، ثم أقبل على الحسن فقال:

أي شي‏ء التابوت فيكم فقال: السلاح، فقال: نعم هو تابوتكم، فقال: فأي شي‏ء في التابوت الذي كان في بني إسرائيل قال: كان فيه ألواح موسى التي تكسرت- و الطست‏

______________________________
(1)- البحار ج 5: 331. البرهان ج 1: 237.

(2)- الرضاض: القتات و هي ما تفتت من الشي‏ء المفتوت أي الكسارة و السقاطة. و في بعض النسخ «الرضراض» بدل «الرضاض» و هو بمعناه. و رضراض الألواح:

مكسوراتها.

(3)- الصافي ج 1: 208. البحار ج 5: 331. البرهان ج 1: 237.

(4)- الصافي ج 1: 208. البحار ج 5: 331. البرهان ج 1: 237.

 

133
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 249] ص : 134

التي تغسل فيها قلوب الأنبياء «1».

443 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ- فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي‏» فشربوا منه إلا ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، منهم من اغترف و منهم من لم يشرب، فلما برزوا قال الذين اغترفوا «لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ‏» و قال الذين لم يغترفوا «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ- وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ‏» «2».

444 عن حماد بن عثمان قال: قال أبو عبد الله ع‏ لا يخرج القائم ع في أقل من الفئة- و لا يكون الفئة أقل من عشرة آلاف‏ «3».

445 عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ كان داود و إخوة له أربعة و معهم أبوهم شيخ كبير- و تخلف داود في غنم لأبيه- ففصل طالوت بالجنود فدعا أبوه داود و هو أصغرهم- فقال: يا بني اذهب إلى إخوتك بهذا الذي قد صنعناه لهم- يتقوون به على عدوهم- و كان رجلا قصيرا أزرق قليل الشعر طاهر القلب فخرج- و قد تقارب القوم بعضهم من بعض. [فذكر] عن أبي بصير قال: سمعته يقول: فمر داود على حجر- فقال الحجر: يا داود خذني فاقتل بي جالوت، فإني إنما خلقت لقتله، فأخذه فوضعه في مخلاته‏ «4» التي تكون فيها حجارته- التي كان يرمي بها عن غنمه بمقذافه‏ «5» فلما دخل العسكر سمعهم يتعظمون أمر جالوت فقال لهم داود: ما تعظمون من أمره فو الله لئن عاينته لأقتلنه- فتحدثوا بخبره حتى أدخل على طالوت، فقال:

يا فتى و ما عندك من القوة و ما جربت من نفسك قال: كان الأسد يعدو على الشاة من غنمي فأدركه- فآخذ برأسه فأفك لحييه عنها «6» فآخذها من فيه، قال: فقال: ادع‏

______________________________
(1)- البحار ج 5: 331: البرهان ج 1: 237. الصافي ج 1: 209.

(2)- البحار ج 5: 331: البرهان ج 1: 237. الصافي ج 1: 209.

(3)- إثبات الهداة ج 7: 95. البرهان 1: 237.

(4)- المخلاة: ما يجعل فيه الخلى أي الرطب من النبات و منه المخلاة لما يوضع فيه العلف و يعلق في عنق الدابة لتعتلفه و يقال له بالفارسية «توبره».

(5)- المقذاف: آلة القذف أي الرمي.

(6)- اللحى: عظم الحنك الذي عليه الأسنان، و الضمير في عنها يرجع إلى الشاة.

 

134
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 251] ص : 135

لي بدرع سابغة «1» قال: فأتي بدرع فقذفها في عنقه- فتملأ منها حتى راع طالوت و من حضره من بني إسرائيل، فقال طالوت: و الله لعسى الله أن يقتله به، قال: فلما أن أصبحوا و رجعوا إلى طالوت و التقى الناس، قال داود: أروني جالوت فلما رآه أخذ الحجر- فجعله في مقذافه فرماه فصك به بين عينيه- فدمغه‏ «2» و نكس عن دابته- و قال الناس: قتل داود جالوت و ملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر، و اجتمعت بنو إسرائيل على داود و أنزل الله عليه الزبور و علمه صنعة الحديد- فلينه له و أمر الجبال و الطير يسبحن معه، قال: و لم يعط أحد مثل صوته، فأقام داود في بني إسرائيل مستخفيا- و أعطي قوة في عبادته‏ «3».

446 عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا، و لو أجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا، و إن الله يدفع بمن يصوم منهم عمن لا يصوم من شيعتنا و لو أجمعوا على ترك الصيام لهلكوا- و إن الله يدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي عن شيعتنا و لو أجمعوا على ترك الزكاة لهلكوا- و إن الله يدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج من شيعتنا و لو أجمعوا على ترك الحج لهلكوا، و هو قول الله تعالى: «وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ- وَ لكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ‏» فو الله ما أنزلت إلا فيكم و لا عنى بها غيركم‏ «4».

447 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ بالزيادة بالإيمان- يتفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، قلت: و إن للإيمان درجات و منازل- يتفاضل بها المؤمنون عند الله قال: نعم، قلت: صف لي ذلك رحمك الله حتى أفهمه- قال ما فضل الله به أولياءه بعضهم على بعض، فقال: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ- مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ‏» الآية- و قال: «وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى‏ بَعْضٍ‏» و

______________________________
(1)- درع سابغة أي تامة طويلة و في الصحاح: السابغة: الدرع الواسعة.

(2)- دمغه دمغا: شجه حتى بلغت الشجة دماغه.

(3)- البحار ج 5: 332. البرهان ج 1: 237. الصافي ج 1: 211.

(4)- البحار ج 15: (ج 3): 136. البرهان ج 1: 238. الصافي ج 1: 211.

 

135
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 253] ص : 136

قال: «انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ- وَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ‏» و قال: «هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ‏» فهذا ذكر الله درجات الإيمان و منازله عند الله‏ «1».

448 عن الأصبغ بن نباتة قال‏ كنت واقفا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يوم الجمل. فجاء رجل حتى وقف بين يديه- فقال: يا أمير المؤمنين كبر القوم و كبرنا و هلل القوم و هللنا- و صلى القوم و صلينا فعلام نقاتلهم فقال: على هذه الآية «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ- مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ‏» فنحن الذين من بعدهم «مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا- فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ- وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ» فنحن الذين آمنا و هم الذين كفروا، فقال الرجل: كفر القوم و رب الكعبة ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله‏ «2».

449 عن عبد الحميد بن فرقد عن جعفر بن محمد ع قال‏ قالت الجن: إن لكل شي‏ء ذروة- و ذروة القرآن آية الكرسي‏ «3».

450 عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت: «مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ‏» قال: نحن أولئك الشافعون‏ «4».

451 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ [إن الشياطين يقولون‏] «5» لكل شي‏ء ذروة- و ذروة، القرآن آية الكرسي، من قرأ آية الكرسي مرة- صرف الله عنه ألف مكروه من مكاره الدنيا- و ألف مكروه من مكاره الآخرة، و أيسر مكروه الدنيا الفقر، و أيسر مكروه الآخرة عذاب القبر، و إني لأستعين بها على صعود الدرجة «6».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 239.

(2)- البرهان ج 1: 239. البحار ج 8: 152. الصافي ج 1: 212.

(3)- البحار ج 19: 67.

(4)- البحار ج 8: 42. البرهان ج 1: 242.

(5)- ليس فيما بين المعقفتين في نسخة البرهان و كذا ما يأتي.

(6)- البحار ج 19: 67. البرهان ج 1: 245.

136
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 255] ص : 136

452 عن حماد عنه قال‏ رأيته جالسا متوركا برجله على فخذه، فقال [له رجل عنده جعلت فداك‏] هذه جلسة مكروه فقال: لا إن اليهود قالت: إن الرب لما فرغ من خلق السماوات و الأرض- جلس على الكرسي هذه الجلسة ليستريح فأنزل الله «اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ- لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ‏» لم يكن متوركا كما كان‏ «1».

453 عن زرارة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏» قال أبو عبد الله: السماوات و الأرض- و جميع ما خلق الله في الكرسي‏ «2».

454 عن زرارة قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏» أ وسع الكرسي السماوات و الأرض- أم السماوات و الأرض وسعن الكرسي فقال: إن كل شي‏ء في الكرسي‏ «3».

455 عن محسن بن المثنى [الميثمي‏] عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال‏ قال أبو ذر:

يا رسول الله ما أفضل ما أنزل عليك قال: آية الكرسي، ما السماوات السبع و الأرضون السبع في الكرسي- إلا كحلقة ملقاة بأرض بلاقع‏ «4» و إن فضله على العرش كفضل الفلاة على الحلقة «5».

456 عن زرارة قال‏ سألت أحدهما عن قوله: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏» أيهما وسع الآخر قال: الأرضون كلها و السماوات كلها- و جميع ما خلق الله في الكرسي‏ «6».

457 عن زرارة قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ‏» السماوات‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 242. الصافي ج 1: 213.

(2)- البحار ج 14: 97. البرهان ج 1: 242.

(3)- الصافي ج 1: 214. البرهان ج 1: 242.

(4)- البلاقع جمع البلغ: الأرض القفر و في نسخة الصافي «ملقاة في فلاة» مكان «ملقاة» بأرض بلاقع».

(5)- البرهان ج 1: 242. الصافي ج 1: 214.

(6)- البرهان ج 1: 242. الصافي ج 1: 214.

 

137
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 256] ص : 138

و الأرض وسع الكرسي- أو الكرسي وسع السماوات و الأرض قال: لا بل الكرسي وسع السماوات و الأرض، و العرش و كل شي‏ء خلق الله في الكرسي‏ «1».

458 عن الأصبغ بن نباتة قال‏ سئل أمير المؤمنين ع عن قول الله «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏» فقال: إن السماء و الأرض و ما فيهما- من خلق مخلوق في جوف الكرسي- و له أربعة أملاك يحملونه بإذن الله‏ «2».

459 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى‏» قال: هي الإيمان بالله يؤمن بالله وحده‏ «3».

460 عن عبد الله بن أبي يعفور قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم- و يتولون فلانا و فلانا لهم أمانة و صدق و وفاء- و أقوام يتولونكم- ليس لهم تلك الأمانة و لا الوفاء و لا الصدق قال: فاستوى أبو عبد الله ع جالسا و أقبل علي كالغضبان- ثم قال: لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله، و لا عتب على من دان بولاية إمام عدل من الله، قال: قلت: لا دين لأولئك و لا عتب على هؤلاء فقال: نعم لا دين لأولئك و لا عتب على هؤلاء، ثم قال: أ ما تسمع لقول الله «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة و المغفرة- لولايتهم كل إمام عادل من الله، قال الله «وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ- يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ‏» قال: قلت أ ليس الله عنى بها الكفار- حين قال: «وَ الَّذِينَ كَفَرُوا» قال: فقال: و أي نور للكافر و هو كافر- فأخرج منه إلى الظلمات إنما عنى الله بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام، فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله- خرجوا بولايتهم إياهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب لهم النار مع الكفار، فقال: «أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ‏» «4».

461 عن مسعدة بن صدقة قال‏ قص أبو عبد الله ع قصة الفريقين جميعا

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 242 الصافي ج 1: 214.

(2)- البحار ج 14: 99. البرهان ج 1: 242.

(3)- البحار ج 15 (ج 1): 17. البرهان ج 1: 244.

(4)- البحار ج 15 (ج 1): 129. البرهان ج 1: 244.

 

138
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 260] ص : 139

في الميثاق- حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين، فقال: إن الخير و الشر خلقان من خلق الله- له فيهما المشية في تحويل ما يشاء- فيما قدر فيها حال عن حال، و المشية فيما خلق لها من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير و الشر، و ذلك أن الله قال في كتابه «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ- وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ- يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ‏» فالنور هم آل محمد ع و الظلمات عدوهم‏ «1».

462 عن مهزم الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ قال الله تبارك و تعالى لأعذبن كل رعية دانت بإمام ليس من الله- و إن كانت الرعية في أعمالها برة تقية- و لأغفرن عن كل رعية دانت بكل إمام من الله- و إن كانت الرعية في أعمالها سيئة- قلت: فيعفو عن هؤلاء و يعذب هؤلاء قال: نعم إن الله يقول: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا- يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» ثم ذكر الحديث الأول حديث ابن أبي يعفور رواية محمد بن الحسين، و زاد فيه فأعداء علي أمير المؤمنين هم الخالدون في النار، و إن كانوا في أديانهم- على غاية الورع و الزهد و العبادة- و المؤمنون بعلي ع هم الخالدون في الجنة و إن كانوا في أعمالهم [مسيئة] على ضد ذلك‏ «2».

463 عن أبي بصير قال‏ لما دخل يوسف على الملك- قال له: كيف أنت يا إبراهيم قال: إني لست بإبراهيم أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ع قال: و هو صاحب إبراهيم الذي حاج إبراهيم في ربه- قال: و كان أربع مائة سنة شابا «3».

464 عن أبان بن حجر عن أبي عبد الله ع قال‏ خالف إبراهيم ع قومه- و عاب آلهتهم حتى أدخل على نمرود فخاصمهم، فقال إبراهيم: «رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ- قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 244.

(2)- البرهان ج 1: 244. البحار ج 15 (ج 1): 129.

(3)- البرهان ج 1: 246. الصافي ج 1: 217.

 

139
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 260] ص : 139

فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ- فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏» «1».

465 و عن حنان بن سدير عن رجل من أصحاب أبي عبد الله ع قال:

سمعته يقول‏ إن أشد الناس عذابا يوم القيامة لسبعة نفر: أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه، و نمرود بن كنعان‏ الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ‏ «2».

466 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى‏ قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى‏ عُرُوشِها- قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها» فقال: إن الله بعث على بني إسرائيل نبيا يقال له أرميا، فقال: قل لهم ما بلد تنقيته من كرائم البلدان، و غرس‏ «3» فيه من كرائم الغرس و نقيته من كل غريبة- فأخلف فأنبت خرنوبا- قال: فضحكوا و استهزءوا به فشكاهم إلى الله، قال: فأوحى الله: إليه- أن قل لهم إن البلد بيت المقدس و الغرس بنو إسرائيل تنقيته من كل غريبة- و نحيت عنهم كل جبار فأخلفوا فعملوا بمعاصي الله- فلأسلطن عليهم في بلدهم- من يسفك دماءهم و يأخذ أموالهم، فإن بكوا إلي فلم أرحم بكاءهم و إن دعوا لم أستجب دعاءهم [فشلتهم و فشلت‏] ثم لأخربنها مائة عام ثم لأعمرنها، فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا: يا رسول الله ما ذنبنا نحن- و لم نكن نعمل بعملهم فعاود لنا ربك، فصام سبعا فلم يوح إليه شي‏ء فأكل أكلة- ثم صام سبعا فلم يوح إليه شي‏ء فأكل أكلة ثم صام سبعا فلما أن كان يوم الواحد و العشرين- أوحى الله إليه لترجعن عما تصنع أ تراجعني في أمر قضيته أو لأردن وجهك على دبرك ثم أوحى إليه قل لهم: لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، فسلط الله عليهم بخت‏نصر فصنع بهم ما قد بلغك، ثم بعث بخت‏نصر إلى النبي- فقال: إنك قد نبئت عن ربك و حدثتهم بما أصنع بهم فإن شئت فأقم عندي فيمن شئت و إن شئت فاخرج- فقال: لا بل أخرج فتزود عصيرا و تينا و خرج، فلما أن غاب‏ «4» مد البصر التفت إليها- فقال: «أَنَّى يُحْيِي هذِهِ‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 246. الصافي ج 1: 217.

(2)- البحار ج 5: 123.

(3)- و الظاهر غرست كما في نسختي البحار و البرهان.

(4)- و في نسختي البحار و البرهان «كان» بدل «غاب».

 

140
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 260] ص : 139

اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها- فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ‏» أماته غدوة و بعثه عشية قبل أن تغيب الشمس و كان أول شي‏ء خلق منه عيناه في مثل غرقئ البيض‏ «1» ثم قيل له: «كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً» فلما نظر إلى الشمس لم تغب- قال: «أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى‏ طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ- وَ انْظُرْ إِلى‏ حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ- وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً» قال: فجعل ينظر إلى عظامه- كيف يصل بعضها إلى بعض و يرى العروق كيف تجري، فلما استوى قائما قال: «أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ» و في رواية هارون فتزود عصيرا و لبنا «2».

467 عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ نزلت هذه الآية على رسول الله هكذا «أ لم تر إلى العظام كيف ننشزها- ثم نكسوها لحما فلما تبين له» قال ما تبين لرسول الله إنها في السماوات «قال رسول الله أعلم أن الله على كل شي‏ء قدير» سلم رسول الله ص للرب و آمن بقول الله‏ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ- قالَ: أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ «3».

468 أبو طاهر العلوي عن علي بن محمد العلوي عن علي بن مرزوق عن إبراهيم بن محمد قال‏ ذكر جماعة من أهل العلم- إن ابن الكواء قال لعلي ع: يا أمير المؤمنين ما ولد أكبر من أبيه من أهل الدنيا قال: نعم أولئك ولد عزير حيث مر على قرية خربة، و قد جاء من ضيعة له تحته حمار- و معه شنة «4» فيها تين‏ «5» و كوز فيه عصير- فمر على قرية خربة- ف قالَ: أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ‏ فتوالد ولده و تناسلوا- ثم بعث الله إليه فأحياه في المولد الذي أماته فيه- فأولئك ولده أكبر من أبيهم‏ «6».

______________________________
(1)- الغرقئ: بياض البيض الذي يؤكل.

(2)- البحار ج 5: 358 (419 ص). البرهان ج 1: 248.

(3)- البرهان ج 1: 248.

(4)- الشنة: القربة الخلق.

(5)- و في نسختي البحار و البرهان «قتر» و هو مصحفه.

(6)- البحار ج 5: 358. (421 ص). البرهان ج 1: 350. الصافي ج 1: 222.

141
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 260] ص : 139

469 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول إبراهيم ع «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى‏» قال أبو عبد الله ع: لما أري إبراهيم‏ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ رأى رجلا يزني فدعا عليه فمات، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات حتى رأى ثلاثة فدعا عليهم فماتوا، فأوحى الله إليه أن يا إبراهيم إن دعوتك مجابة فلا تدع على عبادي، فإني لو شئت لم أخلقهم، إني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف: عبدا يعبدني لا يشرك بي شيئا فأثيبه، و عبدا يعبد غيري فلن يفوتني، و عبدا يعبد غيري فأخرج من صلبه من يعبدني- ثم التفت فرأى جيفة على ساحل- بعضها في الماء و بعضها في البر- يجي‏ء سباع البر فيأكل بعضها بعضا و فسد بعضها عن بعض- فيأكل بعضها بعضا «1» فعند ذلك تعجب إبراهيم مما رأى «و قال‏ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى‏» كيف يخرج ما تناسخ هذه أمم أكل بعضها بعضا «قالَ: أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى‏ وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي‏» يعني حتى أرى هذا كما رأى الله‏ «2» الأشياء كلها، قال: خذ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ- ثُمَّ اجْعَلْ عَلى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً و تقطعهن و تخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة- في هذه السباع التي أكلت بعضها بعضا، «ثُمَّ اجْعَلْ عَلى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً» فلما دعاهن أجبنه و كانت الجبال عشرة «3».

470 و روى أبو بصير عن أبي عبد الله ع‏ و كانت الجبال عشرة- و كانت الطيور الديك و الحمامة و الطاوس و الغراب، و قال: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فقطعهن‏

______________________________
(1)- قد اختلفت نسخ الكتاب هنا و الظاهر الموافق لرواية الكافي هكذا «فرأى جيفة على ساحل البحر بعضها في الماء و بعضها في البحر تجي‏ء سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا، و يجي‏ء سباع البر فتأكل منها فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا».

(2)- و في نسخة البرهان «كما أراني الله» و في رواية الكافي «كما رأيت الأشياء كلها» و هو الظاهر.

(3)- البرهان ج 1: 251. البحار ج 5: 131. الصافي ج 1: 223.

 

142
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 260] ص : 139

بلحمهن و عظامهن و ريشهن- ثم أمسك رءوسهن- ثم فرقهن على عشرة جبال‏ عَلى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً، فجعل ما كان في هذا الجبل- يذهب إلى هذا الجبل بريشه‏ «1» و لحمه و دمه- ثم يأتيه حتى يضع رأسه في عنقه حتى فرغ من أربعتهن‏ «2».

471 عن معروف بن خربوذ قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ إن الله لما أوحى إلى إبراهيم ع أن خذ أربعة من الطير، عمد إبراهيم فأخذ النعامة و الطاوس و الوزة «3» و الديك- فنتف ريشهن بعد الذبح- ثم جعلهن في مهراسه‏ «4» فهرسهن ثم فرقهن على جبال الأردن، و كانت يومئذ عشرة أجبال- فوضع‏ عَلى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثم دعاهن بأسمائهن فأقبلن إليه سعيا، يعني مسرعات، فقال إبراهيم عند ذلك‏ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ «5».

472 عن علي بن أسباط أن أبا الحسن الرضا ع سئل عن قول الله: «قالَ بَلى‏ وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي‏» أ كان في قلبه شك قال: لا و لكنه أراد من الله الزيادة في يقينه، قال: و الجزء «6» واحد من العشرة «7».

473 عن عبد الصمد بن بشير قال‏ جمع لأبي جعفر المنصور القضاة، فقال لهم: رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء فلم يعلموا كم الجزء و اشتكوا إليه فيه، فأبرد بريدا إلى صاحب المدينة أن يسأل جعفر بن محمد ع: رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء- فقد أشكل ذلك على القضاة فلم يعلموا كم الجزء فإن هو أخبرك به و إلا فاحمله على البريد و وجهه إلي، فأتى صاحب المدينة أبا عبد الله ع فقال له: إن أبا جعفر بعث إلي- أن أسألك عن رجل أوصى بجزء

______________________________
(1)- و في نسخة البحار «برأسه».

(2)- البحار ج 5: 132. البرهان ج 1: 251.

(3)- الوزة لغة في الأوز: البط.

(4)- المهراس: الهاون.

(5)- البحار ج 5: 132: البرهان ج 1: 251.

(6)- أي الجزء في قوله‏ «عَلى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً» كما يظهر ذلك مما يأتي أيضا.

(7)- البحار ج 5: 132. البرهان ج 1: 215.

 

143
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 260] ص : 139

من ماله- و سأل من قبله من القضاة فلم يخبروه ما هو، و قد كتب إلي إن فسرت ذلك له- و إلا حملتك على البريد إليه، فقال أبو عبد الله ع: هذا في كتاب الله بين- إن الله يقول: لما قال إبراهيم «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى‏» إلى قوله «كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً» فكانت الطير أربعة و الجبال عشرة، يخرج الرجل من كل عشرة أجزاء جزءا واحدا، و إن إبراهيم دعا بمهراس فدق فيه الطيور جميعا، و حبس الرءوس عنده، ثم إنه دعا بالذي أمر به- فجعل ينظر إلى الريش كيف يخرج، و إلى العروق عرقا عرقا حتى تم جناحه مستويا- فأهوى نحو إبراهيم فمال إبراهيم‏ «1» ببعض الرءوس فاستقبله به، فلم يكن الرأس الذي استقبله به لذلك البدن- حتى انتقل إليه غيره، فكان موافقا للرأس فتمت العدة و تمت الأبدان‏ «2».

474 عن عبد الرحمن بن سيابة قال‏ إن امرأة أوصت إلي و قالت لي: ثلثي تقضي به دين ابن أخي، و جزء منه لفلانة، فسألت عن ذلك ابن أبي ليلى فقال: ما أرى لها شيئا و ما أدري ما الجزء فسألت أبا عبد الله ع و أخبرته- كيف قالت المرأة و ما قال ابن أبي ليلى، فقال: كذب ابن أبي ليلى لها عشر الثلث- إن الله أمر إبراهيم ع فقال: «اجْعَلْ عَلى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً» و كانت الجبال يومئذ عشرة و هو العشر من الشي‏ء «3».

475 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في رجل أوصى بجزء من ماله- فقال:

جزء من عشرة كانت الجبال عشرة- و كان الطير الطاوس و الحمامة و الديك و الهدهد فأمره الله أن يقطعهن و يخلطهن- و أن يضع‏ عَلى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً و أن يأخذ رأس كل طير منها بيده، قال: فكان إذا أخذ رأس الطير منها بيده- تطاير إليه ما كان منه حتى يعود كما كان‏ «4».

476 عن محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن عبد الله قال‏ جاءني أبو جعفر بن سليمان الخراساني و قال: نزل بي رجل من خراسان من الحجاج- فتذاكرنا الحديث فقال: مات لنا أخ‏

______________________________
(1)- و في نسخة البحار «فقال إبراهيم».

(2)- البحار ج 5: 132 و 23: 49. البرهان ج 1: 251. الصافي ج 1: 224.

(3)- البحار ج 23: 250. البرهان ج 1: 251.

(4)- البحار ج 23: 250. البرهان ج 1: 251.

 

144
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 260] ص : 139

بمرو و أوصى إلي بمائة ألف درهم- و أمرني أن أعطي أبا حنيفة منها جزءا- و لم أعرف الجزء كم هو مما ترك، فلما قدمت الكوفة أتيت أبا حنيفة فسألته عن الجزء فقال لي الربع، فأبى قلبي ذلك، فقلت: لا أفعل حتى أحج و أستقصي المسألة- فلما رأيت أهل الكوفة قد أجمعوا على الربع- قلت لأبي حنيفة لا سوأة «1» بذلك لك أوصي بها يا أبا حنيفة، و لكن أحج و أستقصي المسألة- فقال أبو حنيفة: و أنا أريد الحج.

فلما أتينا مكة و كنا في الطواف- فإذا نحن برجل شيخ قاعد- قد فرغ من طوافه و هو يدعو و يسبح، إذ التفت أبو حنيفة فلما رآه- قال: إن أردت أن تسأل غاية الناس فسل هذا فلا أحد بعده، قلت: و من هذا قال: جعفر بن محمد ع، فلما قعدت و استمكنت- إذ استدار أبو حنيفة خلف ظهر جعفر بن محمد ع فقعد قريبا مني فسلم عليه و عظمه- و جاء غير واحد مزدلفين مسلمين عليه و قعدوا، فلما رأيت ذلك من تعظيمهم له اشتد ظهري فغمزني أبو حنيفة «2» أن تكلم- فقلت: جعلت فداك إني رجل من أهل خراسان و إن رجلا مات و أوصى إلي بمائة ألف درهم- و أمرني أن أعطي منها جزءا و سمى لي الرجل، فكم الجزء جعلت فداك فقال جعفر بن محمد ع: يا أبا حنيفة لك أوصى قل فيها فقال: الربع، فقال لابن أبي ليلى قل فيها، فقال: الربع، فقال جعفر ع: و من أين قلتم الربع قالوا لقول الله: «فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً» فقال أبو عبد الله ع لهم:- و أنا أسمع هذا- قد علمت الطير أربعة فكم كانت الجبال إنما الأجزاء للجبال ليس للطير، فقالوا: ظننا أنها أربعة، فقال أبو عبد الله ع: و لكن الجبال عشرة «3».

477 عن صالح بن سهل الهمداني عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ- ثُمَّ اجْعَلْ عَلى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً» الآية- فقال: أخذ الهدهد و الصرد و الطاوس و الغراب- فذبحهن و عزل رءوسهن- ثم نخر «4» أبدانهن بالمنخار

______________________________
(1)- و في نسخة البحار «لا سترة». و في نور الثقلين «لا تسبق» و هو الظاهر.

(2)- غمزه: كبسه باليد أي شده. و في نور الثقلين «فعمد أبو حنيفة أن يكلم».

(3)- البحار ج 23: 50. البرهان ج 1: 251.

(4)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخة الصافي لكن في الأصل و نسخة البرهان «تجزى».

 

145
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 261] ص : 146

بريشهن- و لحومهن و عظامهن حتى اختلط، ثم جزأهن عشرة أجزاء على عشرة جبال، ثم وضع عنده حبا و ماء «1» ثم جعل مناقيرهن بين أصابعه ثم قال ايتيني سعيا بإذن الله فتطايرت بعضهن إلى بعض اللحوم- و الريش و العظام حتى استوت بالأبدان كما كانت- و جاء كل بدن حتى التزق برقبته التي فيها المنقار.

فخلى إبراهيم عن مناقيرها- فرفعن و شربن من ذلك الماء، و التقطن من ذلك الحب، ثم قلن يا نبي الله أحييتنا أحياك الله، فقال: بل الله يحيي و يميت، فهذا تفسيره في الظاهر، و أما تفسيره في باطن القرآن قال: خذ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ممن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك، ثم ابعثهم في أطراف الأرض حججا لك على الناس، فإذا أردت أن يأتوك دعوتهم بالاسم الأكبر- يأتونك سعيا بإذن الله‏ «2».

478 عن عمر بن يونس قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إذا أحسن المؤمن عمله- ضاعف الله [له‏] عمله بكل حسنة سبعمائة ضعف، فذلك قول الله: «وَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ» فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله- قلت: و ما الإحسان قال:

إذا صليت فأحسن ركوعك و سجودك، و إذا صمت فتوق [كل‏] ما فيه فساد صومك و إذا حججت فتوق كل ما يحرم عليك في حجتك و عمرتك، قال: و كل عمل تعمله فليكن نقيا من الدنس‏ «3».

479 عن حمران عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له أ رأيت المؤمن له فضل على المسلم في شي‏ء- من المواريث و القضايا و الأحكام- حتى يكون للمؤمن أكثر- مما يكون للمسلم في المواريث أو غير ذلك قال: لا هما يجريان في ذلك مجرى واحد- إذا حكم الإمام عليهما- و لكن للمؤمن فضلا على المسلم في أعمالهما- يتقربان به إلى الله، قال: فقلت: أ ليس الله يقول: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» و زعمت أنهم مجتمعون على الصلاة و الزكاة- و الصوم و الحج مع المؤمن قال: فقال: أ ليس‏

______________________________
(1)- هذا هو الصحيح الموافق للصافي لكن في الأصل و البرهان «أكبادها» بدل «حبا و ماءا».

(2)- البرهان ج 1: 352. الصافي ج 1: 224.

(3)- البحار ج 15 (ج 2): 189. البرهان ج 1: 252. الصافي ج 1: 225.

 

146
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 264] ص : 147

الله قد قال: «وَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ أَضْعافاً كَثِيرَةً» فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله لهم الحسنات- لكل حسنة سبعين ضعفا، فهذا من فضلهم- و يزيد الله المؤمن في حسناته على قدر صحة إيمانه- أضعافا مضاعفة كثيرة، وَ يَفْعَلُ اللَّهُ‏ بالمؤمنين‏ ما يَشاءُ «1».

480 عن المفضل بن محمد الجعفي قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ‏» قال: الحبة فاطمة ص و السبع السنابل سبعة من ولدها سابعهم قائمهم، قلت: الحسن قال: إن الحسن إمام من الله مفترض طاعته- و لكن ليس من السنابل السبعة- أولهم الحسين و آخرهم القائم، فقلت: قوله «فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ» قال: يولد الرجل منهم في الكوفة مائة من صلبه- و ليس ذاك إلا هؤلاء السبعة «2».

481 عن محمد الواشي عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله لكل حسنة سبعمائة ضعف، و ذلك قول الله تبارك و تعالى «وَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ» «3».

482 عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن جعفر بن محمد و أبي جعفر ع‏ في قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى‏» إلى آخر الآية- قال: نزلت في عثمان و جرت في معاوية و أتباعهما «4».

483 عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 253.

(2)- البرهان ج 1: 253. و أخرجه المحدث الحر العاملي «ره» في كتاب إثبات الهداة ج 7: 95 عن هذا الكتاب مختصرا ثم قال ما لفظه: أقول: هؤلاء السبعة من جملة الاثنى عشر و ليس فيه إشعار بالحصر كما هو واضح، و لعل المراد السابع من الصادق (ع) لأنه هو المتكلم بهذا الكلام «انتهى».

(3)- البحار ج 15 (ج 2): 179. البرهان ج 1: 253. الصافي ج 1: 225.

(4)- البحار ج 8: 217. البرهان ج 1: 253. الصافي ج 1: 225.

 

147
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 265 الى 266] ص : 148

لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى‏» لمحمد و آل محمد ع هذا تأويل قال: أنزلت في عثمان‏ «1».

484 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى‏» إلى قوله: «لا يَقْدِرُونَ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ مِمَّا كَسَبُوا» قال «صفوان» أي حجر «2» «وَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ‏» فلان و فلان و فلان و معاوية و أشياعهم‏ «3».

485 عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع قال‏ في قوله «وَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ‏» قال: أنزلت في علي ع‏ «4».

486 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ «وَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ‏» قال: علي أمير المؤمنين أفضلهم، و هو ممن ينفق ماله ابتغاء مرضات الله‏ «5».

487 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ «إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ» قال: ريح‏ «6».

488 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ- وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ‏» قال كان في أناس على عهد رسول الله ص يتصدقون بأشر ما عندهم من التمر الرقيق القشر، الكبير النوى- يقال له المعافرة ففي ذلك أنزل الله «وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ‏ «7».

489 عن أبي بصير قال‏ سألت أبا عبد الله «وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ‏»

______________________________
(1)- البحار ج 8: 217. البرهان ج 1: 253.

(2)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار لكن في الأصل «و جحدوا».

مكان «أي حجر» فسر الصفوان بالحجر.

(3)- البحار ج 9: 217. البرهان ج 1: 254.

(4)- الصافي ج 1: 226. البرهان ج 1: 254.

(5)- البرهان ج 1: 254.

(6)- البحار ج 20: 38. البرهان ج 1: 254.

(7)- البرهان ج 1: 254. الصافي ج 1: 226.

 

148
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 267] ص : 148

قال: كان رسول الله ص إذا أمر بالنخل أن يزكى- يجي‏ء قوم بألوان من التمر هو من أردى التمر يؤدونه عن زكاتهم، تمر يقال له الجعرور و المعى‏فارة، قليلة اللحاء «1» عظيمة النوى فكان بعضهم يجي‏ء بها عن التمر الجيد، فقال رسول الله ص: لا تخرصوا هاتين‏ «2» و لا تجيئوا منها بشي‏ء- و في ذلك أنزل الله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ‏» إلى قوله «إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ‏» و الإغماض أن يأخذ هاتين التمرين من الثمر، و قال: لا يصل إلى الله صدقة من كسب حرام‏ «3».

490 عن رفاعة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ‏» فقال: رسول الله ص بعث عبد الله بن رواحة فقال: لا تخرصوا جعرورا و لا معافارة، و كان أناس يجيئون بتمر سوء، فأنزل الله جل ذكره «وَ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ‏» و ذكر أن عبد الله خرص عليهم تمر سوء، فقال النبي ص: يا عبد الله لا تخرص جعرورا و لا معافارة «4».

491 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ‏» قال: كانت بقايا في أموال الناس- أصابوها من الربا و من [المكاسب‏] الخبيثة قبل ذلك، فكان أحدهم يتيممها فينفقها و يتصدق بها- فنهاهم الله عن ذلك‏ «5».

492 عن أبي الصباح عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ‏» قال: كان الناس حين أسلموا- عندهم مكاسب من الربا، و من أموال خبيثة، فكان الرجل يتعمدها من بين ماله فيتصدق بها، فنهاهم الله عن ذلك و إن الصدقة لا تصلح إلا من‏

______________________________
(1)- اللحاء بكسر اللام: القشر.

(2)- خرص التمر و غيره: قدره.

(3)- البحار ج 20: 13. البرهان ج 1: 254. الصافي ج 1: 227.

(4)- البرهان ج 1: 254. البحار ج 20: 13.

(5)- الوسائل (ج 2) أبواب الصدقة باب 46. البحار ج 20: 44. البرهان ج 1: 255.

 

149
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 268] ص : 150

كسب طيب‏ «1».

493 عن إسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد ع قال‏ كان أهل المدينة يأتون بصدقة الفطر إلى مسجد رسول الله ص و فيه عذق‏ «2» يسمى الجعرور و عذق يسمى معافارة، كانا عظيم نواهما، رقيق لحاهما، في طعمها مرارة، فقال رسول الله ص للخارص: لا تخرص عليهم هذين اللونين- لعلهم يستحيون لا يأتون بهما، فأنزل الله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ‏» إلى قوله «تُنْفِقُونَ‏» «3».

494 عن محمد بن خالد الضبي قال‏ مر إبراهيم النخعي على امرأة- و هي جالسة على باب دارها بكرة و كان يقال لها أم بكر، و في يدها مغزل تغزل به، فقال: يا أم بكر أ ما كبرت- أ لم يأن لك أن تضعي هذا المغزل- فقالت، و كيف أضعه- و سمعت علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ع يقول: هو من طيبات الكسب‏ «4».

495 عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له إني أفرح من غير فرح أراه في نفسي- و لا في مالي و لا في صديقي، و أحزن من غير حزن أراه في نفسي- و لا في مالي و لا في صديقي قال: نعم إن الشيطان يلم بالقلب‏ «5» فيقول:

لو كان لك عند الله خيرا ما أراك عليك عدوك- و لا جعل بك إليه حاجة- هل تنتظر إلا مثل الذي انتظر الذين من قبلك- فهل قالوا شيئا، فذاك الذي يحزن من غير حزن و أما الفرح فإن الملك يلم بالقلب- فيقول: إن كان الله أراك عليك عدوك و جعل بك إليه حاجة، فإنما هي أيام قلائل أبشر بمغفرة من الله و فضل- و هو قول الله: «الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ- وَ اللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلًا» «6».

______________________________
(1)- البحار ج 20: 44. البرهان ج 1: 255.

(2)- العذق من النخل: هو كالعنقود من العنب.

(3)- البحار ج 20: 13. البرهان ج 1: 255. الصافي ج 1: 227.

(4)- الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 61. البرهان ج 1: 255.

(5)- من اللمة بمعنى الدنو و في الحديث لابن آدم لمتان: لمة من الملك و لمة من الشيطان أي دنو.

(6)- البرهان ج 1: 255. البحار ج 15 (ج 2): 38.

150
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 269] ص : 151

 

496 عن أبي بصير قال‏ سألته عن قول الله «وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً» قال: هي طاعة الله و معرفة الإمام‏ «1».

497 عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ «وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً» قال: معرفة الإمام و اجتناب الكبائر- التي أوجب الله عليها النار «2».

498 عن سليمان بن خالد قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً» فقال: إن الحكمة المعرفة و التفقه في الدين، فمن فقه منكم فهو حكيم، و ما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من فقيه‏ «3».

499 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «وَ إِنْ تُخْفُوها وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ‏» قال: ليس تلك الزكاة و لكنه الرجل يتصدق لنفسه- و الزكاة علانية ليس بسر «4».

500 عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال‏ إن الله يبغض الملحف‏ «5».

501 عن أبي بصير قال‏ قلت لأبي عبد الله ع قوله: «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً» قال: ليس من الزكاة «6».

502 عن أبي إسحاق قال‏ كان لعلي بن أبي طالب ع أربعة دراهم لم يملك غيرها، فتصدق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا، و بدرهم سرا، و بدرهم علانية، فبلغ ذلك النبي ص فقال: يا علي ما حملك على ما صنعت قال: إنجاز موعود الله، فأنزل الله «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ- بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً» الآية «7».

______________________________
(1)- البحار ج 7: 108. البرهان ج 1: 254. الصافي ج 1:- 227.

(2)- البحار ج 7: 108. البرهان ج 1: 254. الصافي ج 1:- 227.

(3)- البحار ج 7: 108. البرهان ج 1: 256. الصافي ج 1: 228.

(4)- البرهان ج 1: 256 و روى الأخير المحدث الحر العاملي: «ره» في الوسائل ج 2 أبواب الصدقة باب 31. و الملحف: الملح في السؤال.

(5)- البرهان ج 1: 256 و روى الأخير المحدث الحر العاملي: «ره» في الوسائل ج 2 أبواب لصدقة باب 31. و الملحف: الملح في السؤال.

(6)- البرهان ج 1: 256- 257: الصافي ج 1: 229.

(7)- البرهان ج 1: 256- 257: الصافي ج 1: 229.

 

151
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 275] ص : 152

503 عن شهاب بن عبد ربه قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ آكل الربا لا يخرج من الدنيا حتى يتخبطه الشيطان‏ «1».

504 عن زرارة قال أبو عبد الله ع‏ لا يكون الربا إلا فيما يوزن و يكال‏ «2».

505 عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى‏ فَلَهُ ما سَلَفَ وَ أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ‏» قال: الموعظة التوبة «3».

506 عن محمد بن مسلم‏ أن رجلا سأل أبا جعفر ع‏ «4» و قد عمل بالربا حتى كثر ماله- بعد أن سأل غيره من الفقهاء، فقالوا له: ليس يقيك منك شي‏ء إلا أن ترده إلى أصحابه، فلما قص على أبي جعفر ع قال له أبو جعفر مخرجك في كتاب الله قوله «فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ- فَانْتَهى‏ فَلَهُ ما سَلَفَ وَ أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ‏» و الموعظة التوبة «5».

507 عن سالم بن أبي حفصة عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله يقول: ليس من شي‏ء إلا وكلت به من يقبضه غيري إلا الصدقة، فإني أتلقفها بيدي تلقفا «6» [حتى‏] أن الرجل و المرأة يتصدق بالتمرة و بشق تمرة- فأربيها له كما يربي الرجل فلوه و فصيله‏ «7» فيلقاني يوم القيامة و هي مثل أحد و أعظم من أحد «8».

______________________________
(1)- الوسائل ج 2 أبواب الربا باب 1 و فيه هكذا «آكل الربا لا يقوم حتى يتخبطه اه» البحار ج 23: 30. البرهان ج 1: 258. الصافي ج 1: 230 و التخبط: المس بالجنون و في الدعاء و أعوذ بك أن يتخبطني الشيطان أي يصرعني و يلعب بي.

(2)- البحار ج 23: 31. البرهان ج 1: 258.

(3)- الوسائل ج 2 أبواب الربا باب 5. البحار ج 23: 31. البرهان ج 1:

258. الصافي ج 1: 230.

(4)- و في نسخة البرهان «أبا عبد الله ع» بدل «أبا جعفر ع» و لكن الظاهر هو المختار.

(5)- البحار ج 23: 31. البرهان ج 1: 258.

(6)- تلقف الشي‏ء: تناوله بسرعة.

(7)- الفلو: ولد الفرس و الفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن أمه.

(8)- البرهان ج 1: 258. الصافي ج 1: 231.

152
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 279] ص : 153

 

508 عن محمد القمام عن علي بن الحسين ع عن النبي ص قال‏ إن الله ليربي لأحدكم الصدقة- كما يربي أحدكم ولده حتى يلقاه يوم القيامة و هو مثل أحد «1».

509 عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ قال الله تبارك و تعالى أنا خالق كل شي‏ء- وكلت بالأشياء غيري إلا الصدقة، فإني أقبضها بيدي حتى أن الرجل أو المرأة يصدق بشقة التمرة فأربيها له- كما يربي الرجل منكم فصيله و فلوه، حتى أتركه يوم القيامة أعظم من أحد «2».

510 عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عن أبي عبد الله ع قال: قال رسول الله ص‏ أنه ليس شي‏ء إلا و قد وكل به ملك غير الصدقة- فإن الله يأخذ بيده و يربيه- كما يربي أحدكم ولده- حتى يلقاه يوم القيامة و هي مثل أحد «3».

511 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ عن الرجل يكون عليه الدين إلى أجل مسمى فيأتيه غريمه- فيقول: أنقدني- فقال. لا أرى به بأسا لأنه لم يزد على رأس ماله، و قال الله «فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَ لا تُظْلَمُونَ‏» «4».

512 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ إن التوبة مطهرة من دنس الخطيئة، قال: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‏» إلى قوله «لا تَظْلِمُونَ‏» فهذا ما دعا الله إليه عباده من التوبة، و وعد عليها من ثوابه، فمن خالف ما أمره الله به من التوبة سخط الله عليه، و كانت النار أولى به و أحق‏ «5».

513 عن معاوية بن عمار الدهني قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: قال رسول الله ص‏ من أراد أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله- فلينظر معسرا أو ليدع‏

______________________________
(1)- الوسائل ج 2 أبواب الصدقة باب 6. البرهان ج 1: 258.

(2)- الوسائل ج 2 أبواب الصدقة باب 6. البرهان ج 1: 258.

(3)- الوسائل ج 2 أبواب الصدقة باب 6. البرهان ج 1: 259.

(4)- البحار ج 23: 31. البرهان ج 1: 259.

(5)- الوسائل ج 2 أبواب الربا باب 1. البحار ج 23: 37. البرهان ج 1: 261.

 

 

153
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 280] ص : 153

له من حقه‏ «1».

514 عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال: قال رسول الله‏ من سره أن يقيه الله من نفحات جهنم فلينظر معسرا أو ليدع له من حقه‏ «2».

515 عن القاسم بن سليمان عن أبي عبد الله ع‏ أن أبا اليسر رجل من الأنصار من بني سليمة، قال رسول الله ص: أيكم يحب أن ينفصل من فور جهنم‏ «3» فقال القوم: نحن يا رسول الله، فقال: من أنظر غريما أو وضع لمعسر «4».

516 عن إسحاق بن عمار قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: ما للرجل أن يبلغ من غريمه قال: لا يبلغ به شيئا الله أنظره‏ «5».

517 عن أبان عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال‏ قال رسول الله ص في يوم حار: من سره أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله- فلينظر غريما أو ليدع لمعسر «6».

518 عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال‏ يبعث الله قوما «7» من تحت العرش يوم القيامة وجوههم من نور، و لباسهم من نور، و رياشهم من نور جلوس على كراسي من نور، قال: فيشرف الله لهم على الخلق- فيقولون: هؤلاء الأنبياء فينادي مناد من تحت العرش: هؤلاء ليسوا بأنبياء قال: فيقولون: هؤلاء شهداء قال فينادي مناد من تحت العرش ليس هؤلاء شهداء- و لكن هؤلاء قوم ييسرون على المؤمنين و ينظرون المعسر حتى ييسر «8».

519 عن ابن سنان عن أبي حمزة قال‏ ثلاثة يظلهم الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله‏

______________________________
(1)- البحار ج 23: 37. البرهان ج 1: 261.

(2)- كتاب الوسائل ج 2 أبواب الدين باب 25. البحار ج 23: 37.

البرهان ج 1: 361.

(3)- فور جهنم: غليانها.

(4)- كتاب الوسائل ج 2 أبواب الدين باب 25. البحار ج 23: 37.

البرهان ج 1: 361.

(5)- كتاب الوسائل ج 2 أبواب الدين باب 25. البحار ج 23: 37.

البرهان ج 1: 361.

(6)- كتاب الوسائل ج 2 أبواب الدين باب 25. البحار ج 23: 37.

البرهان ج 1: 361.

(7)- و في نسخة البرهان «أقواما».

(8)- الوسائل ج 2 أبواب الدين باب 25. البحار ج 23: 37. البرهان ج 1:

261.

 

154
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 282] ص : 155

رجل دعته امرأة ذات حسن إلى نفسها فتركها- و قال: إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ‏، و رجل أنظر معسرا أو ترك له من حقه، و رجل معلق قلبه بحب المساجد «وَ أَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ‏» يعني إن تصدقوا بمالكم عليه فهو خير لكم، فليدع معسرا أو ليدع له من حقه نظرا.

قال أبو عبد الله: قال رسول الله ص: من أنظر معسرا كان له على الله في كل يوم صدقة- بمثل ما له عليه حتى يستوفي حقه‏ «1».

520 عن عمر بن سليمان عن رجل من أهل الجزيرة قال‏ سأل الرضا ع رجل- فقال له: جعلت فداك إن الله تبارك و تعالى- يقول: «فَنَظِرَةٌ إِلى‏ مَيْسَرَةٍ فأخبرني عن هذه النظرة التي ذكرها الله لها حد يعرف- إذا صار هذا المعسر لا بد له من أن ينظر- و قد أخذ مال هذا الرجل و أنفق على عياله- و ليس له غلة ينتظر إدراكها، و لا دين ينتظر محله، و لا مال غائب ينتظر قدومه قال: نعم ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الإمام- فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين- إذا كان أنفقه في طاعة الله، فإن كان أنفقه في معصية الله فلا شي‏ء له على الإمام، قلت: فمال هذا الرجل الذي ائتمنه- و هو لا يعلم فيم أنفقه في طاعة الله أو معصيته قال: يسعى له في ماله فيرده و هو صاغر «2».

521 عن ابن سنان قال‏ قلت لأبي عبد الله ع متى يدفع إلى الغلام ماله قال: إذا بلغ و أونس منه رشد، و لم يكن سفيها أو ضعيفا- قال: قلت فإن منهم من يبلغ خمس عشرة سنة- و ست عشرة سنة و لم يبلغ قال: إذا بلغ ثلاث عشرة سنة جاز أمره- إلا أن يكون سفيها أو ضعيفا، قال: قلت و ما السفيه و الضعيف قال: السفيه الشارب الخمر، و الضعيف الذي يأخذ واحدا باثنين‏ «3».

522 عن يزيد بن أسامة «4» عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «وَ لا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا» قال: ما ينبغي لأحد إذا ما دعي إلى الشهادة

______________________________
(1)- الوسائل ج 2 أبواب الدين باب 25. البحار ج 23: 37 البرهان ج 1: 261.

(2)- البحار ج 23: 37- 39 البرهان ج 1: 262. الصافي ج 1: 33.

(3)- البحار ج 23: 37- 39 البرهان ج 1: 262. الصافي ج 1: 33.

(4)- كذا في الأصل و توافقه نسخة الوسائل و في نسخة البرهان «زيد بن أبي أسامة» و الظاهر تصحيف الكل و الصحيح «عن زيد أبي أسامة» و هو المعروف بزيد الشحام يروي عن أبي عبد الله (ع) و غيره.

 

155
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): آية 283] ص : 156

ليشهد عليها أن يقول: لا أشهد لكم‏ «1».

523 عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن موسى ع‏ في قول الله: «وَ لا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا» قال: إذا دعاك الرجل تشهد على دين أو حق- لا ينبغي لأحد أن يتقاعس عنها «2».

524 عن أبي الصباح عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ لا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا» قال: قال: قبل الشهادة- قال: لا ينبغي لأحد إذا ما دعي للشهادة شهد عليها «3» أن يقول: لا أشهد لكم و ذلك قبل الكتاب‏ «4».

525 عن محمد بن عيسى عن أبي جعفر ع قال‏ لا رهن إلا مقبوضا «5».

526 عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت: «وَ لا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ» قال: بعد الشهادة «6».

527 عن هشام عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ لا يَأْبَ الشُّهَداءُ» قال: قبل الشهادة «7».

528 عن سعدان عن رجل عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ- أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ- فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ» قال:

حقيق على الله أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من‏

______________________________
(1)- البحار ج 24: 319. البرهان ج 1: 264. الوسائل ج 3 كتاب الشهادات باب 1.

(2)- البحار ج 24: 319. البرهان ج 1: 264. و يتقاعس عن الشهادة: أي يتأخر عنها و لم يشهد من قولهم تقاعس الرجل عن الأمر إذا تأخر و رجع إلى خلف و لم يتقدم فيه.

(3)- و في نسخة البرهان «أن يشهد عليها».

(4)- البحار ج 24: 19، البرهان ج 1: 264.

(5)- البحار ج 23: 38. البرهان ج 1: 264.

(6)- البحار ج 23: 38. البرهان ج 1: 264.

(7)- البحار ج 24: 19. البرهان ج 1: 264.

 

156
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286] ص : 157

حبهما «1».

529 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله فرض الإيمان على جوارح بني آدم و قسم عليها- و فرقه فيها فليس من جوارحه جارحة- إلا و قد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها- فمنها قلبه الذي به يعقل و يفقه و يفهم- و هو أمير بدنه الذي لا يرد الجوارح- و لا يصدر إلا عن رأيه و أمره.

فأما ما فرض على القلب من الإيمان- فالإقرار و المعرفة و العقد و الرضا و التسليم بأن لا إله إلا هو وحده لا شريك له إلها واحدا. لم يتخذ صاحبة و لا ولدا، و أن محمدا عبده و رسوله و الإقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب- من الإقرار و المعرفة و هو عمله- و هو قول الله تعالى: «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ- وَ لكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً» و قال: «أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‏» و قال «الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ‏» و قال: «إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ- فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ» فذلك ما فرض الله على القلب من الإقرار و المعرفة- و هو عمله و هو رأس الإيمان‏ «2».

530 عن عبد الصمد بن بشير قال‏ ذكر عند أبي عبد الله ع بدء الأذان فقال: إن رجلا من الأنصار رأى في منامه الأذان- فقصه على رسول الله ص فأمره رسول الله ص أن يعلمه بلالا، فقال أبو عبد الله كذبوا- إن رسول الله ص كان نائما في ظل الكعبة فأتاه جبرئيل ع و معه طاس فيه ماء من الجنة، فأيقظه و أمره أن يغتسل به- ثم وضع في محمل له ألف ألف لون من نور، ثم صعد به حتى انتهى إلى أبواب السماء، فلما رأته الملائكة نفرت عن أبواب السماء- و قالت: إلهين إله في الأرض و إله في السماء- فأمر الله جبرئيل فقال: الله أكبر الله أكبر، فتراجعت الملائكة نحو أبواب السماء- و علمت أنه مخلوق ففتحت الباب، فدخل رسول الله ص حتى انتهى إلى السماء الثانية، فنفرت الملائكة عن أبواب السماء- فقالت: إلهين إله في الأرض و إله في السماء- فقال جبرئيل: أشهد أن لا إله إلا الله [أشهد أن لا إله إلا الله‏]

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 267، الصافي ج 1: 237.

(2)- البرهان ج 1: 267، البحار ج 21: 117.

 

157
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286] ص : 157

فتراجعت الملائكة و علمت أنه مخلوق، ثم فتح الباب فدخل ع، و مر حتى انتهى إلى السماء الثالثة، فنفرت الملائكة عن أبواب السماء فقال جبرئيل: أشهد أن محمدا رسول الله [أشهد أن محمدا رسول الله‏] فتراجعت الملائكة و فتح الباب، و مر النبي ص حتى انتهى إلى السماء الرابعة، فإذا بملك و هو على سرير تحت يده ثلاثمائة ألف ملك- تحت كل ملك ثلاثمائة ألف ملك [فهم النبي ص بالسجود- و ظن أنه‏] فنودي أن قم قال: فقام الملك على رجليه [قال: فعلم النبي ص أنه عبد مخلوق- قال‏] فلا يزال قائما إلى يوم القيامة.

قال و فتح الباب- و مر النبي ص حتى انتهى إلى السماء السابعة، قال: و انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقالت السدرة: ما جاوزني مخلوق قبلك، ثم مضى فتدانى‏ فَتَدَلَّى، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏- فَأَوْحى‏ الله‏ إِلى‏ عَبْدِهِ ما أَوْحى‏، قال: فدفع إليه كتابين كتاب أصحاب اليمين بيمينه- و كتاب أصحاب الشمال بشماله، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه و فتحه فنظر فيه- فإذا فيه أسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم.

قال: فقال الله «آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ‏» فقال رسول الله ص «كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ- لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ‏» فقال الله «وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا» فقال النبي ص «غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ» قال الله:

«لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها- لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ‏» قال النبي ص:

«رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا» قال: فقال الله قد فعلت، فقال النبي ص:

«رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً- كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا» فقال: قد فعلت، فقال النبي ص: «رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ- وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا- فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ‏» كل ذلك يقول الله قد فعلت، ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه.

و فتح الأخرى صحيفة أصحاب الشمال- فإذا فيها أسماء أهل النار و أسماء آبائهم و قبائلهم، قال: فقال رسول الله ص: إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ‏، فقال الله: يا

158
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286] ص : 157

محمد فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏، قال: فلما فرغ من مناجاة ربه رد إلى البيت المعمور و هو في السماء السابعة بحذاء الكعبة، قال: فجمع له النبيين و المرسلين و الملائكة- ثم أمر جبرئيل فأتم الأذان و أقام الصلاة- و تقدم رسول الله ص فصلى بهم فلما فرغ التفت إليهم- فقال الله له: فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ‏، فسألهم يومئذ النبي ص ثم نزل و معه صحيفتان، فدفعهما إلى أمير المؤمنين ع فقال أبو عبد الله ع: فهذا كان بدء الأذان‏ «1».

531 عن عبد الصمد بن بشير «2» قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ أتى جبرئيل رسول الله ص و هو بالأبطح بالبراق أصغر من البغل و أكبر من الحمار عليه ألف ألف محفة «3» من نور- فشمس‏ «4» حين أدناه منه ليركبه- فلطمه جبرئيل ع لطمة عرق البراق منها، ثم قال: اسكن فإنه محمد ثم زف به‏ «5» من بيت المقدس إلى السماء- فتطايرت الملائكة من أبواب السماء، فقال جبرئيل: الله أكبر الله أكبر فقالت الملائكة: عبد مخلوق، قال: ثم لقوا جبرئيل فقالوا: يا جبرئيل من هذا قال: هذا محمد فسلموا عليه- ثم زف به إلى السماء الثانية، فتطايرت الملائكة- فقال جبرئيل أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فقالت الملائكة: عبد مخلوق فلقوا جبرئيل فقالوا: من هذا فقال: محمد، فسلموا عليه فلم يزل كذلك في سماء سماء ثم أتم الأذان- ثم صلى بهم رسول الله ص في السماء السابعة- و أمهم رسول الله ص، ثم مضى به جبرئيل ع حتى انتهى به إلى موضع- فوضع إصبعه على منكبه‏

______________________________
(1)- البحار ج 18: 164، البرهان ج 1: 267.

(2)- هذا هو الظاهر الموافق لنسختي البحار و البرهان لكن في نسخة الأصل كنسخة إثبات الهداة «عبد الصمد بن مسيب».

(3)- المحفة: مركب كالهودج.

(4)- أي أبى و امتنع.

(5)- أي أسرع.

 

159
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286] ص : 157

ثم رفعه- فقال له: امض يا محمد، فقال له: يا جبرئيل تدعني في هذا الموضع قال:

فقال له: يا محمد ليس لي أن أجوز هذا المقام، و لقد وطئت موضعا ما وطئه أحد قبلك و لا يطأه أحد بعدك، قال: ففتح الله له من العظيم ما شاء الله، قال: فكلمه الله «آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ‏» قال: نعم يا رب «وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ- لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ- وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ» قال الله تبارك و تعالى «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها- لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ‏» قال محمد «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا- رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا- رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ- وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ‏» قال: قال الله: يا محمد من لأمتك [من‏] بعدك فقال: الله أعلم، قال علي أمير المؤمنين قال: قال أبو عبد الله ع: و الله ما كانت ولايته إلا من الله مشافهة لمحمد ص‏ «1».

532 عن قتادة قال‏ كان رسول الله ص إذا قرأ هذه الآية «آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ‏» حتى يختمها- قال: و حق الله إن لله كتابا- قبل أن يخلق السماوات و الأرض بألفي سنة [فوضعه‏] عنده فوق العرش فأنزل آيتين فختم بهما البقرة فأيما بيت قرئ فيه لم يدخله شيطان‏ «2».

533 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ في آخر البقرة لما دعوا أجيبوا «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها» قال: ما افترض الله عليها «لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ‏» و قوله: «لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا» «3».

534 عن عمرو بن مروان الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله ع قال: قال رسول الله ص‏ رفعت عن أمتي أربع خصال- ما أخطئوا و ما نسوا و ما أكرهوا عليه و لم يطيقوا، و ذلك في كتاب الله قول الله تبارك و تعالى «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ

______________________________
(1)- البحار ج 6: 397. البرهان ج 1: 268، و نقله المحدث الحر العاملي ره في كتاب إثبات الهداة ج 3: 540 مختصرا عن هذا الكتاب أيضا.

(2)- البرهان ج 1: 269.

(3)- البرهان ج 1: 269.

 

160
تفسير العياشي1

[سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286] ص : 157

أَخْطَأْنا- رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا- رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‏» و قول الله: «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ‏» «1».

535 عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول‏ من قرأ سورة البقرة و آل عمران جاءتا يوم القيامة تظلانه على رأسه- مثل الغمامتين أو مثل الغيابتين‏ «2».

______________________________
(1)- الوسائل ج 2 أبواب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر باب 25 البرهان ج 1: 269.

(2)- البرهان ج 1: 269. البحار ج 19: 67. و قد مضى في أول السورة تحت رقم 2 بهذا السند أيضا.

161
تفسير العياشي1

(3) من سورة آل عمران ص : 162

 

(3) من سورة آل عمران‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع‏ عن قول الله تعالى «الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ- نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ- وَ أَنْزَلَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ أَنْزَلَ الْفُرْقانَ‏» قال: هو كل أمر محكم و الكتاب هو جملة القرآن الذي يصدق فيه من كتاب قبله من الأنبياء «1».

2- عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ‏» قال أمير المؤمنين و الأئمة ع «وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ‏» فلان و فلان و فلان «فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ‏» أصحابهم و أهل ولايتهم «فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ‏» «2».

3 و سئل أبو عبد الله عن المحكم و المتشابه، قال: المحكم ما يعمل به- و المتشابه ما اشتبه على جاهله‏ «3».

4- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع يقول‏ إن القرآن محكم و متشابه‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 269.

(2)- البحار ج 7: 47، البرهان ج 1: 271.

(3)- البحار ج 19: 92، البرهان ج 1: 271. و قد مر أيضا بعض الأحاديث في معنى المحكم و المتشابه في مقدمة الكتاب ص 11 فراجع.

 

 

162
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 7] ص : 162

فأما المحكم فنؤمن به و نعمل به و ندين به، و أما المتشابه فنؤمن به و لا نعمل به- هو قول الله «فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ- فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ- وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ- يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا» و الراسخون في العلم آل محمد «1».

5- عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه‏ أن رجلا قال لأمير المؤمنين ع: هل تصف ربنا نزداد له حبا و به معرفة، فغضب و خطب الناس- فقال: فيما عليك يا عبد الله بما دلك عليه القرآن من صفته- و تقدمك فيه الرسول من معرفته، فأتم به و استضئ بنور هدايته، فإنما هي نعمة و حكمة أوتيتها، فخذ ما أوتيت‏ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ‏، و ما كلفك الشيطان عليه- مما ليس عليك في الكتاب فرضه- و لا في سنة الرسول و أئمة الهداة أثره فكل علمه إلى الله، و لا تقدر عظمة الله على قدر عقلك فتكون من الهالكين، و اعلم يا عبد الله أن الراسخين في العلم- هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام على السدد المضروبة «2» دون الغيوب إقرارا بجهل ما جهلوا «3» تفسيره من الغيب المحجوب، فقالوا آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا، و قد مدح الله اعترافهم بالعجز- عن تناول ما لم يحيطوا به علما و سمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عنه‏ «4» رسوخا «5».

______________________________
(1)- البحار ج 19: 93. البرهان ج 1: 271.

(2)- و في نسختي البرهان و الصافي «في السدد» بدل «على السدد». و الاقتحام:

الهجوم و الدخول مغالبة. و السدد جمع السدة و هي الباب المغلق.

(3)- و في نسخة البرهان «فلزموا الإقرار بجملة ما جهلوا إلخ».

(4)- عن كنهه خ ل.

(5)- البحار ج 3 (من الطبع الجديد): 257. الصافي ج 1: 248. البرهان ج 1. 271 و قال المجلسي (ره) و فيه إشكال لدلالته على أن الراسخين في العلم في الآية غير معطوف على المستثنى كما دلت عليه الأخبار الكثيرة، و سيأتي القول فيه في كتاب الإمامة إلا أن يقال إن هذا إلزام على من يفسر الآية كذلك أو يقال بالجمع بين التفسيرين على وجهين مختلفين.

163
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 8] ص : 164

 

6- عن بريد بن معاوية قال‏ قلت لأبي جعفر ع قول الله «وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏» قال يعني تأويل القرآن كله، إلا الله و الراسخون في العلم، فرسول الله أفضل الراسخين، قد علمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل و التأويل، و ما كان الله منزلا عليه شيئا لم يعلمه تأويله- و أوصياءه من بعده يعلمونه كله، فقال الذين لا يعلمون: ما نقول إذا لم نعلم تأويله فأجابهم الله «يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا» و القرآن له خاص و عام و ناسخ و منسوخ- و محكم و متشابه فالراسخون في العلم يعلمونه‏ «1».

7- عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال‏ «وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏» نحن نعلمه‏ «2».

8- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ نحن‏ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏ فنحن نعلم تأويله‏ «3».

9- عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد الله ع‏ أكثروا من أن تقولوا «رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا» و لا تأمنوا الزيغ‏ «4».

10- عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله ع‏ ما تتلذذ الناس في الدنيا و الآخرة- بلذة أكثر لهم من لذة النساء و هو قول الله «زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَ الْبَنِينَ- وَ الْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ» إلى آخر الآية- ثم قال: إن أهل الجنة ما يتلذذون بشي‏ء في الجنة أشهى عندهم من النكاح لا طعام و لا شراب‏ «5».

11- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ» «6» قال:

______________________________
(1)- البحار ج 19: 27. الصافي ج 1: 247. البرهان ج 1: 271.

(2)- البحار ج 19: 27. الصافي ج 1: 247. البرهان ج 1: 271.

(3)- البحار ج 19: 27. الصافي ج 1: 247. البرهان ج 1: 271.

(4)- الصافي ج 1: 247. البرهان ج 1: 272.

(5)- البحار ج 3: 133. الصافي ج 1: 250. البرهان ج 1: 273.

(6)- كذا في نسختي الأصل و البرهان و في نسخة البحار «لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ» و أما الآية بتمامها فهي قوله تعالى «لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ اه» فلعل الحديث ورد في تفسير قوله تعالى (في سورة النساء الآية: 57) «وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا» و يحتمل غير ذلك.

 

 

164
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 17] ص : 165

 

لا يحضن و لا يحدثن.

: «1»

12- عن زرارة قال: قال أبو جعفر من داوم على صلاة الليل و الوتر- و استغفر الله في كل وتر سبعين مرة، ثم واظب على ذلك سنة كتب من‏ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ «2».

13- عن أبي بصير قال‏ قلت لأبي عبد الله ع قول الله تبارك و تعالى «وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ» قال: استغفر رسول الله ص في وتره سبعين مرة «3».

14- عن عمر عن أبي عبد الله ع قال‏ من قال في آخر الوتر في السحر أستغفر الله و أتوب إليه سبعين مرة- و دام على ذلك سنة كتبه الله من‏ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ «4».

15- و في رواية أخرى عنه‏ وجبت له المغفرة «5».

16- عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ من استغفر الله سبعين مرة في الوتر بعد الركوع- فدام على ذلك سنة كان من‏ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ «6».

17- عن مفضل بن عمر قال‏ قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك- تفوتني صلاة الليل فأصلي الفجر- فلي أن أصلي بعد صلاة الفجر ما فاتني من الصلاة- و أنا في صلاة [مصلائي‏] قبل طلوع الشمس فقال: نعم و لكن لا تعلم به أهلك فتتخذونه سنة فيبطل قول الله جل و عز «وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ» «7».

18- عن جابر قال‏ سألت أبا جعفر ع عن هذه الآية «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ

______________________________
(1)- البحار ج 3: 331. البرهان ج 1: 273.

(2)- البحار ج 18: 575. البرهان ج 1: 273.

(3)- البحار ج 18: 575. البرهان ج 1: 273.

(4)- البحار ج 18: 575. البرهان ج 1: 273.

(5)- البحار ج 18: 575. البرهان ج 1: 273.

(6)- البحار ج 18: 575. البرهان ج 1: 273.

(7)- البحار ج 18: 575. البرهان ج 1: 273.

 

 

165
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 19] ص : 166

 

وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏» قال أبو جعفر: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فإن الله تبارك و تعالى يشهد بها لنفسه و هو كما قال، فأما قوله «وَ الْمَلائِكَةُ» فإنه أكرم الملائكة بالتسليم لربهم- و صدقوا و شهدوا كما شهد لنفسه و أما قوله «وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ» فإن أولي العلم الأنبياء و الأوصياء و هم قيام بالقسط، و القسط هو العدل في الظاهر، و العدل في الباطن أمير المؤمنين ع‏ «1».

19- عن مرزبان القمي قال‏ سألت أبا الحسن ع عن قول الله «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ- وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ» قال: هو الإمام‏ «2».

20- عن إسماعيل رفعه إلى سعيد بن جبير قال‏ كان على الكعبة ثلاثمائة و ستون صنما، لكل حي من أحياء العرب الواحد و الاثنان- فلما نزلت هذه الآية «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» إلى قوله «الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏» خرت الأصنام في الكعبة سجدا «3».

21- عن محمد بن مسلم قال‏ سألته عن قوله: «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ‏» فقال الدين فيه الإيمان‏ «4».

22- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ‏» قال: يعني الدين فيه الإيمان‏ «5».

23- عن داود بن فرقد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع قول الله «قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ- تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ» فقد آتى الله بني أمية الملك فقال: ليس حيث تذهب الناس إليه، إن الله أتانا الملك و أخذه بنو أمية، بمنزلة الرجل يكون له الثوب و يأخذه الآخر- فليس هو للذي أخذه‏ «6».

24- عن الحسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال‏ كان رسول الله ص يقول: لا إيمان لمن لا تقية له، و يقول قال الله: «إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا

______________________________
(1)- الصافي ج 1: 250. البرهان ج 1: 273.

(2)- البحار ج 7: 41. البرهان ج 1: 273.

(3)- البرهان ج 1: 273- 274.

(4)- البرهان ج 1: 273- 274.

(5)- البرهان ج 1: 273- 274.

(6)- البحار ج 7: 60. البرهان ج 1: 275.

 

 

166
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 31] ص : 167

مِنْهُمْ تُقاةً» «1».

25 [عن زياد] عن أبي عبيدة الحذاء قال‏ دخلت على أبي جعفر ع فقلت: بأبي أنت و أمي ربما خلا بي الشيطان فخبثت نفسي، ثم ذكرت حبي إياكم و انقطاعي إليكم فطابت نفسي، فقال: يا زياد ويحك و ما الدين إلا الحب- أ لا ترى إلى قول الله تعالى «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏» «2».

26- عن بشير الدهان عن أبي عبد الله ع قال‏ قد عرفتم في منكرين كثير و أحببتم في مبغضين كثير- و قد يكون حبا لله و في الله و رسوله و حبا في الدنيا- فما كان في الله و رسوله فثوابه على الله، و ما كان في الدنيا فليس في شي‏ء ثم نفض يده‏ «3» ثم قال: إن هذه المرجئة و هذه القدرية «4» و هذه الخوارج ليس منهم أحد إلا يرى أنه على الحق، و إنكم إنما أحببتمونا في الله، ثم تلا «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏، و ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، و مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ‏ و إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏» «5».

27- عن بريد بن معاوية العجلي قال‏ كنت عند أبي جعفر ع إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشيا- فأخرج رجليه و قد تغلفتا- و قال: أما و الله ما جاءني من حيث جئت- إلا حبكم أهل البيت، فقال أبو جعفر ع: و الله لو أحبنا حجر حشره الله معنا، و هل الدين إلا الحب [إن الله يقول «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي- يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏» و قال: «يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ‏» و هل الدين إلا الحب‏] «6».

28- عن ربعي بن عبد الله قال‏ قيل لأبي عبد الله ع: جعلت فداك‏

______________________________
(1)- الوسائل (ج 2) أبواب الأمر بالمعروف باب 23. البرهان ج 1: 275 الصافي ج 1: 253.

(2)- البحار ج 7: 377. البرهان ج 1: 277.

(3)- من نقص الثوب و نحوه: حركه ليزول منه الغبار.

(4)- قد مضى معنى القدرية و المرجئة قبل في ص 8 و 23 فراجع.

(5)- البحار ج 7: 377. البرهان ج 1: 277.

(6)- البحار ج 7: 377. الصافي ج 1: 254. البرهان ج 1: 277.

 

167
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 34] ص : 168

إنا نسمي بأسمائكم و أسماء آبائكم فينفعنا ذلك فقال: إي و الله و هل الدين إلا الحب قال الله «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي- يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ‏» «1».

29- عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال‏ «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ‏» قال: نحن منهم و نحن بقية تلك العترة «2».

30- عن هشام بن سالم قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً» فقال: هو آل إبراهيم و آل محمد على العالمين، فوضعوا اسما مكان اسم‏ «3».

31- عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ لما قضى محمد ص نبوته و استكملت أيامه- أوحى الله يا محمد قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك، فاجعل العلم الذي عندك من الإيمان و الاسم الأكبر- و ميراث العلم و آثار علم النبوة في العقب في ذريتك فإني لم أقطع العلم و الإيمان و الاسم الأكبر- و ميراث العلم و آثار علم النبوة من العقب من ذريتك- كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء- الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم، و ذلك قول الله «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ- ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏» و إن الله جل و تعالى لم يجعل العلم جهلا- و لم يكل أمره إلى أحد من خلقه- لا إلى ملك مقرب و لا إلى نبي مرسل، و لكنه أرسل رسلا «4» من ملائكة فقال له كذا و كذا- فأمرهم بما يحب و نهاهم عما يكره- فقص عليه أمر خلقه بعلمه فعلم ذلك العلم- و علم أنبياءه و أصفياءه من الأنبياء- و الأعوان و الذرية التي‏ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ‏ فذلك (قوله): «فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ- وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» فأما الكتاب فهو النبوة، و أما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء في الصفوة و أما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة في الصفوة- و كل هؤلاء من الذرية التي بعضها

______________________________
(1)- البحار ج 7: 377. البرهان ج 1: 277. الصافي ج 1: 254.

(2)- البحار ج 7: 46. البرهان ج 1: 278.

(3)- البحار ج 7: 46. البرهان ج 1: 278.

(4)- رسولا خ ل.

 

168
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 34] ص : 168

من بعض- التي جعل فيهم البقية، و فيهم العاقبة و حفظ الميثاق، حتى تنقضي الدنيا، و للعلماء و بولاة الأمر الاستنباط للعلم و الهداية «1».

32- عن أحمد بن محمد عن الرضا عن أبي جعفر ع‏ من زعم أنه قد فرغ من الأمر فقد كذب- لأن المشية لله في خلقه يريد ما يشاء و يَفْعَلُ ما يُرِيدُ، قال الله «ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏» آخرها من أولها و أولها من آخرها، فإذا أخبرتم بشي‏ء منها بعينه- أنه كائن و كان في غيره منه- فقد وقع الخبر على ما أخبرتم عنه‏ «2».

33- عن أبي عبد الرحمن عن أبي كلدة عن أبي جعفر ع قال: قال رسول الله ص‏ الروح و الراحة و الرحمة و النصرة- و اليسر و اليسار و الرضا و الرضوان- و المخرج و الفلج‏ «3» و القرب و المحبة من الله و من رسوله لمن أحب عليا و ائتم بالأوصياء من بعده، حق علي أن أدخلهم في شفاعتي، و حق على ربي أن يستجيب لي فيهم لأنهم أتباعي- و من تبعني فإنه مني، مثل إبراهيم جرى في ولايته‏ «4» مني- و أنا منه دينه ديني و ديني دينه، و سنته سنتي و سنتي سنته، و فضلي فضله و أنا أفضل منه و فضلي له فضل- و ذلك تصديق قول ربي «ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏» «5».

34- عن أيوب قال‏ سمعني أبو عبد الله ع و أنا أقرأ «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ‏» فقال لي و آل محمد كانت فمحوها- و تركوا آل إبراهيم و آل عمران‏ «6».

35- عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له ما الحجة في كتاب الله إن‏

______________________________
(1)- البحار ج 7: 46. البرهان ج 1: 279.

(2)- البرهان ج 1: 279.

(3)- الفلج: الفوز و الظفر.

(4)- كذا في نسختي الأصل و البرهان لكن في نسخة البحار «لأنه» مكان «ولايته» و لعله أظهر بالسياق.

(5)- البحار ج 7: 46. البرهان ج 1: 279.

(6)- البرهان ج 1: 279. البحار ج 7: 46 و نقله المحدث الحر العاملي في كتاب إثبات الهداة ج 3: 46 عن هذا الكتاب لكن فيه «عن أبي أيوب» عوض «أيوب».

 

169
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 35 الى 38] ص : 170

آل محمد هم أهل بيته قال: قال قول الله تبارك و تعالى «إن الله اصطفى آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران و آل محمد» هكذا نزلت «عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏» و لا يكون الذرية من القوم إلا نسلهم من أصلابهم‏ «1» [و قال: «اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً- وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ و آل عمران و آل محمد (رواية أبي خالد القماط) عنه‏].

36- عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر ع قال‏ إن امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا قال: و المحرر للمسجد إذا وضعته [أو] دخل المسجد فلم يخرج [من المسجد] أبدا- فلما ولدت مريم «قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‏ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏ وَ إِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ‏» فساهم عليها النبيون فأصاب القرعة زكريا، و هو زوج أختها و كفلها و أدخلها المسجد، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث- و كانت أجمل النساء، فكانت تصلي و يضي‏ء المحراب لنورها، فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف- و فاكهة الصيف في الشتاء- فقال: أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏ «ف هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ‏ قال‏ إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي‏» إلى ما ذكره الله من قصة زكريا و يحيى‏ «2».

37- عن حفص البختري عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً» المحرر يكون في الكنيسة و لا يخرج منها فَلَمَّا وَضَعَتْها أنثى «قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‏- وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏» إن الأنثى تحيض فتخرج من المسجد- و المحرر لا يخرج من المسجد «3».

38- و في رواية حريز عن أحدهما قال‏ نذرت ما في بطنها للكنيسة أن تخدم العباد، وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏ في الخدمة- قال: فشبت فكانت تخدمهم و تناولهم حتى بلغت فأمر زكريا أن يتخذ لها حجابا دون العباد- فكان يدخل عليها- فيرى عندها ثمرة

______________________________
(1)- البحار ج 7: 46. البرهان ج 1: 279. إثبات الهداة ج 3: 46.

الصافي ج: 257. و ما بين المعقفتين ليس في نسختي الصافي و إثبات الهداة و ما وقع بين الهلالين إنما هو في نسختي البرهان و الأصل دون غيرهما.

(2)- البحار ج 5: 318. البرهان ج 1: 282. الصافي ج 1: 258.

(3)- البحار ج 5: 318. البرهان ج 1: 282. الصافي ج 1: 258.

 

170
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 35 الى 38] ص : 170

الشتاء في الصيف- و ثمرة الصيف في الشتاء، فهنالك دعا و سأل ربه أن يهب له ذكرا فوهب له يحيى‏ «1».

39- عن جابر عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول‏ أوحى الله إلى عمران أني واهب لك ذكرا يبرئ الأكمه و الأبرص- و يحيي الموتى بإذن الله، و رسولا إلى بني إسرائيل قال: فأخبر بذلك امرأته حنة، فحملت فوضعت مريم، فقالت‏ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‏ و الأنثى لا تكون رسولا، و قال لها عمران: إنه ذكر يكون منها نبيا- فلما رأت ذلك قالت ما قالت، فقال الله و قوله الحق «وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ‏» فقال أبو جعفر ع: فكان ذلك عيسى ابن مريم، فإن قلنا لكم إن الأمر يكون في أحدنا- فكان في ابنه و ابن ابنه و ابن ابن ابنه، فقد كان فيه فلا تنكروا ذلك‏ «2».

40- عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع قال‏ لقي إبليس عيسى ابن مريم فقال: هل نالني من حبائلك شي‏ء قال: جدتك التي قالت «رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‏» إلى «الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ‏» «3».

41- عن سيف عن نجم عن أبي جعفر ع قال‏ إن فاطمة ع ضمنت لعلي ع عمل البيت و العجين و الخبز و قم البيت‏ «4» و ضمن لها علي ع ما كان خلف الباب من نقل الحطب- و أن يجي‏ء بالطعام، فقال لها يوما: يا فاطمة هل عندك شي‏ء قالت: لا و الذي عظم حقك- ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شي‏ء نقريك به- قال أ فلا أخبرتني قالت: كان رسول الله ص نهاني أن أسألك شيئا- فقال: لا تسألي ابن عمك شيئا- إن جاءك بشي‏ء عفو و إلا فلا تسأليه، قال: فخرج الإمام ع فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا، ثم أقبل به و قد أمسى فلقي مقداد بن الأسود، فقال للمقداد: ما أخرجك في هذه الساعة قال: الجوع و الذي عظم حقك يا أمير المؤمنين قال: قلت لأبي جعفر: و رسول الله ص حي قال: و رسول الله ص حي- قال:

فهو أخرجني و قد استقرضت دينارا و سأوثرك به، فدفعه إليه فأقبل فوجد رسول‏

______________________________
(1)- البحار ج 5: 319. البرهان ج 1: 282. الصافي ج 1: 258.

(2)- البحار ج 5: 319. البرهان ج 1: 282. الصافي ج 1: 258.

(3)- البرهان ج 1: 282. البحار ج 5: 334.

(4)- قم البيت: كنسه.

 

171
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 39 الى 41] ص : 172

الله ص جالسا- و فاطمة تصلي و بينهما شي‏ء مغطى، فلما فرغت أحضرت ذلك الشي‏ء فإذا جفنة من خبز و لحم، قال: يا فاطمة أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ‏، فقال رسول الله ص: أ لا أحدثك بمثلك و مثلها قال: بلى- قال: مثل زكريا إذا دخل على مريم المحراب- ف وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً، قالَ: يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ‏، فأكلوا منها شهرا و هي الجفنة- التي يأكل منها القائم ع و هي عندنا «1».

42- عن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي قال‏ قلت لأبي عبد الله ع يقول المغيرة بن عمر: إن الحائض تقضي الصلاة كما تقضي الصوم فقال: ما له لا وفقه الله- إن امرأة عمران نذرت ما في بطنها محررا، و المحرر للمسجد لا يخرج منه أبدا، فلما وضعت مريم «قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‏ ... وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏» فلما وضعتها أدخلتها المسجد- فلما بلغت مبلغ النساء أخرجت من المسجد، فما تجد أياما تقضيه و هي عليها «2» أن يكون الدهر في المسجد «3».

43- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ إن زكريا لما دعا ربه أن يهب له ذكرا فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ بما نادته به- أحب أن يعلم أن ذلك الصوت من الله، أوحى إليه أن آية ذلك أن يمسك لسانه عن الكلام ثلاثة أيام، قال: فلما أمسك لسانه- و لم يتكلم علم أنه لا يقدر على ذلك إلا الله، و ذلك قول الله: «رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً- قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً» «4».

44- عن حماد عمن حدثه عن أحدهما قال‏ لما سأل زكريا ربه أن يهب له ذكرا- فوهب الله له يحيى فدخله من ذلك، فقال: «رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً- قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً» فكان يومئ برأسه و هو الرمز «5».

45- عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر ع‏ «وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً» و الحصور الذي يأبى النساء «وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ‏» «6».

______________________________
(1)- البحار ج 5: 317. البرهان ج 1: 282. الصافي ج 1: 259.

(2)- و في بعض النسخ «أنى كانت تجد أياما تقضيها و هي عليها.

(3)- البحار ج 5: 318. البرهان ج 1: 282- 283.

(4)- البحار ج 5: 314. البرهان ج 1: 282- 283. الصافي ج 1: 261.

(5)- البحار ج 5: 314. البرهان ج 1: 282- 283. الصافي ج 1: 261.

(6)- البحار ج 5: 314. البرهان ج 1: 282- 283. الصافي ج 1: 261.

172
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 44] ص : 173

46- عن حسين بن أحمد عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ إن طاعة الله خدمته في الأرض، فليس شي‏ء من خدمته تعدل الصلاة، فمن ثم نادت الملائكة زكريا وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ‏ «1».

47- عن الحكم بن عيينة «2» قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله في الكتاب «إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى‏ نِساءِ الْعالَمِينَ‏» اصطفاها مرتين و الاصطفاء إنما هو مرة واحدة- قال: فقال لي يا حكم إن لهذا تأويلا و تفسيرا، فقلت له ففسره لنا أبقاك الله، قال: يعني اصطفاها إياها أولا- من ذرية الأنبياء المصطفين المرسلين، و طهرها من أن يكون في ولادتها من آبائها و أمهاتها سفاحا و اصطفاها بهذا في القرآن «يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي‏» شكرا لله- ثم قال لنبيه محمد ص يخبره بما غاب عنه من خبر مريم و عيسى يا محمد «ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ‏» في مريم و ابنها و بما خصهما الله به و فضلهما و أكرمهما حيث قال: «وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ‏» يا محمد يعني بذلك لرب الملائكة «إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ‏» حين ائتمت من أبيها «3».

48- و في رواية أخرى عن ابن خرزاد «أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ‏» حين ائتمت من أبويها «وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ‏» يا محمد «إِذْ يَخْتَصِمُونَ‏» في مريم عند ولادتها بعيسى يكفلها و يكفل ولدها- قال: فقلت له أبقاك الله فمن كفلها فقال: أ ما تسمع لقوله الآية و زاد علي بن مهزيار في حديثه «فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‏ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ- وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏ وَ إِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ‏» قال قلت: أ كان يصيب مريم ما تصيب النساء من الطمث قال: نعم ما كانت إلا امرأة من النساء «4»

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 283. البحار ج 5: 314.

(2)- كذا في النسخ و الظاهر أنه تصحيف عتيبة كما في نور الثقلين.

(3)- البرهان ج 1: 283. البحار ج 5: 315.

(4)- البرهان ج 1: 283. البحار ج 5: 315.

 

173
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 49] ص : 174

و في رواية أخرى «إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ‏» قال: قال استهموا عليها فخرج سهم زكريا فكفل بها و قال زيد بن ركانة اختصموا في بنت حمزة كما اختصموا في مريم، قال: قلت له جعلت فداك حمزة استن السنن و الأمثال- كما اختصموا في مريم اختصموا في بنت حمزة قال نعم «وَ اصْطَفاكِ عَلى‏ نِساءِ الْعالَمِينَ‏» قال: نساء عالميها- قال: و كانت فاطمة ع سيدة نساء العالمين.

49- عن الهذلي عن رجل قال: مكث عيسى ع حتى بلغ سبع سنين أو ثمان سنين- فجعل يخبرهم بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم، فأقام بين أظهرهم يحيي الموتى- و يبرئ الأكمه و الأبرص، و يعلمهم التوراة و أنزل الله عليه الإنجيل لما أراد الله عليهم حجة «1».

50- عن محمد بن أبي عمير عمن ذكره رفعه قال‏ إن أصحاب عيسى ع سألوه أن يحيي لهم ميتا- قال: فأتى بهم إلى قبر سام بن نوح فقال له: قم بإذن الله يا سام بن نوح قال:

فانشق القبر ثم أعاد الكلام، فتحرك ثم أعاد الكلام فخرج سام بن نوح فقال له عيسى أيهما أحب إليك تبقى أو تعود قال: فقال: يا روح الله بل أعود إني لأجد حرقة الموت أو قال لذعة الموت في جوفي إلى يومي هذا «2».

51- عن أبان بن تغلب قال‏ سئل أبو عبد الله ع هل كان عيسى ابن مريم أحيا أحدا بعد موته- حتى كان له أكل و رزق و مدة و ولد قال: فقال: نعم إنه كان له صديق مواخ له في الله- و كان عيسى يمر به فينزل عليه، و إن عيسى غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه، فخرجت إليه أمه فسألها عنه، فقالت أمه: مات يا رسول الله- فقال لها أ تحبين أن ترينه قالت نعم، قال لها إذا كان غدا أتيتك حتى أحييه لك بإذن الله- فلما كان من الغد أتاها فقال لها انطلقي معي إلى قبره، فانطلقا حتى أتيا قبره- فوقف عيسى ع ثم دعا الله فانفرج القبر و خرج ابنها حيا- فلما رأته أمه و رآها بكيا فرحمهما «3» عيسى، فقال له:

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 284. البحار ج 5: 325.

(2)- البرهان ج 1: 284. البحار ج 5: 325. الصافي ج 1: 263.

(3)- و في نسخة «فرحمها».

 

174
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 50] ص : 175

أ تحب أن تبقى مع أمك في الدنيا قال: يا رسول الله بأكل و برزق و مدة أو بغير مدة و لا رزق و لا أكل فقال له عيسى بل برزق و أكل و مدة- تعمر عشرين سنة و تزوج و يولد لك، قال: فنعم إذا، قال: فدفعه عيسى ع إلى أمه فعاش عشرين سنة و ولد له‏ «1».

52- عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ كان بين داود و عيسى ابن مريم ع أربعمائة سنة، و كان شريعة عيسى أنه بعث بالتوحيد و الإخلاص- و بما أوصى به نوح و إبراهيم و موسى، و أنزل عليه الإنجيل و أخذ عليه الميثاق الذي أخذ على النبيين و شرع له في الكتاب إقام الصلاة مع الدين، و الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر- و تحريم الحرام، و تحليل الحلال، و أنزل عليه في الإنجيل مواعظ و أمثال [و حدود] ليس فيها قصاص و لا أحكام حدود، و لا فرض مواريث- و أنزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى ع في التوراة، و هو قول الله في الذي قال عيسى ابن مريم ل بني إسرائيل «وَ لِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ‏» و أمر عيسى من معه ممن اتبعه من المؤمنين أن يؤمنوا بشريعة التوراة و الإنجيل‏ «2».

53- عن ابن عمر عن بعض أصحابنا «3» عن رجل حدثه عن أبي عبد الله ع قال‏ رفع عيسى ابن مريم عليه بمدرعة «4» صوف من غزل مريم، و من نسج مريم و من خياطة مريم فلما انتهى إلى السماء نودي يا عيسى ألق عنك زينة الدنيا «5».

54- عن حريز عن أبي عبد الله ع قال‏ إن أمير المؤمنين ع سئل عن فضائله‏

______________________________
(1)- الصافي ج 1: 263. البرهان ج 1: 284. البحار ج 5: 324.

(2)- البحار ج 5: 323. البرهان ج 1: 284. الصافي ج 1: 264: و قال الفيض «ره» نسخ بعض أحكام التوراة لا ينافي تصديقه كما لا يعود نسخ القرآن بعضه ببعض عليه بتناقض و ذلك لأن النسخ في الحقيقة بيان لانتهاء مدة الحكم و تخصيص في الأزمان.

(3)- و في بعض النسخ «عن بعض أصحابه».

(4)- المدرعة: حبة مشقوقة المقدم. و المدرعة عند اليهود: ثوب من كتان كان يلبسه عظيم أحبارهم.

(5)- البحار ج 5: 349. البرهان ج 1: 285.

 

175
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 61] ص : 176

فذكر بعضها، ثم قالوا له: زدنا- فقال: إن رسول الله ص أتاه حبران من أحبار النصارى من أهل نجران فتكلما في أمر عيسى، فأنزل الله هذه الآية «إِنَّ مَثَلَ عِيسى‏ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ‏» إلى آخر الآية فدخل رسول الله ص فأخذ بيد علي و الحسن و الحسين و فاطمة، ثم خرج و رفع كفه إلى السماء- و فرج بين أصابعه و دعاهم إلى المباهلة.

قال: و قال أبو جعفر ع و كذلك المباهلة- يشبك يده في يده يرفعهما إلى السماء، فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه: و الله لئن كان نبيا لنهلكن- و إن كان غير نبي كفانا قومه فكفا و انصرفا «1» ..

55- عن محمد بن سعيد الأزدي‏ «2» عن موسى بن محمد بن الرضا عن أخيه أبي الحسن ع أنه قال‏ في هذه الآية «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ- وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ- ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ‏» و لو قال: تعالوا نبتهل- فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة، و قد علم أن نبيه مؤد عنه رسالاته، و ما هو من الكاذبين‏ «3».

56- عن أبي جعفر الأحول قال: قال أبو عبد الله ع‏ ما تقول قريش في الخمس قال: قلت: تزعم أنه لها- قال: ما أنصفونا و الله لو كان مباهلة ليباهلن بنا، و لئن كان مبارزة ليبارزن بنا ثم نكون و هم على سواء «4».

57- عن الأحول عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له شيئا «5» مما أنكر به الناس، فقال: قل لهم: إن قريشا قالوا: نحن أولو القربى الذين هم لهم الغنيمة فقل لهم‏ «6»

______________________________
(1)- البحار ج 6: 652. البرهان ج 1: 289.

(2)- و في نسخة «الأردني».

(3)- البحار ج 6: 652. البرهان ج 1: 289.

(4)- البرهان ج 1: 290. البحار ج 20: 52. الوسائل (ج 2) أبواب قسمة الخمس باب 1.

(5)- هذا هو الظاهر لكن في نسخة الأصل الموافق لنسخة البرهان «سيما» بدل «شيئا».

(6)- و في نسخة «فقيل لهم».

 

176
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 67] ص : 177

كان رسول الله ص لم يدع للبراز يوم بدر غير أهل بيته، و عند المباهلة جاء بعلي و الحسن و الحسين و فاطمة ع، أ فيكون لهم المر و لهم الحلو «1».

58- عن المنذر قال: حدثنا علي ع قال‏ لما نزلت هذه الآية «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ‏» الآية- قال: أخذ بيد علي و فاطمة و ابنيهما ع فقال رجل من النصارى [اليهود] لا تفعلوا- فتصيبكم عنت فلم يدعوه‏ «2».

59- عن عامر بن سعد قال‏ قال معاوية لأبي: ما يمنعك أن تسب أبا تراب قال: لثلاث رويتهن‏ «3» عن النبي ص لما نزلت آية المباهلة «تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ‏» الآية- أخذ رسول الله ص بيد علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع قال:

هؤلاء أهلي‏ «4».

60- عن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله ع قال: قال أمير المؤمنين ع‏ «ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا» لا يهوديا يصلي إلى المغرب- و لا نصرانيا يصلي إلى المشرق، وَ لكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً [يقول كان على‏] دين محمد ص‏ «5».

61- عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال‏ قال: أنتم و الله من آل محمد قال: فقلت: جعلت فداك من أنفسهم قال: من أنفسهم و الله- قالها ثلاثا- ثم نظر إلي فقال لي: يا عمر إن الله يقول: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ‏» «6».

62- عن علي بن النعمان عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ- وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ‏» قال: هم الأئمة

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 290. البحار ج 20: 52.

(2)- البرهان ج 1: 290. البحار ج 6: 252.

(3)- و في نسخة البحار «رأيتهن» مكانه «رويتهن» و لعله الظاهر.

(4)- البرهان ج 1: 290. البحار ج 6: 652.

(5)- البحار ج 5: 113. البرهان ج 1: 291. الصافي ج 1: 270.

(6)- البحار ج 15 (ج 1): 124. البرهان ج 1: 291. الصافي ج 1: 271.

 

177
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 77] ص : 178

و أتباعهم‏ «1».

63- عن أبي الصباح الكناني قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ في قول الله:

«إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ- وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ‏» ثم قال علي و الله‏ «2» على دين إبراهيم و منهاجه- و أنتم أولى الناس به‏ «3».

64- عن علي بن ميمون الصائغ أبي الأكراد عن عبد الله بن أبي يعفور قال:

سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ ثلاثة لا يَنْظُرُ الله‏ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ- وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏ من ادعى إمامة من الله ليست له و من جحد إماما من الله، و من قال: إن لفلان و فلان في الإسلام نصيبا «4».

65- عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ع قال‏ ثلاثة لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ‏ ... وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏: من جحد إماما من الله، أو ادعى إماما من غير الله- أو زعم أن لفلان و فلان في الإسلام‏ «5» نصيبا «6».

66- عن إسحاق بن أبي هلال قال: قال علي ع‏ أ لا أخبركم بأكبر الزنا، قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: هي المرأة تفجر و لها زوج- فتأتي بولد فتلزمه زوجها، فتلك التي لا يكلمها الله و لا ينظر إليها- و لا يزكيها- و لها عذاب أليم‏ «7».

67- عن محمد الحلبي قال: قال أبو عبد الله ع‏ ثلاثة لا يَنْظُرُ الله‏ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ

______________________________
(1)- إثبات الهداة ج 3: 46. البحار ج 15 (ج 1): 124: البرهان ج 1: 292.

(2)- و في نسخة البرهان. «علي ولي الله».

(3)- البحار ج 15 (ج 1): 124. البرهان ج 11: 292.

(4)- البحار ج 8: 218. البرهان ج 1: 293.

(5)- و في نسخة البحار «في الجنة» بدل «في الإسلام».

(6)- البحار ج 7: 209. البرهان ج 1: 293.

(7)- البحار ج 16 (م): 5 البرهان ج 1: 293.

 

178
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 77] ص : 178

وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏: الديوث من الرجال‏ «1» و الفاحش المتفحش، «2» و الذي يسأل الناس و في يده ظهر غنى‏ «3».

68- عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ ثلاثة لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ‏ ... وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏: شيخ زان، و مقل مختال‏ «4» و ملك جبار «5».

69- عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال: قال رسول الله ص‏ ثلاثة لا يَنْظُرُ الله‏ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏: المرخي ذيله‏ «6» من العظمة و المزكي سلعته بالكذب، و رجل استقبلك بود صدره فيواري [و قلبه‏] ممتلئ غشا «7».

70- عن أبي ذر عن النبي ص أنه قال‏ ثلاثة لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏ قلت: من هم خابوا و خسروا قال: المسبل‏ «8» و المنان و المنفق سلعته بالحلف الكاذب أعادها ثلاثا «9».

71- عن سلمان قال‏ ثلاثة لا يَنْظُرُ الله‏ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ: الأشمط الزان‏ «10».

______________________________
(1)- و هو على ما في رواية أخرى عن رسول الله (ص): الذي تزني امرأته و هو يعلم بها.

و يقال: الديوث الذي يدخل الرجل على زوجته. و قيل أصله من داث الشي‏ء- من باب باع-:

لان و سهل و قيل غير ذلك.

(2)- قال الطريحي: و في الخبر أن الله يبغض الفاحش المتفحش. الفاحش: ذو الفحش في كلامه و فعاله و المتفحش من يتكلمه و يتعمده.

(3)- البحار ج 16 (م) 4. البرهان ج 1: 293.

(4)- المقل: الفقير. و المختال: المتكبر.

(5)- البرهان ج 1: 293.

(6)- أرخى الثوب: أسدله و أرسله.

(7)- البرهان ج 1: 293.

(8)- أسبل الستر بمعنى أرخاه.

(9)- البرهان ج 1: 293.

(10). الأشمط: الذي خالط بياض رأسه سواده.

 

179
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 81] ص : 180

و رجل مفلس مرخ مختال، و رجل اتخذ يمينه بضاعة، فلا يشتري إلا بيمين و لا يباع إلا بيمين‏ «1».

72- عن أبي معمر السعدي قال: قال علي بن أبي طالب ع‏ في قوله «وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ» يعني لا ينظر إليهم بخير أي لا يرحمهم، و قد يقول العرب للرجل السيد و للملك: لا تنظر إلينا، يعني أنك لا تصيبنا بخير، و ذلك النظر من الله إلى خلقه‏ «2».

73- عن حبيب السجستاني قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله: «وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ- لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ- ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ‏» فكيف يؤمن موسى بعيسى و ينصره و لم يدركه و كيف يؤمن عيسى بمحمد ص و ينصره و لم يدركه فقال: يا حبيب إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة- و لم يزد فيه إلا حروف- أخطأت بها الكتبة و توهمها الرجال، و هذا وهم فاقرأها «و إذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين- لما آتيتكم من كتاب و حكمة- ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه» هكذا أنزلها الله يا حبيب، فو الله ما وفت أمة من الأمم التي كانت قبل موسى بما أخذ الله عليها من الميثاق- لكل نبي بعثه الله بعد نبيها، و لقد كذبت الأمة التي جاءها موسى لما جاءها موسى و لم يؤمنوا به- و لا نصروه إلا القليل منهم- و لقد كذبت أمة عيسى بمحمد ص و لم يؤمنوا به و لا نصروه- لما جاءها إلا القليل منهم- و لقد جحدت هذه الأمة بما أخذ عليها رسول الله ص من الميثاق لعلي بن أبي طالب ع يوم أقامه للناس- و نصبه لهم و دعاهم إلى ولايته و طاعته في حياته، و أشهدهم بذلك على أنفسهم، فأي ميثاق أوكد من قول رسول الله ص في علي بن أبي طالب ع، فو الله ما وفوا به بل جحدوا و كذبوا «3».

74- عن بكير قال: قال أبو جعفر ع‏ إن الله إذا أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا- و هم ذر يوم أخذ الميثاق على الذر- بالإقرار له بالربوبية و لمحمد ص‏

______________________________
(1)- البحار ج 16 (م): 5. البرهان ج 1: 293.

(2)- البرهان ج 1: 294.

(3)- البحار ج 3: 69. البرهان ج 1: 295. الصافي ج 1: 274.

 

180
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 81] ص : 180

بالنبوة، و عرض الله على محمد و آله السلام أئمته الطيبين و هم أظلة، قال: و خلقهم من الطين التي خلق منها آدم، قال: و خلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام، و عرض عليهم و عرفهم رسول الله ص [و] عليا و نحن نعرفهم‏ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ‏ «1».

75- عن زرارة قال‏ قلت لأبي جعفر ع: أ رأيت حين أخذ الله الميثاق على الذر في صلب آدم فعرضهم على نفسه كانت معاينة منهم له قال: نعم يا زرارة و هم ذر بين يديه- و أخذ عليهم بذلك (ذلك) الميثاق بالربوبية [له‏] و لمحمد ص بالنبوة، ثم كفل لهم بالأرزاق و أنساهم رؤيته- و أثبت في قلوبهم معرفته، فلا بد من أن يخرج الله إلى الدنيا- كل من أخذ عليه الميثاق، فمن جحد مما أخذ عليه الميثاق لمحمد عليه السلام و آله لم ينفعه إقراره لربه بالميثاق، و من لم يجحد ميثاق محمد ص نفعه الميثاق لربه‏ «2».

76- عن فيض بن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ و تلا هذه الآية «وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ- لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ» إلى آخر الآية، قال: لتؤمنن برسول الله و لتنصرن أمير المؤمنين ع، قلت: و لتنصرن أمير المؤمنين قال: نعم من آدم فهلم جرا، و لا يبعث الله نبيا و لا رسولا- إلا رد إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدي أمير المؤمنين ع‏ «3».

77- عن سلام بن المستنير عن أبي عبد الله ع قال‏ لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحدا- إلا علي بن أبي طالب و ما جاء تأويله- قلت: جعلت فداك متى يجي‏ء تأويله قال: إذا جاء جمع الله أمامه- النبيين و المؤمنين حتى ينصروه- و هو قول الله «وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ- لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ» إلى قوله «وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ‏» فيومئذ يدفع راية رسول الله ص اللواء- إلى علي بن أبي طالب فيكون أمير الخلائق كلهم أجمعين- يكون الخلائق كلهم تحت لوائه- و يكون هو أميرهم فهذا تأويله‏ «4».

______________________________
(1)- البحار ج 3: 70. البرهان ج 1: 295.

(2)- البحار ج 3: 70. البرهان ج 1: 295.

(3)- البحار ج 13: 210. البرهان ج 1: 295.

(4)- البحار ج 13: 217. البرهان ج 1: 295.

181
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 83] ص : 182

78- عن عمار بن أبي الأحوص عن أبي عبد الله ع‏ أن الله تبارك و تعالى خلق في مبتدإ الخلق بحرين، أحدهما عَذْبٌ فُراتٌ‏، و الآخر مِلْحٌ أُجاجٌ‏ «1» ثم خلق تربة آدم من البحر العذب الفرات، ثم أجراه على البحر الأجاج، فجعله حمأ مسنونا «2» و هو خلق آدم، ثم قبض قبضة من كتف آدم الأيمن فذرأها في صلب آدم، فقال: هؤلاء في الجنة و لا أبالي- ثم قبض قبضة من كتف آدم الأيسر فذرأها في صلب آدم فقال: هؤلاء في النار و لا أبالي- و لا أسأل عما أفعل و لي في هؤلاء البداء بعد- و في هؤلاء و هؤلاء سيبتلون‏ «3» قال أبو عبد الله: فاحتج يومئذ أصحاب الشمال- و هم ذر على خالقهم، فقالوا: يا ربنا لم أوجبت لنا النار و أنت الحكم العدل من قبل أن تحتج علينا- و تبلونا بالرسل و تعلم طاعتنا لك و معصيتنا فقال الله تبارك و تعالى: فأنا أخبركم بالحجة- عليكم الآن في الطاعة و المعصية و الإعذار بعد الإخبار.

قال أبو عبد الله ع: فأوحى الله إلى مالك خازن النار أن مر النار تشهق‏ «4» ثم تخرج عنقا منها، فخرجت لهم، ثم قال الله لهم ادخلوها طائعين، فقالوا: لا ندخلها طائعين- ثم قال: ادخلوها طائعين أو لأعذبنكم بها كارهين، قالوا: إنما هربنا إليك منها- و حاججناك فيها حيث أوجبتها علينا- و صيرتنا من أصحاب الشمال فكيف ندخلها طائعين و لكن ابدأ بأصحاب اليمين في دخولها- كي تكون قد عدلت فينا و فيهم.

قال أبو عبد الله ع: فأمر أصحاب اليمين و هم ذر بين يديه- فقال: ادخلوا هذه النار طائعين، قال: فطفقوا يتبادرون في دخولها فولجوا فيها جميعا- فصيرها الله عليهم بردا و سلاما، ثم أخرجهم منها، ثم إن الله تبارك و تعالى نادى- في أصحاب‏

______________________________
(1)- الفرات: أعذب العذوبة. و الأجاج: المالح المر الشديد الملوحة.

(2)- الحمأ جمع حمائة و هو الطين الأسود المتغير و المسنون: المصور و قيل:

المصبوب المفرغ كأنه أفرغ حتى صار صورة.

(3)- و في نسخة البرهان «سيسألون».

(4)- شهق: ارتفع.

 

182
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 83] ص : 182

اليمين و أصحاب الشمال: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ‏ فقال أصحاب اليمين: بلى- يا ربنا نحن بريتك و خلقك مقرين طائعين، و قال أصحاب الشمال: بلى- يا ربنا نحن بريتك و خلقك كارهين، و ذلك قول الله «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً- وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ‏» قال: توحيدهم لله‏ «1».

79- عن عباية الأسدي أنه سمع أمير المؤمنين ع يقول‏ «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً- وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ‏» أ كان ذلك بعد قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: كلا و الذي نفسي بيده- حتى يدخل المرأة بمن عذب آمنين- لا يخاف حية و لا عقربا فما سوى ذلك‏ «2».

80- عن صالح بن ميثم قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله: «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً» قال: ذلك حين يقول علي ع: أنا أولى الناس بهذه الآية «وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ- بَلى‏ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ‏» إلى قوله «كاذِبِينَ‏» «3».

81- عن رفاعة بن موسى قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً» قال: إذا قام القائم ع لا يبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله- و أن محمدا رسول الله‏ «4».

82- عن ابن بكير قال‏ سألت أبا الحسن ع عن قوله: «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً» قال: أنزلت في القائم ع إذا خرج باليهود و النصارى و الصابئين و الزنادقة و أهل الردة- و الكفار في شرق الأرض و غربها، فعرض عليهم الإسلام فمن أسلم طوعا أمره بالصلاة و الزكاة- و ما يؤمر به المسلم و يجب لله عليه، و من لم يسلم ضرب عنقه- حتى لا يبقى في المشارق و المغارب‏

______________________________
(1)- البحار ج 3: 70. البرهان ج 1: 295. الصافي ج 1: 275.

(2)- البرهان ج 1: 296.

(3)- البحار ج 13: 212. البرهان ج 1: 297.

(4)- البحار ج 13: 188. إثبات الهداة ج 7: 96 البرهان ج 1: 296.

الصافي ج 1: 276.

 

183
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] ص : 184

أحد إلا وحد الله، قلت له: جعلت فداك إن الخلق أكثر من ذلك فقال: إن الله إذا أراد أمرا قلل الكثير و كثر القليل‏ «1».

83- عن حنان بن سدير عن أبيه قال‏ قلت لأبي جعفر ع: هل كان ولد يعقوب أنبياء قال: لا و لكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء، لم يكونوا يفارقون الدنيا إلا سعداء تابوا- و تذكروا ما صنعوا «2».

84- عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال‏ «لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون» هكذا قرأها «3».

85- عن مفضل بن عمر قال‏ دخلت على أبي عبد الله ع يوما و معي شي‏ء فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا فقلت هذه صلة مواليك و عبيدك، قال: فقال لي:

يا مفضل إني لا أقبل ذلك- و ما أقبله من حاجتي إليه و ما أقبله إلا ليزكوا به، ثم قال:

سمعت أبي يقول: من مضت له سنة لم يصلنا من ماله قل أو كثر- لم ينظر الله إليه يوم القيامة إلا أن يعفو الله عنه، ثم قال: يا مفضل إنها فريضة- فرضها الله على شيعتنا في كتابه، إذ يقول: «لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ‏» فنحن البر و التقوى و سبيل الهدى و باب التقوى، و لا يحجب دعاؤنا عن الله، اقتصروا على حلالكم و حرامكم فاسألوا عنه- و إياكم أن تسألوا أحدا من الفقهاء- عما لا يعنيكم و عما ستر الله عنكم‏ «4».

86- عن عبد الله بن أبي يعفور قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى‏ نَفْسِهِ‏» قال: إن إسرائيل كان إذا أكل لحوم الإبل- هيج عليه وجع الخاصرة، فحرم على نفسه لحم الإبل، و ذلك‏ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ، فلما أنزلت التوراة لم يحرمه و لم يأكله» «5».

______________________________
(1)- البحار ج 13: 188. إثبات الهداة ج 7: 96. البرهان ج 1: 296. الصافي ج 1: 267.

(2)- البرهان ج 1: 297.

(3)- البرهان ج 1: 297. الصافي ج 1: 276.

(4)- البرهان ج 1: 297.

(5)- البرهان ج 1: 298. الصافي ج 1: 277 و قال الفيض (ره) في شرحه ما نصه أقول: يعني لم يحرمه موسى و لم يأكله أو لم تحرمه التوراة و لم يؤكله أي أهل و لم يندب إلى أكله من التأكيل و قال المجلسي (ره) بعد نقل الحديث من تفسير القمي في باب ما ناجى به موسى (ع) ربه ما لفظه: قوله (ع) و لم يأكله أي موسى للنزاهة أو لاشتراك العلة و يمكن أن يقرأ يؤكله على بناء التفعيل بأن يكون الضميران راجعين إلى الله تعالى أو بالتاء بإرجاعهما إلى التوراة و بالياء يحتمل ذلك أيضا و على التاء يمكن أن يقرأ الثاني بالتخفيف بإرجاعهما إلى بني إسرائيل.

184
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] ص : 185

87- عن عمر بن يزيد قال‏ كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن رجل دبر مملوكه- هل له أن يبيع عتقه قال: كتب «كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى‏ نَفْسِهِ‏» «1»..

88- عن حبابة الوالبية قالت: سمعت الحسين بن علي ع يقول‏ ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم إلا نحن و شيعتنا، قال صالح: ما أحد على ملة إبراهيم، قال جابر: ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم‏ «2».

89- عن عبد الصمد بن سعد قال‏ طلب أبو جعفر أن يشتري من أهل مكة بيوتهم أن يزيده في المسجد فأبوا- فأرغبهم فامتنعوا فضاق بذلك، فأتى أبا عبد الله ع فقال له: إني سألت هؤلاء شيئا من منازلهم- و أفنيتهم‏ «3» لنزيد في المسجد و قد منعوني ذلك فقد غمني غما شديدا- فقال أبو عبد الله ع أ يغمك ذلك- و حجتك عليهم فيه ظاهرة- فقال و بما أحتج عليهم فقال: بكتاب الله، فقال: في أي موضع- فقال: قول الله: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ» قد أخبرك الله أن أول بيت وضع للناس هو الذي ببكة، فإن كانوا هم تولوا قبل البيت فلهم أفنيتهم، و إن كان البيت قديما قبلهم فله فناؤه، فدعاهم أبو جعفر فاحتج عليهم بهذا- فقالوا له: اصنع ما أحببت‏ «4».

90- عن الحسن بن علي بن النعمان قال‏ لما بنى المهدي في المسجد الحرام‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 298.

(2)- البحار ج 15 (ج 1): 125. البرهان ج 1: 298.

(3)- الأفنية جمع الفناء: الساحة أمام البيت.

(4)- البحار ج 21: 19. البرهان ج 1: 300. الوسائل ج 2 أبواب مقدمات الطواف باب 11.

 

185
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] ص : 185

بقيت دار في تربيع المسجد، فطلبها من أربابها فامتنعوا، فسأل عن ذلك الفقهاء فكل قال له: إنه لا ينبغي أن يدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا- فقال له علي بن يقطين: يا أمير المؤمنين- لو (أني) كتبت إلى موسى بن جعفر ع لأخبرك بوجه الأمر في ذلك، فكتب إلى والي المدينة أن يسأل موسى بن جعفر عن دار أردنا أن ندخلها في المسجد الحرام فامتنع علينا صاحبها فكيف المخرج من ذلك فقال: ذلك لأبي الحسن ع، فقال أبو الحسن ع و لا بد من الجواب في هذا فقال له: الأمر لا بد منه، فقال له اكتب‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس- فالناس أولى بفنائها، و إن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولى بفنائها- فلما أتى الكتاب إلى المهدي أخذ الكتاب فقبله- ثم أمر بهدم الدار فأتى أهل الدار أبا الحسن ع فسألوه أن يكتب لهم إلى المهدي كتابا في ثمن دارهم فكتب إليه أن أرضخ لهم‏ «1» شيئا فأرضاهم‏ «2».

91- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ كان الله تبارك و تعالى كما وصف نفسه، و كان عرشه على الماء و الماء على الهواء- و الهواء لا يجري و لم يكن غير الماء، خلق و الماء يومئذ عذب فرات- فلما أراد الله أن يخلق الأرض أمر الرياح الأربع، فضربن الماء حتى صار موجا، ثم أزبد زبدة واحدة فجمعه في موضع البيت، فأمر الله فصار جبلا من الزبد ثم دحا الأرض من تحته، ثم قال: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً- وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ‏» «3».

92- عن زرارة قال‏ سئل أبو جعفر ع عن البيت أ كان يحج إليه قبل أن يبعث النبي ع قال: نعم لا يعلمون أن الناس قد كانوا يحجون- و نخبركم أن آدم و نوحا و سليمان قد حجوا البيت بالجن و الإنس و الطير- و لقد حجه موسى على جمل أحمر- يقول: لبيك لبيك فإنه كما قال الله تعالى «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي‏

______________________________
(1)- أرضخ للرجل: أعطاه قليلا من كثير.

(2)- البحار ج 21: 19. البرهان ج 1: 300. الوسائل ج 2 أبواب مقدمات الطواف باب 11.

(3)- البرهان ج 1: 300. الصافي ج 1: 278.

 

186
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] ص : 185

بِبَكَّةَ مُبارَكاً- وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ‏» «1».

93- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ مكة جملة القرية، و بكة موضع الحجر الذي تبك الناس‏ «2» بعضهم بعضا «3».

94- عن جابر عن أبي جعفر ع‏ أن بكة موضع البيت، و أن مكة الحرم، و ذلك قوله «وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» «4».

95- عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته لم سميت مكة بكة قال: لأن الناس تبك بعضهم بعضا بالأيدي‏ «5».

96- عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ إن بكة موضع البيت و إن مكة جميع ما اكتنفه الحرم‏ «6».

97- عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ إنه وجد في حجرين [حجر] من حجرات البيت مكتوبا- إني أنا الله ذو بكة [مكة] خلقتها- يوم خلقت السماوات و الأرض- و يوم خلقت الشمس و القمر و خلقت الجبلين- و حففتها سبعة أملاك حفا [حفيفا] و في حجر آخر هذا بيت الله الحرام ببكة، تكفل الله برزق أهله من ثلاثة سبل منازل [مبارك‏] لهم في اللحم و الماء أول من نحله إبراهيم‏ «7».

98- عن علي بن جعفر بن محمد عن إ أخيه موسى ع قال‏ سألته عن مكة لم سميت بكة قال: لأن الناس تبك بعضهم بعضا بالأيدي، يعني يدفع بعضهم بعضا بالأيدي في المسجد حول الكعبة «8».

99- عن ابن سنان قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ‏» فما هذه الآيات البينات قال: مقام إبراهيم حين قام عليه فأثرت قدماه فيه، و الحجر

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 300. البحار ج 21: 15.

(2)- أي تزاحم و تدافع.

(3)- البرهان ج 1: 300. البحار ج 21: 18.

(4)- البرهان ج 1: 300. البحار ج 21: 18.

(5)- البحار ج 21: 18: البرهان ج 1: 300.

(6)- البحار ج 21: 18: البرهان ج 1: 300.

(7)- البحار ج 21: 18: البرهان ج 1: 300.

(8)- البحار ج 21: 18: البرهان ج 1: 300.

 

187
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] ص : 185

و منزل إسماعيل‏ «1».

100- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قوله: «وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» قال: يأمن فيه كل خائف ما لم يكن عليه حد من حدود الله، ينبغي أن يؤخذ به، قلت: فيأمن فيه من حارب الله و رسوله و سعى في الأرض فسادا قال: هو مثل الذي نكر بالطريق‏ «2» فيأخذ الشاة أو الشي‏ء فيصنع به الإمام ما شاء، قال: و سألته عن طائر «3» يدخل الحرم قال: يؤخذ و لا يمس لأن الله يقول: «وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» «4».

______________________________
(1)- البرهان ج: 301. الصافي ج 1: 280. و قال الفيض «ره» في شرحه: أما كون المقام آية فلما ذكر و لارتفاعه بإبراهيم (ع) حتى كان أطول من الجبال كما يأتي ذكره في سورة الحج إن شاء الله و أما كون الحجر الأسود آية فلما ظهر منه للأنبياء و الأوصياء من العجائب إذ كان جوهرة جعله الله مع آدم في الجنة و إذ كان ملكا من عظماء ملائكته ألقمه الله الميثاق و أودعه عنده و يأتي يوم القيامة و له لسان ناطق و عينان يعرفه الخلق يشهد لمن وافاه بالموافاة و لمن أدى إليه الميثاق بالأداء و على من جحده بالإنكار إلى غير ذلك كما ورد في الأخبار عن الأئمة الأطهار و لما ظهر من تنطقه لبعض المعصومين كالسجاد (ع) حيث نازعه عمه محمد بن الحنفية في أمر الإمامة كما ورد في الروايات و من عدم طاعته لغير المعصوم في نصبه في موضعه كما جرب غير مرة.

و أما كون منزل إسماعيل آية فلأنه أنزل به من غير ماء فنبع له الماء و إنما خص المقام بالذكر في القرآن و طوى ذكر غيره لأنه أظهر آياته اليوم للناس قيل سبب هذا الأثر أنه لما ارتفع بنيان الكعبة قام على هذا الحجر ليتمكن من رفع الحجارة فغاضت فيه قدماه و قيل إنه لما جاء زائرا من الشام إلى مكة فقالت له امرأة إسماعيل انزل حتى نغسل رأسك فلم ينزل فجائته بهذا الحجر فوضعته على شقه الأيمن فوضع قدمه عليه حتى غسلت شق رأسه ثم حولته إلى شقه الأيسر حتى غسلت الشق الآخر فبقي أثر قدميه عليه.

(2)- و في نسخة الوسائل «مثل من مكر» و في البرهان «يكن» بدل «نكر».

(3)- و في نسخة «خائن» بدل «طائر» و لعله من تصحيف النساخ.

(4)- الوسائل (ج 2) أبواب مقدمات الطواف باب 14. البحار ج 21: 17.

البرهان ج 1: 301. الصافي ج 1: 281.

188
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] ص : 185

101 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت أ رأيت قوله «وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» البيت عنى أو الحرم قال: من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فهو آمن، و من دخل البيت من المؤمنين مستجيرا به- فهو آمن من سخط الله، و من دخل الحرم من الوحش و السباع و الطير- فهو آمن من أن يهاج أو يؤذى حتى يخرج من الحرم‏ «1».

102 عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ من دخل مكة المسجد الحرام يعرف من حقنا و حرمتنا- ما عرف من حقها و حرمتها غفر الله له ذنبه- و كفاه ما أهمه من أمر الدنيا و الآخرة- و هو قوله «وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» «2».

103 عن المثنى عن أبي عبد الله ع‏ و سألته عن قول الله «وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» قال: إذا أحدث السارق في غير الحرم ثم دخل الحرم لم ينبغ لأحد أن يأخذه، و لكن يمنع من السوق و لا يبايع و لا يكلم، فإنه إذا فعل ذلك به أوشك أن يخرج فيؤخذ، و إذا أخذ أقيم عليه الحد- فإن أحدث في الحرم أخذ و أقيم عليه الحد في الحرم إنه من جنى في الحرم أقيم عليه الحد في الحرم‏ «3».

104 و قال عبد الله بن سنان: سمعته يقول‏ فيما أدخل الحرم مما صيد في الحل قال: إذا دخل الحرم فلا يذبح، إن الله يقول: «وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» «4».

105 عن عمران الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» قال ع إذا أحدث العبد في غير الحرم ثم فر إلى الحرم لم ينبغ أن يؤخذ و لكن يمنع منه السوق- و لا يبايع و لا يطعم و لا يسقى و لا يكلم، فإنه إذا فعل ذلك به يوشك أن يخرج فيؤخذ، و إن كانت إحداثه في الحرم أخذ في الحرم‏ «5».

106 عن عبد الخالق الصيقل قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله:

______________________________
(1)- الوسائل ج 2 أبواب مقدمات الطواف باب 14. البحار ج 21: 17 البرهان ج 1: 301. الصافي ج 1: 281.

(2)- البرهان ج 1: 301. الصافي ج 1: 281. الوسائل ج 2 أبواب مقدمات الطواف باب 14. البحار ج 21: 17 البرهان ج 1: 301. الصافي ج 1: 281.

(3)- الوسائل ج 2 أبواب مقدمات الطواف باب 14. البحار ج 21: 17 البرهان ج 1: 301. الصافي ج 1: 281.

(4)- الوسائل ج 2 أبواب مقدمات الطواف باب 14. البحار ج 21: 17 البرهان ج 1: 301. الصافي ج 1: 281.

(5)- الوسائل ج 2 أبواب مقدمات الطواف باب 14. البحار ج 21: 17 البرهان ج 1: 301. الصافي ج 1: 281.

 

189
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] ص : 185

«وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» فقال: لقد سألتني عن شي‏ء ما سألني عنه (أحد) إلا ما شاء الله- ثم قال:

إن من أم هذا البيت و هو يعلم أنه البيت الذي أمر الله به، و عرفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا و الآخرة «1».

107 عن علي بن عبد العزيز قال‏ قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك قول الله «آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً» و قد يدخله المرجئ و القدري و الحروري‏ «2» و الزنديق الذي لا يؤمن بالله قال: لا و لا كرامة، قلت: فمن جعلت فداك قال: و من دخله و هو عارف بحقنا كما هو عارف له- خرج من ذنوبه و كفى هم الدنيا و الآخرة «3».

108 عن إبراهيم بن علي عن عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» قال: هذا لمن كان عنده مال و صحة، فإن سوفه للتجارة فلا يسعه ذلك- و إن مات‏ «4» على ذلك فقد ترك شريعة من شرائع الإسلام، إذا ترك الحج و هو يجد ما يحج به، و إن دعاه أحد إلى أن يحمله- فاستحيا فلا يفعل‏ «5» فإنه لا يسعه إلا أن يخرج و لو على حمار أجدع أبتر- و هو قول الله «وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ‏» قال: و من ترك فقد كفر- قال: و لم لا يكفر و قد ترك شريعة من شرائع الإسلام يقول الله: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ- فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَجِ‏» فالفريضة التلبية و الإشعار و التقليد- فأي ذلك فعل فقد فرض‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 301. الصافي ج 1: 281.

(2)- الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلى حرورى- بالقصر و المد- موضع قرب الكوفة كان أول اجتماعهم فيه.

(3)- البرهان ج 1: 301. الصافي ج 1: 281.

(4)- و في رواية الشيخ «ره» في التهذيب «فإن مات» و هو الظاهر.

(5)- و في رواية التهذيب «فلم يفعل» و هو الظاهر.

 

190
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] ص : 185

الحج- و لا فرض إلا في هذه الشهور التي قال الله: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ‏» «1».

109 عن زرارة قال: قال أبو جعفر ع‏ بني الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الولاية، قال: قلت فأي ذلك أفضل قال:

الولاية أفضلهن- لأنها مفتاحهن و الوالي هو الدليل عليهن، قال: قلت: ثم الذي يلي من الفضل قال: الصلاة إن رسول الله ص قال: الصلاة عمود دينكم، قال:

قلت: الذي يليها في الفضل قال: الزكاة لأنه قرنها بها و بدأ بالصلاة قبلها.

و قال رسول الله ص: الزكاة تذهب الذنوب، قال: قلت: فالذي يليها في الفضل قال: الحج لأن الله يقول: «وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ‏».

و قال رسول الله ص: لحجة متقبلة خير من عشرين صلاة نافلة، و من طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه أسبوعه- و أحسن ركعتيه غفر له، و قال يوم عرفة و يوم المزدلفة ما قال، قال: قلت: ثم ما ذا يتبعه قال: ثم الصوم- قال: قلت: ما بال الصوم آخر ذلك أجمع فقال: قال رسول الله: الصوم جنة من النار، قال ثم قال: إن أفضل الأشياء ما إذا كان فاتك- لم يكن لك منه التوبة- دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه، إن الصلاة و الزكاة و الحج و الولاية- ليس ينفع شي‏ء مكانها دون أدائها، و إن الصوم إذا فاتك أو أفطرت أو سافرت فيه- أديت مكانه أياما غيرها، و فديت ذلك الذنب بفدية و لا قضاء عليك، و ليس مثل تلك الأربع شي‏ء يجزيك مكانها غيرها «2».

110 عن عمر بن أذينة «3» قال‏ قلت لأبي عبد الله ع في قوله: وَ «لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» يعني به الحج دون العمرة، قال: و لكنه‏

______________________________
(1)- البحار ج 21: 25. البرهان ج 1: 304. الوسائل ج 2 أبواب وجوب الحج باب 6.

(2)- البحار ج 15 (ج 1): 194. البرهان ج 1: 303.

(3)- و في نسخة البحار «عمر بن يزيد».

 

191
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] ص : 185

الحج و العمرة جميعا لأنهما مفروضان‏ «1».

111 عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» قال: من كان صحيحا في بدنه مخلى سربه‏ «2» له زاد و راحلة فهو مستطيع للحج‏ «3».

112 و في حديث الكناني عن أبي عبد الله قال‏ و إن كان يقدر أن يمشي بعضا و يركب بعضا- فليفعل «وَ مَنْ كَفَرَ» قال ترك‏ «4».

113 عن أبي الربيع الشامي قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن قول الله «وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» فقال: ما يقول الناس فقيل له: الزاد و الراحلة، قال: فقال أبو عبد الله ع: سئل أبو جعفر ع عن هذا فقال: لقد هلك الناس إذا- لئن كان من كان له زاد و راحلة قدر ما يقوت به عياله- و يستغني به عن الناس ينطلق إليهم فيسألهم إياه- و يحج به لقد هلكوا إذا، فقيل له: فما السبيل قال: فقال: السعة في المال- إذا كان يحج ببعض و يبقى ببعض، يقوت به عياله أ ليس الله قد فرض الزكاة- فلم يجعلها إلا على من يملك مائتي درهم‏ «5».

114 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له: رجل عرض عليه الحج فاستحيا أن يقبله أ هو ممن يستطيع الحج قال: نعم مره‏ «6» فلا يستحيي و لو على حمار

______________________________
(1)- البحار ج 21: 77. البرهان ج 1: 303.

(2)- السرب: الطريق.

(3)- الوسائل ج 2 أبواب وجوب الحج باب 8. البحار ج 21: 25. البرهان ج 1: 303. الصافي ج 1: 382.

(4)- الوسائل ج 2 أبواب وجوب الحج باب 8. البحار ج 21: 25. البرهان ج 1: 303. الصافي ج 1: 382.

(5)- البحار ج 21: 25. البرهان ج 1: 303. الصافي ج 1: 282 و قال الفيض «ره» معنى الحديث لئن كان من كان له قدر ما يقوت به عياله فحسب وجب عليه أن ينفق ذلك في الزاد و الراحلة ثم ينطلق إلى الناس يسألهم قوت عياله لهلك الناس إذا.

(6)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخة الوسائل لكن في جملة من النسخ «مرة» بدل «مره».

 

192
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 102] ص : 193

أبتر- و إن كان يستطيع أن يمشي بعضا و يركب بعضا فليفعل‏ «1».

115 عن أبي أسامة زيد الشحام عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» قال: سألته ما السبيل قال: يكون له ما يحج به- قلت أ رأيت إن عرض عليه مال يحج به فاستحيا من ذلك قال: هو ممن استطاع إليه سبيلا، قال: و إن كان يطيق المشي بعضا و الركوب بعضا فليفعل- قلت: أ رأيت قول الله: «وَ مَنْ كَفَرَ» أ هو في الحج قال: نعم، قال: هو كفر النعم‏ «2» و قال: من ترك في خبر آخر «3».

116 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت لأبي عبد الله قول الله: «مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» قال: تخرج إذا لم يكن عندك تمشي، قال: قلت: لا يقدر على ذلك قال: يمشي و يركب أحيانا قلت لا يقدر على ذلك قال: يخدم قوما و يخرج معهم‏ «4».

117 عن عبد الرحمن بن الحجاج قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قوله «وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» قال: الصحة في بدنه و القدرة في ماله‏ «5».

118 و في رواية حفص الأعور عنه قال‏ القوة في البدن و اليسار في المال‏ «6».

119 عن الحسين بن خالد قال: قال أبو الحسن الأول‏ كيف تقرأ هذه الآية «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ- وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‏» ما ذا قلت: مسلمون فقال: سبحان الله توقع عليهم الإيمان- فسميتهم مؤمنين ثم يسألهم الإسلام، و

______________________________
(1)- الوسائل ج 2 أبواب وجوب الحج باب 9. البرهان ج 1: 304. البحار ج 21: 25.

(2)- لأن امتثال أمر الله شكر و ترك المأمور به كفر لنعمته.

(3)- الوسائل ج 2 أبواب وجوب الحج باب 9. البرهان ج 1: 304. البحار ج 21: 25.

(4)- البحار ج 21: 25. البرهان ج 1: 304.

(5)- الوسائل ج 2 أبواب وجوب الحج باب 8. البحار ج 21. 25. البرهان ج 1: 304.

(6)- البرهان ج 1: 304- البحار ج 21: 25.

 

193
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 103] ص : 194

الإيمان فوق الإسلام قلت: هكذا يقرأ في قراءة زيد قال إنما هي في قراءة علي ع و هو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد ع «إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‏ لرسول الله ص ثم الإمام من بعده» «1».

120 عن أبي بصير: قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ‏» قال: يطاع فلا يعصى و يذكر فلا ينسى و يشكر فلا يكفر «2».

121 عن أبي بصير قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ‏» قال: منسوخة قلت: و ما نسختها قال: قول الله: «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ‏» «3».

122 عن ابن يزيد قال‏ سألت أبا الحسن ع عن قوله: «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً» قال: علي بن أبي طالب حبل الله المتين‏ «4».

123 عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ آل محمد ع هم حبل الله الذي أمرنا بالاعتصام به، فقال: «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا» «5».

124 عن محمد بن سليمان البصري الديلمي عن أبيه عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «وَ كُنْتُمْ عَلى‏ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها» محمد «6» ص‏ «7».

125 عن أبي الحسن علي بن محمد بن ميثم عن أبي عبد الله ع قال‏ أبشروا بأعظم المنن عليكم قول الله «وَ كُنْتُمْ عَلى‏ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها» فالإنقاذ من الله هبة و الله لا يرجع من هبته‏ «8».

126 عن ابن هارون‏ «9» قال‏ كان أبو عبد الله ع إذا ذكر النبي ص قال: بأبي و أمي و نفسي و قومي و عترتي عجب للعرب كيف لا تحملنا على رءوسها،

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 305. الصافي ج 1: 285.

(2)- البرهان ج 1: 305. الصافي ج 1: 285.

(3)- البرهان ج 1: 305. الصافي ج 1: 285.

(4)- البرهان ج 1: 305. الصافي ج 1: 285. البحار ج 8: 86.

(5)- البرهان ج 1: 305. الصافي ج 1: 285. البحار ج 7: 108. إثبات الهداة ج 3: 45.

(6)- كذا في النسخ لكن في رواية الكافي «بمحمد» و هو الصحيح.

(7)- البحار ج 7: 102. البرهان ج 1: 307.

(8)- البحار ج 7: 102. البرهان ج 1: 307.

(9)- لعله تصحيف «أبي هارون».

 

194
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 104] ص : 195

و الله يقول في كتابه «وَ كُنْتُمْ عَلى‏ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها» فبرسول الله و الله أنقذوا «1».

127 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ في قوله «وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ» قال: في هذه الآية تكفير أهل القبلة بالمعاصي، لأنه من لم يكن يدعو إلى الخيرات- و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر من المسلمين- فليس من الأمة التي وصفها [الله‏] لأنكم تزعمون أن جميع المسلمين من أمة محمد و قد بدت هذه الآية- و قد وصفت أمة محمد بالدعاء إلى الخير- و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و من لم يوجد فيه الصفة التي وصفت بها- فكيف يكون من الأمة- و هو على خلاف ما شرطه الله على الأمة و وصفها به‏ «2».

128 عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال‏ في قراءة علي ع «كنتم خير أئمة أخرجت للناس» قال: هم آل محمد ص‏ «3».

129 و أبو بصير عنه قال‏ إنما أنزلت هذه الآية على محمد ص [فيه و] في الأوصياء خاصة، فقال: «كنتم خير أئمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر» هكذا و الله نزل بها جبرئيل و ما عنى بها إلا محمدا و أوصياءه ص.

«4»

130 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ- تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ» قال: يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم ع، فهم الأمة التي بعث الله فيها و منها و إليها، و هم الأمة الوسطى و هم خير أمة أخرجت للناس‏ «5».

______________________________
(1)- البحار ج 7: 102. البرهان ج 1: 308.

(2)- البرهان ج 1: 308- 309.

(3)- البرهان ج 1: 309. إثبات الهداة ج 3: 46. البحار ج 7: 122. الصافي ج 1: 289.

(4)- البرهان ج 1: 309. إثبات الهداة ج 3: 46. البحار ج 7: 122. الصافي ج 1: 289.

(5)- البرهان ج 1: 308. البحار ج 7: 212 الصافي ج 1: 289.

195
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 112] ص : 196

 

131 عن يونس بن عبد الرحمن عن عدة من أصحابنا رفعوه إلى أبي عبد الله ع‏ في قوله: «إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ‏» قال: الحبل من الله كتاب الله و الحبل من الناس هو علي بن أبي طالب ع‏ «1».

132 عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع‏ و تلا هذه الآية «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ- وَ يَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ- ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ‏» قال: و الله ما ضربوهم بأيديهم و لا قتلوهم بأسيافهم، و لكن سمعوا أحاديثهم و أسرارهم فأذاعوها «2» فأخذوا عليها فقتلوا. فصار قتلا و اعتداء و معصية «3».

133 عن أبي بصير قال‏ قرأت عند أبي عبد الله ع «وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ» فقال: مه ليس هكذا أنزلها الله- إنما أنزلت و أنتم قليل‏ «4».

134 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ سأله أبي عن هذه الآية «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ» قال: ليس هكذا أنزله الله ما أذل الله رسوله قط- إنما أنزلت و أنتم قليل‏ «5».

عن عيسى عن صفوان عن ابن سنان‏ مثله‏ «6»..

135 عن ربعي بن حريز عن أبي عبد الله ع‏ أنه قرأ «و لقد نصركم الله ببدر و أنتم ضعفاء» و ما كانوا أذلة و رسول الله فيهم ع‏ «7».

136 عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ كانت على الملائكة العمائم البيض المرسلة يوم بدر «8».

137 عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن ع‏ في قول الله «مُسَوِّمِينَ‏» «9» قال‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 309. البحار ج 9: 89. الصافي ج 1: 290.

(2)- ذاع الحديث ذيعا: إذا انتشر و ظهر و أذاعه غيره: أفشاه و أظهره و منه الحديث:

من أذاع علينا حديثنا سلبه الله الإيمان أي من أفشاه و أظهره للعدو (مجمع).

(3)- البرهان ج 1: 309. الصافي ج 1: 290.

(4)- البحار ج 6: 466. البرهان ج 1: 310. الصافي ج 1: 295.

(5)- البحار ج 6: 466. البرهان ج 1: 310. الصافي ج 1: 295.

(6)- البحار ج 6: 466. البرهان ج 1: 310. الصافي ج 1: 295.

(7)- البحار ج 6: 466. البرهان ج 1: 310. الصافي ج 1: 295.

(8)- البحار ج 6: 466. البرهان ج 1: 310. الصافي ج 1: 295.

(9)- أي معلمين بعلائم يعرف في الحرب.

 

 

196
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 128] ص : 197

العمائم اعتم رسول الله ص فسدلها «1» من بين يديه و من خلفه‏ «2».

138 عن ضريس بن عبد الملك عن أبي جعفر ع قال‏ إن الملائكة الذين نصروا محمدا ص يوم بدر في الأرض، ما صعدوا بعد و لا يصعدون- حتى ينصروا صاحب هذا الأمر و هم خمسة آلاف‏ «3».

139 عن جابر الجعفي قال‏ قرأت عند أبي جعفر ع قول الله «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ» قال: بلى و الله إن له من الأمر شيئا و شيئا و شيئا، و ليس حيث ذهبت و لكني أخبرك- أن الله تبارك و تعالى لما أمر نبيه ع أن يظهر ولاية علي فكر في عداوة قومه له و معرفته بهم، و ذلك الذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله، كان أول من آمن برسول الله ص و بمن أرسله، و كان أنصر الناس لله و لرسوله، و أقتلهم لعدوهما و أشدهم بغضا لمن خالفهما، و فضل علمه الذي لم يساوه أحد، و مناقبه التي لا تحصى شرفا، فلما فكر النبي ص في عداوة قومه له في هذه الخصال، و حسدهم له عليها ضاق عن ذلك [صدره‏] فأخبر الله أنه ليس له من هذا الأمر شي‏ء- إنما الأمر فيه إلى الله أن يصير عليا ع وصيه- و ولي الأمر بعده، فهذا عنى الله، و كيف لا يكون له من الأمر شي‏ء- و قد فوض الله إليه أن جعل ما أحل فهو حلال، و ما حرم فهو حرام، قوله: «ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» «4».

140 عن جابر قال‏ قلت لأبي جعفر ع قوله لنبيه «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ» فسره لي، قال: فقال أبو جعفر ع: لشي‏ء قاله الله- و لشي‏ء أراده الله يا جابر، إن رسول الله ص كان حريصا- على أن يكون علي ع من بعده على الناس‏ «5» و كان عند الله خلاف ما أراد رسول الله ص قال: قلت: فما معنى ذلك قال: نعم عنى بذلك قول الله ل رسوله ع‏ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ يا محمدا في علي الأمر إلي في علي و في‏

______________________________
(1)- سدل الثوب: أرسله و أرخاه.

(2)- البرهان ج 1: 313. البحار ج 7: 466. إثبات الهداة ج 7: 96.

(3)- البرهان ج 1: 313. البحار ج 7: 466. إثبات الهداة ج 3: 541. الصافي ج 1: 296.

(4)- البرهان ج 1: 314. البحار ج 6: 195. إثبات الهداة ج 3: 541. الصافي ج 1: 296.

(5)- أي يكون خليفة له عليهم في الظاهر أيضا من غير دافع له.

 

197
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 133] ص : 198

غيره، أ لم أتل [أنزل‏] عليك يا محمد فيما أنزلت من كتابي إليك «الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا- أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ‏» إلى قوله «فَلَيَعْلَمَنَ‏» قال: فوض رسول الله ص الأمر إليه‏ «1».

141 عن الجرمي عن أبي جعفر ع‏ أنه قرأ «ليس لك من الأمر شي‏ء إن يتب [تتوب‏] عليهم- أو تعذبهم [يعذبهم‏] فهم ظالمون» «2».

142 عن داود بن سرحان عن رجل عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ سارِعُوا إِلى‏ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ- وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ‏» قال: إذا وضعوها كذا و بسط يديه إحداهما مع الأخرى‏ «3».

143 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله قال‏ رحم الله عبدا لم يرض من نفسه- أن يكون إبليس نظيرا له في دينه- و في كتاب الله نجاة من الردى، و بصيرة من العمى، و دليل إلى الهدى، وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ، فيما أمركم الله به من الاستغفار مع التوبة- قال الله: «وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ- ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ- وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ- وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى‏ ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ‏» و قال:

«وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ- ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً» فهذا ما أمر الله به من الاستغفار، و اشترط معه بالتوبة، و الإقلاع عما حرم الله فإنه يقول «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ‏» و هذه الآية تدل على أن الاستغفار لا يرفعه إلى الله- إلا العمل الصالح و التوبة «4».

144 عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى‏ ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ‏» قال: الإصرار أن يذنب العبد- و لا يستغفر الله و لا يحدث نفسه بالتوبة فذلك الإصرار «5».

______________________________
(1)- البحار ج 6: 195. البرهان ج: 314. الصافي ج 1: 296.

(2)- البحار ج 6: 195. البرهان ج: 314. الصافي ج 1: 296.

(3)- البحار ج 3: 331. الصافي ج 1: 297. البرهان ج 1: 314.

(4)- البحار ج 3: 101. البرهان ج 1: 315.

(5)- البحار ج 3: 101. البرهان ج 1: 315. الصافي ج 1: 298.

198
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 140] ص : 199

 

145 عن زرارة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ تِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ‏» قال: ما زال مذ خلق الله آدم دولة لله و دولة لإبليس، فأين دولة الله أما هو إلا قائم واحد «1».

146 عن الحسن بن علي الوشاء بإسناد له يرسله إلى أبي عبد الله ع قال‏ و الله لتمحصن و الله لتميزن- و الله لتغربلن حتى لا يبقى منكم إلا الأندر، قلت: و ما الأندر- قال: البيدر [الأبذر] و هو أن يدخل الرجل فيه الطعام يطين عليه- ثم يخرجه قد أكل بعضه بعضا، فلا يزال ينقيه ثم يكن عليه- ثم يخرجه حتى يفعل ذلك ثلاث مرات، حتى يبقى ما لا يضره شي‏ء «2».

147 عن داود الرقي قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ‏» قال: إن الله هو أعلم بما هو مكونه قبل أن يكونه- و هم ذر و علم من يجاهد ممن لا يجاهد، كما علم أنه يميت خلقه قبل أن يميتهم- و لم يرهم موتهم و هم أحياء «3».

148 عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال‏ كان الناس أهل ردة بعد النبي ص إلا ثلاثة، فقلت: و من الثلاثة قال: المقداد و أبو ذر و سلمان الفارسي، ثم عرف أناس بعد يسير، فقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى- و أبوا أن يبايعوا- حتى جاءوا بأمير المؤمنين ع مكرها فبايع، و ذلك قول الله «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ- أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ- وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً- وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‏» «4».

149 عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال‏ إن رسول الله ص لما قبض- صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة علي و المقداد و سلمان و أبو ذر، فقلت: فعمار فقال: إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شي‏ء فهؤلاء الثلاثة «5».

______________________________
(1)- البحار ج 13: 130. البرهان ج 1: 318. إثبات الهداة ج 1: 263.

(2)- البرهان ج 1: 318.

(3)- البرهان ج 1 318 الصافي ج 1: 302.

(4)- البحار ج 6: 749. البرهان ج 1: 319. الصافي ج 1: 305.

(5)- البحار ج 6: 749. البرهان ج 1: 319. الصافي ج 1: 305.

 

199
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 144] ص : 199

150 عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين ع يقول‏ في كلام له يوم الجمل يا أيها الناس- إن الله تبارك اسمه و عز جنده لم يقبض نبيا قط- حتى يكون له في أمته من يهدي بهداه و يقصد سيرته، و يدل على معالم سبيل الحق الذي فرض الله على عباده، ثم قرأ «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ‏» الآية «1».

151 عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال‏ قلت لأبي جعفر ع إن العامة تزعم- أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع لها الناس كانت رضا لله، و ما كان الله ليفتن أمة محمد من بعده، فقال أبو جعفر ع: و ما يقرءون كتاب الله أ ليس الله يقول: «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ- أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ‏» الآية- قال: فقلت له: إنهم يفسرون هذا على وجه آخر، قال: فقال: أ و ليس قد أخبر الله- على الذين من قبلهم من الأمم- أنهم اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات حين قال: «وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ- وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ‏» إلى قوله:

«فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ» الآية- ففي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد ع- قد اختلفوا من بعدهم فمنهم من آمن و منهم من كفر «2».

152 عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله ع قال‏ تدرون مات النبي ص أو قتل- إن الله يقول: «أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ‏» فسم قبل الموت إنهما سقتاه‏ «3» [قبل الموت‏] فقلنا إنهما و أبوهما شر من خلق الله‏ «4».

153 عن الحسين بن المنذر قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ‏» القتل أم الموت قال: يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا «5».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 320. إثبات الهداة ج 1: 263.

(2)- البحار ج 8: 6، البرهان ج 1: 320.

(3)- و في نسخة البحار «سمتاه» بدل «سقتاه» و مرجع الضمير كما قاله الفيض «ره» الامرأتان.

(4)- البحار ج 8: 6، البرهان ج 1: 320، الصافي ج 1: 305.

(5)- البحار ج 6: 504 و 8: 6. البرهان ج 1: 320.

200
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 146] ص : 201

154 عن منصور بن الوليد الصيقل أنه سمع أبا عبد الله جعفر بن محمد ع قرأ «و كأين من نبي قتل معه ربيون كثير» قال: ألوف و ألوف، ثم قال: إي و الله يقتلون‏ «1».

155 عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله ع‏ و ذكر يوم أحد أن رسول الله ص كسرت رباعيته- و أن الناس ولوا مصعدين في الوادي، و الرسول يدعوهم في أخراهم، فأثابهم غما بغم، ثم أنزل عليهم النعاس- فقلت: النعاس ما هو قال: الهم فلما استيقظوا قالوا كفرنا، و جاء أبو سفيان فعلا فوق الجبل بإلهه هبل فقال: اعل هبل فقال رسول الله ص يومئذ: الله أعلى و أجل، فكسرت رباعية رسول الله و اشتكت لثته و قال: نشدتك يا رب ما وعدتني فإنك إن شئت لم تعبد.

و قال رسول الله ص: يا علي أين كنت فقال: يا رسول الله لزقت بالأرض فقال: ذاك الظن بك، فقال: يا علي ايتني بماء أغسل عني، فأتاه في صحفة «2» فإذا رسول الله قد عافه، و قال: ائتني في يدك فأتاه بماء في كفه، فغسل رسول الله عن لحيته‏ «3».

156 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أحدهما في قوله: «إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا» فهو في عقبة بن عثمان و عثمان بن سعد «4».

157 عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ لما انهزم الناس عن النبي ص يوم أحد نادى رسول الله ص إن الله قد وعدني- أن يظهرني على الدين كله، فقال له بعض المنافقين- و سماهما فقد هزمنا و تسخر بنا «5».

158 عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا» قال: هم أصحاب العقبة «6».

______________________________
(1)- البحار ج: 504. البرهان ج 1: 320. الصافي ج 1: 306.

(2)- الصحفة: القصعة الكبيرة.

(3)- البحار ج 6: 504. البرهان ج 1: 322.

(4)- البحار ج 6: 504. البرهان ج 1: 322.

(5)- البحار ج 6: 504. البرهان ج 1: 322.

(6)- البحار ج 6: 504. البرهان ج 1: 322. الصافي ج 1: 309.

201
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 157 الى 158] ص : 202

159 عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله: «وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ‏» قال لي يا جابر أ تدري ما سبيل الله قال: لا أعلم إلا أن أسمعه منك، فقال سبيل الله علي و ذريته ع و من قتل في ولايتهم قتل في سبيل الله، و من مات في ولايتهم مات في سبيل الله‏ «1».

160 عن زرارة قال‏ كرهت أن أسأل أبا جعفر ع عن الرجعة و استخفيت ذلك، قلت: لأسألن مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتي، فقلت: أخبرني عمن قتل أ مات قال: لا، الموت موت، و القتل قتل، قلت: ما أحد يقتل إلا و قد مات فقال: قول الله أصدق من قولك، فرق بينهما في القرآن فقال: «أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ‏» و قال: «لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ‏» و ليس كما قلت يا زرارة الموت موت و القتل قتل، قلت: فإن الله يقول: «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏» قال: من قتل لم يذق الموت، ثم قال: لا بد من أن يرجع حتى يذوق الموت‏ «2».

161 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ‏» و قد قال الله: «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏» فقال أبو جعفر ع: قد فرق الله بينهما- ثم قال: أ كنت قاتلا رجلا لو قتل أخاك قلت: نعم، قال: فلو مات موتا أ كنت قاتلا أحدا قلت: لا، قال: أ لا ترى كيف فرق الله بينهما «3».

162 عن عبد الله بن المغيرة عمن حدثه عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ سئل عن قول الله «وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ‏» قال أ تدري يا جابر ما سبيل الله- فقلت: لا و الله إلا أن أسمعه منك، قال: سبيل الله علي و ذريته، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله، و من مات في ولايته مات في سبيل الله، ليس من يؤمن من هذه الأمة إلا و له قتلة و ميتة، قال إنه من قتل ينشر حتى يموت، و من مات ينشر حتى يقتل‏ «4».

______________________________
(1)- البحار ج 9: 70. البرهان ج 1: 322. الصافي ج 1: 309.

(2)- البحار ج 13: 216، البرهان ج 1: 323.

(3)- البرهان ج 1: 323.

(4)- البحار ج 9: 70. البرهان ج 1: 323.

202
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 159] ص : 203

163 عن صفوان قال‏ استأذنت لمحمد بن خالد على الرضا ع أبي الحسن و أخبرته أنه ليس يقول بهذا القول، و أنه قال: و الله لا أريد بلقائه إلا لأنتهي إلى قوله، فقال: أدخله فدخل فقال له: جعلت فداك- إنه كان فرط مني شي‏ء و أسرفت على نفسي، و كان فيما يزعمون أنه كان يعيبه [بعينه‏] فقال: و أنا أستغفر الله مما كان مني، فأحب أن تقبل عذري و تغفر لي ما كان مني، فقال: نعم أقبل إن لم أقبل- كان إبطال ما يقول هذا و أصحابه- و أشار إلي بيده- و مصداق ما يقول الآخرون يعني المخالفين، قال الله لنبيه ع «فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ- فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ» ثم سأله عن أبيه فأخبره أنه قد مضى و استغفر له‏ «1».

164 في رواية صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع و عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع قال‏ جاء أعرابي أحد بني عامر فسأل عن النبي ص فلم يجده- فقالوا هو يفرج‏ «2» فطلبه فلم يجده- قالوا: هو بمنى قال: فطلبه فلم يجده، فقالوا هو بعرفة فطلبه فلم يجده، قالوا هو بالمشعر قال: فوجده في الموقف قال: حلوا «3» لي النبي ص، فقال الناس: يا أعرابي ما أنكرك (ما أنكرت) إذا وجدت النبي وسط القوم وجدته مفخما- قال: بل حلوه لي حتى لا أسأل عنه أحدا- قالوا: فإن نبي الله أطول من الربعة «4» و أقصر من الطويل الفاحش، كأن لونه فضة و ذهب، أرجل الناس جمة «5» و أوسع الناس جبهة، بين عينيه غرة أقنى الأنف واسع الجبين، كث اللحية مفلج الأسنان، على شفته السفلى خال، كأن رقبته إبريق فضة، بعيد ما بين مشاشة المنكبين‏ «6» كأن بطنه و صدره سواء- سبط البنان عظيم البراثن‏ «7» إذا مشى مشى متكفيا «8» و إذا التفت التفت بأجمعه‏

______________________________
(1)- البحار ج 12: 81. البرهان ج 1: 323.

(2)- كذا في الأصل و في البحار «بقزح» و هو الظاهر. و «قزح» صرد- اسم موضع بالمزدلفة.

(3)- أي اذكروا أوصافه.

(4)- الربعة: الوسيط القامة.

(5)- رجل الشعر: كان بين السبط و الجعد.

(6)- المشاشة: رأس عظم اللين.

(7)- السبط- بسكون الباء- الممتد الذي ليس فيه تعقد و البراثن جمع برثن- كقنفذ- الكف مع الأصابع.

(8)- أي متمايلا إلى القدام.

 

203
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 159] ص : 203

كأن يده من لينها متن أرنب، إذا قام مع إنسان لم ينفتل حتى ينفتل صاحبه‏ «1» و إذا جلس لم يحلل حبوته‏ «2» حتى يقوم جليسه، فجاء الأعرابي فلما نظر إلى النبي ص عرفه- قام بمحجنه‏ «3» على رأس ناقة رسول الله ص عند ذنب ناقته، فأقبل الناس تقول: ما أجرأك يا أعرابي قال النبي ص: دعوه فإنه أديب [إرب‏] ثم قال: ما حاجتك قال: جاءتنا رسلك أن تقيموا الصلاة و تؤتوا الزكاة- و تحجوا البيت و تغتسلوا من الجنابة، و بعثني قومي إليك رائدا- أبغي أن أستحلفك و أخشى أن تغضب، قال: لا أغضب إني أنا الذي سماني الله في التوراة و الإنجيل محمد رسول الله المجتبى المصطفى- ليس بفاحش و لا سخاب‏ «4» في الأسواق- و لا يتبع السيئة السيئة، و لكن يتبع السيئة الحسنة، فسلني عما شئت و أنا الذي سماني الله في القرآن «وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ‏» فسل عما شئت، قال: إن الله‏ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ هو أرسلك قال: نعم هو أرسلني، قال: بالله الذي قامت السماوات بأمره‏ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ‏ و أرسلك بالصلاة المفروضة و الزكاة المعقولة قال: نعم، قال: و هو أمرك بالاغتسال من الجنابة و بالحدود كلها قال: نعم، قال:

فإنا آمنا بالله و رسله و كتابه و اليوم الآخر و البعث و الميزان و الموقف و الحلال و الحرام، صغيره و كبيره، قال: فاستغفر له النبي ص و دعا له‏ «5».

147 أحمد بن محمد عن علي بن مهزيار قال‏ كتب إلي أبو جعفر ع أن سل فلانا- أن يشير علي و يتخير لنفسه‏ «6» فهو يعلم ما يجوز في بلده و كيف يعامل السلاطين‏

______________________________
(1)- انفتل بمعنى انصرف.

(2)- الحبوة: ما يحبتى به من ثوب أو عمامة.

(3)- المحجن: العصا المنعطفة الرأس.

(4)- صيغة مبالغة من السخب بالتحريك و هو شدة الصوت و اضطراب الأصوات للخصام.

(5)- البحار ج 6: 141. البرهان ج 1: 323.

(6)- لعل المراد من قوله (ع) يشير علي اه أي سله يظهر لي ما عنده من مصلحتي في أمر كذا و يتخير لنفسه أي يتخبس لى تخيرا كتخيره لنفسه كما هو شأن الأخ المحب المحبوب الذي يخشى الله تعالى (من هامش بعض النسخ).

 

204
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 161] ص : 205

 

فإن المشورة مباركة قال الله لنبيه في محكم كتابه «فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ- فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ‏» فإن كان ما يقول مما يجوز كنت أصوب رأيه، و إن كان غير ذلك رجوت- أن أضعه على الطريق الواضح إن شاء الله «وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ» قال: يعني الاستخارة «1».

148 عن سماعة قال: قال أبو عبد الله ع‏ الغلول كل شي‏ء غل عن الإمام- و أكل مال اليتيم شبهة و السحت شبهة «2».

149 عن عمار بن مروان قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ- وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ» فقال: هم الأئمة و الله يا عمار درجات للمؤمنين عند الله- و بموالاتهم و بمعرفتهم إيانا فيضاعف الله للمؤمنين حسناتهم- و يرفع الله لهم الدرجات العلى، و أما قوله يا عمار:

«كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ‏» إلى قوله: «الْمَصِيرُ» فهم و الله الذين جحدوا حق علي بن أبي طالب ع و حق الأئمة منا أهل البيت فباءوا لذلك سخطا من الله‏ «3».

150 عن أبي الحسن الرضا ع‏ أنه ذكر قول الله «هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ‏» قال: الدرجة ما بين السماء إلى الأرض‏ «4».

151 عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «أَ وَ لَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها» قال: كان المسلمون قد أصابوا ببدر مائة و أربعين رجلا، قتلوا سبعين رجلا و أسروا سبعين، فلما كان يوم أحد أصيب من المسلمين سبعون رجلا، قال: فاغتموا بذلك فأنزل الله تبارك و تعالى «أَ وَ لَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها» «5».

______________________________
(1)- البحار ج 15 (ج 4): 146. البرهان ج 1: 324. الصافي ج 1: 310.

(2)- البرهان ج 1: 324.

(3)- الصافي ج 1: 311. البرهان ج 1: 325.

(4)- الصافي ج 1: 311. البرهان ج 1: 325.

(5)- الصافي ج 1: 311. البرهان ج 1: 325. البحار ج 6: 437 و 504.

 

205
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 172 الى 174] ص : 206

 

152 عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ أتى رجل رسول الله ص. فقال إني راغب نشيط في الجهاد «1» قال: فجاهد في سبيل الله- فإنك إن تقتل كنت حيا عند الله ترزق، و إن مت فقد وقع أجرك على الله- و إن رجعت خرجت من الذنوب إلى الله- هذا تفسير «وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً» «2».

153 عن سالم بن أبي مريم قال‏ قال لي أبو عبد الله ع: إن رسول الله ص بعث عليا ع في عشرة «اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ‏» إلى «أَجْرٌ عَظِيمٌ‏» إنما نزلت في أمير المؤمنين ع‏ «3».

154 عن جابر عن محمد بن علي ع قال‏ لما وجه النبي ص أمير المؤمنين و عمار بن ياسر إلى أهل مكة قالوا بعث هذا الصبي و لو بعث غيره إلى أهل مكة و في مكة صناديد قريش و رجالها و الله الكفر أولى بنا مما نحن فيه، فساروا و قالوا لهما و خوفوهما بأهل مكة و غلظوا عليهما الأمر، فقال علي ع: حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ‏ و مضيا، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه ص بقولهم لعلي و بقول علي لهم، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه و ذلك قول الله: «أ لم تر إلى‏ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ- إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً- وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ- وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ‏» و إنما نزلت أ لم تر إلى فلان و فلان لقوا عليا و عمارا فقالا إن أبا سفيان و عبد الله بن عامر و أهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم و زادهم إيمانا- و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل‏ «4».

155 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له: أخبرني عن الكافر الموت خير له أم الحياة فقال: الموت خير للمؤمن و الكافر، قلت: و لم قال: لأن الله يقول: «وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ» و يقول: «وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا

______________________________
(1)- النشيط: ذو النشاط.

(2)- البحار ج 21: 95. البرهان ج 1: 325. الصافي ج 1: 313.

(3)- البرهان ج 1: 326.

(4)- البرهان ج 1: 326.

 

 

206
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 179] ص : 207

أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ- إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ‏» «1».

156 عن يونس رفعه قال‏ قلت له: زوج رسول الله ص ابنته فلانا قال نعم، قلت: فكيف زوجه الأخرى قال: قد فعل فأنزل الله «وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا- أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ‏» إلى «عَذابٌ مُهِينٌ‏» «2».

157 عن عجلان أبي صالح قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ لا تمضي الأيام و الليالي حتى ينادي مناد من السماء: يا أهل الحق اعتزلوا، يا أهل الباطل اعتزلوا، فيعزل هؤلاء من هؤلاء و يعزل هؤلاء، من هؤلاء- قال: قلت: أصلحك الله- يخالط هؤلاء هؤلاء بعد ذلك النداء قال: كلا إنه يقول في الكتاب «ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى‏ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ- حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ‏» «3».

158 عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏» قال: ما من عبد منع زكاة ماله- إلا جعل الله ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه، ينهش من لحمه‏ «4» حتى يفرغ من الحساب، و هو قول الله «سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ» قال: ما بخلوا من الزكاة «5».

159 عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع عن أبيه عن آبائه ع قال:

قال رسول الله ص‏ ما من ذي زكاة مال إبل و لا بقر و لا غنم يمنع زكاة ماله- إلا أقيم يوم القيامة بقاع قفر ينطحه‏ «6» كل ذات قرن بقرنها، و ينهشه كل ذات ناب بأنيابها، و يطأه كل ذات ظلف بظلفها، حتى يفرغ الله من حساب خلقه، و ما من ذي زكاة مال نخل و لا زرع و لا كرم يمنع زكاة ماله- إلا قلدت أرضه في سبعة

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 326. الصافي ج 1: 217.

(2)- البرهان ج 1: 326.

(3)- البرهان ج 1: 326. البحار ج 13: 160.

(4)- نهشة الحية: تناوله بفمه ليعضه فيؤثر فيه و لا يجرحه.

(5)- البحار ج 20: 6. البرهان ج 1: 327.

(6)- نطحه الثور و نحوه: أصابه بقرنه.

 

207
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 183] ص : 208

أرضين يطوق بها إلى يوم القيامة «1».

160 عن يوسف الطاطري عمن (أنه) سمع أبا جعفر ع يقول‏ و ذكر الزكاة- فقال: الذي يمنع الزكاة- يحول الله ماله يوم القيامة شجاعا «2» من نار له ريمتان‏ «3» فيطوقه إياه- ثم يقال له: الزمه كما لزمك في الدنيا، و هو قول الله «سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ‏» الآية «4».

161 و عنهم ع قال‏ مانع الزكاة يطوق بشجاع أقرع‏ «5» يأكل من لحمه- و هو قوله: «سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ‏» الآية «6».

162 عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ في قول الله «قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ- وَ بِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏» و قد علم أن هؤلاء لم يقتلوا- و لكن فقد كان هواؤهم مع الذين قتلوا، فسماهم الله قاتلين- لمتابعة هوائهم و رضاهم لذلك الفعل‏ «7».

163 عن عمر بن معمر قال أبو عبد الله ع‏ لعن الله القدرية لعن الله الحرورية لعن الله المرجئة لعن الله المرجئة، قلت له جعلت فداك كيف لعنت هؤلاء مرة، و لعنت هؤلاء مرتين فقال: إن هؤلاء زعموا أن الذين قتلونا مؤمنين- فثيابهم ملطخة بدمائنا إلى يوم القيامة أ ما تسمع لقول الله «الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ- حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ‏» إلى قوله «صادِقِينَ‏» قال: فكان بين الذين خوطبوا بهذا القول- و بين القاتلين خمس مائة عام، فسماهم الله قاتلين‏

______________________________
(1)- البحار ج 20: 4. البرهان ج 1: 327.

(2)- الشجاع- بضم الشين و كسرها- ضرب من الحيات.

(3)- كذا في الأصل و في نسخة البرهان «زنمتان» و لم أظفر لهما على معنى يناسب المقام.

(4)- البحار ج 20: 4. البرهان ج 1: 327.

(5)- الأقرع من الحيات: المتمعط أي الساقط شعر الرأس لكثرة سمه.

(6)- البحار ج 21: 116. البرهان ج 1: 325.

(7)- البحار ج 21: 116. البرهان ج 1: 325.

 

208
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 185] ص : 209

برضاهم بما صنع أولئك‏ «1».

164 عن محمد بن هاشم عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال‏ لما نزلت هذه الآية «قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَ بِالَّذِي قُلْتُمْ- فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏» و قد علم أن قالوا و الله ما قتلنا و لا شهدنا، قال: و إنما قيل لهم ابرءوا من قتلتهم فأبوا «2».

165 عن محمد بن الأرقط عن أبي عبد الله ع‏ قال لي تنزل الكوفة قلت:

نعم- قال: فترون قتلة الحسين ع بين أظهركم قال: قلت جعلت فداك ما رأيت منهم أحدا- قال: فإذا أنت لا ترى القاتل إلا من قتل أو من ولي القتل، أ لم تسمع إلى قول الله «قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَ بِالَّذِي قُلْتُمْ- فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏» فأي رسول قبل الذي كان محمد ص بين أظهرهم، و لم يكن بينه و بين عيسى رسول، إنما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين‏ «3».

166 عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ إن عليا ع لما غمض رسول الله ص قال: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏، يا لها من مصيبة خصت الأقربين- و عمت المؤمنين لم يصابوا بمثلها قط، و لا عاينوا مثلها، فلما قبر رسول الله ص سمعوا مناديا ينادي من سقف البيت: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» و السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله و بركاته «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ- وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ- وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ» إن في الله خلفا من كل ذاهب و عزاء من كل مصيبة، و دركا من كل ما فات فبالله فثقوا، و عليه فتوكلوا، و إياه فارجوا إنما المصاب من حرم الثواب‏ «4».

167 عن الحسين عن أبي عبد الله ع قال‏ لما قبض رسول الله ص جاءهم جبرئيل و النبي ص مسجى، و في البيت علي و فاطمة و الحسن و الحسين، فقال‏

______________________________
(1)- البحار ج 21: 116. البرهان ج 1: 325. الصافي ج 1: 318.

(2)- البحار ج 21: 116. البرهان ج 1: 325. الصافي ج 1: 318.

(3)- البحار ج 21: 116. البرهان ج 1: 325. الصافي ج 1: 318.

(4)- البرهان ج 1: 329.

 

209
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 186] ص : 210

السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏» إلى «مَتاعُ الْغُرُورِ» إن في الله عزاء من كل مصيبة، و دركا من كل ما فات، و خلفا من كل هالك، و بالله فثقوا، و إياه فارجوا، إنما المصاب من حرم الثواب، هذا آخر وطيي من الدنيا- قال: [قالوا] فسمعنا صوتا فلم نر شخصا «1».

168 عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ لما قبض رسول الله ص سمعوا صوتا من جانب البيت و لم يروا شخصا، يقول: «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏» إلى قوله «فَقَدْ فازَ» ثم قال: إن في الله خلفا و عزاء من كل مصيبة، و دركا لما فات فبالله فثقوا و إياه فارجوا، و إنما المحروم من حرم الثواب، و استروا عورة نبيكم، فلما وضعه على السرير- نودي: يا علي لا تخلع القميص فغسله علي ع في قميصه‏ «2».

169 عن محمد بن يونس عن بعض أصحابنا قال‏ قال لي أبو جعفر ع:

«كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏ أو منشورة» [كذا] نزل بها على محمد ع إنه ليس أحد من هذه الأمة إلا سينشرون، فأما المؤمنون فينشرون إلى قرة عين، و أما الفجار فينشرون إلى خزي الله إياهم‏ «3».

170 عن زرارة قال: قال أبو جعفر ع‏ «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏» لم يذق الموت من قتل- و قال: لا بد من أن يرجع حتى يذوق الموت‏ «4».

171 عن أبي خالد الكابلي قال: قال علي بن الحسين ع‏ لوددت أنه‏

______________________________
(1)- البحار ج 6: 798- 799. البرهان ج 1: 329.

(2)- البحار ج 6: 798- 799. البرهان ج 1: 329.

(3)- البرهان ج 1: 329. البحار ج 3: 143 و فيه «مبشورة» مكان «منشورة» و «يستبشرون» عوض «سينشرون» و «فيبشرون» بدل «فينشرون» في الموضعين.

(4)- البحار ج 13: 217. البرهان ج 1: 329. الصافي ج 1: 318. و قال الفيض (ره) بعد نقل الحديث عن العياشي: و عنه (أي الباقر ع) من قتل ينشر حتى يموت و من مات ينشر حتى يقتل. «انتهى» فلعله سقط من النسخ التي عندنا من العياشي و كان موجودا في نسخة الفيض (ره).

 

210
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 191] ص : 211

 

أذن لي فكلمت الناس ثلاثا، ثم صنع الله بي ما أحب، قال بيده على صدره- ثم قال:

و لكنها عزمة من الله أن نصبر، ثم تلا هذه الآية «وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ- وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً- وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» و أقبل يرفع يده و يضعها على صدره‏ «1».

172 عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله- إن كان قائما أو جالسا أو مضطجعا لأن الله يقول: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى‏ جُنُوبِهِمْ‏» الآية «2».

5- و في رواية أخرى عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع‏ مثله..

173 و في رواية عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ في قول الله «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً» الأصحاء «وَ قُعُوداً» يعني المرضى «وَ عَلى‏ جُنُوبِهِمْ‏» قال: اعل‏ «3» ممن يصلي جالسا و أوجع‏ «4».

174 و في رواية أخرى عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع‏ «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى‏ جُنُوبِهِمْ‏» قال الصحيح يصلي قائما وَ قُعُوداً و المريض يصلي جالسا وَ عَلى‏ جُنُوبِهِمْ‏ أضعف من المريض الذي يصلي جالسا «5».

175 عن يونس بن ظبيان قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ» قال: ما لهم من أئمة يسموهم بأسمائهم‏ «6».

176 عن [عمر بن‏] عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ- أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا» قال: هو أمير المؤمنين نودي من السماء أن آمن بالرسول فآمن به‏ «7».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 330.

(2)- البرهان ج 1: 330. الصافي ج 1: 321.

(3)- و في بعض النسخ «أدنى».

(4)- البرهان ج 1: 333.

(5)- البرهان ج 1: 333. الصافي ج 1: 321.

(6)- البرهان ج 1: 333. الصافي ج 1: 321.

(7)- البحار ج 8: 101. البرهان ج 1: 333.

 

211
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 198] ص : 212

177 عن الأصبغ بن نباتة عن علي ع‏ في قوله «ثوابا من عند الله و ما عند الله خير للأبرار» قال: قال رسول الله أنت الثواب و أنصارك [أصحابك‏] الأبرار «1».

178 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ الموت خير للمؤمن- لأن الله يقول «وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ» «2».

179 عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله تبارك و تعالى «اصْبِرُوا» يقول: عن المعاصي «وَ صابِرُوا» على الفرائض، «وَ اتَّقُوا اللَّهَ‏» يقول:

آمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر، ثم قال: و أي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا و قتلهم إيانا «وَ رابِطُوا» يقول في سبيل الله- و نحن السبيل فيما بين الله و خلقه، و نحن الرباط الأدنى، فمن جاهد عنا فقد جاهد عن النبي ص و ما جاء به من عند الله «لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏» يقول: لعل الجنة توجب لكم إن فعلتم ذلك، و نظيرها من قول الله «وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً- وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏» و لو كانت هذه الآية في المؤمنين- كما فسرها المفسرون لفاز القدرية و أهل البدع معهم‏ «3».

180 عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا» قال: اصبروا على الفرائض- و صابروا على المصائب و رابطوا على الأئمة «4».

181 عن يعقوب السراج قال‏ قلت لأبي عبد الله ع تبقى الأرض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس إليه قال: فقال لي: إذا لا يعبد الله يا أبا يوسف، لا تخلو الأرض من عالم منا، ظاهر يفزع الناس إليه في حلالهم و حرامهم، و إن ذلك لمبين في كتاب الله قال الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا» على دينكم «وَ صابِرُوا»

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 333. البحار ج 9: 101.

(2)- البرهان ج 1: 333.

(3)- البحار ج 7: 135. البرهان ج 1: 335. الصافي ج 1: 323.

(4)- البرهان ج 1: 335. البحار ج 7: 135.

 

212
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 200] ص : 212

عدوكم ممن يخالفكم «وَ رابِطُوا» إمامكم «وَ اتَّقُوا اللَّهَ‏» فيما أمركم به و افترض عليكم‏ «1».

182 و في رواية أخرى عنه‏ «اصْبِرُوا» على الأذى فينا، قلت: «ف صابِرُوا» قال: على عدوكم مع وليكم قلت «وَ رابِطُوا» قال: المقام مع إمامكم، «وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏» قلت: تنزيل قال: نعم‏ «2».

183 عن أبي الطفيل عن أبي جعفر ع‏ في هذه الآية قال نزلت فينا، و لم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد، و سيكون ذلك يكون من نسلنا المرابط- و من نسل ابن ناثل المرابط «3».

184 عن بريد عن أبي جعفر ع‏ في قوله «اصْبِرُوا» يعني بذلك عن المعاصي «وَ صابِرُوا» يعني التقية «وَ رابِطُوا» يعني الأئمة ثم قال: تدري ما معنى لبد و ما لبدنا «4» فإذا تحركنا فتحركوا «و اتقوا الله ما لبدنا ربكم لعلكم تفلحون» قال قلت: جعلت فداك إنما نقرؤها «وَ اتَّقُوا اللَّهَ‏» قال: أنتم تقرءونها كذا و نحن‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 335. البحار ج 9: 101. إثبات الهداة ج 1: 263.

(2)- البرهان ج 1: 335. البحار ج 9: 101. إثبات الهداة ج 1: 263.

(3)- البحار ج 7: 135. البرهان ج 1: 335. و المراد بابن ناثل كما يظهر من سائر الروايات هو عباس بن عبد المطلب و كان اسم أمه نثيلة و هي كانت أمة لأم الزبير و لأبي طالب و عبد الله فأخذها عبد المطلب فأولدها عباسا و له مع زبير في ذلك قصة مذكورة في الكتب المفصلة.

و عن القمي ره عن السجاد ع: قال: نزلت الآية في العباس و فينا و لم يكن الرباط الذي أمرنا به و سيكون ذلك من نسلنا المرابط و من نسله المرابط «انتهى» قيل و يحتمل أن يكون المراد من قوله (ع) نزلت الآية اه يعني أنهم مأمورون برباطنا و صلتنا و قد تركوا و لم يأتمروا و سيكون ذلك في زمان ظهور القائم (ع) فيرابطنا من بقي من نسلهم فينصرون قائمنا فيكون من نسلنا المرابط بالفتح أعني القائم عجل الله فرجه و من نسله المرابط بالكسر و يحتمل على هذا الوجه أيضا الكسر فيهما و الفتح كذلك فتأمل.

(4)- و في نسخة الأصل «و ما لبدا».

 

213
تفسير العياشي1

[سورة آل‏عمران(3): آية 200] ص : 212

نقرؤها كذا «1».

185 عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ لا يزال المؤمن في صلاة- ما كان في ذكر الله إن كان قائما أو جالسا أو مضطجعا- لأن الله يقول: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى‏ جُنُوبِهِمْ‏» «2».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 335. البحار ج 7: 135. و قال المجلسي (ره): لبد كنصر و فرح لبودا و لبدا أقام و لزق كالبد ذكره الفيروز آبادي و المعنى لا تستعجلوا في الخروج على المخالفين و أقيموا في ما لم يظهر منا ما يوجب الحركة من النداء و الصيحة و علامات خروج القائم.

(2)- البرهان ج 1: 333.

214
تفسير العياشي1

(4) من سورة النساء ص : 215

 

(4) من سورة النساء

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن زر بن حبيش عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال‏ من قرأ سورة النساء في كل جمعة أومن من ضغطة القبر «1».

2- عن محمد بن عيسى عن [عيسى بن‏] عبد الله العلوي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ع قال‏ خلقت حواء من قصيرا جنب آدم، و القصيرا هو الضلع الأصغر، و أبدل الله مكانه لحما «2».

3- و بإسناده عن أبيه عن آبائه قال‏ خلقت حواء من جنب آدم و هو راقد «3».

4- عن أبي علي الواسطي قال: قال أبو عبد الله ع‏ إن الله خلق آدم من الماء و الطين- فهمة ابن آدم في الماء و الطين، و إن الله خلق حواء من آدم فهمة النساء الرجال فحصنوهن في البيوت‏ «4».

5- عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر ع قال‏ إن آدم ولد أربعة ذكور فأهبط الله إليهم أربعة من الحور العين، فزوج كل واحد منهم واحدة فتوالدوا ثم إن الله رفعهن و زوج هؤلاء الأربعة أربعة من الجن، فصار النسل فيهم فما كان من حلم فمن آدم، و ما كان من جمال من قبال الحور العين، و ما كان من قبح أو سوء خلق فمن الجن‏ «5».

______________________________
(1)- البحار ج 19: 69. البرهان ج 1: 335.

(2)- البحار ج 5: 31. البرهان ج 1: 336. الصافي ج 1: 324.

(3)- البحار ج 5: 31. البرهان ج 1: 336. الصافي ج 1: 324.

(4)- البحار ج 5: 31. البرهان ج 1: 336. الصافي ج 1: 324.

(5)- البحار ج 5: 66. البرهان ج 1: 336. الصافي ج 1: 327.

 

215
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 1 الى 2] ص : 215

6- عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر ع قال‏ قال لي: ما يقول الناس في تزويج آدم ولده قال قلت: يقولون: إن حواء كانت تلد لآدم في كل بطن غلاما و جارية فتزوج الغلام الجارية التي من البطن الآخر الثاني، و تزوج الجارية الغلام- الذي من البطن الآخر الثاني حتى توالدوا، فقال أبو جعفر ع: ليس هذا كذلك يحجكم المجوس، و لكنه لما ولد آدم هبة الله و كبر سأل الله أن يزوجه، فأنزل الله له حوراء من الجنة فزوجها إياه، فولدت له أربعة بنين، ثم ولد لآدم ابن آخر، فلما كبر أمره فتزوج إلى الجان، فولد له أربع بنات، فتزوج بنو هذا بنات هذا، فما كان من جمال فمن قبل الحور العين- و ما كان من حلم فمن قبل آدم، و ما كان من حقد «1» فمن قبل الجان، فلما توالدوا صعد الحوراء إلى السماء «2».

7- عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال‏ سألت أبا جعفر ع من أي شي‏ء خلق الله حواء فقال: أي شي‏ء يقولون هذا الخلق قلت: يقولون: إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم، فقال: كذبوا أ كان الله يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه فقلت: جعلت فداك يا ذ ابن رسول الله ص: من أي شي‏ء خلقها فقال أخبرني أبي عن آبائه قال: قال رسول الله ص: إن الله تبارك و تعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه و كلتا يديه يمين- فخلق منها آدم و فضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء «3».

______________________________
(1)- و في نسخة الصافي «من خفة» بدل «من حقد».

(2)- البحار ج 5: 66. البرهان ج 1: 336. الصافي ج 1: 327.

(3)- البرهان ج 1: 336. الصافي ج 1: 325. البحار ج 5: 31. و قال المجلسي (ره) بعد نقل الخبر ما لفظه بيان: فالأخبار السابقة إما محمولة على التقية أو على أنها خلقت من طينة ضلع من أضلاعه. ثم ذكر كلام بعض أصحاب الأرثماطيق في ذلك فراجع. و ما ذكره المجلسي (ره) في الاحتمال الثاني هو ما ذكره ابن بابويه في الفقيه في الجمع بين تلك الأخبار.

و قال الفيض (ره): ما ورد أنها خلقت من ضلعه الأيسر إشارة إلى أنه الجهة الجسمانية الحيوانية في النساء أقوى منها في الرجال و الجهة الروحانية الملكية بالعكس من ذلك و ذلك لأن اليمين مما يكنى به عن عالم الملكوت الروحاني و الشمال مما يكنى به عن عالم الملك الجسماني فالطين عبارة عن مادة الجسم و اليمين عبارة عن مادة الروح و لا ملك إلا بملكوت و هذا هو المعنى بقوله و كلتا يديه يمين فالضلع الأيسر المنقوص من آدم كناية عن بعض الشهوات التي تنشأ من غلبة الجسمية التي هي من عالم الخلق و هي فضلة طينة المستنبط من باطنه التي صارت من مادة لخلق حواء فنبه في الحديث على أن جهة الملكوت و الأمر في الرجال أقوى من جهة الملك و الخلق و بالعكس منهما في النساء فإن الظاهر عنوان الباطن اه.

216
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 1 الى 2] ص : 215

8- عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين ع يقول‏ إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه- فليدن منه فإن الرحم إذا مستها الرحم استقرت- و أنها متعلقة بالعرش ينتقضه انتقاض الحديد- فينادي اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و ذلك قول الله في كتابه «وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ- إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً» و أيما رجل غضب و هو قائم- فليلزم الأرض من فوره فإنه يذهب رجز الشيطان‏ «1».

9- عن عمر بن حنظلة عنه‏ عن قول الله: «اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ‏» قال: هي أرحام الناس- إن الله أمر بصلتها و عظمها أ لا ترى أنه جعلها معه‏ «2».

10- عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ‏» قال: هي أرحام الناس- أمر الله تبارك و تعالى بصلتها و عظمها أ لا ترى أنه جعلها معه‏ «3».

11- عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع و أبي الحسن ع أنه قال‏ «حُوباً كَبِيراً» قال: هو مما يخرج الأرض من أثقالها «4».

12- عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن رجل أكل مال اليتيم‏

______________________________
(1)- البحار ج 15 (ج 4): 28. البرهان ج 1: 338.

(2)- البحار ج 15 (ج 4): 28. البرهان ج 1: 338. الصافي ج 1: 329 و قال الفيض (ره) يعني قرنها باسمه في الأمر بالتقوى.

(3)- البحار ج 15 (ج 4): 28. البرهان ج 1: 338. الصافي ج 1: 329 و قال الفيض (ره) يعني قرنها باسمه في الأمر بالتقوى.

(4)- البرهان ج 1: 338.

 

217
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 3] ص : 218

هل له توبة فقال: يؤدي إلى أهله لأن الله يقول: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏ ظُلْماً- إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» [و قال: إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً] «1».

13- عن يونس بن عبد الرحمن عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال‏ في كل شي‏ء إسراف إلا في النساء، قال الله: «فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى‏ وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ‏» و قال: «و أحل لكم ما ملكت أيمانكم» «2».

14- عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال‏ لا يحل لماء الرجل- أن يجري في أكثر من أربعة أرحام من الحرائر «3».

15- عن عبد الله بن القداح عن أبي عبد الله ع عن أبيه قال‏ جاء رجل إلى أمير المؤمنين ع فقال: يا أمير المؤمنين بي وجع في بطني- فقال له: أمير المؤمنين ع: أ لك زوجة قال: نعم، قال: استوهب منها شيئا طيبة به نفسها من مالها، ثم اشتر به عسلا، ثم اسكب‏ «4» عليه من ماء السماء ثم اشربه، فإني أسمع [سمعت‏] الله يقول في كتابه «وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً» و قال:

«يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ- فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ‏» و قال: «فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً» شفيت إن شاء الله، قال: ففعل ذلك فشفي‏ «5».

______________________________
(1)- البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 339.

(2)- البحار ج 23: 92. البرهان ج 1: 340. الصافي ج 1: 331. الوسائل ج 3 أبواب مقدمات النكاح باب 140 و لعل الذيل من كلام الإمام ع لا أنه آية من الآيات.

(3)- البحار ج 23: 92. البرهان ج 1: 340. الوسائل أبواب ما يحرم باستيفاء العدد باب 2.

(4)- سكب الماء و نحوه: صبه.

(5)- البحار ج 14: 873. البرهان ج 1: 341. الصافي ج 1: 332. الوسائل ج 3 أبواب المهور باب 25. و أبواب الأطعمة المباحة باب 49 و نقله الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان (ج 3): من هذا الكتاب أيضا مع زيادة و اختلاف.

218
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 4] ص : 218

16- عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع أو أبي الحسن ع قال‏ سألته عن قول الله «فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً» قال: يعني بذلك أموالهن التي في أيديهن مما ملكن‏ «1».

17- عن سعيد بن يسار قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: جعلت فداك- امرأة دفعت إلى زوجها مالا ليعمل به، و قالت له حين دفعته إليه: أنفق منه، فإن حدث بي حدث فما أنفقت منه فلك حلال طيب [و إن حدث بك حدث فما أنفقت منه فلك حلال طيب‏] قال: أعد يا سعيد [علي‏] المسألة- فلما ذهبت أعرض عليه المسألة- عرض فيها صاحبها و كان معي، فأعاد عليه مثل ذلك، فلما فرغ أشار بإصبعه إلى صاحب المسألة- فقال:

يا هذا إن كنت تعلم أنها قد أفضت بذلك إليك- فيما بينك و بينها و بين الله فحلال طيب ثلاث مرات، ثم قال: يقول الله «فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً» «2».

18- عن حمران عن أبي عبد الله ع قال‏ اشتكى رجل إلى أمير المؤمنين ع فقال: له سل من امرأتك درهما من صداقها- فاشتر به عسلا فاشربه بماء السماء، ففعل ما أمره به فبرأ فسأل أمير المؤمنين ع عن ذلك- أ شي‏ء سمعته من النبي ص قال:

لا و لكني سمعت الله يقول في كتابه «فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً» و قال: «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ- فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ‏» و قال: «وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً» فاجتمع الهني‏ء و المري‏ء و البركة و الشفاء، فرجوت بذلك البر «3».

19- عن علي بن رئاب عن زرارة قال‏ لا ترجع المرأة فيما تهب لزوجها حيزت أو لم تحز- أ ليس الله يقول: «فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً» «4».

______________________________
(1)- البحار ج 23: 83. البرهان ج 1 341.

(2)- البحار ج 23: 83. البرهان ج 1 341.

(3)- البحار ج 23: 83. البرهان ج 1 341. الوسائل ج 3 أبواب المهور باب 25.

(4)- البحار ج 23: 44. البرهان ج 1 341.

219
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 5] ص : 220

20- عن يونس بن يعقوب قال‏ سألت أبا عبد الله ع في قول الله: «وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ‏» قال: من لا تثق به‏ «1».

21- عن حماد عن أبي عبد الله ع‏ فيمن شرب الخمر بعد أن حرمها الله على لسان نبيه ص قال: ليس بأهل أن يزوج إذا خطب و أن يصدق إذا حدث، و لا يشفع إذا شفع، و لا يؤتمن على أمانة- فمن ائتمنه على أمانة فأهلكها أو ضيعها- فليس للذي ائتمنه أن يأجره الله و لا يخلف عليه- قال أبو عبد الله: إني أردت أن أستبضع فلانا بضاعة «2» إلى اليمن، فأتيت أبا جعفر ع فقلت إني أردت أن أستبضع فلانا- فقال لي: أ ما علمت أنه يشرب الخمر- فقلت: قد بلغني عن المؤمنين أنهم يقولون ذلك- فقال: صدقهم لأن الله يقول‏ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ‏ ثم قال: إنك إن استبضعته فهلكت أو ضاعت- فليس على الله أن يأجرك و لا يخلف عليك، فقلت: و لم قال: لأن الله تعالى يقول‏] «وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً» فهل سفيه أسفه من شارب الخمر- إن العبد لا يزال في فسحة من ربه ما لم يشرب الخمر- فإذا شربها خرق الله عليه سرباله‏ «3» فكان ولده و أخوه و سمعه و بصره و يده و رجله إبليس، يسوقه إلى كل شر و يصرفه عن كل خير «4».

22- عن إبراهيم بن عبد الحميد قال‏ سألت أبا جعفر ع عن هذه الآية «وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ‏» قال: كل من يشرب المسكر فهو سفيه‏ «5».

23- عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ‏» قال: هم اليتامى- لا تعطوهم أموالهم حتى تعرفوا منهم الرشد- قلت:

فكيف يكون أموالهم أموالنا- فقال: إذا كنت أنت الوارث لهم‏ «6».

______________________________
(1)- البحار ج 23: 349. البرهان ج 1 341.

(2)- استبضع الرجل الشي‏ء: جعله له بضاعة و هي من المال ما أعد للتجارة.

(3)- السربال: القميص أو كل ما يلبس.

(4)- البحار ج 23: 39- 40. البرهان ج 1: 342.

(5)- البحار ج 23: 39- 40. البرهان ج 1: 342.

(6)- البحار ج 23 و ج 15 (ج 4): 20 البرهان ج 1: 343. الصافي ج 1: 332.

220
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 6] ص : 221

24- و في رواية عبد الله بن سنان عنه قال‏ لا تؤتوها شراب الخمر و النساء «1».

6- 25- عن عبد الله بن أسباط عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ إن نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن اليتيم متى ينقضي يتمه فكتب إليه أما اليتيم فانقطاع يتمه أشده و هو الاحتلام- إلا أن لا يؤنس منه رشد بعد ذلك فيكون سفيها- أو ضعيفا فليشد عليه‏ «2».

26- عن يونس بن يعقوب قال‏ قلت لأبي عبد الله ع قول الله «فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ‏» أي شي‏ء الرشد الذي يؤنس منهم قال: حفظ ماله‏ «3».

27- عن عبد الله بن المغيرة عن جعفر بن محمد ع‏ في قول الله «فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ‏» قال: فقال إذا رأيتموهم يحبون آل محمد فارفعوهم درجة «4».

28- عن محمد بن مسلم قال‏ سألته عن رجل بيده ماشية لابن أخ في حجره، أ يخلط أمرها بأمر ماشيته فقال: إن كان يليط حياضها و يقوم على هنأتها- و يرد شاردها «5» فليشرب من ألبانها غير مجتهد للحلاب- و لا مضر بالولد، ثم قال:

«وَ مَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ- وَ مَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ‏» «6».

29 أبو أسامة عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ‏» فقال ذلك رجل يحبس نفسه على أموال اليتامى- فيقوم لهم فيها و يقوم لهم عليها- فقد شغل نفسه عن طلب المعيشة- فلا بأس أن يأكل بالمعروف إذا كان يصلح أموالهم، و إن كان المال قليلا فلا يأكل منه شيئا «7».

30- عن سماعة عن أبي عبد الله ع أو أبي الحسن ع قال‏ سألته عن قوله‏

______________________________
(1)- البحار ج 23: 40 و ج 15 (ج 4): 120. البرهان ج 1: 344.

(2)- البحار ج 23: 40 و ج 15 (ج 4): 120. البرهان ج 1: 344.

(3)- البحار ج 23: 40 و ج 15 (ج 4): 120. البرهان ج 1: 344.

(4)- البحار ج 15: 120. البرهان ج 1: 344.

(5)- لاط الحوض لوطا: مدره لئلا ينشف الماء. و هنأ الإبل: طلاها بالهناء أي القطران. و شرد: نفر.

(6)- البحار ج 15 (ج 4): 120. البرهان ج 1: 344. الصافي ج 1: 333.

(7)- البحار ج 15 (ج 4): 120. البرهان ج 1: 344. الصافي ج 1: 333.

 

221
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 8] ص : 222

«وَ مَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ- وَ مَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ‏» قال: بلى من كان يلي شيئا لليتامى و هو محتاج- و ليس له شي‏ء و هو يتقاضى أموالهم- و يقوم في ضيعتهم فليأكل بقدر الحاجة و لا يسرف، و إن كان ضيعتهم لا تشغله عما يعالج لنفسه- فلا يرزأن‏ «1» من أموالهم شيئا «2».

31- عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ مَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ- وَ مَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ‏» فقال: هذا رجل يحبس نفسه لليتيم على حرث أو ماشية، و يشغل فيها نفسه فليأكل منه بالمعروف- و ليس ذلك له في الدنانير و الدراهم التي عنده موضوعة «3».

32- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله: «وَ مَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ‏» قال: ذلك إذا حبس نفسه في أموالهم فلا يحترث لنفسه‏ «4» فليأكل بالمعروف من مالهم‏ «5».

33- عن رفاعة عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ‏» قال: كان أبي يقول إنها منسوخة «6».

34- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ عن قول الله: «وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى‏ وَ الْيَتامى‏- وَ الْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ‏» قال نسختها آية الفرائض‏ «7».

35- و في رواية أخرى عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ «وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا

______________________________
(1)- رزأ المال: نقصه.

(2)- البحار ج 15 (ج 4): 120. البرهان ج 1: 334.

(3)- الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 68. البحار ج 15: 120. البرهان ج 1: 344.

(4)- احترث المال: كسبه.

(5)- الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 68. البحار ج 15: 120. البرهان ج 1: 344. الصافي ج 1: 333.

(6)- الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 68. البحار ج 15: 120. البرهان ج 1: 344. الصافي ج 1: 333.

(7)- الوسائل ج 3 أبواب موجبات الإرث باب 5. الصافي ج 1: 334. البرهان ج 1: 345.

 

222
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 9 الى 10] ص : 223

الْقُرْبى‏ وَ الْيَتامى‏ وَ الْمَساكِينُ- فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً» قلت: أ منسوخة هي قال: لا إذا حضرك فأعطهم‏ «1».

36- و في رواية أخرى عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى‏» قال: نسختها آية الفرائض‏ «2».

37- عن عبد الأعلى مولى آل سام قال‏ قال أبو عبد الله ع مبتدئا- من ظلم [يتيما] سلط الله عليه من يظلمه- أو على عقبه أو على عقب عقبه، قال: فذكرت في نفسي فقلت يظلم هو فسلط على عقبه أو عقب عقبه فقال لي قبل أن أتكلم: إن الله يقول: «وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً- خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً» «3».

38- عن سماعة عن أبي عبد الله ع أو أبي الحسن ع‏ أن الله أوعد في مال اليتيم عقوبتين اثنتين- أما إحداهما فعقوبة الآخرة النار، و أما الأخرى فعقوبة الدنيا قوله: «وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً- خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً» قال: يعني بذلك- ليخش أن أخلفه في ذريته كما صنع هو بهؤلاء اليتامى‏ «4».

39- عن الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ أن في كتاب علي بن أبي طالب ع أن آكل مال اليتيم ظلما- يدركه وبال ذلك في عقبه من بعده، و يلحقه- فقال ذلك أما في الدنيا فإن الله قال: «وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً- خافُوا عَلَيْهِمْ‏» و أما في الآخرة فإن الله يقول «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏ ظُلْماً- إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» «5».

40- عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ قلت في كم يجب لأكل مال اليتيم النار

______________________________
(1)- الوسائل ج 3 أبواب موجبات الإرث باب 5. الصافي ج 1: 334.

(2)- الوسائل ج 3 أبواب موجبات الإرث باب 5. البرهان ج 1: 346.

(3)- الصافي ج 1: 334. البرهان ج 1: 346.

(4)- البحار ج 15: 121. البرهان ج 1: 346.

(5)- البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 346.

 

223
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 9 الى 10] ص : 223

قال: في درهمين‏ «1».

41- عن سماعة عن أبي عبد الله ع أو أبي الحسن ع قال‏ سألته عن رجل أكل مال اليتيم هل له توبة- قال: يرد به أهله‏ «2» قال: ذلك بأن الله يقول «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏ ظُلْماً- إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» «3».

42- عن أحمد بن محمد قال‏ سألت أبا الحسن ع عن الرجل يكون في يده مال لأيتام- فيحتاج فيمد يده فينفق منه عليه و على عياله- و هو ينوي أن يرده إليهم أ هو ممن قال الله: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏ ظُلْماً» الآية قال:

لا و لكن ينبغي له ألا يأكل إلا بقصد و لا يسرف- قلت له: كم أدنى ما يكون من مال اليتيم إذا هو أكله- و هو لا ينوي رده حتى يكون يأكل في بطنه نارا قال:

قليله و كثيره واحد- إذا كان من نفسه و نيته أن لا يرده إليهم‏ «4».

43- عن زرارة و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع أنه قال‏ مال اليتيم إن عمل به من وضع على يديه ضمنه- و لليتيم ربحه، قال: قلنا له قوله: «وَ مَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ‏» قال: إنما ذلك إذا حبس نفسه عليهم في أموالهم- فلم يتخذ لنفسه فليأكل بالمعروف من مالهم‏ «5».

44- عن عجلان قال‏ قلت لأبي عبد الله ع من أكل مال اليتيم فقال هو كما قال الله: «إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» قال هو من غير أن أسأله: من عال يتيما حتى ينقضي يتمه أو يستغني بنفسه- أوجب الله له الجنة كما أوجب لأكل مال اليتيم النار «6».

______________________________
(1)- البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 346. الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 72 و قال المحدث الحر العاملي (ره) هذا كناية عن القلة و مفهومه غير مراد لما مر أو تحديد لما يوجب النار و يكون من الكبائر فلعل ما دونه من الصغائر.

(2)- و في نسخة «يرده إلى أهله».

(3)- البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 347. الوسائل أبواب ما يكتسب به باب 72.

(4)- البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 347. الوسائل أبواب ما يكتسب به باب 72.

(5)- البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 347.

(6)- البحار ج 15 (ج 4): 121. البرهان ج 1: 347.

224
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 11] ص : 225

45- عن أبي إبراهيم‏ «1» قال‏ سألته عن الرجل يكون للرجل عنده المال- إما ببيع أو بقرض فيموت و لم يقضه إياه- فيترك أيتاما صغارا فيبقى لهم عليه فلا يقضيهم، أ يكون ممن يأكل مال اليتيم ظلما قال: إذا كان ينوي أن يؤدي إليهم فلا، فقال الأحول: سألت أبا الحسن موسى ع إنما هو الذي يأكله- و لا يريد أداءه من‏ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏ قال: نعم‏ «2».

46- عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن الكبائر، فقال: منها أكل مال اليتيم ظلما- و ليس في هذا بين أصحابنا اختلاف و الحمد لله‏ «3».

47- عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال: قال رسول الله ص‏ يبعث أناس من قبورهم يوم القيامة تأجج أفواههم نارا «4» فقيل له: يا رسول الله من هؤلاء قال:

«الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏ ظُلْماً- إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» «5».

48- عن أبي بصير قال‏ قلت لأبي جعفر ع: أصلحك الله- ما أيسر ما يدخل به العبد النار قال: من أكل من مال اليتيم درهما و نحن اليتيم‏ «6».

49- عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما قال‏ إن فاطمة ص انطلقت إلى أبي بكر فطلبت ميراثها من نبي الله ص فقال: إن نبي الله لا يورث، فقالت: أ كفرت بالله و كذبت بكتابه قال الله «يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ‏» «7».

50- عن سالم الأشل قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ إن الله تبارك و تعالى أدخل الوالدين على جميع أهل المواريث- فلم ينقصهما عن السدس‏ «8».

______________________________
(1)- و في نسخة البرهان «علي بن إبراهيم (عوض «أبي إبراهيم». و لعله من تصرف النساخ.

(2)- البحار ج 15: 121. البرهان ج 1: 347.

(3)- البحار ج 15: 121. البرهان ج 1: 347.

(4)- تأجج: التهب.

(5)- البحار ج 15: 121. البرهان ج 1: 347.

(6)- البحار ج 15: 121. البرهان ج 1: 347.

(7)- البحار ج 8: 93. البرهان ج 1: 347.

(8)- البرهان ج 1: 350. البحار 24: 26.

225
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 11] ص : 225

51- عن بكير بن أعين عن أبي عبد الله ع قال‏ الولد و الإخوة هم الذين يزادون و ينقصون‏ «1».

52- عن أبي العباس قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ لا يحجب عن الثلاث الأخ و الأخت- حتى يكونا أخوين أو أخ أو أختين‏ «2» فإن الله يقول «فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ‏» «3».

53 الفضل بن عبد الملك قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن أم و أختين- قال:

[للأم‏] الثلاث لأن الله يقول «فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ» و لم يقل فإن كان له أخوات‏ «4».

54- عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ‏» يعني إخوة لأب و أم أو إخوة لأب‏ «5».

55- عن محمد بن قيس قال سمعت أبا جعفر ع يقول‏ في الدين و الوصية فقال: إن الدين قبل الوصية، ثم الوصية على إثر الدين- ثم الميراث و لا وصية لوارث‏ «6».

56- عن سالم الأشل قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ إن الله أدخل الزوج و المرأة على جميع أهل المواريث- فلم ينقصهما من الربع و الثمن‏ «7».

57- عن بكير عن أبي عبد الله ع قال‏ لو أن امرأة تركت زوجها و أباها و أولادا ذكورا و إناثا- كان للزوج الربع في كتاب الله و للأبوين السدسان، و ما بقي‏ فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ‏ «8».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 350 البحار ج 24: 26. الوسائل ج 3 أبواب موجبات الأرث باب 6.

(2)- و في نسخة البرهان «أو أخا و أختين».

(3)- البرهان ج 1: 350 البحار ج 24: 29. الوسائل ج 3 أبواب موجبات الإرث باب 18.

(4)- البرهان ج 1: 350 البحار ج 24: 29. الوسائل ج 3 أبواب موجبات الإرث باب 18.

(5)- البرهان ج 1: 350. البحار ج 24: 29 و 35.

(6)- البرهان ج 1: 350. البحار ج 24: 29 و 35.

(7)- البرهان ج 1: 350. البحار ج 24: 30.

(8)- البرهان ج 1: 350. البحار ج 24: 30.

226
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 12] ص : 227

 

58- عن بكير بن أعين عن أبي عبد الله ع قال‏ الذي عنى الله في قوله «وَ إِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَ لَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ- فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ- فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ‏» إنما عنى بذلك الإخوة و الأخوات من الأم خاصة «1».

59- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له: ما تقول في امرأة ماتت و تركت زوجها و إخوتها لأمها و إخوة و أخوات لأبيها قال: للزوج النصف ثلاثة أسهم و لإخوتها من الأم الثلاث سهمان للذكر فيه و الأنثى سواء- و بقي سهم للإخوة و الأخوات من الأب‏ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ‏، لأن السهام لا تعول، و لأن الزوج لا ينقص من النصف- و للإخوة «2» من الأم من ثلثهم‏ فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ‏ و إن كان واحدا فله السدس، فأما الذي عنى الله في قوله «وَ إِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَ لَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ- فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ- فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ‏» إنما عنى بذلك الإخوة و الأخوات من الأم خاصة «3».

60- عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «وَ اللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ‏» إلى «سَبِيلًا» قال: منسوخة و السبيل هو الحدود «4».

61- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن هذه الآية «وَ اللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ‏» إلى «سَبِيلًا» [قال‏]: هذه منسوخة، قال: قلت: كيف كانت قال: كانت المرأة إذا فجرت فقام عليها أربعة شهود- أدخلت بيتا و لم تحدث و لم تكلم و لم تجالس- و أوتيت فيه بطعامها و شرابها حتى تموت، قلت: فقوله «أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا» قال: جعل السبيل الجلد و الرجم و الإمساك في البيوت، قال: قوله: «وَ الَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ‏» قال: يعني البكر إذا أتت الفاحشة- التي‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 352. البحار ج 24: 29. الوسائل ج 3 أبواب ميراث الإخوة و الأجداد باب 8.

(2)- و في نسخة البرهان «و لا الأخوات» و في البحار «و لا الإخوة».

(3)- البرهان ج 1: 352. البحار ج 24: 29. الوسائل ج 3 أبواب ميراث الإخوة و الأجداد باب 8 و 10.

(4)- البحار ج 16 (م): 9. البرهان ج 1: 353. الصافي ج 1: 339.

 

 

227
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 17] ص : 228

 

أتتها هذه الثيب «فَآذُوهُما» قال تحبس: «فَإِنْ تابا وَ أَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما- إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً» «1».

62- عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏» قال لهذه الآية تفسير- يدل ذلك التفسير على أن الله لا يقبل من عبد عملا- إلا ممن لقيه بالوفاء منه بذلك التفسير، و ما اشترط فيه على المؤمنين- و قال: «إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ» يعني كل ذنب عمله العبد و إن كان به عالما- فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه، و قد قال في ذلك تبارك و تعالى يحكي قول يوسف لإخوته «هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ‏» فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية الله‏ «2».

63- عن الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ- حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ‏» قال: هو الفرار تاب حين لم ينفعه التوبة و لم يقبل منه‏ «3».

64- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ إذا بلغت النفس هذه و أهوى بيده إلى حنجرته- لم يكن للعالم توبة و كانت للجاهل توبة «4».

65- عن إبراهيم بن ميمون عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً- وَ لا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَ‏»

______________________________
(1)- البحار ج 16 (م): 9. البرهان ج 1: 353. الصافي ج 1: 339.

(2)- البحار ج 3: 101. البرهان ج 1: 354. الصافي ج 1: 339.

(3)- البحار ج 3: 101. البرهان ج 1: 354. الصافي ج 1: 339.

(4)- البحار ج 3: 101. البرهان ج 1: 354. الصافي ج 1: 341. و قال الفيض (ره): لعل السبب في عدم التوبة من العالم في ذلك الوقت حصول يأسه من الحياة بإمارات الموت بخلاف الجاهل فإنه لا ييأس إلا عند معاينة الغيب قيل: و من لطف الله تعالى بالعباد أن أمر قابض الأرواح بالابتداء في نزعها من أصابع الرجلين ثم يصعد شيئا فشيئا إلى أن يصل الصدر ثم ينتهي إلى الحلق ليتمكن في هذه المهملة من الإقبال بالقلب على الله تعالى و الوصية و التوبة ما لم يعاين و الاستحلال و ذكر الله فيخرج روحه و ذكر الله على لسانه فيرجى بذلك حسن خاتمته رزقنا الله ذلك بمنه.

 

 

228
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 20] ص : 229

قال الرجل تكون في حجره اليتيمة- فيمنعها من التزويج يضر بها تكون قريبة له قلت «وَ لا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَ‏» قال: الرجل تكون له المرأة فيضر بها حتى تفتدي منه فنهى الله عن ذلك‏ «1».

66- عن هاشم بن عبد الله بن السري الجبلي قال‏ سألته عن قوله «وَ لا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَ‏» قال: فحكى كلاما ثم قال: كما يقول النبطية «2» إذا طرح عليها الثوب عضلها فلا تستطيع تزويج غيره- و كان هذا في الجاهلية «3».

67- عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله ع: أخبرني عمن تزوج على أكثر من مهر السنة أ يجوز له ذلك قال: إذا جاوز مهر السنة فليس هذا مهر إنما هو نحل- لأن الله يقول «فإن‏ آتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً- فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً» إنما عنى النحل و لم يعني المهر، أ لا ترى أنها إذا أمهرها مهرا- ثم اختلعت كان لها أن تأخذ المهر كاملا [كملا] فما زاد على مهر السنة فإنما هو نحل كما أخبرتك، فمن ثم وجب لها مهر نسائها لعلة من العلل، قلت: كيف يعطي و كم مهر نسائها قال إن مهر المؤمنات خمسمائة و هو مهر السنة، و قد يكون أقل من خمسمائة- و لا يكون أكثر من ذلك، و من كان مهرها و مهر نسائها- أقل من خمسمائة أعطي ذلك شي‏ء و من فخر و بذخ بالمهر «4» فازداد على خمسمائة- ثم وجب لها مهر نسائها في علة من العلل- لم يزد على مهر السنة خمسمائة درهم‏ «5».

68- عن يوسف العجلي قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «وَ أَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً» قال: الميثاق الكلمة التي عقد بها النكاح- و أما قوله «غَلِيظاً» فهو

______________________________
(1)- البحار ج 23: 89. البرهان ج 1: 354. الصافي ج 1: 342.

(2)- قال في المصباح: النبط جيل من الناس كانوا ينزلون سواد العراق ثم استعمل في أخلاط الناس و عوامهم.

(3)- البحار ج 23: 89. البرهان ج 1: 354. الصافي ج 1: 342.

(4)- بذخ: تكبر. ارتفع.

(5)- الوسائل ج 3 أبواب المهور باب 4. البرهان ج 1: 355.

 

229
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 22] ص : 230

ماء الرجل الذي يفضيه‏ «1» إلى المرأة «2».

69- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ يقول الله: «وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ» فلا يصلح للرجل أن ينكح امرأة جده‏ «3».

70- عن الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله حرم علينا نساء النبي ص يقول الله: «وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ» «4».

71- عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ قلت له أ رأيت قول الله: «لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ‏» قال: إنما عنى به التي حرم الله عليه في هذه الآية «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ‏» «5».

72- عن محمد بن مسلم عن أحدهما عن رجل كانت له جارية يطأها- قد باعها من رجل فأعتقها فتزوجت فولدت- أ يصلح لمولاه الأول أن يتزوج ابنتها قال: لا هي عليه حرام و هي ربيبته، و الحرة و المملوكة في هذا سواء، ثم قرأ هذه الآية «وَ رَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ‏» «6».

73- عن أبي العباس‏ في الرجل يكون له الجارية يصيب منها ثم يبيعها- هل له أن ينكح ابنتها قال: لا- هي مما قال الله «رَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ‏» «7».

74- عن أبي حمزة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن رجل تزوج امرأة- و طلقها قبل أن يدخل بها أ تحل له ابنتها قال: فقال قد قضى في هذا أمير المؤمنين ع لا بأس به- إن الله يقول: «وَ رَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ- اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ- فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ‏» لكنه لو تزوجت الابنة، ثم طلقها قبل أن‏

______________________________
(1)- أفضى الرجل إلى المرأة: جامعها أو خلا بها جامعها أم لا.

(2)- البحار ج 23: 123. و 96 البرهان ج 1: 356. الصافي ج 1: 343.

(3)- البحار ج 23: 123. و 96 البرهان ج 1: 356. الصافي ج 1: 343.

(4)- البحار ج 23: 123. البرهان ج 1: 356.

(5)- البحار ج 23: 123. البرهان ج 1: 356.

(6)- البحار ج 23: 96. البرهان ج 1: 356.

(7)- البحار ج 23: 96. البرهان ج 1: 356. الوسائل ج 3. أبواب ما يحرم بالمصاهرة باب 20.

 

230
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 23] ص : 230

يدخل بها لم تحل له أمها، قال: قلت: أ ليس هما سواء قال: فقال: لا ليس هذه مثل هذه، إن الله يقول: «وَ أُمَّهاتُ نِسائِكُمْ‏» لم يستثن في هذه كما اشترط في تلك هذه هاهنا مبهمة- ليس فيها شرط و تلك فيها شرط «1».

75- عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله ع: رجل تزوج امرأة- و لم يدخل بها تحل له أمها قال: فقال: قد فعل ذلك رجل منا فلم ير به بأسا، قال: فقلت له: و الله ما يفخر [تفتي‏] الشيعة على الناس إلا بهذا- إن ابن مسعود أفتى في هذه الشخينة «2» أنه لا بأس بذلك، فقال له علي ع: و من أين أخذتها قال: من قول الله «وَ رَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ- فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ‏» قال: فقال إن هذه مستثناة و تلك مرسلة، قال: فسكت فندمت على قولي، فقلت له: أصلحك الله فما تقول فيها قال: فقال: يا شيخ تخبرني أن عليا قد قضى فيها- و تقول لي ما تقول فيها «3».

76- عن عبيد عن أبي عبد الله ع‏ في الرجل يكون له الجارية فيصيب منها ثم يبيعها هل له أن ينكح ابنتها قال: لا هي مثل قول الله «وَ رَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَ‏» «4».

77- عن إسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا ع كان يقول‏ الربائب عليكم حرام مع الأمهات اللاتي- قد دخلتم بهن في الحجور أو غير الحجور و الأمهات مبهمات دخل بالبنات أو لم يدخل بهن، فحرموا [ما حرم الله‏] و أبهموا

______________________________
(1)- البحار ج 23: 96. البرهان ج 1: 357. الوسائل ج 3 أبواب ما يحرم بالمصاهرة باب 19.

(2)- و في بعض النسخ «الشحينة» و في البحار «الشمحة» و في البرهان «السمحة».

(3)- البحار ج 23: 96. البرهان ج 1: 357.

(4)- البحار ج 23: 96. البرهان ج 1: 357. الوسائل ج 3 أبواب ما يحرم بالمصاهرة باب 20.

 

231
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 24] ص : 232

ما أبهم الله‏ «1».

78- عن عيسى بن أبي عبد الله قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن أختين مملوكتين تنكح إحداهما أ يحل له الأخرى فقال: ليس ينكح الأخرى إلا دون الفرج، و إن لم يفعل فهو خير له نظير تلك المرأة تحيض- فتحرم على زوجها أن يأتيها في فرجها، لقول الله «وَ لا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ‏» قال: «وَ أَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ‏» يعني في النكاح فيستقيم الرجل أن يأتي امرأته- و هي حائض فيما دون الفرج‏ «2».

79- عن أبي عون قال: سمعت أبا صالح الحنفي قال‏: قال علي ع ذات يوم: سلوني فقال ابن الكواء أخبرني عن بنت الأخ‏ «3» من الرضاعة- و عن المملوكتين الأختين فقال: إنك لذاهب في التيه سل ما يعنيك أو ما ينفعك- فقال ابن الكواء: إنما نسألك عما لا نعلم، فأما ما نعلم فلا نسألك عنه، ثم قال: أما الأختان المملوكتان- أحلتهما آية و حرمتهما آية- و لا أحله و لا أحرمه و لا أفعله أنا و لا واحد من أهل بيتي‏ «4».

80- عن محمد بن مسلم قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله: «وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ‏» قال: هو أن يأمر الرجل عبده و تحته أمته- فيقول له: اعتزلها فلا تقربها، ثم يحبسها عنه حتى تحيض ثم يمسها- فإذا حاضت بعد مسه إياها ردها عليه بغير نكاح‏ «5».

81- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في «الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ‏»

______________________________
(1)- البحار ج 23: 78. البرهان ج 1: 358. و نقله الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان ج 3: 29. عن الكتاب أيضا.

(2)- البحار ج 23: 78. البرهان ج 1: 358. الصافي ج 1: 345.

(3)- و في نسخة البحار «بنت الأخت».

(4)- الوسائل ج 3 أبواب ما يحرم بالمصاهرة باب 29. البحار ج 23: 78.

البرهان ج 1: 358.

(5)- البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 359.

232
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 24] ص : 232

قال:، هن ذوات الأزواج‏ «1».

82- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع‏ في «الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ‏» قال سمعته يقول: تأمر عبدك و تحته أمتك- فيعتزلها حتى تحيض فتصيب منها «2».

83- عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله «وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ‏» قال هن ذوات الأزواج «إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ‏» إن كنت زوجت أمتك غلامك نزعتها منه إذا شئت، فقلت: أ رأيت إن زوج غير غلامه قال: ليس له أن ينزع حتى تباع، فإن باعها صار بضعها في يد غيره، و إن شاء المشتري فرق و إن شاء أقر «3».

84- عن ابن خرزاد عمن رواه عن أبي عبد الله‏ في قوله «وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ» قال: كل ذوات الأزواج‏ «4».

14، 1- 85- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال: قال جابر بن عبد الله عن رسول الله ص‏ أنهم غزوا معه فأحل لهم المتعة و لم يحرمها، و كان علي ع يقول: لو لا ما سبقني به ابن الخطاب يعني عمر ما زنى إلا شفي‏ «5» و كان ابن عباس يقول: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى- فآتوهن أجورهن فريضة و هؤلاء يكفرون بها- و رسول الله ص أحلها و لم يحرمها «6».

86- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ في المتعة قال: نزلت هذه الآية «فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً- وَ لا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ» قال: لا بأس بأن تزيدها و تزيدك- إذا انقطع الأجل فيما بينكما- يقول: استحللتك بأجل آخر برضى منها- و لا تحل لغيرك حتى تنقضي عدتها و عدتها حيضتان‏ «7».

______________________________
(1)- البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 359. الوسائل ج 3 أبواب نكاح العبيد و الإماء باب 45. الصافي ج 1: 346.

(2)- البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 359. الوسائل ج 3 أبواب نكاح العبيد و الإماء باب 45. الصافي ج 1: 346.

(3)- البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 359. الوسائل ج 3 أبواب نكاح العبيد و الإماء باب 45. الصافي ج 1: 346.

(4)- البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 359. الوسائل ج 3 أبواب نكاح العبيد و الإماء باب 45. الصافي ج 1: 346.

(5)- قوله (ع) إلا شفي بالفاء يعني إلا قليل و في بعض النسخ «إلا شقي» بالقاف.

(6)- الوسائل ج 3 أبواب المتعة باب 1 و باب 23. البحار ج 23: 73.

البرهان ج 1: 360. الصافي ج 1: 346.

(7)- الوسائل ج 3 أبواب المتعة باب 1 و باب 23. البحار ج 23: 73.

البرهان ج 1: 360. الصافي ج 1: 346.

233
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 25] ص : 234

87- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ كان يقرأ «فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى- فآتوهن أجورهن فريضة- و لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة» فقال: هو أن يتزوجها إلى أجل مسمى- ثم يحدث شيئا بعد الأجل‏ «1».

88- عن عبد السلام عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له: ما تقول في المتعة قال قول الله: «فما استمتعتم به منهن- فآتوهن أجورهن فريضة إلى أجل مسمى- و لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة» قال: قلت: جعلت فداك أ هي من الأربع قال: ليست من الأربع إنما هي إجارة- فقلت [أ رأيت‏] إن أراد أن يزداد- و تزداد قبل انقضاء الأجل الذي أجل- قال: لا بأس أن يكون ذلك برضى منه و منها بالأجل و الوقت، و قال: يزيدها بعد ما يمضي الأجل‏ «2».

89- عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال‏ سألت الرضا ع يتمتع الأمة بإذن أهلها قال: نعم، إن الله يقول: «فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَ‏» «3».

90- و قال محمد بن صدقة البصري‏ سألته عن المتعة أ ليس في هذا بمنزلة الإماء قال: نعم أ ما تقرأ قول الله: «وَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ‏» إلى قوله: «وَ لا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ‏» فكما لا يسع الرجل أن يتزوج الأمة- و هو يستطيع أن يتزوج بالحرة، فكذلك لا يسع الرجل أن يتمتع بالأمة- و هو يستطيع أن يتزوج بالحرة «4».

91- عن أبي العباس قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: يتزوج الرجل بالأمة بغير إذن أهلها قال: هو زنا، إن الله يقول «فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَ‏» «5».

______________________________
(1)- الوسائل ج 3 أبواب المتعة باب 23. البحار ج 23: 73 و 67 البرهان ج 1: 361.

(2)- الوسائل ج 3 أبواب المتعة باب 23. البحار ج 23: 73 و 67 البرهان ج 1: 361.

(3)- البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 362.

(4)- البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 362.

(5)- الصافي ج 1: 348. البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 362.

234
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 29] ص : 235

92- عن عبد الله ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن المحصنات من الإماء قال: هن المسلمات‏ «1».

93- عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ سألته عن قول الله في الإماء «فَإِذا أُحْصِنَ‏» ما إحصانهن قال: يدخل بهن- قلت فإن لم يدخل بهن ما عليهن حد قال: بلى‏ «2».

94- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله في الإماء «فَإِذا أُحْصِنَ‏» قال: إحصانهن أن يدخل بهن- قلت: فإن لم يدخل بهن فأحدثن حدثا هل عليهن حد قال: نعم نصف الحر فإن زنت و هي محصنة فالرجم‏ «3».

95 حريز قال‏ سألته عن المحصن فقال: الذي عنده ما يغنيه‏ «4».

96- عن القاسم بن سليمان قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ- فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ‏» قال: يعني نكاحهن إذا أتين بفاحشة «5».

97- عن عباد بن صهيب عن أبي عبد الله ع قال‏ لا ينبغي للرجل المسلم- أن يتزوج من الإماء إلا من خشي العنت، و لا يحل له من الإماء إلا واحدة «6».

98- عن أسباط بن سالم قال‏ كنت عند أبي عبد الله ع فجاءه رجل- فقال له:

أخبرني عن قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ‏» قال:

عنى بذلك القمار، و أما قوله «وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ‏» عنى بذلك الرجل من المسلمين يشد على المشركين [وحده يجي‏ء] في منازلهم فيقتل فنهاهم الله عن ذلك‏ «7».

99- و قال: في رواية أخرى عن أبي علي رفعه قال‏ كان الرجل يحمل على المشركين وحده حتى يقتل أو يقتل، فأنزل الله هذه الآية «وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً» «8».

______________________________
(1)- الصافي ج 1: 348. البحار ج 23: 79. البرهان ج 1: 362.

(2)- البحار ج 16 (م): 13. البرهان ج 1: 362.

(3)- البحار ج 16 (م): 13. البرهان ج 1: 362.

(4)- البحار ج 16 (م): 13. البرهان ج 1: 362.

(5)- البحار ج 16 (م): 13. البرهان ج 1: 362.

(6)- البحار ج 16 (م): 13. البرهان ج 1: 362.

(7)- البحار ج 16 (م): 13. البرهان ج 1: 362.

(8)- البرهان ج 1: 363.

235
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 29] ص : 235

100- عن أسباط قال‏ سألت أبا عبد الله ع في قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ‏» قال: هو القمار «1».

101 عن سماعة قال‏ سألته عن الرجل يكون عنده شي‏ء يتبلغ به و عليه دين أ يطعمه عياله حتى يأتيه الله تبارك و تعالى بميسرة، أو يقضي دينه أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان- و شدة المكاسب، أو يقبل الصدقة و يقضي بما كان عنده دينه قال يقضي بما كان عنده دينه و يقبل الصدقة- و لا يأخذ أموال الناس إلا و عنده وفاء بما يأخذ منهم- أو يقرضونه إلى ميسرة فإن الله يقول: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ- إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ‏» فلا يستقرض على ظهره إلا و عنده وفاء- و لو طاف على أبواب الناس- فردوه باللقمة و اللقمتين و التمرة و التمرتين، إلا أن يكون له ولي يقضي دينه من بعده، إنه ليس منا من ميت يموت- إلا جعل الله له وليا يقوم في عدته و دينه‏ «2».

102 عن إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين ع قال: حدثني الحسن بن زيد عن أبيه عن علي بن أبي طالب ع قال‏ سألت رسول الله ص عن الجبائر تكون على الكسير- كيف يتوضأ صاحبها و كيف يغتسل إذا أجنب قال: يجزيه المس بالماء عليها في الجنابة و الوضوء، قلت: فإن كان في برد يخاف على نفسه- إذا أفرغ الماء على جسده- فقرأ رسول الله ص «وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ- إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً» «3».

103 عن محمد بن علي عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ‏» قال: نهي عن القمار، و كانت قريش تقامر الرجل بأهله و ماله- فنهاهم الله عن ذلك‏ «4» و قرأ قوله: «وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً»

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 363. البحار ج 16 (م): 349.

(2)- البرهان ج 1: 363. البحار ج 23: 35. الصافي ج 1: 349.

(3)- الوسائل ج 1: أبواب الوضوء باب 39. البحار ج 18: 87. البرهان ج 1: 363.

(4)- الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 35.

 

236
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 31] ص : 237

قال: كان المسلمون يدخلون على عدوهم في المغارات- فيتمكن منهم عدوهم فيقتلهم كيف شاء، فنهاهم الله أن يدخلوا عليهم في المغارات‏ «1».

104 عن ميسر عن أبي جعفر ع قال‏ كنت أنا و علقمة الحضرمي و أبو حسان العجلي و عبد الله بن عجلان ننتظر أبا جعفر ع، فخرج علينا فقال: مرحبا و أهلا، و الله إني لأحب ريحكم و أرواحكم و إنكم لعلى دين الله، فقال علقمة: فمن كان على دين الله تشهد أنه من أهل الجنة قال: فمكث هنيهة قال: نوروا أنفسكم فإن لم تكونوا اقترفتم الكبائر «2» فأنا أشهد، قلنا: و ما الكبائر قال: هي في كتاب الله على سبع، قلنا: فعدها علينا جعلنا الله فداك- قال: الشرك بالله العظيم، و أكل مال اليتيم، و أكل الربا بعد البينة، و عقوق الوالدين، و الفرار من الزحف و قتل المؤمن، و قذف المحصنة- قلنا: ما منا أحد أصاب من هذه شيئا قال: فأنتم إذا «3».

105 عن معاذ بن كثير عن أبي عبد الله ع قال‏ يا معاذ الكبائر سبع فينا أنزلت و منا استخفت، و أكبر الكبائر الشرك بالله، و قتل النفس‏ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ‏ و عقوق الوالدين و قذف المحصنات و أكل مال اليتيم، و الفرار من الزحف و إنكار حقنا أهل البيت، فأما الشرك بالله فإن الله قال فينا ما قال، و قال رسول الله ص ما قال، فكذبوا الله و كذبوا رسوله، و أما قتل النفس‏ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ‏ فقد قتلوا الحسين بن علي ع و أصحابه، و أما عقوق الوالدين فإن الله قال في كتابه «النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ‏» و هو أب لهم فقد عقوا رسول الله ص في ذريته و أهل بيته، و أما قذف المحصنات فقد قذفوا فاطمة ع على منابرهم، أما أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا في كتاب الله، و أما الفرار في الزحف- فقد أعطوا أمير المؤمنين ع بيعتهم غير كارهين- ثم فروا عنه و خذلوه، و أما إنكار حقنا فهذا

______________________________
(1)- البحار ج 16 (م): 2. البرهان ج 1: 364. الصافي ج 1: 350.

(2)- اقترف الذنب: فعله.

(3)- البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 364.

 

237
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 31] ص : 237

مما لا يتعاجمون فيه‏ «1» و في خبر آخر التعرب بعد الهجرة «2».

106 عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال‏ الكذب على الله و على رسوله و على الأوصياء ع من الكبائر «3».

107 عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا ع‏ أنه ذكر قول الله: «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ‏» عبادة الأوثان، و شرب الخمر، و قتل النفس و عقوق الوالدين، و قذف المحصنات، و الفرار من الزحف، و أكل مال اليتيم‏ «4».

108 و في رواية أخرى عنه‏ أكل مال اليتيم ظلما و كل ما أوجب الله عليه النار «5».

109 عن أبي عبد الله ع في رواية أخرى عنه‏ إنكار ما أنزل الله، أنكروا حقنا و جحدونا- و هذا لا يتعاجم فيه أحد «6».

110 عن سليمان الجعفري قال‏ قلت لأبي الحسن الرضا ما تقول في أعمال السلطان فقال: يا سليمان الدخول في أعمالهم و العون لهم- و السعي في حوائجهم عديل الكفر، و النظر إليهم على العمد من الكبائر التي يستحق به النار «7».

111 عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي ع قال‏ السكر من الكبائر و الحيف في الوصية من الكبائر «8».

112 عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع‏ في قول الله: «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ- نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ‏» قال: من اجتنب ما وعد الله عليه النار إذا كان مؤمنا- كفر الله عنه سيئاته‏ «9».

______________________________
(1)- تعاجم الرجل: تنكر و تظاهر بالعجمة.

(2)- البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 365.

(3)- البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 365.

(4)- البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 365.

(5)- البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 365.

(6)- البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 365.

(7)- الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 43. البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 365.

(8)- البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 365.

(9)- البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 365.

238
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 32] ص : 239

قال أبو عبد الله في آخر ما فسر فاتقوا الله و لا تجتروا «1».

114 عن كثير النواء قال‏ سألت أبا جعفر ع عن الكبائر قال: كل شي‏ء أوعد الله عليه النار «2».

115 عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَ لا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى‏ بَعْضٍ‏» قال: لا يتمنى الرجل امرأة الرجل و لا ابنته و لكن يتمنى مثلهما «3».

116 عن إسماعيل بن كثير رفع الحديث إلى النبي ص قال‏ لما نزلت هذه الآية «وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ‏» قال: فقال أصحاب النبي: ما هذا الفضل أيكم يسأل رسول الله ص عن ذلك قال: فقال علي بن أبي طالب ع: أنا أسأله عنه، فسأله عن ذلك الفضل ما هو فقال رسول الله ص: إن الله خلق خلقه- و قسم لهم أرزاقهم من حلها، و عرض لهم بالحرام، فمن انتهك حراما «4» نقص له من الحلال بقدر ما انتهك من الحرام و حوسب به‏ «5».

117 عن ابن الهذيل عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله قسم الأرزاق بين عباده و أفضل فضلا كثيرا لم يقسمه بين أحد- قال الله «وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ‏» «6».

118 عن إبراهيم‏ «7» بن أبي البلاد عن أبيه عن أبي جعفر ع أنه قال‏ ليس من نفس إلا و قد فرض الله لها رزقها حلالا- يأتيها في عافية و عرض لها بالحرام من وجه آخر، فإن هي تناولت من الحرام شيئا- قاصها به من الحلال الذي فرض الله لها، و عند الله سواهما فضل كثير «8».

______________________________
(1)- البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 365. الصافي ج 1: 350.

(2)- البحار ج 16 (م): 3. البرهان ج 1: 365. الصافي ج 1: 350.

(3)- البحار ج 15 [ج 3] 131. البرهان ج 1: 366.

(4)- انتهك فلان الحرمة: تناولها بما لا يحل.

(5)- البحار ج 3: 41. البرهان ج 1: 366.

(6)- البحار ج 3: 41. البرهان ج 1: 366.

(7)- و في نسخة البرهان «عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إبراهيم اه».

(8)- البحار ج 3: 41. البرهان ج 1: 366. الصافي ج 1: 352.

239
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 33] ص : 240

 

119 عن الحسين بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له: جعلت فداك- إنهم يقولون إن النوم بعد الفجر مكروه- لأن الأرزاق يقسم في ذلك الوقت فقال: الأرزاق موظوفة مقسومة، و لله فضل يقسمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، و ذلك قوله «وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ‏» ثم قال: و ذكر الله بعد طلوع الفجر- أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض‏ «1».

120 عن الحسن بن محبوب قال‏ كتبت إلى الرضا ع و سألته عن قول الله «وَ لِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَ الْأَقْرَبُونَ- وَ الَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ‏» قال: إنما عنى بذلك الأئمة بهم عقد الله أيمانكم‏ «2».

121 عن ابن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ قضى أمير المؤمنين ع في امرأة تزوجها رجل- و شرط عليها و على أهلها إن تزوج عليها امرأة و هجرها، أو أتى عليها سرية فإنها طالق- فقال: شرط الله قبل شرطكم، إن شاء وفى بشرطه و إن شاء أمسك امرأته- و نكح عليها و تسرى عليها- و هجرها إن أتت سبيل ذلك، قال الله في كتابه «فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى‏ وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ‏» و قال: «أحل لكم ما ملكت أيمانكم» و قال: «وَ اللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ- وَ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَ اضْرِبُوهُنَّ- فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا- إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً» «3».

122 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ إذا نشزت المرأة على الرجل فهي الخلعة، فليأخذ منها ما قدرت عليه، و إذا نشز الرجل مع نشوز المرأة فهو الشقاق‏ «4».

123 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله «فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِها» قال: ليس للمصلحين أن يفرقا حتى يستأمرا «5».

______________________________
(1)- البحار ج 3: 41. الصافي ج 1: 252. البرهان ج 1: 366.

(2)- البرهان ج 1: 366. الصافي ج 1: 353.

(3)- البرهان ج 1: 368.

(4)- البحار ج 23: 105. الوسائل ج 3 أبواب القسم و النشوز و الشقاق باب 10 و 12. البرهان ج 1: 368.

(5)- البحار ج 23: 105. الوسائل ج 3 أبواب القسم و النشوز و الشقاق باب 10 و 12. البرهان ج 1: 368.

 

240
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 36] ص : 241

124 عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع‏ عن قول الله «فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِها» قال: ليس للحكمين أن يفرقا حتى يستأمر الرجل و المرأة «1».

125 و في خبر آخر عن الحلبي عنه‏ و يشترط عليهما إن شاءا جمعا و إن شاءا فرقا، فإن جمعا فجائز فإن فرقا فجائز «2».

126 و في رواية فضالة فإن رضيا و قلداهما الفرقة ففرق فهو جائز «3».

127 عن محمد بن سيرين عن عبيدة قال‏ أتى علي بن أبي طالب ع رجل و امرأة مع كل واحد منهما فئام‏ «4» من الناس- فقال ع: ابعثوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِها، ثم قال للحكمين: هل تدريان ما عليكما عليكما إن رأيتما أن يجمعا جمعتما- و إن رأيتما أن يفرقا فرقتما، فقالت المرأة: رضيت بكتاب الله علي و لي- فقال الرجل: أما في الفرقة فلا، فقال علي ع: ما تبرح حتى تقر بما بما أقرت به‏ «5».

128 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ إن رسول الله ص أحد الوالدين و علي الآخر، فقلت: أين موضع ذلك في كتاب الله قال: اقرأ «اعْبُدُوا اللَّهَ- وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» «6».

129 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» قال: إن رسول الله ص أحد الوالدين و علي الآخر، و ذكر أنها الآية التي في النساء «7».

130 عن أبي صالح عن ابن عباس‏ في قول الله «وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى‏» قال ذو القربى «وَ الْجارِ الْجُنُبِ‏» قال الذي ليس بينك و بينه قرابة «وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ‏» قال: الصاحب في السفر «8».

______________________________
(1)- البحار ج 23: 105. الوسائل ج 3 أبواب القسم و النشوز باب 10 و 12.

البرهان ج 1: 368.

(2)- البحار ج 23: 105. الوسائل ج 3 أبواب القسم و النشوز باب 10 و 12.

البرهان ج 1: 368.

(3)- البحار ج 23: 105. الوسائل ج 3 أبواب القسم و النشوز باب 10 و 12.

البرهان ج 1: 368.

(4)- الفئام: الجماعة من الناس و لا واحد له من لفظه.

(5)- البحار ج 23: 106. البرهان ج 1: 368. الوسائل ج 3 أبواب القسم و النشوز و الشقاق باب 12.

(6)- البحار ج 9: 84. البرهان ج 1: 369. الصافي ج 1: 354.

(7)- البحار ج 9: 84. البرهان ج 1: 369. الصافي ج 1: 354.

(8)- البرهان ج 1: 369.

241
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 41] ص : 242

 

عن أبي بصير قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «يوم نأتي‏ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى‏ هؤُلاءِ شَهِيداً» قال: يأتي النبي ص يوم القيامة من كل أمة بشهيد بوصي نبيها- و أوتي بك يا علي شهيدا [شاهدا] على أمتي يوم القيامة «1».

132 عن أبي معمر السعدي قال‏ قال علي بن أبي طالب ع في صفة يوم القيامة يجتمعون في موطن يستنطق فيه جميع الخلق- فلا يتكلم أحد إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً، فيقام الرسل فيسأل فذلك قوله لمحمد ع «فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ- وَ جِئْنا بِكَ عَلى‏ هؤُلاءِ شَهِيداً» و هو الشهيد على الشهداء، و الشهداء هم الرسل ع‏ «2».

133 عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن جده قال‏ قال أمير المؤمنين ع في خطبته يصف هول يوم القيامة: ختم على الأفواه فلا تكلم، فتكلمت الأيدي و شهدت الأرجل- و نطقت الجلود بما عملوا، ف لا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً «3».

134 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ لا تقم إلى الصلاة متكاسلا و لا متناعسا و لا متثاقلا، فإنها من خلل النفاق- و إن الله نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة و هم سكارى يعني من النوم‏ «4».

135 عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن ع‏ في قول الله: «لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَ أَنْتُمْ سُكارى‏- حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ‏» قال: هذا قبل أن يحرم الخمر «5».

136 و عن الحلبي عنه ع قال‏ يعني السكر النوم‏ «6».

137 و عن الحلبي قال‏ سألته ع عن قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَ أَنْتُمْ سُكارى‏- حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ‏» قال: لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى يعني سكر النوم، يقول و بكم نعاس يمنعكم أن تعلموا ما تقولون- في ركوعكم و سجودكم و تكبيركم، و ليس كما يصف كثير من الناس يزعمون- أن المؤمنين يسكرون من الشراب، و المؤمن لا يشرب مسكرا و لا يسكر «7».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 369. و الآية هكذا
«فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ...».

(2)- البحار ج 3: 281 البرهان ج 1: 370.

(3)- البحار ج 3: 281 البرهان ج 1: 370.

(4)- البرهان ج 1: 370. الصافي ج 1: 357.

(5)- البرهان ج 1: 370. الصافي ج 1: 357.

(6)- البرهان ج 1: 370. الصافي ج 1: 357.

(7)- البرهان ج 1: 370. الصافي ج 1: 357.

و قال الفيض ره بعد ذكر تلك الروايات ما لفظه أقول: لما كانت الحكمة تقتضي تحريم الخمر متدرجا و التأخير في التصريح به و كان قوم من المسلمين يصلون سكارى منها قبل استقرار تحريمها نزلت هذه الآية و خوطبوا بمثل هذا الخطاب ثم لما ثبت تحريمها و استقر و صاروا ممن لا ينبغي أن يخاطبوا بمثله لأن المؤمنين لا يسكرون من الشراب بعد أن حرم عليهم جاز أن يقال الآية منسوخة بتحريم الخمر بمعنى عدم حسن خطابهم بمثله بعد ذلك لا بمعنى جواز الصلاة مع السكر ثم لما عم الحكم سائر ما يمنع من حضور القلب جاز أن يفسر بسكر النوم و نحوه تارة و أن يعم الحكم أخرى فلا تنافي بين هذه الروايات بحال.

 

242
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 43] ص : 242

138 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ قلت له الحائض و الجنب يدخلان المسجد أم لا فقال: لا يدخلان المسجد إلا مجتازين- إن الله يقول: «وَ لا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى‏ تَغْتَسِلُوا» و يأخذان من المسجد الشي‏ء و لا يضعان فيه شيئا «1».

139 عن أبي مريم قال‏ قلت لأبي جعفر ع: ما تقول في الرجل يتوضأ- ثم يدعو الجارية فتأخذ بيده حتى ينتهي إلى المسجد، فإن من عندنا يزعمون أنها الملامسة فقال: لا و الله ما بذاك بأس، و ربما فعلته و ما يعني بهذا أي «لامَسْتُمُ النِّساءَ» إلا المواقعة دون‏ «2» الفرج‏ «3».

140 عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال‏ اللمس الجماع‏ «4».

141 عن الحلبي عنه قال‏ هو الجماع و لكن الله ستار يحب الستر- فلم يسم كما تسمون‏ «5».

142 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سأله قيس بن رمانة قال: أتوضأ ثم أدعو الجارية- فتمسك بيدي فأقوم و أصلي أ علي وضوء فقال: لا- قال: فإنهم يزعمون أنه اللمس قال: لا و الله ما اللمس إلا الوقاع يعني الجماع، ثم قال: قد كان أبو جعفر ع بعد ما كبر يتوضأ- ثم يدعو الجارية فتأخذ بيده فيقوم فيصلي‏ «6».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 371. الصافي ج 1: 358.

(2)- كذا في نسخ الأصل و البرهان و البحار لكن في نسخة الصافي كرواية الشيخ ره في التهذيب: «إلا المواقعة في الفرج» عوض «دون الفرج» و هو ظاهر.

(3)- البحار ج 18: 52. البرهان ج 1: 371. الصافي ج 1: 358.

(4)- البحار ج 18: 52. البرهان ج 1: 371. الصافي ج 1: 358.

(5)- البحار ج 18: 52. البرهان ج 1: 371. الصافي ج 1: 358.

(6)- البرهان ج 1: 371. الصافي ج 1: 358.

243
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 47] ص : 244

143 عن أبي أيوب عن أبي عبد الله ع قال‏ التيمم بالصعيد لمن لم يجد الماء- كمن توضأ من غدير من ماء، أ ليس الله يقول: «فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً» قال:

قلت: فإن أصاب الماء و هو في آخر الوقت قال: فقال قد مضت صلاته، قال: قلت له: فيصلي بالتيمم صلاة أخرى قال: إذا رأى الماء و كان يقدر عليه انتقض التيمم‏ «1».

144 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ أتى رسول الله ص عمار بن ياسر فقال: يا رسول الله أجنبت الليلة و لم يكن معي ماء، قال: كيف صنعت قال:

طرحت ثيابي ثم قمت على الصعيد فتمعكت‏ «2» فقال: هكذا يصنع الحمار- إنما قال الله:

«فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً» قال: فضرب بيده الأرض ثم مسح إحداهما على الأخرى، ثم مسح يديه بجبينه- ثم مسح كفيه كل واحد منهما على الأخرى‏ «3».

145 و في رواية أخرى عنه قال: قال رسول الله ص‏ صنعت كما يصنع الحمار، إن رب الماء هو رب الصعيد، إنما يجزيك أن تضرب بكفيك ثم تنفضهما، ثم تمسح بوجهك و يديك كما أمرك الله‏ «4».

146 عن الحسين بن أبي طلحة قال‏ سألت عبدا صالحا في قوله «أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً» ما حد ذلك فإن لم تجدوا بشراء أو بغير شراء- إن وجد قدر وضوء بمائة ألف أو بألف و كم بلغ قال: ذلك على قدر جدته‏ «5».

147 عن جابر الجعفي قال‏ قال لي أبو جعفر ع في حديث له طويل: يا جابر أول الأرض المغرب تخرب أرض الشام يختلفون عند ذلك على رايات ثلاث راية الأصهب و راية الأرقع و راية السفياني فيلقى السفياني الأبقع و يقتتلون فيقتله‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 372. الوسائل ج 1: أبواب التيمم باب 19.

(2)- تمعك في التراب: أي تمرغ فيه و تقلب كما يتقلب الحمار فكأنه رضي الله عنه لما رأى التيمم في موضع الغسل ظن أنه مثله في استيعاب جميع البدن.

(3)- البرهان ج 1: 372.

(4)- البرهان ج 1: 372.

(5)- البرهان ج 1: 372.

 

244
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 48] ص : 245

و من معه، و راية الأصهب ثم لا يكون لهم هم إلا الإقبال نحو العراق و مر جيش بقرقيسا «1» فيقتلون بها مائة ألف من الجبارين، و يبعث السفياني جيشا إلى الكوفة و عدتهم سبعون ألف- فيصيبون من أهل الكوفة قتلا و صلبا و سبيا- فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوي المنازل طيا حثيثا «2» و معهم نفر من أصحاب القائم ع يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء- فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة و الكوفة، و يبعث السفياني بعثا إلى المدينة فيفر المهدي ع منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة فيبعث جيشا على أثره- فلا يدركه حتى يدخل مكة خائِفاً- يَتَرَقَّبُ‏ على سنة موسى بن عمران، قال: و ينزل جيش أمير السفياني البيداء، فينادي مناد من السماء: يا بيداء أبيدي بالقوم فيخسف بهم البيداء، فلا يفلت منهم‏ «3» إلا ثلاثة نفر- يحول الله وجوههم في أقفيتهم و هم من كلب، و فيهم أنزلت هذه الآية «يا أيها الذين أوتوا الكتاب- آمنوا بما أنزلنا على عبدنا» يعني القائم ع «مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى‏ أَدْبارِها» «4».

148 و روى عمرو بن شمر عن جابر قال: قال أبو جعفر ع‏ نزلت هذه الآية على محمد ص هكذا «يا أيها الذين أوتوا الكتاب- آمنوا بما أنزلت في علي مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها- فنردها على أدبارها أو نلعنهم» إلى قوله «مَفْعُولًا» و أما قوله «مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ‏» يعني مصدقا برسول الله ص‏ «5».

149 عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ أما قوله: «إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ‏» يعني أنه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي و أما قوله «وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ»

______________________________
(1)- قرقيسا: بلد على الفرات سمي بقرقيسا بن طهمورث.

(2)- الحثيث: السريع.

(3)- أي لا يخلص منهم.

(4)- البحار ج 13: 146 و الآية هكذا «يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً.

(5)- البرهان ج 1: 374.

 

245
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 51 الى 59] ص : 246

يعني لمن والى عليا ع‏ «1».

150 عن أبي العباس قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن أدنى ما يكون به الإنسان مشركا قال: من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض‏ «2».

151 عن قتيبة الأعشى قال‏ سألت الصادق ع عن قوله: «إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ- وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ» قال: دخل في الاستثناء كل شي‏ء «3».

152 و في رواية أخرى عنه‏ دخل الكبائر في الاستثناء «4».

153 عن بريد بن معاوية قال‏ كنت عند أبي جعفر ع فسألته عن قول الله «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» قال: فكان جوابه أن قال: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ- يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ‏» فلان و فلان‏ «5» «وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا- هؤُلاءِ أَهْدى‏ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا» [و يقول‏] الأئمة الضالة و الدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد و أوليائهم سبيلا «أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ- وَ مَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ‏» يعني الإمامة و الخلافة «فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً» نحن الناس الذين عنى الله‏ «6» و النقير النقطة التي رأيت في وسط النواة «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏» فنحن المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله جميعا «فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ- وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» يقول: فجعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة- فكيف يقرون بذلك في آل إبراهيم و تنكرونه في آل محمد ص «فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفى‏ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً» إلى قوله «وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا» قال: قلت قوله: في آل إبراهيم «وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» ما الملك العظيم قال: إن جعل منهم أئمة، من أطاعهم أطاع الله، و من عصاهم عصى الله، فهو الملك العظيم- قال: ثم قال: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 375: الصافي ج 1: 361.

(2)- البرهان ج 1: 375: الصافي ج 1: 361.

(3)- البرهان ج 1: 375.

(4)- البرهان ج 1: 375.

(5)- قال الفيض (ره) الجبت في الأصل اسم صنم فاستعمل في كل ما عبد من دون الله تعالى و الطاغوت يطلق على الشيطان و على كل باطل من معبود أو غيره.

(6)- في الصافي: لعل التخصيص لأجل أن الدنيا خلقت لهم و الخلافة حقهم فلو كانت الأموال في أيديهم لا نتفع بها سائر الناس و لو منعوا عن حقوقهم لمنع سائر الناس فكأنهم كل الناس و قد ورد نحن الناس و شيعتنا أشباه الناس و سائر الناس نسناس.

 

246
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 51 الى 59] ص : 246

تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها» إلى «سَمِيعاً بَصِيراً» قال: إيانا عنى أن يؤدي الأول منا إلى الإمام الذي بعده الكتب و العلم و السلاح «وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ‏» الذي في أيديكم، ثم قال للناس «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» إيانا عنى خاصة فإن خفتم تنازعا في الأمر- فارجعوا إلى الله و إلى الرسول و أولي الأمر منكم، هكذا نزلت و كيف يأمرهم بطاعة أولي الأمر- و يرخص لهم في منازعتهم، إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم‏ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏ «1».

154 بريد العجلي عن أبي جعفر ع‏ مثله سواء و زاد فيه «أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ‏» إذا ظهرتم، أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم‏ «2».

. 155 عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله ع‏ يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الأنفال، و لنا صفو المال، و نحن‏ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏ و نحن المحسودون الذين قال الله في كتابه: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏ «3».

______________________________
(1)- البحار ج 7: 60. البرهان ج 1: 377. الصافي ج 1: 363- 364.

(2)- البحار ج 7: 60. البرهان ج 1: 378. الصافي ج 1: 364. و قيل:

لعله أراد بالعدل الذي في أيدينا الشريعة المحمدية البيضاء بالأضافة إلى سائر الشرائع المنسوخة فإن كل واحدة منها و إن كانت عدلا و حقا لكن الأمر في هذه الآية تعلقت بخصوصها منبئا عن نسخ الباقي و إن الحكم على مقتضاها بعد إكمال الدين بهذه الشريعة حكم بالباطل مع مخالفتها أو الخطاب للشيعة فالمراد بما في أيديهم المذهب العلوي في قبال المذاهب الباطلة أو المراد الأحكام المأخوذة من ظاهر القرآن و السنة المبنية على التقية من المعصومين عليهم السلام أو الرعية و الإغماض عن التحريفات العارضة لها حتى يظهر صاحب هذا الأمر فيستقيم به.

(3)- البرهان ج 1: 378. البحار ج 7: 61.

247
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 51 الى 59] ص : 246

156 عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله ع‏ بينما موسى بن عمران ع يناجي ربه و يكلمه- إذ رأى رجلا تحت ظل عرش الله- فقال: يا رب من هذا الذي قد أظله عرشك فقال: يا موسى هذا ممن لم يحسد النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏ «1».

157 عن أبي سعيد المؤدب‏ عن ابن عباس في قوله «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏» قال: نحن الناس و فضله النبوة «2».

158 عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر ع‏ «مُلْكاً عَظِيماً» أن جعل فيهم أئمة، من أطاعهم أطاع الله و من عصاهم عصى الله، فهذا ملك عظيم «وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» «3».

159 و عنه في رواية أخرى قال‏ الطاعة المفروضة «4».

160 حمران عنه‏ «فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ‏» قال: النبوة «وَ الْحِكْمَةَ» قال:

الفهم و القضاء، «و مُلْكاً عَظِيماً» قال: الطاعة «5».

161 عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع‏ «فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ‏» فهو النبوة «وَ الْحِكْمَةَ» فهم الحكماء من الأنبياء من الصفوة، و أما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة من الصفوة «6».

162 عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبد الله ع و عنده إسماعيل ابنه ع يقول‏ «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏» الآية- قال: فقال الملك العظيم افتراض الطاعة، قال: فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ‏» قال: فقلت: أستغفر الله، فقال لي إسماعيل: لم يا داود قلت: لأني كثيرا قرأتها «و منهم من يؤمن به و منهم من صد عنه» قال: فقال أبو عبد الله ع: إنما هو «فمن هؤلاء ولد إبراهيم من آمن بهذا و منهم من صد عنه» «7».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 378. البحار ج 15 (ج 3): 131.

(2)- البرهان ج 1: 378. البحار ج 7: 61.

(3)- البرهان ج 1: 378. البحار ج 7: 61.

(4)- البرهان ج 1: 378. البحار ج 7: 61.

(5)- البرهان ج 1: 378. البحار ج 7: 61.

(6)- البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 378.

(7)- البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 378.

248
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 51 الى 59] ص : 246

163 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قال‏ الإمام يعرف بثلاث خصال: أنه أولى الناس بالذي كان قبله، و أن عنده سلاح النبي ص و عنده الوصية، و هي التي قال الله في كتابه: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها» و قال: إن السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور الملك حيث دار السلاح، كما كان يدور حيث دار التابوت‏ «1».

164 الحلبي عن زرارة «أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها» يقول: أدوا الولاية إلى أهلها، «وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ‏» قال: هم آل محمد ع‏ «2».

165 في رواية محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع‏ هم الأئمة من آل محمد يؤدي الإمام الإمامة إلى إمام بعده، و لا يخص بها غيره و لا يزويها عنه‏ «3».

166 أبو جعفر في قوله «إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ‏» قال فينا نزلت‏ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ‏ «4».

167 و في رواية ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال‏ «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها- وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ‏» قال أمر الله الإمام أن يدفع ما عنده إلى الإمام الذي بعده، و أمر الله الأئمة أن تحكموا بالعدل، و أمر الناس أن يطيعوهم‏ «5».

168 عن جابر الجعفي قال‏ سألت أبا جعفر ع عن هذه الآية «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» قال: الأوصياء «6».

169 و في رواية أبي بصير عنه قال‏ نزلت في علي بن أبي طالب ع قلت له:

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 380. البحار ج 7: 57.

(2)- البرهان ج 1: 380. البحار ج 7: 57.

(3)- البرهان ج 1: 380. البحار ج 7: 58. و زوى عنه حقه: منعه إياه.

(4)- البرهان ج 1: 380. البحار ج 7: 58. الصافي ج 1: 364.

(5)- البحار ج 7: 58. البرهان ج 1: 380.

(6)- البحار ج 7: 62. البرهان ج 1: 382.

 

249
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 51 الى 59] ص : 246

إن الناس يقولون لنا- فما منعه أن يسمي عليا و أهل بيته في كتابه فقال أبو جعفر ع قولوا لهم: إن الله أنزل على رسوله الصلاة- و لم يسم ثلاثا و لا أربعا- حتى كان رسول الله ص هو الذي فسر ذلك لهم- و أنزل الحج فلم ينزل طوفوا أسبوعا- حتى فسر ذلك لهم رسول الله ص و أنزل «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» فنزلت في علي و الحسن و الحسين، و قال في علي من كنت مولاه فعلي مولاه.

و قال رسول الله ص: أوصيكم بكتاب الله و أهل بيتي إني سألت الله أن لا يفرق بينهما- حتى يوردهما علي الحوض فأعطاني ذلك، و قال: فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، إنهم لن يخرجوكم من باب هدى- و لن يدخلوكم في باب ضلال، و لو سكت رسول الله ص و لم يبين أهلها- لادعاها آل عباس و آل عقيل و آل فلان و آل فلان، و لكن أنزل الله في كتابه «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» فكان علي و الحسن و الحسين و فاطمة ع تأويل هذه الآية، فأخذ رسول الله ص بيد علي و فاطمة و الحسن و الحسين فأدخلهم تحت الكسا في بيت أم سلمة، و قال: اللهم إن لكل نبي ثقل و أهل فهؤلاء ثقلي و أهلي، فقالت أم سلمة: أ لست من أهلك قال: إنك إلى خير و لكن هؤلاء ثقلي و أهلي، فلما قبض رسول الله ص كان علي أولى الناس بها لكبره، و لما بلغ رسول الله ص فأقامه و أخذ بيده، فلما حضر [مضى‏] لم يستطع علي و لم يكن ليفعل، أن يدخل محمد بن علي و لا العباس بن علي الشهيد- و لا أحد من ولده إذا لقال الحسن و الحسين أنزل الله فينا كما أنزل فيك، و أمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك، و بلغ رسول الله ص فينا كما بلغ فيك، و أذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك، فلما مضى علي كان الحسن أولى بها لكبره، فلما حضر الحسن بن علي لم يستطع و لم يكن ليفعل- أن يقول‏ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ‏ فيجعلها لولده- إذا لقال الحسين ع أنزل الله في- كما أنزل فيك و في أبيك، و أمر بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك، و أذهب الرجس عني كما أذهب عنك و عن أبيك، فلما أن صارت إلى الحسين ع لم يبق أحد يستطيع أن يدعي- كما يدعي هو على أبيه و على أخيه و هنالك جرى- أن الله‏

250
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 51 الى 59] ص : 246

عز و جل يقول: «أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏» ثم صارت من بعد الحسين إلى علي بن الحسين، ثم من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي ثم قال أبو جعفر ع:

الرجس هو الشك، و الله لا نشك في ديننا أبدا «1».

170 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ عن قول الله فذكر نحو هذا الحديث و قال فيه زيادة، فنزلت عليه الزكاة- فلم يسم الله من كل أربعين درهما درهما- حتى كان رسول الله ص هو الذي فسر ذلك لهم، و ذكر في آخره فلما أن صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهله يستطيع أن يدعي عليه- كما كان هو يدعي على أخيه و على أبيه ع لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه و لم يكونا ليفعلا، ثم صارت حين أفضته إلى الحسين بن علي فجرى تأويل هذه الآية «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏» ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين، ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي ع‏ «2».

171 عن أبان‏ أنه دخل على أبي الحسن الرضا ع قال: فسألته عن قول الله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ- وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» فقال: ذلك علي بن أبي طالب ع ثم سكت، قال: فلما طال سكوته قلت: ثم من قال ثم الحسن، ثم سكت فلما طال سكوته- قلت: ثم من قال: الحسين، قلت: ثم من قال: ثم علي بن الحسين و سكت، فلم يزل يسكت عند كل واحد حتى أعيد المسألة، فيقول حتى سماهم إلى آخرهم‏ «3».

172 عن عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إنكم أخذتم هذا الأمر من جذوه يعني من أصله عن قول الله «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي‏

______________________________
(1)- البحار ج 8: 38- 40. البرهان ج 1: 385. و نقله الفيض ره في الصافي ص 365 و المحدث الحر العاملي في كتاب إثبات الهداة ج 3: 47 عن هذا الكتاب مختصرا.

(2)- البحار ج 9: 40. البرهان ج 1: 385.

(3)- البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 385.

 

251
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 51 الى 59] ص : 246

الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» و من قول رسول الله ص: ما إن تمسكتم به لن تضلوا، لا من قول فلان و لا من قول فلان‏ «1».

173 عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع‏ في قوله «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» قال: هي في علي و في الأئمة جعلهم الله مواضع الأنبياء- غير أنهم لا يحلون شيئا و لا يحرمونه‏ «2».

174 عن حكيم قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: جعلت فداك- أخبرني من أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم فقال لي: أولئك علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر أنا- فاحمدوا الله الذي عرفكم أئمتكم- و قادتكم حين جحدهم الناس‏ «3».

175 عن يحيى بن السري‏ «4» قال‏ قلت لأبي عبد الله ع أخبرني عن دعائم الإسلام التي بني عليها الدين لا يسع أحد التقصير في شي‏ء منها- التي من قصر عن معرفة شي‏ء منها- فسد عليه دينه و لم يقبل منه عمله، و من عرفها و عمل بها صلح له دينه و قبل منه عمله- و لم يضر ما هو فيه بجهل شي‏ء من الأمور إن جهله فقال:

نعم شهادة أن لا إله إلا الله، و الإيمان برسوله ص، و الإقرار بما جاء من عند الله و حق من الأموال الزكاة- و الولاية التي أمر الله بها ولاية آل محمد، قال و قال رسول الله ص: من مات و لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، فكان الإمام علي ثم كان الحسن بن علي ثم كان الحسين بن علي ثم كان علي بن الحسين ثم كان محمد بن علي أبو جعفر و كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر و هم لا يعرفون مناسك حجهم و لا حلالهم و لا حرامهم- حتى كان أبو جعفر ع فحج لهم‏ «5» و بين مناسك حجهم و حلالهم‏

______________________________
(1)- البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 385.

(2)- إثبات الهداة ج 3: 48. البرهان ج 1: 385. البحار ج 7: 61.

(3)- البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 385.

(4)- كذا في الأصل و نسخة- البرهان و في نسخة البحار «عيسى بن السري» و هو الظاهر و يحتمل التصحيف أيضا.

(5)- و في بعض النسخ «فنهج لهم».

 

252
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 51 الى 59] ص : 246

و حرامهم، حتى استغنوا عن الناس، و صار الناس يتعلمون منهم- بعد ما كانوا يتعلمون من الناس، و هكذا يكون الأمر، و الأرض لا تكون إلا بإمام‏ «1».

176 عن عمرو بن سعيد «2» قال‏ سألت أبا الحسن ع عن قوله «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» قال: علي بن أبي طالب و الأوصياء من بعده‏ «3».

177 عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليا ع: يقول‏ ما نزلت على رسول الله آية من القرآن إلا أقرأنيها و أملأها علي فاكتبها بخطي- و علمني تأويلها و تفسيرها- و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها، و دعا الله لي أن يعلمني فهمها و حفظها- فما نسيت آية من كتاب الله و لا علما أملاه علي- فكتبته بيدي على ما دعا لي- و ما نزل شي‏ء «4» علمه الله من حلال و لا حرام، أمر و لا نهي كان أو يكون من طاعة أو معصية- إلا علمنيه و حفظته فلم أنس منه حرفا واحدا، ثم وضع يده على صدري و دعا الله لي أن يملأ قلبي- علما و فهما و حكمة و نورا- لم أنس شيئا و لم يفتني شي‏ء لم أكتبه، فقلت: يا رسول الله أ تخوفت علي النسيان فيما بعد فقال: لست أتخوف عليك نسيانا و لا جهلا، و قد أخبرني ربي أنه قد استجاب لي فيك- و في شركائك الذين يكونون من بعدك، فقلت: يا رسول الله و من شركائي من بعدي قال: الذين قرنهم الله بنفسه و بي- فقال: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» الأئمة فقلت: يا رسول الله و من هم- فقال الأوصياء مني إلى أن يردوا علي الحوض كلهم هاد مهتد لا يضرهم من خذلهم، هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقهم و لا يفارقونه، بهم تنصر أمتي، و بهم يمطرون و بهم يدفع عنهم، و بهم يستجاب دعاؤهم، فقلت:

يا رسول الله سمهم لي، فقال لي: ابني هذا و وضع يده على رأس الحسن، ثم ابني‏

______________________________
(1)- البحار ج 15 (ج 1): 210. البرهان ج 1: 386.

(2)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخة إثبات الهداة لكن في الأصل «عمر بن سعد» و هو خطأ لأنه لا يروي عن أبي الحسن (ع).

(3)- إثبات الهداة ج 3: 48. البرهان ج 1: 386. البحار ج 7: 61.

(4)- و في نسخة البرهان «و ما ترك شيئا».

 

253
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 60] ص : 254

هذا و وضع يده على رأس الحسين، ثم ابن له يقال له علي، و سيولد في حياتك فاقرأه مني السلام، ثم تكمله إلى اثني عشر من ولد محمد، فقلت له: بأبي و أمي أنت سمهم فسماهم لي رجلا رجلا فيهم- و الله يا أخا بني هلال مهدي أمة محمد، الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و الله إني لأعرف من يبايعه بين الركن و المقام، و أعرف أسماء آبائهم و قبائلهم- و ذكر الحديث بتمامه‏ «1».

178 عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر ع‏ «فإن تنازعتم في شي‏ء فارجعوه إلى الله و إلى الرسول و إلى أولي الأمر منكم» «2».

و في رواية عامر بن سعيد الجهني عن جابر عنه‏ و أولي الأمر من آل محمد ص‏ «3».

179 عن يونس مولى علي عن أبي عبد الله ع قال‏ من كانت بينه و بين أخيه منازعة- فدعاه إلى رجل من أصحابه يحكم بينهما- فأبى إلا أن يرافعه إلى السلطان- فهو كمن حاكم إلى الجبت و الطاغوت، و قد قال الله: «يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ‏» إلى قوله «بَعِيداً» «4».

180 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله تعالى «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ- أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ- يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ‏» فقال: يا أبا محمد إنه لو كان لك على رجل حق- فدعوته إلى حكام أهل العدل فأبى عليك- إلا أن يرافعك إلى حكام أهل الجور ليقضوا له- كان ممن حاكم إلى الطاغوت‏ «5».

181 عن منصور بن بزرج [نوح‏] عمن حدثه عن أبي جعفر ع‏ في قوله:

«فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ‏» قال: الخسف و الله عند الحوض بالفاسقين.

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 386. و رواه المحدث الحر العاملي ره في كتاب إثبات الهداة ج 3: 48 عن هذا الكتاب مختصرا.

(2)- البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 386.

(3)- البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 386.

(4)- البحار ج 24: 6. البرهان ج 1: 387.

(5)- البحار ج 24: 6. البرهان ج 1: 387.

254
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 63 الى 65] ص : 255

5- عن جابر عن أبي جعفر مثله‏ «1»..

182 عن عبد الله النجاشي قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ «أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ- وَ عِظْهُمْ وَ قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً» يعني و الله فلانا و فلانا «وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ‏» إلى قوله «تَوَّاباً رَحِيماً» يعني و الله النبي و عليا بما صنعوا- أي لو جاءوك بها يا علي فاستغفروا مما صنعوا «وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً- فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ‏» ثم قال أبو عبد الله: هو و الله علي بعينه «ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ‏» على لسانك يا رسول الله يعني به ولاية علي «وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» لعلي بن أبي طالب ع‏ «2».

183 عن محمد بن علي عن أبي جنادة الحصين بن المخارق بن عبد الرحمن عن ورقاء بن حسين‏ «3» بن جنادة السلولي عن أبي الحسن الأول عن أبيه‏ «أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ‏» فقد سبقت عليهم كلمة الشقاوة و سبق لهم العقاب «وَ قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً» «4».

184 عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ و الله لو أن قوما عبدوا الله وحده لا شريك له، و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و حجوا البيت، و صاموا شهر رمضان [ثم لم يسلموا إلينا- لكانوا بذلك مشركين، فعليهم بالتسليم، و لو أن قوما عبدوا الله- و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة- و حجوا البيت و صاموا رمضان ثم قالوا لشي‏ء صنعه رسول الله: لو صنع كذا و كذا خلاف الذي صنع لكانوا بذلك مشركين، و لو أن قوما عبدوا الله و وحدوه‏] «5» ثم قالوا لشي‏ء صنعه رسول الله‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 388.

(2)- البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 391.

(3)- لعله تصحيف «حبشي».

(4)- البرهان ج 1: 388.

(5)- ما بين المعقفتين ليس في نسختي البحار و البرهان.

 

255
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 66] ص : 256

ص لم صنع كذا و كذا- و وجدوا ذلك في أنفسهم لكانوا بذلك مشركين، ثم قرأ «فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ‏» إلى قوله «يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» «1».

185 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏: «ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» «2».

186 عن جابر عن أبي جعفر ع‏ «فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ- ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مما قضى محمد و آل محمد ع‏ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ..

» 187 عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ في قوله: «فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ‏» إلى «وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» فحلف ثلاثة أيمان متتابعا، لا يكون ذلك حتى يكون تلك النكتة السوداء في القلب- و إن صام و صلى.

188 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ «وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ‏» للإمام تسليما «أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ‏» رضا له «ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ‏» «و لو أن أهل الخلاف‏ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ‏» يعني في علي‏ «3».

189 عن عبد الله بن جندب عن الرضا ع قال‏ حق على الله أن يجعل ولينا رفيقا للنبيين‏ وَ الصِّدِّيقِينَ- وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً «4».

190 عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله ع‏ يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: «فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ- مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ‏» الآية فرسول الله ص في هذا الموضع النبي، و نحن الصديقون و الشهداء- و أنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله‏ «5».

______________________________
(1)- البحار ج 1: 133. البرهان ج 1: 391.

(2)- البرهان ج 1: 391.

(3)- البرهان ج 1: 391.

(4)- البحار ج 15 ج 1: 110. البرهان ج 1: 393: الصافي ج 1:

370.

(5)- البحار ج 15 ج 1: 110. البرهان ج 1: 393: الصافي ج 1:

370.

256
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 71 الى 75] ص : 257

191 عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع‏ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» فسماهم مؤمنين و [ليسوا هم بمؤمنين‏] و لا كرامة- قال: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً» إلى قوله «فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً» و لو أن أهل السماء و الأرض قالوا- قد أنعم الله علي إذ لم أكن مع رسول الله لكانوا بذلك مشركين «و إذا أصابهم فضل من الله» قال: يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ‏ فأقاتل في سبيل الله‏ «1».

192 عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين ع قال‏ كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة، و مات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة، فلما فقدهما رسول الله ص سئم المقام‏ «2» بمكة و دخله حزن شديد و أشفق على نفسه من كفار قريش فشكا إلى جبرئيل ذلك- فأوحى الله إليه يا محمد اخرج من‏ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها و هاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر، و نصب للمشركين حربا- فعند ذلك توجه رسول الله ص إلى المدينة «3».

193 عن حمران عن أبي جعفر ع قال‏ «الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا- أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها» إلى «نَصِيراً» قال نحن أولئك‏ «4».

194 عن سماعة قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن «الْمُسْتَضْعَفِينَ‏» قال: هم أهل الولاية، قلت: أي ولاية تعني قال: ليست ولاية- و «5» لكنها في المناكحة و المواريث و المخالطة- و هم ليسوا بالمؤمنين و لا الكفار- و منهم المرجون‏ لِأَمْرِ اللَّهِ‏، فأما قوله «وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ- وَ الْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا» إلى «نَصِيراً» فأولئك نحن‏ «6».

195 عن إدريس مولى لعبد الله بن جعفر عن أبي عبد الله ع‏ في تفسير هذه‏

______________________________
(1)- البحار ج 15 (ج 1): 173. البرهان ج 1: 292. الصافي ج 1: 370.

(2)- سئم الشي‏ء و من الشي‏ء: ضجر منه.

(3)- البحار ج 6: 421. البرهان ج 1: 398.

(4)- البحار ج 7: 126. البرهان ج 1: 394.

(5)- كذا في الأصل و البرهان لكن في البحار «ليست ولاية الدين» و هو الظاهر كما يأتي أيضا.

(6)- البحار ج 7: 126. البرهان ج 1: 394.

 

257
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 79] ص : 258

الآية «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ‏» مع الحسن «وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ ... فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ‏» مع الحسين «قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ- لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى‏ أَجَلٍ قَرِيبٍ‏» إلى خروج القائم ع فإن معه النصر و الظفر، قال الله: «قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى‏» الآية «1».

196 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ و الله الذي صنعه الحسن بن علي ع كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس، و الله لفيه نزلت هذه الآية «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ- وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ» إنما هي طاعة الإمام فطلبوا القتال «فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ‏» مع الحسين «قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ- لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى‏ أَجَلٍ قَرِيبٍ‏» و قوله «رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى‏ أَجَلٍ قَرِيبٍ- نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ‏» أرادوا تأخير ذلك إلى القائم ع‏ «2».

197 الحلبي عنه‏ «كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ‏» قال: يعني ألسنتكم‏ «3».

198 و في رواية الحسن بن زياد العطار عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ» قال: نزلت في الحسن بن علي أمره الله بالكف «فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ‏» قال: نزلت في الحسين بن علي كتب الله عليه و على أهل الأرض أن يقاتلوا معه‏ «4».

199 علي بن أسباط يرفعه عن أبي جعفر قال‏ لو قاتل معه أهل الأرض لقتلوا كلهم‏ «5».

200 عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن ع قال‏ قال الله تبارك و تعالى يا ابن آدم- بمشيتي كنت أنت الذي تشأ و تقول، و بقوتي أديت إلى فريضتي، و بنعمتي قويت على معصيتي، «ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ- وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ‏» و ذاك أني أولى بحسناتك منك، و أنت أولى بسيئاتك مني، و ذاك أني لا أسأل عما أفعل و هم‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 395. البحار ج 10: 150. الصافي ج 1: 372.

(2)- البحار ج 10: 150. البرهان ج 1: 395.

(3)- البحار ج 10: 150. البرهان ج 1: 395.

(4)- البرهان ج 1: 395. البحار ج 10: 150.

(5)- البرهان ج 1: 395. البحار ج 10: 150.

 

258
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 80] ص : 259

يسألون‏ «1».

201 و في رواية الحسن بن علي الوشاء عن الرضا ع‏ و أنت أولى بسيئاتك مني- عملت المعاصي بقوتي التي جعلت فيك‏ «2».

202 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ ذروة الأمر و سنامه‏ «3» و مفتاحه- و باب الأنبياء و رضا الرحمن الطاعة للإمام‏ «4» بعد معرفته، ثم قال: إن الله يقول:

«مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ‏» إلى «حَفِيظاً» «5» أما لو أن رجلا قام ليله و صام نهاره- و تصدق جميع ماله و حج جميع دهره، و لم يعرف ولاية ولي الله فيواليه- و يكون جميع أعماله بدلالة منه إليه- ما كان له على الله حق في ثوابه، و لا كان من أهل الإيمان، ثم قال: أولئك المحسن منهم- يدخله الله الجنة بفضله و رحمته‏ «6».

203 عن أبي إسحاق النحوي قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله أدب نبيه على محبته- فقال: «إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ‏» قال: ثم فوض إليه الأمر- فقال «ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» و قال: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ‏» و إن رسول الله ع فوض إلى علي ع و ائتمنه فسلمتم و جحد الناس فو الله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا، و أن تصمتوا إذا صمتنا، و نحن فيما بينكم و بين الله و الله ما جعل لأحد من خير في خلاف أمرنا. [أمره‏] «7».

204 عن محمد بن عجلان قال سمعته يقول‏ إن الله عير قوما بالإذاعة- فقال‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 395.

(2)- البرهان ج 1: 395.

(3)- ذروة كل شي‏ء: أعلاه. و السنام أيضا بمعناه.

(4)- قال الفيض (ره): الإمام في هذا الحديث يشمل الرسول و حكم سائر الأئمة حكمه لأنهم خلفاؤه جميعا و ذلك لأن الإمام مبلغ كما أن الرسول مبلغ.

(5)- الصافي ج 1: 373.

(6)- البرهان ج 1: 396. البحار ج 7: 61.

(7)- البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 396.

 

259
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 83] ص : 259

«وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ‏» فإياكم و الإذاعة «1».

205 عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع‏ في قوله «وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ‏» قال: هم الأئمة «2».

8- 206 عن عبد الله بن جندب قال‏ كتب إلي أبو الحسن الرضا ع: ذكرت رحمك الله هؤلاء القوم الذين وصفت- أنهم كانوا بالأمس لكم إخوانا- و الذي صاروا إليه من الخلاف لكم- و العداوة لكم و البراءة منكم، و الذين تأفكوا به من حياة أبي صلوات الله عليه و رحمته، و ذكر في آخر الكتاب أن هؤلاء القوم سنح لهم شيطان اغترهم بالشبهة «3» و لبس عليهم أمر دينهم، و ذلك لما ظهرت فريتهم- و اتفقت كلمتهم و كذبوا [نقموا] على عالمهم، و أرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم، فقالوا لم و من و كيف فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم، و ذلك بما كسبت أيديهم‏ وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ، و لم يكن ذلك لهم و لا عليهم بل كان الفرض عليهم، و الواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير، و رد ما جهلوه من ذلك إلى عالمه و مستنبطه، لأن الله يقول في محكم كتابه «وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ- لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ‏» يعني آل محمد، و هم الذين يستنبطون من القرآن، و يعرفون الحلال و الحرام، و هم الحجة لله على خلقه‏ «4».

207 عن زرارة عن أبي جعفر ع و حمران عن أبي عبد الله ع‏ في قوله تعالى «لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ‏» قال فضل الله رسوله، و رحمته ولاية الأئمة ع‏ «5».

______________________________
(1)- البحار ج 1.

(2)- البرهان ج 1: 397. البحار ج 7: 61.

(3)- اغتره: خدعه و أطمعه بالباطل.

(4)- الوسائل ج 3 أبواب صفات القاضي باب 12. البحار ج 7: 61. البرهان ج 1: 397 و رواه الفيض ره في الصافي ج 1: 374 مختصرا عن الكتاب أيضا.

(5)- البحار ج 7: 102 و 4: 104. البرهان ج 1: 398. الصافي ج 1: 374.

260
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 84] ص : 261

208 عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع‏ في قوله: «وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ‏» قال: الفضل رسول الله ع و رحمته أمير المؤمنين ع‏ «1».

209 و محمد بن الفضيل عن العبد الصالح قال‏ الرحمة رسول الله ع و الفضل علي بن أبي طالب‏ «2».

210 عن ابن مسكان عمن رواه عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ- لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا» فقال أبو عبد الله ع: إنك لتسأل عن كلام القدر- و ما هو من ديني و لا دين آبائي، و لا وجدت أحدا من أهل بيتي يقول به‏ «3».

211 عن سليمان بن خالد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: قول الناس لعلي إن كان له حق فما منعه أن يقوم به قال: فقال: إن الله لا يكلف هذا الإنسان إلا واحدا- إلا رسول الله ص قال: «فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ- وَ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ‏» فليس هذا إلا للرسول، و قال لغيره «إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى‏ فِئَةٍ» فلم يكن يومئذ فئة يعينونه على أمره‏ «4».

212 عن زيد الشحام عن جعفر بن محمد قال‏ ما سئل رسول الله ع شيئا قط- فقال: لا إن كان عنده أعطاه و إن لم يكن عنده- قال: يكون إن شاء الله، و لا كافي بالسيئة قط، و ما ألقى سرية منذ نزلت عليه «فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ‏» إلا ولى بنفسه‏ «5».

213 أبان عن أبي عبد الله ع‏ لما نزلت على رسول الله ع‏

______________________________
(1)- البحار ج 9: 81. البرهان ج 1: 398.

(2)- الصافي ج 1: 374. البرهان ج 1: 398.

(3)- البرهان ج 1 398.

(4)- البحار ج 8: 15. و ج 6: 174. البرهان ج 1: 398.

(5)- البحار ج 6: 174. البرهان ج 1: 398.

 

261
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 90] ص : 262

«لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ‏» قال: كان أشجع الناس من لاذ برسول الله ص‏ «1».

214 عن الثمالي عن عيص عن أبي عبد الله ع قال‏ رسول الله ص كلف ما لم يكلف أحد أن يقاتل في سبيل الله وحده، و قال: «حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ‏» و قال: إنما كلفتم اليسير من الأمر أن تذكروا الله‏ «2».

215 عن إبراهيم بن مهزم عن أبيه عن رجل عن أبي جعفر ع قال‏ إن لكل كلبا يبغي الشر فاجتنبوه- يكفكم الله قوم فاجتنبوا بغيركم‏ «3» إن الله يقول: «وَ اللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلًا» لا تعلموا بالشر «4».

216 عن سيف بن عميرة قال‏ سألت أبا عبد الله ع «أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ- وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ‏» قال: كان أبي يقول: نزلت في بني مدلج، اعتزلوا فلم يقاتلوا النبي ص، و لم يكونوا مع قومهم، قلت: فما صنع بهم قال: لم يقاتلهم النبي ع حتى فرغ من عدوه- ثم نبذ إِلَيْهِمْ عَلى‏ سَواءٍ قال: «و حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ‏» هو الضيق‏ «5».

217 عن مسعدة بن صدقة قال‏ سئل جعفر بن محمد ع عن قول الله: «وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً- وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ- وَ دِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى‏ أَهْلِهِ‏» قال: أما تحرير رقبة مؤمنة ففيما بينه و بين الله، و أما الدية المسلمة إلى أولياء المقتول «فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ‏» قال: و إن كان من أهل الشرك الذين ليس لهم في الصلح، وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ [مُؤْمِنَةٍ] فيما بينه و بين الله و ليس عليه الدية وَ إِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌ‏ و هو مؤمن فتحرير رقبة [مؤمنة] فيما بينه و بين‏

______________________________
(1)- البحار ج: 174. البرهان ج 1: 398.

(2)- البحار ج: 174. البرهان ج 1: 398.

(3)- كذا في الأصل و في نسخة البرهان «فاجتنبوه قومه قوم فاجتنبوا يكنكم- و في نسخة- قوم فاجتنبوه و لا كفيكم الله بغيركم اه.

(4)- البرهان ج 1: 398.

(5)- البرهان ج 1: 398. الصافي ج 1: 380.

 

262
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 92] ص : 262

الله- و دِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى‏ أَهْلِهِ‏ «1».

218 عن حفص بن البختري عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً» إلى قوله «فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ‏» قال إذا كان من أهل الشرك فتحرير رقبة مؤمنة- فيما بينه و بين الله و ليس عليه دية «وَ إِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌ- فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى‏ أَهْلِهِ وَ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ» قال: قال تحرير رقبة مؤمنة فيما بينه و بين الله، و دية مسلمة إلى أوليائه‏ «2».

219 عن معمر بن يحيى قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يظاهر امرأته يجوز عتق المولود في الكفارة فقال: كل العتق يجوز فيه المولود إلا في كفارة القتل، فإن الله يقول: «فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ» يعني مقرة و قد بلغت الحنث‏ «3».

220 عن كردويه الهمداني عن أبي الحسن ع‏ في قول الله: «فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ» كيف تعرف المؤمنة قال: على الفطرة «4».

221 عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن علي ع قال‏ الرقبة المؤمنة التي ذكرها الله إذا عقلت- و النسمة التي لا تعلم إلا ما قلته و هي صغيرة «5».

222 عن عامر بن الأحوص قال‏ سألت أبا جعفر ع عن السائبة فقال:

انظر في القرآن، فما كان فيه‏ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فتلك يا عامر السائبة التي لا ولاء لأحد من‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 403. البحار ج 46.

(2)- البرهان ج 1: 403. البحار ج 46.

(3)- البرهان ج 1: 404. الصافي ج 1: 381. و الحنث بكسر الحاء: الذنب و قيل: الشرك و قيل الإثم و منه حنث في يمينه يقال حنث في يمينه يحنث حنثا إذا لم يف بموجبها فهو حانث قال في النهاية و كأنه من الحنث: الإثم و المعصية و غلام لم يدرك الحنث أي لم يجر عليه القلم. [مجمع‏].

(4)- البرهان ج 1: 404. الصافي ج 1: 381 و قيل الظاهر أن المراد بالخبر الأول أي خبر معمر بن يحيى في غير المتولد من المسلم و الثاني فيه فلا تنافي بينهما.

(5)- البرهان ج 1: 404.

 

263
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 92] ص : 262

الناس عليه إلا الله، و ما كان ولاؤه لله فلله‏ «1» و ما كان ولاؤه لرسول الله ص فإن ولاءه للإمام و جنايته على الإمام و ميراثه له‏ «2».

223 عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أحدهما قال‏ كل ما أريد به (الشي‏ء) ففيه القود- و إنما الخطأ أن يريد الشي‏ء فيصيب غيره‏ «3».

224 عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال‏ الخطأ أن تعمده و لا تريد قتله بما لا يقتل مثله، و الخطأ الذي ليس فيه شك أن تعمد شيئا آخر فيصيبه‏ «4».

225 عن عبد الرحمن بن الحجاج قال‏ سألني أبو عبد الله ع عن يحيى بن سعيد «5» هل يخالف قضاياكم قلت: نعم- اقتتل غلامان بالرحبة فعض‏ «6» أحدهما على يد الآخر- فرفع المعضوض حجرا- فشج يد العاض فكز «7» من البرد فمات، فرفع إلى يحيى بن سعيد فأقاد من الضارب بحجر «8» فقال ابن شبرمة و ابن أبي ليلى لعيسى بن موسى: إن هذا أمر لم يكن عندنا، لا يقاد عنه بالحجر و لا بالسوط، فلم يزالوا حتى وداه عيسى بن موسى، فقال: إن من عندنا يقيدون بالزكاة- قلت: يزعمون أنه خطأ و أن العمد لا يكون إلا بالحديد، فقال إنما الخطأ أن يريد شيئا فيصيب غيره‏

______________________________
(1)- و في نسخة «فلرسول الله» مكان «فلله».

(2)- البحار ج 24: 33 و 42. البرهان ج 1: 404. الوسائل ج 3 أبواب القصاص في النفس باب 11.

(3)- البحار ج 24: 33 و 42. البرهان ج 1: 404. الوسائل ج 3 أبواب القصاص في النفس باب 11.

(4)- البحار ج 24: 33 و 42. البرهان ج 1: 404. الوسائل ج 3 أبواب القصاص في النفس باب 11.

(5)- يحيى بن سعيد القطان من المشاهير في العلم و الحديث مات سنة 194 و قد عده الشيخ (ره) من أصحاب الصادق (ع) و قال كان من أئمة الحديث و ظاهره كونه إماميا و عده ابن قتيبة من رجال الشيعة أيضا و ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب أنه من أجل أصحاب مالك بالبصرة و هذا هو الظاهر و يؤيده هذا الخبر أيضا. و يحتمل أن يراد به يحيى بن سعيد بن قيس القاضي البصري و هو من علماء العامة و محدثيهم مات سنة 144.

(6)- عضه: أمسكه بأسنانه.

(7)- أي أصابه الكزاز و هو داء أو رعدة من شدة البرد.

(8)- و في نسخة البرهان «عن ضارب الحجر».

 

264
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 92] ص : 262

فأما كل شي‏ء قصدت إليه فأصبته فهو العمد «1».

226 عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ قضى أمير المؤمنين ع في أبواب الديات في الخطإ شبه العمد إذا قتل بالعصا- أو بالسوط أو بالحجارة يغلظ ديته و هو مائة من الإبل أربعون خلفة بين ثنية إلى بازل عامها- و ثلاثون حقة و ثلاثون بنت لبون‏ «2» و قال في الخطإ دون العمد يكون فيه ثلاثون حقة، و ثلاثون بنت لبون، و عشرون بنت مخاض، و عشرون ابن لبون ذكر، و قيمة كل بعير من الورق مائة درهم و عشرة دنانير، و من الغنم إذا لم يكن قيمة ناب الإبل- لكل بعير عشرون شاة «3».

227 عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع قال: كان علي يقول‏ في الخطإ خمس و عشرون بنت لبون- و خمس و عشرون بنت مخاض، و خمس و عشرون حقة، و خمس و عشرون جذعة «4» و قال في شبه العمد ثلاث و ثلاثون جذعة «5» بين ثنية إلى بازل عامها، كلها خلفة و أربع و ثلاثون ثنية «6».

______________________________
(1)- البحار ج 24: 42. البرهان ج 1: 404. الوسائل ج 3 أبواب القصاص في النفس باب 11.

(2)- الخلفة: الحاصل من النوق و جمعها مخاض من غير لفظها كما يجمع المرأة على النساء من غير لفظها. و البازل من الإبل عند أهل اللغة: الذي تم له ثمان سنين و دخل في التاسعة و (ح) يطلع نابه و تكمل قوته ثم يقال له بعد ذلك بازل عام و أصله من بزل البعير من باب قعد: فطر نابه بدخوله في السنة التاسعة. و الحقة بالكسر مؤنث الحق- و هو من الإبل ما كان ابن ثلاث سنين و دخل في الرابعة سمي بذلك لاستحقاقه أن يحمل عليه و ينتفع به و بنت لبون هي ولد الناقة استكملت السنة الثانية و دخلت في الثالثة و المذكر:

ابن لبون.

(3)- البحار ج 24: 45. البرهان ج 1: 404.

(4)- الجذع من الإبل: ما دخل في السنة الخامسة.

(5)- و في نسخة البرهان «حقة» بدل «جذعة».

(6)- البحار ج 24: 45. البرهان ج 1: 404.

265
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 92] ص : 262

228 عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال‏ دية الخطإ إذا لم يرد الرجل مائة من الإبل- أو عشرة آلاف من الورق، أو ألف من الشاة- و قال: دية المغلظة التي شبه العمد و ليس بعمد- أفضل من دية الخطإ بأسنان الإبل ثلاث و ثلاثون حقة، و ثلاث و ثلاثون جذعة، و أربع و ثلاثون ثنية، كلها طروقة الفحل‏ «1».

229 عن الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن الخطإ الذي [لا شك‏] فيه الدية و الكفارة- و هو الرجل يضرب الرجل و لا يتعمد قتله قال:

نعم، قلت: فإذا رمى شيئا فأصاب رجلا قال: ذاك الخطأ الذي لا شك فيه- و عليه الكفارة و الدية «2».

230 عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع‏ في رجل مسلم كان في أرض الشرك فقتله المسلمون، ثم علم به الإمام بعد قال: يعتق مكانه رقبة مؤمنة، و ذلك في قول الله: «فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ- فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ» «3».

231 عن الزهري عن علي بن الحسين ع قال‏ صيام شهرين متتابعين من قتل خطأ- لمن لم يجد العتق واجب- قال الله: «وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ- وَ دِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى‏ أَهْلِهِ‏ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ‏» «4».

232 عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ صوم شعبان و صوم شهر رمضان‏ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ‏ «5».

233 و في رواية إسماعيل بن عبد الخالق عنه‏ «تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ‏» و الله من القتل و الظهار و الكفارة «6».

235 و في رواية أبي الصباح الكناني عنه‏ صوم شعبان و صوم شهر رمضان توبة و الله‏ مِنَ اللَّهِ‏ «7».

______________________________
(1)- البحار ج 24: 45. البرهان ج 1: 404.

(2)- الوسائل ج 3 أبواب القصاص باب 11. البحار ج 24: 45. البرهان ج 1: 405.

(3)- البحار ج 24: 37- 38. البرهان ج 1: 405.

(4)- البحار ج 24: 37- 38. البرهان ج 1: 405.

(5)- البحار ج 24: 37- 38. البرهان ج 1: 405.

(6)- البحار ج 24: 37- 38. البرهان ج 1: 405.

(7)- البحار ج 24: 37- 38. البرهان ج 1: 405.

266
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 93] ص : 267

236 عن سماعة قال‏ قلت له قول الله تبارك و تعالى: «وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها- وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ‏» قال: المتعمد الذي يقتله على دينه فذاك التعمد الذي ذكر الله، قال: قلت: فرجل جاء إلى رجل فضربه بسيفه حتى قتله لغضب لا لعيب على دينه، قتله و هو يقول بقوله قال: ليس هذا الذي ذكر في الكتاب و لكن يقاد به و الدية إن قبلت، قلت: فله توبة قال: نعم يعتق رقبة و يصوم شهرين متتابعين- و يطعم ستين مسكينا و يتوب و يتضرع- فأرجو أن يتاب عليه‏ «1».

237 عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع أو أبي الحسن ع قال‏ سألت أحدهما عمن قتل مؤمنا هل له توبة قال: لا حتى يؤدي ديته إلى أهله- و يعتق رقبة مؤمنة و يصوم شهرين متتابعين و يستغفر ربه، و يتضرع إليه فأرجو أن يتاب عليه إذا هو فعل ذلك، قلت: إن لم يكن له ما يؤدي ديته قال: يسأل المسلمين حتى يؤدي ديته إلى أهله- قال سماعة: سألته عن قوله: «مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً» قال: من قتل مؤمنا متعمدا على دينه- فذاك التعمد الذي قال الله في كتابه «وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً» قلت: فالرجل يقع بينه و بين الرجل شي‏ء- فيضربه بسيفه فيقتله قال: ليس ذاك التعمد الذي قال الله تبارك و تعالى.

عن سماعة قال‏ سألته «الحديث» «2».

238 عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال‏ لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، و قال لا يوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة «3».

239 عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته [سئل‏] عن المؤمن يقتل المؤمن متعمدا له توبة قال: إن كان قتله لإيمانه فلا توبة له- و إن كان قتله‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 405. البحار ج 24: 38. الصافي ج 1: 382 و رواه الطبرسي (ره) في مجمع البيان ج 3: 92 مختصرا عن هذا الكتاب أيضا.

(2)- الوسائل ج 3 أبواب القصاص في النفس باب 8. البحار ج 24: 38. البرهان ج 1: 405.

(3)- البحار ج 24: 37 و 42. البرهان ج 1: 405. الصافي ج 1: 382.

 

267
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 94] ص : 268

لغضب أو لسبب شي‏ء من أمر الدنيا- فإن توبته أن يقاد منه، و إن لم يكن علم به أحد انطلق إلى أولياء المقتول- فأقر عندهم بقتل صاحبهم، فإن عفوا عنه فلم يقتلوه أعطاهم الدية- و أعتق نسمة و صام شهرين متتابعين- و أطعم ستين مسكينا توبة إلى الله‏ «1».

240 عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال‏ العمد أن تعمده فتقتله بما بمثله يقتل‏ «2».

241 عن علي بن جعفر عن أخيه موسى ع قال‏ سألته عن رجل قتل مملوكه- قال عليه عتق رقبة و صوم شهرين متتابعين- و إطعام ستين مسكينا ثم يكون التوبة بعد ذلك‏ «3».

242 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ «وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى‏ إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً» «4».

243 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في «المستضعفين‏ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا» قال: لا يستطيعون حيلة الإيمان، و لا يكفرون الصبيان- و أشباه عقول الصبيان من النساء و الرجال‏ «5».

244 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف‏ «6».

245 عن أبي خديجة «7» عن أبي عبد الله ع قال‏ «الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ- وَ الْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا» قال: لا يستطيعون سبيل أهل الحق فيدخلون فيه- و لا يستطيعون حيلة أهل النصب فينصبون، قال: هؤلاء يدخلون‏

______________________________
(1)- البحار ج 24: 37 و 42: البرهان ج 1: 405 الصافي ج 1: 382. الوسائل ج 3 أبواب القصاص في النفس باب 11.

(2)- البحار ج 24: 37 و 42: البرهان ج 1: 405 الصافي ج 1: 382. الوسائل ج 3 أبواب القصاص في النفس باب 11.

(3)- البرهان ج 1: 405. البحار ج 24: 37.

(4)- البرهان ج 1: 406.

(5)- البرهان ج 1: 406.

(6)- البرهان ج 1: 406.

(7)- و في نسخة البرهان «عن أبي بصير» بدل «عن أبي خديجة».

 

268
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): الآيات 98 الى 99] ص : 268

الجنة بأعمال حسنة- و باجتناب المحارم التي نهى الله عنها- و لا ينالون منازل الأبرار «1».

246 عن زرارة قال: قال أبو جعفر ع و أنا أكلمه في المستضعفين‏ أين‏ أَصْحابُ الْأَعْرافِ‏ أين المرجون‏ لِأَمْرِ اللَّهِ‏ أين الذين‏ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً أين‏ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ‏ أين أهل تبيان الله، أين‏ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ [النِّساءِ] وَ الْوِلْدانِ- لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا، فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَ كانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً «2».

247 عن زرارة قال‏ قلت لأبي عبد الله ع أ نتزوج المرجئة أو الحرورية أو القدرية قال: لا عليك بالبله من النساء «3» قال زرارة: فقلت ما [هؤلاء و من‏] هو إلا مؤمنة أو كافرة- فقال أبو عبد الله: فأين أهل استثناء [ثبوت‏] الله- قول الله أصدق من قولك «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ‏» إلى قوله «سَبِيلًا» «4».

248 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ» فقال: هو الذي لا يستطيع الكفر فيكفر، و لا يهتدي سبيل الإيمان، و لا يستطيع أن يؤمن، و لا يستطيع أن يكفر الصبيان- و من كان من الرجال و النساء- على مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم‏ «5».

249 عن حمران قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ‏» قال: هم أهل الولاية، فقلت: أي ولاية فقال: أما إنها ليست بولاية في الدين،

______________________________
(1)- البحار ج 15 (ج 3): 20. البرهان ج 1: 408. الصافي ج 1: 388.

(2)- البحار ج 15 (ج 3): 20. البرهان ج 1: 408. الصافي ج 1: 388.

(3)- قال الطريحي و في الحديث عليك بالبلهاء، قلت: و ما البلهاء قال: ذوات الخدور و العفائف.

(4)- البحار ج 15 (ج 3): 20. البرهان ج 1: 408.

(5)- البحار ج 15 (ج 3): 20. البرهان ج 1: 408. الصافي ج 1: 388.

 

269
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 100] ص : 270

و لكنها الولاية في المناكحة و الموارثة و المخالطة، و هم ليسوا بالمؤمنين و لا بالكفار و هم المرجون‏ لِأَمْرِ اللَّهِ‏ «1».

250 عن سليمان بن خالد قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ‏ .... وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا» قال: يا سليمان من هؤلاء المستضعفين من هو أثخن‏ «2» رقبة منك، المستضعفون قوم يصومون و يصلون يعف بطونهم و فروجهم لا يرون أن الحق في غيرنا، آخذين بأغصان الشجرة، فقال: «فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ‏» كانوا آخذين بالأغصان و لم يعرفوا أولئك- فإن عفا عنهم فيرحمهم الله و إن عذبهم فبضلالتهم عما عرفهم‏ «3».

251 عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن المستضعفين فقال: البلهاء في خدرها و الخادم- تقول لها صلي فتصلي لا تدري إلا ما قلت لها، و الجليب‏ «4» الذي لا يدري إلا ما قلت له، و الكبير الفاني و الصبي و الصغير هؤلاء المستضعفون، فأما رجل شديد العنق جدل خصم يتولى الشراء و البيع- لا تستطيع أن تعينه في شي‏ء تقول هذا المستضعف لا و لا كرامة «5».

252 عن أبي الصباح قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: ما تقول في رجل دعي إلى هذا الأمر فعرفه- و هو في أرض منقطعة- إذ جاءه موت الإمام فبينا هو ينتظر إذ جاءه الموت فقال: هو و الله بمنزلة من هاجر إلى الله و رسوله فمات و قد وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ‏ «6».

253 عن ابن أبي عمير قال‏ وجه زرارة ابنه عبيدا إلى المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن و عبد الله، فمات قبل أن يرجع إليه عبيد ابنه- قال محمد بن أبي عمير

______________________________
(1)- البحار ج 15 (ج 3): 20. البرهان ج 1: 408. الصافي ج 1: 388.

(2)- ثخن بمعنى غلظ.

(3)- البحار ج 15 (ج 3): 20. البرهان ج 1: 409.

(4)- الجليب: الذي يجلب من بلد إلى آخر.

(5)- الصافي ج 1: 388. البرهان ج 1: 409. البحار ج 15 [ج 3]: 20.

(6)- البحار ج 15 (ج 3): 20- 21. البرهان ج 1: 409.

 

270
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 101] ص : 271

حدثني محمد بن حكيم قال: قلت لأبي الحسن الأول، فذكرت له زرارة و توجيه ابنه عبيدا إلى المدينة فقال أبو الحسن ع: إني لأرجو أن يكون زرارة ممن قال الله «وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ‏» «1».

254 عن حريز قال: قال زرارة و محمد بن مسلم‏ قلنا لأبي جعفر ع ما تقول في الصلاة في السفر كيف هي و كم هي قال: إن الله يقول: إِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ» فصار التقصير في السفر واجبا كوجوب التمام في الحضر- قالا: قلنا: إنما قال ليس جناح عليكم- أن تقصروا من الصلاة و لم يقل افعلوا- فكيف أوجب الله ذلك كما أوجب التمام في الحضر- قال: أ و ليس قد قال الله في الصفا و المروة «فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما» أ لا ترى أن الطواف واجب مفروض، لأن الله ذكرهما في كتابه و صنعهما نبيه ص و كذلك التقصير في السفر شي‏ء صنعه النبي ص فذكره الله في الكتاب- قالا:

قلنا: فمن صلى في السفر أربعا أ يعيد أم لا قال: إن كان قرئت عليه آية التقصير و فسرت له فصلى أربعا أعاد، و إن لم يكن قرئت عليه و لم يعلمها فلا إعادة عليه، و الصلاة في السفر كلها الفريضة ركعتان- كل صلاة إلا المغرب، فإنها ثلاث ليس فيها تقصير تركها رسول الله ص في السفر و الحضر ثلاث ركعات‏ «2».

255 عن إبراهيم بن عمر عن أبي عبد الله ع قال‏ فرض الله على المقيم خمس صلوات، و فرض على المسافر ركعتين تمام- و فرض على الخائف ركعة، و هو قول الله «لا جناح عليكم‏ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ- إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا» يقول من الركعتين فتصير ركعة «3».

______________________________
(1)- مجمع البيان ج 3: 100. البرهان ج 1: 409.

(2)- البحار ج 18: 694. البرهان ج 1: 410. الصافي ج 1: 389.

(3)- البحار ج 18: 707. البرهان ج 1: 410. الوسائل ج 1: أبواب صلاة الخوف باب 1. و قال المحدث الحر العاملي ره و لا يخفى أن رد الركعتين إلى ركعة يراد به رد الأربع إلى ركعتين.

271
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 102] ص : 272

256 عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد ع قال‏ صلاة المغرب في الخوف أن يجعل أصحابه طائفتين بإزاء العدو واحدة، و الأخرى خلفه، فيصلي بهم- ثم ينصب قائما و يصلون هم تمام ركعتين، ثم يسلم بعضهم على بعض ثم تأتي طائفة أخرى فيصلي بهم ركعتين فيصلون هم ركعة- فيكون للأولين قراءة و للآخرين قراءة «1».

57- عن زرارة و محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ إذا حضرت الصلاة في الخوف فرقهم الإمام فرقتين- فرقة مقبلة على عدوهم، و فرقة خلفه، كما قال الله تبارك و تعالى، فيكبر بهم ثم يصلي بهم ركعة- ثم يقوم بعد ما يرفع رأسه من السجود فتمثل قائما- و يقوم الذين صلوا خلفه ركعة، فيصلي كل إنسان منهم لنفسه ركعة، ثم يسلم بعضهم على بعض، ثم يذهبون إلى أصحابهم فيقومون مقامهم، و يجي‏ء الآخرون و الإمام قائم- فيكبرون و يدخلون في الصلاة خلفه، فيصلي بهم بركعة، ثم يسلم فيكون للأولين استفتاح الصلاة بالتكبير، و للآخرين التسليم من الإمام، فإذا يسلم الإمام قام كل إنسان من الطائفة الأخيرة- فيصلي لنفسه ركعة واحدة، فتمت للإمام ركعتان و لكل إنسان من القوم ركعتان، واحدة في جماعة و الأخرى وحدانا، و إذا كان الخوف أشد من ذلك مثل المضاربة- و المناوشة و المعانقة و تلاحم القتال‏ «2» فإن أمير المؤمنين ع ليلة صفين و هي ليلة الهرير لم يكن صلى بهم الظهر و العصر و المغرب و العشاء عند وقت كل صلاة- إلا بالتهليل و التسبيح و التحميد و الدعاء فكانت تلك صلاتهم لم يأمرهم بإعادة الصلاة، و إذا كانت المغرب في الخوف فرقهم فرقتين- فصلى بفرقة ركعتين ثم جلس، ثم أشار إليهم بيده، فقام كل إنسان منهم فصلى ركعة- ثم سلموا و قاموا مقام أصحابهم، و جاءت الطائفة الأخرى فكبروا و دخلوا في الصلاة، و قام الإمام فصلى بهم ركعة ثم سلم، ثم قام كل إنسان منهم فصلى ركعة فشفعها بالتي صلى مع الإمام، ثم قام فصلى ركعة ليس فيها قراءة، فتمت للإمام ثلاث‏

______________________________
(1)- الوسائل ج 1: أبواب صلاة الخوف باب 2. البحار ج 18: 707. البرهان ج 1: 411.

(2)- المناوشة: المطاعنة بالرماح. و تلاحم القوم: تقاتلوا.

 

272
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 103] ص : 273

ركعات و للأولين ثلاث ركعات، ركعتين في جماعة و ركعة وحدانا و للآخرين ثلاث ركعات- ركعة جماعة و ركعتين وحدانا، فصار للأولين افتتاح التكبير و افتتاح الصلاة، و للآخرين التسليم‏ «1».

258 عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ في الصلاة المغرب في السفر لا يضرك أن تؤخر ساعة- ثم تصليها إن أحببت أن تصلي العشاء الآخرة، و إن شئت مشيت ساعة إلى أن يغيب الشفق، إن رسول الله ص صلى صلاة الهاجرة و العصر جميعا، و المغرب و العشاء الآخرين جميعا، و كان يؤخر و يقدم إن الله تعالى- قال: «إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً» إنما عنى وجوبها على المؤمنين لم يعن غيره، إنه لو كان كما يقولون لم يصل رسول الله ص هكذا، و كان أعلم و أخبر [و كان كما يقولون‏] و لو كان خيرا لأمر به محمد رسول الله ص، و قد فات الناس مع أمير المؤمنين ع يوم صفين صلاة الظهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة، فأمرهم علي أمير المؤمنين فكبروا و هللوا و سبحوا رجالا و ركبانا لقول الله «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً» فأمرهم علي ع فصنعوا ذلك‏ «2».

259 عن زرارة قال‏ قلت لأبي جعفر ع قول الله: «إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً» قال: يعني كتابا مفروضا، و ليس يعني وقتا وقتها إن جاز ذلك الوقت، ثم صلاها لم تكن صلاته مؤداة لو كان ذلك- كذلك لهلك سليمان بن داود حين صلاها بغير وقتها، و لكنه متى ما ذكرها صلاها «3».

260 عن منصور بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله ع و هو يقول‏ «إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً» قال: لو كانت موقوتا كما يقولون لهلك الناس، و

______________________________
(1)- البحار ج 18: 707. الوسائل ج 1: أبواب صلاة الخوف باب 2 البرهان ج 1: 411.

(2)- البحار ج 18: (ج 2): 40. البرهان ج 1: 412.

(3)- البحار ج 18: (ج 2): 40. البرهان ج 1: 412. الصافي ج 1: 391.

 

273
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 108] ص : 274

لكان الأمر ضيقا- و لكنها كانت على المؤمنين كتابا موجوبا «1».

261 عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن هذه الآية «إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً» فقال: إن للصلاة وقتا و الأمر فيه واسع، يقدم مرة و يؤخر مرة إلا الجمعة، فإنما هو وقت واحد- و إنما عنى الله كتابا موقوتا أي واجبا، يعني بها أنها الفريضة «2».

262 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ «إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً» قال: [لو عنى أنها هو في وقت لا تقبل إلا فيه كانت مصيبة، و لكن متى أديتها فقد أديتها «3».

263 و في رواية أخرى عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ في قول الله: «إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً» قال: إنما يعني وجوبها على المؤمنين، و لو كان كما يقولون إذا لهلك سليمان بن داود ع حين قال: «حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ» لأنه لو صلاها قبل ذلك كانت في وقت- و ليس صلاة أطول وقتا من صلاة العصر «4».

264 و في رواية أخرى عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً» فقال: يعني بذلك وجوبها على المؤمنين و ليس لها وقت، من تركه أفرط الصلاة و لكن لها تضييع‏ «5».

265 عن عبد الحميد بن عواض عن أبي عبد الله قال‏ إن الله قال: «إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً» قال: إنما عنى وجوبها على المؤمنين و لم يعن غيره‏ «6».

266 عن عبيد عن أبي جعفر ع أو أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله:

«إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً» قال كتاب واجب أما أنه ليس مثل الوقت للحج- و لا رمضان إذا فاتك فقد فاتك، و إن الصلاة إذا صليت فقد صليت‏ «7».

267 عن عامر بن كثير السراج و كان داعية الحسين [صاحب الفخ‏] بن علي‏

______________________________
(1)- البحار ج 18 [ج 2]: 41. البرهان ج 1: 412- 413.

(2)- البحار ج 18 [ج 2]: 41. البرهان ج 1: 412- 413.

(3)- البحار ج 18 [ج 2]: 41. البرهان ج 1: 412- 413.

(4)- البحار ج 18 [ج 2]: 41. البرهان ج 1: 412- 413.

(5)- البرهان ج 1: 413. البحار ج 18 [ج 2]: 41:.

(6)- البرهان ج 1: 413. البحار ج 18 [ج 2]: 41.

(7)- البرهان ج 1: 413. البحار ج 18 [ج 2]: 41:.

 

274
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 2] ص : 275

 

عن عطاء الهمداني عن أبي جعفر ع‏ في قوله «إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى‏ مِنَ الْقَوْلِ‏» [قال:] فلان و فلان و [فلان‏] و أبو عبيدة بن الجراح‏ «1».

268 و في رواية عمر بن سعيد عن أبي الحسن ع قال‏ هما و أبو عبيدة بن الجراح‏ «2».

269 و في رواية عمر بن صالح قال‏ الأول و الثاني و أبو عبيدة بن الجراح‏ «3».

270 عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله‏ الغيبة أن تقول في أخيك- ما هو فيه مما قد ستره الله عليه، فأما إذا قلت ما ليس فيه، فذلك قول الله «فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً» «4».

271 عن إبراهيم بن عبد الحميد عن بعض القميين عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ- أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ‏» يعني بالمعروف القرض‏ «5».

272 عن حريز عن بعض أصحابنا عن أحدهما ع قال‏ لما كان أمير المؤمنين في الكوفة أتاه الناس- فقالوا: اجعل لنا إماما يؤمنا في شهر رمضان فقال: لا و نهاهم أن يجتمعوا فيه، فلما أمسوا جعلوا يقولون ابكوا في رمضان وا رمضاناه، فأتاه الحارث الأعور في أناس- فقال: يا أمير المؤمنين ضج الناس و كرهوا قولك- فقال عند ذلك:

دعوهم و ما يريدون ليصلي بهم من شاءوا، ثم قال: «فمن‏ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى- وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً» «6».

273 عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن رجل من الأنصار قال‏ خرجت أنا و الأشعث و جرير البجلي حتى إذا كنا بظهر الكوفة بالفرس، مر بنا ضب- فقال الأشعث و جرير: السلام عليك يا أمير المؤمنين- خلافا على علي بن أبي طالب ع فلما خرج الأنصاري قال لعلي ع فقال علي: دعهما فهو إمامهما يوم القيامة، أ ما تسمع‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 414.

(2)- البرهان ج 1: 414.

(3)- البرهان ج 1: 414.

(4)- البرهان ج 1: 414: 415. البحار ج 15 [ج 4]: 188.

(5)- البرهان ج 1: 415.

(6)- البرهان ج 1: 415.

 

 

275
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 7] ص : 276

 

إلى الله [و هو] يقول: «نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى‏» «1».

274 عن محمد بن إسماعيل الرازي عن رجل سماه عن أبي عبد الله ع قال‏ دخل رجل على أبي عبد الله فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال: مه هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين ع، الله سماه به و لم يسم به أحد غيره فرضي به- إلا كان منكوحا و إن لم يكن به ابتلي به، و هو قول الله في كتابه «إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً وَ إِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً» قال: قلت: فما ذا يدعى به قائمكم قال: يقال له السلام عليك يا بقية الله، السلام عليك يا ابن رسول الله‏ «2».

275 عن محمد بن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ‏» قال: أمر الله بما أمر به‏ «3».

276 عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ‏» قال: دين الله‏ «4».

277 عن جابر عن النبي ص قال‏ كان إبليس أول من ناح و أول من تغنى و أول من حدا- قال: لما أكل آدم من الشجرة تغنى فلما أهبط حدا به، فلما استقر على الأرض ناح فأذكره ما في الجنة فقال آدم: رب هذا الذي جعلت بيني و بينه العداوة لم أقو عليه و أنا في الجنة، و إن لم تعينني عليه لم أقو عليه، فقال الله: السيئة بالسيئة، و الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مائة قال: رب زدني- قال: لا يولد لك ولد إلا جعلت معه ملكين يحفظانه- قال: رب زدني- قال: التوبة معروضة في الجسد ما دام فيها الروح- قال: رب زدني قال: أغفر الذنوب و لا أبالي قال: حسبي، قال فقال إبليس رب هذا الذي كرمت علي و فضلته- و إن لم تفضل علي لم أقو عليه، قال: لا يولد له ولد إلا ولد لك ولدان قال: رب زدني- قال: تجري منه مجرى الدم في العروق، قال رب زدني قال تتخذ أنت و ذريتك في صدورهم مساكن- قال: رب زدني قال: تعدهم و تمنيهم‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 415. البحار ج 9: 637.

(2)- البرهان ج 1: 416.

(3)- البرهان ج 1: 416.

(4)- البرهان ج 1: 416.

 

 

276
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 123] ص : 277

«وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً» «1».

278 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ لما نزلت هذه الآية «مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ‏» قال بعض أصحاب رسول الله ص: ما أشدها من آية، فقال لهم رسول الله ص: أ ما تبتلون في أموالكم و أنفسكم و ذراريكم قالوا: بلى- قال: هذا مما يكتب الله لكم به الحسنات- و يمحو به السيئات‏ «2».

279 عن ابن سنان عن جعفر بن محمد ع قال‏ إذا سافر أحدكم فقدم من سفره فليأت أهله بما تيسر و لو بحجر- فإن إبراهيم ص كان إذا ضاق أتى قومه- و أنه ضاق ضيقة فأتى قومه- فوافق منهم أزمة فرجع كما ذهب، فلما قرب من منزله نزل عن حماره- فملأ خرجه‏ «3» رملا إرادة أن يسكن به من زوجته سارة، فلما دخل منزله حط الخرج عن الحمار و افتتح الصلاة، فجاءت سارة فانفتحت الخرج فوجدته مملوا دقيقا فاعتجنت منه و اختبزت- ثم قالت لإبراهيم انفتل من صلاتك‏ «4» فكل فقال لها: أنى لك هذا قالت من الدقيق الذي في الخرج، فرفع رأسه إلى السماء فقال: أشهد أنك الخليل‏ «5».

280 عن سليمان بن الفراء عمن ذكره عن أبي عبد الله ع و عن محمد بن هارون عمن رواه عن أبي جعفر ع قال‏ لما اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا أتاه ببشارة الخلة ملك الموت في صورة شاب أبيض- عليه ثوبان أبيضان يقطر رأسه ماء و دهنا، فدخل إبراهيم ع الدار فاستقبله خارجا من الدار- و كان إبراهيم رجلا غيورا، و كان إذا خرج في حاجة أغلق بابه و أخذ مفتاحه معه، فخرج ذات يوم في حاجة و أغلق بابه- ثم رجع‏

______________________________
(1)- البحار ج 5: 58 و ج 14: 619. البرهان ج 1: 416. و قد مر صدر الحديث أيضا في سورة البقرة تحت رقم 23.

(2)- البرهان ج 1: 417. الصافي ج 1: 397.

(3)- الخرج بالضم: وعاء معروف يوضع على ظهر الدابة. و بالفارسية «خرجين».

(4)- أي انصرف منها.

(5)- البحار ج 5: 114. البرهان ج 1: 417.

 

277
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 128] ص : 278

ففتح بابه فإذا هو برجل قائم- كأحسن ما يكون من الرجال، فأخذه- فقال: يا عبد الله ما أدخلك داري فقال: ربها أدخلنيها، فقال إبراهيم ربها أحق بها مني فمن أنت قال: أنا ملك الموت، قال: ففزع إبراهيم ع فقال: جئتني لتسلبني روحي فقال لا و لكن الله اتخذ عبدا خليلا فجئته ببشارة، فقال إبراهيم: فمن هذا العبد لعلي أخدمه حتى أموت فقال: أنت هو قال: فدخل على سارة فقال: إن الله اتخذني خليلا «1».

281 عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا ع‏ في قول الله «وَ إِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً» قال: نشوز الرجل يهم بطلاق امرأته، فتقول له: ادع ما على ظهرك و أعطيك كذا و كذا- و أحللك من يومي و ليلتي على ما اصطلحا فهو جائز «2».

282 عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ إِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً» قال: إذا كان كذلك فهم بطلاقها قالت له أمسكني و أدع لك بعض ما عليك- و أحللك من يومي و ليلتي كل ذلك له- فلا جناح عليهما «3».

283 عن زرارة قال‏ سئل أبو جعفر ع عن النهارية- يشترط عليها عند عقد النكاح أن يأتيها ما شاء نهارا- أو من كل جمعة أو شهر يوما، و من النفقة كذا و كذا- قال: فليس ذلك الشرط بشي‏ء من تزوج امرأة- فلها ما للمرأة من النفقة و القسمة، و لكنه إن تزوج امرأة خافت فيه نشوزا- أو خافت أن يتزوج عليها- فصالحت من حقها على شي‏ء من قسمتها- أو بعضها فإن ذلك جائز لا بأس به‏ «4».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 147. الصافي ج 1: 498.

(2)- البحار ج 23: 103. البرهان ج 1: 419. الوسائل ج 3 أبواب القسم و النشور باب 10.

(3)- البرهان ج 1: 419. البحار ج 23: 103.

(4)- البرهان ج 1: 419. البحار ج 23: 103. الوسائل ج 3 أبواب القسم و النشوز باب 10.

278
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 137] ص : 279

284 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ إِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً» قال: هي المرأة تكون عند الرجل فيكرهها- فيقول: إني أريد أن أطلقك، فتقول: لا تفعل فإني أكره أن يشمت بي- و لكن انظر ليلتي فاصنع ما شئت، و ما كان من سوى ذلك فهو لك‏ «1» فدعني على حالي، فهو قوله «فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً- وَ الصُّلْحُ خَيْرٌ» فهو هذا الصلح‏ «2».

285 عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَ لَوْ حَرَصْتُمْ‏» قال: في المودة «3».

286 عن جابر قال‏ قلت لمحمد بن علي ع قول الله في كتابه «الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا» قال: هما و الثالث و الرابع- و عبد الرحمن و طلحة و كانوا سبعة عشر رجلا- قال: لما وجه النبي ص علي بن أبي طالب ع و عمار بن ياسر رحمه الله إلى أهل مكة قالوا بعث هذا الصبي- و لو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكة و في مكة صناديدها- و كانوا يسمون عليا الصبي- لأنه كان اسمه في كتاب الله الصبي لقول الله:

«و من أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا و هو صبي- و قال إنني من المسلمين» فقالوا: و الله الكفر بنا أولى مما نحن فيه، فساروا فقالوا لهما و خوفوهما بأهل مكة فعرضوا لهما و غلظوا عليهما الأمر، فقال علي ص: حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ‏ و مضى، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه بقولهم لعلي و بقول علي لهم، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه، و ذلك قول الله أ لم تر إلى‏ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ- إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً- وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ‏» إلى قوله:

«وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ‏» و إنما نزلت أ لم تر إلى فلان و فلان لقوا عليا و عمارا فقالا إن أبا سفيان و عبد الله بن عامر و أهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم- فقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل، و هما اللذان قال الله: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا» إلى آخر الآية- فهذا

______________________________
(1)- و الحاصل أنها تصالح زوجها على إباحة حقوقها من جهة الزوجية و المضاجعة و النفقة و المهر و نحوها جميعا أو بعضا على ما تراضيا عليه.

(2)- البرهان ج 1: 420. البحار ج 23: 103. الصافي ج 1: 401.

(3)- البرهان ج 1: 420. البحار ج 23: 103. الصافي ج 1: 401.

 

279
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 137] ص : 279

أول كفرهم و الكفر الثاني قول النبي ع: يطلع عليكم من هذا الشعب رجل فيطلع عليكم بوجهه، فمثله عند الله كمثل عيسى لم يبق منهم أحد- إلا تمنى أن يكون بعض أهله، فإذا بعلي قد خرج و طلع بوجهه- و قال: هو هذا فخرجوا غضابا- و قالوا: ما بقي إلا أن يجعله نبيا- و الله الرجوع إلى آلهتنا خير مما نسمع منه في ابن عمه و ليصدنا على أن دام هذا، فأنزل الله «وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ‏» إلى آخر الآية فهذا الكفر الثاني- و زاد الكفر بالكفر حين قال الله «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ- أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ» فقال النبي ص: يا علي أصبحت و أمسيت خير البرية- فقال له الناس: هو خير من آدم و نوح و من إبراهيم و من الأنبياء، فأنزل الله «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ‏» إلى «سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏» قالوا: فهو خير منك يا محمد (قال) قال الله: «قُلْ‏ ... إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً» و لكنه خير منكم و ذريته خير من ذريتكم- و من اتبعه خير ممن اتبعكم، فقاموا غضابا- و قالوا زيادة الرجوع إلى الكفر أهون علينا- مما يقول في ابن عمه، و ذلك قول الله «ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً» «1».

287 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا- ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً» قال:

نزلت في عبد الله بن أبي سرح‏ «2» الذي بعثه عثمان إلى مصر، قال: «و

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 421. البحار ج 8: 218. و قد مضى صدر الحديث في سورة آل عمران تحت رقم 154 و نقله الفيض «ره» في الصافي أيضا عن هذا الكتاب مختصرا.

(2)- و هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح و كان أخا عثمان من الرضاعة و من جملة من أهدر النبي (ص) دمه يوم فتح مكة. و ذلك لأنه أسلم قبل الفتح و هاجر إلى رسول الله و كان يكتب الوحي لرسول الله (ص) ثم ارتد مشركا و صار إلى قريش بمكة فلما علم ذلك استتر عند عثمان فاستجاره و غيبه حتى جاء به إلى النبي (ص) و هو يبايع الناس فقال: يا رسول الله بايع عبد الله فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن مبايعته فيقتله فقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي يا رسول الله فقال: إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين و أسلم ذلك اليوم ثم ولاه عثمان في زمن خلافته مصر سنة خمس و عشرين و مات سنة ست و ثلاثين و قيل بقي إلى زمن معاوية و شهد معه صفين و توفي سنة تسع و خمسين.

 

280
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 140] ص : 281

ازْدادُوا كُفْراً» حين لم يبق فيه من الإيمان شي‏ء «1».

288 عن أبي بصير قال: سمعته يقول‏ «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ... ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً» من زعم أن الخمر حرام ثم شربها، و من زعم أن الزنا حرام ثم زنى، و من زعم أن الزكاة حق و لم يؤدها «2».

289 عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله:

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا- ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً قال نزلت في فلان و فلان‏ آمَنُوا برسول الله ص في أول الأمر ثُمَّ كَفَرُوا حين عرضت عليهم الولاية حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه‏ ثُمَّ آمَنُوا بالبيعة لأمير المؤمنين ع حيث قالوا له بأمر الله و أمر رسوله، فبايعوه‏ ثُمَّ كَفَرُوا حين مضى رسول الله ص فلم يقروا بالبيعة، ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شي‏ء «3».

290 عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع‏ في قول الله: «وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ‏» إلى قوله «إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ‏» قال: إذا سمعت الرجل يجحد الحق و يكذب به- و يقع في أهله‏ «4» فقم من عنده و لا تقاعده‏ «5».

______________________________
(1)- البحار ج 8: 218. البرهان ج 1: 42. الصافي ج 1: 404.

(2)- البرهان ج 1: 422. الصافي ج 1: 404.

(3)- البرهان ج 1: 422. الصافي ج 1: 404. البحار ج 8: 218.

(4)- وقع في الناس وقيعة: اغتابهم.

(5)- البحار ج 21: 117. البرهان ج 1: 423. الصافي ج 1: 405.

مجمع البيان ج 3: 127.

281
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 142] ص : 282

291 عن شعيب العقرقوفي قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ‏» إلى قوله «إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ‏» فقال: إنما عنى الله بهذا- إذا سمعت الرجل يجحد الحق و يكذب به- و يقع في الأئمة فقم من عنده و لا تقاعده كائنا من كان‏ «1».

292 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله تبارك و تعالى فرض الإيمان على جوارح بني آدم، و قسمه عليها، فليس من جوارحه جارحة إلا و قد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت أختها، فمنها أذناه اللتان يسمع بهما، ففرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله- و أن يعرض عما لا يحل له فيما نهى الله عنه، و الإصغاء إلى ما أسخط الله تعالى، فقال في ذلك «وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ‏» إلى قوله: «حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ‏» ثم استثنى موضع النسيان- فقال:

«وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى‏ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏» و قال: «فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ- فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ‏» إلى قوله «أُولُوا الْأَلْبابِ‏» و قال: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ- وَ الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ‏» و قال:

«وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ‏» و قال: «وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً» فهذا ما فرض الله على السمع من الإيمان- و لا يصغي إلى ما لا يحل و هو عمله و هو من الإيمان‏ «2».

293 عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ لا تقم إلى الصلاة متكاسلا و لا متناعسا و لا متثاقلا، فإنها من خلل النفاق، قال الله للمنافقين «وَ إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ- قامُوا كُسالى‏ يُراؤُنَ النَّاسَ- وَ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا» «3».

294 عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع قال‏ كتبت إليه أسأله عن مسألة- فكتب إلي أن الله يقول: «إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ وَ إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ» إلى قوله «سَبِيلًا» ليسوا من عترة و ليسوا من المؤمنين- و ليسوا

______________________________
(1)- البحار ج 21: 117. البرهان ج 1: 423.

(2)- البحار ج 21: 117. البرهان ج 1: 423.

(3)- البرهان ج 1: 424.

 

282
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 148] ص : 283

من المسلمين، يظهرون الإيمان و يسرون الكفر و التكذيب لعنهم الله‏ «1».

295 عن مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه‏ أن رسول الله ص سئل فيما النجاة غدا فقال: النجاة أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فإنه من يخادع الله يخدعه و يخلع منه الإيمان و نفسه يخدع لو يشعر، فقيل له: فكيف يخادع الله قال: يعمل بما أمره الله ثم يريد به غيره، فاتقوا الله فاجتنبوا الرياء فإنه شرك بالله، إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك و بطل أجرك، و لا خلاق لك اليوم- فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له‏ «2».

296 عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ‏» قال: من أضاف قوما فأساء ضيافتهم فهو ممن ظلم- فلا جناح عليهم فيما قالوا فيه‏ «3».

297 و أبو الجارود عنه قال‏ الجهر بالسوء من القول أن يذكر الرجل بما فيه‏ «4».

298 عن أبي العباس عن أبي عبد الله ع قال: قال‏ إن تقرأ هذه الآية «قالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ‏» يكتبها إلى أدبارها «5».

299 عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ- وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً» قال: هو رسول الله ص‏ «6».

300 عن المفضل بن محمد «7» قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ‏» فقال: هذه نزلت فينا خاصة، إنه ليس رجل‏

______________________________
(1)- البحار ج 15 (ج 3): 23. البرهان ج 1: 424.

(2)- البحار ج 15 (ج 3): 53. البرهان ج 1: 425.

(3)- البرهان ج 1: 425. البحار ج 15 (ج 4): 188. الصافي ج 1: 408.

(4)- البرهان ج 1: 425. البحار ج 15 (ج 4): 188. الصافي ج 1: 408.

(5)- البرهان ج 1: 425.

(6)- البحار ج 3: 143. و ج 4: 55. الصافي ج 1: 426.

(7)- و في نسخة البرهان «المفضل بن عمر» و لعله الظاهر.

 

283
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 160] ص : 284

من ولد فاطمة يموت- و لا يخرج من الدنيا حتى يقر للإمام بإمامته‏ «1» كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا «تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا» «2».

301 عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله في عيسى ع «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ- وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً» فقال: إيمان أهل الكتاب إنما هو بمحمد ص‏ «3».

302 عن المشرقي عن غير واحد في قوله: «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ‏» يعني بذلك محمد ص إنه لا يموت يهودي و لا نصراني أحد [أبدا] حتى يعرف أنه رسول الله و أنه قد كان به كافرا «4».

303 عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ- وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً» قال: ليس من أحد من جميع الأديان يموت- إلا رأى رسول الله ص و أمير المؤمنين ع حقا- من الأولين و الآخرين‏ «5».

304 عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ من زرع حنطة في أرض فلم يزك زرعه- أو خرج زرعه كثير الشعير- فبظلم عمله في ملك رقبة الأرض، أو بظلم لمزارعيه و أكرته‏ «6» لأن الله يقول: «فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا- حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ‏» يعني لحوم الإبل و البقر و الغنم، و قال: إن إسرائيل كان إذا أكل من لحم البقر- هيج عليه وجع الخاصرة، فحرم على نفسه لحم الإبل، و ذلك من قبل أن‏

______________________________
(1)- قال الفيض [ره‏] يعني أن ولد فاطمة هم المعنيون بأهل الكتاب هنا و ذلك لقوله سبحانه‏
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فإنهم المرادون بالمصطفين هناك.

(2)- البحار ج 4: 55. البرهان ج 1: 426. الصافي ج 1: 411.

(3)- البحار ج 4: 55. و ج 3: 143 البرهان ج 1: 426.

(4)- البحار ج 3: 143. البرهان ج 1: 426.

(5)- البحار ج 3: 143. البرهان ج 1: 426.

(6)- أكرة جمع الإكار: الحراث.

 

284
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 164] ص : 285

 

ينزل التوراة، فلما أنزلت التوراة لم يحرمه و لم يأكله‏ «1».

305 عن زرارة و حمران عن أبي جعفر ع و أبي عبد الله ع قال‏ «إني أوحيت إليك كما أوحيت إلى نوح و النبيين من بعده» فجمع له كل وحي‏ «2».

306 عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ كان ما بين آدم و بين نوح من الأنبياء مستخفين و مستعلنين- و لذلك خفي ذكرهم في القرآن، فلم يسموا كما سمي من استعلن من الأنبياء، و هو قول الله «وَ رُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ‏» يعني اسم المستخفين- كما سميت المستعلنين من الأنبياء «3».

307 عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ «لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه و الملائكة يشهدون و كفى بالله شهيدا» قال:

و سمعته يقول: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا «إن الذين كفروا و ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم و لا ليهديهم طريقا» إلى قوله «يَسِيراً» ثم قال: «يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم- في ولاية علي فآمنوا خيرا لكم و إن تكفروا بولايته فإن لله ما في السموات و ما في الأرض- و كان الله عليما حكيما» «4».

308 عن عبد الله بن سليمان قال‏ قلت لأبي عبد الله ع قوله «قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ- وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً» قال: البرهان محمد ع و النور علي ع قال: قلت له «صِراطاً مُسْتَقِيماً» قال: الصراط المستقيم علي ع‏ «5».

309 عن بكير بن أعين قال‏ كنت عند أبي جعفر ع فدخل عليه رجل- فقال ما تقول في أختين و زوج قال: فقال أبو جعفر: للزوج النصف و للأختين ما بقي، قال:

فقال الرجل: ليس هكذا يقول الناس، قال: فما يقولون قال: يقولون: للأختين الثلثان و للزوج النصف- و يقسمون على سبعة، قال: فقال أبو جعفر ع: و لم قالوا

______________________________
(1)- البحار ج 14: 774. الصافي ج 1: 412. و قد مضى ذيله قبل في سورة آل عمران بشرحه تحت رقم 86 فراجع.

(2)- الصافي ج 1: 413. البرهان ج 1: 427.

(3)- الصافي ج 1: 413. البرهان ج 1: 427.

(4)- البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 428. الصافي ج 1: 416.

(5)- البحار ج 9: 101. البرهان ج 1: 428. الصافي ج 1: 416.

 

 

285
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 176] ص : 285

ذلك، قال: لأن الله سمى للأختين الثلثين و للزوج النصف- قال: فما يقولون لو كان مكان الأختين أخ قال: يقولون للزوج النصف و ما بقي فللأخ، فقال له: فيعطون من أمر الله له بالكل النصف، و من أمر الله بالثلثين أربعة من سبعة، قال: و أين سمى الله له ذلك قال: فقال أبو جعفر ع: اقرأ الآية التي في آخر السورة «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ- إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَ لَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ- وَ هُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ» قال: فقال أبو جعفر ع: إنما كان ينبغي لهم- أن يجعلوا لهذا المال للزوج النصف- ثم يقسمون على تسعة قال: فقال الرجل: هكذا يقولون، قال: فقال أبو جعفر ع: فهكذا يقولون- ثم أقبل علي فقال: يا بكير نظرت في الفرائض قال:

قلت و ما أصنع بشي‏ء هو عندي باطل، قال: فقال: انظر فيها- فإنه إذا جاءت تلك كان أقوى لك عليها «1».

310 عن حمزة بن حمران قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن الكلالة- قال: ما لم يكن له والد و لا ولد «2».

311 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ إذا ترك الرجل أمه و أباه و ابنته أو ابنه- فإذا ترك هو واحدا من هؤلاء الأربعة- فليس هو من الذي عنى الله في قوله:

«قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ» ليس يرث مع الأم و لا مع الأب- و لا مع الابن و لا مع الابنة إلا زوج أو زوجة- فإن الزوج لا ينقص من النصف شيئا إذا لم يكن معه ولد- و لا ينقص الزوجة من الربع شيئا إذا لم يكن معها ولد «3».

312 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قوله «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ- إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَ لَهُ أُخْتٌ‏» إنما عنى الله الأخت من الأب و الأم- أو أخت لأب فلها النصف مما ترك‏ وَ هُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ ... وَ إِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالًا وَ نِساءً- فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ‏ فهم الذين يزادون و ينقصون- و كذلك أولادهم يزادون و ينقصون‏ «4».

______________________________
(1)- البحار ج 21: 29. البرهان ج 1: 429.

(2)- البحار ج 21: 29. البرهان ج 1: 429.

(3)- البحار ج 21: 29. البرهان ج 1: 429.

(4)- البحار ج 21: 29. البرهان ج 1: 429.

286
تفسير العياشي1

[سورة النساء(4): آية 176] ص : 285

313 عن زرارة قال‏ سأخبرك و لا أزوي لك شيئا «1» و الذي أقول لك هو و الله الحق المبين- قال: فإذا ترك أمه أو أباه أو ابنه أو ابنته- فإذا ترك واحدا من هذه الأربعة فليس الذي عنى الله في كتابه «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ» و لا يرث مع الأب و لا مع الأم و لا مع الابن- و لا مع الابنة أحد من الخلق غير الزوج و الزوجة وَ هُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ يعني جميع مالها «2».

314 عن بكير قال‏ دخل رجل على أبي جعفر ع فسأله عن امرأة تركت زوجها و إخوتها لأمها و أختا لأب- قال: للزوج النصف ثلاثة أسهم- و للإخوة من الأم الثلث سهمان و للأخت للأب سهم- فقال له الرجل: فإن فرائض زيد و ابن مسعود و فرائض العامة و القضاة على غير ذا يا أبا جعفر يقولون: للأخت للأب و الأم ثلاثة أسهم نصيب من ستة تعول إلى ثمانية فقال أبو جعفر: و لم قالوا ذلك قال: لأن الله قال: «وَ لَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ‏» فقال أبو جعفر: فما لكم نقصتم الأخ- إن كنتم تحتجون بأمر الله فإن الله سمى لها النصف، فإن الله سمى للأخ الكل فالكل أكثر من النصف، فإنه قال: «فَلَهَا النِّصْفُ‏» و قال الأخ: «وَ هُوَ يَرِثُها» يعني جميع المال إن لم يكن لها ولد- فلا تعطون الذي جعل الله له الجميع في بعض فرائضكم شيئا- و تعطون الذي جعل الله له النصف تاما «3».

______________________________
(1)- زوى الشي‏ء: منعه.

(2)- البحار ج 210: 29. البرهان ج 1: 430 و نقله المحدث الحر العاملي في الوسائل ج 3 أبواب ميراث الإخوة و الأجداد باب 10 مختصرا عن هذا الكتاب أيضا.

(3)- البحار ج 210: 29. البرهان ج 1: 430 و نقله المحدث الحر العاملي في الوسائل ج 3 أبواب ميراث الإخوة و الأجداد باب 10 مختصرا عن هذا الكتاب أيضا.

287
تفسير العياشي1

(5) من سورة المائدة ص : 288

(5) من سورة المائدة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر ع قال: قال علي بن أبي طالب ص‏ نزلت المائدة قبل أن يقبض النبي ص بشهرين أو ثلاثة.

و في رواية أخرى عن زرارة عن أبي جعفر مثله‏ «1».

2- عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي ع قال‏ كان القرآن ينسخ بعضه بعضا- و إنما كان يؤخذ من أمر رسول الله ص بآخره- فكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة فنسخت ما قبلها و لم ينسخها شي‏ء- لقد نزلت عليه و هو على بغلة الشهباء و ثقل عليه الوحي حتى وقفت- و تدلى بطنها «2» حتى رأيت سرتها تكاد تمس الأرض و أغمي على رسول الله ص حتى وضع يده على ذؤابة «3» شيبة بن وهب الجمحي، ثم رفع ذلك عن رسول الله ص فقرأ علينا سورة المائدة فعمل رسول الله ص و عملنا «4».

3- عن أبي الجارود عن محمد بن علي ع قال‏ من قرأ سورة المائدة في كل يوم‏

______________________________
(1)- البحار ج 19: 69. البرهان ج 1: 430.

(2)- أي استرسل و تمايل إلى السفل.

(3)- الذؤابة: الناصية و هي شعر في الرأس. و في نسخة مجمع البيان «رأس» مكان «ذؤابة».

(4)- البحار ج 19: 69. البرهان ج 1: 430. الصافي ج 1: 503 مجمع البيان ج 3: 150.

 

288
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 1] ص : 289

خميس لم يلبس إيمانه بظلم و لم يشرك أبدا «1».

4 [عن سماعة] عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع عن علي ع قال‏ ليس في القرآن «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» إلا و هي في التوراة يا أيها المساكين.

: «2»

5- عن النضر بن سويد عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن سنان قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» قال: العهود «3».

عن ابن سنان‏ مثله.

6- عن عكرمة أنه قال‏ ما أنزل الله جل ذكره «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» إلا و رأسها علي بن أبي طالب ع‏ «4».

7- عن عكرمة عن ابن عباس قال‏ ما نزلت آية «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» إلا و علي شريفها و أميرها، و لقد عاتب الله أصحاب محمد ع في غير مكان- و ما ذكر عليا ع إلا بخير «5».

8 جعفر بن أحمد عن العمركي بن علي عن علي بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى ع عن علي بن الحسين قال‏ ليس في القرآن «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» إلا و هي في التوراة يا أيها المساكين‏ «6».

9- عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ في قول الله: «أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ‏» قال: هو الذي في البطن تذبح أمه فيكون في بطنها «7».

10- عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قوله «أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ‏» قال:

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 431.

(2)- البرهان ج 1: 431.

(3)- البرهان ج 1: 431.

(4)- البرهان ج 1: 431.

(5)- البرهان ج 1: 431. البحار ج 9: 101.

(6)- البرهان ج 1: 431.

(7)- البرهان ج 1: 431. البحار ج 14: 817. الوسائل ج 3 أبواب الذبائح باب 17.

 

289
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 2] ص : 290

هي الأجنة «1» التي في بطون الأنعام، و قد كان أمير المؤمنين ع يأمر ببيع الأجنة «2».

11- عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: روى بعض أصحابنا عن أبي عبد الله‏ في قول الله «أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ‏» قال: الجنين في بطن أمه إذا أشعر و أوبر فذكاة أمه ذكاته‏ «3».

12- عن وهب بن وهب عن جعفر بن محمد عن أبيه‏ أن عليا ع سئل عن أكل لحم الفيل و الدب و القرد، فقال: ليس هذا من بهيمة الأنعام التي تؤكل‏ «4».

13- عن المفضل قال‏ سألت الصادق ع عن قول الله: «أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ‏» قال البهيمة هاهنا الولي و الأنعام المؤمنون‏ «5».

14- عن موسى بن بكير عن بعض رجاله‏ أن زيد بن علي دخل على أبي جعفر ع و معه كتب من أهل الكوفة يدعون فيها إلى أنفسهم- و يخبرونه باجتماعهم و يأمرونه بالخروج إليهم، فقال أبو جعفر ع: إن الله تبارك و تعالى أحل حلالا- و حرم حراما و ضرب أمثالا و سن سننا- و لم يجعل الإمام العالم بأمره في شبهة- مما فرض الله من الطاعة أن يسبقه بأمر قبل محله- أو يجاهد قبل حلوله، و قد قال الله في الصيد:

«لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ‏» فقتل الصيد أعظم أم قتل النفس الحرام، و جعل لكل محلا و قال «إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا» و قال: «لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ‏» فجعل الشهور عدة معلومة و جعل منها أربعة حرما، و قال: «فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ- وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ‏» «6».

______________________________
(1)- جمع الجنين.

(2)- البرهان ج 1: 431. البحار ج 14: 817. الوسائل ج 3 أبواب الذبائح باب 17.

(3)- البرهان ج 1: 431. البحار ج 14: 817. الوسائل ج 3 أبواب الذبائح باب 17.

(4)- البرهان ج 1: 432. البحار ج 14: 773.

(5)- البرهان ج 1: 432.

(6)- البرهان ج 1: 432.

290
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 3] ص : 291

15- عن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابه قال‏ قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك- لم حرم الله الميتة و الدم و لحم الخنزير فقال: إن الله تبارك و تعالى لم يحرم ذلك عباده، و أحل لهم ما سواه من رغبة منه تبارك و تعالى فيما حرم عليهم- و لا زهد فيما أحل لهم لكنه خلق الخلق- و علم ما يقوم به أبدانهم و ما يصلحهم فأحله- و أباحه تفضلا منه عليهم لمصلحتهم، و علم ما يضرهم فنهاهم عنه- حرمه عليهم ثم أباحه للمضطر، و أحله لهم في الوقت الذي لا يقوم بدنه إلا به، فأمره أن ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك، ثم قال: أما الميتة فإنه لا يدنو منها أحد- و لا يأكلها إلا ضعف بدنه و نحل جسمه- و وهنت قوته و انقطع نسله، و لا يموت آكل الميتة إلا فجأة، و أما الدم فإنه يورث الكلب‏ «1» و القسوة للقلب و قلة الرأفة و الرحمة- لا يؤمن أن يقتل ولده و والديه- و لا يؤمن على حميم‏ «2» و لا يؤمن على من صحبه، و أما لحم الخنزير فإن الله مسخ قوما في صورة شي‏ء- شبه الخنزير و القرد و الدب و ما كان من الأمساخ، ثم نهى عن أكل مثله لكي لا ينفع بها و لا يستخف بعقوبته، و أما الخمر فإنه حرمها لفعلها و فسادها- و قال: إن مدمن الخمر كعابد وثن، و يورثه ارتعاشا و يذهب بنوره و يهدم مروته، و يحمله على أن يكسب على المحارم- من سفك الدماء و ركوب الزنا، و لا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه و هو لا يعقل ذلك- و الخمر لم يرد شاربها إلا إلى كل شر «3».

16- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ كل شي‏ء من الحيوان غير الخنزير و النطيحة و الموقوذة و المتردية «4» و ما أكل السبع و هو قول الله‏ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ‏

______________________________
(1)- الكلب- بفتحتين- شدة الحرص.

(2)- الحميم: القريب في النسب.

(3)- البحار ج 14: 771. البرهان ج 1: 434. الوسائل ج 3 أبواب الأطعمة المحرمة باب 1.

(4)- سيأتي معنى النطيحة و الموقوذة و المتردية و في رواية عيوق و قال في الصافي أما الْمُنْخَنِقَةُ فإن المجوس كانوا لا يأكلون الذبائح و يأكلون الميتة و كانوا يخنقون بالبقر و الغنم فإذا انخنقت و ماتت أكلوها. وَ الْمَوْقُوذَةُ: كانوا يشدون أرجلها و يضربونها حتى تموت فإذا ماتت أكلوها وَ الْمُتَرَدِّيَةُ كانوا يشدون أعينها و يلقونها من السطح فإذا ماتت أكلوها. وَ النَّطِيحَةُ كانوا يناطحون بالكباش فإذا مات أحدها أكلوه‏ وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ‏ فكانوا يأكلون ما يأكله الذئب و الأسد.

 

291
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 3] ص : 291

فإن أدركت شيئا منها و عين تطرف- أو قائمة تركض أو ذنب يمصع‏ «1» فذبحت فقد أدركت ذكاته فكله، قال و إن ذبحت ذبيحة فأجدت الذبح فوقعت في النار أو في الماء أو من فوق بيت أو من فوق جبل، إذا كانت قد أجدت الذبح فكل‏ «2».

17- عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا قال: سمعته يقول‏ الْمُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطِيحَةُ وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ‏ إذا أدركت ذكاته فكله‏ «3».

18- عن عيوق بن قسوط عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «الْمُنْخَنِقَةُ» قال:

التي تختنق في رباطها «4» وَ الْمَوْقُوذَةُ المريضة التي لا تجد ألم الذبح- و لا يضطرب و لا يخرج لها دم، وَ الْمُتَرَدِّيَةُ التي تردى من فوق بيت أو نحوه، وَ النَّطِيحَةُ التي تنطح صاحبها «5».

19- عن عمرو بن شمر عن جابر قال: قال أبو جعفر ع‏ في هذه الآية «الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ- فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ‏» يوم يقوم القائم ع يئس بنو أمية فهم الذين كفروا يئسوا من آل محمد ع‏ «6».

20- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ آخر فريضة أنزلها الله الولاية

______________________________
(1)- طرفت عينه: تحركت بالنظر. و ركض ركضا: حرك رجليه و قائمة الدابة:

رجلها أو يدها. و مصعت الدابة بذنبها: حركته.

(2)- الوسائل ج 3 أبواب الأطعمة المحرمة باب 57. البحار ج 14: 108.

البرهان ج 1: 334. الصافي ج 1: 420.

(3)- الوسائل ج 3 أبواب الأطعمة المحرمة باب 57. البحار ج 14: 108.

البرهان ج 1: 334. الصافي ج 1: 420.

(4)- الرباط: المكان الذي يربط فيه الخيل.

(5)- البحار ج 14: 807. البرهان ج 1: 444.

(6)- البرهان ج 1: 444.

 

292
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 3] ص : 291

«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ- وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» فلم ينزل من الفرائض شي‏ء بعدها- حتى قبض الله رسوله ص‏ «1».

21- عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ لما نزل رسول الله ص عرفات يوم الجمعة أتاه جبرئيل ع فقال له: يا محمد إن الله يقرئك السلام- و يقول لك: قل لأمتك «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ‏ بولاية علي بن أبي طالب‏ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» و لست أنزل عليكم بعد هذا، قد أنزلت عليكم الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج- و هي الخامسة و لست أقبل هذه الأربعة إلا بها «2».

22- عن ابن أذينة قال: سمعت زرارة عن أبي جعفر ع‏ أن الفريضة كانت تنزل ثم تنزل الفريضة الأخرى- فكانت الولاية آخر الفرائض- فأنزل الله «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ- وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» فقال أبو جعفر: يقول الله:

لا أنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة «3».

23- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ تمام النعمة دخول الجنة «4».

24- عن حريز عن أبي عبد الله ع قال‏ سئل عن كلب المجوس يكلبه المسلم و يسمي و يرسله- قال: نعم إنه مكلب إذا ذكر اسم الله عليه فلا بأس‏ «5».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 444 البحار ج 9: 306.

(2)- البرهان ج 1: 444 البحار ج 9: 306.

(3)- البرهان ج 1: 444 البحار ج 9: 306. الصافي ج 1: 421 و قال الفيض ره: و إنما أكملت الفرائض بالولاية لأن النبي ص أنهى جميع ما استودعه الله من العلم إلى علي صلوات الله عليه ثم إلى ذريته الأوصياء واحدا بعد واحد فلما أقامهم مقامه و تمكن الناس من الرجوع إليهم في حلالهم و حرامهم و استمر ذلك بقيام واحد به بعد واحد كمل الدين و تمت النعمة و الحمد لله و قد ورد هذا المعنى بعينه عنهم عليهم السلام.

(4)- البحار ج 9: 306. البرهان ج 1: 444.

(5)- البحار ج 14: 796. البرهان ج 1: 447. الوسائل ج 3 أبواب الصيد باب 15.

293
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 4] ص : 294

25- عن أبي بكر الحضرمي قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن صيد البزاة و الصقور و الفهود «1» و الكلاب- فقال: لا تأكل من صيد شي‏ء منها إلا ما ذكيت إلا الكلاب، قلت: فإنه قتله قال: كل فإن الله يقول: «وَ ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ- تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ- وَ اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ‏» «2».

26- عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله ع‏ عن الرجل سرح الكلب المعلم و يسمي إذا سرحه‏ «3» قال: يأكل مما أمسك عليه و إن أدركه و قتله، و إن وجد معه كلب غير معلم فلا يأكل منه، قلت: فالصقر و العقاب و البازي قال: إن أدركت ذكاته فكل منه- و إن لم تدرك ذكاته فلا تأكل منه، قلت: فالفهد ليس بمنزلة الكلب قال:

فقال لا ليس شي‏ء مكلب إلا الكلب‏ «4».

27- عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي ع قال‏ الفهد من الجوارح و الكلاب الكردية [الكروبة] إذا علمت فهي بمنزلة السلوقية «5».

28- عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع قال‏ كان أبي يفتي و كنا نفتي- و نحن نخاف في [من‏] صيد البازي و الصقور، فأما الآن فإنا لا نخاف- و لا يحل صيدهما إلا أن تدرك ذكاته، و إنه لفي كتاب علي ع أن الله قال: «ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ‏» فهي الكلاب‏ «6».

______________________________
(1)- البزاة جمع البازي و هو طائر من أنواع الصقور معروف. و الفهود جمع الفهد:

نوع من السباع بين الكلب و النمر قوائمه أطول من قوائم النمر و هو منقط بنقط سود لا يتكون منها حلق كالنمر يوصف بكثرة النوم و يقال له بالفارسية «يوز».

(2)- البحار ج 14: 800. البرهان ج 1: 448.

(3)- أي يذكر اسم الله على ما هو الواجب في الذبح. و سرحه: أي أرسله.

(4)- البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800.

(5)- البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 796.

(6)- البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 796.

294
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 5] ص : 295

29- عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال‏ ما خلا الكلاب عما يصيد الفهود و الصقور و أشباه ذلك- فلا تأكلن من صيده إلا ما أدركت ذكاته، لأن الله قال: «مُكَلِّبِينَ‏» فما خلا الكلاب- فليس صيده بالذي يؤكل إلا أن يدرك ذكاته‏ «1».

30- عن الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ أن في كتاب علي ع قال الله «إلا ما علمتم من الجوارح مكلبين- تعلمونهن مما علمكم» فهي الكلاب‏ «2».

31- عن جميل عن أبي عبد الله ع‏ سئل عن الصيد يأخذه الكلب- فيتركه الرجل حتى يموت قال: نعم كل إن الله يقول: «فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ‏» «3».

32- عن أبي جميلة عن ابن حنظلة عنه‏ في الصيد يأخذه الكلب فيدركه الرجل فيأخذه- ثم يموت في يده أ يأكل منه قال: نعم إن الله يقول: «فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ‏» «4».

33- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ- فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَ اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ‏» قال لا بأس بأكل ما أمسك الكلب- مما لم يأكل الكلب منه، فإذا أكل الكلب منه قبل أن تدركه فلا تأكله‏ «5».

34- عن رفاعة عن أبي عبد الله ع قال‏ الفهد مما قال الله «مُكَلِّبِينَ‏» «6».

35- عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ كل ما أمسك عليه الكلاب و إن بقي ثلاثة [ثلثه‏] «7».

36- عن قتيبة الأعشى قال‏ سأل الحسن بن المنذر أبا عبد الله ع أن الرجل‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800. الوسائل ج 3 أبواب الصيد باب 9 و باب 5.

(2)- البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800. الوسائل ج 3 أبواب الصيد باب 9 و باب 5.

(3)- البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800. الوسائل ج 3 أبواب الصيد باب 9 و باب 5.

(4)- البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800.

(5)- البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800.

(6)- الوسائل ج 3 أبواب الصيد باب 6 و باب 2. البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800.

(7)- الوسائل ج 3 أبواب الصيد باب 6 و باب 2. البرهان ج 1: 448. البحار ج 14: 800.

 

295
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 5] ص : 295

يبعث في غنمه رجلا أمينا- يكون فيها نصرانيا أو يهوديا فتقع العارضة فيذبحها و يبيعها فقال أبو عبد الله: لا تأكلها و لا تدخلها في مالك، فإنما هو الاسم و لا يؤمن عليه إلا المسلم، فقال رجل لأبي عبد الله و أنا أسمع: فأين قول الله: «وَ طَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ‏» فقال أبو عبد الله: كان أبي يقول: إنما ذلك الحبوب و أشباهه‏ «1».

37- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله تبارك و تعالى «و طعامهم‏ أُحِلَّ لَكُمُ‏» قال: العدس و الحبوب و أشباه ذلك يعني أهل الكتاب‏ «2».

38- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ «وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ‏» قال نسختها «وَ لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ» «3».

39- عن أبي جميلة عن أبي عبد الله ع قال‏ في «الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ‏» قال: هن العفائف‏ «4».

40- عن عبد صالح قال‏ سألناه عن قوله: «وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ‏» ما هن و ما معنى إحصانهن قال: هن العفائف من نسائهم‏ «5».

41- عن عبيد بن زرارة قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل «وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ‏» قال: ترك العمل الذي أقر به من ذلك- أن يترك الصلاة من غير سقم و لا شغل، قال: قلت له: الكبائر أعظم الذنوب قال: فقال: نعم، قلت هي أعظم من ترك الصلاة قال: إذا ترك الصلاة تركا ليس من أمره- كان داخلا في واحدة من السبعة «6».

______________________________
(1)- البحار ج 14: 816. البرهان ج 1: 449.

(2)- البحار ج 14: 816. البرهان ج 1: 449. الوسائل ج 3 أبواب الأطعمة المحرمة باب 51.

(3)- البحار ج 21: 91. البرهان ج 1: 449. الصافي ج 1: 424.

(4)- البحار ج 21: 91. البرهان ج 1: 449. الصافي ج 1: 424.

(5)- البحار ج 21: 91. البرهان ج 1: 449. الصافي ج 1: 424.

(6)- البرهان ج 1: 450 و المراد بالسبعة هي الكبائر التي عدها في جملة من الأخبار بأنها سبعة و قد مضى جملة منها مما رواه المؤلف (ره) في سورة النساء في قوله تعالى «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ‏ اه» تحت رقم 105- 114 فراجع.

296
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 6] ص : 297

42- عن أبان بن عبد الرحمن قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ أدنى ما يخرج به الرجل من الإسلام أن يرى الرأي بخلاف الحق فيقيم عليه، قال: «وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ‏» و قال: الذي يكفر بالإيمان- الذي لا يعمل بما أمر الله به و لا يرضى به‏ «1».

43- عن محمد بن مسلم عن أحدهما في قول الله: «وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ‏» قال: هو ترك العمل حتى يدعه أجمع- قال: منه الذي يدع الصلاة متعمدا- لا من شغل و لا من سكر يعني النوم‏ «2».

44- عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن تفسير هذه الآية «وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ‏» يعني بولاية علي ع‏ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‏. «3».

45- عن هارون بن خارجة قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ‏» قال: فقال: من ذلك ما اشتق فيه زرارة و أبو حنيفة «4».

46- عن أبي بكر بن حزم قال‏ توضأ رجل فمسح على خفيه، فدخل المسجد فصلى فجاء علي ع فوطئ على رقبته- فقال: ويلك تصلي على غير وضوء فقال أمرني عمر بن الخطاب، قال: فأخذ بيده فانتهى به إليه، فقال: انظر ما يروي هذا عليك و رفع صوته- فقال: نعم أنا أمرته إن رسول الله ص مسح، قال:

قبل المائدة أو بعدها قال: لا أدري، قال: فلم تفتي و أنت لا تدري سبق الكتاب الخفين‏ «5».

47- عن الميسر بن ثوبان قال: سمعت عليا ع يقول‏ سبق الكتاب الخفين و الخمار «6».

48- عن بكير بن أعين قال‏ قلت لأبي عبد الله ع قوله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ» ما معنى إذا قمتم قال: إذا قمتم من النوم، قلت: و ينقض النوم‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 450. الصافي ج 1: 424.

(2)- البرهان ج 1: 450. الصافي ج 1: 424.

(3)- البرهان ج 1: 450. الصافي ج 1: 424.

(4)- البرهان ج 1: 450.

(5)- البرهان ج 1: 452. البحار ج 18: 65.

(6)- البرهان ج 1: 452. البحار ج 18: 65.

 

297
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 6] ص : 297

الوضوء قال: نعم إذا كان نوم يغلب على السمع فلا يسمع الصوت‏ «1».

49- عن بكير بن أعين عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ- فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ‏» قال: قلت ما عنى بها قال: من النوم‏ «2».

50- عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ- فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ- وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ‏» قال: ليس له أن يدع شيئا من وجهه إلا غسله، و ليس له أن يدع شيئا من يديه إلى المرفقين إلا غسله، ثم قالا: امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏، فإذا مسح بشي‏ء من رأسه أو بشي‏ء من قدميه- ما بين كعبيه إلى أطراف أصابعه فقد أجزأه، قال:

فقلت: أصلحك الله أين الكعبين قال: هاهنا يعني المفصل دون عظم الساق‏ «3».

51- عن زرارة و بكير بن أعين قالا سألنا أبا جعفر عن وضوء رسول الله ص فدعا بطشت أو تور «4» فيه ماء فغمس كفه اليمنى- فغرف بها غرفة فصبها على جبهته، فغسل وجهه بها، ثم غمس كفه اليسرى فأفرغ على يده اليمنى- فغسل بها ذراعه من المرفق إلى الكف- لا يردها إلى المرفق، ثم غمس كفه اليمنى- فأفرغ بها على ذراعه الأيسر من المرفق- و صنع بها كما صنع باليمنى، و مسح رأسه بفضل كفيه و قدميه لم يحدث لها ماء جديدا، ثم قال: و لا يدخل أصابعه تحت الشراك‏ «5» قال: ثم قال إن الله يقول: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ- فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ‏» فليس له أن يدع شيئا من وجهه إلا غسله- و أمر بغسل اليدين إلى المرفقين، فليس ينبغي له أن يدع من يديه إلى المرفقين شيئا إلا غسله، لأن الله يقول: «فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ‏» ثم قال: «وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏»

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 452. البحار ج 18: 53.

(2)- البرهان ج 1: 452. البحار ج 18: 53.

(3)- البحار ج 18: 65. البرهان ج 1: 452.

(4)- التور: إناء صغير. و الترديد من الراوي.

(5)- الشراك: سير النعل على ظهر القدم.

 

298
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 6] ص : 297

فإذا مسح بشي‏ء من رأسه أو بشي‏ء من قدميه- ما بين أطراف الكعبين إلى أطراف الأصابع فقد أجزأه- قالا قلنا: أصلحك الله أين الكعبان قال: هاهنا يعني المفصل دون عظم الساق، فقلناه: هذا ما هو قال: من عظم الساق و الكعب أسفل من ذلك، فقلنا: أصلحك الله- فالغرفة الواحدة تجزي الوجه و غرفة للذراع قال:

نعم إذا بالغت فيهما- و الثنتان تأتيان على ذلك كله‏ «1».

52- عن زرارة قال‏ قلت لأبي جعفر ع: أخبرني عن حد الوجه الذي ينبغي له أن يوضأ، الذي قال الله فقال: الوجه الذي أمر الله بغسله- الذي لا ينبغي لأحد أن يزيد عليه و لا ينقص منه- إن زاد عليه لم يؤجر و إن نقص منه أثم: ما دارت السبابة و الوسطى و الإبهام- من قصاص الشعر إلى الذقن، و ما جرت عليه الإصبعان من الوجه مستديرا [فهو من الوجه‏]، و ما سوى ذلك فليس من الوجه، قلت: الصدغ‏ «2» ليس من الوجه قال: لا.

قال زرارة: فقلت لأبي جعفر ع: أ لا تخبرني من أين علمت- و قلت: إن المسح ببعض الرأس و بعض الرجلين فضحك- فقال: يا زرارة قال رسول الله ص و قد نزل به الكتاب من الله- لأن الله قال: «فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ‏» فعرفنا أن الوجه كله ينبغي له أن يغسل، ثم قال: «وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ‏» فوصل اليدين إلى المرفقين بالوجه- فعرفنا أنهما ينبغي أن يغسلان إلى المرفقين، ثم فصل بين الكلام- فقال «وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ‏» فعلمنا حين قال: برءوسكم- أن المسح ببعض الرأس لمكان الباء، ثم وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه، فقال: «وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏» فعرفنا حين وصلهما بالرأس أن المسح على بعضهما- ثم فسر ذلك رسول الله للناس فضيعوه، ثم قال:

«فإن‏ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً- فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ‏» ثم وصل بها «وَ أَيْدِيَكُمْ‏» فلما وضع الوضوء عمن لم يجد الماء- أثبت بعض الغسل مسحا لأنه قال «بِوُجُوهِكُمْ‏» ثم قال: «مِنْهُ‏» أي من ذلك التيمم- لأنه علم أن ذلك أجمع لا يجري‏

______________________________
(1)- البحار ج 18: 65. البرهان ج 1: 452. الصافي ج 1: 427.

(2)- الصدغ- بضم الصاد-: ما بين العين و الأذن.

 

299
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 6] ص : 297

على الوجه، لأنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف و لا يعلق ببعضها «1».

53- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ قلت كيف يمسح الرأس قال: إن الله يقول: «وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ‏» فما مسحت من رأسك فهو كذا- و لو قال: امسحوا رءوسكم فكان عليك المسح كله‏ «2».

54- عن صفوان قال‏ سألت أبا الحسن الرضا ع عن قول الله «فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ- وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏» فقال:

قد سأل رجل أبا الحسن عن ذلك فقال: سيكفيك أو كفتك سورة المائدة يعني المسح على الرأس و الرجلين، قلت: فإنه قال «فَاغْسِلُوا ... أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ‏» فكيف الغسل قال:

هكذا أن يأخذ الماء بيده اليمنى فيصبه في اليسرى- ثم يفيضه على المرفق، ثم يمسح إلى الكف قلت له: مرة واحدة فقال: كان يفعل ذلك مرتين، قلت: يرد الشعر قال:

إذا كان عنده آخر فعل و إلا فلا «3».

55- عن ميسر عن أبي جعفر ع قال‏ الوضوء واحدة و قال: وصف الكعب في ظهر القدم‏ «4».

56- عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر ع قال: قال‏ أ لا أحكي لكم وضوء رسول الله ص قلنا: بلى فأخذ كفا من ماء فصبه على وجهه- ثم أخذ كفا آخر [من الماء فصبه على وجهه- ثم أخذ كفا آخر] فصبه على ذراعه الأيمن- ثم أخذ كفا آخر فصبه على ذراعه الأيسر، ثم مسح رأسه و قدميه، ثم وضع يده على ظهر القدم، ثم قال: إن هذا هو الكف و أشار بيده إلى العرقوب‏ «5» و ليس بالكعب‏ «6».

57- و في رواية أخرى عنه قال‏ إلى العرقوب، فقال: إن هذا هو الظنبوب‏

______________________________
(1)- البحار ج 18: 66 و 70. البرهان ج 1: 452. الصافي ج 1: 427.

(2)- البرهان ج 1: 453. البحار ج 18: 68.

(3)- البرهان ج 1: 453. البحار ج 18: 68.

(4)- البرهان ج 1: 453. البحار ج 18: 68.

(5)- العرقوب: عصب غليظ فوق العقب.

(6)- البحار ج 18: 68. البرهان ج 1: 453.

 

300
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 6] ص : 297

[الأنبوب‏] و ليس بالكعب.

58- عن علي بن أبي حمزة قال‏ سألت أبا إبراهيم ع عن قول الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ» إلى قوله «إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏» فقال: صدق الله قلت:

جعلت فداك كيف يتوضأ قال: مرتين مرتين، قلت: يمسح قال: مرة مرة، قلت:

من الماء مرة قال: نعم، قلت: جعلت فداك فالقدمين قال: اغسلهما غسلا «1».

59- عن محمد بن أحمد الخراساني رفع الحديث قال‏ أتى أمير المؤمنين ع رجل فسأله عن المسح على الخفين- فأطرق في الأرض مليا «2» ثم رفع رأسه- فقال: يا هذا إن الله تبارك و تعالى أمر عباده بالطهارة- و قسمها على الجوارح، فجعل للوجه منه نصيبا و جعل لليدين منه نصيبا- و جعل للرأس منه نصيبا، و جعل للرجلين منه نصيبا، فإن كانتا خفاك من هذه الأجزاء فامسح عليهما «3».

60- عن غالب بن الهذيل قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله: «وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏» على الخفض هي أم على الرفع فقال: بل هي على الخفض‏ «4».

61- عن عبد الله بن خليفة أي العريف [أبي العريف‏] المكراني الهمداني قال‏ قام ابن الكواء إلى علي ع فسأله عن المسح على الخفين فقال: بعد كتاب الله تسألني- قال الله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا» إلى قوله «الْكَعْبَيْنِ‏» ثم قام إليه ثانية فسأله، فقال له مثل ذلك ثلاث مرات- كل ذلك يتلو عليه هذه الآية «5».

62- عن الحسن بن زيد عن جعفر بن محمد أن عليا ع خالف القوم في المسح‏

______________________________
(1)- البحار ج 18: 68 البرهان ج 453.

(2)- أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض.

(3)- البحار ج 18: 67. البرهان ج 1: 453.

(4)- البرهان ج 1: 454.

(5)- البرهان ج 1: 454.

 

301
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 6] ص : 297

على الخفين- على عهد عمر بن الخطاب قالوا رأينا النبي ص يمسح على الخفين، قال: فقال علي ع: قبل نزول المائدة أو بعدها- فقالوا: لا ندري- قال: و لكن أدري أن النبي ص ترك المسح على الخفين- حين نزلت المائدة و لأن أمسح على ظهر حمار أحب إلي أن أمسح على الخفين- و تلا هذه الآية «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ- فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ- وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏» «1».

63- عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن التيمم فقال: إن عمار بن ياسر أتى النبي ص فقال أجنبت و ليس معي ماء فقال: كيف صنعت يا عمار قال نزعت ثيابي ثم تمعكت على الصعيد «2» فقال: هكذا يصنع الحمار- إنما قال الله:

«فامسحوا وجوهكم و أيديكم منه» ثم وضع يديه جميعا على الصعيد ثم مسحهما- ثم مسح من بين عينيه إلى أسفل حاجبيه- ثم دلك إحدى يديه بالأخرى على ظهر الكف بدأ باليمنى.

64- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ فرض الله الغسل على الوجه و الذراعين و المسح على الرأس و القدمين- فلما جاء حال السفر و المرض و الضرورة وضع الله الغسل و أثبت الغسل مسحا- فقال: «وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضى‏ أَوْ عَلى‏ سَفَرٍ- أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ» إلى «وَ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ‏» «3».

65- عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ‏ في الدين‏ مِنْ حَرَجٍ‏» و الحرج الضيق‏ «4».

66- عن عبد الأعلى مولى آل سام قال‏ قلت لأبي عبد الله ع إني عثرت فانقطع ظفري، فجعلت على إصبعي مرارة «5» كيف أصنع بالوضوء للصلاة- قال:

فقال ع: تعرف هذا و أشباهه- في كتاب الله تبارك و تعالى «ما جَعَلَ‏ الله‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 454.

(2)- مضى الحديث مع تفسير لغاته في سورة النساء تحت رقم 144 باختلاف يسير فراجع.

(3)- البرهان ج 1: 454.

(4)- البرهان ج 1: 454.

(5)- قال في النهاية المرارة هي التي في جوف الشاة و غيرها يكون فيها ماء أخضر مر، قيل هي لكل حيوان إلا الجمل- ثم قال- و منه حديث ابن عمر أنه جرح إبهامه فألقمها مرارة و كان يتوضأ عليها.

 

302
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): الآيات 21 الى 26] ص : 303

عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ‏» «1».

67- عن أبي بصير عن أحدهما أن رأس المهدي‏ «2» يهدى إلى موسى بن عيسى على طبق- قلت فقد مات هذا و هذا قال: فقد قال الله «ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ- الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ‏» فلم يدخلوها و دخلها الأبناء- أو قال: أبناء الأبناء فكان ذلك دخولهم- فقلت: لو ترى أن الذي قال في المهدي و في ابن عيسى‏ «3» يكون مثل هذا فقال: يكون في أولادهم، فقلت: ما تنكر أن يكون ما قال في ابن الحسن‏ «4» يكون في ولده قال نعم: ليس ذلك مثل ذا «5».

68- عن حريز عن بعض أصحابه عن أبي جعفر ع قال: قال رسول الله ص‏ و الذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم- حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة «6» حتى لا تخطئون طريقهم- و لا يخطأكم سنة بني إسرائيل، ثم قال أبو جعفر ع قال: موسى لقومه «يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ‏» فردوا عليه و كانوا ستمائة ألف «ف قالُوا يا مُوسى‏ إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ- وَ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ- قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا» أحدهما يوشع بن نون و الآخر كالب بن يافنا، قال: و هما ابنا عمه، فقالا «ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ‏» إلى قوله «إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ‏» قال: فعصى أربعون ألف و سلم هارون‏ «7» و ابناه و يوشع بن نون و كالب بن يافنا [يوفتا] فسماهم الله فاسقين- فقال: فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 454.

(2)- المراد من المهدي هو المهدي العباسي.

(3)- هذا هو الصحيح الموافق لنسخة البحار لكن في الأصل و نسختي البرهان و إثبات الهداة «عيسى» بحذف «ابن».

(4)- يعني القائم (ع).

(5)- البحار ج 5: 256 و 13: 179. إثبات الهداة ج 7: 97. البرهان ج 1: 467.

(6)- القذة: ريش السهم. يعني كما تقدر كل واحدة منهن على صاحبتها و تقطع قال بن الأثير: يضرب مثلا للشيئين يستويان و لا يتفاوتان.

(7)- قال المجلسي «ره» أي التسليم الكامل.

 

303
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): الآيات 21 الى 26] ص : 303

فتاهوا أربعين‏ «1» سنة لأنهم عصوا فكان حذو النعل بالنعل، أن رسول الله ص لما قبض لم يكن على أمر الله- إلا علي و الحسن و الحسين و سلمان و المقداد و أبو ذر فمكثوا أربعين حتى قام علي‏ «2» فقاتل من خالفه‏ «3».

69- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قوله: «يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ- الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ‏» قال: كتبها لهم ثم محاها «4».

70- عن أبي بصير قال‏ قال أبو عبد الله ع لي: إن بني إسرائيل قال لهم‏ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فلم يدخلوها حتى حرمها عليهم و على أبنائهم- و إنما دخلها أبناء الأبناء «5».

71- عن إسماعيل الجعفي عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له أصلحك الله «ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ‏» أ كان كتبها لهم قال: إي و الله لقد كتبها لهم ثم بدا له لا يدخلوها- قال: ثم ابتدأ هو- فقال: إن الصلاة كانت ركعتين عند الله- فجعلهما للمسافر و زاد للمقيم ركعتين فجعلهما أربعا «6».

72- عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع‏ أنه سئل عن قول الله «ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ‏» قال: كتبها لهم ثم محاها، ثم كتبها لأبنائهم فدخلوها و الله يمحو ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ «7».

73- عن علي بن أسباط عن الرضا ع قال‏ قلت له: إن أهل مصر يزعمون أن بلادهم مقدسة قال: و كيف ذلك قلت: جعلت فداك- يزعمون أنه يحشر في جبلهم سبعون ألفا- يدخلون الجنة بغير حساب، فقال: لا لعمري ما ذاك كذاك، و ما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصرا و لا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها- و لقد أوحى الله إلى موسى أن يخرج عظام يوسف منها، فاستدل موسى على من يعرف موضع القبر

______________________________
(1)- تاه تيها: ذهب متحيرا و ضل.

(2)- قال المجلسي «ره»: و لعله (ع) حسب الأربعين من زمان إظهار النبي (ص) خلافة أمير المؤمنين (ع) و إنكار المنافقين ذلك بقلوبهم حتى أظهروه بعد وفاته (ص).

(3)- البحار ج 5: 265. و 8: 151. البرهان ج 1: 456. الصافي ج 1: 433.

(4)- البحار ج 5: 265. البرهان ج 1: 456. الصافي ج 1: 433.

(5)- البحار ج 5: 265. البرهان ج 1: 456. الصافي ج 1: 433.

(6)- البحار ج 5: 265. البرهان ج 1: 456. الصافي ج 1: 433.

(7)- البحار ج 5: 265. البرهان ج 1: 456. الصافي ج 1: 433.

 

304
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): الآيات 21 الى 26] ص : 303

فدل على امرأة عمياء زمنة «1» فسألها موسى أن تدله عليه فأبت إلا على خصلتين يدعو الله فيذهب بزمانتها- و يصيرها معه في الجنة في الدرجة التي هو فيها- فأعظم ذلك موسى فأوحى الله إليه- و ما يعظم عليك من هذا أعطها ما سألت، ففعل فوعدته طلوع القمر- فحبس الله طلوع القمر حتى جاء موسى لموعده- فأخرجته من النيل في سفط مرمر [من طين‏] فحمله موسى قال: ثم قال إن رسول الله ص قال: لا تأكلوا في فخارها «2» و لا تغسلوا رءوسكم بطينها، فإنه يورث الذلة و يذهب بالغيرة «3».

74- عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله ع قال‏ ذكر أهل مصر و ذكر قوم موسى و قولهم: «فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ‏» فحرمها الله عليهم أربعين سنة و تيههم، فكان إذا كان العشاء و أخذوا في الرحيل- نادوا الرحيل الرحيل الوحى‏ «4» الوحى- فلم يزالوا كذلك حتى تغيب الشمس- حتى إذا ارتحلوا و استوت بهم الأرض- قال الله للأرض ديري بهم- فلا يزالوا كذلك حتى إذا أسحروا و قارب الصبح- قالوا إن هذا الماء قد أتيتموه فانزلوا فإذا أصبحوا إذا أبنيتهم و منازلهم- التي كانوا فيها بالأمس فيقول بعضهم لبعض: يا قوم لقد ظللتم و أخطأتم الطريق- فلم يزالوا كذلك حتى أذن الله لهم- فدخلوها و قد كان كتبها لهم‏ «5».

75- عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: كان أبو جعفر ع يقول‏ نعم الأرض الشام و بئس القوم أهلها، و بئس البلاد مصر أما إنها سجن من سخط الله عليه، و لم يكن دخول بني إسرائيل مصر إلا من سخطه و معصيته منهم لله، لأن الله قال:

______________________________
(1)- الزمنة: المصابة بالزمانة و هي تعطيل القوى.

(2)- الفخار جمع الفخارة: الجرة و يقال له بالفارسية «سبو».

(3)- البحار ج 14: البرهان ج 1: 456.

(4)- الوحى: العجلة. يقال في الاستعجال «الوحى الوحى» أي البدار البدار يمد و يقصر.

(5)- البحار ج 5: 265. البرهان ج 1: 457. الصافي ج 1: 435.

 

305
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 27] ص : 306

«ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ- الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ‏» يعني الشام فأبوا أن يدخلوها- فتاهوا في الأرض‏ أَرْبَعِينَ سَنَةً في مصر و فيافيها «1» ثم دخلوها بعد أربعين سنة، قال: و ما كان خروجهم من مصر و دخولهم الشام إلا من بعد توبتهم و رضاء الله عنهم- و قال: إني لأكره أن آكل من شي‏ء طبخ في فخارها، و ما أحب أن أغسل رأسي من طينها- مخافة أن يورثني تربتها [ترابها] الذل- و يذهب بغيرتي‏ «2».

76- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ- الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ‏» قال: كان في علمه أنهم سيعصون و يتيهون‏ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثم يدخلونها بعد تحريمه إياها عليهم‏ «3».

77- عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر ع قال‏ لما قرب ابنا آدم القربان‏ فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قال تقبل من هابيل و لم يتقبل من قابيل، أدخله من ذلك حسد شديد، و بغى على هابيل فلم يزل يرصده- و يتبع خلوته حتى ظفر به متنحيا عن آدم، فوثب عليه فقتله، فكان من قصتهما ما قد أنبأ الله في كتابه مما كان بينهما من المحاورة قبل أن يقتله، قال: فلما علم آدم بقتل هابيل جزع عليه جزعا شديدا و دخله حزن شديد، قال: فشكا إلى الله ذلك فأوحى الله إليه- أني واهب لك ذكرا يكون خلفا لك من هابيل، قال: فولدت حواء غلاما زكيا مباركا، فلما كان يوم السابع سماه آدم شيث، فأوحى الله إلى آدم إنما هذا الغلام هبة مني لك فسمه هبة الله قال: فسماه هبة الله.

قال: فلما دنا أجل آدم أوحى الله إليه أن يا آدم إني متوفيك و رافع روحك إلي يوم كذا و كذا- فأوص إلى خير ولدك و هو هبتي الذي وهبته لك، فأوص إليه و سلم إليه ما علمناك من الأسماء و الاسم الأعظم، فاجعل ذلك في تابوت- فإني أحب أن لا يخلو أرضي من عالم يعلم علمي- و يقضي بحكمي أجعله حجتي على خلقي‏

______________________________
(1)- فيافي كصحاري لفظا و معنى.

(2)- البحار ج 5: 256 و 14: 337. البرهان ج 1: 457.

(3)- البحار ج 5: 265. البرهان ج 1: 457.

 

306
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 27] ص : 306

قال: فجمع آدم إليه جميع ولده من الرجال و النساء- فقال لهم: يا ولدي إن الله أوحى إلي أنه رافع إليه روحي- و أمرني أن أوصي إلى خير ولدي و أنه هبة الله، فإن الله اختاره لي و لكم من بعدي- اسمعوا له و أطيعوا أمره، فإنه وصيي و خليفتي عليكم، فقالوا جميعا: نسمع له و نطيع أمره و لا نخالفه، قال: فأمر بالتابوت فعمل- ثم جعل فيه علمه و الأسماء و الوصية- ثم دفعه إلى هبة الله، و تقدم إليه في ذلك- و قال له: انظر يا هبة الله إذا أنا مت فاغسلني و كفني- و صل علي و أدخلني في حفرتي، فإذا مضى بعد وفاتي أربعون يوما- فأخرج عظامي كلها من حفرتي فاجمعها جميعا- ثم اجعلها في التابوت و احتفظ به- و لا تأمنن عليه أحدا غيرك، فإذا حضرت وفاتك و أحسست بذلك من نفسك- فالتمس خير ولدك و ألزمهم لك صحبة- و أفضلهم عندك قبل ذلك فأوص إليه بمثل ما أوصيت به إليك- و لا تدعن الأرض بغير عالم منا أهل البيت.

يا بني إن الله تبارك و تعالى أهبطني إلى الأرض- و جعلني خليفته فيها، حجة له على خلقه، فقد أوصيت إليك بأمر الله- و جعلتك حجة لله على خلقه في أرضه بعدي، فلا تخرج من الدنيا حتى تدع لله حجة و وصيا- و تسلم إليه التابوت و ما فيه كما سلمته إليك، و أعلمه أنه سيكون من ذريتي رجل اسمه نوح يكون في نبوته الطوفان و الغرق، فمن ركب في فلكه نجا و من تخلف عن فلكه غرق، و أوص وصيك أن يحفظ بالتابوت و بما فيه، فإذا حضرت وفاته أن يوصي إلى خير ولده- و ألزمهم له و أفضلهم عنده، و سلم إليه التابوت و ما فيه، و ليضع كل وصي وصيته في التابوت- و ليوص بذلك بعضهم إلى بعض، فمن أدرك نبوة نوح فليركب معه و ليحمل التابوت- و جميع ما فيه في فلكه و لا يتخلف عنه أحد.

و يا هبة الله و أنتم يا ولدي- إياكم الملعون قابيل و ولده، فقد رأيتم ما فعل بأخيكم هابيل فاحذروه و ولده، و لا تناكحوهم و لا تخالطوهم، و كن أنت يا هبة الله و إخوتك و أخواتك في أعلى الجبل- و اعزله و ولده و دع الملعون قابيل و ولده في أسفل الجبل.

قال: فلما كان اليوم الذي أخبر الله أنه متوفيه فيه- تهيأ آدم للموت و أذعن به‏

307
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 27] ص : 306

قال: و هبط عليه ملك الموت فقال آدم: دعني يا ملك الموت حتى أتشهد و أثني على ربي- بما صنع عندي من قبل أن تقبض روحي- فقال آدم أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له- و أشهد أني عبد الله و خليفته في أرضه- ابتدأني بإحسانه و خلقني بيده و لم يخلق خلقا بيده سواي و نفخ في من روحه، ثم أجمل صورتي و لم يخلق على خلقي أحدا قبلي، ثم أسجد لي ملائكته و علمني الأسماء كلها- و لم يعلمها ملائكته ثم أسكنني جنته و لم يكن يجعلها دار قرار و لا منزل استيطان، و إنما خلقني ليسكنني الأرض- للذي أراد من التقدير و التدبير- و قدر ذلك كله من قبل أن يخلقني، فمضيت في قدره و قضائه و نافذ أمره، ثم نهاني أن آكل من الشجرة فعصيته و أكلت منها، فأقالني عثرتي و صفح لي عن جرمي، فله الحمد على جميع نعمه عندي حمدا يكمل به رضاه عني.

قال: فقبض ملك الموت روحه ص، فقال ذ أبو جعفر: إن جبرئيل نزل بكفن آدم و بحنوطه و المسحاة معه‏ «1» قال: و نزل مع جبرئيل سبعون ألف ملك ليحضروا جنازة آدم ع قال: فغسله هبة الله و جبرئيل كفنه و حنطه، ثم قال: يا هبة الله تقدم فصل على أبيك- و كبر عليه خمسا و عشرين تكبيرة، فوضع سرير آدم ثم قدم هبة الله و قام جبرئيل عن يمينه و الملائكة خلفهما، فصلى عليه و كبر عليه خمسا و عشرين تكبيرة- و انصرف جبرئيل و الملائكة، فحفروا له بالمسحاة ثم أدخلوه في حفرته، ثم قال جبرئيل يا هبة الله هكذا فافعلوا بموتاكم- و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت.

فقال أبو جعفر ع: فقام هبة الله في ولد أبيه بطاعة الله و بما أوصاه أبوه، فاعتزل ولد الملعون قابيل فلما حضرت وفاة هبة الله أوصى إلى ابنه قينان‏ «2» و سلم إليه التابوت و ما فيه و عظام آدم و وصية آدم و قال له: إن أنت أدركت نبوة

______________________________
(1)- المسحاة: آلة من حديد يسحى به و يقال له بالفارسية «بيل».

(2)- الظاهر أن هاهنا سقطا أو اختصارا من النساخ أو الراوي لأن الوصي بعد هبة الله ابنه أنوش، و بعده قينان بن أنوش عن هامش بعض النسخ.

 

308
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 27] ص : 306

نوح فاتبعه- و احمل التابوت معك في فلكه- و لا تخلفن عنه فإن في نبوته يكون الطوفان و الغرق، فمن ركب في فلكه نجا و من تخلف عنه غرق.

قال فقام قينان بوصية هبة الله في إخوته- و ولد أبيه بطاعة الله- قال: فلما حضرت قينان الوفاة أوصى إلى ابنه مهلائيل و سلم إليه التابوت و ما فيه و الوصية، فقام مهلائيل بوصية قينان و سار بسيرته- فلما حضرت مهلائيل الوفاة أوصى إلى ابنه يرد، فسلم إليه التابوت و جميع ما فيه و الوصية- فتقدم إليه في نبوة نوح، فلما حضرت وفاة يرد أوصى إلى ابنه أخنوخ و هو إدريس فسلم إليه التابوت و جميع ما فيه و الوصية، فقام أخنوخ بوصية يرد، فلما قرب أجله أوحى الله إليه- أني رافعك إلى السماء و قابض روحك في السماء- فأوص إلى ابنك خرقاسيل فقام خرقاسيل بوصية أخنوخ، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه نوح، و سلم إليه التابوت و جميع ما فيه و الوصية.

قال: فلم يزل التابوت عند نوح حتى حمله معه في فلكه- فلما حضرت نوح الوفاة أوصى إلى ابنه سام، و سلم التابوت و جميع ما فيه و الوصية.

قال حبيب السجستاني ثم انقطع حديث أبي جعفر ع عندها «1».

78- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ لما أكل آدم من الشجرة أهبط إلى الأرض- فولد له هابيل و أخته توأم، ثم ولد قابيل و أخته توأم، ثم إن آدم أمر هابيل و قابيل أن يقربا قربانا- و كان هابيل صاحب غنم و كان قابيل صاحب زرع- فقرب هابيل كبشا من أفضل غنمه، و قرب قابيل من زرعه ما لم يكن ينق كما أدخل بيته- فتقبل قربان هابيل و لم يقبل قربان قابيل، و هو قول الله «وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما- وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ» الآية و كان القربان تأكله النار، فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا- و هو أول من بنى بيوت النار، فقال لأعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني.

ثم إن إبليس عدو الله أتاه- و هو يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، فقال له: يا قابيل قد تقبل قربان هابيل و لم يتقبل قربانك- و أنك إن تركته يكون له عقب‏

______________________________
(1)- البحار ج 7: 13. البرهان ج 1: 461.

 

309
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 27] ص : 306

يفتخرون على عقبك، و يقولون: نحن أبناء الذين تقبل قربانه، و أنتم أبناء الذين ترك قربانه فاقتله- لكي لا يكون له عقب يفتخرون على عقبك فقتله، فلما رجع قابيل إلى آدم قال له: يا قابيل أين هابيل فقال: اطلبه حيث قربنا القربان، فانطلق آدم فوجد هابيل قتيلا، فقال آدم: لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل فبكى آدم على هابيل أربعين ليلة، ثم إن آدم سأل ربه ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله، لأن الله وهبه له و أخته توأم، فلما انقضت نبوة آدم و استكملت أيامه- أوحى الله إليه أن يا آدم قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك، فاجعل العلم الذي عندك- و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم- و آثار علم النبوة في العقب من ذريتك عند هبة الله ابنك، فإني لم أقطع العلم و الإيمان و الاسم الأعظم- و آثار علم النبوة من العقب من ذريتك إلى يوم القيامة، و لن أدع الأرض إلا و فيها عالم يعرف به ديني- و يعرف به طاعتي- و يكون نجاة لمن يولد فيما بينك و بين نوح.

و بشر آدم بنوح و قال: إن الله باعث نبيا اسمه نوح فإنه يدعو إلى الله و يكذبه قومه، فيهلكهم الله بالطوفان فكان بين آدم و نوح عشرة أبا كلهم أنبياء- و أوصى آدم إلى هبة الله أن من أدركه منكم فليؤمن به- و ليتبعه و ليصدق به فإنه ينجو من الغرق، ثم إن آدم مرض المرضة التي مات فيها فأرسل هبة الله فقال له: إن لقيت جبرئيل و من لقيت من الملائكة فأقرئه مني السلام- و قل له: يا جبرئيل إن أبي يستهديك من ثمار الجنة فقال جبرئيل: يا هبة الله إن أباك قد قبض ص، و ما نزلنا إلا للصلاة عليه فارجع، فرجع فوجد آدم قد قبض فأراه جبرئيل ع كيف يغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه، قال هبة الله: يا جبرئيل تقدم فصل على آدم فقال له جبرئيل: إن الله أمرنا أن نسجد لأبيك آدم و هو في الجنة فليس لنا أن نؤم شيئا من ولده، فتقدم هبة الله فصلى على أبيه آدم و جبرئيل خلفه، و جنود الملائكة و كبر عليه ثلاثين تكبيرة، فأمره جبرئيل فرفع من ذلك خمسا و عشرين تكبيرة- و السنة اليوم فينا خمس تكبيرات، و قد كان يكبر على أهل بدر تسعا و سبعا.

ثم إن هبة الله لما دفن آدم ع أتاه قابيل فقال: يا هبة الله إني قد رأيت أبي‏

310
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 27] ص : 306

آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا- و هو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل منه قربانه، و إنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي، فيقولون نحن أبناء الذي تقبل منه قربانه- و أنتم أبناء الذي ترك قربانه- و أنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا- قتلتك كما قتلت أخاك هابيل، فلبث هبة الله و العقب من بعده مستخفين بما عندهم- من العلم و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث النبوة- و آثار العلم و النبوة حتى بعث الله نوحا، و ظهرت وصية هبة الله في ولده حين نظروا في وصية آدم، فوجدوا نوحا نبيا قد بشر به أبوهم آدم، فآمنوا به و اتبعوه و صدقوه، و قد كان آدم أوصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة- فيكون يوم عيدهم، فيتعاهدون بعث نوح و زمانه الذي يخرج فيه، و كذلك في وصية كل نبي حتى بعث الله محمدا ص‏ «1».

79- قال هشام بن الحكم قال أبو عبد الله ع‏ لما أمر الله آدم أن يوصي إلى هبة الله أمره أن يستر ذلك- فجرت السنة في ذلك بالكتمان- فأوصى إليه و ستر ذلك‏ «2».

80- عن جابر عن أبي جعفر ع قال‏ إن قابيل بن آدم معلق بقرونه في عين الشمس، تدور به حيث دارت في زمهريرها- و حميمها إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة صيره الله إلى النار «3».

81- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ ذكر ابن آدم القاتل- قال: فقلت له ما حاله أ من أهل النار هو فقال: سبحان الله الله أعدل من ذلك- أن يجمع عليه عقوبة الدنيا و عقوبة الآخرة «4».

82- عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن آبائه عن علي ع قال‏ إن ابن آدم الذي قتل أخاه كان قابيل الذي ولد في الجنة «5».

______________________________
(1)- البحار ج 7: 14. البرهان ج 1: 462 و نقل الحديث الأول المحدث الحر العاملي «ره» في كتاب إثبات الهداة ج 1: 264 عن هذا الكتاب مختصرا.

(2)- البحار ج 7: 14. البرهان ج 1: 462 و نقل الحديث الأول المحدث الحر العاملي «ره» في كتاب إثبات الهداة ج 1: 264 عن هذا الكتاب مختصرا.

(3)- البحار ج 5: 67. البرهان ج 1: 462. الصافي ج 1: 438.

(4)- البحار ج 5: 67. البرهان ج 1: 462. الصافي ج 1: 438.

(5)- البرهان ج 1: 462 البحار ج 5 67 و قال المجلسي (ره) هذا موافق لما ذكره بعض العامة من كون ولادة قابيل و أخته في الجنة و ظاهر بعض الأخبار أنه لم يولد له إلا في الدنيا.

311
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 32] ص : 312

83- عن سليمان بن خالد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك- إن الناس يزعمون أن آدم زوج ابنته من ابنه فقال أبو عبد الله: قد قال: الناس في ذلك و لكن يا سليمان أ ما علمت أن رسول الله ص قال: لو علمت أن آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم و ما كنت لأرغب عن دين آدم، فقلت: جعلت فداك- إنهم يزعمون أن قابيل إنما قتل هابيل لأنهما تغايرا على أختهما فقال له: يا سليمان تقول هذا أ ما تستحيي أن تروي هذا على نبي الله آدم فقلت: جعلت فداك ففيم قتل قابيل هابيل فقال: في الوصية ثم قال لي: يا سليمان إن الله تبارك و تعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصية و اسم الله الأعظم إلى هابيل، و كان قابيل أكبر منه، فبلغ ذلك قابيل فغضب- فقال: أنا أولى بالكرامة و الوصية- فأمرهما أن يقربا قربانا بوحي من الله إليه ففعلا، فقبل الله قربان هابيل فحسده قابيل فقتله، فقلت: جعلت فداك فممن تناسل ولد آدم هل كانت أنثى غير حواء و هل كان ذكر غير آدم فقال: يا سليمان إن الله تبارك و تعالى رزق آدم من حواء قابيل و كان ذكر ولده من بعده هابيل، فلما أدرك قابيل ما يدرك الرجال أظهر الله له جنية- و أوحى إلى آدم أن يزوجها قابيل ففعل ذلك آدم و رضي بها قابيل و قنع، فلما أدرك هابيل ما يدرك الرجال أظهر الله له حوراء- و أوحى الله إلى آدم أن يزوجها من هابيل ففعل ذلك فقتل هابيل و الحوراء حامل، فولدت الحوراء غلاما فسماه آدم هبة الله، فأوحى الله إلى آدم أن ادفع إليه الوصية و اسم الله الأعظم، و ولدت حواء غلاما فسماه آدم شيث بن آدم، فلما أدرك ما يدرك الرجال أهبط الله له حوراء- و أوحى إلى آدم أن يزوجها من شيث بن آدم، ففعل فولدت الحوراء جارية فسماها آدم حورة، فلما أدركت الجارية- زوج آدم حورة بنت شيث من هبة الله بن هابيل فنسل آدم منهما فمات هبة الله بن هابيل فأوحى الله إلى آدم أن ادفع الوصية- و اسم الله الأعظم و ما أظهرتك عليه من علم النبوة، و ما علمتك من الأسماء إلى شيث بن آدم فهذا حديثهم يا سليمان‏ «1».

84- عن حمران بن أعين قال‏ قلت لأبي عبد الله ع سألته عن قول الله‏

______________________________
(1)- البحار ج 5: 67. البرهان ج 1: 463.

 

312
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 32] ص : 312

«مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ‏» إلى قوله «فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً» قال: منزلة في النار إليها انتهى شدة عذاب أهل النار جميعا فيجعل فيها، قلت: و إن كان قتل اثنين قال: أ لا ترى أنه ليس في النار منزلة أشد عذابا منها، قال: يكون يضاعف عليه بقدر ما عمل، قلت: «فمن أحياها» قال: نجاها من غرق أو حرق أو سبع أو عدو- ثم سكت ثم التفت إلي- فقال: تأويلها الأعظم دعاها فاستجابت له‏ «1».

85- عن سماعة قال‏ قلت قول الله: «مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ- فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً- وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً» قال: من أخرجها من ضلال إلى هدى فقد أحياها، و من أخرجها من هدى إلى ضلالة فقد قتلها «2».

86- عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «و من قتل نفسا فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً» قال: واد في جهنم لو قتل الناس جميعا كان فيه- و لو قتل نفسا واحدة كان فيه‏ «3».

87- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ سألت عن قول الله: «مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ- أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً» فقال له: في النار مقعد و لو قتل الناس جميعا لم يزد على ذلك العذاب، قال: وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً لم يقتلها- أو أنجى من غرق أو حرق أو أعظم من ذلك كله- يخرجها من ضلالة إلى هدى‏ «4».

88- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ سألته «وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً» قال: من استخرجها من الكفر إلى الإيمان‏ «5».

______________________________
(1)- البحار ج 24: 36. البرهان ج 1: 464. الصافي ج 1: 439.

(2)- البرهان ج 1: 464. الصافي ج 1: 439.

(3)- البرهان ج 1: 464. البحار ج 24: 38.

(4)- البرهان ج 1: 464. الوسائل ج 3 أبواب القصاص في النفس باب 1.

(5)- البحار ج 24: 38. البرهان ج 1: 464.

313
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 33] ص : 314

89- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ من شهر السلاح في مصر من الأمصار فعقر- اقتص منه و نفي من تلك البلدة- و من شهر السلاح في غير الأمصار- و ضرب و عقر و أخذ المال و لم يقتل فهو محارب، جزاؤه جزاء المحارب- و أمره إلى الإمام إن شاء قتله و صلبه- و إن شاء قطع يده و رجله، قال: و إن حارب و قتل و أخذ المال- فعلى الإمام أن يقطع يده اليمين بالسرقة- ثم يدفعه إلى أولياء المقتول- فيتبعونه بالمال ثم يقتلونه فقال له أبو عبيدة: أصلحك الله- أ رأيت إن عفا عنه أولياء المقتول فقال أبو جعفر ع: إن عفوا عنه فعلى الإمام أن يقتله، لأنه قد حارب و قتل و سرق- فقال له أبو عبيدة:

فإن أراد أولياء المقتول أن يأخذوا منه الدية- و يدعونه أ لهم ذلك قال: لا عليه القتل‏ «1».

90- عن أبي صالح عن أبي عبد الله ع قال‏ قدم على رسول الله ص قوم من بني ضبة فقال لهم رسول الله ص: أقيموا عندي- فإذا قويتم بعثتكم في سرية، فقالوا: أخرجنا من المدينة فبعث بهم إلى إبل الصدقة- يشربون من أبوالها و يأكلون من ألبانها- فلما برءوا و اشتدوا قتلوا ثلاثة نفر- كانوا في الإبل، و ساقوا الإبل- فبلغ رسول الله ص فبعث إليهم عليا ع و هم في واد قد تحيروا- ليس يقدرون أن يخرجوا عنه قريب من أرض اليمن، فأخذهم فجاء بهم إلى رسول الله ص و نزلت عليهم «إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏» إلى قوله «أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ‏» فاختار رسول الله ص أن يقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف‏ «2».

91- عن أحمد بن الفضل الخاقاني من آل رزين قال‏ قطع الطريق بجلولاء على السابلة «3» من الحجاج و غيرهم- و أفلت القطاع‏ «4» فبلغ الخبر المعتصم فكتب إلى العامل له كان بها: تأمر الطريق بذلك فيقطع على طرف إذن أمير المؤمنين- ثم انفلت‏

______________________________
(1)- البحار 16 [م‏]: 30. البرهان ج 1: 467.

(2)- البحار 16 [م‏]: 30. البرهان ج 1: 467.

(3)- جلولا بالمد: ناحية في طريق خراسان بينها و بين خانقين سبعة فراسخ و بها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة 16 فاستباحهم المسلمون فسميت جلولا الوقيعة لما أوقع بهم المسلمون. و السابلة: المارون على الطريق.

(4)- أفلت: تخلص. و تفلت و انفلت أيضا بمعناه.

 

314
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 33] ص : 314

القطاع فإن أنت طلبت هؤلاء و ظفرت بهم، و إلا أمرت بأن تضرب ألف سوط- ثم تصلب بحيث قطع الطريق، قال: فطلبهم العامل حتى ظفر بهم و استوثق منهم، ثم كتب بذلك إلى المعتصم فجمع الفقهاء و ابن أبي داود ثم سأل الآخرين عن الحكم فيهم- و أبو جعفر محمد بن علي الرضا ع حاضرا، فقالوا: قد سبق حكم الله فيهم في قوله «إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ‏» و لأمير المؤمنين أن يحكم بأي ذلك شاء فيهم، قال: فالتفت إلى أبي جعفر ع فقال له: ما تقول فيما أجابوا فيه فقال قد تكلم هؤلاء- الفقهاء و القاضي بما سمع أمير المؤمنين، قال: و أخبرني بما عندك، قال: إنهم قد أضلوا فيما أفتوا به و الذي يجب في ذلك- أن ينظر أمير المؤمنين في هؤلاء الذين قطعوا الطريق- فإن كانوا أخافوا السبيل فقط- و لم يقتلوا أحدا و لم يأخذوا مالا أمر بإيداعهم الحبس، فإن ذلك معنى نفيهم من الأرض بإخافتهم السبيل و إن كانوا أخافوا السبيل و قتلوا النفس أمر بقتلهم، و إن كانوا أخافوا السبيل- و قتلوا النفس و أخذوا المال- أمر بقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف و صلبهم بعد ذلك، قال: فكتب إلى العامل بأن يمثل ذلك فيهم‏ «1».

92- عن بريد بن معاوية العجلي قال‏ سأل رجل أبا عبد الله ع عن قول الله «إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏» إلى قوله «فَساداً» قال: ذلك إلى الإمام يعمل فيه بما شاء، قلت: ذلك مفوض إلى الإمام قال: لا يحق الجناية «2».

93- عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏» قال: الإمام في الحكم فيهم بالخيار- إن شاء قتل و إن‏

______________________________
(1)- البحار ج 16 «م»: 30. البرهان ج 1: 467. الصافي ج 1: 439.

الوسائل ج 3 أبواب المحارب باب 1.

(2)- البحار ج 16 «م»: 30. البرهان ج 1: 467. الصافي ج 1: 439.

و في رواية الكليني «قال: لا و لكن نحو الجناية» و المعنى أن الإمام يختار ما يعلمه صلاحا بحسب جنايته لا بما يشتهيه.

 

315
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 33] ص : 314

شاء صلب و إن شاء قطع- و إن شاء نفى من الأرض‏ «1».

، 5، 6- 94- عن زرارة عن أحدهما في قوله «إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏» إلى قوله «أَوْ يُصَلَّبُوا» الآية- قال: لا يبايع و لا يؤتى بطعام و لا يتصدق عليه‏ «2».

95- عن جميل بن دراج قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏» الآية إلى آخرها- أي شي‏ء عليهم من هذا الحد الذي سمي قال: ذلك إلى الإمام- إن شاء قطع و إن شاء صلب و إن شاء قتل، و إن شاء نفى، قلت: النفي إلى أين قال من مصر إلى مصر آخر- و قال: إن عليا ع قد نفى رجلين من الكوفة إلى البصرة «3».

96- عن سورة بن كليب عن أبي جعفر ع قال‏ قلت: الرجل يخرج من منزله إلى المسجد- يريد الصلاة ليلا فيستقبله رجل- فيضربه بعصا و يأخذ ثوبه قال: فما يقول فيه من قبلكم قال: يقولون إن هذا ليس بمحارب- و إنما المحارب في القرى المشركية و إنما هي دغارة «4» فقال: أيهما أعظم حرمة دار الإسلام أو دار الشرك قال: قلت [لا بل‏] دار الإسلام، فقال: هؤلاء من الذين قال الله «إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏» إلى آخر الآية «5».

97- و في رواية سماعة عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا زنى الرجل يجلد و ينبغي للإمام- أن ينفيه من الأرض التي جلد بها إلى غيرها سنة، و كذلك ينبغي للرجل إذا سرق و قطعت يده‏ «6».

______________________________
(1)- البحار ج 16 «م»: 31. البرهان ج 1: 468. الصافي ج 1: 440 الوسائل ج 3 أبواب حد المحارب باب 1 و 3.

(2)- البحار ج 16 «م»: 31. البرهان ج 1: 468. الصافي ج 1: 440 الوسائل ج 3 أبواب حد المحارب باب 1 و 3.

(3)- البحار ج 16 «م»: 31. البرهان ج 1: 468.

(4)- الدغارة: الفساد.

(5)- البحار ج 16 «م»: 31. البرهان ج 1: 468.

(6)- البحار ج 16 «م»: 30 و 29. البرهان ج 1: 468. الوسائل ج 3 أبواب حد الزنا باب 24 و أبواب أحد السرقة باب 20.

316
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 37] ص : 317

98- عن أبي إسحاق المدائني قال‏ كنت عند أبي الحسن ع إذ دخل عليه رجل فقال له: جعلت فداك إن الله يقول «إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏» إلى «أَوْ يُنْفَوْا» فقال: هكذا قال الله، فقال له: جعلت فداك- فأي شي‏ء الذي إذا فعله استحق واحدة من هذه الأربع قال: فقال له أبو الحسن ع: أربع فخذ أربع بأربع، إذا حارب الله و رسوله و سعى في الأرض فسادا فقتل قتل، فإن قتل و أخذ المال قتل و صلب، و إن أخذ المال و لم يقتل قطعت يده و رجله من خلاف، و إن حارب الله و رسوله و سعى في الأرض فسادا- و لم يقتل و لم يأخذ المال نفي من الأرض، فقال له الرجل: جعلت فداك و ما حد نفيه قال: ينفى من المصر الذي فعل فيه ما فعل إلى غيره، ثم يكتب إلى أهل ذلك المصر أن ينادى عليه بأنه منفي- فلا تؤاكلوه و لا تشاربوه و لا تناكحوه، فإذا خرج من ذلك المصر إلى غيره- كتب إليهم بمثل ذلك فيفعل به ذلك سنة، فإنه سيتوب من السنة و هو صاغر، فقال له الرجل: جعلت فداك- فإن أتى أرض الشرك فدخلها قال: يضرب عنقه إن أراد الدخول في أرض الشرك‏ «1».

99- و في رواية أبي إسحاق المدائني عن أبي الحسن الرضا ع‏ قلت: فإن توجه إلى أرض الشرك فيدخلها قال: قوتل أهلها «2».

100- عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ عدو علي ع هم المخلدون في النار، قال الله: «وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها» «3».

101 عن منصور بن حازم قال‏ قلت لأبي عبد الله ع «وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ»

______________________________
(1)- البحار ج 16 «م»: 31. البرهان ج 1: 468.

(2)- البحار ج 16 «م»: 31. البرهان ج 1: 468. الوسائل ج 3 أبواب حد المحارب باب 3. الصافي ج 1: 440 و قال الفيض «ره» إنما يقاتل أهلها إذا أرادوا استلحاقه إلى أنفسهم و أبوا أن يسلموه إلى المسلمين ليقتلوه و هذا معنى قوله: قوتل أهلها.

(3)- البرهان ج 1: 470. ج 1: 441.

 

317
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 38] ص : 318

قال: أعداء علي هم المخلدون في النار أبد الآبدين و دهر الداهرين‏ «1».

102 عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع‏ أنه سئل عن التيمم فتلا هذه الآية «وَ السَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً» و قال: «فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ‏» قال: فامسح على كفيك من حيث موضع القطع، قال: «وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا» «2».

103 قال: و كتب إلينا أبو محمد يذكر عن ابن أبي عمر عن إبراهيم بن عبد الحميد عن عامة أصحابه يرفعه إلى أمير المؤمنين ع‏ أنه كان إذا قطع يد السارق ترك له الإبهام و الراحة، فقيل له: يا أمير المؤمنين تركت عامة يده قال: فقال لهم فإن تاب فبأي شي‏ء يتوضأ- لأن الله يقول: «وَ السَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما- جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ‏ فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَ أَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ‏ ... غَفُورٌ رَحِيمٌ‏» «3».

104 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ عن رجل سرق فقطعت يده اليمنى ثم سرق فقطعت رجله اليسرى ثم سرق الثالثة، قال: كان أمير المؤمنين ع يخلده في السجن و يقول: إني لأستحيي من ربي أن أدعه بلا يد يستنظف بها، و لا رجل يمشي بها إلى حاجته، قال: و كان إذا قطع اليد قطعها دون المفصل، و إذا قطع الرجل قطعها دون الكعبين، قال: و كان لا يرى أن يغفل عن شي‏ء من الحدود «4».

105 عن سماعة عن أبي عبد الله ع أنه قال‏ إذا أخذ السارق فقطع وسط الكف، فإن عاد قطعت رجله من وسط القدم، فإن عاد استودع السجن فإن سرق في السجن قتل‏ «5».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 470. الصافي ج 1: 441. البحار ج 3: 396.

(2)- البرهان ج 1: 470. البحار ج 16 [م‏]: 29.

(3)- البرهان ج 1: 470. البحار ج 16 [م‏]: 29. الوسائل ج 3 أبواب حد السرقة باب 4. الصافي ج 1: 441.

(4)- البحار ج 16 «م»: 29. البرهان ج 1: 471.

(5)- البحار ج 16 «م»: 29. البرهان ج 1: 471. الوسائل ج 3 أبواب حد السرقة باب 5.

318
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 38] ص : 318

106 عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي‏ أنه أتي بسارق فقطع يده، ثم أتي به مرة أخرى فقطع رجله اليسرى، ثم أوتي به ثالثة، فقال: إني لأستحيي من ربي أن لا أدع له يدا- يأكل بها و يشرب بها و يستنجي بها، و رجلا يمشي عليها فجلده و استودعه السجن، و أنفق عليه من بيت المال‏ «1».

107 عن جميل عن بعض أصحابنا عن أحدهما أنه قال‏ لا يقطع السارق حتى يقر بالسرقة مرتين، فإن رجع ضمن السرقة و لم يقطع إذا لم يكن له شهود «2».

108 عن السكوني عن جعفر عن أبيه ع قال‏ لا يقطع إلا من نقب بيتا أو كسر قفلا «3».

109 عن زرقان صاحب ابن أبي داود و صديقه بشدة قال‏ رجع ابن أبي داود ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتم، فقلت له في ذلك، فقال: وددت اليوم أني قدمت منذ عشرين سنة، قال: قلت له و لم ذاك قال: لما كان من هذا الأسود أبا جعفر محمد بن علي بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم قال: قلت له: و كيف كان ذلك قال: إن سارقا أقر على نفسه بالسرقة- و سأل الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه و قد أحضر محمد بن علي ع، فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع قال: فقلت من الكرسوع‏ «4» قال: و ما الحجة في ذلك قال: قلت: لأن اليد هي الأصابع و الكف إلى الكرسوع، لقول الله في التيمم: «فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ‏» و اتفق معي على ذلك قوم.

و قال آخرون: بل يجب القطع من المرفق، قال: و ما الدليل على ذلك قالوا لأن الله لما قال: «وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ‏» في الغسل- دل ذلك على أن حد اليد هو المرفق قال: فالتفت إلى محمد بن علي ع فقال ما تقول في هذا يا با جعفر فقال قد تكلم القوم فيه يا أمير المؤمنين، قال دعني مما تكلموا به أي شي‏ء عندك قال اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين‏

______________________________
(1)- البحار ج 16 «م»: 29. البرهان ج 1: 471. الوسائل ج 3 أبواب حد السرقة باب 5.

(2)- البرهان ج 1: 471. البحار ج 16 «م»: 29.

(3)- البرهان ج 1: 471. البحار ج 16 «م»: 29.

(4)- الكرسوع: طرف الزند الذي يلي الخنصر.

 

319
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 38] ص : 318

قال: أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه- فقال أما إذا أقسمت علي بالله- إني أقول إنهم أخطئوا فيه السنة- فإن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع- فيترك الكف قال: و ما الحجة في ذلك قال: قول رسول الله ع السجود على سبعة أعضاء- الوجه و اليدين و الركبتين و الرجلين، فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق- لم يبق له يد يسجد عليها، و قال الله تبارك و تعالى: «وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ‏» يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها «فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً»، و ما كان لله لم يقطع- قال: فأعجب المعتصم ذلك- و أمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف- قال ابن أبي داود: قامت قيامتي- و تمنيت أني لم أك حيا قال زرقان: إن ابن أبي داود قال: صرت إلى المعتصم بعد ثالثة، فقلت: إن نصيحة أمير المؤمنين علي واجبة- و أنا أكلمه بما أعلم أني أدخل به النار قال: و ما هو قلت:

إذا جمع أمير المؤمنين من مجلسه فقهاء رعيته- و علماءهم لأمر واقع من أمور الدين، فسألهم عن الحكم فيه- فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك، و قد حضر المجلس أهل بيته و قواده و وزرائه و كتابه، و قد تسامع الناس بذلك من وراء بابه، ثم يترك أقاويلهم كلهم- لقول رجل يقول شطر هذه الأمة بإمامته، و يدعون أنه أولى منه بمقامه، ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء قال: فتغير لونه و انتبه لما نبهته له- و قال:

جزاك الله عن نصيحتك خيرا، قال: فأمر يوم الرابع فلانا من كتاب وزرائه- بأن يدعوه إلى منزله فدعاه فأبى أن يجيبه، و قال: قد علمت أني لا أحضر مجالسكم، فقال: إني إنما أدعوك إلى الطعام- و أحب أن تطأ ثيابي و تدخل منزلي فأتبرك بذلك- و قد أحب فلان بن فلان- من وزراء الخليفة لقائك فصار إليه، فلما أطعم منها أحس السم فدعا بدابته فسأله رب المنزل أن يقيم، قال: خروجي من دارك خير لك، فلم يزل يومه ذلك و ليلة في خلفه حتى قبض ص‏ «1».

______________________________
(1)- البحار ج 16 «م»: 29 و ج 12: 99. البرهان ج 1: 471. و نقله المحدث الحر العاملي في الوسائل ج 3 أبواب حد السرقة باب 4 عن هذا الكتاب مختصرا أيضا.

320
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 41] ص : 321

110 عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله إذا أراد بعبد خيرا- نكت في قلبه نكتة بيضاء و فتح مسامع قلبه، و وكل به ملكا يسدده، و إذا أراد الله بعبد سوءا- نكت في قلبه نكتة سوداء- و سدد مسامع قلبه- و وكل به شيطانا يضله، ثم تلا هذه الآية «فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً» الآية- و قال: «إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ‏» و قال: «أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ‏» «1».

111 عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا ع قال: سمعته يقول‏ ثمن الكلب سحت‏ «2» و السحت في النار «3».

112 عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله و أبي الحسن موسى ع قال‏ السحت أنواع كثيرة- منها الحجام [كسب المحارم‏] و أجر الزانية و ثمن الخمر، فأما الرشا في الحكم فهو الكفر بالله‏ «4».

113 عن جراح المدائني عن أبي عبد الله ع قال‏ من أكل السحت الرشوة في الحكم.

و عنه‏ و مهر البغي‏ «5».

114 عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال‏ ثمن الكلب الذي لا يصيد سحت و قال: لا بأس بثمن الهرة «6».

115 عن عمار بن مروان قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن الغلول‏ «7» فقال:

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 475.

(2)- قال الجرزي: السحت الحرام الذي لا يحل كسبه لأنه يسحت البركة أي يذهبها.

(3)- البرهان ج 1 475. البحار ج 23: 17. الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 14.

(4)- البحار ج 23: 17. البرهان ج 1: 475.

(5)- البحار ج 23: 17. البرهان ج 1: 475.

(6)- البحار ج 23: 17. البرهان ج 1: 475.

(7)- قال الجرزي: قد تكرر ذكر الغلول في الحديث و هو الخيانة في المغنم و السرقة من الغنيمة قبل القسمة يقال غل في المغنم يغل غلولا فهو. غال و كل من خان في شي‏ء خفية فقد غل و سميت غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة أي ممنوعة مجعول فيها غل و هو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه و يقال لها جامعة أيضا و أحاديث الغلول في الغنيمة كثيرة.

 

321
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): الآيات 44 الى 47] ص : 322

كل شي‏ء غل عن الإمام فهو السحت، و أكل مال اليتيم شبهة، و السحت أنواع كثيرة منها ما أصيب من أعمال الولاة الظلمة، و منها أجور القضاة و أجور الفواجر و ثمن الخمر- و النبيذ المسكر و الربا بعد البينة، فأما الرشاء يا عمار في الأحكام- فإن ذلك الكفر بالله و برسوله‏ «1».

116 عن السكوني عن أبي جعفر عن أبيه ع‏ أنه كان ينهى عن الجوز الذي يجي‏ء به الصبيان من القمار أن يؤكل- و قال: هو السحت‏ «2».

117 و بإسناده عن أبيه عن علي ع أنه قال‏ إن السحت ثمن الميتة و ثمن الكلب و ثمن الخمر [الخنزير] و مهر البغي و الرشوة في الحكم و أجر الكاهن‏ «3».

118 عن مالك الجهني قال: قال أبو جعفر ع‏ «إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَ نُورٌ» إلى قوله «بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ‏» قال: فينا نزلت‏ «4».

119 عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع‏ أن مما استحقت به الإمامة التطهير و الطهارة من الذنوب- و المعاصي الموبقة التي توجب النار ثم العلم المنور بجميع ما يحتاج إليه الأمة- من حلالها و حرامها و العلم بكتابها خاصة و عامة، و المحكم و المتشابه، و دقائق علمه و غرائب تأويله و ناسخه و منسوخه، قلت: و ما الحجة- بأن الإمام لا يكون إلا عالما بهذه الأشياء الذي ذكرت قال: قول الله فيمن أذن‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 475.

(2)- البرهان ج 1: 475. البحار ج 23: 17.

(3)- البرهان ج 1: 475. البحار ج 23: 14.

(4)- البرهان ج 1: 475. البحار ج 7: 218. الصافي ج 1: 445.

 

322
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): الآيات 44 الى 47] ص : 322

الله لهم في الحكومة- و جعلهم أهلها «إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَ نُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ- الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ» فهذه الأئمة دون الأنبياء الذين يربون الناس بعلمهم، و أما الأحبار فهم العلماء دون الربانيين، ثم أخبر فقال «بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ- وَ كانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ» و لم يقل بما حملوا منه‏ «1».

120 عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه ع قال:

قال رسول الله ص‏ من حكم في درهمين بحكم جور- ثم جبر [كبر] عليه- كان من أهل هذه الآية «وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ- فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ‏» فقلت: يا ابن رسول الله: و كيف عليه قال: يكن له سوط و سجن فيحكم عليه، فإن رضي بحكمه و إلا ضربه بسوطه و حبسه في سجنه‏ «2».

121 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر، و من حكم في درهمين فأخطأ كفر «3».

122 عن أبي بصير بن علي عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله- فهو كافر بالله العظيم‏ «4».

123 عن بعض أصحابه قال: سمعت عمارا يقول على منبر الكوفة: ثلاثة يشهدون على عثمان أنه كافر و أنا الرابع، و أنا أسمي الأربعة ثم قرأ هؤلاء الآيات في المائدة «وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ- فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ‏ و الظَّالِمُونَ‏ و الْفاسِقُونَ‏» «5».

124 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال: قال علي ع‏ من قضى في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر «6».

125 عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ قضى أمير المؤمنين ع في دية الأنف- إذا استؤصل مائة من الإبل ثلاثون حقة- و ثلاثون بنت لبون و عشرون بنت مخاض‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 475. البحار ج 7: 218. الصافي ج 1: 445.

(2)- البرهان ج 1: 476. البحار ج 24: 6.

(3)- البرهان ج 1: 476. البحار ج 24: 6.

(4)- البحار ج 24: 6.

(5)- البرهان ج 1: 476. البحار ج 24: 7.

(6)- البرهان ج 1: 476. البحار ج 24: 7.

 

323
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): الآيات 44 الى 47] ص : 322

و عشرون ابن لبون‏ «1» ذكر، و دية العين إذا فقئت‏ «2» خمسون من الإبل، و دية ذكر الرجل إذا قطع من الحشفة- مائة من الإبل على أسباب الخطإ دون العمد- و كذلك دية الرجل- و كذلك دية اليد إذا قطعت خمسون من الإبل، و كذلك دية الأذن إذا قطعت- فجدعت‏ «3» خمسون من الإبل- قال: و ما كان ذلك من جروح أو تنكيل‏ «4» فيحكم به ذوا عدل منكم يعني به الإمام- قال: «وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ‏» «5».

126 عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ دية الأنف إذا استؤصل‏ «6» مائة من الإبل، و العين إذا فقئت خمسون من الإبل، و اليد إذا قطعت خمسون من الإبل و في الذكر إذا قطع مائة من الإبل- و في الأذن إذا جذعت خمسون من الإبل- و ما كان من ذلك جروحا دون المثلات- و الإصبع و شبهه يحكم به ذوا عدل منكم «وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ‏» «7».

127 عن أبي العباس عن أبي عبد الله ع قال‏ من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر، قلت: كفر بما أنزل الله أو بما أنزل على محمد ص قال: ويلك إذا كفر بما أنزل على محمد ص أ ليس قد كفر بما أنزل الله‏ «8».

128 عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد ع قال‏ إن الله بعث محمدا بخمسة أسياف، سيف منها مغمود سله إلى غيرنا و حكمه إلينا، فأما السيف المغمود فهو

______________________________
(1)- مر معانيها في ص 265 فراجع إن شئت.

(2)- أي قلعت.

(3)- الجدع: قطع الأذن و الأنف و الشفة.

(4)- قال الطريحي: تنكيل المولى بعبده بأن يجدع أنفه أو يقطع أذنه و نحو ذلك.

(5)- الوسائل ج 3 أبواب ديات الأعضاء باب 1. البرهان ج 1: 476 البحار ج 24: 49.

(6)- أي قطع من أصله.

(7)- البحار ج 24: 50. البرهان ج 1: 476.

(8)- البحار ج 24: 7. البرهان ج 1: 476.

 

324
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 48] ص : 325

 

الذي يقام به القصاص، قال الله جل وجهه «النَّفْسَ بِالنَّفْسِ‏» الآية- فسله إلى أولياء المقتول و حكمه إلينا «1».

129 عن أبي بصير قال‏ سألت أبا عبد الله ع «فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ‏» قال: يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما عفا من جراح أو غيره‏ «2».

130 عن أبي جميلة عن بعض أصحابه عن أحدهما قال‏ قد فرض الله في الخمس نصيبا لآل محمد ص، فأبى أبو بكر أن يعطيهم نصيبهم حسدا و عداوة، و قد قال الله:

«وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ- فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ‏» و كان أبو بكر أول من منع آل محمد ع حقهم- و ظلمهم و حمل الناس على رقابهم، و لما قبض أبو بكر استخلف عمر على غير شورى من المسلمين- و لا رضا من آل محمد ص، فعاش عمر بذلك لم يعط آل محمد حقهم- و صنع ما صنع أبو بكر «3».

131 عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال‏ لا يحلف اليهودي و لا النصراني و لا المجوسي بغير الله، إن الله يقول: «فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ‏» «4».

132 عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ إن الحكم حكمان حكم الله و حكم الجاهلية، [ثم قال: «وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ‏» قال: فأشهد أن زيدا «5» قد حكم بحكم الجاهلية] يعني في الفرائض‏ «6».

133 عن داود الرقي قال‏ سئل أبا عبد الله رجل و أنا حاضر عن قول الله‏

______________________________
(1)- البحار ج 24: 40. البرهان ج 1: 477.

(2)- البحار ج 24: 40. البرهان ج 1: 477.

(3)- البحار ج 24: 13. البرهان ج 1: 478.

(4)- البحار ج 24: 13. البرهان ج 1: 478.

(5)- يعني زيد بن ثابت كما في رواية الكافي.

(6)- حيث عمل بالعول و التعصيب و غيرهما اجتهادا منه و عملا برأيه و اتباعا لعمر و خلافا على أمير المؤمنين (ع).

 

 

325
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 53] ص : 326

«فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ- فَيُصْبِحُوا عَلى‏ ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ‏» فقال: أذن في هلاك بني أمية بعد إحراق زيد بسبعة أيام‏ «1».

134 عن أبي بصير قال: أبو جعفر ع يقول‏ إن الحكم بن عتيبة و سلمة و كثير بن النواء و أبا المقدام و التمار يعني سالما «2» أضلوا كثيرا ممن ضل من هؤلاء الناس، و إنهم ممن قال الله «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ- آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ‏» و إنهم ممن قال الله: «أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ‏ يحلفون بالله‏ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ‏» «3».

135 عن سليمان بن هارون قال‏ قلت له إن بعض هذه العجلة يزعمون أن سيف رسول الله ص عند عبد الله بن الحسن، فقال: و الله ما رآه هؤلاء و لا أبوه بواحدة من عينيه، إلا أن يكون أراه أبوه عند الحسين ع، و إن صاحب هذا الأمر محفوظ له- فلا تذهبن يمينا و لا شمالا، فإن الأمر و الله واضح، و الله لو أن أهل السماء و الأرض- اجتمعوا على أن يحولوا هذا الأمر- من مواضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا، و لو أن الناس كفروا جميعا حتى لا يبقى أحد- لجأ الله لهذا الأمر بأهل يكونون من أهله، ثم قال: أ ما تسمع الله يقول: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ- فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ- أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ‏» حتى فرغ من الآية و قال في آية أخرى «فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ- فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ‏» ثم قال إن هذه الآية هم أهل تلك الآية «4».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 478. الصافي ج 1: 448. إثبات الهداة ج 5: 426.

(2)- هؤلاء من جملة البترية و هم الذين يقولون إن أبا بكر و عمر إمامان و إن اخطأت الأمة في البيعة لهما مع وجود علي ع لكنه خطأ لم ينته إلى درجة الفسق و توقفوا في عثمان و يبغضون طلحة و زبير و عائشة و هم قسم من الزيدية. و قد ورد في ذمهم روايات كثيرة.

(3)- البرهان ج 1: 478.

(4)- البرهان ج 1: 479.

326
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): الآيات 55 الى 56] ص : 327

136 عن بعض أصحابه عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن هذه الآية «فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ- أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ‏» قال: المولى‏ «1».

137 عن خالد بن يزيد عن المعمر بن المكي عن إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين ع عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن جده ع قال:

سمعت عمار بن ياسر يقول‏ وقف لعلي بن أبي طالب ع سائل و هو راكع في صلاة تطوع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل- فأتى رسول الله ص فأعلمه بذلك، فنزل على النبي ص هذه الآية «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا- الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‏» إلى آخر الآية فقرأها رسول الله ص علينا، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه‏ «2».

138 عن ابن أبي يعفور قال‏ قلت لأبي عبد الله ع أعرض عليك ديني الذي أدين الله به، قال: هاته، قلت أشهد أن لا إله إلا الله- و أشهد أن محمدا ص رسول الله، و أقر بما جاء به من عند الله، قال: ثم وصفت له الأئمة حتى انتهيت إلى أبي جعفر، قلت و أقر بك‏ «3» ما أقول فيهم، فقال: أنهاك أن تذهب باسمي في الناس، قال أبان: قال ابن أبي يعفور «: قلت له مع الكلام الأول: و أزعم أنهم الذين قال الله في القرآن «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» فقال أبو عبد الله و الآية الأخرى فاقرأ- قال: قلت له: جعلت فداك أي آية قال: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا- الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‏» قال: فقال: رحمك الله، قال: قلت: تقول رحمك الله على هذا الأمر قال: فقال: رحمك الله على هذا الأمر «4».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 479.

(2)- البحار ج 9: 34. البرهان ج 1: 482. إثبات الهداة ج 3. 514.

(3)- و في بعض النسخ «و أقول فيك».

(4)- البحار ج 9: 35. البرهان ج 1: 483.

327
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): الآيات 55 الى 56] ص : 327

139 عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‏ بينا رسول الله ع جالس في بيته- و عنده نفر من اليهود أو قال: خمسة من اليهود، فيهم عبد الله بن سلام، فنزلت هذه الآية: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا- الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ- وَ هُمْ راكِعُونَ‏» [بهذا الفتى‏] فتركهم رسول الله ص في منزله و خرج إلى المسجد، فإذا بسائل قال له رسول الله ص: أ صدق عليك أحد بشي‏ء قال: نعم هو ذاك المصلي فإذا هو علي ع‏ «1».

140 عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما قال‏ إنه لما نزلت هذه الآية «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا» شق ذلك على النبي ص و خشي أن يكذبه قريش، فأنزل الله «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏» الآية- فقام بذلك يوم غدير خم‏ «2».

141 عن أبي جميلة عن بعض أصحابه عن أحدهما قال‏ إن رسول الله ص قال: إن الله أوحى إلي أن أحب أربعة: عليا و أبا ذر و سلمان و المقداد، فقلت: ألا فما كان من كثرة الناس- أ ما كان أحد يعرف هذا الأمر فقال: بلى ثلاثة، قلت: هذه الآيات التي أنزلت «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا» و قوله: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» أ ما كان أحد يسأل فيم نزلت فقال: من ثم أتاهم لم يكونوا يسألون‏ «3».

142 عن المفضل‏ «4» عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ‏

______________________________
(1)- الوسائل ج 2 أبواب الصدقة باب 51. البحار ج 9: 35. البرهان ج 1: 483. و نقله المحدث الحر العاملي في كتاب إثبات الهداة ج 3: 542 عن هذا الكتاب مختصرا أيضا.

(2)- البحار ج 9: 35. البرهان ج 1: 483. إثبات الهداة ج 3: 542.

(3)- البرهان ج 1: 483. البحار ج 9: 35.

(4)- و في جملة من النسخ «الفضيل» بدل «المفضل».

 

328
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): الآيات 55 الى 56] ص : 327

وَ الَّذِينَ آمَنُوا» قال: هم الأئمة ع‏ «1».

143 عن صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله ع‏ لما نزلت هذه الآية بالولاية- أمر رسول الله ص بالدوحات دوحات غدير خم‏ «2» فقمت‏ «3» ثم نودي الصلاة جامعة، ثم قال: أيها الناس أ لست‏ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، رب وال من والاه و عاد من عاداه، ثم أمر الناس ببيعته- و بايعه الناس لا يجي‏ء أحد إلا بايعه، و لا يتكلم حتى جاء أبو بكر، فقال: يا با بكر بايع عليا بالولاية، فقال: من الله [أ] و من رسوله فقال: من الله و من رسوله ثم جاء عمر فقال: بايع عليا بالولاية به، فقال: من الله [أ] و من رسوله فقال: من الله و من رسوله، ثم ثنى عطفيه فالتقيا- فقال لأبي بكر: لشد ما يرفع بضبعي ابن عمه- ثم خرج هاربا من العسكر، فما لبث أن رجع إلى النبي ع فقال: يا رسول الله ص إني خرجت من العسكر لحاجة- فرأيت رجلا عليه ثياب بيض لم أر أحسن منه، و الرجل من أحسن الناس وجها و أطيبهم ريحا- فقال: لقد عقد رسول الله ص لعلي عقدا لا يحله إلا كافر، فقال: يا عمر أ تدري من ذاك قال: لا، قال: ذاك جبرئيل ع فاحذر أن تكون أول من تحله فتكفر «4» ثم قال أبو عبد الله ع: لقد حضر الغدير اثنا عشر ألف رجل- يشهدون لعلي بن أبي طالب ع، فما قدر على أخذ حقه، و إن أحدكم يكون له المال و له شاهدان فيأخذ حقه، فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ‏ في علي ع‏ «5».

______________________________
(1)- البحار ج 9: 35. البرهان ج 1: 483. إثبات الهداة ج 3: 48.

(2)- الدوحات جمع الدوحة: المظلة العظيمة و في ذلك يقول الكميت.

و يوم الدوح دوح غدير خم أبان له الولاية لو أطيعا- (إلخ).

(3)- قم البيت بتشديد الميم: كنسه.

(4)- البحار ج 9: 207. البرهان ج 1: 485- إثبات الهداة ج 3: 543.

(5)- البحار ج 9: 207. البرهان ج 1: 485- إثبات الهداة ج 3: 543. الوسائل ج 3 أبواب كيفية الحكم باب 5.

329
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 64] ص : 330

144 عن أبي بصير قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: إن عمر بن رباح زعم- أنك قلت: لا طلاق إلا ببينة قال: فقال: ما أنا قلته بل الله تبارك و تعالى يقوله- إنا و الله لو كنا نفتيكم بالجور- لكنا أشد [أشر] منكم- إن الله يقول: «لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ» «1».

145 عن هشام بن المشرقي عن أبي الحسن الخراساني ع قال‏ إن الله كما وصف نفسه أحد صمد نور، ثم قال: «بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ‏» فقلت له: أ فله يدان هكذا- و أشرت بيدي إلى يده- فقال: لو كان هكذا كان مخلوقا «2».

146 عن يعقوب بن شعيب قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ‏» قال: فقال لي: كذا و قال بيده إلى عنقه- و لكنه قال: قد فرغ من الأشياء، و في رواية أخرى عند قولهم فرغ من الأمر «3».

147 عن حماد عنه‏ في قول الله: «يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ» يعنون أنه قد فرغ مما هو كائن لعنوا بما قالوا، قال الله عز و جل «بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ‏» «4».

148 عن جابر عن أبي جعفر ع‏ في قوله «كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ‏» كلما أراد جبار من الجبابرة- هلكة آل محمد ع قصمه الله‏ «5».

149 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ‏» قال: الولاية «6».

150 عن أبي الصهباء [الصهبان‏] البكري قال‏ سمعت علي بن أبي طالب ع دعا رأس الجالوت و أسقف النصارى فقال: إني سائلكما عن أمر و أنا أعلم به‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 486.

(2)- البرهان ج 1: 486. البحار ج 2: 91.

(3)- البرهان ج 1: 486. البحار ج 2: 138.

(4)- البرهان ج 1: 486. البحار ج 2: 138.

(5)- البحار ج 7: 155. البرهان ج 1: 487.

(6)- البرهان ج 1: 487. الصافي ج 1: 456.

 

330
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 67] ص : 331

منكما، فلا تكتماني ثم دعا أسقف النصارى فقال: أنشدك بالله الذي أنزل الإنجيل على عيسى و جعل على رجله البركة- و كان يبرئ الأكمه و الأبرص- و أزال ألم العين‏ «1» و أحيا الميت، و صنع لكم من الطين طيورا- و أنبأكم بما تأكلون و ما تدخرون- فقال: دون هذا صدق، فقال علي ع: بكم افترقت بنو إسرائيل بعد عيسى فقال: لا و الله إلا فرقة واحدة- و قال علي ع: كذبت و الله الذي لا إله إلا هو- لقد افترقت [أمة عيسى‏] على اثنتين و سبعين فرقة- كلها في النار إلا فرقة واحدة، إن الله يقول: «مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ- وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ‏» فهذه التي تنجو «2».

151 عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال كان رسول الله ص يقول‏ تفرقت أمة موسى على إحدى و سبعين ملة [فرقة] سبعون منها في النار و واحدة في الجنة، و تفرقت أمة عيسى على اثنتين و سبعين فرقة- إحدى و سبعون فرقة في النار و واحدة في الجنة، و تعلو أمتي على الفرقتين جميعا بملة، واحدة في الجنة و ثنتان و سبعون في النار، قالوا: من هم يا رسول الله قال: الجماعات الجماعات.

قال يعقوب بن زيد كان علي بن أبي طالب إذا حدث هذا الحديث- عن رسول الله ص تلا فيه قرآنا «وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا- لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ‏» إلى قوله «ساءَ ما يَعْمَلُونَ‏» و تلا أيضا وَ «مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‏» يعني أمة محمد ص‏ «3».

152 عن أبي صالح عن ابن عباس و جابر بن عبد الله قالا أمر الله تعالى نبيه محمدا ص أن ينصب عليا ع علما للناس ليخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله ص أن يقولوا: حامى‏ «4» ابن عمه- و أن تطغوا في ذلك عليه فأوحى الله إليه «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ- وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏»

______________________________
(1)- و في نسخة البحار «و أبرأ أكمه العين» و الأكمه بمعنى الأعمى.

(2)- البحار ج 8: 1 و 2. البرهان ج 1: 487.

(3)- البحار ج 8: 1 و 2. البرهان ج 1: 487.

(4)- و في نسخة «خابى» و في أخرى «جاءنا».

 

331
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 67] ص : 331

فقام رسول الله ص بولايته يوم غدير خم‏ «1».

153 عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال‏ لما نزل جبرئيل ع على رسول الله ص في حجة الوداع بإعلان أمر علي بن أبي طالب ع «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏» إلى آخر الآية، قال: فمكث النبي ص ثلاثا حتى أتى الجحفة فلم يأخذ بيده فرقا من الناس، فلما نزل الجحفة يوم الغدير في مكان يقال له مهيعة، فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس- فقال النبي ص: من أولى بكم من أنفسكم قال: فجهروا فقالوا: الله و رسوله، ثم قال لهم الثانية، فقالوا: الله و رسوله، ثم قال لهم الثالثة، فقالوا: الله و رسوله، فأخذ بيد علي ع فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه- و انصر من نصره و اخذل من خذله، فإنه مني و أنا منه، و هو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي‏ «2».

154 عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله ع ابتداء منه‏ العجب يا با حفص لما لقي علي بن أبي طالب، أنه كان له عشرة ألف شاهد لم يقدر على أخذ حقه، و الرجل يأخذ حقه بشاهدين، إن رسول الله ص خرج من المدينة حاجا و معه خمسة آلاف، و رجع من مكة و قد شيعه خمسة آلاف من أهل مكة، فلما انتهى إلى الجحفة نزل جبرئيل بولاية علي، و قد كانت نزلت ولايته بمنى و امتنع رسول الله ص من القيام بها لمكان الناس، فقال: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏» مما كرهت بمنى فأمر رسول الله ص فقمت السمرات‏ «3» فقال رجل من الناس: أما و الله ليأتينكم بداهية، فقلت لعمر: من الرجل فقال الحبشي‏ «4».

______________________________
(1)- البحار ج 9: 207. البرهان ج 1: 489.

(2)- البحار ج 9: 207. البرهان ج 1: 489. إثبات الهداة ج 3: 543.

(3)- قم البيت- بتشديد الميم-: كنسه. و سمرات جمع سمرة: شجر.

(4)- البحار ج 9: 207. البرهان ج 1: 489. الوسائل ج 3 أبواب كيفية الحكم باب 6 و نقله في إثبات الهداة ج 3: 544 مختصرا عن هذا الكتاب أيضا.

332
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 67] ص : 331

154 عن زياد بن المنذر أبي الجارود صاحب الدمدمة الجارودية «1» قال‏ كنت عند أبي جعفر محمد بن علي ع بالأبطح و هو يحدث الناس، فقام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى، كان يروي عن الحسن البصري، فقال: يا ابن رسول الله جعلت فداك- إن الحسن البصري يحدثنا حديثا- يزعم أن هذه الآية نزلت في رجل و لا يخبرنا من الرجل «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ‏» تفسيرها: أ تخشى الناس فالله يعصمك من الناس فقال أبو جعفر ع: ما له لأقضي الله دينه يعني صلاته، أما أن لو شاء أن يخبر به أخبر به- أن جبرئيل هبط على رسول الله ص فقال له: إن ربك تبارك و تعالى يأمرك- أن تدل أمتك على صلاتهم، فدله على الصلاة و احتج بها عليه- فدل رسول الله ص أمته عليها و احتج بها عليهم، ثم أتاه- فقال: إن الله تبارك و تعالى يأمرك- أن تدل أمتك من زكاتهم- على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم، فدله على الزكاة و احتج بها عليه- فدل رسول الله ص أمته على الزكاة و احتج بها عليهم، ثم أتاه جبرئيل فقال: إن الله تبارك و تعالى يأمرك أن تدل أمتك من صيامهم- على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم و زكاتهم، شهر رمضان بين شعبان و شوال، يؤتى فيه كذا و يجتنب فيه كذا- فدله على الصيام و احتج به عليه فدل رسول الله ص أمته على الصيام و احتج به عليهم، ثم أتاه فقال: إن الله تبارك و تعالى يأمرك- أن تدل أمتك في حجهم- على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم و زكاتهم و صيامهم، فدله على الحج و احتج بها عليه- فدل عليه رسول الله ص أمته على الحج و احتج به عليهم، ثم أتاه فقال: إن الله تبارك و تعالى يأمرك- أن تدل أمتك من وليهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم- و زكاتهم و صيامهم و حجهم، قال: فقال رسول الله ص: رب أمتي حديثو عهد بجاهلية فأنزل الله «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ‏» تفسيرها أ تخشى الناس فالله يعصمك من الناس، فقام رسول الله ص فأخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها- فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه و انصر من نصره، و اخذل من‏

______________________________
(1)- و هم فرقة من الزيدية أصحاب ذلك الرجل.

 

333
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 68] ص : 334

خذله و أحب من أحبه- و أبغض من أبغضه‏ «1».

155 عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال‏ لما أنزل الله على نبيه «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ- وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ‏» قال: فأخذ رسول الله ص بيد علي فقال:

يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء- ممن كان قبلي إلا و قد عمر- ثم دعاه الله فأجابه و أوشك أن أدعى فأجيب، و أنا مسئول و أنتم مسئولون فما أنتم قائلون قالوا:

نشهد أنك قد بلغت و نصحت و أديت ما عليك- فجزاك الله أفضل ما جزى المرسلين، فقال: اللهم اشهد ثم قال: يا معشر المسلمين- ليبلغ الشاهد الغائب أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي ألا إن ولاية علي ولايتي [و ولايتي ولاية ربي‏] و لا يدري عهدا عهده إلي ربي- و أمرني أن أبلغكموه- ثم قال: هل سمعتم- ثلاث مرات يقولها- فقال قائل: قد سمعنا يا رسول الله ص‏ «2».

156 عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ- حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ- وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ- ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَ كُفْراً» قال: هو ولاية أمير المؤمنين ع‏ «3».

157 عن خالد بن يزيد عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله‏ في قول الله: «وَ حَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ» قال: حيث كان رسول الله ص بين أظهرهم‏ ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا حيث قبض رسول الله ص، ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ‏ حيث قام أمير المؤمنين ع قال: ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا إلى الساعة «4».

______________________________
(1)- البحار ج 9: 207. البرهان ج 1: 490. و نقله في إثبات الهداة ج 3 545 عن هذا الكتاب مختصرا أيضا.

(2)- البرهان ج 1: 490. البحار ج 9: 207.

(3)- البرهان ج 1: 491.

(4)- البرهان ج 1: 491. البحار ج 7: 155. و قيل لعل المراد. بالساعة ساعة غلبة الحق بظهور القائم عليه السلام.

334
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 72] ص : 335

 

158 عن زرارة قال‏ كتبت إلى أبي عبد الله ع مع بعض أصحابنا فيما يروي الناس- عن النبي ص أنه من أشرك بالله فقد وجبت له النار و من لم يشرك بالله فقد وجبت له الجنة، قال: أما من أشرك بالله فهذا الشرك البين- و هو قول الله: «مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ- فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» و أما قوله: من لم يشرك بالله فقد وجبت له الجنة قال أبو عبد الله ع: هاهنا النظر هو من لم يعص الله‏ «1».

159 عن أحمد بن خالد عن أبيه رفعه‏ في قول الله «وَ أُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ‏» قال: كانا يتغوطان‏ «2».

160 عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله ع قال‏ «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى‏ لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ‏» قال: الخنازير على لسان داود، و القردة على لسان عيسى ابن مريم‏ «3».

161 عن محمد بن الهيثم التميمي عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ- لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ‏» قال: أما إنهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم- و لا يجلسون مجالسهم- و لكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم و آنسوا بهم‏ «4».

162 عن مروان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال‏ ذكر النصارى و عداوتهم- فقال: قول الله «ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَ رُهْباناً- وَ أَنَّهُمْ‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 491.

(2)- البرهان ج 1: 491. البحار ج 5 و قال الطبرسي [ره‏] قيل فيه قولان: أحدهما أنه احتجاج على النصارى بأن من ولده النساء و يأكل الطعام لا يكون إلها للعباد لأن سبيله سبيلهم في الحاجة إلى الصانع المدبر. و المعنى أنهما كانا يعيشان بالغذاء كما يعيش سائر الخلق فكيف يكون إلها من لا يقيمه إلا أكل الطعام و الثاني أن ذلك كناية عن قضاء الحاجة.

(3)- البرهان ج 1: 492. البحار ج 5.

(4)- البرهان ج 1: 492. الصافي ج 1: 478.

 

 

335
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 87] ص : 336

لا يَسْتَكْبِرُونَ‏» قال: أولئك كانوا قوما بين عيسى و محمد، ينتظرون مجي‏ء محمد ص‏ «1».

162 عن عبد الله بن سنان قال‏ سألته عن رجل قال لامرأته طالق- أو مماليكه أحرار إن شربت حراما و لا حلالا، فقال: أما الحرام فلا يقربه حلف أو لم يحلف- و أما الحلال فلا يتركه فإنه ليس له أن يحرم ما أحل الله، لأن الله يقول: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ‏» فليس عليه شي‏ء في يمينه من الحلال‏ «2».

163 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ قول الله: «لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ‏» قال: هو قول الرجل لا و الله و بلى و الله، و لا يعقد قلبه على شي‏ء «3».

165 و في رواية أخرى عن محمد بن مسلم قال‏ و لا يعقد عليها «4».

166 عن إسحاق بن عمار قال‏ سألت أبا الحسن ع عن «إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ‏» أو إطعام ستين مسكينا أ يجمع ذلك فقال: لا و لكن يعطي على كل إنسان كما قال الله، قال: قلت: فيعطي الرجل قرابته إذا كانوا محتاجين قال: نعم- قلت فيعطيها إذا كانوا ضعفاء من غير أهل الولاية فقال: نعم و أهل الولاية أحب إلي‏ «5».

167 عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ في اليمين في إطعام عشرة مساكين أ لا ترى أنه يقول: «مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ- أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ‏» فلعل أهلك أن يكون قوتهم لكل إنسان دون المد، و لكن‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 492». الصافي ج 1: 479. البحار ج 5.

(2)- البرهان ج 1: 494. البحار ج 23: 146. الوسائل ج 3 كتاب الإيمان باب 19.

(3)- البرهان ج 1: 495. البحار ج 23: 146. الصافي ج 1: 482.

(4)- البرهان ج 1: 495. البحار ج 23: 146. الصافي ج 1: 482.

(5)- البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 495.

 

336
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 89] ص : 336

يحسب في طحنه [طبخه‏] و مائه و عجينه- فإذا هو يجزي لكل إنسان مد- و أما كسوتهم فإن وافقت به الشتاء فكسوته، و إن وافقت به الصيف فكسوته، لكل مسكين إزار و رداء- و للمرأة ما يواري ما يحرم منها إزار و خمار و درع، و صوم ثلاثة أيام، و إن شئت أن تصوم- إنما الصوم من جسدك ليس من مالك و لا غيره‏ «1».

168 عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله: «مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ‏» في كفارة اليمين قال: ما يأكل أهل البيت يشبعهم يوم [لشبعهم يوما] و كان يعجبه مد لكل مسكين، قلت: «أَوْ كِسْوَتُهُمْ‏» قال: ثوبين لكل رجل‏ «2».

169 عن أبي بصير قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله: «مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ‏» قال: قوت عيالك، و القوت يومئذ مد، قلت: أَوْ كِسْوَتُهُمْ‏ قال: ثوب‏ «3».

170 عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي إبراهيم ع قال‏ سألته عن إطعام عشرة مساكين أو ستين مسكينا- أ يجمع ذلك لإنسان واحد قال: لا أعطه واحدا واحدا كما قال الله، قال: قلت: أ فيعطيه [الرجل‏] قرابته قال: نعم قال: قلت:

أ فيعطيه الضعفاء من النساء من غير أهل الولاية قال: فقال: نعم أهل الولاية أحب إلي‏ «4».

171 عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ في كفارة اليمين يعطى كل مسكين مدا- على قدر ما يقوت إنسانا من أهلك في كل يوم، و قال مد من حنطة يكون فيه طحنه و حطبه على كل مسكين، أو كسوتهم ثوبين‏ «5».

172 و في رواية أخرى عنه‏ ثوبين لكل رجل و الرقبة يعتق من المستضعفين في الذي يجب عليك فيه رقبة «6».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 496. البحار ج 23: 146.

(2)- البرهان ج 1: 496. البحار ج 23: 146.

(3)- البرهان ج 1: 496. البحار ج 23: 146.

(4)- البرهان ج 1: 496. البحار ج 23: 146.

(5)- البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 496.

(6)- البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 496.

337
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 89] ص : 336

173 عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال‏ في كفارة اليمين عتق رقبة «أو إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ‏» بالإدام، و الوسط الخل و الزيت، و أرفعه الخبز و اللحم، و الصدقة مد مد لكل مسكين، و الكسوة ثوبان، فمن لم يجد فعليه الصيام- يقول الله «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ‏» و يصومهن متتابعات، و يجوز في عتق الكفارة الولد- و لا يجوز في عتق القتل إلا مقرة بالتوحيد «1».

174 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع‏ في كفارة اليمين يطعم عشرة مساكين لكل مسكين مدين مد من حنطة- و مد من دقيق و حفنة «2» أَوْ كِسْوَتُهُمْ‏ لكل إنسان ثوبان أو عتق رقبة، و هو في ذلك بالخيار أي الثلاثة شاء صنع، فإن لم يقدر على واحدة من الثلاث- فالصيام عليه واجب صيام ثلاثة أيام‏ «3».

175 عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال: سمعته يقول‏ إن الله فوض إلى الناس في كفارة اليمين- كما فوض إلى الإمام في المحارب أن يصنع ما يشاء- و قال: كل شي‏ء في القرآن أو «4» فصاحبه فيه بالخيار «5».

176 عن الزهري عن علي بن الحسين ع قال‏ صيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين- واجب لمن لم يجد الإطعام قال الله: «فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ‏» كل ذلك متتابع ليس بمتفرق‏ «6».

177 عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال‏ سئل عن الكفارة اليمين في قول الله: «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ‏» ما حد من لم يجد فهذا الرجل يسأل في كفه و هو يجد فقال: إذا لم يكن عنده فضل يومه عن قوت عياله فهو لا يجد، و قال: الصيام ثلاثة أيام لا يفرق بينهن‏ «7».

178 عن أبي خالد القماط أنه سمع أبا عبد الله ع يقول‏ في كفارة اليمين:

______________________________
(1)- البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 496.

(2)- الحفنة- بضم الحاء و فتحها-: مل‏ء الكفين.

(3)- البحار ج 23: 146. البرهان ج 1: 496.

(4)- أي لفظة «أو».

(5)- البرهان ج 1: 496. البحار ج 23: 146.

(6)- البرهان ج 1: 496. البحار ج 23: 146.

(7)- البرهان ج 1: 496. البحار ج 23: 146.

 

338
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 89] ص : 336

من كان له ما يطعم فليس له أن يصوم، أطعم عشرة مساكين مدا مدا- فإن‏ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ‏ أو عتق رقبة أو كسوة، و الكسوة ثوبان أو إطعام عشرة مساكين- أي ذلك فعل أجزأ عنه‏ «1».

179 قال علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال‏ فإن‏ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ‏ متواليات، و إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ‏ مد مد «2».

180 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ صيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين متتابعات- لا يفصل بينهن- قال: و قال [كل صيام يفرق إلا صيام- ثلاثة أيام في كفارة اليمين فإن الله يقول‏] «فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ‏» متتابعات‏ «3».

181 عن أبي الحسن الرضا ع قال: يقول‏ الميسر هو القمار «4».

182 عن أبي الحسن الرضا ع قال: سمعته يقول‏ إن الشطرنج و النرد و أربعة عشر- و كل ما قومر عليه منها فهو ميسر «5».

183 عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول‏ بينما حمزة بن عبد المطلب ع و أصحاب له على شراب لهم يقال له السكركة- قال: فتذاكروا الشريف‏ «6» فقال لهم حمزة: كيف لنا به فقالوا: هذه ناقة ابن أخيك علي، فخرج إليها فنحرها- ثم أخذ كبدها و سنامها فأدخل عليهم، قال: و أقبل علي فأبصر ناقته فدخله من ذلك، فقالوا له: عمك حمزة صنع هذا، قال: فذهب إلى النبي ص فشكا ذلك إليه، قال: فأقبل معه رسول الله ص فقيل لحمزة: هذا رسول الله بالباب قال: فخرج حمزة و هو مغضب- فلما رأى رسول الله ص الغضب في وجهه انصرف،

______________________________
(1)- البحار ج 23: 146- 147. البرهان ج 1: 496- 497.

(2)- البحار ج 23: 146- 147. البرهان ج 1: 496- 497.

(3)- البحار ج 23: 146- 147. البرهان ج 1: 496- 497.

(4)- الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 35. البحار ج 16 [م‏]: 34.

البرهان ج 1: 398.

(5)- الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 35. البحار ج 16 [م‏]: 34.

البرهان ج 1: 398.

(6)- كأنه من الشارف و هو من الإبل: المسن و المسنة قال الجزري: الشارف الناقة المسنة- و منه حديث علي و حمزة رضي الله عنهما- ألا يا حمز للشرف النواء و هن معقلات بالفناء.

 

339
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 89] ص : 336

قال: فقال له حمزة: لو أراد ابن أبي طالب أن يقودك بزمام [ما] فعل، فدخل حمزة منزله و انصرف النبي ص، قال: و كان قبل أحد قال: فأنزل الله تحريم الخمر فأمر رسول الله ص بآنيتهم فأكفيت، قال: فنودي في الناس بالخروج إلى أحد فخرج رسول الله ص و خرج الناس- و خرج حمزة فوقف ناحية من النبي ص قال: فلما تصافوا حمل حمزة في الناس حتى غلب [غيب‏] فيهم- ثم رجع إلى موقفه، فقال له الناس: الله الله يا عم رسول الله أن تذهب- و في نفس رسول الله ص عليك شي‏ء، قال: ثم حمل الثانية حتى غيب في الناس- ثم رجع إلى موقفه فقالوا له: الله الله يا عم رسول الله أن تذهب- و في نفس رسول الله ص عليك شي‏ء، فأقبل إلى النبي ص فلما رآه مقبلا نحوه- أقبل إليه فعانقه و قبل رسول الله ما بين عينيه، قال: ثم حمل على الناس فاستشهد حمزة رحمه الله، فكفنه رسول الله ص في نمرة «1» ثم قال أبو عبد الله نحو من ستر بابي هذا، فكان إذا غطى بها وجهه انكشف رجلاه، و إذا غطى رجلاه انكشف وجهه، قال: فغطى بها وجهه و جعل على رجليه إذخر «2» قال: فانهزم الناس و بقي علي ع فقال له رسول الله ص: يا علي ما صنعت قال: يا رسول الله لزمت الأرض، فقال: ذلك الظن بك قال- و قال رسول الله ص: أنشدك يا رب ما وعدتني فإنك إن شئت لم تعبد «3».

184 عن أبي الصباح عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن النبيذ و الخمر بمنزلة واحدة هما قال: لا أن النبيذ ليس بمنزلة الخمر، إن الله حرم الخمر قليلها و كثيرها- كما حرم الميتة و الدم و لحم الخنزير، و حرم النبي ص من الأشربة المسكر، و ما حرم رسول الله ص فقد حرمه الله- قلت: أ رأيت رسول الله ص‏

______________________________
(1)- النمرة: شملة أو بردة من صوف فيها خطوط بيض و سود.

(2)- الإذخر- بالكسر-: الحشيش الأخضر.

(3)- البحار ج 16 «م»: 22. و ج 6: 510. البرهان ج 1: 498. و نقله المحدث الحر العاملي «ره» في الوسائل ج 3 أبواب الأشربة المحرمة باب 9 مختصرا عن هذا الكتاب أيضا.

 

340
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 93] ص : 341

كيف كان يضرب في الخمر فقال: كان يضرب بالنعال و يزيد كلما أتي بالشارب، ثم لم يزل الناس يزيدون حتى وقف على ثمانين، أشار بذلك علي ع على عمر «1».

185 عن عبد الله بن جندب عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال‏ الشطرنج ميسر، و النرد ميسر «2».

186 عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر ع قال‏ الشطرنج و النرد ميسر «3».

187 عن ياسر الخادم عن الرضا ع قال‏ سألته عن الميسر قال: الثقل من كل شي‏ء، قال: الخبز و الثقل ما يخرج بين المتراهنين- من الدراهم و غيره‏ «4».

188 عن الهشام عن الثقة رفعه عن أبي عبد الله أنه قيل له‏ روي عنكم أن الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجال فقال: ما كان الله ليخاطب خلقه بما لا يعقلون‏ «5».

189 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ أتى عمر بن الخطاب بقدامة بن مظعون و قد شرب الخمر و قامت عليه البينة- فسأل عليا ع فأمره أن يجلده ثمانين جلدة، فقال قدامة: يا أمير المؤمنين ليس علي جلد- أنا من أهل هذه الآية «لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا- وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا» فقرأ الآية حتى استتمها- فقال له علي ع: كذبت لست من أهل هذه الآية ما طعم أهلها فهو لهم حلال، و ليس يأكلون و لا يشربون إلا ما يحل لهم‏ «6».

عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع‏ مثله: و زاد فيه- و

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 498. البحار ج 16 «م»: 25.

(2)- البرهان ج 1: 498. البحار ج 16 «م»: 34.

(3)- البرهان ج 1: 498. البحار ج 16 «م»: 34. الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 100 و 35.

(4)- البرهان ج 1: 498. البحار ج 16 «م»: 34. الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 100 و 35.

(5)- البرهان ج 1: 498. البحار ج 16 «م»: 34. الوسائل ج 2 أبواب ما يكتسب به باب 100 و 35.

(6)- البرهان ج 1: 501. البحار ج 16 «م»: 25.

 

341
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 94] ص : 342

ليس يأكلون و لا يشربون إلا ما أحل الله لهم- ثم قال: إن الشارب إذا ما شرب- لم يدر ما يأكل و لا ما يشرب، فاجلدوه ثمانين جلدة.

«1».

190 عن أبي الربيع عن أبي عبد الله ع‏ في الخمر و النبيذ- قال: إن النبيذ ليست بمنزلة الخمر، إن الله حرم الخمر بعينها، فقليلها و كثيرها حرام، كما حرم الميتة و الدم و لحم الخنزير، و حرم رسول الله ص الشراب من كل مسكر، فما حرمه رسول الله ص فقد حرم الله، قلت: فكيف كان ضرب رسول الله ص في الخمر فقال: كان يضرب بالنعل و يزيد و ينقص، و كان الناس بعد ذلك يزيدون و ينقصون ليس بحد محدود- حتى وقف علي بن أبي طالب ع في شارب الخمر على ثمانين جلدة، حيث ضرب قدامة بن مظعون، قال فقال قدامة: ليس علي جلد، أنا من أهل هذه الآية «لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا- وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا- إِذا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا» فقال له: كذبت ما أنت منهم، إن أولئك كانوا لا يشربون حراما، ثم قال علي ع: إن الشارب إذا شرب فسكر- لم يدر ما يقول و ما يصنع، و كان رسول الله ص إذا أتي بشارب الخمر ضربه- فإذا أتي به ثانية ضربه، فإذا أتي به ثالثة ضرب عنقه، قلت: فإن أخذ شارب نبيذ مسكر قد انتشأ منه قال: يضرب ثمانين جلدة- فإن أخذ ثالثة قتل كما يقتل شارب الخمر، قلت: إن أخذ شارب الخمر نبيذ مسكر سكر منه أ يجلد ثمانين قال: لا دون ذلك- كل ما أسكر كثيره فقليله حرام‏ «2».

191 عن حريز عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا قتل الرجل المحرم حمامة ففيها شاة، فإن قتل فرخا ففيه جمل، فإن وطئ بيضة فكسرها فعليه درهم- كل هذا يتصدق ب مكة و منى و هو قول الله في كتابه «لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ‏» البيض و الفراخ «وَ رِماحُكُمْ‏» الأمهات الكبار «3».

192 عن سماعة عن أبي عبد الله ع‏ قول الله «لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الصَّيْدِ» قال‏

______________________________
(1)- البحار ج 16 «م»: 25. البرهان ج 1: 501.

(2)- البحار ج 16 «م»: 25. البرهان ج 1: 501.

(3)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 502.

 

342
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 95] ص : 343

ابتلاهم الله بالوحش فركبهم من كل مكان‏ «1».

193 عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الصَّيْدِ- تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَ رِماحُكُمْ‏» قال: حشر لرسول الله ص الوحوش حتى نالتها أيديهم- و رماحهم في عمرة الحديبية، ليبلوهم الله به‏ «2».

194 و في رواية الحلبي عنه‏ حشر عليهم الصيد من كل مكان حتى دنا منهم- فنالته أيديهم و رماحهم ليبلونهم الله به‏ «3».

195 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ في قول الله: «لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ- وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ‏» قال: من أصاب نعامة فبدنة «4» و من أصاب حمارا و شبهه فعليه بقرة، و من أصاب ظبيا فعليه شاة- بالغ الكعبة حقا واجبا عليه أن ينحر، إن كان في حج فبمنى حيث ينحر الناس، و إن كان في عمرة نحر بمكة، و إن شاء تركه حتى يشتريه بعد ما يقدم- فينحره فإنه يجزيه عنه‏ «5».

196 عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً- فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ‏» قال: في الظبي شاة و في الحمامة و أشباهها، و إن كانت فراخا فعدتها من الحملان، و في حمار وحش بقرة و في النعامة جزور «6».

197 عن أيوب بن نوح: و في النعامة بدنة و في البقرة بقرة و في رواية حريز عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ‏»

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 502. البحار ج 21: 36. الوسائل ج 2 أبواب تروك الإحرام باب 1.

(2)- البرهان ج 1: 502. البحار ج 21: 36. الوسائل ج 2 أبواب تروك الإحرام باب 1.

(3)- البرهان ج 1: 502. البحار ج 21: 36. الوسائل ج 2 أبواب تروك الإحرام باب 1.

(4)- النعامة: طائر من فصيلة النعاميات يقال فيه إنه مركب من خلقة الطير و خلقة الجمل، أخذ من الجمل العنق و الوظيف و المنسم و من الطير الجناح و المنقار و الريش، و يقال له بالفارسية «شتر مرغ». و البدنة- بفتحين كقصبة-: الناقة أو البقرة المسمنة.

(5)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 504. الوسائل ج 2 أبواب كفارات الصيد باب 1.

(6)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 504. الوسائل ج 2 أبواب كفارات الصيد باب 1.

 

343
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 95] ص : 343

قال: العدل رسول الله ص و الإمام من بعده- ثم قال: و هذا مما أخطأت به الكتاب‏ «1».

198 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ‏» يعني رجلا واحدا يعني الإمام ع‏ «2».

199 عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ قضى أمير المؤمنين ع في الديات- ما كان من ذلك من جروح أو تنكيل- فيحكم به ذوا عدل منكم يعني الإمام‏ «3».

200 عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول‏ «يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ‏» قال: ذلك رسول الله ص و الإمام من بعده، فإذا حكم به الإمام فحسبك‏ «4».

201 عن الزهري عن علي بن الحسين ع قال‏ صوم جزاء الصيد واجب قال الله تبارك و تعالى «وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً- فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ- يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً» أ و تدري كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري فقلت: لا قال: يقوم الصيد، قال: ثم يفض القيامة «5» على البر- ثم يكال ذلك البر أصواعا- فيصوم لكل نصف صاع يوما «6».

202 عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله ع قال‏ من قتل من النعم و هو

______________________________
(1)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 504. الصافي ج 1: 489 و قال الفيض «ره» يعني أن رسم الألف في ذوا عدل من تصرف نساخ القرآن خطأ و الصواب عدم نسخها و ذلك لأنه يفيد أن الحاكم اثنان و الحال أنه واحد و هو الرسول في زمانه ثم كل إمام في زمانه على سبيل البدل.

(2)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 504.

(3)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 504.

(4)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 504.

(5)- الفض: الكسر التفرقة.

(6)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 504.

 

344
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 95] ص : 343

محرم نعامة فعليه بدنة، و من حمار وحش بقرة، و من الظبي شاة يحكم به ذوا عدل منكم، و قال: عدله أن يحكم بما رأى من الحكم أو صيام، يقول الله: «هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ» و الصيام لمن لم يجد الهدي، فصيام ثلاثة أيام قبل التروية بيوم، و يوم التروية و يوم عرفة «1».

203 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله فيمن قتل صيدا متعمدا و هو محرم «فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ- أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً» ما هو فقال: ينظر إلى الذي عليه بجزاء ما قتل، فإما أن يهديه و إما أن يقوم- فيشتري به طعاما فيطعمه المساكين، يطعم كل مسكين مدا و إما أن ينظركم يبلغ عدد ذلك من المساكين، فيصوم مكان كل مسكين يوما «2».

204 عن عبد الله بن بكير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله عز و جل «أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً» قال: يقوم ثمن الهدي طعام- ثم يصوم لكل مد يوما فإن زادت الأمداد على شهرين- فليس عليه أكثر من ذلك‏ «3».

205 و في رواية محمد بن مسلم عن أحدهما «أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً» قال:

عدل الهدي ما بلغ يتصدق به، فإن لم يكن عنده فليصم بقدر ما بلغ لكل طعام مسكين يوما «4».

206 عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال‏ سألته عن قول الله: «وَ مَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ‏» قال: إن رجلا أخذ ثعلبا و هو محرم- فجعل يقدم النار إلى أنف الثعلب- و جعل الثعلب يصيح و يحدث من استه، و جعل أصحابه ينهونه عما يصنع، ثم أرسله بعد ذلك، فبينا الرجل نائم إذ جاءت حية فدخلت في دبره- فجعل يحدث من استه كما

______________________________
(1)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 504. الوسائل ج 2 أبواب كفارات الصيد باب 1 و باب 2.

(2)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 504. الوسائل ج 2 أبواب كفارات الصيد باب 1 و باب 2.

(3)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 505.

(4)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 505.

 

345
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 96] ص : 346

 

عذب الثعلب، ثم خلته [بعد] فانطلق.

، و في رواية أخرى‏ ثم خلت عنه‏ «1».

207 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ المحرم إذا قتل الصيد في الحل فعليه جزاؤه يتصدق بالصيد على مسكين، فإن عاد و قتل صيدا لم يكن عليه جزاؤه‏ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ‏ «2».

208 و في رواية أخرى عن الحلبي عنه‏ في المحرم أصاب صيدا قال: عليه الكفارة فإن عاد فهو ممن قال الله «فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ‏» و ليس عليه كفارة «3».

209 عن حريز عن أبي عبد الله ع قال‏ «أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَ طَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ‏» قال: مالحه الذي يأكلون- و قال: فصل ما بينهما كل طير يكون في الآجام‏ «4» يبيض في البر- و يفرخ في البر فهو من صيد البر- و ما كان من طير يكون في البر و يبيض في البحر- و يفرخ في البحر فهو من صيد البحر «5».

210 عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ- وَ طَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَ لِلسَّيَّارَةِ» قال: هي الحيتان المالح و ما تزودت منه أيضا- و إن لم يكن مالحا فهو متاع‏ «6».

211 عن أبان بن تغلب قال‏ قلت لأبي عبد الله ع «جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ‏» قال جعلها الله لدينهم و معايشهم‏ «7».

212 عن أحمد بن محمد قال‏ كتبت إلى أبي الحسن الرضا ع و كتب في آخره.

______________________________
(1)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 504. الوسائل ج 2 أبواب تروك الإحرام باب 8.

(2)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 505.

(3)- البحار ج 21: 36. البرهان ج 1: 505.

(4)- الآجام جمع الأجمة: الشجر الكثير الملتف. و يقال له بالفارسية «جنگل بيشه».

(5)- البحار ج 21: 37. البرهان ج 1: 505.

(6)- البحار ج 21: 37. البرهان ج 1: 505. الوسائل ج 2 أبواب تروك الإحرام باب 7.

(7)- البحار ج 21: 15. البرهان ج 1: 505.

 

 

346
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 103] ص : 347

أ و لم تنتهوا عن كثرة المسائل- فأبيتم أن تنتهوا إياكم- و ذاك فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، فقال الله تبارك و تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ» إلى قوله «كافِرِينَ‏» «1»..

213 محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِيلَةٍ وَ لا حامٍ‏» «2» قال: و إن أهل الجاهلية كانوا- إذا ولدت الناقة ولدين في بطن- قالوا: وصلت، فلا يستحلون ذبحها و لا أكلها- و إذا ولدت عشرا جعلوها سائبة- فلا يستحلون ظهرها و لا أكلها، و الحام: فحل الإبل لم يكونوا يستحلون، فأنزل الله إن الله لم يحرم شيئا من هذا «3».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 506.

(2)- قال الطبرسي «ره» البحيرة: هي الناقة كانت إذا نتجت خمسة أبطن و كان آخرها ذكرا بحروا أذنها «أي شقوه» و امتنعوا من ركوبها و نحرها و لا تطرد عن ماء و لا تمنع من مرعى. و قيل: إنهم كانوا إذا انتجت الناقة خمسة أبطن نظروا في البطن الخامس فإن كان ذكرا نحروه فأكله النساء و الرجال جميعا و إن كانت أنثى شقوا أذنها فتلك البحيرة ثم لا يجزلها وبر و لا يذكر عليها اسم الله إن ذكيت و لا يحمل عليها و حرم على النساء أن يذقن من لبنها شيئا و لا أن ينتفعن بها و كان لبنها و منافعها للرجال خاصة دون النساء حتى تموت فإذا ماتت اشتركت الرجال و النساء في أكلها.

و السائبة و هي ما كانوا يسيبونه «أي يهملونه» فإن الرجل إذا نذر لقدوم من سفر أو لبرء من علة أو ما أشبه ذلك قال ناقتي سائبة فكانت كالبحيرة في أن لا ينتفع بها. و قيل هي التي تسيب للأصنام أي تعتق لها و الوصيلة و هي في الغنم كانت الشاة إذا ولدت أنثى فهي لهم و إذا ولدت ذكرا جعلوه لآلهتهم فإن ولدت ذكرا و أنثى قالوا وصلت أخاها فلم يذبحوا الذكر لآلهتهم و الحام و هو الذكر من الإبل كانت العرب إذا نتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا قد حمى ظهره فلا يحمل عليه و لا يمنع من ماء و لا مرعى. و قيل إنه الفحل إذا لقح ولد ولده قيل حمى ظهره فلا يركب.

(3)- البحار ج 14: 689. البرهان ج 1: 508.

347
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): الآيات 106 الى 108] ص : 348

214 عن أبي الربيع قال‏ سئل أبا عبد الله ع عن السائبة قال: هو الرجل يعتق غلامه، ثم يقول له: اذهب حيث شئت- و ليس لي من ميراثك شي‏ء- و لا علي من حديوتك‏ «1» شي‏ء و يشهد على ذلك شاهدا «2».

215 عن عمار بن أبي الأحوص قال‏ سألت أبا جعفر ع عن السائبة- قال:

انظر في القرآن فما كان منه‏ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ، فقال: يا عمار السائبة التي لا ولاء لأحد من الناس عليها إلا الله، و ما كان ولاؤه لله فهو لرسول الله ع و ما كان ولاؤه لرسول الله فإن ولاءه للإمام [و جنايته على الإمام‏] و ميراثه له‏ «3» قال: قال أبو عبد الله ع البحيرة إذا ولدت و ولد- ولدها بحرت‏ «4».

216 عن أبي أسامة عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ‏» إلى آخر الآية «أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ‏» قال:

هما كافران، قلت فقول الله: «ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ‏» قال: مسلمان‏ «5».

217 عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ‏» إلى «أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ‏» فقال: هما كافران‏ «6».

218 عن علي بن سالم عن رجل قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ- إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ‏» فقال: اللذان منكم مسلمان، و اللذان من غيركم من أهل الكتاب، فإن لم تجدوا من أهل الكتاب فمن المجوس، لأن رسول الله ص قال:

______________________________
(1)- كذا في الأصل و في نسخة البرهان «حدثك».

(2)- البرهان ج 1: 507.

(3)- البرهان ج 1: 507. البحار ج 24: 23.

(4)- البرهان ج 1: 507. البحار ج 14: 489. الوسائل ج 3 أبواب الأطعمة المباحة باب 2.

(5)- البرهان ج 1: 509. البحار ج 24: 21. الوسائل ج 2 كتاب الوصايا باب 19.

(6)- البرهان ج 1: 509. البحار ج 24: 21. الوسائل ج 2 كتاب الوصايا باب 19.

 

348
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 109] ص : 349

و سنوا «1» في المجوس سنة أهل الكتاب في الجزية، قال: ذلك إذا مات الرجل بأرض غربة- فلم يجد مسلمين أشهد رجلين من أهل الكتاب يحبسان‏ مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ- فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ‏ ... لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً قليلا وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى‏ وَ لا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ- إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ‏» قال: و ذلك إن ارتاب ولي الميت في شهادتهما «فَإِنْ عُثِرَ عَلى‏ أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً» يقول شهدا بالباطل- فليس له أن ينقض شهادتهما حتى يجي‏ء شاهدان فيقومان مقام الشاهدين الأولين «فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما- وَ مَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ‏» فإذا فعل ذلك نقض شهادة الأولين، لو جازت شهادة الآخرين يقول الله «ذلِكَ أَدْنى‏ أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى‏ وَجْهِها- أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ‏» «2».

219 عن ابن الفضيل عن أبي الحسن ع قال‏ سألته عن قول الله «إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ- اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ‏» قال:

اللذان منكم مسلمان، و اللذان من غيركم من أهل الكتاب، فإن لم تجدوا من أهل الكتاب فمن المجوس، لأن رسول الله ص قال: سنوا بهم سنة أهل الكتاب و ذلك إذا مات الرجل المسلم بأرض غربة [فطلب رجلين مسلمين يشهدهما على وصية- فلم يجد مسلمين يشهدهما فرجلين من أهل الكتاب، قال حمران: قال أبو عبد الله ع: و اللذان من غيركم من أهل الكتاب، و إنما ذلك إذا مات الرجل المسلم في أرض غربة- فطلب رجلين مسلمين يشهدهما على وصية] فلم يجد مسلمين فليشهد رجلين ذميين من أهل الكتاب مرضيين عند أصحابهما «3».

220 عن يزيد الكناسي قال‏ سألت أبا جعفر ع عن هذه الآية «يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ- فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا» قال: يقول ما ذا أجبتم في أوصيائكم- الذي خلفتم على أمتكم قال: فيقولون: لا علم لنا بما فعلوا من‏

______________________________
(1)- و في نسخة البرهان هكذا «لأن رسول الله (ص) سن في المجوس اه».

(2)- البرهان ج 1: 509. البحار ج 24: 21.

(3)- البحار ج 24: 21. البرهان ج 1: 509.

 

349
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 111] ص : 350

بعدنا «1».

221 عن محمد بن يوسف الصنعاني عن أبيه قال‏ سألت أبا جعفر ع «إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ‏» قال: ألهموا «2».

222 عن يحيى الحلبي‏ في قوله «هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ‏» قال قرأتها هل تستطيع ربك يعني هل تستطيع أن تدعو ربك‏ «3».

223 عن عيسى العلوي عن أبيه عن أبي جعفر ع قال‏ المائدة التي نزلت على بني إسرائيل مدلاة «4» بسلاسل من ذهب عليها تسعة أخونة «5» و تسعة أرغفة «6».

224 عن الفيض بن المختار قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ لما أنزلت المائدة على عيسى قال للحواريين: لا تأكلوا منها حتى آذن لكم، فأكل منها رجل منهم، فقال بعض الحواريين: يا روح الله أكل منها فلان، فقال له عيسى: أكلت منها قال له: لا، فقال الحواريون: بلى و الله يا روح الله، لقد أكل منها، فقال له عيسى: صدق أخاك و كذب بصرك‏ «7».

225 عن عيسى العلوي عن أبيه عن أبي جعفر ع قال‏ المائدة التي‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 510. البحار ج 3: 273.

(2)- البرهان ج 1: 510. البحار ج 5: 335.

(3)- البرهان ج 1: 510. البحار ج 5: 328. الصافي ج 1: 497.

(4)- من التدلى بمعنى التعلق.

(5)- أخونة جمع الخوان: ما يوضع عليه الطعام ليؤكل. و في نسخة البحار و كذا البرهان «أحوتة» و قيل إنها جمع الحوت و لم أظفر عليه في كتب اللغة و في رواية الطبرسي «ره» في المجمع: «عليها سبعة أرغفة و سبعة أحوات» و أحوات جمع الحوت.

(6)- البحار ج 4: 54 و ج 5: 326. البرهان ج 1: 511. الصافي ج 1 499.

(7)- البحار ج 5: 325. البرهان ج 1: 511. الصافي ج 1: 449.

 

350
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 116] ص : 351

نزلت على بني إسرائيل مدلاة- بسلاسل من ذهب عليها تسعة ألوان أرغفة «1».

226 عن الفضيل بن يسار عن أبي الحسن ع قال‏ إن الخنازير من قوم عيسى سألوا نزول المائدة، فلم يؤمنوا بها- فمسخهم الله خنازير «2».

227 عن عبد الصمد بن بندار قال: سمعت أبا الحسن ع يقول‏ كانت الخنازير قوم من القصارين، كذبوا بالمائدة فمسخوا خنازير «3».

228 عن ثعلبة [بن ميمون‏] عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر ع‏ في قول الله تبارك و تعالى لعيسى «أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏» قال: لم يقله و سيقوله، إن الله إذا علم أن شيئا كائن أخبره عنه خبر ما قد كان‏ «4».

229 عن سليمان بن خالد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع قول الله لعيسى:

«أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏» [قال الله بهذا الكلام‏] فقال: إن الله إذا أراد أمرا- أن يكون قصه قبل أن يكون كأن قد كان‏ «5».

230 عن جابر الجعفي‏ في تفسير هذه الآية «تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَ لا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ- إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ‏» قال إن الاسم الأكبر ثلاثة و سبعون حرفا- فاحتجب الرب تبارك و تعالى منها بحرف، فمن ثم لا يعلم أحد ما في نفسه عز و جل، أعطى آدم اثنين و سبعين حرفا، فتوارثتها الأنبياء حتى صارت إلى عيسى، فذلك قول عيسى «تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي‏» يعني اثنين و سبعين حرفا من الاسم الأكبر، يقول: أنت علمتنيها فأنت تعلمها، وَ لا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ‏، يقول: لأنك احتجبت [من خلقك‏] بذلك الحرف‏

______________________________
(1)- كذا في نسخة الأصل و توافقه نسخة الصافي ج 1- 499. و في نسخة البرهان ج 511 «تسعة أنوان و تسعة أرغفة» و أنوان جمع النون بمعنى الحوت. و في البحار ج 5:

326 «تسعة ألوان و تسعة أرغفة».

(2)- البحار ج 5: 326. البرهان ج 1: 511. الصافي ج 1: 499.

(3)- البحار ج 5: 326. البرهان ج 1: 511. الصافي ج 1: 499.

(4)- البرهان ج 1: 512. البحار ج 4: 54. و ج 5: 326.

(5)- البرهان ج 1: 512. البحار ج 5: 326.

 

351
تفسير العياشي1

[سورة المائدة(5): آية 116] ص : 351

فلا يعلم أحد ما في نفسك‏ «1».

231 عن عبد الله بن بشير «2» عن أبي عبد الله ع قال‏ كان مع عيسى حرفين يعمل بهما، و كان مع موسى أربعة، و كان مع إبراهيم ستة، و كان مع نوح ثمانية و كان مع آدم خمسة و عشرين، و جميع ذلك كله لرسول الله ص، إن اسم الله ثلاثة و سبعون حرفا، كان مع رسول الله ص اثنان و سبعين حرفا، و حجب عنه واحد «3».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 513. البحار ج 5: 326. و ج 4: 56. الصافي ج 1: 500.

(2)- و في نسخة البرهان «عبد الله بن قيس» و الظاهر هو المختار فإنه مشترك بين اثنين [عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري و عبد الله بن قيس بن الماصر] و كلاهما لا يرويان عن أبي عبد الله ع.

(3)- البرهان ج 1: 513.

352
تفسير العياشي1

(6) من سورة الأنعام ص : 353

(6) من سورة الأنعام‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن سورة الأنعام نزلت جملة واحدة- و شيعها سبعون ألف ملك- حين أنزلت على رسول الله ص فعظموها و بجلوها، فإن اسم الله تبارك و تعالى فيها في سبعين موضعا، و لو يعلم الناس بما في قراءتها من الفضل ما تركوها، ثم قال أبو عبد الله ع: من كان له إلى الله حاجة يريد قضاءها- فليصل أربع ركعات بفاتحة الكتاب و الأنعام، فليقل في صلاته إذا فرغ من القراءة «يا كريم يا كريم يا كريم يا عظيم يا عظيم يا عظيم- يا أعظم من كل عظيم يا سميع الدعاء- يا من لا تغيره الأيام و الليالي صل على محمد و آل محمد و ارحم ضعفي و فقري و فاقتي و مسكنتي- فإنك أعلم بها مني و أنت أعلم بحاجتي- يا من رحم الشيخ يعقوب حين رد عليه يوسف قرة عينه- يا من رحم أيوب بعد حلول بلائه- يا من رحم محمدا ع و من اليتم آواه و نصره على جبابرة قريش و طواغيتها و أمكنه منهم- يا مغيث يا مغيث يا مغيث» يقوله مرارا «1» فو الذي نفسي بيده لو دعوت الله بها بعد ما تصلي هذه الصلاة في دبر هذه السورة- ثم سألت جميع حوائجك ما بخل عليك و لأعطاك ذلك إن شاء الله‏ «2».

______________________________
(1)- و في نسخة مجمع البيان «تقول ذلك مرارا».

(2)- البرهان ج 1: 514. البحار ج 18: 959 و ج 19: 69. مجمع البيان ج 2: 271.

353
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 1] ص : 354

2- عن أبي صالح عن ابن عباس قال‏ من قرأ سورة الأنعام في كل ليلة- كان من الآمنين يوم القيامة، و لم ير النار بعينه أبدا «1».

3- و قال أبو عبد الله ع‏ نزلت سورة الأنعام جملة واحدة- شيعها سبعون ألف ملك حتى أنزلت على محمد ص، فعظموها و بجلوها فإن اسم الله فيها في سبعين موضعا- و لو يعلم الناس ما في قراءتها [من الفضل‏] ما تركوها «2».

4 جعفر بن أحمد عن العمركي [بن علي‏] عن العبيدي عن يونس بن عبد الرحمن عن علي بن جعفر عن أبي إبراهيم قال‏ لكل صلاة وقتان وقت يوم الجمعة زوال الشمس- ثم تلا هذه الآية «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ- وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‏» قال: يعدلون بين الظلمات و النور و بين الجور و العدل‏ «3».

5- عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «ثُمَّ قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏» قال: الأجل الذي غير مسمى موقوف- يقدم منه ما شاء [و يؤخر منه ما شاء] و أما الأجل المسمى فهو الذي ينزل مما يريد- أن يكون من ليلة القدر إلى مثلها من قابل- قال: و ذلك قول الله «فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ- لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ‏» «4».

6- عن حمران عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «ثُمَّ قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏» قال: المسمى ما سمي لملك الموت في تلك الليلة، و هو الذي قال الله «إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ‏» و هو الذي سمي لملك الموت في ليلة القدر، و الآخر له فيه المشية، إن شاء قدمه و إن شاء أخره‏ «5».

7- عن حمران قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 515. البحار ج 19: 69.

(2)- البرهان ج 1: 515. البحار ج 19: 69.

(3)- البرهان ج 1: 515. البحار ج 18 (ج 2): 406.

(4)- البحار ج 3: 40. البرهان ج 1: 517.

(5)- البحار ج 3: 40. البرهان ج 1: 517.

 

354
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 9] ص : 355

قال: فقال: هما أجلان، أجل موقوف يصنع الله ما يشاء، و أجل محتوم‏ «1».

8- و في رواية حمران عنه‏ أما الأجل الذي غير مسمى عنده فهو أجل موقوف يقدم فيه ما يشاء و يؤخر فيه ما يشاء، و أما الأجل المسمى فهو الذي يسمى في ليلة القدر «2».

9 حصين عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏» قال: الأجل الأول- هو ما نبذه إلى الملائكة و الرسل و الأنبياء، و الأجل المسمى عنده هو الذي ستره الله عن الخلائق‏ «3».

10- عن عبد الله بن يعقوب قال: قال أبو عبد الله ع‏ لبسوا عليهم لبس الله عليهم- فإن الله يقول: «وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ‏» «4».

______________________________
(1)- البحار ج 3: 40. البرهان ج 1: 517.

(2)- البرهان ج 1: 517.

(3)- البرهان ج 1: 517. البحار ج 3: 40 و قال المجلسي «ره»: ظاهر بعض الأخبار كون الأجل الأول محتوما و الثاني موقوفا، و بعضها بالعكس و يمكن الجمع بأن المعنى أنه تعالى قضى أجلا أخبر به أنبياءه و حججه عليهم السلام و أخبر بأنه محتوم فلا يتطرق إليه التغيير و عنده أجل مسمى أخبر بخلافه غير محتوم فهو الذي إذا أخبر بذلك المسمى يحصل منه البداء فلذا قال تعالى «عنده» أي لم يطلع أحدا بعد و إنما يطلق عليه المسمى لأنه بعد الإخبار يكون مسمى فما لم يسم فهو موقوف، و منه يكون البداء فيما أخبر لا على وجه الحتم و يحتمل أن يكون المراد بالمسمى ما سمي و وصف بأنه محتوم، فالمعنى قضى أجلا محتوما أي أخبر بكونه محتوما و أجلا آخر وصف بكونه محتوما عنده و لم يخبر الخلق بكونه محتوما فيظهر منه أنه أخبر بشي‏ء لا على وجه الحتم فهو غير المسمى لا الأجل الذي دكر أولا و حاصل الوجهين مع قربهما أن الأجلين كليهما محتومان أخبر بأحدهما و لم يخبر بالآخر، و يظهر من الآية أجل آخر غير الأجلين و هو الموقوف و يمكن أن يكون الأجل الأول عاما و ظاهر أكثر الأخبار أن الأول موقوف و المسمى محتوم.

(4)- البرهان ج 1: 519. البحار ج 4: 65.

355
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 19] ص : 356

11- عن هشام المشرقي قال‏ كتبت إلى أبي الحسن الخراساني ع رجل يسأل عن معان في التوحيد، قال: فقال لي: ما تقول: إذا قالوا لك أخبرنا عن الله شي‏ء هو أم لا شي‏ء قال: فقلت: إن الله أثبت نفسه شيئا، فقال: «قُلْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ‏» لا أقول شيئا «1» كالأشياء أو نقول إن الله جسم، فقال:

و ما الذي يضعف فيه من هذا- إن الله جسم لا كالأجسام- و لا يشبهه شي‏ء من المخلوقين قال: ثم قال: إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب، مذهب نفي، و مذهب تشبيه، و مذهب إثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، و مذهب التشبيه لا يجوز، و ذلك أن الله لا يشبهه شي‏ء، و السبيل في ذلك الطريقة الثالثة، و ذلك أنه مثبت لا يشبهه شي‏ء، و هو كما وصف نفسه أحد صمد نور «2».

12- عن زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قوله «وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ‏» يعني الأئمة من بعده، و هم ينذرون به الناس‏ «3».

13- عن أبي خالد الكابلي قال‏ قلت لأبي جعفر ع: «وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ‏» حقيقة أي شي‏ء عنى بقوله «مَنْ بَلَغَ‏» قال: فقال من بلغ أن يكون إماما من ذرية الأوصياء- فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله ص‏ «4».

14- عن عبد الله بن بكير عن محمد عن أبي جعفر ع‏ في قول الله‏

______________________________
(1)- و في نسخة البرهان «أقول شي‏ء». و في رواية الصدوق [ره‏] هكذا «أقول إنه شي‏ء لا كالأشياء».

(2)- البرهان ج 1: 519.

(3)- البرهان ج 1: 519. البحار ج 4: 57.

(4)- البرهان ج 1: 519. البحار ج 4: 57. إثبات الهداة ج 3: 49. الصافي ج 1: 510. مجمع البيان ج 2: 282.

 

356
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 23] ص : 357

«لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ‏» قال: علي ع ممن بلغ‏ «1».

15- عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله يعفو يوم القيامة عفوا لا يخطر على بال أحد، حتى يقول أهل الشرك: «وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ‏» «2».

16- عن أبي معمر السعدي قال‏ أتى عليا ع رجل فقال: يا أمير المؤمنين إني شككت في كتاب الله المنزل، فقال له علي ع: ثكلتك أمك- و كيف شككت في كتاب الله المنزل فقال له الرجل: لأني وجدت الكتاب- يكذب بعضه بعضا و ينقض بعضه بعضا، قال: فهات الذي شككت فيه، فقال: لأن الله يقول: «يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا- لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً» و يقول حيث استنطقوا «3» قال الله «وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ‏» و يقول: «يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً» و يقول: «إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ» و يقول «لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَ‏» و يقول «الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى‏ أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ- وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‏» فمرة يتكلمون، و مرة لا يتكلمون، و مرة ينطق الجلود و الأيدي و الأرجل، و مرة لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً فأنى ذلك يا أمير المؤمنين فقال له ع: إن ذلك ليس في موطن واحد- و هي في مواطن في ذلك اليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة، فجمع الله الخلائق في ذلك اليوم في موطن يتعارفون فيه، فيكلم بعضهم بعضا و يستغفر بعضهم لبعض، أولئك الذين بدت منهم الطاعة من الرسل و الاتباع، و تعاونوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى‏ في دار الدنيا، و يلعن أهل المعاصي بعضهم بعضا- من الذين بدت منهم المعاصي في دار الدنيا، و تعاونوا على الظلم و العدوان في دار الدنيا، و المستكبرون منهم، و المستضعفون يلعن بعضهم بعضا و يكفر بعضهم بعضا، ثم يجمعون في موطن يفر بعضهم من بعض، و ذلك قوله‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 520. إثبات الهداة ج 3: 49.

(2)- البرهان ج 1: 520.

(3)- و في نسخة البرهان «استضعفوا» بدل «استنطقوا».

 

357
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): الآيات 27 الى 28] ص : 358

«يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ- وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ‏» إذا تعاونوا على الظلم و العدوان في دار الدنيا «لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ‏» ثم يجمعون في موطن يبكون فيه- فلو أن تلك الأصوات بدت لأهل الدنيا- لأذهلت جميع الخلائق عن معايشهم- و صدعت الجبال إلا ما شاء الله، فلا يزالون يبكون حتى يبكون الدم- ثم يجتمعون في موطن يستنطقون فيه، فيقولون «وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ‏» و لا يقرون بما عملوا، فيختم على أفواههم و يستنطق الأيدي و الأرجل و الجلود، فتنطق فتشهد بكل معصية بدت منهم، ثم يرفع الخاتم عن ألسنتهم- فيقولون لجلودهم و أيديهم و أرجلهم: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا فتقول‏ أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ، ثم يجتمعون في موطن يستنطق فيه جميع الخلائق فلا يتكلم أحد إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً، و يجتمعون في موطن يختصمون فيه- و يدان لبعض الخلائق من بعض و هو القول، و ذلك كله قبل الحساب، فإذا أخذ بالحساب شغل كل امرئ بما لديه، نسأل الله بركة ذلك اليوم‏ «1».

17- عن محمد بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين ع في خطبته‏ فلما وقفوا عليها- قالوا: «يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا- وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏» إلى قوله: «وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ‏» «2».

18- عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابه عنه قال‏ إن الله قال للماء: كن عذبا فراتا أخلق منك جنتي و أهل طاعتي، و قال للماء كن ملحا أجاجا أخلق منك ناري و أهل معصيتي، فأجرى الماءين على الطين، ثم قبض قبضة بهذه‏ «3» و هي يمين، فخلقهم خلقا كالذر، ثم أشهدهم على أنفسهم- أ لست بربكم و عليكم طاعتي قالوا بلى- فقال للنار: كوني نارا، فإذا نار تأجج- و قال لهم: قعوا فيها، فمنهم من أسرع و منهم من أبطأ في السعي، و منهم من لم يبرح مجلسه، فلما وجدوا حرها رجعوا فلم يدخلها منهم أحد، ثم قبض قبضة بهذه فخلقهم خلقا مثل الذر مثل أولئك- ثم أشهدهم على أنفسهم مثل ما أشهد الآخرين، ثم قال لهم: قعوا في هذه النار، فمنهم من‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 522. البحار ج 3: 282.

(2)- البرهان ج 1: 522. البحار ج 3: 282.

(3)- و في نسخة البرهان «بيده» مكان «بهذه» في هذا الموضع و كذا فيما يأتي.

 

358
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 33] ص : 359

أبطأ [و منهم من أسرع‏]، و منهم من مر بطرف العين، فوقعوا فيها كلهم، فقال:

أخرجوا منها سالمين، فخرجوا لم يصبهم شي‏ء- و قال الآخرون: يا ربنا أقلنا نفعل كما فعلوا، قال: قد أقلتكم، فمنهم من أسرع في السعي و منهم من أبطأ- و منهم من لم يبرح مجلسه مثل ما صنعوا في المرة الأولى، فذلك قوله: «وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ‏» «1».

19- عن خالد عن أبي عبد الله ع قال‏ «وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ‏» إنهم ملعونون في الأصل‏ «2».

20- عن عمار بن ميثم عن أبي عبد الله ع قال‏ قرأ رجل عند أمير المؤمنين ع «فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ- وَ لكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ‏» فقال بلى «فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ‏» و الله لقد كذبوه أشد المكذبين [التكذيب‏] و لكنها مخففة، «لا يُكَذِّبُونَكَ‏» لا يأتون بباطل يكذبون به حقك‏ «3».

21- عن الحسين بن المنذر عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ‏» قال: لا يستطيعون إبطال قولك‏ «4».

22- عن أبي الحسن علي بن محمد أن قنبر مولى أمير المؤمنين أدخل على الحجاج بن يوسف فقال له: ما الذي كنت تلي من أمر علي بن أبي طالب ع قال: كنت أوضيه- فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه قال: كان يتلو هذه الآية «فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ- فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ- حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا- أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ- فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏» فقال الحجاج: كان يتأولها علينا فقال: نعم، فقال: ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك‏ «5» قال: إذا أسعد و تشقى فأمر به [فقتله‏] «6».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 522. البحار ج 3: 71.

(2)- البرهان ج 1: 522. البحار ج 3: 71. الصافي ج 1: 512.

(3)- البرهان ج 1: 523. البحار ج 4: 57. الصافي ج 1: 513.

(4)- البرهان ج 1: 523. البحار ج 4: 57. الصافي ج 1: 513.

(5)- العلاوة: أعلى الرأس أو العنق و في نسخة البرهان «عنقك» عوض «علاوتك».

(6)- البرهان ج 1: 526.

359
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): الآيات 44 الى 45] ص : 359

23- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ‏» قال: لما تركوا ولاية علي ع و قد أمروا بها «أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏» قال: نزلت في ولد العباس‏ «1».

24- عن منصور بن يونس عن رجل عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ‏» إلى قوله «فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ‏» قال: أخذ بني أمية بغتة، و يؤخذ بني العباس جهرة «2».

25- عن الفضيل بن عياض قال‏ سألت أبا عبد الله ع من الورع من الناس فقال الذي يتورع من محارم الله و يجتنب هؤلاء، و إذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام و هو لا يعرفه، و إذا رأى المنكر فلم ينكره- و هو يقدر [يقوى‏] عليه فقد أحب أن يعصى الله، و من أحب أن يعصى الله فقد بارز الله بالعداوة، و من أحب بقاء الظالم فقد أحب أن يعصى الله، إن الله تبارك و تعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين، فقال: «فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏» «3».

26- عن الأصبغ بن نباتة قال‏ بينما علي ع يخطب يوم الجمعة على المنبر فجاء الأشعث بن قيس يتخطى‏ «4» رقاب الناس- فقال: يا أمير المؤمنين حالت الحمد «5» بيني و بين وجهك، قال: فقال علي ع: ما لي و ما للضياطرة «6» أطرد

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 526. البحار ج 8: 380. الصافي ج 1: 517.

(2)- البرهان ج 1: 526. البحار ج 8: 380. إثبات الهداة ج 5: 426.

الصافي ج 1: 517.

(3)- البرهان ج 1: 527.

(4)- تخطى الناس: ركبهم و جاوزهم.

(5)- كذا في الأصل و نسخة البرهان و لا يخلو ظاهرا عن تصحيف.

(6)- في اللسان: الضياطرة جمع الضيطر: العظيم من الرجال، و قال الجزري و في حديث علي ع: من يعذروني من هؤلاء الضياطرة هم الضخام الذين لا غناء عندهم الواحد ضيطار و الياء زائدة.

 

360
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 54] ص : 361

قوما غدوا أول النهار يطلبون رزق الله، و آخر النهار ذكروا الله، أ فأطردهم فأكون من الظالمين‏ «1».

27- عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال‏ رحم الله عبدا تاب إلى الله قبل الموت، فإن التوبة مطهرة من دنس الخطيئة، و منقذة من شفا الهلكة- فرض الله بها على نفسه لعباده الصالحين، فقال: «كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى‏ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ- أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ- ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً» «2».

28- عن أبي الربيع الشامي قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها» إلى قوله: «إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ‏» قال الورقة السقط و الحبة الولد، و ظلمات الأرض الأرحام، و الرطب ما يحيي و اليابس ما يغيض‏ «3» و كل ذلك في كتاب مبين‏ «4».

29- عن الحسين بن خالد «5» قال‏ سألت أبا الحسن ع عن‏ «6» قول الله «ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ- وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ‏» فقال: الورقة السقط يسقط من بطن أمه من قبل أن يهل الولد، قال: فقلت و قوله:

«وَ لا حَبَّةٍ» قال: يعني الولد في بطن أمه، إذا أهل و يسقط من قبل الولادة، قال: قلت قوله: «وَ لا رَطْبٍ‏» قال: يعني المضغة إذا أسكنت في الرحم- قبل أن يتم خلقها قبل‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 527.

(2)- البرهان ج 1: 527. البحار ج 3: 101.

(3)- غاض غيضا: نقص أو غار.

(4)- البحار ج 2: 128. البرهان ج 1: 528.

(5)- هذا هو الظاهر الموافق لنسختي البحار و البرهان لكن في الأصل «الحسين بن خلف».

(6)- و في نسخة البحار «أبا عبد الله ع» مكان «أبا الحسن ع» لكن الظاهر هو المختار في المتن.

 

361
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 62] ص : 362

 

أن ينتقل، قال قلت قوله: «وَ لا يابِسٍ‏» قال: الولد التام، قال: قلت «فِي كِتابٍ مُبِينٍ‏» قال: في إمام مبين‏ «1».

30- عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال‏ دخل مروان بن الحكم المدينة قال: فاستلقى على السرير، و ثم مولى للحسين، فقال: «رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ‏ ... وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ‏» قال: فقال الحسين لمولاه: ما ذا قال هذا حين دخل قال: استلقى على السرير- فقرأ «رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ‏» إلى قوله «الْحاسِبِينَ‏» قال: فقال الحسين ع نعم- و الله رددت أنا و أصحابه إلى الجنة، و رد هو و أصحابه إلى النار «2».

31- عن ربعي بن عبد الله عمن ذكره عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا» قال: الكلام في الله و الجدال في القرآن «فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ‏» قال: منه القصاص [قال: قال أبو عبد الله‏] «3».

32- عن أبي بصير قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ» قال: كان اسم أبيه آزر «4».

______________________________
(1)- البحار ج 2: 131. البرهان ج 1: 528. الصافي ج 1: 541.

(2)- البرهان ج 1: 529. الآية هكذا «رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ».

(3)- البرهان ج 1: 530. الصافي ج 1: 523. البحار ج 2: 82.

و قال المجلسي (ره): القصاص علماء المخالفين فإنهم كرواة القصص و الأكاذيب فيما يبنون عليه علومهم، و هم يخوضون في تفاسير الآيات و تحقيق صفات الذات بالظنون و الأوهام لانحرافهم، عن أهل البيت عليهم السلام. و ما بين المعقفتين ليس في نسختي البحار و الصافي.

(4)- البرهان ج 1: 534. الصافي ج 1: 525.

ثم لا يخفى أنه قد انعقد الإجماع من الفرقة المحقة على أن أجداد نبينا (ص) كانوا مسلمين موحدين و ما كان أحد من آبائه و أجداده كافرا و قد تواتر عن الأئمة ع نحن من أصلاب المطهرين و أرحام المطهرات، و أنه لم تدنسهم الجاهلية بأنجاسها إلى غير ذلك من الروايات المستفيضة بل المتواترة على إسلام آباء النبي ص.

و أضف إلى ذلك ما نقله الطبرسي «ره» و غيره عن الزجاج: أنه لا خلاف بين النسابين في أن اسم أبي إبراهيم ع تارخ و قد قيل في توجيه ظاهر الآية و هذه الرواية و أمثالها مما رواه الكليني و غيره مما تدل على أنه كان أباه حقيقة وجوه كثيرة فمنها أن آزر كان جد إبراهيم لأمه أو عمه لأبيه و قد يطلق عليهما الأب بل و قد ادعى اشتهار تسمية العم بالأب في الزمن السابق و قد ورد مثله في القرآن أيضا كما حكى الله عن أولاد يعقوب أنهم قالوا «نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ» و معلوم أن إسماعيل كان عما ليعقوب و قد أطلقوا عليه لفظ الأب فكذا هنا و عليه فهذه الأخبار أيضا محمولة على التقية كما قاله المجلسي «ره» و ذلك من حيث إن الأب أطلق على العم أو جد الأم في القرآن الكريم مجازا فالأئمة صلوات الله عليهم أجمعين اتبعوا القرآن فاستعملوا لفظة أب و أرادوا العم أو جد الأم حتى لا يكون كلامهم مخالفا للكتاب العزيز.

و منها حمل الآية و الرواية على ظاهرهما بتقرير أن آزر كان مؤمنا يكتم إيمانه و لم يؤمر بإظهاره لأحد حتى إبراهيم ع أو علم هو بإيمانه و كان نزاعهما من باب المصانعة مع الناس لمصالح خفية عندهما.

 

362
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 75] ص : 363

33- عن زرارة قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ‏» قال: كشط له عن الأرض‏ «1» حتى رآها و ما فيها، و السماء و ما فيها، و الملك الذي يحملها، و العرش و ما عليه. «2».

34- عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏» قال: كشط له السماوات السبع- حتى نظر إلى السماء السابعة و ما فيها، و الأرضين السبع و ما فيهن، و فعل بمحمد ص كما فعل بإبراهيم ع، و إني لأرى صاحبكم قد فعل به مثل ذلك‏ «3».

______________________________
(1)- الكشط: رفعك شيئا عن شي‏ء قد غشاه.

(2)- البحار ج 5: 132. البرهان ج 1: 534.

(3)- البحار ج 5: 132. البرهان ج 1: 534. الصافي ج 1: 525.

363
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): الآيات 76 الى 82] ص : 364

35- عن زرارة عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قول الله «وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ‏» فقال أبو جعفر:

كشط له عن السماوات- حتى نظر إلى العرش و ما عليه، قال: و السماوات و الأرض و العرش و الكرسي، فقال أبو عبد الله ع: كشط له عن الأرض حتى رآها- و عن السماء و ما فيها، و الملك الذي يحملها و الكرسي و ما عليه‏ «1».

36- و في رواية أخرى عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ «وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏» قال: أعطى بصره من القوة ما نفذ السماوات فرأى ما فيها و رأى العرش و ما فوقه‏ «2» و رأى ما في الأرض و ما تحتها «3».

37- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ لما أرى ملكوت السماوات و الأرض- التفت فرأى رجلا يزني، فدعا عليه فمات، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات حتى رأى ثلاثة- فدعا عليهم فماتوا، فأوحى الله إليه أن يا إبراهيم إن دعوتك مجابة فلا تدع على عبادي، فإني لو شئت لم أخلقهم، إني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف- عبد يعبدني لا يشرك به شيئا فأثيبه، و عبد يعبد غيري فلن يفوتني، و عبد يعبد غيري فأخرج من صلبه من يعبدني‏ «4».

38- عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال في إبراهيم ع إذ رأى كوكبا- قال:

إنما كان طالبا لربه و لم يبلغ كفرا، و إنه من فكر من الناس في مثل ذلك فإنه بمنزلته‏ «5».

39- عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع‏ في قول إبراهيم ص «لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ‏» أي ناس للميثاق‏ «6».

______________________________
(1)- البحار ج 5: 132. البرهان ج 1: 534 الصافي ج 1: 525.

(2)- و في نسخة البرهان هكذا «أعطى بصره من القوة حتى رأى السماء و من عليها و الملك الذي يحملها اه».

(3)- البرهان ج 1: 535. البحار ج 5: 132. الصافي ج 1: 526.

(4)- البرهان ج 1: 535. البحار ج 5: 128. الصافي ج 1: 526.

(5)- البحار ج 5: 23. البرهان ج 1: 535.

(6)- البحار ج 5: 23. البرهان ج 1: 535.

364
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): الآيات 76 الى 82] ص : 364

40- عن أبان بن عثمان عمن ذكره عنهم‏ أنه كان من حديث إبراهيم ع أنه ولد في زمان نمرود بن كنعان، و كان قد ملك الأرض أربعة، مؤمنان و كافران، سليمان بن داود و ذو القرنين، و نمرود بن كنعان و بخت‏نصر، و أنه قيل لنمرود: إنه يولد العام غلام يكون هلاككم- و هلاك دينكم و هلاك أصنامكم على يديه، و أنه وضع القوابل على النساء، و أمر أن لا يولد هذه السنة ذكر إلا قتلوه، و أن إبراهيم ع حملته أمه في ظهرها، و لم تحمله في بطنها، و أنه لما وضعته أدخلته سربا «1» و وضعت عليه غطاء، و أنه كان يشب شبا لا يشبه الصبيان، و كانت تعاهده، فخرج إبراهيم ع من السرب، فرأى الزهرة و لم ير كوكبا أحسن منها، فقال: هذا رَبِّي‏، فلم يلبث أن طلع القمر فلما رآه هابه- قال: هذا أعظم هذا ربي، فَلَمَّا أَفَلَ قالَ: لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ‏، فلما رأى النهار و طلعت الشمس، قالَ: هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ مما رأيت، فَلَمَّا أَفَلَتْ‏ «قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي- لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ‏ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ- لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً مسلما وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ‏» «2».

41- عن حجر قال‏ أرسل العلا بن سيابة يسأل أبا عبد الله ع عن قول إبراهيم ع «هذا رَبِّي‏» و أنه من قال هذا اليوم فهو عندنا مشرك، قال: لم يكن من إبراهيم شرك إنما كان في طلب ربه و هو من غيره شرك‏ «3».

42- عن محمد بن حمران قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله- فيما أخبر عن إبراهيم ع «هذا رَبِّي‏» قال: لم يبلغ به شيئا أراد غير الذي قال‏ «4».

43- عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا

______________________________
(1)- السرب بالتحريك: جحر الوحشي و الحفير تحت الأرض و القناة التي يدخل منها الماء الحائط قاله في القاموس و المراد الغار الذي ولد فيه، هربت إليه أمها من خوف النمرودية و ولدها فيه و ربته بإعانة جبرئيل حتى مرت عليه سنون فخرج من الغار و برز و شرع في الدعوة.

(2)- البحار ج 5: 23. البرهان ج 1: 535. الصافي ج 1: 526.

(3)- البحار ج 5: 23. البرهان ج 1: 535. الصافي ج 1: 526.

(4)- البحار ج 5: 23. البرهان ج 1: 535. الصافي ج 1: 526.

 

365
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): الآيات 76 الى 82] ص : 364

إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ‏» منه و ما أحدث‏ «1».

44- و رواه و أصحابه عن أبي بصير قال‏ قلت له: إنه قد ألح علي الشيطان عند كبر سني يقنطني، قال: قل كذبت يا كافر يا مشرك، إني أومن بربي، و أصلي له و أصوم و أثني عليه، و لا ألبس إيماني بظلم‏ «2».

45- عن جابر الجعفي عمن حدثه قال‏ بينا رسول الله ص في مسير له إذ رأى سوادا من بعيد، فقال: هذا سواد لا عهد له بأنيس، فلما دنا سلم فقال له رسول الله ص: أين أراد الرجل قال: أراد يثرب قال: و ما أردت بها قال: أردت محمدا قال:

فأنا محمد، قال: و الذي بعثك بالحق- ما رأيت إنسانا مذ سبعة أيام- و لا طعمت طعاما إلا ما تناول منه دابتي- قال: فعرض عليه الإسلام فأسلم- قال: فعضته‏ «3» راحلته فمات و أمر به فغسل و كفن، ثم صلى عليه النبي ع، قال: فلما وضع في اللحد- قال:

هذا من‏ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ‏ «4» ..

46- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له «الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ‏» الزنا منه قال: أعوذ بالله من أولئك، لا و لكنه ذنب إذا تاب تاب الله عليه، و قال: مدمن الزنا و السرقة و شارب الخمر كعابد الوثن‏ «5».

47 يعقوب بن شعيب عنه‏ في قوله: «وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ‏» قال: الضلال فما فوقه‏ «6».

48 أبو بصير عنه‏ «بِظُلْمٍ‏» قال: بشك‏ «7».

49- عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ‏» قال: آمنوا بما جاء به محمد ص من الولاية، و لم يخلطوها

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 537. البحار ج 15 (ج 1): 257.

(2)- البرهان ج 1: 537. البحار ج 15 (ج 1): 257.

(3)- أي أمسكته بأسنانه و في نسخة البرهان «فنفضته» بدل «فعضته» و هو بمعنى أرعدته.

(4)- البحار ج 15 (ج 1): 257. البرهان ج 1: 537.

(5)- البحار ج 15 (ج 1): 257. البرهان ج 1: 537. الصافي ج 1: 529.

(6)- البحار ج 15 (ج 1): 257. البرهان ج 1: 537. الصافي ج 1: 529.

(7)- البحار ج 15 (ج 1): 257. البرهان ج 1: 537. الصافي ج 1: 529.

 

366
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): الآيات 84 الى 90] ص : 367

بولاية فلان و فلان، فهو اللبس بظلم، و قال: أما الإيمان فليس يتبعض‏ «1» كله و لكن يتبعض قليلا قليلا- قلت: بين الضلال و الكفر منزلة قال: ما أكثر عرى الإيمان‏ «2».

50- عن أبي بصير قال‏ سألته عن قول الله «الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ‏» قال: نعوذ بالله يا با بصير أن تكون ممن لبس إيمانه بظلم، ثم قال أولئك الخوارج و أصحابهم‏ «3».

51- عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا» لنجعلها «4» في أهل بيته «وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ‏» لنجعلها في أهل بيته- فأمر العقب من ذرية الأنبياء- من كان قبل إبراهيم و لإبراهيم‏ «5».

52- عن بشير الدهان عن أبي عبد الله ع قال‏ و الله لقد نسب الله عيسى ابن مريم في القرآن إلى إبراهيم ع من قبل النساء، ثم تلا «وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ‏» إلى آخر الآيتين و ذكر عيسى ع‏ «6».

53- عن أبي حرب بن أبي الأسود قال‏ أرسل الحجاج إلى يحيى بن معمر قال:

بلغني أنك تزعم- أن الحسن و الحسين من ذرية النبي ص تجدونه في كتاب الله و قد قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أجده، قال: أ ليس تقرأ سورة الأنعام «وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ‏» حتى بلغ «وَ يَحْيى‏ وَ عِيسى‏» قال: أ ليس عيسى من ذرية إبراهيم و ليس له أب- قال: صدقت‏ «7».

54- عن محمد بن حمران قال‏ كنت عند أبي عبد الله فجاءه رجل- و قال له:

يا أبا عبد الله ما يتعجب من عيسى بن زيد بن علي يزعم أنه ما يتولى‏

______________________________
(1)- و في نسخة البرهان «ينتقص» بدل «يتبعض» في الموضعين.

(2)- البحار ج 15 (ج 1): 257. البرهان ج 1: 538.

(3)- البحار ج 15 (ج 1): 257. البرهان ج 1: 538.

(4)- الضمير يرجع إلى الوصية كما في حديث الكافي و الإكمال في حديث اتصال الوصية من لدن آدم ع.

(5)- البرهان ج 1: 539.

(6)- البرهان ج 1: 539.

(7)- البرهان ج 1: 539.

 

367
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): الآيات 84 الى 90] ص : 367

عليا ع إلا على الظاهر- و ما تدري لعله كان يعبد سبعين إلها من دون الله، قال فقال و ما أصنع قال الله: «فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ- فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ‏» و أومأ بيده إلينا، فقلت: نعقلها و الله‏ «1».

55- عن العباس بن هلال عن الرضا ع‏ أن رجلا أتى عبد الله بن الحسن‏ «2» و هو [إمام‏] بالسبالة فسأله عن الحج، فقال له: هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا- فاسأله فأقبل الرجل إلى جعفر ع فسأله- فقال له: لقد رأيتك واقفا على عبد الله بن الحسن فما قال لك قال: سألته فأمرني أن آتيك- و قال: هذاك جعفر بن محمد نصب نفسه لهذا، فقال جعفر ع: نعم أنا من الذين قال الله في كتابه «أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ‏» سل عما شئت، فسأله الرجل فأنبأه عن جميع‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 539. البحار ج 5: 155 و قال المجلسي «ره» بعد نقل الخبر ما لفظه: أقول: فسر (ع) القوم بالشيعة و أولاد العجم كما ورد في خبر آخر. و أما كلام عيسى فلعله أراد أنا لا نعلم باطن أمير المؤمنين (ع) أنه مؤمن أو مشرك و إنما نواليه بظاهره و قوله نعقلها و الله أي نعلم إيمانه باطنا لإخبار الله و رسوله بذلك «انتهى» و أما عيسى بن زيد المذكور في الرواية فهو عيسى بن زيد بن علي (ع) و عده الشيخ «ره» في رجاله من أصحاب الصادق و ظاهره كونه إماميا لكنه خبيث تدل على ذمه روايات كثيرة مذكورة في محالها قال أبو الفرج: خرج مع محمد بن عبد الله بالكوفة فلما قتل صحب أخاه إبراهيم و خرج معه بباخمرا و كان خليفته فلما قتل إبراهيم دعا إلى نفسه و أظهر الزيدية ثم توارى إلى أن مات بالكوفة.

(2)- هو عبد الله بن الحسن بن أبي طالب الملقب بالمحض عده الشيخ من أصحاب الصادق و إنما سمي المحض لأن أباه الحسن بن الحسن و أمه فاطمة بنت الحسين و كان يشبه رسول الله (ص) و هو شيخ بني هاشم و كان يتولى صدقات أمير المؤمنين (ع) بعد أبيه الحسن و يظهر من الروايات أنه ادعى الإمامة في زمن الصادق (ع) لنفسه بل يظهر من بعضها أنه كان ينفي الإمامة عن أمير المؤمنين (ع) إلى خروجه بالسيف و سبالة موضع بين البصرة و المدينة.

 

368
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 91] ص : 369

ما سأله‏ «1».

56- عن ابن سنان عن سليمان بن هارون قال‏ قال الله: لو أن أهل السماء و الأرض- اجتمعوا على أن يحولوا هذا الأمر- من موضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا، و لو أن الناس كفروا جميعا حتى لا يبقى أحد- لجاء لهذا الأمر بأهل يكونون هم أهله، ثم قال:

أ ما تسمع الله يقول: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ‏» الآية.

- و قال في آية أخرى «فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ- فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ‏» ثم قال: أما إن أهل هذه الآية هم أهل تلك الآية «2».

57- عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال‏ قال الله تبارك و تعالى في كتابه «وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ» إلى قوله «أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ» إلى قوله «بِها بِكافِرِينَ‏» فإنه من وكل بالفضل من أهل بيته و الإخوان و الذرية- و هو قول الله أن يكفر به أمتك- يقول: فقد وكلت أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك به- فلا يكفرون به أبدا و لا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك بعدك علماء أمتك و ولاة أمري بعدك- و أهل استنباط علم الدين، ليس فيه كذب و لا إثم و لا وزر و لا بطر و لا رياء «3».

58- عن عبد الله بن سنان قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله: «قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى‏ نُوراً وَ هُدىً لِلنَّاسِ- تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها» قال: كانوا يكتمون ما شاءوا و يبدون ما شاءوا.

و في رواية أخرى عنه ع قال‏ كانوا يكتبونه في القراطيس- ثم يبدون ما شاءوا و يخفون ما شاءوا- و قال: كل كتاب أنزل فهو عند أهل العلم‏ «4».

60- عن الحسين بن سعيد عن أحدهما قال‏ سألته عن قول الله: «أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ‏ءٌ» قال: نزلت في ابن أبي سرح الذي كان عثمان بن عفان‏

______________________________
(1)- البحار ج 7: 120 البرهان ج 1: 539.

(2)- البرهان ج 1: 539- 540.

(3)- البرهان ج 1: 539- 540.

(4)- البرهان ج 1: 541. الصافي ج 1: 531.

 

369
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): الآيات 93 الى 96] ص : 369

استعمله على مصر و هو ممن كان رسول الله ص يوم فتح مكة هدر دمه، و كان يكتب لرسول الله ص فإذا أنزل الله عليه «فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏» كتب «فإن الله عليم حكيم» و قد كان ابن أبي سرح يقول للمنافقين: إني لأقول الشي‏ء مثل ما يجي‏ء به هو، فما يغير علي فأنزل الله فيه الذي أنزل‏ «1».

61- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً- أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ‏ءٌ- وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ‏» قال:

من ادعى الإمامة دون الإمام ع‏ «2».

62- عن سلام عن أبي جعفر ع‏ في قوله: «الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ‏» قال: العطش يوم القيامة «3».

63- عن الفضيل قال‏ سمعت أبا عبد الله ع في قوله: «أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ‏» قال: العطش‏ «4».

64- عن صالح بن سهل رفعه إلى أبي عبد الله ع‏ في قول الله «فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى‏» الحب ما حبه و النوى ما نأى عن الحق فلم يقبله‏ «5».

65- عن المفضل قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قوله «فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى‏» قال: الحب المؤمن، و ذلك قوله «وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي‏» و النوى هو الكافر الذي نأى عن الحق فلم يقبله‏ «6».

66- عن عبد الله بن الفضل النوفلي عمن رفعه إلى أبي جعفر ع قال‏ إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها بالنهار، فإن الله جعل الحياء في العينين، و إذا تزوجتم فتزوجوا بالليل- قال الله «جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً» «7».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 541. الصافي ج 1: 532 و قد مضى منا شطر من الكلام في ابن أبي سرح في سورة النساء تحت رقم 287 في ذيل الصفحة فراجع.

(2)- البرهان ج 1: 542. الصافي ج 1: 532. إثبات الهداة ج 1: 265.

(3)- البرهان ج 1: 542. البحار ج 3: 246. الصافي ج 1: 532.

(4)- البرهان ج 1: 542. البحار ج 3: 246. الصافي ج 1: 532.

(5)- البرهان ج 1: 542. البحار ج 7: 113. الصافي ج 1: 532.

(6)- البرهان ج 1: 542. البحار ج 7: 113. الصافي ج 1: 533.

(7)- البحار ج 23: 65. البرهان ج 1: 543. الوسائل ج 1: 543. الوسائل ج 2 أبواب مقدمات التجارة باب 32.

370
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 98] ص : 371

67- عن الحسن بن علي بن بنت إلياس قال: سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول‏ إن الله جعل الليل سكنا و جعل النساء سكنا، و من السنة التزويج بالليل و إطعام الطعام‏ «1».

68- عن علي بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال‏ تزوجوا بالليل فإن الله جعله سكنا، و لا تطلبوا الحوائج بالليل فإنه مظلم‏ «2».

69- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ قلت: «هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ‏» قال: ما يقول أهل بلدك الذي أنت فيه قال:

قلت: يقولون مستقر في الرحم و مستودع في الصلب- فقال: كذبوا المستقر- ما استقر الإيمان في قلبه فلا ينزع منه أبدا، و المستودع الذي يستودع الإيمان زمانا- ثم يسلبه و قد كان الزبير منهم‏ «3».

70- عن جعفر بن مروان قال: إن الزبير اخترط سيفه‏ «4» يوم قبض النبي ص و قال: لا أغمده حتى أبايع لعلي، ثم اخترط سيفه فضارب عليا فكان ممن أعير الإيمان، فمشى في ضوء نوره ثم سلبه إياه‏ «5».

71- عن سعيد بن أبي الأصبغ قال‏ سمعت أبا عبد الله ع و هو يسأل عن مستقر وَ مُسْتَوْدَعٌ‏، قال: مستقر في الرحم و مستودع في الصلب، و قد يكون مستودع الإيمان ثم ينزع منه، و لقد مشى الزبير في ضوء الإيمان و نوره- حين قبض رسول الله ص حتى مشى بالسيف- و هو يقول: لا نبايع إلا عليا «6».

72- عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع‏ في قوله: «هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ- فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ‏» قال: ما كان من الإيمان المستقر- فمستقر إلى يوم‏

______________________________
(1)- البحار ج 23: 65. البرهان ج 1: 543. الوسائل ج 2 أبواب مقدمات التجارة باب 32.

(2)- البحار ج 23: 65. البرهان ج 1: 543. الوسائل ج 2 أبواب مقدمات التجارة باب 32.

(3)- البحار ج 15 (ج 1): 277. البرهان ج 1: 544. الصافي ج 1: 534.

(4)- اخترط السيف: استله و أخرجه من غمده.

(5)- البحار ج 15 (ج 1): 277. البرهان ج 1: 544.

(6)- البحار ج 15 (ج 1): 277. البرهان ج 1: 544. الصافي ج 1: 534.

 

371
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 98] ص : 371

القيامة [أو أبدا] «1» و ما كان مستودعا سلبه الله قبل الممات‏ «2».

73- عن صفوان قال‏ سألني أبو الحسن ع و محمد بن الخلف جالس- فقال لي مات يحيى بن القاسم الحذاء فقلت له: نعم و مات زرعة فقال: كان جعفر ع يقول‏ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ‏ فالمستقر قوم يعطون الإيمان و يستقر في قلوبهم، و المستودع قوم يعطون الإيمان ثم يسلبونه‏ «3».

74- عن أبي الحسن الأول قال‏ سألته عن قول الله «فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ‏» قال المستقر الإيمان الثابت و المستودع المعار «4».

75- عن أحمد بن محمد قال‏ وقف علي أبو الحسن الثاني ع في بني زريق‏ «5» فقال لي و هو رافع صوته: يا أحمد، قلت: لبيك، قال: إنه لما قبض رسول الله ص جهد الناس على إطفاء نور الله- فأبى‏ اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ‏ بأمير المؤمنين، فلما توفي‏ «6» أبو الحسن ع جهد ابن أبي حمزة «7» و أصحابه على إطفاء نور الله- فأبى‏ اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ‏ و إن أهل الحق إذا دخل فيهم داخل سروا به- و إذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه، و ذلك أنهم على يقين من أمرهم، و إن أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سروا به، و إذا خرج منهم خارج جزعوا عليه، و ذلك أنهم على شك من أمرهم، إن الله‏

______________________________
(1)- الترديد من الراوي.

(2)- البحار ج 15 (ج 1): 277. البرهان ج 1: 544.

(3)- البحار ج 15 (ج 1): 277. البرهان ج 1: 544.

(4)- البحارج 15 (ج 1): 277. البرهان ج 1: 544.

(5)- قال أبو العباس القلقشندي: بنو زريق بطن من الخزرج من القحطانية و هم بنو زريق بن عامر بن زريق.

(6)- هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار و لما رواه الكشي (ره) في كتاب الرجال لكن في الأصل كنسخة البرهان «قدم» بدل «توفي». و يمكن تصحيحه على ما في نسخة الأصل بأن يراد من أبي الحسن هو الثاني (ع) لكنه خلاف الظاهر.

(7)- هو علي بن أبي حمزة سالم البطائني واقفي المذهب و هو أول من أظهر الاعتقاد بالوقف في إمامة علي بن موسى الرضا ع بعد موت أبيه أبي الحسن الكاظم (ع) طمعا للمال الذي كان عنده و قيل كان عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار. و قد ورد في ذمه روايات كثيرة راجع تنقيح المقال و غيره.

 

372
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 101] ص : 373

 

يقول: «فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ‏» قال: ثم قال أبو عبد الله ع: المستقر الثابت، و المستودع المعار «1».

76- عن محمد بن مسلم قال: سمعته يقول‏ إن الله خلق خلقا للإيمان لا زوال له، و خلق خلقا للكفر لا زوال له- و خلق خلقا بين ذلك فاستودع بعضهم الإيمان، فإن شاء أن يتمه لهم أتمه، و إن شاء أن يسلبهم إياه سلبهم‏ «2».

77- عن سدير قال‏ سمعت حمران يسأل أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل «بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏» فقال له أبو جعفر ع: ابتدع الأشياء كلها بعلمه على غير مثال كان، و ابتدع السماوات و الأرضين- و لم يكن قبلهن سماوات و لا أرضون، أ ما تسمع قوله: «وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ» «3».

78- عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ع قال سمعته يقول‏ لا يوصف الله بمحكم وحيه، عظم ربنا عن الصفة و كيف يوصف من لا يحد وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ و لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ... وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ «4».

79 الأشعث بن حاتم قال: قال ذو الرئاستين‏ قلت لأبي الحسن الرضا ع جعلت فداك- أخبرني عما اختلف فيه الناس من الرؤية- فقال بعضهم: لا يرى، فقال:

يا أبا العباس من وصف الله بخلاف ما وصف به نفسه- فقد أعظم الفرية على الله، قال الله «لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ- وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» هذه الأبصار ليست هي الأعين، إنما هي الأبصار التي في القلب لا يقع عليه الأوهام- و لا يدرك كيف هو «5».

80- عن عمر الطيالسي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ- فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ‏» قال: فقال: يا عمر هل‏

______________________________
(1)- البحار ج 15 (ج 1): 277. البرهان ج 1: 545.

(2)- البحار ج 15 (ج 1): 277. البرهان ج 1: 545.

(3)- البرهان ج 1: 545.

(4)- البحار ج 2: 96. البرهان ج 1: 548.

(5)- البحار ج 2: 96. البرهان ج 1: 548. مجمع البيان ج 3: 344. الصافي 1: 537.

 

 

373
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 110] ص : 374

 

رأيت أحدا يسب الله قال: فقلت: جعلني الله فداك فكيف قال: من سب ولي الله فقد سب الله‏ «1».

81- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ عن قول الله: «وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصارَهُمْ‏» إلى آخر الآية- أما قوله: «كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ» فإنه حين أخذ عليهم الميثاق‏ «2».

82- عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الإمام إذا أراد الله أن يحمل له بإمام- أتى بسبع ورقات من الجنة فأكلهن قبل أن يواقع، قال:

فإذا وقع في الرحم سمع الكلام في بطن أمه، فإذا وضعته رفع له عمود من نور ما بين السماء و الأرض، يرى ما بين المشرق و المغرب، و كتب على عضده «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا» قال أبو عبد الله ع قال: قال الوشاء حين مر هذا الحديث لا أروي لكم هذا لا تحدثوا عني‏ «3».

83- عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال‏ إذا أراد الله أن يقبض روح إمام و يخلق بعده إماما- أنزل قطرة من تحت العرش إلى الأرض- يلقيها على ثمرة أو بقلة، قال: فيأكل تلك الثمرة أو تلك البقلة الإمام- الذي يخلق الله منه نطفة الإمام الذي يقوم من بعده، قال: فيخلق الله من تلك القطرة نطفة في الصلب، ثم يصير إلى الرحم فيمكث فيه أربعين يوما، فإذا مضى له أربعون يوما سمع الصوت، فإذا مضى له أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ- وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏» فإذا خرج إلى الأرض أوتي الحكمة و زين بالحكم و الوقار، و ألبس الهيبة و جعل له مصباح من نور، فعرف به الضمير و يرى به أعمال العباد «4».

84 عن عمر بن حنظلة في قول الله تبارك و تعالى «فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ‏» أما المجوس فلا فليسوا من أهل الكتاب، و أما اليهود و النصارى فلا بأس‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 548. الصافي ج 1: 538.

(2)- البرهان ج 1: 548. الصافي ج 1: 538.

(3)- البرهان ج 1: 551. البحار ج 7: 190.

(4)- البرهان ج 1: 551. البحار ج 7: 190.

 

 

374
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 121] ص : 375

إذا سموا «1».

85- عن محمد بن مسلم قال‏ سألته عن الرجل يذبح الذبيحة- فيهلل أو يسبح أو يحمد أو يكبر قال: هذا كله من أسماء الله‏ «2».

86- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن ذبيحة المرأة و الغلام هل يؤكل قال: نعم إذا كانت المرأة مسلمة، و ذكرت اسم الله حلت ذبيحتها، و إذا كان الغلام قويا على الذبح- و ذكر اسم الله حلت ذبيحته، و إذا كان الرجل مسلما فنسي أن يسمي- فلا بأس بأكله، إذا لم تتهمه‏ «3».

87- عن حمران قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ في ذبيحة الناصب و اليهودي قال: لا تأكل ذبيحته حتى تسمعه يذكر اسم الله، أ ما سمعت قول الله «وَ لا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ‏» «4».

88- عن داود بن فرقد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: جعلت فداك كنت أصلي عند القبر- و إذا رجل خلفي يقول: «أَ تُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ‏ وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا» قال: فالتفت إليه- و قد تأول على هذه الآية و ما أدري من هو- و أنا أقول: «وَ إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى‏ أَوْلِيائِهِمْ- لِيُجادِلُوكُمْ وَ إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ‏» فإذا هو هارون بن سعد، قال: فضحك أبو عبد الله ع ثم قال إذا أصبت الجواب- أو قال الكلام بإذن الله‏ «5».

89- عن بريد العجلي عن أبي جعفر ع قال: قال‏ «أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ‏» قال: الميت الذي لا يعرف هذا الشأن، قال:

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 551. البحار ج 14: 816. الوسائل ج 3 أبواب الذبائح باب 26.

(2)- البرهان ج 1: 551. البحار ج 14: 808.

(3)- البحار ج 14: 808 و 816. البرهان ج 1: 551. الوسائل ج 3 أبواب الذبائح باب 22 و 26.

(4)- البحار ج 14: 808 و 816. البرهان ج 1: 551. الوسائل ج 3 أبواب الذبائح باب 22 و 26.

(5)- البرهان ج 1: 552. البحار ج 11: 209.

 

375
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 124] ص : 376

أ تدري ما يعني‏ مَيْتاً قال: قلت جعلت فداك لا- قال: الميت الذي لا يعرف شيئا فَأَحْيَيْناهُ‏ بهذا الأمر، وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ‏، قال: إماما يأتم به، قال:

«كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها» قال: كمثل هذا الخلق الذي لا يعرفون الإمام‏ «1».

90- و في رواية أخرى عن بريد العجلي قال‏ سألت أبا جعفر ع عن قول الله «أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ- وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ‏» قال: الميت الذي لا يعرف هذا الشأن، يعني هذا الأمر «وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً» إماما يأتم به يعني علي بن أبي طالب، قلت: فقوله: «كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها» فقال بيده هكذا هذا الخلق الذي لا يعرفون شيئا «2».

91- عن صفوان عن ابن سنان قال: سمعته يقول‏ أنتم أحق الناس بالورع عودوا المرضى و شيعوا الجنائز، إن الناس ذهبوا كذا و كذا و ذهبتم حيث ذهب الله، اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ‏ «3».

92- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال‏ ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم- و ذلك قول الله «وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‏» «4».

93- عن أبي جميلة عن عبد الله بن جعفر ع عن أخيه قال‏ إن للقلب تلجلجا في الجوف يطلب الحق، فإذا أصابه اطمأن به، و قرأ «فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً- كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ» «5».

94- عن سليمان بن خالد قال: قد سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ إن الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء، و فتح مسامع قلبه، و وكل به ملكا يسدده، و إذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء- و شد عليه مسامع قلبه، و وكل به شيطانا يضله‏

______________________________
(1)- البحار ج 9: 76. البرهان ج 1: 552.

(2)- البحار ج 9: 76. البرهان ج 1: 552.

(3)- البرهان ج 1: 552.

(4)- البرهان ج 1: 552.

(5)- البرهان ج 1: 553. البحار ج 15 (ج 2): 38.

 

376
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 141] ص : 377

ثم تلا هذه الآية «فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً» الآية «1».

و رواه سليمان بن خالد عنه‏ نكتة من نور و لم يقل بيضاء.

95- عن أبي بصير عن خيثمة قال: سمعت أبا جعفر ع يقول‏ إن القلب ينقلب من لدن موضعه إلى حنجرته ما لم يصب الحق، فإذا أصاب الحق قر ثم ضم أصابعه ثم قرأ هذه الآية «فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً» «2».

قال: و قال أبو عبد الله لموسى بن أشيم: أ تدري ما الحرج قال: قلت لا، فقال بيده و ضم أصابعه كالشي‏ء المصمت- لا يدخل فيه شي‏ء و لا يخرج منه شي‏ء «3».

96- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ‏» قال: هو الشك‏ «4».

97- عن الحسن بن علي عن الرضا ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» قال: الضغث‏ «5» و الاثنين تعطي من حضرك‏ «6».

98- و قال‏ نهى رسول الله ص عن الحصاد بالليل‏ «7».

99- عن هاشم بن المثنى قال‏ قلت لأبي عبد الله ع «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» قال: أعط من حضرك [من مشرك أو غيره‏].

100- عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قوله «وَ آتُوا حَقَّهُ‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 553. البحار ج 15 (ج 2): 38.

(2)- البرهان ج 1: 553. البحار ج 15 (ج 2): 38. مجمع البيان ج 3 364 الصافي ج 1: 545.

(3)- البرهان ج 1: 553. الصافي ج 1: 550.

(4)- البرهان ج 1: 553. الصافي ج 1: 550.

(5)- الضغث بالكسر و الفتح: قبضة الحشيش المختلط رطبها و يابسها.

(6)- البرهان ج 1: 566. الوسائل ج 2 أبواب زكاة الغلات باب 14.

(7)- البحار ج 20: 25. البرهان ج 1: 556.

 

377
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 141] ص : 377

يَوْمَ حَصادِهِ‏» قال: أعط من حضرك‏] من المسلمين- و إن لم يحضرك إلا مشرك فأعطه‏ «1».

101 عن معاوية بن ميسرة قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ [إن‏] في الزرع حقان حق تؤخذ به، و حق تعطيه، فأما الذي تؤخذ به فالعشر و نصف العشر، و أما الحق الذي تعطيه- فإنه يقول: «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» فالضغث تعطيه ثم الضغث حتى تفرغ‏ «2».

102 و في رواية عبد الله بن سنان عنه قال‏ تعطي منه المساكين الذين يحضرونك و لو لم يحضرك إلا مشرك‏ «3».

103 عن زرارة و حمران بن أعين و محمد بن مسلم‏ «4» عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قوله «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» قالا: تعطي منه الضغث من السنبل [يقبض من السنبل قبضة و القبضة] «5».

104 عن زرارة و محمد بن مسلم و أبي بصير عن أبي جعفر ع‏ في قول الله «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» قال: هذا من غير الصدقة يعطى منه المسكين- و المسكين القبضة بعد القبضة، و من الجداد الحفنة ثم الحفنة- ثم الحفنة «6» حتى يفرغ و يترك للخارص‏ «7» أجرا معلوما- و يترك من النخل معافارة و أم جعرور لا يخرصان‏ «8» و يترك للحارس يكون في الحائط العذق و العذقان‏ «9» و الثلاثة لنظره و حفظه له‏ «10».

______________________________
(1)- البحار ج 20: 25. البرهان ج 1: 556.

(2)- البحار ج 20: 25. البرهان ج 1: 556.

(3)- البحار ج 20: 25. البرهان ج 1: 556.

(4)- و في البرهان «منصور بن سهل» بدل «محمد بن مسلم».

(5)- البحار ج 20: 25. البرهان ج 1: 556.

(6)- الجداد- بالفتح و الكسر-: صرام النخل و هو قطع ثمرتها و في بعض النسخ «و الجذاذ». و هو بمعنى ما تكسر من الشي‏ء. و الحنفة: ملؤ الكف.

(7)- خرص النخلة: قدر ما عليها.

(8)- معافارة و أم جعرور: ضربان رديان من أردى التمر.

(9)- العذق: النخلة بحملها.

(10). البحار ج 20: 25. البرهان ج 1: 556.

378
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 141] ص : 377

105 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ لا يكون الحصاد و الجذاذ بالليل، إن الله يقول: «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ- وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ‏» قال كان فلان بن فلان الأنصاري سماه- و كان له حرث و كان إذا جذه تصدق به، و بقي هو و عياله بغير شي‏ء، فجعل الله ذلك سرفا «1».

106 عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا ع يقول‏ في الإسراف في الحصاد- و الجذاذ أن يصدق الرجل بكفيه جميعا، و كان أبي إذا حضر شيئا من هذا- فرأى أحدا من غلمانه تصدق بكفيه صاح به- و قال أعط بيد واحدة القبضة بعد القبضة، و الضغث بعد الضغث من السنبل‏ «2».

107 عن سماعة عن أبي عبد الله ع‏ في قوله «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» قال:

حقه يوم حصاده عليك واجب، و ليس من الزكاة يقبض منه القبضة، و الضغث من السنبل لمن يحضرك من السؤال، لا يحصد بالليل و لا يجذ بالليل- إن الله يقول: «يَوْمَ حَصادِهِ‏» فإذا أنت حصدته بالليل- لم يحضرك سؤال و لا يضحى بالليل‏ «3».

108 عن سماعة عن أبي عبد الله ع عن أبيه عن النبي ص‏ أنه كان يكره أن يصرم النخل بالليل، و أن يحصد الزرع بالليل- لأن الله يقول: «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» قيل: يا نبي الله و ما حقه قال: ناول منه المسكين و السائل‏ «4».

109 عن الجراح المدايني عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» قال: تعطي منه المساكين الذين يحضرونك- تأخذ بيدك القبضة و القبضة حتى تفرغ‏ «5».

______________________________
(1)- البحار ج 20: 25. البرهان ج 1: 556. الوسائل ج 2 أبواب زكاة الغلات باب 14 الصافي ج 1: 551.

(2)- البحار ج 20: 25. البرهان ج 1: 557. الصافي ج 1: 551.

(3)- البحار ج 20: 25. البرهان ج 1: 557. الوسائل ج 2 أبواب زكاة الغلات باب 14.

(4)- البحار ج 20: 25. البرهان ج 1: 557. الوسائل ج 2 أبواب زكاة الغلات باب 14.

(5)- البرهان ج 1: 557. البحار ج 20: 26.

379
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): الآيات 143 الى 144] ص : 380

110 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ لا يكون الجداد [الحصاد] بالليل، إن الله يقول: «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» و حقه في شي‏ء ضغث يعني من السنبل‏ «1».

111 عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع عن أبي جعفر ع عن علي بن الحسين ص‏ أنه قال لقهرمانه‏ «2» و وجده قد جذ نخلا له من آخر الليل، فقال له: لا تفعل- أ لم تعلم أن رسول الله ص نهى عن الجداد و الحصاد بالليل، و كان يقول الضغث تعطيه من يسألك [يسأل‏] فذلك حقه‏ يَوْمَ حَصادِهِ‏ «3».

112 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ في قوله: «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» كيف يعطى قال: تقبض بيدك الضغث فسماه الله حقا، قال: قلت: و ما حقه يوم حصاده قال: الضغث تناوله من حضرك من أهل الخاصة «4».

113 عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» كيف يعطى قال: تقبض بيدك الضغث، فتعطيه المسكين ثم المسكين حتى تفرغ، و عند الصرام الحفنة ثم الحفنة حتى تفرغ منه‏ «5».

114 عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال: قال أبو جعفر ع‏ «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏» قال: الضغث من المكان بعد المكان تعطي المساكين‏ «6».

115 عن أيوب بن نوح بن دراج قال‏ سألت أبا الحسن الثالث ع عن الجاموس- و أعلمته أن أهل العراق يقولون إنه مسخ، فقال: أ و ما سمعت قول الله «وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ‏» «7»

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 557 البحار ج 20: 26. الوسائل ج 2 أبواب زكاة الغلات باب 14.

(2)- القهرمان: الوكيل أو أمين الدخل و الخرج.

(3)- البحار ج 20: 26. البرهان ج 1: 557.

(4)- البحار ج 20: 26. البرهان ج 1: 557.

(5)- البحار ج 20: 26. البرهان ج 1: 557.

(6)- البحار ج 20: 26. البرهان ج 1: 557.

(7)- البحار ج 20: 26. البرهان ج 1: 557.

 

380
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): الآيات 143 الى 144] ص : 380

و كتبت‏ «1» إلى أبي الحسن ع بعد مقدمي من خراسان أسأله عما حدثني به أيوب في الجاموس، فكتب هو كما قال لك‏ «2».

116 عن داود الرقي قال‏ سألني بعض الخوارج عن هذه الآية في كتاب الله «مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ- قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ‏» «3» «وَ مِنَ الْإِبِلِ‏ ... وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ‏» ما الذي أحل الله من ذلك و ما الذي حرم الله فلم يكن عندي فيه شي‏ء فدخلت على أبي عبد الله ع و أنا حاج فأخبرته بما كان، فقال: إن الله تبارك و تعالى أحل في الأضحية من الإبل العراب- و حرم فيها البخاتي‏ «4» و أحل البقرة الأهلية أن يضحى بها و حرم الجبلية، فانصرفت إلى الرجل فأخبرته بهذا الجواب، فقال لي:

هذا شي‏ء حملته الإبل من الحجاز عن رجل من البصريين من الشارية «5».

117 عن صفوان الجمال قال‏ كان متجري إلى مصر و كان لي بها صديق من الخوارج فأتاني وقت خروجي إلى الحج، فقال لي: هل سمعت من جعفر بن محمد ع في قول الله عز و جل: «ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ- قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ- أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ‏» «وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ- وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ‏» أيا أحل و أيا حرم قلت: ما سمعت منه في هذا شيئا، فقال لي: أنت على الخروج فأحب أن تسأله عن ذلك، قال: فحججت فدخلت على أبي عبد الله ع فسألته عن مسألة الخارجي، فقال لي: حرم من الضأن و من المعز الجبلية- و أحل‏

______________________________
(1)- كذا في النسخ و معلوم أن الراوي سقط من قلم الناسخ سهوا أو أسقطه اختصارا كما ذكر في أول الكتاب.

(2)- البحار ج 14: 774. البرهان ج 1: 557.

(3)- المعز: ذوات الشعر و الأذناب من الغتم و الضأن خلافه.

(4)- إبل عراب: كرائم سالمة من العيب. و البخاتي جمع البخت: الإبل الخراسانية طويل العنق.

(5)- البحار ج 21: 60. البرهان ج 1: 558. و قال الفيض «ره» بعد نقل الخبر بعينه عن الكافي و الفقيه أقول: لعل الخارجي كان قد سمع تحريم الأضحية ببعض هذه الأزواج الثمانية مع حلها فأراد أن يمتحن بمعرفته داود الراوي و لعل علة تحريم الأضحية بالجبلية منها بمعنى كونها صيدا و تحريمها بالبخت لعلة أخرى.

 

381
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 145] ص : 382

الأهلية يعني في الأضاحي، و أحل من الإبل العراب، و من البقر الأهلية، و حرم من البقر الجبلية، و من الإبل البخاتي يعني في الأضاحي، قال: فلما انصرفت أخبرته، فقال: أما إنه لو لا ما أهرق جده من الدماء- ما اتخذت إماما غيره‏ «1».

118 عن حريز عن أبي عبد الله ع قال‏ سئل عن سباع الطير و الوحش حتى ذكر القنافذ- و الوطواط «2» و الحمير و البغال و الخيل، فقال: ليس الحرام إلا ما حرم الله في كتابه، و قد نهى رسول الله ص يوم خيبر عن أكل لحوم الحمير، و إنما نهاهم من أجل ظهرهم أن يفنوه- و ليس الحمير بحرام، و قال: اقرأ هذه الآيات «قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى‏ طاعِمٍ يَطْعَمُهُ- إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ- فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ‏» «3».

119 عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال‏ قد كان أصحاب المغيرة يكتبون إلي- أن أسأله عن الجري و المارماهي و الزمير «4» و ما ليس له قشر من السمك حرام هو أم لا قال: فسألته عن ذلك، فقال: يا محمد اقرأ هذه الآية التي في الأنعام «قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى‏ طاعِمٍ يَطْعَمُهُ- إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ» قال: فقرأتها حتى فرغت منها، فقال: إنما الحرام ما حرم الله في كتابه، و لكنهم كانوا يعافون أشياء فنحن نعافها «5».

______________________________
(1)- البحار ج 21: 69. البرهان ج 1: 558. الوسائل ج 2 أبواب الذبح من كتاب الحج باب 8.

(2)- القنافذ جمع القنفذ: حيوان معروف مولع بأكل الأفاعي و لا يتألم منها. و يقال له بالفارسية «خارپشت». و الوطواط: الخفاش. و كلا الحيوانين على ما قيل من المسوخ.

(3)- البحار ج 14: 774. البرهان ج 1: 559. الصافي ج 1: 554.

(4)- الجري بفتح الجيم و كسر الراء و تشديد الياء: نوع من السمك النهري الطويل و يدعونه في مصر «ثعبان الماء» ليس له عظم الأعظم الرأس و السلسلة. و الزمير كسكيت نوع من السمك له شوك ناتئ على ظهره و أكثر ما يكون في المياه العذبة.

(5)- البرهان ج 1: 559. البحار ج 14: 782.

382
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 146] ص : 383

 

120 عن زرارة قال‏ سألت أبا جعفر ع عن الجري‏ «1» فقال: و ما الجري فنعته له، قال: فقال: «لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى‏ طاعِمٍ يَطْعَمُهُ‏» إلى آخر الآية، ثم قال: لم يحرم الله شيئا من الحيوان في القرآن إلا الخنزير بعينه، و يكره كل شي‏ء من البحر ليس فيه قشر، قال: قلت: و ما القشر قال: الذي مثل الورق، و ليس هو بحرام إنما هو مكروه‏ «2».

121 عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع قال‏ حرم على بني إسرائيل كل ذي ظفر و الشحوم‏ إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا «3» أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ‏ «4».

122 الحسين قال سمعت أبا طالب القمي يروي عن سدير عن أبي عبد الله ع قال‏ نحن‏ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ على من دون السماء و فوق الأرض‏ «5».

123 عن أبي بصير قال‏ كنت جالسا عند أبي جعفر ع و هو متك على فراشه، إذ قرأ الآيات المحكمات التي لم ينسخهن شي‏ء من الأنعام، قال: شيعها سبعون ألف ملك، «قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً» «6».

124 عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن علي بن الحسين ص قال‏ «الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ‏» قال: ما ظهر منها نكاح امرأة الأب و ما بطن الزنا «7».

125 عن بريد العجلي عن أبي جعفر ع قال‏ «وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً

______________________________
(1)- و في نسخة الصافي «الجريث» بالثاء المثلثة بدل «الجري» في الموضعين و هو أيضا نوع من السمك.

(2)- البحار ج 14: 782. البرهان ج 1: 559. الصافي ج 1: 554.

(3)- الحوايا جمع الحاوية: ما تحوي البطن من الأمعاء.

(4)- البحار ج 14: 776. البرهان ج 1: 559.

(5)- البرهان ج 1: 560. الصافي ج 1: 555.

(6)- البرهان ج 1: 562. البحار ج 19: 69.

(7)- البرهان ج 1: 562. الصافي ج 1: 556.

 

 

383
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 158] ص : 384

فَاتَّبِعُوهُ- وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ‏» قال: أ تدري ما يعني ب صِراطِي مُسْتَقِيماً قلت: لا، قال: ولاية علي و الأوصياء، قال: و تدري ما يعني‏ فَاتَّبِعُوهُ‏ قال: قلت: لا قال: يعني علي بن أبي طالب ص، قال: و تدري ما يعني «وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ‏» قلت: لا، قال: ولاية فلان و فلان و الله، قال: و تدري ما يعني «فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ‏» قلت: لا قال: يعني سبيل علي ع‏ «1».

126 عن سعد عن أبي جعفر ع‏ «وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ‏» قال:

آل محمد ع الصراط الذي دل عليه‏ «2».

127 عن مسعدة بن صدقة عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده ع قال: قال أمير المؤمنين ع‏ إن الناس يوشكون أن ينقطع بهم العمل، و يسد عليهم باب التوبة، «ف لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ- أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً» «3».

128 عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قوله: «يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ- لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها» قال: طلوع الشمس من المغرب، و خروج الدابة «4» و الدجال، و الرجل يكون مصرا و لم يعمل على‏

______________________________
(1)- البحار ج 9: 70. البرهان ج 1: 563. الصافي ج 1: 557. إثبات الهداة ج 3: 49.

(2)- البحار ج 7: 84. البرهان ج 1: 563. إثبات الهداة ج 3: 50.

(3)- البحار ج 3: 180. البرهان ج 1: 564.

(4)- من علامات ظهور القائم (ع) خروج الدابة بين الصفا و المروة كما في بعض الروايات- أو بين الركن و المقام كما في رواية المفضل بن عمر- فتخبر المؤمن بأنه مؤمن و الكافر بأنه كافر و روي عن النبي (ص) دابة الأرض طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب و لا يفوتها هارب فتسم المؤمن بين عينيه و تسم الكافر بين عينيه حتى يقال: يا مؤمن يا كافر لكن في بعض الروايات أن دابة الأرض أمير المؤمنين (ع) ففي خبر عن الصادق (ع) أن رسول الله (ص) انتهى إلى أمير المؤمنين و هو نائم في المسجد قد جمع رملا و وضع رأسه عليه فحركه برجليه ثم قال له: قم يا دابة الله، فقال رجل من أصحابه: أ يسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم فقال:

لا و الله ما هو إلا له خاصة هو الدابة التي ذكرها الله من كتابه‏ «وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ» (سورة النمل: 82) ثم قال (ص) إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة و معك ميسم تسم به أعداءك.

 

384
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 159] ص : 385

الإيمان- ثم تجي‏ء الآيات فلا ينفعه إيمانه‏ «1».

129 عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد ع قال‏ سأل رجل أبي ع عن حروب أمير المؤمنين و كان السائل من محبينا، قال: فقال أبو جعفر:

إن الله بعث محمدا ص بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلا أن‏ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها، و لن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت الشمس من مغربها- أمن الناس كلهم في ذلك اليوم، «فيومئذ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ- أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً» «2».

130 عن عمرو بن شمر «3» عن أحدهما في قوله «أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً» قال المؤمن، حالت المعاصي بينه و بين إيمانه- كثرة ذنوبه و قلة حسناته، فلم يكسب في إيمانه خيرا «4».

131 عن كليب الصيداوي قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كانُوا شِيَعاً» ثم قال: كان علي يقرؤها فارقوا دينهم- ثم قال فارق و الله القوم دينهم‏ «5».

132 عن السكوني عن جعفر بن محمد أبيه ع قال: قال رسول الله ص‏ من صام ثلاثة أيام في الشهر، فقيل له: أنت صائم الشهر كله فقال: نعم‏

______________________________
(1)- البحار ج 3: 180. البرهان ج 1: 564.

(2)- البرهان ج 1: 565.

(3)- و في نسخة البرهان «عن أبي بصير» بدل «عمرو بن شمر». و كذا الخبر الآتي.

(4)- البحار ج 3: 180. البرهان ج 1: 565.

(5)- البحار ج 9: 389. البرهان ج 1: 565. الصافي ج 1: 560.

 

385
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 160] ص : 385

فقد صدق- لأنه قال: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» «1».

133 عن زرارة و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالوا سألناهما عن قوله: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» أ هي لضعفاء المسلمين قال: لا و لكنها للمؤمنين، و إنه لحق على الله أن يرحمهم‏ «2».

134 عن الحسين بن سعيد يرفعه عن أمير المؤمنين ع قال‏ صيام شهر الصبر و ثلاثة أيام في كل شهر- يذهبن بلابل الصدور «3» و صيام ثلاثة أيام في كل شهر صيام الدهر «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» «4».

135 عن بعض أصحابنا عن أحمد بن محمد قال‏ سألته كيف يصنع في الصوم صوم السنة فقال: صوم [ثلاثة أيام في الشهر خميس من عشر و أربعاء من عشر- و خميس من عشر و الأربعاء بين خميسين- إن الله يقول: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها»] ثلاثة أيام في الشهر صوم دهر «5».

136 عن علي بن عمار قال: قال أبو عبد الله ع‏ «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» من ذلك صيام ثلاثة أيام في كل شهر «6».

137 قال محمد بن عيسى في رواية شريف عن محمد بن علي‏ و ما رأيت محمديا مثله قط: الحسنة التي عنى الله ولايتنا أهل البيت، و السيئة عداوتنا أهل البيت‏ «7».

138 عن محمد بن حكيم عن أبي جعفر ع قال‏ من نوى الصوم ثم دخل على أخيه- فسأله بشي‏ء أن يفطر عنده فليفطر، و ليدخل عليه السرور، فإنه يحسب له بذلك اليوم العشرة أيام، و هو قول الله «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها- وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى‏ إِلَّا مِثْلَها» «8».

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 566.

(2)- البرهان ج 1: 566. البحار ج 15 (ج 2): 179.

(3)- بلابل الصدور: وساوسها.

(4)- البرهان ج 1: 566. البحار ج 20: 127- 128.

(5)- البرهان ج 1: 566. البحار ج 20: 127- 128.

(6)- البرهان ج 1: 566. البحار ج 20: 127- 128.

(7)- البرهان ج 1: 566.

(8)- البرهان ج 1: 566. البحار ج 20: 134.

386
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 160] ص : 385

139 عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الله تبارك و تعالى جعل لآدم ثلاث خصال في ذريته، جعل لهم أن من هم منهم بحسنة و لم يعملها كتب له حسنة و من هم بحسنة فعملها كتب له بها عشر حسنات، و من هم بالسيئة و لم يعملها لا يكتب عليه، و من عملها كتبت عليه سيئة واحدة- و جعل لهم التوبة حتى يبلغ [الروح‏] حنجرة الرجل، فقال إبليس: يا رب جعلت لآدم ثلاث خصال- فاجعل لي مثل ما جعلت له، فقال: قد جعلت لك لا يولد له مولود إلا ولد لك مثله- و جعلت لك أن تجري منهم مجرى الدم في العروق- و جعلت لك أن جعلت صدورهم أوطانا و مساكن لك- فقال إبليس يا رب حسبي‏ «1».

140 عن زرارة عنه‏ «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» قال: من ذكرهما فلعنهما كل غداة- كتب الله له سبعين حسنة، و محا عنه عشر سيئات، و رفع له عشر درجات‏ «2».

141 عن عبد الله الحلبي عن أبي عبد الله ع عن أمير المؤمنين ع قال‏ صيام شهر الصبر و ثلاثة أيام في الشهر يذهب بلابل الصدور- و صيام ثلاثة أيام في الشهر صوم الدهر إن الله يقول: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» «3».

142 علي بن الحسن‏ «4»: قال وجدت في كتاب إسحاق بن عمر في كتاب أبي و ما أدري سمعه عن ابن يسار عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال‏ يا يسار و ما تدري [ما] صيام ثلاثة أيام قال: قلت جعلت فداك ما أدري- قال: أتى بها [الهاني‏] إلى رسول الله ص حين قبض أول خميس من أول الشهر- و أربعاء في أوسطه و خميس في آخره، ذلك قول الله: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» هو الدهر صائم لا يفطر، ثم قال ما أغبط عندي الصائم يظل في طاعة الله- و يمشي و يشتهي الطعام و الشراب، أن‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 566. البحار ج 15 (ج 2): 179.

(2)- البرهان ج 1: 566. البحار ج 8: 218.

(3)- البرهان ج 1: 566. البحار ج 20: 127.

(4)- و في نسخة البرهان «محمد بن الحسين» بدل «علي بن الحسن».

 

387
تفسير العياشي1

[سورة الأنعام(6): آية 165] ص : 388

الصوم ناصر للجسد حافظ و راع له‏ «1».

143 عن زرارة عن أبي جعفر ع‏ ما أبقت الحنيفية شيئا- حتى أن منها قص الأظفار و أخذ الشارب و الختان‏ «2».

144 عن جابر الجعفي عن محمد بن علي ع قال‏ ما من أحد من هذه الأمة يدين بدين إبراهيم غيرنا و شيعتنا «3».

145 عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ع قال:

قال رسول الله ص‏ إن الله عز و جل بعث خليله بالحنيفية، و أمره بأخذ الشارب و قص الأظفار- و نتف الإبط و حلق العانة و الختان‏ «4».

146 عن عمر بن أبي ميثم قال: سمعت الحسين بن علي ص يقول‏ ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن و شيعتنا، و سائر الناس منها براء «5».

147 عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال‏ لا نقول درجة واحدة- إن الله يقول: «درجات بعضها فوق بعض» إنما تفاضل القوم بالأعمال‏ «6».

قد تم الجزء الأول على حسب تجزئتنا- و يليه الجزء الثاني إن شاء الله تعالى- و أوله تفسير سورة الأعراف و قد فرغت من تصحيحه و التعليق عليه- في 10 ذي الحجة سنة 1380 و أنا العبد الفاني السيد هاشم بن العالم الجليل- الحاج السيد حسين الرسولي المحلاتي عفي عنه و عن والديه بحق محمد و آله‏

______________________________
(1)- البرهان ج 1: 566. البحار ج 20: 128.

(2)- البرهان ج 1: 567. البحار ج 16: 2. الصافي ج 1: 562.

(3)- البرهان ج 1: 567. البحار ج 15 (ج 1) 125.

(4)- البرهان ج 1: 567. البحار ج 16: 2.

(5)- البرهان ج 1: 567. البحار ج 15 (ج 1): 125.

(6)- البرهان ج 1: 567. البحار ج 15 (ج 1): 262.

388
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

الفهرست‏

العنوان الصفحة

مقدّمة الكتاب‏

في فضل القرآن فيه 18 حديثا 2- 8

باب ترك الرواية التي بخلاف القرآن فيه 7 أحاديث 8- 9

في ما انزل القرآن، فيه 7 أحاديث 9- 10

في تفسير الناسخ و المنسوخ و الظاهر و الباطن و المحكم و المتشابه فيه 11 حديثا 10- 13

في ما عنى به الأئمّة من القرآن فيه 8 أحاديث 13-

في علم الأئمّة بالتأويل فيه 13 حديثا 14- 17

في من فسر القرآن برأيه فيه 6 أحاديث 17- 18

في كراهية الجدال في القرآن فيه 4 أحاديث 18

تفسير سورة فاتحة الكتاب و فيها 28 حديثا

في فضل سورة الحمد 19

في تفسير قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ 20

في تفسير قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ 21

في تفسير قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ (الي) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ 22

في تفسير قوله تعالى: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ اه 23- 24

تفسير سورة البقرة و فيها 535 حديثا

في فضل قراءة سورة البقرة 25

ما ورد في تفسير قوله تعالى: الم ذلِكَ الْكِتابُ‏ الى قوله‏ لِلْمُتَّقِينَ‏ 25

389
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ‏/ اه/ (3)/ 29

قوله تعالى: وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها/ اه/ (31)/ 32

قوله تعالى: وَ قُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ‏/ اه/ (35)/ 35

قوله تعالى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ‏/ اه/ (37)/ 41

قوله تعالى: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً‏/ اه/ (38)/ 41

قوله تعالى: وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ‏/ اه/ (4)/ 42

قوله تعالى: وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ/ اه/ (43)/ 42

قوله تعالى: أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ‏/ اه/ (44)/ 43

قوله تعالى: وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ/ اه/ (45)/ 43

قوله تعالى: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ‏/ اه/ (46)/ 44

قوله تعالى: وَ إِذْ واعَدْنا مُوسى‏ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً/ اه/ (51)/ 44

قوله تعالى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا/ اه/ (59)/ 45

قوله تعالى: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ‏/ اه/ (61)/ 45

قوله تعالى: خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ/ اه/ (63)/ 45

قوله تعالى: وَ إِذْ قالَ مُوسى‏ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ‏/ اه/ (67)/ 46

قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ‏/ اه/ (79)/ 48

قوله تعالى: وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً/ اه/ (83)/ 48

قوله تعالى: أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى‏/ اه/ (87)/ 49

قوله تعالى: وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ‏/ اه/ (89)/ 49

قوله تعالى: وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ‏/ اه/ (91)/ 51

قوله تعالى: وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ‏/ اه/ (93)/ 51

قوله تعالى: وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ‏/ اه/ (12)/ 52

قوله تعالى: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها/ اه/ (106)/ 55

390
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ‏/ اه/ (114)/ 56

قوله تعالى: وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا/ اه/ (115)/ 56

قوله تعالى: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ‏/ اه/ (121)/ 57

قوله تعالى: وَ اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً/ اه/ (123)/ 57

قوله تعالى: وَ إِذِ ابْتَلى‏ إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ‏/ اه/ (124)/ 57

قوله تعالى: وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ‏/ اه/ (125)/ 58

قوله تعالى: وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً/ اه/ (126)/ 59

قوله تعالى: وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ‏/ اه/ (127)/ 60

قوله تعالى: إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي‏/ اه/ (133)/ 61

قوله تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا/ اه/ (136)/ 61

قوله تعالى: صِبْغَةَ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً/ اه/ (138)/ 62

قوله تعالى: وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً/ اه/ (143)/ 62

قوله تعالى: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‏/ اه/ (144)/ 64

قوله تعالى: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً/ اه/ (148)/ 65

قوله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي‏/ اه/ (152)/ 67

قوله تعالى: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ‏/ اه/ (155)/ 68

قوله تعالى: إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ‏/ اه/ (158)/ 69

قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ‏/ اه/ (159)/ 71

قوله تعالى: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً/ اه/ (165)/ 72

قوله تعالى: كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ‏/ اه/ (167)/ 72

قوله تعالى: وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ‏/ اه/ (168)/ 73

قوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ/ اه/ (173)/ 74

قوله تعالى: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ/ اه/ (175)/ 75

391
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ‏/ اه/ (178)/ 75

قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً/ اه/ (18)/ 76

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ‏/ اه/ (183)/ 78

قوله تعالى: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ‏/ اه/ (186)/ 83

قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى‏ نِسائِكُمْ‏/ اه/ (187)/ 83

قوله تعالى: وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ‏/ اه/ (188)/ 84

قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ‏/ اه/ (189)/ 85

قوله تعالى: فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ‏/ اه/ (193)/ 87

قوله تعالى: وَ أَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ‏/ اه/ (195)/ 87

قوله تعالى: وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ/ اه/ (196)/ 87

قوله تعالى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَ‏/ اه/ (197)/ 94

قوله تعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ‏/ اه/ (198)/ 96

قوله تعالى: فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ‏/ اه/ (20)/ 98

قوله تعالى: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً/ اه/ (201)/ 98

قوله تعالى: وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ‏/ اه/ (203)/ 99

قوله تعالى: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا/ اه/ (204)/ 100

قوله تعالى: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ‏/ اه/ (207)/ 101

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً/ اه/ (208)/ 102

قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ‏/ اه/ (21)/ 103

قوله تعالى: سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ/ اه/ (211)/ 103

قوله تعالى: كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ‏/ اه/ (213)/ 104

قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ‏/ اه/ (214)/ 105

قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ/ اه/ (215)/ 106

392
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ/ اه/ (219)/ 106

قوله تعالى: وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ‏/ اه/ (22)/ 107

قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ‏ الى قوله: وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ‏/ اه/ (212)/ 108

قوله تعالى: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‏/ اه/ (223)/ 110

قوله تعالى: وَ لا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ‏/ اه/ (224)/ 112

قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ‏/ اه/ (225)/ 112

قوله تعالى: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ/ اه/ (226)/ 113

قوله تعالى: وَ الْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ/ اه/ (228)/ 114

قوله تعالى: الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ‏/ اه/ (229)/ 115

قوله تعالى: فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ‏/ اه/ (23)/ 116

قوله تعالى: وَ لا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا/ اه/ (231)/ 119

قوله تعالى: وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ‏/ اه/ (233)/ 120

قوله تعالى: وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَ‏/ اه/ (234)/ 120

قوله تعالى: وَ لكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفاً/ اه/ (235)/ 122

قوله تعالى: وَ مَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ‏/ اه/ (236)/ 124

قوله تعالى: وَ إِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَ قَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَ‏/ اه/ (237)/ 125

قوله تعالى: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى‏/ اه/ (238)/ 127

قوله تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً/ اه/ (239)/ 128

قوله تعالى: وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً/ اه/ (24)/ 129

قوله تعالى: وَ لِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ‏/ اه/ (241)/ 130

قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ‏/ اه/ (242)/ 130

قوله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ‏/ اه/ (245)/ 131

قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‏/ اه/ (246)/ 132

393
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ‏/ اه/ (251)/ 135

قوله تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ‏/ اه/ (253)/ 136

قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ‏/ اه/ (255)/ 136

قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ‏/ اه/ (258)/ 138

قوله تعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى‏ قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى‏ عُرُوشِها/ اه/ (259)/ 140

قوله تعالى: إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى‏/ اه/ (26)/ 140

قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏/ اه/ (261)/ 146

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ‏/ اه/ (264)/ 147

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ‏/ اه/ (267)/ 148

قوله تعالى: الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ/ اه/ (268)/ 150

قوله تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ/ اه/ (269)/ 150

قوله تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ/ اه/ (274)/ 151

قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا/ اه/ (275)/ 152

قوله تعالى: وَ إِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى‏ مَيْسَرَةٍ/ اه/ (28)/ 153

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى‏/ اه/ (282)/ 155

قوله تعالى: إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ‏/ اه/ (284)/ 156

قوله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ‏ إلى آخر السورة/ اه/ (285)/ 157

تفسير سورة آل عمران و فيها 185 حديثا 161

قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ‏/ اه/ (2)/ 162

قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ‏/ اه/ (7)/ 162

قوله تعالى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا/ اه/ (8)/ 164

قوله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ‏/ اه/ (14)/ 164

قوله تعالى: وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ/ اه/ (17)/ 165

394
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ/ اه/ (18)/ 165

قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ‏/ اه/ (19)/ 166

قوله تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ/ اه/ (26)/ 166

قوله تعالى: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ‏/ اه/ (28)/ 166

قوله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏/ اه/ (31)/ 167

قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ‏/ اه/ (34)/ 168

قوله تعالى: فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها/ اه/ (36)/ 170

قوله تعالى: قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً/ اه/ (41)/ 172

قوله تعالى: إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ‏/ اه/ (42)/ 173

قوله تعالى: وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ‏/ اه/ (44)/ 173

قوله تعالى: وَ رَسُولًا إِلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ/ اه/ (49)/ 174

قوله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسى‏ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ‏/ اه/ (59)/ 175

قوله تعالى: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا/ اه/ (61)/ 176

قوله تعالى: ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا/ اه/ (67)/ 177

قوله تعالى: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ‏/ اه/ (68)/ 177

قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا/ اه/ (77)/ 178

قوله تعالى: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ‏/ اه/ (82)/ 180

قوله تعالى: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏/ اه/ (83)/ 182

قوله تعالى: كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ‏/ اه/ (93)/ 184

قوله تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً/ اه/ (96)/ 185

قوله تعالى: وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا/ اه/ (97)/ 190

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ‏/ اه/ (102)/ 193

قوله تعالى: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا/ اه/ (103)/ 194

395
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ/ اه/ (104)/ 195

قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ‏/ اه/ (11)/ 195

قوله تعالى: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ‏/ اه/ (112)/ 196

قوله تعالى: وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ/ اه/ (123)/ 196

قوله تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ/ اه/ (128)/ 197

قوله تعالى: وَ سارِعُوا إِلى‏ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ‏/ اه/ (133)/ 198

قوله تعالى: وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا/ اه/ (135)/ 198

قوله تعالى: وَ تِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ‏/ اه/ (14)/ 199

قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ‏/ اه/ (142)/ 199

قوله تعالى: ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ‏/ اه/ (144)/ 200

قوله تعالى: وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ/ اه/ (146)/ 201

قوله تعالى: إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ‏/ اه/ (155)/ 201

قوله تعالى: وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ‏/ اه/ (157)/ 202

قوله تعالى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ‏/ اه/ (159)/ 203

قوله تعالى: أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ‏/ اه/ (163)/ 205

قوله تعالى: أَ وَ لَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ/ اه/ (165)/ 205

قوله تعالى: الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ‏/ اه/ (173)/ 206

قوله تعالى: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا/ اه/ (178)/ 206

قوله تعالى: ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ‏/ اه/ (179)/ 207

قوله تعالى: سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ/ اه/ (18)/ 207

قوله تعالى: الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا/ اه/ (183)/ 208

قوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏/ اه/ (185)/ 209

قوله تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً/ اه/ (191)/ 211

396
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً/ اه/ (193)/ 211

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا/ اه/ (20)/ 212

سورة النساء و فيها 314 حديثا

قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ‏/ اه/ (2)/ 215

قوله تعالى: وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى‏/ اه/ (3)/ 218

قوله تعالى: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً/ اه/ (4)/ 218

قوله تعالى: وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ‏/ اه/ (5)/ 220

قوله تعالى: وَ مَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ‏/ اه/ (6)/ 221

قوله تعالى: وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى‏/ اه/ (8)/ 222

قوله تعالى: وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ‏/ اه/ (9)/ 223

قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏/ اه/ (1)/ 224

قوله تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ‏/ اه/ (11)/ 225

قوله تعالى: وَ اللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ‏/ اه/ (15)/ 227

قوله تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ/ اه/ (17)/ 228

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا/ اه/ (19)/ 228

قوله تعالى: وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ/ اه/ (22)/ 230

قوله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ‏/ اه/ (23)/ 230

قوله تعالى: وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ‏/ اه/ (24)/ 232

قوله تعالى: وَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا/ اه/ (25)/ 234

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ‏/ اه/ (29)/ 235

قوله تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ‏/ اه/ (31)/ 237

قوله تعالى: وَ لا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ‏/ اه/ (32)/ 239

قوله تعالى: وَ لِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ‏/ اه/ (33)/ 240

قوله تعالى: وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً/ اه/ (35)/ 240

قوله تعالى: وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً/ اه/ (36)/ 241

397
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ/ اه/ (41)/ 242

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ/ اه/ (43)/ 242

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا/ اه/ (47)/ 244

قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ‏/ اه/ (48)/ 245

قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ‏/ اه/ (5)/ 246

قوله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏/ اه/ (54)/ 247

قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها/ اه/ (58)/ 249

قوله تعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ‏/ اه/ (59)/ 249

قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا/ اه/ (6)/ 254

قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ/ اه/ (62)/ 254

قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ‏/ اه/ (63)/ 255

قوله تعالى: فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ‏/ اه/ (65)/ 256

قوله تعالى: وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ‏/ اه/ (66)/ 256

قوله تعالى: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ‏/ اه/ (69)/ 256

قوله تعالى: وَ ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ‏/ اه/ (75)/ 257

قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ‏/ اه/ (77)/ 258

قوله تعالى: ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ‏/ اه/ (79)/ 258

قوله تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ‏/ اه/ (8)/ 259

قوله تعالى: وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ‏/ اه/ (83)/ 259

قوله تعالى: فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ‏/ اه/ (84)/ 261

قوله تعالى: وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً/ اه/ (92)/ 263

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏/ اه/ (94)/ 268

قوله تعالى: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ/ اه/ (98)/ 269

قوله تعالى: وَ مَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ‏/ اه/ (10)/ 270

398
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: وَ إِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ‏/ اه/ (101)/ 271

قوله تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً/ اه/ (103)/ 273

قوله تعالى: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَ لا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ‏/ اه/ (108)/ 275

قوله تعالى: وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ‏/ اه/ (115)/ 275

قوله تعالى: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً/ اه/ (117)/ 276

قوله تعالى: وَ لَأُضِلَّنَّهُمْ وَ لَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَ لَآمُرَنَّهُمْ‏/ اه/ (119)/ 276

قوله تعالى: وَ اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا/ اه/ (125)/ 277

قوله تعالى: وَ إِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً/ اه/ (128)/ 278

قوله تعالى: وَ لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ/ اه/ (129)/ 279

قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا/ اه/ (137)/ 279

قوله تعالى: وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ‏/ اه/ (14)/ 281

قوله تعالى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ‏/ اه/ (142)/ 282

قوله تعالى: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ‏/ اه/ (148)/ 283

قوله تعالى: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ‏/ اه/ (149)/ 283

قوله تعالى: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ‏/ اه/ (16)/ 284

قوله تعالى: لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ‏/ اه/ (166)/ 285

قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِ‏/ اه/ (17)/ 285

قوله تعالى: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ/ اه/ (176)/ 286

سورة المائدة و فيها 231 حديثا، في فضلها 288

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ/ اه/ (1)/ 289

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ‏/ اه/ (2)/ 290

قوله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ/ اه/ (3)/ 291

قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي‏/ اه/ (3)/ 292

قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ‏/ اه/ (4)/ 293

399
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ‏/ اه/ (5)/ 296

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ/ اه/ (6)/ 297

قوله تعالى: يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ/ اه/ (21)/ 303

قوله تعالى: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً/ اه/ (27)/ 306

قوله تعالى: مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ‏/ اه/ (32)/ 312

قوله تعالى: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏/ اه/ (33)/ 314

قوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها/ اه/ (37)/ 317

قوله تعالى: وَ السَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ/ اه/ (38)/ 318

قوله تعالى: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ‏/ اه/ (42)/ 321

قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَ نُورٌ/ اه/ (44)/ 322

قوله تعالى: وَ كَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ‏/ اه/ (45)/ 323

قوله تعالى: وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ‏/ اه/ (47)/ 324

قوله تعالى: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏ الى قوله‏ نادِمِينَ‏/ اه/ (52)/ 325

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ‏/ اه/ (54)/ 326

قوله تعالى: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا/ اه/ (55)/ 327

قوله تعالى: لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ/ اه/ (63)/ 330

قوله تعالى: وَ قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ/ اه/ (64)/ 330

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏/ اه/ (67)/ 331

قوله تعالى: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ/ اه/ (68)/ 334

قوله تعالى: وَ حَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَ صَمُّوا/ اه/ (71)/ 334

قوله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ/ اه/ (72)/ 335

قوله تعالى: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ‏/ اه/ (75)/ 335

قوله تعالى: كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ‏/ اه/ (79)/ 335

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ‏/ اه/ (87)/ 336

400
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ‏/ اه/ (89)/ 336

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ/ اه/ (9)/ 339

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الصَّيْدِ/ اه/ (94)/ 342

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ‏/ اه/ (95)/ 343

قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَ طَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ‏/ اه/ (96)/ 346

قوله تعالى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ‏/ اه/ (97)/ 347

قوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ/ اه/ (103)/ 334

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ/ اه/ (106)/ 348

قوله تعالى: يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ‏/ اه/ (109)/ 349

قوله تعالى: إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ‏/ اه/ (112)/ 350

قوله تعالى: إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ‏/ اه/ (116)/ 351

سورة الأنعام و فيها 147 حديثا؛ فى فضلها 353

قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏/ اه/ (1)/ 354

قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى‏ أَجَلًا/ اه/ (2)/ 354

قوله تعالى: وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ‏/ اه/ (9)/ 355

قوله تعالى: قُلْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ‏/ اه/ (19)/ 356

قوله تعالى: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَ اللَّهِ رَبِّنا/ اه/ (23)/ 357

قوله تعالى: وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ‏/ اه/ (28)/ 358

قوله تعالى: فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ‏/ اه/ (44)/ 359

قوله تعالى: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا/ اه/ (45)/ 360

قوله تعالى: وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِ‏/ اه/ (52)/ 360

قوله تعالى: وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ/ اه/ (59)/ 361

قوله تعالى: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ‏/ اه/ (62)/ 362

قوله تعالى: وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا/ اه/ (68)/ 362

 

401
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ/ اه/ (74)/ 362

قوله تعالى: وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ‏/ اه/ (75)/ 363

قوله تعالى: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى‏ كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي‏/ اه/ (76)/ 364

قوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ‏/ اه/ (82)/ 365

قوله تعالى: وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ‏/ اه/ (84)/ 367

قوله تعالى: فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً/ اه/ (89)/ 368

قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ‏/ اه/ (9)/ 368

قوله تعالى: قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ‏/ اه/ (91)/ 369

قوله تعالى: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً/ اه/ (93)/ 369

قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى‏/ اه/ (95)/ 370

قوله تعالى: فالِقُ الْإِصْباحِ وَ جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً/ اه/ (96)/ 370

قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ/ اه/ (98)/ 371

قوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ/ اه/ (103)/ 373

قوله تعالى: وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏/ اه/ (108)/ 373

قوله تعالى: وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا/ اه/ (11)/ 374

قوله تعالى: وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا/ اه/ (115)/ 374

قوله تعالى: فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ‏/ اه/ (118)/ 374

قوله تعالى: وَ إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى‏ أَوْلِيائِهِمْ‏/ اه/ (121)/ 375

قوله تعالى: أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ‏/ اه/ (122)/ 376

قوله تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ‏/ اه/ (125)/ 376

قوله تعالى: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ‏/ اه/ (141)/ 377

قوله تعالى: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ‏/ اه/ (144)/ 380

قوله تعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً/ اه/ (145)/ 382

قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ‏/ اه/ (151)/ 383

402
تفسير العياشي1

الفهرست ص : 389

قوله تعالى: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً/ اه/ (153)/ 383

قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ/ اه/ (158)/ 384

قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كانُوا شِيَعاً/ اه/ (159)/ 385

قوله تعالى: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها/ اه/ (16)/ 386

قوله تعالى: بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ‏/ اه/ (165)/ 388

 

403