×
☰ فهرست و مشخصات
معجم مقاييس اللغة3

الجزء الثالث

 [الجزء الثالث‏]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
كتاب الزّاى‏
باب ما جاءَ من كلام العرب أوله زاءٌ فى المضاعف و المطابق‏
زط
الزاء و الطاء ليس بشى‏ء. و زُطّ «1»: كلمةٌ مولَّدة.
زع‏
الزاء و العين أصلٌ يدلُّ على اهتزازٍ و حركة. يقال: زَعْزَعْتُ الشي‏ء و تزَعْزَعَ هو، إذا اهتزّ و اضطرب. و سيرٌ زعزعٌ: شديد تهتز له الرِّكاب.
قال الهُذَلىّ «2»:
و تَرْمَدُّ هَمْلَجَةً زَعْزَعًا             كما انخَرَط الحَبْلُ فوق المَخَالِ‏

زغ‏
الزاء و الغين ليس بشى‏ء. و يقولون: الزغزغة: السُّخْرِيَة.
__________________________________________________
 (1) الزط، بالضم: جيل من الهند، معرب «جت» بالفتح. قال صاحب القاموس: «و القياس يقتضى فتح معربه». و قال الخوارزمى الكلام على طبقات الهند: «الزط هم حفاظ الطرق، و هم جنس من السند يقال لهم: جتان». انظر مفاتيح العلوم ص 74. و فى معجم استينجاس 356 أن «جت» اسم لجنس هندى حقير.
 (2) هو أمية بن أبى عائذ الهذلى. اللسان (زعع). و قصيدته فى شرح السكرى للهذليين 180 و مخطوطة الشنقيطى 79.

3
معجم مقاييس اللغة3

زف ص 4

زف‏
الزاء و الفاء أصلٌ يدلُّ على خِفَّةٍ فى كل شى‏ء. يقال زَفَّ الظَّليم زفيفاً، إذا أسرع. و منه زُفَّتِ العَروسُ إلى زوجها. و زفَّ القومُ فى سَيرهم:
أسْرعُوا. قال جلّ ثناؤه: فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ‏
. و الزَّفْزافة: الرِّيح الشديدة لها زفزفةٌ، أى خِفَّة. و كذلك الزَّفزف «1». و يقولون لمن طاشَ حِلْمُه:
305 قد زَفَّ رَأْلُه. و زِفُّ الطائر: صِغار ريشه؛ لأنه خفيف.
زق‏
الزاء و القاف أصلٌ يدل على تضايُقٍ. من ذلك الزُّقاق، سمِّى بذلك لضيقه عن الشوارع‏
و من ذلك: زَقَّ الطائرُ فرخَه. و منه الزِّقّ. و التزقيق فى الجلد: أن يسلخ من قِبَل [العُنُق «2»].
زل‏
الزاء و اللام أصل مطّرد منقاسٌ فى المضاعَف، و كذلك فى كل زاءٍ بعدها لامٌ فى الثلاثى. و هذا من عجيب هذا الأصل. تقول: زلَّ عن مكانه زَليلًا و زَلَّا. و الماء الزُّلال: العَذْب؛ لأنه يَزِلّ عن ظَهر اللِّسان لِرقَّته. و الزَّلَّة:
الخطأ؛ لأن المخطئ زلَّ عن نَهْج الصَّواب، و تزلزَلت الأرضُ: اضطرَبت، و زُلْزِلَتْ زِلْزَالًا. و المِزَلَّة «3»: المكان الدَّحْضُ. فأما الذِّئْبُ الأزَلُّ، و هو الأرْسَح، فقال ابنُ الأعرابىّ: سمِّى بذلك مِن قولهم زَلَّ إِذا عدا. و هو القياس الصَّحيح ثم شُبِّهَتْ به المرأة الرَّصْعاء فقيل زَلَّاء. و إِن كان الأَرْسَح كما قيل فهو قياسُ‏
__________________________________________________
 (1) و يقال أيضا ريح زفزفة و زفزاف.
 (2) التكملة من المجمل.
 (3) بكسر الزاى و فتحها.

4
معجم مقاييس اللغة3

زل ص 4

ما ذكرناه أيضاً، لأن الّلحم قد زلَّ عن مؤخَّره، و كذلك عن مؤخَّر المرأة الرَّسْحاء.
و من الباب الزُّلْزُل «1» كالقَلِق؛ لأنه لا يستقرُّ فى مكانه.
و مما شذّ عن الباب الزَّلَزِلُ: الأثاث و المتاع، على فَعَلِلٍ.
زم‏
الزاء و الميم أصلٌ واحدٌ، و هو يدلُّ على تقدُّم فى استقامةٍ و قَصْد، من ذلك الزِّمام لأنه يتقدّم إذا مُدَّ به، قاصداً فى استقامة. تقول زَمَمْتُ البعير أزُمُّه. و يقال أمْرُ بنى فلانٍ زَمَمٌ، كما يقال أَمَمٌ، أى قصدٌ. و يحلفون فيقولون:
 «لا و الذى وجْهِى زَمَمَ بَيْتِه «2»»، يريدون تلقاءَه و قَصْدَه. و الزَّمُّ: التقدُّم فى السَّير.
و مما شذّ عن هذا الأصل الزِّمْزِمة: الجماعة من الناس. و قال الشيبانى:
لزِّمزيم: الجِلّة من الإبل «3».
زن‏
الزاء و النون كلمةٌ واحدة لا يُتفرَّع و لا يُقاس عليها. يقال أزنَنْتُ فلاناً بكذا، إذا اتَّهمتَه به. و هو يُزَنُّ به. قال:
إن كنتَ أزنَنْتَنِى بها كَذِباً             جَزْءِ فلاقَيْتَ مِثلَها عَجِلَا «4»

زب‏
الزاء و الباء أصلان: أحدهما يدل على وُفُورٍ فى شَعَرٍ، ثم يحمل عليه. فالزَّبَب: طُول الشَّعَرْ و كثرتُه. و يقال بعيرٌ أَزَبُّ. قال الشاعر:
__________________________________________________
 (1) الزلزل بضم الزاءين: الغلام الخفيف. و فى المجمل: «الزلز»، و ليس هذا بابه.
 (2) انظر هذا اليمين فى أيمان العرب للنجيرمى 15 و الأمالى (3: 51) و اللسان (زمم 165) و المخصص (13: 118) و المزهر (2: 262).
 (3) شاهده قول نصيب:
         يعل بنيها المحض من بكراتها             و لم يحتلب زمزيمها المتجرثم.


 (4) لحضرمى بن عامر، كما فى اللسان (زنن).

5
معجم مقاييس اللغة3

زب ص 5

أثَرت الغَىَّ ثم نزَعْت عَنْهُ             كما حادَ الأزب عن الطِّعانِ‏

و من ذلك عامٌ أزَبُّ، أى خصيب.
و الأصل الآخر: الزَّبيب، و هو معروف، ثم يشبَّه به، فيقال للنُّكتَتَيْنِ السّوداوينِ فوق عينَى الحيّة زبيبتان؛ و هو أخبثُ ما يكون من الحيّات. و
فى الحديث: «يجى‏ء كَنْزُ أحدِهم يومَ القيامة شجاعاً أقرعَ له زَبيبتان».
و ربّما سمَّوا الزَّبَدَتَيْنِ زَبيبتين، يقال أنشَدَ فلانٌ حتَّى زَبَّبَ شِدْقاه، أى أزبدا.
قال الشّاعر:
إنِّى إذا ما زَبَّبَ الأشداقُ             و كَثُر الضِّجاجُ و الَّلقْلاقُ‏
ثَبْتُ الْجَنانِ مِرْجَمٌ وَدّاقُ «1»

و مما شذَّ عن الباب الزَّبَاب: الفارُ، الواحدُ زبابة. و قد يحتمل، و هو بعيدٌ، أن يكون من الزَّبيب، و قد ذكرناه:
و مما هو شاذٌّ لا قياس له: زَبَّتِ الشمس و أزَبّت: دنت للغروب.
زت‏
الزاء و التاء كلمةٌ لا قياس لها. يقال زَتَتُّ العروسَ، إذا زيَّنتَها. قال:
بَنِى تَميمٍ زَهْنِعُوا فتاتَكُمْ             إنَّ فتاةَ الحىِّ بالتّزَتُّتِ «2»

و قد تزتَّتَتْ، أى تزيَّنت.
__________________________________________________
 (1) الرجز فى اللسان (زبب، لقق)، و قائله هو أبو الحجناء نصيب الأصغر. انظر البيان و التبيين (1: 125).
 (2) البيت من تام الرجز. أنشده فى اللسان (زهنع، زتت) و المخصص (4: 54).

6
معجم مقاييس اللغة3

زج ص 7

زج‏
الزاء و الجيم أصلٌ يدلُّ على رِقّةٍ فى شى‏ء، من ذلك زُجُّ الرُّمْح و السّهمِ، و جمعه زِجاج بكسر الزاء. يقال زجَّجْتُه: جعلت له زُجًّا. فإذا نزَعْت زُجَّهُ قلت: أزجَجْتُه «1». و الزَّجَج دِقَّةُ الحاجبينِ و حُسْنُهما. و يقال أن الأزَجَّ من النعام: الذى فوق عينه ريشٌ أبيض.
زح‏
الزاء و الحاء يدلّ على البعد. يقال زُحْزِحَ عن كذا، أى بُوعِد قال اللَّه تعالى: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
، أى بُوعِد.
زخ‏
الزاء و الخاء أُصَيلٌ يدلُّ على الدَّفع و المبايَنَة. يقال رخَخْتُ الشّى‏ءَ، إذا دفعتَه. و
فى الحديث: «مَن نَبذَ القُرآنَ وراء ظَهرِه زُخَّ فى قَفاه».
و زَخَّها: جامَعَها. و* المِزَخَّة: المرأة. و من الباب الزَّخَّة: الحِقد و الغَيظ. قال: 306
فلا تَقْعُدَنّ على زَخَّةٍ             و تُضمِرَ فى القلب وَجداً وَ خِيفَا «2»

زر
الزاء و الراء أُصَيلٌ يدلُّ على شِدّة. و شذَّ مِن ذلك الزِّرّ: زِرُّ القميص. ثم يشتقّ منه الزِّرُّ، يقال إنّه عظمٌ تحت القَلْب. قال ابن السكيّت:
يقال للرّجل الحسن الرّعْية للإِبل: إنّه لَزِرٌّ من أزرارها. و من الباب: زَرَّتْ عينُه، إذا توقَّدَت. يقال عَيْناه تَزِرَّانِ فى رأسه، إذا تَوقَّدَتا. و من الباب الزَّرُّ:
الشَّلُّ و الطَّرد. يقال هو يزُرُّ الكتائبَ بسيفه زَرَّا. و منه الزَّرُّ و هو العضُّ. يقال حِمارٌ مِزَرٌّ. و يقال الزّرّة الحَرْبَة «3». و من الباب الزَّرِير، و هو الحَصيف السَّديد الرأْى. و اللَّه أعلمُ بالصواب.
__________________________________________________
 (1) و يقال زججه و أزجه بمعنى. و لا يقال أزجه إذا نزع زجه.
 (2) البيت لصخر الغى الهذلى. انظر ما سبق فى حواشى (خيف 235).
 (3) لم ترد الكلمة بهذا المعنى فى المعاجم المتداولة.

7
معجم مقاييس اللغة3

باب الزاء العين و و ما يثلثهما ص 8

باب الزاء العين و و ما يثلثهما
زعف‏
الزاء و العين و الفاء أصيلٌ. يقال سُمٌّ زُعافٌ: قاتل.
و موتٌ زُعافٌ: عاجل. و يشبه أنْ يكون هذا من الإبدال، و تكون الزاء مبدلة من ذال. و يقال أزْعفته و زَعَفْتُه، إذا قتلته. و حُكى: زَعَفَ فى حديثه، أى كذَب.
زعق‏
الزاء و العين و القاف أصلٌ يدلُّ على شِدّةٍ فى صياحٍ أو مرارةٍ أو مُلوحة. يقال طعام مزعوقٌ، إذا كُثِّرَ مِلْحُه. و الماء الزُّعاق: المِلْح.
فهذا فى باب الطُّعوم.
و أمّا الآخُر فيقال زَعَقْتُ به، أى صِحْت به. و انْزَعَقَ، إذا فَزِع و الزَّعِق:
النشيط الذى يَفزَع معَ نشاطه. و فلان يَزْعَق دابّتَه، إذا طردهُ طرداً شديداً.
و رجلٌ زَاعِق. و أزْعقه الخوفُ حتَّى زعق. قال:
من غائلاتِ اللَّيلِ و الهَوْلِ الزَّعِقْ «1»
و يقال الزُّعاق النِّفار. يقال منه وَعِل زَعّاق. و مُهْرٌ مزعوق: نشيط يفزَع مَعَ نشاطه. قال «2»:
يا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعُوق             مُقَيَّلٍ أو مَغبوقْ‏
من لَبَن الدُّهْمِ الرُّوقْ‏

__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (زعق). و هو لرؤبة فى ديوانه 105. و قبله:
تحيد عن أظلالها من الفرق.

 (2) الرجز فى اللسان (زعق، روق، ذعلق)، و المخصص (3: 115).

8
معجم مقاييس اللغة3

زعق ص 8

حتَّى شتا كالذُّعْلُوقْ             أسْرَعَ مِن طَرْفِ المُوقْ‏
و طائرٍ و ذى فُوقْ
«1»             و كلِّ شى‏ءٍ مخلوقْ‏

زعك‏
الزاء و العين و الكاف أُصَيلٌ إن صحّ يدلُّ على تلبُّثٍ و حَقارةٍ و لُؤم. يقولون إنّ الأزْعَكِىَّ: الرّجلُ القصير اللئيم و كذلك الزُّعْكُوك.
قال الكِسائىّ: يقال للقوم زَعْكة، إذا لَبِثُوا ساعةً «2». و الزَّعا كيك من الإبل.
المتردِّدَة الخَلْق «3»، الواحدة زُعْكُوك. قال:
تستنُّ أولادٌ لها زَعا كِيكْ «4»
زعل‏
الزاء و العين و اللام أُصَيلٌ يدلُّ على مَرَحٍ و قلة استقرارٍ، لنشاطٍ يكون. فالزَّعَل: النّشاط. و الزَّعل: النشيط. و يقال أَزْعَلَهُ السِّمَنُ و الرَّعْى. قال الهُذلىّ «5»:
أكَلَ الجميمَ و طاوعتْه سَمحجٌ             مثلُ القَنَاةِ و أزعَلَتْهُ الأَمْرُعُ‏

و قال طرفة:
و مَكانٌ زَعِلٍ ظِلْمانُهُ             كالمَخَاض الْجرُبِ فى اليَوْمِ الخَصرْ «6»

__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «و طائر ذى»، صوابه من المجمل. و ذو الفوق: السهم، و الفوق: موضع الوتر منه. يقول: قد غدا ذلك المهر أسرع من كل هذه الأشياء.
 (2) فى المجمل: «تلبثوا ساعة». و هذا المعنى لم يرد فى اللسان. و فى القاموس: «و لهم زعكة لبثة».
 (3) المترددة: المجتمعة الخلق.
 (4) و كذا جاءت روايته فى المجمل. لكن فى اللسان: «زعا كك»؛ و عليه استشهاده.
 (5) هو أبو ذؤيب الهذلى من قصدته العينية فى أول ديوانه، و فى المفضليات. و أنشد البيت فى اللسان (زعل، سعل، مرع). و المخصص (3: 114/ 13: 298).
 (6) ديوان طرفة 66 و اللسان (خدر).

9
معجم مقاييس اللغة3

زعل ص 9

و رُبَّما حُمِل على هذا فسُمِّى المتضوِّر من الجُوع زَعِلًا.
زعم‏
الزاء و العين و الميم أصلان: أحدهما القولُ من غير صِحَّةٍ و لا يقين، و الآخر التكفُّل بالشى‏ء.
فالأوّل الزَّعْم و الزُّعْم «1». و هذا القولُ على غير صحّة. قال اللَّه جلّ ثناؤُه:
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا. و قال الشَّاعر «2»:
زَعمتْ غُدانَةُ أنَّ فيها سيّدا             ضَخْماً يُوَارِيهِ جَناحُ الجُنْدَبِ‏

و من الباب: زَعَم فى غير مَزْعَم، أى طمِع فى غير مَطْمَع. قال:
زَعْمًا لعَمْرُ أبيكِ ليس بمَزْعَمِ «3»
و من الباب الزَّعُوم، و هى الجَزُور التى يُشَكُّ فى سِمنها فتُغْبَطُ بالأيدى «4».
و التَّزَعُّم: الكذب.
و الأصل الآخر: زَعَم بالشّى‏ء، إذا كَفَلَ به. قال:
تعاتِبُنى فى الرِّزْق عِرسى و إنّما             على اللَّه أرزاقُ العبادِ كما زَعَمْ «5»

أى كما كَفل. و من الباب الزَّعَامة، و هى السيِّادة؛ لأنّ السيِّد يَزْعُمُ بالأمور،
__________________________________________________
 (1) و الزعم أيضا، بالكسر، هو مثلث الزاى.
 (2) هو الأبيرد الرياحى يهجو حارثة بن بدر الغدانى. انظر الأغانى (12: 10) و الحيوان (3: 398/ 6: 351) و ثمار القلوب 325. و قيل هو زياد الأعجم. انظر الكنايات للجرجانى 129.
 (3) لعنترة بن شداد فى معلقته. و صدره:
علقتها عرضا و أقتل قومها.

 (4) غبط الشاة و الناقة يغبطهما غبطا، إذا جسمها لينظر سمنهما من هزالهما.
 (5) لعمرو بن شاس، كما فى اللسان. (زعم). و رواية صدره فيه:
تقول هلكنا إن هلكت و إنما.

 

10
معجم مقاييس اللغة3

زعم ص 10

أى يتكفَّل بها. و أصدَقُ مِن ذلك قولُ اللَّه جلَّ ثناؤُه: قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَ لِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ‏
. و يقال الزَّعامة حَظّ السيِّد من 307 المَغْنَم، و يقال بل هى أفضل المال. قال لبيد:
تَطيِر عَدائِدُ الإشراكِ وَتْرًا             و شَفْعًا و الزَّعامةُ للغُلامِ «1»

زعب‏
الزاء و العين و الباء أصلٌ واحد يدلُّ على الدَّفْع و التّدافع.
يقال من ذلك الزّعْب الدَّفْع. يقال زعَبْتُ له زَعْبَةً من المال.
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «و أَزْعَبُ لك زَعْبَةً من المال».
و يقال جاء سيلٌ يَرْعَبُ الوادِىَ- هذا غير معجم- إذا ملَأَه. و جاء سيلٌ يَزْعَبُ، بالزَّاء، إِذا تدافَعَ.
و يقال إنّ الزّاعب السَّيَّاح فى الأرض. قال ابن هَرْمَة:
         يكادُ يَهْلِكُ فيها الزّاعبُ الهادِى «2»
و الزَّاعِبِيَّة: الرّماح. قال الخليل: هى منسوبة إلى زاعب. و لم يَظْهَرْ «3» عِلْمُ زاعبِ: أرَجُلٌ أم بلد، إلّا أنْ يولِّده مولّد. و قال غيره: الزَّاعِبىُّ هو الذى إذا هُزَّ تدافَعَ من أوّله إلى آخِره، كأنّ ذلك مَقِيسٌ على تزاعُب الماء فى الوادى، و هو تدافُعُه. و هذا هو الصحيح. و يقال زَعَب الرّجُلُ المرأةَ، إذا جامعها. و هذا هو بالراء أحسَنُ. و قد مضى.
و بقى فى الباب كلمةٌ واحدة إنْ صحّتْ فهى من باب الإبدال. يقولون:
الزُّعْبُوب القَصِير من الرِّجال، و لعلَّه أن يكون الذُّعبوب.
__________________________________________________
 (1) ديوان لبيد 129 طبع 1880 و اللسان (عدد، شرك، زعم).
 (2) فى الأصل: «يهلك فيه»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (3) فى المجمل: «و لا أدرى».

11
معجم مقاييس اللغة3

زعج ص 12

زعج‏
الزاء و العين و الجيم أصلٌ واحد، يدلُّ على الإقلاق و قلّة الاستقرار. يقال أَزْعَجْتُه أزْعِجُه إزعاجًا. و يقال أَزْعَجْتُه فشَخَص. قال الخليل:
لو قيل انْزَعَجَ لكان صوابًا
زعر
الزاء و العين و الراء أُصَيلٌ يدلُّ على سُوء خُلُق و قلَّة خَير.
فالزّعارة «1»: شَراسَة الخُلُق، و هو على وزن فَعالة. و من الباب الأزعر: المكان القليل النَّبات. و يقال إنّ الزعارة لا يُبنَى منها تصريفُ فعلٍ. و من الباب الأزعر: القليل الشَّعر. و المرأة زَعْراء؛ و قد زَعِرَ يَزْعَر. و اللَّه أعلم.
باب الزاء و الغين و ما يثلثهما
زغف‏
الزاء و الغين و الفاء أُصَيلٌ صحيحٌ يدلُّ على سَعةٍ و فَضْل.
من ذلك الزَّغْفة: الدرع؛ و الجمع الزَّغْف، و هى الواسعة. و ربما قالوا زَغَفة و زَغَف. قال:
أيمنَعُنا القومُ ماءَ الفُراتِ             وَفينا السُّيوفُ و فينا الزَّغَفْ «2»

و يقال رجل مِزْغَفٌ: نَهِمٌ رَغِيبٌ. قال الأصمعىّ: زغَفَ فى حديثه: زاد.
زغل‏
الزاء و الغين و اللام أصلٌ يدلُّ على رَضاع وزَقٍ‏
__________________________________________________
 (1) يقال زعارة بتشديد الراء و تخفيفها.
 (2) سبق البيت برواية أخرى فى مادة (حجف). و هو هنا ملفق من بيتين. و فى وقعة صفين 184:
أيمنعنا القوم ماء الفرات             و فينا الرماح وفينا الحجف‏
و فينا الشوازب مثل الوشيج             و فينا السيوف و فينا الزغف.

12
معجم مقاييس اللغة3

زغل ص 12

و ما أشبهه. يقال أزْغَلَ الطّائرُ فَرخَه، إذا زَقّه. قال ابن أحمر:
فأزْغَلَتْ فى حَلْقِهِ زُغْلَةً             لم تُخْطِئ الجِيدَ و لم تَشْفَتِرّ «1»

قال: و هو من قولهم: أَزْغِلى له زُغْلةً من سِقائك، أى صُبِّى له شيئًا مِن لَبَن. و يقال أزْغَلَت المرأةُ من عَزْلائِها، أى صَبَّت.
و مما شذّ عن الباب: الزُّغلول من الرِّجال: الخفيف.
زغم‏
الزاء و الغين و الميم أُصَيْلٌ يدلُّ على ترديد صوتٍ خفىّ. قالوا:
تزغَّمَ الجملُ، إِذا ردَّدَ رُغاءَه فى خَفاءٍ ليس شديدا. و منه التزَغم، و هو التَّغَضُّب، كأنه فى غَضبِه يردِّد صوتًا فى نفسه. و ذكَر ناسٌ: تزغَّمَ الفصيلُ لأمِّه، إذا حنَّ حنينًا خفيًّا.
زغب‏
الزاء و الغين و الباء أُصَيْلٌ صحيحٌ، و هو الزّغَب، أوّلُ ما ينبت من الرِّيش. و قد يُزْغِبُ الكَرْمُ، بعد جَرْىِ الماءِ فيه.
زغد
الزاء و الغين و الدال أُصَيْلٌ يدل على تعصُّر فى صوتٍ.
من ذلك الزَّغْد، و هو الهدير يتعصَّر فيه الهادرُ. و أصله زغد عُكَّتَه، إذا عَصَرها ليُخرِج سَمْنها.
زغر
الزاء و الغين و الراء أُصَيْلٌ. يقال زَغَر الماءِ وَ زَخَر. و ليس هذا عندى من جهة الإبدال؛ لأن قياس زَغَر قياسٌ صحيح، و سيجى‏ء فى‏
__________________________________________________
 (1) الاشفترار: التفرق. و فى الأصل: «لم تشتفر»، صوابه من المجمل، و اللسان (زغل، شفتر). و فى المجمل: «لم تظلم الجيد».

13
معجم مقاييس اللغة3

زغر ص 13

الرباعىّ ما يصحِّحه. و ذكر ابن دُريد «1» أن الزّغر الاغتصاب؛ يقال زَغَرْت الشى‏ءَ زَغْرًا. قال: و الزغْر فعلٌ مُماتٌ. و زُغَرُ: اسمُ امرأةٍ، يقال أن عيْن زُغَر إليها تُنسَب «2».
باب الزاء و الفاء و ما يثلثهما
زفن‏
الزاء و الفاء و النون ليس عندى أصلًا، و لا فيه ما يُحتاج إليه. يقولون: الزَّفْن: الرَّقْص. و يقولون: الزيفن «3»: الشّديد. و ليس هذا بشى‏ء.
زفى‏
الزاء و الفاء و الحرف المعتل يدلّ على خفةٍ و سُرعة. من ذلك زَفَتِ الرِّيح التُّرابَ، إذا طردَتْهُ عن وجه الأرض. و الزَّفيانُ: شِدّة هُبوب الريح. و يقال ناقةٌ زَفَيانٌ: سريعة. و قوسٌ زَفيانٌ: سريعة الإرسال للسَّهم.
و يقال زَفَى الظَّليمُ زَفْيًا، إذا نشر جناحَه.
زفر
الزاء و الفاء و الراء أصلان: أحدُهما يدلُّ على حِمْل، و الآخر على صَوْتٍ من الأصوات.
فالأول الزِّفْر: الحِمْل، و الجمع أزفار. و ازْدَفَرَه «4»، إذا حمله، و بذلك سمِّى‏
__________________________________________________
 (1) الجمهرة (2: 322).
 (2) ذكر ابن دريد أن عين زعم: موضع بالشام. و قال ياقوت: «بمشارف الشام».
 (3) زيفن، بكسر الزاء و فتح الفاء و تشديد النون، و بكسر الزاء و فتح الياء و سكون الفاء.
 (4) فى الأصل: «و ازفره»، صوابه من المجمل.

14
معجم مقاييس اللغة3

زفر ص 14

الرجل زُفَر، لأنه يزدَفِر «1» بالأموالِ مطيقاً لها «2». و من الباب الزَّافرة:
عشيرة الرّجُل؛ لأنهم قد يتحمَّلون بعضَ ما ينُوبُه. و زُفْرَة الفَرس: وسَطُه.
و الزِّفْرُ «3»: القِرْبة، و منه قيل للإماء التى تحمل القِرَب زوافر. و يقولون: الزُّفَر:
الرجل السيِّد. قال:
يأبى الظُّلامةَ منه النَّوْفلُ الزُّفَر «4»
و القياس فيه كلِّه واحد. و زِفْر المسافر: جِهازه. و يقال الزُّفَر: النَّهر الكبير، و يكون سمِّى بذلك لأنَّه كثير الحملِ للماء.
زفل‏
الزاء و الفاء و اللام هى الأَزْفَلة، و هى الجماعة. يقال جاءوا بأزْفَلَتهم، أى جماعتهم.
زفت‏
الزاء و الفاء و التاء ليس بشى‏ء، إلّا الزِّفْت، و لا أدرى أعربىٌّ أم غيره. إلّا [أنّه‏] قد جاء
فى الحديث: «المُزَفَّت «5»».
و هو المطلىُّ بالزِّفت. و اللَّه أعلم بالصواب.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «يزفر»، صوابه من المجمل.
 (2) فى المجمل و اللسان: «مطيقا له»، أى لذلك.
 (3) فى الأصل: «الزفرة»، صوابه بطرح التاء، كما فى المجمل و اللسان و القاموس.
 (4) البيت لأعشى باهلة، فى اللسان (زفر) من قصيدة يرثى بها المنتشر بن وهب الباهلى.
انظر الأصمعيات 89 طبع المعارف، و جمهرة أشعار العرب 135، و مختارات ابن الشجرى 10 و أمالى المرتضى (3: 105- 113) و الخزانة (1: 89- 97). و سيعيده فى (نفل).
و صدره‏
أخو رغائب يعطيها و يسألها.

 (5) فى اللسان: «فى الحديث أنه نهى عن المزفت من الأوعية».

15
معجم مقاييس اللغة3

باب الزاء و القاف و ما يثلثهما ص 16

باب الزاء و القاف و ما يثلثهما
زقم‏
الزاء و القاف و لليم أُصَيْلٌ يدلُّ على جِنْسٍ من الأكَلْ.
قال الخليل: الزَّقْمُ: الفِعْل، من أكل الزِّقُّوم. و الازْدِقَام: الابتلاع. و ذكر ابن دريد «1» أنّ بعضَ العرب يقول: تزقّم فلانٌ اللّبن، إذا أفرطَ فى شُرْبِه.
زقل‏
الزاء و القاف و اللام ليس بشى‏ءٍ. على أنّه حكِىَ عن بعض العرب: زَوْقَلَ فلانٌ عِمامتَه، إِذا أرخى طرَفَيْهَا من ناحيتَىْ رأسِه.
زقو
الزاء و القاف و الحرف المعتل أُصَيْلٌ يدلُّ على صوتٍ من الأصوات. فالزَّقْو: مصدرُ زَقَا الدِّيك يَزْقُو، و يقال إن كلَّ صائحٍ زَاقٍ.
و كانت العرب تقول: «هو أثْقَلُ من الزّواقى» و هى الدِّيَكة؛ لأنهم كانوا يَسْمُرون فإِذا صاحت الدِّيكة تفرَّقُوا. و الزُّقَاء: زُقَاء الدِّيك.
زقب‏
الزاء و القاف و الباء كلمة. يقال طريقٌ زَقَبٌ «2»، أى ضيِّق.
زقن‏
الزاء و القاف و النون ليس بشى‏ءٍ. على أنَّهم ربَّما قالوا:
زَقَنْتُ الحِمْلَ أزقُنُه، إذا حملتَه. و أزقَنْتُ فلانًا: أعنتُه على الحِمْل. و اللَّه أعلم بالصواب.
__________________________________________________
 (1) الجمهرة (3: 14).
 (2) و قيل الزقب. الطرق الضيقة، واحدتها زقبة. و قيل الواحد و الجمع سواء.

16
معجم مقاييس اللغة3

باب الزاء و الكاف و ما يثلثهما ص 17

باب الزاء و الكاف و ما يثلثهما
زكل‏
الزاء و الكاف و اللام ليس بأصلٍ. و قد جاءت فيه كلمة:
الزَّوَنْكَل من الرجال: القصير.
زكم‏
الزاء و الكاف و الميم ليس فيه إلا الزُّكْمَة و الزُّكام «1»، و يستعيرون ذلك فيقولون: فُلان زُكْمَة أبويه، و هو آخر أولادهما.
زكن‏
الزاء و الكاف و النون أصلٌ يُختلَف فى معناه. يقولون هو الظّنُّ، و يقولون هو اليقين. و أهل التحقيق من اللغويِّين يقولون: زكِنْتُ منك كذا، أى علِمْته. قال:
و لن يُراجِعَ قلبى حبَّهم أبداً             زَكِنْتُ منهم على مثل للذى زَكِنوا «2»

قالوا: و لا يقال أَزْكَنْت. على أن الخليل قد ذكر الإِزكان. و يقال إن الزّكَن الظَّنّ.
زكى‏
الزاء و الكاف و الحرف المعتلّ أصلٌ يدل على نَمَاءٍ و زيادة.
و يقال الطَّهارة زكاة المال. قال* بعضهم: سُميِّت بذلك لأنَّها مما يُرجَى به زَكاءُ المال، و هو زيادته و نماؤه. و قال بعضُهم: سمِّيت زكاةً لأنها طهارة. قالوا: و حُجّة ذلك قولُه جلّ ثناؤُه: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِها.
و الأصل فى ذلك كلِّهِ راجع إلى هذين المعنيين، و هما النَّماء و الطهارة. و من النَّماء:
__________________________________________________
 (1) الزكمة و الزكام، هو ذاك الداء المعروف فى الأنف. و يقال له الأرض.
 (2) البيت لقعنب بن أم صاحب. اللسان (زكن). عدى الفعل بعلى لتضمينه معنى اطلعت.
 (2- مقاييس- 3).

17
معجم مقاييس اللغة3

زكى ص 17

زرع زاكٍ، بيِّن الزكاء. و يقال هو أمْرٌ لا يَزْكُو بفلانٍ، أى لا يليق به.
و الزَّكا: الزَّوْج، و هو الشّفع.
فأمّا المهموز فقريبٌ من الذى قبله. قال الفراء: رجل زُكَأَةٌ «1»: حاضِر النَّقد كثيرُهُ. قال الأصمعىّ: الزُّكَأَةُ: الموسِر.
و ممّا شذّ عن الباب جميعاً قولهم: زَكَأَتِ الناقة بولدها تزْكَأُ به زَكْأ، إذا رمَتْ به عند رجليها.
زكر
الزاء و الكاف و الراء أُصَيلٌ إن كان صحيحًا يدلُّ على وِعاء يسمى الزُّكْرة. و يقال زَكَّرَ الصبىُّ و تزكَّر: امتلأ بطنُه.
زكت‏
الزاء و الكاف و التاء أصلٌ إن صحّ. يقال زَكَتُّ الإناء: ملأته. و اللَّه أعلم.
باب الزاء و اللام و ما يثلثهما
زلم‏
الزاء و اللام و الميم أصلٌ يدل على نَحافةٍ و دِقّة فى ملاسة.
و قد يشذّ عنه الشى‏ء. فالأصل الزَّلَم و الزُّلَم: قِدْح يُسْتَقْسَم به. و كانوا يفعلون ذلك فى الجاهليّة، وَ حُرِّم ذلك فى الإسلام، بقوله جلّ ثناؤه: وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ. فأمَّا قول لبيد:
تَزِلُّ عن الثَّرَى أزلامُها «2»
__________________________________________________
 (1) ضبطه فى القاموس كصرد، و همزة، و زكاء- كغراب.
 (2) قطعة من بيت له فى معلقته. و هو بتمامه:
حتى إذا انحسر الظلام و أسفرت             بكرت تزل عن الثرى أزلامها.

18
معجم مقاييس اللغة3

زلم ص 18

فيقال إنّه أراد أظلاف البقرة؛ و هذا على التشبيه.
و يقولون: رجل مُزَلَّمٌ: نَحيف. و الزَّلَمة: الهَنَة المتدلِّية من عُنُق الماعزة، و لها زَلمتان. و الزَّلَمُ أيضًا: الزَّمَع التى تكون خَلْفَ الظِّلْف. و من الباب المُزَلَّم:
السيِّئ الغِذاء، و إنّما قيل له ذلك لأنه يَنْحَفُ و يَدِقُّ. فأمّا قولهم: «هو العبد زُلْمَةً «1»» فقال قومٌ: معناه خالصٌ فى العُبوديّة، و كان الأصل أنّه شُبِّه بِما خَلْف الأظلاف من الزَّمَع. و أمَّا الأزْلَم الجَذَع، فيقال إنّه الدهر، و يقال إنّ الأسَد يسمَّى الأزلم الجَذَع «2».
زلج‏
الزاء و اللام و الجيم أُصَيْلٌ يدلُّ على الاندفاع و الدَّفْع. من ذلك المُزَلَّج من العيش، و هو المُدَافعُ بالبُلْغَة. و المُزَلَّج: الذى يُدفَع عن كلِّ خيرٍ من كِفاية و غَنَاء. قال:
دعَوتُ إلى ما نابنى فأجابَنِى             كريمٌ من الفِتْيان غيرُ مُزَلَّجِ‏

و الزَّلْج: السُّرْعة فى المشْىِ و غيرِه. و كلُّ سريعٍ زالجٌ. و سَهْمٌ «3» زالجٌ:
يتزَلّج من القَوس. و المُزَلَّج: المدفوع عن حَسَبه. فأمّا المِزْلاج فالمرأة الرّسْحَاء، و كأنّها شُبِّهت فى دِقّتها بالسَّهم الزّالج.
زلح‏
الزاء و اللام و الحاء ليس بأصلٍ فى اللغة منقاسٍ، و قد جاءت فيه كلماتٌ اللَّهُ أعلَمُ بصحَّتها. يقولون: قَصعة زَلَحْلَحَةٌ، و هى التى لاقَعْرَ لها.
__________________________________________________
 (1) هو كغرفة و تمرة و شجرة و لمزة.
 (2) كذا فى الأصل:، و لم أجده لغيره.
 (3) فى الأصل: «و منهم» صوابه فى المجمل و اللسان.

19
معجم مقاييس اللغة3

زلح ص 19

و قال ابن السِّكيت: الزَّلَحْلَحُ من الرِّجال: الخفيف «1». و قالوا: الزَّلَحْلحُ الوادى الذى ليس بعميقٍ. فإِن كان هذا صحيحاً فالكلمةُ تدلُّ على تبسُّط الشّى‏ءِ من غير قعر يكون له.
زلخ‏
الزاء و اللام و الخاء أصلٌ إنْ صح يدلُّ على تزلُّق الشّى‏ء.
فالزَّلْخ: المَزِلَّة. و يقال بئرٌ زَلُوخٌ، إذا كان أعلاها مَزِلّة يُزْلِق مَن قام عليه:
و يقال إن الزَّلْخ: رفْعُك يدَك فى رَمْى السّهم إلى أقصى ما تقدِرُ عليه، تريد به الغَلْوة «2». قال:
مِن مائةٍ زَلْخٍ بمِرِّيخٍ غالْ «3»
و قال بعضهم الزَّلْخُ: أقصى غايةِ المغَالِى. و يقولون: إن الزُّلَّخَة عِلّة «4».
و هو كلامٌ يُنظَر فيه.
زلع‏
الزاء و اللام و العين أصلٌ يدلُّ على تَفَطُّرٍ و زَوَال شى‏ءٍ عن مكانه. فالزَّلَع: تفطُّر الجِلْد. تَزَلَّعَت يدُه: تشقَّقَت. و يقال زَلِعَتْ جراحته:
فسدَتْ. قال الخليل: الزَّلَع: شُقاقُ ظاهِرِ الكفّ. فإن كانَ فى الباطن فهو كَلَع.
و الزَّلْع: استلابُ شى‏ءٍ فى خَتْل.
__________________________________________________
 (1) ذكر فى القاموس و لم يذكر فى اللسان.
 (2) الغلوة: قدر رمية بسهم. و فى اللسان و التاج: «تريد به بعد الغلوة». لكن ورد هكذا فى الأصل و المجمل.
 (3) البيت فى المجمل و اللسان (مرخ، غلا).
 (4) قال ابن سيده: هو داء يأخذ فى الظهر و الجنب و أنشد:
كأن ظهرى أخذته زلخه             لما تمطى بالفرى المفضخه.

20
معجم مقاييس اللغة3

زلف ص 21

زلف‏
الزاء و اللام و الفاء يدلُّ* على اندفاعٍ و تقدُّمٍ فى قرب إلى شى‏ء. يقال من ذلك ازدَلَف الرجلُ: تقدَّم. و سمِّيَت مُزْدَلِفَة بمكة، لاقترابِ الناس إلى مِنًى بعد الإِفاضة من عَرَفات. و يقال لفُلانٍ عند فلانٍ زُلْفَى، أى قرْبى.
قال اللَّه جلّ و عزّ: وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى‏*
. و الزَّلَف و الزُّلْفَة: الدَّرجة و المنزلة.
و أزْلَفت الرجلَ إلى كذا: أدنَيْته. فأما قولُ القائل:
حتى إذا ماءُ الصَّهاريج نَشَفْ             من بَعدِ ما كانت مِلَاءً كالزَّلَفْ «1»

فقال قومٌ: الزَّلَف: الأجاجِينُ الخُضْر. فإن كان كذا فإِنما سُمِّيَت بذلك لأن الماء لا يثبُت فيها عند امتلائها، بل يندفع. و قال قومٌ: المزالف هى بلادٌ بين البرِّ و الرِّيف. و إنما سُمِّيت بذلك لقُرْبها من الرِّيف. و أما الزُّلَف من الليل، فهى طوائفُ منه؛ لأنَّ كلَّ طائفةٍ منها تقرُب من الأخرى.
زلق‏
الزاء و اللام و القاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تزلُّج الشى‏ء عن مَقامه. من ذلك الزَّلَق. و يقال أزْلَقَتِ الحامل، إذا أزْلَقَتْ ولدَها. و يقال- و هو الأصحُّ- إذا ألقَتِ الماء و لم تقبلْه رَحِمُها. و المَزْلَقَة و المَزْلَق: الموضع لا يُثْبَت عليه. فأمَّا قولُه جلَّ ثناؤُه: وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ‏
 فحقيقة معناه أنَّه مِن حِدّة نظرِهما حَسَداً يكادون يُنحُّونَك عن مكانِك. قال:
نظراً يُزيل مواطئ الأقدامِ «2»

__________________________________________________
 (1) الرجز للعمانى، كما فى اللسان (زلف).
 (2) البيت فى البيان و التبيين (1: 11) من مكتبة الجاحظ. و أنشده فى اللسان (قرض زلق). و صدره:
يتقارضون إذا النقوا فى موطن.

 

21
معجم مقاييس اللغة3

زلق ص 21

و يقال إنّ الزَّلِق: الذى إذا دنا من المرأة رَمَى بمائِه قبل أن يَغْشاها. قال:
إنَّ الزُّبير زَلِقٌ وَ زُمَّلِق «1»
و قال ابنُ الأعرابىّ: زَلَقَ الرّجُل رأسه: حَلَقه. فأما قولُ رُؤبة:
كَأنها حَقْبَاءُ بَلْقَاءُ الزَّلَقْ «2»
فيقال إنّ الزَّلَق العَجُز منها و مِن كلِّ دابة. و سُمِّيت بذلك لأن اليدَ تَزْلَقُ عنها، و كذلك ما يصيبُها من مَطرٍ و ندًى. و اللَّه أعلم.
باب الزاءِ و الميم و ما يثلثهما
زمن‏
الزاء و الميم و النون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على وَقتٍ من الوقت.
من ذلك الزَّمان، و هو الحِين، قليلُه و كثيرُه. يقال زمانٌ و زَمَن، و الجمع أزمانٌ و أزمنَة. قال الشَّاعر فى الزّمن:
و كنتُ امرأً زَمَنًا بالعرَاقِ             عَفِيف المُناخِ طويلَ التَّغَنّ «3»

و قال فى الأزمان:
أزمانَ لَيْلَى عامَ لَيْلَى وَحَمِى «4»
__________________________________________________
 (1) هو للقلاخ بن حزن المنقرى. و كذا أنشده فى اللسان (زملق) و المخصص (5: 115):
 «إن الحصين». على أنه ذكر أن صواب روايته: «إن الجليد» و هو الجليد الكلابى. و ذلك لأن فى الرجز:
يدعى الجليد و هو فينا الزملق.

 (2) سبق إنشاد البيت فى (حقب)، و سيعيده فى (غنى). و هو فى ديوانه 104 و اللسان (حقب، زلق) و المخصص (6: 143).
 (3) التغنى: الاستغناء. و البيت للأعشى فى ديوانه 22 و اللسان (غنا) و المخصص (12: 276).
 (4) أنشده فى اللسان (وحم). و قال: «و الوحم: اسم الشى‏ء المشتهى». و كذا أنشده فى المخصص (1: 19) قال: «يقول: ليلى هى التى تشتهيها نفسى». و هو العجاج فى ديوانه 58.

22
معجم مقاييس اللغة3

زمن ص 22

و يقولون: «لقيتُه ذات الزُّمَيْن» يُراد بذلك تَراخِى المُدّة. فأما الزّمانة التى تصِيب الإنسانَ فتُقْعده، فالأصلُ فيها الضّاد، و هى الضَّمَانة. و قد كُتِبَتْ بقياسها فى الضّاد.
زمت‏
الزاء و الميم و التاء ليس أصلًا؛ لأنَّ فيه كلمةً و هى من باب الإبدال. يقولون رجلٌ زَمِيت و زِمِّيت، أى سِكّيت. و الزاء فى هذا مبدلة من صاد، و الأصل الصَّمْت.
زمج‏
الزاء و الميم و الجيم ليس بشى‏ءٍ. و يقولون: الزُّمَّج: الطائر «1».
و الزِّمِجَّى: أصل ذَنَب الطّائر. و الأصل فى هذا الكاف: زِمِكَّى. و يقال زَمَجْت السِّقاء: ملأتُه. و هذا مقلوبٌ، إنما هو جَزَمْتُه. و قد مضى ذِكرُه.
زمح «2»
الزاء و الميم و الحاء كلمةٌ واحدة. يقولون للرّجُل القَصير: زُمَّح.
زمخ‏
الزاء و الميم و الخاء ليس بأصل. قال الخليل: الزامخ الشّامخ بأنفه. و الأنُوف الزُّمّخ: الطوال. و هذا إن كان صحيحًا فالأصل فيه الشين «شمخ».
زمر
الزاء و الميم و الراء أصلان: أحدهما يدلُّ على قِلّة الشى‏ء، و الآخر جنسٌ من الأصوات.
فالأوّل الزَّمَر: قلّة الشّعَرْ. و الزَّمِر: قليل الشَّعر. و يقال رجلٌ زَمِرُ المروءة، أى قليلها.
__________________________________________________
 (1) أى الطائر المعهود، و هو طائر دون العقاب يصاد به. و فى المحمل: «طائر».
 (2) وردت هذه المادة فى الأصل بعد (زمت)، ورددتها إلى هذا الترتيب وفقا لنظام ابن فارس و لما ورد فى المجمل.

23
معجم مقاييس اللغة3

زمر ص 23

و الأصل الآخر الزَّمْر و الزِّمار: صوت النعامة يقال زَمَرت تَزْمُر و تَزمِر زِماراً.
و أمَّا الزُّمْرة فالجماعة. و هى مشتقّة من هذا؛ لأنّها إذا اجتمعت كانت لها جَلَبة و زِمَار.
و أما الزَّمَّارة التى جاءت‏
فى الحديث: «أنّه نَهَى عن كسْب الزَّمَّارة».
فقالوا: هى الزّانية. فإنْ صحَّ هذا فلعل نَغْمتها شُبّهت بالزَّمْر. على أنّهم قد قالوا إنّما هى الرَّمّازة: التى ترمِز بحاجبَيها للرجال. و هذا أقرب.
زمع‏
الزاء و الميم و العين أصلٌ واحد يدلّ على الدُّون و القِلّة و الذِّلّة.
من ذلك الزَّمَع، و هى التى تكون خَلف أظلاف الشّاء. و شبه بذلك رُذَال الناس. فأمّا قول الشمّاخ:
... عكرِشَةٍ زَمُوعِ «1»
فالعِكرشة الأُنْثى من الأرانب. و الزَّمُوع: ذات الزَّمَعات. فهذا هذا الباب.
و أمّا قولهم فى الزَّماع، و أزَمَع كذا، فهذا له وجهان: أحدهما أن يكون مقلوبًا من عزم، و الوجه الآخَر أن تكون الزاء [مبدلةً] من الجيم، كأنّه مِن إجماع القوم و إجماع الرأْى.
و من الباب قولهم للسّريع «2»: زميع. و ينشدون:
__________________________________________________
 (1) جزء من بيت له فى ديوانه 61 و اللسان (زمع)، و هو:
فما تتفك بين عويرضات             تجر برأس عكرشة زموع.

 (2) فى الأصل: «للسرمع»، صوابه من المجمل و اللسان.

24
معجم مقاييس اللغة3

زمع ص 24

داعٍ بعاجلةِ الفِراق زَميعُ «1»
قالوا: و الزّميع الشجاع الذى يُزمِع ثم لا ينثنى، و الجمِيع الزُّمَعاء. و المصدر الزَّمَاع. قال الكسائىّ: رجلٌ زَمِيع الرّأى، أى جيِّده. و الأصلُ فيه ما ذكرتُه من القلب أو الإبدال.
و أمَّا الزَّمَع الذى يأخذ الإنسانَ كالرِّعدة، فهو كلامٌ مسموع، و لا أدرى ما صحّتُه، و لعلَّه أن يكون من الشاذّ عن الأصل الذى أصَّلْتُه.
زمق‏
الزاء و الميم و القاف ليس بشى‏ء، و إن كانوا يقولون: زَمَقَ شَعرَه، إذا نَتَفه. فإنْ صحَّ فالأصل زبق. و قد ذكر.
زمك‏
الزاء و الميم و الكاف. ذكر ابنُ دريد و غيره أنّ الزاء و الميم و الكاف تدلُّ على تداخُل الشى‏ء بعضِه فى بعض. قال: و منه اشتقاق الزّمِكّى، و هى مَنْبِت ذنَب الطائر.
زمل‏
الزاء و الميم و اللام أصلان: أحدهما يدلُّ على حَمل ثِقْل من الأثقال، و الآخر صوتٌ.
فالأول الزَّامِلة، و هو بعيرٌ يَستظهِرُ به الرّجل، يحملُ عليه متاعَه. يقال ازدمَلْت «2» الشّى‏ءَ، إذا حملتَه. و يقال عِيالاتٌ أَزْمَلَةٌ، أى كثيرة. و هذا من الباب، كأنَّهُم كَلُّ أحمالٍ، لا يضطلعون و لا يطيقون أنفسَهم.
__________________________________________________
 (1) البيت بتمامه كما فى اللسان (زمع):
و دعا ببينهم غداة تحملوا             داع بعاجلة الفراق زميع.

 (2) فى الأصل: «أزملت»، صوابه من اللسان (13: 331).

25
معجم مقاييس اللغة3

زمل ص 25

و من الباب الزُّمَّيل، و هو الرجُل الضّعيف، الذى إذا حَزَبه أمرٌ تَزَمَّلَ، أى ضاعَفَ عليه الثّياب حتَّى يصير كأنّه حِمْل. قال أُحيحة:
لا و أبيك ما يُغنِى غَنائِى             من الفِتيان زُمَّيل كَسُولُ «1»

و المُزَامَلة: المعادلة «2» على البعير
فأمّا الأصل الآخَر فالأزْمَلُ، و هو الصّوت فى قول الشاعر:
لها بعد قِرَّاتِ العَشِيّاتِ أزْمَلُ‏

و مما شذّ عن هذين الأصلين الإِزْمِيل: الشَّفْرَة «3». و منه: أخذت الشى‏ءَ بأزْمَلِه.
باب الزاءِ و النون و الحرف المعتل‏
زنى‏
الزاء و النون و الحرف المعتل لا تتضايف، و لا قياس فيها لوحدةٍ على أخرى. فالأوَّل الزِّنَى، معروف. و يقال إنّه يمدّ و يقصر.
و ينشد للفرزدق:
أبَا حاضرٍ مَن يَزْنِ يُعرَف زنَاؤُه             و من يَشْرَبِ الخمر لا بدّ يَسْكرُ «4»

__________________________________________________
 (1) أنشده فى المجمل (زمل).
 (2) المعادلة: أن يكون عديلا له. و فى الأصل: «المعاملة»، صوابها من المجمل و اللسان.
 (3) قيده فى اللسان بشفرة الحذاء. و أنشد لعبدة بن الطبيب:
عيرانة ينتحى فى الأرض منسمها             كما انتحى فى أديم الصرف إزميل.
 (4) كذا ورد إنشاده فى الأصل محرفا. و الذى فى الديوان 383 و اللسان (زنا، سكر):
و من يشرب الخرطوم يصبح مسكرا

و قبله:
أبا حاضر ما بال برديك أصبحا             على ابنة فروج رداء و مئررا.

26
معجم مقاييس اللغة3

زنى ص 26

و يقال فى النسبة إِلى زِنًى زِنَوىّ، و هو لزِنْيَةٍ و زَنْيَةٍ، و الفتح أفصح.
و الكلمة الأخرى مهموز. يقال زَنَأت فى الجبل أزنأ زُنُوءًا و زَنْأً. و الثالثة:
الزَّنَاء، و هو القصير من كلِّ شى‏ء. قال:
و تُولجُ فى الظّلِّ الزَّنَاءِ رءُوسَها             و تحسِبَهُا هِيمًا و هنَّ صحائحُ «1»

و قال آخر «2»:
و إذَا قُذِفْتُ إلى زَنَاءٍ قعْرُها             غبراءَ مُظْلمةٍ من الأحفار «3»

و الرابعة: الزَّنَاء «4»: الحاقن بولَه. و
نهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم أنْ يصلى الرجل و هو زَنَاء.
زنج‏
الزاء و النون و الجيم ليس بشى‏ءٍ. على أنّهم يقولون الزَّنَجَ:
العطش، و لا قياس لذلك.
زنح‏
الزاء و النون و الحاء كالذى قبله. و ذكر بعضهم أن التزنُّح التفتُّح فى الكلام.
زند
الزاء و النون* و الدال أصلان: أحدهما عضو من الأعضاء، ثم يشبه به. و الآخَر دليلُ ضيقٍ فى شى‏ء.
__________________________________________________
 (1) البيت لابن مقبل، كما فى اللسان (زنأ).
 (2) هو الأخطل. ديوانه 81 و اللسان (زنأ).
 (3) الأحفار: جمع حفر، بالتحريك، و هو المكان المحفور. و قبل البيت فى ديوانه:
بأبى سليمان الذى لو لا يد             منه علقت بظهر أحدب عارى.
 (4) الزناء كسحاب، بتخفيف النون.

27
معجم مقاييس اللغة3

زند ص 27

فالأوَّل الزَّنْد، و هو طَرَف عظم الساعد، و هما زَنْدان، ثم يشبه به الزند الذى يُقدَح به النار، و هو الأعلى، و الأسفل الزَّنْدَة.
و الأصل الآخر: المُزَنَّد؛ يقال ثوبٌ مُزَنَّد، إِذا كان ضيّقًا؛ و حوضٌ مُزَنّدٌ مِثله. و رجلٌ مزنَّد: ضيِّق الخُلقُ. قال ابن الأعرابى: يقال «1» تزنَّد فلانٌ، إذا ضاقَ بالجواب و غضِب. قال عدىّ:
فقُلْ مثلَ ما قالوا و لا تتزَنَّدِ
و من الباب المُزَنَّد، و هو الحَمِيل «2»، يقال زنَّدْت الناقة، إِذا خَلَّلت أشاعرها بأخِلّة صغار، ثُمَّ شددتَها بشَعر، و ذلك إذا انْدحفت رحِمُها بعد الولادة.
زنر
الزاء و النون و الراءِ ليس بأصلٍ؛ لأنّ النون لا يكون بعدها راء. على أنّ فى الباب كلمة. يقولون إن الزَّنانِير الحصى الصِّغار إِذا هبّت عليها الريحُ سمعتَ لها صَوتا. [و الزّنانير: أرضٌ بقرب جُرَشَ «3»]. و قال ابن مقْبل:
زَنَانِيرُ أرواحَ المصيفِ لها «4»
زنق‏
الزاء و النون و القاف أصل يدلُّ على ضيقٍ أو تضْيِيق. يقولون زَنَقْت الفرسَ، إذا شَكَلْته فى قوائمه الأربع. و الزَّنَقة كالمدخل فى السِّكّة «5»
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «مقابل».
 (2) الحميل، بالحاء المهملة، و هو الدعى فى النسب. فى الأصل: «الجميل»، صوابه فى المجمل.
 (3) التكملة من المجمل، و يقتضيها الاستشاد بالبيت التالى.
 (4) قطعة من بيت له، و هو بتمامه كما فى اللسان و معجم البلدان (4: 406):
تهدى زنانير أرواح المصيف لها             و من ثايا فروج الغور تهدينا.

 (5) فى الأصل: «التكة»، صوابه من المجمل و اللسان.

28
معجم مقاييس اللغة3

زنق ص 28

و غيرها فى ضيق و فيها مَيل. و يقال لضربٍ من الحُلىّ زِنَاقٌ.
زنك‏
الزاء و النون و الكاف ليس أصلًا و لا قياسَ له. و قد حُكِىَ الزَّوَنَّك: القصير الدَّميم.
زنم‏
الزاء و النون و الميم أصلٌ يدلُّ على تعليق شى‏ء بشى‏ء. من ذلك الزَّنِيم، و هو الدَّعِىُّ. و كذلك المُزَنَّمُ؛ و شُبّه بزنَمَتِى العنز، و هما الّلتان تتعلَّقان من أذُنها. و الزَّنَمة: اللَّحمة المتدلِّية فى الحلْق. و قال الشَّاعر فى الزَّنيم:
زَنيمٌ تَداعاهُ الرِّجالُ زيادةً             كما زِيدَ فى عَرضِ الأديم الأكارعُ «1»

باب الزاءِ و الهاءِ و الحرف المعتل‏
زهو
الزاء و الهاء و الحرف المعتل أصلان: أحدهما يدلُّ على كِبْر و فَخر، و الآخر على حُسْن.
فالأوَّل الزَّهو، و هو الفخر. قال الشاعر «2»:
مَتى ما أشأ غير زَهْوِ الملوكِ             أجعلْكَ رَهطا على حُيَّضِ‏

و من الباب: زُهِىَ الرجلَ فهو مزْهوٌّ، إذا تفخَّر و تعظّم.
و من الباب: زَهَتِ الريح النباتَ، إِذا هَزَّتْه، تَزْهاه. و القياس فيه أن المعْجَب «3» ذَهَب بنفسه متمايلًا «4».
__________________________________________________
 (1) للخطيم التميمى. و هو شاعر جاهلى، كما فى اللسان (زنم).
 (2) هو أبو المثلم الهذلى، كما فى اللسان (رهط، زهو). و قد سبق البيت فى (2: 450).
 (3) فى الأصل: «المعجب».
 (4) فى الأصل: «زهت بنفسه متماثلا».

29
معجم مقاييس اللغة3

زهو ص 29

و الأصل الآخر: الزَّهو، و هو المنظر الحسَن. من ذلك الزَّهْو، و هو احمرار ثمر النخل و اصفرارُه. و حكى بعضهم زَهَى و أَزْهَى. و كان الأصمعىُّ:
يقول: ليس إلّا زَهَا. فأمّا قول ابن مُقْبِل:
و لا تقولَنَّ زَهْواً ما تُخَبِّرُنى             لم يترك الشيبُ لِى زَهْوًا و لا الكِبَرُ «1»

فقال قوم: الزَّهو: الباطل و الكَذِب. و المعنى فيه أنَّه من الباب الأول» و هو من الفخر و الخُيَلاء.
و أما الزُّهَاء فهو القَدْر فى العَدد، و هو ممّا شذ عن الأصلين جميعاً.
زهد
الزاء و الهاء و الدال أصلٌ يدلُّ على قِلّةِ الشى‏ء. و الزَّهِيد:
الشى‏ء القليل. و هو مُزْهِدٌ: قليل المال «2». و
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «أفضلُ النّاسِ مؤْمنٌ مُزْهِدٌ».
هو المُقِلُّ، يقال منه: أزْهَد إزهاداً.
قال الأعشى:
فلَنْ يَطْلبُوا سِرَّها للغِنى             و لن يسلِموها لإزهادها «3»

قال الخليل: الزَّهادة فى الدُّنيا، و الزُّهْد فى الدِّين خاصة. قال الِّلحيانى:
يقال رجل زهيدٌ: قليل المَطعَم، و هو ضيِّق الخُلقُ أيضاً. و قال بعضهم الزّهِيد:
الوادى القليل الأخْذ للماء. و الزَّهَاد: الأرض التى تَسيلُ من أدنى مطر.
و ممّا يقرُب من الباب قولهم: «خُذْ زَهْدَ ما يكفيك»، أى قَدْرَ ما يكفيك.
__________________________________________________
 (1) روايته فى اللسان: «و لا العور». و رواية الصحاح تطابق رواية فارس.
 (2) فى الأصل: «الماء» صوابه من المجمل و اللسان.
 (3) ديوان الأعشى 56 و اللسان (زهد). و فى شرح الديوان: «قرأت على أبى عبيدة:
لإزهادها، فلما قرأت عليه الغريب قال: لأزهادها، بالفتح».

30
معجم مقاييس اللغة3

زهد ص 30

و يُحكى عن الشيبانىّ- إن صحّ فهو شاذٌّ عن الأصل الذى أصّلناه- قال: زَهَدْت النّخْلَ، و ذلك إذا خرَصْتَه.
زهر
الزاء و الهاء و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حُسنٍ و ضِياء و صفاء. من ذلك الزُّهَرة: النجم، و منه الزَّهْر، و هو* نَور كلِّ نبات؛ يقال أزهر النّبات. و كان بعضهم «1» يقول: النّور الأبيضُ، و الزّهر الأصفر، و زَهرة الْدُّنيا: حُسْنها. و الأزهر: القمر. و يقال زَهَرَت النّارُ: أضاءت، و يقولون: زَهَرَت بك نارى.
و مما شذّ عن هذا الأصل قولُهم: ازدهرتُ بالشى، إذا احتفظتَ به. و
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم لأبى قَتادة فى الإناء الذى أعطاه: «ازْدَهِرْ بِهِ فإنَّ له شأنًا».
يريد احتفظ به. و ممكنٌ أن يُحمَل هذا على الأصل أيضاً؛ لأنه إِذا احتفط به فكأنه من حيثُ استحسنه. و قال:
كما ازْدَهرَت. «2».
و لعل المِزْهَر الذى هو العُود محمولٌ على ما ذكرناه من الأصل؛ لأنّه قريب منه.
زهم‏
الزاء و الهاء و الميم أصلٌ واحد يدلُّ على سَمِن و شحمٍ و ما أشبه ذلك. من ذلك الزَّهَم، و هو أن تَزْهَم اليدُ من اللّحم. و ذكر ناسٌ أنَّ الزُّهْم شَحم الوحش، و أنَّه اسمٌ لذلك خاصَّة، و يقولون للسَّمين زَهِمٌ. فأمّا قولُهم فى الحكاية
__________________________________________________
 (1) هو ابن الأعرابى، كما فى اللسان (زهر).
 (2) قطعة من بيت فى اللسان (زهر). و هو بتمامه:
كما ازدهرت قينة بالشراع             لأسوارها عل منها اصطباحا.

31
معجم مقاييس اللغة3

زهم ص 31

عن أبى زيد أن المزَاهَمة القُرب، و يقال زَاهَمَ فلانٌ الأربعينَ، أى داناها، فممكنٌ أن يُحمَل على الأصل الذى ذكرناه، لأنّه كانّه أراد التلطُّخ بها و مُماسَّتها. و يمكن أنْ يكون من الإبدال، و تكون الميم بدلًا من القاف، لأن الزاهق عَيْنُ السمين «1».
و قد ذكرناه‏
زهق‏
الزاء و القاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تقدَّم و مضىّ و تجاوز.
من ذلك: زَهَقَتْ نفسه. و من ذلك: [زهَق‏] الباطل، أى مضى. و يقال زَهَق الفرسُ أمامَ الخليل، و ذلك إِذا سَبَقَها و تقدَّمَها. و يقال زَهق السّهم، إذا جَاوَزَ الهدَف. و يقالُ فرسٌ ذات أزَاهيقَ، أى ذاتُ جَرْىٍ و سَبْقٍ و تقدم.
و من الباب الزَّهْق، و هو قَعْرُ الشى‏ء؛ لأن الشى‏ء يزهق فيه إِذا سقط.
قال رؤبة:
كأنَّ أيديَهنَّ تَهْوِى بالزَّهَق «2»
فأما قولهم: أزْهَقَ إناءَه، إذا ملأه، فإن كان صحيحاً فهو من الباب؛ لأنه إذا امتلأ سَبَقَ و فاض و مَرَّ. و من الباب الزَّاهق، و هو السَّمِين، لأنَّه جاوز حدّ الاقتصاد إلى أن اكتَنز من اللحم «3». و يقولون: زَهَقَ مخُّه: اكتنز. قال زُهير فى الزَّاهق:
القائدُ الخيلَ منكوبًا دوابِرُها             منها الشَّنُونُ و منها الزَّاهقُ الزَّهِمُ «4»

و من الباب الزَّهُوق، و هو البئر البعيدة القعر.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «عند السمين»، و انظر س 13 من هذه الصفحة.
 (2) ديوان رؤبة 106 و اللسان (زهق).
 (3) فى الأصل: «إلى أكثر من اللحم».
 (4) ديوان زهير 153 و اللسان (زهق).

32
معجم مقاييس اللغة3

زهق ص 32

فأمَّا قولهم: النَّاسُ زُهاقُ مائة، فممكن إن كان صحيحاً أنْ يكون من الأصل الذى ذكرنا، كأنَّ عددَهم تقدَّمَ حتَّى بلغ ذلك. و ممكن أن يكون من الإِبدال، كأنَّ الهمزةَ أُبْدِلَت قافًا. و يمكن أن يكون شاذّا.
زهف‏
الزاء و الهاء و الفاء أصلٌ يدلُّ على ذهاب الشى‏ء. يقال ازدهَفَ الشى‏ءَ، و ذلك إذا ذهب به. قالت امرأةٌ من العرب:
يا من أحسَّ بُنَيَّىَّ اللذين هما             سَمعِى و مُخّى فمُخِّى اليوم مزدَهَفُ «1»

و يقال منه أَزْهَفَه الموتُ. و من الباب ازدهَفه، إذا استعجَلَه. قال:
قولك أقوالًا مع التَّحلافِ             فيه ازدهافٌ أيُّما ازدهافِ «2»

و قال قوم: الازدهاف التزيُّد فى الكلام. فإن كان صحيحاً فلأنّه ذَهابٌ عن الحقّ و مجاوزةٌ له.
زهل‏
الزاء و الهاء و اللام كلمةٌ تدلُّ على ملاسةِ الشَّى‏ء. يقال فرس زُهْلول، أى أماس.
زهك‏
الزاء و الهاء و الكاف ليس فيه شى‏ء إلا أنَّ ابنَ دريد ذكر أنَّهم يقولون: زَهَكت الرِّيح التّرابَ، مثل سَهَكَتْ.
__________________________________________________
 (1) فى اللسان (زهف):
بل من أحس بريمى اللذين هما             قلبى و عقلى فعقلى اليوم مزدهف.
 (2) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص 100.

33
معجم مقاييس اللغة3

باب الزاء و الواو و ما يثلثهما ص 34

باب الزاء و الواو و ما يثلثهما
زوى‏
الزاء و الواو و الياء أصلٌ يدلُّ على انضمامٍ و تجمُّع. يقال زوَيت الشَّى‏ءَ: جمعته.
قال رسول اللَّه* صلى اللَّه عليه و آله: «زُوِيتِ الأرضُ فأُرِيتُ مَشارِقَها و مغارِبَها، و سيبلغُ مُلْكُ أمّتى ما زُوِىَ لى منها».
يقول: جُمِعت إِليّ الأرضُ. و يقال زَوَى الرجلُ ما بين عينيه، إِذا قبضَه.
قال الأعشى:
يزيدُ يُغضُّ الطَّرْف دونى كأنَّما             زَوَى بين عينيه علىَّ المحاجمُ «1»
فلا ينبسِطْ مِن بين عينَيكَ ما انزَوَى             و لا تَلقَنى إلّا و أنفُكَ راغمُ‏

و يقال انْزَوتِ الجِلدةُ فى النار، إذا تَقَبَّضت. و زَاوية البيت لاجتماع الحائِطَين «2». و من الباب الزِّىّ: حُسْن الهيئة. و يقال زوى الإِرثَ عن وارثِه يَزوِيه زَيًّا.
و مما شذَّ عن هذا الأصل و لا يُعلم له قياسٌ و لا اشتقاق: الزّوْزَاة: حُسن الطرد «3»، يقال زَوْزَيْتُ به.
__________________________________________________
 (1) ديوان الأعشى 58 و اللسان (زوى).
 (2) فى المجمل: «و زاوية البيت سميت للاجتماع».
 (3) فى المجمل و اللسان: «شبه الطرد».

34
معجم مقاييس اللغة3

زوى ص 34

و يقال الزِّيزَاء: أطراف الرِّيش. و الزِّيزاةُ: الأكَمة، و الجمع الزِّيزاء، و الزَّيازِى، فى شعر الهذليّ «1»:
و يوفِى زَيازِىَ حُدْبَ التّلالِ‏
و من هذا قدرٌ زُوَزِيَةٌ، أى ضخمة «2».
و ممَّا لا اشتقاقَ له الزَّوْء، و هى المَنِيّة «3».
زوج‏
الزاء و الواو و الجيم أصلٌ يدلُّ على مقارنَة شى‏ءٍ لشى‏ءٍ.
من ذلك [الزّوج زوج المرأة. و المرأةُ «4»] زوج بعلِها، و هو الفصيح. قال اللَّه جل ثناؤه: اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ*
. و يقال لفلانٍ زوجانِ من الحمام، يعنى ذكراً و أنثى. فأمّا قولُه جلّ و عزّ فى ذِكْر النبات: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ*
، فيقال أراد به اللَّون، كأنَّه قال: من كل لونٍ بهيج. و هذا لا يبعد أن يكون مِن الذى ذكرناه؛ لأنه يزوَّج غَيْرَه ممّا يقاربه. و كذلك قولهم للنَّمَط الذى يُطرَح على الهودج زَوج؛ لأنَّه زوجٌ لما يُلْقَى عليه. قال لبيد:
مِن كل محفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ             زَوْجٌ عليه كِلّةٌ و قرامُها «5»

زوح‏
الزاء و الواو و الحاء أصلٌ يدلُّ على تنَحٍّ و زوال. يقول زاح عن مكانه يزُوح، إذا تنحَّى، و أزحتُه أنا. و ربَّما قالوا: أزاح يُزيِح.
__________________________________________________
 (1) هو أسامة بن الحارث الهذلى من قصيدته فى شرح السكرى الهذليين 180 و نسخة الشنقيطى 79. و صدر البيت:
و ظل يسوف أبوالها.

 (2) حق هذه الكلمة و ما قبلها من أول هذه الفقرة أن يكون فى مادة (زبز).
 (3) فى الأصل: «المسنة»، تحريف.
 (4) التكملة من المجمل.
 (5) من معلقة لبيد.

35
معجم مقاييس اللغة3

زود ص 36

زود
الزاء و الواو و الدال أصلٌ يدلُّ على انتقالٍ بخيرٍ، من عملٍ أو كسب. هذا تحديدٌ حَدَّه الخليل. قال كلُّ مَن انتقل معه بخيرٍ مِن عملٍ أو كسب فقد تزوَّد. قال غيره: الزَّود: تأسيس الزاد، و هو الطعام يُتَّخَذ للسَّفر. و المِزْوَد: الوعاء يُجعَل للزاد. و تلقَّب العَجمُ برِقاب المَزاوِدِ
زور
الزاء و الواو و الراء أصلٌ واحد يدلُّ على المَيْل و العدول.
من ذلك الزُّور: الكذب؛ لأنه مائلٌ عن طريقَةِ الحقّ. و يقال زوَّرَ فلانٌ الشَّى‏ء تزويراً. حتَّى يقولون زوَّر الشى‏ءَ فى نفْسه: هيّأه؛ لأنه يَعدِل به عن طريقةٍ تكون أقربَ إِلى قَبول السامع. فأمَّا قولهم للصَّنم زُور فهو القياس الصحيح. قال:
جاءُوا بزُورَيْهِمْ و جئنا بالأَصّمْ «1»
و الزَّوَر: الميل. يقال ازورَّ عن كذا، أى مال عنه.
و من الباب: الزائر، لأنّه إذ زارَك فقد عدَل عن غيرك.
ثم يُحمل على هذا فيقال لرئيس القوم و صاحِب أمرهم: الزُّوَيْر، و ذلك أنَّهم يعدِلون عن كلّ أحدٍ إليه. قال:
بأيدِى رجالٍ لاهَوَادة بينهمْ             يَسُوقون للموت الزُّوَيْر اليَلَنْدَدا «2»

و يقولون: هذا رجلٌ ليس له زَوْرٌ، أى ليس له صَيُّورٌ يرجِع إليه.
و التزوير: كرامة الزَّائر. و الزَّوْرُ: القوم الزُّوَّار، يقال ذلك فى الواحد و الاثنين و الجماعة و النّساء. قال الشاعر:
__________________________________________________
 (1) الرجز للأغلب، أو ليحيى بن منصور. انظر اللسان (زور).
 (2) أنشده فى اللسان (5: 427).

36
معجم مقاييس اللغة3

زور ص 36

و مشيُهنَّ بالخُبَيْبِ المَوْرُ «1»             كما تَهَادى الفَتَياتُ الزَّوْرُ

فأمّا قولهم إن الزِّوَرَّ القوىّ الشديد، فإنما هو من الزَّوْر، و هو أعلى الصَّدر شاذٌّ عن الأصل الذى أصّلناه.
زوع‏
الزاء و الواو و العين كلمةٌ واحدة. يقال زَاعَ الناقة بزمامها زَوْعًا، إذا جذبها. قال ذو الرمّة:
زُعْ بالزّمام و جَوْزُ الليل مركومُ «2»
زوف‏
الزاء و الواو و الفاء ليس بشى‏ءٍ، إلّا أنهم يقولون موتٌ* زُوَاف: وحِىٌّ.
زوق‏
الزاء و الواو و القاف ليس بشى‏ء. و قولهم زَوَّقْتُ الشى‏ءَ إذا زيّنته و موّهتَه، ليس بأصل، يقولون إنّه من الزَّاوُوق، و هو الزِّئبق. و كلُّ هذا كلام.
زوك‏
الزء و الواو و الكاف كلمةٌ إن صحت. يقولون إنَّ الزَّوْكَ مِشية الغُراب. و ينشدون:
فى فُحْشِ زانيةٍ و زَوْكِ غُرَابِ «3»

__________________________________________________
 (1) الخبيب: مصغر الخب بالضم، و هو الغامض من الأرض. و فى اللسان:
«و مشيهن بالكثيب مور».

 (2) صدره كما فى ديوانه 579 و اللسان (زوع):
و خافق الرأس فوق الرحل قلت له‏

لكن فى اللسان:
«مثل السيف قلت له».

 (3) البيت لحسان فى ديوانه 59 و الحيوان (3: 424). و هو فى اللسان (زوك) بدون نسبة.

37
معجم مقاييس اللغة3

زوك ص 37

و يقولون من هذا زَوْزَكَت المرأة، إِذا أسرعت فى المشى. و هذا باب قريبٌ من الذى قبلَه.
زول‏
الزاء و الواو و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تنحى الشى‏ءٍ عن مكانه. يقولون: زال الشى‏ءٍ زَوَالًا، و زالت الشمس عن كبد السماء تَزُول.
و يقال أزَلْتُهُ عن المكان و زوّلته عنه. قال ذو الرمة:
بيضاءَ لا تَنحاشُ مِنّا و أُمُّها             إذا ما رأتْنا زِيل منا زَوِيلُها «1»

و يقال إنّ الزّائلة كلُّ شى‏ء يتحرك. و أنشد:
و كنت امرأً أرمى الزّوائِلَ مَرَّةً             فأصبحْتُ قد ودَّعْت رَمْىَ الزّوائِل «2»

و مما شذّ عن الباب قولُهم: شى‏ءٌ زوْل، أى عَجَب. و امرأةٌ زَولة، أى خفيفة.
و قال الطرِمّاح:
و ألقَتْ إلىَّ القولَ منهنَّ زَوْلةٌ             تُخَاضِنُ أو ترنُو لقول المُخاضِنِ «3»

زون‏
الزاء و الواو و النون ليس هو عندى أصلًا على أنّهم يقولون: الزَّون: الصّنَم. و مرّة يقولون: الزَّوْن بيت الأصنام. و ربما قالوا «4» زانَه يَزُونه بمعنى يَزِينه «5».
__________________________________________________
 (1) البيت فى ديوانه 554 و اللسان (8: 180/ 13: 337/ 20: 165) و الحيوان (5: 574). و قد سبق فى (2: 119).
 (2) أنشده فى اللسان (زول).
 (3) ديوان الطرماح 164 و اللسان (خضن، لحن) و المقابيس (2: 193).
 (4) فى الأصل: «قاله».
 (5) فى اللسان: «محمد بن حبيب: قالت أعرابية لابن الأعرابى: إنك تزوننا إذا طلعت».

38
معجم مقاييس اللغة3

زون ص 38

و من الباب الزِّوَنَّة: القصيرة من النِّساء. و الرجل زِوَنّ. و ربما قالوا: الزَّوَنْزَى:
القصير. و كله كلام.
باب الزاى و الياء و ما يثلثهما
زيب‏
الزاى و الياء و الباء أصلٌ يدلُّ على خفّةٍ و نشاط و ما يشبه ذلك. و الأصلُ الخِفّة. يقولون: الأَزْيَبُ النشاط. و يقولون: مَرّ فلانٌ و له أزْيَب إذا مَرَّ مَرٍّا سريعًا. و من ذلك قولهم للأمر المنكَر: أَزْيَبٌ. و هو القياس، و ذلك أنّه يُستخفّ لمن رآه أو سمعه. قال:
تُكلّفُ الجارةَ ذَنْبَ الغُيّبِ             و هى تُبيتُ زوجَها فى أزيَبِ «1»

و من الباب قولهم للرجل الذّليل و الدّعِىِّ أَزْيَب «2». و يقولون لمن قارَبَ خَطْوَه:
أَزْيَب. و قد أعلمْتُكَ أنَّ مرجع البابِ كلِّه إلى الخِفّة و ما قاربها.
و ممّا يصلُح أن يقال إنّه شذّ عن الباب، قولهم للجَنُوب من الرِّياح: أَزْيَب.
زيت‏
الزاء و الياء و التاء كلمةٌ واحدة، و هى الزّيت، معروف.
و يقال زِتُّه، إذا دهنْتَه بالزّيت. و هو مَزْيوت.
زيح‏
الزاء و الياء و الحاء أصلٌ واحد، و هو زَوال الشى‏ء و تنحِّيه.
يقال زاح الشى‏ءُ يَزيحُ، إذا ذهَب؛ و قد أزَحْتُ عِلَّته فزاحت، و هى تَزِيح.
__________________________________________________
 (1) البيت الأخير فى المجمل.
 (2) ذكر فى المعرب 169 أنه فارسى، عربيته «المطمر».!!!.

39
معجم مقاييس اللغة3

زيج ص 40

زيج‏
الزاء و الياء و الجيم ليس بشى‏ء. على أنهم يسمُّون خيطَ البنّاء زِيجًا. فما أدرى أ عربىٌّ هو أم لا.
زيد
الزاء و الياء و الدال أصلٌ يدلُّ على الفَضْل. يقولون زاد الشى‏ء يزيد، فهو زائد. و هؤلاء قومٌ زَيْد على كذا، أى يزيدون. قال:
و أنتمُ مَعْشرٌ زَيدٌ على مائةٍ             فأجمِعُوا أمرَكُمْ كيداً فكيدونى «1»

و يقال شى‏ءٌ كثير الزَّيايد، أى الزّيادات، و ربما قالوا زوائد. و يقولون للأسد: ذو زوائد. قالوا: و هو الذى يتزيد فى زَئِيرِه و صَولته. و الناقة تَتَزيَّد فى مِشيتها، إذا تكلفَتْ فوقَ طاقتِها. و يروون:
فقل [مثل‏] ما قالُوا و لا تتزَيَّد «2»
بالياء، كأنّه أراد التزيّد فى الكلام.
زير
الزاء و الياء و الراء ليس بأصلٍ. يقولون: رجل زِيرٌ: يحبُّ مجالَسة النّساء و محادثَتهن. و هذا عندى أصلُه الواو، من زَارَ يزور، فقلبت الواو ياءً للكسرة التى قبلها، كما يقال هو حِدْثُ نِساء. قال فى الزِّير:
من يَكُنْ فى السِّوادِ و الدَّدِ و الإغْ             رامِ زِيراً فإنّنى غيرُ زيرِ «3»

زيغ‏
الزاء و الياء و الغين أصلٌ يدل على مَيَل الشى‏ء. يقال زاغ‏
__________________________________________________
 (1) البيت لذى الإصبع العدوانى من قصيدة له فى المفضليات (1: 158).
 (2) التكملة من المجمل و اللسان. و صدره فى اللسان:
إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلع.

 (3) أنشده فى اللسان (سود). و السواد، بالكسر: المسارة.

40
معجم مقاييس اللغة3

زيغ ص 40

يَزيغُ زَيْغا. و التَّزَيُّغ: التَّمايُل «1»، و قوم زاغَةٌ، أى زائغون. و زاغَت الشمس، و ذلك إذا مالت وفاء الفى‏ء «2». و قال اللَّه جلّ ثناؤه: فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ‏
. فأمّا قولهم: تزيّغت المرأةُ، فهذا من باب الإبدال، و هى نونٌ أبدلت غَينا.
زيم‏
الزاء و الياء و الميم أصلٌ يدلُّ على تجمّعٍ. يقال لحم زِيَمٌ، أى مُكتنِز. و يقال اجتمع الناسُ فصارُوا زِيَما. قال الخليل:
«و الخيل تعدُو زِيَمًا حولنا»

زيل‏
الزاء و الياء و اللام ليس أصلًا، لكنّ الياء فيه مبدلةٌ من واو، و قد مضى ذِكره، و ذُكرتْ هنالك كلماتُ اللَّفظ. فالتَّزايل: التباين. يقال زَيَّلْتُ بينه، أى فرّقْت، قال اللَّه تعالى: فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ‏
. و يقال إن الزَّيَل تباعُد ما بين الفَخِذين، كالفَحَج. و ذُكر عن الشيبانىّ إن كان صحيحاً تزايلَ فلانٌ عن فلانٍ، إذا احتشَمَه. و هو ذاك القياسُ إن صحّ.
زين‏
الزاء و الياء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ على حُسن الشى‏ء و تحسينه. فالزَّيْن نَقيضُ الشَّيْن. يقال زيَّنتْ الشى‏ء تزيينًا. و أزْيَنتِ الأرضُ و ازَّيَّنتْ و ازدانت «3» إذا حَسَّنَها عُشْبُها. و يقال إن كان صحيحًا- إنّ الزَّين:
عُرف الدِّيك. و يُنشدون:
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «و التماثل»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (2) فى الأصل: «و ذلك إذا فاءت الفى‏ء» صوابه، من المجمل و اللسان.
 (3) و يقال أيضا: «ازبنت» كاحمرت، و «ازيأنت».

41
معجم مقاييس اللغة3

زين ص 41

و جئتَ على بغلٍ تَزُفُّكَ تِسعةٌ             كأنّكَ دِيكٌ مائلُ الزَّين أعْوَر «1»

زيف‏
الزاء و الياء و الفاء فيه كلام، و ما أظنُّ شيئاً منه صحيحاً.
يقولون درهم زائِف و زَيْف. و من الباب زَافَ الجملُ فى مَشيه يزيف، و ذلك إذا أسرع. و المرأة تَزِيف فى مَشيها، كأنها تستدير. و الحمامة تَزِيف عند الحَمَام.
فأمّا الذى يُروَى فى قول عدىّ:
تَرَكونِى لدَى قُصورٍ و أعرا             ضِ قصورٍ لزَيْفهنّ مَرَاقِ «2»

فيقولون إِنّ الزَّيف الطُّنُف الذى يقى الحائط: و يقال «لزيْفهن «3»». و كلُّ هذا كلام. و اللَّه أعلم.
باب الزاء و الهمزة و ما يثلثهما
زأر
الزاء و الهمزة و الراء أصلٌ واحد. زأر الأسد زأرأ و زئِيرا قال النابغة:
نُبِّئتُ أنّ أبا قابوسَ أوعَدَنِى             و لا قَرَارَ على زأر من الأسَدِ «4»

و منه قوله:
حَلّتْ بأرضِ الزَّائِرِينَ فأصْبَحتْ             عَسِراً علىَّ طِلابُكِ ابنةَ مَخْرَم «5»

__________________________________________________
 (1) البيت للحكم بن عبدل، كما فى الحيوان (2: 305) و اللسان (زين).
 (2) الكلمتان الأخيرتان من البيت فى المجمل. و أنشده فى اللسان (زيف).
 (3) كذا فى الأصل.
 (4) ديوان النابغة 26.
 (5) البيت لعنترة بن شداد فى معلقته المعروفة، و اللسان (زأر).

42
معجم مقاييس اللغة3

زأر ص 42

و من الباب الزَّأرَة: الأجَمة، و هو كالاستعارة؛ لأنّ الأُسْدَ تأوى إليها فتزأَر.
زأب‏
الزاء و الهمزة و الباء كلمتان. يقال زَأَبَ الشى‏ءَ، إذا حَمله.
و الازدئاب: الاحتمال. و الكلمة الأخرى زَأَبَ، إذا شرِب شُربًا شديداً. و لا قياسَ لهما.
زأد
الزاء و الهمزة و الدال كلمة واحدة، تدلُّ على الفزع. يقال زُئِد الرّجُل، إِذا فَزِع، زُؤدًا. قال:
حَملَتْ يه فى ليلةٍ مَزءُودةٍ             كَرْها و عَقدُ نِطاقِها لم يُحْلَلِ «1»

زأم‏
الزاء و الهمزة و الميم أصلٌ يدلُّ على صوتٍ و كلام. فالزَّأْمة:
الصَّوت الشديد. و يقال زأم لى فلانٌ زأْمةً، إذا طَرَح لى كلمةً لا أدرى أحقٌّ هى أم باطل.
و مما يُحمَل عليه الزَّأَم: الذُّعر. و يقال أزأَمْتُه على كذا، أى أكرهْتُه.
و مما شذّ عن الباب الزّأْم: شِدّة الأكل. و اللَّه أعلم.
باب الزاء و الباء و ما يثلثهما
زبد
الزاء و الباء و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تولُّد شى‏ءٍ عن شى‏ء.
من ذلك زَبَدُ الماءِ و غيرِه. يقال أزْبَدَ إزْياداً. و الزُّبد من ذلك أيضاً. يقال زَبَدْتُ الصبى أزبُده، إذا أطعمتَه الزُّبد.
__________________________________________________
 (1) البيت لأبى كبير الهذلى، من قصيدة له فى نسخة الشنقيطى من الهذليين 61. و هو فى حماسة أبى تمام (1: 20).

43
معجم مقاييس اللغة3

زبد ص 43

و ربَّما حملوا على هذا و اشتقّوا منه. فحكى الفرّاءُ عن العرب: أزْبَدَ السِّدرُ، إذا نَوَّر. و يقال زَبَدَتْ فلانةُ سِقاءَها، إذا مَخَضَتْه حتَّى يُخرِج زُبدَه.
و من* الباب الزَّبْد، و هو العطيّة. يقال زَبَدْتُ الرّجلَ زَبْدا: أعطيتُه.
و
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «إنّا لا نَقبل زَبْد المُشْركين».
يريد هداياهم.
زبر
الزاء و الباء و الراء أصلان: أحدهما يدلُّ على إِحكام الشى‏ء و توثيقه، و الآخَر يدلُّ على قراءةٍ و كتابةٍ و ما أشبه ذلك.
فالأوّل قولهم زَبَرْت البِئر، إذا طويتَها بالحجارة. و منه زُبْرة الحديد، و هى القِطعة منه، و الجمع زُبَر. و من الباب الزُّبْرة: الصّدر. و سُمّى بذلك لأنّه كالبئر المزبورة، أى المطويّة بالحجارة. و يقال إنّ الزُّبْرة من الأسد مُجتمع وَبَرِه فى مِرفقيْه و صدره. و أسد مَزْبَرانىٌّ، أى ضخم الزُّبْرة.
و من الباب الزَّبِير، و هى الدّاهية. و من الباب: أخَذَ الشّى‏ءَ بزَوْبَرِه، أى كُلِّه. و منه قول ابن أحمَر «1» فى قصيدته:
عُدَّتْ علىَّ بِزَوْبَرَا «2»
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «ابن الحمر»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (2) البيت بتمامه كما فى اللسان:
و إن قال عاو من معد قصيدة             بها جرب عدت على بزوبرا

و فى الصحاح: «إذا قال غاو من تنوخ». و كلمة «زوبر» إحدى الكلمات التى لم تسمع إلا فى شعر ابن أحمر، و مثلها «ماموسة» علم للنار، جاءت فى قوله يصف بقرة:
تطايح الطل عن أعطافها صعدا             كما تطايح عن ماموسة الشرر
و كذلك سمى حوار الناقة «بابوسها» و لم يسمع فى شعر غيره. و هو قوله:
حنت فلوصى إلى بابوسها جزعا             فما حنينك أم ما أنت و الذكر

و سمى ما يلف على الرأس «أرنة» و لم توجد لغيره، و هو قوله:
و تلفع الحرباء أرنته             متشاوساً لوريده نعر.

44
معجم مقاييس اللغة3

زبر ص 44

فيقال إنّ معناه نُسِبتْ إلىَّ بكمالها. و من الباب: ما لِفلَانٍ زَبْرٌ، أى ما له عقلٌ و لا تماسُك. و منه ازبأَرَّ الشّعر، إذا انتفَش تقوى «1».
و الأصل الآخر: زَبَرْتُ الكتابَ، إذا كتبتَه. و منه الزَّبور. و ربَّما قالوا: زبَرتَه، إذا قرأتَه. و يقولون فى الكلمة: «أنا أعرف تَزْبِرَتِى «2»» أى كتابتى.
زبق‏
الزاء و الباء و القاف ليس من الأصول التى يُعوّل على صحّتها، و ما أدرى أَلِما قِيل فيه حقيقةٌ أم لا؟ لكنّهم يقولون: زَبَقَ شَعره، إذا نَتَفَه.
و يقولون: انْزَبق فى البيت: دخل. و زبَقْت الرّجلَ: حبستُه.
زبل‏
الزاء و الباء و اللام كلمةٌ واحدة. يقولون: ما أصبت مِن فلان زُبالًا «3»، قالوا: هو الذى تحمله النّملة بفيها. و ليس لها اشتقاق. و ذكر ناسٌ إن كان صحيحاً-: ما فى الإناء زُبَالة، إذا لم يكن فيه شى‏ءٌ. و أما قولهم زبَلْتَ الزّرعَ، إذا سَمَّدته بالزِّبل، فإن كان صحيحاً فهو من الباب أيضاً؛ لأن الزِّبْل من الساقط الذى لا يُعتَدّ به.
و حكى أنّ الزَّأْبَل: الرّجلُ القصير. و ينشدون:

حَزَنْبَلُ الْخُصْيَيْنِ فَدْمٌ زَأْبَلُ «4»
و هذا و شِبهه مما لا يُعرَّج عليه.
__________________________________________________
 (1) كذا وردت هذه الكلمة فى الأصل، و ليست فى المجمل.
 (2) فى اللسان: «إنى لا أعرف تزبرتى».
 (3) الزبال، بالكسر و بالضم.
 (4) الرجز فى المجمل و اللسان (زبل).

45
معجم مقاييس اللغة3

زبن ص 46

زبن‏
الزاء و الباء و النون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الدّفع. يقال ناقة زَبُون، إذا زَبَنَتْ حالبَها. و الحرب تزبِنُ النّاسَ، إذا صَدَمتهم. و حربٌ زَبُون. و رجلٌ ذو زَبُّونةٍ، إذا كان مانعاً لجانبِه دَفُوعاً عن نفسه. قال:
بذَبِّى الذَّمَّ عن حَسبِى بمالِى             و زَبُّوناتِ أشْوسَ تَيَّحانِ «1»

و يقال فيه زَبُّونَةٌ، أى كِبر، و لا يكونُ كذا إلّا و هو دافعٌ عن نفسه.
و الزَّبانِيَةُ سُمُّوا بذلك، لأنّهم يدفعون أهلَ النار إلى النار. فأمَّا المُزابَنَة فبيع الثمر فى رءوس النّخل، و هو الذى جاء الحديث بالنَّهى عنه. و قال أهل العلم: إنّه مما يكون بعد ذلك من النِّزاع و المدافَعة. و يقولون إن الزَّبْن البُعْد. و أما زُبَانَى العقرب فيجوز أن يكون من هذا أيضاً، كأَنّها تدفَع عن نفسها به، و يجوز أن يكون شاذًّا.
زبى‏
الزاء و الباء و الياء يدلُّ على شرٍّ لاخير. يقال: لقيت منه الأَزابِىَّ، إذا لقى منه شرّا. و من الباب: الزُّبْية: حفيرة يُزَبِّى فيها الرجلُ للصيد، و تفر للذّئب و الأسد فيصادان فيها. و من الباب: زَبَيْت أَزْبِى، إذا سقت إليه ما يكرهه. [قال‏]:
تلك استقِدْها و أَعطِ الحُكْم وَ اليَها             فإنّها بعضُ ما تَزْنِى لك الرَّقِمُ «2»

زبع‏
الزاء و الباء و العين قريبٌ من الذى قبله، و هو يدلُّ على‏
__________________________________________________
 (1) لسوار بن المضرب، كما فى اللسان (زبن). و روايته: «عن أحساب قومى».
 (2) فى اللسان: «تلك استفدها» بالفاء.

46
معجم مقاييس اللغة3

زبع ص 46

تغيُّظٍ و عزيمةِ شرّ. يقال تزبّع فلانٌ، إذا تهيَّأ للشر. و تزبّع: تغيَّر. و هو فى شعر متمّم:
و إنْ تَلقَه فى الشَّرْب لا تَلقَ فاحشاً             من القوم ذا قاذُورة متزبِّعاً «1»

قال الشيبانىّ: الأزْبَع «2» الدّاهية، و الجمع الأزابعْ. و أنشد:
وعَدْتَ و لم تُنْجِزْ و قِدْماً وعدتَنى             فأخلفْتَنى و تلك إحدى الأزابعِ‏

و هذا إنْ صح فهو من الإبدال، و هو من الباب قبله.
باب الزاءِ و الجيم و ما يثلثهما
زجر
الزاء و الجيم و الراء كلمة تدل على الانتهار. يقال زَجَرت البعيرَ حتَّى مضَى، أزجُره. و زجَرْت فلانًا عن الشى‏ء فانْزَجر. و الزَّجور من الإبل: التى تعرف بعينها و تُنكر بأنْفها.
زجل‏
الزاء و الجيم و اللام أصلٌ يدلُّ على الرمى بالشى‏ءِ و الدفعِ له.
يقال قَبَحَ اللَّهُ أمًّا زَجَلَتْ به. و الزَّجْل: إرسال الحمام الهادِى. و المِزْجل:
المِزْرَاق. و زَجَلَ الفَحْل، إذا ألْقى ماءَه فى الرَّحِم. و يقال أن الزَّاجَلُ «3»: ماءُ الظليم؛ لأنه يزْجُل به. قال ابنُ أحمر:
__________________________________________________
 (1) أنشده فى اللسان (زمع، قذر). و هو من قصيدة فى المفضليات (2: 65- 70) و جمهرة أشعار العرب 141- 143.
 (2) لم أجدها فى المعاجم المتداولة. لكن فى اللسان: «الزوابع: الدواعى».
 (3) الزاجل، بفتح الجيم، يهمز و لا يهمز.

47
معجم مقاييس اللغة3

زجل ص 47

و ما بيضاتُ ذِى لِبَدٍ هِجَفّ             سُقِينَ بِزَاجَلٍ حَتى رَوِينا «1»

و يقال بل الزَّاجَل مُخُّ البيض، و الأوّل أقيس.
و مما شذّ عن الباب الزُّجلة: القِطعة من كل شى‏ء، و جمعها زُجَل و الزِّئْجِيل «2»: الرجل الضَّعيف.
و من هذا، إن كان صحيحاً، الزَّاجَل: حَلقة تكون فى طرف حبل الثقَل «3».
زجم «4»

الزاء و الجيم و الميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على صوتٍ ضعيف.
يقال. ما تكلم بِزَجْمَةٍ، أى بِنَبْسة و الزَّجوم: القوس ليست بشديدة الإرنان.
و اللَّه أعلم بالصواب.
زجى‏
الزاء و الجيم و الحرف المعتلّ يدلُّ على الرّمى بالشى‏ء و تسييره من غير حبس «5». يقال أزجتِ البقرةُ ولدَها، إذا ساقته. و الرِّيح تُزْجِى السَّحابَ: تسوقُه سَوْقاً رفِيقاً. فأمّا المُزْجَى فالشى‏ء القليل، و هو من قياس الباب، أى يُدفع به الوقت. و هذه بضاعةٌ مُزْجَاة، أى يسيرة الاندفاع.
و من الباب زجا الخراجُ يزجُو، أى تيسَّرت جِبايته.
__________________________________________________
 (1) البيت فى الحيوان (4: 328، 341) و اللسان (هجف، زجل) و المخصص (8: 55).
و فى الأصل: «بعجف» بدل «هجف»، تحريف.
 (2) و الزتجيل أيضا، يقال بالهمز و بالنون كما فى اللسان.
 (3) الثقل، بالتحريك. متاع المسافر. و فى المجمل: «فى طرف الحبل حبل الثقل».
 (4) وردت هذه المادة فى الأصل مؤخرة عن (زجى) ورددتها إلى موضعها المطابق لموضعها من المجمل.
 (5) حبس، أى إمساك. و فى الأصل: «جنس».

48
معجم مقاييس اللغة3

باب الزاء و الحاء و ما يثلثهما فى الثلاثى ص 49

باب الزاءِ و الحاءِ و ما يثلثهما فى الثلاثى‏
زحر
الزاء و الحاء و الراء تنفُّسٌ بشدّة ليس إلّا هذا. يقال زَحَرَ يَزْحَرُ زحيراً، و هو صوتُ نَفَسِه إذا تنفّس بشدة. و زَحَرَت المرأة بولدها عند الولادة.
زحل‏
الزاء و الحاء و اللام أصلٌ يدلُّ على التنحِّى. يقال زحَل عن مكانه، إذا تنحّى. و زَحَلت النّاقةُ فى سَيرها. و المَزْحَل: الموضع الذى تَزْحَل إليه.
زحم‏
الزاء و الحاء و الميم أصلٌ يدل على انضمامٍ فى شدّة. يقال زَحَمَه يَزْحَمُه، و ازْدَحم الناس.
زحن‏
الزاء و الحاء و النون أصلٌ يدل على الإبطاء. تقول: زَحَنَ يَزْحَن زَحْنًا، و كذلك التَّزحُّن. يقال تزَحَّن على الشى‏ء، إذا تكارَهَ عليه و هو لا يشتهيه.
زحف‏
الزاء و الحاء و الفاء أصلٌ واحد يدلّ على الاندفاع و المضىّ قُدُمًا. فالزَّحف: الجماعة يزحَفون إِلى العدوّ. و الصبىّ يزحَف على الأرض قبل المشى. و البعير إذا أعيا فجرَّ فِرْسِنَه فهو يزحَف. و هى إبلٌ زواحفُ، الواحدة زاحفة. قال:
على زوَاحف نُزْجِيَهَا مَحَاسِيرِ «1»
__________________________________________________
 (1) للفرزدق فى ديوانه 263 و اللسان (زحف) و صدره:
على عمائمنا تلقى و أرحلنا.

 

49
معجم مقاييس اللغة3

زحف ص 49

و يقال زحَفَ الدَّبَا، إذا مضى قُدُمًا. و الزاحف: السهم الذى يقع دون الغَرَض ثم يزحَف. و اللَّه أعلم بالصواب.
باب الزاء و الخاءِ و ما يثلثهما
زخر
الزاء و الخاء و الراء أصلُ صحيح، يدلُّ علي ارتفاع. يقال زَخَر البحر، إذا طما؛ و هو زاخرٌ. و زخَر النّبات، إذا طال. و يقال أخذ المكان زُخَارِيَّه، و ذلك إذا نَمَا النبات و أخرجَ زَهره. قال ابن مقبل:
زُخارِىَّ النّبات كأنَّ فيه             جيادَ العبقريّة و القُطوعِ «1»

باب الزاء و الدال و ما يثلثهما
هذا بابٌ لا تكاد تكون الزاءُ فيه أصليَّة؛ لأنهم يقولون: جاء فلانٌ يضرب أزْدَرَيْه، إذا جاء فارغًا. و هذا إنما هو أصْدَرَيْه. و يقولون: الزَّدْو فى اللعب، و إنما هو السَّدْو. و يقولون: مِزْدَغَة*، و إنما هى مِصْدَغة. و اللَّه أعلم.
باب الزاء و الراء و ما يثلثهما
زرع‏
الزاء و الراء و العين أصلٌ يدلُّ على تنمية الشى‏ء. فالزّرع معروف، و مكانه المُزْدَرَع. و قال الخليل: أصل الزّرع التنمية. و كان بعضهم يقول:
__________________________________________________
 (1) قله فى اللسان (زخر):
و يرتعيان ليلهما قرارا             سقته كل مدجنة هموع.

50
معجم مقاييس اللغة3

زرع ص 50

الزَّرع طرح البَذْر فى الأرض. و الزَّرْع اسمٌ لِمَا نبت. و الأصل فى ذلك كلِّه واحد. و زارِع: كلبٌ.
زرف‏
الزاء و الراء و الفاء أصلٌ يدل على سعىٍ و حركة. فالزَّرُوف:
النَّاقة الواسعة الخَطو الطويلةُ الرِّجْلين. و يقال: زَرَف، إِذا قَفَزَ. و يقال زَرَفْت الرّجلَ عن نفسى إذا نحّيتَه. و من الباب: الزَّرافات: الجماعات و هى لا تكون كذا إلا إِذا تجمّعت لسعىٍ فى أمر. و يقال زَرَافَّة، مثقّلة الفاء. و
كان الحجّاج يقول: «إِيَّاىَ و هذه الزّرَافات».
يريد المتجمّعين المضطربين لفتنةٍ و ما أشبهها.
و من الباب زَرِف الجُرح، إذا انتقض بعد البُرْء.
زرم‏
الزاء و الراء و الميم أصلٌ يدلُّ على انقطاع و قلّة. يقال زَرِم الدمعُ، إذا انقطَع؛ و كذلك كلُّ شى‏ءٍ. و من ذلك‏
حديث النبى صلى اللَّه عليه و آله و سلم حين بال عليه الحسَنُ عليه السلام فقال: «لا تُزْرِمُوا ابنى».
يقول:
لا تقطَعوا بولَه. زَرِمَ البولُ نفسُه، إِذا انقطع. قال:
أو كماء المثمودِ بعد جِمامٍ             زَرِمَ الدّمعِ لا يئوبُ نَزُورا «1»

و يقال إِن الزَّرِم البخيل. و هو من ذاك. [و] يقال زَرِمَ الكلب، إذا يبس جَعْرُه فى دُبُرِه.
زرب‏
الزاء و الراء و الباء أصلٌ يدلّ على بعض المأوَى. فالزَّرْب زَرب الغنم، و هى حظيرتها. و يقال الزَّرِيبة الزُّبْية. و الزَّريبة: قُتْرَة الصائد.
__________________________________________________
 (1) البيت لعدى بن زبد كما فى اللسان (زرم). و قد سبق فى (ثمد، جم).

51
معجم مقاييس اللغة3

زرد ص 52

زرد
الزاء و الراء و الدال حرف واحد، و هو يدلُّ على الابتلاع، و الزاء فيه مبدلةٌ من سين. يقال ازدَرَد اللقمة يَزْدَرِدها «1». و ممكنٌ أن يكون الزَّرَد من هذا، على أن أصله السين، و معنى الزّرَّاد السَّرَّاد.
زرح‏
الزاء و الراء و الحاء كلمة واحدة. فالزراوِح: الرَّوابى الصِّغار «2».
زرى‏
الزاء و الراء و الحرف المعتل يدلُّ على احتقارِ الشى‏ء و التّهاون به. يقال زرَيْت عليه، إذا عِبْتَ عليه. و أَزْريْتَ به: قصَّرت به.
باب ما جاءَ من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله زاء
و سبيلُ هذا البابِ سبيلُ ما مضى. فمنه المشتقُّ البيِّنُ الاشتقاق، و منه ما وُضع وضعْاً.
فمن المشتق الظاهرِ اشتقاقُه قولهم (الزُّرْقُم)، أجمع أهلُ اللغة أنّ أصله من الزَّرَق، و أن الميم فيه زائدة.
و من ذلك (الزُّمَّلِق) و (الزُّمَالِق)، و هو الذى إذا باشر أراق ماءَه قبل أن يجامِع. و هذا أيضاً مما زيدت فيه الميم؛ لأنه من الزَّلَق. و هو من باب أزْلَقَتِ الأنثى، و ذلك إذا لم تقبل رحمُها ماءَ الفحل و رَمت به.
و من ذلك (الزَّهْمَقَة) و هى الزَّهَم، أو رائحة الزُّهُومة. فالقاف فيه زائدة.
__________________________________________________
 (1) بعدها فى الأصل: «و زرد يزدردها» و هو كلام مقحم.
 (2) واحدها «زروح» بفتح الزاى و سكون الراء.

52
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله زاء ص 52

و من ذلك قولهم (ازْمَهَرَّت) الكواكبُ، إذا لَمَعَت. و هذا مما زيدت فيه الميم؛ لأنّه من زَهَرَ الشى‏ء، إذا أضاء.
فأما (الزَّرَجُون) ففارسيّة معرّبة «1»، و اشتقاقه من لون الذّهَب.
و من ذلك سيل (مُزْلَعِبٌّ)، و هو المُتدافع الكثير القَمْش. و هذا ممّا زِيدت فيه اللام. و هو من السَّيل الزّاعب، و هو الذى يتدافع.
و من ذلك (الزُّلقوم)، و هو الحلقوم فيما ذكره ابن دريد «2». فإن كان صحيحاً فهو منحوت من زَلِق و زقم، كأنّ اللقمة تزلَق فيه.
و من ذلك (الزُّهلُوق «3»)، و هو الخفيف، و هو منحوت من زلق و زهق «4»، و ذلك إِذا تهاوى سِفْلاه.
و من ذلك (الزُّعْرور) السَّيِّئُ الخُلُق. و هذا ممّا اشتقاقُه ظاهر؛ لأنه من الزَّعارَة، و الراء* فيه مكرَّرة.
و من ذلك (الزَّمْجَرة): الصَّوت. و الميم فيه زائدة، و أصله من الزّجر.
و من ذلك قول الخليل: (ازلَغَبّ «5») الشعر، و ذلك إذا نَبَت بعد الحلْق.
و ازلغَبَّ الطائر، إذا شوَّك «6». و هذا مما نُحِت من كلمتين، من زَغَب و لَغَب.
__________________________________________________
 (1) هى بالمارسة «زرگون». و «زر» بمعنى الذهب. و «گون» لون، فمعناه لون الذهب. انظر اللسان و المعرب 165 و معجم استينجاس 615. و الزرجون فى العربية: الخمر، و قضبان الكرم فى لغة أهل الطائف و أهل الغور. و قال ابن شميل: الزرجون شجر العنب، كل شجرة زرجونة.
 (2) الجمهرة (3: 379).
 (3) هذه الكلمة مما فات صاحب اللسان. و قد وردت فى المجمل و القاموس و الجمهرة (3: 381).
 (4) فى الأصل: «زعق»، تحريف.
 (5) وردت فى الأصل بالعين المهملة فى هذا الموضع و تاليه. و الصواب ما أثبت.
 (6) فى اللسان: «ازلغب الطائر: شوك ريشه قبل أن يسود».

53
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله زاء ص 52

و الزَّغب معروف، و اللَّغْب: أضعف الريش.
و من ذلك (الزَّغْدَب)، و هو الهدير الشديد، حكاه الخليل. و أمرُ هذا ظاهر.
لأن الباء فيه زائدة. و الزَّغْد: أشدّ الهدير.
و من ذلك (الزَّغْبَد «1»).
و من ذلك (الزَّرْدَمَة «2»): موضع الازدرام، و هو الابتلاع. فهذا مما زيدت فيه الميم. لأنّه من زرِدت الشى‏ء.
و من ذلك (ازرَأَمَّ) الرجلُ فهو (مزرئمّ)، إذا غضب. و هذا مما زيدت فيه الهمزة، و هو من زَرِم، إذا انقطع، كذلك إذا غضب تغيَّر خَلُقه و انقطع عمّا عُهد منه.
و من ذلك (الزَّغْرَب) و هو الماء الكثير. فهذا مما زِيدت فيه الزّاء، و الأصل راجع إلى الغَرَب، و هو من باب كثرة الماء.
و مما وُضع فيه وضعا (الزَّنْتَرَة): ضِيق الشى‏ء. (و الزَّعْفقة «3»): سوء الخُلق. و (الزِّعْنِف): الرجل اللئيم. و (زعانف) الأديم: أطرافه.
و مما وُضع وضعا و بعضُه مشكوك فى صحته (الزِّبرج)، و (الزَّعْبَج). فالزِّبرِج:
الزينة. و الزَّعْبَج: سحاب رقيق.
حدثنا علىّ بن إبراهيم قال: حدثنا علىّ بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد
__________________________________________________
 (1) لم يفسره. و فى اللسان: «الزغبد: الزبد»، و أنشد:
صبحونا بزغبد و حتى             بعد طرم و تامك و ثمال.
 (2) الزردمة: الغلصمة، و قيل هى فارسية.
 (3) الزعفقة، بالعين المهملة. و وردت فى الأصل بالمعجمة محرفة.

54
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله زاء ص 52

قال: قال الفراء: الزَّعبج السحاب الرقيق. قال أبو عبيد: و أنَا أنكر أن يكون الزَّعبَج من كلام العرب. و الفرّاء عندى ثِقة.
و أمّا (الزَّمْهَرِير) فالبرد، ممكنٌ أن يكون وضع وضعا، و ممكنٌ أن يكون مما مضى ذكره، من قولهم: ازمهرَّت الكواكب؛ و ذلك أنّه إذا اشتدّ البرد زهرَت إذاً [و] أضاءت.
و من ذلك (الزَّرْنَب): ضرب من الطِّيب «1». و (الزَّبَنْتَر «2») القصير.
و (الزِّخْرِط): مُخاط النعجة. و (الزُّخْرُف): الزينة. و يقال الزُّخْرُف الذهب.
و زخارف الماء: طرائقُ تكونُ فيه.
و (زمْخَرَ) الصوت: اشتد. و الزَّمْخَرة: الزَّمَّارة. و (الزَّمْخَر «3»): القصب الأجوف الناعم من الرّىّ. و الزَّمْخر: نُشَّاب العَجَم. و الزَّمْخَر: الكثير الملتفّ من الشجر. و ممكن أن يكون الميم فيه زائدة، و يكون من زَخَر النبات. و قد مضى ذكره. و اللَّه أعلم.
تم كتاب الزاء
__________________________________________________
 (1) هو الزعفران. و قيل الزرنب: ضرب من النبات طيب الرائحة.
 (2) فى الأصل: «الزبتر» تحريف، صوابه من المجمل و اللسان.
 (3) وردت هذه الكلمة و الكلمتان قبلها بالجيم، صوابهما بالخاء المعجمة كما أثبت.

55
معجم مقاييس اللغة3

كتاب السين ص 57

كتاب السِّيْن‏
باب ما جاء من كلام العرب و أوله سين فى المضاعف و المطابق‏
سع‏
السين و العين فى المضاعف و المطابق يدلُّ على أصل واحد، و هو ذَهاب الشى‏ء. قال الخليل: يقال تَسَعْسَعَ الشَّهر، إذا ذهب أكثره، و يقال تَسَعْسَعَ الرجل من الكِبَر، إذا اضطرب جسمه. قال:
يا هندُ ما أسرعَ ما تَسعسَعا «1»

سغ‏
السين و الغين أصلٌ يدلّ على دَرْج الشى‏ء فى الشى‏ء باضطرابٍ و حركة. من ذلك سَغْسَغْتُ رأسى بالدُّهْن، إذا روَّيته. قال الخليل و غيره:
سغسغت الشَّى‏ء فى التراب، إذا دحدحتَه فيه. و أما قولهم: تَسَغْسَغَت ثَنِيّته، فممكنٌ أن يكون من الإبدال، و من الباب الذى قبل هذا.
سف‏
السين و الفاء أصلٌ واحد، و هو انضمام الشى‏ء إلى الشى‏ء و دنوُّه منه، ثم يُشتقّ منه ما يقاربه.
من ذلك أسفَّ الطائرُ، إذا دنا من الأرض فى طيرانه. و أسفَّ الرجل للأمر، إذا قارَبَه. و يقال أسفَّت السحابةُ، إِذا دنت من الأرض. قال أوسٌ يصف السّحاب:
__________________________________________________
 (1) لرؤبة فى ديوانه 88 و اللسان (سعع) و قبله.
قالت و لم تأل به أن يسمعا

و بعده:
من بعد ما كان فتى سرعرعا.

 

57
معجم مقاييس اللغة3

سف ص 57

دانٍ مِسفٌّ فويق الأرض هَيْدَبُه             يكاد يدفعُه مَن قام بالرّاحِ «1»

و من الباب: أسَفَّ الرجل النَّظرَ، إِذا أدامَه. و منه السَّفْساف: الأمر الحقير.
و سمِّى يذلك لأنّه مِن أسَفَّ الرجل للأمر الدنىّ. و من ذلك المُسَفْسِفَةُ، و هى الريح التى تجرى فوَيق الأرض. و السِّفّ «2»: الحَيَّة التى تسمَّى الأرقم، و ذلك أنّه يلصق بالأرض لُصوقا فى مَرِّهِ. فالقياس فى هذا كلِّه واحد. و أمّا* سفَفت الخُوص و السَّفيف: بِطانٌ يشدُّ به الرَّحْل، فمن هذا؛ لأنَّه إذا نُسِج فقد أدْنِيَتْ كلُّ طاقةٍ منه إلى سائرها.
و مما يجوز أن يُحمَل على الباب و يجوزُ أن يكون شاذًّا، قولك: سفِفْتُ للدواء أسَفّه. و يقال أَسَفَّ وجهَه، إذا ذرَّ عليه الشى‏ء «3». قال ضابي‏ء «4» يذكر ثورا:
شديد بريقِ الحاجبَين كأنّما             أُسِفَّ صَلَى نارٍ فأصبَحَ أكحلا

سك‏
السين و الكاف أصلٌ مطّرد، يدلُّ على ضِيق و انضمام و صِغَر.
من ذلك السَّكَك، و هو صِغَر الأذُن. و هذه أذنٌ سَكاَّء. و يقال استكَّت مَسامعه؛ إذا صَمَّت. قال النابغة:
__________________________________________________
 (1) سبق البيت و تخريجه فى (2: 457).
 (2) السف، بكسر السين و ضمها.
 (3) فى المجمل: «إذا ذر عليه شى‏ء»، و فى اللسان: «و أسف وجهه النؤور، أى ذر عليه».
 (4) ضابئ بن الحارث البرجمى. و فى الأصل: «الصابى»، صوابه من المجمل و اللسان حيث أنشد البيت.

58
معجم مقاييس اللغة3

سك ص 58

و خُبِّرْتُ، خَيْرَ الناس، أنّك لمتَنى             و تلك التى تسْتَكّ مِنها المسامعُ «1»

و السّكّة: الطريقة المصطفّة من النخل. و سمِّيت بذلك لتضايقها فى استواء.
و من هذا اشتقاق سكّة الدراهم، و هى الحديدة؛ لتضايُق رَسم كتابتها. و السَّكُّ:
أن تَضُبَّ البابَ بالحديد. و السَّكّىّ: النّجّار «2». و يقال إن السُّكَّ من الرّكايا المستوية الجِرَاب «3». و يقال السُّكُّ: جُحر العقرب. و يقال للدِّرع الضّيقة أو الضيقة الحَلَق: سُكُّ. و يقال للنبت إِذا انسدَّ خَصَاصُه «4»: قد استَكَّ.
و القياس مطّردٌ فى جميع ما ذكرناه.
و مما حُمل عليه ما حكاه ابنُ دريد «5»: سَكَّه يَسُكُّه سَكًّا، إذا اصْطَلم أذنَيه.
و مما شذّ عن الباب: السُّكاك: الُّلوح بين السّماء و الأرض. و السُّكُّ:
الذى يُتطيَّبُ به. و يقال إنّه عربىٌّ صحيح.
سل‏
السين و اللام أصلٌ واحد، و هو مدُّ الشى‏ء فى رِفق و خَفاء، ثم يُحمَل عليه. فمن ذلك سَلَلْتُ الشى‏ء أسُلُّه سَلًّا. و السَّلَّة و الإسلال: السَّرِقة. و
فى حديث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم حين كتب: «لا إِغْلَالَ و لا إِسْلَال «6»».
فالإغلال: الخيانة. و الإسلال: السرقة.
__________________________________________________
 (1) ديوان النابغة 52 و المجمل و اللسان (سكك)، برواية:
«أتانى أبيت اللعن ...».

 (2) السكى، بالفتح و الكسر، و قيل هو المسمار و قيل الدينار، و قيل البريد، و قيل الحداد، و قيل البواب، و قيل الملك.
 (3) فى الأصل: «الخراب»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (4) فى الأصل: «للبيت إذا اشتد خصاصه»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (5) الجمهرة (1: 94).
 (6) من كتاب الحدييية حين وادع أهل مكة.

59
معجم مقاييس اللغة3

سل ص 59

و من الباب: السَّليل: الولد؛ كأنه سُلَّ من أمّه سَلًّا. قالت امرأةٌ من العرب فى ابنها:
سُلَّ مِن قلبى و من كبدى             قمراً مِن دونه القَمرُ

و مما حُمل عليه: السِّلْسِلَة، سمّيت بذلك لأنّها ممتدة فى اتّصال. و من ذلك تَسَلْسَلَ الماء فى الحلْق، إِذا جرى. و ماءٌ سَلْسَلٌ و سَلْسَالٌ و سُلاسِل. قال الأخطل:
إذا خاف مِن نجمٍ عليها ظَمَاءةً             أمَالَ إليها جدوَلًا يَتَسَلْسَلُ «1»

قال بعضُ أهل اللغة: السَّلْسَلَة اتّصال الشى‏ء بالشى‏ء، و بذلك سُمّيت سِلسلة الحديد، و سِلسِلة البرق المستطيلة فى عَرض السحاب. و السَّالُّ: مَسِيل فى مَضيق الوادى، و جمعه سُلّانٌ، كأنَّ الماء ينسَلُّ منه أو فيه انْسِلالا. و يقال: فرس شديد السَّلَّة، و هى دَفعته فى سِباقه «2». و يقال: خرَجَت سَلَّته على جميع الخيل. و المِسَلَّة معروفة؛ لأنّها تسلّ الخيط سَلًّا. و السُّلَّاءَة من الشوك مِن هذا أيضاً، لأن فيها امتداداً. و منه السُّلَال من المرض، كأن لحمه قد سُلَّ سَلًّا منه، أسَلَّه اللَّه.
سن «3»
السين و النون أصلٌ واحد مطرد، و هو جريَان الشى‏ء و إطرادُه فى سهولة، و الأصل قولهم سَنَنْتُ الماءَ على وجهى أَسُنُّه سَنًّا، إِذا أرسلتَه إرسالا. ثمّ اشتُقّ منه رجل مسنون الوجه، كأنَّ اللحم قد سُنَّ على وجهه.
و الحَمَأُ المسنون من ذلك، كأنّه قد صُبَّ صَبًّا.
__________________________________________________
 (1) ديوان الأخطل. و المجمل (سلل).
 (2) فى الأصل: «ساقته»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (3) كذا وردت هذه المادة سابقة لتاليتها، و هى فى المجمل على الترتيب المطرد.

60
معجم مقاييس اللغة3

سن ص 60

و مما اشتقّ منه السُّنَّة، و هى السِّيرة. و سُنَّة رسول اللَّه عليه السلام: سِيرته.
قال الهذلىّ «1»:
فلا تَجْزَعَنْ من سُنَّةٍ أنت سرْتَها             فأوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَن يسيرُها

و إنما سمِّيَت بذلك لأنها تجرى جريًا. و من ذلك قولهم: امضِ على سَنَنِك و سُنَنِك «2»، أى وجهك. و جاءت الريح سَنائنَ، إذا جاءتْ على طريقة واحدة.
ثمَّ يحمل على هذا: سنَنْتُ الحديدة أسُنُّهَا سَنًّا، إذا أمْرَرْتَهَا على السِّنَان.
و السِّنَان هو المِسَنّ. قال الشاعر:
سِنَانٌ كحدِّ الصُّلَّبىِّ النَّحِيضِ «3»
و السِّنان للرُّمح من هذا؛ لأنّه مسنون، أى ممطول محدّد. و كذلك السَّناسِنُ، و هى أطراف فَقار الظهر، كأنّها سُنّت سَنًّا.
و من الباب: سِنُّ الإنسانِ و غيره مشبّه بسنان الرّمح. و السَّنون: ما يُسْتاك به؛ لأنَّه يُسَنُّ به الأسنان سَنًّا. فأمّا الثّور «4». فأمّا قولهم: سَنَّ إبلَه، إذا رعاها، فإِنّ معنى ذلك أنّه رعاها حتّى حسُنَت بَشَرتُها، فكأنها قد صُقِلَتْ صَقْلًا، كما تُسنّ الحديدة. هذا معنى الكلام، و يَرجِعُ إلى الأصل الذى أصّلناه:
__________________________________________________
 (1) هو خالد بن زهير الهذلى. انظر ديوان أبى ذؤبب 157، و نسخة الشنقيطى من الهذليين 30. و فى اللسان: «خالد بن عتبة الهذلى».
 (2) و يقال أيضا بفتح فكسر، و بضمتين.
 (3) لامرئ القيس فى ديوانه 110 و اللسان (نحض، صلب). و صدره:
يبارى شباة الرمح خد مذلق.

 (4) كذا فى الأصل.

61
معجم مقاييس اللغة3

سم ص 62

سم «1»
السين و الميم الأصل المطّرد فيه يدلُّ على مدخلٍ فى الشى‏ء، كالثَّقب و غيره، ثم يشتقّ منه. فمن ذلك السَّم و السُّم: الثّقب فى الشّى‏ء. قال اللَّه عز ذكره: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ
. و السَّمُ القاتل، يقال فتحاً و ضمّا. و سمِّى بذلك لأنّه يرسُب فى الجسم و يداخلُه، خِلافَ غيرِه ممّا يذاق.
و السَّامّة: الخاصّة، و إنّما سُمّيت بذلك لأنّها تَدَاخَلُ بأُنْسٍ لا يكون لِغيرها و العرب تقول: كيفَ السَّامّة و العامَّة؟ فالسَّامَّة: الخاصّة.
و السِّموم: الريح الحارّة، لأنَّها أيضاً تُداخِل الأجسامَ مداخَلةً بقوّة.
و السّمّ: الإصلاح بين الناس، و ذلك أنّهم يتباينون و لا يتداخلون، فإذا أُصلح بينهم تداخَلُوا.
و ممّا شذّ عن الباب: السَّمّ: شى‏ءٌ كالودَعِ يخرج من البحر. و السَّمْسام:
طائر. و السَّمْسَم: الثّعلب. و السُّمْسُمَانِىّ: الرجل الخفيف. و السَّماسم: النّمل الْحُمْر.
الواحدة سُمِسِمَة. و السِّمْسِمُ: حبّ.
و يمكن أن يَحمِل هذا الذى ذكرناه فى الشذوذ أصلًا آخر يدلُّ على خفّة الشى‏ء.
و مما شذّ عن الأصلين جميعًا قولهم: «مالَهُ سَمٌّ و لا حَمٌّ غيرك»، أى مالَه همٌّ سواك.
__________________________________________________
 (1) كذا وردت هذه المادة، و حقها النقدم على سابقتها، و آثرت إبقاءها فى الترتيب كما هى محافظة على أرقام الأصل.

62
معجم مقاييس اللغة3

سب ص 63

سب‏
السين و الباء حَدّهُ بعضُ أهل اللغة- و أظنُّه ابنَ دريد «1»- أنّ أصل هذا الباب القَطع، ثم اشتقّ منه الشَّتم. و هذا الذى قاله صحيح. و أكثر الباب موضوعٌ عليه. من ذلك السِّبّ: الخِمار، لأنّه مقطوع من مِنْسَجه.
فأمّا الأصل فالسَّبّ العَقْر؛ يقال سبَبْت الناقة، إِذا عقرتَها. قال الشاعر «2»:
فما كان ذنبُ بنى مالكٍ             بأنْ سُبّ منهم غلامٌ فَسبّ‏

يريد معافرة غالب بن صعصعة و سُحيم «3». و قوله سُبَّ أى شُتِمَ. و قوله سَبّ أى عَقَر. و السَّبّ: الشتم، و لا قطيعة أقطع من الشَّتِم. و يقال للذى يُسابّ سِبّ.
قال الشاعر «4»:
لا تَسُبَّنَّنِى فلستَ بِسبّى             إِنّ سَبِّى من الرجال الكريمُ «5»

و
يقال: «لا تسبُّوا الإبلَ، فإِنَّ فيها رَقوءَ الدّم «6»».
فهذا نهىٌ عن سبّها، أى شتمها. و أما قولهم للإبل: مُسَبَّبَة فذلك لما يقال عند المدح: قاتَلَها اللَّه فما أكرمها مالًا! كما يقال عند التعجُّب من الإنسان: قاتله اللَّه! و هذا دعاءٌ لا يراد به الوقوع. و يقال رجل سُبَبَة، إذا كان يسُبُّ الناسَ كثيراً. و رجل سُبَّة، إذا كان يُسَبُّ كثيراً. و يقال بين القوم أُسْبُوبة يتسابُّون بها. و يقال مضت سَبَّة من الدهر، يريد مضت قطعة منه. «7».
__________________________________________________
 (1) هو ابن دريد كما ظن. انظر الجمهرة (1: 31).
 (2) هو ذو الخرق الطهوى، كما فى اللسان (سبب).
 (3) سحيم بن وثيل الرياحى، انظر الخزانة (1: 129، 462).
 (4) هو عبد الرحمن بن حسان، يهجو مسكينا الدارمى.
 (5) فى الأصل: «الكرام»، صوابه من المجمل و اللسان و المخصص (12: 175).
 (6) تمام الحديث فى اللسان (رفأ): «مهر الكريمة» أى إنها تعطى فى الديات بدلا من القود، فتحقن بها الدماء و يسكن بها الدم.
 (7) فى الكلام سقط، تقديره: «و السبة: العار. و أنشد».

63
معجم مقاييس اللغة3

سب ص 63

و ذكرك سَبَّاتٍ إلىَّ عجيبُ «1»
و أما الحبل فالسّبب، فممكن أن يكون شاذًّا عن الأصل الذى ذكرناه، و يمكن أن يقال إنَّه أصلٌ آخَر يدلُّ على طول و امتداد.
و من ذلك السَّبَب. و من ذلك السِّبُّ، و هو الخِمار الذى ذكرناه. و يقال للعمامة أيضاً سِبّ. و السِّبّ: الحبل أيضاً فى قول الهذلىّ «2»:
تدلَّى عليها يين سِبٍّ و خَيْطة «3»
و من هذا الباب السَّبسب، و هى المفازة الواسعة، فى قول أبى دُؤاد:
و خَرْقٍ سَبْسَبٍ يجرى             عليه مَوْرُهُ سَهْبِ «4»

فأمّا السَّباسِب فيومُ عيدٍ لهم. و لا أدرى مِمَّ اشتقاقه. قال:
يُحَيَّوْن بالرَّيحان يومَ السَّباسبٍ «5»
ست‏
السين و التاء ليس فيه إلا ستّة* و أصل التاء دال. و قد ذكر فى بابه.
سج‏
السين و الجيم أصلٌ يدلُّ على اعتدالٍ فى الشى‏ء و استواء.
فالسَّجْسج: الهواء المعتدل الذى لا حرَّ فيه و لا بردَ يُؤذى.
و من ذلك‏
الحديث: «إنَّ ظِلَّ الجنة سَجْسَجٌ».
و يقال أرض سجسج، و هى السَّهلة التى ليست بالصُّلْبة. قال:
__________________________________________________
 (1) لحميد بن ثور فى ديوانه 51. و انظر ما سبق فى (تلع).
 (2) هو أبو ذؤيب الهذلى ديوانه 79 و اللسان (سبب، خيط، و كف). و قد سبق فى (1: 234).
 (3) عجزه:
بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها.

 (4) البيت مطلع قصيدة له فى الأصمعيات 8 ليبسك.
 (5) للنابغة الذبيانى كما سبق (1: 140). و صدره:
رقاق النعال طيب حجزاتهم.

 

64
معجم مقاييس اللغة3

سج ص 64

و القومُ قد قطعوا مِتَانَ السَّجسجِ «1»
و يقال- و هو من الباب- سَجَّ الحائطَ بالطِّين، إذا طلاه به و سوَّاه. و تلك الخشبة المِسَجَّة. و السَّجَاج: اللّبَن الرقيق الصافى «2».
و مما يقرب من هذا الباب الكبشُ السّاجِسِىُّ، و هو الكثير الصُّوف.
و مما شذّ عن الأصل قولُهم: لا أفعل ذلك سَجِيسَ اللّيالى، و سَجيسَ الأوْجَسِ، أى أبدًا. و ماءٌ سَجِسَ «3»، أى متغيّر. و السَّجَّة: صنمٌ كان يُعبَد فى الجاهلية. و
فى الحديث: «أخرِجُوا صدقاتِكم؛ فإنَّ اللَّه عزّ ذكرُه قد أراحكم من الجَبْهَة و السَّجَّة و البَجَّة «4»».
و تفسيره فى الحديث أنّها أسماءُ آلهة كانوا يعبدونها فى الجاهليَّة.
سح‏
السين و الحاء أصلٌ واحد يدلُّ على الصّبّ، يقال سححت [الماءَ] أسُحُّ سَحًّا. و سَحَابَةٌ سحوح، أى صَبّابة. و شاةٌ ساحٌّ، أى سمينة، كأنّها تَسُحّ الودكَ سَحًّا. و فرس مِسَحٌّ، أى سريعةٌ يشبه عدوُها انصبابَ المطر.
و يقال سَحسح الشى‏ءُ، إذا سال. و يقال إن السحسحة هى السَّاحة «5».
__________________________________________________
 (1) للحارث بن حلزة اليشكرى، كما فى اللسان (رجل، متن، سجج). و صدره:
أنى اهتديت و كنت غير رجيلة

و البيت من قصيدة له فى المفضليات (2: 55).
 (2) و قيل الذى ثلثه لبن و ثلثاه ماء. و أنشد:
يشربه محضا و يسقى عياله             سجاجا كأقراب الثعالب أورقا.

 (3) بالتحريك و بفتح فكسر، و يقال سجيس، أيضا. على أن حق هذه الكلمات أن تكون فى مادة (سجس)، لكن هكذا وردت فى الأصل و المجمل.
 (4) ورد الحديث فى مادة (بجج، سجج، جبه). و روى فى الموضع الأول: «من الشجة و البجة» و قد فسر بتفاسير أخر.
 (5) فى الأصل: «سمى الساحة». و فى المجمل: «و يقال إن السحسحة الساحة».

65
معجم مقاييس اللغة3

سخ ص 66

سخ‏
السين و الخاء أصلٌ فيه كلمة واحدة. يقان إِن السَّخَاخ الأرض الليِّنة الحُرَّة. و ذكروا- إِن كان صحيحاً- سَخَّت الجرادة، إذا غرزت بذنبها فى الأرض.
سد
السين و الدال أصل واحد، و هو يدلُّ على ردم شى‏ء و مُلاءمَته من ذلك سددت الثُّلمة سدًّا. و كلُّ حاجزٍ بين الشيئين سَدٌّ. و من ذلك السَّديد، ذُو السَّداد، أى الاستقامة «1»؛ كأنه لا ثُلْمة فيه و الصَّواب أيضاً سَداد.
يقال قُلتَ سَدَاداً. و سَدَّدَه اللَّه عزَّ و جل و يقال أسَدَّ الرجلُ، إذا قال السَّداد.
و من الباب: «فيه سِدادٌ من عَوَز» بالكسرة. و كذلك سِداد الثُّلمة و الثَّغر قال:
أضاعُونى و أىَّ فتًى أضاعُوا             ليوم كريهةٍ و سِدَادِ ثغرِ «2»

و السُّدَّة كالفِناء حول البيت. و استدَّ الشى‏ء، إذا كان ذا سَداد. و يقال السُّدَّة الباب. و قال الشاعر:
تَرَى الوفودَ قياماً عند سُدَّتِه             يَغْشَوْنَ باب مَزُورٍ غيرِ زَوَّارِ «3»

و السُّدَاد: داءٌ يأخذ فى الأنف يمنع النَّسيم. و السَّدّ و السُّدُّ: الجراد يملأ الأفق. و قولهم السُّدة: الباب، لأنه يُسَدّ. و
فى الحديث فى ذكر الصَّعاليك:
 «الشعث رءوساً الذين لا يُفْتَحُ لهم السُّدَد».
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «و السداد إلى الاستقامة».
 (2) للعرجى، كما فى اللسان (سدد).
 (3) أنشد البيت فى المجمل أيضا.
                       

66
معجم مقاييس اللغة3

سر ص 67

سر
السين و الراء يجمع فروعَه إخفاءُ الشى‏ء، و ما كان من خالصه و مستقرِّه. لا يخرج شى‏ءٌ منه عن هذا. فالسِّرّ: خلاف الإعلان. يقال أسْرَرت الشى‏ءَ إسراراً، خلاف أعلنته. و من الباب السِّرّ، و هو النِّكاح، و سمِّى بذلك لأنَّه أمرٌ لا يُعلَن به. و من ذلك السِّرَار و السَّرَار، و هو ليلةَ يستسرّ الهلال، فربما كان ليلة، و ربما كان ليلتين إذا تمّ الشهر. و من ذلك‏
الحديث: «أنّه سأل رجلًا هل صُمْتَ مِنْ سِرَارِ الشَّهر شيئاً؟»، فقال: لا. فقال: «إذا أفطرتَ رمضانَ فصُمْ يومين».
قال فى السِّرار:
نحنُ صبَحْنا عامراً فى دارِها             جُردا تَعَادَى طَرَفى نهارِها
عَشِيَّةَ الهِلال أو سِرَارها «1»
و حدّثنى محمد بن هارون الثّقفى، عن علىّ بن عبد العزيز، عن أبى الحسن الأثرم، عن أبى عبيدة قال: أسرِرت الشى‏ء: أخفيته. و أسررته: أعلنته. و قرأ وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ*
. قال: أظهروها. و أَنشد قول امرئ القيس:
... لو يُسِرُّون مَقْتَلى «2»

أَى لو يُظهرون. ثم حدثنى بعضُ أَهل العلم، عن أَبى الحسن عبد اللَّه بن سفيان النحوىّ قال: قال الفرَّاء: أَخطأ أَبو عبيدة التفسيرَ، و صحّف فى الاستشهاد.
أَمّا* التفسير فقال: أَسَرُّوا النَّدامَةَ*
 أَى كتموها خوف الشَّماتة. و أمّا التصحيف فإنما قال امرؤ القيس:
__________________________________________________
 (1) الرجز فى اللسان (سرر).
 (2) من معلفته. و البيت بتمامه:
تجاوزت أحراسا إليها و معشرا             على حراصا لو يسرون مقتلى.

67
معجم مقاييس اللغة3

سر ص 67

لو يُشِرُّون مَقتلى‏
أى لو يظهرون. يقال أشْرَرت الشى‏ءَ، إذا أبرزتَه، و من ذلك قولهم أشْرَرت اللحمَ للشّمس. و قد ذُكر هذا فى بابه.
و أمّا الذى ذكرناه من مَحض الشى‏ء و خالِصِه و مستقرّه، فالسِّر: خالص الشى‏ء.
و منه السُّرور؛ لأنه أمرٌ خالٍ من الحزْن. و السُّرَّة: سُرَّة الإنسان، و هو خالص جسمه و ليّنه. و يقال قطع عن الصبى سِرَرُه «1»، و هو [السُّرُّ] «2»، و جمعه أسِرَّة.
قال أبو زيد: و السِّرَر: الخطّ من خطوط بطن الراحة. و سَرَارَة الوادى و سِرُّه:
أجوده. و قال الشاعر:
هَلَّا فوارسَ رحرحانَ هجوتَهم             عُشَراً تناوَحَ فى سرَارَة وادِ

يقول: لهم منظر و ليس لهم مخبر. و السَّرَرُ: داءٌ يأخذ البعير فى سُرَّته. يقال بعيرٌ أسَرّ. و السَّرُّ: مصدر سررت الزَّنْدَ، و ذلك أن يبقى أسَرَّ، أى أجوف، فيُصلَح.
يقال سُرَّ زَنْدُك فإنّه أسرُّ. و يقال قَنَاة سَرَّاءُ، أى جوفاء. و كل هذا من السُّرَّة و السَّرَر، و قد ذكرناه.
فأمَّا الأسارير، و هى الكسور التى فى الجبهة، فمحمولةٌ على أسارير السُّرَّة، و ذلك تكسُّرها. و
فى الحديث: «أنّ النبى صلى اللَّه عليه و آله و سلم دخل على عائشة تبرقُ أساريرُ وجهه».
و منه أيضاً مما هو محمولٌ على ما ذكرناه: الأسرار:
خطوط باطن الراحة، واحدها سِرّ. و الأصل فى ذلك كلّه واحد. قال الأعشى:
__________________________________________________
 (1) يقال بالتحريك، و بكسر ففتح.
 (2) التكملة من المجمل.

68
معجم مقاييس اللغة3

سر ص 67

فانظرْ إلى كفٍّ و أسرارِها             هل أنتَ إن أوعدتَنى ضائرى «1»

فأمّا أطرافُ الرّيحان فيجوز أن تسمّى سُروراً لأنّها أرطَبُ شى‏ء فيه و أغَضّه.
و ذلك قوله «2»:
كبَردِيَّة الغِيل وَسْطَ الغَرِيفِ             إذا خالط الماء منها السرورا «3»

و أمّا الذى ذكرناه من الاستقرار، فالسَّرير، و جمعه سُرُر و أسِرَّة. و السرير:
خفض العيش؛ لأنّ الإِنسان يستقرّ عنده و عندَ دَعَته‏ء و سرير الرأس:
مستقَرُّه. قال:
ضرباً يُزيل الهامَ عن سريرِهْ «4»
و ناسٌ يروُون بيت الأعشى:
إذا خالط الماءُ منها السريرا
بالياء «5»، فيكون حينئذ تأويله أصلَها الذى استقرّت عليه، و أنشدوا قول القائل:
و فارقَ منها عِيشةً دَغْفَلِيّةً             و لم تَخْش يوماً أن يزول سريرُها «6»

و السِّرر من الصبى و السَّرر: ما يقطع. و السُّرة: ما يبقى. و من الباب السَّرير:
ما على الأكمَة من الرَّمل.
__________________________________________________
 (1) ديوان الأعشى 107 و اللسان (سرر 24).
 (2) الأعشى. ديوانه 67 و اللسان (سرر).
 (3) و يروى: «السريرا»، أى شحمة البردى.
 (4) بعده فى اللسان (سرر):
إزالة السنبل عن شعيره.

 (5) و يروى أيضا: «السرورا» بالواو، كما سبق.
 (6) فى اللسان (6: 26):
«و لم تخش يوما ...».

 

69
معجم مقاييس اللغة3

سر ص 67

و من الباب الأوّل سِرّ النسب، و هو محضُه و أفضلُه. قال ذو الأصبع:
و هم مَن وَلَدُوا أشبَوْا             بسِرّ النّسب المحضِ «1»

و يقال: السُّرسُور: العالم الفِطن، و أصله من السِّر، كأنّه اطّلع على أسرار الأمور. فأما السُّرِّيّة فقال الخليل: هى فُعليّة. و يقال يتسرَّر، و يقال يتسرَّى.
قال الخليل: و من قال يتسرَّى فقد أخطأ. لم يزد الخليلُ على هذا. و قال الأصمعى السُّرِّية من السِّرّ، و هو النّكاح؛ لأنّ صاحبها اصطفاها للنكاح لا للتجارة فيها. و هذا الذى قاله الأصمعىّ، و ذكر ابن السكيت فى كتابه. فأمّا ضمّ السين فى السُّرّية فكثيرٌ من الأبنية يغيَّر عند النسبة، فيقال فى النسبة إلى الأرض السَّهلة سُهْلىّ، و ينْسب إلى طول العمر و امتدادِ الدَّهر فيقال دُهرىّ. و مثل ذلك كثير. و اللَّه أعلم.
باب السين و الطاء و ما يثلثهما
سطع‏
السين و الطاء و العين أصلٌ يدلُّ على طول الشى‏ء و ارتفاعِه فى الهواء. فمن ذلك السَّطَع، و هو طول العنق. و يقال ظليم أسطَعُ و نَعامة سَطْعاء. و من الباب السِّطاع، و هو عمود من عُمُد البيت. قال القطامىّ:
أليُسوا بالأُولى قَسَطوا جميعاً             على النُّعمان و ابتدروا السِّطاعا «2»

__________________________________________________
 (1) و كذا فى المجمل (سر). و أشبوه: رفعوه. و فى اللسان (شبا):
«... إن ولدوا أشبوا»

يقال أشبى الرجل، إذا أنجب ولدا مثل شبا الحديد. و بعض هذه القصيدة فى الأصمعيات 37 ليبسك.
 (2) ديوان القطامى 41 و اللسان (سطع). و فى شرح الديوان: «أراد قتل عمرو بن كلثوم عمرو بن هند».

70
معجم مقاييس اللغة3

سطع ص 70

و يقال سطَع الغبارُ* و سطعت الرائحة، إذا ارتفعت. و السَّطَعْ: ارتفاع صوت الشى‏ء إذا ضربتَ عليه شيئاً. يقال سطعَه. و يقال إنّ السَّطيع الصبح. و هذا إنْ صحَّ فهو من قياس الباب؛ لأنه شى‏ء يعلو و يرتفع. فأما السِّطاع فى شعر هذيل فهو جَبَل بِعينه «1»
سطل‏
السين و الطاء و اللام ليس بشى‏ء. على أنَّهم يسمُّون إناء من الآنية سَطلا و سَيْطلا.
سطم‏
السين و الطاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ على أصل شى‏ء و مجتمَعِه. يقولون الأسطمّ: مجتمع البحر. و يقال هذه أُسْطُمَّةُ الحَسَب، و هى واسطته. و الناس فى أُسطُمّة الأمر. و يقال إنّ الأسطمّ و السِّطام: نَصل السيف.
و
فى الحديث: «سِطام الناس».
أى حَدُّهم.
سطن‏
السين و الطاء و النون، هو على مذهب الخليل أصلٌ، لأنه يجعل النون فيه أصلية. قال الخليل: أسْطُوانة أفْعُوَالة، تقول هذه أساطينُ مُسَطَّنة. قال: و يقال جملٌ أُسطوانٌ، إذا كان مرتفعا. قال:
جَرَّبْنَ منِّى أُسطوانًا أعْنَقَا «2»
سطا
السين و الطاء و الحرف المعتل أصلٌ يدلُّ على القهر و العلوّ.
يقال سطا عليه يسطو، و ذلك إذا قهره ببطش. و يقال فرسٌ ساطٍ، إذا سطا على‏
__________________________________________________
 (1) يعنى قول صخر الغى الهذلى. اللسان (سطع):
فذاك السطاع خلاف النجا             ء تحسبه ذا طلاء نتيفا

و قصيدته فى شرح السكرى الهذليين 42 و نسخة الشنقيطى 57.
 (2) لرؤبة فى اللسان (سطن).

71
معجم مقاييس اللغة3

سطا ص 71

سائر الخيل. و الفحلُ يسطو على طَرُوقته. و يقال سطا الرَّاعى على الشاة، إذا مات ولدُها فى بطنها فسطا عليها فأخرجَه. و يقال سطا الماءِ، إذا كثُر. و قال بعض أهل اللغة فى الفرس السَّاطى: هو الذى يرفع ذنبه فى الحُضْر. قال الشيبانىّ: السَّاطى:
البعير إذا اغتلم خرج من إبلٍ إلى إبل. قال:
هامته مثل الفَنيقِ السَّاطِى «1»
سطح‏
السين و الطاء و الحاء اصلٌ يدلّ على بسط الشى‏ء و مَدّه من ذلك السَّطْح معروف. وَ سطح كلِّ شى‏ء: أعلاه الممتدُّ معه. و يقال انْسَطَح الرجلُ، إذا امتدَّ على قفاه فلم يتحرَّك. و لذلك سمّى المنبسط على قفاه من الزَّمانة سَطيحا. و سطيحٌ الكاهن سُمّى سطيحاً لأنه كذلك خُلِق بلا عَظْم. و المَسْطَح، بفتح الميم: الموضع الذى يبسط فيه التَّمر. و المِسطح، بكسر الميم: الخِباء، و الجمع مساطح. قال الشاعر:
تَعرَّضَ ضَيْطَارو خُزاعةَ دوننا             و ما خير ضَيطلرٍ يقلِّب مِسطَحا «2»

و إنّما سمِّى بذلك لأنه تمدُّ الخيمةُ به مَدّا. و السَّطيحة: المزادة، و إنّما سميِّت بذلك لأنّه إذا سقط انسطح، أى امتَدَّ. و السُّطَّاح: نبت من نبات الأرض، و ذلك أنّه ينبسط على الأرض.
سطر
السين و الطاء و الراء أصلٌ مطّرد يدلّ على اصطفافِ الشى‏ء، كالكتاب و الشجر، و كلِّ شى‏ء اصطَفَّ. فأمّا الأساطير فكأنها أشياء.
__________________________________________________
 (1) لزياد الطماحى، كما فى اللسان (سطا).
 (2) البيت لمالك بن عوف النصرى، كما فى اللسان (سطح، ضطر). و قد سبق فى (2: 102).

72
معجم مقاييس اللغة3

سطر ص 72

كُتبت من الباطل فصار ذلك اسماً لها، مخصوصاً بها. يقال سَطَّر فلانٌ علينا تسطيراً، إذا جاء بالأباطيل. و واحد الأساطير إسطار و أُسطورة.
و مما شذ عن الباب المُسَيطِر «1»، و هو المتعهّد للشى‏ء المتسلّط عليه.
باب السين و العين و ما يثلثهما
سعف‏
السين و العين و الفاء أصلان متباينان، يدلُّ أحدُهما على يُبْس شى‏ءٍ و تشعُّثه، و الآخر على موَاتاة الشى‏ء.
فالأوّل السّعف جمع سَعَفَة، و هى أغصان النخلة إذا يبست. فأما الرَّطْب فالشَّطْب. و أمّا قول امرئ القيس فى الفرس:
كَسَا وجهَهَا سَعَفٌ منتشر «2»
فإنّه إنَّما شبّه ناصيتها به. و من الباب: السَّعْفَة: قروح تخرج برأس الصبىّ.
و منه قول الكسائىّ: سَعُفِت يدُه، و ذلك هو التشعّث حول الأظفار، و الشُّقاق.
و يقال ناقةٌ سَعْفاء، و قد سُعِفَتْ سعَفا، و هو داءٌ يتمعّط منه خُرطومها. و ذلك فى النُّوق خاصّة.
و الأصل الثانى: أسْعَفْت الرجل بحاجته، و ذلك إذا قضيتَها له. و يقال أسعفته على أمره، إذا أعنتَه.
سعل‏
السين و العين و اللام أصل يدل على صخب و علوِّ صوت.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «المسطير»، صوابه من المجمل.
 (2) صدره كما فى اللسان (سعف) و الديوان 12:
و أركب فى الروع خيفانة.

 

73
معجم مقاييس اللغة3

سعل ص 73

يقال للمرأة الصّخّابة قد استسعَلَت، و ذلك مشبّه بالسِّعلاة. و السَّعالى: أخبثُ الغِيلان.
و السُّعال، مشتقّ من ذلك أيضاً؛ لأنه شى‏ءٌ عالٍ. فأما قول الهذلىّ «1» فى وصف الحمار:
و أسعلته الأمرُعُ «2»
فإِنه يريد نَشّطته الأمرُعُ حتّى صار كالسِّعلاة، فى حركته و نشاطه.
سعم‏
السين و العين و الميم كلمةٌ واحدة. فالسَّعْم: السَّير. يقال سَعَم البعيرُ، إذا سار .. و ناقةٌ سَعُوم.
سعن‏
السين و العين و النون كلمة واحدة. يقولون ما له سَعْنة و لا مَعْنَة، أى ما له قليلٌ و لا كثير. و يقال إن كان صحيحا إنّ السُّعْن شى‏ء كالدَّلو.
سعو
السين و العين و الحرف المعتل و هو الواو، كلمتان إن صحّتا. فذكر عن الكسائى: مضى سَعْوٌ من الليل، أى قِطْع منه. و ذكر ابن دريد «3» أن السَّعْوَ الشَّمَع، و فيه نظر. [و المَسْعاة «4»] فى الكرم و الجُود.
و السِّعاية فى أخذ الصدقات. و سِعاية العَبد، إذا كُوتبَ: أن يسعى فيما يفُكُّ رقبتَه.
و من الباب ساعَى الرّجلُ الأمَةَ، إذا فجَرَ بها، كأنَّه سعى فى ذلك و سَعَت فيه. قالوا: لا تكون المساعاة إلّا فى الإماء خاصّة.
__________________________________________________
 (1) هو أبو ذؤيب الهذلى. ديوانه ص 4 و المفضليات (2: 223)، و اللسان (سعل، مرع).
 (2) البيت بتمامه:
أكل الجميم و طاوعته سمحج             مثل القناة و أسعلته الأمرع.

 (3) الجمهرة (3: 34).
 (4) التكملة من المجمل.

74
معجم مقاييس اللغة3

سعد ص 75

سعد
السين و العين و الدال أصلٌ يدل على خير و سرور، خلاف النَّحْس. فالسَّعْد: اليُمْن فى الأمر. و السَّعْدان: نبات من أفضل المرعى.
يقولون فى أمثالهم: «مرعى و لا كالسَّعدان». و سعود النجم عشرة «1»: مثل سعد بُلَعَ، و سعد الذابح. و سمِّيت سُعوداً ليُمنها. هذا هو الأصل، ثم قالوا لساعد الإنسان ساعد، لأنه يتقوّى به على أموره. و لهذا يقال ساعده على أمره، إذا عاونَه، كأنه ضم ساعده إلى ساعِده. و قال بعضهم: المساعدة المعاونة فى كل شى‏ء، و الإسعاد لا يكون إلّا فى البكاء. فأما السَّعْدانة، الّتى هى كِركِرة البعير، فإنما سمِّيت بذلك تشبيهاً لها فى انبساطها على الأرض بالسَّعْدان الذى ينبسط على الأرض فى منبِته «2». و السَّعْدانة عقدة الشِّسْع «3» التى تلى الأرض. و السَّعْدانات: العقَد التى تكون فى كِفّة الميزان. و سُعْد: موضع. قال جرير:
ألَا حَىِّ الدِّيار بسُعْد إنِّى             أحبُّ لحبِّ فاطمةَ الدِّيارا «4»

و يقال إنَّ السَّعدانة: الحمامة الأنْثي، و هو مشتقٌّ من السَّعْد.
سعر
السين و العين و الراء أصل واحدٌ يدل على اشتعال [الشى‏ء] و اتّقاده و ارتفاعه. من ذلك السعير سعير النار. و استعارها: توقُّدها و المِسْعر:
__________________________________________________
 (1) فى اللسان: «و هى عشرة أنجم، كل واحد منها سعد. أربعة منها منازل ينزل بها القمر، و هى سعد الذابح، و سعد بلع، و سعد السعود، و سعد الأخبية، و هى فى برجى الجدى و الدلو.
و ستة لا ينزل بها القمر و هى سعد ناشرة، و سعد الملك، و سعد البهام، و سعد الهمام، و سعد البارع، و سعد مطر. و كل سعد منها كوكبان، بين كل كوكبين فى رأى العين قدر ذراع».
 (2) فى الأصل: «الذى يبسط على الأرض فى تنبته»، تحريف.
 (3) الشسع، بالكسر: قبال النعل الذى يشد إلى زمامها. و فى الأصل: «السبع»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (4) ديوان جرير 280 و معجم البلدان (سعد). و هو بضم السين.

75
معجم مقاييس اللغة3

سعر ص 75

الخشب الذى يُسْعر به «1». و السُّعار: حَرّ النار. و يقال سُعِر الرّجُل، إِذا ضربته السَّموم. و يقال إِنّ السِّعْرارة هى التى تراها فى الشّمس كالهباء. و سَعَرتُ النّارَ و أسْعَرْتُها، فهى مُسْعَرَة و مسعورة. و يقال استَعَر الُّلصوص كأنهم اشتعلوا و استعر الجَرَب فى البعير. و سمِّى الأسعر الجُعفىّ «2» لقوله:
فلا يَدْعُنى الأقوامُ مِن آل مالك             لئن أنا لم أسْعَر عليهم و أُثْقِبِ «3»

قال ابن السّكيت: و يقال سَعَرَهم شَرًّا، و لا يقال أسْعَرَهُمْ.
و من هذا الباب: السُّعْر «4»، و هو الجنون، و سمِّى بذلك لأنّه يَستَعِر فى الإنسان. و يقولون نَاقة مسعورة، و ذلك لحِدّتها كأنّها مجنونة. فأمّا سِعْر الطعام فهو من هذا أيضا؛ لأنَّه يرتفع و يعلو. فأمّا مساعِر البعير فإنَّها مشاعِرُه «5». و يقال هى آباطه و أَرفاغه و أصل ذنبِه حيث رَقَّ و بَرُه، و إنما سُمّيت بذلك لأنّ الجرب يستَعِر فيها أولًا و يستعر فيها أشدّ. و أما قول عروة بن* الورد:
فطارُوا فى بلاد اليَستَعور «6»
فقالوا: أراد السعير. و يقال إِنه مكان، و يقال إِنَّه شجرٌ يقال له اليَستعور يُستاك [به‏].
__________________________________________________
 (1) فى اللسان: «و يقال لما تحرك به النار من حديد أو خشب مسعر و مسعار».
 (2) اسمه مرثد بن أبى حمران بن معاوية. المؤتلف 47.
 (3) البيت فى المجمل و اللسان (سعر) و المؤتلف 47.
 (4) السعر، بضم و بضمتين. و فى الكتاب: «إنا إذاً لفى ضلال و سعر».
 (5) فى الأصل: «مشافره» تحريف. و فى المجمل: «و مساعر البعير مشاعره، و هى آباطه و أرفاغه و أصل ذنبه حيث رق و بره، و يقال بل تلك المشاعر لأن عليها شعرا و سائر جسده وبر».
 (6) البيت من أبيات تروى أيضا للنمر بن تولب، كما فى ديوان عروة 89. و صدره:
أطعت الآمرين بصرم سلمى‏

و رواية الديوان:
«... فى عضاه اليستعور».

 

76
معجم مقاييس اللغة3

سعط ص 77

سعط
السين و العين و الطاء أصل، و هو أن يُوجَر الإنسانُ الدواءَ.
ثم يحمل عليه. فمن ذلك أسعطته الدواءَ فاسْتَعطَه «1». و المُسْعُط «2»: الذى يجعل فيه السَّعوط. و السَّعوط هو الدواء، و أصل بنائه سَعَط. و مما يحمل عليه قولهم طعفته فأسعَطْتُه «3» الرُّمح. و اللَّه أعلم.
باب السين و الغين و ما يثلثهما
سغل‏
السين و الغين و اللام أصلٌ يدل علي إساءة الغِذاء و سوء الحال فيه. من ذلك السَّغِل: الولد السيِّئ الغذاء. و كلُّ ما أسى‏ء غذاؤه فهو سَغِل.
قال سلامة بن جندل يصف فَرساً:
ليس بأسْفَى و لا أقْنى و لا سَغِلٍ             يُسقَى دواء قَفِىّ السَّكْنِ مربُوبِ «4»

و يقال: بل السَّغِل: الدقيق القوائم الصغير و قال ابن دريد: السغِل: المتخدِّد لحمه، المهزول المضطرب الخَلْق.
سغم‏
السين و الغين و الميم ليس بشى‏ء. على أنّهم يقولون للسغِل سَغِم.
سغب‏
السين و الغين و الباء أصلٌ واحد يدلُّ على الجوع.
فالمَسْغَبَة: المجاعة، يقال سَغِبَ يَسْغَبُ سُغُوبا، و هو ساغب و سغبان. قال‏
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «فأسعطه».
 (2) كمنبر، و بضم الميم و العين.
 (3) فى الأصل: «فأسعته»، صوابه فى المجمل.
 (4) كلمة «و لا أقنى» ساقطة من الأصل، و إثباتها من المجمل و اللسان (سغل) و ديوان سلامة 8 و المفضليات (1: 119).

77
معجم مقاييس اللغة3

سغب ص 77

ابن دريد «1»: قال بعض أهل اللغة: لا يكون السَّغَب إلا الجوعَ مع التعب. قال و ربَّما سمى العطش سَغَباً؛ و ليس بمستعمل.
باب السين و الفاء و ما يثلثهما
سفق‏
السين و الفاء و القاف أصَيلٌ يدلُّ على خلاف السخافة.
فالسَّفيق لغة فى الصفيق، و هو خلاف السخيف. و منه سَفَقْت الباب فانْسَفَقَ، إذا أغلقته. و هو يرجع إلى ذاك القياس. و منه رجل سَفيق الوجه، إذا كان قليل الحياء.
و من الباب: سفَقْت وجهَه، لطمتَه.
سفك‏
السين و الفاء و الكاف كلمة واحدة. يقال سَفَك دمَه يسفِكه سفْكاً، إذا أساله، و كذلك الدّمع.
سفل‏
السين و الفاء و اللام أصلٌ واحد، و هو ما كان خلافَ العلوّ. فالسُّفل «2» سِفُل الدارِ و غيرها. و السُّفُول: ضدّ العُلُوّ. و السَّفِلة: الدُّون من الناس، يقال هو من سَفِلة الناس و لا يقال سَفِلة «3». و السَّفَال: نقيض العَلاء.
و إنّ أمرهم لفى سَفَال. و يقال قَعَد بسُفالة الرّيح و عُلاوتها. و العُلاوة من حيث تهُبُّ، و السُّفالة ما كان بإزاء ذلك.
سفن‏
السين و الفاء و النون أصلٌ واحد يدلُّ على تنحية الشى‏ء
__________________________________________________
 (1) الجمهرة (1: 286).
 (2) يقال بالضم و الكسر.
 (3) فى اللسان: «يقال هو من السفلة و لا يقال هو سفلة، لأنها جمع».

78
معجم مقاييس اللغة3

سفن ص 78

عن وجه الشى‏ء، كالقَشْر، قال ابن دريد «1»: السفينة فعيلة بمعنى فاعلة، لأنَّها تسفِن الماء، كأنّها تقشِره. و السَّفّان: ملّاح السفينة. و أصل الباب السَّفْن، و هو القشر، يقال سَفَنْتُ العودَ أسفِنُه سَفْناً. قال امرؤ القيس:
فجاء خفِيًّا يسفِنُ الأرضَ بطنُه             تَرَى التُّربَ منه لا صقاً غير مَلْصَقِ «2»

و السَّفَن: الحديدة التى يُنحَت بها. قال الأعشى:
و فى كلِّ عامٍ له غزوة             تَحُكّ الدّوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ «3»

و سفنتِ الريح التراب عن وجه الأرض.
سفه‏
السين و الفاء و الهاء أصلٌ واحدٌ، يدلُّ على خفّة و سخافة.
و هو قياس مطَّرد. فالسَّفَه: ضدّ الْحِلم. يقال ثوب سفيه، أى ردى‏ء النسج.
و يقال تَسفَّهَت الريحُ، إذا مالت. قال ذو الرمة:
مَشَيْن كما اهتَزَّت رياحٌ تسفَّهت             أعالِيَهّا مَرُّ الرِّياح الرواسِمِ «4»

و فى شعره أيضاً:
سَفيهٍ جَديلُها «5»
__________________________________________________
 (1) الجمهرة (3: 39).
 (2) فى الأصل: «خفيفا»، صوابه من المجمل و اللسان. و فى اللسان: «و إنما جاء متلبدا على الأرض لئلا يراه الصيد فينفر منه». و رواية اللسان فى عجزه الذى لم ينشد فى المجمل:
«... لاصقا كل ملصق».

 (3) ديوان الأعشى 19 و المجمل و اللسان (سفن).
 (4) و كذا رواية المجمل. و فى الديوان 616 و اللسان:
«... الرياح النواسم».

 (5) البيت بتمامه كما فى الديوان 553 و اللسان (سفه):
و أبيض موشى القميص نصبته             على ظهر مقلات سفيه جديلها


و فى شرح الديوان: «أبيض، يعنى السيف. و قميصه، يعنى جفنه. موشى: منقوش».

79
معجم مقاييس اللغة3

سفه ص 79

يذكر الزّمامَ و اضطرابه. و يقال تسفّهتُ فلاناً عن ماله، إذا خدعْتَه، كأنك مِلت به عنه و اسْتَخْفَفْتَه. قال «1»:
تَسَفَّهْتَهُ عن ماله إِذْ رأيته             غلاماً كغُصن اثبانةِ المتغايِدٍ «2»

و ذكر ناسٌ* أنّ السّفَه أن يُكثِر الإنسانُ من شُرب الماء فلا يَروَى.
و هذا إِن صحَّ فهو قريبٌ من ذاك القياس.
و كان أبو زيد يقول: سافَهْت الوَطْبَ أو الدّنَّ، إذا قاعَدته فشربتَ منه ساعةً بعد ساعة. و أنشد:
أبِنْ لى يا عُمَيرُ أذُو كعوبٍ             أصَمُّ، قناتُه فيها ذُبولُ‏
أحَبُّ إليكَ أم وَطْبٌ مُدَوّ             تُسافِهُه إذا جَنَح الأَصِيلُ
«3»

سفو
السين و الفاء و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد يدلُّ على خِفّة فى الشى‏ء. فالسَّفْو: مصدر سَفَا يَسْفو سَفْواً «4»، إِذا مشى بسُرعة، و كذلك الطَّائر إذا أسرَعَ فى طيرانه. و السَّفَا: خِفّة النّاصية، و هو يُكرَه فى الخيل و يُحمَد فى البِغال، فيقال بغلةٌ سفواء. و سَفت الريحُ التّراب تَسفيه سَفْياً. و السَّفَا:
ما تَطَايَرُ به الرِّيحُ من التُّراب. و السَّفا: شوك البُهْمَى، و ذلك [أنه‏] إِذا يبس خَفّ و تطايرت به الرّيح. قال رؤبة:
__________________________________________________
 (1) البيت من قصيدة لمزرد بن ضرار فى المفضليات (1: 76).
 (2) المتغايد: المتثنى، من قولهم رجل أغيد و امرأة غيداء، إذا كانت أعناقهما تتثنى للنعمة.
و فى الأصل: «المتفائد»، تحريف.
 (3) دوى اللبن و المرق تدوية: صار عليه دواية، أى قشرة.
 (4) كذا ضبط فى الأصل و الجمهرة (3: 40)، لكن فى المجمل و اللسان (19: 111 س 24): «سفوا» بضم السين و الفاء و تشديد الواو.

80
معجم مقاييس اللغة3

سفو ص 80

و اسْتَنَّ أعراف السَّفَا على القِيَقْ «1»
و من الباب: السَّفا، و هو تُراب القَبر. قال:
و حالَ السّفا بينى و بينك و العِدَا             و رَهْنُ السّفا غَمْرُ الطّبيعة ماجدُ «2»

و السَّفاءُ، مهموز: السّفَه و الطَّيش. قال:
كم أزلّتْ أرماحُنا من سفيهٍ             سافَهونا بغِرّة و سَفَاءِ

سفح‏
السين و الفاء و الحاء أصلٌ واحد يدلُّ على إراقة شى‏ء.
يقال سفح الدّمَ، إذا صبَّه. و سفح الدّم: هَرَاقه. و السِّفاح: صبُّ الماء بلا عَقد نكاح، فهو كالشى‏ء يُسفَح ضَياعا. و السَّفّاح: رجلٌ من رؤساء العرب «3»، سَفح الماءَ فى غزوةٍ غزاها فسُمّى سفَّاحا. و أمّا سَفْح الجبل فهو من باب الإِبدال، و الأصل فيه صَفح، و قد ذُكر فى بابه. و السَّفيح: أحد السِّهام الثلاثة التى لا أنصباءَ لها، و هو شاذٌّ عن الأصل الذى ذكرناه.
سفد
السين و الفاء و الدال ليس أصلًا يتفرّع منه. و إنّما فيه كلمتان متباينتان فى الظاهر، و قد يمكن الجمع بينهما من طريق الاشتقاق. من ذلك‏
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «الفتق»، صوابه من الديوان 105 و اللسان (قيق).
 (2) البيت لكثير عزة كما فى اللسان (سفا). و أنشده فى المجمل مقدم العجز على الصدر. و فى اللسان: «غمر النقيبة».
 (3) هو السفاح بن خالد، و اسمه سلمة. و كان جرارا للجيوش. و إنما سمى السفاح لأنه سفح المزاد، أى صبها يوم كاظمة، و قال لأصحابه: قاتلوا، فإنكم إن هزمتم متم عطشا. ذكره ابن دريد فى الاشتقاق 203، و أنشد:
و أخوهما السفاح ظمأ خيله             حتى وردن جبا الكلاب نهالا.

81
معجم مقاييس اللغة3

سفد ص 81

سِفاد الطَّائر، يقال سَفِد يَسْفَد، و كذلك التَّيس. و الكلمة الأخرى السّفُّود، و هو معروف. قال النابغة:
كأنَّه خارجاً من جَنب صَفحته             سَفُّود شَرْبٍ نَسُوه عند مفتأدِ «1»

سفر
السين و الفاء و الراء أصلٌ واحد يدلُّ على الانكشاف و الجَلاء. من ذلك السَّفَر، سمِّى بذلك لأنَّ الناس ينكشفون عن أماكنهم.
و السَّفْر: المسافرون. قال ابن دريد «2» رجل سَفْرٌ و قوم سَفْرٌ.
و من الباب، و هو الأصل: سَفَرتُ البَيت كنستُه. و منه‏
الحديث: «لو أمَرْتَ بهذا البيت فسُفِر «3»».
و لذلك يسمَّى ما يسقُط من ورق الشّجر السَّفِير. قال:
و حائل مِن سَفير الحول جائلهُ             حولَ الجراثيمِ فى ألوانه شَهَبُ «4»

و إنما سمى سفيراً لأنّ الرّيح تسفره. و أما قولهم: سفَر بَيْن القوم سِفارة، إذا أصلح، فهو من الباب؛ لأنّه أزال ما كان هناك من عَداوة و خِلاف. و سفَرتِ المرأةُ عن وجهها، إذا كشفَتْه. و أسفر الصبح، و ذلك انكشاف الظّلام. و وجه مُسفِر، إذا كان مُشرِفاً سروراً. و يقال استفَرَت الإبل: تصرفت و ذهَبتْ فى‏
__________________________________________________
 (1) ديوان النابغة 20 و اللسان (فأد).
 (2) الجمهرة (2: 333).
 (3) فى اللسان: «و فى الحديث أن عمر رضى اللَّه عنه دخل على النبى صلى اللّه عليه و سلم فقال:
لو أمرت بهذا البيت فسفر».
 (4) البيت لذى الرمة فى ديوانه 19 و اللسان (سفر). و الشهب، بالتحريك، و الشهبة بالضم: لون بياض يصدعه سواد فى خلاله.

82
معجم مقاييس اللغة3

سفر ص 82

الأرض. و يقال للطعام الذى يُتّخذ للمسافر سُفْرة. و سمِّيت الجِلدة سُفْرة «1».
و يقال بعير مِسفَر، أى قوىٌّ على السَّفر.
و مما شذّ عن الباب السِّفار: حديدةٌ تُجعَل فى أنف الناقة. و هو قوله:
ما كان أجمالى و ما القِطارُ             و ما السِّفار، قُبِحَ السِّفارُ

و فيه قول آخر؛ أنه خيطٌ يشد طرَفُه على خِطام البعير فبدارُ عليه، و بُجعَل بفيه زِماما. و السَّفْر: الكتابة. و السفَرَة: الكَتبة، و سمّى بذلك لأنّ الكتابة تُسفِر عما يُحتاج إليه من الشى‏ء المكتوب.
سفط
السين و الفاء و الطاء ليس بشى‏ء، و ما فى بابه ما يعوّل عليه، إلّا أنّهم سمّوا هذا السّفَط. و يقولون: السفيط السّخىّ من* الرجال. و أنشدوا:
ليس بذى حزم و لا سَفيطِ «2»
و هذا ليس بشى‏ء.
سفع‏
السين و الفاء و العين أصلان: أحدهما لونٌ من الألوان، و الآخر تناوُل شى‏ءٍ باليد.
فالأوّل السُّفْعَة، و هى السَّوَاد. و لذلك قيل للأثافىّ سُفْعٌ. و منه قولهم:
أرى به سُفْعَةً من غضب، و ذلك إذا تَمَعَّرَ لونُه. و السَّفعاء: المرأة الشاحبة؛ و كلُّ صَقْرٍ أسْفَعُ. و السَّفْعَاء: الحمامة، و سُفعتُها فى عنقِها، دُوَينَ الرّأس و فُوَيْقَ الطّوق.
__________________________________________________
 (1) فى اللسان: «السفرة طعام يتخذه المسافر، و أكثر ما يحمل فى جلد مستدير». و فى المجمل «و السفرة طعام يتخذ للمسافر؛ و به سميت الجلدة سفرة». فى الأصل: «مسفرة»، تحريف.
 (2) لحميد الأرقط كما فى اللسان (سفط). و أنشده فى المجمل بدون نسبة. فى الأصل: «ليس بينى»، صوابه فى المجمل و اللسان.

83
معجم مقاييس اللغة3

سفع ص 83

و السُّفعة فى آثار الدار: ما خالَفَ من رَمادها سائرَ لونِ الأرض. و كان الخليل يقول: لا تكون السُّفْعَةُ فى اللَّوْن إلّا سواداً مشْرَباً حُمْرَة.
و أمّا الأصل الآخر فقولهم: سَفَعْتُ الفرسَ، إذا أخذْتَ بمقدّم رأسه، و هى ناصيته. قال اللَّه جلّ ثناؤه: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ
. و قال الشاعر:
من بين مُلجِمِ مُهرِهِ أو سافِعِ «1»
و يقال سَفَع الطائرُ ضريبتَه، أى لَطَمَه. و سَفَعْت رأس فلان بالعصا، هذا محمولٌ على الأخْذ باليد. و فى كتاب الخليل: كان عُبَيد اللَّه بن الحسن قاضى البصرة مولعاً بأن يقول: «اسفَعا بيده فأقيماهُ»، أى خُذا بيده.
باب السين و القاف و ما يثلثهما
سقل‏
سقل السين و القاف و اللام ليس بأصل، لأنّ السين فيه مبدلة عن صاد.
سقم‏
السين و القاف و الميم أصلٌ واحد، و هو المرض: يقال سُقْمٌ و سَقَمٌ و سَقامٌ، ثلاث لغات.
سقى‏
السين و القاف و الحرف المعتل أصل واحد، و هو إشراب الشى‏ء الماء و ما أشبهَه. تقول: سقيته بيدى أَسقيه سَقيا، و أسْقيته، إذا جعلتَ له سِقياً. و السَّقْى: المصدر. و كم سِقى أرضك، أى حظُّها من الشرب. و يقال‏
__________________________________________________
 (1) البيت لعمرو بن معديكرب، كما فى تفسير أبى حيان (8: 491) و صدره:
قوم إذا كثر الصياح رأيتهم.

 

84
معجم مقاييس اللغة3

سقى ص 84

أسقيتُك هذا الجِلدَ، أى وهبتُه لك تتّخذه سِقاء. و سَقَيْت على فلان، أى قلتَ:
سقاه اللَّه. حكاه الأخفش. و السقاية: الموضع الذى يُتَّخذ فيه الشراب فى الموسِم و السِّقاية:
الصُّواع، فى قوله جل و عزّ: جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ‏
، و هو الذى كان يَشرَب فيه الملِك. و سَقَى بَطْنُ فلان، و ذلك ماءٌ أصفر يَقَع فيه. و سَقَى فلانٌ على فلانٍ بما يكره، إذا كرّره عليه. و السَّقِىُّ: البَردىّ فى قول امرئ القيس:
و ساقٍ كأنبوبِ السَّقِىِّ المذَلَّلِ «1»
و السَّقِىّ، على فعيل أيضاً: السَّحابة العظيمة القَطْر. و السِّقاء معروف، و يشتق من هذا أسقيت الرَّجل، إذا اغتبْتَه. قال ابن أحمر:
و لا أىّ من عاديت أسقى سقائيا «2»
سقب‏
السين و القاف و الباء أصلان: أحدهما القرب، و الآخر يدلُّ على شى‏ءٍ مُنْتَصِب. فالأوّل السقَب، و هو القُرْب. و منه‏
الحديث: «الجار أحقُّ بسَقَبِه».
يقال منه سقبتِ الدّارُ و أسْقبت. و الساقب: القريب. و قال قوم:
السّاقب القريب و البعيد. فأمّا القريب فمشهور، و أما البعيد قاحتجُّوا فيه بقول القائل:
تَرَكْتَ أباك بأرض الحجاز             و رُحتَ إلى بَلدٍ ساقبِ‏

و أما الأصل الآخر فالسقْب و الصَّقْب، و هو عمود الخِباء، و شُبّه به السقب ولدُ الناقة. و يقال ناقة مِسقاب، إذا كان أكثر وضْعِها الذّكور، و هو قوله:
__________________________________________________
 (1) صدره كما فى معلقته:
و كشح لطيف كالجديل مخصر.

 (2) صدره كما فى اللسان:
و لا علم لى ما نوطة مستكنة.

 

85
معجم مقاييس اللغة3

سقب ص 85

غَرّاءَ مِسقاباً لفحلٍ أسْقبًا «1»
هذا فعلٌ لا نعت.
سقر
السين و القاف و الراء أصلٌ يدل على إحراق أو تلويح بنار.
يقال سقَرتْه الشّمسُ، إذا لوّحتْه. و لذلك سمِّيت سَقَر. و سقَرات الشمس:
حَرُورها. و قد يقال بالصّاد، و قد ذكر فى بابه.
سقط
السين و القاف و الطاء أصلٌ واحد يدلُّ على الوقوع، و هو مطّرد. من ذلك سقَط الشّى‏ءُ يسقُط سقوطا. و السَّقَط: ردى‏ء المتاع. و السِّقاط و السَّقَط: الخطأ من القول و الفعل. قال سويد:
كيف يرجُون سِقاطى بعد ما             جَلَّل الرأسَ مَشيبٌ و صَلَعْ «2»

قال بعضهم: السقاط فى القول: جمع سَقْطة، يقال سِقاط كما يقال رَملة و رمال و السّقط: الولد يسقُط قبل تمامه، و هو بالضم و الفتح و الكسر. و سِقُطْ النار:
ما يسقط منها من الزَّند. و السَّقّاط: السيف يسقُط من وراء الضريبة، يقطعها حتى يجوزَ إلى الأرض. و السّاقطة: الرجل اللئيم فى حَسبه. و المرأة السّقِيطة: الدَّنيئة.
و حُدِّثنا عن الخليل بالإسناد الذى ذكرناه فى أول الكتاب، قال: يقال سقطَ الولدُ من بطن أمه، و لا يقال وقَع. و سُقط الرمل و سِقطه و سَقطه: حيث ينتهى إليه طَرَفه، و هو مُنقَطَعه. و كذلك مَسقِط رأسِه، حيث وُلد. و هذا مَسقط السوَّط حيث سقط. و أتانا فى مَسقِط النَّجم، حيث سقط. و هذا الفعل مَسقَطة للرّجُل من‏
__________________________________________________
 (1) البيت لرؤبة فى ديوانه 170 و اللسان (سقب). يمدح أبوى رجل ممدوح و قبله:
وكالت العرس التى تنخبا.

 (2) البيت فى اللسان (سقط) و هو من قصيدة طويلة له فى المفضليات (1: 188- 200).

86
معجم مقاييس اللغة3

سقط ص 86

عيون الناس. و هو أن يأتى ما لا ينبغى. و السِّقاط فى الفَرَس: استرخاء العَدْو.
و يقال أصبحت الأرض مُبْيضّة من السقيط، و هو الثّلج و الجليد. و يقال إن سِقْط السحاب حيث يُرى طرَفُه كأنّه ساقط على الأرض فى ناحيةِ الأفق، و كذلك سِقْط الخِباء. و سِقْطا جناحَىِ الظليم: ما يُجَرُّ منهما على الأرض فى قوله:
سِقطانِ مِن كَنَفَىْ ظليمٍ نافِرِ «1»

قال بعض أهل العلم فى قول القائل:
حتَّى إذا ما أضاء الصُّبح و انبعثَتْ             عنه نَعامةُ ذى سِقْطين مُعْتِكِرِ «2»

يقال إنّ نعامة الليل سوادهُ و سِقْطاه: أوَّلُه و آخره يعنى أنّ الليل ذا السقطينِ مضى و صَدَقَ الصُّبحُ.
سقع‏
السين و القاف و العين ليس بأصل؛ لأنّ السين فيه مبدلة من صاد. يقال صُقْع و سُقْع. و صَقَعْته و سَقَعته. و ما أدرى أين سَقَعَ أى ذهب.
سقف‏
السين و القاف و الفاء أصل يدلُّ على ارتفاعٍ فى إطلال و انحناء. من ذلك السقف سقف البيت، لأنه عالٍ مُطلٌّ. و السقيفة: الصُّفّة.
و السقيفة: كلُّ لوحٍ عريض فى بناء إذا ظهر من حائط. و السَّماء سقفٌ، قال اللَّه تعالى: وَ جَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً
. و من الباب الأسْقَفُ من الرِّجال، و هو الطويل المنحنى؛ يقال أسقَفُ بيِّنُ السقَف. و اللَّه أعلم بالصواب.
__________________________________________________
 (1) البيت لثعلبة بن صعير المازنى فى المفضليات (1: 127). و صدره:
و كأن عيبتها و فضل فتانها.

 (2) البيت للراعى كما فى اللسان (9: 192).

87
معجم مقاييس اللغة3

باب السين و الكاف و ما يثلثهما ص 88

باب السين و الكاف و ما يثلثهما
سكم‏
السين و الكاف و الميم ليس بشى‏ء. على أنّ بعضهم ذكر أن السكم مقارَبة الخطو.
سكن‏
السين و الكاف و النون أصلٌ واحد مطّرد، يدلُّ على خلاف الاضطراب و الحركة. يقال سكَنَ الشّى‏ءُ يسكُن سكوناً فهو ساكن.
و السَّكْن: الأهل الذين يسكُنون الدّار. و
فى الحديث: «حتَّى إنَّ الرُّمّانَة لَتُشْبِعُ السَّكْن».
و السَّكَن: النار، فى قول القائل:
قَدْ قُوِّمَتْ بسَكَنٍ و أَدْهانْ «1»
و إِنَّما سمّيت سَكَنا للمعنى الأوّل، و هو أنَّ النّاظر إليها يَسْكُن و يَسْكن إِليها و إلى أهلها. و لذلك قالوا: «آنَسُ من نار». و يقولون: «هو أحسن من النّار فى عين المقرور». و السَّكَن: كلُّ ما سكنتَ إليه من محبوب. و السِّكِّين معروف، قال بعضُ أهل اللغة: هو فِعِّيل لأنّه يسكّن حركةَ المذبوح به. و من الباب السَّكينة، و هو الوقار. و سُكان السفينة سمِّى لأنَّه يُسكّنها عن الاضطراب، و هو عربىٌّ.
سكب‏
السين و الكاف و الباء أصلٌ يدلُّ على صبّ الشى‏ء. تقول:
سكب الماء يسكبه. و فرسٌ سَكْبٌ، أى ذرِيعٌ، كأنه يسكُبُ عدْوَه سكبا، و ذلك كتسميتهم إيّاه بحراً.
__________________________________________________
 (1) البيت فى وصف قناة ثقفها بالنار و الذهن. اللسان (17: 75).

88
معجم مقاييس اللغة3

سكت ص 89

سكت‏
السين و الكاف و التاء يدلُّ على خِلاف الكلام. تقول:
سكت يَسْكُت سكوتاً، و رجلٌ سِكِّيت. و رماه بسُكاتَةٍ، أى بما أسكته.
و سَكَت الغضبُ، بمعنى سكن. و السُّكْتَةُ: ما أسكتَّ به* الصبىّ. فأما السُّكيت «1» فإنه من الخيل العاشر عند جريها فى السّباق. و يمكن أن يكون سمِّى سُكَيتاً لأنَّ صاحبَه يسكت عن الافتخار، كما يقال أجَرَّه كذا، إذا منعه من الافتخار، و كأنه جَرَّ لسانَه.
سكر
السين و الكاف و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حَيرة. من ذلك السُّكْر من الشراب. يقال سَكِر سُكْراً، و رجلٌ سِكِّير، أى كثير السُّكْر. و التَّسْكير: التَّحيير فى قوله عزّ و جل: لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا
 و ناس يقرءُونها سكرت مخفّفة «2». قالوا: و معناه سُحِرت. و السِّكْر:
ما يُسكَر فيه الماء من الأرض. و السَّكْر: حَبْس الماء، و الماءُ إذا سُكِر تحيَّر و أمّا قولهم ليلة ساكرة، فهى السَّاكنة التى [هى‏] طلقةٌ، التى ليس فيها ما يؤذِى.
قال أوس:
تُزادُ ليالِىَّ فى طُولِها             فليست بطَلْقٍ و لا ساكِرهْ «3»

و يقال سَكَرت الرّيح، أى سكَنت: و السَّكَر: الشَّراب. و حكى ناسٌ سكَره إذا خَنَقَه. فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب. و البعير يُسَكِّر الآخر بذراعه حتى يكاد يقتلُه. قال:
__________________________________________________
 (1) بضم السين و فتح الكاف مشددة و مخففة.
 (2) هى قراءة ابن كثير. انظر إتحاف فضلاء البشر 274.
 (3) ديوان أوس بن حجر 10 و المجمل و اللسان (سكر).

89
معجم مقاييس اللغة3

سكر ص 89

غَثَّ الرِّباعِ جَذَعًا يُسَكَّرُ

سكف‏
السين و الكاف و الفاء ليس أصلا، و فيه كلمتان: أحدهما أُسْكُفّة الباب: العتَبة التى يُوطأ عليها. و أُسْكُفّ العين، مشبّه بأُسْكُفّة الباب. و أمّا الإسكاف فيقال إن كلَّ صانعٍ إسكافٌ عند العرب. و ينشد قول الشمّاخ:
و شُعْبَتَا مَيْسٍ بَرَاها إِسكافْ «1»

قالوا: أراد القَوَّاس.
باب السين و اللام و ما يثلثهما
سلم‏
السين و اللام و الميم معظم بابه من الصحّة و العافية؛ و يكون فيه ما يشذُّ، و الشاذُّ عنه قليل. فالسّلامة: أن يسلم الإنسان من العاهة و الأذَى.
قال أهلُ العلم: اللَّه جلَّ ثناؤُه هو السلام؛ لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب و النقص و الفناء. قال اللَّه جلَّ جلاله: وَ اللَّهُ يَدْعُوا إِلى‏ دارِ السَّلامِ فالسلام اللَّه جلَّ ثناؤه، و دارُه الجنّة. و من الباب أيضاً الإسلام، و هو الانقياد؛ لأنَّه يَسْلم من الإِباء و الامتناع. و السِّلام: المسالمة. و فِعالٌ تجى‏ء فى المفاعلة كثيراً نحو القتال و المقاتلة. و من باب الإِصحاب و الانقياد: السَّلَم الذى يسمَّى السَّلف، كأنه مالٌ أسلم و لم يمتنع من إعطائه. و ممكن أن تكون الحجارة سمِّيت سِلامًا لأنّها أبعَدُ
__________________________________________________
 (1) ديوان الشماخ 103. و هو فى اللسان (سكف 58) بدون نسبة.

90
معجم مقاييس اللغة3

سلم ص 90

شى‏ء فى الأرض من الفَناء و الذَّهاب؛ لشدّتها و صلابتها. فأمّا السَّليم و هو اللّديغ ففى تسميته قولان: أحدهما أنَّه أُسلم لمابه. و القول الآخر أنَّهم تفاءَلوا بالسّلامة.
و قد يسمُّون الشى‏ءَ بأسماء فى التفاؤُل و التطيُّر. و السُّلَّم معروف، و هو من السلامة أيضاً؛ لأنّ النازل عليه يُرْجَى له السَّلامة. و السَّلامة: شجر، و جمعها سَلَام.
و الذى شذَّ عن الباب السَّلْم: الدلو التى لها عروة واحدة. و السَّلَم: شجر، واحدته سلَمة. و السَّلامانُ: شجرٌ «1»
و من الباب الأول السَّلْم و هو الصُّلح، و قد بؤنَّث و يذكَّر. قال اللَّه تعالى:
وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها
. و السَّلمَة: الحجر، فيه يقول الشاعر:
ذاكَ خليلى و ذو يعاتِبُنى             يَرمِى ورائىَ بالسهم و السَّلِمَهْ «2»

و بنو سلِمَة: بطنٌ من الأنصار ليس فى العرب غيرهم. و من الأسماء سَلْمى:
امرأةٌ. و سلمى: جبلٌ. و أبو سُلمى أبو زُهَير، بضم السين، ليس فى العرب غيره.
سلوى‏
السين و اللام و الحرف المعتلّ و أصلٌ واحد يدلّ على خفض و طيب عيش. من ذلك قولهم فلان فى سَلْوةٍ من العيش، أى فى رغَد يسلِّيه الهم.
و يقول: سَلَا المحب يَسلو سلُوًّا، و ذلك إذا فارقه ما كان به من همٍّ و عشق.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «شجرة»، صوابه فى المجمل و اللسان. و واحده «سلامانة».
 (2) البيت لبجير بن عنمة الطائى، كما فى اللسان (15: 189). و المشهور فى روايته: «بامسهم و امسلمة» على لغة حمير فى إبدال لام «أل» ميما.
                       

91
معجم مقاييس اللغة3

سلوى ص 91

و السُّلْوانة: الخَرزة، و كانوا يقولون إنَّ من شرب عليها سَلَا ممّا كان به، و عَمَّن كان يحبه. قال الشاعر:
شربت* على سُلْوانة ماءَ مُزنةٍ             فلا وَجديدِ العيش يامَىَّ ما أسلُو «1»

قال الأصمعىّ: يقول الرجل لصاحبه: سقيتَنى منك سَلْوةً و سُلوانا، أى طيَّبت نفسى و أذهلتَها عنك. و سَلِيت بمعنى سلوت. قال الراجز:
لو أشربُ السُّلوانَ ما سَليتُ «2»
و من الباب السَّلا، الذى يكون فيه الولد، سمى بذلك لنَعْمته و رقّته و لينه.
و أما السين و اللام و الهمزة فكلمة واحدة لا يقاس عليها. يقال سلَأَ السّمن يَسْلؤه سلأ، إذا أذابه و صفّاه من اللَّبن. قال:
و نحن منعناكُم تميماً و أنتم             موالِىَ إلَّا تُحْسِنوا السَّلْ‏ءَ تُضرَبوا

سلب‏
السين و اللام و الباء أصلٌ واحد، و هو أخْذ الشى‏ء بخفّة و اختطاف. يقال سلبتُه ثوبَه سلْبا. و السَّلَب: المسلوب. و
فى الحديث: «مَن قَتَل قتيلًا فله سَلَبُه».
و السَّليب: المسلوب. و السَّلوب من النوق: التى يُسلَبُ ولدها و الجمع سُلُب. و أسلبت الناقةُ، إذا كانت تلك حالَها. و أمّا السَّلَب و هو لِحاء الشجر فمن الباب أيضاً؛ لأنّه تَقشَّرَ عن الشجر، فكأنما قد سُلِبَته. و قول ابن مَحْكانَ:
فنشنش الجلدَ عنها و هى باركةٌ             كما تُنَشْنِشُ كَفَّا قاتلٍ سَلَبا «3»

ففيه روايتان: رواه ابن الأعرابى «قاتل» بالقاف. و رواه الأصمعى بالفاء.
__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (سلا) بدون نسبة.
 (2) ديوان رؤبة 25 و اللسان (سلا).
 (3) ديوان الحماسة (2: 255) و اللسان (سلب).

92
معجم مقاييس اللغة3

سلب ص 92

و كان يقول: السَّلَب لحاء الشّجَر، و بالمدينة سوقُ السَّلابين، فذهب إلى أنّ الفاتل هو الذى يَفتِل السَّلَب. فسمعتُ علىّ بن إبراهيم القطان يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلباً يقول: أخطأ ابنُ الأعرابىّ، و الصحيح ما قاله الأصمعىّ.
و من الباب تسلّبَت المرأة، مثل أحَدَّتْ. قال قوم: هذا من السُّلُب، و هى الثياب السُّود. و الذى يقرب هذا من الباب الأوّل [أنّ‏] ثيابَها مشبّهة بالسَّلَب، الذى هو لِحاء الشجر. قال لبيد:
فى السُّلُب السُّود و فى الأمساحِ «1»
و قال بعضهم: الفرق بين الإحداد و التَّسلُّب، أنّ الإحداد على الزّوج و التَّسلُّب قد يكون على غير الزّوج.
فأمّا قولهم فرس سَلِيبٌ، فيقال إنَّه الطويل القوائم. و قال آخرون: هو الخفيف نَقل القوائم؛ يقال رجل سليب اليدين بالطَّعن، و ثورٌ سليب القرن بالطَّعن.
و هذا أجود القولَين و أقيسُهما؛ لأنَّه يسلب الطّعنَ استلابا.
سلت‏
السين و اللام و التاء أصل واحد، و هو جَلْفُ الشى‏ء عن الشى‏ء و قَشره. يقال سلتت المرأةُ خضابَها عن يدها. و منه سَلَتَ فلانٌ أنفَ فلانٍ بالسيف سَلْتاً، و ذلك إذا أخذه كلَّه. و الرّجُل أسْلَتُ. و يقال إنّ المرأة التى لا تتعهَّد الخضاب يقال لها السَّلْتَاء. و من الباب السُّلْت: ضربٌ من الشعير لا يكاد [يكون‏] له قشر، و العرب تسميّه العُرْيان.
سلج‏
السين و اللام و الجيم أصلٌ يدل على الابتلاع. يقال سلج‏
__________________________________________________
 (1) ديوان لبيد 50 طبع 1881، و اللسان (سلب).

93
معجم مقاييس اللغة3

سلج ص 93

الشى‏ء يسلَجُه، إذا ابتلعه سَلْجا و سَلَجاناً. و فى كلامهم: «الأخْذ سَلَجَانٌ و القَضَاءَ لِيَّانٌ». و من الباب: فلان يتسلَّج الشراب، أى يُلِحُّ فى شُرْبه.
سلح‏
السين و اللام و الحاء السلاح، و هو ما يُقاتَل به. و كان أبو عبيدة يفرِق بين السّلاح و الجُنة، فيقول: السلاح ما قُوتل به، و الجُنّة ما اتُّقى به، و يحتج بقوله:
حيثُ تَرى الخيلَ بالأبطال عابسة             يَنْهَضْن بالهندوانيّاتِ و الجُنَنِ «1»

فجعل الجُنَن غيْرَ السُّيوف «2». و الإسليح: شجرةٌ تغزُرُ عليها الإبل و قالت الأعرابية: «الإسليح «3»، رُغوَةٌ و سَريح، و سَنامٌ و إطريح».
سلخ‏
السين و اللام و الخاء أصلٌ واحد، و هو إخراج الشى‏ء عن جلده. ثم يُحْمَل عليه. و الأصل سلختُ جلدةَ الشاةِ سلخاً. و السِّلخ: جلد الحية تنسلخ. و يقال أسود سالخ لأنَّه يسلخ جلده كلَّ عام فيما يقال. و حكى بعضُهم سلختِ المرأة دِرْعَها: نزعَتْه. و من قياس الباب: سلخت الشَّهرَ، إذا صرتَ فى آخر يومه. و هذا مجاز. انسلخ الشهرُ، و انسلخ النَّهارُ من الليل المقْبِل.
و من الباب نخلة مِسلاخٌ، و هى التى تنثُر بُسرَها أخضر.
سلس‏
السين و اللام و السين يدلُّ على سهولة فى الشى‏ء. يقال هو سَهلٌ سَلِسٌ و السَّلْس: جنس من الخَرز، و لعلَّه سمِّى بذلك لسلاسته فى نَظْمه.
قال:
__________________________________________________
 (1) سبق البيت فى (1: 422).
 (2) فى الأصل: «عن السيوف».
 (3) فى اللسان: «قالت أعرابية، و قيل لها: ما شجرة أبيك؟ فقالت: شجرة أبى الإسليح».

94
معجم مقاييس اللغة3

سلس ص 94

و قلائدٌ مِن حُبْلَةٍ و سُلوسِ «1»

سلط
السين و اللام و الطاء أصلٌ واحد، و هو القوّة و القهر. من ذلك السَّلاطة، من التسلط و هو القَهْر، و لذلك سمِّى السُّلْطان سلطاناً. و السلطان:
الحُجَّة. و السَّليط من الرجال: الفصيح اللسان الذَّرِب. و السَّليطة: المرأة الصَّخَّابة.
و مما شذ عن الباب السَّلِيط: الزّيت بلغة أهل اليَمَن، و بلغة غيرهم دهن السِّمسِم.
سلع‏
السين و اللام و العين أصلٌ يدل على انصداع الشى‏ء و انفتاحه.
من ذلك السَّلْع؛ و هو شقٌّ فى الجبل كهيئة الصَّدْع، و الجمع سُلَوع. و يقال تَسَلَّع عَقِبُه، إذا تشقّقَ و تزَلَّع. و يقال سَلَعَ رأسه، إذا فَلَقَه. و السِّلعة: الشى‏ء المبِيع، و ذلك أنَّها ليست بِقُنْيَةٍ تُمْسك، فالأمر فيها واسعٌ. و السَّلَع: شجر.
سلغ‏
السين و اللام و الغين ليس بأصلٍ، لكنّه من باب الإبدال فسينُه مبْدَلة من صاد. يقال سَلغَت البقرةُ، إذا خرج نابُها، فهى سالغ. و يقولون لحمٌ أسلَغُ، إذا لم ينضج. و رجل أسلَغُ: شديد الحمرة.
سلف‏
السين و اللام و الفاء أصلٌ يدلُّ على تقدُّم و سبْق. من ذلك السلَف: الذين مضَوا. و القومُ السُّلّاف: المتقدِّمون. و السُّلَاف: السائل من عصير العنب قبل أن يُعصَر. و السُّلْفة: المعجَّل من الطَّعام قبل الغَدَاء.
__________________________________________________
 (1) سبق البيت و تخريجه فى (2: 132). و صدره:
و يزينها فى النحر حلى واضح.

 

95
معجم مقاييس اللغة3

سلف ص 95

و السّلوف: الناقة تكون فى أوائل الإبل إذا وَرَدَت. و من الباب السَّلَف فى البيع، و هو مالٌ يقدّم لما يُشترى نَساءً «1». و ناس يسمُّون القَرض السّلَف، و هو ذاك القياسُ لأنَّه شى‏ء يُقدَّم بعوض يتأخّر.
و من غير هذا القياس السِّلْف سِلْف الرّجال، و هما اللذان يتزوّج هذا أُخْتاً و هذا أُخْتاً. و هذا قياس السَّالفتين، و هما صفحتا العُنق، هذه بحذاء هذه.
و مما شذَّ عن البابين السَّلْف و هو الجراب. و يقال إنّ القلفة تسمَّى سَلْفا «2».
و منه أسْلفتُ الأرضَ للزَّرْع «3»، إِذا سوَّيتها. و ممكن أن يكون هذا من قياس الباب الأوّل؛ لأنه أمرٌ قد تقدّم فى إصلاحه.
سلق‏
السين و اللام و القاف فيه كلماتٌ متباينة لا تكاد تُجْمع منها كلمتانِ فى قياسٍ واحد؛ و ربُّك جلّ ثناؤُه يفعل ما يشاء، و يُنْطِق خَلْقه كيف أراد.
فالسَّلَق: المطمئنّ من الأرض. و السِّلْقَة: الذِّئبة. و سَلَقَ: صاح. و السَّلِيقة:
الطبيعة. و السَّليقة: أثَر النِّسع فى جنب البعير. و سَلُوقُ: بلدٌ. و التَّسلُّق على الحائط:
التَّوَرُّد عليه إلى الدار. و السّلِيق: ما تَحَاتَّ من الشجر. قال الراجز:
تَسمَعُ منها فى السَّليقِ الأشهبِ             مَعمعةً مثل الضِّرَام المُلْهَبِ «4»

و السُّلَاق: تقشُّر جِلد اللِّسان. و سَلَقْت المزَادةَ، إذا دهنْتَها. قال امرؤ القيس:
__________________________________________________
 (1) النساء، بالفتح: اسم من نسأت الشى‏ء: أخرته.
 (2) القلفة، بالضم و التحريك: غرلة الصبى. و السلف، كذا وردت فى الأصل و المجمل.
و فى اللسان (11: 61) أنها «السلفة» بالضم.
 (3) فى الأصل: «للذراع»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (4) الرجز بدون نسبة فى اللسان (سلق).

96
معجم مقاييس اللغة3

سلق ص 96

كأنّهما مزادتا متعجِّلٍ             فَرِيّانِ لَمَّا يُسلَقَا بدِهانِ «1»

و السَّلق: أن تُدخِل إحدى عُروتى الجُوالِق فى الأخرى، ثم تثنيَها مرّةً أخرى.
سلك‏
السين و اللام و الكاف أصلٌ يدل على نفوذ شى‏ءٍ فى شى‏ء.
يقال سلكت الطّريقَ أسلُكه. و سَلكت الشى‏ء فى الشى‏ء: أنفذْته. و الطَّعْنَة السُّلْكَى، إذا طعنَه تِلقاءَ وجهِه. و المسلَكَة: طُرَّةٌ تُشَقُّ من ناحية الثوب «2».
و إنَّما سمّيت بذلك لامتدادها. و هى كالسِّكَك.
و مما شذَّ عن الباب السُّلَكَة: الأنثى من ولد الحَجَل، و الذكر سُلَك،* و جمعه سِلْكانٌ. و اللَّه أعلم.
باب السين و الميم و ما يثلثهما
سمن‏
السين و الميم و النون أصلٌ يدل على خلاف الضُّمْر و الهزال من ذلك السِّمَن، يقال هو سمين. و السَّمْن من هذا.
و مما شذّ عن هذا الأصل كلامٌ يقال إن أهل اليمن يقولونه دونَ العرب، يقولونَ: سَمّنْتُ الشّى‏ءَ، إذا بَرّدْتَه. و التَّسْمين: التَّبْريد. و
يقال إنّ الحجّاج قُدِّمت إليه سمكة فقال للذى عمِلها: «سَمِّنْها».
يريد بَرِّدْها «3».
__________________________________________________
 (1) ديوان امرئ القيس 124 و اللسان (سلق).
 (2) فى المجمل: «من ناحيتى الثوب». و نص المقاييس يطابق نص القاموس. و هذه الكلمة «المسلكة» مما فات صاحب اللسان.
 (3) فى اللسان: «و التسمين: التبريد، طائفية. و فى حديث الحجاج أنه أتى بسمكة مشويه فقال للذى حملها: سمنها. فلم يدر ما يريد، فقال عنبسة بن سعيد: إنه يقول لك: بردها قليلا».

97
معجم مقاييس اللغة3

سمه ص 98

سمه‏
السين و الميم و الهاء أصلٌ يدل على حَيْرة و باطل. يقال سَمَه إذا دُهِش، و هو سَامِهٌ و قوم سمّهٌ. و يقولون: سَمَه البعيرُ، إذا لم يعرف الإِعياء «1».
و ذهبت إبُلهم السُّمَّهَى، إذا تفرَّقت. و السُّمَّهَى «2»: الباطل و الكذب. فأما قولُ رؤبة:
... جَرْىَ السُّمَّهِ «3»
سمو
السين و الميم و الواو أصلٌ يدل على العُلُوِّ. يقال سَمَوْت، إذا علوت. و سَمَا بصرُه: عَلا. و سَمَا لى شخصٌ: ارتفع حتّى استثبتُّه «4». و سما الفحلُ: سطا على شَوله سَماوَةً. و سَماوَةُ الهلال و كلِّ شى‏ءٍ: شخصُه، و الجمع سَماوٌ «5». و العرب تُسَمِّى السّحاب سماء، و المطرَ سماءَ، فإذا أريد به المطرُ جُمع على سُمِىّ. و السَّماءة: الشَّخص. و السماء: سقف البيت. و كلُّ عالٍ مطلٍّ سماء، حتَّى يقال لظهر الفرس سَماء. و يتَّسِعون حتَّى يسمُّوا النَّبات سماء. قال:
إذا نَزَل السّماءُ بأرضِ قومٍ             رعَيناهُ و إن كانوا غِضابا «6»

و يقولون: «ما زِلْنا نطأُ السَّماءَ حتَّى أتيناكم»، يريدون الكلأ و المطر
__________________________________________________
 (1) الإعياء: التعب. و فى الأصل: «الأحياء» صوابه فى المجمل و اللسان.
 (2) فى الأصل: «السهمى» فى هذا الموضع و سابقه، صوابها من المجمل. و يقال أيضا «السميهى» كخليطى.
 (3) فى الكلام نقص. و البيت بتمامه، كما فى ديوانه 165 و اللسان:
يا ليتنا و الدهر جرى السمه.

 (4) و كذا فى اللسان. لكن فى المجمل «استبنته».
 (5) فى الأصل: «سمو»، تحريف. و فى اللسان: «و الجمع من كل ذلك سماء و سماو».
 (6) البيت لمعود الحكماء معاوية بن مالك، كما فى اللسان.

98
معجم مقاييس اللغة3

سمو ص 98

و يقال إن أصل «اسمٍ» سِمْو، و هو من العلوّ، لأنَّه تنويهٌ و دَلالةٌ على المعنى.
سمت‏
السين و الميم و التاء أصلٌ يدل على نَهجٍ و قصدٍ و طريقةٍ.
يقال سَمَتَ، إذا أخذ النَّهْج. و كان بعضُهم يقول: السَّمْت: السّير بالظنّ و الحَدْس.
و هو قول القائل:
ليس بها ربعٌ لِسَمْتِ السَّامِت‏
و يقال إن فلاناً لَحَسنُ السَّمْتِ، إذا كان مستقيمَ الطريقة متحرِّياً لفعل الخَير.
و الفعل منه سَمَت. و يقال سَمَت سَمْتَه، إذا قصد قصده.
سمج‏
السين و الميم و الجيم أصلٌ يدل على خلاف الحُسن. يقال هو سَمِجٌ و سَمْجٌ «1»، و الجمع سِمَاجٌ و سَمَاجَى. و من الباب السَّمْج من الألبان، و هو الخبيث الطَّعْم.
سمح‏
السين و الميم و الحاء أصلٌ يدل على سَلاسةٍ و سُهولة. يقال سَمَح له بالشى‏ء. و رجل سَمْحٌ، أى جواد، و قومٌ سُمَحاء و مَسامِيح. و يقال سَمَّح فى سيره، إذا أسرع. قال:
سَمَّحَ و اجتابَ فلاةً قِيَّا «2»
و من الباب: المُسامَحة فى الطِّعان و الضَّرب، إِذا كان على مُساهَلة. و يقال رُمْحٌ مسَمَّحٌ: قد ثُقِّف حتَّى لانَ.
__________________________________________________
 (1) و سميج أيضا.
 (2) فى اللسان (3: 320): «بلادا قيا».

99
معجم مقاييس اللغة3

سمخ ص 100

سمخ‏
السين و الميم و الخاء ليس أصلًا؛ لأنّه من باب الإبدال.
و السين فيه مبدلة من صاد. و السِّمَاخ فى الأذن: مَدْخَله. و يقال سَمَخْت فلاناً:
ضربت سِمَاخَه. و قد سَمَخنِى بشدَّة صوتِه.
سمد
السين و الميم و الدال أصلٌ يدل على مضىٍّ قُدُما من غير تعريج. يقال سمَدت الإِبلُ فى سيرها، إذا جَدّتْ «1» و مَضت على رءوسها.
و قال الراجز:
سَوَامِدُ الليل خفافُ الأزوادْ «2»
قول: ليس فى بطونها عَلَف. و من الباب السُّمود الذى هو اللّهو. و السّامد هو اللاهى. و منه قوله جلّ و علا: وَ أَنْتُمْ سامِدُونَ‏
 أى لاهون: و هو قياس الباب؛ لأنّ اللاهى يمضى فى أمْره غير معرِّج و لا متمكِّث. و ينشدون:
قيل قُمْ فانظر إليهم             ثمّ دَعْ عنك السُّمودا «3»

فأمَّا قولهم سَمَّد رأسه، إذا استأصل شَعره، فذلك من باب الإبدال؛ لأن أصله الباء، و قد ذكر.
سمر
السين و الميم و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خلاف البياض فى اللون. من ذلك السُّمْرة من الألوان، و أصله قولهم «لا آتيك السَّمَر و القَمَر»، فالقَمر: القمر. و السَّمَر: سواد الليل، و من ذلك سمِّيت السُّمْرَة. فأمّا السَّامر
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «أخذت»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (2) البيت فى المجمل مضبوطا بهذا الضبط.
 (3) البيت فى اللسان بدون نسبة.

100
معجم مقاييس اللغة3

سمر ص 100

فالقوم* يَسْمُرُون. و السامر: المكان الذى يجتمعون فيه للسَّمَر. قال:
و سامِرٍ طال لهم فيه السَّمَرْ «1»
و السَّمراء: الحِنطة، للَونها. و الأسمر: الرُّمح. و الأسمر: الماء. فأما السَّمَار فالّلبَن الرقيق، و سمِّى بذلك لأنّه إذا كان [كذلك كان‏] متغيِّر اللون. و السَّمُر:
ضربٌ من شجر الطَّلْح، واحدته سَمُرة، و يمكن أن يكون سمِّى بذلك للونه.
و السَّمار: مكان فى قوله:
لَئنْ وَردَ السَّمَارَ لنَقْتُلَنْه             فلا و أبيكِ ما وَرَدَ السَّمَارا «2»

سمط
السين و الميم و الطاء أصلٌ يدلُّ على ضمّ شى‏ء إلى شى‏ء و شدِّه به. فالسَّميط: الآجُرُّ القائم بعضُه فوقَ بعض. و السِّمْط: القِلادة، لأنَّها منظومةٌ مجموعٌ بعضُها إلى بعض. و يقال سَمَّط الشى‏ء على مَعَاليق السَّرْج.
و يقال خُذْ حقَّك مُسَمَّطاً، أى خُذْه و علِّقْه على مَعاليق رَحْلك. فأما الشِّعْر المُسَمَّط، فالذى يكون فى سطر البيت «3» أبياتٌ مسموطة تجمعها قافيةٌ مخالفة مُسمَّطة ملازمة للقصيدة. و أما اللبن السَّامط، و هو الحامض، فليس من الباب؛ لأنَّه من باب الإِبدال، و السين مبدلة من خاء.
__________________________________________________
 (1) و كذا وردت روايته فى المجمل. و فى اللسان (6: 43):
و سامر طال فيه اللهو و السمر.

 (2) لعمرو بن أحمر الباهلى، كما فى اللسان (6: 46).
 (3) و كذا فى المجمل. و فى اللسان: «صدر البيت».

101
معجم مقاييس اللغة3

سمع ص 102

سمع‏
السين و الميم و العين أصلٌ واحد، و هو إيناسُ الشى‏ء بالأُذُن، من النّاس و كلِّ ذى أُذُن. تقول: سَمِعْت الشى‏ء سَمْعاً. و السَّمع: الذُكْر الجميل.
يقال قد ذَهَب سَمِعْهُ فى الناس، أى صِيته. و يقال سَمَاعِ بمعنى استمِعْ. و يقال سَمَّعْتُ بالشى‏ء، إذا أشعتَه ليُتَكلَّم به. و المُسْمِعَة: المُغَنِّيَة. و المِسْمَع: كالأذن للغَرْب، و هى عُروةٌ تكون فى وسط الغَرْبِ يُجعَل فيها حبلٌ ليعدل الدّلو: قال الشاعر:
و نَعدِل ذا المَيْل إن رامَنا             كما عُدِل الغَربُ بالمِسمعِ «1»

و مما شذّ عن الباب السِّمْع: ولد الذّئب من الضّبُع.
سمق‏
السين و الميم و القاف فيه كلمة. و لعلَّ القاف أن تكون مبدلة من الكاف. سَمَق، إذا عَلَا.
سمك‏
السين و الميم و الكاف أصلٌ واحد يدلُّ على العُلُوِّ. يقال سَمَك، إذا ارتفع. و المسموكات: السماوات. و يقال سَمَك فى الدَّرَج. و اسمُكْ، أى اعْلُ. و سَنامٌ سامك، أى عالٍ. و المِسْماك: ما سَمَكْتَ به البيتَ. قال ذو الرمة:
كأنَّ رجلَيْهِ مِسما كانِ مِن عشَرٍ             سَقْبَانِ لم يتقشَّرْ عنهما النَّجَبُ «2»

و السِّماك: نجم. و مما شذّ عن الباب و باين الأصل: السَّمَك.
سمل‏
السين و الميم و اللام أصلٌ يدلُّ على ضعفٍ و قلّة. من ذلك السَّمَل، و هو الثَّوْب الخَلَق. و منه السَّمَل: الماء القليل يَبقى فى الحوض، و جمعه‏
__________________________________________________
 (1) البيت لعبد اللَّه بن أوفى، كما فى اللسان (سمع).
 (2) ديوان ذى الرمة 28 و اللسان (سقب، سمك).

102
معجم مقاييس اللغة3

سمل ص 102

أسمال. و سَمَّلت «1» البئر: نقَّيتها. و أما الإسمال، و هو الإصلاح بين النَّاس، فمن هذه الكلمة الأخيرة، كأنه نَقَّى ما بينهم من العَداوة. و اللَّه تعالى أعلم.
باب السين و النون و ما يثلثهما
سنه‏
السين و النون و الهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على زمانٍ. فالسَّنَة معروفة، و قد سقطت منها هاء. ألا ترى أنّك تقول سُنيْهَة. و يقال سَنَهَتِ النخلةُ، إذا أتت عليها الأعوام «2». و قوله جل ذكره: فَانْظُرْ إِلى‏ طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ‏
، أى لم يصر كالشى‏ء الذى تأتى عليه السنُون فتغيِّره. و النَّخْلة السَّنْهاء «3».
سنى‏
السين و النون و الحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على سقْى، و فيه ما يدل على العلوّ و الارتفاع. يقال سَنَتِ النَّاقةُ، إذا سقت الأرض، تسنُو، و هى السّانِيَة. و السّحابةُ تسنُو الأرضَ. و القوم يَسْتَنُون «4» لأنفسهم إذا استَقَوا.
و من الباب سانيت الرَّجُلَ، إذا راضيتَه، أُسانيه؛ كأن الوُدَّ قد كان ذَوَى و يَبِس، كما جاء
فى الحديث: «بُلُّوا أرحامَكم و لو بالسَّلام».
و أمّا الذى يدلُّ على الرِّفعة فالسَّناء ممدود، و كذلك إِذا قصرته دلَّ على الرفعة،
__________________________________________________
 (1) يقال بالتخفيف و التشديد.
 (2) و كذلك تسنهت.
 (3) لم يصرح بتفسيرها. و السنهاء: التى أصابتها السنة المجدبة:
 (4) فى المجمل: «يسنون». و فى اللسان: «و القوم يسنون لأنفسهم، إذا استقوا. و يستنون، إذا سنوا لأنفسهم».

103
معجم مقاييس اللغة3

سنى ص 103

إلّا أنّه لشى‏ءٍ مخصوص،* و هو الضَّوْء. قال اللَّه جلّ ثناؤُه: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ.
سنب‏
السين و النون و الباء كلمتان متباينتان. فالسَّنْبَةُ: الطائفة من الدَّهر. و الكلمة الأخرى السَّنِب، و هو الفرس الواسع الجَرى.
سنت‏
السين و النون و التاء ليس أصلًا يتفرّع منه، لكنّهم يقولون السَّنُوت «1»، فقال قوم: هو العسل، و قال آخرون: هو الكَمُّون.
قال الشاعر:
هم السَّمْن و السَّنُّوتُ لا أَلْسَ فيهمُ             و هُمْ يمنَعون جارهُمْ أن يُقَرَّدا «2»

سنج‏
السين و النون و الجيم فيه كلمة. و يقولون: إن السِّناج أثرُ دُخَان السِّرَاج فى الحائط.
سنح‏
السين و النون و الحاء أصلٌ واحد يُحمَل على ظهور الشى‏ء من مكانٍ بعينه، و إن كان مختلَفاً فيه. فالسّانح: ما أتاك عن يمينك من طائرٍ أو غيره، يقال سَنَحَ سُنُوحاً. و السانح و السَّنيح واحد. قال ذو الرمة:
ذكَرْتُكِ أنْ مرت بنا أمُّ شادن             أمام المطايا تشرئبُّ و تسنَحُ «3»

ثم استُعير هذا فقيل: سنح لى رأىٌ فى كذا، أى عَرَض.
__________________________________________________
 (1) و فيه لعة أخرى: «سنوت» كسنور.
 (2) البيت للحصين بن القعقاع، كما فى اللسان (سنت، قرد)، و روايته فى (سنت، قرد، ألس): «هم السمن بالسنوت».
 (3) ديوان ذى الرمة 79 برواية: «إذ مرت».

104
معجم مقاييس اللغة3

سنخ ص 105

سنخ‏
السين و النون و الخاء أصلٌ واحد يدلُّ على أصل الشى‏ء.
فالسِّنْخ: الأصل و أسنَاخُ «1» الثنايا: أصولُها. و يقال سَنَخ الرجل فى العِلم سُنوخاً أى علِمَ أصولَه. فأمّا قولهم سَنِخَ الدُّهن، إذا تغيَّر، فليس بشى‏ء.
سند
السين و النون و الدال أصلٌ واحد يدلُّ على انضمام الشى‏ء إلى الشى‏ء. يقال سَنَدتُ إلى الشى‏ء أسْنُدُ سنوداً، و استندت استناداً. و أسندتُ غيرى إسناداً. و السِّناد: النّاقة القويّة، كأنّها أُسنِدت من ظهرها إلى شى‏ءٍ قوىّ.
و المُسْنَدُ: الدهر؛ لأن بعضَه متضامّ. و فلان سَنَدٌ، أى معتمَدٌ. و السَّنَد: ما أقبل عليك من الجبل، و ذلك إذا علا عن السَّفْح. و الإِسناد فى الحديث: أن يُسْنَد إِلى قائله، و هو ذلك القياس. فأمّا السِّناد الذى فى الشعر فيقال إِنّهُ اختلافُ حركتى الرِّدفين. قال أبو عبيدة: و ذلك كقوله:
كأنّ عيونَهن عيونُ عِينِ «2»
ثم قال:
و أصبح رأسُه مثل اللُّجَيْنِ «3»

و هذا مشتق من قولهم: خرج القوم متسانِدين، إذا كانوا على راياتٍ شتى.
و هذا من الباب؛ لأنّ كلَّ واحدةٍ من الجماعة قد ساندت رايةً.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل و المجمل. «سناخ» صوابه، من اللسان و الجمهرة.
 (2) البيت لعبيد بن الأبرص فى ديوانه 45 و اللسان (سند). و صدره:
فقد ألج الخباء على جوار.

 (3) صواب إنشاد البيت بتمامه:
فإن يك فاتنى أسفا شبابى             و أضحى الرأس منى كاللجين‏
لكن كذا ورد إنشاده فى المجمل و المقاييس و الصحاح. و يروى: «كاللجين» بفتح اللام، و هو ورق الشجر يخبط، فهو لونان: رطب و يابس.

105
معجم مقاييس اللغة3

سنط ص 106

سنط
السين و النون و الطاء ليس بشى‏ء إلّا السِّناط، و هو الذى لا لِحْيَة له.
سنع‏
السين و النون و العين إن كان صحيحاً فهو يدلُّ على جَمَالٍ و خيرٍ و رِفعة. يقال شرفٌ أسنعُ، أى عالٍ مرتفع. و امرأة سنيعة: أى جميلة.
سنف‏
السين و النون و الفاء أصلٌ بدلُّ على شدّ شى‏ءٍ، أو تعليق شى‏ءٍ على شى‏ء. فالسِّنَاف: خيط يُشدّ من حَقِو البعير إلى تصديره ثم يشدُّ فى عنقه. قال الخليل: السِّنَاف للبعير مثل اللّبَبِ للدابّة. بعيرٌ مِسْناف، و ذلك إذا أُخّر الرجل فجعل له سناف. يقال أسنفت [البعير «1»]، إذا شددتَه بالسِّناف.
و يقال أسنَفوا أمرَهم، أى أحكَموه. و يقال فى المثل لمن يتحيّر فى أمره: «قد عَىَّ بالأسناف». قال:
إذا مَا عَىَّ بالأسناف قومٌ             من الأمر المشبَّه أن يكوُنا «2»

و حكى بعضهم: سَنَفْتُ البعير، مثل أسنفْت. و أبى الأصمعىُّ إلّا أسنفت.
و أما السِّنْف فهو وِعاء ثَمَر المَرْخِ يشبه آذانَ الخيل. و هو من الباب؛ لأنه مُعلَّق على شجرة. و قال أبو عمرو: السِّنْف: الورقة. قال ابن مُقبل:
تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ فى جَعبةٍ صِفْرِ «3»
__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل.
 (2) لعمرو بن كلثوم فى معلقته و اللسان.
 (3) صدره كما فى اللسان (سنف):
تقلقل من ضغم اللجام لهاتها.

 

106
معجم مقاييس اللغة3

سنق ص 107

سنق‏
السين و النون و القاف فيه كلمةٌ واحدة، و هى السَّنَق، و هو كالبَشَم. يقال شرِب الفَصيل حتى سَنِق. و كذلك الفرس، من العلَف. و هو كالتُّخَم فى الناس.
سنم‏
السين و النون و الميم أصلٌ واحد، يدلُّ على العلوّ و الارتفاع.
فالسَّنَام معروف. و تسنَّمت: علَوت. و ناقة سَنِمَةٌ: عظيمة السَّنام. و أسنمتُ النارَ: أعلَيْتُ لهبَها. و أَسْنُمَةُ: موضع.
باب السين و الهاء و ما يثلثهما
سهو
السين و الهاء و الواو معظم الباب [يدلّ‏] على الغفلة و السُّكون فالسَّهْو: الغفلة، يقال سَهَوْت فى الصلاة أسهو سَهْواً. و من الباب المساهاة: حُسْن المخالَقَة، كأن الإنسانَ يسهو عن زَلَّةٍ إن كانت من غيره.
و السَّهْو: السُّكون. يقال جاء سَهْواً رَهْواً.
و مما شذّ عن هذا الباب [السَّهْوَة «1»]، و هى كالصُّفّة تكون أمامَ البيت.
و ممّا يبعُد عن هذا و عن قياس الباب: قولهم حملت المرأةُ ولدَها سَهْواً، أى على حَيْضٍ. فأمَّا السُّهَا فمحتمل أن يكون من الباب الأول؛ لأنَّه خفىٌّ جدًّا فيُسهَى عن رؤيته.
سهب‏
السين و الهاء و الباء أصلٌ يدل على الاتّساع فى الشى‏ء.
و الأصل السَّهْب، و هى الفَلاة الواسعة. ثم يسمَّى الفرس الواسعُ الجرىِ سَهْباً.
__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل.

107
معجم مقاييس اللغة3

سهب ص 107

و يقال بئر سَهْبةٌ، أى بعيدة القعر. و يقال حفر القوم فأسهبوا، أى بلغوا الرَّمْل.
و إذا كان كذا كان أكثر للماء و أوسعَ له. و يقال للرّجُل الكثيرِ الكلام مُسْهَب، بفتح الهاء. كذا جاء عن العرب أسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، و هو نادر «1».
سهج‏
السين و الهاء و الجيم أصلٌ يدلُّ على دوامٍ فى شى‏ء. يقال سَهَجَ القوم لَيْلتَهم، أى ساروا سيراً دائماً. ثمَّ يقال سَهَجَت الرِّيحُ، إذا دامت.
و هى سَيْهَجٌ و سَيْهُوجٌ. و مَسْهَجُها: مَمرُّها.
سهد
السين و الهاء و الدال كلمتانِ متباينتان تدلُّ إحداهما على خلاف النّوم، و الأخرى على السكون.
فالأولى السُّهاد، و هو قِلَّة النّوم. و رجل سُهُدٌ، إذا كان قليلَ النّوم. قال:
فأتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مبطَّناً             سُهُداً إذا ما نامَ ليلُ الهَوْجَلِ «2»

و سَهَّدْتُ فلاناً، إِذا أطرتَ نومَه.
و الكلمة الأخرى قولُهم شى‏ءٌ سَهْدٌ مَهْد، أى ساكن «3» لا يُعَنِّى. و يقال ما رأيت من فلان سَهْدَةً، أى أمراً أعتمد عليه من خبر أو كلام، أو أسكُن إليه.
سهر
السين و الهاء و الراء معظم بابه الأرَق، و هو ذَهاب النوم.
يقال سَهَرَ يَسْهَرُ سَهَراً. و يقال للأرض: السّاهرة، سمِّيت بذلك لأن عملها
__________________________________________________
 (1) يقال أيضا «مسهب» بكسر الهاء. و قيل بفتحها للإكثار من الخطأ، و بكسرها للإكثار من الصواب.
 (2) البيت لأبى كبير الهذلى، كما فى اللسان (سهد)، و سيعيده فى (هجل). و قصيدته فى نسخة الشنقيطى من الهذليين 61.
 (3) فى الأصل: «ساكت»، تحريف. و فى المجمل و اللسان: «أى حسن».

108
معجم مقاييس اللغة3

سهر ص 108

فى النَّبت دائماً ليلًا و نهاراً. و لذلك‏
يقال: «خَير المالِ عينٌ خَرّارة، فى أرض خوَّارة، تَسْهَرُ إذا نِمتَ، و تشهَد إِذا غِبْتَ».
و قال أميّة بن أبى الصلت:
و فيها لَحْمُ ساهرةٍ و بحرٍ             و ما فاهُوا بِهِ لهمُ مقيم «1»

و قال آخَر، و ذكر حَميرَ وحْش:
يرتَدْنَ ساهرةً كأنَّ عميمَها             و جَمِيمَها أسدافُ ليلٍ مظلمِ «2»

ثم صارت السّاهرةُ اسماً لكلِّ أرض. قال اللَّه جلّ جلالُه: فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ. فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ
. و الأسهران: عِرقان فى الأنف من باطن، إِذا اغتلم الحِمارُ سالا ماءً. قال الشمّاخ:
تُوائِلُ من مِصَكٍ أنْصَبَتْهُ             حوالبُ أسهريهِ بالذَّنِينِ «3»

و كأنّما سمِّيتا بذلك لأنّهما يسيلان ليلًا كما يسيلان نهاراً. و يروى «أسهرته». و يقال رجلٌ سُهَرَةٌ: قليل النّوم. و أمّا السَّاهور فقال قوم: هو غلاف القمر؛ و يقال هو القمر. و أىَّ ذلك كان فهو من الباب؛ لأنّه يسبح فى الفَلَك دائباً، ليلًا و نهارا.
سهف‏
السين و الهاء و الفاء تقلّ فروعه. و يقولون إنّ السَّهَف «4»:
تشحُّط القتيلِ فى دمِه و اضطرابُه. و يقال إِن السُّهَاف: العطش.
__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (سهر) بدون نسبة.
 (2) البيت لأبى كبير الهذلى، كما فى اللسان (سهر)، و قصيدته فى نسخة الشنقيطى من الهذليين.
 (3) ديوان الشماخ 93. و قد سبق فى (2: 348).
 (4) ضبط فى الأصل و المجمل بفتح الهاء، و فى اللسان و القاموس بسكونها.

109
معجم مقاييس اللغة3

سهق ص 110

سهق‏
السين و الهاء و القاف أصلٌ يدلُّ على طول و امتداد. و هو صحيح. فالسَّهْوَق: الرَّجُل الطويل. و السَّهْوق الكذَّابُ، و سُمِّى بذلك لأنه يغلو فى الأمر و يزيدُ فى الحديث. و السهوق من الرياح: التى تَنسِج العَجَاج.
* و السَّهْوق: الرّيّان من سُوق الشَّجر؛ لأنّه إِذا رَوِىَ طال.
سهك‏
السين و الهاء و الكاف أصلان: أحدهما يدلُّ على قَشْر و دقّ، و الآخر على الرّائحة الكريهة.
فالأوّل قولُهم: سَهَكَت الرِّيحُ التّرابَ، و ذلك إذا قشَرتْه عن الأرض.
و المَسْهَكَة: الذى يشتدّ مرُّ الرّيح عليه: و يقال سهَكْتُ الشّى‏ءَ، إِذا قشرتَه، و هو دونَ السَّحق. و سَهَكت الدّوابُّ، إذا جرت جرياً خفيفاً. و فَرَسٌ مِسْهَكٌ، أى سريع. و إِنما قيل لأنّه يسهَك الأرضَ بقوائمه.
و الأصل الثانى السَّهَك، قال قوم: هو رائحة السمك من اليَد. و يقال بل السَّهَك: ريحٌ كريهة يجدُها الإنسان إذا عَرِق. و من هذا الباب السَّهَك: صدأ الحديد. و منه أيضاً قولهم: بعينِه ساهكٌ، أى عائرٌ من الرّمَد. قال الشاعر فى السَّهَك:
سَهكِينَ مِن صدأ الحديدِ كأنّهم             تحت السَّنَوَّرِ جِنّةُ البَقَّارِ «1»

سهل‏
السين و الهاء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ على لينٍ و خلافِ‏
__________________________________________________
 (1) البيت للنابغة فى ديوانه 35 و اللسان (سهك)، و سبق تخريجه فى مادة (بقر).

110
معجم مقاييس اللغة3

سهل ص 110

حُزونة. و السَّهْل: خلاف الحَزْن. و يقال النّسبةُ إلى الأرض السَّهلة سُهْلىٌّ.
و يقال أسْهَلَ القومُ، إذا ركبوا السّهل. و نهرٌ سَهِلٌ: فيه سِهْلَةٌ، و هو رملٌ ليس بالدُّفَاق. و سُهَيْلٌ: نجم.
سهم‏
السين و الهاء و الميم أصلان: أحدهما يدلُّ على تغيُّرٍ فى لون، و الآخرُ على حظٍّ و نصيبٍ و شى‏ءٍ من أشياء.
فالسُّهْمَة: النَّصيب. و يقال أَسهَم الرّجُلانِ، إذا اقْترعا، و ذلك من السُّهْمَة و النّصيبِ، أن يفُوز «1» كلُّ واحد منهما بما يصيبه. قال اللَّه تعالى: فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ‏
. ثمّ حمل على ذلك فسُمِّى السّهمُ الواحد من السِّهام، كأنّه نصيبٌ من أنصباءَ و حظٌّ من حظوظ. و السُّهْمَة: القرابة؛ و هو من ذاك؛ لأنّها حَظٌّ من اتّصال الرحم. و قولهم بُرْدٌ مسهَّم، أى مخطّط، و إنّما سمِّى بذلك لأنّ كلَّ خَطٍّ منه يشبّه بسهم.
و أمّا الأصلُ الآخَر فقولهم: سَهَمُ وجْهُ الرّجلِ «2»، إِذا تغيَّر يَسْهَمُ، و ذلك مشتقٌّ من السُّهَام، و هو ما يصيب الإنسانَ من وَهَج الصّيف حتى يتغيَّرَ لونُه.
يقال سهمَ الرَّجُل، إذا أصابَه السُّهَام. و السُّهَام أيضاً: داءٌ يصيب الإِبل كالعُطَاش. و يقال إبلٌ سواهِمُ، إذا غيَّرها السّفَر «3». و اللَّه أعلم.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «يقول».
 (2) يقال سهم من بابى فتح و ظرف، و سهم بهيئة المبنى للمفعول.
 (3) فى الأصل: «غمرها»، صوابه من المجمل.

111
معجم مقاييس اللغة3

باب السين و الواو و ما يثلثهما ص 112

باب السين و الواو و ما يثلثهما
سوى‏
السين و الواو و الياء أصلٌ يدلُّ على استقامةٍ و اعتدالٍ بين شيئين. يقال هذا لا يساوى كذا، أى لا يعادله. و فلانٌ و فلانٌ على سَوِيّةٍ من هذا الأمر، أى سواءٍ. و مكان سُوًى، أى مَعْلَمٌ قد عَلِم القومُ الدّخولَ فيه و الخروج منه. و يقال أسْوَى الرّجلُ، إذا كان خَلَفُه و ولدُه سَويًّا.
و حدثنا على بن إبراهيم القَطّان، عن على بن عبد العزيز، عن أبى عُبيد، عن الكسائىّ قال: يقال كيف أمسيتم؟ فيقال: مستَوُون صالحون. يريدون أولادُنا و ماشيتُنا سَوِيّةٌ صالحة.
و من الباب السِّىُّ: الفضاء من الأرض، فى قول القائل «1»:
كأنَّ نَعَامَ السِّىِّ باضَ عليهمُ «2»
و السِّىّ: المِثْل. و قولهم سِيّانِ، أى مِثلان.
و من ذلك قولهم: لا سيّما، أى لا مثلَ ما. هُو من السِّين و الواو و الياء، كما يقال و لا سَواء. و الدّليل على أن السّىَّ المِثل قولُ الحطيئة:
فإيّاكم و حَيَّةَ بطنِ وادٍ             هَمُوزَ النّابِ لكم بسِىِّ «3»

و من الباب السَّواء: وسَط الدَّارِ و غيرِها، و سمِّى بذلك لاستوائه. قال اللَّه جل ثناؤه: فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ‏.
__________________________________________________
 (1) هو زيد الخيل كما فى الحيوان (4: 339) و الشعر و الشعراء فى أثناء ترجمة الأعشى، و نقد الشعر 39. و روى أيضا من قصيدة لمعقر البارقى فى الأغانى (10: 44).
 (2) عجزه:
فأحداقهم تحت الحديد خوازر.

 (3) ديوان الحطيئة 69 و اللسان (سوا).

112
معجم مقاييس اللغة3

سوى ص 112

و أمّا قولُهم: هذا سِوى ذلك، أى غيرُه، فهو من الباب؛ لأنّه إذا كان سِواه فهما كلُّ واحدٍ منهما فى حَيِّزِه على سواء. و الدّليل على ذلك مدُّهم السِّواء بمعنى سِوى* قال الأعشى:
و ما عدلَتْ من أهلِها لِسوائكا «1»
و يقال قصدتُ سِوَى فلانٍ: كما يقال قصدت قصده. و أنشد الفراء:
فلَأصْرٍفَنّ سِوَى حُذيفة مِدْحتى             لِفَتى العَشىِّ و فارسِ الأجرافِ «2»

سوء
فأمّا السين و الواو و الهمزة فليست من ذلك، إنما هى من باب القُبح. تقول رجلٌ أسوَأُ، أى قبيحٌ، و امرأةٌ سَوآء، أى قبيحة.
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «سوْآءُ «3» وَلودٌ خيرٌ مِن حسناءَ عقيم».
و لذلك سمّيت السَّيِّئة سيّئة. و سمِّيت النار سُوأى، لقُبْح منظرها. قال اللَّه تعالى: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى‏
. و قال أبو زُبَيْد:
لم يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيم و حُقَّتْ             يا لَقومِى للسَّوأة السَّوآءِ «4»

سوح‏
السين و الواو و الحاء كلمةٌ واحدة. يقال ساحة الدار، و جمعها ساحات و سُوح.
__________________________________________________
 (1) ديوان الأعشى 66. و قد سبق تخريجه فى (جنف). و صدره:
تجانف عن جل اليمامة ناقتى.

 (2) فى اللسان (19: 143): «فارس الأحزاب»، تحريف. و البيت من أبيات فائية فى الأغانى (14: 127) منسوبة إلى رجل من بنى الحارث بن الخزرج، أو إلى حسان بن ثابت.
و انظر تنبيه البكرى على الأمالى 67.
 (3) و يروى أيضا: «سوداء».
 (4) البيت فى اللسان (سوأ).
                       

113
معجم مقاييس اللغة3

سوخ ص 114

سوخ‏
السين و الواو و الخاء كلمةٌ واحدة. يقال ساخت قوائمة فى الأرض تسوخ. و يقال مُطِرْنا حتى صارت الأرض سُوَّاخَى، على فُعَّالَى، و ذلك إذا كثرت رٍزاغُ المطر. و إِذا كانت كذا ساخت قوائمُ المارّة فيها.
سود
السين و الواو و الدال أصلٌ واحد، و هو خلاف البياضِ فى اللون، ثم يحمل عليه و يشتقّ منه. فالسَّواد فى اللَّون معروف. و عند قومٍ أن كلَّ شى‏ءٍ خالف البياضَ، أىَّ لونٍ كان، فهو فى حيّز السواد. يقال: اسودّ الشى‏ء و اسوادَّ. و سوادُ كلِّ شى‏ءٍ: شخصه. و السِّواد: السِّرار؛ يقال ساوده مساودةً و سِواداً، إذا سارّه. قال أبو عبيد: و هو من إدناء سَوادِك من سَواده، و هو الشَّخص.
قال:
مَن يكنْ فى السِّواد و الدادِ و الإعْرامِ             زِيراً فإِنّنى غيرُ زيرِ «1»

و الأساود: جمع الأسود، و هى الحيّات. فأما
قول أبى ذَرّ رحمة اللَّه عليه:
 «و هذه الأساودُ حولى».
فإنما أراد شخص آلاتٍ كانت عنده؛ [و ما حولَه «2»] إلا مِطهرةٌ و إِجّانةٌ و جَفْنة. و السَّواد: العدد الكثير، و سمِّى بذلك لأن الأرض تسوادُّ له.
فأمّا السِّيادة فقال قوم: السيِّد: الحليم. و أنكر ناسٌ أن يكون هذا من الحِلم، و قالوا: إِنّما سمِّى سيّداً لأنّ الناس يلتجِئون إِلى سَواده. و هذا أقيس من الأوَّل و أصحّ. و يقال فلانٌ أسوَد من فلانٍ، أى أَعْلَى سيادةً منه. و الأسودان: التَّمر
__________________________________________________
 (1) سبق البيت فى مادة (زير).
 (2) التكملة من اللسان. و فى المجمل «من» بدل «إلا».

114
معجم مقاييس اللغة3

سود ص 114

و الماء. و قالوا: سَوَاد القَلب و سُوَيداؤُه، و هى حَبّته. و يقال ساوَدَنى فلانٌ فسُدْته، من سَوَاد اللون و السّؤدُد جميعا. و القياسُ فى الباب كلِّه واحد.
سور
السين و الواو و الراء أصلٌ واحد يدلُّ على علوٍّ و ارتفاع.
من ذلك سَار يَسُور، إِذا غضب و ثار. و إِنّ لغضبِهِ لَسَورةً. و السُّور: جمع سُورة، و هى كلُّ منزلةٍ من البناء. قال:
و رُبَّ ذِى سُرادقٍ محجورِ             سُرْتُ إليه فى أعالى السُّورِ «1»

فأمَّا قولُ الآخر «2»:
و شاربٍ مُرْبحٍ فى الكأسِ نادَمَنى             لا بالحَصُور و لا فيها بسَوَّارِ

فإِنّه يريد أنّه ليس بمتغضّب. و كان بعضهم يقول: هو الذى يَسُور الشَّرابُ فى رأسِه سريعا. و أما سِوار المرأة، و الأُسوار «3» من أساورة الفُرس و هم القادة، فأُراهما غيرَ عربييَّن. و سَورة الخمر: حِدّتُها و غلَيانها.
سوط
السين و الواو و الطاء أصلٌ يدلُّ على مخالطة الشّى‏ءِ الشى‏ءَ.
يقال سُطت الشّى‏ءَ: خلطتُ بعضَه ببعض. و سَوَّط فلانٌ أمرَه تسويطا، إذا خلَطَه. قال الشّاعر:
فَسُطْها ذَميمَ الرّأىِ غيرَ موفَّقٍ             فلستَ على تسويطها بمُعان «4»

__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (6: 55).
 (2) هو الأخطل. دينوله 116. و قد سبق فى (2: 73).
 (3) ضبط فى الأصل و المجمل بكسر الهمزة، و يقال أيضا بضمِها.
 (4) البيت فى المجمل و اللسان (سوط).

115
معجم مقاييس اللغة3

سوط ص 115

و من الباب السَّوط، لأنّه يُخالِط الجِلدة؛ يقال سُطْتُه بالسَّوط: ضربتُه.
و أمَّا قولهم فى تسمية النَّصيب سوَطاً فهو من هذا. قال اللَّه جل ثناؤه: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ‏، أى نَصيباً من العذاب‏
سوع‏
السين و الواو و العين يدلُّ على استمرار الشّى‏ء و مُضيِّه.
من ذلك السّاعة سمِّيت بذلك. يقال جاءنا بعد سَوْعٍ من الليل و سُوَاعٍ، أى بعد هَدْءِ منه. و ذلك أنَّه شى‏ءٌ يمضى و يستمرّ. و من ذلك قولهم عاملته مُساوعةً، كما يقال مياوَمة، و ذلك من السّاعة. و يقال أسَعْتُ الإبلَ إساعةً، و ذلك إذا أهملتَها حتَّى تمرَّ على وجهها. و ساعت فهى تَسُوع. و منه يقال هو ضائع سائِع. و ناقة مِسياعٌ، و هى التى تذهب فى المرعى. و السِّياع: الطِّين فيه التِّبن.
سوغ‏
السين و الواو و الغين أصلٌ يدلُّ على سهولة الشى‏ء و استمراره فى الحلق خاصّة، ثم يحمل على ذلك. يقال ساغ الشّرابُ فى الحَلْق سَوغاً و أساغَ اللَّهُ جلّ جلالُه. و من المشتقّ منه قولُهم: أصاب فلانٌ كذا فسوَّغْتُه إياه. و أمَّا قولهم هذا سَوْغُ هذا، أى مثله، فيجوز أن يكون من هذا، أى إنَّه يَجرى مجراه و يستمرُّ استمراره. و يجوز أن يكون السّبن مُبدَلة من صادٍ، كأنه صِيغَ صياغتَه. و قد ذُكر فى بابه.
سوف‏
السين و الواو و الفاء ثلاثة أصول: أحدها الشمُّ. يقال سُفْت الشَّى‏ءَ أسُوفُه سَوْفاً، و أَسَفْتُه. و ذهب بعضُ أهل العلم إلى أنّ قولهم:
بيننا و بينهم مَسافةٌ، مِن هذا. قال و كان الدَّليل يَسُوف التُّرَابَ ليعلمَ على قصدٍ هو أم على جَور. و أنشدوا:

116
معجم مقاييس اللغة3

سوف ص 116

إذا الدّليلُ استافَ أخلاقَ الطرُقْ «1»
أى شَمّها.
و الأصل الثّانى: السُّوَاف: ذَهاب المال و مَرَضُه. يقال أساف الرّجُلُ، إذا وقع فى مالِه السُّواف. قال حُميد بن ثور:
أسافَا من المال التِّلادِ و أَعْدَما «2»

و أمّا التّأخير فالتسويف. يقال سوَّفتُه، إذا أخّرتَه، إذا قلتَ سوف أفعلُ كذا.
سوق‏
السين و الواو و القاف أصل واحد، و هو حَدْوُ الشَّى‏ء يقال سَاقَه يَسُوقُه سَوْقا. و السَّيِّقَة: ما اسْتِيق من الدوابّ. و يقال سُقْتُ إلى امرأتى صَدَاقها، و أسَقْتُه. و السُّوق مشتقّةٌ من هذا، لما يُساق إليها من كلَّ شى‏ء، و الجمع أسواق. و السَّاق للإِنسان و غيره، و الجمع سُوق، إنّما سمّيت بذلك لأنَّ الماشى ينْساق عليها. و يقال امرأة سَوْقَاء، و رجلٌ أسْوَق، إذا كان عظيمَ السّاق.
و المصدر السَّوَق. قال رؤبة:
قُبٌّ من التَّعْداء حُقْبٌ فى سَوَق «3»
و سُوق الحرب: حَومة القِتال، و هى مشتقّة من الباب الأول.
سوك‏
السين و الواو و الكاف أصلٌ واحد يدلُّ على حركةٍ
__________________________________________________
 (1) البيت لرؤبة فى ديوانه 104 و اللسان (سوف).
 (2) صدره كما فى اللسان (سوف):
فيالهما من مرسلين لحاجة.

 (3) ديوان رؤبة 106.

117
معجم مقاييس اللغة3

سوك ص 117

و اضطراب. يقال تَسَاوَقَت الإبل: اضطربَتْ أعناقُها من الهُزال و سوء الحال.
و يقال أيضاً: جاءت الإِبل ما تَسَاوَكُ هُزالًا، أى ما تحرِّك رءوسَها. و من هذا اشتق اسم السِّواك، و هو العُود نفسُه. و السِّواك استعماله أيضا. قال ابن دريد:
سُكْتُ الشى‏ءَ سَوْكاً، إذا دَلكتَه. و منه اشتقاق السِّوَاك، يقال سَاكَ فاهُ، فإذا قلت اسْتَاكَ لم تُذكر الفمُ «1».
سول‏
السين و الواو و اللام أصلٌ يدلُّ على استرخاءٍ فى شى‏ء يقال سَوِلَ يَسْوَلُ سَوَلا. قال الهذلىّ «2»:
كالسُّحْلِ البيض جلا لونَها             سَحُّ نِجَاءِ الحَمَل الأسْوَلِ‏

فأمّا قولهم سَوَّلْتُ له الشى‏ءَ، إذا زيّنتَه له، فممكن أن تكون أعطيته سُؤلَه، على أن تكون الهمزةُ مُلَيَّنَةً من السُّؤل.
سوم‏
السين و الواو و الميم أصلٌ يدل على طلب الشى‏ء. يقال سُمْتُ الشى‏ءَ أسُومُه سَوْماً. و منه السَّوم فى الشِّراء و البيع. و من الباب سَامَت الرّاعيةُ تَسُومُ، و أسَمْتُهَا أنا. قال اللَّه تعالى: فِيهِ تُسِيمُونَ‏
، أى تُرعُون. و يقال سَوَّمْت فلاناً فى مالى تسويماً، إِذا حكمَّتَه فى مالك. و سَوَّمْت غُلامى: خَلّيته و ما يُريد.
و الخيل المُسَوَّمة: المرسلة و عليها رُكبانُها. و أصل ذلك كلِّه واحد.
و مما شذّ عن الباب السُّومَةُ، و هى العلامة تُجعَل فى الشى‏ء. و السِّيما مقصور
__________________________________________________
 (1) الجمهرة (3: 48).
 (2) هو المتنخل الهذلى، كما فى اللسان (سول) من قصيدة فى القسم الثانى من مجموعة أشعار الهذليين 81 و نسخة الشنقيطى 44.

118
معجم مقاييس اللغة3

سوم ص 118

من ذلك* قال اللَّه سبحانه: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ. فإذا مدُّوه قالوا السيماء.
سوس‏
السين و الواو و السين أصلان: أحدهما فسادٌ فى شى‏ء، و الآخر جِبلّة و خليقة. فالأوّل ساس الطّعامُ يَسَاسُ، و أَسَاسَ يُسِيسُ، إذا فسَدَ بشى‏ء يقال له سُوس. و سَاسَت الشّاة تَسَاسُ، إذا كثر قَمْلها. و يقال إنّ السَّوَسَ داءٌ يصيب الخيل فى أعجازها.
و أمّا الكلمة الأخرى فالسُّوس و هو الطّبع. و يقال: هذا من سُوس فلان، أى طبعه.
و أمّا قولهم سُسْتُه أسُوسُه فهو محتملٌ أن يكون من هذا، كأنه يدلُّه على الطبع الكريم و يَحمِله عليه.
و السِّيساء «1»: مُنتَظَم فَقَار الظهر. و ماء مَسُوسٌ و كلأٌ مَسُوسٌ «2»، إذا كان نافعاً فى المال «3»، و هى الإبل و الغنم. و اللَّه أعلم بالصواب.
باب السين و الياء و ما يثلثهما
سيب‏
السين و الياء و الباء أصلٌ يدلُّ على استمرارِ شى‏ءٍ و ذهابِه.
من ذلك سَيْبُ الماء: مجراه. و انْسَابت الحَيَّة انسياباً. و يقال سيَّبت الدّابّة:
تركتُه حيث شاء. و السائبة: العبد يُسَيَّب من غير وَلاءٍ، يَضَعُ مالَه حيث شاء.
__________________________________________________
 (1) حقه أن يكون فى مادة (سيس).
 (2) و صواب هاتين أن يكونا فى مدة (مسس).
 (3) النافع. الذى يشفى غلة العطش. و فى الأصل: «نافعا»، تحريف.

119
معجم مقاييس اللغة3

سيب ص 119

و من الباب [السَّيْب «1»]، و هو العَطاء، كأنَّه شى‏ءٌ أُجرِىَ له. و السُّيُوب:
الرِّكاز، كأنه عطاءٌ أجراه اللَّه تعالى لمن وَجَده.
و مما شذّ عن هذا الأصل السَّيَابُ، و هو البلح، الواحدة سَيَابةٌ
سيح‏
السين و الياءُ و الحاء أصلٌ صحيح، و قياسه قياسُ ما قبلَه يقال ساح فى الأرض. قال اللَّه جلّ ثناؤه: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ
 و السَّيْح: الماء الجارى. و المَسَايِيح‏
فى حديث على كرَّم اللَّه وجهه فى قوله:
 «أولئك مصابيح الدُّجَى، ليسوا بالمَذَاييع و لا المَسَايِيح البُذُر «2»».
فإنّ المَذَايِيع جمع مِذْيَاع، و هو الذى يُذيع السرّ لا يكتُمه. و المَسَايِيح، هم الذين يَسِيحُونَ فى الأرض بالنَّميمة و الشّرّ و الإفساد بين الناس.
و مما يدلُّ على صحَّة هذا القياس قولُهم سَاحَ الظّلُّ، إذا فاء. و السَّيْح: العَباءة المخطَّطة. و سمِّى بذلك تشبيهاً لخطوطها الشَّى‏ء الجارى‏
سيد
السين و الياء و الدال كلمةٌ واحدة، و هى السِّيد. قال قومٌ:
السِّيد الذئب. و قال آخَرون: و قد يسمَّى الأسَد سِيداً. و ينشدون:
كالسِّيد ذى الِّلبْدة المستأسِدِ الضّارى «3»
سير
السين و الياء و الراء أصلٌ يدلُّ على مضىٍّ و جَرَيان يقال سار يسير سيراً، و ذلك يكونُ ليلًا و نهاراً. و السِّيرة: الطَّريقة
__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل.
 (2) البذر: جمع بذور، كصبر و صبور، و هو الذى يذبع الأسرار.
 (3) الشطر فى المجمل و اللسان (سيد).

120
معجم مقاييس اللغة3

سير ص 120

فى الشى‏ء و السُّنّة، لأنَّها تسير و تجرى. يقال سارت، و سِرْتُها أنا. قال:
فلا تجزَعَنْ مِن سُنّة أنْتَ سِرتَها             فأوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَن يسيرُها «1»

و السَّيْر: الجِلْد، معروف. و هو من هذا، سمِّى بذلك لامتداده؛ كأنَّه يجرِى.
و سَيَّرتُ الجُلَّ عن الدّابَّة، إِذا ألقيتَه عنه. و المُسَيَّر منَ الثِّياب: الذى فيه خطوطٌ كأنَّه سيور
سيع‏
السين و الياء و العين أصلٌ يدلُّ على جريانِ الشى‏ء.
فالسَّيْع: الماء الجارى على وجْه الأرض، يقال سَاعَ و انْسَاعَ. و انْسَاعَ الجَمَد:
ذاب. و السَّيَاع: ما يُطيَّن به الحائط. و يقال إنَّ السَّياع الشحمة تُطلَى بها المزادة.
و قد سَيَّعَت المرأةُ مَزادتَها.
سيف‏
السين و الياء و الفاء أصلٌ يدلُّ على امتدادٍ فى شى‏ءٍ و طول. من ذلك السَّيف، سمِّى بذلك لامتداده. و يقال منه امرأةٌ سَيفانةٌ، إذا كانت شَطْبة و كأنَّها نَصْلُ سَيف. قال الخليل بن أحمد: لا يُوصَف به الرّجُل.
و حدَّثنى علىُّ بن إبراهيم* عن علىّ بن عبد العزيز، عن أبى عبيد، عن الكسائىّ: رجلٌ سيفانٌ و امرأةٌ سيفانة.
و مما يدلُّ على صحَّة هذا الاشتقاق، قولُهم سِيف البحر، و هو ما امتدَّ معه من ساحله. و منه السِّيف، ما كان ملتصقاً بأصول السَّعَف من الَليف، و هو أردؤُه. قال:
__________________________________________________
 (1) هو خالد بن زهير، أو خالد بن أخت أبى ذؤيب. انظر قصة الشعر فى اللسان (سير).

121
معجم مقاييس اللغة3

سيف ص 121

و السِّيفُ و الِّليف على هُدَّابِها «1»

فأمَّا السَّائِفَة من الأرض فمن هذه أيضاً، لأنَّه الرَّمل الذى يميل فى الجَلَد و يمتدُّ معها. قالوا: و هو الذى يقال له العَدَاب «2». قال أبو زِياد: السَّائِفَة «3» من الرّمل ألينُ ما يكون منه. و الأوَّل أصحّ. و هو قول النّضر؛ لأنّه أقيس و أشْبَه بالأصل الذى ذكرناه. و كلُّ ما كان من اللُّغة أقيَسَ فهو أصحُّ. و جمع السائفة سَوَائِف. قال ذو الرمة:
تَبَسَّمُ عن ألْمَى اللِّثاتِ كأنَّه             ذُرَى أُقْحُوانٍ من أقاحِى السَّوَائِفِ «4»

و قال أيضاً:
... كأنَّها             بسائفةٍ قفرٍ ظهورُ الأراقمِ «5»

فأمّا قولهم أسَفْتُ الخَرْزَ، إذا خرمْتَه، فقد يجوزُ أن يكون شاذا عن هذا الأصل، و يجوز أن يكونَ من ذوات الواو و تكون من السُّواف، و قد مضى ذِكره.
يقال هو مُسيفٌ، إذا خَرَم الخرْز. قال الرّاعى:
مَزَائدُ خَرقاءِ اليدينِ مُسيفةٍ             أخَبَّ بهنَّ المَخْلِفان و أحفَدَا «6»

سيل‏
السين و الياء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ على جريانٍ و امتدادٍ.
__________________________________________________
 (1) البيت من أبيات فى اللسان (سيف).
 (2) العداب، بالدال المهملة. و فى الأصل: «العذاب»، تحريف.
 (3) أوردها اللسان فى مادة (سوف).
 (4) ديوان ذى الرمة 279 و اللسان (سوف) برواية: «تبسم عن».
 (5) البيت بتمامه كما فى ديوان ذى الرمة 613:
و هل يرجع التسليم ربع كأنه             بسائفة قفر ظهور الأراقم.


 (6) البيت فى اللسان (سوف 67).

122
معجم مقاييس اللغة3

سيل ص 122

يقال سال الماء و غيرُه يسيل سَيْلا و سَيَلاناً. و مَسِيل الماء إذا جعلت الميم زائدة فمن هذا، و إذا جعلت الميم أصليّةً فمن بابٍ آخر، و قد ذكر.
فأمَّا السِّيلان من السَّيف و السِّكِّين، فهى الحديدةُ التى تُدخَل فى النصاب.
و سمعت علىّ بن إبراهيم القطّان يقول: سمعت علىَّ بن عبدِ العزيز يقول:
سمعت أبا عُبيدٍ يقول: السِّيلان قد سمعتُه، و لم أسمَعْه من عالم.
و أمّا سِيَةُ القَوس «1»، و هى طرفها، فيقال إنّ النسبة إِليها سِيَوىٌّ. و اللَّه أعلم.
باب السين و الهمزة و ما يثلثهما
سأب‏
السين و الهمزة و الباء ليس أصلًا يتفرّع، لكنّهم يقولون سأبَهُ سأْبا، إذا خَنَقَه. و السأْب: السِّقاء، و كذلك المِسْأَبُ.
فأمّا التاء «2» فيقولون أيضاً سأتَهُ إذا خنَقه. و فى جميع ذلك نظر.
سأد
السين و الهمزة و الدال كلمتان لا تنقاسان. فالإسْآد: دأَب السَّير بالليل.
و الكلمة الأخرى السَّأَد: انتقاض الجُرح. و أنشد:
فبتُّ مِن ذاك ساهراً أرِقاً             ألقى لِقاءَ اللاقى من السَّأَدِ «3»

و ربما قالوا: سَأَدتِ الإبلُ الماءَ: عافَتْه.
__________________________________________________
 (1) لم يعقد لهذه الكلمة مادة، و مادتها (سيو). و عقد لها فى المجمل مادة (سيه) و زاد على ماهنا: «و كان رؤبة ربما همزها».
 (2) و لم يعقد لهذه الكلمة مادة، و هى (سأت).
 (3) البيت فى المجمل و اللسان (سأد).

123
معجم مقاييس اللغة3

سأل ص 124

سأل‏
السين و الهمزة و اللام كلمةٌ واحدة. يقال سَأَلَ يَسْأَلُ سُؤالا و مَسْأَلَةً. و رجل سُؤَلةٌ: كثير السؤال.
سأو
السين و الهمزة و الواو كلمةٌ مختلَفٌ فى معناها. قال قوم:
السَّأو: الوطن. و قال قوم: السَّأو: الهمّة: قال:
كأننى من هَوَى خَرقاءَ مُطَّرَفٌ             دامِى الأظَلِّ بعيدُ السَّأوِ مَهيُومُ «1»

و اللَّه أعلم بالصواب.
باب السين و الباء و ما يثلثهما
سبت‏
السين و الباء و التاء أصلٌ واحد يدلُّ على راحةٍ و سكون.
يقال للسَّير السهل الليّن. سَبْتٌ. قال:
و مطوِيّة الأقرابِ أمّا نَهارُها             فسَبْتٌ و أما ليلُها فذَمِيل «2»

ثمّ حُمل على ذلك السَّبْت: حلق الرّأس. و يُنشَد فى ذلك ما يصحح هذا القياسَ، و هو قولُه:
يُصبح سكرانَ و يُمسِى سَبْتَا «3»
لأنّه يكون فى آخر النهار مُخْثِراً «4» قليلَ الحركة، فلذلك يقال للمتحيِّر مَسْبُوت.
__________________________________________________
 (1) المهيوم: الذى أصابه الهيام، و هو داء يصيب الإبل من ماء تشربه. و فى الأصل: «مهموم»، صوابه من ديوان ذى الرمة 569 و اللسان (سأى).
 (2) كلمة «ليلها» ساقطة من الأصل، و إثباتها من اللسان (سبت)، حيث نسب البيت إلى حميد بن ثور.
 (3) فى اللسان: «يصبح مخمورا».
 (4) المخثر: الذى يجد الشى‏ء القليل من الوجع و الفترة.

124
معجم مقاييس اللغة3

سبت ص 124

و أمّا السَّبْت بعد الجمعة، فيقال إنّه سمِّىَ بذلك لأنّ الخلْق فُرغ منه يومَ الجمعة و أكمل، فلم يكن اليومُ الذى بعد الجمعة يوماً خُلِق فيه شى‏ءٌ. و اللَّه أعلم بذلك.
هذا بالفتح. فأمّا السِّبْت فالجلودُ* المدبوغة بالقَرَظِ، و كأنّ ذلك سمِّى سِبْتاً لأنّه قد تناهى إصلاحُه، كما يقال للرُّطَبَة إذا جرى الإرطابُ فيها: مُنْسَبِتة.
سبج‏
السين و الباء و الجيم ليس بشى‏ءٍ و لا له فى اللغة العربيَّة أصلٌ.
يقولون السُّبْجة: قميصٌ له جَيب. قالوا: و هو بالفارسية «شَبِى «1»». و السَّبج:
أيضاً ليس بشى‏ء. و كذلك قولهم إنَّ السَّبَج حجارةُ الفضّة. و فى كل ذلك نظر.
سبح‏
السين و الباء و الحاء أصلان: أحدهما جنسٌ من العبادة، و الآخر جنسٌ من السَّعى. فالأوّل السُّبْحة، و هى الصَّلاة، و يختصّ بذلك ما كان نفْلًا غير فَرض. يقول الفقهاء: يجمع المسافرُ بينَ الصَّلاتين و لا يُسبِّح بينهما، أى لا يتنفَّل بينهما بصلاةٍ. و من الباب التَّسبيح، و هو تنزيهُ اللَّه جلّ ثناؤه من كلِّ سُوء. و التَّنزيه: التبعيد. و العرب تقول: سبحان مِن كذا، أى ما أبعدَه. قال الأعشى:
أقولُ لمّا جاءنى فخرُه             سُبحانَ مِن علقمةَ الفاخِر «2»

و قال قوم: تأويلهُ عجباً له إِذَا يَفْخَر. و هذا قريبٌ من ذاك لأنّه تبعيدٌ له من الفَخْر. و فى صفات اللَّه جلّ و عز: سُبُّوح. و اشتقاقه من الذى ذكرناه أنّه تنزَّه من كل شى‏ءٍ لا ينبغى له. و السُّبُحات الذى جاء فى الحديث «3»: جلال اللَّه جلّ ثناؤه و عظمتُه.
__________________________________________________
 (1) فسرت هذه الكلمة فى معجم استينجاس 732 بأنها قميص يلبس فى المساء.
 (2) ديوان الأعشى 106 و اللسان (سبح).
 (3) هو حديث: «إن للّه دون العرش سبعين حجابا لودنونا من أحدها لأحرقتنا سبحات وجه ربنا».

125
معجم مقاييس اللغة3

سبح ص 125

و الأصل الآخر السَّبْح و السِّباحة: العَوم فى الماء. و السّابح من الخيل:
الحَسنُ مدِّ اليدين فى الجَرْى. قال:
فولَّيْتَ عنه يرتَمِى بِكَ سابحٌ             و قد قابَلتْ أذْنَيه منك الأخادعُ «1»

يقول: إنّك كنتَ تلتفتُ تخافُ الطَّعنَ، فصار أخْدَعُك بحذاء أذُن فرسِك.
سبخ‏
السين و الباء و الخاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خفّة فى الشّى‏ء.
يقال للذى يسقط مِن ريش الطائر السَّبِيخ. و منه‏
الحديث: أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم سمِع عائشة تدعو على سارقٍ سَرَقها، فقال: «لا تُسبِّخى عنه بدعائك عليه».
أى لا تخفِّفى. و يقال فى الدّعاء: «اللهمَّ سَبِّخْ عنه الحُمَّى»، أى سُلَّها و خَفِّفْها. و يقال لما يتطاير من القُطن عند النَّدْف: السَّبِيخ. قال الشاعر يصف كِلابا:
فأرسلوهُنَّ يُذْرِينَ التُّرَابَ كما             يُذْرِى سَبائخَ قُطنٍ نَدْفُ أوتَارِ «2»

و قد رُوِى عن بعضهم «3» أنَّه قرأ: إنّ لك فى النّهار سبخا طويلا، قال: و هو معنى السَّبْخ، و هو الفَراغ؛ لأنّ الفارغ خفيف الأمر.
سبد
السين و الباء و الدال عُظْمُ بابِه نبات شعرٍ أو ما أشبهه.
و قد يشذُّ الشى‏ء اليسير. فالأصلُ قولُهم: «ما له سَبَدٌ و لا لَبَدٌ». فالسَّبَد: الشعر.
و اللَّبَد: الصوف. و يقولون: سَبَّدَ الفَرْخُ، إذا بدا رِيشُه و شَوَّكَ. و يقال إنّ السُّبدَة العانة. و السُّبَد: طائر، و سمِّى بذلك لكثرة ريشه. فأمَّا التَّسبيد فيقال إنَّه استئصال‏
__________________________________________________
 (1) أنشده فى المجمل أيضا.
 (2) البيت للأخطل فى ديوانه 115 و اللسان و التاج (سبخ).
 (3) هى قراءة يحيى بن يعمر، كما فى اللسان.

126
معجم مقاييس اللغة3

سبد ص 126

شَعَر الرأس، و هو من الباب لأنّه كأنّه جاء إلى سَبَدِه فحلَقه و استأصَله. و يقال إنَّ التسبيد كثرةُ غَسْل الرأس و التدهُّن.
و الذى شذّ عن هذا قولُهم: هو سِبْدُ أسبادٍ، أى داه مُنْكَر. و قال:
يعارض سِبْدا فى العِنان عَمَرَّدا «1»
سبر
السين و الباء و الراء، فيه ثلاث كلماتٍ متباينةُ القياس، لا يشبهُ بعضُها بعضاً.
فالأوّل السَّبْر، و هو رَوْزُ الأمْرِ و تعرُّف قدْره. يقال خَبَرْتُ ما عند فلان و سَبَرتُه. و يقال للحديدة التى يُعرَف بها قدرُ الجِراحة مِسْبار.
و الكلمة الثانية: السِّبْر، و هو الجمال و البهاء.
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «يخرج من النار رجلٌ قد ذهَبَ حِبره و سِبْرُه».
أى ذهب جمالُه و بهاؤه. و قال أبو عمرو: أتيت حيًّا من العرب فلمَّا تكلّمتُ قال بعضُ مَن حضر:
 «أما اللسانُ فبدوىٌّ، و أما السِّبْر فحضَرىّ». و قال ابنُ أحمر:
لبِسنا حِبْرهُ حتى اقتُضِينا             لأعمال و آجالٍ قُضِينا «2»

و أما الكلمة الثالثة فالسَّبْرَة، و هى الغَدَاة الباردة. و
ذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم فضْلَ إسباغ الوُضوء فى السَّبَرَات «3».
__________________________________________________
 (1) للمعذل بن عبد اللّه. و صدره كما فى اللسان (سبد):
من السح جوالا كأن غلامه.

 (2) فى الأصل: «و آل قضينا».
 (3) فى الأصل: «فضل له سباع الوضوء فى السبرات»، تحريف. و فى اللسان: «و فى الحديث:
فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ فسكت. ثم وضع الرب تعالى يده بين كتفيه فألهمه. إلى أن قال:
فى المضى إلى الجمعات، و إسباغ الوضوء فى السبرات».

127
معجم مقاييس اللغة3

سبط ص 128

سبط
السين و الباء و الطاء أصلٌ يدلُّ على امتدادِ شى‏ء، و كأنه مقاربٌ لباب الباء و السين و الطاء، يقال شعر سَبْط و سَبِطٌ، إذا لم يكن جَعداً.
و يقال أسْبَطَ الرّجلُ إسباطا، إذا امتدّ و انبسط بعد ما يُضرَب. و السُّباطة:
الكُناسة، و سمِّيت بذلك لأنَّها لا يُحتَفَظ بها و لا تحْتَجن. و منه‏
الحديث:
 «أتى سُباطَةَ قومٍ فبال قائما؛ لوجعٍ كان بمأبِضه «1»».
و السَّبَط: نباتٌ فى الرمل، و يقال إنه رَطب الحَلِىِّ؛ و لعلّ فيه امتداداً
سبع‏
السين و الباء و العين أصلان مطردان صحيحان: أحدهما فى العدَد، و الآخر شى‏ءٌ من الوحوش‏
فالأوّل السَّبْعة. و السُّبْع: جزءٌ من سبعة. و يقال سَبَعْت القومَ أسبْعَهُم إذا أخذت سُبْع أموالهم أو كنتَ لهم سابعاً. و من ذلك قولهم: هو سُباعىُّ البدَن، إذا كان تامَّ البدن. و السبِّع: ظم‏ءٌ من أظماء الإِبل، و هو لعددٍ معلوم عندهم و أما الآخر فالسَّبُع واحدٌ من السّباع. و أرض مَسْبَعَةٌ، إذا كثُر سِباعُها.
و من الباب سبعْتُه، إذا وقَعتَ فيه، كأنه شبّه نفسه بسُبع فى ضرره و عَضّه.
و أسبعته: أطعمته السَّبع. و سبَعتِ الذّئابُ الغنَم، إذا فرستْها و أكلَتْها.
فأمّا قولُ أبى ذؤيب:
صَخِبُ الشَّواربِ لا يزالُ كأنّهُ             عبدٌ لآلِ أَبى ربيعةَ مُسْبَعُ «2»

ففيه أقاويل: أحدها المُتْرَف، كأنَّه عبد مترف، له ما يتمتّع به، فهو دائم‏
__________________________________________________
 (1) المأبض، بكسر الباء: باطن الركبة و المرفق.
 (2) ديوان أبى ذؤيب 4 و اللسان (سبع).

128
معجم مقاييس اللغة3

سبع ص 128

النَّشاط. و يقال إنّه الرّاعى، و يقال هو الذى تموت أمُّه فيتولى إرضاعَه غيرُها. و يقال المُسبَع مَن لم يكن لِرشْدة. و يقال هو الراعى الذى أغارت السباع على غنمه فهو يصيحُ بالكِلاب و السِّباع. و يقال هو الذى هو عبدٌ إلى سبعة آباء. و يقال هو الذى وُلد لسبعة أشهر و يقال للُسبَع: المُهمَل. و تقول العرب: لأفعلنّ به فِعْل سَبْعة؛ يريدون به المبالغة فى الشر. و يقال أراد بالسَّبعة اللَّبُؤة، أراد سَبعةٍ فخّفف.
سبغ‏
السين و الباء و الغين أصلٌ واحد يدلُّ على تمامِ الشى‏ء و كماله.
يقال أسْبَغْتُ الأمر، و أسْبَغَ فلان وضوءَه. و يقال أسبغ اللَّه عليه نِعَمَه. و رجل مُسْبِغ، أى عليه درعٌ سابغة. و فحل سابغٌ: طويل الجُرْدَان «1»، و ضدُّه الكَمْش. و يقال سَبَّغَت الناقةُ، إِذا ألقت ولدَها و قد أشْعَرَ.
سبق‏
السين و الباء و القاف أصل واحد صحيح يدل على التقديم.
يقال سَبَقَ يَسْبِق سَبْقاً. فأما السَّبَق فهو الخَطَر الذى يأخذه السَّابق.
سبك‏
السين و الباء و الكاف أُصَيل يدل على التناهى فى إمهاء الشى‏ء «2».
من ذلك: سَبَكْتُ الفضة و غيرَها أسْبِكُها سَبْكا. و هذا يستعار فى غير الإذابة أيضاً. [و السُّنبُك: طرف الحافر «3»]. فأما السُّنْبُك من الأرض فاستعارةٌ، طَرفٌ غليظٌ قليل الخير.
سبل‏
السين و الباء و اللام أصلٌ واحد يدلُّ على إرسال شى‏ءٍ من من عُلو إلى سُفل، و على امتداد شى‏ء.
__________________________________________________
 (1) الجردان بضم الحيم و بعد الراء دال مهملة: قضيبه. فى الأصل: «الجرذان»، تحريف.
 (2) الإمهاء: الإسالة. و فى الأصل: «إنهاء الشى‏ء».
 (3) التكملة من المجمل.

129
معجم مقاييس اللغة3

سبل ص 129

فالأول من قِيلِك: أسبلتُ السِّتْرَ، و أسبلَتِ السّحابةُ ماءَها و بمائها.
و السَّبَل: المطر الجَوْد. و سِبال الإنسان من هذا، لأنّه شعر منسدل. و قولهم لأعالى الدَّلو أسبْال، من هذا، كأنَّها شُبِّهت بالذى ذكرناه من الإنسان. قال:
إِذْ أرسَلونى ماتحاً بدلائهمْ             فملأْتُها عَلَقاً إلى أسبالِها «1»

و الممتدُّ طولًا: السّبيل، و هو الطَّريق، سمِّى بذلك لامتداده. و السَّابلة:
المختلِفَةُ فى السُّبُل جائيةً و ذاهبة. و سمِّى السُّنْبُل سُنْبُلا لامتداده. يقال أسبَلَ الزّرعُ، إذا خَرج سُنبله. قال أبو عبيد: سَبَلُ الزَّرعِ و سُنْبُله سواء. و قد سَبَلَ «2» و أسْبَلَ.
سبه‏
السين و الباء و الهاءَ كلمةٌ، و هى تدلُّ على ضعف العقل أو ذَهابه- فالسبَه: ذهاب العقل من هَرَم، يقال رجل مَسْبُوهٌ و مُسَبَّه، و هو قريب من المسبوت، و القياس* فيهما واحد.
سبى‏
السين و الباء و الياء أصلٌ واحد يدلُّ على أخذِ شى‏ء من بلد إِلى بلد آخر كرْهاً «3». من ذلك السَّبْىُ، يقال سَبَى الجاريةَ يَسبيها سبْياً فهو سابٍ، و المأخوذة سَبِيَّة. و كذلك الخمر تُحَمل من أرضٍ إلى أرض. يَفْرِقُونَ بين سَبَاها و سَبَأها. فأما سِباؤُها فاشتراؤُها. يقال سَبأتها، و لا يقال ذلك إلَّا فى الخمر و يسمون الخَمَّار السَّبَّاء. و القياس فى ذلك واحد.
__________________________________________________
 (1) البيت لباعث بن صريم اليشكرى، كما فى اللسان (سبل).
 (2) و كذا فى المجمل. و المعروف بدلها «سنبل».
 (3) بعدها فى الأصل: «من المأخوذة» مقحمتان.

130
معجم مقاييس اللغة3

سبى ص 130

و مما شذّ عن هذا الأصل السَّابياء، و هى الجِلدة التى يكون فيها الولد.
و السَّابِيَاء: النِّتَاج «1». يقال: إنَّ بنى فلانٍ ترُوح عليهم من مالهم سابِياء.
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «تسعة أعشارِ الرِّزق فى التجارة.
و الجزء الباقى فى السَّابياء».
و مما يقرب من الباب الأوّل الأسابىّ، و هى الطرائق. و يقال أسابىُّ الدِّماء، و هى طرائقها. قال سلامة:
و العادِياتُ أسابىُّ الدِّماء بها             كأنَّ أعناقها أنصابُ ترجيبِ «2»

و إذا كان ما بعدَ الباء من هذه الكلمة مهموزاً خالف المعنى الأوَّل، و كان على أربعةِ معانٍ مختلفة: فالأول سبأت الجِلد، إذا محَشْته حتى أُحرِق شيئاً من أعاليه.
و الثانى سبأت جلده: سلختُه. [و الثالث سَبَأ فلانٌ «3»] على يمين كاذبةٍ، إذا مرَّ عليها غير مكترث.
و مما يشتق من هذا قولهم: انْسبَأ اللّبن، إذا خرج من الضَّرع. و المَسْبأ:
الطَّريق فى الجبل.
و المعنى الرابع قولهم: ذهبوا أيادى سبأ، أى متفرِّقين. و هذا من تفرُّقِ أهل اليمن. و سبأ: رجل يجمع «4» عامّة قبائل اليمن، و يسمَّى أيضاً بلدُهم بهذا الاسم. و اللَّه أعلم بالصواب.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «السباج»، صوابه ما أثبت من اللسان.
 (2) ديوان سلامة 8 و اللسان (سبى).
 (3) تكملة استضأت بالمجمل فى إثباتها.
 (4) فى الأصل: «بجميع»، صوابه فى المجمل.

131
معجم مقاييس اللغة3

باب السين و التاء و ما يثلثهما ص 132

باب السين و التاء و ما يثلثهما
ستر
السين و التاء و الراء كلمةٌ تدلُّ على الغِطاءُ. تقول: سترت الشى‏ء ستراً. و السُّتْرَة: ما استترت به، كائناً ما كان. و كذلك السِّتار «1». فأمّا الإِستار، و قولهم إستار الكعبة، فالأغلبُ أنه من السِّتر، و كأنّه أراد به ما تُستَر به الكعبة من لباسٍ. إلَّا أنّ قوماً زعموا أنْ ليس ذلك من الِّلباس، و إنما هو من العَدَد. قالوا: و العرب تسمِّى الأربعة الإستار «2» و يحتجُّون بقول الأخطل:
لعمرك إنَّنى و ابنَىْ جُعَيْلٍ             و أُمَّهُما لَإسْتارٌ لئيمُ «3»

و بِقول جرير:
قُرِنَ الفرزدقُ و البَعيثُ و أمُّه             و أبُو الفرزدق قُبِّحَ الإستارُ «4»

قالوا: فأستار الكعبة: جْدرانها و جوانبها، و هى أربعة و هذا شى‏ءٌ قد قيل، و اللَّه أعلم بصحته.
ستن‏
السين و التاء و النون ليس بأصل يتفرَّع، لأنّه نبت، و يقال له الأسْتنُ. و فيه يقول النابغة:
__________________________________________________
 (1) و الستارة، بالهاء أيضا.
 (2) ذكر فى اللسان و المعرب 42 أنه معرب «چهار» الفارسية، بمعنى أربعة. على أن اللفظ «استار» فى الفارسية يظن أنه مأخوذ من اليونانية. انظر استينجاس 49.
 (3) ديوان الأخطل 297 و اللسان (ستر). و ابنا جعيل، هما كعب و عمير.
 (4) كذا وردت الرواية فى الأصل و المجمل و الديوان 208. و رواية اللسان:
إن الفرزدق و البعيث و أمه             و أبا البعيث لشر ما إستار.

132
معجم مقاييس اللغة3

ستن ص 132

تَنِفرُ مِن أَسْتَنٍ سُودٍ أسافلُهُ             مثل الإِماءِ اللَّواتى تَحمِل الحُزَما «1»

سجح‏
السين و الجيم و الحاء أصل منقاس، يدلُّ على استقامةٍ و حسن. و السُّجُح: الشّى‏ء المستقيم. و يقال «ملَكْتَ فأسْجِحْ»، أى أحْسِن العَفْو. و وجهٌ أسجَحُ، أى مستقيم الصُّورة. قال ذو الرمَّة:
و وجهٌ كمرآةٍ الغريبة أسجحُ «2»
و هذا كلُّه من قولهم: تنَحَّ عن سُجْحُ الطَّريق «3»، أى عن جادّته و مستقيمه.
سجد
السين و الجيم و الدال أصلٌ واحدٌ مطّرد يدلّ على تطامُن و ذلّ. يقال سجد، إِذا تطامَنَ. و كلُّ ما ذلَّ فقد سجد. قال أبو عمرو: أسْجَدَ الرَّجُل، إذا طأطأ رأسَه و انحنى. قال حُميد:
فُضُولَ أزِمّتِها أسْجَدَتْ             سُجودَ النَّصارى لأربابها «4»

و قال أبو عبيدةَ مثلَه، و قال: أنشدنى أعرابىٌّ أسدىّ:
و قُلن له أسْجِدْ لليلَى فأسْجَدَا «5»
يعنى البعيرَ إذا طأطأ رأسه. و أما قولهم: أسجَدَا إسجاداً، إذا أدام النّظر،
__________________________________________________
 (1) ديوان النابغة 68 و اللسان (ستن).
 (2) صدره كما فى الديوان 88 و اللسان (حشر):
لها أذن حشر و ذفرى أسيلة.

 (3) سجح الطريق، بالضم و بضمتين.
 (4) ذكر ابن برى أن صواب إنشاده: «لأحبارها». و قبله:
فلما لوين على معصم             و كف خضيب و أسوارها.
 (5) الشطر فى المجمل و اللسان (سجد).

133
معجم مقاييس اللغة3

سجد ص 133

فهذا صحيحٌ، إلّا أنّ القياس يقتضى ذلك فى خَفض، و لا يكون* النّظرَ الشّاخصَ و لا الشزْر. يدلُّ على ذلك قولُه:
أغَرَّكِ مِنِّى أنَّ دَلَّكِ عندنا             و إسجادَ عينيك الصَّيُودَين رابحُ «1»

و دراهم الإسجاد: درَاهمُ كانت عليها صورٌ، فيها صورُ ملوكهم، و كانوا إذا رأوها سجَدُوا لها. و هذا فى الفُرس. و هو الذى يقول فيه الأسود:
مِن خَمرِ ذِى نُطَفٍ أغَنَّ مُنَطَقٍ             وافَى بها لِدراهم الإسجادِ «2»

سجر
السين و الجيم و الراء أصولٌ ثلاثة: المَل‏ء، و المخالطة، و الإيقاد.
فأمّا المل‏ء، فمنه البحر المسجور، أى المملوء. و يقال للموضع الذى يأتى عليه السّيلُ فيملؤه: ساجر. قال الشّمّاخ:
كُلَّ حِسْىٍ و سَاجِرِ «3»

و من هذا الباب. الشَّعر المنْسجِرُ، و هو الذى يَفِرُ «4» حتّى يسترسلَ من كثرته. قال:
__________________________________________________
 (1) البيت لكثير عزة كما فى اللسان (سجد).
 (2) البيت فى اللسان (سجد). و قصيدة الأسود بن يعفر فى المفضليات (2: 16- 20).
 (3) البيت لم يرد فى الديوان. و هو بتمامه كما فى اللسان (سجر):
و أحمى عليها ابنا يزيد بن مسهر             ببطن المراض كل حسى و ساجر.

 (4) وفر يفر، كوعد يعد، و يقال أيضا وفر يوفر من باب كرم، أى كثر.

134
معجم مقاييس اللغة3

سجر ص 134

إذا ما انثَنَى شَعْرُها المنسِجرْ «1»
و أمَّا المخالَطة فالسّجير: الصاحب و الخليط، و هو خلاف الشًّجير. و منه عينُ سَجْراءُ، إِذا خالط بياضَها حمرة.
و أمَّا الإيقاد فقولهم: سجرت التّنُّور، إِذا أوقدتَه. و السَّجُور: ما يُسجَرُ به التّنُّور. قال:
و يوم كتَنُّور الإماءِ سَجَرْنَهُ             و ألقَيْنَ فيه الجَزْلَ حَتَّى تأجَّما «2»

و يقال للسَّجُور السجار «3»
و مما يقارب هذا استَجَرَت «4» الإبل على نَجَائِها، إذا جدّت، كأنَّها تتَّقد فى سيرها اتّقاداً. و منه سَجَرت النّاقةُ، إذا حَنَّت حنيناً شديداً.
سجع‏
السين و الجيم و العين أصلٌ يدلُّ على صوت متوازن. من ذلك السَّجع فى الكلام، و هو أن يُؤتَى به و له فواصلُ كقوافِى الشِّعر، كقولهم:
 «مَن قَلّ ذَلّ، و من أَمِرَ فَلّ»، و كقولهم: «لا ماءَكِ أبقَيْتِ، و لا دَرَنَكِ أنْقَيْت». و يقال سجَعت الحمامةُ، إذا هدرَتْ.
__________________________________________________
 (1) و كذا روايته فى المجمل. و فى اللسان (6: 9): «شعره المنسجر». لكن فى اللسان (6: 10):
إذا ثنى فرعها المسجر

بعد أن ذكر قبله: «المسجر: الشعر المسترسل». على أنه يقال المسحر، بتشديد الجيم، و المنسجر، و المسوجر أيضا.
 (2) البيت لعبيد بن أيوب العنبرى «كما فى اللسان (أجم)». و تأجم، مثل تأجج، و زنا و معنى. و بعده:
رميت بنفسى فى أجيج سمومه             و بالعنس حتى جاش منسمها دما.
 (3) لم أجد هذه الكلمة فى غير المقاييس. و لا أدرى ضبطها.
 (4) فى اللسان و المجمل: «انسجرت».

135
معجم مقاييس اللغة3

سجف ص 136

سجف‏
السين و الجيم و الفاء أصلٌ واحد، و هو إسبال شى‏ءٍ ساتر.
يقال أسجفت السِّتر: أرسلتُه. و السَّجْف و السِّجف «1»: سِتر الحَجَلة. و يقال أسجَفَ اللّيلُ، مثل أسدَفَ.
سجل‏
السين و الجيم و اللام أصلٌ واحد يدلُّ على انصبابِ شى‏ءٍ بعد امتلائه. من ذلك السَّجْل، و هو الدَّلو العظيمة. و يقال سَجَلت الماءَ فانسجَلَ، و ذلك إذا صبَبْتَه. و يقال للضَّرْع الممتلئ سَجْل «2». و المساجلة:
المفاخرة، و الأصل فى الدِّلاء، إذا تساجَلَ الرجلان، و ذلك تنازعُهما، يريد كلُّ واحدٍ منهما غلبةَ صاحبه. و من ذلك الشّى‏ء المُسْجَل، و هو المبذول لكلِّ أحد، كأنّه قد صُبّ صبًّا.
قال محمّد بن على فى قوله تعالى: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ. هى مُسْجَلة للبَرِّ و الفاجر.
و قال الشاعر فى المُسْجَل:
و أصبَحَ معروفى لقومِىَ مُسْجَلا
فأما السِّجِلّ فمن السَّجْل و المساجلة، و ذلك أنّه كتابٌ يجمَع كتباً و معانىَ.
و فيه أيضاً كالمساجلة، لأنّه عن منازعةٍ و مُداعاة. و من ذلك قولهم: الحرب سِجالٌ، أى مباراةٌ مرَّة كذا و مرةً كذا. و فى كتاب الخليل: السَّجْل: مل‏ء الدلو.
وَ أما السِّجِّيل فمن السِّجِلّ، و قد يحتمل أن يكون مشتقّا من بعض ما ذكرناه.
و قالوا: السِّجِّيل: الشديد.
سجم‏
السين و الجيم و الميم أصلٌ واحد، و هو صبُّ الشّى‏ء من الماء
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «السجيف»، محرف.
 (2) و كذا فى المجمل، و فى اللسان: «السجيل» و «الأسجل».

136
معجم مقاييس اللغة3

سجم ص 136

و الدَّمعِ. يقال سَجَمت العينُ دَمعَها. و عينٌ سَجوم، و دمعٌ مسجوم. و يقال أرض مسجومة: ممطورة.
سجن‏
السين و الجيم و النون أصلٌ واحد، و هو الحَبْس. يقال سجنته سَجناً. و السِّجن: المكان يُسجَن فيه الإنسان. قال اللَّه جلّ ثناؤه فى قصّة يوسف عليه السلام: قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ‏.
فيقرأ فتحاً على المصدر، و كسراً على الموضع «1»، و أما قولُ ابنِ مُقْبل:
ضرباً تَوَاصَى به الأبطالُ سِجِّينا «2»
فقيل إنّه أراد سِجِّيلا. أى شديدا. و قد مضى ذِكرُه. و إنَّما أبدل اللام نونا. و الوجه فى هذا أنَّه قياس الأوَّل من السَّجن، و هو الحبس؛ لأنَّه إذا كان ضرباً شديداً ثبت المضروب، كأنَّه قد حبسه‏
سجو
السين و الجيم و الواو أصلٌ يدلُّ على سكونٍ و إطباق.
يقال* سَجَا اللّيلُ، إذا ادلهمَّ و سكَن. و قال:
يا حبَّذَا القَمراءُ و اللَّيْلُ السّاجْ             و طُرقٌ مثلُ مُلاءِ النُّسَّاجْ «3»

و طرف ساجٍ، أى ساكن.
__________________________________________________
 (1) قرأ بالفتح عثمان و مولاه طارق، و زيد بن على، و الزهرى، و ابن أبى إسحاق، و ابن هرمز، و يعقوب. تفسير ابن حيان (5: 306).
 (2) فى اللسان «تواصت به». و صدره:
و رجلة يضربون الهام عن عرض.

 (3) الرجز لأحد الحارثيين، كما فى اللسان (سجا).

137
معجم مقاييس اللغة3

باب السين و الحاء و ما يثلثهما ص 138

باب السين و الحاء و ما يثلثهما
سحر
السين و الحاء و الراء أصول ثلاثة متباينة: أحدها عضْوٌ من الأعضاء، و الآخر خَدْعٌ و شِبههُ، و الثالث وقتٌ من الأوقات.
فالعُضو السَّحْر، و هو ما لَصِق بالحُلقوم و المَرِى‏ء من أعلى البطن. و يقال بل هى الرِّئة. و يقال منه للجبان: انتفَخَ سَحْرُه. و يقال له السُّحْر و السَّحْر و السَّحَر.
و أمّا الثّانى فالسِّحْر، قال قوم: هو إخراج الباطل فى صورة الحقِّ، و يقال هو الخديعة. و احتحُّوا بقول القائل:
فإنْ تسألِينا فيم نحنُ فإننا             عصافيرُ من هذا الأنام المسحَّرِ «1»

كأنّه أراد المخدوع، الذى خدعَتْه الدُّنيا و غرَّتْه. و يقال المُسَحَّر الذى جُعِل له سَحْر، و من كان ذا سَحْر لم يجد بُدًّا من مَطعَم و مشرب.
و أمّا الوقت فالسَّحَر و السُّحْرة، و هو قَبْل الصُّبح «2». و جمع السَّحَر أسحار.
و يقولون: أتيتُك سَحَرَ، إذا كان ليومٍ بعينه. فإن أراد بكرةً و سَحَراً من الأسحار قال: أتيتك سَحَراً
سحط
السين و الحاء و الطاء كلمة. يقولون: السَّحط: الذَّبْح الوَحِىّ «3».
__________________________________________________
 (1) البيت للبيد بن رببعة كما فى ديوانه 81 طبع 1880 و البيان (1: 179 مكتبة الجاحظ) و الحيوان (5: 229/ 7: 63) و اللسان (سحر).
 (2) فى المجمل: «و السحر قبيل الصبح».
 (3) الوحى: العاجل السريع.

138
معجم مقاييس اللغة3

سحف ص 139

سحف‏
السين و الحاء و الفاء أصلٌ واحدٌ صحيح، و هو تنحِيَة الشّى‏ء عن الشى‏ء، و كشفُه. من ذلك سَحفْت الشّعرَ عن الجلد، إذا كشطتَه حتّى لا يبقى منه شى‏ء. و هو فى شعر زهير:
و ما سُحِفَتْ فيه المقاديمُ و القَمْلُ «1»
و السَّيْحَفُ: نصالٌ عِراض، فى قول الشّنفَرَى:
لها وفْضَةٌ فيها ثلاثونَ سَيْحَفاً             إذا آنَسَتْ أُولَى العدىِّ اقشعرَّتِ «2»

و السَّحيفة «3»: واحدة السحائف، و هى طرائق الشّحم الملتزقة بالجلد، و ناقةٌ سَحوفٌ من ذلك. و سمِّيت بذلك لأنّها تُسحَفُ أى يمكن كشطْها. و السَّحِيفة:
المَطْرة تجرُف ما مَرَّت به.
سحق‏
السين و الحاء و القاف أصلان: أحدهما البعد، و الآخر إنهاك الشى‏ءِ حتى يُبلغ به إلى حال البِلى.
فالأوّل السُّحْق، و هو البُعد. قال اللَّه جلّ ثناؤه: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ. و السَّحُوق: النَّخلة الطويلة، و سمِّيت بذلك لبعد أعلاها عن الأرض.
و الأصل الثانى: سَحَقت الشى‏ء أسحَقُه سَحقاً. و السَّحْق: الثوب البالِىَ.
و يقال سَحقه البِلى فانسحق. و يستعار هذا حتَّى يقال إنّ العين تسحق الدّمع سحقا.
و أسحق الشّى‏ءُ، إذا انضمر و انضمّ. و أسحَقَ الضَّرعُ، إذا ذهب لبنُه و بلِىَ.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «المقالم»، تحريف، صوابه من الديوان 99 و اللسان (سحف). و صدره:
فأقسمت جهدا بالمنازل من منى.

 (2) البيت فى اللسان (سحف). و قصيدته فى المفضليات (1: 106).
 (3) فى الأصل: «و السحف»، صوابه من المجمل.

139
معجم مقاييس اللغة3

سحل ص 140

سحل‏
السين و الحاء و اللام ثلاثة أصول: أحدها كَشْط شى‏ءٍ، عن شى‏ء، و الآخَر من الصَّوت، و الآخر تسهيلُ شى‏ءٍ و تعجيلُه.
فالأوّل قولهم: سَحَلت الرِّياحُ الأرضَ، إِذا كشطت عنها أَدَمَتَها. قال ابن دريدٍ و غيره: ساحل البحر مقلوب فى اللفظ، و هو فى المعنى مَسحُولٌ، لأنّ الماء سَحله. و أصل ذلك قولهم سَحلت الحديدةَ أسحَلُها. و ذلك إذا بَرَدْتَها.
و يقال للبُرادة السُّحالة. و السحْل: الثّوب الأبيض، كأنه قد سُحِل من وسَخِه و دَرَنِه سَحْلا. و جمعه السُّحُل. قال:
كالسُّحُلِ البِيضِ جَلا لونَها             سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأسْوَلِ «1»

و الأصل الثانى: السَّحيل: نُهاق الحمار، و كذلك السُّحال. و لذلك يسمَّى الحِمارُ مِسْحَلًا.
و من الباب المِسحَل لِلسانِ الخطيب، و الرّجُل الخطيب.
و الأصل الثالث: قولهم سَحَلَهُ مائةً، إذا عَجّل له نَقْدَها. و يستعار هذا فيقال سحله مائةً، إذا ضربه مائةً عاجلا «2».
و من الباب السَّحِيل: الخيط الذى فتِلَ فَتْلًا رِخْوا. و خِلافُه المبرَم و البَريم، و هو فى شعر زهير:
مِن سَحِيلٍ و مُبْرَمِ «3»
__________________________________________________
 (1) البيت للمتنخل الهذلى، و قد سبق إنشاده فى (سول).
 (2) جعله فى اللسان من القشر، قال: «سحله مائة سوط سحلا: ضربه فقشر جلده».
 (3) من بيت فى معلقته. و هو بتمامه:
يميناً لنعم السيدان وجدتما             على كل حال من سحيل و مبرم.

140
معجم مقاييس اللغة3

سحل ص 140

و مما شَذّ عن هذه الأصول المِسْحلان، و هما حَلْقتان على طرفَىْ شَكِيم اللِّجام.
و الإسْحِلُ: شجر.
سحم‏
السين و الحاء و الميم* أصلٌ واحدٌ يدلُّ على سواد.
فالأسحم: [ذو] السواد، و سوادُه السُّحْمَة. و يقال للَّيل أسحم. قال الشاعر:
رضيعَىْ لِبَانٍ ثَدْى أمٍّ تقاسما             بأسحَمَ داجٍ عَوضُ لا نتفرّق «1»

و الأسحم: السحاب الأسود. قال النابغة:
بأسحَمَ دانٍ مُزْنُهُ متصوّبُ «2»
و الأسحم: القرن الأسود، فى قول زهير:
و تَذْبيبُها عنها بأسحَمَ مِذْوَدِ «3»
سحن‏
السين و الحاء و النون ثلاثة أصول: أحدها الكسر، و الآخَر اللَّون و الهيئة، و الثالث المخالطة.
فالأوّل قولهم: سحنَتْ الحجر، إذا كسرتَه. و المِسْحنة، هى التى تُكسَر بها الحجارة، و الجمع مَساحن. قال الهذلىّ «4»:
كما صَرفَتْ فوق الجُذَاذ المساحنُ «5»
__________________________________________________
 (1) للأعشى فى ديوانه 150 و اللسان (سحم) و سيأتى منسوبا فى (عوض).
 (2) ليس فى ديوانه. و صدره كما فى اللسان (سحم):
عفا آيه صوب الجنوب مع الصبا.

 (3) فى الأصل: «و تذيبها»، صوابه فى الديوان 229 و اللسان (سحم). و صدره:
نجاء مجد ليس فيه و تيرة

عنها، أى عن نفسها. و فى اللسان: «عنه»، تحريف.
 (4) هو المعطل الهذلى. و قد سبق إشاد البيت فى (جذ).
 (5) صدره:
و فهم بن عمرو يعلكون ضريسهم.

 

141
معجم مقاييس اللغة3

سحن ص 141

و الأصل الثانى: السَّحنة: لِينُ البَشَرة. و السَّحناء: الهيئة. و فرسٌ مُسْحَنَة «1» أى حسنة المنظر. و ناسٌ يقولون: السَّحَناء على فَعَلاء بفتح العين، كما يقولون فى ثأْداء ثَأَداء «2». و هذا ليس بشى‏ء، و لا له قياس، إنّما هو ثأْدَاء و سَحْناء على فعلاء.
و أما الأصل الثالث فقولهم: ساحَنتُك مساحنةً، أى خالطتُك و فاوضتُك.
سحو
السين و الحاء و الحرف المعتل أصلٌ يدلُّ على قشر شى‏ء عن شى‏ء، أو أخذِ شى‏ءٍ يسير. من ذلك سَحَوت القِرطاسَ أسحوه. و تلك السِّحاءَة «3».
و فى السماء سِحاءة من سحاب. فإذا شددته بالسِّحاءَة قلتَ سَحَيتُه، و لو قلت سحوتُه ما كان به بأس. و يقال سَحَوت الطِّين عن وجه الأرض بالمسْحاة أسحوه سَحواً و سَحياً، و أسحاه أيضا، و أَسحيه: ثلاث لغات. و رجلٌ أُسْحُوانٌ: كثير الأكل كأنّه يسحو الطّعامَ عن وجه المائدة أكلًا، حتَّى تبدُوَ المائدة. و مَطْرةٌ ساحية:
تقشِر وجه الأرض.
سحب‏
السين و الحاء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ على جرِّ شى‏ء مبسوطٍ و مَدِّه. تقول: سحبتُ ذبلِى بالأرض سحبا. و سمِّى السّحابُ سحاباً تشبيهاً له بذلك، كأنه ينسحب فى الهواء انسحاباً. و يستعيرون هذا فيقولون:
تسحّب فلانٌ على فلانٍ، إذا اجتَرَأ عليه، كأنه متدّ عليه امتداداً. هذا هو
__________________________________________________
 (1) ضبطت بفتح الحاء فى الأصل و المجمل. و فى اللسان بالكسر ضبط قلم، و قيد فى القاموس «كمحسن». ثم قال: «و هى بهاء».
 (2) نسب القول إلى الفراء فى اللسان. و قال: «قال أبو عبيد: و لم أسمع أحدا يقولهما بالتحريك غيره».
 (3) السحاءة و السحاية: ما انقشر من الشى‏ء.

142
معجم مقاييس اللغة3

سحب ص 142

القياس الصحيح. و ناسٌ يقولون: السَّحْب: شدّة الأكل. و أظنُّه تصحيفاً؛ لأنّه لا قياس له، و إنّما هو السَّحْت.
سحت‏
السين و الحاء و التاء أصل صحيح منقاس. يقال سُحِت الشى‏ء، إذا استُؤصل، و أُسْحِت. يقال سحت اللَّه الكافر بعذابٍ، إذا استأصله.
و مال مسحوتٌ و مُسْحَت فى قول الفرزدق:
و عَضُّ زمانٍ يا ابنَ مروان لم يَدَعْ             من المال إلّا مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ «1»

و من الباب: رجلٌ مسحوت الجوف، إذا كان لا يشبَع، كأنَّ الذى يبلعه يُستأصل من جوفه، فلا يبقى. المال السُّحْت: كلُّ حرامٍ يلزمُ آكلَه المارُ؛ و سمِّى سُحتاً لأنّه لا بقاء له. و يقال أَسْحَت فى تجارته، إذا كَسَبَ السُّحت. و أسْحَت مالَه: أفسده.
سحج‏
السين و الحاء و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على قشر الشى‏ء.
يقال انْسَحج القِشر عن الشى‏ء. و حمار مُسَحَّج، أى مُكدَّم، كأنهُ يكدّم حتى يُسحجَ جلدُه. و يقال بعيرٌ سَحَّاج، إذا كان يَسحَج الأرضَ بخفّه، كأنّه يريد قشر وجهها بخفّه، و إذا فعل ذلك لم يلبث أن يَحْفَى. و ناقة مِسحاجٌ، إذا كانت تفعل ذلك.
__________________________________________________
 (1) ديوان الفرزدق 556 و اللسان (سحت، جلف) و الخزانة (2: 347) و قبله:
إليك أمير المؤمنين رمت بنا             هموم المنى و الهوجل المتعسف.

143
معجم مقاييس اللغة3

باب السين و الخاء و ما يثلثهما ص 144

باب السين و الخاء و ما يثلثهما
سخد
السين و الخاء و الدال أصلٌ. فيه السَّخْد، و هو الماء الذى يخرج مع الولد. و لذلك يقال: أصبح فلان مُسْخَداً، إذا أصبح خاثِر النفس ثقيلا. و ربَّما قالوا للذى يخرج من بطن المولود قبل أن يأكل: السُّخْد. و هذا مُختلَف فيه، فمنهم من يقول سُخْد، و منهم من يقول بالتاء سُخْت. و كذلك حُدّثنا به عن ثَعْلب فى آخر كتابه الذى أسماه الفصيح «1». و قال بعض أهل اللُّغة:
إن السُّخْد الورَم، و هو ذلك القياس.
سخر
السين* و الخاء و الراء أصلٌ مطّرد مستقيم يدلُّ على احتقار و استذلال. من ذلك قولنا سَخَّر اللَّه عزّ و جلّ الشى‏ء، و ذلك إذا ذلَّلَه لأمره و إرادته.
قال اللَّه جلّ ثناؤه: وَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ‏
. و يقال رجل سُخْرةُ: يُسَخَّر فى العمل، و سُخْرةٌ أيضا، إذا كان يُسْخَر منه. فإن كان هو يفعل ذلك قلت سُخَرة، بفتح الخاء و الراء. و يقال سُفُنٌ سواخِرُ مَوَاخِرُ. فالسَّواخر: المُطِيعة الطيِّبة الرِّيح.
و المواخر: التى تمخَر الماء تشُقّه. و من الباب: سَخِرت منه، إذا هزئت به. و لا يزالون يقولون: سخِرت به، و فى كتاب اللَّه تعالى: فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ‏.
سخف‏
السين و الخاء و الفاء أصلٌ مطَّرد يدلُّ على خفّة. قالوا:
السُّخْفُ: الخفّة فى كلِّ شى‏ء، حتّى فى السَّحاب. قال الخليل: السُّخْف فى العَقل خاصة، و السَّخافة عامّةٌ فى كلِّ شى‏ء. و يقال وجدت سَخْفَة من جوع، و هى خِفّةٌ تعترى الإنسانَ إِذا جاع.
__________________________________________________
 (1) نص ثعلب فى آخر كتاب الفصيح 98: «و يقال له من ذوات الخف السخت و السخد».

144
معجم مقاييس اللغة3

سخل ص 145

سخل‏
السين و الخاء و اللام أصلٌ مطرد صحيح ينقاس، يدلُّ على حَقارة و ضَعف. من ذلك السَّخْل من ولد الضّأن، و هو الصّغير الضَّعيف، و الأنثى سَخلة. و منه سَخّلتِ النَّخلة «1»، إذا كانت ذاتَ شِيص، و هو التَّمر الذى لا يشتدُّ نواه. و السُّخَّل: الرّجال الأراذل، لا واحد له من لفظه. و يقال كواكبُ مَسخُولة، إذا كانت مجهولة. و هو قول القائل:
و نحنُ الثُّرَيَّا و جَوزاؤُها             و نحنُ الذّراعانِ و المِرْزمُ‏
و أنتم كواكبُ مسْخُولةٌ             تُرَى فى السماءِ و لا تعلمُ
«2»

و ذكر بعضُهم أنَّ هذيلًا تقول: سخَلْت الرجلَ، إذا عبتَه.
سخم‏
السين و الخاء و الميم أصلٌ مطرَّد مستقيم، يدلُّ على اللِّين و السواد. يقال شَعرٌ سُخامىّ: أسود لَيِّن. كذا حُدِّثنا به عن الخليل. و حدّثنى علىّ بن إبراهيم القطَّان، عن على بن عبد العزيز، عن أبى عُبيد قال: قال الأصمعى:
و أما الشَّعر السُّخام، فهو الليِّن الحَسن، و ليس هو من السَّواد. و يقال للخمر سُخامِيَّة إذا كانت ليِّنة سَلِسَة. قال ابن السكِّيت: ثوب سُخامٌ: ليِّن. و قطنٌ سُخامٌ «3».
قال:
قطنٌ سُخامِىٌّ بأيْدِى غُزَّلِ «4»
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «الناقة»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (2) فى الأصل: «الراكب»، صوابه من المجمل و اللسان و ما يقتضيه السياق.
 (3) البيتان سبق إنشادهما فى (2: 182) فى مادة (خسل) على أنه يقال «كواكب مخسولة».
 (4) كذا ورد إنشاده. و فى اللسان (سخم) مع نسبته إلى جندل بن المثنى الطهوى:
قطن سخام بأيادى غزل.

 

145
معجم مقاييس اللغة3

سخم ص 145

و مما شذّ عن هذا الأصل السَّخيمة، و هى الموجدة فى النَّفس. و يقال سَخَّم اللَّه وجهه، و هو من السُّخام، و هو سواد القِدْر.
سخن‏
السين و الخاء و النون أصل صحيح مطَّرد منقاس، يدل على حرارةٍ فى الشى‏ء. من ذلك سخنّت الماءَ. و ماءٌ سُخْن و سَخِينٌ. و تقول يوم سُخْنٌ و ساخن و سُخْنانٌ، و ليلة سُخْنة و سُخْنانة. و قد سَخُن يومُنا.
و سخِنَتْ عينُه بالكسر تَسخَن. و أسخن اللَّه عينَه. و يقولون إنَّ دَمعة الغَمِّ تكون حارّة. و احتُجَّ بقولهم: أقرّ اللَّه عينَه. و هذا كلامٌ لا بأس به. و المِسْخَنة:
قُدَيرةٌ كأنَّها تَوْر. و السَّخينة: حَساءٌ يُتّخَذُ من دقيق. و قال: قريشٌ «1» يعيَّرُون بأكل السَّخينة، و يُسَمَّون بذلك، و هو قولهم:
يا شَدَّةً ما شدَدْنا غيرَ كاذبةٍ             على سَخِينةَ لو لا اللَّيْلُ و الحَرَمُ «2»

و التَّساخين: الخِفَاف «3». و ممكنٌ أن تكون سمِّيَت بذلك لأنها تُسَخِّن على لُبسها القَدَمَ. و ليس ببعيد.
سخى‏
السين و الخاء و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد، يدلُّ على اتّساعٍ فى شى‏ءٍ و انفراج. الأصل فيه قولهم: سَخَيْتُ القِدر و سَخَوتُها، إذا جعلتَ لِلنارِ تحتها مَذْهباً.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «قوم».
 (2) البيت لخدلش بن زهير العامرى كما فى العمدة (1: 46) و حماسة ابن الشجرى 31. و هو أول من لقب قريشا «سخينة».
 (3) ذكر فى اللسان أن مفردها «التسخان» بالفتح، و أنه معرب من «تَشْكَنْ» الفارسية و هو اسم غطاء من أغطية الرأس كان العلماء و الموابذة يأخذونه على رءوسهم خاصة دون غيرهم، و أن اللغويين من العرب أخطئوا فى تفسيره بالخف.

146
معجم مقاييس اللغة3

سخى ص 146

و من الباب: سَخَاوِىُّ الأرض، قال قوم: السَّخاوىّ: سعة المفازة. و قول بعضهم «سَخاوِى الفلا «1»»، قال ابن الأعرابىّ: واحدةُ السخاوَىِ سَخْواةٌ.
و قال أيضاً: السّخْواءُ «2» الأرض السَّهلة. قال أهل اللغة: و من هذا القياس:
السّخاء: الجُود؛ يقال سخا يسخُو سَخَاوةً و سَخَاء، يمدّ و يقصر.* و السّخِىّ:
الجواد.
و مما شذَّ عن الباب: السَّخا، مقصورٌ: ظَلْع يكون من أن يثِبَ البعيرُ بالحِمْل فتعترض ريحٌ بين جِلْدِه و كَتِفه، فيقال بعيرٌ سَخٍ.
سخب‏
السين و الخاء و الباء كلمةٌ لا يقاس عليها. يقولون: السِّخاب:
قِلادَةٌ من قَرنفُلٍ أو غيره، و ليس فيها من الجواهر شى‏ء، و الجمع سُخُب.
سخت‏
السين و الخاء و التاء ليس أصلًا، و ما أحِسَب الكلام الذى فيه من محض اللغة. يقولون للشى‏ء الصُّلب سَخْتٌ و سِخْتيتٌ. ثم يقولون أمرٌ مِسخاتٌ «3» إذا ضعُف و ذهب. و هذان مختلفانِ، و لذلك قلْنا إنَّ البابَ فى نفسه ليس بأصل. على أنهم حكوا عن أبى زيد: اسْخَاتّ الجُرح: ذهب ورَمُه.
فأما السُّخْت الذى ذكرناه عن ثعلب فى آخر كتابه، فقد قيل إِنَّه السُّخْد «4» و هو على ذلك من المشكوك فيه.
__________________________________________________
 (1) فى المجمل «الفلاة».
 (2) فى الآصل: «السخوة»، صوابه من المجمل.
 (3) هذه الكلمة لم أجدها فى غير المقاييس.
 (4) السخت، بالضم، و السخد كذلك: الماء الذى يكون على رأس الولد.

147
معجم مقاييس اللغة3

باب السين و الدال و ما يثلثهما ص 148

باب السين و الدال و ما يثلثهما
سدر
السين و الدال و الراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على شِبه الحَيْرة و اضطراب الرأى. يقولون: السادر المتحيِّر. و يقولون سَدِرَ بصرهُ يَسْدَر، و ذلك إذا اسمدَّ و تحيَّر. و يقولون: السَّادر هو الذى لا يبالى ما صنَع، و لا يهتمُّ بشى‏ء. قال طرفة:
سادراً أحْسِب غَيِّى رَشَداً             فتناهَيتُ و قد صَابَتْ بُقرّ «1»

فأَمّا قولُهم: سَدَرت المرأة شَعرها، فهو من باب الإبدال، مثل سدلتُ، و ذلك إذا أرسلَتْه. و كذلك قولهم: «جاء يضربُ أسدرَيْه»، و هو من الإِبدال، و الأصل فيه الصاد، و قد ذُكر
سدع‏
السين و الدال و العين ليس بأصلٍ يُعوَّل عليه و لا يقاس عليه، لكنّ الخليل ذكر الرجل المِسْدَع، قال: و هو الماضى لوجهه. فإن كان كذا فهو من الإبدال؛ لأنَّه من صَدَعت، كأنَّه يصدع الفلاةَ صدعاً. و حكى أنَّ قائلا قال: «سلَامةً لك من كلِّ نكبة و سَدْعَةٍ «2»»، و قال: هى شبه النَّكبة.
هذا شى‏ء لا أصل [له‏].
سدف‏
السين و الدال و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على إرسال شى‏ءٍ على شى‏ء غِطاءً له. يقال أَسْدَفَت القناعَ: أرسلتْه. و السُّدْفة: اختلاط الظَّلام و السَّديف: شحمُ السَّنام، كأنه مُغَطٍ لما تحته؛ و جمع السُّدْفة سُدَف. قال:
نحن بغَرس الوَدِىِّ أعلمُنا             مِنَّا بركض الجياد فى السُّدَفِ «3»

__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (سدر) بدون نسبة. و هو فى ديوان طرفة 75.
 (2) فى اللسان: «نقذا لك من كل سدعة» أى سلامة لك من كل نكبة.
 (3) لسعد القرقرة، كما فى اللسان (سدف). و هو من شواهد النحو فى الجمع بين إضافة أفعل و بين من. انظر العينى (4: 55).

148
معجم مقاييس اللغة3

سدف ص 148

و حكى ناسٌ: أسْدَف الفجر: أضاء، فى لغةِ هَوَازنَ، دونَ العرب. و هذا ليس بشى‏ء، و هو مخالفٌ القياس.
سدك‏
السين و الدال و الكاف كلمةٌ واحدة لا يقاس عليها.
تقول: سَدِك به، إذَا لزِمَه.
سدس‏
السين و الدال و السين أصلٌ فى العدد، و هو قولهم السُّدُس:
جزءٌ من ستَّة أجزاء. و إزارٌ سَدِيس، أى سُداسىّ. و السِّدْس من الوِرد فى أظماء الإبل: أن تنقطع الإبل عن الوِرد خمسةَ أيام و تَرِدَ السّادسَ. و أسدَسَ البعير، إذا ألقَى السّنّ بعد الرُّباعِيَة، و ذلك فى السنة الثامنة. فأمّا الستة فمن هذا أيضاً غير أنَّها مُدْغمة، كأنَّها سِدْسَة.
و مما شذَّ عن هذا السُّدُوس: الطَّيلَسان. و اسم الرّجل سَدُوس. قال ابن الكلبىّ: سَدوس فى شيبان بالفتح، و الذى فى طىٍ بالضمّ.
سدل‏
السين و الدال و اللام أصلٌ واحد يدلُّ على نزول الشى‏ء من علوٍ إلى سُفلٍ ساتراً له. يقال منه «1» أرخى اللَّيل سُدُولَه. و هى سُتُرُه. و السَّدْل:
إرخاؤك الثّوب فى الأرض. و شَعْر مُلْسدلٌ على الظَّهر. و السُّدْل: السِّتْر.
و السِّدْل: السِّمط من الجواهر، و الجمع سُدول. و القياس فى ذلك كلِّه واحد.
سدم‏
السين و الدال و الميم أصلٌ فى شى‏ءٍ لا يُهتَدى لوجهه. يقال رَكِيَّةٌ سُدُم، إذا ادَّفَنَتْ. و من ذلك البعير الهائج يسمَّى سَدِماً، أَنَّه إذا هاج لم يَدرِ من حاله* شيئاً، كالسَّكران الذى لا يَهتدى لوجهٍ. و من ذلك قول القائل:
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «له».

149
معجم مقاييس اللغة3

سدم ص 149

يأيُّها السَّدِم المَلوِّى رأسَه             ليقودَ مِن أهل الحجاز بَرِيما «1»

سدن‏
السين و الدال و النون أصلٌ واحد لشى‏ء مخصوص. يقال إنَّ السَّدانة الحِجابة. و سَدَنة البيت: حَجَبَتُه. و يقولون: السَّدَن «2» السِّتر. فإنْ كان صحيحاً فهو من باب الإبدال، و الأصل السُّدْل.
سدو
السين و الدال و الواو أصلٌ واحد يدلُّ على إهمال و ذَهابٍ على وجه. من ذلك السَّدْو، و هو ركوبُ الرأس فى السَّير. و منه قولُه جلّ ثناؤه:
أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً‏، أى مُهْمَلا لا يؤمر و لا يُنهَى. قال الخليل:
زَدْوُ الصِّبيان بالجوز إنَّما هو السَّدو. فإن كان هذا صحيحاً فهو من الباب؛ لأنه يخلّيه من يده. و من الباب: أسْدَى النّخلُ، إذا استرخت ثَفاريقُه «3»، و ذلك يكون كالشَّى‏ء المخلّى من اليَدِ، و الواحدة من ذلك السَّدِية. و كان أبو عمرو يقول: هو السَّداء ممدود، الواحدة سَداءة. قال أبو عبيد: لا أحفظ الممدود.
و السَّدَى: النَّدَى؛ يقال سَدِيَتْ ليلتُنا، إذا كثُر نَداها. و هو من ذاك، لأن السحاب يُهمِله و يُهمَل به.
و من الباب السَّدَى، و هو ما يُصطنع من عُرْف؛ يقال أسدى فلانٌ إلى فلان معروفا. و من الباب: تسدَّى فلانٌ أَمَتَه، إذا أخذها من فَوقها، كأنَّه رمى بنفسه عليها. قال:
__________________________________________________
 (1) البيت لليلى الأخيلية، كما سبق فى (1: 232). و انظر التحقيق هناك.
 (2) ضبط فى المجمل بسكون الدال، و فى اللسان و القاموس بفتحها.
 (3) الثفاريق: جمع ثفروق، كعصفور، و هو قمع البسرة. فى الأصل: «تفاريقه»، صوابه بالثاء المثلثة.

150
معجم مقاييس اللغة3

سدو ص 150

فَلَمَّا دنَوْتُ تسدَّيتُها             فثوباً نسيتُ و ثوباً أجُرّ «1»

و قال آخر «2»:
تَسَدَّى مع النَّوم تِمثالُها             دُنُوَّ الضَّبَاب بطلٍ زُلالِ «3»

سدج‏
السين و الدال و الجيم، يقولون إنَّ المستعمَل منه حرفٌ واحد، و هو التسدُّج، يقال [رجلٌ‏] سدّاجٌ، إذا قال الأباطيل و ألّفها.
سدح‏
السين و الدال و الحاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على بسطٍ على الأرض، و ذلك كسَدْح القِربة المملوءة، إذا طرَحَها بالأرض. و بها يشبَّه القتيل.
قال أبو النَّجم يصف قتيلا:
مُشَدّخَ الهامةِ أو مسدُوحا «4»
فأما رواية المفضَّل:
بينَ الأراكِ و بين النّخل تَشدخُهم             زُرق الأسنّة فى أطرافها شَبَمُ «5»

فيقال إنَّه تصحيف، و إِنَّما هو «تسدحُهم». و السَّدحُ: الصَّرْع بَطْحاً على الوجه و على الظهر، لا يقع قاعداً و لا متكوِّراً.
__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (سدا) بدون نسبة أيضا. و هو لامرئ القيس فى ديوانه 9. و يروى:
«فثوب نسيت وئوب».

و للنحاة فى الرواية الأخيرة كلام.
 (2) لم يرو فى اللسان. و هو لأمية بن أبى عائذ الهذلى، من قصيدة له فى شرح السكرى للهذليين 180 و نسخة الشنقيطى 79.
 (3) الزلال: البارد الصافى. و الرواية فى المصدرين السابقين: «مع الليل».
 (4) قبله، كما فى اللسان (سدح):
ثم يبيت عنده مذبوحا.

 (5) البيت لخداش بن زهير، كما فى اللسان (سدح).

151
معجم مقاييس اللغة3

سدح ص 151

و أمّا قولُهم فلانٌ سادحٌ، أى مُخصِب، فهو من هذا أيضاً؛ لأنَّه إذا أخصب انسدحَ مستلقياً. و هو مَثَلٌ.
سدخ‏
السين و الدال و الخاء لا أصلَ له فى كلام العرب. و لا معنَى لقول من قال: انسدخ مثل انسدح، إذا استلقى عند الضرب أو انبطح.
و اللَّه أعلم.
باب السين و الراء و ما يثلثهما
سرط
السين و الراء و الطاء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ على غَيبة فى مَرّ و ذَهاب. من ذلك: سَرَطْت الطّعام، إذا بَلِعْته؛ لأنَّه إِذا سُرِطَ غاب.
و بعضُ أهل العلم يقول: السِّراط مشتقٌّ من ذلك، لأنَّ الذاهبَ فيه يغيب غيبةَ الطعام المُستَرَط. و السِّرِطْراط على فِعلّال «1»: الفالوذُ؛ لأنَّه يُستَرط. و السُّراطُ:
السّيف القاطع الماضِى فى الضَّريبة. قال الهذلىّ «2» يصف سيفاً:
كلون المِلح ضربتُه هَبِيرٌ             يُتِرُّ اللَّحمَ سَقّاطٌ سُراطِى «3»

سرع‏
السين و الراء و العين أصل صحيح يدلُّ على خلاف البطء. فالسَّريع: خلاف البطى‏ء. و سَرْعَان «4» النَّاس: أوائلهم الذين يتقدمون‏
__________________________________________________
 (1) كذا. و صواب وزنه «فعلعال».
 (2) هو المتنخل الهذلى، كما فى اللسان (سرط). و قصيدته فى القسم الثانى من مجموعة أشعار الهذليين 89 و نسخة الشنقيطى 47.
 (3) جاء «سراطى» على لفظ النسب و ليس بنسب، يقال سيف سراط و سراطى، كما يقال أحمر و أحمرى.
 (4) يقال بفتح السين، و بالتحريك أيضا.

152
معجم مقاييس اللغة3

سرع ص 152

سِراعا. و تقول العرب: لَسَرْعان «1» ما صنعتَ كذا، أي ما أسرع ما صَنَعتَه.
و أما السَّرْع من قُضبان الكرْم، [فهو] أسرعُ ما يطلُع منه. و مثله السَّرَعْرَع، ثم يشبَّه به الإنسان الرَّطيب الناعم.
سرف‏
السين و الراء و الفاء* أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تعدِّى الحدّ و الإغفالِ أيضاً للشى‏ء. تقول: فى الأمر سرَفٌ، أى مجاوزَةُ القدر. و جاء
فى الحديث: «الثالثة فى الوضوء شَرف، و الرَّابعة سَرف».
و أمّا الإغفال فقول القائل: «مررتُ بكم فَسرِفتكم»، أى أغفلتكم. و قال جرير:
أعطَوْا هُنيدةَ يحدُوها ثمانيةٌ             ما فى عطائِهم مَنٌّ و لا سرَفُ «2»

و يقولون إنّ السّرَف: الجهل. و السَّرِف: الجاهل. و يحتجُّون بقول طرفة:
إنّ امرأ سرِف الفؤادِ يَرَى             عسلًا بماء سحابةٍ شَتْمِى «3»

و هذا يرجع إلى بعض ما تقدَّم. و القياس واحد. و يقولون إنّ السَّرف أيضاً الضَّرَاوة. و
فى الحديث: «إنّ للحم سَرَفاً كسَرف الخَمْر».
أى ضَرَاوة.
و ليس هذا بالبعيد من الكلمة الأولى.
و مما شذّ عن الباب: السُّرْفة: دويْبَّة تأكل الخشَب. و يقال سَرَفت السُّرفةُ الشّجرةَ سَرْفاً، إذا أكلَتْ ورقها، و الشجرةُ مسروفة. يقال إنّها تبنى لنفسها بيتاً
__________________________________________________
 (1) يقال هذا بالفتح، و بفتح فضم، و بالكسر.
 (2) ديوان جرير 389 و اللسان (سرف).
 (3) ديوان طرفة 61 و اللسان (سرف).

153
معجم مقاييس اللغة3

سرف ص 153

حسناً. و يقولون فى المثل: «أصنَعُ من سُرْفة «1»».
سرق‏
السين و الراء و القاف أصلٌ يدلُّ على أخْذ شى‏ء فى خفاء و سِتر. يقال سَرَق يَسْرق سَرِقةً. و المسروق سَرَقٌ. و استَرَق السّمع، إذا تسمَّع مختفياً. و مما شذّ عن هذا الباب السَّرَق: جمع سَرَقة، و هى القطعة من الحرير.
سرو
السين و الراء و الحرف المعتل بابٌ متفاوت جدًّا، لا تكاد كلمتان منه تجتمعان فى قياسٍ واحد. فالسَّرو: سخاءٌ فى مروءة؛ يقال سَرِى و قد سَرُو. و السَّرْو: محلّة حمير. قال ابن مقبل:
بِسَرْوِ حِميرَ أبوالُ البِغال به             أنّي تسدّيتِ وهناً ذلك البِينا «2»

و السَّرْو: كشْف الشّى‏ءِ عن الشى‏ء. سرَوت عنّى الثوبَ أى كشفتُه. و
فى الحديث فى الحَسَاء «3»
: «يَسْرُو عن فؤاد السَّقيم «4»».
أى يكشف. و قال ابن هَرْمة:
سَرَى ثَوبَه عنك الصِّبا المتخايلُ             و قَرَّبَ للبَينِ الحبيبُ المزايلُ «5»

و لذلك يقال سُرِّى عنه. و السِّروة: دويْبَّة «6»، يقال أرض مسرُوّة، من السِّروة إذا كثُرت بالأرض. و السّاريَة: الأسطُوانة. و السُّرَى: سير اللَّيل، يقال سَرَيْت و أسريت. قال:
أسْرَتْ إليك و لم تكن تَسْرِى «7»
__________________________________________________
 (1) انظر الحيوان (1: 220/ 2: 147/ 6: 385/ 7: 10).
 (2) سبق البيت فى مادة (بول، بين).
 (3) فى الأصل: «الحياء»، صوابه من اللسان (19: 105).
 (4) فى اللسان: «إنه يرتو فؤاد الحزين، و يسرو عن فؤاد السقيم».
 (5) البيت فى اللسان (سرا). قرب، أى قرب الرواحل. اللسان: «و ودع».
 (6) هى الجرادة أول ما تكون و هى دودة.
 (7) لحسان بن ثابت فى ديوانه 168 و اللسان (19: 103). و صدره:
حى النضيرة ربة الخدر.

 

154
معجم مقاييس اللغة3

سرو ص 154

و السَّراء: شجرٌ. و سَرَاة الشى‏ء: ظَهْره. و سَرَاة النّهار: ارتفاعُه. و هذا الذى ذكرناه بعيدٌ بعضُه من بعض، فلذلك لم نحمله على القياس.
و إذا همز كان أبعد، يقال سرأت الجرادة: ألقَتْ بيضَها. فإذا حان ذلك منها قيل: أسرأتْ.
سرب‏
السين و الراء و الباء أصلٌ مطرد، و هو يدلُّ على الاتّساع و الذهاب فى الأرض. من ذلك السِّرْب و السُّرْبة، و هى القطيع من الظّباء و الشاء.
لأنّه ينسرب فى الأرض راعياً. ثمَّ حُمل عليه السِّرب من النّساء. قالوا: و السرْب بفتح السين، أصله فى الإبل. و منه تقول العرب للمطلَّقة: «اذهبى فلا أَنْدَهُ سَرْبَك»، أى لا أردُّ إبلَك، لتذهب حيث شاءت. فالسِّرب فى هذا الموضع: المال الرّاعى.
و قال أبو زيد: يقال خلِّ سرْبه، أى طريقه يذهب حيث شاء. و قالوا: يقال أيضاً سِرْب بكسر السين. و يُنشَد بيت ذى الرّمّة:
خَلَّى لها سرْبَ أُولَاها «1»
و قال: يعنى الطريق. و يقال انسرَبَ «2» الوحشىُّ فى سربه. و من هذا الباب: السَّرَب و السَّرِب، و هو الماءُ السائل من المزادة، و قد سَرِبَ سَرَباً. قال ذو الرمّة:
ما بال عَينِكَ منها الماءُ ينسكبُ             كأنّه من كُلَى مَفْرِيّةٍ سَرَبُ «3»

__________________________________________________
 (1) البيت بتمامه كما فى الديوان 586 و اللسان (سرب، همم):
خلى لها سرب أولاها وهيجها             من خلفها لا حق الآطال همهيم.
 (2) فى الأصل: «السرب»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (3) ديوان ذى الرمة ص 1- و هو أول بيت فى ديوانه- و اللسان (سرب). و فى الأصل:
 «عينيك».

155
معجم مقاييس اللغة3

سرب ص 155

بفتح الراء و كسرها. و يقال: سَرَّبت القربةَ، إذا جعلتَ فيها ماءً حتى ينسدّ الخَرْز. و السَّرْب: الخَرْز؛ لأن الماء ينسرب منه، أى يخرج. و السارب.
الذّاهب فى الأرض. و قد سَرَب سروباً. قال اللَّه جلّ ثناؤه: وَ سارِبٌ بِالنَّهارِ قال الشاعر:
أنّى سَرَبْتِ و كنتِ غيرَ سروبِ             و* تُقَرِّبُ الأحلامُ غيرَ قريبِ «1»

و المَسرَبة: الشّعر النابت وسط الصدر، و إنما سمِّى بذلك لأنَّه كأنه سائل على الصدر جارٍ فيه. فأمّا قولهم: آمِنٌ فى سِرْبه، فهو بالكسر، قالوا: معناه آمنٌ فى نفسه. و هذا صحيح و لكن فى الكلام إضماراً، كأنّه يقول: آمِنَة نفسه حيث سَرِب، أى سعى. و كذلك هو واسع السِّرب، أى الصدر. و هذا أيضاً بالكسر. قالوا: و يراد به أنّه بطئ الغضب. و هذا يرجع إلى الأصل الذي ذكرناه.
يقولون: إنّ الغضب لا يأخذ فيَقْلَق، و ينسدّ عليه المذاهب.
سرج‏
السين و الراء و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على الحسن و الزِّينة و الجمال. من ذلك السِّراج، سمِّى لضيائه و حُسْنه. و منه السرج للدّابّة، هو زينته.
و يقال سَرَّج وجهَه، أى حَسَّنه، كأنه جعله له كالسِّراج. قال:
و فَاحِماً و مِرْسَنِاً مُسَرَّجا «2»

و مما يشذُّ عن هذا قولُهم للطَّريقة: سُرْجُوجَة.
__________________________________________________
 (1) البيت لقيس بن الخطيم فى ديوانه 5 و اللسان (سرب).
 (2) للعجاج فى ديوانه 8 و اللسان (رسن، سرج). و المرسن، كمجلس و منبر، أصله موضع الرسن من أنف الفرس، ثم كثر حتى قيل مرسن الإنسان، أى أنفه.

156
معجم مقاييس اللغة3

سرح ص 157

سرح‏
السين و الراء و الحاء أصلٌ مطّرد واحد، و هو يدلُّ على الانطلاق. يقال منه أمر سريح، إذا لم يكن فيه تعويق و لا مَطْل. ثمَّ يحمل على هذا السَّراح و هو الطَّلاق؛ يقال سَرَّحت المرأةَ. و فى كتاب اللَّه تعالى: أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ‏
. و السُّرُح: النّاقة السريعة. و من الباب المنْسرِح، و هو العريانُ الخارج مِن ثيابه. و السَّرْح: المال السَّائم. و السارح: الرَّاعى. و يقال السّارح: الرجل الذى له السَّرْح. و أمّا الشجرة العظيمة فهى السَّرْحة، و لعلّه أن يكون شاذًّا عن هذا الأصل. و يمكن أن تسمَّى سَرْحة لا نسراح أغصانها و ذَهابها في الجهات. قال عنترة:
بَطَلٍ كأنّ ثيابَه فى سرحَةٍ             يُحذَى نِعالَ السِّبتِ ليس بتَوأمِ «1»

و من الباب السِّرحانُ: الذِّئب، سمِّى به لأنّه ينسرح فى مَطالبه. و كذلك الأسدُ إذا سُمِّى سِرحانا.
و أمّا السَّريحة فقطعةٌ من الثِّياب.
سرد
السين و الراء و الدال أصل مطرّد منقاس، و هو بدلُّ على تَوالِى أشياءَ كثيرةٍ يتّصل بعضُها ببعض. من ذلك السَّرْد: اسمٌ جامعٌ للدروع و ما أشبهها من عمل الحَلَق. قال اللَّه جلّ جلالُه، فى شأن داود عليه السلام:
وَ قَدِّرْ فِي السَّرْدِ
، قالوا: معناه ليكنْ ذلك مقدَّراً، لا يكونُ الثَّقْب ضيّقاً و المِسمارُ غليظاً، و لا يكون المسمار دقيقاً و الثقب واسعاً، بل يكون على تقدير.
__________________________________________________
 (1) البيت من معلقته المشهورة.
                       

157
معجم مقاييس اللغة3

سرد ص 157

قالوا: و الزّرَّاد، إِنّما هو السّرّاد. و قيل ذلك لقرب الراء من السين. و المِسْرَد:
المِخْرز: قياسُه صحيح.
باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله سين‏
من ذلك (المُسْمَقِرُّ «1»): اليوم الشديد الحرّ، فهذا من باب السَّقَرات سَقراتِ الشّمس، و قد مضى ذكره، فالميم الأخيرة فيه زائدة.
و من ذلك (السَّحْبل): الوادى الواسع، و كذلك القِرْبة الواسعة:
سَحْبلة. فهذا منحوت من سحل إذا صبّ، و من سَبَل، و من سَحَب إذا جرى و امتدّ. و هى منحوتةٌ من ثلاث كلمات، تكون الحاء زائدة مرَّة، و تكون الباء زائدة، و تكون اللام زائدة.
و من ذلك (السَّمادِيرُ): ضَعف البَصَر، و قد اسمدَرَّ. و يقال هو الشَّى‏ء يتراءَى للإِنسان من ضَعف بصره عند السُّكر من الشراب و غيرِه. و هذا ممّا زِيدت فيه الميم، و هو من السَّدَر و هو تحيُّر البَصر، و قد مضى ذِكره بقياسه.
و من ذلك فرسٌ (سُرْحُوب)، و هى الجَوادُ، و هى منحوتةٌ من كلمتين:
من سرح و سرب، و قد مضى ذكرُهما.
__________________________________________________
 (1) لم يعقد له صاحب اللسان مادة خاصة، بل ذكره فى مادة (سقر). و أما صاحب القاموس فقد عقد له، و الوجه ما صنع صاحب اللسان فإن الميم فيه زائدة.

158
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله سين ص 158

و من ذلك ناقة (سِرْداحٌ): سريعة كريمة، فالدّال زائدة، و إنَّما هى من سَرَحَت.
و من ذلك (اسْلَنْطح) الشَّى‏ء، إذا انبسط و عَرُض «1»، و إنّما أصلُه سطح، و زيدت فيه* اللام و النون تعظيماً و مبالغَة.
و من ذلك (اسَمَهدَّ) السَّنام، إذا حسُن و امتلأ. و هذا منحوتٌ من مهد، و من مهدت الشّى‏ءَ إذا وثَّرْته «2». و قال أبو النَّجم:
و امتَهَدَ الغاربُ فِعْلَ الدُّمْلِ «3»
و من قولهم هو سَهْد مَهْد. و قد فسَّرناه.
و من ذلك (السَّمْهريَّة): الرِّماح الصِّلاب، و الهاء فيه زائدة، و إنّما هى من السُّمْرة «4».
و من ذلك (المُسْلَهِبُّ): الطويل، و الهاء فيه زائدة، و الأصل السَّلِب، و قد مضى.
و من ذلك قولهم (اسْلهَمَّ)، إذا تغيَّر لونُه. فاللام فيه زائدة، و إنّما هو سَهُمَ وجهه يسْهُم، إذا تغيَّر. و الأصل السُّهام.
__________________________________________________
 (1) عرض يعرض عرضا، مثل صغر يصغر صغرا.
 (2) و ثرت الشى‏ء: و طأته و سهلته. و فى الأصل: «و ترته»، تحريف.
 (3) سبق إنشاد البيت فى (دمل) و سيأتى فى (مهد).
 (4) تذكر المعاجم أن السمهرية من الرماح منسوبة إلى «سمهر»: رجل كان يصنع الرماح بالخط، و امرأته «ردينة» التى تنسب إليها الرماح الردينية.

159
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله سين ص 158

و من ذلك العجوز (السَّمْلَق): السَّيئة الخُلُق، و الميم فيه زائدةٌ، و إنّما هى من السِّلْقة.
و من ذلك (السَّرطَمِ): الواسع الحَلْقِ، و الميم فيه زائدة، و إنَّما هو من سَرِطَ، إذا بَلِع.
و من ذلك (السَّرمَد): الدائم، و الميم فيه زائدة، و هو من سَردَ، إذا وَصل، فكأنّه زمان متّصل بعضُه ببعض.
و من ذلك (اسْبَغَلّ) الشّى‏ءُ اسبِغْلالًا، إذا ابتلَّ بالماء. و اللام فيه زائدة، و إنما ذلك من السُّبوغ، و ذلك أنّ الماءَ كثُر عليه حتّى ابتلّ‏
و مما وُضِع وضعاً و ليس قياسُه ظاهراً: (السِّنَّوْرُ)، معروف. و (السَّنَوَّر):
السِّلاح الذى يُلبَس. و (السَّلْقَع) بالقاف «1»: المكان الحزْن. و (السَّلْفَع) بالفاء «2»: المرأة الصَّخَّابة. و (السَّلفَع) من الرِّجال: الشجاع الجَسور.
قال الشاعر:
بَينا يُعانِقُه الكماةُ و رَوْغِهِ             يوماً أتيِحَ له جرِى‏ءٌ سَلْفَعُ «3»

و قال فى المرأة:
فما خَلَفٌ عن أُمِّ عِمران سلفعٌ             من السُّود وَرهاء العِنان عَروبُ «4»

__________________________________________________
 (1) فى المجمل: «بنقطتين».
 (2) فى المجمل: «بنقطة».
 (3) رواية الديوان 18 و المفضليات (2: 228): «بينا تعنقه» مصدر تعنقه تعنقا. و فى رواية المقاييس عطف الاسم على الفعل، و هو مسموع. انظر همع الهوامع (2: 140).
 (4) فى اللسان (سلفع): «و ما بدل من أم عثمان».

160
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله سين ص 158

 (و السِّمْحاق): جلدةٌ رقيقةٌ فى الرأس، إِذا اتهت الشَّجَّةُ إليها سمِّيت سِمْحاقا.
و كذلك سَمَاحيق السَّلَى، و سماحيق السَّحاب: القطع الرّقاق منه.
و من ذلك (اسْحَنكَك) الظّلام. و (اسحَنْفَرَ) الشّى‏ء: طال و عَرُض.
و سَنامٌ (مُسَرْهَدٌ): مقطوع قِطعاً. و (اسمهَرَّ) الشوك: يَبِس. و يقال للظلام إِذا اشتدَّ: اسمَهَرَّ. و (السَّرْهَفَة) و (السَّرعَفة): حسن الغِذاء.
و (السَّخْبَر «1»): شجر. و (السَّماليخ): أماسيخ النَّصِىّ «2»، الواحدة سُملوخ. و (السَّمْسَق): الياسَمِين. و (السَّفَنَّجُ): الظّليم. و (السَّلْجَم):
الطويل. و (السَّرَوْمط): الطويل. و (السِّلْتِم): الغُول. و (السِّلْتِم): السّنة الصَّعبة. قال الشاعر:
و جاءت سِلتمٌ لا رَجْعَ فيها             و لا صَدْعٌ فينجر الرِّعَاءُ «3»

و (السِّلتِم): الداهية. و (السَّبَنْتَى): النَّمِر، و كذلك (السَّبَنْداةُ).
قال فى السَّبَنْتَى:
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «السنجر»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (2) فى اللسان: «و سماليخ النصى: أما صيخه، و هو ما تنزعه منه مثل القضيب». و الأماسيخ وردت بالسين فى كل من المقاييس و المجمل، فلعلها مما جاء بالإبدال من الصاد.
 (3) سبق البيت فى مادة (رجع)، و لست أحق كلمة «فينجر»، و رواية اللسان (فيحتلب).
و لعلها هنا «فيتجر الرعاء»، من الوجور، و هو .....

161
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله سين ص 158

و ما كنتُ أخشَي أن تكون وفاتُه             بكفَّىْ سبَنْتَى أزرقِ العين مُطرِقِ «1»

و (السِّربال): القَميص. و (اسْرَنْدَانِي) الشَّى‏ءُ: غلبنى. و (السِّفْسِير).
الفَيْج و التابع. و (السَّوُذَق) و (السَّوْذَنِيق «2») و (السُّوذَانِق):
الصّقر.
و (السَّبَاريت): الأرض القَفر. و (السُّبْروت): الرَّجل القصير.
و (السَّرْبَخُ): الأرض الواسعة. و (السِّنْدَأْوة) الرّجل الخفيف.
و (السَّجَنْجل): المرآة. و غلام (سَمَهْدَرٌ): كثير اللَّحم. و (المُسْمَهِرُّ):
المعتدل. و (المُسْجَهِرُّ): الأبيض. و (المُسْمغِدّ): الوارم. و (المُسْلَحِبّ):
المستقيم. و (السُّرادِق): الغبار. و (السَّمْحَج): الأتَان الطَّويلة الظهر.
و (السِّجِلَّاط): نَمَط الهَوْدج، و يقال إنّه ليس بعربىّ «3». و (السَّمَهْدَر):
البعيد، فى قول الراجز:
و دُونَ ليلَى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ «4»
__________________________________________________
 (1) البيت للشماخ من مقطوعة فى الحماسة (1: 454). و أنشده فى اللسان (سبت) و المخصص (1: 124/ 16: 8). و لم يرو فى ديوان الشماخ.
 (2) و يقال أيضا «سيذنوق». و اللفظ معرب من الفارسية. انظر المعرب للجواليقى 186- 187 و اللسان (سذق)، و أدى شير.
 (3) فى اللسان أنه معرب عن الرومية: «سجلاطس».
 (4) البيت لأبى الزحف الكليبى الراجز، ابن عم جزير. انظر اللسان (سمهدر). و فى اللسان «الكلينى» و هو تحريف أوقع مصحح اللسان فى خطأ.

162
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله سين ص 158

و يقال (سَرْدَجْته) فهو مُسردَج «1»، أى أهملتُه، فهو مُهمل. قال أبو النجم:
قد قَتَلَتْ هِنْدُ و لَم تَحَرَّجِ             و تركَتْكَ اليومَ كالمُسَرْدَجِ‏

و (اسْبَكَرّ) الشَّى‏ء: امتدّ. و اللَّه أعلم.
تم كتاب السين‏
__________________________________________________
 (1) لم تذكر مادة (سردج) بالجيم فى اللسان، و ذكرها صاحب القاموس.

163
معجم مقاييس اللغة3

كتاب الشين ص 165

كتاب الشينْ‏
باب ما جاء من كلام العرب أوله شين فى المضاعف و المطابق‏
شص‏
الشين و الصاد أصلٌ واحد مطّرد، يدلُّ على شدّة و رَهَق.
من ذلك قولهم: شَصَّتْ مَعِيشتُهم* و إِنَّهم لفى شَصَاصَاء، أى فى شِدّة. و أصله من قولهم شَصَّ الإنسان، إِذا عَضّ بنواجذه على الشى‏ء عَضًّا. و يقال فى الدعاء:
نَفَى اللَّه عنك الشَّصائص، و هى الشّدائد.
و من الباب الشِّصّ: شى‏ءٌ يُصاد به السّمك. و يقال لِّلصِّ الذى لا يَرَى شيئاً إِلّا أتى عليه: شِصّ. قال الكسائىّ: يقال إنّ فلاناً على شَصَاصاء، أى على عَجَلة. قال:
نحنُ نَتَجْنا ناقةَ الحَجّاجِ             على شَصَاصاء من النِّتاجِ «1»

شط
الشين و الطاء أصلانِ صحيحان: أحدهما البُعد، و الآخر يدلُّ على المَيل.
فأمّا البُعد فقولهم: شطّت الدارُ، إذا بعُدت تَشُطّ شُطوطا. و الشَّطاط:
البُعد. و الشَّطاط: الطُّول؛ و هو قياسُ البُعد؛ لأنّ أعلاه يبعُد عن الأرض.
__________________________________________________
 (1) الرجز فى اللسان (شصص).
                       

165
معجم مقاييس اللغة3

شط ص 165

و يقال أشَطَّ فلانٌ فى السّوْم، إذا أَبعَدَ و أتَى الشَّطَطَ، و هو مجاوزة القَدْر.
قال جلّ ثناؤه: وَ لا تُشْطِطْ
. و يقال أشطَّ القومُ فى طلبِ فلانٍ، إذا أمعَنُوا و أَبعَدوا.
و أمَّا الميل فالميل فى الحُكم. و يجوز أن يُنقل إلى هذا الباب الاحتجاجُ بقوله تعالى: وَ لا تُشْطِطْ
. أى لا تَمِلْ. يقال [شَطّ، و «1»] أشَطّ، و هو الجور و الميل فى الحكم. و
فى حديث تميمٍ الدارىّ: «إنّك لشاطِّى حتَّى أحملَ قوّتَك على ضعفى «2»».
شاطِّى، أى جائر فى الحكم علىَّ. و الشَّطُّ: شَطّ السَّنام، و هو شِقُّه، و لكلِّ سَنامٍ شَطَّانِ. و إنّما سمِّى شطًّا لأنَّه مائل فى أحد الجانبين.
قال الشاعر «3»:
كأنّ تحتَ دِرعِها المُنْعَطِّ             شَطًّا رميتَ فوقَه بشَطِّ

و ناقة شَطَوْطَى من هذا. و شَطُّ النَّهر يسمى شَطًّا لذلك، لأنَّه فى الجانبين.
شظ
الشين و الظاء أصلٌ يدل على امتدادٍ فى شى‏ء. من ذلك الشِّظَاظانِ: العُودان اللذان يُجعَلان فى عُرَى الجُوالِق. قال:
__________________________________________________
 (1) التكملة يقتضيها الاستشهاد التالى، و كذا جاء فى المجمل: «قال أبو عبيد: شططت فلان و أشططت، و هو الجور فى الحكم». ثم استشهد بحديث تميم الدارى.
 (2) فى اللسان: «و فى حديث تميم الدارى أن رجلا كلمه فى كثرة العبادة فقال: أرأيت أن كنت أنا مؤمنا ضعيفا و أنت مؤمن قوى إنك لشاطى حتى أحمل قوتك على ضعفى فلا أستطيع فأنبت» يقول: إذا كانتنى مثل عملك و أنت قوى و أنا ضعيف فهو جور منك.
 (3) هو الراجز أبو النجم العجلى. اللسان (شطط، عطط):

166
معجم مقاييس اللغة3

شظ ص 166

أين الشِّظاظان و أين المِرْبَعهْ             و أين وَسَقُ الناقةِ المُطَبَعة «1»

و يقولون: أشَظَّ الرجُل، إذا تحرَّك ما عنده. و يقولون: أشَظَّ البعيرُ، إذا مدّ بذنَبه.
شع‏
الشين و العين فى المضاعف أصلٌ واحد يدلُّ على التفرُّق و الانتشار. من ذلك الشعاع شُعاع الشّمس، سمِّى بذلك لا نبثاثه «2» و انتشاره، يقال أشَعّت الشّمسُ تُشِعُّ، إذا طرحَتْ شُعاعَها. و الشَّعَاع بالفتح: الدّم المتفرِّق.
قال قيس بن الخطيم:
طعنتُ ابنَ عبدِ القَيس طعنةَ ثائرٍ             لها نَفَذٌ لو لا الشُّعَاعُ أضاءَها «3»

و شعاع «4» السُّنبُل: سفاه إذا يبِس. قال أبو النَّجم:
لِمَّةَ فَقْرٍ كشعاع السُّنبلِ «5»
و يقال نَفْسٌ شَعاعٌ، إذا تفرَّق هِمَمُها، قال:
فقَدتُكِ من نَفسٍ شَعاعٍ ألم أكنْ             نهيتُكِ عن هذا و أنتِ جميعُ «6»

__________________________________________________
 (1) سبق البيتان فى مادة (ربع).
 (2) فى الأصل: «لا بتشائه»، تحريف.
 (3) ديوان قيس بن الخطيم 3 و اللسان (شعع).
 (4) شعاع السنبل بتثليث حركات الشين. و فى الأصل: «شعا»، تحريف.
 (5) البيت فى أرجوزته المنشورة بمجلة المجمع العلمى العربى، السنة الثامنة ص 475. و قبله:
تفرى له الريح و لما يقمل.

 (6) البيت فى المجمل، و هو لقيس بن ذريح، كما فى اللسان (شمع).

167
معجم مقاييس اللغة3

شع ص 167

و الشَّعُّ: رمى النّاقة بولَها على فخذِها. يقال شَعّتْ تَشُعُّ شَعًّا. و يقال ظلٌّ شَعشَعٌ، إذا لم يكن كثيفاً. و قال الراجز فى التفرُّق:
صَدْقُ اللِّقاءِ غيرُ شَعْشَاع الغَدَرْ «1»
يقول: هو جميع الهِمَّة غيرُ متفرِّقِها.
و من هذا الباب الشّعشاع و الشَّعشَعانُ من النّاس و الدوابّ: الطويل يقال بعيرٌ شعشاعٌ و ناقةٌ شَعشاعةٌ و شَعشَعانةٌ. قال ذو الرّمّة:
هيهاتَ خَرقاءُ إلَّا أنْ يقرِّبَها             ذُو العرش و الشّعشعاناتُ العَياهيمُ «2»

و من الباب: شَعشعْتُ الشّرابَ، إذا مزجتَه؛ و ذلك أن المِزًاج ينبثُّ و ينتشر فيه. قال:
مشعشعةً كأنَّ الحُصَّ فيها             إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا «3»

شغ‏
الشين و الغين أصلٌ يدل على القلّة. قال أهل اللُّغة:
الشّغشغة فى الشرب: التّصريد، و هو التقليل. قال رؤبة:
لو كنتُ أسْطِيعُك لم يُشغَشَغِ             شُرْبى و ما المشغولُ مِثْلُ الأفْرغِ «4»

هذا هو الأصل. و فيه كلمةٌ طريقتُها طريق الحكاية، و ذلك ربَّما حُمل‏
__________________________________________________
 (1) البيت فى المجمل و اللسان (شعع).
 (2) ديوان ذى الرمة 579 و اللسان (شعع). و سيعيده فى (عهم).
 (3) البيت لعمرو بن كلثوم فى معلقته.
 (4) ديوان رؤبة 97 و اللسان (شغغ).

168
معجم مقاييس اللغة3

شغ ص 168

على القياس و ربما لا يُحمَل. يقولون إنَّ الشغشغة صَوت الطّعْن، فى قول الهذلىّ «1»:
فالطعن شَغشغةٌ و الضَّرب هَيْقعةٌ             ضربَ المُعَوِّل تحت الدِّيمِة* العَضَدا

و الشغشغة: ضربٌ من هدير الإبل.
شف‏
الشين و الفاء أصلٌ واحد يدلُّ على رقّة و قلّة، لا يشّذ منه شى‏ءٌ عن هذا الباب. من ذلك الشَّفّ: السِّتْر الرّقيق. يقولون: سُمِّى بذلك لأنَّه يُستَشُّف ما وراءه. و الأصل أن السِّتر فى نفسه يشفُّ «2» لرقّته إذْ كان كذا.
و إن كان ما قاله القومُ صحيحاً فهو قياسٌ أيضاً؛ لأنَّ الذى يُرى من ورائه هو القليل المتفرِّق فى رأى العين و البصر. و من ذلك الشَّفّ الزيادة؛ يقال لهذا على هذا شَفٌّ، أى فضْل. و يقال: أَشففتَ بعضَ ولدِك على بعضٍ، أى فضّلت.
و إنما قيل ذلك لأن تلك الزيادة لا تكاد تكثُر، فإنْ أَعطَى أحدَهما مائةً و الآخرَ مائتين لم يُقَل أَشففتَ، لكن يقال أفْضَلْت و أَضْعفت و ضعَّفت، و ما أشبهَ ذلك.
و قولُ مَن قال: الشَّف: النُّقصان أيضاً محتمل، كأنَّه ينقُص الشى‏ءَ حتى يصيِّرَه شُفَافَة «3». و الشُّفُوف: نُحول الجِسم، يقال شفَّه المرضُ يشُفُّه شَفًّا. فأما الشّفيف فلا يكون إلا بَرْدَ ريح فى نُدُؤة قليلة، فسمِّى شفيفاً لتلك النُّدُوّة و إن قَلَّتْ. و يقال لذلك الشَّفَّانُ أيضاً، قال:
__________________________________________________
 (1) هو عبد بن مناف بن ربع الهذلى، كما فى اللسان (شغغ). و قصيدته فى بقية أشعار الهذليين 3 و نسخة الشنقيطى 51. و انظر ما سيأتى فى (عضد).
 (2) فى الأصل: «شف».
 (3) الشفافة، بالضم: البقية من الشى‏ء.

169
معجم مقاييس اللغة3

شف ص 169

ألجَاهُ شَفَّانٌ لها شَفِيفُ «1»
و الاستشفاف فى الشَّراب: أن يستقصِىَ ما فى الإناء لا يُسْئِرُ «2» فيه شيئاً، كأنَّ تلك البقيَّة شُفافة، فإِذا شرِبَها الإنسان قيل اشتفَّها و تَشَافَّها. و فى حديث أمّ زرع: «إنْ أكلَ لَفَّ، و إنْ شرِبَ اشتَفَّ». و كلُّ شى‏ءٍ استوعَبَ شيئاً فقد اشتفَّه. قال الشَّاعر «3»:
له عنق تُلْوِى بما وُصِلَتْ به             و دَفَّانِ يشتَفّان كلَّ ظِعانِ‏

الظِّعَان: الحبل. يقول: جَنْباه عريضانِ، فما يأخُذان الظّعانَ كلَّه.
و أما قول الفرزدق:
و يُخْلِفْن ما ظَنَّ الغَيورُ المشَفْشَفُ «4»

فيقال: الرّجل الشديد الغَيرة. و هذا صحيح، إلّا أنّه الذى شفّتْه الغَيرة حتّى نَحَل جسمُه.
شق‏
الشين و القاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على انصداعٍ فى الشى‏ء، ثم يحمل عليه و يشتقُّ منه على معنى الاستعارة. تقول شقَقت الشى‏ء أشقُه شقًّا، إذا صدعته. و بيده شُقوق، و بالدابّة شُقَاق. و الأصل واحد. و الشِّقَّة: شَظِيَّةٌ تُشَظّى من لوحٍ أو خشبة.
__________________________________________________
 (1) البيت فى المجمل (شف).
 (2) فى الأصل: «لا تسار»، صوابه من المجمل.
 (3) هو كعب بن زهير. و البيت سبق إنشاده فى (دف).
 (4) أنشد هذا الصدر فى اللسان (شفف). و صدره فى الديوان 552:
موانع للأسرار إلا لأهلها.

 

170
معجم مقاييس اللغة3

شق ص 170

و من الباب: الشِّقَاق، و هو الخِلاف، و ذلك إذا انصدعت الجماعةُ و تفرَّقتْ يقال: شَقُّوا عصا المسلمين، و قد انشقّت عصا القومِ بعد التئامها، إِذا تفرَّق أمرُهم.
و يقال لنِصف الشى‏ء الشِّقّ. و يقال أصابَ فلاناً شِقٌّ و مَشقّة، و ذلك الأمر الشديد كَأنّه من شدّته يشقُّ الإنسان شقًّا. قال اللَّه جل ثناؤه وَ تَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى‏ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ‏. و الشِّقّ أيضاً: الناحية من الجبل.
و
فى الحديث: «وجَدَنى فى أهل غُنَيْمَةٍ بِشَقٍّ».
و الشِّقّ: الشقيق، يقال هذا أخى و شقيقى و شِقُّ نفسى. و المعنى أنه مشبَّه بخشبةٍ جعلت شِقّيْنِ. و يقولون فى الغضبان: احتدَّ فطارت منه شِقَّةٌ، كَأنه انشقّ من شدة الغضب. و كلُّ هذه أمثال.
و الشُّقَّة: مسيرٌ بعيدٌ إلى أرض نطيَّة. تقول: هذه شُقّةٌ شاقّة. قال اللَّه سبحانه وَ لكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ
. و الشّقة من الثياب، معروفة. و يقال اشتقَّ فى الكلام فى الخصومات يمينا و شِمالًا مع ترك القَصْد، كأنَّه يكون مرةً فى هذا الشِّق، و مرَّة فى هذا. و فرسٌ أَشَقُّ، إذا مال فى أحد شقَّيه عند عَدْوِه.
و القياس فى ذلك كلِّه واحد.
و الشّقِيقة: فُرْجَةٌ بين الرمال تُنْبِتُ. قال أبو خَيْرَة: الشَّقيقة: لَيِّن من غلظ الأرض، يطول ما طال الحَبْل. و قال الأصمعىّ: هى أرضٌ غليظةٌ بين حَبْلَين من الرّمل. و قال أبو هشامٍ الأعرابىّ: هى ما بين* الأمِيلَين. و الأمِيل و الحَبْل سواء. و قال لبيد:

171
معجم مقاييس اللغة3

شق ص 170

خَنْسَاءُ ضيَّعتِ الفريرَ فلم يَرِمْ             عُرْضَ الشقائقِ طَوْفُها و بُغامُها «1»

و قال الأصمعىُّ: قِطعٌ غِلاظٌ بين كلّ حَبْلَىْ رمْل. و فى رواية النَّضْر:
الشقيقة الأرض بين الجبلَين على طَوَارهما، تنقاد ما انقاد الأرض، صلبة يَسْتَنْقِع الماءُ فيها، سَعَتُها الغَلْوَةُ و الغَلوتان. قلنا: و لو لا تطويلُ أهل اللُّغَةِ فى ذكر هذه الشَّقائق، و سلوكُنا طريقَهم فى ذلك، لكان الشّغل بغيره مما هو أنفع منه أولى، و أىُّ منفعةٍ فى علمِ ما هى حتى تكون المنفعة فى علم اختلاف الناس فيها. و كثيرٌ مما ذكرناه فى كتابنا هذا جارٍ هذا المجرى، و لا سيما فيما زاد على الثلاثىّ، و لكنَّه «2» نَهج القوم و طريقَتُهم.
و من الباب الشِّقْشِقَة: لَهَاة البعير، و هى تسمَّى بذلك لأنها كَأنَّها منشقَّة.
و لذا قالوا للخطيب هو شقشقة، فإنما يشبّهونه بالفحل. قال الأعشى:
فاقْنَ فإنى طَبِنٌ عالمٌ             أَقطعُ من شِقشقة الهادرِ «3»

و
فى الحديث: «إنَّ كثيراً من الخطب شقاشقُ الشَّيْطان «4»».
و مما شذَّ عن هذا الباب: الشَّقيق، قالوا: هو الفَحْلُ إذا استَحْكَم و قوِىَ.
قال الشاعر:
أبوكَ شَقيقٌ ذو صَياصِ مذَرَّبُ‏
__________________________________________________
 (1) البيت من معلقة لبيد.
 (2) فى الأصل: «و لكن».
 (3) ديوان الأعشى: 107 و اللسان (شقق). و فى الديوان:
«و اسمع فإنى ...».

 (4) فى اللسان: «من شقاشق الشيطان».

172
معجم مقاييس اللغة3

شك ص 173

شك‏
الشين و الكاف أصل واحدٌ مشتقٌّ بعضُه من بعض، و هو يدلُّ على التَّداخُل. من ذلك قولهم شكَكْتُه بالرُّمح، و ذلك إذا طعنتَه فداخَل السنانُ جسمَه. قال:
فشككت بالرُّمح الأصَمِّ ثيابَه             ليس الكريمُ على القنا بمحرَّمِ «1»

و يكون هذا من النَّظْم بين الشيئين إذا شُكّا.
و من هذا الباب الشكُّ، الذى هو خلافُ اليقين، إنما سمِّى بذلك لأنَّ الشَّاكَّ كأنه شُكَّ له الأمرانِ فى مَشَكٍّ واحد، و هو لا يتيقن واحداً منهما، فمن ذلك اشتقاق الشك. تقول: شككت بين ورقتين، إِذا أنت غرَزْت العُود فيهما فجمعتَهما.
و من الباب الشِّكَّةُ، و هو ما يلبسه الإِنسان من السّلاح، يقال هو شاكٌّ فى السّلاح. و إنما سمِّى السّلاحُ شِكَّة لأنه يُشَكُّ به، أوْ لأنه كأنه شُكَّ بعضُه فى بعض. فأمّا قول ذى الرُّمَّة:
وَثْبَ المَسحَّج مِن عاناتِ مَعْقُلةٍ             كأنّه مُستَبانُ الشَّكِّ أو جَنِبُ «2»

فالشك يقال إنّه ظلْع خفيف؛ يقال بعيرٌ شاكٌّ، و قد شَكّ شَكًّا. و هذا قياس صحيح؛ لأنّ ذلك وَجَع «3» يداخِله‏ء و يقال بل الشَّكّ: لُصوق العَضد بالجنْب. فإِن صحَّ هذا فهو أظهر فى القياس. و الشكائك: الفِرَق من الناس،
__________________________________________________
 (1) البيت من معلقة عنترة العبسى.
 (2) البيت فى ديوان ذى الرمة 10 و اللسان (جنب، شكك). و قد سبق فى (جنب).
 (3) فى الأصل: «رجع».

173
معجم مقاييس اللغة3

شك ص 173

الواحدة شَكِسكة، و إنما سمِّيت بذلك لأنها إذا افترقت فكلُّ فِرقةٍ منها يداخل بعضُهم بعضا.
شل‏
الشين و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تباعُد، ثم يكون ذلك فى المسافة، و فى نسج الثَّوب و خياطته و ما قارب ذلك. فالشلُّ: الطرْد، يقال شَلَّهم شَلًّا، إذا طردَهم. و يقال أصبح القوم شِلَالًا، أى متفرِّقين.
قال الشاعر:
أما و الذى حَجَّت قريشٌ قَطينةً             شِلالًا و مولَى كلِّ باقٍ و هالك «1»

و الشَّلل: الذى قد شُلّ، أى طُرِد. و منه قوله:
لا يَهُمُّون بإدْعاق الشَّلَلْ «2»
و يقال شَللت الثوب أشُلُّه، إذا خِطته خياطةً خفيفة متباعدة.
و من الباب الشلل: فساد اليد، يقال: لا تشْلل و لا تَكْللْ. و رجلٌ أشَلُّ و قد شَلَّ يَشَلّ. و الشلل: لَطْخ يُصيب الثوبَ فيبقى فيه أثر. و الشلشَلة:
قَطَرَانُ «3» الماء متقطعا. و الشُّلة «4»: النّوَى نوى الفِراق. و هو من الباب، و ذلك حيثُ ينتوى القومُ. قال أبو ذؤيب:
و قلتُ تجنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عمٍّ             و مَطلبَ شُلَّةٍ و هى الطرُوح «5»

__________________________________________________
 (1) البيت لابن الدمينة فى اللسان (شلل).
 (2) عجز بيت للبيد، سبق إنشاده فى (دعق). و سيأتى فى (دعق) و صدره:
فى جميع حافظى عوراتهم.

 (3) القطران، بفتح الطاء: مصدر قطر. و فى الأصل: «قطرات»، تحريف.
 (4) و يقال أيضاً «الشُّلَّى» بالقصر.
 (5) ديوان أبى ذؤيب 69 و اللسان (شلل).

174
معجم مقاييس اللغة3

شل ص 174

فأما الشليل فقال قوم: هو الحِلْس، و هو لا يكون محقق النَّسْج. و أمَّا الجُنَنُ «1» ففيها الشَّليل، فقال قوم: هو ثوبٌ يُلبَس تحت الدِّرع* و لا يكون ضعيفاً، و قال آخرون: هى الدِّرع القصيرة، و تُجمع أشِلّة. قال أوس:
و جاءُوا بها شهباءَ ذاتَ أشِلَّةٍ             لها عارضٌ فيه المنيَّةُ تلمعُ «2»

و أىّ ذلك كان فإِنما هو تشبيهٌ و استعارة.
شم‏
الشين و الميم أصلٌ واحد يدلُّ على المقارَبة و المداناة. تقول شَممت الشى‏ءَ فأنا أشُّمه «3». و المشامَّة: المفاعلة من شاممته، إذا قاربتَه و دنوتَ منه. و أشمَمْتُ فلاناً الطيبَ. قال الخليل: تقول للوالى: أشمِمنى يدَكَ، و هو أحسنُ من قولك: ناوِلْنى يدَك. و أمَّا الشمم فارتفاعٌ فى الأنف، و النعت منه الأشمُّ؛ فى الظاهر كأنه بعيدٌ من الأصل الذى أصَّلناه، و هو فى المعنى قريبٌ، و ذلك أنه إذا كان مرتفعَ قصبة الأنف كان أدنى إلى ما يريد شَمَّهُ. ألا تراهم يقولون: [آنفُهمْ «4»] تنال الماء قبل شفاههم. و إذا كان هذا كذا كان منه أيضاً ما حُكى عن أبى عمرو: أَشمَّ فلانٌ، إذا مرّ رافعاً رأسه. و عرضت عليه كذا فإذا هو مُشِمٌّ «5». و بينا هُمْ فى وجهٍ أشَمُّوا، أى عدَلوا؛ لأنه إذا باعدَ شيئاً قاربَ غيره، و إذا أشمَّ عن شى‏ء قاربَ غيره، فالقياسُ فيه غير بعيد.
__________________________________________________
 (1) الجنن: جمع جنة، و هو ما استترت به من السلاح. و فى الأصل: «الحسن»، تحريف، صوابه من المجمل.
 (2) ديوان أوس بن حجر 11 و اللسان (شلل).
 (3) يقال من بابى علم و نصر.
 (4) تكملة يفتقر إليها الكلام.
 (5) فى الأصل: «متشم»، صوابه فى المجمل و اللسان.

175
معجم مقاييس اللغة3

شن ص 176

شن‏
الشين و النون أَصلٌ واحد يدلُّ على إخلاقٍ و يُبْس. من ذلك الشَّنُّ، و هو الجِلد اليابس الخَلَق البالى، و الجمع شِنانٌ. و
فى الحديث فى ذكر القرآن: «لا يَتفه و لا يتشانُّ «1»».
أى لا يَقِلُّ و لا يُخْلِق. و الشنين: قَطَرانُ الماء من الشّنّة. قال الشاعر:
يا مَن لدمعٍ دائم الشَّنِينِ «2»
و من الباب: الشِّنْشِنَة، و هى غَريزة الرَّجُل. و فى أمثالهم:
«شِنْشِنة أعرفُها من أَخزم»
: و هى مشتقة مما ذكرناه، أى هى طبيعتُه التى وُلِدَت معه و قَدُمَت، فهى كأنها شَنّة. و الشَّنُون، مختلف فيه، فقال قوم: هو المهزول، و احتجُّوا يقول الطرِمَّاح فى وصف الذئب الجائع:
... كالذّئب الشّنونِ «3»

و قال آخرون: هو السَّمين. و يقال إنّه الذى ليس بسمينٍ و لا مهزُول.
و إذا اختلفت الأقاويل نُظِرَ إلى أقربها من قياس الباب فأُخِذَ به. و قد قال الخليل:
إن الشَّنُون الذى ذهب بعضُ سِمَنه، [شُبِّهَ «4»] بالشَّنّ. و قال: يقال للرّجُل إذا هُزِلَ: قد استَشَنّ. و أمّا إشْنانُ «5» الغارةِ فإِنما هو مشتقٌّ من الشَّنين، و هو قَطَران الماء من الشَّنَّة، كأنهم تفرَّقوا عليهم فأتَوْهم من كلِّ وجه. يقال شننت الماءَ، إذا صَببته متفرِّقاً. و هو خلافُ سنَنْت.
__________________________________________________
 (1) سبق الاستشهاد بالحديث فى (تفه) برواية أخرى حيث فسر التافه بالقليل.
 (2) البيت فى اللسان (شنن 108).
 (3) و كذا ورد إنشاد هذه القطعة فى المجمل. و البيت بتمامه فى الديوان 178 و اللسان (شنن):
يظل غرابها ضرما شذاه             شج بخصومة الذئب الشنون.

 (4) التكملة من المجمل.
 (5) فى الأصل: «شنان»، تحريف، و إنما هو «إشنان» مصدر «أشن».

176
معجم مقاييس اللغة3

شب ص 177

شب‏
الشين و الباء أصلٌ واحد يدلُّ على نَمَاء الشى‏ء و قوّته فى حرارةٍ تعتريه. من ذلك شَبَبْتُ النّارَ أشُبُّها شَبًّا و شُبُوباً. و هو مصدر شُبَّت.
و كذلك شَبَبْتُ الحرب، إذا أوقدتَها. فالأصل هذا. ثم اشتق منه الشَّباب، الذى هو خلاف الشَّيْب. يقال: شَبَّ الغلامُ شَبِيباً و شَباباً «1»، و أشَبَّ اللَّه قَرْنَه «2» و الشَّبَاب أيضاً: جمع شابّ، و ذلك هو النَّماء و الزيادةُ بقوّة جسمِه و حرارته. ثم يقال فَرقاً: شَبَّ الفرسُ شِبابا، بكسر الشين، و ذلك إذا نَشط و رفَع يديه جميعا.
و يقولون: بَرِئْت إليك من شِبابه و عِضاضِه «3». و الشَّبيبة: الشَّباب «4». و من الباب: الشَّبَبُ: الفتىُّ من بقر الوحش. قال ذو الرّمة:
... ناشِطٌ شَبَبْ «5»
و من هذا القياس: أُشِبّ له الشى‏ءُ، إذا قُدِّر و أُتيح؛ و كأنّه رُفع و أُسْمِىَ له «6».
شت‏
الشين و التاء أصلٌ يدلُّ على تفرُّق و تزيُّل، من ذلك تشتيت الشى‏ء المتفرّق. تقول: شَتّ شَعْبُهم شَتَاتا و شَتًّا، أى تفرَّق جَمْعهم.
قال الطرِمّاح:
__________________________________________________
 (1) و شبوبا أيضا.
 (2) فى اللسان: «و أشبه اللّه و أشب اللّه قرنه. و القرن زيادة فى الكلام».
 (3) و يقال أيضا: من شبيبه و عضيضه.
 (4) فى الأصل: «الشاب»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (5) البيت بتمامه كما فى الديوان 17 و اللسان (نمش، نشط) و ما سيأتى فى (نشط):
أذاك أم نمش بالوشى أكرعه             مسفع الخد هاد ناشط شبب.

 (6) أسماه له: رفعه. و فى الأصل: «سمى به له».

177
معجم مقاييس اللغة3

شت ص 177

شَتَّ شَعْبُ الحىِّ بعد التِئامْ             و شَجَاك الرّبعُ ربع المُقامْ «1»

و يقال: جاء القوم أشتاتاً. و ثَغْر شَتِيتٌ: مفلَّجٌ حَسَن. و هو من هذا، كأَنّه يقال إنّ الأسنانَ ليست بمتراكِبة. و شتّانَ ماهما، يقولون إنّه الأفصح، و ينشدون:
شَتّانَ ما يومِى على كُورِها             و يومُ حَيَّانَ أخِى جابرِ «2»

و ربما قالوا: شَتَّانَ ما بينهما، و الأوّل أفصح.
شث‏
الشين و الثاء ليس بأصل، إنما هو الشّثُّ: شَجر.
شج‏
الشين و الجيم أصلٌ واحد يدلُّ على صَدع الشى‏ء. يقال شجَجْتُ رأسَه أشُجُّه شَجًّا. و كان بين القوم شِجاجٌ و مشاجّة، إذا شجَّ بعضُهم بعضا. و الشَّجَجُ: أثر للشَّجّة فى الجبين؛ و النّعت منه أشَجّ. و شجَجت المفازةَ شَجًّا، إذا صدَعْتَهَا بالسَّير. و شَجَجْتُ الشَّراب بالمِزَاج «3». و شَجَّت السفينةُ البحر. و الشَّجِيج: المشجوج. و الوَتِد شجيج.
شح‏
الشين و الحاء، الأصل فيه المنع، ثم يكون منعاً مَعَ حِرص.
من ذلك الشُّحُّ، و هوَ البُخل مع حِرص. و يقال تَشَاحَّ الرّجلانِ على الأمر، إذا أراد كلُّ واحدٍ منهما الفوزَ به و منْعَه من صاحبه. قال اللَّه جلّ ثناؤه: وَ مَنْ*
__________________________________________________
 (1) ديوان الطرماح 95 و اللسان (شتت).
 (2) للأعشى فى ديوانه 108 و اللسان (شتت).
 (3) فى الأصل: «بالمزج» مع ضبط الميم بالكسر، صوابه من المجمل.

178
معجم مقاييس اللغة3

شح ص 178

يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*. و الزّنْد الشَّحَاحُ: الذى لا يُورِى.
قال ابن هَرْمَة:
و إنِّى و تركى نَدى الأكرمبنَ             وَ قَدْحِى بكفَّىَّ زَنْداً شَحاحَا «1»

هذا هو الأصل فى المضاعف.
فأمَّا المطابَقُ فقريبٌ من هذا. يقولون للمواظِب على الشى‏ء: شَحْشَحٌ. و لا يكون مواظبتُه عليه إلّا شُحًّا به. و يقولون للغَيور: شَحْشَح، و هو ذاك القياس؛ لأنّه إذا غار مَنَع. و كذلك الشُّجَاع، و هو المانع ما وراءَ ظهرِه. و أمَّا الماضى فى خطبته فيقال له شَحشح؛ كأنّه محمولٌ على الشُّجاع مشبَّه به.
شخ‏
الشين و الخاء ليس بأصل، إنما يقولون شَخَّ الصبىُّ ببوله، إذا بال و كان له صوت. و شَخَّتْ رجلُه دماً، أى سالت.
شد
الشين و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ على قوةٍ فى الشى‏ءِ، و فروعُه ترجِع إليه. من ذلك شَدَدْتُ العقد شَدًّا أشُدُّه. و الشَّدّة: المرّة الواحدة. و هذا القياسُ فى الحرْب أيضاً، يَشُدُّ شَدًّا. قال:
يا شَدَّةً ما شددنا غيرَ كاذبةٍ             على سَخِينَةَ لو لا اللّيلُ و الحرَمُ «2»

و من الباب: الشّديد و المتشدّد: [البَخِيل «3»]. قال اللَّه سبحانه: وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ. [و] قال طرَفة فى المتشدّد:
أرَى الموتَ يعتامُ الكِرامَ و يَصْطَفى             عَقيلةَ مالِ البَاخِلِ المتشدِّدِ «4»

__________________________________________________
 (1) اللسان (شحح) و الحيوان (1: 199) و الموشح: 237 و ثمار القلوب 353.
 (2) لخداش بن زهير، كما سبق فى حواشى مادة (سخن).
 (3) التكملة من المجمل و اللسان.
 (4) البيت من معلقته المعروفة.

179
معجم مقاييس اللغة3

شد ص 179

و حُكى عن أبى زيد: أصابتنى شُدَّى، أى شِدَّة. و يقال: أشَدَّ القومُ، إذا كانت دوابُّهم شِداداً «1». و شَدُّ النّهارِ: ارتفاعه «2». و الأشُدُّ: العشرون، و يقال أربعون سنة. و بعضهم يقولون لا واحدَ لها، و يقال بل واحدها شدٌّ.
شذ
الشين و الذال يدلُّ على الانفراد و المفارَقة. شَذّ الشى‏ء يَشِذُّ شذوذاً. و شُدَّاذُ الناس: الذين يكونون فى القوم و ليسوا من قبائلهم و لا مَنَازِلهم «3» وَ شَذَّانِ الحصى «4»: المتفرِّق منه. قال امرؤ القيس:
تُطَايِرُ شُذّانَ الحصى بمَناسمٍ             صلابِ العُجى ملثومُها غَيرُ أَمْعَرا «5»

شر
الشين و الراء أصلٌ واحد يدلُّ على الانتشار و التّطايُر. مِن ذلك الشرّ خلاف الخير. و رجلٌ شِرِّير، و هو الأصل؛ لانتشاره و كثرته. و الشَّرُّ:
بسْطُك الشى‏ءَ فى الشمس. و الشّرارة، و الجمع الشّرَارُ. و الشّرَر: ما تطاير من النّار، الواحدة شَرَرَة. قال اللَّه جلّ و علا: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ.
و يقال: شر شَر الشى‏ءَ، إذا قطّعه. و الإِشرارة: ما يُبْسَط عليه الشى‏ء. و الشِّواء الشّرْشار «6»: الذى يتقاطر دَسَمُه. و الشّرشرة: أن تنفُض الشّى‏ءَ من فيك بعد عِضّك إيَّاه. و شراشر الأذناب: ذَباذِبُهَا. و أنشد:
__________________________________________________
 (1) منه الحديث: «يرد مشدهم على مضعفهم».
 (2) منه قول عنترة فى معلقته:
عهدى به شد النهار كأنما             خضب البنان و رأسه بالعظلم.
 (3) فى الأصل: «مساولهم»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (4) شذان، بالضم: جمع شاذ، كشاب و شبان. و بالفتح: صفة على فعلان.
 (5) ديوان امرئ القيس 98 و اللسان (شذذ).
 (6) و كذا فى المجمل. و فى اللسان و القاموس: «الشرشر».

180
معجم مقاييس اللغة3

شر ص 180

فعوين يَستعجِلْنه و لَقِينَه             يَضْرِبْنَه بشراشر الأذْنابِ «1»

فإن قال قائل: فعلى أىِّ قياسٍ من هذا الباب يُحمل الشَّراشر، و هى النَّفْس، يقال ألقى عليه شراشِرَه، إذا ألقى عليه نفسه حرصاً و محبّة. و هو قوله:
و مِن غَيَّةٍ تُلقَى عليها الشَّراشرُ «2»
فالجوابُ أنّ القياس فى ذلك صحيح، و ليس يُعنَى بالشّراشر الجسمُ و البدَن، إنّما يراد به النَّفْس. و ذلك عبارةٌ عن الهِمم و المَطَالب* التى فى النَّفْس. يقال ألقى عليه شراشِرَه، أى جَمَع ما انتشر من هِمَمه لهذا الشى‏ء، و شَغَلَ همومَه كلَّها به.
فهذا قياس.
و يقال أشررتُ فلاناً، إذا نسبتَه إلى الشرّ. قال طرفة:
و ما زال شُربِى الرّاحَ حتّى أشَرّنِى             صديقى و حَتَّى ساءنى بعضُ ذلِكِ «3»

و يقال أشررت الشّى‏ءَ، إذا أبرزْتَه و أظهرتَه. قال:
و حَتَّى أُشِرّتْ بالأكفِّ المصاحفُ «4»
و قال:
__________________________________________________
 (1) فى المجمل: «يعوين».
 (2) لذى الرمة. و صدره فى ديوانه 251 و اللسان (شرر):
و كائن ترى من رشدة فى كريهة.

 (3) ديوان طرفة 55 و اللسان (شرر). و فى الأصل: «شرب الراح»، و صوابه فى الديوان و اللسان. و فى اللسان: «بعض ذلكا»، تحريف. و مطلع القصيدة:
قفى قبل و شك البين يا ابنة مالك             و عوجى علينا من صدور جمالك.
 (4) لكعب بن جعيل كما فى وقعة صفين 336 و اللسان (شرر). و نسب فى وقعة صفين 411 إلى أبى جهمة الأسدى. و ذكر فى اللسان نسبته إلى الحصين بن الحمام المرى.

181
معجم مقاييس اللغة3

شر ص 180

إذا قِيلَ أىُّ النّاسِ شرٌّ قبيلةً             أشَرَّت كليباً بالأكفّ الأصابعُ «1»

و قال امرؤ القيس:
تجاوزتُ أحراساً عليها و مَعشراً             علىَّ حِراصاً لو يُشِرُّون مَقتَلى (2)

شز
الشين و الزاء أصلٌ واحد ضعيف. يقولون: إنّ الشَّزازة:
اليُبْس الشَّديد.
شس‏
الشين و السين قريب من الذى قبله. فالشَّسُّ: الأرض الصُّلبة، و الجمع شِساس و شُسوس.
باب الشين و الصاد و ما يثلثهما
شصب‏
الشين و الصاد و الباء أصلٌ يدلُّ على شِدّة فى عيشٍ و غيره. يقال: الشَّصائب: الشّدائد. و يقال عيشٌ شاصبٌ، أى شديد. و قد شصَب شُصوباً. و يقال أشْصَب اللَّهُ عيشَه.
و من هذا الباب، إن كان صحيحاً: شَصَبت النّاقةُ على الفَحل «2»، و ذلك إذا أكثَرَ ضرابَها فلم تَلْقَح له.
__________________________________________________
 (1) للفرزدق فى ديوانه 520 و الخزانة (3: 669). و يروى: «أشارت كليب» بنزع «إلى» و إبقاء عملها. و «أشارت كليبا» بالنصب بعد نزع الخافض.
 (2) هذه الكلمة مما فات صاحب اللسان، و ذكرت فى المجمل و القاموس.

182
معجم مقاييس اللغة3

شصب ص 182

و ما بعد ذلك من قولهم، أنَّ الشِّصْبَ «1»: النَّصِيب، و أنّ المَشْصوبَةَ «2» المسلُوخة، فكلُّ ذلك مشكوكٌ فيه، غيرُ معوَّل عليه.
شصر
الشين و الصاد و الراء أصلٌ إن صحَّ يدلُّ على وصلِ شى‏ءٍ بشى‏ء. من ذلك الشِّصار: خشبة تشدُّ مِن مَنْخِرَى الناقة. تقول: شَصَّرتها أشصِّرها تشصيراً. و قريبٌ من هذا: الشَّصْر: الخياطة و يكون فيها بعض التّباعُد و أمّا قولهم شَصَرَ بصرُ فلان، فهو من باب الإبدال، و إنّما الصاد [مبدلة] من الطاء، و قد ذَكر فى بابه.
و مما شذّ عن ذلك: الشَّصَر، يقال إنَّه الظَّبْى الشّادن. و ربما سمَّوه الشَّاصِر.
و قد ذكره جرير «3».
باب الشين و الطاء و ما يثلثهما
شطن‏
الشين و الطاء و النون أصلٌ مطّرد صحيح يدلُّ على البُعد.
يقال شَطَنت الدار تَشْطُن شطوناً إذا غَرَبت. و نوًى شَطونٌ، أى بعيدة.
قال النابغة:
__________________________________________________
 (1) و هذه أيضا مما فات صاحب اللسان، و ذكرت فى القاموس و قال: «كالشصيب».
 (2) ذكرت فى اللسان عن ثعلب. و قد ذكر فى المجمل بدلها «الشصب» بضمتين. و فى القاموس: «و كعنق: الشاة المسلوخة».
 (3) فى المجمل: «و هو فى شعر جرير». و قد عثرت على الشاهد الذى أشار إليه فى ديوان جرير 306. و هو:
عرقت وجوه مجاشع و كأنها             عقل تدلع دون مدرى الشاصر.

183
معجم مقاييس اللغة3

شطن ص 183

نأتْ بسعادَ عنك نوًى شَطونُ             فبانتْ و الفؤادُ بها رهينُ «1»

و يقال بئرٌ شَطون، أى بعيدة القَعر. و الشَّطَن: الحَبْل. و هو القياس، لأنّه بعيدُ ما بينَ الطَّرَفين. و وصَفَ أعرابىٌّ فرساً فقال: «كأنّه شيطانٌ فى أشطان». قال الخليل: الشَّطَن: الحبل الطويل. و يقال للفرس إذا استعصى على صاحبه: إنه لَينزُو «2» بين شَطَنين. و ذلك أنّه يشده موثقا بين حَبْلين «3»
و أمَّا الشَّيطان فقال قوم: هو من هذا الباب، و النون فيه أصليّة، فسُمِّى بذلك لبُعده عن الحقّ و تمرُّده. و ذلك أنّ كلَّ عاتٍ متمرّدٍ من الجنّ و الإِنس و الدوابّ شيطان. قال جرير:
أيّامَ يدْعُونَنى الشيّطانَ مِن غَزَلى             و هنّ يَهوَيْنَنى إذْ كُنتُ شيطانا «4»

و على ذلك فُسِّرَ قولُه تعالى: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ‏. و قيل إنّه أراد الحيّات: و ذلك أنّ الحيّةَ تسمَّى شيطانا. قال:
تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرمىٍّ كأنّه             تَعَمُّجُ شيطانٍ بذى خِرْوعٍ قَفْرِ «5»

__________________________________________________
 (1) البيت بهذه النسبة فى اللسان (شطن)، و ليس فى ديوان النابغة.
 (2) ينزو: يثب. و فى الأصل: «ينز»، صوابه من اللسان (شطن 103).
 (3) فى اللسان: «يقال للفرس العزيز النفس: إنه لينزو بين شطنين. يضرب مثلا للإنسان الأشر القوى».
 (4) ديوان جرير 597 و اللسان (شطن).
 (5) لطرفة بن العبد، كما فى الحيوان (4: 133). و أنشده فى الحيوان (1: 153/ 6:
192) بدون نسبة، و كذا فى اللسان (3: 153/ 17: 105). و ليس فى ديوانه و سيعيده فى (عمج) بدون نسبة.

184
معجم مقاييس اللغة3

شطن ص 183

و يشبه أن يكون مِن حُجّة من قال بهذا القول، و أنَّ النون فى الشيطان أصليةٌ قولُ أميَّة:
أَيُّما شاطنٍ عَصاهُ عَكاهُ             و رماهُ فى القَيد و الأغلالِ «1»

أفلا تراه بناه على فاعلٍ و جعل النّونَ فيه أصلية؟! فيكون الشيطان على هذا القول بوزن فَيْعال. و يقال إنّ النون* فيه زائدة، [على «2»] فعلان، و أنَّه من شاط، و قد ذكر فى بابه.
شطأ
الشين و الطاء و الهمزة فيه كلمتان: إحداهما الشَّطْء شَطءُ النًّبات، و هو ما خرج مِن حول الأصل، و الجمع أشطاء. و قد شَطَأَت الشَّجرة.
قال اللَّه جلّ ثناؤه: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ‏
. و الأصل شاطئ الوادى:
جانبه. و شاطأتُ «3» الرّجُل: مشيت على شاطئٍ و مشى هو على الشاطئ الآخر.
و هما متبايِنَتَان.
شطب‏
الشين و الطاء و الباء أصلٌ مطَّرد واحد، يدلُّ على امتدادٍ فى شى‏ءٍ رَخص، ثم يقال فى غير ذلك. فالشَّطْبة: سَعَفة النَّخل الخضراء، و الجمع شَطْبٌ «4». و فى حديث أمِّ زرع: «كمَسَلّ شَطْبة «5»». و يقال للجارية
__________________________________________________
 (1) أنشده فى اللسان (شطن، عكا) و ذكر أنه فى صفة سليمان.
 (2) التكملة من المجمل.
 (3) فى الأصل: «و شطأت»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (4) فى الأصل: «أشطب»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (5) المسل: مصدر ميمى أربد به اسم المفعول، أى المسلول. و فى الأصل: «كمثل»، صوابه فى المجمل و اللسان. و انظر حديث أم زرع فى المزهر (2: 532- 536).

185
معجم مقاييس اللغة3

شطب ص 185

الغَضَّة شَطْبة. و فرسٌ أيضاً شَطْبة. و على ذلك الذى ذكرناه من سَعَف النّخْل يُحمَل الشّطبة من شُطب السّيف؛ و الشّطبة «1»: طريقة فى متنه، و الجمع شُطُب.
و يقال سيف مُشَطَّب. و يقال إنّ الشُّطبة أو الشِّطبة القطعة من السَّنام تُقطَع طولا، يقال شَطبت السَّنام. و الشَّواطب من النساء: اللواتى يَقْدُدن الأديمَ طويلا.
و الشواطب: اللاتى يشقّقن السَّعَف للحُصْر، فى قوله:
نَشْطَ الشَّواطِبِ بينهنَّ حَصيرَا «2»
و قال آخر:
تَرَى قِصَدَ المُرَّان تُلقَى كأنَّها             تذَرُّع خرصانٍ بأيدى الشَّواطِب «3»

و الواحدة شاطبة. و يقال للفرس السَّمين الذى انبتر مَتْناه و تباينَتْ غُرورُه «4»:
هو مشطوب المَتْن و الكفَل، و ذلك أنَّه يكون على ظهوره كالطَّرائق، فكلُّ طريقةٍ منها كأنها شَطْبة. و يقال أرضٌ مشطّبة، إذا خَطّ فيها السّيلُ خطًّا «5».
شطر
الشين و الطاء و الراء أصلان، يدلُّ أحدهما على نِصف الشى‏ء، و الآخر على البُعد و المواجهة.
فالأوَّل قولُهم شَطْر الشى‏ء، لنِصفه. و شاطرت فلاناً الشى‏ء، إِذا أخذتَ‏
__________________________________________________
 (1) الشطبة، بالضم، و بالكسر و بضم ففتح. و جمعها شطب بضم ففتح و بضمتين.
 (2) فى المجمل: «بسط الشواطب».
 (3) لقيس بن الخطيم كما سبق فى حواشى (ذرع)، حيث أنشد عجز البيت. و فى الأصل:
 «كأنه»، تحريف.
 (4) الغرور: جمع غر، بالفتح، و هو الكسر فى الجلد من السمن. و فى الأصل: «عروقه» صوابه من اللسان (شطب).
 (5) فى المجمل: «خطاء ليس ...» مع تأكل الكلمة الأخيرة. و الكلمة وردت فى القاموس و فسرها بقوله: «مشطبة كمعظمة: خط فيها السيل قليلا». و لم تذكر فى اللسان.

186
معجم مقاييس اللغة3

شطر ص 186

منه نصفه و أخذ هو النِّصف. و يقال شاةٌ شَطور، و هى التى أحَدُ طبْييها أطولُ من الآخر.
و من هذا الباب قولهم: شَطَر بصرُه شُطورا و شَطْراً، و هو الذى ينظُر إليك و إلى آخَر. و إنّما جُعِل هذا من الباب لأنّه إذا كان كذا فقد جَعل لكلِّ واحدٍ منهما شَطرَ نظرِه. و فى قول العرب: «حلَب فلانٌ الدّهرَ أشطُرَه»، فمعناه أنّه مرّت عليه ضروبٌ من خيرِه و شرِّه. و أصله فى أخلاف الناقة: خِلْفان قادمان، و خِلفان آخِران، و كلُّ خِلفَين شَطر؛ لأنّه إِذا كانت الأخلاف أربعة فالاثنان شطر الأربعة، و هو النصف. و إذا يبس أحدُ خِلفَى الشّاة فهى شَطور، و هى من الإبل التى يَبِس خِلْفان من أخلافها؛ و ذلك أنّ لها أربعةَ أخلافٍ، على ما ذكرناه.
و أما الأصل الآخر: فالشَّطير: البعيد. و يقولون: شَطَرت الدّارُ. و يقول الرّاجز:
لا تتركَنِّى فيهمُ شطيرا «1»
و منه قولهم: شَطَرَ فلانٌ على أهله «2»، إذا تركهم مُراغما مخالِفا. و الشَّاطر:
الذى أعيا أهلَه خُبْثا. و هذا هو القياس؛ لأنّه إذا فَعل ذلك بعُد عن جَماعتِهم و مُعظَم أمرِهم.
و من هذا الباب الشَّطْر الذى يقال فى قَصْد الشّى‏ءَ وجِهَتِه. قال اللَّه تعالى فى شأن القِبْلة: وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ*
 أى قَصْدَه.
قال الشّاعر:
__________________________________________________
 (1) أنشده فى اللسان (شطر). و ذكره العينى فى شرح شواهد شروح الألفية (3: 383) و لم يعرف نسبته.
 (2) و كذا فى المجمل. و فى اللسان و القاموس: «عن أهله».

187
معجم مقاييس اللغة3

شطر ص 186

أقولُ لأمِّ زِنباعٍ أقيمى             صُدورِ العِيسِ شَطْرَ بنى تميم «1»

و قال آخر «2»:
و قد أظلّكُم من شَطْرِ ثَغْرِكُم             هَولٌ له ظُلَمٌ تغشاكُم قِطَعا

و لا يكون شطر ثغركم «3» تلقاءه، إلّا و هو بعيدٌ عنه، مبايِنٌ له. و اللَّه أعلم بالصواب.
باب الشين و الظاء و ما يثلثهما
شظف‏
الشين و الظاء و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على الشّدّة فى العيشِ و غيرِه. و الأصل من ذلك الشَّظيف* من الشَّجر: الذى لم يجِدْ رِيَّهُ فيبِس و صلُب، فيقال من هذا: فلانٌ هو فى شَظَف من العَيش، أى ضِيق و شِدّة. و
جاء فى الحديث: «لم يشبَعْ من خُبزٍ و لحم إلَّا على شظف».
و قال ابن الرِّقَاع:
و لقد أَصبتُ من المعيشةِ لَذَّةً             و لقيتُ من شَظَفِ الأمور شدادَها «4»

و يقال فى هذا الباب من الشدة: بعيرٌ شَظف الخِلاط، أى يُخالِط الإبلَ مخالَطة شديدة. و شَظِف السّهمُ، إذا دخل بين الجلد و اللّحم.
شظم‏
الشين و الظاء و الميم كلمة واحدة. يقال للفرس الطويل:
شَيْظَم، ثم يستعار للرّجُل.
__________________________________________________
 (1) البيت لأبى زنباع الجذامى، كما فى اللسان (شطر).
 (2) هو لقيط بن يعمر الإيادى، و قصيدة البيت هى أولى مختارات ابن الشجرى.
 (3) فى الأصل: «شطركم».
 (4) البيت فى اللسان (شطف).

188
معجم مقاييس اللغة3

شظى ص 189

شظى‏
الشين و الظاء و الحرف المعتل أصلٌ يدلُّ على تصدُّع الشى‏ء من مواضع كثيرة، حتى يصيرَ صُدُوعاً متفرّقة، من ذلك الشَّظِيّة من الشى‏ء:
الفِلْقة. يقال تَشَظَّت العصا، إذا كانت فِلَقا «1». قالت فَروةُ بنتُ [أبانَ بن «2»] عبدِ المَدَان.
يا مَن أحسَّ بُنَيَّىَّ اللّذِين هما             كالدُّرَّتين تَشظّى عنهما الصَّدفُ «3»

باب الشين و العين و ما يثلثهما
شعف‏
الشين و العين و الفاء يدلُّ على أعالى الشى‏ء و رأسه.
فالشّعَفة: رأس الجبل، و الجمع شَعَفات و شَعَفٌ. و ضُرب فلانٌ على شَعفات رأسه، أى أعالى رأسِه. و شَعَفةُ القلب: رأسُه عند مُعَلَّق النِّياط. و لذلك يقال شَعَفه الحُبَّ، كأنَّه غَشّى قلبَه من فَوقه. و قرأها ناس «4»: قد شعفها حبّا، و هو من هذا. و جاء
فى الحديث: «خيرُ النّاس رجُلٌ فى شَعَفَةٍ فى غُنَيْمةٍ».
يريد: أعلى جَبَل.
شعل‏
الشين و العين و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ على انتشارٍ و تفرُّق فى الشى‏ء الواحد من جوانبه. يقال أشعلْتُ النّار فى الحطب، و اشتعلت النّارُ.
و اشتعل الشَّيب. قال اللَّه تبارك و تعالى: وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً. و الشَّعِيلة:
__________________________________________________
 (1) كانت، هنا بمعنى صارت. و فى المجمل: «صارت».
 (2) التكملة من المجمل.
 (3) البيت فى اللسان (شظى) بدون نسبة.
 (4) هى قراءة الحسن و ابن محيصن. إتحاف فضلاء البشر 264.

189
معجم مقاييس اللغة3

شعل ص 189

النار المشْتعَلة فى الذُّبال. و أشعلْنا الخيلَ فى الإغارة: بثَثْناها. و الشُّعْلة من النّار، معروفة. و الشَّعَل: بياضٌ فى ناصية الفَرَس و ذنَبه؛ يقال فرس أشعل، و الأنثى شَعْلاء.
و من الباب: تفرَّقَ القومُ شعاليلَ، أى فِرقاً كأنَّهم اشتعلوا. و شَعْل:
لقب، و يقال اسم امرأة «1»
و مما شذَّ عن الباب المِشْعَل، و هو شى‏ءٌ من جلود، له أربعُ قوائم يُنْتَبذ فيه. قال ذو الرُّمّة:
أضَعْنَ مَوَاقِتَ الصَّلَواتِ عَمْداً             و حالَفْنَ المشاعِلَ و الجِرارا «2»

شعى‏
الشين و العين و الحرف المعتل، أصلٌ يَدُلُّ على مِثل ما دل عليه الذى قَبْله. يقال أشعَى القومُ الغارةَ إشعاء، إذا أشْعَلوها. و غارةٌ شَعْواء:
فاشية. قال ابنُ قيس الرّقيّات:
كيفَ نَومِى على الفِراشِ و لمَّا             تَشْمَل الشّامَ غارةٌ شعواءُ «3»

شعن‏
الشين و العين و النون كلمة. يقولون: هو مُشْعَانُّ الرأس، إذا كان ثائر الرأس.
شعب‏
الشين و العين و الباء أصلان مختلفان، أحدهما يدلُّ على الافتراق، و الآخر على الاجتماع. ثمَّ اختلف أهلُ اللغة فى ذلك، فقال قومٌ: هو
__________________________________________________
 (1) فى المجمل: «و شمل رجل. و أم شعل: اسم امرأة».
 (2) ديوان ذى الرمة 200 و اللسان (شعل).
 (3) ديوان ابن قيس الرقيات 183 و اللسان (شعا).

190
معجم مقاييس اللغة3

شعب ص 190

من باب الأضداد. و قد نصَّ الخليلُ على ذلك. و قال آخرون: ليس ذلك من الأضداد، إنّما هى لغات. قال الخليل: من عجائب الكلام و وُسْع العربيَّة، أنَّ الشَّعْب يكون تفرُّقاً، و يكون اجتماعا. و قال ابن دريد «1»: الشَّعب: الافتراق، و الشَّعْب: الاجتماع. و ليس ذلك من الأضداد، و إنّما هى لغةٌ لقوم. فالذى ذكرناه من الافتراق. و قولهم للصَّدْعِ فى الشى‏ء شَعْب. و منه الشًّعْب: ما تشعّبَ من قبائل العرب و العجم، و الجمع شُعوب. قال جلّ ثناؤه: وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ‏
. و يقال الشَّعب: الحَىُّ «2» العظيم. قالوا: و مَشعب الحقّ: طريقُه.
قال الكميت:
فما لِىَ إلّا* آلَ أحمدَ شيعةٌ             و ما لى إلّا مَشعَب الحقِّ مَشْعَبُ «3»

و يقال: انشعبت بهم الطُّرق، إذا تفرَّقَتْ، و انشعبت أغصانُ الشًّجرة.
فأمّا شُعَب الفَرَس، فيقال إِنَّه أقطارُه التى تعلُو منه، كالعنق و المَنْسِج، و ما أشرف منه. قال:
أشمُّ خِنذيذٌ منيفٌ شُعَبُهْ «4»
و يقال ظبىٌ أشعبُ، إِذا تفرَّق قرناه فتبايَنَا بينونةً شديدة. قال أبو دُؤاد:
و قُصْرَى شَنِجِ الأنسا             ءِ نَبّاحٍ من الشُّعْبِ «5»

__________________________________________________
 (1) الجمهرة (1: 291- 292).
 (2) فى الأصل: «الحق»، صوابه من المجمل.
 (3) الهاشميات 39 و اللسان (شعب).
 (4) لدكين بن رجاء الراجز، كما فى اللسان (شعب).
 (5) اللسان (شعب، قصر، شنج) و الحيوان (1: 349/ 5: 214).

191
معجم مقاييس اللغة3

شعب ص 190

و الشِّعب: ما انفرَجَ بين الجبلَين. و شَعوبُ: المنِيّة؛ لأنًّها تَشعَب، أى تفرِّق.
و يقال شعبَتْهم المنيّة فانشعبوا، أى فرّقتْهم فافترقوا. و الشَّعِيب: السِّقاء البالى، و إِنًّما سمِّى شَعِيباً لأنًّه يَشْعَب الماءِ الذى فيه، أى لا يحفظُه بل يُسيله. قال:
ما بالُ عَيْنِى كالشَّعيب العَيَّن «1»
قال ابن دريد «2»: «و سمِّى شعبانُ لتشعُّبِهم فيه، و هو تفرُّقُهم فى طلب المياه». و
فى الحديث: «ما هذه الفُتْيا التى شعَّبت الناس؟».
أى فرّقتهم.
و أما الباب الآخر فقولهم شَعَبَ الصّدْعَ، إذا لاءمَه. و شَعَبَ العُسَّ و ما أشبهه. و يقال للمِثْقب المِشْعب. و قد يجوز أَن يكون الشَّعْب الذى فى باب القبائل سمِّى للاجتماع و الائتلاف. و يقولون: تفرَّق شَعْب بنى فلان. و هذا يدلُّ على الاجتماع. قال الطّرِمَّاح:
شَتَّ شعبُ الحَىِّ بعدَ التئامْ «3»
و من هذا الباب و إن لم يكن مشتقا شَعَبْعَب، و هو موضعٌ. قال:
هل أَجْعلنَّ يدِى للخَدّ مِرْفَقةً             على شَعَبْعَبَ بين الحوض و العَطَنِ «4»

و شُعَبَى «5»: موضع أيضا.
شعث‏
الشين و العين و الثاء أَصل يدل على انتشارٍ فى الشَّى‏ء.
يقولون: لم اللَّه شَعَثَكم، و جَمَع شَعَثَكم، أى ما تفرَّق من أمركم. و الشَّعَث شَعَثُ رأس السِّواكِ و الوتِد. و يسمُّون الوتِدَ أشعثَ لذلك.
__________________________________________________
 (1) العين، بفتح الياء المشددة. و الرجز لرؤبة فى ديوانه 160 و اللسان (عين).
 (2) الجمهرة (1: 292).
 (3) ديوان الطرماح 95 و اللسان (شعب). و قد سبق إنشاد البيت فى (شت).
 (4) البيت للصمة بن عبد اللَّه القشيرى، كما فى اللسان (شعب).
 (5) فى الأصل: «شعباء»، صوابه فى المجمل.

192
معجم مقاييس اللغة3

شعذ ص 193

شعذ
الشين و العين و الذال ليس بشى‏ء قال الخليل: الشَّعْوَذة ليست من كلام أهل البادية، و هى خِفّة فى اليدين، و أُخْذةٌ كالسِّحر.
شعر
الشين و العين و الراء أصلان معروفان، يدلُّ أحدهما على ثَباتٍ.
و الآخَرُ على عِلْمٍ و عَلَم.
فالأوّل الشَّعْرَ، معروف، و الجمع أشعار، و هو جمع جمعٍ، و الواحدة شَعْرَة.
و رجلٌ أشعَرُ: طويل شَعْرَ الرّأس و الجسد. و الشَّعار: الشَّجر، يقال أرض كثيرة الشَّعار. و يقال لِمَا استدار بالحافر من مُنتهى الجلد حيثُ ينبت الشَّعر حوالَىِ الحافر: أشْعَرٌ، و الجمع الأشاعر. و الشَّعراء من الفاكهة: جنسٌ من الخَوْخِ، و سمى بذلك لشى‏ءٍ يعلوها كالزَّغَب. و الدليل على ذلك أنّ ثَمَّ جنساً ليس عليه زغَب يسمُّونه: القَرْعاء. و الشَّعْراء: ذبابةٌ كأنَّ على يديها زَغَبا.
و من الباب: داهيةٌ شَعْراء، و داهيةٌ وَبْرَاء. قال ابن دريد: و من كلامهم إذا تكلّمَ الإنسانُ بما استُعْظِم «1»: «جئت بها شَعراءَ ذاتَ وبَر». و روضةٌ شَعْراء: كثيرة النَّبْت. و رملةٌ شَعْرَاء: تُنبِت النَّصِىَّ و ما أشبهه. و الشَّعراء:
الشَّجَر الكثير.
و مما يقرب من هذا الشَّعير، و هو معروف. فأمَّا الشَّعيرة: الحديدة التى تُجعَل مِساكاً لنصل السّكِّين إذا رُكّب، فإِنّما هو مشبَّه بحبّة الشّعير. و الشَّعارير:
صِغار القِثَّاء. و الشِّعار: ما وَلِىَ الجسدَ من الثِّياب؛ لأنّه يَمُسُّ الشِّعر الذى على البشَرة.
__________________________________________________
 (1) فى الجمهرة (2: 342): «و من كلامهم للرجل إذا تكلم بما ينكر عليه».

193
معجم مقاييس اللغة3

شعر ص 193

و الباب الآخر: الشِّعار: الذى يتنادَى به القومُ فى الحرب ليَعرِف بعضُهم بعضاً. و الأصلُ قولهم شَعَرتُ بالشّى‏ء، إذا علمتَه و فطِنْتَ له. و لَيْتَ شِعْرِى، أى ليتنى علِمْتُ. قال قومٌ: أصله من الشّعْرة «1» كالدُّرْبة و الفِطنة، يقال شَعَرَت شَعْرة. قالوا: و سمِّى الشّاعر لأنه يفطِن لما لا يفطن له غيرُه. قالوا: و الدليل على ذلك قولُ عنترة:
هل غَادَرَ الشّعراء من مُتَرَدَّمِ             أم هل عَرَفْتَ الدَّارَ بَعد توهُّم «2»

يقول: إنّ الشّعراءَ لم يغادِرُوا شيئاً إلّا فطِنُوا له. و مَشاعِرُ الحجّ: مواضع المَناسك، سمِّيت بذلك لأنّها مَعالم الحجّ. و الشعيِرة: واحدة الشّعائر، و هى أعلامُ الحجّ و أعمالُه. قال اللَّه جلّ جلالُه: إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ‏
. و يقال الشعيرة أيضاً: البَدَنَة تُهدَى. و يقال إشعارها أنْ يُجَزَّ أصل سَنامها حتَّى يسيلَ الدّمُ فيُعلَم أنّها هَدْى. و لذلك يقولون للخليفة إن قُتِل: قد أُشعِر، يُختَصّ بهذا من دون كلِّ قتيل. و الشِّعْرى: كوكبٌ، و هى مُشتهِرة. و يقال أشْعَرَ فلانٌ فلاناً شرًّا، إذا غَشِيه به.
و أشعَرَه الحبُّ مرَضاً، فهذا يصلُح أن يكون من هذا الباب إذا جعل ذلك عليه كالعَلَم، و يصلح أن يكون من الأوّل، كأنّه جُعِل له شِعاراً.
فأمّا قولهم: تفرّق القومُ شعاريرَ، فهو عندنا من باب الإبدال، و الأصل شَعاليل، و قد مضى.
__________________________________________________
 (1) نص فى القاموس على أنها مثلثة، بالكسر و الفتح و الضم.
 (2) مطلع معلقه عنترة. و فى الأصل: «من مترنم»، تحريف.

194
معجم مقاييس اللغة3

باب الشين و الغين و ما يثلثهما ص 195

باب الشين و الغين و ما يثلثهما
شغف‏
الشين و الغين و الفاء كلمةٌ واحدة، و هى الشَّغَاف، و هو غِلاف القلب. قال اللَّه تعالى: قَدْ شَغَفَها حُبًّا
، أى أوصَلَ الحبَّ إِلى شَغاف قلبها.
شغل‏
الشين و الغين و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خلاف الفَراغ.
تقول: شَغَلتُ فلاناً فأنا شاغِلُه، و هو مشغول. و شُغِلْت عنك بكذا، على لفظّ ما لم يسمَّ فاعلُه. قالوا: و لا يقال أُشغِلْت. و يقال شُغْل شاغلٌ. و جمع الشُّغْل أشغال.
و قد جاء عنهم: اشتُغِلَ فلانٌ بالشى‏ء «1»، و هو مشتَغَل. و أنشد:
حَيَّتك ثُمَّت قالت إنّ نَفْرَتَنا             اليومَ كلَّهم يا عُرْوَ مشتَغَلُ «2»

و حكى ناسٌ: أشْغَلَنى بالألف.
شغم‏
الشين و الغين و الميم أصلٌ قليلُ الفروع صحيح، يدلُّ على حُسن. يقال الشُّغْموم: الحَسن. و الشُّغموم: المرأة الحَسْناء. و الشُّغموم من الإبل:
الحسن المنظرِ التامُّ.
شغن‏
الشين و الغين و النون ليس بشى‏ء، و ليس لما ذكره ابنُ دريدٍ:
أنّ الشغْنة الكارَةُ «3»، أصلٌ و لا معنًى.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «الشى‏ء»، تحريف.
 (2) أنشده فى المجمل. و فى المجمل: «يا زيد».
 (3) نص الجمهرة (3: 64): «الشغنة: الحال، و هى التى تسميها العامة كارة. و يمكن أن تكون الكارة عربية من قولهم كورت الشى‏ء، إذا لففته و جمعته، فكأن أصلها كورة».
و الحال: الشى‏ء يحمله الرجل على ظهره، يقال: تحول كساءه: جعل فيه شيئاً ثم حمله على ظهره.

195
معجم مقاييس اللغة3

شغو ص 196

شغو
الشين و الغين و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على عَيب فى الخِلْقة لبعض الأعضاء. قالوا: الشغُوُّ، من قولك رجلٌ أشغى و امرأة شَغْواء، و ذلك إذا كانت أسنانه العُليا تتقدم السُّفْلَى. و قال الخليل: الشَّغا: اختلاف الأسنان، و منه يقال للعُقاب شَغْواء، و ذلك لفَضْل منقارها الأعلى على الأسفل. و زعم ناسٌ أنّ الشَّغا الزيادةُ على عدد الأسنان.
شغب‏
الشين و الغين و الباء أصلٌ صحيح يدل على تهييج الشر، لا يكون فى خير. قال الخليل: الشَّغْبَ: تهييج الشرّ، يقال للأتان إذا وَحِمَتْ «1» و استعصَتْ على الجَأْب: إنّها لذات شَغْب و ضِغْن. قال أبو عبيد: يقال شَغَبْت على القوم و شغَبْتُهم و شغَبْتُ بهم.
شغر
الشين و الغين و الراء أصلٌ واحد يدلُّ عَلَى انتشارٍ و خلوٍّ من ضبط، ثم يُحمَل عليه ما يقاربُه. تقول العرب: اشتَغَرت «2» الإبلُ، إذا كثرت حتى لا تكاد تُضبَط. و يقولون: تفرَّقوا شَغَرَ بَغَر، إذا تفرَّقوا فى كلِّ وجه.
و كان أبو زيد يقول: لا يقال ذلك إلّا فى الإقبال.
و من الباب: شَغَرَ الكلبُ، إذا رفَعَ إحدى رجليه ليبول. و هذه بلدةٌ شاغرةٌ برجلها، إذا لم تمتَنِعْ من أحدٍ أن يُغِير عليها.
و الشِّغَار الذى جاء فى الحديث، المنهىُّ عنه: أنْ يقول الرجل للرجل زوِّجنى أختَك على أن أزوِّجك أُختى، لا مهر بينهما إلا ذلك. و هذا من الباب لأنّه أمرٌ
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «أوجمت»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (2) فى الأصل: «أشغرت»، صوابه فى المجمل و اللسان.

196
معجم مقاييس اللغة3

شغر ص 196

لم يُضْبَط بمهرٍ و لا شرطٍ صحيح. و هو من شَغَر الكلبُ، إذا صار فى ناحيةٍ من المَحَجَّة بعيداً عنها.
و اشتغَرَ على فلانٍ حسابُه، إذا لم يهتد له. و اشتغَرَ فلان فى الفلاة، إذا دوّم فيها و أبْعَد. و حكى الشيبانىّ: شَغَرْتُ بنى فلانٍ من موضع كذا، أى أخرجتُهم.
قال:
و نحن شَغَرْنا ابنى نزار كليهما             و كلباً بوَقْعٍ مُرهبٍ متقاربِ «1»

و اللَّه أعلم.
باب الشين و الفاء و ما يثلثهما
شفق‏
الشين و الفاء و القاف أصلٌ واحد، يدلُّ على رِقَّةٍ فى الشى‏ء، ثم يشتقُّ منه. فمن ذلك قولهم: أشفقت من الأمر، إذا رَقَقْت و حاذَرت.
و ربَّما قالوا: شَفِقت: و قال أكثر أهل اللغة: لا يقال إلا أشفقت و أنا مُشْفِق.
فأمَّا قول القائل:
كما شَفِقَتْ على الزّادِ العِيالُ «2»
فمعناه بَخِلَت به.
و من الباب الشَّفَق من الثياب، قال الخليل: الشَّفَق: الردى‏ء من الأشياء.
__________________________________________________
 (1) البيت فى المجمل و اللسان (شغر).
 (2) أنشده أيضا فى المجمل. و صدره فى اللسان:
فإنى ذو محافظة لقومى.

 

197
معجم مقاييس اللغة3

شفق ص 197

و منه الشَّفَق: النُّدأة «1»: التى تُرَى فى السَّماء عند غُيُوب الشَّمس، و هى الحمرة. و سمِّيت بذلك للونها و رقّتها.
و حدّثنا علىُّ بن إبراهيمَ القَطَّان، عن المَعْدانى، عن أبيه، عن أبى مُعاذ، عن اللَّيث عن الخليل قال: الشَّفق: الحمرة التى بين غروب الشمس إلى وقت صلاةِ العشاءِ الآخرة.
و روى ابن بَحيح، عن مجاهدٍ قال: هو النَّهار فى قوله جلّ ثناؤه: فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ‏
. و روى العَوّامُ بن حوشبٍ، عن مجاهد قال: هى الحمرة.
و فى تفسير مقاتل، قال: الشَّفَق: الحمرة. قال الزَّجّاج: الشَّفَق هى الحمرة التى تُرَى فى المغرِب بعد سُقوط الشمس.
و أخبرنا علىُّ بن إبراهيم، عن محمَّد بن فرَج قال: حدّثنا سَلَمة، عن الفَرَّاء قال: الشَّفَق الحمرة.
قال: و حدثنى ابن [أبى «2»] يحيى، عن حُسَين «3» بن عبد اللَّه بن ضُمَيْرة عن أبيه عن جده يرفعه، قال: الشّفَق الحمْرة.
قال الفرّاء: و قد سمعت بعضَ العرب يقول: عليه ثوب مصبوغ كأنّه الشفق، و كانَ أحْمَر. قال: فهذا شاهدٌ لمن قال إنّه الحمرة.
شفن‏
الشين و الفاء و النون أصلٌ يدلُّ على مداومة النّظَر،
__________________________________________________
 (1) الندأة، بضم النون و فتحها: الحمرة تكون فى الغيم. و قد بيض لهذه الكلمة فى اللسان (12: 47).
 (2) التكملة من المجمل. و هو محمد بن أبى يحيى، و ابناه إبراهيم، و عبد اللَّه.
 (3) كذا ورد مضبوطا فى المجمل. و فى الأصل: «حسن».

198
معجم مقاييس اللغة3

شفن ص 198

و الأصل فيه قولهم للغَيُور الذى لا يَفْتُر عن النَّظَر «1»: شَفُون. و من الناس من يقول شَفَن يَشْفِنُ، إذا نظر بمُؤْخر عينه، و شَفِن أيضاً يشفَن شَفْنا، و هو شَفونٌ و شافن. و أنشد الخليل:
حِذَار مرتقبٍ شَفُونِ «2»
قال الأموىّ: الشَّفِن: الكيِّس العاقل. و كلُّ ذلك يقرُب بعضُه من بعض.
شفى‏
الشين و الفاء و الحرف المعتل يدل على الإشراف على الشى‏ء؛ يقال أشفى على الشى‏ء إذا أشرفَ عليه. و سمِّى الشِّفاء شفاءً لغلَبته للمرض و إشفائه عليه. و يقال استشفَى فلانٌ، إذا طَلَبَ الشِّفاء. و شَفَى كلِّ شى‏ء: حَرْفه.
و هذا ممكنٌ أن يكون من هذا الباب، و ممكنٌ أن يكون من الإبدال و تكون الفاءُ مبدلةً من ياء.
و يقال أعطيتك الشّى‏ءَ تستشفى به، ثم يقال أشْفَيْتك الشى‏ءَ، و هو الصحيح.
و يقال أشْفَى المريضُ على الموت، و ما بَقى منه إلا شَفًى أى قليل. فأمَّا قول العجاج:
أوفَيْتُه قَبْلَ شَفًى أو بِشَفَى «3»

__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «الذى يغير عن النظر»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (2) قطعة من بيت للقطامى فى ديوانه و اللسان (شفن). و هو بتمامه:
يسارقن الكلام إلى لما             حسسن حذار مرتقب شفون.

 (3) ديوان العجاج 83 و اللسان (شفى).

199
معجم مقاييس اللغة3

شفى ص 199

قالوا: يريد إذا أشفت الشّمس على الغروب.
و أما الشّفَة فقد قيل فيها إن الناقص منها واوٌ، يقال ثلاث شَفَوات. و يقال رجلٌ أشْفَى، إذا كان لا ينضمّ شفتاه، كالأرْوَق. و قال قوم: الشَّفَة حذفت منها الهاء، و تصغيرها شُفَيْهة. و المشافهة بالكلام: مواجهةٌ من فيك إلى فيه.
و رجل شُفاهِىٌّ: عظيم الشّفتين. و القولان محتملان، إلا أَنَّ الأول أجود لمقاربة القياس الذى ذكرناه، لأنَّ الشَّفَتينِ تُشفيانِ على الفم.
و مما شذَّ عن الباب قولهم: شَفَهنى فلانٌ عن كذا، أى شَغَلنى.
شفر
الشين و الفاء و الراء أصلٌ واحد يدلُّ على حدِّ الشى‏ء و حَرْفه. من ذلك شَفْرَة السَّيف: حَدُّه. و شَفير البئر و شَفيرُ النَّهر: الحدّ.
و الشُّفْر: مَنْبِت الهُدْب من العين، و الجمع أشفار. و شُفْر الفَرْج: حروفُ أَشاعِرِه.
و مِشْفَر البعير كالجَحْفلة «1» من الفَرَس. و الشَّفْرَة معروفة «2». هذا كلُّه قياس واحد. و أمّا قولُهم: ما بالدار* شُفْر «3»، و قولُ من قال: معناه ليس بها أحدٌ فليس الأمر كذلك، إنما يراد بالشُّفْر شُفر العين، و المعنى ما بها ذو شُفْر، كما يقال ما بها عينٌ تطرف، يراد ما بها ذُو عين. و الذى حُكى عن أبى زيد أنَّ شفْرَة القوم أصغَرهم، مثل الخادم، فهذا تشبيهٌ، شُبِّه بالشّفْرَة التى تُسْتَعْمَل.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «الجحفلة»، صوابه فى المجمل.
 (2) الشفرة، بالفتح: السكين العريضة.
 (3) مقتضى تفسيره هنا أن يضبط بالضم. و قد رواها ابن سيده بالضم و الفتح. و قال الأزهرى بفتح الشين. قال شمس: و لا يجوز شفر بضمها.
                       

200
معجم مقاييس اللغة3

شفع ص 201

شفع‏
الشين و الفاء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ على مقارنَة الشيئين.
من ذلك الشَّفْع خلاف الوَتْر. تقول: كان فرداً فشفَعْتُه. قال اللَّه جل ثناؤه:
وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ
، قال أهل التفسير: الوَتْر اللَّه تعالى، و الشَّفْع الخَلْق.
و الشُّفْعَة فى الدار من هذا. قال ابن دريدٍ «1»: سُمِّيَتْ شُفعةً لأنَّه يَشفَع بها مالَه. و الشاة الشَّافع: التى معها ولدُها. و شفَعَ فلانٌ لفلانٍ إِذا جاء ثانِيهُ ملتمساً مطلبه و مُعِيناً له.
و من الباب ناقةٌ شَفُوع، و هى التى تجمع بين مِحْلَبَيْن «2» فى حَلْبَةٍ واحدة.
و حُكِى: إنَّ فلاناً يشفع [لى «3»] بالعداوة، أى يعين علىّ. و هذا قياس الباب، كأنَّه يصيِّر مَن يعاديه [شَفْعاً]. و مما شدَّ عن هذا الباب و لا نعلم كيف صحّتُه:
امرأةٌ مشفوعة، و هى التى أصابتها شُفْعَة، و هى العَين. و هذا قد قيل، و لعلّهُ أن يكون بالسِّين غير معجمة. و اللَّه أعلم.
و بنو شافع، من بنى المطّلِب بن عبد مناف، منهم محمد بن إدريسَ الشَّافعىّ.
و اللَّه أعلم.
باب الشين و القاف و ما يثلثهما
شقل‏
شقل الشين و القاف و اللام ليس بشى‏ء، و قد حُكى فيه ما لا يعرَّج عليه.
__________________________________________________
 (1) الجمهرة (3: 60).
 (2) فى الأصل: «مجلسين»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (3) التكملة من المجمل.

201
معجم مقاييس اللغة3

شقن ص 202

شقن‏
الشين و القاف و النون. يقولون إِنَّ الشِقَّنْ «1»: القليل من العطاء؛ تقول: شَقَنْتُ العَطِيَّة «2»، إِذا قلّلتَها.
شقو
الشين و القاف و الحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ على المعاناة و خلاف السُّهولة و السّعادة.
و الشِّقوة: خلاف السعادة. و رجلٌ شقىٌّ بين الشَّقاء و الشِّقوة و الشَّقاوة.
و يقال إِنَّ المشاقاة: المعاناة و الممارسة. و الأصل فى ذلك أنَّه يتكلّف العَناء و يَشقَي به، فإذا هُمِزَ تغيَّر المعنى. تقول: شقأ نابُ البعير يَشْقَأ، إِذا بدا. قال: الشّاقئ:
النَّاب الذى لم يَعْصَل «3».
شقب‏
الشين و القاف و الباء كلمةٌ تدل على الطُّول. منها الرّجُل الشّوقب. و يقولون: إِن الشَّقْب كالغار فى الجبَل.
شقح‏
الشين و القاف و الحاء أُصَيْل يدل على لونٍ غيرِ حسَن.
يقال: شَقَّحَ النَّخْل، و ذلك حين زُهُوِّه. و نُهِى عن بيعه قبل أَنْ يشقِّح. و الشَّقيح إِتباع القبيح، يقال قبيحٌ شقيح.
شقذ
الشين و القاف و الذال أُصَيل يدلُّ على قلة النَّوم. يقولون:
إِنّ الشّقْذ العينِ، هو الذى لا يكاد ينام. قالوا: و هو الذى يُصيب النَّاسَ بالعين.
فأما قولهم: أشقَذْتُ فلاناً إِذا طردتَه، و احتجاجُهم بقول القائل:
__________________________________________________
 (1) يقال بالفتح، و بفتح فكسر، و شقين أيضا.
 (2) زاد فى المجمل: «و أشقنتها».
 (3) عصل يعصل عصلا: التوى. و بابه تعب. و فى الأصل: «يعضل» بالضاد المعجمة، صوابه فى المجمل.

202
معجم مقاييس اللغة3

شقذ ص 202

إِذَا غَضِبُوا علىَّ و أشقَذُونى             فصرتُ كأنّنى فَرَأٌ مُتارُ «1»

فإنّ هذا أيضاً و إن كان معناه صحيحاً فإنه يريد رَمَزونى بعيونهم بِغضَةً، كما ينظر العدوُّ إِلى من لا يحبُّه.
و من الباب الشَّقْذاء: العُقاب الشديدة الجُوع، سمّيت بذلك لأنّها إِذا كانت كذا [كان ذلك‏] أشدَّ لنظرها. و قد قال الشُّعراء فى هذا المعنى ما هو مشهور.
و ذكر بعضهم: فلانٌ يُشاقِذُ فلاناً، أى يُعادِيه. فأمَّا قولُهم: ما به شَقَذ و لا نَقَذٌ، فمعناه عندهم: ما به انطلاق. و هذا يبعد عن القياس الذى ذكرناه.
فإنْ صحّ فهو من الشاذّ.
شقر
الشين و القاف و الراء أصلٌ يدلُّ على لون. فالشقرة من الألوان فى الناس: حُمرة تعلو البياض. و الشُّقرة فى الخَيل حُمرةٌ صافية يَحمَرُّ معها السَّبيب و الناصية و المَعْرَفة. و يمكن أن يحمل على هذا الشَّقِر، و هو شقائق النُّعمان.
قال طرفة:
و عَلَا الخَيْلَ دماءٌ كالشَّقِرْ «2»
و مما ينفرد عن هذا الأصل كلماتٌ ثلاث: قولهم: أخبرتُ فلاناً بشقُورى، أى بحالى* و أمرى. قال رؤبة:
__________________________________________________
 (1) البيت لعامر بن كثير المحاربى، كما فى اللسان (شقذ، تور).
 (2) رسمت «علا» فى الأصل رسما مزدوجا يجمع بين الألف و الياء بعد اللام، إشارة إلى الروايتين فيها. و رواية الديوان 67: «و على». أما اللسان (شقر) فقد أشار إلى الروايتين.
و صدره:
و تساقى القوم كأسا مرة.

 

203
معجم مقاييس اللغة3

شقر ص 203

جارِىَ لا تَستنكرى عَذيرِى             سَيرِى و إِشفاقى على بعيرى‏
و كثرة الحديث عن شُقورى
«1»
و الكلمة الثانية: قولهم: جاء بالشُّقَر و البُقَر، إِذا جاء بالكذب.
و الثالثة: المِشْقَر، و هو رملٌ متصوِّبٌ فى الأرض، و جمعه مَشَاقِر «2».
شقص‏
الشين و القاف و الصاد ليس بأصلٍ يتفرّع منه أو يُقاس عليه. و فيه كلمات. فالشِّقْصُ طائفةٌ من شى‏ء. و المِشْقَص: سهمٌ فيه نصلٌ عريض.
و يقولون إن كان صحيحاً إِنَّ الشَّقِيص فى نعت الفرس: الفارِهُ الجَواد.
شقع‏
الشين و القاف و العين كلمةٌ واحدة. يقولون شقَع الرَّجُل فى الإناء، إِذا شرِب. و هو مثل كرَع.
باب الشين و الكاف و ما يثلثهما
شكل‏
الشين و الكاف و اللام مُعظمُ بابِه المماثَلة. تقول: هذا شِكل هذا، أى مِثله. و من ذلك يقال أمرٌ مُشْكِل، كما يقال أمر مُشتبِه، أى هذا شابَهَ هذا، و هذا دخل فى شِكل هذا، ثم يُحمل على ذلك، فيقال:
شَكَلتُ الدّابةَ بِشكالِه، و ذلك أنّه يجمع بين إحدى قوائمه و شِكْلٍ لها. و كذلك دابّة بها شِكال، إِذا كان إِحدى يديه و إِحدى رجليه مُحَجَّلا. و هو ذاك القياس؛ لأنَّ البياض أخذَ واحدةً و شِكْلَها.
__________________________________________________
 (1) الصواب نسبته إلى العجاج. انظر اللسان (شقر) حيث نسب إلى العجاج، و ديوان العجاج 26.
 (2) لم يذكر واحده فى القاموس، و ذكر فى اللسان و ضبط بالقلم «مشقر» بفتح الميم. و قد اعتمدت ضبط المجمل لها بكسر الميم.

204
معجم مقاييس اللغة3

شكل ص 204

و من الباب: الشُّكلة، و هى حُمرةٌ يخالطها بياض. و عينٌ شَكْلاء، إِذا كَان فى بياضها حُمرة يسيرة. قال ابن دريد «1»: و يسمَّى الدّمُ أشكلَ، للحمرة و البياض المختلطين منه. و هذا صحيح، و هو من الباب الذى ذكرناه فى إِشكال هذا الأمر، و هو التباسه؛ لأنَّها حُمرةٌ لابَسَها بياض. قال الكسائىّ: أشكلَ النَّخْل، إِذا طاب رُطَبُه و أَدرَك. و هذا أيضاً من الباب؛ لأنَّه قد شاكل التَّمر فى حلاوَته و رُطوبَته و حُمرته.
فأمَّا قولُهم: شَكَلت الكتاب أشْكُله شَكْلا، إِذا قيَّدْتَه بعلامات الإِعراب فلستُ أحْسِبه من كلام العرب العاربة، و إِنما هو شى‏ءٌ ذكره أهلُ العربيَّة، و هو من الألقاب المولَّدة. و يجوز أن يكون قد قاسوه على ما ذكرناه؛ لأن ذلك و إِن لم يكن خطّا مستويا فهو مُشاكلٌ له «2».
و ممّا شذ عن هذا الأصل: شاكِل الدّابَّة و شاكلتُه، و هو ما عَلَا الطِّفْطِفَةَ منه. و قال قُطرب: الشَّاكِل: ما بين العِذار و الأذُن من البياض.
و مما شذّ أيضاً: الشّكلاء، و هى الحاجة، و كذلك الأشْكَلَة. و بنو شَكَل:
بطنٌ من العرب.
و من هذا الباب: الأشْكل، و هو السِّدْر الجبَلىّ. قال الراجز.
عُوجاً كما اعوَجَّت قِياسُ الأشْكَلِ «3»
__________________________________________________
 (1) الجمهرة (3: 68).
 (2) فى الأصل: «مشكل له».
 (3) للعجاج فى ديوانه 51 و اللسان (شكل). و القياس: جمع قوس. و رواية الديوان:
معج المرامى عن قياس الأشكل.

 

205
معجم مقاييس اللغة3

شكم ص 206

شكم‏
الشين و الكاف و الميم أصلان صحيحان: أحدهما يدلُّ على عطاء، و الآخر يدلُّ على شِدَّةٍ فى شى‏ءٍ و قوّة.
فالأوّل: الشَّكْمُ و هو العطاء و الثَّواب. يقال شَكَمنى شَكْماً، و الاسم الشُّكْم. و جاء
فى الحديث أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم [احتَجَمَ «1»] ثم قال: «اشْكمُوُه».
أى أعطوه أجْره. و قال الشاعر:
أم هل كبيرٌ بكَى لم يَقْضِ عَبْرتَه             إِثْرَ الأحِبّة يومَ البينِ مشكومُ «2»

و قال آخر:
أبلِغْ قتادةَ غيرَ سائِلهِ             منه العطاءَ و عاجلَ الشُّكْمِ «3»

و الأصل الآخر: الشّكيمة: أى شِدة النفس «4». و الشّكيمة شكيمة الِّلجام، و هى الحديدة المعترضة التى فيها الفأس، و الجمع شكائم. و حكى ناس:
شَكَمه، أى عضّه. و الشَّكيم: العَضّ فى قول جرير:
أصابَ ابن حمراءِ العجانِ شكيمُها «5»
و شكيم القدر: عُراها.
__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل. و فى اللسان: «أن أبا طيبة حجم رسول اللّه صلى اللَّه عليه و سلم فقال:
اشكموه».
 (2) البيت لعلقمة بن عبدة الفحل فى ديوانه 129 من خمسة دواوين العرب، و المفضليات (2: 197).
 (3) البيت فى المجمل و اللسان (شكم) بدون نسبة. و روايتهما: «جزل العطاء».
 (4) فى الأصل: «شديد النفس»، تحريف.
 (5) صدره فى الديوان 450، و اللسان (شكم):
فأبقوا عليكم و اتقوا ناب حية.

 

206
معجم مقاييس اللغة3

شكه ص 207

شكه‏
الشين و الكاف و الهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على مشابَهةٍ و مقارَبة. يقال: شاكَه الشى‏ءُ [الشى‏ءَ «1»] مشاكهةً و شِكاهاً، إذا شابَهه و قاربَه. و فى المثل: «شاكِهْ، أبا يسارٍ «2»» أى قارِبْ. و حُكى عن أبى عمرو ابن العلاء: أشْكَه الأمر، إذا اشْتَبه الأمر.
شكو
الشين و الكاف و الحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على توجُّع من شى‏ء. فالشّكو المصدر؛ شكوته [شكْوًا «3»، و] شَكاةً و شِكايةً.
و شكوتُ فلاناً فأشكانى، أى أعتبنى من شَكواى «4». و أشكانى، إذا فعل بك ما يُحوِجُك إلى شكايته. و الشَّكاة و الشِّكاية بمعنى. و الشكِىّ: الذى يشتكى وجعاً. و الشكِىُّ المشكوِّ أيضاً؛ شكَوتُه فهو شَكِىٌّ و مشكوٌّ.
شكد
الشين و الكاف و الدال أصلٌ. يقولون: إنّ الشُّكْد:
الشُّكر. و سمعت على بن إبراهيم القطّان يقول: سمعت علىّ بن عبد العزيز يقول:
سمعت أبا عبيد يقول: سمعت الأموىّ يقول: الشُّكد: العَطاء، و الشُّكم:
الجَزاء، و المصدر: الشَّكْد. و قال الكسائىّ: الشُّكم: العِوَض. و الأصمعىُّ يقول الشُّكم و الشُّكْد: العطاء.
شكر
الشين و الكاف و الراء أصولٌ أربعة متباينةٌ بعيدة القياس.
فالأول: الشُّكر: الثَّناء على الإنسان بمعروف يُولِيكَهُ. و يقال إنّ حقيقة
__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل.
 (2) أبا يسار، نصب على النداء. انظر أمثال المبدانى.
 (3) التكملة من المجمل.
 (4) الإعتاب: الإرضاء. و فى الأصل: «اعتنى»، صوابه فى المجمل.

207
معجم مقاييس اللغة3

شكر ص 207

الشُّكر الرِّضا باليسير. يقولون: فرسٌ شَكور، إذا كفاه لسِمَنِه العلفُ القليل.
و ينشدون قول الأعشى:
و لا بُدَّ مِنْ غَزوةٍ فى المَصِي             ف رَهْبٍ تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورا «1»

و يقال فى المثل: «أشْكَرُ مِن بَرْوَقَة»، و ذلك أنّها تخضرّ من الغيم من غير مطَر.
و الأصل الثانى: الامتلاء و الغُزْر فى الشى‏ء. يقال حَلُوبة «2» شَكِرَةٌ إذا أصابت حَظًّا من مرعًى فغَزُرت. و يقال: أشكر القومُ، و إنهم ليحتلبون شَكِرَةً، و قد شَكِرت الحَلُوبة. و من هذا الباب: شَكِرَت الشّجرةُ، إذا كثُر فيئُها.
و الأصل الثالث: الشَّكير من النبات، و هو الذى ينبُت من ساق الشَّجرة، و هى قُضبان غضّة. و يكون ذلك فى النَّبات أوّلَ ما ينبُت. قال:
حَمَّم فرخٌ كالشَّكير الجَعْدِ
و الأصل الرابع: الشَّكْر، و هو النِّكاح. و يقال بل شَكْر المرأةِ: فَرْجها.
و
قال يحيى بن يعمر، لرجلٍ خاصمته امرأتُه: «إن سألَتْكَ ثَمن شَكْرها و شَبْرِك أنشأْتَ تطُلُّها و تَضْهَلها».
شكع‏
الشين و الكاف و العين أصلٌ يدل على غضَب و ضجرٍ و ما أشبه ذلك. يقال شَكِعَ الرّجُل، إذا كثُر أنينُه. و كذلك الغضبان إذا اشتدَّ غضبُه، يَشْكَع شَكَعاً.
__________________________________________________
 (1) ديوان الأعشى 72 و اللسان (شكر) برواية: «فى الربيع حجون». و أنشده فى (رهب) بروايتنا هذه بدون نسبة. و فى الأصل: «فى الصيف»، تحريف.
 (2) فى الأصل: «خلفة»، صوابها من اللسان. و فى المجمل: «ناقة».

208
معجم مقاييس اللغة3

شكع ص 208

و قد حكَوْا كلمتين ما أدرى ما صحتهما؟ قالوا: شكَعَ رأسَ بعيرِه بزمامه، إذا رفَعَه. و يقولون: شَكِعَ الزَّرعُ «1»، إذا كثُر حَبُّه.
باب الشين و اللام و ما يثلثهما
شلو
الشين و اللام و الحرف المعتل أصلٌ واحدٌ يدلُّ على عضوٍ من الأعضاء، و قد يقال الجسدُ نفسه. فيقول أهلُ اللُّغة: إنَّ الشِّلو العُضو.
و
فى الحديث عن علىّ عليه السلام: «ايتِنِى بشِلوها الأيمن».
و يقال إنَّ بنى فلانٍ أشلاءٌ فى بنى فلان، أى بقايا فيهم. و كان ابن دريد يقول «2»: «الشِّلو شِلو الإنسان، و هو جسَدُه بعد بِلاهُ». و الذى ذكرناه من‏
حديث علىّ «ايتنى بشِلْوها الأيمن».
يدلُّ على خلاف هذا القول. فأمَّا إشلاء الكلب، فيقولون: إشلاؤه:
دعاؤه. و حُجّته قولُ القائل:
أَشليتُ عَنزِى و مسحتُ قَعْسبى «3»
و هذا قياسٌ صحيح، كأنّك لمّا دعوتَه أشليته كما يُشتَلَى الشِّلو من الفِدر، أى يرفع. و ناسٌ يقولون: أشليتُه بالصَّيد: أغريتُه، و يحتجُّون بقول زيادٍ الأعجم:
__________________________________________________
 (1) هذه الكلمة و التى قبلها مما فات صاحب اللسان. و قد ذكرهما فى القاموس.
 (2) الجمهرة (3: 71).
 (3) لأبى النجم العجلى، كما فى اللسان (قأب). و أنشده فى (شلا) بدون نسبة. و بعده:
ثم تهيأت لشرب قأب.

 

209
معجم مقاييس اللغة3

شلو ص 209

أتينا أبا عمرٍ و فأشْلَى كلابَه             علينا فكِدْنا بين بَيْتَيْهِ نُؤْكَلُ «1»

و حدّثَنا علىُّ بن إبراهيمَ القطان، عن ثعلب، عن ابن الأعرابىّ قال:
يقال: أشليتُه، إذَا أغريْتَه.
شلح‏
الشين و اللام و الحاء ليس بشى‏ء. يقولون: إنَّ الشَّلْحاء:
السَّيف «2»
باب الشين و الميم و ما يثلثهما
شمت‏
الشين و الميم و التاء أصلٌ صحيح، و يشذْ عنه بعضُ ما فيه إشكالٌ و غموض. فالأصل فرَحُ عدوٍّ ببليّةٍ تصيبُ مَن يعاديه. يقال شَمِتَ به يَشْمَت شَماتةً، و أشمَتَه اللَّه عزّ و جلّ بعدوِّه. و فى كتاب اللَّه تعالى:
فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ
. و يقال بات فلانٌ بليلةِ الشَّوامت، أى بليلة سَوءٍ تُشمت به الشَّوامت. قال:
فارتاعَ مِن صوتِ كَلَّابٍ فبات له             طَوعُ الشّوامتِ مِن خوفٍ و من صَرَدِ «3»

__________________________________________________
 (1) كلمة «علينا» ساقطة من الأصل، و إثباتها من المجمل و اللسان. و أشار صاحب اللسان.
إلى رواية: «فأغرى كلابه».
 (2) زاد فى اللسان: «بلغة أهل الشحر».
 (3) للنابغة، فى ديوانه 19 و اللسان (شمت).

210
معجم مقاييس اللغة3

شمت ص 210

و يقال: رجع القوم شَمَاتَى أو شِمَاتاً من متوجَّههم، إِذا رجَعُوا خائبين. قال ساعدة فى شعره «1».
و الذى ذكرتُ أنّ فيه غموضاً و اشتباهاً فقولهم فى تشميت العاطس، و هو أنْ يقالَ عند عُطاسه: يرحمُك اللَّه. و
فى الحديث: «أنّ رجُلين عَطَسا عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم، فشمَّتَ أحدَهما و لم يشمِّت الآخر، فقيل له فى ذلك، فقال:
 «إنّ هذا حمِدَ اللَّه عزّ و جلّ و إنّ الآخَر لم يَحمَد اللَّه عزّ و جلّ.
قال الخليل:
تشميت العاطسِ دعاءٌ له، و كلُّ داعٍ لأحدٍ بخير فهو مشمِّتٌ له. هذا أكثرُ ما بلَغَنا فى هذه الكلمة، و هو عِندى من الشّى‏ء الذى خفىَ عِلْمُه، و لعلّه كان يُعلَم قديماً ثمّ ذهَبَ بذهاب أهله.
و كلمة أخرى، و هو تسْمِيَتهم قوائم الدّابّة: شوامت. قال الخليل: هو اسمٌ لها. قال أبو عمرو: يقال: لا ترك اللَّه له شامِتة: أى قائمة. و هذا أيضاً من المشكِل؛ لأنّه لا قياس يقتضى أن تسمَّى قائمةُ ذى القوائمِ شامتة. و اللَّه أعلم‏
شمج‏
الشين و الميم و الجيم أصلٌ يدل على الخلْط و قلّة ائتلافِ الشى‏ء. يقال شَمَجه يَشْمُجُه شَمْجا، إذا خلطه. و ما ذاقَ شَمَاجاً، أى شيئاً من طعام. و يقولون: شَمَجوا، إِذا اختبزوا خبزاً غِلاظاً، و يستعار هذا حتَّى يقال‏
__________________________________________________
 (1) فى المجمل و صحاح الجوهرى: «و هو فى شعر ساعدة». قال ابن برى: ليس هو فى شعر ساعدة كما ذكر الجوهرى، و إنما هو فى شعر المعطل الهذلى، و هو:
فأبنا لنا مجد العلاء و ذكره             و آبوا علينا فلها و شماتها
قلت: و قصيدته هذه فى شرح السكرى للهذليين 277 و نسخة الشنقيطى 109. لكن هذا البيت روى أيضا منسوبا لساعدة بن جؤية فى ملحق القسم الثانى من مجموعة أشعار الهذليين 45.

211
معجم مقاييس اللغة3

شمج ص 211

للخياطة المتباعدة شَمْج. يقال شمج الثوبَ شَمْجاً يَشمْج. و قياس ذلك كله واحد.
شمخ‏
الشين و الميم و الخاء أصلٌ صحيح يدل على تعظُّم و ارتفاع.
يقال جبَلٌ شامخٌ، أى عالٍ. و شَمَخ فلانٌ بأنفه، و ذلك إِذا تعظَّمَ فى نفسه.
و شَمْخٌ: اسم رجل.
شمر
الشين و الميم و الراء أصلان متضادّان، يدلُّ أحدُهما على تقلّص و ارتفاع، و يدلُّ الآخر على سَحْبٍ و إرسال.
فالأول قولهم: شمَّر للأمر أذياله. و رجل شَمّرِىٌّ: خفيف فى أمره جادٌّ قد تشمَّرَ له. و يقال شاةٌ شامرٌ «1»: انضمَّ ضَرعُها إِلى بطنها. و ناقة شِمِّير: مشمِّرة سريعة، فى شعر حُميد «2».
و الأصل الآخر: يقال شَمَرَ يَشْمُر، إذا مشى بخُيَلاء. و مَرّ يَشْمُر.
و يقال منه: شَمَّر الرّجُل السّهمَ، إذا أرسَلَه.
شمس‏
الشين و الميم و السين أصلٌ يدلّ على تلؤُنٍ و قلّةِ استقرار.
فالشَّمس معروفة، و سمِّيت بذلك لأنَّها غير مستقرّة، هى أبداً متحرّكة. و قُرئ:
و الشّمس تجرى لا مستقرّ لها «3». و يقال شَمَس يومُنا، و أشمس، إِذا
__________________________________________________
 (1) يقال شامر و شامرة أيضا، كما فى القاموس، و اقتصر فى اللسان على «شامرة».
 (2) زاد فى المجمل: «و الشماخ».
 (3) هى قراءة ابن مسعود، و ابن عباس، عكرمة، و عطاء، و زين العابدين، و الباقر، و ابنه الصادق، و ابن أبى عبلة. قرءوا جميعا بالنفى و بناء «مستقر» على الفتح، ما عدا ابن أبى عبلة فقرأها بالرفع على إعمال «لا» عمل ليس، كقوله:
تعز فلا شى‏ء على الأرض باقيا             و لا وزر مما قضى اللّه واقيا
انظر تفسير أبى حبان (7: 336).

212
معجم مقاييس اللغة3

شمس ص 212

اشتدّت شمسُه. و الشَّموس من الدوابّ: الذى لا يكاد يستقرّ. يقال شَمَسَ شِماساً. و امرأةٌ شَموسٌ، إِذا كانت تنفر من الرِّيبَة «1» و لا تستقرُّ عندها؛ و الجمع شُمُس. قال:
شمُسٌ مَوَانِعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ             يُخْلِفْن ظنَّ الفاحش المِغيارِ «2»

و رجلٌ شموسٌ، إذا كان لا يستقرُّ على خُلُق، و هو إلى العُسْر ما هو. و يقال شمِسَ لى فلانٌ، إذا أبدَى لك عداوتَهُ. و هذا محمولٌ على ما ذكرناه من تغيُّر الأخلاق. فهذا قياسُ هذا الاسم، و أمَّا ما سمَّت العرب به فقال ابن دريد: «و قد سمَّت العرب عَبد شمسٍ». قال: «و قال ابنُ الكلبىّ: الشّمس صَنَمٌ قديم.
و لم يذكرْه غيره». قال: «و قال قوم: شَمْسُ: عين* ماءٍ معروفة. و قد سمت العرب عَبْشَمس، و هم بنو تميم، و إليهم يُنسَب عبشمِىّ» «3».
شمص‏
الشين و الميم و الصاد كلمةٌ واحدة. يقال شَمَصْتُ الفَرس، إذا نَزَّقْتَه «4» ليتحرَّك. و يقال شمَّص إبلَه، إذا طردها طرداً عنيفاً.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «الزينة» تحريف.
 (2) للنابغة فى ديوانه 36، و قد سبق فى (2: 6).
 (3) هذه النصوص الثلاثة من الجمهرة (3: 23).
 (4) و كذا فى المجمل. و عبارة اللسان: «و شمص الفرس: نخسه أو نزقه ليتحرك»، مع ضبط «شمص» بالتشديد. و الفعل يقال بالتخفيف و بالتشديد، كما فى القاموس: و يقال نزق الفرس بالتشديد، و أنزقه أيضا، إذا ضربه حتى ينزو و ينزق.

213
معجم مقاييس اللغة3

شمط ص 214

شمط
 [و أما] الشين و الميم و الطاء فقياس صحيحٌ يدلُّ على الخُلْطَة.
من ذلك الشَّمَط، و هو اختلاطُ الشَّيب بسَواد الشّباب.
و يقال لكل خليطين خلطتهما: قد شَمَطتُهما، و هما شَمِيط «1». قال: و بِهِ «2» سُمّى الصّباح شَمِيطاً لاختلاطه بباقى ظُلمة اللَّيل. و قالوا: قال أبو عمرو: يقال أشمَطُوا حديثاً مرّة و شِعراً مَرّة.
و من الباب: الشَّماطيط: الفِرق؛ يقال جاء «3» الخَيْل شَماطِيطَ. و يقولون:
هذه القدر تَسَعُ شاةً بشَمْطِها و بِشِمْطِها «4»، أى بما خُلِط معها من تَوابلها.
شمع‏
الشين و الميم و العين أصلٌ واحد و قياسٌ مطّرد فى المِزاح و طِيب الحديث و الفَكاهة و ما قاربَ ذلك، و أصلُه قولهم: جاريةٌ شَموع، إذا كانت حسنةَ الحديث طيِّبَة النّفْس مَزَّاحة. و
فى الحديث: «مَن تَتَبَّع المَشمَعة يُشَمِّع اللَّه به».
و قال بعض أهل العلم: المَشْمَعَة: المِزاحُ و الضّحك، و معنى ذلك أنَّ من كانت هذه حالَه و شأنَه؛ لا أنَّه كرِه المِزاح و الضَّحك جملةً إذا كانا فى غير باطلٍ و تهزُّؤ. قال الهذلىُّ و ذكر ضَيفَهُ:
سَأبْدَؤُهُمْ بمَشْمَعَةٍ و آتِى             بجُهدى مِن طعام أوْ بِساطٍ «5»

__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «شمط» مع ضبط الميم بالكسر، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (2) فى الأصل: «رؤية»، صوابه فى المجمل.
 (3) فى المجمل: «جاءت».
 (4) فى اللسان: «الناس كلهم على فتح الشين من شمطها إلا العكلى فإنه يكسر الشين».
 (5) للمتناخل الهذلى، كما فى اللسان (شمع). و قصيدته فى القسم الثانى من مجموعة أشعار الهذليين 89 و نسخة الشنقيطى 47.

214
معجم مقاييس اللغة3

شمع ص 214

يريد أنّه يبدأ ضِيفانَه عند نزولهم بالمزاح و المضاحكة؛ ليُؤنسَهم بذلك.
و من الباب: أشْمَعَ السِّرَاجُ، إذا سطَعَ نورُه. قال:
كلمعِ بَرقٍ أو سِرَاجٍ أَشْمَعَا «1»
و أَمَّا الشَّمْعُ فيقال بسكون الميم و فتحها، و هو معروف، و هو شاذٌّ عن الأصل الذى ذكرته.
شمق‏
الشين و الميم و القاف يقولون إِنّه أصلٌ صحيح، و يذكرون فيه الشَّمَق، و هو إما النّشَاط، و إمّا الوَلوع بالشى‏ء.
شمل‏
الشين و الميم و اللام أصلان منقاسان مطّردان، كل واحدٍ منهما فى معناه و بابه.
فالأوّل يدلُّ على دَوَرَان الشى‏ء بالشى‏ء و أخْذِه إيّاه من جوانبه. من ذلك قولهم: شَمِلَهم الأمرُ «2»، إذا عمَّهم. و هذا أمرٌ شامل. و منه الشَّمْلَة، و هى كساءٌ يُؤْتَزَرُ به و يُشْتَمَل. و جمع اللَّه شَمْله، إذا دَعا له بتألُّف أموره، و إذا تألّفَتْ اشتمل كلُّ واحدٍ منها بالآخَر «3».
و من الباب: شملت الشاة، إذا جعلتَ لها شِمالًا، و سو وعاء كالكيس يُدخَل فيه ضرعُها فيشتمل عليه. و كذلك شَمَلْتُ النَّخلَة، إِذا كانت تنفضُ حَمْلَها فشُدَّت أعذاقُها بقِطَع الأكسية.
و من الباب: المِشْمل: سيفٌ صغير يَشْتَمِل الرّجُل عليه بثوبه.
__________________________________________________
 (1) فى اللسان: «كلمح برق». و فى المخصص (11: 39): «كمثل برق».
 (2) يقال من بابى نصر و فرح.
 (3) فى الأصل: «إذا تألف اشتمل كل واحد منهما بالآخر»، تحريف.

215
معجم مقاييس اللغة3

شمل ص 215

و الأصل الثانى يدلُّ على الجانب الذى يخالف اليمين. من ذلك: البد الشِّمال، و منه الرِّيح الشِّمال لأنّها تأتى عن شمال القِبلة إذا استند المستنِد إليها من ناحية قِبلة العراق. و فى الشمول، و هى الخمر، قولان: أحدهما أنَّ لها عَصْفَةً كعَصْفة الرّيح الشمال. و القول الثّانى أنها تَشمَل العقل. و جمع شِمال أشْمُل. قال أبو النجم:
يأتى لها من أيْمُنٍ و أشْمُلِ «1»
و يقال غديرٌ مشمول: تضرِبُه ريحُ الشَّمال حتى يبرُد. و لذلك تسمَّى الخمر مشمولة، أى إنها باردة الطَّعم. فأمّا قول ذى الرُّمَّة:
و بالشَّمائل من جَلّانَ مُقتنِصٌ             رَذْل الثِّياب خفىُّ الشّخصِ مُنْزَربُ «2»

فيقال إنّه أراد القُتَر «3»، واحدتها شمالة. فإن كان أراد هذا فكَأَنّه شبَّه القُتْرَة بالشِّمالة «4» التى تُجعَل للضَّرع. و قد ذكرناها. و يقال: إنّه أراد بناحية الشِّمال.
و ممّا شذَّ عن هذين البابين. الشَّمَلَة: ما بقى فى النَّخلة من رُطَبها. يقال: ما بقى فيها إلّا شماليل. و يقال: إن الشَّماليل ما تشعَّب من الأغصان. و* الشَّمْلَلَة: السرعة، و منه الناقة الشِّملال و الشِّمْليل. قال:
حرفٌ أخُوها أبوها من مُهجَّنةٍ             و عمُّها خَالُها قَوْداءُ شِمليلُ «5»

__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (13: 387) و أمالى ابن الشجرى (1: 306).
 (2) ديوان ذى الرمة 14 و اللسان (زرب، شمل). و «جلان» ضبط فى اللسان و القاموس بفتح الجيم، و فى الديوان و الاشتقاق 196 و المجمل بالكسر.
 (3) القتر: جمع قترة، كغرف و غرفة، و هى حفرة يمكن فيها الصائد.
 (4) لم يذكر فى المعاجم المتداولة إلا «الشمال» بدون هاء.
 (5) لكعب بن زهير كما سبق فى (أشر، حرف).

216
معجم مقاييس اللغة3

باب الشين و النون و ما يثلثهما ص 217

باب الشين و النون و ما يثلثهما
شنا
الشين و النون و الهمزة أصلٌ يدلُّ على البِغضة و التجنُّب للشى‏ء.
من ذلك الشَّنُوءَة، و هى التقزُّز؛ و منه اشتقاق أزْدِشَنوءة. و يقال: شَنِئَ فلانٌ فلاناً إذا أبغَضَه. و هو الشَّنَآن، و ربما خفَّفوا فقالوا: الشَّنَان. و أنشدوا:
فما العيشُ إلَّا ما تَلَذُّ و تَشْتَهِى             و إن لَامَ فيه ذو الشَّنَانِ و أفْنَدَا «1»

و الشنْ‏ءُ: الشَّنَآن أيضاً. و رجلٌ مِشناءٌ على مِفعال، إذا كان يُبْغِضُه النّاس «2».
و أمّا قولهم شَنِئْت للأمر و به، إذا أقرَرْت، و إنشادُهم:
فلو كان هذا الأمرُ فى جاهليَّةٍ             شَنِئْتَ به أو غَصَّ بالماء شاربُه «3»

. «4» ..
شنب‏
الشين و النون و الباء أصلٌ يدلُّ على بردٍ فى شى‏ء. يقولون شَنِب يومُنا، فهو شَنِب و شانب، إذا برد.
و من ذلك الثّغر الأشنب، هو البارد العذب قال:
يا بِأبِى أنتِ و فُوكِ الأشْنَبُ «5»

__________________________________________________
 (1) البيت للأحوص، كما فى اللسان (شنأ). و روايته: «و فندا». يقال فنده و أفنده:
لامه و ضعف رأيه.
 (2) فى هذا التفسير كلام. انظر اللسان (1: 96).
 (3) البيت ملفق من بيتين للفرزدق فى ديوانه 56. و هما:
فلو كان هذا الحكم فى جاهلية             عرفت من المولى القليل حلائبه‏
و لو كان هذا الأمر فى غير ملككم             لأديته أو غص بالماء شاربه‏

و رواه فى اللسان (شنأ):
و لو كان فى دين سوى ذا شنئتم             لنا حقنا أو غص بالماء شاربه.

 (4) هنا سقط لم يبيض له. و تقديره «فكلام فيه نظر».
 (5) البيت من شواهد ابن هشام فى أوضح المسالك و قطر الندى فى (باب اسم الفعل)، و رواه:
 «وا بأبى»، و نسب إلى راجز من بنى تميم. و انظر العينى (4: 310).

217
معجم مقاييس اللغة3

شنث ص 218

شنث‏
الشين و النون و الثاء ليس بأصل، و فيه كلمة. يقولون:
شَنِثَت مَشافِر البعير، إذا غُلظت من أكل الشَّوْك.
شنج‏
الشين و النون و الجيم كلمةٌ واحدة، و هو الشَّنَجُ، و هو التقبُّض فى جلدٍ و غيره.
شنح‏
الشين و النون و الحاء كلمةٌ واحدة، و هى الشَّناحِىُّ، و هو الطويلُ، يقال هو شَنَاحٌ كما ترى.
شنص‏
الشين و النون و الصاد كلمة إن صحت. يقولون: فَرَس شَنَاصِىٌّ، أى طويل. قال:
و شَنَاصىٌّ إذا هِيجَ طَمَرْ «1»
و يقال: إنما هو نَشَاصىٌّ و حكى: شَنِصَ به، مثل سَدِك.
شنع‏
الشين و النون و العين أصلٌ واحد يدلُّ على رفْع الذِّكر بالقبيح. من ذلك الشّناعة. يقال شَنُع الشى‏ءُ فهو شنيع. و شَنَعتُه، إذا قهرتَه بما يكرهه. و ذكر ناسٌ شَنَعَ فلانٌ فلاناً، إذا سَبَّه. و أنشدوا لكُثَيِّر:
و أسماءُ لا مَشنوعةٌ بمَلالةٍ             لَدَيْنَا. «2».

__________________________________________________
 (1) للمرار بن منقذ فى المفضليات (1: 82) و اللسان (شنص). و فى المفضليات:
«فإذا طؤطئ طيار طمر».

و صدره:
شندف أشدف ما روعته.

 (2) و كذا ورد إنشاده منقوصا فى المجمل. و تمامه، كما فى اللسان:
لدينا و لا مقلية باعتلالها.

 

218
معجم مقاييس اللغة3

شنع ص 218

و يحملون على هذا فيقولون: تشنَّعت الإبل فى السير، إذا جدّت. و إنما يكون ذلك فى أرفعِ السَّير، فيعود القياسُ إلى ما ذكرناه من الارتفاع و إن لم يكن فى ذلك قبح.
شنف‏
الشين و النون و الفاء كلمتان متباينتان: أحدهما الشَّنْف، و هو من حَلْى الأذُن. و الكلمة الأخرى: الشَّنَف: البُغض. يقال شَنِف له يَشْنَف شنَفاً.
شنق‏
الشين و النون و القاف أصلٌ صحيح منقاس، و هو يدلُّ على امتدادٍ فى تعلَّقٍ بشى‏ء من ذلك الشِّناق، و هو الخيط الذى يُشَدُّ به فمُ القربة.
و شَنَقَ الرّجل بزمام ناقته، إذا فعل بها كما يفعل الفارسُ بفرسه، إذا كَبَحَه بلجامه.
و يقال إنّ الشَّنَق: طولُ الرأس، كأنما يمتدُّ صُعُداً. و فرسٌ مشنوق:
طويل.
و من الباب و هو قياسٌ صحيح: الشَّنَق نِزَاع القلب إلى الشى‏ءِ، و ذلك أنه لا يكون إلّا عن عَلَقٍ، فقد يصحُّ القياس الذى ذكرناه.
فأمَّا الأشناق فواحدها شَنَق، و هو ما دون الدِّية الكاملة، و ذلك أن يسوق ذُو الحمالة ديةً كاملةً، فإِذا كانت معها دياتُ جراحاتٍ دون التمام فتلك الأشناق، و كأنها متعلِّقة بالدِّية العُظمى. و الذى أراده الشاعر هذا بقوله:
قَرْمٌ تُعَلَّقُ أشناقُ الدِّيات به             إذا المئُون أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلَا «1»

و الشَّنَق، فى الحديث: ما دون الفريضتين، و ذلك فى الإبل و الغنم و البقر. و هو
__________________________________________________
 (1) للأخطل فى ديوانه 143 و اللسان (شنق).

219
معجم مقاييس اللغة3

شنق ص 219

قوله صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «لا شِناق».
أى لا يُؤخذ فى الشّنَق فَريضة حتى تتمّ.
و من الباب اللحم المشَنَّق، و هو المشَرَّح المقطَّع طُولا. قال الأموىّ: يقال للعجين الذى يُقطَّع و يعمل بالزيت*: مشَنّق. و لا يكون ذلك إلا و فيه طول.
باب الشين و الهاء و ما يثلثهما
شهو
الشين و الهاء و الحرف المعتلّ كلمة واحدة، و هى الشّهوة يقال رجلٌ شَهْوانُ، و شى‏ءٌ شَهِىّ.
شهب‏
الشين و الهاء و الباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على بياض فى شى‏ءٍ من سواد، لا تكون الشُّهبةُ خالصةً بياضاً. من ذلك الشُّهبة فى الفرَس، هو بياضٌ يخالطُه سَواد. و يقال كَتيبةٌ شَهباء، إذا كانت عِليتُها بياضَ الحديد، و يقال لليوم ذى البرد و الصُّرَّاد «1»: أشهبُ، و الليلة الشّهباءُ. يقال: اشهابَّ الزّرْع، إذا هاج و بقَى فى خِلاله شى‏ءٌ أخضر. و من الباب: الشِّهاب، و هو شُعلة نارٍ ساطعة. و إنّ فُلاناً لَشِهابُ حربٍ، و ذلك إذا كان معروفاً فيها مشهوراً كشُهرة الكواكب اللّوامع. و يقال إنّ النّصل الأشهبَ الذى قد بُرِد بَرْداً خفيفاً حتى ذهب سوادُه. و يقال إنّ الشّهاب اللّبَن الضَّيَاح، و إنما سمِّى بذلك لأنَّ ماءَه «2» قد كثر فصار كالبياض الذى يحالطه لونٌ آخر.
__________________________________________________
 (1) الصراد: ريح باردة مع ندى.
 (2) فى الأصل: «لأنه ما».

220
معجم مقاييس اللغة3

شهد ص 221

شهد
الشين و الهاء و الدال أصلٌ يدلُّ على حضور و علم، و إعلام، لا يخرُج شى‏ءٌ من فروعه عن الذى ذكرناه. من ذلك الشّهادة، يجمع الأصولَ التى ذكرناها من الحضور، و العلم، و الإِعلام. يقال شَهد يشهد شهادةً.
و المَشهد: محضر النّاس.
و من الباب: الشُّهود: جمع الشاهد، و هو الماء الذى يخرج على رأس الصبىّ إذا وُلد، و يقال بل هو الغِرْس «1». قال الشاعر:
فجاءَت بمثل السّابرِى تَعجَّبُوا             لهُ و الثّرَى ما جفَّ عنه شُهودها «2»

و قال قوم: شهود النّاقة: آثار موضع مَنتَجِها من دمٍ أو سَلًى. و الشَّهيد: القتيل فى سبيل اللَّه، قال قومٌ: سمِّى بذلك لأنّ ملائكة الرحمة تشهده، أى تحضُره.
و قال آخرون: سمِّى بذلك لسقوطه بالأرض، و الأرض تسمَّى الشاهدة. و الشاهد:
اللِّسان، و الشّاهد: المَلَك. و قد جمعهما الأعشى فى بيت:
فلا تحسَبَنّى كافراً لك نعمةً             عَلَى شاهِدِى يا شاهِدَ اللَّهِ فاشْهَدِ «3»

فشاهده: اللسان، و شاهد اللَّه جلّ ثناؤه، هو المَلَك. فأمّا قوله جلّ و عزّ:
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، فقال أهلُ العلم: معناه أعلَمَ اللَّه عزّ و جلّ، بيَّن اللَّه، كما يقال: شهِد فلانٌ عند القاضى، إذا بيَّن و أعلَم لمن الحقُّ و على مَن هو.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «الفرس»، صوابه فى المجمل و اللسان. و الغرس، بكسر الغين: جلدة رقيقة تخرج مع الولد عند خروجه.
 (2) لحميد بن ثور الهلالى، كما فى اللسان (شهد).
 (3) ديوان الأعشى 133، و اللسان (شهد).

221
معجم مقاييس اللغة3

شهد ص 221

و امرأة مُشْهِد، إذا حضر زوجُها، كما يقال للغائب زوجُها: مُغِيب. فأمّا قولهم أشْهَدَ الرّجُل، إِذا مَدَى، فكأنّه محمولٌ على الذى ذكرناه من الماء الذى يخرج على رأس المولود.
و مما شذّ عن هذا الأصل: الشُّهد: العسلُ فى شَمَعِها؛ و يجمع على الشِّهاد. قال:
إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلَاءٍ             لُبابَ البُرِّ يُلبَكُ بالشِّهادِ «1»

شهر
الشين و الهاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ على وضوحٍ فى الأمر و إضاءة. من ذلك الشَّهر، و هو فى كلام العرب الهِلال، ثمَّ سمِّى كلُّ ثلاثين يوماً باسم الهلال، فقيل شهر. قد اتَّفق فيه العربُ و العجم؛ فإنّ العجم يسمُّون ثلاثين يوماً باسم الهلال فى لغتهم. و الدليل على هذا قولُ ذى الرّمّة:
فأصْبَحَ أَجْلَى الطرفِ ما يستزيدُه             يَرَى الشَّهرَ قبل الناسِ و هو نحيلُ «2»

و الشُّهرة: وضوح الأمر. و شَهَر سيفَه، إذا انتضاه. و قد شُهِر فلانٌ فى الناس بكذا، فهو مشهور، و قد شَهَروه. و يقال أشْهَرْنا بالمكان، إذا أقَمنا به شهراً. و شَهْرانُ: قبيلة.
شهق‏
الشين و الهاء و القاف أصلٌ واحد يدلُّ على علوّ. من ذلك جبلٌ شاهِق، أى عال. ثمّ اشتُقَّ من ذلك الشَّهيق: ضدّ الزَّفير؛ لأنّ‏
__________________________________________________
 (1) لأمية بن أبى الصلت، و قد سبق إنشاده و تخريجه فى (2: 312).
 (2) ديوان ذى الرمة 671. و أنشد عجزه فى اللسان (شهر).

222
معجم مقاييس اللغة3

شهق ص 222

الشَّهيق ردُّ النّفَس، و الزّفير إخراج النّفَس. و الأصل فى ذلك ما ذكرناه.
و قال بعضهم: فلان ذو شاهقٍ، إذا اشتدَّ غضبُه. و لعلَّه أن* يكون مع ذلك صوت.
شهل‏
الشين و الهاء و اللام أصلٌ فى بعض الألوان، و هى الشُّهْلة فى العين، و ذلك أن يُشوبَ سوادَها زُرْقة.
و مما ليس من هذا الباب: امرأةٌ شهلة، قالوا: هى النَّصَف العاقلة. قالوا:
و ذلك اسمٌ لها خاصّةً، لا يوصَف به الرجل. كذا قال أهل اللُّغة. فأمَّا العرب فقد سمَّت بشَهْل، و هو الفِند الزِّمَّانىّ، يقال إنّ اسمَه شَهْل بن شيبان.
و مما شذَّ أيضا: المشاهَلة: المُشارَّة، و أظنُّ الشين مبدلةً من جيم. و كذلك قولهم للحاجَةِ: شهلاء، و هو من باب الإبدال، و الأصل الكاف: الشَّكْلاء.
شهم‏
الشين و الهاء و الميم أصلٌ يدلُّ على ذَكاء. يقال من ذلك:
رجل شَهْم. و ربَّما قالوا للمذعور: مَشهوم، و هو قياسٌ صحيح لأنَّه إذا تفزَّعَ بَدَا ذكاء قلبِه «1». و يقولون: إِنَّ الشَّهامَ السِّعلاة. فإنْ صحَّ هذا فهو أيضاً من الذكاء. و الشَّيهم: القنفذ؛ و ليس ببعيدٍ أن يكون من قياس الباب. و فيه يقول الأعشى:
لَئِنْ جَدّ أسبابُ العداوةِ بيننا             لترتَحِلَنْ منِّى على ظهر شَبهمِ «2»

و اللَّه أعلم.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «إذا تفرع ذكاء قلبه».
 (2) ديوان الأعشى 95 و اللسان (شهم).

223
معجم مقاييس اللغة3

باب الشين و الواو و ما يثلثهما ص 224

باب الشين و الواو و ما يثلثهما
شوى‏
الشين و الواو و الياء يدلُّ على الأمر الهيِّن. من ذلك الشوَّى و هو رُذَال المال. قال:
أكَلْنا الشَّوَى حَتَّى [إِذا لم تَجِدْ شَوًى «1»]             أشَرْنا إِلى خيراتها بالأصابع‏

و من ذلك الشَّوَى: جمع شَواةٍ، و هى جِلْدة الرأس. و الشَّوَى: الأطراف، و كلُّ ما ليس بمَقْتل. و كلُّ أمرٍ هيّنٍ شَوًى. و يقولون فى الإتباع: عَيِىٌّ شَوِىٌّ.
قال ابن دريد «2»: هو من الشَّوى، و هو الرُّذَال. و يقال رميتُ الصَّيدَ فأشوَيْتُه، إِذا أصَبْتَ شَواهُ، و هى أطرافه. و الشَّوايا: بقيَّة قومٍ هَلَكوا، الواحِد شَوِيَّة؛ و إِنَّما سمِّيت بذلك لقلَّتها و هُونِها. قالوا: و الشّواية «3» الشى‏ء الصغير من الكبير، كالقِطعة من الشّاة. و يقال: ما بَقِىَ من المال إِلا شِوُايَة، أى شى‏ءٌ يسير. و الذى لا نشكُّ فيه أنّ الشِّواء مشتقٌّ من هذا؛ لأنّه إِذا شُوِى فكأنَّه قد أهين. فإن قال قائل: فينبغى أن يكون إذا قُدِر و كبِّب «4»: شِواءٌ لأنَّه قد أهين. قيل له:
نحن نعلِّل ما يقوله العربُ حتَّى نردَّه إِلى أصلٍ مطَّرد متّفَقٍ عليه، فأمّا ما سوى ذلك فليس لنا أن نفعلَه. و تقول: شَوَيت اللَّحمَ شَيًّا و اشتويتُه، فأنا مشتوٍ.
قال الشاعر:
__________________________________________________
 (1) التكملة من اللسان (شوا) و المخصص (14: 29/ 15: 166) و البيان (3: 342).
 (2) الجمهرة (3: 430).
 (3) الشواية، بتثليث حركات الشين.
 (4) قدر: طبخ فى القدر. كبب عمل كبابا، و هو ضرب من اللحم المقلى يعرف بالطباهجة.
و فى الأصل: «كتب»، تحريف.

224
معجم مقاييس اللغة3

شوى ص 224

فاشتوَى ليلةَ ريحٍ و اجْتَمَلْ «1»
و يقال انْشَوَى اللَّحم. قال:
قَد انْشوى شِواؤنا المرَعْبل «2»             فاقترِبوا إِلى الغَدَاء فكلُوا

قال الخليل الإشواء: الإبقاء أو فى معناه «3»، حتى يقول بعضهم: تعشَّى فلانٌ فأشْوَى من عَشَائه، أى أبقى. قال:
فإنَّ مِن القول التى لا شَوى لها             إِذا زلَّ عن ظهر اللِّسان انفلاتها «4»

أى لا بقيَّةَ لها. و الأصلُ يَرجع إلى ما أصَّلناه.
شوب‏
الشين و الواو و الباء أصلٌ واحد، و هو الخَلْط. يقال:
شُبْتُ الشى‏ءَ أشوبُه شَوباً. قال أهلُ اللُّغة: و سمِّى العَسَل شَوباً، لأنَّه كان عندهم مِزاجاً لغيره من الأشربة. و الشِّياب: اسمٌ لما يُمزَج به. و يقولون: ما عنده شوبٌ و لا رَوْب. فالشَّوب: العسَل. و الرّوب: اللبن الرائب.
شوذ
الشين و الواو و الذال ليس فيه إلا المِشْوَذ، و هى العمامة.
قال الوليد بن عقبة:
__________________________________________________
 (1) البيت للبيد. فى ديوانه 12 طبع 1881 و اللسان (شرا). و صدره:
أو نهته فأتاه رزقه.

 (2) فى الأصل: «فلما انشوى»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (3) فى المجمل: «و فى معناها».
 (4) لأبى ذؤيب الهذلى فى ديوانه 163. و أنشده فى اللسان (شوا) بدون نسبة. و فى الأصل:
الذى لا شوى»، صوابه من المجمل و اللسان و الديوان.

225
معجم مقاييس اللغة3

شوذ ص 225

إِذا ما شددتُ الرأس مِنّى بمِشوذٍ             فَغَيَّكِ مِنِّى تغلبَ ابنةَ وائلِ «1»

شور
الشين و الواو و الراء أصلان مطَّردان، الأوّل منهما إِبداء.
شى‏ءٍ و إِظهارُه و عَرْضه، و الآخَر أخْذ شى‏ء.
فالأوّل قولهم: شُرت [الدّابّة «2»] شَوْرا، إِذا عرضْتَها. و المكان الذى يُعْرض فيه الدّوابّ هو المِشوار. يقولون: «إيَّاك و الخُطَبَ* فإنَّها مِشْوارٌ، كثير العِثار».
قال بعض أهل اللغة فى قولهم شوّرَبِهِ، إِذا أخجله: إِنما هو من الشُّوار، و الشُّوار: فَرْج الرّجُل. و من ذلك قولهم: أبْدَى اللَّه شُواره. قال: فكأنَّ قولَه شَوّر به، أراد أبْدَى شواره حتَّى خجِل. قال: و الشَّوار «3»: مَتاع البيت أيضاً.
فإنْ كان صحيحاً فلأنَّه مِن الذى يُصان كما يصُون الرّجلُ ما عنده.
و الباب الآخر: قولهم: شُرْت العسلَ أَشُوره. و قد أجاز ناسٌ:
أشَرْت العسَل، و احتجُّوا بقوله:
و سَماعٍ يأذَنُ الشّيخُ لهُ             و حديثٍ مثلِ ماذِىّ مُشارِ «4»

__________________________________________________
 (1) أنشده فى اللسان (شوذ) قال: «و كان قد ولى صدقات تغلب». و عقب عليه بقوله:
 «يريد غيا لك ما أطوله منى». فى الأصل: «غيك عنى».
 (2) التكملة من المجمل.
 (3) الشوار هذا بتثليث الشين.
 (4) لعدى بن زيد، كما فى اللسان (شور، أذن) برواية: «فى سماع».

226
معجم مقاييس اللغة3

شور ص 226

 [و قال الأصمعىّ: إنما هو «ماذىِّ مَشار» «1»] على الإضافة. قال:
و المَشار: الخليَّة يُشتار منها العَسَل.
قال بعض أهل اللُّغة: من هذا الباب شاورتُ فلاناً فى أمرى. قال: و هو مشتقٌّ من شَوْر العسل «2» فكأنَّ المستشير يأخذ الرأىَ من غيره.
قالوا: و مما اشتُقّ من هذا قولهم فى البعير: هو مُستشِير، و هو البعير الذى يعرف الحائلَ من غير الحائل. و أنشد:
أَفَزَّ عنها كلّ مستشيرِ             و كلَّ بَكْرٍ داعِرٍ مِئْشِيرِ «3»

و يقال: بل هو السَّمين.
شوس‏
الشين و الواو و السين أصلٌ واحد يدلُّ على نَظَرٍ بتغيُّظ.
من ذلك الشَّوَس: النَّظَر بأحد شِقَّى العين تغيُّظا. و رجلٌ أشوسُ من قومٍ شُوس. و يقال هو [الذى «4»] يصغِّر عينيه و يضمُّ أجفانه.
شوص‏
الشين و الواو و الصاد أصلٌ يدل على زعزعةِ شى‏ءٍ و دَلْكه من ذلك الشَّوْص، و هو التسوُّك بالسِّواك. و
فى الحديث: «أنَّه كان يَشُوص فاه بالسِّواك».
و قال امرؤ القيس:
بأسوَدَ ملتفِّ الغدائر واردٍ             و ذى أُشُرٍ تَشُوصه و تمُوصُ «5»

__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل. و نحوها فى اللسان.
 (2) فى الأصل: «شوار العسل»، تحريف.
 (3) الرجز فى اللسان (شور).
 (4) التكملة من المجمل.
 (5) ماص الشئ يموصه: غسله.

227
معجم مقاييس اللغة3

شوص ص 227

و الشّوْص: الدلْك، و قد يقال فى الثَّوْب أيضاً. و يقال شاص الشى‏ء:
إذا زعزَعَه. و أما الشَّوْصة فداءٌ يقال إنَّه يتعقَّد فى الأضلاع.
شوط
الشين و الواو و الطاء أصلٌ يدل على مضىٍّ فى غير تثبُّت و لا فى حَقّ. من ذلك قولُهم جَرى شَوطاً أى طَلَقا. و يقولون للضَّوء الذى يدخل البيوت من الكُوّة: شَوط باطلٍ. و كان بعض الفقهاء يكره أن يقال: طاف بالبيت أشواطاً، و كان يقول: الشَّوط باطل، و الطّوافُ بالبيت من الباقيات الصالحات.
شوظ
الشين و الواو و الظاء كلمة واحدة صحيحة، فالشُّوَاظ:
شُواظ اللّهب من النار لا دخانَ معه. قال تعالى: شُواظٌ مِنْ نارٍ.
شوع‏
الشين و الواو و العين أصلٌ يدل على انتشارٍ و تفرُّق. من ذلك: الشَّوَع، و هو انتشار الشَّعْر و تفرُّقه. و الشُّوع: شَجَر «1» و لَعله متفرِّق النبت.
شوف‏
الشين و الواو و الفاء أصلٌ واحد، و هو يدلُّ على ظهور و بُروز. من ذلك قول العرب: تَشوَّفَت الأوعالُ، إذا علَتْ مَعاقل الجبال. ثم حُمِل على ذلك و اشتُقَّ منه: تشوَّفَ فلانٌ للشَّى‏ء، إذا طَمَح به، ثمَّ قيل لجَلْو الشى‏ء شَوف. تقول: شُفْتُه أشوفُه شَوفاً. و المَشُوف: المجلَوّ. و الدِّينار المَشُوف من ذلك. و فيه يقول عنترة:
__________________________________________________
 (1) فى المجمل: «الشوع: شجر البان». و فى اللسان: «و الشوع بالضم: شجر البان، و هو جبلى».

228
معجم مقاييس اللغة3

شوف ص 228

رَكَدَ الهواجرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ «1»
و إنَّما سمِّى ذلك شَوفاً لأنّه يبرز به عن وجهِه و لونه. و يقال من ذلك: تشوّفَت المرأةُ، إذا تزيَّنَت. و يقال إنّ الجمَل المَشُوف: الهائج. قال:
مِثْلِ المَشُوفِ هَنَأْتَه بعَصِيمِ «2»

و قال قوم فى البيت: إنَّما هو «المَسُوف» بالسين، و هو الفَحل الذى تَسوفُه الإبل، أى تشمّه «3». و يقال اشتافَ فلانٌ، إذا تطاوَلَ و نظَر. و أشافَ على الشى‏ء، إذا أوفَى عليه و أَشْرَف. و من ذلك سُمِّى الطَّليعةُ الشَّيِّفَة.
شوق‏
الشين و الواو و القاف يدلُّ على تعلُّق الشّى‏ء بالشى‏ء، يقال شُقتُ الطُّنُب، أى الوتِد، و اسم ذلك الخيط الشِّيَاق. و الشَّوْق مثل النَّوط، ثم اشتقّ من ذلك الشّوق، و هو نزاعُ النَّفْس إلى الشى‏ء. و يقال شاقَنِى بَشُوقُنى، و ذلك لا يكون إِلّا* عن عَلَق حُبّ.
شوك‏
الشين و الواو و الكاف أصلٌ واحد يدلُّ على خشونةٍ وحدّةِ طرَفٍ فى الشّى‏ء. من ذلك الشَّوك، و هو معروف. يقال شجرةٌ شَوِكَة و شائكة و مُشِيكة «4». و يقال شاكَنى الشّوكُ. و أشَكْت فلاناً، إذا آذَيتَه‏
__________________________________________________
 (1) لعنترة فى معلقته. و صدره:
و لقد شربت من المدامة بعد ما.

 (2) البيت للبيد فى ديوانه 88 طبع 1880 و اللسان (شوف). و صدره:
بخطيرة توفى الجديل سريحة.

 (3) فى الأصل: «تسوقه الإبل أى تشبه»، تحريف.
 (4) و شاكة أيضا.

229
معجم مقاييس اللغة3

شوك ص 229

بالشَّوك. و شوَّكَ الفرخ، إذا أنْبَت «1». و يشتقُّ من ذلك الشَّوْكة، و هى شدة البَأس. و يقال جاء بالشَّوك و الشَّجر «2»، أى فى العدد الجَمّ. و يقال بُردةٌ شَوكاء، و هى الخَشِنة المَسِّ من جِدّتها، و قبل هى الخشنة النَّسْج. و يقال:
شَوَّكَ ثَدىُ المرأةِ، إذا انتصب و تَحدَّد طَرَفه. و يقال شوّك البعير، إذا طالت أنيابُه.
شول‏
الشين و الواو و اللام أصلٌ واحد يدلُّ على الارتفاع. من ذلك شالَ المِيزان، إذا ارتفعت إحدى كِفّتَيه. و أشَلْتِ الشّى‏ءَ: رفعتُه. و الشَّول من الإبل: التى ارتفت ألبانُها، الواحدة شائلة. و الشوَّل: اللواتى تَشُول بأذنابها عند اللِّقاح، الواحدة شائل. و زعم قومُ أنّ شَوّالًا سمِّى بذلك لأنَّه وافق وقتَ أن تشولَ الإبل. و الشَّوْلة: نجم، و هى شَوْلة العقرب، و هى ذَنَبها. و تسمَّى العقربُ شَوّالة «3». و يقال تشاوَلَ القومُ بالسِّلاح عند القتال، و ذلك أنْ يُشيل كلٌّ السِّلاح لصاحبِه. فأمّا الماء القليل فيسمى شَولا، لأنه إذاً قد خف و سَرُع ارتفاعه و ذهابه. قال:
و صَبَّ رُواتُها أشوالَها «4»
__________________________________________________
 (1) و كذا فى المجمل. و فى اللسان: «و شوك الفرخ تشويكا: خرجت رءوس ريشه».
 (2) هذه العبارة بعينها فى المجمل، و لم تذكر فى اللسان و القاموس. و ذكرها الزمخشرى فى أساس البلاغة.
 (3) فى اللسان: «و شولة و شوالة: العقرب: اسم علم لها».
 (4) للأعشى فى ديوانه 26 و اللسان (شول). و هو بتمامه:
حتى إذا لمع الدليل بثوبه             سقيت و صب رواتها أشوالها.

230
معجم مقاييس اللغة3

شول ص 230

و يسمَّى الخادم الخفيف فى الخِدمة: شَوِلًا؛ لسرعة ارتفاعه فيما ينهض فيه.
شوه‏
الشين و الوو و الهاء أصلان: أحدهما يدلُّ على قُبح الخِلقة، و الثانى نوعٌ من النَّظَر بالعين.
فالأوّل الشَّوَه: قُبح الخلقة؛ يقال شاهَت الوجوه أى قَبُحت. و شوَّهه اللَّه فهو مشوَّه. و
فى الحديث أنَّ النبى صلى اللَّه عليه و آله و سلم رَمَى المشركين بالتُّراب و قال: «شاهت الوُجوه».
و أمّا الفرس الشَّوهاء فالتى فى رأسها طُول.
و أمّا الأصل الآخر فقالوا: رجل شائِهُ البصر، إذا كان حديد البصَر.
و يقال شاهِى البَصَر أيضاً، و كأنَّه من المقلوب. و يقال الأشْوَه الذى يُصيب النَّاسَ بالعين. و يقولون: لا تَشَوَّه عَلَىَّ «1»، إذا قال ما أحسَنَك، أى لا تُصِبْنى بعينك.
و مما شذّ عن الباب: الشَّاة. قالوا: أصل بنائها من هذا، يقال تشوَّهْت نشاةً، أى أخذتها.
باب الشين و الياء و ما يثلثهما
شيأ
الشين و الياء و الهمزة كلمةٌ واحدة. يقال شَيَّأ اللَّه وجْهَه؛ إذا دعا عليه بالقُبح. و وجهٌ مُشَيَّأٌ. و أنشد:
__________________________________________________
 (1) تشوه أى تتشوه، بحذف إحدى التاءين، كذا ضبطت فى الأصل و المجمل. و يقال أيضا:
لا نشوه، من التشويه. كما فى اللسان.

231
معجم مقاييس اللغة3

شيأ ص 231

إنَّ بَنِى فزارةَ بنِ ذُبيانْ             قد طَرَّقَتْ ناقتُهم بإنسانْ‏
مُشَيَّأٍ أعجِبْ بخَلْقِ الرَّحمن
«1»
شيب‏
الشين و الياء و الباء. هذا يقرب من باب الشين و الواو و الباء، و هما يتقاربان جميعاً فى اختلاط الشّى‏ء بالشى‏ء. من ذلك الشَّبب: شَيب الرأس؛ يقال شاب يَشيب. قال الكسائىّ: شيّب الحُزنُ رأسَه و برأسه، و أشاب الحُزْن رأسَه و برأسه. و الرجل إذا شاب فهو أشْيَب. و الشِّيب: الجبال يسقُط عليها الثلج، و هو من الشَّيْب. و قال الشاعر.
شيوخٌ تَشِيب إذا ماشتَت             و ليس المشيبُ عليها معيبا

يريد الجبال إذا ابيضَّت من الثلج. و وجدت فى تفسير شعر عبيد فى قوله:
و الشَّيبُ شَينٌ لمن يشِيبُ «2»
أنَّ الشَّيب و المَشِيب واحد. قال: و قال الأصمعىّ: الشَّيب: بياض الشّعر، و المشيبُ: دخولُ الرّجُل فى حدِّ الشِّيبِ من الرِّجال ذوى الكِبَر و الشَّيب و قال أيضاً فى هذا الموضع: قال ابن السكّيت فى قول عدىٍّ:
و الرأسُ قد شابَهُ المَشِيبُ «3»
__________________________________________________
 (1) الرجز لسالم بن دارة، كما فى الخزانة (1: 293).
 (2) ديوان عبيد بن الأبرس 6 و الفصائد العشر 304 و صدره:
إما قتيل و إما هالك.

 (3) صدره فى اللسان (شيب):
تصبو و أنى لك التصابى‏

على أن الصواب نسبته إلى عبيد بن الأبرص. انظر المرجعين السابقين.

232
معجم مقاييس اللغة3

شيب ص 232

أراد بَيّضه المَشيب، و ليس معناه خالَطَه. و أنشد:
قد رابَه و لِمِثْلِ ذلك رابَهُ             وَقَعَ المَشيبُ على المشيب فشابَهُ «1»

أى بَيَّضَ مسوَدَّه. و شِيبان و مِلْحان: شهرا* قِماح، و هما أشدُّ الشتاءِ برداً؛ سمِّيا بذلك لبياض الأرض بما عليها من الصَّقيع.
و مما شذَّ عن هذا الباب قولُهم: باتت فلانةُ بليلةِ شيْباءَ، إذا افْتُضَّت. و باتَتْ بليلةِ حُرّةٍ، إذا لم تُفْتَضّ.
شيح‏
الشين و الياء و الحاء أصلان متباينان، يدلُّ أحدهما على جِدٍّ و حَذَر، و الآخر على إعراض.
فأمَّا الأوّل فقول العرب: أشاحَ علَى الشى‏ءِ، إذا واظَبَ عليه و جَدَّ فيه.
قال الراجز:
قَبًّا أطاعَت راعياً مُشِيحا «2»
و قال آخر:
و شايَحْتَ قبل اليَومِ إِنَّكَ شِيحُ «3»

و أمَّا الشِّياح فالحِذَار. و رجل شائحٌ. و هو قوله:
__________________________________________________
 (1) البيت فى المجمل و اللسان (شيب).
 (2) لأبى النجم العجلى، كما فى اللسان (شيح).
 (3) لأبى ذؤيب الهذلى فى ديوانه 116 و اللسان (شيح) و صدره:
بدرت إلى أولاهم فسبقتهم.

 

233
معجم مقاييس اللغة3

شيح ص 233

شايَحْن منه أيَّما شِيَاحِ «1»
و المَشْيُوحاء: أنْ يكون القومُ فى أمرٍ يَبْتَدِرونه؛ يقال هم فى مَشْيُوحاءَ.
و أما الآخر فيقال: أشاحَ بوجهه، أى أعرض. و يقال إنّ اشتقاقَه من قولهم أشاحَ الفرسُ بذنَبه، إذا أرخاه.
و مما شذَّ عن البابين جميعا: الشِّيح، و هو نبتٌ.
شيخ‏
الشين و الياء و الخاء كلمة واحدة، و هى الشَّيخ. تقول:
هو شيخٌ، و هو معروف، بيِّن الشَّيخوخة «2» و الشَّيَخ و التّشييخ. و قد قالوا أيضاً كلمةً، قالوا: شَيَّخت عليه «3».
شيد
الشين و الياء و الدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ على رفعِ الشّى‏ء.
يقال شِدْت القَصر أشِيدُه شَيْداً. و هو قصر مَشِيدٌ، أى معمولٌ بالشِّيد. و سمِّى شِيداً لأنَّ به يُرفَع البناء. يقال قَصرٌ مَشِيدٌ أى مُطَوَّل. و الإشادة: رفْع الصَّوت و التنويه.
شيص‏
الشين و الياء و الصاد. يقال إنّ الشِّيص أردأ التَّمْر.
شيط
الشين و الياء و الطاء أصلٌ يدلُّ على ذَهاب الشى‏ء، إمّا احتراقاً و إما غَيْرَ ذلك. فالشَّيْط مِن شاط الشّى‏ءُ، إذا احترق. يقال شيَّطت اللَّحم.
و يقولون: شيَّطَه، إذا دَخَّنه و لم يُنْضِجْه. و الأوّلُ أصحُّ و أقيَس.
__________________________________________________
 (1) لأبى السوداء العجلى، كما فى اللسان (شيح). و قبله:
إذا سمعن الرز من رباح.

 (2) فى المجمل: «الشيخ معروف، و هو بين الشيخوخة».
 (3) فى المجمل: «و ذكر أبو عبيد: شيخت عليه، أى عبت و شنعت».

234
معجم مقاييس اللغة3

شيط ص 234

و من المشتققّ من هذا: استشاط الرَّجلَ، إذا احتدَّ غضَباً. و يقولون: ناقةُ مِشياط، و هى التى يطير فيها السِّمَن.
و من الباب الشَّيطان، يقارب الياء فيه الواو، يقال شاط يَشِيط، إِذا بَطَل.
و أشاطَ السُّلطانُ دمَ فلانٍ، إذا أبطَلَه. و قد مضى الكلامُ فى اشتقاقِ اسم الشَّيطان.
شيع‏
الشين و الياء و العين أصلان، يدلُّ أحدُهما على معاضدة و مساعفة، و الآخر على بَثٍّ و إشادة.
فالأوّل: قولُهم شَيَّعَ فلانٌ فلاناً عند شُخوصه. و يقال آتِيكَ غداً أو شيْعَه، أى اليوم الذى بعده، كأنَّ الثّانى مُشيِّع للأوّل فى المضىّ. و قال الشّاعر «1»:
قال الخليطُ غداً تَصَدُّعُنا             أو شَيْعَه أفلا تُوَدِّعُنا

و يقال للشجاع: المشيَّع؛ كأنَّه لقُوَّته قد قَوِى و شُيِّع بغيره، أو شُيِّع بقُوّة.
و زعم ناسٌ أنَّ الشَّيْعَ شِبل الأسد، و لم أسمعْه من عالمٍ سَماعاً. و يقول ناس: إنَّ الشَيْع المِقدار، فى قولهم: أقام شهراً أو شَيْعَه. و الصَّحيح ما قلته، فى أنّ المشيِّع هو الذى يُساعِد الآخَر و يقارنه. و الشِّيعة: الأعوان و الأنصار.
و أما الآخَر [فقولهم‏]. شاع الحديث، إذا ذاع و انتشر. و يقال شَيَّع الراعى إبلَه، إذا صاح فيها. و الاسم الشِّيَاع: القصبة التى ينفُخ فيها الراعى. قال:
حنينَ النِّيبِ تَطربُ للشِّياع‏
و من الباب قولهم فى ذلك: له سهم شاثع، إذا كان غير مقسومٍ. و كأنّ من له «2»
__________________________________________________
 (1) هو عمر بن أبى رببعة. ديوانه 106 و اللسان (شيع).
 (2) فى الأصل: «و كأنه من الأول».

235
معجم مقاييس اللغة3

شيع ص 235

سهمٌ و نَصِيب انتشر فى السَّهم حتَّى أخذه، كما يَشِيع الحديثُ فى الناس فيأخذ سَمع كلِّ أحد.
و من هذا الباب: شيَّعت النّارَ فى الحطب، إِذا ألْهَبْتَها.
شيق‏
الشين و الياء و القاف كلمة. يقال إنَّ الشِّيق الشّق الضّيق فى رأس الجَبل. قال:
شغْواء تُوطنُ بين الشِّيقِ و النِّيقِ «1»
شيم‏
الشين و الياء و الميم أصلانِ متباينان، و كأنّهما من باب الأضداد إذْ أحدُهما يدلُّ على الإظهار، و الآخَر يدلُّ على خلافه.
فالأول قولهم: شِمْت السّيفَ، إذا سللتَه. و يقال للتُّراب الذى يُحفَر فيستخرج من الأرض الشِّيمة، و الجمع الشِّيَم.* و من الباب: شِمْت البرقَ أشيِمُه شَيماً، إذا رقَبْتَه تنظر أينَ يَصُوب. و هذا محمول على الذى ذكرناه من شَيْم السَّيف.
و قال الأعشى:
فقلتُ للشَّرْبِ فى دُرْنا و قد ثَمِلوا             شيموا و كيف يَشيم الشَّاربُ الثَّمِلْ «2»

كأنَّه لما رقَبَ السَّحاب شام بَرقَهَ كايُشام السَّيف.
و الأصل الآخَر: قولُهم شِمت السيفَ، إِذا قَرَبْتَه «3». و من الباب الشِّيمة:
خَلِيقة الإنسان، سمِّيت شيمةً لأنّها كأنها مُنْشامة فيه داخلةٌ مستكِنّة. و الانشيام:
الدُّخول فى الشى‏ء؛ يقال انشام فى الأمر، إذا دخل فيه. و المَشِيمَة: غِشاءُ ولَدِ
__________________________________________________
 (1) أنشده فى اللسان (شيق).
 (2) البيت من معلقته المشهورة.
 (3) قرب السيف: جعله فى قرابه، و هو الغمد.

236
معجم مقاييس اللغة3

شيم ص 236

الإِنسان، و هو الذى يقال له مِن غيرِه السَّلَى. و سمِّيت بذلك كأن الولد قد انشام فيها.
فأما الشّامَة فيمكن أن يكون من الباب الأول؛ لأنّها شى‏ء بارزٌ، يقال منها رجلٌ أشيم، و هو الذى به شامة.
شين‏
الشين و الياء و النون كلمةٌ تدلُّ على خلاف الزينة. يقال شانَه خلافُ زانه. و اللَّه أعلم بالصواب.
باب الشين و الهمزة و ما يثلثهما
شأت‏
الشين و الهمزة و التاء. إنَّ الشئيِت من الأفراس: العَثُور.
كميتٌ لا أحَقُّ و لا شئيتُ «1»
شأز
الشين و الهمزة و الزاء أُصَيْلٌ يدل على قلق و تَعَادٍ «2» فى مكان. من ذلك المكان الشّأْز، و هو الخشِن المتعادِى. قال رؤبة:
شأزٍ بمَنْ عَوَّه جدْبِ المنطَلَق «3»

و يقال أشْأَزهُ «4» الشى‏ءُ، إذا أقْلَقَه.
شأس‏
الشين و الهمزة و السين، هو كالباب الذى قبلَه، و ليس يبعُد أن يكونَ من باب الإبدال. فشَأسٌ: اسم رجل. و الشَّأْس: المكان الغليظ.
__________________________________________________
 (1) لرجل من الأنصار، أو عدى بن خرشة الخطمى. و قد سبق فى (حق).
 (2) التعادى: التفاوت و عدم الاستواء. فى الأصل: «و يقاد»، تحريف.
 (3) ديوان رؤبة 104. و أنشده فى اللسان (شأز) بلفظ «شاز» بترك الهمز.
 (4) فى الأصل: «الشأز»، تحريف. و فى المجمل: «أشأزنى».

237
معجم مقاييس اللغة3

شأف ص 238

شأف‏
الشين و الهمزة و الفاء كلمةٌ تدل على البِغْضة. من ذلك الشّآفة «1» و هى البِغْضة؛ يقال شأفْتُه شَأَفاً. قال: و من الباب الشَّأْفة، و هى قَرْحة تخرج بالأَسنان فتُكوَى و تذهب، يقولون: استأصَلَ اللَّهُ شأفتَه، يقال شُئِفت رجلُه، فمعناه أذْهَبَه اللَّه كاأذهب ذاك. و إنّما سمِّيت شأفةً لِمَا ذكرناه من الكراهة و البِغضة.
شأن‏
الشين و الهمزة و النون أصلٌ واحد يدلُّ على ابتغاءٍ و طلب.
من ذلك قولُ العرب: شَأنْت شأنَه، أى قصدت قصده. و أنشدوا:
يا طالِب الجُود إنّ الجُود مكرُمةٌ             لا البخلُ منك و لا من شأنك الجُودَا «2»

قالوا: معناه و لا من طلبك الجودَ.
و من ذلك قولُهم: ما هذا من شأنى، أى ما هذا مِن مَطلَبى و الذى أبتغيه «3». و أمّا الشئون فَمَا بينَ قبائل الرأس، الواحد شأن. و إنّما سمِّيتْ بذلك لأنّهَا مَجارِى الدَّمع، كأنّ الدّمع يطلبُها و يجعلُها لنفسه مَسِيلًا.
شأو
الشين و الهمزة و الواو كلمتان متباعدتان جدًّا.
فالأول السَّبْق، يقال شأوته أى سبَقْتُه.
و الكلمة الأخرى الشَّأْوُ: ما يخرج من البئر إذا نُظِّفت. و يقال للزَّبيل الذى يُخرَج به ذلك المِشْآة «4».
__________________________________________________
 (1) شاهده قوله:
و ما لشآفة فى غير شى‏ء             إذا ولى صديقك من طبيت.

 (2) كتب تحت البيت فى حاشية المجمل: «مفعول به، أعنى الجودا».
 (3) فى الأصل: «و الذى أبتغيه الجودا». و كلمة «الجود» مقحمة.
 (4) فى الأصل: «الشاة»، صوابه من المجمل و اللسان.

238
معجم مقاييس اللغة3

شأى ص 239

شأى‏
الشين و الهمزة و الياء كلمةٌ من باب الإبدال، على اختلافٍ فيها. قال قوم: شأيت مثل شأوت فى السَّبْق؛ يقال منه شأى و اشتأى [قاله المفضّل «1»]، و أنشد:
فأيِّهْ بكِنْدِيرٍ حِمار أبنِ واقِع             رآك بِكِيرٍ فاشْتَأَى من عُتَائِدِ «2»

و قال قوم: اشتأى: أشرفَ. و الذى قاله المفضَّل أصوب و أقيَس.
شأم‏
الشين و الهمزة و الميم أصلٌ واحد يدلُّ على الجانب اليَسار.
من ذلك المشأمة، و هى خلاف الميمنة. و الشْأم: أرضٌ عن مَشْأمة القِبلة.
يقال الشَّأمُ و الشَّآم. و يقال رجل شآمٍ و امرأةٌ شآمِيَة. قال:
أُمِّى شآمِيَةً إِذْ لا عرَاقَ لنا             قوماً نودُّهُمُ إِذْ قومُنا شُوسُ «3»

و رجل مشئومٌ من الشُّؤم.
باب الشين و الباء و ما يثلثهما
شبث‏
الشين و الباء و الثاء أُصَيلٌ يدل على تعلق الشى‏ءِ بالشى‏ء.
من ذلك قولُهم تشبّثْت، أى تعلّقت. و من ذلك الشَّبَثُ، و هى دوْيَّبة من أحْناش الأرض، كأنها تشبَّثت بما مرَّت. و الجمع شِبْثَانٌ. قال:
__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل. و الكلام بعد يتطلبها.
 (2) كير: جبل فى أرض غطفان. و عتائد: ماء بالحجاز.
 (3) البيت للمتلمس فى ديوانه 5 مخطوطة الشنقيطى. أمى، أى اقصدى تلك الجهة الشآمية، يخاطب بذلك ناقته. و قد يكون فهم ابن فارس أن المتلمس عنى أن أمه شآمية، و لكنى أجل قدره عن ذلك.

239
معجم مقاييس اللغة3

شبث ص 239

مدارجُ شِبْثانٍ لهنَّ هميمُ «1»
أى دبيب.
شبح‏
الشين و الباء و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على امتداد الشى‏ء فى عِرَض. من ذلك الشَّبَح، و هو الشَّخْص، سمِّى بذلك لأنَّ فيه امتداداً و عِرَضاً. و المشبوح: الرجل العُظام. قال أبو ذُؤَيبٍ الهذلىّ:
و ذلك مشبوحُ الذِّراعينِ خلجمٌ «2»
و شبَحْتُ الشى‏ءَ: مددتُه. و [من‏] ذلك شَبْحُه ذراعَيه فى الدُّعاء و غيرِه. و يقال للحرباء إذا امتدَّ على العود: قد شَبَح.
شبر
الشين و الباء و الراء أصلان: أحدهما بعض الأعضاء، و الآخر الفَضْل و العطاء.
فالأول الشِّبر شِبر الإنسان، و هو مذكر، يقال: شَبَرت الثّوب شَبراً. و الشِّبر:
الذى يُشبَر به. و يقال للرّجُل القصير المتقارِب الخلْق: هو قصير الشَّبر. و المَشابِر:
أنهارٌ تنخفض فيتأدَّى إليها الماء. و كأنّها إنما سمِّيت مشابِرَ لأنّ عَرْضها قليل.
و الأصل الثانى الشَّبَرُ: الخير و الفضل و العطاء. قال عدىّ:
لم أخُنْه و الذى أَعطَى الشَّبَرْ «3»

__________________________________________________
 (1) لساعدة بن جؤية فى اللسان (شبث) و ديوانه 230 و سيأتى فى (هم و صدره:
ترى أنره فى صفحتيه كأنه.

 (2) صدر بيت لأبى ذؤيب فى ديوانه 30. و عجزه‏
خشوف إذا ما الحرب طل مرارها.

 (3) قبله فى اللسان (شبر):
إذا أتاتى نبأ من منعمر.

 

240
معجم مقاييس اللغة3

شبر ص 240

و يقال: أشْبَرتُه بكذا، أى خَصَصْتُه. و رُوى عن بعضهم أنّه قال:
الشَّبَر: شى‏ءٌ يعطيه النّصارى بعضُهم بعضاً على معنى القُربان «1». و ليس هذا بشى‏ء. و قياس الشَّبَر ما ذكرناه.
و من الباب قولُهم: أعطاها شَبْرَها، و ذلك فى حقّ النِّكاح إذا أعطاها حقَّها. و جاء
فى الحديث أنّه نهى عن شَبْر الجَمَل.
و ذلك كِراؤه و الذى يُؤخَذ على ضرابه، و ذلك كعَسْب الفحل. و يقال من الباب: شُبِّرَ، إذا عُظِّم.
شبص‏
الشين و الباء و الصاد ليس بشى‏ء. و حكى ابنُ دريدٍ «2»:
الشَّبَص الخُشونة. و ليس هو بشى‏ء. قال: و يقال: تشَبَّص الشجر: دخل بعضُه فى بعض «3».
شبع‏
الشين و الباء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ على امتلاءٍ فى أكل و غيره. من ذلك شَبِع الرجل شِبَعا و شِبْعاً، و رجلٌ شبعانُ. ثم اشتُقَّ من ذلك أشبعت الثّوبَ صِبْغاً. و يقال امرأة شَبْعَى الخَلخال، أى ممتلئة، و ذلك مِنْ كَثْرة لحمِ ساقها. و من ذلك‏
قوله صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «المتشبِّع بما ليس عنده كلابسِ ثوبَىْ زُورٍ».
يريد المتكَثِّر بما ليس عنده، و هذا مَثَلٌ، كأنّه أراد: يُظهر شِبَعا و هو جائع، و ذلك كما تقول العرب: «تَجَشَّأَ لُقْمانُ من غير شِبَع». و من الباب قولُهم: [ثوبٌ «4»] شَبِيع الغَزْلِ، أى كثيرُه.
__________________________________________________
 (1) ذكر هذا المعنى فى القاموس، و لم يذكر فى اللسان.
 (2) الجمهرة (1: 291).
 (3) زاد بعده فى الجمهرة: «لغة يمانية»، و كذا فى اللسان.
 (4) التكملة من المجمل و اللسان.

241
معجم مقاييس اللغة3

شبع ص 241

و مما يجرى مَجرى التَّشبيه من هذا الباب: قولهم: شبِعت من هذا الأمر و رَوِيت، و ذلك [إِذا] كرهتَه.
شبق‏
الشين و الباء و القاف كلمةٌ واحدة: الشَّبَق، و هو شهوة النِّكاح.
شبك‏
الشين و الباء و الكاف أصلٌ صحيح يدلُّ على تداخُل الشى‏ء يقال شبَّكَ أصابعَه تشبيكاً. و يقال: بين القوم شُبْكةُ نَسَبٍ، أى مُداخَلة و من ذلك الشَّبَكة.
شبل‏
الشين و الباء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ على عطفٍ ووُدٍّ.
يقال لكل عاطفٍ على شى‏ء وادّ له: مُشْبِل. و منه اشتقاق الشِّبْل، و هو ولد الأسَد، لعطف أبوَيْه علمه. و يقال لبؤةٌ مُشْبِلٌ، إذا كان معها أولادُها.
و أشبلتِ المرأةُ، إذا صَبَرت على أولادها فلم تتزوَّجْ. و قال الكميت:
المُلَبْلِبٌ و المُشْبِلُ «1»
و حكى عن الكسائىّ: شَبَلْت فى بنى فلانٍ، إذا نَشأتَ فيهم. و قد شَبَل الغلامُ أحْسَنَ الشُّبول، إذا أدْرَكَ. و هذا على السَّعة و المجاز، لأنه يُشبَل عليه أى يُعطَف.
شبم‏
الشين و الباء و الميم كلمتان متباينتان جدًّا، إحداهما الشَّبَم البَرْد، و الشّبِم: البارد. و الأخرى الشِّبَام: خشبة تُعَرَّض فى* فم الجدْى لئَلا
__________________________________________________
 (1) جزء من بيت له فى اللسان (لبب، شبل). و سيأتى فى (لب). و هو بتمامه:
و منا إذا حزبتك الأمور             عليك المبلب و المشبل.

242
معجم مقاييس اللغة3

شبم ص 242

يرضَع، ثمّ يشبَّه بذلك فيقال الشِّبامان: خيطانِ فى البرقع، تشدُّهما المرأةُ فى قفاها.
شبه‏
الشين و الباء و الهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تشابُه الشّى‏ء و تشاكُلِه لوناً و وَصْفا. يقال شِبْه و شَبَه و شَبيه. و الشّبَهُ «1» من الجواهر:
الذى يشبه الذّهَب. و المُشَبِّهَات «2» من الأمور: المشكلات. و اشتبه الأمرانِ، إذا أشْكَلَا.
و مما شذ عن ذلِكَ الشّبَهَانُ «3».
شبو
الشين و الباء و الحرف المعتل أصلان، أحدهما يدل على حَدٍّ و حِدّة، و الآخر يدل على نَمَاءٍ «4» و فضلٍ و كرامة.
فالشّبَاةُ حدُّ كلِّ شى‏ء شَبَاتُه، و الجمع الشّبَا و الشَّبَوَات. و الشَّبْوَةُ «5»:
اسم للعقرب، و إنّما سمِّيت بذلك لِشَبَاةِ إبرتها. قال:
قد جعلَتْ شَبْوَةُ تزبَئِرُّ «6»
__________________________________________________
 (1) و يقال أيضا الشبه بالكسر. و تحقيقه أنه ضرب من النحاس يلقى عليه مادة أخرى فبصفر و يشبه الذهب.
 (2) و كذا فى المحمل مع هذا الضبط. و فى اللسان «المشتبهات». و فى القاموس: «و أمور مشتبهة و مشبهة، كمعظمة: مشكلة». فهن ثلاث لغات.
 (3) الشبهان: ضرب من العضاه أو من الرياحين.
 (4) فى الأصل: «ماء»، تحريف.
 (5) فى اللسان «و النحويون يقولون: شبوة العقرب، معرفة لا تنصرف، و لا تدخلها الألف و اللام».
 (6) بعده فى اللسان (شبا):
تكسواستها لحما و تقشعر.

 

243
معجم مقاييس اللغة3

شبو ص 243

و ذكر اللِّحيانى أنّ الجاريةَ الفحّاشة يقال لها شَبْوة. و إنّما سمِّيت بذلك تشبيهاً لها بالعقرب.
و الأصل الآخر الإشباء: الإكرام: يقال أتى فلانٌ فلاناً فأشْبَاهُ، أى أكرمَه.
و يقال أشبَيْتُ الرّجُلَ، إذا رفعتَه للمجد و الشّرف. قال ذو الإصبع:
و هم مَن ولدوا أشبَوْا             بسِرِّ النّسبِ المَحضِ «1»

و المُشْبِى: الذى يُولَد له ولدٌ ذكىٌّ. و قد أشْبَى. و أشْبَت الشّجرةُ:
طالت. و يقال أشبَى فلاناً ولدُه، إذا أشْبهوه. و أنشدوا:
أنا ابنُ الذى لم يُخْزِنِى فى حياته             قديماً و من أشبَى أباه فما ظَلَمْ «2»

و اللَّه أعلم.
باب الشين و التاء و ما يثلثهما
شتر
الشين و التاء و الراء يدلُّ على خرقٍ فى شى‏ء. من ذلك الشتَر فى العين: انقلابٌ فى جفنها الأسفل مع خرقٍ يكون. و يشتقّ من ذلك قولهم: شتَّر به، إِذا انتقصَه و عابَه و مزّقه.
شتم‏
الشين و التاء و الميم يدلُّ على كراهةٍ و بِغضة. من ذلك الأسد الشتيم، و هو الكريه الوَجه. و كذلك الحِمار الشتيم. و اشتقاقُ الشتم منه، لأنّه كلامٌ كريه.
__________________________________________________
 (1) سبق الكلام على هذا البيت فى مادة (سر) ص 70.
 (2) فى الأصل: «فقد ظلم»، و ليس يقولها العرب.

244
معجم مقاييس اللغة3

شتو ص 245

شتو
الشين و التاء و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد لزمانٍ من الأزمنة، و هو الشِّتاء: خلافُ الصَّيف. و هى الشَّتْوة، بفتح الشين. و الموضع المَشْتاة و المَشْتَى. قال طَرَفة:
نَحْنُ فى المشتاةِ ندعُو الجَفَلَى             لا تَرَى الآدِبَ فينا ينتقِرْ

و قال الخليل: الشِّتاء معروف، و الواحد الشَّتوة. و هذا قياسٌ جيِّد، و هو مثل شَكوة و شِكاء. و يقال أشتى القوم، إذا دخَلوا فى الشتاء؛ و شَتَوا، إذا أصابهم الشِّتاء.
باب الشين و الثاء و ما يثلثهما
شثن‏
الشين و الثاء و النون. الشَّثْن: الغليظ الأصابع. و كلُّ ما غلُظ من عُضو فهو شَثْن. قد شَثُن وَ شَثِن. و اللَّه أعلم.
باب الشين و الجيم و ما يثلثهما
شجذ
الشين و الجيم و الذال كلمةٌ واحدة. يقال أشْجَذَت السماء، إذا سَكَن مطرُها. قال امرؤُ القيس:
تُظهِر الوَدَّ إذا ما أَشجَذَتْ             و تُواريهِ إذا ما تَشتكِرْ «1»

__________________________________________________
 (1) ديوان امرئ القيس 143 و اللسان (شجذ، شكر).

245
معجم مقاييس اللغة3

شجذ ص 245

قال ابن دريد «1»: «الوَدّ: جبلٌ معروف. و تشتكر: يشتدُّ مطرُها، من قولهم اشتكر الضَّرعُ، إذا امتلأ لَبَناً». و أمَّا نُسختى مِن كتاب العين للخليل، ففيها أنّ الشّين و الجيم و الذال مهمل، فلا أدرِى أهى سَقَطٌ فى السَّماع، أم خفيت الكلمةُ على مؤلِّف الكتاب «2». و الكلمة صحيحة «3».
شجر
الشين و الجيم و الراء أصلان متداخلان، يقرُب بعضُهما من بعض، و لا يخلو معناهما من تداخُل الشّى‏ء بعضِه فى بعض، و من عُلُوٍّ فى شى‏ءٍ و ارتفاع. و قد جمعنا بين فروع هذين البابين، لما ذكرناه من تداخُلِهما.
فالشَّجَر* معروفٌ، الواحدةُ شَجرة، و هى لا تخلو من ارتفاعٍ و تداخُلِ أغصان. و وادٍ شَجِر «4»: كثير الشجر. و يقال: هذه الأرضُ أشجَرُ من غيرها، أى أكثر شجَراً. و الشّجَر: كلُّ نبتٍ له ساقٌ. قال اللَّه تعالى:
وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ‏
. و شَجَر بين القوم الأمرُ، إذا اختلف أو اختَلَفوا و تشاجَرُوا فيه، و سمِّيت مشاجرةً «5» لتداخُلِ كلامِهم بعضِه فى بعض.
و اشتجروا: تنازَعوا. قال اللَّه سبحانه و تعالى: فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ‏.
__________________________________________________
 (1) الجمهرة (2: 72).
 (2) فى الأصل: «أعنى سقط» الخ، و الصواب ما أثبت. و فى المجمل: «فلا أدرى أسقط من كتابى أم خفى على مؤلفه».
 (3) زاد فى المجمل: «لا شك فيها».
 (4) المجمل: «شجير»، و كلاهما صحيح. اللسان (شجر 62).
 (5) فى الأصل: «مشاجرتهم».

246
معجم مقاييس اللغة3

شجر ص 246

و أمّا شَجْرُ الإنسان، فقال قوم: هو مَفْرَج الفم. و كان الأصمعىُّ يقول:
الشَّجْر الذَّقَنُ بعينه. و القولان عندنا متقاربان؛ لأنَّ اللَّحيين إذا اجتمعا، فقد اشتجرا، كما ذكرناهُ من قياس الكلمة: و يقال اشتَجَر الرّجُل، إذا وضع يده على شَجْرِهِ «1». قال:
إنِّى أرِقْتُ فيِتُّ اللّيلَ مشتِجراً             كأَنْ عَينِىَ فيها الصَّابُ مذبوح «2»

و يقال: شجرتُ الشّى‏ءَ، إذا تدلّى فرفعتَه. و الشِجَّار: خشب الهَوْدَج.
و المعنيان جميعاً فيه موجودان، لأنّ ثمَّ ارتفاعا و تداخُلا. و المِشْجَر سمِّى مِشجَراً لتداخُل بعضِه فى بعض. و تشاجَرَ القومُ بالرّماح: تطاعَنُوا بها. و الأرض الشجْراء و الشَّجِرةُ: الكثيرة الشجَر. قال ابْنُ دريد: و لا يقال وادٍ شجراء.
شجع‏
الشين و الجيم و العين أصلٌ واحد يدلُّ على جُرأةٍ و إقدام، و ربَّما كان هناك ببعض الطُّول، و هو بابٌ واحدٌ. من ذلك الرَّجُل الشجاع، و هو المِقدام، و جمعه شجْعةٌ «3» و شُجَعاء. قال أبن دريد «4»: «و لا تلتفت إلى قولهم شُجْعانٌ، فإنّه خطأ. قال أبو زيد: سمعت الكِلابيِّين يقولون: رجلٌ شُجاع، و لا يوصف به المرأة. هذا قول أبى زيد».
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «شجرة»، تحريف.
 (2) البيت لأبى ذؤيب الهذلى، فى ديوانه 104 و اللسان (شجر).
 (3) الشجعة، هذه بتثليث حركات الشين.
 (4) الجمهرة (2: 96).

247
معجم مقاييس اللغة3

شجع ص 247

و حُدِّثْنا عن الخليل بإسنادِ الكتاب: رجلٌ شجاعٌ و امرأة شُجاعة و نسوةٌ شُجاعات. و قد ذَكر أيضاً الشجعانَ فى جمع شجاع. و الشجاع: الحيَّة.
و
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «يجى‏ءُ كَنْزُ أحدهم يومَ القيامة شُجاعاً أَقْرَعَ».
فأمّا الشَّجَع فى الإبل فقال قوم: هو سرعةُ نَقْلِ القوائم، ثم يقال جمل شَجِع و ناقةٌ شجِعة. و يقال هو الطُّول، و أنشد:
فرَكِبْناها على مَجهولها             بِصِلاب الأرض فيهنَّ شَجَع «1»

و يقال إنّ الشَّجَع الجُنون. و قال أهلُ اللغة: و هذا خطأ، و لو كان الشَّجع جُنوناً [ما «2»] وصف قوائمها. و الشَّجِعة من النِّساء: الجريتة. و الّلبُؤة الشجْعاء هى الجريئة، و كذلك الأسد أشْجَع. فيقال إنّ الأشجَعَ من الرِّجال:
الذى كأَنَّ به جنوناً. و الأشجع: العصب الممدود فى الرِّجل فوق السُّلامَى.
شجن‏
الشين و الجيم و النون أصلٌ واحد يدلُّ على اتّصال الشى‏ءِ و التفافِه. من ذلك الشِّجْنة، و هى الشجَر الملتفّ. و يقال بينى و بينه شِجْنةُ رَحمٍ، يريد اتّصالَها و التفافَها. و يقال للحاجة الشجَن، و إنّما سمِّيت بذلك لا لتباسها و تعلُّق القلبِ بها؛ و الجمع شجون. قال:
و النّفس شتَّى شجونُها «3»
و الأشجان: جمع شجَن. قال:
__________________________________________________
 (1) البيت لسويد بن أبى كاهل اليشكرى، فى المفضليات (1: 188) و اللسان (شجع).
 (2) التكمله من المجمل.
 (3) البيت بتمامه، كما فى اللسان رواية عن ابن برى:
ذكرتك حيث استأمن الوحش و التقت             رفاق به و النفس شتى شجون.

248
معجم مقاييس اللغة3

شجن ص 248

لى شَجَنانِ شجَنٌ بنجدِ             و شجَنٌ لى ببلاد الهِنْدِ «1»

و الشواجن: أوديةٌ غامضة كثيرةُ الشجَر، و سمِّيت به لتشاجُنِ الشجَر.
قال الطرمَّاح:
كظَهْرِ اللّأَى لو تُبتَغَى رَيَّةٌ بها             نهاراً لعَيَّتْ فى بطون الشَّواجِنِ «2»

شجوى‏
الشين و الجيم و الحرف المعتل يدلُّ على شدّةٍ و صُعوبة، و أن يَنْشَب الشَّى‏ءُ فى ضيقٍ. من ذلك الشَّجْو: الحُزْن و الهَمّ، يقال شجاه يشجوه. و شجانى الشى‏ءُ، إذا حَزَنَك «3». و الشَّجَى: ما نَشِبَ فى الحَلق من غُصَّةِ هَمٍّ. و مفازةٌ شجْواء: ضيّقة المسلك.
شجب‏
الشين و الجيم و الباء كلمتان، تدلُّ إحداهما على تداخل، و الأخرى تدلُّ على ذَهابٍ و بُطلان.
الأولى: قول العرب تشاجَبَ الأمر، إذا اختلطَ و دخل بعضُه فى بعض.
قالوا: و منه اشتقاق المِشجَب، و هى خشباتٌ متداخِلة موثَّقة تُنصَب و تُنشَر عليها الثِّياب. و الشُجوب: أعمدةٌ من عُمُد البيت. قال:
و هُنَّ معاً قِيَامٌ كالشُّجوبِ «4»
__________________________________________________
 (1) و كذا فى اللسان (شجن). و فى الصحاح: «ببلاد السند».
 (2) ديوان الطرماح 165 و اللسان (شجن) برواية: «رية به». و سيأتى فى (لأى).
 (3) فى الأصل: «حزنه».
 (4) البيت لأبى رعاس الهذلى، أو أسامة بن الحارث الهذلى. انظر اللسان (شجب، هدن) و ملحق القسم الثانى من مجموعة أشعار الهذليين 110. و صدره:
فسامونا الهدانة من قريب.

 

249
معجم مقاييس اللغة3

شجب ص 249

و يقال-* و هو ذلك المعنى- إن الشجاب السِّداد، يقال شجبه بشجابٍ، أى سدَّه.
و أمّا الأصل الآخر فالشجِب، و هو الهالك. يقال قد شجِب. و قال:
فمن يَكُ فى قتلِهِ يمترى             فإنّ أبا نوفل قد شجِبْ «1»

و ربَّما سمَّوُا المحزون شَجِباً. و يقولون شجَبه، إذا حَزَنه. و شجبه اللَّه، أى أهلكه اللَّه. قال ابن السّكِّيت: شجَبَهُ يَشْجُبُه شجْباً، إذا شغله، و أصل الشجْب ما ذكرناه، و كلُّ ما بعدَه فمحمولٌ عليه.
باب الشين و الحاء و ما يثلثهما
شحذ
الشين و الحاء و الذال أصلٌ واحد يدلُّ على خِفّة و حِدّة.
من ذلك شَحَذْت الحديدَ، إذا حدَّدتَه. و يقال إن المشاحيذ رءوس الجبال، و إنّما سمِّيت بذلك للحِدَّة التى ذكرنَاها. و من الخِفّة قولهم للجائع: شَحْذان.
و يقال إنَّ الشحْذان الخفيف فى سَعِيه.
شحر
شحر الشين و الحاء و الراء ليس بشى‏ء، و هو لعلّه اسم بلد «2».
شحص‏
الشين و الحاء و الصاد كلمةٌ واحدة، يقال إنّ الشحَص الشاةُ لا لبَنَ لها، و يقال هى التى لم يُنْزَ عليها قط. و فى كتاب الخليل:
الشّحْصاء.
__________________________________________________
 (1) نسب لعنترة فى شرح الحماسة للمرزوفى 420.
 (2) يعنى «الشحر» بالكسر، و هو بلاد بين عدن و عمان.

250
معجم مقاييس اللغة3

شحط ص 251

شحط
الشين و الحاء و الطاء أصلان: أحدهما البُعد، و الآخر اختلاطٌ فى شى‏ءٍ و اضطراب.
فالأوّل: قولهم شَحَطَتِ الدار تَشْحَطُ شحْطَا و شحوطا، و هى شاحطة.
و أمّا الأصل الآخر فالشحْط، و هو الاضْطرابُ فى الدَّمِ. و يُقال للولد إذا اضْطربَ فى السَّلى: هو يتشحط فى دمه. و منه اللّبن المشحوط، و هو الذى يُصَبُّ عليه الماء. و من الباب: الشحْطَة: داءٌ يأخذ الإبلَ لا تكاد أن تنحوَ منه. و من الباب المِشحط: عُوَيدٌ يُوضَع عند قضيب الكرم يَقِيِه الأرضَ «1».
و قال قوم: إنّ الشَّحْط ذَرْق الطّير. و أنشدوا:
و مُلْبِدٍ بين مَوْماةٍ بمَهْلَكَةٍ             جاوزتُه بِعَلاةِ الخَلْقِ عِلْيانِ «2»
كأَنَّما الشحْط فى أعلى حَمائره             سبائِب الرَّيْط من قَزٍّ و كَتّانِ‏

فإِن صح هذا فهو أيضا من الاختلاط.
شحم‏
الشين و الحاء و الميم أصلٌ يدلُّ على جِنسٍ من اللّحم. من ذلك الشّحم، و هو معروف. و شَحْمة الأُذُن: مُعَلّق القُرْط. و رجلٌ مُشْحِمٌ كثير الشَّحْم، و إن كان يحبُّه قيل شَحِم، و إن كان يطعمه أصحابَه قيل شاحم، فإِن كان يبيعه قيل شَحَّام.
شحن‏
الشين و الحاء و النون أصلانِ متباينان، أحدُهما يدلُّ على المَل‏ء، و الآخر على البُعْد.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «يقيد الأرض»، تحريف. و فى المجمل: «بقيه من الأرض».
 (2) البيتان فى اللسان (بلد، علا، حمر)، و سبق إنشادهما فى (بلد، حمر).

251
معجم مقاييس اللغة3

شحن ص 251

فالأوّل قولهم: شَحَنْتُ السّفينةَ، إذا ملأتَها. و من الباب أشحن فلان للبكاء، إذا تهيّأ له كأنّه اجتمع له «1».
و أما الآخَر فالشَّحْن الطّرْد، يقال شحنَهم إذا طردَهم. و يقال للشّى‏ءِ الشديد الحموضة: إنّه ليَشْحَن الذِّبّانَ، أى يطردُها. و من الباب الشّحْناء، و هى العداوة.
و عدُوٌّ مشاحِنٌ، أى مُباعِد. و العداوةُ تَبَاعُدٌ.
شحوى‏
الشين و الحاء و الحرف المعتلّ يدلُّ على أصلٍ، و هو فَتْح الشّى‏ء. فالشّحْوَة: ما بينَ الرِّجلين إذا خَطا الانسان. و يقال للفَرَس الواسع الخَطْو: هو بعيدُ الشَّحْوة. و شَحَا الرّجلُ فاه. و شَحا الفمُ نفسُه. و يصلح فى مصدره الشَّحْىُ و الشَّحْو. و يقال شَحَى اللِّجامُ فمَ الفرسِ شَحْياً. و يقال جاءت الخيل شواحِىَ، أى فاتحاتٍ أفواهَها. قال:
شاحِىَ لَحْيَىْ قعْقُعانىِّ الصَّلَقْ «2»
شحب‏
الشين و الحاء و الباء أصلٌ واحد يدلُّ على تغيُّر اللَّون، و المصدر منه الشُّحوب. يقال شَحَب و شَحُب يَشْحُب. و لونٌ شاحب. قال:
تقولُ ابنتى لمَّا رأتنىَ شاحباً             كأنّك فينا يا أَباتَ غَرِيبُ «3»

و يقال، حكاه الدريدى: شَجَتُ الأرضَ: قشرتُها. فإذا كانت الرواية صحيحةً فهو القياس.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «أجمع له».
 (2) لرؤبة بن العجاج فى ديوانه 106 و اللسان (قعع).
 (3) البيت فى اللسان (أبى 8، 10).

252
معجم مقاييس اللغة3

شحج ص 253

شحج‏
الشين و الحاء و الجيم أصلٌ يدلُّ على صوتٍ. من ذلك شَحَجَ الغراب يَشْحَج، و كذلك البغل. [و البغال‏] بَناتُ شاحج «1». و يقولون للحمار الوحشىّ مِشحج و شَحَّاج. و اللَّه أعلم بالصواب.
باب الشين و الخاء و ما يثلثهما
شخر
الشين و الخاء و الراء. الأصل الصحيح يدلُّ على صوت.
و قد حُكِيت فيه كلمةٌ أخرى إنْ صحّتْ.
فالأصل الشّخير: تردُّدُ الصَّوت فى الحَلْق. و يقال: الشّخير: رفْع الصوت بالنّخْر. و هذا مشهورٌ.
و الكلمة الأخرى قولهم إنّ الشّخير ما تحاتَّ من الجَبَل، إذا وطئَتْه الأقدام.
قال الشاعر:
بنُطفةِ بارقٍ فى رأس نِيقٍ             مُنيفٍ دونَها منه شَخير «2»

شخز
الشين و الخاء و الزاء كلمةٌ واحدة تدلُّ على عَناءٍ و أذًى.
قالوا: الشّخْز: المشقّة و العَناء. قال الراجز «3»:
__________________________________________________
 (1) التكملة قبله من المجمل. و فى المجمل: «بنات شحاج». و فى القاموس أيضا: «و البغال بنات شحاج ككتان»، و لم تذكر فى اللسان (شحج)، و ذكرت فى (بنى 100) قال:
 «و بنات شحاج: البغال». أما ابن سيده فقد ذكر فى باب البنات من المخصص (13: 212) «ابن السكيت: بنات شحاج البغال، و بنات صهال الخيل». و كذا فى المزهر (1: 525).
 (2) البيت فى اللسان (شخر).
 (3) هو رؤبة بن العجاج. ديوانه 64 و اللسان (شخر).

253
معجم مقاييس اللغة3

شخز ص 253

إذا الأمور أُولِعَتْ بالشّخْزِ
و يقال إنّ الشّخْز الطّعْن.
شخس‏
الشين و الخاء و السين أصلٌ صحيح يدلُّ على اعوجاج و زوالِ عن نهج الاستقامة. من ذلك الأسنان المتشاخسة، و ذلك أن يَميل بعضُها و يسقُطَ بعضُها، و يكون ذلك من الهَرَم. قال الطرِمّاح:
و شَاخَسَ فاه الدّهرُ حتَّى كأنّه «1»

و يقال ضربَه فتشاخَسَ، أى تمايل. و كلُّ متمايلٍ متشاخِس.
شخص‏
الشين و الخاء و الصاد أصلٌ واحدٌ يدلُّ على ارتفاع فى شى‏ء. من ذلك الشّخص، و هو سوادُ الإنسان إذا سما لَكَ مِن بُعد. ثم يحمل على ذلك فيقال شَخَص من بلدٍ إلى بلد. و ذلك قياسُه. و منه أيضا شُخُوص البَصَر.
و يقال رجلٌ شَخِيصٌ و امرأةٌ شَخيصة، أى جَسيمة. و من الباب: أشْخَصَ الرّامى، إذا جاز سَهْمُه الغرضَ من أعلاه، و هو سهمٌ شَاخص. و يقال، إذا ورد عليه أمر أقلقه: شُخِص به «2»، و ذلك أنّه إذا قَلِق نَبَا به مكانُه فارتفع.
شخل‏
الشين و الخاء و اللام ليس بشى‏ء، و حكيت فيه كلمة ما أراها من كلام العرب، على أنّها فى كلام الخلْيل، قال: الشّخْل: الغلام يصادق الرّجُل.
__________________________________________________
 (1) عجزه فى الديوان 370 و اللسان (شخس، نمس، كرص):
منمس ثيران الكريص الضوائن.

 (2) فى الأصل: «أشخص به»، صوابه من المجمل و اللسان و القاموس.

254
معجم مقاييس اللغة3

شخم ص 255

شخم‏
الشين و الخاء و الميم كلمةٌ تدلُّ عَلَى تغيّرٍ فى شى‏ء من ذلك: أشخم اللّبن، إذا تغيّرت رائحتُه. و شَخُمَ الطَّعامُ: فَسَد «1».
شخب‏
الشين و الخاء و الباء أصيلٌ يدلُّ على امتدادٍ فى شى‏ء يجرى و يسيل. من ذلك الشُّخْب، و هو ما امتدَّ من الّلبَن حين يُحلَب و شخَبتْ أوداجُ القَتْلَى دماً.
شخت‏
الشين و الخاء و التاء كلمةٌ واحدة، و هو الشى‏ء الشّخْت، و هو الدقيقُ من حشبٍ و غيره. و قال:
و هل تَسْتوِى المُرّانُ تَخْطِرُ فى الوَغَى             و سَبعةُ عِيدانٍ من العوسج الشَّخْتِ‏

باب الشين و الدال و ما يثلثهما
شدف‏
الشين و الدال و الفاء يدلُّ على ارتفاعٍ فى شى‏ء. من ذلك الشَّدَف و هو الشَّخص، و قد قلنا إن الشَّخْصَ يدلُّ على سُمُوٍّ و ارتفاع. و جمع الشَّدَف شُدوف. و منه فرسٌ أشدفُ و شُنْدُفٌ. و ناسٌ يقولون: الشَّدَف كالميَل فى أحد الشِّقَّيْن و الصواب هو الأوّل، و هو أقْيَس. و يقال للقوس: الشّدْفاءُ؛ لاعوجاجها.
شدق‏
الشين و الدال و القاف أصلٌ يدلُّ على انفراج فى شى‏ء. من ذلك الشِّدق للإنسان و غيره. و الشَّدَق: سَعة الشِّدق. و رجلٌ أشدقُ، و خطيبٌ أشدَقُ. و الأصل فى ذلك شِدْقُ الوادى: عُرْضُه. و يقال نزلنا شِدْقَ العراق، أى ناحيتَه، و هو الشِّدْقُ «2».
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «فيه»، صوابه من المجمل و اللسان و القاموس.
 (2) أى يقال بفتح الشين أيضا. و ذكر فى القاموس لغة ثالثة، و هى «الشديق».

255
معجم مقاييس اللغة3

شدن ص 256

شدن‏
الشين و الدال و النون أُصيل يدلُّ على صلاحٍ فى جسم.
يقال شَدَن الظبىُّ يشدُن شدوناً، إذا صَلَحَ جسمه. و يقال للمُهْر أيضاً شَدَنَ. فإذا أفردْتَ الشادنَ فهو ولد الظّبْى. وظبيةٌ مُشْدِنٌ. فأمّا الشّدَنية فيقال إنّها المنسوبة إلى موضعٍ باليمن، قال عنترة:
هل تُبَلَغَنِّى دارَها شَدَنِيَّة             لُعِنَتْ بمحروم الشَّرَابِ مُصَرَّمِ «1»

شده‏
الشين و الدال و الهاء كلمةٌ من الإبدال. يقال شُدِهَ الرجل مثل دَهِش.
شدو
الشين* و الدال و الحرف المعتلّ أصيلٌ يدلُّ على أخْذٍ بطَرَف من عِلم. من ذلك الشَّدْو، أنْ يحسِن الإِنسانُ من العلم أو غيره شيئاً. يقال يَشْدُو شيئاً من عِلْم. و قال بعضهم: كلُّ مَن عَلِم شيئاً و استدلَّ ببعضه على بعض فذلك الشَّدْو.
شدح‏
الشين و الدال و الحاء ليس بشى‏ء. و حُكى أنّ الشَّوْدَح:
الطّوِيل من النُّوق. و يقال بل هى السَّريعة. و انشَدَحَ الرجل، إذا استلقَى على ظهره. و هذا ليس بشى‏ءٍ، و لعلّه أن يكون انسَدح. و قد ذكرناه «2».
شدخ‏
الشين و الدال و الخاء كلمةٌ تدلُّ على كسرِ شى‏ءٍ أجوفَ.
من ذلك شدخت الشى‏ءَ شَدْخاً. و المُشَدَّخ: البُسر يُغمَز حتى ينشدخ. و من ذلك الغُرّة الشَّادِخة: التى تَغْشَى الوجهَ من أصل النّاصية إلى الأنف.
__________________________________________________
 (1) البيت فى معلقته المشهورة.
 (2) انظر ما سبق فى (سدح).

256
معجم مقاييس اللغة3

باب الشين و الذال و ما يثلثهما ص 257

باب الشين و الذال و ما يثلثهما
شذر
الشين و الذال و الراء أصلان: أحدهما يدلُّ على تفرُّقِ شى‏ءٍ و تميَّزِه. و الآخَر على الوعيد و التسرُّع. من ذلك قولُ العرب: تفرّق القومُ شَذَر مذَر، إذا تبدَّدُوا فى البلاد. و منه الشَّذْرة: قطعة من ذَهَب.
و أمّا الأصل الآخَر فالتشذُّر، و هو كالنَّشاط و التسرُّع للأمر. و تشذَّرَ القومُ فى الحرب: تطاوَلوا. و تشَذّرت النّاقة: حَرّكَتْ رأسَها فَرَحا. و التشذُّر: الوعيد؛ و منه‏
حديث سليمان بن صُرَد، أنَّه بلغه عن علىّ عليه السلام قولٌ «تَشَذَّرَ فيه «1»».
فأما قولهم إٍنّ التشذّر الاستثفار بالثَّوب، فذلك من قياس الباب الذى ذكرناه، و كأنَّه وُصِف بالجِدّ فى أمره فقيل تشذَّر. و منه: أتَى فلان فرسَه فتشذَّره، أى ركِبه من ورائه.
شذم‏
الشين و الذال و الميم ليس بشى‏ء، و ذكروا فيه كلمةً يقال إنّها من المقلوب. قالوا: الشَّيذمان الذى فى قول الطرماح:
فَرَاها الشَّيذُمانُ عن الجَنِينِ «2»
يقال إنّما هو الشَّيْمُذان.
__________________________________________________
 (1) فى اللسان: «بلغنى عن أمير المؤمنين ذرء من قول، تشذر لى فيه بشتم و إيعاد، فسرت إليه جوادا. أى مسرعا».
 (2) صدره فى الديوان 179 و اللسان (شذم):
على حولاء يطفو السخد منها.

 

257
معجم مقاييس اللغة3

شذى ص 258

شذى‏
الشين و الذال و الحرف المعتل أصلٌ واحد، و هو يدلُّ على الحَدّ و الحِدّة. يقال إنّ فيه شَذَاةً، أى حِدّةً و جُرأة. و قال الخليل: يقال للجائع إذا اشتد جُوعه: ضَرِم شَذاهُ «1». و الشَّذَى: الأذى و الشّرّ. و يقال إنّ الشَّذَا ذُباب الكَلْب. و الشَّذَا: كِسَرُ العُود، و أحسِبَه سمِّى بذلك لحِدّة رائحته.
قال الشّاعر:
إذا ما مشَت نَادَى بما فى ثيابِها             رياحُ الشَّذا و المَنْدَلىُّ المطَيَّرُ «2»

فأمّا الذى من السُّفُن يُعرف بالشَّذَا فما أُراه عربيًّا.
شذب‏
الشين و الذال و الباء أصلٌ يدلُّ على تجريدِ شى‏ءٍ من قِشره، ثم يُحمَل عليه. فالشَّذْب: قَشْر اللَّحم. و كلُّ شى‏ءٍ نحَّيتَه عن شى‏ءٍ فقد شَذَبته. و من الباب: التَّشذيب: التقطيع. فأَمَّا الشوْذَب فمن هذا الباب أيضاً، و هو الطَّوِيلُ من كلِّ شى‏ء، كأنّه فى طوله مشذّب، أى مجرَّد؛ و إذا جُرِّد الشّى‏ءُ من قِشرِه كانَ أظهَرَ لطُوله. و فرسٌ مشذّب: طويل، بمنزلة الجذْع المشذّب.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «ضرم شذواه»، صوابه من اللسان.
 (2) هو العجير السلولى، أو عمرو بن الإطنابة. اللسان (شذا، طير).

258
معجم مقاييس اللغة3

باب الشين و الراء و ما يثلثهما ص 259

باب الشين و الراء و ما يثلثهما
شرز
الشين و الراء و الزّاء أصلٌ يدلُّ على خلافِ الخَير، فى جميع فروعه: من هلاك، و منازَعة و غيرِ ذلك. و من ذلك قول العرب للعدوّ: أشْرزَه اللَّه، أى أهلكَه. و رماه بشَرْزةٍ، أى مَهلكة. و يقال إنّ المشارَزة كالمصاحبة و المنازعة. و المشارِز: الرجل السّيى‏ء الخلُق، الشَّديد الخَلْق.
و من الباب: أشْرزت [الشى‏ء «1»]، إذا قطعتَه فلم تصلْه.
شرس‏
الشين و الراء و السين أصلٌ قريب من الذى قبله. من ذلك الشَّرْس: شدّة الدّعْك للشّى‏ء. يقال شرَسْتُه شَرساً. و الشّرِيس:
الشَّكِس الكثير الخِلاف «2». و يقال تشارَسَ القومُ، إِذا تعادَوا «3». و يقال إنّ الشَّرْس نبتٌ بَشِع الطّعم. و الأشرس: الرّجُل الجرى‏ء على القتال. و يقال إن الشِّراس الرِّباق «4».
شرص‏
الشين و الراء و الصاد ما أحسب فيه شيئاً* صحيحاً، لأنِّى لا أرى قياسَه مطّرِداً. على أنًّهم يقولون إن الشِّرْصَتَيْن «5»: ناحيتا النّاصية
__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل. و قبلها فى الأصل: «شرزت»، صوابه من المجمل.
 (2) و يقال «شرس» و «أشرس» أيضا.
 (3) فى الأصل: «تهادوا»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (4) كذا وردت الكلمة بضبطها فى الأصل. فإن صحت كانت جمع ربق، بالكسر، و هو الخبل و الحلقة يشد بها الغنم الصغار.
 (5) فى الأصل: «الصرشصتين»، صوابه فى المجمل و اللسان.

259
معجم مقاييس اللغة3

شرص ص 259

مما رقّ فيه الشَّعَر. و يقال لكلِّ ضخمٍ رِخْو: شِرْواص «1». و يقال إنّ الشّرَص الغَلْظ من الأرض.
شرط
الشين و الراء و الطاء أصلٌ يدلُّ على عَلَمٍ و علامة، و ما قارب ذلك من عَلَم. من ذلك الشّرَط العَلَامة. و أشراط الساعة: علاماتُها. و من ذلك الحديث حين ذكر أشراط الساعة، و هى علاماتها. و سمِّى الشُّرَط لأنّهم جعلوا لأنفسهم علامةً يُعرَفون بها. و يقولون: أشرَطَ فلَانٌ نفسهَ للهَلكة، إذا جعلَها علَمَا للهلاك. و يقال أشْرَطَ من إبله و غنمه، إذا أعدَّ منها شيئاً للبيع.
قال الشاعر «2»:
فأشْرَطَ فيها نفسَه و هو مُعْصِمٌ             و ألقى بأسبابٍ له و توكُّلا

و من الباب شَرْط الحاجم، و هو معلومٌ، لأنّ ذلك علامةٌ و أثَر. و يقال إنّ أشراطَ السّاعة أوائلُها. و من الباب الشّريط، و هو خَيط يُرْبَق به البَهْم. و إنّما سمِّى بذلك لأنّها إذا رُبِطت به صار لذلك أثَر. و من الباب الشّرَط، و هو المَسِيل الصَّغير يجى‏ء من قدر عشر أذرع، و سمِّى بذلك لأنّه أَثّر فى الأرض كشَرْط الحاجم.
و من الباب الشّرَطانِ: نجمانِ يقال إنّهما قرنا الحَمَل، و هما مَعْلَمانِ مُشْتَهِران.
و يقال جملٌ شِرواطٌ، أى ضَخْم. و إنّما سمِّى شِرواطاً لأنّه إذا كان مع إبل تبيَّن كأنّه عَلَم. قال حسّانٌ:
__________________________________________________
 (1) ذكرت فى القاموس، و لم تذكر فى اللسان:
 (2) هو أوس بن حجر. ديوانه 21 و اللسان (شرط، عصم).

260
معجم مقاييس اللغة3

شرط ص 260

فى نَدًامَى بيضِ الوجوهِ كرامٍ             نُبِّهُوا بعد هَجْعة الأشراطِ «1»

ففيه أقوال: قال قوم: أراد به الشّرَطينٍ و الثالثَ بين يديهما، و يكون على هذا قول من سمّى الثلاثة أشراطا «2» قال العجاج:
من باكِرِ الأشراط أَشْرَاطىُّ «3»
و قال قوم: أراد بالأشراط الحَرَس. و يقال: الأشراط سِفْلة القوم قال الشّاعر:
أشاريط من أشْرَاطِ أشراطِ طَيِّئٍ             و كان أبوهُم أشْرَطاً و ابنَ أشرطا «4»

و من ذلك شَرَط المِعْزَى، و هى رُذَالُها، فى قول جرير:
ترى شَرَطَ المِعزَى مُهورَ نسائهمْ             و فى شَرَط المِعزَى لهُنَّ مُهورُ «5»

و قال قوم: اشتقاق الشُّرَط من هذا لأنّهم رُذَال. و قال آخرون: إنّما سُمُّوا شرَطاً لأنّهم جَعَلوا لأنفسهم علامةً يُعرَفون بها، فأمّا الشَّرَط التى هى الرُّذَال فإنّ وجهَ القياس فيها أنّها تُشْرَط، أى تقدّم أبداً للنّوائب قبل الجُبَار، فهى كالذى قُلْناه فى قوله: «فأشرط فيها نَفْسَه»، أى جعلها عَلَماً للهلاك.
__________________________________________________
 (1) ديوان حسان 235 و اللسان (شرط). و فى الديوان: «خفقة الأشراط».
 (2) فى المجمل: «و على ذلك تأويل من يسمى تلك الثلاثة أشراطا».
 (3) ديوان العجاج 69 و اللسان (شرط).
 (4) أنشده فى اللسان (شرط).
 (5) ديوان جرير 266 و اللسان (شرط).

261
معجم مقاييس اللغة3

شرع ص 262

شرع‏
الشين و الراء و العين أصلٌ واحد، و هو شى‏ءٌ يُفتَح فى امتدادٍ يكون فيه. من ذلك الشَّريعة، و هى مورد الشَّارِبة الماء. و اشتُقّ من ذلك الشِّرْعة فى الدِّين، و الشَّريعة. قال اللَّه تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً، و قال سبحانه: ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى‏ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ.
و قال الشّاعر فى شريعة الماء.
و لمَّا رأتْ أنّ الشّرِيعة همُّها             و أنَّ البياضَ من فرائصها دامِى «1»

و من الباب: أشرعت الرُّمَح نحوه إشراعاً. و ربَّما قالوا فى هذا شَرَعْت.
و الإبل الشُّرُوع: التى شَرَعت و رَوِيَت. و يقال أشرعْتُ طريقاً، إذا أنفذتَه و فتحتَه، و شرعت أيضاً. و حِيتانٌ شُرَّع: تَخفِض رءوسَها تشرب «2». و شَرَعْت الإبلَ، إذا أمكنتَها من الشّريعة. هذا هو الأصل ثم حُمِل عليه كلُّ شى‏ء يُمدُّ فى رفعةٍ و غير رفعة. من ذلك الشِّرَع، و هى الأوتار، واحدتها شِرْعة، و الشراع جمع الجمع. قال الشاعر:
كما ازدهرت قَينةٌ بالشِّراع «3»
و من ذلك شِراع السَّفينة، هو ممدودٌ فى علوٍّ. و شبّه بذلك عنقُ البعير فقيل‏
__________________________________________________
 (1) البيت لامرئ القيس، و ليس فى ديوانه، هو فى معجم البلدان، فى رسم (ضارج) مع قصة تتعلق به.
 (2) فى المجمل: «و الحيتان الشرع: الرافعة رءوسها، و يقال بل الخافضة».
 (3) سبقت قطعة منه فى (زهر). و تمام إنشاده فى الحواشى.

262
معجم مقاييس اللغة3

شرع ص 262

شَرَع البعيرُ عنقَه. و قد مَدَّ شِراعَه إذا رفَع عُنقَه. و قيل فى التَّفسير فى قوله تعالى: إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً
: إنّها الرافعةُ رءوسَها و منه قولهم: رُمْحٌ شُرَاعىٌّ، أى طويل، فى قول الهُذَلىّ «1». و من الفتح الذى ذكرناه أوّلًا روايةُ ابنِ السِّكّيت: شرعت الإهاب، إذا شقَقتَ ما بين رِجلَيه.
شرف‏
الشين و الراء و الفاء أصلٌ يدل على علوٍّ و ارتفاع.
فالشَّرَف:* العُلُوّ. و الشريف «2»: الرجل العالى. و رجلٌ شريفٌ من قوم أشراف، يقال إنّه جمعٌ نادر، كحبيب و أحباب، و يتيم و أيتام. و يقال للذى غَلَبه غيرُه بالشَّرَف مشروف. و يقال استشرفتُ الشّى‏ءَ، إذا رفعتَ بصرك تنظرُ إليه.
و يقال للأنوف الأشراف، الواحدُ شرف. و المَشْرَف «3»: المكان تُشرِف عليه و تعلوه. و مشارف الأرض: أعاليها. و المشرفيّة: منسوبة إلى مَشَارف الشام.
و يقال إنّ الشُّرْفَة: خِيار المال، و اشتقاقه من الشُّرْفة التى تُشَرَّفُ بها القصور، و الجمع شُرَف. و المُستشرِف من الخيل: العظيم الطَّويل. قال الخليل: سهمٌ شارف:
دقيق طويل، و أذُنٌ شَرْفاءُ: طويلةُ القُوف «4». و مَنْكِبٌ أشرفٌ: عالٍ. فأمَّا النّاقة الشّارفُ فهى المُسِنّة الهَرِمة من الإبل، و هذا ممكنٌ أن يكون من العلوّ فى‏
__________________________________________________
 (1) هو قول ساعدة بن جؤية:
أنحى عليها شُرَاعيًّا فغادرها             لدى المزاحِفِ تلَّى فى نضوخ دم.
 (2) فى الأصل: «و الشرف»، صوابه فى المجمل.
 (3) ضبطت فى اللسان بضم الميم، من أشرف. و ضبطت فى المجمل بفتحها.
 (4) قوف الأذن، بضم القاف: أعلاها، أو مستدار سمها. و فى الأصل: «الفوق»، تحريف.
و فى المجمل: «طويلة» فقط.

263
معجم مقاييس اللغة3

شرف ص 263

السّنّ. و ذُكِر عن الخليل أنّ السَّهْم الشارف من هذا، و هو الذى طال [عهدُهُ‏] بالصِّيان «1» فانتكث عَقَبُه و ريشُه. قال أوس:
يُقلِّبُ سَهماً راشَهُ بمناكبٍ             ظُهارٍ لُؤام فهو أعجفُ شارفُ «2»

و يزعمون أن شُرَيْفاً أطولُ جبَلٍ فى الأرض.
شرق‏
الشين و الراء و القاف أصلٌ واحد يدلُّ على إضاءةٍ و فتحٍ.
من ذلك شَرَقَت الشّمسُ، إذا طلَعت. و أشرقت، إذا أضاءت. و الشُّرُوق:
طُلوعها. و يقولون: لا أفعل ذلك ما ذرَّ شارقٌ، أى طَلَعَ، يُرَاد بذلك طُلُوع الشمس. و أيّام التَّشْريق سمِّيت بذلك لأنَّ لحوم الأضاحِى تُشرَّق فيها للشّمس.
و ناسٌ يقولون: سمِّيت بذلك لقولهم: «أشرِقْ ثَبِير، لكيما نُغير». و المَشْرِقانِ:
مَشْرِقا الصَّيف و الشِّتاء. و الشَّرْق: المَشْرِق: و قال قوم: إنَّ اللحمَ الأحمرَ يسمَّى شَرْقاً، فإِنْ كان صحيحاً فلأنّه من حُمرته كأنه مُشْرِق.
و من قياس هذا الباب: الشّاةُ الشّرقاء: المشقوقة الأذُن، و هو من الفَتْح الذى وصفناه.
و مما شذَّ عن هذا الباب قولهم: شَرِق بالماء، إذا غَصَّ به شَرَقاً. قال عدىّ:
لو بِغَير الماءِ حَلْقِى شَرِقٌ             كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعتصارِى «3»

__________________________________________________
 (1) الصيان و الصيانة و الصون و الحفظ بمعنى. و فى الأصل: «بالصبيان»، صوابه فى المجمل.
و فى اللسان (11: 74): «بالصيانة». و كلمة «عهده» من المجمل.
 (2) ديوان أوس بن حجر 16 و اللسان (شرف).
 (3) اللسان (عصر، شرق) و الحيوان (5: 138، 593) و الأغانى (2: 24).

264
معجم مقاييس اللغة3

شرك ص 265

شرك‏
الشين و الراء و الكاف أصلانِ، أحدهما يدلُّ على مقارنَة و خِلَافِ انفراد، و الآخر يدلُّ على امتدادٍ و استقامة.
فالأول الشِّرْكة، و هو أن يكون الشى‏ءُ بين اثنين لا ينفردُ به أحدهما. و يقال شاركتُ فلاناً فى الشى‏ء، إذا صِرْتَ شريكه. و أشركْتُ فلاناً، إذا جعلتَه شريكاً لك. قال اللَّه جلّ ثناؤُه فى قِصَّة موسى: وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي‏. و يقال فى الدُّعاء:
اللهم أشرِكْنا فى دعاء المؤمنين، أى اجعلنا لهم شركاءَ فى ذلك. و شَرِكتُ الرَّجُلَ فى الأمرِ أشْرَكُه.
و أمّا الأصل الآخر فالشرَك: لَقَم الطّريق، و هو شِرَاكُه أيضاً. و شِرَاك النَّعْل مشبَّه بهذا. و منه شَرَكُ الصّائدِ، سمِّى بذلك لامتداده.
شرم‏
الشين و الراء و الميم أصلٌ واحد لا يُخْلف، و هو يدلُّ على خرْقٍ فى الشى‏ء و مَزْق. من ذلك قولُهم: تشرّم الشى‏ء، إذا تمزّق. و منه‏
الحديث «أَنَّهُ أُتِىَ بِمُصْحَفٍ قد تَشَرَّمتْ حواشيه».
و من الباب الشّرِيم، و هى المرأة المُفْضاة. و الشَّرْم: قَطْعٌ من الأرنبة، و قَطْعٌ من ثَفْر النّاقة «1». و الشَّارم: السهم الذى يَشرِمُ جانبَ الغَرَض. و يقال شَرَم له من ماله، إٍذا قطع له من ماله قطعةً قليلة. و الشَّرْم يقال إٍنّه لُجَّة فى البحر. و سَمِعت مَن يقول إن الشَّرْمَ كالخَرْق فى جانب البحر، كالمدخَل إلى البحر. و هذا أقيَسُ من القول الأوّل. قال:
تمنّيتُ مِن حُبِّى بُثينةَ أنّنا             على رَمَثٍ فى الشَّرْمِ ليس لنا وَفْرُ «2»

__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «من فقر الناقة»، تحريف. و فى المجمل: «قطع الأرنبة و ثفر الناقة».
 (2) البيت لأبى صخر الهذلى من قصيدة فى بقية أشعار الهذليين 93 و أمالى القالى (1: 148) و يروى: «على رمث فى البحر».

265
معجم مقاييس اللغة3

شرم ص 265

و يقال عُشْب شَرْمٌ، إذا شُرِم أعلاه، أى أكِل.
شرى‏
الشين و الراء و الحرف المعتل أصول ثلاثة: أحدها يدلُّ على تعارضٍ من الاثنين فى أمرين أخذاً و إعطاءً مُمَاثَلةً، و الآخر نبتٌ، و* الثالث هَيْجٌ فى الشى‏ء و علُوّ.
فالأوّل قولهم: شَرَيت الشى‏ء و اشتريتُه، إذا أخذتَه من صاحبه بثَمنه.
و ربما قالوا: شريتُ: إذا بعتَ. قال اللَّه تعالى: وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ‏.
و مما يدلُّ على المماثلة قولهم: هذا شَرْوَى هذا، أى مِثْلُه. و فُلَانٌ شَروَى فلانٍ.
و منه‏
حديث شريحٍ فى قوسٍ كَسرَها رجلٌ لرجُل فقال شُريح: «شَرواها».
أى مثلُها. و أشراء الشى‏ء: نواحيه، الواحد شَرًى، و سمِّى بذلك لأنّه كالنّاحية الأخرى. و الشِّرَى مقصور، يقال شَرَى الشى‏ءَ شِرًى. و أمَّا النَّبْت فالشّرْىُ، يقال إنّه الحنظل. و يقولون الشَّرْية: النَّخْلة التى تنبُت من النَّوَاة. قال رُؤبة:
و شرية فى قرية
و الشَّرَى: موضعٌ كثير الدّغَل و الأُسْدِ. قال:
أسودُ شَرى لاقت أُسودَ خفِيَّةٍ             تَسَاقَوْا على حَرْدٍ دِماءَ الأَساوِدِ «1»

و الشِّريان من شجر القِسِىّ.
و الأصل الثالث: قولهم شَرِى الرّجُل شَرًى، إذا استُطِير غَضَبا، و يقال شَرِىَ البعيرُ فى سيره شَرًى، إذا أسرع. و شَرِىَ البرقُ، إِذا استطار. قال الشاعر:
__________________________________________________
 (1) هو الأشهب بن رميلة، كما فى البيان (2: 242) و الكامل 33، 348 و العقد (1: 53) و اللسان (حرد). و انظر الحيوان (4: 245).

266
معجم مقاييس اللغة3

شرى ص 266

أَصاحِ تَرَى البرقَ لم يغتمضْ             يموتُ فُواقاً و بَشْرَى فُواقا «1»

و يقال استشرى الرجُل، إذا لجَّ فى الأمر. و يقال شَرِى زِمامُ النّاقة يَشْرى شَرًى، إذا كثُر اضطرابُه. و يقولون: «كلُّ مُجْرٍ فى الخَلاءِ يَشْرَى «2»».
شرب‏
الشين و الراء و الباء أصلٌ واحد منقاسٌ مطّرد، و هو الشُّرب المعروف، ثمّ يُحمل عليه ما يقاربُه مجازاً و تشبيها. تقول: شرِبت الماءَ أشرَبُه شَرْبا، و هو المصدر. و الشُّرب الاسم. و الشَّرب: القوم الذين يَشْرَبون. و الشِّرب: الحظُّ من الماء. قال الشاعر «3» فى الشَّرْب:
فقلتُ للشَّرب فِى درنا و قد ثَمِلُوا             شِيمُوا و كيف يَشيم الشارب الثملُ‏

و الشَّرَبَة: ماءٌ يجمع حول النَّخلة يكون منها شُربها، و الجمع شَرَبٌ.
و المَشْرَبة: الموضع الذى يَشرب منه النّاس، و
فى الحديث: «ملعونٌ مَن أحاط على مَشْربةٍ».
و المَشْرَب: الوجه الذى يُشْرب منه، و يكون موضعاً و يكون مصدرا.
و الشَّريب: الذى يُشَارِبُكَ. و يقال أشْرَبتَنِى ما لم أَشْرَبْ، أى ادَّعيتَ علىَّ شُربَه، و هذا مَثَلٌ، و ذلك إذا ادَّعَى عليه ما لم يفعَلْه. و ماء شَروبٌ و شَريبٌ، إذا صلَح أن يُشْرَبَ و فيه بعضُ الكراهة. و الإشراب: لونٌ قد أُشْرِبَ من لَون، يقال:
 [فيه «4»] شُرْبُة حُمْرةٍ. و يقال أُشْرِبَ فلانٌ حبَّ فلانٍ، إذا خالطَ قلبه. قال‏
__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (شرى).
 (2) المعروف: «كل مجر فى الخلاء يسر». انظر الحيوان (1: 88/ 4: 207).
 (3) هو الأعشى، ديوانه 43 و شرح القصائد العشر للتبريزى 283. و قد سبق فى (شيم).
 (4) التكملة من المجمل. و فى اللسان (1: 473): «و فيه شربة من حمرة، أى إشراب».

267
معجم مقاييس اللغة3

شرب ص 267

اللَّه جلّ ثناؤه: وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ‏
، قال المفسرون حُبَّ العِجْل.
قال الشَّيبانى: الشَّرْب الفَهْم، يقال شَربَ يَشْرُب شَرْباً، إٍذا فَهِم. و يقال اسْمَع ثم اشْرُبْ «1». و الشاربة القوم يكونون على ضَفّة نهرٍ، و لهم ماؤُه. و شارب الإنسان معروف، و يجمع على شواربَ. و الشَّوارب أيضاً: عروقٌ مُحدقةٌ بالحُلْقوم. و حمارٌ صَخِب الشَّوارب من هذا، إذا كان شديدَ النَّهيق. و الشارب فى السيف «2».
و أمّا اشرأبَّ فليس ببعيدٍ أن يكون من هذا القياس كأنّه كالمتهيِّئ للشُّرب، فيمدُّ عنقَه له. ثم يقاس على ذلك فيقال اشرأبّ لينظر شُرَأْبِيبَةً. و إنّما زيدت الهمزةُ فرقاً بين المعنيين. و شَرَبَّةُ: مكان.
شرث‏
الشين و الراء و الثاء أصلٌ واحد، و هو الشَّرَث، و هو غِلظ الأصابع و الكفّيْن.
شرج‏
الشين و الراء و الجيم أصلٌ منقاس يدُلُّ على اختلاطٍ و مُداخَلة. من ذلك الشَّرَجُ و هى العُرَى، سُمِّيت بذلك لأنّها تتداخل. و يقال شَرَجْت اللّبِنَ، إذا نضَدْته. و يقال شَرَّجْتُ الشرَاب، إذا مزجتَه. و يقال إنّ الشَّريجة القوسُ يكون عودُها لونَين. و يقال تشَرَّج الّلحمُ بالّلحم، إذا تداخَلَا. هذا هو الأصل. قولهم: أصبَح الناسُ فى هذا الأمر شَرْجَيْنِ، فيُظَنُّ أنّهم أصبحوا فِرْقَين. و هذا كذا يقال، و هو يرجع إلى المعنى الذى ذكرناه؛ لأنهم إذا اختلفوا اختلَطَ* الرّأْىُ و الكلامُ و صارت مراجعاتٌ، كما قال زُهير:
__________________________________________________
 (1) فى اللسان: «و يقال للبليد: احلب ثم اشرب» أى ابرك ثم افهم. و حلب، إذا برك».
 (2) فى اللسان: «الشاربان فى السيف أسفل القائم، أنفان طويلان، أحدهما من هذا الجانب و الآخر من هذا الجانب».

268
معجم مقاييس اللغة3

شرج ص 268

رَدَّ القِيانُ جِمَالَ الحىِّ فاحتملوا             إلى الظهيرة أمرٌ بينهمْ لَبِكُ «1»

و أمّا شَرَج الوادى فمنفَسَحُه، و الجمع أشراج.
شرح‏
الشين و الراء و الحاء أُصَيْلٌ يدلُّ على الفتح و البيان. من ذلك شرحت الكلام و غيرَه شَرْحاً، إذا بيَّنتَه. و اشتقاقُه من تشريح اللحم.
شرخ‏
الشين و الراء و الخاء أصلان: أحدهما رَيْعان الشى‏ء، و ذلك يكون فى النّتاج فى غالب الأمر. و الآخَر يدلُّ على تساوٍ فى شيئين متقابلين.
فالأوَّل شَرخ الشّباب: أوّلُه و رَيْعانه. و شَرخُ كلِّ سنةٍ: نِتاجها من أولاد الأنعام. و قد شَرخَ نابُ البعير، إٍذا شقَّ البَضْعة و خرج. و قال الشاعر «2»:
إنَّ شَرخَ الشّبابِ و الشَّعَرَ الأس             ودَ ما لم يُعَاصَ كان جُنونا

و الأصل الآخر: الشَّرْخان، يقال لآخِرةِ الرَّحْل و واسطتِه شَرخانِ.
و شَرْخَتَا السَّهمِ: زَنَمَتَا فُوقِه «3»، [و هو «4»] موضِعُ الوتر بينهما.
شرد
الشين و الراء و الدال أصلٌ واحدٌ، و هو يدلُّ على تنفيرٍ و إِبعاد، و على نِفَارٍ و بُعد، فى انتشار. و قد يقال للواحد «5». من ذلك شَرَد البعير شُرودا. و شرّدْتُ الإبلَ تشريداً أُشرِّدُهَا. و منه قوله جلّ ثنَاؤه:فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ‏
 يريد نكِّل بهم و سَمِّع. و هو ذلك المعنى، أنَّ المُذْنِب‏
__________________________________________________
 (1) ديوان زهير 164 و اللسان (لبك). و اللبك: المختلط.
 (2) هو حسان بن ثابت. ديوانه 413 و اللسان (شرخ) و الحيوان (3: 108/ 6: 244).
 (3) فى الأصل: «و شرختا السهم زينا فوقه»، صوابه من المجمل، و نحوه فى اللسان.
 (4) التكملة من المجمل.
 (5) كذا وردت هذه الجملة، و أراها مقحمة.

269
معجم مقاييس اللغة3

شرد ص 269

إذا أذنَبَ و عوُقب عليه، فقد شُرِّد بتلك العقوبة غيرُه، لأنّه يحذرُ مثلَ ما وقع بالمذْنِبِ فَيَشْرُد عن الذَّنْب و يَنْكُلُ. و اللَّه أعلم.
باب الشين و الزاء و ما يثلثهما
شزغ‏
شزغ الشين و الزاء و الغين ليس بشى‏ء. و يقولون إنّ الشِّزْغ الضِّفدَع. و هذا ممّا لا معنَى له.
شزن‏
الشين و الزاء و النون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على امتدادٍ فى شى‏ء.
من ذلك قولهم للأرض الغليظة شَزَنٌ «1». و يقولون: تَشَزَّنَ الشَّى‏ء، إذ امتدَّ. فأمَّا قولهم نَزَل شُزَناً من الدار، أى ناحيةً، فهو قريبٌ من الذى ذكرناه. قال ابن أحمر:
فلا يَرمين عَنْ شُزُنٍ حَزِينا «2»
و يقولون إن الشَّزَنَ الإعياء من الحَفَا «3»، و ذلك ممّا يشتدُّ على الإنسان.
شزب‏
الشين و الزاء و الباء ليس بأصلٍ، لأنّه من باب الإِبدال.
و يقال للشى‏ء إذا يَبِس: شَزَب، و الزاء مبدلةٌ من السين، و قد ذُكر فى موضعه.
و ربّما قالوا: مكان شازِبٌ، أى جافٍ «4» صُلب.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «شزن و شزن» بضم الشين فى الأولى و فتحها فى الثانية مع إسكان الزاى فيهما- و لم أجد لذلك سندا. و أثبت ما فى المجمل و اللسان و القاموس و سائر المعاجم المتداولة.
 (2) صدره فى اللسان (شزن) و مجالس ثعلب 262:
ألا ليت المنزل قد بلينا

و فى الأصل: «من شزن»، صوابه فى المجمل و المرجعين السالفين.
 (3) فى الأصل «من الجفاء»، صوابه من المجمل و اللسان. و فى اللسان: «شزنت الإبل شزنا:
عيت من الحفاء»:
 (4) كذا ورد ضبطه فى الأصل. و الجفوة من لوازم اليس أيضا. و يصح أن تقرأ من الجفوف.

270
معجم مقاييس اللغة3

شزر ص 271

شزر
الشين و الزاء و الراء أصلٌ صحيح مُنْقاس، يدلُّ على انفتالٍ «1» فى الشى‏ء عن الطريقة المستقيمة. من ذلك قولُهم: نظر إليه شَزْراً، إذا نظر بمُؤْخِر عينِه متبغِّضاً. و الطَّعنُ الشَّزْر: الذى ليس بسَحِيج الطّريقة. و الحبل المَشْزُور: المفتول مما بلى اليَسار. فأمّا أبو عبيد فقال: طَحَنَ بالرَّحَى شَزْرا، إذا ذهَبَ بيدِه عن يمينه؛ و بَتّا «2»؛ إذا ذهب عن شِماله.
باب الشين و السين و ما يثلثهما
شسع‏
الشين و السين و العين يدلُّ على أمرين: الأوَّل قلّةٌ و الآخَر بُعد.
فالأوّل: قولُ العرب: له شسْعٌ من المال، أى قليل. و لعل شِسْعَ النَّعل من ذلك، لقلَّته. يقال شَسَّعْتُ النّعلَ.
و الآخَر: الشاسع: البعيد. و قد شَسَعت الدّارُ. و ذكر ابن دريد كلمةً إن صحَّتْ فهو من القياس. قال: يقال شَسِع [الفرس «3»]، إذا كان بين ثناياه انفراج.
شسف‏
الشين و السين و الفاء يدلُّ على قَحَل و يُبْس يقال للشى‏ء القاحل شاسف، و قد شَسَف يشْسِف. و لحمٌ شسيفٌ: قد كاد يَيْبَس.
__________________________________________________
 (1) الانفتال: الانصراف. و فى الأصل: «القتال»، تحريف.
 (2) فى الأصل: «تبا»، صوابه بتقديم الباء كما فى المجمل و اللسان (بتت).
 (3) التكملة من المجمل و جمهرة ابن دريد (3: 23).

271
معجم مقاييس اللغة3

شسب ص 272

شسب‏
الشين و السين و الباء هو من الذى قبله. يقال شَسِبَتِ القَوس، إذا قُطِعت حتَّى يذبُل قضيبها.
باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف و أوله شين‏
فأوَّلُ ذلك: (الشَّرْجَب)، و هو الطّويل. فالراء فيه زائدةٌ، و قد قلنا إِنَّ الشُّجوب أعمِدة البُيوت، فالطويل* مشبَّه بذلك العمودِ الطويل.
و منه (الشَّوْقَب) و الواو زائدة، و قد مضى ذكره.
و من ذلك قولهم: (شَبْرَقْتُ) اللّحمَ، إذا قطّعته، فالقاف منه زائدة، كأنّك قطّعتَه شِبراً شِبرا. و شَبْرَقْتُ الثّوبَ، إِذا مزّقتَه.
و من ذلك (الشّفَلّحُ): العظيم الشّفتَين. و هذا ممّا يزيدون فيه للتقبيح و التّهويل. و إلّا فالأصل الشّفَة، كما يقولون: الطِّرِمَّاح، و إنّما هو من طرح، و قد ذكرنا مِثْله.
و من ذلك (الشُّمْرُج): الرَّقيق من الثِّياب و غيره فى قول القائل «1»:
غَداةَ الشّمالِ الشُّمرُجُ المتنصَّحُ «2»
فهذا مما زِيدت فيه الرّاء. و قد قلنا إنّهم يقولون: شَمَجَ الثّوبَ، إذا خاط خياطةً متباعدة. فهذا إذَا رقَّ فكأنّ سِلكَه يتباعد بعضُه عن بعض.
__________________________________________________
 (1) هو ابن مقبل، كما فى ديوانه 36 و اللسان و الصحاح (شمرج)، و اللسان و التاج (نصح).
 (2) صدره:
و يرعد إرعاد الهجين أضاعه.

 

272
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف و أوله شين ص 272

و من ذلك (الشَّرَنْبث): الغليظ الكفَّين. و الأصل الشَّرَثُ، و هو غِلظ الأصابعِ و الكَفّين، و زيدت فيه الزِّيادات للتقبيح:
و من ذلك (الشَّماريخ): رءوس الجِبال، فالراء فيه زائدة، و إنّما هو من شَمَخ، إذا علَا.
و من ذلك (الشَّناعِيف)، الواحد شِنعاف، و هى رءوسٌ تخرُج من الجبل.
و هذا منحوتٌ من كلمتين، من شعَف و نعَف. فأمَّا الشَّعَفة فرأسُ الجبل، و النَّعْف: ما ينسدُّ بين الجبلين، و قد ذكر فى النون.
و من ذلك (الشُّرْسُوف)، و الجمع الشَّراسِيف، و هى مَقَاطُّ الأضلاع حيث يكون الغُضروفُ الدَّقيق. فالرَّاء فى ذلك زائدة، و إنّما هو شسف، و قد مرّ.
و من ذلك (الشِّرْذِمة)، و هى القليل من الناس، فالذّال زائدة، و إنّما هى من شَرَمْتُ الشَّى‏ءَ، إذا مزَّقْتَه، فكأنَّها طائفةٌ انمزَقَت و انمارت عن الجماعة الكثيرة. و يقال ثوب (شَرَاذِمُ) أى قِطَعٌ.
و من ذلك (الشَّمَيْذَر)، و هو الخفيف السَّريع. و هذا منحوتٌ من كلمتين من شمذ و شمر، و قد مر تفسيرهما.
و من ذلك (الشِّنذارة): الرَّجل المتعرِّض لأعراض النّاس بالوقيعة «1»، و النون فيه زائدة، و الأصل التشذر الوَعيد، و قد مضى، ثمَّ أُبدلت الذّالُ ظاءً فقيل (شِنْظِيرة)، و قد (شَنْظر شَنْظَرةً).
__________________________________________________
 (1) فسر فى اللسان بأنه الغبور؛ و يقابله فى المجمل «الشنظير: الفاحش». و فى القاموس:
 «رجل شنذارة: غيور أو فاحش، كشنذيرة».

273
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف و أوله شين ص 272

و من ذلك (الشُّبْرُمُ)، و هو القَصير من الرجال، و الميم فيه زائدة كأنّه فى قدر الشِّبْر.
و من ذلك (الشَّمَرْدَل)، و هو الرّجُل الخفيف فى أمره، و يقال [الفتىُّ القويُّ من الإبل «1»]. و أىَّ ذلك كان، فهو من شَمر.
فأمَّا ما يقال، أن (الشَّناتر) الأصابعُ بلغة اليمانييِّن فلعل قياسَهم غيرُ قياس سائر العرب، و لا معنى للشُّغْل بذلك.
و مما وُضِع وضعاً (شَمَنصير)، و هو موضع، قال:
مستأرضاً بين بَطِن اللَّيث أيمَنُه             إلى شَمَنْصِيرَ غيَثاً مرسَلًا مَعِجا «2»

و اللَّه أعلم بصحّتها.
تم كتاب الشين‏
__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل.
 (2) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى. اللسان (معج، شمصر). و قصيدته فى القسم الثانى من مجموعة أشعار الهذليين 37 و شرح السكرى للهذليين 87. و سيأتى فى (ليث).

274
معجم مقاييس اللغة3

كتاب الصاد ص 275

كتاب الصَّاد
باب الصاد و ما معها فى الذى يقال فى المضاعف و المطابق‏
صع‏
الصاد و العين أصلٌ صحيح يدلُّ على تفرُّق و حرَكة. يقال تصعصع القومُ، إذا تفرَّقوا. قال الخليل: يقال ذهبت الإبل صَعاصِعَ، أى فِرَقاً. و يقولون: صَعْصَعْتُ الشّى‏ء فَتَصَعْصَع، و ذلك إذا حرّكتَه فتحرّك.
صف‏
الصاء و الفاء يدلُّ على أصلٍ واحد، و هو استواءٌ فى الشى‏ء و تساوٍ بين شَيئين فى المَقَرّ. من ذلك الصَّفُّ، يقال وقفَا صفًّا، إِذا وقَفَ كلُّ واحدٍ إلى جنْب صاحبه. و اصطفَّ القومُ و تصافُّوا. و الأصل فى ذلك الصَّفْصَف، و هو المستوِى من الأرض، فيقال للمَوقِف فى الحرب إذا اصطفَّ القومُ: مَصَفٌّ، و الجمع المصافّ. و الصَّفوف: النّاقة التى تَصُفُّ، أى تجمع بين مِحْلَبَين فى حَلْبة.
و الصَّفُوف أيضاً: التى تصفُّ يدَيْها عند الحَلَب.
و ممّا شذَّ عن الباب، و قد يمكن أن يُتطَلَّب له فى القياس وجهٌ، غيرَ أنَّا نكره القياسَ المتمَحَّل المستَكْرَه، و هذا الذى ذكرناه، فهو الصفيف، قال* قومٌ: هو القَديد و قال آخرون: هو اللَّحم يُحمَل فى الأسفار طبيخاً أو شِواءً فلا يُنْضَج. قال:

275
معجم مقاييس اللغة3

صف ص 275

فظَلَّ طُهَاةُ اللَّحمِ مِن بين مُنضجٍ             صَفِيفَ شِواءٍ أو قديرٍ مُعَجَّلِ «1»

صك‏
الصاد و الكاف أصلٌ يدلُّ على تلاقِى شيئينِ بقوَّة و شِدّة، حتَّى كأنّ أحدَهما يضرِب الآخر. من ذلك قولهم: صَكَكْتُ الشى‏ءَ صكاًّ.
و الصَّكَك: أن تَصطَكَّ رُكبتا [الرّجُل «2»]. [وصَكَّ البابَ «3»]: أغلقه بعنفٍ و شِدَّة. و يقال بعير مُصَكَّكٌ «4»، إذا كان اللَّحمُ قد صُك فيه صَكاًّ.
و رجلٌ مِصكٌّ: شديد. و يقال ذلك فى الخَيل و الحُمُر و غيرِها.
و أمَّا قولُهم: «جئتُه صَكَّةَ عُمَىٍّ «5»» فإنَّما يُراد أنَّ الأعمَى يلقى مثلَه فيصطكاّنِ، أى يصكُّ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه. و ذلك كلامٌ و ضَعوه فى الهاجرة و عند اشتداد الحرِّ خاصَّة.
صل‏
الصاد و اللام أصلان: أحدهما يدلُّ على ندًى و ماءٍ قليل، و الآخر على صوت.
فأمَّا الأول فالصَّلّة، و هى الأرضُ تسمَّى الثَّرَى لِنداها. على أنَ‏
__________________________________________________
 (1) لامرى‏ء القيس فى معلقته.
 (2) التكملة من المجمل.
 (3) التكملة من المجمل. و بين هاتين التكملتين فى المجمل: «يقال منه صكك. و الصكة:
أشد الهاجرة».
 (4) فى المجمل «مِصَكّ»، و كلاهما صحيح، يقال: مصك و مصكوك و مصكك.
 (5) عمى، هنا: تصغير ترخيم للأعمى.

276
معجم مقاييس اللغة3

صل ص 276

من العرب من يسمِّى الصَّلّة التُّرابَ الندِىّ. و لذلك تُسمَّى بقيَّةُ الماء فى الغدير صُلْصُلة.
و من الباب: صِلال المَطَر: ما وقع منه شى‏ءٌ بعد شى‏ء. و يقال للعُشْب المتفرِّق صِلالٌ، لأنّه يسمَّى باسم المطرِ المتفرِّق. قال:
كَجنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا «1»
و من الباب صَلّ اللحمُ، إذا تغيَّرَتْ رائحتُه و هو شواءٌ أو طبيخ. و إنّما هو من الصَّلّة، كأنَّه دُفِن فى الصَّلّة فتغيَّر. و مصدر ذلك الصُّلول. قال:
ذاك فتًى يبذُلُ ذا قِدْرِهِ             لا يُفسِدُ اللَّحمَ لديه الصُّلولْ «2»

و أمّا الصَّوت فيقال صَلّ اللِّجام و غيرُه، إذا صَوَّت. فإذا كثُر ذلك منه، قيل صَلْصَل. و سمِّى الخَزَفُ صَلْصالًا لذلك، لأنّه يصوّت و يصلصِل.
و ممَّا شذَّ من هذين البابين الصِّلّ: الدَّاهية؛ و الجمع أصلال. و يقال صَلَّتْهم الصَّالَّة، إذا دَهَتْهم الدّاهية.
صم‏
الصاد و الميم أصلٌ يدل على تضامِّ الشَّى‏ءِ و زوالِ الخرْق و السَّمّ.
من ذلك الصَّمَم فى الأُذن. يقال صَمِمْت، و أنت تَصَمُّ صَمَما. و ربَّما قالوا صُمَّ بمعنى صَمّ. و يقال: أصممتُ الرّجُلَ، إذا وجدته أصمَّ. قال ابنُ أحمر:
__________________________________________________
 (1) البيت للراعى، كما فى معجم البلدان (لبن). و صدره فى اللسان (صلل):
سيكفيك الإله بمسنمات.

 (2) للحطيئة فى ديوانه 84 و اللسان (صلل).

277
معجم مقاييس اللغة3

صم ص 277

أصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتى تَحَجَّى             بآخِرِنا و تَنْسَى أوَّلينا «1»

و الصّمّاء: الدَّاهية، كأنَّه من الصَّمَم، أى هو أمرٌ لا فُرجةَ له فيه. و من ذلك اشتمالُ الصَّمّاء: أنْ تلتحفَ بثوبك ثم تُلقىَ الجانبَ الأيسر على الأيمن.
و العرب تقول فى تعظيم الأمر: «صَمِّى صَمَامِ». و الأصل فى ذلك قولهم: «صَمّت حصاةٌ بدَمٍ»، و ذلك أنّ الدِّماء تكثُر فى الأرض عند الوغَى، حتَّى لو أُلْقِيَتْ حصاةٌ لم يُسمَع لها وَقْع، و هو فى قول امرئ القيس:
بُدِّلتُ مِن وائلٍ و كِندةَ عَدوا             نَ و فَهْماً صَمِّى ابنةَ الجبَلِ «2»

يريد تعظيمَ ما وقع فيه و أُدِّىَ إليه. و صِمام القارورة سمِّى بذلك لأنّه يسُدُّ الفُرْجة. و قولهم: صَمَّم فى الأمر، إذا مضى فيه راكباً رأسَه، فهو من القياس الذى ذكرناه، كأنَّه لما أراد ذلك لم يسمع عَذْلَ عاذلٍ و لا نَهْىَ ناهٍ، فكأنّه أصمُّ.
و اشتُقَّ منه السَّيف الصَّمصام و الصَّمصامة. و منه صَمَّم، إذا عَضّ فى الشى‏ء فأثبت أسنانه فيه. و الصَّمَّانُ: أرضٌ. و قال بعضهم: كلُّ أرضٍ إلى جنبِ رَمْلة فهى صَمَّانةٌ. و هذا صحيح؛ لأنَّ الرّمل فيه خَلَل، و الصَّمَّانةُ ليست كذلك.
و من الباب: الصِّمْصِم «3»: الرّجُل الغليظ، و سمِّى بذلك لما ذكرناه، كأنَّه ليست فى لحمه فُرجة و لا خَرْق. و كذلك الأسد صِمَّةٌ، كأنّه لا وصول إليه من وجه.
__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (صمم؛ حجا).
 (2) البيت فى اللسان (صمم)، و ليس فى ديوانه.
 (3) و يقال أيضا «صمصم» كعلبط.

278
معجم مقاييس اللغة3

صم ص 277

و من الباب الصِّمصِمة: الجماعة، سمِّيت بذلك، كأَنَّها اجتمعت حتَّى لا خلل فيها و لا خَرْق.
صن‏
الصاد و النون أصلان: أحدهما يدلُّ على إباء و صَعَرٍ من كِبر.
من ذلك الرّجُل المُصِنُّ، قالوا: هو الرَّافعُ رأسَه لا يلتفت إلى أحد. و قالوا: هو السَّاكت. و قالوا: هو الممتلى‏ء غيظاً. قال الراجز «1»:
أَإبلِى تأخذُها مُصِنَّا
أى أتأخُذ إبلى لا يمنعُك زَجْرُ زاجر و لا تلتفت إلى أحد.
و الأصل الآخر يدلُّ على خُبْث رائحة. من ذلك الصِّنُّ، و* هو بول الوَبْرِ، فى قول جرير:
تَطَلى و هى سيِّئةُ المعَرَّى             بِصِنِّ الوَبْرِ تحسِبُه مَلَابا «2»

ثم اشتق منه [الصُّنَان‏]: ذَفَر الإبط. فأمّا قولُهم إنَّ أحدَ أيّام العَجُوز يقال له الصِّنُّ فهذا شى‏ءٌ ما رأيت أحداً يَضبِطه و لا يعلم حقيقتَه، فلذلك لم أذكره.
صه‏
الصاد و الهاء كلمة تقال عند الإسكات، و هى صه «3»، و لا قياسَ لها.
صى‏
الصاد و الياء كلمة واحدة مُطابَقة، و هى كلُّ شى‏ءٍ يُتَحَصَّن به.
من ذلك تسميتُهم الحصونَ صياصِىَ، ثمّ شُبِّه بذلك ما يُحارِب و يتَحصَّن به الدِّيك [و سُمِّى‏] صيصِيَة، و كذلك قَرن الثور يسمَّى بذلك؛ لأنه يَتحصَّن و يُحارِب به.
__________________________________________________
 (1) هو مدرك بن حصن. اللسان (صنن، شنن) و نوادر أبى زيد 50.
 (2) ديوان جرير 73 و اللسان (صنن).
 (3) تقال بالسكون، و بالكسر مع التنوين.

279
معجم مقاييس اللغة3

صأ ص 280

صأ
الصاد و الهمزة كلمة واحدة. يقال صأصأ الجَرْوُ، إذا حرَّك عينَيه ليفتحَهما. و
فى حديث بعض التابعين «1»
: «فقَّحْنا و صأصأتم».
: و يقال صأصأت النَّخْلة، إذا لم تقبل اللَّقاح.
صب‏
الصاد و الباء أصلٌ واحدٌ، و هو إِراقة الشى‏ء، و إليه ترجع فروعُ البابِ كلِّه.
من ذلك صَببت الماءَ أصبُّه صَبًّا. و يُحمَل على ذلك فيقال لِمَا انحدَرَ من الأرض صَبَبٌ، و جمعه أصبابٌ، كأنّه شى‏ءٌ منصبٌّ فى انحداره. و
فى الحديث:
 «أنَّه كان صلى اللَّه عليه و آله و سلم إذا مشى فكأنَّما يمشى فى صَبَب».
و قال الراجز «2»:
بل بَلَدٍ ذى صُعُدٍ و أصبابْ‏
و الصُّبَّة: القِطعةُ من الخيل، كأنَّها تنصبُّ فى الإغارَةِ انصباباً، و القِطعةُ من الغَنَم أيضاً صُبَّة، لذلك المعنى. و يقال للحيَّات الأساودِ: الصُّبُّ، و ذلك أنَّها إذا أرادت النكْنَ انصبَّتْ على الملدوغ انصباباً. فأما الصَّبيب فيقال إنّه ماءٌ ورق السِّمسِم، و يقال بل هو عُصارة الحِنّاء. و قال الشَّاعر «3»، و هو يدلُّ على صحّة القول الأوّل:
فأوردتُها ماءً كأنَّ جِمامَه             من الأَجْنِ حِنّاءٌ مَعاً و صَبيبُ‏

__________________________________________________
 (1) هو عبيد اللّه بن جحش، كان أسلم و هاجر إلى الحبشة، ثم ارتد و تنصر بالحبشة، فكان يمر بالمهاجرين فيقول ذاك اللسان (صأصأ).
 (2) هو رؤبة. ديوانه 6 و اللسان (صبب).
 (3) هو علقمة بن عبدة الفحل. ديوانه 132 و المفضليات (2: 193) و اللسان (صبب).

280
معجم مقاييس اللغة3

صب ص 280

و قال قومٌ: الصَّبيب: الدَّم الخالص، و العُصفُر المُخْلَص. و الصُّبَابة: البقيَّة من الماء فى الإناء. و الصَّبَابة مِن صَبّ إليه. و رجلٌ صَبٌّ، إذا غَلبَه الهوى، و هو من انصباب القَلْب. و يقال تصبَّبَ الحرُّ: اشتدَّ، كأَنّه شى‏ء صُبَّ على الأرض صبًّا. و تصبصب «1» الشَّى‏ء: ذَهَب و مُحِقَ، كأنّه صُبَّ صبًّا.
و يقال تصابَبْتُ الإناء، إذا شربتَ صُبَابَتَه. و كذلك تصابَبتُ الشّى‏ء، إذا نِلتَه قليلًا. قال الشًّماخ:
لَقَومٌ تَصَابَبْتُ المعيشة بعدَهم             أحبُّ إلىَّ من عِفاءٍ تَغَيَّرَا «2»

صت‏
الصاد و التاء أصلٌ يدلُّ على نِزاعٍ و خصومةٍ و افتراق، يقال للجَلَبَة الصَّتيت. و ما زلتُ أُصَاتُّ فلاناً، أى أخاصمِهُ. و الصَّتُّ، فيما يقال:
الصَّدْم. و الصَّتِيت: الفِرْقَة. و يقولون إنَّ الصَّت الصَّدُّ.
صح‏
الصاد و الحاء أصل يدلُّ على البَراءة من المرض و العَيب، و على الاستواء. من ذلك الصِّحَّة: ذَهاب السُّقْم، و البراءةُ من كلِّ عَيب.
و الصَّحِيح و الصَّحَاح بمعنًى. و المُصِحُّ: الذى أهلُه و إبلُه صِحَاحٌ و أصِحَّاء.
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «لا يُورِدَنَّ ذو عاهةٍ على مُصِحّ».
أى الذى إبلُه صِحاحٌ. و الصَّحْصح و الصَّحصَحانُ و الصَّحصَاحُ: المكان المستوِى.
صخ‏
الصاد و الخاء أصلٌ يدلُّ على صوتٍ من الأصوات. من ذلك الصَّاخَّة يقال إنَّها الصَّيحةُ تُصِمُّ الآاذن. و يقال ضَرَبْت الصخرةَ بحجرٍ فسمعتُ لها
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «تصبب»، صوابه فى المجمل و القاموس و اللسان. و أنشد للعجاج:
حتى إذا ما يومها تصبصبا.

 (2) ديوان الشماخ 27 و اللسان (صبب). و روى فى اللسان أنه ينسب للأخطل.

281
معجم مقاييس اللغة3

صخ ص 281

صَخًّا «1». و يقال صَخَّ الغُرَابُ بمنقارِهِ فى دَبَرة البَعير، إذا طَعَن.
صد
الصاد و الدال معظمُ بابِه يَؤُول إلى إعراضٍ و عُدول. و يجى‏ء بعد ذلك كلماتٌ تَشِذّ. فالصَّدُّ: الإعراض: يقال صَدَّ يصُدُّ، و هو مَيلٌ إلى أحد الجانبين. ثم تقول: صدَدْتُ فلاناً عن الأمر، إذا عَدَلْتَه عنه. و الصُّدَّانِ: جانِبا الوادى، الواحد صَدٌّ، و هو القياس، لأنَّ الجانبَ مائلٌ لا محالة. و يقولون: إنّ الصَّدَدَ ما استَقْبَلَ «2». يقال: هذه الدّارُ على صَدَدِ هذه. و يقولون: الصَّدد:
القُرب. و الصُّدَّاد «3»: الطَّريق إلى الماء. و الصُّدُّ: الجبَل. و هذه الكلماتُ التى ذكرتُها فليست عندى أصلًا؛ لبُعدها عن القياس، و إنْ صحَّتْ فهى محمولةٌ* على الأصل.
و مما هو صحيحٌ و ليس من هذا الباب، قولهم: صَدَّ يَصِدُّ، و ذلك إذا ضَجَّ.
و قرأ قومٌ «4»: إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ‏، قالوا: يَضِجُّون. و الصَّديد: الدّمُ المختلِط بالقَيح، يقال منه أصَدَّ الجُرْح.
صر
الصاد و الراء أصولٌ: الأول قولهم صَرَّ الدَّرَاهمَ يصُرُّها صَرًّا، و تلك الخِرقة صُرَّة. و الذى تعرفه العربُ الصِّرَار، و هى خِرقةٌ تُشدُّ على أَطْباء النّاقة لئلا يَرضَعَها فَصِيلُها. يقال صَرَّها صَرًّا. و من الباب: الإصرار: العَزْم على الشى‏ء.
__________________________________________________
 (1) فى المجمل و اللسان: «صخة»، و كلاهما صحيح؛ فإن «الصخ» كذلك و الصخيخ بمعنى الصوت.
 (2) فى اللسان: «ما استقبلك».
 (3) ضبط فى الأصل و المجمل بضم الصاد، و ضبط فى القاموس كرمان و كتاب.
 (4) قرأ بضم الصاد نافع و ابن عامر و الكسائى و أبو جعفر و خلف، و قرأ الباقون بكسرها.
إتحاف فضلاء البشر 386 فى سورة الزخرف.

282
معجم مقاييس اللغة3

صر ص 282

و إنما جعلْناه من قياسِه لأن العَزْم على الشى‏ء و الإجماعَ عليه واحد و كذلك الإصرار:
فالثَّبَات على الشى‏ء.
و من الباب: هذه يمين صِرِّى «1» أى جدّ، إنا ثابتٌ عليها مُجمِع.
و من الباب: الصَّرَّة، يقال للجماعة صَرَّةٌ. قال امرؤُ القَيس:
فأَلحَقَنا بالهادياتِ و دونه             جَوَاحِرُها فى صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ «2»

و من الباب: حافرٌ مصرورٌ، أى منقبضٌ. و منه الصُّرْصُور، و هو القَطيع الضَّخْم من الإبل.
و أما الثانى، و هو من السُّمُو و الارتفاع، فقولهم: صَرَّ الحمارُ أُذُنَه، إذا أقامها.
و أَصَرَّ إذا لم تذكر الأُذُن، و إن ذكرتَ الأُذُن قلت أصَرَّ بأذنه. و أظنُّه نادراً.
و الأصل فى هذا الصِّرَار، و هى أماكنُ مرتفعةٌ لا يكاد الماء يعلوها. فأما صِرَارٌ فهو اسمُ علَمٍ، و هو جَبَلٌ. قال:
إنَّ الفرزدقَ لن يُزايل لؤمَه             حتى يَزُول عن الطريق صِرَارُ «3»

و أما الثالث: فالبرد و الحَرُّ، و هو الصِّرُّ. يقال أصاب النَّبتَ صِرٌّ، إذا أصابَه بردٌ يُضرُّ به. و الصِّرُّ: صِرُّ الرّيح الباردة. و ربما جعلوا فى هذا الموضع الحَرَّ. قال قوم: الصَّارَّةُ شدة الحرِّ حرِّ الشمس. يقال قطع الحِمار صارَّتَه، إِذا شرِب شُرْباً
__________________________________________________
 (1) فى المجمل «صِرِّى و أصِرِّى». و يقال أيضاً «صِرَّى» و «أصِرَّى» و «صُرِّى» و «صُرَّى».
 (2) البيت من معلقته المشهورة.
 (3) البيت لجرير فى ديوانه 206 و اللسان (صرر).

283
معجم مقاييس اللغة3

صر ص 282

كَسَر عطشَه. و الصَّارَّة: العَطَش، و جمعها صَوَارُّ. و الصَّرِيرة: العطش، و الجمع صرائر. قال:
و انصاعت الحُقْبُ لم يُقْصَعْ صَرائرُها «1»
و ذكر أبو عبيدٍ: الصارّة العطش، و الجمع صرائر. و هو غلط، و الوجه ما ذكرنا.
و أما الرَّابع، فالصَّوت. من ذلك الصَّرَّة: شِدَّة الصِّياح. صَرَّ الجُنْدَب صرِيراً، و صَرْصَرَ الأخْطبُ صَرصرة. و الصَّرَارِىُّ: الملَّاح، و يمكن أن يكون لرفعِهِ صوتَه.
و مما شذَّ عن هذه الأصول كلمتان، و لعلَّ لهما قياساً قد خَفِىَ علينا مكانُه فالأولى: الصّارَّة، و هى الحاجة. يقال لى قِبَلَ فلانٍ صَارَّةٌ، و جمعها صوَارُّ، أى حاجة. و الكلمة الأخرى الصَّرورة، و هو الذى لم يحجُجْ، و الذى لم يتزوَّج.
و يقال: الصَّرُورة: الذى يَدَعُ النكاح متبتِّلا. و جاء
فى الحديث: «لا صَرُورة فى الإسلام».
قال أبو بكر محمّد بن الحسن بن دُريد «2»: «الأصل فى الصَّرورة أنَّ الرجلَ فى الجاهلية كان إٍذا أحدَثَ حدَثاً فلجأ إلى الكعبة لم يُهَجْ، فكان إذا لقِيَه ولىُّ الدَّمِ بالحرَم قيل له: هو صرورة فلا تَهِجْه. فكثُر ذلك فى كلامهم حتَّى جعلوا المتعبِّد الذى يجتِنب النِّساءَ و طِيبَ الطعام صَرورةً، و صروريًّا. و ذلك عَنَى النابغةُ بقوله:
__________________________________________________
 (1) لذى الرمة فى ديوانه 588 و اللسان (صرر قصع، نشح)، و سيأتى فى (قصع). و عجزه:
و قد نشحن فلا رى و لا هيم.

 (2) فى الجمهرة (3: 428).

284
معجم مقاييس اللغة3

صر ص 282

لو أنَّها عَرَضَتْ لأشمَط راهبٍ             عَبَد الإِله صرورةٍ متعبِّدِ «1»

أى مُنْقبضٍ عن النِّساء و الطِّيب «2» فلما جاء اللَّه تعالى بالإسلام و أوجَبَ إقامةَ الحدود بمكّة و غيرِها سُمِّى الذى لم يحجَّ صَرورةً و صَرُوريًّا، خلافاً لأمر الجاهليَّة.
كأنَّهم جعَلُوا أنَّ تَرْكَه الحجَّ فى الإسلام، كترك المَتأَلِّهِ إتيانَ النِّساء و التَّنّعمَ فى الجاهليَّة».
و هذا الذى ذكرناه فى معنى الصَّرورة يحتمل أنّه من الصِّرار، و هو الخِرقة التى تُشَدُّ على أَطْباء النّاقة لئلا يرضَعَها فصيلها. و اللَّه أعلم بالصَّواب.
باب الصاد و العين و ما يثلثهما
صعف‏
الصاد و العين و الفاء ليس بشى‏ء. على أنهم يقولون الصَّعْفَ:
شرابٌ «3».
صعق‏
الصاد و العين و القاف أصلٌ واحدٌ* يدلُّ على صَلْقةٍ و شِدَّة صوت. من ذلك الصَّعْق، و هو الصَّوت الشَّديد. يقال حمارٌ صَعِقُ الصّوتِ، إذا كان شديدَه. و منه الصَّاعقة، و هى الوقع الشّديدُ من الرّعْد. و يقال إن الصُّعاق الصَّوت الشديد. و منه قولهم: صَعِق، إذا ماتَ، كأنَّه أصابته صاعقةٌ.
__________________________________________________
 (1) ديوان النابغة 31 و شرح المعلقات للزوزنى 198 و اللسان (صرر).
 (2) فى نسخة الجمهرة: «و التنعم».
 (3) فى اللسان: «الصعف و الصعف: شراب لأهل اليمن. و صناعته أن يشدخ العنب ثم يلقى فى الأوعية حتى يغلى».

285
معجم مقاييس اللغة3

صعق ص 285

قال اللَّه تعالى: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ‏.
صعل‏
الصاد و العين و اللام أُصَيلٌ يدلُّ على صِغرٍ و انجراد. من ذلك الصّعْل، و هو الصّغير الرَّأْس من الرِّجال و النَّعام. و قال:
صَعْلِ الرَّأْسِ قُلتُ له «1»
و يقال حمار صَعْل: ذاهب الوبر. و يقال رجلٌ أصعَلُ و امرأةٌ صعلاءُ.
و الصَّعْلة من النَّخْل: العَوجاء الجرداءُ أصول السَّعَف.
صعن‏
الصاد و العين و النون أُصيْلٌ يدلُّ على لُطْف فى الشَّى‏ء يقال: فلانٌ صِعْوَنُّ الرأس: دقِيقُه. و يقال أذُنٌ مُصْعَنَّة. و قال:
و الأذْن مُصْعَنَّةٌ كالقَلَمْ «2»
صعو
الصاد و العين و الحرف المعتل كلمةٌ واحدة، و هى الصَّعْوَة، و هى عصفورة، و الجمع صِعاء.
صعب‏
الصاد و العين و الباء أصلٌ صحيح مطَّرد، يدلُّ على خِلاف السهولة. من ذلك الأمر الصَّعْب: خلاف الذَّلول. يقال صُعبَ يصعُب صُعوبةً.
و يقال أصعَبْتُ الأمر: ألفَيتُه صعباً.
__________________________________________________
 (1) لم أجد تتمته. و لعله التبس عنده ببيت ذى الرمة:
و خافق الرأس فوق الرحل قلت له             زع بالزمام و جوز الليل مركوم.

 (2) لعدى بن زيد فى اللسان (صعن). و يروى: «مُصَعَّنة». و البيت بتمامه:
له عنق مثل جذع السحوق             و أذن مصعنة كالقلم.

286
معجم مقاييس اللغة3

صعب ص 286

و من الباب المُصعَب، و هو الفَحل؛ و سمِّى بذلك لقُوَّته و شدّته. و يقال أصْعَبنا الجمل، إذا تركناه فلم نركبْه. و ذُكر أنَّهم يقولون: أصعبْتُ النّاقة، إذا تركتَها فلم تَحمِل عليها. و هذه استعارة. و فى الرَّمْل مَصاعِبُ.
صعد
الصاد و العين و الدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ارتفاعٍ و مشقّة. من ذلك الصَّعُود خلاف الحَدُور. و يقال صَعِد يَصْعَد. و الإصعاد: مقابلة الحَدُور من مكانٍ أرفع. و الصَّعود: العقَبة الكَؤُود، و المشقّة من الأمر. قال اللَّه تعالى: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً. قال:
نَهَى التَّيْمِىَّ عُتْبةُ و المعلَّى             و قالا: سوف يَنهرك الصَّعُودُ

و أما الصُّعُدات فهى الطُّرُق، الواحد صَعيد. و
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «إيّاكم و القعودَ بالصُّعُدات إلّا مَن أدّى حَقَّها».
و يقال صعيد و صُعُد و صُعُدات، و هو جمع الجمع، كما يقال طريق و طُرُقٌ و طرُقات. فأمَّا الصعيد فقال قومٌ: وجه الأرض. و كان أبو إسحاقَ الزَّجّاجُ يقول: هو وجه الأرض، و المكانُ عليه ترابٌ أو لم يكن. قال الزّجّاج: و لا يختلف أهلُ اللُّغة أنَّ الصَّعيد ليس بالتُّراب. و هذا مذهبٌ يذهب إليه أصحابُ مالكِ بن أنَس. و قولهم إنّ الصَّعيد وجهُ الأرض سواءٌ كان ذا ترابٍ أو لم يكُن، هُو مذهبنا، إلّا أنَّ الحقَّ أحقُّ أن يُتَّبع، و الأمر بخلاف ما قاله الزّجّاج. و ذلك أنّ أبا عبيدٍ حَكى عن الأصمعىّ أنّ الصَّعيدَ التراب. و فى الكتاب المعروف بالخليل، قولهم تيمَّمْ بالصَّعيد، أى خُذْ من غُبارِه. فهذا خلافُ ما قاله الزّجّاج.

287
معجم مقاييس اللغة3

صعد ص 287

و من الباب الصُّعَداء، و هو تنفُّسٌ بتوجُّع، فهو نفَسٌ يعلو، فهو من قياس الباب. و أما الصَّعود من النُّوق فهى التى يموت حُوارها فتُرفَع إلى ولدها الأوّل فتدرُّ عليه. و ذلك فيما يقال أطيَبُ للبنها. و يقال: بل هى التى تُلقى ولدها. و هو تفسير قوله:
لها لبَنُ الخِليةِ و الصَّعودِ «1»
و يقال: تَصَعَّدَنى الأمرُ، إذا شقَّ عليك.
قال عمر: «ما تصعَّدتْنى خطبةُ النكاح «2»».
و قال بعضهم: «الخطبة صُعُد، و هى على ذى اللُّبِّ أرْبَى».
و مما يقارب هذا قولُ أبى عمرٍو: أصعَدَ فى البلاد: ذهب أينما توجَّه. و منه قولُ الأعشى:
فإن تسألى عنِّى فيارُبّ سائلٍ             حَفِىٍّ عن الأعشى به حيث أصعَدَا «3»

و مما لا يبعد قياسه الصّعْدة من النِّساء: المستقيمةُ القامةِ، فكأنها صَعْدَةٌ، و هى القناةُ المستوِيةُ تنبت كذلك، لا تحتاج إلى تثقيف.
صعر
الصاد و العين و الراء أصل مطرد يدل على مَيَل فى* الشى‏ء.
من ذلك الصَّعَر، و هو الَمَيل فى العُنُق. و التصعير: إمالة الخدِّ عن النّظَر عُجْبا.
و ربَّما كان الإنسان و الظَّليمُ أصعَرَ خِلقة. قال اللَّه تعالى: وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ‏
 و هو من الصَّيعِريّة، و هو اعتراضُ البَعِير فى سيره. و الصَّيْعِريّةُ: سِمَةٌ من سِمات النُّوق فى أعناقها، و لعلَّ فيها اعتراضاً. قال المسيّب:
__________________________________________________
 (1) لخالد بن جعفر الكلابى. و صدره كما فى اللسان (صعد):
أمرت لها الرعاء ليكرموها.

 (2) القول بتمامه: «ما تصعدنى شى‏ء ما تصعدتنى خطبة النكاح».
 (3) ديوان الأعشى 102 و اللسان (صعد).

288
معجم مقاييس اللغة3

صعر ص 288

بِنَاجٍ عليه الصَّيْعريّةُ مُكْدَمِ «1»
فأما
الحديث: «ليس فيهم إلّا أصعَرُ أو أبتر».
فمعناه ليس إلّا معجبٌ ذاهب أو ذَليل. و يقال سَنامٌ صَيْعَرِىٌّ، أى عظيم. و إنّما قيل له ذلك لأنّه إٍذا عظم مالَ.
و مما شذَّ عن الباب قولهم: قَرَبٌ مُصْعَرٌّ، أى شديد. قال:
و قد قَرَبْنَ قَرَباً مُصْعَرَّا «2»

و اللَّه أعلم بالصَّواب.
باب الصاد و الغين و ما يثلثهما
صغوى‏
الصاد و الغين و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على المَيْل، من ذلك قولُهم: صِغْو فلانٍ معك، أى ميلُه. و صَغتِ النجوم: مالت للغُيوب. و أصغى إليه، إذا مال بسمعِه نحوَه. و أصْغيت الإِناءَ أمَلتُه. و منه قولهم للذين يَمِيلون مع الرّجُل من أصحابه و ذوى قُرْباه: صاغِيةٌ. و حُكى: صَغَوْتُ إليه أصْنَى صَغْواً و صَغًى، مقصور.
__________________________________________________
 (1) صدره كما فى اللسان (صعر):
و قد أتناسى الهم عند احتضاره.

 (2) بعده فى اللسان:
إذا الهدان حار و اسبكرا.

 

289
معجم مقاييس اللغة3

صغر ص 290

صغر
الصاد و الغين و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ على قِلّةٍ و حقارة من ذلك الصِّغَر: ضدّ الكِبَر. و الصَّغير: خلاف الكبير. و الصاغِر: الرّاضى بالضَّيم صُغْراً و صَغارا. و يقال أصغرت النّاقةُ و أكبَرَتْ. و الإِصغار: حنينُها [الخفيض. و الإِكبار «1»:] العالى. قالت الخنساء:
لها حنينان إِصغارٌ و إكبارُ «2»
صغل‏
الصاد و الغين و اللام ليس بشى‏ءٍ، إنَّما الصَّغِل السَّيِّئ الغِذاء و الأصل فيه السين: سَغِلٌ. و اللَّه أعلم بالصواب.
صفق‏
الصاد و الفاء و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ على ملاقاةِ شى‏ءٍ ذى صَفْحةٍ لشى‏ءٍ مثلِه بقُوَّة. من ذلك صَفقت الشّى‏ءَ بيدى، إذا ضربتَه بباطن يدِك بقُوّة. و الصَّفْقَة: ضربُ اليدِ على اليد فى البيْع و البَيْعةِ، و تلك عادةٌ جاريةٌ للمتبايِعين. و إذا قيل أصفَق القومُ على الأمر، إذا اجتمعوا عليه، فهو من ذلك، و إِنَّما شُبِّهوا بالمتصافِقِين على البيع.
و ممّا حُمِل على ذلك الصَّفَقُ، و هو الماء يُصَبُّ على الأديم الجديد فيخرج مُصفرًّا.
و من الباب أيضاً: الشَّراب المصفَّق، و هو أن يُحوَّل من إناءٍ إلى إناء، كأنَّه صَفَق الإناءَ إذا لاقاه، و صُفِقَ به الإناء. و منه صَفَق الإبلَ، إذا حوَّها مِن مرعًى إلى مرعًى.
__________________________________________________
 (1) هذه التكملة من المجمل.
 (2) صدره كما فى الديوان 42 و اللسان (صغر):
فما عجول على بو تطيف به.

 

290
معجم مقاييس اللغة3

صفق ص 290

ثم حُمِل على ذلك فقيل لكلِّ منبسطٍ صَفقٌ و إن لم يُضربْ به على شى‏ء.
فيقال لجانِبَى العُنُق صفقانِ، و لكلِّ ناحيةٍ صَفْق و صُفْق «1». و يقال للجِلد الذى بلى سوادَ البطن صُفْق.
و مما شذَّ عن الباب، و قد يمكن أن يُخرّج له وجه، قولهم: قَوسٌ صَفوقٌ، إذا كانت ليّنة راجعة.
صفن‏
الصاد و الفاء و النون أصلانِ صحيحان، أحدهما جنسٌ من القيام، و الآخر وِعاءٌ من الأوعية.
فالأوّل: الصُّفون، و هو أن يقوم الفرسَ على ثلاثِ قوائمَ و يرفعَ الرّابعة، إلّا أنّه ينالُ بطرَف سُنْبُكِها الأرض. و الصَّافن: الذى يصفُّ قدمَيه. و
فى حديث البَرَاء: «قمنا خَلْفَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم صُفُوناً».
و منه تَصافَنَ القومُ [الماء «2»]، و ذلك إذا اقتسموه بالصُّفْن، و الصُّفْن: جلدةٌ يُستَقَى بها. قال:
فلما تصافَنَّا الإِداوةَ أَجهشَتْ             إلىَّ غُصونُ العنبرىِّ الجُرَاضِمِ «3»

و يقال إنّ ذلك إِنَّما يكون على المَقْلَة، يُسقى أحدُهم قَدْر ما يغمُرها.
و مما شذَّ عن الأصلين: الصَّافن، و هو عِرْقٌ «4»
__________________________________________________
 (1) و صفق أيضا، بالتحريك، كما فى المجمل.
 (2) التكملة من المجمل و اللسان.
 (3) البيت للفرزدق فى اللسان (صفن، جرضم).
 (4) فى اللسان: «عرق فى باطن الصلب طولا، متصل به نياط القلب، و يسمى الأكحل».

291
معجم مقاييس اللغة3

صفو ص 292

صفو
الصاد و الفاء و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد يدلُّ على خلوصٍ من كلِّ شَوب. من ذلك الصَّفاءُ، و هو ضدُّ الكَدَر؛ يقال صفا يصفو، إذا خَلَص. يقال لك صَفْوُ هذا الأمر و صِفْوته. و محمَّد صِفوة اللَّه تعالى و خِيرَتُه من خَلْقه، و مُصطفاهُ صلَّى اللَّه عليه* و آله و سلّم. و الصَّفِىُّ: ما اصطفاه الإمام من المَغْنم «1» لنفسه، و قد يسمَّى بالهاء الصَّفِيَّة، و الجمع الصَّفَايا. قال:
لك المِرْبَاعُ منها و الصَّفَايا             و حُكْمُكَ و النَّشيطةُ و الفُضُولُ «2»

و الصَّفِيَّة و الصَّفِىّ، و هو بغير الهاء أشهر: النّاقةُ الكثيرة اللّبَن، و النَّخْلة الكثيرةُ الحَمْل، و الجمع الصَّفايا. و إٍنَّما سُمِّيت صفيًّا لأنّ صاحبَها يصطفيها.
و من الباب قولهم: أصْفت الدَّجاجةُ، إذا انقطع بيضُها، إصفاءً. و ذلك كأنَّها صَفَت أى خَلَصت من البَيْض، ثم جُعِل ذلك على أفْعَلَتْ فرقاً بينها و بين سائر ما فى بابها، و شبّه بذلك الشَّاعِرُ إذا انقطع شِعْرُه.
و من الباب الصَّفَا، و هو الحجر الأمْلَس، و هو الصَّفْوانُ، الواحدة صَفوانةٌ.
و سمِّيت صفوانَةً لذلك، لأنَّها تَصفُو من الطِّين و الرَّمْل. قال الأصمعىُّ: الصَّفْوان و الصَّفْواءُ و الصَّفَا، كله واحد. و أنشد:
كما زَلَّتِ الصَّفْواء بالمتنزِّلِ «3»
و يقال يومٌ صفوانُ، إذا كان صافِىَ الشمس شديدَ البَرْدِ.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «من الغنم»، و أثبت ما فى المجمل.
 (2) البيت لعبد اللّه بن عنمة الضبى، كما سبق فى (ربع). و هو من أبيات تمانية رواها أبو تمام فى الحماسة (1: 420). و أنشده فى اللسان (ربع، صفا، نشط، فضل). و سيأتى فى (نشط).
 (3) لامرئ القيس فى معلقته. و صدره:
كميت يزل اللبد عن حال متنه.

 

292
معجم مقاييس اللغة3

صفح ص 293

صفح‏
الصاد و الفاء و الحاء أصلٌ صحيحٌ مطَّرد يدلُّ على عَرْض و عِرَض. من ذلك صَفْح الشَّى‏ء: عُرْضُه. و يقال رأس مُصْفَحٌ: عريض.
و الصفيحة: كلُّ سيفٍ عريض. و صَفحتا السَّيف: وَجْهاه. و كلُّ حجرٍ عريضٍ صفيحةٌ، و الجمع صفائِح. و الصُّفَّاح: كلُّ حجرٍ عريض. قال النَّابغة:
تقدُّ السَّلوقىَّ المضاعفَ تسجُه             و يُوقِدْن بالصُّفّاح نارَ الحُباحبِ «1»

و من الباب: المصافحةُ باليد، كأنَّه ألصق يدَه بصَفحةِ يدِ ذاك. و الصَّفْح:
الجنْب. و صَفحا كلِّ شى‏ء: جانِباه. فأمّا قولهم: صفَحَ عنه، و ذلك إعراضاً عن ذنْبه، فهو من الباب؛ لأنَّه إذا أعرض عنه فكأنه قد ولَّاه صَفحتَه و صُفحه، أى عُرضه و جانِبَه، و هو مَثَلٌ.
و من الباب: صفَحت الرّجلَ و أصفحتُه، إذا سألك فمنعتَه «2». و هو من أنّك أريتَه صَفحتَك مُعْرِضاً عنه. و يقال: صفحتُ الإِبلَ على الحوض، إذا أمررتَها عليه، و كأَنَّك أريتَ الحوضَ صَفَحاتِها، و هى جُنوبُها.
و مما شذّ عن الباب قولُهم: صفحت الرجل صفحاً، إذا سقيتَه أىَّ شرابٍ كان و متى كان.
صفد
الصاد و الفاء و الدال أصلان صحيحان: أحدُهما عَطاءٌ، و الآخَر شَدُّ بشى‏ء.
__________________________________________________
 (1) ديوان النابغة 7 برواية: «و توقد».
 (2) فرق بينهما ابن الأثير فقال: «يقال صفحته، إذا أعطيته، و أصفحته إذا حرمته».

293
معجم مقاييس اللغة3

صفد ص 293

فالأوّل الصَّفَد؛ يقال أصفدتُه، إذا أعطيتَه. قال:
هذا الثناءُ فإِنْ تَسمعْ لقائلِهِ             فما عَرَضتُ أبيتَ اللَّعنَ بالصَّفَدِ «1»

و أما الصَّفْد فالغُلّ، و يقال الصَّفْد التقييد «2». و الأصفاد: الأقيْاد. و الصِّفاد:
القَيد أيضاً. قال:
هَلَّا مننتَ على أخيكَ مَعْبَدٍ             و العامرىُّ يقودُه بصِفادِ «3»

و
فى الحديث: «إذا دخل شهرُ رمضانَ صُفِّدت الشياطين».
صفر
الصاد و الفاء و الراء ستّة أوجه:
فالأصل الأوَّل لونٌ من الألوان. و الثانى الشَّى‏ء الخالى. و الثالث جوهر من جواهر الأرضِ. و الرّابع صَوت. و الخامس زَمان. و السادس نَبْت.
فالأوَّل: الصُّفرة فى الألوان. و بنو الأصفر: مُلوك الرُّوم؛ لصُفرةٍ اعتَرَت أبَاهم. و الأصفر: الأسود فى قوله:
تلك خَيْلِى منه و تلك ركابى             هنَّ صُفرٌ أولادُها كالزَّبيبِ «4»

__________________________________________________
 (1) للنابغة فى ديوانه 27 و اللسان (صفد). و الرواية فيهما: «فلم أعرض».
 (2) كذا ضبطت العبارة فى المجمل. و فى اللسان بفتح فاء الصفد. و الظاهر أن التقييد بسكون الفاء، و الغل بفتحها. يؤيده عبارة اللسان: «و الاسم من العطية الصفد- أى بالتحريك- و كذلك من الوثاق».
 (3) البيت لعوف بن عطية التيمى، يعير لقيط بن زرارة بموت أخيه معبد فى الأسر. اللسان (بدد). و روايته فى (بدد): «ألا كررت على ابن أمك معبد». و روايته فى (صفد) كروايته هنا، مع تحريف فى عجز البيت.
 (4) البيت للأعشى فى ديوانه 219 و اللسان (صفر).

294
معجم مقاييس اللغة3

صفر ص 294

و الأصل الثانى: الشى‏ء الخالى، يقال هو صِفر. و يقولون فى الشتم: ماله صَفِر إناؤه، أى هلكت ماشيتُه. و من الباب قولُهم للذى به جنونٌ: إنه لفى صُفْرة و صِفْرة، بالضم و الكسر، إذا كان فى أيامٍ يزول فيها عقلُه. و القياس صحيح؛ لأنّه كأنه خالٍ بين عقله.
و الأصل الثالث: الصُّفْر من جواهر الأرض، يقال إنّه النُّحاس. و قد يقال الصِّفْر. و قد أخبرنى علىُّ بن إبراهيمَ القطَّانُ، عن علىّ بن عبد العزيز، عن أبى عُبيد قال: قال الأصمعى: النُّحاس الطَّبيعة و الأصل، و النُّحاس هو الصُّفر الذى تعمل منه الآنية، فقال «الصُّفر» بضم الصاد. قال أبو عبيدٍ مثلَه، إلّا أنّه قال الصِّفْر، بكسر الصاد.
و أمَّا الرّابع فالصَّفير للطّائر. و قولهم: ما بها صافرٌ، من هذا، أى كأنَّه يصوِّت.
و أمَّا الزمان فصَفَر: اسم هذا الشهر. قال ابنُ دريد «1»: الصَّفَرَانِ* شهرانِ فى السَّنة، سمِّى أحدُهما فى الإِسلام المحرَّم. و الصَّفَرىّ، نباتٌ يكون فى أوّل الخريف. و الصَّفَرىّ فى النَّتاج بعد اليقظىّ.
و أمّا النّبات فالصَّفَار، و هو نبتٌ، يقال إنّه يبيس البُهْمَى. قال:
فبتنا عُرَاةً لدى مُهرِنا             ننزِّعُ من شَفَتيه الصَّفَارا «2»

صفع‏
صفع الصاد و الفاء و العين كلمةٌ واحدة معروفة.
__________________________________________________
 (1) الجمهرة (2: 355).
 (2) البيت لأبى دواد الإيادى، كما فى حواشى الجمهرة. و سيأتى منسوبا فى (عرى).

295
معجم مقاييس اللغة3

باب الصاد و القاف و ما يثلثهما ص 296

باب الصاد و القاف و ما يثلثهما
صقل‏
الصاد و القاف و اللام أُصَيلٌ يدلُّ على تمليسِ شى‏ء، ثم يقاس على ذلك. يقال صَقَلْتُ السَّيْفَ أصقُله. و صائغ ذلك الصَّيقل. و الصَّقِيل:
السَّيف. و يقال: الفرسُ فى صِقاله، أى صِوانِه، و ذلك إذا أُحسن القيامُ عليه، كأَنّه يُصقَل صقلًا و يُصنَع.
و من الباب الصُّقل من الإنسان و الفرس، و هو الجنْب، و الجنب أشدُّ الأعضاء ملاسةً، فلذلك سمِّى صُقلا، كأنَّه قد صُقِل. و يقال منه فرس صَقِلٌ، أى طويل الصُّقْلين.
صقب‏
الصاد و القاف و الباء لا يكاد يكون أصلًا؛ لأن الصَّاد يكون مرّةً فيه السين، و البابان متداخلان، مرّةً يقال بالسين و مرّةً بالصاد، إلّا أنَّه يدلُّ على القرب و مع الامتداد مع الدّقَّة.
فأمّا القُرب فالصَّقَب. و جاء
فى الحديث: «الجار أحقُّ بصَقَبه».
يراد فى الشُّفعة. و الصَّاقب: القريب. و الرّجُلان يتصاقبان فى المحلّة، إذا تقارَبا.
و أما الآخر فالصَّقْب: العمود يُعمَد به البيت، و جمعه صقوب. قال ذو الرُّمَّة:
صَقْبانِ لم يتقشَّرْ عنهما النَّجَبُ «1»
و أما قولهم: صقبت الشى‏ء، إذا ضربته فلا يكون إلّا على شى‏ءٍ مُصْمَت‏
__________________________________________________
 (1) صدره كما فى ديوان ذى الرمة 28 و الحيوان (4: 312):
كأن رجليه مسما كان من عشر.

 

296
معجم مقاييس اللغة3

صقب ص 296

يابس. فممكنٌ أن يكون من الإبدال، كأنه من صقعته، فيكون الباء بدلا من العين.
صقر
الصاد و القاف و الرَّاء أُصَيل يدلُّ على وقع شى‏ء بشدّة.
من ذلك الصَّقْر، و هو ضربُك الصَّخرةَ بمعولٍ، و يقال لِلمعْول الصَّاقُور. و يجوز أن يدخل فيه الهاء فيقال الصاقُورة.
و الصَّقر هذا الطائرُ، و سمِّى بذلك لأنه يَصقُر الصّيد صقراً بقُوّة. و صَقَرات الشَّمس: شدّة وقْعها على الأرض. قال:
إذا ذابت الشَّمسُ اتَّقى صَقَرانِها             بأفنانِ مَربوع الصَّريمة مُعْبِلِ «1»

و حكى عن العرب «2»: جاء فلان بالصُّقَر و البُقَر، إذا جاء بالكذِب.
فهذا شاذٌّ عن الأصل الذى ذكرناه. و كذلك الصَّاقورة فى شعر أميَّة بن أبى الصَّلْت «3» من الشاذّ. و يقال إنّها السَّماء الثالثة. و ما أحسب ذلك من صحيح كلام العرب. و فى شعر أميَّةَ أشياءُ. فأما الدِّبْس و تسميتُهم إيَّاه صَقْرًا فهو من كلام أهل المدَر، و ليس بذلك الخالِص من لغة العرب.
صقع‏
الصاد و القاف و العين أصول ثلاثة: أحدها وقْع شى‏ءٍ على شى‏ء كالضَّرب و نحوه، و الآخر صَوت، و الثالث غِشْيانُ شى‏ءٍ لشى‏ء.
فالأوّل: الصَّقْع و هو الضَّرب ببُسْط الكفِّ. يقال صقعه صقْعاً.
__________________________________________________
 (1) البيت لذى الرمة. و قد سبق بتخريجه فى (ذوب).
 (2) بدله فى المجمل: «قال ابن دريد». انظر الجمهرة (2: 357).
 (3) هى فى قول أمية فى ديوانه 24:
لمصفدين عليهم صاقورة             صماء ثالثة تماع؟؟؟.

297
معجم مقاييس اللغة3

صقع ص 297

و أمّا الصَّوت «1» فقولهم صقَع الدِّيك يصقَع. و من الباب خطيب مِصقعٌ، إذا كان بليغاً، و كأنّه سمِّى بذلك لجهارة صوته.
و أمَّا الأصل الثالث، فى غِشيان الشَّى‏ءِ الشى‏ءَ، فالصِّقَاع، و هى الخرْقة التى تتغشَّاها المرأةُ فى رأسها، تقى بها خِمَارَها الدُّهنَ. و الصقيع: البَرْد المحرِق للنَّبات فهذا يصلح فى هذا، كأنَّه شى‏ءٌ غَشَّى النَّبات فأحرَقه، و يصلح فى باب الضَّرب.
و من الباب العُقاب الصَّقْعاء: البيضاء الرّأس: كأنَّ البياضَ غشَّى رأسَها.
و يقال الصِّقَاع البُرْقُع. و الصِّقَاع: شى‏ءٌ يشدُّ به أنفُ الناقة. قال القُطامىّ:
إذا رأسٌ رأيتُ به طِماحاً             شددتُ له الغمائمَ و الصِّقاعا «2»

و منه الصَّقَع، مثل الغَشْى يأخذ الإِنسانَ من الحرّ، فى قول سويد:
يأخُذ* السَّائرَ فيها كالصَّقَعْ «3»
و من الباب الصاقِعة، فممكن أن تُسمَّى بذلك لأنها تَغْشى. و ممكن أن يكون من الضَّرْب. فأما قولُ أوس:
يابَا دُلَيْجةَ من لَحىٍ مفرَدٍ             صقِع من الأعداءِ فى شَوَّالِ «4»

فقال قوم: هذا الذى أصابه من الأعداء كالصاقعة. و الصَّوقَعة: العِمامة؛ لأنَّها تُغَشِّى الرأس.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «الصقع»، تحريف.
 (2) ديوان القطامى 45 و اللسان (صقع).
 (3) صدره كما فى المفضليات (1: 191) و اللسان (صقع):
فى حرور ينضج اللحم بها.

 (4) فى ديوان أوس بن حجر 23 و اللسان (صقع): «أأبا دليجة» و رواية المقاييس هذه بحذف همزة الأب، كما جاء فى قوله:
يابا المغيرة و الدنيا مغيرة             و إن من غرت الدنيا لمغرور.

298
معجم مقاييس اللغة3

صقع ص 297

و ما بقى من الباب فهو من الإبدال؛ لأنّ الصُّقْع النَّاحية. و الأصل، فيما ذكر الخليل، السِّين كأنه فى الأصل سقع. و يكون من هذا الباب قولهم: ما أدرى أين صقَع، أى ذهب، و المعنى إلى أىِّ صقْعٍ ذهبَ. و قال فى قول أوسٍ «صقع من الأعداء» هو المُتَنَحِّى الصُّقع.
باب الصاد و الكاف و ما يثلثهما
صكم‏
الصاد و الكاف و الميم أصلٌ واحد يدلُّ على ضربِ الشَّىْ‏ء بشدة. فالصَّكْمَة: الصَّدْمة الشديدة. و العرب تقول: صكمتهم صواكم الدَّهر. و الفرس يصْكُم، إذا عَضَّ على لجامه مادًّا رأسه. و قال الفرّاء: صكمه، إذا صَرَبه و دفَعه.
باب الصاد و اللام و ما يثلثهما
صلم‏
الصاد و اللام و الميم أصلٌ واحد يدل على قطع و استئصال.
يقال صَلَم أُذُنَه، إذا استأصلها. و اصْطُلِمَت الأُذُن. أنشد الفرّاء:
مثل النَّعامة كانت و هى سالمةٌ             أذْناءَ حتَّى زهاهَا الحَيْنُ و الجُبُنُ «1»
جاءت لتشرِىَ قَرناً أو تعوِّضَه             و الدّهر فيه رَبَاحُ البيع و الغَبَنُ‏
فقيل أُذْناكِ ظُلْمٌ ثُمّت اصطُلِمَتْ             إلى الصِّماخ فلا قَرْنٌ و لا أُذُنُ‏

و الصَّيْلم: الدَّاهية، و الأمر العظيم، و كأنّه سمِّى بذلك لأنّه يَصْطَلِم. فأمّا
__________________________________________________
 (1) كذا جاء على الصواب فى الأصل و اللسان (جنن). و الجنن بضمتين: الجنون. و فى المجمل:
 «و الجبن» تحريف. و فى أمثال الميدانى عند قولهم: (كطالب القرن جدعت أذنه): «حتى زهاها الحين و الحبن»، تحريف أيضا.

299
معجم مقاييس اللغة3

صلم ص 299

الصَّلَامة، و يقال بالكسر الصِّلَامة، فهى الفِرقة من النّاس، و سمّيت بذلك لانقطاعِها عن الجماعة الكثيرة. قال:
لأمِّكم الويلاتُ أنّى أتيتمُ             و أنتم صِلَاماتٌ كثيرٌ عديدُها «1»

صلى‏
الصاد و اللام و الحرف المعتل أصلان: أحدهما النار و ما أشبهها من الحُمَّى، و الآخر جنسٌ من العبادة.
فأمّا الأوّل فقولهم: صَلَيْتُ العُودَ بالنار «2». و الصَّلَى صَلَى النّار. و اصطليت بالنّار. و الصِّلَاءُ: ما يُصْطَلَى به و ما يُذكَى به النَّار و يُوقَد. و قال «3»:
تَجْعَلُ العودَ و اليَلَنْجُوجَ و الرَّنْ             دَ صِلَاءً لها على الكانونِ «4»

و أما الثانى: فالصلَاةُ و هى الدُّعاء. و
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم:
 «إذا دُعِىَ أحدُكم إلى طعامٍ فليُجِبْ، فإنْ كان مفطراً فليأكلْ، و إن كَان صائماً فليصلّ».
أى فليَدْعُ لهم بالخير و البركة. قال الأعشى:
تقول بِنْتِى و قد قرَّبتُ مُرْتَحَلًا             يا ربِّ جنِّبْ أبى الأوصابَ و الوَجَعا «5»
عليكِ مثلُ الذى صَلَّيتِ فاغتَمِضِى             نوماً فإنَّ لجَنْبِ المرءِ مُضطجَعا

و قال فى صفة الخمر:
و قابَلَها الرِّيحُ فى دَنِّها             و صلّى على دَنِّها و ارتَسمْ «6»

و الصلاة هى التى جاء بها الشَّرع من الركوع و السُّجود و سائرِ حدود الصلاة.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «أى أتيتم صلامات»، و تصحيحه و إكماله من المجمل.
 (2) زاد فى المجمل: «إذا لينته».
 (3) هو أبو دهبل الجمحى كما فى شرح القصائد السبع لابن الأنبارى فى البيت السابع من القصيدة السادسة.
 (4) الرند: العود الذى يتنخر به. و فى الأصل: «الزند»، تحريف.
 (5) ديوان الأعشى 73.
 (6) ديوان الأعشى 29 و اللسان (رسم). و روى فى الديوان: «و ارتشم».

300
معجم مقاييس اللغة3

صلى ص 300

فأمَّا الصَّلاة من اللَّه تعالى فالرَّحمة، و من ذلك‏
الحديث: «اللهمَّ صلِّ على آل أبى أوْفى».
يريد بذلك الرَّحمة.
و مما شذَّ عن الباب كلمةٌ جاءت‏
فى الحديث: «إنَّ للشّيطان فُخوخاً و مَصَالِىَ».
قال: هى الأشراك، واحدتها مِصْلَاةٌ.
صلب‏
الصاد و اللام و الباء أصلان: أحدهما يدلُّ على الشدة و القوّة، و الآخر جنس من الوَدَك.
فالأوَّل الصُّلب، و هو الشى‏ء الشَّديد. و كذلك سُمِّى الظَّهر صُلْباً لقوّته.
و يقال إنّ الصَّلَبَ الصُّلْبُ. و يُنشَد:
فى صَلَبٍ مثلِ العِنان المُؤْدَم «1»
و من ذلك الصَّالب من الحُمَّى، و هىَ الشَّديدة. قال:
و ماؤ كما العذب الذى لو شربتُه             و بى صالبُ الحمَّى إذاً لشَفَانى «2»

و حكى الكسائىّ: صَلَبَتْ عليه الحمَّى، إذا دامت عليه و اشتدَّت، فهو مصلوبٌ عليه.
و من الباب الصُّلّبيَّة: حجارة المِسَنّ «3»، يقال سِنان مصَلَّبٌ، أى مسنون.
و منه التَّصليب، و هو* بلوغ الرُّطَب اليُبْس؛ يقال صَلَّبَ و من الباب الصَّليب، و هو العَلَم. قال النابغة:
__________________________________________________
 (1) البيت للعجاج كما فى إصلاح المنطق 46، 98. و ليس فى ديوانه.
 (2) لطهمان بن عمرو الكلابى، كما فى معجم البلدان (دمخ) من أبيات سبق أحدها (دمخ).
 (3) شاهده قول امرئ القيس:
كحد السنان الصلبى النحيض‏

أراد بالسنان: السن.

301
معجم مقاييس اللغة3

صلب ص 301

ظلَّت أقاطيعُ أنعامٍ مؤبّلةٍ             لدى صَلِيبٍ على الزوراء منصوبِ «1»

و أما الأصل الآخر فالصَّليب، و هو وَدَك العَظْم. يقال اصطَلَب الرجُل، إذا جَمَع العظامَ فاستخرج وَدَكها ليأْتدِم به. و أنشد:
و باتَ شَيخ العيال يصطلبُ «2»
قالوا: و سمِّىَ المصلوبُ بذلك كأنَّ السِّمَن يجرى على وجهه «3». [و الصليب:
المصلوب‏]، ثمَّ سمِّى الشى‏ء الذى يُصلَب عليه صَليباً على المجاورة و ثوب مُصَلَّبٌ، إذا كان عليه نقشُ صَليب. و
فى الحديث فى الثوب المصلَّب، أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم «كان إذا رآه فى ثوبٍ قَضَبه».
أى قَطَعَه. فأمَّا الذى يقال، إنَّ الصَّولبَ البَذْر يُنْثَر على وجه الأرض ثم يُكرَبُ عليه، فمن الكلام المولّد الذى لا أصلَ له.
صلت‏
الصاد و اللام و التاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على بروزِ الشى‏ء و وضوحه. من ذلك الصُّلُت، و هو الجبين الواضح؛ يقال صَلْت الجبين، يُمدَح بذلك. قال كُثَيِّر:
صَلْت الجبين إذا تبَّسم ضاحكاً             غلِقَتْ لضَحْكَتِه رقابُ المالِ‏

و هذا مأخوذٌ من السَّيف الصَّلْت و الإصليت، و هو الصَّقيل. يقال: أصْلَتَ فلانٌ سيفَه، إذا شامهُ من قِرابِه.
__________________________________________________
 (1) ديوان النابغة 11.
 (2) للكميت الأسدى، فى اللسان (صلب 16) و إصلاح المنطق 46. و صدره:
و احتل برك الشتاء منزله.

 (3) فى المجمل: «لأن ماء السمن يجرى فيه».

302
معجم مقاييس اللغة3

صلت ص 302

و من الباب الصُّلت «1» و هو السّكّين، و جمعه أصلات و يقال: ضَرَبه بالسيف صَلْتاً و صُلْتاً. و من الباب: الحمار الصَّلَتان، كأنه إذا عدا انصلت، أى تبرَّز و ظَهَر. و من الباب قولهم: جاء بمرَق يَصْلِت، إذا كان قليلَ الدَّسَم كثيرَ الماء. و إنّما قيل ذلك لبُروز مائه و ظُهوره، من قلَّة الدَّسَم على وجهه.
صلج‏
الصاد و اللام و الجيم ليس بشى‏ءٍ، لقلّة ائتلاف الصاد مع الجيم. و حكيت فيه كلماتٌ لا أصل لها فى قديم كلام العرب. من ذلك الصَّولَج، و هى فيما زعموا الفضَّة الجيدة. يقال هذه فضَّةٌ صوْلج. و منه الصَّولَجان. و يقال الأصلج: الأملس الشَّديد. و كلُّ ذلك لا معنى له.
صلح‏
الصاد و اللام و الحاء أصلٌ واحدٌ يدل على خِلاف الفَساد.
يقال صلُح الشّى‏ءُ يصلُح صلاحاً. و يقال صَلَح بفتح اللام. و حكى ابنُ السكّيت صلَح و صلُح. و يقال صَلَح صُلوحا. قال:
و كيف بأَطْرافى إذا ما شتمتَنى             و ما بعد شَتْم الوالدَينِ صُلوحُ «2»

و قال بعض أهل العلم: إنّ مكة تسمَّى صَلاحاً «3»
صلخ‏
الصاد و اللام و الخاء فيه كلمة واحدة. يقال إنّ الأصلَخَ الأصمّ.
قال سَلَمة: قال الفرّاء: «كان الكميتُ أصمَّ أصْلَخَ».
صلد
الصاد و اللام و الدال أصلٌ واحدٌ صحيح، يدلُّ على صلابةٍ و يُبْس. من ذلك الحجر الصَّلْد، و هو الصُّلْب. ثم يُحمَل [عليه‏] قولُهم: صَلِدَ
__________________________________________________
 (1) يقال بفتح الصاد و ضمها.
 (2) إصلاح المنطق 124. و قال: و أطرافه: أبواه و إخوته و أعمامه و كل قريب له محرم».
و فى اللسان (صلح): «بإطراقى»، تحريف. و سيأتى فى (طرف).
 (3) و يقال أيضا: «صلاح» كقطام.

303
معجم مقاييس اللغة3

صلد ص 303

الزّندُ، إذا لم يُخرِج نارَه. و أصْلَدته أنا. و منه الرّأْس الصَّلْد الذى لا يُنبِت شعراً، كالأرض التى لا تنبت شيئاً. قال رؤبة:
برّاقَ أصلادِ الجبينِ الأجلهِ «1»
و يقال للبخيل أصْلَد، فهو إمّا من المكان الذى لا يُنبت، أو الزَّنْد الذى لا يُورِى. و يقال ناقةٌ صلودٌ، أى بكِيئَةٌ قليلة اللّبَن غليظةُ جلدِ الضَّرع. و منه الفَرسُ الصَّلُود، و هو الذى لا يَعرَق. فإِذا نُتِجت النّاقةُ و لم يكن لها لبنٌ قيل ناقة مصلادٌ.
صلع‏
الصاد و اللام و العين أصلٌ صحيح يدلُّ على ملاسةٍ. من ذلك الصَّلَع فى الرّأْس، و أصله مأخوذٌ من الصُّلَّاع، و هو العريض من الصَّخر الأملس، الواحد صُلَّاعة. و جبلٌ [صليع «2»]: أملس لا ينبت شيئاً. قال عمرو ابن معديكرب:
[و زحفُ كتيبةٍ للقاء أخرى             كأنّ زهاءَها رأسٌ صليع «3»]

و يقال للعُرفُطةِ إذا سقطت رءوسُ أغصانِها: صَلعاء. و تسمَّى الداهية صلعاء، أى بارزة ظاهرة لا يَخفَى أمرُها. و الصَّلْعة «4»: موضع الصَّلَع من الرّأْس. و الصَّلعاء من الرمال: مالا يُنبِتُ شيئاً مِن نَجْم و لا شجر. و يقال* لجنسٍ من الحيات:
الأُصَيْلِع، و هو مثل الذى جاء
فى الحديث: «يجى‏ء كنْزُ أحدهم يومَ القيامة
__________________________________________________
 (1) قبله فى ديوانه 165 و اللسان (جله):
لما رأتنى خلق المموه.

 (2) التكملة من جمهرة ابن دريد (3: 77).
 (3) البيت ساقط من الأصل، و ليس فى المجمل. و إثباته من الجمهرة فى الموضع السالف. و فى الأصمعيات 44: «و سوق كتيبة دلفت لأخرى».
 (4) تقال بالتحريك، و بالضم أيضا.

304
معجم مقاييس اللغة3

صلع ص 304

شجاعاً أفْرَع «1»».
و يريد بذلك الذى انمارَ «2» شعَرَ رأسه، لكثرة سِمَنه.
قال الشاعر:
قَرَى السُّمَّ حتَّى انمارَ فروةُ رأسِهِ             عن العظم صِلٌّ فاتكُ اللَّسْعِ ماردُ «3»

صلغ‏
الصاد و اللام و الغين ليس بأصلٍ؛ لأنّه من باب الإِبدال.
يقال للذى تَمَّ سِنُّه من الضّأن فى السّنَة الخامسة: صالغ. و قد صَلَغ صُلُوغاً.
صلف‏
الصاد و اللام و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على شِدّةٍ و كَزازة. من ذلك الصَّلَف، و هو قِلّة نَزَلِ الطَّعام «4». و يقولون فى الأمثال:
 «صَلَفٌ تحتَ الرّاعِدة»، يقال ذلك لمن يُكثِر كلامه و يَمدح نفسَه و لا خير عنده.
و من الباب: قولهم: صَلِفت المرأةُ عند زوجها، إذا لم تَحْظَ عنده. و هى بيِّنة الصَّلَف. قال:
و آبَ إليها الحزْنُ و الصَّلَفُ «5»

__________________________________________________
 (1) سبق الحديث فى مادة (شجع) ص 348.
 (2) فى الأصل: «انماز» فى هذا الموضع و البيت التالى، تحريف. و انمار الشعر: انتتف.
 (3) قرى السم: جمعه. و فى الأصل: «ترى»، تحريف.
 (4) النزل، بالتحريك و بالضم: البركة. و فى الأصل: «ترك الطعام» تحريف، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (5) من بيت للأعشى، و هو بتمامه كما فى الديوان 210 و الجمهرة (3: 81):
إذا آب جارتها الحسناء قيمها             ركضا و آب إليها الحزن و الصلف‏
و يروى: «الثكل و التلف».

305
معجم مقاييس اللغة3

صلف ص 305

قال الشيبانىّ: يقال للمرأة: أصلَفَ اللَّهُ رُفْغَها «1». و ذلك أن يبغّضَها إلى زوجها.
و الأصل فى هذا الباب قولهم للأرض الصُّلْبة صَلْفاء، و للمكان الصُّلب أصلف.
و الصَّلِيف «2»: عُرْض العُنُق، و هو صلْبٌ. و الصَّلِيفان: عُودانِ يعترضان على الغَبيط ثُشَدُّ بهما المَحامل. قال:
أقبُّ كأنَّ هادِيَه الصَّليفُ «3»
فأمّا الرّجل الصَّلِف فهو من هذا، و هو من الكَزازة و قِلّة الخير. و كان الخليل يقول: الصَّلف مجاوزة قدر الظَّرف، و الادِّعاءُ فوق ذلك.
صلق‏
الصاد و اللام و القاف أصلٌ واحد يدلُّ على صيحةٍ بقوّة و صَدمةٍ و ما أشبَهَ ذلك. فالصَّلْق: الصوت الشَّديد.
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «ليس مِنَّا مَن صَلَق أو حَلَق».
يريد شدّة الصِّياح عند المصيبةِ تَنزِل. و الصَّلَّاق و المِصلاق: الشديد الصوت. و الصَّلْقة: الصَّدْمة و الوقعة المُنكَرة. قال لبيد:
فصَلَقْنا فى مُرادٍ صَلْقةً             و صُداءٍ ألحقتهم بالثَّلَلْ «4»

قال الكسائىّ: الصَّلْقة الصِّياح، و قد أصلَقُوا إصلاقاً. و احتجّ بهذا البيت.
__________________________________________________
 (1) الرفغ، بالضم: واحد الأرفاغ، و هى المغابن من الآباط و أصول الفخذين. و فى الأصل:
 «رفعها» تحريف. و فى المجمل و اللسان: «رفغك».
 (2) بدلها فى الأصل: «و هو»، و أثبت ما فى المجمل و اللسان.
 (3) صدره فى تاج العروس:
و يحمل بزه فى كل هيجا.

 (4) سبق البيت و تخريجه فى (1: 369).

306
معجم مقاييس اللغة3

صلق ص 306

و قال أبو زيد: صَلَقَه بالعصا: ضرَبَه. و الصَّلْق: صَدم الخَيل فى الغارة. و يقال صَلَق بنو فلانٍ بنى فلان، إذا أوقعوا بهم فقتلوهم قتلًا ذَريعا. و يقال تصلَّقت الحاملُ، إذا أخذها الطَّلْق فألقت بنفسها [على‏] جَنْبَيْها «1» مرَّةً كذا و مرَّة كذا. و الفحل يُصْلِق بنا به إصلاقاً، و ذلك صَريفُه. و الصَّلَقات: أنياب الإبل التى تَصلِق. قال:
لم تَبكِ حولك نِيبُها و تقاذفَتْ             صَلَقاتُها كَمنابتِ الأشجارِ «2»

فأمّا القاع المستدير فيقال له الصَّلَق، و ليس هو من هذا، لأنّه من باب الإِبدال و فيه يقال السَّلَق، و قد مضى ذِكره. و ينشد بيت أبى دؤاد بالسين و الصاد:
تَرى فاه إذا أقب             ل مثل الصَّلَقِ الجَدْبِ «3»

و لا أنكر أن يكون هذا البابُ كلُّه محمولًا على الإبدال. فأمّا الصَّلائق فيقال هو الخبز الرّقيق، الواحدة صليقة، فقد يقال بالراء الصريقة، و يقال بالسين السَّلائق.
و لعلَّه من المولّد.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «جبينها»، و تصحيحها و التكملة قبلها من المجمل و اللسان.
 (2) فى الأصل: «لمنابت الأشجار»، صوابه من اللسان (صلق).
 (3) البيت مع قرين له فى اللسان (صلق).

307
معجم مقاييس اللغة3

باب الصاد و الميم و ما يثلثهما ص 308

باب الصاد و الميم و ما يثلثهما
صمى‏
الصاد و الميم و الحرف المعتلّ أصلٌ واحدٌ يدلُّ على السُّرعة فى الشى‏ء. يقال للرَّجُل المبادِر إلى القتال شَجاعةً: هو صَمَيانٌ. و هو من الصَّمَيان و هو الوثْب و التقلُّب. و يقال انصمى الطائر، إذا انقضَّ. و يقال أصمى الفَرسُ، إِذا مضى على وجْهه عاضًّا على لجامه.
و من الباب: رمى الرَّجُل الصّيدَ فأصمى، إذا قتله مكانه، و هو خلاف أنْمَى.
صمت‏
الصاد و الميم و التاء أصلٌ واحد يدلُّ على إبهام و إغلاق.
من ذلك صَمَت الرّجُل، إذا سكَتَ، و أَصْمَت أيضاً. و منه قولهم: «لقيتُ فلانا ببلدة إِصْمِتَ»، و هي القَفر التى لا أحدَ بها، كأنها صامتةٌ ليس بها ناطق. و يقال:
 «ما له صامتٌ و لا ناطق». فالصَّامت: الذّهب و الفِضّة. و النَّاطق: الإِبل و الغنَم و الخيل. و الصَّمُوت: الدِّرْع* الليِّنة التى إذا صَبَّها «1» الرَّجُل على نفسه لم يُسمَع لها صوت. قال:
و كلِّ صموتٍ نثرةٍ تُبّعيَّةٍ             و نسج سْليمٍ كل قَضَّاءَ ذائلِ «2»

و بابٌ مُصْمَت: قد أُبْهِم إغلاقه. و الصامت من اللبن: الخاثر؛ و سمِّى بذلك لأنه إذا كان كذا فأفرغ فى إناءٍ لم يُسمع له صوت. و يقال: بِتُّ على صِمات ذاكَ، أى على قَصْده. فيمكن أن يكون شاذًّا، و يمكن أن يكون من الإِبدال، كأنّه مأخوذٌ من السَّمْت، و هى الطَّريقة. قال:
__________________________________________________
 (1) صبها، أى لبسها. و فى الأصل: «صلبها»، تحريف. و فى المجمل: «إذا صبت».
 (2) البيت للنابغة فى ديوانه 64 و اللسان (صمت). و رواية الديوان و اللسان: «نثلة» و هما سيان.

308
معجم مقاييس اللغة3

صمت ص 308

و حاجةٍ بتُّ على صِمَاتِها «1»             أتيتُها وَحْدِىَ من مَأْتاتها

و يقال: رمَاه بصِماتِهِ، أى بما أصمته. و أعطى الصَّبىَّ صُمْتَةً، أى ما يسكّنه.
صمج‏
الصاد و الميم و الجيم ليس بشى‏ء، على أنَّهم يقولون:
الصَّمَج: القناديل، الواحدة صَمَجة. و ينشدون:
و النَّجم مثل الصَّمَج الرُّوميَّاتْ «2»
صمح‏
الصاد و الميم و الحاء أُصَيلٌ يدلُّ على قوّةٍ فى الشى‏ء، أو طُول.
يقال الصَّمَحْمَح: الطَّويل. و يقولون إنّ الصُّمَاح الكىّ. و الصُّمَاح: النَّتن و الصِّمحاءَةُ: المكان الخَشن.
صمخ‏
الصاد و الميم و الخاء أصلٌ واحد و كلمة واحدة، و هو الصِّماخ: خَرْق الأُذُن. يقال صَمَخْتُه، إذا ضربتَ صِماخَه.
صمد
الصاد و الميم و الدال أصلان: أحدهما القَصْد، و الآخَر الصَّلابة فى الشَّى‏ء.
فالأوَّل: الصَّمْد: القصد. يقال صَمَدتُه صَمْداً. و فلان مُصَمَّدٌ، إذا كان سيِّداً يُقصَد إليه فى الأمور. و صَمَدٌ أيضاً. و اللَّه جلّ ثناؤه الصَّمد؛ لأنه يَصْمِد إليه عبادُه بالدُّعاء و الطَّلَب. قال فى الصَّمَد «3»:
__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (صمت 361).
 (2) البيت للشماخ، كما فى اللسان (صمج). و فى ديوانه 103 أرجوزة البيت و ليس فيها البيت.
 (3) بدله فى المجمل: «أنشدنى أبى رحمه اللّه».

309
معجم مقاييس اللغة3

صمد ص 309

علوتُه بحُسامٍ ثم قلتُ له             خذْها حُذَيفُ فأنت السيِّد الصّمَدُ «1»

و قال فى المصَمَّد طرَفَة:
و إنْ يلتقِى الحىُّ الجميعُ تُلاقِنِى             إِلى ذِروة البيت الرَّفيع المصمَّدِ «2»

و الأصل الآخر الصَّمْد، و هو كلُّ مكان صُلْب. قال أبو النَّجم:
يغادِرُ الصَّمْدَ كظَهْر الأجزَلِ «3»
صمر
الصاد و الميم و الراء، قال ابن دريد «4»: فعلٌ ممات، و هو أصل بناء الصَّمير. يقال رجل صَمِير: يابس اللَّحم على العِظام.
و يقال الصَّمْر: النَّتْن. و يقال المتصمِّر: المتشمِّس. و يقولون: لقيتُه بالصُّمَير، أى وقتَ غُروب الشّمس. و فى كلِّ ذلك نظَر.
صمع‏
الصاد و الميم و العين أصلٌ واحد، يدلُّ على لطافةٍ فى الشَّى‏ء و تضامٍّ. قال الخليلُ و غيره: كلُّ منضمٍّ فهو متصمِّع. قال: و من ذلك اشتقاق الصَّومعة. و من ذلك الصَّمع فى الأذُنَين. يقال هو أصمعُ، إذا كان ألصق «5» الأذنين. و يقال: قلبٌ أصمع، أى لطيف ذكىّ. و يقال للبُهمَى إِذا ارتفعت و لم تتفَقأ: صَمْعاء. و ذلك أنَّها [إذا] كانت كذا كانت منْضَمَّةً لطيفة. و إذا تلطَّخ الشَّى‏ءُ بالشى‏ء فتجمَّعَ كريش السَّهم فهو متصمِّع. قال:
__________________________________________________
 (1) أنشده فى اللسان (صمد) بدون نسبة.
 (2) البيت من معلقته المشهورة.
 (3) أنشده فى اللسان (صمد، جزل). و قد سبق فى (جزل) حيث نبهت على أن صواب روايته: «تغادر» بالتاء. و يؤيد هذا الصواب أيضا أنها رويت بالتاء فى «أم الرجز» المنشورة فى مجلة المجمع العلمى العربى بدمشق فى العدد 8 سنة 1347.
 (4) فى الجمهرة (2: 359).
 (5) كذا وردت هذه التكملة. و فى المجمل: «الأصمع: اللاصق الأذنين».

310
معجم مقاييس اللغة3

صمع ص 310

فرمَى فأنفَذَ من نَحُوصٍ عائطٍ             سبماً فخرّ و ريشُه متصمِّعُ «1»

أى متلطّخ بالدّم منْضمّ. و الكلاب صُمْعُ الكعوب، أى صِغارُها و لِطافُها.
فقال النابغة.
صُمْعُ الكُعوبِ بريئاتٌ من الحَردِ «2»
صمغ‏
الصاد و الميم و الغين كلمةٌ واحدة، هى الصَّمغ «3».
صمك‏
الصاد و الميم و الكاف أُصَيلٌ يدلُّ على قوةٍ و شدة. من ذلك الصمكْمَك، و هو القوىّ. و كذلك الصَّمكُوك: الشَّى‏ء الشديد. و الصَّمكيك:
كلُّ شى‏ءٍ لزِج كالُّلبان و نحوِه. و يقال اصْماكَّ الرّجلُ، إذا تغضّبَ «4». و هو ذاك القياس. و اصماكّ اللّبنُ، إذا خثُر حتَّى يشتدّ فيصير كالجبْن.
صمل‏
الصاد و الميم و اللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على شِدّة و صلابة.
يقال صَمَل الشى‏ء صُمُولًا، إذا صلُب و اشتدَّ. و رجل صُمُلٌّ: شديد البَضْعة.
و كان الخليل يقول: لا يقال ذلك إلّا للمجتمع السنّ. و اصمأَلَّ النَّباتُ، إذا قوِى و التفّ. و الصّامل من كلِّ شى‏ءٍ: اليابس و صَمَل الشّجر، إذا لم يجد رِيًّا فخُشن. و يقال صَمَله بالعصا، إذا ضَرَبه. و اللَّه أعلم بالصَّواب.
__________________________________________________
 (1) لأبى ذؤيب الهذلى فى ديوانه 8 و المفضليات (2: 225) و اللسان (صمع).
 (2) صدره كما فى الديوان 19 و اللسان (صمع):
فبثهن عليه و استمر به.

 (3) الصمغ، بسكون الميم، و قد ثفتح.
 (4) فى الأصل: «تغضت»، صوابه فى المجمل.

311
معجم مقاييس اللغة3

باب الصاد و النون و ما يثلثهما ص 312

باب الصاد و النون و ما يثلثهما
صنو
الصاد و النون و الحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على تقارُب بين شيئين، قرابةً أو مسافة. من ذلك الصِّنو: الشَّقيق. و عمُّ الرّجل صِنوُ أبيه. و قال الخليل، يقال فلانٌ صِنْوُ فلانٍ، إذا كان أخاه و شقيقَه لأمِّه و أبيه. و الأصل فى ذلك النَّخْلتانِ تخرجان «1» من أصلٍ واحد، فكلُّ واحدة منهما على حيالها صِنوٌ، و الجمع صِنوانٌ. قال اللَّه تعالى: وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ‏
. قال أبو زيد: ركِيَّتانِ صِنْوانِ، و هما المتقاربتان حتى لا يكونَ بينهما من تقارُبهما حَوْض.
و مما شذَّ عن هذا الأصل الصِّنْو: مثل الرّدْهَة تُحفَر فى الأرض، و تصغيره صُنَىٌّ. قالت ليلى:
أنابِغَ لم تَنْبَغْ و لم تكُ أوَّلَا             و كنْتَ صُنَيًّا بين صُدَّيْن مَجْهَلا «2»

صند
الصاد و النون و الدال أصلٌ صحيح، يدلُّ على عظم قدْر و عظم جِسْم. من ذلك الصِّندِيد، و هو السَّيِّد الشَّريف، و الجمع صناديد. و يقال صناديد البَرْدِ: باباتٌ منه ضِخام. و غيثٌ صِنديدٌ: عظيم القَطْر و يقال للدَّواهِى الكبارِ صناديد. و
يروى عن الحسن فى دعائه: «نَعوذُ بك من صناديد القَدَر».
أى دواهِيه.
صنر
الصاد و النون و الراء ليس بأصلٍ، و لا فيه ما يعوَّل عليه‏
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «تخرج».
 (2) أنشده فى اللسان (صنا). تقوله للنابغة الجعدى.

312
معجم مقاييس اللغة3

صنر ص 312

لقلَّة الرّاء مع النون. على أنَّهم يقولون الصِّنَارة بلغة اليمن: الأذُن. و الصِّنَارة:
حديدةٌ فى المِغْزل مُعَقفَّةَ. و ليس بشى‏ء.
صنع‏
الصاد و النون و العين أصلٌ صحيح واحد، و هو عملُ الشى‏ء صُنْعاً. و امرأة صَنَاعٌ و رجلٌ صَنَعٌ، إذا كانا حاذقَين فيما يصنعانه. قال:
خَرقاء بالخيرِ لا تَهْدِى لوِجْهَتِه             و هى صَنَاعُ الأذَى فى الأهل و الجارِ

و الصَّنِيعة: ما اصطنعتَه مِن خير. و التصنُّع: حُسن السَّمْت. و فرسٌ صَنِيعٌ:
صَنَعَه أهلُه بحُسْن القِيام عليه. و المَصانع: ما يُصنَع من بئرٍ و غيرِها للسَّقى.
و من الباب: المُصانَعة، و هى كالرِّشْوة.
و ممّا شذّ عن هذا الأصل الصِّنْع، يقال إِنّه السَّفُّود. و قال المَرّار «1»:
صنف‏
الصاد و النون و الفاء أصلٌ صحيح مطّرد فى معنيين، أحدهما الطّائفة من الشَّى‏ء، و الآخر تمييز الأشياء بعضها عن بعض.
فالأوَّل الصِّنْف، قال الخليل: الصِّنْف طائفةٌ من كلِّ شى‏ء. و هذا صِنفٌ من الأصناف أىْ نوع. فأمّا صنفة الثَّوب «2» فقال قوم: هى حاشيتُه. و قال آخرون:
بل هى النّاحية ذات الهُدْب.
و الأصل الآخَر، قال الخليل: التَّصنيف: تمييز الأشياءِ بعضها عن بعض.
__________________________________________________
 (1) كذا ورد الكلام مبتورا. و فى المجمل: «و الصنع فى شعر المرار السفود». و لم أجد.
شاهدا إلا قول الشاعر فى اللسان (صنع):
صنع اليدين بحيث يكوى الأصيد.

 (2) يقال صنفة، بفتح فكسر، و بكسر فسكون.

313
معجم مقاييس اللغة3

صنف ص 313

و لعلَّ تصنيف الكتاب من هذا. و النريب المصنَّف من هذا، كأنّه مُيِّزَت أبوابُه فجُعِل لكلِّ بابٍ حَيِّزُه. فأمَّا أصله فى لغة العرب فمن قولهم صَنّفَت الشّجرةُ، إذا أخرجت ورقَها. قال ابن قَيسِ الرُّقيّات:
سَقْياً لحُلْوَانَ ذى الكُروم و ما             صَنَّفَ من تينه و من عِنَبِه «1»

صنق‏
الصاد و النون و القاف كلمة إن صحّت. يقولون إنّ الصَّنَق:
الذَّفر. و حكى بعضُهم: أصنَقَ الرجلُ فى ما له، إذا أحسَنَ القيامَ عليه.
صنم‏
الصاد و النون و الميم كلمةٌ واحدة لا فرعَ لها، و هى الصَّنَم.
و كان شيئاً يُتَّخَذ من خشبٍ أو فضّة أو نُحاسٍ فيُعبَد.
صنج‏
الصاد و النون و الجيم ليس بشى‏ء. و الصَّنْج دَخِيل.
باب الصاد و الهاء و ما يثلثهما
صهو
الصاد و الهاء و الحرف المعتلّ أُصَيْلٌ يدلُّ على علوّ. من ذلك الصَّهْوة، و هو مَقعد الفارس مِن ظَهْر الفَرَس. و الصَّهَوات: أعالى الرَّوَابِى، ربما اتُّخِذَت فوقها بُرُوج، الواحدة صَهْوَة. و قال الشيبانى: الصِّهاء: مناقع الماء الواحد صهوة. و هذا و إن كان صحيحاً فإنّ القياسَ أن يكون مناقِعَ فى أماكنَ عالية.
و من الباب أن يصيب الإنسان جُرْجٌ ثم يَنْدَى دائماً، فيقال صَهِىَ يَصْهَى، و هو ذلك القياس؛ لأنّه ندًى يعلو الجُرح.
__________________________________________________
 (1) ديوان ابن قيس الرقيات 82 و اللسان (صنف).

314
معجم مقاييس اللغة3

صهر ص 315

صهر
الصاد* و الهاء و الراء أصلان: أحدهما يدلُّ على قُربَى، و الآخر على إذابة شى‏ء.
فالأوّل الصِّهْر، و هو الخَتَن. قال الخليل: لا يقال لأهل بيت الرجل إلّا أَخْتَانٌ، و لا لأهل بيت المرأة إِلّا أصهار. و من العرب من يجعلهم أصهاراً كلَّهُم.
قال ابن الأعرابىّ: الإصهار: التَّحَرُّم بجِوارٍ أو نَسَب أو تَزَوُّج. و فى كلِّ ذلك يُتأَوَّل قولُ القائل:
قَود الجياد و إِصهارُ الملوك و صَب             رٌ فى مواطنَ لو كانوا بها سئموا «1»

و الأصل الآخر: إِذابة الشَّى‏ء. يقال صَهَرْتُ الشَّحمةَ. و الصُّهارة: ما ذاب منها. و اصطهرتُ الشَّحمة. قال:
و كنتَ إذا الوِلدانُ حَانَ صهيرُهم             صَهَرَت فلم يَصْهَرْ كصهرِكَ صاهرُ «2»

يقال صَهَرته الشّمسُ، كأنّها أذابته. يقال ذلك للحِرباء إِذا تلألأ ظَهْرُه من شدّة الحرّ. و يقال إنّهم يقولون: لأصْهَرنَّه بيمينٍ مُرَّة. كأنه قال:
لأُذِيبَنَّه.
صهد
الصاد و الدال و الهاء بناءٌ صحيح يدلُّ على ما يقارب البابَ الذى قبله. يقولون: صَهَدَته الشّمس مثل صَهَرته الشَّمس. ثم يقال على الجِوار
__________________________________________________
 (1) البيت لزهير فى ديوانه 161 و اللسان (صهر). و قبله:
فضله فوق أقوام و مجده             مالن ينالوا و إن جادوا و إن كرموا.
 (2) أنشده فى المجمل أيضا.

315
معجم مقاييس اللغة3

صهد ص 315

للسَّراب الجارى صَيْهَد. قال الهذلىُّ «1» فى صيهد الحَرِّ:
و ذكّرها فَيْحُ نَجْمِ الفُرو             عِ من صَيْهدِ الصَّيْفِ بَرْدَ الشَّمالِ «2»

صهب‏
الصاد و الهاء و الباء بناءٌ صحيح، و هو لونٌ من الألوان.
من ذلك الصُّهْبَة: حُمرةٌ فى الشَّعر. يقال رجلٌ أصهب. و الصَّهباء: الخمْر؛ لأنّ لونَها شبيهٌ بهذا. و المُصَهَّب من اللحم: ما اختلطت حُمرتُه ببياض الشَّحم و هو يابس. و أمّا الصُّخور فيقال لها الصَّياهِب، فممكنٌ أن يكون ذلك اللَّون، و يمكن أن يكون لشدتها، أو يكون من الصَّيْخَد و يصير من باب الإبدال. و يقولون لليوم الشَّديد البرد: أصهب، و ذلك لما يعلو الأرض من الألوان.
صهل‏
الصاد و الهاء و اللام أصلٌ صحيح، و فروعه قليلة، و لعلّه ليس فيه إِلّا صَهَل الفرس، و فرسٌ صَهَّال.
صهم‏
الصاد و الهاء و الميم أصلٌ صحيح قليل الفروع، لكنَّهم يقولون: الصِّهْميم: السيّئ الخُلق من الإبل، و يشبِّهون به الرّجُلَ الذى لا يثبت على رأىٍ واحد. و اللَّه أعلم.
__________________________________________________
 (1) هو أمية بن أبى عائذ الهذلى. و قصيدته فى شرح السكرى للهذليين 180 و نسخة الشنقيطى 79.
 (2) فى اللسان (صهر): «فأوردها فيج». و أنشده فى (فرع) بروايتنا هذه و قال: «هى فروع الجوزاء بالعين، هو أشد ما يكون من الحر. فإذا جاءت الفروغ بالغين، و هى من نجوم الدلو، كان الزمان حينئذ بارداً و لا فيح يومئذ».

316
معجم مقاييس اللغة3

باب الصاد و الواو و ما يثلثهما ص 317

باب الصاد و الواو و ما يثلثهما
صوى‏
الصاد و الواو و الياء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شدّةٍ و صَلابة و يُبْس. عن ابن دريد «1»: «صَوَى الشى‏ء، إِذا يَبِس، فهو صاو. و يقال صوِىَ يَصوَى». و الصَّوَّانُ: حجارةٌ فيها صلابة. و ربَّما استُعِير من هذا و حُمِل عليه فقيل صَوَّيْت لإبلى فَحْلًا، إذا اخترتَه لها. و لا يكون الاختيارُ وحدَه تصويَةً، لكن يُصنَع لذلك حتَّى يقوَى و يصلُب. قال:
صَوَّى لهاذا كِدْنَةٍ جُلْذيَّا «2»
و هذا مشتقٌّ من التَّصوية فى الشتاء، و ذلك أن يُيَبَّس أخلافُ الشَّاة ليكون أسمَنَ لها. يقال صوّاها أصحابُها.
و من الباب الصُّوَى، و هى الأعلام من الحجارة. و قول من قال إنّها مُخْتَلَف الرِّياح فالأعلام لا تكون إلّا كذا. قال:
وهبَّتْ له ريحٌ بمختلَف الصُّوى «3»

صوب‏
الصاد و الواو و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ على نزولِ شى‏ءٍ و استقرارِه قَرَارَه. من ذلك الصَّوَابُ فى القول و الفعل، كأنَّه أمرٌ نازلٌ مستقِرٌّ قرارَه. و هو خلاف الخطأ. و منه الصَّوْب، و هو نزول المطر. و النازل صَوٌ
__________________________________________________
 (1) الجمهرة (3: 91).
 (2) الكدنة، بضم الكاف و كسرها. و البيت للفقعسى، كما فى اللسان (صوى). و أنشده فى (جلذ) بدون نسبة.
 (3) لامرئ القيس. و عجزه فى الديوان 54 و اللسان (ضوى):
صبا و شمال فى منازل قفال.


 

317
معجم مقاييس اللغة3

صوب ص 317

أيضاً. و الدّليلُ على صحّة هذا القياس تسميتُهم للصَّواب صَوْباً. قال الشاعر «1»:
ذَرِينى إنّما خطئى و صَوبِى             علىَّ و إِنما أنفقتُ مالِى «2»

و يقال الصَّيِّب السّحاب ذو الصَّوْب. قال اللَّه تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ. و الصّوْب: النُّزول. قال:
فَلَسْتَ لأنسىٍ و لكن لمْلأَكٍ             تَنَزَّلَ من جوِّ السَّماءِ يَصوبُ «3»

و يقال للأمر إِذا استقرَّ قرارَه على الكلام الجارى مَجرى الأمثال:
 «قد صابت بِقُرّ». قال طرَفة:
سادراً* أحسَبُ غَيِّى رشَداً             فتناهيتُ و قد صابَت بِقُرّ «4»

و التَّصويب: حَدَب فى حَدور، لا يكون إلّا كذا. فأمّا الصُّيَّابة فالخِيار من كلِّ شى‏ء، كأنه من الصَّوب، و هو خالصُ ماءِ السَّحاب، فكأنَّها مشتقّةٌ من ذلك.
صوت‏
الصاد و الواو و التاء أصلٌ صحيح، و هو الصَّوت، و هو جنسٌ لكلِّ ما وقَرَ فى أذُن السَّامع. يقال هذا صوتُ زَيد. و رجل صيِّت،
__________________________________________________
 (1) هو أوس بن غلفاء، كما فى اللسان (صوب).
 (2) كذا ورد إنشاده. و صوابه: «و إن ما أهلكت مال»، بالقافية المرفوعة الروى. و قبله كما فى اللسان:
ألا قالت أمامة يوم غول             تقطع بابن غلفاء الحبال.
 (3) قال ابن برى: «البيت لرجل من عبد القيس يمدح النعمان. و قيل هو لأبى و جزة يمدح عبد اللّه بن الزبير، و قيل هو لعلقمة بن عبدة».
 (4) ديوان طرفة 75.
                       

318
معجم مقاييس اللغة3

صوت ص 318

إذا كان شديدَ الصَّوت؛ و صائتٌ إذا صاحَ. فأمّا قولهم: [دُعىَ «1»] فانصات «2»، فهو من ذلك أيضاً، كأنه صُوِّتَ به فانفَعل من الصَّوت، و ذلك إذا أجاب. و الصِّيت: الذِّكر الحسَن فى النَّاس. يقال ذهب صِيتُه.
صوح‏
الصاد و الواو و الحاء أُصَيْلٌ يدلُّ على انتشارٍ فى شى‏ء بعد يُبْس. من ذلك تصوَّحَ البقلُ، و ذلك إذا هاج و انتثَرَ بعد هَيجه. و صوَّحتْه الرِّيخ، إذا أيبسَتْه و شققَّته و بثَرتْه. قال ذو الرّمة:
و صَوّح البَقْلَ نَآجٌ تجى‏ءُ به             هَيْفٌ يمانيةٌ فى مرّها نَكبُ «3»

و من الباب أنَّهم يسمُّون عَرَق الخيل الصُّوَاح. فإن كان صحيحاً فلا يكون إلّا إذا يَبِس، و يسمُّونه اليبيس يبيس الماء. قال الشاعر فى الصُّواح:
جلبْنَا الخيل دامِيَةً كُلَاها             يُسَنُّ على سنابكها الصُّواحُ «4»

ثم يقال تصوَّح الشعَر، إذا تشقَّق و تناثر.
و مما يجوز أن يُحمَل على هذا القياس الصُّوح: حائط الوادى، و له صُوحانِ.
و إنّما سُمِّى صُوحاً لأنَّه طينٌ يتناثر حتّى يصير ذلك كالحائط.
صور
الصاد و الواو و الراء كلماتٌ كثيرةٌ متباينة الأصول.
و ليس هذا الباب ببابِ قياس و لا اشتقاق. و قد مضى فيما كتبناه مثله «5».
__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل.
 (2) فى الأصل: «و انصاتا»، صوابه من المجمل.
 (3) ديوان ذى الرمة 11 و اللسان (صوح).
 (4) أنشده فى اللسان (صوح) بدون نسبة.
 (5) أى فى تباين أصوله.

319
معجم مقاييس اللغة3

صور ص 319

و مما ينقاس منه قولُهم صِورَ يَصْوَر، إذا مال. و صُرْت الشَّى‏ءَ أَصُورُه، و أصَرْتُه، إذا أمَلته إليك. و يجى‏ء قياسُه تَصَوَّر، لِمَا ضُرِب، كأنَّه مال و سَقط.
فهذا هو المنقاس، و سِوى ذلك فكلُّ كلمةٍ منفردةٌ بنفسها.
من ذلك الصُّورة صُورة كلِّ مخلوق، و الجمع صُوَر، و هى هيئةُ خِلْقته.
و اللَّه تعالى الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ. و يقال: رجل صَيِّرٌ إذا كان جميل الصورة. و من ذلك الصَّور: جماعةُ النَّخْل، و هو الحائش. و لا واحدَ للصَّوْر من لفظه. و من ذلك الصُّوار، و هو القَطيع من البقر، و الجمع صِيران. قال:
فظَلَّ لصِيران الصَّريم غَماغِم             يُدَاعِسُها بالسَّمْهرىِّ المعلَّبِ «1»

و من ذلك الصُّوار، صُوار المِسْك، و قال قوم: هو ريحُه، و قال قوم: هو وعاؤه. و يُنشِدون بيتاً و أخلِقْ به أن يكون مصنوعاً، و الكلمتان صحيحتان:
إذا لاح الصُّوار ذكرتُ ليلَى             و أذكرُها إذا نَفَح الصّوارُ «2»

و من ذلك قولهم: أجِدُ فى رأسى صَوْرة، أى حِكَّة. و من ذلك شى‏ءٌ حكاه الخليل، قال: عصفور صَوَّار، و هو الذى إذا دُعى أجابَ. و هذا لا أحسبه عربيًّا، و يمكن إنْ صحّ أن يكون من الباب الذى ذكرناه أوّلًا؛ لأنه يميل إلى داعِيه. فأمّا شَعَر النّاصية من الفَرَس فإنه يسمى صَوْرا. و هذا يمكن أن يكون على معنى التشبيه بصَوْر النَّخل، و قد ذُكِرَ. قال:
كأنَّ عِرقا مائلًا من صَوْره «3»
و يقال: الصَّارَةُ: أرض ذات شجَر.
__________________________________________________
 (1) البيت لامرئ القيس فى ديوانه 87 و اللسان (غلب) بدون نسبة.
 (2) و كذا أنشده فى المجمل و اللسان بدون نسبة.
 (3) فى اللسان (صور):
كأن جذعا خارجا من صوره             ما بين أذنيه إلى سنوره.

320
معجم مقاييس اللغة3

صوع ص 321

صوع‏
الصاد و الواو و العين أصلٌ صحيح، و له بابان: أحدهما يدلُّ على تفرُّقٍ و تصدُّع، و الآخر إناء.
فالأوّل قولُهم: تصوَّعُوا، إذا تفرَّقوا. قال ذو الرُّمَّة:
تظَلُّ بها الآجال عَنِّى تَصَوَّعُ «1»
و يقال تصوّع شَعَره، إذا تشقق. كذا قال الخليل. و قال أيضاً: تصوَّعَ النَّبْت: هاج. و يقال انصاع القوم سِراعاً: مَرُّوا.
فأمَّا الإِناء فالصَّاع و الصُّوَاع، و هو إناءٌ يشرب به. و قد يكون مكيالٌ من المكاييل صاعاً، و هو من ذات الواو، و سمِّى صاعاً لأنَّه يدور بالمَكِيل.
و يقال إنَّ الكَّمِىَّ يَصُوع بأقرانه صَوْعاً، إذا أتاهم من نَوَاحيهم.
و الرّجل يَصُوع الإِبل.
و من الباب: الصَّاع، و هو بطنٌ من الأرض، فى قوله:
بِكَفَّىْ ماقِطٍ فى صاعِ «2»

و منه صاعُ جؤجُؤِ* النّعامة، و هو موضعُ صَدْرِها إذا وضعَتْه بالأرض.
صوغ‏
الصاد و الواو و الغين أصلٌ صحيح، و هو تهيئة على شى‏ءٍ على مثالٍ مستقيم. من ذلك قولهم: صاغ الْحَلْىَ يصُوغُه صَوغاً. و هما صَوْغان، إذا كان‏
__________________________________________________
 (1) صدره فى الديوان 346:
عسفت اعتساف الصدع كل مهيبة

و فى اللسان (صوع):
عسفت اعتسافا دونها كل مجهل.

 (2) البيت للمسيب بن علس من قصيدة فى المفضليات (1: 60). و هو بتمامه:
مرحت يداها للنجاء كأنما             تكرو بكفى لاعب فى صاع.

321
معجم مقاييس اللغة3

صوغ ص 321

كلُّ واحدٍ منهما على هيئة الآخَر. و يقال للكذّاب: صاغ الكذبَ صَوغاً، إذا اختلقَه. و على هذا تفسير
الحديث: «كِذْبة كذَبَتْها الصَّوَّاغُون».
أراد الذين يَصُوغُون الأحاديثَ و يَختلقونها.
صوف‏
الصاد و الواو و الفاء أصلٌ واحد صحيح، و هو الصُّوف المعروف. و الباب كله يَرجِع إليه. يقال كبش أَصْوَفُ و صَوِفٌ و صائفٌ و صَافٌ، كلُّ هذا أن يكونَ كثيرَ الصُّوف. و يقولون: أخذ بصُوفةِ قَفاه، إذا أَخَذَ بالشَّعَر السائلِ فى نُقْرته. و صُوفةُ: قومٌ كانوا فى الجاهليّة، كَانوا يَخدُمون الكعبة، و يُجِيزون الحاجَّ. و حُكى عن أبى عُبيدةَ أنَّهم أفناءُ القبائل تجمَّعُوا فتشبَّكُوا كما يتشبَّك الصُّوف. قال:
وَ لا يَرِيمُون فى التَّعريفِ مَوقِفَهم             حتَّى يقالَ أَجِيزُوا آلَ صُوفانا «1»

فأما قولهم: صاف عن الشَّرِّ «2»، إذا عَدَل، فهو من باب الإبدال، يقال صَابَ «3» إذا مال. و قد ذُكِر فى بابه.
صول‏
الصاد و الواو و اللام أصلٌ صحيح، يدلُّ على قَهْرٍ و علُوّ.
يقال: صال عليه يَصُول صَولةً، إذا استطال. و صال العَيْر، إذا حَمَل على العانة يَصُول صَوْلًا و صِيالا. و حُكى عن أبى زيد شى‏ءٌ إن صحَّ فهو شاذٌّ. قال: المِصْول هو الذى يُنقَع فيه الحنظلُ لتَذهب مرارتُه.
__________________________________________________
 (1) البيث لأوس بن مغراء السعدى، كما فى اللسان (صوف).
 (2) فى الأصل: «الشعر»، و فى اللسان: «صاف عنى شر فلان، و أصاف اللّه عنى شره».
 (3) فى الأصل: «صاف».

322
معجم مقاييس اللغة3

صوك ص 323

صوك‏
الصاد و الواو و الكاف كلمةٌ واحدة. يقال: لقيتُه أوَّل صَوْكٍ، أى أوّلَ وَهْلة.
صوم‏
الصاد و الواو و الميم أصلٌ يدلُّ على إمساكٍ و ركودٍ فى مكان.
من ذلك صَوم الصَّائم، هو إمساكُه عن مَطعَمِه و مَشربه و سائرِ ما مُنِعَهُ. و يكون الإِمساكُ عن الكلام صوماً، قالوا فى قوله تعالى: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً
 إنّه الإِمساكُ عن الكلامِ و الصّمتُ. و أمَّا الرُّكود فيقال للقائم صائم، قال النابغة:
خيلٌ صيامٌ و خيلٌ غيرُ صائمةٍ             تحتَ العَجَاج و خيلٌ تَعلُك اللُّجُما «1»

و الصَّوم: رُكود الرِّيح. و الصَّوم: استواء الشَّمس انتصافَ النَّهار، كأنَّها ركدت عند تدويمها «2». و كذلك يقال صامَ النَّهارُ. قال امرؤ القيس:
إذا صامَ النّهارُ وَ هَجَّرَا «3»
و مَصَامُ الفَرَس: موقِفه، و كذلك مَصَامَتُه. قال الشَّمّاخ:
إذا ما استاف منها مَصَامَةً «4»

__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (صوم) و ليس فى قصيدته التى على هذا الروى فى ديوانه 65. و سيأتى فى (علك).
 (2) فى الأصل: «نديمها»، تحريف. و تدويمها: دورانها.
 (3) قطعة من بيت لامرئ القيس فى ديوانه 97 و اللسان (صوم). و هو بتمامه.
فدعها و سل الهم عنك بجسرة             ذمول إذا صام النهار و هجرا.

 (4) قطعة من بيت للشماخ فى ديوانه 67. و هو بتمامه:
كروف إذا ما استاف منها مصامة             له من ثرى أبو الهن نشوق.

323
معجم مقاييس اللغة3

صون ص 324

صون‏
الصاد و الواو و النون أصلٌ واحد، و هن كَنٌّ و حفْظ.
من ذلك صُنت الشّى‏ءَ أصونُه صوناً و صِيانة. و الصُّوَان: صِوُان الثَّوب، و هو ما يُصان فيه. فأمَّا قولهم للفرس القائم صائن، فلَعلَّه أن يكون من الإبدال، كأنّه أريد به الصَّائم، ثمّ أبدلت الميم نونا. قال النابغة:
و ما حاولتُما بقِيادِ خيلٍ             بَصونُ الوَردُ فيها و الكُميتُ «1»

و ممَّا شذَّ عن الباب الصَّوَّان، و هى ضربٌ من الحجارة، الواحدةُ صَوَّانة.
باب الصاد و الياء و ما يثلثهما
صيأ
الصاد و الياء و الهمزة. يقال صيَّأت رأسى تصييئاً، إذا بَلَلْتَه.
صيح‏
الصاد و الياء و الحاء أصلٌ صحيح، و هو الصَّوت العالى.
منه الصِّياح، و الواحدة منه صَيْحة. يقال: لقيتُ فلاناً قبلَ كلِّ صَيْحٍ و نَفْر.
فالصَّيْح: الصِّياح. و النَّفْر: التفرُّق. و ممّا يُستعار من هذا قولهم: صاحت الشَّجرةُ، و صاحَ النَّبْت، إذا طال، كأنّه لمّا طالَ و ارتفع جُعِل طولُه كالصِّياح الذى يدلُّ على الصائح. و أمَّا التصيُّح، و هو تشقُّق الخشَب، فالأصل فيه الواو، و هو التصوُّح، و قد مضى. و منه انصاحَ البَرقُ انصياحاً، إذا تصدَّعَ و انشقّ. قال:
مِن بَينِ مُرتَتِقٍ منها و مُنصاحِ «2»

__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (صون)، و ليس فى ديوان النابغة.
 (2) لعبيد بن الأبرص فى ديوانه 77 و اللسان (صيح). و صدره:
و أمست الأرض و القيعان مثرية.

 

324
معجم مقاييس اللغة3

صيخ ص 325

صيخ‏
الصاد و الياء و الخاء كلمةٌ واحدةٌ. يقال أصاخَ يُصيخ، إذا استمع. قال:
إصاخةَ النَّاشد للمُنْشدِ «1»
صيد
الصاد و الياء و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ على معنىً واحد، و هو ركوبُ الشَّى‏ء رأسَه و مُضِيُّه غيرَ ملتفتٍ و لا مائل. من ذلك الصَّيَدُ، و هو أن يكون الإنسانُ ناظراً أمامَه. قال أهلُ اللُّغة: الأصْيَد: المَلِك، و جمعه الصِّيد. قالوا: و سمِّىَ بذلك لقلَّة التفاتِه. و من الناس مَن يكونُ أصيَدَ خِلقةً.
و اشتقاق الصَّيْد من هذا، و ذلك أنّه يمرُّ مرًّا لا يعرِّج، فإذا أُخِذ قيل قد صِيد.
فاشتُقَّ ذلك من اسمه. كما يقال رأَسْت الرّجُلَ، إذا ضربتَ رأسَه؛ و بطَنْتُه، إذا ضربتَ بطنَه. كذلك إذا وقَعْتَ بالصَّيد فأخذتَه قلتَ صِدتُه. و ممّا يدلُّ على صِحّة هذا القياس قولُ ابن السّكّيت إن الصَّيْدانةَ من النِّساء: السيِّئة الخُلقُ.
و سمِّيت بذلك لقلّة التفاتِها. و من الباب: الصَّيدانة: الغُول.
صير
الصاء و الياء و الراء أصلٌ صحيح، و هو المآلُ و المرجِع.
من ذلك صار يصير صَيْراً و صَيرورة. و يقال: أنا على صِيرِ أمرٍ، أى إشرافٍ من قضائه، و ذلك هو الذى يُصار إليه. فأمّا قولُ زهير:
و قد كنت من سَلْمَى سنينَ ثمانياً             على صِيرِ أمرٍ ما يُمِرُّ و ما يَحلُو «2»

__________________________________________________
 (1) للمثقب العبدى، كما فى البيان و التبيين (2: 288) و حواشى الجمهرة (2: 270).
و صدره‏
يصيخ للنبأة أسماعه.

 (2) ديوان زهير 96 و اللسان (صير).

325
معجم مقاييس اللغة3

صير ص 325

فإِنّ صِير الأمر مَصيرُه و عاقبتُه. و الصيِّر «1» كالحظائر يُتخذ للبقر، و الواحدة صيرة، و سمِّيت بذلك لأنّها تَصير إليه. و صَيُّور الأمرِ: آخِره، و سمِّى بذلك لأنه يُصار إليه. و يقال: لا رأْىَ لفلانٍ و لا صَيُّورَ، أى لا شى‏ءَ يَصِيرُ إليه من حزمٍ و لا غيرِه. و تصيَّرَ فلانٌ أباه: إذا نَزَع إليه فى الشَّبه. و سمِّى كذا كأنّه صار إلى أبيه.
و مما شذّ عن الباب الصِّير، و هو الشَّقّ. و
فى الحديث: «مَن نَظَرَ فى صِيرِ بابٍ بغير إذْنٍ فعينُه هَدَر».
فأمّا الصِّير، و هو شى‏ءٌ يقال له الصِّحْناة، فلا أحسبه عربيًّا، و لا أحسب العربَ عرفَتْه. و قد ذكره أهلُ اللُّغة، و لا معنى له.
صيف‏
الصاد و الياء و الفاء أصلان: أحدهما يدلُّ على زمانٍ، و الآخر يدلُّ على مَيْلٍ و عُدول.
فالأوَّل الصَّيف، و هو الزَّمانُ بعد الرَّبيع الآخِر. و يقال للمطر الذى يأتى فيه:
الصَّيِّف. و هذا يومٌ صائف، و ليلةٌ صائفة. و عاملته مُصايفةً، أى زمانَ الصيَّف، كما يقال مُشاهَرَة. و الصَّيفيُّون: أولاد الرّجُل بعد كِبَره. و وَلَدُ فلانٍ صيفيُّون.
قال:
إنّ بَنِىَّ صِبْيَةٌ صيفيُّونْ             أَفْلَحَ مَن كان له رِبْعِيُّونْ «2»

و أمَّا الآخَر فصاف عن الشى‏ء، إذا عَدَلَ عنه. [و صافَ السَّهْمُ عن الهدفِ «3»] يَصِيف صَيْفا، إذا مال. قال أبو زُبَيْد:
__________________________________________________
 (1) يقال صير، بالكسر و بكسر ففتح.
 (2) الرجز لأكثم بن صيفى، أو سعد بن مالك بن ضبيعة. اللسان (صيف).
 (3) التكملة من المجمل.

326
معجم مقاييس اللغة3

صيف ص 326

كلَّ يومٍ ترميه منها برِشْقٍ             فمصيبٌ أوصَافَ غيرَ بعيدِ «1»

فأمّا صائف، فى قول أوس:
تَنَكَّرَ بعدى من أُمَيمةَ صائفُ «2»
فاسمُ موضع.
صيق‏
الصاد و الياء و القاف. يقال فيه إنّ الصَّيْق الغُبار، و قد فتح رؤبةُ ياءَه فقال: «الصَّيَقْ «3»». و يقال إنّ الصِّيق الرِّيحُ المنتنة من الدّوابّ.
صيك‏
الصاد و الياء و الكاف، يقال صاك يَصِيك، إذا لزِم و لضِق. قال الأعشى:
و مثلك مُعْجَبَة بالشَّبا             ب صاكَ العبيرُ بأجسادِها «4»

و قال الخليل: أراد صَئِك فليَّن الهمزة. و يقال صَئِك الدّمُ، إذا جَمَد.
*** و اعلم أنّ الألِف فى هذا الباب مُبدَلةٌ؛ فالصّاب: شحرٌ مُرٌّ، محتملٌ أن يكون من الواو. قال:
إنِّى أَرِقْتُ فبتُّ اللَّيْلَ مرتفقاً             كَأَنّ عَيْنِىَ فيها الصَّابُ مذبوحُ «5»

__________________________________________________
 (1) سبق البيت و تخريجه فى (رشق).
 (2) مطلع قصيدة له فى ديوانه 14. و عجزه:
نمبون فأعلى تولب فالمخالف.

 (3) يعنى قوله فى ديوانه 106 و اللسان (صيق):
يتركن ترب الأرض مجنون الصيق.

 (4) و كذا فى المجمل مادة (صاك). و فى مادة (صيك) «بأجلادها»، كما جاء فى اللسان (صيك). و رواية الديوان 51 تطابق رواية المقاييس.
 (5) لأبى ذؤيب الهذلى فى ديوانه 104 و اللسان (صوب، ذبح، شجر). و قد سبق فى (شجر).

327
معجم مقاييس اللغة3

صيك ص 327

و الصَّادُ: قدور النُّحاس، و الألف مُبدَلة. قال حسان:
رأيتَ قُدُورَ الصَّادِ حولَ بُيُوتِنا «1»
باب الصاد و الباء و ما يثلثهما
صبح‏
الصاد و الباء و الحاء أصلٌ واحدٌ مطّرد. و هو لونٌ من الألوان قالوا أصله الحُمْرة. قالوا: و سمِّىَ الصُّبْحُ صُبْحاً لحُمْرَته، كما سمِّىَ المِصْباح مِصباحاً لحُمْرَته. قالوا: و لذلك يقال وجهٌ صَبيحٌ. و الصَّباح: نُورُ النَّهار. و هذا هو الأصل ثم يُفَرَّع. فقالوا لِشُرْب الغَداة الصَّبوح، و قد اصطَبَحَ، و تلك هى الجاشِرِيَّة.
قال:
إذا ما اصطبحنا الجاشريّة لم نُبَلْ             أميراً و إن كان* الأميرُ من الأزْدِ «2»

و يقال: «أكذَبُ من الأخيذ الصَّبْحَان»، يعنون الأسير المصطَبٍح، و أصله أنّ قوماً أسرُوا رجلًا فسألوه عن حَيِّه فكَذَبَهُمْ و أومَأَ إلى شُقَّةٍ بعيدة، فطعنوه فسَبقَ اللّبَنُ الذى كان اصطبحه الدّمَ، فقالوا: «أكذَبُ من الأخيذ الصَّبْحَان».
و المِصباح: الناقة تَبْرُك فى معرَّسِها فلا تَنْبَعِثُ حتى تُصْبِح. و التَّصَبُّح: النَّوْم بالغداة. و يوم الصَّباح: يوم الغَارة. قال الأعشى:
به تَرْعُفُ الألفَ إذ أُرْسِلَتْ             غَداةَ الصَّبَاحِ إذا النَّقْعُ ثارا «3»

__________________________________________________
 (1) عجزه فى الديوان 370 و اللسان (صيد):
قنابل سحما فى المحلة صيما.

 (2) للفرزدق فى اللسان (جشر). و ليس فى ديوانه.
 (3) ديوان الأعشى 40. و قد سبق مع تخريجه فى (رعف).

328
معجم مقاييس اللغة3

صبح ص 328

و يقال أتيته أصبوحةَ كلِّ يوم، و لقبتُه ذا صَبوح. و المصابيح: الأقداح التى يُصطَبَح بها. و يقال أتانا لصُبْح خامسةٍ و صِبْحِ خامسة.
و من الكلمة الأولى: الصَّبَح: شدّة حُمرةٍ فى الشعَر؛ يقال أسدٌ أصبَحُ.
صبر
الصاد و الباء و الراء أصول ثلاثة: الأول الحبْس، و الثانى أعالى الشى‏ء، و الثالث جنسٌ من الحجارة.
فالأول: الصَّبْر، و هو الحَبْس. يقال صبَرْتُ نفسى على ذلك الأمر، أى حبَسْتُها. قال:
فصَبَرْتُ عارفةً لذلك حرّةً             ترسُو إذا نَفْسُ الجَبان تَطَلَّعُ «1»

و المصبورة «2» المحبوسة على الموت. و
نهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم عن قتل شى‏ءٍ من الدوابّ صَرْاً.
و من الباب: الصَّبير، هو الكَفِيل، و إنَّما سمِّى بذلك لأنّه يُصبَرُ على الغُرم.
يقال صَبَرت نفسى به أَصبُر صَبْراً، إِذا كَفَلْتَ «3» به، فأنا به صبير. و صبرتُ الإنسانَ، إذا حلَّفْته باللَّه حَهْدَ القَسَم.
و أمّا الثانى فقالوا: صُبْر كلِّ شى‏ءٍ: أعلاه. قالوا: و أصبار الإناء. نواحيه، و الواحد صُبْر. و قال:
فملأتها عَلَقاً إلى أصبارِها
__________________________________________________
 (1) البيت لعنترة فى ديوانه 158 و اللسان (صبر).
 (2) فى الأصل: «و الصبورة»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (3) فى الأصل: «كلفت به»، صوابه فى المجمل. و أول العبارة فى المجمل: «صبرت بفلان أصبر به صبرا».

329
معجم مقاييس اللغة3

صبر ص 329

و أمَّا الأصل الثالث فالصُّبرة من الحجارة: ما اشتدّ و غلُظ، و الجمع صِبَارٌ. و فى كتاب ابن دريد «1»: «الصُّبَارة: قطعةٌ من حديدٍ أو حجر» فى قول الأعشى «2»:
من مَبْلغ عَمْراً بأنَّ المرءَ لم يخْلَق صُبارَه‏
قال ابنُ دريد: و روى البغداديُّون: «صَبارهْ»، و ما أدرى ما أرادوا بهذا.
قلنا: و الذى أراده البغداديُّون ما رُوِى أنَّ الصِّبَار ما اشتدَّ و غلُظ. و هو فى قول الأعشى:
قُبَيلَ الصُّبح أصواتُ الصِّبارِ «3»

فالذى أراده البغداديون هذا، و تكون الهاء داخلةً عليه للجمع.
قال أبو عُبيد: الصُّبْرُ: الأرض التى فيها حصباءُ و ليست بغليظة، و منه قيل للحرّة: أمُّ صَبَّار.
و مما حُمِل على هذا قول العرب: وقَعَ القومُ فى أمّ صَبُّور، إذا وقعوا فى أمر عظيم.
صبع‏
الصاد و الباء و العين أصل واحد، ثمّ يستعار. فالأصل إصبع الإنسان، واحدةُ أصابعه. قالوا: هى مؤنّثة. و قالوا: قد يذكَّر. و
روى عن النبى صلى اللَّه عليه و آله و سلم أنّه قال: «هل أنت إلّا إصبعٌ دميتِ، و فى سبيل اللَّه‏
__________________________________________________
 (1) فى الجمهرة (1: 260).
 (2) الذى فى الجمهرة أنه عمرو بن ملقط للطائى. و كذا صحح نسبة الشعر ابن برى، كما فى اللسان. و انظر ديوان الأعشى 111 حيث قصيدة البيت و لم يرو فيها.
 (3) صدره كما فى ديوان الأعشى 244 و اللسان (صبر):
كأن ترنم الهاجات فيها.

 

330
معجم مقاييس اللغة3

صبع ص 330

ما لقيتِ «1»».
هكذا على التأنيث. و يقال: صَبَع فلان بفلانٍ، إذا أشار نحوه بإصبعه، مُغْتاباً له.
و الإصبع: الأثر الحسَن، و هذا مستعارٌ. و مثلٌ يقال: لفلانٍ فى ماله إصبَع، أى أثَرٌ جميل. و يقال للرَّاعى الحسنِ الرِّعْيَة للإِبل، الجميلِ الأثر فيها: إن له عليها إصبعاً. قال الرّاعى يَصِفُ راعياً:
         ضعيف العَصَا بادِى العُروق ترى له             عليها إذا ما أجدَبَ النَّاسُ إصبعا «2»

و الصَّبْع: إراقتُك ما فى الإناء من بين إصبعَيك.
صبغ‏
الصاد و الباء و الغين، أصلٌ واحد، و هو تلوين الشَّى‏ء بلونٍ ما.
تقول: صبغته أصبغه «3». و يُقال للرُّطَبة: قد صَبَّغَتْ. فأمّا قولُه تعالى: صِبْغَةَ اللَّهِ‏
 فقال قوم: هى فِطرتُه لخلْقِه. و قال آخرون: كلُّ ما تُقُرِّب به إلى اللَّه تعالى صِبغة.
و الأصبغ: الفرس فى طرف ذَنبِه بياض. و ذلك دون الأشكل «4»، و الأوّل مشبَّه بالشى‏ء يُصبَغ طرَفُه.
صبى‏
صبي الصاد و الباء و الحرف المعتلّ ثلاثة أصولٍ صحيحة: الأول يدلّ على صغر السّنّ، و الثانى ريحٌ من الرياح، و الثالث [الإمالة «5»].
__________________________________________________
 (1) هذا من الحديث الذى وافق وزن الشعر، و ليس به.
 (2) أنشده فى اللسان (صبع) و قال: «أى حاذق الرعية لا يضرب ضرباً شديداً».
 (3) فى الأصل: «يقول لصبغه». و مضارعه يقال بفتح الباء و كسرها و ضمها.
 (4) الأشعل، بالعين المهملة. و فى الأصل: «الأشغل»، تحريف.
 (5) هذه الكلمة مبيض لها فى الأصل. و الكلام بعد يقتضيها أو يقتضى شبيهها.

331
معجم مقاييس اللغة3

صبى ص 331

فالأوّل واحد الصِّبْيةَ و الصِّبيان. و رأيته فى صباه، أى صغره. و المصْبى:
الكثير الصِّبيان. و الصَّباء، ممدود الصِّبا، و يمدُّ مع الفتح «1». أنشد أبو عمرو:
أصبحتُ لا يَحمِل بعضى بعضا             كأنما كان صَبَائى قَرْضَا «2»

و من الباب: صبا إلى الشّى‏ء يصبُو، إِذا مال قلبُه إليه. و الاشتقاق واحد، و الاسم الصَّبْوة. و قال العجَّاج فى الصِّبا:
و إنما يأتى الصِّبا الصَّبىُّ «3»
و الثانى: ريح الصَّبَا، و هىَ التى تستقبل القبلة. يقال صبَتْ تصبُو.
الثالث: قول العرب: صَابيْتُ الرُّمح «4».
فأمّا المهموز فهو يدلُّ على خروجٍ و بروز. يقال صبأ من دينٍ إلى دين، أى خرج. و هو قولهم: صبأ نابُ البعير، إذا طلع. و الخارجُ من دينٍ إلى دين صابئ و الجمع صابئون و صُبَّاءٌ.
باب الصاد و التاء و ما يثلثهما
صتع‏
الصاد و التاء و العين كلمتان: إحداهما مُختلفٌ فى تأويلها، و الأخرى تردُّدٌ فى الشَّى‏ء.
قال ابن دريد: «الصَّتَع، أصل بناء الصُّنْتع «5»». ثم اختلف قولُه و قولُ الخليل: الصَّتَع: الشَّابّ الغليظ. و أنشد:
__________________________________________________
 (1) أى إذا مد كان مفتوح الصاد.
 (2) أنشده فى المجمل أيضاً و قال: «و هذا لو قصر لم يضر».
 (3) ديوان العجاج 66. و أنشده فى اللسان (19: 173) بدون نسبة.
 (4) فسره فى المجمل بقوله: «هيأته للطعن». و فى اللسان: «أملته للطعن».
 (5) بعده فى الجمهرة (2: 18): «النون زائدة. ظليم صنتع: صغير الرأس دقيق العنق».

332
معجم مقاييس اللغة3

صتع ص 332

و ما وِصال الصَّتَع القُمدِّ «1»
و قال ابن دريد: الصُّنْتع الظَّليم الصّغير الرأس.
و الكلمة الأخرى: التَّصَتُّع: التردّد فى الأمر مجيئاً و ذَهاباً.
صتم‏
الصاد و التاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ على تمام و قوة. قال ابن دريد «2»: الصَّيْتَمة «3»: الصَّخَرة. قال: و أعطيتُه ألفاً صَتْماً. و أمّا الصَّتَم فالشَّاب القوىُّ الخَلْق.
باب الصاد و الحاء و ما يثلثهما
صحر
الصاد و الحاء و الراء أصلان: أحدهما البَرَاز من الأرض، و الآخر لونٌ من الألوان.
فالأوّل الصحراء: الفضاء من الأرض. و يقال أصحر القَومُ، إذا بَرَزوا.
و من الباب قولُهم: لقيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ «4»، إذا لم يكن بينك و بينه سِتْر.
و الصُّحْرة: الصَّحراء فى قول أبى ذؤيب:
سَبىٌّ مِن يَرَاعَتِهِ نفاه             أتِىٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ و لُوبُ «5»

و الأصل الآخر: الصُّحْرة، و هو لونٌ أبيضُ مُشرَبٌ حمرةً. و أتانٌ صحراءُ:
__________________________________________________
 (1) قبله فى اللسان (صتع):
يا ابنة عمرو قد منحت و دى             و الحبل ما لم تقطعى فمدى.
 (2) الجمهرة (2: 19).
 (3) و كذا فى المجمل. و فى اللسان و الجمهرة و القاموس: «الصتيمة».
 (4) صحرة بحرة بالتركيبب، كما ضبط فى المجمل. و قال فى اللسان: «و هى غير مجراة.
و قيل لم يجريا لأنهما اسمان جعلا اسما واحداً». و يقال أيضاً بالتنوين فيهما، كما فى اللسان و القاموس.
و بضم أولهما أيضا فى لغة.
 (5) ديوان أبى ذؤيب 92 و اللسان (صحر).

333
معجم مقاييس اللغة3

صحر ص 333

فى لونها صُحْرة، و هى كُهبةٌ فى بياضٍ و سواد. و يقال: اصحارَّ النّبتُ، إِذا هَاج؛ و ذلك أنّ لونَه يتغيَّر و يختلِط.
صحف‏
الصاد و الحاء و الفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انبساطٍ فى شى‏ء و سَعَةٍ. يقال إِنّ الصَّحِيفَ: وجهُ الأرض. و الصَّحِيفة: بشَرَةُ وجهِ الرجل.
قال البَعِيث:
و كلُّ كُلَيْبّىٍ صحيفةُ وجْهِهِ             أذَل لأقدِام الرِّجال مِن النَّعلِ‏

و من الباب: الصَّحيفة، و هى التى يُكتَب فيها، و الجمع صحائفُ، و الصُّحفُ أيضاً، كأنَّه جمع صحيف. قال:
لما رأَوْا غدوَةً جَبَاهَهُمُ             حنّتْ إِلينا الأرحام و الصُّحُفُ‏

و الصَّحْفَة: القَصعة المُسْلنطِحَة. و قال الشَّيبانىّ: الصِّحاف مَناقِعُ صغارٌ تُتَّخَذ للماء، الجمع صُحُف.
صحل‏
الصاد و الحاء و اللام كلمة، و هى بَحَحٌ فى الصَّوت. يقال للأبحِّ الأصحل، و المصدر الصَّحَل، و هو صَحِلٌ، قال الأعشى:
صَحِل الصوت أبَحّ «1»
صحم‏
الصاد و الحاء و الميم أصَيلٌ صحيح يدلُّ على لونٍ. فالأصْحَم:
الأغبر إِلى السَّواد. و بلدةٌ صَحْماءُ: مغْبَرَّة. و اصحامَّت البَقْلة: اخضارَّت. و إنَّما قيل لها ذاك لأنّها إذا رَوِيت فكأنها سوداء. و لذلك يقال: إدْهامَّتْ.
__________________________________________________
 (1) البيت من قصيدة للأعشى فى ديوانه 159. و هو بتمامه:
فتراه زيما من خلفها             ذا رنين صحل الصوت أيح.

334
معجم مقاييس اللغة3

صحن ص 335

صحن‏
الصاد و الحاء و النون أصَيلٌ يدلُّ على اتّساعٍ فى شى‏ء.
من ذلك الصَّحْن: وَسْط الدَّار. و يقولون: جَوْبَة تنجاب فى الحَرَّة. و بذلك شُبِّه العُسُّ العظيم فقيل له صَحْن.
و مما شَذَّ عن الباب قولهم: صَحَنْتُ بينَ القوم، إذا أصلحتَ بينهم.
و ربَّما قالوا صحنتُه شيئاً، إذا أعطيتَه. و يقولون: صَحَنَه صَحَناتٍ، أى ضَرَبَه ضَرَبات. و ناقةٌ صَحُونٌ، أى رَمُوح.
صحو
الصاد و الحاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على انكشاف شى‏ء. من ذلك الصَّحْو: خِلاف السُّكْر. يقال صحا يصحو السَّكْرانُ فهو صاحٍ. و من الباب: أصْحَت السَّماءُ فهى مُصْحِيَة. و روى عن أبى حاتم قال:
العامّة تظنُّ أنّ الصَّحو لا يكون إلّا ذهابَ الغَيم؛ و ليس كذلك، إنَّما* الصحو ذَهاب البَرْدِ، و تفرُّقُ الغَيم.
و مما شذَّ عن هذا الأصل المِصحاةُ، كالجام يُشرَب فيه.
صحب‏
الصاد و الحاء و الباء أصلٌ واحد يدلُّ على مقارَنة «1» شى‏ءٍ و مقاربته. من ذلك الصَّاحب و الجمع الصَّحْب، كما يقال راكب و رَكْبٌ.
و من الباب: أصحب فلانٌ: إذا انقاد. و أصْحَبَ الرّجُل، إذا بلغ ابنُه. و كلُّ شى‏ءٍ لاءم شيئاً فقد استصحبه. و يقال للأديم إذا تُرِك عليه شَعَرُه مُصْحَبٌ.
و يقال أصحب الماءُ، إِذا علاه الطُّحْلَب.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «مقاربة» فيكون ما بعده تكرارا.

335
معجم مقاييس اللغة3

باب الصاد و الخاء و ما يثلثهما ص 336

باب الصاد و الخاء و ما يثلثهما
صخد
الصاد و الخاء و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ على شدّةٍ فى حَرٍّ و غيره. فالصَّيْخَد: شدّة الحَرّ. و يقال الصَّيخَد: عين الشَّمس. و اصطَخَدَ الْحِرْباءُ:
تَصَلَّى بحرِّ الشَّمس. و يومٌ صَخَدان، على فَعَلان «1»: شديد الحَرّ. و يقال: صَخَد النهار يَصْخَد من شدّة الحرّ، و صَخِد يَصْخَد «2». و الصَّخْرة الصَّيخود: الشّديدة.
و مما يقارِب هذا فى باب الشِّدّة قولهم: صَخَد الصُّرَد، إذا صاح صِياحاً شديداً. و كذلك صَخَد الرّجُل.
صخر
الصاد و الخاء و الراء كلمةٌ صحيحة، و هى الصَّخْرة: الحَجَرةُ العظيمة. و يقال صَخْرَةٌ و صَخَرَة.
صخب‏
الصاد و الخاء و الباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على صوتٍ عال.
من ذلك الصَّخَب: الصَّوْت و الجَلَبة. و قال بعضُهم: رجلٌ صَخْبانُ: كثير الصّخْب. و ماءٌ صَخِبُ الآذِىِّ «3»، إِذا كان له صوت.
صخم‏
صخم الصاد و الخاء و الميم كلمة. يقال للمنتصب مُصْطَخِم.
صخى‏
الصاد و الخاء و الياء كلمة، يقال: صَخِيَ الثَّوبُ يَصْخَى؛ و هو وسَخٌ و دَرَن، فهو صَخٍ. و الاسم الصَّخَى.
__________________________________________________
 (1) كذا ضبطت الكلمتان فى المجمل. و أجازوا إسكان الخاء عن ثعلب.
 (2) فى الأصل: «و صخد يصخد يصخد»، بضبط المضارع الأول بكسر الخاء و الثانى بفتحها.
و أرى فيه تحريفا و تكرارا.
 (3) فى الأصل: «و ما صخب الأذى».

336
معجم مقاييس اللغة3

باب الصاد و الدال و ما يثلثهما ص 337

باب الصاد و الدال و ما يثلثهما
صدر
الصاد و الدال و الرّاء أصلان صحيحان، أحدُهما يدلُّ على خلاف الوِرْد، و الآخَر صَدْر الإنسان و غيره.
فالأوّل قولُهم: صَدَرَ عن الماء، و صَدَر عن البِلاد، إذا كان وَرَدَها ثمَّ شَخَص عنها.
و قال الأحْمَر «1»: يقال صَدَرت عن البِلاد صَدَراً، و هو الاسم، فإن أردْتَ المصدر جزمت الدّال. و أنشد:
و ليلةٍ قد جَعلْتُ الصُّبح موعدَها             صَدْرَ المطيَّة حتَّى تعرِفَ السَّدَفا «2»

صَدْر المطية مصدر.
و أمَّا الآخر فالصَّدر للإِنسان، و الجمع صُدور، قال اللَّه تعالى: وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
. ثم يشتقُّ منه. فالصِّدَار: ثوبٌ يغطِّى الرَّأس و الصَّدْر. و الصِّدَار: سَمِةٌ على صدر البعير. و التَّصدير: حبل يُصدَّر به البعير لئلَّا يُرَدَّ حِمْلُه إلى خَلْفه. و المُصَّدر: الأسَد، سُمِّى بذلك لقوّة صَدْرِه.
و المصدور: الذى يشتكى صَدْرَه.
صدع‏
الصاد و الدال و العين أصلٌ صحيح يدلُّ على انفراجٍ فى الشى‏ء. يقال صَدَعْتُه فانصدَعَ و تصدَّع. و صَدَعتُ الفلاةَ: قطعتُها. و دليلٌ هاد
__________________________________________________
 (1) هو خلف الأحمر. و فى الأصل: «الآخر»، صوابه فى المجمل.
 (2) البيت لابن مقبل، كما فى اللسان (صدر).

337
معجم مقاييس اللغة3

صدع ص 337

مِصدَع. و الصَّدْع: النّبات؛ لأنه يَصدَع الأرض، [فى‏] قوله تعالى: وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ‏.
و من الباب: صَدَع بالحقِّ، إِذا تكلَّمَ به جهاراً. قال سبحانَه لنبيِّه عليه السلام: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ. و يقال تصدَّع القَوْمُ، إِذا تفرّقُوا. و الصِّدْعَة من الإِبل: قِطعةٌ كالسِّتِّين و نحوِها، كأنَّها انصدعت عن العَكَر العظيم.
و مما شذَّ عن الباب: الصَّدَع: الفَتِىُّ من الأوعال.
صدغ‏
الصاد و الدال و الغين أصلان، أحدهما عضوٌ من الأعضاء، و الآخَر يدلُّ على ضَعْف.
فالأوّل الصُّدْغ، و هو ما بين خَطِّ العين إلى أصل الادُن. يقال صَدَغْت الرّجل، إِذا حاذيتَ صُدْغَه بصُدْغِك فى المشى. و الصِّداغ: سِمَة فى الصُّدْغ.
و الأصل الآخَر الصَّدِيغ: الرجل الضَّعيف. يقال ما يَصْدَغ نملةً من ضَعْف «1»، أى ما يقتُل. و يقال إنَّ الصَّديغ الولدُ إلى أن يستكملَ سبعةَ أيام «2».
و مما شذَّ عن البابين قولُهم: صدغتُه عن الشى‏ء، أى كففتُهُ عنه.
صدف‏
الصاد و الدال و الفاء أصلان: [الأوّل‏] يدلُّ على المَيْلِ، و الثانى عَرَضٌ من الأعراض.
فالأوّل قولهم: صَدَف عن الشى‏ء، إذا مال* عنه و ولَّى ذاهباً. قال اللَّه تعالى:
سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا
. و الصَّدَف من البعير: أن يميل خُفُّهُ من‏
__________________________________________________
 (1) فى المجمل: «من ضعفه».
 (2) فى اللسان: «سمى بذلك لأنه لا يشتد صدغاه إلا إلى سبعة أيام».

338
معجم مقاييس اللغة3

صدف ص 338

اليد أو الرِّجْل إلى الجانب الوَحشىّ «1»؛ و قد صَدِفَ. و يقال للإٍبل التى تقف عند أعجاز الإبل على الحوض تنتظر انصرافَ الشّاربةِ لتدخُل: هى الصَّوادف. قال:
النّاظراتُ العُقَبَ الصَّوادفُ «2»
و الصَّدَف: جانب الجبَل، و إنما سُمِّى لميْله إلى إحدى الجِهَتين‏
و أمّا الآخر فالصَّدَف المَحَارة، هى معروفة.
صدق‏
الصاد و الدال و القاف أصلٌ يدلُّ على قوّةٍ فى الشى‏ء قولًا و غيرَه. من ذلك الصِّدْق: خلاف الكَذِبَ، سمِّى لقوّته فى نفسه، و لأنَّ الكذِبَ لا قُوَّة له، هو باطلٌ. و أصل هذا من قولهم شى‏ءٌ صَدْقٌ، أى صُلْب.
و رُمْح صَدْقٌ. و يقال صَدَقُوهم القِتالَ، و فى خلاف ذلك كَذَبوهم. و الصِّدِّيق:
الملازم للصِّدْق. و الصَّدَاق: صَدَاق المرأة، سُمِّى بذلك لقوّته و أنّه حقٌّ يَلزمُ.
و يقال صَدَاقٌ و صُدْقة و صَدُقة «3». قال اللَّه تعالى: وَ آتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً.
و قرئت: صدقاتهنّ «4». و [من‏] الباب الصَّدَقة: ما يتصدَّق به المرءُ عن نفسه و ماله. و أمّا المُصَدِّق فخَبّرنا أبو الحسن على بن إبراهيم، عن المفسِّر، عن القُتَيْبىّ قال: و مما يضَعُه النّاس غير موضعه قولهم: هو يتصدَّق، إِذا أعطى، و يتصدّق‏
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «من جانب الوحشى»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (2) أنشده فى المجمل و اللسان، و سيأتى فى (عقب). و قبله فى تاج العروس:
لارى حتى تنهل الروادف.

 (3) كذا ضبطت الكلمتان فى الأصل. و زاد فى اللسان و القاموس «صدقة» بالفتح، و بفتحتين و بضمتين. و يقال أيضا: «صداق» ككتاب.
 (4) لم تضبط أى كلمة منهما فى الأصل. و قد قرأ الجمهور: «صدقاتهن» بفتح الصاد و ضم الدال.
و قرأ قتادة بإسكان الدال و ضم الصاد، و قرأ مجاهد و موسى بن الزبير و ابن أبى عبلة و فياض ابن غزوان بضمهما. تفسير أبى حيان (3: 166).

339
معجم مقاييس اللغة3

صدق ص 339

إِذا سأل. و ذلك غلطٌ، لأن المتصدِّق المُعطى. قال اللَّه تعالى فى قصّة من قال:
وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنا. و حدَّثَنا هذا الشيخ عن المَعْدَانىِّ عن أبيه، عن أبى مُعاذ، عن اللَّيْث، عن الخليل قال: المُطْعِم مُتَصَدِّق و السَّائل متصدِّق. و هما سواء. فأمَّا الذى فى القرآن فهو المعطِى. و المُصَدِّق: الذى يأخذ صَدَقات الغنم. و يقال: هو رجلُ صدقٍ «1». و الصَّدَاقة مشتقّة من الصِّدق فى المودّة. و يقال صَدِيق للواحد و للاثنين و للجماعة، و للمرأة. و ربما قالوا أصدقاءُ، و أصادق. قال:
فلا زِلْنَ حَسْرَى ظُلَّعاً لِمْ حَمَلْنَها             إلى بلدِ ناءٍ قليل الأصادقِ «2»

صدم‏
الصاد و الدال و الميم كلمةٌ واحدة، و هى الصَّدْم، و هو ضَرْب الشَّى‏ءٍ الصُّلْبِ بمثله.
صدن‏
الصاد و الدال و النون أصلٌ ضعيف. يقولون الصَّيْدَن:
الثَّعْلَب.
صدى‏
الصاد و الدال و الحرف المعتل فيه كلمٌ متباعدةُ القياس، لا يكاد يلتقى منها كلمتانِ فى أصل. فالصَّدَى: الذَّكَرُ من البُوم، و الجمع أصداء.
قال:
فليس الناسُ بعدَكَ فى نقيرِ             و ما هم غيرَ أصداءٍ و هامِ «3»

و الصَّدَى: الدِّماغُ نفسُه، و يقال بل هو الموضع الذى جُعِل فيه السَّمْع من‏
__________________________________________________
 (1) كذا ضبط فى المجمل بالإضافة. و يقال أيضا «رجل صدق» بالوصف، مع كسر الصاد و فتحها.
 (2) لم، أى لماذا. و فى الأصل:
... «لم يحملنها»

، صوابه من المخصص (17: 30)، حيث أنشد البيت. و أوله عنده:
«فلا زلن دبرى ...».

 (3) البيت للبيد فى ديوانه 135 و اللسان (صدى، نقر). فى نقير، أى ليسوا بعدك فى شى‏ء.
و فى الأصل:
... «من نقر»

، صوابه فى الديوان و اللسان.

340
معجم مقاييس اللغة3

صدى ص 340

الدِّماغ، و لذلك يقال: أصَمَّ اللَّهُ صَدَاه. و يقال بل هذا صَدَى الصَّوْت، و هو الذى يُجيبك إِذا صِحْت بقُرْبِ جَبَل. و قال يصف داراً:
صَمَّ صداها و عفا رسمُها             و استعحمَتْ عن منطقِ السَّائِل «1»

و الصَّدَى: الرَّجُل الحسَنُ القِيام على ماله، يقال هو صَدَى مالٍ. و لا يقال إلّا بالإضافة. و الصَّدَى: العَطَش، يقال رجلٌ صَدٍ و صادٍ، و امرأة صادية.
و تصدَّى فُلانٌ للشَّى‏ء يستشرفه ناظراً إليه. و التَّصدية: التَّصفيق باليدين. قال اللَّه تعالى: وَ ما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَ تَصْدِيَةً
. فأمَّا الصَّوادى من النَّخْل فهى الطِّوال. و يقال: صاديتُ فلاناً، إِذا دارَيْتَه. و صاديت [فلاناً مُصاداةً: عاملتُه بمثل صَنيعه «2»].
و إِذا كان بعد الدَّال همزة تغيَّر المعنى، فيكون من الصَّدَإ صدأ الحديد.
يقولون: صاغِرٌ صَدِئٌ من صدإ العار «3».
صدح‏
الصاد و الدال و الحاء أصَيلٌ يدلُّ على صوت. يقال صدح الدِّيك و الغُراب. و كان اللِّحيانى يقول: إنّه لَصَيْدَحٌ، أى مرتفع الصَّوت.
و يقولون- و ليس هو من هذا القياس: إِنَّ الصُّدْحَة خَرَزة يُؤَخَّذ بها. و يقال الصَّدَح: الإكام «4». و اللَّه أعلم.
__________________________________________________
 (1) لامرئ القيس فى الديوان 148 و اللسان (صدى).
 (2) التكملة من المجمل، و قد بيض لها فى الأصل.
 (3) فى اللسان: «و فلان صاغر صدى‏ء إذا لزمه صدأ العار و اللوم».
 (4) و كذا فى المجمل. و فى اللسان: «الأزهرى: الصدحان آكام صغار صلاب الحجارة واحدها صدح».

341
معجم مقاييس اللغة3

باب الصاد و الراء و ما يثلثهما ص 342

باب الصاد* و الراء و ما يثلثهما
صرع‏
الصاد و الراء و العين أصلٌ واحد يدلُّ على سقوطِ شى‏ءٍ إِلى الأرض عن مراس اثنين، ثم يُحمَل على ذلك و يشتقُّ منه. من ذلك صرَعْتُ الرّجلَ صرْعاً، و صارعتُه مصارَعَة، و رجلٌ صَرِيع. و الصَّريع من الأغصان:
ما تَهدَّلَ و سقط إلى الأرض، و الجمع صُرُع. و إِذا جُعِلَتْ من ذلك السّاقط قَوْسٌ فهى صَرِيع.
و أمّا المحمول على هذا فقولُهم: هما صِرْعان، يقال إنّ معنى ذلك أنَّهما يقعان معاً. و هذا مثَلٌ و تشبيه. و كذلك مِصْراعا البابِ مأخوذانِ من هذا، أى هما متساويان يقعان معاً. و الصَّرعانِ: إبلان يختلفان فى المشْى، فتذهب هذه و تجى‏ء هذه لكثرتها. قال:
فَرَّجْتُ عنه بِصَرْعينا لأرملةٍ             أو بائس جاء معناه كمعناه «1»

و مَصارع النَّاس: مَساقِطُهم. و قال أبو زيد: أتانا صَرْعَىِ النّهار، غُدْوةً و عَشيّة. و هذا محمولٌ على ما ذكرناه، من أنّ الصِرَّعَين المِثلان. و القياس فيه كلِّه واحد.
صرف‏
الصاد و الراء و الفاء معظم بابِه يدلُّ على رَجْع الشى‏ء. من ذلك صَرفْتُ القومَ صَرفاً و انصرفوا، إِذا رجَعْتَهم فرَجَعوا. و الصَّرِيف: اللّبَن ساعةَ يُحلَب و يُنصرَف به. و الصَّرْف فى القُرْآن: التَّوبة «2»، لأنّه يُرجَع به‏
__________________________________________________
 (1) البيت مع قرين له فى اللسان (صرع).
 (2) فى الآية 19 من سورة الفرقان: فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَ لا نَصْراً.

342
معجم مقاييس اللغة3

صرف ص 342

عن رتبة المذنبين. و الصَّرْفة: نجم. قال أهلُ اللغة سمِّيت صرفةً لانصراف البرد عند طلوعها. و الصَّرْفة: خَرَزة يؤخَّذ بها الرِّجال، و سمِّيت بذلك كأنَّهم يصرفون بها القلبَ عن الذى يريده منها. قال الخليل: الصَّرْف فَضْل الدِّرهم على الدِّرهم فى القِيمة. و معنى الصَّرف عندنا أنَّه شى‏ءٌ صُرِف إلى شى‏ءٍ، كأنَّ الدِّينارَ صُرِف إلى الدراهم، أى رُجِع إليها، إِذا أخذتَ بدلَه. قال الخليل: و منه اشتُقَّ اسمُ الصَّيَرفىّ، لتصريفه أحدَهما إلى الآخَر. قال: و تصريف الدَّراهِم فى البِياعات كلِّها:
إنفاقُها. قال أبو عُبيدٍ: صَرْف الكلام: تزيينه و الزِّيادةُ فيه، و إنَّما سمِّى بذلك لأنّه إِذا زيِّن صرف الأسماعَ إلى استماعه. و يقال لحَدَث الدَّهْر صَرفٌ، و الجمع صُروف، و سمِّى بذلك لأنه يتصرَّف بالناس، أى يقلِّبهم و يردِّدهم. فأمّا حِرْمةَ الشّاءِ و البقَر و الكلاب، فيقال لها الصِّرَاف، و هو عندنا من قياس الباب، لأنها تَصَرَّف أى تَرَدّدَ و تُراجِع فيه. و من الباب الصَّريف، و هو صَوت نابِ البعير.
و سمِّى بذلك لأنّه يردِّده و يرَجِّعه. فأمّا قولُ القائل:
بَنِى غُدانةَ ما إنْ أنتمُ ذهباً             و لا صريفاً و لكن أنتم الخزَفُ «1»

فقال قومٌ: أراد بالصَّريف الفِضّة. فإن كان صحيحا فسميِّت صريفاً من قولهم:
صّرَفت الدِّينارَ دراهمَ، ليس له وجهٌ غير هذا.
و ممّا أحسِبَه شاذًّا عن هذا الأصل: الصَّرَفَانُ، و هو الرَّصاص. و الصَّرَفانُ فى قوله:
أمْ صرفاناً باردا شديدا «2»
__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (صرف) و الخزانة (2: 124) بدون نسبة فيهما.
 (2) من الرجز المقول على لسان الزباء. اللسان (صرف).

343
معجم مقاييس اللغة3

صرف ص 342

مختلفٌ فيه، فقال قوم هو الرَّضاص. و قال آخَرون: الصَّرَفانُ: جنس من التَّمر. و أنشدوا:
أكْلَ الزُّبد بالصَّرَفان «1»
قالوا: و لم يكن يُهدَى للزّبّاء شى‏ءٌ من الطُّرف كان أحبَّ إليها من التَّمر.
و أنشدوا:
و لما أتتْها العير قالت أباردٌ             من التَّمْرِ أم هذا حديدٌ و جندلُ «2»

و مما شذّ أيضاً الصِّرْف: شى‏ء من الصِّبْغ يُصبَغ به الأديم. قال:
كمَيْتٌ غير مُحْلِفةٍ و لكنْ             كلون الصرْفِ عُلَّ به الأديمُ «3»

و على هذا يُحمَل قولهم: شرِب الشّرابَ صِرْفاً، إِذا لم يمزُجْه، كأنّه تُرِك على لونِه و حُمْرته.
صرم‏
الصاد و الراء و الميم أصلٌ واحدٌ صحيح مطَّرد، و هو القَطْع.
من ذلك صُرْم الهِجْران. و الصَّريمة: العزيمة على الشى‏ء، و هو قَطْعُ كلِّ عُلْقةٍ دونَه. و الصُّرام: آخر اللّبَن بعد التغزير، إِذا احتاج الرّجل إليه حلبَه ضرورةً.
قال بشر:
ألَا أبلِغْ بنى سعدٍ* رسولًا             و مولاهُمْ فقد حُلِبَتْ صُرَامُ «4»

__________________________________________________
 (1) قطعة من بيت لعمران الكلبى فى اللسان (صرف). و هو بتمامه:
أكنتم حسبتم ضربنا و جلادنا             على الحجر أكل الزبد بالصرفان.
 (2) البيت فى المجمل و اللسان (صرف).
 (3) لسلمة بن الخرشب الأنمارى فى المفضليات (1: 38). و نسب فى اللسان (صرف) إلى الكلحبة اليربوعى.
 (4) المفضليات (2: 135) و اللسان (صرم).

344
معجم مقاييس اللغة3

صرم ص 344

و هذا مَثلٌ، كأنّه يقول: قد بُلِغ من الشر آخِرُه و آخر الشى‏ء عند انقطاعه.
و يقال: أكل فلانٌ الصَّيْرَم، و هى الوَجْبة؛ لأنّه إِذا أكلها قطع سائر يومه. و يقال صَرَمْتُه صَرْماً، بالفتح و هو المصدر، و الصُّرْم الاسم. فأمَّا الصَّريم فيقال إنّه اسمُ الصُّبح و اسم اللّيل. و كيف كان فهو من القياس؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يَصرِم صاحبَه و بَنصرِم عنه. قال اللَّه تعالى: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ‏
. يقول: احترقت فاسوادَّت كاللَّيل. فهذا فيمن قاله إنّه اللَّيل. و أمّا الصُّبح فقال بشر:
فباتَ يقول أصبِحْ ليلُ حَتّى             تَجَلّى عن صَريمتِه الظَّلامُ «1»

و الصَّريم: الرَّمل ينقطع عن الجدَد و الأرض الصُّلبة. و الصِّرام: وقت صَرْم الأعذاق. و قد أصرَمَ النّخلُ: حان صِرامُهُ. و الصِّرْمة: القطيع من الإبل نحوٌ من الثَّلاثين. و الصِّرَم: القِطَع من السَّحاب، واحدتها صِرمة. قال النابغة:
و هبَّت الريحُ من تِلقاءِ ذِى أُرُلٍ             تُزْجِى من اللَّيل من صُرَّادِها صِرَما «2»

و الصِّرْم: طائفةٌ من القوم ينزلون بإبلهم ناحيةً من الماء، فهم أهل صَرم.
و الرَّجُل الصَّارم: الماضى فى الأمور كالسَّيف الصَّارم. و ناقة مصرَّمة، أى يُصَرَّم طبْيُها فيفْسُدُ الإحليل فييْبس، فذلك أقوى لها؛ لأنَّ اللبن لا يَخرج. و يقال إنّ التَّصريم يكون بكَىِّ خِلفَينِ. و الصَّرماء: الأرض لا ماء بها. و يقال إنّ الصَّريمة الأرض المحصودُ زرعُها «3». فأمّا قوله:
و مَوماةٍ يحَار الطَّرْفُ فيها             إِذا امتنعَتْ علاها الأصرَمانِ «4»

__________________________________________________
 (1) المفضليات (2: 135) و اللسان (صرم).
 (2) و كذا فى ديوانه 66 و معجم البلدان (أول). و فى اللسان: «ذى أرك»، تحريف.
 (3) فى الأصل: «أرضها»، و صوابه فى المجمل.
 (4) أنشده المحى فى جنى الجنتين 20.

345
معجم مقاييس اللغة3

صرم ص 344

فإنّ الأصرمَينِ الذِّئب و الغراب، سُمِّيا بذلك لقطعهما الأنيس.
صرى‏
الصاد و الراء و الحرف المعتلّ أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على الجمع. يُقال: صَرَى الماءَ يصرِيه، إذا جمعه. و ماءٌ صَرًى: مجموع.
قال:
رأت غلاماً قد صَرَى فى فقرتهْ             ماءَ الشَّبابِ عُنفوانُ شِرَّتْه «1»

و كأَنَّ الصَّرَاةَ «2» مشتقَّة مأخوذة من هذا. و سمِّيت المُصَرَّاةُ من الشَّاء و غيرِها لاجتماع اللبن فى أخلافها.
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «لا تُصَرُّوا الإبلَ و الغنم. و مَن اشترى مصرّاةً فهو بآخر النَّظَرَين «3»، إن شاء ردَّها و ردَّ معها صاعاً من تمر».
و يقال صَرَيْت. ما بينهم: أصلحته، و ذلك هو القياس؛ لأنه يجمع الكلمةَ المشتَّتةَ. و تقول: صَرَيت الرّجُل، إذا منعته ما يريدُه. قال:
         و ليسَ صارِيَهُ عن ذِكرها صارِ «4»
و القياس ذلك؛ لأنَّه إذا مُنع الشى‏ءَ فقد حُبِس «5» دونه و جُمِع عنه و يقولون:
صراه اللَّه، كما يقولون: وقاه، أى لا نَشرَ أمرَه، بل جَمَع مالَه. و صَرَى فلانٌ [فى يد فلانٍ، إذا بقَى «6»] فى يده رَهْنا محبوساً.
__________________________________________________
 (1) للأغلب العجلى. و قد يسبق الكلام عليه و على تخريجه فى (رد 387).
 (2) الصراة: نهران ببغداد، الصراة الكبرى و الصراة الصغرى. ياقوت.
 (3) فى اللسان: «فهو بخير النظرين».
 (4) لابن مقبل فى اللسان (صرى). و صدره:
ليس الفؤاد براء أرضها أبداً.

 (5) فى الأصل: «حين».
 (6) التكملة من المجمل.

346
معجم مقاييس اللغة3

صرى ص 346

و شذَّ عن الباب الصَّرَاية: الحنظل، فى قوله:
أَو صرَايةُ حَنْظَلِ «1»
صرب‏
الصاد و الراء و الباء أُصَيْلٌ صحيح يدلُّ على مثل ما دلَّ عليه الباب الذى قبله. و زاد الخليل فيه وصفاً آخر، قال: الصرِيب: اللَّبن الذى قد حُقِن: و الوَطْب مُصرَّب. و قال ابنُ دُريد: كلُّ شى‏ءٍ أملسَ فهو صرَب.
و هذا الذى قاله ابنُ دريدٍ أقْيَس؛ لأنَّهم يسمُّون الصَّمغ الصرَب، و ينشدون:
أرض عن الخير و السُّلطانِ نائيةٌ             و الأطيبان بها الطُّرْثُوثُ و الصَّربُ «2»

و الصَّمغ فيه مَلاسَة. و الذى قاله الخليل فَفرْعُه قولُهم للصبِّى إذا احتبس بَطْنُه:
صرَب ليَسْمَن، و ذلك عند عَقْدِه شَحْمه. و الصَّرَب: اللَّبَن الحامض.
صرح‏
الصاد و الراء و الحاء أصلٌ منقاس، يدلُّ على ظهور الشَّى‏ء و بُروزه. من ذلك الشَّى‏ء الصريح. و الصريح: المحض الحسَب، و جمعه صُرَحاء. قال الخليل: و يجمع الخليلُ على الصرائح. قال: و كلُّ خالصٍ صريح.
يقال هو بَيِّنُ الصَّراحة و الصُّروحة. و صرَّحَ بما فى نفسه: أظهَرَه. و يقال:
كأس صراحٌ، إذا لم تُشَبْ بمِزاج. و صرَّحت الخمرُ، إذا ذهب عنها الزَّبد.
قال الأعشى:
كُمَيتٌ تكشَّف عن حُمْرةٍ             إذا صرَّحَتْ بعد إزبادِها «3»

__________________________________________________
 (1) لامرئ القيس فى معلقته. و البيت بتمامه:
كأن سراته لدى البيت قائما             مداك عروس أو صراية حنظل.

 (2) أنشده فى اللسان (صر) و إصلاح المنطق 45.
 (3) فى ديوان الأعشى 52 و اللسان (صرح): «كميتاً».

347
معجم مقاييس اللغة3

صرح ص 347

و يقال: جاء به صُرَاحا، أى جِهارا. و لقيت فلاناً مُصارَحة و صِراحاً، أى كِفاحا. و يقال صرَّح الحقُّ عن مَحْضه، أى انكشف الأمرُ بعد غُيوبه.
و الصَّرْحة: المكان، و يقال بل هو المَتْن من الأرض. و يقال يومُ مُصرِّح، إذا كان لا سحابَ فيه، و هو فى شعر الطِّرِمّاح «1». و الصَّرْح: بيتٌ واحدٌ يُبنى منفرداً ضخماً طويلا فى السَّماء. و كلُّ بناءٍ عالٍ فهو صرْح.
صرخ‏
الصاد و الراء و الخاء أُصيلٌ يدلُّ على صوتٍ رفيع.
من ذلك الصُّراخ، يقال صرَخ يَصرُخ، و هو إذا صوّت. و يقال الصَّارخ:
المستغيث، و الصارخ: المغيث، و يقال بل المُغيث مُصرِخ؛ لقوله تعالى فى قصة من قال: ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَ ما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَ‏.
صرد
الصاد و الراء و الدال أصولٌ ثلاثة: أحدها البرد، و الآخر الخلوص، و الآخر القِلَّة.
فالأوَّل: الصَّرْد: البَرْد؛ و يومٌ صرِدٌ؛ و قد صرِد الرَّجل و رجلٌ مِصرادٌ:
جَزُوع من البَرْد. و الاسم الصَّرَد. قال الشاعر:
نِعْمَ شِعارُ الفتى إذا برَدَ اللَّيلُ             سُحيراً و قفقَف الصَّرِدُ «2»

و من الباب قولهم: صرِد القلبُ عن الشى‏ء، إذا انتهى عنه. و ذلك أنَّه يسلو عنه و يُبرد و يَصرَد. و الصُّرَّاد: غَيم رقيق.
__________________________________________________
 (1) يعنى قوله فى ديوانه 85 و اللسان (صرح):
إذا امتل يهوى قلت ظل طخاءة             ذرى الريح فى أعقاب يوم مصرح.
 (2) أنشده الكامل فى المبرد 137 ليبسك. و بعده:
زينها اللّه فى الفؤاد كما             زين فى عين والد ولد.

348
معجم مقاييس اللغة3

صرد ص 348

و أمَّا الخلوص فالصَّرْد: البَحْت الخالص. و يقال كذِبٌ صرْد. و أُحِبُّك حُبًّا صَرْداً. و شرابٌ صرْد: خالص. قال:
فإنَّ النَّبيذ الصردَ إن شُرْبَ وحْده             على غير شى‏ءٍ أوجع الكبْدَ جُوعُها «1»

و من الباب: صرَد السَّهمُ من الرّميَّة، إذا نفذ حَدُّه. و نَضْلٌ صارد. و أنا أصردته، و هو الخلوص من الرَّميَّة.
و الباب الثالث: التصريد فى السّقْى دون الرِّىّ. و شرابٌ مصرّد، أى مقلَّل. و صرَّد له العَطاء، إذا قلَّلهُ‏
و مما شذَّ عن الباب الصُّرَد: طائر. و الصُّرَدَانِ: عِرقانِ تحت اللِّسان.
صرط
الصاد و الراء و الطاء و هو من باب الإبدال، و قد ذكر فى السين، و هو الطَّريق. قال:
أكُرُّ على الحرورِيِّينَ مُهْرى             و أحملُهم على وَضَح الصِّراطِ «2»

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله صاد
فالذى جاء منه على القياس، الذى تقدَّم ذكره. [و أمّا المنحوت‏] فقولهم (الصَّعْنب) الصَّغير الرّأس، فهذا مما زيدت فيه الباء، و أصله الصاد و العين و النون، و قد قلناه فى الصِّعْوَنّ، و مضى تفسيره «3».
و من الباب: (اصْمَقَرَّ) اللّبنُ، إذا اشتدَّت حُموضته. و هذا منحوتٌ من‏
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «الصردان يشرب وحده»، صوابه فى المجمل و اللسان (صرد). و شرب، هى شرب، بالبناء للمجهول سكن منه الراء للضرورة كقوله:
لو عصر منه البان و المسك انعصر.

 (2) أنشده فى المجمل و اللسان (صرط).
 (3) مادة (صعن) ص 286.

349
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله صاد ص 349

كلمتين. من صقر و مقر. أمّا مقر فهو الحامض، و من ذلك يقال سمكٌ ممقور.
و أما صقر فمن الخُثورة، و لذلك سمِّى الدِّبْس صقراً، و قد مرّ.
و من ذلك قولهم: بعير (صلخد «1») أى صُلْب، فاللام فيه زائدة، و إنّما هو من صَخَد و الصَّخْرةِ الصَّيْخُود، و قد فسرناه.
و من ذلك: (الِصَّلْقَم)، و هو الشديد العضّ. و هذه منحوتةٌ من كلمتين: من صَلَقَ و لَقَم، كأنّه يجعل الشّى‏ءَ كاللُّقمة. و الصَّلْق من الأنياب الصَّلَقات، و قد مضى.
و من ذلك: (الصِّرْداح) و (الصَّرْدَح)، و هى الناقة الصُّلْبة. و هذا مما زيدت فيه الدَّال. و أصله من الصَّرْح، و هو البناء العالى القوىّ.
و من ذلك كلمةٌ ذكرها ابن دريد «2»، و هى فى القياس جيّدة صحيحة. قال:
 «ناقة صَيْلَخود: صُلْبة شديدة»، و قد فسرناها فى الصّلخد.
و من ذلك (اصمَعَدَّ) الرّجل: ذهب فى الأرض. و هذا ممّا زيدت فيه الميم.
و إنّما هو من أَصْعَدَ فى الأرض، و قد فسَّرناه.
و من ذلك (صَلْفَع) رأسَه، إذا حلقه. و الفاء فيه زائدة، و هو من الصَّلَع.
و قال قومٌ: صلفَعَه، إذا ضرب عنقَه. و هو قريبٌ، إِلّا أنّ الأوّل أقْيَس.
و من ذلك قول الأحمر: (صَلْمعتُ) الشى‏ء، إِذا قلعتَه من أصله. و قال الفرّاء: صَلْمَعَ رأسَه، إِذا حلق شعْره. و الميم فى الكلمتين زائدة. و يقال إِن (الصَّلْمعة) و (الصَّلْفعة): الإفلاس. و هو القياس.
__________________________________________________
 (1) يقال (صَلْخَد) و (صِلَخْد) و (صِلْخَدّ).
 (2) الجمهرة (3: 403).

350
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله صاد ص 349

و من ذلك (الصِّمْرِد): النّاقة القليلة اللَّبن، و الميم فيه زائدة. و هو من صرد.
و قد قلنا إِنّ التَّصريد: التَّقليل.
و من ذلك (الصُّمَّلِك): الشديد القُوّة، و الكاف فيه زائدة، و الأصل الصُّمُلّ.
و من الباب (الصَّهْصَلِق) الشَّديد الصَّوت الصّخّاب. يقال امرأة صَهْصَلِق:
صخّابة. و هذا منحوتٌ من كلمتين: من صهل و صلق، و قد ذكرناهما. قال ابنُ أحمر:
صَهْصَلِق الصّوت إذا ماغَدَتْ             لم يَطْمَع الصَّقرُ بها المنكدِرْ «1»

و من ذلك (المصمئِلّة): الدَّاهية. و الأصل صَمَل، و قد مضى ذكره و من ذلك (الصّفاريت)، و هم الفُقَراء، الواحد صِفْريت. قال ذو الرّمّة:
و لا خُورٍ صَفَاريتِ «2»
و التاء فيه زائدة، و إنّما هو من الصِّفْر، و هو الخالى.
و من ذلك (الصَّعْنَبة)، أى تَصَومُع الثَّريدة. و الباء فيه زائدة، و هو من المُصْعَنّ «3» و الصِّعْوَنّ، و قد ذكرناه.
و من ذلك (الصَّمْعَرةُ «4»)، و هو ما غلُظ من الأرض. و (الصَّمْعَريّة) من الحيّات. الخبيثة. و (الصَّمعرىُّ): اللئيم. و قياس هؤلاء الكلماتِ واحد، و هى‏
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «إذا ما عذب* لم يطمع الصفو»، صوابه فى المجمل.
 (2) قطعة من بيت لذى الرمة فى ملحقات ديوانه 663 و اللسان (صفر). و هو بتمامه:
بفتية كسيوف الهند لا ورع             من الشباب و لا خور صفاريت.

 (3) فى الأصل: «الصعن». تحريف.
 (4) و كذا فى المجمل. و لم تذكر فى اللسان. و ذكر فى القاموس: «الصمعر».

351
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله صاد ص 349

منحوتةٌ من صَمَر و مَعَر. أمّا صمر فاشتدّ. و أمَّا معر فقلّ نبته و خَيره. و قد ذُكِر فى بابه.
و من ذلك (الصِّمْلَاخ): خَرْق لأُذُن، و اللام فيه زائدة، و إنّما هو الصِّماخ، و قد ذكرا. و من ذلك (الصُّمَالخ): اللبن الخاثر المتلبِّد «1». فهذا من صلخ و صمل أمّا صمل فاشتدّ، و أمّا صَلَخ فمن الصَّمَم. فكأنّ اللّبَن إذا خثُر لم يكنْ له عند صبِّه صَوت.
و من ذلك (الصِّقَعْل)، و هو التَّمر اليابس «2». و هذا من الصَّقْل. و العين فيه زائدة، و ذلك أنّه إذا يبس صار كالشَّى‏ء الصَّقيل «3».
و من ذلك (الصِّلْدمَة). الفَرَس الشَّديدة. و هذه من صَلَدْ و صَدَمَ. أمَّا الصَّلْد فالشَّديد، و هو من الصَّخْرة الصَّلْد. و الصَّدْم من صَدْم الشّى‏ء، و قد مرّ ذكره.
فأمَّا (الصِّنْتِيت): و هو السيِّد، فمضى ذكرُه؛ لأنّه من باب الإبدال، و هو الصِّنْديد.
و من ذلك (الصَّقْعب): الطَّويل من الرِّجال. فهذا منحوتٌ من كلمتين من صَقَب و صَعَب. أمّا الصَّقْب فالطَّويل، و الصَّعب من الصُّعوبة.
و من ذلك (الصَّلْهب): الرّجُل الطَّويل. فهذا معنيان: الإبدال و الزِّيادة.
أمّا الإبدال فالصاد بدل السين، و هو السَّلْهَب. و إذا كانت الهاء زائدة فهو من السَّلِب، و هو الطَّويل.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «المتكبد»، صوابه فى اللسان.
 (2) زاد فى اللسان: «ينقع فى المخض»، و أنشد:
ترى لهم حول الصقعل عثيره.

 (3) فى الأصل: «الصفقل».

352
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله صاد ص 349

و أمَّا الذى وُضع وَضْعاً، و هو غيرُ منقاسٍ عندى، (فالصُّنْبور) النَّخلة تبقى منفردةً و يَدِقُّ أسفلُها. و الصُّنْبور: مَثْعَب الحوض. و الصُّنبور: الرَّجل الفَرْد الذى لا ولدَ له و لا أخ. و الصُّنبور: القَصَبة التى تكون فى الإداوة من حديد أو رصاصٍ يُشرَب بها. و أمَّا (الصِّنَّبْر) و هو البرد الشديد، فالنون و الباء فيه زائدتان، و هو من الصِّرّ.
و مما وُضِع وضعاً، و لعله أن يكون كالنَّبَز: (الصَّعافقة)، يقال الذين ليست معهم رءوس أموال، يحضرون الأسواق فإذا اشترى واحدٌ شيئاً دخَلُوا معه فيه.
تم كتاب الصاد

353
معجم مقاييس اللغة3

كتاب الضاد ص 355

كتاب الضاد
باب الضاد فى المضاعف [و المطابق‏]
ضع‏
الضاد و العين فى المضاعف أصلٌ واحدٌ صحيح، يدلُّ على الخضوع و الضَّعْفِ. يقال تضعضع، إذا ذلَّ و خَضَع. قال أبو ذؤيب:
و تجلُّدِى للشّامِتِين أرِيهِمُ             أَنِّى لرَيْبِ الدَّهرِ لا أَتضعضعُ «1»

و كلُّ ضعيفٍ ضعْضاعٌ، إذا لم يكن ذا رأىٍ و لا قُوَّة.
ضغ‏
الضاد و الغين ليس بشى‏ء، و لا هو أصلًا يفرّع منه أو يقاس عليه، لكنَّهم يقولون: إنَّ الضَّغْضَغة: حكايةُ أكلِ الذئب اللحْم. و قال الخليل: الضَّغْضغة: لوك الدَّرداء. و يقولون: الضَّغَّاغة «2»: الأحمق. و الضغيعة:
العجين* الرَّقيق. و أقاموا فى عيشٍ ضغيغٍ، أى خَصيب. و ليس هذا كلُّه بشى‏ءٍ و إنْ ذُكِر.
ضف‏
الضاد و الفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على أمرين: أحدهما الاجتماع، و الآخر القِلة و الضَّعف.
 [فأما الأوَّل فهو الضَّفف‏]، و هو اجتماع النَّاس على الشى‏ءِ. و يقال‏
__________________________________________________
 (1) ديوان أبى ذؤيب 3 و المفضليات (2: 222) و اللسان (ضعع).
 (2) هذا اللفظ مما انفرد به فى المجمل و المقاييس.

355
معجم مقاييس اللغة3

ضف ص 355

ماءٌ مضفوف، إذا كثُر عليه الناس. و طعامٌ مضفوف. و
فى الحديث: «أنه عليه السلام لم يشبَع من خُبزٍ و لحم إلَّا على ضَفَف».
يراد بذلك كثرةُ الأيدى على الطَّعام. و قال فى الماء:
لا يَسْتَقِى فى النَّزَحِ المضفوفِ             إلّا مُدَارَاتُ الغروب الجُوفِ «1»

و جانبا النَّهْرِ: ضَفّتاه؛ لاجتماعهما عليه. قال الخليل: ناقةٌ ضَفوفٌ، أى كثيرة اللَّبن لا تُحلَبُ إلّا ضَفًّا. و الضَّفُّ: الحَلَب بالكفِّ كلِّها.
و أمّا الآخر فقولُهم: فى رأىِ فلانٍ ضَفَفٌ، أى ضَعف. و لقيتُه على ضَفَفٍ، أى عَجلَةٍ لم أتمكَّنْ منه.
ضك‏
الضاد و الكاف أُصَيل صحيح فيه كلمتان: امرأةٌ ضكضاكة و رجل ضكضاكٌ، يراد به القِصَروا كتنازُ اللَّحم. و الكلمة الأخرى: الضَّكْضَكة سُرعة المَشْى.
ضل‏
الضاد و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ على معنًى واحد، و هو ضَياع الشى‏ء و ذهابُه فى غير حَقِّه. يقال ضَلّ يَضِلّ و يَضَلّ، لغتان. و كلُّ جائرٍ عن القصد ضالٌّ. و الضَّلَال و الضَّلَالَة بمعنى. و رجلٌ ضِلِّيل و مُضلَّل، إِذا كان صاحبَ ضَلَالٍ و باطل. و ممّا يدُلُّ على أنّ أصل الضّلَال ما ذكرناه، قولُهم أُضِلّ الميّتُ، إذا دُفِن. و ذاكَ كأنَّهُ شى‏ءٌ قد ضاع. و يقولون: ضَلَّ اللّبَنُ فى الماء، ثم يقولون استُهْلِك. و قال فى أُضِلَّ الميّت:
و آبَ مُضِلُّوه بعينٍ جَلِيَّةٍ             و غودِرَ بالجَوْلان حَزمٌ و نائلُ «2»

__________________________________________________
 (1) الرجز فى اللسان (ضفف).
 (2) البيت للنابغة، كما أسلفت فى حواشى (جول).

356
معجم مقاييس اللغة3

ضل ص 356

قال ابنُ السكِّيت: يقال أضلَلْتُ بعيرى، إذا ذَهبَ منك؛ و ضللت المسجد و الدَّارَ، إذا لم تهتدِ لهما. و كذلك كلُّ شى‏ء مُقِيمٍ لا يُهتَدَى له. و يقال: أرضٌ مَضِلّة و مَضَلّة. و وقعوا فى وادى تُضَلِّلَ، إذا وَقعوا فى مَضِلَّة.
ضم‏
الضاد و الميم أصلٌ واحد يدلُّ على مُلاءَمةٍ بين شيئين. يقال ضَمَمت الشّى‏ء إلى الشى‏ء فأنا أضُمُّه ضمًّا. و هذه إضْمامةٌ من خَيل، أى جماعة.
و فرسٌ سَبّاق الأضاميم، أى الجماعات. و إضمامةٌ من كُتُب مثل إضْبارة.
و من الباب: أسد ضَمْضَم و ضُماضِمٌ: يضمُّ كلَّ شى‏ء.
ضن‏
الضاد و النون أصلٌ صحيح يدلُّ على بُخْلٍ بالشى‏ء. يقال ضَنِنْتُ بالشّى‏ءِ أضَنُّ به ضَنًّا و ضَنانةً، و رجلٌ ضَنين. و هذا عِلْقُ مَضَنَّةٍ و مَضِنّة، إذا كان نفيساً يُضَنُّ به. و فلانٌ ضِنِّى مِن بين إخوانى، إذا كان النّفِيسَ الذى يُضَنُّ به. و ربما قالوا ضَنَنْت بفتح النون.
ضأ
الضاد و الهمزة كلمة صحيحة، و هى الضِّئْضئُ، و هو الأصل.
و
فى الحديث: «يخرج من ضِئْضى‏ءِ هذا قومٌ يمرُقون من الدِّين «1»».
و أمّا الضاد و الحرف المعتلّ فهو يدلُّ على صِياحٍ و جَلَبة. من ذلك الضَّوَّة و الضَّوضاة «2»: أصوات النّاس و جَلَبتهم. يقال ضَوْضَوْا بلا همز.
ضب‏
الضاد و الباء أصلٌ واحد يدلُّ عُظْمُه على الاجتماع. قال‏
__________________________________________________
 (1) فى اللسان: «و فى الحديث أن رجلا أتى النبى صلى اللّه عليه و سلم و هو يقسم الغنائم فقال له:
عدل فإنك لم تعدل. فقال: يخرج من ضئضئ هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».
 (2) و الضوضاء، بالهمز أيضا.

357
معجم مقاييس اللغة3

ضب ص 357

أبو زيد: أضَبّ القومُ إضباباً، إذا تكلّموا جميعاً. ثمّ يُحْمَل على هذا الأصلِ أكثرُ الباب. من ذلك ضَبَّة الحديد، و الجمع ضَبَّات. و الضَّبّ: الغِلُّ فى القلب.
و قد أَضَبَّ على غِلٍّ فى صدره، إذا جَمَعه فى صدره. و منه الضَّبَاب، و هو الذى كأنّه غبارٌ يجتمع فيَستُر. و هذا يومٌ مُضِبٌّ. و ضَبِب البلدُ: كثُر ضَبابه.
و من الباب: التَّضَبُّب، و هو السِّمَن. و الضَّبِيبة: سمنٌ و رُبٌّ «1» يُجمع بينهما، يقال ضَبِّبُوا لضبِّيكم. و الضبُّ من دوابِّ الأرض معروف، و سمِّى لتجمُّع خَلْقه و لحْمِه؛ و الجمع ضِباب. و ربَّما شبِّه الطَّلْع به. قال:
أطَافَ بفُحَّالٍ كأنَّ ضِبابَهُ             بُطونُ الموالى يومَ عِيدٍ تَغَدَّتِ‏

يقول: طَلْعُها ضخمٌ كأنّه ضِبابٌ ممتلئة. ثم شَبَّه تلك الضِّبابَ ببطونِ موالٍ تغدَّوْا فتضَلَّعُوا. و يقال: وقَعْنا فى مَضَابَّ مُنْكَرة، أى قِطَعٍ من الأرض كثيرة الضِّباب. و الضُّبَاضِب: الرّجل* القصير السمين. فأمّا قولهم: ضبَّ النّاقة، فهو مِثل ضَفَّها «2» إذا حَلَبَها بالكفّ جميعاً. قال الكسائىّ: فَطَرت النّاقةَ أفطرُها، إذا حلبتَها بطرف أصابعك. و ضَبَبْتُها أضُبُّها ضبًّا، إذا حَلَبْتَها بالكفِّ كلِّها.
قال الفرَّاء: هذا هو الضَّفُّ. فأمّا الضَّبُّ فأنْ تجعل إِبهامك على الخِلْف و أصابعَك على الإبهام و الخِلْف معاً.
و مما شذَّ عن هذا الأصل قولُهم: ناقة ضَبّاءُ و بعيرٌ أضبُّ، و هو وجعٌ يأخذهما
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «و ربما»، تحريف. و فى المجمل: «و الضبيبة: السمن و الرب يجمع بينهما و يؤكل».
 (2) فى الأصل: «ضبها»، صوابه فى المجمل.

358
معجم مقاييس اللغة3

ضب ص 357

فى الفِرْسِن «1». فأمّا قولُهم: ضَبّت لِثَتُه دماً، و ضبَّت يدُه إذا سالت دماً، فليس من هذا الباب، إِنّما هو مقلوب من بَضَّ «2»، و قد مرّ.
ضج‏
الضاد و الجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على صِياحٍ بضَجَر من ذلك ضجَّ يضِجُّ ضجيجا، و ضجَّ القوم ضِجاجاً. قال أبو عبيد: أضجَّ القوم إِضجاجاً، إِذا جَلبُوا «3» و صاحُوا. فإذا جزِعوا من شى‏ءٍ و غُلِبوا قيل ضَجُّوا. و قال:
الضِّجَاج: المشاغَبة و المُشارَّة. قال غيره: الضَّجُوج من الإبل؛ التى تضجُّ إِذا حُلِبَت.
و مما شذَّ عن هذا الباب: الضَّجاج «4»، و هو خَرَز «5».
ضح‏
الضاد و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على رقَّةِ شى‏ءٍ بعينه. من ذلك الضَّحضاح: الماء إلى الكَعبَين، سمِّى بذلك لرقّته. و الضَّحضحة: تَرقرُقُ السَّراب. و منه الضِّحّ، و هو ضَوء الشّمس إِذا استمكَنَ من الأرض. و كان أبنُ الأعرابىِّ يقول: هو لون الشَّمس. و يقولون: جاء فلانٌ بالضِّحِّ و الرِّيح، يُراد به الكَثْرة، أى ما طلَعت عليه الشَّمس و ما جرَت عليه الرِّيح. قال:
و لا يقال [الضِّيح «6»].
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «الفرس»، صوابه فى المجمل.
 (2) فى الأصل: «بضن».
 (3) يقال جلب، و أجلب، بالتشديد.
 (4) ضبطه فى القاموس كسحاب، و فى المجمل بتشديد الجيم. و هذا اللفظ لم يرد فى اللسان.
 (5) فى القاموس: «خرزة».
 (6) التكملة من المجمل.
                       

359
معجم مقاييس اللغة3

ضخ ص 360

ضخ‏
الضاد و الخاء ليس بشى‏ء. على أنَّهم يقولون: الضَّخّ: امتداد البَول. و المِضَخَّة: قَصَبَةٌ يرمَى بها الماء فيمتدّ.
ضد
الضاد و الدال كلمتان متباينتان فى القياس.
فالأولى: الضِّدّ ضِدّ الشى‏ء. و المتضادّان: الشَّيئان لا يجوز اجتماعهما فى وقتٍ واحد، كالليل و النَّهار.
و الكلمة الأخرى الضَّدُّ، و هو المَلْ‏ء، بفتح الضاد، يقال ضَدَّ القِربةَ:
ملأها، ضَدًّا.
ضر
الضاد و الراء ثلاثة أصول: الأوّل خلاف النَّفع، و الثانى اجتماعُ الشَّى‏ء، و الثالث القوّة.
فالأوَّل الضَّرّ: ضدُّ النَّفْع. و يقال ضَرَّه يضُرُّه ضَرًّا. ثمَّ يحمل على هذا كلُّ ما جانَسَه أو قارَبه. فالضُّرُّ: الهُزال. و الضِّرّ: تزوُّج المرأة على ضَرَّة. يقال نكحَتْ فلانةُ على ضِرّ، أى على امرأةٍ كانت قَبْلَها. و قال الأصمعىّ: تزوّجَت المرأةُ على ضُرٍّ و ضِرّ. قال: و الإضرار مثلُه، و هو رجلُ مُضِرٌّ. و الضَّرَّة: اسمٌ مشتقٌّ من الضَّرِّ، كأنَّها تضرُّ الأخرى كما تضرُّها تلك. و اضطُرَّ فلانٌ إلى كذا، من الضرورة. و يقولون فى الشِّعر «الضَّارُورة». قال ابنُ الدُّمينة:
أثيِبى أخا ضارورةٍ أشفَقَ العِدَى             عليه و قَلّت فى الصديق مَعاذرُهْ «1»

و الضَّرِير: المُضارّة. و أكثر ما يُستَعمل فى الغَيْرة؛ يقال ما أشدَّ ضريره عليها.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «اتتنى»، صوابه فى اللسان (ضرر) حيث ورد البيت بدون نسبة. و لم أجد البيت فى ديوان ابن الدمينة.

360
معجم مقاييس اللغة3

ضر ص 360

و شُبِّه الحَجَرانِ للرَّحى بالضَّرَّتينِ فقيل لهما الضَّرَّتان. و الضَّرِير: الذى به ضَرَرٌ من ذَهاب عَيْنِه أو ضَنَى جِسْمِه.
و أمّا الأصل الثانى فَضرَّة الضَّرع: لَحْمتُه. قال أبو عُبيد الضَّرَّة: التى لا تخلو من اللَّبن. و سمِّيت بذلك لاجتماعِها. و ضَرَّةُ الإبهام: اللحم المجتمع تحتَها.
و من الباب: المُضِرّ: الذى له ضَرَّةٌ من مال، و هو من صِفَة المال الكثير. قال:
بِحَسْبِكَ فى القوم أن يَعلموا             بأنَّك فيهم غَنٍىٌّ مُضِرّ «1»

و أمّا الثالث فالضرير: قُوَّة النّفْس. و يقال: فلانٌ ذو ضرير على الشى‏ء، إذا كان ذا صبرٍ عليه و مقاساة، فى قول جرير:
... جُرأةً و ضَريرا «2»
و يقال للفرس: أضرَّ على فأس اللِّجام، إذا أَزَم عليه.
ضز
الضاد و الزاء كلمةٌ واحدة، و هى الضَّزز، و هو لُصوق الحنَك الأعلى بالأسفل؛ رجلٌ أضَزُّ.
باب الضاد و الطاء و ما يثلثهما
ضطر
الضاد و الطاء و الراء كلمة تدلُّ على ضِخَم. و يقولون:
و يكون مع ذلك لُؤم. و قال أبو عبيد: الضَّيطر: العظيم، و جمعه ضَيطارُون و ضيَاطِرة. و أنشد:
__________________________________________________
 (1) البيت للأشعر الرقبان الأسدى، جاهلى، يهجو ابن عمه رضوان. اللسان (ضرر).
 (2) قطعة من بيت له فى ديوانه 290 و اللسان (ضرر). و هو بتمامه:
من كل جرشعة الهواجر زادما             بعد المفاوز جرأة و ضريرا.

361
معجم مقاييس اللغة3

ضطر ص 361

تعرَّضَ ضَيطارُو فُعَالةَ دوننا             و ما خَير ضَيطارٍ يقلِّب* مِسْطَحَا «1»

باب الضاد و العين و ما يثلثهما
ضعف‏
الضاد و العين و الفاء أصلانِ متباينان، يدل أحدُهما على خلاف القُوَّة، و يدلُّ الآخَر على أن يزاد الشَّى‏ءُ مِثلَه.
فالأوَّل: الضَّعف و الضُّعف، و هو خلاف القُوَّة. يقال ضَعُفَ يضعُف، و رجلٌ ضعيف و قوم ضُعفاءُ و ضِعافٌ.
و أمَّا الأصل الآخَر فقال الخليل: أضعفت الشّى‏ءَ إضعافاً، و ضعَّفتُه تضعيفاً، و ضاعفْتُه مُضاعَفة، و هو أن يُزادَ على أصل الشَّى‏ء فيُجعلَ مثلين أو أكثر. قال غيره: المضعوف الشَّى‏ء المضاعَف. قال أبو عمرو: المضعوف مِن أضعفْتُ الشَّى‏ء. و ذكر أبو عبيدٍ ذلك فى باب أفعلتُه فهو مفعول. و المضاعَفة: الدِّرع نُسِجَتْ حَلْقَتَين.
ضعو
الضاد و العين و الواو كلمةٌ واحدة، و هى الضَّعة: شجرة، حُذفت واوُها؛ و الجمع ضَعَوات. قال:
متّخِذاً فى ضَعَواتِ تَوْلجا «2»
__________________________________________________
 (1) البيت لمالك بن عوف النصرى، كما سبق فى حواشى (حمر، سطح). و فعالة بالضم:
كناية عن خزاعة.
 (2) البيت لجرير فى ديوانه 92 و اللسان (ضعا) من رجز يهجو به البعيث المجاشعى.

362
معجم مقاييس اللغة3

ضعس ص 363

ضعس‏
الضاد و العين و السين ليس بشى‏ء. و ذكر ابن دريد أنّهم يقولون للحريص النَّهم: ضَعْوَس «1».
باب الضاد و الغين و ما يثلثهما
ضغت‏
ضغت الضاد و الغين و التاء ليس بشى‏ء «2».
ضغث‏
الضاد و الغين و الثاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على التباسِ الشَّى‏ءِ بعضِه ببعض. يقال للحالم: أضْغَثْتَ الرُّؤيا. و الأضغاث: الأحلام الملتبِسة.
و الضِّغْث: قُبضة «3» [من «4»] قُضْبان أو حشيش، قال الخليل: أصل واحد.
و يقال ناقة ضَغوثٌ، إذا شَكَكْتَ فى سِمَنها فلمستَ أَبها طِرْقٌ. و الضَّغْثُ كالمَرْس.
ضغب‏
الضاد و الغين و الباء ليس بأصل، بل هو بعضُ الأصوات.
يقولون: إِنّ الضَّغيب تضوُّرُ الأرنب إِذا أُخِذَت؛ و مثله الضُّغَاب. و الضَّاغب:
الذى يختبئ فى الخَمَر يفزِّعُ النَّاس.
ضغم‏
الضاد و الغين و الميم أُصَيْلٌ واحد يدلُّ على العَضّ. يقال‏
__________________________________________________
 (1) الجمهرة (3: 24) و الكلمة لم تذكر فى اللسان و لا فى القاموس. و بدلها فى اللسان:
 «الضَّعْرَس» و فى القاموس: «الضَّغْرَس».
 (2) فى اللسان: «الضغت: اللوك بالأنياب و النواجذ». و حق هذه المادة و اللتين بعدها أن تكون بين مادتى (ضغن) و (ضغط).
 (3) فى الأصل و كذا فى المجمل: «قضية»، صوابه فى اللسان.
 (4) هذه الكلمة من المجمل و اللسان.

363
معجم مقاييس اللغة3

ضغم ص 363

ضَغَمَه. و منه اشتُقَّ الضَّيغم، و هو الأسَد. قال أبو عُبيد: الضَّيْغَم الذى يَعَضُّ.
و الياء زائدة. و ذكر ابنُ دُريد: الضُّغَامة: ما ضَغَمتَه و لفظتَه.
ضغن‏
الضاد و الغين و النون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تغطية شى‏ءٍ فى ميل و اعوِجاج، و لا يدلُّ على خَير. من ذلك الضِّغْن و الضَّغَن: الحِقْد.
و فرسٌ ضاغن، إذا كان لا يُعطِى ما عنده من الجرى إلّا بالضَّرب. و يقال ضَغِن صدرُ فلانٍ ضِغْناً و ضَغَنا. و قناةٌ ضَغِنةٌ: عَوجاء. و يقولون: ناقةٌ ذات ضِغْن، عند نزاعها إِلى وطَنِها.
فأمّا الخليل فقال: يقال للنَّحُوص «1» إذا وَحِمَتْ فاستعصَتْ على الجأْب:
إنَّها لَذَاتُ شَغْبٍ و ضِغْن. و يقال ضَغَنَ فلانٌ إلى الدُّنيا: ركَن و مالَ. و ضِغْنِى إلى فلانٍ، أى ميلى إليه. و الذى دلَّ على ما ذكرناه من تغطية الشى‏ء قولُهم إنَّ الاضطغانَ الاشتمالُ بالثَّوب. قال:
كأنّه مضطغِنٌ صَبِيًّا «2»
و يقال اضطغَنْتُ الشّى‏ء تحت حِضْنى. قال ابنُ مُقْبِل:
إذا اضطغَنْتُ سِلاحى عند مَغْرِضها             و مِرْفَقٍ كرِيَاسِ السَّيف إذْ شسَفا «3»

ضغط
الضاد و الغين و الطاء أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ على مزاحَمَةٍ
__________________________________________________
 (1) النحوص: الأتان الوحشية. و فى الأصل: «النحوض»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (2) نسبه فى اللسان (ضغن 124) إلى «العامرية». و قبله:
لقد رأيت رجلا دهريا             يمشى وراء القوم سيتهيا.
 (3) أنشده فى اللسان (ضغن، رأس، شسف). و قد سبق فى (ريس).

364
معجم مقاييس اللغة3

ضغط ص 364

بشِدّة. يقال ضَغَطَه، إِذا زحَمَه إلى حائط. و الضَّغِيط: بئرٌ تُحفَر إلى جنْبها بئر أخرى فيقل ماؤُها. و المَضَاغِط: أرَضُونَ منخفِضة. و بعيرٌ بِهِ ضاغط، و هو لُزُوق العضُد بالجَنْب حَكًّا حَتَّى يضغط ذلك بعضُه بعضا و يتدلّى جِلْدُه. قال أبو عبيدٍ: الضِّاغط و الضّبّ شى‏ءٌ واحد، و هو انفتاقٌ من الإبط و كثرةٌ من اللَّحم. و يقال: اللهمَّ ارفَعْ عنّا هذه الضَّغطة، يريدون الشدَّةَ و المشقّة. و يقال:
أرسلْتُه ضاغطاً على فلان، و هو شِبْه الرّقيب يمنعُه من الظُّلم.
ضغز
الضاد و الغين و الزاء ليس بأصلٍ صحيح، إلّا أن يأتى به شِعْر. غير أنّ الخليل ذكر أنّ الضِّغْز من السِّباع: السيى‏ء الخُلقُ «1» و اللَّه أعلم بالصَّواب.
باب الضاد و الفاء و ما يثلثهما
ضفن‏
الضاد و الفاء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ على رمْى الشَّى‏ء يخفاء. و الأصل فيه ضَفَنت بالرّجُل الأرضَ، إذا رميتَه و ضربتَ الأرض به:
و منه ضَفَن البعيرُ برِجْله: خبط بها. و ضَفَن بغائِطِه: رمى به. و ضَفَن الحِمْلَ على ناقته: حَملَه عليها. و ضفَنَه برِجْله: ضربه. و القياس فى ذلك كلِّه واحد.
و من الباب: ضَفَنَ إِلى القوم، إذا لجَأ إليهم فجلس عندهم. و هذا عندى مما ينبغى أن يزاد فيه وصْف، فيقال: «و هم لا يريدونه»، كأنه رمى بنَفسه عليهم.
و الدَّليل على هذا قولهم للطفيلىّ الذى يجى‏ء مع الضِّيف: ضَيْفن. و هذا فَيْعَل من‏
__________________________________________________
 (1) أنشده فى اللسان:
فيها الجريش و ضغز ما بنى ضئزاً             ياوى إلى رشف منها و تقليص.

365
معجم مقاييس اللغة3

ضفن ص 365

ضفن. و قد سمعت و لم أسمعه من عالم، أنّ الذى يجى‏ء مع الضَّيفن الضَّيْفنَانُ «1»، و لا أدرى كيف صحّتُه. و القياس يجيزه. قال فى الضَّيفَن:
إذا جاء ضيفٌ جاء للضَّيف ضيفنٌ             فأودى بما يُقرَى الضُّيوفُ الضَّيافنُ «2»

و من الباب الضِّفَنّ، و هو الأحمق مع عِظَم خَلْق.
ضفو
الضاد و الفاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على سبوغ و تمام. يقال: ثوبٌ ضافٍ، و فرسٌ ضافى السَّبيب، إذا كان شَعَر ذنَبه وافيَا.
و فلانٌ فى ضَفْو و ضَفْوةٍ من عَيْشه. قال الأخطل «3»:
إذا الهَدَفُ المِعزالُ صَوَّبَ رأسَه             و أعجبَه ضَفْوٌ من الثَّلّةِ الخُطْلِ «4»

الخُطْل: المسترخية الآذان. و رجلٌ ضافى الرأس، أى كثير شَعَر الرأْس، قال:
إذا استغَثْتَ بضافى الرَّأس نَعَّاق «5»
و ضَفْوَى: موضعٌ.
ضفر
الضاد و الفاء و الراء أصلٌ صحيح، و هو ضمُّ الشَّى‏ءِ إلى الشّى‏ء نسجاً أو غيره عريضاً. و من الباب ضَفائر الشّعَر، و هى كل شَعَر ضُفِر حتى يصيرَ ذُؤابة. و من الباب قولُهم: تضافَرُوا عليه، أى تعاوَنُوا. و أصله عندى من ضفائر الشعر، و هو أن يتقاربوا حتى كأنَّ كلَّ واحدٍ منهم قد شدَّ ضفيرتَه بضفيرة الآخر.
__________________________________________________
 (1) لم يذكر هذا اللفظ فى اللسان و لا فى القاموس.
 (2) أنشده فى اللسان (ضيف، ضفن) بدون نسبة.
 (3) سيأتى فى (هدف).
 (4) كذا فى الأصل. و فى المجمل: «الهذلى» و هو الصواب؛ إذا البيت التالى لأبى ذؤيب الهذلى فى ديوانه 43 و اللسان (هدف، عزل، ضفا) كما سبق فى حواشى (خطل).
 (5) لتأبط شرا من القصيدة الأولى فى المفضليات. و يروى أيضا «نغاق» بالمعجمة. و صدره:
         فذاك همى و غزوى أستغيث به.

 

366
معجم مقاييس اللغة3

ضفر ص 366

و هذا قياسٌ حسَن فى المساعدة و المظاهَرة و غيرهما. يقال إنّ الضفِر: حِقْفٌ من الرّمل. و الذى نحفظه فى كتاب أبى عُبيدٍ العَقِدة و الضَّفِرة الرمل المُنْعقد. و يقال كِنانةٌ ضَفِرةٌ، أى ممتلئة. و أصلها من تَضافُرِ ما فيها من السِّهام، و هو تجمُّعها.
و الضَّفيرة، هى التى يقال لها المُسَنّاة، و سمِّيت بذلك كأنّها ضُفِرَتْ ضَفْراً، كالشّى‏ءِ يُضَمُّ بعضُه إلى بعضِ نسجاً و غيرَه.
ضفز
الضاد و الفاء و الزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على دَفْعِ شى‏ءٍ بشى‏ءٍ تلقمه، ثمَّ يُحمَل على ذلك. من ذلك [الضَّفز]: لَقْم البعير. و يقال الضَّفَز:
أن تُلقِمه إيّاه و إن كرِهَه. و العرب تقول ضفَزْتُه حقَّه فما قَبِلَه، أى إنِّى أكرهتُه عليه. و من الباب: ضَفزت الفرسَ لجامَه، أى أدخلتُه فى فيه. و قد يقال الضَّفْز:
الْجِماع، و هو قريب من الباب.
ضفس‏
الضاد و الفاء و السين ليس بشى‏ء، إلّا أنّ ابنَ دُريد ذكر أنّ الضَّفْس مثل الضَّفْز.
ضفط
الضاد و الفاء و الطاء أُصَيل يقولون إنّه صحيح، و أصله الحُمق و الجَفَاء. يقال للأحمق ضَفِيطٌ بيِّن الضَّفَاطة. و يقال الضَّفَّاط: الذى يُكْرِى الإبل. و الضَّفَّاطة فيما يقال: الإبل تحمل المتاع. و أحسب أنّ البابَ كلَّه مما لا يعوَّل عليه.
ضفع‏
الضاد و الفاء و العين ليس بشى‏ء. على أنّ الخليل حكى ضَفَع:
جَعَس. و السلم «1».
__________________________________________________
 (1) كذا وردت هذه الكلمة فى الأصل.

367
معجم مقاييس اللغة3

باب الضاد و الكاف و ما يثلثهما ص 368

باب الضاد و الكاف و ما يثلثهما
ضكع‏
الضاد و الكاف و العين فيه كلمة لا قياسَ لها. يقال رجل ضَوْكَعةٌ، إذا كان كثيرَ اللَّحم ثقيلًا.
ضكل‏
الضاد و الكاف و اللام. يقولون إنّ الضَّيْكَل: العُرْيان.
باب الضاد و اللام و ما يثلثهما
ضلع‏
الضاد و اللام و العين أصلٌ واحد صحيح مطّرد، يدلُّ على ميل و اعوجاج. فالضِّلَع: ضلَع الإِنسان و غيرِه، سمِّيت بذلك للاعوجاج الذى فيها.
و يقول القائل فى وصف امرأة:
هى الضِّلع العوجاءُ لستَ تقيمها             أَلا إنّ تقويمَ الضُّلوع انكسارُها «1»

و قولهم: دابّة ضليعٌ مُجْفَر الجَنْبَين، إِنّما هو عندى من قوّة الأضلاع، و استعير ذلك فى كلِّ شى‏ء، حتَّى قيل لكل قوىٍّ:* ضليع. و
فى حديث عم ر لما صَارَعَ الجّنّى فقال له: «إِنِّى مِن بينِهم لَضليع «2»».
و الرُّمح الضَّلِع «3»:
المائل. قال:
فَليقُه أجردُ كالرُّمح الضَّلِع «4»

__________________________________________________
 (1) البيت لحاجب بن دينار، كما فى اللسان (ضلع).
 (2) فى اللسان: «و فى الحديث أن عمر رضى اللّه عنه صارع جنيا فصرعه عمر ثم قال له:
ما لذراعيك كأنهما ذراعا كلب؟ يستضعفه بذلك. فقال له الجنى: أما إنى منهم لضليع».
 (3) فى الأصل: «الضليع»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (4) فى الأصل: «فليلقها»، صوابه من إصلاح المنطق 321 و اللسان (فلق).

368
معجم مقاييس اللغة3

ضلع ص 368

و من الباب: ضَلَعَ فلانٌ عن الحقّ: مال. و منه قولهم: كلَّمت فلاناً فكان ضَلْعُك علىَّ، أى مَيْلك.
قال ابن السِّكّيت: ضلَعت تضلع، إذا مِلْت، و يقولون فى المثل: «لا تنقُش الشَّوكة بالشَّوكة؛ فإِنّ ضَلْعَها معها».
و أمَّا قولُهم: تضلَّعَ الرَّجُل: امتلأَ أكلًا، فهو من هذا، أى إنّ الشّى‏ء من كثرته ملأَ أضلاعَه. و أمّا قولهم حِمْلٌ مُضْلِع، أى ثقيل، فهو من هذا، أى إنّ ثقله يصل إِلى أضلاعه. و فلان مُضْطَلِعٌ بهذا الأمر، أى إنّه تَقْوَى أضلاعُه على حمله. فأمّا قولُ سُوَيد:
سَعَةَ الأخلاقِ فينا و الضَّلَعْ «1»
فأصله من هذا، يريد القوّة على الأمور. قال المفضَّل: الضَّلَع الاتِّساع.
و قال الأصمعىّ: هو احتمال الثِّقَلِ و القُوّةِ.
و من الباب، و هو يقوِّى هذا القياس، قولهم: [هم عليه «2»] ضَلْعٌ واحد، يعنى ميلَهم عليه بالعداوة. و اللَّه أعلم بالصَّواب.
__________________________________________________
 (1) صدره كما فى المفضليات (1: 195) و اللسان (ضلع):
كتب الرحمن و الحمد له.

 (2) التكملة من المجمل.

369
معجم مقاييس اللغة3

باب الضاد و الميم و ما يثلثهما ص 370

باب الضاد و الميم و ما يثلثهما
ضمد
الضاد و الميم و الدال: أصل صحيح يدلُّ على جمعٍ و تجمُّع.
من ذلك ضَمَدت الشى‏ء أضْمِده، إذا جَمعتَه. و الضِّمَاد: العِصابة، يقال ضَمَدت الْجُرْح. و يقولون الضَّمْد، بسكون الميم: أن تتَّخذ المرأة صديقين.
قال الهذلىّ:
تريدين كَيْما تَضْمِدُينى و خالداً             و هل يُجمَع السّيفانِ وَيْحَكِ فى غِمْدِ «1»

و يقال شبعت الإبل من ضَمْد الأرض، إذا شبعت من الرَّطيب و اليبيس، و القديم و الحديث. قالوا: و يقول الرجل للغريم: أقضيك من ضَمْدِ هذه الغنَم، أى من خيارها و رُذَالها، و كبارها و صغارها. و من الباب: أَضْمَدَ العرفجُ، إذا تجوّفَتْه الخوصةُ و لم تَنْدُر منه، أى كانت فى جوفه. و هو من هذا، كأنَّها جمعته فى جوفها.
و من الباب الضَّمَد، بفتح الميم، و هو الغَيظ يُجمَع فى الصدر و لا يُزاح فيخفّ. قال النابغة:
و مَن عصاك فعاقِبْهُ معاقبةً             تَنهى الظَّلومُ و لا تقعُدْ على ضَمَدِ «2»

يقال ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً. قال أبو بكر «3»: و فصَل قومٌ بين الغَيظ و الضَّمَد
__________________________________________________
 (1) لأبى ذؤيب الهذلى فى ديوانه 159 و اللسان (ضمد).
 (2) البيت فى ديوانه 22 و اللسان (ضمد).
 (3) أبو بكر بن دريد فى الجمهرة (2: 276).

370
معجم مقاييس اللغة3

ضمد ص 370

فقالوا: الضَّمد: أن يغتاظ على من لا يقدر عليه، و الغيظ أن يغتاظ على من يقدر عليه و من لا. و احتجُّوا بقول النابغة. و القياس فى هذه الكلمات واحد. و يقال الضَّمَد، بفتح الميم: الغابر من الحقّ. يقال لنا عند فلان ضمَدٌ، أى غابر حقٍّ، من مَعْقُلةٍ أو دين. و أصله شى‏ءٌ قد تجمَّع عندهم و بقى.
ضمر
الضاد و الميم و الراء أصلان صحيحان: أحدهما يدلُّ على دِقّةٍ فى الشى‏ء، و الآخر يدلُّ على غَيبةٍ و تستُّر.
فالأوّل قولهم: ضَمَرَ الفرس و غيرُه ضَموراً، و ذلك من خِفّة اللَّحم، و قد يكون من الهُزَال. و يقال للموضع الذى تُضمَّر فيه الخيل: المِضْمار. و رجل ضَمْرٌ:
خفيف الجسم. و اللؤلؤ المضْطِر: الذى فى وسطه بعضُ الانضمام و الانضمار «1».
و الآخر الضِّمَار، و هو المال الغائب الذى لا يُرجَى. و كلُّ شى‏ءٍ غابَ عنك فلا تكونُ منه عَلَى ثقةٍ فهو ضِمارٌ. [قال الشاعر «2»]:
و أَنْضَاءٍ أُنِخْنَ إلى سعيد             طُروقا ثم عَجَّلْنَ ابتكارَا
حمِدْنَ مَزارَهُ و أصَبْنَ منه             عطاءً لم يكن عِدَةً ضِمارا

و من هذا الباب: أضْمَرتُ «3» فى ضميرِى شيئاً؛ لأنّه يُغيِّبه فى قلبه و صدره.
ضمز
الضاد و الميم و الزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على إمساكٍ فى كلام أو إمساكٍ على شى‏ءٍ بفم و ما أشبَهَ ذلك. من ذلك ضَمَزَ البَعِيرُ: أَمسك عن الجِرّة. و الضَّامز: السّاكت. و قال بشر:
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «الإضمار».
 (2) التكملة من المجمل. و البيتان للراعى فى اللسان (ضمر).
 (3) فى الأصل: «ضمرت»، صوابه فى اللسان.

371
معجم مقاييس اللغة3

ضمز ص 371

و قد ضَمَزَتْ بجِرّتها سُلَيْمٌ             مخافتَنا كما ضَمَز الحِمارُ «1»

و الضَّمْز: ضرب من الأكل، لأنّه إذا أكل أمسَكَ عليه فى فمه. و ضَمَز فلانٌ على مالى، أى لزمه «2».
و مما شذَّ عن هذا الأصل: الضَّمْزَة: الأكَمة الخاشعة، و الجمع ضَمْزٌ.
ضمس‏
الضاد و الميم و السين ليس بشى‏ء. و ذكر ابن دريد كلمةً إن صحَّت فهى من باب الإبدال. قال «3»: الضّمْس: المَضْغ. فإن كان كذا* فهو من الضَّمْز.
ضمن‏
الضاد و الميم و النون أصلٌ صحيح، و هو جَعْل الشَّى‏ء فى شى‏ءٍ يحويه. من ذلك قولهم: ضمَّنت [الشى‏ء]، إذا جعلته فى وعائه. و الكَفَالة تسمَّى ضَمانا من هذا؛ لأنّه كأنّه إذا ضمِنَه فقد استوعبَ ذمّته. و المَضَامِين: ما فى بطون الحوامل. و منه الحديث أنَّه نهى عن المَلاقيح و المَضامين. و ذلك أنَّهم كانوا يبيعون الحَبَل «4»، فنَهَى عن ذلك. و أما قوله: «لكم الضَّامِنة من النَّخْل» فإنّه يريد ما تضمّنَتْه قُراهم. فهذا الباب مطّرد.
و أمَّا الضَّمَانة، و هى الزَّمانة و الضَّمِن: الزّمِن، فإِنّه عندى من باب الإبدال كأنَّ الضاد مبدلة من زاى. و فى الحديث: «مَن اكتتب ضَمِناً بعثَهُ اللَّهُ تعالى ضَمِناً»، أى من كتب نفسه من الزَّمْنَى.
__________________________________________________
 (1) البيت منسوب إلى بشر بن أبى خازم فى المفضليات (2: 142)، لكنه نسب فى اللسان أيضا إلى ابن مقبل، و هذه النسبة الأخيرة غير صحيحة.
 (2) فى المجمل: «إذا جمد عليه و لزمه».
 (3) فى الجمهرة (3: 24).
 (4) الحبل و الحمل بمعنى، و هو اسم لما تحمل المرأة. قال:
ذا جرأة تسقط الأحبال رهبته             مهما يكن من مسام مكره يسم.

372
معجم مقاييس اللغة3

ضمج ص 373

ضمج‏
ضمج الضاد و الميم و الجيم ليس بشى‏ء، و كذلك ما أشبهه. فأمّا الضَّمْخ بالخاء فصحيح، يقال تضمَّخ بالطِّيب، و هو متضمِّخ.
باب الضاد و النون و ما يثلثهما
ضنى‏
الضاد و النون و الحرف المعتل أصلان صحيحان: أحدهما يدلُّ على مرضٍ، و الآخر يتردَّد بين مهموزٍ و غيره، و يدلُّ ذلك على شيئين: إمّا أصلٍ و إمّا نِتاج، و الأصل و النِّتاج متقارِبان.
فالأوّل الضّنَى فى المرض، يقال ضَنِىَ يَضْنَى ضَنًى شديداً، إذا كان به داءٌ مُخامِر، كلَّما ظنَّ أنّه قد بَرَأ نُكِس. و أضْناهُ المرضُ يُضْنيه.
و أمَّا الآخر فيقال ضَنَأتِ المرأة ضَنْأً، و هى ضانئة، و أضنأت إذا كثُر ولدها.
و الضِّن‏ء: الأصل و المعدِن. و فلانٌ من ضِنْ‏ءِ صِدق. و أضنأ القومُ، إذا كثُرت ما شيتُهم. و ضَنَأ المالُ: كثر.
و أخبرَنا على بن إبراهيمَ، عن علىّ بن عبد العزيز، عن أبى عمرو: الضَّنْو الولد و يقال الضِّنو. قال الأموىّ عن أبى المفضّل من بنى سلامة: الضَّنْو الولد بالفتح، و الضِّنْ‏ء: الأصل، مهموز.
و مما شذ عن هذا كله: أضْنَأَ فلانٌ من كذا: استحيا منه.
ضنط
الضاد و النون و الطاء، يقولون فيه إنّ الضِّنَاط:
الزِّحام الكثير.
ضنك‏
الضاد و النون و الكاف أصلان صحيحان و إن قلَّ فروعُهما فالأوّل الضِّيق، و الآخر مرضٌ.

373
معجم مقاييس اللغة3

ضنك ص 373

فالأوَّل الضَّنْك: الضِّيق. و من الباب امرأةٌ ضِناكٌ: مكتنِزة اللحم، إذا اكتنز تَضَاغَطَ.
و الأصل الآخر المضنوك: المزكوم. و الضُّنَاك الزُّكام. و اللَّه أعلم.
باب الضاد و الهاء و ما يثلثهما
ضهى‏
الضاد و الهاء و الياء أصلٌ صحيح يدلُّ على مشابهة شى‏ءٍ لشى‏ء «1».
يقال ضاهاه يُضاهِيه، إِذا شاكَلَهُ؛ و ربما هُمِز فقيل يضاهِئُ. و المرأة الضَّهْيَاء، هى التى لا تَحيِض؛ فيجوز على تمحُّلٍ و استكراه، أن يقال كأنّها قد ضاهَت الرِّجالَ فلم تَحِضْ.
ضهب‏
الضاد و الهاء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ على شَىٍّ و ما أشبه ذلك. فمن ذلك اللحم المضَهَّب: الذى يُشْوَى. و قال قومٌ: هو الذى يُشوى و لا يُنضَج. و قال امرؤ القيس:
نَمُشُّ بأعرافِ الجيادِ أكفَّنا             إذا نحن قُمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ «2»

و قالوا: الضَّيْهَب: المكان يُحمَى ليُشوَى عليه اللحم. و قال قومٌ: اللحم المضهّب: المقطّع. و ليس هذا بشى‏ء إلّا أن يكون مقطعاً مشويًّا؛ لأن القياس كذا هو. تقول: ضهّبت القَوْسَ [و] الرُّمح بالنار عند التَّثقيف «3».
ضهر
الضاد و الهاء و الراء ليس بشى‏ء، و لا فيه شاهدُ شعرٍ، لكنهم يقولون: إنّ الضَّهْر: خِلْقَةٌ فى الجبل من صخرٍ يخالف جِبِلّته.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «بشى‏ء».
 (2) ديوان امرئ القيس 88 و اللسان (ضهب).
 (3) فى المجمل: «ضهبت القوس بالنار و الرمح، إذا غرضتهما عليها عند التثقيف».

374
معجم مقاييس اللغة3

ضهس ص 375

ضهس‏
الضاد و الهاء و السين ليس بشى‏ء. على أنّ ابنَ دُرَيد «1» ذكر أن العضَّ بمقدَّم الفم يسمى ضَهْساً، يقال منه ضَهَسَ ضَهْساً. قال: و فى الدُّعاء على الإنسان: «لا تأكُلُ [إلّا] ضاهساً و لا تشربُ إِلّا قارساً»، أى إِنّه لا يأكل ما يتكلَّف مضغَه، إنما يَأكل النَّزْر من نبات الأرض. و القارس: البارد، أى لا يشرب إلّا الماء.
ضهل‏
الضاد و الهاء و اللام* أصلان صحيحان، أحدُهما يدلُّ على قلّةٍ و الآخر على أوبةٍ.
فالأوّل: ضَهَلَت الناقةُ إذا قلّ لبنُها. و هى ناقة ضَهُولٌ. و عينٌ ضاهلة: قليلة الماء. و
فى حديث يحيى بن يَعمر: «إن سألَتْكَ ثمنَ شَكْرها و شَبْرك أنشأتَ تَطُلُّها و تَضْهَلُها».
و من الباب ضَهَل الشّرابُ: قلَّ و رقّ.
و الأصل الآخر: هل ضَهَل إِليكم خبرٌ، أى عادَ. قال الأصمعى: ضَهَلْتُ إلى فلان: رجعت على وجه المقاتَلة و المغالبة.
و مما شذ عن البابين: أضْهَلَت النّخلةُ: أرطبَتْ.
ضهد
الضاد و الهاء و الدال كلمةٌ واحدة. صَهَدْتُ فلاناً: قهرتُه، فهو مضْطَهَدٌ و مضْهُودٌ.
باب الضاد و الواو و ما يثلثهما
ضوأ
الضاد و الواو و الهمزة أصلٌ صحيح، يدلُّ على نورِ. من‏
__________________________________________________
 (1) فى الجمهرة (3: 25).

375
معجم مقاييس اللغة3

ضوأ ص 375

ذلك الضَّوء و الضُّوء بمعنًى، و هو الضِّياء و النُّور. قال اللَّه تعالى: فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ‏. قال أبو عبيد: أضاءت النّارُ و أضاءت غيرَها. و أنشد:
أضاءت لنا النّار وجهاً أغرَّ             ملتبِساً بالفؤاد التباسا «1»

ضوى‏
الضاد و الواو و الياء أصلٌ صحيح يدلُّ على هُزَالٍ.
يقال غلامٌ ضاوِىٌّ: مهزول؛ و وزنه فاعول. و جاريةٌ ضاوِيّة. و كانت العرب تقول: إذا تقارَبَ نسبُ الأبوين خرج الولدُ ضاويًّا. و
جاء فى الحديث:
 «استغْرِبُوا لا تُضْوُوا «2»».
و قال ذو الرُّمَّة:
أخوها أبوها و الضَّوَى لا يضِيرُها             و ساقُ أبِيها أمُّها عُقِرَتْ عَقْرَا «3»

يقال منه ضَوِىَ يَضْوَى ضَوًى.
و ممّا حُمل على هذا قولُهم: أضويتُ الأمرَ، إذا لم تُحْكِمْه. و يقال: أضويْتُه إذا انتقصتَه «4» و استضعفته. قال:
و كيف أَضوَى و بلالٌ حِزْبِى «5»
فأمَّا الضَّواة فشى‏ءٌ يقال إنّه يخرج مِن حَياء النّاقة قبل أن يخرُجَ الولَد. و يقال الضَّوَاة: ورمٌ يُصِيب البعيرَ فى رأسه. قال:
فصارت ضَواةً فى لهازِم ضرْزِمِ «6»

__________________________________________________
 (1) البيت للنابغة الجعدى فى اللسان (ضوأ) و شروح سقط الزند 646.
 (2) و كذا فى المجمل. و يروى: «اغتربوا».
 (3) ديوان ذى الرمة 175 و اللسان (ضوا).
 (4) فى الأصل: «انتضته».
 (5) لرؤبة فى ديوانه 16 برواية: «و لست أضوى»، من أرجوزة يمدح بها بلال بن أبى بردة.
 (6) صدره فى اللسان (ضوا):
قذيفة شيطان رجيم رمى بها.

 

376
معجم مقاييس اللغة3

ضوى ص 376

و مما شذّ عن هذا الباب: ضَوَيت إليه أضوِى ضُوِيًّا و أوَيت بمعنىً. و يجوز أن يكون من الإبدال، أن يقام الضّاد مقام الهمزة.
ضوج «1»
الضاد و الواو و الجيم حرف واحد، و هو الضَّوْج:
مُنعطَف الوادى، و جمعه أضواج.
ضوع‏
الضاد و الواو و العين كلمةٌ واحدة تتفرّع، و هى تدلُّ على التحريك و الإزعاج. يقال ضاعَنى لك الشى‏ءُ يَضُوعُنى، إذا حرَّكنى. قال:
و لكنها ريحُ الدِّماء تَضُوع «2»
و تضوّعَتْ رائحتُه: نفَحَتْ. قال:
تَضَوَّعَ مِسكاً بطنُ نَعْمانَ أنْ مشت             به زينبٌ فى نسوةٍ عَطِرَاتِ «3»

و ضاعَت الرِّيحُ الغُصنَ: ميَّلَتْه. و قال قوم: هذا الأمر لا يَضُوعُنى، أى لا يُثْقلُنى، و الأقيس أن يقال لا يُحَرِّكُ منِّى و لا أعبأ به. و يقال ضاع يضوع و يَنْضاع، إذا تضوّر. قال:
فُرَيْخَانِ ينضاعانِ بالفجرِ كلَّما             أحسَّا دَوِىَّ الرّيح أو صوتَ ناعبِ «4»

قال أبو عبيد عن أبى عمرو: ضاعنى الشّى‏ء: أفزَعَنِى. و هذا صحيحٌ؛ لأنّ الفزع يُزْعِجُه و يُقْلِقُه.
__________________________________________________
 (1) وردت هذه المادة و سائر مفرداتها بالحاء، صوابها الجم.
 (2) البيت لبشار كما فى حماسة ابن الشجرى 113. و صدره كما فى شروح سقط الزند 700، 708، 857:
و أسيافكم مسك محل أكفكم‏

و فى الحماسة:
و بيض بها مسك لمس أكفهم.

 (3) البيت لعبد اللّه بن نمير الثقفى، كما فى اللسان (ضوع) و إصلاح المطق 287 و الحماسة بشرح المرزوقى 1289.
 (4) لأبى ذؤيب الهذلى فى اللسان (صوع) و إصلاح المنطق 287. و ليس فى ديوانه.

377
معجم مقاييس اللغة3

ضون ص 378

ضون‏
الضاد و الواو و النون ليس بشى‏ء. لكنهم يقولون:
إنّ الضَّيْونَ دُوَيْبَّة تشبه السِّنَّوْر.
ضوض‏
الضاد و الواو و الضاد، الضَّوضاة قد مضى ذِكرُه «1»، و الأصل مضاعَف.
ضوط
الضاد و الواو و الطاء كلمةٌ واحدة، و هى الضَّوِيطة: يقال للعجين إذا كثُر ماؤه حتَّى يسترخِىَ: الضَّويطة.
ضور
الضاد و الواو و الراء أُصَيْلٌ صحيح و فيه بعض الإبدال.
فالتضوُّر: الصِّياح و التلوِّى عند الضَّرب. و يقال هو التقلُّب ظهراً لبَطن. و يقال الضَّوْر: الجُوع الشَّديد.
و أمّا الإبدال فقال الكسائى: لا يَضُورنى كذا، بمنزلة لا يَضِيرنى. و رجل ضُورَة: ذليل، من هذا.
ضوز
الضاد و الواو و الزاء أصلانِ صحيحان، أحدهما نوعٌ من الأكل، و الآخر دالٌّ على اعوجاج.
فالأول ضازَ التَّمْر يَضُوزه ضَوزاً، إذا أكله بِجَفاء و شِدّة. قال:
فظَلَّ يضُوز التّمر و التّمرُ ناقعٌ             بوَردٍ كلون الأرجوانِ سَبائبُه «2»

قال ابنُ دريد: هو* أن يأخذ التَّمرَة فى فمه حتّى تلين. و معنى البيت هو أن يأخذ الدِّية تَمْراً بدلًا عن الدم الذى لونُه لونُ الأُرجوان.
__________________________________________________
 (1) فى نهاية مادة (ضأ).
 (2) البيت بدون نسبة أيضا فى اللسان (ضوز) و الجمهرة (3: 4).

378
معجم مقاييس اللغة3

ضوز ص 378

و الأصل الآخر: القِسمةُ الضِّيزَى «1».
ضوب‏
الضاد و الواو و الباء شى‏ءٌ يقال ما أدرى ما صحّتُه. الضُّوَبانُ:
الجمَل القوىّ، و يقال بل الضوبان كاهل البعير.
باب الضاد و الياء و ما يثلثهما
ضيل‏
الضاد و الياء و اللام أصل واحدٌ يدلُّ على نباتٍ معروف من ذلك الضَّالُ: السِّدْر البَرّىّ، الواحدة ضالة. قال الفرّاء: أضالَت الأرض، و أضْيَلَت، إذا صار فيها الضّالُ. و يقال إنَّ الضَّالَةَ: بُرَة النّاقة. قال ابنُ ميّادة:
قطعتُ بمِصلال الخِشاشِ يردُّها             الكَرْهِ منها ضالةٌ و جديلُ «2»

ضيح‏
الضاد و الياء و الحاء أُصَيلٌ صحيح، و هو اللَّبن الممزوج، و هو الضَّيَاح. يقال ضِحت اللّبن ضَيْحا، و ضَيَّحت أكثَر.
ضير
الضاد و الياء و الراء كلمةٌ واحدة، و هو من الضيَّر و المضَرَّة.
و لا يَضِيرنى كذا، أى لا يضرُّنى. قال اللَّه تعالى: وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً «3».
ضيز
الضاد و الياء و الزاء قد مضى ذكره، و أصله فيما يقال الواو.
و قد قيل إنّه من بَنات الياء، فلذلك ذكرناه هاهنا. فالقِسمة الضَيزى: النّاقصة.
__________________________________________________
 (1) زاد فى المجمل: «الجائرة».
 (2) أنشده فى اللسان (ضيل).
 (3) من الآية 120 فى سورة آل عمران. و هذه قراءة نافع و ابن كثير و أبى عمرو و يعقوب، و وافقهم ابن محيصن و اليزيدى. و قراءة الباقين: لا يَضُرُّكُمْ. إتحاف فضلاء البشر 178.

379
معجم مقاييس اللغة3

ضيز ص 379

يقال ضِزْته حقَّه، إذا منعتَه. و حكى ناس ضَأَزَه، مهموز. و أنشدوا:
فحقُّك مَضْئُوزٌ و أنفُكَ راغمُ «1»
ليس فى الباب غيرُ هذا.
ضيع‏
الضاد و الياء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ على فَوت الشّى‏ء و ذَهابه و هلاكه. يقال ضاع الشَّى‏ءُ يَضيع ضَياعاً و ضَيْعةً، و أضعته أنا إضاعة.
فأمّا تسميتُهم العَقَار ضيعة فما أحسَبُها من اللُّغة الأَصِيلة «2»، و أظنّه من مُحْدَث الكلام. و سمعت من يقول: إنّما سمِّيت بذلك لأنّها إذا تُرِك تعهُّدِها ضاعت.
فإن كان كذا فهو دليلُ ما قلناه أنّه من الكلام المحْدَث. و يقال أضاعَ فهو مُضِيعٌ، إذا كثر ضِياعه. فأمّا قول الشَّماخ:
أعائِشُ ما لأهلك لا أُراهم «3»
و بقيت كلمة ليست من الباب و هى من باب الإبدال، حكى ابنُ السِّكيت:
تضيَّعت الرِّيح، مثلُ تضوَّعت.
ضيف‏
الضاد و الياء و الفاء أصلٌ واحدٌ صحيح، يدلُّ على مَيل الشى‏ء إلى الشى‏ء. يقال أضَفْت الشّى‏ءَ إلى الشّى‏ء: أمَلْته. و ضافت الشمس‏
__________________________________________________
 (1) صدره كما فى اللسان (ضأز):
إن تنأ عنا ننتقصك و إن تقم.

 (2) فى الأصل: «الأصلية»، و ليس يقولها.
 (3) كذا ورد الكلام مبتوراً. و يستشهدون بهذين البيتين للشماخ:
أعائشُ ما لأهلكِ لا أراهم             يُضِيعون السوام مع المُضيعِ‏
و كيف يُضيعُ صاحبُ مدفآتِ             على أثباجهنَّ من الصَّقيعِ‏

و لعل بقية الكلام بعدهما عند ابن فارس: «فهذا من الإضاعة بمعنى التضييع».

380
معجم مقاييس اللغة3

ضيف ص 380

تَضِيف: مالت؛ و كذلك تضيَّفَتْ، إذا سالت للغروب. و
فى الحديث: «أنّه نهى عن الصَّلاة إذا تضيَّفت الشَّمسُ للغروب».
و قال امرؤ القيس:
فلمّا دخَلْناه أضفْنا ظُهورَنا             إلى كلِّ حارىٍّ جديدٍ مشَطَّبِ «1»

أى أسنَدْنا ظهورَنا. و يقال ضافَ السَّهم عن الهدف يَضِيف. قال أبو زُبَيد:
كلَّ يومٍ ترميهِ منها برِشْق             فمصيبٌ أوضافَ غيرَ بعيدِ «2»

و الضَّيف مِن هذا، يقال ضِفْت الرّجُل: تعرَّضْت له ليَضِيفَنى. و أضفْتُه:
أنزلْتُه علىَّ. و يقال ضَيَّفْته مثل أضفتُه، إذا أنزلتَه بك. و فلانٌ يتضيَّفُ النّاسَ، إذا كان يتّبعهم ليُضِيفوه. و هو قولُ الفرزدق:
و مَن هو يرجو فَضْلَه المتضيِّفُ «3»
و الضَّيف يكون واحدا و جمعا. و يقال أيضاً أضياف و ضِيفانٌ. و يقال لناحية الوادى ضِيفٌ، و هما ضِيفانِ. و تضايَفنا الوادِىَ: أتيناه من ضِيفيه «4». و كذلك تَضَايَفَ الكلابُ [الصَّيد «5»]، إذا أتوه من جوانبه «6». قال:
__________________________________________________
 (1) ديوان امرئ القيس 88 و اللسان (ضيف).
 (2) سبق البيت و تخريجه فى (رشق، ضيف).
 (3) صدره فى ديوانه 560:
وجدت الثرى فينا إذا يبس الثرى‏

و فى اللسان (ضيف) كذلك. و مرة أخرى:
و منا خطيب لا يعاب و قائل.

 (4) فى الأصل: «ضيفه»، و أثبت ما فى المجمل.
 (5) التكملة من المجمل.
 (6) جعل للكلاب ضمير العاقل.

381
معجم مقاييس اللغة3

ضيف ص 380

رِيمٌ تضايَفَه كلابٌ أخْضَعُ «1»
و المضاف: الذى قد أُحِيط به فى الحرب. قال:
و يحمِى المضافَ إذا ما دعا             إذا فَرَّ ذو اللِّمّة الفَيْلَمُ «2»

و هو من هذا القياس. و يقال تضيَّفُوه، إذا اجتمعوا عليه من جوانبه. قال:
إذا تضيَّفْن عليه انسلَّا «3»
فأمّا قول القائل:
لَقًى حملتْه أمُّه و هى ضَيفةٌ             فجاءت بنَزٍّ للنَّزَالةِ أرشَمَا «4»

فهى الضَّيفة المعروفة من الضِّيافة. و قال قومٌ: ضافت المرأة: حاضت. و هذ ليس بشى‏ء، و لا مما هو يدلُّ عليه قياسٌ، و لا وجهَ للشُّغْل به.
فأمّا قولهم أضاف من الشى‏ء، إذا أشفقَ منه، فيجوز أن يكون شادًّا عن الأصل الذى ذكرناه*، و يمكن أن يتَمحَّل «5» له بأن يقال أضاف من الشى‏ء، إذا أشفق منه، كأنّه صار فى الضِّيف، و هو الجانب، أى لم يتوسَّط إشفاقاً. و هو بعيد، و الأولى عندى أن يقال إنّه شاذٌ. و الكلمة مشهورة قال:
و كانَ النَّكيرُ أن تُضيف و تجأرا «6»
__________________________________________________
 (1) لمتمم بن نويرة فى المفضليات (1: 94). و صدره:
و كأنه فوت الجوالب جابئا.

 (2) للبريق الهذلى فى اللسان (ضيف، فلم)، من قصيدة فى بقية أشعار الهذليين 22 و شرح السكرى للهذليين 110 و سيأتى فى (فلم).
 (3) قبله فى اللسان (ضيف):
بتبعن عودا يشتكى الأظلا.

 (4) للبعيث يهجو جريرا، كما سبق فى (رشم) حيث تخريج البيت فى الحواشى.
 (5) فى الأصل: «يتحمل».
 (6) للنابغة الجعدى، و صدره كما فى اللسان (ضيف):
أقامت ثلاثا بين يوم و ليلة.

 

382
معجم مقاييس اللغة3

ضيف ص 380

و قال الهذلىّ «1»:
إذا يغزو تُضِيف «2»
أى تشفِق. قال أبو سعيد: ضاف الهمُّ، إذا نَزَل بصاحبه. و القياس أنّه إذا نزل به فقد مال نحوه.
ضيق‏
الضاد و الياء و القاف كلمة واحدةٌ تدلُّ على خلافِ السَّعَة، و ذلك هو الضِّيق و الضَّيِقة: الفَقْر. يقال أضاق الرّجلُ: ذهب مالُه. و ضاقَ، إذا بخل. و شى‏ءٌ ضَيْقٌ، أى ضيِّق. و الباب كلُّه قياس واحد. فأمّا قول القائل:
بضِيقَةَ بينَ النَّجْمِ و الدّ؟؟؟ انِ «3»
فيقال إنّ الضِّيقة منزلٌ فى منازل القمرْ. قال أبو عمرو: الضِّيقة ها هنا من الضِّيق.
ضيك‏
الضاد و الياء و الكاف كلمةٌ لا تتفرَّع. يقولون الضَّيَكانُ:
مشْى الرّجُل الكثيرِ لحمِ الفخِذين، فهو ربما يتفحَّج. و يقال هذه إبلٌ تَضِيك، أى تفرّج أفخاذها من عِظَم ضُروعها.
ضيم‏
الضاد و الياء و الميم أصلٌ صحيح، و هو كالقهر و الاضطهاد يقال ضامه يَضِيمه ضَيْما. فهو اسمٌ و مصدر. و الرجل المَضِيم: المظلوم. و بقيت فى الباب‏
__________________________________________________
 (1) هو أبو ذؤيب الهذلى، و البيت فى ديوانه 99.
 (2) البيت بتمامه، كما فى الديوان:
و ما إن وجد معولة رقوب             بواحدها إذا يغزو تضيف.

 (3) للأخطل فى ديوانه 233 و اللسان (ضيق). و صدره:
فهلا زجرت الطير ليلة جئتها.

 

383
معجم مقاييس اللغة3

ضيم ص 383

كلمةٌ واحدة، يقال إنَّ الضِّيم، بكسر الضاد: جانب الجبل. قال الهذَلىّ «1»:
باب الضاد و الهمزة و ما يثلثهما
ضأد
الضاد و الهمزة و الدال أُصيلٌ قليل الفُروع، يدلُّ على مَرض من الأمراض. قالوا: الضُّؤْد: الزكام، و كذلك الضُّؤْدَة. رجلٌ مضْئُود، أى مزكوم. و حُكيت كلمةٌ أخرى عن أبى زيد، إن صحّت، قالوا: ضأَدْت الرّجُل ضأدًا، إذا خَصَمتَه.
ضأل‏
الضاد و الهمزة و اللام أُصَيْل يدلُّ على ضعف و دِقَّةٍ فى جسم.
من ذلك الضَّئيل، و هو الضَّعيف. و الفعل منه ضَؤُل يَضؤُل. و رجل ضُؤَلةٌ:
ضعيف. و الضَّئيلة: الحيَّة الدَّقيقة.
ضأن‏
الضاد و الهمزة و النون أُصَيل صحيح، و هو بعض الأنعام.
من ذلك الضأن. يقال أضْأنَ الرجلُ، إذا كثُرَ ضأنُه. و الضائنة الواحدة من الضأن. و حكى بعضُهم: فلان ضائن البطنِ: مسترخِيهِ.
باب الضاد و الباء و ما يثلثهما
ضبث‏
الضاد و الباء و الثاء أصل صحيحٌ يدلُّ على فَبْض. يقال:
ضبث إذا قبض على الشَّى‏ء. و يقال ناقةٌ ضَبُوث: يُشَكُّ فى سِمَنها، فتُضْبَث بالأيدى.
و يقولون: ضُبِثَ، أى ضُرب. و هو قريب مما ذكرناه.
__________________________________________________
 (1) بدله فى المجمل: «و هو فى شعر الهذلى: فضيمها». و الهذلى الذى عناه هو ساعدة ابن جؤية. و بيته، كما فى اللسان (دبب، ضيم) و ديوان الهذليين 207:
و ما ضَرَبٌ بيضاء يَسقى دَبوبَها             دُفَاقٌ فعُروانُ الكَرَاثِ فضِيمُها.

384
معجم مقاييس اللغة3

ضبح ص 385

ضبح‏
الضاد و الباء و الحاء أصلانِ صحيحان: أحدهما صوتٌ، و الآخَرُ تغيُّرُ لون من فعلِ نار.
فالأوَّل قولُهم: ضبَحَ الثّعلبُ يَضْبَح ضَبْحاً. و صَوْتُه الضُّبَاح، و هو ضابح.
قال:
دعوتُ ربِّى و هو لا يُخَيِّبُ             بأنّ فيها ضابحاً ثعَيلِبْ‏

فأمّا قولُه تعالى: وَ الْعادِياتِ ضَبْحاً
 فيقال هو صوتُ أنفاسها، و هذا أقيَسُ، و يقال: بل هو عدْوٌ فوق التَّقْريب. و هو فى الأصل ضَبَع، و ذلك أن يمُدّ ضَبْعَيْه حتى لا يجدَ مَزِيداً. و إن كان كذا فهو من الإبدال.
و أمّا الأصل الثانى فالضَّبْح: إحراقُ أعالى العُود بالنار. و الضِّبْح: الرَّماد.
و الحجارة المضبوحة هى قَدَّاحة النّار، التى كأنها محترقة. قال:
و المرْوَذَا القَدَّاحِ مضبوحَ الفِلَق «1»
و يقال الانضباح تغيُّرُ اللون إلى السواد.
ضبد
الضاد و الباء و الدال ليس بشى‏ء. و إن كان ما ذكره ابنُ دريد صحيحا، من أن الضَّبَد الضَّمَد، فهو من باب الإبدال. قال: يقال أضْبَدْتُه، إذا أنت أغضبْتَه «2».
__________________________________________________
 (1) لرؤبة بن العجاج. و قبله فى ديوانه 106 و اللسان (ضبح):
يتركن ترب الأرض مجنون الصبق.

 (2) فى الجمهرة (1: 244): «ضبدت الرجل تضبيدا: ذكرته بما يغضبه». و مثله فى القاموس.
و فى اللسان: «ضبدته» مخفف الباء.

385
معجم مقاييس اللغة3

ضبر ص 386

ضبر
الضاد و الباء و الراء أصلٌ صحيح واحدٌ يدل على جمعٍ و قُوّة.
يقال ضَبَر الشّى‏ءَ: جمَعَه، و ضبَر الفرسُ قوائمَه، إذا جمعَها ليَثِب. و فرسٌ ضِبِرٌّ من ذلك. و إِضبارة الكُتُب «1» من ذلك. و اشتقاق ضَبَارةَ منه، و هو أبو عامر ابن ضَبَارة. و ناقة* مضبَّرةٌ و مضبورةُ الخَلْق، أى شديدة. و قال فى صفة فرس:
مُضَبَّرٌ خَلْقها تضبيراً             ينشقُّ عن وجهها السَّبيبُ «2»

و الضَّبْر: الجماعة. قال الهُذَلىّ:
ضَبْرٌ لباسُهم القَتير مؤلَّبُ «3»
و أمّا الرُّمّان الجبلىّ فيقال إنّهم يسمونه الضَّبْر. و قد قلنا إنّ النّباتَ و الأماكنَ لا تكاد تنقاس.
ضبس‏
الضاد و الباء و السين أُصَيل إنْ صحَّ فليس إلا فى شى‏ءٍ مذمومٍ غير محمود. قال الخليل: الضَّبِيس: الحريص، و الضَّبيس: القليل الفِطنة لا يهتدى لشى‏ء. و يقال الضَّبِيس الجَبان.
ضبز
الضاد و الباء و الزاء. يقولون الضَّبْز: شدّة اللَّحظ و لا معنى لهذا.
ضبط
الضاد و الباء و الطاء أصلٌ صحيح. ضَبَط الشَّى‏ءَ ضبْطاً.
و الأصبط: الذى يَعمل بيديه جميعاً. و يقال ناقةٌ ضبطاء. قال:
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «لكب»، صوابه فى اللسان.
 (2) البيت لعبيد بن الأبرص، من بائيته المشهورة، انظر ديوانه 9 و شرح التبريزى للمعلقات 310.
 (3) لساعدة بن جؤبة الهذلى فى ديوان الهذليين (1: 185) و اللسان (ضبر) و صدره:
بينا هم يوما كذلك راعهم.

 

386
معجم مقاييس اللغة3

ضبط ص 386

عُذافرة ضَبْطاء تَخْدِى كأنّها             فَنِيقٌ غَدَا يَحوى السَّوامَ السَّوارحا «1»

و
فى الحديث: «أنّه سُئل عن الأضبط».
ضبع‏
الضاد و الباء و العين أصلٌ صحيح يدلُّ على معانٍ ثلاثة:
أحدها جنسٌ من الحيوان، و الآخر عضو من أعضاء الإنسان، و الثالث صِفة من صِفة النُّوق.
فالأوَّل الضَّبُع، و هى معروفة، و الذكر ضِبْعان، و
فى الحديث: «فإذا هو بضِبْعانٍ أمْدَر «2»».
ثم يستعار ذلك فيُشبَّه السنةُ المجدِبة به، فيقال لها الضَّبُع.
و
جاء رجلٌ فقال: «يا رسولَ اللَّه، أكلَتْنَا الضّبُع».
أراد السّنةَ التى تسميها العرب الضَّبُع؛ كأنَّها تأكلهم كما تأكل الضّبُعُ. قال:
أبا خُراشة أمّا أنت ذا نَفَرٍ             فإنّ قومىَ لم تأكُلْهم الضّبعُ «3»

و أمّا العُضو فضَبْع اليد، و اشتقاقها من ضَبْع اليد و هو المدّ. و العرب تقول:
ضَبَعتِ الناقة و ضبَّعت تضبيعا، كأنّها تمدُّ ضَبْعَيها. قال أبُو عبيد: الضَّابع: التى ترفع ضَبْعها فى سيرها.
و مما يشتقُّ من هذا: الاضطباع بالثَّوب: أن يُدخِل الثّوبَ من تحت* يده اليمنى فيلقيَه على مَنكِبه الأيسر. و منه الضِّباع، و هو رفع اليدين فى الدُّعاء.
قال رؤبة:
__________________________________________________
 (1) لمعن بن أوس المزنى فى اللسان (ضبط). و كلمة «غذا» ساقطة من الأصل.
 (2) الأمدر: الذى فى جسده لمع من سلحه. و يقال لون له.
 (3) لعباس بن مرداس، كما فى اللسان (ضبع). و هو من شواهد النحويين لحذف «كان» بعد «أن» و تعويض «ما» عنها.

387
معجم مقاييس اللغة3

ضبع ص 387

و ما تَنِى أيدٍ علَينا تضبَعُ «1»
أى تمد أضباعَها بالدُّعاء. قال ابن السّكّيت: ضَبَعُوا لنا من الطَّريق، إذا جعلوا لنا قسما، يَضْبَعون ضَبْعا. كأنّه أراد أنّهم يقدِّرونه فيمدُّون أضباعَهم به.
و ضَبَعت الخيلُ و الإِبلُ، إِذا مدَّت أضباعَها فى عَدْوِها، و هى أعضادُها «2».
و قول القائل «3»:
و لا صُلحَ حتَّى تضبعونا و نَضْبَعا «4»
أى تمدون أضباعَكُم إلينا بالسّيوف و نمدّ أضباعَنا بها إليكم. قال أبو عمرو:
ضَبَع القومُ للصُّلح، إذا مالوا بأضباعهم نحوه. و حَكى قومٌ: كنَّا فى ضَبْع فلانٍ، أى كنَفه. و هو ذاك المعنى؛ لأنّ الكَنَفين جناحا الإنسان، و جناحاه ضَبْعاه.
 [و ضَبَعت الناقةُ تضبع ضَبْعاً و ضَبَعةً «5»]، إذا أرادت الفحل.
ضبن‏
الضاد و الباء و النون أصلٌ صحيح، و هو عُضو من الأعضاء.
فالضِّبْن: ما بين الإبط و الكَشْح. يقال أضطبنتُه: جعلته فى ضِبْنى: و الضبْنَة «6»:
أهل الرّجُل، يضطبِنها. و ناسٌ يقولون: المضبون الزَّمِن، و هو عندى من قلب الميم. و مكان ضَبْنٌ: ضيّق. و هذه الكلمة من الباب الأوّل.
__________________________________________________
 (1) ديوان رؤبة 177 و اللسان (ضبع).
 (2) فى الأصل: «و فى أعضادها»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (3) هو عمرو بن شأس، كما فى اللسان (ضبع) و الحزانة (3: 599).
 (4) صدره:
نذود الملوك عنكم و تذودنا.

 (5) التكملة من المجمل.
 (6) بتثليث الضاد، و كفرحة، كما فى القاموس.

388
معجم مقاييس اللغة3

ضبا ص 389

ضبا
الضاد و الباء و الهمزة أصلٌ واحد صحيح، و هو قريبٌ من الاستخفاء و ما شاكلَه، من سُكوتٍ و مثلِه. قال أبو زيد: أضْبأَ الرجُل على الشَّى‏ء إضباءً، إذا سكَتَ عليه، و هو مُضْبِئٌ عليه. و قد أضْبَأ على داهية.
و ضبَأْت: استخفَيت. و يقال فى هذا إنّما هو أضْبَى غير مهموز، و الأوّل أجود.
قال أبو سعيد: ضبأ يضبَأُ ضَبْأً، إذا لصِق بالأرض. و المَضْبَأ: الذى يُضْبَأ فيه، أى يختفى. قال الكميت:
إذا علا سِطَةَ المضبَأَيْن «1»
و سمِّى الرّجُل ضابئاً لذلك. و يقال ضَبأْت إليه، أى لجأت «2». و الضابئ:
الرَّماد «3»، سمِّى بذلك لأنّه يَضبأ، كأنّه يَستخفى.
و إذا ليّنت الهمزةَ تغيَّر المعنى، و يكون من صفات النّار؛ يقال: ضَبَتْه النّار، إذا شَوته، تَضْبُوه ضَبْوا. و المَضْباة: خُبز المَلَّة «4». و اللَّه أعلم بالصواب.
__________________________________________________
 (1) استشهد فى المجمل بكلمنى «سطة المضباين» فقط.
 (2) فى الأصل: «الجأت»، صوابه فى المجمل.
 (3) فى الأصل: «الرماة»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (4) فى اللسان: «و بعض أهل اليمن يسمون خبزة الملة مضباة من هذا. قال ابن سيده: و لا أدرى كيف ذلك، إلا أن تسمى باسم الموضع».

389
معجم مقاييس اللغة3

باب الضاد و الجيم و ما يثلثهما ص 390

باب الضاد و الجيم و ما يثلثهما
ضجر
الضاد و الجيم و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ على اغثمامٍ بكلام.
يقال ضجِر يَضجَر ضجَراً. و ضجِرت النَّاقةُ: كثر رغاؤها. و يقولون فى الشعر:
ضَجْرَ، بسكون الجيم. قال:
فإن أهجُه يَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازلٌ «1»
ضجع‏
الضاد و الجيم و العين أصل واحد يدلُّ على لُصوقٍ بالأرض على جنْب، ثم يُحمَل على ذلك. يقال ضَجَع ضُجوعا. و المرَّة الواحدة الضَّجْعة.
و يقال اضطجع يضطجع اضطجاعاً. و ضجيعُك: الذى يُضاجِعك، و هو حسن الضِّجْعة كالرِّكْبة.
و من الباب: ضجَّع فى الأمر، إذا قصَّر، كأنه لم يقُم به و اضطجع عنه.
و يقال رجل ضَجُوع، أى ضعيف الرّأى. و رجل ضُجَعَة: عاجزٌ لا يكاد يبرح.
و الضَّجوع: النَّاقة التى ترعى ناحية. و يقال تضجَّع السحاب، إذا أرَبّ بالمكان.
و هو فى شعر هذيل. و يقال أكمَة ضَجوع، إذا كانت لاصقةً بالأرض.
و الضجوع: أكمة بعينها. و الضَّواجع: موضع فى قوله:
راكسٌ فالضَّواجع «2»

و الضَّاجعة و الضَّجعاء: الغنم الكثيرة، و إنما هو من الباب لأنَّها ترعى و تضطجع. و الضَّجُوع: ناقة ترعى ناحيةً و تضطجع وحْدَها.
__________________________________________________
 (1) للأخطل يهجو كعب بن جعيل، و ليس فى ديوانه. و عجزه كما فى اللسان (ضجر):
من الأدم دبرت صفحتاه و غاربه.

 (2) قطعة من بيت للنابغة فى ديوانه 51 و اللسان (ضجع). و هو بتمامه:
و عيد أبى قابوس فى غير كنهه             أتانى و دونى راكس فالضواجع.

390
معجم مقاييس اللغة3

ضجم ص 391

ضجم‏
الضاد و الجيم و الميم أصلٌ صحيح يدل على عِوَج فى الشَّى‏ء.
فالضَّجَم: العِوَج. يقال تَضَاجَم الأمرُ بالقوم، إذا اختلف. و الضَّجَم: اعوجاجٌ فى الأنف و أن يميل إلى أحد جانِبى الوجه. و ضُبَيْعةُ أضجَمَ: قومٌ من العرب، كأنّ أباهم أضجم. و يقال الضَّجَم أيضاً اعوجاجُ المَنكِبَين.
ضجن‏
الضاد و الجيم و النون، ليس بشى‏ء، إلّا أنَّهم يقولون:
 [الضَّجَن‏]: جبلٌ معروف. و قد قلنا فى هذا. و قال الأعشى:
كخَلْقاءَ مِنْ هَضَبات الضَّجَنْ «1»
و ضَجْنانُ: جبلٌ بتهامة.
باب الضاد و الحاء و ما يثلثهما
ضحل‏
الضاد و الحاء و اللام أصلٌ صحيح، و هو الماء القليل و ما أشبهه.
من ذلك الضَّحْل: الماء القليل، و مكانه المَضْحَل، و الجمع مَضاحل. و يقال ضَحِل الماء: رقَّ و قلَّ، و هو من الكلام الفصيح الصحيح. و أَتَان الضَّحْل:
صَخرة بعضها فى الماء و بعضُها خارج.
ضحى‏
الضاد و الحاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح واحد يدلُّ على بُروز الشى‏ء. فالضَّحَاء: امتداد النَّهار، و ذلك هو الوقت البارز المنكشف.
ثمَّ يقال للطعام الذى يُؤكل فى ذلك الوقت ضَحاء. قال:
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «بحلقاء»، صوابه فى المجمل و اللسان و الديوان ص 16. و صدره:
و طال السنام على جبلة.

 

391
معجم مقاييس اللغة3

ضحى ص 391

تَرَى الثَّوْرَ يمشى راجعاً مِن ضَحائه «1»
و يقال ضَحِى الرجل يَضْحَى، إذا تعرَّضَ للشَّمس، و ضَحَى مثلُه. و يقال اضْحَ يا زيد، أى ابرُزْ للشَّمس. و الضَّحِيَّة معروفة، و هى الأُضْحِيَّة.
قال الأصمعى: فيها أربع لغات: أُضْحِيَّة و إضحيَّة، و الجمع أضاحىّ؛ و ضَحِيَّة، و الجمع ضحايا؛ و أَضْحاةٌ، و جمعها أُضْحًى «2». قال الفرّاء: الأضْحَى مؤنّثة و قد تذكّر، يُذهَب بها إِلى اليوم. و أنشد:
دنا الأضْحَى و صَلَّلت اللِّحامُ «3»
و إنما سُمِّيت بذلك لأنّ الذّبيحة فى ذلك اليوم لا تكون إلَّا فى وقت إشراق الشّمس. و يقال ليلَةٌ إضحيَانةٌ و ضَحْياءُ، أى مضيئةٌ لا غيمَ فيها. و يقال:
هم يتضحَّوْنَ، أى يتغدَّوْن. و الغَداء: الضَّحَاء. و من ذلك‏
حديث سلمة بن الأكوع: «بينا نحن مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلّم نتضَّحَى».
يريد نتغدَّى. و ضاحية كلِّ بلدةٍ: ناحيتُها البارزة. يقال هم ينزلون الضَّوَاحىَ.
و يقال: فعل ذلك ضاحيةً، إذا فعله ظاهراً بيناً. قال:
عَمِّى الذى منع الدِّينارَ ضاحيةً             دينارَ نَخَّةِ كلبٍ و هو مشهودُ «4»

و قال:
__________________________________________________
 (1) لذى الرمة فى ديوانه 503 و اللسان (19: 210). و عجزه:
بها مثل مشى الهرزى المسرول.

 (2) زاد فى اللسان: «مثل أرطاه و أرطى»، فألفها للإلحاق.
 (3) لأبى الغول الطهوى فى اللسان (19: 211)، و إصلاح المنطق 193، 330، 397.
و صدره:
رأيتكم بنى الخذواء لما.

 (4) أنشده فى اللسان (نخخ، ضحا) و سيأتى فى (نخ).

392
معجم مقاييس اللغة3

ضحى ص 391

و قد جزتْكُم بنو ذُبيانَ ضاحيةً             بما فعلتم ككيل الصَّاع بالصَّاعِ «1»

فأمّا قولُ جرير:
فما شَجَرات عِيصِكَ فى قريشٍ             بعَشَّات الفُرُوع و لا ضَواحِ «2»

فإنّه يقول: ليست هى فى النّواحى، بل هى [فى‏] الواسطة. و يقال للسَّماوات كلِّها الضَّواحى. و قال تأبّط شرًّا:
و قُلَّةٍ كسِنان الرُّمح بارزةٍ             ضحيانة. «3».

فهى البارزة للشمس.
قال أبو زيد: ضَحَا الطريق يَضحُو ضَحْواً و ضُحُوًّا «4»، إذا بدا و ظَهَر.
فقد دَلَّت هذه الفروعُ كلُّها على صحة ما أصّلناه* فى بروز الشَّى‏ءِ و وُضوحه. فأمّا الذى يُروى عن أبى زيد عن العرب: ضحَّيت عن الأمر «5» إذا رفقت، فالأغلب عندى أنّه شاذٌّ فى الكلام. قال زَيد الخيل:
لو أنّ نصراً أصلحَتْ ذاتَ بينِها             لضحَّت رُويداً عن مصالحها عمرُو «6»

ضحك‏
الضاد و الحاء و الكاف قريبٌ من الباب الذى قبله، و هو دليل الانكشاف و البروز. من ذلك الضَّحِك ضَحِك الإنسان. و يقال أيضاً
__________________________________________________
 (1) البيت للنابغة، كما فى اللسان (ضحا)، و ليس فى ديوانه. و عجزه فى اللسان:
حقا يقينا و لما يأتنا الصدر.

 (2) ديوان جرير 99 و اللسان (ضحا).
 (3) من القصيدة الأولى فى المفضليات. و تمام البيت:
«فى شهور الصيف محراق».

 (4) و يقال أيضا «ضُحِيًّا».
 (5) فى الأصل: «فى الأمر»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (6) نصر و عمرو ابنا قعين، بطنان من بنى أسد، كما فى اللسان، عند إنشاد البيت.

393
معجم مقاييس اللغة3

ضحك ص 393

الضَّحْك «1»، و الأوَّل أفصح. و الضَّاحكة: كل سنٍّ تبدو من مُقَدَّم الأسنان و الأضراس عند الضَّحِك.
قال ابنُ الأعرابىّ: الضّاحك من السَّحاب مثلُ العارض، إلّا أنّه إذا بَرَق يقال فيه ضَحِك. و الضَّحُوك: الطَّريق الواضح. و يقال أضحَكْتَ حوضَك، إذا ملأتَه حتى يفيض. قال ابن دريد «2»: الضَّاحك حجرٌ شديد البَرِيق يبدو فى الجبَل، أىَّ لونٍ كان. و يقال فى باب الضَّحِك: الأُضحوكة ما يُضحِك منه.
و رجل ضُحْكة: يُضْحَك منه. و ضُحَكَة: يكثر الضحَك. فأمَّا الضَّحْك فيقال إِنَّه العسَل. و يُنشَد:
فجاء بمزجٍ لم يَرَ الناسُ مثلَه             هو الضَّحْكُ إلّا أنَّه عمل النَّحْلِ «3»

و يقال هو البَلَح. قال الشَّيبانىُّ: الطَّلْع هو الكافور و الضَّحْك جميعاً حين ينفتق.
باب الضاد و الخاء و ما يثلثهما
ضخم‏
الضاد و الخاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ على عِظَمٍ فى الشى‏ء.
يقال هذا ضخْم و ضُخامٌ. و يقال: إنَّ الأضخومة شى‏ءٌ تعظِّم به المرأة عجيزتها.
__________________________________________________
 (1) و يقال أيضا «الضحك» بالكسر، و بكسرتين.
 (2) فى الجمهرة (2: 167).
 (3) لأبى ذؤيب فى ديوانه 42 و اللسان (ضحك). و سيأتى فى (مزج).

394
معجم مقاييس اللغة3

باب الضاد و الراء و ما يثلثهما ص 395

باب الضاد و الراء و ما يثلثهما
ضرز
الضاد و الراء و الزاء كلمةٌ واحدة. يقال إِنَّ لضِّرِزّة: المرأة القصيرة اللئيمة.
ضرس‏
الضاد و الراء و السين أصلٌ صحيح يدلُّ على قوّةٍ و خشونة و قد يشِذُّ عنه ما يخالفه. فالضِّرْس من الأسنان، سمِّى بذلك لقوّته على سائر الأسنان. و يقال ضَرَسَه يَضْرُسُه، إذا تناوله بضِرسه. و قال:
إذا أنت عاديت الرّجالَ فلا تكن             لهم جَزَراً و اجرَحْ بنابك و اضْرُسِ‏

و الضِّرْس: ما خَشُن من الآكام. و يقال: تضارَسَ البِناء، إذا لم يستَوِ.
و قال بعضُهم: ضَرّستْ فلاناً الخطوبُ. و يقال بئرٌ مضروسة: مطوّية بحجارة و ناقة ضَروسٌ: تعَضُّ حالِبَهَا. و رجل ضَرِسٌ: صعب الخُلق. و يقال أضرسَه الأمر، إذا أقلقه. و المضرَّس: ضربٌ من الرَّيْط، و كأنّه سمِّى بذلك لأنَّه فيه صوراً كأنّها أضراس. و الضَّرَس: خَورٌ فى الضِّرْس.
و ممّا شذّ عن الباب و قد يمكن أن يُتمحَّل له قياسٌ: الضِّرْس: المَطْرة القليلة، و الجمع ضُروس.
ضرع‏
الضاد و الراء و العين أصل صحيح يدلُّ على لينٍ فى الشَّى‏ء.
من ذلك ضَرَع الرجل ضَراعة، إذا ذلَّ. و رجل ضَرَعٌ: ضعيف. قال ابن وَعْلة:

395
معجم مقاييس اللغة3

ضرع ص 395

أناةٌ و حلما و انتظارا بهم غداً             فما أنا بالوانى و لا الضَّرَع الغُمْرِ «1»

و من الباب ضَرْع الشّاة و غيرِه، سمى بذلك لما فيه من لِين. و يقال:
أضْرَعَت النّاقة، إذا نَزَل لبنُها عند قرب النَّتاج. فأمّا المضارعة فهى التشابُه بين الشيئين. قال بعض أهلِ العلم: اشتقاق ذلك من الضَّرْع، كأنهما ارتضعا من ضَرعٍ واحد. و شاةٌ ضَرِيع: كبيرة الضَّرع، و ضريعةٌ أيضاً. و يقال لناحِل الجسم: ضارع.
و
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم فى ابنى جعفر: «ما لى أراهما ضارعَين؟».
و مما شذّ عن هذا الباب: الضَّريع، و هو نبت. و ممكن أن يُحمَل على الباب فيقال ذلك لضعَفْه، إذا كان لا يُسْمِنُ وَ لا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ و قال:
و تُرِكْن فى هَزْم الضَّريع فكُلُّها             حدباءُ داميةُ اليدينِ حَرودُ «2»

ضرف‏
الضاد و الراء و الفاء شى‏ءٌ من النَّبْت. يقال إنّ الضِّرف من شجر الجبال، الواحدة ضِرفة.
قال الأصمعىّ: يقال فلان فى ضِرفة خيرٍ، أى كَثْرة.
ضرك‏
الضاد و الراء و الكاف* كلمة واحدةٌ لا قياسَ لها. يقال الضَّريك: الضَّرير، و البائس السّيّئ الحال.
ضرم‏
الضاد و الراء و الميم أصل صحيح يدلُّ على حرارةٍ و التهاب.
من ذلك الضِّرَام من الحطب: الذى يلتهب بسرعة. قال:
__________________________________________________
 (1) البيت من أبيات نسبت فى حماسة البحترى 104 إلى عامر بن مجنون الجرمى. و فى حماسة ابن الشجرى 70 لكنانة بن عبد ياليل. قال: و تروى للحارث بن و علة الشيبانى. و سيأتى فى (غمر).
 (2) لقيس بن عيزارة الهذلى فى اللسان (ضرع). و قصيدته فى شرح السكرى للهذليين 115.

396
معجم مقاييس اللغة3

ضرم ص 396

و لكن بهذَاكِ اليَفَاعِ فأوقِدِى             بجزل إِذا أوقَدْتِ لا بِضِرامِ «1»

و يقال ضَرِم الشَّى‏ءُ: اشتدّ حرُّه.
و من الباب فرس ضَرِم: شديد العَدْو. و الضَّرِيم و الضِّرام: اشتعال النار.
و مما شذّ عن الباب فيما يقولون، أنَّ الضَّرِم فَرْخ العُقاب. و لعلّه أن يكون ذلك اسمَه إذا اشتدّ جُوعه، فكأنَّه يضطرم.
ضرى‏
الضاد و الراء و الحرف المعتل أصلان: أحدهما شبه الإغراء بالشَّى‏ء و اللَّهَج به، و الآخر شى‏ء يستر.
فالأوّل قولُ العرب: ضَرِىَ بالشَّى‏ء، إذا أُغْرِى به حتى لا يكاد يصبرِ عنه.
و يقال: لهذا الشَّى‏ء ضَرَاوة: أى لا يكاد يُصبَر عنه. و الضَّارِى من أولاد الكلاب، و الجمع الضِّراء، و سمِّى ضاريا لأنّه يَضْرَى بالشَّى‏ء. و الضِّرو:
الضَّارى. و من الباب: [الضَّارِى، و «2»] هو العِرق السائل. و قد ضَرَا يَضْرُو ضَروًا، كأنّه لهجَ بالسَّيَلان.
قال الخليل. الضَّرْو: اهتِزازُ الدّمِ عند خروجه من العِرق.
و أمّا الأصل الآخر فالضَّرَاء: مَشْىٌ فيما يُوارِى من شجرٍ أو غيرِه. يقال:
هو يمشى له الضَّرَاء، إذا كان يُخاتِله أو يُخادِعه.
و من الباب الضِّرْو: شجر، لأنّه يستُر بورَقِه.
ضرب‏
الضاد و الراء و الباء أصل واحد، ثم يستعار و يحمل عليه.
__________________________________________________
 (1) البيت فى اللسان (ضرم) بدون نسبة، و نسبه الزمخشرى فى أساس البلاغة إلى حاتم الطائى، و ليس ديوانه.
 (2) استأنست فى هذه التكملة مما ورد فى المجمل من قوله: «و الضارى: العرق السائل».

397
معجم مقاييس اللغة3

ضرب ص 397

من ذلك ضَربت ضرباً، إذا أوقعت بغيرك ضرباً. و يستعار منه و يشبَّه به الضَّرب فى الأرض تجارةً و غيرها من السّفر. قال اللَّه تعالى: وَ إِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ
. و يقولونَّ إن الإسراع إلى السَّير أيضاً ضرب. قال:
فإنَّ الذى كنتمُ تحذرونَ             أتَتْنا عيونٌ به تَضْرِبُ «1»

و الطَّير الضَّوارب: الطَّوالب للِرِّزق. و يقال رجل مِضربٌ: شديد الضَّرب.
و من الباب: الضّرْب: الصِّيغة. يقال هذا من ضَرْب فلان، أى صِيغته؛ لأنّه إذا صاغ شيئاً فقد ضربه. و الضّريب: المِثْل، كأنَّهما ضُرِبا ضَرباً واحداً و صِيغا صياغة واحدة. و الضّريب: الصَّقيع: كأن السماء ضربت به الأرض.
و يقال للذى أصابه الضريب مضروب. قال:
و مضروبٍ يَئنُّ بغير ضربٍ             يُطاوِحه الطِّرافُ إلى الطِّراف‏

و الضّريب من اللبن: ما خُلِط مَحْضه بحقينه، كأنَّ أحدَهما قد ضُرب على الأخر. و الضّريب: الشَّهد، كأنَّ النَّحل ضربه. و يقال للسجِيَّة و الطَّبيعة الضريبة، كأنّ الإنسان قد ضُرِب عليها ضرباً و صيغ صِيغة. و مَضْرَب السَّيف و مَضْرِبه: المكان الذى يُضرَب به منه. و يقال للصِّنْف من الشى‏ء، الضَّرْب، كأنه ضُرب على مثالِ ما سواه من ذلك الشى‏ء. و الضّرِيبة: ما يُضرَب على الإنسان من جزيةٍ و غيرها. و القياس واحد، كأنه قد ضُرب به ضَرْباً. ثم يتَّسعون فيقولون: ضَرَبَ فلانٌ على يد فلان، إذا حَجَرَ عليه، كأنّه أراد بَسطَ يدَه فضرب الضاربُ على يده فقبض يدَه. و من الباب ضِراب الفَحل الناقة.
__________________________________________________
 (1) نسب فى اللسان (ضرب) إلى المسبب و هو المسيب بن علس.

398
معجم مقاييس اللغة3

ضرب ص 397

و يقال أضْرَبْت النّاقةَ: أنْزَيت عليها الفحل. و أضرب فلان عن الأمر، إذا كفَّ، و هو من الكفّ، كأنّه أراد التبسُّط فيه ثم أضرب، أى أوقع بنفسه ضرباً فكفها عما أرادت.
فأمّا الذى يُحكى عن أبى زيد، أنّ العرب تقول: أضْرَبَ الرّجُل فى بيته:
أقامَ، فقياسُه قياس الكلمة التى قبلها.
و من الباب الضَّرَب: العسَلُ الغليظة، كأنّها ضرِبت ضَرْباً، كما يقال نَفَضَت الشى‏ء نَفْضاً، و المنفوض نَفَض. و يقال للموكَّل بالقِداح: الضَّرِيب. و سمِّى ضريباً لأنّه مع الذى يضربُها، فسمِّى ضريباً كالقعيد و الجليس.
و مما استُعير فى هذا الباب قولهم للرَّجُل الخفيف الجسم: ضَرْب، شُبِّه فى خفّته بالضَّربة «1» التى يضربُها الإنسان. قال:
أنا الرّجُل الضَّرْبُ الذى تعرفونه             خَشَاشٌ كرأس الحيّة المتوقدِ «2»

و الضَّارب: المتَّسَع فى الوادى، كأنّه نَهْجٌ يَضرِبُ فى الوادِى ضرباً.
ضرج‏
الضاد و الراء و الجيم أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على تفتُّح الشى‏ء. تقول العرب: انضرجت عن البَقْل لفائفُه، إذا انفتحت. و الانشقاق كله انضراج. قال:
و انضرجَتْ عنه الأكاميم «3»
و يقال تضرَّجَ البَرق: تشقَّق. و عينٌ مضروجة: واسعة الشَّقّ. و يقال إن‏
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «بالضريبة».
 (2) البيت لطرفة من معلقته المشهورة.
 (3) لذى الرمة فى ديوانه 584 و اللسان (ضرج، كمم). و هو بتمامه:
مما تعالت من البهمى ذوائبها             بالصيف و انضرجت عنه الأكاميم.

399
معجم مقاييس اللغة3

ضرج ص 399

الإضريج من الخيل: الكثير العرق الجواد، و ذلك من الباب لأنّه كأنّه يتفتح بالعرق تفتُّحاً. و عَدْو ضريج: شديد. و من الباب تضرَّج بالدم.
و مما شذّ عن الباب الإضريج: أكسيةٌ تتخذ من أجود المِرعِزَّى، و يقال هو الخَزّ.
ضرح‏
الضاد و الراء و الحاء أصلان: أحدهما رمْى الشّى‏ء، و الآخَر لونٌ من الألوان.
فالأوّل قولهم: ضرَحت الشَّى‏ءَ، إذا رميتَ به. و الشى‏ء المُضْطَرَح: المرمىّ.
و الفَرس الضَّروح: النَّضوح برجله. و قوسٌ ضروح: شديدةُ الدّفع للسَّهم.
و الضَّريح: القبر يُحفَر من غير لَحدٍ، كأنّ الميت قد رُمِى فيه.
و أمّا الآخَر فالأبيض من كلِّ شى‏ء، يقال له المَضْرَحىّ. و الصَّقْر مضرحىٌّ، و السيِّد مضرحىّ.
باب الضاد و الزاء و ما يثلثهما
ضزن‏
الضاد و الزاء و النون أصل صحيح واحدٌ يدلُّ على الضَّغْط و المزاحَمة. يقولون للذى يُزاحم أباه فى امرأته: ضَيْزَن. قال أوس:
فكلكم لأبيهِ ضَيزنٌ سَلِفُ «1»
و يقال الضَّيزَن: العدوّ. و إذا اتَّسع قَبُّ البَكَرة فضُيِّق بخشبةٍ فذلك هو الضَّيزن. و الضَّيزن: الذى يُزاحِم عند الاستقاء و الإِبراد.
__________________________________________________
 (1) إنشاد البيت كما فى الديوان 17 و اللسان (ضزن):
         و الفارسية فيهم غير منكرة             فكلهم لأبيه ضيزن سلف‏

و انظر أدب الكاتب 282 و الاقتضاب 384 و البيان (3: 256).

400
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله ضاد ص 401

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد
من ذلك (الضِّرغام): الأسد، فهذا منحوتٌ من كلمتين: من ضغم، و ضرم.
كأنّه يلتهب حتَّى يَضغَم. و قد فسَّرنا الكلمتين. و يقال ضَرْغَم الأبطالُ بعضُهم بعضاً فى الحرب.
و من ذلك (الضُّبَارِك) و (الضِّبْراك)، و هو الرّجل الضخْم. و هذا مما زِيدت فيه الكاف، و أصله من الضَّبْر و هو الجمْع؛ و قد مضى.
و من ذلك (الضَّرْزَمة) و هو شدّة العضّ. و أفْعَى (ضِرْزِمٌ): شديدة العضّ. و هذا مما زيدت فيه الميم، و هو من ضرز، و هو أنْ يشتدّ على الشى‏ء.
و قد فُسِّر.
و من ذلك (الضفَّندد)، و هو الضَّخْم، و الدال فيه زائدة. و هو من الضفن.
و منه (الضِّبَطْر)، و هو الشديد. و هى منحوتةٌ من كلمتين، من ضبط و ضطر.
و منه (الضَّيْطَر)، و قد مضى ذكره «1».
و منه (الضُّبارِم): الأسد، و الميم فيه زائدة، و هو من الضَّبر.
و منه (الضَّبْثَم)، و هو الشديد، و هو ممّا زِيدت فيه الميم. و هو من ضَبَث على الشى‏ء، إِذا قبَض عليه.
و من ذلك (الضَّبَغْطَى): كلمة يفزّع بها، و هو ممّا زِيدت فيه الباء، و هو من الضَّغط.
__________________________________________________
 (1) انظر مادة (ضطر) ص 361.

401
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله ضاد ص 401

و من ذلك (الضَّبَنْطَى): القوىّ، و قد زيدت فيه النون، و هو من ضبط.
و من ذلك (المُضْرَغِطُّ): الضَّخم، و الغضبان. و هو أيضاً ممّا زِيدت فيه الراء.
و من ذلك (الضِّرْسامة) و هو اللئيم، و الميم فيه زائدة، و هو من الضّرس.
و مما وُضِع وضعاً و لا أظنُّ له قياساً (الضَّمْعَج)، و هو الضَّخمة من النوق، و لا يقال ذلك للبعير. و امرأة ضَمعجٌ: ضخمة.
و من ذلك (الضُّغْبُوس)، و هو الرَّجل الضَّعيف. قال جرير:
قد جَرّبت عَرَكِى فى كلِّ مُعترَكٍ             غُلْبُ الليوث فما بالُ الضَّغابيسِ «1»

و الضَّغابيس: صِغار القِثّاء، و
فى الحديث: «أنّه أُهدِيت لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم ضَغابيس».
و السين فيه زائدة، و الدليل على ذلك قولُهم للذى يأكلها كثيراً ضِغْبٌ.
و من ذلك (اضمحلَّ) الشَّى‏ء: ذهب. و اضمحلّ السحاب: تقشع.
و من ذلك (الضِّفدِع «2»)، و هى معروفة.
__________________________________________________
 (1) ديوان جرير 324 و اللسان (ضغبس).
 (2) فيه لغات، كزبرج، و جعفر، و جندب، و درهم. و هذا الأخير أقل، أو مردود.

402
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله ضاد ص 401

و من ذلك ما رواه الكسائىّ: (اضبَأكّت) الأرض و (اضمأكّت)، إذا خَرج نَبْتُها.
و من ذلك (الضِّئبِل)، و هى الدَّاهية
* و يقال (اضفَأدَّ)، إذا انتفخ من الغضب، اضفئداداً. و اللَّه أعلم.
تم كتاب الضاد

403
معجم مقاييس اللغة3

كتاب الطاء ص 405

كتاب الطاء
باب [الطاء فى المضاعف و المطابق‏]
طع‏
الطاء و العين ليس بشى. فأمّا ما حكاه الخليل، من أن الطَّعطعة حكاية صوت اللاطع فليس بشى‏ء.
طف‏
الطاء و الفاء يدلُّ على قلّةِ الشى‏ء. يقال: هذا شى‏ءٌ طفيف.
و يقال: إناءٌ طَفَّانُ، أى ملآن. و التَّطفيف: نقص المكيال و الميزان. قال بعضُ أهل العلم: إنما سمِّى بذلك لأن الذى ينقصه منه يكون طفيفاً. و يقال لِمَا فوق الإناء الطِفَّاف و الطُّفافة. فأمّا قولهم: طففّت بفلانٍ موضعَ كذا، أى رفعتُه إليه و حاذيته «1»، و
فى الحديث: «طَفَّفَ بى الفرسٌ مسجدَ بنى فلان «2»».
فإنَّه يريد وثَب حتى كاد يساوى المسجد- فهذا على معنى التشبيه بطَفاف الإناء و طَفافته. و القياس واحد.
و مما شذّ عن الباب قولهم: أطفّ فلانٌ بفلان، إذا طَبَن له و أراد ختله و منه استطفَّ الأمرُ، إذا أمكن و أُكْمِلَ «3»، و هذا من باب الإبدال، و قد ذكر فى بابه.
طل‏
الطاء و اللام يدل على أصولٍ ثلاثة: أحدها غضاضة الشَّى‏ء و غضارَته، و الآخَر الإشراف، و الثالث إبطال الشَّى‏ء.
__________________________________________________
 (1) و كذا فى المجمل. و فى اللسان: «دفعته» بالدال.
 (2) فى المجمل و اللسان: «بنى زريق».
 (3) فى المجمل: «إذا استقام و أمكن».

405
معجم مقاييس اللغة3

طل ص 405

فالأوّل الطّلّ، و هو أضعف المطر، إنّما سمِّى به لأنّه يحسِّن الأرض. و لذلك تُسمِّى امرأة الرّجل طَلّته.
قال بعضهم: إنّما سمِّيت بذلك لأنّها غضّةٌ فى عينه [كأنّها] طَلّ. و من الباب فى معنى القلَّة، و هو محمولٌ على الطّلّ، قولُهم: ما بالنّاقة طُلّ، أى ما بها لبن، يراد و لا قليلٌ منه. و ضُمَّت الطاء فرقا بينه و بين المطر.
و الباب الآخر: الطَّلَل، و هو ما شَخَص من آثار الديار. يقال لشَخْصِ الرجل طَلَلُه. و من ذلك أطَلَّ على الشَّى‏ء، إِذا أشْرَف. و طَلَل السَّفِينة: جِلالها، و الجمع أطلال. و يقال: تطالَلْت، إذا مددتَ عنقَك تنظرُ إلى الشى‏ءِ يبعُد عنك. قال:
كفَى حَزناً أنِّى تطاللت كى أَرَى             ذُرى عَلَمَىْ دَمْخٍ فما يُريَانِ «1»

و أمّا إبطال الشى‏ء فهو إطلال الدِّماء، و هو إبطالها، و ذلك إذا لم يطلب لها.
يقال طُلُّ دمه فهو مطلول، و أُطِلّ فهو مُطَلّ، إذا أُهْدِر.
و مما شذ عن هذه الأصول، و ما أدرى كيف صحّته قولهم: إنّ الطِّلَّ «2»:
الحيّة. و الطَّلَاطِلَة: داءٌ يأخذ فى الصُّلْب.
طم‏
الطاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ على تغطيه الشَّي‏ء للشَّى‏ء حتى يسوّيه به، الأرض أو غيرها. من ذلك قولهم طمَّ البئر بالتراب: ملأها و سَوَّاها.
ثم يحمل على ذلك فيقال للبحر الطِّمُّ، كأنَّه طَمَّ الماءُ ذلك القرار. و يقولون: «له الطِّمّ و الرِّم»، فالطِّمّ: البحر، و الرِّمّ الثّرَى. و من ذلك قولهم: طَمَّ الأمر، إذا علا و غَلَب. و لذلك سمِّيَت القيامة: الطَّامَّة. فأمّا قولهم: طَمَّ شَعَرَه، إذا أَخَذَ منه،
__________________________________________________
 (1) لطهمان بن عمرو الكلابى، كما سبق فى حواشى (دمخ). و أنشده فى اللسان فى (طلل).
 (2) يقال أيضا بفتح الطاء، كما فى اللسان (طلل 432).

406
معجم مقاييس اللغة3

طم ص 406

ففيه معنى التَّسويَة و إنْ لم يكن فيه التغطية.
و من الباب: الطِّمِطم: الرجل الذى لا يُفصح، كأنّه قد طُمَّ كما تُطَمّ البئر.
و مما شذَّ عن هذا الأصل شى‏ءٌ ذكرهُ ابنُ السكّيت، قال: يقال طَمَّ الفرسُ إذا علا. و طمَّ الطّائرُ إذا علا الشجرة.
طن‏
الطاء و النون أصلٌ يدلُّ على صوت. يقال: طنَّ الذباب طنيناً. و يقولون: ضرب يدَه فأطنّها، كأنّه يُراد به صوتُ القَطْع.
و مما ليس عندى عربيًّا قولُهم للحُزمة من الحطب و غيرِه: طُنّ. و يقولون:
طَنَّ، إذا مات. و ليس بشى‏ء.
طه‏
الطاء و الهاء كلمةٌ واحدة. يقال للفرس السريع: طَهطاهٌ.
طأ
الطاء و الهمزة، و هو يدلُّ على هَبْط شى‏ءٍ. من ذلك قولهم:
طأطأ رأسَه. و هو مأخوذٌ* من الطَّأْطاءِ، و هو منهبِطٌ من الأرض. و هو فى قول الكمُيت «1».
طب‏
الطاء و الباء أصلان صحيحان، أحدهما يدلُّ على عِلْمٍ بالشى‏ء و مهارةٍ فيه. و الآخَر على امتدادٍ فى الشى‏ء و استطالة.
فالأول الطِّبّ، و هو العلْم بالشى‏ء. يقال رجلٌ طَبٌّ و طبيب، أى عالم حاذق. قال:
فإِنْ تسالونى بالنِّساء فإنّنى             بصيرٌ بأدواء النِّساءٍ طبيب «2»

و يقال فحلٌ طَبٌّ، أى ماهر بالقِرَاع. و يقال للذى يتعهّد موضِعَ خُفِّه أبنَ يَطَأُ به: طَبٌّ أيضاً. و لذلك سمِّى السِّحْر طِبًّا؛ يقال مطبوب، أى مسحور. قال:
__________________________________________________
 (1) فى ديوانه (2: 22). و أنشده فى اللسان و الجمهرة (3: 285) بدون نسبة:
منها اثنتان لما الطأطاء يحجبه             و الأخريان لما يبدوبه القبل.

 (2) البيت لعلقمة الفحل فى ديوانه 131 و المفضليات (2: 192).

407
معجم مقاييس اللغة3

طب ص 407

فإِن كنت مطبوباً فلا زِلْت هكذا             و إن كُنت مسحوراً فلا برأ السِّحرُ

و أمّا الذى يقال فى قولهم: ما ذاك بِطبِّى، أى بدهرى، فليس بشى‏ء، إنما معناه ما ذاك بالأمر الذى أمْهَرُه، ما ذاك بالشى‏ء الذى أقتُله علماً «1»، كما جاء
فى الحديث: «فما طهوى إذاً «2»».
و قد ذكرناه فى بابه.
و أمّا الأصل الآخَر فالطِّبَّة: الخِرْقَة المستطيلة من الثَّوب، و الجميع طِبَب.
و طِبَب شُعاع الشَّمْس: الطَّرَائق الممتدّة تُرَى فيها حين تطلُع. و الطِّبابة: السَّير بين الخُرْزَتين. و الطِّبّة: مستطيل من الأرض دقيقٌ كثير النَّبات.
و من ذلك قولُهم: تلقَى فلاناً عن طَببٍ كثيرة، أى ألوان كثيرة.
طث‏
الطاء و الثاء ليس بشى‏ء. و يزعمون أنّ الطَّثَّ لُعبَةٌ بخشبةٍ تدعى المِطَثَّة.
طح‏
الطاء و الحاء قريبٌ من الذى قبله على أنهم يقولون: الطَّحُّ:
أن تسحَج الشى‏ء بعَقِبك «3». و يقال طَحطَح بهم، إذا بدّدهم و طَحْطَحَهم:
غَلَبهم.
طخ‏
الطاء و الخاء ليس [له‏] عندى أصلٌ مطرد و لا منقاس. و قد ذُكر عن الخليل: طَخْطَخَ السّحابُ: انضمَّ بعضُه إلى بعض. و الطَّخْطخة: تسوية
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «أقله علما».
 (2) انظر ما سيأتى فى (طهى). و فى اللسان (طها): «و قيل لأبى هريرة: أ أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ فقال: و ما كان طهوى- أى ما كان عملى- إن لم أحكم ذلك».
 (3) فى الأصل: «يعقل»، صوابه فى المجمل و اللسان.

408
معجم مقاييس اللغة3

طخ ص 408

الشَّى‏ء. و هذا إنما يُحتاج فى تصحيحه إلى حُجّة، فأمّا الحكاية فى هذا الباب فيقال إنّ الطّخْطَخَة الضّحك؛ و الحكاياتُ لا تُقاس.
و مما يقرب من هذا فى الضَّعف قولهم إنَّ المتطخطخ: الضعيفُ البصر. و قالوا أيضاً: و الطُّخوخ: سوء الخُلُق و الشَّراسَة.
طر
الطاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ على حِدّة فى الشى‏ء و استطالةٍ و امتداد من ذلك قولهم: طرَّ السِّنانَ، إذا حدّده. و هذا سنان مطرور، أى محدَّد.
و من الباب الرّجل الطَّرير: ذو الهَيْئَة، كأنّه شى‏ء قد طُرَّ و جُلِى و حُدِّد. قال:
و يُعجِبك الطّريرُ فتبتليه             فيُخلِفُ ظنَّك الرجلُ الطّريرُ «1»

و من الباب فتًى طارٌّ: طَرَّ شاربُه. و الطُّرَّةُ: كُفَّة الثَّوب. و يقال: رمى فأطَرَّ، إذا أَنفَذ. و كلُّ شى‏ء حُسِّن فقد طُرَّ، حتى يقال طَرّ حوضَه «2»، إذا طيّنه.
و الطُّرَّة من الغيم: الطريقة المستطيلة. و الخُطَّة السّوداء على ظهر الحمار طُرّة. و طُرَّة النهر: شَفيرُه. و طَرّ النّبتُ، إذا أنبت؛ و هو مِن طَرّ شاربُه. قال:
منّا الذى هو ما إنْ طَرَّ شاربُهُ             و العانسون و منّا المُرْدُ و الشِّيبُ «3»

فأمَّا الطَّرّ الذى فى معنى الشَّلّ «4» و الطَّرد، فهو من هذا أيضاً؛ لأنّ مَن طرد شيئاً و شَلّه فقد أذْلَقه حتى يحتدّ فى شَدِّه و عَدْوه. فأمّا قول الحطيئة:
غضِبْتَم علينا أَن قتَلْنا بخالدٍ             بنى مالِكٍ ها إنَّ ذا غَضَبٌ مُطِرّ «5»

__________________________________________________
 (1) البيت من أبيات رويت فى الحماسة (2: 20) منسوبة إلى العباس بن مرداس. و ذكر فى اللسان (طرر) أن البيت يروى أيضا للمتلمس.
 (2) فى الأصل: «خوصته»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (3) البيت لأبى قيس بن رفاعة. اللسان (عنس) و شرح شواهد المغنى 244. و سيأتى فى (عنس) مر.
 (4) فى الأصل: «الشك»، تحريف.
 (5) ديوان الحطيئة 49 و اللسان (طرر) و إصلاح المنطق 320.

409
معجم مقاييس اللغة3

طر ص 409

فقال أبو زيد: الإِطرار الإغراء. و هذا قريبُ القياسِ من الباب؛ لأنّه إذا أغراه بالشَّى‏ء فقد أذْلَقه و أحدَّه. و قال آخَرون: المُطِرُّ: المدِلّ. و الأوّل أحسن و أقيس. و يقال الغضب المطرّ الذى جاء من أطرار الأرض، أى هو غضب لا يُدرى من أين جاء. و هو صحيح؛ لأنّ أطرار الأرض أطرافها و طرف كلِّ شى‏ءٍ: الحادّ منه.
طس‏
الطاء و السين ليس أصلًا. و الطَّسُّ لغةٌ فى الطَّسْت‏
طش‏
الطاء و الشين أُصَيل يدلُّ على قِلّة فى مطَر، و يجوز أن يستعار فى غيره أصلًا. من ذلك الطّشّ، و هو المطر الضَّعيف. و قال رؤبة:
و لا نَدَى وَبْلِكَ بالطَّشيشِ «1»
و اللَّه أعلم بالصواب.
باب الطاء و العين و ما يثلثهما
طعم‏
الطاء و العين و الميم أصل مطَّرد منقاسٌ فى تذوُّقِ الشّى‏ء. يقال طَعِمْت الشى‏ء طَعْما. و الطَّعام هو المأكول. و كان بعضُ أهلِ اللُّغة يقول: الطَّعام هو البُرُّ خاصّة، و ذكر
حديث أبى سعيد «2»
: «كُنّا نُخرِج صدقةَ الفِطر على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم، صاعاً مِن طعامٍ أو صاعا من كذا «3»».
ثم يُحمَل على باب الطعام استعارةً ما ليس من باب التذوُّق، فيقال: استطعَمَنِى فلانٌ‏
__________________________________________________
 (1) فى اللسان:
و لا جدا نيلك بالطشيش‏

و فى الديوان 78:
و ما جدا غيثك بالطشوش.

 (2) هو أبو سعيد الخدرى، سعد بن مالك بن سنان، الإصابة 2189.
 (3) الذى فى المجمل و اللسان: «أو صاعا من شعير».

410
معجم مقاييس اللغة3

طعم ص 410

الحديثَ، إذا أرادكَ على أن تحدِّثه. و
فى الحديث: «إذا استطعَمَكم الإمامُ فأطعِمُوه».
يقول: إذا أُرْتِجَ عليه و استَفْتَح فافتحُوا عليه. و الإطعام يقع فى كلِّ ما يُطعَم، حتَّى الماء. قال اللَّه تعالى: وَ مَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي‏. و
قال عليه السلام فى زمزم: «إنّها طَعامُ طُعْم، و شِفاء سُقْم».
و عِيب خالدُ بن عبد اللَّه القسرىّ بقوله: «أطعِمُونى ماءً»، و قال [بعضهم‏] فى عيبه بذلك شعراً «1»، و ذلك عندنا ليس بعيب؛ لما ذكرناه. و يقال رجلٌ طاعم: حسن الحال فى المَطْعَم. و قال الحُطيئة:
دعِ المَكارمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها             و اقعُدْ فإنّك أنت الطاعُم الكاسِى «2»

و رجلٌ مِطعامٌ: كثير القِرَى. و تقول: هو مُطعَم، إذا كان مرزوقا. و الطُّعْمة:
المأكُلة. و جعَلْتُ هذه الضيعةَ لفلانٍ طعمة. فأما قول ذى الرُّمّة:
و فى الشِّمال من الشِّريان مُطعمة             كبداءُ فى عَجْسها عطفٌ و تقويمُ «3»

فإِنّه يروى بفتح العين «مُطعَمة»: أنّها قوسٌ مرزوقة. و يروى: «مُطعِمة»، فمن رواها كذا أراد أنّها تُطعِم صاحبَها الصَّيد.
و يقال للإصبع الغليظة المتقدِّمة من الجارحة مُطعِمة؛ لأنّها تُطعمه إذا صادَ بها.
و يقولون إنّ المطَعَّم من الإِبل: الذى يوجد فى مُخّه طَعم الشحم من السِّمَن. و يقال للنّخلة إذا أدرك ثمرُها: قد أطعَمَتْ. و التطعُّم: التذوُّق يقال: «تَطَعَّمْ تَطْعَم»، أى ذُق الطعام تشتَهِهِ و تأكلْه. و يقال: فلانٌ خبيث الطُّعمة، إذا كان ردى‏ء الكسب و يقال: ادْن فاطْعَم، فيقول: ما بى طُعْم، كما يقال من الشَّراب: ما بى شُرْب.
و يقال شاةٌ طَعوم، إِذا كان فيها بعض السِّمن‏
__________________________________________________
 (1) انظر الحيوان (2: 267- 268/ 4: 323/ 6: 390).
 (2) ديوان الحطيئة 54 و اللسان (طعم).
 (3) ديوان ذى الرمة 587 و المجمل و اللسان (طعم).

411
معجم مقاييس اللغة3

طعن ص 412

طعن‏
الطاء و العين و النون أصلٌ صحيح مطَّرد، و هو النَّخْس فى الشَّى‏ءِ بما يُنْفِذُه، ثمّ يُحمل عليه و يستعار. من ذلك الطَّعْن بالرُّمح. و يقال تطاعن القوم و اطَّعَنوا، و هم مطاعينُ فى الحرب. و رجلٌ طَعّان فى أعراض الناس. و
فى الحديث: «لا يكون المؤمن طعَّانا».
و حكىَ بعضُهم: طعنت فى الرَّجُل طَعَنَاناً لا غير، كأنّه فَرَق بينه و بين الطَّعَن بالرُّمح. و قال:
و أبَى ظاهرُ الشَّنَاءةِ إلّا             طعَناناً و قولَ مالا يقالُ «1»

و طعن فى المفازة: ذهب. و قال بعضهم: طعن بالرُّمح يطعُن بالضمِّ، و طعن بالقول يطعَن، فتحاً «2».
باب الطاء و الغين و ما يثلثهما
طغى‏
الطاء و الغين و الحرف المعتل أصلٌ صحيح منقاس، و هو مجاوَزَة الحدِّ فى العِصيان. يقال هو طاغٍ. و طَغَى السّيلُ، إذا جاء بماءٍ كثير. قال اللَّه تعالى: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ
 يريد و اللَّه أعلم خروجَه عن المقدار. و طَغَى البحر:
هاجت أمواجُه. و طغى الدَّمُ: تبيَّغَ. قال الخليل: الطُّغيان و الطُّغْوان لغة. و الفعل منه طغَيت و طَغَوت.
و ممّا شد عن هذا الأصل قولهم إنّ الطَّغْيَة: الصّفاة المَلْساء.
__________________________________________________
 (1) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى اللسان (طعن) و ليس فى ديوانه. و رواية اللسان:
«و أبى المظهر العداوة»

، و هى رواية الصحاح و المحكم و المخصص (6: 87/ 12: 170). و رواية التهذيب:
«و أبى الكاشحون يا هند إلا».

 (2) فى الأصل: «طعن بالرمح يطعن و بطعن بالقول»، صوابه من المجمل.

412
معجم مقاييس اللغة3

طغم ص 413

طغم‏
الطاء و الغين و الميم كلمةٌ ما أحسبها من أصل كلام العرب.
يقولون لأوغاد النّاس: طَغَام.
باب الطاء و الفاء و ما يثلثهما
طفق‏
الطاء و الفاء و القاف كلمةٌ صحيحة. يقولون: طفِق يفعل كذا كما يقال ظلَّ يفعل. قال اللَّه تعالى: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْناقِ‏، وَ طَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ*.
طفل‏
الطاء و الفاء و اللام أصل صحيح* مطّرد، ثم يقاس عليه، و الأصل المولود الصغير؛ يقال هو طِفلٌ، و الأنثى طِفلة. و المُطْفِل: الظَّبية معها طِفْلُها، و هى قريبة عهدٍ بالنِّتاج. و يقال طَفَّلْنا إبلَنا تطفيلًا، إذا كان معها أولادُها فرفَقْنا بها فى السَّير. فهذا هو الأصل. و مما اشتُقّ منه قولهم للمرأة الناعمة: طَفْلة، كأنّها مشبَّهة فى رُطوبتها و نَعمتها بالطِّفلة، ثم فرق بينهما بفتح هذه و كسر الأولى.
و من الباب أو قريب منه: طِفْل الظَّلام، و هو أوَّلُه، و إنّما سمِّى طِفلًا لقلَّته و دقته؛ و ذلك قبل مجى‏ء مُعظَم الليل. قال لبيد:
فتدلَّيْتُ عليه قافلًا             و على الأرض غَيايات الطَّفَلْ «1»

و يقال: طَفَل اللّيل: أقبل ظلامُه. و أمّا قول القائل:
لوَهْدٍ جادَه طَفَلُ الثُّريّا «2»
__________________________________________________
 (1) سبق البيت و تخريجه فى (1: 167) مادة (أيى).
 (2) أنشده فى المجمل و اللسان (طفل 429). و الكلام بعد مبتور، تقديره: «فالطفل هنا المطر». و فى المجمل قبل إنشاد البيت: «و الطفل مطر. قال».

413
معجم مقاييس اللغة3

طفو ص 414

طفو
الطاء و الفاء و الحرف المعتل أصل صحيح، و هو يدلُّ على الشَّى‏ء الخفيف يَعلُو الشَّى‏ء. من ذلك قولهم طَفَا الشَّى‏ءُ فوق الماء يطفو طَفْواً و طُفُوًّا، إذا علاه و لم يرسُب، و حتَّى يقولوا: طفا الثَّور فوقَ الرَّمْلة.
و من الباب: الطُّفْية، و هى خُوصة المُقْل، و سمِّيت بذلك لأنّهم تَعظم «1» حتى تغطِّىَ الشجرة. و فى كتاب الخليل: الطُّفْية: حيَّة خبيثة. و هذا عندنا غلطٌ إنما الطُّفية خُوصة المقل، و الجمع طُفْىٌ، ثم يشبَّه الخطُّ الذى على ظهر الحيَّة بها.
و
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم فى الحيَّات: «اقتلوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ و الأبتَر».
ألَا تراه جعله ذا طُفيَتَيْنِ، لأنَّه شبَّهَ الخطَّينِ اللذين على ظهره بذلك. و قال الهُذَلىً فى الطُّفْى:
عفتْ غيرَ نوئِ الدار ما إنْ تُبينُه             و أقطاعِ طُفْىٍ قد عفَتْ فى المعاقلِ «2»

فأمّا قول القائل:
كما تَذِلُّ الطُّفَى مِنْ رُقْيَةِ الرَّاقى «3»

فإِنه أراد ذوات الطُّفَى. و العرب قد تتوسّع بأكثر من هذا. كما قال:
إذا حملتُ بِزَّتِى على عَدَسْ «4»

أراد: على التى يقال لها عَدَسٌ؛ و ذلك زجرٌ للبغال.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «تعلم».
 (2) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى ديوانه 140 و اللسان (طعا). و رواية الديوان و اللسان:
«عفا غير نؤى الدار»

، بعود الضمير إلى «طلل» فى بيت قبله. و فى الديوان أيضا:
«... ما إن أبينه».

 (3) صدره فى اللسان (طفا):
و هم يذلونها من بعد عزتها.

 (4) انظر اللسان (عدس).

414
معجم مقاييس اللغة3

طفو ص 414

فإذا هُمِزَت كان فى معنى آخر، يقال طَفِئَت النار تَطْفَأُ، و أنا أطفأتُها. فأمّا الطَّفاء مثل الطَّخاء، و هو السَّحاب الرَّقيق، فهو من الباب الأول، كأنه شى‏ءٌ يطفو.
طفح‏
الطاء و الفاء و الحاء، و هو شبيه بالباب الذى قبله. يقال الطُّفَاحة: ما طَفَح فوق الشى‏ءِ يُطْبَخُ من زُبْدٍ أو غيره، ثمَّ يُحْمل عليه فيسمَّى كلُّ شى‏ءٍ عَلا شيئاً فغطَّاه طافحا. يقال طَفَحَ النهرُ: امتلأ. و طَفحَ السّكرانُ من ذلك، فهو طافح. و طفَّحت الرِّيح القُطنةَ فى الهواء، إذا سطعَت بها.
طفر
الطاء و الفاء و الراء كلمةٌ صحيحة، يقال طفَر: وثب.
طفس‏
الطاء و الفاء و السين، يقولون طفس: مات. و الطَّفَس:
الدَّرَن.
طفن‏
الطاء و الفاء و النون ليس بشى‏ء. على أنهم يقولون: الطُّفَانِيَة نعتُ سَوءٍ فى الرّجل و المرأة. و اللَّه أعلم بالصَّواب.
باب الطاء و اللام و ما يثلثهما
طلم‏
الطاء و اللام و الميم أصلٌ صحيح، و هو ضرب الشى‏ء بِبَسْط الشَّى‏ء المبسوط. مثال ذلك الطَّلْم، و هو ضربُك خُبْزة المَلَّة بيدك تنفُضُ ما عليها من الرّماد. و ما أقرَبَ ما بين الطَّلْم و اللَّطْم. و الدّليل على ذلك قول حسّان:

415
معجم مقاييس اللغة3

طلم ص 415

تُطَلِّمهن بالخُمُر النِّساءُ «1»
فإنَّ ناسا يرونه كذا، و آخرون يرونه: «تلطِّمُهنَّ». و ذلك دليلٌ على أن المعنى واحد. و يقال إنَّ الطلْمة الخُبْزة، و إنّما سمِّيت بذلك لأنَّها تُلْطَم.
طله‏
الطاء و اللام و الهاء ليس عندى بأصل يفرع منه، و لا قياسه بذلك الصَّحيح، لكنهم يقولون: طَلَه فى البلاد، إذا ذهب، يَطْلَه طَلْهاً. و يقولون الطُّلْهة: القليل من الكلام. و يقال الطُّلْهة: الأسمال من الثِّياب؛ يقال: تَطَلَّهْ هذا [الخَلَق «2»] حتَّى تَسْتَجِدَّ غيرَه‏
طلى‏
الطاء و اللام و الحرف المعتل أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ على لطْخ شى‏ءٍ بشى‏ء، و الآخر على شى‏ءٍ صغيرٍ كالولدِ للشَّى‏ء.
فالأوّل طلَيتُ الشَّى‏ءَ بالشَّى‏ء،* أطليه. [و اطَّليتْ «2»] بالشَّى‏ء أَطَّلِى به.
و الطِّلاء: جنسٌ من الشَّراب، كأنَّه ثَخُنَ حتَّى صار كالقَطِران الذى يُطلى به.
و المِطلاء: أرضٌ مِئْناثٌ، و الجمع المَطَالِى، و هو من القياس و ذلك أنَّها قد طُليتْ بشى‏ء حتَّى لانت.
و من الباب: كلامٌ لا طَلاوَةَ له، إذا كان غثًّا «3»، كأنه إذا كان خلاف ذلك فقد طُلِىَ بشى‏ءٍ يُحلِّيه. و بأسنانهِ طَلِىٌّ و طِلْيَانٌ. و قد طَلِىَ فوه يَطْلَى طَلًا، و هى الصُّفْرَة، كأنها طُلِيَت به.
__________________________________________________
 (1) صدره كما فى ديوانه 5 و اللسان (طلم، مطر):
تظل جيادنا متمطرات‏

و فى الأصل «تلطمهن»، صوابه فى المجمل.
 (2) التكملة من المجمل.
 (3) الطلاوة مثلثة الطاء، و فى الأصل: «إذا كان غبا»، صوابه فى المجمل.

416
معجم مقاييس اللغة3

طلى ص 416

و الأصل الآخر الطِّلْوَة: ولد الوحشيّة الأنثى، و الذكر طِلًا. و يقولون الطِّلْو: الذِّئب، و لعله أن يكون ولدَه؛ لما ذكرناه.
ثم يشتَقّ من هذا فيقال للحبْل الذى يشدُّ به الطِّلَا طِلْوة. كذا قال ابن دريد «1». فأمَّا أحمد بن يحيى ثعلب فأنشدنى عنه القَطْان:
ما زال مذْ قُرِّف عنه جُلَبُه             له من اللّؤم طَلِىٌّ يجذبُه «2»

قال الفرّاء: طَلَيت الطِّلا و طَلَوْته، إذا ربطتَه برِجْله.
و قد بقى فى الباب ما يبعُد عن هذا القياس، إلا أنَّه فى بابٍ آخر.
قال الشَّيبانىّ: الطلَا: الشَّخص؛ يقال إنَّه لجميل الطَّلا. و أنشد:
و خدّ كمَتْنِ الصُّلَّبىِّ جَلَوتَه             جميلِ الطَّلَا متشرِبِ الوَرْسِ أكحلِ «3»

فهذا إن صحَّ فهو عندى من الإبدال، كأنَّه أراد الطَّلَل ثم أبدل إحدى اللامين حرفاً معتلًّا. و هو من باب: «تقضِّى البَازِى «4»» و ليس ببعيد. و منه أيضاً الطُّلْيَة و الجمع الطُّلَى: الأعناق. و إنَّما سمِّيت كذا لأنَّها شاخصةٌ، محمولة على الطَّلا الذى هو الشَّخْص.
طلب‏
الطاء و اللام و الباء أصلٌ واحد يدلُّ على ابتغاء الشَّى‏ء.
يقال طلبت الشى‏ء أطلبه طلَباً. و هذا مَطْلَبى، و هذه طَلِبَتى. و أَطلبتُ فلاناً بما ابتغاه،
__________________________________________________
 (1) فى الجمهرة (3: 117).
 (2) فى الأصل: «عنه حبله له من الطلى يجذبه»، و تصحيحه من المجمل.
 (3) عجزه فى المجمل. و هو بتمامه فى اللسان (طلى).
 (4) أى تقضضه. أنشد فى اللسان (قضض) للعجاج:
تقضى البازى إذا البازى كسر.

 

417
معجم مقاييس اللغة3

طلب ص 417

أى أسعفته به. و ربما قالوا أطْلَبْتُه، إذا أحوجتَه إلى الطَّلَب. و أطْلَبَ الكلأ:
تباعد عن الماء، حتّى طلبه القوم، و هو ماء مُطْلِب. قال ذو الرّمّة:
[أضَلَّه راعيا كَلْبيَّةٍ صَدَرَا             عن مُطْلِبٍ قاربٍ وُرَّادُهُ عُصبُ «1»]

طلح‏
الطاء و اللام و الحاء أصلانِ صحيحان، أحدهما جنس من الشجر، و الآخر بابٌ من الهزال و ما أشبهه.
فالأوّل الطَّلْح، و هو شجرٌ معروف، الواحدةُ طلحة. و ذو طُلُوحٍ: مكان، و لعلَّ به طَلْحاً. و يقال إبلٌ طَلَاحَى و طَلِحة، إذا شكَتْ عن أكل الطَّلْح.
و الثانى: قولهم ناقةٌ طِلْح أسفارٍ، إذا جهَدها السَّير و هَزَلَها؛ و قد طَلِحَتْ.
و الطِّلْح: المهزول من القِرْدان. قال:
إذا نام طِلْحٌ أشعثُ الرّأس خلفَها             هداه لها أنفاسها و زفيرُها «2»

و من الباب الطَّلاح: ضدُّ الصَّلاح، و كأنَّه من سوء الحال و الهُزَال.
طلخ‏
الطاء و اللام و الخاء ليس بشى‏ء، و ذكروا فيه كلمةً كأنَّها مقلوبة. قال الخليل: الطَّلْخ: اللَّطْخ «3» بالقَذَر. و يقال الغِرْيَن الذى يبقى فى أسفل الحوض.
طلس‏
الطاء و اللام و السين أصل صحيح، كأنَّه يدلُّ على ملاسة.
يقال لفخِذ البعير إذا تساقط عنه شعره: طِلْس. و منه طَلسْت الكتابَ «4»، إذا
__________________________________________________
 (1) البيت ساقط فى الأصل، و إثباته من الديوان 30 و اللسان (طلب).
 (2) للحطيئة فى ديوانه 100 و اللسان (طلح).
 (3) فى الأصل: «و اللطخ بالقدر»، صوابه فى المجمل.
 (4) يقال بتشديد اللام و تخفيفها.

418
معجم مقاييس اللغة3

طلس ص 418

محوته، كأنّك قد مَلّسته «1». فأمَّا الذِّئب الأطلس فيقولون الأغبر، و القياس يدلُّ على أنَّه الذى قد تمعَّط شعره. فإِنْ كان ما يقولونه صحيحاً فكأنَّه من غُبْرته قد ألبس طيلساناً. و الطَّيْلَسان بفتح اللام صحيح «2»، و فيه يقول الشاعر:
و ليلٍ فيه يُحسَبُ كلّ نجمٍ             بدَالك من خَصَاصة طَيْلسانِ «3»

طلع‏
الطاء و اللام و العين أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ على ظهورٍ و بُروز، يقال طلعت الشمس طُلوعا و مَطْلَعاً. و المَطْلِع: موضع طلوعها. قال اللَّه تعالى: حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
. فمن فتح اللام أراد المصدر، و من كسر أراد الموضع الذى تطلعُ منه. و يقال طلَعَ علينا فلانٌ، إذا هجم. و أطْلَعْتُك على الأمر إطْلاعا. و قد أطلعتُك طِلْعَهُ. و الطِّلاع: ما طلَعت عليه الشَّمس من الأرض. و
فى الحديث: «لو أنّ لى طِلَاعَ الأرض ذهباً».
و نَفْسٌ طُلَعَةٌ: تتطلَّع للشى‏ء. و امرأةٌ طُلَعَةٌ، إذا كانت تكثر الاطِّلاع. و الطَّلْع: طَلْع النَّخلة، و هو الذى يكون فى جوفه الكافُور. و قد أطلعت النخلة. و قوس طِلَاعُ الكفِّ، إذا كان عَجْسها* يملأُ الكفّ. قال أوس:
كَتُومٌ طِلَاع الكفِّ لا دونَ مِلْئِها             و لا عَجْسُها عن موضع الكفِّ أفضلا «4»

و من الباب: استطلعتُ رأىَ فلانٍ، إذا نظرتَ ما الذى يَبْرزُ إليك منه.
و طَلْعة الإِنسان: رؤيته؛ لأنّها تطلُع. و رمى فلان فأطْلَعَ و أشْخَص، إذا مرَّ سهمُه‏
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «طلسته».
 (2) الحق أنه فارسى معرب من «تالسان».
 (3) فى الأصل: «يحسب فيه» و لا يستقيم به الوزن.
 (4) ديوان أوس 21 و اللسان (طلع). و سيأتى فى (عجس).

419
معجم مقاييس اللغة3

طلع ص 419

برأس الغَرَض. و طليعة الجيش: من يطَّلِع طِلْعَ العدوّ. و المُطَّلَع: المأْتَى؛ يقال أين مُطَّلع هذا الأمر، أى مأْتاه. فأمَّا
قوله عليه السّلام: «لافتدَيْتُ به من هول المُطَّلع «1»».
و من الباب الطلَعاء: القى‏ء؛ يقال أطْلَع: إذا قاء.
طلف‏
الطاء و اللام و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على إهانة الشَّى‏ء و طَرْحه، ثم يُحمَل عليه. فالطَّلَف: الهَدَر من الدِّماء. و كلُّ شى‏ءٍ لم يُطْلب فهو هَدَر. قال:
حَكَمَ الدّهرُ علينا إِنه             طَلَفٌ ما نال منا و جُبارُ «2»

و المحمول عليه الطَّنَف: العطاء، و لا يُعطى الشّى‏ءُ حتّى يكون أمره خفيفاً عند المعطِى. يقال أطْلَفَنى و أسْلَفَنى. فالطَّلَف: العطاء. و السَّلَف: ما يُقتضَى.
و الطَّلَف: الهَيِّن. قال:
و كلُّ شى‏ءٍ من الدُّنيا نُصَاب به             ما عِشت فينا و إنْ جلَّ الرُّزَى طَلَفُ «3»

و الطَّلِيف و الطَّلَف متقاربان. و قولهم إنّ الطَّلَفَ الفَضْل، ليس بشى‏ء، إلّا أن يراه أنّه الفاضل عن الشى‏ء، لما ذكرناه.
طلق‏
الطاء و اللام و القاف أصلٌ صحيحٌ مطّرد واحد، و هو يدلُّ على التَّخلية و الإرسال. يقال انطلق الرجل ينطلق انطلاقاً. ثمّ ترجع الفروع إليه، تقول أطْلَقته إطلاقاً. و الطِّلْق: الشى‏ء الحلال، كأنّه قد خُلِّى عنه فلم يُحظَر.
__________________________________________________
 (1) الكلام بعده مبتور. و فى اللسان: «يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من مر الآخرة عقيب الموت».
 (2) للأفوه الأودى فى ديوانه 9 مخطوطة الشنقيطى و اللسان (طلف).
 (3) أنشده فى المجمل أيضا بهذا الضبط.

420
معجم مقاييس اللغة3

طلق ص 420

و من الباب عَدَا الفرس طَلَقاً أو طَلَقين. و امرأة طالقٌ: [طلَّقها زوجُها «1»]، و طالقةٌ غدا. و أطلَقْت النّاقةَ من عِقالها و طَلّقتها فطلَقت. و رجل طَلْق الوَجه و طليقُه، كأنَّه منطلق. و هو ضدُّ الباسر؛ لأنّ الباسر الذى لا يكاد يَهَشّ و لا ينفسِحُ ببشاشة. و أهل اليمن يقولون: أبسر المركب، إذا وقف «2». و يقال طَلَقَ يدَه بخير و أطْلَق بمعنى. و أنشد ثعلب:
اطْلُقْ يديك تنفعاكَ يا رجُلْ             بالرَّيث ما أرويتَها لا بالعَجَلْ «3»

و الطَّالق: الناقة تُرسَل ترعى حيث شاءت. و يقال للظَّبْى إذا مرَّ لا يُلوِى على شى‏ء: قد تَطلَّق. و رجل طِلَقْ اللسان و طَلِيقُه. و هذا لسانٌ طلق ذلق «4» و تقول: هذا أمرٌ ما تَطَلَّقُ نفسى له، أى لا تنشرح له. و يقال طُلِّق السَّليم، إذا سكن وجعُه بعد العِداد. قال:
تطلِّقه طَوْراً و طوْراً تُرَاجِعُ «5»
فأمّا قوله:
كما تعترى الأهوالُ رأسَ المطلَّقِ «6»

فإنّه يُروى كذا بفتح اللام: المطلَّق، و هو الذى طُلِّق من وجع السّمّ.
__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل.
 (2) كذا وردت هذه العبارة.
 (3) البيت فى اللسان (طلق). قال: «و يروى: أَطْلِقْ».
 (4) هذان يقالان و كل منهما ككتف و صرد، و بضمتين.
 (5) للنابغة فى ديوانه 52 و اللسان (طلق). و صدره:
فبت كأنى ساورتنى ضثيلة.

 (6) صدره فى اللسان (طلق):
تبيت الهموم الطارقات يعدننى.

 

421
معجم مقاييس اللغة3

طلق ص 420

و من الناس «1» من يرويه «المطلِّق» بكسر اللام، فمعناه أنَّهم يسمُّون الرّجل الذى يريد أن يُسابِق بفرسه المطلِّق، فالأهوالُ تعتريه، لأنَّه لا يدرى أيَسْبِق أم يُسْبَق.
قال الشيبانىّ: الطالق من [الإبل «2»] التى يتركُها الراعى لنفسه، لا يحلبُها على الماء. يقال: استطلق الرّاعى لنفسه ناقةً. و ليلة الطَّلَق: [ليلةَ «2»] يخلِّى الراعى إِبلَه إِلى الماء، و هو يتركها مع ذلك ترعى ليلتَئذ. يقال أطلقْتُها حتَّى طَلَقَت طَلَقاً و طُلوقا، و هى قبل القَرَب و بعد التحويز.
باب الطاء و الميم و ما يثلثهما
طمن‏
الطاء و الميم و النون أُصَيل بزيادة همزة. يقال اطمأنَّ المكان يطمئنّ طُمَأْنِينة. و طامنت مِنه: سَكَّنت.
طمى‏
الطاء و الميم و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على علوّ و ارتفاع فى شى‏ءٍ خاص. يقال طما البحرُ يطمو و يَطْمِى لغتان، و هو طامٍ، و ذلك إذا امتلأ و علا. و يقال طَمَى الفرسُ، إذا مرّ مُسرِعا. و لا يكون ذلك إلَّا فى ارتفاع.
طمث‏
الطاء و الميم و الثاء أصلٌ صحيح يدل على مسِّ الشى‏ء.
قال الشَّيبانى: الطَّمْث فى كلام العرب المسُّ، و ذلك فى كلِّ شى‏ءٍ. يقال: ما طَمَث‏
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «و من الباب».
 (2) التكملة من المجمل.

422
معجم مقاييس اللغة3

طمث ص 422

ذا المرتعَ قبلنا أحد. قال: و كلُّ شى‏ء يُطمث. و من ذلك الطَّامث* و هى الحائض، طَمِثَتْ و طَمَثَتْ. و يقال طَمَثَ الرَّجُل المرأةَ: مسَّها بجِماع. و هذا فى هذا الموضع لا [يكونُ‏] بجماع وحده «1». قال اللَّه تعالى: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ*
. قال الخليل: طمثْتُ البعير طمْثاً، إذا عقلتهُ «2». و يقال: ما طمث هذه الناقةَ حَبْلٌ قط، أى ما مسَّها. و أمَّا قول عدىّ:
أو طَمْثِ العَطَنْ «3»
فقال قوم: الطَّمْث: الدّنَس.
طمح‏
الطاء و الميم و الحاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على علوّ فى شى‏ء.
يقال طَمَح ببصره إلى الشى‏ء: علا. و كلُّ مرتفعٍ طامح. و طمَح ببوله، إِذا رماه فى الهواء. قال:
طويلٍ طامحٍ الطّرف             إلى مَفْزَعَةِ الكَلْبِ «4»

و من الباب طَمَحات الدّهر: شدائدُه‏
طمر
الطاء و الميم و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ على معنيين: أحدهما الوثب، و الآخر و هو قريبٌ من الأوّل: هَوِىّ الشَّى‏ء إلى أسفل.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «إلا بجماع وحده». و المفهوم من صنيع اللسان أن الطمث الافتضاض بالتدمية.
أى جماع البكر.
 (2) فى الأصل: «علقته»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (3) قطعة من بيت له فى اللسان (طمث). و هو بتمامه:
طاهر الأثواب يحمى عرضه             من خنى الذمة أوطمث العطن.
 (4) لأبى داود الإيادى، كما فى الحيوان (2: 168). و اللسان (طمع). و حقق البكرى فى التنبيه أنه لعقبة بن سابق الهزانى. انظر شرح الحيوان (2: 168). و سيأتى فى (فزع).

423
معجم مقاييس اللغة3

طمر ص 423

فالأوَّل: طمَر: وثَب، فهو طامر. و يقال للفرس طِمِرٌّ، كأنّه الوثّاب.
و طامرُ بن طامرٍ: البرغوث.
و الأصل الآخر طَمَر، إذا هوى. و الأمر المطمِّر: المهلك. و الأمور المُطمِّرات:
المهلكات. و طمارِ «1»: مكان يُرْفَع إِليه الإنسان ثم يُرْمَى به. قال:
إلى رجلٍ قد عَقرَ السَّيْفُ وجهَه             و آخرَ يهوى من طَمَارَ قتيلِ «2»

و من الباب: طمرت الشَّى‏ء: أخفيتُه. و المطمورة: حفرةٌ تحتَ الأرض يُرمى فيها الشى‏ء
و من الباب: طَمرت الغِرارةَ، إذا ملأتَها؛ كأنّ الشى‏ء قد رُمِىَ بها.
و مما شذّ عن الباب الطِّمْر: الثّوب الخَلَق. و قولهم إنّ المِطْمَر زِيجٌ للبنَّاء، فهو ممّا أعلمتك أنّه لا وجهَ للشُّغل به.
طمس‏
الطاء و الميم و السين أصلٌ يدلُّ على محوِ الشى‏ء و مسحِه.
يقال طَمَسْتُ الخَطّ، و طمست الأثرَ. و الشى‏ءُ طامسٌ أيضاً. و قد طَمَس هو بنفسه.
طمش‏
الطاء و الميم و الشين لا قياسَ له، و لو لا أنّه فى الشّعر لكان من المشكوك فيه؛ لأنّه لا يُشبِه كلامَ العرب. على أنهم يقولون: ما أدرى أىُّ الطمْشِ هو؟ أىْ أىُّ الناس و الخلْق هو. قال:
__________________________________________________
 (1) طمار، بفتح الطاء، مثل قطام بالبناء على الكسر، و يقال أيضا بالإعراب مع منعه من الصرف. و ضبط هذه الكلمة غامض فى اللسان و القاموس. انظر معهما معجم البلدان فى رسمه.
 (2) لسليم بن سلام الحنفى، يقوله فى مسلم بن عقيل بن أبى طالب، و هانئ بن عروة المرادى.
انظر اللسان (ظمر)، و معجم البلدان. و قبله فيهما:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظرى             إلى هانئ فى السوق و ابن عقيل.

424
معجم مقاييس اللغة3

طمش ص 424

وَحْشٌ و لا طَمْش من الطُّمُوش «1»
طمع‏
الطاء و الميم و العين أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ على رجاءٍ فى القلب قوىٍّ للشّى‏ء. يقال طَمِع فى الشى‏ء طمَعاً و طَمَاعة «2» و طماعِيَة. و لطَمُعْتَ يا زيد «3» كما يقولون: لَقَضُو القاضى. هذا عند التعجُّب. و يقال امرأة مِطْماعٌ، للتى تُطمِع و لا تُمْكِن.
طمل‏
الطاء و الميم و اللام أُصَيْلٌ يدل على ضَعَةٍ و سَفَالٍ. و أصله الذى يبقى فى أسفل الحوض من الماء القليل و الطِّين، يقال لذلك الطَّمْلَة. يقال:
اطُّمِلَ ما فى الحوض، و قد اطَّمَلَهُ، إذا لم يترك فيه قَطْرَة «4». ثم يحملون على هذا فيقولون للمرأة الضَّعيفة: طِمْلَة، و للرجل اللصّ طِمْل. و يقولون: إنّ الطِّمْل:
الفاحش. و اللَّه أعلم بالصواب.
باب الطاء و النون و ما يثلثهما
طنى‏
الطاء و النون و الحرف المعتل كلمة تدلُّ على مرضٍ من أمراض الإبل. يقال طَنِىَ البعير، إذا التصقت رئتُه بجنْبه فمات، يَطْنَى طَنَى. و يقال ما طَنِيتُ بهذا الأمر، أى ما تعرَّضْتُ له، كأنّه يقول: ما لصق بى و لا تلطَّخت به.
و أمّا المهمور فليس من الباب فى البناء، لكنه فى المعنى متقارب. يقولون: إنّ الطِّنْ‏ءَ: الرِّببة. قال:
__________________________________________________
 (1) لرؤبة كما سبق فى (حشر 66).
 (2) فى الأصل: «و لا طماعة». و كلمة «لا» مقحمة، ليست فى المجمل.
 (3) فى الأصل: «و أطمعت يا زيد». و فى المجمل: «و قال بعضهم: لطمع الرجل بضم الميم تعجبا، و كذلك لقضو القاضى».
 (4) فى الأصل: «وطرة»، صوابه فى المجمل و اللسان.

425
معجم مقاييس اللغة3

طنى ص 425

كأنّ على ذى الطِّنْ‏ءِ عَيْناً رقيبة             بمقْعَده أو منظرٍ و هو ناظرُ «1»

و إنما سميت بذلك لأنّ الريبة مما يلطَّخ و يتلطَّخ به.
و مما شذّ عن الباب الطنْ‏ء: المنزل، و قد يهمز «2»، و هو يبعد عن الذى ذكرناه بعداً.
و مما شذّ أيضاً قولهم: تركته بِطنْئِه، أى بحُشاشةِ نفسِه.
طنب‏
الطاء و النون و الباء أصلٌ يدلُّ على ثَبات الشى‏ء و تمكنه فى استطالة. من ذلك الطُّنُب: طُنُب الخِيام، و هى حبالُها التى تشدّ* بها. يقال طَنَّبَ بالمكان: أقام. و الإطنابة: المظِلّة، كأنّها إفعالة من طَنَبَ؛ لأنها تثبت على ما تُظلِّله «3». و الإطنابة: سيرٌ يشدُّ فى طرَف وترِ القَوْس.
و من الباب قولهم: أطنب فى الشى‏ء إذا بالَغَ، كأنّه ثبت عليه إرادةً للمبالغة فيه. و يقولون: طَنِبَ الفَرَسُ، و ذلك طول المَتن و قوَّته، فهو كالطُّنُب الذى يمدُّ ثم يثبَّتُ به الشى‏ء. و كذلك أطنَبَت الإبل، إذا تَبِع بعضُها بعضا فى السير.
و أطنبت الرِّيح إطنابا، إذا اشتدّت فى غُبار. و معنى هذا أن ترتفع الغَبَرَة حتى تصير كالإطنابة، و هى كالمظلّة.
طنخ‏
الطاء و النون و الخاء كلمةٌ إن صحت. يقولون طَنِخ، إذا بَشِم، و يقال إذا سَمِن.
طنف‏
الطاء و النون و الفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على دَوْر شى‏ءٍ على شى‏ء. يقولون الطُّنُف: حَيد فى الجبَل يطنّف به. و يقولون الطُّنُف: إفريز الحائط
__________________________________________________
 (1) صدره فى اللسان (طنأ) برواية: «عينا بصيرة».
 (2) كذا وردت هذه العبارة.
 (3) فى الأصل: «على ما تظلل به».
                       

426
معجم مقاييس اللغة3

طنف ص 426

و الطنف «1»: السُّيور. فأمّا الطَّنَف فى التُّهَمة فهو من المقلوب، كأنّه من النَّطَف، و قد ذكرناه فى بابه.
و مما شذّ عن الباب شى‏ءٌ حُكى عن الشيبانى، أن الطنف الذى يأكل القليل «2».
يقال ما أطْنَفه.
باب الطاء و الهاء و ما يثلثهما
طهى‏
الطاء و الهاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على أمرين إمّا على معالجة شى‏ء، و إمّا على رِقّة.
فالأوّل علاج اللحم فى الطَّبخ. و الطَّاهى: فاعل، و جمعه طُهاة. قال:
فَظَلَّ طُهَاةُ اللّحْم من بين مُنْضِجٍ             صَفِيفَ شِواءٍ أو قديرٍ مُعَجَّلِ «3»

و
قال أبو هريرة فى شى‏ء سُئِل عنه: «فما طَهْوِى إذاً- أى ما عملى- إن لم أحْكِمْ ذلك».
و حكى بعضُهم طَهَت الإبل تَطْهَى، إذا نَفَشَت باللَّيل و رعت، طَهْياً «4»، كأنّها فى ذلك تعالجُ شيئا. قال:
و لسنا لباغى المُهْمَلاتِ بقِرْفةٍ             إذا ما طَهَى بالليل منتشراتُها «5»

__________________________________________________
 (1) هذا يقال بفتحتين و بضمتين.
 (2) ذكر هذا المعنى فى القاموس، و لم يذكر فى اللسان.
 (3) لامرى‏ء القيس فى معلقته.
 (4) و طهوا، بالفتح، و طهوا على فعول.
 (5) للأعشى فى ديوانه 62 و المجمل و اللسان (طها). و فى الأصل: «و لست»، تحريف.
و فى الحيوان (5: 434): «إذا ما طما».

427
معجم مقاييس اللغة3

طهى ص 427

و الأصل الآخر الطَّهَاء، و هو غيم رقيق. و طُهَيَّةُ: حىٌّ من العرب، و من ذلك اشتُقّ. و النسبة إليهم طُهَوِىّ و طُهْوِىّ «1»
طهر
الطاء و الهاء و الراء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على نقاءٍ و زوالِ.
دَنَسٍ. و من ذلك الطُّهْر: خلاف الدّنَس. و التطهُّر: التنزُّه عن الذمِّ و كلِّ قبيح.
و فلانٌ طاهر الثِّياب، إذا لم يدنَّس. [قال‏]:
ثيابُ بنى عوفٍ طَهَارَى نقيّةٌ             و أوجُهُمْ عند المسَافر غرّانُ «2»

و الطَّهور: الماء. قال اللَّه تعالى: وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً. و سمعتُ محمّد بن هارونَ الثَّقفى يقول: سمعت أحمد بن يحيى ثعلباً يقول: الطَّهور: الطاهر فى نفسه، المُطَهِّر لغيره‏
طهش‏
الطاء و الهاء و الشين ليس بشى‏ء. و ذُكرتْ كلمةٌ فيها نظر، قالوا: الطَّهْش: فَساد العمل.
طهف‏
الطاء و الهاء و الفاء كالذى قبله. على أنَّهم يقولون: الطَّهْفَ طعامٌ يتَّخذ من الذُّرة، و يقال هى أعالى الصِّلِّيان. و يقولون: الطُّهافة: الذُّؤابة.
و كلُّ ذلك كلام.
طهل‏
الطاء و الهاء و اللام كلمةٌ إنْ صحت. يقولون طَهِلَ الماء:
أجَنَ. و الطهْلِئة «3»: الطين الذى يَنْحَتُّ من الحوض فى الماء.
__________________________________________________
 (1) و يقال أيضا طهوى، بالفتح، و بالتحريك.
 (2) لامرئ القيس فى ديوانه 115 و اللسان (طهر، غرر).
 (3) فى الأصل: «و الطهيلة»، صوابه فى المجمل و اللسان.

428
معجم مقاييس اللغة3

طهم ص 429

طهم‏
الطاء و الهاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ على شى‏ءٍ فى خَلْقِ الإِنسان و غيرِه. فحكى أبو عبيدة أنَّ المُطَهَّم: الجميل التامّ الخَلْق من الناس و الأفراس.
و قال غيره: المطَهَّم: المَكلْثَم المجتمِع. و هذا عندنا أصحُّ القولين؛ للحديث الذى‏
رواه علىٌّ عليه السلام فى وصف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «لم يكن بالمطهَّم و لا المكلْثم».
و حكيت كلمةٌ إن صحّت، قالوا: تطهَّمّتُ الطعامَ: كرهته.
باب الطاء و الواو و ما يثلثهما
طوى‏
الطاء و الواو و الياء أصلٌ صحيح يدلُّ على إدراج شى‏ء حتَّى يدرَج بعضُه فى بعض، ثم يحمل عليه تشبيهاً. يقال طويت الثَّوبَ و الكِتاب طَيًّا أطويه. و يقال طَوَى اللَّه عُمر الميّت. و الطَّوِىّ: البئر المطوية. قال:
فقالت له: هذا الطَّوِىُّ و ماؤه             و محترقٌ من يابس الجِلْد قاحِلُ «1»

و مما حمل على هذا الباب قولهم* لمن مضى على وجهه: طوى كَشْحَه. و أنشد:
و صاحبٍ لى طوى كشحاً فقلتُ له             إنّ انطواءَك عنِّى سوف يَطوينى «2»

و هذا هو القياس؛ لأنّه إذا مضى و غاب عنه فكأنه أُدرج.
و من الباب أطواء النّاقة، و هى طرائقُ شحم جنبَيْها. و الطَّيَّانُ: الطّاوِى البطن. و يقال طوِىَ؛ و ذلك أنّه إذا جاع و ضَمُر صار كالشَّى‏ء الذى لو ابتُغِىَ طيُّه لأمكن. فإِنْ تعمَّد للجُوع قال: طَوَى يَطْوِى طيًّا، و ذلك فى القياس صحيح،
__________________________________________________
 (1) البيت لمزرد بن ضرار، من مقطوعة فى الحيوان (2: 18- 19).
 (2) فى اللسان (طوى): «هذا عنك يطوينى».

429
معجم مقاييس اللغة3

طوى ص 429

لأنّه أدرج الأوقاتَ فلم يأكلْ فيها. قال الشاعر «1» فى الطَّوَى:
و لقد أبيتُ على الطَّوَى و أظلُّه             حتّى أنالَ به كريمَ المأكلِ‏

ثم غيَّرُوا هذا البناءَ أدنى تغييرٍ فزال المعنى إلى غيره فقالوا: الطَّاية «2»؛ و هى كلمةٌ صحيحة تدلُّ على استواءٍ فى مكان. قال قوم: الطَّاية: السَّطْح. و قال آخرون:
هى مِرْبَد التَّمر. و قال قوم: هى صخرةٌ عظيمة فى أرضٍ ذاتِ رمل.
طوب‏
الطاء و الواو و الباء ليس بأصل؛ لأنّ الطوب فيما أحسب هذا الذى يسمى الآجُرّ، و ما أظُنُّ العربَ تعرفه. و أمّا طُوبَى فليس من هذا، و أصله الياء، كأنها فعلى من الطِّيب، فقلبت الياء واواً للضمَّة.
طوح‏
الطاء و الواو و الحاء ليس بأصل، و كأنّه من باب الإبدال.
يقال طاح يَطِيح. ثم يقولون: طاح يَطُوح، أى هَلَك.
طود
الطاء و الواو و الدال أصلٌ صحيح، و فيه كلمةٌ واحدة.
فالطَّود: الجبَل العظيم. قال اللَّه سبحانه: فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ‏. و يقولون: طَوَّدَ فى الجبل، إذا طوَّف، كأنّه فعل مشتقٌّ من الطَّود.
طور
الطاء و الواو و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ على معنىً واحد، و هو الامتداد فى شى‏ء، من مكانٍ أو زمانٍ. من ذلك طَوَار الدَّار، و هو الذى يمتدُّ معها من فِنائها. و لذلك [يقال‏] عدا طَوْره، أى جاز الحدَّ الذى هو له من دارِه. ثم استعير ذلك فى كل شى‏ء يُتعدَّى. و الطُّور: جبلٌ، فيجوز أن يكون اسماً
__________________________________________________
 (1) هو عنترة. و فى ديوانه 181 أن النبى صلى اللّه عليه و سلم أنشد هذا البيت فقال:
 «ما وصف لى أعرابى قط فأحببت أن أراه إلا عنترة».
 (2) جعلت فى اللسان فى مادة (طي)، و فى القاموس فى (طوى).

430
معجم مقاييس اللغة3

طور ص 430

علَما موضوعا، و يجوز أن يكون سمِّى بذلك لما فيه من امتدادٍ طولًا و عَرضا. و من الباب قولهم: فعل ذلك طَوْراً بعد طَور. فهذا هو الذى ذكرناه من الزَّمان، كأنّه فَعَله مدَّةً بعد مدة. و قولهم للوحشىِّ من الطَّير و غيرها طُورِىّ و طُورانىٌّ، فهو من هذا، كأنَّه توحَّشَ فعدا الطَّورَ، أى تباعد عن حدِّ الأنيس.
طوس‏
الطاء و الواو و السين ليس بأصل، إنّما فيه الذى يقال له الطَّاوُس. ثم يشتقّ منه فيقال للشَّى‏ء الحسن: مُطوَّس. و حُكى عن الأصمعىّ:
تطوَّست المرأةُ: تزيّنَت. و ذكر فى الباب أيضاً أنّ الطَّوْس: تغطيةُ الشّي‏ء. يقال طُسْته طَوْساً، أى غطَّيته. قالوا: و طَوَاس «1»: ليلةٌ من ليالى المِحُاق.
طوع‏
الطاء و الواو و العين أصلٌ صحيح واحد يدلّ على الإصحابِ و الانقياد. يقال طاعَه يَطُوعه، إذا انقاد معه و مضى لأمره. و أطاعه بمعنى طاعَ له.
و يقال لمن وافَقَ غيرَه: قد طاوعه.
و الاستطاعة مشتقّة من الطَّوع، كأنها كانت فى الأصل الاستطواع، فلما أسقطت الواو جعلت الهاء بدلًا منها، مثل قياس الاستعانة و الاستعاذة.
و العرب تقول: تطاوَعْ لهذا الأمر حتى تستطيعَه. ثم يقولون: تطوَّعَ، أى تكلَّف استطاعَته. و أمّا قولهم فى التبرُّع بالشى‏ء: قد تطوَّعَ به، فهو من الباب، لكنّه لم يلزمه، لكنّه انقاد مع خيرٍ أحبَّ أن يفعله. و لا يقال هذا إلّا فى باب الخير و البِرّ. و يقال للمجاهِدَةِ الذين يتطوَّعون بالجِهاد: المُطَّوِّعة، بتشديد الطاء و الواو،
__________________________________________________
 (1) كذا ضبط فى المجمل، و مثله فى القاموس، إذ ضبطه كسحاب. و فى اللسان ضبط بالضم ضبط قلم.

431
معجم مقاييس اللغة3

طوع ص 431

و أصله المتطوّعة، ثم أدغمت التاء فى الطاء. قال اللَّه تعالى: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏، أراد- و اللَّه أعلم- المتطوِّعين.
طوف‏
الطاء و الواو و الفاء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على دَوَران الشى‏ء على الشى‏ء، و أن يحُفَّ به. ثم يُحمل عليه، يقال طاف* به و بالبيت يطوف طَوْفاً و طَوَافاً، و اطَّاف به، و استطاف. ثم يقال لما يدور بالأشياء و يُغَشِّيها من الماء طُوفَان. قال الخليل: و شبَّه العجّاج ظلامَ الليل بذلك، فقال:
و عمَّ طُوفانُ الظَّلَامِ الأثْأَبَا «1»
و «غَمَّ» أيضاً. و من الباب: الطّائف، و هو العاسُّ. و الطَّيْفُ و الطائف:
ما أطاف بالإنسان من الجِنَّان. يقال طاف و لطَّاف. قال اللَّه تعالى: إذا مسّهم طيف من الشّيطان «2» و طائِفٌ‏
 أيضاً. قال الأعشى:
و تُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَى و كأنما             ألمَّ بها من طائف الجنِّ أولَقُ «3»

و يقولون فى الخيال: طافَ و أطافَ. و يُرْوَى:
أنَّى أَلَمَّ بكَ الخيالُ يُطيف             و طوافه بك ذِكرةٌ و شُعوف «4»

و يروى:
«و مطافه لك ذِكرة و شُغوف».
فأمَّا الطائفة من النّاس فكأنّها جماعةٌ تُطِيف بالواحد أو بالشى‏ء. و لا تكاد العرب تحدُّها بعددٍ معلوم، إلَّا أنّ الفقهاء
__________________________________________________
 (1) للعجاج فى ديوانه 74 و اللسان (طوف).
 (2) هى قراءة ابن كثير و أبى عمرو و الكسائى و يعقوب. و قراءة الباقين: «طائِفٌ». إتحاف فضلاء البشر 234، و هى الآية 201 من سورة الأعراف.
 (3) ديوان الأعشى 147 و اللسان (طوف، ولق).
 (4) نسب فى اللسان (طيف) إلى كعب بن زهير، و هو فى ديوانه 113 طبع دار الكتب.

432
معجم مقاييس اللغة3

طوف ص 432

و المفسِّرين يقولون فيها مرّة: إنّها أربعةٌ فما فوقها، و مرّة إنّ الواحد طائفةٌ «1»، و يقولون: هى الثَّلاثة، و لهم فى ذلك كلامٌ كثير، و العربُ فيه على ما أعلمتك، أنّ كلَّ جماعةٍ يمكن أن تُحفَّ بشى‏ء فهى عندهم طائفة، و لا يكاد هذا يكون إلَّا فى اليسير هذا فى اللغة و اللَّه أعلم. ثم يتوسَّعون فى ذلك من طريق المجاز فيقولون:
أخَذْتُ طائفةً من الثَّوب، أى قطعة منه. و هذا على معنى المجاز، لأنَّ الطائفة من النّاس كالفِرقة و القطعة منْهم. فأمَّا طائفُ القوس [فهو] ما بلى أبْهَرَها.
طوق‏
الطاء و الواو و القاف أصلٌ صحيح يدلُّ على مِثل مادلَّ عليه الباب الذى قبلَه. فكلُّ ما استدار بشى‏ء فهو طَوق. و سمِّى البِناءُ طاقاً لاستدارته إذا عُقِد. و الطَّيلَسان طاقٌ، لأنّه يدور على لابِسِه. فأمّا قولهم أطاق هذا الأمر إطاقةً، و هو فى طَوقه، و طوَّقْتُك الشَّى‏ءَ، إذا كَلَّفْتُكَه «2» فكلُّه من الباب و قياسِا؛ لأنَّه إذا أطاقَه فكأنَّه قد أحاط به و دارَ به من جوانبه.
و مما شذَّ عن هذا الأصل قولُهم: طاقةٌ من خيط أو بَقْل، و هى الواحدة الفَردةُ منه. و قد يمكن أن يتمحَّل فيقاس على الأوّل، لكنّه يبعُد.
طول‏
الطاء و الواو و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ على فضْلٍ و امتداد فى الشى‏ء. من ذلك: طالَ الشَّى‏ءُ يطُول طُولا. قال أحمد بن يحيى ثعلبٌ: الطَّول:
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «طائفة فما فوقها». و الكلمتان الأخيرتان مقحمتان.
 (2) فى الأصل: «كلفته»، صوابه فى المجمل.

433
معجم مقاييس اللغة3

طول ص 433

خلاف العَرض. و يقال طاوَلْت فلاناً فطُلْتُه، إذا كنتَ أطوَلَ منه. و طال فلاناً فلانٌ، أى إنه أطول منه. قال:
إنّ الفرزدقَ صخرةٌ ملمومةٌ             طالت فليس تنالها الأوعالا «1»

و هذا قياسٌ مطَّرد فى كلِّ ما أشبه ذلك، فيقال للحبل الطِّوَل؛ لطوله و امتداده.
قال طرفة:
لعمرُك إنّ الموتَ ما أخطأ الفتى             لكالطِّوَل المُرخَى و ثِنياهُ فى اليدِ «2»

و يقولون: لا أكلِّمه طَوَالَ الدَّهر. و يقال جملٌ أطوَلُ، إذا طالت شفتُه العليا. و طاولَنى فلانٌ فطُلْته، أى كنت أطولَ منه. و الطُّوَال: الطَّويل.
و الطِّوَال: جمع الطَّويل. و حكى بعضهم: قَلانِسُ طِيالٌ «3»، بالياء. و أمرٌ غير طائلٍ، إذا لم يكن فيه غَناء. يقال ذلك فى المذكَّر و المؤنث. قال:
و قد كلَّفُونى خُطَّةً غيرَ طائلِ «4»
و تطاولتُ فى قِيامى، إذا مددتَ رِجليكَ لتنظر. و طوِّلْ فرسَك، أى أرْخِ طويلتَه فى مرعاه «5». و استطالُوا عليهم، إذا قتلوا منهم أكثر ممَّا قتلوا.
طوط
الطاء و الواو و الطاء كلمتان إن صحّتا. يقولون: إنّ الطَّوطَ القطْن. و الطوط: الرّجل الطَّويل.
__________________________________________________
 (1) البيت لسنيح بن رياح الزنجى، كما فى اللسان (طول) و انظر حواشى الحيوان (7: 205).
 (2) البيت من معلقته المشهورة.
 (3) فى اللسان: «ابن جنى: لم تقلب إلا فى بيت شاذ، و هو قوله:
تبين لى أن القماءة ذلة             و أن أعزاء الرجال طيالها».

 (4) أنشد هذا العجز فى اللسان (طول). و الطائل يقال للذكر و الأنثى.
 (5) و هذا أيضا نص الجوهرى فى الصحاح. قال أبو منصور: «و لم أسمع الطويلة بهذا المعنى من العرب، و رأيتهم يسمونه الطول».

434
معجم مقاييس اللغة3

باب الطاء و الياء و ما يثلثهما ص 435

باب الطاء و الياء و ما يثلثهما
طيب‏
الطاء و الياء و الباء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على خلافِ الخبيث. من ذلك الطيِّب: ضدّ الخبيث. يقال سبىٌ طِيبَةٌ، أى طيِّبٌ. و الاستطابة:
الاستنجاء؛ لأنّ الرجل يطيِّب نفسَه مما عليه من الخُبث بالاستنجاء. و
نهى رسول اللَّه* صلى اللَّه عليه و آله أن يَستطِيب الرّجُل بيمينه.
و الأطيبانِ: الأكل و النِّكاح. و طَيْبَة «1» مدينة الرسول صلى اللَّه عليه و آله. و يقال: هذا طعام مَطْيَبةٌ للنَّفس. و الطَّيِّب: الحلال. و الطاب: الطيِّب. قال:
مُقابَلَ الأعراقِ فى الطَّابِ الطَّابْ             بين أبى العاص و آلِ الخطّابْ «2»

طيخ‏
الطاء و الياء و الخاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تلطّخٍ بغير جميل. قالوا طاخ يَطيخ و تَطيَّخ، إذا تلطّخ بالقبيح. و قالوا: الطِّيخ: الخِفّة، و هو بمعنى الطَّيش. قال الحارث:
[فاتركوا الطَّيْخ و التَّعدّى و إمّا             تتعاشَوا ففى التَّعاشِى الدَّاءُ «3»]

طير
الطاء و الياء و الراء أصل واحد يدلّ على خِفّة الشّى‏ء فى الهواء.
__________________________________________________
 (1) يقال أيضا طيبة، بتشديد الياء، و طابة، و المطيبة، بتشديد الياء المفتوحة.
 (2) الرجز لكثير بن كثير النوفلى، يمدح به عمر بن عبد العزيز. و قبله:
يا عمر بن عمر بن الخطاب‏

و ذاك أن أم عمر بن عبد العزيز، هى أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، و أبوه عبد العزيز ابن مروان بن الحكم بن أبى العاص.
 (3) موضع البيت بياض فى الأصل. و أنشد فى المجمل الكلمتين الأوليين من البيت.

435
معجم مقاييس اللغة3

طير ص 435

ثمّ يستعار ذلك فى غيرِه و فى كلِّ سُرعة. من ذلك الطَّير: جمع طائر، سمِّى ذلك لما قُلناه. يقال طار يَطير طيَراناً. ثمَّ يقال لكلِّ مَن خفّ: قد طار.
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: «خيرُ النَّاس رجلٌ مُمْسِكٌ بعِنان فرسِه فى سبيل اللَّه، كلَّما سمِع هَيْعَةً طار إليها».
و قال:
فطِرنَا إليهم بالقنابل و القَنَا
و يقال مِن هذا: تطايَرَ الشّى‏ءُ: تفرَّق. و استطار الفجر: انتشر. و كذلك كلُّ منتشِر. قال اللَّه تعالى: يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً. فأمّا قولهم:
تطيَّر من الشى‏ء، فاشتقاقه من الطَّير كالغراب و ما أشبهه. و من الباب: طائر الإنسان، و هو عَملُه. و بئر مُطارَةٌ، إذا كانت واسعة الفم. قال:
هُوِىُّ الرِّيح فى جَفْرٍ مُطارِ «1»
و من الباب: الطَّيْرة: الغضَب، و سمِّى كذا لأنَّه يُستَطار له الإنسان.
و من الباب قولهم: خذ ما تطايَرَ من شعر رأسك، أى طال. قال:
و طارَ جِنّىُّ السَّنَامِ الأطْوَلِ «2»
طيس‏
الطاء و الياء و السين كلمةٌ واحدة. قال:
عددتُ قومِى كعَديدِ الطَّيْسِ «3»

__________________________________________________
 (1) صدره فى المجمل و اللسان (طير):
كأن حفيفها إذ بركوها.

 (2) لأبى النجم، كما فى المجمل. و هو من أم الرجز، مجلة المجمع العلمى بدمشق 1347.
و الرواية فيها و فى الحيوان (6: 185): «و قام جنى السنام الأميل».
 (3) لرؤبة بن العجاج فى ملحقات ديوانه 175 و اللسان (طيس). و بعده:
إذ ذهب القوم الكرام ليسى.

 

436
معجم مقاييس اللغة3

طيس ص 436

أراد به العدد الكثير.
طيش‏
الطاء و الياء و الشين كلمةٌ واحدة، و هى الطَّيش و الخِفّة.
و طاش السَّهم من هذا، إذا لم يُصِبْ، كأنَّه خفّ و طاش و طار.
طين‏
الطاء و الياء و النون كلمة واحدة، و هو الطِّين، و هو معروف.
و يقال طيَّنْت البيتَ، و طِنْت الكتابَ. و يقال طانَه اللَّه تعالى على الخَير، أى جَبَله. و كأَنَّ معناه، و اللَّه أعلم، من طِنت الكتاب، أى ختمته؛ كأنَّه طبعه على الخير و ختم أمرَه به.
باب الطاء و الباء و ما يثلثهما
طبخ‏
الطاء و الباء و الخاء أصلٌ واحد، و هو الطَّبخ المعروف، يقال طبَخت الشَّى‏ءَ أطبُخه طبْخاً، و أنا طابخ، و الشَّى‏ء مطبوخ و طَبِيخ. و الطُّبَّخ:
جمع الطَّابخ. و قول العجّاج:
و اللَّه لو لا أن تَحُشَّ الطُّبَّخُ «1»
أراد به الملائكة الموكَّلين بالنَّار. و يقال لسَمائم الحرِّ: طبائخُه. و طابخة:
لقبُ رجلٍ من العرب؛ لأنَّه طبخ طَبْخاً فسمِّى بذلك. و يقال الطُّبَاخَة: ما فار من رُغِوة القِدر إذا طبخت، و هى الطُّفَاحة و الفُوَارَة. و يقال للحُمّى الصَّالبِ: طابخ.
__________________________________________________
 (1) ديوان العجاج 14 و اللسان (طبخ). و بعده:
بى الجحيم حيث لا مستصرخ.

 

437
معجم مقاييس اللغة3

طبخ ص 437

و مما يُحمَل على هذا، و لعلّه أن يكون من الكلام المولَّد، قولهم: ليس به طَبُاخٌ «1»، للشَّى‏ء لا قُوَّةَ له، فكأنهم يريدون ما تناهى بَعدُ و لم ينضَج.
و مما شذَّ عن الباب قولُهم، و هو من صحيح الكلام، لفَرخ الضبّ:
مُطَبِّخ، و ذلك إذا قوى. يقولون: هو حِسْل، ثم مطبِّخ، ثم خُضَرِمٌ، ثم ضَبّ.
طبس‏
الطاء و الباء و السين ليس بشى‏ء. على أنهم يقولون:
الطَّبَسانِ: كُورتان. و هذا و شِبهه ممَّا لا معنى لذكره؛ لأنَّه إذا ذكر ما أشبه كلُّه حُمِل على كلام العرب ما ليس هو منه. و كذلك قول من قال «2»: إنَّ التَّطبيس: التَّطبين «3».
طبع‏
الطاء و الباء و العين أصلٌ صحيح، و هو مثلٌ على نهايةٍ ينتهى إليها الشى‏ء حتى يختم عندها. يقال طبَعت على الشى‏ء طابَعا. ثم يقال على هذا طَبْعُ الإنسان و سجيَّتُه. و من ذلك طَبَعَ اللَّهُ على قَلْب الكافر، كأنَّه ختم عليه حتى لا يصل إليه هُدًى و لا نُور، فلا يوفَّق لخير. و من ذلك أيضاً طبْع السَّيف و الدِّرهم، و ذلك إذا ضربه حتى يكمّله. و الطَّابع: الخاتم يُختَمُ به*. و الطَّابِع: الذى يَختِم.
و من الباب قولُهم لمْل‏ء المِكيال طَبع. و القياسُ واحد؛ لأنه قد تكامل و خُتم. و تطبَّع النَّهر، إذا امتلأ؛ و هو ذلك المعنى. و كذلك إذا حُمِّلت النّاقة حِمْلَها الوافِىَ الكاملَ، فهى مطبَّعة. قال:
__________________________________________________
 (1) فى اللسان: «وجد بخط الأزهرى طباخ بضم الطاء، و وجد بخط الإيادى طباخ بفتح الطاء».
و ضبط فى الأصل و المجمل بفتح الطاء.
 (2) هو الخليل كما صرح بذلك فى المجمل.
 (3) التطبين، بالنون، كما فى الأصل و المجمل و القاموس. لكن فى اللسان: «التطبيق» بالقاف.

438
معجم مقاييس اللغة3

طبع ص 438

أينَ الشِّظاظانِ و أيْنَ المِرْبَعَهْ             و أيْنَ وَسْقُ النّاقَةِ المطبَّعهْ «1»

قال ابنُ السكِّيت: الطِّبع: النَّهر، و الجمع: الطِّباع. قال:
فتولَّوْا فاتراً مشيُهم             كروايا الطِّبْع همَّتْ بالوَحَلْ «2»

و لعلَّ الذى قالُوه فى وصف النّهر، أن يكون ممتلئاً، حتى يكون أقيس.
و مما شذّ عن هذا الأصل و قد يمكن أن يُقارَب بينهما، إلا أنَّ ذلك على استكراه، قولهم للدَّنَس: طَبَع. يقال رجلٌ طَبِعٌ.
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم:
 «استَعيذوا باللَّه من طمَعٍ يَهْدِى إلى طَبَعٍ».
و قال:
له أكاليلُ بالياقوت فَصَّلَها             صَوَّاغُها لا ترى عَيباً و لا طَبَعا

و من هذه الكلمة قولهم للرجل إذا لم ينفُذْ فى الأمر: قد طَبِعَ.
طبق‏
الطاء و الباء و القاف أصلٌ صحيح واحد، و هو يدلُّ على وضع شى‏ء مبسوط على مِثله حتى يُغطِّيَه. من ذلك الطَّبَق. تقول: أطبقْت الشى‏ءَ على الشى‏ء، فالأول طَبَق للثانى؛ و قد تطابَقَا. و من هذا قولهم: أطبقَ الناسُ على كذا، كأنَّ أقوالهم تساوَتْ حتى لو صُيِّر أحدُهما طِبْقاً للآخر لصَلَح. و الطَّبَق: الحال، فى قوله تعالى: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ‏
. و قولهم: «إِحدى بناتِ طَبَق» هى الدّاهية، و سمّيت طبَقا، لأنها تعمُّ و تشمل. و يقال لما علا الأرضَ حتى غطّاها:
هو طبَق الأرض «3». و منه قول امرئ القيس يصف الغيث:
ديمةٌ هطلاءُ فيها وَطَفٌ             طبقُ الأرض تَحَرَّى و تَدُرّ «4»

__________________________________________________
 (1) سبق البيتان فى (ربع، شظ).
 (2) البيت للبيد فى ديوانه 17 طبع فينا 1881 و إصلاح المنطق 9 و اللسان (طبع).
 (3) فى الأصل: «طباق الأمر».
 (4) ديوان امرئ القيس 143 و اللسان (طبق).

439
معجم مقاييس اللغة3

طبق ص 439

و قولهم: طَبَّق الحقَّ، إذا أصابه، من هذا، و معناه وافقه حتى صار ما أراده وَفْقاً للحقّ مطابِقاً له. ثم يُحمَل على هذا حتى يقال طبَّقَ، إذا أصاب المَفْصِل و لم يخطئْه. ثم يقولون: طَبَّق عُنقَه بالسيف: أبانَها.
فأمَّا المطابقة فمشْى المقيَّد، و ذلك أن رجليه تقعانِ «1» متقاربتين كأنَّهما متطابقتين. و منه قول الجَعدىّ:
طِباقَ الكِلَابِ يَطَأْنَ الهَرَاسا «2»
و الطبَق: عظمٌ رقيق «3» يفصل بين الفَقارتَين. و يد طَبِقة، إذا التزقَتْ بالجنْب. و طابقت بين الشيئين، إذا جعلتَهما على حَذْوٍ واحد. و لذلك سمَّينا نحن ما تضاعف من الكلام مرَّتين مُطابَقا. و ذلك مثل جَرجَر، و صَلْصَل، و صَعْصَع.
و الطَّبَق: الجماعة من الجراد؛ و إنما شبِّه ذلك بطبَقٍ يغطِّى الأرض. و يقال وَلَدت الغنمُ طبقاً و طبقةً، إذا ولد بعضُها بعد بعض. و القياس فى ذلك كله واحد.
فأمَّا قولهم للعيىِّ من الرِّجال: الطَّبَاقاء، و للبعير لا يُحسن الضِّرَابَ طَباقاءُ، فهو من هذا القياس، كأنَّه سُتر عنه الشّى‏ءُ حتى أطبق فصار كالمغطَّى. قال جميل:
طَبَاقاءُ لم يشهد خُصوماً و لم يَقُدْ             رِكاباً إلى أكوارها حين تُعْكَفُ «4»

طبل‏
الطاء و الباء و اللام ثلاث كلمات ليست لها طَلَاوَةُ كلامِ العرب، و ما أدرى كيف هى؟ من ذلك الطَّبل الذى يُضْرَب. و يقولون إنَّ الطّبل:
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «يقسمان»، تحريف.
 (2) سيأتى فى (هرس). و صدره فى اللسان (طبق، هرس):
و خيل يطابقن بالدار عين.

 (3) فى المجمل: «دقيق» بالدال.
 (4) اللسان (طبق) و البيان و التبيين (1: 110) بشرح محقق المقاييس.

440
معجم مقاييس اللغة3

طبل ص 440

الخَلْق «1». و الثالثة الطُّوبالة، و لو لا أنَّها جاءت فى بعض الشِّعر ما كان لذكرها معنىً، و ما أحسبها فى غير هذا البيت:
نَعَانِى حَنَانةُ، طُوبالةً             تُسَفُّ يبيساً من العِشْرِقِ «2»

و يقال هى النَّعْجة.
طبن‏
الطاء و الباء و النون أصلٌ صحيح يدلُّ على ثباتٍ. و يقال اطبأنَّ، إذا ثبت و سكَن، مثل اطمأنّ. و يقولون: طَبنت النار: دفنتُها لئلا تَطفَأ، و ذلك الموضعُ الطَّابون. و يقال طابِنْ هذه الحَفيرةَ: طاطئْها. و يقولون: إنَّ الخير فى بنى فلانٍ كثابت الطَّبْن، أى هو تليدٌ قديم.
و من الباب الطَّبَن، و هو الفِطْنة؛ و ذلك قياس الباب، لأنَّ فى ذلك كالثَّبات فى العِلْمِ به.
طبى‏
الطاء و الباء و الحرف المعتل أُصَيْل يدلُّ على استدعاء شى‏ء.
من ذلك قولهم اطَّبى* بَنُو فُلانٍ فلاناً إذا خالُّوه و قَبِلوه. و ربما قالوا: طَبَاه و اطَّباه، إذا دعاه. فإنْ حُمِل الطّبىُ «3» من أَطْباء النَّاقة، و هى أخلافها، على هذا و على أنّه يُطَّبَى منه اللّبن، لم يبعُد.
__________________________________________________
 (1) شاهده ما أنشده فى اللسان:
قد علموا أنا خيار الطبل             و أننا أهل الندى و الفضل.

 (2) البيت لطرفة فى ديوانه 26 و اللسان (طبل، حنن) و المجمل (طبن). و ذكر فى (حنن).
أن «حنانة» اسم راع. و طوبالة منصوب على الذم، أى أذم طوبالة، عنى بذلك حنانة. و بعد البيت:
فنفسك فانع و لا تنعنى             و داو الكلوم و لا تبرق.

 (3) الطبى، بكسر الطاء و ضمها.

441
معجم مقاييس اللغة3

طبى ص 441

و ذُكر أن العرب تقول: هذا خِلْفٌ طِبِىٌّ، أى مُجِيب «1». فإن كان هذا صحيحاً فهو يدلُّ على صحَّة القياس الذى قِسْناه.
باب الطاء و الثاء و ما يثلثهما
طثر
الطاء و الثاء و الراء أَصَيل صحيح يدلُّ على غَضارةٍ فى الشّى‏ء و كثرةِ ندى. يقولون: فلان فى طَثْرة من العَيش، أى فى غَضارة. قالوا: و اشتقاقه من اللبن الطاثر، و هو الخاثر. و يشبَّه بذلك فيقال للحَمْأة طَثْرة، و قياسُه ما ذكرناه «2». و سمِّى طَثْرة من العَرب.
و مما شذّ عن الباب و ما ندرى كيف صحَّةُ هذا، قولهم: إنّ الطَّيْثار:
البعوض. و اللَّه أعلم.
__________________________________________________
 (1) فى اللسان و القاموس: «مجيب» بضم الميم و تشديد الياء المفتوحة، و لا وجه له، فإن المجيب بمعنى المقور و الأحوف. و قد أثبت الضبط الصحيح من نسخة المجمل و من تهذيب الصحاح، و هو من الإجابة كما يدل عليه ما سبق. و فى الصحاح «مجيب».
 (2) فى الأصل: «و يأخذ ما ذكرناء» و قد اقتبست تصحيحه من مألوف عباراته.

442
معجم مقاييس اللغة3

باب الطاء و الجيم و ما يثلثهما ص 443

باب الطاء و الجيم و ما يثلثهما
طجن «1»
يقولون فى الطاء و الجيم و النون: إنَّ الطَّاجَن «2»:
الطَّابَق «3». و هو كلام، و اللَّه اعلم.
باب الطاء و الحاء و ما يثلثهما
طحر
الطاء و الحاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ على الحَفز و الرَّمْى و القذْف. يقولون: طَحَرَتِ العينُ قَذاها، إذا قذفَتْ به. يقال طَحَرتْ عينُ الماء العِرمِضَ، إذا رمت به. و قوس مِطحَرٌ، إذا حَفَزت سَهْمَها فرمت به صُعُداً.
و حربٌ مِطحرةٌ: زَبُون. و الطَّحِير: النّفَس العالى، و سمِّى بذلك لأنَّ صاحبه يَطحَر. قال الكميت:
بأهازيجَ من أغانيِّها الجُ             شِّ و إتباعها الزَّفيرَ الطَّحِيرَا «4»

__________________________________________________
 (1) الكلام من أول الباب إلى هنا مبيض له فى الأصل. و أثبت ما يقتضيه الكلام و ما هو ثابت فى المجمل أيضا.
 (2) ضبطه فى القاموس كصاحب، و زاد فى تاج العروس: «و كهاجر». و ضبط فى الأصل و المجَمل بفتح الجيم لا غير.
 (3) الطاجن و الطابق معربان كما فى القاموس. و ضبط الطابق فى المجمل بفتح الباء، و فى القاموس:
 «كهاجر و صاحب». قلت: أما الطاجن، فهو معرب من اليونانية «تيكانون» كما فى الألفاظ الفارسية 111 نقلا عن فرنكل 67. و فى الجمهرة (3: 357): «الطيجن. الطابق، لغة شامية و أحسبها سريانية أو رومية. انظر المعرب 221. و أما الطابق، فهو معرب «تا؟؟؟ ه» بالفارسية، كما فى المصادر السابقة، و معجم استينجاس.
 (4) فى الهاشميات ص 93 أبيات من هذا الوزن و الروى.

443
معجم مقاييس اللغة3

طحر ص 443

فأما المُطْحَر من النِّصال، فهو المُطوَّل المسال «1». قال الهذلىّ «2»:
من مُطْحَراتِ الإلالِ «3»
طحل‏
الطاء و الحاء و اللام أصلٌ صحيح يدلُّ على لونِ غير صافٍ و لا مُشرق. من ذلك الطُّحْلة، و هو لون الغُبْرة. و يقال رمادٌ أطحل، و شرابٌ أطحل، إذا لم يكن صافياً. و الطِّحال معروف، و ممكنٌ أن يكون سمِّى بذلك لكُدْرة لونه. و يقال طَحِلَ الماء: فسد و تغيَّر.
طحم‏
الطاء و الحاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ على تجمُّع و تكاثف من ذلك الطّحمة «4» من النّاس، و هى الجماعة الكثيفة. و طُحْمة اللَّيل و طَحْمَتهُ، و طُحْمة السَّيل و طَحمته: مُعْظَمه. قال الخليل: طَحْمة الفتنة: جَوْلة النَّاس عندها. و يقال للرّجُل الشّديد العِراك: طُحَمَة. و الباب كلُّه واحد.
طحن‏
الطاء و الحاء و النون أصلٌ صحيح، و هو فتُّ الشى‏ء و رَفْتُه «5» بما يدور عليه من فوقِه. يقال طَحَنَتِ الرَّحَى طحْناً. و الطّحْن: الدَّقيق.
و يقولون: «أسمعُ جَعجعةً و لا أَرى طِحْناً». و الجعجعة: صوت الرَّحَى. و من الباب: كتيبةٌ طَحُونٌ: تطحَنُ ما لَقِيت. و يقال للأضراس الطَّواحِن.
__________________________________________________
 (1) كذا وردت الكلمة فى الأصل، و ليست فى المجمل.
 (2) هو أمية بن أبى عائذ الهذلى؛ و قصيدته فى شرح السكرى للهذليين 180 و نسخة الشنقيطى 79.
 (3) البيت بتمامه فيهما:
فلما رآهن بالجلهتين             يكبون فى مطحرات الإلال.

 (4) الطحمة مثلثة الطاء، لكن يفهم من صنيعه بعد أنه يعرف فيها لغتين فقط: الضم و الفتح، و هما ما نص عليه صاحب اللسان. أما صاحب القاموس فيروى اللغات الثلاث.
 (5) الرفت: الدق و الكسر. و فى الأصل: «و رقته»، تحريف.

444
معجم مقاييس اللغة3

طحن ص 444

و من الباب الطُّحَن «1»: دويْبَّة تغيِّب نفسَها فى ترابٍ قد سَوَّته و أدارته.
و طَحَنتِ الأفعى، إذا تلوَّت «2» مستديرة.
طحو
الطاء و الحاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على البسط و المدِّ. من ذلك الطَّحْو و هو كالدَّحْو، و هو البَسْط. قال اللَّه تعالى: وَ الْأَرْضِ وَ ما طَحاها
 «3»، أى بسَطها. و قال تعالى فى موضع آخَر: وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها «4». و يقال طحا بك هَمُّك بطحو، إذا ذهَب بك فى الأمر و مدَّ بك فيه.
قال علقمة:
طحا بك قلبٌ فى الحِسانِ طَروبُ             بُعَيد الشَّبابِ عَصْرَحان مشيبُ «5»

و المُدوِّمة الطَّواحِى: النُّسور تستدير حول القَتْلَى. و قال الشَّيبانى: طَحَيْت:
اضطجَعْت. و الطّاحى: الجمع الكثير، و سمِّى بذلك لأنّه يجرّ على الشى‏ء، كما يسمَّى جرّارا. قال:
من الأَنَس الطاحِى عليكَ العَرمْرَمِ «6»
و اللَّه أعلم.
__________________________________________________
 (1) و يقال أيضا: «الطحنة».
 (2) فى الأصل: «تولت».
 (3) الآية 6 من سورة الشمس.
 (4) الآية 30 من سورة النازعات.
 (5) ديوان علقمة 131 و المفضليات (2: 191).
 (6) لصخر الغى الهذلى من قصيدة فى شرح السكرى للهذليين 21 و نسخة شنقيطى 91. و صدره:
و خفض عليك القول و اعلم بأننى.

 

445
معجم مقاييس اللغة3

باب الطاء و الخاء و ما يثلثهما ص 446

باب الطاء و الخاء و ما يثلثهما
طخف‏
الطاء و الخاء و الفاء أُصَيل يدلُّ على الشَّى‏ء الرَّقيق. من ذلك الطَّخَاف، و هو الغَيم الرقيق. و الطَّخْف كالهَمِّ يَغشَى القلب.
طخر
الطاء و الخاء و الراء أصلٌ صحيح يدلُّ على خفّةٍ فى شى‏ء.
من ذلك* الطَّخَارير: المتفرِّقون، يشبَّه بذلك الرّجُل الخفيف الخَطَّاف.
طخى‏
الطاء و الخاء و الحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على ظُلْمة و غِشاء. من ذلك الطَّخْوة و الطَّخية: السَّحابة الرّقيقة. و الطَّخْياء: اللَّيلة المُظلْمة.
و يقال ظلام طاخٍ. و من الباب: وجَد على قلبه طَخَاء، و هو شبه الكَرْب.
و يقال: كلَّمَنى كلمةً طَخْياء، أى أعجميّة.
طخم‏
الطاء و الخاء و الميم أصلٌ صحيح يدلُّ على سوادٍ فى شى‏ء.
من ذلك الطُّخمة: سوادٌ فى مقدَّم الأنْف. يقال كبشٌ أطخَم، و أسد أطخَم.
و اللَّه أعلم بالصَّواب.
باب الطاء و الراء و ما يثلثهما
طرز
الطاء و الراء و الزاء كلمةٌ يظنُّ أنّها فارسيّة معرّبة، و هى فى شعر حَسَّان:
بيضُ الوُجوه كريمةٌ أحسابُهم             شمُّ الأنوف من الطِّرازِ الأوّلِ «1»

__________________________________________________
 (1) ديوان حسان 310 و اللسان (طرز).

446
معجم مقاييس اللغة3

طرز ص 446

و يقولون: طِرْزُه، أى هيئَتُه.
طرس‏
الطاء و الراء و السين فيه كلامٌ لعلّه أن يكون صحيحاً.
يقولون الطِّرْس: الكتاب الممحُوّ. و يقال: كلُّ صحيفة طِرس. و يقولون:
التَّطرُّس: أن لا يَطعَم الإنسانُ و لا يشربَ إِلّا طيّباً.
طرش‏
الطاء و الراء و الشين كلمةٌ معروفة، و هى الطَّرَش، معروف «1». و قال أبو عمرو: تطرَّش «2» النَّاقِهُ من المرض، إذا قام و قعَد.
طرط
الطاء و الراء و الطاء كلمةٌ. يقولون الأطرط: الدَّقيق الحاجبين؛ و قد طرِط.
طرف‏
الطاء و الراء و الفاء أصلان «3»: فالأوّل يدلُّ على حدِّ الشى‏ء و حَرفه، و الثانى يدلُّ على حركةٍ فى بعض الأعضاء.
فالأوّل طَرَفُ الشى‏ء و الثوب و الحائط. و يقال ناقة طَرِفَة: ترعى أطرافَ المرعَى و لا تختلط بالنُّوق.
و قولهم: عينٌ مطروفة، من هذا؛ و ذلك أن يصيبَها طَرَف شى‏ءٍ ثوبٍ أو غيره فتَغْرَوْرِقَ معاً. و يُستعار ذلك حتى يقال: طَرَفَها الحُزْن.
فأمّا قولُهم: هو كريم الطَّرَفين، فقال قومٌ: يُراد به «4» نَسَب الأب و الأمّ.
و لا يُدْرَى أىُّ الطّرَفين أطول، هو من هذا. و جمع الطَّرَف أطراف. قال:
__________________________________________________
 (1) الطرش: الصمم، و قيل أهونه. و قيل هو مولد. يقال فى الوصف منه أطرش و أطروش، بضم الهمزة و الراء فيهما، كما فى اللسان.
 (2) هذه الكلمة فى القاموس، و لم ترد فى اللسان.
 (3) فى الأصل: «أصول». و ليس كذلك.
 (4) فى الأصل: «فقال قوم أراد قوم أراد به».

447
معجم مقاييس اللغة3

طرف ص 447

و كيف بأطرافى إذا ما شَتَمتَنِى             و ما بعدَ شَتْمِ الوالدينِ صُلُوح «1»

و يقال إنّ الطِّرَاف: ما يُؤخَذ من أطراف الزَّرع «2».
و من الباب: الطَّوَارِف من الخِباء، و هى ما رفعتَ من جوانبه لتنظُر.
فأمَّا قولهم: جاء فلانٌ بطارفةِ عينٍ فهو من الذى ذكرناه فى قولهم: طُرِفت العين، إذا أصابَها طرَف شى‏ءٍ فاغرورقَتْ. و إذا كان كذا لم تكد تُبْصِر. فكذلك قولهم: بطارفةِ عينٍ، أى بشى‏ءٍ تَتحيَّر له العينُ من كَثرته.
و من الباب قولُهم للشى‏ء المستحدَث: طريف؛ و هو خلافُ التَّليد، و معناه أنَّه شى‏ءٌ أُفِيدَ الآنَ فى طرَف زمانٍ قد مضى. يقولون منه اطَّرَفْتُ الشى‏ءَ، إذا استحدثتَه، أطَّرِفه اطِّرَافاً.
و من الباب: الرَّجُل الطَّرِف: الذى لا يثبُت على امرأةٍ و لا صاحب.
و ذلك القياسُ؛ لأنّه يطلُب الأطراف فالأطراف. و المرأة المطروفة، يقولون إنّها التى لا تثبُت على رجلٍ واحد، بل تَطّرِف الرِّجال. و هو قول الحُطيئة:
بَغَى الودَّ من مطروفة الوُدِّ طامِحِ «3»
و من الباب الطِّرف: الفرس الكريم، كأنَّ صاحبَه قد اطّرَفه. و للمَّطرَف فضلٌ على التَّليد.
__________________________________________________
 (1) البيت لعون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، كما فى اللسان (طرف). و أنشده فى (صلح) بدون نسبة، و كذا فى إصلاح المنطق 124. و قد سبق فى (صلح).
 (2) هذا المعنى لم يذكر فى اللسان، و ذكر فى القاموس. و فى المجمل: «مأخوذ» بدل «يؤخذ».
 (3) و كذا إنشاده فى المجمل و الصحاح. و فى الديوان 63 و اللسان (طمح، طرف): «مطروفة العين». و صدره:
و ما كنت مثل الكاهلى و عرسه.

 

448
معجم مقاييس اللغة3

طرف ص 447

و أمَّا الأصل الآخر فالطَّرْف، و هو تحريك الجفون فى النّظَر. هذا هو الأصل ثم يسمُّون العينَ الطَّرْف مجازاً. و لذلك يسمَّى نجمٌ من النُّجُوم الطَّرْفة «1»، كأنّه فيما أحسب طرْفُ الأسَد. قال جرير:
إنّ العيون التى فى طَرْفِها مرضٌ             قَتَلْنَنَا ثم لم يُحْيِينَ قتلانا «2»

فأما الطِّرَاف فإِنه بيتٌ من أَدَم، و هو شاذٌّ عن الأصلين اللذين ذكرناهما.
طرق‏
الطاء و الراء و القاف أربعة أصول: أحدها الإِتيان مَساءً «3»، و الثانى الضَّرْب، و الثالث جنسٌ من استرخاء الشى‏ء، و الرابع خَصْف شى‏ء على شى‏ء.
فالأوَّل الطُّرُوق. و يقال إنّه إتيان المنزِل ليلًا. قالوا: و رجلٌ طُرَقَةٌ، إذا كان يَسْرِى حتى يطرُقَ أهلَه ليلًا.* و ذُكِرَ أنَّ ذلك يقال بالنهار أيضاً، و الأصل اللَّيل: و الدَّليل على أنَّ الأصلَ اللّيل تسميتُهم النّجم طارقاً؛ لأنّه يَطلُعُ ليلًا.
قالوا: و كلُّ مَن أتى ليلًا فقد طَرَق. قالت:
نحنُ بناتُ طارقِ «4»
__________________________________________________
 (1) و كذا فى المجمل و القاموس. و فى اللسان (طرف) و الأزمنة و الأمكنة (1: 191، 318): «الطرف» بدون هاء. قال المرزوقى: «و أما الطرف فكوكبان يبتدان الجبهة بين يديها، يقولون: هما عين الأسد».
 (2) ديوان جرير 595، و العمدة (1: 135). و يروى: «فى طرفها حور» كما فى زهر الآداب (4: 215) و الأغانى (7: 37). و البيت من المائة المختارة فى الأغانى (7: 35).
 (3) فى الأصل: «مكانا».
 (4) الرجز لهند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإيادى كما فى اللسان (طرق). و بعده:
لا ننثنى لوامق             نمشى على النمارق‏
المسك فى المفارق             و الدر فى المخالق‏
إن تقبلوا نعانق             أو تدبروا نفارق‏
فراق غير وامق.

 

449
معجم مقاييس اللغة3

طرق ص 449

و هو قول امرأة. تريد: إِنَّ أبانا نجمٌ فى شرفه و علوّه «1».
و من الباب، و اللَّه أعلم: الطَّريق، لأنَّه يُتَوَرَّدُ. و يجوز أن يكون من أصلٍ آخَر، و هو الذى ذكرناه من خَصْف الشى‏ء فوق الشى‏ء.
و من الباب الأوّل قولُهم: أتيتُه طَرْقَتين، أى مَرَّتين «2». و منه طارِقةُ الرَّجُل، و هو فَخِذه التى هو منها؛ و سمِّيت طارقةً لأنها تطرُقه و يطرُقها. قال:
شكوت ذَهاب طارقتى إليه             و طارِقَتِى بأكناف الدُّرُوب «3»

و الأصل الثّانى: الضرب، يقال طرَق يَطْرُق طرقاً. و الشى‏ء مِطرَق و مِطرَقة.
و منه الطَّرْق، و هو الضَّرْب بالحَصى تكهُّناً، و هو الذى جاء فى الحديث النّهْىُ عنه، و
قيل: «الطرْق و العيافة و الزَّجر من الجِبت «4»».
و امرأةٌ طارقةٌ: تفعل ذلك؛ و الجمع الطَّوارق. قال:
لعمرك ما تَدْرى الطَّوَارِقُ بالحصى             و لا زاجراتُ الطيرِ ما اللَّه صانعُ «5»

و الطرْق: ضرب الصُّوف بالقضيب، و ذلك القضيبُ مِطرَقة. و قد يفعلُ الكاهن ذلك فيطرُق، أى يخلط القُطْنَ بالصُّوف إذا تكهَّنَ. و يجعلون هذا مثلًا فيقولون: «طَرَقَ و ماشَ». قال:
__________________________________________________
 (1) و قد يكون أيضا أنها تعتز بأبيها طارق الإيادى.
 (2) فى القاموس: «و أتيته طرقين و طرقتين، و يضمان».
 (3) لابن أحمر، كما فى اللسان (طرق) و كذا جاءت رواية البيت فى المجمل. و فى اللسان:
 «إليها» موضع «إليه».
 (4) فى اللسان: «روى عن النبى صلى اللَّه عليه و سلم أنه قال: الطرق و العيافة من الجبت».
 (5) البيت للبيد فى ملحقات ديوانه 55 طبع 1881 و اللسان (طرق). و بعده فى الديوان:
سلوهن إن كذبتمونى متى الفتى             يذوق المنايا أو متى الغيث واقع.

450
معجم مقاييس اللغة3

طرق ص 449

عاذلَ قد أُولِعتِ بالتَّرْفيشِ             إلىَّ سِرًّا فاطرُقى و مِيشِى «1»

و يقال: طرَق الفحلُ الناقةَ طَرقاً، إذا ضربها. و طَروقة الفَحل: أُنثاه.
و استطرقَ فلانٌ فلاناً فَحَلَه، إذا طلبَه منه ليَضربَ فى إِبله، فأطْرَقَه إِيّاه. و يقال:
هذه النَّبْل طَرْقَةُ رجلٍ واحد، أى صِيغة رجلٍ واحد «2».
و الأصل الثالث: استِرخاء الشى‏ء. من ذلك الطَّرَق، و هو لِينٌ فى ريش الطّائر. قال الشاعر:
................ .............             ................ ......... «3».

و منه أَطْرَق فلانٌ فى نَظَره. و المُطْرِق: المسترخِى العَين. قال:
و ما كنتُ أخشَى أن تكون وفاتُه             بكفَّىْ سَبَنْتَى أزرقِ العَين مُطْرِقِ «4»

و قال فى الإطراق:
فأطرَقَ إطراقَ الشُّجاع و لو يَرَى             مَساغاً لِناباه الشُّجَاعُ لصَمَّما «5»

__________________________________________________
 (1) لرؤبة بن العجاج فى ديوانه 77 و اللسان (رقش، طرق، ميش). و سبق فى (رقش).
 (2) يقال سهام صيغة، أى صنعة رجل واحد. فى المجمل: «صنعة رجل واحد». و فى القاموس:
 «و هذا طرقة رجل، أى صنعته».
 (3) بياض فى الأصل. و شاهده فى اللسان:
سكاء مخطومة فى ريشها طرق             سود قوادمها صهب خوافيها
و انظر الحيوان (5: 579) و الأغانى (7: 151).
 (4) لمزرد بن ضرار أخى الشماخ، يرثى عمر بن الخطاب، كما فى اللسان (طرق، سبت).
و جعله أبو تمام فى الحماسة (1: 454) فى مقطوعة للشماخ، و ليست فى ديوانه. على أنه روى من شعر منسوب للجن. زهر الآداب (4: 107). و قال أبو محمد الأعرابى إنه لجزء أخى الشماخ، و هو الصحيح. حواشى اللسان (سبت). و قد سبق البيت فى ص 162 من هذا الجزء.
 (5) البيت للمتلمس فى ديوانه 2 مخطوطة الشنقيطى و الحيوان (4: 263) و حماسة البحترى 15 و لباب الآداب 393 و أمثال الميدانى (1: 395). و بالبيت يستشهد النحويون على إلزام المثنى الألف فى أحوال الإعراب الثلاث عند بعض القبائل. انظر الخزانة (3: 337). و قد أخذء عمرو بن شأس فقال (انظر معجم المرزبانى 213):
فأطرق إطراق الشجاع و لو يرى             مساغا لنابيه الشجاع لقد أزم.

451
معجم مقاييس اللغة3

طرق ص 449

و من الباب الطِّرِّيقة، و هو اللِّين و الانقياد. يقولون فى المثل: «إنّ تحت طِرِّيقته لَعِنْدَأْوَةً»، أى إِنّ فى لِينه بعضَ العُسر أحياناً. فأمَّا الطّرَق فقال قوم:
هذا اعوجاجٌ فى الساق من غير فَحَج. و قال قوم: الطّرُق: ضَعف فى الرُّكْبتين.
و هذا القول أقْيَسُ و أشبه لسائر ما ذكرناه من اللِّين و الاسترخاء.
و الأصل الرابع: خَصْف شى‏ءٍ على شى‏ء. يقال: نَعلٌ مُطارَقة، أى مخصُوفة.
و خُفٌّ مُطارَق، إذا كان قد ظُوهِر له نعلان. و كلُّ خَصْفةٍ طِرَاق. و تُرسٌ مطرَّق، إِذا طورِق بجلدٍ على قَدْره. و من هذا الباب الطِّرْق، و هو الشحم و القُوّة، و سمِّى بذلك لأنّه شى‏ءٌ كأنّه خُصِف به. يقولون: ما به طِرْق، أى ما به قُوّة. قال أبو محمد عبد اللَّه بن مسلم: أصل الطِّرْق الشّحم؛ لأنّ القوّة أكثر ما تكون [عنه «1»]. و من هذا الباب الطّرَق: مَناقع المياه؛ و إنّما سمِّيت بذلك تشبيهاً بالشى‏ء يتراكبُ بعضُه على بعض. كذلك الماء إذا دام تراكب. قال رؤبة:
للعِدِّ إذْ أخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ «2»
و من الباب، و قد ذكرناه أوّلًا و ليس ببعيد أن يكون من هذا القياس:
الطَّريق؛ و ذلك أنّه شى‏ءٌ يعلو الأرضَ، فكأنّها قد طُورِقَتْ به و خُصِفت به.
و يقولون: تطارَقَت الإبلُ، إذا جاءت يتبع بعضُها بعضاً. و كذلك الطَّريق، و هو النَّخْل الذى على صفٍّ واحد. و هذا تشبيهٌ، كأنّه شُبِّه بالطَّريق فى تتابُعه و علوّه الأرض. قال الأعشى:
__________________________________________________
 (1) التكملة من اللسان (طرق 92).
 (2) و كذا إنشاده فى المجمل و اللسان. و الوجه: «إذ أخلفها» كما فى الديوان 104. و قبله:
قواربا من واحف بعد الصبق.

 

452
معجم مقاييس اللغة3

طرق ص 449

و مِن كلِّ أحوَى كجِذْعِ الطَّريق             يزينُ الفِناءَ إذا ما صَفَنْ «1»

و منه [ريشٌ «2»] طِراق، إذا كان تطارق بعضه فوقَ بعض. و خرج القومُ مَطارِيقَ، إذا جاءُوا مُشاةً لا دوابَّ لهم، فكأنَّ كلَّ واحدٍ منهم يَخصِف بأثر قدمَيه أثَر الذى تقدَّم. و يقال: جاءت الإبلُ على طَرْقَةٍ واحدة، و على خُفٍّ واحد؛ و هو الذى ذكرناه من أنّها* تخصف بآثارها آثارَ غيرها. و اختضَبت المرأةُ طَرْقَتين، إذا أعادت الخِضاب، كأنّها تَخصِف بالثّانى الأوّل. ثم يشتقّ من الطَّريق فيقولون: طَرَّقت المرأةُ عند الوِلادة، كأنّها جَعلت للمولود طريقاً. و يقال- و هو ذلك الأوّل- لا يقال طَرَّقت إلّا إذا خرج من الولد نصفُه ثمّ احتبَس بعضَ الاحتباس ثمّ خرج. تقول «3»: طرّقت ثم خلَصت.
و ممّا يُشْبِه هذا قولهُم طَرَّقت القطاة، إذا عَسُر عليها بيضُها ففحصت الأرضَ بجُؤجُئِها.
طرم‏
الطاء و الراء و الميم أُصَيْلٌ صحيح يدلُّ على تراكُمِ شى‏ء.
يقولون: الطُّرَامة «4»: الخُضْرة على الأسنان. و يقولون: الطِّرْم «5»: العَسَل.
و الطِّرْيَم: السَّحاب الغليظ.
__________________________________________________
 (1) ديوان الأعشى 17. و رواية البيت و سابقه فى الديوان:
هو الواهب المائة المصطفا             ة كالنخل زينها بالرجن‏
و كل كميت كجذع الخضاب             يزين الغناء إذا ما صقن.

 (2) التكملة من اللسان (طرق 88).
 (3) فى الأصل: «يقول».
 (4) فى الأصل: «الطرامية»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (5) يقال بكسر الطاء و فتحها، و يقال طويم أيضا كدرهم. و فى الأصل: «الطرام»، صوابه فى المجمل و اللسان.

453
معجم مقاييس اللغة3

طرى ص 454

طرى‏
الطاء و الراء و الحرف المعتلُّ أُصيل صحيحٌ يدلُّ على غضاضةٍ وجِدّة. فالطَّرِىّ: الشى‏ء الغَضّ؛ و مصدره الطَّراوة و الطَّراءة. و منه أطرَيْتُ فلاناً، و ذلك إذا مدحتَه بأحسنِ ما فيه.
فإذا هُمِز قيل طرَأ فلانٌ، إذا طلع. و أحسِب هذا من باب الإبدال، و إنّما الأصل دَرَأ. و قد ذُكِر.
طرب‏
الطاء و الراء و الباء أصَيلٌ صحيح. يقولون: إنَّ الطَّرَب خِفّة تُصِيب الرَّجلَ من شدةِ سرورٍ أو غيره. و يُنشدون:
و قالوا قد طِربْتَ فقلتُ كلَّا             و هل يبكى من الطَّرَب الجليدُ

و قال نابغة بنى جعدة:
و أُرانى طَرِباً فى إثرهِمْ             طرَبَ الوالهِ أو كالمُخْتَبَلْ «1»

قالوا: و طرَّب فى صوته، إذا مدَّه. و هو من الأوّل. و الكريم طَروبٌ و مما شذَّ عن هذا الباب المَطَارِب، و هى طرقٌ ضيِّقة متفرِّقة. و أراها «2» من باب الإبدال، كأنّها مدارب، مشتقة من الدَّرْب.
و أمّا قولهم فى الطُّرْطُبّ، إنَّه الثَّدى المسترخِى، و كذلك الطَّرْطَبَة: صوت الحالب بالمِعزَى، فكلُّه و ما أشبهه كلام.
__________________________________________________
 (1) أنشده فى اللسان (خبل) بدون نسبة. و قبله فى (طرب):
سألتنى أمتى عن جارتى             و إذا ماعى ذو اللب سأل‏
سألتنى عن أناس هلكوا             شرب الدهر عليهم و أكل.

 (2) فى الأصل: «و أرى».

454
معجم مقاييس اللغة3

طرث ص 455

طرث‏
الطاء و الراء و الثاء كلمةٌ صحيحة، و هى الطُّرْثُوث «1»، و هى نبْت.
طرح‏
الطاء و الراء و الحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على نَبْذ الشّى‏ء و إلقائه. يقال طرحَ الشَّى‏ءَ يطرحُه طرحا. و من ذلك الطَّرَح، و هو المكان البعيد «2». و طرَحتِ النَّوَى بفلانٍ كلَّ مَطرحٍ، إذا نأتْ به و رمت به. قال:
أَلِمَّا بمىٍّ قبل أن تطرَح النَّوى             بنا مَطْرَحاً أو قبل بينٍ يُزِيلُها

و يقال فحل مِطْرَحٌ: بعيدُ موقع الماءِ فى الرَّحِم. و من الباب: نخلةٌ طروحٌ:
طويلة العَراجين. و سَنامٌ إطريحٌ: طويل. و قوسٌ طَروح: شديدة الحفْزِ للسّهم.
و القياس فى كلِّه واحد.
طرد
الطاء و الراء و الدال أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على إبعاد.
يقال طردتُه طرداً. و أَطرَدَه السُّلطان و طَرّدَه، إذا أخرجه عن بلده. و الطَّرْد:
معالجة أخْذ الصّيد. و الطرِيدة: الصَّيد. و مُطارَدَة الأقرانِ: حملُ بعضِهم على بعض؛ و قيل ذلك لأنّ هذا يَطرُد ذاك. و المِطْرَد: رمح صغير. و يقال لمَحجّة الطَّريق مَطْرَدَة «3». و يقال: اطّرد الشّى‏ءُ اطراداً، إذا تابَعَ بعضُه بعضاً. و إنّما قيل ذلك تشبيهاً، كأنّ الأوّل يطرُد الثّانى. و منه قولُه:
__________________________________________________
 (1) شاهده ما أنشده فى إصلاح المنطق 45 و اللسان (طرث):
أرض عن الخير و السلطان نائية             و الأطيبان بها الطرثوث و الصرب.
 (2) شاهده قول الأعشى فى ديوانه 161 و اللسان (طرح):
يبتنى المجد و يحتاز النهى             و ترى ناره من ناء طرح‏

و فى اللسان:
تبتنى الحمد و تسمو للعلا             و نرى نارك من ناء طرح.

 (3) ذكرت فى القاموس، بفتح الميم و كسرها، و لم تذكر فى اللسان. و قد ضبطت فى المجمل بفتح الميم كما أثبت.

455
معجم مقاييس اللغة3

طرد ص 455

أتعرِف رسماً كاطِّراد المذاهبِ             لعمرةَ وحشاً غيرَ موقفِ راكبِ «1»

و مُطَّرَدُ النَّسيم: الأنْف. أنشدَنا على بن إبراهيم القَطَّان، عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابىّ:
و كأنّ مُطّرَدَ النَّسيم إذا جرى             بعد [الكلالِ خليَّتا زُنبورِ «2»

و اطرَدَ] الأمر: استقام. و كلُّ شى‏ءٍ امتدّ فهذا قياسُه. يقال طرِّدْ سَوْطَكَ:
مدِّدْه. و الطًّريد: الذى يُولَد بعد أخيه، فالثّانى طريدُ الأوّل. و هذا تشبيه، كأنّه طردَه و تَبِعه «3»، و طريدٌ بمعنى طارِد.
باب الطاء و الزاء و ما يثلثهما
هذا بابٌ يضيق الكلام فيه. على أنهم يقولون الطَّزِع؛ الرّجُل لا غَيْرة له.
و اللَّه أعلم.
باب الطاء و السين و ما يثلثهما
طست‏
الطاء و السين و التاء ليس بشى‏ء، إلّا الطَّسْت، و هى معروفة.
__________________________________________________
 (1) لقيس بن الخطيم فى ديوانه 10 و اللسان (طرب). و قصيدة البيت فى جمهرة أشعار العرب 123- 125 فى القصائد المذهبات.
 (2) التكملة إلى هنا من المجمل و اللسان (طرد). و بقية التكملة من اللسان (طرد 257).
و قد ضبط «مطرد» فى اللسان بكسر الراء، و هو خطأ، و إنما هو مكان اطراد النسيم، و هو الأتف. و الضمير فى «جرى» للفرس.
 (3) فى الأصل: «كأنه طرده ربيعه».

456
معجم مقاييس اللغة3

طسا ص 457

طسا
الطاء و السين و الهمزة كلمةٌ واحدة. يقولون: طَسِئَتْ نفسى فهى طَسِئة.
طسل‏
الطاء* و السين و اللام فيه كلمات، و لعلّها أن تكون صحيحة غير أنّها لا قِياس لها. يقولون: الطَّسْل: اضطراب السَّراب. و الطَّيْسَل: الكثير، يقال ماءٌ طَيْسَل. و يقولون: الطَّيْسل: الغُبار.
طسم‏
الطاء و السين و الميم كلمةٌ واحدة. يقال: طسَمَ، مثل طمَسَ.
و طَسْم: قبيلةٌ من عاد.
باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله طاء
من ذلك (الطَّلَنْفح)، و هو السَّمين. و هذا إنّما هو تهويلٌ و تقبيح، و الزائد فيه اللام و النون. و هو من طفح، إذا امتلأ. و منه السَّكران الطَّافح، و قد مرّ.
و من ذلك (الطُّحْلب «1»)، معروف. و الباء فيه زائدة، و إنّما هو من طَحَل، و هو من اللَّون. و قد ذكرناه.
و من ذلك (طَحْمَر)، إذا وثَب، و الحاء زائدة، و إنّما هو طمر.
و من ذلك (طَرْمَحَ) البناء: أطاله. و منه اسم الطِّرِمّاح. و الأصل فيه الطَّرَح، و هو البعيد و الطَّويل، و قد فسرناه.
و من ذلك (طَرْفَشَت) عينُه: أظلَمَتْ. و الشين زائدة، و أصله من طُرِفَت:
أصابها طَرَفُ شى‏ءٍ فاغرورقَت، و عند ذلك تُظْلِمُ. و قد مرَّ.
__________________________________________________
 (1) بضم الطاء مع ضم اللام و فتحها و يقال أيضا، كزبرج، و هو الخضرة تعلو الماء المزمن.

457
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله طاء ص 457

و من ذلك (الطلخف «1»): الشديد. و اللام زائدة، و هو من الطَّخف، و هو الشِّدّة «2».
و من ذلك (الطُّلْخُوم)، و هو الماءُ الآجِن «3». و الميم زائدة، و إنّما هو من الطَّلْخ، و قد ذكرناه.
و من ذلك الشَّباب (المُطْرَهِمّ «4»). و هذا مما زيدت فيه الراء، و أصله مُطَهَّمٌ، و قد مضى.
و من ذلك قولهم: ما فى السماء (طحْربَة «5»)، أى سحابة، و الباء زائدة، كأنّه شى‏ء يَطحَر المطرَ طحْراً، أى يدفعُه و يرمِى به.
و من ذلك الرَّغيف (الطَّملَّس): الجافّ. و هى منحوتة من كلمتين: طَلَس و طَمَس، و كلاهما يدلُّ على ملاسةٍ فى الشى‏ء.
*** و مما وُضع وضعا و لا يكاد يكون له قياس: (الطَّفَنَّش): الواسع صُدورِ القدمَين.
و (طَرسَم) الرّجُل: أطرق.
و (الطرْفِسانُ): الرَّملة العظيمة.
__________________________________________________
 (1) يقال بكسر الطاء مع فتح اللام خفيفة أو مشددة، و يقال بفتح الطاء و اللام أيضا.
 (2) لم يذكر ابن فارس و لا غيره من أصحاب المعجمات هذا المعنى فى مادة (طخف).
 (3) و الطلخوم أيضا: العظيم الخلق.
 (4) قال ابن أحمر:
أرجى شبابا مطرهما و صحة             و كيف رجاء المرء ما ليس لاقيا.
 (5) يقال بفتح الطاء و الراء، و كسرهما و ضمهما.

458
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله طاء ص 457

و (الطثْرَج) فيما يقال: النَّمْل «1». قال:
أَثْرٌ كآثارِ فِراخ الطَّثْرَجِ «2»
و (طَلْسَم) الرجُلُ: كرَّه وجهَه.
و يقولون: (الطِّلْخام): الفِيل «3».
و (اطْرَخَمَّ): تعظَّمَ.
و يقولون: (الطُّمْرُوس): الكذّاب. و (الطُّرْموس) خُبز المَلَّة، و (الطِّرْمِساء): الظلمة. و يجوز أن تكون هذه الكلمة مما زيدت فيه الرّاء، كأنّها من طَمَس.
و يقولون: (طَرْبَلَ) الرّجُل: إذا مدَّ ذُيولَه.
و كلُّ الذى ذكرناه مما لا قياس له، و كأنَّ النّفس شاكّة فى صحّته «4»، و إن كنّا سمعناه. و اللَّه أعلم بالصواب.
تم كتاب الطاء
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «فيما يقال له الرمل»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (2) لمنظور بن مرثد الأسدى. و كلمة «فراخ» من المجمل و اللسان. و قبله فى اللسان:
و البيض فى متونها كالمدرج.

 (3) قيده فى اللسان بأنه الفيل الأنثى. و كذا فى القاموس.
 (4) فى الأصل: «و كأن النفس شاكلة فى صحته».

459
معجم مقاييس اللغة3

كتاب الظاء ص 461

كتاب الظاء
باب الظاء و ما معها فى المضاعف و المطابق «1»

ظل‏
الظاء و اللام أصلٌ واحد، يدلُّ على ستر شى‏ءٍ لشى‏ء، و هو الذى يُسمَّى الظّلّ. و [كلمات‏] البابِ عائدةٌ إليه. فالظِّلّ: ظِلّ الإنسان و غيرِه، و يكونُ بالغداة و العَشىّ، و الفى‏ءُ لا يكون إلا بالعشىّ. و تقول: أظَّلْتنى الشّجرة.
و ظِلٌّ ظليل: [دائم «2»]. و اللَّيل ظِلٌّ «3». قال:
قد أَعْسِفُ النّازحَ المجهولَ مَعْسِفُه             فى ظل أخضَرَ يدعو هامَهُ البومُ «4»

يريد فى سترِ ليل أخضر. و أظَلَّكَ فلانٌ، كأنّه و قاك بظلِّه، و هو عزُّه و مَنْعَتُه.
و المِظَلّةُ معروفة. و أظَلَّ يومُنا: دام ظِلُّه. و يقال إنَّ الظُّلَّة: أوّل سحابةٍ تُظِلّ.
و الظُّلَّة: كهيئة الصُّفَّةِ. قال اللَّه تعالى: وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ.
و من الباب قولهم: ظلَّ يفعل كذا، و ذلك إذا فعله نهاراً. و إنما قلنا إنّه من الباب لأنّ ذلك شى‏ءٌ يخصّ به النهار، و ذلك أن الشى يكون له ظلٌّ نهاراً، و لا يقال ظلَّ يفعلُ كذا ليلًا؛ لأنّ الليلَ نفسه ظِلّ.
و من الباب، و قياسُه صحيح: الأَظَلّ، و هو باطنُ خُفِّ البعير. و يجوز أن يكون كذا لأنّه يستُر ما تحتَه، أو لأنّه مُغَطَّى بما فوقه. قال:
__________________________________________________
 (1) بدله فى الأصل: «باب الظاء و اللام و ما يثلثهما»، و هى عبارة ناسخ غافل، أثبت مألوف عبارته فى مثل هذا.
 (2) فى المجمل: «و الظل الظليل: الدائم» و به اسنأنست فى إثبات هذه الكلمة.
 (3) فى الأصل: «و الظل ظل»، صوابه فى المجمل. و فى اللسان: «و سواد الليل كله ظل» و انظر ما سيأتى فى س 13.
 (4) لذى الرمة، كما سبق فى حواشى (يوم).

461
معجم مقاييس اللغة3

ظل ص 461

فى نَكِيبٍ مَعِرٍ دامِى الأظَلّ «1»
فأمّا قول الآخر «2»:
تشكو الوجَى من أَظْلَلٍ* وَ أَظلَلِ‏
فهو الأظلّ، لكنه أظهر التَّضعيفَ ضرورة.
ظن‏
الظاء و النون أُصَيْل صحيحٌ يدلُّ على معنيينِ مختلفين:
يقين و شكّ.
فأمَّا اليقين فقولُ القائل: ظننت ظنا، أى أيقنت. قال اللَّه تعالى: قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ‏ أراد، و اللَّه أعلم، يوقنون. و العربُ تقول «3» ذلك و تعرفه. قال شاعرهم «4»:
فقلت لهم ظُنُّوا بألَفْى مُدَجَّجٍ             سراتُهم فى الفارسىِّ المُسَرَّدِ «5»

أراد: أَيقِنُوا. و هو فى القرآن كثير.
و من هذا الباب مَظِنَّة الشى‏ء، و هو مَعْلَمه و مكانُه. و يقولون: هو مَظِنَّةٌ لكذا. قال النابغة:
__________________________________________________
 (1) للبيد فى ديوانه 11. و صوابه روايته: «بنكيب»، كما فى اللسان و الديوان. و صدره:
و تصك المرو لما هجرت.

 (2) هو العجاج. ديوانه 47 و اللسان (ظلل).
 (3) فى الأصل: «يقولون».
 (4) هو دريد بن الصمة. الأصمعيات 32 ليبسك و اللسان (ظنن).
 (5) البيت و ما قبله، كما فى الأصمعيات:
و قلت لعارض و أصحاب عارض             و رهط بنى السوداء و القوم شهدى‏
علانية: ظنوا بألفى مدجج             سراتهم فى الفارسى المسرد

و هما كما فى الحماسة (1: 336):
نصحت لعارض و أصحاب عارض             و رهط بنى السوداء و القوم شهدى‏
فقلت لهم ظنوا بألفى مدجج             سراتهم فى الفارسى المسرد.

462
معجم مقاييس اللغة3

ظن ص 462

فإنَّ مَظِنَّة الجهلِ الشَّبابُ «1»
و الأصل الآخر: الشّكّ، يقال ظننت الشى‏ءَ، إذا لم تتيقّنْه. و من ذلك الظِّنَّة:
التُّهْمَةَ. و الظَّنِين: المُتّهم. و يقال اظَّنَّنِى «2» فُلانٌ. قال الشَّاعر:
و لا كُلُّ مَن يَظَّنُّنِى أنا مُعْتِبٌ             و لا كلُّ ما يُرْوَى علىَّ أقُول «3»

و ربَّما جُعلت طاء، لأنّ الظّاء أُدغمت فى تاء الافتعال. و الظَّنُون: السَّيِّئُ الظنّ. و التَّظنِّى: إعمال الظَّنّ. و أصل التظَنِّى التظنُّن. و يقولون: سُؤْت به ظنًّا و أسأْت به الظّنّ، يدخلون الألف إذا جاءوا بالألف و اللام. و الظَّنُون: البِئر لا يُدرَى أ فيها ماءٌ أمْ لا. قال:
ما جُعِل الجُدُّ الظَّنُونُ الذى             جُنِّب صَوبَ اللّجِبِ الماطرِ «4»

و الدَّيْن الظَّنُون: الذى لا يُدرى أيقضى أم لا. و الباب كلُّه واحد.
 [ظب‏
الظاء و الباء] ما يصحُّ منه إِلّا كلمةٌ واحدة. يقال ما به ظَبْظَابٌ، أى ما به قَلَبَة. قال ابن السكِّيت: ما به ظبظابٌ «5»، أى ما به عيبٌ و لا وجَع. قال الراجز:
بُنَيَّتى ليس بها ظبظابٌ «6»
__________________________________________________
 (1) البيت أول بيت فى مقطوعة له بالديوان 14. و كذا أنشده فى اللسان (ظنن). و صدره:
فإن يك عامر قد قال جهلا.

 (2) اظن، بوزن افتعل، أصلها اظتن، قلبت التاء ظاء معجمة ثم أدغمت فى نظيرتها. و مثله «اظلم» فى قول القائل:
هو الجواد الذى يعطيك نائله             عفواً و يظلم أحيانا، فيظلم.
 (3) أنشده فى اللسان (ظنن) و المخصص (12: 319). و فى المجمل:
«و لا كل من يروى ...».

 (4) البيت للأعشى، كما سبق فى (جد 407).
 (5) فى إصلاح المنطق 426: «ما به وذية و لا ظبظاب».
 (6) إصلاح المنطق 426 و اللسان (ظبب).

463
معجم مقاييس اللغة3

ظب ص 463

و يقولون: الظَّباظِب: صليل أجواف الإِبل «1» من العطش؛ و ليس بشى‏ء، و قيل: هو تصحيف، و هو بالطّاء. فأمّا الذى فى الكتاب الذى للخليل: أنّ الظَّابَّ السِّلْف «2» فأراه غلِط على الخليل. لأنَّ الذى سمعناه الظَّأْب، بالتَّخفيف. و قد ذُكر فى بابه.
ظر
الظاء و الراء أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ على حَجَرٍ محدَّد الطَّرَف. يقولون: إِنَّ الظُّرَر: حجرٌ محدَّد صُلب، و الجمع ظِرَّانٌ «3». قال:
بِجَسْرةٍ تَنْجُل الظِّرَّانَ ناجيةٍ             إذا توقَّدَ فى الديمومة الظُرَرُ «4»

و أظرَّ الرَّجُل: مَشَى على الظرَار. و يقولون: «أَظِرِّى إنِّك ناعلة».
يقولون: امْشِى على الظُّرَر، فإنّ عليك نَعلين. يُضرَب مثلا لمن يُكلَّف عملًا يقوَى عليه. و يقال المَظَرّةُ: الحجر يُقدح به، و يقال بل هو حجرٌ يُقطع به شى‏ءٌ يكون فى حياء النّاقة كالثؤلول. و يقال أرضٌ مَظَرَّةَ: كثيرة الظُّرَر.
و مما شذَّ عن هذا الباب قولهم: اظْرَوْرَى «5»، أى انتفخ. و اللَّه أعلم.
__________________________________________________
 (1) فى المجمل فقط: «أجواف البقر».
 (2) السلف، بالكسر: واحد السلفين، و هما زوجا الأختين. و فى الأصل: «السليف»، محرف.
 (3) نظيره فى الجموع: جرذ و جرذان، و صرد و صردان.
 (4) البيت للبيد فى ديوانه 38 طبع 1880 و اللسان (ظرر، نجل).
 (5) حق هذه الكلمة أن تكون فى (ظرا) المعتل، كما صنع اللسان و القاموس. و مثله، اقلولى» فى (قلو)، و «اعرورى» فى (عرى)، و «احلولى» فى (حلو).

464
معجم مقاييس اللغة3

باب الظاء و العين و ما يثلثهما ص 465

باب الظاء و العين و ما يثلثهما
ظعن‏
الظاء و العين و النون أصل واحد صحيح يدلُّ على الشخوص من مكانٍ إلى مكان. تقول: ظَعَنَ يظعَن ظعْناً و ظَعَناً، إذا شَخَص. قال اللَّه سبحانه: وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَ يَوْمَ إِقامَتِكُمْ‏
 «1». و الظَّعينة، ممّا يقال فيه «2» فقال قوم: هى المرأة، و قال آخَرُون:
الظَّعائن الهوادج، كان فيها نساء أو لم يكن. و هذا أصحُّ القولين؛ لأنّه من أدوات الرَّحيل. و الظَّعُون: البعير الذى يُعَدُّ للظَّعْن. و من الباب الظِّعَان، و هو الحبل الذى يُشَدُّ به القَتَبُ على البعير. و سمِّى ذلك ظِعاناً «3» لأنّه أحدُ أدوات السَّير و الظّعن. قال:
له عُنقٌ تُلوِي بما وُصِلت به             و دَفَّانِ يشتفّان كلَّ ظِعانِ «4»

باب الظاء و الفاء و ما يثلثهما
ظفر
الظاء و الفاء و الراء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على القَهر و الفَوز و الغَلَبَة، و الآخر على قُوَّةٍ فى الشى‏ء. و لعلَّ الأصلينِ يتقاربان فى القياس.
__________________________________________________
 (1) الآية 80 من سورة النحل. قرأ ابن عامر، و عاصم، و حمزة، و الكسائى، و خلف، بإسكان العين، و الباقون بفتحها. إتحاف فضلاء البشر 285.
 (2) فى الأصل: «و الظعنة امرأة يقال فيه».
 (3) فى الأصل: «و سمى بذلك قاما».
 (4) البيت لكعب بن زهير فى اللسان (شفف)، و هو بدون نسبة فى (ظعن). و قد سبق فى (دف، شف).

465
معجم مقاييس اللغة3

ظفر ص 465

فالأوّل الظَّفَر، و هو الفَلْج و الفَوْز بالشَّى‏ء. يقال ظَفِر يَظْفَر ظفَراً. و اللَّه تعالى أَظفَرَه. و قال تعالى: مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ‏
. و رجل مُظَفَّر.
و الأصل الآخَر الظُّفْرُ ظُفْرُ الإنسان «1». و يقال ظَفَّرَ فى الشَّى‏ء، إذا جعل ظُفْره* فيه. و رجلٌ أظفَرُ، أى طويل الأظفار، كما يقال أشْعَر أى طويل الشَّعر.
و يقال للمَهِين: هو كَليل الظُّفر. و هذا مَثلٌ. قال طَرفة:
لا كليلٌ دالفٌ من هَرَمٍ             أرْهَبُ اللّيلَ و لا كَلُّ الظُّفُرْ «2»

و يقال ظَفَّرَ النَّبتُ تظفيراً، إذا طَلَع. و ذاك أن يَطْلُع منه كالأظفار بقوّة و أمّا قولهم فى الجُلَيدة تغشى العَين ظَفَرة، فذلك على طريق التَّشبيه. و يقال ظُفِرت العينُ، إذا كان بها ظفَرة. قال أبو عُبيدٍ: و هى التى يقال لها ظُفْر.
و من الباب ظُفْر القَوس، و هما الجزءان اللذان يكون فيهما الوتَر فى طرفَىْ سِيَتَى القَوس. و ربَّما قالوا الظَّفَرة: ما اطمأنَّ من الأرض و أنبَت «3». و هذا أيضاً تشبيه. و الأظفار: كواكبُ صغار «4»، و هى على جهة الاستعارة. فأمَّا ظَفَارِ، و هى مدينةٌ باليمن، فممكن [أن تكون‏] من بعض ما ذكرناه، و النسبة إليها ظَفَارِىٌّ. و اللَّه أعلم.
__________________________________________________
 (1) يقال بضمة و بضمتين، و بالكسر أيضا، و قرى‏ء به شاذا.
 (2) ديوان طرفة 66 و اللسان (ظفر).
 (3) فى الأصل: «متن من الأرض نبت»، صوابه من المجمل و اللسان.
 (4) يقال لها «أظفار الذئب» كما فى الأزمنة و الأمكنة (3: 374). و فى الأصل: «الصغار» صوابه فى المحمل و اللسان.

466
معجم مقاييس اللغة3

باب الظاء و اللام و ما يثلثهما ص 467

باب الظاء و اللام و ما يثلثهما
ظلع‏
الظاء و اللام و العين أُصَيْلٌ يدلُّ على مَيْل فى مَشْى «1». يقال دابَّةَ بِهِ ظَلْعٌ، إذا كان يَغمِز فيميل «2». و يقولون: هو ظالع، أى مائلٌ عن الطَّريق القويم. قال النابغة:
أتُوعِدُ عبداً لم يخُنْكَ أمانةً             و تَترُكَ عبداً ظالماً و هو ظالعُ «3»

ظلف‏
الظاء و اللام و الفاء أصل صحيحٌ يدلُّ على أدنى قوّةٍ و شِدّة. من ذلك ظِلْف البَقرة و غيرِها. و رُبَّما استُعِير لِلفرس. قال:
و خيلٍ تَطَأْكُمْ بأظلافها «4»
و إذا رميتَ الصَّيدَ فأصبتَ ظِلفه قلت: قد ظَلَفْتُه، و هو مظلوف. و الظّلف «5» و الظَّليف: كلُّ مكانٍ خَشِن. و قال الأموىّ: أرضٌ ظَلِفَةٌ: غليظة لا يُرَى أثرٌ مَن مشَى فيها، بيِّنة الظَّلَف. و منه أُخذ الظَّلَف فى المعيشة.
و قول الناس: هو ظَلِفٌ عن كذا، يراد التشدُّد فى الورع و الكَفُّ و هو من هذا القياس.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «يدل على شى‏ء».
 (2) فى الأصل: «فميل».
 (3) ديوان النابغة 55 و المجمل و اللسان (ظلع).
 (4) أنشد هذا الشطر فى المجمل و اللسان (ظلف). و فى كل منهما قبل الإنشاد: «و استعاره عمرو بن معديكرب للأفراس فقال».
 (5) ضبط فى المجمل بالكسر. و فى اللسان و القاموس بفتح الظاء و كسر اللام.

467
معجم مقاييس اللغة3

ظلف ص 467

و أمَّا حِنْو القَتَب فسمِّى ظَلِفة لقُوَّته و شدَّته. و يقال أخذ الجزورَ بظَلَفها و ظَلِيفتها، أى كلّها.
ظلم‏
الظاء و اللام و الميم أصلانِ صحيحان، أحدهما خلافُ الضِّياء و النور، و الآخر وَضْع الشَّى‏ء غيرَ موضعه تعدِّياً.
فالأوّل الظُّلمة، و الجمع ظلمات. و الظَّلام: اسم الظلمة؛ و قد أظلَمَ المكان إظلاماً.
و من هذا الباب ما حكاه الخليل من قولهم: لقيته أوَّلَ ذِى ظُلْمة* «1». قال:
و هو أوّلُ شى‏ءٍ سَدَّ «2» بصرَك فى الرُّؤْية، لا يشتقُّ منه فِعل. و من هذا قولهم:
لَقيته أدنى ظَلَمٍ «3»، لِلقريب. و يقولونه بألفاظٍ أُخَرَ مركبةٍ من الظاء و اللام و الميم، و أصل ذلك الظَّلمة، كأنَّهم يجعلون الشَّخص ظُلْمةً فى التشبيه، و ذلك كتسميتهم الشّخصَ سواداً. فعلى هذا يُحمل الباب، و هو من غريب ما يُحمل عليه كلامُهم.
و الأصل الآخَر ظَلَمه يظلِمُه ظُلْماً. و الأصل وضعُ الشَّى‏ءِ [فى‏] غير موضعه؛ ألا تَراهم يقولون: «مَن أشْبَهَ [أباه‏] فما ظَلَم»، أى ما وضع الشَّبَه غيرَ موضعه.
قال كعب:
أنا ابنُ الذى لم يُخْزنِى فى حياته             قديماً و مَن يشبهْ أباه فما ظلمْ «4»

__________________________________________________
 (1) و يقال أيضا: «أدنى ذى ظلم» بالتحريك أيضا.
 (2) فى الأصل: «مد»، صوابه فى المجمل و اللسان.
 (3) فى الأصل: «القريب».
 (4) سبق إنشاده فى (شبى). و الذى فى ديوان كعب 65 طبع دار الكتب:
أنا ابن الذى لم يخزنى فى حياته             و لم أخزه حتى تغيب فى الرجم‏

أقول شبيهات بما قال عالما             بهن و من يشبه أباه فما ظلم.

468
معجم مقاييس اللغة3

ظلم ص 468

و يقال: ظَلَّمت فلانا: نسبتُه إلى الظُّلم. و ظَلَمْت فلاناً فاظَّلم و انظلم «1»، إذا احتمل الظُّلْم. و أُنشد بيت زُهَير:
هو الجوادُ الذى يُعطيك نائلَهُ             عَفْواً و يُظلَم أحياناً فَيظَّلِمُ «2»

بالظاء و الطاء. و الأرض المظلومة: التى لم تُحفَر قطُّ ثمّ حفرت؛ و ذلك التُّرابُ ظَليم. قال:
فأصبح فى غَبراءَ بعد إِشاحةٍ             على العيش مردودٍ عليها ظليمُها «3»

و إِذا نُحِر البعيرُ من غير عِلّةٍ فقد ظُلِم. و منه قوله:
عادَ الأذِلَّةُ فى دارٍ و كان بها             هُرْتُ الشَّقاشقِ ظَلَّامون للجُزُرِ «4»

و الظُّلَامة: ما تطلبه من مَظْلِمتَك عند الظَّالم. و يقال: سقانا ظَلِيمةً طيِّبة.
و قد ظَلَم وطْبَه، إذا سَقَى منه قبل أن يروب و يُخرِج زُبَده. و يقال لذلك اللَّبِن ظليمٌ أيضاً. قال:
و قائلةٍ ظلمتُ لكم سِقائى             و هل يَخْفَى على العَكِدِ الظَّليمُ (5)

و اللَّه أعلم بالصَّواب.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «و أظلم»، صوابه فى اللسان.
 (2) ديوان زهير 152 و اللسان (ظلم).
 (3) يعنى حفرة القبر يرد عليها ترابها بعد الدفن. و البيت فى اللسان (ظلم).
 (4) البيت لابن مقبل فى اللسان (دور، ظلم). و دار: اسم موضع.

469
معجم مقاييس اللغة3

باب الظاء و الميم و ما يثلثهما ص 470

باب الظاء و الميم و ما يثلثهما
ظما
الظاء و الميم و الحرف المعتل و المهموز أصلٌ واحد يدلُّ على ذبولٍ و قلّة ماءٍ. من ذلك: الظَّمَا، غير مهموز: قلّة دم اللِّثة. يقال امرأةٌ ظمياء اللَثاث. و عينٌ ظمياء: رقيقة الجَفن. ثم يحمل عليه فيقال ساقٌ ظمياء:
قليلة اللحم.
و من المهموز: الظَّمَأ، و هو العطش، تقول: ظمنت أظمأ ظمَا. فأما الظِّمْ‏ء فما بين الشَّربتين. و القياس فى ذلك كلِّه واحد. و يقولون: رمحٌ أظْمَى: أسمر رقيق. و إنما صار كذلك لذهاب مائه.
باب الظاء و النون و ما يثلثهما
ظنب‏
الظاء و النون و الباء كلمة صحيحة، و هو العظم اليابس من ساقٍ و غيره، ثم يتمثَّل به فيقال للجادِّ فى الأمر: قد قرع ظنبوبَه. و قولُ سلامةَ بنِ جندل:
كُنّا إذا ما أتانا صارخٌ فزع             كان الصُّراخُ له قَرعَ الظَّنابيبِ «1»

فقال قوم: تقرع ظنابيب الخيل بالسِّياط ركضاً إلى العدوِّ. و قال قوم:
الظُّنبوب: مسمار جُبّة السِّنان، أى إنَّا نركِّب الأسنّة.
__________________________________________________
 (1) ديوان سلامة بن جندل 11، و المفضليات (1: 122)، و اللسان (ظنب، فزع).

470
معجم مقاييس اللغة3

باب الظاء و الهاء و ما يثلثهما ص 471

باب الظاء و الهاء و ما يثلثهما
ظهر
الظاء و الهاء و الراء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على قوّة و بروز.
من ذلك ظَهَر الشى‏ءُ يظهر ظهوراً فهو ظاهر، إِذا انكشف و برز. و لذلك سمِّى وقت الظُّهر و الظَّهيرة، و هو أظهر أوقات النّهار و أضوؤُها. و الأصل فيه كلّه ظهر الإنسان، و هو خلافُ بطنه، و هو يجمع البُروزَ و القوّة. و يقال للرِّكاب الظَّهر، لأنَّ الذى يَحمِل منها الشى‏ءَ ظهورُها. و يقال رجل مظهَّر، أى شديد الظَّهْر. و رجلٌ ظَهِر «1»: يشتكى ظهره.
و من الباب: أظهرْنا، إذا سرنا فى وقت الظُّهْر. و منه: ظهرتُ على كذا، إذا اطَّلعتَ عليه. و الظَّهِير: البعير القوىّ. و الظَّهير: المُعِين، كأنه أسندَ ظَهْرَه إلى ظهرك. و الظُّهور: الغَلبة. قال اللَّه تعالى: فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ‏. و الظَّاهرة:
العين الجاحظة. و الظِّهار: قولُ الرَّجل لامرأته: أنتِ عَلَىَّ كظهر أُمِّى. و هى كلمةٌ كانوا يقولونها، يريدون بها الفراق. و إِنّما اختصُّوا الظَّهْر لمكان الرُّكوب، و إلّا فسائر أعضائها فى التَّحريم كالظَّهر. و الظُّهار من الرِّيش: ما يظهر منه فى الجَناح. و الظِّهرىُّ: كلُّ شى‏ءٍ تجعله بظَهْرٍ، أى تنساه، كأنَّك قد جعلتَه خلف ظهرك، إعراضاً عنه و تركاً له. قال اللَّه سبحانه: وَ اتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا.
و قد جعل فلانٌ حاجتى بظهرٍ، إذا لم يُقْبِل عليها، بل جعلها وراءه. و قال الفرزدق:
__________________________________________________
 (1) فى اللسان و القاموس: «ظهير»، و الصواب ما أثبت من الأصل مطابقاً ما ورد فى مجالس ثعلب 218 س 2 و صحاح الجوهرى (ظهر).

471
معجم مقاييس اللغة3

ظهر ص 471

تميمَ بنَ بدر لا تكوننَّ حاجتى             بِظهرٍ فلا يَخْفى عليك جوابُها «1»

و من الباب: هذا أمرٌ ظاهر عنك عارُه، أى زائل، كأنَّه إذا زال فقد صار وراء ظهرك. و قال أبو ذؤيب:
و عَيَّرها الواشون أنِّى أحبُّها             و تلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها «2»

و يقولون: إنَّ الظّهَرَة «3»: متاع البيت. و أحسب هذه مستعارة من الظَّهر أيضاً؛ لأنّ الإنسان يستظهِر بها، أى يتقوَّى و يستعين على ما نابَه. و الظَّاهرة:
أن ترِدَ الإبلُ كلَّ يومٍ نصفَ النَّهار. و يقولون: سلكْنا الظَّهْر: يريدون طريقَ البَرِّ، و ذلك لظهوره و بروزه. و يقولون: جاء فلانٌ فى ظَهْرَته و ناهضتِه، أى قومه. و إنّما سُمُّوا ظَهْرَةً لأنّه يتقوَّى بهم. و قريشُ الظّواهِر سُمُّوا بذلك لأنّهم ينزلون ظاهرَ مكة. قال:
قُريشِ البطاحِ لا قريشِ الظَّواهرِ «4»
و أقران الظَّهْر: الذين يجيئون من ورائك.
و حكى ابن دريد «5»: «تظاهر القوم، إذا تدابروا، و كأنّه من الأضداد».
__________________________________________________
 (1) فى اللسان (ظهر):
«فلا يعيا على جوابها».

و فى الأغانى (19: 36):
«فلا يخفى على ...».

و فى ديوان الفرزدق 95:
تميم بن زيد لا تهونن حاجتى             لديك و لا يعيا على جوابها.
 (2) ديوان أبى ذؤيب 31 و اللسان (ظهر).
 (3) الظهر، بالتحريك. و فى الأصل: «الظهيرة» صوابه فى المجمل و القاموس و اللسان.
 (4) لأبى خالد ذكوان، مولى مالك الدار. انظر معجم البلدان (2: 213) حيث أنشد له:
فلو شهدتنى من قريش عصابة             قريش البطاح لا قريش الظواهر
و لكنهم غابوا و أصبحت شاهدا             فقبحت من مولى حفاظ و ناصر

و قد سبق إنشاد البيت فى (بطح).
 (5) فى الجمهرة (20: 379).

472
معجم مقاييس اللغة3

ظهر ص 471

و هذا المعنى الذى ذكره ابن دريد صحيح؛ لأنّه أراد أنَّ كلّ واحدٍ منهما أدبَرَ عن صاحبه، و جعل ظهرَه إليه. و اللَّه أعلم.
باب الظاء و الهمزة و ما يثلثهما
ظأر
الظاء و الهمزة و الراء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على العطف و الدنوُّ. من ذلك الظِّئر. و إنّما* سمِّيت بذلك لعَطْفها على من تُربِّيه. و أظَّأَرت لولدى ظِئْرا، كما مرَّ فى اظَّلم بالظَّاء. و الظَّؤُور من النُّوق: التى تعطف على البَوّ.
و ظأَرَنى فلانٌ على كذا، أى عطفَنى. و الظُّؤَار تُوصَف به الأثافىّ، كأنّها متعطِّفة على الرَّماد «1». و الظِّئار: أن تُعالَج النَّاقة بالغِمامةِ فى أنفها لكى تَظْأر. و قولهم:
 «الطَّعْن يَظْأَر «2»»، أى يَعطِف على الصُّلح. و يقال ظِئر و ظُؤَار، و هو من الْجمع الذى جاء على فُعال، و هو نادر.
ظأب‏
الظاء و الهمزة و الباء كلمتان متباينتان: إحداهما الظَّأب، و هو سِلْف الرّجُل. و الأخرى الكلام و الجَلَبة «3». قال:
يَصُوعُ عُنوقَها أَحوَى زنيمٌ             له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَريمُ «4»

ظأم‏
الظاء و الهمزة و الميم من الكلام و الجَلَبة، و هو إبدال.
فالظَّأْم و الظأب بمعنىً. و اللَّه أعلم.
__________________________________________________
 (1) من شواهده قوله:
سفعا فلؤاوا حول أورق جاثم             لعب الرياح بتربه أحوالا.
 (2) و يروى أيضا: «الطعن يظئره». و يقال ظأره و أظأره.
 (3) زاد فى المجمل: «و لا أدرى أ مهموز هو أم لا».
 (4) البيت للمعلى بن جمال العبدى، كما فى اللسان (صوع، ظأب). و يروى لأوس بن حجر انظر ديوانه 25.

473
معجم مقاييس اللغة3

باب الظاء و الباء و ما يثلثهما ص 474

باب الظاء و الباء و ما يثلثهما
ظبى‏
الظاء و الباء و الحرف المعتل كلمتان، إحداهما الظّبْى، و الأخرى ظُبَةُ السيف. و ما لواحدةٍ منهما قياس. فالظَّبْى: واحدُ الظِّباء، معروف، و الأنثى ظَبية، و قد يُجمع على ظُبِىٍّ. و إذا قَلَّتْ فهى أظْبٍ. و [أمّا ما] جاء
فى الحديث:
 «إذا أتيتَهُم فاربِضْ فى دارهم ظَبْياً».
فإنّه يقول: كن آمِناً فيهم كأنّك ظَبْىٌ آمن فى كِناسِه لا يرى أنيساً. و يقولون: به داءُ ظبْىٍ. قالوا: معناه أنّه لا داءَ به، كما لا داءَ بالظبْى. قال:
لا تَجهَمينا أمَّ عمرٍو فإنَّنا             بنا داءُ ظبىٍ لم تَخُنْه قوائمُه «1»

و الظَّبْيَة على معنى الاستعارة: جَهَاز المرأة، و حياءُ النّاقة. و الظَّبْية: جِرَاب صغير عليه شَعر. و كلُّ ذلك تشبيه.
و أمّا الأصل الآخَر فالظُّبَة: حَدُّ السّيف، و لا يُدرى ما قياسُها، و تجمع على ظُبِين و ظُباتٍ. قال قومٌ: هو من ذوات الواو، و هو من قولنا ظَبَوْت. و هذا شى‏ءٌ لا تدُلُّ عليه حُجّة. و قال فى جمعِ ظبةٍ ظبِين:
يرى الرَّاءُون بالشَّفَرات منها             كَنارِ أبى حُباحِبَ و الظُّبينا «2»

باب الظاءِ و الراء و ما يثلثهما
ظرف‏
الظاء و الراء و الفاء كلمةٌ كأنها صحيحة. يقولون: هذا وعاء الشى‏ء و ظَرْفُه، ثمَّ يسمُّون البراعةَ ظَرْفاً، و ذكاءَ القَلْبِ كذلك. و معنى ذلك أنّه‏
__________________________________________________
 (1) لعمرو بن الفضفاض الجهنى، كما سبق فى حواشى (3: 490).
 (2) للكميت، كما فى اللسان (ظبا) برواية: بالشفرات منا* وقود».

474
معجم مقاييس اللغة3

ظرف ص 474

وعاءٌ لذلك. و هو ظريفٌ. و قد أظْرَف الرّجُل، إذا ولَد بنين ظُرَفاء و ما أحسب شيئاً من ذلك من كلام العرب‏
ظرب‏
الظاء و الراء و الباء أصلٌ صحيح يدلُّ على شى‏ءٍ نابتٍ أو غير نابت مع حِدَّةٍ. من ذلك الظِّراب، و هو جمع ظَرِب، و هو النّابت من الحجارة مع حدَّة فى طرَفه. و يقال [إنّ الأظراب: أسناخُ الأسنان. و يقال: بل «1»] هى الأربعة خلف النّواجذ. و أمّا ابن دريد «2» فزعم أنّ الأظراب فى اللّجام: العُقَد التى فى أطراف الحديدة. و أنشد:
بادٍ نواجذُه على الأظرابِ «3»
و يقال: إنَّ الظُّرُبَّ: القصير اللَّحيم، و هذا على التَّشبيه. قال:
لا تَعْدِلينى بظُرُبٍّ جَعْدِ «4»

و الظَّرِبانُ: دُويْبَّة «5»
__________________________________________________
 (1) التكملة من المجمل.
 (2) فى الجمهرة (1: 263).
 (3) للبيد بن ربيعة فى ديوانه 145. و نسب أيضا إلى عامر بن الطفيل خطأ فى اللسان (ظرب).
و صدره:
و مقطع حلق الرحالة سابح.

 (4) قبله فى اللسان (ظرب):
يا أم عبد اللّه أم العبد             يا أحسن الناس مناط عقد
و بعده فى (عدد):
كز القصيرى مقرف المعد.

 (5) جاءت هذه العبارة بعد كلمة «شيئا» فى الباب التالى، و بهذه الصورة: «و الظربان دويبة، من باب الظاء و الراء و الباء».

475
معجم مقاييس اللغة3

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله ظاء ص 476

باب ما جاءَ من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله ظاء
لم نجد إلى وقتنا شيئا «1».
تم كتاب الظاء، و اللَّه أعلم بالصواب‏
تم الجزء الثالث من مقاييس اللغة بتقسيم محققه و يليه الجزء الرابع، و أوله «كتاب العين»
__________________________________________________
 (1) أورد من هذا الباب فى المجمل: «الظيان: ياسمين البر».

476
معجم مقاييس اللغة3

مراجع التحقيق و الضبط ص 477

مراجع التحقيق و الضبط
يضاف إلى المراجع المثبتة فى نهاية الجز أين السابقين:
إصلاح المنطق، لابن السكيت. طبع دار المعارف 1368 القاهرة.
الأصمعيات، للأصمعى. طبع دار المعارف 1367 القاهرة.
الألفاظ الفارسية لأدى شير. طبع الكاثوليكية 1908 م بيروت.
أوضح المسالك، لابن هشام. طبع التجارية 1354 القاهرة.
أيمان العرب، للنجيرمى. طبع السلفية 1343 القاهرة.
بقية أشعار الهذليين. طبع 1884 برلين.
البيان و التبيين، للجاحظ، بتحقيق عبد السلام هارون. طبع لجنة التأليف 1367.
ديوان عروة بن الورد، من مجموع خمسة دواوين. طبع الوهبية 1293 القاهرة.
 «كعب بن زهير، رواية السكرى. طبع دار الكتب 1368.
شرح الحماسة للمرزوقى. طبع لجنة التأليف 1372 ه.
شرح شواهد الألفية للعينى، بهامش خزانة الأدب للبغدادى. طبع بولاق 1299.
شروح سقط الزند، بتحقيق لجنة إحياء آثار أبى العلاء. طبع دار الكتب.
الفصيح لثعلب. طبع السعادة 1325 القاهرة.
قطر الندى و بل الصدى، لابن هشام. طبع السعادة 1355 القاهرة.
لباب الآداب، لأسامة بن منقذ. طبع الرحمانية 1354 القاهرة.
مجالس ثعلب، بتحقيق عبد السلام هارون. طبع المعارف 1367 القاهرة.

477
معجم مقاييس اللغة3

مراجع التحقيق و الضبط ص 477

مجلة المجمع العلمى العربى بدمشق سنة 1347.
مفاتيح العلوم، للخوارزمى. طبع محمد منير 1342 القاهرة.
الموشح، للمرزبانى. طبع السلفية 1343 القاهرة.
نقد الشعر، لقدامة. طبع الجوائب 1302 القسطنطينية.
الهاشميات، للكميت. طبع شركة التمدن 1330 القاهرة.

478