×
☰ فهرست و مشخصات
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

تتمة كتاب الحجة ؛ ج‌6، ص : 1

 

الجزء السادس

[تتمة كتاب الحجة]

[تتمة أبواب التاريخ]

بَابُ مَوْلِدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع

وُلِدَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ قُبِضَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَ تِسْعِينَ

______________________________
باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام قال المفيد قدس الله روحه في الإرشاد: الإمام بعد الحسين بن علي عليهما السلام ابنه أبو محمد علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام و كان يكنى أيضا بأبي الحسن و أمه شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار كسرى، و يقال: أن اسمها شهربانو، و كان أمير- المؤمنين عليه السلام ولى حريث بن جابر جانبا من المشرق فبعث إليه بنتي يزد جرد بن شهريار فنحل ابنه الحسين شاه‌زنان منهما فأولدها زين العابدين عليه السلام، و نحل الأخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن أبي بكر، فهما ابنا خالة.

و كان مولد علي بن الحسين عليه السلام بالمدينة سنة ثمان و ثلاثين من الهجرة، فبقي مع جده أمير المؤمنين عليه السلام سنتين، و مع عمه الحسن عليه السلام اثنتي عشرة سنة، و مع أبيه الحسين ثلاث و عشرين سنة، و بعد أبيه أربعا و ثلاثين سنة، و توفي بالمدينة سنة خمس و تسعين من الهجرة، و له يومئذ سبع و خمسون سنة و كانت إمامته أربعا و ثلاثين سنة، و دفن بالبقيع مع عمه الحسن بن علي عليه السلام.

و قال الإربلي (ره) في كشف الغمة: ولد عليه السلام بالمدينة في الخميس الخامس من شعبان من سنة ثمان و ثلاثين من الهجرة في أيام جده أمير المؤمنين عليه السلام قبل وفاته بسنتين، و أمه أم ولد اسمها غزالة، و قيل: بل كان اسمها شاه‌زنان بنت يزدجرد و قيل غير ذلك، و قال الحافظ عبد العزيز: أمه يقال لها سلامة، و قال إبراهيم بن إسحاق‌

 

1
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 2 ؛ ج‌6، ص : 8

[الحديث 2]

2 عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع نَاقَةٌ حَجَّ عَلَيْهَا اثْنَتَيْنِ وَ عِشْرِينَ حَجَّةً مَا قَرَعَهَا قَرْعَةً قَطُّ قَالَ فَجَاءَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ مَا شَعَرْنَا بِهَا إِلَّا وَ قَدْ جَاءَنِي بَعْضُ خَدَمِنَا أَوْ بَعْضُ الْمَوَالِي فَقَالَ إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ فَأَتَتْ قَبْرَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَانْبَرَكَتْ عَلَيْهِ فَدَلَكَتْ بِجِرَانِهَا الْقَبْرَ وَ هِيَ تَرْغُو فَقُلْتُ أَدْرِكُوهَا أَدْرِكُوهَا وَ جِيئُونِي بِهَا قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِهَا أَوْ يَرَوْهَا قَالَ وَ مَا كَانَتْ رَأَتِ الْقَبْرَ قَطُّ

[الحديث 3]

3 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ لَمَّا مَاتَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع

______________________________
و الغرض هنا إما التعميم لكل أحد أي خير من كل مولود، إذ كل مولود تعلق عليه التميمة أو للأشراف لأنها تعلق عليهم للاعتناء بشأنهم.

الحديث الثاني: موثق كالصحيح.

" ما قرعها" أي ما ضربها" أو بعض الموالي" الشك من الراوي، و الإبراك هنا البروك و في البصائر: فبركت عليه و هو أظهر، قال في الصحاح: برك البعير يبرك بروكا أي استناخ، و أبركته أنا فبرك، و البرك المصدر و ابترك الرجل أي ألقى بركة، و قال:

جران البعير مقدم عنقه إلى منحره، و قال: الرغاء صوت ذوات الخف و قد رغى البعير يرغو رغاء إذا ضج، و في أكثر نسخ البصائر فقلت: أدركوها فجاءوني بها.

قوله عليه السلام: أو يروها، للترديد، و شك الراوي بعيد، إنما أمر عليه السلام بذلك تقية لأن ظهور المعجزات منهم كان يصير سببا لشدة عداوتهم و اهتمامهم في دفعهم و إطفاء نورهم، و في بعض الروايات عدد الحج أربعون، فيمكن أن يكون المراد الحج و العمرة معا تغليبا.

الحديث الثالث: مرسل.

و تمرغت الدابة في التراب تقلب، و يقال: مرغ رأسه بالعصا أي ضربه.

8
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 6 ؛ ج‌6، ص : 25

 

[الحديث 6]

6 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ الْحِمْيَرِيُّ جَمِيعاً عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُبِضَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ وَ هُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَ خَمْسِينَ سَنَةً فِي عَامِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ عَاشَ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ شَهْرَيْنِ

بَابُ مَوْلِدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع

وُلِدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مَضَى فِي شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِينَ

______________________________
من أنذر، ففزعوا و فتحوا الباب و أنزلونا و كتب بجميع ذلك إلى هشام، فارتحلنا في اليوم الثاني فكتب هشام إلى عامل مدين يأمره بأن يأخذ الشيخ [فيمثل به رحمة الله عليه و رضوانه] فيقتله (ره) و كتب إلى عامل مدينة الرسول أن يحتال في سم أبي في طعام أو شراب فمضى هشام و لم يتهيأ له في أبي من ذلك شي‌ء، و في رواية أخرى فكتب هشام إلى عامله بمدين يحمل الشيخ إليه فمات في الطريق رضي الله عنه.

الحديث السادس: ضعيف على المشهور.

قوله: عاش" إلخ" هذا لا يوافق شيئا من التواريخ المتقدمة التي عينت فيها الشهور و الأيام إلا ما نقله في روضة الواعظين قولا بأن وفاة الباقر عليه السلام في شهر ربيع الأول، إذ المشهور أن وفاة علي بن الحسين في شهر محرم فتفطن.

باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال الشهيد (ره) في الدروس: ولد عليه السلام بالمدينة يوم الاثنين سابع عشر شهر ربيع الأول سنة ثلاث و ثمانين و قبض بها في شوال، و قيل: في منتصف رجب يوم الاثنين سنة ثمان و أربعين و مائة عن خمس و ستين سنة، أمه أم فروة ابنة القاسم بن محمد، و قال الجعفي: اسمها فاطمة و كنيتها أم فروة.

و قال ابن شهرآشوب: ولد الصادق عليه السلام بالمدينة يوم الجمعة عند طلوع‌

 

25
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 7 ؛ ج‌6، ص : 35

بَنِي مَرْوَانَ وَ كُلُّهُمْ مُحْتَاجٌ فَقُلْتُ وَ مَا ذَاكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ فَأَدْنَى رَأْسَهُ مِنِّي وَ أَخْبَرَنِي بِجَمِيعِ مَا جَرَى بَيْنِي وَ بَيْنَكَ حَتَّى كَأَنَّهُ كَانَ ثَالِثَنَا قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ يَا ابْنَ مُهَاجِرٍ اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ إِلَّا وَ فِيهِ مُحَدَّثٌ وَ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ مُحَدَّثُنَا الْيَوْمَ وَ كَانَتْ هَذِهِ الدَّلَالَةُ سَبَبَ قَوْلِنَا بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ

[الحديث 7]

7 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعاً عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُبِضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع وَ هُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَ سِتِّينَ سَنَةً فِي عَامِ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَةٍ وَ عَاشَ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً

[الحديث 8]

8 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ أَنَا كَفَّنْتُ أَبِي فِي ثَوْبَيْنِ شَطَوِيَّيْنِ كَانَ يُحْرِمُ فِيهِمَا وَ فِي قَمِيصٍ مِنْ قُمُصِهِ وَ فِي عِمَامَةٍ كَانَتْ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع وَ فِي بُرْدٍ اشْتَرَاهُ بِأَرْبَعِينَ دِينَاراً

______________________________
اتق الله و لا تغرن أهل بيت محمد فإنهم قريبوا العهد بدولة بني مروان، يعني أن بني مروان لما ظلموهم و صيروا محتاجين إنما أخذوا هذه الأموال للحاجة و الفاقة لا لقصد الخروج، أو أنهم لما وقع عليهم الظلم في دولة بني مروان و انتهت الدولة إليكم و هم أبناء أعمامكم فينبغي أن ترحموهم و تعينوهم و لا تكونوا مثل هؤلاء بصدد استيصالهم، و الأول أظهر، و المحدث بفتح الدال المشددة قد مر معناه في أوائل كتاب الحجة.

الحديث السابع: ضعيف على المشهور.

الحديث الثامن: موثق على الظاهر، إذ الظاهر عمرو بن سعيد.

و في الصحاح شطا اسم قرية بناحية مصر تنسب إليها الثياب الشطوية، و في القاموس البرد بالضم ثوب مخطط و أكسية يلتحف بها، و الواحدة بهاء.

أقول: و سيأتي في كتاب الجنائز: اشتريته بأربعين دينارا لو كان اليوم لساوى أربعمائة دينارا و كأنه عليه السلام اشتراه بوكالة أبيه عليهما السلام.

35
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 6 ؛ ج‌6، ص : 66

[الحديث 6]

6 عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ مَرَّ الْعَبْدُ الصَّالِحُ بِامْرَأَةٍ بِمِنًى وَ هِيَ تَبْكِي وَ صِبْيَانُهَا حَوْلَهَا يَبْكُونَ وَ قَدْ مَاتَتْ لَهَا بَقَرَةٌ فَدَنَا مِنْهَا ثُمَّ قَالَ لَهَا مَا يُبْكِيكِ يَا أَمَةَ اللَّهِ قَالَتْ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ لَنَا صِبْيَاناً يَتَامَى وَ كَانَتْ لِي بَقَرَةٌ مَعِيشَتِي وَ مَعِيشَةُ صِبْيَانِي كَانَ مِنْهَا وَ قَدْ مَاتَتْ وَ بَقِيتُ مُنْقَطَعاً بِي وَ بِوُلْدِي لَا حِيلَةَ لَنَا فَقَالَ يَا أَمَةَ اللَّهِ هَلْ لَكِ أَنْ أُحْيِيَهَا لَكِ فَأُلْهِمَتْ أَنْ قَالَتْ نَعَمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ فَتَنَحَّى وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ هُنَيْئَةً وَ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ ثُمَّ قَامَ فَصَوَّتَ بِالْبَقَرَةِ فَنَخَسَهَا نَخْسَةً أَوْ ضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ فَاسْتَوَتْ عَلَى الْأَرْضِ قَائِمَةً فَلَمَّا نَظَرْتِ الْمَرْأَةُ إِلَى الْبَقَرَةِ صَاحَتْ وَ قَالَتْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ فَخَالَطَ النَّاسَ وَ صَارَ بَيْنَهُمْ وَ مَضَى ع

[الحديث 7]

7 أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ يَنْعَى إِلَى رَجُلٍ نَفْسَهُ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ مَتَى يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِيعَتِهِ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ شِبْهَ الْمُغْضَبِ فَقَالَ يَا إِسْحَاقُ قَدْ كَانَ

______________________________
الحديث السادس: صحيح.

و في البصائر عن علي بن المغيرة، و فيه: أن لي صبيانا، قوله: كان منها، ضمير كان للمعيشة و التذكير لأن أصلها المصدر" منقطعا" على بناء المفعول و الظرف نائب الفاعل، في القاموس: انقطع به مجهولا عجز عن سفره" أن قلت" أن مصدرية" هنيئة" بضم الهاء و فتح النون، أي زمانا قليلا" فصوت" على بناء التفعيل و في القاموس: نخس الدابة كنصر و جعل: غرز مؤخرها أو جنبها بعود و نحوه" أو ضربها" الترديد من الراوي" عيسى بن مريم" أي هذا كعيسى.

الحديث السابع: ضعيف على المشهور.

و في المصباح: نعيت الميت نعيا من باب نفع، أخبر بموته" و أنه ليعلم" بتقدير الاستفهام التعجبي، و الغضب لذلك لدلالته على ضعف إيمانه بل عدمه.

66
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 9 ؛ ج‌6، ص : 70

 

عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى هَارُونَ- فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ وَ قَالَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَتَيْنِ حَتَّى رَأَيْتُ عَمِّي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ فَأَرْسَلَ هَارُونُ إِلَيْهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَرَمَاهُ اللَّهُ بِالذُّبَحَةِ فَمَا نَظَرَ مِنْهَا إِلَى دِرْهَمٍ وَ لَا مَسَّهُ

[الحديث 9]

9 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعاً عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُبِضَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ع وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِينَ سَنَةً فِي عَامِ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ وَ عَاشَ بَعْدَ جَعْفَرٍ ع خَمْساً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً

بَابُ مَوْلِدِ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع

وُلِدَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا ع سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ ع فِي صَفَرٍ مِنْ

______________________________
أي عن عزمه، و في القاموس:
الذبحة كهمزة و عيبة و كسرة و صبرة و كتاب و غراب:

وجع في الحلق، أو دم يخنق فيقتل.

الحديث التاسع: ضعيف على المشهور، موافق لإحدى الروايتين المذكورتين في أول الكلام.

باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام أقول: روى الصدوق رحمه الله في كتاب عيون أخبار الرضا عن عتاب بن أسيد قال: سمعت جماعة من أهل المدينة يقولون: ولد الرضا عليه السلام بالمدينة يوم الخميس لأحد عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثلاث و خمسين و مائة.

و قال الطبرسي (ره) في إعلام الورى: ولد عليه السلام سنة ثمان و أربعين و مائة، و يقال إنه ولد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة يوم الجمعة سنة ثلاث و خمسين و مائة و قيل: يوم الخمسين و أمه أم ولد يقال لها: أم البنين و اسمها نجمة، و يقال: سكن النوبية، و يقال تكتم، و قبض عليه السلام في آخر صفر، و قيل: في شهر رمضان لسبع بقين‌

 

70
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 3 ؛ ج‌6، ص : 75

فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيَّ

[الحديث 3]

3 أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَخِيهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا ع فِي بَيْتٍ دَاخِلٍ فِي جَوْفِ بَيْتٍ لَيْلًا فَرَفَعَ يَدَهُ فَكَانَتْ كَأَنَّ فِي الْبَيْتِ عَشَرَةَ مَصَابِيحَ وَ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَخَلَّى يَدَهُ ثُمَّ أَذِنَ لَهُ

[الحديث 4]

4 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْغِفَارِيِّ قَالَ كَانَ لِرَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ ص يُقَالُ لَهُ طَيْسٌ عَلَيَّ حَقٌّ فَتَقَاضَانِي وَ أَلَحَّ عَلَيَّ وَ أَعَانَهُ النَّاسُ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ صَلَّيْتُ الصُّبْحَ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ ع ثُمَّ تَوَجَّهْتُ نَحْوَ الرِّضَا ع وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْعُرَيْضِ فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْ بَابِهِ إِذَا هُوَ قَدْ طَلَعَ عَلَى حِمَارٍ وَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَ رِدَاءٌ فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ فَلَمَّا لَحِقَنِي وَقَفَ وَ نَظَرَ إِلَيَّ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَقُلْتُ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ إِنَّ لِمَوْلَاكَ طَيْسٍ عَلَيَّ حَقّاً وَ قَدْ وَ اللَّهِ شَهَرَنِي وَ أَنَا أَظُنُّ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَأْمُرُهُ بِالْكَفِّ عَنِّي وَ وَ اللَّهِ مَا قُلْتُ لَهُ كَمْ لَهُ عَلَيَّ وَ لَا سَمَّيْتُ لَهُ شَيْئاً فَأَمَرَنِي بِالْجُلُوسِ إِلَى رُجُوعِهِ فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى صَلَّيْتُ الْمَغْرِبَ وَ أَنَا صَائِمٌ فَضَاقَ صَدْرِي وَ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ فَإِذَا هُوَ قَدْ

______________________________
الحديث الثالث: ضعيف.

" عشرة مصابيح" أي كان كل إصبع منه بمنزلة مصباح من سطوع النور منه" فخلا به" كان ضمير" به" راجع إلى مصدر استأذن، و الفعل على بناء التفعيل و في المناقب و كشف الغمة و غيرهما و بعض نسخ الكتاب: فخلا يده و هو أظهر أي ترك يده و أخفاها و جعلها خالية من النور.

الحديث الرابع: ضعيف.

" الغفاري" بالكسر و التخفيف: و طيس بالفتح، و عريض على بناء التصغير، و السؤال بالضم و تشديد الهمزة جمع سائل و ابن المسيب اسمه هارون كما سيأتي،

75
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 11 ؛ ج‌6، ص : 94

 

[الحديث 11]

11 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعاً عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قُبِضَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى ع وَ هُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَ أَشْهُرٍ فِي عَامِ اثْنَيْنِ وَ مِائَتَيْنِ عَاشَ بَعْدَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً

بَابُ مَوْلِدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثَّانِي ع

وُلِدَ ع فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَ تِسْعِينَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ ع سَنَةَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ فِي آخِرِ ذِي الْقَعْدَةِ وَ هُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَ عِشْرِينَ سَنَةً وَ شَهْرَيْنِ وَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً

______________________________
الحديث الحادي عشر: ضعيف على المشهور، موقوف و مخالف لما اختاره المصنف و جعله أقصد، و قد أشار إلى الاختلاف.

باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام أقول: قال ابن شهرآشوب (ره) ولد عليه السلام بالمدينة ليلة الجمعة للتاسع عشر من شهر رمضان، و يقال: للنصف منه، و قال ابن عياش: يوم الجمعة لعشر خلون من رجب سنة خمس و تسعين و مائة، و قبض ببغداد مسموما في آخر ذي القعدة، و قيل: يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة عشرين و مائتين، و دفن في مقابر قريش إلى جنب موسى بن جعفر عليهما السلام، و عمره خمس و عشرون سنة، و قالوا: و ثلاثة أشهر و اثنان و عشرون يوما، و أمه أم ولد تدعي درة، و كانت مريسية، ثم سماها الرضا عليه السلام خيزران، و كانت من أهل بيت مارية القبطية، و يقال أنها سبيكة، و كانت نوبية، و يقال: ريحانة، و تكنى أم. الحسن و مدة ولايته سبع عشرة سنة، و يقال: أقام مع أبيه سبع سنين و أربعة أشهر و يومين، و بعده ثماني عشرة سنة إلا عشرين يوما فكان في سني إمامته بقية ملك المأمون، ثم ملك المعتصم و الواثق، و في ملك الواثق استشهد، و قال ابن بابويه: سم المعتصم محمد بن علي عليه السلام، و أولاده‌

 

94
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 11 ؛ ج‌6، ص : 108

السِّدْرَةُ وَ أَوْرَقَتْ وَ حَمَلَتْ مِنْ عَامِهَا

[الحديث 11]

11 عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ وَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنِ الْمُطَرِّفِيِّ قَالَ مَضَى أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا ع وَ لِيَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي ذَهَبَ مَالِي فَأَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِذَا كَانَ غَداً فَأْتِنِي وَ لْيَكُنْ مَعَكَ مِيزَانٌ وَ أَوْزَانٌ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع فَقَالَ لِي مَضَى أَبُو الْحَسَنِ وَ لَكَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ فَقُلْتُ نَعَمْ فَرَفَعَ الْمُصَلَّى الَّذِي كَانَ تَحْتَهُ فَإِذَا تَحْتَهُ دَنَانِيرُ فَدَفَعَهَا إِلَيَّ

[الحديث 12]

12 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ الْحِمْيَرِيُّ جَمِيعاً عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ

______________________________
بالناس صلاة المغرب فقرأ في الأولى الحمد، و إذا جاء نصر الله، و في الثانية الحمد و قل هو الله أحد و قنت قبل الركوع و جلس بعد التسليم هنيئة يذكر الله تبارك و تعالى و قام من غير تعقيب، فصلى النوافل أربع ركعات و عقب بعدها و سجد سجدتي الشكر ثم خرج، فلما انتهى إلى النبقة رآها الناس و قد حملت حملا كثيرا حسنا فتعجبوا من ذلك فأكلوا منها فوجدوه نبقا حلوا لا عجم له، و مضى عليه السلام إلى المدينة و لم يزل بها حتى أشخصه المعتصم إلى بغداد في أول سنة خمس و عشرين و مائتين، فأقام بها حتى توفي في آخر ذي القعدة من هذه السنة، انتهى.

و النبق بالفتح ككتف حمل السدر.

الحديث الحادي عشر: مجهول.

و الحجال اسمه عبد الله بن محمد، و المطرفي نسبة إلى مطرف بتثليث الميم و فتح الراء، رداء من خز فيه أعلام بالبيع أو النسج أو اللبس، و الأوزان جمع الوزنة و هي ما يوزن به من الحديد و نحوه، و يدل على أنه يجوز إيفاء الدنانير بدل الدراهم.

ما يوزن به من الحديد و نحوه، و يدل على أنه يجوز إيفاء الدنانير بدل الدراهم.

الحديث الثاني عشر: ضعيف على المشهور موقوف.

و هو مخالف لما اختاره في أول الباب، و كأنه لم يختره لعدم موافقته لما مر بهذا السند في وفاة الرضا عليه السلام إذ ليس بين التاريخين تسع عشرة سنة، و لذا قال بعضهم‌

108
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 5 ؛ ج‌6، ص : 152

يَكُونُ ثُمَّ رَجَعَ وَ نَزَلَ فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَعِينُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَيْفَ رَأَيْتَهُ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ حُسْناً وَ فَرَاهَةً وَ مَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ مِثْلُهُ إِلَّا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ حَمَلَكَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ لِأَبِي يَا غُلَامُ خُذْهُ فَأَخَذَهُ أَبِي فَقَادَهُ

[الحديث 5]

5 عَلِيٌّ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ شَكَوْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ ع الْحَاجَةَ فَحَكَّ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ قَالَ وَ أَحْسَبُهُ غَطَّاهُ بِمِنْدِيلٍ وَ أَخْرَجَ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ فَقَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ خُذْ وَ أَعْذِرْنَا

[الحديث 6]

6 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْمُطَهَّرِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ سَنَةَ الْقَادِسِيَّةِ يُعْلِمُهُ انْصِرَافَ النَّاسِ وَ أَنَّهُ يَخَافُ الْعَطَشَ فَكَتَبَ ع امْضُوا

______________________________
و كلهم قالوا في اسم الفاعل: هملاج بكسر الهاء للذكر و الأنثى، و هو يقتضي أن اسم الفاعل لم يجي‌ء على قياسه و هو مهملج.

و قال: الفاره الحاذق بالشي‌ء و يقال: للبرذون و الحمار فاره بين الفروهة و الفراهية بالتخفيف، و براذين فره و زان حمر، و فرهة بفتحتين و فرهت الدابة و غيرها تفره من باب قرب، و في لغة من باب قتل و هو النشاط و الخفة، و فلان أفره من فلان أي أصبح بين الفراهة أي الصباحة، و في الصحاح: يقال للبرذون و البغل و الحمار فاره بين الفروهة و الفراهة و الفراهية، و لا يقال للفرس: فاره لكن رائع و جواد، و في الإرشاد: فقال المستعين فاره.

الحديث الخامس: مجهول.

" الحاجة" أي الفقر و" أحسبه" من باب علم أي أظنه" و أعذرنا" من باب ضرب أو الأفعال أي أقبل اعتذارنا في القلة أو في التأخير إلى هذا الوقت، و عدم البذل قبل السؤال.

الحديث السادس: مجهول.

" كتب إليه" أي إلى أبي محمد عليه السلام و قال الفيروزآبادي: القادسية قرية قرب‌

152
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 7 ؛ ج‌6، ص : 153

فَلَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَمَضَوْا سَالِمِينَ وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ+

[الحديث 7]

7 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْيَمَانِيِّ قَالَ نَزَلَ بِالْجَعْفَرِيِّ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ خَلْقٌ لَا قِبَلَ لَهُ بِهِمْ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ يَشْكُو ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ تُكْفَوْنَ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِي نَفَرٍ يَسِيرٍ وَ الْقَوْمُ يَزِيدُونَ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفاً وَ هُوَ فِي أَقَلَّ مِنْ أَلْفٍ فَاسْتَبَاحَهُمْ

[الحديث 8]

8 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَلَوِيِّ قَالَ حُبِسَ أَبُو مُحَمَّدٍ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ نَارْمَشَ وَ هُوَ أَنْصَبُ النَّاسِ وَ أَشَدُّهُمْ عَلَى آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ قِيلَ لَهُ افْعَلْ بِهِ وَ افْعَلْ فَمَا أَقَامَ

______________________________
الكوفة مر بها إبراهيم عليه السلام فوجد عجوزا فغسلت رأسه فقال: قدست من أرض فسميت بالقادسية، و دعا لها أن تكون محلة الحاج، انتهى.

و سنة القادسية كانت معروفة لانصراف الناس عنها لخوف العطش و غيره" و أنه يخاف" على المعلوم أو المجهول.

الحديث السابع: مجهول.

و كان قوله: من آل جعفر، بيان للجعفري، و المراد بجعفر الطيار رضي الله عنه، و قيل: لعل المراد بجعفر ابن المتوكل لأنه أراد المستعين قتل من يحتمل أن يدعي الخلافة و قتل جمعا من الأمراء و بعث جيشا لقتل الجعفري، و هو رجل من أولاد جعفر المتوكل استبصر الحق و نسب نفسه إلى جعفر الصادق عليه السلام باعتبار المذهب فلما حوصر بنزول الجيش بساحته كتب إلى أبي محمد عليه السلام و سأله الدعاء لدفع المكروه فأجاب عليه السلام بالمذكور في هذا الحديث، انتهى.

و لا أدري أنه رحمه الله قال هذا تخمينا أو رآه في كتاب لم أظفر عليه، و في الصحاح: مالي به قبل، أي طاقة" تكفون" على المجهول، و المعلوم بعيد، و قال:

استباحهم، أي استأصلهم.

الحديث الثامن: مجهول أيضا.

153
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 9 ؛ ج‌6، ص : 154

عِنْدَهُ إِلَّا يَوْماً حَتَّى وَضَعَ خَدَّيْهِ لَهُ وَ كَانَ لَا يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَيْهِ إِجْلَالًا وَ إِعْظَاماً فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ أَحْسَنُ النَّاسِ بَصِيرَةً وَ أَحْسَنُهُمْ فِيهِ قَوْلًا

[الحديث 9]

9 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِيُّ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ عَنِ الْوَلِيجَةِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى- وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّٰهِ وَ لٰا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً قُلْتُ فِي نَفْسِي لَا فِي الْكِتَابِ مَنْ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ هَاهُنَا فَرَجَعَ الْجَوَابُ الْوَلِيجَةُ الَّذِي يُقَامُ دُونَ وَلِيِّ الْأَمْرِ وَ حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ هُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ عَلَى اللَّهِ فَيُجِيزُ أَمَانَهُمْ

[الحديث 10]

10 إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ قَالَ شَكَوْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ ع ضِيقَ

______________________________
و وضع الخدين، كناية عن غاية التذلل و التواضع" فخرج" أي أبو محمد عليه السلام" و هو" أي ابن نارمش.

الحديث التاسع: ضعيف.

و في القاموس ضبيعة كسفينة قرية باليمامة، و كجهينة محلة بالبصرة، و الضبع كرجل موضع، و قال: الوليجة الدخيلة و خاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غير أهلك و هو وليجتهم، أي لصيق بهم" لا في الكتاب" أي لم أكتب في الكتاب بل أخطرت ببالي لظهور المعجز" من ترى" الخطاب له عليه السلام و قيل: لنفسه و فيه بعد، و في المناقب: نرى بصيغة المتكلم" الذي يقام" أي يجعل إماما" دون ولي الأمر" أي الإمام الحق" الذين يؤمنون" من الأمان لا من الإيمان" على الله" أي من عقابه" فيجيز" أي فيمضي الله أمانهم و لا يعذبهم.

الحديث العاشر: كالسابق.

و إسحاق هو النخعي المتقدم بسنده المذكور سابقا، و أبو هاشم هو داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كان عظيم المنزلة عند الأئمة عليهم السلام شريف القدر ثقة و قد شاهد الرضا و الجواد و الهادي و العسكري و صاحب الأمر عليهم السلام، و روى‌

154
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 11 ؛ ج‌6، ص : 156

كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَلَا تَسْتَحْيِ وَ لَا تَحْتَشِمْ وَ اطْلُبْهَا فَإِنَّكَ تَرَى مَا تُحِبُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

[الحديث 11]

11 إِسْحَاقُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَقْرَعِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ نُصَيْرٌ الْخَادِمُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ غَيْرَ مَرَّةٍ يُكَلِّمُ غِلْمَانَهُ بِلُغَاتِهِمْ- تُرْكٍ وَ رُومٍ وَ صَقَالِبَةَ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُلْتُ هَذَا وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ وَ لَمْ يَظْهَرْ لِأَحَدٍ حَتَّى مَضَى أَبُو الْحَسَنِ ع وَ لَا رَآهُ أَحَدٌ فَكَيْفَ هَذَا أُحَدِّثُ نَفْسِي بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَيَّنَ حُجَّتَهُ مِنْ سَائِرِ خَلْقِهِ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ وَ يُعْطِيهِ اللُّغَاتِ وَ مَعْرِفَةَ الْأَنْسَابِ وَ الْآجَالِ وَ الْحَوَادِثِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحُجَّةِ وَ الْمَحْجُوجِ فَرْقٌ

[الحديث 12]

12 إِسْحَاقُ عَنِ الْأَقْرَعِ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ عَنِ الْإِمَامِ هَلْ يَحْتَلِمُ

______________________________
صدق الله و رسوله و أنتم، فأكلت فقال لي: أفطر ثلاثا فإن المنة لا ترجع إذا نهكها الصوم في أقل من ثلاث، فلما كان في اليوم الذي أراد الله سبحانه أن يفرج عنه جاءه الغلام فقال: يا سيدي أحمل فطورك، فقال: احمل و ما أحسبنا نأكل منه، فحمل الطعام الظهر و أطلق عنه عند العصر و هو صائم، فقال: كلوا هنأكم الله.

أقول: التاريخ المذكور لا يوافق إلا زمان المعتمد كما عرفت.

الحديث الحادي عشر: كالسابق.

و في القاموس: الصقالبة: جيل تتاخم بلادهم بلاد الخزر بين بلغر و قسطنطنية.

قوله: حتى مضى، أي خرج من المدينة إلى سر من رأى و توفي عليه السلام" بين" أي ميز" بكل شي‌ء" أي من صفات الكمال و منها العلم باللغات، أو من العلم بكل شي‌ء، و مما يؤيد أن الإمام وجب أن يكون عالما بجميع اللغات أنه لو حضر عنده خصمان بغير لسانه و لم يوجد هناك مترجم لزم تعطيل الأحكام، و هو مع استلزامه تبدد النظام يوجب فوات الغرض من نصب الإمام، و لذلك يجب أن يكون الإمام عالما بجميع الأحكام.

الحديث الثاني عشر: كالسابق.

و إسحاق هذا الذي روى سابقا عن أحمد بن محمد بن الأقرع و على هذا فالظاهر‌

156
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 17 ؛ ج‌6، ص : 161

[الحديث 17]

17 إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ ع أَسْأَلُهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لِي مِنْ وَجَعِ عَيْنِي وَ كَانَتْ إِحْدَى عَيْنَيَّ ذَاهِبَةً وَ الْأُخْرَى عَلَى شَرَفِ ذَهَابٍ فَكَتَبَ إِلَيَّ حَبَسَ اللَّهُ عَلَيْكَ عَيْنَكَ فَأَفَاقَتِ الصَّحِيحَةُ وَ وَقَّعَ فِي آخِرِ الْكِتَابِ آجَرَكَ اللَّهُ وَ أَحْسَنَ ثَوَابَكَ فَاغْتَمَمْتُ لِذَلِكَ وَ لَمْ أَعْرِفْ فِي أَهْلِي أَحَداً مَاتَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ جَاءَتْنِي وَفَاةُ ابْنِي طَيِّبٍ فَعَلِمْتُ أَنَّ التَّعْزِيَةَ لَهُ

[الحديث 18]

18 إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ قَدِمَ عَلَيْنَا بِسُرَّ مَنْ رَأَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُقَالُ لَهُ سَيْفُ بْنُ اللَّيْثِ- يَتَظَلَّمُ إِلَى الْمُهْتَدِي فِي ضَيْعَةٍ لَهُ قَدْ غَصَبَهَا إِيَّاهُ- شَفِيعٌ الْخَادِمُ وَ أَخْرَجَهُ مِنْهَا فَأَشَرْنَا عَلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ ع يَسْأَلُهُ تَسْهِيلَ أَمْرِهَا فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ ع لَا بَأْسَ عَلَيْكَ ضَيْعَتُكَ تُرَدُّ عَلَيْكَ فَلَا تَتَقَدَّمْ إِلَى السُّلْطَانِ وَ الْقَ الْوَكِيلَ الَّذِي فِي يَدِهِ الضَّيْعَةُ وَ خَوِّفْهُ بِالسُّلْطَانِ الْأَعْظَمِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَلَقِيَهُ فَقَالَ لَهُ الْوَكِيلُ الَّذِي فِي يَدِهِ الضَّيْعَةُ قَدْ كُتِبَ إِلَيَّ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ أَنْ أَطْلُبَكَ وَ أَرُدَّ الضَّيْعَةَ عَلَيْكَ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ بِحُكْمِ الْقَاضِي ابْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ وَ شَهَادَةِ الشُّهُودِ وَ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى أَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَى الْمُهْتَدِي فَصَارَتِ الضَّيْعَةُ لَهُ وَ فِي يَدِهِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهَا خَبَرٌ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ وَ حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ اللَّيْثِ هَذَا قَالَ خَلَّفْتُ ابْناً لِي عَلِيلًا بِمِصْرَ عِنْدَ خُرُوجِي عَنْهَا وَ ابْناً لِي آخَرَ أَسَنَّ مِنْهُ كَانَ وَصِيِّي وَ قَيِّمِي عَلَى عِيَالِي وَ فِي ضِيَاعِي فَكَتَبْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ ع أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لِابْنِيَ الْعَلِيلِ فَكَتَبَ إِلَيَّ قَدْ عُوفِيَ

______________________________
الحديث السابع عشر: كالسابق.

و في القاموس: الشرف محركة الإشفاء على خطر من خير أو شر.

الحديث الثامن عشر: كالسابق.

" و كان الشفيع" كان والي المصر، و كانت الضيعة في حوالي سر من رأى، و كان الشفيع أخذ جبرا من السيف حجة لانتقال الضيعة إليه و بعثها إلى وكيله بسر من رأى فتصرف الوكيل فيها، أو كانت الضيعة في مصر و الوكيل في هذا الوقت قدم سر من رأى لذلك أو لغيره" بحكم القاضي" أي بسجله أو حكمه بقول الوكيل، و الضيعة العقار و الأرض المغلة" قال: و حدثني" ضمير قال لعمرو" قيمي" أي‌

161
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 19 ؛ ج‌6، ص : 162

ابْنُكَ الْمُعْتَلُّ وَ مَاتَ الْكَبِيرُ وَصِيُّكَ وَ قَيِّمُكَ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ لَا تَجْزَعْ فَيَحْبَطَ أَجْرُكَ فَوَرَدَ عَلَيَّ الْخَبَرُ أَنَّ ابْنِي قَدْ عُوفِيَ مِنْ عِلَّتِهِ وَ مَاتَ الْكَبِيرُ يَوْمَ وَرَدَ عَلَيَّ جَوَابُ أَبِي مُحَمَّدٍ ع

[الحديث 19]

19 إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْقُشَيْرِيِّ مِنْ قَرْيَةٍ تُسَمَّى قِيرَ قَالَ كَانَ لِأَبِي مُحَمَّدٍ وَكِيلٌ قَدِ اتَّخَذَ مَعَهُ فِي الدَّارِ حُجْرَةً يَكُونُ فِيهَا مَعَهُ خَادِمٌ أَبْيَضُ فَأَرَادَ الْوَكِيلُ الْخَادِمَ عَلَى نَفْسِهِ فَأَبَى إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُ بِنَبِيذٍ فَاحْتَالَ لَهُ بِنَبِيذٍ ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ وَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ ثَلَاثَةُ أَبْوَابٍ مُغْلَقَةٍ قَالَ فَحَدَّثَنِي الْوَكِيلُ قَالَ إِنِّي لَمُنْتَبِهٌ إِذْ أَنَا بِالْأَبْوَابِ تُفْتَحُ حَتَّى جَاءَ بِنَفْسِهِ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْحُجْرَةِ ثُمَّ قَالَ يَا هَؤُلَاءِ اتَّقُوا اللَّهَ خَافُوا اللَّهَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَمَرَ بِبَيْعِ الْخَادِمِ وَ إِخْرَاجِي مِنَ الدَّارِ

[الحديث 20]

20 إِسْحَاقُ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ الشَّائِيُّ قَالَ نَاظَرْتُ رَجُلًا مِنَ الثَّنَوِيَّةِ بِالْأَهْوَازِ ثُمَّ قَدِمْتُ سُرَّ مَنْ رَأَى وَ قَدْ عَلِقَ بِقَلْبِي شَيْ‌ءٌ مِنْ مَقَالَتِهِ فَإِنِّي

______________________________
وكيلي
" لا تجزع" أي لا تقل ما ينافي التسليم لأمر الله و قضائه" فيحبط أجرك" أي أجر المصيبة أو الأعم.

الحديث التاسع عشر: كالسابق.

و القشيري نسبة إلى قبيلة و في نسخة القسيري نسبة إلى بطن من بجيلة، و في أخرى القنبري أي كان من أولاد قنبر" على نفسه" الضمير للخادم أو للوكيل، فعلى الأول المراد أنه أراد اللواط مع الخادم، و على الثاني لواط الخادم معه، و ضمن الإرادة ما يتعدى بعلى كالتسلط و الركوب و نحوهما، فعداها بها كما قيل، و ضمير أدخله للنبيذ، و ضمير عليه للخادم.

الحديث العشرون: كالسابق و النسائي و غيره من النسخ تصحيف، و الظاهر السائي كما في رجال الشيخ محمد بن الربيع بن محمد السائي من أصحاب العسكري عليه السلام و ساية بلدة بمكة أو واد بين الحرمين" من الثنوية" أي القائلين بتعدد مدبر العالم كالمجوس القائلين بالنور و الظلمة، أو يزدان و أهرمن، و في القاموس: الأهواز تسع‌

162
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 23 ؛ ج‌6، ص : 165

يَا غُلَامُ دَابَّتَهُ

[الحديث 23]

23 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ قَالَ دَخَلَ الْعَبَّاسِيُّونَ عَلَى صَالِحِ بْنِ وَصِيفٍ وَ دَخَلَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ وَ غَيْرُهُ مِنَ الْمُنْحَرِفِينَ عَنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ عَلَى صَالِحِ بْنِ وَصِيفٍ عِنْدَ مَا حَبَسَ أَبَا مُحَمَّدٍ ع فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ وَ مَا أَصْنَعُ قَدْ وَكَّلْتُ بِهِ رَجُلَيْنِ مِنْ أَشَرِّ مَنْ قَدَرْتُ عَلَيْهِ فَقَدْ صَارَا مِنَ الْعِبَادَةِ وَ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ إِلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ فَقُلْتُ لَهُمَا مَا فِيهِ فَقَالا مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ وَ يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ وَ لَا يَتَشَاغَلُ وَ إِذَا نَظَرْنَا إِلَيْهِ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُنَا وَ يُدَاخِلُنَا مَا لَا نَمْلِكُهُ مِنْ أَنْفُسِنَا فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ انْصَرَفُوا خَائِبِينَ

[الحديث 24]

24 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَكْفُوفُ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ بَعْضِ فَصَّادِي الْعَسْكَرِ مِنَ النَّصَارَى أَنَّ

______________________________
و قيل: هو نعت عبد الصمد و المصدر بمعنى اسم الفاعل
" دابته" منصوب بتقدير أحضر و نحوه.

الحديث الثالث و العشرون: مجهول، و قد مر أن صالح بن وصيف التركي كان من أمراء المهتدي و مالك اختياره في كل المهمات" عن هذه الناحية" أي جانب الأئمة عليهم السلام، و في الإرشاد بعد قوله: عند ما حبس أبا محمد عليه السلام، فقالوا له:

ضيق عليه و لا توسع، و هو المراد في نسخة الكتاب أيضا.

قوله: أشد من قدرت، في بعض النسخ أشر، و أشر بمعنى شر شائع عند المولدين، و في الصحاح: الفرائص أوداج العنق، و الفريصة واحدته، و اللحمة بين الجنب و الكتف لا تزال ترتعد من الدابة" ما لا تملكه" أي من المهابة و الشوكة، و في الإرشاد بعد قوله: إلى أمر عظيم، ثم أمر بإحضار الموكلين فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا له: ما تقول في رجل. إلخ.

الحديث الرابع و العشرون: مجهول.

165
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 25 ؛ ج‌6، ص : 168

[الحديث 25]

25 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ ع يَشْكُو عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ دُلَفَ وَ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمَّا عَبْدُ الْعَزِيزِ فَقَدْ كُفِيتَهُ وَ أَمَّا يَزِيدُ فَإِنَّ لَكَ وَ لَهُ مَقَاماً بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَمَاتَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَ قَتَلَ يَزِيدُ مُحَمَّدَ بْنَ حُجْرٍ

[الحديث 26]

26 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ سُلِّمَ أَبُو مُحَمَّدٍ ع إِلَى نِحْرِيرٍ فَكَانَ يُضَيِّقُ عَلَيْهِ وَ يُؤْذِيهِ قَالَ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ وَيْلَكَ اتَّقِ اللَّهَ لَا تَدْرِي مَنْ فِي مَنْزِلِكَ وَ عَرَّفَتْهُ صَلَاحَهُ وَ قَالَتْ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنْهُ فَقَالَ لَأَرْمِيَنَّهُ بَيْنَ السِّبَاعِ ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ فَرُئِيَ ع قَائِماً يُصَلِّي وَ هِيَ حَوْلَهُ

______________________________
إلى دار بختيشوع، فلما رآه بادر يعدو إليه، ثم قال: ما الذي أزالك عن دينك؟

قال: وجدت المسيح فأسلمت على يده، قال: وجدت المسيح؟ قال: أو نظيره، فإن هذه الفصدة لم يفعلها في العالم إلا المسيح و هذا نظيره في آياته و براهينه، ثم انصرف إليه و لزم خدمته إلى أن مات، انتهى.

و الظاهر اتحاد الواقعة، و يحتمل التعدد.

الحديث الخامس و العشرون: مرسل.

و حجر بضم المهملة و سكون الجيم" كفيته" على بناء المجهول أي دفع عنك شره" مقاما" بالفتح أو الضم مصدرا أو اسم مكان، أي تقوم معه عند الله في يوم الحساب فتخاصمه لقتله إياك فينتقم الله لك منه.

الحديث السادس و العشرون: كالسابق.

" سلم" على بناء المفعول و المسلم المعتمد لعنه الله على الظاهر، و يحتمل المهتدي و المعتز أيضا على بعد" من في منزلك" استفهامية" إني أخاف عليك منه" أي ينزل عليك بلاء بسببه" فرأى" على المعلوم، أي النحرير لعنه الله أو المجهول" و هي" أي السباع، و في الخرائج و الإرشاد لأرمينه بين السباع، ثم استأذن في ذلك فأذن له فرمى به إليها و لم يشكوا في أكلها له، فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه قائما يصلي و هي حوله، فأمر بإخراجه إلى داره.

168
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 6 ؛ ج‌6، ص : 181

مَعِي مِمَّا لَمْ أُحِطْ بِهِ عِلْماً فَسَلَّمْتُهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ بَقِيتُ أَيَّاماً لَا يُرْفَعُ لِي رَأْسٌ وَ اغْتَمَمْتُ فَخَرَجَ إِلَيَّ قَدْ أَقَمْنَاكَ مَكَانَ أَبِيكَ فَاحْمَدِ اللَّهَ

[الحديث 6]

6 مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النَّسَائِيِّ قَالَ أَوْصَلْتُ أَشْيَاءَ لِلْمَرْزُبَانِيِّ الْحَارِثِيِّ فِيهَا سِوَارُ ذَهَبٍ فَقُبِلَتْ وَ رُدَّ عَلَيَّ السِّوَارُ فَأُمِرْتُ بِكَسْرِهِ فَكَسَرْتُهُ فَإِذَا فِي وَسَطِهِ مَثَاقِيلُ حَدِيدٍ وَ نُحَاسٍ أَوْ صُفْرٍ فَأَخْرَجْتُهُ وَ أَنْفَذْتُ الذَّهَبَ فَقُبِلَ

[الحديث 7]

7 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْفَضْلِ الْخَزَّازِ الْمَدَائِنِيِّ مَوْلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الطَّالِبِيِّينَ كَانُوا يَقُولُونَ بِالْحَقِّ وَ كَانَتِ الْوَظَائِفُ تَرِدُ عَلَيْهِمْ فِي وَقْتٍ مَعْلُومٍ فَلَمَّا مَضَى أَبُو مُحَمَّدٍ ع رَجَعَ قَوْمٌ مِنْهُمْ عَنِ الْقَوْلِ بِالْوَلَدِ فَوَرَدَتِ الْوَظَائِفُ عَلَى مَنْ ثَبَتَ مِنْهُمْ عَلَى الْقَوْلِ بِالْوَلَدِ وَ قُطِعَ عَنِ الْبَاقِينَ فَلَا يُذْكَرُونَ فِي الذَّاكِرِينَ وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ+

[الحديث 8]

8 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَوْصَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ مَالًا فَرُدَّ عَلَيْهِ وَ قِيلَ لَهُ أَخْرِجْ حَقَّ وُلْدِ عَمِّكَ مِنْهُ وَ هُوَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ كَانَ الرَّجُلُ فِي يَدِهِ ضَيْعَةٌ لِوُلْدِ عَمِّهِ فِيهَا شِرْكَةٌ قَدْ حَبَسَهَا عَلَيْهِمْ فَنَظَرَ فَإِذَا الَّذِي لِوُلْدِ عَمِّهِ مِنْ ذَلِكَ الْمَالِ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ فَأَخْرَجَهَا وَ أَنْفَذَ الْبَاقِيَ فَقُبِلَ

______________________________
التوجه و الاستخبار من الناحية المقدسة، فإن من يلتفت إلى غيره يرفع إليه رأسه و قيل: أي لا أرفع رأسي من الغم و الفكر، و ما ذكرنا أظهر.

الحديث السادس: مجهول.

" أوصلت" أي إلى الناحية المقدسة، و السوار بالكسر ما تجعل المرأة في يدها الحديث السابع: مجهول.

و أبو جعفر هو الجواد عليه السلام" من الطالبيين" أي أولاد أبي طالب" بالحق" أي بعدم خلو زمان من الأزمنة عن إمام إلى انقراض التكليف" بالولد" أي بوجود القائم عليه السلام و إمامته" في الذاكرين" أي الذين يذكرون أهل الحق بالثناء عليهم.

الحديث الثامن: صحيح.

و في القاموس: السواد اسم رستاق العراق و قصبتها" قد حبسها عليهم" على، للإضرار.

181
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 9 ؛ ج‌6، ص : 182

[الحديث 9]

9 الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ وُلِدَ لِي عِدَّةُ بَنِينَ فَكُنْتُ أَكْتُبُ وَ أَسْأَلُ الدُّعَاءَ فَلَا يُكْتَبُ إِلَيَّ لَهُمْ بِشَيْ‌ءٍ فَمَاتُوا كُلُّهُمْ فَلَمَّا وُلِدَ لِيَ الْحَسَنُ ابْنِي كَتَبْتُ أَسْأَلُ الدُّعَاءَ فَأُجِبْتُ يَبْقَى وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ

[الحديث 10]

10 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ كُنْتُ خَرَجْتُ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ بِبَغْدَادَ فَاسْتَأْذَنْتُ فِي الْخُرُوجِ فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَأَقَمْتُ اثْنَيْنِ وَ عِشْرِينَ يَوْماً وَ قَدْ خَرَجَتِ الْقَافِلَةُ إِلَى النَّهْرَوَانِ فَأُذِنَ فِي الْخُرُوجِ لِي يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ قِيلَ لِيَ اخْرُجْ فِيهِ فَخَرَجْتُ وَ أَنَا آيِسٌ مِنَ الْقَافِلَةِ أَنْ أَلْحَقَهَا فَوَافَيْتُ النَّهْرَوَانَ وَ الْقَافِلَةُ مُقِيمَةٌ فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ أَعْلَفْتُ جِمَالِي شَيْئاً حَتَّى رَحَلَتِ الْقَافِلَةُ فَرَحَلْتُ وَ قَدْ دَعَا لِي بِالسَّلَامَةِ فَلَمْ أَلْقَ سُوءاً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ

[الحديث 11]

11 عَلِيٌّ عَنِ النَّضْرِ بْنِ صَبَّاحٍ الْبَجَلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الشَّاشِيِّ قَالَ خَرَجَ بِي نَاصُورٌ عَلَى مَقْعَدَتِي فَأَرَيْتُهُ الْأَطِبَّاءَ وَ أَنْفَقْتُ عَلَيْهِ مَالًا فَقَالُوا لَا نَعْرِفُ لَهُ

______________________________
الحديث التاسع: مجهول كالصحيح، إذ ذكر الشيخ القاسم بن العلاء الهمداني روى عنه الصفواني، و في إعلام الورى و ربيع الشيعة القاسم بن العلاء من أهل آذربيجان كان من وكلاء الناحية و لعله الأخير، مع أن هذا الخبر أيضا مشتمل على مدحه.

الحديث العاشر: مجهول.

" خرجت" أي إلى الحج أو إلى غيره" ببغداد" أي حالكوني ببغداد، أو إلى بغداد، فالباء بمعنى إلى كما يقال: أحسن بي أي إلى، و يؤيده أن في الإرشاد إلى بغداد،" فاستأذنت" أي القائم عليه السلام و في القاموس: النهروان بفتح النون و تثليث الراء و بضمها ثلاث قرى أعلى و أوسط و أسفلهن بين واسط و بغداد، و في المغرب: هي من أرض العراق على أربعة فراسخ من بغداد، و في القاموس: العلف كالضرب أعلاف الدابة كالأعلاف.

الحديث الحادي عشر: ضعيف بنصر لأنه رمي بالغلو و إن لم أعتمد على مثل ذلك، فإن مراتب الناس في المعارف مختلفة.

و الشاش بلد بما وراء النهر، و في المصباح: الناصور جمعه نواصير و هي قروح‌

182
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 14 ؛ ج‌6، ص : 189

وَ قَدْ قِيلَ لِي إِنَّهُ يَصْحَبُكَ فَأَحْسِنْ مُعَاشَرَتَهُ وَ اطْلُبْ لَهُ عَدِيلًا وَ اكْتَرِ لَهُ

[الحديث 14]

14 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ شَكَكْتُ فِي أَمْرِ حَاجِزٍ فَجَمَعْتُ شَيْئاً ثُمَّ صِرْتُ إِلَى الْعَسْكَرِ فَخَرَجَ إِلَيَّ لَيْسَ فِينَا شَكٌّ وَ لَا فِيمَنْ يَقُومُ مَقَامَنَا بِأَمْرِنَا رُدَّ مَا مَعَكَ إِلَى حَاجِزِ بْنِ يَزِيدَ

[الحديث 15]

15 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ لَمَّا مَاتَ أَبِي وَ صَارَ الْأَمْرُ لِي كَانَ

______________________________
قيل لي" و القائل الصاحب عليه السلام أو بعض خدمة أو سفرائه" أن الحسن يصحبك" إلخ، و في إكمال الدين قال: و قصدت إلى ابن وجناء أسأله أن يكتري لي و يرتاد لي عديلا فرأيته كارها ثم لقيته بعد أيام فقال لي: أنا في طلبك منذ أيام قد كتب إلى أن أكتري لك و ارتاد لك عديلا ابتداء فحدثني الحسن أنه وقف في هذه السنة على عشرة دلالات، و الحمد لله رب العالمين.

الحديث الرابع عشر: مجهول.

" في أمر حاجز" أي في أنه هل هو من وكلاء القائم عليه السلام أم لا، و دل الخبر على أنه كان من وكلائه عليه السلام كما دل عليه ما رواه الصدوق (ره) في الإكمال بإسناده عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام و رآه من الوكلاء ببغداد العمري و ابنه، و حاجز و محمد بن صالح الهمداني، إلى آخر من ذكره.

الحديث الخامس عشر: حسن كالصحيح.

و في رجال الشيخ و الخلاصة محمد بن صالح بن محمد الهمداني الدهقان من أصحاب العسكري عليه السلام وكيل، و ذكر الكشي توقيعا طويلا عن أبي محمد عليه السلام يتضمن مدح الدهقان حيث قال فيه: أقرء كتابي على البلالي رضي الله عنه فإنه الثقة المأمون، إلى قوله: فإذا وردت بغداد فاقرأه على الدهقان وكيلنا و ثقتنا، و الذي يقبض من موالينا، و قد مر ما رواه الصدوق (ره) فيه آنفا" و صار الأمر لي" أي الوكالة،

189
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 17 ؛ ج‌6، ص : 192

[الحديث 17]

17 عَلِيٌّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ وُلِدَ لِي وَلَدٌ فَكَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ فِي طُهْرِهِ يَوْمَ السَّابِعِ فَوَرَدَ لَا تَفْعَلْ فَمَاتَ يَوْمَ السَّابِعِ أَوِ الثَّامِنِ ثُمَّ كَتَبْتُ بِمَوْتِهِ فَوَرَدَ سَتُخْلَفُ غَيْرَهُ وَ غَيْرَهُ تُسَمِّيهِ أَحْمَدَ وَ مِنْ بَعْدِ أَحْمَدَ جَعْفَراً فَجَاءَ كَمَا قَالَ قَالَ وَ تَهَيَّأْتُ لِلْحَجِّ وَ وَدَّعْتُ النَّاسَ وَ كُنْتُ عَلَى الْخُرُوجِ فَوَرَدَ نَحْنُ لِذَلِكَ كَارِهُونَ وَ الْأَمْرُ إِلَيْكَ قَالَ فَضَاقَ صَدْرِي وَ اغْتَمَمْتُ وَ كَتَبْتُ أَنَا مُقِيمٌ عَلَى السَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ غَيْرَ أَنِّي مُغْتَمٌّ بِتَخَلُّفِي عَنِ الْحَجِّ فَوَقَّعَ لَا يَضِيقَنَّ صَدْرُكَ فَإِنَّكَ سَتَحُجُّ مِنْ قَابِلٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ وَ لَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ كَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ فَوَرَدَ الْإِذْنُ فَكَتَبْتُ أَنِّي عَادَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ وَ أَنَا وَاثِقٌ بِدِيَانَتِهِ وَ صِيَانَتِهِ فَوَرَدَ الْأَسَدِيُّ نِعْمَ الْعَدِيلُ فَإِنْ قَدِمَ فَلَا تَخْتَرْ عَلَيْهِ فَقَدِمَ الْأَسَدِيُّ وَ عَادَلْتُهُ

[الحديث 18]

18 الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ قَالَ أَوْدَعَ الْمَجْرُوحُ مِرْدَاسَ بْنَ عَلِيٍّ مَالًا- لِلنَّاحِيَةِ وَ كَانَ عِنْدَ مِرْدَاسٍ مَالٌ لِتَمِيمِ بْنِ حَنْظَلَةَ فَوَرَدَ عَلَى مِرْدَاسٍ أَنْفِذْ مَالَ تَمِيمٍ مَعَ مَا

______________________________
الحديث السابع عشر: كالسابق.

و المراد بالطهر هنا الختان، و الترديد من الراوي أو من راويه" ستخلف" على بناء المجهول من الأفعال، أي ستعطى خلفا منه و عوضا، و الأسدي هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي الكوفي ساكن الري يقال له محمد بن أبي عبد الله، قال النجاشي: كان ثقة صحيح الحديث إلا أنه روي عن الضعفاء، و كان يقول بالجبر و التشبيه، و قال الشيخ: كان أحد الأبواب، و في كمال الدين أنه من الوكلاء الذين وقفوا على معجزات صاحب الزمان عليه السلام و رأوه.

و أقول: نسبته إلى الجبر و التشبيه لروايته الأخبار الموهمة لهما، و ذلك لا يقدح فيه إذ قل أصل من الأصول لا يوجد مثلها فيه.

الحديث الثامن عشر: كالسابق.

و المجروح مرفوع بالفاعلية، و مرداس منصوب بالمفعولية و الشيرازي هو المجروح، و روى الصدوق (ره) في الإكمال أن محمد بن أبي عبد الله الأسدي عد ممن وقف على معجزات الصاحب عليه السلام و رآه من غير الوكلاء من أهل قزوين مرداسا،

192
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 19 ؛ ج‌6، ص : 193

أَوْدَعَكَ الشِّيرَازِيُّ

[الحديث 19]

19 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى الْعُرَيْضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ لَمَّا مَضَى أَبُو مُحَمَّدٍ ع وَرَدَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ بِمَالٍ إِلَى مَكَّةَ لِلنَّاحِيَةِ فَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ ع مَضَى مِنْ غَيْرِ خَلَفٍ وَ الْخَلَفُ جَعْفَرٌ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ مَضَى أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ خَلَفٍ فَبَعَثَ رَجُلًا يُكَنَّى بِأَبِي طَالِبٍ فَوَرَدَ الْعَسْكَرَ وَ مَعَهُ كِتَابٌ فَصَارَ إِلَى جَعْفَرٍ وَ سَأَلَهُ عَنْ بُرْهَانٍ فَقَالَ لَا يَتَهَيَّأُ فِي هَذَا الْوَقْتِ فَصَارَ إِلَى الْبَابِ وَ أَنْفَذَ الْكِتَابَ إِلَى أَصْحَابِنَا فَخَرَجَ إِلَيْهِ آجَرَكَ اللَّهُ فِي صَاحِبِكَ فَقَدْ مَاتَ وَ أَوْصَى بِالْمَالِ الَّذِي كَانَ مَعَهُ إِلَى ثِقَةٍ لِيَعْمَلَ فِيهِ بِمَا يَجِبُ وَ أُجِيبَ عَنْ كِتَابِهِ

[الحديث 20]

20 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَمَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ آبَةَ شَيْئاً يُوصِلُهُ وَ نَسِيَ سَيْفاً بِآبَةَ فَأَنْفَذَ مَا كَانَ مَعَهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَا خَبَرُ السَّيْفِ الَّذِي نَسِيتَهُ

______________________________
و من أهل فارس المجروح، و من مصر صاحب المولودين و صاحب المال بمكة و أبو رجاء.

الحديث التاسع عشر: كالسابق.

" و معه كتاب" أي إلى من قام مقام أبي محمد عليه السلام فيه عرض المال أو تفصيل المال" إلى الباب" أي باب دار القائم عليه السلام" إلى أصحابنا" أي الموالي و خواص الشيعة الساكنين في الدار، و في الإرشاد فقال بعض الناس: إن أبا محمد قد مضى من غير خلف، و قال آخرون الخلف من بعده جعفر، و قال آخرون الخلف من بعده ولده، إلى قوله: و أنفذ الكتاب إلى أصحابنا الموسومين بالسفارة، إلى قوله: و أجيب عن كتابه، و كان الأمر كما قيل له.

الحديث العشرون: صحيح.

و في القاموس آبة بلد قرب ساوة، و بلد بإفريقية" فكتب" على المعلوم أو المجهول.

193
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 21 ؛ ج‌6، ص : 194

[الحديث 21]

21 الْحَسَنُ بْنُ خَفِيفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ بِخَدَمٍ إِلَى مَدِينَةِ الرَّسُولِ ص وَ مَعَهُمْ خَادِمَانِ وَ كَتَبَ إِلَى خَفِيفٍ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُمْ فَخَرَجَ مَعَهُمْ فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى الْكُوفَةِ شَرِبَ أَحَدُ الْخَادِمَيْنِ مُسْكِراً فَمَا خَرَجُوا مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّى وَرَدَ كِتَابٌ مِنَ الْعَسْكَرِ بِرَدِّ الْخَادِمِ الَّذِي شَرِبَ الْمُسْكِرَ وَ عُزِلَ عَنِ الْخِدْمَةِ

[الحديث 22]

22 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ

______________________________
الحديث الحادي و العشرون: مجهول.

" بعث بخدم" الخدم بالتحريك جمع الخادم و هو المملوك، و لعلهم كانوا مماليكه و مماليك والده عليهما السلام، بعثهم ليسكنوا المدينة و يغفل الخليفة و أصحابه عنهم و عنه عليه السلام أو لخدمة المسجد و الضرائح المقدسة، و كان الخادمين لم يكونا مملوكين بل كانا أجيرين.

الحديث الثاني و العشرون: كالسابق.

و الظاهر أن هذه القضية هي التي مرت في السادس عشر فالظاهر إما زيادة الغلام ثمة أو سقوطه هنا، و يحتمل أن يكون أحمد روى حكاية غلامه، و يقرأ" أنفذ" و" يبعث" على بناء المجهول، و الأظهر عندي أن صاحب الواقعة و صاحب المال كان أحمد، و يمكن أن يقرأ الفعلان على بناء المعلوم بإرجاع الضميرين إلى أحمد، فيكون من كلام الراوي و أما الخبر المتقدم فالظاهر أن قوله و العلاء عطف على قوله عدة، و هو سند آخر إلى أحمد، ففي هذا السند روى بدر عن مولاه أحمد، و ترك ذكر أحمد في السند الثاني اختصارا لوضوحه، أو كان" عنه" بعد قوله: غلام أحمد بن الحسن فسقط من النساخ، و يؤيده ما رواه الطبري في دلائل الإمامة بإسناده يرفعه إلى أحمد الدينوري قال: انصرفت من أردبيل إلى دينور أريد الحج بعد مضي أبي محمد عليه السلام بسنة أو سنتين، و كان الناس في حيرة فاجتمعت الشيعة عندي و قالوا: قد اجتمع عندنا ستة عشر ألف دينار من مال الموالي و نحتاج أن نحملها معك لتسلمها بحيث يجب تسليمها، قال: فقلت: يا قوم هذه حيرة و لا نعرف الباب في هذا الوقت، فقالوا‌

194
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 25 ؛ ج‌6، ص : 199

لِذَلِكَ فَوَرَدَ نَعْيُ الْجُنَيْدِ بَعْدَ ذَلِكَ

[الحديث 25]

25 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ كُنْتُ مُعْجَباً بِهَا فَكَتَبْتُ أَسْتَأْمِرُ فِي اسْتِيلَادِهَا فَوَرَدَ اسْتَوْلِدْهَا وَ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ فَوَطِئْتُهَا فَحَبِلَتْ ثُمَّ أَسْقَطَتْ فَمَاتَتْ

[الحديث 26]

26 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ كَانَ ابْنُ الْعَجَمِيِّ جَعَلَ ثُلُثَهُ لِلنَّاحِيَةِ وَ كَتَبَ بِذَلِكَ وَ قَدْ كَانَ قَبْلَ إِخْرَاجِهِ الثُّلُثَ دَفَعَ مَالًا لِابْنِهِ أَبِي الْمِقْدَامِ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَكَتَبَ إِلَيْهِ فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي عَزَلْتَهُ لِأَبِي الْمِقْدَامِ

[الحديث 27]

27 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَقِيلٍ عِيسَى بْنِ نَصْرٍ قَالَ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ الصَّيْمَرِيُّ يَسْأَلُ كَفَناً فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ فَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِالْكَفَنِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَيَّامٍ

[الحديث 28]

28 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ الْهَمَذَانِيِّ قَالَ كَانَ لِلنَّاحِيَةِ عَلَيَّ خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ فَضِقْتُ بِهَا ذَرْعاً ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي لِي حَوَانِيتُ اشْتَرَيْتُهَا بِخَمْسِمِائَةٍ

______________________________
عليه السلام قطع عمن لم يقل بالولد.

الحديث الخامس و العشرون: كالصحيح.

" معجبا" بالفتح أي مسرورا" و يفعل لله" إشارة إلى موتها.

الحديث السادس و العشرون: صحيح.

" جعل ثلثه" أي ثلث ماله" و كتب" أي إلى الناحية" بذلك" أي بالجعل" قبل إخراجه" أي بعد النذر و قبل إرساله الثلث" أين المال" أي لم لم تخرج ثلثه أيضا؟ الحديث السابع و العشرون: مجهول.

و صيمر كجعفر محلة بالبصرة" في سنة ثمانين" أي من عمرك أو أراد الثمانين بعد المائتين من الهجرة.

الحديث الثامن و العشرون: كالسابق.

" و ذرعا" تميز، قال الجوهري: يقال ضقت بالأمر ذرعا إذا لم تطقه، و لم‌

199
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 29 ؛ ج‌6، ص : 200

وَ ثَلَاثِينَ دِينَاراً قَدْ جَعَلْتُهَا لِلنَّاحِيَةِ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ وَ لَمْ أَنْطِقْ بِهَا فَكَتَبَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ اقْبِضِ الْحَوَانِيتَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بِالْخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ الَّتِي لَنَا عَلَيْهِ

[الحديث 29]

29 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ بَاعَ جَعْفَرٌ فِيمَنْ بَاعَ صَبِيَّةً جَعْفَرِيَّةً كَانَتْ فِي الدَّارِ يُرَبُّونَهَا فَبَعَثَ بَعْضَ الْعَلَوِيِّينَ وَ أَعْلَمَ الْمُشْتَرِيَ خَبَرَهَا فَقَالَ الْمُشْتَرِي قَدْ طَابَتْ نَفْسِي بِرَدِّهَا وَ أَنْ لَا أُرْزَأَ مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئاً فَخُذْهَا فَذَهَبَ الْعَلَوِيُّ فَأَعْلَمَ أَهْلَ النَّاحِيَةِ الْخَبَرَ فَبَعَثُوا إِلَى الْمُشْتَرِي بِأَحَدٍ وَ أَرْبَعِينَ دِينَاراً وَ أَمَرُوهُ بِدَفْعِهَا إِلَى صَاحِبِهَا

[الحديث 30]

30 الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِنْ نُدَمَاءِ روزحسنى وَ آخَرُ مَعَهُ فَقَالَ لَهُ هُوَ ذَا يَجْبِي الْأَمْوَالَ وَ لَهُ وُكَلَاءُ وَ سَمَّوْا جَمِيعَ الْوُكَلَاءِ فِي النَّوَاحِي وَ أُنْهِيَ

______________________________
تقو عليه، و أصل الذرع إنما هو بسط اليد، فكأنك تريد مددت يدي إليه فلم تنله، و ربما قالوا: ضقت به ذراعا، و
محمد بن جعفر هو الأسدي المتقدم و الحانوت الدكان.

الحديث التاسع و العشرون: صحيح.

و جعفر هو الكذاب" جعفرية" أي من أولاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه" في الدار" أي في دار أبي محمد عليه السلام" و أن لا أرزا" كان الواو بمعنى مع أو للحال، و الفعل على بناء المجهول أي أنقص و الحاصل أني أردها بطيب نفسي بشرط أن لا تنقصوني من ثمني الذي أعطيت جعفرا شيئا" و أمروه" أي العلوي" بدفعها" أي الصبية" إلى صاحبها" أي وليها من آل جعفر، و يحتمل أن يكون المراد بقوله إلى المشتري للمشتري، فضمير دفعها للدنانير، و المراد بصاحبها المشتري، و الضمير للصبية و الأول أظهر، و كأنهم لم يعلموا ثمنها كم هو، فبعث عليه السلام ذلك المقدار بالإعجاز، فلذا ذكر هيهنا، مع أنه يحتمل أن يكون ذكره لبيان ما جرى من الظلم عند تلك الداهية لا بيان الإعجاز.

الحديث الثلاثون: مجهول.

و الظاهر أن روزحسني اسم مركب، و قيل: حسني نعت رجل" يجبي الأموال" أي يجمعها" و سموا" أي الرجلان و من كان معهما، و السلطان الخليفة، و في‌

200
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم ع ؛ ج‌6، ص : 203

 

بَابُ مَا جَاءَ فِي الِاثْنَيْ عَشَرَ وَ النَّصِّ عَلَيْهِمْ ع

[الحديث 1]

1 عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي ع قَالَ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ مَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع وَ هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدِ سَلْمَانَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَجَلَسَ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَ اللِّبَاسِ فَسَلَّمَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ- فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ إِنْ أَخْبَرْتَنِي بِهِنَّ عَلِمْتُ أَنَّ الْقَوْمَ رَكِبُوا مِنْ أَمْرِكَ مَا قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْ لَيْسُوا

______________________________
باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم من الله (1) عليهم السلام الحديث الأول: صحيح.

" أن القوم" أي أبا بكر و أعوانه و أصحابه" ما قضى عليهم" على بناء المجهول أي حكم عليهم بالبطلان، أو بأنهم أصحاب النار بسببه أو على بناء المعلوم، و الضمير للموصول توسعا، و في الإعلام ما أقضي عليهم أنهم ليسوا، و في إكمال الدين: ما قضى عليهم أنهم، و المراد بما ركبوا ادعاء الخلافة و منعه عليه السلام عن القيام بها، و في القاموس: الناس في هذا شرع، و يحرك أي سواء.

و في إكمال الدين بعد قوله: أجبه، فقال: أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه؟ فإن روحه متعلقة بالريح، و ريحه متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فإن أذن الله عز و جل برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدنه، و إن لم يأذن الله تعالى برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح و جذبت الريح الروح فلم ترد إلى صاحبها إلى يوم يبعث، و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق، و على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب فذكر الرجل‌

 

203
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 6 ؛ ج‌6، ص : 222

تَفُوقَ وَ لَا تُفَاقَ وَ أَنْ تُعَظَّمَ وَ لَا تُسْتَضْعَفَ قَالَ ثُمَّ مَضَى بِهِ عَلِيٌّ ع إِلَى مَنْزِلِهِ فَعَلَّمَهُ مَعَالِمَ الدِّينِ

[الحديث 6]

6 مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْعُصْفُورِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ فَأَقَامَهُمْ أَشْبَاحاً فِي ضِيَاءِ نُورِهِ يَعْبُدُونَهُ قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ يُقَدِّسُونَهُ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ ص

[الحديث 7]

7 مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَشَّابِ عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ

______________________________
و قال صاحب الفرهنك:- كستي بالضم بمعنى كشتي، و نيز زنار باشد، خاقاني گويد:" ريسمان سبحه بگسستند و كستي بافتند"- انتهى.

و يقال: فاقة أي علاه، و معالم الدين القواعد الكلية التي يستدل بها على الجزئيات.

الحديث السادس: مجهول.

" من نور عظمته" أي من نور من أنوار المخلوقة له يدل على عظمته و جلاله و يحتمل أن يكون النور كناية عن قدرته الكاملة أي خلق أرواحهم المقدسة من محض قدرته الدالة على أنه أعظم من أن تدركه العقول و الأفهام، أو كناية عن تجرد أرواحهم بناء على تجردها" فأقامهم أشباحا" أي في أجساد هم المثالية أو أرواحا بلا أبدان" في ضياء نوره" أي نور عرشه، أو كناية عن استفاضتهم العلوم و المعارف و الكمالات في هذا العالم أيضا و كونهم مشمولين لعنايته، منظورين بعين كرامته.

" قبل خلق الخلق" متعلق بخلق أو بأقام أو يعبدون أو بالجميع على التنازع، و المراد قبل سائر الخلق من ذوي الأرواح أو مطلقا" و هم" أي الأحد عشر.

الحديث السابع: كالسابق.

و في الإعلام عن الخشاب و كأنه أظهر، و عنه عن الحسن بن سماعة، و في بعض‌

222
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 11 ؛ ج‌6، ص : 229

[الحديث 11]

11 مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِيشِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي ع أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَ إِنَّهُ يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَمْرُ السَّنَةِ وَ لِذَلِكَ الْأَمْرِ وُلَاةٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَنْ هُمْ قَالَ أَنَا وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ صُلْبِي أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ

[الحديث 12]

12 وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِأَصْحَابِهِ آمِنُوا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ إِنَّهَا تَكُونُ- لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ لِوُلْدِهِ الْأَحَدَ عَشَرَ مِنْ بَعْدِي

[الحديث 13]

13 وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ يَوْماً لٰا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتاً بَلْ أَحْيٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ص رَسُولُ اللَّهِ مَاتَ شَهِيداً وَ اللَّهِ لَيَأْتِيَنَّكَ فَأَيْقِنْ إِذَا جَاءَكَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ غَيْرُ

______________________________
بإمامته، أو في زهده و عبادته و خشونة الملبس و جشوبة المطعم.

الحديث الحادي عشر: ضعيف على المشهور و قد مر شرحه في حديث طويل في تفسير سورة القدر.

الحديث الثاني عشر: كالسابق، و ضمير قال لأبي جعفر عليه السلام" أنها" بفتح الهمزة بدل ليلة القدر، و فيه رد على من زعم من المخالفين أن ليلة القدر لم تبق بعد رسول الله صلى الله عليه و آله.

الحديث الثالث عشر: كالسابق، و هذا أيضا مروي عن أبي جعفر عليه السلام و كلها مأخوذ من كتاب ابن الجريش في إنا أنزلناه في ليلة القدر و ضعفه النجاشي و ابن الغضائري لاشتمال كتابه على الأخبار الغالية الغامضة التي لا تبلغ إليها عقول أكثر الخلق، و في أكثر كتاب الرجال الحريش بالحاء المهملة، و في أكثر كتب الحديث بالجيم.

" مات شهيدا" أي مقتولا بالسم و ظهور النبي صلى الله عليه و آله و سلم له إما بجسده الأصلي كما ذهب إليه جماعة من الأصحاب أن أرواحهم عليهم السلام ترد إلى أجسادهم الأصلية‌

229
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 15 ؛ ج‌6، ص : 231

[الحديث 15]

15 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ يَكُونُ تِسْعَةُ أَئِمَّةٍ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ

[الحديث 16]

16 الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً مِنْهُمْ حَسَنٌ وَ حُسَيْنٌ ثُمَّ الْأَئِمَّةُ

______________________________
الحديث الخامس عشر: حسن كالصحيح.

" قائمهم" يعني يقوم بالسيف و يجاهد حتى يغلب الحق و أهله على الباطل و أهله.

الحديث السادس عشر: ضعيف على المشهور.

" و اثنا عشر" خبر، و أقول: أخبار الاثني عشر إماما و خليفة متواترة من طرق الخاصة و العامة أوردتها في الكتاب الكبير في كراريس، فمن أراد الإحاطة بها فليرجع إليه، و نذكر منها هنا خبرا واحدا أورده ابن الأثير في جامع الأصول الذي اتفقوا على صحته رواه من صحيح البخاري و مسلم و الترمذي و سنن أبي داود، و بأسانيدهم المكثرة عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول: بعدي اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش.

و في رواية قال: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا ثم تكلم النبي صلى الله عليه و آله و سلم بكلمة خفيف علي، فسألت أبي ما ذا قال رسول الله؟ فقال: قال كلهم من قريش هذه رواية البخاري و مسلم، و في أخرى لمسلم قال: انطلقت إلى رسول الله و معي أبي فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة، فقال كلمة أصمنيها الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلهم من قريش، و في أخرى أنه قال:

دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه و آله و سلم فسمعته يقول: إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيه اثنتا عشر خليفة، قال: ثم تكلم بكلمة خفي علي فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش.

231
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

باب في أنه إذا قيل في الرجل شي‌ء فلم يكن فيه و كان في ولده أو ولد ولده فإنه هو الذي قيل فيه ؛ ج‌6، ص : 236

 

بَابٌ فِي أَنَّهُ إِذَا قِيلَ فِي الرَّجُلِ شَيْ‌ءٌ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ وَ كَانَ فِي وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي قِيلَ فِيهِ

[الحديث 1]

1 مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى عِمْرَانَ أَنِّي وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً سَوِيّاً مُبَارَكاً يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَ جَاعِلُهُ رَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَحَدَّثَ عِمْرَانُ امْرَأَتَهُ

______________________________
باب في أنه إذا قيل في الرجل شي‌ء فلم يكن فيه و كان في ولده أو ولد ولده فإنه هو الذي قيل فيه الحديث الأول صحيح" سويا" أي مستوي الخلقة، و كون اسم أم مريم حنة موافق لما ذكره أكثر المفسرين و أهل الكتاب، و قد مر في باب مولد أبي الحسن موسى عليه السلام أن اسمها مرثا، و هي و هيبة بالعربية فيمكن أن يكون أحدهما اسما و الآخر لقبا أو يكون أحدهما موافقا للواقع و الآخر لما اشتهر بين أهل الكتاب أو العامة و هذه القصة إشارة إلى ما ذكره الله تعالى، في سورة آل عمران حيث قال:" إِذْ قٰالَتِ امْرَأَتُ عِمْرٰانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مٰا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً".

قال البيضاوي: هذه حنة بنت فاقوذا جدة عيسى، روي أنها كانت عاقرا عجوزا فبينا هي في ظل شجرة إذ رأت طائرا يطعم فرخه، فحنت إلى الولد و تمنته فقالت:

اللهم إن لك علي نذرا إن رزقتني ولدا أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من خدمه، فحملت مريم و هلك عمران، و كان هذا النذر مشروعا في عهدهم في الغلمان فلعلها بنت الأمر على التقدير أو طلبت ذكرا محررا أي معتقا لخدمته لا أشغله بشي‌ء، أو مخلصا للعبادة، و نصبه على الحال" فَتَقَبَّلْ مِنِّي" ما نذرت" إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"

 

236
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 2 ؛ ج‌6، ص : 238

الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِمْرَانَ وَ وَعَدَهُ إِيَّاهُ فَإِذَا قُلْنَا فِي الرَّجُلِ مِنَّا شَيْئاً وَ كَانَ فِي وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ فَلَا تُنْكِرُوا ذَلِكَ

[الحديث 2]

2 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا قُلْنَا فِي رَجُلٍ قَوْلًا فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ وَ كَانَ فِي وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ فَلَا تُنْكِرُوا ذَلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَفْعَلُ مٰا يَشٰاءُ

[الحديث 3]

6- 3 الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ

______________________________
القائم و المراد به السابع من ولده لا الولد بلا واسطة، و مثل عليه السلام ذلك بأن الله أوحى إلى عمران إني واهب لك ذكرا، و كان المراد ولد الولد، و فهمت حنة أنه الولد بلا واسطة.

فالمراد بقوله عليه السلام: فإذا قلنا في الرجل منا شيئا، أي بحسب فهم السائل و ظاهر اللفظ، أو يكون المراد أنه قيل فيه حقيقة و كان مشروطا بأمر لم يقع، فوقع فيه البداء، و وقع في ولده، و على هذا ما ذكر في أمر عيسى إنما ذكر على سبيل التنظير و إن لم يكن بينهما مطابقة تامة، أو كان أمر عيسى أيضا كذلك بأنه كان قدر ذلك في ولدها ثم وقع فيه البداء و صار في ولد ولدها.

و يحتمل المثل و مضربه وجها آخر و هو أن يكون المراد فيهما معنى مجازيا بوجه آخر، ففي المثل: أطلق الذكر السوي على مريم لأنها سبب وجود عيسى عليه السلام إطلاقا لاسم المسبب على السبب، و كذا في المضرب أطلق القائم على من في صلبه القائم إما على هذا الوجه أو إطلاقا لاسم الجزء على الكل.

الحديث الثاني: مجهول كالصحيح.

و ظاهر هذا الخبر البداء فيؤيد أحد الوجوه السابقة و إن أمكن أن يكون المراد بقوله:" ف‍ إِنَّ اللّٰهَ يَفْعَلُ مٰا يَشٰاءُ" أنه قد يأمر بنحو هذا النوع من الأخبار و إيراد الكلام على هذا الوجه للمصلحة.

الحديث الثالث: ضعيف على المشهور.

238
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

باب أن الأئمة ع كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه ؛ ج‌6، ص : 239

 

أَبِي خَدِيجَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ قَدْ يَقُومُ الرَّجُلُ بِعَدْلٍ أَوْ بِجَوْرٍ وَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ وَ لَمْ يَكُنْ قَامَ بِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ ابْنَهُ أَوِ ابْنَ ابْنِهِ مِنْ بَعْدِهِ فَهُوَ هُوَ

بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ ع كُلَّهُمْ قَائِمُونَ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى هَادُونَ إِلَيْهِ

[الحديث 1]

1 عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زَيْدٍ أَبِي الْحَسَنِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع وَ هُوَ بِالْمَدِينَةِ فَقُلْتُ لَهُ عَلَيَّ نَذْرٌ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ إِنْ أَنَا لَقِيتُكَ أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى

______________________________
و قوله: و ينسب عطف على" يقوم" أي و قد ينسب مجازا أو بداءا، و ضمير إليه لمصدر يقوم أو لعدل أو لجور، و جملة لم يكن حالية" قام به" أي حقيقة" فيكون ذلك" أي المنسوب إليه أو القائم بأحدهما و قراءة فيكون على بناء التفعيل بعيد" فهو هو" الضمير الأول للقائم بأحدهما حقيقة و الثاني لما هو المراد باللفظ، أو للمقدر الواقعي و المكتوب في اللوح المحفوظ أو بالعكس، و قيل: الأول للصادر و الثاني للمنسوب أي الرجل.

باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله هادون إليه عليهم السلام و الرضوان الحديث الأول: مجهول.

قوله: علي نذر، أي وجب علي نذر أي منذور" بين الركن و المقام" ظرف على و إنما ذكر ذلك تأكيدا للزوم نذره و وجوب الوفاء به لوقوعه في أشرف الأماكن، و ما ذكر طول الحطيم و عرضه من المقام إلى باب البيت، و قد وردت أخبار كثيرة في أنه أشرف بقاع الأرض، و يحتمل أن يكون المراد الموضع الذي كان فيه المقام في زمن الرسول و هو قريب من باب البيت، فالمراد بيان عرض الحطيم و إن كان أوسع من المشهور بقليل و الظاهر انعقاد هذا النذر لأن الغاية و إن كانت متعلقة بفعل الغير لكن الكون في المدينة الراجح شرعا هو من فعله و اختياره فينعقد إلا أن يعرض له أمر يكون مقامه بالمدينة‌

 

239
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 2 ؛ ج‌6، ص : 242

[الحديث 2]

2 الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقَائِمِ فَقَالَ كُلُّنَا قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى يَجِي‌ءَ صَاحِبُ السَّيْفِ فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُ السَّيْفِ جَاءَ بِأَمْرٍ غَيْرِ الَّذِي كَانَ

[الحديث 3]

3 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع- يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ قَالَ إِمَامِهِمُ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ وَ هُوَ قَائِمُ أَهْلِ زَمَانِهِ

بَابُ صِلَةِ الْإِمَامِ ع

[الحديث 1]

1 الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِمَامَ يَحْتَاجُ إِلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَهُوَ كَافِرٌ إِنَّمَا النَّاسُ يَحْتَاجُونَ أَنْ يَقْبَلَ

______________________________
الحديث الثاني ضعيف على المشهور.

" غير الذي كان" من الخروج بالسيف و الحكم بعلمه، و قتل مانع الزكاة و قطع أيدي بني شيبة، و المنع عن الميازيب، و سائر ما يضر بالطريق، و هدم المنارات و المقاصير و سائر ما ورد أنه عليه السلام يفعله عند ظهوره.

الحديث الثالث: ضعيف.

و ذكره في الباب لإطلاق القائم على كل إمام و قد مر الكلام في مضمونه.

باب صلة الإمام عليه السلام الحديث الأول: مرفوع.

" فهو كافر" أي غير عارف بفضل الإمام و إنه قادر على قلب الجبال ذهبا بدعائه فالكفر في مقابلة الإيمان الكامل، أو محمول على ما إذا كان ذلك على وجه التحقير و الإزراء بشأنه عليه السلام" يحتاجون" أي لمغفرتهم و رفع درجاتهم و تضاعف حسناتهم‌

242
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 4 ؛ ج‌6، ص : 245

[الحديث 4]

4 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضٰاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ قَالَ نَزَلَتْ فِي صِلَةِ الْإِمَامِ

[الحديث 5]

5 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَيَّاحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَا مَيَّاحُ دِرْهَمٌ يُوصَلُ بِهِ الْإِمَامُ أَعْظَمُ وَزْناً مِنْ أُحُدٍ

[الحديث 6]

6 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ دِرْهَمٌ يُوصَلُ بِهِ الْإِمَامُ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ وُجُوهِ الْبِرِّ

[الحديث 7]

7 مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنِّي لآَخُذُ مِنْ أَحَدِكُمُ الدِّرْهَمَ وَ إِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالًا مَا أُرِيدُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنْ تُطَهَّرُوا

______________________________
الحديث الرابع: موثق.

الحديث الخامس: ضعيف و على ما ذكرنا من الوجه الأول في الخبر الثاني لا ينافي الأعظمية المساواة و على الثاني لعل الاختلاف باعتبار اختلاف الإخلاص و حلية المال و معرفة المعطي و غير ذلك.

الحديث السادس: مرسل.

الحديث السابع: موثق كالصحيح.

" إلا أن تطهروا" أي من السيئات و ذمائم الأخلاق.

245
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 2 ؛ ج‌6، ص : 255

[الحديث 2]

2 الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى- وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبىٰ قَالَ هُمْ قَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ الْخُمُسُ لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لَنَا

[الحديث 3]

3 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْأَنْفَالُ مَا لَمْ يُوجَفْ عَلَيْهِ بِ‍ خَيْلٍ وَ لٰا رِكٰابٍ أَوْ قَوْمٌ صَالَحُوا أَوْ قَوْمٌ أَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ وَ كُلُّ أَرْضٍ خَرِبَةٍ وَ بُطُونُ الْأَوْدِيَةِ فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ لِلْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ

[الحديث 4]

4 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ ع قَالَ الْخُمُسُ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ مِنَ الْغَنَائِمِ وَ الْغَوْصِ

______________________________
الحديث الثاني: ضعيف على المشهور" و لنا" أي لبني هاشم، أو للأوصياء لأن لهم التصرف في الخمس و سائر الأصناف هم عيال الإمام يعطيهم على وجه النفقة.

الحديث الثالث: حسن.

" أو قوم صالحوا" قيل: أي صالحوا على ترك القتال بالانجلاء عنها أو أعطوها بأيديهم و سلموها طوعا و لو صالحوا على أنها لهم فهي لهم و للمسلمين و لهم السكنى و عليهم الجزية فالعامر للمسلمين قاطبة و الموات للإمام عليه السلام و يمكن حمله على أن يكونوا صالحوا أن يكون الأرض للإمام عليه السلام و كل أرض خربة ترك أهلها أو هلكوا و سواء كانوا مسلمين أو كفارا، و كذا مطلق الموات التي لم يكن لها مالك، و المرجع فيها و في بطون الأودية إلى العرف كما ذكره الأصحاب و يتبعهما كل ما فيها من شجر و معدن و غيرهما.

الحديث الرابع: مرسل كالحسن لإجماع العصابة على تصحيح ما يصح عن حماد.

قوله: من خمسة أشياء، أقول: عدم ذكر خمس أرباح التجارات و نحوها‌

255
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 6 ؛ ج‌6، ص : 270

رَسُولُ اللَّهِ ص بِخَيْلٍ وَ لَا رِكَابٍ فَقَالَ كَثِيرٌ وَ أَنْظُرُ فِيهِ

[الحديث 6]

6 عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ الْأَنْفَالُ هُوَ النَّفْلُ وَ فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ جَدْعُ الْأَنْفِ

[الحديث 7]

7 أَحْمَدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبىٰ فَقِيلَ لَهُ فَمَا كَانَ لِلَّهِ فَلِمَنْ هُوَ فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ فَهُوَ لِلْإِمَامِ فَقِيلَ لَهُ أَ فَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ صِنْفٌ مِنَ الْأَصْنَافِ أَكْثَرَ وَ صِنْفٌ أَقَلَّ مَا يُصْنَعُ بِهِ قَالَ ذَاكَ إِلَى الْإِمَامِ أَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ ص كَيْفَ يَصْنَعُ أَ لَيْسَ إِنَّمَا كَانَ يُعْطِي عَلَى مَا يَرَى كَذَلِكَ الْإِمَامُ

______________________________
عليها السلام، و ما جرى في ذلك من الاحتجاج و أجوبة شبه المخالفين في كتاب الفتن عند ذكر مثالب أبي بكر، و هي طويلة الذيل لا يسع الكتاب إيرادها.

الحديث السادس: ضعيف على المشهور.

قوله: هو النفل، أي هو جمع النفل بفتح الأول و سكون الثاني، و هو الزيادة أي هو زيادة عطية خصنا الله بها، و يؤيده أن في التهذيب من النفل، أو المعنى هي نفل و عطية لنا، قال في النهاية: النفل بالتحريك الغنيمة و جمعه أنفال، و النفل بالسكون و قد يحرك الزيادة.

قوله: جدع الأنف، أي قطع أنف المخالفين و هو كناية عن إذ لا لهم و إسكانهم كما أن شموخ الأنف كناية عن العزة و الرفعة و إنما كان فيه جدع أنفهم لأنه حكم الله تعالى بأن الأنفال لله و الرسول، و معلوم أن ما كان للرسول فهو للقائم مقامه بعده.

الحديث السابع: صحيح و قد مر الكلام فيه.

270
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 8 ؛ ج‌6، ص : 271

[الحديث 8]

8 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَعَادِنِ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْحَدِيدِ وَ الرَّصَاصِ وَ الصُّفْرِ فَقَالَ عَلَيْهَا الْخُمُسُ

[الحديث 9]

9 عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَمِيلٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ الْإِمَامُ يُجْرِي وَ يُنَفِّلُ وَ يُعْطِي مَا شَاءَ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ السِّهَامُ وَ قَدْ قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِقَوْمٍ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ فِي الْفَيْ‌ءِ نَصِيباً وَ إِنْ شَاءَ قَسَمَ ذَلِكَ بَيْنَهُمْ

[الحديث 10]

10 مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ حُكَيْمٍ مُؤَذِّنِ ابْنِ عِيسَى قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

______________________________
الحديث الثامن: حسن.

و قال في بحر الجواهر: الرصاص بالفتح و العامة تقوله بالكسر كذا في القانون، و قال صاحب الاختيارات هو القلعي فارسية" ارزيز" و يستفاد من المغرب و النهاية و الصراح و المقاييس و جامع ابن بيطار: أن الرصاص نوعان أحدهما أبيض و يقال له القلعي بفتح اللام، و هو منسوب إلى قلع بسكون اللام و هو معدن، و ثانيهما أسود و يقال له الأسرب، انتهى.

و الصفر بالضم نوع من النحاس، و كون الخمس فيها لا ينافي كونه في غيرها.

الحديث التاسع: حسن.

" يجري" من الإجراء أي الإنفاق، لأنه ينفق على جماعة يذهب بهم لمصالح الحرب، و منهم من قرأ بالزاء أي يعطي جزاء من عمل شيئا" و ينفل" أي يأخذ لنفسه زائدا على الخمس أي يعطى غيره زائدا على الإنفاق و الأجرة، و القوم عبارة عن الأعراب" و إن شاء قسم ذلك" أي شيئا من المال المغنوم" بينهم" أي بين القوم، أي أقل من حصة الغانمين، أو المعنى إن شاء أعطاهم مثل حصة الغانمين.

الحديث العاشر: ضعيف على المشهور.

و في رجال الشيخ حكيم مؤذن بني عبس بالباء الموحدة، و في التهذيب بني‌

271
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 11 ؛ ج‌6، ص : 273

 

أَنَّ أَبِي جَعَلَ شِيعَتَهُ فِي حِلٍّ لِيَزْكُوا

[الحديث 11]

11 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الْخُمُسِ فَقَالَ فِي كُلِّ مَا أَفَادَ النَّاسُ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ

[الحديث 12]

12 عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ قَالَ كَتَبْتُ جُعِلْتُ لَكَ الْفِدَاءَ تُعَلِّمُنِي مَا الْفَائِدَةُ وَ مَا حَدُّهَا رَأْيَكَ أَبْقَاكَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ تَمُنَّ

______________________________
أنهم لم يبيحوا ذلك، و في بعض أخبار الإباحة إشعار بتخصيصها بالمناكح، و ما دل على الإباحة في خصوص زمان الغيبة أخبار شاذة لا تعارض الأخبار الكثيرة.

و المشهور بين الأصحاب أنه في زمان الغيبة أباحوا عليهم السلام المناكح و هي الجواري التي تسبى من دار الحرب فإنه يجوز شراؤها و وطيها و إن كانت بأجمعها للإمام إذا غنمت من غير إذنه عند الأكثر، و فسرها بعضهم بمهر الزوجة و ثمن السراري من الربح، و أبا حواء أيضا المساكن و فسرت بما يتخذ منها فيما يختص بالإمام من الأرض أو الأرباح، و قيل: ثمن المساكن مما فيه الخمس مطلقا، و أباحوا المتاجر أيضا و فسرت بما يشتري من الغنائم المأخوذة من أهل الحرب، و إن كانت بأسرها أو بعضها للإمام، و فسرها ابن إدريس بشراء متعلق الخمس ممن لا يخمس فلا يجب على المشتري إخراج الخمس إلا أن يتجر فيه و يربح و فسرها بعضهم بما يكتسب من الأرض و الأشجار المختصة به عليه السلام.

قوله عليه السلام: ليزكوا أي ليطهروا من خبث الولادة، أو من شغل ذمتهم بأموال الإمام عليه السلام.

الحديث الحادي عشر: حسن أو موثق، و يدل على أن الخمس في جميع الفوائد.

الحديث الثاني عشر: مجهول.

و كان المكتوب إليه الهادي أو الجواد أو الرضا عليهم السلام" مما يفيد إليك" على المجرد أي يحصل لك أو على بناء الأفعال أي تستفيده، و على التقديرين التعدية بإلى‌

 

273
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 16 ؛ ج‌6، ص : 278

إِلَّا الْأَوَّلَيْنِ- فَإِنَّهُمَا غَنِيَا بِحَاجَتِهِمَا

[الحديث 16]

16 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مِنْ أَيْنَ دَخَلَ عَلَى النَّاسِ الزِّنَا قُلْتُ لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ خُمُسِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ إِلَّا شِيعَتَنَا الْأَطْيَبِينَ فَإِنَّهُ مُحَلَّلٌ لَهُمْ لِمِيلَادِهِمْ

[الحديث 17]

17 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع نَحْنُ قَوْمٌ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَنَا لَنَا الْأَنْفَالُ وَ لَنَا صَفْوُ الْمَالِ

[الحديث 18]

18 عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ رِفَاعَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي الرَّجُلِ يَمُوتُ

______________________________
من التكلم إلى الغيبة، أو تغليب الغائب على المتكلم
" فإنهما غنيا بحاجتهما" أي استغنيا بقضاء حاجتهما أو فازا بها، قال الجوهري: غني به عنه غنية، و غنيت المرأة بزوجها استغنت، و غني أي عاش.

الحديث السادس عشر: حسن.

و كان المراد بالزنا ما هو في حكمه في الحرمة" من قبل خمسنا" أي من ناحيته و أهل منصوب بالاختصاص، و بيان لضمير خمسنا و إلا للاستثناء المنقطع إن أريد بالناس المخالفون، و المتصل إن أريد بالناس الأعم" لميلادهم" أي لولادتهم، و قيل:

أي لآلة ولادتهم و هي الجواري و أمهات الأولاد.

أقول: و يمكن أن يشمل المهور المشتملة على الخمس و الحاصل أن ما سبي بغير إذن الإمام إما كله له أو خمسه على الخلاف المتقدم، و لم يحل لأحد أن يطأ الأمة المسبية إلا بإذن الإمام، و قد أحل لشيعته و لم يحل لغيرهم، فأولادهم كأولاد الزنا و كذا المال المشتمل على الخمس لم يجز جعله مهرا للزوجة إلا بإذنه، و لم يأذن إلا لشيعته عليه السلام لتطيب ولادة أولادهم.

الحديث السابع عشر: حسن و قد مر الكلام فيه.

الحديث الثامن عشر: ضعيف.

278
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 19 ؛ ج‌6، ص : 279

لَا وَارِثَ لَهُ وَ لَا مَوْلَى قَالَ هُوَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآيَةِ- يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ

[الحديث 19]

19 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْكَنْزِ كَمْ فِيهِ قَالَ الْخُمُسُ وَ عَنِ الْمَعَادِنِ كَمْ فِيهَا قَالَ الْخُمُسُ وَ كَذَلِكَ الرَّصَاصُ وَ الصُّفْرُ وَ الْحَدِيدُ وَ كُلُّ مَا كَانَ مِنَ الْمَعَادِنِ يُؤْخَذُ مِنْهَا مَا يُؤْخَذُ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ

[الحديث 20]

20 مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْأَزْرَقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنَّ أَشَدَّ مَا فِيهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَقُومَ

______________________________
و المراد
بالمولى أعم من المعتق و ضامن الجريرة، و بالوارث أعم من النسبي و السببي، فمع عدم الجميع يرث الإمام و هو من الأنفال كما مر و سيأتي الكلام في إرث الإمام مع انحصار الوارث في الزوج و الزوجة في كتاب المواريث، و ذكر الخلاف فيه و ما هو المختار إن شاء الله.

الحديث التاسع عشر: حسن.

" و كذلك الرصاص" قيل: مبني على أن المعروف من المعادن الذهب و الفضة قوله عليه السلام: يؤخذ، أي يأخذه الإمام.

الحديث العشرون: ضعيف على المشهور.

" ما فيه الناس" أي المخالفون" يا رب خمسي" نصب على الأعزاء أي أدرك خمسي" و لتزكوا" أي تنمو و تزيد، أو تطهر تأكيدا، و يحتمل أن يكون المراد تطيب المناكح أو الأعم قال المحقق التستري قدس سره: لا يبعد أن يقال في الجمع بحمل ما دل على الإباحة على إباحة حق المبيح في الأيام التي يبيحه، و يحمل ما دل على التحريم على تحريم حق المحرم فإن حقهم عليهم السلام ينتقل من بعضهم إلى بعض بسبب انتقال الإمامة، و أن يقال: أن المراد بما أبيح لنا هو الأشياء التي تنتقل إلينا ممن لا يرى الخمس، أو يعرف أنه لا يخرجه كالمخالفين مثلا بأن يشتري منهم الجواري أو يتصرف في أرباح تجاراتهم، أو يشتري من المعادن التي لا تحصل‌

279
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 22 ؛ ج‌6، ص : 281

فَفِيهِ الْخُمُسُ

[الحديث 22]

22 مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ كَتَبْتُ إِلَيْهِ يَا سَيِّدِي رَجُلٌ دُفِعَ إِلَيْهِ مَالٌ يَحُجُّ بِهِ هَلْ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْمَالِ حِينَ يَصِيرُ إِلَيْهِ الْخُمُسُ أَوْ عَلَى مَا فَضَلَ فِي يَدِهِ بَعْدَ الْحَجِّ فَكَتَبَ ع لَيْسَ عَلَيْهِ الْخُمُسُ

[الحديث 23]

23 سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ سَرَّحَ الرِّضَا ع بِصِلَةٍ إِلَى أَبِي فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبِي هَلْ عَلَيَّ فِيمَا سَرَّحْتَ إِلَيَّ خُمُسٌ فَكَتَبَ إِلَيْهِ لَا خُمُسَ عَلَيْكَ فِيمَا سَرَّحَ بِهِ صَاحِبُ الْخُمُسِ

______________________________
و وجه بعض المحققين كلامه بأن مراده أن خبر محمد بن علي وارد في المعدن الذي خرج من البحر، و حكمه حكم الغوص، و خبر ابن أبي نصر في غيره من المعادن و هو الذي نصابه عشرون دينارا و له وجه إلا أنه بعيد.

ثم قال: و ربما يقال أن خبر ابن أبي نصر مع معارضته للإجماع الذي ادعاه ابن إدريس يحتمل أن يراد فيه السؤال عن الزكاة إذ ليس صريحا في الخمس، انتهى.

و لا يخفى بعده، و لعل الحمل على الاستحباب أظهر.

الحديث الثاني و العشرون: ضعيف على المشهور.

و المسؤول عنه يحتمل الرضا و الجواد و الهادي عليهم السلام و هذا ينافي ما هو المشهور من وجوب الخمس في جميع المكاسب، و ربما تحمل الرواية على ما إذا لم يبق بعد مئونة السنة شي‌ء.

الحديث الثالث و العشرون: كالسابق و يدل على أنه لا خمس فيما وهبه الإمام أو أهداه إليه أو تصدق به عليه، و لا يدل على أنه لا خمس في هذه الأمور إذا وصلت إليه من غير جهة الإمام عليه السلام بل يدل بمفهومه على الوجوب كما هو مختار أبي الصلاح حيث قال في الكافي فيما فرض فيه الخمس: و ما فضل من مئونة الحول على الاقتصاد من كل مستفاد بتجارة أو صناعة أو زراعة أو إجارة أو هبة أو صدقة أو ميراث أو غير ذلك من وجوه الإفادة، انتهى.

و التسريح: الإرسال.

281
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول6

الحديث 26 ؛ ج‌6، ص : 286

[الحديث 26]

26 وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَدِمَ قَوْمٌ مِنْ خُرَاسَانَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع فَسَأَلُوهُ أَنْ يَجْعَلَهُمْ فِي حِلٍّ مِنَ الْخُمُسِ فَقَالَ مَا أَمْحَلَ هَذَا تَمْحَضُونَّا بِالْمَوَدَّةِ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ تَزْوُونَ عَنَّا حَقّاً جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا وَ جَعَلَنَا لَهُ وَ هُوَ الْخُمُسُ لَا نَجْعَلُ لَا نَجْعَلُ لَا نَجْعَلُ لِأَحَدٍ مِنْكُمْ فِي حِلٍّ

[الحديث 27]

27 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي ع إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ وَ كَانَ يَتَوَلَّى لَهُ الْوَقْفَ بِقُمَّ فَقَالَ يَا سَيِّدِي اجْعَلْنِي مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ فِي حِلٍّ فَإِنِّي أَنْفَقْتُهَا فَقَالَ لَهُ أَنْتَ فِي حِلٍّ فَلَمَّا خَرَجَ صَالِحٌ

______________________________
الحديث السادس و العشرون: كالسابق.

" ما أمحل هذا" كأنه من المحال أو من المحل بمعنى الكيد و المكر، و الأول و إن كان أظهر معنى فإن الجميع بين الضدين محال، لكن فيه بعد لفظا فإن المحال من الحول لا من المحل فتأمل.

و المحض و الإمحاض الإخلاص، و الباء في بالمودة زائدة للتقوية، و في التهذيب:

المودة" و جعلنا له" أي واليا عليه حاكما و متصرفا فيه، و اللام في لأحد زائدة، و في التهذيب أحدا بدون اللام، و كذا في المقنعة و قال المفيد قدس سره بعد إيراد الأخبار من الجانبين في المقنعة: و اعلم أرشدك الله أن ما قدمته في هذا الباب من الرخصة في تناول الخمس و التصرف فيه إنما أورد في المناكح خاصة للعلة التي سلف ذكرها في الآثار عن الأئمة عليهم السلام لتطيب ولادة شيعتهم و لم يرد في الأموال و ما اخترته عن المتقدم مما جاء في التشديد في الخمس و الاستبداد به فهو يختص الأموال، انتهى.

و الشيخ نور الله مرقده ضم إلى المناكح المساكن و المتاجر كما مر و حمل أخبار التحليل عليها، و لا بأس به.

الحديث السابع و العشرون: حسن كالسابق.

" و كان يتولى له الوقف" في نسخ الكتاب و أكثر نسخ التهذيب و المقنعة له الوقف فيكون من وكلائه عليه السلام على أوقاف قم، و لا مناسبة له بالباب إلا أن يقال يناسبه من حيث عموم الجواب و ليس" له" في بعض نسخ التهذيب، فيحتمل أن يكون السؤال‌

286