×
☰ فهرست و مشخصات
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

مقدمة التحقيق ص : 1

الجزء الأول‏

 [مقدمة التحقيق‏]

كلمة المحشّي‏

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم‏

حمدا لك يا من أوضح السبيل لمعالم الإسلام، و جعل السنّة دليلا على الشرائع و الأحكام، و بعث رسوله في الأمّيّين، و أرسله إلى كافّة الناس أجمعين، و أنزل القرآن فيه تبيان كلّ شي‏ء، و أبلغ به الحجّة، و أنار للناس المحجّة، ثمّ أضاء لهم المصابيح بنبيّنا محمّد صلّى اللّه عليه و آله و صنوه و خليله عليّ عليه السّلام و أولاده عيبات علم الملك العلّام، الّذين هم أساس الدّين، و عماد اليقين، بهم عرّفنا اللّه حدود الحلال و الحرام و القربات، و أنقذنا بهم من شفا جرف الهلكات، لنحيا حياة طيّبة سعيدة راقية، و عن الذّل و الشقاء و الدّمار نائية، و لئلّا نعيش في الدّنيا ذليلا كالانعام المعملة، و الوحوش المهملة.

و صلاة على رسوله الأمين و على عترته أعلام الدّين، الّذين فيهم كرائم القرآن و هم كنوز الرّحمن، إن نطقوا صدقوا، و إن صمتوا لم يسبقوا.

أمّا بعد فهذا «كتاب من لا يحضره الفقيه» المعروف صيته بحيث يستغني عن التنبيه، يعرفه الخاصّ و العام الساذج و النبيه، و كان كالبدر لا تناله أيدي مناوئيه و لا يكاد يعادله كتاب و يدانيه، و السالك مهما سلك سبله و بواديه و أشرف على أدانيه و أقاصيه يلتجئ إلى معاقل عزّه و صياصيه، و الباحث مهما سبح في أجواء بحره الطامي و اغترف من عذب ألفاظه و معانيه يجد ضالّته المنشودة و يرى فيه بغيته و أمانيه، و المتحيّر في مختلف القول و هواديه يتعوّذ بركنه الوثيق من الضلال و دواهيه، و لو اطّلع على ما

1
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

كلمة المحشي ص : 1

في غضونه العالم الفقيه يقتصد في قوته ليقتنيه، و يبيع شعاره و دثاره ليشتريه، و طالب العلم العطاش إذا أخبر بعبابه الجيّاش حلّ بفناء قدسه و لا يجتويه، و المتحرّي طريق الرّشد و الصواب يعتنق أحكامه بلا ارتياب، و التائه في تيه السدر إذا عمي عليه المصدر أو الواقع في ضيق الحرج إن أراد الخروج و تعايا عليه المخرج فليلتمس النجاة بهداه و ليقتبس من نوره و ضياه.

فيا فوز من يهدى بنور هداه‏

 

 و يا فخر من يعلو سواء سبيله‏

سيأكل عفوا من ثمار جنانه‏

 

 و ينهل يوم الحشر من سلسبيله‏

و صاحبه ذو منّة يوم ظعنه‏

 

 و سعدا يرى و اللّه يوم مقيله‏

سيكلأ حقّا من حوادث يومه‏

 

 و يحفظ صدقا من طوارق ليله‏

به يمس راق في معارج عزّه‏

 

 و يصبح باق في نعيم جميلة

 

 يتراءى للباحث في طيّ هذه الصحائف الكريمة الخالدة المنهج اللّاحب، و الفقه المستدلّ، و الدّليل الرّصيف، و الرّأي الجيّد الحصيف، و المذهب القويم، و الصوب المستقيم و الحكمة البالغة، و البراهين الساطعة، و القول البليغ، و المنطق السليم و المعالم و المعارف، و الظرائف و الطرائف، و الأنوار و الأزهار، و الحكم و الآثار، كلّها ترشد إلى مهيع الحقّ، و تهدي إلى سواء السبيل.

و المؤلّف- رضوان اللّه تعالى عليه- بجدّه الدّائب، و فكره الصائب، و ذهنه الوقّاد، و درايته للرّواية، و بصيرته بعلم الرّجال، وسعة اطّلاعه على الخفايا، و قوّة إدراكه للخبايا، و تضلّعه في الفقه و الأحكام، و مسائل الحلال و الحرام، و تبحّره في الفنّ، و تجنّبه عن الوهم و الظنّ صنّف الكتاب فأجاد، و دوّنه فأفاد، أخذ العلم من معادنه، و اقتبس النور من مشكاته و مصابيحه، مضى فيه على ضوء الحقيقة، و اتّبع طريقة معبّدة، و اقتدى بالأئمة الأطهار، و اهتدى بهدى النبيّ و الآل، و اغترف من بحار علومهم، و استنار برشدهم، و تمسّك بحبل ولائهم، و ما مشى إلّا وراء ضوئهم.

و لقد حداني إلى إخراج الكتاب على الوجه الّذي تراه، و حبّب إليّ احتمال‏

2
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

كلمة المحشي ص : 1

ما لقيت في سبيله من التعب، و ما تكيدني في إصداره من النّصب أوّلا ترغيب مولاي الحجّة الّذي هو دليلي على المحجّة: فرع الشجرة النّبويّة، و ثمرة الدّوحة المباركة الأحمديّة، بطل العلم و الفقه و النهى، آية الزّهد و التّقى، رجل البحث و التنقيب، استاذنا في التفسير، سماحة الآية «السيّد محمّد كاظم الموسويّ الگلپايگاني» أدام اللّه ظلّه على رءوس الأقاصي و الأداني حيث حثّني على القيام بهذا المشروع في مجالس عدّة و أمرني بالاقدام مرّة بعد مرّة، فتأمّلت طويلا، و ارتأيت كثيرا فرأيت الأمر خطيرا، و الباع قصيرا، فقلت في نفسي ما قال الشاعر و لنعم ما قال:

قبيح أن تبادر ثمّ تخطي‏

 

 و ترجع للتّثبّت دون عذر

 

 فاعتذرت إلى جنابه بتعسّر العمل و توعّر مسلكه و ثقل كلفه، و أنّه فادح عبؤه يحتاج إلى عمر جديد، و أمد بعيد، و قلت: ها أنا ذا قد بلغت زهاء الخمسين، و اقترب الأجل، و إن لم أكن من مجيئه على وجل، لكن ذهبت منّتي، و نزعت قوّتي، و لم تبق إلّا حشاشة نفسي ينتظر الدّاعي، و صرت معرضا لحدوث الأوجاع و الأدواء، و من كثرة المطالعة و المراجعة يكاد أن يذهب من العين الضياء، فلم يقبل عذري، و لم يصغ إلى قولي و خاطبني و يقول: ما بالك ادّرعت بالأوهام، و ليس هذا شي‏ء يحجمك عن الاقدام، و ما ذلك دأب الحازمين، و لا هو من شيم العاملين.

ثمّ أكّد الأمر و بالغ في التأكيد، و رغّبني بأجمل الترغيب، و حذّرني عن التثبّط و التأخير.

فكنت أغدو و أروح في فجوة الخيال، و عاقني عن الاقدام تبلبل البال و تزاحم الأشغال: عذت تارة بالتسويف رعاية أمر لا يخفى على إخواني، و لذت اخرى بقصر الباع خوف أنّ الأمر ممّا يفوت مسافة إمكاني، و مضت على ذلك شهور، حتّى ساقني الحظّ السعيد يوما إلى ملاقاته فاستفسر عن طبع الكتاب و ما يلزمه من تهيّؤ الأسباب فأعربت عمّا في خلدي و ما كنت فيه من يأسي، و استعفيت منه، فطفق يشافهني بكلام فما أحلاه، كلام بعث في قلبي بعوث النشاط و نفث في روعي روح الحياة، كلام يعرب عن مكانته السامية في الولاء، و تفانيه في محبّة أهل البيت، و يفصح عن شدّة اشتياقه‏

3
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

كلمة المحشي ص : 1

إلى ترويج حقائقهم و اعتلاء كلمتهم عليهم السّلام، أطال اللّه حياته و وفّقنا لامتثال أمره.

هذا أوّلا و هو العمدة، و أمّا ثانيا فايماني القويّ بعظمة الكتاب و أهمّية موضوعه و ذلك أنّ سعادة الإنسان و حياته الرّوحيّة و قيمته في سوق الاعتبار إنّما نيطت باصول و دعائم، و معارف و معالم، و من المتسالم عليه عند الكلّ أنّ المتكفّل الوحيد بتلك الغايات بعد كتاب اللّه العزيز هو الحنيفيّة البيضاء الشريعة السهلة السمحة فإنّ بها تعرف مسالك الرّشد و توضح منهج الصواب و تتمّ مكارم الأخلاق و بها تبرز استعدادات الأفراد، و لا يتأتّى شي‏ء من ذلك بالمزاعم، و لا يتطرّق إليه بالفضول و الأوهام.

ثمّ إنّي رأيت أنّ رجالات العلم من أيّ أمّة كانوا أو مذهب أو شعب أو بيئة قد بذلوا مجهودات موفّقة في سبيل رقيّهم و انتشار مكاتيبهم على أجود وجه مستطاع و لا سيّما أصولهم المذهبيّة، و وجدت منشوراتهم الكثيرة جيّدة الوضع، قريبة المنال، دانية القطوف، قد جعلوها لكلّ طالب على طرف الثّمام من غير أن ينوء أحدهم بحملها، أو يشقّ عليه البحث فيها، و كان أثر هذا المجهود إثبات ثقافتهم في العالم و ترويج مرامهم و مسلكهم، سوى ما فيه من حفظ مآثرهم عن الضياع و صونها عن التبار و البوار، فبالحريّ أن نكون نحن السابق في هذا المضمار و نقوم باحياء الكتب و الآثار لأنّا بالقيام بهذا الواجب أولى و كتبنا بالترويج و الحفظ أجدر و أحرى، و لا سيّما مثل هذا الأثر و لو كان فيه بذل العمر و ذهاب البصر. فلعلّنا أن نكتب بهذا الاقدام صفحة جديدة في صفحات البرّ بأعلامنا الّذين نعتزّ بهم و نفاخر العالم بما أسدوا إليه من حسنات.

و بالجملة كرّت على ذلك شهور و أيّام و بقي الشغف يرافقني رغبة باطنيّة ملحّة يوما فيوما إلى أن قيّض اللّه الفرصة و حقّق الأمل، فانقلب الرّغبة إلى الفعل و هو وليّ التوفيق في إكمال الطلب و ابتغاء الأرب.

فشمّرت عن ساعد الجدّ و شرعت بتأييده سبحانه في المقصود و جمعت ما تيسّر لي من الأصول، و التمست الحواشي و الشروح من العلماء و الفحول، فسارعوا إلى إرسال المخطوطات- أثابهم اللّه تعالى أفضل المثوبات-

4
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

كلمة المحشي ص : 1

فلمّا حصلت لي عدّة من النسخ المخطوطة و الشروح و الحواشي الموجودة قابلت الكتاب على الّتي منها على المشايخ مقروءة، و صحّحته على أوسع مدى مستطاع، اعتمادا على النسخ المعتبرة الصحيحة الّتي آثار الصحّة عليها صريحة، و ما يصلح للاعتماد، و تصحّ عند الاختلاف للاستناد.

ثمّ رأيت أن أضبطها تحت شرح لطيف على منهج شريف يضبط ألفاظه و مبانيه و يبحث عن رواته و معانيه، بحيث يتوجّه له النواظر، و تطمئنّ إليه الخواطر، ليكون رغيبة الرّاغب و بغية الطالب.

فزدت عليه تعليقات هامّة رشيقة اقتطفتها ممّا كان عندي من الشروح كحاشية المولى مراد التفرشي، و حاشية سلطان العلماء الحسيني الآمليّ، و حاشية الشيخ محمّد ابن الحسن حفيد زين الدّين الشهيد، و شرح المولى محمّد تقيّ المجلسي- قدس اللّه أسرارهم- و غيرها من كلّ كتاب معتمد أو فقيه متّبع، و اعتمدت على قول من دقّق النظر و تعمّق في الكلام و تبصّر، و على رأي من باحث عن السّرائر و كشف عن وجوه المسائل النقاب الساتر، لا على مذهب من تشبّث بالظواهر، و استدلّ على مشربه الفاتر.

و إلى اللّه أرفع أكفّ الضراعة أن يوزعني شكر ما منحني من الهداية و التوفيق و جنّبني من الضلالة و الغواية و كلّ ما لا يليق، و أن ينسأ لي في الأجل إلى تمام العمل، عسى أن أبذل لأبي جعفر الصدوق- رضي اللّه عنه- من الوفاء، كف‏ء ما بذل هو في تأليف الكتاب من الجهد.

على أكبر الغفارى‏

1392- ه ق-

5
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

المؤلف و موجز من حياته ص : 6

 

المؤلّف و موجز من حياته‏

هو الشيخ الأجلّ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المشتهر بالصدوق، أحد أعلام الدّين في القرن الرّابع، قد أصفقت الأمّة المسلمة على تقدّمه و علوّ رتبته و انطلقت ألسنتهم بالتبجيل له و التجليل.

عنونه الشيخ الطوسيّ- رحمه اللّه- في الفهرست و الرّجال و قال: «كان محمّد بن عليّ بن الحسين حافظا للأحاديث، بصيرا بالفقه و الرّجال، ناقدا للأخبار، لم ير في القمّيين مثله في حفظه و كثرة علمه».

و قال الرّجاليّ الكبير أبو العبّاس النجاشيّ: «أبو جعفر نزيل الرّيّ، شيخنا و فقيهنا، وجه الطائفة بخراسان، و كان ورد بغداد و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السنّ».

و أطراه ابن إدريس في السرائر، و ابن شهرآشوب في المعالم، و المحقّق الحلّي في المعتبر و ابن طاوس في إقبال الأعمال، و العلّامة في الخلاصة، و ابن داود في رجاله و زمرة كبيرة من رجالات العلم- كالخطيب في تاريخ بغداد و الزّركلي في الأعلام.

نشأ- رحمه اللّه- بقم فرحل إلى الرّيّ و استرآباد و جرجان و نيشابور و مشهد الرّضا عليه السّلام و مرو الرّوذ و سرخس و إيلاق و سمرقند و فرغانة و بلخ من بلاد ما وراء النهر و همدان و بغداد و الكوفة و فيد و مكّة و المدينة.

مشايخه و الرّاوون عنه‏

أخذ عن جمّ غفير من المشايخ و الحفّاظ في أرجاء العالم تبلغ عددهم مائتين و ستّين شيخا من أئمّة الحديث و غيرهم، و روى عنه أكثر من عشرين رجلا من روّاد العلم راجع مقدّمة معاني الأخبار «1» تخبرك بأسمائهم و مواضع أخبارهم.

______________________________

 (1). طبع مكتبة الصدوق ص 37 الى 72.

 

6
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

مشايخه و الراوون عنه ص : 6

كان والده عليّ بن الحسين- رحمهما اللّه- شيخ القميّين و ثقتهم في عصره و فقيههم و متقدّمهم في مصره مع أن بلدة قمّ يومئذ تعجّ بالأكابر و المحدّثين، و هو- قدّس اللّه سرّه- مع مقامه العلميّ و مرجعيّته في تلك البلدة و غيرها كان تاجرا له دكّة في السّوق يتّجر فيها بزهد و عفاف و قناعة بكفاف، و كان فقيها معتمدا له كتب و رسائل في فنون شتّى ذكرها الطوسيّ و النجاشيّ، و قال ابن النديم في الفهرست: «قرأت بخطّ ابنه محمّد بن عليّ على ظهر جزء: «قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبي و هي مائتا كتاب و كتبي و هي ثمانية عشر كتابا». فبيته بيت العلم و الفضل و الزّعامة الرّوحيّة.

و المؤلّف- رضوان اللّه تعالى عليه- وليد هذا البيت و عقيد ذاك العزّ مع ما حباه اللّه سبحانه من حدّة الذّكاء، و جودة الحفظ و الفهم، و كمال العقل.

عاش مع أبيه عشرين سنة قرأ عليه و أخذ عنه و عن غيره من علماء قمّ، فبرع في العلم وفاق الأقران، ثمّ غادرها إلى الرّيّ بالتماس من أهلها فسطع بها بدره و علا صيته مع أنّه في حداثة من سنّه و باكورة من عمره، فأقام بها مدّة ثمّ استأذن الملك ركن- الدّولة البويهيّ في زيارة مشهد الرّضا سلام اللّه عليه فأذن له و سافر إليها، و نزل بعد منصرفه نيشابور- و هي يومئذ تحفّ بالفطاحل- فاجتمع عليه العظماء و الأكابر فأكبروا شأنه و تبرّكوا بقدومه و أقبلوا على استيضاح غرّة فضله و الاستصباح بأنواره فأفاد لهم بأثارة من علمه الغزير و انموذج من فضله الكثير، فبهر النواظر و الأسماع، و انعقد على شيخوخيّته و تقدّمه الإجماع.

ولد- رحمه اللّه- بدعاء الصاحب عليه السّلام كما نصّ عليه الأعلام و صدر فيه من ناحيته المقدّسة بأنّه فقيه خيّر مبارك‏ «1»، فما قيل فيه من جميل الكلام أو يكتب بالاقلام بعد هذا التوقيع فهو دون شأنه و مقامه. فان قال المولى المجلسيّ: «هو ركن من أركان الدّين»

______________________________

 (1). الفوائد الرجالية ج 3 ص 293، و غيبة الطوسيّ، و بحار الأنوار، و كمال الدين طبع مكتبة الصدوق ص 502.

7
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

مشايخه و الراوون عنه ص : 6

فليس بعجيب، و إن كان الفقهاء نزّلوا كلامه منزلة النصّ المنقول و الخبر المأثور «1» فما كان بغريب، و إنّي مهما تتبّعت الكتب و تصفّحت الأوراق لم أعثر على شي‏ء يوجب الطعن فيه أو الغمز عليه.

نعم وجدت في بعض الكتب أنّ بعض أعدائنا المضلّين المتأخّرين جهل أو تجاهل و أبذى و تردّى في هواه و قال في كلام له: «ابن مابويه الكذوب» «2» و الظاهر أنّ مراده مؤلّفنا العبقريّ، و لا غرو منه و من أمثاله أرباب الأقلام المستأجرة، الّذين أسلسوا للعصبيّة المذهبيّة قيادهم.

و كأنّي بروحيّة الصدوق- طيّب اللّه رمسه- يخاطبني و يقول:

رموني بالعيوب ملفّقات‏

 

 و قد علموا بأنّي لا اعاب‏

و إنّ مقام مثلي في الأعادي‏

 

 مقام البدر تنبحه الكلاب‏

و إنّي لا تدنّسني المخازي‏

 

 و إنّي لا يروّعني السباب‏

و لمّا لم يلاقوا فيّ عيبا

 

 كسوني من عيوبهم و عابوا

 

 أو يقول كما قال الرّوميّ البلخيّ بالفارسيّة:

مه فشاند نور و سگ عوعو كند

 

 هركسى بر طينت خود ميتند

 

 أو يخاطبه و يقول:

ما شير شكاران فضاى ملكوتيم‏

 

 سيمرغ به دهشت نگرد بر مكس ما

 

 و نحن و إن جمح بنا القلم في إيفاء المقام حقّه لكن نضرب عن ذلك صفحا و لا نخاطبه إلّا سلاما، و نقول:

مقالة السوء إلى أهلها

 

 أسرع من منحدر سائل‏

 

 و الصدوق- رضوان اللّه عليه- في مقام يعثر في مداه مقتفيه، و محلّ يتمنّى البدر لو أشرق فيه.

من كان فوق محلّ الشمس موضعه‏

 

 فليس يرفعه شي‏ء و لا يضع‏

 

______________________________

 (1). راجع البحار ج 10 ص 405 الطبعة الحروفية.

 (2). كذا، راجع السنة و الشيعة ص 57.

8
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

تآليفه القيمة ص : 9

تآليفه القيّمة

له- قدّس سرّه- نحو من ثلاثمائة مصنّف كما نصّ عليه شيخ الطائفة في الفهرست و عدّ منها أربعين كتابا. و بعد ما أطراه الرّجاليّ الكبير أبو العبّاس النجاشيّ المتوفّى 450 في رجاله ذكر نحو مائتين من كتبه و قال: «أخبرنا بجميعها و قرأت بعضها على والدي عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشيّ»- اه.

و من المأسوف عليه أنّه ضاع و باد و اندرس أكثرها، و محيت و انطمست تسعة أعشارها، و طواها الدّهر طيّ السجلّ و محا آثارها الّتي تسموا و تجلّ، و طال على فقدها الأمد، و تقضّت على ضياعها المدد، و من أعظمها كتاب «مدينة العلم» الّذي هو أكبر من هذا الكتاب كما صرّح به الشيخ في الفهرست و ابن شهرآشوب في المعالم‏ «1».

و نقل العلّامة الرّازي في الذّريعة- على المحكيّ- عن الشيخ حسين بن عبد الصمد والد شيخنا البهائي أنّه قال في درايته: «و اصولنا الخمسة: الكافي، و مدينة العلم، و من لا يحضره الفقيه، و التهذيب، و الاستبصار ...».

و الظاهر كون وجوده في زمانه، و لكن باد فلا يبقى إلّا اسمه، و غاب و ما كان يلوح إلّا رسمه، حتّى أنّ العلّامة المجلسيّ- رحمه اللّه- صرف أموالا جزيلة في طلبه و ما ظفر به، و قال العلّامة الرّازي (ره) في ذريعته «إنّ السيّد محمّد باقر الجيلانيّ الأصفهانيّ بذل كثيرا من الأموال و لم يفز بلقائه، و قال: نعم ينقل عنه ابن طاوس‏

______________________________

 (1). قال الشيخ- رحمه اللّه- بعد ذكر جملة من كتبه: «و كتاب مدينة العلم أكبر من من لا يحضره الفقيه».

و قال ابن شهرآشوب في المعالم «ان مدينة العلم عشرة أجزاء» و من لا يحضره الفقيه أربعة أجزاء.

9
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

تآليفه القيمة ص : 9

في فلاح السائل و غيره من كتبه و كذا الشيخ جمال الدّين يوسف بن حاتم الفقيه الشاميّ تلميذ المحقّق في كتابه «الدّرّ النظيم» و ذكر السيّد الثقة الأمين معين الدّين الشاميّ الشقاقليّ الحيدرآباديّ للسيّد عزيز- المجاز من الشيخ أحمد الجزائريّ- أنّه توجد نسخة مدينة العلم عنده و استنسخ عنها نسختين اخريين و ذكر أنّه ليس مرتّبا على الأبواب بل هو نظير روضة الكافي».

و بالجملة فقد هذا الأثر النفيس القيّم الكبير كأنّه صعد به إلى السماء أو اختطفه الطير أو تهوي به الرّيح في مكان بعيد، و هذا من أعظم ما منينا به معاشر الإماميّة حيث أتى على كثير من كتبنا العلميّة من صروف الدّهر ما شاء اللّه و أخذتها أيدي الضياع و التبار و لم تنهض الهمّة بنا للقيام بحفظها و تكثيرها و نشرها و ترويجها فصارت هدفا للآفات و معرضا للغارات.

و ما بقي من هذه الثروة العلمية الطائلة إلّا نزر يسير و هي مطمورة في زوايا المكتبات نسجت عليها عناكب النسيان، و مجهولة في الخبايا تكرّرت عليها صروف الزّمان و تدهور بها اللّيالي و الأيّام إلى أخناء الحدثان، لم يطّلع الأكثرون من أبناء العلم على وجودها، و لا ينهض المطّلعون لبذل المجهود في سبيلها و المطبوعة منها غار نجمها في ستار سخافة طبعها، فآل الأمر إلى أنّ جماعة من ذوي النفوس الغاشمة و الأهداف المشئومة تلهج أفواههم «بأنّ الشيعة ليس لها مؤلّفات يستفيد بها خلفهم في شتّى العلوم، و لا جرم أنّهم متطفّلون على موائد غيرهم، متسئّلون من البعداء، متكفّفون في علومهم».

أقول: يؤيد هذه الهلجة الممقوتة اقبال أناس من الناشئين الى ترجمة كتب هؤلاء البعداء و منسوجاتهم المذهبية المزورة، و محبوكاتهم التي حبكت على نول الخيال، و جهودهم الجبارة في اقتنائها و ترجمتها و طبعها و جعلها في متناول الشبان البسطاء من أبنائنا، و هم غافلون عن مغبة هذا الامر، ذاهلون عن أن وراء الاكمة نوايا سيئة، و معاول هدامة، سوى ما فيه من بسط بعض‏

10
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

تآليفه القيمة ص : 9

الآراء السخيفة، و الشناشن الافنة، و العقليات الطائشة، و ما يجر علينا من الويلات.

و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون، كأنّه غلبت على عقولهم مباهج هؤلاء الناكبين عن الصراط و ظواهر ألفاظهم المعجبة و استولت على قلوبهم فيتحرون الحقيقة وراء نارهم يزعمون أنّها نور لقلة رشدهم يتطلبون في الماء جذوة نار، و يطلبون الدرياق من فقم الافاعى مع ما عندنا ببركة ولاء أهل البيت (ع)- الذين هم عيبة علم اللّه و موئل حكمه و جبال دينه- من كتب العلماء و الفطاحل و أساطين المذهب ما تخضع له الاعناق، و تخبت به القلوب، و تصبو إليه النفوس، فأين يتاه بهم و كيف يعمهون و عندهم أضعاف ما عند غيرهم أ ما يعلمون؟! ويحهم أ فحسبوا أن اللّه عزّ و جلّ رفعهم و وضعنا، و أعطاهم و حرمنا و أدخلهم في رحمته و منعنا، كلا ما هكذا الظنّ به.

كلّ هذه معرّة التغافل و التسامح، و الصفح عن الواجب المأمور به في حفظ الكيان و ذنب التساهل و عدم العناية بشأن الكتب و لا سيّما المخطوطات، و نتاج الجموح عن تحمّل المسئوليّة أو إحساسها، و لا أريد في هذا المقام أن ازعجك بتطويل الكلام بل أودّ أن تقف عند هذه الملاحظة حتّى ترى بعينى الحقيقة و دقّة النظر ما ينطوي عليه موقفنا و موقف تراثنا العلميّ المذهبيّ من الخطر، إذ نحن تقاعسنا عن بذل كلّ مجهود في هذا السبيل، و ليس بعيب لنا أن نواجه الحقائق أو نرى بعين الواقع، فكم لنا من كتاب مخطوط نفيس و نحن بحاجة ماسّة إليه تركناه في رفوف المكتبات مهجورا و في هوّة الإهمال مستورا و لم نسع خطوة في سبيل طبعه أو قدما لا برازه و نشره، فبقي مكتوما مغفولا عنه لا يعلم به أحد و لا ينتفع به طالب كالسرّ المكتوم أو الكنز المدفون.

نعم غاية جهدنا أن نعتزّ في نوادي الفضلاء و نقول: نسخة الكتاب الفلاني في مكتبة فلان و نسخة له اخرى عند فلان، و نفتخر و يفتخرون، و نباهي و يباهون، و نبتهج و يبتهجون و هو كما ترى جعجعة بلا طحن، و جلجلة بلا مطر، و هذا هو الحقّ المبين و الحقّ أبلج فلا يحتاج إلى زيادة البراهين.

11
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

وفاته و مدفنه ص : 12

لكن نضرب لك مثالا واحدا يلمسك الحقيقة باليد، و هو أنّ لجمال الدّين أبي منصور الحسن بن يوسف بن عليّ بن المطهّر، المشتهر بالعلّامة الحلّيّ- قدّس اللّه روحه- كتابا سمّاه تذكرة الفقهاء، و هو كتاب كريم كبير جدّا في الفقه المقارن الاستدلاليّ- أعني الفقه على المذاهب الخمسة: الجعفريّ، و الحنبليّ، و الحنفيّ، و المالكيّ، و الشافعيّ و كان وافيا ببغية من جنح إلى الاطّلاع على موارد الخلاف بين المذاهب، و طبع مرّة بالطبع الحجريّ على صورة مشوّهة لا يرغب فيها دون أيّ تحقيق أو تصحيح و لم يقم أحد من العلماء إلى الآن بتنميقه و ترويجه فلذا ترك كأمثاله مجهولا مع شدّة الحاجة إليه، كرّت عليه الأعوام و القرون و أهل العلم عنه منصرفون و كان نتيجة ذلك: تسرّع الطلّاب إلى اقتناء نسخ كتاب «الفقه على المذاهب الأربع» مع أنّه لا يوفي بالغرض المقصود و هو صرف نقل الفتاوي كما هو المشهود و تجافى نفوس المحقّقين عن الطمأنينة إليه و الثقة به فهو كالجدول الصغير، و هيهات بين النهر الكبير و الجدول الصغير، نسأل اللّه تعالى أن يقيّض رجالا للعناية بشأنه و القيام بطبعه و نشره ليستضي‏ء الجيل الغابر بنوره كما تعطّر الماضي بعبيره.

و هذا واحد من مئات بل ألوف، علمه من كان ذا اطّلاع و وقوف، أيقظنا اللّه من هذه الغفلة العجيبة الّتي استحوذت على قلوبنا و تلك النومة العميقة الّتي استولت على مشاعرنا، و نعتذر إلى القراء الكرام في هذا المقام إذ خرجت عن موضوع الكلام، فتلك شقشقة هدرت، و كلمة صدرت.

وفاته و مدفنه‏

توفّي- رحمه اللّه- بالرّي سنة 381 الهجريّ القمريّ في العشر الثامن من عمره و قبره بالرّي في بستان عظيم، بالقرب من قبر سيّدنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ- رضي اللّه عنه- و هو اليوم مشهور يزار، له قبّة عالية و قد جدّد عمارتها السلطان فتحعلي شاه قاجار سنة 1238 تقريبا بعد ما ظهرت كرامة شاع ذكرها في الناس و ثبتت للسلطان و امرائه و أركان دولته، ذكر تفصيلها جمع من الأعاظم كالخوانساري في الرّوضات،

12
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

وفاته و مدفنه ص : 12

و التنكابنيّ في قصص العلماء، و المامقاني في تنقيح المقال، و الخراسانيّ في منتخب التواريخ، و القمّيّ في الفوائد الرّضويّة و غيرهم في غيرها.

قال الخوانساريّ: و من جملة كراماته الّتي قد ظهرت في هذه الأعصار، و بصرت بها عيون جمّ غفير من اولي الأبصار و أهالي الأمصار أنّه قد ظهر في مرقده الشريف الواقع في رباع مدينة الريّ المخروبة ثلمة و اشتقاق من طغيان المطر، فلمّا فتّشوها و تتبّعوها بقصد إصلاح ذلك الموضع بلغوا إلى سردابة فيها مدفنه الشريف، فلمّا دخلوها وجدوا جثّته الشريفة هناك مسجّاة عارية غير بادية العورة، جسيمة وسيمة على أظفارها أثر الخضاب، و في أطرافها أشباه الفتائل من أخياط كفنه البالية على وجه التراب، فشاع هذا الخبر في مدينة طهران إلى أن وصل إلى سمع الخاقان المبرور السلطان فتحعلي شاه قاجار جدّ والد ملك زماننا هذا الناصر لدين اللّه خلّد اللّه ملكه و دولته، و ذلك في حدود ثمان و ثلاثين بعد المائتين و الألف من الهجرة المطهّرة تقريبا فحضر الخاقان المبرور هناك بنفسه المجلّلة لتشخيص هذه المرحلة، و أرسل جماعة من أعيان البلدة و علماءهم إلى داخل تلك السردابة بعد ما لم يروا امناء دولته العليّة مصلحة في دخول الحضرة السلطانيّة ثمّة بنفسه إلى أن انتهى الأمر عنده من كثرة من دخل و أخبر إلى مرحلة عين اليقين، فأمر بسدّ تلك الثلمة و تجديد عمارة تلك البقعة و تزيين الروضة المنوّرة بأحسن التعظيم و إنّي لاقيت بعض من حضر تلك الواقعة، و كان يحكيها أعاظم أساتيدنا الأقدمين من أعاظم رؤساء الدّنيا و الدّين‏ «1» اه.

و قد ذكر المامقانيّ تلك الواقعة عن العدل الثقة الأمين السيّد إبراهيم اللّواسانيّ الطهرانيّ- قدّس سرّه- «2».

أقول: سمعت زميلنا الفاضل الحاجّ ميرزا محمّد حسن الثقفيّ يحكي عن والده المعظّم الفقيه البارع و الحجّة الورع الزاهد الحاجّ ميرزا محمّد الثقفي دام ظلّه أنّه نقل‏

______________________________

 (1). روضات الجنّات: 533.

 (2). تنقيح المقال 3: 153.

13
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

صورة المكتوب: ص : 14

الواقعة عمّن رأى جثمان الصدوق- رحمه اللّه- في تلك الأيّام فالتمست من جنابه أن يكتب لي ذلك بخطّه الشريف فتفضّل بكتابته و أوردته هاهنا بنصّه و فصّه:

صورة المكتوب:

بسمه تعالى شأنه: قد كان لوالدي رحمه اللّه تعالى خدّام عديدة و كان أكبرهم سنّا و أقربهم منزلة عنده شيخا موسوما بحاج مهدي و كان هو المتصدّي لحفاظتي و تربيتي في صغري حال حياة والدي و بعد وفاته حتّى صرت رشيدا بالغا و بلغ عمره حدود تسعين سنة و كان ملتزما بالعبادات حاضرا في الجماعات للصّلاة وجيها بذلك عند الأئمّة، مقبولا في نظر العامّة حتّى أنّ العالم العامل الكامل أستادي المدعوّ بميرزا كوچك الساوجي إمام جماعة مسجد الخان المروي- رحمه اللّه تعالى- عدّ له في بعض المرافعات للحاجة إلى تعديله، و كان رحمه اللّه بي رءوفا عطوفا يحدّثني و يؤنسني و كنت احبّه و أستأنس به فقال لي يوما: خرجت في بعض الأيّام السابقة قاصدا زيارة مرقد الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّيّ- قدّس سرّه-

فلمّا حضرت عند مرقده الشريف رأيت عملة مشتغلين بحفر الأرض لتأسيس أساس البناء الجديد عليه لاندراس البناء القديم فبينما كنت أترحّم له و انظر إليهم إذ ظهر جسده الطيّب الطاهر في فجوة من قبره مكشوفا وجهه إلى صدره فنظرنا إليه فوجدناه متلألئا رطبا طريا، في لحيته الشريفة أثر الخضاب كانّما دفن من حين فعجبنا كلّ العجب، و أقبل الحاضرون بالسّلام و الصلاة عليه و أمر المتصدّي لإقامة البناء و هو أحد من العلماء و السادات العظام بسدّ القبر و تأسيس أساس البناء فتفرّقنا معتقدين بعظم شأن الصدوق و جلالة مقامه و منزلته عند اللّه تعالى ضاعف اللّه قدره في الإسلام و نشر آثاره بين الأنام.

و أنا العبد الآبق الفقير الآثم محمّد بن العلامة أبي الفضل بن المحقّق أبي القاسم حشرهم اللّه مع مواليهم بفضله و إحسانه.

أقول: مقبرة أبيه معروف بقم المشرّفة عليها قبّة عالية يزوره الصالحون.

14
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

صورة المكتوب: ص : 14

روضته المنوّرة بالرّي 17

15
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

صورة المكتوب: ص : 14

قبّة روضة أبيه رضوان اللّه تعالى عليهما بقم المشرّفة

16
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب ص : 17

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب‏

1- نسخة العالم الرّبّانيّ استاذنا الميرزا أبو الحسن الشعرانيّ مدّ ظلّه العالي و هي نسخة نفيسة ثمينة جدّا كاتبها عبد اللّه بن محمّد شريف عبد الرّب السمنانيّ. و في آخرها قبل المشيخة إجازة الشيخ الحرّ العامليّ بخطّه الشريف لمحمّد إبراهيم بن محمّد نصير- و كتب هذا المجاز تمام حاشية المولى مراد التفرشي في هامش النسخة و أورد بعض حواشي الشيخ محمّد حفيد الشهيد، و بعض حواشي سلطان العلماء الحسيني الآملي و كثيرا من شرح المولى محمّد تقيّ المجلسيّ- رحمهم اللّه- و قليلا من حاشية المحقّق الدّاماد- قدّس سرّه- و رمز إليها ب (م ح ق). راجع الصورة الفتوغرافيّة الأولى.

2- نسخة نفيسة لخزانة كتب الشريف المعظّم السيّد محمّد باقر السبزواري استاذ كلّية الالهيّات في جامعة طهران- دام ظلّه الوارف- تاريخها 1074 الهجري القمري كاتبها ميرزا محمّد الركاوندي. راجع الصورة الفتوغرافيّة الثانية.

3- نسخة مصحّحة للعالم البارع الأديب الشيخ نجم الدّين حسن (حسن‏زاده) الآملي- أدام اللّه بقاءه- تاريخها 1075 الهجري القمري، كاتبها محمّد صالح بن صفي الدين محمّد، عليها بعض حواشي سلطان العلماء و المولى مراد التفرشيّ بخط الكاتب المزبور.

راجع الصورة الثالثة. و لمعظّم له نسخة اخرى سيأتي ذكرها تحت رقم 10.

4- نسخة تفضّل بارسالها العالم الألمعيّ المفضال الشيخ حسن المصطفويّ التبريزي نزيل طهران- أدام اللّه حياته- تاريخها 1030 الهجري القمري كاتبها أبو الحسن، و قرأها بتمامه المولى خليل بن الغازي القزوينيّ كما هو بخطّه الشريف في هامش الكتاب و أرّخ تاريخ فراغه منه 1034. راجع الصورة الرابعة.

5- نسخة نفيسة مشحونة بالحواشي تفضّل بارسالها المحقّق المدقّق البارع‏

17
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب ص : 17

الشريف السيّد موسى الزّنجانيّ المحترم- أدام اللّه بقاءه- و النسخة مصحّحة مقروءة على المولى محمّد تقيّ المجلسيّ- رضوان اللّه عليه- تاريخها 1057، كاتبها غير مذكور.

و هي من الكتب الموقوفة الّتي وقفها المرحوم المبرور الميرزا أبو طالب القمّيّ- رحمه اللّه- على الطّلاب بمحروسة قم المشرّفة. راجع الصورة الخامسة.

6- نسخة ظريفة نفيسة لمكتبة الحجّة مولانا المعظّم الشيخ حسين مقدّس نزيل المشهد الرّضوي عليه السّلام و هي في أربعة أجزاء، موشّحة بالحواشي الكثيرة العلميّة جدّا تاريخها 1101 الهجري القمري، كاتبها محمّد صادق بن محمّد يوسف المشهديّ. راجع الصورة السادسة و للمعظّم له نسخة اخرى يأتي ذكرها تحت رقم 11.

7- نسخة ثمينة مصحّحة للفاضل الجليل الشيخ محمّد كاظم «مدير شانه‏چى» استاذ كلّية الالهيّات في جامعة مشهد الرّضا عليه السّلام- دام بقاؤه- كاتبها نور الدّين ابن محبّ الدّين أحمد الكازرونيّ، صحّحها و قابلها محمّد خان بن محمّد توسركانيّ و أرّخ إتمام المقابلة 1097. راجع الصورة السابعة.

8- نسخة اخرى لمعظّم له مزيّنة بخطّ الفقيه المتكلّم المحقّق محمّد باقر بن محمّد مؤمن المشتهر بالمحقّق السبزواري- قدّس سرّه- قرأها عليه بعض تلاميذه كما رقم بخطّه الشريف و أرّخ الفراغ من النصف الأوّل منها 1065. راجع الصورة الثامنة.

9- نسخة جيّدة الخطّ لخزانة كتب العالم البارع المحقّق الشريف السيّد أبو الحسن المرتضويّ الموسويّ تاريخها 1092 كاتبها محمّد تقيّ بن أبي القاسم شهريار الشهميرزاديّ.

10- نسخة عتيقة بدون التاريخ بخطّ نستعليق غير مذكور كاتبها، تفضّل بارسالها الشيخ نجم الدّين الآملي المذكور سابقا و هذه النسخة ناقصة من آخرها وريقات، و على ما هو الظاهر من خطّها كتابتها قبل الألف.

11- نسخة مصحّحة لمكتبة المولى المعظّم الحاجّ الشيخ حسين مقدّس المذكور سابقا قابلها السيّد فخر الدين محمّد الموسوي المجاز من المولى أحمد بن حاج محمّد التونيّ و قرأها عليه كما رقم في آخرها، كاتبها محمّد صالح بن حاج سرور، تاريخها 1073 ه.

18
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب ص : 17

12- نسخة نفيسة للخطيب الشّريف السيّد عليّ الأحمدي الطهرانيّ، كاتبها محمّد عليّ بن محبّ عليّ، تاريخها 1013 ه.

13- نسخة مشحونة بالحواشي لمكتبة المتتبّع المتضلّع الحجّة الشيخ عبد الرّحيم الرّبّاني تاريخها 1101 كاتبها عليّ بن مير بديع الحسينيّ و نقل في آخرها عن نسخة صورة إجارة المؤلّف للسيّد أبي عبد اللّه نعمة الّذي ألّف الكتاب بالتماسه.

و هي هكذا: «تمّت أسانيد كتاب من لا يحضره الفقيه بحمد اللّه و منّه و الصلاة على محمّد و آله الطاهرين يقول محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ مصنّف هذا الكتاب قد سمع السيّد الشريف الفاضل أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن العلويّ الموسويّ المدينيّ المعروف بنعمة أدام اللّه تأييده و توفيقه و تسديده هذا الكتاب من أوّله إلى آخره بقراءتي عليه و رويته عن مشايخي المذكورين و ذلك بأرض بلخ في ناحية إيلاق بخطّي حامدا للّه و شاكرا، و على محمّد و آله مصلّيا».

14- نسخة ثمينة تفضّل بإرسالها أخيرا بعد خروج جلّ المجلّد الأوّل من الطبع «الحجّة الشريف السيّد موسى الزّنجاني» المحترم، تاريخها 1088 كاتبها عبد الرّحيم بن عبد الصمد فرح‏آبادي.

19
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب ص : 17

النسخة الأولى‏

20
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب ص : 17

النسخة الثانية

21
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب ص : 17

النسخة الثالثة

22
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب ص : 17

النسخة الرابعة

23
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب ص : 17

النسخة الخامسة

24
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب ص : 17

النسخة السادسة

25
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب ص : 17

النسخة السابعة

26
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب ص : 17

النسخة الثامنة

27
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الشروح و الحواشى ص : 28

الشّروح و الحواشى‏

عندي من الشّروح شرح المولى محمّد تقيّ المجلسيّ- رحمه اللّه- فقطّ و هو شرح كبير جدّا في مجلّدين ضخمين مخطوطين بخطّ جيّد، المجلد الأوّل منه تفضّل بارساله الألمعي اللّوذعي المفضال الحاجّ السيّد عبد الحسين الرّوضاتي- دام بقاؤه- نجل المرحوم المبرور حجّة الإسلام السيّد حبيب اللّه الرّوضاتي حفيد العالم المتتبّع الخبير و الأديب الأريب قدوة الأنام مرجع الخاصّ و العامّ السيّد محمّد باقر بن زين العابدين الموسويّ الخوانساريّ صاحب «روضات الجنّات، قدّس سرّه، و من المأسوف عليه أنّ النسخة ناقصة في وريقات من أواسطها.

و نسخة أيضا من المجلد الأوّل عندي لمكتبة الشّريف السيّد أبو الحسن المرتضوي الموسويّ المذكور سابقا صاحب النسخة التاسعة من الكتاب، و هي كاملة.

و المجلّد الثاني من هذا الشرح النفيس هو لخزانة كتب الشريف الأجلّ الفقيه المبجّل السيّد محمّد عليّ بن السيّد محمّد صادق الحسينيّ المدعوّ بمير محمّد صادقي صاحب التآليف العلميّة الممتّعة في الفقه و الأصول و الكلام. طبع منها رسالته المسمّاة بالمختار في الجبر و الاختيار و غير واحد من كتبه الفقهيّة نسأل اللّه عزّ و جلّ توفيق طبع البقيّة- و هو- حفظه اللّه- الآن ساكن في بلدة أصفهان و مشتغل بتدريس الفقه و الأصول و اجتمع في حوزته جماعة من أفاضل الطّلاب يستنيرون بنور علمه و يستضيئون بضياء فضله.

و أمّا الحواشي فعندي منها اثنتان إحداهما حاشية سلطان العلماء الآمليّ الحسينيّ- رضوان تعالى اللّه عليه- تفضّل بها العالم المحقّق البارع الحجّة الشيخ محمّد باقر

28
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

الشروح و الحواشى ص : 28

 «شريف‏زاده» الگلپايگانيّ- أدام اللّه حياته-

و الأخرى حاشية المولى مراد به عليخان التفرشيّ- تلميذ المحقّق الحكيم ميرزا إبراهيم الهمداني و الشيخ بهاء الدّين محمّد العامليّ‏ «1».

و هذه النسخة لخزانة كتب العالم الجليل الشيخ محمّد كاظم «مدير شانه‏چى» استاذ كليّة الالهيّات في جامعة مشهد الرضا عليه السّلام.

______________________________

 (1). قال في جامع الرواة: مراد بن عليخان التفرشى العلامة المحقق المدقق جليل القدر عظيم المنزلة دقيق الفطنة فاضل كامل عالم متبحر في جميع العلوم، و أمره في علو قدره و عظم شأنه و سمو رتبته و تبحره في العلوم العقليّة و النقلية و دقة نظره و اصابة رأيه أشهر من أن يذكر و فوق ما يحوم حوله العبارة، قرأ المعقولات على جماعة كان أكثرهم أخذا عنه سيد الحكماء المتألهين ميرزا إبراهيم الهمدانيّ- رحمه اللّه-، و المنقولات على شيخ الطائفة بهاء الملّة و الدين محمّد العاملى- قدّس سرّه- له تصانيف جيدة منها كتاب موسوم بالتعليقة السجّادية علقها على من لا يحضره الفقيه- الى آخر ما قاله الأردبيليّ- ره-، راجع ج 2 ص 223.

29
من لا يحضره الفقيه (المقدمة)

بيان الرموز ص : 30

بيان الرّموز

نرمز إلى شرح المولى محمّد تقيّ المجلسيّ- رحمه اللّه- المسمّى بروضة المتقين في شرح أخبار الأئمة المعصومين ب (م ت) و إلى حاشية المولى مراد بن عليخان التفرشيّ- رحمه اللّه- ب (مراد) و إلى حاشية سلطان العلماء: الحسين بن محمّد بن محمود الحسينيّ- رحمه اللّه- ب (سلطان).

و إلى حاشية الحكيم الإلهيّ السيّد محمّد باقر الحسينيّ المعروف بمير داماد- رحمه اللّه- ب (م ح ق).

و إلى شرح العلّامة المجلسيّ- قدّس سرّه- على الكافي المعروف بمرآة العقول ب (المرآة) و نعبّر عن المجلسيّ الأوّل بالمولى المجلسيّ، و عن الثاني بالعلّامة المجلسيّ.

على أكبر الغفّاري‏

30