×
☰ فهرست و مشخصات
لسان العرب6

س ص 3

الجزء السادس‏
س‏
حرف السين المهملة
س:
الصاد و السين و الزاي أَسَلِيَّةٌ لأَن مبدأَها من أَسَلَةِ اللسان، و هي مُسْتَدَقُّ طرف اللسان، و هذه الثلاثة في حيز واحد، و السين من الحروف المهموسة، و مخرج السين بين مخرجي الصاد و الزاي؛ قال الأَزهري: لا تأْتلف الصاد مع السين و لا مع الزاي في شي‏ء من كلام العرب.
فصل الألف‏
أبس:
أَبَسَهُ يأْبِسهُ أَبْساً و أَبَّسَه: صغَّر به و حَقَّره؛ قال العجاج:
         و ليْث غابٍ لم يُرَمْ بأَبْسِ‏
أَي بزجر و إذلال، و يروى:
         لُيُوثُ هَيْجا.

الأَصمعي: أَبَّسْتُ به تأْبيساً و أَبَسْتُ به أَبْساً إذا صغَّرته و حقرته و ذَلَّلْتَه و كَسَّرْته؛ قال عبّاس بن مِرْداس يخاطب خُفاف بن نُدْبَة:
         إن تكُ جُلْمودَ صَخْرٍ لا أُؤَبِّسهُ،             أُوقِدْ عليه فأَحْمِيه، فيَنْصَدِعُ‏
             السِّلْمُ تأْخذ منها ما رضيتَ به،             و الحَرْبُ يكفيكَ من أَنفاسِها جُرَعُ‏

و هذا الشعر أَنشده ابن بري:
         إِن تك جلمود بِصْرٍ ...
، و قال: البصْرُ حجارة بيض، و الجُلمود: القطعة الغليظة منها؛ يقول: أَنا قادر عليك لا يمنعني منك مانع و لو كنت جلمود بصر لا تقبل التأْبيس و التذليل لأَوْقَدْتُ عليه النار حتى ينصدع و يتفتت. و السِلم: المُسالمة و الصلح ضد الحرب و المحاربة. يقول: إن السِّلم، و إن طالت، لا تضرك و لا يلحقك منها أذًى و الحرب أقل شي‏ء منها يكفيك. و رأَيت في نسخة من أَمالي ابن بري بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي، رحمه اللَّه، قال: أَنشده المُفَجِّع في التَّرجُمان:
         إِن تك جُلْمودَ صَخْدٍ ...

و قال بعد إِنشاده: صَخْدٌ وادٍ، ثم قال: جعل أُوقِدْ جواب المجازاة و أَحْمِيه عطفاً عليه و جعل أُؤَبِّسُه نعتاً للجلمود و عطف عليه فينصدع.

3
لسان العرب6

أبس ص 3

و التَّأَبُّس: التَّغَيُّر «5»؛ و منه قول المتلمس:
         تَطيفُ به الأَيام ما يَتأَبَّسُ‏
و الإِبْس و الأَبْسُ: المكان الغليظ الخشن مثل الشَّأْز. و مُناخ أَبْس: غير مطمئن؛ قال منظور بن مَرثَدٍ الأَسَدي يصف نوقاً قد أَسقطت أَولادها لشدة السير و الإِعياء:
         يَتْرُكْنَ، في كل مُناخٍ أَبْسِ،             كلَّ جَنين مُشْعَرٍ في الغِرْسِ‏

و يروى:
         ... مُناخِ إِنسِ‏
، بالنون و الإِضافة، أَراد مُناخ ناس أَي الموضع الذي ينزله الناس أَو كل منزل ينزله الإِنس: و الجَنِين المُشْعَرُ: الذي قد نبت عليه الشعر. و الغِرْسُ: جلدة رقيقة تخرج على رأْس المولود، و الجمع أَغراس. و أَبَسَه أَبْساً: قَهَرَه؛ عن ابن الأَعرابي. و أَبَسَه و أَبَّسَه: غاظه و رَوَّعه. و الأَبْسُ: بَكْع الرجل بما يسوءُه. يقال: أَبَسْتُه آبِسُه أَبْساً. و يقال: أَبَّسْتُه تأْبيساً إِذا قابلته بالمكروه. و
في حديث جُبَيْر بن مُطْعِم: جاء رجل إِلى قريش من فتح خَيْبَر فقال: إِن أَهل خيبر أَسَروا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، و يريدون أَن يرسلوا به إِلى قومه ليقتلوه، فجعل المشركون يؤَبِّسون به العباس.
أَي يُعَيِّرونه، و قيل: يخوِّفونه، و قيل: يُرْغِمونه، و قيل: يُغضبونه و يحْمِلونه على إِغلاظ القول له. ابن السكيت: امرأَة أُباس إِذا كانت سيِّئة الخلق؛ و أَنشد:
         ليسَتْ بسَوْداءَ أُباسٍ شَهْبَرَه‏

ابن الأَعرابي: الإِبْسُ الأَصل السُّوء، بكسر الهمزة. ابن الأَعرابي: الأَبْس ذَكر السَّلاحف، قال: و هو الرَّقُّ و الغَيْلَمُ. و إِباءٌ أَبْسٌ: مُخْزٍ كاسِرٌ؛ عن ابن الأَعرابيّ. و حكي عن المُفَضَّل أَن السؤال المُلِحَّ يكْفيكَه الإِباءُ الأَبْسُ، فكأَنَّ هذا وَصْف بالمصدر، و قال ثعلب: إِنما هو الإِباءُ الأَبْأَسُ أَي الأَشدُّ. قال أَعرابي لرجل: إِنك لتَرُدُّ السُّؤال المُلْحِف بالإِباءِ الأَبأَس.
أرس:
الإِرْس: الأَصل، و الأَريس: الأَكَّارُ؛ عن ثعلب. و
في حديث معاوية: بلغه أَن صاحب الروم يريد قصد بلاد الشام أَيام صفين، فكتب إِليه: تاللَّه لئن تممْتَ على ما بَلَغَني لأُصالحنَّ صاحبي، و لأَكونن مقدمته إِليك، و لأَجعلن القُسطنطينية الحمراء حُمَمَةً سوداء، و لأَنْزِعَنَّك من المُلْكِ نَزْعَ الإِصْطَفْلينة، و لأَرُدَّنَّك إِرِّيساً من الأَرارِسَةِ تَرْعى الدَّوابِل، و في رواية: كما كنت ترعى الخَنانيص.
؛ و الإِرِّيس: الأَمير؛ عن كراع، حكاه في باب فِعِّيل، و عَدَلَه بإِبِّيلٍ، و الأَصل عنده فيه رِئّيسٌ، على فِعِّيل، من الرِّياسةِ. و المُؤرَّس: المُؤمَّرُ فقُلِبَ. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، كتب إِلى هِرَقْلَ عظيم الروم يدعوه إِلى الإِسلام و قال في آخره: إِن أَبَيْتَ فعليك إِثم الإِرِّيسين.
ابن الأَعرابي: أَرَس يأْرِسُ أَرْساً إِذا صار أَريساً، و أَرَّسَ يُؤَرِّسُ تأْريساً إِذا صار أَكَّاراً، و جمع الأَرِيس أَرِيسون، و جمع الإِرِّيسِ إِرِّيسُونَ و أَرارِسَة و أَرارِسُ، و أَرارِسةٌ ينصرف، و أَرارِسُ لا ينصرف، و قيل: إِنما قال‏
__________________________________________________
 (5). قوله [و التأبس التغير إلخ‏] تبع فيه الجوهري. و قال في القاموس: و تأبس تغير، هو تصحيف من ابن فارس و الجوهري و الصواب تأيس، بالمثناة التحتية، أي بمعنى تغير و تبع المجد في هذا الصاغاني حيث قال في مادة أ ي س و الصواب إيرادهما، أعني بيتي المتلمس و ابن مرداس، هاهنا لغة و استشهاداً: ملخصاً من شارح القاموس.

4
لسان العرب6

أرس ص 4

ذلك لأَن الأَكَّارينَ كانوا عندهم من الفُرْسِ، و هم عَبَدَة النار، فجعل عليه إِثمهم. قال الأَزهري: أَحسِب الأَريس و الإِرِّيس بمعنى الأَكَّار من كلام أَهل الشام، قال: و كان أَهل السَّواد و من هو على دين كِسْرى أَهلَ فلاحة و إِثارة للأَرض، و كان أَهل الروم أَهلَ أَثاثٍ و صنعة، فكانوا يقولون للمجوسي: أَريسيٌّ، نسبوهم إِلى الأَريس و هو الأَكَّارُ، و كانت العرب تسميهم الفلاحين، فأَعلمهم النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَنهم، و إِن كانوا أَهل كتاب، فإِن عليهم من الإِثم إِن لم يؤْمنوا بنبوته مثل إِثم المجوس و فَلَّاحي السَّواد الذين لا كتاب لهم، قال: و من المجوس قوم لا يعبدون النار و يزعمون أَنهم على دين إِبراهيم، على نبينا و عليه الصلاة و السلام، و أَنهم يعبدون اللَّه تعالى و يحرّمون الزنا و صناعتهم الحراثة و يُخْرِجون العُشر مما يزرعون غير أَنهم يأْكلون المَوْقوذة، قال: و أَحسبهم يسجدون للشمس، و كانوا يُدعَوْن الأَريسين؛ قال ابن بري: ذكر أَبو عبيدة و غيره أَن الإِرِّيسَ الأَكَّارُ فيكون المعنى أَنه عبر بالأَكَّارين عن الأَتباع، قال: و الأَجود عندي أَن يقال: إِن الإِرِّيس كبيرهم الذي يُمْتَثَلُ أَمره و يطيعونه إِذا طلب منهم الطاعة: و يدل على أَن الإِرِّيس ما ذكرت لك قول أَبي حِزام العُكْليّ:
         لا تُبِئْني، و أَنتَ لي، بك، وَغْدٌ،             لا تُبِئْ بالمُؤَرَّسِ الإِرِّيسا

يقال: أَبَأْتُه به أَي سَوَّيته به، يريد: لا تُسَوِّني بك. و الوَغْدُ: الخسيس اللئيم، و فصل بقوله: لي بك، بين المبتدإِ و الخبر، و بك متعلق بتبئني، أَي لا تبئني بك و أَنت لي وغد أَي عَدوٌّ لأن اللئيم عدوٌّ لي و مخالف لي، و قوله:
         لا تبئْ بالمؤَرَّس الإِرِّيسا
أَي لا تُسَوِّ الإِرِّيسَ، و هو الأَمير، بالمُؤَرَّس؛ و هو المأْمور و تابعه، أَي لا تُسَوِّ المولى بخادمه، فيكون المعنى في‏
قول النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، لهِرَقل: فعليك إِثم الإِرِّيسين.
يريد الذين هم قادرون على هداية قومهم ثم لم يهدوهم، و أَنت إِرِّيسُهم الذي يجيبون دعوتك و يمتثلون أَمرك، و إِذا دعوتهم إِلى أَمر أَطاعوك، فلو دعوتهم إِلى الإِسلام لأَجابوك، فعليك إِثم الإِرِّيسين الذين هم قادرون على هداية قومهم ثم لم يهدوهم، و ذلك يُسْخِط اللَّهَ و يُعظم إِثمهم؛ قال: و فيه وجه آخر و هو أَن تجعل الإِرِّيسين، و هم المنسوبون إِلى الإِرِّيس، مثل المُهَلَّبين و الأَشْعَرين المنسوبين إِلى المُهَلَّب و إِلى الأَشْعَر، و كان القياس فيه أَن يكون بياءَي النسبة فيقال: الأَشْعَرِيُّون و المُهَلَّبيُّون، و كذلك قياس الإِرِّيسين الإِرِّيسيُّون في الرفع و الإِرِّيسيِّين في النصب و الجر، قال: و يقوي هذا رواية من روى الإِرِّيسيِّين، و هذا منسوب قولًا واحداً لوجود ياءَي النسبة فيه فيكون المعنى: فعليك إِثم الإِرِّيسيين الذين هم داخلون في طاعتك و يجيبونك إِذا دعوتهم ثم لم تَدْعُهُم إِلى الإِسلام، و لو دعوتهم لأَجابوك، فعليك إِثمهم لأَنك سبب منعهم الإِسلام و لو أَمرتهم بالإِسلام لأَسلموا؛ و حكي عن أَبي عبيد: هم الخَدَمُ و الخَوَلُ، يعني بصَدِّه لهم عن الدين، كما قال تعالى: رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا؛ أَي عليك مثل إِثمهم. قال ابن الأَثير: قال أَبو عبيد في كتاب الأَموال: أَصحاب الحديث يقولون الإِريسيين مجموعاً منسوباً و الصحيح بغير نسب، قال: و رده عليه الطحاوي، و قال بعضهم: في رَهط هِرَقل فرقةٌ تعرف بالأَروسِيَّة فجاءَ على النسب إِليهم، و قيل: إِنهم أَتباع عبد اللَّه بن أَريس، رجل كان في الزمن الأَول، قتلوا نبيّاً بعثه اللَّه إِليهم، و قيل: الإِرِّيسون الملوك،

5
لسان العرب6

أرس ص 4

واحدهم إِرِّيس، و قيل: هم العَشَّارون. و أَرْأَسَة بن مُرِّ بن أُدّ: معروف. و
في حديث خاتم النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: فسقط من يد عثمان، رضي اللَّه عنه، في بئر أَريسَ.
بفتح الهمزة و تخفيف الراء، هي بئر معروفة قريباً من مسجد قُباء عند المدينة.
أسس:
الأُسُّ و الأَسَس و الأَساس: كل مُبْتَدَإِ شي‏ءٍ. و الأُسُّ و الأَساس: أَصل البناء، و الأَسَسُ مقصور منه، و جمع الأُسِّ إِساس مثل عُسّ و عِساس، و جمع الأَساس أُسس مثل قَذال و قُذُل، و جمع الأَسَس آساس مثل سببٍ و أَسباب. و الأَسيس: أَصل كل شي‏ء. و أُسّ الإِنسان: قلبه لأَنه أَول مُتَكَوّن في الرحم، و هو من الأَسماء المشتركة. و أُسُّ البناء: مُبْتَدَؤُه؛ أَنشد ابن دريد، قال: و أَحْسِبُه لكذاب بني الحِرْماز:
         و أُسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وَطيدُ،             نالَ السماءَ، فَرْعُه مَدِيدُ

و قد أَسَّ البناءَ يَؤُسُّه أَسّاً و أَسَّسَه تأْسيساً، الليث: أَسَّسْت داراً إِذا بنيت حدودها و رفعت من قواعدها، و هذا تأْسيس حسن. و أُسُّ الإِنسان و أَسُّه أَصله، و قيل: هو أَصل كل شي‏ء. و في المثل: أَلْصِقُوا الحَسَّ بالأَسِّ؛ الحَسُّ في هذا الموضع: الشر، و الأَسُّ: الأَصل؛ يقول: أَلْصِقوا الشَّر بأُصول من عاديتم أَو عاداكم. و كان ذلك على أُسِّ الدهر و أَسِّ الدهر و إِسِّ الدهر، ثلاث لغات، أَي على قِدَم الدهر و وجهه، و يقال: على است الدهر. و الأَسيسُ: العِوَضُ. التهذيب: و التَّأسيس في الشِّعْر أَلِفٌ تلزم القافية و بينها و بين حرف الروي حرف يجوز كسره و رفعه و نصبه نحو مفاعلن، و يجوز إِبدال هذا الحرف بغيره، و أَما مثل محمد لو جاء في قافية لم يكن فيه حرف تأْسيس حتى يكون نحو مجاهد فالأَلف تأْسيس، و قال أَبو عبيد: الروي حرف القافية نفسها، و منها التأْسيس؛ و أَنشد:
         أَلا طال هذا الليلُ و اخْضَلَّ جانِبُه‏

فالقافية هي الباء و الأَلف فيها هي التأْسيس و الهاء هي الصلة، و يروى:
         ... و اخْضَرَّ جانبه‏

؛ قال الليث: و إِن جاء شي‏ء من غير تأْسيس فهو المُؤَسَّس، و هو عيب في الشعر غير أَنه ربما اضطر بعضهم، قال: و أَحسن ما يكون ذلك إِذا كان الحرف الذي بعده مفتوحاً لأَن فتحه يغلب على فتحة الأَلف كأَنها تزال من الوَهم؛ قال العجّاج:
         مُبارَكٌ للأَنبياء خاتَمُ،             مُعَلِّمٌ آيَ الهُدى مُعَلَّمُ‏

و لو قال خاتِم، بكسر التاء، لم يحسن، و قيل: إن لغة العجاج خأْتم، بالهمزة، و لذلك أَجازه، و هو مثل السَّأْسَم، و هي شجرة جاء في قصيدة المِيسَم و السَّأْسَم؛ و في المحكم: التأْسيس في القافية الحرف الذي قبل الدخيل، و هو أَول جزء في القافية كأَلف ناصب؛ و قيل: التأْسيس في القافية هو الأَلف التي ليس بينها و بين حرف الروي إِلا حرف واحد، كقوله:
         كِليني لِهَمٍّ، يا أُمَيْمَة، ناصِبِ‏
فلا بد من هذه الأَلف إِلى آخر القصيدة. قال ابن سيدة: هكذا سماء الخليل تأْسيساً جعل المصدر اسماً له، و بعضهم يقول أَلف التأْسيس، فإِذا كان ذلك احتمل أَن يريد الاسم و المصدر. و قالوا في الجمع: تأْسيسات فهذا يؤْذن بأَن التأْسيس عندهم قد أَجروه مجرى الأَسماء، لأَن الجمع في المصادر ليس بكثير و لا أَصل فيكون هذا محمولًا عليه. قال: و رأى أَهل العروض‏

6
لسان العرب6

أسس ص 6

إِنما تسمحوا بجمعه، و إِلا فإِن الأَصل إِنما هو المصدر، و المصدر قلما يجمع إِلا ما قد حدّ النحويون من المحفوظ كالأَمراض و الأَشغال و العقول. و أَسَّسَ بالحرف: جعله تأْسيساً، و إِنما سمي تأْسيساً لأَنه اشتق من أُسِّ الشي‏ء؛ قال ابن جني: أَلف التأْسيس كأَنها أَلف القافية و أَصلها أُخذ من أُسِّ الحائط و أَساسه، و ذلك أَن أَلف التأْسيس لتقدّمها و العناية بها و المحافظة عليها كأَنها أُسُّ القافية اشتق «1» من أَلف التأْسيس، فأَما الفتحة قبلها فجزء منها. و الأَسُّ و الإِسُّ و الأُسُّ: الإِفساد بين الناس، أَسَّ بينهم يَؤُس أَسّاً. و رجل أَسَّاسٌ: نَمّام مفسد. الأُمَويُّ: إِذا كانت البقية من لحم قيل أَسَيْتُ له من اللحم أَسْياً أَي أَبْقَيْتُ له، و هذا في اللحم خاصة. و الأُسُّ: بقية الرَّماد بين الأَثافيّ. و الأُسُّ: المُزَيِّن للكذب. و إِسْ إِسْ: من زجر الشاة، أَسَّها يَؤُسُّها أَسّاً، و قال بعضهم: نَسّاً. و أَسَّ بها: زجرها و قال: إِسْ إِسْ، و إِسْ إِسْ: زجر للغنم كإِسَّ إِسَّ. و أُسْ أُسْ: من رُقى الحَيَّاتِ. قال الليث: الرَّاقون إِذا رقَوا الحية ليأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه قال لها: أُسْ، فإِنها تخضَع له و تَلين. و
في الحديث: كتب عمر إِلى أَبي موسى: أَسِّسْ بين الناس في وَجْهِك و عَدْلِك.
أَي سَوِّ بينهم. قال ابن الأَثير: و هو من ساس الناسَ يَسوسُهم، و الهمزة فيه زائدة، و
يروى: آسِ بين الناس.
من المُواساة.
ألس:
الأَلْسُ و المُؤَالَسَة: الخِداع و الخيانة و الغشُّ و السَّرَقُ، و قد أَلَس يأْلِس، بالكسر، أَلْساً. و منه قولهم: فلان لا يُدالِسُ و لا يُؤَالِسُ، فالمُدالَسَةُ من الدَّلْس، و هو الظُّلْمَةُ، يراد به لا يُغَمِّي عليك الشي‏ء فيُخْفيه و يستر ما فيه من عيب. و المُؤَالَسَةُ: الخِيانة؛ و أَنشد:
         هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لا أَلْسَ فيهمُ،             و همُ يَمْنَعُونَ جارَهمْ أَن يُقَرَّدا

و الأَلْسُ: أَصله الوَلْسُ، و هو الخيانة. و الأَلْسُ: الأَصلُ السُّوء. و الأَلْس: الغدر. و الأَلْسُ: الكذب. و الأَلْسُ و الأُلْسُ: ذهاب العقل و تَذْهيله؛ عن ابن الأَعرابي، و أَنشد:
         فقلتُ: إِن أَسْتَفِدْ عِلْماً و تَجْرِبَةً،             فقد تردَّدَ فيكَ الخَبْلُ و الأَلْسُ‏

و
في حديث النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَنه دعا فقال: اللهم إِني أَعوذ بك من الأَلْسِ و الكِبْرِ.
؛ قال أَبو عبيد: الأَلْسُ هو اختلاط العقل، و خطَّأَ ابن الأَنباري من قال هو الخيانة. و المأْلُوس: الضعيف العقل. و أُلِسَ الرجلُ أَلْساً، فهو مأْلوس أَي مجنون ذهب عقله؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال الراجز:
         يَتْبَعْنَ مِثْلَ العُجِّ المَنْسوسِ،             أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَةَ المَأْلوسِ‏

و قال مرة: الأَلْسُ الجُنون. يقال: إِن به لأَلْساً أَي جُنوناً؛ و أَنشد:
         يا جِرَّتَيْنا بالحَبابِ حَلْسا،             إِنْ بنا أَو بكمُ لأَلْسا

و قيل: الأَلْسُ الرِّيبةُ و تَغَيُّر الخُلُق من ريبة، أَو تغير الخُلُقِ من مرض. يقال: ما أَلَسَكَ. و رجل مَأْلوس: ذاهب العقل و البدن. و ما ذُقْتُ عنده أَلوساً أَي شيئاً من الطعام. و ضربه مائة فما تأَلَّسَ أَي ما تَوَجَّع، و قيل: فما تَحَلَّس بمعناه. أَبو عمرو: يقال للغريم إِنه ليَتَأَلَّس‏
__________________________________________________
 (1). قوله [كأنها أس القافية اشتق إلخ‏] هكذا في الأَصل.

7
لسان العرب6

ألس ص 7

فما يُعْطِي و ما يمنع. و التَّأَلُّس: أَن يكون يريد أَن يُعطِيَ و هو يمنع. و يقال: إِنه لَمَأْلوس العطية، و قد أُلِسَتْ عطيته إِذا مُنِعَتْ من غير إياس منها؛ و أَنشد:
         و صَرَمَت حَبْلَك بالتَّأَلُّس‏
و إِلْياسُ: اسم أَعجمي، و قد سمت به العرب، و هو إلياسُ بنُ مُضَرَ بنِ نِزار بن معدّ بن عَدْنان.
أمس:
أَمْسِ: من ظروف الزمان مبني على الكسر إِلا أَن ينكر أَو يعرَّف، و ربما بني على الفتح، و النسبة إِليه إِمسيٌّ، على غير قياس. قال ابن جني: امتنعوا من إِظهار الحرف الذي يعرَّف به أَمْسِ حتى اضطروا بذلك إِلى بنائه لتضمنه معناه، و لو أَظهروا ذلك الحرف فقالوا مَضَى الأَمسُ بما فيه لما كان خُلْفاً و لا خطأً؛ فأَما قول نُصيب:
         و إِني وَقَفْتُ اليومَ و الأَمْسِ قَبْلَه             ببابِكَ، حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ‏

فإِن ابن الأَعرابي قال: روي الأَمْسِ و الأَمْسَ جرّاً و نصباً، فمن جره فعلى الباب فيه و جعل اللام مع الجر زائدة، و اللام المُعَرَّفة له مرادة فيه و هو نائب عنها و مُضَمن لها، فكذلك قوله و الأَمس هذه اللام زائدة فيه، و المعرفة له مرادة فيه محذوفة منه، يدل على ذلك بناؤه على الكسر و هو في موضع نصب، كما يكون مبنيّاً إِذا لم تظهر اللام في لفظه، و أَما من قال و الأَمْسَ فإِنه لم يضمنه معنى اللام فيبنيه، لكنه عرَّفه كما عرَّف اليوم بها، و ليست هذه اللام في قول من قال و الأَمسَ فنصب هي تلك اللام التي في قول من قال و الأَمْسِ فجرّ، تلك لا تظهر أَبداً لأَنها في تلك اللغة لم تستعمل مُظْهَرَة، أَ لا ترى أَن من ينصب غير من يجرّ؟ فكل منهما لغة و قياسهما على ما نطق به منهما لا تُداخِلُ أُخْتَها و لا نسبة في ذلك بينها و بينها. الكسائي: العرب تقول: كَلَّمتك أَمْسِ و أَعجبني أَمْسِ يا هذا، و تقول في النكرة: أَعجبني أَمْسِ و أَمْسٌ آخر، فإِذا أَضفته أَو نكرته أَو أَدخلت عليه الأَلف و اللام للتعريف أَجريته بالإِعراب، تقول: كان أَمْسُنا طيباً و رأَيت أَمسَنا المبارك و مررت بأَمسِنا المبارك، و يقال: مضى الأَمسُ بما فيه؛ قال الفراء: و من العرب من يخفض الأَمْس و إِن أَدخل عليه الأَلف و اللام، كقوله:
         و إِني قَعَدْتُ اليومَ و الأَمْسِ قبله‏
و قال أَبو سعيد: تقول جاءَني أَمْسِ فإِذا نسبت شيئاً إِليه كسرت الهمزة، قلت إِمْسِيٌّ على غير قياس؛ قال العجاج:
         و جَفَّ عنه العَرَقُ الإِمْسيُ‏

و قال العجاج:
         كأَنَّ إِمْسِيّاً به من أَمْسِ،             يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ‏

الجوهري: أَمْسِ اسم حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين، و اختلفت العرب فيه فأَكثرهم يبنيه على الكسر معرفة، و منهم من يعربه معرفة، و كلهم يعربه إِذا أَدخل عليه الأَلف و اللام أَو صيره نكرة أَو أَضافه. غيره: ابن السكيت: تقول ما رأَيته مُذْ أَمسِ، فإِن لم تره يوماً قبل ذلك قلت: ما رأَيته مذ أَوَّلَ من أَمْسِ، فإِن لم تره يومين قبل ذلك قلت: ما رأَيته مُذ أَوَّلَ من أَوَّلَ من أَمْسِ. قال ابن الأَنباري: أَدخل اللام و الأَلف على أَمس و تركه على كسره لأَن أَصل أَمس عندنا من الإِمساء فسمي الوقت بالأَمر و لم يغير لفظه؛ من ذلك قول الفرزدق:

8
لسان العرب6

أمس ص 8

         ما أَنْتَ بالحَكَمِ التُرْضى حُكومَتُهُ،             و لا الأَصيلِ و لا ذي الرأْي و الجَدَلِ‏

فأَدخل الأَلف و اللام على تُرْضى، و هو فعل مستقبل على جهة الاختصاص بالحكاية؛ و أَنشد الفراء:
         أَخفن أَطناني إِن شكين، و إِنني             لفي شُغْلٍ عن دَحْليَ اليَتَتَبَّعُ «1»

فأَدخل الأَلف و اللام على يتتبع، و هو فعل مستقبل لما وصفنا. و قال ابن كيسان في أَمْس: يقولون إِذا نكروه كل يوم يصير أَمْساً، و كل أَمسٍ مضى فلن يعود، و مضى أَمْسٌ من الأُموس. و قال البصريون: إِنما لم يتمكن أَمْسِ في الإِعراب لأَنه ضارع الفعل الماضي و ليس بمعرب؛ و قال الفراء: إِنما كُسِرَتْ لأَن السين طبعها الكسر، و قال الكسائي: أَصلها الفعل أُخذ من قولك أَمْسِ بخير ثم سمي به، و قال أَبو الهيثم: السين لا يلفظ بها إِلا من كسر الفم ما بين الثنية إِلى الضرس و كسرت لأَن مخرجها مكسور في قول الفراء؛ و أَنشد:
         و قافيةٍ بين الثَّنِيَّة و الضِّرْسِ‏
و قال ابن بزرج: قال عُرامٌ ما رأَيته مُذ أَمسِ الأَحْدَثِ، و أَتاني أَمْسِ الأَحْدَثَ، و قال بِجادٌ: عهدي به أَمْسَ الأَحْدَثَ، و أَتاني أَمْسِ الأَحْدَثَ، قال: و يقال ما رأَيته قبل أَمْسِ بيوم؛ يريد من أَولَ من أَمْسِ، و ما رأَيته قبل البارحة بليلة. قال الجوهري: قال سيبويه و قد جاء في ضرورة الشعر مذ أَمْسَ بالفتح؛ و أَنشد:
         لقد رأَيتُ عَجَباً، مُذْ أَمْسا،             عَجائزاً مِثْلَ السَّعالي خَمْسا
             يأْكُلْنَ ما في رَحْلِهنَّ هَمْسا،             لا تَرك اللَّهُ لهنَّ ضِرْسا

قال ابن بري: اعلم أَن أَمْسِ مبنية على الكسر عند أَهل الحجاز و بنو تميم يوافقونهم في بنائها على الكسر في حال النصب و الجرّ، فإِذا جاءَت أَمس في موضع رفع أَعربوها فقالوا: ذهب أَمسُ بما فيه، و أَهل الحجاز يقولون: ذهب أَمسِ بما فيه لأَنها مبنية لتضمنها لام التعريف و الكسرة فيها لالتقاء الساكنين، و أَما بنو تميم فيجعلونها في الرفع معدولة عن الأَلف و اللام فلا تصرف للتعريف و العدل، كما لا يصرف سَحَر إِذا أَردت به وقتاً بعينه للتعريف و العدل؛ و شاهد قول أَهل الحجاز في بنائها على الكسر و هي في موضع رفع قول أُسْقُف نَجْران:
         مَنَعَ البَقاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ،             و طُلوعُها من حيثُ لا تُمْسِي‏
             اليَوْمَ أَجْهَلُ ما يَجي‏ءُ به،             و مَضى بِفَصْلِ قَضائه أَمْسِ‏

فعلى هذا تقول: ما رأَيته مُذْ أَمْسِ في لغة الحجاز، جَعَلْتَ مذ اسماً أَو حرفاً، فإِن جعلت مذ اسماً رفعت في قول بني تميم فقلت: ما رأَيته مُذ أَمْسُ، و إِن جعلت مذ حرفاً وافق بنو تميم أَهل الحجاز في بنائها على الكسر فقالوا: ما رأَيته مُذ أَمسِ؛ و على ذلك قول الراجز يصف إِبلًا:
         ما زالَ ذا هزيزَها مُذْ أَمْسِ،             صافِحةً خُدُودَها للشَّمْسِ‏

فمذ هاهنا حرف خفض على مذهب بني تميم، و أَما على مذهب أَهل الحجاز فيجوز أَن يكون مذ اسماً و يجوز أَن يكون حرفاً. و ذكر سيبويه أَن من العرب من يجعل أَمس معدولة في موضع الجر بعد مذ خاصة،
__________________________________________________
 (1). قوله [أخفن أطناني إلخ‏] كذا بالأَصل هنا و في مادة تبع.

9
لسان العرب6

أمس ص 8

يشبهونها بمذ إِذا رفعت في قولك ما رأَيته مذ أَمْسُ، و لما كانت أَمس معربة بعد مذ التي هي اسم، كانت أَيضاً معربة مع مذ التي هي حرف لأَنها بمعناها، قال: فبان لك بهذا غلط من يقول إن أَمس في قوله:
         لقد رأَيت عجبا مذ أَمسا
مبنية على الفتح بل هي معربة، و الفتحة فيها كالفتحة في قولك مررت بأَحمد؛ و شاهد بناء أَمس إِذا كانت في موضع نصب قول زياد الأَعجم:
         رأَيتُكَ أَمْسَ خَيْرَ بني مَعَدٍّ،             و أَنت اليومَ خَيْرٌ منك أَمْسِ‏

و شاهد بنائها و هي في موضع الجر قول عمرو بن الشَّريد:
         و لقدْ قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ و مَوْحَداً،             و تَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ المُدْبِرِ

و كذا قول الآخر:
         و أَبي الذي تَرَكَ المُلوك و جَمْعَهُمْ،             بِصُهابَ، هامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ

قال: و اعلم أَنك إِذا نكرت أَمس أَو عرَّفتها بالأَلف و اللام أَو أَضفتها أَعربتها فتقول في التنكير: كلُّ غَدٍ صائرٌ أَمْساً، و تقول في الإِضافة و مع لام التعريف: كان أَمْسُنا طَيِّباً و كان الأَمْسُ طيباً؛ و شاهده قول نُصَيْب:
         و إِني حُبِسْتُ اليومَ و الأَمْسِ قَبْلَه             ببابِك، حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُب «1»

قال: و كذلك لو جمعته لأَعربته كقول الآخر:
         مَرَّتْ بنا أَوَّلَ من أُمُوسِ،             تَمِيسُ فينا مِشْيَةَ العَرُوسِ‏

قال الجوهري: و لا يصغر أَمس كما لا يصغر غَدٌ و البارحة و كيف و أَين و متى و أَيّ و ما و عند و أَسماء الشهور و الأُسبوع غير الجمعة. قال ابن بري: الذي حكاه الجوهري في هذا صحيح إِلا قوله غير الجمعة لأَن الجمعة عند سيبويه مثل سائر أَيام الأُسبوع لا يجوز أَن يصغر، و إِنما امتنع تصغير أَيام الأُسبوع عند النحويين لأَن المصغر إنما يكون صغيراً بالإِضافة إِلى ما له مثل اسمه كبيراً، و أيام الأُسبوع متساوية لا معنى فيها للتصغير، و كذلك غد و البارحة و أَسماء الشهور مثل المحرّم و صفر.
أنس:
الإِنسان: معروف؛ و قوله:
         أَقَلَّ بَنو الإِنسانِ، حين عَمَدْتُمُ             إِلى من يُثير الجنَّ، و هي هُجُودُ

يعني بالإِنسان آدم، على نبينا و عليه الصلاة و السلام. و قوله عز و جل: وَ كانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْ‏ءٍ جَدَلًا
؛ عنى بالإِنسان هنا الكافر، و يدل على ذلك قوله عز و جل: وَ يُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ؛ هذا قول الزجّاج، فإِن قيل: و هل يُجادل غير الإِنسان؟ قيل: قد جادل إِبليس و كل من يعقل من الملائكة، و الجنُّ تُجادل، لكن الإِنسان أَكثر جدلًا، و الجمع الناس، مذكر. و في التنزيل: يا أَيُّهَا النَّاسُ*
؛ و قد يؤنث على معنى القبيلة أَو الطائفة، حكى ثعلب: جاءَتك الناسُ، معناه: جاءَتك القبيلة أَو القطعة؛ كما جعل بعض الشعراء آدم اسماً للقبيلة و أَنث فقال أَنشده سيبويه:
         شادوا البلادَ و أَصْبَحوا في آدمٍ،             بَلَغوا بها بِيضَ الوُجوه فُحُولا

و الإِنسانُ أَصله إِنْسِيانٌ لأَن العرب قاطبة قالوا في تصغيره: أُنَيْسِيانٌ، فدلت الياء الأَخيرة على الياء في تكبيره، إِلا أَنهم حذفوها لما كثر الناسُ في كلامهم.
__________________________________________________
 (1). ذكر هذا البيت في صفحة 8 و فيه:
         و إِني وقفت ...

بدلًا من:
         و إني حبست.

و هو في الأَغاني:
         و إني نَوَيْتُ.

10
لسان العرب6

أنس ص 10

و
في حديث ابن صَيَّاد: قال النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، ذاتَ يوم: انْطَلِقوا بنا إِلى أُنَيسيانٍ قد رأَينا شأْنه.
؛ و هو تصغير إِنسان، جاء شاذّاً على غير قياس، و قياسه أُنَيْسانٌ، قال: و إِذا قالوا أَناسينُ فهو جمع بَيِّنٌ مثل بُسْتانٍ و بَساتينَ، و إِذا قالوا أَناسي كثيراً فخففوا الياء أَسقطوا الياء التي تكون فيما بين عين الفعل و لامه مثل قَراقيرَ و قراقِرَ، و يُبَيِّنُ جواز أَناسي، بالتخفيف، قول العرب أَناسيَة كثيرة، و الواحدُ إِنْسِيٌّ و أُناسٌ إِن شئت. و
روي عن ابن عباس، رضي اللَّه عنهما، أَنه قال: إِنما سمي الإِنسان إِنساناً لأَنه عهد إِليه فَنَسيَ.
قال أَبو منصور: إِذا كان الإِنسان في الأَصل إِنسيانٌ، فهو إِفْعِلانٌ من النِّسْيان، و قول ابن عباس حجة قوية له، و هو مثل لَيْل إِضْحِيان من ضَحِيَ يَضْحَى، و قد حذفت الياء فقيل إِنْسانٌ. و روى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن الناس ما أَصله؟ فقال: الأُناس لأَن أَصله أُناسٌ فالأَلف فيه أَصلية ثم زيدت عليه اللام التي تزاد مع الأَلف للتعريف، و أَصل تلك اللام «2» إِبدالًا من أَحرف قليلة مثل الاسم و الابن و ما أَشْبهها من الأَلفات الوصلية فلما زادوهما على أُناس صار الاسم الأُناس، ثم كثرت في الكلام فكانت الهمزة واسطة فاستثقلوها فتركوها و صار الباقي: أَلُناسُ، بتحريك اللام بالضمة، فلما تحركت اللام و النون أَدغَموا اللام في النون فقالوا: النَّاسُ، فلما طرحوا الأَلف و اللام ابتَدأُوا الاسم فقالوا: قال ناسٌ من الناس. قال الأَزهري: و هذا الذي قاله أَبو الهيثم تعليل النحويين، و إِنْسانٌ في الأَصل إِنْسِيانٌ، و هو فِعْليانٌ من الإِنس و الأَلف فيه فاء الفعل، و على مثاله حِرْصِيانٌ، و هو الجِلْدُ الذي يلي الجلد الأَعلى من الحيوان، سمي حِرْصِياناً لأَنه يُحْرَصُ أَي يُقْشَرُ؛ و منه أُخذت الحارِصَة من الشِّجاج، يقال رجل حِذْريانٌ إِذا كان حَذِراً. قال الجوهري: و تقدير إِنْسانٍ فِعْلانٌ و إِنما زيد في تصغيره ياء كما زيد في تصغير رجل فقيل رُوَيْجِل، و قال قوم: أَصله إِنْسِيان على إِفْعِلان، فحذفت الياء استخفافاً لكثرة ما يجري على أَلسنتهم، فإِذا صغّروه ردوهما لأَن التصغير لا يكثر. و قوله عز و جل: أَ كانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى‏ رَجُلٍ مِنْهُمْ‏
؛ النَّاسُ هاهنا أَهل مكة و الأُناسُ لغة في الناس، قال سيبويه: و الأَصل في الناس الأُناسُ مخففاً فجعلوا الأَلف و اللام عوضاً من الهمزة و قد قالوا الأُناس؛ قال الشاعر:
         إِنَّ المَنايا يَطَّلِعْنَ             على الأُناس الآمِنينا

و حكى سيبويه: الناسُ الناسُ أَي الناسُ بكل مكان و على كل حال كما تعرف؛ و قوله:
         بلادٌ بها كُنَّا، و كُنَّا نُحِبُّها،             إِذ الناسُ ناسٌ، و البلادُ بلادُ

فهذا على المعنى دون اللفظ أَي إِذ الناس أَحرار و البلاد مُخْصِبَة، و لو لا هذا الغَرَض و أَنه مراد مُعْتَزَم لم يجز شي‏ء من ذلك لِتَعَرِّي الجزء الأَخير من زيادة الفائدة عن الجزءِ الأَول، و كأَنه أُعيد لفظ الأَول لضرب من الإِدْلالِ و الثقة بمحصول الحال، و كذلك كل ما كان مثل هذا. و النَّاتُ: لغة في الناس على البدل الشاذ؛ و أَنشد:
         يا قَبَّحَ اللَّهُ بني السِّعْلاةِ             عَمرو بنَ يَرْبوعٍ شِرارَ الناتِ،
             غيرَ أَعِفَّاءٍ و لا أَكْياتِ‏

أَراد و لا أَكياس فأَبدل التاء من سين الناس و الأَكياس‏
__________________________________________________
 (2). قوله [و أصل تلك اللام إلى قوله فلما زادوهما] كذا بالأَصل.

11
لسان العرب6

أنس ص 10

لموافقتها إِياها في الهمس و الزيادة و تجاور المخارج. و الإِنْسُ: جماعة الناس، و الجمع أُناسٌ، و هم الأَنَسُ. تقول: رأَيت بمكان كذا و كذا أَنَساً كثيراً أَي ناساً كثيراً؛ و أَنشد:
         و قد تَرى بالدّار يوماً أَنَسا
و الأَنَسُ، بالتحريك: الحيُّ المقيمون، و الأَنَسُ أَيضاً: لغة في الإِنْس؛ و أَنشد الأَخفش على هذه اللغة:
         أَتَوْا ناري فقلتُ: مَنُونَ أَنتم؟             فقالوا: الجِنُّ قلتُ: عِمُوا ظَلاما
             فقلتُ: إِلى الطَّعامِ، فقال منهمْ             زَعِيمٌ: نَحْسُد الأَنَسَ الطَّعاما

قال ابن بري: الشعر لشمر بن الحرث الضَّبِّي، و ذكر سيبويه البيت الأَول جاء فيه منون مجموعاً للضرورة و قياسه: من أَنتم؟ لأَن من إِنما تلحقه الزوائد في الوقف، يقول القائل: جاءَني رجل، فتقول: مَنُو؟ و رأَيت رجلًا فيقال: مَنا؟ و مررت برجل فيقال: مَني؟ و جاءني رجلان فتقول: مَنانْ؟ و جاءَني رجال فتقول: مَنُونْ؟ فإِن وصلت قلت: مَنْ يا هذا؟ أَسقطت الزوائد كلها، و من روى عموا صباحاً فالبيت على هذه الرواية لجِذْع بن سنان الغساني في جملة أَبيات حائية؛ و منها:
         أَتاني قاشِرٌ و بَنُو أَبيه،             و قد جَنَّ الدُّجى و النجمُ لاحا
             فنازَعني الزُّجاجَةَ بَعدَ وَهْنٍ،             مَزَجْتُ لهم بها عَسلًا و راحا
             و حَذَّرَني أُمُوراً سَوْف تأْتي،             أَهُزُّ لها الصَّوارِمَ و الرِّماحا

و الأَنَسُ: خلاف الوَحْشَةِ، و هو مصدر قولك أَنِسْتُ به، بالكسر، أَنَساً و أَنَسَةً؛ قال: و فيه لغة أُخرى: أَنَسْتُ به أُنْساً مثل كفرت به كُفْراً. قال: و الأُنْسُ و الاستئناس هو التَّأَنُّسُ، و قد أَنِسْتُ بفلان. و الإِنْسِيُّ: منسوب إِلى الإِنْس، كقولك جِنِّيٌّ و جِنٌّ و سِنْدِيٌّ و سِنْدٌ، و الجمع أَناسِيُّ كَكُرْسِيّ و كَراسِيّ، و قيل: أَناسِيُّ جمع إِنسان كسِرْحانٍ و سَراحينَ، لكنهم أَبدلوا الياء من النون؛ فأَما قولهم: أَناسِيَةٌ جعلوا الهاء عوضاً من إِحدى ياءَي أَناسِيّ جمع إِنسان، كما قال عز من قائل: وَ أَناسِيَّ كَثِيراً
. و تكون الياءُ الأُولى من الياءَين عوضاً منقلبة من النون كما تنقلب النون من الواو إِذا نسبت إِلى صَنْعاءَ و بَهْراءَ فقلت: صَنْعانيٌّ و بَهْرانيٌّ، و يجوز أَن تحذف الأَلف و النون في إِنسان تقديراً و تأْتي بالياءِ التي تكون في تصغيره إِذا قالوا أُنَيْسِيان، فكأَنهم زادوا في الجمع الياء التي يردّونها في التصغير فيصير أَناسِيَ، فيدخلون الهاء لتحقيق التأْنيث؛ و قال المبرد: أَناسِيَةٌ جمع إِنْسِيَّةٍ، و الهاء عوض من الياء المحذوفة، لأَنه كان يجب أَناسِيّ بوزن زَناديقَ و فَرازِينَ، و أَن الهاء في زَنادِقَة و فَرازِنَة إِنما هي بدل من الياء، و أَنها لما حذفت للتخفيف عوّضت منها الهاءُ، فالياءُ الأُولى من أَناسِيّ بمنزلة الياءِ من فرازين و زناديق، و الياء الأَخيرة منه بمنزلة القاف و النون منهما، و مثل ذلك جَحْجاحٌ و جَحاجِحَةٌ إِنما أَصله جَحاجيحُ. و قال اللحياني: يُجْمَع إِنسانٌ أَناسِيَّ و آناساً على مثال آباضٍ، و أَناسِيَةً بالتخفيف و التأْنيث. و الإِنْسُ: البشر، الواحد إِنْسِيٌّ و أَنَسيٌّ أَيضاً، بالتحريك. و يقال: أَنَسٌ و آناسٌ كثير. و قال الفراء في قوله عز و جل: وَ أَناسِيَّ كَثِيراً؛ الأَناسِيُّ جِماعٌ، الواحد إِنْسِيٌّ، و إِن شئت جعلته إِنساناً ثم جمعته‏

12
لسان العرب6

أنس ص 10

أَناسِيّ فتكون الياءُ عوضاً من النون، كما قالوا للأَرانب أَراني، و للسَّراحين سَراحِيّ. و يقال للمرأَة أَيضاً إِنسانٌ و لا يقال إِنسانة، و العامة تقوله. و
في الحديث: أَنه نهى عن الحُمُر الإِنسيَّة يوم خَيْبَر.
؛ يعني التي تأْلف البيوت، و المشهور فيها كسر الهمزة، منسوبة إِلى الإِنس، و هم بنو آدم، الواحد إِنْسِيٌّ؛ قال: و في كتاب أَبي موسى ما يدل على أَن الهمزة مضمومة فإِنه قال هي التي تأْلف البيوت. و الأُنْسُ، و هو ضد الوحشة، الأُنْسُ، بالضم، و قد جاءَ فيه الكسر قليلًا، و رواه بعضهم بفتح الهمزة و النون، قال: و ليس بشي‏ءٍ؛ قال ابن الأَثير: إِن أَراد أَن الفتح غير معروف في الرواية فيجوز، و إِن أَراد أَنه ليس بمعروف في اللغة فلا، فإِنه مصدر أَنِسْت به آنَس أَنَساً و أَنَسَةً، و قد حكي أَن الإِيْسان لغة في الإِنسان، طائية؛ قال عامر بن جرير الطائي:
         فيا ليتني من بَعْدِ ما طافَ أَهلُها             هَلَكْتُ، و لم أَسْمَعْ بها صَوْتَ إِيسانِ‏

قال ابن سيدة: كذا أَنشده ابن جني، و قال: إِلا أَنهم قد قالوا في جمعه أَياسِيَّ، بياء قبل الأَلف، فعلى هذا لا يجوز أَن تكون الياء غير مبدلة، و جائز أَيضاً أَن يكون من البدل اللازم نحو عيدٍ و أَعْياد و عُيَيْدٍ؛ قال اللحياني: في لغة طي‏ء ما رأَيتُ ثَمَّ إِيساناً أَي إِنساناً؛ و قال اللحياني: يجمعونه أَياسين، قال في كتاب اللَّه عز و جل: ياسين وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ؛ بلغة طي‏ء، قال أَبو منصور: و قول العلماء أنه من الحروف المقطعة. و قال الفراءُ: العرب جميعاً يقولون الإِنسان إِلا طيئاً فإِنهم يجعلون مكان النون ياء. و
روى قَيْسُ بن سعد أَن ابن عباس، رضي اللَّه عنهما، قرأَ: يا سين وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، يريد يا إِنسان.
قال ابن جني: و يحكى أَن طائفة من الجن وافَوْا قوماً فاستأْذنوا عليهم فقال لهم الناس: من أَنتم؟ فقالوا: ناسٌ من الجنِّ، و ذلك أَن المعهود في الكلام إِذا قيل للناس من أَنتم قالوا: ناس من بني فلان، فلما كثر ذلك استعملوه في الجن على المعهود من كلامهم مع الإِنس، و الشي‏ء يحمل على الشي‏ء من وجه يجتمعان فيه و إِن تباينا من وجه آخر. و الإِنسانُ أَيضاً: إِنسان العين، و جمعه أَناسِيُّ. و إِنسانُ العين: المِثال الذي يرى في السَّواد؛ قال ذو الرمة يصف إِبلًا غارت عيونها من التعب و السير:
         إِذا اسْتَحْرَسَتْ آذانُها، اسْتَأْنَسَتْ لها             أَناسِيُّ مَلْحودٌ لها في الحَواجِبِ‏

و هذا البيت أَورده ابنُ بري:
         إِذا اسْتَوْجَسَتْ ...
، قال: و استوجست بمعنى تَسَمَّعَتْ، و اسْتَأْنَسَتْ و آنَسَتْ بمعنى أَبصرت، و قوله:
         ... ملحود لها في الحواجب‏

، يقول: كأَن مَحارَ أَعيُنها جُعِلْنَ لها لُحوداً وصَفَها بالغُؤُور؛ قال الجوهري و لا يجمع على أُناسٍ. و إِنسان العين: ناظرها. و الإِنسانُ: الأُنْمُلَة؛ و قوله:
         تَمْري بإِنْسانِها إِنْسانَ مُقْلَتها،             إِنْسانةٌ، في سَوادِ الليلِ، عُطبُولُ‏

فسره أَبو العَمَيْثَلِ الأَعرابيُّ فقال: إِنسانها أُنملتها. قال ابن سيدة: و لم أَره لغيره؛ و قال:
         أَشارَتْ لإِنسان بإِنسان كَفِّها،             لتَقْتُلَ إِنْساناً بإِنْسانِ عَيْنِها

و إِنْسانُ السيف و السهم: حَدُّهما. و إِنْسِيُّ القَدَم: ما أَقبل عليها و وَحْشِيُّها ما أَدبر منها. و إِنْسِيُّ الإِنسان و الدابة: جانبهما الأَيسر، و قيل الأَيمن.

13
لسان العرب6

أنس ص 10

و إِنْسِيُّ القَوس: ما أَقبل عليك منها، و قيل: إِنْسِيُّ القوس ما وَليَ الرامِيَ، و وَحْشِيُّها ما ولي الصيد، و سنذكر اختلاف ذلك في حرف الشين. التهذيب: الإِنْسِيُّ من الدواب هو الجانب الأَيسر الذي منه يُرْكَبُ و يُحْتَلَبُ، و هو من الآدمي الجانبُ الذي يلي الرجْلَ الأُخرى، و الوَحْشِيُّ من الإِنسانِ الجانب الذي يلي الأَرض. أَبو زيد: الإِنْسِيُّ الأَيْسَرُ من كل شي‏ء. و قال الأَصمعي: هو الأَيْمَنُ، و قال: كلُّ اثنين من الإِنسان مثل الساعِدَيْن و الزَّنْدَيْن و القَدَمين فما أَقبل منهما على الإِنسان فهو إِنْسِيٌّ، و ما أَدبر عنه فهو وَحْشِيٌّ. و الأَنَسُ: أَهل المَحَلِّ، و الجمع آناسٌ؛ قال أَبو ذؤَيب:
         مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها             جَهاراً، و يَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ‏

و قال عمرو ذو الكَلْب:
         بفِتْيانٍ عَمارِطَ من هُذَيْلٍ،             هُمُ يَنْفُونَ آناسَ الحِلالِ‏

و قالوا: كيف ابنُ إِنْسِك و إِنْسُك أَي كيف نَفْسُك. أَبو زيد: تقول العرب للرجل كيف ترى ابن إِنْسِك إِذا خاطبت الرجل عن نفْسك. الأَحمر: فلان ابن إِنْسِ فلان أَي صَفِيُّه و أَنيسُه و خاصته. قال الفراء: قلت للدُّبَيْريّ إِيش، كيف ترى ابنُ إِنْسِك، بكسر الأَلف؟ فقال: عزاه إِلى الإِنْسِ، فأَما الأُنْس عندهم فهو الغَزَلُ. الجوهري: يقال كيف ابنُ إِنْسِك و إِنْسُك يعني نفسه، أَي كيف تراني في مصاحبتي إِياك؟ و يقال: هذا حِدْثي و إِنسي و خِلْصي و جِلْسِي، كله بالكسر. أَبو حاتم: أَنِسْت به إِنساً، بكسر الأَلف، و لا يقال أُنْساً إِنما الأُنْسُ حديثُ النساء و مُؤَانستهن. رواه أَبو حاتم عن أَبي زيد. و أَنِسْتُ به آنَسُ و أَنُسْتُ آنُسُ أَيضاً بمعنى واحد. و الإِيناسُ: خلاف الإِيحاش، و كذلك التَّأْنيس. و الأَنَسُ و الأُنْسُ و الإِنْسُ الطمأْنينة، و قد أَنِسَ به و أَنَسَ يأْنَسُ و يأْنِسُ و أَنُسَ أُنْساً و أَنَسَةً و تَأَنَّسَ و اسْتَأْنَسَ؛ قال الراعي:
         أَلا اسْلَمي اليومَ ذاتَ الطَّوْقِ و العاجِ.             و الدَّلِّ و النَّظَرِ المُسْتَأْنِسِ الساجي‏

و العرب تقول: آنَسُ من حُمَّى؛ يريدون أَنها لا تكاد تفارق العليل فكأَنها آنِسَةٌ به، و قد آنَسَني و أَنَّسَني. و
في بعض الكلام: إِذا جاءَ الليل استأْنَس كلُّ وَحْشِيٍّ و استوحش كلُّ إِنْسِيٍّ.
؛ قال العجاج:
         و بَلْدَةٍ ليس بها طُوريُّ،             و لا خَلا الجِنَّ بها إِنْسِيُ‏
             تَلْقى، و بئس الأَنَسُ الجِنِّيُّ             دَوِّيَّة لهَولِها دَويُ‏
             للرِّيح في أَقْرابها هُوِيُ‏

هُويُّ: صَوْتٌ. أَبو عمرو: الأَنَسُ سُكان الدار. و استأْنس الوَحْشِيُّ إِذا أَحَسَّ إِنْسِيّاً. و استأْنستُ بفلان و تأَنَّسْتُ به بمعنى؛ و قول الشاعر:
         و لكنني أَجمع المُؤْنِساتِ،             إِذا ما اسْتَخَفَّ الرجالُ الحَديدا

يعني أَنه يقاتل بجميع السلاح، و إِنما سماها بالمؤْنسات لأَنهن يُؤْنِسْنَه فَيُؤَمِّنَّه أَو يُحَسِّنَّ ظَنَّهُ. قال الفراء: يقال للسلاح كله من الرُّمح و المِغْفَر و التِّجْفاف و التَّسْبِغَةِ و التُّرْسِ و غيره: المُؤْنِساتُ. و كانت العرب القدماءُ تسمي يوم الخميس مُؤْنِسا

14
لسان العرب6

أنس ص 10

لأَنَّهم كانوا يميلون فيه إلى الملاذِّ؛ قال الشاعر:
         أُؤَمِّلُ أَن أَعيشَ، و أَنَّ يومي             بأَوَّل أَو بأَهْوَنَ أَو جُبارِ
             أَو التَّالي دُبارِ، فإِن يَفُتْني،             فَمُؤْنِس أَو عَروبَةَ أَو شِيارِ

و
قال مُطَرِّز: أَخبرني الكريمي إِمْلاءً عن رجاله عن ابن عباس، رضي اللَّه عنهما، قال: قال لي عليّ، عليه السلام: إِن اللَّه تبارك و تعالى خلق الفِرْدَوْسَ يوم الخميس و سماها مُؤْنِسَ.
و كلب أَنُوس: و هو ضد العَقُور، و الجمع أُنُسٌ. و مكان مَأْنُوس إِنما هو على النسب لأَنهم لم يقولوا آنَسْتُ المكان و لا أَنِسْتُه، فلما لم نجد له فعلًا و كان النسبُ يَسوغُ في هذا حملناه عليه؛ قال جرير:
         حَيِّ الهِدَمْلَةَ من ذاتِ المَواعِيسِ،             فالحِنْوُ أَصْبَحَ قَفْراً غيرَ مَأْنُوسِ‏

و جارية آنِسَةٌ: طيبة الحديث؛ قال النابغة الجَعْدي:
         بآنِسةٍ غَيْرِ أُنْسِ القِرافِ،             تُخَلِّطُ باللِّينِ منها شِماسا

و كذلك أَنُوسٌ، و الجمع أُنُسٌ؛ قال الشاعر يصف بيض نعام:
         أُنُسٌ إِذا ما جِئْتَها بِبُيُوتِها،             شُمُسٌ إِذا داعي السِّبابِ دَعاها
             جُعلَتْ لَهُنَّ مَلاحِفُ قَصَبيَّةٌ،             يُعْجِلْنَها بالعَطِّ قَبْلَ بِلاها

و المَلاحِف القصبية يعني بها ما على الأَفْرُخِ من غِرْقي‏ءِ البيض. الليث: جارية آنِسَةٌ إِذا كانت طيبة النَّفْسِ تُحِبُّ قُرْبَكَ و حديثك، و جمعها آنِسات و أَوانِسُ. و ما بها أَنِيسٌ أَي أَحد، و الأُنُسُ الجمع. و آنَسَ الشي‏ءَ: أَحَسَّه. و آنَسَ الشَّخْصَ و اسْتَأْنَسَه: رآه و أَبصره و نظر إِليه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         بعَيْنَيَّ لم تَسْتَأْنِسا يومَ غُبْرَةٍ،             و لم تَرِدا جَوَّ العِراقِ فَثَرْدَما

ابن الأَعرابي: أَنِسْتُ بفلان أَي فَرِحْتُ به، و آنَسْتُ فَزَعاً و أَنَّسْتُهُ إِذا أَحْسَسْتَه و وجدتَهُ في نفسك. و في التنزيل العزيز: آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً؛ يعني موسى أَبصر ناراً، و هو الإِيناسُ. و آنَس الشي‏ءَ: علمه. يقال: آنَسْتُ منه رُشْداً أَي علمته. و آنَسْتُ الصوتَ: سمعته. و
في حديث هاجَرَ و إِسماعيلَ: فلما جاءَ إِسماعيل، عليه السلام، كأَنه آنَسَ شيئاً.
أَي أَبصر و رأَى لم يَعْهَدْه. يقال: آنَسْتُ منه كذا أَي علمت. و اسْتَأْنَسْتُ: اسْتَعْلَمْتُ؛ و منه‏
حديث نَجْدَةَ الحَرُورِيِّ و ابن عباس: حتى تُؤْنِسَ منه الرُّشْدَ.
أَي تعلم منه كمال العقل و سداد الفعل و حُسْنَ التصرف. و قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَ تُسَلِّمُوا
؛ قال الزجاج: معنى تَسْتَأْنِسُوا
 في اللغة تستأْذنوا، و لذلك جاءَ في التفسير تَسْتَأْنِسُوا
 فَتَعْلَموا أَ يريد أَهلُها أَن تدخلوا أَم لا؟ قال الفراءُ: هذا مقدم و مؤَخَّر إِنما هو حتى تسلِّموا و تستأْنسوا: السلام عليكم أَ أَدخل؟ قال: و الاستئناس في كلام العرب النظر. يقال: اذهبْ فاسْتَأْنِسْ هل ترى أَحداً؟ فيكون معناه انظرْ من ترى في الدار؛ و قال النابغة:
         بذي الجَليل على مُسْتَأْنِسٍ وَحِد

15
لسان العرب6

أنس ص 10

أَي على ثور وحشيٍّ أَحس بما رابه فهو يَسْتَأْنِسُ أَي يَتَبَصَّرُ و يتلفت هل يرى أَحداً، أَراد أَنه مَذْعُور فهو أَجَدُّ لعَدْوِه و فراره و سرعته.
و كان ابن عباس، رضي اللَه عنهما، يقرأُ هذه الآية: حتى تستأْذنوا، قال: تَسْتَأْنِسُوا
 خطأ من الكاتب. قال الأَزهري: قرأ أُبيّ و ابن مسعود: تستأْذنوا، كما قرأَ ابن عباس.
و المعنى فيهما واحد. و
قال قتادة و مجاهد: تَسْتَأْنِسُوا
 هو الاستئذان، و قيل: تَسْتَأْنِسُوا
 تَنَحْنَحُوا.
قال الأَزهري: و أَصل الإِنْسِ و الأَنَسِ و الإِنسانِ من الإِيناسِ، و هو الإِبْصار. و يقال: آنَسْتُه و أَنَّسْتُه أَي أَبصرته؛ و قال الأَعشى:
         لا يَسْمَعُ المَرْءُ فيها ما يؤَنِّسُه،             بالليلِ، إِلَّا نَئِيمَ البُومِ و الضُّوَعا

و قيل معنى قوله: ما يُؤَنِّسُه أَي ما يجعله ذا أُنْسٍ، و قيل للإِنْسِ إِنْسٌ لأَنهم يُؤنَسُونَ أَي يُبْصَرون، كما قيل للجنِّ جِنٌّ لأَنهم لا يؤنسون أَي لا يُبصَرون. و قال محمد بن عرفة الواسطي: سمي الإِنْسِيُّون إِنْسِيِّين لأَنهم يُؤنَسُون أَي يُرَوْنَ، و سمي الجِنُّ جِنّاً لأَنهم مُجْتَنُّون عن رؤية الناس أَي مُتَوارُون. و
في حديث ابن مسعود: كان إِذا دخل داره اسْتَأْنس و تَكَلَّمَ.
أَي اسْتَعْلَم و تَبَصَّرَ قبل الدخول؛ و منه الحديث:
         أَ لم تَرَ الجِنَّ و إِبلاسها،             و يَأْسَها من بعد إِيناسها؟

أَي أَنها يئست مما كانت تعرفه و تدركه من استراق السمع ببعثة النبي، صلى اللَه عليه و سلم. و الإِيناسُ: اليقين؛ قال:
         فإِن أَتاكَ امْرؤٌ يَسْعَى بِكذْبَتِه،             فانْظُرْ، فإِنَّ اطِّلاعاً غَيْرُ إِيناسِ‏

الاطِّلاعُ: النظر، و الإِيناس: اليقين؛ قال الشاعر:
         ليَس بما ليس به باسٌ باسْ،             و لا يَضُرُّ البَرَّ ما قال الناسْ،
             و إِنَّ بَعْدَ اطِّلاعٍ إِيناسْ‏

و بعضهم يقول:
         ... بعد طُلوعٍ إِيناسٌ.

الفراء: من أَمثالهم: بعد اطِّلاعٍ إِيناسٌ؛ يقول: بعد طُلوعٍ إِيناس. و تَأَنَّسَ البازي: جَلَّى بطَرْفِه. و البازي يَتَأَنَّسُ، و ذلك إِذا ما جَلَّى و نظر رافعاً رأْسه و طَرْفه. و
في الحديث: لو أَطاع اللَّهُ الناسَ في الناسِ لم يكن ناسٌ.
؛ قيل: معناه أَن الناس يحبون أَن لا يولد لهم إِلا الذُّكْرانُ دون الإِناث، و لو لم يكن الإِناث ذهب الناسُ، و معنى أَطاع استجاب دعاءه. و مَأْنُوسَةُ و المَأْنُوسَةُ جميعاً: النار. قال ابن سيدة: و لا أَعرف لها فِعْلًا، فأَما آنَسْتُ فإِنما حَظُّ المفعول منها مُؤْنَسَةٌ؛ و قال ابن أَحمر:
         كما تَطايَرَ عن مَأْنُوسَةَ الشَّرَرُ

قال الأَصمعي: و لم نسمع به إِلا في شعر ابن أَحمر. ابن الأَعرابي: الأَنِيسَةُ و المَأْنُوسَةُ النار، و يقال لها السَّكَنُ لأَن الإِنسان إِذا آنَسَها ليلًا أَنِسَ بها و سَكَنَ إِليها و زالت عنه الوَحْشَة، و إِن كان بالأَرض القَفْرِ. أَبو عمرو: يقال للدِّيكِ الشُّقَرُ و الأَنيسُ و النَّزِيُّ. و الأَنِيسُ: المُؤَانِسُ و كل ما يُؤْنَسُ به. و ما بالدار أَنِيسٌ أَي أَحد؛ و قول الكميت:
         فِيهنَّ آنِسَةُ الحدِيثِ حَيِيَّةٌ،             ليسَتْ بفاحشَةٍ و لا مِتْفالِ‏

أَي تَأْنَسُ حديثَك و لم يرد أَنها تُؤْنِسُك لأَنه لو

16
لسان العرب6

أنس ص 10

أَراد ذلك لقال مُؤْنِسَة. و أَنَسٌ و أُنَيسٌ: اسمان. و أُنُسٌ: اسم ماء لبني العَجْلانِ؛ قال ابن مُقْبِل:
         قالتْ سُلَيْمَى ببطنِ القاعِ من أُنُسٍ:             لا خَيْرَ في العَيْشِ بعد الشَّيْبِ و الكِبَرِ

و يُونُسُ و يُونَسُ و يُونِسُ، ثلاث لغات: اسم رجل، و حكي فيه الهمز أَيضاً، و اللَّه أَعلم.
أنقلس:
الأَنْقَيْلَسُ و الأَنْقَلَيْسُ: سمكة على خِلقَة حية، و هي عجمية. ابن الأَعرابي: الشَّلِقُ الأَنْكَلَيْسُ، و مرة قال: الأَنْقَلَيْسُ، و هو السمك الجِرِّيُّ و الجِرِّيتُ؛ و قال الليث: هو بفتح اللام و الأَلف، و منهم من يكسر الأَلف و اللام؛ قال الأَزهري: أُراها معرَّبة.
أنكلس:
ابن الأَعرابي: الشَّلِقُ الأَنْكَلَيْسُ، و مرة قال: الأَنْقَلَيْسُ، و هو السمك الجِرِّيُّ و الجِرِّيتُ؛ و قال الليث: هو بفتح اللام و الأَلف و منهم من يكسرهما. قال الأَزهري: أُراها معرّبة. و
في حديث علي، رضي اللَّه عنه: أَنه بَعَثَ إِلى السُّوق فقال لا تَأْكلوا الأَنْكَلَيْسَ.
؛ هو بفتح الهمزة و كسرها، سمك شبيه بالحيات ردي‏ء الغذاء، و هو الذي يسمى [المارْماهي‏] و إِنما كرهه لهذا لا لأَنه حرام، و رواه الأَزهري عن عَمّار و قال: الأَنْقَلَيْسُ، بالقاف لغة فيه.
أوس:
الأَوْسُ: العطيَّةُ «3». أُسْتُ القومَ أَؤُوسُهم أَوْساً إِذا أَعطيتهم، و كذلك إِذا عوَّضتهم من شي‏ء. و الأَوْس: العِوَضُ. أُسْتُه أَؤُوسُه أَوْساً: عُضتُه أَعُوضُه عَوضاً؛ و قال الجَعْدِيُّ:
         لَبِسْتُ أُناساً فأَفْنَيْتُهم،             و أَفْنَيْتُ بعدَ أُناسٍ أُناسَا
             ثلاثةُ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهم،             و كان الإِلهُ هو المُسْتَآسَا

أَي المُسْتَعاضَ. و
في حديث قَيْلَةَ: ربِّ أُسْني لما أَمْضَيْت.
أَي عَوّضْني. و الأَوْسُ: العِوَضُ و العطية، و
يروى: رب أَثِبْني.
من الثواب. و اسْتَآسَني فأُسْتُه: طلب إِليَّ العِوَضَ. و اسْتَآسَهُ أَي اسْتَعَاضَه. و الإِياسُ: العِوَضُ. و إِياسٌ: اسم رجل، منه. و أَساهُ أَوْساً: كَآساه؛ قال المؤَرِّجُ: ما يُواسِيهِ ما يصيبه بخير، من قول العرب: أُسْ فلاناً بخير أَي أَصبه، و قيل: ما يُواسِيه من مودّته و لا قرابته شيئاً، مأْخوذ من الأَوْس و هو العِوَضُ. قال: و كان في الأَصل ما يُواوِسُه فقدَّموا السين، و هي لام الفعل، و أَخَّروا الواو، و هي عين الفعل، فصار يُواسِوُه، فصارت الواو ياء لتحريكها و لانكسار ما قبلها، و هذا من المقلوب، و يجوز أَن يكون من أَسَوْتُ الجُرْحَ، و هو مذكور في موضعه. و الأَوْسُ: الذئب، و به سمي الرجل. ابن سيدة: و أَوْسٌ الذئب معرفة؛ قال:
         لما لَقِينا بالفَلاةِ أَوْسا             لم أَدْعُ إِلا أَسْهُماً و قَوْسا
             و ما عَدِمْتُ جُرْأَةً و كَيْسا             و لو دَعَوْتُ عامراً و عبْسا،
             أَصَبْتُ فيهمْ نَجْدَةً و أُنْسا

أَبو عبيد: يقال للذئب: هذا أَوسٌ عادياً؛ و أَنشد:
         كما خامَرَتْ في حَضْنِها أُمُّ عامِرٍ،             لَدى الحَبْل، حتى غالَ أَوْسٌ عِيالَها

__________________________________________________
 (3). قوله [الأَوس العطية إلخ‏] عبارة القاموس الأَوس الإعطاء و التعويض.

17
لسان العرب6

أوس ص 17

يعني أَكلَ جِراءَها. و أُوَيْسٌ: اسم الذئب، جاءَ مُصَّغَّراً مثل الكُمَيْت و اللُّجَيْن؛ قال الهذلي:
         يا ليتَ شِعْري عنكَ، و الأَمْرُ أَمَمْ             ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ؟

قال ابن سيدة: و أُويس حقروه مُتَفَئِّلِين أَنهم يقدرون عليه؛ و قول أَسماء بن خارجة:
         في كلِّ يومٍ من ذُؤَالَهْ             ضِغْثٌ يَزيدُ على إِبالَهْ‏
             فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً             أَوْساً، أُوَيْسُ، من الهَبالَهْ‏

الهبالة: اسم ناقته. و أُويس: تصغير أَوس، و هو الذئب. و أَوساً: هو موضع الشاهد خاطب بهذا الذئب، و قيل: افترس له شاة فقال: لأَضعنَّ في حَشاك مِشْقَصاً عوضاً يا أُويس من غنيمتك التي غنمتها من غنمي. و قال ابن سيدة: أَوساً أَي عوضاً، قال: و لا يجوز أَن يعني الذئب و هو يخاطبه لأَن المضمر المخاطب لا يجوز أَن يبدل منه شي‏ء، لأَنه لا يلبس مع أَنه لو كان بدلًا لم يكن من متعلق، و إِنما ينتصب أَوساً على المصدر بفعل دل عليه أَو بلأَحشأَنك كأَنه قال أَوساً «1». و أَما قوله أُويس فنداء، أَراد يا أُويس يخاطب الذئب، و هو اسم له مصغراً كما أَنه اسم له مكبراً، فأَما ما يتعلق به من الهبالة فإِن شئت علقته بنفس أَوساً، و لم تعتدّ بالنداء فاصلًا لكثرته في الكلام و كونه معترضاً به للتأْكيد، كقوله:
         يا عُمَرَ الخَيْرِ، رُزِقْتَ الجَنَّهْ             اكْسُ بُنَيَّاتي و أُمَّهُنَّهْ،
             أَو، يا أَبا حَفْصٍ، لأَمْضِيَنَّهْ‏

فاعترض بالنداء بين أَو و الفعل، و إِن شئت علقته بمحذوف يدل عليه أَوساً، فكأَنه قال: أَؤوسك من الهبالة أَي أُعطيك من الهبالة، و إِن شئت جعلت حرف الجر هذا وصفاً لأَوساً فعلقته بمحذوف و ضمنته ضمير الموصوف. و أَوْسٌ: قبيلة من اليمن، و اشتقاقه من آسَ يَؤُوسُ أَوْساً، و الاسم: الإِياسُ، و هو من العوض، و هو أَوْسُ بن قَيْلَة أَخو الخَزْرَج، منهما الأَنصار، و قَيْلَة أُمهما. ابن سيدة: و الأَوْسُ من أَنصار النبي، صّلى اللَّه عليه و سلم، كان يقال لأَبيهم الأَوْسُ، فكأَنك إِذا قلت الأَوس و أَنت تعني تلك القبيلة إِنما تريد الأَوْسِيِّين. و أَوْسُ اللات: رجل منهم أَعقب فله عِدادٌ يقال لهم أَوْس اللَّه، محوّل عن اللات. قال ثعلب: إِنما قَلَّ عدد الأَوس في بدر و أُحُدٍ و كَثَرَتْهُم الخَزْرَجُ فيهما لتخلف أَوس اللَّه عن الإِسلام. قال: و
حدث سليمان بن سالم الأَنصاري، قال: تخلف عن الإِسلام أَوْس اللَّه فجاءت الخزرج إِلى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، فقالوا: يا رسول اللَّه ائذن لنا في أَصحابنا هؤلاء الذين تخلفوا عن الإِسلام، فقالت الأَوْس لأَوْسِ اللَّه: إِن الخَزْرَج تريد أَن تأْثِرَ منكم يوم بُغاث، و قد استأْذنوا فيكم رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، فأَسْلِمُوا قبل أَن يأْذن لهم فيكم؛ فأَسْلَموا، و هم أُمَيَّة و خَطْمَةُ و وائل.
أَما تسميتهم الرجل أَوْساً فإِنه يحتمل أَمرين: أَحدهما أَن يكون مصدر أُسْتُه أَي أَعطيته كما سموه عطاء و عطية، و الآخر أَن يكون سمي به كما سَمَّوْهُ ذئباً و كَنَّوْه بأَبي ذؤَيب. و الآسُ: العَسَلُ، و قيل: هو منه كالكَعْب من السَّمْن، و قيل: الآس أَثَرُ البعر و نحوه. أَبو عمرو: الآس أَن تَمُرَّ النحلُ فيَسْقُطَ منها نُقَطٌ
__________________________________________________
 (1). قوله [كأنه قال أوساً] كذا بالأَصل و لعل هنا سقطاً كأنه قال أؤوسك أوساً أو لأَحشأنك أوساً.

18
لسان العرب6

أوس ص 17

من العسل على الحجارة فيستدل بذلك عليها. و الآس: البَلَحُ. و الآسُ: ضرب من الرياحين. قال ابن دريد: الآسُ هذا المشمومُ أَحسبه دخيلًا غير أَن العرب قد تكلمت به و جاءَ في الشعر الفصيح؛ قال الهذلي:
         بِمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ و الآسُ‏
قال أَبو حنيفة: الآس بأَرض العرب كثير ينبت في السهل و الجبل و خضرته دائمة أَبداً و يَسْمو حتى يكون شجراً عظاماً، واحدته آسَةٌ؛ قال: و في دوام خضرته يقول رؤبة:
         يَخْضَرُّ ما اخْضَرَّ الأَلى و الآسُ‏
التهذيب: الليث: الآس شجرة ورقها عَطِرٌ. و الآسُ: القَبْرُ. و الآسُ: الصاحب. و الآس: العسل. قال الأَزهري: لا أَعرف الآس بالوجوه الثلاثة من جهة تصح أَو رواية عن ثقة؛ و قد احتج الليث لها بشعر أَحسبه مصنوعاً:
         بانَتْ سُلَيْمَى فالفُؤادُ آسِي،             أَشْكو كُلُوماً، ما لَهُنَّ آسِي‏
             من أَجْلِ حَوْراءَ كغُصْنِ الآسِ،             رِيقَتُها كمثل طَعْمِ الآسِ‏

يعني العسل.
         و ما اسْتَأَسْتُ بعدَها من آسِي،             وَيْلي، فإِني لاحِقٌ بالآسِ‏

يعني القبر. التهذيب: و الآسُ بقية الرماد بين الأَثافي في المَوْقِدِ؛ قال:
         فلم يَبْقَ إِلا آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ،             و سُفْعٌ على آسٍ، و نُؤْيٌ مُعَثلَبُ‏

و قال الأَصمعي: الآسُ آثارُ النار و ما يعرف من علاماتها. و أَوْسْ: زجر العرب للمَعَزِ و البقر، تقول: أَوْسْ أَوْسْ.
أيس:
الجوهري: أَيِسْتُ منه آيَسُ يَأْساً لغة في يَئِسْتُ منه أَيْأَسُ يَأْساً، و مصدرهما واحد. و آيَسَني منه فلانٌ مثل أَيْأَسَني، و كذلك التأْيِيسُ. ابن سيدة: أَيِسْتُ من الشي‏ء مقلوب عن يئِسْتُ، و ليس بلغة فيه، و لو لا ذلك لأَعَلُّوه فقالوا إِسْتُ أَآسُ كهِبْتُ أَهابُ. فظهوره صحيحاً يدل على أَنه إِنما صح لأَنه مقلوب عما تصح عينه، و هو يَئِسْتُ لتكون الصحة دليلًا على ذلك المعنى كما كانت صحة عَوِرَ دليلًا على ما لا بد من صحته، و هو اعْوَرَّ، و كان له مصدر؛ فأَما إِياسٌ اسم رجل فليس من ذلك إِنما هو من الأَوْسِ الذي هو العِوَضُ، على نحو تسميتهم للرجل عطية، تَفَؤُّلًا بالعطية، و مثله تسميتهم عياضاً، و هو مذكور في موضعه. الكسائي: سمعت غير قبيلة يقولون أَيِسَ يايسُ بغير همز. و الإِياسُ: السِّلُّ. و آس أَيْساً: لان و ذَلَّ. و أَيَّسَه: لَيَّنَه. و أَيَّسَ الرجلَ و أَيْسَ به: قَصَّرَ به و احتقره. و تَأَيَّسَ الشي‏ءُ: تَصاغَرَ: قال المُتَلَمِّسُ:
         أَ لم تَرَ أَنْ الجَوْنَ أَصْبَحَ راكِداً،             تَطِيفُ به الأَيامُ ما يَتَأَيَّسُ؟

أَي يتصاغَر. و ما أَيَّسَ منه شيئاً أَي ما استخرج. قال: و التَّأْيِيسُ الاستقلال. يقال: ما أَيَّسْنا فلاناً خيراً أَي ما استقللنا منه خيراً أَي أَردته لأَستخرج منه شيئاً فما قدرت عليه، و قد أَيَّسَ يُؤَيِّسُ تَأْيِيساً، و قيل: التَّأْيِيسُ التأْثير في الشي‏ء؛ قال الشمَّاخ:

19
لسان العرب6

أيس ص 19

         و جِلْدُها من أَطْومٍ ما يُؤَيِّسُه             طِلْحٌ، بِضاحِيَةِ الصَّيْداءِ، مَهْزولُ‏

و في قصيد كعب بن زهير:
         و جِلْدُها من أَطُومٍ لا يُؤَيِّسُه‏
التأْييس: التذليل و التأْثير في الشي‏ء، أَي لا يؤثر في جلدها شي‏ء، و جي‏ء به من أَيْسَ و ليْسَ أَي من حيث هو و ليس هو. قال الليث: أَيْسَ كلمةٌ قد أُميتت إِلا أَن الخليل ذكر أَن العرب تقول جي‏ءَ به من حيث أَيْسَ و ليسَ، لم تستعمل أَيس إِلا في هذه الكلمة، و إِنَّما معناها كمعنى حيث هو في حال الكينونة و الوُجْدِ، و قال: إِن معنى لا أَيْسَ أَي لا وُجْدَ.
فصل الباء الموحدة
بأس:
الليث: و البَأْساءُ اسم الحرب و المشقة و الضرب. و البَأْسُ: العذاب. و البأْسُ: الشدة في الحرب. و
في حديث علي، رضوان اللَّه عليه: كنا إِذا اشتدَّ البأْسُ اتَّقَيْنا برسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم.
؛ يريد الخوف و لا يكون إِلا مع الشدَّة. ابن الأَعرابي: البأْسُ و البَئِسُ، على مثال فَعِلٍ، العذاب الشديد. ابن سيدة: البأْس الحرب ثم كثر حتى قيل لا بَأْسَ عليك، و لا بَأْسَ أَي لا خوف؛ قال قَيْسُ بنُ الخطِيمِ:
         يقولُ ليَ الحَدَّادُ، و هو يَقُودُني             إِلى السِّجْنِ: لا تَجْزَعْ فما بكَ من باسِ‏

أَراد فما بك من بأْس، فخفف تخفيفاً قياسياً لا بدلياً، أَ لا ترى أَن فيها:
         و تَتْرُكُ عُذْري و هو أَضْحَى من الشَّمْسِ‏
فلو لا أَن قوله من باس في حكم قوله من بأْس، مهموزاً، لما جاز أَن يجمع بين بأْس، هاهنا مخففاً، و بين قوله من الشمس لأَنه كان يكون أَحد الضربين مردفاً و الثاني غير مردف. و البَئِسُ: كالبَأْسِ. و إِذا قال الرجل لعدوّه: لا بأْس عليك فقد أَمَّنه لأَنه نفى البأْس عنه، و هو في لغة حِمير لَبَاتِ أَي لا بأْس عليك، قال شاعرهم:
         شَرَيْنَا النَّوْمَ، إِذ غَضِبَتْ غَلاب،             بتَسْهيدٍ و عَقْدٍ غير مَيْنِ‏
             تَنَادَوْا عند غَدْرِهِمُ: لَبَاتِ             و قد بَرَدَتْ مَعَاذِرُ ذي رُعَيْنِ‏

و لَبَاتِ بلغتهم: لا بأْس؛ قال الأَزهري: كذا وجدته في كتاب شمر. و
في الحديث: نهى عن كسر السِّكَةِ الجائزة بين المسلمين إِلا من بأْس.
يعني الدنانير و الدراهم المضروبة، أَي لا تكسر إِلا من أَمر يقتضي كسرها، إِما لرداءتها أَو شكٍّ في صحة نقدها، و كره ذلك لما فيها من اسم اللَّه تعالى، و قيل: لأَن فيه إِضاعة المال، و قيل: إِنما نهى عن كسرها على أَن تعاد تبراً، فأَما للنفقة فلا، و قيل: كانت المعاملة بها في صدر الإِسلام عدداً لا وزناً، و كان بعضهم يقص أَطرافها فنُهوا عنه. و رجلٌ بَئِسٌ: شجاع، بَئِسَ بَأْساً و بَؤُسَ بَأْسَةً. أَبو زيد: بَؤُسَ الرجل يَبْؤُسُ بَأْساً إِذا كان شديد البَأْسِ شجاعاً؛ حكاه أَبو زيد في كتاب الهمز، فهو بَئِيسٌ، على فَعِيل، أَي شجاع. و قوله عز و جل: سَتُدْعَوْنَ إِلى‏ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ؛
قيل: هم بنو حنيفة قاتلهم أَبو بكر، رضي اللَّه عنه، في أَيام مُسَيْلمة، و قيل: هم هَوازِنُ، و قيل: هم فارس و الروم.
و البُؤْسُ: الشدة و الفقر. و بَئِسَ الرجل يَبْأَسُ بُؤْساً و بَأْساً و بَئِيساً إِذا افتقر و اشتدت حاجته، فهو بائِسٌ أَي فقير؛ و أَنشد أَبو عمرو:

20
لسان العرب6

بأس ص 20

         و بيضاء من أَهلِ المَدينةِ لم تَذُقْ             بَئِيساً، و لم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ

قال: و هو اسم وضع موضع المصدر؛ قال ابن بري: البيت للفرزدق، و صواب إِنشاده لبيضاء من أَهل المدينة؛ و قبله:
         إِذا شِئتُ غَنَّاني من العاجِ قاصِفٌ،             على مِعْصَمٍ رَيَّانَ لم يَتَخَدَّدِ

و
في حديث الصلاة: تُقْنِعُ يَدَيكَ و تَبْأَسُ.
؛ هو من البُؤْسِ الخضوع و الفقر، و يجوز أَن يكون أَمراً و خبراً؛ و منه‏
حديث عَمَّار: بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ.
كأَنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها؛ و منه‏
الحديث: كان يكره البُؤْسَ و التَّباؤُسَ.
؛ يعني عند الناس، و يجوز التَبَؤُسُ بالقصر و التشديد. قال سيبويه: و قالوا بُؤساً له في حد الدعاء، و هو مما انتصب على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره. و البَأْسَاءُ و المَبْأَسَة: كالبُؤس؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازِم:
         فأَصْبَحُوا بعد نُعْماهُمْ بِمَبْأَسَةٍ،             و الدَّهْرُ يَخْدَعُ أَحْياناً فَيَنْصَرِفُ‏

و قوله تعالى: فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ
؛ قال الزجاج: البأْساء الجوع و الضراء في الأَموال و الأَنفس. و بَئِسَ يَبْأَسُ و يَبْئِسُ؛ الأَخيرة نادرة، قال ابن جني: هو «2» ... كرم يكرم على ما قلناه في نعم ينعم. و أَبْأَسَ الرجلُ: حلت به البَأْساءُ؛ عن ابن الأَعرابي، و أَنشد:
         تَبُزُّ عَضارِيطُ الخَمِيسِ ثِيابَها             فأَبْأَسْت «3» ... يومَ ذلك و ابْنَما

و البائِسُ: المُبْتَلى؛ قال سيبويه: البائس من الأَلفاظ المترحم بها كالمِسْكين، قال: و ليس كل صفة يترحم بها و إِن كان فيها معنى البائس و المسكين، و قد بَؤُسَ بَأْسَةً و بئِيساً، و الاسم البُؤْسى؛ و قول تأَبط شرّاً:
         قد ضِقْتُ من حُبِّها ما لا يُضَيِّقُني،             حتى عُدِدْتُ من البُوسِ المساكينِ‏

قال ابن سيدة: يجوز أَن يكون عنى به جمع البائس، و يجوز أَن يكون من ذوي البُؤْسِ، فحذف المضاف و أَقام المضاف إِليه مقامه. و البائس: الرجل النازل به بلية أَو عُدْمٌ يرحم لما به. ابن الأَعرابي: يقال بُوْساً و تُوساً و جُوْساً له بمعنى واحد. و البأْساء: الشدة؛ قال الأَخفش: بني على فَعْلاءَ و ليس له أَفْعَلُ لأَنه اسم كما قد يجي‏ء أَفْعَلُ في الأَسماء ليس معه فَعْلاء نحو أَحمد. و البُؤْسَى: خلاف النُّعْمَى؛ الزجاج: البأْساءُ و البُؤْسى من البُؤْس، قال ذلك ابن دريد، و قال غيره: هي البُؤْسى و البأْساءُ ضد النُّعْمى و النَّعْماء، و أَما في الشجاعة و الشدة فيقال البَأْسُ. و ابْتَأَسَ الرجل، فهو مُبْتَئِس. و لا تَبْتَئِسْ أَي لا تحزن و لا تَشْتَكِ. و المُبْتَئِسُ: الكاره و الحزين؛ قال حسان بن ثابت:
         ما يَقْسِمُ اللَّهُ أَقْبَلْ غَيْرَ مُبتَئِسٍ             منه، و أَقْعُدْ كريماً ناعِمَ البالِ‏

أَي غير حزين و لا كاره. قال ابن بري: الأَحسن فيه عندي قول من قال: إن مُبتَئِساً مُفْتَعِلٌ من البأْسِ الذي هو الشدة، و منه قوله سبحانه: فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ؛ أَي فلا يشتدّ عليك أَمْرُهم، فهذا أَصله لأَنه لا يقال ابْتَأَسَ بمعنى كره، و إِنما الكراهة تفسير معنوي لأَن الإِنسان إِذا اشتد به أَمرٌ كرهه، و ليس اشتدّ بمعنى كره. و معنى بيت حسان أَنه يقول: ما يرزق اللَّه تعالى من فضله أَقبله راضياً به‏
__________________________________________________
 (2). كذا بياض بالأَصل.
 (3). كذا بياض بالأَصل و لعل موضعه بنتاً.

21
لسان العرب6

بأس ص 20

و شاكراً له عليه غير مُتَسَخِّطٍ منه، و يجوز في منه أَن تكون متعلقة بأَقبل أَي أَقبله منه غير متسخط و لا مُشتَدٍّ أَمره عليّ؛ و بعده:
         لقد عَلِمْتُ بأَني غالبي خُلُقي             على السَّماحَةِ، صُعْلوكاً و ذا مالِ‏
             و المالُ يَغْشَى أُناساً لا طَباخَ بِهِمْ،             كالسِّلِّ يَغْشى أُصُولَ الدِّنْدِنِ البالي‏

و الطَّباخُ: القوّة و السِّمَنُ. و الدِّنْدنُ: ما بَليَ و عَفِنَ من أُصول الشجر. و قال الزجاج: المُبْتَئِسُ المسكين الحزين، و به فسر قوله تعالى: فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ‏
؛ أَي لا تَحْزَن و لا تَسْتَكِنْ. أَبو زيد: و ابْتَأَسَ الرجل إِذا بلغه شي‏ء يكرهه؛ قال لبيد:
         في رَبْرَبٍ كَنِعاج صارَةَ             يَبْتَئِسْنَ بما لَقِينا

و
في الحديث في صفة أَهل الجنة: إِنَّ لكم أَن تَنْعَموا فلا تَبْؤُسوا.
؛ بَؤُس يَبْؤُس، بالضم فيهما، بأْساً إِذا اشتد. و المُبْتَئِسُ: الكاره و الحزين. و البَؤُوس: الظاهر البُؤْسِ. و بِئْسَ: نَقيضُ نِعْمَ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابي:
         إِذا فَرَغَتْ من ظَهْرِه بَطَّنَتْ له             أَنامِلُ لم يُبْأَسْ عليها دُؤُوبُها

فسره فقال: يصف زِماماً، و بئسما دأَبت «1» أَي لم يُقَلْ لها بِئْسَما عَمِلْتِ لأَنها عملت فأَحسنت، قال لم يسمع إِلا في هذا البيت. و بئس: كلمة ذم، و نِعْمَ: كلمة مدح. تقول: بئس الرجلُ زَيدٌ و بئست المرأَة هِنْدٌ، و هما فعلان ماضيان لا يتصرفان لأَنهما أُزيلا عن موضعهما، فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إِذا أَصاب نِعْمَةً، و بِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إِذا أَصاب بؤْساً، فنقلا إِلى المدح و الذم فشابها الحروف فلم يتصرفا، و فيهما لغات تذكر في ترجمة نعم، إِن شاء اللَّه تعالى. و
في حديث عائشة، رضي اللَّه عنها: بِئْسَ أَخو العَشِيرةِ.
؛ بئس مهموز فعل جامع لأَنواع الذم، و هو ضد نعم في المدح، قال الزجاج: بئس و نعم هما حرفان لا يعملان في اسم علم، إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس، و إِنما كانتا كذلك لأن نعم مستوفية لجميع المدح، و بئس مستوفية لجميع الذم، فإِذا قلت بئس الرجل دللت على أَنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه، و إِذا كان معهما اسم جنس بغير أَلف و لام فهو نصب أَبداً، فإِذا كانت فيه الأَلف و اللام فهو رفع أَبداً، و ذلك قولك نعم رجلًا زيد و نعم الرجل زيد و بئس رجلًا زيد و بئس الرجل زيد، و القصد في بئس و نعم أَن يليهما اسم منكور أَو اسم جنس، و هذا قول الخليل، و من العرب من يصل بئس بما قال اللَّه عز و جل: وَ لَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ‏
. و
روي عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَنه قال: بئسما لأَحدكم أَن يقول نَسِيتُ أَنه كَيْتَ و كَيْتَ، أَمَا إِنه ما نَسِيَ و لكنه أُنْسِيَ.
و العرب تقول: بئسما لك أَن تفعل كذا و كذا، إِذا أَدخلت ما في بئس أَدخلت بعد ما أَن مع الفعل: بئسما لك أَن تَهْجُرَ أَخاك و بئسما لك أَن تشتم الناس؛ و روى جميع النحويين: بئسما تزويجٌ و لا مَهْر، و المعنى فيه: بئس تزويج و لا مهر؛ قال الزجاج: بئس إِذا وقعت على ما جعلت ما معها بمنزلة اسم منكور لأَن بئس و نعم لا يعملان في اسم علم إِنما يعملان في اسم منكور دالٍ‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و بئسما دأبت‏] كذا بالأَصل و لعله مرتبط بكلام سقط من الناسخ.

22
لسان العرب6

بأس ص 20

على جنس. و في التنزيل العزيز: بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ‏
؛ قرأَ أَبو عمرو و عاصم و الكسائي و حمزة: بِعَذابٍ بَئِيسٍ، على فَعِيلٍ، و قرأَ ابن كثير: بِئِيس، على فِعِيلٍ، و كذلك قرأَها شِبْل و أَهلُ مكة و قرأَ ابن عامر: بِئْسٍ، على فِعْلٍ، بهمزة و قرأَها نافع و أَهل مكة: بِيْسٍ، بغير همز. قال ابن سيدة: عذاب بِئْسٌ و بِيسٌ و بَئِيسٌ أَي شديد، و أَما قراءَة من قرأَ بعذاب بَيْئِسٍ فبنى الكلمة مع الهمزة على مثال فَيْعِلٍ، و إِن لم يكن ذلك إِلا في المعتل نحو سَيِّدٍ و مَيِّتٍ، و بابهما يوجهان العلة «1» و إِن لم تكن حرف علة فإِنها معرضة للعلة و كثيرة الانقلاب عن حرف العلة، فأُجريت مجرى التعرية في باب الحذف و العوض. و بيس كخِيس: يجعلها بين بين من بِئْسَ ثم يحولها بعد ذلك، و ليس بشي‏ء. و بَيِّسٍ على مثال سَيِّدٍ و هذا بعد بدل الهمزة في بَيْئِسٍ. و الأَبْؤُسُ: جمع بَؤُسٍ، من قولهم يومُ بُؤْس و يومُ نُعْمٍ. و الأَبْؤُسُ أَيضاً: الداهية. و في المثل: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً. و قد أَبْأَسَ إبْآساً؛ قال الكميت:
         قالوا: أَساءَ بنو كُرْزٍ، فقلتُ لهم:             عسى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ و إِغْوارِ

قال ابن بري: الصحيح أَن الأَبْؤُسَ جمع بَأْس، و هو بمعنى الأَبْؤُس «2» لأَن باب فَعْلٍ أَن يُجْمَعَ في القلة على أَفْعُلٍ نحو كَعْبٍ و أَكْعُبٍ و فَلْسٍ و أَفْلُسٍ و نَسْرٍ و أَنْسُرٍ، و باب فُعْلٍ أَن يُجْمَع في القلة على أَفْعال نحو قُفْلٍ و أقفال و بُرْدٍ و أَبْرادٍ و جُنْدٍ و أَجنادٍ. يقال: بَئِسَ الشي‏ءُ يَبْأَسُ بُؤْساً و بَأْساً إِذا اشتدّ، قال: و أَما قوله و الأَبْؤُسُ الداهية، قال: صوابه أَن يقول الدواهي لأَن الأَبْؤُس جمع لا مفرد، و كذلك هو في قول الزَّبَّاءِ: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، هو جمع بأْسٍ على ما تقدم ذكره، و هو مَثَلٌ أَوَّل من تكلم به الزَّبَّاء. قال ابن الكلبي: التقدير فيه: عسى الغُوَيْرُ أَن يُحْدِثَ أَبْؤُساً، قال: و هو جمع بَأْسٍ و لم يقل جمعُ بُؤْسٍ، و ذلك أَن الزَّبَّاء لما خافت من قَصِيرٍ قيل لها: ادخلي الغارَ الذي تحت قصرك، فقالت: عسى الغوير أَبؤُساً أَي إِن فررت من بأْس واحد فعسى أَن أَقع في أَبْؤُسٍ، و عسى هاهنا إِشفاق؛ قال سيبويه: عسى طمع و إِشفاق، يعني أَنها طمع في مثل قولك: عسى زيد أَن يسلم، و إِشفاق مثل هذا المثل: عسى الغوير أَبؤُساً، و في مثل‏
قول بعض أَصحاب النبي؛ صلى اللَّه عليه و سلم: عسى أَن يَضُرَّني شَبَهُه يا رسول اللَّه.
فهذا إِشفاق لا طمع، و لم يفسر معنى هذا المثل و لم يذكر في أَي معنى يتمثل به؛ قال ابن الأَعرابي: هذا المثل يضرب للمتهم بالأَمر، و يشهد بصحة قوله‏
قول عمر، رضي اللَّه عنه، لرجل أَتاه بمَنْبُوذٍ: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً.
و ذلك أَنه اتهمه أَن يكون صاحب المَنْبوذَ؛ و قال الأَصمعي: هو مثل لكل شي‏ء يخاف أَن يَأْتي منه شر؛ قال: و أَصل هذا المثل أَنه كان غارٌ فيه ناس فانْهارَ عليهم أَو أَتاهم فيه فقتلهم. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً.
؛ هو جمع بأْس، و انتصب على أَنه خبر عسى. و الغُوَيْرُ: ماء لكَلْبٍ، و معنى ذلك عسى أَن تكون جئت بأَمر عليك فيه تُهَمَةٌ و شِدَّةٌ.
ببس:
البابُوسُ: ولد الناقة، و في المحكم: الحُوارُ، قال ابن أَحمر:
__________________________________________________
 (1). قوله [يوجهان العلة إلخ‏] كذا بالأَصل.
 (2). قوله [و هو بمعنى الأَبؤس‏] كذا بالأَصل و لعل الأولى بمعنى البؤس.

23
لسان العرب6

ببس ص 23

         حَنَّتْ قَلُوصي إِلى بابوسِها طَرَباً،             فما حَنِينُكِ أَم ما أَنتِ و الذِّكَرُ؟ «1»

و قد يستعمل في الإِنسان. التهذيب: البابُوسُ الصبي الرضيع في مَهْدِه. و
في حديث جُرَيْجٍ الراهب حين استنطق الرضيعَ في مَهْدِه: مسح رأْس الصبي و قال له: يا بابُوسُ، مَنْ أَبوك؟ فقال: فلان الراعي.
قال: فلا أَدري أَ هو في الإِنسان أَصل أَم استعارة. قال الأَصمعي: لم نسمع به لغير الإِنسان إِلا في شعر ابن أَحمر، و الكلمة غير مهموزة و قد جاءت في غير موضع، و قيل: هو اسم للرضيع من أَي نوع كان، و اختلف في عربيته.
بجس:
البَجْسُ: انشقاق في قِرْبة أَو حجر أَو أَرض يَنْبُعُ منه الماءُ، فإِن لم يَنْبُعْ فليس بانْبِجاسٍ؛ و أَنشد:
         وَ كِيفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسا
و بَجَسْتُه أَبْجِسُه و أَبْجُسُه بَجْساً فانْبَجَسَ و بَجَّسْتُه فَتَبَجَّسَ، و ماء بَجِيسٌ: سائل؛ عن كراع. قال اللَّه تعالى: فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً
. و السحابُ يَتَبَجَّسُ بالمطر، و الانْبِجاسُ عامٌّ، و النُّبُوع للعين خاصة. و بَجَسْتُ الماءَ فانْبَجَسَ أَي فَجَرْتُه فانفجر. و بَجَس الماءُ بنفسه يَبْجُسُ، يتعدّى و لا يتعدّى، و سحاب بُجْسٌ. و انْبَجَسَ الماءُ و تَبَجَّسَ أَي تفجر. و
في حديث حذيفة: ما منا رجل إِلا به آمَّةٌ يَبْجُسُها الظُّفُرُ إِلا الرَّجُلَيْن.
يعني عليّاً و عمر، رضي اللَّه عنهما. الآمّة: الشجة التي تبلغ أُمَّ الرأْس، و يَبجُسُها: يَفْجُرُها، و هو مَثَلٌ، أَرادَ أَنها نَغِلَة كثيرة الصديد، فإِن أَراد أَحد أَن يفجرها بظفره قدر على ذلك لامتلائها و لم يحتج إِلى حديدة يشقها بها، أَراد ليس منا أَحد إِلا و فيه شي‏ء غير هذين الرجلين. و منه‏
حديث ابن عباس: أَنه دخل على معاوية و كأَنه قَزَعَةٌ يَتَبَجَّسُ.
أَي يتفجر. و جاءَنا بثريد يَتَبَجَّسُ أُدْماً. و بَجَّسَ المُخُّ: دخل في السُّلامى و العين فذهب، و هو آخر ما يبقى، و المعروف عند أَبي عبيد: بَخَّسَ. و بَجْسَةُ: اسم عين.
بحلس:
الأَزهري: يقال جاءَ رائقاً عَثَريّاً، و جاء يَنْفُضُ أَصْدَرَيْه، و جاءَ يَتَبَحْلَسُ، و جاءَ مُنْكَراً إِذا جاءَ فارغاً لا شي‏ء معه.
بخس:
البَخْسُ: النَّقْصُ. بَخَسَه حَقَّه يَبْخَسُه بَخْساً إِذا نقصه؛ و امرأَة باخِسٌ و باخِسَةٌ. و في المثل في الرجل تَحْسَبُه مغفلًا و هو ذو نَكْراءَ: تَحسَبُها حمقاءَ و هي باخِسٌ أَو باخِسَةٌ؛ أَبو العباس: باخِسٌ بمعنى ظالم، وَ لا تَبْخَسُوا النَّاسَ*
. لا تظلموهم. و البَخْسُ من الظلم أَنْ تَبْخَسَ أَخاك حَقَّه فتنقصه كا يَبْخَسُ الكيالُ مكياله فينقصه. و قوله عز و جل: فَلا يَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً
؛ أَي لا ينقص من ثواب عمله، وَ لا رَهَقاً أَي ظلماً. و ثَمَنٌ بَخْسٌ: دونَ ما يُحَبُّ. و قوله عز و جل: وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ‏
؛ أَي ناقص دون ثمنه. و البَخْسُ: الخَسِيسُ الذي بَخَس به البائعُ. قال الزجاج: بَخْس أَي ظُلْم لأَن الإِنسان الموجود لا يحل بيعه. قال: و قيل بَخْسٌ ناقص، و أَكثر التفسير على أَن بَخْساً ظلم، و
جاءَ في التفسير أَنه بيع بعشرين درهماً، و قيل باثنين و عشرين، أَخذ كل واحد من إِخوته درهمين، و قيل بأَربعين درهماً.
و يقال للبيع إِذا
__________________________________________________
 (1). قوله [طرباً] الذي في النهاية: جزعاً. و الذكر: جمع ذكرة بكسر فسكون، و هي الذكرى بمعنى التذكر.

24
لسان العرب6

بخس ص 24

كان قَصْداً: لا بَخْسَ فيه و لا شطط. و في التهذيب: لا بَخْس و لا شُطُوط. و بَخَسَ الميزانَ: نَقَصَه. و تَباخَسَ القومُ، تغابنوا. و
روي عن الأَوزاعي في حديث: أَنه يأْتي على الناس زمانٌ يُستحلُّ فيه الربا بالبيع، و الخمرُ بالنبيذ، و البَخْسُ بالزكاة.
؛ أَراد بالبَخْس ما يأْخذه الولاة باسم العُشْر، يتأَوّلون فيه أَنه الزكاة و الصدقات. و البَخْسُ: فَقْ‏ءُ العين بالإِصبع و غيرها، و بَخَسَ عينه يَبْخَسُها بخساً: فقأَها، لغة في بَخَصَها، و الصاد أَعلى. قال ابن السكيت: يقال بَخَصْتُ عينَه، بالصاد، و لا تقل بَخَسْتُها إِنما البَخْسُ نقصانُ الحق. و البَخْسُ: أَرض تُنْبِتُ بغير سَقْي، و الجمع بُخُوسٌ. و البَخْسُ من الزرع: ما لم يُسْقَ بماءٍ عِدٍّ إِنما سقاه ماء السماء؛ قال أَبو مالك: قال رجل من كندة يقال له العُذافَة و قد رأَيته:
         قالتْ لُبَيْنَى: اشْتَرْ لنا سَويقَا،             و هاتِ بُرَّ البَخْسِ أَو دَقِيقا،
             و اعْجَلْ بِشَحْمٍ نَتَّخِذْ حُرْذِيقا             و اشْتَرْ فَعَجِّلْ خادِماً لَبِيقا،
             و اصْبُغْ ثيابي صِبَغاً تَحْقِيقا،             من جَيِّدِ العُصْفُرِ لا تَشْرِيقا
             بِزَعْفَرَانٍ، صِبَغاً رَقيقا

قال: البَخْسُ الذي يزرع بماء السماء، تشريقاً أَي صُفِّرَ شيئاً يسيراً. و الأَباخِسُ: الأَصابعُ. قال الكُمَيْتُ:
         جَمَعْتَ نِزَاراً، و هي شَتَّى شُعُوبُها،             كما جَمَعَتْ كَفٌّ إليها الأَباخِسا

و إِنه لشديد الأَباخِسِ، و هي لحم العَصَب، و قيل: الأَباخِسُ ما بين الأَصابع و أُصولها. و البَخِيسُ من ذي الخُفِّ: اللحم الداخل في خُفِّه. و البَخِيسُ: نِياطُ القلب. و يقال: بَخَّسَ المُخُّ تَبْخِيساً أَي نقص و لم يبق إِلا في السُّلامَى و العين، و هو آخر ما يبقى. و قال الأُموي: إِذا دخل في السُّلامَى و العين فذهب و هو آخر ما يبقى.
بدس:
بَدَسَه بِكَلِمَةٍ بَدْساً: رماه بها؛ عن كراع.
برس:
البِرْسُ و البُرْسُ: القُطْنُ؛ قال الشاعر:
         تَرْمِي اللُّغامَ على هاماتها قَزَعاً،             كالبُرْسِ [كالبِرْسِ‏] طَيَّرَه ضَرْبُ الكَرابِيلِ‏

الكرابيل: جمع كِرْبالٍ، و هو مِنْدَفُ القطن. و القَزَعُ: المتفرِّق قِطَعاً، و قيل: البُرْسُ شبيه بالقطن، و قيل: البرس قُطْنُ البَرْدِيِّ؛ و أَنشد:
         كنَدِيفِ البِرْسِ فوقَ الجُماحْ‏
و النِّبْرَاسُ: المصباح؛ قال ابن سيدة، رحمه اللَّه تعالى: و إِنما قَضَينا بزيادة النون لأَن بعضهم ذهب إِلى أَن اشتقاقه من البُرْسِ الذي هو القطن، إذ الفتيلة في الأَغلب إِنما تكون من قطن، و ذكره الأَزهري في الرباعي قال: و يقال للسِّنانِ نِبْرَاسٌ، و جمعه النَّبَارِسُ؛ قال ابن مقبل:
         إِذ رَدَّها الخَيْلُ تَعْدُو و هي خافِضَةٌ،             حَدَّ النَّبَارِسِ مَطْرُوراً نَواحِيها

أَي خافضة الرماح. و البِرْسُ [البَرْسُ‏]: حَذَاقَة الدليل. و بَرَسَ إِذا اشتد على غريمه. و بُرْسَانُ: قبيلة من العرب. و البَرْنَساءُ: الناسُ، و فيه لغات: بَرْنَسَاءُ ممدود غير مصروف مثل عَقْرباءَ، و بَرْناساءُ و بَراساءُ. و
في حديث الشعبي: هو أَحل من ماءِ بُرْسٍ.
؛ بُرْس: أَجَمَةٌ معروفة بالعراق، و هي الآن قرية، و اللَّه أَعلم.
بربس:
أَبو عمرو: البِرْباسُ البئر العَمِيقَةُ.

25
لسان العرب6

برجس ص 26

برجس:
البِرْجِسُ و البِرْجِيسُ: نجم قيل هو المُشتري. و هو قيل: المِرِّيخُ، و الأَعرف البِرْجِيسُ. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، سئل عن الكواكب الخُنَّسِ، فقال: هي البِرْجِيسُ و زُحَلُ و بَهْرَامُ و عُطارِدُ و الزُّهَرَةُ.
؛ البِرْجيسُ: المُشْتَرِي، و بَهْرام: المِرِّيخ. و البُرْجاسُ: غَرَض في الهواء يرمى به؛ قال الجوهري: و أَظنه مولَّداً. شمر: البُرْجاسُ شبه الأَمارَةِ تنصب من الحجارة. غيره: المِرْجاسُ حجر يرمى به في البئر ليطيب ماؤُها و تفتح عيونها؛ و أَنشد:
         إِذا رَأَوْا كَريهَةً يَرْمُونَ بي،             رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي‏

قال: و وجدت هذا في أَشعار الأَزْد بالبُرْجاس في قعر الطَّوي، و الشعر لسعد بن المنتحر «2» البارقي، رواه المُؤَرِّجُ، و ناقة بِرْجِيسٌ أَي غزيرة.
بردس:
رجل بِرْدِيسٌ: خبيث منكر، و هي البَرْدَسة.
برطس:
المُبَرْطِسُ: الذي يكتري للناس الإِبل و الحمير و يَأْخذ جُعْلًا، و الاسم البَرْطَسَةُ.
برعس:
ناقة بِرْعِسٌ و بِرْعِيسٌ: غزيرة؛ و أَنشد:
         إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدائمُ،             فاعْمِدْ بَراعِيسَ أَبوها الرَّاهِمُ‏

و راهم: اسم فحل، و قيل: ناقة بِرْعِسٌ و بِرْعِيسٌ جميلة تامة.
برنس:
البُرْنُس: كل ثوب رأْسه منه مُلْتَزِقٌ به، دُرَّاعَةً كان أَو مِمْطَراً أَو جُبَّة. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: سقط البُرْنُسُ عن رأْسي.
هو من ذلك. الجوهري: البُرْنُسُ قَلَنْسُوَة طويلة، و كان النُّسَّاكُ يلبسونها في صدر الإِسلام، و قد تَبَرْنَسَ الرجل إِذا لبسه، قال: و هو من البِرْس، بكسر الباء، القطن، و النون زائدة، و قيل: إِنه غير عربي. و التَّبَرْنُسُ: مشي الكلب، و إذا مشى الإِنسان كذلك قيل: هو يَتَبَرْنَسُ. و تَبَرْنَس الرجل: مشى ذلك المشي. و هو يمشي البَرْنَسَاءَ أَي في غير صَنْعَةٍ. أَبو عمرو: يقال للرجل إِذا مرَّ مرّاً سريعاً: هو يَتَبَرْنَسُ؛ و أَنشد:
         فَصَبَّحَتْه سِلَقٌ تَبَرْنَسُ‏
و البَرْنَسا و البَرْنَساءُ: ابن آدم. يقال: ما أَدري أَيُّ البَرْنَساء هو. و يقال: ما أَدري أَيُّ بَرَنْساءَ هو و أَيُّ بَرْناساء هو و أَي البَرَنْساءِ هو؛ معناه ما أَدري أَيُّ الناس هو. و البَرْنَساء: الناس، و فيه لغات: بَرْنَساء مثل عَقْرَباء، ممدود غير مصروف، و بَرْناساء و بَراساء. و الولد بالنَّبَطِيَّة: بَرَقْ نَسا.
بسس:
بَسَّ السَّويقَ و الدقيقَ و غيرهما يَبُسُّه بَسّاً: خلطه بسمن أَو زيت، و هي البَسِيسَةُ. قال اللحياني: هي التي تُلتُّ بسمن أَو زيت و لا تُبَلُّ. و البَسُّ: اتخاذ البَسيسَة، و هو أَن يُلتَّ السَّويقُ أَو الدقيق أَو الأَقِطُ المطحون بالسمن أَو بالزيت ثم يؤكل و لا يطبخ. و قال يعقوب: هو أَشد من اللَّتِّ بللًا؛ قال الراجز:
         لا تَخْبِزَا خَبْزاً و بُسَّا بَسَّا،             و لا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسَا

و ذكر أَبو عبيدة أَنه لص من غَطَفان أَراد أَن يخبز فخاف أَن يعجل عن ذلك فأَكله عجيناً، و لم يجعل‏
__________________________________________________
 (2). قوله [لسعد بن المنتحر] كذا بالأَصل بالحاء المهملة و في شرح القاموس بالخاء المعجمة.

26
لسان العرب6

بسس ص 26

البَسَّ من السَّوقِ اللَّين. ابن سيدة: و البَسِيسَةُ الشعير يخلط بالنوى للإِبل. و البسيسة: خبز يجفف و يدق و يشرب كما يشرب السويق. قال ابن دريد: و أَحسبه الذي يسمى الفَتُوتَ. و في التنزيل العزيز: وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا
؛ قال الفراء: صارت كالدقيق، و كذلك قوله عز و جل «1»: وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً. و بست: فتت فصارت أَرضاً، و قيل نسفت، كما قال تعالى: يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً؛ و قيل: سيقت، كما قال تعالى: وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً. و قال الزجاج: بُسَّتِ‏
 لُتَّتْ و خلطت. و بَسَّ الشي‏ءَ إِذا فَتَّتَه. و
في حديث المتعة: و معي بُرْدَةٌ قد بُسَّ منها.
أَي نيلَ منها و بَلِيَتْ. و
في حديث مجاهد: من أَسماء مكة البَاسَّةُ.
سميت بها لأَنها تَحْطِمُ من أَخطأَ فيها. و البَسُّ: الحَطْمُ، و يروى بالنون من النَّسِّ الطرد. الأَصمعي: البَسيسَة كل شي‏ء خلطته بغيره مثل السويق بالأَقط ثم تَبُلُّه بالرُّبِّ أَو مثل الشعير بالنوى للإِبل. يقال: بَسَسْتُهُ أَبُسُّه بَسّاً. و قال ثعلب: معنى و بُسَّت الجبال بسّاً، خلطت بالتراب. و قال اللحياني: قال بعضهم: فُتَّتْ، و قال بعضهم: سُوِّيتْ، و قال أَبو عبيدة: صارت تراباً تَرِباً. و جاء بالأَمر من حَسِّه و بَسِّه و من حِسِّه و بِسِّه أَي من حيث كان و لم يكن. و يقال: جئْ به من حِسِّك و بِسِّك أَي ائتِ به على كل حال من حيث شئت. قال أَبو عمرو: يقال جاء به من حَسِّه و بَسِّه أَي من جهده. و لأَطلُبَنَّه من حَسِّي و بَسِّي أَي من جُهْدي؛ و ينشد:
         ترَكَتْ بَيْتي، من الأَشْياءِ،             قَفْراً، مثلَ أَمْسِ‏
             كلُّ شي‏ءٍ كنتُ قد جَمَّعْتُ             من حَسِّي و بَسِّي‏

و بَسَّ في ماله بَسَّةً و وَزَمَ وَزْمَةً: أَذهب منه شيئاً؛ عن اللحياني. و بِسْ بِسْ: ضرب من زجر الإِبل، و قد أَبَّسَ بها. و بَس بَسْ و بِسْ بِسْ: من زجر الدابة، بَسَّ بها يَبُسُّ و أَبَسَّ، و قال اللحياني: أَبَسَّ بالناقة دعاها للحلب، و قيل: معناه دعا ولدها لِتَدِرَّ على حالبها. و قال ابن دريد: بَسَّ بالناقة و أَبَسَّ بها دعاها للحلب. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، قال: يخرج قوم من المدينة إِلى الشام و اليمن و العراق يُبِسُّون، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون.
؛ قال أَبو عبيد: قوله يُبِسُّون هو أَن يقال في زجر الدابة إِذا سُقْتَ حماراً أَو غيره: بَسْ بَسْ و بِسْ بِسْ، بفتح الباء و كسرها، و أَكثر ما يقال بالفتح، و هو صوت الزجر للسَّوْق، و هو من كلام أَهل اليمن، و فيه لغتان: بَسَسْتُها و أَبْسَسْتُها إِذا سُقْتَها و زجَرْتها و قلت لها: بِسْ بِسْ، فيقال على هذا يَبُسُّون و يُبِسِّون. و أَبَسَّ بالغنم إِذا أَشْلاها إِلى الماء. و أَبْسَسْتُ بالغنم إِبْسَاساً. و قال أَبو زيد: أَبْسَسْتُ بالمَعَز إِذا أَشلَيْتَها إِلى الماء. و أَبَسَّ بالإِبل عند الحلب إِذا دعا الفصيل إِلى أُمه، و أَبَسَّ بأُمه له. التهذيب: و أَبْسَسْتُ بالإِبل عند الحلب، و هو صُويْتُ الراعي تسكن به الناقة عند الحلب. و ناقة بَسُوسٌ: تَدِرُّ عند الإِبْساس، و بَسْبَسَ بالناقة كذلك؛ و قال الراعي:
         لعَاشِرَةٍ و هو قد خافَها،             فَظَلَّ يُبَسْبِسُ أَو يَنْقُر

__________________________________________________
 (1). قوله [و كذلك قوله عز و جل إلخ‏] كذا بالأَصل و عبارة متن القاموس و شرحه: وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا أي فتت، نقله اللحياني فصارت أرضاً قاله الفراء و قال أبو عبيدة فصارت تراباً و قيل نسفت كما قال تعالى يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً و قيل سيقت كما قال تعالى وَ سُيِّرَتِ إلخ.

27
لسان العرب6

بسس ص 26

لعاشرة: بعد ما سارت عشر ليال. يُبَسْبِسُ أَي يَبُسُّ بها يسكنها لتَدِرَّ. و الإِبْساسُ بالشفتين دون اللسان، و النقر باللسان دون الشفتين، و الجمل لا يُبَسُّ إِذا استصعب و لكن يُشْلَى باسمه و اسم أُمه فيسكن، و قيل، الإِبْساسُ أَن يمسح ضرع الناقة يُسَكِّنُها لتَدِرَّ، و كذلك تَبُسُّ الريح بالسحابة. و البُسُسُ: الرُّعاة. و البُسُسُ: النُّوق الإِنْسِيَّة. و البُسُسُ: الأَسْوِقَةُ الملتوتة. و الإِبْساسُ عند الحلب: أَن يقال للناقة بِسْ بِسْ. أَبو عبيد: بَسَسْتُ الإِبل و أَبْسَسْت لغتان إِذا زجرتها و قلت بِسْ بِسْ، و العرب تقول في أَمثالهم: لا أَفعله ما أَبَسَّ عبدٌ بناقته، قال اللحياني: و هو طوافه حولها ليحلبها. أَبو سعيد: يُبِسُّون أَي يسيحون في الأَرض، و انْبَسَّ الرجلُ إِذا ذهب. و بُسَّهُمْ عنك أَي اطردهم. و بَسَسْتُ المالَ في البلاد فانْبَسَّ إِذا أَرسلته فتفرق فيها، مثل بَثَثْتُه فانْبَثَّ. و قال الكسائي: أَبْسَسْتُ بالنعجة إِذا دعوتها للحلب؛ و قال الأَصمعي: لم أَسمع الإِبْساسَ إِلا في الإِبل؛ و قال ابن دريد: بَسَسْتُ الغنم قلت لها بَسْ بَسْ. و البَسُوسُ: الناقة التي لا تَدِرُّ إِلا بالإِبْساسِ، و هو أشن يقال لها بُسُّ بُسُّ، بالضم و التشديد، و هو الصُّوَيْتُ الذي تُسَكَّنُ به الناقةُ عند الحلب، و قد يقال ذلك لغير الإِبل. و البَسُوسُ: اسم امرأَة، و هي خالة جَسَّاس بن مُرَّة الشَّيْباني: كانت لها ناقة يقال لها سَرَابِ، فرآها كُلَيْبُ وائلٍ في حِماه و قد كَسَرَتْ بَيْض طير كان قد أَجاره، فَرَمى ضَرْعها بسهم، فَوَثَبَ جَسَّاس على كليب فقتله، فهاجت حَربُ بكرٍ و تَغْلِبَ ابني وائل بسببها أَربعين سنة حتى ضربت بها العرب المثل في الشؤم، و بها سميت حرب البَسُوس، و قيل: إِن الناقة عقرها جَسَّاسُ بن مرة. و من أَمثال العرب السائرة [غيره: و في الحديث‏]: هو اشْأَمُ من البَسُوسِ، و هي ناقة كانت تَدِرُّ [تَدُرُّ] على المُبِسِّ بها، و لذلك سميت بَسُوساً، أَصابها رجل من العرب بسهم في ضرعها فقتلها. و في البَسُوسِ قول آخر روي عن ابن عباس، قال الأَزهري: و هذه أَشْبه بالحق، و
روى بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها؛ قال: هو رجل أُعْطِيَ ثلاث دعوات يستجاب له فيها، و كان له امرأَة يقال لها البَسُوسُ، و كان له منها ولد، و كانت له مُحبَّة، فقالت: اجعل لي منها دعوة واحدة، قال: فلك واحدة فما ذا تأْمرين؟ قالت: ادعُ اللَّه أَن يجعلني أَجمل امرأَة في بني إِسرائيل، فلما علمت أَن ليس فيهم مثلها رغبت عنه و أَرادت شيئاً آخر، فدعا اللَّه عليها أَن يجعلها كلبة نَبَّاحَةً فذهبت فيها دعوتان، و جاء بنوها فقالوا: ليس لنا على هذا قرار، قد صارت أُمنا كلبة تُعَيِّرُنا بها الناسُ، فادع اللَّه أَن يعيدها إِلى الحال التي كانت عليها، فدعا اللَّه فعادت كما كانت فذهبت الدعوات الثلاث في البَسُوس.
و بها يضرب المثل في الشُّؤْمِ. و بُسْ: زجر للحافر، و بَسْ: بمعنى حَسْبُ، فارسية. و قد بَسْبَسَ به و أَبَسَّ به و أَسَّ به إِلى الطعام: دعاه. و بَسَّ الإِبل بَسّاً: ساقها؛ قال:
         لا تَخْبِزَا خَبْزاً و بُسَّا بَسَّا
و قال ابن دريد: معناه لا تُبْطِئا في الخَبْزِ و بُسَّا الدقيق بالماءِ فكلاه. و في ترجمة خبز: الخَبْزُ السَّوْقُ الشديد بالضرب. و البَسُّ: السير الرقيق. بَسَسْتُ أَبُسُّ بَسّاً و بَسَسْتُ الإِبل أَبُسُّها، بالضم، بَسّاً إِذا سُقْتَها سوقاً لطيفاً. و البَسُّ: السَّوْق‏

28
لسان العرب6

بسس ص 26

اللَّيِّنُ، و قيل: البَسُّ أَن تَبُلَّ الدَّقيق ثم تأْكله، و الخَبْزُ أَن تَخبِزَ المَلِيلَ. و البَسيسَة عندهم: الدقيق و السويق يلت و يتخذ زاداً. ابن السكيت: بَسَسْتُ السويقَ و الدقيق أَبُسُّه بَسّاً إِذا بللته بشي‏ءٍ من الماء، و هو أَشد من اللَّتِّ. و بَسَّ الرجلَ يَبُسُّه: طرده و نحاه. و انْبَسَّ: تَنَحَّى. و بَسَّ عَقاربه: أَرسل نمائمه و أَذاه. و انْبَسَّتِ الحيةُ: انْسابَتْ على وجه الأَرض؛ قال:
         و انْبَسَّ حَيَّاتُ الكَثِيبِ الأَهْيَلِ‏
و انْبَسَّ في الأَرض: ذهب؛ عن اللحياني وحده حكاه في باب انْبَسَّت الحيات انْبِساساً، قال: و المعروف عند أَبي عبيد و غيره ارْبَسَّ. و
في حديث الحجاج: قال للنعمان بن زُرْعَةَ: أَ مِن أَهلِ الرَّسِّ و البَسِّ أَنت؟.
البَسُّ: الدَّسُّ. يقال: بَسَّ فلان لفلان من يتخبر له خبره و يأَتيه به أَي دَسَّه إِليه. و البَسْبَسَة: السِّعايَةُ بين الناس. و البَسْبَسُ: شجرٌ. و البَسْبَسُ: لغة في السَّبْسَبِ، و زعم يعقوب أَنه من المقلوب. و البَسابِسُ: الكذب. و البَسْبَس: القَفْرُ. و التُّرَّهات البَسابِسُ هي الباطلُ، و ربما قالوا تُرَّهاتُ البَسابِسِ، بالإِضافة. و
في حديث قُسٍّ: فبينا أَنا أَجول بَسْبَسَها.
؛ البَسْبَسُ: البَرُّ المُقْفِرُ الواسع، و يروى سَبْسَبَها، و هو بمعناه. و بَسْبَس بَوْلَه: كَسَبْسَبَه. و البَسْباسُ: بَقْلَة: قال أَبو حنيفة: البَسْباسُ من النبات الطيب الريح، و زعم بعض الرواة أَنه النانخاه، و أَما أَبو زياد فقال: البَسْباسُ طَيِّبُ الريح يُشْبِه طَعْمُه طعم الجزر، واحدته بَسْباسَةٌ. الليث: البَسباسَة بقلة؛ قال الأَزهري: هي معروفة عند العرب؛ قال: و البَسْبَسُ شجر تتخذ منه الرحال. قال الأَزهري: الذي قالَه الليث في البسبس أَنه شجر لا أَعرفه، قال: و أُراه أَراد السَّبْسَبَ. و بَسْباسَةُ: اسم امرأَة، و البَسُوس كذلك. و بُسٌّ: موضع عند حنين؛ قال عباس بن مِرْداس السُّلَمِيُّ:
         رَكَضْتُ الخَيْلَ فيها بين بُسٍّ             إِلى الأَوْراد، تَنْحِطُ بالنِّهابِ‏

قال: و أُرى عاهانَ بن كعب إياه عنى بقوله:
         بَنِيكَ و هَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ،             غِلاظُ منابِتِ القَصَراتِ كُومُ‏

يقول: عليك بنيك أَو انظر بنيك، و رفع هجمة على تقدير و هذه هَجْمَةٌ كالأَشاء ففيها ما يَشْغَلُك عن النعيم.
بطس:
التهذيب: بِطياسُ اسم موضع على بناء الجِرْيال، قال: و كأَنه أَعجمي.
بغس:
البَغْسُ: السَّوادُ؛ يَمانِيَةٌ.
بكس:
التهذيب: ابن الأَعرابي بَكَسَ خَصْمَه إِذا قهره. قال: و البُكْسَةُ خرقة يدوّرها الصبيان ثم يأْخذون حجراً فيدوّرونه كأَنه كُرَةٌ، ثم يتقامرون بهما، و تسمى هذه اللُّعْبَةُ الكُجَّةَ، و يقال لهذه الخرقة أَيضاً: التُّونُ و الآجُرَّةُ.
بلس:
أَبْلَسَ الرجلُ: قُطِعَ به؛ عن ثعلب. و أَبْلَس: سكت. و أَبْلَسَ من رحمة اللَّه أَي يَئِسَ و نَدِمَ، و منه سمي إبليس و كان اسمه عزازيلَ. و في التنزيل العزيز: يومئذ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ‏
. و إِبليس، لعنه اللَّه: مشتق منه لأَنه أُبْلِسَ من رحمة اللَّه أَي أُويِسَ. و قال أَبو إِسحاق: لم يصرف لأَنه أَعجمي معرفة. و البَلاسُ: المِسْحُ، و الجمع بُلُسٌ. قال أَبو عبيدَة: و مما دخل في كلام العرب من كلام فارس المِسْح‏

29
لسان العرب6

بلس ص 29

تسميه العرب البَلاسَ، بالباء المشبع، و أَهل المدينة يسمون المِسْحَ بَلاساً، و هو فارسي معرب، و من دعائهم: أَرانِيك اللَّهُ على البَلَسِ، و هي غَرائِرُ كِبارٌ من مُسُوح يجعل فيها التَّين و يُشَهَّرُ عليها من يُنَكِّلُ به و ينادى عليه، و يقال لبائعه: البَلَّاسُ. و المُبْلِسُ: اليائسُ، و لذلك قيل للذي يسكت عند انقطاع حجته و لا يكون عنده جواب: قد أَبْلَسَ؛ و قال العجاج:
         قال: نَعَمْ أَعْرِفُه، و أَبْلَسا
أَي لم يُحِرْ إِليَّ جواباً. و نحو ذلك قيل في المُبلِس، و قيل: إِن إِبليس سمي بهذا الاسم لأَنه لما أُويِسَ من رحمة اللَّه أَبْلَسَ يأَساً. و
في الحديث فتأَشَّبَ أَصحابُه حوله و أَبْلَسُوا حتى ما أَوضحوا بضاحِكة.
؛ أَبلسو ا أَي سكتوا. و المُبْلِسُ: الساكت من الحزن أَو الخوف. و الإِبْلاسُ: الحَيْرة؛ و منه‏
الحديث: أَ لم تر الجِنَّ و إِبلاسَها.
أَي تَحَيُّرَها و دَهَشَها. و قال أَبو بكر: الإِبْلاسُ معناه في اللغة القُنُوط و قَطْعُ الرجاء من رحمة اللَّه تعالى؛ و أَنشد:
         و حَضَرَتْ يومَ خَمِيسٍ الأَخْماسْ،             و في الوجوهِ صُفْرَةٌ و إِبْلاسْ‏

و يقال: أَبْلَسَ الرجلُ إِذا انقطع فلم تكن له حجة؛ و قال:
         به هَدَى اللَّهُ قوماً من ضلالَتِهِمْ،             و قد أُعِدَّتْ لهم إِذ أَبْلَسُوا سَقَرُ

و الإِبْلاسُ: الانكسار و الحزن. يقال: أَبْلَسَ فلان إِذا سكت غمّاً؛ قال العجاج:
         يا صاحِ هل تَعْرِفُ رَسْماً مُكْرَسا؟             قال: نعم أَعْرِفُه، و أَبْلَسا

و المُكْرَسُ: الذي صار فيه الكِرْسُ، و هو الأَبوال و الأَبعار. و أَبْلَسَتِ الناقة إِذا لم تَرْغُ من شدة الضَّبَعَة، فهي مِبْلاس. و البَلَسُ: التِّينُ، و قيل: البَلَسُ ثمر التين إذا أَدرك، الواحدة بَلَسَةٌ. و
في الحديث: من أَحب أَن يَرِقَّ قلبه فلْيُدْمِنْ أَكل البَلَس.
و هو التين، إِن كانت الرواية بفتح الباء و اللام، و إِن كانت البُلُسَ فهو العَدَسُ، و
في حديث عطاء: البُلُس هو العدس.
و
في حديث ابن جُرَيْج قال: سأَلت عطاء عن صدقة الحَبِّ، فقال: فيه كُلِّه الصدقةُ، فذكر الذُّرَةَ و الدُّخْنَ و البُلُس و الجُلْجُلانَ.
؛ قال: و قد يقال فيه البُلْسُنُ، بزيادة النون. الجوهري: و البَلَس، بالتحريك، شي‏ء يشبه التين يكثر باليمن. و البُلُس، بضم الباء و اللام: العدس، و هو البُلْسُن. و البَلَسانُ: شجر لحبه دُهْن. التهذيب في الثلاثي: بَلَسانٌ شجر يجعل حبه في الدواء، قال: و لحبه دهن حار يتنافس فيه. قال الأَزهري: بَلَسان أُراه روميّاً. و
في حديث ابن عباس، رضي اللَّه عنهما: بعث اللَّه الطير على أَصحاب الفيل كالبَلَسان.
؛ قال عَبَّاد بن موسى: أَظنها الزَّرازيرَ. و البَلَسانُ: شجر كثير الورق ينبت بمصر، و له دهن معروف. اللحياني: ما ذُقْتُ عَلوساً و لا بَلُوساً أَي ما أَكلت شيئاً.
بلعس:
البَلْعَسُ و الدَّلْعَسُ و الدَّلْعَكُ، كل هذا: الضَّخْمَةُ من النوق مع استرخاء فيها. ابن سيدة: و البَلَعُوسُ الحَمْقاءُ.
بلعبس:
البُلَعْبيسُ: العَجَبُ.
بلهس:
بَلْهَسَ: أَسرع في مشيه.

30
لسان العرب6

بنس ص 31

بنس:
بَنَّسَ عنه تَبْنِيساً: تأَخر؛ قال ابن أَحمر:
         كأَنها من نَقا العَزَّافِ طاوِيَةٌ،             لَمَّا انْطَوى بطنُها و اخْرَوَّطَ السَفَرُ
             ماوِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ، اوَّدَها             طَلٌّ، و بَنَّسَ عنها فَرْقَدٌ خَصِرُ

قال ابن سيدة: قال ابن جني قوله بَنَّسَ عنها إِنما هو من النوم غير أَنه إنما يقال للبقرة، قال: و لا أَعلم هذا القول عن غير ابن جني، قال: و قال الأَصمعي هي أَحد الأَلفاظ التي انفرد بها بن أَحمر، قال: و لم يسند أَبو زيد هذين البيتين إِلى ابن أَحمر و لا هما أَيضاً في ديوانه و لا أَنشدهما الأَصمعي فيما أَنشده له من الأَبيات التي أَورد فيها كلماته، قال: و ينبغي أَن يكون ذلك شي‏ء جاء به غير ابن أَحمر تابعاً له فيه و مُتَقَبِّلًا أَثره، هذا أَوفق من قول الأَصمعي إِنه لم يأْتِ به غيره. و قال شمر: و لم أَسمع بَنَّسَ إِذا تأَخر إِلا لابن أَحمر. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: بَنِّسوا عن البيوت لا تَطُمُّ [تَطِمُ‏] امرأَة و لا صبي يسمع كلامكم.
؛ أَي تأَخروا لئلا يسمعوا ما يَسْتَضِرُّون به من الرَّفَثِ الجاري بينكم. و بَنِّسْ: اقْعُدْ؛ عن كراع كذلك حكاها بالأَمر، و الشين لغة، و سيأْتي ذكرها. اللحياني: بَنَّسَ و بَنَّشَ إِذا قعد؛ و أَنشد:
         إِن كنتَ غيرَ صائدٍ فَبَنِّسِ‏

ابن الأَعرابي: أَبْنَسَ الرجلُ إِذا هرب من سلطان، قال: و البَنَسُ الفرار من الشر.
بهس:
البَهْسُ: المُقْلُ ما دام رطباً، و الشين لغة فيه. و البَهْسُ: الجُرْأَة. و بَيْهَسٌ: من أَسماء الأَسد؛ قال ابن سيدة: و بَيْهَسٌ: من صفات الأَسد، مشتق منه. و بُهَيْسَةُ: اسم امرأَة؛ قال نَفْرٌ جَدُّ الطِّرِمَّاح:
         أَ لا قالتْ بُهَيْسَةُ: ما لِنَفْرٍ،             أَراهُ غَيَّرَتْ منه الدُّهُورُ؟

و يروى‏
         ... بُهَيْشَة ...
، بالشين المعجمة. و فلان يَتَبَيْهَسُ و يَتَبَهْنَس و يَتَبَرْنَسُ و يَتَفَيْجَسُ و يَتَفَيْسَجُ إذا يتبختر في مشيه. و بَيْهَسٌ: من أَسماء العرب. و البَيْهَسِيَّةُ: صنف من الخوارج نسبوا إلى بَيْهَسٍ هَيْصَمِ بن جابر أَحد بني سعد بن ضُبَيْعَةَ بن قيس.
بهنس:
البَهْنَسى: التبختر، و هو البَهْنَسَةُ. و الأَسد يُبَهْنِسُ في مشيه و يَتَبَهْنَسُ أَي يتبختر؛ خص بعضهم به الأَسد و عم بعضهم به. و جَمَل بَهْنَسٌ و بُهانِسٌ: ذَلُولٌ.
بوس:
البَوْسُ: التقبيل، فارسي معرب، و قد باسَه يَبُوسه. و جاء بالبَوْسِ البائِسِ أَي الكثير، و الشين المعجمة أَعلى.
بولس:
في الحديث: يحشر المتكبرون يوم القيامة أَمثال الذَّرِّ حتى يدخلوا سجناً في جهنم يقال له بُولَسُ.
؛ هكذا جاء في الحديث مُسَمًّى.
بيس:
الفراء: باسَ إِذا تبختر. قال أَبو منصور: ماس يميس بهذا المعنى أَكثر، و الباء و الميم يتعاقبان، و قال: باسَ الرجلُ يَبِيسُ إِذا تكبر على الناس و آذاهم. و بَيْسانُ: موضع بالأُرْدُنِّ فيه نخل لا يثمر إِلى خروج الدجال. التهذيب: بَيْسانُ موضع فيه كُروم من بلاد الشام؛ و قول الشاعر:
         شُرْباً بِبَيسانَ من الأُردُنِ‏

هو موضع. قال الجوهري: بَيْسانُ موضع تنسب إِليه الخمر؛ قال حسان بن ثابت:

31
لسان العرب6

بيس ص 31

         نَشْرَبُها صِرْفاً و مَمْزُوجَةً،             ثم نُغَنِّي في بُيوتِ الرُّخامْ‏
             من خَمْرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها،             تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ‏

قال ابن بري: الذي في شعره تُسْرعُ فتر العظام، قال: و هو الصحيح لأَن أَوشك بابه أَن يكون بعده أَن و الفعل، كقول جرير:
         إِذا جَهِلَ الشَّقِيُّ و لم يُقَدِّرْ             لبعضِ الأَمْرِ، أَوْشَكَ أَن يُصابا

و قد تحذف أَن بعده كما تحذف بعد عسى، كقول أُمية:
         يُوشِكُ مَنْ فَرَّ من مَنِيَّتِه،             في بعضِ غِرَّاتِه، يُوافِقُها

فهذا هو الأَكثر في أَوشك يوشك، و حكى الفارسي بِيْسَ لغة في بِئْسَ، و اللَّه أَعلم.
فصل التاء المثناة
تختنس:
دَخْتَنُوسُ: اسم امرأَة، و قيل: دَخْدَنوس و تَخْتَنُوسُ.
ترس:
التُّرْس من السلاح: المُتَوَقَّى بها، معروف، و جمعه أَتْراسٌ و تِراسٌ و تِرَسَةٌ و تُروسٌ؛ قال:
         كأَنَّ شَمْساً نازَعَتْ شُموسا             دُروعَنا، و البَيْضَ و التُّروسا

قال يعقوب: و لا تقل أَتْرِسَة. و كل شي‏ء تَتَرَّسْتَ به، فهو مِتْرَسَةٌ لك. و رجل تارِسٌ: ذو تُرْسٍ. و رجل تَرَّاسٌ: صاحب تُرْسٍ. و التَّتَرُّسُ: التَّسَتُّرُ بالتُّرْسِ، و كذلك التَتْريس. و تَتَرَّس بالتُّرْسِ: تَوَقَّى، و حكى سيبويه اتَّرَسَ. و المَتْروسَةُ: ما تُتُرِّسَ به. و التُّرْسُ: خشبة توضع خلف الباب يُضَبَّبُ بها السرير، و هي المَتَرْسُ بالفارسية. الجوهري: المَتْرَسُ خشبة توضع خلف الباب. التهذيب: المَتَّرَسُ الشِّجار الذي يوضع قِبَلَ البابِ دِعامَةً، و ليس بعربي، معناه مَتَرْس أَي لا تَخَفْ.
ترمس:
التُّرْمُسُ: شجرة لها حَبٌّ مُضَلَّع مُحَزَّزٌ، و به سمي الجُمانُ تَرامِسَ. و تَرْمَسَ الرجلُ إِذا تغيب عن حرب أَو شَغْبٍ. الليث: حَفَر فلانٌ تُرْمُسَةً تحت الأَرض.
ترنس:
التُّرْنُسَةُ الحُفْرَةُ تحت الأَرض.
تعس:
التَعْسُ: العَثْرُ: و التَّعْسُ: أَن لا يَنْتَعِشُ العاثِرُ من عَثْرَتِه و أَن يُنَكَّسَ في سِفال [سَفال‏]، و قيل: التَّعْسُ الانحطاط و العُثُورُ. قال أَبو إِسحاق في قوله تعالى: فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ‏
؛ يجوز أَن يكون نصباً على معنى أَتْعَسَهُم اللَّهُ. قال: و التَّعْسُ في اللغة الانحطاط و العُثُور؛ قال الأَعشى:
         بِذاتِ لَوْثٍ عِفِرْناةٍ إِذا عَثَرَتْ،             فالتَّعْسُ أَدْنى لها من أَنْ أَقولَ: لَعا

و يدعو الرجل على بعيره الجواد إِذا عَثُرَ [عَثِرَ] فيقول: تَعْساً فإِذا كان غير جواد و لا نَجِيب فَعَثِرَ [فَعَثُرَ] قال له: لَعاً و منه قول الأَعشى:
         بذات لوث عفرناة ...
قال أَبو الهيثم: يقال تَعِسَ فلان يَتْعَسُ إِذا أَتْعَسه اللَّه، و معناه انْكَبَّ فَعَثَرَ [فَعَثِرَ] فسقط على يديه و فمه، و معناه أَنه ينكر من مثلها في سمنها و قوَّتها العِثارُ فإِذا عَثِرَت قيل لها: تَعْساً، و لم يقل لها تَعِسَكِ اللَّه، و لكن يدعو عليها بأَن يَكُبَّها اللَّه لمَنْخَرَيْها. و التَّعْسُ أَيضاً: الهلاك؛ تَعِسَ تَعْساً و تَعَس‏

32
لسان العرب6

تعس ص 32

يَتْعَسُ تَعْساً: هلك؛ قال الشاعر:
         و أَرْماحُهُم يَنْهَزْنَهُم نَهْزَ جُمَّةٍ،             يَقُلْنَ لمن أَدْرَكْنَ: تَعْساً و لا لَعا

و معنى التَّعْسِ في كلامهم الشَّرُّ، و قيل: التَعْسُ البُعْدُ، و قال الرُّسْتُمي: التَعْسُ أَن يَخِرَّ على وجهه، و النَكْسُ أَن يَخِرَّ على رأْسه؛ و قال أَبو عمرو بن العلاءِ: تقول العرب:
         الوَقْسُ يُعْدِي فَتَعَدَّ الوَقْسا،             مَنْ يَدْنُ للوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا

و قال: الوَقْسُ الجرب، و التَّعْسُ الهلاك. و تعدَّ أَي تجنب و تَنَكَّبْ كله سواء، و إِذا خاطب بالدعاء قال: تَعَسْتَ، بفتح العين، و إِن دعا على غائب كسرها فقال: تَعِسَ؛ قال ابن سيدة: و هذا من الغرابة بحيث تراه. و قال شمر:
سمعته في حديث عائشة، رضي اللَّه عنها، في الإِفْكِ حين عَثَرَتْ صاحِبَتُها فقالت: تَعِسَ مِسْطَحٌ.
قال ابن الأَثير: يقال تَعِسَ يَتْعَسُ إِذا عَثَر و انْكَبَّ لوجهه، و قد تفتح العين، و قال ابن شميل: تَعَسْتَ، كأَنه يدعو عليه بالهلاك، و هو تَعِسٌ، و تاعِسٌ و جَدٌّ تَعِسٌ منه. و في الدعاء: تَعْساً له أَي أَلزمه اللَّه هلاكاً. و تَعِسَه اللَّه و أَتْعَسَه، فَعَلْتُ و أَفْعَلْتُ بمعنى واحد؛ قال مُجَمِّعُ بن هلال:
         تقولُ و قد أَفْرَدْتُها من خَلِيلِها:             تَعِسْتَ كما أَتْعَسْتَني يا مُجَمِّعُ‏

قال الأَزهري: قال شمر لا أَعرف تَعِسَه اللَّه و لكن يقال: تَعِس بنفسه و أَتْعَسَه اللَّه. و التَّعْسُ: السقوط على أَي وجه كان. و قال بعض الكلابيين: تَعِسَ يَتْعَسُ تَعْساً و هو أَن يُخطئ حجته إِن خاصم، و بُغْيَتَه إِن طَلَبَ. يقال: تَعِسَ فما انْتَعَشَ و شِيكَ فلا انْتَقشَ. و
في الحديث: تَعِسَ عبد الدينار و عبد الدرهم.
؛ و هو من ذلك.
تغلس:
أَبو عبيد: وَقَع فلان في تُغُلِّسَ، و هي الداهية.
تلس:
التِّلِّيسَة: وعاء يُسَوَّى من الخوص شبه قَفْعَة، و هي شبه العيبة التي تكون عند العَصَّارينَ.
تنس:
تُناسُ الناس: رَعاعُهم، عن كراع. قال الأَزهري: أَما تَنَسَ فما وجدت للعرب فيها شيئاً، قال: و أَعرف مدينة بنيت في جزيرة من جزائر بحر الروم يقال لها: تِنِّيسُ، و بها تعمل الشروب الثمينة.
توس:
التُّوسُ: الطبيعة و الخُلُق. يقال: الكرَم من تُوسِه و سُوسِه أَي من خليقته و طبع عليه، و جعل يعقوب تاء هذا بدلًا من سين سوسه. و
في حديث جابر: كان من توسي الحياءُ.
؛ التُّوس: الطبيعة و الخِلْقَةُ. يقال: فلان من تُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصلِ صِدْقٍ. و تُوساً له: كقوله بُوساً له؛ رواه ابن الأَعرابي قال: و هو الأَصل أَيضاً؛ قال الشاعر:
         إِذا المُلِمَّاتُ اعْتَصَرْنَ التُّوسا
أَي خَرَّجْنَ طبائعَ الناس. و تاساه إِذا آذاه و استخف به.
تيس:
التَّيْسُ: الذكر من المَعَزِ، و الجمع أَتْياسٌ و أَتْيُسٌ؛ قال طَرَفَةُ:
         ملك النهار و لِعْبُه بفُحُولَةٍ،             يَعْلُونَه بالليل عَلْوَ الأَتْيُسِ‏

و قال الهُذَليّ:
         من فَوْقِه أَنْسُرٌ سُودٌ و أَغْرِبَةٌ،             و دونه أَعْنُزٌ كُلْفٌ و أَتْياسُ‏

و الجمع الكثير تُيُوسٌ. و التَّيَّاسُ: الذي يمسكه.

33
لسان العرب6

تيس ص 33

و المَتْيُوساءُ: جماعة التُّيُوس. و تاسَ الجَدْيُ: صار تَيْساً؛ عن الهَجَري. أَبو زيد: إِذا أَتى على ولد المِعْزى سنة فالذكر تَيْسٌ، و الأُنثى عنز. و اسْتَتْيَسَتِ الشاة: صارت كالتَّيْس. قال ثعلب: و لا يقال اسْتاسَتْ. و عَنْزٌ تَيْساءُ إِذا كان قرناها طويلين كَقَرْن التَّيْس، و هي بَيِّنَةُ التَّيَسِ. و قال ابن شميل: التَّيْساءُ من المِعْزى التي يُشْبه قرناها قَرْنَي الأَوعالِ الجبلية في طولها، و العرب تُجْري الظِّباءَ مُجْرى العَنْزِ فيقولون في إناثها المَعَز، و في ذكورها التُّيُوس؛ قال الهُذَليُّ:
         و عادِيَةٍ تُلْقي الثِّيابَ، كأَنَّها             تُيُوسُ ظِباءٍ مَحْصُها و انْبِتارُها

و لو أَجرَوها مُجْرى الضأْن لقال: كباش ظباء؛ و رجل تَيَّاسٌ. و تِيسي: كلمة تقال عند إِرادة إِبطال الشي‏ء و تكذيبه و التكذيب به؛ و منه‏
حديث أَبي أَيوب: أَنه ذَكرَ الغُولَ فقال قل لها: تِيسِي جَعارِ.
فكأَنه قال لها كذبت يا خارية. قال: و العامة تغير هذا اللفظ و تقول: طِيْزي، تبدل من التاء طاء و من السين زاياً لتقارب ما بين هذه الحروف من المخارج. أَبو زيد: يقال احْمَقِي و تِيسي للرجل إِذا تكلم بحُمْق، و ربما لا يَسُبُّه سَبّاً. و من أَمثالهم في الرجل الذليل يَتَعَزَّزُ: كانت عَنْزاً فاستَتْيَستْ. و يقال: استَتْيَسَت العَنْزُ كما يقال استَنْوَقَ الجَمَلُ. الجوهري: و في فلان تَيْسِيَّةٌ، و ناس يقولون: تَيْسُوسِيَّة و كَيْفُوفِيَّةٌ؛ قال: و لا أَدري ما صحتهما. و يقال: تُوساً له و بُوساً و جُوساً. و يقال للذكر من الظباء: تَيْسٌ و للأُنثى عَنْزٌ، و جَعارِ معدولة عن جاعِرَة كقولك قَطامِ و رَقاشِ، على فَعالِ، مأْخوذ عن الجَعْر، و هو الحَدَث. قال: و هو من أَسماء الضَّبُع. قال ابن السكيت: تُشْتَم المرأَةُ فيقال قُومي جَعارِ، و تشبه بالضبع. و يقال للضبع: تِيْسي جَعار، و يقال: اذهبي لَكاعِ و ذَفارِ و بَظارِ. و
في حديث علي، رضي اللَّه عنه: و اللَّه لأُتِيسَنَّهم عن ذلك.
أَي لأُبْطِلَنَّ قولهم و لأَرُدَّنَّهُمْ عن ذلك. و تِيَاسٌ: موضع بالبادية كان به حرب حين قُطِعت رِجل الحرث بن كعب فسمي الأَعرج؛ و في بعض الشعر:
         و قتْلَى تِياسٍ عن صَلاحٍ تُعَرِّبُ‏

فصل الجيم‏
جاس:
مكان جَأْسٌ: وَعْرٌ كَشأْسٍ، و قيل: لا يتكلم به إِلا بعد شَأْس كأنه إِتباع.
جبس:
الجِبْسُ: الجَبانُ الفَدْمُ، و قيل: الضعيف اللئيم، و قيل: الثقيل الذي لا يجيب إِلى خير، و الجمع أَجْباسٌ و جُبُوسٌ. و الأَجْبَسُ: الجبان الضعيف كالجِبْسِ؛ قال بشر بن أبي خازم:
         على مِثلِها آتي المَهالِكَ واحِداً،             إِذا خامَ عن طُولِ السُّرَى كلُّ أَجْبَسِ‏

و الجِبْسُ: الرَّدي‏ءُ الدَّنِي‏ءُ الجَبانُ؛ قال الراجز:
         خِمْسٌ إِذا سار به الجِبْسُ بكى‏
و يقال: هو ولد زِنْيَة. و الجِبْسُ: هو الجامد من كل شي‏ء الثقيل الروح و الفاسق. و يقال: إِنه لجِبْسٌ من الرجال إِذا كان عَيِيّاً. و الجِبْسُ: من أَولاد الدِّبَبَة. و الجِبسُ: الذي يبنى به؛ عن كراع. و التَّجَبُّسُ: التبختر؛ قال عمر بن لجَإٍ:
         تَمْشِي إِلى رِواءِ عاطِناتها             تَجَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها

34
لسان العرب6

جبس ص 34

أَبو عبيد: تَجَبَّسَ في مشيه تَجَبُّساً إِذا تبختر. و المَجْبُوسُ: الذي يؤتى طائعاً. ابن الأَعرابي: المَجْبُوسُ و الجَبِيسُ نعت الرجل المأْبون.
جحس:
جَحَسَ جِلْدَه يَجْحَسُه: قَشَرَه، و الشين أَعرف. و جاحَسَه جِحاساً: زاحَمَه و قاتله و زاوله على الأَمر كَجَاحَشَه، حكاه يعقوب في البدل؛ قال: و الجِحاسُ القتال، و أَنشد:
         إِذا كَعْكَعَ القِرْنُ عن قِرْنِه،             أَبى لك عِزُّكَ إِلَّا شِماسا،
             و إلَّا جِلاداً بِذي رَوْنَقٍ،             و إِلَّا نِزَالًا و إِلَّا جِحاسا

و أَنشد لرجل من بني فَزارة:
         إِن عاشَ قاسَى لَكَ ما أُقاسِي،             من ضَرْبِيَ الهاماتِ و احْتِباسِي،
             و الصَّقْعِ في يوم الوَغَى الجِحاسِ‏

الأَزهري في ترجمة جحش: الجَحْشُ الجِهاد، و تُحوّل الشين سيناً؛ و أَنشد:
         يوماً تَرانا في عِراكِ الجَحْسِ،             نَنْبُو بأَجْلالِ الأُمورِ الرُّبْسِ‏

جدس:
الجادِسُ من كل شي‏ء: ما اشتدَّ و يَبِسَ كالجاسد. و أَرضٌ جادِسَةٌ: لم تُعْمَرْ و لم تُعْمَلْ و لم تُحْرَثْ، من ذلك. و
روي عن معاذ بن جبل، رضي اللَّه عنه: من كانت له أَرض جادِسَةٌ قد عرفت له في الجاهلية حتى أَسلم فهي لربها.
قال أَبو عبيدة: هي التي لم تعمر و لم تحرث، و الجمع الجَوادِسُ. ابن الأَعرابي: الجَوادِسُ الأَراضي التي لم تزرع قط. أَبو عمرو: جَدَس الأَثَرُ و طَلَقَ و دَمَسَ و دَسَمَ إِذا دَرَسَ. و جَدِيسٌ: حَيٌّ من عادٍ و هم إِخوة طَسْمٍ. و في التهذيب: جَديسٌ حَيٌّ من العرب كانوا يناسبون عاداً الأُولى و كانت منازلهم اليمامَة؛ و فيهم يقول رؤبة:
         بَوارُ طَسْمٍ بِيَدَيْ جَدِيسِ‏
قال الجوهري: جَدِيسٌ قبيلة كانت في الدهر الأَوّل فانقرضت.
جرس:
الجَرْسُ: مصدرٌ، الصوتُ المَجْرُوسُ. و الجَرْسُ: الصوتُ نفسه. و الجَرْسُ: الأَصلُ، و قيل: الجَرْسُ و الجِرْسُ الصوت الخَفِيُّ. قال ابن سيدة: الجَرْسُ و الجِرْسُ و الجَرَسُ؛ الأَخيرة عن كراع: الحركةُ و الصوتُ من كل ذي صوت، و قيل: الجَرْس، بالفتح، إِذا أُفرد، فإِذا قالوا: ما سمعت له حِسّاً و لا جِرْساً، كسروا فأَتبعوا اللفظ اللفظ. و أَجْرَسَ: علا صوته، و أَجْرَسَ الطائرُ إِذا سمعتَ صوتَ مَرِّه؛ قال جَنْدَلُ بنُ المُثَّنَّى الحارثي الطُّهَوِيُّ يخاطب امرأَته:
         لقد خَشِيتُ أَن يَكُبَّ قابِرِي             و لم تُمارِسْكِ من الضَّرائرِ
             شِنْظِيرَةٌ شائِلَةُ الجَمائِرِ،             حتى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائِرِ،
             قامتْ تُعَنْظِي بكِ سِمْعَ الحاضِرِ

يقول: لقد خشيت أَن أَموت و لا أَرى لك ضَرَّةً سَلِطَةً تُعَنظِي بكِ و تُسْمِعُكِ المكروه عند إِجْراس الطائر، و ذلك عند الصَّباح. و الجمائر: جمع جَمِيرة، و هي ضفيرة الشعر، و قيل: جَرَسَ الطائرُ و أَجْرَس صَوَّتَ. و يقال: سمعت جَرْسَ الطير إِذا سمعت صوت مناقيرها على شي‏ء تأْكله. و
في الحديث: فتسمعون صوتَ جَرْسِ طَيْرِ الجنة.
؛ أَي صوتَ أَكلها.

35
لسان العرب6

جرس ص 35

قال الأَصْمَعِيُّ: كنتُ في مجلس شُعْبَةَ قال: فتسمعون جَرْشَ طير الجنة، بالشين، فقلت: جَرْسَ، فنظر إِليَّ و قال: خذوها عنه فإِنه أَعلم بهذا منا؛ و منه‏
الحديث: فأَقبل القوم يَدِبُّونَ و يُخْفُونَ الجَرْسَ.
؛ أَي الصوت. و
في حديث سعيد بن جبير، رضي اللَّه عنه، في صفة الصَّلْصالِ قال: أَرض خِصْبَةٌ جَرِسَةٌ.
؛ الجَرْسة: التي تصوِّت إِذا حركت و قلبت و أَجْرَسَ الحادي إِذا حدا للإِبل؛ قال الراجز:
         أَجْرِسْ لها يا ابنَ أَبي كِباشِ،             فما لَها الليلةَ من إِنْفاشِ،
             غيرَ السُّرَى و سائِقٍ نَجَّاشِ‏

أَي احْدُ لها لتَسْمَعَ الحُداءَ فتَسِيرَ. قال الجوهري: و رواه ابن السكيت بالشين و أَلف الوصل، و الرواة على خلافه. و جَرَسْتُ و تَجَرَّسْتُ أَي تكلمت بشي‏ء و تنغمت به. و أَجْرَسَ الحَيُّ: سمعتُ جَرْسه. و في التهذيب: أَجْرَسَ الحيُّ إِذا سَمعت صوتَ جَرْسِ شي‏ء. و أَجرَسني السَّبُعُ: سمع جَرْسِي. و جَرَسَ الكلامَ: تكلم به. و فلانٌ مَجْرَسٌ لفلان: يأْنس بكلامه و ينشرح بالكلام عنده؛ قال:
         أَنْتَ لي مَجْرَسٌ، إِذا             ما نَبا كلُّ مَجْرَسِ‏

و قال أَبو حنيفة: فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي مأْكلٌ و مُنتَفَعٌ. و قال مرة: فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي يأْخذ منه و يأْكل من عنده. و الجَرَسُ: الذي يُضْرَبُ به. و أَجْرَسه: ضربه. و
روي عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَنه قال: لا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفْقَةً فيها جَرَسٌ.
؛ هو الجُلْجُلُ الذي يعلق على الدواب؛ قيل: إِنما كرهه لأَنه يدل على أَصحابه بصوته؛ و كان، عليه السلام، يحب أَن لا يعلم العدوّ به حتى يأْتيهم فجأَةً، و قيل الجَرَسُ الذي يُعلق في عنق البعير. و أَجْرَسَ الحَلْيُ: سُمِع له صوتٌ مثل صوت الجَرَسِ، و هو صوتُ جَرْسِه؛ قال العجاج:
         تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذا ما وَسْوَسا،             و ارْتَجَّ في أَجيادِها و أَجْرَسا،
             زَفْزَفَةَ الرِّيحِ الحَصادَ اليَبَسا

و جَرْس الحَرْفِ: نَغْمَتُه. و الحروفُ الثلاثة الجُوفُ: و هي الياء و الأَلف و الواو، و سائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ. أَبو عبيد: و الجَرْسُ الأَكل، و قد جَرَسَ يَجْرُسُ. و الجاروسُ: الكثير الأَكل. و جَرَسَت الماشيةُ الشجرَ و العُشْبَ تَجْرِسُه و تَجْرُسُه جَرْساً: لَحَسَتْه. و جَرَسَت البقرة ولدها جَرْساً: لحسته، و كذلك النحلُ إِذا أَكلت الشجر للتَّعْسِيل؛ قال أَبو ذؤيب يصف نحلًا:
         جَوارِسُها تَأْوي الشُّعُوفَ دَوائِباً،             و تَنصَبُّ أَلْهاباً مَصِيفاً كِرابُها

و جَرَسَتِ النحلُ العُرْفُطَ تَجْرُسُ [تَجْرِسُ‏] إِذا أَكلته، و منه قيل للنحل: جَوارِسُ. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، دخل بيت بعض نسائه فسقته عَسَلًا، فَتَواطَأَتْ ثنتان من نسائه أَن تقول أَيَّتُهما دخل عليها: أَكَلْتَ مَغافِيرَ، فإِن قال: لا، قالت: فَشَرِبْتَ إِذاً عسلًا جَرَسَتْ نَحْلُه العُرْفُطَ.
؛ أَي أَكلتْ و رَعَتْ. و العُرْفُطُ: شجر. و نَحْلٌ جَوارِسُ: تَأْكل ثمر الشجر؛ و قال أَبو ذؤيب الهذلي يصف النحل:

36
لسان العرب6

جرس ص 35

         يَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جَوارِسٌ،             مَراضيعُ صُهْبُ الرّيشِ زُغْبٌ رِقابُها

و الثمراء: جبل؛ و قال بعضهم: هو اسم للشجر المُثْمِر. و مراضيع: صغارٌ، يعني أَن عسل الصِّغار منها أَفضل من عسل الكبار. و الصُّهْبَةُ: الشُّقْرَةُ، يريد أَجنحتها. الليث: النحلُ تَجْرُسُ العسلَ جَرْساً و تجرُسُ النَّوْرَ، و هو لَحْسُها إِياه، ثم تُعَسِّله. و مرَّ جَرْسٌ من الليل أَي وقتٌ و طائفة منه. و حكي عن ثعلب فيه: جَرَسٌ، بفتح الراء، قال ابن سيدة: و لست منه على ثقة، و قد يقال بالشين معجمة، و الجمع أَجْراسٌ و جُرُوسٌ. و رجل مُجَرَّسٌ و مُجَرِّسٌ: مُجَرِّبٌ للأُمور؛ و قال اللحياني: هو الذي أَصابته البلايا، و قيل: رجل مُجَرَّسٌ إِذا جَرَّس الأُمور و عرفها، و قد جَرَّسَتْه الأُمورُ أَي جَرَّبَتْه و أَحكمته؛ و أَنشد:
         مُجَرِّساتٍ غِرَّة الغَرِيرِ             بالزَّجْرِ، و الرَّيْمُ على المَزْجُورِ

و أَوَّل هذه القصيدة:
         جارِيَ لا تَسْتَنْكِري غَدِيري،             سَيْرِي و إِشفاقي على بعيرِي،
             و حَذَرِي ما ليس بالمَحْذُورِ،             و كَثْرَةَ التَحْدِيثِ عن شُقُوري،
             و حِفْظَةً أَكَنَّها ضَمِيرِي‏

أَي لا تنكري حِفظَة أَي غضباً أَغضبه مما لم أَكن أَغضب منه؛ ثم قال:
         و العَصْرَ قَبلَ هذه العُصُورِ،             مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِيرِ
             بالزَّجْرِ، و الرَّيْمُ على المَزْجُورِ

العصر: الزمن، و الدهر. و التجريس: التحكيم و التجربة، فيقول: هذه العصور قد جَرَّسَت الغِرَّ منا أَي حكمت بالزجر عما لا ينبغي إِتيانه. و الرِّيْمُ: الفضل، فيقول: من زُجِرَ فالفضل عليه لأَنه لا يُزْجَرُ إِلا عن أَمر قَصَّرَ فيه. و
في حديث ناقة النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: و كانت ناقةً مُجَرَّسَةً.
أَي مُجَرَّبة مُدَرَّبة في الركوب و السير. و المُجَرَّسُ من الناس: الذي قد جرَّبَ الأُمور و خَبَرَها؛ و منه‏
حديث عمر، رضي اللَّه عنه، قال له طَلحَة: قد جَرّسَتْك الدُّهورُ.
أَي حَنَّكَتك و أَحكمتك و جعلتك خبيراً بالأُمور مجرَّباً، و يروى بالشين المعجمة بمعناه. أَبو سعيد: اجْتَرَسْتُ و اجْتَرَشْتُ أَي كَسَبْتُ.
جرجس:
الجِرْجِسُ: البَقُّ، و قيل: البَعُوض، و كره بعضهم الجِرْجِسَ و قال: إِنما هو القِرْقِسُ، و سيذكر في فصل القاف. الجوهري: الجِرْجِسُ لغة في الفِرْقِسِ، و هو البعوض الصِّغار؛ قال شُريح بنُ جَوَّاس الكلبي:
         لَبِيضٌ بِنَجْدٍ لم يَبِتْنَ نَواطِراً             بِزَرْعٍ، و لم يَدْرُجْ عليهن جِرْجِسُ‏
             أَحَبُّ إِلينا من سَواكِن قَرْيَةٍ             مُثَجَّلَةٍ، داياتُها تَتَكَدَّسُ‏

و جِرْجِيسُ: اسم نَبيٍّ. و الجِرْجِسُ: الصَّحِيفَةُ؛ قال:
         تَرى أَثَرَ القَرْحِ في نَفْسِه             كَنَقْشِ الخَواتِيمِ في الجِرْجِسِ‏

جرفس:
الجِرْفاسُ و الجُرافِسُ من الإِبل: الغليظ العظيم، و قيل: العظيم الرأْس. و الجُرافِسُ و الجِرْفاسُ: الضَّخْمُ الشديد من الرجال، و كذلك الجَرَنْفَسُ. و الجَرْفَسَة: شِدَّةُ الوَثاق. و جَرْفَسَه جَرْفَسَةً: صَرَعَه؛ و أَنشد ابن الأَعرابي:

37
لسان العرب6

جرفس ص 37

         كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَرْبَسا،             بين صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسا

يقول: كأَن لحيته بين فَكَّيْه كَبْشٌ ساجِسِيٌّ، يصف لحية عظيمة؛ قال أَبو العباس: جعل خبر كأَنَّ في الظرف يعني بين: الأَزهري: كل شي‏ء أَوثقته، فقد قَعْطَرْته، قال: و هي الجَرْفَسَةُ؛ و منه قوله:
         بين صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسا
و جِرْفاسٌ: من أَسماءِ الأَسد.
جرهس:
الجِرْهاسُ: الجسيم؛ و أَنشد:
         يُكْنى، و ما حُوِّل عن جِرْهاسِ،             من فَرْسَةِ الأُسْدِ، أَبا فِراسِ‏

جسس:
الجَسُّ: اللَّمْسُ باليد. و المَجَسَّةُ: مَمَسَّةُ ما تَمَسُّ. ابن سيدة: جَسَّه بيده يَجُسُّه جَسّاً و اجْتَسَّه أَي مَسَّه و لَمَسَه. و المَجَسَّةُ: الموضع الذي تقع عليه يده إِذا جَسَّه. و جَسَّ الشخصَ بعينه: أَحَدَّ النظر إِليه ليَسْتَبِينَه و يَسْتَثْبِتَه؛ قال:
         و فِتْيَةٍ كالذُّبابِ الطُّلْسِ قلت لهم:             إِني أَرى شَبَحاً قد زالَ أَوْ حالا
             فاعْصَوْصَبْوا ثم جَسُّوه بأَعْيُنِهم،             ثم اخْتَفَوْه و قَرنُ الشمس قد زالا

اختفوه: أَظهروه. و الجَسُّ: جَسُّ الخَبَرِ، و منه التَجَسُّسُ. و جَسَّ الخَبَرَ و تَجَسَّسه: بحث عنه و فحَصَ. قال اللحياني: تَجَسَّسْتُ فلاناً و من فلان بحثت عنه كتَحَسَّسْتُ، و من الشاذ قراءة من قرأَ: فَتَجَسَّسُوا من يوسف و أَخيه. و المَجَسُّ و المَجَسَّة: مَمَسَّةُ ما جَسَسْتَه بيدك. و تَجَسَّسْتُ الخبر و تَحَسَّسْته بمعنى واحد. و في الحديث: لا تَجَسَّسُوا
؛ التَّجَسُّسُ، بالجيم: التفتيش عن بواطن الأُمور، و أَكثر ما يقال في الشر. و الجاسُوسُ: صاحب سِرِّ الشَّر، و الناموسُ: صاحب سرِّ الخير، و قيل: التَّجَسُّسُ، بالجيم، أَن يطلبه لغيره، و بالحاء، أَن يطلبه لنفسه، و قيل بالجيم: البحث عن العورات، و بالحاء الاستماع، و قيل: معناهما واحد في تطلب معرفة الأَخبار. و العرب تقول: فلان ضَيِّقُ المَجَسِّ إِذا لم يكن واسع السِّرْبِ و لم يكن رَحيب الصدر. و يقال: في مَجَسِّكَ ضِيقٌ. و جَسَّ إِذا اختبر. و المَجَسَّةُ: الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب. و الجاسُوسُ: العَيْنُ يَتَجَسَّسُ الأَخبار ثم يأْتي بها، و قيل: الجاسُوسُ الذي يَتَجَسَّس الأَخبار. و الجَسَّاسَةُ: دابة في جزائر البحر تَجُسُّ الأَخبار و تأْتي بها الدجالَ، زعموا. و
في حديث تميم الداري: أَنا الجَسَّاسَة.
يعني الدابة التي رآها في جزيرة البحر، و إِنما سميت بذلك لأَنها تجُسُّ الأَخبار للدجال. و جَواسُّ الإِنسان: معروفة، و هي خمس: اليدان و العينان و الفم و الشم و السمع، و الواحدة جاسَّة، و يقال بالحاء؛ قال الخليل: الجَواسُّ الحَواسُّ. و في المثل: أَفواهُها مَجاسُّها، لأَن الإِبل إِذا أَحسنت الأَكل اكتفى الناظر بذلك في معرفة سمنها من أَن يَجُسَّها. قال ابن سيدة: و الجَواسُّ عند الأَوائل الحَواسُّ. و جَسَّاس: اسم رجل؛ قال مُهَلْهِلٌ:
         قَتِيلٌ، ما قَتِيلُ المَرْءِ عَمْرٍو؟             و جَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَريرِ

و كذلك جِسَاسٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         أَحْيا جِساساً، فلما حانَ مَصْرَعُه، خَلّى جِساساً لأَقْوام سَيَحْمُونَه‏

38
لسان العرب6

جسس ص 38

و جَسَّاسُ بنُ مُرَّة الشَّيْباني: قاتلُ كُلَيبِ وائلٍ: و جِسْ: زَجْرٌ للإِبل.
جعس:
الجَعْسُ: العَذِرَة؛ جَعَسَ يَجْعَسُ جَعْساً، و الجَعْسُ مَوْقِعُها، و أُرى الجِعْسَ، بكسر الجيم، لغة فيه. و الجُعْسُوسُ: اللئيم الخِلْقَة و الخُلُق، و يقال: اللئيم القبيح، و كأَنه اشْتُقَّ من الجَعْس، صفة على فُعْلُول فشبه الساقط المَهين من الرجال بالخُرْءِ و نَتْنِه، و الأُنثى جُعْسُوسٌ أَيضاً؛ حكاه يعقوب، و هم الجَعاسِيسُ. و رجل دُعْبُوب و جُعْبُوبٌ و جُعْسُوسٌ إِذا كان قصيراً دميماً. و
في حديث عثمان، رضي اللَّه عنه، لما أَنْفَذَه النبيُّ، صلى اللَّه عليه و سلم، إِلى مكة نزل على أَبي سفيان فقال له أَهل مكة: ما أَتاك به ابن عَمِّك؟ قال: سأَلني أَن أُخَلِّيَ مكة لجَعاسِيس يَثْرِبَ.
؛ الجَعاسيسُ: اللئام في الخَلْقِ و الخُلُقِ، الواحد جُعْسُوسٌ، بالضم. و منه‏
الحديث الآخر: أَ تُخَوِّفُنا بجعاسيس يَثْرِبَ؟.
قال: و قال أَعرابي لامرأَته: إِنكِ لجُعْسُوسٌ صَهْصَلِقٌ فقالت: و اللَّه إِنك لهِلْباجَة نَؤُوم، خِرَقٌ سَؤُوم، شُرْبُك اشْتِفافٌ، و أَكْلُك اقْتِحافٌ، و نَوْمُك الْتِحافٌ، عليك العَفا، و قُبِّح منك القَفا قال ابن السكيت في كتاب القلب و الإِبدال: جُعْسُوس و جُعْشُوش، بالسين و الشين، و ذلك إِلى قَمْأَةٍ و صِغَرٍ و قِلَّةٍ. يقال: هو من جَعاسِيس الناس، قال: و لا يقال بالشين؛ قال عمرو بن معديكرب:
         تَداعَتْ حَوْلَه جُشَمُ بنُ بَكْرٍ،             و أَسْلَمَه جَعاسِيسُ الرَّبابِ‏

و الجَعْسُ: الرَّجِيع، و هو مولَّد، و العرب تقول: الجُعْمُوس، بزيادة الميم. يقال: رَمى بجَعامِيس بطنه.
جعبس:
الجُعْبُس و الجُعْبُوس: المائق الأَحْمَق.
جعمس:
الجُعْمُوس: العَذِرَةُ. و رجل مُجَعْمِسٌ و جُعامِسٌ: و هو أَن يَضَعَه بمَرَّةٍ، و قيل: هو الذي يضعه يابساً. أَبو زيد: الجُعْمُوس ما يطرحه الإِنسان من ذي بطنه، و جمعه جَعامِيسُ؛ و أَنشد:
         ما لَكَ من إِبْلٍ تُرى و لا نَعَمْ،             إِلا جَعامِيسك وَسْطَ المُسْتَحَمْ‏

و الجَعْسُ: الرَّجيع، و هو مولَّد، و العرب تقول: الجُعْمُوس، بزيادة الميم. يقال: رَمى بجعاميس بطنه.
جفس:
جَفِسَ من الطعام يَجْفَسُ جَفَساً: اتَّخَمَ، و هو جَفِسٌ؛ و جَفِسَتْ نَفْسُه: خَبُثَتْ منه. و الجِفْسُ و الجَفِيسُ: اللئيم من الناس مع ضَعْفٍ و فَدامَةٍ، و حكى الفارسي جَيْفَسٌ و جِيَفْسٌ مثل بَيْطر وَ بِيَطْر، و الأَعرف بالحاء. و في النوادر: فلان جِفْسٌ و جَفِسٌ أَي ضخم جافٍ. و الجَفاسَةُ: الاتِّخامُ.
جلس:
الجُلُوسُ: القُعود. جَلَسَ يَجْلِسُ جُلوساً، فهو جالس من قوم جُلُوسٍ و جُلَّاس، و أَجْلَسَه غيره. و الجِلْسَةُ: الهيئة التي تَجْلِسُ عليها، بالكسر، على ما يطرد عليه هذا النحو، و في الصحاح: الجِلْسَةُ الحال التي يكون عليها الجالس، و هو حَسَنُ الجِلْسَة. و المَجْلَسُ، بفتح اللام، المصدر، و المَجلِس: موضع الجُلُوس، و هو من الظروف غير المُتَعَدِّي إِليها الفعلُ بغير في، قال سيبويه: لا تقول هو مَجْلِسُ زيد. و قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا في المَجْلِس؛ قيل: يعني به مَجْلِسَ النبي،

39
لسان العرب6

جلس ص 39

صلى اللَّه عليه و سلم، و قرئَ: فِي الْمَجالِسِ‏
، و قيل: يعني بالمجالس مجالس الحرب، كما قال تعالى: مَقاعِدَ لِلْقِتالِ. و رجل جُلَسَة مثال هُمَزَة أَي كثير الجُلوس. و قال اللحياني: هو المَجْلِسُ و المَجْلِسَةُ؛ يقال: ارْزُنْ في مَجْلِسِك و مَجْلِسَتِك. و المَجْلِسُ: جماعة الجُلُوس؛ أَنشد ثعلب:
         لهم مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبال أَذلَّةٌ،             سَواسِيَةٌ أَحْرارُها و عَبِيدُها

و
في الحديث: و إِن مَجْلِس بني عوف ينظرون إِليه.
؛ أَي أَهل المجْلِس على حذف المضاف. يقال: داري تنظر إِلى داره إذا كانت تقابلها، و قد جالَسَه مُجالَسَةً و جِلاساً. و ذكر بعض الأَعراب رجلًا فقال: كريمُ النِّحاسِ طَيِّبُ الجِلاسِ. و الجِلْسُ و الجَلِيسُ و الجِلِّيسُ: المُجالِسُ، و هم الجُلَساءُ و الجُلَّاسُ، و قيل: الجِلْسُ يقع على الواحد و الجمع و المذكر و المؤَنث. ابن سيدة: و حكى اللحياني أَن المَجْلِسَ و الجَلْسَ ليشهدون بكذا و كذا، يريد أَهلَ المَجْلس، قال: و هذا ليس بشي‏ء إِنما هو على ما حكاه ثعلب من أَن المَجْلِس الجماعة من الجُلُوس، و هذا أَشبه بالكلام لقوله الجَلْس الذي هو لا محالة اسم لجمع فاعل في قياس قول سيبويه أَو جمع له في قياس قول الأَخفش. و يقال: فلان جَلِيسِي و أَنا جَلِيسُه و فلانة جَلِيسَتي، و جالَسْتُه فهو جِلْسي و جَلِيسي، كما تقول خِدْني و خَديني، و تَجالَسُوا في المَجالِسِ. و جَلَسَ الشي‏ءُ: أَقام؛ قال أَبو حنيفة: الوَرْسُ يزرع سَنة فَيَجْلِسُ عَشْرَ سنين أَي يقيم في الأَرض و لا يتعطل، و لم يفسر يتعطل. و الجُلَّسانُ: نِثار الوَردِ في المَجْلِس. و الجُلَّسانُ: الورد الأَبيض. و الجُلَّسانُ: ضرب من الرَّيْحان؛ و به فسر قول الأَعشى:
         لها جُلَّسانٌ عندها و بَنَفْسَجٌ،             و سِيْسَنْبَرٌ و المَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما
             و آسٌ و خِيْرِيٌّ و مَروٌ و سَوْسَنٌ             يُصَبِّحُنا في كلِّ دَجْنٍ تَغَيَّما

و قال الليث: الجُلَّسانُ دَخِيلٌ، و هو بالفارسية كُلَّشان. غيره: و الجُلَّسانُ ورد ينتف ورقه و ينثر عليهم. قال: و اسم الورد بالفارسية جُلْ، و قول الجوهري: هو معرب كُلْشان هو نثار الورد. و قال الأَخفش: الجُلَّسانُ قبة ينثر عليها الورد و الريحان. و المَرْزَجُوش: هو المَردَقوش و هو بالفارسية أُذن الفأْرة، فَمَرْزُ فأْرة و جوش أُذنها، فيصير في اللفظ فأْرة أُذن بتقديم المضاف إِليه على المضاف، و ذلك مطرد في اللغة الفارسية، و كذلك دُوغْ باجْ للمَضِيرَة، فدوغ لبن حامض و باج لون، أَي لون اللبن، و مثله سِكْباج، فسك خلّ و باج لون، يريد لون الخل. و المنمنم: المصفرّ الورق، و الهاء في عندها يعود على خمر ذكرها قبل البيت؛ و قول الشاعر:
         فإِن تَكُ أَشْطانُ النَّوى اخْتَلَفَتْ بنا،             كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ و سَمِيرِ

قال: ابنا جالس و سمير طريقان يخالف كل واحد منهما صاحبه. و جَلَسَتِ الرَّخَمَةُ: جَثَمَتْ. و الجَلْسُ: الجبل. و جَبَل جَلْسٌ إِذا كان طويلًا؛ قال الهذلي:
         أَوْفى يَظَلُّ على أَقْذافِ شاهِقَةٍ،             جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطَّافُ و الحَجَلُ‏

و الجَلْسُ: الغليظ من الأَرض، و منه جمل جَلْسٌ و ناقة جَلْسٌ أَي وثيقٌ جسيم. و شجرة جَلْس‏

40
لسان العرب6

جلس ص 39

و شُهْدٌ جَلْسٌ أَي غليظ. و
في حديث النساءِ: بِزَوْلَةٍ و جَلْسِ.
و يقال: امرأَة جَلْسٌ للتي تجلس في الفِناء و لا تبرح؛ قالت الخَنْساء:
         أَمّا لَياليَ كنتُ جارِيةً،             فَحُفِفْتُ بالرُّقَباء و الجَلْسِ‏
             حتى إِذا ما الخِدْرُ أَبْرَزَني،             نُبِذَ الرِّجالُ بِزَوْلَةٍ جَلْسِ‏
             و بِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني،             و حمٍ يَخِرُّ كمَنْبَذِ الحِلْسِ‏

قال ابن بري: الشعر لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ، قال: و ليس للخنساء كما ذكر الجوهري، و كان حُمَيْدٌ خاطب امرأَة فقالت له: ما طَمِعَ أَحدٌ فيّ قط، و ذكرت أَسبابَ اليَأْسِ منها فقالت: أَما حين كنتُ بِكْراً فكنت محفوفة بمن يَرْقُبُني و يحفظني محبوسةً في منزلي لا أُتْرَكُ أَخْرُجُ منه، و أَما حين تزوَّجت و برز وجهي فإِنه نُبِذَ الرجالُ الذين يريدون أَن يروني بامرأَة زَوْلَةٍ فَطِنَةٍ، تعني نفسها، ثم قالت: و رُمِيَ الرجالُ أَيضاً بامرأَة شوهاء أَي حديدة البصر ترقبني و تحفظني و لي حَمٌ في البيت لا يبرح كالحِلْسِ الذي يكون للبعير تحت البرذعة أَي هو ملازم للبيت كما يلزم الحِلْسُ برذعة البعير، يقال: هو حِلْسُ بيته إِذا كان لا يبرح منه. و الجَلْسُ: الصخرة العظيمة الشديدة. و الجَلْسُ: ما ارتفع عن الغَوْرِ، و زاد الأَزهري فخصص: في بلاد نَجْدٍ. ابن سيدة: الجَلْسُ نَجْدٌ سميت بذلك. و جَلَسَ القومُ يَجْلِسونَ جَلْساً: أَتوا الجَلْسَ، و في التهذيب: أَتوا نَجْداً؛ قال الشاعر:
         شِمالَ مَنْ غارَ بهِ مُفْرِعاً،             و عن يَمينِ الجالِسِ المُنْجدِ

و قال عبد اللَّه بن الزبير:
         قُلْ للفَرَزْدَقِ و السَّفاهَةُ كاسْمِها:             إِن كنتَ تارِكَ ما أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ‏

أَي ائْتِ نَجْداً؛ قال ابن بري: البيت لمَرْوان بن الحَكَمِ و كان مروان وقت ولايته المدينة دفع إِلى الفرزدق صحيفة يوصلها إِلى بعض عماله و أَوهمه أَن فيها عطية، و كان فيها مثل ما في صحيفة المتلمس، فلما خرج عن المدينة كتب إِليه مروان هذا البيت:
         و دَعِ المدينةَ إِنَّها مَحْرُوسَةٌ،             و اقْصِدْ لأَيْلَةَ أَو لبيتِ المَقْدِسِ‏
             أَلْقِ الصحيفةَ يا فَرَزْدَقُ، إِنها             نَكْراءُ، مِثلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ‏

و إِنما فعل ذلك خوفاً من الفرزدق أَن يفتح الصحيفة فيدري ما فيها فيتسلط عليه بالهجاء. و جَلَسَ السحابُ: أَتى نَجْداً أَيضاً؛ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة:
         ثم انتهى بَصَري، و أَصْبَحَ جالِساً             منه لنَجْدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ‏

و عداه باللام لأَنه في معنى عامداً له. و ناقة جَلْسٌ: شديدة مُشْرِفَة شبهت بالصخرة، و الجمع أَجْلاسٌ؛ قال ابن مقبل:
         فأَجْمَعُ أَجْلاساً شِداداً يَسُوقُها             إِليَّ، إِذا راحَ الرِّعاءُ، رِعائِيا

و الكثير جِلاسٌ، و جَمَلٌ جَلْسٌ كذلك، و الجمع جِلاسٌ. و قال اللحياني: كل عظيم من الإِبل و الرجال جَلْسٌ. و ناقة جَلْسٌ و جَمَلٌ جَلْسٌ: وثيق جسيم، قيل: أَصله جَلْزٌ فقلبت الزاي سيناً كأَنه جُلِزَ جَلْزاً أَي فتل حتى اكْتَنَزَ و اشتد أَسْرُه؛ و قالت طائفة: يُسَمَّى جَلْساً لطوله و ارتفاعه. و
في‏

41
لسان العرب6

جلس ص 39

الحديث: أَنه أَقطع بلال بن الحرث مَعادِنَ الجَبَلِيَّة غَوريَّها و جَلْسِيَّها.
؛ الجَلْسُ: كل مرتفع من الأَرض؛ و المشهور
في الحديث: معادِنَ القَبَلِيَّة.
بالقاف، و هي ناحية قرب المدينة، و قيل: هي من ناحية الفُرْعِ. و قِدْحٌ جَلْسٌ: طويلٌ، خلاف نِكْس؛ قال الهذلي:
         كَمَتْنِ الذئبِ لا نِكْسٌ قَصِيرٌ             فأُغْرِقَه، و لا جَلْسٌ عَمُوجُ‏

و يروى‏
         ... غَمُوجٌ‏
، و كل ذلك مذكور في موضعه. و الجِلْسِيُّ: ما حول الحَدَقَة، و قيل: ظاهر العين؛ قال الشماخ.
         فأَضْحَتْ على ماءِ العُذَيْبِ، و عَيْنُها             كَوَقْبِ الصَّفا، جِلْسِيُّها قد تَغَوَّرا

ابن الأَعرابي: الجِلْسُ الفَدْمُ، و الجَلْسُ البقية من العسل تبقى في الإِناء. ابن سيدة: و الجَلْسُ العسل، و قيل: هو الشديد منه؛ قال الطِّرماح:
         و ما جَلْسُ أَبكارٍ أَطاعَ لسَرْحِها             جَنى ثَمَرٍ، بالوادِيَيْنِ، وَشُوعُ‏

قال أَبو حنيفة: و يروى وُشُوعُ، و هي الضُّرُوبُ. و قد سمت جُلاساً و جَلَّاساً؛ قال سيبويه عن الخليل: هو مشتق، و اللَّه أَعلم.
جلدس:
جِلْداسٌ: اسم رجل؛ قال:
         عَجِّلْ لنا طعامَنا يا جِلْداسْ،             على الطعام يَقْتُلُ الناسُ الناسْ‏

و قال أَبو حنيفة: الجِلْداسِيُّ من التين أَجوده يغرسونه غرساً، و هو تين أَسود ليس بالحالك فيه طول، و إِذا بلغ انقلع بأَذنابه و بطونه بيض و هو أَحلى تين الدنيا، و إِذا تمَّلأَ منه الآكل أَسكره، و ما أَقل من يُقْدِمُ على أَكله على الرِّيق لشدَّة حلاوته.
جمس:
الجامِسُ من النبات: ما ذهبت غُضُوضَتُه و رُطوبته فَوَلَّى وَجَسا. و جَمَسَ الوَدَكُ يَجْمُسُ جَمْساً و جُمُوساً و جَمُس: جَمَدَ، و كذا الماءُ، و الماءُ جامِسٌ أَي جامد، و قيل: الجُمُوسُ للودك و السمن و الجُمُودُ للماء؛ و كان الأَصمعي يعيب قول ذي الرمة:
         و نَقْري عَبِيطَ اللَّحْمِ و الماءُ جامِسُ‏
و يقول: إِنما الجُموس للودك.
و سئل عمر، رضي اللَّه عنه، عن فأْرَة وقعت في سمن، فقال: إِن كان جامِساً أُلْقيَ ما حوله و أُكلَ، و إِن كان مائعاً أُريقَ كله.
؛ أَراد أَن السمن إِن كان جامداً أُخِذَ منه ما لَصِقَ الفأْرُ به فَرُمِيَ و كان باقيه طاهراً، و إِن كان ذائباً حين مات فيه نَجُسَ كله. و جَمَس و جَمَدَ بمعنى واحد. و دَمٌ جَمِيسٌ: يابس. و صخرة جامسة: يابسة لازمة لمكانها مقشعرّة. و الجُمْسَةُ: القطعة اليابسة من التمر. و الجُمْسَةُ: الرُّطَبَة التي رَطُبَتْ كلها و فيها يُبْسٌ. الأَصمعي: يقال للرُّطَبة و البُسْرَة إِذا دخلها كلها الإِرْطابُ و هي صُلْبَة لم تنهضم بَعْدُ فهي جُمْسَة، و جمعها جُمْسٌ. و
في حديث ابن عمير: لَفُطْسٌ خُنْسٌ بزُبْدٍ جُمْسٍ.
؛ إِن جعلتَ الجُمْسَ من نعت الفُطْسِ و تريد بها التمر كان معناه الصُّلْبَ العَلِكَ، و إِن جعلته من نعت الزُّبْد كان معناه الجامد؛ قال ابن الأَثير: قاله الخطابي، قال: و قال الزمخشري الجَمْسُ، بالفتح، الجامد، و بالضم: جمع جُمْسَة، و هي البُسْرَة التي أَرْطَبت كلُّها و هي صُلْبَةٌ لم تنهضم بَعْدُ. و الجاموس: الكَمْأَةُ. ابن سيدة: و الجَمامِيسُ الكمأَة، قال: و لم أَسمع لها بواحد؛ أَنشد أَبو حنيفة عن الفراء:
         ما أَنا بالغادي، و أَكْبَرُ هَمِّه             جَمامِيسُ أَرْضٍ، فَوْقَهُنَّ طُسُوم‏

42
لسان العرب6

جمس ص 42

و الجامُوسُ: نوع من البَقر، دَخيلٌ، و جمعه جَوامِيسُ، فارسي معرّب، و هو بالعجمية كَوامِيشُ.
جنس:
الجِنْسُ: الضَّربُ من كل شي‏ء، و هو من الناس و من الطير و من حدود النَحْوِ و العَرُوضِ و الأَشياء جملةٌ. قال ابن سيدة: و هذا على موضوع عبارات أَهل اللغة و له تحديد، و الجمع أَجناس و جُنُوسٌ؛ قال الأَنصاري يصف النخل:
         تَخَيَّرْتُها صالحاتِ الجُنُوسِ،             لا أَسْتَمِيلُ و لا أَسْتَقِيلُ‏

و الجِنْسُ أَعم من النوع، و منه المُجانَسَةُ و التَجْنِيسُ. و يقال: هذا يُجانِسُ هذا أَي يشاكله، و فلان يُجانس البهائم و لا يُجانس الناسَ إِذا لم يكن له تمييز و لا عقل. و الإِبل جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ، فإِذا واليت سنّاً من أَسنان الإِبل على حِدَة فقد صنفتها تصنيفاً كأَنك جعلت بنات المخاض منها صنفاً و بنات اللبون صِنفاً و الحِقاق صِنْفاً، و كذلك الجَذَعُ و الثَّنيُّ و الرُّبَعُ. و الحيوان أَجناسٌ: فالناس جنس و الإِبل جنس و البقر جنس و الشَّاء جنس، و كان الأَصمعي يدفع قول العامة هذا مُجانِسٌ لهذا إِذا كان من شكله، و يقول: ليس بعربي صحيح، و يقول: إِنه مولَّد. و قول المتكلمين: الأَنواع مَجْنُوسَةٌ للأَجْناسِ كلام مولَّد لأَن مثل هذا ليس من كلام العرب. و قول المتكلمين: تَجانَس الشيئان ليس بعربي أَيضاً إِنما هو توسع. و جئْ به من جِنْسِك أَي من حيث كان، و الأَعرف من حِسِّك [حَسِّك‏]. التهذيب: ابن الأَعرابي: الجَنَسُ جُمُودٌ «2». و قال: الجَنَسُ المياه الجامدة.
جنعس:
ناقة جَنْعَسٌ: قد أَسَنَّتْ و فيها شدّة؛ عن كراع.
جنفس:
التهذيب: جَنْفسَ إِذا اتَّخَمَ.
جوس:
الجَوْسُ: مصدر جاسَ جَوْساً و جَوَساناً، تردّد. و في التنزيل العزيز: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ
؛ أَي تردّدوا بينها للغارة، و هو الجَوَسانُ، و قال الفراء: قتلوكم بين بيوتكم، قال: و جاسُوا و حاسُوا بمعنى واحد يذهبون و يجيثون؛ و قال الزجاج: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ
 أَي فطافوا في خلال الديار ينظرون هل بقي أَحد لم يقتلوه؛ و في الصحاح: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ
 أَي تخللوها فطلبوا ما فيها، كما يَجُوس الرجلُ الأَخبار أَي يطلبها، و كذلك الاجْتِياسُ. و الجَوَسان، بالتحريك: الطوفان بالليل؛ و
في حديث قُسِّ بن ساعدة: جَوْسَة الناظر لا يَحارُ.
أَي شدة نظره و تتابعه فيه، و
يروى: حَثَّةُ الناظر ..
من الحَثِّ. و كلُّ ما وُطِئَ، فقد جِيسَ. و الجَوْسُ: كالدَّوس. و رجل جَوَّاسٌ: يَجُوسُ كلَّ شي‏ء يَدُوسُه. و جاء يَجُوسُ الناسَ أَي يتخطاهم. و الجَوْسُ: طلب الشي‏ء باستقصاء. الأَصمعي: تركت فلاناً يَجُوسُ بني فلان و يَحُوسُهم أَي يدوسهم و يطلب فيهم؛ و أَنشد أَبو عبيد:
         يَجُوسُ عَمارَةً و يَكُفُّ أُخرى             لنا، حتى يُجاوِزَها دَليلُ‏

يَجُوسُ: يتخلل. أَبو عبيد: كل موضع خالطته و وَطِئْتَه، فقد جُسْته و حُسته. و الجُوسُ: الجُوع. يقال: جُوساً له و بُوساً، كما يقال: جُوعاً له و نُوعاً. و حكى ابن الأَعرابي: جُوساً له كقوله بُوساً له.
__________________________________________________
 (2). قوله [الجنس جمود] عبارة القاموس: و الجنس، بالتحريك، جمود الماء و غيره.

43
لسان العرب6

جوس ص 43

و جُوسُ: اسم أَرض «1»؛ قال الراعي:
         فلما حَبا من دُونِها رَمْلُ عالِجٍ             و جُوسٌ، بَدَتْ أَثْباجُهُ و دَجُوجُ‏

ابن الأَعرابي: جاساه عاداه و جاساه رفوته «2». و جَوَّاسٌ: اسم.
جيس:
جَيْسانُ: موضع معروف، و رواه ابن دُرَيْد بالشين المعجمة، و سيأْتي ذكره. و جَيْسانُ: اسم، و اللَّه أَعلم.
فصل الحاء المهملة
حبس:
حَبَسَه يَحْبِسُه حَبْساً، فهو مَحْبُوس و حَبِيسٌ، و احْتَبَسَه و حَبَّسَه: أَمسكه عن وجهه. و الحَبْسُ: ضدّ التخلية. و احْتَبَسَه و احْتَبَسَ بنفسه، يتعدّى و لا يتعدّى. و تَحَبَّسَ على كذا أَي حَبَس نفسه على ذلك. و الحُبْسة، بالضم: الاسم من الاحْتِباس. يقال: الصَّمْتُ حُبْسَة. سيبويه: حَبَسَه ضبطه و احْتَبَسَه اتخذه حَبيساً، و قيل: احْتِباسك إِياه اختصاصُك نَفْسَكَ به؛ تقول: احْتَبَسْتُ الشي‏ء إِذا اختصصته لنفسك خاصة. و الحَبْسُ و المَحْبَسَةُ و المَحْبِسُ: اسم الموضع. و قال بعضهم: المَحْبِسُ يكون مصدراً كالحَبْس، و نظيره قوله تعالى: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ*؛ أَي رُجُوعكم؛ وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ؛ أَي الحَيْضِ؛ و مثله ما أَنشده سيبويه للراعي:
         بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فوقَ مَزَلَّةٍ،             لا يَسْتَطِيعُ بها القُرادُ مَقِيلا

أَي قَيْلُولة. قال ابن سيدة: و ليس هذا بمطرد إنما يقتصر منه على ما سمع. قال سيبويه: المَحْبِسُ على قياسهم الموضع الذي يُحْبَس فيه، و المَحْبَس المصدر. الليث: المَحْبِسُ يكون سجناً و يكون فِعْلًا كالحبس. و إِبل مُحْبَسَة: داجِنَة كأَنها قد حُبِسَتْ عن الرَّعْي. و
في حديث طَهْفَةَ: لا يُحْبَسُ دَرُّكُم.
أَي لا تُحْبَسُ ذواتُ الدَّرِّ، و هو اللبن، عن المَرْعَى بحَشْرِها و سَوْقِها إِلى المُصَدِّقِ ليأْخذ ما عليها من الزكاة لما في ذلك من الإِضرار بها. و
في حديث الحُدَيبِية: حَبَسها حابِسُ الفيل.
؛ هو فيل أَبْرَهَةَ الحَبَشِيِّ الذي جاء يقصد خراب الكعبة فَحَبَس اللَّه الفيلَ فلم يدخل الحرم و رَدَّ رأْسَه راجعاً من حيث جاء، يعني أَن اللَّه حبس ناقة رسوله لما وصل إِلى الحديبية فلم تتقدم و لم تدخل الحرم لأَنه أَراد أَن يدخل مكة بالمسلمين. و
في حديث الحجاج: إِن الإِبل ضُمُر حُبْسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ.
؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه الزمخشري و قال: الحُبُسُ جمع حابس من حَبَسَه إِذا أَخره، أَي أَنها صوابر على العطش تؤخر الشُّرْبَ، و الرواية بالخاء و النون. و [المَحْبِسُ‏] المَحْبَسُ: مَعْلَفُ الدابة. و المِحْبَسُ: المِقْرَمَةُ يعني السِّتْرَ، و قد حَبَسَ الفِراشَ بالمِحْبَس، و هي المِقْرَمَةُ التي تبسط على وجه الفِراشِ للنوم. و في النوادر: جعلني اللَّه رَبيطَةً لكذا و حَبِيسَة أَي تذهب فتفعل الشي‏ء و أُوخَذُ به. و زِقٌّ حابِسٌ: مُمْسِك للماء، و تسمى مَصْنَعَة الماءِ حابِساً، و الحُبُسُ، بالضم: ما وُقِفَ. و حَبَّسَ الفَرَسَ في سبيل اللَّه و أَحْبَسَه، فهو مُحَبَّسٌ و حَبيسٌ، و الأُنثى حَبِيسَة، و الجمع حَبائس؛ قال ذو الرمة:
         سِبَحْلًا أَبا شِرْخَيْنِ أَحْيا بَناتِه             مَقالِيتُها، فهي اللُّبابُ الحَبائِسُ‏

__________________________________________________
 (1). قوله [و جوس اسم أرض‏] الذي في ياقوت: و جوش، بفتح الجيم و سكون الواو و شين معجمة، و استشهد بالبيت على ذلك.
 (2). كذا بالأَصل.

44
لسان العرب6

حبس ص 44

و
في الحديث: ذلك حَبيسٌ في سبيل اللَّه.
؛ أَي موقوف على الغزاة يركبونه في الجهاد، و الحَبِيسُ فعيل بمعنى مفعول. و كل ما حُبِسَ بوجه من الوجوه حَبيسٌ. الليث: الحَبيسُ الفرس يجعل حَبِيساً في سبيل اللَّه يُغْزى عليه. الأَزهري: و الحُبُسُ جمع الحَبِيس يقع على كل شي‏ء، وقفه صاحبه وقفاً محرّماً لا يورث و لا يباع من أَرض و نخل و كرم و مُسْتَغَلٍّ، يُحَبَّسُ أَصله وقفاً مؤبداً و تُسَبَّلُ ثمرته تقرباً إِلى اللَّه عز و جل، كما
قال النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، لعمر في نخل له أَراد أَن يتقرب بصدقته إِلى اللَّه عز و جل فقال له: حَبِّسِ الأَصلَ و سَبِّل الثمرة.
؛ أَي اجعله وقفاً حُبُساً، و معنى تحبيسه أَن لا يورث و لا يباع و لا يوهب و لكن يترك أَصله و يجعل ثمره في سُبُلِ الخير، و أَما ما
روي عن شُرَيْح أَنه قال: جاءَ محمد، صلى اللَّه عليه و سلم، بإِطلاق الحُبْس.
فإِنما أَراد بها الحُبُسَ، هو جمع حَبِيسٍ، و هو بضم الباء، و أَراد بها ما كان أَهل الجاهلية يَحْبِسُونه من السوائب و البحائر و الحوامي و ما أَشبهها، فنزل القرآن بإِحلال ما كانوا يحرّمون منها و إِطلاق ما حَبَّسوا بغير أَمر اللَّه منها. قال ابن الأَثير: و هو في كتاب الهروي بإسكان الباء لأَنه عطف عليه الحبس الذي هو الوقف، فإِن صح فيكون قد خفف الضمة، كما قالوا في جمع رغيف رُغْفٌ، بالسكون، و الأَصل الضم، أَو أَنه أَراد به الواحد. قال الأَزهري: و أَما الحُبُسُ التي وردت السنَّة بتحبيس أَصلها و تسبيل ثمرها فهي جارية على ما سَنَّها المصطفى، صلى اللَّه عليه و سلم، و على ما أَمر به عمر، رضي اللَّه عنه، فيها. و
في حديث الزكاة: أَن خالداً جَعَلَ رَقِيقَه و أَعْتُدَه حُبُساً في سبيل اللَّه.
؛ أَي وقفاً على المجاهدين و غيرهم. يقال: حَبَسْتُ أَحْبِسُ حَبْساً و أَحْبَسْتُ أُحْبِسُ إِحْباساً أَي وقفت، و الاسم الحُبس، بالضم؛ و الأَعْتُدُ: جمع العَتادِ، و هو ما أَعَدَّه الإِنسان من آلة الحرب، و قد تقدم. و
في حديث ابن عباس: لما نزلت آية الفرائض قال النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: لا حُبْسَ بعد سورة النساء.
أَي لا يُوقَف مال و لا يُزْوَى عن وارثه، إِشارة إِلى ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من حَبْس مال الميت و نسائه، كانوا إِذا كرهوا النساء لقبح أَو قلة مال حبسوهن عن الأَزواج لأَن أَولياء الميت كانوا أَولى بهن عندهم. قال ابن الأَثير: و قوله لا حبس، يجوز بفتح الحاء على المصدر و بضمها على الاسم. و الحِبْسُ: كلُّ ما سدَّ به مَجْرى الوادي في أَيّ موضع حُبِسَ؛ و قيل: الحِبْس حجارة أَو خشب تبنى في مجرى الماء لتحبسه كي يشرب القومُ و يَسقوا أَموالَهُم، و الجمع أَحْباس، سمي الماء به حِبْساً كما يقال له نِهْيٌ؛ قال أَبو زرعة التيمي:
         من كَعْثَبٍ مُسْتَوْفِز المَجَسِّ،             رَابٍ مُنِيفٍ مثلِ عَرْضِ التُّرْسِ‏
             فَشِمْتُ فيها كعَمُود الحِبْسِ،             أَمْعَسُها يا صاحٍ، أَيَّ مَعْسِ‏
             حتى شَفَيْتُ نَفْسَها من نَفْسي،             تلك سُلَيْمَى، فاعْلَمَنَّ، عِرْسِي‏

الكَعْثَبُ: الرَّكَبُ. و المَعْسُ: النكاح مثل مَعْسِ الأَديم إِذا دبغ و دُلِكَ دَلْكاً شديداً فذلك مَعْسُه. و
في الحديث: أَنه سأَل أَين حِبْسُ سَيَل فإِنه يوشك أَن يخرج منه نار تضي‏ء منها أَعناق الإِبل ببصري.
؛ هو من ذلك. و قيل: هو فلُوقٌ في الحَرَّة يجتمع فيها ماء لو وردت عليه أُمَّة لوسعهم. و حِبْسُ سَيَل: اسم موضع بِحَرَّةِ بني سليم، بينها و بين‏

45
لسان العرب6

حبس ص 44

السَّوارِقيَّة مسيرة يوم، و قيل: حُبْسُ سَيَل، بضم الحاء، الموضع المذكور. و الحُباسَة و الحِباسَة كالحِبْس؛ أَبو عمرو: الحَبْس مثل المَصْنَعة يجعل للماء، و جمعه أَحْباسٌ. و الحِبْس: الماء المستنقع، قال الليث: شي‏ء يحبس به الماء نحو الحُباسِ [الحِباسِ‏] في المَزْرَفَة يُحْبَس به فُضول الماء، و الحُباسة في كلام العرب: المَزْرَفَة، و هي الحُباسات [الحِباسات‏] في الأَرض قد أَحاطت بالدَّبْرَةِ، و هي المَشارَةُ يحبس فيها الماء حتى تمتلئَ ثم يُساق الماء إِلى غيرها. ابن الأَعرابي: الحَبْسُ الشجاعة، و الحِبْسُ، بالكسر «1»، حجارة تكون في فُوْهَة النهر تمنع طُغْيانَ الماءِ. و الحِبْسُ: نِطاق الهَوْدَج. و الحِبْسُ: المِقْرَمَة. و الحِبْسُ: سوار من فضة يجعل في وسط القِرامِ، و هو سِتْرٌ يُجْمَعُ به ليُضِي‏ء البيت. و كَلأٌ حابسٌ: كثير يَحْبِسُ المالَ. و الحُبْسَة و الاحْتِباس في الكلام: التوقف. و تحَبَّسَ في الكلام: توقَّفَ. قال المبرد في باب علل اللسان: الحُبْسَةُ تعذر الكلام عند إِرادته، و العُقْلَة التواء اللسان عند إِرادة الكلام. ابن الأَعرابي: يكون الجبل خَوْعاً أَي أَبيض و يكون فيه بُقْعَة سوداء، و يكون الجبلُ حَبْساً أَي أَسودَ و يكون فيه بقعة بيضاء. و
في حديث الفتح: أَنه بعث أَبا عبيدة على الحُبْسِ.
؛ قال القُتَيبي: هم الرَّجَّالة، سموا بذلك لتحبسهم عن الركبان و تأَخرهم؛ قال: و أَحْسِبُ الواحد حَبيساً، فعيل بمعنى مفعول، و يجوز أَن يكون حابساً كأَنه يَحْبِسُ من يسير من الرُّكبان بمسيره. قال ابن الأَثير: و أَكثر ما يروى الحُبَّس، بتشديد الباء و فتحها، فإِن صحت الرواية فلا يكون واحدها إِلا حابساً كشاهد و شُهَّد، قال: و أَما حَبيس فلا يعرف في جمع فَعِيل فُعَّلٌ، و إِنما يعرف فيه فُعُل كنَذِير و نُذُر، و قال الزمخشري: الحُبُسُ، بضم الباء و التخفيف، الرَّجَّالة، سموا بذلك لحبسهم الخيالة ببُطْءِ مشيهم، كأَنه جمع حَبُوس، أَو لأَنهم يتخلفون عنهم و يحتبسون عن بلوغهم كأَنه جمع حَبِيسٍ؛ الأَزهري: و قول العجاج:
         حَتْف الحِمام و النُّحُوسَ النُّحَّسا
التي لا يدري كيف يتجه لها.
         و حابَسَ الناسُ الأُمُورَ الحُبَّسا

أَراد: و حابَسَ الناسَ الحُبَّسُ الأُمورُ، فقلبه و نصبه، و مثله كثير. و قد سمت حابِساً و حَبِيساً، و الحَبْسُ: موضع. و في الحديث ذكر ذات حَبِيس، بفتح الحاء و كسر الباء، و هو موضع بمكة. و حَبِيس أَيضاً: موضع بالرَّقَّة به قبور شهداء صِفِّينَ. و حابِسٌ: اسم أَبي الأَقرع التميمي.
حبرقس:
الحَبَرْقَسُ: الضَّئِيلُ من البِكارَةِ و الحُملان، و قيل: هو الصغير الخَلْقِ من جميع الحيوان. و الحَبَرْقَسُ: صغار الإِبل، و هو بالصاد، و قد ذكر في ترجمة حَبَرْقَصَ.
حبلبس:
الحَبَلْبَسُ: الحريص اللازم للشي‏ء و لا يفارقه كالحَلْبَسِ.
حدس:
الأَزهري: الحَدْسُ التوهم في معاني الكلام و الأُمور؛ بلغني عن فلان أَمر و أَنا أَحْدُسُ فيه أَي أَقول بالظن و التوهم. و حَدَسَ عليه ظنه يَحْدِسه و يَحْدُسُه حَدْساً: لم يحققه. و تَحَدَّسَ أَخبارَ الناس و عن أَخبار الناس: تَخَيَّر عنها و أَراغها ليعلمها من حيث لا يعرفون به. و بَلَغَ به الحِدَاسَ أَي الأَمرَ الذي ظن أَنه الغاية التي يجري إِليها و أَبعد، و لا
__________________________________________________
 (1). قوله [و الحبس بالكسر] حكى المجد فتح الحاء أَيضاً.

46
لسان العرب6

حدس ص 46

تقل الإِدَاسَ: و أَصلُ الحَدْسِ الرمي، و منه حَدْسُ الظن إِنما هو رَجْمٌ بالغيب. و الحَدْسُ: الظنّ و التخمين. يقال: هو يَحْدِس، بالكسر، أَي يقول شيئاً برأَيه. أَبو زيد: تَحَدَّسْتُ عن الأَخبار تَحَدُّساً و تَنَدَّسْتُ عنها تَنَدُّساً و تَوَجَّسْت إِذا كنت تُرِيغُ أَخبار الناس لتعلمها من حيث لا يعلمون. و يقال: حَدَسْتُ عليه ظني و نَدَسْتُه إِذا ظننت الظن و لا تَحُقُّه. و حَدَسَ الكلامَ على عواهِنِه: تَعَسَّفه و لم يَتَوَقَّه. و حَدَسَ الناقة يَحْدِسُها حَدْساً: أَناخها، و قيل: أَناخها ثم وَجَأَ بشَفْرَتِه في منحرها. و حَدَس بالناقة: أَناخها، و في التهذيب؛ إِذا وَجَأَ في سَبَلتها، و السَّبَلَةُ هاهنا: نَحْرُها. يقال: ملأَ الوادي إِلى أَسبالِه أَي إِلى شفاهِه. و حَدَسْتُ في لَبَّةِ البعير أَي وَجَأْتها. و حَدَس الشاةَ يَحْدِسها حَدْساً: أَضجعها ليذبحها. و حَدَسَ بالشاة: ذبحها. و منه المثل السائر: حَدَسَ لهم بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ؛ يعني الشاة المهزولة، و قال الأَزهري: معناه أَنه ذبح لأَضيافه شاة سمينة أَطفأَت من شحمها تلك الرَّضْف. و قال ابن كناسَةَ: تقول العرب: إِذا أَمسى النَّجْمُ قِمَّ الرأْس فَعُظْماها فاحْدِسْ؛ معناه انْحَرْ أَعظم الإِبل. و حَدَس بالرجل يَحْدِسُ حَدْساً، فهو حَدِيسٌ: صَرَعَه؛ قال معديكرب:
         لمن طَلَلٌ بالعَمْقِ أَصْبَحَ دارِسا؟             تَبَدَّلَ آراماً و عِيناً كَوانِسا
             تَبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّباءِ و حَيْرَماً،             و أَصْبَحْتُ في أَطلالِها اليومَ جالِسا
             بمُعْتَرَكٍ شَطَّ الحُبَيَّا تَرَى به،             من القوم، مَحْدُوساً و آخر حادِسا

العَمْقُ: ما بَعُدَ من طرف المفازة. و الآرام: الظباء البيض البطون. و العِينُ: بقر الوحش. و الكَوانِسُ: المقيمة في أَكنستها. و كناس الظبي و البقرة: بيتهما. و الحُبَيَّا: موضع. و شَطُّه: ناحيته. و الحَيْرَمُ: بقر الوحش، الواحدة حَيرمة. و حَدَسَ به الأَرض حَدْساً: ضربها به. و حَدَسَ الرجلَ: وَطِئَه. و الحَدْسُ: السرعة و المُضِيُّ على استقامة، و يوصف به فيقال: سَيْرٌ حَدْسٌ؛ قال:
         كأَنها من بَعْدِ سَيْرٍ حَدْسِ‏
فهو على ما ذكرنا صفة و قد يكون بدلًا. و حَدَسَ في الأَرض يَحْدِسُ حَدْساً: ذهب. و الحَدْسُ: الذهاب في الأَرض على غير هداية. قال الأَزهري: الحَدْسُ في السير سرعة و مضيٌّ على غير طريقة مستمرة. الأُمَوِيُّ: حَدَس في الأَرض و عَدَسَ يَحْدِسُ و يَعْدِسُ إِذا ذهب فيها. و بنو حَدَسٍ: حَيٌّ من اليمن؛ قال:
         لا تَخْبِزا خَبْزاً و بُسّا بَسَّا،             مَلْساً بذَوْدِ الحَدَسِيِّ مَلْسا

و حَدَسٌ: اسم أَبي حيٍّ من العرب و حَدَسْتُ بسهم: رميت. و حَدَسْتُ برجلي الشي‏ء أَي وَطِئْتُه. و حَدَسْ: زجر للبغال كعَدَسْ، و
قيل: حَدَسْ و عَدَسْ اسما بَغَّالَيْن على عهد سليمان بن داود، عليهما السلام، كانا يَعْنُفانِ على البِغالِ، فإِذا ذُكِرَا نَفَرَتْ خوفاً مما كانت تلقى منهما.
؛ قال:
         إِذا حَمَلْتُ بِزَّتي على حَدَسْ‏
و العرب تختلف في زجر البغال فبعض يقول: عَدَسْ، و بعض يقول: حَدَسْ؛ قال الأَزهري: و عَدَسْ أَكثر من حَدَسْ؛ و منه قول ابن مُفَرِّع:
         عَدَسْ ما لعَبَّادٍ عليكِ إِمارَةٌ             نَجَوْت، و هذا تَحْمِلينَ طَلِيق‏

47
لسان العرب6

حدس ص 46

جعل عَدَسْ اسماً للبغلة، سماها بالزَّجْرِ: عَدَسْ.
حرس:
حَرَسَ الشي‏ء يَحْرُسُه و يَحْرِسُه حَرْساً: حفظه؛ و هم الحُرَّاسُ و الحَرَسُ و الأَحْراسُ. و احْتَرس منه: تَحَرَّزَ. و تَحَرَّسْتُ من فلان و احْتَرَسْتُ منه بمعنى أَي تحفظت منه. و في المثل: مُحْتَرِسٌ من مثله و هو حارِسٌ؛ يقال ذلك للرجل الذي يُؤْتَمَنُ على حفظ شي‏ء لا يؤمن أَن يخون فيه. قال الأَزهري: الفعل اللازم يَحْتَرِسُ كأَنه يحترز، قال: و يقال حارسٌ و حَرَسٌ للجميع كما يقال خادِمٌ و خَدَمٌ و عاسٌّ و عَسَسٌ. و الحَرَسُ: حَرَسُ السلطان، و هم الحُرَّاسُ، الواحد حَرَسِيٌّ، لأَنه قد صار اسم جنس فنسب إِليه، و لا تقل حارِسٌ إِلا أَن تذهب به إِلى معنى الحِراسَة دون الجنس. و
في معاوية، رضي اللَّه عنه: أَنه تناول قُصَّة شعر كانت في يد حَرَسِيٍّ.
؛ الحرسي، بفتح الراءِ: واحد الحُرَّاس. و الحَرَس و هم خَدَمُ السلطان المرتبون لحفظه و حِراسَتِه. و البناء الأَحْرَسُ: هو القديم العادِيُّ الذي أَتى عليه الحَرْس، و هو الدهر. قال ابن سيدة: و بناء أَحْرَسُ أَصم. و حَرَسَ الإِبل و الغنم يَحْرُسها [يَحْرِسها] و احْتَرَسَها: سرقها ليلًا فأَكلها، و هي الحَرائِس. و
في الحديث: أَن غِلْمَةً لحاطب بن أَبي بَلْتَعَةَ احْتَرَسُوا ناقة لرجل فانتحروها.
و قال شمر: الاحْتِراسُ أَن يؤْخذ الشي‏ء من المرعى، و يقال للذي يسرق الغنم: مُحْتَرِس، و يقال للشاة التي تُسْرَق: حَرِيسَة. الجوهري: الحَريسَة الشاة تسرق ليلًا. و الحَريسة: السرقة. و الحَريسَة أَيضاً: ما احْتُرِس منها. و
في الحديث: حَريسَة الجبل ليس فيها قَطْع.
؛ أَي ليس فيما يُحْرَس بالجبل إِذا سُرِق قطع لأَنه ليس بحرز. و الحَريسَة، فعيلة بمعنى مفعولة أَي أَن لها من يَحْرُسها و يحفظها، و منهم من يجعل الحَريسَة السرقة نفسها. يقال: حَرَس يَحْرِس حَرْساً إِذا سرق، فهو حارس و مُحْتَرِس، أَي ليس فيما يُسْرَق من الجبل قطع. و
في الحديث الآخر: أَنه سئل عن حريسة الجبل فقال: فيها غُرْم مثلها و جَلَداتٌ نكالًا فإِذا آواها المُراح ففيها القطع.
و يقال للشاة التي يدركها الليل قبل أَن تصل إِلى مُراحِها: حَرِيسة. و
في حديث أَبي هريرة: ثمن الحَريسَة حرام لعينها.
أَي أَكل المسروقة و بيعها و أَخذ ثمنها حرام كله. و فلان يأْكل الحِراساتِ إِذا تَسَرَّق غَنَمَ الناس فأَكلها. و الاحتراس أَن يُسْرَق الشي‏ء من المرعى. و الحَرْسُ: وقت من الدهر دون الحُقْب. و الحَرْسُ: الدهر؛ قال الراجز:
         في نِعْمَةٍ عِشْنا بذاك حَرْسا
و الجمع أَحْرُس؛ قال:
         وقَفْتُ بعَرَّافٍ على غيرِ مَوْقِف،             على رَسْمِ دارٍ قد عَفَتْ مُنذُ أَحْرُسِ‏

و قال إمرؤ القيس:
         لِمَنْ طَلَلٌ داثِرٌ آيُهُ،             تَقادَمَ في سالِف الأَحْرُسِ؟

و المُسْنَدُ: الدهر. و أَحْرَسَ بالمكان: أَقام به حَرْساً؛ قال رؤبة:
         و إِرَمٌ أَحْرَسُ فوقَ عَنْزِ
العَنْز: الأَكَمَة الصغيرة. و الإِرَمُ: شبه عَلَمٍ يُبْنى فوق القارَة يستدل به على الطريق. قال الأَزهري: و العَنْزُ قارة سوداء، و يروى:
         و إِرَمٌ أَعْيَسُ فوق عنز

و المِحْراسُ: سهم عظيم القدر. و الحَرُوسُ: موضع.

48
لسان العرب6

حرس ص 48

و الحَرْسانِ: الجَبَلانِ يقال لأَحدهما حَرْسُ قَسا؛ و قال:
         هُمُ ضَرَبُوا عن قَرْحِها بِكَتِيبَةٍ،             كبَيْضاءِ حَرْسٍ في طَرائِقِها الرَّجْلُ «2»

البيضاء: هَضْبَةٌ في الجَبَلِ.
حربس:
أَرض حَرْبَسِيسٌ: صُلْبَة كعَرْبَسيس.
حرقس:
الحُرْقُوسُ: لغة في الحُرْقُوص و هو مذكور في باب الصاد.
حرمس:
الحِرْمِسُ: الأَمْلَسُ. و الحِرْماسُ: الأَمْلَسُ. و أَرض حِرْماس: صُلبة شديدة. أَبو عمرو: بلد حِرْماس أَي أَملس؛ و أَنشد:
         جاوَزْنَ رَمْلَ أَيْلَةَ الدَّهَاسا،             و بَطْنَ لُبْنَى بَلَداً حِرْماسا

و سِنونَ حَرامِسُ أَي شِدادٌ مُجْدِبَةٌ، واحدها حِرْمِسٌ.
حسس:
الحِسُّ و الحَسِيسُ: الصوتُ الخَفِيُّ؛ قال اللَّه تعالى: لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها
. و الحِسُّ، بكسر الحاء: من أَحْسَسْتُ بالشي‏ء. حسَّ بالشي‏ء يَحُسُّ حَسّاً و حِسّاً و حَسِيساً و أَحَسَّ به و أَحَسَّه: شعر به؛ و أَما قولهم أَحَسْتُ بالشي‏ء فعلى الحَذْفِ كراهية التقاء المثلين؛ قال سيبويه: و كذلك يفعل في كل بناء يُبْنى اللام من الفعل منه على السكون و لا تصل إِليه الحركة شبهوها بأَقَمْتُ. الأَزهري: و يقال هل أَحَسْتَ بمعنى أَحْسَسْتَ، و يقال: حَسْتُ بالشي‏ء إِذا علمته و عرفته، قال: و يقال أَحْسَسْتُ الخبَرَ و أَحَسْتُه و حَسَيتُ و حَسْتُ إِذا عرفت منه طَرَفاً. و تقول: ما أَحْسَسْتُ بالخبر و ما أَحَسْت و ما حَسِيتُ ما حِسْتُ أَي لم أَعرف منه شيئا «3». قال ابن سيدة: و قالوا حَسِسْتُ به و حَسَيْتُه و حَسِيت به و أَحْسَيْتُ، و هذا كله من محوَّل التضعيف، و الاسم من كل ذلك الحِسُّ. قال الفراء: تقول من أَين حَسَيْتَ هذا الخبر؛ يريدون من أَين تَخَبَّرْته. و حَسِسْتُ بالخبر و أَحْسَسْتُ به أَي أَيقنت به. قال: و ربما قالوا حَسِيتُ بالخبر و أَحْسَيْتُ به، يبدلون من السين ياء؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:
         خَلا أَنَّ العِتاقَ من المَطايا             حَسِينَ به، فهنّ إِليه شُوسُ‏

قال الجوهري: و أَبو عبيدة يروي بيت أَبي زبيد:
         أَحَسْنَ به فهن إليه شُوسُ‏
و أَصله أَحْسَسْنَ، و قيل أَحْسَسْتُ؛ معناه ظننت و وجدت. و حِسُّ الحمَّى و حِساسُها: رَسُّها و أَولها عند ما تُحَسُّ؛ الأَخيرة عن اللحياني. الأَزهري: الحِسُّ مس الحُمَّى أَوّلَ ما تَبْدأُ، و قال الأَصمعي: أَول ما يجد الإِنسان مَسَّ الحمى قبل أَن تأْخذه و تظهر، فذلك الرَّسُّ، قال: و يقال وَجَدَ حِسّاً من الحمى. و
في الحديث: أَنه قال لرجل متى أَحْسَسْتَ أُمَّ مِلْدَمٍ؟.
أَي متى وجدت مَسَّ الحمى. و قال ابن الأَثير: الإِحْساسُ العلم بالحواسِّ، و هي مَشاعِرُ الإِنسان كالعين و الأُذن و الأَنف و اللسان و اليد، و حَواسُّ الإِنسان: المشاعر الخمس و هي‏
__________________________________________________
 (2). قوله [عن قرحها] الذي في ياقوت: عن وجهها.
 (3). عبارة المصباح: و أحس الرجل الشي‏ء إحساساً علم به، و ربما زيدت الباء فقيل: أحسّ به على معنى شعر به. و حسست به من باب قتل لغة فيه، و المصدر الحس، بالكسر، و منهم من يخفف الفعلين بالحذف يقول: أحسته و حست به، و منهم من يخفف فيهما بإبدال السين ياء فيقول: حسيت و أَحسيت و حسست بالخبر من باب تعب و يتعدى بنفسه فيقال: حسست الخبر، من باب قتل. انتهى. باختصار.

49
لسان العرب6

حسس ص 49

الطعم و الشم و البصر و السمع و اللمس. و حَواسُّ الأَرض خمس: البَرْدُ و البَرَدُ و الريح و الجراد و المواشي. و الحِسُّ: وجع يصيب المرأَة بعد الولادة، و قيل: وجع الولادة عند ما تُحِسُّها، و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه مَرَّ بامرأَة قد ولدت فدعا لها بشربة من سَوِيقٍ و قال: اشربي هذا فإِنه يقطع الحِسَّ.
و تَحَسَّسَ الخبر: تطلَّبه و تبحَّثه. و في التنزيل: يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ‏
. و قال اللحياني: تَحَسَّسْ فلاناً و من فلان أَي تَبَحَّثْ، و الجيم لغيره. قال أَبو عبيد: تَحَسَّسْت الخبر و تَحَسَّيته، و قال شمر: تَنَدَّسْتُه مثله. و قال أَبو معاذ: التَحَسُّسُ شبه التسمع و التبصر؛ قال: و التَجَسُّسُ، بالجيم، البحث عن العورة، قاله في تفسير قوله تعالى: وَ لا تَجَسَّسُوا و لا تَحَسَّسُوا. ابن الأَعرابي: تَجَسَّسْتُ الخبر و تَحَسَّسْتُه بمعنى واحد. و تَحَسَّسْتُ من الشي‏ء أَي تَخَبَّرت خبره. و حَسَّ منه خبراً و أَحَسَّ، كلاهما: رأَى. و على هذا فسر قوله تعالى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى‏ مِنْهُمُ الْكُفْرَ
. و حكى اللحياني: ما أَحسَّ منهم أَحداً أَي ما رأَى. و في التنزيل العزيز: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ
، و قيل في قوله تعالى: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ
، معناه هل تُبْصِرُ هل تَرى؟ قال الأَزهري: و سمعت العرب يقول ناشِدُهم لِضَوالِّ الإِبل إِذا وقف على «1» ... أَحوالًا و أَحِسُّوا ناقةً صفتها كذا و كذا؛ و معناه هل أَحْسَستُم ناقة، فجاؤوا به على لفظ الأَمر؛ و قال الفراء في قوله تعالى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى‏ مِنْهُمُ الْكُفْرَ
، و في قوله: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ
، معناه: فلما وَجَد عيسى، قال: و الإِحْساسُ الوجود، تقول في الكلام: هل أَحْسَسْتَ منهم من أَحد؟ و قال الزجاج: معنى أَحَسَ‏
 علم و وجد في اللغة. و يقال: هل أَحسَست صاحبك أَي هل رأَيته؟ و هل أَحْسَسْت الخبر أَي هل عرفته و علمته. و قال الليث في قوله تعالى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى‏ مِنْهُمُ الْكُفْرَ
؛ أَي رأَى. يقال: أَحْسَسْتُ من فلان ما ساءني أَي رأَيت. قال: و تقول العرب ما أَحَسْتُ منهم أَحداً، فيحذفون السين الأُولى، و كذلك في قوله تعالى: وَ انْظُرْ إِلى‏ إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً، و قال: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، و قرئ: فَظِلْتُم، أُلقيت اللام المتحركة و كانت فَظَلِلْتُم. و قال ابن الأَعرابي: سمعت أَبا الحسن يقول: حَسْتُ و حَسِسْتُ و وَدْتُ و وَدِدْتُ و هَمْتُ و هَمَمْتُ. و
في حديث عوف بن مالك: فهجمت على رجلين فلقت هل حَسْتُما من شي‏ء؟ قالا: لا.
و
في خبر أَبي العارِم: فنظرت هل أُحِسُّ سهمي فلم أَرَ شيئاً.
أَي نظرت فلم أَجده. و قال: لا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار؛ زعموا أَن رجلين كانا يوقدان بالطريق ناراً فإِذا مرَّ بهما قوم أَضافاهم، فمرَّ بهما قوم و قد ذهبا، فقال رجل: لا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار، و قيل: لا حَسَاسَ من ابني موقد النار، لا وجود، و هو أَحسن. و قالوا: ذهب فلان فلا حَساسَ به أَي لا يُحَسُّ به أَو لا يُحَسُّ مكانه. و الحِسُّ و الحَسِيسُ: الذي تسمعه مما يمرّ قريباً منك و لا تراه، و هو عامٌّ في الأَشياء كلها؛ و أَنشد في صفة بازٍ:
         تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ منه             جُنُوحاً، إِن سَمِعْنَ له حَسِيسا

و قوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها
 أَي لا يسمعون حِسَّها و حركة تَلَهُّبِها. و الحَسيسُ و الحِسُّ: الحركة. و
في الحديث: أَنه كان في مسجد الخَيْفِ فسمع حِسَّ حَيَّةٍ.
؛ أَي حركتها و صوت مشيها؛ و منه‏
__________________________________________________
 (1). كذا بياض بالأَصل.

50
لسان العرب6

حسس ص 49

الحديث: إِن الشيطان حَسَّاس لَحَّاسٌ.
؛ أَي شديد الحسِّ و الإِدراك. و ما سمع له حِسّاً و لا جِرْساً؛ الحِسُّ من الحركة و الجِرْس من الصوت، و هو يصلح للإِنسان و غيره؛ قال عَبْدُ مَناف بن رِبْعٍ الهُذَليّ:
         و للقِسِيِّ أَزامِيلٌ و غَمْغَمَةٌ،             حِسَّ الجَنُوبِ تَسُوقُ الماءَ و البَرَدا

و الحِسُّ: الرَّنَّةُ. و جاءَ بالمال من حِسِّه و بِسِّه و حَسِّه و بَسِّه، و في التهذيب: من حَسِّه و عَسِّه أَي من حيث شاءَ. و جئني من حَسِّك و بَسِّك؛ معنى هذا كله من حيث كان و لم يكن. و قال الزجاج: تأْويله جئ به من حيث تُدركه حاسَّةٌ من حواسك أَو يُدركه تَصَرُّفٌ من تَصَرُّفِك. و
في الحديث أَن رجلًا قال: كانت لي ابنة عم فطلبتُ نَفْسَها، فقالت: أَو تُعْطيني مائة دينار؟ فطلبتها من حِسِّي [حَسِّي‏] و بِسِّي [بَسِّي‏].
؛ أَي من كل جهة. و حَسِّ، بفتح الحاء و كسر السين و ترك التنوين: كلمة تقال عند الأَلم. و يقال: إِني لأَجد حِسّاً من وَجَعٍ؛ قال العَجَّاجُ:
         فما أَراهم جَزَعاً بِحِسِّ،             عَطْفَ البَلايا المَسَّ بعد المَسِ‏
             و حَرَكاتِ البَأْسِ بعد البَأْسِ،             أَن يَسْمَهِرُّوا لضِراسِ الضَّرْسِ‏

يسمهرّوا: يشتدوا. و الضِّراس: المُعاضَّة. و الضَّرْسُ: العَضُّ. و يقال: لآخُذَنَّ منك الشي‏ء بِحَسٍّ أَو بِبَسٍّ أَي بمُشادَّة أَو رفق، و مثله: لآخذنه هَوْناً أَو عَتْرَسَةً. و العرب تقول عند لَذْعة النار و الوجع الحادِّ: حَسِّ بَسِّ، و ضُرِبَ فما قال حَسٍّ و لا بَسٍّ، بالجر و التنوين، و منهم من يجر و لا ينوِّن، و منهم من يكسر الحاء و الباء فيقول: حِسٍّ و لا بِسٍّ، و منهم من يقول حَسّاً و لا بَسّاً، يعني التوجع. و يقال: اقْتُصَّ من فلان فما تَحَسَّسَ أَي ما تَحَرَّك و ما تَضَوَّر. الأَزهري: و بلغنا أَن بعض الصالحين كان يَمُدُّ إِصْبعه إِلى شُعْلَة نار فإِذا لذعته قال: حَسِّ حَسِّ كيف صَبْرُكَ على نار جهنم و أَنت تَجْزَعُ من هذا؟ قال الأَصمعي: ضربه فما قال حَسِّ، قال: و هذه كلمة كانت تكره في الجاهلية، و حَسِّ مثل أَوَّهْ، قال الأَزهري: و هذا صحيح. و
في الحديث: أَنه وضع يده في البُرْمَة ليأْكل فاحترقت أَصابعه فقال: حَسِّ.
؛ هي بكسر السين و التشديد، كلمة يقولها الإِنسان إِذا أَصابه ما مَضَّه و أَحرقه غفلةً كالجَمْرة و الضَّرْبة و نحوها. و
في حديث طلحة، رضي اللَّه عنه: حين قطعت أَصابعه يوم أُحُدٍ قال: حَسِّ، فقال رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم: لو قلت بسم اللَّه لرفعتك الملائكة و الناس ينظرون.
و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، كان ليلة يَسْري في مَسِيره إِلى تَبُوك فسار بجنبه رجل من أَصحابه و نَعَسا فأَصاب قَدَمُه قَدَمَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، فقال: حَسِّ.
؛ و منه قول العجاج، و قد تقدم. و بات فلانٌ بِحَسَّةٍ سَيِّئة و حَسَّةِ سَوْءٍ أَي بحالة سَوْءٍ و شدّة، و الكسر أَقيس لأَن الأَحوال تأْتي كثيراً على فِعْلَة كالجِيْئَةِ و التِّلَّةِ و البِيْئَةِ. قال الأَزهري: و الذي حفظناه من العرب و أَهل اللغة: بات فلان بجيئة سوء و تلة سوء و بيئة سوء، قال: و لم أَسمع بحسة سوء لغير الليث. و قال اللحياني: مَرَّتْ بالقوم حَواسُّ أَي سِنُونَ شِدادٌ. و الحَسُّ: القتل الذريع. و حَسَسْناهم أَي استَأْصلناهم قَتْلًا. و حَسَّهم يَحُسُّهم حَسّاً: قتلهم‏

51
لسان العرب6

حسس ص 49

قتلًا ذريعاً مستأْصلًا. و في التنزيل العزيز: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ‏
؛ أَي تقتلونهم قتلًا شديداً، و الاسم الحُساسُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ و قال أَبو إِسحاق: معناه تستأْصلونهم قتلًا. يقال: حَسَّهم القائد يَحُسُّهم حَسّاً إِذا قتلهم. و قال الفراء: الحَسُّ القتل و الإِفناء هاهنا. و الحَسِيسُ؛ القتيل؛ قال صَلاءَةُ بن عمرو الأَفْوَهُ:
         إِنَّ بَني أَوْدٍ هُمُ ما هُمُ،             للحَرْبِ أَو للجَدْبِ، عامَ الشُّمُوسْ‏
             يَقُونَ في الجَحْرَةِ جِيرانَهُمْ،             بالمالِ و الأَنْفُس من كل بُوسْ‏
             نَفْسِي لهم عند انْكسار القَنا،             و قد تَرَدَّى كلُّ قِرْنٍ حَسِيسْ‏

الجَحْرَة: السنة الشديدة. و قوله: نفْسي لهم أَي نفسي فداء لهم فحذف الخبر. و
في الحديث: حُسُّوهم بالسيف حَسّاً.
؛ أَي استأْصلوهم قتلًا. و
في حديث علي: لقد شَفى وحاوِح صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال.
و
الحديث الآخر: كما أَزالوكم حَسّاً بالنصال.
و يروى بالشين المعجمة. و جراد محسوسٌ: قتلته النار. و
في الحديث: أَنه أُتِيَ بجراد مَحْسوس.
و حَسَّهم يَحُسُّهم: وَطِئَهم و أَهانهم. و حَسَّان: اسم مشتق من أَحد هذه الأَشياءِ؛ قال الجوهري: إِن جعلته فَعْلانَ من الحَسِّ لم تُجْره، و إِن جعلته فَعَّالًا من الحُسْنِ أَجريته لأَن النون حينئذ أَصلية. و الحَسُّ: الجَلَبَةُ. و الحَسُّ: إِضْرار البرد بالأَشياء. و يقال: أَصابتهم حاسَّة من البرد. و الحِسُّ: برد يُحْرِق الكلأَ، و هو اسم، و حَسَّ البَرْدُ. و الكلأَ يَحُسُّه حَسّاً، و قد ذكر أَن الصاد لغة؛ عن أَبي حنيفة. و يقال: إِن البرد مَحَسَّة للنبات و الكلإِ، بفتح الميم، أَي يَحُسُّه و يحرقه. و أَصابت الأَرضَ حاسَّةٌ أَي بَرْدٌ؛ عن اللحياني، أَنَّته على معنى المبالغة أَو الجائحة. و أَصابتهم حاسَّةٌ: و ذلك إِذا أَضرَّ البردُ أَو غيره بالكلإِ؛ و قال أَوْسٌ:
         فما جَبُنُوا أَنَّا نَشُدُّ عليهمُ،             و لكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ و تَسْفَعُ‏

قال الأَزهري: هكذا رواه شمر عن ابن الأَعرابي و قال: تَحُسُّ أَي تُحْرِقُ و تُفْني، من الحاسَّة، و هي الآفة التي تصيب الزرع و الكلأَ فتحرقه. و أَرض مَحْسوسة: أَصابها الجراد و البرد. و حَسَّ البردُ الجرادَ: قتله. و جراد مَحْسُوس إِذا مسته النار أَو قتلته. و
في الحديث في الجراد: إِذا حَسَّه البرد فقتله.
و
في حديث عائشة: فبعثت إِليه بجراد مَحْسُوس.
أَي قتله البرد، و قيل: هو الذي مسته النار. و الحاسَّة: الجراد يَحُسُّ الأَرض أَي يأْكل نباتها. و قال أَبو حنيفة: الحاسَّة الريح تَحْثِي التراب في الغُدُرِ فتملؤها فيَيْبَسُ الثَّرَى. و سَنَة حَسُوس إِذا كانت شديدة المَحْل قليلة الخير. و سنة حَسُوس: تأْكل كل شي‏ء؛ قال:
         إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسا،             تأْكلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسا

أَراد تأْكل بعد الأَخضر اليابس إِذ الخُضرة و اليُبْسُ لا يؤكلان لأَنهما عَرَضانِ. و حَسَّ الرأْسَ يَحُسُّه حَسّاً إِذا جعله في النار فكلما شِيطَ أَخذه بشَفْرَةٍ. و تَحَسَّسَتْ أَوبارُ الإِبل: تَطَايَرَتْ و تفرّقت. و انْحَسَّت أَسنانُه: تساقطت و تَحاتَّتْ و تكسرت؛ و أَنشد للعجاج:
         في مَعْدِنِ المُلْك الكَريمِ الكِرْسِ،             ليس بمَقْلوع و لا مُنْحَس‏

52
لسان العرب6

حسس ص 49

قال ابن بري: و صواب إِنشاد هذا الرجز
         بمعدن الملك ...
؛ و قبله:
         إِن أَبا العباس أَولَى نَفْسِ‏
و أَبو العباس هو الوليد بن عبد الملك، أَي هو أَولى الناس بالخلافة و أَولى نفس بها، و قوله:
         ليس بمقلوع و لا منحس‏
أَي ليس بمحوّل عنه و لا مُنْقَطِع. الأَزهري: و الحُساسُ مثل الجُذاذ من الشي‏ء، و كُسارَةُ الحجارة الصغار حُساسٌ؛ قال الراجز يذكر حجارة المنجنيق:
         شَظِيَّة من رَفْضَةِ الحُساسِ،             تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِم التَّرَّاسِ‏

و الحَسُّ و الاحْتِساسُ في كل شي‏ء: أَن لا يترك في المكان شي‏ء. و الحُساس: سمك صِغار بالبحرين يجفف حتى لا يبقى فيه شي‏ء من مائه، الواحدة حُساسَة. قال الجوهري: و الحُساس، بالضم، الهِفُّ، و هو سمك صغار يجفف. و الحُساسُ: الشُّؤْمُ و النَّكَدُ. و المَحْسوس: المشؤوم؛ عن اللحياني. ابن الأَعرابي: الحاسُوس المشؤوم من الرجال. و رجل ذو حُساسٍ: ردِي‏ء الخُلُقِ؛ قال:
         رُبَّ شَريبٍ لك ذي حُساسِ،             شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسِي‏

فالحُساسُ هنا يكون الشُّؤْمَ و يكون رَداءة الخُلُق. و قال ابن الأَعرابي وحده: الحُساسُ هنا القتل، و الشريب هنا الذي يُوارِدُك على الحوض؛ يقول: انتظارك إِياه قتل لك و لإِبلك. و الحِسُّ: الشر؛ تقول العرب: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ؛ الإِسُّ هنا الأَصل، تقول: أَلحق الشر بأَهله؛ و قال ابن دريد: إِنما هو أَلصِقوا الحِسَّ بالإِسِّ أَي أَلصقوا الشر بأُصول من عاديتم. قال الجوهري: يقال أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ، معناه أَلحق الشي‏ء بالشي‏ء أَي إِذا جاءَك شي‏ء من ناحية فافعل مثله. و الحِسُّ: الجَلْدُ. و حَسَّ الدابة يَحُسُّها حَسّاً: نفض عنها التراب، و ذلك إِذا فَرْجَنها بالمِحَسَّة أَي حَسَّها. و المِحَسَّة، بكسر الميم: الفِرْجَوْنُ؛ و منه‏
قول زيد بن صُوحانَ حين ارْتُثَّ يوم الجمل: ادفنوني في ثيابي و لا تَحُسُّوا عني تراباً.
أَي لا تَنْفُضوه، من حَسَّ الدابة، و هو نَفْضُكَ التراب عنها. و
في حديث يحيى بن عَبَّاد: ما من ليلة أَو قرية إِلا و فيها مَلَكٌ يَحُسُّ عن ظهور دواب الغزاة الكَلالَ.
أَي يُذْهب عنها التَّعَب بِحسِّها و إِسقاط التراب عنها. قال ابن سيدة: و المِحَسَّة، مكسورة، ما يُحَسُّ به لأَنه مما يعتمل به. و حَسَسْتُ له أَحِسُّ، بالكسر، و حَسِسْتُ حِسّاً [حَسّاً] فيهما: رَقَقْتُ له. تقول العرب: إِن العامِرِيَّ ليَحِسَّ للسَّعْدِي، بالكسر، أَي يَرِقُّ له، و ذلك لما بينهما من الرَّحِم. قال يعقوب: قال أَبو الجَرَّاحِ العُقَيْلِيُّ ما رأَيت عُقيليّاً إِلا حَسَسْتُ له؛ و حَسِسْتُ أَيضاً، بالكسر: لغة فيه؛ حكاها يعقوب، و الاسم الحِسُّ [الحَسُ‏]؛ قال القُطامِيُّ:
         أَخُوكَ الذي لا تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُه،             و تَرْفَضُّ، عند المُحْفِظاتِ، الكتائِفُ‏

و يروى:
         ... عند المخطفات.
قال الأَزهري: هكذا روى أَبو عبيد بكسر الحاء، و معنى هذا البيت معنى المثل السائر: الحَفائِظُ تُحَلِّلُ الأَحْقادَ، يقول: إِذا رأَيتُ قريبي يُضام و أَنا عليه واجدٌ أَخرجت ما في قلبي من السَّخِيمة له و لم أَدَعْ نُصْرَته و معونته، قال: و الكتائف الأَحقاد، واحدتها كَتِيفَة. و قال أَبو زيد:

53
لسان العرب6

حسس ص 49

حَسَسْتُ له و ذلك أَن يكون بينهما رَحِمٌ فَيَرِقَّ له، و قال أَبو مالك: هو أَن يتشكى له و يتوجع، و قال: أَطَّتْ له مني حاسَّةُ رَحِم. و حَسِسْتُ [حَسَسْتُ‏] له حِسّاً [حَسّاً]: رَفَقْتُ؛ قال ابن سيدة: هكذا وجدته في كتاب كراع، و الصحيح رَقَقْتُ، على ما تقدم. الأَزهري: الحَسُّ العَطْفُ و الرِّقَّة، بالفتح؛ و أَنشد للكُمَيْت:
         هل مَنْ بكى الدَّارَ راجٍ أَن تَحِسَّ له،             أَو يُبْكِيَ الدَّارَ ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ؟

و
في حديث قتادة، رضي اللَّه عنه: إِن المؤمن ليَحِسُّ للمنافق.
أَي يأْوي له و يتوجع. و حَسِسْتُ له، بالفتح و الكسر، أَحِسُّ أَي رَقَقْتُ له. و مَحَسَّةُ المرأَة: دُبُرُها، و قيل: هي لغة في المَحَشَّة. و الحُساسُ: أَن يضع اللحم على الجَمْرِ، و قيل: هو أَن يُنْضِجَ أَعلاه و يَتْرُكَ داخِله، و قيل: هو أَن يَقْشِرَ عنه الرماد بعد أَن يخرج من الجمر. و قد حَسَّه و حَسْحَسَه إِذا جعله على الجمر، و حَسْحَسَتُه صوتُ نَشِيشِه، و قد حَسْحَسَتْه النار، ابن الأَعرابي: يقال حَسْحَسَتْه النارُ و حَشْحَشَتْه بمعنى. و حَسَسْتُ النار إِذا رددتها بالعصا على خُبْزَة المَلَّةِ أَو الشِّواءِ من نواحيه ليَنْضَجَ؛ و من كلامهم: قالت الخُبْزَةُ لو لا الحَسُّ ما باليت بالدَّسِّ. ابن سيدة: و رجل حَسْحاسٌ خفيف الحركة، و به سمي الرجل. قال الجوهري: و ربما سَمَّوا الرجلَ الجواد حَسْحاساً؛ قال الراجز:
         مُحِبَّة الإِبْرام للحَسْحاسِ‏

و بنو الحَسْحَاسِ: قوم من العرب.
حفس:
رجل حِيَفْسٌ مثال هِزَبْرٍ و حَيْفَسٌ و حَفَيْسَأٌ، مهموز غير ممدود مثل حَفَيْتَإٍ على فَعَيلَلٍ، و حَفَيْسِيٌّ: قصير سمين، و قيل: لئيم الخلقة قصير ضخم لا خير عنده؛ الأَصمعي: إِذا كان مع القصر سمن قيل رجل حَيْفَسٌ و حَفَيْتَأٌ، بالتاء؛ الأَزهري: أَرى التاء مبدلة من السين، كما قالوا انْحتَّتْ أَسنانُه و انْحَسَّتْ. و قال ابن السكيت: رجل حَفَيْسَأٌ و حَفَيْتَأٌ بمعنى واحد.
حفنس:
الحِنْفِسُ و الحِفْنِس: الصغير الخَلْقِ، و هو مذكور في الصاد. الليث: يقال للجارية البذية القليلة الحياءِ حِنْفِسٌ و حِنْفِسٌ؛ قال الأَزهري: و المعروف عندنا بهذا المعنى عِنْفِصٌ.
حلس:
الحِلْسُ و الحَلَسُ مثل شِبْهٍ و شَبَهٍ و مِثْلٍ و مَثَلٍ: كلُّ شي‏ء وَليَ ظَهْرَ البعير و الدابة تحت الرحل و القَتَبِ و السَّرْج، و هي بمنزلة المِرشَحة تكون تحت اللِّبْدِ، و قيل: هو كساء رقيق يكون تحت البرذعة، و الجمع أَحْلاس و حُلُوسٌ. و حَلَس الناقة و الدابة يَحْلِسُها و يَحْلُسُها حَلْساً: غَشَّاهما بحلس. و قال شمر: أَحْلَسْتُ بعيري إِذا جعلت عليه الحِلْسَ. و حِلْسُ البيت: ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ و نحوه، و الجمع أَحْلاسٌ. ابن الأَعرابي: يقال لِبِساطِ البيت الحِلْسُ و لحُصُرِه الفُحولُ. و فلانٌ حِلْسُ بيته إِذا لم يَبْرَحْه، على المَثَل. الأَزهري عن الغِتْريفيِّ: يقال فلانٌ حِلْسٌ من أَحْلاسِ البيت الذي لا يَبْرَحُ البيت، قال: و هو عندهم ذم أَي أَنه لا يصلح إِلا للزوم البيت، قال: و يقال فلان من أَحْلاس البلاد للذي لا يُزايلها من حُبِّه إِياها، و هذا مدح، أَي أَنه ذو عِزَّة و شدَّة و أَنه لا يبرحها لا يبالي دَيْناً و لا سَنَةً حتى تُخْصِب‏

54
لسان العرب6

حلس ص 54

البلادُ. و يقال: هو مُتَحَلِّسٌ بها أَي مقيم. و قال غيره: هو حِلْسٌ بها. و
في الحديث في الفتنة: كنْ حِلْساً من أَحْلاسِ بيتك حتى تأْتِيَك يَدٌ خاطِئَة أَو مَنِيَّة قاضِية.
أَي لا تَبْرَحْ أَمره بلزوم بيته و ترك القتال في الفتنة. و
في حديث أَبي موسى: قالوا يا رسول اللَّه فما تأْمرنا؟ قال: كونوا أَحْلاسَ بُيُوتِكم.
أَي الزموها. و
في حديث الفتن: عدَّ منها فتنة الأَحْلاس.
هو الكساء الذي على ظهر البعير تحت القَتب، شبهها بها للزومها و دوامها. و
في حديث عثمان: في تجهيز جيش العُسْرة على مائة بعير بأَحْلاسِها و أَقتابها.
أَي بأَكسيتها. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه، في أَعلام النبوَّة: أَ لم تَرَ الجِنَّ و إِبلاسَها، و لُحوقَها بالقِلاصِ و أَحْلاسَها؟.
و
في حديث أَبي هريرة في مانعي الزكاة: مُحْلَسٌ أَخفافُها شوكاً من حديد.
أَي أَن أَخفافها قد طُورِقَتْ بشَوْكٍ من حديد و أُلْزِمَتْه و عُولِيَتْ به كما أُلْزِمَتْ ظهورَ الإِبل أَحْلاسُها. و رجل حِلْسٌ و حَلِسٌ و مُسْتَحْلِس: ملازم لا يبرح القتال، و قيل. لا يبرح مكانه، شُبِّه بِحِلْسِ البعير أَو البيت. و فلان من أَحْلاسِ الخيلِ أَي هو في الفُروسية و لزوم ظهر الخيل كالحِلْسِ اللازم لظهر الفرس. و
في حديث أَبي بكر: قام إِليه بنو فزارة فقالوا: يا خليفة رسول اللَّه، نحن أَحلاس الخيل.
؛ يريدون لزومهم ظهورها، فقال: نعم أَنتم أَحْلاسُها و نحن فُرْسانُها أَي أَنتم راضَتُها و ساسَتُها و تلزمون ظُهورها، و نحن أَهل الفُروسية؛ و قولهم نحن أَحْلاسُ الخيل أَي نَقْتَنيها و نَلْزَم ظُهورها. و رجل حَلُوسٌ: حريص ملازم. و يقال: رجل حَلِسٌ للحريص، و كذلك حِلْسَمٌّ، بزيادة الميم، مثل سِلْغَدٍّ؛ و أَنشد أَبو عمرو:
         ليس بقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ،             عند البُيوتِ، راشِنٍ مِقَمِ‏

و أَحْلَسَتِ الأَرضُ و اسْتَحْلَسَت: كثر بذرها فأَلبسها، و قيل: اخضرت و استوى نَباتها. و أَرضٌ مُحْلِسَة: قد اخضرت كلها. و قال الليث: عُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ تَرى له طرائقَ بعضها تحت بعض من تراكبه و سواده. الأَصمعي: إِذا غطى النبات الأَرض بكثرته قيل قد اسْتَحْلَسَ، فإذا بلغ و التف قيل قد استأْسد؛ و اسْتَحْلَسَ النبتُ إِذا غطى الأَرضَ بكثرته، و استَحْلَسَ الليل بالظلام: تراكم، و اسْتَحْلَسَ السَّنامُ: ركبته رَوادِفُ الشَّحْم و رواكِبُه. و بعير أَحْلَسُ: كتفاه سوْداوانِ و أَرضه و ذِرْوته أَقل سَواداً من كَتِفَيْه. و الحَلْساءُ من المَعَزِ: التي بين السواد و الخُضْرَة لون بطنها كلون ظهرها. و الأَحْلَسُ الذي لونه بين السواد و الحمرة، تقول منه: احْلَسَّ احْلِساساً؛ قال المُعَطَّلُ الهذلي يصف سيفاً:
         لَيْنٌ حُسامٌ لا يَلِيقُ ضَريبَةً،             في مَتْنِه دَخَنٌ و أَثْرٌ أَحْلَسُ «2»

و قول رؤبة:
         كأَنه في لَبَدٍ و لُبَّدِ،             من حَلِسٍ أَنْمَرَ في تَرَبُّدِ،
             مُدَّرِعٌ في قِطَعٍ من بُرْجُدِ

و قال: الحَلِسُ و الأَحْلَسُ في لونه و هو بين السواد و الحُمْرة. و الحَلِسُ، بكسر اللام: الشجاع الذي‏
__________________________________________________
 (2). قوله [قال المعطل إلخ‏] كذا بالأَصل و مثله في الصحاك، لكن كتب السيد مرتضى ما نصه: الصواب أَنه قول أَبي قلابة الطابخي من هذيل انتهى. و قوله [لين‏] كذا بالأَصل و الصحاح، و كتب بالهامش الصواب: عضب.

55
لسان العرب6

حلس ص 54

يلازم قِرْنَه؛ و أَنشد:
         إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِبُ‏
و قد حَلِسَ حَلَساً. و الحَلِسُ و الحُلابِسُ: الذي لا يبرح و يلازم قِرْنه؛ و أَنشد قول الشاعر:
         فقلتُ لها: كأَيٍّ من جَبانٍ             يُصابُ، و يُخْطَأُ الحَلِسُ المُحامي‏

كأَيٍّ بمعنى كم. و أَحْلَسَتِ السماءُ: مَطَرَتْ مطراً رقيقاً دائماً. و في التهذيب: و تقول حَلَسَتِ السماءُ إِذا دام مطرها و هو غير وابل. و الحَلْسُ: أَن يأْخذ المُصَدِّقُ النَّقْدَ مكان الإِبل، و في التهذيب: مكان الفريضة. و أَحْلَسْتُ فلاناً يميناً إِذا أَمررتها عليه. و الإِحْلاسُ: الحَمْلُ على الشي‏ء؛ قال:
         و ما كنتُ أَخْشى، الدَّهرَ، إِحْلاسَ مُسْلِمٍ             من الناسِ ذَنْباً جاءَه و هو مُسْلِما

المعنى ما كنت أَخشى إِحلاس مسلم مسلماً ذَنْباً جاءه، و هو يرد هو على ما في جاءه من ذكر مسلم؛ قال ثعلب: يقول ما كنت أَظن أَن إِنساناً ركب ذنباً هو و آخر ينسبه إِليه دونه. و ما تَحَلَّسَ منه بشي‏ء و ما تَحَلَّسَ شيئاً أَي أَصاب منه. الأَزهري: و العرب تقول للرجل يُكْرَه على عمل أَو أَمر: هو مَحْلوسٌ على الدَّبَرِ أَي مُلْزَمٌ هذا الأَمرَ إِلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. و سَيْرٌ مُحْلَسٌ: لا يُفْتَر عنه. و في النوادر: تَحَلَّسَ فلان لكذا و كذا أَي طاف له و حام به. و تَحَلَّسَ بالمكان و تَحَلَّز به إِذا أَقام به. و قال أَبو سعيد: حَلَسَ الرجل بالشي‏ء و حَمِسَ به إِذا تَوَلَّعَ. و الحِلْسُ و الحَلْسُ، بفتح الحاء و كسرها: هو العهد الوثيق. و تقول: أَحْلَسْتُ فلاناً إِذا أَعطيته حَلْساً أَي عهداً يأْمن به قومك، و ذلك مثل سَهْم يأْمن به الرجلُ ما دام في يده. و اسْتَحْلَس فلانٌ الخوفَ إِذا لم يفارقه الخوفُ و لم يأْمن. و
روي عن الشعبي أَنه دخل على الحجاج فعاتبه في خروجه مع أَبي الأَشعث فاعتذر إِليه و قال: إِنا قد اسْتَحْلَسْنا الخوفَ و اكتَحَلْنا السَّهَرَ و أَصابتنا خِزْيةٌ لم يكن فيها بَرَرَرةٌ أَتْقِياء و لا فَجَرة أَقوياء، قال: للَّه أَبوك يا شَعْبيُّ ثم عفا عنه.
الفراء قال: أَنت ابنُ بُعثُطِها و سُرْسُورِها و حِلْسِها و ابن بَجْدَتها و ابن سِمسارِها و سِفْسِيرِها بمعنى واحد. و الحِلْسُ: الرابع من قداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: فيه أَربعة فروض، و له غُنْم أَربعة أَنصباء إِن فاز، و عليه غرم أَربعة أَنصباء إِن لم يفز. و أُم حُلَيْسٍ: كنية الأَتان. و بنو حِلْس: بُطَيْنٌ من الأَزْدِ ينزلون نَهْر المَلِك. و أَبو الحُلَيْس: رجل. و الأَحْلَسُ العَبْدِي: من رجالهم؛ ذكره ابن الأَعرابي.
حلبس:
الحَلْبَسُ و الحَبَلْبَسُ و الحُلابِسُ: الشجاع. و الحَلْبَسُ: الحريص الملازم للشي‏ء لا يفارقه؛ قال الكميت:
         فلما دَنَتْ للكاذبين، و أَخْرَجَتْ             به حَلْبَساً عند اللِّقاءِ حُلابِسا

و حَلْبَسُ: من أَسماء الأَسد. و حَلْبَسَ فلا حَساسَ له أَي ذهب؛ عن ابن الأَعرابي. و جاء في الشعر الحَبَلْبَسُ، قال الجوهري: و أَظنه أَراد الحَلْبَسَ و زاد فيه باء؛ أَنشد أَبو عمرو لنَبْهان:
         سَيَعْلَمُ من يَنْوي جَلائيَ أَنَّني             أَرِيبٌ، بأَكنافِ النَضِيضِ، حَبَلْبَسْ‏

حمس:
حَمِسَ الشَّرُّ: اشتدَّ، و كذلك حَمِشَ. و احْتَمَسَ الدِّيكانِ و احْتَمَشا و احْتَمَسَ القِرْنانِ و اقتتلا؛ كلاهما عن يعقوب. و حَمِسَ بالشي‏ء: عَلِق به. و الحَماسَة: المَنْعُ و المُحارَبَةُ. و التَّحمُّسُ: التشدد. تَحَمَّسَ الرجلُ إِذا تَعاصَى. و
في حديث علي، كرم اللَّه وجهه: حَمِسَ الوَغى و اسْتَحَرَّ الموتُ.
أَي اشتدَّ الحرُّ. و الحَمِيسُ: التَّنُّورُ. قال أَبو الدُّقَيْشِ: التنور يقال له الوَطِيسُ و الحمِيسُ. و نَجْدَةٌ حَمْساء: شديدة، يريد بها الشجاعةَ؛ قال:
         بِنَجْدَةٍ حَمْساءَ تُعْدِي الذِّمْرا
و رجل حَمِسٌ و حَمِيسٌ و أَحْمَسُ: شجاع؛ الأَخيرة عن سيبويه، و قد حَمِسَ حَمَساً؛ عنه أَيضاً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         كأَنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها، إِذا ما             حَمِسْنا، و الوِقايَةُ بالخِناقِ‏

و حَمِسَ الأَمرُ حَمَساً: اشتد. و تحَامَسَ القومُ تَحامُساً و حِماساً: تشادّوا و اقتتلوا. و الأَحْمَسُ و الحَمِسُ و المُتَحَمِّسُ: الشديد. و الأَحْمَسُ أَيضاً: المتشدِّد على نفسه في الدين. و عام أَحْمَسُ و سَنَة حَمْساء: شديدة، و أَصابتهم سِنُون أَحامِسُ. قال الأَزهري: لو أَرادوا مَحْضَ النعت لقالوا سِنونَ حُمْسٌ، إِنما أرادوا بالسنين الأَحامس تذكير الأَعوام؛ و قال ابن سيدة: ذَكَّروا على إِرادة الأَعوام و أَجْرَوا أَفعل هاهنا صفةً مُجراه اسماً؛ و أَنشد:
         لنا إِبِلٌ لم نَكْتَسِبْها بغَدْرةٍ،             و لم يُفْنِ مولاها السُنونَ الأَحامِسُ‏

و قال آخر:
         سَيَذْهَبُ بابن العَبْدِ عَوْنُ بنُ جَحْوشٍ،             ضَلالًا، و تُفْنِيها السِّنونَ الأَحامِسُ‏

و لَقِيَ هِنْدَ الأَحامِسِ أَي الشدَّة، و قيل: هو إِذا وقع في الداهية، و قيل: معناه مات و لا أَشدَ من الموت. ابن الأَعرابي: الحَمْسُ الضَّلالُ و الهَلَكة و الشَّرُّ؛ و أَنشدنا:
         فإِنكمُ لَسْتُمْ بدارٍ تَكِنَّةٍ،             و لكِنَّما أَنتم بِهِنْدِ الأَحامِسِ‏

قال الأَزهري: و أَما قول رؤبة:
         لاقَيْنَ منه حَمَساً حَميسا
معناه شدة و شجاعة. و الأَحامِسُ: الأَرضون التي ليس بها كَلأٌ و لا مرْتَعٌ و لا مَطَرٌ و لا شي‏ء، و أَراضٍ أَحامِسُ. و الأَحْمَس: المكان الصُّلْبُ؛ قال العجاج:
         و كم قَطَعْنا من قِفافٍ حُمْسِ‏

و أَرَضُون أَحامسُ: جَدْبة؛ و قول ابن أَحمر:
         لَوْ بي تَحَمَّسَتِ الرِّكابُ، إِذاً             ما خانَني حَسَبي و لا وَفْرِي‏

قال شمر: تحمست تحرّمت و استغاثت من الحُمْسَة؛ قال العجاج:
         و لم يَهَبْنَ حُمْسَةً لِأَحْمَسا،             و لا أَخَا عَقْدٍ و لا مُنَجَّسا

يقول: لم يهبن لذي حُرْمة حُرمة أَي ركبت رؤوسهن. و الحُمْسُ: قريش لأَنهم كانوا يتشددون في دينهم و شجاعتهم فلا يطاقون، و قيل: كانوا لا يستظلون أَيام منى و لا يدخلون البيوت من أَبوابها و هم محرمون و لا يَسْلأُون السمن و لا يَلْقُطُون الجُلَّة. و
في حديث خَيْفان: أَما بنو فلان فَمُسَك أَحْماس.
أَي شجعان. و
في حديث عرفة: هذا من الحُمْسِ.
؛ هم جمع الأَحْمس. و في حديث عمر، رضي اللَّه عنه،

56
لسان العرب6

حمس ص 56

ذكر الأَحامِس؛ هو جمع الأَحْمس الشجاع. أَبو الهيثم: الحُمْسُ قريش و مَنْ وَلدَتْ قريش و كنانة و جَديلَةُ قَيْسٍ و هم فَهْمٌ و عَدْوانُ ابنا عمرو بن قيس عَيْلان و بنو عامر بن صَعْصَعَة، هؤلاء الحُمْسُ، سُمُّوا حُمْساً لأَنهم تَحَمَّسُوا في دينهم أَي تشدَّدوا. قال: و كانت الحُمْسُ سكان الحرم و كانوا لا يخرجون أَيام الموسم إِلى عرفات إِنما يقفون بالمزدلفة و يقولون: نحن أَهل اللَّه و لا نخرج من الحرم، و صارت بنو عامر من الحُمْسِ و ليسوا من ساكني الحرم لأَن أُمهم قرشية، و هي مَجْدُ بنت تيم بن مرَّة، و خُزاعَةُ سميت خزاعة لأَنهم كانوا من سكان الحرم فَخُزِعُوا عنه أَي أُخْرجوا، و يقال: إِنهم من قريش انتقلوا بنسبهم إِلى اليمن و هم من الحُمْسِ؛ و قال ابن الأَعرابي في قول عمرو:
         بتَثْلِيثَ ما ناصَيت بَعْدي الأَحامِسا
أَراد قريشاً؛ و قال غيره: أَراد بالأَحامس بني عامر لأَن قريشاً ولدتهم، و قيل: أَراد الشجعان من جميع الناس. و أَحْماسُ العرب أُمهاتهم من قريش، و كانوا يتشدّدون في دينهم، و كانوا شجعان العرب لا يطاقون. و الأَحْمَسُ: الوَرِعُ من الرجال الذي يتشدد في دينه. و الأَحْمَسُ: الشديد الصُّلْب في الدين و القتال، و قد حَمِسَ، بالكسر، فهو حَمِسٌ و أَحْمَسُ بَيِّنُ الحَمَسِ. ابن سيدة: و الحُمْسُ في قَيْسٍ أَيضاً و كله من الشدَّة. و الحَمْسُ: جَرْسُ الرجال؛ و أَنشد:
         كأَنَّ صَوْتَ وَهْسِها تحت الدُّجى             حَمْسُ رجالٍ، سَمِعُوا صوتَ وَحى‏

و الحَماسَةُ: الشجاعة. و الحَمَسَةُ: دابة من دواب البحر، و قيل: هي السُّلَحْفاة، و الحَمَسُ اسم للجمع. و في النوادر: الحَمِيسَةُ القَلِيَّةُ. و حَمَسَ اللحم إِذا قَلاه. و حِماسٌ: اسم رجل. و بنو حَمْسٍ و بنو حُمَيْسٍ و بنو حِماسٍ: قبائل. و ذو حِماسٍ: موضع. و حَماساءُ، ممدود: موضع.
حمرس:
الحُمارِسُ: الشديد. و الحُمارِسُ: اسم للأَسد أَو صفة غالبة، و هو منه. و الحُمارِسُ و الرُّماحِسُ و القُداحِسُ، كل ذلك: الجري‏ء الشجاع؛ قال الأَزهري: هي كلها صحيحة؛ قال:
         ذو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرْضِيُ‏

الجوهري: أُمُّ الحُمارِسِ امرأَة.
حنس:
الأَزهري خاصة: قال شمر الحَوَنَّسُ من الرجال الذي لا يَضِيمه أَحدٌ إِذا أَقام في مكان لا يَخْلِجُه أَحد؛ و أَنشد:
         يَجْري النَفِيُّ فوقَ أَنْفٍ أَفْطَسِ             منه، و عَيْنَيْ مُقْرِفٍ حَوَنَّسِ‏

ابن الأَعرابي: الحَنَسُ لزومُ وسَطِ المعركة شجاعة، قال: و الحُنْسُ الوَرِعُون.
حندس:
الحِنْدِسُ: الظُّلْمَة، و في الصحاح: الليل الشديد الظلمة؛ و
في حديث أَبي هريرة. كنا عند النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، في ليلة ظَلْماء حِنْدِسٍ.
أَي شديدة الظلمة؛ و منه‏
حديث الحسن: و قام الليلَ في حِنْدِسِه.
و ليلة حِنْدِسَة، و ليل حِنْدِسٌ: مُظْلِمٌ. و الحَنادِسُ: ثلاث ليالٍ من الشهرْ لظلمتهنّ، و يقال دَحامِسُ. و أَسْوَدُ حِنْدِسٌ: شديد السواد، كقولك أَسْوَدُ حالِكٌ.
حندلس:
ناقة حَنْدَلِسٌ: ثقيلة المشي، و هي أَيضاً النجيبة الكريمة؛ قال ابن الأَعرابي: هي الضخمة

58
لسان العرب6

حندلس ص 58

العظيمة. و الحَنْدَلِسُ أَيضاً: أَضْخَمُ القَمْل؛ قال كراع: هي فَنْعَلِلٌ.
حنفس:
الحِنْفِسُ و الحِفْنِسُ: الصغير الخَلْقِ، و هو مذكور في الصاد. الليث: يقال للجارية البَذِيَّة القليلة الحياء حِنْفِسٌ و حِفْنِسٌ؛ قال الأَزهري: و المعروف عندنا بهذا المعنى عِنْفِصٌ.
حوس:
حاسَه حَوْساً: كحَساه. و الحَوْسُ: انتشار الغارةِ و القتلُ و التحرّك في ذلك، و قيل: هو الضربُ في الحرب، و المعاني مُقْتَرِبَةٌ. و حاسَ حَوْساً: طَلَبَ. و حاسَ القومَ حَوْساً: طلبهم و داسَهُم. و قرئ: فحاسُوا خلالَ الديار، و قد قدّمنا ذكر تفسيرها في جوس. و رجل حَوَّاسٌ غَوَّاسٌ: طَلَّاب بالليل. و حاسَ القومَ حَوْساً: خالطهم و وَطِئَهم و أَهانهم؛ قال:
         يَحُوسُ قبيلةً و يُبِيرُ أُخْرى‏
و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه، أَنه قال لأَبي العَدَبَّس: بل تَحُوسُك فِتنةٌ.
أَي تخالط قلبك و تَحُثُّك و تُحَرِّكك على ركوبها. و كل موضع خالطته و وطئته، فقد حُسْتَه و جُسْتَه. و
في الحديث: أَنه رأَى فلاناً و هو يخاطب امرأَة تَحُوس الرجالَ.
؛ أَي تخالطهم؛ و
الحديث الآخر: قال لحَفْصَةَ أَ لم أَرَ جاريَةَ أَخيك تَحُوسُ الناسَ؟.
و
في حديث آخر: فحاسُوا العَدُوَّ ضَرْباً حتى أَجْهَضُوهم عن أَثقالهم.
؛ أَي بالغوا في النكاية فيهم. و أَصل الحَوْس شدة الاختلاط و مداركة الضَّرْب. و رجل أَحْوَسٌ: جري‏ء لا يردّه شي‏ء. الجوهري: الأَحْوَسُ الجري‏ء الذي لا يهوله شي‏ء؛ و أَنشد:
         أَحُوسُ في الظَّلْماءِ بالرُّمْحِ الخَطِلْ‏

و تركت فلانا يَحُوسُ بني فلان و يَجُوسُهم أَي يتخللهم و يطلب فيهم و يدوسُهم. و الذئب يَحُوسُ الغنم: يتخللها و يفرِّقها و حمل فلان على القوم فحاسَهم؛ قال الحطيئة يذم رجلًا:
         رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ في الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ،             دُنُسُ الثيابِ قَناتُهم لم تُضْرَسِ‏
             بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ، و جارُهم             يُعْطِي الظُّلامَةَ في الخُطُوبِ الحُوَّسِ‏

و هي الأُمور التي تنزل بالقوم و تغشاهم و تَخَلَّلُ ديارهم. و التَحَوُّس: التشجع. و التَحَوُّسُ: الإِقامة مع إِرادة السفر كأَنه يريد سفراً و لا يتهيأُ له لاشتغاله بشي‏ء بعد شي‏ء؛ و أَنْشَدَ المتلمس يخاطب أَخاه طَرَفة:
         سرْ، قد أَنَى لك أَيُّهما المُتَحَوِّسُ،             فالدار قد كادَت لعَهْدِكَ تَدْرُسُ‏

و إِنه لذو حَوْسٍ و حَويس أَي عَداوة؛ عن كراع. و يقال: حاسُوهم و جاسُوهم و دَرْبَخُوهم و فَنَّخُوهم أَي ذللوهم. الفراء: حاسُوهم و جاسُوهم إِذا ذهبوا و جاؤوا يقتلونهم. و الأَحْوَسُ: الشديد الأَكل، و قيل: هو الذي لا يَشْبَعُ من الشي‏ء و لا يَمَلُّه. و الأَحْوَسُ و الحَؤُوس، كلاهما: الشجاع الحَمِسُ عند القتال الكثيرُ القتل للرجال، و قيل: هو الذي إِذا لَقِيَ لم يَبْرَحْ، و لا يقال ذلك للمرأَة؛ و أَنشد ابن الأَعرابي:
         و البَطَلُ المُسْتَلْئِم الحَؤُوسُ‏
و قد حَوِسَ حَوَساً. و الأَحْوَسُ أَيضاً: الذي لا يَبْرَحُ مكانه أَو يَنالَ حاجته، و الفعل كالفعل و المصدر كالمصدر. ابن الأَعرابي: الحَوْسُ الأَكل الشديد، و الحُوسُ: الشجعان.

59
لسان العرب6

حوس ص 59

و يقال للرجل إِذا ما تَحَيَّس و أَبطأَ: ما زال يَتَحَوَّسُ. و
في حديث عمر بن عبد العزيز: دخل عليه قومٌ فجعل فَتًى منهم يَتَحَوَّسُ في كلامه، فقال: كَبِّروا «3». كَبِّروا.
التَّحَوُّس: تَفَعُّلٌ من الأَحْوَس، و هو الشجاع، أَي يَتَشَجَّعُ في كلامه و يَتَجَرَّأُ و لا يبالي، و قيل: هو يتأَهب له؛ و منه حديث عَلْقَمة: عَرَفْتُ فيه تَحَوُّسَ القوم و هَيْئَتَهم أَي تأَهُّبَهم و تَشَجُّعَهم، و يروى بالشين. ابن الأَعرابي: الإِبل الكثيرة يقال لها حُوسى؛ و أَنشد:
         تَبَدَّلَتْ بعد أَنِيسٍ رُعُب،             و بعد حُوسى جامِلٍ و سُرُب‏

و إِبل حُوسٌ: بطيئات التحرّك من مَرْعاهُنَّ؛ جملٌ أَحْوَسُ و ناقة حَوْساء. و الحَوْساء من الإِبل: الشديدة النَفَسِ. و الحَوْساء: الناقة الكثيرة الأَكل؛ و قول الفرزدق يصف الإِبل:
         حُواساتُ العِشاءِ خُبَعْثِناتٌ،             إِذا النَّكْباء راوَحَتِ الشَّمالا

قال ابن سيدة: لا أَدري ما معنى حُواسات إِلا أَن كانت الملازمةَ للعَشاءِ أَو الشديدة الأَكل، و هذا البيت أَورده الأَزهري على الذي لا يبرح مكانه حتى ينال حاجته، و أَورده الجوهري في ترجمة حيس، و سيأْتي ذكره؛ قال ابن سيدة: و لا أَعرف أَيضاً معنى قوله:
         أَنْعَتُ غَيثاً رائحاً عُلْوِيًّا،             صَعَّدَ في نَخْلَةَ أَحْوَسِيَّا
             يَجُرُّ من عَفائِهِ حَيِيَّا،             جَرَّ الأَسِيفِ الرَّمَكَ المَرْعِيَّا

إِلا أَن يريد اللزوم و المواظبة، و أَورد الأَزهري هذا الرجز شاهداً على قوله غيث أَحوسي دائم لا يُقْلِعُ. و إِبل حُوسٌ: كثيرات الأَكل. و حاسَتِ المرأَة ذَيْلَها إِذا سحبته. و امرأَة حَوساء الذيل: طويلة الذيل؛ و أَنشد شمر قوله:
         تَعِيبِينَ أَمراً ثم تأْتِينَ دونه،             لقد حاسَ هذا الأَمرَ عندكِ حائسُ‏

و ذلك أَن امرأَة وجدت رجلًا على فُجور و عَيَّرَتْه فُجورَه فلم تلبث أَن وجدها الرجل على مثل ذلك. الفراء: قد حاسَ حَيْسُهم إِذا دنا هلاكهم. و مثل العرب: عاد الحَيْسُ يُحاسُ أَي عاد الفاسِدُ يُفْسَدُ؛ و معناه أَن تقول لصاحبك إِن هذا الأَمر حَيْسٌ أَي ليس بمحكم و لا جَيِّد و هو ردي‏ء؛ و منه البيت:
         تعيبين أَمراً ....
و امرأَة حَوْساء الذيل أَي طويلة الذيل؛ و قال:
         قد عَلِمَتْ صَفْراءُ حَوْساءُ الذَّيْل‏

أَي طويلة الذيل. و قد حاسَتْ ذيلها تَحُوسُه إِذا وَطِئَتْهُ تَسْحَبه، كما يقال حاسَهم و داسَهم أَي وطئهم؛ و قول رؤبة:
         و زَوَّلَ الدَّعْوى الخِلاط الحَوَّاسْ‏

قيل في تفسيره: الحَوَّاسُ الذي ينادي في الحرب يا فلان يا فلان؛ قال ابن سيدة: و أُراه من هذا كأَنه يلازم النداء و يواظبه. و حَوْسٌ: اسم. و حَوْساء و أَحْوسُ: موضعان؛ قال مَعْنُ بن أَوْس:
         و قد عَلِمَتْ نَخْلِي بأَحْوَس أَنني             أَقَلُّ، و إِن كانت بلادِي، اطِّلاعَها.

__________________________________________________
 (3). قوله [فقال كبروا] تمامه كما بهامش النهاية: فقال الفتى: يا أَمير المؤمنين لو كان بالكبر لكان في المسلمين أسن منك حين ولوك الخلافة.

60
لسان العرب6

حيس ص 61

حيس:
الحَيْس: الخلط، و منه سمي الحَيْسُ. و الحَيسُ: الأَقِطُ يخلط بالتمر و السمن، و حاسَه يَحِيسُه حَيساً؛ قال الراجز:
         التَّمْرُ و السَّمْنُ مَعاً ثم الأَقِطْ             الحَيْسُ، إِلا أَنه لم يَخْتَلِطْ

و
في الحديث: أَنه أَوْلَم على بعض نسائه بحَيْسٍ.
؛ قال: هو الطعام المتخذ من التمر و الأَقط و السمن، و قد يجعل عوض الأَقط الدقيق و الفَتِيتُ. و حَيَّسَه: خَلَطَه و اتخذه؛ قال هُنَيُّ بن أَحمر الكناني، و قيل هو لزُرافَةَ الباهلي:
         هل في القضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيتُمُ             و أَمِنْتُمُ، فأَنا البَعِيدُ الأَجْنَبُ؟
             و إِذا الكتائِبُ بالشدائِدِ مَرَّةً             جَحَرَتْكُمُ، فأَنا الحبيبُ الأَقربُ؟
             و لِجُنْدَبٍ سَهْلُ البلادِ و عَذْبُها،             وَ ليَ المِلاحُ و حَزْنُهُنَّ المُجْدِبُ‏
             و إِذا تكونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لها،             و إِذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ‏
             عَجَباً لِتِلْكَ قَضِيَّةً، و إِقامَتِي             فيكمْ على تلك القَضِيَّةِ أَعْجَبُ‏
             هذا لعَمْرُكُمُ الصَّغارُ بعينهِ،             لا أُمَّ لي، إِن كان ذاكَ، و لا أَبُ‏

و الحَيْسُ: التمر البَرْنِيُّ و الأَقِطُ يُدَقَّان و يعجنان بالسمن عجناً شديداً حتى يَنْدُرَ النوى منه نَواةً نواة ثم يُسَوَّى كالثريد، و هي الوَطْبَة أَيضاً، إِلا أَن الحَيْسَ ربما جعل فيه السويق، و أَما الوطبة فلا. و من أَمثالهم: عاد الحَيْسُ يُحاسُ؛ و معناه أَن رجلًا أُمِرَ بأَمر فلم يُحْكِمْه، فذمه آخر و قام ليحكمه فجاء بِشَرٍّ منه، فقال الآمر: عاد الحَيْسُ يُحاسُ أَي عاد الفاسدُ يُفْسَدُ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابي:
         عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً و قَيْسَا،             و لَقِيَتْ من النكاحِ وَيْسَا،
             قد حِيسَ هذا الدينُ عندي حَيْسا

معنى حِيسَ هذا الدين: خُلِطَ كما يُخْلَطُ الحَيْسُ، و قال مرة: فُرِغَ منه كما يُفْرَغُ من الحَيْسِ. و قد شَبَّهَتِ العربُ بالحَيْس؛ ابن سيدة: المَحْيُوسُ الذي أَحدقت به الإِماء من كل وجه، يُشَبَّه بالحَيسِ و هو يُخْلَطُ خَلْطاً شديداً، و قيل: إِذا كانت أُمه و جدّته أَمتين، فهو محيوس؛ قال أَبو الهيثم: إِذا كانت «4» ... أَو جدتاه من قِبل أَبيه و أُمه أَمة، فهو المَحْيُوسُ. و
في حديث أَهل البيت: لا يُحِبُّنا اللُّكَعُ و لا المَحْيُوسُ.
؛ ابن الأَثير: المَحْيُوس الذي أَبوه عبد و أُمه أَمة، كأَنه مأْخوذ من الحَيْسِ. الجوهري: الحُواسَةُ الجماعة من الناس المختلطةُ، و الحُواساتُ الإِبل المجتمعة؛ قال الفرزدق:
         حُواساتُ العِشاءِ خُبَعْثِناتٌ،             إِذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشَّمالا «5»

و يروى‏
         ... العَشاء ...
، بفتح العين، و يجعل الحُواسَة من الحَوْسِ، و هو الأَكل و الدَّوْسُ. و حُواسات: أَكُولات، و هذا البيت أَورده ابن سيدة في ترجمة حوس و قال: لا أَدري معناه، و أَورده الأَزهري بمعنى الذي لا يَبْرَحُ مكانه حتى يَنالَ حاجَتَه. و يقال: حِسْتُ أَحِيسُ حَيْساً؛ و أَنشد:
         عن أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكلَ الحَيْسِ‏

و رجل حَيُوسٌ: قَتَّالٌ، لغة في حَؤُوس؛ عن ابن الأَعرابي، و اللَّه أَعلم.
__________________________________________________
 (4). كذا بياض بالأَصل.
 (5). روي هذا البيت في صفحة 60 و فيه راوحت الشمال مكان عارضت.

61
لسان العرب6

فصل الخاء المعجمة ص 62

فصل الخاء المعجمة
خبس:
خَبَسَ الشي‏ءَ يَخْبُسُه خَبْساً و تَخَبَّسَه و اخْتَبَسَه: أَخذه و غَنِمَه. و الخُباسَةُ: الغنيمة؛ قال عمرو بن جُوَيْنٍ أَو إمرؤ القيس:
         فلم أَرَ مثلَها خُباسَةَ واجدٍ،             و نَهْنَهْتُ نَفْسي بعد ما كِدتُ أَفْعَلَهْ‏

نصب على إِرادة أَن، لأَن الشعراء يستعملون أَن هاهنا مضطرين كثيراً. و الخُباساء: كالخُباسَة، و الخُباسَة، بالضم، المَغْنَمُ. الأَصمعي: الخُباسَةُ ما تَخَبَّسْتَ من شي‏ء أَي أَخذته و غنمته، و منه يقال: رجل خَبَّاسٌ أَي غَنَّام. و الاخْتِباسُ: أَخذ الشي‏ءِ مُغالَبَةً. و أَسَدٌ خَبُوس و خَبَّاسٌ و خابِسٌ و خُنابِسٌ: يَخْتَبِسُ الفَريسَة. و خَبَسه: أَخذه، و أَسَدٌ خُوابِسٌ؛ و أَنشد أَبو مَهْدِي لأَبي زُبَيْدٍ الطائي و اسمه حَرْمَلة بن المنذر:
         فما أَنا بالضَّعِيفِ فَتَزْدَرُوني،             و لا حَقِّي اللَّفاءُ و لا الخَسِيسُ‏
             و لكني ضُبارِمَةٌ جَمُوحٌ،             على الأَقْران، مُجْتَرئٌ خَبُوسُ‏

اللَّفاءُ: الشي‏ء اليسير الحقير. يقال: رضيت من الوفاء باللَّفاء. و يقال: اللَّفاءُ ما دون الحَقِّ. و الضُّبارِمَة: المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الأُسْدِ و غيرها. و جَمُوحٌ: ماض راكبٌ رأْسَه. و الخَبْسُ و الاخْتباسُ: الظلم؛ خَبَسه مالَه و اخْتَبَسَه إِياه. و الخُباسَة: الظُّلامَةُ.
خرس:
الخَرَسُ: ذهاب الكلام عِيّاً أَو خِلْقَةً، خَرِسَ خَرَساً و هو أَخْرَسُ. و الخَرَسُ، بالتحريك: المصدر، و أَخْرَسَه اللَّه. و جمل أَخْرَسُ: لا ثَقب لشِقْشِقَتِه يَخْرُج منه هَدِيرُه فهو يُردِّدُه فيها، و هو يُستحب إِرسالُه في الشَّوْلِ لأَنه أَكثر ما يكون مِئْناثاً. و عَلَم أَخْرَسُ: لا يسمع في الجبل له صَدًى، يعني العَلَم الذي يهتدى به؛ قال الأَزهري و سمعت العرب تنشد:
         و أَيْرَمٌ أَخْرَسُ فوق عَنْزِ
و الأَيْرَمُ: العَلَم فوق القارَةِ يُهْتَدى به. و الأَحْرَس: القديم «1» العادي مأْخوذ من الحَرْس، و هو الدهْرُ. و العنز: القارة السوداء؛ قال و أَنشدنيه أَعرابي آخر:
         و أَرَمٌ أَعْيَسُ فَوق عَنْزِ

قال: و الأَعْيَسُ الأَبيض. و العَنْزُ: الأَسْوَدُ من القُور، قارة عَنْزٌ: سوداء. و ناقة خَرْساء: لا يسمع لها رُغاء. و كتيبة خَرْساء إِذا صَمَتَتْ من كثرة الدُّرُوعِ أَي لم يكن لها قَعاقِعُ، و قيل: هي التي لا تسمع لها صوتاً من وَقارِهِمْ في الحرب. قال الأَزهري: و سمعت العرب تقول للبن الخاثر: هذه لَبَنَة خَرْساء لا يسمع لها صوت إِذا أُريقت. المحكم: و شربة خَرْساء و هي الشربة الغليظة من اللبن. و لبن أَخْرَسُ أَي خاثر لا يسمع له في الإِناء صوت لغلظه. و قال أَبو حنيفة: عين خَرْساء و سحابة «2» خَرْساء لا رعد فيها و لا برق و لا يسمع لها صوت رعد. قال: و أَكثر ما يكون ذلك في الشتاء لأَن شدة البرد تُخْرِسُ البَرَدَ و تُطفئ البَرْقَ. الفراء: يقال‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و الأَحرس القديم إلخ‏] كذا بالأَصل و لعل هنا سقطاً و كأَنه قال و يروى الأَحرس بالحاء المهملة و هو إلخ و قد تقدم الاستشهاد بالبيت على ذلك في ح ر س و ليس الخرس بالمعجمة من معاني الدهر أَصلًا.
 (2). قوله [عين خرساء و سحابة إلخ‏] كذا بالأَصل. و لو قال كما قال شارح القاموس: و عين خرساء لا يسمع لجريها صوت، و سحابة إلخ لكان أحسن.

62
لسان العرب6

خرس ص 62

وَلَّاني عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ؛ يريد أَعْرَضَ عني و لا يكلمني. و الخَرْساء: الداهية. و العِظامُ الخُرْسُ: الصُّمُّ، قال: حكاه ثعلب. و الخَرْساءُ من الصخور: الصَّمَّاء؛ أَنشد الأَخفش قول النابغة:
         أَواضِعَ البيتِ في خَرْساءَ مُظْلِمَةٍ             تُقَيِّدُ العَيْرَ، لا يَسْري بها السَّاري‏

و يروى:
         تقيد العين ...
، و هو مذكور في موضعه. و الخُرْسُ و الخِراسُ: طعام الولادة؛ الأَخيرة عن اللحياني، هذا الأَصل ثم صارت الدعوة للولادة خُرْساً و خِراساً؛ قال الشاعر:
         كلُّ طعامٍ تَشْتَهي رَبيعَهْ:             الخُرْسُ و الإِعْذارُ و النَّقِيعَهْ‏

و خَرَّسْتُ على المرأَة تَخْريساً إِذا أَطعمت في ولادتها. و الخُرْسَةُ: التي تُطْعِمُها النُّفَساءُ نَفْسَها أَو ما يُصْنع لها من فَريقَةٍ و نحوها. و خَرَسَها يَخْرُسُها؛ عن اللحياني، و خَرَّسَها خُرْسَتَها و خَرَّسَ عنها، كلاهما: عملها لها؛ قال:
         و للَّه عَيْنا مَنْ رَأَى مثلَ مِقْيَسِ،             إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ‏

و قد خُرِّسَتْ هي أَي يجعلُ لها الخُرْسُ؛ قال الأَعْلم الهُذَليُّ يصف جَدْبَ الزمان و عَدَمَ الكسب حتى إِن المرأَة النفساء لا تُخَرَّسُ و الفَطِيم لا يُسْكَتُ بِحِتْرٍ، و هو الشي‏ء اليسير من الطعام و غيره:
         إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها             غُلاماً، و لم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها

الحِتْرُ: الشي‏ء القليل الحقير، أَي ليس لهم شي‏ء يُطْعِمُون الصبي من شدّة الأَزْمَةِ. و قوله غلاماً منتصب على التمييز فيكون بياناً للبِكْر، لأَن البِكْر يكون غلاماً و جارية، و أَراد أَن المرأَة إِذا أَذْكَرَتْ كانت في النفوس آثَر و العنايَةُ بها آكَدَ، فإِذا اطُّرِحَتْ دل ذلك على شدّة الجَدْب و عموم الجَهْدِ. و
في الحديث في صفة التمر: هي صُمْتَةُ الصبي و خُرْسَةُ مَرْيَمَ.
؛ الخُرْسَة: ما تَطْعَمُه المرأَةُ عند وِلادِها. و خَرَّسْتُ النفساء: أَطعمتها الخُرْسَة. و أَراد قول اللَّه عز و جل وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا. و الخُرْسُ، بلا هاء: الطعام الذي يدعى إِليه عند الولادة. و
في حديث حَسَّان: كان إِذا دُعِيَ إِلى طعام قال: إِلى عُرْس أَم خُرْس أَم إِعْذارٍ؟ فإِن كان في واحد من ذلك أَجاب، و إِلا لم يُجِبْ.
؛ و أَما قول الشاعر يصف قوماً بقلة الخير:
         شَرُّكُمْ حاضِرٌ و خَيْرُكُمُ دَرُّ             خَرُوسٍ، من الأَرانِبِ، بِكْرِ

فيقال: هي البِكْرُ في أَوّل حملها، و يقال: هي التي يعمل لها الخُرْسَةُ. و من أمثالهم: تَخَرّسي لا مُخَرِّسَةَ لَكِ. و
قال خالد بن صفوان في صفة التمر: تُحْفَةُ الكبير، و صُمْتَةُ الصغير، و تَخْرِسَةُ مَرْيم.
كأَنه سماه بالمصدر و قد تكون اسماً كالتَّنْهِيَةِ و التَّوْديَةِ. و تَخَرَّسَت المرأَةُ: عَمِلَتْ لنفسها خُرْسَة. و الخَرُوسُ من النساء: التي يعمل لها شي‏ء عند الولادة. و الخَرُوس أَيضاً: البِكْر في أَول بطن تحمله. و يقال للأَفاعي: خُرْسٌ؛ قال عنترة:
         عليهم كلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاصٍ،             كأَن قَتِيرَها أَعْيانُ خُرْسِ‏

و الخَرْسُ و الخِرْسُ: الدَّنُّ؛ الأَخيرة عن كراع، و الصاد في هذه الأَخيرة لغة. و الخَرَّاسُ: الذي يعمل‏

63
لسان العرب6

خرس ص 62

الدِّنانَ؛ قال الجعدي:
         جَوْنٌ كَجَوْنِ الخَمَّارِ حَرَّدَه الْخَرَّاسُ،             لا ناقِسٌ و لا هَزِمُ‏

الناقس: الحامض؛ قال العجاج:
         و خَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ

قال الأَزهري: و قرأْت في شعر العجاج المقروء على شمر:
         مُعَلِّقِينَ في الكلالِيبِ السُّفَرْ،             و خَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ

قال: الخَرْسُ الدنّ، قيده بالخاء. و الخَرَّاس أَيضاً: الخَمَّار. و خُراسانُ: كُورَةٌ، النسب إِليها خُراسانيٌّ، قال سيبويه: و هو أَجود، و خُراسِيٌّ و خُرْسِيٌّ، و يقال: هم خُرْسانٌ كما يقال هم سُودانٌ و بِيضانٌ؛ و منه قول بَشَّار:
         في البيت من خُرْسان لا تُعابُ‏

يعني بناته، و يجمع على الخُرَسِينَ، بتخفيف ياء النسبة كقولك الأَشْعَرين؛ و أَنشد:
         لا تُكْرِيَنَّ بعدها خُرَسِيَا.

خربس:
الخَرْبَسِيسُ: الشي‏ء اليسير، و هي في النفي بالصاد.
خرمس:
ليل خِرْمِسٌ: مظلم. و اخْرَنْمَسَ الرجل: ذَلَّ و خضع، و قيل: سكت؛ و قد وردت بالصاد عن كراع و ثعلب. و الاخْرِنْماسُ: السكوت. و المُخَرْمِسُ: الساكت. الفراء: اخْرَمَّسَ و اخْرَمَّصَ: سكت. و اخْرَمَّسَ الرجل إِذا ذَلَّ و خَضَع.
خسس:
الخَساسَةُ: مصدرُ الرجل الخَسِيس البَيِّن الخَساسَة. و الخَسِيسُ: الدني‏ء. و خَسَّ الشي‏ءُ يَخَسُّ و يَخِسُّ خِسَّةً و خَساسَةً، فهو خسِيسٌ: رَذُلَ. و شي‏ء خَسِيسٌ و خُساسٌ و مَخْسُوسٌ: تافه. و رجل مَخْسُوسٌ: مَرْذُول. و قوم خِساسٌ: أَرذال. و خَسِسْتَ و خَسَسْتَ تَخِسُّ خَساسة و خُسُوسَةً و خِسَّة: صِرْتَ خَسِيساً. و أَخْسَسْتَ: أَتيت بخَسِيس. و خَسِسْتَ بعدي، بالكسر، خِسَّةً و خَساسةً إِذا كان في نفسه خَسِيساً. و خَسَّ نصيبَه يَخُسُّه، بالضم، أَي جعله خَسِيساً، و أَخْسَسْتُه: وجدته خَسِيساً. و اسْتَخسَّه أَي عدَّه خَسِيساً. و خَسَّ الحظُّ خَسّاً، فهو خَسِيسٌ، و أَخَسَّه، كلاهما: قَلَّله و لم يُوَفِّرْه. قال أَبو منصور: العرب تقول أَخَسَّ اللَّهُ حَظَّه و أَخَتَّه، بالأَلف، إِذا لم يكن ذا جَدٍّ و لا حَظٍّ في الدنيا و لا شي‏ءٍ من الخير. و أَخسَّ فلان إِذا جاء بخَسِيس من الأَفعال. و قد أَخْسَسْتَ في فعلك و أَخْسَسْتَ إِخْساساً إِذا فعلتَ فعلًا خسيساً. و امرأَة مُسْتَخِسَّة [مُسْتَخَسَّة] و خَسَّاءُ: قبيحة الوجه، اشتقت من الخَسِيس؛ و في التهذيب: امرأَة مُسْتَخِسَّة إِذا كانت دميمة الوجه ذَرِبَةً، مشتق من الخِسَّة، و العرب تسمي النجوم التي لا تَعْزُبُ نحو بنات نَعْش و الفَرْقَدَيْن و الجَدْيِ و القُطْب و ما أَشْبه ذلك: الخُسَّان. و الخَسُّ، بالفتح: بقلة معروفة من أَحرار البقول عريضة الورق حُرَّة لَيِّنة تزيد في الدم. و الخُسُّ: رجل من إِياد معروف. و ابنةُ الخُسّ الإِيادِيَة: التي جاءت عنها الأَمثال، و اسمها هِنْد، و كانت معروفة بالفصاحة. و يقال: رَفَعْتُ من خَسِيسَتِه إِذا فعلت به فعلًا يكون فيه رِفْعَتُه. قال الأَزهري: يقال رفع اللَّه خَسِيسَةَ فلان إِذا رفع حاله بعد انحطاطها. و
في‏

64
لسان العرب6

خسس ص 64

حديث عائشة: أَن فتاةً دخلت عليها فقالت: إِن أَبي زوَّجني من ابن أَخيهِ و أَراد أَن يَرْفَعَ بي خَسِيسَته.
؛ الخَسِيسُ: الدني‏ء. و الخَساسَةُ: الحالة التي يكون عليها الخَسِيسُ؛ و منه حديث الأَحنف: إِن لم يَرْفَع خَسِيسَتنا. التهذيب: الخَسِيسُ الكافر. و يقال: هو خَسِيسٌ خَتِيتٌ. و خَسِيسةُ الناقة: أَسنانها دون الإِثْناءِ. يقال: جاوزت الناقةُ خَسِيسَتَها و ذلك في السنة السادسة إِذا أَلقت ثَنِيَّتَها، و هي التي تجوز في الضحايا و الهَدْي.
خفس:
خَفَسَ يَخْفِسُ خَفْساً و أَخْفَسَ الرجلُ: قال لصاحبه أَقْبَحَ ما يكون من القول و أَقبَح ما قدَرَ عليه. يقال للرجل: خَفَسْتَ يا هذا و أَخْفَسْتَ و هو من سوء القول. و شَرابٌ مُخْفِسٌ: سريع الإِسكار، و اشتقاقه من القُبْح لأَنه يخرج به من سُكْرِه إِلى القبيح من القول و الفعل. و خَفَسَ له يَخْفِس: قَلّل له من الماء في شرابه، يقال: اخْفِسْ له من الماء أَي قَلِّل الماءَ و أَكثر النبيذ؛ قال ثعلب: هذا من كلام المُجَّانِ، و الصواب: أَعْرِقْ له، يريد أَقْلِلْ له من الماء في الكأْس حتى يَسْكَرَ. و أَخْفَسَ الشرابَ و أَخْفَسَ له منه: أَكثر مَزْجَه. و قال أَبو حنيفة: أَخفس له إِذا أَقَلَّ الماء و أَكثر الشرابَ أَو اللبن أَو السويق؛ و كان أَبو الهيثم ينكر قول الفراء في الشراب الخَفِيس إِنه الذي أُكثر نبيذه و أُقلَّ ماؤه. أَبو عمرو: الخَفْسُ الاستهزاء. و الخَفْسُ: الأَكل القليل.
خلس:
الخَلْسُ: الأَخذ في نُهْزَةٍ و مُخاتلة؛ خَلَسَه يَخلِسُه خَلْساً و خَلَسَه إِياه، فهو خالِسٌ و خَلَّاس؛ قال الهذلي:
         يا مَيُّ، إِن تَفْقِدي قوماً وَلدْتِهم             أَو تَخْلِسِيهم، فإِن الدَّهْرَ خَلَّاس‏

الجوهري: خَلَسْتُ الشي‏ء و اخْتَلَسْته و تَخَلَّسْته إِذا اسْتَلبته. و التَّخالُسُ: التَّسالُبُ. و الاخْتلاسُ كالخَلْسِ، و قيل: الاخْتلاسُ أَوْحى من الخَلْسِ و أَخص. و الخُلْسَة، بالضم: النُّهْزةُ. يقال: الفُرْصَةُ خُلْسَةٌ. و القرْنانِ إِذا تبارزا يَتَخالسان أَنفسَهما: يُناهِزُ كلُّ واحد منهما قَتْل صاحبه. الأَزهري: الخَلْسُ في القتال و الصِّراع. و هو رجل مُخالِسٌ أَي شجاع حَذِرٌ. و تَخالسَ القِرْنانِ و تخالَسا نَفْسَيْهما: رام كلُّ واحد منهما اخْتِلاسَ صاحبه؛ قال أَبو ذؤيب:
         فَتَخَالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ،             كنَوافِذِ العُبْطِ التي لا تُرْقَعُ‏

و خالَسَه مُخالَسَةً و خِلاساً؛ أَنشد ثعلب:
         نَظَرْتُ إِلى مَيٍّ خِلاساً عَشِيَّةً،             على عَجَلٍ، و الكاشِحُونَ حُضُورُ
             كذا مثلَ طَرْفِ العينِ، ثم أَجَنَّها             رِواقٌ أَتى من دونِها و سُتُورُ

و طَعْنة خَليسٌ إِذا اخْتَلَسَها الطاعنُ بِحِذْقِه. و أَخذه خِلِّيسَى أَي اختلاساً. و رجل خَلِيسٌ و خَلَّاسٌ: شجاعٌ حَذِرٌ. و رَكَبٌ مَخْلوس: لا يرى من قلة لحمه. و أَخْلَسَ الشَّعْرُ، فهو مُخْلِسٌ و خَلِيسٌ: استوى سواده و بياضه، و قيل: هو إِذا كان سواده أَكثر من بياضه؛ قال سُوَيدٌ الحارثي:
         فَتًى قَبَلٌ لم تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَه،             سِوَى خُلْسَةٍ في الرَّأْسِ كالبَرْقِ في الدُّجَى‏

أَبو زيد: أَخْلَسَ رأْسُه، فهو مُخلِسٌ و خَلِيس إِذا

65
لسان العرب6

خلس ص 65

ابيض بعضه، فإِذا غلب بياضه سواده، فهو أَغْثَم. و الخَلِيسُ: الأَشْمط. و أَخْلَسَتْ لحيته إِذا شَمَطَتْ. الجوهري: أَخْلَسَ رأْسُه إِذا خالط سوادُه البياضَ، و كذلك النبت إِذا كان بعضه أَخْضَر و بعضه أَبيض، و ذلك في الهَيْج، و خَص بعضهم به الطريقة و الصِّلِّيانَ و الهَلْتَى و السَحَمَ. و أَخْلَسَ الحَلِيُّ: خرجت فيه خُضْرَةٌ طَرِيَّة؛ عن ابن الأَعرابي. و أَخْلَسَت الأَرضُ و النباتُ: خالط يبيسُهما رَطْبَهما، و الخُلْسَةُ الاسم من ذلك. و أَخْلَست الأَرضُ أَيضاً: أَطْلَعَتْ شيئاً من النبات. و الخَليسُ: النبات الهائج بعضُه أَصفر و بعضُه أَخضر، و كذلك الخَلِيطُ يسمى خليساً. و الخِلاسِيُّ: الولد بين أَبيض و سوداء أَو بين أَسود و بيضاء. قال الأَزهري: سمعت العرب تقول للغلام إِذا كانت أُمّه سوداء و أَبوه عربيّاً آدَمَ فجاءت بولد بين لونيهما: غلام خِلاسِيٌّ، و الأُنثى خِلاسِيَّة؛ و منه‏
الحديث: سِرْ حتى تأْتي فَتَياتٍ قُعْساً، و رجالًا طُلْساً، و نساءً خُلْساً.
؛ الخُلْسُ: السُّمْرُ. و
في الحديث: نهى عن الخلِيسَة.
و هي ما تُسْتَخلَصُ من السبع فتموت قبل أَن تُذَكَّى، من خَلَسْتُ الشي‏ء و اخْتَلَسْته إِذا سلبته، و هي فَعِيلة بمعنى مفعولة؛ و منه‏
الحديث: ليس في النُّهْبَة و لا الخَلِيسة قطع، و في رواية: و لا في الخُلْسَة.
أَي ما يؤخذ سَلْباً و مُكابَرَةً؛ و منه‏
الحديث: بادِرُوا بالأَعمال مَرَضاً حابساً أَو موتاً خالِساً.
أَي يَخْتَلِسُكم على غفلة. و الخِلاسِيُّ من الدِّيَكَةِ: بين الدَّجاج الهِنْدِية و الفارسية. الخليل: من المصادر المُخْتَلَس و المُعْتَمَدُ: فالمُخْتَلَسُ ما كان على حَذْوِ الفعل نحو انصرَف انصرافاً و رجع رجوعاً، و المعتمد ما اعتمدت عليه فجعلته اسماً للمصدر نحو المذهب و المَرْجِعِ، و قولك أَجَبْتُه إِجابةً، و هو المعتمد عليه و لا يعرف المعتمد إِلا بالسَّماع. و مُخالِسٌ: اسم حصان من خيل العرب معروف؛ قال مزاحِمٌ:
         يَقُودانِ جُرْداً من بناتِ مُخالِسٍ،             و أَعْوَجَ يُقْفَى بالأَجِلَّةِ و الرُّسْلِ‏

و قد سمت خَلَّاساً و مُخالِساً.
خلبس:
خَلْبَسَه و خَلْبَسَ قلبه أَي فتنه و ذهب به، كما يقال خَلَبه، و ليس يبعد أَن يكون هو الأَصل لأَن السين من حروف الزيادات، و الخُلابِسُ، بضم الخاء: الحديث الرقيق، و قيل: الكذب؛ قال الكُمَيْت:
         بما قد أَرَى فيها أَوانِسَ كالدُّمَى             و أَشْهَدُ منهنَّ الحديثَ الخُلابِسا

و الخَلابيسُ: الكَذِبُ. و أَمرٌ خَلابِيسُ: على غير استقامة، و كذلك خَلْقٌ خَلابِيسُ، و الواحد خِلْبيسٌ و خِلْباسٌ، و قيل: لا واحد له. و الخَلابِيسُ: أَن تَرْوَى الإِبلُ فتذهب ذهاباً شديداً فَتُعَنِّي راعيها. يقال: أَكفِيكَ الإِبلَ و خَلابِيسَها، و الخَلابِيسُ: المتفرّقون.
خمس:
الخمسةُ: من عدد المذكر، و الخَمْسُ: من عدد المؤَنث معروفان؛ يقال: خمسة رجال و خمس نسوة، التذكير بالهاء. ابن السكيت: يقال صُمْنا خَمْساً من الشهر فَيُغَلِّبُون الليالي على الأَيام إِذا لم يذكروا الأَيام، و إِنما يقع الصيام على الأَيام لأَن ليلة كل يوم قبله، فإِذا أَظهروا الأَيام قالوا صمنا خمسة أَيام، و كذلك أَقمنا عنده عشراً بين يوم و ليلة؛ غلبوا التأْنيث، كما قال الجعدي:

66
لسان العرب6

خمس ص 66

         أَقامتْ ثلاثاً بينَ يومٍ و ليلةٍ،             و كان النَّكِيرُ أَن تُضِيفَ و تَجْأَرا

و يقال: له خَمْسٌ من الإِبل، و إن عَنَيْتَ جِمالا، لأَن الإِبل مؤنثة؛ و كذلك له خَمْس من الغنم، و إِن عنيت أَكْبُشاً، لأَن الغنم مؤنثة. و تقول: عندي خمسةُ دراهم، الهاءُ مرفوعة، و إِن شئت أَدغمت لأَن الهاء من خمسة تصير تاء في الوصل فتدغم في الدال، و إِن أَدخلت الأَلف و اللام في الدراهم قلت: عندي خمسة الدراهم، بضم الهاء، و لا يجوز الإِدغام لأَنك قد أَدغمت اللام في الدال، و لا يجوز أَن تدغم الهاء من خمسة و قد أَدغمت ما بعدها؛ قال الشاعر:
         ما زالَ مُذْ عَقدَتْ يداه إِزارَهُ،             فسَمَا و أَدْرَكَ خمسَةَ الأَشْبارِ

و تقول في المؤنث: عندي خَمْسُ القُدُور، كما قال ذو الرمة:
         و هل يَرْجِعُ التسليمَ أَو يَكْشِفُ العَمَى             ثلاثُ الأَثافي، و الرُّسُومُ البَلاقِعُ؟

و تقول: هذه الخمسة دراهم، و إِن شئت رفعت الدراهم و تجريها مجرى النعت، و كذلك إِلى العشرة. و المُخَمَّسُ من الشِّعْرِ: ما كان على خمسة أَجزاء، و ليس ذلك في وضع العَرُوض. و قال أَبو إِسحاق: إِذا اختلطت القوافي، فهو المُخَمَّسُ. و شي‏ء مُخَمَّسٌ أَي له خمسة أَركان. و خَمَسَهم يَخْمِسُهم خَمْساً: كان لهم خامساً. و يقال: جاء فلان خامساً و خامياً؛ و أَنشد ابن السكيت للحادِرَة و اسمه قُطْبةُ بن أَوس:
         كم للمَنازِلِ من شَهْرٍ و أَعْوامِ             بالمُنْحَنَى بين أَنْهارٍ و آجامِ‏
             مَضَى ثلاثُ سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بها،             و عامُ حُلَّتْ و هذا التابع الخامِي‏

و الذي في شعره:
         هذي ثلاث سنين قد خَلَوْنَ لها.
و أَخْمَسَ القومُ: صاروا خمسة. و رُمْح مَخْمُوسٌ: طوله خمس أَذرع. و الخمسون من العدد: معروف. و كل ما قيل في الخمسة و ما صُرِّفَ منها مَقُولٌ في الخمسين و ما صُرِّفَ منها؛ و قول الشاعر:
         عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَمُّدا؟             مذ سَنَةٌ و خَمِسونَ عَدَدا

بكسر الميم في خمسون، احتاج إِلى حركة الميم لإِقامة الوزن، و لم يفتحها لئلا يوهم أَن الفتح أَصلها لأَن الفتح لا يسكن، و لا يجوز أَن يكون حركها عن سكون لأَن مثل هذا الساكن لا يحرك بالفتح إِلا في ضرورة لا بد منه فيها، و لكنه قدّر أَنها في الأَصل خَمَسُون كعشرة ثم أَسكن، فلما احتاج رَدَّه إِلى الأَصل و آنَسَ به ما ذكرناه من عَشَرة؛ و في التهذيب: كسر الميم من خَمِسُون و الكلام خَمْسُون كما قالوا خَمْسَ عَشِرَةَ، بكسر الشين؛ و قال الفراء: رواه غيره خَمَسون عدداً، بفتح الميم، بناه على خَمَسَة و خَمَساتٍ. و حكى ابن الأَعرابي عن أَبي مَرْجَحٍ: شَرِبْتُ هذا الكوزَ أَي خَمَسَة بمثله. و الخِمْسُ، بالكسر: من أَظْماء الإِبل، و هو أَن تَرِدَ الإِبلُ الماءَ اليومَ الخامسَ، و الجمع أَخْماس. سيبويه: لم يجاوز به هذا البناءَ. و قالوا ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسِ إِذا أَظهر أَمراً يُكْنى عنه بغيره. قال ابن الأَعرابي: العرب تقول لمن خاتَلَ: ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسٍ؛ و أَصل ذلك أَن شيخاً كان في إِبله و معه أَولاده، رجالًا يَرْعَوْنها قد طالت غربتهم عن أَهلهم، فقال لهم ذات يوم: ارْعَوْا إِبلكم رِبْعاً، فَرَعَوْا

67
لسان العرب6

خمس ص 66

رِبْعاً نحوَ طريق أَهلهم، فقالوا له: لو رعيناها خِمْساً، فزادوا يوماً قِبَلَ أَهلهم، فقالوا: لو رعيناها سِدْساً، ففَطَنَ الشيخُ لما يريدون، فقال: ما أَنتم إِلَّا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، ما هِمَّتُكم رَعْيُها إِنما هِمَّتُكم أَهلُكم؛ و أَنشأَ يقول:
         و ذلك ضَرْبُ أَخْماسٍ، أُراهُ،             لأَسْداسٍ، عَسى أَن لا تكونا

و أَخذ الكمَيْتُ هذا البيتَ لأَنه مَثَل فقال:
         و ذلك ضرب أَخماس، أُريدَتْ،             لأَسْداسٍ، عسى أَن لا تكونا

قال ابن السكيت في هذا البيت: قال أَبو عمرو هذا كقولك ششْ بَنْجْ، و هو أَن تُظْهر خمسة تريد ستة. أَبو عبيدة: قالوا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، يقال للذي يُقَدِّمُ الأَمرَ يريد به غيره فيأْتيه من أَوّله فيعمل رُوَيْداً رُوَيْداً. الجوهري: قولهم فلان يَضْرِبُ أَخماساً لأَسداس أَي يسعى في المكر و الخديعة، و أَصله من أَظماء الإِبل، ثم ضُرِبَ مثلًا للذي يُراوِغُ صاحبه و يريه أَنه يطيعه؛ و أَنشد ابن الأَعرابي لرجل من طي‏ء:
         اللَّهُ يَعْلَمُ لو لا أَنني فَرِقٌ             من الأَميرِ، لعاتَبْتُ ابنَ نِبْراسِ‏
             في مَوْعِدٍ قاله لي ثم أَخْلَفَه،             غَداً غَداً ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسِ‏
             حتى إِذا نحن أَلْجَأْنا مَواعِدَه             إِلى الطَّبِيعَةِ، في رِفْقٍ و إِيناسِ‏
             أَجْلَتْ مَخِيلَتُه عن لا، فقلتُ له:             لو ما بَدَأْتَ بها ما كان من باسِ‏
             و ليس يَرْجِعُ في لا، بَعْدَ ما سَلَفَتْ             منه نَعَمْ طائعاً، حُرٌّ من الناسِ‏

و قال خُرَيْمُ بن فاتِكٍ الأَسَدِيُّ:
         لو كان للقوم رأْيٌ يُرْشَدُونَ به،             أَهلَ العِراق رَمَوْكُم بابن عَبَّاسِ‏
             للَّه دَرُّ أَبيهِ أَيُّما رجلٍ،             ما مثلهُ في فِصالِ القولِ في الناسِ‏
             لكن رَمَوْكم بشيخٍ من ذَوي يَمَنٍ،             لم يَدْرِ ما ضَرْبُ أَخْماسٍ لأَسْداسِ‏

يعني أَنهم أَخطأُوا الرأْي في تحكيم أَبي موسى دون ابن عباس. و ما أَحسن ما
قاله ابن عباس، و قد سأَله عتبة بن أَبي سفيان بن حرب فقال: ما منع عليّاً أَن يبعثك مكان أَبي موسى؟ فقال: منعه و اللَّه من ذلك حاجزُ القَدَرِ و مِحْنَةُ الابتلاء و قِصَرُ المدّة، و اللَّه لو بعثني مكانه لاعْتَرَضْتُ في مَدارِج أَنفاس معاوية ناقِضاً لما أَبْرَمَ، و مُبْرِماً لما نقض، و لكن مضى قَدَرٌ و بقي أَسَفٌ و الآخرةُ خير لأَمير المؤمنين؛ فاستحسن عتبة بن أَبي سفيان كلامه.
و كان عتبة هذا من أَفصح الناس، و له خطبة بليغة في ندب الناس إِلى الطاعة خطبها بمصر
فقال: يا أَهل مصر، قد كنتم تُعْذَرُون ببعض المنع منكم لبعضِ الجَوْرِ عليكم، و قد وَلِيَكم من يقول بفِعْلٍ و يفعل بقَوْلٍ، فإِن دَرَرْتُم له مَراكم بيده، و إِن استعصيتم عليه مراكم بسيفه، و رَجا في الآخر من الأَجْر ما أَمَّلَ في الأَوَّل من الزَّجْر؛ إِن البَيْعَة متابَعَةٌ، فلنا عليكم الطاعة فيما أَحببنا، و لكم علينا العَدلُ فيما ولينا، فأَينا غَدَرَ فلا ذمة له عند صاحبه، و اللَّه ما نطقتْ به أَلسنتُنا حتى عَقَدَتْ عليه قلوبنا، و لا طلبناها منكم حتى بذلناها لكم ناجزاً بناجز فقالوا: سَمْعاً سَمْعاً فأَجابهم: عَدْلًا عدلًا.
و قد خَمَسَت الإِبلُ و أَخْمَسَ صاحبها: وردت إِبله خِمْساً، و يقال‏

68
لسان العرب6

خمس ص 66

لصاحب الإِبل التي تَرِدُ خِمْساً: مُخْمِسٌ؛ و أَنشد أَبو عمرو بن العلاء لإمرئ القيس:
         يُثِيرُ و يُبْدِي تُرْبَها و يُهِيلُه،             إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ‏

غيره: الخِمْسُ، بالكسر، من أَظماء الإِبل أَن ترعى ثلاثة أَيام و تَرِدَ اليوم الرابع، و الإِبل خامسَة و خَوامِسُ. قال الليث: و الخِمْسُ شُرْبُ الإِبل يوم الرابع من يوم صَدَرَتْ لأَنهم يَحْسُبون يوم الصَّدَر فيه؛ قال الأَزهري: هذا غلط لا يُحْسَبُ يومُ الصَّدَرِ في وِرْدِ النَّعم، و الخِمْسُ: أَن تشرب يوم وِرْدِها و تَصْدُرَ يومها ذلك و تَظَلّ بعد ذلك اليوم في المَرْعى ثلاثة أَيام سوى يوم الصَّدَرِ، و تَرد اليوم الرابع، و ذلك الخِمْس. قال: و يقال فلاة خِمْسٌ إِذا انتاط وِرْدُها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرابع سوى اليوم الذي شربت و صدرت فيه. و يقال: خِمْسٌ بَصْباصٌ و قَعْقاع و حَثْحاتٌ إِذا لم يكن في سيرها إِلى الماء وَتِيرَة و لا فُتُور لبُعده. غيره: الخِمْسُ اليوم الخامس من صَدَرها يعني صَدَر الواردة. و السِّدْسُ: الوِرْدُ يوم السادس. و قال راويةُ الكميت: إِذا أَراد الرجلُ سفراً بعيداً عَوّد إِبله أَن تشرب خِمْساً ثم سِدْساً حتى إِذا دَفَعَتْ في السير صَبَرَتْ؛ و قول العجاج:
         و إِن طُوي من قَلِقاتِ الخُرْتِ             خِمْسٌ كحَبلِ الشَّعَر المُنْحَتِّ،
             ما في انْطِلاقِ رَكْبه من أَمْتِ‏

أَراد: و إِن طُوي من إِبل قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ. قال: و الخمس ثلاثة أَيام في المرعى و يوم في الماء، و يحسب يوم الصَّدَر. فإِذا صَدَرَت الإِبل حسب ذلك اليوم فيُحْسَب يومُ تَرِدُ و يومُ تَصْدُرُ. و قوله كحبل الشعر المنحت، يقال: هذا خِمْسٌ أَجْرَدُ كالحبل المُنْجَرِدِ. من أَمت: من اعوجاج. و التَخْمِيسُ في سقي الأَرض: السَّقْيَةُ التي بعد التربيع. و خَمَسَ الحَبْلَ يَخْمِسُه خَمْساً: فتله على خَمْسِ قُوًى. و حَبْلٌ مَخْموسٌ أَي من خَمْس قُوًى. ابن شميل: غلام خُماسِيٌّ و رُباعِيٌّ: طال خمسَة أَشبار و أَربعة أَشبار، و إِنما يقال خُماسِيٌّ و رباعي فيمن يزداد طولًا، و يقال في الثوب سُباعيٌّ. قال الليث: الخُماسيُّ و الخُماسِيَّةُ من الوصائف ما كان طوله خمسة أَشبار؛ قال: و لا يقال سُداسِيٌّ و لا سُباعي إِذا بلغ ستة أَشبار و سبعة، قال: و في غير ذلك الخُماسيُّ ما بلغ خمسة، و كذلك السُّداسِيُّ و العُشارِيُّ. قال ابن سيدة: و غلام خُماسيٌّ طوله خمسة أَشبار؛ قال:
         فوقَ الخُماسِيِّ قليلًا يَفْضُلُهُ،             أَدْرَكَ عَقْلًا، و الرِّهانُ عَمَلُهْ‏

و الأُنثى خُماسِيَّةٌ. و
في حديث خالد: أَنه سأَل عمن يشتري غلاماً تامّاً سَلَفاً فإِذا حَلَّ الأَجلُ قال خذ مني غلامين خُماسِيَّين أَو عِلْجاً أَمْرَدَ، قال: لا بأْس.
؛ الخُماسِيَّان طولُ كل واحد منهما خمسة أَشبار و لا يقال سداسي و لا سباعي و لا في غير الخمسة لأَنه إِذا بلغ سبعة أَشبار صار رجلًا. و ثَوب خُماسِيٌّ و خَمِيسٌ و مَخْموسٌ: طوله خمسة؛ قال عبيد يذكر ناقته:
         هاتِيكَ تَحْمِلُني و أَبْيَضَ صارِماً،             و مُذَرِّباً في مارِنٍ مَخْموسِ‏

يعني رُمْحاً طولُ مارِنه خَمْسُ أَذرع. و منه‏
حديث معاذ: ائتوني بخَمِيسٍ أَو لَبِيسٍ آخذه منكم في الصدقة.
؛ الخَمِيسُ: الثوب الذي طوله خمس أَذرع،

69
لسان العرب6

خمس ص 66

كأَنه يعني الصغير من الثياب مثل جريح و مجروح و قتيل و مقتول، و قيل: الخَمِيسُ ثوب منسوب إِلى مَلِكٍ كان باليمن أَمر أَن تعمل هذه الأَردية فنسبت إِليه. و الخِمْسُ: ضرب من برود اليمن؛ قال الأَعشى يصف الأَرض:
         يوماً تَراها كشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْخِمْسِ،             و يوماً أَدِيمَها نَغِلا

و كان أَبو عمرو يقول: إِنما قيل للثوب خَمِيسٌ لأَن أَول من عمله ملك باليمن يقال له الخِمْسُ، بالكسر، أَمر بعمل هذه الثياب فنسبت إِليه. قال ابن الأَثير: و جاء في البخاري خَمِيصٌ، بالصاد، قال: فإِن صحت الرواية فيكون مُذَكَّرَ الخَمِيصَةٍ، و هي كساء صغير فاستعارها للثوب. و يقال: هما في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ إِذا تقارنا و اجتمعا و اصطلحا؛ و قوله أَنشده ثعلب:
         صَيَّرَني جُودُ يديه، و مَنْ             أَهْواه، في بُرْدَةِ أَخْماسِ‏

فسره فقال: قَرَّبَ بيننا حتى كأَني و هو في خمس أَذرع. و قال في التهذيب: كأَنه اشترى له جارية أَو ساق مهر امرأَته عنه. قال ابن السكيت: يقال في مَثَلٍ: لَيْتَنا في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ أَي ليتنا تَقارَبْنا، و يراد بأَخماس أَي طولُها خمسة أَشبار، و البُرْدَة: شَمْلَة من صوف مُخَطَّطَة، و جمعها البُرَدُ. ابن الأَعرابي: هما في بُرْدَةٍ أَخماس، يفعلان فعلًا واحداً يشتبهان فيه كأَنهما في ثوب واحد لاشتباههما. و الخَمِيسُ: من أَيام الأُسبوع معروف، و إِنما أَرادوا الخامِسَ و لكنهم خَصوه بهذا البناء كما خصوا النجم بالدَّبَرانِ. قال اللحياني: كان أَبو زيد يقول مَضى الخميسُ بما فيه فيفرد و يذكر، و كان أَبو الجرَّاح يقول: مضى الخميس بما فيهن فيجمع و يؤَنث يخرجه مخرج العدد، و الجمع أَخْمِسة و أَخْمِساء و أَخامِسُ؛ حكيت الأَخيرة عن الفراء، و في التهذيب: و خُماسَ و مَخْمَس كما يقال تُناءَ و مَثْنى و رُباعَ و مَرْبَع. و حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تك خَمِيساً أَي ممن يصوم الخميس وحده. و الخُمْسُ و الخُمُسُ و الخِمْسُ: جزء من خمسة يَطَّرِدُ ذلك في جميع هذه الكسور عند بعضهم، و الجمع أَخْماس. و الخَمْسُ: أَخذك واحداً من خمسة، تقول: خَمَسْتُ مال فلان. و خَمَسَهم يَخْمُسُهم بالضم خَمْساً: أَخذ خُمْسَ أَموالهم، و خَمَسْتُهم أَخْمِسُهم، بالكسر، إِذا كنتَ خامِسَهم أَو كملتهم خمسة بنفسك. و في‏
حديث عَدِيّ بن حاتم: رَبَعْتُ في الجاهلية و خَمَسْتُ في الإِسلام.
يعني قُدْتُ الجيشَ في الحالين لأَن الأَمير في الجاهلية كان يأْخذ الرُّبُع من الغنيمة، و جاءَ الإِسلامُ فجعله الخُمْسَ و جعل له مصارف، فيكون حينئد من قولهم رَبَعْتُ القوم و خَمَسْتُهم مخففاً إِذا أَخذت رُبْع أَموالهم و خُمْسَها، و كذلك إِلى العشرة. و الخَمِيسُ: الجَيْشُ، و قيل: الجيش الجَرَّارُ، و قيل: الجَيْشُ الخَشِنُ، و في المحكم: الجَيْشُ يَخْمِسُ ما وَجَدَه، و سمي بذلك لأَنه خَمْسُ فِرَقٍ: المقدمة و القلب و الميمنة و الميسرة و الساقةُ؛ أَ لا ترى إِلى قول الشاعر:
         قد يَضْرِبُ الجيشَ الخَمِيسَ الأَزْوَرا

فجعله صفة. و
في حديث خيبر: محمدٌ و الخَمِيس.
أَي و الجيش، و قيل: سمي خَمِيساً لأَنه تُخَمَّس فيه الغنائم، و محمد خبر مبتدإٍ أَي هذا محمد. و منه‏
حديث عمرو بن معديكرب: هم أَعْظَمُنا خَمِيساً.
أَي جيشاً. و أَخْماسُ البَصْرة خمسة: فالخُمْس‏

70
لسان العرب6

خمس ص 66

الأَول العالية، و الخُمْسُ الثاني بَكْر بن وائل، و الخُمْسُ الثالث تميم، و الخُمْسُ الرابع عبد القيس، و الخُمْسُ الخامس الأَزْدُ. و الخِمْسُ: قبيلة؛ أَنشد ثعلب:
         عادَتْ تميمُ بأَحْفى الخِمْسِ، إِذ لَقِيَتْ             إِحْدى القَناطِرِ لا يُمْشى لها الخَمَرُ

و القناطر: الدواهي. و قوله: لا يمشى لها الخمر يعني أَنهم أَظهروا لهم القتال. و ابنُ الخِمْسِ: رجل؛ و أَما قول شَبِيبِ بن عَوانَة:
         عَقِيلَةُ دَلَّاهُ لِلَحْدِ ضَريحِه،             و أَثوابُه يَبْرُقْنَ و الخِمْسُ مائجُ‏

فعقيلةُ و الخِمسُ: رجلان، و
في حديث الحجاج: أَنه سأَل الشَعْبيَّ عن المُخَّمَسَة، قال: هي مسأَلة من الفرائض اختلفت فيها خمسة من الصحابة: علي و عثمان و ابن مسعود و زيد و ابن عباس، رضي اللَّه عنهم، و هي أُم و أُخت و جد.
خنس:
الخُنُوس: الانقباضُ و الاستخفاء. خَنَسَ من بين أَصحابه يَخْنِسُ و يَخْنُسُ، بالضم، خُنُوساً و خِناساً و انْخَنَس: انقبض و تأَخر، و قيل: رجع. و أَخْنَسَه غيره: خَلَّفَه و مَضَى عنه. و
في الحديث: الشيطان يُوَسْوِسُ إِلى العبد فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ.
أَي انقبض منه و تأَخر. قال الأَزهري: و كذا
قال الفراء في قوله تعالى: مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ‏
؛ قال: إِبليس يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، فإِذا ذكر اللَّه خَنَسَ.
و
قيل: إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثُمُ على القلب، فإِذا ذكر اللَّه العبد تنحى و خنَسَ، و إِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يوسوس.
نعوذ باللَّه منه. و
في حديث جابر: أَنه كان له نخل فَخَنَسَت النخلُ.
أَي تأَخرت عن قبول التلقيح فلم يؤثر فيها و لم تحمل تلك السنة. و
في حديث الحجاج: إن الإِبل ضُمَّزٌ خُنَّسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ.
؛ الخُنَّسُ جمع خانس أَي متأَخر، و الضُمَّزٌ جمع ضامز، و هو الممسك عن الجِرَّة، أَي أَنها صوابر على العطش و ما حَمَّلْتَها حَمَلَتْه؛ و في كتاب الزمخشري: حُبُسٌ، بالحاء و الباء الموحدة بغير تشديد. الأَزهري: خَنَسَ في كلام العرب يكون لازماً و يكون متعدياً. يقال: خَنَسْتُ فلاناً فَخَنَسَ أَي أَخرته فتأَخر و قبضته فانقبض و خَنَسْته أَكثر. و روى أَبو عبيد عن الفراء و الأُمَوِيِّ: خَنَسَ الرجل يَخْنِسُ و أَخْنَسْتُه، بالأَلف، و هكذا
قال ابن شميل في حديث رواه: يخرج عُنُقٌ من النار فَتَخْنِسُ بالجبارين في النار.
؛ يريد تدخل بهم في النار و تغيبهم فيها. يقال: خَنَسَ به أَي واراه. و يقال: يَخْنِسُ بهم أَي يغيب بهم. و خَنَسَ الرجل إِذا توارى و غاب. و أَخنسته أَنا أَي خَلَّفْتُه؛ قال الراعي:
         إِذا سِرْتُمُ بين الجُبَيْلَيْنِ ليلةً،             و أَخْنَسْتُمُ من عالِجٍ كَدَّ أَجْوَعا

الأَصمعي: أَخنستم خَلَّفْتُم، و قال أَبو عمرو: جُزْتم، و قال: أَخَّرْتُمْ. و
في حديث كعب: فتَخْنِسُ بهم النارُ.
و
حديث ابن عباس: أَتيتُ النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، و هو يصلي فأَقامني حذاءه فلما أَقبل على صلاته انْخَنَسْتُ.
و
في حديث أَبي هريرة: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، لقيه في بعض طُرُق المدينة قال: فانْخَنَسْتُ منه، و في رواية: اخْتَنَسْتُ.
على المطاوعة بالنون و التاء، و
يروى: فانْتَجَشْتُ.
بالجيم و الشين. و
في حديث الطُّفَيْل: فَخَنَسَ عني أَو حَبَسَ.
قال: هكذا جاء بالشك. و قال الفراء: أَخْنَسْتُ عنه بعضَ حقه، فهو مُخنَسٌ، أَي أَخَّرْته؛ و قال البعِيثُ:

71
لسان العرب6

خنس ص 71

         و صَهْباء من طُولِ الكَلالِ زَجَرْتُها،             و قد جَعَلَتْ عنها الأَخرَّةُ تَخْنِسُ‏

قال الأَزهري: و أَنشدني أَبو بكر الإِيادي لشاعر قدم على النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، فأَنشده من أَبيات:
         و إِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعفُ تَكَرُّماً،             و إِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ‏

و هذا حجَّة لمن جعل خَنَس واقعاً. قال: و مما يدل على صحة هذه اللغة ما
رويناه عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَنه قال: الشهر هكذا و هكذا، و خَنَسَ إِصْبَعَه في الثالثة.
أَي قَبَضَها يعلمهم أَن الشهر يكون تسعاً و عشرين؛ و أَنشد أَبو عبيد في أَخْنَسَ و هي اللغة المعروفة:
         إِذا ما القَلاسي و العَمائِمُ أُخْنِسَتْ،             ففيهن عن صَلْعِ الرجالِ حُسُورُ

الأَصمعي: سمعت أَعرابيّاً من بني عُقَيْلٍ يقول لخادم له كان معه في السفر فغاب عنهم: لِمَ خَنَسْتَ عنا؟ أَراد: لم تأَخرت عنا و غبت و لِمَ تواريْت؟ و الكواكبُ الخُنَّسُ: الدَّراري الخمسةُ تَخْنُسُ في مَجْراها و ترجع و تَكْنِسُ كما تَكْنِسُ الظباء و هي: زُحَلٌ و المُشْتَرِي و المِرِّيخ و الزُّهَرَة و عُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحياناً في مَجْراها حتى تخفى تحت ضوء الشمس و تَكْنِسُ أَي تستتر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغارِ، و هي الكِناسُ، و خُنُوسها استخفاؤها بالنهار، بينا نراها في آخر البرج كَرَّتْ راجعةً إِلى أَوّله؛ و يقال: سميت خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الكواكب المتحيرة التي ترجع و تستقيم؛ و يقال: هي الكواكب كلها لأَنها تَخْنِسُ في المَغِيب أَو لأَنها تخفى نهاراً؛ و يقال: هي الكواكب السَّيَّارة منها دون الثابتة. الزجاج في قوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ‏
؛ قال: أَكثر أَهل التفسير في الخُنَّسِ أَنها النجوم و خُنُوسُها أَنها تغيب و تَكْنِسُ تغيب أَيضاً كما يدخل الظبي في كناسِهِ. قال: و الخُنَّسُ جمع خانس. و فرس خَنُوسٌ: و هو الذي يعدل، و هو مستقيم في حُضْرِه، ذات اليمين و ذات الشمال، و كذلك الأُنثى بغير هاء، و الجمع خُنُسٌ و المصدر الخَنْسُ، بسكون النون. ابن سيدة: فرس خَنُوس يستقيم في حُضْره ثم يَخْنِسُ كأَنه يرجع الَقهْقَرى. و الخَنَسُ في الأَنف: تأَخره إِلى الرأْس و ارتفاعه عن الشفة و ليس بطويل و لا مُشْرِف، و قيل: الخَنَسُ قريب من الفَطَسِ، و هو لُصُوق القَصَبة بالوَجْنَةِ و ضِخَمُ الأَرْنَبَةِ، و قيل: انقباضُ قَصَبَة الأَنف و عِرَض الأَرنبة، و قيل: الخَنَسُ في الأَنف تأَخر الأَرنبة في الوجه و قِصَرُ الأَنف، و قيل: هو تأَخر الأَنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأَرنبة؛ و الرجل أَخْنَسُ و المرأَة خَنْساءُ، و الجمع خُنْسٌ، و قيل: هو قِصَرُ الأَنف و لزوقه بالوجه، و أَصله في الظباء و البقر، خَنِسَ خَنَساً و هو أَخْنَسُ، و قيل: الأَخْنس الذي قَصُرَتْ قَصَبته و ارتدَّت أَرنبته إِلى قصبته، و البقر كلها خُنْسٌ، و أَنف البقر أَخْنَسُ لا يكون إِلا هكذا، و البقرة خَنْساءُ، و التُّرك خُنْسٌ؛ و
في الحديث: تقاتلون قوماً خُنْسَ الآنُفِ.
و المراد بهم الترك لأَنه الغالب على آنافهم و هو شِبْهُ الفَطَسِ؛ و منه‏
حديث أَبي المِنْهال في صفة النار: و عقارب أَمثال البغال الخُنُسِ.
و
في حديث عبد الملك بن عمير: و اللَّه لفُطْسٌ خُنْسٌ، بزُبْدٍ جَمْسٍ، يغيب فيها الضَّرْسُ.
؛ أَراد بالفُطْسِ نوعاً من التمر تمر المدينة و شبهه في اكتنازه و انحنائه بالأُنوف الخُنْس‏

72
لسان العرب6

خنس ص 71

لأَنها صغار الحب لاطِئَة الأَقْماعِ؛ و استعاره بعضهم للنَّبْل فقال يصف درعاً:
         لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً،             و تهْزَأُ بالمَعابِلِ و القِطاعِ‏

ابن الأَعرابي: الخُنُسُ مأْوى الظباء، و الخُنُسُ: الظباء أَنفُسُها. و خَنَسَ من ماله: أَخذَ. الفراء: الخِنَّوسُ، بالسين، من صفات الأَسد في وجهه و أَنفه، و بالصاد ولد الخنزير. و قال الأَصمعي: ولد الخنزير يقال له الخِنَّوْسُ؛ رواه أَبو يعلى عنه. و الخَنَسُ في القدم: انبساط الأَخْمَصِ و كثرة اللحم، قَدَمٌ خَنْساء. و الخُناسُ: داء يصيب الزرع فَيَتَجَعثَنُ منه الحَرْثُ فلا يطول. و خَنْساءُ و خُناسُ و خُناسى، كله: اسم امرأَة. و خُنَيْس: اسم. و بنو أَخْنَس: حَيّ. و الثلاث الخُنَّس: من ليالي الشهر، قيل لها ذلك لأَن القمر يَخْنِسُ فيها أَي يتأَخر؛ و أَما قول دُرَيْد بن الصِّمَّة:
         أَ خُناسُ، قَدْ هامَ الفؤادُ بكُمْ،             و أَصابه تَبْلٌ من الحُبِ‏

يعني به خَنْساء بنت عمرو بن الشَّرِيد فغيَّره ليستقيم له وزْنُ الشعر.
خنبس:
الخُنابِسُ: القديم الشديد الثابت؛ قال القطامي:
         و قالوا: عليكَ ابنَ الزُّبَيْرِ فَلُذْ به،             أَبَى اللَّهُ أَن أُخْزَى و عِزٌّ خُنابِسُ‏

كان القطامي هجا قوماً من الأَزْدِ فخاف منهم فقال له من يشير عليه: اسْتَجِرْ بابن الزبير و خذ منه ذمة تأْمن بها ما تخافه منهم، فقال مجيباً لمن أَشار عليه بهذا: أَبَى اللَّه أَن أُذلّ نفسي و أُهينها و عِزُّ قومي قديم ثابت.
و أَسد خُنابِسٌ: جري‏ء شديد، و الأُنثى خُنابِسَةٌ. و يقال: خُنابِسٌ غليظ و خَنْبَسَتُه ترارَتُه، و يقال: مِشْيَتُه، و الخُنابِسَة الأُنثى، و هي التي استبان حملها. و الخُنابِسُ من الرجال: الضَّخْمُ الذي تعلوه كراهة من رجال خُنابِسِين؛ و أَنشد الإِياديّ:
         ليثٌ يَخافُكَ خَوْفَه،             جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنابِسْ‏

و الخُنابِسُ: الكريه المَنْظَرِ. و ليل خُنابِسٌ: شديد الظلمة. و الخَنَّبُوسُ: الحجر القَدَّاح.
خنبلس:
الأَزهري في الخماسي: الخَنْبَلُوسُ حَجَرُ القَدَّاحِ.
خندرس:
تمر خَنْدَرِيسٌ: قديم، و كذلك حِنْطَة خَنْدَرِيس. و الخَنْدَرِيسُ: الخمر القديمة؛ قال ابن دريد: أَحسبه معرباً سميت بذلك لقدمها؛ و منه حِنْطَة خَنْدَريسٌ للقديمة.
خندلس:
ناقة خَنْدَلِسٌ: كثيرة اللحم.
خنعس:
الخَنْعَسُ: الضَّبُعُ؛ قال:
         و لو لا أَمِيري عاصِم لتَثَوَّرَتْ،             مع الصُّبحِ عن قُورِ ابن عَيْساءَ، خَنْعَسُ‏

خنفس:
خَنْفَس عن الأَمر: عَدَلَ. أَبو زيد: خَنْفَسَ الرجل خَنْفَسَةً عن القوم إِذا كرههم و عدل عنهم. و الخُنْفَسُ، بالفتح، و الخُنْفَساء، بفتح الفاء ممدود: دُوَيْبَة سوداء أَصغر من الجُعَل منتنة الريح، و الأُنثى خُنْفَسَة و خُنْفَساء و خُنْفَساءة، و ضم الفاءِ في كل ذلك‏

73
لسان العرب6

خنفس ص 73

لغة. و الخُنْفَسُ: الكبير من الخَنافِس. و حكى ثعلب: هؤلاء ذوات خُنْفَسٍ قد جاءني، إِذا جعلت خُنْفَساً اسماً للجنس، و لم يفسره، قال: و أُراه لقباً لرجل. غيره: الخُنْفَساءُ دُوَيبَّة سوداء تكون في أُصول الحيطان. و يقال: هو أَلَحُّ من الخُنْفُساء لرجوعها إِليك كلما رميت بها، و ثلاث خُنْفُسَاواتٍ. أَبو عمرو: هو الخُنْفَس للذكر من الخَنافِس، و هو العُنْظُبُ و الحُنْظُبُ. الأَصمعي: لا يقال خُنْفُساءة بالهاء: و قال ابن كيسان: إِذا كانت أَلف التأْنيث خامسة حذفت إِذا لم تكن ممدودة في التصغير كقولك خُنْفُساء و خُنَيْفِساء، قال: و الذي أُسقط من ذلك حُبارى تقول حُبَيْر كأَنك صغرت حُبار، قال: و ربما عوَّضوا منها الهاء فقالوا حُبَيْرَة، ذكره في باب التصغير، و يقال: خِنْفِسٌ للخُنْفُساء لغة أَهل البصرة؛ قال الشاعر:
         و الخِنْفِسُ الأَسْوَدُ من تَجُرُّه             مَوَدَّةُ العَقْرَبِ في السِّرِّ

و قال ابن دارَةَ:
         و في البَرِّ من ذئبٍ و سِمْعٍ و عَقْرَبٍ،             و ثُرْمُلَةٍ تَسْعَى و خِنْفِسَةٍ تَسْري‏

خوس:
التَخْوِيسُ: التنقيص. و هو أَيضاً ضُمُر البطن. و المُتَخَوِّسُ من الإِبل: الذي ظهر شَحْمُه من السِّمَنِ. ابن الأَعرابي: الخَوْسُ طعن الرماح وِلاءً وِلاء، يقال: خاسَه يَخُوسُه خَوْساً.
خيس:
الخَيْسُ، بالفتح: مصدر خاسَ الشي‏ءُ يَخِيسُ خَيْساً تَغَيَّرَ و فَسَد و أَنْتَن. و خاسَتِ الجيفة أَي أَرْوَحَتْ. و خاسَ الطعامُ و البيع خَيْساً: كَسَدَ حتى فسد، و هو من ذلك كأَنه كَسَدَ حتى فسد. قال الليث: يقال للشي‏ء يبقى في موضع فيَفْسُد و يتغير كالجوز و التمر: خائسٌ، و قد خاسَ يَخِيسُ، فإِذا أَنتن، فهو مَغِلٌ، قال: و الزاي في الجوز و اللحم أَحسن من السين. و خَيَّسَ الشي‏ءَ: لَيَّنَه. و خيَّسَ الرجلَ و الدابة تَخْيِيساً و خاسَهما: ذللهما. و خاسَ هو: ذَلَّ و يقال: إِنْ فعل فلان كذا فإِنه يُخاسُ أَنْفُه أَي يُذَلُّ أَنفه. و التَّخْيِيس: التذليل. الليث: خُوسَ المُتَخَيِّسُ و هو الذي قد ظهر لحمه و شحمه من السمن. و قال الليث: الإِنسان يُخَيَّسُ في المُخَيَّسِ حتى يبلغ شدّة الغمّ و الأَذَى و يذلّ و يهان، يقال: قد خاسَ فيه. و
في الحديث: أَن رجلًا سار معه على جمل قد نَوَّقَه و خَيَّسه.
؛ أَي راضه و ذلله بالركوب. و
في حديث معاوية: أَنه كتب إِلى الحسين بن علي، رضوان اللَّه عليه: إِني لم أَكِسْك و لم أَخِسْك.
أَي لم أُذِلَّكَ و لم أُهِنْكَ و لم أُخْلِفْكَ وَعْداً. و منه المُخَيَّسُ و هو سِجْنٌ كان بالعراق؛ قال ابن سيدة: و المُخَيِّسُ السجن لأَنه يُخَيِّسُ المحبوسين و هو موضع التذليل، و به سمي سجن الحجاج مُخَيَّساً [مُخَيِّساً]، و قيل: هو سجن بالكوفة بناه أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب، رضوان اللَّه عليه. و
في حديث علي: أَنه بنى حَبْساً و سماه المُخَيَّسَ؛ و قال:
         أَ ما تَراني كَيِّساً مُكَيّسا،             بَنَيْتُ بعد نافِعٍ مُخَيَّسا
             باباً كبيراً و أَمِيناً كَيِّسا

نافع: سجن بالكوفة كان غير مستوثق البناء، و كان من قَصَب فكان المحبوسون يَهْرُبُون منه، و قيل: إِنه نقب و أُفْلِتَ منه المُحَبَّسون فهدمه علي، رضي اللَّه عنه، و بنى المُخَيَّسَ لهم من مَدَرٍ.
و كل سجن مُخَيَّسٌ و مُخَيِّسٌ أَيضاً؛ قال الفرزدق:

74
لسان العرب6

خيس ص 74

         فلم يَبْقَ إِلا داخِرٌ في مُخَيَّسٍ،             و مُنْجَحِرٌ في غيرِ أَرْضِكَ في جُحْرِ

و الإِبل المُخَيَّسَةُ: التي لم تُسَرَّحْ، و لكنها خُيِّسَتْ للنحر أَو القَسْم؛ و أَنشد للنابغة:
         و الأُدْمُ قد خُيِّسَتْ فُتْلًا مَرافِقُها،             مَشدودةً برحالِ الحِيرَةِ الجُدُدِ

و قال أَبو بكر في قولهم: دَعْ فلاناً يَخِيسُ، معناه دعه يلزم موضعه الذي يلازمه، و السجن يسمى مُخَيَّساً لأَنه يُخَيَّسُ فيه الناس و يُلْزَمُون نزوله. و المُخَيَّسُ، بالفتح: موضع التخييس، و بالكسر: فاعله. و خاس الرجلَ خَيْساً: أَعطاه بسِلْعَتِه ثمناً مّا ثم أَعطاه أَنقص منه، و كذلك إِذا وعده بشي‏ء ثم أَعطاه أَنقص مما وعده به. و خاسَ عَهْدَه و بعهده: نقضه و خانه. و خاسَ فلانٌ ما كان عليه أَي غَدَرَ به. و قال الليث: خاسَ فلانٌ بوعده يَخِيسُ إِذا أَخلف، و خاسَ بعهده إِذا غَدَر و نَكَثَ. الجوهري: خاسَ به يَخِيسُ و يَخُوس أَي غدر به، و
في الحديث: لا أَخِيسُ بالعهد.
؛ أَي لا أَنقضه. و الخَيْسُ: الخير. يقال: ما لَه قَلَّ خَيْسُه. و الخَيْسُ: الغم، يقال للصبي: ما أَظرفه قَلَّ خَيْسُه أَي قل غمه؛ و قال ثعلب: معنى قَلَّ خَيْسُه قلت حركته، قال: و ليست بالعالية. و الخِيْسُ: الدَّرُّ، قال أَبو منصور: و روى عمرو عن أَبيه في قول العرب أَقَلَّ اللَّهُ خِيسَه أَي دَرَّه، و عُرِضَ على الرياشي يدعو العربُ بعضُهم لبعض فيقول: أَقَلَّ اللَّه خِيسَكَ أَي لَبَنَكَ، فقال: نعم العرب تقول هذا إِلا أَن الأَصمعي لم يعرفه. و روي عن أَبي سعيد أَنه قال: قَلَّ خَيسُ فلان أَي قَلَّ خَطَؤُه. و يقال: أَقْلِلْ من خَيسِك أَي من كذبك. و الخِيسُ،. بالكسر، و الخِيسَةُ: الشجر الكثير الملتف. و قال أَبو حنيفة: الخِيسُ و الخِيسَةُ المجتمع من كل الشجر. و قال مرة: هو الملتف من القَصَبِ و الأَشاء و النَخْلِ؛ هذا تعبير أَبي حنيفة، و قيل: لا يكون خيْساً حتى تكون فيه حَلْفاء. و الخِيسُ: مَنْبِتُ الطَّرْفاء و أَنواع الشجر. و خِيسٌ أَخْيَسُ: مستحكِم؛ قال:
         أَلْجأَهُ لَفْحُ الصِّبا و أَدْمَسا،             و الطَّلُّ في خِيسِ أَراطى أَخْيَسا

و جَمْعُ الخِيسِ أَخْياسٌ. و موضع الأَسد أَيضاً: خِيسٌ، قال الصَّيْداويُّ: سأَلت الرِّياشي عن الخِيسة فقال: الأَجَمَة؛ و أَنشد:
         لِحاهُمُ كأَنها أَخْياسُ‏
و يقال: فلان في عِيصٍ أَخْيَسَ أو عددٍ أَخْيَسَ أَي كثير العدد؛ و قال جَنْدَل:
         و إِنَّ عِيصي عِيصُ عِزٍّ أَخْيَسُ،             أَلَفُّ تَحْمِيهِ صَفاةٌ عِرْمِسُ‏

أَبو عبيد: الخِيسُ الأَجَمَة، و الخِيسُ: ما تَجَمَّع في أُصول النخلة مع الأَرض، و ما فوق ذلك الركائب. و مُخَيَّس: اسم صنم لبني القَيْنِ.
فصل الدال المهملة
دبس:
الدَّبْسُ و الدِّبْسُ: الكثير. ابن الأَعرابي: الدَّبْسُ [الدِّبْسُ‏] الجمع الكثير من الناس. و يقال: مال دِبْسٌ [دَبْسٌ‏] و رَبْسٌ أَي كثير، بالراء. و الدِّبْسُ و الدِّبِسُ: عَسَلُ التمر و عُصارته، و قال أَبو حنيفة: هو عُصارة الرُّطَب من غير طبخ، و قيل: هو ما يسيل من الرطب.

75
لسان العرب6

دبس ص 75

و الدَّبُوسُ: خُلاصة التمر تلقى في السمن مطيبة للسمن. و الدُّبْسَةُ: لونٌ في ذوات الشعر أَحمرُ مُشْرَبٌ. و الأَدْبَسُ من الطير و الخيل: الذي لونه بين السواد و الحمرة، و قد ادْبَسَّ ادْبِساساً. و الدُّبْسَةُ: حُمْرَةٌ مُشْرَبَةٌ سواداً، و قد ادْباسَّ و هو أَدْبَسُ، يكون في الشاء و الخيل. و الدَّبْسُ: الأَسْوَدُ من كل شي‏ء و ادْباسَّتِ الأَرضُ: اختلط سوادُها بخُضْرَتها. و قال أَبو حنيفة: أَدْبَسَت الأَرض رؤي أَول سواد نبتها، فهي مُدْبِسَةٌ. و الدُّبْسِيُّ: ضرب من الحمام جاء على لفظ المنسوب و ليس بمنسوب، قال: و هو منسوب إِلى طير دُبْسٍ، و يقال إِلى دِبْسِ الرُّطَبِ لأَنهم يغيرون في النسب و يضمون الدال كالدُّهْريِّ و السُهْليِّ. و
في الحديث: أَن أَبا طلحة كان يصلي في حائط له فطار دُبْسِيٌّ فأَعجبه.
؛ قال: هو طائر صغير قيل هو ذكر اليمام. و جاءَ بأُمور دُبْسٍ أَي دَواهٍ مُنْكَرَة، و أَنكر ذلك على أَبي عبيد فقال: إِنما هو رُبْس، و يقال للسماء إِذا مَطَرَتْ، و في التهذيب إِذا خالت للمطر: دُرِّي دُبَسُ؛ عن ابن الأَعرابي، و لم يفسره بأَكثر من هذا؛ قال ابن سيدة: و عندي أَنه إِنما سميت بذلك لاسودادها بالغيم. و دَبَّسَ الشي‏ءَ واراه؛ عن ابن الأَعرابي، و أَنشد:
         إِذا رآه فَحْلُ قومٍ دَبَّسا
و أَنشد أَيضاً لِرَكَّاضٍ الدُّبَيْريّ:
         لا ذَنْبَ لي إِذ بِنْتُ زُهْرَةَ دَبَّسَتْ             بغيرِك أَلْوَى، يُشْبِهُ الحقَّ باطِلُهْ‏

و دَبَّسْتُه: وارَيْتُه. و الدَّبُّوس: معروف. و الدِّبَاساتُ، بتخفيف الباء: الخلايا الأَهليةُ؛ عن أَبي حنيفة. و الدَّبَاساءُ و الدِّبَاساءُ، ممدود: إِناث الجراد، واحدتها دِباساءَةٌ [دَباساءَةٌ]؛ و قول لَقِيط بن زُرارَةَ:
         لو سَمِعُوا وَقْعَ الدَّبابيسِ‏
واحدها دَبُّوسٌ، قال: و أُراه معرَّباً.
دبخس:
الدُّبَّخْسُ: الضخم: مثل به سيبويه و فسره السيرافي.
دحس:
دَحَسَ بين القوم دَحْساً: أَفسد بينهم، و كذلك مَأَسَ و أَرَّشَ. قال الأَزهري: و أَنشد أَبو بكر الإِيادي لأَبي العلاء الحَضْرَميّ أَنشده للنبي، صلى اللَّه عليه و سلم:
         و إِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّماً،             و إِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ‏

قال ابن الأَثير: يروى بالحاء و الخاء، يريد: إِن فعلوا الشر من حيث لا تعلمه. و دَحَسَ ما في الإِناء دَحْساً: حَساه. و الدَّحْسُ: التَدْسِيسُ للأُمور تَسْتَبْطِنُها و تطلبها أَخفى ما تقدر عليه، و لذلك سميت دُودَةٌ تحت التراب: دَحَّاسَةً. قال ابن سيدة: الدَّحَّاسَة دودة تحت التراب صفراء صافية لها رأْس مُشَعَّب دقيقة تشدّها الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير لا تؤْذي، و هي في الصحاح الدَّحَّاسُ، و الجمع الدَّحاحِيسُ؛ و أَنشد في الدَحْسِ بمعنى الاستبطان للعجاج يصف الحُلَفاءَ:
         و يَعْتِلُونَ مَن مَأَى في الدَّحْسِ‏
و قال بعض بني سُلَيم: وِعاء مَدْحُوس و مَدْكُوسٌ و مَكْبُوسٌ بمعنى واحد. قال الأَزهري: و هذا يدل على أَن الدَّيْحَسَ مثلُ الدَّيْكَسِ، و هو الشي الكثير. و الدَّحْسُ: أَن تدخل يدك بين جلد الشاة و صِفاقها فتَسْلَخَها. و
في حديث سَلْخِ الشاة: فَدَحَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط ثم مضى و صلى‏

76
لسان العرب6

دحس ص 76

و لم يتوضأْ.
؛ أَي دَسَّها بين الجلد و اللحم كما يفعل السَّلَّاخُ. و دَحَسَ الثوبَ في الوعاء يَدْحَسُه دَحْساً: أَدخله؛ قال:
         يَؤُرُّها بِمُسْمَعِدِّ الجَنْبَيْنْ،             كما دَحَسْتَ الثوبَ في الوِعاءَيْنْ‏

و الدَّحْسُ: امتِلاء أَكِمَّةِ السُّنْبُل من الحَبِّ، و قد أَدْحَسَ. و بيتٌ دِحاسٌ: ممتلئ. و
في حديث جرير: أَنه جاء إِلى النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، و هو في بيت مَدْحُوسٍ من الناس فقام بالباب.
أَي مملوء. و كل شي‏ء ملأْته، فقد دَحَسْتَه. قال ابن الأَثير: و الدَّحْسُ و الدَّسُّ متقاربان. و
في حديث طلحة: أَنه دخل عليه داره و هي دِحاسٌ.
أَي ذاتِ دِحاسٍ، و هو الامتلاء و الزحام. و
في حديث عطاء: حَقٌّ على الناس أَن يَدْحَسُوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَجٌ.
أَي يَزْدَحِمُوا و يَدُسُّوا أَنفسهم بين فُرَجِها، و يروى بالخاء، و هو بمعناه. و الدَّاحِسُ: من الوَرَم و لم يُحَدِّدُوه؛ و أَنشد أَبو عليّ و بعض أَهل اللغة:
         تَشاخَصَ إِبْهاماكَ، إِن كنتَ كاذِباً،             و لا بَرِئا من داحِسٍ و كُناعِ‏

و سئل الأَزهري عن الدَّاحِسِ فقال: قَرْحَةٌ تخرج باليد تسمى بالفارسية بَرْوَرَهْ. و داحِسٌ: موضع. و داحِسٌ: اسم فرس معروف مشهور، قال الجوهري: هو لقَيْسِ بن زُهَير بن جَذِيمة العَبْسي و منه حرب داحِسٍ، و ذلك أَنَّ قَيْساً هذا و حُذَيْفَةَ بنَ بدرٍ الذُّبْياني ثم الفَزاري تراهَنا على خَطَرٍ عشرين بعيراً، و جعلا الغاية مائة غَلْوَةٍ، و المِضْمارَ أَربعين ليلة، و المَجْرى من ذات الإِصادِ، فأَجرى قَيْسٌ داحِساً و الغَبْراءَ «3»، و أَجرى حذيفة الخَطَّارَ و الحَنْفاء فوضعت بنو فزارَة رَهْطُ حذيفة. كَمِيناً على الطريق فردوا الغبراء و لَطَمُوها، و كانت سابقة، فهاجت الحرب بين عَبْس و ذُبْيان أَربعين سنة.
دحمس:
الدَّحْسَمُ و الدَّحْمَسُ: العظيم مع سواد. و دَحْمَسَ الليلُ: أَظلم. و ليلٌ دَحْمَسٌ: مظلم؛ قال:
         و ادَّرِعِي جِلبابَ ليلٍ دَحْمَسِ،             أَسْوَدَ داجٍ مثلَ لَونِ السُّنْدُسِ‏

الأَزهري: ليال دَحامِسُ مظلمة. و
في حديث حمزة بن عمرو: في ليلة ظلماء دَحْمَسَةٍ.
أَي مظلمة شديدة الظلمة. أَبو الهيثم: يقال لليالي الثلاث التي بعد الطُّلَم حَنادِسُ، و يقال: دَحامِسُ. و الدُحْمُسان: الآدَمُ السمين، و قد يقلب فيقال دُحْسُمانٌ. و
في الحديث: كان يبايع الناسَ و فيهم رجل دُحْسُمانٌ.
أَي أَسود سمين.
دخس:
الدَّخَسُ: داءٌ يأْخذ في قوائم الدابة، و هو وَرَمٌ يكون في أُطْرَةِ حافر الدابة، و قد دَخِسَ، فهو دَخِسٌ. و فرس دَخِسٌ: به عيبٌ. و الدَّخِيسُ: اللحم الصُّلْبُ المُكْتَنِزُ. و الدَّخِيسُ: باطن الكف. و الدَّخِيسُ من الحافر: ما بين اللحم و العَصَب، و قيل: هو عظم الحَوْشَبِ، و هو مَوْصِل الوَظِيفِ في رُسْغِ الدابة. ابن شميل: الدَّخِيسُ عظم في جوف الحافر كأَنه ظِهارَة له، و الحَوْشَبُ عُظَيْم الرسغ. و الدَّخْسُ و الدَّخِيس: الإِنسان التارُّ المكتنز غيرَ جدّ جسيمٍ. و امرأَة مُدْخِسَةٌ: سمينة كأَنها دَخْسٌ. و كل ذي سِمَنٍ دَخِيسٌ. قال: و دَخِيسُ اللحم مُكْتَنِزه؛ و أَنشد:
         مَقْذُوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها،             له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ

__________________________________________________
 (3). و في رواية أخرى: أَنَّ داحساً لقيس، و الغبراء لحمل بن بدر.

77
لسان العرب6

دخس ص 77

و الدَّخِيسُ: اللحم المكتنز. و دَخَسُ اللحم: اكتنازه. و الدَّخَسُ: امتلاء العظم من السمن. و دَخَسُ العظمِ: امتلاؤه. و الدَّخْسُ: الكثير اللحم الممتلئ العظم، و الجمع أَدْخاسٌ؛ و جمل مُداخِسٌ كذلك. و في التهذيب: جمل مُدْخِسٌ، و الجمع مُدْخِسات. و الدَّخِيسُ من الناس: العَدَدُ الكثير المجتمع؛ قال العجاجُ:
         و قد تَرَى بالدار يوماً أَنَسا،             جَمَّ الدَّخِيسِ بالثُّغُور أَحْوَسا

و الدَّخِيسُ: العدد الجَمُّ. و عددٌ دَخِيسٌ و دِخاسٌ: كثير، و كذلك نَعَم دِخاسٌ. و دِرْعٌ دِخاسٌ: متقاربة الحَلَقِ. و بيتٌ دِخاسٌ: ملآنُ، و قد قيل بالحاء. و الدَّخْسُ: انْدِساسُ الشي‏ء تحت الأَرض، و الدَّواخِسُ و الدُّخَّسُ: الأَثافي، من ذلك. و يقال: دَخَسَ فيه أَي دخل فيه؛ و قال الطِّرِمَّاحُ:
         فكُنْ دُخَساً في البحرِ أَو جُزْ وَراءَهُ             إِلى الهِنْدِ، إِن لم تَلْقَ قَحْطانَ بالهِنْدِ «1»

الليث: الدَّخْسُ انْدساسُ شي‏ء تحت التراب كما تُدْخَسُ الأُثْفِيَّة في الرماد، و كذلك يقال للأَثافيّ دَواخِسُ؛ قال العجاج:
         دَواخِساً في الأَرضِ إِلا شَعَفا

و الدَّخْسُ: الفَتِيُّ من الدِّبَبَةِ. و الدَّخْسُ: ضرب من السمك. و كَلأٌ دَيْخَسٌ: كَثُرَ و التفَّ؛ قال:
         يَرْعى حَلِيّاً و نَصِيّاً دَيْخَسا

قال أَبو حنيفة: و قد يكون الدَّيْخَس في اليبيس. و الدَّخِيسُ من أَنْقاء الرمل: الكثير. و الدُّخَسُ، مثال الصُّرَدِ: دابة في البحر تنجي الغريق تمكنه من ظهرها ليستعين على السباحة و تسمى الدُّلْفِينَ. و
في حديث سلخ الشاة: فَدَخَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط.
و يروى بالحاء، و هو مذكور في موضعه.
دختنس:
دَخْتَنُوسُ: اسم امرأَة، و قيل: اسم لبنت حاجب بن زُرَارَة، و يقال: دَخْتَنُوس و دَخْدَنوس.
دخدنس:
دَخْتَنُوس: اسم امرأَة، و يقال: دَخْدَنوسُ، و دَخْدَنوس اسم بنتِ كِسْرى، و أَصل هذا الاسم فارسي عرّب، معناه بنت الهَنِي‏ء، قلبت الشين سيناً لما عُرِّبَ.
دخمس:
الدَّخْمَسَةُ و الدَّخْمَسُ: الخَبُّ الذي لا يبين لك معنى ما يريد، و قد دَخْمَسَ عليه. و أَمر مُدَخْمَسٌ و مُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً. و ثناء مُدَخْمَسٌ و دِخْماسٌ: ليست له حقيقة، و هو الذي لا يُبَيَّنُ و لا يُجَدُّ فيه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         يَقْبَلُون اليَسِيرَ منكَ، و يُثْنُونَ             ثَناءً مُدَخْمَساً دِخْماسا

و لم يفسره ابن الأَعرابي. و الدُّخامِسُ من الشي‏ء: الردي‏ءُ منه؛ قال حاتم الطائي:
         شَآمِيَةٌ لم تُتَّخَذْ لِدُخامِسِ الطَّبِيخِ،             و لا ذَمَّ الخَلِيطِ المُجاوِرِ

و الدُّخامِسُ: الأَسْود الضخم كالدُّحامِسِ، و هي قبيلة.
دخنس:
الدَّخْنَسُ: الشديد من الناس و الإِبل؛ و أَنشد:
         و قَرَّبوا كلَّ جُلالٍ دَخْنَسِ،             عند القِرَى، جُنادِفٍ عَجَنَّسِ،
             تَرى على هامَتِه كالبُرْنُسِ‏

__________________________________________________
 (1). قوله [
         فكن دخساً ...

إلخ‏] أَي مثل هذه الدابة في الدخول في البحر. و لو أَخر هذا البيت بعد قوله: و الدخس مثال الصرد إلخ كما فعل شارح القاموس حيث استشهد به على هذه الدابة لكان أَولى.

78
لسان العرب6

درس ص 79

درس:
دَرَسَ الشي‏ءُ و الرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً: عفا. و دَرَسَته الريح، يتعدَّى و لا يتعدَّى، و دَرَسه القوم: عَفَّوْا أَثره. و الدِّرْسُ: أَثر الدِّراسِ. و قال أَبو الهيثم: دَرَسَ الأَثَرُ يَدْرُسُ دُروساً و دَرَسَته الريحُ تَدْرُسُه دَرْساً أَي محَتْه؛ و من ذلك دَرَسْتُ الثوبَ أَدْرُسُه دَرْساً، فهو مَدْرُوسٌ و دَرِيسٌ، أَي أَخْلَقْته. و منه قيل للثوب الخَلَقِ: دَرِيس، و كذلك قالوا: دَرَسَ البعيرُ إِذا جَرِبَ جَرَباً شديداً فَقُطِرَ؛ قال جرير:
         رَكِبَتْ نَوارُكُمُ بعيراً دارساً،             في السَّوقِ، أَفْصَح راكبٍ و بَعِيرِ

و الدَّرْسُ: الطريق الخفيُّ. و دَرَسَ الثوبُ دَرْساً أَي أَخْلَقَ؛ و في قصيد كعب بن زهير:
         مُطَّرَحُ البَزِّ و الدِّرْسانِ مَأْكُولُ‏
الدِّرْسانُ: الخُلْقانْ من الثياب، واحدها دِرْسٌ. و قد يقع على السيف و الدرع و المِغْفَرِ. و الدِّرْسُ و الدَّرْسُ و الدَّريسُ، كله: الثوب الخَلَقُ، و الجمع أَدْراسٌ و دِرْسانٌ؛ قال المُتَنَخِّلُ:
         قد حال بين دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ،             نِسْعٌ لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ

و دِرعٌ دَرِيسٌ كذلك؛ قال:
         مَضَى وَ ورِثْناهُ دَرِيسَ مُفاضَةٍ،             و أَبْيَضَ هِنْدِيّاً طويلًا حَمائِلُهْ‏

و دَرَسَ الطعامَ يَدْرُسُه: داسَه؛ يَمانِيَةٌ. و دُرِسَ الطعامُ يُدْرسُ دِراساً إِذا دِيسَ. و الدِّراسُ: الدِّياسُ، بلغة أَهل الشام، و دَرَسُوا الحِنْطَة دِراساً أَي داسُوها؛ قال ابنُ مَيَّادَة:
         هلَّا اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ،             سَمْراء مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ‏

و دَرَسَ الناقة يَدْرُسُها دَرْساً: راضها؛ قال:
         يَكفيكَ من بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ             حَمْراءُ، مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ‏

قيل: يعني البُرَّة، و قيل: يعني الناقة، و فسر الأَزهري هذا الشعر فقال: مما دَرَسَ أَي داسَ، قال: و أَراد بالحمراء بُرَّةً حمراء في لونها. و دَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْساً و دِراسَةً و دارَسَه، من ذلك، كأَنه عانده حتى انقاد لحفظه. و قد قرئ بهما: وَ لِيَقُولُوا دَرَسْتَ‏
، و ليقولوا دارَسْتَ، و قيل: دَرَسْتَ‏
 قرأَتَ كتبَ أَهل الكتاب، و دارَسْتَ: ذاكَرْتَهُم، و قرئ: دَرَسَتْ و دَرُسَتْ أَي هذه أَخبار قد عَفَتْ و امَّحَتْ، و دَرُسَتْ أَشدّ مبالغة. و
روي عن ابن العباس في قوله عز و جل: وَ كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَ لِيَقُولُوا دَرَسْتَ‏
؛ قال: معناه و كذلك نبين لهم الآيات من هنا و من هنا لكي يقولوا إِنك دَرَسْتَ أَي تعلمت أَي هذا الذي جئت به عُلِّمْتَ.
و
قرأَ ابن عباس و مجاهد: دارَسْتَ، و فسرها قرأْتَ على اليهود و قرأُوا عليك.
و قرئ: و ليقولوا دُرِسَتْ؛ أَي قُرِئَتْ و تُلِيَتْ، و قرئَ دَرَسَتْ أَي تقادمت أَي هذا الذي تتلوه علينا شي‏ء قد تطاول و مرَّ بنا. و دَرَسْتُ الكتاب أَدْرُسُه دَرْساً أَي ذللته بكثرة القراءة جتى خَفَّ حفظه عليَّ، من ذلك؛ قال كعب بن زهير:
         و في الحِلم إِدْهانٌ و في العَفْوِ دُرْسَةٌ،             و في الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ‏

قال: الدُّرْسَةُ الرِّياضَةُ، و منه دَرَسْتُ السورةَ أَي حَفظتها. و يقال: سمي إِدْرِيس، عليه السلام، لكثرة دِراسَتِه كتابَ اللَّه تعالى، و اسمه أَخْنُوخُ. و دَرَسْتُ الصَّعْبَ حتى رُضْتُه. و الإِدهانُ: المذَلَّة

79
لسان العرب6

درس ص 79

و اللِّين. و الدِّراسُ: المُدارَسَةُ. ابن جني: و دَرَّسْتُه إِياه و أَدْرَسْتُه؛ و من الشاذ قراءة ابن حَيْوَةَ: و بما كنتم تُدْرِسُونَ. و المِدْراسُ و المِدْرَسُ: الموضع الذي يُدْرَسُ فيه. و المِدْرَسُ: الكتابُ؛ و قول لبيد:
         قَوْمِ لا يَدْخُلُ المُدارِسُ في الرَّحْمَةِ،             إِلَّا بَراءَةً و اعْتِذارا

و المُدارِسُ: الذي قرأَ الكتب و دَرَسَها، و قيل: المُدارِسُ الذي قارَفَ الذنوب و تلطخ بها، من الدَّرْسِ، و هو الجَرَبُ. و المِدْراسُ: البيت الذي يُدْرَسُ فيه القرآن، و كذلك مَدارِسُ اليهود. و
في حديث اليهودي الزاني: فوضع مِدْراسُها كَفَّه على آيةِ الرَّجمِ؛.
المِدْراسُ صاحب دِراسَةِ كتبهم، و مِفْعَل و مِفْعالٌ من أَبنية المبالغة؛ و منه‏
الحديث الآخر: حتى أَتى المِدْراسَ؛.
هو البيت الذي يَدْرسون فيه؛ قال: و مِفْعالٌ غريب في المكان. و دارَسْت الكتبَ و تَدارَسْتُها و ادَّارَسْتُها أَي دَرَسْتُها. و
في الحديث: تَدارَسُوا القرآن؛.
أَي اقرأُوه و تعهدوه لئلا تَنْسَوْهُ. و أَصل الدِّراسَةِ: الرياضة و التَّعَهُّدُ للشي‏ء. و
في حديث عكرمة في صفة أَهل الجنة: يركبون نُجُباً أَلينَ مَشْياً من الفِراشِ المَدْرُوس.
أَي المُوَطَّإِ المُمَهَّد. و دَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً: جَرِبَ جَرَباً قليلًا، و اسم ذلك الجرب الدَّرْسُ. الأَصمعي: إِذا كان بالبعير شي‏ء خفيف من الجرب قيل: به شي‏ء من دَرْسٍ، و الدَّرْسُ: الجَرَبُ أَوَّلُ ما يظهر منه، و اسم ذلك الجرب الدَّرْسُ أَيضاً؛ قال العجاج:
         يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ،             من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيم الدَّرْسِ‏
             من الأَذى و من قِرافِ الوَقْسِ‏

و قيل: هو الشي‏ء الخفيف من الجرب، و قيل: من الجرب يبقى في البعير. و الدَّرْسُ: الأَكل الشديد. و دَرَسَتِ المرأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً و دُرُوساً، و هي دارِسٌ من نسوة دُرَّسٍ و دَوارِسَ: حاضت؛ و خص اللحياني به حيض الجارية. التهذيب: و الدُّرُوس دُروسُ الجارية إِذا طَمِثَتْ؛ و قال الأَسودُ بن يَعْفُر يصف جَواريَ حين أَدْرَكْنَ:
         الَّلاتِ كالبَيْضِ لما تَعْدُ أَن دَرَسَتْ،             صُفْرُ الأَنامِلِ من نَقْفِ القَوارِيرِ

و دَرَسَتِ الجارية تَدْرُسُ دُرُوساً. و أَبو دِراسٍ: فرج المرأَة. و بعير لم يُدَرَّسْ أَي لم يركب. و الدِّرْواسُ: الغليظ العُنُقِ من الناس و الكلاب. و الدِّرْواسُ: الأَسد الغليظ، و هو العظيم أَيضاً. و الدِّرْواس: العظيم الرأْس، و قيل: الشديد؛ عن السيرافي، و أَنشد له:
         بِتْنا و باتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنا،             عند النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ‏

يجوز أَن يكون واحداً من هذه الأَشياء و أَولاها بذلك الكلب لقوله قرانا نبح درواس لأَن النبح إِنما هو في الأَصل للكلاب. التهذيب: الدِّرْواسُ الكبير الرأْس من الكلاب. و الدِّرْباسُ، بالباء، الكلب العَقُور؛ قال:
         أَعْدَدْتُ دِرْواساً لِدْرباسِ الحُمُتْ‏
قال: هذا كلب قد ضَرِيَ في زِقاقِ السَّمْن يأْكلها فأَعَدَّ له كلباً يقال له دِرْواسٌ. و قال غيره: الدَّراوِسُ من الإِبل الذلُلُ الغِلاظُ الأَعناق، واحِدها دِرْواسٌ. قال الفراء: الدَّراوسُ العِظام‏

80
لسان العرب6

درس ص 79

من الإِبل؛ قال ابن أَحمر:
         لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها،             و دِراسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَّدِّدِ

قال ابن السكيت: ظن أَن اليَرَنْدَجَ عَمَلٌ و إِنما اليَرَنْدَج جلود سود. و قوله و دِراسُ أَعوصَ أَي لم تُدارِس الناسَ عَويص الكلام. و قوله دارس متخدد أَي يَغْمُضُ أَحياناً فلا يرى، و يروى متجدد، بالجيم، و معناه أَي ما ظهر منه جديد و ما لم يظهر دارس.
دربس:
الدِّرْباسُ: الكلب العقور؛ قال الشاعر:
         أَعْدَدْتُ دِرْواساً لدِرْباسِ الحُمُتْ‏
و قالوا: الدُّرابِسُ الضخم الشديد من الإِبل و من الرجال؛ و أَنشد:
         لو كنتَ أَمسيتَ طَليحاً ناعِسا،             لم تُلْفِ ذا راوِيَةٍ دُرابِسا

و تَدَرْبَسَ أَي تقدَّم؛ قال الشاعر:
         إِذا القومُ قالوا: مَنْ فَتًى لمُهِمَّةٍ؟             تَدَرْبَسَ باقي الرَّيْقِ فَخْمُ المَناكِبِ‏

دردبس:
الدَرْدَبِيسُ: خَرَزَةٌ سوداءُ كأَن سوادَها لونُ الكبد، إِذا رفعتها و استَشْفَفْتَها رأَيتها تَشِفُّ مثل لون العنبة الحمراء، تَتَحَبَّبُ بها المرأَة إِلى زوجها، توجد في قُبور عادٍ؛ قال الشاعر:
         قَطَعْتُ القَيْدَ و الخَرَزاتِ عَنِّي،             فَمَنْ لي من عِلاجٍ الدَّرْدَبيسِ؟

قال اللحياني: هي من الخرز التي يُؤَخِّذ بها النساءُ الرجالَ؛ و أَنشد:
         جَمَعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ و فَطْسَةٍ             و الدَّرْدَبِيسِ، مُقابلًا في المِنْظَم‏

قال: و هن يقلن في تأْخيذهن إِياه، أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيسِ تُدِرُّ العِرْقَ اليَبِيس، قال: تعني بالعرق اليبيس الذَّكَرَ، التفسير له. و الدَّرْدَبيسُ: الفَيْشَلة. الليث: الدَّرْدَبيسُ الشيخ الكبير الهِمُّ، و العجوز أَيضاً يقال لها: دَرْدَبيسٌ؛ و أَنشد:
         أُمُّ عِيالٍ فَخْمَةٌ تَعُوسُ،             قد دَرْدَبَتْ، و الشيخُ دَرْدبيسُ‏

العَوْسُ: هو الطَّوَفانُ بالليل. و دَرْدَبَت: خَضَعَتْ و ذلت؛ و شاهد العجوز قول الآخر:
         جاءَتْكَ في شَوْذَرِها تَمِيسُ             عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبيسُ،
             أَحْسَنُ منها مَنْظَراً إِبليسُ‏

لطعاء: تَحاتَّتْ أَسنانها من الكبر. و الدَّرْدَبيسُ: الداهية. و الدِّرْدِبيس: الشيخ، بكسر الدال، قال: و هكذا. كتبه أَبو عمرو الإِياديُّ؛ قال ابن بري: شاهد الداهية قول جُرَيّ الكاهلي:
         و لو جَرَّبْتَني في ذاكَ يوماً             رَضِيتَ، و قلتَ: أَنتَ الدَّرْدَبيسُ‏

دردقس:
الدُّرْداقِسُ: عظم القَفا، قيل فيه إِنه أَعجمي، قال الأَصمعي: أَحسبه رُوميّاً، قال: و هو طرف العظم الناتئ فوق القفا؛ أَنشد أَبو زيد:
         مَنْ زال عن قَصْدِ السبيل، تَزايَلَتْ             بالسيفِ هامَتُه عن الدُّرْقاسِ

قال أَبو عبيدة: الدُّرْداقِسُ عظم يفصل بين الرأْس و العنق كأَنه رومي، قال محمد بن المكرم: أَظن قافية البيت الدُّرْداقِسُ، و اللَّه أَعلم.
درطس:
إِدْرِيطُوسُ: دواء، رومي فأُعْرب.

81
لسان العرب6

درعس ص 82

درعس:
بعير دِرْعَوْسٌ: غليظ شديد؛ عن ابن الأَعرابي، و سيأْتي ذكرها في الشين.
درفس:
بعير دِرَفْسٌ: عظيم. و الدِّرَفْسُ: الضخم و الضخمة من الإِبل. و الدِّرَفْسةُ: الكثيرة لحم الجنبين و البَضِيع، و الدِّرَفْسُ: الناقة السهلةُ السير، و جملٌ دِرَفْسٌ. الأُمَوِيُّ: الدِّرَفْسُ البعير الضخم العظيم، و ناقة دِرَفْسَة. و الدِّرَفْسُ: الحرير. و قال شمر: الدِّرَفْسُ أَيضاً العَلَمُ الكبير؛ و أَنشد قول ابن الرُّقَيَّاتِ:
         تُكِنُّه خِرْقَةُ الدِّرَفْس من الشمسِ،             كَلَيْثٍ يُفَرِّجُ الأَجَما

الصحاح: الدِّرَفْسُ من الإِبل العظيم،. و ناقةٌ دِرَفْسَةٌ؛ قال العجاج:
         دِرَفْسَةٌ أَو بازِلٌ دِرَفْسُ‏

و الدِّرْفاسُ مثله؛ قال ابن برِّي: صواب إِنشاده: دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ، بالخفض؛ و قبله:
         كم قد حَسَرْنا من عَلاةٍ عَنْسِ،             كَبْداء كالقَوْسِ و أُخْرى جَلْسِ،
             دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ دِرَفْسِ‏

حسرنا: أَتعبنا. و العَنْسُ: الناقة الصُّلْبَةُ القوية. و العَلاةُ: سَندانُ الحَدَّادِ. و كَبْداء: ضَخْمَةُ الوسط خِلقة، و جعلها كالقوس. لأَنها قد ضَمُرَتْ و اعْوَجَّتْ من السير. و الجَلْس: الشديدة، و يقال الجسيمةُ. و الدِّرَفْسَةُ: الغليظة. و البازل من الإِبل: الذي له تسع سنين و دخل في العاشرة.
درمس:
دَرْمَسَ الشي‏ءَ: ستره.
درهس:
الدُّراهِسُ: الشديد من الرجال.
دريس:
الدِّرْيَوْسُ: الغَبيُّ من الرجال، قال: و لا أَحسبها عربية محضة.
دسس:
الدَّسُّ: إِدخال الشي‏ء من تحته، دَسَّه يَدُسُّه دَسّاً فانْدَسَّ و دَسَّسَه و دَسَّاه؛ الأَخيرة على البدل كراهية التضعيف. و
في الحديث: اسْتَجِيدوا الخالَ فإِن العِرْقَ دَسَّاسٌ.
أَي دَخَّال لأَنه يَنْزِعُ في خَفاءٍ و لُطْفٍ. و دسَّه يَدُسُّه دَسّاً إِذا أَدخله في الشي‏ءِ بقهر و قوَّة. و في التنزيل العزيز: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها
؛ يقول: أَفلح من جعل نفسه زكية مؤمنة و خابَ من دَسَّسَها في أَهل الخير و ليس منهم، و قيل: دَسَّاها
 جعلها خسيسة قليلة بالعمل الخبيث. قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن تفسير قوله تعالى: وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها
، فقال: معناه من دسَّ نَفْسَه مع الصالحين و ليس هو منهم. قال: و قال الفراء خابت نفس دَسَّاها اللَّه عز و جل، و يقال: قد خاب من دَسَّى نَفْسَه فأَخْمَلَها بترك الصدقة و الطاعة، قال: و دَسَّاها
 من دَسَّسْتُ بُدِّلَتْ بعض سيناتها ياء كما يقال تَظَنَّيْتُ من الظَنِّ، قال: و يُرَى أَن دَسَّاها
 دَسَّسَها لأَن البخيل يُخْفي مَنْزِله و ماله، و السَّخِيَّ يُبْرِزُ منزله فينزل على الشَرَفِ من الأَرض لئلا يستتر عن الضيفان و من أَراده و لكلٍّ وَجْهٌ. الليث: الدَّسُّ دَسُّك شيئاً تحت شي‏ء و هو الإِخْفاءُ. و دَسَسْتُ الشي‏ء في التراب: أَخفيته فيه؛ و منه قوله تعالى: أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ‏
؛ أَي يدفنه. قال الأَزهري: أَراد اللَّه عز و جل بهذا الموءُودة التي كانوا يدفنونها و هي حية. و ذَكَّرَ فقال: يَدُسُّه، و هي أُنثى، لأَنه رَدَّه على لفظة ما في قوله تعالى: يَتَوارى‏ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ، فردَّه على اللفظ لا على المعنى، و لو قال بها كان جائزاً. و الدَّسِيسُ: إِخفاء المكرِ. و الدَّسيسُ: من تَدُسُّه‏

82
لسان العرب6

دسس ص 82

ليأْتيك بالأَخبار، و قيل الدَّسِيسُ: شبيه بالمُتَجَسِّس، و يقال: انْدَسَّ فلان إِلى فلان يأْتيه بالنمائم. ابن الأَعرابي: الدَّسِيسُ الصُّنانُ الذي لا يَقْلَعُه الدواء. و الدَّسِيسُ: المَشْوِيُّ. و الدُّسُسُ: الأَصِنَّةُ الدَّفِرَةُ الفائحة. و الدُّسُسُ: المُراؤُون بأَعمالهم يدخلون مع القُرَّاء و ليسوا قُرَّاءً. و دَسَّ البعيرَ يَدُسُّه دَسّاً: لم يبالغ في هَنْئه. و دُسَّ البعيرُ: وَرِمَتْ مَساعِرُه، و هي أَرْفاغُه و آباطه. الأَصمعي: إِذا كان بالبعِير شي‏ء خفيف من الجرب قيل به شي‏ء من جَرَب في مَساعِرِه، فإِذا طلي ذلك الموضع بالهِناءِ قيل: دُسَّ، فهو مَدْسُوس؛ قال ذو الرمة:
         تَبَيَّنَ بَرَّاقَ السَّراةِ كأَنه             قَرِيعُ هِجانٍ، دُسَّ منه المَساعِرُ

قال ابن بري: صواب إِنشاده‏
         فَنِيقُ هِجانٍ ...
، قال: و أَما
         قريع هجان ...

فقد جاء قبل هذا البيت بأَبيات و هو:
         و قد لاحَ للسَّاري سُهَيْلٌ كأَنه             قَرِيعُ هِجانٍ، عارَضَ الشَّوْلَ، جافرُ

و قوله تَبَيَّنَ: فيه ضمير يعود على ركب تقدم ذكرهم. و بَرَّاق السَّراةِ: أَراد به الثور الوَحْشِيَّ. و السَّراةُ: الظهر. و الفَنِيقُ: الفحلُ المُكْرَمُ. و الهِجانُ: الإِبل الكرامُ. و دُسَّ البَعِيرُ إِذا طُليَ بالهِناء طَلْياً خفيفاً. و المساعِرُ: أُصول الآباط و الأَفخاذ، و إِنما شبه الثور بالفنيق المَهْنُوءِ في أُصول أَفخاذه لأَجل السواد الذي في قوائمه. و الجافر: المنقطع عن الضِّرابِ، و الشَّوْل: جمع شائلَةٍ التي شالَتْ بأَذنابها و أَتى عليها من نتَاجها سبعة أَشهر أَو ثمانية فَجَفَّ لَبَنُها و ارتفع ضَرْعُها. و عارَضَ الشَّوْلَ: لم يَتْبَعْها. و يقال للهِناء الذي يُطْلَى به أَرْفاغُ الإِبل الدَّسُّ أَيضاً؛ و منه المثل: ليس الهِناءُ بالدَّسِّ؛ المعنى أَن البعير إِذا جَرِبَ في مَساعِرِه لم يُقْتَصَرْ من هِنائِه على موضع الجَرَبِ و لكن يُعَمُّ بالهِناءِ جميعُ جلده لئلا يتعدّى الجَرَبُ موضِعَه فَيَجْرَبَ موضعٌ آخرُ؛ يضرب مثلًا للرجل يَقْتصِرُ من قضاء حاجة صاحبه على ما يَتَبَلَّغ به و لا يبالغ فيها. و الدَّسَّاسَةُ: حَيَّة صَمَّاء تَنْدَسُّ تحت التراب انْدِساساً أَي تَنْدَفِنُ، و قيل: هي شحمة الأَرض، و هي الغَثِمَةُ أَيضاً. قال الأَزهري: و العرب تسميها الحُلُكَّى و بناتِ النَّقا تَغُوصُ في الرمل كما يغوص الحوت في الماء، و بها يُشَبَّه بَنانُ العَذارَى و يقال بنات النَّقا؛ و إِياها أَراد ذو الرمة بقوله:
         بَناتُ النَّقَا تَخْفى مِراراً و تَظْهَرُ
و الدَّسَّاسُ: حَيَّة أَحمر كأَنه الدم مُحَدَّدُ الطرفين لا يُدْرَى أَيهما رأْسه، غليظُ الجِلْدة يأْخذ فيه الضَّرْبُ و ليس بالضخم الغليظ، قال: و هو النَّكَّازُ، قرأَه الأَزهري بخط شَمِر؛ و قال ابن دريد: هو ضَرْبٌ من الحيات فلم يُحَلِّه. أَبو عمرو: الدَّسَّاسُ من الحيات الذي لا يدرى أَيُّ طرفيه رأْسه، و هو أَخبث الحيات يَنْدَسُّ في التراب فلا يظهر للشمس، و هو على لون القُلْبِ من الذهب المُحَلَّى. و الدُّسَّة: لعبة لصبيان الأَعراب.
دعس:
دَعَسَه بالرمح يَدْعَسُه دَعْساً: طعنه. و المِدْعَسُ: الرمح يُدْعَسُ به، و قيل: المِدْعَسُ من الرماح الغليظُ الشديدُ الذي لا ينثني، و رمح مِدْعَسٌ. و المَداعِسُ: الصُّمُّ من الرماح؛ حكاه أَبو عبيد، و الدَعْسُ: الطعن. و المُداعَسَةُ: المُطاعَنَةُ. و
في الحديث: فإِذا دَنا العدوُّ كانت‏

83
لسان العرب6

دعس ص 83

المُداعَسَةُ بالرماح حتى تُقْصَدَ.
أَي تُكْسَر. و رجل مِدْعَسٌ: طَعَّانٌ؛ قال:
         لَتَجِدَنِّي بالأَميرِ بَرَّا،             و بالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا،
             إِذا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرَّا

و سنذكره في الصاد، و هو الأَعرف. قال سيبويه: و كذلك الأُنثى بغير هاء و لا يجمع بالواو و النون لأَن الهاء لا تدخل مؤَنثه. و رجل دِعِّيسٌ: كمِدْعَسٍ. و رجل مُداعِسٌ: مُطاعِنٌ؛ قال:
         إِذا هابَ أَقوامٌ، تَجَشَّمْتُ هَوْلَ ما             يَهابُ حُمَيَّاهُ الأَلَدُّ المُداعِسُ‏

و يروى:
         ... تَقَحَّمْتُ غَمْرَةً             يَهابُ.

و قد يكنى بالدَّعْسِ عن الجماع. و دَعَسَ فلان جاريته دَعْساً إِذا نكحها. و الدَّعْسُ: شدة الوطء. و دَعَسَت الإِبل الطريقَ تَدْعَسُه دَعْساً: وَطِئَتْه وَطْأً شديداً. و الدَّعْسُ: الأَثَرُ، و قيل: هو الأَثر الحديثُ البَيِّنُ؛ قال ابنُ مُقْبِلٍ:
         و مَنْهَلٍ دَعْسُ آثارِ المَطِيِّ به،             تَلْقى المَحارِمَ عِرْنِيناً فَعِرْنِينا

و طريق دَعْسٌ و مِدْعاسٌ و مَدْعُوسٌ: دَعَسَتْه القوائمُ و وَطِئَتْه و كثرت فيه الآثارُ. يقال: رأَيت طريقاً دَعْساً أَي كثير الآثار. و المَدْعُوسُ من الأَرضين: الذي قد كثر به الناسُ و رعاه المالُ حتى أَفسده و كثرت فيه آثاره و أَبواله، و هم يكرهونه إِلا أَن يجمعهم أَثَرُ سَحابة لا يجدون منها بُدّاً. و المِدْعاسُ: الطريق الذي لَيَّنَتْه المارَّةُ؛ قال رؤْبة بن العجاج يصف حميراً وردت الماء:
         في رَسْم آثارٍ و مِدْعاسٍ دَعَقْ،             يَرِدْنَ تحتَ الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَّسَقْ‏

أَي مَمَرُّ هذه الحمير في رَسْم قد أَثرت فيه حوافرها. و الطريق الدُّعاقُ: الذي كثر عليه المشي. و السَّيَّاح: الماء الذي يَسِيحُ على وجه الأَرض. و الدَّسَقُ. البياض؛ يريد به أَن الماء أَبيض. و مُدَّعَسُ القوم: مُخْتَبَزُهم و مُشْتَواهم في البادية و حيث توضَعُ المَلَّة، و هو مُفْتَعَلٌ من الدَّعْس، و هو الحَشْوُ. و دَعَسْتُ الوِعاء: حَشَوْتُه؛ قال أَبو ذؤَيب:
         و مُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه،             بِجَرْداءَ، يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها

يقول: رُبَّ مُخْتَبَزٍ جعلتُ فيه اللحم ثم استخرجته قبل أَن يَنْضَجَ للعَجَلَةِ و الخوف لأَنه في سفر. و في التهذيب: و المُدَّعَسُ مُخْتَبَزُ المَلِيلِ؛ و منه قول الهُذَلي:
         و مدَّعس فيه الأَنيض اختفيته،             بجرداء مثل الوَكْفِ، يَكْبُو غُرابُها

أَي لا يثبت الغراب عليها لملاستها؛ أَراد الصحراء. و أَرض دَعْسَةٌ و مَدْعُوسَةٌ: سهلة. و أَدْعَسَه الحَرُّ: قتله. و المِدْعاسُ: اسم فرس الأَقْرَعِ بن سُفْيان؛ قال الفرزدق:
         يُعَدِّي عُلالاتِ العَبايَةِ إِذْ دَنا             له فارِسُ المِدْعاسِ، غيرِ المُعَمَّرِ

و في النوادر: رجل دَعُوسٌ و غَطُوسٌ و قَدُوسٌ و دَقُوسٌ؛ كل ذلك في الاستقدام في الغَمَراتِ و الحروب.
دعكس:
الدَّعْكَسَةُ: لعب المَجُوسِ يَدُورُون قد أَخذ بعضهم بيد بعض كالرقصِ يسمونه الدَّسْتَبَنْدَ،

84
لسان العرب6

دعكس ص 84

و قد دَعْكَسُوا و تَدَعْكَسَ بعضُهم على بعض، و هم يُدَعْكِسُونَ؛ قال الراجز:
         طافوا به مُعْتَكِسِينَ نُكَّسا،             عَكْفَ المَجُوسِ يَلعَبُون الدَّعْكَسا

دغس:
حَسَبٌ مُدَغْمَسٌ: فاسد مَدخُول: عن الهَجَري. قال أَبو تراب: سمعت شَبانَةَ يقول: هذا الأَمر مُدَغْمَسٌ و مُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً.
دفس:
ابن الأَعرابي: أَدْفَسَ الرجلُ إِذا اسودَّ وجهه من غير علة؛ قال الأَزهري: لا أَحفظ هذا الحرف لغيره.
دفنس:
الدِّفْنِسُ، بالكسر: المرأة الحمقاء؛ و أَنشد أَبو عمرو بنُ العَلاء للفِنْدِ الزِّمَّانيِّ، و يروى لإمرئ القيس بن عابس الكِنْديِّ:
         أَيا تَمْلِكُ، يا تَمْلِ،             ذَريني و ذَري عَذْلي‏
             ذَرِيني و سِلاحي، ثُمَّ             شُدِّي الكفَّ بالعُزْلِ‏
             و نَبْلي و فُقاها كعَراقِيب             قَطاً طُحْلِ‏
             و قد أَخْتَلِسُ الضَّرْبَةَ،             لا يَدْمى لها نَصْلي‏
             كجَيْبِ الدِّفْنِس الوَرْهاءِ             ريعَتْ، و هي تَسْتَفْلي‏
             و قد أَخْتَلِسُ الطَّعْنَةَ             تَنْفي سَنَنَ الرِّجْلِ‏

تَمْلِكُ: اسم امرأَة، و تمل مرخم مثل يا حار، يقول: دعيني و دعي عَذْلَكِ لي على إِدامتي لُبْس السلاح للحرب و مقاومة الأَعداء. و العُزْلُ: جمع أَعْزَل و هو الذي لا سلاح معه؛ يقول: اصرفي همك إِلى من هو قاعد عن الحرب و الرَّمِيَّةِ و لا تفارقيه و شُدِّي كَفَّك به. و فُقاً: جمع فُوقِ السهم، و هو مقلوب من فُوَقٍ كما قال رؤبة:
         كَسَّرَ من عَيْنَيْه تَقْويم الفُوَقْ‏
الهاء في عينيه ضمير الصائد لأَنه إِذا نظر إِلى السهم أَ بِهِ عِوَجٌ أَم لا كَسَرَ بَصَرَه عند نظره. و قوله: كعراقيب قَطاً طُحْلِ؛ شبه أَفواقَ النَّبْلِ أَي الحُمْرَة التي تكون في الفُوقِ، بعراقيب القطا؛ و الطُّحْلُ: جمع أَطْحَل و طَحْلاء. و الطَّحَلُ: لون يشبه الطِّحال شَبَّه بها رِيشَ السهم. و قوله: تَنْفي سَنَنَ الرجل أَي يخرج منها من الدم ما يمنع سَنَن الطريق. و قيل: الدِّفْنِسُ الرَّعْناءُ البَلْهاء، و قال ابن دريد: هي البلهاء فلم يزد على ذلك؛ و أَنشد:
         عَمِيمَةُ ضاحي الجِسمِ ليسَتْ بِغَثَّةٍ،             و لا دِفْنِسٍ، يَطْبي الكِلابَ حِمارُها

و الدِّفْنِسُ و الدِّفْناسُ: الأَحمق، و قيل: الأَحمق البَذِيُّ. و الدِّفْناس: البخيلُ، و قيل: المُنْدَفِقُ النَّوَّامُ؛ و أَنشد ابن الأَعرابي:
         إِذا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَه،             فإِنَّ لنا ذَوداً ضِخامَ المَحالِبِ‏

صَوَّى: سَمَّنَ. و الدِّفْناسُ: الراعي الكَسْلان الذي ينام و يترك الإِبل ترعى وحدها.
دفطس:
دَفْطَسَ: ضَيَّعَ مالَه؛ عن ابن الأَعرابي، و أَنشد:
         قد نامَ عنها جابرٌ و دَفْطَسا،             يَشْكو عُرُوقَ خُصْيَتَيْهِ و النَّسا

قال أَبو العباس: أُراه ذَفْطَسا، قال: و كذا أَحفظه، بالذال، قال: و لكن لا نغيره و أُعَلِّمُ عليه.

85
لسان العرب6

دقس ص 86

دقس:
دَقَسَ في الأَرض دَقْساً و دُقُوساً: ذهب فتَغَيَّب. و الدُّقْسَةُ: دُوَيْبَّة صغيرة. و دَقْيُوسُ: اسم مَلِكٍ، أَعجمية. الليث: الدقس ليس بعربي، و لكن الملك الذي بنى المسجد على أَصحاب الكهف اسمه دَقْيُوسُ. قال الأَزهري: و رأَيت في نوادر الأَعراب: ما أَدري أَين دَقَسَ و لا أَين دُقِسَ به و لا أَين طَهَسَ و طُهِسَ به أَي أَين ذهب و ذُهب به.
دمقس:
التهذيب: قالوا للإِبْرَيْسَمِ دِمَقْسٌ و دِقَمْسٌ.
دكس:
الدُّكاسُ: ما يَغْشَى الإِنسانَ من النعاسِ و يتراكب عليه؛ و أَنشد ابن الأَعرابي:
         كأَنه من الكَرَى الدُّكاسِ             باتَ بِكأْسَيْ قَهْوَةٍ يُحاسِي‏

و الدَّاكِسُ: لغة في الكادِسِ، و هو ما يُتَطَيَّرُ به من العُطاسِ و القَعِيدِ و نحوهما. دَكَسَ الشي‏ءَ: حَشَاه. و الدَّاكِسُ من الظِّباء: القَعِيدُ. و الدَوْكَسُ: العدد الكثير. و مالٌ دَوْكَس: كثير؛ عن كراع. وَ نَعَمٌ دَوْكسٌ و دَيْكَسٌ أَي كثير. و الدَّوْكَسُ: من أسماء الأَسد، و هو الدَّوْسَكُ لغة. و قال أَبو منصور: لم أَسمع الدَّوْكسَ و لا الدَّوسَكَ في أَسماء الأَسد، و العرب تقول: نَعَمٌ دَوْكَسٌ و شاء دَوْكَسٌ إِذا كثرت؛ و أَنشد بعضهم:
         مَن اتَّقَى اللَّهَ، فلمَّا يَيْئَسِ             من عَكَرٍ دَثْرٍ و شاءٍ دَوْكَسِ‏

و الدِّيَكْسا و الدِّيَكْساءُ: القِطعة العظيمة من الغنم و النَّعام. يقال: غنمٌ دِيَكْساء و غَبَرَةٌ دِيَكْساءُ عظيمة. و دَيْكَسَ الرجلُ في بيته إِذا كان لا يَبْرُزُ لحاجة القوم يَكْمُنُ فيه. و دَوْكَسٌ: اسمٌ.
دلس:
الدَّلَسُ، بالتحريك: الظُّلْمَة. و فلان لا يُدالِسُ و لا يُوالِسُ أَي لا يُخادِعُ و لا يَغْدُرُ [يَغْدِرُ]. و المُدالَسَة: المُخادَعَة. و فلان لا يُدالِسُك و لا يخادِعُك و لا يُخْفِي عليك الشي‏ء فكأَنه يأْتيك به في الظلام. و قد دَالَسَ مُدالَسَةً و دِلاساً و دَلَّسَ في البيع و في كل شي‏ء إِذا لم يبين عيبه، و هو من الظُّلمة. و التَّدْلِيسُ في البيع: كِتْمانُ عيب السِّلْعَة عن المشتري؛ قال الأَزهري: و من هذا أُخذ التدليس في الإِسناد و هو أَن يحدِّث المحدِّثُ عن الشيخ الأَكبر و قد كان رآه إِلا أَنه سَمِعَ ما أَسنده إِليه من غيره من دونه، و قد فعل ذلك جماعة من الثقات. و الدُّلْسَةُ: الظُّلْمة. و سمعت أَعرابيّاً يقول لامرئٍ قُرِفَ بسوء فيه: ما لي فيه وَلْسٌ و لا دَلْسٌ أَي ما لي فيه خيانة و لا خديعة. و يقال: دَلَّسَ لي سِلْعَةَ سَوْءٍ. و انْدَلَسَ الشيُ إِذا خَفِيَ. و دَلَّسْتُه فَتَدَلَّسَ و تَدَلَّسْتُه أَي لا تشعر به. و الدَّوْلَسِيُّ: الذَّرِيعِةُ المُدَلَّسَةُ؛ و منه‏
حديث ابن المسيَّب: رحم اللَّه عُمَرَ لو لم يَنْهَ عن المتعة لاتخذها الناسُ دَوْلَسِيّاً.
أَي ذريعةً إِلى الزنا مُدَلّسةً؛ و الواو فيه زائدة. و التَدْليسُ: إِخفاء العيب. و الأَدْلاسُ: بقايا النَّبْتِ و البقلِ، واحدها دَلَسٌ، و قد أَدْلَسَتِ الأَرضُ؛ و أَنشد:
         بَدَّلْتَنا من قَهْوَسٍ قِنْعاسا             ذا صَهَواتٍ يَرْتَعُ الأَدْلاسا

86
لسان العرب6

دلس ص 86

و يقال: إِن الأَدْلاسَ من الرِّبَبِ، و هو ضرب من النبت، و قد تَدلّسَ إِذا وقع بالأَدلاسِ. ابن سيدة: و أَدْلاسُ الأَرضِ بقايا عُشْبِها. و دَلَّسَتِ الإِبلُ: اتَّبَعَت الأَدْلاسَ. و أَدْلَسَ النَّصِيُّ: ظهر و اخضرّ. و أَدْلَسَتِ الأَرضُ: أَصاب المالُ منها شيئاً. و الدَّلَسُ: أَرض أَنبتت بعد ما أُكِلَتْ؛ و قال:
         لو كان بالوادي يُصِبْنَ دَلَسا،             من الأَفاني و النَّصِيِّ أَمْلَسا،
             و باقِلًا يَخْرُطْنَه قد أَوْرَسا

و الدَّلَسُ: النبات الذي يُورِقُ في آخر الصيف. و أَنْدُلُسُ: جزيرة «2» معروفة، وزنها أَنْفُعُلُ، و إِن كان هذا مما لا نذير له، و ذلك أَن النون لا محالة زائدة لأَنه ليس في ذوات الخمسة شي‏ء على فَعْلُلُلٍ فتكون النون فيه أَصلًا لوقوعها مع العين، و إِذا ثبت أَن النون زائدة فقد بَرَدَ في أَنْدلس ثلاثة أَحرف أُصول، و هي الدال و اللام و السين، و في أَوّل الكلام همزة، و متى وقع ذلك حكمت بكون الهمزة زائدة، و لا تكون النون أَصلًا و الهمزة زائدة لأَن ذوات الأَربعة لا تلحقها الزوائد من أَوائلها إِلا في الأَسماء الجارية على أَفعالها نحو مدحرج و بابه، فقد وجب إِذاً أَن الهمزة و النون زائدتان و أَن الكلمة بها على وزن أَنفعل، و إِن كان هذا مثالًا لا نظير له.
دلعس:
البَلْعَسُ و الدَّلْعَسُ و الدَّلْعَكُ، كل هذا: الضخمة من النُّوق مع استرخاء فيها. ابن سيدة: الدِّلْعَوْسُ المرأَةُ الجَرِيئة بالليل الدائبة الدُّلْجَةِ، و كذلك الناقة. و جمَل دِلْعَوْسٌ و دُلاعِسٌ إِذا كان ذَلُولًا. الأَزهري: الدِّلْعَوْسُ المرأَة الجريئة على أَمرها العَصِيَّةُ لأَهلها؛ قال: و الدِّلْعَوْسُ الناقة النَّشِزَةُ الجريئة بالليل.
دلمس:
دَلْمَسٌ: اسم. و ليل دُلامِسٌ: مظلم، و قد ادْلَمَّسَ الليلُ إِذا اشتدّت ظلمته، و هو ليل مُدْلَمِّسٌ.
دلهمس:
الدَّلَهْمَسُ: الجري‏ء الماضي على الليل، و هو من أَسماء الأَسد و الشجاع؛ قال أَبو عبيد: سمي الأَسد بذلك لقوّته و جراءته، و لم يُفْصِح عن صحيح اشتقاقه؛ قال الشاعر:
         و أَسدٌ في غِيلِه دَلَهْمَسُ‏

أَبو عبيد: الدَّلَهْمَسُ الأَسد الذي لا يهوله شي‏ء ليلًا و لا نهاراً. و ليل دَلَهْمَسٌ: شديد الظلمة؛ قال الكميت:
         إِليكَ، في الحِنْدِسِ الدَّلَهْمَسَةِ الطَّامِسِ،             مثلَ الكواكبِ الثُقُبِ‏

دمس:
دَمَس الظلامُ و أَدْمَسَ و ليلٌ دامسٌ إِذا اشتدّ و أَظلم. و قد دَمَسَ الليل يَدْمِسُ و يَدْمُسُ دَمْساً و دُمُوساً و أَدْمَسَ: أَظلم، و قيل: اختلط ظلامه. و في كلام مسيلمة: و الليل الدَّامِس هو الشديد الظلمة. و دَمَسَه يَدْمُسُه و يَدْمِسُه دَمْساً: دفنه. و دَمَّسَ الخَمْرَ: أَغلق عليها دَنَّها؛ قال:
         إِذا ذُقْتَ فاها قلتَ: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ،             أُريدَ به قَيْلٌ فَغُودِرَ في سأْبِ‏

و التدميس: إِخفاء الشي‏ء تحت الشي‏ء، و يقال بالتخفيف. أَبو زيد: المُدَمَّسُ المَخْبوء. و دَمَسْتُ الشي‏ء: دفنته و خَبَأْته، و كذلك التَّدْمِيسُ. و دَمَّسَ الشي‏ءَ: أَخفاه. و دَمَسَ عليه الخبرَ دَمْساً: كَتَمَه‏
__________________________________________________
 (2). قوله [و أندلس جزيرة إلخ‏] ضبطها شارح القاموس بضم الهمزة و الدال و اللام و ياقوت بفتح الهمزة و ضم الدال و فتحها و ضم اللام ليس إلا.

87
لسان العرب6

دمس ص 87

البتة. و الدِّماسُ: كل ما غَطَّاك. أَبو عمرو: دَمَسْت الشي‏ء غطيته. و الدَّمَسُ: ما غُطِّي؛ و أَنشد للكميت:
         بلا دَمَسٍ أَمرَ القَريبِ و لا غَمْلِ‏
أَبو زيد: يقال أَتاني حيث وَارى دَمَسٌ دَمْساً و حيث وارى رُؤْيٌ رُؤْياً، و المعنى واحد، و ذلك حين يُظْلِمُ أَوَّلُ الليل شيئاً؛ و مثله: أَتاني حين تقول أَخوك أَم الذئب. و روى أَبو تراب لأَبي مالك: المُدَّمَّسُ و المُدَنَّسُ بمعنى واحد. و قد دَنَّسَ و دَمَّسَ. و الدِّماسُ: كساء يطرح على الزِّقِّ. و دَمَسَ المرأَة دَمْساً: نكحها كَدَسَمها؛ عن كراع. و الدِّيماس و الدَّيْماسُ: الحَمَّامُ. و
في الحديث في صفة الدجال: كأَنما خَرَجَ من ديماس.
؛ قال بعضهم: الدِّيماسُ الكِنُّ؛ أَراد أَنه كان مُخَدَّراً لم يَرَ شمساً و لا ريحاً، و قيل: هو السَّرَبُ المظلم، و قد جاءَ في الحديث مفسراً أَنه الحَمَّام. و الدِّيْماسُ: السَّرَب؛ و منه يقال دَمَسْتُه أَي قَبَرْتُه. أَبو زيد: دَمَسْته في الأَرض دَمْساً إِذا دفنته، حيّاً كان أَو مَيِّتاً؛ و كان لبعض الملوك حبس سماه دَيْماساً لظلمته. و الدِّيماسُ: سجن الحجاج بن يوسف، سمي به على التشبيه، فإِن فتحتَ الدال جمع على دَياميسَ مثل شيطان و شياطين، و إِن كسرتها جمعت على دَماميس مثل قِيْراطٍ و قَراريطَ، و سمي بذلك لظلمته. و
في حديث المسيح: أَنه سَبْطُ الشَّعرِ كثيرُ خِيلان الوجه كأَنه خَرَجَ من دِيماس.
؛ يعني في نَضْرَتِه و كثرة ماء وجهه كأَنه خرج من كِنٍّ لأَنه قال في وصفه: كأَنَّ رأْسَه يَقْطُرُ ماءً. و المُدَمِّسُ و المُدَمَّسُ: السجن. و يقال: جاء فلان بأُمور دُمْسٍ أَي عِظام كأَنه جمعُ دامِسٍ مثل بازِلٍ و بُزْلٍ. و الدُّودَمِسُ: الحيةُ، و قيل: ضرب من الحيات مُحْرَنْفِشُ الغَلاصِمِ، يقال ينفخ نَفخاً فيُحْرِقُ ما أَصابه، و الجمع دَوْدَمِساتٌ و دَوامِيسُ. و قال أَبو مالك: المُدَمَّسُ الذي عليه وَضَرُ العَسَل. و قال أَبو عمرو: دَمَسَ الموضعُ و دَسَمَ و سَمَدَ إِذا دَرَسَ.
دمحس:
الدُّماحِسُ: السي‏ءُ الخُلُق. و الدُّماحِسُ: مثل الدُّحْمُس، و قد تقدم ذكره. و الدُّحْسُمُ و الدُّماحِس: الغليظان.
دمقس‏
الدِمَقْسُ و الدِمْقاسُ و المِدَقْسُ: الإِبْرَيْسَم و قيل القَزُّ، و ثوب مُدَمْقَسٌ، و قالوا للإِبْرَيْسَمِ: دِمَقْسٌ و دِقَمْسٌ؛ و قال إمرؤ القيس:
         و شَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ‏

قال أَبو عبيدة: الدِمَقْسُ من الكَتَّانِ، و قال دِمَقْسٌ و مِدَقْسٌ، مقلوب. غيره: الدِمَقْسُ الدِّيباج، و يقال: هو الحرير، و يقال الإِبْرَيْسَمُ‏
دنس:
الدَّنَسُ في الثياب: لَطْخُ الوسخ و نحوه حتى في الأَخلاق، و الجمع أَدْناسٌ. و قد دَنِسَ يَدْنَسُ دَنَساً، فهو دَنِسٌ: تَوَسَّخَ. و تَدَنَّسَ: اتَّسَخ، و دَنَّسَه غيره تَدْنِيساً. و
في حديث الإِيمان: كأَن ثيابه لم يَمَسَّها دَنَسٌ.
؛ الدَّنَسُ: الوَسَخُ؛ و رجل دَنِسُ المروءَةِ، و الاسم الدَّنَسُ. و دَنَّسَ الرجلُ عِرْضَه إِذا فعل ما يَشِينُه.
دنخس:
الدَّنْخَسُ: الجسيم الشديد اللحم.
دنفس:
الدُّنافِسُ: السي‏ء الخُلُقِ.

88
لسان العرب6

دنقس ص 89

دنقس:
الدَّنْقَسَةُ: تَطَأْطؤُ الرأْس؛ و أَنشد:
         إِذا رآني من بَعِيدٍ دَنْقسا
و الدَّنْقَسَةُ: خَفْضُ البَصَر ذُلًّا. و دَنْقَسَ: نظر و كَسَرَ عينيه؛ و أَنشد:
         يُدَنْقِسُ العينَ إِذا ما نَظَرا

أَبو عبيد في باب العين: دَنْقَسَ الرجلُ دَنْقَسَةً، و طَرْفَشَ طَرْفَشَةً إِذا نظر فكسر عينيه. قال شمر: إِنما هو دَنْفَشَ، بالفاء و الشين. و روى سَلَمة عن الفراء: الدَّنْقَشَةُ الفساد، رواه في حروف شينية مثل الدَّهْفَشَة و العَكْبَشَة و الكَيْبَشَة و الحَنبَشة، و رواه بالقاف، و رواه غير الفراء دَنْقَسَةً، بالسين المهملة. و دَنْقَسَ بين القوم: أَفسد، بالسين و الشين جميعاً. الأُمَوِيُّ: المُدَنْقِس المفسدُ. قال أَبو بكر: و رأَيته في نسخة دَنْفَشْتُ بينهم أَفسدت، و المُدَنْفِشُ المفسد؛ قال الأَزهري: و الصواب عندي بالقاف و الشين.
دهس:
الليث: الدُّهْسَةُ لون كلون الرمال و أَلوان المعْزى؛ قال العجاج:
         مُواصِلًا قُفّاً بلَوْنٍ أَدْهَسا «3»

ابن سيدة: الدُّهْسَةُ لون يعلوه أَدنى سواد يكون في الرمال و المَعَزِ. و رَمْل أَدْهَسُ بَيِّنُ الدَّهَسِ، و الدَّهَاسُ من الرمل: ما كان كذلك لا يُنبت شجراً و تغيب فيه القوائم؛ و أَنشد:
         و في الدَّهَاسِ مِضْبَرٌ مُواثمُ‏

و قيل: هو كل لَيِّنٍ سَهْلٍ لا يبلغ أَن يكون رملًا و ليس بتراب و لا طين؛ قال ذو الرمة:
         جاءت من البِيضِ زُعْراً، لا لِباسَ لها             إِلا الدَّهاسُ، و أُمُّ بَرَّةٌ و أَبُ‏

و هي الدَّهْسُ. الأَصمعي: الدَّهاسُ كل لَيِّنٍ جدّاً، و قيل: الدَّهْسُ الأَرض السَّهْلة يثقل فيها المشي، و قيل: هي الأَرض التي لا يغلب عليها لونُ الأَرض و لا لونُ النبات و ذلك في أَول نباتها، و الجمع أَدْهاسٌ؛ و قد ادْهاسَّتِ الأَرضُ. و أَدْهَسَ القومُ: ساروا في الدَّهْسِ كما يقال أَوْعَثُوا ساروا في الوَعْث. أَبو زيد: من المِعْزَى الصَّدْآء، و هي السَّوْداء المُشْرَبَة حُمْرَةً، و الدَّهْساء أَقل منها حُمْرَةً، و الدَّهْساء من الضأْن التي على لون الدَّهْسِ، و الدَّهْساءُ من المَعَزِ كالصَّدْآء إِلا أَنها أَقل منها حُمْرة؛ و قال المُعَلَّى بن جَمال العَبْدي:
         و جاءتْ خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفايا،             يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ‏

و الخِلْعَةُ [الخُلْعَةُ]: خيار المال. و يَصُورُ: يُمِيلُ، و يروى:
         يَصُوعُ ...
أَي يُفَرِّقُ. و عُنُوق: جمع عَناقٍ. و الدَّهْسُ و الدَّهاسُ مثل اللَّبْثِ و اللَّباثِ: المكانُ السهل اللين لا يبلغ أَن يكون رملًا، و ليس هو بتراب و لا طين، و رمالٌ دُهْسٌ. و
في الحديث: أَقْبَلَ من الحُدَيْبية فنزل دَهاساً من الأَرض.
؛ و منه‏
حديث دُرَيْد بنِ الصِّمَّة: لا حَزْنٌ ضَرِسٌ و لا سَهْلٌ دَهِسٌ.
و رجل دَهاسُ الخُلُقِ أَي سهل الخلُق دَمِسُه، و ما في خُلُقِه دَهاسَةٌ.
دهرس:
الدّهارِيسُ: الدواهي؛ قال المُخَبَّلُ:
         فإِن أَبْل لاقَيْت الدَّهارِيس منهما،             فقد أَفْنَيا النُّعْمانَ، قَبْلُ، و تُبَّعا

واحدها دِهْرِسٌ و دُهْرُسٌ؛ قال ابن سيدة: فلا أَدري لم ثبتت الياء في الدَّهاريس. ابن الأَعرابي:
__________________________________________________
 (3). قوله [بلون‏] في الصحاح: و رملًا.

89
لسان العرب6

دهرس ص 89

الدَّراهِيسُ أَيضاً و الدَّهْرَسُ الخِفَّةُ. و ناقة ذات دَهْرَسٍ أَي ذات خفة و نشاط؛ و أَنشد:
         ذات أَزابِيٍّ و ذات دَهْرَسِ‏
و أَنشد الليث:
         حَجَّتْ إِلى النَخْلَةِ القُصْوى فقلتُ لها:             حَجْرٌ حَرامٌ أَلا تِلْكَ الدَّهارِيسُ «1»

و الدِّهْرِسُ و الدُّهْرُسُ جميعاً: الداهية كالدَّهْرَس، و هي الدهارس؛ أَنشد يعقوب:
         مَعِي ابْنا صَرِيمٍ جازِعانِ كلاهُما،             و عَرْزَةُ لولاه لَقِينا الدَّهارِسا

دهمس:
التهذيب: قال أَبو تراب سمعت شَبانَةَ يقول: هذا الأَمر مُدَغْمَسٌ و مُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً.
دوس:
داسَ السيفَ: صَقَلَه. و المِدْوَسَةُ: خَشَبة عليها سِنٌّ يُداسُ بها السيف. و المِدْوَسُ: المِصقَلَةُ؛ قال الشاعر:
         و أَبْيَضَ، كالغَدِيرِ، ثَوَى عليه             قُيُونٌ بالمَدَاوِسِ نِصْفَ شَهْرِ

و المِدْوَسُ: خشبة يُشَدُّ عليها مِسَنٌّ يَدُوسُ بها الصَّيْقَلُ السيفَ حتى يَجْلُوه، و جمعه مَداوِسُ؛ و منه قوله:
         و كأَنما هو مِدْوَسٌ مُتَقَلِّبٌ             في الكفِّ، إِلا أَنه هو أَضْلَعُ‏

و داسَ الرجلُ جاريته إِذا علاها و بالغ في جماعها. و داسَ الشي‏ء برجله يَدُوسُه دَوْساً و دِياساً: وَطِئَه. و الدَّوْسُ: الدِّياسُ، و البقر التي تَدُوسُ الكُدْسَ هي الدَّوائِس. و داسَ الطعامَ يَدُوسُه دِياساً فانْداسَ هو، و الموضع مَداسَةٌ. و داسَ الناسُ الحَبَّ و أَداسُوه: دَرَسُوه؛ عن أَبي حنيفة. و
في حديث أُمِّ زَرْع: و دائس و منَقٍّ.
: الدائس الذي يَدُوسُ الطعامَ و يَدُقُّه ليُخْرجَ الحَبَّ منه، و هو الدِّياسُ، و قلبت الواو ياء لكسرة الدال. و الدَّوائِس: البقر العوامل في الدَوْس؛ يقال: قد أَلْقَوا الدَّوائِسَ في بَيْدَرهم. و الدَّوْسُ: شدة وَطْءِ الشي‏ء بالأَقدام. و قولهم الدّوابّ حتى يَتَفَتَّت كما يتفتت قَصَبُ السَّنابل فيصير تبناً، و من هذا يقال: طريق مَدُوسٌ. و قولهم: أَتتهم الخيلُ دَوائِسَ أَي يَتْبَعُ بعضهم بعضاً. و المِدْوَسُ: الذي يُداسُ به الكُدْسُ يُجرُّ عليه جَرًّا، و الخيل تَدُوسُ القَتْلَى بحوافرها إِذا وطئتهم؛ و أَنشد:
         فداسُوهُمُ دَوْسَ الحَصِيدِ فأَهْمَدُوا
أَبو زيد: يقال: فلانٌ دِيسٌ من الدِّيَسَةِ أَي شجاع شديد يَدُوسُ كلَّ من نازله، و أَصله دِوْسٌ على فِعْلٍ، فقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها كما قالوا رِيحٌ، و أَصله رِوْحٌ. و يقال: نزل العدوُّ ببني فلان في الخيل فجاسَهُم و حاسَهُم و داسَهم إِذا قتلهم و تخلل ديارهم و عاث فيهم. و دياسُ الكُدْسِ و دِراسُه واحد. و قال أَبو بكر في قولهم: قد أَخذنا في الدّوْسِ؛ قال الأَصمعي: الدّوْسُ تسوية الحديقة و ترتيبها، مأْخوذ من دِيَاسِ السيف و هو صَقْلُه و جِلاؤُه؛ قال الشاعر:
         صافي الحَدِيدَةِ قد أَضرَّ بصَقْلِه             طُولُ الدِّياسِ، و بَطْنُ طَيْرٍ جائِعِ‏

و يقال للحَجَر الذي يُجْلَى به السيفُ: مِدْوَسٌ. ابن الأَعرابي: الدَّوْسُ الذُّلُّ. و الدُّوْسُ: الصَّقْلة. و دَوْسٌ: قبيلة من الأَزْدِ، منها أَبو هريرة الدَّوْسِي، رحمة اللَّه عليه.
دودمس:
الدُّودَمِسُ: حَيَّة تنفخ فتُحْرِق.
__________________________________________________
 (1). قوله [و أَنشد الليث أَي لجرير]، و قوله حجت يروى حنت و قوله: حجر يروى بسل، و كل صحيح، و الحجر و البسل كالمنع وزناً و معنى.

90
لسان العرب6

فصل الراء ص 91

فصل الراء
رأس:
رَأْسُ كلّ شي‏ء: أَعلاه، و الجمع في القلة أَرْؤُسٌ و آراسٌ على القلب، و رُؤوس في الكثير، و لم يقلبوا هذه، و رؤْسٌ: الأَخيرة على الحذف؛ قال إمرؤ القيس:
         فيوماً إِلى أَهلي، و يوماً إِليكمُ،             و يوماً أَحُطُّ الخَيْلَ من رُؤْسِ أَجْبالِ‏

و قال ابن جني: قال بعض عُقَيْل: القافية رأْس البيت؛ و قوله:
         رؤسُ كَبِيرَيْهِنَّ يَنْتَطِحان‏
أَراد بالرؤس الرأْسين، فجعل كل جزء منها رأْساً ثم قال ينتطحان، فراجع المعنى. و رأَسَه يَرْأَسُه رَأْساً: أَصاب رَأْسَه. و رُئِسَ رَأْساً: شكا رأْسه. و رَأَسْتُه، فهو مرؤوسٌ و رئيس إِذا أَصبت رأْسه؛ و قول لبيد:
         كأَنَّ سَحِيلَه شَكْوَى رَئيسٍ،             يُحاذِرُ من سَرايا و اغْتِيالِ‏

يقال: الرئيس هاهنا الذي شُدَّ رأْسه. و رجل مرؤوس: أَصابه البِرْسامُ. التهذيب: و رجل رئيسٌ و مَرْؤُوسٌ، و هو الذي رَأَسَه السِّرْسامُ فأَصاب رأْسه. و قوله‏
في الحديث: إِنه، صلى اللَّه عليه و سلم، كان يصيب من الرأْس و هو صائم.
؛ قال: هذا كناية عن القُبْلة. و ارْتَأَسَ الشي‏ءَ: رَكب رأْسه؛ و قوله أَنشده ثعلب:
         و يُعْطِي الفَتَى في العَقْلِ أَشْطارَ مالِه،             و في الحَرْب يَرْتاسُ السِّنانَ فَيَقْتُل‏

أَراد: يرتئس، فحذف الهمزة تخفيفاً بدليّاً. الفراء: المُرائِسُ و الرَّؤوسُ من الإِبل الذي لم يَبْقَ له طِرْقٌ إِلا في رأْسه. و في نوادر الأَعراب: ارْتَأَسَني فلان و اكْتَسَأَني أَي شَغَلَني، و أَصله أَخذ بالرَّقَبة و خفضها إِلى الأَرض، و مثله ارْتَكَسَني و اعْتَكَسني. و فحل أَرْأَسُ: و هو الضَّخْمُ الرأْس. و الرُّؤاسُ و الرُّؤاسِيُّ و الأَرْأَسُ: العظيم الرأْس، و الأُنثى رَأْساءُ؛ و شاة رأْساءُ: مُسْوَدَّة الرأْس. قال أَبو عبيد: إِذا اسْوَدَّ رأْس الشاة، فهي رأْساء، فإِن ابيض رأْسها من بين جسدها، فهي رَخْماء و مُخَمَّرَةٌ. الجوهري: نعجة رأْساء أَي سوداء الرأْس و الوجه و سائرها أَبيض. غيره: شاة أَرْأَسُ و لا تقل رؤاسِيٌّ؛ عن ابن السكيت. و شاة رَئِيسٌ: مُصابة الرأْس، و الجمع رَآسَى بوزن رَعاسَى مثل حَباجَى و رَماثَى. و رجل رَأْآسٌ بوزن رَعَّاسٍ: يبيع الرؤوس، و العامة تقول: رَوَّاسٌ. و الرَّائِسُ: رأْسُ الوادي. و كل مُشْرِفٍ رائِسٌ. و رَأَسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ: جَمَعَه؛ قال ذو الرمة:
         خَناطيلُ، يَسْتَقرِبْنَ كلَّ قَرارَةٍ             و مَرْتٍ نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائِسُ‏

و بعض العرب يقول: إِن السيل يَرْأَسُ الغثاء، و هو جمعه إِياه ثم يحتمله. و الرَّأْسُ: القوم إِذا كثروا و عَزُّوا؛ قال عمرو بن كلثوم:
         بِرَأْسٍ من بني جُشَمِ بنِ بَكْرٍ،             نَدُقُّ به السُّهُولَةَ و الخُزونا

قال الجوهري: و أَنا أُرى أَنه أَراد الرَّئيسَ لأَنه قال ندق به و لم يقل ندق بهم. و يقال للقوم إِذا كثروا و عَزُّوا: هم رَأْسٌ. و رَأَسَ القومَ يَرْأَسُهم، بالفتح، رَآسَةً و هو رئيسهم: رَأَسَ عليهم فَرَأَسَهم و فَضَلهم، و رَأَسَ عليهم كأَمَر عليهم، و تَرَأَّسَ عليهم‏

91
لسان العرب6

رأس ص 91

كَتَأَمَّرَ، و رَأَّسُوه على أَنفسهم كأَمَّروه، و رَأَّسْتُه أَنا عليهم تَرْئِيساً فَتَرَأَّسَ هو و ارْتَأَسَ عليهم. قال الأَزهري: و رَوَّسُوه على أَنفسهم، قال: و هكذا رأَيته في كتاب الليث، قال: و القياس رَأَّسوه لا رَوَّسُوه. ابن السكيت: يقال قد تَرَأَّسْتُ على القوم و قد رَأَّسْتُك عليهم و هو رَئيسُهم و هم الرُّؤَساء، و العامَّة تقول رُيَساء. و الرَّئِيس: سَيِّدُ القوم، و الجمع رُؤَساء، و هو الرَّأْسُ أَيضاً، و يقال رَيِّسٌ مثل قَيِّم بمعنى رَئيس؛ قال الشاعر:
         تَلْقَ الأَمانَ على حِياضِ محمدٍ             ثوْلاءُ مُخْرِفَةٌ، و ذِئْبٌ أَطْلَسُ‏
             لا ذي تَخافُ و لا لِهذا جُرْأَة،             تُهْدى الرَّعِيَّةُ ما اسْتَقامَ الرَّيِّسُ‏

قال ابن بري: الشعر للكميت يمدح محمد بن سليمان الهاشمي. و الثَّوْلاء: النعجة التي بها ثَوَلٌ. و المُخْرِفَةُ: التي لها خروف يتبعها. و قوله لا ذي: إِشارة إِلى الثولاء، و لا لهذا: إِشارة إِلى الذئب أَي ليس له جُرأَة على أَكلها مع شدة جوعه؛ ضرب ذلك مثلًا لعدله و إِنصافه و إِخافته الظالم و نصرته المظلوم حتى إِنه ليشرب الذئب و الشاة من ماء واحد. و قوله تهدى الرعية ما استقام الريس أَي إِذا استقام رئيسهم المدبر لأُمورهم صلحت أَحوالهم باقتدائهم به. قال ابن الأَعرابي: رَأَسَ الرجلُ يَرْأَسُ رَآسَة إِذا زاحم عليها و أَراجها، قال: و كان يقال إِن الرِّياسَة تنزل من السماء فيُعَصَّبُ بها رأْسُ من لا يطلبها؛ و فلان رأَسُ القوم و رَئيس القوم. و
في حديث القيامة: أَ لم أَذَرْكَ تَرْأَسُ و تَرْبَعُ؟.
رَأَسَ القومَ: صار رئيسَهم و مُقَدَّمَهم؛ و منه‏
الحديث: رَأْس الكفر من قِبَلِ المشرق.
و يكون إِشارة إِلى الدجال أَو غيره من رؤَساء الضلال الخارجين بالمشرق. و رَئيسُ الكلاب و رائِسها: كبيرها الذي لا تَتَقَدَّمُه في القَنَص، تقول: رائس الكلاب مثلُ راعِسٍ أَي هو في الكلاب بمنزلة الرئيس في القوم. و كلبة رائِسَة: تأْخذ الصيد برأْسه. و كلبة رَؤوس: و هي التي تُساوِرُ رأْسَ الصيد. و رائس النهر و الوادي: أَعلاه مثل رائس الكلاب. و رَوائس الوادي: أَعاليه. و سحابة مُرائس و رائِس: مُتَقَدِّمَة السحاب. التهذيب: سحابة رائِسَةٌ و هي التي تَقَدَّمُ السحابَ، و هي الرَّوائِس. و يقال: أَعطني رَأْساً من ثُومٍ. و الضَّبُّ ربما رَأَسَ الأَفْعَى و ربما ذَنَبها، و ذلك أَن الأَفعى تأْتي جُحْرَ الضب فتَحْرِشُه فيخرج أَحياناً برأْسه مُسْتَقْبِلها فيقال: خَرَجَ مُرَئِّساً، و ربما احْتَرَشَه الرجل فيجعل عُوداً في فم جُحْره فيَحْسَبُه أَفْعَى فيخرج مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً. قال ابن سيدة: خرج الضَّبُّ مُرائِساً اسْتَبَقَ برأْسه من جحره و ربما ذَنَّبَ. و وَلَدَتْ وَلَدها على رَأْسٍ واحدٍ، عن ابن الأَعرابي، أَي بعضُهم في إِثر بعض، و كذلك ولدت ثلاثة أَولاد رأْساً على رأْس أَي واحداً في إِثر آخر. و رَأْسُ عَينٍ و رأْسُ العين، كلاهما: موضع؛ قال المُخَبَّلُ يهجو الزِّبْرِقان حين زَوّجَ هَزَّالًا أُخته خُلَيْدَةَ:
         و أَنكحتَ هَزَّالا خُلَيْدَةَ، بعد ما             زَعَمْتَ برأْسِ العين أَنك قاتِلُهْ‏
             و أَنكَحْتَه رَهْواً كأَنَّ عِجانَها             مَشَقُّ إِهابٍ، أَوسَعَ الشَّقَّ ناجِلُهْ

و كان هَزَّال قتل ابن مَيَّة في جوار الزبرقان و ارتحل إِلى رأْس العين، فحلف الزبرقان ليقتلنه ثم إِنه بعد

92
لسان العرب6

رأس ص 91

ذلك زوّجه أُخته، فقالت امرأَة المقتول تهجو الزبرقان:
         تَحَلَّلَ خِزْيَها عَوْفُ بن كعبٍ،             فليس لخُلْفِها منه اعْتِذارُ
             برأْسِ العينِ قاتِلُ من أَجَرْتُمْ             من الخابُورِ، مَرْتَعُه السِّرارُ

و أَنشد أَبو عبيدة في يوم رأْس العين لسُحَيْم بن وُثَيْلٍ الرِّياحِيِّ:
         و هم قَتَلوا عَمِيدَ بني فِراسٍ،             برأْسِ العينِ في الحُجُج الخَوالي‏

و يروى أَن المخبل خرج في بعض أَسفاره فنزل على بيت خليدة امرأَة هزال فأَضافته و أَكرمته و زَوَّدَتْه، فلما عزم على الرحيل قال: أَخبريني باسمك. فقالت: اسمي رَهْوٌ، فقال: بئس الاسم الذي سميت به فمن سماك به؟ قالت له: أَنت، فقال: وا أَسفاه وا ندماه ثم قال:
         لقد ضَلَّ حِلْمِي في خُلَيْدَةَ ضَلَّةً،             سَأُعْتِبُ قَوْمي بعدها و أَتُوبُ‏
             و أَشْهَدُ، و المُسْتَغْفَرُ اللَّهُ، أَنَّني             كَذَبْتُ عليها، و الهِجاءُ كَذُوبُ‏

الجوهري: قَدِمَ فلان من رأْس عين و هو موضع، و العامَّة تقول من رأْس العين. قال ابن بري: قال علي بن حمزة إِنما يقال جاء فلان من رأْس عين إِذا كانت عيناً من العيون نكرة، فأَما رأْس عين هذه التي في الجزيرة فلا يقال فيها إِلا رأْس العين. و رائِسٌ: جبل في البحر؛ و قول أُمية بن أَبي عائذ الهُذَلّي:
         و في غَمْرَةِ الآلِ خِلْتُ الصُّوى             عُرُوكاً على رائِسٍ يَقْسِمونا

قيل: عنى هذا الجبل. و رائِسٌ و رَئيسٌ منهم، و أَنت على رأْسِ أَمْرِكَ و رئاسهِ أَي على شَرَفٍ منه؛ قال الجوهري: قولهم أَنت على رِئاسِ أَمرك أَي أَوله، و العامة تقول على رَأْسِ أَمرك. و رِئاسُ السيف: مَقْبِضُه و قيل قائمه كأَنه أُخِذَ من الرأْسِ رِئاسٌ؛ قال ابن مقبل:
         و ليلةٍ قد جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها             بصُدْرَةِ العَنْسِ حتى تَعْرِفَ السَّدَفا
             ثم اضْطَغَنْتُ سِلاحي عند مَغْرِضِها،             و مِرْفَقٍ كَرِئاسِ السيف إِذ سَشَفَا

و هذا البيت الثاني أَنشده الجوهري:
         إِذا اضطغنت سلاحي ...
، قال ابن بري و الصواب:
         ثم اضطغنت سلاحي.
و العنْسُ: الناقة القوية، و صُدْرَتُها: ما أَشرف من أَعلى صدرها. و السِّدَفُ هاهنا: الضوء. و اضْطَغَنْتُ سلاحي: جعلته تحت حِضْني. و الحِضنُ: ما دون الإِبطِ إِلى الكَشْحِ، و يروى:
         ثم احْتَضَنْتُ.
و المَغْرِضُ للبعير كالمَحْزِم من الفرس، و هو جانب البطن من أَسفل الأَضلاع التي هي موضع الغُرْضَة. و الغُرْضَة للرحْل: بمنزلة الحزام للسرج. و شَسَفَ أَي ضَمَرَ يعني المِرْفَق. و قال شمر: لم أَسمع رِئاساً إِلا هاهنا؛ قال ابن سيدة: و وجدناه في المُصَنَّف كرياس السيف، غير مهموز، قال: فلا أَدري هل هو تخفيف أَم الكلمة من الياء. و قولهم: رُمِيَ فلان منه في الرأْس أَي أَعرض عنه و لم يرفع به رأْساً و استثقله؛ تقول: رُمِيتُ منك في الرَّأْسِ على ما لم يسمَّ فاعله أَي ساء رأْيُك فيَّ حتى لا تقدر أَن تنظر إِليَّ. و أَعِدْ عليّ كلامَك من رَأْسٍ و من الرَّأْسِ، و هي أَقل اللغتين و أَباها بعضهم و قال: لا تقل من الرَّأْسِ، قال: و العامة تقوله.

93
لسان العرب6

رأس ص 91

و بيتُ رَأْسٍ: اسم قرية بالشام كانت تباع فيها الخمور؛ قال حسان:
         كأَنَّ سَبِيئةً من بيتِ رَأْسٍ،             يكونُ مِزاجَها عَسَلٌ و ماءُ

قال: نصب مزاجها على أَنه خبر كان فجعل الاسم نكرة و الخبر معرفة، و إِنما جاز ذلك من حيث كان اسْمَ جنس، و لو كان الخبر معرفة محضة لَقَبُحَ. و بنو رؤاسٍ: قبيلة، و في التهذيب: حَيٌّ من عامر بن صعصعة، منهم أَبو جعفر الرُّؤاسِي و أَبو دُؤادٍ الرُّؤاسِي اسمه يزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عبيد بن رُؤاسِ بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، و كان أَبو عمر الزاهد يقول في الرُّؤاسِي أَحد القراء و المحدّثين: إِنه الرَّواسِي، بفتح الراء و بالواو من غير همز، منسوب إِلى رَوَاسٍ قبيلة من سُلَيْم و كان ينكر أَن يقال الرُّؤاسِي، بالهمز، كما يقوله المحدّثون و غيرهم.
ربس:
الرَّبْسُ: الضرب باليدين. يقال: رَبَسَه رَبْساً ضربه بيديه. و الرَّبِيسُ: المضروب أَو المُصابُ بمال أَو غيره. و الرَّبْسُ منه الارْتِباسُ. و ارْتَبَسَ العُنْقُودُ: اكْتَنَزَ. و عنقود مُرْتَبِس: معناه انهضامُ حبه و تداخُلُ بعضه في بعض. و كَبْش رَبِيسٌ و رَبيز أَي مكتنز أَعْجَر. و الارْتِباسُ: الاكتناز في اللحم و غيره. و مال رِبْسٌ [رَبْسٌ‏]: كثير. و أَمر رَبْسٌ: منكر. و جاء بأُمُور رُبْسٍ: يعني الدواهي كَدُبْس، بالراء و الدال. و
في الحديث: أَن رجلًا جاء إِلى قريش فقال: إِن أَهل خيبر أَسروا محمداً و يريدون أَن يرسلوا به إِلى قومه ليقتلوه فجعل المشركون يُرْبِسُون به العباسَ.
؛ قال ابن الأَثير: يحتمل أَن يكون من الإِرْباس و هو المُراغَمَة، أَي يُسْمِعُونه ما يُسْخطه و يَغِيظُه، قال: و يحتمل أَن يكون من قولهم جاء بأُمور رُبْسٍ أَي سُود، يعني يأْتونه بداهية، و يحتمل أَن يكون من الرَّبِيس و هو المصاب بمال أَو غيره أَي يصيبون العباس بما يَسُوءُه. و جاء بمال رَبْسٍ [رِبْسٍ‏] أَي كثير. و رجل رَبِيسٌ: جَلْدٌ مُنْكرٌ دَاهٍ. و الرَّبيسُ من الرجال: الشجاع و الداهية. يقال: داهية رَبْساء أَي شديدة؛ قال:
         و مِثلِي لنُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ‏

و تَرَبَّسَ: طَلَبَ طَلَباً حَثيثاً. و تَرَبَّسْت فلاناً أَي طلبته؛ و أَنشد:
         تَرَبَّسْتُ في تَطْلابِ أَرض ابنِ مالكٍ             فأَعْجَزَني، و المَرْءُ غيرُ أَصِيلِ‏

ابن السكيت: يقال جاء فلان يَتَرَبَّسُ أَي يمشي مشياً خفيّاً؛ و قال دُكَيْن:
         فَصَبَحَتْه سَلِقٌ تَبَرْبَسُ‏
أَي تمشي مشياً خفيّاً. و قال أَبو عمرو: جاء فلان يَتَبَرْبَسُ إِذا جاء مُتَبَخْتِراً. و ارْبَسَّ الرجلُ ارْبِساساً أَي ذهب في الأَرض. و قيل: ارْبَسَّ إِذا غذا في الأَرض. و ارْبَسَّ أَمرُهم اربِساساً: لغة في ارْبَثَّ أَي ضَعُفَ حتى تفرقوا. ابن الأَعرابي: البِرْباسُ البئر العَمِيقة. و رَبَسَ قِرْبته أَي ملأَها. و أَصل الرَّبْس: الضرب باليدين. و أُمُّ الرُّبَيْسِ: من أَسماء الداهية و أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبِيُّ: من شعراء تَغْلِبَ.
رجس:
الرِّجْسُ: القَذَرُ، و قيل: الشي‏ء القَذِرُ. و رَجُسَ الشي‏ءُ يَرْجُسُ رَجاسَةً، و إِنه لَرِجْسٌ مَرْجُوس، و كلُّ قَذَر رِجْسٌ. و رجل مَرْجوس‏

94
لسان العرب6

رجس ص 94

و رِجْسٌ: نِجْسٌ، و رَجِسٌ: نَجِسٌ؛ قال ابن دريد: و أَحسبهم قد نالوا رَجَسٌ نَجَسٌ، و هي الرَّجاسَةُ و النَّجاسَة. و
في الحديث: أَعوذ بك من الرِّجْسِ النِّجْسِ.
؛ الرِّجْسُ: القذر، و قد يعبر به عن الحرام و الفعل القبيح و العذاب و اللعنة و الكفر، و المراد في هذا الحديث الأَول. قال الفراء: إِذا بدأُوا بالرِّجْسِ ثم أَتبعوه النِّجْسَ، كسروا الجيم، و إِذا بدأُوا بالنجس و لم يذكروا معه الرِّجْس فتحوا الجيم و النون؛ و منه‏
الحديث: نهى أَن يُسْتَنْجَى بِرَوْثَةٍ، و قال: إِنها رِجْسٌ.
أَي مُسْتَقْذَرَة. و الرِّجْس: العذاب كالرِّجز. التهذيب: و أَما الرِّجْزُ فالعذاب و العمل الذي يؤدي إِلى العذاب. و الرِّجْسُ في القرآن: العذاب كالرِّجْز. و
جاء في دعاء الوتر: و أَنْزِلْ عليهم رِجْسَك و عذابك.
؛ قال أَبو منصور: الرجس هاهنا بمعنى الرجز، و هو العذاب، قلبت الزاي سيناً، كما قيل الأَسد و الأَزد. و قال الفراء في قوله تعالى: وَ يَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ‏
؛ إِنه العقاب و الغضب، و هو مضارع لقوله الرجز، قال: و لعلها لغتان. و قال ابن الكلبي في قوله تعالى: فَإِنَّهُ رِجْسٌ‏
؛ الرجس: المَأْثَمُ، و قال مجاهد كذلك يجعل اللَّه الرجس، قال: ما لا خير فيه، قال أَبو جعفر: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ‏
، قال: الرِّجْسُ الشك. ابن الأَعرابي: مرَّ بنا جماعة رَجِسُونَ نَجِسُونَ أَي كُفَّار. و في التنزيل العزيز: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ‏
؛ قال الزجاج: الرِّجْسُ في اللغة اسم لكل ما استقذر من عمل فبالغ اللَّه تعالى في ذم هذه الأَشياء و سماها رِجْساً. و يقال: رَجُسَ الرجل رَجَساً و رَجِسَ يَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عملًا قبيحاً. و الرَّجْسُ، بالفتح: شدة الصوت، فكأَنَّ الرِّجْسَ العمل الذي يقبح ذكره و يرتفع في القبح. و قال ابن الكلبي: رِجْسٌ من عمل الشيطان أَي مَأْثَمٌ؛ قال ابن السكيت: الرَّجْسُ، مصدر، صوتُ الرَّعد و تَمَخُّضُه. غيره: الرَّجْسُ، بالفتح، الصوت الشديد من الرعد و من هدير البعير. و رجَسَت السماء تَرْجُسُ إِذا رَعَدَتْ و تَمَخَّضَتْ، و ارتجَسَتْ مثله. و
في حديث سَطِيح: لما وُلِدَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، ارْتَجَسَ إِيوان كِسْرَى.
أَي اضطرب و تحرك حركة سمع لها صوت. و
في الحديث: إِذا كان أَحدكم في الصلاة فوجد رِجْساً أَو رِجْزاً فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أَو يَجِدَ ريحاً.
و رِجْسُ الشيطان: وَسْوَسَتُه. و الرَّجْسُ و الرَّجْسَةُ و الرَّجَسانُ و الارْتِجاسُ: صوت الشي‏ء المختلط العظيم كالجيش و السيل و الرعد. رَجَسَ يَرْجُسُ رَجْساً، فهو راجِسٌ و رَجَّاسٌ. و يقال: سحاب و رعد رَجَّاسٌ شديد الصوت، و هذا راجِسٌ حَسَن أَي راعِدٌ حسن؛ قال:
         و كلُّ رَجَّاسٍ يَسُوقُ الرُجَّسا،             من السُيولِ و السَّحاب المُرَّسا

يعني التي تَمْتَرِسُ الأَرض فَتَجْرُف ما عليها. و بعير رَجَّاس و مِرْجسٌ أَي شديد الهَدير. و ناقة رَجْساء الحَنِين: متتابعته؛ حكاه ابن الأَعرابي، و أَنشد:
         يَتْبَعْنَ رَجْساءَ الحَنِين بَيْهَسا،             تَرى بأَعْلى فَخِذَيْها عَبَسا،
             مثلَ خَلُوقِ الفارِسِيِّ أَعْرَسا

و رَجْسُ البعير: هَديرُه؛ عن اللحياني؛ قال رؤبة:
         بِرَجْسِ بَخْباخِ الهَديرِ البَهْبَهِ‏

و هم في مَرْجُوسَة من أَمرهم و في مَرْجُوساء أَي‏

95
لسان العرب6

رجس ص 94

في التباس و اختلاط و دَوَرانٍ؛ و أَنشد:
         نحن صَبَحْنا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ،             بذاتِ خالٍ، ليلةً الخَمِيسِ‏

و المِرْجاسُ: حجر يطرح في جوف البئر يُقَدَّر به ماؤها و يعلم به قَدْرُ قعر الماء و عُمْقه؛ قاله ابن سيدة، و المعروف المِرْداسُ. و أَرْجَسَ الرجلُ: إِذا قدَّر الماء بالمِرْجاس. الجوهري: المِرْجاسُ حجر يُشَدُّ في طرف الحبل ثم يُدْلى في البئر فتُمْخَض الحَمْأَة حتى تَثُور ثم يُسْتقى ذلك الماء فتنقى البئر؛ قال الشاعر:
         إِذا رَأَوْا كَريهةً يَرْمُونَ بي،             رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوي‏

و النَّرْجِسُ: من الرياحين، معرّب، و النون زائدة لأَنه ليس في كلامهم فَعْلِلٌ و في الكلام نَفْعِل، قاله أَبو علي. و يقال: النِّرْجِسُ، فإِن سميت رجلًا بنَرْجِس لم تصرفه لأَنه نَفْعِلُ كنَجْلِسُ و نَجْرِس، و ليس برباعي، لأَنه ليس في الكلام مثل جَعْفر فإِن سميته بِنِرْجِسٍ صرفته لأَنه على زنة فِعْلِلٍ، فهو رباعي كهِجْرِس؛ قال الجوهري: و لو كان في الأَسماء شي‏ء على مثال فَعلِل لصرفناه كما صرفنا نَهْشَلًا لأَن في الأَسماء فَعْللًا مثل جَعْفَرٍ.
ردس:
رَدَسَ الشي‏ءَ يَرْدُسُه و يَردِسُه رَدْساً: دَكَّه بشي‏ء صُلْبٍ. و المِرْداس: ما رُدِسَ به. و رَدَسَ يَرْدِسُ رَدْساً و هو بأَي شي‏ء كان. و المِرْدَسُ و المِرْداسُ: الصخرة التي يرمى بها، و خص بعضهم به الحجر الذي يرمى به في البئر ليعلم أَ فيها ماء أَم لا؛ و قال الراجز:
         قَذفَكَ بالمِرْداسِ في قَعْرِ الطَّوي‏

و منه سمي الرجل. و قال شمر: يقال رَدَسَه بالحجر أَي ضربه و رماه به؛ قال رؤبة:
         هناك مِرْدانَا مِدَّقٌّ مِرْداسْ‏

أَي داقٌّ. يقال: رَدَسَه بحجر و ندَسَه و رَداه إِذا رماه. و الرَّدْسُ: دَكُّكَ أَرضاً أَو حائطاً أَو مَدَراً بشي‏ء صُلْب عريض يسمى مِرْدَساً؛ و أَنشد:
         تعمد الأَعداء حَوْزاً مِرْدَسا

و رَدَسْتُ القومَ أَرْدُسُهم [أَرْدِسُهم‏] رَدْساً إِذا رميتهم بحجر؛ قال الشاعر:
         إِذا أَخوك لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضاً،             فارْدُسْ أَخاكَ بعَبْ‏ءٍ مثلِ عَتَّابِ‏

يعني مثل بني عَتَّاب، و كذلك رادَسْتُ القومَ مُرادسَة. و رجل رِدِّيسٌ، بالتشديد، و قولٌ رَدْسٌ: كأَنه يرمي به خصمه؛ عن ابن الأَعرابي، و أَنشد للعُجَيْرِ السَّلوليّ:
         بِقَوْلٍ وَراءَ البابِ رَدْسٍ كأَنه             رَدى الصَّخْرِ، فالمَقْلُوبةُ الصَّيدُ تَسْمَعُ‏

ابن الأَعرابي: الرَّدُوسُ السَّطوحُ المُرَخَّمُ «2»؛ و قال الطرماح.
         تَشُقُّ مقمصار الليلِ عنها،             إِذا طَرَقَتْ بِمِرْداسٍ رَعُونِ‏

قال أَبو عمرو: المِرْداسُ الرأْس لأَنه يُرْدَسُ به أَي يُرَدُّ به و يدفع. و الرَّعُونُ: المتحرك. يقال: رَدَسَ برأْسه أَي دفع به. و مِرْداسٌ: اسم؛ و أَما قول عباس بن مِرْداسٍ السُّلَمِي:
__________________________________________________
 (2). قوله [السطوح المرخم‏] كذا بالأَصل. و كتب السيد مرتضى بالهامش صوابه: النطوح المرجم، و كتب على قوله:
         تشق مقمصار ...

، صوابه:
         تشق مغمضات.

96
لسان العرب6

ردس ص 96

         و ما كان حِصْنٌ و لا حابِسٌ             يَفُوقانِ مِرْداسَ في المَجْمَعِ‏

فكان الأَخفش يجعله من ضرورة الشعر، و أَنكره المبرِّدُ و لم يجوّز في ضرورة الشعر ترك صرف ما ينصرف؛ و قال الرواية الصحيحة:
         يَفوقانِ شَيْخَيَّ في مَجْمَعِ‏
و يقال: ما أَدري أَين رَدَسَ أَي أَين ذهب. و رَدَسَه رَدْساً كدَرَسَه دَرْساً: ذَلَّلَه. و الرَّدْسُ أَيضاً: الضرب.
رسس:
رَسَّ بينهم يَرُسُّ رَسّاً: أَصلح، و رَسَسْتُ كذلك. و
في حديث ابن الأَكوع: إِن المشركين راسُّونا للصلح و ابتدأُونا في ذلك.
؛ هو من رَسَسْتُ بينهم أَرُسُّ رَسّاً أَي أَصلحت، و قيل: معناه فاتَحُونا، من قولهم: بلغني رَسٌّ من خَبَر أَي أَوَّله، و يروى: واسَونا، بالواو، أَي اتفقوا معنا عليه. و الواو فيه بدل من همزة الأُسْوةِ. الصحاح: الرَّسُّ الإِصلاح بين الناس و الإِفسادُ أَيضاً، و قد رَسَسْتُ بينهم، و هو من الأَضداد. و الرَّسُّ: ابتداء الشي‏ء. و رَسُّ الحُمَّى و رَسِيسُها واحدٌ: بَدْؤُها و أَوّل مَسّها، و ذلك إِذا تَمَطَّى المحمومُ من أَجلها و فَتَرَ جسمهُ و تَخَتَّرَ. الأَصمعي: أَوّل ما يجد الإِنسانُ مَسَّ الحمى قبل أَن تأْخذه و تظهر فذاك الرَّسُّ و الرَّسِيسُ أَيضاً. قال الفراء: أَخذته الحمى بِرَسٍّ إِذا ثبت في عظامه. التهذيب: و الرَّسُّ في قوافي الشعر صرف الحرف الذي بعد أَلف التأْسيس نحو حركة عين فاعل في القافية كيفما تحرّكت حركتها جازت و كانت رَسّاً للأَلف؛ قال ابن سيدة: الرَّسُّ فتحة الحرف الذي قبل حرف التأْسيس، نحو قول إمرئ القيس:
         فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراته،             و لكن حديثاً، ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ‏

ففتحة الواو هي الرَّسِّ و لا يكون إِلا فتحة و هي لازمة، قال: هذا كله قول الأَخفش، و قد دفع أَبو عمرو الجرمي اعتبار حال الرَّسِّ و قال: لم يكن ينبغي أَن يذكر لأَنه لا يمكن أَن يكون قبل الأَلف إِلا فتحة فمتى جاءت الأَلف لم يكن من الفتحة بدّ؛ قال ابن جني: و القول على صحة اعتبار هذه الفتحة و تسميتها إِن أَلف التأْسيس لما كانت معتبرة مسماة، و كانت الفتحة داعية إِليها و مقتضية لها و مفارقة لسائر الفتحات التي لا أَلف بعدها نحو قول و بيع و كعب و ذرب و جمل و حبل و نحو ذلك، خصت باسم لما ذكرنا و لأَنها على كل حال لازمة في جميع القصيدة، قال: و لا نعرف لازماً في القافية إِلا و هو مذكور مسمى، بل إِذا جاز أَن نسمي في القافية ما ليس لازماً أَعني الدخيل فما هو لازم لا محالة أَجْدَر و أَحْجى بوجوب التسمية له؛ قال ابن جني: و قد نبه أَبو الحسن على هذا المعنى الذي ذكرته من أَنها لما كانت متقدمة للأَلف بعدها و أَول لوازم للقافية و مبتدأها سماها الرَّسَّ، و ذلك لأَن الرسَّ و الرَّسِيسَ أَوّلُ الحُمَّى الذي يؤذن بها و يدل على ورودها. ابن الأَعرابي: الرَّسَّة الساريةُ المُحكمَة. قال أَبو مالك: رَسِيسُ الحمى أَصلها؛ قال ذو الرمة:
         إِذا غَيَّرَ النّأْيُ المُحِبِّينَ، لم أَجِدْ             رَسِيسَ الهَوَى من ذكرِ مَيَّةَ يَبْرَحُ‏

أَي أَثبتَه. و الرَّسِيسُ: الشي‏ء الثابت الذي قد لزم مكانه؛ و أَنشد:
         رَسِيس الهَوَى من طُول ما يَتَذَكَّرُ
و رسَّ الهوى في قلبه و السَّقَمُ في جسمه رَسّاً و رَسيساً و أَرَسَّ: دخل و ثبت. و رسُّ الحُبِّ و رَسِيسُه:

97
لسان العرب6

رسس ص 97

بقيته و أَثره. و رَسَّ الحديثَ في نفسه يَرُسُّه رَسّاً: حَدَّثها به. و بلغني رَسٌّ من خبر و ذَرْءٌ من خَبَر أَي طرف منه أَو شي‏ء منه. أَبو زيد. أَتانا رَسٌّ من خبر و رَسِيسٌ من خبر و هو الخبر الذي لم يصح. و هم يَتَراسُّون الخبر و يَتَرَهْمَسُونه أَي يُسِرُّونه؛ و منه‏
قول الحجاج للنعمان بن زُرْعة: أَ من أَهل الرَّسِّ و الرِهْمَسَةِ أَنت؟.
قال: أَهلُ الرَّسِّ هم الذين يبتدئون الكذب و يوقعونه في أَفواه الناس. و قال الزمخشري: هو من رَسَّ بين القوم أَي أَفسد؛ و أَنشد أَبو عمرو لابن مُقْبل يذكر الريح و لِينَ هُبوبها:
         كأَنَّ خُزامَى عالِجٍ طَرَقَتْ بها             شَمالٌ رَسِيسُ المَسِّ، بل هي أَطيَبُ‏

قال: أَراد أَنها لينة الهُبوب رُخاء. و رَسَّ له الخَبَر: ذكره له؛ قال أَبو طالب:
         هما أَشْركا في المَجْدِ مَن لا أَبا لَهُ             من الناسِ، إِلا أَن يُرَسَّ له ذِكْرُ

أَي إِلا أَن يُذْكَر ذِكْراً خفيّاً. المازني: الرَّسُّ العلامة، أَرْسَسْتُ الشي‏ء: جعلت له علامة. و قال أَبو عمرو: الرَسِيسُ العاقل الفَطِنُ. و رسّ الشي‏ءَ: نَسِيَه لتَقادُم عهده؛ قال:
         يا خَيْرَ من زانَ سُروجَ المَيْسِ،             قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَيْسِ،
             إِذ لا يَزالُ مُولَعاً بلَيْسِ‏

و الرّسُّ: البئر القديمة أَو المَعْدِنُ، و الجمع رِسَاسٌ؛ قال النابغة الجَعْدِي:
         تَنابِلَةٌ يَحْفِرُونَ الرِّسَاسا

و رَسَسْتُ رَسّاً أَي حفرت بئراً. و الرَّسُّ: بئر لثمود، و في الصحاح: بئر كانت لبَقِيَّة من ثمود. و قوله عز و جل: وَ أَصْحابَ الرَّسِّ*
؛
قال الزجاج: يروى أَن الرَّسَّ ديار لطائفة من ثمود، قال: و يروى أَن الرَّسَّ قرية باليمامة يقال لها فَلْج، و يروى أَنهم كذبوا نبيهم و رَسُّوه في بئر أَي دَسُّوه فيها حتى مات، و يروى أَن الرَّسَّ بئر.
و كلُّ بئر عند العرب رَسٌّ؛ و منه قول النابغة:
         تنابلة يحفرون الرَّسَاسَا

و رُسَّ الميتُ أَي قُبِرَ. و الرسُّ و الرّسِيسُ: واديان بنَجْدٍ أَو موضعان، و قيل: هما ماءَان في بلاد العرب معروفان؛ الصحاح: و الرّسُّ اسم وادٍ في قول زهير:
         بَكَرْن بُكُوراً و اسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ،             فهُنَّ و وَادي الرَّسِّ كاليَدِ في الفَمِ‏

قال ابن بري: و يروى لوادي الرس، باللام، و المعنى فيه أَنهن لا يُجاوزن هذا الوادي و لا يُخْطِئنه كما لا تجاوز اليدُ الفَمَ و لا تُخْطِئُه؛ و أَما قول زهير:
         لمن طَللٌ كالوَحْيِ عَفٌّ مَنازِلُه،             عَفا الرَّسُّ منها فالرَّسِيسُ فَعاقِلُه؟

فهو اسم ماء. و عاقل: اسم جبل. و الرَّسْرَسَة: الرَّصْرصَة، و هي تثبيت البعير ركبتيه في الأَرض ليَنْهَضَ. و رَسَّسَ البعيرُ: تمكن للنُّهوض و يقال: رُسِّسَتْ و رُصِّصَتْ أَي أُثبتت. و
يروى عن النخعي أَنه قال: إِني لأَسمع الحديث فأُحدِّث به الخادِمَ أَرُسُّه في نفسي.
قال الأَصمعي: الرَّسُّ ابتداء الشي‏ء؛ و منه رَسُّ الحُمَّى و رَسِيسُها حين تبدأُ، فأَراد إِبراهيم بقوله أَرُسُّه في نفسي أَي أُثبِته، و قيل أَي أَبتدئ بذكر الحديث و دَرْسِه في نفسي و أُحَدِّث به خادمي أَسْتَذكِرُ بذلك الحديثَ. و فلان يَرُسُّ الحديثَ في نفسه أَي يُحَدِّث به نفسه. و رَسَّ فلانٌ خبر القوم‏

98
لسان العرب6

رسس ص 97

إِذا لقيهم و تعرّف أُمورهم. قال أَبو عبيدة: إِنك لَتَرُسُّ أَمراً ما يلتئم أَي تثبت أَمراً ما يلتئم، و قيل: كنت أَرُسُّه في نفسي أَي أُعاود ذكره و أُرَدِّدُه، و لم يرد ابتداءه. و الرَّسُّ: البئر المطوية بالحجارة.
رطس:
الأَزهري: قال ابن دُرَيْد الرَّطْسُ الضربُ ببطن الكف، قال الأَزهري: لا أَحفظ الرَّطْسَ لغيره. و قد رَطسَه يَرْطُسُه و يَرْطِسُه رَطْساً: ضربه بباطن كفه.
رعس:
الرَّعْسُ و الارْتِعاس: الانْتِفاض، و قد رَعَسَ، فهو راعِسٌ؛ قال الراجز:
         و المَشْرَفيُّ في الأَكُفِّ الرُّعَّسِ،             بمَوْطِنٍ يُنْبِطُ فيه المُحْتَسِي،
             بالقَلَعِيَّاتِ نِطافَ الأَنْفُسِ‏

و رمح رَعَّاسٌ: شديد الاضطراب. و تَرَعَّس: رَجَفَ و اضطرب. و رمح مَرْعُوس و رَعَّاس إِذا كان لَدْنَ المَهَزَّة عَرَّاصاً شديد الاضطراب. و الرَّعْسُ: هَزُّ الرأْس في السير. و ناقة راعِسَة: تَهُزُّ رأْسها في سيرها، و بعير راعِسٌ و رَعِيسٌ كذلك؛ قال الأَفوَه الأَوْديّ:
         يَمْشي خِلالَ الإَبْلِ مُسْتَسْلِماً             في قِدِّهِ، مَشْيَ البَعيرِ الرَّعِيسْ‏

و الرَّعَسانُ: تحريك الرأْس و رَجَفانهُ من الكِبَر؛ و أَنشد لنَبْهانَ:
         سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوي جَلائي أَنني             أَريبٌ، بأَكْنافِ النَّضِيضِ، حَبَلْبَسُ‏
             أَرادوا جلائي يومَ فَيْدَ، و قَرَّبوا             لِحًى و رُؤُوساً للشهادةِ تَرْعَسُ‏

و في التهذيب: حَبَلَّسُ، و قال: الحَبَلَّسُ و الحَلْبَسُ و الحُلابسُ الشجاع الذي لا يبرح مكانه. و ناقة رَعُوسٌ: و هي التي قد رَجَف رأَسُها من الكِبَر، و قيل: تحرَّك رأْسها إِذا عَدَتْ من نَشاطها. الفراء: رَعَسْتُ في المشي أَرْعَسُ إِذا مشيت مشياً ضعيفاً من إِعْياء أَو غيره. و الارْتِعاسُ: مثلُ الارتِعاش و الارْتِعادِ، يقال: ارْتَعَسَ رأْسه و ارْتَعَشَ إِذا اضْطرب و ارْتَعَدَ، و أَرْعَسَه مثل أَرْعَشَه؛ قال العجاج يصف سيفاً يَهُذُّ ضَريبَتَه هَذّاً:
         يُذْري بإِرْعاسِ يَمينِ المُؤْتَلي،             خُضُمَّةَ الدَّارِع هَذَّ المُخْتَلي‏

و يروى بالشين؛ يقول: يقطع و إِن كان الضارب مُقَصِّراً مُرْتَعِشَ اليدِ. يُذْري أَي يُطِير. و الإِرْعاسُ: الارْتِجافُ. و المُؤْتَلي: الذي لا يبلغ جُهْدَه. و خُضُمَّةُ كل شي‏ء: معظمُه. و الدَّارِعُ: الذي عليه الدِّرْعُ، يقول: يقطع هذا السيفُ مُعْظَمَ هذا الدارع على أَن يمين الضارب به تَرْجُف، و على أَنه غير مجتهد في ضربته، و إِنما نعت السيف بسرعة القطع. و المُخْتَلي: الذي يَحْتَشُّ بمِخْلاه، و هو مِحَشُّه. و رَعَسَ يَرْعَسُ رَعْساً، فهو راعِسٌ و رَعُوسٌ: هَزَّ رأْسه في نومه؛ قال:
         عَلَوْت حين يَخْضَعُ الرَّعُوسا
و المَرْعُوسُ و الرَّعِيسُ: الذي يُشدّ من رجله إِلى رأْسه بحبل حتى لا يرفع رأْسه، و قد فسر بيت الأَفوه به. و المِرْعَسُ: الرجل الخسيس القَشَّاشُ، و القشَّاشُ: الذي يلتقط الطعام الذي لا خير فيه من المزابل.

99
لسان العرب6

رغس ص 100

رغس:
الرَّغْسُ: النَّماء و الكثرة و الخير و البركة، و قد رَغَسَه اللَّه رَغْساً. و وجهٌ مَرْغُوسٌ: طَلْق مبارك ميمون؛ قال رؤبة يمدح إِيادَ بنَ الوليد البَجَليّ:
         دَعَوتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسا،             دُعاءَ من لا يَقْرَعُ النَّاقُوسا،
             حتى أَراني وَجْهك المَرْغُوسا

و أَنشد ثعلب:
         ليس بمَحْمُودٍ و لا مَرْغُوسِ‏

و رجل مرغوس: مبارك كثير الخير مرزوق. و رَغَسَه اللَّهُ مالًا و ولداً: أَعطاه مالًا و ولداً كثيراً. و
في الحديث: أَن رجلًا رَغَسَه اللَّه مالًا و ولداً.
؛ قال الأُمَويُّ: أَكثر له منهما و بارك له فيهما. و يقال: رَغَسَهُ اللَّهُ يَرغَسُه رَغْساً إِذا كان ماله نامياً كثيراً، و كذلك في الحَسَب و غيره. و الرَّغْسُ: السَّعَةُ في النعمة. و تقول: كانوا قليلًا فرَغَسَهم اللَّه أَي كَثَّرهم و أَنْماهم، و كذلك هو في الحسب و غيره؛ قال العجاج يمدح بعض الخلفاء:
         أَمامَ رَغْسٍ في نِصابٍ رَغْسِ،             خَلِيفةً ساسَ بغير تَعْسِ‏

وصفه بالمصدر فلذلك نوَّنه. و النصاب: الأَصل. و صواب إِنشاد هذا الرجز أَمامَ، بالفتح، لأَن قبله:
         حتى احْتَضَرنا بعد سَيْرٍ حَدْسِ،             أَمام رَغْسٍ في نِصابٍ رَغْسِ،
             خليفةً ساسَ بغيرِ فَجْسِ‏

يمدح بهذا الرجز الوليد بن عبد الملك بن مروان. و الفَجْسُ: الافتخار. و امرأَة مَرْغُوسَة: ولود. و شاة مَرْغُوسَة: كثيرة الولد؛ قال:
         لَهْفي على شاةِ أَبي السِّباقِ،             عَتِيقَةٍ من غَنَمٍ عِتاقِ،
             مَرْغُوسَةٍ مأْمورةٍ مِعْناقِ‏

معناق: تلد العُنُوقَ، و هي الإِناث من أَولاد المعز. و الرَّغْسُ: النكاح؛ هذه عن كراع. و رَغَسَ الشي‏ءَ: مقلوبٌ عن غَرَسَه؛ عن يعقوب. و الأَرْغاسُ: الأَغْراسُ التي تخرج على الولد، مقلوب عنه أَيضاً.
رفس:
الرَّفْسَة: الصَّدْمَة بالرِّجْلِ في الصدر. و رَفَسَه يَرْفُسُه و يَرْفِسُه رَفْساً: ضربه في صدره برجله، و قيل: رَفَسَه برجله من غير أَن يخص به الصدر. و دابة رَفُوسٌ إِذا كان من شأْنها ذلك، و الاسم الرِّفاسُ و الرَّفِيسُ و الرُّفُوسُ، و رَفَسَ اللحمَ و غيره من الطعام رَفْساً: دَقَّه، و قيل: كل دَقٍّ رَفْسٌ، و أَصله في الطعام. و المِرْفَسُ: الذي يُدَقُّ به اللحمُ.
ركس:
الرِّكْسُ: الجماعة من الناس، و قيل: الكثير من الناس، و الرِّكْسُ شبيه بالرَّجِيع. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أُتيَ برَوْثٍ في الاستنجاء فقال: إِنه رِكْسٌ.
؛ قال أَبو عبيد: الرِّكْسُ شبيه المعنى بالرجيع. يقال: رَكَسْتُ الشي‏ء و أَرْكَسْتُه إِذا رَدَدْتَه و رَجَعْتَه، و
في رواية: إِنه رَكِيس.
فعيل بمعنى مفعول؛ و منه‏
الحديث: اللهم أَركِسْهما في الفتنة رَكْساً.
؛ و الرَّكْسُ: قلبُ الشي‏ء على رأْسه أَو ردُّ أَوله على آخره؛ رَكَسَه يَرْكُسُه رَكْساً، فهو مَرْكوس و رَكِيسٌ، و أَرْكَسَه فارْتَكَس فيهما. و في التنزيل: وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا
؛ قال الفراء: يقول رَدَّهم إِلى الكفر، قال: و رَكَسهم لغة. و يقال: رَكَسْتُ الشي‏ء و أَرْكَسْتُه لغتان إِذا رَدَدْتَه. و الْارتِكاسُ: الارتداد. و قال شمر: بلغني عن ابن‏

100
لسان العرب6

ركس ص 100

الأَعرابي أَنه قال المَنْكُوس و المَرْكُوس المُدْبر عن حاله. و الرَّكْسُ: ردُّ الشي‏ء مقلوباً. و
في الحديث: الفِتَنُ تَرْتَكِسُ بين جراثيم العرب.
أَي تَزْدَحِمُ و تتردد. و الرَّكِيسُ أَيضاً: الضعيف المُرْتَكِسُ؛ عن ابن الأَعرابي. و ارْتَكَسَتِ الجارية إِذا طلع ثَدْيُها، فإِذا اجتمع و ضَخُمَ فقد نَهَدَ. و الرَّاكِسُ: الهادي، و هو الثور الذي يكون في وَسَطِ البَيْدَرِ عند الدِّياسِ و البقر حوله تدور و يَرْتَكِسُ هو مكانه، و الأُنثى راكسة. و إِذا وقع الإِنسان في أَمر ما نجا منه قيل: ارْتَكَسَ فيه. الصحاح: ارْتَكَسَ فلانٌ في أَمر كان قد نجا منه. و الرَّكُوسِيَّةُ: قوم لهم دين بين النصارى و الصابئين. و
في حديث عديّ بن حاتم: أَنه أَتى النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، فقال له النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: إِنك من أَهل دين يقال لهم الرَّكُوسِيَّة.
؛ و روي عن ابن الأَعرابي أَنه قال: هذا من نعت النصارى و لا يعرّب. و الرِّكْسُ، بالكسر: الجِسْرُ؛ و راكِسٌ في شعر النابغة:
         وعِيدُ أَبي قابُوسَ في غيرِ كُنْهه             أَتاني، و دوني راكِسٌ فالضَّواجِعُ‏

اسم واد. و قوله في غير كنهه أَي لم أَكن فعلت ما يوجب غضبه عليَّ فجاء وعيده في غير حقيقة أَي على غير ذنب أَذنبته. و الضواجع: جمع ضاجعة، و هو مُنْحَنَى الوادي و مُنْعَطَفُه.
رمس:
الرَّمْسُ: الصوت الخَفِيُّ. و رَمَسَ الشي‏ءَ يَرْمُسُه رَمْساً: طَمَسَ أَثَرَه. و رَمَسه يَرْمُسُه و يَرْمِسُه رَمْساً، فهو مَرْموس و رَمِيسٌ: دفنه و سَوَّى عليه الأَرضَ. و كلُّ ما هِيلَ عليه التراب، فقد رُمِسَ؛ و كلُّ شي‏ءٍ نُثِرَ عليه الترابُ، فهو مَرْمُوس؛ قال لقِيطُ بنُ زُرارَةَ:
         يا ليتَ شِعْري اليومَ دَخْتَنُوسُ،             إِذا أَتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ،
             أَ تَحْلِقُ القُرُونَ أَم تَمِيسُ؟             لا بَلْ تَمِيسُ، إِنها عَرُوسُ‏

و أَما قول البُرَيْقِ:
         ذَهَبْتُ أَعُورُه فَوَجدْتُ فيه             أَوَارِيّاً رَوامِسَ و الغُبارا

قد يكون على النسب و قد يكون على وضع فاعل مكان مفعول إِذ لا يُعرف رَمَسَ الشي‏ءُ نَفْسُه. ابن شُمَيْل: الرَّوامِسُ الطير الذي يطير بالليل، قال: و كل دابة تخرج بالليل، فهي رَامِسٌ تَرْمُس: تَدْفِنُ الآثارَ كما يُرْمَسُ الميت، قال؛ إِذا كان القبر مُدَرَّماً مع الأَرض، فهو رَمْس، أَي مستوياً مع وجه الأَرض، و إِذا رفع القبر في السماء عن وجه الأَرض لا يقال له رَمْسٌ. و
في حديث ابن مغَفَّل: ارْمُسُوا قبري رَمْساً.
أَي سَوُّوه بالأَرض و لا تجعلوه مُسَنَّماً مرتفعاً. و أَصلُ الرَّمْسِ: الستر و التغطية. و يقال لما يُحْثَى من التراب على القبر: رَمْسٌ. و القبر نفسُه: رَمْسٌ؛ قال:
         و بينما المرءُ في الأَحياءِ مُغْتَبِطٌ،             إِذا هو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ

أَراد: إِذا هو تراب قد دُفِنَ فيه و الرياح تُطَيِّره. و
روى عن الشعبي في حديث أَنه قال: إِذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ في الماء أَجزأَه ذلك من غسل الجنابة.
؛ قال شمر: ارْتَمس في الماء إِذا انغمس فيه حتى يغيب رأْسه و جميعُ جسده فيه. و
في حديث ابن عباس: أَنه رامَسَ عُمَرَ بالجُحْفَة و هما مُحْرِمان.
أَي أَدخلا

101
لسان العرب6

رمس ص 101

رؤوسهما في الماء حتى يغطيهما، و هو كالغَمْس، بالغين، و قيل: هو بالراء أَن لا يطيل اللبث في الماء، و بالغين أَن يطيله. و منه‏
الحديث: الصائم يَرْتَمِس و لا يَغْتَمِسُ.
ابن سيدة: الرَّمْسُ القبر، و الجمع أَرْماسٌ و رُمُوس؛ قال الحُطَيْئَةُ:
         جارٌ لقَوْمٍ أَطالوا هُونَ مَنْزِله،             و غادَرُوه مُقِيماً بين أَرْماسِ‏

و أَنشد ابن الأَعرابي لعُقَيْل بن عُلَّفَةَ:
         و أَعِيشُ بالبَلَلِ القَلِيلِ، و قد أَرى             أَنَّ الرُّمُوسَ مَصارِعُ الفِتْيانِ‏

ابن الأَعرابي: الرَّامُوسُ القبر، و المَرْمَسُ: موضع القبر؛ قال الشاعر:
         بِخَفْضٍ مَرْمَسي، أَو في يَفاعٍ،             تُصَوِّتُ هامَتي في رَأْسِ قَبْري‏

و رَمَسْناه بالتُّرْب: كَبَسْناه. و الرَّمْسُ: التُّرْبُ تَرْمُس به الريحُ الأَثَر. و رَمْسُ القبر: ما حُثِيَ عليه. و قد رَمَسْناه بالتراب. و الرَّمْسُ تحمله الريح فَتَرْمُس به الآثار أَي تُعَفِّيها. و رمَسْتُ الميت و أَرْمَسْته: دفنته. و رَمَسُوا قبر فلان إِذا كتموه و سَوَّوْه مع الأَرض. و الرَّمْسُ: تراب القبر، و هو في الأَصل مصدر. و قال أَبو حنيفة: الرَّوامِسُ و الرَّامِساتُ الرياح الزَّافِياتُ التي تنقل التراب من بلد إِلى آخر و بينها الأَيام، و ربما غَشَّتْ وجْه الأَرض كُلَّه بتراب أَرض أُخرى. و الرَّوامِسُ الرياح التي تثير التراب و تدفن الآثار. و رَمَسَ عليه الخبرَ رَمْساً: لواه و كتمه. الأَصمعي: إِذا كتم الرجلُ الخَبَرَ القومَ قال: دَمَسْتُ عليهم الأَمرَ و رَمَسْته. و رَمَسْتُ الحديثَ: أَخفيته و كتمته. و وقعوا في مَرْمُوسة من أَمرهم أَي اختلاط؛ عن ابن الأَعرابي. و في الحديث ذكر رامِس، بكسر الميم، موضع في ديار محارب كتب به رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، لعُظَيْمِ بنِ الحَرث المُحاربيّ.
رمحس:
الأَزهري: أَبو عمرو الحُمارِسُ و الرُّماحِسُ و الفُداحِسُ، كلُّ ذلك: من نعت الجري‏ء الشجاع، قال: و هي كلها صحيحة.
رهس:
رَهَسَه يَرْهَسُه رَهْساً: وَطِئَه وَطْأً شديداً. الأَزهري عن ابن الأَعرابي: تركت القوم قد ارْتَهَسُوا و ارْتَهَشُوا. و
في حديث عُبَادةَ: و جَراثِيمُ العربِ تَرْتَهِسُ.
أَي تضطرب في الفتنة، و يروى بالشين المعجمة، أَي تَصْطَكُّ قبائلهم في الفتن. يقال: ارتهس الناس إِذا وقعت فيهم الحرب، و هما متقاربان في المعنى، و
يروى: تَرْتَكِسُ.
و قد تقدم. و
في حديث العُرَنِيِّينَ: عظُمَتْ بطوننا و ارْتَهَسَتْ أَعْضادُنا.
أَي اضطربت، و يجوز أَن يكون بالسين و الشين، و ارْتَهَسَتْ رِجلا الدابة و ارْتَهَشَتْ إِذا اصْطَكَّتا و ضرب بعضهما بعضاً. قال: و قال شُجاع ارْتَكَسَ القومُ و ارْتَهَسوا إِذا ازدحموا؛ قال العجاج:
         و عُنُقاً عَرْداً و رأْساً مِرْأَسا،             مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسا
             عَضْباً إِذا دِماغُه تَرَهَّسا،             و حَكَّ أَنْياباً و خُضْراً فُؤُسا

تَرَهَّسَ أَي تَمَخَّضَ و تحركَ. فُؤُسٌ: قِطَعٌ من الفَأْسِ، فُعُلٌ منه. حك أَنياباً أَي صَرَّفَها. و خُضْراً يعني أَضراساً قد قَدُمَتْ فاخضرت.

102
لسان العرب6

رهمس ص 103

رهمس:
رَهْسَمَ الخَبَرَ: أَتى منه بطَرَفٍ و لم يُفْصِح بجميعه. و رَهْمَسَه: مثلُ رَهْسَمَه. و الرَّهْمَسَة أَيضاً: السِّرارُ؛ و أُتيَ الحجاجُ برجل فقال: أَ مِن أَهل الرَّسِّ و الرَّهْمَسَة أَنت؟ كأَنه أَراد المُسارَّةَ في إِثارة الفتنة و شق العصا بين المسلمين. تَرَهْسَمَ و تَرَهْمَسَ إِذا سارَّ و ساوَرَ. قال شَبانَةُ: أَمرٌ مُرَهْمَسٌ و مُنَهْمَسٌ أَي مستور.
روس:
رَاسَ رَوْساً: تَبَخْتَر، و الياء أَعلى. و راسَ السَّيْلُ الغُثاءَ: جمعه و حَمَلَه. و رَوائِس الأَودية: أَعاليها، من ذلك. و الرَّوائِسُ: المتقدِّمة من السحاب. و الرَّوْسُ: العيب؛ عن كراع. و الرَّوْسُ: كَثْرَةُ الأَكل. و راسَ يَرُوسُ رَوْساً إِذا أَكل و جَوَّد. التهذيب: الرَّوْسُ الأَكل الكثير. و رَواسُ: قبيلة سميت بذلك؛ و رَوْسُ بن عادِيَة بنت قَزَعَةَ الزُّبَيْرية تقول فيه عادِيَةُ أُمُّه:
         أَشْبَهَ رَوْسٌ نَفَراً كِراما،             كانوا الذُّرَى و الأَنْفَ و السَّناما،
             كانوا لمن خالَطَهُمْ إِداما

و بنو رُواسٍ: بَطْنٌ. و أَبو دؤَادٍ الرُواسِيُّ اسمه يزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عبيد بن رُواس بنِ كلابِ بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَةَ، و كان أَبو عمر الزاهد يقول في الرّواسِي أَحد القراء و المحدثين: إِنه الرَّواسِي، بفتح الراء و بالواو من غير همز، منسوب إِلى رَواس قبيلة من سليم، و كان ينكر أَن يقال الرُّؤَاسي، بالهمز، كما يقوله المحدِّثون و غيرهم.
روذس:
لها في الحديث ذكر، و هي اسم جزيرة بأَرض الروم، و قد اختلف في ضبطها فقيل: بضم الراء و كسر الذال المعجمة، و قيل: بفتحها، و قيل: بشين معجمة.
ريس:
راسَ يَريسُ رَيْساً و رَيَساناً: تَبَخْتر، يكون للإِنسان و الأَسد. و الرِيْسُ: التبختر؛ و منه قول أَبي زُبَيْد الطائي و اسمه حَرْمَلَةُ بن المنذر:
         فباتوا يُدْلِجون، و باتَ يَسري             بَصيرٌ بالدُّجى، هادٍ هَمُوسُ‏
             إِلى أَن عَرَّسوا و أَغَبَّ عنهم             قريباً، ما يُحَسُّ له حَسِيسُ‏
             فلما أَن رآهمْ قد تَدانَوْا،             أَتاهُمْ بين أَرْحلِهِم يَريسُ‏

الإِدْلاجُ: سير الليل كله. و الادِّلاجُ: السير من آخره؛ وَصَفَ رَكْباً يسيرون و الأَسَدُ يتبعهم لينتهز فيهم فُرْصَة. و قوله بصير بالدجى أَي يدري كيف يمشي بالليل. و الهادي: الدليل. و الهموس: الذي لا يسمع مشيه. و عرّسوا: نزلوا عن رواحلهم و ناموا. و أَغَبَّ عنهم: قَصَّر في سيره. و لا يُحَسُّ له حَسِيسٌ: لا يسمع له صوت. و رِياسٌ: فحل؛ أَنشد ثعلب للطِّرِمَّاحِ:
         كَغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رأْسَه             فُرُعٌ بين رِياسٍ و حام‏

و ذكر الأَزهري هذا البيت في أَثناء كلامه على رأْس و فسره فقال: الغَرِيُّ النُّصُبُ الذي دُمِّيَ من النُّسُك، و الحامي الذي حَمى ظهره؛ قال: و الرِّياسُ تُشَقُّ أُنوفُها عند الغَرِيِّ فيكون لبنها للرجال دون النساء. و يقال رَيِّسٌ مثلُ قَيِّم بمعنى رئيسٍ، و قد تقدم شاهده في رأَس. و رَيْسانُ: اسمٌ.
ريباس:
التهذيب في الرباعي: قال شمر لا أَعرف للرِّيباسِ و الكمأَى اسماً عربيّاً؛ قال أَبو منصور: و الطُّرْثُوثُ ليس بالرِّيباس الذي عندنا.

103
لسان العرب6

فصل السين المهملة ص 104

فصل السين المهملة
سجس:
السَّجَسُ، بالتحريك: الماء المتغير. قال ابن سيدة: ماء سَجَسٌ و سَجِسٌ و سَجِيسٌ كَدِرٌ متغير، و قد سَجِسَ الماء، بالكسر؛ و قيل: سُجِّسَ الماء فهو مُسَجَّسٌ و سَجِيسٌ أُفسد و ثُوِّرَ. و سَجَّسَ المَنْهَلُ: أَنْتَنَ ماؤُه و أَجَنَ، و سَجَّسَ الإِبطُ و العِطْفُ كذلك؛ قال:
         كأَنهم، إِذْ سَجَّسَ العَطُوفُ،             مِيسَنَةٌ أَبَنَّها خَرِيفُ‏

و يقال: لا آتيك سَجِيسَ الليالي أَي آخِرَها، و كذلك لا آتيك سَجِيسَ الأَوْجَسِ. و يقال: لا آتيك سَجِيسَ عُجَيْسٍ أَي الدهر كله؛ و أَنشد:
         فأَقْسَمْتُ لا آتي ابنَ ضَمْرَةَ طائعاً،             سَجيسَ عُجَيْسٍ ما أَبانَ لساني‏

و
في حديث المولد: و لا تَضُرُّوه في يَقَظَةٍ و لا مَنام.
سَجِيسَ الليالي و الأَيام، أَي أَبداً؛ و قال الشَّنْفَرى:
         هُنالِكَ لا أَرْجُو حَياةً تَسُرُّني،             سَجِيسَ الليالي مُبْسَلًا بالحَرائِر

و منه قيل للماء الراكد سَجِيسٌ لأَنه آخر ما يبقى. و السَّاجِسِيَّة: ضأْنٌ حُمْرٌ؛ قال أَبو عارم الكِلابي:
         فالعِذقُ مثل السَّاجِسِيِّ الحِفْضاج‏
الحفضاج: العظيم البطن و الخاصرتين. و كبش ساجِسيٌّ إِذا كان أَبيض الصوف فَحِيلًا كريماً؛ و أَنشد:
         كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَرْبَسا،             بين صَبِيَّيْ لَحْيه، مُجَرْفَسا

و السَّاجِسِيَّةُ: غنم بالجزيرة لربيعةِ الفَرَسِ. و القِهاد: الغَنَم الحجازية.
سدس:
سِتَّةٌ و سِتٌّ: أَصلهما سِدْسَة و سِدسٌ، قلبوا السين الأَخيرة تاء لتقرب من الدال التي قبلها، و هي مع ذلك حرف مهموس كما أَن السين مهموسة فصار التقدير سِدْتٌ، فلما اجتمعت الدال و التاء و تقاربتا في المخرج أَبدلوا الدال تاء لتوافقها في الهمس، ثم أُدغمت التاء في التاء فصارت سِتّ كما ترَى، فالتغيير الأَول للتقريب من غير إِدغام، و الثاني للإِدغام. و سِتُّونَ: من العَشَرات مشتق منه، حكاه سيبويه. وُلِدَ له سِتُّون «3» عاماً أَي وُلِدَ له الأَولاد. و السُّدْسُ و السُّدُسُ: جزءٌ من ستة، و الجمع أَسْداسٌ. و سَدَسَ القومَ يَسْدُسُهم، بالضم، سَدْساً: أَخذ سُدُسَ أَموالهم. و سَدَسَهُم يَسدِسُهم، بالكسر: صار لهم سادساً. و أَسْدَسُوا: صاروا ستة. و بعضهم يقول للسُّدُسِ: سَدِيس، كما يقال للعُشْرِ عَشِيرٌ. و المُسَدَّسُ من العَروض: الذي يُبْنى على ستة أَجزاء. و السِّدْسُ، بالكسر: من الوِرْدِ بعد الخِمْس، و قيل: هو بعد ستة أَيام و خمس ليال، و الجمع أَسداس. الجوهري: و السِّدْسُ من الوِرْدِ في أَظماء الإِبل أَن تنقطع خَمْسَةً و تَرِدَ السادسَ. و قد أَسْدَسَ الرجلُ أَي ورَدتْ إِبله سِدْساً. و شاة سَدِيس أَي أَتت عليها السنة السادسة. و السَّدِيس: السِّنُّ التي بعد الرَّباعِيَة. و السَّدِيسُ: و السَدَسُ من الإِبل و الغنم: المُلْقِي سَدِيسَه، و كذلك الأُنثى، و جمع السَدِيس سُدُسٌ مثل رغيف و رُغُف، قال سيبويه: كَسَّروه تكسير الأَسماء لأَنه مناسب للاسم لأَن الهاء تدخل في مؤنثه. قال غيره: و جمع السَّدَسِ سُدْسٌ مثل أَسَد و أُسْدٍ؛ قال منصور ابن مِسْجاح يذكر دية أُخذت من الإِبل متخَيَّرة كما
__________________________________________________
 (3). قوله [ولد له ستون إلخ‏] كذا بالأَصل.

104
لسان العرب6

سدس ص 104

يَتخيرها المُصَدِّقُ:
         فطافَ كما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها             يُخَيَّرُ منها في البوازِل و السُّدْسِ‏

و قد أَسْدَسَ البعيرُ إِذا أَلقى السِّنَّ بعد الرَّباعِيَةِ، و ذلك في السنة الثامنة. و
في حديث العَلاء بن الحَضْرَمِي عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: إِن الإِسلام بَدأَ جَذَعاً ثم ثَنِيّاً ثم رَباعِياً ثم سَدِيساً ثم بازلًا؛ قال عمر: فما بعد البُزُول إِلا النقصان.
السديس من الإِبل: ما دخل في السنة الثامنة و ذلك إِذا أَلقى السن التي بعد الرَّباعِيَة. و السَّدَسُ، بالتحريك: السن قبل البازل، يستوي فيه المذكر و المؤنث لأَن الإِناث في الأَسنان كلها بالهاء، إِلا السَّدَس و السَّدِيس و البازِلَ. و يقال: لا آتيك سَدِيسَ عُجَيْسٍ، لغة في سجِيس. و إِزارٌ سَدِيس و سُداسِيٌّ. و السدُوسُ: الطَّيْلَسانُ، و في الصحاح: سُدُوسٌ، بغير تعريف، و قيل: هو الأَخْضَرُ منها؛ قال الأَفْوَه الأَوْدِي:
         و الليلُ كالدَّأْماءِ مُسْتَشْعِرٌ،             من دونهِ، لوناً كَلَوْنِ السُّدُوس‏

الجوهري: و كان الأَصمعي يقول السَّدُوسُ، بالفتح، الطَّيْلَسانُ. شمر: يقال لكل ثوب أَخضر: سَدُوسٌ و سُدُوسٌ. و سُدُوسٌ، بالضم: اسم رجل؛ قال ابن بَرِّي: الذي حكاه الجوهري عن الأَصمعي هو المشهور من قوله؛ و قال ابن حمزة: هذا من أَغلاط الأَصمعي المشهورة، و زعم أَن الأَمر بالعكس مما قال و هو أَن سَدُوس، بالفتح، اسم الرجل، و بالضم، اسم الطيلسان، و ذكر أَن سدوس، بالفتح، يقع في موضعين: أَحدها سدوس الذي في تميم و ربيعة و غيرهما، و الثاني في سعد بن نَبْهانَ لا غير. و قال أَبو جعفر محمد بن حبيب: و في تميم سَدُوسُ بن دارم بن مالك بن حنظلة، و في ربيعة سَدُوسُ بن ثعلبةَ بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ؛ فكل سَدُوسٍ في العرب، فهو مفتوح السين إِلا سُدُوسَ بنَ أَصْمَعَ بن أَبي عبيد بن ربيعة بن نَضْر بن سعد بن نَبْهان في طي‏ء فإِنه بضمها. قال أَبو أُسامة: السَّدُوسُ، بالفتح، الطيلسان الأَخضر. و السُّدُوسُ، بالضم، النِّيلَجُ. و قال ابن الكلبي: سَدُوس الذي في شيبان، بالفتح، و شاهده قول الأَخطل:
         و إِن تَبْخَلْ سَدُوسُ بِدِرْهَمَيْها،             فإِن الريحَ طَيِّبَةٌ قَبُولُ‏

و أَما سُدُوسُ، بالضم، فهو في طي‏ء لا غير. و السُّدُوس: النِّيلَنْجُ، و يقال: النِّيلَج و هو النِّيل؛ قال إمرؤ القيس:
         مَنابته مثلُ السُّدوسِ، و لونُه             كَلَوْنِ السَّيالِ، و هو عذبٌ يَفِيص «1»

قال شمر: سمعته عن ابن الأَعرابي بضم السين، و روي عن أَبي عمرو بفتح السين، و روى بيت إمرئ القيس:
         إِذا ما كنتَ مُفْتَخِراً، ففاخِرْ             ببيْتٍ مثلِ بيتِ بني سَدُوسِ

بفتح السين، أَراد خالد بن سدوس النبهاني. ابن سيدة: و سَدُوسُ و سُدُوس قبيلتان، سَدُوسُ في بني ذُهْل بن شيبان، بالفتح، و سُدُوس، بالضم، في طيِ‏ء؛ قال سيبويه: يكون للقبيلة و الحي، فإِن قلت وَلَدُ سَدوسٍ كذا أَو من بني سَدُوس، فهو للأَب خاصة؛ و أَنشد ثعلب:
         بني سَدوسٍ زَتِّتوا بَناتِكُمْ،             إِنَّ فتاة الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ‏

__________________________________________________
 (1). قوله [كلون السيال‏] أَنشده في ف ي ص: كشوك السيال.

105
لسان العرب6

سدس ص 104

و الرواية:
         بني تميم زَهْنِعوا فتاتكم‏
، و هو أَوفق لقوله‏
         ... فتاة الحي.
الجوهري: سَدُوس، بالفتح، أَبو قبيلة؛ و قول يزيد بن حَذَّاقٍ العَبْدي:
         و داوَيْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً،             كأَنَّ عليها سُنْدُساً و سُدُوسا

السُّدُوس: هو الطَّيْلَسانُ الأَخْضَرُ انتهى. و قد ذكرنا في ترجمة شتت من هذه الترجمة أَشياء.
سرس:
السَّريس: الكَيِّسُ الحافظ لما في يده، و ما أَسْرَسَه، و لا فِعْلَ له و إِنما هو من باب أَحْنَكُ الشاتَيْن. و السَّريسُ: الذي لا يأْتي النساء؛ قال أَبو عبيدة: هو العِنِّينُ من الرجال؛ و أَنشد أَبو عبيد لأَبي زُبيد الطائي:
         أَ في حَقٍّ مُواساتي أَخاكُمْ             بمالي، ثم يَظلِمُني السَّرِيسُ؟

قال: هو العِنِّين. و قد سَرِسَ إِذا عُنَّ، و قيل: السَّرِيسُ هو الذي لا يولد له، و الجمع سُرَساءُ، و في لغة طيِ‏ءٍ: السَّرِيس الضعيف. و قد سَرِسَ إِذا ساء خُلُقُه و سَرِسَ إِذا عَقَل و حَزَمَ بعد جَهْلٍ. و فَحْلٌ سَرِسٌ و سَريسٌ بَيِّنُ السَّرَس إِذا كان لا يُلقِحُ.
سرجس:
مارُسَرْجِس: موضعٌ؛ قال جرير:
         لَقِيتُمْ بالجَزيرَة خَيْلَ قَيْسٍ،             فقلتُمْ: مارَسَرْجِسَ لا قِتالا

تقول: هذه مارُسَرْجِسَ و دخلْت مارَسَرْجِسَ و مررت بمارِسَرْجِسَ، و سَرْجِسُ في كلّ ذلك غير منصرف.
سلس:
شي‏ء سَلِسٌ: لَيّنٌ سهل. و رجلٌ سَلِسٌ أَي لَيِّنٌ منقاد بين السَّلَسِ و السَّلاسَةِ. ابن سيدة: سَلِسَ سَلَساً و سَلاسَة و سُلُوساً فهو سَلِسٌ؛ قال الراجز:
         ممكورَةٌ غَرْثى الوِشاحِ السَّالِسِ،             تَضْحَكُ عن ذي أُشُرٍ عُضارِسِ‏

و سَلِسَ المُهْرُ إِذا انقاد. و السَّلْسُ، بالتسكين: الخيط ينظم فيه الخَرَزُ، زاد الجوهري فقال: الخَرَزُ الأَبيضُ الذي تلبَسُه الإِماء، و جمعه سُلُوسٌ؛ قال عبد اللَّه بن مسلم من بني ثعلبة بن الدُّول:
         و لقد لَهَوتُ، و كلُّ شي‏ء هالِكٌ،             بنَقاةِ جَيْبِ الدِّرْعِ غيرِ عَبُوسِ‏
             و يَزينُها في النَّحْرِ حَلْيٌ واضِحٌ،             و قَلائدٌ من حُبْلَةٍ و سُلُوسِ‏

ابن بري: النقاة النقية، يريد أَن الموضع الذي يقع عليه الجيب منها نقيّ، قال: و يجوز أَن يريد أَن ثوبها نقي و أَنها ليست بصاحبة مَهْنَةٍ و لا خِدْمَة، و قد يعبرون بالجيب عن القلب لأَنه يكون عليه كما يعبرون بمعْقِد الإِزار عن الفرج، فيقال: هو طيب معقد الإِزار، يريد الفرج، و هو نَقيُّ الجَيْب أَي القلب أَي هو نَقِيٌّ من غِشٍّ و حِقْد. و الواضح: الذي يَبْرُق. و الدرع: قميص المرأَة؛ و قال المُعَطِّلُ الهذلي:
         لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ،             و أَفَلُّ يَخْتَضِمُ الفَقارَ مُسَلَّسُ‏

أَراد بالمَطارد سهاماً يشبه بعضها بعضاً. و أَراد بقوله مُسَلَّسٌ مُسَلْسَلٌ أَي فيه مثل السِّلْسِلة من الفِرِنْدِ. و السُّلُوس: الخُمُر؛ عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         قد مَلأَتْ مَرْكُوَّها رُؤُوسا،             كأَنَّ فيه عُجُزاً جُلُوسا،

106
لسان العرب6

سلس ص 106

          شُمْطَ الرُّؤُوسِ أَلْقَتِ السُّلُوسا
شبهها و قد أَكلت الحَمْض فابيضت وجوهها و رؤوسها بعُجُزٍ قد أَلقين الخُمُر. و شراب سَلِسٌ: لَيِّنُ الانحدار. و سَلِسَ بولُ الرجل إِذا لم يتهيأْ له أَن يمسكه. و فلان سَلِسُ البول إِذا كان لا يستمسكه. و كل شي‏ء قَلِق، فهو سَلِسٌ. و أَسْلَسَت النخلةُ فهي مُسْلِسٌ إِذا تناثر بُسْرُها. و أَسْلَسَتِ الناقةُ إِذا أَخرجت الولد قبل تمام أَيامه، فهي مُسْلِسٌ. و السَّلِسَةُ: عُشْبَة قريبة الشبه بالنَّصِيِّ و إِذا جَفَّتْ كان لها سَفاً يتطاير إِذا حُرِّكَت كالسهام يَرْتَدُّ في العيون و المناخر، و كثيراً ما يُعْمِي السائمة. و السُّلاسُ: ذهاب العقل، و قد سُلِسَ سَلَساً و سَلْساً؛ المصدران عن ابن الأَعرابي. و رجل مَسْلُوس: ذاهب العقل و البدن. الجوهري: المَسْلُوسُ الذاهب العقل غيره: المَسْلُوسُ المجنون؛ قال الشاعر:
         كأَنه إِذ راحَ مَسْلُوسُ الشَمَقْ‏
و في التهذيب: رجل مَسْلُوسٌ في عقله فإِذا أَصابه ذلك في بدنه فهو مَهْلُوسٌ.
سلعس:
سَلَعُوسُ، بفتح اللام: بلدة.
سنبس:
الجوهري: سِنْبِسُ أَبو حَيّ من طَيِ‏ء؛ و منه قول الأَعشى يصف صائداً أَرسل كلابه على الصيد:
         فصَبَّحَها القانِصُ السِّنْبِسِي،             يُشَلِّي ضِراءً بإِيسادِها

قال ابن بري: القانص الصائد. يُشَلِّي: يدعو. و الضَّراء: جمع ضِرْوٍ، و هو الكلب الضاري بالصيد. و الإِيسادُ: الإِغْراءُ.
سندس:
الجوهري في الثلاثيّ: السُّنْدُسُ البُزْيُون؛ و أَنشد أَبو عبيدة ليزيد بن حَذَّاق العَبْدِيّ:
         أَلا هل أَتاها أَنَّ شِكَّةَ حازم             لَدَيَّ، و أَني قد صَنَعْتُ الشَّمُوسا؟
             و داويْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً،             كأَن عليها سُنْدُساً و سُدُوسا

الشَّمُوس: فرسه و صُنْعُه لها: تَضْمِيرُه إِياها، و كذلك قوله داويتها بمعنى ضمَّرتها. و قوله حَبَشِيَّة يريد حبشية اللون في سوادها، و لهذا جعلها كأَنها جُلِّلَتْ سُدُوساً، و هو الطَّيْلَسان الأَخضر. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، بعث إِلى عمر، رضي اللَّه عنه، بجُبَّةِ سُنْدُسٍ.
؛ قال المفسرون في السندس: إِنه رَقيق الدِّيباج و رَفيعُه، و في تفسير الإِسْتَبْرَقِ: إِنه غليظ الديباج و لم يختلفوا فيه الليث: السُّنْدُسُ ضَرْبٌ من البُزْيون يتخذ من المِرْعِزَّى و لم يختلف أَهل اللغة فيهما أَنهما معرّبان، و قيل: السُّنْدُس ضرب من البُرود.
سوس:
السُّوسُ و السَّاسُ: لغتان، و هما العُثَّة التي تقع في الصوف و الثياب و الطعام. الكسائي: ساس الطعامُ يَساسُ و أَساسَ يُسِيسُ و سَوَّسَ يُسَوِّسُ إِذا وقع فيه السُّوسُ؛ و أَنشد لزُرارة بن صَعْب بن دَهْرٍ، و دَهْرٌ: بطنٌ من كلاب، و كان زُرارةُ خرج مع العامرية في سفر يَمْتارون من اليَمامة، فلما امتاروا و صَدَروا جعل زُرارةُ بن صَعْب يأْخذه بطنُه فكان يتخلف خلف القوم فقالت العامرية:
         لقد رأَيتُ رجلًا دُهْرِيَّا،             يَمْشِي وَراء القوم سَيْتَهِيَّا،
             كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيَّا

تريد أَنه قد امتلأَ بطنه و صار كأَنه مُضْطَغِن‏

107
لسان العرب6

سوس ص 107

صبيّاً من ضِخَمِه، و قيل: هو الجاعل الشي‏ء على بطنه يَضُمُّ عليه يَدَه اليسرى؛ فأَجابها زُرارة:
         قد أَطْعَمَتْني دَقَلًا حَوْلِيَّا،             مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا

الدقَلُ: ضَرْبٌ رَدي‏ءٌ من التمر. و حَجْرِيَّا: يريد أَنه منسوب إِلى حَجْر اليمامة، و هو قصبتها. ابن سيدة: السُّوس العُثُّ، و هو الدود الذي يأْكل الحبَّ، واحدته سُوسة، حكاه سيبويه. و كل آكلِ شي‏ء، فهو سُوسُه، دوداً كان أَو غيره و السَّوْس، بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ و يَسُوسُ؛ عن كراع، سَوْساً إِذا وقع فيه السُّوسُ، و سِيسَ و أَساسَ و سَوَّسَ و اسْتاسَ و تَسَوَّسَ؛ و قول العجاج:
         يَجْلُو، بِعُودِ الإِسْحِل المُفَصَّمِ،             غُروبَ لا ساسٍ و لا مُثَلَّمِ‏

و المُفَصَّم: المُكَسَّر. و الساسُ: الذي قد ائتكَل، و أَصله سائسٌ، و هو مثل هائر و هارٍ و صائفٍ و صافٍ؛ قال العجاج:
         صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّغْ بالكَدَرْ،             و لم يُخالِطْ عُودَه ساسُ النَّخَرْ

ساسُ النخر أَي أَكل النخر. يقال: نَخِرَ يَنْخَر نَخَراً. و طعامٌ و أَرْضٌ ساسَةٌ و مَسُوسَة. و ساسَت الشاة تَساسُ سَوساً و إِساسَةً، و هي مُسِيسٌ: كَثُرَ قملُها. و أَساسَتْ مثله؛ و قال أَبو حنيفة: ساسَت الشجرةُ تَساسُ سِياساً و أَساسَتْ أَيضاً، فهيَ مُسِيسٌ. أَبو زيد: الساسُ، غير مهموز و لا ثقيل، القادحُ في السنّ. و السَّوَسُ: مصدر الأَسْوَس، و هو داءٌ يكون في عَجُزِ الدابة بين الورك و الفخذُ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْل. ابن شميل: السُّواسُ داء يأْخذ الخيل في أَعناقها فيُيَبِّسُها حتى تموت. ابن سيدة: و السَّوَسُ داء في عَجُز الدابة، و قيل: هو داء يأْخذ الدابة في قوائمها. و السَّوْسُ: الرِّياسَةُ، يقال ساسوهم سَوْساً، و إِذا رَأَّسُوه قيل: سَوَّسُوه و أَساسوه. و سَاس الأَمرَ سِياسةً: قام به، و رجل ساسٌ من قوم ساسة و سُوَّاس؛ أَنشد ثعلب:
         سادَة قادة لكل جَمِيعٍ،             ساسَة للرجال يومَ القِتالِ‏

و سَوَّسَه القومُ: جَعَلوه يَسُوسُهم. و يقال: سُوِّسَ فلانٌ أَمرَ بني فلان أَي كُلِّف سِياستهم. الجوهري: سُسْتُ الرعية سِياسَة. و سُوِّسَ الرجلُ أُمور الناس، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إِذا مُلِّكَ أَمرَهم؛ و يروى قول الحطيئة:
         لقد سُوِّسْت أَمرَ بَنِيك، حتى             تركتهُم أَدقَّ من الطَّحِين‏

و قال الفراء: سُوِّسْت خطأٌ. و فلان مُجَرَّبٌ قد ساسَ و سِيسَ عليه أَي أَمَرَ و أُمِرَ عليه. و
في الحديث: كان بنو إِسرائيل يَسُوسُهم أَنبياؤهم.
أَي تتولى أُمورَهم كما يفعل الأُمَراء و الوُلاة بالرَّعِيَّة. و السِّياسةُ: القيامُ على الشي‏ء بما يُصْلِحه. و السياسةُ: فعل السائس. يقال: هو يَسُوسُ الدوابَّ إِذا قام عليها و راضَها، و الوالي يَسُوسُ رَعِيَّتَه. أَبو زيد: سَوَّسَ فلانٌ لفلان أَمراً فركبه كما يقول سَوَّلَ له و زَيَّنَ له. و قال غيره: سَوَّسَ له أَمراً أَي رَوَّضَه و ذلَّلَه. و السُّوسُ: الأَصل. و السُّوسُ: الطبْع و الخُلُق و السَجِيَّة. يقال: الفصاحة من سُوسِه. قال اللحياني: الكرم من سُوسِه أَي من طبعه. و فلان من سُوس‏

108
لسان العرب6

سوس ص 107

صِدْقٍ و تُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصل صدْق. و سَوْ يكون و سَوْ يفعل: يريدون سوف؛ حكاه ثعلب، و قد يجوز أَن تكون الفاء مزيدة فيها ثم تحذف لكثرة الاستعمال، و قد زعموا أَن قولهم سأَفعل مما يريدون به سوف نفعل فحذفوا لكثرة استعمالهم إِياه، فهذا أَشذ من قولهم سَوْ نفعل. و السُّوسُ: حَشيشة تشبه القَتَّ؛ ابن سيدة: السُّوسُ شجر ينبت ورقاً في غير أَفنان؛ و قال أَبو حنيفة؛ هو شجر يغمى به البيوت و يدخل عصيره في «2» ...، و في عروقه حلاوة شديدة، و في فروعه مرارة، و هو ببلاد العرب كثير. و السَّوَاسُ: شجر، واحدته سَواسَة؛ قال أَبو حنيفة: السَّواسُ من العضاه و هو شبيه بالمَرْخ له سَنِفَةٌ مثل سَنِفَة المَرْخ و ليس له شوك و لا ورق، يطول في السماء و يُستظل تحته. و قال بعض العرب: هي السَّواسِي، قال أَبو حنيفة: فسأَلته عنها، فقال: السَّواسِي و المَرْخُ و المَنْجُ هؤلاء الثلاثة متشابهة، و هي أَفضل ما اتخذ منه زَنْدٌ يقتدح به و لا يَصْلِدُ؛ و قال الطِّرِمَّاح:
         و أَخْرَجَ أُمُّه لسَواسِ سَلْمَى،             لِمَعْفُورِ الضَّبا ضَرِمِ الجَنِينِ‏

و الواحدة: سَواسَة. و قال غيره: أَراد بالأَخْرَج الرَّمادَ، و أَراد بأُمه الزنْدَةَ أَنه قطع من سَواسِ سَلْمَى، و هي شجرة تنبت في جبل سلمى. و قوله لمعفور الضبا أَراد أَن الزندة شجرة إِذا قِيلَ الزَّنْدُ فيها أَخرجت شيئاً أَسود فينعفر في التراب و لا يَرِي، لأَنه لا نار فيه، فهو الولد المعفور النار فذلك الجنين الضَّرِمُ، و ذكر معفور الضبا لأَنه نسبه إِلى أَبيه، و هو الزند الأَعلى. و سَوَاسُ: موضع؛ أَنشد ثعلب:
         و إِنَّ امْرأً أَمسى، و دُونَ حَبيبهِ             سَواسٌ، فَوادي الرَّسِّ و الهَمَيانِ،
             لَمُعْتَرفٌ بالنأْي بعد اقْتِرابِه،             و مَعْذُورَةٌ عيناه بالهَمَلانِ‏

سيس:
ابن الأَعرابي: ساساه إِذا عَيَّرَه. و السِّيساءُ من الحِمارِ أَو البَغْل: الظهر، و من الفرس: الحارك؛ قال اللحياني: و هو مذكر لا غير، و جمعها سيَاسِي. الجوهري: السِّيساء مُنْتَظَمُ فَقار الظهر، و السِّيساء، فِعْلاء مُلحق بسِرْداحٍ؛ قال الأَخطل و اسمه غِياثُ بن عَوْف:
         لقد حَمَلَتْ قَيْسَ بنَ عَيْلانَ حَرْبُنا             على يابِسِ السِّيساءِ، مُحْدَوْدِبِ الظَّهْرِ

يقول: حَمَلْناهم على مَرْكَبٍ صَعْبٍ كسيساء الحمار أَي حَمَلناهم على ما لا يثبت على مثله و
في الحديث: حَمَلَتْنا العربُ على سِيسائها.
؛ قال ابن الأَثير: سيساء الظهر من الدواب مُجْتَمَعُ وَسَطِه، و هو موضع الركوب، أَي حملتنا على ظهر الحرب و حاربتنا. الأَصمعي: السِّيساءُ من الظَّهْر و السِّبساءَةُ المُنْقادة من الأَرض المُسْتَدِقَّةُ. و قال: السِّيساءُ قُرْدُودَةُ الظَّهْر، و قال الليث: هو من الحِمار و البغل المِنْسَجُ. ابن شُميل: يقال هؤلاء بنو ساسَا للسُّؤَّال. و ساسانُ: اسم كِسْرَى، و أَبو ساسانَ: من كُناهُمْ، و قال بعضهم: إِنما هو أَنُو ساسان. و قال الليث: أَبو ساسانَ كنية كسرى، و هو أَعجمي، و كان الحُصين بن المنذر يكنى بهذه الكنية أَيضاً.
__________________________________________________
 (2). كذا بياض بالأَصل، و لعل محله في الأَدوية، كما يؤخذ من ابن البيطار.

109
لسان العرب6

فصل الشين المعجمة ص 110

فصل الشين المعجمة
شأس:
مكان شَئِسٌ، و في المحكم: مكان شَأْسٌ مثل شأْزٍ: خَشِن من الحجارة و قيل غليظ؛ قال:
         على طريقٍ ذي كُؤُودٍ شاسِ،             يَضُرُّ بالمُوَقَّحِ المِرْداسِ‏

خفف الهمز كقولهم كاس في كأْس، و الجمع شُؤُوسٌ. و قد شَئِسَ شَأْساً، فهو شَئِسٌ. و شأْسٌ جَأْسٌ: على الإِتباع. و قال أَبو زيد: شَئِسَ مكانُنا شَأْساً و شَئِزَ شَأَزاً إِذا غَلُظَ و اشتدَّ و صَلُبَ؛ قال أَبو منصور: و قد يخفف فيقال للمكان الغليظ شاسٌ و شازٌ، و يقال مقلوباً مكانٌ شاسِئٌ و جاسئٌ غليظ، و أَمْكِنَة شُوسٌ مثل جَوْنٍ و جُونٍ و وَرْدٍ و وُرْد. و شَئِسَ الرجلُ شَأَساً: قَلِقَ من مَرَض أَو غَمٍّ؛ و شَأْسٌ: أَخو علقمة الشاعر، قال فيه يخاطب الملك:
         و في كلِّ حَيٍّ قد خَبَطْتَ بِنْعمَةٍ،             فَحُقَّ لِشأْسٍ من نَداكَ ذَنُوبُ‏

فقال: نعم و أَذْنِبَةٌ، فأَطلقه و كان قد حبسه.
شبرس:
شِبْرِسُ و شَبارِسُ: دُوَيْبَّة زعموا؛ و قد نفى سيبويه أَن يكون هذا البناء للواحد.
شحس:
قال أَبو حنيفة: أَخبرني بعض أَعراب عُمانَ قال: الشَحْسُ من شجر جبالنا و هو مثل العُتمِ و لكنه أَطول منه و لا تتخذ منه القِسِيُّ لصلابته، فإِن الحديد يَكِلُّ عنه، و لو صنعت منه القسِيُّ لم تُؤَاتِ النَّزْعَ.
شخس:
الشَخْسُ: الاضطراب و الاختلاف. و الشَّخيس: المخالف لما يؤْمر به؛ قال رؤْبة:
         يَعْدِلُ عني الجَدِلَ الشَّخِيسا

و أَمر شَخيسٌ: متفرّق. و شاخَسَ أَمْرُ القوم: اختلف. و تَشاخَسَ ما بينهم: تباعد و فسد. و ضربه فتَشاخَسَ قِحْفا رأْسه: تباينا و اختلفا، و قد استعمل في الإِبهام؛ قال:
         تَشاخَسَ إِبهاماكَ إِن كنت كاذِباً،             و لا بَرِثا من دَاحِسٍ و كُناعِ‏

و قد يستعمل في الإِناء؛ أَنشد ابن الأَعرابي لأَرْطاةَ بن سُهَيَّة:
         و نحن كَصَدْعِ العُسِّ إِن يُعْطَ شاعِباً             يَدَعْهُ، و فيه عَيْبُه مُتَشاخِسُ‏

أَي متباعد فاسد، و إِن أُصلح فهو متمايل لا يستوي. و كلام مُتَشاخِسٌ أَي متفاوت. و تَشاخَسَتْ أَسنانه: اختلفت إِما فِطْرَةً و إِما عَرَضاً. و شاخَسَ الدهرُ فاه؛ قال الطِّرِمَّاح يصف وَعِلًا، و في التهذيب يصف العَيْرَ:
         و شاخَسَ فاه الدَّهْرُ حتى كأَنه             مُنَمِّسُ ثيرانِ الكَريصِ الضَّوائن‏

ابن السكيت: يقول خالف بين أَسنانه من الكِبَر فبعضها طويل و بعضها مُعْوَج و بعضها متكسر. و الضوائن: البيض. قال: و الشُّخاسُ و الشاخِسَة في الأَسنان، و قيل: الشُّخاسُ في الفم أَن يميل بعض الأَسنان و يسقط بعض من الهَرَم. و المُتَشاخِسُ: المتمايل. و ضربه فتَشاخَسَ رأَسُه أَي مال. و الشَّخْسُ: فتح الحمار فمه عند التشاؤب أَو الكَرْفِ. و شاخَسَ الكلبُ فاه: فتحه؛ قال:
         مُشاخِساً طَوْراً، و طَوراً خائفا،             و تارَةً يَلْتَهِسُ الطَّفاطِفا

و تَشاخَسَ صَدْعُ القَدَح إِذا تَبايَنَ فبقي غير ملتئم.

110
لسان العرب6

شخس ص 110

و يقال للشَّعَّاب: قد شاخَسْتَ. أَبو سعيد: أَشْخَصْتُ له في المنطق و أَشْخَسْتُ و ذلك إِذا تَجَهَّمْتَه.
شرس:
أَبو زيد: الشَّرِسُ السَّي‏ءُ الخُلُق. و رجل شَرِسٌ و شَريسٌ و أَشْرَسُ: عَسِرُ الخُلُق شديد الخلاف، و قد شَرِسَ شَرَساً. و فيه شِراسٌ، و رجل شَرِسُ الخُلق بَيِّنُ الشَّرَسِ و الشَّراسَةِ، و شَرِسَتْ نفْسُه شَرَساً و شَرُسَتْ شَراسةً، فهي شَرِيسَة؛ قال:
         فَرُحْتُ، و لي نَفْسانِ: نَفْسٌ شَرِيسَةٌ،             و نَفْسٌ تَعَنَّاها الفِراقُ جَزوعُ‏

و الشِّراسُ: شدَّة المُشارَسَةِ في معاملة الناس. و تقول: رجل أَشْرَسُ ذو شِراسٍ و ناقة شريسَة ذات شِراسٍ و ذات شَريس. و
في حديث عمرو بن مَعْديكرب: هم أَعظمنا خَمِيساً و أَشدّنا شَريساً.
أَي شَراسةً؛ و قد شَرِسَ يَشْرَسُ، فهو شَرِسٌ، و قوم فيهم شَرَسٌ و شَريسٌ و شَراسَة أَي نُفُور و سُوء خُلق. و شارَسه مُشارَسَة و شِراساً: عاسَره و شاكَسَه. و ناقة شَريسَة: بَيِّنة الشِّراس سيئة الخلق. و إِنه لذو شَريس أَي عُسْرٍ؛ قال:
         قد علمَتْ عَمْرَةُ بالغَمِيسِ             أَنَّ أَبا المِسْوارِ ذو شَريسِ‏

و تَشارَسَ القومُ: تَعادَوْا. ابن الأَعرابي: شَرِسَ الإِنسانُ إِذا تحبَّبَ إِلى الناس. و الشَّرْسُ: شدّة وَعْكِ الشي‏ء، شَرَسَه يَشْرُسُه شَرْساً و شَرَسَ الحمارُ آتُنَه يَشْرُسُها شَرْساً: أَمَرَّ لَحْيَيه و نحو ذلك على ظهورها. الليث: الشَّرْسُ شِبه الدَّعْكِ للشي‏ءِ كما يَشْرُسُ الحمارُ ظهورَ العانة بلَحْيَيْه؛ و أَنشد:
         قَدّاً بأَنْيابٍ و شَرْساً أَشْرَسا
و مكان شَراسٌ: صُلْبٌ خَشِنُ المَسِّ. الجوهري: مكان شَرْسٌ أَي غليظ؛ قال العجاج:
         إِذا أُنِيخَتْ بمكانٍ شَرْسِ،             خَوَّتْ على مُسْتَوِياتٍ خَمْسِ،
             كِرْكِرَةٍ و ثَفِناتٍ مُلْسِ‏

قال ابن بري: صواب إِنشاده على التذكير لأَنه يصف جملًا:
         إِذا أُنيخ بمكان شَرْسِ،             خَوَّى على مُسْتَوَياتٍ خَمْسِ‏

و قبله بأَبيات:
         كأَنه من طُولِ جَذْعِ العَفْسِ،             و رَمَلانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ،
             يُنْحَتُ من أَقْطارِه بفَأْسِ‏

قوله خَوَّى: يريد بَرَكَ متجافياً على الأَرض في بُروكه لضُمْرِه و عِظَمِ ثَفِناتِه، و هي ما ولي الأَرضَ من قوائمه إِذا برك. و الكِرْكِرَةُ: ما وَليَ الأَرضَ من صدره. و الجَذْعُ: الحبس على غير عَلَفٍ. و العَفْسُ: الإِذالةُ. و الرَّمَلانُ: ضرب من السير. و أَرض شَرْساء و شَراسِ، على فَعالِ مثال قَطامِ: خَشِنَة غليظة، نعت الأَرض واجب كالاسم. أَبو زيد: الشَّراسَة شدة أَكل الماشية؛ قال أَبو حنيفة: شَرَسَتِ الماشيةُ تَشْرُسُ شَراسَةً اشتدّ أَكلُها. و إِنه لَشَرِيسُ الأَكل أَي شديده. و الشَّريسُ: نبت بَشِع الطعم، و قيل: كلُّ بشع الطعم شَريسٌ. و الشِّرْسُ، بالكسر: عِضاهُ الجبَل و له شوك أَصفر، و قيل: هو ما صَغُرَ من شجر الشوك كالشُّبْرُمِ و الحاجِ، و قيل: الشِّرْسُ ما رَقَّ شوكه، و نباتُه الهُجُول و الصَّحارَى و لا ينبت في الجَرَعِ و لا قيعان الأَوْدية، و قيل: الشِّرْسُ شجر

111
لسان العرب6

شرس ص 111

صغار له شوك، و قيل: الشِّرْسُ حَمْلُ نَبْت مَّا. و أَشْرَسَ القومُ: رَعَتْ إِبلهم الشِّرْسَ. و بنو فلان مُشْرِسُون أَي ترعى إِبلهم الشِّرْسَ. و أَرض مُشْرِسَة و شَريسَة: كثيرة الشِّرس، و هو ضرب من النبات. و الشَّرَسُ، بفتح الشين و الراء: ما صَغُر من شَجر الشوك؛ حكاه أَبو حنيفة. ابن الأَعرابي: الشِّرْسُ الشُّكاعى و القَتادُ و السَّحا و كل ذي شوك مما يَصْغُرُ؛ و أَنشد:
         واضعة تأْكُلُ كلَّ شَرْس‏
و أَشْرَسُ و شَريسٌ: اسمان.
شسس:
الشَّسُّ و الشُّسوسُ: الأَرض الصلبة الغليظة اليابسة التي كأَنها حجر واحد، و في المحكم: حجارة واحدة، و الجمع شِساسٌ و شُسُوسٌ، الأَخيرة شاذة، و قد شَسَّ المكانُ، و أَنشد للمَرَّار بن مُنْقِذٍ:
         أَ عَرَفْتَ الدَّار أَم أَنْكَرْتَها،             بين تِبْراكٍ فَشِسَّيْ عَبَقُرّ؟

شطس:
الشَّطْسُ: الدَّهاءُ و العلم و الفِطْنَةُ، و الجمع أَشْطاسٌ؛ قال رؤبة:
         يا أَيها السائلُ عن نُحاسِي             عَنِّي، و لمَّا يَبْلُغُوا أَشْطاسي‏

و رجل شُطَسِيٌّ: داهٍ مُنْكَرٌ ذو أَشْطاسٍ. أَبو تراب عن عَرَّامٍ: شَطَفَ فلان في الأَرض و شَطَسَ إِذا دخل فيها إِما راسخاً و إِما واغلًا؛ و أَنشد:
         تَشِبُّ لعَيْنَيْ رامِقٍ شَطَسَتْ به             نَوًى غُرْبَةٌ، وَصْلَ الأَحبَّة تَقْطَعُ‏

شكس:
الشَّكُسُ و الشَّكِسُ و الشَّرِسُ، جميعاً: السَّيِ‏ءُ الخلق، و قيل: هو السيِ‏ءُ الخلق في المبايعة و غيرها. و قال الفراء: رجل شَكِسٌ عَكِصٌ؛ قال الراجز:
         شَكْسٌ عَبُوسٌ عَنْبَسٌ عَذَوَّرُ
و قوم شُكْسٌ مثال رجل صَدْق و قوم صُدْق؛ و قد شَكِسَ، بالكسر، يَشْكَسُ شَكَساً و شَكاسَةً. الفراء: رجل شَكِسٌ، و هو القياس، و إِنه لَشكِسٌ لَكِسٌ أَي عَسِرٌ. و المِشْكَسُ: كالشَّكُسِ؛ عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         خُلِقْتَ شَكسْاً للأَعادي مِشْكَسا

و تَشاكَسَ الرجلان: تَضادَّا. و في التنزيل العزيز: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا
؛ أَي متضايقون مُتَضادُّون، و تفسير هذا المثل أَنه ضرب لمن وَحَّد اللَّه تعالى و لمن جعل معه شركاء، فالذي وَحَّدَ اللَّه تعالى مَثَلُه مَثَلُ السالم لرجل لا يَشْرَكُه فيه غيره؛ يقال: سَلِمَ فلانٌ لفلان أَي خَلَصَ له، و مَثَلُ الذي عَبَدَ مع اللَّه سبحانه غيره مَثَلُ صاحب الشركاء المتشاكسين، و الشركاء المُتَشاكِسُون: العَسِرُونَ المختلفون الذين لا يتفقون، و أَراد بالشركاء الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون اللَّه تعالى. و
في حديث عليّ، كرم اللَّه وجهه، فقال: أَنتم شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ‏.
؛ أَي مختلفون متنازعون. و مَحَلَّةٌ شَكِسٌ: ضَيِّقَة؛ قال عبد مناف الهُذلي:
         و أَنا الذي بَيَّتُّكم في فِتْيَةٍ،             بمَحَلَّةٍ شَكِسٍ و ليلٍ مُظْلِم‏

و الليل و النهارُ يَتَشاكَسان أَي يتضادَّان. و بنو شَكْسٍ، بفتح الشين: تَجْرٌ بالمدينة؛ عن ابن الأَعرابي.

112
لسان العرب6

شمس ص 113

شمس:
الشمس: معروفة. و لأَبْكِيَنَّك الشمسَ و القَمَر أَي ما كان ذلك. نصبوه على الظرف أَي طلوعَ الشمس و القمر كقوله:
         الشمسُ طالعةٌ، ليسَتْ بكاسِفَةٍ،             تَبْكِي عليكَ، نُجومَ الليلِ و القَمَرا

و الجمع شُموسٌ، كأَنهم جعلوا كل ناحية منها شمساً كما قالوا للمَفْرِق مَفارِق؛
قال الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ:
         إِنْ لم أَشِنَّ على ابنِ هِنْدٍ غارَةً،             لم تَخْلُ يوماً من نِهابِ نُفُوسِ‏
             خَيْلًا كأَمْثالِ السَّعالي شُزَّباً،             تَعْدُو ببيضٍ في الكريهةِ شُوسِ‏
             حَمِيَ الحديدُ عليهمُ فكأَنه             وَ مَضانُ بَرْقٍ أَو شُعاعُ شُمُوسِ.

شَنَّ الغارة: فرَّقها. و ابن هند: هو معاوية. و السَّعالي: جمع سِعْلاةٍ، و هي ساحرة الجنّ، و يقال: هي الغُول التي تذكرها العرب في أَشعارها. و الشُّزَّبُ: الضامرة، واحدها شازِبٌ. و قوله تَعْدُو ببيض أَي تعدو برجال بيض. و الكريهة: الأَمر المكروه. و الشُّوسُ: جمع أَشْوَسَ، و هو أَن ينظر الرجل في شِقٍّ لعِظَم كِبْرِه. و تصغير الشمس: شُمَيْسَة. و قد أَشْمَسَ يومُنا، بالأَلف، و شَمَسَ يَشْمُسُ [يَشْمِسُ‏] شُموساً و شَمِسَ يَشْمَسُ، هذا القياس؛ و قد قيل يَشْمُسُ في آتي شَمِس، و مثله فَضِلَ يَفْضُل؛ قال ابن سيدة: هذا قول أَهل اللغة و الصحيح عندي أَن يَشْمُسُ آتي شَمَسَ؛ و يوم شامسٌ و قد شَمَسَ يَشْمُسُ [يَشْمِسُ‏] شُموساً أَي ذُو ضِحٍّ نهارُه كله، و شَمَس يومُنا يَشْمِسُ إِذا كان ذا شمس. و يوم شامِسٌ: واضحٌ، و قيل: يوم شَمْس و شَمِسٌ صَحْوٌ لا غيم فيه، و شامِسٌ: شديدُ الحَرِّ، و حكي عن ثعلب: يوم مَشْمُوس كَشامِسٍ. و شي‏ء مُشَمَّس أَي عُمِلَ في الشمس. و تَشَمَّسَ الرجلُ: قَعَدَ في الشمس و انتصب لها؛ قال ذو الرمة:
         كأَنَّ يَدَيْ حِرْبائِها، مُتَشَمِّساً،             يَدا مُذْنِبٍ، يَسْتَغْفِرُ اللَّه، تائِبِ‏

الليث: الشمس عَيْنُ الضِّحِّ؛ قال: أَراد أَن الشمس هو العين التي في السماء تجري في الفَلَكِ و أَن الضِّح ضَوْءُه الذي يَشْرِقُ على وجه الأَرض. ابن الأَعرابي و الفراء: الشُّمَيْسَتان جنتان بإِزاء الفِرْدَوْس. و الشَّمِسُ و الشَّمُوسُ من الدواب: الذي إِذا نُخِسَ لم يستقرّ. و شَمَسَت الدابة و الفرسُ تَشْمُسُ شِماساً و شُمُوساً و هي شَمُوسٌ: شَرَدتْ و جَمَحَتْ و مَنَعَتْ ظهرها، و به شِماسٌ. و
في الحديث: ما لي أَراكم رافعي أَيديكم في الصلاة كأَنها أَذْنابُ خيل شُمْسٍ؟.
هي جمعُ شَمُوسٍ، و هو النَّفُورُ من الدواب الذي لا يستقرّ لشَغَبه و حِدَّتِه، و قد توصف به الناقة؛ قال أَعرابي يصف ناقة: إِنها لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرُوسٌ نَهُوسٌ، و كل صفة من هذه مذكورة في فصلها. و الشَّمُوسُ من النساء: التي لا تُطالِعُ الرجال و لا تُطْمِعُهم، و الجمع شُمُسٌ؛ قال النابغة:
         شُمُسٌ، مَوانِعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ،             يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ

و قد شَمَسَتْ؛ و قولُ أَبي صخر الهذلي:
         قِصارُ الخُطَى شُمٌّ، شُمُوسٌ عن الخَنا،             خِدالُ الشَّوَى، فُتْخُ الأَكُفِّ، خَراعِبُ‏

جَمَعَ شامِسَةً على شُمُوسٍ كقاعدة و قُعُود، كَسَّره على حذف الزائد، و قد يجوز أَن يكون‏

113
لسان العرب6

شمس ص 113

جَمْعَ شَمُوس فقد كَسَّروا فَعِيلة على فُعُول؛ أَنشد الفرّاء:
         و ذُبْيانيَّة أَوْصَتْ بَنيها             بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ و القُطوفُ‏

و قال: هو جَمع قَطِيفَة. و فَعُول أُخْت فَعِيل، فكما كَسَّروا فَعِيلًا على فُعُول كذلك كَسَّروا أَيضاً فَعُولًا على فُعُول، و الاسم الشِّماسُ كالنِّوارِ؛ قال الجَعْدي:
         بآنِسَةٍ، غيرَ أُنْسِ القِراف،             تُخَلِّطُ باللِّينِ منها شِماسا

و رجل شَمُوس: صَعْب الخُلُق، و لا تقل شَمُوص. و الشَّمُوسُ: من أَسماء الخمر لأَنها تَشْمِسُ بصاحبها تَجْمَحُ به؛ و قال أَبو حنيفة: سميت بذلك لأَنها تَجْمَحُ بصاحبها جِماحَ الشَّمُوسِ، فهي مثل الدابة الشَّمُوس، و سميت رَاحاً لأَنها تُكْسِبُ شارِبها أَرْيَحِيَّة، و هو أَن يَهَشَّ للعَطاء و يَخِفَّ له؛ يقال: رِحْتُ لكذا أَراح؛ و أَنشد:
         و فَقَدْتُ راحِي في الشَّبابِ و حالي‏
و رجل شَمُوسٌ؛: عَسِرٌ في عداوته شديد الخلاف على من عانده، و الجمع شُمْسٌ و شُمُسٌ؛ قال الأَخطل:
         شُمْسُ العَداوةِ حتى يُسْتَقادَ لهم،             و أَعْظَمُ الناسِ أَحلاماً إِذا قَدَرُوا

و شامَسَه مُشامَسَةً و شِماساً: عاداه و عانده؛ أَنشد ثعلب:
         قومٌ، إِذا شُومِسوا لَجَّ الشِّماسُ بهم             ذاتَ العِنادِ، و إِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا

و شَمِسَ لي فلانٌ إِذا بَدَتْ عداوته فلم يقدر على كتمها، و في التهذيب: كأَنه هَمَّ أَن يفعل، و إِنه لذو شِماسٍ شديدٌ. النَّضْرُ: المُتَشَمِّسُ من الرجال الذي يمنع ما وراء ظهره، قال: و هو الشديد القومية، و البخيل أَيضاً: مُتَشَمِّس، و هو الذي لا تنال منه خيراً؛ يقال: أَتينا فلاناً نتعرَّض لمعروفه فتَشَمَّسَ علينا أَي بخل. و الشَّمْسُ: ضَرْبٌ من القلائد. و الشَّمْسُ: مِعْلاقُ القِلادةِ في العُنُق، و الجمع شُمُوسٌ؛ قال الشاعر:
         و الدُّرُّ، و اللؤْلؤُ في شَمْسِه،             مُقَلِّدٌ ظَبْيَ التَّصاوِيرِ

و جِيدٌ شامِس: ذو شُمُوسٍ، على النَّسَب؛ قال:
         بعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فيهما             ضَمانٌ، و جِيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرَ شامسِ‏

قال اللحياني: الشَّمْسُ ضرب من الحَلْيِ مذكر. و الشَّمْسُ: قِلادة الكلب. و الشَّمَّاسُ من رؤوس النصارى: الذي يحلق وسط رأْسه و يَلْزَمُ البِيعَة؛ قال ابن سيدة: و ليس بعربي صحيح، و الجمع شَمامِسَةٌ، أَلحقوا الهاء للعجمة أَو للعِوَض. و الشَّمْسَة: مَشْطَةٌ للنساء. أَبو سعيد: الشَّمُوسُ هَضْبَة معروفة، سميت به لأَنها صعبة المُرْتَقَى. و بنو الشَّمُوسِ: بطنٌ. و عَيْنُ شَمْس: موضع. و شَمْسُ عَيْنِ: ماءٌ. و شَمْسٌ: صَنَم قديم. و عبدُ شَمْسٍ: بطنٌ من قريش، قيل: سُمُّوا بذلك الصنم، و أَوّل من تَسَمَّى به سَبَأُ بن يَشْجُبَ؛ و قال ابن الأَعرابي في قوله:
         كَلَّا و شَمْسَ لنَخْضِبَنَّهُمُ دَما
لم يصرف شمس لأَنه ذهب به إِلى المعرفة ينوي به الأَلف و اللام، فلما كانت نيته الأَلف و اللام لم يُجْرِه و جعله معرفة، و قال غيره: إِنما عنى الصنم المسمى‏

114
لسان العرب6

شمس ص 113

شَمْساً و لكنه تَرك الصَرْفَ لأَنه جعله اسماً للصورة، و قال سيبويه: ليس أَحد من العرب يقول هذه شمسُ فيجعلها معرفة بغير أَلف و لام، فإِذا قالوا عبد شمس فكلهم يجعله معرفة، و قالوا عَبُّشَمْسٍ و هو من نادر المدغم؛ حكاه الفارسي، و قد قيل: عَبُ الشَّمْسِ فَحَذفوا لكثرة الاستعمال، و قيل: عَبُ الشَّمْسِ لُعابُها. قال الجوهري: أَما عَبْشَمْسُ بنُ زيد مَناةَ بن تميم فإِن أَبا عمرو بنَ العَلاء يقول: أَصله عَبُّ شَمْسٍ كما تقول حَبُّ شَمْسٍ و هو ضَوءُها، و العين مُبْدَلة من الحاء، كما قالوا في عَبُّ قُرٍّ و هو البَرَدُ. قال ابن الأَعرابي: اسمه عَب‏ءُ شَمْسٍ، بالهمز، و العَبْ‏ءُ العِدْلُ، أَي هو عِدْلها و نظيرها، يُفْتَحُ و يكسر. و عَبْدُ شَمْس: من قريش، يقال: هم عَبُ الشَّمْسِ، و رأَيتُ عَبَ الشَّمْسِ، و مررت بعَبِ الشَّمْسِ؛ يريدون عبدَ شَمْسٍ، و أَكثر كلامهم رأَيت عبدَ شَمْس؛ قال:
         إِذا ما رَأَتْ شَمساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ             إِلى زِمْلها، و الجُرْهُمِيُّ عَمِيدُها

و قد تقدَّم ذلك مُسْتَوْفًى في ترجمة عبأَ من باب الهمز. قال: و منهم من يقول عَبُّ شَمْسٍ، بتشديد الباء، يريد عبدَ شمس. ابن سيدة: عَبُ شَمْسٍ قبيلة من تميم و النسب إِلى جميع ذلك عَبْشَمِيّ لأَن في كل اسم مضاف ثلاثةَ مذاهب: إِن شئت نسبت إِلى الأَوّل منهما كقولك عَبْدِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد القَيْس؛ قال سُوَيْد بن أَبي كاهل:
         و هم صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ،             فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلا بأَجْدَعا

و إِن شئت نسبت إِلى الثاني إِذا خفت اللبس فقلت مُطَّلِبِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد المُطَّلِب، و إِن شئت أَخذت من الأَوّل حرفين و من الثاني حرفين فَرَدَدْتَ الاسم إِلى الرباعيِّ ثم نسبت إِليه فقلت عَبْدَرِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد الدار، و عَبْشَمِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد شَمْسٍ؛ قال عبدُ يَغُوثَ بنُ وَقَّاصٍ الحارِثيُّ:
         و تَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ،             كأَنْ لم تَرَ قَبْلِي أَسِيراً يَمانِيا
             و قد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّني             أَنا الليثُ، مَعْدُوّاً عليَّ و عادِيا
             و قد كنتُ نحَّارَ الجَزُورِ و مُعْمِلَ الْمَطِيِّ،             و أَمْضِي حيثُ لا حَيَّ ماضِيا

و قد تَعَبْشَمَ الرجلُ كما تقول تَعَبْقَسَ إِذا تعلق بسبب من أَسباب عبدِ القَيْسِ إِما بِحلْفٍ أَو جِوارٍ أَو وَلاءِ. و شَمْسٌ و شُمْسٌ و شُمَيْسٌ و شَمِيسٌ و شَمَّاسٌ: أَسماء. و الشَّمُوسُ: فَرَس شَبِيبِ بن جَرَادٍ. و الشَّمُوس أَيضا: فرس سُوَيْد بن خَذَّاقٍ. و الشَّمِيسُ و الشَّمُوسُ: بلد باليمن؛ قال الراعي:
         و أَنا الذي سَمِعَتْ مَصانِعُ مَأْربٍ             و قُرَى الشَّمُوسِ و أَهْلُهُنَّ هَدِيرِي‏

و يروى: الشَّمِيس.
شنس:
أَشْناسُ: اسم عَجَمِيٌّ.
شوس:
الشَّوَسُ، بالتحريك: النظر بمُؤْخِرِ العين تَكَبُّراً أَو تَغَيُّظاً. ابن سيدة: الشَّوَسُ في النظر أَن ينظر بإِحدى عينيه و يُمِيلَ وجهه في شَقِّ العين التي ينظر بها، يكون ذلك خلقة و يكون من الكِبْر و التِّيهِ و الغضب، و قيل: الشَّوَسُ رفع الرأْس تكبراً، شَوِسَ يَشْوَسُ شَوَساً و شاسَ يَشاسُ شَوْساً، و رجل أَشْوَسُ و امرأَة شَوْساءُ، و الشُّوسُ جمع‏

115
لسان العرب6

شوس ص 115

الأَشْوَسِ، و قوم شُوسٌ؛ قال ذو الإِصْبع العَدْوانيُّ:
         أَ إِن رَأَيتَ بني أَبِيكَ             مُحَمِّجِين إِليك شُوسا؟

التَّحْمِيجُ: التَّحْدِيقُ في النظر بمل‏ء الحَدَقَةِ، و التَّشاوُسُ إِظهار ذلك مع ما يجي‏ء عليه عامَّةُ هذا الباب نحو قوله:
         إِذا تَخازَرْتُ و ما بي من خَزَرْ
و يقال: فلان يَتَشاوَسُ في نظره إِذا نَظَرَ نَظَر ذي نَخْوَةٍ و كِبْرٍ. قال أَبو عمرو: يقال تَشاوَسَ إِليه و هو أَن ينظر إِليه بُمؤْخِرِ عينه و يُمِيلَ وجهه في شِقِّ العين التي ينظر بها. و
في حديث التَّيميِّ: ربما رأَيت أَبا عثمانَ النَهْدِيَّ يَتَشاوَسُ ينظر أَ زالت الشمسُ أَم لا.
؛ التَشاوُسُ: أَن يقلب رأْسه ينظر إِلى السماء بإِحدى عينيه. و الشَّوَسُ: النظر بإِحدى شِقَّيِ العينين. و قيل: هو الذي يُصَغِّرُ عينه و يضم أَجفانه لينظر. التهذيب في شوص: الشَّوَسُ في العين بالسين أَكثر من الشَّوَصِ، يقال: رجل أَشْوسُ و ذلك إِذا عُرِفَ في نظره الغضبُ أَو الحِقْدُ و يكون ذلك من الكِبْرِ، و جمعه الشُّوسُ. أَبو عمرو: الأَشْوَسُ و الأَشْوَزُ المُذِيخُ المتكبر. و يقال: ماء مُشاوِسٌ إِذا قل فلم تَكَدْ تراه في الرَّكِيَّة من قلته أَو كان بعيد الغَوْر؛ قال الراجز:
         أَدْلَيْتُ دَلْوِي في صَرًى مُشاوِسِ،             فبَلَّغَتْني، بعد رَجْسِ الراجِسِ،
            سَجْلًا عليه جِيَفُ الخَنافِسِ‏

و الرَّجْسُ: تحريك الدلو لِتَمْتَلِئَ. ابن الأَعرابي: الشَّوْسُ و الشَّوْصُ في السواك. و الأَشْوَسُ: الجَرِي‏ء على القتال الشديدُ، و الفعل كالفعل، و قد يكون الشَّوَس في الخُلُق. و الأَشْوَسُ: الرافع رأْسه تكبراً. و
في حديث الذي «3» بعثه إِلى الجن قال: يا نبي اللَّه أَ سُفْعٌ شُوسٌ؟.
الشُّوسُ: الطِّوال، جمع أَشْوَسَ، رواه ابن الأَثير عن الخطابي. و مكان شئِسٌ: و هو الخَشِنُ من الحجارة، قال أَبو منصور: و قد يخفف فيقال للمكان الغليظ شَأْسٌ و شَأْزٌ، و اللَّه أَعلم.
فصل الضاد المعجمة
ضبس:
الضَّبْسُ: البخيلُ. و الضَّبِسُ و الضَّبِيسُ: الحريصُ الشَّرِسُ الخُلُق. و رجل ضَبِسٌ و ضَبِيسٌ أَي شَرِسٌ عَسِرٌ شَكِسٌ. و
في حديث طَهْفَة: و الفَلُوّ الضَّبِيس.
؛ الفَلُوُّ: المُهْرُ و الضَّبِيسُ: الصَّعْبُ العَسِرُ. و الضَّبيسُ: القليل الفِطْنة الذي لا يهتدي للحيلة. و الضَّبِيسُ: الجَبانُ. و ذكر شمر
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه، أَنه قال في الزبير: هو ضَبِسٌ ضَرِسٌ.
و قال عدنانُ: الضَّبِسُ في لغة تميم الخَبُّ، و في لغة قَيْس الداهية، قال: و يقال ضِبْسٌ و ضَبِيسٌ؛ و قال الأَصمعي في أُرجوزة له:
         بالجارِ يَعْلُو حَيْلَه ضِبسٌ شَبِث‏

أَبو عمرو: الضَّبْسُ و الضِّبْسُ الثقيل البدن و الروح. و قال ابن الأَعرابي: الضَّبْسُ إِلحاحُ الغريم على غريمه. يقال: ضَبَسَ عليه و الضِّبْسُ: الأَحْمَقُ الضعيف البدن. و ضَبِسَتْ نَفْسُه، بالكسر، أَي لَقِسَت و خَبُثَتْ.
ضرس:
الضِّرْسُ: السِّنُّ، و هو مذكر ما دام له هذا الاسم لأَن الأَسنان كلها إِناث إِلا الأَضْراسَ و الأَنيابَ.
__________________________________________________
 (3). قوله [و في حديث الذي إلخ‏] من هنا إلى آخر الجزء قوبل على غير النسخة المنسوبة للمؤلف لضياع ذلك منها.

116
لسان العرب6

ضرس ص 116

و قال ابن سيدة: الضِّرْسُ السن، يذكر و يؤَنث، و أَنكر الأَصمعي تأْنيثه؛ و أَنشد قولَ دُكَيْنٍ:
         فَفُقِئَتْ عينٌ و طَنَّتْ ضِرسُ
فقال: إِنما هو و طَنَّ الضِّرْسُ فلم يفهمه الذي سمعه؛ و أَنشد أَبو زيد في أُحْجِيَّةٍ:
         و سِرْبِ سِلاحٍ قد رأَينا وُجُوهَهُ             إِناثاً أَدانيه، ذُكُوراً أَواخِرُه‏

السرب: الجماعة، فأَراد الأَسنان لأَن أَدانيها الثَّنيَّة و الرباعيَة، و هما مؤنثان، و باقي الأَسنان مذكر مثل الناجِذِ و الضِّرْسِ و النَّابِ؛ و قال الشاعر:
         و قافية بَيْنَ الثَّنِيَّةِ و الضِّرْسِ‏
زعموا أَنه يعني الشين لأَن مخرجها إِنما هو من ذلك؛ قال أَبو الحسن الأَخفش: و لا أُراه عناها و لكنه أَراد شدّة البيت، و أَكثر الحروف يكون من بين الثنية و الضرس، و إِنما يجاوز الثنية من الحروف أَقلها، و قيل: إِنما يعني بها السين، و قيل: إِنما يعني بها الضاد. و الجمع أَضْراسٌ و أَضْرُسٌ و ضُرُوسٌ و ضَرِيسٌ؛ الأَخيرة اسم للجمع؛ قال الشاعر يصف قُراداً:
         و ما ذَكَرٌ فإِن يَكْبُرْ فأُنْثَى،             شَدِيدُ الْأَزْم، ليس له ضُرُوسُ؟

لأَنه إِذا كان صغيراً كان قُراداً، فإِذا كَبُرَ سُمِّي حَلَمَةً. قال ابن بري: صواب إِنشاده:
         ... ليس بذي ضُرُوسِ‏
، قال: و كذا أَنشده أَبو علي الفارسي، و هو لغة في القُراد، و هو مذكر، فإِذا كَبُرَ سمي حَلَمة و الحلمة مؤنثة لوجود تاء التأْنيث فيها؛ و بعده أَبيات لغز في الشطرنج و هي:
         و خَيْلٍ في الوَغَى بإِزاءِ خَيْلٍ،             لُهامٍ جَحْفَلٍ لَجِبِ الخَمِيسِ‏
             و ليسُوا باليهود و لا النَّصارَى،             و لا العَرَبِ الصُّراحِ و لا المَجُوسِ‏
             إِذا اقْتَتَلوا رأَيتَ هناكَ قَتْلى،             بلا ضَرْبِ الرِّقابِ و لا الرُّؤوس‏

و أَضْراس العَقْلِ و أَضْراسُ الحُلُم أَربعة أَضراس يَخْرُجْنَ بعد ما يستحكم الإِنسان. و الضَّرْسُ: العَضُّ الشديد بالضِّرْسِ. و قد ضَرَسْتُ الرجلَ إِذا عَضَضْتَه بأَضْراسِك. و الضَّرْسُ: أَن يَضْرَسَ الإِنسان من شي‏ء حامض. ابن سيدة: و الضَّرَسُ، بالتحريك، خَوَرٌ و كلالٌ يصيب الضِّرْسَ أَو السِّنَّ عند أَكل الشي‏ء الحامض، ضَرِسَ ضَرَساً، فهو ضَرِسٌ، و أَضْرَسَه ما أَكله و ضَرِسَتْ أَسنانُه، بالكسر. و
في حديث وَهْبٍ: أَن وَلَدَ زِناً في بني إِسرائيل قَرَّبَ قُرْباناً فلم يُقْبَلْ فقال: يا رب يأْكل أَبوايَ الحَمْضَ و أَضْرَسُ أَنا؟ أَنت أَكرم من ذلك. فقبل قُرْبانه.
؛ الحَمْضُ: من مراعي الإِبل إِذا رعته ضَرِسَتْ أَسنانها؛ و الضَّرَسُ، بالتحريك: ما يعرض للإِنسان من أَكل الشي‏ء الحامض؛ المعنى يُذْنِبُ أَبواي و أُؤاخذ أَنا بذنبهما. و ضَرَسَه يَضْرِسُه ضَرْساً: عَضَّه. و الضَّرْسُ: تعليم القِدْح، و هو أَن تُعَلِّمَ قِدْحَك بأَن تَعَضَّه بأَضراسك فيؤثر فيه. و يقال: ضَرَسْتُ السَّهْمَ إِذا عَجَمْتَه؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
         و أَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ،             به عَلَمانِ من عَقَبٍ و ضَرْسِ‏

و هذا البيت أَورده الجوهري:
         و أَسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْع‏

117
لسان العرب6

ضرس ص 116

و أَورده غيره كما أَوردناه؛ قال ابن بري و صواب إِنشاده:
         و أَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ صُلْب‏
قال: و كذا في شعره لأَن سهام الميسر توصف بالصفرة و الصلابة؛ و قال طرفة يصف سهماً من سهام الميسر:
         و أَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه             على النار، و اسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ

فوصفه بالصفرة. و المَضْبُوحُ: المُقَوَّمُ على النار، و حِوارُه: رُجُوعُه. و المُجْمِدُ: المُفيضُ، و يقال للداخل في جُمادى و كان جُمادى في ذلك الوقت من شهور البرد. و العَقْبُ: مصدر عَقَبْتُ السَّهم إِذا لَوَيتَ عليه شيئاً، وصف نفسه بضرب قِداحِ المَيْسِر في زمن البرد و ذلك يدل على كرمه. و أَما الضَّرْسُ فالصحيح فيه أَنه الحز الذي في وسط السهم. و قِدْحٌ مُضَرَّسٌ: غير أَملس لأَن فيه كالأَضراس. الليث: التَّضْريسُ تحزيز و نَبْرٌ يكون في ياقوتة أَو لؤْلؤَة أَو خشبة يكون كالضِّرس؛ و قول أَبي الأَسود الدُّؤلي أَنشده الأَصمعي:
         أَتانيَ في الضَّبْعاء أَوْسُ بنُ عامِرٍ،             يُخادِعُني فيها بِجِنِّ ضِراسِها

فقال الباهلي: الضِّراسُ مِيسِمٌ لهم و الجِنُّ حِدْثان ذلك، و قيل: أَراد بِحِدثانِ نتاجها، و من هذا قيل: ناقة ضَرُوسٌ و هي التي تَعَضُّ حالِبَها. و رجل أَخْرَسُ أَضْرَسُ: إِتباعٌ له. و الضَّرْسُ: صَمْتُ يوم إِلى الليل. و
في حديث ابن عباس، رضي اللَّه عنهما: أَنه كره الضَّرْسَ.
و أَصله من العَضِّ، كأَنه عَضَّ على لسانه فصَمَتَ. و ثوبٌ مُضَرَّسٌ: مُوَشًّى به أَثَرُ الطَّيِّ؛ قال أَبو قِلابَةَ الهُذَليّ:
         رَدْعُ الخَلُوقِ بِجِلْدِها فكأَنَّه             رَيْطٌ عِتاقٌ، في الصِّوانِ، مُضَرَّسُ‏

أَي مُوَشًّى، حمله مَرَّةً على اللفظ فقال مُضَرَّسٌ، و مَرّةً على المعنى فقال عتاق. و يقال: رَيْطٌ مُضَرَّسٌ لضرب من الوَشْيِ. و تَضارَسَ البِناءُ إِذا لم يِسْتَوِ، و في المحكم: تَضَرَّسَ البناءُ إِذا لم يستو فصار كالأَضْراسِ. و ضَرَسَهم الزمانُ: اشتدّ عليهم. و أَضْرَسَه أَمر كذا: أَقلقه. و ضَرَّسَتْه الحُروبُ تَضْريساً أَي جَرَّبَتْه و أَحكمته. و الرجلُ مُضَرَّس أَي قد جَرَّبَ الأُمورَ. شمر: رجل مُضَرَّسٌ [مُضَرِّسٌ‏] إِذا كان قد سافر و جَرَّب و قاتَلَ. و ضارَسْتُ الأُمورَ: جَرَّبْتُها و عَرَفْتُها. و ضَرِسَ بنو فلان بالحرب إِذا لم ينتهوا حتى يقاتلوا. و يقال: أَصبح القومُ ضَراسى إِذا أَصبحوا جياعاً لا يأْتيهم شي‏ء إِلا أَكلوه من الجوع، و مثلُ ضَراسى قوم حَزانى لجماعة الحَزين، و واحدُ الضَّراسى ضَريس و ضَرَسَتْه الحُروبُ تَضْرِسُه ضَرْساً: عَضَّتْه. و حَرْبٌ ضَرُوسٌ: أَكول، عَضُوضٌ. و ناقة ضَرُوسٌ: عَضُوضٌ سيئة الخُلُق، و قيل: هي العَضُوض لتَذُبَّ عن ولدها، و منه قولهم في الحَرْب: قد ضَرِسَ نابُها أَي ساء خُلُقها، و قيل: هي التي تَعَضُّ حالبها؛ و منه قولهم: هي بِجِنِّ ضِراسِها أَي بِحِدْثانِ نَتاجِها و إِذا كان كذلك حامَتْ عن ولدها؛ قال بِشْرٌ:
         عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّروسِ من المَلا             بشَهْباءَ، لا يَمْشي الضَّراءَ رَقِيبُها

118
لسان العرب6

ضرس ص 116

و ضَرَسَ السَّبُعُ فَريسَته: مَضَغَها و لم يبتلعها. و ضَرَسَتْه الخُطُوب ضَرْساً: عَجَمَتْه، على المَثَل؛ قال الأَخطل:
         كَلَمْحِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلِّبَةٍ،             يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدهرِ و الخُطُبِ‏

أَراد الخُطُوبَ فحذف الواو، و قد يكون من باب رَهْن و رُهُنٍ. و المُضَرَّس من الرجال: الذي قد أَصابته البلايا؛ عن اللحياني، كأَنها أَصابته بأَضراسِها، و قيل: المُضَرَّسُ المُجَرَّبُ كما قالوا المُنَجَّذُ، و كذلك الضِّرسُ و الضَّرِسُ، و الجمع أَضْراسٌ، و كلُّه من الضَّرْسِ. و الضِّرسُ: الرجل الخَشِنُ. و الضَّرْسُ، كفُّ عينِ البُرْقُع. و الضَّرْسُ: طول القيام في الصلاة. و الضَّرْسُ: عَضُّ العِدْلِ، و الضِّرْسُ: الفِنْدُ في الجَبَلِ. و الضَّرْسُ: سُوء الخُلُق. و الضَّرْسُ [الضِّرْسُ‏]: الأَرض الخَشِنَة. و الضَّرْسُ: امتحان الرجل فيما يدّعيه من علم أَو شجاعة. و الضِّرْسُ: الشِّيحُ و الرِّمْث و نحوه إِذا أُكلت جُذُولُهُ؛ و أَنشد:
         رَعَتْ ضِرساً بصحراءِ التَّناهِي،             فأَضْحَتْ لا تُقِيمُ على الجُدُوبِ‏

أَبو زيد: الضَّرِسُ و الضَّرِمُ الذي يغضب من الجوع. و الضَّرَسُ: غَضَبُ الجُوعِ. و رجل ضَرِسٌ: غضبان لأَن ذلك يُحَدِّدُ الأَضراس. و فلان ضَرِسٌ شَرِسٌ أَي صَعْب الخُلُق. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، اشترى من رجل فرساً كان اسمه الضَّرِسَ فسماه السَكْبَ، و أَوّل ما غزا عليه أُحُداً.
؛ الضَّرِس: الصَّعْبُ السي‏ء الخُلُق. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه، في الزبير: هو ضَبِسٌ ضَرِسٌ.
و رجل ضَرِسٌ و ضَرِيسٌ. و منه‏
الحديث في صفة عَليٍّ، رضي اللَّه عنه: فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إِلى ضَرِسٍ حديد.
أَي صَعْب العَريكة قَوِيٍّ، و من رواه بكسر الضاد و سكون الراء، فهو أَحد الضروس، و هي الآكام الخشنة، أَي إِلى جبل من حديد، و معنى قوله إِذا فُزع أَي فزع إِليه و التُجئَ فحذف الجار و استتر الضمير، و منه‏
حديثه الآخر: كان ما نشاء من ضِرْس قاطع.
أَي ماضٍ في الأُمور نافذ العَزِيمة. يقال: فلان ضِرْسٌ من الأَضْراس أَي داهية، و هو في الأَصل أَحد الأَسنان فاستعاره لذلك؛ و منه‏
حديثه الآخر: لا يَعَضُّ في العِلم بِضِرْسٍ قاطع.
أَي لم يُتْقِنه و لم يُحْكِم الأُمور. و تَضارَسَ القومُ: تَعادَوْا و تَحارَبوا، و هو من ذلك. و الضِّرْسُ: الأَكمَةُ الخشنة الغليظة التي كأَنها مُضَرَّسَةٌ، و قيل: الضِّرْسُ قطعة من القُفِّ مُشْرِفَةٌ شيئاً غليظةٌ جدّاً خشنة الوَطء، إِنما هي حَجَر واحد لا يخالطه طين و لا ينبت، و هي الضُّروس، و إِنما ضَرَسُه غِلْظَةٌ و خُشُونة. و حَرَّةٌ مُضَرَّسَة و مَضْروسَة: فيها كأَضْراسِ الكلاب من الحجارة. و الضَّرِيسُ: الحجارة التي هي كالأَضراس. التهذيب: الضِّرْسُ ما خَشُنَ من الآكام و الأَخاشب، و الضَّرْس طَيُّ البئر بالحجارة. الجوهري: و الضُّرُوس، بضم الضاد، الحجارة التي طُوِيَتْ بها البئر؛ قال ابن مَيَّادَةَ:
         إِما يَزالُ قائلٌ أَبِنْ، أَبِنْ             دَلْوَكَ عن حدِّ الضُّرُوسِ و اللَّبِنْ‏

و بئر مَضْروسَةٌ و ضَرِيسٌ إِذا طُوِيَتْ بالضَّرُيس، و هي الحجارة، و قد ضَرَسْتُها أَضْرُسُها و أَضْرِسُها ضَرْساً، و قيل: أَن تسدَّ ما بين خَصاصِ طَيِّها بحَجَر و كذا جميع البناء. و الضَّرْسُ: أَن يُلْوَى على الجَرِير قِدٌّ أَو وَتَرٌ. و رَيْط مُضَرَّس: فيه ضَرْبٌ من الوَشْي، و في‏

119
لسان العرب6

ضرس ص 116

المحكم: فيه كَصُورِ الأَضراس. قال أَبو رِياش: إِذا أَرادوا أَن يُذَلِّلُوا الجمل الصعب لاثُوا على ما يقع على خَطْمِه قِدًّا فإِذا يَبِسَ حَزُّوا على خَطْمِ الجمل حَزًّا ليقع ذلك القِدُّ عليه إِذا يَبِسَ فيُؤْلِمَه فَيَذِلَّ، فذلك القِدُّ هو الضِّرْسُ، و قد ضَرَسْتُه و ضَرَّسْتُه. و جَرِيرٌ ضَرِسٌ: ذو ضِرْسٍ. و الضَّرْسُ: أَن يُفْقَرَ أَنفُ البعير بِمَرْوَةٍ ثم يُوضَع عليه وَتَرٌ أَو قِدٌّ لُوِيَ على الجرير ليُذَلَّل به. فيقال: جمل مَضْرُوسُ الجَرير. و الضِّرْسُ: المطرة القليلة. و الضِّرْسُ: المطر الخفيف. و وقعت في الأَرض ضُرُوسٌ من مطر إِذا وقع فيها قِطَعٌ متفرِّقة، و قيل: هي الأَمطار المتفرّقة، و قيل: هي الجَوْدُ؛ عن ابن الأَعرابي، واحدها ضِرْسٌ. و الضِّرسُ: السحابةُ تُمْطِرُ لا عَرضَ لها. و الضِّرْسُ: المَطَرُ هاهنا و هاهنا. قال الفراء: مررنا بضِرْسٍ من الأَرض، و هو الموضع يصيبه المطر يوماً أَو قَدْرَ يوم. و ناقةٌ ضَرُوسٌ: لا يُسْمَعُ لدِرَّتِها صَوْت، و اللَّه أَعلم.
ضعرس:
الضَّعْرَسُ: النَّهِمُ الحَرِيصُ.
ضغس:
الضغس: الكَرَوْيا؛ يمانية، حكاه ابن دريد قال: ليس بِثَبَت لأَن أَهل اليمن يسمونها التِّقْدَة.
ضغبس:
الضُّغْبُوسُ: الضعيف. و الضُّغْبُوسُ: وَلَدُ الثُّرْمُلَةِ. و الضُّغْبُوسُ. الرجل المَهِينُ. و الضُّغْبُوسُ و الضَّغابِيسُ: القِثَّاء الصغار، و قيل: شبيه به يؤكل، و قيل: الضُّغْبُوسُ أَغْصانٌ شِبْهُ العُرْجُون تنبت بالغَوْرِ في أُصول الثُّمامِ و الشَّوْكِ طِوالٌ حُمْرٌ رَخْصَة تؤكل. و
في الحديث: أَن صَفْوانَ بن أُمَيَّة أَهدى إِلى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، ضغابيسَ و جِدايَةً.
؛ هي صغار القثاء، واحدها ضُغْبُوسٌ: و قيل: هو نبت في أُصُول الثُّمامِ يشبه الهِلْيَوْنَ يُسْلَقُ بالخَلِّ و الزيت و يؤكل. و
في حديث آخر: لا بَأْسَ باجتِناء الضَّغابيس في الحَرَم.
و به يَشَبَّه الرجل الضعيف، يقال: رجل ضُغْبُوسٌ؛ قال جَرِير يهجو عمر بن لجَإٍ التَّيْمي:
         قد جَرَّبَتْ عَرَكِي في كلِّ مُعْتَركٍ             غُلْبُ الرِّجالِ، فما بالُ الضَّغابِيسِ؟
             تَدْعُوكَ تَيْمٌ، و تَيْمٌ في قُرى سَبَإٍ،             قد عَضَّ أَعْناقَهُمْ جِلْدُ الجَوامِيسِ‏
             و التَّيْمُ أَلأَمُ مَن يَمْشي، و أَلأَمُهُمْ             ذُهْلُ بنُ تَيْمٍ بنو السُّودِ المَدَانِيسِ‏
             تُدْعَى لِشَرِّ أَبٍ يا مِرفَقَيْ جُعَلٍ،             في الصَّيْفِ تَدخُلُ بَيْتاً غير مَكْنُوسِ‏

قال ابن بري: صواب إِنشاده‏
         ... غُلْبُ الأُسُود ...
، قال: و كذلك هو في شعره. و الأَغْلَبُ الغليظ الرقبة. و العَرَكُ: المُعَارَكَةُ في الحرب. و قال أَبو حنيفة: الضُّغْبُوسُ نباتُ الهِلْيَوْنِ سواء، و هو ضعيف، فإِذا جَفَّ خَمَّتْه الريح فطيرته. و امرأَة ضَغِبَةٌ «4»: مُولَعَةٌ بِحبِّ الضَّغابِيسِ، و قد تقدم في حرف الباء. و الضُّغْبُوسُ: الخبيث من الشياطين.
ضفس:
ضَفَسْتُ البعير: جَمَعْت له ضِغْثاً من خَلًى فأَلْقَمْته إِياه كَضفَزْته.
ضمس:
ضَمَسَه يَضْمِسُه ضَمْساً: مَضَغَه مَضْغاً خَفِيّاً. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه، عن‏
__________________________________________________
 (4). قوله [و امرأة ضغبة] ليس هذا مشتقّاً من الضغابيس لأَن السين فيه غير مزيدة، و إنما هو منه كسبط من سبطر و دمث من دمثر، و لا فصل بين حرف لا يزاد أَصلًا و بين حرف وقع في موضع غير الزيادة و إن عدّ في جملة الزوائد؛ كذا بهامش النهاية.

120
لسان العرب6

ضمس ص 120

الزبير: ضَرِسٌ ضَمِسٌ.
؛ قال ابن الأَثير و الرواية ضَبِسٌ، قال: و الميم قد تبدل من الباء، و هما بمعنى الصَّعْب العَسِر.
ضنبس:
الضِّنْبِسُ: الرِّخْوُ اللئيم. و رجل ضِنْبِسٌ: ضعيف البَطْشِ سريع الانكسار، و اللَّه أَعلم.
ضنفس:
الضِّنْفِسُ: الرِّخْوُ اللئيم.
ضهس:
ضَهَسَه يَضْهَسُه ضَهْساً: عَضَّه بمُقَدَّم فيه و في كلام بعضهم إِذا دَعَوْا على الرجل: لا يأْكل إِلا ضاهِساً، و لا يَشْربُ إِلا قارِساً، و لا يَحْلُب إِلا جالِساً؛ يريدون لا يأْكل ما يتكلف مَضْغه إِنما يأْكل النَّزْرَ القليل من نبات الأَرض و يأْكله بمُقَدَّم فيه؛ و القارِسُ: البارد، أَي لا يشرب إِلا الماء دون اللبن؛ و لا يَحْلُبُ إِلا جالساً، يدعو بحلب الغنم و عدم الإِبل.
ضيس:
ضاسَ النبتُ يَضِيسُ. هاج؛ حكاه أَبو حنيفة؛ و قال مرة؛ هو أَول الهَيْج، نَجْدِيَّة. و ضاسٌ: اسم جبل، قال ابن سيدة: و إِنما قضينا بأَن أَلفه ياء و إِن كانت عيناً، و العين واواً أَكثر منها ياء لوجودنا يَضِيسُ و عدمنا هذه المادة من الواو جملة؛ قال:
         تَهَبَّطْنَ من أَكناف ضاسَ و أَيْلَةٍ             إِليها، و لو أَغْرى بهنَّ المُكَلِّبُ‏

فصل الطاء المهملة
طبس:
التَّطْبِيسُ: التَّطْبيقُ. و الطَّبَسان: كُورَتانِ بِخُراسانَ؛ قال مالك بن الرَّيب المازني:
         دعاني الهوى من أَهْلِ أَوْدَ، و صُحْبَتي             بذي الطَّبَسَيْنِ، فالْتَفَتُّ ورائيا «1»

و في التهذيب: و الطَّبَسَينِ كُورَتان من خُراسان. ابن الأَعرابي: الطَّبْسُ الأَسْوَدُ من كل شي‏ء. و الطِّبْسُ: الذئب. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: كيف لي بالزُّبَيْر و هو رجل طِبْسٌ.
؛ أَراد أَنه يشبه الذئب في حَرْصِه و شَرَهِهِ، قال الحَرْبي: أَظنه أَراد لَقِسٌ أَي شَرِه حريص.
طحس:
ابن دُرَيْدٍ: و الطَّحْسُ يكنى به عن الجماع، يقال: طَحَسَها و طَحَزَها؛ قال الأَزهري: و هذا من مناكير ابن دريد.
طخس:
الطِّخْسُ: الأَصل. الجوهري: الطِّخْسُ، بالكسر، الأَصلُ و النِّجارُ. ابن السكيت: إِنه لَلَئيم الطِّخْسِ أَي لئيم الأَصل؛ و أَنشد:
         إِنَّ امْرَأً أُخِّرَ من أَصْلنا             أَلأَمُنا طِخْساً، إِذا يُنْسَبُ‏

و كذلك لئيم الكِرْسِ و الإِرْسِ. ابن الأَعرابي: يقال فلان طِخْسُ شَرٍّ و سبيل شَرّ و سِنُّ شر و صِنْوُ شرّ و رِكْبَةُ شر و بِلْوُ شر و كُمَّر شر و فِرْقُ شرّ إِذا كان نهايةً في الشر.
طرس:
الطِّرْسُ: الصحيفة، و يقال هي التي مُحِيت ثم كتبت، و كذلك الطِّلْسُ. ابن سيدة: الطِّرْسُ الكتاب الذي محي ثم كتب، و الجمع أَطْراس و طُروس، و الصاد لغة. الليث: الطِّرْس الكتاب المَمْحُوُّ الذي يستطاع أَن تعاد عليه الكتابة، و فِعْلُك به التَّطْريسُ. و طَرَّسَه: أَفسده. و
في الحديث: كان النَخَعِيُّ يأْتي عبيدة في المسائل فيقول عبيدةُ: طَرِّسْها يا أَبا إِبراهيم.
أَي امْحُها، يعني الصحيفة. يُقال: طَرَّسْتُ الصحيفة إِذا أَنعمت محوها. و طَرَسَ الكتابَ: سَوَّده. ابن الأَعرابي: المُتَطَرِّسُ و المُتَنَطِّسُ المُتَنَوِّقُ المختار؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسي‏
__________________________________________________
 (1). و في رواية أخرى:
         ... مِن أَهلِ وُدّي.

121
لسان العرب6

طرس ص 121

يصف جارية:
         بيضاءُ مُطْعَمَةُ المَلاحةِ، مِثْلُها             لَهْوُ الجَليسِ و نِيقةُ المُتَطَرِّسِ‏

و طَرَسُوسُ «1»: بلد بالشام، و لا يخفف إِلا في الشعر لأَن فَعْلُولًا ليس من أَبنيتهم، و اللَّه أَعلم.
طرطس:
الطَّرْطَبِيسُ: الناقة الخَوَّارةُ. و يقال: ناقة طَرْطَبِيسٌ إِذا كانت خَوَّارةً في الحَلْبِ. و الطَّرْطَبِيس و الدَّرْدَبيسُ واحد، و هي العجوز المسترخِيَة. و الطَّيْسُ و الطَّيْسَلُ و الطَّرْطَبيسُ بمعنى واحد في الكثرة، و الطَّرْطَبيسُ: الماء الكثير.
طرفس:
الطِّرْفِسانُ: القطعة من الأَرض، و قيل: من الرمل؛ قال ابن مقبل:
         فَمَرَّتْ على أَطْرافِ هِرّ عَشِيَّةً،             لها التَّوأَبانِيَّانِ لم يَتفَلْفَلا
             أُنِيخَت فَخرَّتْ فوق عُوجٍ ذَوابلٍ،             و وَسَّدْتُ رأْسي طِرْفِساناً مُنَخَّلا

قوله فوق عُوج يريد قوائمها. و الذوابل: القليلة اللحم الصُّلْبة. و المُنَخَّل: الرمل الذي نخلته الرياح؛ و روي عن ابن الأَعرابي أَنه قال: عنى بالطِّرْفِسان الطِّنْفِسَة و بالمُنَخَّلِ المُتَخَيَّر. ابن شميل: الطِّرْفِساء الظَّلْماءُ ليست من الغيم في شي‏ء و لا تكون ظلماء إِلا بغيم. و يقال: السماء مُطَرْفِسةٌ و مُطَنْفِسة إِذا اسْتَغْمَدَتْ في السحاب الكثير، و كذلك الإِنسان إِذا لبس الثياب الكثيرة مُطَرْفِسٌ و مُطَنْفِسٌ. و طَرْفَسَ الرجلُ إِذا حَدَّدَ النظر، هكذا رواه الليث بالسين، و روى أَبو عمرو و طرفش، بالشين المعجمة، إِذا نظر و كَسَر عينيه.
طرمس:
الطِّرْمِسُ و الطِّرْمِساءُ، ممدوداً: الظلمةُ، و قد يوصف بها فيقال ليلة طِرْمِساءُ. و ليالٍ طِرْمِساء: شديدة الظلمة؛ أَنشد ثعلب:
         و بَلَدٍ كَخَلَقِ العَبايَهْ،             قَطَعْتُه بِعِرْمِسٍ مَشَّايَهْ،
             في ليلةٍ طَخْياءَ طِرْمِسايَهْ‏

و قد اطْرَمَّسَ الليلُ. قال أَبو حنيفة: الطِّرْمِساء السحاب الرقيق الذي لا يُواري السماءَ، و قيل: هو الطِّلْمِساءُ، باللام. و الطِّرْمِساء و الطِّلْمِساءُ: الظلمة الشديدة. و طَرْمَسَ الليل و طَرْسَمَ: أَظلم، و يقال بالشين المعجمة. و الطِّرْمِسُ: اللئيم الدني‏ء. و الطُّرْمُوسُ: الخَرُوفُ. و الطَّرْمَسةُ: الانقباض و النُّكُوصُ. و طَرْمَسَ الرجلُ: كَرِه الشي‏ءَ. و طَرْمَسَ الرجلُ إِذا قَطَّبَ وجهَه، و كذلك طَلْمَسَ و طَلْسَم و طرْسَمَ. و يقال للرجلْ إِذا نَكَصَ هارباً: قد طَرْسَمَ و طَرْمَسَ و سَرْطَمَ. و طَرْمَسَ الكتابَ: محاه. و الطُّرْمُوسة و الطُّرْمُوسُ: خُبْزُ المَلَّة، و اللَّه أَعلم.
طسس:
الطَّسُّ و الطَّسَّةُ و الطِّسَّة: لغة في الطَّسْتِ؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْر:
         كأَنَّ طَسّاً بين قُنْزُعاتِه‏

قال ابن بري: البيت لحميد الأَرْقَط و ليس لحميد بن ثور كما زعم الجوهري، و قبله:
         بَينا الفَتى يَخبِطُ في غَيْساتِه،             إِذ صَعَدَ الدَّهْرُ إِلى عِفْراتِه،
             فاجْتاحَها بِمِشْفَرَيْ مِبْراته،             كأَنّ طَسّاً بين قُنْزُعاتِه‏
             موتاً تَزِلُّ الكَفُّ عن صَفاتِه‏

__________________________________________________
 (1). قوله [و طرسوس‏] كحلزون، و اختار الأَصمعي فيه ضم الطاء كعصفور انتهى. شارح القاموس.

122
لسان العرب6

طسس ص 122

الغَيسَةُ: النَّعْمَةُ و النَّضارة. و عِفْراتِه: شعر رأْسه. و القُنْزُعَةُ: واحدة القنازع، و هو الشعر حوالي الرأْس؛ قال رؤبة:
         حتى رَأَتْنِي، هامتي كالطَّسِّ،             تُوقِدُها الشمسُ ائْتِلاقَ التُّرْسِ‏

و جمع الطَّسِّ [الطِّسِ‏] أَطْساسٌ و طُسُوسٌ و طَسِيسٌ؛ قال رؤبة:
         قَرْع يَدِ اللَّعَّابَة الطَّسِيسا
و جمع الطَّسَّةِ و الطِّسَّة: طِساسٌ، قال: و لا يمتنع أَن تجمع طِسَّة على طِسَسٍ بل ذاك قياسه. و
في حديث الإِسراء: و اختلف إِليه ميكائيل بثلاثِ طِساسٍ من زمزم.
؛ هو جمع طَسٍّ، و هو الطَّسْتُ. قال: و التاء فيه بدل من السين فجمع على أَصله. قال الليث: الطَّسْتُ هي في الأَصل طَسَّةٌ و لكنهم حذفوا تثقيل السين فخففوا و سكنت فظهرت التاء التي في موضع هاء التأْنيث لسكون ما قبلها، و كذلك تظهر في كل موضع سكن ما قبلها غير أَلف الفتح. قال: و من العرب من يُتَمم الطَّسَّةَ [الطِّسَّةَ] فيُثقِّل و يُظْهِر الهاء، قال: و أَما من قال إِن التاء التي في الطَّسْتِ أَصلية فإِنه ينتقض عليه قوله من وجهين: أَحدهما أَن الطاء و التاءَ لا يدخلان في كلمة واحدة أَصلية في شي‏ء من كلام العرب، و الوجه الثاني أَن العرب لا تجمع الطَّسْتَ إِلَّا بالطِّساسِ و لا تصغرها إِلا طُسَيْسَة، قال: و من قال في جمعها الطَّسَّات فهذه التاء هي تاء التأْنيث بمنزلة التاء التي في جماعات النساء فإِنه يجرّها في موضع النصب، قال اللَّه تعالى: أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ؛ و من جعل هاتين اللتين في الابْنَةِ و الطَّسْتِ أَصليتين فإِنه ينصبهما لأَنهما يصيران كالحروف الأَصلية مثل تاء أَقوات و أَصوات و نحوه، و من نصب البنات على أَنه لفظ فَعَالٍ انتقض عليه مثلُ قوله هِباتٍ و ذواتٍ، قال الأَزهري: و تاء البنات عند جميع النحويين غير أَصلية و هي مخفوضة في موضع النصب، و قد أَجمع القُرَّاء على كسر التاء في قوله تعالى: أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ؛ و هي في موضع النصب؛ قال المازني أَنشدني أَعرابي فصيح:
         لو عَرَضَتْ لأَيْبُلِيٍّ قَسِّ،             أَشْعَثَ في هَيْكَلِهِ مُنْدَسِّ،
             حَنَّ إِليها كَحَنِينِ الطَّسِ‏

قال: جاء بها على الأَصل لأَن أَصلها طَسٌ، و التاء في طَسْتٍ بدل من السين كقولهم سِتَّة أَصلها سِدْسة، و جمع سِدْسٍ أَسْداسُ، و سِدْسٌ مبنيٌ على نفسه. قال أَبو عبيدة: و مما دخل في كلام العرب الطَّسْتُ و التَّوْرُ و الطَّاجِنُ و هي فارسية كلها «2». و قال غيره: أَصله طَسْت فلما عربته العرب قالوا طَسٌّ فجمعوه طُسُوساً. قال ابن الأَعرابي: الطَّسِيسُ جمع الطَّسِّ، قال الأَزهري: جمعوه على فَعِيل كما قالوا كَلِيب و مَعِيز و ما أَشبهها، و طي‏ء تقول طَسْتٌ، و غيرهم طَسٌّ، قال: و هم الذين يقولون لِصْتٌ للِّصِّ، و جمعه لُصُوتٌ و طُسُوت عندهم. و
في حديث زِرٍّ قال: قلت لأُبَيّ بن كعبٍ أَخبرني عن ليلة القَدْر، فقال: إِنها في ليلة سبع و عشرين، قلت: و أَنَّى عَلِمْتَ ذلك؟ قال: بالآية التي نبأَنا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، قلت: فما الآية؟ قال: أَن تَطْلُعَ الشمسُ غَداةَ إِذٍ كأَنها طَسٌّ ليس لها شُعاع؛ قال سفيان الثوري: الطَّسُّ هو الطَّسْتُ.
و الأَكثر الطَّسُّ بالعربية. قال الأَزهري: أَراد أَنهم لما عَرَّبوه قالوا طَسٌّ. و الطَّسَّاسُ: بائع الطُّسُوسِ،
__________________________________________________
 (2). قوله [و هي فارسية كلها] و قيل إن التور عربي صحيح كما نقله الجوهري عن ابن دريد.

123
لسان العرب6

طسس ص 122

و الطِّساسةُ: حِرْفَتُه. و في نوادر الأَعراب: ما أَدري أَين طَسَّ و لا أَين دَسَّ و لا أَين طَسَمَ و لا أَين طَمَس و لا أَين سَكَعَ، كله بمعنى أَين ذهب. و طَسَّسَ في البلاد أَي ذهب؛ قال الراجز:
         عَهْدي بأَظْعانِ الكَتُوم تُمْلَسُ،             صِرْمٌ جَنانِيٌّ بها مُطَسِّسُ‏

و طَسَّ القومُ إِلى المكان: أَبْعَدوا في السير. و الأَطْساسُ: الأَظافير. و الطَّسَّانُ: مُعْتَرَكُ الحَرْب؛ عن الهَجَرِيِّ رواه عن أَبي الجُحَيش؛ و أَنشد:
         و خَلُّوا رِجالًا في العَجاجَةِ جُثَّماً،             و زُحْمةُ في طَسَّانِها، و هو صاغِرُ

طعس:
الطَّعْس: كلمة يكنى بها عن النكاح.
طغمس:
الطُّغْمُوسُ: الذي أَعْيا خُبْثاً. الليث: الطُّغْمُوسُ المارد من الشياطين و الخبيث من القطارب.
طفس:
الطَّفَسُ: قَذَرُ الإِنسان إِذا لم يتعهد نفسه بالتنظيف. رجل نَجِسٌ طَفِسٌ: قَذِرٌ، و الأُنثى طَفِسة. و الطَّفَسُ، بالتحريك: الوَسَخُ و الدَّرَنُ، و قد طَفِسَ الثوبُ، بالكسر، طَفَساً و طفاسَةً، و طَفَسَ الرجل: مات و هو طافس؛ و يروى بيت الكميت:
         و ذا رَمَقٍ منها يُقَضِّي و طافِسا

يصف الكلاب. الجوهري: طَفَسَ البِرْذَوْنُ يَطْفِسُ طُفُوساً أَي مات.
طفرس:
طِفْرِسٌ: سَهلٌ لَيِّنٌ.
طلس:
الطَّلْسُ: لغة في الطِّرْس. و الطَّلْسُ: المَحْوُ، و طَلَسَ الكتاب طَلْساً و طَلَّسه فتَطَلَّسَ: كطَرَّسه. و يقال للصحيفة إِذا محيت: طِلْس و طِرْسٌ؛ و أَنشد:
         و جَوْنِ خَرْقٍ يَكْتَسي الطُّلُوسا

يقول: كأَنما كُسِيَ صُحُفاً قد محيت مرة لدُرُوس آثارها. و الطِّلسُ: كتاب قد مُحِيَ و لم يُنعَمْ مَحْوُه فيصير طِلْساً. و يقال لجِلْدِ فَخِذِ البعير: طِلْسٌ لتساقط شعره و وَبَرِه، و إِذا محوت الكتاب لتفسد خطه قلت: طَلَسْتُ، فإِذا أَنعمت محوه قلت: طَرَسْتُ. و
في الحديث عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَنه أَمَرَ بطَلْس الصُّوَرِ التي في الكعبة.
؛ قال شمر: معناه بطَمْسِها و مَحْوِها. و يقال: اطْلِسِ الكتابَ أَي امْحُه، و طَلَسْت الكِتابَ أَي محوته. و
في الحديث: قولُ لا إِله إِلا اللَّه يَطْلِس ما قبله من الذنوب.
و
في حديث عليّ، رضي اللَّه عنه: قال له لا تَدَعْ تِمْثالًا إِلا طَلَسْتَه.
أَي مَحَوْتَه، و قيل: الأَصل فيه الطُّلْسَةُ و هي الغُبْرَةُ إِلى السواد. و الأَطْلَسُ: الأَسودُ و الوَسَخُ. و الأَطْلَسُ: الثوب الخَلَقُ، و كذلك الطِلْسُ بالكسر، و الجمع أَطْلاسٌ. يقال رجل أَطْلَسُ الثوب؛ قال ذو الرمة:
         مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ، ليس له             إِلا الضِّراءُ و إِلا صَيْدُها نَشَبُ‏

و ذئب أَطْلَسُ: في لونه غُبْرةٌ إِلى السواد؛ و كل ما كان على لونه، فهو أَطْلَسُ، و الأُنثى طَلْساءُ، و هو الطِّلْسُ، ابن شُمَيْل: الأَطْلَسُ اللِّصُّ يشبَّه بالذئب. و الطَّلَسُ و الطَّلَسةُ: مصدر الأَطْلَسِ من الذئاب، و هو الذي تساقط شعره، و هو أَخبث ما يكون. و الطِّلْسُ: الذئب الأَمْعَطُ، و الجمع الطُّلْسُ. التهذيب: و الطَّلْسُ و الطَّمْس‏

124
لسان العرب6

طلس ص 124

واحدٌ. و
في حديث أَبي بكر، رضي اللَّه عنه: أَن مُوَلَّداً أَطْلَس سرق فقطع يده.
قال شمر: الأَطْلَسُ الأَسود كالحَبَشِيِّ و نحوه؛ قال لبيد:
         فأَطارَني منه بِطِرْسٍ ناطِقٍ،             و بِكُلِّ أَطْلَسَ جَوْبُه في المَنْكِبِ‏

أَطْلَس: عبدٌ حَبَشِيّ أَسود، و قيل: الأَطْلَسُ اللِّصُّ، شبه بالذئب الذي تساقط شعره. و الطِّلْسُ و الأَطْلَسُ من الرجال: الدَّنِسُ الثياب، شبه بالذئب في غُبْرة ثِيابه؛ قال الراعي:
         صادَفْتُ أَطْلَسَ مَشَّاءً بأَكْلُبِه،             إِثْرَ الأَوابِدِ لا يَنْمِي له سَبَدُ

و رجل أطْلَسُ الثياب وَسِخُها. و
في الحديث: تأْتي رجالًا طُلْساً.
أَي مُغْبَرَّةَ الأَلوان، جمع أَطْلَسَ. و فلان عليه ثوب أَطْلَسُ إِذا رُمِيَ بقبيح؛ و أَنشد أَبو عبيد:
         و لَسْتُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْنِ يُصْبي             حَلِيلَتَه، إِذا هَدَأَ النِّيامُ‏

لم يرد بحليلته امرأَته و لكن أَراد جارته التي تُحالُّه في حِلَّتِه. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَن عاملًا له وَفَدَ عليه أَشْعَثَ مُغْبَرّاً عليه أَطْلاسٌ.
يعني ثياباً وَسِخَةً. يقال: رجل أَطْلَسُ الثوب بَيِّنُ الطُّلْسةِ، و يقال للثوب الأَسودِ الوَسِخ: أَطْلَسُ؛ و قال في قول ذي الرمة:
         بطَلْساءَ لم تَكْمُل ذِراعاً و لا شِبْرا
يعني خِرْقَةً وَسِخَةً ضَمَّنها النارَ حين اقْتدح. و الطَّيْلَسُ و الطَّيْلَسانُ: ضرب من الأَكسية «1»؛ قال ابن جني: جاء مع الأَلف و النون فَيْعَلٌ في الصحيح على أَن الأَصمعي قد أَنكر كسرة اللام، و جَمع الطَّيلَس و الطَّيْلَسان [الطَّيْلِسان‏] و الطّيلُسان طَيالِس و طَيالِسة، دخلت فيه الهاء في الجمع للعجمة لأَنه فارسي معرّب، و الطَّالِسانُ لغة فيه، قال: و لا أَعرف للطَّالسان جمعاً، و قد تَطَلْيَسْتُ بالطَّيْلَسان و تَطَيْلَسْتُ. التهذيب: الطَّيْلسان تفتح اللام فيه و تكسر؛ قال الأَزهري: و لم أَسمع فَيْعِلان، بكسر العين، إِنما يكون مضموماً كالخَيْزُرانِ و الحَيْسُمانِ، و لكن لما صارت الضمة و الكسرة أُختين و اشتركتا في مواضع كثيرة دخلت الكسرة موضع الضمة، و حكي عن الأَصمعي أَنه قال: الطيلسان ليس بعربي، قال: و أَصله فارسي إِنما هو تالشان فأُعرب. قال الأَزهري: لم أَسمع الطَّيْلِسان، بكسر اللام، لغير الليث. و روى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَنه قال: السُّدُوسُ الطَّيْلَسان، هكذا رواه الجوهري و العامة تقول الطَّيْلِسانُ، و لو رخَّمت هذا في موضع النداء لم يجز لأَنه ليس في كلامهم فَيْعِل بكسر العين إِلا معتلًّا نحو سَيِّدٍ و مَيِّتٍ، و اللَّه أَعلم.
طلمس:
ليلة طِلْمِساءُ كطِرْمِساء، و الطِّلْمِساء و الطِّرْمساء: الليلة الشديدة. و الطِّلْمِساء: الرقيق من السحاب. و قال أَبو خَيْرَة: هو الطِّرْمِساء، بالراء، و قيل: الطِّلْمِساء الأَرض التي ليس بها منار و لا عَلَم؛ و قال المَرَّارُ:
         لقد تَعسَّفْتُ الفَلاة الطِّلمِسا             يَسِير فيها القومُ خِمْساً أَمْلَسا

و طَرْمَسَ الرجلُ إِذا قَطَّبَ وجهه، و كذلك طَلْمَسَ و طَلْسَمَ.
طلنس:
ابن بُزُرج: اطْلَنْسَأْتُ أَي تَحَوَّلْتُ من منزل إِلى منزل.
__________________________________________________
 (1). قوله [ضرب من الأَكسية] أَي أَسود، قال المرار بن سعيد الفقعسي: فرفعت رأسي للخيال فما أَرى غير المطي و ظلمة كالطيلس كذا في التكملة.

125
لسان العرب6

طمس ص 126

طمس:
الطُّمُوس: الدروس و الانْمِحاء. و طَمَس الطريقُ و طَسَمَ يَطْمِسُ و يَطْمُسُ طُموساً: درَسَ و امَّحى أَثَرُه؛ قال العجاج:
         و إِن طَمَسَ الطريقُ تَوَهَّمَتْه             بخَوْصاوَيْنِ في لَحِجٍ كَنِينِ‏

و طَمَسْتُه طَمْساً، يَتَعَدَّى و لا يتعدَّى. و انْطَمَس الشي‏ءُ و تَطَمَّسَ: امَّحَى و دَرَسَ. قال شمر: طُموسُ البصر ذهاب نوره و ضوئه، و كذلك طُمُوس الكواكب ذهاب ضَوْئها؛ قال ذو الرمة:
         فلا تَحْسِبي شَجِّي بك البيدَ كلما             تَلأْلأَ بالغَوْرِ النجومُ الطَّوامِسُ‏

و هي التي تخفى و تغيب. و يقال: طَمَسْتُه فطَمَس طُمُوساً إِذا ذهب بصره. و طُمُوس القلب: فسادُه. أَبو زيد: طَمَس الرجلُ الكتابَ طُموساً إِذا دَرَسه. و
في صفة الدَّجَّال: أَنه مَطْموسُ العين.
أَي مَمْسُوحها من غير فحش. و الطَّمْسُ: استئصال أَثر الشي‏ء. و
في حديث وَفْدِ مَذْحِج: و يُمْسي سَرابُها طامِساً.
أَي يذهب مرة و يجي‏ء أُخرى. قال ابن الأَثير: قال الخطابي كان الأَشبه أَن يكون سَرابُها طامياً و لكن كذا يروى. و طَمَس اللَّهُ عليه يَطْمِسُ و طَمَسَه، و طُمِسَ النجمُ و القمر و البصر: ذهب ضوءُه. و قال الزجاج: المَطْموس الأَعمى الذي لا يبين حَرْفُ جَفْنِ عينه فلا يرى شُفْرُ عينيه. و في التنزيل العزيز: وَ لَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى‏ أَعْيُنِهِمْ‏
؛ يقول: لو نشاء لأَعميناهم، و يكون الطموس بمنزلة المسخ للشي‏ء، و كذلك قوله عز و جل: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً
، قال الزجاج: فيه ثلاثة أَقوال: قال بعضهم يجعل وجوههم كأَقفيتهم، و قال بعضهم يجعل وجوههم منابت الشعر كأَقفيتهم، و قيل: الوجوه هاهنا تمثيل بأَمر الدين؛ المعنى من قبل أَن نضلهم مجازاة لما هم عليه من العناد فنضلهم إِضلالًا لا يؤمنون معه أَبداً. قال و قوله تعالى: وَ لَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى‏ أَعْيُنِهِمْ‏
؛ المعنى لو نشاء لأَعميناهم، و قال في قوله تعالى: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى‏ أَمْوالِهِمْ‏
، أَي غَيِّرْها، قيل: إِنه جعل سُكَّرَهم حجارة. و تأْويل طَمْسِ الشي‏ء: ذهابُه عن صورته. و الطَّمْسُ: آخر الآيات التسع التي أُوتيها موسى، عليه السلام، حين طُمِسَ على مال فرعون بدعوته فصارت حجارة. جاء
في التفسير: أَنه صير سُكَّرَهم حجارة.
و أَرْبُعٌ طِماسٌ: دارِسَة. و الطَّامِسُ: البعيدُ. و طَمَسَ الرجلُ يَطْمُس طُمُوساً: بَعُدَ. و خَرْقٌ طامِسٌ: بعيد لا مَسْلك فيه؛ و أَنشد شمر لابن مَيَّادة:
         و مَوْماةٍ يَحارُ الطِّرْفُ فيها،             صَمُوتِ الليلِ طامِسَةِ الجِبالِ‏

قال: طامسة بعيدة لا تتبين من بُعد، و تكون الطَّامِسة التي غطاها السَّراب فلا ترى. و طَمَسَ بعينه: نظر نظراً بعيداً. و الطَّامِسِيَّة: موضع؛ قال الطِّرِمَّاح بن الجَهْم:
         انْظُرْ بعينِك هل تَرَى أَظْعانَهُم؟             فالطَّامِسِيَّةُ دُونَهُنَّ فَثَرْمَدُ

الأَزهري: قال أَبو تراب سمعت أَعرابيّاً يقول طَمَسَ في الأَرض و طَهَسَ إِذا دخَل فيها إِما راسخاً و إِما واغلًا، و قال شجاع بالهاء؛ و يقال: ما أَدري أَين طَمَسَ و أَين طَوَّسَ أَي أَين ذهب. الفراء في كتاب المصادر: الطَّماسَةُ كالحَزْرِ، و هو مصدر. يقال: كم يكفي داري هذه من آجُرَّةٍ؟ قال: اطْمِسْ أَي احْزِرْ [احْزُرْ].

126
لسان العرب6

طمرس ص 127

طمرس:
الطِّمْرِس: الدَّني‏ء اللئيم. و الطُّرْمُوسُ: الخَرُوفُ. و الطِّمْرِساء: السحاب الرقيق كالطِّرْمِساء؛ عن أَبي حنيفة. الجوهري: الطِّمْرِسُ و الطُّمْرُوسُ الكذاب.
طملس:
الجوهري: رَغِيفٌ طَمَلَّسٌ، بتشديد اللام، أَي جافٌّ؛ قال ابن الأَعرابي: قلت للعُقَيْلِيّ: هل أَكلت شيئاً؟ فقال: قُرْصَتَيْنِ طَمَلَّسَتَيْن.
طنس:
ابن الأَعرابي: الطَّنَسُ الظلمة الشديدة، قال: و النُّسُطُ الذين يستخرجون أَولاد النُّوق إِذا تَعَسَّر وِلادُها. قال الأَزهري: النون في هذين الحرفين مبدلة من الميم، فالطَّنْسُ أَصله الطَّمْسُ أَو الطَّلْس، و النَّسْطُ مثل المَسْطِ سواء، و كلاهما مذكور في بابه.
طنفس:
الطِّنْفِسَة و الطُّنْفُسة، بضم الفاء؛ الأَخيرة عن كراع: النُّمْرُقَة فوق الرحل، و جمعها طَنافِسُ؛ و قيل: هي البِساط الذي له خَمْلٌ رقيق، و لها ذكر في الحديث. ابن الأَعرابي: طَنْفَسَ إِذا ساء خُلُقه بعد حُسْن. و يقال للسماء: مُطَرْفِسَة و مُطَنْفِسَة إِذا اسْتَغْمَدت في السحاب الكثير، و كذلك الإِنسان إِذا لبس الثياب الكثيرة مُطَرْفِسٌ و مُطَنْفِس.
طهس:
قال أَبو تراب: سمعت أَعرابيّاً يقول طَمَسَ في الأَرض و طَهَسَ إِذا دخل فيها إِما دخل فيها إِما راسخاً و إِما واغِلًا، و قال شجاع بالهاء.
طهلس:
التهذيب في الرباعي: الليث الطِّهْلِيسُ العسكر الكثيف؛ و أَنشد:
         جَحْفَلًا طِهْلِيسا
طوس:
طاسَ الشي‏ءَ طَوْساً: وَطِئَه. و الطَّوْسُ: الحُسْنُ. و قد تَطَّوَّسَتِ الجاريةُ: تزينت. و يقال للشي‏ء الحَسَن؛ إِنه لَمُطَوَّسٌ؛ و قال رؤبة:
         أَزْمانَ ذاتِ الغَبْغَبِ المُطَوَّسِ‏

و وجه مُطَوَّسٌ: حسن؛ و قال أَبو صخر الهذلي:
         إِذ تَسْتَبِي قَلْبِي بِذي عُذَرٍ             ضافٍ، يَمُجُّ المِسْك كالكَرْمِ‏
             و مُطَوَّسٍ سَهْلٍ مَدامِعُه،             لا شاحِبٍ عارٍ و لا جَهْمِ‏

و قال المُؤَرِّج: الطاؤُوسُ في كلام أَهل الشام الجميل من الرجال؛ و أَنشد:
         فلو كنتَ طاؤُوساً لكنتَ مُمَلَّكاً،             رُعَيْنُ، و لكن أَنتَ لأْمٌ هَبَنْقَعُ‏

قال: و اللأْمُ اللئيم. و رُعَيْن: اسم رجل. و الطاؤُوس في كلام أَهل اليمن: الفِضَّة. و الطاؤُوس: الأَرض المُخْضَرَّة التي عليها كلُّ ضَرْبٍ من الوَرْدِ أَيامَ الربيع. أَبو عمرو: طاسَ يَطُوسُ طَوساً إِذا حَسُنَ وجهُه و نَضَرَ بعد عِلَّةٍ، و هو مأْخوذ من الطَّوْسِ، و هو القمر. الأَشجعي: يقال ما أَدري أَين طَمَسَ و أَين طَوَّسَ أَي أَين ذهب. و الطاؤُوس: طائر حسن، همزته بدل من واو لقولهم طَواويس، و قد جمع على أطْواسٍ باعتقاد حذف الزيادة، و يُصَغَّرُ الطَّاؤُوس على طُوَيْسٍ بعد حذف الزيادة. و طُوَيْسٌ. اسم رجل ضُرِب به المثل في الشؤم، قال: و أُراه تصغير طاؤوس مُرَخَّماً، و قولهم: أَشأَم من طُوَيْسٍ؛
هو مخنث كان بالمدينة و قال: يا أَهل المدينة تَوَقَّعُوا خروجَ الدجال ما دُمْتُ بين ظَهْرانَيْكُمْ فإِذا مُتُّ فقد أَمنتم لأَني ولدت في الليلة التي تُوُفِّيَ فيها رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عليه‏

127
لسان العرب6

طوس ص 127

و سلم، و فُطِمْتُ في اليوم الذي توفي فيه أَبو بكر، رضي اللَّه عنه، و بلغت الحُلُمَ في اليوم الذي قتل فيه عمر، رضي اللَّه عنه، و تزوّجت في اليوم الذي قتل فيه عثمان، رضي اللَّه عنه، و ولد لي في اليوم الذي قتل فيه عليّ، رضي اللَّه عنه، و كان اسمه طاؤُوساً، فلما تخنث جعله طُوَيْساً و تَسَمَّى بعبد النَّعِيم؛ و قال في نفسه:
         إِنني عبد النعيم،             أَنا طاؤُوس الجحيم،
             و أَنا أَشأَم من يمشي             على ظهر الحَطيم.

و الطَّاسُ: الذي يُشرب به. و قال أَبو حنيفة: هو القاقُوزَّةُ. و الطَّوْسُ: الهلال، و جمعه أَطواسٌ. و طُواسٌ: من ليالي آخر الشهر. و طُوسُ و طُواسُ: موضعان. و الطَّوْسُ: القمرُ. و الطُّوسُ: دواء المَشِيِّ، و اللَّه أَعلم.
طيس:
الطَّيْسُ: الكثير من الطعام و الشراب و الماء و العَدَدُ الكثير، و قيل: هو الكثير من كل شي‏ء. و طاسَ الشي‏ءُ يَطِيسُ طَيْساً إِذا كثر؛ قال رؤبة:
         عَدَدْتُ قَوْمِي كعَدِيدِ الطَّيْسِ،             إِذ ذَهَبَ القومُ الكرامُ لَيْسِي‏

أَراد بقوله ليسي غيري. قال: و اختلفوا في تفسير الطَّيْسِ فقال بعضهم: كل من على ظهر الأَرض من الأَنام فهو من الطَّيْسِ، و قال بعضهم: بل هو كل خَلْقٍ كثير النَّسْل نحو النمل و الذباب و الهوامّ، و قيل: يعني الكثير من الرَّمْلِ. و حِنْطة طَيْسٌ: كثيرة؛ قال الأَخطل:
         خَلُّوا لَنا رَاذانَ و المَزارِعا             و حِنْطَةً طَيْساً و كَرْماً يانِعا

و قال آخر يصف حميراً:
         فَصَبَّحَتْ من شُبْرُمانَ مَنْهَلا             أَخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبِيّاً طَيْسَلا

و الطَّيْسَلُ: مثل الطَّيْسِ، و اللام زائدة. و الطَّيْس: ما على الأَرض من التراب و الغَمام، و قيل: ما عليها من النمل و الذباب و جميع الأَنام. و الطَّيْس و الطَّيْسَلُ و الطَّرْطَبيس بمعنى واحد في الكثرة، و اللَّه أَعلم.
فصل العين المهملة
عبس:
عَبَسَ يَعْبِسُ عَبْساً و عَبَّس: قَطَّبَ ما بين عينيه، و رجل عابِسٌ من قوم عُبُوسٍ. و يوم عابِسٌ و عَبُوسٌ: شديدٌ؛ و منه‏
حديث قُس: يَبْتَغِي دَفْعَ باسِ يَومٍ عَبُوسٍ.
؛ هو صفة لأَصحاب اليوم أَي يوم يُعَبَّسُ فيه فأَجراه صفة على اليوم كقولهم ليل نائم أَي يُنام فيه. و عَبَّسَ تَعْبِيساً، فهو مُعَبِّسٌ و عَبَّاسٌ إِذا كَرَّه وجهه، شُدِّدَ للمبالغة، فإِن كَشَر عن أَسنانه فهو كالِحٌ، و قيل: عَبَّسَ كَلَحَ. و
في صفته، صلى اللَّه عليه و سلم: لا عابِسٌ و لا مُفْنِدٌ «2».
؛ العابسُ: الكريهُ المَلْقى الجَهْمُ المُحَيَّا. و التَّعَبُّسُ: التَّجَهُّم. و عَنْبَسٌ و عَنْبَسَةُ و عَنابِسٌ و العَنْبَسيُّ: من أَسماء الأَسد أُخذ من العُبُوسِ، و بها سمي الرجل؛ و قال القطامي:
         و ما غَرَّ الغُواةَ بَعَنْبَسِيٍّ،             يُشَرِّدُ عن فَرائِسِه السِّباعا

__________________________________________________
 (2). قوله [و لا مفند] بهامش النهاية ما نصه: كسر النون من مفند أَولى لأَن الفتح شمله قولها أَي أم معبد و لا هذر، و أَما الكسر ففيه أَنه لا يفند غيره بدليل أَنه كان لا يقابل أَحداً في وجهه بما يكره و لأنه يدل على الخلق العظيم.

128
لسان العرب6

عبس ص 128

و في الصحاح: و العَنْبَسُ الأَسد، و هو فَنْعَلٌ من العُبوس. و العَبَسُ: ما يَبِسَ على هُلْبِ الذَّنَب من البول و البعر؛ قال أَبو النجم:
         كأَنَّ في أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ،             مِنْ عَبَسِ الصَّيف، قرونَ الأُيَّلِ‏

و أَنشده بعضهم: الأُجَّلِ، على بدل الجيم من الياء المشددة؛ و قد عَبِسَتِ الإِبلُ عَبَساً و أَعْبَسَتْ: علاها ذلك. و
في الحديث: أَنه نظر إِلى نَعَمِ بني المُصْطَلِق و قد عَبِسَتْ في أَبوالها و أَبعارها من السِّمَنِ فَتَقَنَّعَ بثوبه و قرأَ: وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‏ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ.
؛ قال أَبو عبيد: عَبِسَتْ في أَبوالها يعني أَن تَجِفَّ أَبوالُها و أَبعارُها على أَفخاذها و ذلك إِنما يكون من الشحم، و ذلك العَبَسُ، و إِنما عدّاه بفي لأَنه في معنى انغمست؛ قال جرير يصف راعية:
         تَرى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً بِكُوعِها،             لها مَسَكاً مِن غَيرِ عاجٍ و لا ذَبْلِ‏

و العَبَسُ: الوَذَحُ أَيضاً. و عَبِسَ الوَسَخُ عليه و فيه عَبَساً: يَبِسَ. و عَبِسَ الثوبُ عَبَساً: يَبِسَ عليه الوَسَخُ. و
في حديث شريح: أَنه كان يَرُدُّ من العَبَس.
؛ يعني العَبْدَ البَوَّال في فراشه إِذا تعوَّده و بان أَثره على بدنه و فراشه. و عَبِسَ الرجلُ: اتسخ؛ قال الراجز:
         و قَيِّمُ الماءِ عَليْهِ قَدْ عَبِسْ‏

و قال ثعلب: إِنما هو قد عَبَسَ من العُبوسِ الذي هو القُطُوبُ؛ و قول الهذلي:
         و لَقَدْ شَهِدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ بِهِ،             زَمَنَ الرَّبيعِ إِلى شُهور الصَّيِّفِ،
             إِلا عَوابسُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ،             بالليلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ‏

قال يعقوب: يعني بالعوابس الذئاب العاقدة أَذنابها، و بالمراط السهام التي قد تَمَرَّط ريشها؛ و قد أَعْبَسَه هو. و العَبْوَسُ: الجمع الكثير. و العَبْسُ: ضرب من النبات، يسمى بالفارسية سِيسَنْبَر. و عَبْسٌ: قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ، و هي إِحدى الجَمَراتِ، و هو عَبْسُ بنُ بَغِيضِ بن رَيْث بن غَطَفان بن سَعْد بن قَيس بن عَيْلان. و العَنابِسُ من قريش: أَولاد أُمَيَّةَ بن عبد شمس الأَكبر و هم ستة: حَرْبٌ و أَبو حرب و سفيان و أَبو سفيان و عمرو و أَبو عمرو، و سُمُّوا بالأُسْد، و الباقون يقال لهم الأَعْياصُ. و عابِسٌ و عَبَّاس و العباس اسْمٌ عَلَمٌ، فمن قال عباس فهو يجريه مجرى زيد، و من قال العباس فإِنما أَراد أَن يجعل الرجل هو الشي‏ء بعينه. قال ابن جني: العباس و ما أَشبهه من الأَوصاف الغالبة إِنما تعرّفت بالوضع دون اللام، و إِنما أُقرت اللام فيها بعد النقل و كونها أَعلاماً مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل. و عَبْسٌ و عَبَسٌ و عُبَيْسٌ: أَسماء أَصلها الصفة، و قد يكون عبيس تصغير عَبْسٍ و عَبَسٍ، و قد يكون تصغير عَبَّاسٍ و عابِسٍ تصغير الترخيم. ابن الأَعرابي: العَبَّاسُ الأَسد الذي تهرب منه الأُسْدُ؛ و به سمي الرجل عَبَّاساً. و قال أَبو تراب: هو جِبْسٌ عِبْس لِبْسٌ إِتباعٌ. و العَبْسانِ: اسم أَرض؛ قال الراعي:
         أَشاقَتْكَ بالعَبْسَيْنِ دارٌ تَنَكَّرَتْ             مَعارِفُهاْ إِلا البِلادَ البَلاقِعا؟

129
لسان العرب6

عبقس ص 130

عبقس:
عَبْقَسٌ: من أَسماء الداهية. و العَبَنْقَسُ: السَّيِ‏ءُ الخُلُق. و العَبَنْقَس: الناعم الطويل من الرجال؛ قال رؤبة:
         شَوْق العَذارى العارِمَ العَبَنْقَسا
و العَبَنْقَسُ: الذي جَدَّتاه من قِبَل أَبيه و أُمه أَعجميتان، و قد قيل إِنه بالفاء؛ قال ابن السكيت: العَبَنْقَسُ الذي جَدَّتاه من قبل أَبيه و أُمه عجميتان و امرأَته عجمية، و الفَلَنْقَسُ الذي هو عربي لعربيين و جدتاه من قبل أَبويه أَمتان و امرأَته عربية.
عترس:
العَتْرَسَةُ: الغَصْب و الغَلَبَة و الأَخذ بشدِّة و عُنْفٍ و جَفاء و غِلْظَةٍ، و قيل: الغَلَبَةُ و الأَخْذُ غَصْباً. يقال: أَخَذَ مالَه عَتْرَسَةً. و عَتْرَسَه مالَه، متعدّ إِلى مفعولين: غَصَبَهُ إِياه و قهره. و عَتْرَسَهُ: أَلزقه بالأَرض، و قيل: جذبه إِليها و ضَغَطَهُ ضَغْطاً شديداً. و
في حديث ابن عمر قال: سُرِقَتْ عَيْبَةٌ لي و معنا رجل يُتَّهَمُ فاسْتَعْدَيْتُ عليه عُمَرَ و قلت: لقد أَردتُ أَن آتي به مَصْفُوداً، فقال: تأْتيني به مصفوداً تُعَتْرِسُه؟.
أَي تَقْهَرُه من غير حُكْمٍ أَوجب ذلك؛ و قال الأَزهري‏
في الحديث: إِن رجلًا جاء إلى عمر برجل قد كَتَفَهُ فقال: أَ تُعَتْرِسُه؟.
يعني أَ تَقْهَرُه و تظلمه دون حُكْمِ حاكمٍ؛ قال شمر: و قد روي هذا الحرف مصحَّفاً عن عمر، فقال:
قال عمر بغير بينة.
و هي تصحيف تُعَتْرِسُه؛ قال: و هذا محال لأَنه لو أَقام عليه البينة لم يكن له في الحكم أَن يكتفه. و
في حديث عبد اللَّه: إِذا كان الإِمامُ تَخاف عَتْرَسَتَه فقل: اللهم رَبَّ السموات السبع و رَبَّ العرش العظيم كُنْ لي جاراً من فلان.
و العَتْرَسُ و العَتَرَّسُ و العِتْريسُ، كله: الضابط الشديد، و قيل: هو الجَبَّار الغَضْبان. و العِتْريسُ و العَنْتَريسُ: الداهية. و العِتْريسُ: الذَّكَرُ من الغِيلانِ، و قيل: هو اسم للشيطان. و العَنْتَريسُ: الناقة الصُّلْبَةُ الوثيقةُ الشديدة الكثيرةُ اللحم الجواد الجريئة، و قد يوصف به الفرس؛ قال سيبويه: هو من العَتْرَسَةِ التي هي الشدة، لم يَحْكِ ذلك غَيْرهُ؛ قال الجوهري: النون زائدة لأَنه مشتق من العترسة. أَبو عمرو: يقال للديك العُتْرُسانُ و العِتْرِسُ، و قيل: العِتْرِسُ الرجل الحادِرُ الخَلْقِ العظيمُ الجْسمِ العَبْلُ المفاصلِ، و مثله العردس؛ قال العجاج:
         ضَخْم الخُباساتِ إِذا تَخَبَّسا             عَصْباً، و إِن لاقى الصِّعابَ عَتْرَسا

يقال: عَتْرَسَ أَخذ بجفاء و خُرْقٍ. و العَنْتَريسُ: الشجاع؛ و أَنشد قول أَبي دُواد يصف فرساً:
         كلُّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَريسٍ،             مُسْتَطِيلِ الأَقْرابِ و البُلْعُومِ‏

و عنى بالبلعوم جَحْفَلَتَه، أَراد بياضاً سائلًا على جَحْفَلَتِه.
عجس:
العَجْسُ: شدّة القَبْضِ على الشي‏ء. و عَجْسُ القوسِ و عِجْسُها و عُجْسُها و مَعْجِسُها و عُجْزُها: مَقْبِضُها الذي يقبضه الرامي منها، و قيل: هو موضع السهم منها. قال أَبو حنيفة: عَجْسُ القَوس أَجلُّ موضع فيها و أَغلظه. و كل عَجْزٍ عَجْسٌ، و الجمع أَعْجاس؛ قال رؤبة:
         و مَنْكِبا عِزٍّ لنا و أَعْجاس‏
و عُجْسُ السهم: ما دون ريشه. و [العِجْسُ‏] العُجْسُ: آخر الشي‏ء. و عَجِيساءُ الليل و عَجاساؤُه. ظلمته. و العَجاساءُ:

130
لسان العرب6

عجس ص 130

الظلمة. و عَجَسَتِ الدابة تَعْجِسُ عَجَساناً: ظَلَعَتْ. و العَجاساءُ: الإِبلُ العِظامُ المَسانُّ، الواحِدُ و الجمعُ عَجاساءُ؛ قال الراعي يصف إِبلًا و حاديها:
         إِذا سَرَحَتْ من مَنْزِلٍ نام خَلْفَها،             بِمَيْثاءَ، مِبْطانُ الضُّحى غَيْرَ أَرْوَعا
             و إِن بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ             بِمَحْنِيَّةٍ، أَشْلَى العِفاسَ و بَرْوَعَا

مِبْطانُ الضُّحى: يعني راعياً يبادر الصَّبُوح فيشرب حتى يمتلئ بطنه من اللبن. و الأَرْوَعُ: الذي يَرُوعُك جَمَاله، و هو أَيضاً الذي يُسْرِعُ إِليه الارتياع. و الميثاء: الأَرض السهلة. و بَرَكَتْ: من البُرُوك. و العِفاسُ و بَرْوَعٌ: اسما ناقتين؛ يقول: إِذا استأْخرت من هذه الإِبل عَجاسَاءُ دعا هاتين الناقتين فتبعهما الإِبل، قال ابن بري: و هو في شعره خَذَلَتْ أَي تخلفت. و الجِلَّةُ: المَسَانُّ من الإِبل، واحدها جليلٌ مثل صَبِيٍّ و صِبْيَةٍ، و قيل: هي القطعة العظيمة منها، و قيل: هي الناقة العظيمة الثقيلة الحَوْساءُ، الواحدة عَجاساءُ، و الجمع عَجاسَاءُ، قال: و لا تقل جَمَلٌ عَجاساءُ، و العَجاساءُ يمد و يقصر؛ و أَنشد:
         و طافَ بالحَوْضِ عَجاسا حُوسُ‏
الحُوسُ: الكثيرة الأَكل. و قال أَبو الهيثم: لا يعرف العَجاسا مقصورةً. و العَجُوسُ: آخر ساعة من الليل. و العُجُوسُ: إِبطاء مشي العَجاسَاءِ، و هي الناقة السمينة تتأَخر عن النوق لثقل قَتَالِها، و قَتالُها شَحْمُها و لحمها. و العَجِيساء: مِشْيَةٌ فيها ثقل. و عَجَّسَ: أَبْطَأَ. و لا آتيك سَجِيسَ عُجَيْسٍ أَي طُولَ الدهر، و هو منه لأَنه يَتَعَجَّسُ أَي يبطئ فلا يَنْفَدُ أَبداً. و لا آتيك عُجَيْسَ الدهرِ أَي آخره؛ أَبو عبيد عن الأَحمر:
         فأَقْسَمْتُ لا آتي ابْنَ ضَمْرَةَ طائعاً،             سَجِيسَ عُجَيْسٍ، ما أَبانَ لِساني‏

عُجَيْس مصغر، أَي لا آتيه أَبداً، و هو مثل قولهم لا آتيك الأَزْلَمَ الجَذَعَ، و هو الدهر. و تَعَجَّسَت بي الراحلةُ و عَجَسَتْ بي إِذا تَنَكَّبَتْ عن الطريق من نشاطها؛ و أَنشد لذي الرمة:
         إِذا قالَ حَادِينا: أَيا عَجَسَتْ بِنا             صُهابِيَّةُ الأَعْرافِ عُوجُ السَّوالِفِ‏

و يروى:
         ... عَجَّسَتْ بنا
، بالتشديد. و العَجاسا، بالقَصْرِ: التَّقَاعُسُ. و عَجَسَهُ عن حاجته يَعْجِسُهُ و تَعَجَّسَهُ: حبسه؛ و عَجَسَتْنِي عَجَاساءُ الأُمور عنك. و ما منعك، فهو العَجاسَاءُ. و عَجَسَني عن حاجتي عَجْساً: حبسني. و تَعَجَّسَتْني أُمورٌ: حَبَسَتْني. و تَعَجَّسَه: أَمَرَه أَمْراً فغيره عليه. و فَحْلٌ عَجِيسٌ و عَجِيساءُ و عَجاسَاءُ: عاجز عن الضِّراب، و هو الذي لا يُلْقِحُ. و عَجِيساءُ: موضع. و العَيْجُوسُ: سمك صغار يملح؛ و أَما قول الراجز:
         و فِتْيَةٍ نَبَّهْتُهُمْ بالعَجْسِ‏

فهو طائفة من وسط الليل كأَنه مأْخوذ من عَجْسِ القَوسِ؛ يقال: مضى عَجْسٌ من الليل. و العُجْسَةُ: الساعة من الليل، و هي الهُتْكَةُ و الطَّبِيقُ؛ و روى ابن الأَعرابي بيت زهير:
        بَكَرْنَ بُكُوراً و اسْتَعَنَّ بِعُجْسَةٍ

قال: و أَراد بعُجْسَةٍ سَوادَ الليل و هذا يدل على أَن من رواه:
         ... و اسْتَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ

، لم يرد تقديم‏

131
لسان العرب6

عجس ص 130

البُكور على الاسْتِحارِ. و تَعَجَّسْتُ أَمر فلان إِذا تعقبته و تتبعته. و
في حديث الأَحنف: فَيَتَعَجَّسُكُمْ في قريش.
أَي يتبعكم. و يقال: تَعَجَّسَتِ الأَرضَ غُيُوثٌ إِذا أَصابها غَيْثٌ بعد غَيثٍ فتثاقل عليها. و مَطَرٌ عَجُوسٌ أَي مُنْهَمِرٌ؛ قال رؤبة:
         أَوْطَف يَهْدِي مُسْبِلًا عَجُوسا
و تَعَجَّسَهُ عِرْقُ سَوْءٍ و تَعَقَّلَه و تَثَقَّلَه إِذا قَصَّرَ به عن المكارم. و
في الحديث: يَتَعَجَّسُكُمْ عند أَهل مكة.
؛ قيل: معناه يُضَعِّفُ رَأْيَكُمْ عندهم. و عِجِّيسَى مثل خِطِّيبَى: اسم مِشْيَة بطيئة؛ و قال أَبو بكر بن السَّرَّاج: عَجِيساءُ، بالمد، مثال قَرِيثَاءَ.
عجنس:
العَجَنَّسُ: الجملُ الشديدُ الضَّخْمُ؛ السيرافي: هو مع ثِقَلٍ و بُطءٍ؛ قال العجاج، و قيل جُرَيٌّ الكاهِليُّ:
         يَتْبَعْنَ ذا هَداهِدٍ عَجَنَّسَا،             إِذا الغُرابانِ به تَمَرَّسَا

قال ابن بري: نسب الجوهري هذا البيت للعجاج و هو لجريّ الكاهلي. و الهداهد: جمع هَدْهَدَةٍ لهدير الفحل؛ و أَنشد الأَزهري للعجاج:
        عَصْباً عِفِرَّى جُخْدُباً عَجَنَّسا

و قال: عِفِرَّى عظيم العنق غليظه. عَصْباً: غليظاً. الجُخْدُبُ: الضخم. و العَجَنَّسُ: الشديد، و الجمع عَجَانِسُ، و تحذف التثقيلة لأَنها زائدة. و العَجَنَّسُ: الضَّخْمُ من الإِبل و الغنم.
عدس:
العَدْسُ، بسكون الدال: شدة الوطء على الأَرض و الكَدْح أَيضاً. و عَدَس الرجلُ يَعْدِسُ عَدْساً و عَدَساناً و عُدُوساً و عَدَسَ و حَدَسَ يَحْدِسُ: ذهب في الأَرض؛ يقال: عَدَسَتْ به المَنِيَّةُ؛ قال الكميت:
         أُكَلِّفُها هَوْلَ الظلامِ، و لم أَزَلْ             أَخا اللَّيلِ مَعْدُوساً إِليَّ و عادِسا

أَي يسار إِليَّ بالليل. و رجل عَدُوسُ الليل: قوي على السُّرَى، و كذلك الأُنثى بغير هاء، يكون في الناس و الإِبل؛ و قول جرير:
         لقَدْ وَلدَتْ غَسَّانَ ثالِثَةُ الشَّوى،             عَدُوسُ السُّرى، لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها

يعني به ضَبُعاً. و ثالثة الشوى: يعني أَنها عرجاء فكأَنها على ثلاث قوائم، كأَنه قال: مَثْلُوثَة الشوى، و من رواه‏
         ... ثالِبَة الشوى‏
أَراد أَنها تأْكل شوى القَتْلى من الثلب، و هو العيب، و هو أَيضاً في معنى مثلوبة. و العَدَسُ: من الحُبوب، واحدته عَدَسَة، و يقال له العَلَسُ و العَدَسُ و البُلُسُ. و العَدَسَةُ: بَثْرَةٌ قاتلة تخرج كالطاعون و قلما يسلم منها، و قد عُدِسَ. و
في حديث أَبي رافع: أَن أَبا لَهَبٍ رماه اللَّه بالعَدَسَةِ.
؛ هي بثرة تشبه العَدَسَة تخرج في مواضع من الجسد من جنس الطاعون تقتل صاحبها غالباً. و عَدَسْ و حَدَسْ: زجر للبغال، و العامَّة تقول: عَدْ؛ قال بَيْهَس بنُ صُرَيمٍ الجَرْمِيُّ:
         أَلا لَيْتَ شِعْري، هَلْ أَقُولَنْ لِبَغْلَتي:             عَدَسْ بَعْدَ ما طالَ السِّفارُ و كَلَّتِ؟

و أَعربه الشاعر للضرورة فقال و هو بِشْرُ بنُ سفيان الرَّاسِبيُّ:
         فاللَّهُ بَيْني و بَيْنَ كلِّ أَخٍ             يَقولُ: أَجْذِمْ، و قائِلٍ: عَدَسا

132
لسان العرب6

عدس ص 132

أجذم: زجر للفرس، و عَدَس: اسم من أَسماء البغال؛ قال:
         إِذا حَمَلْتُ بِزَّتي على عَدَسْ،             على التي بَيْنَ الحِمارِ و الفَرَسْ،
             فلا أُبالي مَنْ غَزا أَو مَنْ جَلَسْ‏

و قيل: سمت العرب البغل عَدَساً بالزَّجْرِ و سَببهِ لا أَنه اسم له، و أَصلُ عَدَسْ في الزَّجْرِ فلما كثر في كلامهم و فهم أَنه زجر له سمي به، كما قيل للحمار: سَأْسَأْ، و هو زجر له فسمي به؛ و كما قال الآخر:
         و لو تَرى إِذ جُبَّتي مِنْ طاقِ،             و لِمَّتي مِثلُ جَناحِ غاقِ،
             تَخْفِقُ عندَ المَشْيِ و السِّباقِ‏

و
قيل: عَدَسْ أَو حَدَسْ رجل كان يَعْنُف على البغالِ في أَيام سليمان، عليه السلام، و كانت إِذا قيل لها حَدَسْ أَو عَدَس انزعجت.
و هذا ما لا يعرف في اللغة. و روى الأَزهري عن ابن أَرقم حَدَسْ مَوْضِعَ عَدَسْ قال: و كان البغل إِذا سمع باسم حَدَسْ طار فَرَقاً فَلَهِجَ الناس بذلك، و المعروف عند الناس عَدَسْ؛ قال: و قال يَزيدُ بنُ مُفَزِّغٍ فجعل البغلة نفسها عَدَساً فقال:
         عَدَسْ، ما لِعَبَّادٍ عَلَيْكِ إِمارَةٌ،             نَجَوْتِ و هذا تَحْمِلينَ طَلِيقُ‏
             فإِنْ تَطْرُقي بابَ الأَمِيرِ، فإِنَّني             لِكُلِّ كريمٍ ماجِدٍ لَطَرُوقُ‏
             سَأَشْكُرُ ما أُولِيتُ مِنْ حُسْنِ نِعْمَةٍ،             و مِثْلي بِشُكْرِ المُنْعِمِينَ خَلِيقُ‏

و
عَبَّادٌ هذا: هو عباد بن زياد بن أَبي سفيان، و كان معاوية قد ولاه سِجِسْتانَ و استصحب يزيد بنَ مُفَرِّغٍ معه، و كره عبيد اللَّه أَخو عَبَّادٍ استصحابه ليزيد خوفاً من هجائه، فقال لابن مفرَّغ: أَنا أَخاف أَن يشتغلَ عنك عبادٌ فَتَهْجُوَنا فأُحِبُّ أَن لا تَعْجَل على عَبَّادٍ حتى يكتب إِليَّ، و كان عبادٌ طويل اللحية عريضها، فركب يوماً و ابن مفرّغ في مَوْكِبِه فهَبَّتِ الريح فنَفَشَتْ لحيته، فقال يزيد بن مفرغ:
         أَلا لَيْتَ اللِّحى كانتْ حَشِيشاً،             فنَعْلِفَها خيولَ المُسْلِمِينا

و هجاه بأَنواع من الهجاء، فأَخذه عبيد اللَّه بن زياد فقيده، و كان يجلده كل يوم و يعذبه بأَنواع العذاب و يسقيه الدواء المُسْهِل و يحمله على بعير و يَقْرُنُ به خِنْزيرَة، فإِذا انسهل و سال على الخنزيرة صاءَتْ و آذته، فلما طال عليه البلاء كتب إِلى معاوية أَبياتاً يستعطفه بها و يذكر ما حلّ به، و كان عبيد اللَّه أَرسل به إِلى عباد بسجستان و بالقصيدة التي هجاه بها، فبعث خَمْخَامَ مولاه على الزَّنْدِ و قال: انطلق إِلى سجستان و أَطلق ابن مفرغ و لا تستأْمر عباداً، فأَتى إِلى سجستان و سأَل عن ابن مفرّغ فأَخبروه بمكانه فوجده مقيداً، فأَحضر قَيْناً فكَّ قيوده و أَدخله الحمام و أَلبسه ثياباً فاخرة و أَركبه بغلة، فلما ركبها قال أَبياتاً من جملتها:
         عدس ما لعباد.

فلما قدم على معاوية قال له: صنع بي ما لم يصنع بأَحدٍ من غير حدث أَحدثته، فقال معاوية: و أَيّ حَدَث أَعظم من حدث أَحدثته في قولك:
         أَلا أَبْلِغْ مُعاويةَ بنَ حَرْبٍ             مُغَلْغَلَةً عَنِ الرجُل اليَماني‏
             أَ تَغْضَبُ أَن يُقال: أَبُوكَ عَفٌّ،             و تَرْضى أَنْ يقالَ: أَبُوكَ زاني؟

133
لسان العرب6

عدس ص 132

         فأَشْهَدُ أَنَّ رَحْمَك من زِيادٍ             كَرَحْمِ الفِيلِ من ولَدِ الأَتانِ‏
             و أَشْهَدُ أَنها حَمَلَتْ زِياداً،             و صَخْرٌ من سُمَيَّةَ غيرُ داني‏

فحلف ابن مفرّغ له أَنه لم يقله و إِنما قاله عبد الرحمن بن الحكم أَخو مروان فاتخذه ذريعة إِلى هجاء زياد، فغضب معاوية على عبد الرحمن بن الحكم و قطع عنه عطاءه.
و من أَسماء العرب: عُدُسٌ و حُدُسٌ و عُدَسٌ. و عُدُسٌ: قبيلة، ففي تميم بضم الدال، و في سائر العرب بفتحها. و عَدَّاسٌ و عُدَيسٌ: اسمان. قال الجوهري: و عُدَسٌ مثل قُثَمٍ اسم رجل، و هو زُرارَةُ بنُ عُدَسٍ، قال ابن بري: صوابه عُدُسٌ، بضم الدال. روى ابن الأَنباري عن شيوخه قال: كل ما في العرب عُدَسٌ فإِنه بفتح الدال، إِلا عُدُسَ بن زيد فإِنه بضمها، و هو عُدُسُ بن زيد بن عبد اللَّه بن دارِمٍ؛ قال ابن بري: و كذلك ينبغي في زُرارة بن عُدَسٍ بالضم لأَنه من ولد زيد أَيضاً. قال: و كل ما في العرب سَدُوس، بفتح السين، إِلَّا سُدُوسَ بن أَصْمَعَ في طَيِ‏ءٍ فإِنه بضمها.
عدبس:
جَمَلٌ عَدْبَسٌ و عَدَبَّسٌ: شديد وثِيقُ الخَلْقِ عظيم، و قيل: هو السَّي‏ءُ الخُلُقِ. و رجلٌ عَدَبَّسٌ: طويل. و العَدَبَّسُ: اسم. و العَدَبَّسَةُ: الكُتْلَةُ من التمر. و العدَبَّسُ: القصير الغليظ. و العدَبَّس من الإِبل و غيرها: الشديد الموَثَّق الخَلْق، و الجمع العَدابِسُ؛ قال الكميت يصف صائداً:
         حتى غَدا، و غَدا له ذو بُرْدَةٍ             شثْنُ البَنانِ، عَدبَّسُ الأَوْصالِ‏

و منه سمي العَدَبَّسُ الأَعرابي الكِنانيُّ.
عدمس:
العُدامسُ: اليَبِيسُ الكثير المتراكب؛ حكاه أَبو حنيفة.
عرس:
العَرَسُ، بالتحريك: الدَّهَشُ. و عَرِسَ الرجل و عَرِشَ، بالكسر و السين و الشين، عَرَساً، فهو عَرِسٌ: بَطِرَ، و قيل: أَعْيَا و دَهِشَ؛ و قول أَبي ذؤيب:
         حتى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي، و قد عَرِسَتْ             عنه الكِلابُ؟ فأَعْطاها الذي يَعِدُ

عدّاه بعن لأَن فيه معنى جَبُنَتْ و تأَخرت، و أَعطاها أَي أَعطى الثَّوْرُ الكِلابَ ما وعدها من الطَّعْن، و وَعْدُه إِياها، كأَنْ يتهيَّأَ و يتحرّف إِليها ليطعُنها. و عَرِسَ الشي‏ءُ عَرَساً: اشتَدَّ. و عَرِسَ الشَّرُّ بينهم: لزِمَ و دامَ. و عَرِسَ به عَرَساً: لَزِمَه. و عَرِسَ عَرَساً، فهو عَرِسٌ: لزم القتالَ فلم يَبْرَحْه. و عَرِسَ الصبي بأُمه عَرَساً: أَلِفَها و لزمها. و العُرْسُ و العُرُس: مِهْنَةُ الإِملاكِ و البِناء، و قيل: طعامه خاصة، أُنثى تؤنثها العرب و قد تذكر؛ قال الراجز:
         إِنَّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنَّاطِ             لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ،
             نُدْعى مع النَّسَّاجِ و الخَيَّاطِ

و تصغيرها بغير هاء، و هو نادر، لأَن حقه الهاء إِذ هو مؤنث على ثلاثة أَحرف. و
في حديث ابن عمر: أَن امرأَة قالت له: إِن ابنتي عُرَيِّسٌ و قد تَمَعَّطَ شعرها.
؛ هي تصغير العَرُوس، و لم تلحقه تاء التأْنيث و إِن كان مؤنثاً لقيام الحرف الرابع مَقامه، و الجمع أَعْراسٌ و عُرُسات من قولهم: عَرِسَ الصبي بأُمه، على التَّفاؤل. و قد أَعْرَسَ فلان أَي اتخذ عُرْساً. و أَعْرَسَ بأَهله‏

134
لسان العرب6

عرس ص 134

إِذا بَنَى بها و كذلك إِذا غشيها، و لا تَقُلْ عَرَّسَ، و العامة تقوله؛ قال الراجز يصف حماراً:
         يُعْرِسُ أَبْكاراً بها و عُنَّسا،             أَكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إِذْ أَعْرَسا

و
في حديث عمر: أَنه نَهَى عن مُتعة الحج، و قال: قد علمت أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، فعَله و لكني كرهت أَن يَظَلوا مُعْرِسين بهن تحت الأَراكِ، ثم يُلَبُّونَ بالحج تَقْطُرُ رؤوسهم.
؛ قوله مُعْرِسِين أَي مُلِمِّين بنسائهم، و هو بالتخفيف، و هذا يدل على أَن إِلْمام الرجل بأَهله يسمى إِعراساً أَيام بنائه عليها، و بعد ذلك، لأَن تمتع الحاج بامرأَته يكون بعد بنائه عليها. و
في حديث أَبي طلحة و أُم سُليم: فقال له النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: أَعْرَسْتُمُ الليلة؟ قال: نعم.
؛ قال ابن الأَثير: أَعْرَسَ الرجل، فهو مُعْرِسٌ إِذا دخل بامرأَته عند بنائها، و أَراد به هاهنا الوطء فسماه إِعْراساً لأَنه من توابع الإِعْراس، قال: و لا يقال فيه عَرَّسَ. و العَرُوسُ: نعت يستوي فيه الرجل و المرأَة، و في الصحاح: ما داما في إِعْراسهما. يقال: رجل عَرُوس في رجال أَعْراس و عُرُس، و امرأَة عَرُوس في نسوة عَرائِس. و في المثل: كاد العَرُوس يكون أَميراً. و
في الحديث: فأَصبح عَرُوساً.
يقال للرجل عَرُوسٌ كما يقال للمرأَة، و هو اسم لهما عند دخول أَحدهما بالآخر. و
في حديث حسان بن ثابت، أَنَّه كان إِذا دعي إِلى طَعام قال أَ في خُرْسٍ أَو عُرْس أَو إِعْذارٍ؟.
قال أَبو عبيد في قوله عُرْس: يعني طعام الوليمة و هو الذي يعمل عند العُرْس يسمى عُرْساً باسم سببه. قال الأَزهري: العُرُس اسم من إِعْراسِ الرجل بأَهله إِذا بَنى عليها و دخل بها، و كل واحد من الزوجين عَرُوس؛ يقال للرجل: عَرُوس و عُرُوس و للمرأَة كذلك، ثم تسمى الوليمة عُرْساً. و عِرْسُ الرجل: امرأَته؛ قال:
         و حَوْقَل قَرَّبَهُ من عِرْسِهِ             سَوْقي، و قد غابَ الشِّظاظُ في اسْتِهِ‏

أَراد: أَن هذا المُسِنَّ كان على الرجل فنام فحَلَم بأَهله، فذلك معنى قوله قرَّبه من عِرْسِهِ لأَن هذا المسافر لو لا نومُه لم يَرَ أَهله، و هو أَيضاً عِرْسُها لأَنهما اشتركا في الاسم لمواصلة كل واحد منهما صاحبه و إِلفِهِ إِياه؛ قال العجاج:
         أَزْهَر لم يُولَدْ بِنَجْمٍ نَحْسِ،             أَنْجَب عِرْسٍ جُبِلا و عِرْسِ‏

أَي أَنجب بعل و امرأَة، و أَراد أَنجب عِرس و عِرْس جُبلا، و هذا يدل على أَن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء في لفظ واحد، فكأَنه قال: أَنجب عِرْسَيْن جُبِلا، لو لا إِرادة ذلك لم يجز هذا لأَن جُبِلا وصف لهما جميعاً و محال تقديم الصفة على الموصوف، و كأَنه قال: أَنْجَبُ رجل و امرأَة. و جمع العِرْس التي هي المرأَة و الذي هو الرجل أَعْراسٌ، و الذكر و الأُنثى عِرْسانِ؛ قال علقمة يصف ظَلِيماً:
         حتى تَلافَى، و قَرْنُ الشَّمسِ مُرْتَفِعٌ،             أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُومُ‏

قال ابن بري: تلافى تدارك. و الأُدْحِيُّ: موضع بيضِ النعامةِ. و أَراد بالعِرْسَينِ الذكر و الأُنثى، لأَن كل واحد منهما عِرْسٌ لصاحبه. و المَرْكُوم: الذي رَكِبَ بعضه بعضاً. و لَبُوءَة الأَسد: عِرْسُه؛ و قد استعاره الهذلي للأَسد فقال:
         لَيْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِه             بالرَّقْمَتَيْنِ، له أَجْرٍ و أَعْراس‏

135
لسان العرب6

عرس ص 134

قال ابن بري: البيت لمالك بن خُوَيْلد الخُناعي؛ و قبله:
         يا مَيُّ لا يُعْجِز الأَيامَ مُجْتَرِئٌ،             في حَوْمَةِ المَوْتِ، رَزَّامٌ و فَرَّاسُ‏

الرَّزَّام: الذي له رَزيم، و هو الزئير. و الفَرَّاس: الذي يَدُقَ عُنُقَ فَريسَتِه، و يسمى كل قَتْل فَرْساً. و الهزبر: الضخْم الزُّبْرَة. و ذكر الجوهري عِوَضَ حَوْلَ غابَتِهِ: عند خيسَتِه، و خيسةُ الأَسدِ: أَجَمَتُه. و رقْمَةُ الوادي: حيث يجتمع الماء. و يقال: الرقمة الروضة. و أَجْرٍ: جمع جَرْوٍ، و هو عِرْسُها أَيضاً؛ و استعاره بعضهم للظَّليم و النعامة فقال:
         كبَيْضَةِ الأُدْحِيِّ بين العِرْسَيْنْ‏
و قد عَرَّسَ و أَعْرَسَ: اتخذها عِرْساً و دخل بها، و كذلك عَرَّس بها و أَعْرَس. و المُعْرِسُ: الذي يغشى امرأَته. يقال: هي عِرْسُه و طَلَّتُه و قَعيدتُه؛ و الزوجان لا يسمَّيان عَروسَيْن إِلا أَيام البناء و اتخاذ العُرْسِ، و المرأَة تسمى عِرْسَ الرجل في كل وقت. و من أَمثال العرب: لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بعد عَرُوسٍ؛ قال المفضَّل: عَرُوسٌ هاهنا اسم رجل تزوج امرأَة، فلما أُهديت له وجدها تَفِلَةً، فقال: أَين عِطْرُك؟ فقالت: خَبَأْتُه، فقال: لا مخبأَ لعطر بعد عَرُوسٍ، و قيل: إِنها قالته بعد موته. و
في الحديث: أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، قال: إِذا دُعي أَحدكم إِلى وليمة عُرْس فليُجِب.
و العِرِّيسَة و العِرِّيس: الشجر الملتف، و هو مأْوى الأَسد في خِيسه؛ قال رؤبة:
         أَغْيالَه و الأَجَمَ العِرِّيسا

وصف به كأَنه قال: و الأَجم الملتف أَو أَبدله لأَنه اسم: و في المثل: كمُبْتَغي الصَّيدِ في عِرِّيسَةِ الأَسَدِ و قال طرَفة:
         كَلُيُوثٍ وسْطَ عِرِّيسِ الأَجَمْ‏

فأَما قوله جرير:
         مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فيهم و عِرِّيسي‏

فإَنه عنى منبت أَصله في قومه. و المُعَرِّسُ: الذي يسير نهاره و يُعَرِّسُ أَي ينزل أَول الليل، و قيل: التَعْريسُ النزول في آخر الليل. و عَرَّس المسافر: نزل في وجه السَّحَر، و قيل: التَعريسُ النزول في المَعْهَد أَيَّ حين كان من ليل أَو نهار؛ قال زهير:
         و عَرَّسُوا ساعةً في كَثْبِ أَسْنُمَةٍ،             و منهمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ‏

و يروى:
         ضَحَّوْا قليلًا قَفا كُثْبانِ أَسْنُمَةٍ
و قال غيره: و التَّعْريسُ نزول القوم في السفر من آخر الليل، يَقَعُون فيه وقْعَةً للاستراحة ثم يُنيخون و ينامون نومة خفيفة ثم يَثُورون مع انفجار الصبح سائرين؛ و منه قول لبيد:
         قَلَّما عَرَّسَ حتى هِجْتُه             بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ‏

و أَنشدت أَعرابية من بني نُمير:
         قد طَلَعَتْ حَمْراء فَنْطَلِيسُ،             ليس لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْريسُ‏

و
في الحديث: كان إِذا عَرَّسَ بليل تَوسَّد لَبِنَةً، و إِذا عَرَّسَ عند الصُّبح نصب ساعدَه نصباً و وضع رأْسه في كفه.
و أَعْرَسُوا: لغة فيه قليلة، و الموضع: مُعَرَّسٌ و مُعْرَسٌ. و المُعَرَّسُ: موضع التَعْريس،

136
لسان العرب6

عرس ص 134

و به سمي مُعَرَّسُ ذي الحُليفة، عَرَّس به، صلى اللَّه عليه و سلم، و صلى فيه الصبح ثم رحل. و العَرَّاسُ و المُعَرِّسُ و المِعْرَسُ بائع الأَعراسِ، و هي الفُصلان الصِّغار، واحدها عَرْسٌ و عُرْسٌ. قال: و قال أَعرابي بِكَمِ البَلْهاء و أَعْراسُها؟ أَي أَولادها. و المِعْرَسُ: السائق الحاذق بالسياق، فإِذا نَشِط القوم سار بهم، فإِذا كَسِلوا عَرَّسَ بهم و المِعْرَسُ: الكثير التزويج. و العَرْس: الإِقامة في الفرحِ. و العَرَّاس بائع العُرُسِ، و هي الحبال، واحدها عَريسٌ. و العَرْسُ: الحبل. و العَرْسُ: عمود في وسط [الفِسطاطِ] الفُسطاطِ. و اعْتَرَسوا عنه: تفرَّقوا؛ و قال الأَزهري: هذا حرف منكر لا أَدري ما هو. و البيت المُعَرَّسُ: الذي عُمِلَ له عَرْسٌ، بالفتح. و العَرْسُ: الحائط يجعل بين حائطي البيت لا يُبلغ به أَقصاه ثم يوضع الجائز من طَرف ذلك الحائط الداخل إِلى أَقصى البيت و يسقَف البيت كله، فما كان بين الحائطين فهو سَهوة، و ما كان تحتَ الجائِز فهو المُخْدع، و الصاد فيه لغة، و سيذكر. و عَرَّسَ البيتَ: عِمل له عَرْساً. و في الصحاح: العَرْسُ، بالفتح، حائط يجعل بين حائطي البيت الشَّتْوي لا يُبلغ به أَقصاه، ثم يسقَف ليكون البيت أَدْفَأَ، و إِنما يُفعل ذلك في البلاد الباردة، و يسمى بالفارسية بيجه، قال: و ذكر أَبو عبيدة في تفسيره شيئاً غير هذا لم يرتضه أَبو الغوث. و عَرَسَ البعيرَ يَعْرِسُه و يَعْرُسُه عَرْساً: شد عنُقه مع يديه جميعاً و هو بارك. و العِراسُ: ما عُرِسَ به؛ فإَذا شَد عنقه إِلى إِحدى يديه فهو العَكْسُ، و اسم ذلك الحبل العِكاسُ. و اعْتَرَسَ الفحل الناقة: أَبركها للضِّراب. و الإِعْراس: وضع الرحى على الأُخرى؛ قال ذو الرمة:
         كأَنَّ على إِعْراسِه و بِنائِه             وئِيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ، ضَبَرَتْ ضَبْراً

أَراد على موضع إِعْراسه. و ابنُ عِرْسٍ: دُوَيْبَّة معروفة دون السِّنَّوْر، أَشْتَرُ أَصْلَمُ أَصَكُّ له ناب، و الجمع بنات عِرْسٍ، ذكراً كان أَو أُنثى، معرفة و نكرة تقول: هذا ابن عِرْسٍ مُقْبلًا و هذا ابن عِرْسٍ آخر مقبل، و يجوز في المعرفة الرفع و يجوز في النكرة النصب؛ قاله المفضل و الكسائي. قال الجوهري: و ابن عِرْسٍ دُوَيْبَّة تسمى بالفارسية راسو، و يجمع على بنات عِرْسٍ، و كذلك ابن آوى و ابن مَخاض و ابن لَبُون و ابن ماء؛ تقول: بنات آوى و بنات مخاض و بنات لبون و بنات ماء، و حكى الأَخفش: بنات عِرْسٍ و بنو عِرْسٍ، و بنات نَعْش و بنو نعش. و العِرْسِيُّ: ضرب من الصِّبغ، سمي به للونهِ كأَنه يشبه لونَ ابن عِرْس الدابة. و العَرُوسِي: ضرب من النخل؛ حكاه أَبو حنيفة. و العُرَيْساء: موضع. و المَعْرَسانيَّاتُ: أَرض؛ قال الأَخطل:
         و بالمَعْرَسانِيَّاتِ حَلَّ، و أَرْزَمَتْ،             بِرَوْضِ القَطا منه، مَطافِيلُ حُفَّلُ‏

و ذات العَرائِسِ: موضع. قال الأَزهري: و رأَيت بالدهناء جبالًا من نقْيان رمالها يقال لها العَرائِسُ، و لم أَسمع لها بواحد.
عربس:
العِرْبِسُ و العَرْبَسِيسُ: مَتْنٌ مُسْتَوٍ من الأَرض و يوصف به فيقال: أَرض عَرْبَسِيسٌ؛ أَنشد ثعلب:
         أَوْ في فَلًا قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ،             مُجْدِبَةٍ حَدْباءَ عَرْبَسِيس‏

137
لسان العرب6

عربس ص 137

و أَنشد الأَزهري للطِّرِمَّاحِ:
         تُراكِلُ عَرْبَسِيسَ المَتْنِ مَرْتاً،             كظَهْرِ السَّيْحِ، مُطَّرِدَ المُتُونِ‏

قال: و منهم من يقول عِرْبَسِيس، بكسر العين، اعتباراً بالعِرْبِسِ؛ قال الأَزهري: و هذا وهَم لأَنه ليس في كلامهم على مثال فِعْلَلِيلٍ، بكسر الفاء، اسم؛ و أَما فَعْلَلِيل فكثير من نحو مَرْمَرِيس و دَرْدَبِيس و خَمْجَرير و ما أَشبهها. ابن سيدة: العَرْبَسِيسُ الداهية؛ عن ثعلب.
عردس:
العَرَنْدَسُ: الأَسد الشديد، و كذلك الجمل؛ أَنشد سيبويه:
         سَلِّ الهُمُومَ بكُلِّ مُعْطِي رَأَسِه،             ناجٍ مُخالِطِ صُهْبَةٍ مُتَعَيِّسِ‏
             مُغْتالِ أَحْبِلَةٍ مُبِينٍ عُنْقَهُ،             في مَنْكِبٍ زَيْنِ المَطِيِّ عَرَنْدَس‏

و الأُنثى من ذلك بالهاء؛ و قال العجاج:
         و الرَّأْس من خُزَيْمَةَ العَرَنْدَسا

أَي الشديدة. و ناقة عَرَنْدَسَة أَي قوية طويلة القامة؛ قال الكميت:
         أَطْوِي بهِنَّ سُهُوبَ الأَرض مُنْدَلِثاً،             على عَرَنْدَسَةٍ لِلخَلْقِ مِسْبارِ «3»

بعير عَرَنْدَسٌ و ناقة عَرَنْدَسَة: شديد عظيم؛ و قال: حجيجاً عَرَنْدَسا و عِزٌّ عَرَنْدَسٌ: ثابت. و حيُّ عَرَنْدَسٌ إِذا وُصفوا بالعز و المَنعة. الأَزهري: يقال أَخذه فَعَرْدَسَه ثم كَرْدَسَه، فأَما عردسه فمعناه صَرَعه، و أَما كردسه فأَوثقه.
عرطس:
عَرْطَسَ الرجلُ: تَنَحَّى عن القوم و ذل عن منازعتهم و مُناوأَتهم، قال الأَزهري: و في لغة إِذا ذل عن المنازعة؛ و أَنشد:
         و قد أَتاني أَنَّ عَبْداً طِمْرِسا             يُوعِدُني، و لو رآني عَرْطَسا

الجوهري: عَرْطَسَ الرجلُ مثل عَرْطَزَ إِذا تنحى عن القوم.
عرفس:
العِرْفاسُ: الناقة الصبور على السير.
عركس:
عَرْكَسَ الشي‏ءُ و اعْرَنْكَسَ: تراكَبَ. و ليلة مُعْرَنْكِسَةٌ: مظلمة. و شَعَرٌ عَرَنْكَسٌ و مُعْرَنْكِس: كثير مُتراكِب. و الاعْرِنكاس: الاجتماع. يقال: عَرْكَسْتُ الشي‏ءَ إِذا جمعتَ بعضه على بعض. و اعْرَنْكَسَ الشي‏ءُ إِذا اجتمع بعضُه على بعض؛ قال العجاج:
         و اعْرَنْكَسَتْ أَهْوالُه و اعْرَنْكَسَا
و قد اعْرَنْكَسَ الشعَر أَي اشتدَّ سواده. قال: و عَرْكَسَ أَصل بناء اعْرَنْكَسَ.
عرمس:
العِرْمِسُ: الصخرة. و العِرْمِسُ: الناقة الصُّلْبَة الشديدة، و هو منه، شُبِّهَت بالصخرة؛ قال ابن سيدة: و قوله أَنشده ثعلب:
         رُبَّ عَجُوزٍ عِرْمِس زَبُون‏

لا أَدري أَ هو من صفات الشديدة أَم هو مستعار فيها، و قيل: العِرْمِسُ من الإِبل الأَديبَة الطَّيِّعة القِيادِ، و الأَول أَقرب إِلى الاشتقاق أَعني أَنها الصُّلبة الشديدة.
عرنس:
العِرْناسُ و العُرْنُوسُ: طائر كالحمامة لا تَشْعُرُ به حتى يطيرَ من تحت قدمك فيفزعك. و العِرْناسُ: أَنْفُ الجبَل.
__________________________________________________
 (3). قوله [للخلق مسبار] هكذا بالأَصل، و في الصحاح: للخرق مسبار، و الخرق الأَرض الواسعة، و في شرح القاموس: للخرق مسيار.

138
لسان العرب6

عسس ص 139

عسس:
عسَّ يَعُسُّ عَسَساً و عَسّاً أَي طاف بالليل؛ و منه‏
حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه كان يَعُسُّ بالمدينة.
أَي يطوف بالليل يحرس الناسَ و يكشف أَهل الرِّيبَة؛ و العَسَسُ: اسم منه كالطَّلَب؛ و قد يكون جمعاً لعاسٍّ كحارِسٍ و حَرَسٍ. و العَسُّ: نَفْضُ الليل من أَهل الريبة. عَسَّ يَعُسُّ عَسّاً و اعْتَسَّ. و رجل عاسٌّ، و الجمع عُسَّاسٌ و عَسَسَة ككافِر و كُفَّار و كَفَرة. و العَسَسُ: اسم للجمع كرائِحٍ و رَوَحٍ و خادِمٍ و خَدَمٍ، و ليس بتكسيرٍ لأَن فَعَلًا ليس مما يُكسَّرُ عليه فاعِل، و قيل: العَسَسُ جمع عاسٍّ، و قد قيل: إِن العاسَّ أَيضاً يقع على الواحد و الجمع، فإِن كان كذلك فهو اسم للجمع أَيضاً كقولهم الحاجُّ و الدَّاجُّ. و نظيره من غير المُدغَم: الجامِلُ و الباقِرُ؛ و إِن كان على وجه الجنس فهو غير متعدًّى به لأَنه مطرد كقوله:
         إِنْ تَهْجُري يا هِندُ، أَو تَعْتَلِّي،             أَو تُصْبِحي في الظَّاعِنِ المُوَلِّي‏

و عَسَّ يَعُسُّ إِذا طلب. و اعْتَسَّ الشي‏ءَ: طلَبه ليلًا أَو قصده. و اعْتَسَسْنا الإِبلَ فما وجدنا عَساساً و لا قَساساً أَي أَثراً. و العَسُوسُ و العَسِيسُ: الذئب الكثير الحركة. و الذئب العَسُوسُ: الطالب للصيد. و يقال للذئب: العَسْعَسُ و العَسْعاسُ لأَنه يَعُسُّ الليل و يَطْلُبُ، و في الصحاح: العَسوسُ الطالب للصيد؛ قال الراجز:
         و اللَّعْلَعُ المُهْتَبِل العَسوس‏

و ذئب عَسْعَسٌ و عَسْعاسٌ و عَسَّاسٌ: طَلوب للصيد بالليل. و قد عَسْعَسَ الذئبُ: طاف بالليل، و قيل: إِن هذا الاسم يقع على كل السباع إِذا طَلَبَ الصيد بالليل، و قيل: هو الذي لا يَتَقارّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         مُقْلِقَةٌ للمُسْتَنِيح العَسْعاسْ‏

يعني الذئب يَسْتَنِيحُ الذئاب أَي يستعويها، و قد تَعَسْعَسَ. و التَّعَسْعُسُ: طلب الصيد بالليل، و قيل: العَسْعاسُ الخفيف من كل شي‏ء. و عَسْعَسَ الليلُ عَسْعَسَة: أَقبل بظلامه، و قيل عَسعَسَتُه قبل السَّحَر. و في التنزيل: وَ اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ‏
؛ قيل: هو إِقباله، و قيل: هو إِدباره؛ قال الفراء: أَجمع المفسرون على أَن معنى عَسْعَسَ‏
 أَدْبَرَ، قال: و كان بعض أَصحابنا يزعم أَن عَسْعَسَ‏
 معناه دنا من أَوله و أَظلم؛ و كان أَبو البلاد النحوي ينشد:
         عَسْعَسَ حتى لو يَشاءُ ادَّنا،             كان له مِن ضَوْئِه مَقْبَسُ‏

و قال ادَّنا إِذ دنا فأَدغم؛ قال: و كانوا يَرَوْن أَن هذا البيت مصنوع، و كان أَبو حاتم و قطرب يذهبان إِلى أَن هذا الحرف من الأَضداد. و
في حديث علي، رضي اللَّه عنه: أَنه قام من جوف الليل ليصلي فقال: وَ اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ‏.
؛ عَسْعَسَ الليل إِذا أَقبل بظلامه و إِذا أَدبر، فهو من الأَضداد؛ و منه‏
حديث قُسّ: حتى إِذا الليل عَسْعَسَ.
؛ و كان أَبو عبيدة يقول: عَسْعَس الليل أَقبل و عَسْعَسَ أَدبر؛ و أَنشد:
         مُدَّرِعات الليل لما عَسْعَسا
أَي أَقبل: و قال الزِّبْرِقان:
         ورَدْتُ بأَفْراسٍ عِتاقٍ، و فتْيَةٍ             فَوارِطَ في أَعْجازِ ليلٍ مُعَسْعِسِ

أَي مُدْبرٍ مُولٍّ. و قال أَبو إِسحق بن السري: عَسْعَسَ الليل إِذا أَقبل و عَسْعَسَ إِذا أَدبر، و المعنيان يرجعان إِلى شي‏ء واحد و هو ابتداء الظلام في أَوله و إِدبارُه في آخره؛ و قال ابن الأَعرابي: العَسْعَسَة

139
لسان العرب6

عسس ص 139

ظلمة الليل كله، و يقال إِدباره و إِقباله. و عَسْعَس فلان الأَمر إِذا لبَّسَه و عَمَّاه، و أَصله من عَسْعَسَة الليل. و عَسْعَسَتِ السحابة: دنت من الأَرض ليلًا؛ لا يقال ذلك إِلا بالليل إِذا كان في ظلمة و برق. و أَورد ابن سيدة هنا ما أَورده الأَزهري عن أَبي البلاد النحوي، و قال في موضع قوله يشاء إِدَّنا: لو يشاء إِذ دنا و لم يدغم، و قال: يعني سحاباً فيه برق و قد دنا من الأَرض؛ و المَعَسُّ: المَطْلَب، قال: و المعنيان متقاربان. و كلب عَسُوسٌ: طلوب لما يأْكل، و الفعل كالفعل؛ و أَنشد للأَخطل:
         مُعَفَّرة لا يُنْكِه السَّيفُ وَسْطَها،             إِذا لم يكن فيها مَعَسُّ لِحالِبِ‏

و في المثل في الحث على الكسب: كَلْبٌ اعْتَسَّ خير من كلبٍ رَبَضَ، و قيل: كلب عاسّ خير من كلب رابِض، و قيل: كلب عَسَّ خير من كلب رَبَضَ؛ و العاسُّ: الطالب يعني أن من تصرَّف خير ممن عجز. أَبو عمرو: الاعتِساس و الاعْتِسامُ الاكتساب و الطلَب. و جاء بالمال من عَسِّه و بَسِّه، و قيل: من حَسِّه و عَسِّه، و كلاهما إِتباع و لا ينفصلان، أَي من جَهْده و طلَبه، و حقيقتُهما الطلب. و جِئْ به من عَسِّك و بَسِّك أَي من حيث كان، و قال اللحياني: من حيث كان و لم يكن. و عَسَّ عَليَّ يَعُسُّ عَسّاً: أَبطأَ، و كذلك عَسَّ عليَّ خبره أَي أَبطأَ. و إِنه لَعسُوس بيِّن العُسُس أَي بطي‏ء؛ و فيه عُسُسٌ، بضمتين، أَي بطء. أَبو عمرو: العَسُوسُ من الرجال إِذا قل خيره، و قد عَسَّ عليَّ بخيره. و العَسُوسُ من الإِبل: التي ترعى وحدها مثل القَسُوسِ، و قيل: هي التي لا تَدِرُّ حتى تَتباعَدَ عن الناس، و قيل: هي التي تَضجَر و يسوءُ خلُقها و تتنحى عن الإِبل عند الحَلْب أَو في المبرك، و قيل: العَسُوسُ التي تُعْتَسُّ أَ بِها لَبَن أَم لا، تُرازُ و يلمس ضَرعها؛ و أَنشد أَبو عبيد لابن أَحمر الباهلي:
         و راحتِ الشُّولُ، و لم يَحْبُها             فَحْلٌ، و لم يَعْتَسَّ فيها مُدِرْ

قال الهجيمي: لم يَعْتَسَّها أَي لم يطلب لبَنها، و قد تقدم أَن المَعَسَّ المَطْلَبُ، و قيل: العَسُوسُ التي تضرب برجلها و تصُب اللبن، و قيل: هي التي إِذا أُثيرتْ للحَلْب مشت ساعة ثم طَوَّفَتْ ثم دَرَّت. و وصف أَعرابي ناقة فقال: إِنها لعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ؛ فالعسوس: ما قد تقدم، و الضَّروس و النَّهوس: التي تَعَضُّ، و قيل: العَسوس التي لا تَدِرَ و إِن كانت مُفيقاً أَي قد اجتمع فُواقها في ضرعها، و هو ما بين الحلبتين، و قد عَسَّت تَعُسُّ في كل ذلك. أَبو زيد: عَسَسْتُ القوم أَعُسُّهم إِذا أَطعمتَهم شيئاً قليلًا، و منه أُخذ العَسُوس من الإِبل. و العَسُوسُ من النساء: التي لا تُبالي أَن تَدنُوَ من الرجال. و العُسُّ: القدح الضخم، و قيل: هو أَكبر من الغُمَرِ، و هو إِلى الطول، يروي الثلاثة و الأَربعة و العِدَّة، و الرِّفْد أَكبر منه، و الجمع عِساس و عِسَسَة. و العُسُسُ: الآنية الكبار؛ و
في الحديث: أَنه كان يغتسل في عُسٍّ حَزْرَ ثمانية أَرطال أَو تسعة.
و قال ابن الأَثير في جمعه: أَعْساسٌ أَيضاً؛ و
في حديث المِنْحة: تَغْدو بِعُسٍّ و تَرُوحُ بِعُسٍّ.
و العَسْعَسُ و العَسْعَاسُ: الخفيف من كل شي‏ء؛ قال رؤبة يصف السراب:
         و بلَدٍ يَجري عليه العَسعاسْ،             من السَّراب و القَتامِ المَسْماس‏

140
لسان العرب6

عسس ص 139

أَراد السَّمْسام و هو الخفيف فقلبَه. و عَسْعَسُ، غير مصروف: بلدة، و في التهذيب: عَسْعَسُ موضع بالبادية معروف. و العُسُس: التُّجَّار الحُرصاء. و العُسُّ: الذكَر: و أَنشد أَبو الوازع:
         لاقَتْ غلاماً قد تَشَظَّى عُسُّه،             ما كان إِلا مَسُّه فدَسُّهُ‏

قال: عُسُّه ذكَره. و يقال: اعْتَسَسْتُ الشي‏ء و احْتَشَشْتُهُ و اقْتَسَسْتُه و اشْتَمَمْتُه و اهْتَمَمْتُه و اخْتَشَشْتُه، و الأَصل في هذا أَن تقول شَمَمْت بلد كذا و خَشَشْتُه أَي وطئته فعرفت خَبره؛ قال أَبو عمرو: التَّعَسْعُسُ الشَّم؛ و أَنشد:
         كَمُنْخُرِ الذئب إِذا تَعَسْعَسا
و عَسْعَسٌ: اسم رجل؛ قال الراجز:
         و عَسْعَسٌ نِعم الفتى تَبَيَّاهْ‏

أَي تعتمدُه. و عُساعِسُ: جبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         قد صبَّحَتْ من لَيْلِها عُساعِسا،             عُساعِساً ذاك العُلَيْمَ الطَّامِسا،
             يَتْرُك يَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا

أَي ميتاً؛ و قال إمرؤ القيس:
         أَلمَّا على الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا،             كأَني أُنادِي أَو أُكَلِّم أَخرَسا

و يقال للقنافذ العَساعِسُ لكثرة تردّدها بالليل.
عسطس:
العَسَطُوسُ: رأَس النصارى، رُوميَّة، و قيل: هو شجر يُشبه الخيزُران، و قيل: هو الخيزُران، و قيل: هي شجرة تكون بالجزيرة ليِّنة الأَغصان، و قال كراع: هو العَسَّطُوسُ فيهما؛ و أَنشد لذي الرمة:
         على أَمْرِ مُنْقَدِّ العِفاءِ كأَنه             عَصَا عَسَّطُوسٍ، لِينها و اعْتِدالها

أَي وردت الحُمر على أَمر حمار. مُنْقَدٍّ عِفاؤه أَي متطاير. و العِفاء: جمع عِفْو، و هو الوبَر الذي على الحمار؛ قال ابن بري: و المشهور في شعره: عَصا قَسِّ قُوسٍ. و القَسُّ: القِسِّيس، و القُوسُ: صَوْمَعَتُه؛ قال ابن الأَعرابي: هو الخَيزُران و العَسَطُوسُ و الجُنَهِيُّ.
عضرس:
العِضْرِسُ: شجر الخِطْميّ. و العَضْرَسُ [العِضْرَسُ‏]: نبات فيه رَخاوة تَسودّ منه جَحافل الدواب إِذا أَكلته؛ قال ابن مقبل:
         و العَيْرُ يَنفُخُ في المَكْنانِ، قد كَتِنَتْ             منه جَحافِلُه، و [العَضْرَسُ‏] العِضْرَسِ الثُّجَرِ

و قيل: [العَضْرَسُ‏] العِضْرَسُ شجرة لها زهرة حمراء؛ قال إمرؤ القيس:
         فصَبَّحَهُ عند الشُّرُوق، غُدَيَّة،             كِلابُ ابنِ مُرٍّ أَو كلابُ ابنِ سِنْبِسِ‏
             مُغَرَّثَةً زُرْقاً كأَنَّ عُيونَها،             من الدَّمِّ و الإِيسادِ، نُوَّارُ [عَضْرَسِ‏] عِضرَسِ‏

و قال أَبو حنيفة: [العَضْرَسُ‏] العِضْرَسُ عُشْب أَشهبُ إِلى الخُضرة يحتمل النَّدى احتمالًا شديداً، و نَوْرُه قانئُ الحمرة، و لون [العَضْرَس‏] العِضْرَس إِلى السواد؛ قال ابن مقبل يصف العَير:
         على إِثْرِ شَحَّاجٍ لطيف مَصيرُه،             يُمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه‏

قال و قال ابن أَحمر:
         يَظَلُّ بالعَضْرَسِ حِرْباؤها،             كأَنه قَرْمٌ مُسامٍ أَشِر

141
لسان العرب6

عضرس ص 141

و قال أَبو عمرو: العَضْرَس من الذكور أَشد البَقل كله رطوبة. و العَضْرَسُ: البَرَدُ، و هو حَب الغمام؛ و استشهد الجوهري في هذا بقول الشاعر يصف كلاب الصيد:
         مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كأَن عُيونَها،             إِذا أَذَّن القَنَّاص بالصَّيد، عَضْرَسُ‏

قال: و يروى مُغَرَّثَةً حُصّاً، هكذا في الصحاح؛ قال ابن بري: البيت للبَعِيث و صوابه: محرَّجة حصٌّ، و في شعره: إِذا أَيَّهَ القَنَّاص، قال: و العَضْرَسُ هاهنا نبات له لون أَحمر تشبَّه به عيون الكلاب لأَنها حُمْر؛ قال: و ليس هو هنا حَبَّ الغمام كما ذكَر إِنما ذلك في بيت غير هذا و هو:
         فَباتَتْ عليه ليلة رُجَّبِيَّة،             تُحَيِّي بقَطر كالجُمان و عَضْرَسِ‏

و قيل بيت البَعِيث:
         فصبَّحَهُ عند الشُّرُوقِ، غُدَيَّةً،             كلابُ ابنِ عَمَّارٍ عِطافٌ و أَطْلَسُ‏

و الهاء في صبّحه تعود على حمار وحش. و مُحَرَّجَة: مُقلَّدة بالأَحراج، جمع حِرْجٍ للْوَدَعَة. و حُصٌّ: قد انْحَصَّ شعرها، و أَيَّهَ القَانِصُ بالكلْب: زَجَرَه؛ و مثله قول إمرئ القيس، و قد ذكر آنفاً. و في المثل: أَبْرد من عَضْرَس، و كذلك العُضارس، بالضم؛ قال الشاعر:
         تضحَك عن ذِي أُشُرٍ عُضارِسِ‏

و الجمع عَضارِس مثل جُوالِق و جَوالق، و قيل: العَضْرَس الجَلِيد. قال ابن سيدة: و العَضْرَس و العُضارِس الماء البارد العذب؛ و قوله:
         تضحك عن ذي أُشُرٍ عُضارِس‏

أَراد عن ثَغْر عذب، و هو الغُضارِس؛ بالغين المعجمة، و سنذكره. و العَضْرَس: حمار الوحش.
عطس:
عَطَسَ الرجل يَعْطِس، بالكسر، و يَعْطُس، بالضم، عَطْساً و عُطاساً و عَطْسة، و الاسم العُطاس. و
في الحديث: كان يُحِب العُطاس و يكره التَّثاؤب.
قال ابن الأَثير: إِنما أَحبَّ العُطاس لأَنه إِنما يكون مع خفة البدن و انفتاح المسامِّ و تيسير الحركات، و التثاؤب بخلافه، و سبب هذه الأَوصاف تخفيفُ الغذاء و الإِقلال من الطعام و الشراب. و المَعْطِس و المَعْطَس: الأَنف لأَن العُطاس منه يخرج. قال الأَزهري: المَعْطِسُ، بكسر الطاء لا غير، و هذا يدل على أَن اللغة الجيّدة يَعْطِسُ، بالكسر. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: لا يُرْغِم اللَّهُ إِلا هذه المَعاطس.
؛ هي الأُنوف. و العاطُوس: ما يُعْطَسُ منه، مثَّل به سيبويه و فسره السيرافي. و عَطَسَ الصُّبح: انفلق. و العاطِس: الصبح لذلك، صفةٌ غالبة، و قال الليث: الصبح يسمى عُطاساً. و ظبي عاطِس إِذا استقبلك من أَمامِك. و عَطَسَ الرجل: مات. قال أَبو زيد: تقول العرب للرجل إِذا مات: عَطَسَتْ به اللُّجَمُ؛ قال: و اللُّجْمة ما تطيَّرْت منه، و أَنشد غيره:
         إِنَّا أُناس لا تزالُ جَزُورُنا             لَها لُجَمٌ، مِن المنيَّة، عاطِسُ‏

و يقال للموت: لُجَمٌ عَطُوس؛ قال رؤبة:
         و لا تَخافُ اللُّجَمَ العَطُوسا
ابن الأَعرابي: العاطُوس دابة يُتَشاءَم بها؛ و أَنشد غيره لطرفة بن العبد:
         لَعَمْري لقد مَرَّتْ عَواطِيسُ جَمَّةٌ،             و مرّ قُبيلَ الصُّبح ظَبي مُصَمَّع‏

142
لسان العرب6

عطس ص 142

و العَطَّاس: اسم فرس لبعض بني المَدان؛ قال:
         يَخُبُّ بيَ العَطَّاسُ رافِعَ رَأْسِهِ‏
و أَما قوله:

         و قد أَغْتَدي قبلَ العُطاسِ بِسابِحٍ‏

فإِن الأَصمعي زعم أَنه أَراد: قبل أن أَسمع عُطاس عاطِس فأَتطيّر منه و لا أَمضي لحاجتي، و كانت العرب أَهل طِيَرَة، و كانوا يتطيَّرُون من العُطاس فأَبطل النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، طِيَرَتَهم. قال الأَزهري: و إِن صح ما قاله الليث إِن الصبح يقال له العُطاس فإِنه أَراد قبل انفجار الصبح، قال: و لم أَسمع الذي قاله لثقة يُرجع إِلى قوله. و يقال: فلان عَطْسَة فلان إِذا أَشبهه في خَلْقه و خُلُقه.
عطلس:
العَطَلَّس: الطويل.
عطمس:
العُطْمُوس و العَيْطَمُوس: الجميلة، و قيل: هي الطويلة التَّارَّة ذاتُ قوام و أَلواح، و يقال ذلك لها في تلك الحال إِذا كانت عاقراً. الجوهري: العَيْطَمُوس من النساء التامَّة الخلق و كذلك من الإِبل. و العَيْطَمُوس من النُّوق أَيضاً: الفتِيَّةُ العظيمة الحسناء. الأَصمعي: العَيْطَموس الناقة التامَّة الخلْق. ابن الأَعرابي: العَيْطَمُوس الناقة الهَرِمة، و الجمع العَطامِيس، و قد جاء في ضرورة الشعر عَطامِس؛ قال الراجز:
         يا رُبَّ بيضاء من العَطامِس،             تضحك عن ذي أُشُرٍ عُضارِس‏

و كان حقه أَن يقول عَطامِيس لأَنك لما حذفت الياء من الواحدة بقيت عَطَمُوس مثل كَرَدُوس، فلزم التعويض لأَن حرف اللين رابع كما لزم في التحقير، و لم تحذف الواو لأَنك لو حذفتها لاحتجت أَيضا إِلى أَن تحذف الياء في الجمع أَو التصغير، و إِنما تحذف من الزيادتين ما إِذا حذفتها استغنيت عن حذف الأُخرى.
عفس:
العَفْس: شِدَّة سَوق الإِبل. عَفَس الإِبلَ يَعْفِسُها عَفْساً: ساقها سَوْقاً شديداً؛ قال:
         يَعْفِسُها السَّوّاق كلَّ مَعْفَسِ‏
و العَفْسُ: أَن يردَّ الراعي غنمه يَثْنِيها و لا يدعُها تمضي على جهاتها. و عَفَسَه عن حاجته أَي ردَّه. و عَفَسَ الدابة و الماشية عَفْساً: حبَسها على غير مرعى و لا عَلَف؛ قال العجاج يصف بعيراً:
         كأَنه من طُولِ جَذْعِ العَفْسِ،             و رَمَلانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ،
             يُنْحَتُ من أَقطارِه بِفَأْسِ‏

و العَفْسُ: الكدّ و الإِتعاب و الإِذالة و الاستعمال. و العَفْس: الحَبْس و المَعْفُوس: المحبوس و المُبتذَل، و عَفَس الرجلَ عَفْساً، و هو نحو المَسْجون، و قيل: هو أَن تَسْجُنه سَجْناً. و العَفْسُ: الامتهانُ للشي‏ء. و العَفْسُ: الضَّباطة في الصِّراع. و العَفْس: الدَّوْس. و اعْتَفَس القومُ: اصْطَرَعُوا. و عَفَسَه يَعْفِسه عَفْساً: جذَبه إِلى الأَرض و ضغَطَه ضَغْطاً شديداً فضرب به؛ يقال من ذلك: عَفَسْتُه و عَكَسْتُه و عَتْرَسْتُه. و قيل لأَعرابي: إِنك لا تُحسِن أَكلَ الرأْس قال: أَما و اللَّهِ إِني لأَعْفِسُ أُذُنيه و أَفُكُّ لَحْيَيْه و أَسْحى خَدَّيه، و أَرْمي بالمُخِّ إِلى من هو أَحوجُ مِني إِليه قال الأَزهري: أَجاز ابن الأَعرابي السين و الصاد في هذا الحرف. و عَفَسَه: صَرَعَه. و عَفَسه أَيضاً: أَلزقَه بالتراب. و عَفَسَه عَفْساً: وطِئَه؛ قال رؤبة:
         و الشَّيبُ حين أَدْرَك التَّقْويسا،             بَدَّلَ ثَوْبَ الحِدَّةِ الملبُوسا
،

143
لسان العرب6

عفس ص 143

          و الحِبْرَ منه خَلَقاً مَعْفُوسا
و ثوب مُعَفَّس: صَبور على الدَّعْك. و عَفَسْتُ ثوبي: ابتذلته. و عَفَسَ الأَديمَ يَعْفِسُه عَفْساً: دلكَه في الدِّباغ. و العَفْس: الضرب على العَجُز. و عَفَسَ الرجلُ المرأَة برجله يَعْفِسها: ضربَها على عجيزتها يُعافِسُها و تُعافِسُه، و عافَسَ أَهله مُعافَسَة و عِفاساً، و هو شبيه بالمُعالجة. و المُعافَسَة: المُداعَبة و المُمارَسَة؛ يقال: فلان يُعافِس الأُمور أَي يُمارِسُها و يُعالجها. و العِفاس: العِلاج. و المُعافَسة: المُعَالجَة. و
في حديث حنظلة الأُسَيْدي: فإِذا رجَعْنا عافَسْنا الأَزواج و الضَّيْعَة.
؛ و منه‏
حديث علي: كنت أُعافِس و أُمارِس.
و
حديثه الآخر: يَمنَع من العِفاس خوفُ الموت و ذُكْرُ البعث و الحساب.
و تَعافسَ القومُ: اعتلَجوا في صراع و نحوه. و انعَفَس في الماء: انغَمَسَ. و العَفَّاس: طائر يَنْعَفِس في الماء. و العِفاسُ: اسم ناقة ذكرها الراعي في شِعره، و قال الجوهري: العِفاس و بَرْوَع اسم ناقتين للراعي النميري؛ قال:
         إِذا بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ             بمَحْنِيَةٍ، أَشْلَى العِفاسَ و بَرْوَعا

عفرس:
العَفْرس: السَّابق السريع. و العَفْرَسِيُّ: المُعْيِي خُبثاً. و العَفاريس: النَّعام. و عِفْرِس: حيّ من اليمن. و العِفْراس و العَفَرْنَس، كلاهما: الأَسد الشديد العُنق الغليظُه، و قد يقال ذلك للكلب و العِلْج.
عفقس:
العَفَنقَس: الذي جدّتاه لأَبيه و أُمه و امرأَته عجميات. و العَفَنقس و العَقَنْفَس، جميعاً: السيّ‏ء الخلق المُتَطاوِل على الناس. و قد عَفْقَسَه و عقْفَسَه: أَساءَ خُلُقَه. و العَفَنْقَس: العسِر الأَخلاق، و قد اعْفَنقس الرجلُ، و خُلُق عَفَنْقَس؛ قال العجاج:
         إِذا أَراد خُلُقاً عَفَنْقَسا،             أَقرَّه الناس، و إِنْ تَفَجَّسا

قال: عَفَنْقَسٌ خُلق عسير لا يستقيم، سلَّم له ذلك «4». و يقال: ما أَدري ما الذي عَفْقَسه و عَقْفَسه أَي ما الذي أَساء خُلقه بعد ما كان حسن الخلُق. و يقال: رجل عَفَنْقَس فَلَنْقَس، و هو اللئيم.
عقس:
الأَعْقَسُ من الرجال: الشديد الشَّكَّة في شرائه و بيعه؛ قال: و ليس هذا مذموماً لأَنه يخاف الغبْن، و منه‏
قول عمر في بعضهم: عَقِس لَقِس.
و قال ابن دريد: في خُلقه عَقَس أَي التواء. و العَقَس: شجيرة تنبت في الثُّمام و المَرْخ و الأَراك تَلْتَوي. و العَوْقَسُ: ضرْب من النبْت، ذكره ابن دريد و قال: هو العَشَق.
عقبس:
العَقابِيسُ: بقايا المرض و العِشْق كالعَقابيل. و العَقابيسُ: الشدائد من الأُمور؛ هذه عن اللحياني.
عقرس:
عقرس: حيٌّ من اليمن.
عقفس:
العَقَنْفَس و العَفَنْقَس، جميعاً: السي‏ء الخلق. و قد عَقْفَسَه و عَفْقَسَه: أَساء خلقه، و قد تقدّم ذلك مستوفى.
عكس:
عَكَسَ الشي‏ء يَعْكِسُه عَكْساً فانْعَكَسَ: ردّ آخره على أَوّله؛ و أَنشد الليث:
         و هُنَّ لَدَى الأَكْوارِ يُعْكَسْنَ بالبُرَى،             على عَجَلٍ منها، و منهنّ يُكْسَعُ‏

و منه عَكْسُ البلِيَّة عند القبر لأَنهم كانوا يَرْبِطُونها معكوسة الرأْس إِلى ما يلي كَلْكَلَها و بَطنَها،
__________________________________________________
 (4). هكذا في الأَصل.

144
لسان العرب6

عكس ص 144

و يقال إِلى مؤخّرها مما يَلي ظهرها و يتركونها على تلك الحال حتى تموت. و عَكَسَ الدابةَ إِذا جَذَب رأْسها إِليه لترجع إِلى ورائها القَهْقَرَى. و عَكَس البعير يَعْكِسُه عَكْساً و عِكاساً: شدَّ عُنقه إِلى إِحدى يديه و هو بارك، و قيل: شدَّ حبلًا في خَطْمه إِلى رُسْغِ يديه لِيَذِلَّ؛ و العِكاس: ما شدَّه به. و عَكَسَ رَأْسَ البعير يعكِسه عَكْساً: عَطَفَه؛ قال المتلمس:
         جاوَزْتُها بِأَمُونٍ ذات مَعْجَمَةٍ،             تَنْجُو بكَلْكَلِها، و الرأْسُ مَعْكُوسُ‏

و العَكْس أَيضاً: أَن تعكِس رأْسَ البعير إِلى يدِه بِخِطام تُضيِّق بذلك عليه. و قال الجعدي: العَكْس أَن يجعل الرجلُ في رأْس البعير خِطاماً ثم يَعْقِده إِلى ركبته لئلا يَصُول. و
في حديث الربيع بن خُثَيم: اعكِسُوا أَنفسكم عَكْس الخيل باللُّجُم.
؛ معناه اقدَعُوها و كُفُّوها و رُدُّوها. و قال أَعرابي من بني نُفَيْل: شَنَقْتُ البعيرَ و عَكَسته إِذا جذَبتَ من جَريرِه و لَزِمْت من رأْسه فَهَمْلَج. و عَكَس الشي‏ءَ: جذَبه إِلى الأَرض. و تَعَكَّسَ الرجلُ: مَشَى مَشْيَ الأَفْعَى، و هو يتعَكَّس تعكُّساً كأَنه قد يَبِسَت عروقه. و ربما مَشَى السكران كذلك. و يقال: من دون ذلك عِكاس و مِكاس، و هو أَن تأْخذ بناصيته و يأْخذ بناصيتك. و رجل متَعَكِّس: مُتَثَنِّي غُضُونِ القفا؛ و أَنشد ابن الأَعرابي:
         و أَنتَ امرُؤٌ جَعْدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ،             من الأَقِطِ الحَوْلِيِّ شَبْعانُ كانِبُ‏

و عَكَسَه إِلى الأَرض: جذبه و ضَغَطه ضَغْطاً شديداً. و العَكيس من اللَّبن: الحَلِيبُ تُصَبُّ عليه الإِهالة و المَرَق ثم يشرب، و قيل: هو الدقيق يصب عليه الماء ثم يشرب؛ قال أَبو منصور الأَسدي:
         فلمَّا سَقَيناها العَكِيسَ تَمَدَّحَتْ             خَواصِرُها، و ازْدادَ رَشْحاً ورِيدُها

و يقال منه: عَكَسْت أَعكِسُ عَكْساً، و كذلك الاعتكاس؛ قال الراجز:
         جَفْؤُكَ ذا قِدْرَك للضِّيفانِ،             جَفْأً على الرُّغْفانِ في الجِفانِ،
             خيرٌ من العَكِيسِ بالأَلْبانِ‏

و العَكْسُ: حبس الدابة على غير علف. و العُكاس: ذكَر العَنْكبوت؛ عن كراع. و العَكِيسُ: القَضِيبُ من الحَبَلَة يُعْكَسُ تحت الأَرض إِلى موضع آخر.
عكبس:
كلُّ شي‏ء تراكب: عُكابِس و عُكَبِس؛ و قال يعقوب: باؤها بدل من الميم في عُكامِس و عُكَمِس، و قال كراع: إِذا صُبَّ لَبن على مَرَق، كائناً ما كان، فهو عُكَبِس؛ و قال أَبو عبيد: إِنما هو العَكِيسُ بالياء، و قد ذُكر. و عَكْبَس البعيرَ: شدَّ عُنقه إِلى إِحدى يديه و هو بارِك؛ و إِبل عُكابِس و عُكامِس و عُكَمِس و عُكَبِس إِذا كثرت، و قيل: إِذا قاربت الأَلفَ.
عكمس:
العُكَمِسُ و العُكامِس: القطيع الضَّخْم من الإِبل. و قال اللحياني: إِبل عُكامِس و عُكابِس و عُكَمِس و عُكَبِس إِذا كثرت. قال أَبو حاتم: إِذا قاربت الإِبلُ الأَلف فهي عُكامِس. و كل شي‏ء تراكب و تراكم و كثُر حتى يُظْلِم من كثرته، فهو عُكامِس و عُكَمِس؛ قال العجاج:
         عُكامِسٌ كالسُّنْدُسِ المَنْشُورِ

و ليلٌ عُكامِس: مُظلِم متراكبُ الظلْمة شديدُها. و قد عَكْمَسَ الليلُ عَكْمَسَةً إِذا أَظلم و تَعَكْمَس‏.

145
لسان العرب6

علس ص 146

علس:
العَلْسُ: سَواد الليل. و العَلْسُ: الشُّرْب. و عَلَسَ يَعْلِس عَلْساً: شرِب، و قيل: أَكل. و عَلَسَتِ الإِبلُ تَعْلِس إِذا أَصابت شيئاً تأْكله. و العَلْسُ: الأَكل، و قَلَّما يُتكلم بغير حرف النفي. و ما ذاق عَلُوساً أَي ذَواقاً، و ما ذاق عَلُوساً و لا أَلُوساً، و في الصحاح و لا لوُوساً أَي ما ذاق شيئاً. و عَلَّس داؤه أَي اشتدَّ و برَّح. و ما عَلَسَ عنده عَلُوساً أَي ما أَكل. و قال ابن هانئ: ما أَكلت اليوم عُلاساً. و ما عَلَّسُوا ضيفَهم بشي‏ء أَي ما أَطعموه. و العَلَس: شِواءٌ مَسْمُونٌ. و شواء مَعْلُوس: أُكل بالسَّمْن. و العَلِيسُ: الشِّواء السَّمين؛ هكذا حكاه كراع. و العَلِيسُ: الشِّواء مع الجِلْد. و العَليس: الشواء المُنْضَج. و رجل مُجَرَّس و مُعَلَّس و مُنَقَّح و مُقَلَّح أَي مُجرَّب. و العَلَس: حَبٌّ يؤْكل، و قيل: هو ضرْب من الحِنطة، و قال أَبو حنيفة: العَلَسُ ضرْب من البُرِّ جيّد غير أَنه عَسِرُ الاستِنْقاء، و قيل: هو ضرْب من القَمْح يكون في الكِمام منه حَبَّتان، يكون بناحية اليمن، و هو طعام أَهل صَنْعاء. ابن الأَعرابي: العَدَس يقال له العَلَس. و العَلَسِيّ: شجرة المَقِرِ [المَقْرِ]، و هو نبات الصَّبرِ و له نَوْر حَسن مثل نَوْرِ السَّوْسَنِ الأَخضر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعدي:
         كأَن النُّقْدَ و العَلَسيّ أَجْنى،             و نَعَّم نَبْتَه وادٍ مَطِيرُ

و رجل مُعَلَّس: مُجرَّب. و عَلَس يَعْلِسُ عَلْساً و عَلَّس: صَخِبَ؛ قال رؤبة:
         قد أَعْذُبُ العاذِرَة المَؤُوسا             بالجِدّ، حتى تَخْفِضَ التَّعْلِيسا

و العَلَس: القُراد، و يقال له العَلُّ و العَلَس، و جمعه أَعْلالٌ و أَعْلاسٌ. و العَلَسَة: دُوَيْبَّة شبيهة بالنَّملة أَو الحَلَمَةُ. و عَلَسٌ و عُلَيْس: اسمان. و بنو عَلَسٍ: بَطْن من بني سَعْد، و الإِبل العَلَسِيَّة منسوبة إِليهم؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         في عَلَسِيَّاتٍ طِوال الأَعْناقْ‏

و رجل و جمل عَنَسِيّ أَي شديد؛ قال المرار:
         إِذا رآها العَلَسِيُّ أَبْلَسا،             و عَلَّقَ القومُ إِداوى يُبَّسا

علطس:
العِلْطَوْسُ، مثال الفِرْدَوْسِ: الناقة الخِيار الفارِهَة، و قيل: هي المرأَة الحسناء، مثَّل به سيبويه و فسره السيرافي.
علطبس:
العَلْطَبِيسُ: الأَمْلَسُ البرّاق؛ و أَنشد الرَّجَز الذي يأْتي في علطمس بعدها.
علطمس:
العَلْطَمِيسُ: الناقة الضخمة ذات أَقطار و سَنام. و العَلْطَمِيس: الضَّخْم الشديد؛ قال الراجز:
         لَمَّا رأَتْ شَيْبَ قَذالي عِيسا،             و هامَتي كالطَّسْتِ عَلْطَمِيسا،
             لا يَجِدُ القمْلُ بها تَعْريسا

و هذه الترجمة في الصحاح علطبس، بالباء، و قال: العَلْطَبِيسُ الأَمْلَسُ البَرَّاق، و أَنشد هذا الرجز بعينه، و فيه:
         و هامَتِي كالطَّسْتِ عَلْطَبِيسا

بالباء.

146
لسان العرب6

علكس ص 147

علكس:
ليلة مُعْلَنْكِسَة: كَمُعْرَنْكِسَة. و شعر عِلَّكْسٌ و عَلَنْكَس و مُعْلَنْكِس: كثير متراكِب، و كذلك الرَّمل و يَبِيسُ الكَلإِ. و اعْلَنْكَسَت الإِبلُ في الموضع: اجتمعتْ. و عَلْكَسَ البَيضُ و اعْلَنْكَس: اجتمع. و اعْلَنْكَس الشعَر: اشتدّ سواده، و قال الفرّاء: شعَر مُعْلَنْكِس و مُعْلَنْكِكٌ الكَثِيف المجتمع الأَسود. قال الأَزهري: عَلْكَس أَصل بناء اعْلَنْكَسَ الشعَر إِذا اشتدّ سواده و كثر؛ قال العجاج:
         بِفاحِمٍ دُووِيَ حتى اعْلَنْكَسا
و يقال: اعْلَنْكَس الشي‏ءُ أَي تردَّد. و المُعَلْكِسُ و المُعْلَنْكِس من اليَبِيسِ: ما كثُر و اجتمع. و عَلْكَسٌ: اسم رجُل من أَهل اليمن.
علندس:
الأَزهري: العَلَنْدَسُ و العَرَنْدَسُ: الصُّلب الشديد.
عمس:
حَرْبٌ عَماسٌ: شديدة، و كذلك ليلة عَماس. و يوم عَماس: مُظلِم؛ أَنشد ثعلب:
         إِذا كَشَف اليومُ العَماسُ عن اسْتِهِ،             فلا يَرْتَدي مِثْلي و لا يَتَعَمَّمُ‏

و الجمع عُمُس؛ قال العجاج:
         و نَزَلُوا بالسَّهْلِ بعد الشَّأْسِ،             و مُرِّ أَيامٍ مَضَيْنَ عُمْسِ‏

و قد عَمِسَ [عَمُسَ‏] عَمَساً و عَمْساً و عُمُوساً و عَماسَة و عُمُوسَة؛ و أَمْرٌ عَمْسٌ و عَمُوس و عَماس و مُعَمَّس: شديد مُظلم لا يُدرَى من أَين يُؤْتى له؛ و منه قيل: أَتانا بأُمور مُعَمَّسات و مُعَمِّسات، بنصب الميم و جرّها، أَي مَلْوِيَّات عن جِهَتِها مظلمة. و أَسَدٌ عَماسٌ: شديد؛ و قال:
         قَبِيلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدَّى،             أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدٍ عَماسُ‏

و العَمَسُ: كالحَمَس، و هي الشِّدَّة؛ حكاها ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         إِنَّ أَخْوالي، جَمِيعاً من شَقِرْ،             لَبِسُوا لي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ

و عَمَسَ عليه الأَمرَ يَعْمِسُه و عَمَّسَه: خَلَّطه و لبَّسه و لم يُبيِّنه. و العَمَاس: الدَّاهِية. و كلُّ ما لا يهتدَى له: عَمَاسٌ. و العَمُوسُ: الذي يَتعَسَّف الأَشياء كالجاهل. و تَعَامَسَ عن الأَمر: أَرى أَنه لا يَعْلَمه. و العَمْس: أَن تُرِي أَنك لا تعرِف الأَمر و أَنت عارِفٌ. به و
في حديث عليّ: أَلا و إِنَّ معاوية قادَ لِمَّةً من الغُواة و عَمَسَ عليهم الخَبَر.
من ذلك، و يروى بالغين المعجمة. و تَعامس عنه: تغافل و هو به عالم. قال الأَزهري: و من قال يَتَغامَس، بالغين المعجمة، فهو مخطئ. و تَعامَس عَلَيّ: تَعامَى فتركني في شُبهة من أَمره. و العَمْسُ: الأَمر المغطَّى. و يقال: تَعامَسْت على الأَمر و تعامَشْت و تَعامَيْت بمعنى واحد. و عامَسْت فلاناً مُعامَسَة إِذا ساترتَه و لم تُجاهِرْه بالعَداوة. و امرأَة مُعامِسَة: تتستر في شَبِيبَتِها و لا تَتَهَتَّك؛ قال الراعي:
         إِنْ الحَلالَ و خَنْزَراً ولَدَتْهُما             أُمٌّ مُعامِسَة على الأَطْهارِ

أَي تأْتي ما لا خير فيه غير مُعالنة به. و المُعامَسَة: السِّرار. و في النوادر: حَلَف فلان على العَمِيسَة و العُمَيْسَة؛

147
لسان العرب6

عمس ص 147

أَي على يمين غير حق. و يقال: عَمَسَ الكِتابُ أَي دَرَس. و طاعون عَمْواس: أَوَّل طاعون كان في الإِسلام بالشام. و عُمَيْس: اسم رجل. و في الحديث ذِكْر عَمِيس، بفتح العين و كسر الميم، و هو واد بين مكة و المدينة نزله النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، في ممرِّه إِلى بدر.
عمرس:
العَمَرَّس، بتشديد الراء: الشَّرِس الخُلق القوِيّ الشديد. و يوم عَمَرَّس: شديد. و سير عَمَرَّس: شديد، و شر عَمَرَّس: كذلك. و العُمْرُوس: الجَمَل إِذا بلغ النَّزْوَ. و يقال للجمل إِذا أَكل و اجتَرَّ فهو فُرْفُور و عُمْرُوس. و العُمرُوس: الجَدْيُ، شامِيَّة، و الجمع العمارِس، و ربما قيل للغلام الحادِر عُمْرُوس؛ عن أَبي عمرو. الأَزهري: العُمْرُوس و الطُّمْرُوس الخروف؛ و قال حُمَيد بن ثور يصف نساء نشأْن بالبادية:
         أُولئك لم يَدْرِينَ ما سَمَك القُرَى،             و لا عُصُباً فيها رِئات العَمارِس‏

و يقال للغلام الشّائل: عُمْرُوس. و
في حديث عبد الملك بن مَرْوان: أَين أَنت من عُمْرُوسٍ راضِعٍ؟.
العُمْرُوس، بالضم: الخروف أَو الجَدي إِذا بلغا العَدْوَ، و قد يكون الضعيفَ، و هو من الإِبل ما قد سَمِنَ و شَبِعَ و هو راضع بَعْدُ. و العَمَرَّس و العَمَلَّس واحد إِلا أَن العَمَلَّس يقال للذئب.
عملس:
العَمْلَسَة: السُّرعة. و العَمَلَّس: الذئب الخبيث و الكَلْب الخبيث؛ قال الطرماح يصف كلاب الصيد:
         يُوزِع بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّس،             من المُطعِمات الصَّيْدِ غير الشَواحِنِ‏

يوزع: يَكُفُّ، و يقال يُغْرِي كل عملس كل كلب كأَنه ذئب. و العَمَلَّس: القوِيّ الشديد على السفر، و العَمَلَّط مثله، و قيل النَّاقص، و قيل العَمَلَّس: الجميل. و العَمَلَّس: اسم. و قولهم في المثل: هو أَبرّ من العَمَلّس؛ هو اسم رجل كان يحجُّ بأُمّه على ظهره. الجوهري: العَمَرَّس مثل العَملَّس القَوِيّ على السير السريع؛ و أَنشد:
         عَمَلَّس أَسْفارٍ، إِذا اسْتَقْبَلَتْ لَهُ             سَمُومٌ كحرِّ النارِ، لم يَتَلَثَّمِ‏

قال ابن برِّي: الشِّعر لعديّ بن الرِّقَاع يمدح عمر بن عبد العزيز؛ و قبله:
         جَمَعْتَ اللَّواتي يحمَد اللَّهُ عبدَه             عليهنَّ، فَلْيَهْنئْ لك الخيرُ و اسْلَمِ‏
             فأَوَلُهنّ البِرُّ، و البِرُّ غالِبٌ،             و ما بكَ من غَيْبِ السَّرائر يُعْلَمِ‏
             و ثانية كانت من اللَّه نعمةً             على المسلمين، إِذ وَلِي خيرُ مُنْعِمِ‏
             و ثالثة أَنْ ليس فِيكَ هَوَادَةٌ             لِمَنْ رامَ ظُلماً، أَو سَعَى سَعْيَ مجْرمِ‏
             و رابعةٌ أَنْ لا تزالَ مع التُّقَى             تَخُبُّ بِمَيْمُونٍ، من الأَمْرِ، مُبْرَمِ‏
             و خامسة في الحُكْمِ أَنَّك تُنصِفُ الضَّعِيف،             و ما مَنْ عَلَّمَ اللَّهُ كالعَمِي‏
             و سادسة أَنَّ الذي هُوَ رَبُّنا اصْطَفَاك،             فمَنْ يَتْبَعْك لا يَتَنَدَّمِ‏
             و سابعة أَنَّ المَكارِم كلَّها،             سبَقْتَ إِليها كلَّ ساعٍ و مُلْجِم‏

148
لسان العرب6

عملس ص 148

         و ثامنة في مَنْصِبِ النَّاس أَنَّه             سَمَا بكَ منهمْ مُعْظَمٌ فَوق مُعْظَمِ‏
             و تاسعة أَن البَرِيَّة كُلّها             يَعُدُّون سَيباً من إِمامٍ مُتَمِّمِ‏
             و عاشرة أَنَّ الحُلُومَ تَوَابِعٌ             لحِلْمِكَ، في فصْل من القول مُحْكَمِ‏

عنس:
عَنَسَتِ المرأَة تَعْنُس، بالضم، عُنُوساً و عِناساً و تَأَطَّرَتْ، و هي عانس، من نِسوة عُنَّسٍ و عَوَانِسَ، و عَنَّسَتْ، و هي مُعَنِّس، و عَنَّسَها أَهلُها: حَبَسُوها عن الأَزواج حتى جازت فَتَاءَ السِّن و لمَّا تَعْجِزْ [تَعْجُزْ]. قال الأَصمعي: لا يقال عَنَسَتْ و لا عَنَّسَت و لكن يقال عُنِّسَت، على ما لم يسمَّ فاعلُه، فهي مُعَنَّسَة، و قيل: يقال عَنَسَت، بالتخفيف، و عُنِّسَتْ و لا يقال عَنَّسَت؛ قال ابن بري: الذي ذكره الأَصمعي في خَلْق الإِنسان أَنه يقال عَنَّسَت المرأَة، بالفتح مع التشديد، و عَنَسَت، بالتخفيف، بخلاف ما حكاه الجوهري. و
في صفته، صلى اللَّه عليه و سلم: لا عانِسٌ و لا مُفَنِّدٌ.
؛ العانِس من الرجال و النساء: الذي يَبقى زماناً بعد أَن يُدْرِك لا يتزوج، و أَكثر ما يُستعمل في النساء. يقال: عَنَسَتِ المرأَة، فهي عانِس، و عُنِّسَت، فهي مُعَنَّسَة إِذا كَبِرَت و عَجَزَتْ في بيت أَبويها. قال الجوهري: عَنَسَتِ الجارية تَعْنُس إِذا طال مكثها في منزل أَهلها بعد إِدْراكها حتى خرجتْ من عِداد الأَبكار، هذا ما لم تتزوج، فإِن تزوجت مرَّة فلا يقال عَنَسَت؛ قال الأَعشى:
         و البِيضُ قد عَنَسَتْ و طالَ جِراؤُها،             و نَشَأْنَ في فَنَنٍ و في أَذْوادِ

و يروى:
         و البيضِ ...
، مجروراً بالعطف على الشَّرْب في قوله:
         و لقد أُرَجِّل لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ             للشَّرْبِ، قبلَ حَوادثِ المُرْتادِ

و يروى: سَنابِك، أَي قبل حوادث الطَّالِب؛ يقول: أُرَجِّلُ لِمَّتي للشَّرْب و للجواري الحِسان اللواتي نشَأْن في فَنَنٍ أَي في نعمة. و أَصلها أَغصان الشجر؛ هذه رواية الأَصمعي، و أَما أَبو عبيدة فإِنه رواه: في قِنٍّ، بالقاف، أَي في عبيد و خَدَم. و رجل عانِس، و الجمع العانِسُون؛ قال أَبو قيس بن رفاعة:
         مِنَّا الذي هو ما إِنْ طَرَّ شارِبُه،             و العانِسُون، و مِنَّا المُرْدُ و الشِّيبُ‏

و
في حديث الشعبي: سئل عن الرجل يَدخل بالمرأَة على أَنها بكر فيقول لم أَجدها عَذْراء، فقال: إِن العُذْرة قد يُذهِبها التَعْنيسُ و الحَيْضَة.
و قال الليث: عَنَسَت إِذا صارت نَصَفاً و هي بكر و لم تتزوَّج. و قال الفَرَّاء: امرأَة عانس التي لم تتزوج و هي تترقب ذلك، و هي المُعَنَّسة. و قال الكسائي: العَانِس فوق المُعْصِر؛ و أَنشد لذي الرمة:
         و عِيطاً كأَسْراب الخُروج تَشَوَّفَتْ             مَعاصِيرُها، و العاتِقاتُ العَوانِسُ‏

العِيطُ: يعني بها إِبلًا طِوال الأَعناق، الواحدة منها عَيْطاء. و قوله كأَسراب الخروج أَي كجماعة نساء خرجْن متشوّفات لأَحد العِيدين أَي متزينات، شبَّه الإِبل بهنَّ. و المُعْصِر: التي دنا حيضها. و العاتِقُ: التي في بيت أَبويها و لم يقع عليها اسم الزوج، و كذلك العانِس. و فلان لم تَعْنُس السِّنُّ وَجهَه أَي لم تغيّره إِلى الكِبَرِ؛ قال سُوَيْدٌ الحارثي:

149
لسان العرب6

عنس ص 149

         فَتى قَبَلٌ لم تَعْنُس السنُّ وجهَهُ،             سِوى خُلْسَةٍ في الرأْس كالبَرْقِ في الدُّجى‏

و في التهذيب: أَعْنَس الشيبُ رأْسَه إِذا خالطه؛ قال أَبو ضب الهذلي:
         فَتى قَبَلٌ لم يَعْنُسِ الشَّيبُ رأْسَه،             سِوى خُيُطٍ في النُّورِ أَشرَقْنَ في الدُّجى‏

و رواه المُبَرِّد:
         ... لم تعْنُس السِّنُّ وَجهه‏
؛ قال الأَزهري: و هو أَجود. و العُنَّسُ من الإِبلِ فوق البَكارة أَي الصِّغار. قال بعض العرب: جَعل الفحلُ يضرب في أَبكارِها و عُنَّسِها؛ يعني بالأَبكار جمع بَكْر، و العُنَّس المتوسِّطات التي لَسْن بأَبكار. و العَنْسُ: الصَّخرة. و العَنْسُ: الناقة القويَّةُ، شبهت بالصخرة لصلابتها، و الجمع عُنْسٌ و عُنُوس و عُنَّس مثل بازِل و بُزْلٍ و بُزَّل؛ قال الراجز:
         يُعْرِسُ أَبكاراً بها و عُنَّسا

و قال ابن الأَعرابي: العَنْس البازِل الصُّلبة من النُّوق لا يقال لغيرها، و جمعها عِناس، و عُنُوس جمع عِناس؛ قال ابن سيدة: هذا قول ابن الأَعرابي و أَظنه وهَماً منه لأَن فِعالًا لا يجمع على فُعُول، كان واحداً أَو جمعاً، بل عُنُوس جمع عَنْس كعِناس. قال الليث: تُسمّى عَنْساً إِذا تَمَّتْ سِنّها و اشتدت قوَّتها و وفَر عظامها و أَعضاؤُها؛ قال الراجز:
         كَمْ قَدْ حَسَرْنا مِنْ عَلاةٍ عَنْسِ‏

و ناقة عانِسَة و جمل عانِس: سمين تامّ الخَلق؛ قال أَبو وجزة السعدي:
         بعانِساتٍ هَرِماتِ الأَزْمَلِ،             جُشٍّ كبَحْريّ السَّحاب المُخْيِلِ‏

و العَنْس: العُقاب. و عَنَسَ العودَ: عَطَفَه، و الشين أَفصح. و اعْنَوْنَسَ ذنَب الناقةٍ، و اعْنِيناسُه: وفُورُ هُلْبِه و طولُه؛ قال الطِّرِمَّاح يصف ثوراً وحشيّاً:
         يَمْسَحُ الأَرض بمُعْنَوْنِسٍ،             مِثل مئلاة النِّياح القِيام‏

أَي بذنب سابغ. و عَنْسٌ: قبيلة، و قيل: قبيلة من اليمن؛ حكاها سيبويه؛ و أَنشد:
         لا مَهْلَ حَتى تَلْحَقي بعَنْسِ،             أَهلِ الرِّياطِ البِيضِ و القَلَنْسِ‏

قال: و لم يقل القَلَنْسُو لأَنَه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، و يكفيك من ذلك أَنهم قالوا: هذه أَدْلي زير. و العِناسُ: المرآة. و العُنُس: المرايا؛ و أَنشد الأَصمعي:
         حتى رَأَى الشَّيْبَة في العِناسِ،             و عادمَ الجُلاحبِ العَوَّاسِ‏

و عُنَيِّس: اسم رَمْل معروف؛ و قال الراعي:
         و أَعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَيِّس، تَرْتَعِي             نِعاجُ المَلا، عُوذاً به و مَتالِيا

أَراد: ترتعي به نعاجُ الملا أَي بَقَرُ الوحش. عوذاً: وضَعَتْ حَدِيثاً، و مَتَاليَ: يتلوها أَولادها. و الملا: ما اتّسع من الأَرض، و نَصَب عُوذاً على الحال.
عنبس:
العَنْبَس: من أَسماء الأَسد، إِذا نَعَتَّه قلت عَنْبَس و عُنابِس، و إِذا خصصته باسم قلت عَنْبَسَة كما يقال أُسامة و سَاعدة. أَبو عبيد: العَنْبَس الأَسَد

150
لسان العرب6

عنبس ص 150

لأَنه عَبُوس. أَبو عمرو: العَنبَسُ «5» الأَمة الرَّعْناء. ابن الأَعرابي: تَعَنْبَس الرجل إِذا ذلَّ بخدمة أَو غيرها، و عَنْبَس إِذا خرَج، و سُمِّي الرجل العَنْبَس باسم الأَسَد، و هو فنعل من العُبُوس. و العَنابِس من قُرَيْش: أَولادُ أُمَيَّة بنِ عبد شمس الأَكبر و هم ستة: حَرْبٌ و أَبو حَرْبٍ و سُفْيان و أَبو سُفيان و عَمرو و أَبو عمرو و سُمُّوا بالأَسد و الباقون يقال لهم الأَعْياصُ.
عنفس:
رجُل عِنْفِس: قصير لئيم؛ عن كراع.
عنقس:
الأَزهري: العَنْقَس من النساء الطويلة المُعْرِقة؛ و منه قول الراجز:
         حتى رُمِيت بِمِزاقٍ عَنْقَسِ،             تَأْكلُ نِصفَ المُدِّ لم تَلَبَّقِ‏

ابن دريد: العَنْقَس الدَّاهي الخَبيث.
عوس:
العَوْس و العَوَسان: الطَّوْف بالليل. عاسَ عَوْساً و عَوَساناً: طاف بالليل. و الذئبُ يَعُوس: يطلُب شيئاً يأْكله. و عاس الذئبُ: اعْتَسَّ. و عاسَ الشي‏ءَ يَعُوسُه: وَصَفَه؛ قال:
         فعُسْهم أَبا حسَّان، ما أَنت عائِسُ‏

قال ابن سيدة: ما، هنا، زائدة كأَنه قال: عُسْهم أَبا حسان أَنت عائس أَي فأَنت عائِس. و رجل أَعْوَسُ: وصَّاف. قال الأَزهري: قال الليث الأَعوس الصَّيْقل، ثم قال: قال و يقال لكل وَصَّاف لشي‏ء هو أَعْوَسُ وصَّاف؛ قال جرير يصف السيوف:
         تَجْلُوا السُّيُوفَ و غيرُكم يَعْصى بها،             يا ابن القُيُون، و ذاك فِعْلُ الأَعْوَسِ‏

قال الأَزهري: رابَني ما قاله في الأَعْوَسِ و تفسيره و إِبداله قافية هذا البيت بغيرها، و الرواية:
         ... و ذاك فِعْلُ الصَّيْقَلِ‏
، و القصيدة لِجَرِير معروفة و هي لامية طويلة، قال: و قوله الأَعْوَس الصَّيْقَل ليس بصحيح عندي، قال ابن سيدة: و الأَعْوَسُ الصَيْقَل. و عاسَ مالَه عَوْساً و عِيَاسة و ساسَة سِياسَة: أَحسن القِيام عليه. و في المثل «6»: لا يَعْدَمُ عائِسٌ وَصْلاتٍ؛ يُضرَب للرجل يُرْمِل من المال و الزاد فيلقَى الرجلَ فيَنال منه الشي‏ءَ ثم الآخر حتى يَبْلُغ أَهله. و يقال: هو عائِس مالٍ. و يقال: هو يَعُوس عِياله و يَعُولهم أَي يَقُوتهم؛ و أَنشد:
         خَلَّى يَتامَى كان يُحْسِنُ عَوْسَهم،             و يَقُوتُهم في كلِّ عامٍ جاحِدِ

و يقال: إِنه لَسائِس مالٍ و عائِس مال بمعنى واحد. و عاسَ على عياله يَعُوس عَوْساً إِذا كَدَّ و كَدَح عليهم. و العُواسَة: الشَّربة من اللَّبَن و غيره. الأَزهري في ترجمة عَوَكَ: عُسْ مَعاشَك و عُكْ معاشَك مَعاساً و مَعاكاً، و العَوْس: إِصلاح المعيشة. عاسَ فلان مَعاشه عَوْساً و رَقَّحَهُ واحد. و العَواساءُ، بفتح العين: الحامل من الخنافس؛ قال:
         بِكْراً عَواساءَ تَفاسَى مُقْرِبا
_________________________________________________
 (5). قوله [أَبو عمرو: العنبس الأَمة إلخ‏] عبارة شرح القاموس في هذه المادة: و أَورد صاحب اللسان هنا العنبس الأَمة الرعناء عن أَبي عمرو، و كذلك تعنبس الرجل إذا ذلّ بخدمة أَو غيرها، قلت: و الصواب أنهما البعنس و بعنس، بتقديم الموحدة، و قد ذكر في محله فليتنبه لذلك.
 (6). قوله [و في المثل إلخ‏] أَورده الميدانيّ في أَمثاله: لا يعدم عائش وصلات، بالشين، و قال في تفسيره: أي ما دام للمرء أجل فهو لا يعدم ما يتوصل به، يضرب للرجل إلى آخر ما هنا.

151
لسان العرب6

عوس ص 151

أَي دنا أَن تضع. و العَوَس: دخول الخَدَّين حتى يكون فيهما كالهَزْمتين، و أَكثر ما يكون ذلك عند الضحِك. رجل أَعْوَس إِذا كان كذلك، و امرأَة عَوْساء، و العَوَسُ المصدر منه. و العُوسُ: الكباش البِيض؛ قال الجوهري: العُوس، بالضم، ضرب من الغنم، يقال: كبش عُوسِيّ.
عيس:
العَيْسُ: ماء الفَحْل؛ قال طرفة:
         سأَحْلُب عَيْساً صَحْن سُمّ‏
قال: و العَيْس يقتل لأَنه أَخبث السُّم؛ قال شمر: و أَنشدنيه ابن الأَعرابي: سأَحلب عنساً، بالنون، و قيل: العَيْس ضِراب الفحل. عاس الفحلُ الناقةَ يَعِيسُها عَيْساً: ضَرَبها. و العِيَس و العِيسَة: بياض يُخالِطُه شي‏ء من شُقْرة، و قيل: هو لون أَبيضُ مُشْرَب صَفاءً في ظُلمة خفِية، و هي فُعْلَة، على قياس الصُّهبة و الكُمْتة لأَنه ليس في الأَلوان فِعْلَة، و إِنما كُسِرت لتصح الياء كبيض. و جَمل أَعْيَس و ناقة عَيْساء و ظَبْيٌ أَعْيَس: فيه أُدْمَة، و كذلك الثَّور؛ قال:
         و عانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأَعْيَسُ‏

و قيل: العِيس الإِبل تضرب إِلى الصُّفرة؛ رواه ابن الأَعرابي وحده. و
في حديث طهفة: تَرْتَمِي بِنَا العِيس.
؛ هي الإِبل البيض مع شُقرة يسيرة، واحدها أَعْيَس و عَيْساء؛ و منه حديث سَوادِ بنِ قارب:
         و شدَّها العِيسُ بأَحْلاسِها

و رجُل أَعْيَس الشَّعَر: أَبيضه. و رَسْم أَعْيَس: أَبيض. و العَيْساء: الجَرادَة الأُنثى. و عَيْساء: اسم جدّة غَسَّان السَّلِيطي؛ قال جرير:
         أَ ساعِية عَيْساء، و الضَّأْن حُفَّلٌ،             كما حاولَتْ عَيساء أَمْ ما عَذِيرُها؟

قال الجوهري: العِيس، بالكسر، جمع أَعْيَس. و عَيْساء: الإِبلُ البِيض يُخالِطُ بياضَها شي‏ء من الشُّقرة، واحدها أَعْيَس، و الأُنثى عَيْساء بَيِّنا العِيس. قال الأَصمعي: إِذا خالط بياض الشعَر شُقْرة فهو أَعْيَس؛ و قول الشاعر:
         أَقول لِخارِبَيْ هَمْدان لمَّا             أَثارَا صِرْمةً حُمراً و عِيسَا

أَي بيضاً. و يقال: هي كرائم الإِبل. و عِيسَى: اسم المسيح، صلوات اللَّه على نبينا و عليه و سلم؛ قال سيبويه: عيسى فِعْلَى، و ليست أَلفه للتأْنِيث إِنما هو أَعجمي و لو كانت للتأْنيث لم ينصرف في النكرة و هو ينصرف فيها، قال: أَخبرني بذلك من أَثِق به، يعني بصَرْفِه في النكرة، و النسب إِليه عِيْسِيٌّ، هذا قول ابن سيدة، و قال الجوهري: عِيسى اسم عِبْرانيّ أَو سُرياني، و الجمع العِيسَوْن، بفتح السين، و قال غيره: العِيسُون، بضم السين، لأَن الياء زائدة «1»، قال الجوهري: و تقول مررت بالعِيسَيْنَ و رأَيت العِيسَيْنَ، قال: و أَجاز الكوفيون ضم السين قبل الواو و كسرها قبل الياء، و لم يجزه البَصريون و قالوا: لأَن الأَلف لما سقطت لاجتماع الساكنين وجَب أَن تبقى السين مفتوحة على ما كانت عليه، سواء كانت الأَلف أَصلية أَو غير أَصلية، و كان الكسائي يَفْرق بينهما و يفتح في الأَصلية فيقول‏
__________________________________________________
 (1). قوله [لأَن الياء زائدة] أطلق عليها ياء باعتبار أنها تقلب ياء عند الإِمالة، و كذا يقال فيما بعده.

152
لسان العرب6

عيس ص 152

مُعْطَوْنَ، و يضم في غير الأَصلية فيقول عِيسُون، و كذلك القول في مُوسَى، و النسبةُ إِليهما عِيسَويّ و مُوسَويّ، بقلب الياء واواً، كما قلت في مَرْمًى مَرْمَوِيّ، و إِن شئت حذفت الياء فقلت عِيسِيّ و موسِيّ، بكسر السين، كما قلت مَرْميّ و مَلْهيّ؛ قال الأَزهري: كأَن أَصل الحرف من العَيَس، قال: و إِذا استعملت الفعل منه قلت عَيِس يَعْيَس أَو عاس يَعِيس، قال: و عِيسى شبه قِعْلى، قال الزجاج: عيسى اسم عَجَمِيّ عُدِلَ عن لفظ الأَعجمية إِلى هذا البناء و هو غير مصروف في المعرفة لاجتماع العُجمة و التعريف فيه، و مَنال اشتقاقه من كلام العرب أَن عيسى فِعْلى فالأَلف تصلُح أَن تكون للتأْنيث فلا ينصرف في معرفة و لا نكرة، و يكون اشتقاقه من شيئين: أَحدهما العَيَس، و الآخر من العَوْس، و هو السِّياسة، فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، فأَما اسم نبيّ اللَّه فمعدول عن إِيسُوع، كذا يقول أَهل السريانية، قال الكسائي: و إِذا نسبت إِلى موسى و عيسى و ما أَشبهها مما فيه الياء زائدة قلت مُوسِيّ و عيسيّ، بكسر السين و تشديد الياء. و قال أَبو عبيدة: أَعْيَس الزرعُ إِعْياساً إِذا لم يكن فيه رطب، و أَخْلَس إِذا كان فيه رَطْب و يابِس.
فصل الغين المعجمة
غبس:
الغَبَس و الغُبْسَة: لَوْن الرَّماد، و هو بياض فيه كُدْرة، و قد أَغْبَسَ. و ذئب أَغْبَس إِذا كان ذلك لَونَه، و قيل: كل ذئب أَغبَس؛ و في حديث الأَعشى:
         كالذِّئْبَةِ الغَبْساء في ظِلِّ السَّرَبْ‏
أَي الغبراء؛ و قيل: الأَغْبَس من الذئاب الخَفِيف الحَريص، و أَصله من اللَّون. و الوَرْدُ الأَغْبَس من الخَيْل: هو الذي تدعوه الأَعاجم السَّمَنْد. اللحياني: يقال غَبَس و غَبَش لوقت الغَلَس، و أَصله من الغُبْسة. و هو لوْن بين السواد و الصُّفرة. و حمار أَغْبَس إِذا كان أَدْلَم. و غَبَسُ الليل: ظلامُه من أَوله، و غَبَشه من آخره. و قال يعقوب: الغَبَس و الغَبَش سواء، حكاه في المُبْدَل؛ و أَنشد:
         و نِعْمَ مَلْقى الرِّجالِ مَنْزِلُهم،             و نِعْمَ مأْوى الضَّريكِ في الغَبَسِ‏
             تُصْدِرُ وُرَّادَهُمْ عِساسُهُمُ،             و يَنْحَرُون العِشار في المَلَسِ‏

يعني أَن لَبَنهم كثير يكفي الأَضياف حتى يُصدِرَهم، و يَنْحَرُون مع ذلك العِشارَ، و هي التي أَتى عليها من حَمْلِها عشرة أَشهر، فيقول: من سَخائهم يَنحرُون العِشار التي قد قرُب نَتاجُها. و غَبَسَ الليل و أَغْبَس: أَظلم. و
في حديث أَبي بكر بن عبد اللَّه: إِذا استقبلوك يوم الجُمُعَة فاستقْبِلهم حتى تَغْبِسَها حتى لا تَعُود أَن تَخَلَّفَ.
: يعني إِذا مَضَيْت إِلى الجمعة فلقِيت الناس و قد فَرَغُوا من الصَّلاة فاسْتقبِلْهم بوجهك حتى تُسَوِّده حَياء منهم كي لا تتأَخر بعد ذلك، و الهاء في تَغْبِسهَا ضمير الغُرَّة أَو الطَّلْعَة. و الغُبْسَة: لَون الرَّماد. و لا أَفعله سَجِيسَ غُبَيْس الأَوْجَس أَي أَبد الدهر. و قولهم: لا آتيك ما غَبا غُبَيْس أَي ما بقي الدهر؛ قال ابن الأَعرابي: ما أَدري ما أَصله؛ و أَنشد الأُموي:
         و في بَني أُمِّ زُبَيْرٍ كَيْسُ،             على الطَّعام، ما غَبا غُبَيْسُ‏

أَي فيهم جُود. و ما غَبا غُبَيْس: ظرف من الزمان. و قال بعضهم: أَصله الذئب. و غُبَيْس: تصغير

153
لسان العرب6

غبس ص 153

أَغْبَس مُرَخَّماً. و غَبا: أَصله غَبَّ فأَبدل من أَحد حَرْفَي التضعيف الأَلِف مثل تَقَضَّى أَصله تَقَضَّض؛ يقول: لا آتِيك ما دام الذئب يأْتي الغَنم غِبًّا.
غرس:
غَرَس الشجر و الشجرة يغرِسها غَرْساً. و الغَرْس: الشجر الذي يُغْرَس، و الجمع أَغْراس. و يقال للنَّخلة أَول ما تنبت: غَريسَة. و الغَرْس: غَرْسُك الشجر. و الغِراس: زَمَن الغَرس. و المَغْرِس: موضع الغَرْس، و الفعل الغَرْس. و الغِراس: ما يُغْرَس من الشجر. و الغَرْس: القَضِيب الذي يُنْزع من الحِبّة ثم يُغْرَس. و الغَريسَة: شجر العنب أَوّل ما يُغْرَس. و الغَريسة: النواة التي تُزرع؛ عن أَبي المجيب و الحرِث بن دكين. و الغَرِيسَة: الفَسِيلَة ساعة توضع في الأَرض حتى تَعْلَقَ، و الجمع غَرائِس و غِراس، الأَخيرة نادِرَة. و الغِراسَة: فَسِيل النَّخْل. و غَرَس فلان عِندي نعمة: أَثْبَتها، و هو على المثَل. و الغِرْس، بالكسر: الجلدة التي تخرج على رأْس الولد أَو الفصيل ساعة يُولد فإِن تُركت قَتَلَتْه؛ قال الراجز:
         يَتْرُكْن، في كلّ مَناخٍ أَبْسِ،             كلَّ جَنِينٍ مُشْعَرٍ في غِرْسِ‏

و قيل: الغِرْس هو الذي يَخْرُج على الوَجْه، و قيل: هو الذي يَخْرُجُ معه كأَنه مُخاط، و جمعه أَغْراس. التهذيب: الغِرْس واحد الأَغراس، و هي جلدة رقيقة تخرج مع الولد إِذا خرج من بطن أُمه. ابن الأَعرابي: الغِرْس المَشِيمَة؛ و قول قيس بن عيزارة:
         و قالوا لنا: البَلْهاء أَوّل سُؤلَةٍ             و أَغْراسُها و اللَّهُ عَنِّي يُدافِعُ‏

البلهاء: اسم ناقة، و عَنَى بأَغراسِها أَولادَها. و الغَراس، بفتح الغين: ما يخرج من شارِب الدواء كالخامّ. و الغَراس: ما كثر من العُرْفُط؛ عن كراع. و الغِرْس و الغَرْس: الغراب الصغير. و غَرْس، بفتح الغين و سكون الراء و السين المهملة: بئر بالمدينة؛ قال الواقدي: كانت منازل بني النَّضِير بناحية الغَرْس.
غسس:
الغُسُّ، بالضم: الضعيف اللئيم، زاد الجوهري: من الرجال؛ قال زهير بن مسعود:
         فلم أَرْقِهِ إِنْ يَنْجُ منها، و إِن يَمُتْ             فطَعْنَة لا غُسٍّ، و لا بمُغَمِّرِ

و الجمع أَغْساس و غِساس و غُسُوس. ابن الأَعرابي: الغُسُسُ الضُّعفاء في آرائهم و عقولهم. الجوهري: يكون الغُسُّ واحداً و جمعاً؛ و أَنشد لأَوس بن حَجَر:
         مُخَلّفُون و يَقْضِي النَّاسُ أَمْرَهُمُ،             غُسُّ الأَمانة، صُنْبُورٌ فصُنْبُورُ

و رواه المفضل: غُشُّ، بالشين المعجمة، كأَنه جمع غاشٍّ مثل بازِل و بُزْل، و يروى: غُشَّ نصباً على الذَّم بإِضمار أَعني، و يُروى:
         غُسُّو الأَمانة ...
، أَيضاً بالسين، أَي غُسُّون، فحذفت النون للإِضافة، و يجوز غُسِّي، بكسر السين، بإِضمار أَعني، و تحذف النون للإِضافة. و الغَسِيسُ و المَغْسُوس: كالغُسِّ. و الغَسِيسَة و المُغَسِّسَة و المَغْسُوسَة: البُسْرة التي ترطب ثم يتغير طعمها، و قيل: هي التي لا حلاوة لها، و هي أَخبث البُسر، و قيل: الغَسِيسَة و المُغَسِّسَة و المَغْسُوسَة البُسرة تُرطب من حول تُفْرُوقِها، و نخلة مَغْسوسَة: تُرطِب و لا حلاوة لها. و الغُسُسُ:

154
لسان العرب6

غسس ص 154

الرُّطَب الفاسِد، الواحد غَسِيسٌ. و قال ابن الأَعرابي في النوادر: الغَسِيسَة التي تُرطب و يتغير طعمها، و السَّرادة البُسرة التي تحلو قبل أَن تُزهي، و هي بَلحَة، و المَكْرَة التي لا تُرْطب و لا حلاوة لها، و الشُّمْطانة التي يُرطب جانب منها و سائرها يابس، و المَغْسُوسَة التي ترطب و لا حلاوة لها. أَبو مِحْجَن الأَعرابي: هذا الطعام غَسُوس صِدْق و غَلُول صدق أَي طعام صدق، و كذلك الشَّراب. و غَسَّ الرجل في البلاد إِذا دخل فيها و مضى قُدُماً، و هي لغة تميم؛ قال رؤبة:
         كالحُوت لمَّا غَسَّ في الأَنهار
قال: و قَسَّ مثله. و الغُسُّ: الفَسْل من الرجال، و جمعه أَغْساس؛ و أَنشد:
         أَن لا يُتَلَّى بِجِبْسٍ لا فُؤاد لهُ،             و لا بِغُسٍّ عنِيد الفُحْشِ إِزْمِيلِ‏

و غَسَسْتَه في الماء و غَتَتَّهُ أَي غَطَطْتَه؛ قال أَبو وجزة:
         و انغَسَّ في كَدِر الطِّمالِ دَعامِصٌ             حُمْرُ البُطون، قَصِيرة أَعْمارُها

و الغِسُّ: زجر الهرّ. و غَسْغَسْت بالهِرَّة إِذا بالغت في زجرها؛ و يقال للهرَّة الخَازِ بازِ و المَغْسُوسَة. و لست من غَسَّانِه أَي ضرْبه؛ عن كراع. و غَسَّان: قبيلة من اليمن، منهم ملوك غسان، و غَسَّان: ماءٌ نُسِب إِليه قوم؛ قال حسان:
         أَلأَزْدُ نِسْبَتُنا و الماءُ غَسَّانُ‏
هذا إِن كان فَعْلانَ فهو من هذا الباب، و إِن كان فَعَّالًا فهو من باب النون. و يقال: غَسَّ فلان خطبة الخطيب أَي عابها.
غضرس:
ثَغْرٌ غُضارِس: باردٌ عذْب؛ قال:
         مَمْكُورَة غَرْثَى الوِشاحِ الشَّاكِسِ،             تَضْحَك عن ذي أُشُر غُضارِسِ‏

و حكاه ابن جني بالعين و الغين، و هو مذكور في موضعه.
غطس:
الغَطْس في الماء: الغَمْسُ فيه. غَطَسَه في الماء يَغْطِسُه غَطْساً و غَطَّسَه في الماء و قَمَسَه و مَقَلَه: غَمَسَه فيه. و هما يَتَغاطَسان في الماء يَتَقامَسان إِذا تَماقَلَا فيه؛ و أَنشد أَبو عمرو:
         و أَلْقَتْ ذِراعَيْها، و أَدْنَتْ لَبَانَها             مِنَ الماء، حتى قُلْت: في الجَمِّ تَغْطِسُ‏

و تَغاطَسَ القومُ في الماء: تَغاطُّوا فيه؛ قال مَعْن بن أَوس:
         كأَنَّ الكُهُولَ الشُّمْطَ في حُجُراتِها             تَغاطَسُ في تَيَّارِها، حِين تَحْفِلُ‏

و ليلٌ غاطِس: كغاطِش. و المَغْنِيطِسُ: حَجَرٌ «1» يَجْذِبُ الحديد، و هو معرّب.
غطرس:
الغَطْرسة و التَغَطْرُس: الإِعجاب بالشي‏ء و التَّطاوُل على الأَقْران؛ و أَنشد:
         كم فِيهمُ من فارِس مُتَغَطْرِسٍ             شاكِي السِّلاح، يَذُبُّ عن مَكْروبِ‏

و قيل: هو الظُّلْم و التكبُّر. و الغِطْرِس و الغِطْرِيسُ و المُتَغَطْرِس: الظالم المتكبر، قال الكُمَيت يخاطب بني مَرْوان:
         و لو لا حِبالٌ منكمُ هي أَمْرَسَتْ جَنائِبَنا،             كُنَّا الأُتاةَ الغَطارِسَا

__________________________________________________
 (1). قوله [و المغنيطس حجر] و يقال له أيضاً مغنطيس و مغناطيس، بكسر الميم فيهما، و سكون الغين، و فتح النون، و كسر الطاء كما في القاموس.

155
لسان العرب6

غطرس ص 155

و قد تَغَطْرَسَ، فهو مُتَغَطْرِس. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: لو لا التَّغَطْرُس ما غَسَلْت يَدي.
التَّغَطْرُس: الكِبر. المُؤَرِّج: تَغَطْرس في مِشْيَتِه إِذا تَبَخْتَر، و تَغَطْرَس إِذا تَعسَّف الطريق. و رجل مُتَغَطْرِس: بخيل؛ في كلام هذيل.
غلس:
الغَلَسُ: ظلام آخر الليل؛ قال الأَخطل:
         كَذَبَتْكَ عُيْنُك أم رأَيتَ بِوَاسِطٍ،             غَلَسَ الظَّلام، من الرَّباب خَيالا؟

و غَلَّسْنا: سِرنا بِغَلَسٍ، و هو التَّغلِيسُ. و
في حديث الإِفاضة: كنَّا نُغَلِّسُ من جَمْعٍ إِلى مِنًى.
أَي نَسِير إِليها ذلك الوقتَ، و غَلَّسَ يُغَلِّس تَغلِيساً. و غَلَّسْنا الماء: أَتيناه بغَلَس، و كذلك القَطا و الحُمُر و كل شي‏ء ورَدَ الماء؛ أَنشد ثعلب:
         يُحرِّك رَأْساً كالكَباثَةِ، واثِقاً             بِوِرْدِ قَطاةٍ غَنَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ‏

قال أَبو منصور: الغَلَس أَول الصُّبح حتى يَنْتَشِر في الآفاق، و كذلك الغَبَس، و هما سواد مختلط ببياض و حُمْرَة مثل الصبح سواء. و
في الحديث: كان يُصَلِّي الصبحَ بغَلَسٍ.
؛ الغلَس: ظلمة آخر الليل إِذا اختلطت بِضَوءِ الصَّباح. و التَغْلِيسُ: وِرْدُ الماء أَوّل ما ينفجر الصبح؛ قال لبيد:
         إِنَّ مِنْ وِرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ‏
و وقع في وادي تُغَلِّسَ، و تُغَلِّسَ غير مصروف مثل تُخُيِّب «2» و هو الباطل و الداهية. أَبو زيد: وَقَعَ فلانٌ في أُغْوِيَّةٍ و في وامِئَةٍ و في تُغُلِّسَ، غير مصروف، و هي جميعاً الدَّاهِيَة و الباطل. و حَرَّة غَلَّاس: معروفة، و هي الحِرارُ «3» في بلاد العرب. و المُغَلِّس: اسم.
غمس:
الغَمْسُ: إِرْسابُ الشي‏ء في الشي‏ء السَّيَّال أَو النَّدَى أَو في ماء أَو صِبْغ حتى اللّقمة في الخَلِّ، غَمَسَه يَغْمِسُه غَمْساً أَي مَقَلَه فيه، و قد انْغَمَسَ فيه و اغْتَمَس. و المُغَامَسَة: المُمَاقَلَة، و كذلك إِذا رمَى الرجل نفسه في سِطَة الحرب أَو الخطب. و
في الحديث عن عامر قال: يكتحِل الصائم و يَرْتَمِسُ و لا يَغْتَمِس.
قال: و قال علي بن حجر: الاغْتِماس أَن يُطِيل اللُّبثَ فيه، و الارْتماس أَن لا يطيل المكث فيه. و اخْتَضَبَتِ المرأَة غَمْساً: غَمَسَتْ يدَيها خِضاباً مُسْتَوِياً من غير تَصْوِير. و الغمَّاسَة: طائر يَغْتَمِس في الماء كثيراً. التهذيب: الغَمَّاسَة من طير الماء غَطَّاط ينغمس كثيراً. و الطَّعْنَة النَّجْلاء: الواسِعَة، و الغَمُوس مثلُها. ابن سيدة: الطعنة الغَمُوس التي انغمست في اللَّحم، و قد عُبِّر عنها بالواسعة النافذة؛ قال أَبو زيد:
         ثم أَنقَضْتُه، و نَفَّسْتُ عنه             بغَمُوسٍ أَو طعنةٍ أُخْدُودِ

و الأَمر الغَمُوس: الشديد. و
في حديث المَوْلود: يكون غَمِيساً أَربعين ليلة.
أَي مَغْمُوساً في الرَّحمِ؛ و منه‏
الحديث: فانْغَمَسَ في العَدُوِّ فقتلوه.
أَي دخل فيهم و غاصَ. و اليمينُ الغَموس: التي تَغْمِس صاحبَها في الإِثم ثم في النار، و قيل: هي التي لا استثناء فيها، و قيل: هي اليمين الكاذبة التي تُقْتَطع بها الحُقوق، و سُمِّيت غموساً لغمسها صاحبها في الإِثم ثم في النار. و
قال ابن مسعود: أعظمُ الكبائر اليمين الغَمُوس.
__________________________________________________
 (2). قوله [مثل تخيب‏] عبارة القاموس: و وقع في وادي تخيب، بضم التاء و الخاء و فتحها و كسر الياء غير مصروف.
 (3). قوله [و هي الحرار إلخ‏] عبارة شرح القاموس: إحدى حرار العرب.

156
لسان العرب6

غمس ص 156

و هو أَن يَحلِف الرجل و هو يعلم أَنه كاذب ليقتطع بها مال أَخيه. و
في الحديث: اليمين الغَمُوسُ تَذَرُ الدِّيار بَلاقِعَ.
؛ هي اليمين الكاذبة الفاجرة، و فَعُول للمبالغة. و
في حديث الهجرة: و قد غَمَس حِلْفاً في آل العاصِ.
أَي أَخذَ نصيباً من عَقْدهم و حلفهم يأْمن به، و كانت عادتُهم أَن يُحْضِروا في جَفْنَةٍ طِيباً أَو دَماً أَو رَماداً فيُدخِلُون فيه أَيديَهم عند التَّحالف لِيَتِمَّ عقدُهم عليه باشتراكهم في شي‏ء واحد. و ناقة غَمُوس: في بطنِها ولَدٌ، و قيل: هي التي لا تَشُول و لا يُسْتَبان حملُها حتى تُقْرِب. ابن شميل: الغَمُوس، و جمعها غُمُس: الغَدَويّ، و هي التي في صُلْب الفحل من الغنم كانوا يتبايعون بها. الأَثرم عن أَبي عبيدة: المَجْرُ ما في بطن الناقة، و الثاني حَبَل الحَبَلَة، و الثالث الغَمِيسُ؛ و قال غيره: الثالث من هذا النوع القُباقب، قال: و هذا هو الكلام، و قيل: الغَمُوس الناقة التي يُشَك في مُخِّها أَ رِيرٌ أَمْ قَصِيدٌ؛ و أَنشد:
         مُخْلِصٌ بي لَيْسَ بالمَغْمُوسِ «1»
و رجل غَمُوسٌ: لا يُعَرِّس ليلًا حتى يُصبح؛ قال الأَخطل:
         غَمُوسُ الدُّجَى يَنْشَقُّ عن مُتَضَرِّمٍ،             طَلُوبُ الأَعادي لا سؤومٌ و لا وَجْبُ‏

و المُغَامَسة: المداخلة في القتال، و قد غامسهم. و الغَمُوس: الشديد من الرجال الشجاع، و كذلك المُغامِس. يقال: أَسد مُغامس، و رجل مُغامِسٌ، و قد غامَس في القتال و غامز فيه. قال: و مُغَامَسة الأَمر دخولك فيه؛ و أَنشد:
         أَخُو الحرْبِ، أَما صادراً فَوَشِيقُهُ             حَمِيلٌ، و أَمَّا وارِداً فَمُغامِسُ‏

و الشي‏ء الغَمِيس: الذي لم يظهر للناس و لم يُعرف بَعْدُ. يقال: قَصِيدة غَمِيس و الليل غَميس و الأَجمة و كلُّ مُلْتَفّ يُغْتَمَس فيه أَي يُسْتَخْفَى غَمِيس؛ و قال أَبو زُبَيْد يصف أَسداً:
         رَأَى بالمُسْتَوِي سَفْراً و عَيْراً             أُصَيلالًا، و جُنَّته الغَمِيسُ‏

و قيل: الغَمِيس الليل. و يقال: غامِسْ في أَمرك أَي اعْجَلْ. و المُغامِس: العَجْلان؛ و قال قعنب:
         إِذا مُغَمَّسة قِيلتْ تَلَقَّفَها             ضَبٌّ، و مِنْ دُون منْ يَرْمِي بها عَدَنُ‏

و التَغْمِيس: أَن يَسْقِيَ الرجل إِبلَه ثم يَذْهب؛ عن كراع. و الغَمِيس من النَّبات: الغَمِير تحت اليَبِيس. و الغَمِيس و الغَمِيسَة: الأَجمة، و خص بها بعضهم أَجمة القَصَب؛ قال:
         أَتانا بِهِمْ من كلِّ فَجٍّ أَخافُهُ             مِسَحٌّ، كسِرْحان الغَمِيسة، ضامِرُ

و الغَمِيس: مَسِيل ماء، و قيل: مَسِيل صغير يَجْمَع الشجر و البَقْل. و الغُمَيْس: موضع. و المُغَمَّس [المُغَمِّس‏]: موضع من مكة.
غملس:
الليث: الغَمَلَّسُ الخَبِيث الجَري‏ء؛ قال الأَزهري: هو العَمَلَّس، بالعين المهملة، و قد يوصف بها الذئب.
غوس:
التهذيب: ابن الأَعرابي يَوْمٌ غَواسٌ فيه هزيمة و تَشْلِيح، قال: و يقال أَشاؤُنا مُغَوَّس أَمْ مُشَنَّخٌ «2»؛ و تَشْنِيخُه و تَغْويسُه: تَشْذيب سُلَّائِه عنه.
__________________________________________________
 (1). قوله [و أَنشد مخلص بي إلخ‏] انظر المستشهد عليه.
 (2). قوله [مغوس أم مشنخ‏] عبارة القاموس و شرحه: أشاؤنا مغوَّس و مشنخ إلى آخره. و الإشاء صغار النخل، فالهمزة من بنية الكلمة.

157
لسان العرب6

غيس ص 158

غيس:
الغَيْساء من النِّساء: النَاعِمَة، و المذكَّر أَغْيَس. و لِمَّة غَيْساء: وافية الشَّعر كثيرته؛ قال رؤبة:
         رَأَيْنَ سُوداً و رَأَيْنَ غِيسا،             في شائعٍ يَكْسُو اللِّمام الغِيسا «1»

و الغَيْسانُ: حِدَّة الشباب، و هو فَعْلان. الأَزهري: أَبو عمرو فلان يتقلَّبُ في غَيْساتِ شَبابِه أَي نَعْمَة شَبابِه، و قال أَبو عبيد في غَيْسان شَبابِه؛ و أَنشد أَبو عمرو:
         بَيْنا الفتى يَخْبِطُ في غَيْساتِهِ،             تَقَلُّبَ الحَيَّةِ في قِلاتِه،
             إِذ أَصْعَدَ الدَّهْرُ إِلى عِفْراتِهِ،             فاجْتاحَها بِشَفْرَتيْ مِبْراتِه‏

قال الأَزهري: و النون و التاء فيهما لَيْستا من أَصل الحرف، من قال غَيْسات فهي تاء فَعْلات، و من قال غَيْسان فهو نون فعلان.
فصل الفاء
فأس:
الفَأْسُ: آلة من آلات الحديد يُحْفَرُ بها و يُقطَع، أُنثى، و الجمع أَفْؤُس و فؤُوس، و قيل، تجمع فُؤُوساً على فُعْلٍ. و فأَسَه يَفأَسُه فَأْساً: قطعَه بالفَأْس. قال أَبو حنيفة: فأَسَ الشجرة يَفأَسُها فأْساً ضربها بالفأْس، و فأَسَ الخشبةَ: شَقَّها بالفأْس. التهذيب: الفأْس الذي يُفْلَق به الحطَب، يقال: فأَسَه يفأَسُه أَي يَفْلِقُه. و
في الحديث: و لقد رأَيت الفُؤُوس في أُصُولها و إِنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ.
؛ هي جمع الفَأْس، و هو مهموز، و قد يُخَفَّف. و فَأْس اللِّجام: الحَديدَةُ القائمةُ في الحَنَك، و قيل: هي الحديدة المعترضة فيه؛ قال طُفَيل:
         يُرادى على فَأْسِ اللِّجامِ، كأَنَّما             تُرادى بِه مَرْقَاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ‏

و فَأَسْته: أَصبت فأْس رأْسِه. و
في الحديث: فَجَعَل إِحْدى يَدَيه في فأْس رأْسه.
؛ هو طرَف مُؤْخِرِه المُشْرِفُ على القَفا. و جمعُه أَفْؤُس ثم فُؤُوس. التهذيب: و فأْس اللِّجام الذي في وسَط الشَكِيمَة بين المِسْحَلَيْن. و قال ابن شميل: الفَأْسُ الحديدة القائمة في الشَّكِيمة. و فَأْس الرأْس: حَرْف القَمَحْدُوَة المُشْرِف على القَفا، و قيل: فَأْس القَفا مؤَخَّر القَمَحْدُوَة. و فَأْسُ الفَمِ: طرَفه الذي فيه الأَسنان؛ و قوله:
         يا صاحِ أَرْحِلْ ضامِرات العِيسِ،             و ابْكِ على لَطْم ابن خَيرِ الفُؤُوسِ‏

قال: لا أَدري أَ هو لجمع فَأْسٍ كقولهم رُؤُوس في جمع رأْس أَم هي من غير هذا الباب من تركيب ف و س.
فجس:
الليث: الفَجْسُ و التَفَجُّس عَظَمة و تَكَبّر و تطاوُل؛ و أَنشد:
         عَسْراء حين تَرَدَّى من تَفَجُّسِها،             و في كِوارَتِها من بَغْيِها مَيَلُ‏

و فَجَسَ يَفْجُسُ، بالضم، فَجْساً و تَفَجَّس: تكبّر و تعظّم و فَخَر؛ قال العجاج:
         إِذا أَراد خُلُقاً عَفَنْقَسا،             أَقَرَّه الناسُ، و إِن تَفَجَّسا

ابن الأَعرابي: أَفجَسَ الرجُل إِذا افْتَخَر بالباطل.
__________________________________________________
 (1). قوله [في شائع‏] هكذا في الأَصل. و أَنشده شارح القاموس: في سابغ.

158
لسان العرب6

فجس ص 158

و تَفَجَّس السَّحاب بالمطَر: تفتَّح؛ قال الشاعر يصف سحاباً:
         مُتَسَنِّم سَنَماتِها مُتَفَجِّسٌ،             بالهَدْرِ يَمْلأُ أَنْفُساً و عُيُونا

فحس:
الفَحْس: أَخذُك الشي‏ءَ من يدك بلسانِك و فَمِك من الماء و غيره. و أَفْحَسَ الرجلُ إِذا سَحَجَ شيئاً بعد شي‏ء.
فدس:
ابن الأَعرابي: أَفْدَسَ الرجُلُ إِذا صار في بابه الفِدَسَة، و هي العَناكِب. و قال أَبو عمرو: الفُدْس العَنْكَبُوت و هي الهَبُورُ و الثُّطْأَة. قال الأَزهري: و رأَيت بالخَلْصاء دَحْلًا يُعرف بالفِدَسِيّ. قال: و لا أَدري إِلى أَي شي‏ء نُسب.
فدكس:
الفَدَوْكَسُ: الشديد، و قيل: الغلِيظ الجافي. و الفَدَوْكَسُ: الأَسد مثل الدَّوْكس. و فَدَوْكَس: حَيّ من تَغْلِب؛ التمثيل لسيبويه و التفسير للسيرافي. الصحاح: فَدَوْكَس رَهْط الأَخطل الشاعر، و هم من بني جُشَم بن بكر.
فرس:
الفَرَس: واحد الخيل، و الجمع أَفراس، الذكر و الأُنثى في ذلك سواء، و لا يقال للأُنثى فيه فَرَسة؛ قال ابن سيدة: و أَصله التأْنيث فلذلك قال سيبويه: و تقول ثلاثة أَفراس إِذا أَردت المذكر، أَلزموه التأْنيث و صار في كلامهم للمؤنث أَكثر منه للمذكر حتى صار بمنزلة القدَم؛ قال: و تصغيرها فُرَيْس نادِر، و حكى ابن جِني فَرَسَة. الصحاح: و إِن أَردت تصغير الفَرس الأُنثى خاصة لم تقُل إِلا فُرَيسَة، بالهاء؛ عن أَبي بكر بن السراج، و الجمع أَفراس، و راكبه فارس مثل لابن و تامِر. قال ابن السكيت: إِذا كان الرجل على حافرٍ، بِرْذَوْناً كان أَو فرَساً أَو بغْلًا أَو حماراً، قلت: مرَّ بنا فارس على بغل و مرّ بنا فارس على حمار؛ قال الشاعر:
         و إِني امرؤٌ للخَيل عندي مَزيَّة،             على فارِس البِرْذَوْنِ أَو فارس البَغْلِ‏

و قال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، لا أَقول لصاحب البغل فارس و لكني أَقول بغَّال، و لا أَقول لصاحب الحمار فارس و لكني أَقول حَمّار. و الفرَس: نجم معروف لمُشاكلته الفرس في صُورته. و الفارس: صاحب الفرَس على إِرادة النسَب، و الجمع فُرْسان و فَوارس، و هو أَحَدُ ما شذَّ من هذا النَّوع فجاء في المذكر على فَواعِل؛ قال الجوهري في جمعه على فَوارس: هو شاذ لا يُقاس عليه لأَن فواعل إِنما هو جمع فاعلة مثل ضاربة و ضَوارِب، و جمع فاعل إِذا كان صفة للمؤنث مثل حائض و حَوائض، أَو ما كان لغير الآدميّين مثل جمل بازل و جمال بَوازِل و جمل عاضِه و جمال عَواضِه و حائِط و حوائِط، فأَما مذكّر ما يَعقِل فلم يُجمع عليه إِلا فَوارِس و هَوالك و نَواكِس، فأَما فوارِس فلأَنه شي‏ء لا يكون في المؤنث فلم يُخَفْ فيه اللّبْس، و أَما هوالك فإِنما جاء في المثل هالِك في الهَوالِك فَجَرى على الأَصل لأَنه قد يجي‏ء في الأَمثال ما لا يجي‏ء في غيرها، و أَما نواكِس فقد جاء في ضرورة الشِّعْر. و الفُرسان: الفوارس؛ قال ابن سيدة: و لم نَسمَع امرأَة فارِسة، و المصدر الفَراسة و الفُرُوسة، و لا فِعْل له. و حكى اللحياني وحده: فَرَس و فَرُس إِذا صار فارساً، و هذا شاذ. و قد فارَسه مُفارَسة و فِراسا و الفَراسة بالفتح، مصدر قولك رجل فارِس على الخيل. الأَصمعي: يقال فارِس بيّن الفُرُوسة و الفَراسة و الفُرُوسِيّة، و إِذا كان فارساً بِعَيْنِه و نَظَرِه فهو بيّن الفِراسة، بكسر الفاء، و يقال: إِن فلاناً لفارس بذلك الأَمر إِذا كان عالما

159
لسان العرب6

فرس ص 159

به. و
يقال: اتقوا فِراسة المؤمن فإِنه ينظر بنور اللَّه.
و قد فرُس فلان، بالضم، يَفْرُس فُرُوسة و فَراسة إِذا حَذِقَ أَمر الخيل. قال: و هو يَتَفَرَّس إِذا كان يُري الناسَ أَنه فارس على الخيل. و يقال: هو يَتَفَرَّس إِذا كان يَتَثَبَّتُ و ينظرُ. و
في الحديث: أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، عَرض يوماً الخيلَ و عنده عُيَيْنة بن حِصن الفَزاري فقال له: أَنا أَعلم بالخيل منك، فقال عُيينة: و أَنا أَعلم بالرجال منك، فقال: خيار الرِّجال الذين يَضَعُون أَسيافهم على عَواتِقِهم و يَعْرِضُون [يَعْرُضُون‏] رِماحهم على مناكب خيلهم من أَهل نجد، فقال النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: كذبتَ؛ خِيارُ الرجال أَهل اليمن، الإِيمان يَمانٍ و أَنا يَمانٍ، و في رواية أَنه قال: أَنا أَفرَسُ بالرجال.
؛ يريد أَبْصَرُ و أَعرَفُ. يقال: رجل فارس بيِّن الفُروسة و الفَراسة في الخيل، و هو الثَّبات عليها و الحِذْقُ بأَمرها. و رجل فارس بالأَمر أَي عالم به بصير. و الفِراسة، بكسر الفاء: في النَّظَر و التَّثَبُّت و التأَمل للشي‏ء و البصَر به، يقال إِنه لفارس بهذا الأَمر إِذا كان عالماً به. و
في الحديث: عَلِّمُوا أَولادكم العَوْم و الفَراسة.
؛ الفَراسَة، بالفتح: العِلم بركوب الخيل و ركْضِها، من الفُرُوسيَّة، قال: و الفارس الحاذق بما يُمارس من الأَشياء كلها، و بها سمي الرجل فارساً. ابن الأَعرابي: فارِس في الناس بيِّن الفِراسة و الفَراسة، و على الدابة بيِّن الفُرُوسِيَّة، و الفُروسةُ لغة فيه، و الفِراسة، بالكسر: الاسم من قولك تفرَّسْت فيه خيراً. و تفرَّس فيه الشي‏ءَ: توسَّمَه. و الاسم الفِراسَة، بالكسر. و
في الحديث: اتَّقُوا فِراسَة المؤمن.
؛ قال ابن الأَثير: يقال بمعنيَين: أَحدهما ما دل ظاهرُ الحديث عليه و هو ما يُوقِعُه اللَّه تعالى في قلوب أَوليائه فيَعلمون أَحوال بعض الناس بنَوْع من الكَرامات و إِصابة الظنّ و الحَدْس، و الثاني نَوْع يُتَعَلَّم بالدلائل و التَّجارب و الخَلْق و الأَخْلاق فتُعرَف به أَحوال الناس، و للناس فيه تصانيف كثيرة قديمة و حديثة، و استعمل الزجاج منه أَفعل فقال: أَفْرَس الناس أَي أَجودهم و أَصدقهم فِراسة ثلاثةٌ: امرأَةُ العزيز في يوسف، على نبينا و عليه الصلاة و السلام، و ابنةُ شُعَيْب في موسى، على نبينا و عليهم الصلاة و السلام، و أَبو بكر في تولية عمر بن الخطاب، رضي اللَّه عنهما. قال ابن سيدة: فلا أَدري أَ هو على الفعل أم هو من باب أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ، و هو يَتَفَرَّس أَي يَتثَبَّت و ينظر؛ تقول منه: رجل فارِس النَّظَر. و
في حديث الضحاك في رجل آلى من امرأَته ثم طلقها قال: هما كَفَرَسَيْ رِهانٍ أَيُّهما سبَق أُخِذ به.
؛ تفسيره أَن العِدَّة، و هي ثلاث حِيَض أَو ثلاثة أَطهار، إِنِ انْقَضَت قَبلَ انقضاء إِيلائه و هو أَربعة أَشهر فقد بانت منه المرأَة بتلك التطليقة، و لا شي‏ء عليه من الإِيلاء لأَن الأَربعة أَشهر تنقضي و ليست له بزوج، و إِن مضت الأَربعة أَشهر و هي في العِدّة بانت منه بالإِيلاء مع تلك التطليقة فكانت اثنتين، فجَعَلَهما كَفَرَسَيْ رِهان يتسابقان إِلى غاية. و فَرَسَ الذَبيحَة يَفْرِسُها فَرْساً: قطع نِخاعَها [نُخاعَها]، و فَرَسَها فَرْساً: فصَل عُنُقها و يقال للرجل إِذا ذبح فنَخَع: قد فَرَس، و قد كُرِه الفَرْس في الذّبيحَة؛ رواه أَبو عبيدة بإِسناده عن عمر، قال أَبو عبيدة: الفَرْس هو النَّخْعُ، يقال: فَرَسْت الشاة و نَخَعْتُها و ذلك أَن تَنتَهي بالذبح إِلى النِخاع [النُخاع‏]، و هو الخَيْطُ الذي في فَقار الصُّلْب مُتَّصِل بالفقار، فنهى‏

160
لسان العرب6

فرس ص 159

أَن يُنْتهى بالذبح إِلى ذلك الموضع؛ قال أَبو عبيد: أما النَّخْع فعلى ما قال أَبو عبيدة، و أَما الفَرْس فقد خُولف فيه فقيل: هو الكسر كأَنه نهى أَن يُكْسَرَ عظمُ رقبة الذبيحة قبل أَن تَبْرُدَ، و به سُمِّيت فَريسة الأَسد لِلْكسر. قال أَبو عبيد: الفَرْس، بالسين، الكسر، و بالصاد، الشق. ابن الأَعرابي: الفرس أَن تُدَقّ الرقبَة قبل أَن تُذْبَح الشاة و
في الحديث: أَمَرَ مُنادِيَه فنادَى: لا تَنْخَعُوا و لا تَفْرِسوا.
و فَرَسَ الشي‏ءَ فَرْساً: دَّقَه و كَسَرَهُ؛ و فَرَسَ السَّبُعُ الشي‏ءَ يفرِسُه فَرْساً. و افْتَرَسَ الدَّابة: أَخذه فدَقَّ عُنُقَه؛ و فَرَّسَ الغَنم: أَكثر فيها من ذلك. قال سيبويه: ظَلَّ يُفَرِّسُها و يُؤَكِّلُها أَي يُكثِر ذلك فيها. و سَبُعٌ فَرَّاس: كثير الافتراس؛ قال الهذلي:
         يا مَيّ لا يُعْجِز الأَيامَ ذُو حِيَدٍ،             في حَوْمَةِ المَوْتِ، رَوَّامٌ و فَرَّاسُ «2».

و الأَصل في الفَرْس دَقُّ العُنُق، ثم كَثُرَ حتى جُعِل كل قتل فَرْساً؛ يقال: ثَوْر فَرِيس و بقرة فَريس. و
في حديث يأْجوج و مأْجوج: إِن اللَّه يُرْسِل النَّغَف عليهم فيُصْبِحُون فَرْسَى.
أَي قَتْلَى، الواحد فَرِيسٌ، من فَرَسَ الذئب الشاة و افترسها إِذا قتلها، و منه فَرِيسة الأَسد. و فَرْسَى: جمع فريس مثل قَتْلى و قَتِيل. قال ابن السِّكِّيت: و فَرَسَ الذئبُ الشاة فَرْساً، و قال النضر بن شُمَيل: يقال أَكل الذئب الشاة و لا يقال افْتَرَسها. قال ابن السكيت: و أَفْرَسَ الراعي أَي فَرَسَ الذئب شاة من غَنَمه. قال: و أَفْرَسَ الرجلُ الأَسدَ حِمارَه إِذا تركه له لِيَفْتَرِسَه و يَنْجُوَ هو. و فَرَّسه الشي‏ءَ: عَرَّضَه له يَفْترِسه؛ و استعمل العجاج ذلك في النُّعَرِ فقال:
         ضَرْباً إِذا صَابَ اليآفِيخَ احْتَفَرْ،             في الهامِ دُخْلاناً يُفَرِّسْنَ النُّعَرْ

أَي أَنّ هذه الجراحات واسعة، فهي تمكِّن النُّعَر مما تُرِيده منها؛ و استعمله بعض الشُّعراء في الإِنسان فقال، أَنشده ابن الأَعرابي:
         قد أَرْسَلُوني في الكَواعِبِ رَاعياً             فَقَدْ، و أَبي، رَاعِي الكَواعِبِ، أَفْرِسُ «3»
             أَتَتْهُ ذِئابٌ لا يُبالِين رَاعِياً،             و كُنَّ ذِئاباً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسا

أَي كانت هذه النساء مُشْتَهِيات للتَّفْرِيس فجعلهُنَّ كالسَّوامِ إِلا أَنهنَّ خالَفْن السَّوام لأَنَّ السَّوام لا تشتهي أَن تُفَرَّسَ، إِذ في ذلك حَتْفُها، و النساء يَشْتَهِين ذلك لما فيه من لذَّتهنّ، إِذْ فَرْس الرجال النساء هاهنا إِنما هو مُواصَلَتُهُنَّ؛ و أَفْرِسُ من قوله:
         فَقَدْ، و أَبي راعِي الكَواعِبِ، أَفْرِسُ‏
موضوع موضع فَرَسْت كأَنه قال: فقد فَرَسْتُ؛ قال سيبويه: قد يَضَعون أَفْعَلُ موضع فَعَلْت و لا يَضَعُون فَعَلْتُ في موضع أَفْعَل إِلا في مُجازاة نحو إِن فَعَلْتَ فَعَلْتُ. و قوله: و أَبي خَفْضٌ بواو القَسَم، و قوله: رَاعِي الكواعِب يكون حالًا من التَّاء المقدَّرة، كأَنه قال: فَرَسْت رَاعِياً للكواعب أَي و أَنا إِذ ذاك كذلك، و قد يجوز أَن يكون قوله وَ أَبي مُضافاً إِلى راعِي الكواعِب و هو يريد بِرَاعي الكَواعِب ذاتَهُ:
         أَتَتْهُ ذِئابٌ لا يُبالين رَاعِياً

__________________________________________________
 (2). قوله [يا مي إلخ‏] تقدم في عرس:
         يا مي لا يعجز الأَيام مجترئ             في حومة الموت رزام و فرَّاس.

 (3). قوله [أفرس مع قوله في البيت بعده أن تفرسا] كذا بالأَصل، فإن صحت الرواية ففيه عيب الإصراف.

161
لسان العرب6

فرس ص 159

أَي رجالُ سُوء فُجَّارٌ لا يُبالُون من رَعَى هؤلاء النساء فنالوا منهنّ إِرادَتَهُم و هواهُمْ و نِلْنَ منهم مثلَ ذلك، و إِنما كَنَى بالذِّئاب عن الرجال لأَن الزُّناة خُبَثاء كما أَن الذئاب خَبيثة، و قال تَشْتَهِي على المبالغة، و لو لم يُرِد المُبالَغة لقال تريد أَن تُفَرَّس مكان تَشْتَهِي، على أَن الشهوة أَبلغ من الإِرادة، و العقلاء مُجْمعُون على أَن الشَّهوة غير محمودة البَتَّة. فأَما المراد فمِنْه محمود و منه غير محمود. و الفَريسَة و الفَرِيسُ: ما يَفْرِسُه؛ أَنشد ثعلب:
         خافُوه خَوْفَ الليثِ ذي الفَرِيس‏
و أَفرسه إِياه: أَلقاه له يَفْرِسُه. و فَرَسَه فَرْسَةً قَبيحة: ضَرَبه فدخل ما بين وِرْكَيْه و خرجَتْ سُرَّته. و المَفْرُوسُ: المكسُور الظهر. و المَفْروس و المفزور و الفَريسُ: الأَحْدَب. و الفِرْسَة: الحَدْبَة، بكسر الفاء. و الفِرْسَة: الرِّيح التي تُحْدِب، و حكاها أَبو عُبَيد بفتح الفاء، و قيل: الفِرْسَة قَرْحة تكون في الحَدَب، و في النَّوبة أَعلى «1»، و ذلك مذكور في الصاد أَيضاً. و الفَرْصَة: ريح الحَدَب، و الفَرْس: ريح الحَدَب. الأَصمعي: أَصابته فَرْسَة إِذا زالت فَقْرة من فَقار ظهره، قال: و أَمّا الرِّيح التي يكون منها الحَدَب فهي الفَرْصَة، بالصاد. أَبو زيد: الفِرسَة قَرْحَة تكون في العُنُق فَتَفْرِسها أَي تدقها؛ و منه فَرَسْتُ عُنُقه. الصحاح: الفَرْسَة ريح تأْخذُ في العُنُق فَتَفْرِسُها. و
في حديث قَيْلَة: و معها ابنة لها أَحْدَبَها الفِرْسَة.
أَي ريح الحدَب فيَصير صاحبها أَحْدَب. و أَصاب فُرْسَتَه أَي نُهْزَته، و الصاد فيها أَعرف. و أَبو فِراسٍ: من كُناهُم، و قد سَمَّت العرَب فِراساً و فَراساً. و الفَرِيسُ: حَلْقَة من خَشب معطوفة تُشَدُّ في رأْس حَبْل؛ و أَنشد:
         فلو كانَ الرِّشا مِئَتَيْنِ باعاً،             لَكان مَمرُّ ذلك في الفَرِيسِ‏

الجوهري: الفَريس حَلْقَة من خَشب يقال لها بالفارسيَّة جَنْبر. و الفِرْناس، مثل الفِرْصاد: من أَسماء الأَسد مأْخوذ من الفَرْسِ، و هو دقّ العُنُق، نونه زائدة عند سيبويه. و في الصحاح: و هو الغليظ الرَّقبة. و فِرْنَوْس: من أَسمائه؛ حكاه ابن جني و هو بناء لم يحكه سيبويه. و أَسد فُرانِس كفِرْناس: فُعانِل من الفَرْس، و هو مما شذَّ من أَبنية الكتاب. و أَبو فِراس: كُنية الأَسد. و الفِرس، بالكسر: ضرب من النَّبات، و اختَلَف الأَعراب فيه فقال أَبو المكارِم: هو القَصْقاص، و قال غيره: هو الحَبَنٌ، و قال غيره: هو الشَّرْشَرُ [الشِّرْشِرُ]، و قال غيره: هو البَرْوَقُ. ابن الأَعرابي: الفَراس تمر أَسود و ليس بالشَّهْرِيزِ؛ و أَنشد:
         إِذا أَكلُوا الفَراسَ رأَيت شاماً             على الأَنْثال منهمْ و الغُيُوبِ‏

قال: و الأَنْثال التِّلال. و فارِسُ: الفُرْسُ، و
في الحديث: و خَدَمَتْهم فارِسُ و الرُّوم.
؛ و بِلادُ الفُرْس أَيضاً؛ و
في الحديث: كنت شاكِياً بفارس فكنتُ أُصلي قاعدا فسأَلت‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و في النوبة أَعلى‏] هكذا في الأَصل، و لعل فيه سقطاً. و عبارة القاموس و شرحه في مادة فرص: و الفرصة، بالضم، النوبة و الشرب، نقله الجوهري، و السين لغة، يقال: جاءت فرصتك من البئر أَي نوبتك.

162
لسان العرب6

فرس ص 159

عن ذلك عائشة.
؛ يريد بلادَ فارِس، و رواه بعضهم بالنون و القاف جمع نِقْرِس، و هو الأَلم المعرُوف في الأَقدام، و الأَول الصحيح. و فارِس: بلدٌ ذو جِيل، و النسب إِليه فارسيّ، و الجمع فُرْس؛ قال ابن مُقْبِل:
         طافَت به الفُرْسُ حتى بَدَّ ناهِضُها
و فَرْسٌ: بلد؛ قال أَبو بثينة:
         فأَعْلُوهم بِنَصْلِ السَّيف ضرْباً،             و قلتُ: لعلَّهم أَصحابُ فَرْسِ‏

ابن الأَعرابي: الفَرسن التفسير «1»، و هو بيانُ و تفصيلُ الكتاب. و ذُو الفَوارِس: موضع؛ قال ذو الرُّمَّة:
         أَمْسى بِوَهْبِينَ مُجْتَازاً لِطِيَّتِهِ،             مِنْ ذِي الفَوارِس، تَدْعُوا أَنفَه الرِّبَبُ‏

و قوله هو:
         إِلى ظُعْنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِفٍ،             شِمالًا، و عن أَيْمانِهِنَّ الفَوارِسُ‏

يجوز أَن يكون أَراد ذُو الفَوارِس. و تَلُّ الفَوارس: موضع معروف، و ذكر أَنَّ ذلك في بعض نسخ المصنف، قال و ليس ذلك في النسخ كلها. و بالدَّهْناء جِبال من الرَّمْل تسمَّى الفَوارِس؛ قال الأَزهري: و قد رأَيتها. و الفِرْسِنُ، بالنون، للبعير: كالحافِر للدابة؛ قال ابن سيدة: الفِرْسِن طَرف خُفّ البعير، أُنثى، حكاه سيبويه في الثلاثي، قال: و الجمع فَراسِن، و لا يقال فِرْسِنات كما قالوا خَناصِر و لم يقولوا خِنْصِرات. و
في الحديث: لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً، و لو فِرْسِن شاة.
الفِرْسِن: عَظْم قليل اللحم، و هو خُفّ البعير كالحافر للدابة، و قد يستعار للشَّاة فيقال فِرْسِن شاة، و الذي للشّاة هو الظِّلْف، و هو فِعْلِن و النون زائدة، و قيل أَصلية لأَنها من فَرَسْت. و فَرَسان، بالفتح: لقَب قبيلة. و فِراس بن غَنْم: قبيلة، و فِراس بن عامر كذلك.
فردس:
الفِرْدَوْسُ: البُستان؛ قال الفرَّاء: هو عرَبيّ. قال ابن سيدة: الفِرْدَوْس الوادي الخَصِيب عند العرب كالبُستان، و هو بِلِسان الرُّوم البُسْتان. و الفِرْدَوْس: الرَّوْضة؛ عن السيرافي. و الفِرْدَوْس: خُضْرة الأَعْناب. قال الزجاج: و حقيقته أَنه البستان الذي يجمع ما يكون في البَساتين، و كذلك هو عند أَهل كل لغة. و الفِرْدَوْسُ: حَديقة في الجنة. و قوله تعالى و تقدَّسَ: الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ‏؛
قال الزجاج: رُوي أَن اللَّه عز و جل جعل لكل امرئٍ في الجنة بيتاً و في النار بَيْتاً، فمن عَمِلَ عَمَل أَهل النار وَرِثَ بيتَه، و من عمل عَمَل أَهل الجنة وَرِث بيته.
؛ و الفِرْدَوْس أَصله رُوميّ عرّب، و هو البُستان، كذلك جاء في التفسير. و العرَب تُسمِّي الموضع الذي فيه كَرْم: فِرْدَوْساً. و قال أَهل اللغة: الفِرْدَوْس مذكر و إِنما أُنث في قوله تعالى: هُمْ فِيها، لأَنه عَنى به الجنة. و
في الحديث: نسأَلك الفِرْدَوْس الأَعلى.
و أَهل الشأْم يقولون للْبَساتين و الكُروم: الفَراديس؛ و قال الليث: كَرْم مُفَرْدَس أَي مُعَرَّش؛ قال العجاج:
         و كَلْكَلًا و مَنْكِباً مُفَرْدَسا
قال أَبو عمرو: مُفَرْدَساً أَي مَحْشُوّاً مُكْتَنِزاً. و يقال لِلْجُلَّة إِذا حُشِيَتْ: فُردست، و قد قيل: الفِرْدَوْس تَعرِفُه العرب؛ قال أَبو بكر: مما يدل‏
__________________________________________________
 (1). قوله [الفرسن التفسير] هكذا في الأَصل.

163
لسان العرب6

فردس ص 163

أَن الفِرْدَوس بالعربية قول حسان:
         و إِن ثَوابَ اللَّه كلَّ مُوَحِّدٍ             جِنانٌ مِن الفِرْدَوْس، فيها يُخَلَّدُ

و فِرْدَوْس: اسم رَوْضة دون اليَمامة. و الفَراديسُ: موضع بالشام؛ و قوله:
         تَحِنُّ إِلى الفِرْدَوْس، و البِشْرُ دُونها،             و أَيْهاتَ من أَوْطانِها حَوْثُ حَلَّتِ‏

يجوز أَن يكون موضعاً و أَن يعني به الوادي المُخْصِب. و المُفَرْدَس: المعرَّش من الكُرُوم. و المُفَرْدَس: العَريض الصَّدْر. و الفَرْدَسة: السَّعَة. و فَرْدَسَه: صرَعه. و الفَرْدَسَة أَيضاً: الصَّرْع القبيح؛ عن كراع. و يقال: أَخذه فَفَرْدَسَه إِذا ضرَب به الأَرض.
فرطس:
الفُرْطُوس: قَضِيب الخِنْزير و الفيلِ. و الفَرْطَسة: مَدُّهما إِياه. و فِنِطيسَة الخِنزير: خَطْمُه، و هي الفِرْطِيسَة. و الفَرْطَسَة: فِعْلُه إِذا مدَّ خُرْطُومَه؛ قال أَبو سعيد: فِنْطِيسَته و فِرْطِيسَته أَنفه. الجوهري: فُرطُوسَة الخنزير أَنفه. و الفِرْطِيسَة: الفَيْشَلة. و أَنف فِرْطاس: عريض. الأَصمعي: إِنه لَمَنِيع الفِنْطِيسة و الفِرْطِيسة و الأَرنبة أَي هو منيع الحَوْزة حَمِيّ الأَنف.
فرقس:
فِرْقِس و فُرْقُوسْ: دعاءُ الكلب، و سيأْتي ذكره في ترجمة قرقس.
فرنس:
التهذيب: الفِرْناس مثل الفِرْصاد الأَسد الضاري، و قيل: الغليظ الرَّقَبة، و كذلك الفُرانِس مثل الفُرانق، و النون زائدة، و قال الليث: الفَرْنَسَة حُسْن تدبير المرأَة لبيتها. و يقال: إِنها امرأَةُ مُفَرْنِسة.
فسس:
الفَسِيس: الرجل الضعيف العَقْل. و فِسْفَسَ الرجل إِذا حَمُق حَماقةً مُحكَمَة. الفرّاء و أَبو عمرو: الفَسْفاس الأَحمق. النهاية أَبو عمرو: الفُسُس الضَّعْفى في أَبدانهم. و فَسَّى: بَلدٌ «1»، قال:
         من أَهل فَسَّى وَ دَارابَجِرْدِ

النَّسب إِليه في الرجل فَسَوِيّ، و في الثوب فَساسَاوِيّ «2». و الفُسَيْساء و الفُسَيْفِساءُ: أَلوانٌ تؤلَّف من الخَرَز فتُوضع في الحيطان يؤلَّف بعضه على بعض و تركَّب في حِيطان البيوت من داخِل كأَنه نقش مُصَوَّر. و الفِسْفِسُ: البيت المُصوَّر بالفُسَيْفِساء؛ قال:
         كصَوْتِ اليَراعَة في الفِسْفِس‏

يعني بيتاً مُصَوَّراً بالفُسَيْفِساء. قال أَبو منصور: ليس الفُسَيْفِساء عربيَّة. و الفِسْفِسة: لغة في الفِصْفِصة، و هي الرَّطْبَة، و الصاد أَعرب، و هما معرّبان و الأَصل فيهما إِسْبَسْت.
فطس:
الفَطَس: عِرَضُ قَصَبَة الأَنف و طُمَأْنِينَتُها، و قيل: الفَطَس، بالتحريك، انخِفاضُ قَصَبَة الأَنف و تَطامُنها و انتِشارُها، و الاسم الفَطَسَة لأَنها كالعاهة، و قد فَطِسَ فَطَساً، و هو أَفطَس، و الأُنثى فطساء. و الفَطَسة: موضع الفَطَس من الأَنف. و
في حديث أَشراط الساعة: تُقاتِلون قَوْماً فُطْس الأُنوف.
؛ الفَطَس: انخِفاض قَصَبَة الأَنف و انفِراشُها. و
في الحديث في صفة تَمْرَةِ العَجُوزِ: فُطْسٌ خُنْسٌ.
أَي صغار الحب لاطئة الأَقْماع. و فُطْس: جمع‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و فسى بلد] قال شارح القاموس بالتشديد هكذا نقله صاحب اللسان، و هو مشهور بالتخفيف و إِنما شدّده الشاعر ضرورة، فمحل ذكره المعتل و إنما ذكرته هنا لأَجل التنبيه عليه.
 (2). قوله [و في الثوب فساساوي‏] هكذا في الأَصل بالواو، و عبارة القاموس في مادة فسا: و فسا: بالتخفيف، بلد فارس، و منه الثياب الفساسارية، بالراء.

164
لسان العرب6

فطس ص 164

فَطْساء. و الفِطِّيسة و الفِنْطِيسَة: خَطْم الخنزير. و يقال لِخَطْم الخنزير: فَطَسَة؛ و روي عن أَحمد بن يحيى قال: هي الشفة من الإِنسان، و من ذات الخف المِشْفَر، و من السباع الخَطْم و الخُرْطُوم، و من الخنزير الفِنْطِيسة؛ كذا رواه على فِنْعِيلة، و النون زائدة: الجوهري: فِطِّيسة الخنزير أَنفه، و كذلك الفِنْطِيسة. و الفِطِّيس، مثال الفِسِّيق: المِطْرَقَة العظيمة و الفَأْس العظيمة. و الفَطْسُ: حبُّ الآس، واحدته فَطْسة. و الفَطْس: شدّة الوطء. و فَطَس يَفْطِس فُطُوساً إِذا مات؛ و قيل: مات من غير داء ظاهر. و طَفَسَ أَيضاً: مات، فهو طافِس و فاطِس؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         تَتْرُكُ يَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا
و الفَطْسَة، بالتسكين: خَرَزَة يؤخَّذ بها؛ يقولون «3»:
         أَخَّذْتُه بالفَطْسَةِ             بالثُّؤَبَا و العَطْسَةِ

قال الشاعر:
         جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ و فَطْسةٍ             و الدَّرْدَبِيسِ، مُقابَلًا في المَنْظَمِ‏

فعس:
الفاعُوسة: نار أَو جمر لا دُخان له. و الفاعُوس: الأَفْعَى؛ عن ابن الأَعرابي: و أَنشد:
         بالمَوْتِ ما عَيَّرْت يا لَمِيسُ،             قد يُهْلَك الأَرْقَمُ و الفاعُوسُ،
             و الأَسَدُ المُذَرَّعُ النَّهُوسُ،             و البَطَلُ المُسْتَلْئِمُ الحَووسُ،
             و اللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوسُ،             و الفِيلُ لا يَبقَى، و لا الهِرْمِيسُ‏

و يقال للداهية من الرجال: فاعُوس. و داهية فاعُوس: شديدة؛ قال رِياح الجَدِيسِي:
         جِئْتُكَ من جَدِيسِ،             بالمُؤْيِدِ الفاعُوسِ،
             إِحْدَى بَناتِ الحُوسِ‏

فقس:
فَقَس الرجلُ و غيرُه يَفْقِس فُقُوساً: مات، و قيل: مات فَجْأَة. و فَقَسَ الطائر بيضَه فَقْساً: أَفسَدَها. و
في حديث الحديبية: و فَقَص البيضة.
أَي كسرها، و بالسين أَيضاً. و فَقَسَ فلانٌ فلاناً يَفْقِسه فَقْساً: جَذَبه بشعَره سُفْلًا. و تَفاقَسا بشعُورهما و رؤوسهما: تجاذبا [كلاهما عن اللحياني. و الفُقاس: داء شَبيه بالتَّشَنُّج. و فَقَسَ البيضة يَفْقِسها إَذا فضَخَها، لغة في فَقَصَها، و الصاد أَعلى. و فَقَس: وثب. و المِفْقاسُ: عُودان يُشَدُّ طَرَفاهما في الفَخّ و توضع الشَّرَكة فوقهما فإِذا أَصابهما شي‏ء فقَسَت. قال ابن شميل: يقال للعُود المُنْحَنِي في الفَخّ الذي ينقلِب على الطير فَيَفْسخ عُنُقَه و يَعْتَفِرُه: المِفْقاس. يقال: فَقَسَه الفَخّ. و فَقَس الشي‏ءَ يَفْقِسُه فَقْساً: أَخذه أَخذ انتزاعٍ و غَصْب.
فقعس:
فَقْعَس: حيّ من بني أَسد أَبوهم فَقْعَس بن طَرِيف بن عمرو بن الحرث بن ثعلبة بن دُودان بن أَسد؛ قال الأَزهري: و لا أَدري ما أَصله في العربية.
فلس:
الفَلْس: معروف، و الجمع في القلة أَفْلُس، و فُلُوس في الكثير، و بائعُه فَلَّاس. و أَفْلَس الرجل: صار ذا فُلُوس بعد أَن كان ذَا دراهِم، يُفْلس إِفلاساً: صار مُفْلِساً كأَنما صارت دراهِمه فُلُوساً
__________________________________________________
 (3). قوله [يقولون أَخذته إلخ‏] عبارة القاموس و شرحه: يقولون:
         أَخذته بالفطسة بالثؤبا و العطسة

بقصر الثؤباء مراعاة لوزن المنهوك.

165
لسان العرب6

فلس ص 165

و زُيوفاً، كما يقال: أَخْبَثَ الرجلُ إِذا صار أَصحابُه خُبثَاء، و أَقْطَفَ صارت دابّته قَطُوفاً. و
في الحديث: من أَدرك مالَه عند رجل قد أَفْلَس فهو أَحَقُّ به.
؛ أَفْلَس الرجل إِذا لم يبق له مالٌ، يُراد به أَنه صار إِلى حال يقال فيها ليس معه فَلْس، كما يقال أَقْهَر الرجلُ صار إِلى حال يُقْهَر عليها، و أَذَلَّ الرجلُ صار إِلى حال يَذِل فيها. و قد فَلَّسه الحاكم تَفْلِيساً: نادى عليه أَنه أَفْلَس. و شي‏ء مُفَلَّس اللّوْن إِذا كان على جِلْده لُمَعٌ كالفُلُوس. و قال أَبو عمرو: أَفْلَسْت الرجل إِذا طلبتَه فأَخطأْت موضعه، و ذلك الفَلَس و الإِفْلاس؛ و أَنشد للمُعَطَّل الهذلي «1»:
         يا حِبُّ، ما حُبُّ القَبُول، و حُبُّها             فَلَسٌ، فلا يُنْصِبْكَ حُبُّ مُفلس‏

قال أَبو عمرو في قوله و حُبُّها فَلَس أَي لا نَيْلَ معه.
فلحس:
الفَلْحَس: الرجل الحَريص، و الأُنثى فَلْحَسة. و يقال للكلب أَيضاً: فَلْحَس. و الفَلْحَس: المرأَة الرَّسْحاء الصَّغيرة العَجُز. و رجل فَلَنْحَس: أَكُول؛ قال ابن سيدة: حكاه كراع و أُراه فَلْحَساً. و الفَلْحَس: السائل المُلِحُّ. و فَلْحَس: اسم رجل من بني شَيْبان، و فيه المثل: أَسأَلُ من فَلْحَس؛ زعموا أَنه كان يَسْأَل سَهْماً في الجيش و هو في بيته فيُعْطى لعِزّه و سُودَدِه، فإِذا أُعطيَه سأَل لامرأَتِه، فإذا أُعطيَه سأَل لبَعِيره. و الفَلْحَس: الدُّبُّ المُسِنُّ.
فلطس:
الفِلْطاس و الفِلْطَوْسُ: الكَمَرَة العريضة، و قيل: رأْس الكَمَرة إِذا كان عَريضاً: و أَنشد أَبو عمرو للراجز يذكر إِبِلًا:
         يَخْبِطْنَ بالأَيْدي مَكاناً ذا غُدَرْ،             خَبْطَ المُغِيبات فَلاطِيسُ الكَمَرْ

و يقال لرأْس الكَمَرة إِذا كان عريضاً: فِلْطَوْس و فِلْطاس. و الفِلْطِيسة: رَوْثَة أَنف الخنزير. و تَفَلْطَس أَنفه: اتَّسَع.
فلقس:
الفَلْقَسُ و الفَلَنْقَس: البخيل اللئيم. و الفَلَنْقَس: الهَجِين من قِبَل أَبَوَيْه الذي أَبُوه مَوْلًى و أُمّه مَوْلاة، و الهَجِين: الذي أَبوه عتِيق و أُمَّه مَوْلاة، و المُقْرِف: الذي أَبوه مَوْلًى و أُمّه ليست كذلك. ابن السِّكِّيت: العَبَنْقَس الذي جَدَّتاه من قِبَل أَبيه و أُمّه عجميَّتان و امرأَته عجمية، و الفَلَنْقَس الذي هو عربيّ لعربيّين، و جدَّتاه من قِبَلِ أَبَوَيْه أَمَتان أَو أُمّه عربيّة. قال ثعلب: الحُرُّ ابنُ عَربيَّين و الفَلَنْقَس ابن عربيّين لأَمتَيْن، و قال شمر: الفَلَنْقَس الذي أَبوه مولًى و أُمّه عربية؛ قال الشاعر:
         العَبْدُ و الهَجِينُ و الفَلَنْقَسُ             ثلاثةٌ، فأَيّهُمْ تَلَمَّسُ؟

و أَنكر أَبو الهيثم ما قاله شمر و قال: الفَلَنْقَس الذي أَبواه عربيّان، و جدّتاه من قِبَل أَبيه و أُمّه أَمَتان؛ قال الأَزهري: و هذا قول أَبي زيد، قال: هو ابن عَرَبيّين لأَمَتين؛ و قال الليث: هو الذي أُمّه عربيَّة و أَبوه ليس بعربيّ.
فنس:
ابن الأَعرابي: الفَنَس الفَقْر المُدْقِع؛ قال الأَزهري: الأَصل فيه الفَلَس اسم من الإِفْلاس، فأُبدلت اللام نُوناً كما ترى.
فنجلس:
الفَنْجَلِيس: الكَمَرة العظيمة.
فندس:
فَنْدَس الرجل إِذا عَدا.
__________________________________________________
 (1). قوله [و أَنشد للمعطل الهذلي‏] في هامش الأَصل ما نصه: قلت الشعر لأَبي قلابة الطابخي الهذلي.

166
لسان العرب6

فنطس ص 167

فنطس:
فِنْطِيسَة الخِنزير: خَطْمُه، و هي الفِرْطِيسة. و أَنف فِنْطاس: عَريض. و رُوي عن الأَصمعي: إِنه لَمَنِيعُ الفِنْطِيسَة و الفِرْطِيسة و الأَرْنَبة أَي هو منيع الحَوْزَة حَمِيُّ الأَنف. أَبو سعيد: فِنْطِيسته و فِرْطِيسته أَنفه. و الفِنْطِيس: من أَسماء الذَّكَر. و فِنْطاس السَّفِينة: حَوْضُها الذي يجتمع فيه نُشافة الماء، و الجمع الفَناطِيس.
فنطلس:
الفَنْطَلِيس: الكَمَرة العظيمة، و قيل: هو ذكَر الرجل عامة. يقال: كَمَرة فَنْطَلِيس و فَنْجَلِيس أَي ضخمة. قال الأَزهري: و سمعتُ جارية فصيحة نُمَيْريَّة تُنْشِدُ و هي تنظر إِلى كَوكبة الصبح طالعة:
         قد طَلَعَتْ حمراءُ فَنْطَلِيسُ،             لَيْسَ لِرَكْبٍ بعدها تَعْريسُ‏

و الفَنْطَلِيس: حَجَر لأَهل الشأْم يُطَرَّق به النُّحاس.
فهرس:
الليث: الفِهْرِس الكتاب الذي تُجْمع فيه الكتُب؛ قال الأَزهري: و ليس بعربيّ محض، و لكنه معرّب.
فصل القاف‏
قبس:
القَبَس: النار. و القَبَس: الشُّعْلة من النار. و في التهذيب: القَبَس شُعلة من نار تَقْتَبِسها من مُعْظَم، و اقْتِباسها الأَخذ منها. و قوله تعالى: بِشِهابٍ قَبَسٍ‏
: القَبَس: الجَذْوَة، و هي النار التي تأْخذها في طَرَف عُود. و
في حديث عليّ، رِضوان اللَّه عليه: حتى أَوْرى قَبَساً لِقابِس.
أَي أَظهر نُوراً من الحق لطالبه. و القابِس: طالِب النار، و هو فاعِل من قَبَس، و الجمع أَقْباسٌ، لا يكسَّر على غير ذلك، و كذلك المِقْباس. و يقال: قَبَسْت منه ناراً أَقْبِس قَبْساً فأَقْبَسَني أَي أَعطاني منه قَبَساً، و كذلك اقْتَبَسْت منه ناراً، و اقْتَبَسْت منه عِلْماً أَيضاً أَي استفدته. قال الكِسائيّ: و اقْتَبَسْت منه عِلماً و ناراً سواء، قال: و قَبَسْت أَيضاً فيها. و
في الحديث: من اقْتَبَس عِلْماً من النجوم اقْتَبَس شُعْبةً من السِّحْر.
و
في حديث العِرْباض: أَتيناك زائرين و مُقْتَبِسين.
أَي طالبي العلم، و قد قَبَس النارَ يَقْبِسها قَبْساً و اقتَبَسَها. و قَبَسه النار يَقْبِسُه: جاءه بها: و اقْتَبَسه و قَبَسْتُكَه و اقْتَبَسْتُكَه. و قال بعضهم: قَبَسْتُك ناراً و علماً، بغير أَلف و قيل: أَقْبَسْتُه علماً و قَبَستُه ناراً أَو خيراً إِذا جِئْتَه به، فإِن كان طَلَبَها له قال: أَقْبَسْتُه، بالأَلف. و قال الكسائي: أَقْبَسْتُه ناراً أَو علماً سواء، قال: و قد يجوز طَرْح الأَلف منهما. ابن الأَعرابي: قَبَسَني ناراً و مالًا و أَقْبَسَني علماً، و قد يقال بغير الأَلف. و
في حديث عُقْبَة بن عامِر: فإِذا راح أَقْبَسْناه ما سمعنا من رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم،.
أَي أَعلَمْناه إِياه. و القَوابِسُ: الذين يَقْبِسُون الناس الخير يعني يعلِّمون. و أَتانا فلان يَقتبس العلم فأَقْبَسنَاه أَي علَّمناه. و أَقْبَسْنا فلاناً فأَبى أَن يُقْبِسَنا أَي يُعْطِيَنَا ناراً. و قد اقْتَبَسَني إِذا قال: أَعْطِني ناراً. و قَبَسْت العِلْم و أَقْبَسْته فلاناً. و المِقْبَس و المِقْباس: ما قُبِسَتْ به النار. و فحل قَبَس و قَبِسٌ و قَبِيس: سريع الإِلْقاح، لا ترجع عنه أُنثى، و قيل: هو الذي يُلقِح لأَوّل قَرْعَة، و قيل: هو الذي يُنْجِب من ضَربة واحدة، و قد قَبِس الفحل، بالكسر، قَبَساً و قَبُسَ قَباسة و أَقْبَسَها: أَلْقَحَها سريعاً. و في المثل: لَقْوَةٌ صادَفَتْ قَبِيساً؛ قال الشاعر:

167
لسان العرب6

قبس ص 167

         حَمَلْتِ ثلاثة فوضعت تِمّاً،             فأُمٌّ لَقْوَةٌ، و أَبٌ قَبِيسُ‏

و اللَّقْوة: السَّريعَة الحمل. يقال: امرأَة لَقْوَة سريعَة اللَّقَح؛ و فَحْلٌ قَبِيس: مثله إِذا كان سريع الإِلْقاح إِذا ضَرَب الناقة. قال الأَزهري: سمعت امرأَة من العرب تقول أَنا مِقْباس؛ أَرادت أَنها تَحْمِل سريعاً إِذا أَلمَّ بها الرجل، و كانت تَسْتَوْصِفُنِي دَواء إِذا شربتْه لم تحمِل معه. و قابُوسُ: اسمٌ عجمي معرَّب. و أَبو قُبَيْس: جبل مُشرِف على مَكة، و في التهذيب: جبل مشرف على مسجد مكة، و في الصحاح: جبل بمكة. و القابُوس: الجميل الوجه الحَسَن اللَّوْن، و كان النُّعْمان بن المنذِر يُكنَى أَبا قابُوس. و قابِس و قُبَيْس: اسمان؛ قال أَبو ذؤيب:
         و يا ابْنَيْ قُبَيْس و لم يُكْلَما،             إِلى أَن يُضِي‏ءَ عَمُودُ السَّحَرْ

و أَبو قابُوس: كنية النعمان بن المنذر بن إمرئ القَيس بن عمرو بن عَدِيّ اللَّخَمِي مَلِك العرَب، و جعله النابغة أَبا قُبَيْس للضَّرورة فصغَّره تصغير الترخيم فقال يخاطب يزيد بن الصَّعِق:
         فإِن يَقْدِرْ عليك أَبُو قُبَيْس،             يَحُطَّ بك المَعِيشَة في هَوانِ‏

و إِنما صَّغره و هو يريد تعظيمه كما
قال حُباب بن المنذر: أَنا جُذَيلُها المُحكَّك و عُذَيْقُها المُرَجَّب.
و قابوس لا ينصرف للعجمة و التعريف؛ قال النابغة:
         نبِّئْتُ أَنَّ أَبا قابُوس أَوْعَدَني،             و لا قَرارَ على زَأْرٍ من الأَسَدِ

قبرس:
قُبْرُس: موضع؛ قال ابن دريد: لا أَحسَبه عربيّاً. التهذيب: و في ثغور الشام موضع يقال له قُبْرُس. و القُبْرُسِيُّ من النُّحاس: أَجوده. قال: و أُراه منسوباً إِلى قُبْرُسَ هذه. و في التهذيب: القُبْرُس من النُّحاس أَجوده.
قدس:
التَّقْدِيسُ: تنزيه اللَّه عز و جل. و في التهذيب: القُدْسُ تنزيه اللَّه تعالى، و هو المتَقَدِّس القُدُّوس المُقَدَّس. و يقال: القَدُّوس فَعُّول من القُدْس، و هو الطهارة، و كان سيبويه يقول: سَبُّوح و قَدُّوس، بفتح أَوائلهما؛ قال اللحياني: المجتمع عليه في سُبُّوح و قُدُّوس الضم، قال: و إِن فتحته جاز، قال: و لا أَدري كيف ذلك؛ قال ثعلب: كل اسم على فَعُّول، فهو مفتوح الأَول مثل سَفُّود و كَلُّوب و سَمُّور و تَنُّور إِلا السُّبُّوح و القُدُّوس، فإِن الضم فيهما الأَكثر، و قد يفتحان، و كذلك الذُّرُّوح، بالضم، و قد يفتح. قال الأَزهري: لم يجئ في صفات اللَّه تعالى غير القُدُّوس، و هو الطاهر المُنَزَّه عن العُيوب و النَّقائص، و فُعُّول بالضم من أَبنية المبالغة، و قد تفتح القاف و ليس بالكثير. و
في حديث بلال بن الحرث: أَنه أَقْطَعَه حَيث يَصْلُح للزرع من قُدْس و لم يُعْطِه حَقَّ مُسْلِمٍ.
؛ هو، بضم القاف و سكون الدال، جبل معروف، و قيل: هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزِّراعة. و في كتاب الأَمكنة أَنه قَرِيس؛ قيل: قَريس و قَرْس جَبَلان قُرْب المدينة و المشهورُ المَرْوِيّ في الحديث الأَوّل، و أَما قَدَس، بفتح القاف و الدال، فموضع بالشام من فتوح شُرَحْبيل بن حَسَنة. و القُدُس و القُدْس، بضم الدال و سكونها، اسم و مصدر، و منه قيل للجنَّة: حَضِيرة القُدْس. و التَقْدِيس: التَّطْهِير و التَّبْريك. و تَقَدَّس أَي تطهَّر. و في التنزيل: وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ‏
؛ الزجاج: معنى نُقَدِّسُ لَكَ‏
 أَي نُطهِّر أَنفسنا

168
لسان العرب6

قدس ص 168

لك، و كذلك نفعل بمن أَطاعك نُقَدِّسه أَي نطهِّره. و من هذا قيل للسَّطْل القَدَس لأَنه يُتَقدَّس منه أَي يُتَطَّهر. و القَدَس، بالتحريك: السَّطْل بلغة أَهل الحجاز لأَنه يتطهر فيه. قال: و من هذا بيت المَقْدِس أَي البيت المُطَهَّر أَي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب. ابن الكلبي: القُدُّوس الطاهر، و قوله تعالى: الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ*
 الطَّاهِر في صفة اللَّه عز و جل، و قيل قَدُّوس، بفتح القاف، قال: و جاءَ في التفسير أَنه المبارك. و القُدُّوس: هو اللَّه عز و جل. و القُدْسُ: البركة. و الأَرض المُقَدَّسة: الشام، منه، و بيت المَقْدِس من ذلك أَيضاً، فإِمّا أَن يكون على حذف الزائد، و إِمّا أَن يكون اسماً ليس على الفِعْل كما ذهب إِليه سيبويه في المَنْكِب، و هو يُخفَّف و يُثقَّل، و النسبة إِليه مَقْدِسِيّ مثال مَجْلِسِيّ و مُقَدَّسِيٌّ؛ قال إمرؤ القيس:
         فأَدْرَكْنَه يأْخُذْنَ بالسَّاق و النَّسا،             كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدَّسِي‏

و الهاء في أَدْرَكْنَه ضميرُ الثَّور الوَحْشِيّ، و النون في أَدركنه ضمير الكلاب، أَي أَدركتِ الكلاب الثورَ فأَخذن بساقه و نَساه و شَبْرَقَتْ جلده كما شَبْرَقَ وِلْدان النَّصارى ثوبَ الرَّاهب المُقَدَّسِي، و هو الذي جاء من بيت المَقْدِس فقطَّعوا ثيابه تبرُّكاً بها؛ و الشَّبْرَقة: تقطيعُ الثوب و غيره، و قيل: يعني بهذا البيت يهوديّاً. و يقال للراهب مُقَدِّسٌ، و أَراد في هذا البيت بالمُقَدَّسِي الرَّاهِبَ، و صبيانُ النصارى يتبرَّكون به و بِمَسْحِ مِسْحِه الذي هو لابِسُه، و أَخذ خُيُوطِه منه حتى يَتَمَزَّقَ عنه ثوبه. و المُقَدِّس: الحَبْر؛ و حكى ابن الأَعرابي: لا قَدَّسه اللَّه أَي لا بارك عليه. قال: و المُقَدَّس المُبارَك. و الأَرض المُقَدَّسة: المطهَّرة. و قال الفرَّاء: الأَرض المقدَّسة الطاهرة، و هي دِمَشْق و فِلَسْطين و بعض الأُرْدُنِّ. و يقال: أَرض مقدَّسة أَي مباركة، و هو قول قتادة، و إِليه ذهب ابن الأَعرابي؛ و قول العجاج:
         قد عَلِمَ القُدُّوس، مَوْلى القُدْسِ،             أَنَّ أَبا العَبَّاس أَوْلى نَفْسِ‏
             بِمَعْدن المُلْك القَديم الكِرْسِ‏

أَراد أَنه أَحقُّ نفسٍ بالخِلافة. و رُوحُ القُدُس: جبريل، عليه السلام. و
في الحديث: إِن رُوحَ القُدُس نَفَث في رُوعِي.
يعني جبريل، عليه السلام، لأَنه خُلِق من طهارة. و قال اللَّه عز و جل في صفة عيسى، على نبينا و عليه الصلاة و السلام: وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ*
؛ هو جبريل معناه رُوحُ الطهارة أَي خُلِق من طهارة؛ و قول الشاعر:
         لا نَومَ حتى تَهْبِطِي أَرضَ العُدُسْ،             و تَشْرَبي من خير ماءٍ بِقُدُسْ‏

أَراد الأَرض المقدَّسة. و
في الحديث: لا قُدِّستْ أُمَّة لا يُؤْخَذ لضَعِيفها من قَوِيِّها.
أَي لا طُهِّرت. و القادِسُ و القَدَّاس: حصاة توضع في الماء قَدْراً لِرِيِّ الإِبل، و هي نحو المُقْلَة للإِنسان، و قيل: هي حَصاة يُقْسَمُ بها الماء في المفاوز اسم كالحَبَّان. غيره: القُدَاس الحجر الذي يُنْصَبُ على مَصَبِّ الماء في الحَوْض و غيره. و القَدَّاس: الحجر يُنْصَب في وسَط الحوض إِذا غَمَره الماء رَوِيَتِ الإِبل؛ و أَنشد أَبو عمرو:
         لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَدَّاسْ،             ذاك الحُجَيْرُ بالإِزاء الخنَّاسْ‏

و قال:
         نَئِفَتْ به، و لقَدْ أَرى قَدّاسَه             ما إِنْ يُوارى ثم جاء الهَيْثَم‏

169
لسان العرب6

قدس ص 168

نَئِفَ إِذا ارْتَوى. و القُداس، بالضم: شي‏ء يعمل كالجُمان من فِضَّة؛ قال يصف الدُّمُوع:
         تَحَدَّرَ دمعُ العَيْنِ منها، فَخِلْتُه             كَنَظْمِ قُداسٍ، سِلْكُه. مُتَقَطِّعُ‏

شبَّه تَحَدُّرَ دمعه بنظم القُداس إِذا انقطع سِلْكُه. و القَديسُ: الدُّرُّ؛ يمانية. و القادِس: السفينة، و قيل: السفينة العظيمة، و قيل: هو صِنْف من المراكب معروف، و قيل: لَوْحٌ من أَلواحها؛ قال الهذلي:
         و تَهْفُو بِهادٍ لَها مَيْلَعٍ،             كما أَقْحَم القادِسَ الأَرْدَمونا

و في المحكم:
         كما حَرَّك القادِسَ الأَرْدَمُونا
يعني المَلَّاحين. و تَهْفُو: تَمِيل يعني الناقةَ. و المَيْلَعُ: الذي يتحرك هكذا و هكذا. و الأَرْدَمُ: المَلَّاح الحاذِق. و القَوادِس: السُّفُن الكِبار. و القادس: البيتُ الحرام. و قادِسُ: بلدة بخُراسان، أَعجمي. و القادِسيَّة: من بلاد العرب؛ قيل إِنما سميت بذلك لأَنها نزل بها قوم من أَهل قادس من أَهل خُراسان، و يقال: إِن القادسيَّة دَعا لها إِبراهيم، على نبينا و عليه الصلاة و السلام، بالقُدْسِ و أَن تكون مَحَلَّة الحاجِّ، و قيل: القادسيَّة قرية بين الكوفة و عُذَيب. و قُدْس، بالتسكين: جبل، و قيل: جبل عظيم في نَجْدٍ؛ قال أَبو ذؤيب:
         فإَنك حقًّا أَيَّ نَظْرة عاشِقٍ             نَظَرْتَ، و قُدْسٌ دونها وَ وَقيرُ

و قُدْسُ أُوارَة: جَبَلٌ أَيضا. غيره: قُدْس و آرةُ جبَلان في بلاد مُزَيْنة معروفان بِحِذاء سُقْيا مزينة.
قدحس:
القُداحِس: الشجاع الجَري‏ء، و قيل: السَّيِ‏ءُ الخلُق. أَبو عمرو: الحُمارِس و الرُّماحِس و القداحس كل ذلك من نعت الجَري‏ء الشجاع، قال: و هي كلها صحيحة.
قدمس:
القُدْمُوس و القُدْمُوسة: الصخرة العظيمة؛ قال الشاعر:
         ابْنا نِزارٍ أَحلَّاني بِمنزلةٍ،             في رأس أَرْعَنَ عادِيِّ القَداميسِ‏

و جيش قُدْمُوس: عظيم. و القُدْمُوس: الملك الضخْم، و قيل: هو السيد. و القُدْمُوس: القَديم؛ قال عُبَيْدُ بن الأَبرص:
         و لنا دارٌ ورِثْناها عن الْأَقْدمِ             القُدْمُوس، من عَمٍّ و خال‏

و عِزٌّ قُدْمُوس و قِدْماسٌ: قديم. يقال: حَسَب قُدْمُوس أَي قديم. و القُدْمُوس: المتقدِّم. و قُدْموسُ العسكَر: مُقَدَّمُه؛ قال:
         بذي قَدامِيسَ لُهامٍ لَوْ دَسَرْ
و القُدْموس و القُدامِس: الشديد.
قرس:
القَرْسُ و القِرْسُ: أَبْرَدُ الصَّقيع و أَكثره و أَشدُّ البَرْدِ؛ قال أَوس بن حَجَر:
         أَ جاعِلَةً أُمَّ الحُصَيْنِ خَزايَةً             عَلَيَّ فِرارِي أَن عَرَفْتُ بني عَبْس‏
             و رَهْطَ أَبي شَهْمٍ و عَمْرَو بنَ عامِرٍ             و بَكْراً فجاشَتْ من لقائِهمُ نَفْسي‏
             مَطاعِينُ في الهَيْجا، مَطاعيمُ للْقِرَى،             إِذا اصْفَرَّ آفاقُ السماء من القَرْسِ‏

المَطاعين: جمع مِطْعانٍ للكثير الطَعْن، و مَطاعيمُ: جمع مِطْعام للكثير الإِطعام. و القِرَى: الضيافة.

170
لسان العرب6

قرس ص 170

و الآفاق: النواحي، واحدها أُفُق. و أُفُقُ السماء: ناحيتها المتصلة بالأَرض؛ قال عبد اللَّه بن المُكَرَّم: قوله المتصلة بالأَرض كلام لا يصح فإِنه لا شي‏ء من السماء مُتَّصل بالأَرض، و في هذا كلام ليس هذا موضعه. و قَرَسَ الماءَ يَقْرِسُ قَرْساً، فهو قَرِيسٌ: جَمَدَ. و قَرَّسْناه و أَقْرَسْناه: بَرَّدْناه. و يقال: قَرَّسْت الماء في الشَّنِّ إِذا بَرَّدْته، و أَصبح الماء اليوم قَرِيساً و قارساً أَي جامداً؛ و منه قيل: سمك قَرِيسٌ و هو أَن يُطْبخ ثم يُتَّخذ له صِباغ فَيُتْرَك فيه حتى يَجْمُد. و يوم قارسٌ: بارد. و
في الحديث: أَن قوماً مَرُّوا بشَجَرَة فأَكلوا منها فكأَنما مرَّت بِهمْ رِيح فأَخْمَدَتْهم فقال النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: قَرِّسُوا الماءَ في الشِّنانِ و صُبُّوه عليهم فيما بين الأَذَانَيْنِ.
؛ أَبو عبيد: يعني بَرّدُوه في الأَسْقِيَة، و فيه لغتان: القَرْس و القَرْش، قال: و هذا بالسين. و أَما
حديثه الآخر: أَنَّ امْرَأَة سأَلتْه عن دَمِ المَحيض فقال: قَرِّصِيه بالماء.
فإِنه بالصاد، يقول: قَطِّعِيه، و كل مُقَطَّع مُقَرَّص. و منه تقريص العجين إِذا شُنِّقَ لِيُبْسَطَ. و قَرَس الرجل قَرْساً: بَرَدَ، و أَقْرَسَه البَرْدُ و قَرَّسَه تَقْريساً. و البَرْدُ اليَوْمَ قارِس و قَرِيس، و لا تقل قارصٌ؛ قال العجاج:
         تَقْذِفُنا بالقَرْسِ بعدَ القَرْسِ،             دُونَ ظِهارِ اللِّبْسِ بعد اللِّبْسِ‏

قال: و قد قَرَسَ المَقْرُور إِذا لم يستطع عملًا بيده من شدة الخَصَر. و إِنَّ لَيْلَتَنا لقارِسَةٌ، و إِنَّ يَوْمَنا لقارسٌ. ابن السِّكِّيت: هو القِرْقِس الذي تقوله العامَّة الجِرْجِس. و ليلة ذات قَرْسٍ أَي بَرْد. و قَرَسَ البَرْدُ يَقْرِس قَرْساً: اشتدّ، و فيه لغة أُخرى قَرِسَ قَرَساً؛ قال أَبو زيد الطائي:
         و قد تَصلَّيْتُ حَرَّ حَرْبهِم،             كما تَصلَّى المَقْرُورُ من قَرَسِ‏

و قال ابن السكيت: القَرَسُ الجامِد و لم يعرفه أَبو الغيث «2». ابن الأَعرابي: القَرَسُ الجامِد من كل شي‏ء. و القِرْسُ: هو القِرقِس. و القَرِيس من الطعام: مشتق من القَرَس الجامِد، قال؛ و إِنما سمي القريس قريساً لأَنه يجمُد فيصير ليس بالجامِس و لا الذائب، يقال قَرَسْنا قَرِيساً و تركناه حتى أَقْرَسَه البَرْد. و يقال: أَقْرَسَ العُود إِذا جَمَس ماؤه فيه. و في المحكم: أَقْرَس العُود حُبِس فيه ماؤه. و قَراسٌ: هَضِبات شديدة البَرْد في بلاد أَزْد السَّراة؛ قال أَبو ذؤيب يصف عسلًا:
         يَمانِيةٍ، أَحْيا لها مَظَّ مائِدٍ             و آلِ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ‏

و رواه أَبو حنيفة قُرَاس، بضم القاف، و يروى:
         ... صَوْبُ أَسقِية كحل‏
، و هما بمعنى واحد. و يقال: مائد و قَرَاس جبَلان باليمن؛ و يمانية خفض على قوله:
         فجاءَ بِمَزْجٍ لم يرَ الناسُ مِثْلَه «3»

و المَظُّ: الرُّمَّان البَرِّي. الأَصمعي: آلُ قُرَاس هَضَبات بناحية السَّراة كأَنهن سُمِّين آل قُراس لبَرْدِها. قال الأَزهري: رواه أَبو حاتم بفتح القاف و تخفيف الراء. قال: و يقال أَصبح الماء قَريساً أَي جامداً، و منه سمي قَرِيس السَّمك. قال أَبو سعيد الضرير: آل قُراس أَجْبُل بارِدة. و القُرَاس‏
__________________________________________________
 (2). قوله [و لم يعرفه أبو الغيث‏] هكذا في الأَصل و شرح القاموس بالياء، و الذي في الصحاح: و لم يعرفه أَبو الغوث، بالواو.
 (3). قوله [فجاء بمزج إلخ‏] تمام البيت كما في الصحاح و شرح القاموس: هو الضحك إلا أَنه عمل النحل.

171
لسان العرب6

قرس ص 170

و القُراسِيَة: الضَّخْم الشديد من الإِبل و غيرها، الذكر و الأُنثى، بضم القاف، في ذلك سواء، و الياء زائدة كما زِيدَتْ في رَباعِية و ثمانية؛ قال الراجز:
         لما تَضَمَّنْتُ الحَوَارِياتِ،             قَرَّبْتُ أَجْمالًا قُرَاسِيَاتِ‏

و هي في الفحول أَعمُّ، و ليست القُراسِية نِسْبة إِنما هو بناء على فُعاليَة و هذه ياءات تُزاد؛ قال جرير:
         يَلِي بني سعْدٍ، إِذا ما حاربُوا،             عِزُّ قُراسِيَة و جَدٌّ مِدْفَعُ‏

و قال ذو الرمة:
         و فَجّ، أَبَى أَن يَسْلُك الغُفْرُ بينه،             سَلَكْتُ قُرَانَى من قُرَاسِية سُمْرِ

و قال العجَّاج:
         من مُضَرَ القُراسِيات الشُّمِ‏

يعني بالقُراسِيات الضّخام الهامِ من الإِبل، ضرَبها مثلًا للرجال، و ملك قُراسِية: جليل. و القَرْس: شجر. و قُرَيسات: اسم؛ قال سيبويه: و تقول هذه قُرَيْسات كما تراها، شبَّهُوها بهاء التأْنيث لأَنَّ هذه الهاء تجي‏ء للتأْنيث و لا تلحق بنات الثلاثة بالأَربعة و لا الأَربعة بالخمسة.
قربس:
القَرَبُوس: حِنْوُ السَّرْج، و القُرْبُوس لغة فيه حكاها أَبو زيد، و جمعه قَرَابيس. و القَرَبُوت: القَرَبُوس. قال الأَزهري: بعض أَهل الشام يقول قَرَّبُوس، مثقل الراء، قال: و هو خطأٌ، ثم يجمعونه على قَرْبابيس، و هو أَشد خطأً. قال الجوهري: القَرَبوس للسَّرْج و لا يخفَّف إِلا في الشعر مثل طرَسُوس، لأَن فَعْلُول ليس من أَبْنِيَتِهم. قال الأَزهري: و للسرج قَرَبُوسان، فأَما القَرَبُوس المُقَدَّم ففيه العَضُدان، و هما رِجلا السَّرْج، و يقال لهما حِنْواه، و ما قُدَّام القَرَبُوسَيْنِ من فَضْلَةِ دَفَّة السَّرْج يقال له الدَّرْواسَنْج، و ما تحت قُدَّام القَرَبُوس من الدَّفَّة يقال له الابراز «1»، و القَرَبوس الآخر فيه رِجْلا المؤخِرة، و هما حِنْواه. و القَيْقب: سَيْرٌ يَدُورُ على القَرَبُوسَيْن كليهما.
قردس:
القَرْدَسَة: الشِّدَّة و الصَّلابة. و قُرْدُوس: أَبو قبيلة من العرب، و هو منه.
قرطس:
القِرْطاس: معروف يُتَّخذ من بَرْدِيّ يكون بمصر. و القِرْطاس: ضَرْب من برُود مصر. و القِرْطاس: أَديم يُنْصَب للنِّضال، و يسمَّى الغَرَض قِرْطاساً. و كل أَديم ينصَب للنِّضال، فاسمُه قِرطاس، فإِذا أَصابه الرَّامي قيل: قَرْطَس أَي أَصاب القرطاس، و الرَّمْيَةُ التي تُصيب مُقَرْطِسة. و القِرْطاس و القُرطاس و القَرْطَس [القِرْطس‏] و القَرْطاس، كله: الصحيفة الثابتة التي يكتب فيها؛ الأَخيرتان عن اللحياني؛ و أَنشد أَبو زيد لمخشّ العقيلي يصف رسوم الدار و آثارها كأَنها خَطّ زَبُور كتب في قِرْطاس:
         كأَنَّ، بحيثُ اسْتَوْدَع الدارَ أَهلُها،             مَخَطّ زَبُور من دَواة و قَرْطَسِ‏

و قوله تعالى: وَ لَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ‏
؛ أَي في صحيفة، و كذلك قوله تعالى: تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ‏
؛ أَي صُحُفاً؛ قال:
         عَفَتِ المنازل غير مِثْل الأَنفس،             بعد الزمان عرفته بالقَرْطَس‏

ابن الأَعرابي: يقال للناقة إِذا كانت فَتِيَّة شابَّة: هي القِرْطاس و الدّيباج و الذِّعْلِبَة و الدِّعْبِل و العَيْطَموس. ابن الأَعرابي: يقال للجارِية البيضاء
__________________________________________________
 (1). قوله [الابراز] كذا بالأَصل.

172
لسان العرب6

قرطس ص 172

المَدِيدة القامة قِرْطاس. و دابة قِرْطاسِيّ إِذا كان أَبيض لا يخالط لَونه شِيَة، فإِذا ضرَب بياضُه إِلى الصُّفرة فهو نَرْجِسِيّ.
قرطبس:
القَرْطَبُوس: الداهية، بفتح القاف، و القِرْطَبُوس، بكسرها: الناقة العظيمة الشديدة؛ مثَّل بهما سيبويه و فسرهما السِّيرافي.
قرعس:
كبش قَرْعَس إِذا كان عظيماً. الأَزهري: القِرْعَوْس و القِرْعَوْش الجمل الذي له سَنامان.
قرقس:
القِرْقِسُ: البَعُوض، و قيل: البَقُّ، و القِرْقِسُ الذي يقال له الجِرْجِس شَبْه البَقّ؛ قال:
         فلَيْت الأَفاعِيَّ يَعْضُضْنَنا،             مكان البَراغيث و القِرْقِس‏

و القِرْقِس: طين يختم به، فارسي معرب، يقال له الجرجشب «1». و قِرْقِس و قُرْقُوس: دعاء الكلب. و قَرْقَس الجَرْوَ [الجِرْوَ] و الكلبَ و قَرْقَس به: دعاه بقُرْقُوس. أَبو زيد: أَشْلَيْت الكلبَ و قَرْقَسْت بالكلب إِذا دعَوْت به. و قاعٌ قَرَقُوس مثال قَرَبُوس، أَي واسعٌ أَملس مُسْتَوٍ لا نَبْت فيه. و القَرَقُوس: القُفُّ الصُّلْب؛ و أَرض قَرَقُوس. ابن شميل: القَرَقُوس القاع الأَمْلَس الغليظ الأَجْرَد الذي ليس عليه شي‏ء و ربما نَبَعَ فيه ماء و لكنه مُحْتَرِق خَبيث، إِنما هو مثْل قِطعة من النار و يكون مُرْتَفعاً و مُطْمَئِنّاً، و هي أَرض مَسْحُورة خَبيثة و من سِحْرِها أَيْبَسَ اللَّه نَبْتها و مَنعَه. و قال بعضهم: وادٍ قَرَقٌ [قَرِقٌ‏] و قَرْقَر و قَرَقُوس أَي أَملس. و القَرَق المصدر: و أَنشد:
         تَرَبَّعَتْ من صُلْبِ رَهْبَى أَنَقا،             ظَواهِراً مَرًّا، و مَرًّا غَدَقا
             و من قَياقي الصُوَّتَيْنِ قيَقا،             صُهْباً، و قرباناً تُناصي قَرَقا

قال أَبو نصر: القَرَقُ شبيه بالمصدر، و يروى على وجهين: قَرِق، و قَرَق.
قرنس:
قَرْنَس البازي: كُرِّزَ أَي سقط ريشه. الليث: قَرْنَس البازي فعلُه لازم إِذا كُرِّزَ و خِيطَتْ عَيْناه أَولَ ما يُصاد، رواه بالسين على فَعْلَل، و غيره يقول قَرْنَص البازِي. و قَرْنَس الدِّيك و قَرْنَصَ إِذا فَرّ من دِيكٍ آخر. و القُرْناس و القِرْناس، بكسر القاف، و في الصحاح بالضم: شبيه الأَنف يتقَدَّم في الجبل؛ و أَنشد لمالك بن خالد الهذلي، و في الصحاح مالك بن خويلد الخناعي، يصف الوعل:
         تاللَّه يَبْقى على الأَيام ذو حِيَدٍ،             بمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ و الآسُ‏
             في رأْس شاهقَة أُنْبوبُها خَضِرٌ،             دون السماء له في الجَوِّ قُرْناسُ‏

و القِرناس [القُرناس‏]: عِرْناسُ المغْزَل، قال الأَزهري: هو صِنَّارَته، و يقال لأَنف الجبلِ عِرْناس أَيضاً. و القُرْنُوس: الخرَزَة في أَعلى الخُفِّ. و القُرْناس: شي‏ء يُلَفُّ عليه الصُّوف و القطن ثم يغزَل.
قسس:
ابن الأَعرابي: القُسُسُ العُقَلاء، و القُسُسُ السَّاقة الحُذّاق، و [القِسُ‏] القُسُّ النَّميمة، و القَسّاس النَّمَّام. و قَسَّ يَقُسُّ قَسّاً: من النميمة و ذِكرِ الناس بالغِيبَة. و القِسُّ [القُسُ‏]: تَتَبُّع الشي‏ء و طَلَبه. اللحياني: يقال للنمَّام قَسَّاس و قَتَّات و هَمَّاز
__________________________________________________
 (1). قوله [الجرجشب‏] كذا بالأَصل، و في شرح القاموس: الجرجشت.

173
لسان العرب6

قسس ص 173

و غَمَّاز و دَرَّاج. و القَس [القِس‏] في اللغة: النميمة و نشْرُ الحديث؛ يقال: قَسَّ الحديث يقُسُّه قَسّاً. ابن سيدة: قَسَّ الشي‏ء يقُسُّه قَسّاً و قَسَساً تتبَّعه و تطلبه؛ قال رؤبة بن العجاج يصف نساء عفيفات لا يتتبعن النَّمائم:
         يُمْسِينَ من قَسِّ الأَذى غَوافِلا،             لا جَعْبَريّات و لا طَهامِلا

الجَعْبَرِيّات: القِصار، واحدتها جَعْبَرة، و الطَّهامِل الضِّخام القِباح الخلقة، واحدتها طَهْمَلة. و قَسَّ الشي‏ءَ قَسّاً: تتلاه و تَبَغَّاه. و اقْتَسَّ الأَسدُ: طَلب ما يأْكل. و يقال: تَقَسَّسْت أَصواتَ الناس بالليل تَقَسُّساً أَي تسمَّعتها. و القَسْقَسَة: السؤال عن أَمْرِ الناس. و رجل قَسْقاسٌ: يسأَل عن أُمور الناس؛ قال رؤبة:
         يَحْفِزها ليلٌ و حادٍ قَسْقاسُ،             كأَنهنَّ من سَراءٍ أَقْواسْ‏

و القَسْقاس أَيضاً: الخفيف من كل شي‏ء. و قَسْقَس العظم: أَكل ما عليه من اللحم و تَمَخَّخَه؛ يمانيَة. قال ابن دريد: قَسَسْت ما على العظم أَقُسُّه قَسّاً إِذا أَكلتَ ما عليه من اللحم و امْتَخَخْتَه. و قَسْقَسَ ما على المائدة: أَكَلَه. و قَسَّ الإِبل يَقُسُّها قَسّاً و قَسْقَسَها: ساقَها، و قيل: هُما شدَّة السَّوْق. و القَسُوس من الإِبل: التي تَرْعى وحدَها، مثل العَسُوس، و جمعها قُسُسٌ، قَسَّتْ تَقُسُّ قَسّاً أَي رَعَتْ وحدها، و اقْتَسَّتْ، و قَسَّها: أَفرَدَها من القَطيع، و قد عَسَّتْ عند الغَضَب تَعُسّ و قَسَّتْ تَقُسُّ. و قال ابن السكيت: ناقَة عسوس و قَسُوس و ضَرُوس إِذا ضجِرت و ساء خُلُقها عند الغَضَب. و القَسُوس: التي لا تَدِرّ حتى تَنْتَبذ. و فلان قَسُّ إِبل أَي عالم بها؛ قال أَبو حنيفة: هو الذي يلي الإِبل لا يفارقُها. أَبو عبيد: القَسُّ صاحب الإِبل الذي لا يفارقُها؛ و أَنشد:
         يتبعُها تَرْعِيَّةٌ قَسٌّ ورَعْ،             تَرى برجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ،
             لم تَرْتمِ الوَحْشُ إِلى أَيدي الذَّرَعْ‏

جمع الذَّريعَة و هي الدَّريئَة. و قال أَبو عبيدة: يقال ظَلَّ يَقُسُّ دَّابَّتَه قَسّاً أَي يَسُوقُها. و القَسُّ: رَئيس من رُؤساء النصارى في الدِّين و العِلْم، و قيل: هو الكَيِّس العالم؛ قال:
         لو عَرَضَتْ لأَيْبُلِيٍّ قَسِّ،             أَشْعَثَ في هَيْكَلِه مُنْدَسِّ،
             حَنَّ إِليها كَحَنِينِ الطَّسِ‏

و القِسِّيسُ: كالقَسِّ، و الجمع قَساقِسة على غير قياس و قِسِّيسُون. و في التنزيل العزيز: ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَ رُهْباناً
؛ و الاسم القُسُوسَة و القِسِّيسِيَّة؛ قال الفرَّاء: نزلت هذه الآية فيمن أَسلم من النصارى، و يقال: هو النجاشي و أَصحابه. و قال الفراء في كتاب الجمع و التفريق: يُجمع القِسِّيس قِسِّيسين كما قال تعالى، و لو جمعه قُسُوساً كان صواباً لأَنهما في معنى واحد، يعني القَسَّ و القِسِّيس، قال: و يجمع القِسِّيس قَساقِسة «2» جمعوه على مثال مَهالِبة فكثرت السينات فأَبدلوا إِحداهن واواً و ربما شدّد الجمع «3» و لم يشدّد واحده، و قد
__________________________________________________
 (2). قوله [و يجمع القسيس قساقسة إلخ‏] هكذا في الأَصل هنا و فيما مر. و عبارة القاموس: قساوسة، و بها يظهر قوله بعد فأبدلوا إحداهن واواً. و يؤخذ من شرح القاموس أن فيه الجمعين حيث نقل رواية البيت بالوجهين.
 (3). قوله [و ربما شدد الجمع إلخ‏] الظاهر في العبارة العكس بدليل ما قبله و ما بعده.

174
لسان العرب6

قسس ص 173

جمعت العرب الأَتُّون أَتاتين؛ و أَنشد لأُمية:
         لو كان مُنْفَلتٌ كانت قَساقِسَةٌ،             يُحْييهمُ اللَّه في أَيديهم الزُّبُرُ

و القَسَّة: القِرْبَة الصغيرة. قال ابن الأَعرابي: سئل المُهاصِر بن المحلّ عن ليلة الأَقْساسِ من قوله:
         عَدَدْتُ ذنوبي كُلَّها فوجدتُها،             سوى ليلةِ الأَقْساسِ، حِمْلَ بَعير

فقيل: ما ليلة الأَقْساس؟ قال: ليلة زنيت فيها و شربت الخمر و سرقت. و قال لنا أَبو المحيَّا الأَعرابي يَحْكيه عن أَعرابي حجازي فصيح إِن القُساس غُثاء السَّيْل؛ و أَنشدنا عنه:
         و أَنت نَفِيٌّ من صَناديد عامِرٍ،             كما قد نَفى السيلُ القُساسَ المُطَرَّحا

و قَسٌّ و القَسُّ: موضع، و الثياب القَسِّيَّة [القِسِّيَّة] منسوبة إِليه، و هي ثياب فيها حرير تجلب من نحو مصر. و
في حديث علي، كرم اللَّه وجهه: أَنه، صلى اللَّه عليه و سلم، نهى عن لبس القَسِّيّ.
؛ هي ثياب من كتان مخلو بحرير يؤْتى بها من مصر، نسبت إِلى قرية على ساحل البحر قريباً من تِنِّيس، يقال لها القَسُّ، بفتح القاف، و أَصحاب الحديث يقولونه بكسر القاف، و أَهل مصر بالفتح، ينسب إِلى بلاد القَسِّ؛ قال أَبو عبيد: هو منسوب إِلى بلاد يقال لها القَسّ، قال: و قد رأَيتها و لم يعرفها الأَصمعي، و قيل: أَصل القَسِّيّ القَزِّيّ، بالزاي، منسوب إِلى القَزّ، و هو ضرب من الإِبريسم، أُبدل من الزاي سين؛ و أَنشد لربيعة بن مَقْرُوم:
         جَعَلْنَ عَتِيقَ أَنْماطٍ خُدُوراً،             و أَظْهَرْنَ الكَرادي و العُهُونا «1»
             على الأَحْداجِ، و اسْتَشْعَرْن رَيْطاً             عِراقِيّاً، و قَسِّيّاً مَصُونا

و قيل: هو منسوب إِلى القَسِّ، و هو الصَقيعُ لبَياضه. الأَصمعي: من أَسماء السُّيوف القُساسِيّ. ابن سيدة: القُساسيُّ ضرْب من السيوف، قال الأَصمعي: لا أدري إِلى أَي شي‏ء نسب. و قُساس، بالضم: جبل فيه معدن حديد بأَرْمِينِيَّة، إِليه تنسب هذه السيوف القُساسيَّة؛ قال الشاعر:
         إِن القُساسِيَّ الذي يُعْصى به،             يَخْتَصِمُ الدَّارِعَ في أَثوابه‏

و هو في الصحاح: القُساسُ مُعَرَّفٌ. و قُساس، بالضم: جبل لبني أَسد. و قَساس: اسم. و قُسُّ بن ساعدة الإِياديُّ: أَحد حكماء العرب، و هو أُسْقُفُّ نَجْران. و قُسُّ النَّاطف: موضع. و القَسْقَس و القَسْقاس: الدليل الهادي المُتفقِّد الذي لا يَغْفُل إِنما هو تَلَفُّتاً و تنَظُّراً. و خِمْسٌ قَسْقاس أَي سريع لا فُتور فيه. و قَرَبٌ قَسْقاس: سريع شديد ليس فيه فُتور و لا وَتِيرَة، و قيل: صعب بعيد. أَبو عمرو: القَرَب القَسِّيّ البعيد، و هو الشديد أَيضاً؛ قال الأَزهري: أَحسبه القسين «2» لأَنه قال في موضع آخر من كتابه القسين. و القِسْيَبُّ: الصُّلْب الطويل الشديد الدُّلجة كأَنه يعني القَرَب، و اللَّه أَعلم. الأَصمعي: يقال خِمْس قَسْقاس و حَصْحاص‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و أَظهرن الكرادي‏] هكذا في الأَصل و شرح القاموس. و في معجم البلدان لياقوت: الكراري، بالراء بدل الدال.
 (2). قوله [القسين‏] هكذا في الأَصل.

175
لسان العرب6

قسس ص 173

و بَصْباص و صَبْصاب، كل هذا: السير الذي ليست فيه وَتيرة، و هي الاضطراب و الفُتور. و قال أَبو عمرو: قَرَبٌ قِسْقِيس. و قد قَسْقَس ليله أَجمع إِذا لم يَنَمْ؛ و أَنشد:
         إِذا حداهُنَّ النَّجاء القِسْقِيس‏
و رجل قَسْقاس: يسوق الإِبل. و قد قَسَّ السير قَسّاً: أَسرع فيه. و القَسْقَسَة: دَلْجُ الليل الدَّائب. يقال: سَيْرٌ قِسْقِيس أَي دائب. و ليلة قَسْقاسَة: شديدة الظلمة؛ قال رؤبة:
         كَمْ جُبْنَ من بِيدٍ و لَيْلٍ قَسْقاسْ‏
قال الأَزهري: ليلة قَسْقاسة إِذا اشتد السير فيها إِلى الماء، و ليست من معنى الظلمة في شي‏ء. و قَسْقَسْت بالكلب: دعوت. و سيفٌ قَسْقاسٌ: كَهامٌ. و القَسقاس: بقلة تشبه الكَرَفْسَ؛ قال رؤبة:
         و كُنْتَ من دائك ذا أَقْلاسِ،             فاسْتَسقِيَنْ بثمر القَسْقاسِ‏

يقال: اسْتقاء و اسْتَقى إِذا تَقَيَّأَ. و قَسْقَس العصا: حَرَّكها. و القَسْقاسُ: العصا. و
قوله، صلى اللَّه عليه و سلم، لفاطمة بنت قيس حين خطبها أَبو جَهْم و معاوية: أَمَّا أَبو جَهْم فأَخاف عليك قَسْقَاسَته.
؛ القَسْقاسة: العصا؛ قيل في تفسيره قولان: أَحدهما أَنه أَراد قَسْقَسَتَه أَي تحريكه إِياها لضربك فأَشبع الفتحة فجاءت أَلفاً، و القول الآخر أنه أَراد بِقسقاسَته عصاه، فالعصا على القول الأَول «1» مفعول به، و على القول الثاني بدل. أَبو زيد: يقال للعصا هي القَسْقاسة؛ قال ابن الأَثير: أَي أَنه يضربها بالعصا، من القَسْقَسة، و هي الحركة و الإِسراع في المَشْي، و قيل: أَراد كثرة الأَسفار. يقال: رفع عصاه على عاتقه إِذا سافر، و أَلْقَى عصاه إِذا أَقام، أَي لا حظَّ لك في صحبته لأَنه كثير السَّفر قليل المُقام؛ و
في رواية: إِني أَخاف عليك قَسْقاسَتَه العصا.
فذكر العصا تفسيراً للْقَسْقاسة، و قيل: أَراد بِقَسْقَسَةِ العصا تحريكه إِياها فزاد الأَلف ليفْصل بين توالي الحركات. و عن الأَعراب القُدمِ: القَسْقاس نبت أَخضر خبيث الريح ينبت في مَسيل الماء له زهرة بيضاء. و القَسْقاس: شدَّة الجوع و البَرْد؛ و ينشَد لأَبي جهيمة الذهلي:
         أَتانا به القَسْقاسُ ليلًا، و دونه             جَراثِيمُ رَمْلٍ، بينهنَّ قِفافُ‏

و أَورده بعضهم: بينهنَّ كِفاف؛ قال ابن بري: و صوابه قِفافُ، و بعده:
         فأَطْعَمْتُه حتى غَدا و كأَنه             أَسِيرٌّ يُداني مَنْكِبَيْه كِتافُ‏

وصفَ طارقاً أَتاه به البرد و الجُوع بعد أَن قطع قبل وُصوله إِليه جراثيم رمل، و هي القِطَع العظام، الواحدة جُرْثُومة، فأَطعمه و أَشبعه حتى إِنه إِذا مشى تظن أَن في منكِبَيْه كتافاً، و هو حَبْل تشدُّ به يد الرجل إِلى خلقه. و قَسْقَسْت بالكلب إِذا صِحْتَ به و قلت له: قُوسْ قُوسْ.
قسطس:
قال اللَّه عز و جل و علا: وَ زِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ*
؛ القِسْطاس و القُسطاس: أَعدل الموازين و أَقومُها، و قيل: هو شاهينٌ. الزجاج: قيل القِسطاس القَرَسْطون و قيل هو القَبَّان. و القِسْطاس: هو ميزان العدل أَيَّ ميزان كان من موازين الدراهم و غيرها؛ و قول عديّ:
         في حَديد القسطاسِ يَرْقُبُني الحَارِث،             و المَرءُ كلَّ شي‏ء يُلاقِي‏

__________________________________________________
 (1). قوله [العصا على القول الأَول إلخ‏] هذا إِنما يناسب الرواية الآتية.

176
لسان العرب6

قسطس ص 176

قال الليث: أُراه حديد القَبَّان.
قسطنس:
القُسْطَناسُ و القُسْنَطاسُ: صلاية الطِّيب، و قال مرة أُخرى: صلاية العَطَّار. قال سيبويه: قُسْطَناس أَصله قُسْطَنَس يُمَدُّ بأَلف كما مَدُّوا عَضْرَفُوطَ بالواو و الأَصل عَضْرَفُط. التهذيب في الرباعي: الخليل قُسْطَناس اسم حَجَر و هو من الخُماسي المترادف أَصله قُسْطَنَس؛ قال الشاعر:
         رُدِّي عَليَّ كُمَيْتَ اللَّوْنِ صافِيَةً،             كالقُسْطَناس عَلاها الوَرْسُ و الجَسَدُ

قسنطس:
القُسْنَطاس: صلايَة الطِّيب؛ روميَّة، و قال: ثعلب: إِنما هو القُسْطَناس.
قطربس:
التهذيب في الخُماسي: أَنشد أَبو زيد:
         فَقَرَّبوا لي قَطْرَبُوساً ضارِباً،             عَقْرَبَةً تُناهِزُ العَقارِبا

قال: و القَطْرَبُوس من العقارب الشديد اللَّسْع؛ و قال المازني: القَطْرَبُوس الناقة السريعة.
قعس:
القَعَس: نقيض الحَدَب، و هو خروج الصدر و دخول الظهر؛ قَعِسَ قَعَساً، فهو أَقْعَسُ و مُتَقاعِس و قَعِسٌ كقولهم أَنكَد و نَكِد و أَجرب و جَرِب، و هذا الضرْب يعتقب عليه هذان المِثالان كثيراً، و المرأَة قَعْساء و الجمع قُعْس. و
في حديث الزِّبْرِقان: أَبغضُ صِبيانِنا إِلينا الأُقَيْعِسُ الذكر.
و هو تصغير الأَقْعَس. و القَعَسُ في القَوْس: نُتُوُّ باطنها من وسَطها و دخولُ ظاهرها، و هي قَوْس قَعْساء؛ قال أَبو النجم و وصف صائداً:
         و في اليدِ اليُسرى على مَيْسورِها             نَبْعِيَّةٌ قد شُدَّ من تَوْتِيرِها،
             كَبْداءُ قَعْساءُ على تَأْطِيرِها

و نملةٌ قَعْساء: رافعة صدرها و ذَنبها، و الجمع قُعْس و قَعْساوات على غلبة الصفة. و الأَقْعَسُ: الذي في صدره انكباب إِلى ظهره. و القُعاس: التِواء يأْخذ في العُنُق من ريح كأَنها تَهصِرُه إِلى ما وراءه. و القَعَسُ: الثبات. و عِزَّةٌ قَعْساء: ثابتة؛ قال:
         و العِزَّة القَعْساء لِلأَعَزّ

و رجل أَقْعَس: ثابت عزيزٌ مَنِيع. و تَقَاعس العِزّ أَي ثبت و امتنع و لم يُطَأْطِئْ رأْسه فاقْعَنْسَسَ أَي فثبت معه؛ قال العجاج:
         تَقاعَس العِزُّ بِنا فاقْعَنْسَسا،             فَبَخَسَ الناسَ و أَعْيا البُخَّسَا

أَي بَخَسَهم العِزُّ أَي ظلمهم حقوقَهم. و تَقَعَّسَتِ الدابة: ثبتت فلم تبرح مكانها. و تَقَعْوَس الرجل عن الأَمر أَي تأَخَّر و لم يتَقدَّم فيه؛ و منه قول الكميت:
         كما يَتَقاعَسِ الفَرَسُ الجَرُورُ
و
في حديث الأُخْدُود: فَتَقاعَسَتْ أَن تقع فيها.
؛ و قوله:
         صَدِيق لِرَسْمِ الأَشجَعِيِّين، بَعْدَ ما             كَسَتْني السِّنُونَ القُعْسُ شَيبَ المفارِقِ‏

إِنما أَراد السِّنين الثابتة، و معنى ثباتها طُولها. و قَعَسَ و تَقاعَس و اقْعَنْسَسَ: تأَخر و رجع إِلى خلف. و
في الحديث: أَنه مَدَّ يَده إِلى حذيفة فتَقاعَسَ عنه أَو تَقَعَّسَ.
أَي تأَخر؛ قال الراجز:
         بِئْسَ مُقامُ الشَّيْخ أَمْرِسْ أَمْرِسْ،             إِمَّا على قَعْوٍ، و إِمَّا اقْعَنْسِسْ‏

و إِنما لم يدغم هذا لأَنه ملحق باحْرَنْجَم؛ يقول: إِن استقَى ببكرة وقع حبلها في غير موضعه فيقال له أَمْرِسْ، و إِن استقَى بغير بكرة و مَتَح أَوجعه‏

177
لسان العرب6

قعس ص 177

ظهره فيقال له اقْعَنْسِسْ و اجذب الدَّلْوَ؛ قال أَبو عليّ: نون افعنلل بابها إِذا وقعت في ذوات الأَربعة أَن تكون بين أَصلين نحو اخْرَنْطَمَ و احْرَنجَمَ، و اقْعَنْسَسَ ملحق بذلك فيجب أَن يحتذى به طريق ما أُلحق بمثاله، فلتكن السين الأُولى أَصلًا كما أَن الطاء المقابلة لها من اخْرَنْطَمَ أَصل، و إِذا كانت السين الأُولى من اقْعَنْسَسَ أَصلًا كانت الثانية الزائدة بلا ارتياب و لا شبهة. و اقْعَنْسَسَ البعير و غيره: امتنع فلم يتبع، و كل ممتنع مُقْعَنْسِس. و المُقْعَنسِسُ: الشديد، و قيل: المتأَخر. و جمل مُقْعَنْسِسٌ: يمتنع أَن يُقاد. قال المبرد: و كان سيبويه يقول في تصغير مُقْعَنْسِس مُقَيْعِس و مُقَيْعِيس، قال: و ليس القياس ما قال لأَن السين ملحقة فالقياس قُعَيْسِس و قُعَيْسِيس، حتى يكون مثل حُرَيْجِم و حُرَيْجِيم في تحقير مُحْرَنْجِم. و عِزٌّ مُقْعَنْسِس: عَزَّ أَن يُضام. و كل مُدخلٍ رأْسَه في عنقه كالممتنع من الشي‏ء: مُقْعَنْسِس. و مَقاعِس، بفتح الميم: جمع المُقْعَنْسِس بعد حذف الزيادات و النون و السين الأَخيرة، و إِنما لم تحذف الميم، و إِن كانت زائدة، لأَنها دخلت لمعنى اسم الفاعل، و أَنت في التعويض بالخيار، و التعويضُ أَن تدخل ياءً ساكنة بين الحرفين اللذين بعد الأَلف، تقول: مَقاعِس و إِن شئت مَقاعِيس، و إِنما يكون التعويض لازماً إِذا كانت الزيادة رابعة نحو قِنديل و قَناديل، فقِسْ عليه. و الإِقْعاسُ: الغنى و الإِكثار. و فرس أَقْعَسُ إِذا اطمأَنَّ صُلبه من صَهْوَتِه و ارتفعت قَطاتُه، و من الإِبل التي مال رأْسها و عنقها نحو ظهرها؛ و منه قولهم: ابنُ خَمْسٍ عَشاء خَلِفاتٍ قُعْس أَي مكثُ الهلال لخمس خَلَوْنَ من الشعر إِلى أَن يغيب مُكْثُ هذه الحوامل في عَشائها. و القِنْعاسُ: الناقة العظيمة الطويلة السَّنَمة، و قيل: الجمل؛ قال جرير:
         و ابنُ اللَّبُون، إِذا ما لُزَّ في قَرَنٍ،             لم يستطِع صَوْلَة البُزْلِ القَناعِيسِ‏

و ليلٌ أَقْعَس: طويل كأَنه لا يبرح. و القَعْسُ: التراب المُنْتِن. و قَعَسَ الشي‏ءَ قَعْساً: عطفه كقَعَشَه. و القَوْعَسُ: الغليظ العنُق الشديد الظهر من كل شي‏ء. و تَقَعْوَسَ الشيخ: كَبِرَ كَتَقَعْوشَ. و القَعْوَسُ: الشيخ الكبير. و تَقَعْوَسَ البيت: انهدم. و القَعْوَسُ: الخفيف. و قولهم: هو أَهون من قُعَيْسٍ على عَمَّتِه؛ قيل كان غلاماً من بني تميم، و إِنَّ عَمَّتَه استعارت عَنْزاً من امرأَة فرهنتها قُعَيْساً ثم نحرت العنز و هَربت، فضرب به المثل في الهوان. و بعيرٌ أَقْعَسُ: في رجليه قِصَر و في حارِكِه انْصِباب؛ و قال ابن الأَعرابي: الأَقْعَسُ الذي قد خرجت عجيزته، و قال غيره: هو المنكبُّ على صدره، قال أَبو العباس: و القول قول صاحبنا؛ و أَنشد:
         أَقْعَسُ أَبْدى، في اسْتِه اسْتِيخارُ

و
في الحديث: حتى تأْتي فَتَيات قُعْساً.
؛ القَعَس: نُتُوُّ الصدر خلقة، و الرجل أَقْعَس، و المرأة قَعْساء، و الجمع قُعْس. و قَعْسان: موضع، و الأَقْعسُ: جبَل. و قُعَيسِسٌ و قُعَيْسٌ: اسمان. و مُقاعِس: قبيلة. و بنو مُقاعِس: بَطْن من بني سعد، سمي مُقاعسِاً لأَنه تَقاعَس عن حِلْف كان بين قومه، و اسمه الحرث،

178
لسان العرب6

قعس ص 177

و قيل: إِنما سمي مُقاعِساً يوم الكُلاب لأَنهم لمّا التَقَوْا همْ و بنو الحرث بن كعب تنادى أُولئك: يا لَلْحرث و تنادى هؤلاء: يا لَلْحرث فاشتبه الشِّعاران فقالوا: يا لَمُقاعِس قال الجوهري: و مُقاعِس أَبو حي من تميم، و هو لقب، و اسمه الحرث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. و عمرو بن قِعاس: من شعرائهم. أَبو عبيدة: الأَقْعَسان هما أَقْعَسُ و مُقاعِس ابنا ضَمْرَة بن ضَمْرة من بني مجاشع، و الأَقْعَسان: الأَقْعَسُ و هُبَيْرة ابنا ضَمْضَم.
قعمس:
القُعْمُوس: الجُعْمُوس. و قَعْمَس الرجل: أَبْدى بمرَّة و وضع بمرَّة.
قعنس:
الأَصمعي: المُقْعَنْسِسُ الشديد، و هو المتأَخر أَيضاً؛ قال ابن دريد: رجل مُقْعَنْسِسٌ إِذا امتنع أَن يُضام. أَبو عمرو: القَعْنَسة أَن يرفع الرجل رأْسه و صدره؛ قال الجعدي:
         إِذا جاءَ ذو خُرْجَين منهم مُقَعْنِساً،             من الشام، فاعلم أَنَّه شَرُّ قافِل‏

اللحياني: القَعانِيسُ الشدائد من الأُمور.
قفس:
قَفَس الشي‏ءَ يَقْفِسُه قَفْساً: أَخذه أَخذ انتزاع و غضب. اللحياني: قَفَس فلان فلاناً يَقْفِسُه قَفْساً إِذا جَذَبه بشعره سُفْلًا. و يقال: تركتهما يَتَقافَسان بشعُورهما. و القَفْساء: المَعِدَة؛ عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         أَلْقَيت في قَفْسائه ما شَغَلَهْ‏

قال ثعلب: معناه أَطعَمَه حتى شبِع. و القَفْساء: الأَمَة اللَّئيمة الرَّديئة، و لا تنعت الحُرَّة بها. ابن شميل: امرأَة قَفْساء و قَفاسِ و عبدٌ أَقْفَس إِذا كانا لئِيمَيْن. و الأَقْفَس من الرجال: المُقْرِف ابن الأَمَة. و قَفَسَ الرجل قُفُوساً: مات، و كذلك فَقَس، و هما لغتان، و كذلك طَفَس و فَطَسَ إِذا مات. و القُفْسُ: جِيل يكون بِكِرْمان في جِبالها كالأَكْراد؛ و أَنشد:
         و كم قَطَعْنا من عَدُوّ شُرْسِ،             زُطٍّ و أَكْرادٍ و قُفْسٍ قُفْسِ‏

و هو بالصاد أَيضاً، و هي مضارعة.
ققس:
جاء في الحديث في مصنَّف ابن أَبي شيبة أَن جابر بن سَمُرة قال: رأَيت رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، في جنازة أَبي الدَّحْداحَة و هو راكب على فرس و هو يَتَقَوْقَس به و نحن حَوْلَه.
؛ فسَّره أَصحاب الحديث أَنه ضرْب من عَدْو الخيل. و المُقَوْقِس: صاح الإِسكندرية الذي راسَل النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، و أَهْدى إِليه، و فُتِحت مصرُ عليه في خلافة عمر بن الخطاب، رضي اللَّه عنه، و هو منه؛ قال: و لم يذكر أَحد من أَهل اللغة هذه الكلمة فيما انتهى إِلينا، و اللَّه أَعلم.
قلس:
القَلْسُ: أَن يبلغ الطعام إِلى الحَلْق ملْ‏ءَ الحلق أَو دونه ثم يرجع إِلى الجوف، و قيل: هو القَي‏ء، و قيل: هو القذف بالطعام و غيره، و قيل: هو ما يخرج إِلى الفم من الطعام و الشراب، و الجمع أَقلاس؛ قال رؤبة:
         إِن كُنْت من دائِك ذا أَقْلاسِ،             فاسْتَسْقِيَنْ بِثَمر القَسْقاسِ‏

الليث: القَلْس ما خرج من الحلق مِلْ‏ءَ الفم أَو دونه، و ليس بِقي‏ء، فإِذا غلَب فهو القَيْ‏ءُ. و يقال:

179
لسان العرب6

قلس ص 179

قَلَسَ الرجل يَقْلِسُ قَلْساً، و هو خروج القَلْس من حلقه. أَبو زيد: قَلَس الرجل قَلْساً، و هو ما خرج من البطن من الطعام أَو الشراب إِلى الفم أَعاده صاحبُه أَو أَلقاه، و هو قَالِس. و
في الحديث: من قاء أَو قَلَس فليتوضأْ.
؛ القَلَس، بالتحريك، و قيل بالسكون من ذلك. و قد قَلَس يَقْلِسُ قَلْساً و قَلَساناً، فهو قالس. و قَلَسَت الكأْس إِذا قذفت بالشراب لشدَّة الامتلاء؛ قال أَبو الجراح في أَبي الحسن الكسائي:
         أَبا حَسَنٍ، ما زُرْتُكم منذُ سَنْبَةٍ             من الدهر، إِلا و الزُّجاجةُ تَقْلِسُ‏
             كَرِيم إِلى جَنْبِ الخِوانِ، و زَوْرُه             يُحَيَّا بأَهلًا مَرْحباً، ثم يَجْلِسُ‏

و قَلَسَ الإِناءُ يَقْلِسُ إِذا فاضَ؛ و قال عمر بن لجإٍ:
         و امْتَلأَ الصَّمَّان ماءً قَلْسا،             يَمْعَسْن بالماء الجِواءَ مَعْسَا

و قَلَسَ السَّحابُ قَلْساً، و هو مثل القَلْسِ الأَول. و السَّحابة تَقْلِسُ الندى إِذا رمت به من غير مطر شديد؛ و أَنشد:
         نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْة العِهادُ القَوالِسُ‏

ابن الأَعرابي: القَلْسُ الشرب الكثير من النبيذ؛ و القَلْس الغِناء الجيِّد، و القَلْسُ الرقص في غناء. و قَلَسَتِ النحلُ العسلَ تَقْلِسُه قَلْساً: مجَّتْه. و القَليس: العسل، و القَليس أَيضاً: النحل؛ قال الأَفوه:
         من دُونها الطَّير، و من فَوْقِها             هَفاهِفُ الرِّيح كَجُثِّ القَليس‏

و القَلْس و التَّقْلِيس: الضرب بالدُّفِّ و الغِناءُ. و المُقَلِّس: الذي يلعب بين يدي الأَمير إِذا قدم المصر؛ قال الكميت يصف دُبّاً أَو ثور وحش:
         فَرْدٌ تُغَنِّيه ذِبَّانُ الرِّياضِ، كما             غَنَّى المُقَلِّسُ بِطريقاً بأُسْوارِ

أَراد مع أُسْوار. و قال أَبو الجَرَّاح: التَّقْلِيسُ استقبال الوُلاة عند قدومهم بأَصناف اللَّهْو؛ قال الكميت يصف ثوراً طعَن في الكلاب فتبعه الذُّباب لِمَا في قَرنِه من الدم:
         ثم اسْتَمَرَّ تُغَنِّيه الذُّباب، كما             غَنَّى المُقَلِّسُ بِطْرِيقاً بِمزْمارِ «2»

و قال الشاعر:
         ضَرْب المُقَلِّس جَنْبَ الدُّفِّ للعَجَم‏
و منه‏
حديث عمر، رضي اللَّه عنه، لما قدم الشأْم: لقيه المُقَلِّسون بالسيوف و الرَّيْحان.
و القَلْس: حَبْل ضخم من لِيفٍ أَو خُوص، قال ابن دريد: لا أَدري ما صحته، و قيل: هو حبل غليظ من حبال السفُن. و التَّقْليس: ضَرْب اليدين على الصدر خضوعاً. و التَّقْليس: السجود. و
في الحديث: لما رَأَوْهُ قَلَّسُوا له.
؛ التَّقْليس: التَّكْفير و هو وضع اليدين على الصدر و الانحناءُ خضوعاً و استكانة. أَحمد بن الحريش: التَّقْليس هو رفع الصوت بالدعاء و القِراءة و الغناء. و في الحديث ذكْر قالِسٍ، بكسر اللام: موضع أَقْطعه النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، له ذكر في حديث عَمرو بن حزم. و القُلَّيْسُ، بالتشديد، مثال القُبَّيْطِ: بِيعَة للحَبَش كانت بصَنْعاء بناها أَبْرَهة و هدمتها حِمير. و في التهذيب: القُلَّيسة بِيعة كانت بصَنْعاء للحَبَشة. الليث: التَّقْليس وضع اليدين على الصدر خضوعاً كما
__________________________________________________
 (2). رواية بيت الكميت هنا تختلف عن روايته السابقة في الحقل نفسه.

180
لسان العرب6

قلس ص 179

تفعل النصارى قَبْل أَن تَكْفُر أَي قبل أَن تسجُد. قال: و جاء
في خبر لمَّا رأَوه قَلَّسوا ثم كَفَرُوا.
أَي سجدوا. و القَلْسُوَة و القَلْساة و القَلَنْسُوة و القُلَنْسِيَة و القَلَنْسَاة و القلْنِيسَةُ: من ملابس الرُّؤوس معروف، و الواو في قلَنْسُوة للزيادة غير الإِلحاق و غير المعنى، أَما الإِلحاق فليس في الأَسماء مثل فَعَلُّلَة، و أَما المعنى فليس في قلنسوة أَكثر مما في قَلْساة، و جمع القَلَنْسُوة و القُلَنْسِيَة و القَلَنْساة قَلانِسُ و قَلاسٍ و قَلَنْسٍ؛ قال:
         لا مَهلَ حتى تَلْحَقِي بعَنْسِ،             أَهل الرِّياطِ البِيضِ و القَلَنْسِي‏

و قَلَنْسَى؛ و كذلك روى ثعلب هذا البيت للعجير السلولي:
         إِذا ما القَلَنْسَى و العمائم أُجْلِهَتْ،             ففِيهنَّ عن صلع الرجال حُسُورُ

قال: و كلاهما من باب طَلْحة و طَلْح و سَرحة و سَرْحٍ. قوله أُجْلِهَتْ نُزِعَت عن الجَلْهَة. و الجَلْهَةُ: الذي انحسر الشعر منه عن الرأْس «1»، و هو أَكثر من الجَلَح، و الضمير في قوله فيهنَّ يعود على نساء؛ يقول: إِن القَلاسِي و العمائم إِذا نُزِعَت عن رؤوس الرجال فبدا صلعهم ففي النساء عنهم حُسُور أَي فُتور. و قد قَلْسَيْتُه فَتَقَلْسَى و تَقَلْنَسَ و تَقَلَّسَ أَي أَلبسته القَلَنْسوة فلَبِسها، قال: و قد حُدَّ فقيل: إِذا فتحت القاف ضممت السين، و إِن ضممت القاف كسرت السين و قلبت الواو ياء، فإِذا جمعت أَو صغَّرت فأَنت بالخيار لأَن فيه زيادتين الواو و النون، فإِن شئت حذفت الواو فقلت قلانس، و إِن شئت حذفت النون فقلت قلاسٍ، و إِنما حذفت الواو لاجتماع الساكنين، و إِن شئت عوَّضت فيهما و قلت قَلانيس و قَلاسِيُّ؛ الجوهري: و تقول في التصغير قُلَيْنسة، و إِن شئت قُلَيْسَة، و لك أَن تعوِّض فيهما فتقول قُلَيْنِيسة و قُلَيسِيَّة، بتشديد الياء الأَخيرة، و إِن جَمعت القَلَنْسُوَة بحذف الهاء قلت قَلَنْس، و أَصله قَلَنْسُوٌ إِلا أَنك رفضت الواو لأَنه ليس في الأَسماء اسم آخره حرف علة و قبلها ضَمَّة، فإِذا أَدّى إِلى ذلك قياس وجب أَن يُرفض و يُبدل من الضمة كسرة فيصير آخر الاسم ياء مكسوراً ما قبلها، و ذلك يوجب كونه بمنزلة قاضٍ و غازٍ في التنوين، و كذلك القول في أَحْقٍ و أَدْلٍ جمع حِقْوٍ و دَلْوٍ، و أَشباه ذلك فقِس عليه، و قد قَلْسَيْتُه فتَقَلْسَى. قال ابن سيدة: و أَما جمع القُلَنْسِيَة فَقَلاسٍ، قال: و عندي أَن القُلَنْسِيَة ليست بلغة كما اعتدَّها أَبو عبيد إِنما هي تصغير أَحد هذه الأَشياء، و جمع القَلْساة قَلاسٍ لا غير، قال: و لم نسمع فيها قَلْسَى كَعَلْقَى؛ و القَلَّاس: صانِعها، و قد تَقَلْنَسَ و تَقَلْسَى، أَقَرُّوا النون و إِن كانت زائدة، و أَقرُّوا أَيضاً الواو حتى قَلبوها ياء. و قَلْسَى الرجلَ: أَلبسه إِياها؛ عن السيرافي. و التقليسُ: لُبْسُ القَلَنْسُوَة «2». و بحرٌ قَلَّاسٌ أَي يقذف بالزَّبَدِ.
قلحس:
القِلْحاس: القبيح، و في التهذيب: القِلْحَاس من الرجال السَّمْج القبيح.
قلمس:
القَلَمَّسُ: البحرُ؛ و أَنشد:
         فَصَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما

و بحر قَلَمَّسٌ، بتشديد الميم، أَي زاخر، قال:
__________________________________________________
 (1). قوله [انحسر الشعر منه عن الرأس‏] لعله انحسر الشعر عنه من مقدم الرأس.
 (2). قوله [و التقليس لبس القلنسوة] هكذا بالأَصل و لعل الظاهر و التقلس لبس إلخ أَو و التقليس إِلباس القلنسوة.

181
لسان العرب6

قلمس ص 181

و اللام زائدة. و القَلَمَّسُ أَيضاً: السيد العظيم. و القَلَمَّسُ: البئر الكثيرة الماء من الرَّكايا كالقَلَنْبَس. يقال: إِنها لقَلَمَّسَة الماء أَي كثيرة الماء لا تَنزَح. و رجل قَلَمَّسٌ إِذا كان كثير الخير و العطيَّة. و رجل قَلَمَّسٌ: واسع الخلق «1». و القَلَمَّسُ: الداهية من الرجال، و قيل: القَلَمَّسُ الرجل الداهية المنكَرُ البعيدُ الغَوْرِ. و القَلَمَّسُ الكِنانيُّ: أَحدُ نَسَأَةِ الشهور على العرب في الجاهلية، فأَبطل اللَّه النَّسي‏ءَ بقوله: إِنَّمَا النَّسِي‏ءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ.
قلنس:
قَلْنَسَ الشي‏ءَ: غَطَّاه و سَتَرَه. و القَلْنَسَة: أَن يجمع الرجلُ يديه في صدره و يَقوم كالمُتَذَلِّل. و القُلَنْسِيَة: جمعها قَلاسِيُّ، و قد تقدم القول فيها في قلس مستوفًى.
قلنبس:
بئر قَلَنْبَسٌ: كثير الماء؛ عن كراع.
قلهبس:
القَلَهْبَسُ: المُسِنُّ من الحُمُرِ الوحشية. الأَزهري: القَلَهْبَسَة من حُمُر الوحش المُسِنَّة.
قلهمس:
القَلَهْمَس: القصير.
قمس:
قَمَسَ في الماء يَقْمُسُ [يَقْمِسُ‏] قُمُوساً: انغطَّ ثم ارتفع؛ و قَمَسَه هو فانقمس أَي غَمَسَه فيه فانغمس، يتعدّى و لا يتعدّى. و كلُّ شي‏ء ينْغَطّ في الماء ثم يرتفع، فقد قَمَسَ؛ و كذلك القِنان و الإِكام إِذا اضطرب السَّراب حولها قَمَسَت أَي بدَتْ بعد ما تخفَى، و فيه لغة أُخرى: أَقْمَسْته في الماء، بالأَلف. و قَمَسَت الإِكامُ في السَّراب إِذا ارتفعت فرَأَيْتَها كأَنها تطفو؛ قال ابن مقبل:
         حتى اسْتَتَبْت الهُدَى، و البيد هاجِمةٌ،             يَقْمُسنَ في الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينا

و الولدُ إِذا اضطرب في سُخْد السَّلَى قيل: قَمَسَ؛ قال رؤبة:
         و قامِسٍ في آلهِ مُكَفَّنِ،             يَنْزُونَ نَزْو اللاعبينَ الزُّفَّنِ‏

و قال شَمِر: قَمَسَ الرجل في الماء إِذا غاب فيه، و قَمَسَت الدَّلْوُ في الماء إِذا غابت فيه، و انْقَمَسَ في الرَّكِيَّة إِذا وثَبَ فيها، و قَمَسْتُ به في البئر أَي رَمَيْت. و
في الحديث: أَنه رجَمَ رجلًا ثم صلى عليه، و قال: إِنه الآن لَيَنْقَمِسُ في رِياضِ الجنة، و روي: في أَنهار الجنة.
من قَمَسَه في الماء فانقمَسَ، و يروى، بالصاد، و هو بمعناه. و
في حديث وفْد مَذْحِج: في مَفازة تُضْحِي أَعلامُها قامِساً و يُمْسي سَرابُها طامساً.
أَي تَبْدو جبالُها للعين ثم تغيب، و أَراد كلَّ عَلَم من أَعلامها فلذلك أَفرد الوصف و لم يجمعْه. قال الزمخشري: ذكر سيبويه أَن أَفعالًا يكون للواحد و أَن بعض العرب يقول هو الأَنْعام، و استشهد بقوله تعالى: وَ إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ، و عليه جاء: تُضْحِي أَعلامُها قامِساً، و هو هاهنا فاعل بمعنى مفعول. و فلانٌ يقامس في سِرّه «2» إِذا كان يَحْنَق مرة و يظهر مرة. و يقال للرجل إِذا ناظَر أَو خاصم قِرْناً: إِنما يُقامِس حُوتاً؛ قال مالك بن المتنخل الهذلي:
         و لكنَّما حُوتاً بِدُجْنَى أُقامِسُ‏
دُجْنَى: موضع، و قيل إِنما يقال ذلك إِذا ناظَر مَن هو أَعلم منه، و قامَسْتُه فَقَمَسْته. و قَمَسَ الولدُ في بطن أُمِّه: اضطرب. و القامِس: الغَوَّاص؛ قال‏
__________________________________________________
 (1). قوله [واسع الخلق‏] في شرح القاموس واسع الحلق.
 (2). قوله [و فلان يقامس في سره إلخ‏] عبارة شرح القاموس: و فلان يقمس في سربه إذا كان يختفي مرة و يظهر مرة.

182
لسان العرب6

قمس ص 182

أَبو ذؤيب:
         كأَنَّ ابنةَ السَهْمِيِّ دَرَّة [دُرَّة] قامسٍ،             لها بعد تَقْطِيعِ النُّبُوح وهِيجُ «1»

و كذلك القَمَّاس. و القَمْس: الغَوْص. و التقميسُ: أَن يُرْوِي الرجل إِبلَه؛ و التَغْمِيسُ، بالغين: أَن يسقِيها دون الرِّيِّ، و قد تقدم. و أَقْمَس الكوكبُ و انقمس: انحطَّ في المغرب؛ قال ذو الرمّة يذكر مَطراً عند سقوط الثُّرَيَّا.
         أَصابَ الأَرضَ مُنْقَمَسُ الثريا،             بِساحِيةٍ، و أَتْبَعَها طِلالا

و إِنما خَّص الثريا لأَنه زعم أَن العرب تقول: ليس شي‏ء من الأَنْواء أَغْزَر من نَوْء الثريا، أَراد أَن المطر كان عند نَوء الثريا، و هو مُنْقَمَسها، لغَزَارة ذلك المطر. و القاموس و القَومَس: قعر البحر، و قيل: وسَطه و مُعظمه. و
في حديث ابن عباس: و سُئل عن المَدّ و الجَزْر قال: مَلَك موكَّل بقاموس البحر كلما وضَع رجلَه فيه فاضَ و إِذا رفعها غاضَ.
أَي زاد و نقَص، و هو فاعُولٌ من القَمْس. و
في الحديث أَيضاً: قال قولًا بلغ به قاموس البحر.
أَي قَعْرَه الأَقصى، و قيل: وسَطه و مُعظمه؛ قال أَبو عبيد: القاموس أَبعد موضع غَوْراً في البحر، قال: و أَصل القَمْس الغَوْس. و القَوْمَسُ: الملِك الشريف. و القَوْمَسُ: السيد، و هو القُمّسُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         و عَلِمْتُ أَني قد مُنِيتُ بِنَيْطَلٍ،             إِذ قيل: كان من ال دَوْفَنَ قُمَّسُ‏

و الجمع قَمامِس و قَمامِسَة، أَدخلوا الهاء لتأْنيث الجمع، و قُومِس: موضع؛ قال أَحد الخوارج:
         ما زالت الأَقدارُ حتى قَذَفْنَني             بقُومِسَ بين الفَرَّجان و صُول «2»

و قامِس: لغة في قاسِم.
قملس:
القَمَلَّس: الداهية كالقَلَمَّس.
قنس:
القَنْسُ و القِنْس: الأَصل؛ قال العجاج:
         و حاصِنٍ من حاصنات مُلْسِ،             من الأَذَى و مِن قِرافِ الوَقْسِ،
             في قَنْسِ مَجْدٍ فات كل قَنْسِ‏

و روي:
         ... فَوْق كلِّ قَنْسِ.

و حاصِن: بمعنى حَصان، أَي هي من نساء عفِيفات مُلْسٍ من العيب أَي ليس فيهنَّ عيب. و القِراف: المُداناة. و الوقْس هنا: الفجور؛ قال ابن سيدة: و هذا أَحد ما صحفه أَبو عبيد فقال القَبْس، بالباء. و يقال؛ إِنه لكريم القَنْس [القِنْس‏]. الليث: القَنْس تُسميه الفُرْس الراسَن. و جي‏ءَ به من قِنْسِك أَي من حيث كان. و قَوْنَسُ الفَرَس: ما بين أُذُنَيْه، و قيل: عظم ناتئ بين أُذنيه، و قيل: مقدّم رأْسه؛ قال الشاعر:
         اضْرِبَ عنك الهُمومَ طارِقَها،             ضَرْبَك بالسَّوْط قَوْنَس الفَرس‏

أَراد: اضْرِبَنْ فحذف النون؛ قال ابن بري: البيت لطرفة. و يقال: إِنه مصنوعٌ عليه و أَراد اضْرِبَنْ، بنون التأْكيد الخفيفة، فحذفها للضرورة؛ و هذا من الشاذ لأَن نون التأْكيد الخفيفة لا تحذف إِلا إِذا لقيها ساكن كقول الآخر:
__________________________________________________
 (1). قوله [بعد تقطيع النبوح‏] هكذا في الأَصل المعوّل عليه هنا و فيه في مادة وهج بعد تقطيع الثبوج.
 (2). قوله [بين الفرجان‏] هكذا في الأَصل، مشدد الراء و عليه يستقيم وزن البيت، و لكن اسم الموضع بإسكان الراء كما في معجم ياقوت و القاموس و كذا للمؤلف في مادة فرج.

183
لسان العرب6

قنس ص 183

         لا تُهينَ الفقير عَلَّك أَنْ             تَخْضَع يوماً، و الدهرُ قد رَفَعهْ‏

أَراد: لا تُهينَنْ، و حذفُها هاهنا قياس ليس فيه شذوذ؛ و في شعر العباس بن مرداس من ذلك:
         و اضْرِبَ مِنَّا بالسيوف القَوانِسا
و قَوْنَسُ المرأَة: مقدَّم رأْسها. و قَوْنَسُ البَيْضة من السلاح: مقدَّمها، و قيل أَعلاها؛ قال حُسَيل بن سُحَيح الضَّبي «1»:
         و أَرْهَبْت أُولى القومِ حتى تَنَهْنَهُوا،             كما ذُدْت يومَ الوِرْدِ هِيماً خَوامسا
             بِمُطَّرِدٍ لَدْنٍ صِحاحٍ كُعوبُه،             و ذي رَوْنَقٍ عَضْبِ يَقُدُّ القَوانسا

أَرْهَبت: خَوَّفت. و أُولى القوم: جماعتهم المتقدِّمة، و تَنَهْنَهوا: ازْدَجَرُوا و رجعوا. و قوله:
         كما ذُدْت يوم الوِرد ...

أَي رَدَدْناهم عن قِتالنا أَشدَّ الرد كما تُذادُ الإِبل الخَوامِس عن الماء لأَنها تتَقَحَّم على الماء لشدة عطشها فتضْرَب، يريد بذلك غرائب الإِبل. و الهِيمُ: العِطاش، الواحد أَهْيَم و هَيْماء. و العَضْب: القاطع. و القَوْنَس: أَعلى البيضة من الحديد. الأَصمعي: القَوْنَس مقدّم البيضة، قال: و إِنما قالوا قَونَس الفَرَس لمقدّم رأْسه. النضر: القَوْنَس في البيضة سُنْبُكُها الذي فوق جُمْجُمَتها، و هي الحديدة الطويلة في أَعلاها، و الجمجمة ظهر البيضة، و البيضة التي لا جمجمة لها يقال لها المُوَأَّمَة. ابن الأَعرابي: القَنَسُ الطُّلَعاء، و هي القي‏ءُ القليل؛ فأَما قول الأَفوه «2»:
         أَبْلِغْ بَني أَوْدٍ، فقد أَحسَنوا             أَمْسِ بِضَرْبِ الهامِ، تحت القُنُوسْ‏

قنبس:
قَنْبَسُ: اسمٌ.
قندس:
ابن الأَعرابي: قَنْدَسَ الرجلُ إِذا تاب بعد مَعصية، و قيل: قَنْدَسَ إِذا تَعَمَّد معصية. أَبو عمر: قَنْدَس فلان في الأَرض قَنْدَسَة إِذا ذهب على وجهه سارياً في الأَرض؛ و أَنشد:
         و قَنْدَسْتَ في الأَرض العَريضة تَبْتَغِي             بها مَلَسى، فكنت شَرَّ مُقَنْدِسِ‏

قنرس:
القِنْراسُ: الطُّفَيْليّ؛ عن كراع، و قد نفى سيبويه أَن يكون في الكلام مثل قِنْرٍ و عَنْل.
قنطرس:
القَنْطَريسُ: الناقة الضخمة الشديدة.
قنعس:
ناقة قِنْعاسٌ: طويلة عظيمة سَنِمَةٌ، و كذلك الجمل؛ و قيل: القِنْعاس الجمل الضخم العظيم، و هو من صفات الذُّكور عند أَبي عبيد. و رجل قِنْعاس: شديد مَنيع؛ قال جرير:
         و ابنُ اللَّبون إِذا ما لُزَّ في قَرَنٍ،             لم يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيس‏

و رجل قُناعِس، بالضمِّ، أَي عظيم الخلْق، و الجمع القَناعِس، بالفتح.
قهس:
القَهْوَسة: مشْيَة فيها سُرْعة. و جاء يَتَقَهْوَسُ إِذا جاء مُنْحَنِياً يَضطرب. و قَهْوَسٌ: اسم. و رجل قَهْوَس: طويل ضخم، مثل السَّهْوَق و السَّوْهَق. قال شَمِر: الأَلفاظ الثلاثة بمعنى واحد في الطُّول و الضِّخَم، و الكلمة واحدة إِلا أَنها قدمت و أُخِّرت، كما قالوا عُقاب عَبَنْقاةٌ و عَقَنْباة و بَعَنْقاة.
قهبس:
القَهْبَسة: الأَتان الغليظة، و ليس بثبَت.
__________________________________________________
 (1). قوله [ابن سحيح‏] كذا بالأَصل.
 (2). قوله [فأَما قول الأَفوه إلخ‏] هكذا في الأَصل و سقط منه جواب أَما.

184
لسان العرب6

قهبلس ص 185

قهبلس:
القَهْبَلِس: الضخمة من النساء. و القَهْبَلِس: الكَمَرَة؛ و قد توصف به، قال:
         فَيْشَلَة قَهْبَلِس كُباس‏
و القَهْبَلِس، مثال الجَحْمَرِش: الذَّكَر. و القَهْبَلِس: القملة الصغيرة. ابن الأَعرابي: يقال للقملة الصغيرة الهُنْبُغ و الهُنْبوغ و القَهْبَلِس. و القَهْبَلِس: الأَبيض الذي تعلوه كُدْرة.
قوس:
القَوْس: معروفة، عجمية و عربية. الجوهري: القَوْس يذكَّر و يؤنَّث، فمن أَنَّث قال في تصغيرها قُوَيْسَة، و من ذكَّر قال قُوَيْس. و في المثل: هو من خير قُوَيْس سَهْماً. ابن سيدة: القَوْس التي يُرْمى عنها، أُنثى، و تصغيرها قُوَيْس، بغير هاء، شذَّت عن القياس و لها نظائر قد حكاها سيبويه، و الجمع أَقْوُسٌ و أَقْواس و أَقْياس على المُعاقبة، حكاها يعقوب، و قِياس، و قِسِيٌّ و قُسِيٌّ، كلاهما على القلْب عن قُوُوس، و إِن كان قُوُوس لم يستعمل استغنَوْا بقِسِيٍّ عنه فلم يأْتِ إِلا مقلوباً. و قِسْي، قال ابن جني: و فيه صَنعة «1». قال أبو عبيد: جمع القَوْس قياس؛ قال القُلاخُ بن حَزْن:
         و وَتَّرَ الأَساوِرُ القِياسا،             صُغْدِيَّةً تَنتزِعُ الأَنْفاسا

الأَساوِرُ: جمع أَسوار، و هو المقدَّم من أَساوِرة الفُرْس. و الصُّغْد: جِيل من العجم، و يقال: إِنه اسم بلد. و قولهم في جمع القَوْس قِياس أَقْيَس من قول من يقول قُسيّ لأَن أَصلها قَوْس، فالواوُ منها قبل السين، و إِنما حوِّلت الواو ياء لكسرة ما قبلها، فإِذا قلت في جمع القَوْس قِسِيّ أَخرت الواو بعد السين، قال: فالقِياس جَمْعَ القَوْس أَحسن من القِسِيّ، و قال الأَصمعي: من القِياس الفَجَّاء. الجوهري: و كان أَصل قِسيّ قُووس لأَنه فُعُول، إِلا أَنهم قدَّموا اللام و صيَّروه قُسُوٌّ على فُلُوع، ثم قلبوا الواو ياء و كسروا القاف كما كَسَروا عين عِصِيّ، فصارت قِسِيّ على فِليعٍ، كانت من ذوات الثلاثة فصارت من ذوات الأَربعة، و إِذا نسبت إِليها قلت قُسَوِيّ لأَنها فُلُوع مغيّر من فُعُول فتردها إِلى الأَصل، و ربما سمُّوا الذراع قَوساً. و رجل مُتَقَوِّسٌ قَوْسَه أَي معه قَوْس. و المِقْوَسُ، بالكسر: وعاء القَوْس. ابن سيدة: و قاوسَني فَقُسته؛ عن اللحياني، لم يَزِدْ على ذلك، قال: و أُراه أَراد حاسَنَني بقَوْسِه فكنت أَحسن قوساً منه كما تقول: كارَمَني فَكَرَمْتُه و شاعَرَني فشعَرْتُه و فاخَرَني فَفَخَرْتُه، إِلا أَن مثل هذا إِنما هو في الأَعراض نحو الكَرَم و الفَخْر، و هو في الجواهر كالقَوْس و نحوها قليل، قال: و قد عَمِلَ سيبويه في هذا باباً فلم يذكر فيه شيئاً من الجواهر. و قَوْس قُزَحَ: الخط المُنْعطف في السماء على شكل القَوْس، و لا يفصل من الإِضافة، و قيل: إِنما هو قوس اللَّه لأَن قُزَح اسم شيطان. و قَوْس الرجل: ما انحنى من ظهره؛ هذه عن ابن الأَعرابي، قال: أُراه على التشبيه. و تَقَوَّس قَوْسَه احتملها. و تَقَوَّس الشي‏ءُ و اسْتَقْوَس: انعطف. و رجل أَقْوَسُ و مُتَقَوِّس و مُقَوِّس: منعطِف؛ قال الراجز:
         مُقَوِّساً قد ذَرِئَتْ مَجالِيهْ‏
و استعاره بعض الرجَّاز لليوم فقال:
         إِني إِذا وجْه الشَّريب نكّسا،             و آضَ يومُ الوِرْد أَجْناً أَقْوَسا

،__________________________________________________
 (1). قوله [و فيه صنعة] هذا لقظ الأَصل.

185
لسان العرب6

قوس ص 185

         أُوصِي بأُولى إِبلي أَن تُحْبَسا
و شيخٌ أَقْوَس: مُنْحَني الظهر. و قد قَوَّسَ الشيخُ تَقْويساً أَي انحنى، و اسْتَقْوَس مثله، و تَقَوَّس ظهره؛ قال إمرُؤ القيس:
         أَراهُنَّ لا يُحْبِبْنَ مَنْ قَلَّ مالُه،             و لا مَنْ رأَيْنَ الشَّيْبَ فيه و قَوَّسا

و حاجب مُقَوِّس: على التشبيه بالقَوْس. و حاجب مُسْتَقْوِس و نُؤْيٌ مُسْتَقْوِس إِذا صار مثل القَوْس، و نحو ذلك مما ينعطف انعطاف القَوْس؛ قال ذو الرمة:
         و مُسْتَقْوِس قد ثَلَّمَ السَّيْلُ جُدْرَهُ،             شَبيه بأَعضادِ الخَبيطِ المُهَدَّمِ‏

و رجل قَوَّاس و قَيَّاس: للذي يَبْري القِياس؛ قال: و هذا على المُعاقبة. و القَوْسُ: القليل من التمر يبقى في أَسفل الجُلَّةِ، مؤنث أَيضاً، و قيل: الكُتْلة من التمر، و الجمع كالجمع، يقال: ما بقي إِلا قَوْس في أَسفلها. و
يروى عن عمرو بن معديكرب أَنه قال: تضيَّفْت خالد بن الوليد.
و
في رواية: تضيَّفْت بني فلان فأَتَوْني بثَوْر و قَوْس و كَعْب.
؛ فالقوس الشي‏ء من التمر يبقى في أَسفل الجُلَّة، و الكعْب الشي‏ء المجموع من السمن يبقى في النِّحْيِ، و الثور القطعة من الأَقِط. و
في حديث وفْد عبد القَيْس: قالوا لرجُل منهم أَطعِمْنا من بقية القَوْس الذي في نَوْطِك.
و قَوْسى: اسم موضع. و القُوسُ، بضم القاف: رأْس الصَّوْمعة، و قيل: هو موضع الراهب، و قيل: صَوْمَعة الراهبْ، و قيل: هو الراهب بعينه؛ قال جرير و ذكر امرأَة:
         لا وَصْلَ، إِذ صرفتْ هندٌ، و لو وقَفَتْ             لاسْتَفْتَنَتْني و ذا المِسْحَيْن في القُوسِ‏
             قد كنتِ تِرْباً لنا يا هندُ، فاعْتبِري،             ماذا يَريبُك من شَيْبي و تَقْويسي؟

أَي قد كنتِ تِرْباً من أَتْرابي و شبتِ كما شِبْتُ فما بالُك يَريبُك شيبي و لا يَريبُني شيبك؟ ابن الأَعرابي: القُوس بيت الصائد. و القُوسُ أَيضاً: زَجر الكلب إِذا خَسَأْته قلت له: قُوسْ قُوسْ قال: فإِذا دعوته قلت له: قُسْ قُسْ و قَوْقَسَ إِذا أَشلى الكلب. و القَوِسُ: الزمان الصعب؛ يقال: زمان أَقْوَس و قَوِس و قُوسِيّ إِذا كان صعباً، و الأَقْوَسُ من الرمل: المشْرِفُ كالإِطارِ؛ قال الراجز:
         أَثْنى ثِناءً من بَعيد المَحْدِسِ،             مشهُورة تَجْتاز جَوْزَ الأَقْوَسِ‏

أَي تقطع وسط الرمل. و جَوْزُ كل شي‏ء: وسَطه و القَوْسُ: بُرْجٌ في السماء. و قِسْتُ الشي‏ء بغيره و على غيره أَقِيسُ قَيْساً و قِياساً فانقاس إِذا قدَّرته على مثاله؛ و فيه لغة أُخْرى: قُسْتُه أَقُوسُه قَوْساً و قِياساً و لا تقل أَقَسْته، و المِقْدار مِقْياس. ابن سيدة: قُسْتُ الشي‏ءَ قِسْتُه، و أَهل المدينة يقولون: لا يجوز هذا قي القَوْس، يريدون القياس. و قايَسْت بين الأَمرين مُقايَسة و قياساً. و يقال: قايَسْت فلاناً إِذا جارَيْتَه في القِياس. و هو يَقْتاسُ الشي‏ء بغيره أَي يَقِيسُه به، و يَقْتاس بأَبيه اقْتِياساً أَي يسْلك سبيله و يَقتدي به. و المِقْوَس: الحَبْل الذي تُصَفُّ عليه الخيل عند السِّباق، و جمعه مَقاوِس، و يقال المِقْبَصُ أَيضاً؛

186
لسان العرب6

قوس ص 185

قال أَبو العيال الهذلي:
         إِنَّ البلاءَ لَدى ا لمَقاوِس مُخْرِجٌ             ما كان من غَيْبٍ، و رَجْمِ ظُنُون‏

قال ابن الأَعرابي: الفرَس يَجْري بِعتْقِه و عِرْقه، فإِذا وُضع في المِقْوَس جرى بِجِدِّ صاحبه. الليث: قام فلان على مِقْوَس أَي على حِفاظ. و لَيْل أَقْوَس: شديد الظلمة؛ عن ثعلب؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         يكون من لَيْلي و لَيْلِ كَهْمَسِ،             و لَيْلِ سَلْمان الغَسِيّ الأَقْوَسِ،
             و اللَّامِعات بالنُّشُوعِ النُّوَّسِ‏

و قَوَّسَت السحابة: تَفَجَّرت؛ عنه أَيضاً؛ و أَنشد:
         سَلَبْتُ حُمَيَّاها فعادَتْ لنَجْرِها،             و آلَتْ كَمُزْنٍ قَوَّسَتْ بعُيونِ‏

أَي تفجَّرت بعيون من المطَر. و روى المنذر عن أَبي الهيثم أَنه قال: يقال إِن الأَرنب قالت: لا يَدَّريني إِلا الأَجْنى الأَقْوَسُ الذي يَبْدُرُني و لا ييأَس؛ قوله لا يَدَّريني أَي لا يَخْتِلُني. و الأَجْنى الأَقْوَس: المُمارس الداهية من الرجال. يقال: إِنه لأَجْنى أَقْوَس إِذا كان كذلك، و بعضهم يقول: أَحْوى أَقْوَس؛ يريدون بالأَحْوى الأَلْوَى، و حَوَيْتُ و لَوَيْتُ واحد؛ و أَنشد:
         و لا يزال، و هو أَجْنى أَقْوَسُ،             يأْكل، أَو يَحْسو دَماً و يَلْحَسُ‏

قيس:
قاسَ الشي‏ء يَقيسُه قَيْساً و قياساً و اقْتاسه و قَيَّسه إِذا قدَّره على مثاله، قال:
         فهنَّ بالأَيْدي مُقَيِّساته،             مُقَدِّرات و مُخَيّطاته‏

و المِقياس: المِقْدار. و قاسَ الشي‏ء يَقوسُه قَوْساً: لغة في قاسَه يَقِيسه. و يقال: قِسْته و قُسْته أَقُوسُه قَوْساً و قِياساً، و لا يقال أَقَسْته، بالأَلف. و المِقْياس: ما قِيسَ به. و القِيسُ القاسُ: القَدْر، يقال: قِيسُ رُمحٍ و قاسُه. الليث: المُقايَسة مُفاعَلَة من القياس. و يقال: هذه خَشَبةٌ قِيسُ أُصبع أَي قدر أُصبع. و يقال: قَايَسْت بين شيئين إِذا قادَرْت بينهما، و قاس الطبيبُ قَعْرَ الجراحة قَيساً، و أَنشد:
         إِذا قاسَها الآسِي النِّطاسِيُّ أَدْبَرَتْ             غَثِيثَتُها، و ازداد وَهْياً هُزُومُها

و
في حديث الشعبي: أنه قَضى بشهادة القائس مع يمين المَشْجُوج.
أَي الذي يَقيس الشَّجَّة و يتعرَّف غَوْرَها بالمِيل الذي يُدخله فيها ليعتبرَها. و بينهما قِيس رُمْح و قاسُ رمح أَي قدر رُمح. و
في الحديث: ليس ما بين فرعَوْن من الفراعنة و فرعون هذه الأُمة قِيسُ شِبرٍ.
أَي قدرُ شِبرٍ، القِيسُ و القِيدُ سواء. و تقايس القوم: ذكروا مآرِبَهُم، و قايَسَهُم إِليه: «1» قايسهم به، قال:
         إِذا نحن قايَسْنا المُلُوك إِلى العُلى،             و إِن كرموا، لم يَسْتَطِعْنا المُقايسُ‏

و من كلامهم: إِن الليل لَطَويل و لا أُقَيَّس به، عن اللحياني، أَي لا أَكون قياساً لبلائه، قال: و معناه الدعاء. و القَيْسُ: الشِّدَّة، و منه إمرُؤُ القَيْس أي رجل الشدّة. و القَيْس: الذَّكَرُ، عن كراع، قال ابن سيدة: و أُراه كذلك، و أَنشد:
__________________________________________________
 (1) قوله" و قايسهم إليه إلخ" عبارة الأساس: و قايسه إلى كذا سابقه.

187
لسان العرب6

قيس ص 187

         دعاك اللَّهُ من قَيْسٍ بأَفْعَى،             إِذا نامَ العيونُ سَرَتْ عليكا

التهذيب: و المُقايسة تجْري مَجْرَى المُقاساة التي هي مُعالجة الأَمر الشديد و مُكابَدَتُهُ و هو مقلوب حينئذ. و يقال: هو يَخْطُو قِيساً أَي يجعل هذه الخُطْوَة بميزان هذه. و يقال: قَصِّرْ مِقْياسك عن مقياسِي أَي مِثالكَ عن مِثالي. و
روي عن أَبي الدَّرْداء أَنه قال: خيرُ نسائكم التي تدخل قَيْساً و تخرج مَيْساً.
أَي تدبِّرُ في صلاح بيتها لا تَخْرُق في مِهْنَتها، قال ابن الأَثير: يريد أَنها إِذا مَشَتْ قَاسَتْ بعض خُطاها ببعض فلم تعجل، فعلَ الخَرْقاء، و لم تُبْطِئ، و لكنها تمشي مَشياً وسَطاً معتدلًا فكأَن خطاها متساوية. و قَيْس: اسم، و الجمع أَقياس، أَنشد سيبويه:
         أَلا أَبْلِغِ الأَقْياسَ: قَيْسَ بن نَوْفَلٍ،             و قَيْسَ بن أَهْبانٍ، و قَيْسَ بن خالِدِ

و كذلك مِقْيَسٌ، «2» قال:
         للَّه عَيْنَا مَنْ رَأَى مِثلَ مِقْيَسِ،             إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ‏

و قَيْسٌ: قَبِيلٌ، و حكى سيبويه: تَقَيَّسَ الرجل انتسب إِليها. و أُمُّ قَيْس: الرَّخَمَة. و قَيْس: أَبو قبيلة من مضر، و هو قَيْس عَيْلان و اسمه الناسُ «3» بن مضر بن نزار و قَيْس لَقَبُه. يقال: تَقَيَّس فلان إِذا تشبه بهم أَو تمسَّك منهم بسَببٍ إِما بحِلْف أَو جِوارٍ أَو وَلاء، قال رؤبة:
         و قَيْسُ عَيْلان و مَنْ تَقَيَّسا

قال ابن بري: الرجز للعجاج و ليس لرؤبة، و صواب إِنشاده:
         و قَيْسَ ...

، بالنصب، لأَن قبله:
         و إِنْ دعَوْتَ من تَميمٍ أَرْؤُسا

و جوابُ إِنْ في البيت الثالث:
         تَقَاعَسَ العِزُّ بِنا فاقْعَنْسَسَا

و معنى تقاعس: ثبت و انتصب، و كذلك اقْعَنْسَس. و القيسان من طي‏ء: «4» قَيْسُ بن عَنَّاب بن أَبي حارثة. و عبدُ القَيْس: أَبو قبيلة من أَسد، و هو عبدُ القيس بن أَفصَى بن دُعْمِيّ بن جَديلَة بن أَسد بن ربيعة، و النسبة إِليهم عَبْقَسِيّ، و إِن شئت عَبْديّ، و قد تعَبْقَس الرجل كما يقال تَعَبْشَم و تَقَيَّس.
فصل الكاف‏
كأس:
ابن السكيت: هي الكَأْس و الفَأْس و الرَّأْس مَهْموزات، و هو رابطُ الجَأْش. و الكأْس مؤنثة، قال اللَّه تعالى: بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ
؛ و أَنشد الأَصمعي لأُمية بن أَبي الصلت:
         ما رَغْبَةُ النفسِ في الحياة، و إِن             تَحْيا قليلًا، فالموتُ لاحِقُها
             يُوشك مَن فَرّ مِنْ مَنِيَّته،             في بعضِ غِرّاته يُوافِقُها
             مَن لم يَمُتْ عَبْطَةً يمت هَرَمًا،             للموت كأْس، و المرءُ ذائقُها

قال ابن بري: عَبْطَة أَي شابّاً في طَراءته و انتصب على المصدر أَي مَوْت عَبْطَة و موت هَرَم فحذف‏
__________________________________________________
 (2). 1 قوله" و كذلك مِقْيَسٌ إلخ" عبارة القاموس و شرحه: و مِقْيَسٌ هو ابن حبابة قتله نميلة بن عبد اللَّه من قومه، فقالت أخته في قتله:
         لعمري لقد أخزى نميلة رهطه             و فجع أضياف الشتاء بمِقْيَس‏
فلله عينا من رأى إلخ.
 (3). 2 قوله" و اسمه الناس" ضبط في الأصل و متن القاموس بتخفيف السين، و زاد في شرح القاموس تشديدها نقلًا عن الوزير المغربي.
 (4). 1 قوله" و القيسان من طي‏ء إلخ" لم يبين الثاني منهما. و عبارة القاموس: و القيسان من طي‏ء قَيْس بن عناب، بالنون، و قَيْس بن هزمة، أي بالتحريك، بن عناب.

188
لسان العرب6

كأس ص 188

المضاف، قال: و إِن شئت نصبتهما على الحال أَي ذا عَبْطَة و ذا هَرَم فحذف المضاف أَيضاً و أَقام المضاف إِليه مُقامَه. و الكأْس: الزُّجاجة ما دام فيها شراب. و قال أَبو حاتم: الكأْسُ الشراب بعَيْنه و هو قول الأَصمعي، و كذلك كان الأَصمعي ينكر رواية من روى بيت أُمَيَّة للمَوْتِ كأْس، و كان يَرْويه: المَوْت كأْس، و يقطع أَلف الوصل لأَنها في أَول النصف الثاني من البيت، و ذلك جائز؛ و كان أَبو علي الفارسي يقول: هذا الذي أَنكره الأَصمعي غير منكر، و استشهد على إِضافة الكأْس إِلى الموت ببيت مُهَلْهِل، و هو:
         ما أُرَجِّي بالعَيْش بعد نَدامى،             قد أَراهُمْ سُقُوا بكأْس حَلاقِ

و حَلاقِ: اسم للمنِيَّة و قد أَضاف الكأْس إِليها؛ و مثلُ هذا البيت الذي استشهد به أَبو عليّ. قول الجعدي:
         فهاجَها، بعد ما رِيعَتْ، أَخُو قَنَصٍ،             عارِي الأَشاجِعِ من نَبْهان أَو ثُعَلا
             بأَكْلُبٍ كقِداحِ النَّبْعِ يُوسِدُها             طِمْلٌ، أَخُو قَفْرَة غَرْثان قد نَحَلا
             فلم تَدَعْ واحداً منهنَّ ذا رَمَقٍ،             حتى سَقَتْه بكأْسِ الموت فانْجَدَلا

يصف صائداً أَرسل كلابه على بقرةِ وَحْشٍ؛ و مثله للخنساء:
         و يُسْقِي حين تَشْتَجِرُ العَوالي             بكأْس الموت، ساعةَ مُصْطَلاها

و قال جرير في مثل ذلك:
         أَلا رُبَّ جَبَّار، عليه مَهابَةٌ،             سَقَيْناه كأْس الموت حتى تَضَلَّعَا

و مثله لأَبي دُواد الإِيادِي:
         تعْتادُه زفَرَاتٌ حين يذكُرُها،             سَقَيْنَه بكُؤُوس الموت أَفْوَاقَا

ابن سيدة: الكأْس الخمر نفسها اسم لها. و في التنزيل العزيز: يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ‏
؛ و أَنشد أَبو حنيفة للأَعشى:
         و كأْسٍ كعَينِ الدِّيكِ باكَرْتُ نَحْوَها             بفِتْيانِ صِدْقٍ، و النَّواقِيسُ تُضْرَبُ‏

و أَنشد أَبو حنيفة أَيضاً لعلقمة:
         كأْسٌ عزيزٌ من الأَعْناب عَتَّقَها،             لبعضِ أَربابها، حَانِيَّةٌ حُومُ‏

قال ابن سيدة: كذا أَنشده أَبو حنيفة، كأْسٌ عزيزٌ، يعني أَنها خمر تَعِزُّ فَيُنْفَسُ بها إِلا على المُلُوك و الأَرباب؛ و كأْسٌ عزيزٌ، على الصفة، و المتعارَف: كأْسُ عزيزٍ، بالإِضافة؛ و كذلك أَنَشده سيبويه، أَي كأْسُ مالِكٍ عَزيزٍ أَو مستحِقٍّ عزيزٍ. و الكأْس أَيضاً: الإِناء إِذا كان فيه خَمْرٌ، قال بعضهم: هي الزُّجاجة ما دام فيها خمر، فإِذا لم يكن فيها خمر، فهي قدح، كل هذا مؤنث. قال ابن الأَعرابي: لا تسمَّى الكأْس كأْساً إِلا و فيها الشَّراب، و قيل: هو اسم لها على الانفراد و الاجتماع، و قد ورد ذكر الكأْس في الحديث، و اللفظة مهموزة و قد يترك الهمز تخفيفاً، و الجمع من كل ذلك أَكْؤُسٌ و كُؤُوسٌ و كِئاسٌ؛ قال الأَخطل:
         خَضِلُ الكِئاسِ، إَذا تَثَنَّى لم تكنْ             خُلْفاً مَواعِدُه كَبَرْقِ الخُلَّبِ‏

و حكى أَبو حنيفة: كِياس، بغير همز، فإِن صح ذلك، فهو على البَدَل، قلَبَ الهمزة في كأْس أَلفا

189
لسان العرب6

كأس ص 188

في نية الواو فقال كاسٌ كنارٍ، ثم جمع كاساً على كِياسٍ، و الأَصل كِواس، فقلبت الواو ياء للكسرة التي قبلها؛ و تَقَعُ الكأْس لكل إِناءٍ مع شرابه، و يستعار الكأْس في جميع ضُرُوب المكاره، كقولهم: سقاه كأْساً من الذلِّ، و كأْساً من الحُبِّ و الفُرْقة و الموت، قال أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْت، و قيل هو لبعض الحرورية:
         مَن لم يَمُت عَبْطَةً يَمُت هَرَماً،             المَوْتُ كأْس، و المرءُ ذائقُه «1»

قطَع أَلف الوصل و هذا يفعل في الأَنْصاف كثيراً لأَنه موضع ابتداء؛ أَنشد سيبويه:
         و لا يُبادِرُ في الشِّتاء وَلِيدُنا،             أَلْقِدْرَ يُنزِلها بغيرِ جِعَال‏

ابن بُزُرج: كاصَ فلان من الطعام و الشراب إِذا أَكثر منه. و تقول: وجَدْت فلاناً كأْصاً بِزِنَةٍ كَعْصاً أَي صبوراً باقياً على شُربه و أَكله. قال الأَزهري: و أَحْسب الكأْس مأْخوذاً منه لأَن الصاد و السين يَتَعاقبان في حروف كثيرة لقرب مَخْرَجَيْهما.
كبس:
الكَبْسُ: طَمُّك حُفرة بتراب. و كبَسْت النهرَ و البئر كَبْساً: طَمَمْتها بالتراب. و قد كَبَسَ الحفرة يَكْبِسُها كَبْساً: طَواها بالتراب «2» و غيره، و اسم ذلك التراب الكِبْس، بالكسر. يقال الهَواء و الكِبْس، فالكِبْس ما كان نحو الأَرض مما يسد من الهواء مَسَدّاً. و قال أَبو حنيفة: الكَبْس أَن يوضع الجلد في حفيرة و يدفن فيها حتى يسترخِي شعَره أَو صُوفه. و الكبيسُ: حَلْيٌ يُصاغُ مجَوَّفاً ثم يُحْشى بِطِيب ثم يُكْبَس؛ قال عَلقمة:
         مَحَالٌ كأَجْوازِ الجَراد، و لُؤْلُؤٌ             من القَلَقِيِّ و الكَبِيس المُلَوَّبِ

و الجبال الكُبَّس و الكُبْس: الصِّلاب الشداد. و كَبَسَ الرجلُ يَكْبِسُ كُبُوساً و تَكَبَّس أدخل رأْسه في ثوبه، و قيل: تقنَّع به ثم تغطَّى بطائفته، و الكُباس من الرجال: الذي يفعل ذلك. و رجل كُباسٌ: و هو الذي إِذا سأَلته حاجة كَبَس برأْسه في جَيْب قميصه. يقال: إِنه لكُباس غير خُباس؛ قال الشاعر يمدح رجلًا:
         هو الرُّزْءُ المُبيّنُ، لا كُباسٌ             ثَقيل الرَّأْسِ، يَنْعِق بالضَّئين‏

ابن الأَعرابي: رجل كُباس عظيم الرأْس؛ قالت الخنساء:
         فذاك الرُّزْءُ عَمْرُك، لا كُباسٌ             عظيم الرأْس، يَحْلُم بالنَّعِيق‏

و يقال: الكُباس الذي يَكْبِس رأْسه في ثيابه و ينام. و الكابِس من الرجال: الكابس في ثوبه المُغَطِّي به جسده الداخل فيه. و الكِبْس: البيت الصغير، قال: أُراه سمِّي بذلك لأَن الرجل يَكْبِس فيه رأْسه؛ قال شمر: و يجوز أَن يجعل البيت كِبْساً لما يُكْبَسُ فيه أَي يُدْخل كما يَكْبس الرجل رأْسه في ثوبه. و
في الحديث عن عَقيل بن أَبي طالب أَن قريشاً أَتت أَبا طالب فقالوا له: إِن ابن أَخيك قد آذانا فانْهَهُ عنَّا، فقال: يا عَقيل انطلق فأْتني بمحمد، فانطلقت إِلى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، فاستخرجته من كِبْس.
بالكسر؛ قال شمر: من كِبْس أَي من بيت صغير، و يروى بالنون من الكِناس، و هو بيت الظَّبْي، و الأَكباس: بيوت من طين، واحدها كِبْس. قال شمر: و الكِبس‏
__________________________________________________
 (1). روي هذا البيت في الصفحة 188: و المرء ذائقها: و يظهر أَنه أَرجع هنا الضمير إلى الموت لا إلى الكأس.
 (2). قوله [طواها بالتراب‏] هكذا في الأَصل و لعله طمها بالتراب.

190
لسان العرب6

كبس ص 190

اسم لما كُبِس من الأَبنية، يقال: كِبْس الجار و كِبْس البَيت. و كل بُنيان كُبِس، فله كِبْس؛ قال العجاج:
         و إِن رأَوْا بُنْيانَه ذا كِبْسِ،             تَطارَحُوا أَركانَه بالرَّدْسِ‏

و الأَرْنَبَة الكابِسَة: المُقبلَة على الشفة العليا. و الناصيَة الكابِسَة: المُقبلَة على الجَبْهة. يقال: جبهة كَبَسَتها الناصية، و قد كَبَسَتِ الناصِيَةُ الجَبْهَة. و الكُباس، بالضم: العظيم الرأْس، و كذلك الأَكبس. و رجل أَكْبس بَيِّن الكَبَس إِذا كان ضخم الرأْس؛ و في التهذيب: الذي أَقبلت هامَتُه و أَدبرت جَبْهَته. و يقال: رأْس أَكْبَس إِذا كان مستديراً ضخماً. و هامَةٌ كَبْساء و كُباس: ضخمة مستديرة، و كذلك كَمَرَة كَبْساء و كُباس. ابن الأَعرابي: الكِبْسُ الكَنْزُ و الكِبْس الرأْس الكبير. شمر: الكُباس الذكَر؛ و أَنشد قول الطرماح:
         و لو كُنْت حُرّاً لم تَنَمْ ليلة النَّقا،             و جِعْثِنُ تُهْبى بالكُباس و بالعَرْد

تُهْبى: يُثار منها الغبار لشدة العَمَل بها، ناقة كَبْساء و كُباس، و الاسم الكَبَس؛ و قيل: الأَكْبَس. و هامةٌ كَبْساء و كُباس: ضخمة مستديرة، و كذلك كَمَرة كَبْساء وَ كُباس. و الكُباس. الممتلئ اللحم. و قدَم كَبْساء: كثيرة اللحم غليظة مُحْدَوْدِبة. و التَّكْبيس و التَّكَبُّس: الاقتحام على الشي‏ء، و قد تَكَبَّسوا عليه. و يقال: كَبَسوا عليهم. و في نوادر الأَعراب: جاء فلان مُكَبِّساً و كابساً إِذا جاء شادّاً، و كذلك جاء مُكَلِّساً أَي حاملًا. يقال: شدَّ إِذا حَمَل، و ربما قالوا كَبَس رأْسَه أَي أَدخله في ثيابه و أَخفاه. و
في حديث القيامة: فوجَدوا رجالًا قد أَكلتهم النار إِلا صورة أَحدهم يعرَف بها فاكْتَبَسوا فأُلْقوا على باب الجنة.
أَي أَدخلوا رؤُوسَهم في ثيابهم. و
في حديث مَقْتَل حمزة: قال وَحْشِيّ فكَمَنت له إِلى صخرة و هو مُكَبّسٌ له كَتِيت.
أَي يقتحم الناس فيَكْبِسهم، و الكتيت الهَدير و الغَطِيط. و قِفافٌ كُبْسٌ إِذا كانت ضِعافاً؛ قال العجاج:
         وُعْثاً وُعُوراً و قِفافاً كُبْسا

و نخلة كَبُوس: حملها في سَعَفِها. و الكِباسة، بالكسر: العِذْق التَّام بشَماريخه و بُسْرِه، و هو من التمر بمنزلة العُنْقود من العِنب؛ و استعار أَبو حنيفة الكَبائس لشجر الفَوْفَل فقال: تحمل كبائس فيها الفَوْفَل مثل التمر. غيره: و الكَبيسُ ضرْب من التمر. و
في الحديث: أَن رجلًا جاء بكَبائس من هذه النخل.
؛ هي جمع كِباسة، و هو العِذْق التامُّ بشماريخه و رُطبه؛ و منه‏
حديث عليّ، كرم اللَّه وجهه: كَبائس اللؤْلؤ الرطْب.
و الكَبيس: ثمر النخلة التي يقال لها أُمُّ جِرْذان، و إِنما يقال له الكبيس إِذا جفَّ، فإِذا كان رطباً فهو أُمُّ جِرْذان. و عامُ الكَبِيس في حساب أَهل الشام عن أَهل الروم: في كل أَربع سنين يزيدون في شهر شباط يوماً فيجعلونه تسعة و عشرين يوماً، و في ثلاث سنين يعدونه ثمانية و عشرين يوماً، يقيمون بذلك كسور حساب السنة و يسمون العام الذي يزيدون فيه ذلك اليوم عام الكَبِيس. الجوهري: و السنة الكَبِيسة التي يُسْتَرق لها يوم و ذلك في كل أَربع سنين. و كَبَسُوا دار فلان؛ و كابوس: كلمة يكنَى بها عن البُضْع. يقال: كبَسها إِذا فعل بها مرة.

191
لسان العرب6

كبس ص 190

و كَبَس المرأَة: نكحها مرة. و كابُوس: اسم يكنُون به عن النكاح. و الكابُوس: ما يقع على النائم بالليل، و يقال: هو مقدَمة الصَّرَع؛ قال بعض اللغويين: و لا أَحسبه عربيّاً إِنما هو النِّيدِلان، و هو الباروك و الجاثُوم. و عابسٌ كابسٌ: إِتباع. و كابسٌ و كَبْس و كُبَيْسٌ: أَسماء و كُبَيْس: موضع؛ قال الراعي:
         جَعَلْنَ حُبَيّاً باليمين، و نكَّبَت             كُبَيْساً لوِرْدٍ من ضَئيدة باكِرِ

كدس:
الكُدْس و الكَدْس: العَرَمَة من الطعام و التمر و الدراهم و نحو ذلك، و الجمع أَكداس، و هو الكدِّيس، يمانية؛ قال:
         لم تَدْر بُصْرى بما آلَيْت من قَسَم،             و لا دِمَشْقُ إِذا دِيسَ الكَداديسُ‏

و قد كَدَسَه. و الكُدْس: جماعة طعام، و كذلك ما يجمع من دراهم و نحوه. يقال: كَدَسَ يَكْدِس. النضر: أَكْداس الرمل واحدها كُدْس، و هو المتراكب الكثير الذي لا يُزايل بعضه بعضاً. و
في حديث قتادة: كان أَصحاب الأَيْكة أَصحاب شجر مُتكادِس.
أَي ملتف مجتمع من تكدَّست الخيل إِذا ازدحمت و ركب بعضها بعضاً. و الكَدْس: الجمع؛ و منه كُدْس الطعام. و كَدَسَتِ الإِبل و الدَّوابّ تَكْدِس كَدْساً و تكدَّسَت: أَسرعت و ركب بعضها بعضاً في سيرها. الفراء: الكَدس إِسراع الإِبل في سيْرها، و الكَدْس: إِثقال المُسْرِع «1» في السير، و قد كَدَسَت الخيل. و تَكَدَّس الفرس إِذا مشى كأَنه مثقل؛ قال الشاعر:
         إِنَّا إِذا الخَيْل عَدَت أَكْداسا،             مِثل الكلاب، تَتَّقِي الهَراسا

و التَكَدُّس: أَن يحرِّك مَنْكِبَيْه و ينصَبَّ إِلى ما بين يديه إِذا مَشَى و كأَنه يركب رأْسه، و كذلك الوُعُول إِذا مَشَت. و
في حديث الصِّراط: و منهم مَكْدُوس في النار.
أَي مَدْفُوع. و تكدَّس الإِنسان إِذا دُفع من ورائه فسقط، و يروى بالشين المعجمة، من الكَدْش و هو السَّوْق الشديد. و الكَدْسُ: الطرد و الجَرْح أَيضاً. و التَكَدُّس: مِشيَة من مِشى القِصار الغِلاظ. ابن الأَعرابي: كَدْس الخيل ركوب بعضها بعضاً، و التَكَدُّس: السرعة في المشي أَيضاً؛ قال عبيد أَو مهلهل:
         و خَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارعِين،             كمَشْيِ الوُعُول على الظاهِرَهْ‏

يقال منه: جاء فلان يَتَكَدَّسُ؛ و قال المُتَلَمِّس:
         هَلُمُّوا إِليه، قد أُبيثَتْ زُرُوعُه،             و عادَتْ عليه المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ‏

و الكُداس: عُطاس البهائم، و كَدَسَت أَي عَطَست؛ قال الراجز:
         الطَّير شَفْعٌ و المَطايا تَكْدِسُ،             إِني بأَنْ تَنْصُرَني لأُحسِسُ‏

يقول: هذه الإِبل تَعْطِسُ بنصرك إِياي، و الطيرُ تمرُّ شَفْعاً، لأَنه يُتَطَيَّرُ بالوِتْرِ منها، و قوله أُحْسِسُ، أَي أُحسُّ، فأَظْهر التضعيف للضرورة كما قال الآخر:
         تَشْكو الوَجى من أَظْلَلٍ و أَظْلَلِ‏
و كَدَسَ يَكْدِس كَدْساً: عَطَس، و قيل: الكُداس للضّأْن مثل العُطاس للإِنسان. و
في الحديث:
__________________________________________________
 (1). قوله [الكدس إثقال المسرع إلخ‏] عبارة القاموس و الصحاح: الكدس إسراع المثقل في السير.

192
لسان العرب6

كدس ص 192

إِذا بصَق أَحدكم في الصلاة فليبصُق عن يَساره أَو تحت رجْله، فإِن غَلَبَتْه كَدْسَة أَو سعلة ففي ثوبه.
؛ الكَدْسة: العَطْسة. و الكَوادِس: ما يُتَطَيَّر منه مثلُ الفأْل و العُطاس و نحوه، و الكادِس كذلك؛ و منه قيل للظَّبي و غيره إِذا نَزَلَ من الجَبَل: كادِس، يُتَشاءَم به كما يُتَشاءَمُ بالبارِح. و الكادِسُ: القَعيدُ من الظِّباء و هو الذي يَجيئُك من ورائك؛ قال أَبو ذؤيب:
         فَلَوْ أَنَّني كنتُ السَّلِيم لَعُدْتَني             سَريعاً، و لم تَحْبِسْكَ عَنِّي الكَوادِسُ‏

واحدُها كادِس. و كَدَسَ يَكْدِسُ كَدْساً: تطيَّر؛ و يقال: أَخذه فكَدَس به الأَرض. و
في الحديث: كان لا يُؤتَى بأَحَدٍ إِلَّا كدس به الأَرض.
أَي صَرعه و أَلصَقَه بها.
كرس:
تَكَرَّسَ الشي‏ءُ و تَكارَس: تَراكَمَ و تَلازَبَ. و تَكَرَّس أُسُّ البِناء: صَلُبَ و اشتدَّ. و الكِرْسُ: الصَّارُوجُ. و الكِرْس، بالكسر: أَبوال الإِبل و الغَنَم و أَبعارُها يتلبَّد بعضها على بعض في الدار، و الدِّمْنُ ما سَوَّدُوا من آثار البَعَر و غيره. و يقال: أَكْرَسَتِ الدار. و الكِرْس: كِرْس البِناء، و كِرْس الحَوض: حيث تَقِف النَّعَم فيتلبَّد، و كذلك كِرْس الدِّمْنة إِذا تَلَبَّدَت فَلزِقَت بالأَرض. و رسم مُكْرَس، بتخفيف الراء، و مُكْرِس: كَرِسٌ؛ قال العجاج:
         يا صاحِ، هل تعرِف رَسْماً مُكْرَسَا؟             قال: نعم أَعْرِفه، و أَبْلَسَا،
             و انْحَلَبَتْ عَيْناه من فَرْط الأَسَى‏

قال: و المَكْرس الذي قد بَعَرَت فيه الإِبل و بوّلتْ فركِب بعضه بعضاً؛ و منه سُمِّيت الكُرَّاسة. و أَكْرَس المكان: صار فيه كِرْس؛ قال أَبو محمد الحذلمي:
         في عَطَنٍ أَكْرَسَ من أَصْرَامِها

أَبو عمرو: الأَكارِيسُ الأَصْرام من الناس، واحدها كِرْس، و أَكْراس ثم أَكارِيس. و الكِرْس: الطِّين المتلبِّد، و الجمع أَكْراس. أَبو بكر: لُمْعَة كَرْساء للقطعة من الأَرض فيها شجر تَدانَتْ أُصُولها و التفَّت فُرُوعها. و الكِرْس: القلائد «2» المضموم بعضها إِلى بعض، و كذلك هي من الوُشُح و نحوها، و الجمع أَكراس. و يقال: قلادة ذاتُ كِرْسَين و ذات أَكْراس ثلاثة إِذا ضَمَمْتَ بعضها إِلى بعض؛ و أَنشد:
         أَرِقْتُ لِطَيْف زارني في المَجَاسِدِ،             و أَكْراس دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرائدِ

و قِلادة ذات كِرْسَيْن أَي ذات نَظْمين. و نظم مُكَرَّس و مُتَكَرِّس: بعضه فوق بعض. و كلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض. و كلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض، فقد كُرِّس و تَكَرَّس هُوَ. ابن الأَعرابي: كَرِس الرجل إِذا ازدحَمَ عِلْمه على قلبه؛ و الكُرَّاسة من الكتب سُمِّيت بذلك لتَكَرُّسِها. الجوهري: الكُرَّاسة واحدة الكُرَّاس «3» و الكرارِيس؛ قال الكميت:
         حتى كأَن عِراصَ الدّار أَرْدِيةٌ             من التَّجاويز، أَو كُرَّاسُ أَسفار

جمع سِفْر. و
في حديث الصِّراط: و منهم مَكْروسٌ‏
__________________________________________________
 (2). قوله [و الكرس القلائد] عبارة القاموس و الكرس واحد أَكراس القلائد و الوشح و نحوها.
 (3). قوله [الكراسة واحدة الكراس‏] إن أراد أنثاه فظاهر، و إن أَراد أَنها واحدة و الكراس جمع أَو اسم جنس جمعي فليس كذلك، و قد حققته في شرح الاقتراح و غيره انتهى من هامش القاموس.

193
لسان العرب6

كرس ص 193

في النار.
بَدَل مُكَرْدَس و هو بمعناه. و التَكرِيس: ضَمُّ الشي‏ء بعضه إِلى بعض، و يجوز أَن يكون من كِرْس الدِّمْنة حيث تَقِف الدوابُّ. و الكِرْس: الجماعة من الناس، و قيل: الجماعة من أَيِّ شي‏ء كان، و الجمع أَكْراس، و أَكارِيسُ جمع الجمع؛ فأَما قول ربيعة بن الجحدر:
         أَلا إِن خَيْرَ الناس رِسْلًا و نَجْدَةً،             بِعَجْلان، قد خَفَّت لَدَيْهِ الأَكارِسُ‏

فإِنه أَراد الأَكارِيس فحذف للضرورة، و مثله كثير. و كِرس كل شي‏ء: أَصله. يقال: إِنه لكريم الكِرْس و كَريم القِنْس و هما الأَصل؛ و قال العجاج يمدح الوليد بن عبد الملك:
         أَنْتَ أَبا العَبَّاس، أَولى نَفْسِ             بِمعْدِنِ الملْك القدِيم الكِرْسِ‏

الكِرْس: الأَصل. و الكُرْسِيّ: معروف واحد الكَرَاسِي، و ربما قالوا كِرْسِيّ؛ بكسر الكاف. و في التنزيل العزيز: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏
؛ في بعض التَّفاسير: الكُرْسِيّ العِلم و فيه عدَّة أَقوال.
قال ابن عباس: كُرْسِيُّهُ‏
 عِلْمُه.
و
روي عن عطاء أَنه قال: ما السموات و الأَرض في الكُرْسِيّ إِلا كحَلْقة في أَرض فَلاة.
؛ قال الزجاج: و هذا القول بَيِّنٌ لأَن الذي نعرِفه من الكُرْسي في اللغة الشي‏ء الذي يُعْتَمَد عليه و يُجْلَس عليه فهذا يدل على أَن الكرسيّ عظيم دونه السموات و الأَرض، و الكُرْسِيّ في اللغة و الكُرَّاسة إِنما هو الشي‏ء الذي قد ثَبَت و لزِم بعضُه بعضاً. قال: و قال قوم كُرْسيّه قُدْرَتُه التي بها يمسك السموات و الأَرض. قالوا: و هذا كقولك اجعل لهذا الحائط كُرْسِيّاً أَي اجعل له ما يَعْمِدُه و يُمْسِكه، قال: و هذا قريب من قول ابن عباس لأَن علمه الذي وسع السموات و الأَرض لا يخرج من هذا، و اللَّه أَعلم بحقيقة الكرسيّ إِلا أَن جملته أَمرٌ عظيم من أَمر اللَّه عز و جل؛ و روى أَبو عمرو عن ثعلب أَنه قال: الكرسيّ ما تعرفه العرب من كَرَاسِيِّ المُلوك، و يقال كِرْسي أَيضاً؛ قال أَبو منصور: و الصحيح عن ابن عباس في الكرسيّ ما
رواه عَمَّار الذهبي عن مسلم البَطِين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع القَدَمين، و أَما العرش فإِنه لا يُقدر قدره.
قال: و هذه رواية اتفق أَهل العلم على صحتها، قال: و من روى عنه في الكرسيّ أَنه العِلم فقد أَبْطل. و الانْكِراس: الانْكِباب. و قد انْكَرَس في الشي‏ء إِذا دخل فيه مُنْكَبّاً. و الكَرَوَّس، بتشديد الواو: الضخم من كل شي‏ء، و قيل: هو العَظِيم الرأْس و الكاهِلِ مع صَلابة، و قيل: هو العظيم الرأْس فقط، و هو اسم رجل. التهذيب: و الكَرَوَّس الرجل الشديد الرأْس و الكاهل في جِسْم؛ قال العجاج:
         فِينا وجَدْت الرجل الكَرَوّسا

ابن شميل: الكَرَوَّس الشديد، رجلٌ كَرَوَّس. و الكَرَوَّس: الهُجَيْمِي من شُعَرائهم. و الكِرْياس: الكَنِيف، و قيل: هو الكنِيف الذي يكون مُشْرفاً على سَطْح بِقَناةٍ إِلى الأَرض؛ و منه‏
حديث أَبي أَيوب أَنه قال: ما أَدْرِي ما أَصْنَع بهذه الكَرَاييِس، و قد نَهَى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، أَن تُسْتَقْبَل القِبلة بغائطٍ أَو بَوْل.
يعني الكُنُف. قال أَبو عبيد: الكَرَايِيسُ واحدُها كِرْياس، و هو الكَنِيف الذي يكون مُشْرِفاً على سَطْحٍ بِقَناةٍ إِلى الأَرض، فإِذا كان أَسفل فليس بكِرْياس. قال الأَزهري: سُمِّي كِرْياساً لما

194
لسان العرب6

كرس ص 193

يَعْلَق به من الأَقذار فَيَرْكب بعضه بعضاً و يتكرَّس مثل كِرْس الدِّمْنِ و الوَأْلَةِ، و هو فِعْيال من الكَرْس مثل جِرْيال؛ قال الزمخشري: و في كتاب العين الكِرْناس، بالنون.
كربس:
الكِرْباس و الكِرْباسة: ثوب، فارسية، و بيَّاعُه كَرَابِيسِيّ. التهذيب: الكِرْباس، بكسر الكاف، فارسي معرّب ينسب إِليه بيَّاعه فيقال كَرابيسيّ، و الكِرباسة أَخص منه و الجمع الكَرابيس. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: و عليه قَمِيص من كَرابيسَ.
؛ هي جمع كِرْباس، و هو القُطْن. و منه‏
حديث عبد الرحمن بن عوف، رضي اللَّه عنه: فأَصبح و قد اعْتَمَّ بعِمامة كَرابيس سوداء.
و الكِرْباسُ: راوُوق الخمر.
كردس:
الكُرْدُوس: الخيل العظيمة، و قيل: القِطْعة من الخيل العظيمةُ، و الكَرادِيسُ: الفِرَق منهم. و يقال: كَرْدَسَ القائد خَيْله أَي جعلها كَتِيبة كَتِيبة. و الكُرْدُوس: قطعة من الخيْل. و الكُرْدوس: فِقْرة من فِقَر الكاهِل. و كلُّ عظم تامّ ضخْم، فهو كُرْدوس؛ و كلُّ عظمْ كَثِير اللحم عظُمَت نَحْضَتُه كُرْدُوس؛ و منه‏
قول عليّ، كرَّم اللَّه وجهه، في صفة النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: ضَخْم الكَرادِيس.
قال أَبو عبيدة و غيره: الكَرادِيس رُؤُوس العِظام، واحدُها كُرْدوس، و كل عظمين التقيا في مَفْصِل فهو كُرْدُوس نحو المَنْكِبَين و الرُّكْبَتين و الوَرِكَين؛ أَراد أَنه، صلى اللَّه عليه و سلم، ضَخْم الأَعضاء. و الكَراديس: كتائب الخيل، واحدها كُردوس، شبهت برؤوس العظام الكثيرة. و الكرادِيس: عِظام مَحال البَعِير. و الكُرْدُوسان: كَسْرَا [كِسْرَا] الفَخِذين، و بعضهم يجعل الكُرْدُوس الكَسْر [الكِسْر] الأَعلى لعِظَمِه، و قيل: الكَرادِيس رُؤوس الأَنقاء، و هي القَصَب ذوات المُخِّ. و كَرادِيس الفَرَس: مَفاصِله. و الكُردُوسان: بَطْنان من العرَب. و الكَرْدَسَة: الوِثاق. يقال: كَرْدَسَه و لَبَجَ به الأَرض. ابن الكلبي: الكُرْدُوسان قَيسٌ و مُعاوية ابْنا مالك بن حَنْظلة بن مالك بن زيج مَناة بن تميم، و هما في بني فُقَيْم بن جَرير بن دارِم. و رجل مُكَرْدَس: شدَّت يداه و رِجْلاه و صُرِع. التهذيب: و رجل مُكَرْدَس جُمِعت يداه و رجلاه فشدَّت؛ و أَنشد:
         و حاجِب كَرْدَسَه في الحَبْلِ             مِنَّا غُلام، كان غير وَغْلِ،
             حتى افْتَدى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ‏

و كُرْدِس الرجل: جُمِعت يداه و رِجْلاه، و حكي عن المفضل يقال: فَرْدَسَه و كَرْدَسَه إِذا أَوثقه؛ و أَنشد لإمرئ القيس:
         فبَات على خَدٍّ أَحَمَّ و مَنْكِبٍ،             و ضِجْعَتُه مثلُ الأَسِير المُكَرْدَسِ‏
             أَراد مثل ضِجْعة الأَسِير و قد تَكَرْدَس.

و تَكَرْدَس الوَحْشَيّ في وِجاره: تَجَمَّع و تَقَبَّض. و التَّكَرْدُس: التجمُّع و التقبُّض؛ قال العجاج:
         فَبات مُنتَصّاً و ما تَكَرْدَسا

و قال ابن الأَعرابي: التَّكَرْدُس أَن يَجمع بين كَراديسه من بَرْد أَو جُوع. و كَرْدَسَه إِذا أَوْثقه و جمع كَراديسَه. و كَرْدَسَه إِذا صَرَعَه. و
في حديث أَبي سعيد الخدريّ عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، في صفة القيامة و جَوازِ الناس على الصِّراط: فمنهم مُسَلَّم و مَخْدُوش، و منهم مُكَرْدَس في‏

195
لسان العرب6

كردس ص 195

نار جهنم.
؛ أَراد بالمُكَرْدَس المُوثَق المُلْقى فيها، و هو الذي جُمِعَت يَداه و رجلاه و أُلقي إِلى موضع، و رجل مُكَرْدَس: مُلَزَّزُ الخلْق؛ و أَنشد لهميان بن قحافة السعدي:
         دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدحُ‏
و التَّكَرْدُس: الانقباض و اجتماع بعضه إِلى بعض. و الكَرْدَسَة: مَشْيُ المُقَيَّد. و الدِحْوَنَّة: القصير السمين، و كذلك البَلَنْدَح. النضر: الكَرادِيس دأَيات الظهر. الأَزهري: يقال أَخذه فَعَرْدَسَه ثم كَرْدَسَه، فأَما عَرْدَسَه فصَرَعه، و أَما كَرْدَسَه فأَوْثقه. و الكَرْدَسَة: الصَّرْع القَبيح.
كرفس:
الكَرَفْس: بَقْلَة من أَحرار البُقول معروفٌ، قيل هو دخيل. و الكَرْفَسَة: مَشْيُ المُقَيَّد. و تَكَرْفَس الرجل إِذا دخل بعضه في بعض. قال: و الكُرْسُفُ القُطْن و هو الكُرْفُسُ.
كركس:
الكَرْكَسَة: تَرْدِيدُ الشي‏ء. و المُكَركَس: الذي ولَدته الإِماء؛ و قيل: إِذا ولدته أَمَتان أَو ثلاثٌ فهو المُكَرْكَس. أَبو الهيثم: المُكَرْكَسُ الذي أُمُّ أُمّه و أُم أَبيه و أُم أُم أُمه و أُم أُم أَبيه إِماءٌ، كأَنه المردَّد في الهُجَناء. و المُكَرْكَس: المقيَّد؛ و أَنشد الليث:
         فهل يأْكلنْ مالي بَنُو نَخَعِيَّةٍ،             لها نِسَبٌ في حَضْرَمَوْت مُكَرْكَسُ؟

و الكَرْكَسَة: التردُّد. و الكَرْكَسَة: مِشْيَة المقيَّد. و الكَرْكَسَة: تدحرُج الإِنسان من عُلْوٍ إِلى سُفْل، و قد تَكَرْكَسَ.
كسس:
الكسَسُ: أَن يقصُر الحنَك الأَعْلى عن الأَسفل. و الكَسَسُ أَيضاً: قِصَرُ الأَسنان و صِغَرُها، و قيل: هو خروج الأَسنان السُّفلى مع الحنَك الأَسفل و تَقاعُس الحنَك الأَعلى. كَسَّ يَكَسُّ كَسساً، و هو أَكَسُّ، و امرأَة كَسَّاء؛ قال الشاعر:
         إِذا ما حالَ كُسُّ القوم رُوقا
حال بمعنى تحوّل. و قيل: الكَسَسُ أَن يكون الحنَك الأَعلى أَقصر من الأَسفل فتكون الثَّنِيتان العُلْيَيان وراء السُّفْلَيَيْن من داخل الفم، و قال: ليس من قصر الأَسنان. و التَّكَسُّس: تَكَلُّفُ الكَسَسِ من غير خِلْقة، و اليَلَلُ أَشد من الكَسَس، و قد يكون الكَسَسُ في الحوافر. و كَسَّ الشي‏ء يَكُسُّه كَسّاً: دَقَّه دَقّاً شديداً. و الكَسِيس: لَحْم يُجَفَّف على الحجارة ثم يُدَقُّ كالسَّوِيق يُتَزوَّد في الأَسفار. و خبز كَسِيسٌ و مَكْسُوس و مُكَسْكَسٌ: مكْسُور. و الكَسيس: من أَسماء الخمر. قال: و هي القِنْديد، و قيل: الكَسِيسُ نَبيذ التمر. و الكَسِيسُ: السُّكَّرُ؛ قال أَبو الهندي:
         فإِنْ تُسْقَ من أَعْناب وَجٍّ، فإِنَّنا             لَنا العَيْن تَجْري من كَسِيسٍ و من خَمْرِ

و قال أَبو حنيفة: الكَسِيس شراب يتخذ من الذُّرَة و الشعير. و الكَسْكاسُ: الرجل القصير الغليظ؛ و أَنشد:
         حيث تَرى الحَفَيْتَأَ الكَسْكاسا،             يَلْتَبِسُ المَوْت به الْتِباسا

و كَسْكَسَة هوازِن: هو أَن يَزيدُوا بعد كاف المؤنث سيناً فيقولوا: أَعْطَيْتُكِسُ و مِنْكِس، و هذا في الوقف دون الوصل. الأَزهري: الكَسْكَسَة لغة من لغات العرب تقارِب الكَشْكَشَة. و
في‏

196
لسان العرب6

كسس ص 196

حديث معاوية: تَياسَروا عن كَسْكَسَة بكر.
يعني إِبدالهم السين من كاف الخطاب، تقول: أَبُوسَ و أُمُّسَ أَي أَبوكَ و أُمُّك، و قيل: هو خاصٌّ بمخاطبة المؤنث، و منهم من يَدَعُ الكاف بحالها و يزيد بعدها سيناً في الوقف فيقول: مررت بِكِسْ أَي بكِ، و اللَّه أَعلم.
كعس:
الكَعْسُ: عَظْمُ السُّلامَى، و الجمع كِعاس، و كذلك هي من الشاء و غيرها، و قيل: هي عِظام البَراجِم من الأَصابع.
كعبس:
الكَعْبَسَة: مِشْيَة في سرعة و تقارُب، و قيل: هي العَدْوُ البطي‏ء، و قد كَعْبَسَ.
كفس:
الكَفَسُ: الحَنَفُ في بعض اللُّغات. كَفِس كَفَساً، و هو أَكْفَسُ.
كلس:
الكِلْسُ: مثل الصَّارُوج يُبْنَى به، و قيل: الكِلْسُ الصَّارُوجُ، و قيل: الكِلْسُ ما طُليَ به حائط أَو باطن قصْر شِبْهُ الجِصِّ من غير آجُرٍّ؛ قال عدي بن زيد العَبَّادِي:
         أَين كِسْرَى، كِسْرَى المُلُوك، أَبو ساسَانَ             أَم أَين قَبْلَه سابُورُ؟
             و بَنُو الأَصْفَرِ الكِرامُ، مُلُوكُ الرُّوم             لم يَبْقَ منهمُ مَذْكُورُ
             و أَخُو الحَضْرِ إِذْ بَناهُ، و إِذْ دَجلة             تُجْبَى إِليه، و الخَابُورُ
             شادَهُ مَرْمَراً، و جَلَّلَهُ كِلْساً،             فلِلطَّيْرِ في ذُرَاهُ وُكُورُ

الحَضْرُ: مدينة بين دَجْلَة و الفُرات، و صاحب الحَضْرِ هو السَّاطِرُونُ؛ و أَما قول المتلمس:
         تُشادُ بآجُرٍّ لها و بِكِلِّس‏
فإن ابن جني زعم أَنه شدَّد للضرورة، قال: و مثله كثير و رواه بعضهم‏
         ... و تُكَلَّسُ‏

، على الإِقْواء، و قد كَلَّس الحائط. و التَّكلِيسُ: التَّمْلِيسُ، فإِذا طُليَ ثَخِيناً، فهو المُقَرْمَدُ. الأَصمعي: و كَلَّس على القوم و كَلَّلَ و صَمَّمَ إِذا حَمَلَ. أَبو الهيثم: كَلَّسَ فلان على قِرْنِه و هَلَّلَ إِذا جَبُنَ و فَرَّ عنه. و الكُلْسَةُ في اللَّوْن، يقال ذئب أَكْلَسُ.
كلمس:
الكَلْمَسَةُ: الذَّهاب. تقول: كَلْمَسَ الرجل و كَلْسَمَ إِذا ذَهَبَ.
كمس:
كامِسٌ: موضع؛ قال:
         فلَقَدْ أَرانا يا سُمَيُّ بِحائِلٍ،             نَرْعَى القَرِيَّ فكامساً فالأَصْفَرَا

و
في حديث قُسٍّ في تمجيد اللَّه تعالى: ليس له كيفية و لا كَيْمُوسِيَّة.
؛ الكَيْمُوسِيَّةُ: عبارة عن الحاجة إلى الطعام و الغذاء. و الكَيْمُوس في عبارة الأَطِبَّاء: هو الطعام إِذا انْهَضَمَ في المَعِدَة قبل أَن ينصرف عنها و يصير دَماً، و يسمُّونه أَيضاً الكَيْلُوس. قال أَبو منصور: لم أَجد فيه من كلام العرب المحض شيئاً صحيحاً، قال؛ و أَما قول الأَطباء في الكَيْمُوساتِ و هي الطبائع الأَربع فكأَنها من لغات اليُونانِيِّين.
كنس:
الكَنْسُ: كَسْحُ القُمام عن وجه الأَرض. كَنَسَ الموضع يَكْنُسُه، بالضم، كَنْساً: كَسَح القُمامَة عنه. و المِكْنَسَة: ما كُنِس به، و الجمع مَكانِس. و الكُناسَة: ما كُنِسَ. قال اللحياني: كُناسَة البيت ما كُسِحَ منه من التراب فأُلقي بعضه على بعض. و الكُناسة أَيضا: مُلْقَى القُمَامِ. و فَرَسٌ مَكْنوسَة: جَرْداء.

197
لسان العرب6

كنس ص 197

و المَكْنِسُ «4»: مَوْلِجُ الوَحْشِ من الظِّباء و البَقر تَسْتَكِنُّ فيه من الحرِّ، و هو الكِناسُ، و الجمع أَكْنِسَة و كُنْسٌ، و هو من ذلك لأَنها تَكْنُسُ الرمل حتى تصل إِلى الثَّرَى، و كُنُسَات جمع كطُرُقاتٍ و جُزُرات؛ قال:
         إِذا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلَّا،             تَحْت الإِرانِ، سَلَبَتْه الطَّلَّا «5»

و كَنَسَتِ الظِّباء و البقر تَكْنِسُ، بالكسر، و تَكَنَّسَتْ و اكْتَنَسَتْ: دخلت في الكِناس؛ قال لبيد:
         شاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ يوم تَحَمَّلُوا،             فَتَكَنَّسُوا قُطْناً تَصِرُّ خِيامُها

أَي دخَلوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بثياب قُطْن. و الكَانِسُ: الظبي يدخل في كِناسِهِ، و هو موضع في الشجر يَكْتَنُّ فيه و يستتر؛ و ظِباء كُنَّسٌ و كُنُوس؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         و إِلا نَعاماً بها خِلْفَةً،             و إِلَّا ظِباءً كُنُوساً و ذِيبَا

و كذلك البقر؛ أَنشد ثعلب:
         دارٌ لليلى خَلَقٌ لَبِيسُ،             ليس بها من أَهلِها أَنِيسُ‏
             إِلا اليَعافِيرُ و إِلَّا العِيسُ،             و بَقَرٌ مُلَمَّعٌ كُنُوسُ‏

و كَنَسَتِ النجوم تَكْنِسُ كُنُوساً: استمرَّت في مَجاريها ثم انصرفت راجعة. و في التنزيل: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ‏
؛ قال الزجاج: الكُنَّسُ النجوم تطلع جارية، و كُنُوسُها أَن تغيب في مغاربها التي تغِيب فيها، و قيل: الكُنَّسُ الظِّباء. و البقر تَكْنِس أَي تدخل في كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ، قال: و الكُنَّسُ جمع كانِس و كانِسَة. و قال الفراء في الخُنَّسِ و الكُنَّسِ: هي النجوم الخمسة تَخْنِسُ [تَخْنُسُ‏] في مَجْراها و ترجِع، و تَكْنِسُ تَسْتَتِر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغار، و هو الكِناسُ، و النجوم الخمسة: بَهْرام و زُحَلُ و عُطارِدٌ و الزُّهَرَةُ و المُشْتَرِي، و قال الليث: هي النجوم التي تَسْتَسِرُّ في مجاريها فتجري و تَكْنِسُ في مَحاوِيها فَيَتَحَوَّى لكل نجم حَوِيّ يَقِف فيه و يستدِيرُ ثم ينصرف راجعاً، فكُنُوسُه مُقامُه في حَويِّه، و خُنُوسُه أَن يَخْنِسَ بالنهار فلا يُرى. الصحاح: الكُنَّسُ الكواكِب لأَنها تَكْنِسُ في المَغيب أَي تَسْتَسِرُّ، و قيل: هي الخُنَّسُ السَّيَّارة. و
في الحديث: أَنه كان يقرأ في الصلاة بالجَوارِي الكُنَّسِ.
؛ الجَوارِي الكواكب، و الكُنَّسُ جمع كانِس، و هي التي تغيب، من كَنَسَ الظَّبْيُ إِذا تغيَّب و استتر في كِناسِه، و هو الموضع الذي يَأْوِي إِليه. و
في حديث زياد: ثم أَطْرَقُوا وَراءكم في مَكانِسِ الرِّيَبِ.
؛ المَكانِسُ: جمع مَكْنَس مَفْعَل من الكِناس، و المعنى اسْتَترُوا في موضع الرِّيبَة. و
في حديث كعب: أَول من لَبسَ القَباءَ سليمان، على نبينا و عليه الصلاة و السلام، لأَنه كان إِذا أَدخل رأْسه لِلُبْسِ الثِّياب كَنَسَتْ الشياطين استهزاء.
يقال: كَنَسَ أَنفه إِذا حَرَّكه مستهزٍئاً؛ و
يروى: كنَّصت.
بالصاد. يقال: كنَّصَ في وجه فلان إِذا استهزأَ به. و يقال: فِرْسِنٌ مَكْنُوسَة و هي المَلْساء الجَرْداء من‏
__________________________________________________
 (4). قوله [و المكنس‏] هكذا في الأَصل مضبوطاً بكسر النون، و هو مقتضى قوله بعد البيت و كنست الظباء و البقر تكنس بالكسر، و لكن مقتضى قوله قبل البيت و هو من ذلك لأَنها تكنس الرمل أَن تكون النون مفتوحة و كذا هو مقتضى قوله جمع مكنس مفعل الآتي في شرح حديث زياد حيث ضبطه بفتح العين.
 (5). قوله [سلبته الطلا] هكذا في الأَصل، و في شرح القاموس: سلبته الظلا.

198
لسان العرب6

كنس ص 197

الشعَر. قال أَبو منصور: الفِرْسِنُ المَكْنُوسَة المَلْساء الباطن تُشَبِّهُها العرب بالمَرايا لِمَلاسَتِها. و كَنِيسَةُ اليهود و جمعها كَنائِس، و هي معرَّبة أَصلها كُنِشْتُ. الجوهري: و الكنِيسَة للنصارى. و رَمْلُ الكِناس: رمل في بلاد عبد اللَّه بن كلاب، و يقال له أَيضاً الكِناس؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         رَمَتْني، و سِتْرُ اللَّه بَيْني و بَيْنها،             عَشِيَّة أَحْجار الكِناس، رَمِيمُ «1»

قال: أَراد عشية رَمْل الكِناس فلم يستقم له الوزن فوضع الأَحجار موضع الرمل. و الكُناسَةُ: اسم موضع بالكوفة. و الكُناسَة و الكانِسيَّة: موضعان؛ أَنشد سيبويه:
         دارٌ لِمَرْوَةَ إِذْ أَهْلي و أَهْلُهُمُ،             بالكانِسِيَّة تَرْعى اللَّهْوَ و الغَزَلا

كندس:
الكُنْدُسُ: العَقْعَقُ؛ عن ثعلب؛ و أَنشد:
         مُنِيتُ بِزِمَّرْدَةٍ كالعَصا،             أَلَصَّ و أَخْبَثَ من كُنْدُسِ «2»

الزِّمَّرْدة: التي بَيْنَ الرجل و المرأَة، فارسية.
كهمس:
الكَهْمَسُ: القصير، و قيل: القصير من الرجال. و الكَهْمَسُ: الأَسد. و قال ابن الأَعرابي: هو الذئب. و كَهْمَس: من أَسماء الأَسد. و ناقة كَهْمَس: عظيمة السنام. و كَهْمَس: اسم، و هو أَبو حيّ من العرب؛ أَنشد سيبويه لمَوْدُودٍ العنبريّ، و قيل هو لأَبي حُزابة الوليد بن حَنِيفة:
         فلِلّه عَيْنا مَنْ رَأَى من فَوارِسٍ،             أَكَرَّ على المَكْرُوه منهم و أَصْبَرا
             فما بَرِحُوا حتى أَعَضُّوا سُيُوفَهُمْ             ذُرى الهامِ مِنْهُم، و الحديدَ المُسَمَّرا
             و كُنَّا حَسِبناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ،             حَيُوا بَعْدَ ما ماتوا من الدَّهْرِ أَعْصُرا

و كَهْمَسٌ هذا: هو كَهْمَسُ بن طَلْق الصَّريمي، و كان من جملة الخوارِج مع بِلال بن مِرْداس، و كانت الخوارج وقعت بأَسلم بن زرعة الكلابي، و هم في أَربعين رجلًا، و هو في أَلْفَي رجل، فقتلت قطعة من أَصحابه و انهزم إِلى البَصرة فقال مَوْدُود هذا الشعر في قوم من بني تميم فيهم شدة، و كانت لهم وقعة بِسِجِسْتان، فَشَبَّهَهُم في شدَّتهم بالخَوارج الذين كان فيهم كَهْمَسُ بن طَلْق، و حَيُوا يعني الخوارج أَصحاب كَهْمَس، أَي كأَنَّ هؤلاء القوم أَصحاب كَهْمَس في قُوَّتهم و شدّتهم و نُصْرتهم.
كوس:
الكَوْسُ: المَشي على رجل واحدة، و من ذوات الأَربع على ثلاث قَوائم، و قيل: الكَوْسُ أَن يَرْفع إِحدى قوائمه و يَنْزُوَ على ما بقي، و قد كاسَتْ تَكُوسُ كَوْساً؛ قال الأَعور النَّبْهانيُّ:
         و لو عند غَسَّان السَّلِيطيِّ عَرَّسَتْ،             رَغا فَرِقٌ منها، و كاسَ عَقِيرُ

و قال حاتم الطائي:
         و إِبْلِيَ رَهْنٌ أَن يَكُوسَ كَريمُها             عَقِيراً، أَمامَ البيت، حِينَ أُثِيرُها

أَي تعقر إِحدى قوائم البعير فيَكُوس على ثلاث؛ و قالت عمرة أُخت العباس بن مِرْداس و أُمُّها الخَنْساء تَرْثي أَخاها و تذكر أَنه كان يُعَرْقِبُ الإِبل:
         فَظَلَّتْ تَكُوسُ على أَكْرُعٍ             ثَلاثٍ، و غادَرَتُ أخْرى خَضِيبا

__________________________________________________
 (1). قوله [رميم‏] هو اسم امرأة كما في شرح القاموس.
 (2). قوله [منيت إلخ‏] سيأتي في مادة كندش فانظره.

199
لسان العرب6

كوس ص 199

تعني القائمة التي عَرْقَبَها فهي مُخَضَّبَة بالدم. و كاس البعير إِذا مشى على ثلاث قوائم و هو مُعَرْقَبٌ. و التَّكاوُس: التَّراكُمُ و التزاحم. و تَكاوَسَ النخل و الشجر و العُشْب: كَثُرَ و التفَّ؛ قال عُطارِد بنُ قُرَّان:
         و دُونيَ من نَجْران رُكْنٌ عَمَرَّدٌ،             و مُعْتَلِجٌ من نَخْلِهِ مُتَكاوِسُ‏

و تَكاوَسَ النَّبْتُ: التفَّ و سقط بعضه على بعض، فهو مُتَكاوِس. و
في حديث قتادة ذكر أَصحاب الأَيْكة فقال: كانوا أَصحاب شجر مُتَكاوِس.
أَي مُلْتَف متراكب، و
يروى مُتَكادِس.
و هو بمعناه. و في النوادر: اكْتاسَني فلان عن حاجتي و ارْتَكَسَني أَي حبسني. و الكُوسُ، بالضم: الطَّبْل، و يقال: هو معرَّب. و مَكْوَسٌ على مَفْعَل: اسم حمار «1». و لُمْعَةٌ كَوْساء: متراكمة ملتفَّة. و المُتَكاوِسُ في القوافي: نوع منها و هو ما توالى فيه أَربع متحركات بين ساكنين، شبّه بذلك لكثرة الحركات فيه كأَنها التفَّت. و كاسَ الرجُلُ كَوْساً و كَوَّسَهُ: أَخذَ برأْسه فَنَصاه إِلى الأَرض، و قيل: كَبَّه على رأْسه. و كاسَ هُوَ يَكُوسُ: انقلب. و
في حديث عبد اللَّه بن عمر: أَنه كان عند الحجاج فقال: ما نَدِمْتُ على شي‏ء نَدَمي أَن لا أَكون قَتَلْتُ ابن عمر، فقال عبد اللَّه: أَما و اللَّه لو فعلتَ ذلك لَكَوَّسَك اللَّه في النار أَعلاك أَسفلك.
؛ قال أَبو عبيد: قوله لَكَوَّسَك اللَّه يعني لَكَبَّك اللَّه فيها و جعل أَعلاك أَسْفَلك، و هو كقولهم: كلَّمته فاهُ إِلى فيَّ، في وقوعه موقع الحال. و يقال كَوَّسْتُهُ على رأْسه تَكْويساً، و قد كاسَ يَكوسُ إِذا فعل ذلك. و الكُوس: خَشَبة مُثلَّثة تكون مع النَّجَّار يَقِيس بها تَرْبيعَ الخشَب، و هي كلمة فارسية، و الكَوْسُ أَيضاً كأَنها أَعجمية و العرب تكلَّمت بها، و ذلك إِذا أَصاب الناس خَبٌّ في البحر فخافوا الغَرَق، قيل: خافوا الكَوْسَ. ابن سيدة: و الكَوْسُ هَيْجُ البحر و خَبُّه و مُقارَبة الغرق فيه، و قيل: هو الغرَق، و هو دَخِيل. و الكُوسِيُّ من الخيل: القصير الدَّوارِج فلا تراه إِلا مُنَكَّساً إِذا جَرَى، و الأُنثى كُوسِيَّة، و قال غيره: هو القصير اليدَيْنِ. و كاسَتِ الحيَّة إِذا تَحَوَّتْ في مَكاسِها، و في نسخة في مَساكِها. و كَوْساءُ: موضع؛ قال أَبو ذؤيب:
         إِذا ذَكَرتْ قَتْلي بِكَوْساء، أَشْعَلَتْ             كوَاهِيَةِ الأَخْراتِ رَثّ صُنُوعُها

كيس:
الكَيْسُ: الخفَّة و التوقُّد، كاس كَيْساً، و هو كَيْسٌ و كَيِّسٌ، و الجمع أَكْياس؛ قال الحطيئة:
         و اللَّه ما مَعْشَرٌ لامُوا امْرأً جُنُباً،             في آلِ لأْيِ بنِ شَمَّاسٍ، بأَكْياسِ‏

قال سيبويه: كَسَّروا كَيِّساً على أَفعال تشبيهاً بفاعل، و يدلُّك على أَنه فَيْعِل أَنهم قد سلَّموا فلو كان فَعْلًا لم يسلِّموه «2»؛ و قوله أَنشده ثعلب:
         فكُنْ أَكْيَسَ الكَيْسَى إِذا كنتَ فيهمُ،             و إِنْ كنتَ في الحَمْقى، فكُنْ أَنتَ أَحْمَقا

__________________________________________________
 (1). قوله [و مكوس على مفعل اسم حمار] مثله في الصحاح، و عبارة القاموس و شرحه: و مكوّس كمعظم: حمار، و وهم الجوهري فضبطه بقلمه على مفعل، و إِذا كان لغة كما نقله بعضهم فلا يكون وهماً.
 (2). قوله [كسروا كيساً على أفعال إلى قوله لم يسلموه‏] هكذا في الأَصل و مثله في شرح القاموس.

200
لسان العرب6

كيس ص 200

إِنما كسَّره هنا على كَيْسى لمكان الحَمْقى، أَجرى الضدَّ مُجْرى ضدِّه، و الأُنثى كَيِّسَة و كَيْسَة. و الكُوسى و الكِيسى: جماعة الكَيِّسَة؛ عن كراع؛ قال ابن سيدة: و عندي أَنها تأْنيث الأَكْيَس، و قال مَرَّةً: لا يوجد على مثالها إِلا ضِيقى و ضُوقى جمع ضَيِّقَة، و طُوبى جمع طَيِّبة و لم يقولوا طِيبى، قال: و عندي أَن ذلك تأْنيث الأَفْعَل. الليث: جمع الكَيِّس كَيَسَة. و يقال: هذا الأَكْيَسُ و هي الكُوسى و هُنَّ الكُوسُ. و الكُوسِيَّات: النساء خاصَّة؛ و قوله:
         فما أَدْري أَ جُبْناً كان دَهْري             أَمِ الكُوسَى، إِذا جَدَّ الغَرِيمُ؟

أَراد الكَيْسَ بناه على فُعْلى فصارت الياء واواً كما قالوا طُوبى من الطِّيب. و في اغتسال المرأَة مع الرجل: إِذا كانت كَيِّسَة؛ أَراد به حسن الأَدب في استعمال الماء مع الرجل. و
في الحديث: و كان كَيْسَ الفعل.
أي حَسَنَه، و الكَيْسُ في الأُمور يجري مَجْرى الرِّفق فيها. و الكُوسى: الكَيْسُ؛ عن السِّيرافي، أَدخلوا الواو على الياء كما أَدخلوا الياء كثيراً على الواو، و إِن كان إِدخال الياء على الواو أَكثر لخفة الياء. و رجل مُكَيَّس: كَيْسٌ؛ قال رافع بن هُرَيْمٍ:
         فهَلَّا غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ،             إِذا ما كنتُمُ مُتَظَلِّمِينا؟
             عَفاريتاً عليَّ و أَكل مالي،             و جُبْناً عن رِجالٍ آخَرينا
             فلو كنتم لمُكْيِسَةٍ أَكاسَتْ،             و كَيْسُ الأُم يُعْرَف في البَنِينا
             و لكن أُمُّكُمْ حَمُقَتْ فَجِئتُمْ             غِثاثاً، ما نَرَى فيكم سَمِينا

أَي أَوْجَب لأَن يكون البَنُون أَكْياساً. و امرأَة مكْياسٌ: تَلِدَ الأَكْياسَ. و أَكْيَسَ الرجل و أَكاسَ إِذا وُلِدَ له أَولاد أَكياسٌ. و التَّكَيُّسُ: التظرُّف. و تَكَيَّسَ الرجل: أَظهر الكَيْسَ. و الكِيسى: نعت المرأَة الكَيِّسَة، و هو تأْنيث الأَكْيَسِ، و كذلك الكوسى، و قد كاس الولد يَكِيسُ كَيْساً و كِياسَةً. و
في الحديث عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: الكَيِّس من دان نَفسَه و عَمِل لما بعد الموْت.
أَي العاقل. و
في الحديث: أَيُّ المؤمنين أَكْيَسُ.
أَي أَعقل. أَبو العباس: الكَيِّسُ العاقل، و الكَيْسُ خلاف الحمق، و الكَيس العقل، يقال: كاسَ يَكِيسُ كَيْساً. و زيدُ بن الكَيِّس النَّمَريّ: النَّسَّابة. و الكَيِّسُ: اسم رجل، و كذلك كَيْسان. و كَيْسان أَيضاً: اسمٌ للغَدْرِ؛ عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد لضمرة بن ضمرة بن جابر بن قَطن:
         إِذا كنت في سَعْدٍ، و أُمُّك منهمُ،             غَريباً فلا يَغْرُرْك خالُك من سَعْدِ
             إِذا ما دَعَوْا كَيسان، كانت كُهولُهم             إِلى الغَدْرِ أَسْعَى من شَبابهمِ المُرْدِ

و ذكر ابن دُرَيْدٍ أَن هذا للنَّمِر بن تَوْلَب في بني سعد و هم أَخوالُه. و قال ابن الأَعرابي: الغَدْرُ يكنى أَبا كَيْسان، و قال كراع: هي طائية، قال: و كل هذا من الكَيْس. و الرجل كَيِّس مُكَيَّس أَي ظريف؛ قال:
         أَ ما تَراني كَيِّساً مُكَيَّسا،             بَنَيْتُ بَعْدَ نافِع مُخَيَّسا؟

201
لسان العرب6

كيس ص 200

المُكَيَّس: المعروف بالكَيْس. و الكَيْس: الجِماع. و
في حديث النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: فإِذا قَدِمْتم على أَهاليكم فالكَيْسَ الكَيْسَ.
أَي جامعوهنَّ طَلباً للولد، أَراد الجِماع فجعل طلب الولد عَقْلًا. و الكَيْسُ: طلب الولد. ابن بُزُرج: أَكاسَ الرجلُ الرجلَ إِذا أَخذ بناصِيَته، و أَكاسَتِ المرأَة إِذا جاءتْ بولد كَيِّس، فهي مُكِيسَة. و يقال: كايَستُ فلاناً فكِسْتُه أَكِيسُه كَيْساً أَي غلبته بالكَيْس و كنتُ أَكْيَس منه. و
في حديث جابر: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، قال له: أَ تراني إِنما كِسْتُك لآخُذَ جَمَلك.
أَي غلبتك بالكَيْس. و هو يُكايسُه في البيع. و الكِيس من الأَوعية: وِعاءٌ معروف يكون للدراهم و الدنانير و الدُّرِّ و الياقُوتِ؛ قال:
         إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتَةٌ             أُخْرجَتْ من كِيس دُهْقانِ‏

و الجمع كِيَسَة. و
في الحديث: هذا من كِيس أَبي هريرة.
أَي مما عنده من العلم المقتنى في قلبه كما يُقْتَنى المال في الكِيس، و رواه بعضهم بفتح الكاف، أَي من فِقْهِه و فِطْنته لا من روايته. و الكَيْسانِيَّة: جُلود حمر ليست بقرظِيَّة. و الكَيْسانِيَّة: صِنْف من الرَّوافِض أَصحاب المُختار بن أَبي عُبيد يقال لَقَبُه كان كَيْسان. و يقال لما يكون فيه الولد: المَشِيمَة و الكِيسُ؛ شُبِّه بالكيس الذي تحرز فيه النفقة.
فصل اللام‏
لأس:
اللَّؤُس: وَسَخُ الأَظفار. و قالوا: لو سأَلتُه لَؤُساً ما أَعْطاني و هو لا شي‏ء؛ عن كراع. الليث: اللَّوْس أَن تَتَّبع الحَلاواتِ «3» و غيرها فتأْكلها. يقال لاسَ يَلُوس لَوْساً، و هو لائِسٌ و لَؤُوسٌ.
لبس:
اللُّبْسُ، بالضم: مصدر قولك لَبِسْتُ الثوبَ أَلْبَس، و اللَّبْس، بالفتح: مصدر قولك لَبَسْت عليه الأَمر أَلْبِسُ خَلَطْت. و اللِّباسُ: ما يُلْبَس، و كذلك المَلْبَس و اللِّبْسُ، بالكسر، مثلُه. ابن سيدة: لَبِسَ الثوب يَلْبَسُه لُبْساً و أَلْبَسَه إِياه، و أَلْبَس عليك ثوبَك. و ثوب لَبِيس إِذا كثر لُبْسُه، و قيل: قد لُبِسَ فأَخْلَق، و كذلك مِلْحَفَة لَبِيسٌ، بغير هاء، و الجمع لُبُسٌ؛ و كذلك المزادة و جمعها لَبائِس؛ قال الكميت يصف الثور و الكلاب:
         تَعَهّدَها بالطَّعْنِ، حتى كأَنما             يَشُقُّ بِرَوْقَيْهِ المَزادَ اللَّبائِسا

يعني التي قد استعملت حتى أَخْلَقَتْ، فهو أَطوَعُ للشَّقِّ و الخَرْق. و دارٌ لَبِيسٌ: على التشبيه بالثوْب الملبوس الخَلَق؛ قال:
         دارٌ لِلَيْلى خَلَقٌ لَبِيسُ،             ليس بها من أَهلها أَنيسُ‏

و حَبْل لَبيسٌ: مستعمَل؛ عن أَبي حنيفة. و رجل لَبِيسٌ: ذو لِبَاسٍ، على التَّشبيه؛ حكاه سيبويه. و لَبُوسٌ: كثير اللِّباس. و اللَّبُوس: ما يُلبس؛ و أَنشد ابن السكيت لِبَيْهَس الفزاري، و كان بَيْهس هذا قتل له ستة إِخوة هو سابعُهم لما أَغارَتْ عليهم أَشْجَع، و إِنما تركوا بَيْهَساً لأَنه كان يحمُق فتركوه احْتِقاراً له، ثم إِنه مرَّ يوماً على نِسْوَة من قومه، و هنَّ يُصلِحْن امرأَة يُرِدْنَ أَن يُهْدِينَها لبعض من قَتَل إِخَوتَه. فكشف ثوبه عن اسْتِه و غطَّى رأَسه‏
__________________________________________________
 (3). قوله [الليث اللوس إلى آخر المادة] محله في مادة لوس لا هنا فلذا ذكره هناك.

202
لسان العرب6

لبس ص 202

فقلْنَ له: وَيْلَك أَيَّ شي‏ء تصنَع؟ فقال:
         الْبَسْ لِكُلِّ حَالَة لَبُوسَها:             إِمَّا نَعِيمَها و إِمَّا بُوسَهَا

و اللَّبُوس: الثياب و السِّلاح. مُذكَّر، فإِن ذهبت به إِلى الدِّرْع أَنَّثْتَ. و قال اللَّه تعالى: وَ عَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ‏
؛ قالوا: هو الدِّرْعُ تُلبَس في الحروب. و لِبْسُ الهَوْدج: ما عليه من الثياب. يقال: كشَفْت عن الهَوْدج لِبْسَه، و كذلك لِبْس الكعبة، و هو ما علينا من اللِّباسِ؛ قال حميد بن ثور يصف فرَساً خدمته جَواري الحيِّ:
         فَلَما كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ             بأَطْرافِ طَفْلٍ، زانَ غَيْلًا مُوَشَّما

و إِنه لحسَنُ اللَّبْسَة و اللِّباس. و اللِّبْسَةُ: حالة من حالات اللُّبْس؛ و لَبِستُ الثوب لَبْسَةً واحدة. و
في الحديث: أَنه نهى عن لِبْسَتَيْن.
هي بكسر اللام، الهيئة و الحالة، و روي بالضم على المصدر؛ قال ابن الأَثير: و الأَوّل الوجه. و لِباسُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُهُ. و لِباسُ كل شي‏ء: غِشاؤُه. و لِباس الرجل: امرأَتُه، و زوجُها لِباسُها. و قوله تعالى في النساء: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ‏
؛ أَي مثل اللِّباسِ؛ قال الزجاج: قد قيل فيه غيرُ ما قوْلٍ قيل: المعنى تُعانِقونهنَّ و يُعانِقْنَكم، و قيل: كلُّ فَرِيقٍ منكم يَسْكُنُ إِلى صاحبه و يُلابِسُه كما قال تعالى: وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها. و العرب تسَمِّي المرأَة لِباساً و إِزاراً؛ قال الجعدي يصف امرأَة:
         إِذا ما الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَها،             تَثَنَّتْ، فكانت عليه لِباسا

و يقال: لَبِسْت امرأَة أَي تمتَّعت بها زماناً، و لَبِست قَوْماً أَي تملَّيْت بهم دهراً؛ و قال الجعدي:
         لَبِسْت أُناساً فأَفْنَيْتُهُمْ،             و أَفْنَيْتُ بعد أُناسٍ أُناسا

و يقال: لَبِسْت فلانة عُمْرِي أَي كانت معي شَبابي كلَّه. و تَلَبَّسَ حُبُّ فلانة بَدَمِي و لَحْمِي أَي اختلط. و قوله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً
 أَي تَسْكُنُون فيه، و هو مشتملٌ عليكم. و قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ‏
، جاعُوا حتى أَكلوا الوَبَرَ بالدَّمِ و بلغ منهم الجُوعُ الحالَ التي لا غاية بعدها، فضُرِبَ اللِّباسُ لما نالهم مثلًا لاشتماله على لابِسِه.
و لِباسُ التَّقْوى‏
: الحياءُ؛ هكذا جاء في التفسير
و يقال: الغليظ الخشِنُ القصير. و أُلْبِسَتِ الأَرض: غطَّاها النَّبْتُ. و أَلبَسْت الشي‏ء، بالأَلف، إِذا غَطَّيْته. يقال: أَلْبَس السماءَ السحابُ إِذا غَطَّاها. و يقال: الحَرَّةُ الأَرض التي لَبِسَتها حجارة سُودٌ. أَبو عمرو: يقال للشي‏ء إِذا غَطَّاه كلَّه أَلبَسَه و لا يكون لَبِسَه كقولهم أَلبَسَنا الليل، و أَلْبَسَ السماءَ السحابُ و لا يكون لَبِسَنا الليل و لا لَبِس السماءَ السحابُ. و يقال: هذه أَرض أَلْبَسَتْها حجارة سود أَي غطَّتْها. و الدَّجْنُ: أَن يُلْبِسَ الغيمُ السماء. و المَلْبَسُ: كاللِّباسِ. و في فلان مَلْبَسٌ أَي مُسْتَمْتَعٌ. قال أَبو زيد: يقال إِن في فلان لمَلْبَساً أَي ليس به كِبْرٌ، و يقال: كِبَرٌ، و يقال: ليس لفلان لَبِيسٌ أَي ليس له مثل. و قال أَبو مالك: هو من المُلابَسَة و هي المُخالَطة. و جاء لابِساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلًا، و قد لَبِس له أُذُنَهُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:

203
لسان العرب6

لبس ص 202

         لَبِسْتُ لِغالِبٍ أُذُنَيَّ، حتَّى             أَراد لقَوْمِه أَنْ يأْكُلُوني‏

يقول: تغافَلْت له حتى أَطمَعَ قومَه فيَّ. و اللَّبْسُ و اللَّبَسُ: اختلاط الأَمر. لبَسَ عليه الأَمرَ يَلْبِسُه لَبْساً فالْتَبَسَ إِذا خَلَطَه عليه حتى لا يعرِف جِهَتَه. و
في المَوْلَدِ و المَبْعَثِ: فجاء المَلَكُ فشقَّ عن قلبه، قال: فَخِفْتُ أَن يكون قد الْتُبِسَ بي.
أَي خُولِطْت في عَقْلي، من قولك في رَأْيهِ لَبْسٌ أَي اختلاطٌ، و يقال للمجنون: مُخالَط. و الْتَبَسَ عليه الأَمر أَي اختلَطَ و اشْتَبَه. و التَّلْبيسُ: كالتَّدْليس و التَّخليط، شُدِّد للمبالغة، و رجل لَبَّاسٌ و لا تقل مُلَبِّس. و
في حديث جابر: لما نزل قوله تعالى: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً
؛ اللَّبْس: الخلْط.
يقال: لَبَسْت الأَمر، بالفتح، أَلْبِسُه إِذا خَلَطت بعضه ببعض، أَي يَجْعَلكم فِرَقاً مختلفين؛ و منه‏
الحديث: فَلَبَسَ عليه صَلاتَه.
و
الحديث الآخر: من لَبَسَ على نفسه لَبْساً.
كلُّه بالتخفيف؛ قال: و ربما شدد للتكثير؛ و منه‏
حديث ابن صيّاد: فَلَبَسَني.
أَي جَعَلني أَلْتَبِسُ في أَمره، و
الحديث الآخر: لَبَسَ عليه.
و تَلَبَّس بيَ الأَمرُ: اختلط و تعلق؛ أَنشد أَبو حنيفة:
         تَلَبَّسَ حُبُّها بَدَمي و لَحْمِي،             تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ‏

و تَلَبَّسَ بالأَمر و بالثَّوْب. و لابَسْتُ الأَمرَ: خالَطْتُه. و فيه لُبْسٌ و لُبْسَةٌ أَي التِباسٌ. و في التنزيل العزيز: وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ‏
؛ يقال: لَبَسْت الأَمر على القوم أَلْبِسُه لَبْساً إِذا شَبَّهْتَه عليهم و جَعَلتَه مُشْكِلًا، و كان رؤساء الكفار يَلْبِسُون على ضَعَفَتهم في أَمر النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، فقالوا: هَلَّا أُنزل إِلينا مَلَك؟ قال اللَّه تعالى: وَ لَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً فرأَوْه، يعني المَلَك، رجُلًا لكان يَلْحَقهم فيه من اللَّبْس مثل ما لحق ضَعَفَتَهُم منه. و من أَمثالهم: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْتَبِس إِذا سأَلتَه عن أَمر فلم يُبَيِّنْهُ لك. و في التهذيب: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبِسِ؛ يُضرَب هذا المَثَل لِمَن اتَّسَعت فِرْقَتُه أَي كثر من يَتَّهِمُه فيما سَرَقه. و المِلْبَس: الذي يلبسُك و يُجلِّلك. و المِلْبَسُ: الليل بعَيْنه كما تقول إِزارٌ و مِئْزَرٌ و لِحافٌ و مِلْحَفٌ؛ و من قال المَلْبَس أَراد ثَوْب اللُّبْس كما قال: و بَعْدَ المَشِيبِ طُول عُمْرٍ و مَلْبَسَا و روي عن الأَصمعي في تفسير هذا المثل قال: و يقال ذلك للرجل، يقال له: ممن أَنت؟ فيقول: من مُضَر أَو من رَبيعَة أَو من اليَمَن أَي عَمَمْت و لم تخصَّ. و اللَّبْسُ: اختِلاطُ الظلام. و
في الحديث: لُبْسَةٌ.
بالضم، أَي شُبْهَةٌ ليس بواضح. و
في الحديث: فيَأْكلُ فما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعام.
أَي لا يَلْزَق به لنظافة أَكله؛ و منه‏
الحديث: ذهب و لم يَتَلَبَّسْ منها بشي‏ء.
يعني من الدنيا. و في كلامه لَبُوسة و لُبُوسَة أَي أَنه مُلْتَبِس؛ عن اللحياني، و لَبَّسَ الشي‏ءُ: الْتَبَسَ، و هو من باب:
         قد بَيَّنَ الصبحُ لِذِي عَينَيْن‏
و لابَسَ الرجلُ الأَمر: خالطَه. و لابَسْتَ فلاناً: عَرَفت باطنَه. و ما في فلان مَلبَس أَي مُسْتَمْتَع. و رجل البِيسُ: أَحمق «1».
__________________________________________________
 (1). قوله [البيس أَحمق‏] كذا في الأَصل. و في شرح القاموس: و رجل لبيس، بكسر اللام: أَحمق.

204
لسان العرب6

لبس ص 202

الليث: اللَّبَسَة بَقْلة؛ قال الأَزهري: لا أَعرف اللَّبَسَة في البُقُول و لم أَسمع بها لغير الليث.
لحس:
اللَّحْسُ باللسان، يقال: لَحِس القَصْعَة، بالكسر. و اللَّحْسَة: اللَّعْقَة. و الكلب يَلْحَس الإِناء لَحْساً: كذلك، و في المَثل: أَسْرَع من لَحْسِ الكلب أَنفه. و لحِسْت الإِناء لَحْسَة و لُحْسَة و لَحَسَه لَحْساً: لَعِقَه. و
في حديث غَسْل اليَدِ من الطعام: إِن الشيطان حَسَّاسٌ لَحَّاسٌ.
أَي كثير اللَّحْسِ لما يَصِل إِليه. تقول: لَحِسْت الشي‏ء أَلْحَسه إِذا أَخذتَه بلسانك، و لَحَّاسٌ للمبالغة. و الحَسَّاس: الشديد الحِسّ و الإِدْراك. و قولهم: تَرَكْتُ فلاناً بمَلاحِسِ البَقَرِ أَولادَها، هو مِثل قولهم بِمَباحِث البقر أَي بالمكان القَفْر بحيث لا يُدْرَى أَين هو، و قال ابن سيدة: أَي بِفَلاةٍ من الأَرض. قال: و معناه عندي بحيث تَلْعَق البَقَرُ ما على أَولادِها من السَّابِياءِ و الأَغْراسِ، و ذلك لأَن البَقَر الوَحْشِيَّة لا تلِد بالمَفاوز؛ قال ذو الرمة:
         تَرَبَّعْنَ، منْ وَهْبِين أَو بِسُوَيْقةٍ،             مَشَقَّ السَّوابي عن رُؤوس الجَآذِر

قال: و عندي أَنه بِمَلاحِسِ البقَر فقط أَو بِمَلْحَس البقَر أَولادها لأَن المَفْعَل إِذا كان مصدراً لم يُجْمع؛ قال ابن جِنِّي: لا تخلو مَلاحِس هاهنا من أَن تكون جمع مَلْحَس الذي هو المصدر أَو الذي هو المكان، فلا يجوز أَن يكون هاهنا مكاناً لأَنه قد عمل في الأَولاد فنصبَها، و المكان لا يعمل في المفعول به كما أَن الَّزمان لا يعمل فيه، و إِذا كان الأَمر على ما ذكرناه كان المضاف هنا محذوفاً مقدَّراً كأَنه قال: تَرَكْتُه بِمَلاحِسِ «1» البقَر أَولادَها، كما أَن قوله:
         و ما هِيَ إِلا في إِزارٍ و عِلْقَةٍ،             مُغارَ ابن هَمَّام على حَيِّ خَثْعَما

محذوفُ المضاف، أَي وقتَ إِغارَة ابن همام على حَيِّ خَثْعَم، أَ لا تراه قد عَدَّاه إِلى قوله على حَيِّ خَثْعَما؟ و مَلاحِس البقَرِ إِذاً مصدرٌ مجموع مُعْمَل في المفعول به كما أَن قوله:
         مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه بِيَثْرِب‏
كذلك و هو غريب. قال ابن جني: و كان أَبو علي، رحمه اللَّه، يورِد مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه مَوْرِدَ الطَّريف المتعجَّب منه. و اللَّحْسُ: أَكل الجَراد الخَضِرَ و الشجرَ، و كذلك أَكلُ الدُّودَةِ الصُّوف. و اللَّاحُوس: الحريص، و قيل: المَشؤوم يَلْحَس قومَه، على المَثَل، و كذلك الحاسُوس و اللَّحُوس من الناس الذي يَتَّبعُ الحَلاوَة كالذُّباب. و المِلْحَسُ: الشجاع كأَنه يأْكل كلَّ شي‏ء يرتفع له. و يقال: فلان أَلَدُّ مِلْحَسٌ أَحْوَس أَهْيَس. و
في حديث أَبي الأَسْوَد: عليكم فلاناً فإِنه أَهْيَس أَلْيَس أَلَدُّ مِلْحَس.
هو الذي لا يظهر له شي‏ء إِلا أَخذه، مِفْعَل من اللَّحْس. و يقال: الْتَحَسْت منه حَقِّي أَي أَخذتُه، و أَصابتهم لَواحِس أَي سِنُون شِداد تَلْحَس كلَّ شي‏ء؛ قال الكميت:
         و أَنتَ رَبِيعُ الناس و ابْنُ رَبيعِهِمْ،             إِذا لُقِّبَتْ فيها السِّنُونُ اللَّواحِسَا

و أَلْحَسَت الأَرض: أَنْبَتَتْ أَوّل العُشْب، و قيل: هو أَن تَخْرُج رؤوس البقل فيراه المال فيطمَع فيه فيَلْحَسَه إِذا لم يقدِر أَن يأْكل منه شيئاً،
__________________________________________________
 (1). قوله [كأَنه تركته بملاحس إلخ‏] هكذا في الأَصل، و لعل فيه سقطاً و الأَصل تركته بمكان ملاحس إلخ.

205
لسان العرب6

لحس ص 205

و اللَّحْس: ما يظهر من ذلك. و غَنَم لاحِسة: ترعَى اللَّحْس. و رجل مِلْحَس: حريصٌ، و قيل: المِلْحَس و المُلْحِس الذي يأْخذُ كلَّ شي‏ء يقدِر عليه.
لدس:
لَدَسَه بيدِه لَدْساً: ضَرَبَه بها، و لَدَسَه بالحجر: ضَرَبه أَو رَماه، و به سُمِّي الرجل مُلادِساً. و بنو مُلادِس: حَيّ. و ناقة لَدِيسٌ: رُمِيت باللحم، و قيل: اللَّدِيسُ الكثير اللحم؛ عن كراع. الصحاح: اللَّدِيسُ الناقة الكثيرة اللحم مثل اللَّكِيك و الدَّخِيس. و أَلْدَسَت الأَرض إِلدَاساً: أَطْلَعَت شيئاً من النبات؛ قال ابن سيدة: أُراه مقلوباً عن أَدْلَسَت. و ناقة لدِيس رَدِيس إِذا رميت باللحم رمياً؛ قال الشاعر:
         سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيْطَمُوسٌ شِمِلَّةٌ،             تُبارُ إِليها المُحْصَنات النَّجائِبُ‏

المُحْصَنات النَّجائبُ: اللّواتي أَحْصَنَها صاحِبُها أَن لا يَضْرِبَها إِلّا فَحْل كَرِيم، و قوله تُبارُ أَي يُنْظرُ إِليهنّ و إِلى سَيْرِهنَّ بسَيْر هذه الناقة يُختَبَرْن بسَيرها. و يقال: لَدَّسْتُ الخُفَّ تَلدِيساً إِذا ثَقَّلْتَه و رَقَعْتَه. يقال: خُفٌّ مُلَدَّسٌ كما يقال ثَوْب مُلَدَّم و مُرَدَّم. و لَدَّسْت فِرْسِنَ البعير تَلْديساً إِذا أَنْعَلْتَه؛ و قال الراجز:
         حَرْف عَلاة ذات خُفٍّ مِرْدَسِ،             دامِي الأَظَلِّ مُنْعَلٍ مُلَدَّسِ‏

و المِلْدَس: لغة في المِلْطَس، و هو حجر ضخم يُدَقُّ به النَّوَى، و ربما شبّه به الفحل الشديد الوطء، و الجمع المَلادِس.
لسس:
اللَّسُّ: الأَكل. أَبو عبيد: لَسَّ يَلُسُّ لَسّاً إِذا أَكل؛ و قال زهير يصف وَحْشاً:
         ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّرَاءِ و ناشِطٌ،             قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمِير جَحَافِلُه «1»

و لَسَّت الدابةُ الحشيش تَلُسُّه لَسّاً: تَناوَلَتْه و نَتَفتْه بِجَحْفَلَتِها. و أَلَسَّت الأَرضُ: طَلَع أَوّل نباتِها، و اسمُ ذلك النبات اللُّساس، بالضم، لأَن المال يَلُسُّه و اللُّساس: أَوّل البَقْل. و قال أَبو حنيفة: اللُّسَاس البقل ما دام صغيراً لا تَسْتَمْكِن منه الراعية و ذلك لأَنها تَلُسُّه بأَلسِنتها لَسّاً؛ قال:
         يُوشِك أَن تُوجِسَ في الإِيجاس «2»،             في باقِلِ الرِّمْثِ و في اللُّساس،
             منها هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاس‏

و أَلَسَّ الغَمِيرُ: أَمكن أَن يُلَسَّ. قال بعض العَرب: وجَدْنا أَرضاً مَمْطوراً ما حَوْلها قد أَلَسَّ غَمِيرُها؛ و قيل: أَلَسَّ خرج زَهْرُه. و قال أَبو حنيفة: اللَّسُّ أَوَّل الرَّعْي، لَسَّتْ تَلُسُّ لَسّاً. و ثوب مُتَلَسْلِس و مُلَسْلَس: كمُسَلْسَل، و زعم يعقوب أَنه مقلوب. و ماءٌ لَسْلَس و لَسْلاس و لُسالِس: كسَلْسَل؛ الأَخيرة عن ابن جني. ابن الأَعرابي: يقال للغلام الخفيف الروح النَّشيط لُسْلُس و سُلْسُل. و اللُّسُسُ: الحَمَّالون الحُذَّاق؛ قال الأَزهري: و الأَصل النُّسُس، و النَّسُّ السَّوْق، فقلبت النون لاماً. ابن الأَعرابي: سَلْسَلَ إِذا أَكل السَّلْسَلَة؛ و هي القطعة الطويلة من السنام، و قال أَبو عمر: و هي اللِّسْلِسةُ، و قال الأَصمعي: هي السَّلْسَلَة، و يقال سِلْسِلَة.
__________________________________________________
 (1). قوله ناشط: في قصيدة زهير: مِسْحَل.
 (2). قوله [يوشك أَن توجس‏] هكذا في الأَصل و شارح القاموس هنا و أَعاد المؤلف هذه الأَبيات في مادة هوس بلفظ آخر.

206
لسان العرب6

لسس ص 206

و اللَّسْلاسُ: السَّنام المقطَّع؛ قال الأَصمعي: اللِّسْلِسَة يعني السنام المقطَّع.
لطس:
اللَّطْس: الضَّرْب للشي‏ء بالشي‏ء العَريض؛ لَطَسه يَلْطُسُه لَطْساً. و حجرٌ لَطَّاس: تُكْسَر به الحجارة. و المِلْطَسُ و المِلْطاس: حَجَرٌ ضخْم يُدَقُّ به النَّوى مثل المِلْدَم و المِلْدام، و الجمع المَلاطِس. و المِلْطاس: مِعْوَل يكسَر به الصخر. قال ابن شميل: المَلاطِيس المَناقِير من حديد يُنْقَر بها الحجارة، الواحدة مِلْطاس. و المِلْطاس ذو الخَلْفَين: الطويل الذي له عَنَزَة، و عَنَزَتُه حدُّه الطويلُ؛ قال أَبو خيرة: المِلْطَس ما نَقَرْتَ به الأَرحاء؛ قال إمرؤْ القيس:
         و تَرْدي على صُمٍّ صِلاب مَلاطِس،             شَديدات عَقْد، لَيِّنات مِتان‏

و قال الفرّاء: ضربه بِمِلْطاس، و هي الصخرة العظيمة، لَطَسَ بها أَي ضرَب بها ابن الأَعرابي: اللَّطْسُ اللَّطْمُ؛ و قال الشماخ فجعل أَخفاف الإِبل مَلاطِس:
         تَهْوي على شَراجِعٍ عَلِيَّاتْ،             مَلاطِسِ الأَخْفافِ أَفْتَلِيَّاتْ‏

قال ابن الأَعرابي: أَراد أَنها تضرِب بأَخْفافِها تَلْطُسُ الأَرض أَي تَدُقُّها بها. و اللَّطْس: الدَّقُّ و الوَطءُ الشديد؛ قال حاتم:
         و سُقِيتُ بالماءِ النَّميرِ، و لم             أُترَكْ أُلاطِسُ حَمْأَة الحَفْرِ

قال أَبو عبيدة: معنى أُلاطِسُ أَتَلَطَّخ بها. و لَطَسه البعيرُ بخفِّه: ضرَبه أَو وَطِئَه. و المِلْطَس و المِلْطاس: الخُفُّ أَو الحافر الشديد الوطء. التهذيب: و ربما سمي خُفُّ البعير مِلْطاساً. و المِلْطاس: الصخرة العظيمة، و المِدَقُّ المِلْطاس، و المِلْطاس: حجر عَريض فيه طُول.
لعس:
اللَّعَسُ: سَوادُ اللِّثَة و الشَّفة، و قيل: اللَّعَس و اللُّعْسَة سَواد يعلو شَفَة المرأَة البيضاء؛ و قيل: هو سواد في حمرة؛ قال ذو الرمة:
         لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ،             و في اللِّثاتِ، و في أَنْيابها شَنَبُ‏

أَبْدَلَ اللَّعَسَ من الحُوَّة. لَعِسَ لَعَساً، فهو أَلْعَسُ، و الأُنثى لَعْساء؛ و جعل العجاج اللُّعْسَة في الجسد كله فقال:
         و بَشَراً مع البَياض أَلْعَسا
فجعل البشر أَلْعَسَ و جعله مع البياض لما فيه من شُرْبة الحمرة. قال الجوهري: اللَّعْسُ لَونُ الشفة إِذا كانت تضرب إِلى السواد قليلًا، و ذلك يُسْتَمْلَح. يقال: شفة لَعْساء و فِتْيَة و نسوة لُعْس، و ربما قالوا: نَبات أَلْعَس، و ذلك إِذا كثر و كَثُف لأَنه حينئذ يضرب إِلى السواد. و
في حديث الزبير: أَنه رأَى فِتْيَة لُعْساً فسأَل عنهم فقيل: أُمُّهم مَولاة لِلْحُرَقَة و أَبُوهم مملوك. فاشترى أَباهم و أَعتقه فجرَّ ولاءَهم.
؛ قال ابن الأَثير: اللُّعْسُ جمع أَلْعَس، و هو الذي في شفتيه سَواد. قال الأَصمعي: اللُّعْس الذين في شِفاهِهمْ سَوادٌ، و هو مما يُستحسَن، و لقد لَعِسَ لَعَساً. قال الأَزهري: لم يُرِدْ به سَوادَ الشفة خاصة إِنما أَراد لَعَسَ أَلْوانِهم أَي سَوادَها، و العرب تقول جارية لَعْساء إِذا كان في لَوْنِها أَدنى سواد فيه شُرْبَة حُمْرَةٍ ليست بالناصعَة، فإِذا قيل لَعْساء الشَّفة فهو على ما قال الأَصمعي.

207
لسان العرب6

لعس ص 207

و المُتَلَعِّس: الشديد الأَكل. و اللَّعْوَس: الأَكُول الحَريص، و قيل: اللَّغْوَس، بالغين معجمة، و هو من صفات الذئب. و اللَّعْوس، بتسكين العين: الخفيف في الأَكل و غيره كأَنه الشَّرِه؛ و منه قيل للذئب: لَعْوَس و لَغْوَس؛ و أَنشد لذي الرُّمة:
         و ماءٍ هَتَكْتُ اللَّيْلَ عنه، و لم يَرِدْ             رَوايا الفِراخِ و الذِّئابُ اللَّعاوِسُ‏

و يروى بالغين المعجمة. و ما ذقت لَعُوساً أَي شيئاً، و ما ذُقْتُ لَعُوقاً مثله. و قيل: اللَّعْس العَضُّ، يقال: لَعَسَني لَعْساً أَي عَضَّني؛ و به سمي الذئب لَعْوَساً. و أَلْعَسُ: موضع؛ قال:
         فلا تُنْكِرُوني، إِنَّني أَنا ذَلِكُمْ،             عَشِيَّةَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلًا فأَلْعَسا «3»

و يروى:
         لَياليَ حَلَّ.
لغس:
اللَّغْوَسَة: سُرْعة الأَكل و نحوه. و اللَّغْوَس: السريع الأَكل. و اللَّغْوَس: الذئب الشَّرِه الحريص، و العين فيه لغة؛ قال ذو الرمة:
         و ماءٍ هَتَكْتُ السِّتْرَ عنه، و لم يَرِدْ             رَوايا الفِراخِ و الذِّئابُ اللَّغاوِسُ‏

و يروى بالعين المهملة. و ذئب لَغْوَس و لِصٌّ لَغْوَس: خَتُول خبيث. و اللَّغْوَس: عُشْبة من المَرْعى؛ حكاه أَبو حنيفة قال: و اللَّغْوَس أَيضاً الرَّقيق الخفيف من النَّبات؛ قال ابن أَحمر يصف ثوراً:
         فَبَدرْتُه عَيْناً، و لَجَّ بِطَرْفِه             عَنِّي لُعَاعَةُ لَغْوَس مُتَزَيِّدِ «4»

معناه أَني نظرتُ إِليه و شغَلَتْه عني لُعاعَةُ لَغْوس، و هو نبت ناعِم رَيَّان، و قيل: اللَغْوَس عُشْب ليِّن رَطْب يؤكل سريعاً. و لحم مُلَغْوَس و مَلْغُوس: أَحمر لم يَنْضَج. ابن السكيت: طعام مُلَهْوَج و مُلَغْوس و هو الذي لم يَنْضَج.
لقس:
اللَّقِسُ: الشَّرِه النفْس الحَريص على كل شي‏ء. يقال: لَقِسَت نفسُه إِلى الشي‏ء إِذا نازَعَتْه إِليه و حَرَصَت عليه؛ قال: و منه‏
الحديث: لا يَقُولَنَّ أَحدُكم خَبُثتْ نفسي و لكن لِيَقُلْ لَقِسَت نفسي.
أَي غَثَتْ. و اللَّقَسُ: الغَثَيان، و إِنما كَرِه خَبُثَتْ هَرَباً من لفظ الخُبْث و الخبيث. و لَقِسَت نفسُه من الشي‏ء تَلْقَسُ لَقَساً، فهي لَقِسَة، و تمَقَّسَت نفسُه تَمَقُّساً: غَثَتْ غَثَياناً و خَبُثَت، و قيل: نازعته إِلى الشرِّ، و قيل: بَخِلَت و ضاقَتْ؛ قال الأَزهري: جعل الليث اللَّقَس الحِرْص و الشَّرَه، و جعله غيره الغَثَيَان و خُبْث النَّفْس، قال: و هو الصواب. أَبو عمرو: اللَّقِس الذي لا يستقيم على وجْه. ابن شميل: رجل لَقِس سَيّ‏ء الخلُق خَبيثُ النَّفس فَحَّاشٌ. و
في حديث عُمر و ذكر الزبير، رضي اللَّه عنهما، فقال: وَعِقَةٌ [وَعْقَةٌ] لَقِسٌ.
؛ اللَّقِس: السَّيّ‏ء الخلق، و قيل: الشَّحِيح. و لَقِسَت نفسُه إِلى الشي‏ء إِذا حَرَصَتْ عليه و نازعتْه إِليه. و اللَّقِس: العَيَّاب للناس المُلَقِّب الساخِر يلقِّب الناس و يسخَر منهم و يفسد بينهم. و اللَّاقِس: العَيَّاب. و يقال: فلان لَقِس أَي شَكِس عَسِر، و لَقَسَه يَلْقِسُهُ لَقْساً. و تَلاقَسُوا: تَشاتَمُوا. أَبو زيد: لَقِسْت الناس أَلقَسُهم و نَقِسْتُهم أَنقَسُهم، و هو الإِفساد بينهم و أَن تسخَر منهم و تلقِّبهم الأَلقاب. و لاقِس: اسم.
__________________________________________________
 (3). قوله [أَنا ذلكم‏] في شرح القاموس بدله: أَنا جاركم.
 (4). قوله [متزيد] و يروى مترئد، كما في شرح القاموس.

208
لسان العرب6

لكس ص 209

لكس:
إِنه لَشَكِسٌ لَكِسٌ أَي عَسِرٌ؛ حكاه ثعلب مع أَشياء إِتباعِيَّة؛ قال ابن سيدة: فلا أَدري أَ لَكِسٌ إِتباع أَم هي لفظة على حِدَتها كشَكِس.
لمس:
اللَّمْس: الجَسُّ، و قيل: اللَّمْسُ المَسُّ باليد، لمَسَه يَلْمِسُهُ و يَلْمُسُه لَمْساً و لامَسَه. و ناقة لَمُوس: شُك في سَنامِها أَ بِها طِرْقٌ أَم لا فَلُمِسَ، و الجمع لُمْسٌ. و اللَّمْس: كناية عن الجماع، لَمَسَها يَلْمِسُها و لامَسَها، و كذلك المُلامَسَة. و في التنزيل العزيز: أَو لَمَسْتُمُ النِّساء، و قُرِئ: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ*، و
روي عن عبد اللَّه بن عُمَر و ابن مسعود أَنهما قالا: القُبْلَة من اللَّمْس و فيها الوُضوء.
و
كان ابن عباس يقول: اللَّمْسُ و اللِّماسُ و المُلامَسَة كِناية عن الجماع.
؛ و مما يُسْتَدلّ به على صحة قوله قول العرب في المرأَة تُزَنُّ بالفجور: هي لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ،
و جاء رجل إِلى النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، فقال له: إِن امرأَتي لا تَرُدُّ يَدَ لامِس، فأَمرَه بتطليقها.
؛ أَراد أَنها لا تردُّ عن نفسها كلَّ من أَراد مُراوَدَتها عن نفسها. قال ابن الأَثير: و
قوله في سياق الحديث فاسْتَمْتِعْ بها.
أَي لا تُمْسِكْها إِلا بقدْر ما تَقْضِي مُتْعَةَ النَّفْس منها و من وَطَرِها، و خاف النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، إِن أَوْجَبَ عليه طَلاقَها أَن تتُوق نفسُه إِليها فيَقَع في الحَرام، و قيل: معنى لا تردُّ يدَ لامِس أَنها تُعطِي من ماله من يطلُب منها، قال: و هذا أَشبه، قال أَحمد: لم يكن ليأْمُرَه بإِمْساكِها و هي تَفْجُر.
قال عليٌّ و ابن مسعود، رضي اللَّه عنهما: إِذا جاءكم الحديث عن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، فظُنُّوا أَنه الذي هو أَهْدى و أَتْقَى.
أَبو عمرو: اللَّمْس الجماع. و اللَّمِيس: المرأَة اللَّيِّنة المَلْمَس. و قال ابن الأَعرابي: لَمَسْتُه لَمْساً و لامَسْتُه مُلامَسَة، و يفرق بينهما فيقال: اللَّمْسُ قد يكون مَسَّ الشي‏ء بالشي‏ء و يكون مَعْرِفَة الشي‏ء و إِن لم يكن ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ على جوهر، و المُلامَسَة أَكثر ما جاءت من اثنين. و الالْتِماسُ: الطَّلَب. و التَلَمُّسُ: التَّطَلُّب مرَّة بعد أُخرى. و
في الحديث: اقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ و الأَبْتَرَ فإِنهما يَلْمِسان البَصَر، و في رواية: يَلْتَمِسان.
أَي يَخْطِفان و يَطْمِسان، و قيل: لَمَسَ عَيْنَه و سَمَل بمعنًى واحد، و قيل: أَراد أَنهما يَقْصِدان البَصَر باللَّسْع، في الحيَّات نوع يُسَمَّى الناظِر متى وقَع نَظَرُه على عَيْن إِنسان مات من ساعته، و نوعٌ آخر إِذا سَمِع إِنسانٌ صوته مات؛ و قد جاء في حديث الخُدْريِّ عن الشاب الأَنصاريِّ الذي طَعَنَ الحَيَّة بِرُمْحِه فماتت و مات الشاب من ساعته. و
في الحديث: من سَلَكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فيه عِلماً.
أَي يَطلبُه، فاستعار له اللَّمْس. و
حديث عائشة: فالْتَمَسْتُ عِقْدِي.
و الْتَمَسَ الشي‏ءَ و تَلَمَّسَه: طَلَبَه. الليث: اللَّمْس باليد أَن تطلب شيئاً هاهنا و هاهنا؛ و منه قول لبيد:
         يَلْمِسُ الأَحْلاسَ في مَنزِلهِ             بِيَدَيْهِ، كاليَهُوديِّ المُصَلْ «1»

و المُتَلَمِّسَةُ: من السِّمات؛ يقال: كواه المُتَلَمِّسَةَ و المثلومةَ «2» و كَوَاه لَماسَ إِذا أَصاب مكان دائه بالتَّلَمُّسِ فوقع على داء الرجُل أَو على ما كان يَكْتُمُ.
__________________________________________________
 (1). قوله [كاليهودي المصل‏] هو بهذا الضبط في الأَصل.
 (2). قوله [و المثلومة] هكذا في الأَصل بالمثلثة، و في شرح القاموس: المتلومة، بالمثناة الفوقية.

209
لسان العرب6

لمس ص 209

و المُتَلَمِّس: اسم شاعر، سمي به لقوله:
         فهذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُهُ،             زَنابِيرُه و الأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ‏

يعني الذُّباب الأَخْضَر. و إِكافٌ مَلْمُوسُ الأَحْناء إِذا لُمِسَت بالأَيدي حتى تَسْتَوي، و في التهذيب: هو الذي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ و نُحِت ما كان فيه من ارْتفاع و أَوَدٍ. و بَيْعُ المُلامَسَةِ: أَن تَشْترِيَ المَتاع بأَن تَلمِسَه و لا تنظرَ إِليه. و
في الحديث النَّهْيُ عن المُلامَسَة.
؛ قال أَبو عبيد: المُلامَسَة أَن يقول: إِن لَمَسْتَ ثوبي أَو لمَسْتُ ثوبَك أَو إِذا لَمَسْت المبيع فقد وجب البيع بيننا بكذا و كذا؛ و يقال: هو أَن يَلْمِسَ المَتاع من و راء الثوْب و لا ينظر إِليه ثم يُوقِع البيع عليه، و هذا كله غَرَرٌ و قد نُهِي عنه و لأَنه تعليقٌ أَو عُدولٌ عن الصِّيغَة الشَرْعِيَّة، و قيل: معناه أَن يجعل اللَّمْس باليد قاطعاً للخيار و يرجع ذلك إِلى تعليق اللُّزُوم و هو غير نافِذٍ. و اللَّماسَة و اللُّماسَة: الحاجة المقاربة؛ و قول الشاعر:
         لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا أَزِمَتْ،             فَرِحَ اللَّمُوسُ بثابت الفَقْر

اللَّمُوس: الدَّعِيُّ؛ يقول: نحن و إِن أَزِمَتْ السَّنَةُ أَي عَضَّت فلا يطمع الدَّعِيُّ فينا أَن نُزوِّجَه، و إِن كان ذا مال كثير. و لَمِيسُ: اسم امرأَة. و لُمَيْسٌ و لَمَّاس: اسمان.
لهس:
لهَسَ الصَّبِيُّ ثَدْيَ أُمِّه لَهْساً: لَطَعَه بلسانه و لم يَمْصَصْهُ. و المُلاهِسُ: المُزاحِم على الطعام من الحِرْص؛ قال:
         مَلاهِسُ القَوْم على الطَّعامِ،             و جائِزٌ في قَرْقَفِ المُدَامِ،
             شُرْبَ الهِجانِ الوُلُهِ الهِيامِ‏

الجائز: العابُّ في الشراب. و فلان يُلاهِسُ بني فلان إِذا كان يَغْشَى طعامَهم. و اللَّهْس: لغة في اللَّحْس أَو هَهَّةٌ، يقال: ما لك عندي لُهْسَة، بالضم، مثل لُحْسَة أَي شي‏ء.
لوس:
اللَّوْسُ: الذَّوْق. رجل لَؤُوس، على فَعول؛ لاسَ يَلُوس لَوْساً و هو أَلْوَسُ: تَتَبَّع الحلاوات فأَكلها. و اللَّوْسُ: الأَكل القليل. و ما ذاق عنده لَوْساً و لا لَواساً، بالفتح، أَي ذَواقاً. و لا يَلُوسُ كذا أَي لا يَنالُه، و هو من ذلك. و قال أَبو صاعد الكلابي: ما ذاق عَلُوساً و لا لَؤُوساً، و ما لُسْنا عندهم لَواساً. و اللُّواسَة، بالضم: أَقلّ من اللُّقمة. و اللُّوس: الأَشِدَّاء «1»، واحِدُهم أَلْيَس.
ليس:
اللَّيَسُ: اللُّزُوم، و الأَلْيَسُ: الذي لا يَبْرَح بيتَه و اللَّيَسُ أَيضاً: الشدة، و قد تَلَيَّس. و إِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْض إِذا أَقامت عليه فلم تبرحه. و إِبِلٌ لِيسٌ: ثِقال لا تبرَح؛ قال عَبْدة بن الطَّبِيب:
         إِذا ما حامَ راعِيها اسْتَحَنَّتْ             لِعَبْدَة، مُنْتَهى الأَهْواء لِيسُ‏

لِيسٌ لا تفارقه مُنْتَهى أَهوائها، و أَراد لِعَطَنِ عَبدَة أَي أَنها تَنْزع إِليه إِذا حام راعيها. و رجل أَلْيَس أَي شجاع بَيِّنُ اللَّيَس من قوم لِيسٍ. و يقال للشجاع: هو أَهْيَسُ أَلْيَسُ، و كان في الأَصل‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و اللوس الأَشداء إلخ‏] قال في شرح القاموس: هنا ذكره صاحب اللسان و محل ذكره الياء.

210
لسان العرب6

ليس ص 210

أَهْوَسَ أَلْيَس، فلما ازدوج الكلام قَلَبوا الواو ياء فقالوا: أَهْيَس. و الأَهْوَس: الذي يَدُقُّ كل شي‏ء و يأْكله، و الأَلْيَسُ: الذي يُبازجُ قِرْنَهُ و ربما ذَمُّوه بقولهم أَهْيَس أَلْيَس، فإِذا أَرادوا الذَّمَّ عُني بالأَهْيَس الأَهْوَس، و هو الكثير الأَكل، و بالأَلْيَس الذي لا يَبْرَح بَيْتَه، و هذا ذمٌّ. و
في الحديث عن أَبي الأَسْوَد الدُّؤَلي: فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَس.
؛ الأَلْيَسُ: الذي لا يبرح مكانه. و الأَلْيَسُ: البعير يَحْمِلُ كلَّ ما حُمِّلَ. بعضُ الأَعراب: الأَلْيَسُ: الدَّيُّوث الذي لا يَغار و يُتَهَزَّأُ به، فيقال: هو أَلْيَسُ بُورك فيه فاللَّيَسُ يدخل في المَعْنَيَينِ في المدْح و الذم، و كلٌّ لا يخفى على المُتَفَوِّه به. و يقال: تَلايَسَ الرجلُ إِذا كان حَمُولًا حسن الخلُق. و تَلايَسْتُ عن كذا و كذا أَي غَمَّضْتُ عنه. و فلان أَلْيَس: دَهْثَم حسَن الخلُق. الليث: اللَّيَس مصدر الأَلْيَس، و هو الشجاع الذي لا يُبالي الحرْبَ و لا يَرُوعُه؛ و أَنشد:
         أَلْيَسُ عن حَوْبائِه سخِيّ‏
يقوله العجاج و جمعه ليس؛ قال الشاعر:
         تَخال نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَياءً،             و تَلْقاهمْ غَداةَ الرَّوْعِ لِيسا

و
في الحديث: كلُّ ما أَنْهَرَ الدَّمَ فَكُلْ لَيْسَ السِّنَ و الظُّفْرَ.
؛ معناه إِلا السِّنَّ و الظُّفْر. و ليس: من حروف الاستثناء كإِلَّا، و العرب تستثني بليس فتقول: قام القوم ليس أَخاك و ليس أَخَوَيْك، و قام النِّسْوَة ليس هنداً، و قام القوم لَيْسي و لَيْسَني و ليس إِيَّاي؛ و أَنشد:
         قد ذَهَبَ القوْمُ الكِرام لَيْسِي‏
و قال آخر:
         و أَصْبح ما في الأَرض مِني تَقِيَّةً             لِناظِرِه، لَيْسَ العِظامَ العَوالِيا

قال ابن سيدة: و لَيْس من حروف الاستثناء؛ تقول: أَتى القوم ليس زيداً أَي ليس الآتي، لا يكون إِلا مضمراً فيها. قال الليث: لَيْس كلمة جُحُود. قال الخليل: و أَصله لا أَيْسَ فطُرِحَتِ الهمزة و أُلْزِقَت اللام بالياء، و قال الكسائي: لَيس يكون جَحْداً و يكون استثناء ينصَب به كقولك ذهب القوم لَيْس زيداً يعني ما عَدا زيداً، و لا يكون أَبداً «2» و يكون بمعنى إِلا زيداً؛ و ربما جاءت ليس بمعنى لا التي يُنسَقُ بها كقول لبيد:
         إِنما يَجْزي الفَتى لَيْس الجَمَلْ‏
إِذا أُعرِب لَيْس الجَمَلُ لأَن ليْس هاهنا بمعنى لا النَّسَقِيَّة. و قال سيبويه: أَراد ليس يَجْزي الجَمَل و ليس الجَمَل يَجْزي، قال: و ربما جاءت ليس بمعنى لا التَّبْرِئَة. قال ابن كيسان: ليْس من حروف جَحْدٍ و تقع في ثلاثة مواضع: تكون بمنزلة كان ترفع الاسم و تنصب الخبر، تقول ليس زيد قائماً و ليس قائماً زيد، و لا يجوز أَن يقدَّم خبرها عليها لأَنها لا تُصرف، و تكون ليس استثناء فتنصب الاسم بعدها كما تنصبه بعد إِلا، تقول جاءني القوم ليس زيداً و فيها مُضْمَر لا يظهر، و تكون نسقاً بمنزلة لا، تقول جاءني عمرو لَيْس زيد؛ قال لبيد:
         إِنما يَجْزي الفتى ليس الجَمَل‏

قال الأَزهري: و قد صَرَّفوا لَيْس تصريف الفعل الماضي فَثَنَّوْا و جمعوا و أَنَّثُوا فقالوا لَيْس و لَيْسا و لَيْسُوا و لَيْسَتِ المرأَة و لَيْسَتا و لَسْنَ و لم يُصرِّفُوها في المستقبَل. و قالوا: لَسْت أَفعل‏
__________________________________________________
 (2). قوله: و لا يكون أَبداً هكذا في الأَصل، و لم يذكر خبراً لكان يدرك معه المعنى المُراد.

211
لسان العرب6

ليس ص 210

و لَسْنا نَفْعَل. و قال أَبو حاتم: من اسمح أَنا ليس مثلك و الصواب لَسْتُ مِثْلك لأَنَّ ليس فعل واجبٌ فإِنما يجاء به للغائب المتراخي، تقول: عبد اللَّه «1» ليس مثلك، و تقول: جاءني القوم ليس أَباك و ليسك أَي غيرَ أَبيك و غيرك، و جاءَك القوم ليس أَباك و لَيْسَني، بالنون، بمعنى واحد. التهذيب: و بعضهم يقول لَيْسَني بمعنى غيري. ابن سيدة: و لَيْسَ كلمة نفي و هي فعل ماض، قال: و أَصلها لَيِس بكسر الياء فسكنت استثقالًا، و لم تقلب أَلفاً لأَنها لا تتصرَّف من حيث استعملت بلفظ الماضي للحال، و الذي يدلُّ على أَنها فعل و إِن لم تتصرَّف تصرُّف الأَفعال قولهم لَسْت و لَسْتما و لَسْتُم كقولهم ضربت و ضربتما و ضربتم، و جُعِلت من عَوامِل الأَفعال نحو كان و أَخواتها التي ترفع الأَسماء و تنصب الأَخبار، إلا أَن الباء تدخل في خبرها وحدها دون أَخواتها، تقول ليس زيد بمنطلقٍ، فالباء لِتعدِيَة الفعل و تأْكيد النفي، و لك أَن لا تدخلها لأَن المؤكِّد يستغنى عنه، و لأَن من الأَفعال ما يتعدّى مرّة بحرف جرّ و مرّة بغير حرف نحو اشْتَقْتُك و اشتقت إِليك، و لا يجوز تقديم خبرها عليها كما جاز في أَخواتها، لا تقول محسِناً ليس زيد، قال: و قد يُستثنى بها، تقول: جاءَني القوم ليس زيداً كما تقول إِلا زيداً، تضمِر اسمَها فيها و تنصب خبرها بها كأَنك قلت ليس الجائي زيداً، و تقديره جاءني القوم ليس بعضهم زيداً؛ و لك أَن تقول جاءني القوم لَيْسك إِلا أَن المضمر المنفصل هاهنا أَحسن كما قال الشاعر:
         لَيْتَ هذا الليلَ شَهْرٌ،             لا نَرى فيه غَريبا،
             ليس إِيّايَ و إِيّاكَ،             و لا نَخْشى رَقِيبا

و لم يقل: لَيْسَني و لَيْسَك، و هو جائز إِلا أَن المنفصل أَجْوَد. و
في الحديث أَنه قال لزيد الخَيل: ما وُصِف لي أَحد في الجاهلية فرأَيته في الإِسلام إِلا رأَيته دون الصِّفة لَيْسَك.
أَي إِلا أَنت؛ قال ابن الأَثير: و في لَيْسَك غَرابة فإِن أَخبار كان و أَخواتها إِذا كانت ضمائر فإِنما يستعمل فيها كثيراً المنفصل دون المتصل، تقول ليس إِياي و إِياك؛ قال سيبويه: و ليس كلمة ينفى بها ما في الحال فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدَّ «2» كما قالوا عَلْم ذلك في عَلِمَ ذلك، قال: فلم يجعلوا اعتلالَها إلا لزُوم الإِسكان إِذ كَثُرَت في كلامهم و لم يغيِّروا حركة الفاء، و إِنما ذلك لأَنه لا مستقبل منها و لا اسم فاعل و لا مصدر و لا اشتقاق، فلما لم تُصَرَّف تصرُّف أَخواتها جُعِلَتْ بمنزلة ما لَيْس من الفعل نحو لَيْتَ؛ و أَما قول بعض الشعراء:
         يا خَيْرَ مَنْ زانَ سُرُوجَ المَيْسِ،             قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَيْسِ،
             إِذ لا يَزالُ مُولَعاً بِلَيْسِ‏

فإِنه جعلها اسماً و أَعْرَبها. و قال الفراء: أَصل ليس لا أَيْسَ، و دليل ذلك قول العرب ائتِنِي به من حيث أَيْسَ و لَيْس، و جِئْ به من أَيْسَ و لَيْسَ أَي من حيث هُوَ و لَيْسَ هُوَ؛ قال سيبويه: و قالوا لَسْتُ كما قالوا مَسْتُ و لم يقولوا لِسْتُ كما قالوا خِفْتُ لأَنه لم يتمكَّن تمكن الأَفعال، و حكى أَبو علي أَنهم يقولون: جِئْ به من حَيْثُ و لَيْسا «3»؛ يريدون و لَيْسَ فيشبعون فتحة السين،
__________________________________________________
 (1). قوله [و قال أَبو حاتم إلى قوله تقول عبد اللَّه‏] هكذا بالأَصل.
 (2). قوله [فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدّ] هكذا في الأَصل و لعلها محرفة عن صيد بسكون الياء لغة في صيد كفرح.
 (3). قوله [من حيث و ليسا] كذا بالأَصل و شرح القاموس.

212
لسان العرب6

ليس ص 210

إِما لبيان الحركة في الوقف، و إِما كما لحقت بَيْنا في الوصل. و إِلْياسُ و أَلْياس: اسم؛ قال ابن سيدة: أُراه عبرانيّاً جاء في التفسير أَنه إِدريس، و روي عن ابن مسعود: و إِن إِدريسَ، مكانَ: وَ إِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ‏
، و من قرأَ: عَلى‏ إِلْ‏ياسِينَ‏
، فعلى أَنه جعل كل واحد من أَولاده أَو أَعمامه إِلْياساً فكان يجب على هذا أَن يقرأَ على الإِلْياسِين، و رويت: سلام على إِدْراسِين، و هذه المادة أَولى به من باب أَلس؛ قال ابن سيدة: و كذلك نقلته عنه اطراداً لمذهب سيبويه أَن الهمزة إِذا كانت أُولى أَربعة حكم بزيادتها حتى يثبت كونها أَصلًا.
فصل الميم‏
مأس:
المأْس: الذي لا يلتفت إِلى موعظة أَحد و لا يقبل قوله. و يقال: رجل ماسٌ بوزن مال أَي خفيف طياش، و سنذكره أَيضاً في موس، و قد مَسَأَ و مَأَسَ بينهم يَمْأَسُ مَأْساً و مَأَساً: أَفسد؛ قال الكميت:
         أَسَوْتُ دِماءً حاوَلَ القَوْمُ سَفْكَها،             و لا يَعْدَم الآسُونَ في الغَيِّ مائِسا

أَبو زيد: مَأَسْتُ بين القوم و أَرَشْتُ و أَرَثْتُ بمعنى واحد. و رجل مائِسٌ و مَؤُوسٌ و مِمْآسٌ و مِمْأَسٌ: نمام، و قيل: هو الذي يسعى بين الناس بالفساد؛ عن ابن الأَعرابي، و مَأَّسٌ، مثل فَعَّال بتشديد الهمزة؛ عن كراع. و
في حديث مطرف: جاء الهُدْهُد بالمَاس فأَلقاه على الزجاجة فَفَلَقَها.
؛ المَاسُ: حجر معروف يُثْقَبُ به الجوهر و يقطع و ينقش؛ قال ابن الأَثير: و أَظن الهمزة و اللام فيه أَصليتين مثلهما في إِلْياس، قال: و ليست بعربية، فإِن كان كذلك فبابه الهمز لقولهم فيه الأَلْماسُ، قال؛ و إِن كانتا للتعريف فهذا موضعه.
متس:
المَتْسُ: لغة في المَطْس. مَتَس العذِرة مَتْساً: لغة في مَطَسَ. و مَتَسَهُ يَمْتِسُهُ مَتْساً: أَراغَهُ ليَنْتَزِعه.
مجس:
المَجُوسِيَّة: نِحْلَةٌ، و المَجُوسِيُّ منسوب إِليها، و الجمع المَجُوسُ. قال أَبو علي النحوي: المَجُوس و اليهود إِنما عرف على حد يهوديٍّ و يهودٍ و مجوسيٍّ و مجوسٍ، و لو لا ذلك لم يجز دخول الأَلف و اللام عليهما لأَنهما معرفتان مؤنثان فجريا في كلامهم مجرى القبيلتين و لم يجعلا كالحيين في باب الصرف؛ و أَنشد:
         أَحارِ أُرِيكَ بَرْقاً هَبَّ وهْناً،             كنار مَجُوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا

قال ابن بري: صدر البيت لإمرئ القيس و عجزه للتوأَم اليشكري؛ قال أَبو عمرو بن العلاء: كان إمرؤ القيس مِعَنّاً عِرِّيضاً ينازع كل من قال إِنه شاعر، فنازع التوأَم اليشكري «1» فقال له: إِن كنت شاعراً فَمَلِّطْ أَنصاف ما أَقول و أَجِزْها، فقال: نعم، فقال إمرؤ القيس:
         أَ صاح أُريك برقاً هب وهناً
فقال التوأَم:
         كنار مجوس تستعر استعارا
__________________________________________________
 (1). قوله [فنازع التوأم اليشكري‏] عبارة ياقوت: أَتى إمرؤ القيس قتادة بن التوأم اليشكري و أخويه الحرث و أبا شريح، فقال إمرؤ القيس يا حار أَجز:
         أَ حار ترى بريقاً هب وهناً

إلى آخر ما قال، و أَورد الأَبيات بوجه آخر فراجعه إن شئت و عليه يظهر قول المؤلف الآتي قريباً، و بريقاً تصغيره تصغير التعظيم.

213
لسان العرب6

مجس ص 213

فقال إمرؤ القيس:
         أَرِقْتُ لَهُ و نامَ أَبو شُرَيحٍ‏
فقال التوأَم:
         إِذا ما قلْتُ قَدْ هَدَأَ اسْتَطارا

فقال إمرؤ القيس:
         كأَنَّ هَزيزَهُ بِوَراءِ غَيْبٍ‏

فقال التوأَم:
         عِشارٌ وُلَّهٌ لاقَتْ عِشارا

فقال إمرؤ القيس:
         فلما أَنْ عَلا كَنَفَي أُضاخٍ‏

فقال التوأَم:
         وَهَتْ أَعْجازُ رَيِّقِهِ فَحارا

فقال إمرؤ القيس:
         فلم يَتْرُكْ بِذاتِ السِّرِّ ظَبْياً

فقال التوأَم:
         و لم يَتْرُكْ بجَلْهَتِها حمارا

و مثل ما فعل إمرؤ القيس بالتوأَم فعل عَبيدُ بن الأَبْرص بامرئ القيس، فقال له عبيد: كيف معرفتك بالأَوابد؟ فقال إمرؤ القيس: أَلقِ ما أَحببت، فقال عبيد:
         ما حَيَّةٌ مَيْتَةٌ أَحْيَتْ بِمَيِّتِها             دَرْداءَ، ما أَنْبَتَتْ ناباً و أَضْراسا؟

قال إمرؤ القيس:
         تِلْكَ الشَّعِيرَةُ تُسْقى في سَنابِلِها،             فَأَخْرَجَتْ بعد طُولِ المُكْثِ أَكداسا

فقال عبيد:
         ما السُّودُ و البِيضُ و الأَسْماءُ واحِدَةٌ،             لا يَسْتَطِيعُ لَهُنَّ النَّاسُ تَمْساسا؟

فقال إمرؤ القيس:
         تلك السَّحابُ إِذا الرَّحْمَنُ أَنشأَها،             رَوَّى بِها من مَحُولِ الأَرْضِ أَنْفاسا

ثم لم يزالا على ذلك حتى كملا ستة عشر بيتاً. تفسير الأَبيات الرائية: قوله هب وهناً، الوهن: بعد هدء من الليل. و بريقاً: تصغيره تصغير التعظيم كقولهم دويهية يريد أَنه عظيم بدلالة قوله:
         كنار مجوس تستعر استعارا
و خص نار المجوس لأَنهم يعيدونها. و قوله: أَرقت له أَي سهرت من أَجله مرتقباً له لأَعلم أَين مصابُّ مائِه. و استطار: انتشر. و هزيزه: صوت رعده. و قوله: بوَرَاءِ غيب أَي بحيث أَسمعه و لا أَراه. و قوله: عِشار وُلَّهٌ أَي فاقدة أَولادها فهي تُكْثِرُ الحنين و لا سيما إِذا رأَت عِشاراً مثلها فإِنه يزدادُ حَنينُها، شَبَّه صوت الرعد بأَصْوات هذه العِشارِ من النوق. و أُضاخ: اسم موضع، و كَفاه: جانباه. و قوله: وَهَتْ أَعْجاز رَيِّقه أَي استرخت أَعجاز هذا السحاب، و هي مآخيره، كما تسيل القربة الخَلَقُ إِذا استرخت. و ريِّق المطر: أَوّله. و ذاتُ السِّر: موضع كثير الظباء و الحُمُر، فلم يُبْق هذا المطرُ ظبياً به و لا حماراً إلا و هو هارب أَو غَريق. و الجَلْهَةُ: ما استقبلك من الوادي إِذا وافيته. ابن سيدة: المَجُوسُ جيل معروف جمعٌ، واحدهم مَجُوسِيٌّ؛ غيره: و هو معرَّب أَصلُه مِنْج كُوشْ، و كان رجلًا صَغير الأُذُنَيْن كان أَوّل من دانَ بِدين المَجُوس و دعا الناس إِليه، فعرَّبته العرب فقالت: مَجُوسَ و نزل القرآن به، و العرب رُبما تركت صرف مجوس إِذا شُبِّه بقبيلة من القبائل، و ذلك أَنه اجتمع فيه العجمة و التأْنيت؛ و منه قوله:

214
لسان العرب6

مجس ص 213

         كَنارِ مَجُوس تَسْتَعِرُ اسْتِعارَا
و
في الحديث: كلُّ مَوْلودٍ يُولَدُ على الفِطْرَة حتى يكون أَبواه يُمَجِّسانِهِ.
أَي يُعلِّمانِهِ دين المَجُوسِيَّة. و
في الحديث: القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هذه الأُمَّةِ.
قيل: إِنما جَعَلهم مجوساً لِمُضاهاة مذهبِهِم مذهبَ المجوس في قولهم بالأَصْلَيْن: و هما النُّورُ و الظلمة، يزعمون أَن الخير من فِعْل النُّور، و أَن الشَّر من فعل الظلمة؛ و كذا القَدَرِيّة يُضِيفُون الخيرَ إِلى اللَّه و الشر إِلى الإِنسان و الشيطان، و اللَّه تعالى خالقُهما معاً لا يكون شي‏ء منهما إِلا بمشيئته تعالى و تَقَدَّسَ، فهُما مضافان إِليه خَلْقاً و إِيجاداً، و إِلى الفاعِلين لهما عَمَلًا و اكتساباً. ابن سيدة: و مَجُوس اسم للقبيلة؛ و أَنشد أَيضاً:
         كنار مجوسَ تستعر استعارا

قال: و إِنما قالوا المجوس على إِرادة المَجُوسِيِّين، و قد تَمَجَّسَ الرجلُ و تَمَجَّسُوا: صاروا مَجُوساً. و مَجَّسُوا أَولادَهم: صَيَّرُوهُم كذلك، و مَجَّسَه غيره.
محس:
ابن الأَعرابي: الأَمْحَسُ الدَّبَّاغُ الحاذِقُ. قال الأَزهري: المَحْسُ و المَعْسُ دَلْك الجِلْدِ و دِباغُه، أُبْدِلَت العينُ حاء.
مدس:
مَدَسَ الأَدِيمَ يَمْدُسُه مَدْساً: دَلَكَه.
مدقس:
المِدَقْسُ: لغة في الدّمَقْس، و قد تقدم ذكره.
مرس:
المَرَسُ و المِراسُ: المُمارَسَةُ و شدة العِلاج. مَرِسَ مَرَساً، فهو مَرِسٌ، و مارَسَ مُمَارَسَةً و مِرَاساً. و يقال: إِنه لمَرِسٌ بَيِّنُ المَرَسِ إِذا كان شديدَ المِرَاسِ. و يقال: هُمْ على مَرِسٍ واحد، بكسر الراء، و ذلك إِذا استَوَتْ أَخْلاقُهُم. و رجل مَرِسٌ: شديد العلاج بَيِّنُ المَرَسِ. و
في حديث خَيْفانَ: أَما بنو فلان فَحَسَكٌ أَمْراسٌ.
؛ جَمعُ مَرِسٍ، بكسر الراء، و هو الشديد الذي مارَسَ الأُمورَ و جَرَّبها؛ و منه‏
حديث وحشيّ في مَقْتَل حمزة، رضي اللَّه عنه: فَطَلَعَ عَليَّ رَجُلٌ حَذِرٌ مَرِسٌ.
أَي شديد مجرِّب للحروب. و المَرْسُ في غير هذا: الدَّلْكُ. و التَّمَرُّسُ: شدة الالْتِواء و العُلُوقِ. و
في الحديث: أَنَّ من اقْتِراب السَّاعة أَن يَتَمَرَّسَ الرَّجُلُ بِدِينِه كما يَتَمَرَّسُ البَعِيرُ بالشجرة.
؛ القتيبي: يَتَمَرَّسُ بِدينه أَي يَتَلَعَّبُ به و يَعْبَثُ به كما يَعْبَثُ البعير بالشجرة و يَتَحَكَّكُ بها، و قيل: تَمَرُّسُ البعير بالشجرة تَحَكُّكُهُ بها من جَرَبٍ و أُكالٍ، و تَمَرُّسُ الرجل «1» بدينه أَن يُمَارِسَ الفِتَنَ و يُشادَّها و يَخْرُجَ على إِمامه فيضرَّ بدينه و لا ينفعه غُلُوُّه فيه كما أَن الأَجرب من الإِبل إِذا تَحَكَّكَ بالشجرة أَدْمَتْه و لم تُبْرِئْهُ من جربه. و يقال: ما بِفُلانٍ مُتْمَرّسٌ إِذا نعت بالجلَد و الشدة حتى لا يقاومه من مارَسَه. و قال أَبو زيد: يقال للرجل اللئيم لا ينظر إِلى صاحبه و لا يعطي خيراً: إِنما ينظر إِلى وجه أَمْرَسَ أَملس لا خير فيه و لا يَتَمرَّس به أَحد لأَنه صلب لا يُسْتَغَلُّ منه شي‏ء. و تمَرَّسَ بالشي‏ء: ضَرَبه؛ قال:
         تَمَرَّسَ بي من جَهْلِهِ و أَنا الرَّقِم‏

و امْتَرَسَ الشُّجعان في القتال و امْتَرَسَ به أَي احْتَكَّ به و تَمَرَّس به. و امْتَرَسَ الخُطَباءُ و امْتَرَسَت الأَلسُن في الخصومة: تَلاجَّتْ و أَخذ بعضها بعضاً؛ قال أَبو ذؤيب يصف صائداً و أَن حُمُر الوحش قربت منه بمنزلة من يَحْتَكُّ بالشي‏ء فقال:
__________________________________________________
 (1). قوله [و تمرس الرجل إلخ‏] عبارة النهاية: و قيل أَراد أَن يمارس الفتن إلخ.

215
لسان العرب6

مرس ص 215

         فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ، و امْتَرَسَتْ بِهِ             هَوْجاءُ هادِيَةٌ، و هادٍ جُرْشُعُ‏

و فَحْلٌ مَرَّاسٌ: شديد المِراس. و المَرَسَةُ: الحبل لِتَمَرُّسِ الأَيدي به، و الجمع مَرَسٌ، و أَمْراسٌ جَمْعُ الجمعِ، و قد يكون المَرَسُ للواحد. و المَرَسَةُ أَيضاً: حبل الكلب؛ قال طرفة:
         لو كُنْتَ كَلْب قَنِيصٍ كُنْت ذا جدَدٍ،             تكونُ أُرْبَتُه في آخِرِ المَرَسِ‏

و الجمع كالجمع؛ قال:
         يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ،             من المُطْعِماتٍ اللَّحْمِ غَيرِ الشَّواحِنِ‏

و المَرْسُ: مصدر مَرَسَ الحَبْلُ يَمْرُسُ مَرْساً، و هو أَن يقع في أَحد جانبي البَكْرَةِ بين الخُطَّافِ و البكرة. و أَمرسه: أَعاده إِلى مجراه. يقال: أَمْرِسْ حَبْلَكَ أَي أَعِدْهُ إِلى مجراه؛ قال:
         بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ أَمْرِسْ أَمْرِسِ،             إِمَّا على قَعْوٍ و إِمَّا اقْعَنْسِسِ‏

أَراد مَقامٌ يقال فيه أَمْرِسْ؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابي:
         و قد جَعَلَتْ بَينَ التَّصَرُّفِ قامَتِي             و حُسْن القرى مِمَّا تقُولُ تَمَرَّسُ‏

لم يفسر معناه، قال غيره: ضَرَب هذا مثلًا، أَي قد زَلَّت بَكْرَتي عن القَوام، فهي تَمْرَسُ بين القَعْو و الدَّلْو. و المَرَسُ أَيضاً: مصدر قولك مَرِسَت البَكْرَةُ تَمْرَسُ مَرَساً. و بكرة مَرُوسٌ إِذا كان من عادتها أَن يَمْرُسَ حبلُها أَي يَنْشَب بينها و بين القَعْو؛ و أَنشد:
         دُرْنا و دَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ،             لا ضَيْقةُ المَجْرى و لا مَرُوسُ‏

و قد يكون الإِمْراسُ إِزالَةَ الرِّشاءِ عن مَجْراه فيكون بمعنيين متضادّين. قال الجوهري: و إِذا أَنْشَبْتَ الحَبْلَ بين البَكْرَة و القَعْو قلتَ: أَمْرَسْتُه، قال: و هو من الأَضداد؛ عن يعقوب؛ قال الكميت:
         سَتَأْتِيكم، بُمُتْرَعَةٍ ذُعاقاً،             حِبالُكُمُ التي لا تُمْرِسُونا

أَي لا تُنْشِبُونَها إِلى البَكْرة و القَعْو. و مَرَسَ الدَّواءَ و الخبزَ في الماء يَمْرُسُه مَرْساً: أَنْقَعَه. ابن السكيت: المَرْسُ مصدر مَرَسَ التَّمر يَمْرُسُه و مَرَثَهُ يَمْرُثُهُ إِذا دَلَكَه في الماء حتى يَنْماثَ فيه. و يقال للتريد: المَرِيسُ لأَن الخبزَ يُماتُ. و مَرَسْتُ التَّمر و غيرَه في الماء إِذا أَنْقَعْتَه و مرثْتَه بيدك. و مَرَس الصَّبيُّ إِصبعَه يَمْرُسُه: لغة في مَرَثَه أَو لُثْغَةٌ. و مَرَسْتُ يدي بالمنديل أَي مسحت، و تَمَرَّسَ به. و
في حديث عائشة، رضي اللَّه عنها: كنت أَمْرُسُه بالماء.
أَي أَدْلُكُه و أَدِيفُه، و قد يطلق على الملاعبة. و
في حديث عليّ، كرم اللَّه وجهه: زعم أَني كنت أُعافِسُ و امارِسُ.
أَي أُلاعب النساء. و المَرْسُ: السير الدائم. و بيننا و بين الماء و بيننا و بين مكانِ كذا ليلَةٌ مَرَّاسَةٌ: لا وتِيرَة فيها، و هي الليلة الدَّائِبَةُ البَعيدة. و قالوا: أَخْرسُ أَمْرَسُ «2»، فبالغُوا به كما يقولون: شَحِيحٌ بَحِيحٌ، و رواه ابن الأَعرابي. و مَرِيسٌ: من بُلْدانِ الصعيد. و المَرِيسِيَّةُ، الريح الجَنُوبُ التي تأْتي من قِبَلِ مَرِيسٍ. قال أَبو
__________________________________________________
 (2). قوله [أَخرس أَمرس‏] هكذا بالأَصل. و في شرح القاموس في مادة خرس: و فيه هنا أَمرس أَملس.

216
لسان العرب6

مرس ص 215

حنيفة: و مَرِيسٌ أَدنى بلاد النُّوبِ التي تلي أَرض أُسْوانَ؛ هكذا حكاه مصروفاً. و المَرْمَرِيس: الأَمْلَسُ؛ ذكره أَبو عبيدة في باب فَعْلَليل؛ و منه قولهم في صفة فرس: و الكَفَل المَرمَرِيس؛ قال الأَزهري: أَخذَ المَرْمَريس من المَرْمَرِ و هو الرُّخام الأَملس و كسعه بالسين تأْكيداً. و المَرْمَريسُ: الأَرض التي لا تُنْبِت. و المَرمَرِيس: الداهية و الدَّرْدَبِيسُ، قال: و هو فَعْفَعِيل، بتكرير الفاء و العين، فيقال: داهية مَرْمَرِيسٌ أَي شديدة. قال محمد بن السريّ: هي من المَراسَةِ. و المَرْمَرِيسُ الدَّاهِي من الرجال، و تحقيره مُرَيْرِيسٌ إِشعاراً بالثلاثيّة؛ قال سيبويه: كأَنهم حقَّروا مَرَّاساً. قال ابن سيدة: و قال مَرْمَرِيتٌ فلا أَدْري لُغَة أَم لُثْغَة. قال: و قال ابن جني ليس من البعيد أَن تكون التاء بدلًا من السين كما أُبدلت منها في سِتٍّ؛ و فيما أَنشد أَبو زيد من قول الشاعر:
         يا قاتَلَ اللَّهُ بَني السَّعْلاتِ:             عَمْرَو بْنَ يَرْبُوعٍ شِرار النَّاتِ،
             غَيْرَ أَعِفَّاءَ و لا أَكْياتِ

فأَبدل السين تاء، فإِن قلت فإِنا نجد لِمَرْمَرِيتٍ أَصلًا نختاره إِليه، و هو المَرْتُ، قيل: هذا هو الذي دعانا إِلى أَنه يجوز أَن تكون التاء في مَرْمَرِيتٍ بدلًا من السين في مَرْمَرِيسٍ، و لو لا أَن معنا أَمْراتاً لقلنا إِن التاء فيه بدل من السين البتة كما قلنا ذلك في سِتٍّ و النَّاتِ و أَكْياتٍ. و المِراسُ: داء يأْخذ الإِبل و هو أَهون أَدوائها و لا يكون في غيرها؛ عن الهجري. و بنو مُرَيْسٍ و بنو مُمَارِس: بَطْنان. الجوهري عن يعقوب: الْمَارَسْتَانُ، بفتح الراء، دار المَرْضَى، و هو معرّب.
مرجس:
ابن الفَرَج: المِرْجاس «1» حجر يُرْمَى به في البئر ليُطَيِّبَ ماءَها و يَفتَحَ عيونها؛ و أَنشد:
         إِذا رَأَوْا كريهَةً يَرْمُونَ بي،             رَمْيَكَ بالمِرجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي‏

قال: و وجدت هذا في أَشعار الأَزدي:
         بالبِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي‏
و الشعر لسعد بن المنتخر البارقي رواه المؤرج.
مسس:
مَسِسْتُه، بالكسر، أَمَسُّه مَسّاً و مَسيساً: لَمَسْتُه، هذه اللغة الفصيحة، و مَسَسْتُه، بالفتح، أَمُسُّه، بالضم، لغة، و قال سيبويه: و قالوا مِسْتُ، حذفوا فأَلقَوا الحركة على الفاء كما قالوا خِفْتُ، و هذا النحو شاذ، قال: و الأَصل في هذا عربي كثير، قال: و أَمَّا الذين قالوا مَسْتُ فشبهوها بلست، الجوهري: و ربما قالوا مِسْتُ الشي‏ء، يحذفون منه السين الأُولى و يحولون كسرتها إِلى الميم. و
في حديث أَبي هريرة: لو رأَيْتُ الوُعُولَ تَجْرُشُ ما بين لابَتَيْها ما مِسْتُها.
؛ هكذا روي، و هي لغة في مَسْتُها؛ و منهم من لا يحوّل كسرة السين إِلى الميم بل يترك الميم على حالها مفتوحة، و هو مثل قوله تعالى: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، يكسر و يفتح، و أَصله ظَلِلْتُم و هو من شواذ التخفيف؛ و أَنشد الأَخفش لابن مَغْرَاءَ:
         مِسْنا السَّماء فَنِلْناها وَ طَاءَ لَهُمْ،             حتى رَأَوْا أُحُداً يَهْوِي و ثَهْلانَا

و أَمْسَسْتُه الشي‏ء فَمَسَّه. و المَسِيسُ: المَسُّ،
__________________________________________________
 (1). قوله [المرجاس‏] هو بالكسر قاله شارح القاموس، و عبارته مع المتن في برجس: و البرجاس، بالضم، و العامة تكسره.

217
لسان العرب6

مسس ص 217

و كذلك المِسِّيسَى مثل الخِصِّيصَى. و
في حديث موسى، على نبينا و عليه الصلاة و السلام: و لم نجد مَسّاً من النَّصَب.
؛ هو أَول ما يُحَسُّ به من التَّعب. و المَسُّ؛ مَسُّك الشي‏ءَ بيدك. قال اللَّه تعالى: و إِن طلَّقْتُمُوهُنَّ من قَبْلِ أَن تُمَاسُّوهُنَّ، و قرئ: مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ*
، قال أَحمد بن يحيى: اختار بعضهم ما لم تَمَسُّوهُنّ، و قال: لأَنَّا وجَدنا هذا الحرف في غير موضع من الكتاب بغير أَلف: يَمْسَسْنِي بَشَرٌ*
، فكل شي‏ء من هذا الكتاب، فهو فعل الرجل في باب الغشيان. و
في حديث فتح خيبر: فَمَسَّهُ بعذاب.
أَي عاقَبَه. و
في حديث أَبي قتادة و المِيضَأَة: فأَتيته بها فقال: مَسُّوا منها.
أَي خذوا منها الماء و توضَّؤُوا. و يقال: مَسِسْتُ الشي‏ءَ أَمَسُّه مَسّاً لَمَسْتَه بيدك، ثم استعير للأَخذ و الضرب لأَنهما باليد، و استعير للجماع لأَنه لَمْسٌ، و للجُنون كأَن الجن مَسَّتْه؛ يقال: به مَسٌّ من جنون. و قوله تعالى: وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ*
 أَي لم يَمْسَسْني على جهة تزوُّجٍ، وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا أَي و لا قُرِبْتُ على غير حد التزوُّج. و ماسَّ الشي‏ءُ الشي‏ءَ مُمَاسَّةً و مِساساً: لَقِيَه بذاته. و تَمَاسَّ الجِرْمانِ: مَسَّ أَحدُهما الآخر. و حكى ابن جني: أَمَسَّهُ إِياه فعدَّاه إِلى مفعولين كما ترى، و خص بعض أَهل اللغة: فرس مُمَسٌّ بِتَحْجيل؛ أَراد مُمَسٌّ تَحْجيلًا و اعتقد زيادة الباء كزيادتها في قراءة من قرأَ: يُذْهِبُ بالأَبصار و يُنبِت بالدُّهن، من تذكرة أَبي عليّ. و رَحِمٌ ماسَّةٌ و مَسَّاسَةٌ أَي قَرَابَة قَرِيبة. و حاجةٌ ماسَّة أَي مُهِمَّة، و قد مَسَّتْ إِليه الحاجة. و وجَدَ مَسَّ الحُمَّى أَي رَسَّها و بَدْأَها قبل أَن تأْخذه و تظهر، و قد مَسَّتْه مَوَاسُّ الخَبَلِ. و المَسُّ: الجُنون. و رجل مَمْسُوسٌ: به مَسٌّ من الجُنون. و مُسْمِسَ الرجلُ إِذا تُخُبِّطَ. و في التنزيل العزيز: الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ
؛ المَسُّ: الجنون، قال أَبو عمرو: الماسُوسُ «1» و المَمْسُوس و المُدَلَّسُ كله المجنون. و ماءٌ مَسُوسٌ: تَناولته الأَيدي، فهو على هذا في معنى مفعول كأَنه مُسَّ حين تُنُووِل باليد، و قيل: هو الذي إِذا مَسَّ الغُلَّة ذَهَبَ بها؛ قال ذو الإِصْبَع العَدْواني:
         لوْ كُنْتَ ماءً، كُنْتَ لا             عَذْبَ المَذاقِ و لا مَسُوسا،
             مِلْحاً بعِيدَ القَعْرِ قَدْ             فَلَّتْ حِجارَتُهُ الفُؤُوسا

فهو على هذا فعول في معنى فاعل. قال شمر: سئل أَعرابي عن رَكِيَّةٍ فقال: ماؤها الشِّفاء المَسُوسُ الذي يَمسُّ الغُلَّة فيَشْفِيها. و المَسُوس: الماء العذب الصافي. ابن الأَعرابي: كل ما شفى الغَلِيلَ، فهو مَسُوسٌ، لأَنه يَمُسُّ الغُلَّةَ. الجوهري: المَسُوس من الماء الذي بين العذْبِ و المِلح. و ريقة مَسُوسٌ؛ عن ابن الأَعرابي: تذهب بالعطش؛ و أَنشد:
         يا حَبَّذا رِيقَتُكِ المَسُوسُ،             إِذْ أَنْتِ خَوْدٌ بادِنٌ شَمُوسُ‏

و قال أَبو حنيفة: كَلَأ مسوسٌ نامٍ في الراعية ناجعٌ فيها. و المَسُوسُ: التِّرْياقُ؛ قال كثيِّر:
         فقَدْ أَصْبَحَ الرَّاضُونَ، إِذ أَنْتُمُ بها             مَسُوسُ البِلادِ، يَشْتَكُونَ وبالَها

__________________________________________________
 (1). قوله [الماسوس‏] هكذا في الأَصل، و في شرح القاموس بالهمز. و قوله المدلس هكذا بالأصل، و في شرح القاموس و المالوس.

218
لسان العرب6

مسس ص 217

و ماء مَسُوسٌ: زُعاقٌ يُحْرِق كل شي‏ء بمُلوحته، و كذلك الجمع. و مَسَّ المرأَة و ماسَّها: أَتاها. و لا مَساسَ أَي لا تَمَسَّني. و لا مِساسَ‏
 أَي لا مُماسَّة، و قد قرئ بهما. و روي عن الفراء: إِنه لَحَسَنُ المَسّ. و المَسِيس: جماع الرجلِ المرأَةَ. و في التنزيل العزيز: فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ‏
؛ قرئ لا مَساسَ، بفتح السين، منصوباً على التَّبْرِئَة، قال: و يجوز لا مَساسِ، مبني على الكسر، و هي نفي قولك مَساسِ فهو نفي ذلك، و بنيت مَساسِ «1» على الكسر و أَصلها الفتح، لمكان الأَلف فاختير الكسر لالتقاء الساكنين. الجوهري: أَما قول العرب لا مَساسِ مثل قَطامِ فإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر و هو المَسُّ، و قوله لا مَساس لا تخالط أَحداً، حرم مخالطة السامريّ عقوبة له، و معناه أَي لا أَمَسّ و لا أُمَسّ، و يكنى بالمساس عن الجماع. و المُماسَّةُ: كناية عن المباضَعَة، و كذلك التَّمَاس؛ قال تعالى: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا*
. و
في الحديث: فأَصَبْت منها ما دون أَن أَمَسَّها.
؛ يريد أَنه لم يجامعها. و
في حديث أُم زرع: زوجي المَسُّ مَسُّ أَرْنَب.
؛ وصفَتْه بلين الجانب و حسن الخَلْقِ. قال الليث: لا مِساس لا مُماسَّة أَي لا يَمَسُّ بعضُنا بعضاً. و أَمَسَّه شَكْوى أَي شكا إِليه. أَبو عمرو: الأَسْنُ لُعْبة لهم يسمونها المَسَّة و الضَّبَطَة. غيره: و الطَّريدةُ لعبة تسميها العامة المَسَّة و الضَّبَطَة، فإِذا وقعت يد اللاعب من الرَّجُلِ على بدنه رأْسه أَو كَتِفه فهي المَسَّة، فإِذا وقعت على رجله فهي الأَسْنُ. و المِسُّ: النُّحاس؛ قال ابن دريد: لا أَدري أَ عربي هو أم لا. و المَسْمَسَة و المَسْماسُ: اختلاط الأَمر و اشتباهه؛ قال رؤبة:
         إِن كُنْتَ من أَمْرِكَ في مَسْماس،             فاسْطُ على أُمِّكَ سَطْوَ المَاسِ‏

خفف سين المَاسِ كما يخففونها في قولهم مَسْتُ الشي‏ءَ أَي مَسَسْتُه قال الأَزهري: هذا غلط، الماسِي هو الذي يُدْخل يده في حَياء الأُنثى لاستخراج الجنين إِذا نَشِب؛ يقال: مَسَيْتُها أَمْسِيها مَسْياً؛ روى ذلك أَبو عبيد عن الأَصمعي، و ليس المَسْيُ من المَسِّ في شي‏ء؛ و أَما قول الشاعر:
         أَحَسْنَ بِهِ فَهُنَّ إِلَيْه شُوسُ‏
أَراد أَحْسَسْنَ، فحذف إِحدى السينين، فافهم.
مطس:
مَطَسَ العَذِرَة يَمْطِسُها مَطْساً: رماها بِمَرَّةٍ. و المَطْسُ: الضرب باليد كاللَّطْم. و مَطَسَه بيده يَمْطِسُه مَطْساً: ضربه.
معس:
مَعَس في الحرب: حمل. و رجل مَعَّاسٌ و مُتَمَعّسٌ: مِقْدام. و مَعَسَ الأَدِيمَ: ليَّنَه في الدّباغ. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، مرّ على أَسماء بنت عُمَيْسٍ و هي تَمْعَسُ إِهاباً لها، و في رواية: مَنِيئَةً لها.
أَي تَدْبُغُ. و أَصل المَعْس: المَعْك و الدَّلْكُ للجِلْد بعد إِدخاله في الدِّباغ. و مَعَسَه مَعْساً: دلَكَه دَلْكاً شديداً؛ قال في وصف السيل و المطر:
         حتى إِذا ما الغَيثُ قالَ رَجْسا،             يَمْعَسُ بالماء الجِواءَ مَعْسا،
             و غَرَّقَ الصَّمَّانَ ماءً قَلْسا

أَراد بقوله: قال رَجْساً أَي يُصَوِّت بشدة وقْعِه.
__________________________________________________
 (1). قوله [و بنيت مساس إلخ‏] كذا بالأَصل.

219
لسان العرب6

معس ص 219

و قالت السماءُ إِذا أَمطرت مطراً يُسمع صوته، و يجوز أَن يريد صوت الرعد الذي في سحاب هذا المطر. و الصَّمَّان: موضع بعينه. و القَلْسُ: الذي ملأَ الموضع حتى فاض. و الجواء: مثل السَّحْبَلِ، و هو الوادي الواسع. قال الأَصمعي: بعَثَت امرأَة من العرب بنتاً لها إِلى جارتها أَن ابعَثي إِليَّ بَنَفْسٍ أَو نَفْسَيْنِ من الدِّباغ أَمْعَسُ به مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ؛ و المَنِيئَة: المَدْبَغَة، و النَفْسُ: قدر ما يدبغ به من ورق القَرَظ و الأَرْطَى، و مَنِيئَةٌ مَعُوسٌ إِذا حركت في الدِّباغ؛ عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         يُخْرِجُ، بَيْنَ النَّابِ و الضُّرُوسِ،             حَمْراءَ كالمَنِيئَةِ المَعُوسِ‏

يعني بالحمراء الشِّقْشِقَةَ شبَّهها بالمَنِيئَة المحركة في الدباغ. و المَعْسُ: الحركة. و امْتَعَس: تحرك؛ قال:
         و صاحِب يَمْتَعِسُ امْتِعاسا
و مَعَسَ المرأَةَ مَعْساً: نكحها. و امْتَعَس العَرْفَجُ إِذا امتلأَت أَجوافه من حُجَنِه حتى تسود «1».
مغس:
المَغْسُ: لغة في المَغْص، و هو وجع و تقطيع يأْخذ في البطن، و قد مَغَسَني بطْني. و مغَسَه بالرُّمح مَغْساً: طعَنه. و امَّغَس رأْسه بنصْفَين من بياض و سواد: اخْتَلَط، و بطن مغُوس.
مقس:
مَقِسَتْ نفسُه، بالكسر، مقَساً و تمقَّست: غَثَت، و قيل: تَقَزَّزَت و كَرِهَت، و هو نحو ذلك؛ قال أَبو زيد: صادَ أَعرابيٌّ هامَةً فأَكلها فقال: ما هذا؟ فقيل: سُمانى، ففَثَتْ نفسُه فقال:
         نَفْسي تَمَقَّسُ من سُمانى الأَقْبُرِ

أَبو عمرو: مَقِسَتْ نفسي من أَمر كذا تَمْقَس، فهي ماقِسَة إِذا أَنِفَت، و قال مرة: خَبُثَتْ و هي بمعنى لَقِسَتْ. و المَقْس: الجَوْب و الخَرْق. و مَقَس في الأَرض مَقْساً: ذهب فيها. أَبو سعيد: مَقَسْتُه في الماء مَقْساً وَ قَمَسْتُه قَمْساً إِذا غَطَطْتَه فيه غَطّاً. و
في الحديث: خرج عبد الرحمن بن زيد و عاصم بن عمر يَتَماقَسان في البحر.
أَي يَتَغاوَصان. يقال: مَقَسْتُه و قَمَسْتُه على القلب إِذا غَطَطْته في الماء. امرأَة مَقَّاسَة: طَوَّافة. و مَقَّاس و المَقَّاس، كلاهما: اسم رجل.
مكس:
المَكْسُ: الجباية، مَكَسَه يَمْكِسه مَكْساً و مكَسْتُه أَمْكِسه مَكْساً. و المَكْسُ: دراهم كانت تؤخذ من بائع السِّلَع في الأَسواق في الجاهلية. و الماكِسُ: العَشَّار. و يقال للعَشَّار: صاحب مَكْسٍ. و المَكْسُ: ما يأْخذه العَشّار. يقال: مَكَسَ، فهو ماكِسٌ، إِذا أَخذ. ابن الأَعرابي: المَكْسُ دِرْهم كان يأْخذه المُصَدِّقُ بعد فراغه. و
في الحديث: لا يدخل صاحب مَكْسٍ الجنةَ.
؛ المَكْسُ: الضريبة التي يأْخذها الماكِسُ و أَصله الجباية. و
في حديث ابن سيرين قال لأَنس: تستعملني أَي على عُشُور الناس فأُماكِسُهم و يُماكِسوني.
قيل: معناه تستعملني على ما يَنقص دِيني لما يخاف من الزيادة و النقصان في الأَخذ و الترك. و
في حديث جابر قال له: أَ ترى إِنما ماكَسْتُك لآخذ جملَكَ.
؛ المماكسة في البيع: انتقاص الثمن و اسْتِحطاطُهُ و المنابذة بين المتبايعين. و
في حديث ابن عمر: لا بأْس بالمُماكَسَة في البيع.
و المَكْس: النقص. و المَكْس: انتقاص الثمن في البياعة؛ و منه أُخِذَ المَكَّاس لأَنه يَسْتَنْقِصُه؛ قال جابر بن حُنَيٍ‏
__________________________________________________
 (1). قوله [حتى تسود] هكذا بالأَصل و في شرح القاموس حتى لا تسود.

220
لسان العرب6

مكس ص 220

الثعلبي:
         أَ في كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ،             و في كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ؟
             أَ لا يَنْتَهِي عَنّا مُلوك، و تَتَّقي             مَحارمَنا، لا يَبُؤِ الدَّمُ بالدّمِ؟
             تَعاطَى المُلُوكُ السِّلْم، ما قَصَدوا بنا،             وَ لَيْسَ علينا قَتْلُهُم بمُحَرَّمِ‏

الإِتاوَةُ: الخرَاجُ. و المَكْسُ: ما يأْخذه العَشَّار؛ يقول: كلُّ من باع شيئاً أُخِذَ منه الخَراجُ أَو العُشر و هذا مما آنف منه، يقول: أَ لا ينتهي عنا ملوك أَي لينتهِ عنا ملوك فإِنهم إِذا انتَهَوْا لم يَبُؤْ دم بدم و لم يقتل واحد بآخر، فَيَبُؤْ مجزوم على جواب قوله أَ لا ينتهي لأَنه في معنى الأَمر، و البَوء: القَوَد. و قوله ما قصدوا بنا أَي ما رَكِبُوا بنا قَصْداً. و قد قيل في الإِتاوة: إِنها الرَّشْوة، و قيل: كل ما أُخذ بِكُرْه أَو قسِم على قوم من الجباية و غيرها إِتاوة؛ و خص بعضهم به الرَّشْوَة على الماء، و جمعها أُتًى نادر كأَنه جمع أُتْوَةٍ. و في قوله مكس درهم أَي نقصان درهم بعد وجوبه. و مَكَسَ في البيع يَمْكِسُ، بالكسر، مَكْساً و مَكَسَ الشي‏ءُ: نقص. و مُكِس الرجل: نُقِص في بيع و نحوه. و تماكس البيِّعان: تشاحّا. و ماكَسَ الرجلَ مُماكسة و مِكاساً: شاكَسه. و من دون ذلك مِكاسٌ و عِكاسٌ: و هو أَن تأْخذ بناصيته و يأْخذ بناصيتك. و ماكِسِين و ماكِسون: موضع، و هي قرية على شاطئ الفرات، و في النصب و الخفض ماكسين.
ملس:
الملَس و المَلاسَة و المُلُوسة: ضد الخُشونة. و المُلُوسة: مصدر الأَمْلَس. مَلُسَ مَلاسَة و امْلاسَّ الشي‏ءُ امْلِيساساً، و هو أَمْلَس و مَلِيس؛ قال عبيد بن الأَبرص:
         صَدْقٍ مِنَ الهِنْدِيِّ أُلْبِسَ جُنَّة،             لَحِقَتْ بِكَعْبٍ كالنَّواة مَلِيس‏

و يقال للخمر: مَلْساء إِذا كانت سَلِسَة في الحَلْق؛ قال أَبو النجم:
         بالقَهْوة المَلْساء مِنْ جِرْيالِها
و مَلَّسَه غيْرُه تَمْلِيساً فتملس و امّلَس، و هو انفعل فأُدغم، و انْمَلَسَ من الأَمر إِذا أُفْلِتَ منه؛ و ملَّسْته أَنا. و قوس ملساء: لا شَقّ فيها لأَنها إِذا لم يكن فيها شق فهي ملساء. و في المثل: هان على الأَمْلَسِ ما لاقى الدَّبِرْ؛ و الأَمْلَسُ: الصحيح الظَّهر هَاهنا. و الدَّبِرُ: الذي قد دَبِرَ ظهره. و رجُل مَلَسى: لا يثبت على العَهْد كما لا يثبت الأَملس. و في المثل: المَلَسى لا عُهْدَةَ له؛ يُضْرب مثلًا للذي لا يُوثق بِوَفائه و أَمانته؛ قال الأَزهري: و المعنى، و اللَّه أَعلم، ذو المَلَسى لا عهدة له. و يقال في البيع: مَلَسى لا عُهْدَة أَي قد انملس من الأَمر لا لَه و لا عليه. و يقال: أَبِيعُك المَلَسى لا عُهْدة أَي تَتَمَلَّس و تَتَفَلَّتُ فلا تَرْجع إِليَّ، و قيل: المَلَسى أَن يبيع الرجل الشي‏ء و لا يضمن عُهْدَته؛ قال الراجز:
         لما رأَيت العامَ عاماً أَعْبَسا،             و ما رُبَيْعُ مالِنا بالمَلَسى‏

و ذُو المَلَسى: مثل السّلَّال و الخارِب يَسْرِق المتاع فيبيعه بدون ثمنه، و يملِّس من فَوْرِه فيستخْفي، فإِن جاء المستحق و وَجَدَ مالَه في يدِ الذي اشتراه أَخذه و بطل الثمن الذي فاز به اللصّ و لا يتهيأُ له أَن يرجع به عليه. و قال الأَحمر من أَمثالهم في كراهة المعايب: المَلَسَى لا عهدة له أَي أَنه خرج من الأَمر

221
لسان العرب6

ملس ص 221

سالماً و انقضى عنه لا له و لا عليه، و الأَصل في الملسى ما تقدم. و قال شمر: و الأَمالِيْسُ الأَرض التي ليس بها شجر و لا يَبِيس و لا كلأ و لا نبات و لا يكون فيها وَحْش، و الواحد إِمْلِيسٌ، و كأَنه إِفْعِيْلٌ مِنَّ المَلاسَة أَي أَنّ الأَرض ملساء لا شي‏ء بها؛ و قال أَبو زبيد فسماها مَلِيساً:
         فإيَّاكم و هذا العِرْقَ و اسْمُوا             لِمَوْماة، مآخِذُها مَلِيْس‏

و المَلَس: المكان المستوي، و الجمع أَملاس، و أَمالِيْسُ جَمع الجمع؛ قال الحُطَيْئَة:
         و إِنْ لم يَكنْ إِلا الأَماليسُ، أَصْبَحَتْ             لها حُلَّق، ضَرَّاتها شَكِراتُ‏

و الكثير مُلُوس. و أَرض ملَسٌ و مَلَسى و مَلْساءُ و إِمْلِيسٌ: لا تُنْبِت. و سنة ملساءُ و جمعها أَمالِس و أَمالِيْسُ، على غير قياس: جَدْبَة. و يقال: مَلَّسْت الأَرض تمليساً إِذا أَجريت عليها المِمْلَقَة بعد إِثارتها. و الملَّاسة، بتشديد اللام: التي تسوى بها الأَرض. و رُمّان إِمْليسٌ و إِمْلِيسِيّ: حُلْو طيّب لا عَجَم له كأَنه منسوب إِليه. و ضَرَبَه على مَلْساء مَتْنِهِ و مُلَيْسائه أَي حيث استوى و تزلق. و المُلَيْساء: نصف النهار. و قال رجل من العرب لرجُل: أَكره أَن تزورني في المليساء، قال: لمَ؟ قال: لأَنه يَفُوت الغداء و لم يُهَيّإِ العَشاء. و الحُجَيْلاءُ: موضع، و الغُمَيْصاءُ: نجم «2». أَبو عمرو: المُلَيْساء شهر صفر. و قال الأَصمعي: المُلَيْساء شهر بين الصَّفَرِيّة و الشتاء، و هو وقت تنقطع فيه المِيرة. ابن سيدة: و المليساء الشهر الذي تنقطع فيه المِيرة؛ قال:
         أَ فِينا تَسُوم السّاهِرِيّةَ، بَعدَ مَا             بَدا لكَ من شَهْرِ المُلَيْساء كوْكب؟

يقول: أَ تَعْرِض علينا الطِّيبَ في هذا الوقت و لا ميرة؟ و المَلْسُ: سَلّ الخُصْيَتَيْن. و مَلَسَ الخُصْيَة يملُسها مَلْساً: استلَّها بعروقها. قال الليث: خُصْيٌ مَمْلَوس. و مَلَسْتُ الكبْشَ أَمْلُسه إِذا سَلَلْت خُصْييه بعروقهما. و يقال: صَبِيٌّ مملوس. و مَلَسَت الناقة تملُس مَلْساً: أَسرعت، و قيل: الملْس السير السَّهل و الشديد، فهو من الأَضداد. و المَلْس: السَّوق الشديد؛ قال الراجز:
         عَهْدِي بأَظْعانِ الكَتُومِ تُمْلَس‏
و يقال: مَلَسْت بالإِبل أَملُس بها مَلْساً إِذا سُقتها سوقاً في خُفْية؛ قال الراجز:
         مَلْساً بِذَوْدِ الحَلَسِيِّ مَلْسا

ابن الأَعرابي: الملْس ضرب من السير الرقيق. و المَلْس: اللَّيّن من كل شي‏ء. قال: والملامسة لِينُ المَلْمُوس. أَبو زيد: الملموس من الإِبل المِعْناق التي تراها أَول الإِبل في المرعى و المَوْرد و كلّ مَسِير. و يقال: خِمْس أَمْلَسُ إِذا كان مُتْعباً شديداً؛ و قال المرّار:
         يسير فيها القوم خِمْساً أَملَسَا

و مَلَسَ الرجلُ يملُس ملساً إِذا ذهب ذهاباً سريعاً؛ و أَنشد:
         تملسُ فيه الريح كلّ مَمْلَس‏

و
في الحديث: أَنه بعَث رجُلًا إِلى الجن فقال له: سِرْ ثلاثاً مَلْساً.
أَي سر سَيراً سَريعاً. و المَلْس:
__________________________________________________
 (2). هذه الأَلفاظ الأَربعة حشوٌ لا رابطة بينها و بين الكلام.

222
لسان العرب6

ملس ص 221

الخِفَّة و الإِسراع و السَّوق الشديد. و قد امّلَسَ في سَيْرِه إِذا أَسْرَعَ؛ و حَقِيقَةُ الحديث: سِرْ ثَلاثَ ليالٍ ذات مَلْسٍ أَو سِرْ ثلاثاً سيراً مَلْساً، أَو أَنه ضربٌ من السَّير فَنَصَبَه على المَصْدَر. و تملَّس من الأَمر: تخلّص. و مَلَسَ الشي‏ءُ يملُس ملْساً و امّلس: انْخَنَسَ سريعاً. و امْتُلِس بَصَرُه: اخْتُطِفَ. و ناقة مَلُوسٌ و مَلَسَى، مثال سَمَجى و جَفَلى: سريعة تمرّ مرّاً سريعاً؛ قال ابن أَحمر:
         مَلَسى يَمَانِيَة و شَيْخٌ هِمَّة،             مُتَقَطّع دُون اليَماني المُصْعِد

أَي تَملُس و تَمْضي لا يَعْلَق بها شي‏ء من سرعتها. و مَلْسُ الظلامِ: اختِلاطُه، و قيل: هو بعد المَلْث. و أَتيته مَلْسَ الظلام و مَلْثَ الظلام، و ذلك حين يَخْتَلط الليل بالأَرض و يختلط الظلام، يستعمل ظَرفاً و غير ظرف. و روي عن ابن الأَعرابي: اختلط المَلْسُ بالمَلْثِ؛ و المَلْث أَوّل سواد المغرب فإِذا اشتدّ حتى يأْتي وقت العشاء الأَخيرة، فهو المَلْس بالملث، و لا يَتَمَيز هذا من هذا لأَنه قد دخل الملث في الملس. و المِلْس: حجر يجعل على باب الرَّداحَة، و هو بيت يُبنى للأَسد تجعل لُحْمَتُه في مُؤَخَّرِه، فإِذا دخل فأَخذها وقع هذا الحجر فسدّ الباب. و تمَلَّس من الشَّراب: صحا؛ عن أَبي حنيفة.
ملبس:
المَلَنْبَس: البئر الكثيرة الماء كالقَلَنْبَس و القَلَمَّس؛ عُكْلِيَّة حكاها كراع.
ممس:
مامُوسَة: من أَسماء النار؛ قال ابن أَحمر:
         تَطايَحَ الطلُّ عن أَردانها صُعُداً،             كما تَطايَح عن مامُوسَةَ الشَّرَر

قيل: أَراد بماموسةَ النار، و قيل: هي النار بالرومية، و جعلها معرفة غير منصرفة، و رواه بعضهم: عن مانوسة الشرر؛ و قال ابن الأَعرابي: المانوسة النار.
منس:
ابن الأَعرابي: المَنَس النَّشاط. و المَنْسة: المُسِنَّة من كل شي‏ء.
موس:
رجل ماسٌ مثل مالٍ: خفيف طيَّاش لا يلتفت إِلى موعظة أَحد و لا يقبل قولَه؛ كذلك حكى أَبو عبيد، قال: و ما أَمْساه، قال: و هذا لا يوافق ماساً لأَن حرف العلة في قولهم ماسٌ عَيْنٌ، و في قولهم: ما أَمساه لامٌ، و الصحيح أَنه ماسٍ على مثال ماشٍ، و على هذا يصح ما أَمساه. و المَوْس: لغة في المَسْيِ، و هو أَن يُدْخِلَ الراعي يده في رَحِم الناقة أَو الرَّمَكَةِ يمسُط ماءَ الفحل من رحمها اسِتْلآماً للفَحْل كراهِية أَن تحمِل له؛ قال الأَزهري: لم أَسمع المَوْس بمعنى المَسْيِ لغير الليث، و مَيْسون فَيْعُول من مسَنَ أَو فَعْلُون من مَاسَ. و المُوسَى: من آلة الحديد فيمن جعلها فُعْلَى، و من جعلها من أَوْسَيْتُ أَي حَلَقْت، فهو من باب وسى؛ قال الليث: المَوْس تأْسيس اسم المُوسَى الذي يحلق به، قال الأَزهري: جعل الليث مُوسَى فُعْلى من المَوْس، و جعل الميم أَصلية و لا يجوز تنوينه على قياسه. ابن السكيت: تقول هذه موسى جَيِّدة، و هي فُعْلى؛ عن الكسائي؛ قال: و قال الأُموي: هو مذكر لا غير، هذا موسى كما تَرَى، و هو مُفْعَلٌ من أَوْسَيْتُ رأْسه إِذا حلقته بالمُوسَى؛ قال يعقوب: و أَنشد الفراء في تأْنيث الموسَى:
         فإِن تَكُنِ المُوسَى جَرَتْ فَوْقَ بَطْنِها،             فَمَا وُضِعَتْ إِلا وَ مَصّانُ قاعِد

و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: كَتَبَ أَن يَقْتُلوا من جَرَت عليه المَواسِي.
أَي من نبتَتْ عانته لأَن‏

223
لسان العرب6

موس ص 223

المواسي إِنما تَجْرِي على من أَنْبَت، أَراد من بَلَغ الحُلُم من الكُفَّار. و موسى اسم النبي، صلوات اللَّه على محمد نبينا و عليه و سلم، عربيٌّ مُعَرَّبٌ، و هو مُو أَي ماء، و سا أَي شجر لأَن التابوت الذي فيه وجد بين الماء و الشجر فسمي به، و قيل: هو بالعبرانية موسى، و معناه الجذب لأَنه جذب من الماء؛ قال الليث: و اشتقاقه من الماء و الساج، فالمُو ماءٌ و سَا شجر «1» لحال التابوت في الماء، قال أَبو عمرو: سأَل مَبْرَمان أَبا العباس عن موسى و صَرْفِه، فقال: إِن جعلته فُعْلى لم تَصْرفه، و إِن جعلته مُفْعَلًا من أَوْسَيْتَه صرفته.
ميس:
المَيْس: التَبَخْتُر، ماسَ يَمِيسُ ميساً و مَيَساناً: تَبَخْتَر و اخْتالَ. و غصن ميَّاسٌ: مائِلٌ. و قال الليث: المَيْسُ ضَرْب من المَيَسانِ في تَبَخْتُرٍ و تَهادٍ كما تَمِيس العَروس و الجمَل، و ربما مَاسَ بهَوْدَجِه في مَشْيِه، فهو يَمِيسُ مَيَسَاناً، و تَمَيَّسَ مثله؛ قال الشاعر:
         و إِني لَمِن قُنْعانِها حِينَ أَعْتَزِي،             و أَمْشي بها نحْوَ الوَغَى أَتَمَيَّسُ‏

و رجلٌ مَيَّاسٌ و جارِية مَيَّاسَة إِذا كانا يَتَبختران في مِشْيَتِهِما. و
في حديث أَبي الدرداء: تَدْخل قَيْساً و تَخْرج مَيْساً.
؛ ماسَ يَمِيسُ مَيْساً إِذا تبختر في مَشْيِه و تَثَنَّى. و امرأَة مُومِس و مُومِسَة: فاجِرَةٌ جِهاراً؛ قال ابن سيدة: و إِنما اخترت وضعه في ميس بالياء، و خالفت ترتيب اللغويين في ذلك لأَنها صيغة فاعِل، قال: و لم أَجد لها فعلًا البَتَّة يجوز أَن يكون هذا الاسم عليه إِلا أَن يكون من قولهم أَمَاسَتْ جِلْدها، كما قالوا: فيها خَريعٌ، من التَخرُّع، و هو التَّثَنِّي، قال: فكان يجب على هذا مُمِيسٌ و مُمِيسَة لكنهم قلبوا موضع العين إِلى الفاء فكأَنه أَيْمَسَتْ، ثم صِيغ اسم الفاعل على هذا، و قد يكون مُفْعِلًا من قولهم أَوْمَسَ العنبُ إِذا لانَ، قال: و هو مذكور في الواو؛ قال ابن جني: و ربما سمَّوا الإِمَاءَ اللَّواتي للخدمة مومِسات. و المَيْسُونُ: الميَّاسة من النساء، و هي المُخْتالة، قال: و هذا البناء على هذا الاشتقاق غير معلوم، و هو من المثل الذي لم يحكه سيبويه كزيتون، و حكاه كراع في باب فَيْعُول و اشتقه من المَيْس، قال: و لا أَدري كيف ذلك لأَنه لا ينبغي كونه فَيْعُولًا و كونه مشتقّاً من المَيْسِ. و مَيْسُونُ: اسم امرأَة، منه؛ قال الحرث بن حِلِّزَة:
         إِذْ أَحَلَّ العَلاةَ قُبَّةَ مَيْسُونَ،             فأَدْنى دِيارِها العَوصاءُ

و قد تقدم في ترجمة مَسَنَ، فهو على هذا فَيْعُولٌ صحيح، قال: و باب مَيَسَ أَولى به لما جاء من قولهم مَيْسُونُ تَمِيسُ في مِشيتها. ابن الأَعرابي: مَيسانُ كوكب يكون بين المَعَرَّةِ و المَجَرَّةِ. أَبو عمرو: المَياسِينُ النجوم الزاهرة. قال: و المَيْسُونُ من الغلمان الحسَنُ الوجْهِ و الحسن القدِّ. قال أَبو منصور: أَما مَيْسانُ اسم الكوكب، فهو فَعْلانُ، من ماسَ يَمِيسُ إِذا تبختر. و المَيْس: شجر تُعمل منه الرحال؛ قال الراجز:
         و شُعْبَتَا مَيسٍ بَراها إِسْكاف‏
قال أَبو حنيفة: المَيْسُ شجر عظام شبيه في نباته و ورقه بالغَرَبِ، و إِذا كان شابّاً فهو أَبيض الجَوْف، فإِذا تقادم اسْوَدَّ فصار كالآبِنُوس و يَغْلُظُ حتى‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و سا شجر] مثله في القاموس، و نقل شارحه عن ابن الجواليقي أَنه بالشين المعجمة.

224
لسان العرب6

ميس ص 224

تُتَّخذ منه الموائد الواسعة و تتخذ منه الرحال؛ قال العجاج و وصف المَطايا:
         يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ، مِنَ التَّزَعُّلِ،             مَيْسَ عُمانَ و رِحالَ الإِسْحِلِ‏

قال ابن سيدة: و أَخبرني أَعرابي أَنه رآه بالطائف، قال: و إِليه ينسب الزبيب الذي يسمى المَيْسَ. و المَيْسُ أَيضا: ضَرْبٌ من الكَرْمِ يَنْهَضُ على ساق بعض النهوض لم يَتَفَرَّع كلُّه؛ عن أَبي حنيفة. و
في حديث طَهْفَةَ: بأَكْوارِ المَيْسِ.
هو شجر صُلْب تعمل منه أَكوار الإِبل و رحالها. و المَيْسُ أَيضاً: الخشبة الطويلة التي بين الثورين؛ قال: هذه عن أَبي حنيفة. و مَيَّاسٌ: فرس شَقِيقِ بنِ جَزْءٍ. و مَيْسانُ: ليلة أَرْبَعَ عَشرَةَ. و مَيْسانُ: بلد من كُوَرِ دَجْلَةَ أَو كُورَةٌ بسَواد العراق، النسب إِليه مَيْسانيٌّ، و مَيْسَنانيٌّ، الأَخيرة نادرة؛ و قال العجاج:
         خَوْدٌ تخالُ رَيْطَها المُدَقْمَسا،             و مَيْسَنانيّاً لها مُمَيَّسَا

يعني ثياباً تُنسج بِمَيْسانَ. مُمَيَّسٌ: مُذَيَّل له ذَيْل؛ و قول العبد:
         و مَا قَرْيَةٌ، مِنْ قُرَى مَيْسَنانَ،             مُعْجِبَةٌ نَظَراً و اتِّصافَا

إِنما أَراد مَيْسانَ فاضطر فزاد النون. النضر: يسمى الوشب المَيْس، شجرة مدورة تكون عندنا ببلخ فيها البعوض، و قيل: المَيْسُ شجرة و هو من أَجود الشجر و أَصْلبِه و أَصْلحِه لصنعة الرّحال و منها تتخذ رحال الشأْم، فلما كثر ذلك قالت العرب: المَيْسُ الرَّحْلُ. و في النوادر: ماسَ اللَّه فيهم المرض يَمِيسُه و أَمَاسَه، فهو يُمِيسُه، و بَسَّه و ثَنَّه أَي كثَّره فيهما.
فصل النون‏
نأمس:
النأْمُوسُ، يُهْمز و لا يهمز: قُتْرةُ الصائد.
نبس:
نَبَسَ يَنْبِسُ نَبْساً: هو أَقل الكلام. و ما نَبَس أَي ما تحركَتْ شفتاه بشي‏ء. و ما نَبَسَ بكلمة أَي ما تكلم، و ما نَبَّس أَيضاً، بالتشديد؛ قال الراجز:
         إِن كُنْت غيرَ صائدِي فَنبِّس‏
و
في حديث ابن عمر في صفة أَهل النار: فما يَنبِسيون عند ذلك ما هو إِلا الزَّفِيرُ و الشَّهِيقُ.
أَي ما ينطقون. و أَصل النَّبْسِ: الحركة و لم يستعمل إِلا في النفي. و رجل أَنْبَسُ الوجْه: عابِسُه. ابن الأَعرابي: النُّبُسُ المُسْرِعُون في حوائجهم، و النُّبُسُ النَّاطقون. يقال: ما نَبَس و لا رَتَمَ. و قال ابن أَبي حفصة: فلم يَنْبِسُ رَوبَةً حين اشتدّت السُّرَى؛ ابن عبد اللَّه: أَي لم ينطق. ابن الأَعرابي: السِّنْبِسُ السّريع. و سَنْبَسَ إِذا أَسرع يُسَنْبِسُ شَنْبَسَةً؛ قال: و رأَت أُم سِنْبِسٍ في النوم قبل أَن تلده قائلًا يقول لها:
         إِذا ولدت سِنْبِساً فأَنْبِسِي‏

أَنْبِسِي أَي أَسْرعي. قال أَبو عمر الزاهد: السين في أَوّل سنْبس زائدة. يقال: نَبَسَ إِذا أَسرع، قال: و السين من زوائد الكلام، قال: و نَبَسَ الرجل إِذا تكلم فأَسرع، و قال ابن الأَعرابي: أَنْبَسَ إِذا سكت ذلًا.
نبرس:
النِّبْراسُ: المِصْباح و السِّراج، و قد تقدم أَنه ثلاثي مشتق من البِرْسِ الذي هو القطن. و النِّبْراس:

225
لسان العرب6

نبرس ص 225

السِّنان العريض. و ابن نِبْراس: رجل؛ عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         اللَّهُ يَعْلَمُ لو لا أَنَّني فَرِقٌ             مِن الأَميرِ، لعَاتَبْتُ ابنَ نِبْراس‏

نتس:
نَتَسَه يَنْتِسُهُ نَتْساً: نَتَفَه.
نجس:
النَّجْسُ و النِّجْسُ و النَّجَسُ: القَذِرُ من الناس و من كل شي‏ء قَذِرْتَه. و نَجِسَ الشي‏ءُ، بالكسر، يَنْجَسُ نَجَساً، فهو نَجِسٌ و نَجَسٌ، و رجل نَجِسٌ و نَجَسٌ، و الجمع أَنْجاسٌ، و قيل: النَّجَسُ يكون للواحد و الاثنين و الجمع و المؤنث بلفظ واحد، رجل نَجَسٌ و رجلان نَجَسٌ و قوم نَجَسٌ. قال اللَّه تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ‏
؛ فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا و جَمَعوا و أَنَّثوا فقالوا أَنْجاسٌ و نِجْسَةٌ، و قال الفرّاء: نَجَسٌ لا يجمع و لا يؤنث. و قال أَبو الهيثم في قوله: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ‏
؛ أَي أَنْجاسٌ أَخباث. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، كان إِذا دخل الخلاء قال: اللهم إِني أَعوذ بك من النِّجْسِ الرِّجْس الخَبيثِ المُخْبِث.
قال أَبو عبيد: زعم الفرّاء أَنهم إِذا بدؤوا بالنجس و لم يذكروا الرجس فتحوا النون و الجيم، و إِذا بدؤوا بالرجس ثم أَتبعوه بالنجس كَسَروا النون، فهم إِذا قالوه مع الرجس أَتبعوه إِياه و قالوا: رِجْسٌ نِجْسٌ، كسروا لِمَكان رجس و ثَنَّوا و جمعوا كما قالوا: جاء بالطِّمِّ و الرِّمِّ، فإِذا أَفردوا قالوا بالطَّم ففتحوا، و أَنْجَسَه غيرُه و نَجَّسه بمعنى؛ قال ابن سيدة: و كذلك يعكسون فيقولون نِجْس رِجْسٌ فيقولونها بالكسر لمكان رِجْسٍ الذي بعده، فإِذا أَفردوه قالوا نَجَسٌ، و أَما رِجْسٌ مفرداً فمكسور على كل حال؛ هذا على مذهب الفرّاء؛ و هي النَّجاسة، و قد أَنْجَسه. و
في الحديث عن الحسن في رجل زنى بامرأَة تزوجها فقال: هو أَنْجَسَها و هو أَحق بها.
و النَّجِسُ: الدَّنِس. و داء نجِسٌ و ناجِسٌ و نَجِيسٌ و عَقامٌ: لا يبرأُ منه، و قد يوصف به صاحب الداء. و النَّجْس: اتخاذ عُوذَةٍ للصبي، و قد نَجَّس له و نَجَّسَه: عَوّذَه؛ قال:
         و جارِيَةٍ مَلْبونَةٍ، و مُنَجِّسٍ،             و طارِقَةٍ في طَرْقِها لم تُسَدِّد «2»

يصف أَهل الجاهلية أَنهم كانوا بين متَكَهِّنٍ و حَدَّاس و راقٍ و منَجِّس و متَنَجِّم حتى جاء النبي، صلى اللَّه عليه و سلم. و النِّجاس: التعويذ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: كأَنه الاسم من ذلك ابن الأَعرابي: من المَعاذات التَّمِيمة و الجُلْبَة و المنَجِّسة. و يقال للمُعَوَّذِ: مُنَجَّس؛ قال ثعلب: قلت له: المُعَوَّذ لِمَ قيل له منَجَّس و هو مأْخوذ من النجاسة؟ فقال: إِن للعرب أَفعالًا تخالف معانيها أَلفاظها، يقال: فلان يتنجس إِذا فعل فعلًا يخرج به من النجاسة كما قيل يَتَأَثَّم و يَتَحَرَّجُ و يَتَحَنَّثُ إِذا فعل فعلًا يخرج به من الإِثْمِ و الحَرَج و الحِنْث. الجوهري: و التَّنْجِيسُ شي‏ء كانت العرب تفعله كالعوذة تدفع بها العين؛ و منه قول الشاعر:
         و عَلَّقَ أنْجاساً عليَّ المُنَجِّس «3»
الليث: المُنَجَّسُ الذي يعلَّق عليه عظام أَو خرق. و يقال للمُعَوِّذ: منَجِّس، و كان أَهل الجاهلية يعلِّقون على الصبيّ و من يخاف عليه عيون الجن‏
__________________________________________________
 (2). هذا البيت ورد في أَساس البلاغة على هذه الصورة:
         و حازيةٍ ملبوسةٍ، و منجّسٍ،             و طارقةٍ في طرقِها لم تُشدّدِ.

 (3). قوله [و علق إلخ‏] صدره كما في شرح القاموس:
         و كان لدي كاهنان و حارث.

226
لسان العرب6

نجس ص 226

الأَقْذارَ من خِرَقِ المَحِيض و يقولون: الجن لا تقربها. ابن الأَعرابي: النُّجُسُ المعَوِّذون، و الجُنُس المياه الجامدة. و المَنْجَسُ: جليدة توضع على حز الوَتَر.
نحس:
النَّحْسُ: الجهد و الضُّر. و النَّحْسُ: خلاف السَّعْدِ من النجوم و غيرها، و الجمع أَنْحُسٌ و نُحوسٌ. و يوم ناحِسٌ و نَحْسٌ و نَحِسٌ و نَحِيسٌ من أَيام نَواحِس و نَحْساتٍ و نَحِساتٍ، من جعله نعتاً ثقّله، و من أَضاف اليوم إِلى النَّحْسِ فبالتخفيف لا غير. و يوم نَحْسٌ و أَيام نَحْسٌ. و قرأَ أَبو عمرو: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً في أَيام نَحْساتٍ؛ قال الأَزهري: هي جمع أَيام نَحْسَة ثم نَحْسات جمع الجمع، و قرئت: فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ‏
، و هي المشؤومات عليهم في الوجهين، و العرب تسمي الريح الباردة إِذا دَبِرَتْ نَحْساً، و قرئ قوله تعالى: في يومٍ نَحْسٍ، على الصفة و الإِضافةُ أَكثرُ و أَجودُ. و قد نَحِسَ الشي‏ءُ، فهو نَحِسٌ أَيضاً؛ قال الشاعر:
         أَبْلِغْ جُذاماً و لَخْماً أَنَّ إِخْوَتَهُمْ             طَيّاً و بَهْراءَ قَوْمٌ، نَصْرُهُمْ نَحِسُ‏

و منه قيل: أَيام نَحِسات. و النَّحْسُ: الغُبار. يقال: هاج النَّحْسُ أَي الغبار؛ و قال الشاعر:
         إِذا هاجَ نَحْسٌ ذو عَثانِينَ، و التَقَتْ             سَباريتُ أَغْفالٍ بها الآلُ يمضح‏

و قيل: النَّحْسُ الرِّيح ذات الغُبار، و قيل: الرِّيح أَيّاً كانت؛ و أَنشد ابن الأَعرابي:
         و في شَمُولٍ عُرِّضتْ للنَّحْسِ‏

و النَّحْسُ: شدة البَرْد؛ حكاه الفارسي؛ و أَنشد لابن أَحمر:
         كأَنَّ مُدامَةً عُرِضَتْ لِنَحْسٍ،             يُحِيلُ شَفِيفُها الماءَ الزُّلالا

و فسره الأَصمعي فقال: لِنَحْسٍ أَي وُضِعت في ريح فَبَرَدَت. و شَفِيفُها: بَرْدها. و معنى يُحِيل: يَصُب؛ يقول: بردها يصب الماء في الحلق و لو لا بردها لم يشرب الماء. و النِّحاسُ و النُّحاس: الطَّبيعة و الأَصل و الخَلِيقَة. و نِحاسُ الرجل و نُحاسه: سَجِيَّته و طَبيعته. يقال: فلان كريم النِّحاس و النُّحاس أَيضاً، بالضم، أَي كريم النِّجار؛ قال لبيد:
         يا أُيُّها السَّائلُ عن نِحاسِي‏
قال النّحاس «1»:
         و كَمْ فِينا، إِذا ما المَحْلُ أَبْدى             نِحاسَ القَوْمِ، من سَمْحٍ هَضُومِ‏

و النِّحاسُ: ضَرْبٌ من الصُّفْر و الآنية شديدُ الحمرة. و النُّحاس، بضم النون: الدُّخانُ الذي لا لهب فيه. و في التنزيل: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ‏
؛ قال الفراء: و قرئ و نِحاسٍ، قال: النُّحاسُ الدُّخان؛ قال الجعدي:
         يُضِي‏ءُ كَضَوْء سِراجٍ السَّلِيطِ             لَمْ يَجْعَل اللَّهُ فيه نُحاسا

قال الأَزهري: و هو قول جميع المفسرين. و قال أَبو حنيفة: النُّحاس الدُّخان الذي يعلو و تَضْعُف حرارته و يخلص من اللهب. ابن بُزُرج: يقولون النُّحاس، بالضم، الصُّفْر نفسه، و النِّحاس، مكسور، دخانه. و غيره يقول للدُّخان نُحاسٌ. و نَحَّسَ الأَخْبار و تَنَحَّسَها و اسْتَنْحَسَها: تَنَدَّسَها و تَجَسَّسَها، و اسْتَنْحَسَ عنها: طلبها و تَتَبَّعَها
__________________________________________________
 (1). هكذا بالأَصل.

227
لسان العرب6

نحس ص 227

بالاستخبار، يكون ذلك سرّاً و علانية. و
في حديث بدر: فجعل يَتَنَحَّس الأَخبار.
أَي يَتَتَبَّع. و تَنَحَّس النصارى: تركوا أَكل الحيوان؛ قال ابن دريد: هو عربي صحيح و لا أَدري ما أَصله.
نخس:
نَخَسَ الدَّابَّةَ و غيرها يَنْخُسُها و يَنْخَسُها و يَنْخِسُها؛ الأَخيرتان عن اللحياني، نَخْساً: غَرَزَ جنبها أَو مؤخّرها بعود أَو نحوه، و هو النَّخْسُ. و النَّخَّاسُ: بائع الدواب، سمي بذلك لنَخْسِه إِياها حتى تَنْشَط، و حِرْفته النِّخاسة و النَّخاسة، و قد يسمى بائعُ الرقيق نَخَّاساً، و الأَول هو الأَصل. و النَّاخِسُ من الوعول: الذي نَخَسَ قَرْناه استَه من طولهما، نَخَسَ يَنْخُسُ نَخْساً، و لا سِنّ فوق النَّاخِس. التهذيب: النَّخوسُ من الوُعول الذي يطول قرناه حتى يَبلغا ذَنبه، و إِنما يكون ذلك في الذكور؛ و أَنشد:
         يا رُبَّ شَاةٍ فارِدٍ نَخُوسِ‏
و وَعْلٌ ناخِسٌ؛ قال الجعدي:
         وَ حَرْب ضَرُوس بِهَا ناخِسٌ،             مَرَيْتُ بِرُمْحِي فكان اعْتِساسَا

و
في حديث جابر: أَنه نَخَسَ بعيره بِمِحْجَنٍ.
و
في الحديث: ما من مولود إِلا نَخَسَه الشيطان حين يُولدُ إِلا مَرْيم و ابنها.
و النَّاخِسُ: جرب يكون عند ذَنب البعير، بعِير مَنْخُوسٌ؛ و اسْتَعار ساعدةُ ذلك للمرأَة فقال:
         إِذا جَلَسَتْ في الدَّار، حَكَّتْ عِجَانَها             بِعُرْقُوبِها مِنْ ناخِسٍ مُتَقَوّب‏

و النَّاخِسُ: الدَّائرة التي تكون على جاعِرتَي الفرس إِلى الفَائلَتَينِ و تُكره. و فرس مَنْخُوسٌ، و هو يُتَطَيَّر به. الصحاح: دائرة النَّاخِسِ هي التي تكون تحت جاعِرَتَي الفرس. التهذيب: النِّخاس دائرتان تكونان في دائرة الفَخِذَين كدائر كتِف الإِنسان، و الدابة مَنْخُوسَةً يُتَطَيَّر منها. و النَّاخِسُ: ضاغِطٌ يصيب البعير في إِبطه. و نِخاسَا البيت: عَمُوداه و هما في الرُّوَاق من جانبي الأَعْمِدَة، و الجمع نُخُسٌ. و النِّخاسة و النِّخاس: شي‏ء يُلْقَمُه خرق البَكْرة إِذا اتسعت و قَلِقَ مِحْوَرها، و قد نَخَسَها يَنْخَسُها و يَنْخُسُها نَخْساً، فهي مَنْخُوسة و نَخِيس. و بكرة نَخِيسٌ: اتسع ثُقْب مِحْورها فَنُخِسَتْ بِنِخاس؛ قال:
         دُرْنا و دارتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ،             لا ضَيْقَةُ المَجْرى و لا مَرُوسُ‏

و سئل أَعرابي بنَجْد من بني تميم و هو يستقي و بَكْرتُه نَخِيسٌ، قال السائل: فوضعت إِصبعي على النِّخاسِ و قلت: ما هذا؟ و أَردت أَن أَتَعرَّف منه الحاء و الخاء، فقال: نِخاسٌ، بخاء معجمة، فقلت: أَ ليس قال الشاعر:
         و بَكْرة نِحاسُها نُحَاسُ‏
فقال: ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ. أَبو زيد: إِذا اتسعت البَكْرة و اتسع خرقها عنها «1» قيل أَخَقَّتْ إِخْقَاقاً فَانْخَسُوها و انْخِسوها نَخْساً، و هو أَن يُسَدَّ ما اتسع منها بخشبة أَو حجر أَو غيره. الليث: النِّخاسَةُ هي الرُّقْعَةُ تدخل في ثُقْب المِحْوَرِ إِذا اتسع. الجوهري: النَّخِيس البَكْرة يتسع ثقبها الذي يجري فيه المحور مما يأْكله المحور فيَعْمِدُونَ إِلى خشبة فيَثْقُبُونَ وسطها ثم يُلْقمونها ذلك الثقب المتسع، و يقال لتلك الخشبة: النِّخاس، بكسر النون،
__________________________________________________
 (1). قوله [عنها] عبارة القاموس: عن المحور.

228
لسان العرب6

نخس ص 228

و البكرة نَخِيسٌ. أَبو سعيد: رأَيت غُدْراناً تناخَسُ، و هو أَن يُفْرِغَ بعضُها في بعض كتناخس الغنم إِذا أَصابها البرد فاستدفأَ بعضها ببعض، و
في الحديث: أَن قادماً قدم عليه فسأَله عن خِصْبِ البلاد فحدَّثه أَن سحابة وقعت فاخْضَرَّ لها الأَرضُ و فيها غُدُرٌ تناخَسُ.
أَي يَصُبُّ بعضها في بعض. و أَصل النَّخْسِ الدفع و الحركة، و ابن نَخْسَةٍ، ابن الزانية. التهذيب: و يقال «1» لابن زَنية ابن نخسة؛ قال الشماخ:
         أَنا الجِحاشِيُّ شَمَّاخٌ، و ليس أَبي             لِنَخْسَةٍ لدَعِيٍّ غَيْرٍ مَوْجُودِ «2»

أَي متروك وحده، و لا يقال من هذا وحده. و نَخَسَ بالرجل: هَيَّجه و أَزعجه، و كذلك إِذا نَخَسُوا دابَّته و طردوه؛ و أَنشد:
         النَّاخِسينَ بِمَرْوانَ بِذِي خَشبٍ،             و المُقْحِمينَ بعُثمانَ على الدَّارِ

أَي نَخَسُوا به من خلفه حتى سَيَّروه من البلاد مطروحاً. و النَّخِيسة: لَبن المَعَز و الضَّأْن يخلط بينهما، و هو أَيضاً لبن الناقة يخلط بلبن الشاة. و
في الحديث: إِذا صب لبن الضأْن على لبن الماعز فهو النَّخِيسة.
و النَخِيسَة: الزبدة.
ندس:
النَّدْسُ: الصوت الخفي. و رجل نَدْسٌ و نَدُسٌ و نَدِسٌ أَي فَهِمٌ سريع السمع فَطِن. و قد نَدِسَ، بالكسر، يَنْدَسُ نَدَساً؛ و قال يعقوب: هو العالم بالأُمور و الأَخبار. الليث: النَّدْس السريع الاستماع للصوت الخفي. قال السيرافي: و النَّدُسُ الذي يخالط الناس و يخف عليهم، قال سيبويه: الجمع نَدُسون، و لا يُكسَّر لقلة هذا البناء في الأَسماء و لأَنه لم يتمكن فيها للتكسير كَفَعِلٍ، فلما كان كذلك و سهلت فيه الواو و النون، تركوا التكسير و جمعوه بالواو و النون. ابن الأَعرابي: تَنَدَّسْتُ الخبر و تَجَسَّسْتُه بمعنى واحد. و تَنَدَّسَ عن الأَخبار «3»: بحث عنها من حيث لا يعلم به مثل تحدَّست و تنطَّست. و الندَس: الفِطْنة و الكَيْس. الأَصمعي: الندْس الطعْن؛ قال جرير:
         نَدَسْنا أَبا مَنْدُوسَةَ الْقَيْنَ بِالقَنَا،             و مَارَ دَمٌ مِنْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ‏

و المُنادَسَةُ: المُطاعَنَةُ. و نَدَسَه نَدْساً: طعنه طعناً خفيفاً، و رِماحٌ نَوادِسُ؛ قال الكميت:
         و نَحْنُ صَبَحْنا آل نَجْرانَ غارَةً،             تَمِيمَ بْنَ مُرٍّ و الرِّماحَ النَّوادِسا

و نَجْرانُ: مدينة بناحية اليمن؛ يريد أَنهم أَغاروا عليهم عند الصباح، و تميم بن مر منصوب على الاختصاص لقوله نحن صبحنا؛ كقول آخر:
         نَحْنُ بَنِي ضَبَّةَ أَصْحابُ الجَمَل‏
و
كقول النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: نَحْنُ مَعاشِرَ الأَنْبِياء لا نَرِثُ و لا نُورَثُ.
و لا يجوز أَن يكون تميم بدلًا من آل نجران لأَن تميماً هي التي غزت آل نجران. و
في حديث أَبي هريرة: أَنه دخل المسجد و هو يَنْدُسُ الأَرضَ بِرِجْلِهِ.
أَي يضرب بها. و نَدَسَه بِكَلِمَة. أَصابه؛ عن ابن الأَعرابي، و هو مَثَلٌ بقولهم نَدَسَهُ بالرمح. و تَنَدَّسَ ماءُ البئر:
__________________________________________________
 (1). قوله [و يقال إلخ‏] عبارة القاموس و شرحه: و ابن نخسة، بالكسر، أَي ابن زنية. و في التكملة مضبوط بالفتح.
 (2). قوله [لنخسة] كذا بالأَصل و أَنشده شارح القاموس و الأَساس بنخسة.
 (3). قوله [و تندس عن الأَخبار إلخ‏] عبارة الجوهري نقلًا عن أَبي زيد: تندست الأَخبار و عن الأَخبار إِذا تخبرت عنها من حيث إلخ.

229
لسان العرب6

ندس ص 229

فاض من جوانبها. و المِنْداسُ: المرأَة الخفيفة. و من أَسماء الخنفساء: المَنْدُوسَة و الفاسِياء.
نرس:
النِّرْسِيانُ: ضرب من التمر يكون أَجوده، و في التهذيب: نِرْسِيان واحدته نِرْسِيانَة، و جعله ابن قُتَيبة صفة أَو بدلًا، فقال: تمرة نِرْسيانة، بكسر النون. و نَرْسٌ: موضع؛ قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً. الأَزهري: في سواد العراق قرية يقال لها نَرْسٌ تحمل منها الثياب النَّرْسِيَّة، قال: و ليس واحد منها عربيّاً، قال: و أَهل العراق يضربون الزبد بالنِّرْسِيان مثلًا لما يُسْتطاب.
نرجس:
النَّرْجِسُ، بالكسر، من الرياحين: معروف، و هو دخيل. و نِرْجِس أَحْسَن إِذا أُعْرِبَ، و ذكره ابن سيدة في الرباعي بالكسر، و ذكره في الثلاثي بالفتح في ترجمة رجس.
نسس:
النَّسُّ: المَضاءُ في كل شي‏ء، و خص بعضهم به السرعة في الوِرْدِ؛ قال‏
         سَوْقي حُدائي و صَفيري النَّسُ
الليث: النس لزوم المَضاء في كل أَمر و هو سرعة الذهاب لوِرْدِ الماء خاصة:
         و بَلَد تُمْسي قَطاهُ نُسَّا
قال الأَزهري: وهم الليث فيما فَسَّر و فيما احتج به، أَما النَّسُّ «4» فإِن شمراً قال: سمعت ابن الأَعرابي يقول: النَّس السوق الشديد، و التَّنْساس السير الشديد؛ قال الحطيئة:
         و قَدْ نَظَرْتُكمُ إِيناءَ صادِرَةٍ             لِلْخِمْسِ، طال بها حَوْزي و تَنْساسي‏
             لَمّا بَدا ليَ مِنْكُم عَيْبُ أَنْفُسِكُمْ،             و لم يَكُنْ لِجِراحي عِنْدَكُمْ آسِي،
             أَزْمَعْتُ أَمْراً مُرْيِحاً من نَوالِكُمُ             و لَنْ تَرى طارِداً لِلْمَرْءِ كالْياسِ
«5»

يقول: انتظرتكم كما تَنْتظر الإِبلُ الصادرة التي ترد الخِمْس ثم تُسْقى لتَصْدُر. و الإِيناءُ: الانتظار. و الصادرة، الراجعة عن الماء؛ يقول: انتظرتكم كما تَنْتظرُ هذه الإِبلُ الصادرةُ الإِبل الخوامسَ لتشرب معها. و الحَوْز: السوق قليلًا قليلًا. و التَّنْساس: السوق الشديد، و هو أَكثر من الحَوْز. و نَسْنَس الطائر إِذا أَسرع في طَيَرانِه. و نَسَّ الإِبل يَنُسُّها نَسّاً و نَسْنَسَها: ساقها؛ و المِنَسَّةُ منه، و هي العصا التي تَنُسُّها بها، على مِفْعَلةٍ بالكسر، فإِن همزت كان من نَسَأْتُها، فأَما المِنْسَأَة «6» التي هي العصا فمن نَسَأْتُ أَي سُقْتُ. و قال أَبو زيد: نَسَّ الإِبلَ أَطلقها و حَلَّها. الكسائي: نَسَسْتُ الناقةَ و الشاة أَنُسُّها نَسّاً إِذا زجرتها فقلت لها: إِسْ إِسْ؛ و قال غيره: أَسَسْتُ؛ و قال ابن شميل: نَسَّسْتُ الصبي تَنْسِيساً، و هو أَن تقول له: إِسْ إِسْ ليبولَ أَو يَخْرَأَ. الليث: النَّسِيسَةُ في سرعة الطَيران. يقال: نَسْنَسَ و نَصْنَصَ. و النَّسُّ: اليُبْس، و نَسَّ اللحمُ و الخبزُ يَنُسُّ و يَنِسُّ نُسُوساً و نَسِيساً: يبس؛ قال:
         و بَلَد تُمْسِي قَطاهُ نُسَّا
أَي يابسة من العطش. و النَّسُّ هاهنا ليس من النَّسِّ الذي هو بمعنى السوق و لكنها القطا التي عطشت‏
__________________________________________________
 (4). قوله [أَما النس إلخ‏] لم يأت بمقابل أَما، و هو بيان الوهم فيما احتج به و سيأتي بيانه عقب إِعادة الشطر المتقدم.
 (5). لهذه الأَبيات رواية أُخرى تختلف عن هذه الرواية.
 (6). قوله [فإن همزت إلخ، و قوله فأَما المنسأة إلخ‏] كذا بالأَصل.

230
لسان العرب6

نسس ص 230

فكأَنها يَبِست من شدة العطش. و يقال: جاءنا بخبز ناسٍّ و ناسَّةٍ «1» و قد نَسَّ الشي‏ءُ يَنُسُّ و يَنِسُّ نَسّاً. و أَنْسَسْتُ الدابة: أَعطشتها. و ناسَّةُ و النَّاسَّة؛ الأَخيرة عن ثعلب: من أَسماء مكة لقلة مائها، و كانت العرب تسمي مكة النَّاسَّة لأَن من بغى فيها أَو أَحدث فيها حدثاً أُخرج عنها فكأَنها ساقته و دفعته عنها؛ و قال ابن الأَعرابي في قول العجاج:
         حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسا
قال: المَنْسُوسُ المطرود و العَوْمَجُ الحية. و النَّسِيسُ: المَسوق؛ و منه‏
حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه كان يَنُسُّ أَصحابه.
أَي يمشي خلفهم. و في النهاية: و
في صفته، صلى اللَّه عليه و سلم، كان يَنُسُّ أَصحابه.
أَي يسوقهم يقدِّمهم و يمشي خلفهم. و النَّسُّ: السوق الرفيق. و قال شمر: نَسْنَسَ و نَسَّ مثل نَشَّ و نَشْنَشَ، و ذلك إِذا ساق و طرد، و
حديث عمر: كان يَنُسُّ الناس بعد العشاء بالدِّرَّة و يقول: انصرفوا إِلى بيوتكم.
؛ و يروى بالشين، و سيأْتي ذكره. و نَسَّ الحطبُ يَنِسُّ نُسُوساً: أَخرجت النار زَبَدَه على رأْسه، و نَسِيسه: زَبَدُه و ما نَسَّ منه. و النَّسِيسُ و النَّسِيسَة: بقية النَّفْسِ ثم استعمل في سِواه؛ و أَنشد أَبو عبيد لأَبي زبيد الطائي يصف أَسداً:
         إِذا عَلِقَتْ مَخالِبُه بِقِرْنٍ،             فَقَدْ أَوْدى، إِذا بَلَغَ النَّسِيس‏
             كأَنَّ، بنحره و بمنكبيه،             عَبِيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوس

و قال: أَراد بقية النفس بقية الروح الذي به الحياة، سمي نَسيساً لأَنه يساق سوقاً، و فلان في السِّياق و قد ساق يَسُوق إِذا حَضَرَ رُوحَه الموتُ. و يقال: بلغ من الرجل نَسِيسُه إِذا كان يموت، و قد أَشرف على ذهاب نَكِيثَتِه و قد طُعِنَ في حَوْصِه مثله. و
في حديث عمر: قال له رجل شَنَقْتُها بِجَبُوبَة حتى سكن نَسِيسُها.
أَي ماتت. و النَّسِيسُ: بقية النفس. و نَسِيس الإِنسانِ و غيره و نَسْناسه، جميعاً: مجهوده، و قيل: جهده و صبره؛ قال:
         و لَيْلَةٍ ذاتِ جَهامٍ أَطْباقْ،             قَطَعْتُها بِذاتِ نَسناسٍ باقْ‏

النَّسْناسُ: صبرها و جهدها؛ قال أَبو تراب: سمعت الغنوي يقول: ناقة ذات نَسْناسٍ أَي ذات سير باقٍ، و قيل: النَّسِيسُ الجهد و أَقصى كل شي‏ء. الليث: النَّسِيسُ غاية جهد الإِنسان؛ و أَنشد:
         باقي النَّسِيسِ مُشْرِفٌ كاللَّدْنِ‏
و نَسَّت الجُمَّةُ: شَعِثَتْ. و النَّسْنَسَةُ: الضعف. و النِّسْناس و النَّسْناس: خَلْقٌ في صورة الناس مشتق منه لضعف خلقهم. قال كراع: النِّسْناسُ و النَّسناس فيما يقال دابة في عِدادِ الوحش تصاد و تؤكل و هي على شكل الإِنسان بعين واحدة و رجل و يد تتكلم مثل الإِنسان. الصحاح: النِّسْناس و النَّسْناس جنس من الخلق يَثبُ أَحَدُهم على رِجْلٍ واحدةٍ. التهذيب: النِّسْناسُ و النَّسْناس خَلْق على صورة بني آدم أَشبهوهم في شي‏ء و خالفوهم في شي‏ء و ليسوا من بني آدم، و قيل: هم من بني آدم. و جاء
في حديثٍ: أَنَّ حَيّاً من قوم عاد عَصَوْا رسولهم فمسخهم اللَّه نَسْناساً، لكل إِنسان منهم يد و رجل من شِقٍّ واحد، يَنْقُزُون كما يَنْقُزُ الطائر و يَرْعَوْن كما ترعى البهائم.
__________________________________________________
 (1). قوله [ناس و ناسة] كذا بالأَصل.

231
لسان العرب6

نسس ص 230

و نونها مكسورة و قد تفتح. و
في الحديث عن أَبي هريرة قال: ذهب الناس و بقي النِّسْناسُ، قيل: مَنِ النِّسْناسُ؟ قال: الذين يتشبهون بالناس و ليسوا من الناس.
و قيل: هم يأْجوج و مأْجوج. ابن الأَعرابي: النُّسُسُ الأُصول الرديّئَة. و في النوادر: ريح نَسْناسَةٌ و سَنْسَانَةٌ بارِدَةٌ، و قد نَسْنَسَتْ و سَنْسَنَتْ إِذا هبت هبوباً بارداً. و يقال: نَسْناسٌ مِن دُخان و سَنْسانٌ يريد دخان نار. و النَّسِيسُ: الجوع الشديد. و النِّسْناسُ، بكسر النون: الجوع الشديد؛ عن ابن السكيت، و أَما ابن الأَعرابي فجعله وصفاً و قال: جُوعٌ نِسْناسٌ، قال: و نعني به الشديد؛ و أَنشد:
         أَخْرَجَها النِّسْناسُ من بَيْت أَهْلِها
و أَنشد كراع:
         أَضَرَّ بها النِّسْناسُ حتى أَحَلَّها             بِدارِ عَقِيلٍ، و ابْنُها طاعِمٌ جَلْدُ

أَبو عمرو: جوع مُلَعْلِعٌ و مُضَوِّرٌ و نِسْناسٌ و مُقَحِّزٌ و مُمَشْمِش بمعنى واحد. و النَّسِيسَةُ: السعي بين الناس. الكلابي: النَّسِيسة الإِيكالُ بين الناس. و النَّسائسُ: النَّمائم. يقال: آكَلَ بين الناس إِذا سعى بينهم بالنَّمائم، و هي النَّسائِسُ جمع نَسِيسة. و
في حديث الحجاج: من أَهل الرَّسِّ و النَّسِّ.
يقال: نَسَّ فلان لفلان إِذا تَخَبَّر. و النَّسِيسَة: السِّعاية.
نسطس:
في حديث قس: كحذْوِ النِّسْطاس.
؛ قيل: إِنه ريش السهم و لا تعرف حقيقته، و
في رواية: كحدِّ النِّسْطاس.
نشس:
النَّشْسُ: لُغَةٌ في النَّشْزِ و هي الرُّبْوَةُ من الأَرض. و امرأَة ناشِس: ناشز، و هي قليلة.
نطس:
رجل نَطْس و نَطُسٌ و نَطِسٌ و نَطِيس و نِطاسِيٌّ: عالم بالأُمور حاذق بالطب و غيره، و هو بالرومية النِّسْطاسُ، يقال: ما أَنْطَسَه؛ قال أَوس بن حجر:
         فهَلْ لَكُمُ فيها إِليَّ فَإِنَّني             طَبِيبٌ بما أَعْيا النِّطاسِيَّ حِذْيَما

أَراد ابن حذيم كما قال:
         يَحْمِلْنَ عَبَّاس بن عَبْدِ المُطَّلِبْ‏
يعني عبدَ اللَّه بنَ عباس، رضي اللَّه عنهما. و النُّطُسُ: الأَطباء الحُذَّاق. و رجل نَطِس و نَطُس: للمبالغ في الشي‏ء. و تَنَطَّسَ عن الأَخبار: بَحَثَ. و كل مُبالغ في شي‏ء مُتَنَطِّس. و تَنَطَّسْتُ الأَخبار: تَجَسَّسْتُها. و النَّاطِسُ: الجاسوس. و تَنَطَّس: تَقَزَّزَ و تَقَذَّرَ. و التَنَطُّسُ: المبالغة في التَّطَهُّرِ. و التَنَطُّس: التَقَذُّرُ. و منه‏
حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه خرج من الخَلاء فدعا بطعام فقيل له: أَ لا تَتَوَضَّأُ؟ قال: لو لا التَّنَطُّس ما باليت أَن لا أَغْسِل يدي.
؛ قال الأَصمعي: و هو المبالغة في الطُّهُور و التَّأَنُّق فيه. و كل من تَأَنَّق في الأُمور و دقق النظر فيها، فهو نَطِس و مُتَنَطِّس؛ و كذلك كل من أَدَقّ النظر في الأُمور و اسْتَقصى عليها، فهو مُتَنَطِّس، و قد نَطِس، بالكسر، نَطَساً؛ و منه قيل للطبيب: نِطاسِيٌّ و نِطِّيس مثل فِسِّيقٍ، و ذلك لدقة نظره في الطِّبِّ؛ و قال البعيث بن بشر يصف شَجَّة أَو جراحة:
         إِذا قاسَها الآسِي النِّطاسِيُّ أَدْبَرَتْ             غَثِيثَتُها، و ازْدادَ وَهْياً هُزُومُها

قال أَبو عبيد: و روي النِّطاسِي، بفتح النون؛

232
لسان العرب6

نطس ص 232

و قال رؤبة:
         و قَدْ أَكُونُ مَرَّةً نِطِّيسا،             طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْرِيسا

قال: النِّقْريس قريب المعنى من النِّطِّيس و هو الفَطِنُ للأُمور العالم بها. أَبو عمرو: امرأَة نَطِسَة على فَعِلَةٍ إذا كانت تَنَطَّس من الفُحْشِ أَي تَقَزَّزُ. و إِنه لشديد التَّنَطُّس أَي التَّقَزُّز. ابن الأَعرابي: المُتَنَطِّس و المُتَطَرِّسُ المتَنَوِّقُ المُخْتار. و قال: النَّطَس المبالغة في الطهارة، و النَّدَس الفِطْنة و الكَيْس.
نعس:
قال اللَّه تعالى: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ‏
؛ النُّعاسُ: النوم، و قيل: هو مقاربته، و قيل: ثَقْلَتُه. نَعَسَ «1» يَنْعُس نُعاساً، و هو ناعِس و نَعْسانُ. و قيل: لا يقال نَعْسانُ، قال الفراء: و لا أَشتهيها، و قال الليث: رجل نَعْسانُ و امرأَة نَعْسى، حملوا ذلك على وسْنان و وَسْنى، و ربما حملوا الشي‏ءَ على نظائره و أَحسن ما يكون ذلك في الشعر. و النُّعاس: الوَسَنُ؛ قال الأَزهري: و حقيقة النُّعاس السِّنَةُ من غير نوم كما قال عدي بن الرقاع:
         وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ             في عَيْنِه سِنَةٌ، و لَيْس بنائِمِ‏

و نَعَسْنا نَعْسَة واحدة و امرأَة ناعِسَة و نَعَّاسَةٌ و نَعْسى و نَعُوسٌ. و ناقة نَعُوسٌ: غزيرة تَنْعُس إِذا حُلبت؛ و قال الأَزهري: تُغَمِّضُ عينها عند الحلب؛ قال الراعي يصف ناقة بالسَّماحة بالدَّرِّ و أَنها إِذا دَرَّتْ نَعَسَت:
         نَعُوسٌ إِذا دَرَّتْ، جَرُوزٌ إِذا غَدَتْ،             بُوَيْزِلُ عامٍ أَو سَديسٌ كَبازِلِ‏

الجَرُوزُ: الشديدة الأَكل، و ذلك أَكثَرُ لِلَبَنِها. و بُوَيْزِلُ عامٍ أَي بزلت حديثا، و البازل من الإِبل: الذي له تسع سنين، و قوله أَو سديد كبازل، السديس دون البازل بسنة، يقول: هي سديس، و في المنظر كالبازل. و النَّعْسَةُ: الخَفْقَةُ. و الكلب يوصف بكثرة النُّعاس؛ و في المثل: مَطْلٌ كنُعاس الكَلْبِ أي متصل دائم. ابن الأَعرابي: النَّعْس لين الرأْي و الجسم و ضَعْفُهُما. أَبو عمرو: أَنْعَسَ الرَّجُل إِذا جاء بِبَنِينَ كُسالى. و نَعَسَت السوق إِذا كَسَدَتْ، و
في الحديث: إِن كلماته بَلغَتْ نَاعُوسَ البَحْر.
؛ قال ابن الأَثير: قال أَبو موسى كذا وقع في صحيح مسلم و
في سائر الروايات قاموسَ البحر.
و هو وسطه و لُجَّته، و لعله لم يجوِّد كَتْبتَه فصحَّفه بعضهم، قال: و ليست هذه اللفظة أَصلًا في مسند إِسحق الذي روى عنه مسلم هذا الحديث غير أَنه قَرنَه بأَبي موسى و روايته، فلعلها فيها قال: و إِنما أُورِدُ نحوَ هذه الأَلفاظ لأَن الإِنسان إِذا طلبه لم يجده في شي‏ء من الكتب فيتحير فإِذا نظر في كتابنا عرف أَصله و معناه.
نفس:
النَّفْس: الرُّوحُ، قال ابن سيدة: و بينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب، قال أَبو إِسحق: النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين: أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه، و في نَفْس فلان أَن يفعل كذا و كذا أَي في رُوعِه، و الضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشي‏ء و حقيقته، تقول: قتَل فلانٌ نَفْسَه و أَهلك نَفْسَه أَي أَوْقَعَ الإِهْلاك بذاته كلِّها و حقيقتِه، و الجمع من كل ذلك‏
__________________________________________________
 (1). قوله [نَعَسَ‏] من باب قَتَلَ كما في المصباح و البصائر لصاحب القاموس، و من باب مَنَعَ كما في القاموس.

233
لسان العرب6

نفس ص 233

أَنْفُس و نُفُوس؛ قال أَبو خراش في معنى النَّفْس الروح:
         نَجَا سالِمٌ و النَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ،             و لم يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ و مِئْزَرَا

قال ابن بري: الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي و ليس لأَبي خراش كما زعم الجوهري، و قوله نَجَا سَالِمٌ و لم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ و لم يُفْلِتْ إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً، و المعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن سيفِه و مئزرِه و انتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا جَفْنَ سيف، و جفن السيف منقطع منه، و النفس هاهنا الروح كما ذكر؛ و منه قولهم: فَاظَتْ نَفْسُه؛ و قال الشاعر:
         كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ،             إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ و بُرُودِ

قال ابن خالويه: النَّفْس الرُّوحُ، و النَّفْس ما يكون به التمييز، و النَّفْس الدم، و النَّفْس الأَخ، و النَّفْس بمعنى عِنْد، و النَّفْس قَدْرُ دَبْغة. قال ابن بري: أَما النَّفْس الرُّوحُ و النَّفْسُ ما يكون به التمييز فَشاهِدُهُما قوله سبحانه: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها
، فالنَّفْس الأُولى هي التي تزول بزوال الحياة، و النَّفْس الثانية التي تزول بزوال العقل؛ و أَما النَّفْس الدم فشاهده قول السموأَل:
         تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَاتِ نُفُوسُنَا،             و لَيْسَتْ عَلى غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ‏

و إِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه، و أَما النَّفْس بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه: فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى‏ أَنْفُسِكُمْ‏
، و أَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى، على نبينا محمد و عليه الصلاة و السلام: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَ لا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ‏
؛ أَي تعلم ما عندي و لا أَعلم ما عندك، و الأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري: إِن النَّفْس هنا الغَيْبُ، أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة أُوقِعَتْ على الغَيْبِ، و يشهد بصحة قوله في آخر الآية قوله: إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، كأَنه قال: تعلم غَيْبي يا عَلَّام الغُيُوبِ. و العرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن، و ذلك أَن النَّفْس قد تأْمره بالشي‏ء و تنهى عنه، و ذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه، فجعلوا التي تأْمره نَفْساً و جعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى؛ و على ذلك قول الشاعر:
         يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، و في العَيْشِ فُسْحَةٌ،             أَ يَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها؟

و أَنشد الطوسي:
         لمْ تَدْرِ ما لا؛ و لَسْتَ قائِلَها،             عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ
             وَ لمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً             فِيهَا و في أُخْتِها، و لم تَكَدِ

و قال آخر:
         فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ،             تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها
             و نَفْسٌ تقول: اجْهَدْ نجاءك، لا تَكُنْ             كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا

و النَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم: عندي ثلاثة أَنْفُسٍ. و كقوله تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى‏ عَلى‏ ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ
؛ قال ابن سيدة: و قوله تعالى: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَ لا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ‏
؛ أَي تعلم ما أُضْمِرُ و لا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك و لا ما عِنْدَكَ عِلمُه، فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ و لا أَعلَمُ ما تعلَمُ. و قوله تعالى:

234
لسان العرب6

نفس ص 233

وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ*
؛ أَي يحذركم إِياه، و قوله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها؛
روي عن ابن عباس أَنه قال: لكل إنسان نَفْسان: إِحداهما نَفْس العَقْل الذي يكون به التمييز، و الأُخرى نَفْس الرُّوح الذي به الحياة.
و قال أَبو بكر بن الأَنباري: من اللغويين من سَوَّى النَّفْس و الرُّوح و قال هما شي‏ء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة و الرُّوح مذكر، قال: و قال غيره الروح هو الذي به الحياة، و النَّفْس هي التي بها العقل، فإِذا نام النائم قبض اللَّه نَفْسه و لم يقبض رُوحه، و لا يقبض الروح إِلا عند الموت، قال: و سميت النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها و اتصاله بها، كما سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ موجود به، و قال الزجاج: لكل إِنسان نَفْسان: إِحداهما نَفْس التمييز و هي التي تفارقه إِذا نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى، و الأُخرى نفس الحياة و إِذا زالت زال معها النَّفَسُ، و النائم يَتَنَفَّسُ، قال: و هذا الفرق بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم و تَوفِّي نَفْس الحيّ؛ قال: و نفس الحياة هي الرُّوح و حركة الإِنسان و نُمُوُّه يكون به، و النَّفْس الدمُ؛ و
في الحديث: ما لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات فيه.
و
روي عن النخعي أَنه قال: كلُّ شي‏ء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء فإِنه يُنَجِّسه.
أَراد كل شي‏ء له دم سائل، و
في النهاية عنه: كل شي‏ء ليست له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا سقط فيه.
أَي دم سائل. و النَّفْس: الجَسَد؛ قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على بني حنيفة و هم قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ و يزعم أَن عَمْرو بن شمر «2» الحنفي قتله:
         نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا             أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس المُنْذِر
             فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ             شمرٌ و كان بِمَسْمَعٍ و بِمَنْظَرِ

و التامُورُ: الدم، أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم و يروى بدل رهطه قومه و نفسه. اللحياني: العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث و كذلك رأَيت نَفْسَين فإِذا قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس و أَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا، و كذلك جميع العدد، قال: و قد يجوز التذكير في الواحد و الاثنين و التأْنيث في الجمع، قال: حكي جميع ذلك عن الكسائي، و قال سيبويه: و قالوا ثلاثة أَنْفُس يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم يريدون به الإِنسان، أَ لا ترى أَنهم يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء؟ قال: و زعم يونس عن رؤبة أَنه قال ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث أَعْيُنٍ للعين من الناس، و كما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء؛ و قال الحطيئة:
         ثلاثَةُ أَنْفُسٍ و ثلاثُ ذَوْدٍ،             لقد جار الزَّمانُ على عِيالي‏

و قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ*
؛ يعي آدم، عليه السلام، و زوجَها يعني حواء. و يقال: ما رأَيت ثمَّ نَفْساً أَي ما رأَيت أَحداً. و
قوله في الحديث: بُعِثْتُ في نَفَس الساعة.
أَي بُعِثْتُ و قد حان قيامُها و قَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلًا فبعثني في ذلك النَّفَس، و أَطلق النَّفَس على القرب، و قيل: معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان، أَراد: إِني بعثت في وقت قريب منها، أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا قرب منه، يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه و ظهرت علاماتها؛ و
يروى:
__________________________________________________
 (2). قوله [عمرو بن شمر] كذا بالأَصل و انظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس.

235
لسان العرب6

نفس ص 233

في نَسَمِ الساعة.
و سيأْتي ذكره و المُتَنَفِّس: ذو النَّفَس. و نَفْس الشي‏ء: ذاته؛ و منه ما حكاه سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجبل، و نَفْسُ الجبل مُقابِلي، و نَفْس الشي‏ء عَيْنه يؤكد به. يقال: رأَيت فلاناً نَفْسه، و جائني بَنَفْسِه، و رجل ذو نَفس أَي خُلُق و جَلَدٍ، و ثوب ذو نَفس أَي أَكْلٍ و قوَّة. و النَّفْس: العَيْن. و النَّافِس: العائن. و المَنْفوس: المَعْيون. و النَّفُوس: العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس ليُصيبَها، و ما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه؛ هذه عن اللحياني. و يقال: أَصابت فلاناً نَفْس، و نَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين. و
في الحديث: نهى عن الرُّقْيَة إِلا في النَّمْلة و الحُمَة و النَّفْس.
؛ النَّفْس: العين، هو حديث مرفوع إِلى النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، عن أَنس. و منه‏
الحديث: أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء فقال: إِنه كان فيها أَنْفُس سَبْعَة.
يريد عيونهم؛ و منه‏
حديث ابن عباس: الكِلابُ من الجِنِّ فإِن غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً.
أَي أَعْيناً. و يقالُ: نَفِس عليك فلانٌ يَنْفَسُ نَفَساً و نَفاسَةً أَي حَسَدك. ابن الأَعرابي: النَّفْس العَظَمَةُ و الكِبر و النَّفْس العِزَّة و النَّفْس الهِمَّة و النَّفْس عين الشي‏ء و كُنْهُه و جَوْهَره، و النَّفْس الأَنَفَة و النَّفْس العين التي تصيب المَعِين. و النَّفَس: الفَرَج من الكرب. و
في الحديث: لا تسبُّوا الريح فإِنها من نَفَس الرحمن.
يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ و يُنشِئ السحابَ و يَنشر الغيث و يُذْهب الجدبَ، و قيل: معناه أَي مما يوسع بها على الناس، و
في الحديث: أَنه، صلى اللَّه عليه و سلم، قال: أَجد نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن، و في رواية: أَجد نَفَس الرحمن.
؛ يقال إِنه عنى بذلك الأَنصار لأَن اللَّه عز و جل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم، و هم يَمانُونَ لأَنهم من الأَزد، و نَصَرهم بهم و أَيدهم برجالهم، و هو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته و يُعَدِّلُها، أَو من نَفَس الريح الذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه، أَو من نَفَس الروضة و هو طِيب روائحها فينفرج به عنه، و قيل: النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نَفّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً و نَفَساً، كما يقال فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْريجاً و فَرَجاً، كأَنه قال: اجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ اليمن، و إِن الريح من تَنْفيس الرحمن بها عن المكروبين، و التَّفْريج مصدر حقيقي، و الفَرَج اسم يوضع موضع المصدر؛ و كذلك‏
قوله: الريح من نَفَس الرحمن.
أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين و تفريجه عن الملهوفين. قال العتبي: هجمت على واد خصيب و أَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن ذلك فقال شيخ منهم: ليس لنا ريح. و النَّفَس: خروج الريح من الأَنف و الفم، و الجمع أَنْفاس. و كل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس. و التَنَفُّس: استمداد النَفَس، و قد تَنَفَّس الرجلُ و تَنَفَّس الصُّعَداء، و كلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، و دواب الماء لا رِئاتَ لها. و النَّفَس أَيضاً: الجُرْعَة؛ يقال: اكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي جُرْعة أَو جُرْعَتين و لا تزد عليه، و الجمع أَنْفاس مثل سبب و أَسباب؛ قال جرجر:
         تُعَلِّلُ، وَ هْيَ ساغِبَةٌ، بَنِيها             بأَنْفاسٍ من الشَّدِمِ القَراحِ‏

و
في الحديث: نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء.
و
في حديث آخر: أَنه كان يَتَنفّسُ في الإِناء ثلاثاً.
يعني في‏

236
لسان العرب6

نفس ص 233

الشرب؛ قال الأَزهري: قال بعضهم الحديثان صحيحان. و التَنَفُّس له معنيان: أَحدهما أَن يشرب و هو يَتَنَفَّسُ في الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه و هو مكروه، و النَّفَس الآخر أَن يشرب الماء و غيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ يُبينُ فاه عن الإِناء في كل نَفَسٍ. و يقال: شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه الطعم آجِناً إِذا ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه، و إِنما هي الشربة الأُولى قدر ما يمسك رَمَقَه ثم لا يعود له؛ و قال أَبو وجزة السعدي:
         و شَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي نَفَسٍ،             في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ‏

ابن الأَعرابي: شراب ذو نَفَسٍ أَي فيه سَعَةٌ و ريٌّ؛ قال محمد بن المكرم: قوله النَّفَس الجُرْعة، و اكْرَعْ في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسين أَي جُرْعة أَو جُرْعتين و لا تزد عليه، فيه نظر، و ذلك أَن النّفَس الواحد يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع، يزيد و ينقص على مقدار طول نَفَس الشارب و قصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد على عدة جُرَع. و يقال: فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد، و اللَّه أَعلم. و يقال: اللهم نَفِّس عني أَي فَرِّج عني و وسِّع عليَّ، و نَفَّسْتُ عنه تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ. يقال: نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها. و
في الحديث: من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من كُرَب الآخرة.
معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في الدنيا فرج اللَّه عنه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة. و يقال: أَنت في نَفَس من أَمرك أَي سَعَة، و اعمل و أَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة و سَعة قبل الهَرَم و الأَمراض و الحوادث و الآفات. و النَّفَس: مثل النَّسيم، و الجمع أَنْفاس. و دارُك أَنْفَسُ من داري أَي أَوسع. و هذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي أَعرض و أَطول و أَمثل. و هذا المكان أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد و أَوسع. و
في الحديث: ثم يمشي أَنْفَسَ منه.
أَي أَفسح و أَبعد قليلًا. و يقال: هذا المنزل أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما، و هذا الثوب أَنْفَس الثوبين أَي أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما. و نَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج و وسع. و
في الحديث: من نَفَّس عن غريمه.
أَي أَخَّر مطالبته. و
في حديث عمار: لقد أَبْلَغْتَ و أَوجَزْتَ فلو كنت تَنَفَّسْتَ.
أَي أَطلتَ؛ و أَصله أَن المتكلم إِذا تَنَفَّسَ استأْنف القول و سهلت عليه الإِطالة. و تَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ [دِجْلَةُ] إِذا زاد ماؤها. و قال اللحياني: إِن في الماء نَفَساً لي و لك أَي مُتَّسَعاً و فضلًا، و قال ابن الأَعرابي: أَي رِيّاً؛ و أَنشد:
         و شَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ،             في كَوْكَبٍ من نجوم القَيْظِ وضَّاحِ‏

أَي في وقت كوكب. و زدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل؛ عن اللحياني. و يقال: بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع. و يقال: لك في هذا الأَمر نُفْسَةٌ أَي مُهْلَةٌ. و تَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج و امتدَّ حتى يصير نهاراً بيّناً. و تَنَفَّس النهار و غيره: امتدَّ و طال. و يقال للنهار إِذا زاد: تَنَفَّسَ، و كذلك الموج إِذا نَضحَ الماءَ. و قال اللحياني: تَنَفَّس النهار انتصف، و تنَفَّس أَيضاً بَعُدَ، و تنَفَّس العُمْرُ منه إِما تراخى و تباعد و إِما اتسع؛ أَنشد ثعلب:
         و مُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها،             تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا

237
لسان العرب6

نفس ص 233

و قال الفراء في قوله تعالى: وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ‏
، قال: إِذا ارتفع النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح. و قال مجاهد: إِذا تَنَفَّسَ‏
 إِذا طلع، و قال الأَخفش: إِذا أَضاء، و قال غيره: إِذا تَنَفَّسَ‏
 إِذا انْشَقَّ الفجر و انْفَلق حتى يتبين منه. و يقال: كتبت كتاباً نَفَساً أَي طويلًا؛ و قول الشاعر:
         عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا
أَي ساعة بعد ساعة. و نَفَسُ الساعة: آخر الزمان؛ عن كراع. و شي‏ء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه و يُرْغب. و نَفُسَ الشي‏ء، بالضم، نَفاسَةً، فهو نَفِيسٌ و نافِسٌ: رَفُعَ و صار مرغوباً فيه، و كذلك رجل نافِسٌ و نَفِيسٌ، و الجمع نِفاسٌ. و أَنْفَسَ الشي‏ءُ: صار نَفيساً. و هذا أَنْفَسُ مالي أَي أَحَبُّه و أَكرمه عندي. و قال اللحياني: النَّفِيسُ و المُنْفِسُ المال الذي له قدر و خَطَر، ثم عَمَّ فقال: كل شي‏ء له خَطَرٌ و قدر فهو نَفِيسٌ و مُنْفِس؛ قال النمر بن تولب:
         لا تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه،             فإِذا هَلَكْتُ، فعند ذلك فاجْزَعي‏

و قد أَنْفَسَ المالُ إِنْفاساً و نَفُس نُفُوساً و نَفاسَةً. و يقال: إِن الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه أَي مرغوب فيه. و أَنْفَسَني فيه و نَفَّسَني: رغَّبني فيه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً،             و نَفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ

أَي رغَّبني فيه. و أَمر مَنْفُوس فيه: مرغوب. و نَفِسْتُ عليه الشي‏ءَ أَنْفَسُه نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به و لم تحب أَن يصل إِليه. و نَفِسَ عليه بالشي‏ء نَفَساً، بتحريك الفاء، و نَفاسَةً و نَفاسِيَةً، الأَخيرة نادرة: ضَنَّ. و مال نَفِيس: مَضْنون به. و نَفِسَ عليه بالشي‏ء، بالكسر: ضَنَّ به و لم يره يَسْتأْهله؛ و كذلك نَفِسَه عليه و نافَسَه فيه؛ و أَما قول الشاعر:
         و إِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها،             تُنافِسُ دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها

فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا، و إِما أَن يريد تُنافِسُ أَهلَ دُنْيا. و نَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت. و تَنافَسْنا ذلك الأَمر و تَنافَسْنا فيه: تحاسدنا و تسابقنا. و في التنزيل العزيز: وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ‏
 أَي و في ذلك فَلْيَتَراغَب المتَراغبون. و
في حديث المغيرة: سَقِيم النِّفاسِ.
أَي أَسْقَمَتْه المُنافَسة و المغالبة على الشي‏ء. و
في حديث إِسمعيل، عليه السلام: أَنه تَعَلَّم العربيةَ و أَنْفَسَهُمْ.
أَي أَعجبهم و صار عندهم نَفِيساً. و نافَسْتُ في الشي‏ء مُنافَسَة و نِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم. و تَنافَسُوا فيه أَي رغبوا. و
في الحديث: أَخشى أَن تُبْسط الدنيا عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها.
؛ هو من المُنافَسَة الرغبة في الشي‏ء و الانفرادية، و هو من الشي‏ء النَّفِيسِ الجيد في نوعه. و نَفِسْتُ بالشي‏ء، بالكسر، أَي بخلت. و
في حديث علي، كرم اللَّه وجهه: لقد نِلْتَ صِهْرَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، فما نَفِسْناه عليك.
و
حديث السقيفة: لم نَنْفَسْ عليك.
أَي لم نبخل. و النِّفاسُ: ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءُ. و النَّفْسُ: الدم. و نُفِسَت المرأَة و نَفِسَتْ، بالكسر، نَفَساً و نَفاسَةً و نِفاساً و هي نُفَساء

238
لسان العرب6

نفس ص 233

و نَفْساءُ و نَفَساءُ: ولدت. و قال ثعلب: النُّفَساءُ الوالدة و الحامل و الحائض، و الجمع من كل ذلك نُفَساوات و نِفاس و نُفاس و نُفَّس؛ عن اللحياني، و نُفُس و نُفَّاس؛ قال الجوهري: و ليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على فعالٍ غير نُفَسَاء و عُشَراءَ، و يجمع أَيضاً على نُفَساوات و عُشَراوات؛ و امرأَتان نُفساوان، أَبدلوا من همزة التأْنيث واواً. و
في الحديث: أَن أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر.
أَي وضَعَت؛ و منه‏
الحديث: فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها.
أَي خرجت من أَيام ولادتها. و حكى ثعلب: نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول. و ورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن يُنْفَس أَي يولد. الجوهري: و قولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ فلان أَي قبل أَن يولد؛ قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن صعصعة:
         و إِنَّا و إِخْواننا عامِراً             على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ
             لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ،             كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ

أَي بولد. و قوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما يكون للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بولدها، و التَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ لذلك، ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً، و خص تطريق البِكر لأَن ولادة البكر أَشد من ولادة الثيب. و قوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما تأْمرنا به أَنْفسنا من الإِيقاع بهم و الفتك فيهم على ما بيننا و بينهم من قرابة؛ و قولُ إمرئ القيس:
         و يَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ

أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به نفسه و ربما كان داعيَه للهلاك. و المَنْفُوس: المولود. و
في الحديث: ما من نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا و قد كُتِبَ مكانها من الجنة و النار، و في رواية: إِلا: كُتِبَ رزقُها و أَجلها.
؛ مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة. قال: يقال نَفِسَتْ و نُفِسَتْ، فأَما الحيض فلا يقال فيه إِلا نَفِسَتْ، بالفتح. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه أَجْبَرَ بني عَمٍّ على مَنْفُوسٍ.
أَي أَلزمهم إِرضاعَه و تربيتَه. و
في حديث أَبي هريرة: أَنه صَلَّى على مَنْفُوسٍ.
أَي طِفْلٍ حين ولد، و المراد أَنه صلى عليه و لم يَعمل ذنباً. و
في حديث ابن المسيب: لا يرثُ المَنْفُوس حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً.
أَي حتى يسمَع له صوت. و
قالت أُم سلمة: كنت مع النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، في الفراش فَحِضْتُ فخَرَجْتُ و شددت عليَّ ثيابي ثم رجعت، فقال: أَ نَفِسْتِ؟.
أَراد: أَ حضتِ؟ يقال: نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ، بالفتح، إِذا حاضت. و يقال: لفلان مُنْفِسٌ و نَفِيسٌ أَي مال كثير. يقال: ما سرَّني بهذا الأَمر مُنْفِسٌ و نَفِيسٌ. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ.
أَي خرج من تحته ريح؛ شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم. و تَنَفَّسَت القوس: تصدَّعت، و نَفَّسَها هو: صدَّعها؛ عن كراع، و إِنما يَتَنَفَّس منها العِيدانُ التي لم تفلق و هو خير القِسِيِّ، و أَما الفِلْقَة فلا تَنَفَّسُ. ابن شميل: يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها، و تَنَفَّس القِدْح و القوس كذلك. قال ابن سيدة: و أَرى اللحياني قال: إِن النَّفْس الشق في القوس و القِدح و ما أَشْبهها، قال: و لست منه على ثقة. و النَّفْسُ من الدباغ: قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم‏

239
لسان العرب6

نفس ص 233

من القرظ و غيره. يقال: هب لي نَفْساً من دباغ؛ قال الشاعر:
         أَ تَجْعَلُ النَّفْسَ التي تُدِيرُ             في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ؟

قال الأَصمعي: بعثت امرأَة من العرب بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت: تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من السرعة، أَرادت قدر دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به. المَنِيئَةُ: المَدْبَغة و هي الجلود التي تجعل في الدِّباغ، و قيل: النَّفْس من الدباغ مِل‏ءُ الكفِّ، و الجمع أَنْفُسٌ؛ أَنشد ثعلب:
         و ذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به،             على الماء، إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس

يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا القَدْر من الدّباغ. و النَّافِسُ: الخامس من قِداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: و فيه خمسة فروض و له غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز، و عليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم يفز، و يقال هو الرابع.
نقس:
النِّقْسُ: الذي يكتب به، بالكسر. ابن سيدة: النِّقْسُ المِداد، و الجمع أَنْقاسٌ و أَنْقُس؛ قال المرار:
         عَفَتِ المنازِلُ غيرَ مِثْلِ الأَنْقُسِ،             بعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتَه بالقِرْطِسِ‏

أَي في القِرْطاسِ، تقول منه: نَقَّسَ دواته تَنقِيساً. و رجل نَقِسٌ: يعيب الناس و يُلَقِّبُهم، و قد نَقِسَهم يَنْقَسُهم نَقْساً و ناقَسَهم، و هي النِّقاسَة. الفراء: اللَّقْسُ و النَّقْسُ و النَّقْز كله العيب، و كذلك القَذْل، و هو أَن يعيب القومَ و يَسْخَرَ منهم. و النَّاقُوس: مِضْراب النصارى الذي يضربونه لأَوقات الصلاة؛ قال جرير:
         لمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني             صَوْتُ الدَّجاجِ، و قرعٌ بالنَّواقِيسِ‏

و ذلك أَنه كان مُزْمِعاً سفراً صباحاً، قال: و يروى و نقس بالنواقيس؛ و النَّقْسُ: الضرب بالناقوس. و
في حديث بَدْءِ الأَذان: حتى نَقَسُوا أَو كادوا يَنْقُسُون حتى رأَى عبد اللَّه بن زيد الأَذان.
و النَّقْسُ: ضرب من النواقيس و هي الخشبة الطويلة و الوَبيلَةُ و الوَبِيلُ الخشبة القصيرة؛ و قول الأَسود بن يعفر:
         و قد سَبَأْتُ لِفِتْيانٍ ذَوِي كَرَمٍ،             قبلَ الصَّباحِ، و لمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ‏

يجوز أَن يكون جمع ناقُوسٍ على توهم حذف الأَلف، و أَن يكون جمع نَقْس الذي هو ضرب منها كَرهْن و رُهُن و سَقْف و سُقُف، و قد نَقَسَ الناقُوس بالوَبِيل نَقْساً. و شراب ناقِس إِذا حَمُضَ. و نَقَس الشرابُ يَنْقُس نُقُوساً: حمض؛ قال النابغة الجعدي:
         جَوْنٌ كجَوْنِ الخَمَّار جَرَّدَهُ الْخَرَّاسُ،             لا ناقِسٌ و لا هَزِمُ‏

و رواه قوم:
         لا نافِسٌ ...
، بالفاء؛ حكى ذلك أَبو حنيفة و قال لا أَعرفه إِنما المعروف ناقِسٌ بالقاف. الأَصمعي: النَّقْس و الوَقْسُ الجَرَب.
نقرس:
النِّقْرِسُ: داء معروف يأْخذ في الرجْل، و في التهذيب: يأْخذ في المفاصل. و النِّقْرِس: شي‏ء يتخذ على صيغة الوَرْدِ و تَغْرِسُه النساء في رؤوسهن.

240
لسان العرب6

نقرس ص 240

و النِّقْرِس و النِّقْريس: الداهية الفَطِن. و طبيب نِقْرس و نِقْريس أَي حاذق؛ و أَنشد ثعلب:
         و قد أَكونُ مَرَّةً نِطِّيسا،             طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْريسا،
             يَحْسَبُ يومَ الجمعة الخَميسا

معناه أَنه لا يلتفت إِلى الأَيام، قد ذهب عقله. و النِّقْرِس: الحاذق، و في التهذيب: النِّقْرِس الداهية من الأَدِلَّاء. يقال: دليل نِقْرِسٌ و نِقْرِيسٌ أَي داهية؛ و قال المتلمس يخاطب طرفة:
         يُخْشى عليك مِنَ الحِباء النِّقْرِسُ‏

يقول: إِنه يخشى عليه من الحباء، الذي كتب له به، النِّقْرِسُ، و هو الهلاك و الداهية العظيمة. و رجل نِقْرِسٌ: داهية. الليث: النَّقاريسُ أَشياء تتخذها المرأَة على صيغة الوَرْد يغرِزْنَه في رؤوسهن؛ و أَنشد:
         فَحُلِّيتِ من خَزٍّ و بَزٍّ و قِرْمِزٍ،             و من صَنْعَةٍ الدُّنْيا عليك النَّقارِيس «3»

واحدها نِقْريس. و
في الحديث: و عليه نَقارس الزَّبَرْجَد و الحَليِ.
؛ قال: و النَّقارِس من زينة النساء؛ حكاه ابن الأَثير عن أَبي موسى.
نكس:
النَّكْسُ: قلب الشي‏ء على رأَسه، نَكَسَه يَنْكُسُه نَكْساً فانْتَكَسَ. و نَكَسَ رأَسَه: أَماله، و نَكَّسْتُه تَنْكِيساً. و في التنزيل: ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ.
 و الناكِسُ: المُطأْطئ رأْسَه. و نَكَسَ رأْسَه إِذا طأْطأَه من ذُلٍّ و جمع في الشعر على نواكِس و هو شاذ على ما ذكرناه في فَوارس؛ و أَنشد الفرزدق:
         و إِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزيدَ، رأَيْتَهُم             خُضْعَ الرِّقابِ، نَواكِسَ الأَبْصار

قال سيبويه: إِذا كان الفِعْل لغير الآدميين جمع على فَواعِل لأَنه لا يجوز فيه ما يجوز في الآدميين من الواو و النون في الاسم و الفعل فضارع المؤنث، يقال: جِمال بَوازلُ و عَواضِهُ؛ و قد اضطرَّ الفرزدق فقال:
         خضع الرقاب نواكس الأَبصار
لأَنك تقول هي الرجال فشبه بالجمال. قال أَبو منصور: و روى أَحمد بن يحيى هذا البيت نَواكِسي الأَبصار، و قال: أَدخل الياء لأَن رد النواكس «4» إِلى الرجال، إِنما كان: و إِذا الرجال رأَيتهم نواكس أَبصارُهم، فكان النواكسُ للأَبصار فنقلت إِلى الرجال، فلذلك دخلت الياء، و إِن كان جمع جمع كما تقول مررت بقوم حَسَني الوجوه و حِسانٍ وجوهُهم، لما جعلتهم للرجال جئت بالياء، و إِن شئت لم تأْتِ بها، قال: و أَما الفراء و الكسائي فإِنهما رويا البيت نواكسَ الأَبصار، بالفتح، أَقرَّا نواكس على لفظ الأَبصار، قال: و التذكير ناكسي الأَبصارِ. و قال الأَخفش: يجوز نَواكِسِ الأَبصارِ، بالجر لا بالياء كما قالوا جحر ضبٍّ خَرِبٍ. شمر: النَكْس في الأَشياء معنى يرجع إِلى قلب الشي‏ء و رده و جعل أَعلاه أَسفله و مقدمه مؤخره. و قال الفراء في قوله عز و جل: ثُمَّ نُكِسُوا عَلى‏ رُؤُسِهِمْ‏
، يقول: رَجعوا عما عرفوا من الحجة لإِبراهيم، على نبينا محمد و عليه الصلاة و التسليم. و
في حديث أَبي هريرة: تعس عبدُ الدِّينار و انْتَكَس.
أَي انقلب على رأْسه و هو دعاء عليه بالخيبة لأَن من انْتَكَس في أَمره فقد خاب و خسر. و
في حديث الشعبي: قال في السقط إِذا نُكِسَ في الخَلْقِ الرابع‏
__________________________________________________
 (3). قوله [و بز] أَنشده شارح القاموس هنا و في مادة قرمز و قز بدل و بز.
 (4). قوله [لأن رد النواكس إلخ‏] هكذا بالأَصل و لعل الأَحسن لأَنه رد النواكس إِلى الرجال و إِنما كان إلخ.

241
لسان العرب6

نكس ص 241

و كان مخلقاً.
أَي تبين خلقه عَتَقَت به الأَمَة و انقضت به عدة الحُرَّة، أَي إِذا قُلِبَ و رُدَّ في الخلق الرابع، و هو المُضغة، لأَنه أَوّلًا تُرابٌ ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة. و قوله تعالى: وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ‏
؛ قال أَبو إِسحق: معناه من أَطلنا عمره نَكَّسنا خلقه فصار بدل القوة ضعفاً و بدل الشباب هرماً. و قال الفراء: قرأَ عاصم و حمزة: نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ‏
، و قرأَ أَهل المدينة: نَنْكُسه في الخلق، بالتخفيف، و
قال قتادة: هو الهَرَم.
و قال شمر: يقال نُكِسَ الرجل إِذا ضعف و عجز؛ قال: و أَنشدني ابن الأَعرابي في الانتكاس:
         و لم يَنْتَكِسْ يَوْماً فيُظْلِمَ وَجْهُه،             لِيَمْرَضَ عَجْزاً، أَو يُضارِعَ مَأْتَما

أَي لم يُنَكِّس رأْسه لأَمر يأْنَف منه. و النَّكْس: السهم الذي يُنَكَّسُ أَو ينكسر فُوقُه فيجعل أَعلاه أَسفله، و قيل: هو الذي يجعل سِنْخُه نَصْلًا و نَصْلُه سِنْخاً فلا يرجع كما كان و لا يكون فيه خير، و الجمع أَنْكاس؛ قال الأَزهري: أَنشدني المنذري للحطيئة، قال: و أَنشده أَبو الهيثم:
         قد ناضَلُونا، فَسَلُّوا من كِنانَتِهم             مَجْداً تلِيداً، و عِزّاً غيرَ أَنْكاس‏

قال: الأَنْكاس جمع النَّكْس من السهام و هو أَضعفها، قال: و معنى البيت أَن العرب كانوا إِذا أَسروا أَسيراً خيروه بين التَّخْلِية و جَزِّ الناصية و الأَسر، فإِن اختار جَزَّ الناصية جَزُّوها و خلوا سبيله ثم جعلوا ذلك الشعر في كنانتهم، فإِذا افتخروا أَخرجوه و أَرَوْهُم مفاخرهم. ابن الأَعرابي: الكُنُس و النُّكُسُ مآرِينُ بقرِ الوحش و هي مأْواها و النُّكُس: المُدْرَهِمُّون من الشيوخ بعد الهَرَم. و المُنَكِّسُ من الخيل: الذي لا يَسمو برأْسه، و قال أَبو حنيفة: النِّكْس القصير، و النِّكْسُ من الرجال المقصر عن غاية النَّجْدَة و الكرم، و الجمع الأَنْكاس. و النِّكْسُ أَيضاً: الرجل الضعيف؛ و في حديث كعب:
         زالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ و لا كُشُف‏
الأَنكاس: جمع نِكْس، بالكسر، و هو الرجل الضعيف. و المُنَكِّس من الخيل: المتأَخر الذي لا يلحق بها، و قد نَكَّس إِذا لم يلحقها؛ قال الشاعر:
         إِذا نَكَسَ الكاذِبُ المِحْمَرُ

و أَصل ذلك كله النِّكْسُ من السهام. و الوِلادُ المَنْكوس: أَن تخرج رجلا المولود قَبْل رأْسه، و هو اليَتْن، و الولد المَنْكوس كذلك. و النِّكْس: اليَتْنُ. و قراءة القرآن مَنْكوساً: أَن يبدأَ بالمعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة، و السنَّة خلاف ذلك. و
في الحديث أَنه قيل لابن مسعود: إِن فلاناً يقرأُ القرآن مَنْكوساً، قال: ذلك مَنْكوسُ القلبِ.
؛ قال أَبو عبيد: يتأَوّله كثير من الناس أَنه أَن يبدأَ الرجل من آخر السورة فيقرأَها إِلى أَوَّلها؛ قال: و هذا شي‏ء ما أَحسب أَحداً يطيقه و لا كان هذا في زمن عبد اللَّه، قال: و لا أَعرفه، قال: و لكن وجهه عندي أَن يبدأَ من آخر القرآن من المعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة كنحو ما يتعلم الصبيان في الكتاب لأَن السُّنَّة خلاف هذا، يُعلم ذلك بالحديث الذي‏
يحدّثه عثمان عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَنه كان إِذا أُنزلت عليه السورة أَو الآية قال: ضَعُوها في الموضع الذي يَذْكر كذا و كذا.
أَ لا ترى أَن التأْليف الآن في هذا الحديث من رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه‏

242
لسان العرب6

نكس ص 241

و سلم، ثم كتبت المصاحف على هذا؟ قال: و إِنما جاءت الرُّخْصة في تَعَلُّمِ الصبي و العجمي المُفَصَّلَ لصعوبة السور الطوال عليهم، فأَما من قرأَ القرآن و حفظه ثم تعمد أَن يقرأَه من آخره إلى أَوله فهذا النَّكْسُ المنهي عنه، و إِذا كَرِهْنا هذا فنحن للنَّكْس من آخر السورة إِلى أَولها أَشد كراهة إِن كان ذلك يكون. و النُّكْسُ و النَّكْسُ، و النُّكاسُ كله: العَوْد في المرض، و قيل: عَوْد المريض في مرضه بعد مَثَالته؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:
         خَيالٌ لزَينبَ قد هاج لي             نُكاساً مِنَ الحُبِّ، بَعد انْدمال‏

و قد نُكِسَ في مَرَضِه نُكْساً. و نُكِس المريض: معناه قد عاوَدَتْه العلة بعد النَّقَه. يقال: تَعْساً له و نُكْساً و قد يفتح هاهنا للازْدِواج أَو لأَنه لغة؛ قال ابن سيدة و قوله:
         إِني إِذا وَجْهُ الشَّرِيبِ نَكَّسَا
قال: لم يفسره ثعلب و أَرى نَكَّسَ بَسَرَ و عَبَس. و نَكَسْتُ الخِضابَ إِذا أَعَدْتَ عليه مرة بعد مرة؛ و أَنشد:
         كالوشْمِ رَجَّعَ في اليَدِ المنكوس‏

ابن شميل: نَكَسْت فلاناً في ذلك الأَمر أَي رَدَدْته فيه بعد ما خرج منه.
نمس:
النَّمَسُ، بالتحريك: فساد السَّمْن و الغَالِية و كلِّ طِيبٍ و دُهْن إِذا تغير و فسد فساداً لَزِجاً. و نَمِسَ الدهن، بالكسر، يَنْمَسُ نَمَساً، فهو نَمِسٌ: تغير و فسد، و كذلك كل شي‏ء طيِّب تغير؛ قال بعض الأَغفال:
         و بِزُيَيْتٍ نَمِسٍ مُرَيْرِ

و نَمَّسَ الشعرُ: أَصابه دهن فتوسخ. و النَّمَسُ: ريح اللبَنِ و الدَّسَم كالنَّسَم. و يقال: نَمِسَ الوَدَكُ و نَسِمَ إِذا أَنْتَن، و نَمَّسَ الأَقِطُ، فهو مُنَمِّسٌ إِذا أَنتن؛ قال الطرماح:
         مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَريصِ الضَّوائِن‏

و الكريص: الأَقِطُ. و النِّمْسُ: سَبُعٌ من أَخبث السُّبُع «5». و قال ابن قتيبة: النِّمْسُ دُوَيْبَّةٌ تقتل الثُّعْبان يتخذها الناظر إِذا اشتد خوفه من الثعابين، لأَن هذه الدابة تتعرض للثعبان و تَتَضاءَلُ و تَسْتَدِقُّ حتى كأَنها قطعة حبل، فإِذا انطوى عليها الثُّعْبان زَفَرَتْ و أَخذت بنَفَسِها فانتفخ جوْفها فيتقطع الثعبان، و قد ينطوي عليها «6» النِّمْسُ فَظَعاً من شدة الزَّفْرَة؛ غيره: النِّمْس، بالكسر، دوَيْبَّة عريضة كأَنها قطعة قَدِيدٍ تكون بأَرض مصر تقتل الثعبان. و النَّامُوس: ما يُنَمِّسُ به الرجل من الاحْتِيالِ. و النامُوسُ: المَكْرُ و الخِداع. و التَّنْمِيسُ: التَّلْبيس. و النامِسُ و النامُوس: دوَيْبَّة أَغْبَرُ كهيئة الذَّرَّة تلكع الناس. و النامُوسُ: قُتْرة الصائد التي يَكْمُن فيها للصيد؛ قال أَوس بن حجر:
         فَلاقَى عليها من صُباحٍ مُدَمِّراً             لِنامُوسِه من الصَّفِيح سَقائِفُ.

قال ابن سيدة: و قد يهمز، قال: و لا أَدري ما وجه ذلك. و النامُوسُ: بيت الراهب. و يقال للشَّرَكِ نامُوس لأَنه يُوارَى تحت الأَرض؛ و قال الراجز يصف الركاب يعني الإِبل:
__________________________________________________
 (5). قوله [سبع‏] هكذا بالأَصل مضبوطاً و لم نجده مجموعاً إلا على سباع و أَسبع كرجال و أَفلس.
 (6). قوله [ينطوي عليها] كذا بالأَصل. و لعل الضمير للثعبان و هو يقع على الذكر و الأُنثى.

243
لسان العرب6

نمس ص 243

         يَخْرُجْنَ من مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ،             تَنْمِيسَ نامُوسِ القَطا المُنَمَّسِ‏

يقول: يخرجن من بلد مشتبه الأَعلام يشتبه على من يسلكه كما يشتبه على القطا أَمر الشَّرَكِ الذي ينصب له. و
في حديث سعد: أَسَدٌ في نامُوسِه.
؛ الناموسُ: مَكْمَن الصياد فشبه به موضع الأَسد. و النَّامُوس: وِعاء العِلْم. و النَّاموس: جبريل، صلى اللَّه على نبينا محمد و عليه و سلم، و أَهل الكتاب يسمون جبريل، عليه السلام: النَّامُوس. و
في حديث المَبْعَث: أَن خديجة، رضوان اللَّه عليها، وصفت أَمر النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، لِوَرَقَة بن نَوْفَل و هو ابن عمها، و كان نصرانيّاً قد قرأَ الكتب، فقال: إِن كان ما تقولين حقّاً فإِنه ليَأْتِيه النَّامُوس الذي كان يأْتي موسى، عليه السلام، و في رواية: إِنه ليأْتيه النَّاموس الأَكبر.
أَبو عبيد: النَّامُوس صاحب سر الملِك أَو الرجل الذي يطلعه على سِرِّه و باطن أَمره و يخصه بما يستره عن غيره. ابن سيدة: نَامُوسُ الرجل صاحبُ سِرِّه، و قد نَمَسَ يَنْمِسُ نَمْساً و نَامَسَ صاحبَه مُنامَسَةً و نِمَاساً: سارَّه. و قيل: النامُوسُ السِّرُّ، مثل به سيبويه و فسره السيرافي. و نَمَسْتُ الرجلَ و نَامَسْتُه إِذا سارَرْته؛ و قال الكميت:
         فأَبْلِغْ يَزِيد، إِنْ عَرَضْتَ، و مُنْذراً             و عَمَّيْهِما، و المُسْتَسِرَّ المُنَامِسا

و نَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً: كَتَمْتُه. و المُنَامِسُ: الداخل في الناموس، و قيل: النامُوس صاحب سِرّ الخير، و الجاسُوسُ صاحب سِرّ الشر، و أَراد به وَرَقَةُ جبريلَ، عليه السلام، لأَن اللَّه تعالى خصه بالوحي و الغيب اللذين لا يطَّلع عليهما غيره. و النَّامُوسُ: الكذَّاب. و النَّاموس: النمَّام و هو النمَّاس أَيضاً. قال ابن الأَعرابي: نَمَسَ بينهم و أَنْمَسَ أَرَّشَ بينهم و آكل بينهم؛ و أَنشد:
         و ما كنتُ ذا نَيْرَبٍ فيهمُ،             و لا مُنْمِساً بينهم أُنْمِلُ‏
             أُؤَرِّشُ بينهمُ دائباً،             أَدِبُّ و ذو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ‏
             و لكِنَّني رائبٌ صَدْعَهُمْ،             رَقُوءٌ لِما بينَهُمْ مُسْمِلُ‏

رَقُوءٌ: مُصْلِحٌ. رَقأْتُ بينهم، أَصلحت. و انَّمَسَ في الشي‏ء: دخل فيه. و انَّمَسَ فلان انِّمَاساً: انْغَلَّ في سُتْرةٍ. الجوهري: انَّمَسَ الرجلُ، بتشديد النون، أَي استتر، و هو انْفَعَلَ.
نهس:
النَّهْسُ: القبض على اللحم و نَتْره. و نَهَسَ الطعامَ: تناول منه. و نَهَسَتْه الحيةُ: عضتْه، و الشين لغة، و ناقة نَهُوسٌ: عَضُوض؛ و منه قول الأَعرابي في وصف الناقة: إِنها لَعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ. و نَهَسَ اللحم يَنْهَسُه نَهْساً و نَهَسا: انتزعه بالثنايا للأَكل. و نَهَسْتُ العِرْقَ و انْتَهَسْتُه إِذا تَعَرَّقْتَهُ بمقدَّم أَسنانك. الجوهري: نَهْس اللحم أَخْذُه بمقدَّم الأَسنان، و النهش الأَخذ بجميعها؛ نَهَسْتُه و انْتَهَسْتُه بمعنى. و
في الحديث: أَنه أَخَذَ عَظماً فَنَهَسَ ما عليه من اللحم.
أَي أَخذه بِفِيهِ. و نَسْرٌ مِنْهَسٌ؛ قال العجاج:
         مُضَبرَّ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسا
و رجل مَنْهوسٌ و نَهِيسٌ: قليل اللحم خفيف؛ قال الأَفوه الأَوْدِي يصف فرساً:
         يَغْشى الجَلامِيدَ بأَمْثالِها             مُرَكَّبات في وَظيف نَهِيس‏

244
لسان العرب6

نهس ص 244

و
في صفته، صلى اللَّه عليه و سلم: كان مَنْهُوسَ الكعبين.
أَي لحمهما قليل، و
يروى: مَنْهُوسَ القدمين.
و بالشين المعجمة أَيضاً. و النُّهَسُ: ضرب من الصُّرَدِ، و قيل: هو طائر يصطاد العَصافير و يأْوي إِلى المقابر و يُدِيم تحريك رأْسه و ذَنَبِه، و الجمع نِهْسَان؛ و قيل: النُّهَسُ ضرب من الطير. و
في حديث زيد بن ثابت: رأَى شُرَحْبِيلَ و قد صاد نُهَساً بالأَسْوافِ فأَخذه زيدُ بن ثابت منه و أَرسله.
؛ قال أَبو عبيد: النُّهَسُ طائر، و الأَسْوافُ موضع بالمدينة، و إِنما فعل ذلك زيدٌ لأَنه كره صَيْد المدينة لأَنها حَرَمُ سيدنا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم. و نَهْسُ الحَيَّة: نَهْشُه؛ قال الراجز:
         و ذات قَرْنَين طَحون الضِّرْسِ،             تَنْهَسُ لو تَمكَّنَتْ من نَهْسِ،
             تُدِيرُ عَيْناً كَشِهابِ القَبْسِ‏

و الاختلاف في تفسير نهس و نهش يأْتي في حرف الشين.
نوس:
الناسُ: قد يكون من الإِنس و من الجِنِّ، و أَصله أَناس فخفف و لم يجعلوا الأَلف و اللام فيه عوضاً من الهمزة المحذوفة، لأَنه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوَّض منه في قول الشاعر:
         إِنَّ المَنايا يَطَّلِعْنَ             على الأُناسِ الآمِنينا

و النَّوْس: تَذَبْذُبُ الشي‏ء. ناسَ الشي‏ءُ يَنوسُ نَوْساً و نَوَساناً: تحرك و تَذَبْذَبَ متَدَلِّياً. و قيل لبعض ملوك حِمْيَر: ذو نُواس لضَفِيرَتَيْن كانتا تَنوسان على عاتِقَيْه. و ذو نُواس: ملك من أَذْواء اليمن سمي بذلك لذُؤَابَتَين كانتا تَنُوسَان على ظهره. و نَاسَ نَوْسا: تدلى و اضطرب و أَنَاسَهُ هو. و
في حديث أُمِّ زَرْعٍ و وصْفِها زَوْجَها: مَلأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ، و أَنَاس من حُلِيٍّ أُذُنيَّ.
؛ أَرادت أَنه حَلَّى أُذنيها قِرَطَةً و شُنوفاً تَنوس بأُذنيها. و يقال للغُصْن الدقيق إِذا هبت به الريح فهزَّته: فهو يَنوس و يَنوع، و قد تَنَوَّسَ و تَنَوَّع و كثر نَوَسانُه. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: مَرَّ عليه رجلٌ و عليه إِزارٌ يَجُرُّه فقَطع ما فوق الكعبين فكأَني أَنظر إِلى الخيوط نائِسَةً على كعبيه.
أَي متدلِّية متحركة؛ و منه‏
حديث العباس: و ضَفِيرَتاه تَنوسان على رأْسه.
و
في حديث ابن عمر: دخلتُ على حَفْصَةَ و نَوَساتُها تَنْطُف.
أَي ذوائِبها تَقْطُر ماء، فسمَّى الذَّوائِبَ نَوَسات لأَنها تتحرك كثيراً، و نُسْتُ الإِبلَ أَنُوسُها نَوْساً: سُقْتُها. و رجل نَوَّاسٌ، بالتشديد، إِذا اضْطرب و استرخى، و ناسَ لُعابُه سالَ فاضطرب. و النُّواس: ما تعلق من السقف. و نُواس العَنْكبوت: نَسْجه لاضطرابه. و النُّواسِيُّ: ضرب من العِنَب أَبيض مدوّر الحب مُتَشَلْشِلُ العناقيد طويلها مضطربها، قال: و لا أَدري إِلى أَي شي‏ء نسب إِلا أَن يكون مما نسب إِلى نفسه كدَوَّارِ و دَوَّاريٍّ، و إِن لم يسمع النُّواس هاهنا، و نَوَّسَ بالمكان: أَقام. و النَّاوُوسُ: مقابر النصارى، إِن كان عربيّاً فهو فاعُولٌ منه. و النَّوَّاسُ: اسم. و الناسُ: اسم قَيْسِ بن عَيْلان، و اسمه الناس «1» بن مُضَر بن نِزار، و أَخوه إِلْياس بن مضر، بالياء.
__________________________________________________
 (1). قوله [و اسمه الناس‏] يروى بالوصل و بالقطع كما في حاشية الصحاح انتهى شارح القاموس.

245
لسان العرب6

فصل الهاء ص 246

فصل الهاء
هجس:
الهَجْسُ: ما وقع في خَلَدِك. تقول: هَجَسَ في قلبي هَمٌّ و أَمْرٌ؛ و أَنشد:
         و طَأْطَأَتِ النَّعامَةُ مِنْ بَعيدٍ،             و قد وقَّرْتُ هَاجِسَها و هَجْسِي‏

النعامة: فَرَسه. و
في حديث قَباثٍ: و ما هو إِلا شي‏ء هَجَسَ في نَفْسي.
ابن سيدة: هَجَسَ الأَمرُ في نَفْسي يَهْجِسُ هَجْساً وقع في خَلَدي. و الهَاجِس: الخاطر، صفة غالبة غلبة الأَسماء. و
في الحديث: و ما يَهْجِسُ في الضمائر.
أَي و ما يخطر بها و يدور فيها من الأَحاديث و الأَفكار. و هَجَسَ في صدري شي‏ء يَهْجِسُ أَي حَدس. و في النوادر: هَجَسَني عن كذا فانْهَجَسْتُ أَي رَدَّني فارتَدَدْت. و الهَجْس: النَّبْأَةُ تسمعها و لا تفهمها. و وقعوا في مَهْجُوسَةٍ من أَمرهم أَي اختلاط؛ عن ابن الأَعرابي، و قيل: المعروف في مَرْجُوسَةٍ. أَبو عبيدة: الهُجَيْسِيُّ ابنُ زادِ الرَّكْب و هو اسم فرس معروف «1». و الهَجِيسَةُ: الغَريضُ من اللبَن في السِّقاء، قال: و الخامِطُ و السامِطُ مثله و هو أَول تَغَيُّرِه؛ قال الأَزهري: و الذي عرفته الهَجِيمةُ، قال: و أَظن الهَجِيسَةَ تصحيفاً. و
في حديث عمر: أَن السائب بن الأَقرع قال: حضرتُ طعامه فدعا بلَحْمٍ عَبِيطٍ و خُبْزٍ مُتَهَجِّسٍ.
؛ قال: المُتَهَجِّس الخبز الفَطِير الذي لم يختمر عجينه، أَصله من الهَجِيسَةِ، و هو الغَريضُ من اللحم، ثم استعمل في غيره، و رواه بعضهم مُتَهَجِّش، بالشين المعجمة، قال ابن الأَثير: و هو غلط.
هجبس:
التهذيب: الهَيْجَبُوسُ الرجل الأَهْوَجُ الجافي؛ و أَنشد:
         أَ حَقٌّ ما يُبَلّغُني ابنُ تُرْنَى             من الأَقْوامِ أَهْوَجُ هَيْجَبُوسُ؟

هجرس:
الهِجْرِسُ، بالكسر: ولد الثعلب، و عَمَّ بعضهم به نَوْعَ الثعالب: و استعاره الحطيئة للفرزدق فقال:
         أَبْلِغ بَني عَبْسٍ، فإِنَّ نِجارَهُمْ             لُؤْمٌ، و إِنَّ أَباهُمُ كالهِجْرِسِ‏

و روي عن المفضل أَنه قال: الهقالِس و الهَجارِسُ الثعالب، و أَنشد:
         و تَرَى المَكَاكِيَ بالهَجِيرِ نحيبُها،             كُدْرٌ بَواكِرُ، و الهَجارِس تَنْحَبُ‏

و قيل: الهَجارِسُ جميع ما تَعَسَّسَ من السِّباع ما دون الثعلب و فوق اليَرْبوع؛ قال الشاعر:
         بعَيْنَيْ قَطامِيٍّ نَما فوْقَ مَرْقَبٍ،             غَدَا شَبِماً يَنْقَضُّ بين الهَجارِسِ‏

الليث: الهِجْرِسُ من أَولاد الثعالب، قال: و قد يوصف به اللئيم؛ و أَنشد:
         و هِجْرِس مَسْكَنُه الفَدافِدُ
و قال: رَمَتْني الأَيام عن هَجارِسِها أَي شدائدها. و
في الحديث: أَن عُيَيْنَة بن حصن مدَّ رجليه بين يدي سيدنا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، فقال له فلان: يا عَيْنَ الهِجْرِسِ، أَ تَمُدُّ رجليك بين يدي رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم؟.
الهِجْرِس: ولد الثعلب. و الهِجْرِس أَيضاً: القِرْد. أَبو مالك:
__________________________________________________
 (1). قوله [و هو اسم فرس معروف‏] في شرح القاموس، و زاد الركب: فرس الأَزد الذي دفعه إليهم سليمان النبي، صلى اللَّه عليه و سلم.

246
لسان العرب6

هجرس ص 246

أَهل الحجاز يقولون الهِجْرِس القرْد، و بنو تميم يجعلونه الثعلب. و الهِجْرسُ: اسم:
هدس:
هَدَسَه يَهْدسُه هَدْساً: طرده و زجره؛ يمانية مُمَاتة. و الهَدَسُ: شجر و هو عند أَهل اليمن الآسُ.
هدبس:
الهَدَبَّسُ: ولد البَبْرِ؛ و أَنشد المبرّد:
         و لقد رأَيتُ هَدَبَّساً و فَزارة،             و الفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرهُ كالضَّيْوَنِ‏

هرس:
الهَرْسُ: الدَّق، و منه الهَرِيسَة. و هَرَسَ الشي‏ء يَهْرُسُه هَرْساً: دقَّه و كسره، و قيل: الهَرْس دقك الشي‏ء و بينه و بين الأَرض وقاية، و قيل: هو دقُّك إِياه بالشي‏ء العريض كما تُهْرَسُ الهَرِيسَةُ بالمِهْراس. و المِهْراس: الآلة المَهْرُوس بها. و الهَرِيسُ: ما هُرِسَ، و قيل: الهَرِيس الحب المهْروس قبل أَن يُطْبَخ، فإِذا طبخ فهو الهَريسة، و سميت الهَريسَةُ هَرِيسَةً لأَن البُرَّ الذي هي منه يدق ثم يطبخ، و يسمى صانعُه هَرَّاساً. و أَسد هَرَّاسٌ: يَهْرُس كل شي‏ء. و الهِرْماسُ: من أَسماء الأَسد، و قيل: هو الشديد من السباع، فِعْمالٌ من الهَرْس على مذهب الخليل، و غيرُه يجعله فِعْلالًا. و هَرِسَ يَهْرَسُ هَرَساً: أَخفى أَكلَه، و قيل: بالغ فيه فكأَنه ضد. ابن الأَعرابي: هَرِسَ الرجُل إِذا كثر أَكله؛ قال العجاج:
         و كَلْكَلًا ذا حامِياتٍ أَهْرَسَا

و يروى: مِهْرَسا، أَراد بالأَهْرَس الشديدَ الثقيل. يقال: هو هَرِسٌ أَهْرَسُ للذي يدق كل شي‏ء، و الفحل يَهْرُس القِرْن بكَلْكَلِه. و إِبل مَهارِيس: شديدة الأَكل؛ قال أَبو عبيد: المَهَارِيس من الإِبل التي تَقْضَمُ العِيدان إِذا قلَّ الكلأ و أَجدبت البلاد فتَتَبَلَّغ بها كأَنها تَهْرُسُها بأَفواهِها هَرْساً أَي تدقُّها؛ قال الحطيئة يصف إِبِلَه:
         مَهَارِيسُ يُرْوِي رِسْلُها ضَيْفَ أَهْلِها،             إِذا النَّارُ أَبْدَتْ أَوجُهَ الخَفِراتِ‏

و قيل: المَهَارِيس من الإِبل الشِّداد، و قيل: الجسام الثِّقالُ، قال: و من شدة وطئها سميت مَهارِيسَ. و الهَرِسُ و الأَهْرَسُ: الشديد المَرَّاس من الأُسْدِ. و أَسد هَرِسٌ أَي شديد و هو من الدق؛ قال الشاعر:
         شَدِيدَ السَّاعِدَيْنِ أَخا وِثابٍ،             شَدِيداً أَسْرُه هَرِساً هَمُوسَا

و الهَرِسُ: الثوب الخَلَق؛ قال ساعدة بن جؤية:
         صِفْرِ المَبَاءَةِ ذي هِرْسَيْنِ مُنْعَجِفٍ،             إِذا نَظَرْتَ إِليه قلْتَ: قد فَرَجَا

و الهَراسُ، بالفتح: شجر كبير الشوك؛ قال النابغة:
         فَبتُّ كأَنَّ العائِذاتِ فَرَشْنَنِي             هَرَاساً، به يُعْلى فِراشِي و يُقْشَبُ‏

و قيل: الهَراس شوك كأَنه حَسَك، الواحدة هَراسَة؛ و أَنشد الجوهري للنابغة الجعدي:
         و خَيْل يُطابِقْنَ بالدَّارِعِين،             طِباقَ الكِلابِ، يَطَأْنَ الهَراسا

و يروى: و شُعْث، و المطابقة: أَن تَضَع أَرجُلَها مواضع أَيديها و تقدِّم أَيديها حتى تُبْصِر مواقعَها، يريد أَنها لا تريد الهرب، فهي تَتَثَبَّت في مشيها كما تمشي الكلاب في الهَراسِ متقية له؛ و مثله‏

247
لسان العرب6

هرس ص 247

قول قعين:
         إِنَّا إِذا الخَيْل عَدَتْ أَكْداسا،             مِثْل الكِلابِ تَتَّقي الهَراسا

و قال أَبو حنيفة: الهَراس من أَحْرار البقول، واحدته هَراسَة، و به سمي الرجل. و أَرض هَرِيسَة: ينبت فيها الهَراس. و
في حديث عمرو بن العاص: كأَنّ في جَوْفي شوكة الهَراس.
؛ قال: هو شجر أَو بَقْل ذو شوك من أَحرار البقول. و المِهْراس: حَجَر مستطيل منقور يُتَوضأُ منه و يدق فيه. و
في الحديث: أَن أَبا هريرة روى عن النبي، صلى اللَّه عليه سلم، أَنه قال: إِذا أَراد أَحدكم الوضوءَ فليُفْرِغْ على يديه من إِنائهِ ثلاثاً، فقال له قَيْنٌ الأَشجعي: فإِذا جِئنا إِلى مِهْراسِكم هذا كيف نَصْنَع؟.
أَراد بالمِهْراس هذا الحَجَر المَنْقور الضخم الذي لا يُقِلُّه الرجال و لا يحرِّكونه لثقله يسع ماء كثيراً و يتطهر الناس منه. و جاء
في حديث آخر أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، مَرَّ بِمِهْراس و جماعة من الرجال يَتَحاذَوْنَه.
أَي يحملونه و يرفعونه، و هو حجر منقور، سمي مِهْرَاساً لأَنه يُهْرَسُ به الحبُّ و غيره. و
في حديث أَنس: فقمت إِلى مِهْراس لنا فضربتها بأَسفله حتى تكسرت «2».
و
في الحديث: أَنه عَطِشَ يوم أُحُدٍ فجاءه عليّ، كرَم اللَّه وجهه، بِماءٍ من المِهْراس فَعَافَهُ و غسل به الدمَ عن وجهه.
؛ قال: المِهْراس صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء و قد يُعْمل منه حياض للماء، و قيل: المِهْراس في هذا الحديث اسم ماء بأُحُد؛ قال:
         و قَتِيلًا بِجانِبِ المِهْراسِ‏

و المِهْراسُ: موضع. و يقال مِهْراس أَيضاً؛ قال الأَعْشى:
         فَرُكْنُ مِهْراسٍ إِلى مارِدٍ،             فقاعُ مَنْفُوحَةَ ذي الحائِرِ

هرجس:
الهِرْجاسُ: الجَسِيمُ.
هرمس:
الهِرْماس: من أَسماء الأَسد، و قيل: هو الشديد من السباع و اشتقه بعضهم من الهَرْس الذي هو الدَّقُّ و هو على ذلك ثلاثي، و قد تقدم. الكسائي: أَسد هِرْماسٌ و هُرامِس و هو الجري‏ء الشديد؛ و قيل: الهِرْماس الأَسد العادي على الناس. ابن الأَعرابي: الهِرْماس ولد النَّمِر؛ و أَنشد الليث في الأَسد:
         يَعْدُو بأَشْبالٍ أَبوها الهِرْماس‏
و الهِرْمِيسُ: الكَرْكَدَّنُ، قال: و هو أَكبر من الفيل له قَرْن و هو يكون في البحر أَو على شاطئه؛ قال:
         و الفيلُ لا يَبْقى و لا الهِرْمِيسُ‏

و هِرْماس: موضع أَو نهر. و هِرْمِس: اسم علم سُرْياني. و الهِرْمَوْس: الصُّلْب الرأْي المُجَرَّب.
هسس:
هَسَّ يَهِسُّ هَسّاً: حدَّث نَفْسَه. و هَسَّ الكلامَ: أَخفاه. و هَسُّوا الحديثَ هَسِيساً و هَسْهَسُوه: أَخْفَوْه. و الهَسِيسُ و الهَسْهاس: الكلام الذي لا يُفْهم. و سمعت من القوم هَساهِسَ من نَجِيٍّ لم أَفهمها و كذلك وَساوِسَ من قول. و الهَساهِسُ: الوَساوِسُ. و الهَساهِسُ: النَّفْس و وَسْوَسَتُها؛ قال الأَخطل:
         و طَوَيْتَ ثَوْبَ بَشاشَةٍ أُلْبِسْتَهُ،             فَلَهُنَّ مِنْكَ هَساهِسُ و هُمُومُ‏

و الهَساهِسُ: الكلام الخفي المُجَمْجَمُ. و سمعت‏
__________________________________________________
 (2). روي في النهاية: فضربتُه بأَسفله.

248
لسان العرب6

هسس ص 248

هَسِيساً، و هو الهَمْسُ، و قيل: الهَسْهَسَةُ عامٌّ في كل شي‏ء له صوت خفي كهَساهِسِ الإِبل في سيرها، و صوتُ الحَلْي؛ قال الراجز:
         لَبِسْنَ من حُرِّ الثِّيابِ مَلْبَسا،             و مُذْهَبِ الحَلْي إِذا تَهَسْهَسا

و يقال في هَساهِس أَخفاف الإِبل:
         إِذا عَلَوْنَ الظَّهْرَ ذا الضَّماضِمِ             هَساهِساً، كالْهَدِّ بالْجَماجِم‏

الجوهري: الهَسْهَسَة صوت حركة الدِّرع و الحَلْي و حركة الرجل بالليل و نحوه؛ قال الشاعر:
         و للَّهِ فرْسانٌ و خَيْلٌ مُغِيرَةٌ،             لَهُنَّ بِشُبّاكِ الحَديدِ هَساهِسُ‏

و التَّهَسْهُسُ مثله. و هَسِيسُ الجِنِّ و هَساسُها: عَزيفُها في القَفْرِ. و الهَسِيسُ و الهَسْهَسَة: ضرب من المشي؛ قال:
         إِنْ هَسْهَسَتْ لَيْلَ التَّمامِ هَسْهَسا

و هَسْهَسَ ليلتَه كلَّها و قَسْقَسَ إِذا أَدأَبَ السير. و في النوادر: الهَساهِس المشي، بِتْنا نُهَسْهِسُ حتى أَصبحنا. و راعٍ هَسْهاس إِذا رعى الغنم ليله كله. و الهَسُّ: زجْر الغنم. و هُسْ و هِسْ: زجر للشاة. و الهَسِيسُ: المدقوق من كل شي‏ء.
هطس:
هَطَس الشي‏ءَ يَهْطسُه هَطْساً: كسره؛ حكاه ابن دريد قال: و ليس بثبت.
هطلس:
الهطلسة: الأَخْذ. و الهَطْلَسُ و الهَطَلَّس: العسكر الكبير. ابن الأَعرابي: تَهَطْلَسَ من مرضه إِذا أَفاق.
هقلس:
الهِقْلِسُ: السي‏ء الخُلُق. و الهَقالس و الهَجارس: الثعالب. و الهَقَلَّس: الذئب في ضر؛ قال الكميت:
         و تسمَعُ أَصْواتَ الفَراعِل حَوْلَه،             يُعاوينَ أَولادَ الذِّئابِ الهَقالِسا

يعني حول الماء الذي ورَدَهُ.
هكلس:
أَبو عمرو: الهَكَلَّسُ الشديد.
هلس:
الهَلْس و الهُلاسُ: شبه السُّلال، و في التهذيب: شدة السُّلال من الهُزال. و رجل مَهْلُوسٌ، و هَلَسَه الداء يَهْلِسُه هَلْساً: خامَره؛ قال الكميت:
         يُعالِجْنَ أَدْواءَ السُّلالِ الهَوالِسا
و المَهْلُوس من الرجال: الذي يَأْكل و لا يُرى أَثرُ ذلك في جسمه. و رَكَبٌ مَهْلوسٌ: قليل اللحم لازق على العظم يابس، و قد هُلِسَ هَلْساً. و امرأَة مَهْلوسَةٌ: ذات رَكَبٍ مَهْلوس كأَنما جفل لحمه جَفْلًا. الجوهري: الهُلاس السِّلُّ. و رجل مَهْلوس العقل أَي مسلوبه. و رجل مُهْتَلَسُ العقل ذاهبه. و يقال: السُّلاس في العقل و الهُلاس في البدن. و
في حديث علي، رضي اللَّه عنه، في الصدقة: و لا يَنْهَلِس.
؛ الهُلاس: السِّلُّ، و قد هَلَسَه المرضُ. و
في حديثه أَيضاً: نَوازِعُ تَقْرَع العظم و تَهْلِسُ اللحم.
و الإِهْلاسُ: ضحك فيه فتور. و أَهْلَسَ في الضحك: أَخفاه؛ قال:
         تَضْحَكُ مِنِّي ضَحِكاً إِهْلاسا

أَراد: ذا إِهْلاسٍ، و إِن شئتَ جعلته بدلًا من ضحك؛ و أَما قول المرار:
         طَرَقَ الخَيالُ فهاجَ لي، من مَضْجَعِي،             رَجْعُ التَّحِيَّةِ في الظَّلامِ المُهْلِسِ‏

أَراد بالمُهْلِس الضعيفَ من الظلام. ابن الأَعرابي:

249
لسان العرب6

هلس ص 249

الهُلُسُ النُّقَّة من الرجال، و الهُلُسُ الضعفاء و إِن لم يكونوا نُقَّهاً. و أَهْلَسَ إِليه أَي أَسرَّ إِليه حديثاً. و هالَسَ الرجلَ: سارَّه؛ قال حميد بن ثور:
         مُهالَسَة، و السِّتْرُ بَيْني و بَيْنَه،             بِداراً كَتَكْحِيلِ القَطا جازَ بالضَّحْل‏

هلبس:
الهَلْبَسِيسُ «1»: الشي‏ء اليسير. و ليس بها هَلْبَسِيسٌ أَي أَحد يستأْنس به. و جاءت و ما عليها هَلْبَسِيسَة و لا خَرْبَصِيصَة أَي شي‏ء من الحَلْي. و ما عنده هَلْبَسِيسَةٌ إِذا لم يكن عنده شي‏ء. و ما في السماء هَلْبَسِيسَةٌ أَي شي‏ء من سحاب؛ عن ابن الأَعرابي، قال: لا يُتكلم به إِلا في النفي.
هلطس:
شمر: الهِلْطَوْسُ الخفي الشخص من الذئاب؛ قال الراجز:
         قَدْ ترك الذئْب شَدِيد العَوْلَةِ،             أَطْلَسَ هِلْطَوْسا كثِيرَ العَسَّةِ

و لصٌّ «2» هَطْلَسٌ و هَطَلَّس: قطَّاع كلّ ما وجده.
هلقس:
الهِلَّقْسُ، بتشديد اللام: الشديد من الناس و الإِبل، و عمَّ به بعضهم، و هو ملحق بِجِرْدَحْل؛ قال الشاعر:
         أَنْصَب الأُذْنَيْنِ في حَدِّ القَفَا،             مائِل الضَّبْعَيْنِ هِلَّقْس حَنِق‏

أَبو عمرو: جوع هُنْبُغٌ و هِنْباغٌ و هِلَّقْسٌ و هِلَّقْتٌ أَي شديد.
هلكس:
الهِلَّكْسُ: الدّني‏ء الأَخلاق. و بعير هِلّقْس و هِلَّكْسٌ: شديد؛ و أَنشد الليث:
         و البازلَ الهِلَّكْسَا
همس:
الهَمْس: الخفيّ من الصوت و الوطء و الأَكل، و قد هَمَسُوا الكلام هَمْساً. و في التنزيل: فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً
؛ في التهذيب: يعني به، و اللَّه أَعلم، خَفْقَ الأَقدام على الأَرض، و قال الفراء: يقال إِنه نَقْل الأَقْدام إِلى المحشر، و يقال: إِنه الصوت الخفيّ؛ و
روي عن ابن عباس أَنه تَمَثَّل فأَنشد:
         و هُنَّ يَمشِين بِنا هَمِيسَا

قال: و هو صوت نَقْل أَخفاف الإِبل.
و روي عن ابن الأَعرابي قال: و يقال اهمِسْ و صَهْ أَي امْشِ خَفِيّاً و اسكت. و يقال: هَمْساً و صَهْ و هَسّاً و صَهْ، قال: و هذا سارق قال لصاحبه: امش خفيّاً و اسكت. و
في الحديث: فجعل بعضُنا يَهْمِس إِلى بعضٍ.
؛ الهَمْس: الكلام الخفي لا يكاد يفهم؛ و منه‏
الحديث: كان إِذا صلى العَصر هَمَسَ.
الجوهري: هَمْسُ الأَقدام أَخفى ما يكون من صوت الوطء. و الأَسد الهَمُوس: الخفيّ الوطء؛ قال رؤبة يصف نفسه بالشدة:
         لَيْثٌ يدُقّ الأَسَدَ الهَمُوسا،             و الأَقْهَبَيْنِ الفِيلَ و الجاموسَا

و الشيطان يُوَسْوِس فيَهْمِس بوسواسه في صدر ابن آدم. و
روي عن النَّبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَنه كان يتعوذ باللَّه من هَمْزِ الشيطان و لَمْزِه و هَمْسه.
؛ هو ما يُوَسْوِسُه في الصدر. و الهمز: كلام من وراء القَفَا كالاستهزاء، و اللمز: مُواجَهَة. قال أَبو الهيثم: إِذا أَسرَّ الكلام و أَخفاه فذلك الهَمْس من الكلام. قال شمر: الهَمْسُ من الصوت و الكلامِ ما لا غَوْر له في الصدر، و هو ما هُمِس في الفم. و الهَمُوس و الهَمِيس، جميعاً: كالهَمْس في جميع هذه‏
__________________________________________________
 (1). قوله [الهلبسيس‏] هو بهذا الضبط في القاموس و نقل شارحه عن الصاغاني أَنه بكسر الهاء و الباء.
 (2). قوله [و لص إلخ‏] المناسب ذكره في هطلس لا هنا.

250
لسان العرب6

همس ص 250

الأَشياء، و قيل: الهَمِيسُ المضْغُ الذي لا يُفْغَر به الفم، و كذلك المشْي الخفيّ الحِسِّ، و إِذا مضَغ الرجل من الطعام و فُوه منضمٌّ، قيل: هَمَسَ يَهْمِسُ هَمْساً؛ و أَنشد:
         يأْكُلن ما في رَحْلِهنَّ هَمْسا
و الهَمْس: أَكل العجوز الدَّرْداء. و الهَمْسُ و الهَمِيسُ: حِسّ الصوت في الفم مما لا إِشْرابَ له من صوت الصدر و لا جهارَة في المنطق و لكنه كلام مَهْمُوس في الفم كالسِّرِّ. و تَهَامَسَ القومُ: تسارُّوا؛ قال:
         فَتَهامَسُوا سِرّاً و قالوا: عَرِّسُوا             في غَير تَمْئِنَةٍ بغير مُعَرَّسِ‏

و الحروف المَهْموسة عشرة أَحرف يجمعها قولك [حَثَّه شَخْصٌ فَسَكَت‏] و في المحكم: يجمعها في اللفظ قولك [سَتَشْحَثُك خَصَفَه‏] و هي الهاء و الحاء و الخاء و الكاف و الشين و الصاد و التاء و السين و الثاء و الفاء؛ قال سيبويه: و أَما المَهْمُوس فحرف ضَعُف الاعتمادُ من موضعه حتى جرى معه النَّفَس؛ قال بعض النحويين: و أَنت تعتبر ذلك بأَنه قد يمكنك تكرير الحرف مع جَرْي الصوت نحو [سسس كككك هههه‏] و لو تكلفت ذلك في المجهور لما أَمكنك. قال ابن جني: فأَما حروف الهَمْس فإِن الصوت الذي يخرج معها نَفَس و ليس من صوت الصدر، إِنما يخرج مُنْسلًا و ليس كنفح الزاي و الظاء و الذالِ و الصادِ و الراءُ شبيهة بالضاد. الأَزهري: و أَخذته أَخذاً هَمْساً أَي شديداً، و يقال: عَصْراً. و هَمَسَه إِذا عَصره؛ و قال الكميت فجعل الناقة هَمُوساً:
         غُرَيْرِيَّة الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيَّة،             هَمُوساً تُبارِي اليَعْمَلاتِ الهَوامِسا

و في رجز مسيلمة: و الذئبُ الهامِس و الليل الدَّامس؛ الهامِس: الشديد. و أَسد هَمُوس و هَمَّاس: شديد الغَمْز بضرسه؛ قال الهذلي:
         يَحْمِي الصَّرِيمَةَ، أُحْدانُ الرجالِ له             صَيْدٌ، و مُجْتَرِئٌ باللَّيْل هَمَّاس‏

و الهَمُوس: من أَسماء الأَسد لأَنه يَهْمِسُ في الظلمة ثم جُعل ذلك اسماً يعرف به؛ يقال: أَسد هَمُوس؛ قال أَبو زبيد:
         بَصِيرٌ بالدُّجَى هادٍ هَمُوس‏
قال أَبو الهيثم: سمي الأَسد هَمُوساً لأَنه يَهْمِس هَمْساً أَي يمشي مشياً بخُفْيَة فلا يُسْمَع صوتُ وطئه. و أَسد هَمُوس: يمشي قليلًا قليلًا. يقال: هَمَسَ لَيْلَه أَجمع.
هملس:
رجل هَمَلَّس: قوي الساقين شديد المشي، و لم يُلْف إِلا في كتاب العين، و المعروف في المصنف و غيره: العَمَلَّس، و لعل الهاء بدل من العين لا تصح إِلا على ذلك.
هنبس:
الهَنْبَسَة: التَّحَسُّسُ عن الأَخبار، و قد تَهَنْبَسَ.
هنجبس:
الهَنْجَبُوس: الخسيس.
هندس:
الهِنْدِس: من أَسماء الأَسد: و أَسد هِنْدِس أَي جَرِي‏ء؛ قال جندل:
         يأْكل أَو يَحْسُو دَماً، و يَلْحَسُ             شِدْقَيْه هَوَّاسٌ هِزَبْرٌ هِنْدِس‏

و المُهَنْدِس: المقدر لِمَجاري المياه و القُنِي‏

251
لسان العرب6

هندس ص 251

و احتِفارِها حيث تحفر، و هو مشتق من الهِنْدازِ، و هي فارسية أَصلها آوْ أَنْدازْ «1» فصيرت الزاي سيناً لأَنه ليس في شي‏ء من كلام العرب زاي بعد الدال، و الاسم الهَنْدَسة. و يقال: فلان هُنْدُوس هذا الأَمر و هم هَنادِسَة هذا الأَمر أَي العلماء به. و رجل هُنْدُوس إِذا كان جيد النظر مُجرَّباً.
هوس:
الهَوْس: الطَّوَفان بالليل و الطلب بِجُرْأَة. هاسَ يَهُوس هَوْساً: طاف بالليل في جرْأَة. و أَسد هَوَّاس و كذلك النَّمِر؛ قال:
         و في يَدِي مِثْلُ ماء الثَّغْبِ ذُو شُطَبٍ،             أَنَّى نَحَيْتُ يَهُوسُ اللَّيْثُ و النَّمِرُ

قال ابن الأَعرابي: أَراد الثَّغَب فسكن للضرورة، و أَما سيبويه فقال: الثَّغْب، بسكون الغين، الغَدير. و رجل هَوَّاس و هَوَّاسَةٌ: شجاع مجرَّب. و الهَوْس: الإِفساد، هاسَ الذئب في الغنم هَوْساً. و الهَوْس: الدَّقُّ، هاسَه يَهُوسُه و هَوَّسه. الأَصمعي: هُسْتُه هَوْساً و هِسْتُه هيساً و هو الكسر و الدقُّ؛ و أَنشد:
         إِنَّ لنَا هَوَّاسَةً عَرِيضَا
و التَّهَوُّس: المشي الثقيل في الأَرض الليِّنَة. و هَوِسَ الناس هَوَساً: وقعوا في اختلاط و فساد. و هَوِسَت الناقة هَوَساً، فهي هَوِسَةٌ: اشتدت ضَبَعَتُها، و قيل: ترددت فيها الضَّبَعَة. و ضَبَعٌ هَوَّاس: شديد؛ قال:
         يُوشِك أَن يُؤْنَسَ في الإِينَاسِ،             في مَنْبِتِ البَقْل و في اللُّسَاسِ،
             منها هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ‏

و الهَوِيس: النظر و الفكر. و الهَوْس: الأَكل الشديد. و الهَوْس: شدة الأَكل. و العرب تقول: الناس هَوْسَى و الزمان أَهْوَس؛ قال: الناس يأْكلون طيّبات الزمان، و الزمانُ يأْكلهم بالموت. و الهَوَّاس: الأَسد؛ قال الكميت:
         هُوَ الأَضْبَطُ الهَوَّاسُ فينا شَجَاعَةً،             و فيمَنْ يُعادِيهِ الهِجَفُّ المُثَّقَّل‏

و الهَوْس: المَشي الذي يعتمد فيه صاحبه على الأَرض اعتماداً شديداً، و منه سمي الأَسد الهَوَّاس. و الهَوْس: السوق اللين. يقال: هُسْت الإِبل فَهَاست أَي ترعى و تسير، و إِنما شبه هَوَسان الناقة بهَوَسان الأَسد لأَنها تمشي خَطْوة خطوة و هي ترعى. و الهَوَس، بالتحريك: طَرف من الجنون. و
في حديث أَبي الأَسود: فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ.
يذكر في ترجمة هيس، و اللَّه أَعلم.
هيس:
الهَيْس من الكيل: الجِزَاف، و قد هَاسَ. و هاسَ من الشي‏ء هَيْساً: أَخذ منه بكثرة. و الهَيْس: السَّير أَيَّ ضَرْبٍ كان. و هاسَ يَهِيسُ هَيْساً سار أَيَّ سير كان؛ حكاه أَبو عبيد؛ قال:
         إِحْدَى لَيَالِيك فَهِيسِي هِيسِي،             لا تَنْعَمِي اللَّيْلَةَ بالتَّعْرِيسِ‏

و هَيْسِ: كلمة تقال في الغارَة إِذا اسْتُبِيحَتْ قرية أَو قبيلة فاستؤصلت أَي لا بَقي منهم أَحد فيقولون: هَيْسِ هَيْسِ و قد هيس القومُ هَيْساً. و يقال: حمل فلان على العسكر فَهَاسَهم أَي داسَهم مثل حاسهم. و يقال: ما زِلْنَا ليلَتنا نَهِيس أَي نَسْري. و هَيْسِ، مكسور: كلمة تقال للرجل عند إِمكان‏
__________________________________________________
 (1). قوله [آو] كذا بالأَصل و في القاموس آب، و هما بمعنى.

252
لسان العرب6

هيس ص 252

الأَمر و إِغْرائه به. و الأَهْيَس: الشجاع مثل الأَحْوَس. و الهَيْس: اسم أَدَاةِ الفَدَّان؛ عمانية «1». و الهَيْسَة، بفتح الهاء: أُم حُبَين؛ عن كراع. و الأَهْيَسُ: الذي يدق كل شي‏ء. أَبو عمرو: سَاهَاه غافَله و هَاسَاه إِذا سَخِر منه فقال: هَيْسِ هَيْسِ ابن الأَعرابي:
إِن لقمان بن عاد قال في صفة النمل: أَقبلَتْ مَيْسَا و أَدْبَرَتْ هَيْسَا.
قال: تَهِيسُ الأَرضَ تدُقُّها. و
في حديث أَبي الأَسود: لا تُعَرِّفُوا عليكم فلاناً فإِنه ضعيف ما عَلِمْتُه، و عرِّفوا عليكم فلاناً فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ.
: الأَهْيَسُ: الذي يَهُوس أَي يدور يعني أَنه يدور في طلب ما يأْكله، فإِذا حصَّله جلس فلم يبرح، و الأَصل فيه الواو و إِنما قيل بالياء ليُزاوج أَلْيَس.
فصل الواو
وجس:
أَوْجَسَ القلبُ فَزَعاً: أَحَسَّ به. و في التنزيل العزيز: فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً
؛ قال أَبو إِسحق: معناه فأَضْمَر منهم خَوْفاً، و كذلك التوَجُّس، و قال في موضع آخر: معنى أَوْجَسَ*
 وقع في نفسه الخوفُ. الليث: الوَجْس فَزْعة القلب. و الوَجْس: الفَزَع يقع في القلب أَو في السمع من صوت أَو غير ذلك. و التوَجُّس: التَّسَمُّع إِلى الصوت الخفي؛ قال ذو الرمة يصف صائداً:
         إِذا تَوَجَّس رِكزاً من سَنابِكِها،             أَو كان صاحِبَ أرْضٍ أَوْ بِهِ المُومُ‏

و أَوْجَسَت الأُذنُ و تَوجَّسَت: سمعت حسّاً؛ و قول أَبي ذؤيب:
         حتَّى أُتِيح لهُ، يَوْماً بِمُحْدَلَةٍ،             ذُو مِرَّةٍ بِدِوارِ الصَّيْد وَجَّاسُ‏

قال ابن سيدة: هو عندي أَنه على النسب إِذ لا نعرف له فِعلًا. و الوَجْسُ: الصوت الخفي. و
في الحديث: أَنه نهى عن الوَجْس.
؛ هو أَن يجامع الرجل امرأَته أَو جاريته و الأُخرى تسمع حسهما.
و سئل الحسن عن الرجل يجامع المرأَة و الأُخرى تسمع، فقال: كانوا يكرهون الوَجْس.
؛ قال أَبو عبيد: هو الصوت الخفي. و
في الحديث: دخلت الجنة فسمعت في جانبها وَجْساً، فقيل: هذا بلال.
؛ الوَجْس الصوت الخفي. و تَوَجَّسَ بالشي‏ء: أَحَسَّ به فَتَسَمَّع له. و توَجَّسْت الشي‏ءَ و الصوتَ إِذا سمعته و أَنت خائف؛ و منه قوله:
         فَغَدَا صَبِيحَةَ صَوْتِها مُتَوَجّسَا
و الواجِسُ: الهَاجِسُ، و الأَوْجَس و الأَوْجُس: الدهر، و فتح الجيم هو الأَفصح. يقال: لا أَفعل ذلك سَجِيسَ الأَوْجَس و الأَوْجُس، و سَجِيسَ عُجَيس الأَوْجس؛ حكاه الفارسي، أَي لا أَفعله طول الدهر. و ما ذقت عنده أَوْجَسَ أَي طعاماً، لا يستعمل إِلا في النفي. و يقال: تَوَجَّسْت الطعام و الشراب إِذا تَذَوَّقته قليلًا، و هو مأْخوذ من الأَوْجس.
ودس:
الوادِسُ من النبات: ما قد غَطَّى وجه الأَرض. ودَسَت الأَرض وَدْساً وَ وَدَّسَتْ و تَوَدَّسَتْ: تغطت بالنبات و كثر نباتها، و قيل: إِنما ذلك في أَول إِنباتها. أَبو عبيد: تَوَدَّسَت الأَرض و أَوْدَسَتْ بمعنى أَي أَنبتت ما غطى وجهها، و ما أَحسن وَدَسَها «2» إِذا خرج نباتها. و أَرض وَدِسَة: مُتَودِّسة ليس على الفعل و لكن على النسب، و الوَدَس و الوَدِيس و الوِداسُ: ما غطاها من ذلك. و
في حديث خزيمة
__________________________________________________
 (1). قوله [عمانية] و في العباب يمانية انتهى. شارح القاموس.
 (2). قوله [ودسها] كذا هو مضبوط في الأَصل بالتحريك و ضبط بالقلم في الصحاح بالتسكين.

253
لسان العرب6

ودس ص 253

و ذكر السنة فقال: و أَيبست الوديس.
؛ هو ما أَخرجت الأَرض من النبات، و الوَدس: أَول نبات الأَرض، و دخان موَدِّس. و التَّوْدِيس: رعي الوادِس من النبات، و التَّوَدُّس: رعي الوِدَاس. و ودَّسَ إِليه بكلمة: طرحها. و ما أَدري أَين وَدَسَ من بلاد اللَّه و وَدَّسَ أَي أَين ذهب. و وَدَسَ عليَّ الشي‏ءُ وَدْساً أَي خفي. و أَين وَدَسْت به أَي أَين خَبَأْته. و الوَدِيس: الرقيق من العسل. و الوَدَس: العَيْب؛ يقال: إِنما يأْخذ السلطان من به وَدَس أَي عيب.
ورس:
الوَرْس: شي‏ء أَصفر مثل اللطخ يخرج على الرِّمْثِ بين آخر الصيف و أَوَّل الشتاء إِذا أَصاب الثوبَ لَوَّنَه. التهذيب: الوَرْس صِبْغ، و التَّوْرِيس مثله. و قد أَوْرَس الرِّمْثُ، فهو مُورِسٌ، و أَوْرَس المكانُ، فهو وارِسٌ، و القياس مُورِسٌ. و قال شمر: يقال أَحْنَطَ الرِّمْثُ، فهو حانِطٌ و مُحْنِطٌ: ابْيَضّ. الصحاح: الوَرْس نبت أَصفر يكون باليمن تتخذ منه الغُمْرة للوجه، تقول منه: أَوْرَسَ المكان و أَوْرَسَ الرِّمْثُ أَي اصفَرَّ ورقه بعد الإِدراك فصار عليه مثل المُلاء الصفر، فهو وَارِس، و لا يقال مُورِس، و هو من النوادر، و وَرَّست الثوب تَوْرِيساً: صبغته بالوَرْس، و مِلْحفة وَرْسِيَّة: صبغت بالوَرْس. و في الحديث: و عليه ملحفة وَرْسِيَّة؛ و الوَرْسِية المصبوغة. و
في حديث الحسين، رضي اللَّه عنه: أَنه اسْتَسْقى فأُخرج إِليه قَدَح وَرْسِيّ مُفَضَّض.
؛ هو المعمول من الخشب النُّضار الأَصفر فشبه به لصفرته. قال أَبو حنيفة: الوَرْس ليس بِبَرِّي يزرع سنة فيجلس عشر سنين أَي يقيم في الأَرض و لا يتعطل، قال: و نباته مثل نبات السمسم فإِذا جف عند إِدراكه تفتقت خرائطه فيُنْفض، فيَنْتفض منه الوَرْس، قال: و زعم بعض الرواة الثقات أَنه يقال مُورِس؛ و قد جاء في شعر ابن هَرْمَة قال:
         و كأَنَّما خُضِبَتْ بحَمْضٍ مُورِس،             آباطُها من ذي قُرُونِ أَيايِلِ‏

و حكى أَبو حنيفة عن أَبي عمرو: وَرَسَ النبت وُرُوساً اخْضَرَّ؛ و أَنشد:
         في وارِسٍ من النَّخِيل قد ذَفِر
ذَفِرَ، كَثر. قال ابن سيدة: لم أَسمعه إِلا هاهنا، قال: و لا فسره غير أَبي حنيفة. و ثوب وَرِسٌ و وارِس و مُوَرِّسٌ و وَرِيس: مصبوغ بالوَرْس، و أَصْفَر وارِسٌ أَي شديد الصفرة، بالغوا فيه كما قالوا أَصْفَر فاقِع، و الوَرْسِيُّ من الأَقداح النُّضار: من أَجودها، و من الحمام ما كان أَحمر إِلى الصفرة. و وَرِسَت الصخرةٌ إِذا ركبها الطُّحْلب حتى تخضَرَّ و تَمْلاسَّ؛ قال إمرؤ القيس:
         و يَخْطُو على صُمّ صِلابٍ، كأَنها             حجارة غِيلٍ وارِساتٌ بطُحْلُب‏

وسس:
الوَسْوَسَة و الوَسْواس: الصوت الخفي من ريح. و الوَسْواس: صوت الحَلْي، و قد وَسْوَسَ وَسْوَسَة و وِسْوَاساً، بالكسر. و الوَسْوَسَة و الوِسْوَاس: حديث النفس. يقال: وَسْوَسَتْ إِليه نفسه وَسْوَسَةً و وِسْوَاساً، بكسر الواو، و الوَسْواسُ، بالفتح، الاسم مثل الزِّلْزال و الزَّلْزال، و الوِسْواس، بالكسر، المصدر. و الوَسْواس، بالفتح: هو الشيطان. و كلُّ ما حدَّثك و وَسْوَسَ إِليك، فهو اسم. و قوله تعالى: فَوَسْوَس‏

254
لسان العرب6

وسس ص 254

لَهُمَا الشَّيْطانُ؛ يريد إِليهما و لكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل. و يقال لِهَمْس الصائد و الكلاب و أَصواتِ الحلي: وَسْوَاس؛ و قال الأَعشى:
         تَسْمَع للحَلْي وَسْواساً، إِذا انْصَرفت،             كما اسْتَعان بِريح عِشْرِقٌ زَجل‏

و الهَمْس: الصوت الخفيّ يهز قَصَباً أَو سِبّاً، و به سمي صوت الحلي وَسْواساً؛ قال ذو الرمة:
         فَباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ، و يُسْهِرهُ             تَذَوُّبُ الرِّيح، و الوَسْوَاسُ و الهِضَبُ‏

يعني بالوَسْواس همس الصياد و كلامه. قال أَبو تراب: سمعت خليفة يقول الوَسْوَسَة الكلام الخفي في اختلاط. و
في الحديث: الحمد لله الذي ردّ كَيْده إِلى الوَسْوَسَة.
؛ هي حديث النفس و الأَفكار. و رجل مُوَسْوِس إِذا غلبت عليه الوَسْوسة. و
في حديث عثمان، رضي اللَّه عنه: لما قُبِض رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، وُسْوِسَ ناسٌ و كنت فيمن وُسْوِسَ.
؛ يريد أَنه اختلط كلامه و دُهش بموته، صلى اللَّه عليه و سلم. و الوَسْواس: الشيطان، و قد وَسْوَس في صدره و وَسْوَس إِليه. و قوله عز و جل: مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ
؛ أَراد ذي الوَسْواس و هو الشيطان الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ‏
، و
قيل في التفسير: إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثِمُ على القلب، فإِذا ذكر العبدُ اللَّه خَنس، و إِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يُوَسوس.
و قال الفرّاء: الوِسْواس، بالكسر، المصدر. و كل ما حدّث لك أَو وَسْوَسَ، فهو اسم. و فلان المُوَسْوِس، بالكسر: الذي تعتريه الوَساوِس. ابن الأَعرابي: رجل مُوَسْوِس و لا يقال رجل مُوَسْوَس. قال أَبو منصور: و إِنما قيل مُوَسْوِس لتحديثه نفسه بالوَسْوسة؛ قال اللَّه تعالى: وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ‏
؛ و قال رؤبة يصف الصياد:
         وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ‏

يقول: لما أَحَسَّ بالصيد و أَراد رميه وَسْوَسَ نفسه بالدعاء حذر الخيبة. و قد وَسْوَسَتْ إِليه نفسه وَسْوَسة و وِسْواساً، بالكسر، و وَسْوس الرجلَ: كلَّمه كلاماً خفيّاً. و وَسْوس إِذا تكلم بكلام لم يبينه.
وطس:
وَطَسَ الشي‏ءَ وَطْساً: كسره و دقَّه. و الوَطِيس: المَعْركة لأَن الخيل تَطِسُها بحوافرها. و الوَطِيس: التنور. و الوَطِيس: حفيرة تحتفر و يختبز فيها و يشوى، و قيل: الوَطِيس شي‏ء يتخذ مثل التَّنُّور يختبز فيه، و قيل: هي تنُّور من حديد، و به شُبِّه حَرّ الحَرْب. و
قال النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، في حُنَيْن: الآن حَمِيَ الوَطِيسُ.
و هي كلمة لم تُسمع إِلا منه، و هو من فصيح الكلام عبّر به عن اشتِباك الحَرْب و قيامها على ساق. الأَصمعي: الوَطِيس حجارة مدورة فإِذا حميت لم يمكن أَحداً الوطء عليها، يُضْرب مثلًا للأَمر إِذا اشتد: قد حَمِي الوَطِيسُ. و يقال: طِسِ الشي‏ءَ أَي أَحْمِ الحجارة وضَعْها عليه و قال أَبو سعيد: الوَطِيس الضِّراب في الحرب، قال: و منه‏
قول عليّ، رضوان اللَّه عليه: الآن حين حَمِيَ الوَطِيس.
أَي حَمِيَ الضِّراب و جَدَّت الحربُ و اشتدت، قال: و قول الناس الوَطِيس التنور باطل. و قال ابن الأَعرابي في قولهم حَمِيَ الوَطِيس: هو الوطء الذي يَطِسُ الناس أَي يدقهم و يقتلهم، و أَصل الوَطْس الوطء من الخيل و الإِبل. و
يروى أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، رُفعت له «1» يوم مُؤْتَةَ فرأَى معتَرَك القوم‏
__________________________________________________
 (1). هكذا في الأَصل، و لعله أَراد: رفعت له ساحة الحرب، أَو رفعت له المعركة أَي أَبصرها عن بُعد.

255
لسان العرب6

وطس ص 255

فقال: حمي الوطيس.
و قال زيد بن كُثْوة: الوَطِيسُ يحتفر في الأَرض و يُصَغَّر رأْسه و يُخْرق فيه خَرْق للدخان ثم يوقد فيه حتى يَحْمى ثم يوضع فيه اللحم و يُسَدّ، ثم يؤتى من الغد و اللحم عاتٍ لم يحترق، و روي عن الأَخفش نحوه. ابن الأَعرابي: الوَطِيس البلاء الذي يَطِسُ الناس أَي يدقهم و يقتلهم؛ قال ابن سيدة: و ليس ذلك بقويّ و جمعه كله أَوْطِسَة و وُطُسٌ. و الوَطِيس: وطء الخيل؛ هذا هو الأَصل ثم استعمل في الإِبل؛ قال عنترة بن شدَّاد العبسي:
         خَطَّارَة غِبَّ السُّرَى مَوَّارة،             تَطِسُ الإِكام بذاتِ خُفٍّ مِيْثَم «1»

الوطْس: الضرب الشديد بالخف و غيره. و خَطَّارة: تُحَرِّك ذنبها في مشيها لنشاطها. و غِبّ السُّرى: بَعْدَه. و موّارة: سريعةُ دورانِ اليدين و الرجلين. و الإِكامُ: جمع أَكَمَة للمرتفع من الأَرض. و قوله: ذات خف مِيْثَم أَي تكسر ما تطؤُه. يقال: وَثَمَه يَثِمُه إِذا كسره. و أَوْطاس: موضع.
وعس:
الوَعْساء و الأَوْعَسُ و الوَعْس و الوَعْسة، كلُّه: السهل اللين من الرمل، و قيل: هي الأَرض اللينة ذات الرمل، و قيل: هي الرمل تغيب فيه الأَرجل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         أَلْقَتْ طَلًا بوَعْسَةِ الحَوْمانِ‏

و الجمع أَوْعُسٌ و وُعْس و أَواعِس، الأَخيرة جمع الجمع. و السهل أَوْعَسُ، و المِيعاس مثله. و وَعْساءُ الرمل و أَوْعَسُه: ما اندكّ منه و سهُل. و المَوْعِس كالوَعْس؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         لا تَرْتَعِي المَوْعِس من عَدابِها،             و لا تُبالي الجَدْبَ من جَنابِها

و الميعاس كالوَعْس؛ قال الليث: المكان الذي فيه الرمل من الوَعْس و هو الرمل الذي تسوخ فيه القوائم. و رمل أَوْعَس، و هو أَعظم من الوَعْساء؛ و أَنشد:
         ألْبسْنَ دِعْصاً بين ظَهْرَيْ أَوْعَسا
و قال جرير:
         حَيِّ الهِدَمْلَة من ذات المَواعِيسِ «2»

و أَنشد ابن الأَعرابي:
         أَلقت طلًا بوعسة الحومان‏

و أَوْعَسَ القومُ: ركبوا الوَعْس من الرمل. و المِيعاسُ: الطريق؛ و أَنشد:
         واعَسْنَ مِيعاساً و جُمْهُورات،             من الكَثِيبِ، مُتَعَرِّضات‏

و الميعاسُ: الأَرض التي لم توطأْ. و وَعَسَه الدهرُ: حَنَّكَه و أَحْكَمَه. و المُواعَسَة و الإِيعاسُ: ضَرْب من سير الإِبل في مدّ أَعناق و سَعة خُطى في سرعة؛ قال:
         كم اجْتَبْنَ من لَيْل إِلَيْكَ، و أَوْعَسَتْ             بنا البِيدَ أَعْناقُ المَهاري الشَّعاشِع‏

البِيدَ: منصوب على الظرف أَو على السَّعة. و أَوْعَسْنَ بالأَعْناق إِذا مَدَدْنَ الأَعناق في سَعة الخَطْو. و المُواعَسَة: المُباراة في السير، و هي المُواضَخَة، و لا تكون المُواعسة إِلا بالليل. و أَوْعَسْنا: أَدْلجنا و الوَعْس: شدة الوطء على الأَرض. و المَوْعُوس: كالمَدْعُوس. و الوَعْسُ: شجر تُعْمل منه العيدان التي يُضرب بها؛ قال ابن مقبل:
__________________________________________________
 (1). و في معلقة عنترة: بوَخْدِ بدل بذات.
 (2). قوله [حيّ الهدملة إلخ‏] عبارة القاموس و شرحه: و ذات المواعيس موضع.

256
لسان العرب6

وعس ص 256

         رَهاوِيَّةٌ مُنْزعٌ دَفُّها،             تُرَجّع في عُودِ وَعْسٍ مَرَنْ‏

وقس:
الليث: الوَقْسُ الفاحشة و ذِكْرُها؛ قال العجاج:
         و حاصِن من حاصِناتٍ مُلْسِ             عَن الأَذى، و عَنْ قِرافِ الوَقْسِ‏

ضرب الجَرَبَ مثلًا للفاحشة قال: و الوَقْسُ الصوت، قال الأَزهري: أَخطأَ الليث في تفسير الوَقْس فجعله فاحشة و أَخطأَ في لفظ الوَقْس بمعنى الصوت، و صوابه الوَقْشُ. الجوهري: وقَسَه وقْساً أَي قَرَفه. و إِنَّ بالبعير لوَقْساً إِذا قارَفه شي‏ء من الجَرَب، و هو بعير مَوْقُوس. و الوَقْس: الجرب، و قيل: هو أَول الجَرَب قبل انتشاره في البدن؛ قال:
         الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا
الأَزهري: سمعت أَعرابية من بني نُمَيْر كانت اسْتُرْعِيت إِبلًا جُرْباً، فلما أَراحَتْها سأَلتْ صاحبَ النِّعم فقالت: أَين آوي هذه المُوَقَّسَة؟ أَرادت بالمُوَقَّسَةِ الجُرْب؛ و من أَمثالهم:
         الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا،             مَنْ يَدْنُ لِلْوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا

الوَقْس: الجَرَب. و التَّعْس: الهلاك؛ يضرب مثلًا لتَجَّنُّب من تكره صحبته. و يقال: إِن به لوَقْساً إِذا قارَفه شي‏ء من الجَرَب؛ و أَنشد الأَصمعي للعجاج:
         يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ،             من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمَ الدَّرْسِ،
             من الأَذى و من قِراف الوَقْسِ‏

و قوم أَوْقاسٌ: نَطِفُون مُتَّهَمُون يُشَبَّهون بالجَرْباء. تقول العرب: لا مِساسَ لا مِساس، لا خير في الأَوْقاس. و رأَيت أَوْقاساً من الناس أَي أَخْلاطاً، و لا واحد لها. و الوَقْس: السقاط و العبيد؛ عن كراع.
وكس:
الوَكْسُ: النقص. و قد وَكَسَ الشي‏ءُ: نَكَس. و
في حديث ابن مسعود: لها مَهْر مثلها لا وَكْس و لا شطَط.
أَي لا نقصان و لا زيادة؛ الوَكْس: النقص، و الشَّطَطُ: الجور. و وَكَسْتُ فلاناً: نَقَصْته. و الوَكْسُ: اتِّضاع الثمن في البيع؛ قال:
         بِثَمَنٍ من ذاك غَيْرِ وَكْسِ،             دُونَ الغَلاءِ، و فُوَيْقَ الرُّخْصِ‏

أَي بثمنٍ من ذاك غيرِ ذي وَكْس، و جمع بين السين و الصاد، و هذا هو الذي يسمى الإِكْفاءَ، و يقال: لا تَكِسْ يا فلانُ الثمنَ، و إِنه ليُوضَع و يُوكَس، و قد وُضِع و وُكِسَ. و
في حديث أَبي هريرة: من باع بَيْعَتين في بَيْعَةٍ فله أَوْكَسُهما أَو الرِّبا.
؛ قال الخطابي: لا أَعلم أَحداً قال بظاهر هذا الحديث و صحَّحَ البيعَ بأَوْكَس الثَّمَنَين إِلا ما يحكى عن الأَوْزاعي، و ذلك لما يتضمنه من الغَرَر و الجهالة، قال: فإِن كان الحديث صحيحاً فيشبه أَن يكون ذلك حكومة في شي‏ء بعينه كأَن أَسلفه ديناراً في قَفِيز بُرٍّ إِلى أَجَل، فلما حلَّ طالبه، فجعله قفيزين إِلى أَمَدٍ آخر، فهذا بيع ثان دخل على البيع الأَول، فيُرَدَّانِ إِلى أَوْكَسِهما أَي أَنقصهما و هو الأَول، فإِن تبايَعا البيع الثاني قبل أَن يتقابضا كانا مُرْبِيَيْن؛ و قد وُكِسَ في السلعة وَكْساً. و أُوكِس الرجل إِذا ذهب مالُه. و الوَكْس: دخول القمر في نجمٍ غدوة؛ قال:
         هَيَّجها قَبْل ليالي الوَكْس‏

257
لسان العرب6

وكس ص 257

أَبو عمرو: الوَكْس منزل القمر الذي يُكْسف فيه. و بَرأَت الشجَّة على وَكْسٍ إِذا بقي في جوفها شي‏ء. و يقال: وُكِسَ فلانٌ في تجارته و أُوكِسَ أَيضاً، على ما لم يسمِّ فاعله فيهما، أَي خَسِرَ. و
في الحديث: أَن معاوية كتب إِلى الحسين بن عليّ، رضي اللَّه عنهما، إِني لم أَكِسْك و لم أَخِسْك.
؛ قال ابن الأَعرابي: لم أَكِسْك لم أَنْقِمْك و لم أَخِسْك أَي لم أُباعِدْك مما تُحب، و الأَوّل من وَكَس يَكِسُ، و الثاني من خاسَ يَخِيس به، أَي لم أَنْقُصْك حقك و لم أَنقُض عهدك.
ولس:
الوَلْس: الخيانة، و منه قوله: لا يُوالِس و لا يُدالس. و ما لي في هذا الأَمر وَلْسٌ و لا دَلْسٌ أَي ما لي فيه خَديعَة و لا خيانة. و المُوَالَسَة: الخِداع. يقال: قد تَوالَسُوا عليه و تَرَاقدوا عليه أَي تناصروا عليه في خِبٍّ و خَديعة. وَ وَالَسَه: خادَعه. و المُوالَسَة: شبه المُداهَنَة في الأَمر. و يقال للذئب ولَّاسٌ. و الوَلْسُ: السرعة. وَ وَلَسَت الناقة تَلِس وَلَساناً فهي وَلُوسٌ: أَسرعت، و قيل: أَعْنَقَتْ في سيرها، و قيل: الوَلَسان سير فوق العَنَق و الإِبل يُوالِسُ بعضها بعضاً في السير، و هو ضرب من العَنَق. التهذيب: الوَلُوس الناقة التي تَلِس في سيرها وَلَساناً، و الوَلُوس: السريعة من الإِبل.
ومس:
الوَمْس: احْتِكاك الشي‏ء بالشي‏ء حتى يَنْجَرد؛ قال الشاعر:
         و قد جَرّد الأَكْتافَ وَمْسُ الحَوارِكِ‏
قال: و لم أَسمع الوَمْس لغيره، و الرواية مَوْر المَوارِكِ. و أَوْمَسَ العِنَب: لانَ للنُّضْجِ. و امرأَةٌ مُومِسٌ و مُومِسَةٌ: فاجرة زانية تميل لمُرِيدِها كما سميت خَرِيعاً من التَخَرُّع و هو اللين و الضعف، و ربما سميت إِماءُ الخِدْمَة مُومِسات، و المُومِسات: الفواجر مجاهرة. و
في حديث جريج: حتى يَنْظُرَ في وجوه المُومِسات.
و يجمع على مَيامِس أَيضاً و مَوامِيس، و أَصحاب الحديث يقولون: ميامِيس و لا يصح إِلا على إِشباع الكسرة ليصير ياء كمُطْفِل و مَطافِل و مَطافِيل. و
في حديث أَبي وائل: أَكْثر أَتْباع الدَّجَّال أَولاد المَيامِس، و في رواية: أَولاد المَوامِس.
؛ قال ابن الأَثير: و قد اختلف في أَصل هذه اللفظة فبعضهم يجعله من الهمزة و بعضهم يجعله من الواو، و كلٌّ منهما تكلَّف له اشتقاقاً فيه بُعْدٌ، و ذكرها هو في حرف الميم لظاهر لفظها و لاختلافهم في لفظها.
وهس:
الوَهْس: شدة الغَمْز. و الوَهْس: الكسر عامة، و قيل: هو كَسْرُكَ الشي‏ء، و بينه و بين الأَرض وقاية لئلا تباشر به الأَرض. و الوَهْس: الدَّقّ، وَهَسَه وَهْساً و هو مَوْهُوسٌ و وَهِيسٌ. و الوَهْس: الوطء. و وَهَسَه وَهْساً: وطِئَه وَطأً شديداً. و مَرَّ يَتَوَهَّس أَي يغْمز الأَرض غَمْزاً شديداً، و كذلك يَتَوهَّز. و رجل وَهْسٌ: موطوء ذليل. و الوَهْس أَيضاً: السير، و قيل: شدة السير، و يوصف به فيقال: سير وَهْس، و قد تَواهَسَ القومُ. و الوَهْس أَيضاً: في شدة البَضْع و الأَكل؛ و أَنشد:
         كأَنه لَيْث عَرِين دِرْباسْ             بالعَثَّرَيْنِ، ضَيْغَمِيٌّ وهَّاسْ‏

و وَهَسَ وَهْساً و وَهِيساً: اشتد أَكله و بَضْعه. و الوَهِيسَة: أَن يطبخ الجَرَاد ثم يجفَّف و يدقَّق فيُقْمَخ و يؤكل بدَسَم، و قيل: يُبْكَلُ بسَمْن، و يُبْكَل أَي يُخْلَط، و قيل: يخلط بدَسَم.

258
لسان العرب6

وهس ص 258

الجوهري: التَّوهُّس مشي المثقل في الأَرض. و الوَهْس: الشَّر و النَّمِيمَة؛ قال حميد بن ثور:
         بِتنَقُّص الأَعْراضِ و الوَهْسِ‏
و المُواهَسة: المُشارَّة «3».
ويس:
وَيْسُ: كلمة في موضع رأْفة و اسْتِمْلاحٍ كقولك للصبي: وَيْسَه ما أَمْلَحَه و الوَيْح و الوَيْس: بمنزلة الوَيْل في المعنى. وَ وَيْسٌ له أَي ويل، و قيل: وَيْسٌ تصغير و تحقير، امتنعوا من استعمال الفعل من الوَيْس لأَن القياس نفاه و منع منه، و ذلك أَنه لو صُرِّف منه فعل لوجب اعتلال فائه و عدم عينه كَباعَ، فَتَحامَوا استعماله لِمَا كان يُعْقِب من اجتماع إِعلالين؛ هذا قول ابن جني، و أَدخل الأَلف و اللام على الوَيْس، قال ابن سيدة: فلا أَدري أَ سَمِع ذلك أَم هو منه تبسُّط و إِدْلال. و قال أَبو حاتم في كتابه: أَما وَيْسَك فإِنه لا يقال إِلا للصبيان، و أَما وَيْلَك فكلام فيه غِلَظ و شَتْم، قال اللَّه تعالى للكفار، وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً؛ و أَما وَيْح فكلام ليِّن حسن، قال: و
يروى أَن وَيْح لأَهل الجنة و وَيْل لأَهل النار.
قال أَبو منصور: و
جاء في الحديث عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، ما يدل على صحة ما قال، قال لعَمَّار: ويْح ابن سُمَيَّة تقتله الفِئَة الباغية.
و
ذكر ابن الأَثير قال في الحديث قال لعمار: وَيْسَ ابن سُمَيَّة.
قال: وَيْس كلمة تقال لمَنْ يُرْحَم و يُرْفَق به مثل وَيْح، و حكمُها حكمُها. و
في حديث عائشة، رضي اللَّه عنها، أَنها ليلة تَبِعت النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، و قد خرج من حُجْرتها لَيْلًا فنظر إِلى سوادها فَلحِقها و هو في جوف حُجْرتها فوجد لها نَفَساً عالياً، فقال: وَيْسها ما ذا لَقِيت «4» الليلة؟.
و لقي فلان وَيْساً أَي ما يريد؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابي:
         عَصَتْ سَجَاحِ شَبَثاً و قَيْسَا،             و لَقِيَتْ مِنَ النِّكاحِ وَيْسَا

قال: معناه أَنها لقيت منه ما شاءت، فالوَيْس على هذا هو الكثير. و قال مرَّة: لَقِي فلانٌ وَيْساً أَي ما لا يريد، و فسر به هذا البيت أَيضاً. قال أَبو تراب: سمعت أَبا السّمَيْدَع يقول في هذه الثلاثة إِنها بمعنى واحد. و قال ابن السكيت في الأَلفاظ إِن صحَّ له: يقال وَيْسٌ له فَقْرٌ له. و الوَيْسُ: الفقر. يقال: أُسْه أَوساً أَي شُدَّ فَقْره.
فصل الياء
يأس:
اليَأْس: القُنوط، و قيل: اليَأْس نقيض الرجاء، يَئِسَ من الشي‏ء يَيْأَس و يَيْئِس؛ نادر عن سيبويه، و يَئِسَ و يَؤُس عنه أَيضاً، و هو شاذ، قال: و إِنما حذفوا كراهية الكسرة مع الياء و هو قليل، و المصدر اليَأْسُ و اليَآسَة و اليَأَس، و قد استَيْأَسَ و أَيْأَسْته و إِنه لَيَائِسٌ و يَئِس و يَؤُوس و يَؤُس، و الجمع يُؤُوس. قال ابن سيدة في خطبة كتابه: و أَما يَئِسَ و أَيِسَ فالأَخيرة مقلوبة عن الأَوْسِ لأَنه لا مصدرَ لأَيِسَ، و لا يحتج بإِياس اسم رَجُل فإِنه فِعالٌ من الأَوْس و هو العطاء، كما يُسَمى الرجل عَطِيَّةَ اللَّه و هِبَة اللَّه و الفَضْلَ. قال أَبو زيد: علياء مضر تقول يَحْسِبُ و يَنْعِم و يَيْئِس، و سفلاها بالفتح. قال سيبويه: و هذا عند أَصحابنا إِنما يجي‏ء على لغتين يعني يَئِسَ يَيْأَس و يأَس يَيْئِس لغتان ثم يركب منهما لغة، و أَما ومِقَ يَمِق و وَفِقَ يَفِقُ و وَرِمَ يَرِمُ و وَلي يَلي و وَثِقَ يَثِق و وَرِثَ يَرِث فلا يجوز فيهن إِلا
__________________________________________________
 (3). جاء في مرح: التواهس التسارر.
 (4). قوله [ما ذا لقيت‏] الذي في النهاية ما لقيت.

259
لسان العرب6

يأس ص 259

الكسر لغة واحدة. و آيَسَه فلان من كذا فاسْتَيْأَس منه بمعنى أَيِسَ و اتَّأَسَ أَيضاً، و هو افتَعَل فأُدغم مثل اتَّعَدَ. و
في حديث أُم معبد: لا يَأْسَ من طُولٍ.
أَي أَنه لا يُؤْيَسُ من طوله لأَنه كان إِلى الطول أَقرب منه إِلى القصر. و اليَأْسُ: ضد الرَّجاء، و هو في الحديث اسم نكرة مفتوح بلا النافية و رواه ابن الأَنباري في كتابه: لا يائِس من طول، فقال: معناه لا يُؤْيَس من أَجل طوله أَي لا يَأْيَسُ مُطاوِلُه منه لإِفراط طوله، فَيائِس بمعنى مَيْؤُوس كماء دافِق بمعنى مَدْفُوق. و اليَأْسُ من السِّلُ لأَن صاحبه مَيْؤُوسٌ منه. و يَئِسَ يَيْئِسُ و يَيْأَس: عَلِمَ مثل حَسِب يَحْسِبُ و يَحْسَب: قال سُحَيْم بن وَثِيلٍ اليَرْبُوعي، و ذكر بعض العلَماء أَنه لولده جابر بن سُحَيْم بدليل قوله فيه: أَني ابنُ فارس زَهْدَم، و زهدم فرس سحيم:
         أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْبِ إِذ يَيْسِرُونَني:             أَ لم تَيْأَسُوا أَني ابْنُ فارِسِ زَهْدَم؟

يقول: أَ لم تعْلموا، و قوله يَيْسرونني من أَيسار الجَزُور أَي يَجْتَزِرُونني و يَقْتَسمونني، و يروى يَأْسِرونني من الأَسْر، و أَما قوله‏
         ... إِذ يَيْسِرونني‏
فإِنما ذكر ذلك لأَنه كان وقع عليه سِباءٌ فضربوا عليه بالمَيْسِر يتحاسبون على قسمة فِدائه، و زهدم اسم فرس، و روي: أَني ابن قاتل زهدم، و هو رجل من عبس، فعلى هذا يصح أَن يكون الشعر لسحيم؛ و روي هذا البيت أَيضاً في قصيدة أُخرى على هذا الرويِّ و هو:
         أَقول لأَهل الشَّعب إِذ ييسرونني:             أَ لم تيأَسوا أَني ابن فارس لازِمِ؟
             و صاحِب أَصْحابِ الكَنِيفِ، كأَنَّما             سَقاهم بِكَفَّيْهِ سِمامَ الأَراقِمِ‏

و على هذه الرواية أَيضاً يكون الشعر له دون ولده لعدم ذكر زَهْدَم في البيت. و قال القاسم بن مَعْن: يَئِسْتُ بمعنى عَلِمْت لغة هَوازِن، و قال الكلبي: هي لغةُ وَهْبِيل حيّ من النَّخَع و هم رهط شَريكٍ، و في الصحاح في لغة النَّخَع. و في التنزيل العزيز: أَ فَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً
؛ أَي أَ فَلم يَعْلَم، و قال أَهل اللغة: معناه أَ فلم يعلم الذين آمنوا علماً يَئِسوا معه أَن يكون غير ما علموه؟ و قيل معناه: أَ فَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا
 من إِيمان هؤُلاء الذين وصفهم اللّه بأَنهم لا يؤمنون؟ قال أَبو عبيد: كان ابن عباس يقرأُ: أَ فلم يتبين الذين آمنوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً؛ قال ابن عباس: كتب الكاتب أَ فَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا
، و هو ناعس، و قال المفسرون: هو في المعنى على تفسيرهم إِلا أَن اللّه تبارك و تعالى قد أَوقع إِلى المؤمنين أَنه لو شاء لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً، فقال: أَ فلم ييأَسوا علماً، يقول يُؤْيِسهم العلم فكان فيه العلم مضمراً كما تقول في الكلام: قد يَئِسْتُ منك أَن لا تُفْلح، كأَنك قلت: قد علمته علماً. و
روي عن ابن عباس أَنه قال: يَيْأَسُ*
 بمعنى عَلِم لغة للنَّخَع.
قال: و لم نجدها في العربية إِلا على ما فسرت، و قال أَبو إِسحق: القول عندي في قوله: أَ فَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا
 من إِيمان هؤلاء الذين وصفهم اللَّه بأَنهم لا يؤْمنون لأَنه قال: لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً، و لغة أُخرى: أَيِسَ يَأْيَسُ و آيَسْتُه أَي أَيْأَسْتُه، و هو اليَأْسُ و الإِياسُ، و كان في الأَصل الإِيياسُ بوزن الإِيعاس. و يقال: اسْتَيْأَس بمعنى يَئِسَ، و القرآن نزل بلغة من قرأَ يَئِسَ، و قد روى بعضهم عن ابن كثير أَنه قرأَ فلا تَايَسُوا، بلا همز، و قال الكسائي: سمعت غير قبيلة يقولون أَيِس يايَسُ، بغير همز. و إِلْياس: اسم.

260
لسان العرب6

يبس ص 261

يبس:
اليُبْس، بالضم: نقيض الرطوبة، و هو مصدر قولك يَبِسَ الشي‏ءُ يَيْبِسُ و يَيْبَس، الأَول بالكسر نادر، يَبْساً و يُبْساً و هو يابِسٌ، و الجمع يُبَّس؛ قال:
         أَوْرَدَها سَعْدٌ عَلَيَّ مُخْمِسا،             بِئْراً عَضُوضاً و شِناناً يُبَّسا

و اليَبْسُ، بالفتح: اليابِسُ. يقال: حطب يَبْس؛ قال ثعلب: كأَنه خِلْقة؛ قال علقمة:
         تُخَشْخِشُ أَبْدانُ الحَديدِ عَلَيهمُ،             كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنُوبُ‏

و قال ابن السكيت: هو جمع يابِس مثل راكِب و رَكْب؛ قال ابن سيدة: و اليَبْس و اليَبَس اسمان للجميع. و تَيْبيسُ الشي‏ء: تجفيفه، و قد يَبَّسْتُه فاتَّبَس، و هو افْتَعَل فأُدغم، و هو مُتَّبِس؛ عن ابن السراج. و شي‏ء يَبُوسٌ: كَيابسٍ؛ قال عبيد بن الأَبرص:
         أَمَّا إِذا اسْتَقْبَلْتَها، فكأَنَّها             ذَبُلَتْ منَ الهِنْديِّ غَيْر يَبُوسِ‏

أَراد عَصاً ذَبُلَتْ أَو قَناة ذَبُلَتْ فحذف الموصوف. و اتَّبَس يَتَّبِس، أَبدلوا التاء من الياء، و يَأْتَبِس كله كيَبِس، و أَيْبَسْتُه. و مكان يَبْسٌ و يَبيس: يابِسٌ كذلك. و أَرض يَبْس و يَبَسٌ، و قيل: أَرض يَبْسٌ قد يَبِس ماؤُها و كلؤها، و يَبَسَ: صُلبة شديدة. و اليَبَس، بالتحريك: المكان يكون رطباً ثم يَيْبَس؛ و منه قوله تعالى: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً
. و يقال أَيضاً: امرأَة يَبَسٌ لا تُنيلُ خَيراً؛ قال الراجز:
         إِلى عَجُوزٍ شَنَّةِ الوجه يَبَس‏

و يقال لكل شي‏ء كانت النُّدُوَّة و الرُّطُوبة فيه خِلْقة: فهو يَيْبَس فيه يُبْساً «1»، و ما كان فيه عَرَضاً قلت: جَفّ. و طريق يَبَسٌ: لا نُدُوَّة فيه و لا بلل. و اليَبَسُ من الكَلإِ: الكثير اليَابِسُ، و قد أَيْبَسَت الخُضْر و أَرض مُوبِسَة. الأَصمعي: يقال لما يَبِسَ من أَحرار البقول و ذكورها اليَبِيسُ و الجَفِيفُ و القَفِيفُ، و أَما يَبِيسُ البُهْمَى، فهو العرقوب «2» و الصُّفارُ. قال أَبو منصور: و لا يقال لما يَبِس من الحَلِيِّ و الصِّلِّيَان و الحَلَمَة يَبيسٌ، و إِنما اليَبِيسُ ما يَبِس من العُشْب و البُقول التي تتناثر إِذا يَبِسَت، و هو اليُبْس و اليَبيسُ أَيضاً «3»؛ و منه قول ذي الرمة:
         و لمْ يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ به             مِنَ الرُّطْبِ، إِلا يُبْسُها و هَجِيرُها

و يروى يَبْسها، بالفتح، و هما لغتان. و اليَبِيس من النبات: ما يَبِس منه. يقال: يَبِس، فهو يَبِيس، مثل سَلِمَ، فهو سَلِيمٌ. و أَيْبَسَت الأَرض: يَبِس بقلها، و أَيْبَسَ القومُ أَيضاً كما يقال أَجْرَزُوا من الأَرض الجُرْزِ. و يقال للحطب: يَبْسٌ، و للأَرض إِذا يَبِسَت: يَبْسٌ. ابن الأَعرابي: يَبَاسِ، هي السَّوْأَة و الفُندُورة. و الشَّعَرُ اليابِس: أَرْدَؤُه و لا يرى فيه سَحْجٌ و لا دُهْن و وجه يابِسٌ: قليل الخير. و شاة يَبَسٌ و يَبْس: انقطع لبنها فيَبِسَ ضَرْعها و لم يكن فيها لبن. و أَتان يَبْسة و يَبَسَة، يابسة ضامرة؛ السكون عن ابن الأَعرابي، و الفتح عن ثعلب، و كلأَ يابس، و قد استعمل في الحيوان. حكى اللحياني أَن نساء العرب‏
__________________________________________________
 (1). قوله [فهو ييبس فيه يبساً] كذا بالأَصل مضبوطاً.
 (2). قوله [العرقوب‏] كذا بالأَصل.
 (3). قوله [و اليبيس أَيضاً] كذا بالأَصل و لعله و اليَبْس بفتح الياء و سكون الباء.

261
لسان العرب6

يبس ص 261

يَقُلْن في الأُخَذ: أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيس تَدِر العِرق اليَبِيس. قال: تعني الذَّكر. و يَبِسَت الأَرض: ذهب ماؤُها و نَدَاها. و أَيْبَسَت: كثر يَبيسُها. و الأَيْبَسانِ: عَظْمَا الوَظِيفَيْن من اليد و الرجل، و قيل: ما ظهر منهما و ذلك لِيُبْسِهما. و الأَيابِسُ: ما كان مثل عُرْقوب و ساقٍ. و الأَيْبَسان: ما لا لحم عليه من الساقَيْن. قال أَبو عبيدة: في ساق الفرس أَيْبَسان و هما ما يَبِس عليه اللحم من السَّاقَين؛ و قال الراعي:
         فقلت له: أَلْصِقْ بأَيْبَس سَاقِها،             فإِن تَجْبُر العُرْقُوبَ لا تَجْبُر النَّسَا

قال أَبو الهيثم: الأَيْبَس هو العظم الذي يقال له الظُّنْبُوب الذي إِذا غَمَزْته في وسط ساقك آلمَك، و إِذا كُسِر فقد ذهبت الساق، قال: و هو اسم ليس بنعت، و الجمع الأَيابِس. و يَبِيسُ الماء: العَرَق، و قيل: العَرَق إِذا جَفَّ؛ قال بشر بن أَبي خازم يصف خيلًا:
         تَراها من يَبِيسِ الماء شُهْباً،             مُخالِطُ دِرَّةٍ منها غِرارُ

الغِرار: انقطاع الدِّرَّة؛ يقول: تُعْطِي أَحياناً و تمنع أَحياناً، و إِنما قال شَهْباً لأَن العَرَق يجف عليها فتَبْيَضُّ. و يقال للرجل: إِيبَسْ يا رجل أَي اسكتْ. و سَكْرانُ يابِس: لا يتكلم من شدَّة السكر كأَن الخمر أَسكتته بحرارتها. و حكى أَبو حنيفة: رجل يابِس من السُّكْر، قال ابن سيدة: و عندي أَنه سَكِر جدّاً حتى كأَنه مات فَجفّ.
يوس:
الْيَاس: السِّل. و إِلْيَاس بن مُضَر: معروف؛ و قول أَبي العاصِيَة السُّلَمي:
         فلَوْ أَنَّ داءَ اليَاسِ بي، فأَعانَني             طَبِيب بأَرْواح العَقِيقِ، شَفانِيَا

قال ثعلب: داءُ الْيَاس يعني إِلْيَاس بن مُضَر، كان أَصابه السِّل فكانت العرب تسمي السِّل داءَ اليَاس.

262
لسان العرب6

ش ص 263

ش‏
حرف الشين المعجمة
ش:
الشين من الحروف المَهْموسة، و المهْموس حرف لانَ في مَخْرَجه دون المَجْهور و جرى مع النَّفَس، فكان دون المجهور في رفع الصوت، و هو من الحروف الشَّجْريَّة أَيضاً.
فصل الألف‏
أبش:
الأَبْشُ: الجمْع. و قد أَبشه و أَبَشَ لأَهله يَأْبشُ أَبْشاً: كَسَب. و رجل أَبَّاش: مكتسِب. و يقال: تَأَبَّش القوم و تَهَبَّشوا إِذا تجيَّشوا و تجمَّعوا.
أرش:
أَرَّش بينهم: حَمَل بعضَهم على بعض و حَرَّش. و التَّأْرِيش: التَّحْرِيشُ؛ قال رؤبة:
         أَصْبَحْت من حِرْصٍ على التَّأْرِيش‏
و أَرَّشْتُ بين القوم تَأْرِيشاً: أَفسدت. و تَأْرِيش الحرْب و النار: تَأْرِيثُهما. و الأَرْش من الجراحات: ما ليس له قدر معلوم، و قيل: هو دِيَةُ الجراحات، و قد تكرر في الحديث ذكر الأَرْشِ المشروع في الحُكومات، و هو الذي يأْخذه المشتري من البائع إِذا اطَّلَع على عيب في المَبيع، و أُرُوش الجنايات و الجراحات جائزة لها عما حصل فيها من النَّقْص، و سُمِّي أَرْشاً لأَنه من أَسباب النزاع. يقال: أَرَّشْت بين القوم إِذا أَوقعت بينهم؛ و قول رؤبة:
         أَصْبِحْ، فَمَا من بَشَرٍ مَأْرُوشِ‏

يقول: إِن عِرضي صحيح لا عيب فيه. و المَأْرُوش: المَخْدوش؛ و قال ابن الأَعرابي: يقول انْتَظِرْ حتى تَعْقِل فليس لك عندنا أَرْش إِلا الأَسِنَّة، يقول: لا نَقْتل إِنساناً فَنَدِيه أَبداً. قال: و الأَرْش الدِّيَةُ. شمر عن أَبي نَهْشلٍ و صاحبِه: الأَرْشُ الرشْوَة، و لم يعرفاه في أَرْش الجراحات، و قال غيرهما: الأَرْش من الجراحات كالشَّجَّة و نحوِها. و قال ابن شميل: ائْتَرِشْ من فلان خُماشَتَك يا فلانُ أَي خُذ أَرْشَها. و قد ائْتَرَشَ للخُماشة و اسْتَسْلم للقِصاص. و قال أَبو منصور: أَصل الأَرْش الخَدْش، ثم قيل لما يؤخذ دِيَةً لها: أَرْش، و أَهل الحجاز يسمونه النَّذْر، و كذلك عُقْر المرأَة ما يؤخذ من الواطئ ثمناً لبُضْعها، و أَصله من العَقْر كأَنه عَقَرها حين وطئها و هي بكر

263
لسان العرب6

أرش ص 263

فاقْتَضَّها، فقيل لما يؤخذ بسبب العَقْر: عُقْر. و قال القتيبي: يقال لما يدفع بين السلامة و العيب في السِّلْعة أَرْش، لأَن المُبْتاع للثوب على أَنه صحيح إِذا وقف فيه على خَرْق أَو عيب وقع بينه و بين البائع أَرْش أَي خصومة و اختلاف، من قولك أَرَّشْت بين الرجلين إِذا أَغْرَيت أَحدهما بالآخر و أَوقعت بينهما الشَّرَّ، فسمي ما نَقَص العيبُ الثوبَ أَرْشاً إِذا كان سبباً للأَرْش.
أشش:
الأَشُّ و الأَشاش و الهَشَاشُ: النشاط و الارْتِياح، و قيل: هو الإِقبال على الشي‏ء بنشاط، أَشَّه يَؤُشُّه أَشّاً؛ و أَنشد:
         كَيْف يُؤَاتِيهِ و لا يَؤُشُّهُ‏
و الأَشَّاش: الهَشَّاش. و
في الحديث: أَن علقمة بن قيس كان إِذا رأَى من أَصحابه بعض الأَشاش وعَظهم.
أَي إِقْبالًا بنشاط. و الأَشاش و الهَشَاش: الطَّلاقة و البَشاشة. و أَشَّ القومُ يَؤُشُّون أَشّاً: قام بعضهم إِلى بعض و تحرّكوا؛ قال ابن دريد: و أَحسبهم قالوا أَشَّ على غَنَمه يَؤُشُّ أَشّاً مثل هَشَّ هَشّاً، قال: و لا أَقف على حقيقته. ابن الأَعرابي: الأَشُّ الخبز اليابس الهَشّ؛ و أَنشد شمر:
         رُبَّ فَتَاةٍ من بَني العِنازِ،             حَيَّاكةٍ ذَاتِ هَنٍ كِنَازِ
             ذي عَضُدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نازِي،             تَأَشُّ لِلْقُبْلَةِ و المَحازِ

شمر عن بعض الكلابيين: أَشَّت الشَّحْمة و نَشَّت، قال: أَشَّت إِذا أَخذَت تَحَلَّبُ، و نَشَّت إِذا قَطَرت.
أقش:
بَنُوا أُقَيْشٍ: حَيٌّ من الجن إِليهم تنسب الإِبل الأُقَيْشِيَّة؛ أَنشد سيبويه:
         كأَنَّكَ من جِمَال بَني أُقَيْشٍ،             يُقَعْقعُ بين رِجْلَيْه بِشَنّ‏

و قال ثعلب: هم قوم من العرب.
فصل الباء
برش:
البَرَش و البُرْشَةُ: لون مختلف، نقطة حمراء و أُخرى سوداء أَو غَبْراء أَو نحو ذلك. و البَرَش: من لُمَعِ بياضٍ في لون الفرس و غيره أَيّ لون كان إِلا الشُّهْبَة، و خص اللحياني به البِرْذَوْنَ، و قد بَرِشَ و ابْرَشَّ و هو أَبْرَشُ؛ الأَبْرَشُ: الذي فيه أَلوان و خِلْط، و البُرْشُ الجمع. و البَرَش في شعر الفرس: نُكَتٌ صِغار تخالف سائر لونه، و الفرس أَبْرَش و قد ابْرشَّ الفرس ابْرِشاشاً، و شاة بَرْشاءُ: في لونها نُقَط مختلفة. و حَيَّة بَرْشاءُ: بمنزلة الرَّقْشاءِ، و البَرِيش مثله؛ قال رؤبة:
         و تَرَكَتْ صاحِبَتي تَفْرِيشي،             و أَسْقَطَتْ مِنْ مُبْرَمٍ بَرِيشِ‏

أَي فيه أَلوان. و الأَبرشُ: لقب جَذِيمَةَ بن مالك و كان به بَرَص فكنَوْا به عنه، و قيل: سمي الأَبرَش لأَنه أَصابه حَرْق فبقي فيه من أَثر الحرْق نُقَط سُود أَو حُمْر، و قيل: لأَنه أَصابه بَرَص فهابت العرب أَن تقول أَبْرَص فقالت أَبْرَش. و في التهذيب: و كان جَذِيمَةُ الملِكُ أَبْرَصَ فلقَّبته العرب الأَبرَش؛ الأَبرَش: الأَرْقَط و الأَنْمَر الذي تكون فيه بقعة بيضاء و أُخرى أَيّ لون كان، و الأَشْيَم: الذي يكون به شَامٌ في جسده، و المُدَثَّر: الذي يكون به نُكَت فوق البَرَش. و
في حديث الطرماح: رأَيت جَذِيمَةَ الأَبرَشَ قصيراً أُبَيْرِش.
؛ هو تصغير أَبرَش. و البُرْشة: هو لون مختلط حمرة و بياضاً أَو غيرهما

264
لسان العرب6

برش ص 264

من الأَلوان. و بِرْذَوْنٌ أَرْبَشُ: ذو بَرَش. و سنة رَبْشاء و رَمْشاء و بَرْشاء: كثيرة العُشْب. و قولهم: دخلنا في البَرْشاءِ أَي في جماعة الناس. ابن سيدة: و بَرْشاءُ الناسِ جماعتُهم الأَسود و الأَحمر، و ما أَدري أَيُّ البَرْشاءِ هُوَ أَي أَيُّ الناس هو. و أَرض بَرْشاءُ و رَبْشاءُ: كثيرة النبت مختلف أَلوانها، و مكان أَبْرَش كذلك. و بنو البَرْشاءِ: قبيلة، سموا بذلك لِبَرَشٍ أَصاب أُمهم؛ قال النابغة:
         و رَبُّ بَني البَرْشاءِ ذُهْلٍ و قَيْسِها             و شَيْبَانَ، حَيْثُ اسْتَنْهَلتْها المَناهِلُ‏

و بُرْشان: اسم. و الأَبْرَشِيَّةُ: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         نَظَرْتُ بِقَصْرِ الأَبْرَشِيَّةِ نَظْرَةً،             و طَرْفِي وَراءَ النَّاظِرِين قَصِيرُ

برغش:
ابْرَغَشَّ: قام من مرضه. التهذيب: اطْرَغَشَّ من مرضه و ابْرَغَشَّ أَي أَفاق بمعنى واحد.
برقش:
بَرْقَشَ الرجلُ بَرْقَشَةً: وَلَّى هارباً. و البَرْقَشَة: شبه تَنْقيش بأَلوان شَتَّى و إِذا اختلف لون الأَرْقَشِ سُمي بَرْقَشَةً. و بَرْقَشه: نقَشَه بأَلوان شَتى. و تَبَرْقَش الرجلُ: تَزَيَّن بأَلوان شتى مختلفة، و كذلك النبت إِذا الْوَنَّ. و تَبَرْقَشت البلاد: تَزَيَّنت و تلوّنت، و أَصله من أَبي بَراقِشَ. و تركْتُ البلاد بَراقِشَ أَي ممتلئة زَهْراً مختلفة من كل لون؛ عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد للخنساء:
         تَطِيرُ حَواليَّ البِلادُ بَرَاقِشاً،             بأَرْوَعَ طَلَّابِ التِّرَاتِ مُطَلَّبِ‏

و قيل: بلاد بَراقشُ مُجْدِبة خَلاءٌ كبَلاقِع سواء، فإِن كان ذلك فهو من الأَضداد. و البَرْقَشَة: التفرّق؛ عنه أَيضاً. و المُبْرَنْقشُ: الفَرِح المسرور. و ابْرَنْقَشَت العِضَاهُ: حسنت. و ابْرَنْقَشَت الأَرض: اخْضَرَّت. و ابْرَنْقَشَ المكان: انقطع من غيره؛ قال رؤبة:
         إِلى مِعَى الخَلْصَاء حيث ابْرَنْقَشا
و البِرْقِشُ، بالكسر: طُوَيْئِرٌ من الحُمَّرِ متلون صغير مثل العصفور يسميه أَهل الحجاز الشُّرْسُور؛ قال الأَزهري: و سمعت صبيان الأَعراب يسمونه أَبا بَراقِش، و قيل: أَبو بَراقِش طائر يَتَلوَّن أَلواناً شبيه بالقُنْفُذ أَعلى ريشه أَغبر و أَوسطه أَحمر و أَسفله أَسود فإِذا انْتَفَش تغيّر لونه أَلواناً شتى؛ قال الأَسدي:
         إِنْ يَبْخَلُوا أَو يَجْبُنُوا،             أَو يَغْدِرُوا لا يَحْفِلُوا
             يَغْدُوا عَلَيْكَ مُرَجّلينَ،             كَأَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا
             كَأَبي بَراقِشَ، كُلّ لَوْنٍ             لَوْنُهُ يَتَخَيَّلُ‏

وصف قوماً مشهورين بالمقابح لا يستحون و لا يحْتَفِلون بمن رآهم على ذلك، و يَغْدوا بدل من قوله لا يَحْفِلوا لأَن غُدُوَّهم مُرَجّلين دليل على أَنهم لم يحْفِلوا. و التَّرْجِيل: مَشْط الشعر و إِرساله. قال ابن بري و قال ابن خالويه: أَبو بَرَاقِشَ طائر يكون في العِضَاهِ و لونه بين السواد و البياض، و له ست قوائم ثلاث من جانب و ثلاث من جانب، و هو ثقيل العَجْز تَسْمع له حَفِيفاً إِذا طار، و هو يَتَلوَّن أَلواناً. و بَرَاقِشُ: اسم كلبة لها حديث؛ و في المثل: على أَهْلها دَلَّتْ بَرَاقِشُ، قال ابن هانئ: زعم يونس عن أَبي عمرو أَنه قال هذا المثل: على أَهلها تَجْنِي بَرَاقِشُ، فصارت مثلًا؛ حكى أَبو عبيد عن أَبي عبيدة قال: بَرَاقِشُ اسم كلبة نَبَحَتْ على جيش مَرّوا و لم‏

265
لسان العرب6

برقش ص 265

يشعُروا بالحيّ الذي فيه الكلبة، فلما سمعوا نباحها علموا أَن أَهلها هناك فعطفوا عليهم فاستباحوهم، فذهبت مثلًا، و يروى هذا المثل: على أَهلها تجني بَرَاقِشُ؛ و عليه قول حمزة بن بِيضٍ:
         لمْ تَكُنْ عَنْ جِنايَة لَحِقَتْني،             لا يَسارِي و لا يَميني جنَتْني‏
             بَلْ جَناها أَخٌ عَلَيَّ كَرِيمٌ،             و عَلى أَهْلِها بَرَاقِشُ تَجْني‏

قال: و بَرَاقِشُ اسم كلبة لقوم من العرب أُغِيرَ عليهم في بعض الأَيام فَهرَبوا و تَبِعَتْهم بَرَاقِشُ، فرجع الذين أَغاروا خائبين و أَخذوا في طلبهم، فَسمِعَتْ بَرَاقِشُ وَقْعَ حوافرِ الخيل فنَبَحَتْ فاستدلوا على موضع نباحِها فاستَباحُوهم. و قال الشَّرْقي بن القَطامي: بَرَاقِش امرأَة لقمان بن عاد، و كان بنو أَبيه لا يأْكلون لحوم الإِبل، فأَصاب من بَرَاقِشَ غلاماً فنزل لقمانُ على بني أَبيها فأَوْلَمُوا و نحروا جَزُوراً إِكراماً له، فراحت بَرَاقِشُ بِعَرْقٍ من الجزور فدفَعَتْه لزوجها لقمانَ فأَكله، فقال: ما هذا؟ ما تَعَرّقْتُ مثلَه قط طيّباً فقالت بَرَاقِشُ: هذا من لحم جزور، قال: أَ وَ لُحُومُ الإِبلِ كُلّها هكذا في الطِّيب؟ قالت: نَعَم، ثم قالت له: جَمِّلْنا و اجْتَمِل، فأَقبل لقمان على إِبلِها و إِبلِ أَهلها فأَشرع فيها و فعل ذلك بنو أَبيه، فقيل: على أَهلها تجني بَرَاقِشُ، فصارت مثلًا. و قال أَبو عبيدة بَرَاقِشُ اسم امرأَة و هي ابنة مَلِك قديم خرج إِلى بعض مَغازِيه و اسْتَخْلَفَها على مُلْكه فأَشار عليها بعضُ وُزَرائها أَن تَبْنيَ بناءً تُذْكَرُ به، فبَنَتْ موضعين يقال لهما بَرَاقِشُ و مَعِينٌ، فلما قَدِمَ أَبوها قال لها: أَردتِ أَن يكون الذكر لكِ دُوني، فأَمر الصُّنَّاع الذين بَنَوْهما بأَن يهدِموها، فقالت العرب: على أَهلها تجني بَرَاقِشُ و حكى أَبو حاتم عن الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العلاء أَن بَرَاقِشَ و معينَ مدينتان بُنِيَتا في سبعين أَو ثمانين سنة؛ قال: و قد فسر الأَصمعي بَرَاقِشَ و معين في شعر عمرو بن معديكرب و أَنهما موضعان و هو:
         دعانا من بَرَاقِشَ أَو مَعِينٍ،             فأَسْرَعَ و اتْلأَبَّ بنا مَلِيع‏

و فسر اتلأَبّ باسْتقَام، و المَلِيعَ بالمستوي من الأَرض، و بَرَاقِشُ موضع؛ قال النابغة الجعدي:
         تَسْتَنُّ بالضِّروِ من بَرَاقِشَ أَو             هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ من العُتُم‏

برنش:
التهذيب في الرباعي: أَبو زيد و الكسائي: ما أَدري أَيُّ البَرَنْشاء هو و أَيُّ البَرَنْساء هو، ممدودان.
بشش:
البَشّ: اللطف في المسأَلة و الإِقبالُ على الرجُل، و قيل: هو أَن يضحك له و يلقاه لقاء جميلًا، و المعنيان مُقْتَرِبان. و البَشاشة: طلاقة الوجه. و
في حديث علي، رضوان اللَّه عليه: إِذا اجتمع المسلمان فتَذاكَرا غَفَرَ اللَّهُ لأَبَشِّهِما بِصاحِبه.
و
في حديث قَيْصَر: و كذلك الإِيمانُ إِذا خالطَ بشاشةَ القلوب.
؛ بشاشةُ اللقاء: الفرح بالمرء و الانبساط إِليه و الأُنس به. و رجل هَشٌّ بَشٌّ و بشّاش: طَلْق الوجه طَيّب. و قد بَشِشْتُ به، بالكسر، أَبَشُّ بَشّاً و بَشاشَةً؛ قال:
         لا يَعْدَم السائلُ منه وِقْرا،             و قَبْلَهُ بَشاشَةً و بِشْرا

و رُوِي بيتُ ذي الرمة:

266
لسان العرب6

بشش ص 266

         أَ لم تَعْلَما أَنَّا نَبِشُّ إِذا دَنَتْ             بأَهْلِك مِنَّا طِيّة و حُلُول؟

بكسر الباء، فإِما أَن تكون بَشَشْت مَقُولَةً، و إِما أَن يكون مما جاء على فَعِلَ يَفْعِل. و البَشِيشُ: الوَجْهُ. يقال: فلان مُضِي‏ءُ البَشِيش، و البَشِيشُ كالبَشاشَة؛ قال رؤبة:
         تكرّما، و الهَشّ للتَّهْشِيشِ،             وارِي الزنادِ مُسْفِر البَشِيشِ‏

يعقوب: يقال لَقِيتُه فَتَبَشْبَشَ بي، و أَصله تَبَشّشَ فأَبدلوا من الشين الوسطى باء كما قالوا تجفف. و تَبَشّش به و تَبَشْبَشَ مفكوك من تبشّش. و
في الحديث: لا يُوطِنُ الرجُلُ المساجدَ للصّلاة و الذِّكر إِلا تَبَشْبَشَ اللَّهُ به كما يتَبَشْبَشُ أَهل البيت بغائبهم إِذا قَدِم عليهم.
؛ و هذا مثل ضربه لتَلَقّيه جل و عز إيَّاه بِبِرِّه و كراماته و تقريبه إِياه. ابن الأَعرابي: البشّ فرحُ الصَّدِيق بالصدِيق و اللطفُ في المسأَلة و الإِقبالُ عليه. و التَّبَشْبُشُ في الأَصل: التَّبَشُّش فاستثقل الجمع بين ثلاث شينات فلقلب إِحداهن باء. و بنو بَشَّة: بطن من بَلْعَنْبَر.
بطش:
البَطْش: التناول بشدة عند الصَّوْلة و الأَخذُ الشديدُ في كل شي‏ء بطشٌ؛ بَطَشَ يَبْطُشُ و يَبْطِشُ بَطْشاً. و
في الحديث: فإِذا موسى بَاطِشٌ بجانب العرش.
أَي متعلق به بقوَّة. و البَطْشُ: الأَخذ القويّ الشديد. و في التنزيل: وَ إِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ
؛ قال الكلبي: معناه تَقْتُلون عند الغضب. و قال غيره: تَقْتُلون بالسوط، و
قال الزجاج: جاء في التفسير أَن بَطْشَهُم كان بالسَّوط و السَّيْف.
و إِنما أَنكر اللَّه تعالى ذلك لأَنه كان ظُلماً، فأَما في الحق فالبَطْش بالسيف و السوط جائز، و البَطْشة: السَّطْوة و الأَخذُ بالعُنْف؛ و بَاطَشَهُ مُبَاطَشَةً و بَاطَشَ كبَطَشَ؛ قال:
         حُوتاً إِذا ما زادُنا جئنا به،             و قَمْلَةً إِن نحنُ بَاطَشْنَا به‏

قال ابن سيدة: ليْسَتْ به مِنْ قوله بَاطَشْنا به كَبِهِ من سَطَوْنا بِه إِذا أَردت بِسَطَوْنا معنى قوله تعالى: يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ، و إِنما هي مثلُ بِه من قولك استَعَنَّا به و تَعاونَّا به، فافهم. و بَطَشَ به يَبْطش بَطْشاً: سَطا عليه في سُرْعة. و في التنزيل العزيز: فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما
. و قال أَبو مالك: يقال بَطَشَ فلانٌ من الحُمّى إِذا أَفاق منها و هو ضعيف. و بِطَاشٌ و مُباطِشٌ: اسمان.
بغش:
البَغْشُ و البَغْشَة: المَطَرُ الضعيف الصغِيرُ القَطْر، و قيل: هما السحابة التي تَدْفع مطَرها دُفْعة، بَغَشَتْهم السماء تَبْغَشُهم بَغْشاً، و قيل البغشة المطَرَة الضعيفة و هي فوق الطَّشَّة؛ و مَطَرٌ باغِشٌ، و بُغِشَت الأَرضُ، فهي مَبْغوشة. و يقال: أَصابتهم بَغْشَة من المطر أَي قليل من المطر. الأَصمعي: أَخَفُّ المطر و أَضعفُه الطَّلُّ ثم الرَّذاذُ ثم البَغْشُ. و
في الحديث عن أَبي المليح الهذلي عن أَبيه قال: كُنَّا مع النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، و نَحْن في سَفَر فأَصابنا بَغْشٌ من مطر، فنادى منادي النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: أَن من شاء أَن يُصَلِّيَ في رَحْله فَلْيَفْعَلْ، و في رواية: فأَصابنا بُغَيْش.
تصْغير بَغْش و هو المطر القليل، أَوّلُه الطّل ثم الرّذَاذُ ثم البَغْش، و قد بَغَشَت السماء تبْغَش بَغْشاً.
بنش:
بَنِّشْ أَي اقْعُدْ؛ عن كراع، كذلك حكاه بالأَمْر، و السين لغة، و هو مذكور في موضعه:

267
لسان العرب6

بنش ص 267

و أَنشد اللحياني:
         إِن كُنتَ غَير صائِدي فبَنِّش‏
قال: و يروى‏
         ... فبَنِّس‏

أَي اقعد.
بهش:
بَهَشَ إِليه يَبْهَش بَهْشاً و بَهَشَه بها: تناولَتْه، نالَتْهُ أو قَصُرت عنه. و بَهَشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض يَبْهَشُون بَهْشاً، و هو من أَدْنى القِتال. و البَهْشُ: المسارَعةُ إِلى أَخذِ الشي‏ء. و رجل باهِشٌ و بَهُوش. و بَهْشُ الصقْرِ الصَّيدَ: تَفَلُّتُه عليه. و بهشَ الرجُلَ كأَنَّه يَتَناوَلُه ليَنْصُوَه. و قد تبَاهَشَا إِذا تَناصَيا بِرُؤُوسهما، و إِن تَناوَلَه و لم يأْخُذْه أَيضاً، فقد بَهَش إِليه. و نَصَوْت الرجُلَ نصواً إِذا أَخذت برأَسه. و لفلان رأْس طويل أَي شَعَر طَوِيل، و
في الحديث: أَن رجلًا سأَل ابن عباس عن حية قتَلَها و هو مُحْرِم، فقال: هل بَهَشَتْ إِليكَ؟.
أَراد: هل أَقبَلَتْ إِليك تُريدُك؟ و منه‏
في الحديث: ما بَهَشْتُ إِليهم بقَصَبة.
أَي ما أَقبلت و أَسرعت إِليهم أَدفَعُهم عني بقصبة. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، كان يُدْلِعُ لسانَه للحسنِ بن عليّ فإِذا رأَى حُمْرة لسانه بَهَشَ إِليه.
؛ قال أَبو عبيد: يقال للإِنسان إِذا نظر إِلى شي‏ءٍ فأَعْجَبَه و اشتهاه فتَناوَلَه و أَسْرَع نحوَه و فرح به: بَهَشَ إِليه؛ و قال المغيرة بن جنبا التميمي:
         سَبَقْت الرجالَ الباهِشِينَ إِلى النَّدى،             فِعَالًا و مَجْداً، و الفِعَالُ سِبَاق‏

ابن الأَعرابي: البَهْش الإِسراع إِلى المعروف بالفَرح. و
في حديث أَهل الجنة: و إِن أَزواجَه ليَبْتَهِشْنَ عند ذلك ابْتِهاشاً.
و بَهَشْتُ إِلى الرجُل و بَهَشَ إِليَّ: تَهيَّأْتُ للبكاء و تهيأَ له. و بَهَشَ إِليه. فهو بَاهِشٌ و بَهِشٌ: حَنَّ. و بَهَشَ به: فرِح؛ عن ثعلب. الليث: رجُل بَهْش بَشّ بمعنى واحد. و بَهَشْتُ إِلى فلان بمعنى حَنَنت إِليه. و بَهَشَ إِليه يَبْهَشُ بَهْشاً إِذا ارتاح له و خَفّ إِليه. و يقال: بَهَشُوا و بَحَشُوا أَي اجْتَمَعُوا، قال: و لا أَعرف بحش في كلام العرب. و البَهْش: ردِي‏ءُ المُقْل، و قيل: ما قَدْ أُكِلَ قِرْفه، و قيل: البَهْش الرَّطْب من المُقْل، فإِذا يَبس فهو خَشْل، و السين فيه لغة. و
في الحديث: أَ مِنْ أَهلِ البَهْش أَنت؟.
يعني أَ مِنْ أَهل الحِجازِ أَنت لأَن البَهَش هُنَاك يكونُ، و هو رَطْب المُقْل، و يابسُه الخَشْل. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه، و قد بلغه أَن أَبا موسى يقرأُ حرفاً بلُغته قال: إِنَّ أَبا موسى لم يكن من أَهل البَهْش.
؛ يقول: ليس من أَهل الحجاز لأَن المقل إِنما ينبت بالحجاز؛ قال الأَزهري: أَي لم يكن حجازيّاً، و أَراد من أَهل البَهْش أَي من أَهل البلاد التي يكون بها البَهْش. أَبو زيد: الخَشْل المقل اليابس و البَهْش رَطْبه و المُلْجُ نواه و الحَتِيُّ سَويقُه. و قال الليث: البَهْش رَدي‏ءُ المقل، و يقال: ما قد أَكل قِرْفُه: و أَنشد:
         كما يَحْتَفي البَهْشَ الدقيقَ الثَّعالبُ‏
قال أَبو منصور: و القول ما قال أَبو زيد. و
في حديث أَبي ذر: لما سمع بخروج النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَخَذ شيئاً من بَهْشٍ فَتَزَوَّدَهُ حتى قَدِم عليه.
و بُهَيْشة: اسم امرأَة؛ قال نَفْرٌ جدّ الطرمَّاح:
         أَ لا قالَتْ بُهَيْشَةُ: ما لِنَفْرٍ             أَراهُ غَيَّرتْ مِنْه الدُّهور؟

و يروى بهيسة. و يقال للقوم إِذا كانوا سُودَ الوجوهِ قِباحاً: وجوهُ البَهْش. و
في حديث العُرَنيِّينَ: اجْتَوَيْنا المدينةَ و انْبَهَشَتْ لحومُنا.
هو من ذلك.

268
لسان العرب6

بوش ص 269

بوش:
البَوْش: الجماعةُ الكثيرةُ. ابن سيدة: البَوْش و البُوش جماعةُ القومِ لا يكونون إِلا من قبائِلَ شَتَّى، و قيل: هما الجماعةُ و العيَال، و قيل: هما الكَثْرة من الناس، و قيل: الجماعة من الناس المُختَلِطِين. يقال: بَوْش بائِشٌ، و الأَوْباش جمعٌ مقلوب منه. و البَوْشِي: الرجُل الفقير الكثيرُ العيالِ. و رجل بَوْشِيٌّ: كثير البَوْشِ؛ قال أَبو ذؤيب:
         و أَشْعَث بَوْشيّ شَفَيْنا أُحاحَهُ،             غَداتَئِذٍ ذي جَرْدَةٍ مُتَماحل‏

و جاء من الناس الهَوْش و البَوْش أَي الكثرة؛ عن أَبي زيد. و بَوَّشَ القومُ: كثرُوا و اختَلطوا. و تركهم هَوْشاً بَوْشاً أَي مختلطين. الفراء: شابَ خانَ، و بَاشَ خَلَط، و باشَ يَبُوش بَوْشاً إِذا صَحِب البَوْشَ، و هم الغَوْغاء. و رجل بَوْشِيّ و بُوشِيّ: من خُمّان الناس و دَهْمائِهم؛ و روي بيت أَبي ذؤيب: و أَشعث بُوشِيّ، بالضم، و قد ذكرناه آنفاً.
بيش:
أَبو زيد: بَيَّشَ اللَّه وجهَه و سرَّجَه، بالجيم، أَي حسَّنه؛ و أَنشد:
         لمّا رأَيت الأَزرقَيْنِ أَرَّشا،             لا حَسَنَ الوجْه و لا مُبَيَّشَا

قال: أَزْرقين، ثم قال: لا حسن. و البِيْشُ، بكسر الباء: نَبْتٌ ببلاد الهند و هو سَمٌّ. و بِيْش و بِيشَة: موضعان؛ قال الشاعر:
         سَقَى جَدَثاً أَعْراضُ غَمْرةَ دونَه،             و بِيْشة وَسْمِيُّ الربِيعِ و وَابِلُه «4»

فأَما قوله:
         قالوا: أَبانُ فبَطْنُ بِيْشَةَ غِيم،             فَلَبِيْشُ، قَلْبُك من هواه سَقِيم‏

فأَراد: لَبيشَةُ فَرخَّم في غير النداء اضطراراً. و قال القاسم بن عمر «5»: بِئْشَة و زِئْنَة مهموزان، و هما أَرضان.
فصل التاء المثناة فوقها
ترش:
التهذيب: ابن دريد التَّرَش خِفَّة و نَزَقٌ. تَرِشَ يَتْرَش تَرَشاً فهو تَرِش، و تارِش؛ قال أَبو منصور: هذا مُنْكر.
تمش:
التهذيب: تَمَشْت الشي‏ءَ تَمْشاً إِذا جمعته؛ قال أَبو منصور: هذا منكر جدّاً.
فصل الثاء المثلثة
ثبش:
ثُبَاش: اسم رجل و كأَنه مقلوب من شُبَاث.
فصل الجيم‏
جأش:
الجَأْش، النفْس و قيل القَلْب، و قيل رِباطُه و شدّتُه عند الشي‏ء تسمعه لا تَدْرِي ما هو. و فلان قَوِيّ الجأْشِ أَي القَلْب. و الجَأْش: جأْش القلبِ و هو رُوَاعُه. الليث: جَأْش النفس رُواع القلب إِذا اضطرب عند الفزَع. يقال: إِنه لَواهِي الجَأْشِ؛ فإِذا ثبت قيل. إِنه لرابِطُ الجَأْشِ. و رجل رابِطُ الجأْشِ: يربِطُ نفسَه عن الفِرار يَكُفّها لِجُرْأَتِه و شَجاعته، و قيل: يَرْبِطُ نفسَه عن الفِرار لشَناعَتِه. و قال مجاهد في قوله تعالى: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، هي التي أَيقنت أَن اللَّه ربُّها و ضَرَبَت لذلك جَأْشاً. قال الأَزهري: معناه‏
__________________________________________________
 (4). قوله [سقى جدثاً إلخ‏] كذا في الأَصل و الصحاح، و في ياقوت: أعراف بدل أعراض، و ببيشة بباءين بدل و بيشة.
 (5). قوله [القاسم بن عمر] الذي في الصحاح ابن معن.

269
لسان العرب6

جأش ص 269

قَرّتْ يَقِيناً و اطمأَنَّت كما يَضْرِب البَعِيرُ بصَدْره الأَرضَ إِذا بَرَكَ و سَكَنَ. ابن السكيت: ربَطْت لذلك الأَمرِ جأْشاً لا غير. ابن الأَعرابي: يقال للنفْس: الجائِشَةُ و الطَّموع و الخَوَّانة. و الجُؤْشُوش: الصدْر. و مَضَى من الليل جؤشوش أَي صدر، و قيل: قطعة منه. و جأْش: موضع؛ قال السُّلَيْك بن السُّلَكَة:
         أَ مُعْتَقِلي رَيْبُ المنُونِ، و لم أَرُعْ             عَصافِيرَ وادٍ، بيْنَ جَأْشٍ و مأْرِب؟

جبش:
المفضل: الجَبِيشُ و الجَمِيشُ الرَّكَبُ المَحْلُوق.
جحش:
الجَحْشُ: ولدُ الحمار الوحشيّ و الأَهليّ، و قيل: إِنما ذلك قبْل أَن يُفْطم. الأَزهري: الجَحْش من أَولاد الحِمار كالمُهْر من الخيل. الأَصمعي: الجَحْش من أَولاد الحَمِيرِ حين تَضَعُه أُمُّه إِلى أَن يُفْطم من الرِّضَاع، فإِذا اسْتَكْمَلَ الحولَ فهو تَوْلَب، و الجمع جِحَاشٌ و جِحَشَةٌ و جِحْشانٌ، و الأُنثى بالهاء جحْشَة. و في المثل: الجَحْشَ لَمَّا بذَّكَ الأَعْيار أَي سَبَقَكَ الأَعْيار فَعَلَيْك بالجحش؛ يُضْرَب هذا لمن يَطْلُب الأَمرَ الكبِيرَ فيَفُوتُه فيقال له: اطلُب دون ذلك، و ربما سمي المُهْر جَحْشاً تشبيهاً بولد الحمار. و يقال في العَييِّ الرأْي المنْفَرِد به: جُحَيْشُ وحْدِه كما قالوا: هو عُيَيْرُ وَحْدِه يشَبّهونه في ذلك بالجَحْش و العَيْرِ، و هو ذمٌّ، يقال ذلك في الرجل يَسْتَبِدُّ برأْيه. و الجَحْش: ولدُ الظبْية، هُذَليّة؛ قال أَبو ذؤيب:
         بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّيْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها،             فقد وَلِهَتْ يَوْمَيْنِ، فهي خَلُوج‏

و الجَحْش أَيضاً: الصَّبيُّ بِلُغَتِهِم. و الجَحْوَشُ: الغُلام السمين، و قيل: هو فَوْقَ الجَفْرِ، و الجفرُ فوق الفطيم. الجوهري: الجَحْوَشُ الصّبيّ قبل أَن يَشْتَدَّ؛ و أَنشد:
         قَتَلْنا مَخْلَداً و ابْنَيْ حراقٍ،             و آخَرَ جَحْوشاً فَوْقَ الفَطِيم‏

و اجْحَنْشَشَ الغلامُ: عَظُم بطْنُه، و قيل: قارَبَ الاحْتِلامَ، و قيل: احْتَلَم، و قيل: إِذا شكّ فيه. و الجحش: سحْجُ الجِلْدِ. يقال: أَصابه شي‏ءٌ فجَحَشَ وجْهَه و به جَحْشٌ، و قد قيل: لا يكون الجَحْشُ في الوجه و لا في البَدَنِ، و سنذكره هنا. قال ابن سيدة: جَحَشَه يَجْحَشُه جَحْشاً خَدَشَه، و قيل: هو أَن يصيبَه شي‏ء يَتَسَحَّجُ منه كالخَدْش أَو أَكْبر منه. و
روي عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَنه سَقَطَ من فَرَسٍ فجُحِشَ شقُّه.
أَي انْخَدش جلدُه؛ قال الكسائي في جحش: هو أَن يُصيبَه شي‏ء فينسَحِجَ منه جلدُه، و هو كالخدش أَو أَكبر من ذلك. يقال: جُحِشَ يُجْحَش، فهو مَجْحُوشٌ. و جَحَشَ عن القوم: تَنَحّى، و منه قول النعمان بن بَشِير: فبَيْنا أَسِيرُ في بلادِ عُذْرَة إِذا بِبَيْتِ حَرِيدٍ جاحِشٍ عن الحيّ، و الجَحِيش: المُتَنَحّي عن الناس؛ قال:
         كَمْ ساقَ من دَارِ امْرِئ جَحِيش‏
و قال الأَعشى يصف رجُلًا غَيُوراً على امرأَته:
         إِذا نَزَلَ الحَيُّ حَلَّ الجَحِيش،             سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيًا غَيُورا
             لَها مالِكٌ كانَ يَخْشَى القِرَاف،             إِذا خالَطَ الظنُّ منْهُ الضَّمِيرا

ابن بري: مالكُها زوجُها. و القِرَافُ: أَن يُقارِف‏

270
لسان العرب6

جحش ص 270

شَرّاً، و ذلك إِذا دَنا مِنْها مَن يُفْسِدها عليه فهو يَبْعُد بها عن الناس. و الحَرِيدُ في قول النُّعمان بن بَشِير: الذي تَنَحّى عن قَومِه و انفرد؛ معناه انفرد عن الناس لكونه غَوِيًّا بامرأَته غَيُوراً عليها، يقول: هو يَغَارُ فيَتَنَحَّى بِحُرْمَتِه عن الحُلَّال، و من رواه الجَحيشُ رفَعَه بِحَلَّ، و يجوز أَن يكون خبر مُبْتَدَإٍ مُضْمر من باب مررت به المِسْكينُ أَي هُو المسكينُ أَو المسكينُ هُو، و من رواه الجَحِيشَ نصبَه على الظرف كأَنه قال ناحِيَةً مُنْفَرِدة، أَو جَعَلَه حالًا على زيادة اللام من باب جاؤوا الجَمَّاءَ الغَفِيرَ، و جَعَلَ اللامَ زائدةً البتَّةَ دخولُها كسُقوطِها؛ كما أَنشد الأَصمعي من قوله:
         و لقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوبَرِ
أَراد بناتِ أَوْبَر فزاد اللام زيادة ساذجة؛ و روى الجوهريّ هذا البيت:
         إِذا نزل الحيّ حل الجحيش،             حَرِيدَ المَحَلِّ غَوِيّاً غيورا

و قال أَبو حنيفة: الجحيش الفَرِيد الذي لا يَزْحَمُه في دارِه مُزاحِمٌ. يقال: نزل فُلانٌ جَحِيشاً إِذا نزل حرِيداً فريداً. و الجَحِيشُ: الشِّقّ و الناحِية. و يقال: نزل فلان الجحيش؛ و أَنشد بيت الأَعشى:
         إِذا نزل الحيّ حل الجحيش،             سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيّاً غَيورا

قال: و يكون الرجل مَجْحوشاً إِذا أُصِيبَ شقُّه مشتقّاً من هذا، قال: و لا يكون الجَحْشُ في الوَجْه و لا في البَدَنِ؛ و أَنشد:
         لِجارَتِنا الجَنْبُ الجَحِيشُ، و لا يُرَى             لِجارَتِنا مِنَّا أَخٌ وَ صَدِيق‏

و قال الآخر:
         إِذا الضَّيفُ أَلْقَى نَعْلَه عن شِمالِه             جَحِيشاً، و صَلّى النارَ حقّاً مُلَثَّما

قال: جَحِيشاً أَي جانباً بعيداً. و الجِحاشُ و المُجاحَشَة: المزاولَة في الأَمْر. و جاحَشَ القومَ جحاشاً: زحَمَهم. و جاحَشَ عن نفسه و غيرها جِحاشاً: دَافَعَ. الليث: الجِحاش مدافعةُ الإِنسان الشي‏ءَ عن نفسه و عن غيره، و قال غيرُه: هُوَ الجِحاش و الجِحاس، و قد جاحَشَه و جاحَسَه مُجاحَشَة و مُجاحَسَة: دافَعَه و قاتَلَه. و
في حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة: بُعْداً لكُنّ و سُحْقاً فعَنْكُنّ كُنْتُ أُجاحِشُ.
أَي أُحامِي و أُدافعُ. و الجِحاش أَيضاً: القتال. ابن الأَعرابي: الجَحْشُ الجهاد، قال: و تُحَوّلُ الشينُ سِيناً: و أَنشد:
         يَوْماً تَرانا في عِرَاكِ الجَحْشِ،             نَنْبُو بأَجْلال الأُمُورِ الرُّبْشِ‏

أَي الدَّواهِي العِظام. و الجَحْشة: حَلقة من صوف أَو وبَر يجعلُها الرجُل في ذِراعه و يَغْزِلها. و قد سمَّوا جَحْشاً و مُجاحِشاً و جُحَيشاً. و بنو جِحاش: بطنٌ، منهم الشمّاخ بن ضِرار. الجوهري: جِحاشٌ أَبو حَيٍّ من غَطَفان، و هو جحاش بن ثَعْلَبة بن ذُبْيان بن بَغِيض بن رَيْث بن غَطَفان. قال: و هُم قوم الشماخ بن ضِرار؛ قال الشاعر:
         و جاءت جِحاشٌ قَضُّها بقَضِيضِها،             و جَمعُ عُوالٍ، ما أَدَقَّ و أَلأَما

جحرش:
الجَحْشَر و الجُحاشِر و الجَحْرَش: الحادِرُ الخَلْق العَظِيمُ الجِسْم العَبِل المفاصل، و قد ذكر في ترجمة جحشر.

271
لسان العرب6

جحمش ص 272

جحمش:
الجَحْمَش: الصُّلب الشديد. و امرأَة جَحْمَش و جُحْموش: عَجُوز كبيرة.
جحمرش:
الجَحْمَرِش من النساء: الثقيلةُ السمِجَة، و الجَحْمَرِش أَيضاً: العجوز الكبيرة، و قيل: العجوز الكبيرة الغليظة، و من الإِبل: الكبيرةُ السنّ، و الجمع جَحامِرُ، و التصغير جُحَيْمِر يحذف منه آخر الحرف، و كذلك إِذا أَردت جَمْعَ اسم على خمسة أَحرف كلُّها من الأَصل و ليس فيها زائد، فأَما إِذا كان فيها زائد فالزائد أَولى بالحذف. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: إني امرأَة جُحَيمِر.
؛ هو تصغير جَحْمَرِش بإِسقاط الحرف الخامس و هي العجوز الكبيرة. و أَفْعى جَحْمَرِش: خَشْناءُ غليظة. و الجَحْمَرِش: الأَرْنَب الضخمة، و هي أَيضاً الأَرنَب المُرْضِع، و لا نظير لها إِلا امرأَة صَهْصَلِقٌ، و هي الشديدة الصوت.
جحنش:
جَحْنَشٌ: صُلْب شديد.
جرش:
الجَرْش: حَكّ الشي‏ء الخَشِنِ بمثله و دلْكُه كما تَجْرِشُ [تَجْرُشُ‏] الأَفعى أَنيابها إِذا احْتَكَّت أَطْواؤها تَسْمَع لذلك صَوتاً و جَرْشاً. و قيل: هو قَشْرُه؛ جَرَشَه يَجْرُشُه و يَجْرِشُهُ جَرْشاً، فهو مَجْرُوشٌ و جَرِيشٌ. و الجُرَاشَةُ: ما سقَط من الشي‏ءِ تَجْرُشُه [تَجْرِشُهُ‏]. التهذيب: جُرَاشَة الشي‏ء ما سقط منه جَرِيشاً إِذا أُخذ ما دق منه. و الأَفعى تَجْرِشُ و تَجْرُشُ أَنيابها: تحُكّها. و جَرْشُ الأَفعى: صوْتٌ تخرجه من جلْدها إِذا حَكّت بعضَها ببعض. و المِلْح الجَرِيشُ: المَجروش كأَنه قد حَكّ بعضُه بَعْضاً فتفتت. و الجَرِيشُ: دَقيقٌ فيه غِلَظٌ يَصْلح لِلْخَبِيص المُرَمَّل. و الجُراشة مِثْل المُشاطَة و النُّحاتَة. و جَرَشَ رأْسه بالمُشْط و جَرَّشَه إِذا حَكَّه حتى تَسْتَبِينَ هِبْرِيَتُه. و جُراشة الرأْس: ما سقط منه إِذا جُرِش بمشط. و
في حديث أَبي هريرة: لو رأَيتُ الوُعُول تَجْرُش ما بَينَ لابَتَيْها ما هِجْتُها.
يعني المدينة؛ الجَرْش: صوتٌ يحصل من أَكل الشي‏ء الخَشِن، أَراد لو رأَيتُها تَرْعى ما تعرَّضْتُ لها لأَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، حَرَّم صيدَها، و قيل هو بالسين المهملة بمعناه، و يروى بالخاء المعجمة و الشين المعجمة، و سيأْتي ذكره. و التَّجْرِيشُ: الجُوع و الهُزال؛ عن كراع. و رجل جَرِيش: نافِذ. و الجِرِشَّى، على مثال فِعِلَّى كالزِّمِكّى: النفْس؛ قال:
         بَكى جَزَعاً من أَن يَمُوتَ، و أَجْهَشَت             إِليه الجِرِشَّى، و ارْمَعَنَّ حَنِينُها

الحنين: البكاء. و مضى جَرْشٌ «6» من الليل، و حكي عن ثعلب: جَرَش، قال ابن سيدة: و لست منه على ثقة. و جَوْشٌ و جُؤْشُوشٌ: و هو ما بين أَوله إِلى ثُلُثه، و قيل: هو ساعة منه؛ و الجمع أَجْراش و جُروش، و السينُ المهملة في جرش لغة؛ حكاه يعقوب في البدل. و أَتاه بِجَرْشٍ من الليل أَي بآخِرٍ منه. و مضى جَرْش من الليل أَي هَوِيٌّ من الليل. و الجَرْش: الإِصابة، و ما جَرَش منه شيئاً و ما اجْتَرَشَ أَي ما أَصابَ. و جُرَش: موضع باليمن، و منه أَدِيم جُرَشِيٌّ. و في الحديث ذكر جُرَش، بضم الجيم و فتح الراء، مِخْلافٌ من مخاليف اليمن، و هو بفتحهما بلد بالشأْم، و لهما ذكر في الحديث. و جُرَشيَّة: بئر معروفة؛ قال بشر بن أَبي خازم:
         تَحَدُّرَ ماءِ البئرِ عن جُرَشِيَّة،             على جِرْبَةٍ، تَعْلو الدِّبارَ غُرُوبُها

__________________________________________________
 (6). قوله [و مضى جرش‏] هو بالتثليث و بالتحريك و كصرد.

272
لسان العرب6

جرش ص 272

و قيل: هي هنا دلو منسوبة إِلى جُرَش. الجوهري: يقول دُمُوعِي تَحدّرُ كتَحَدُّرِ ماء البئر عن دلو تَسْتَقي بها ناقة جُرَشِية لأَن أَهل جُرَش يَسْتَقُون على الإِبل. و جَرَشْت الشي‏ءَ إِذا لم تُنعِّم دقه، فهو جريش. و ملح جَرِيش: لم يَتَطَيَّب. و ناقة جُرَشِيَّة: حمراء. و الجُرَشِيُّ: ضرْب من العنب أَبيض إِلى الخضرة رقيق صغير الحبة و هو أَسرعُ العنب إِدراكاً، و زعم أَبو حنيفة أَن عناقيده طِوال و حبّه مُتَفرق، قال: و زعموا أَن العنقود منه يكون ذراعاً، و في العُنُوق حمراءُ جُرَشِية، و من الأَعناب عِنَبٌ جُرَشِيٌّ بالغٌ جيد ينسب إِلى جُرَش. و الجَرْش: الأَكل. قال الأَزهري: الصواب بالسين. و الجُرَشِيَّة: ضرب من الشعير أَو البرّ. و رجُل مُجْرَئِشُّ الجنبِ: منتفخه؛ قال:
         إِنك يا جَهْضَم ماهي القَلْب،             جافٍ عَريضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْب‏

و المُجْرَئِشُّ أَيضاً: المُجْتَمِع الجنب، و قيل: المُجْرَئِشّ الغليظُ الجنب الجافي، و قال الليث: هو المنتفخ الوسط من ظاهر و باطن. قال ابن السكيت: فرس مُجْفَر الجَنبين و مُجْرَئِشُّ الجنبين و حَوْشَب، كل ذلك انتفاخ الجنبين. أَبو الهذيل: اجْرَأَشّ إِذا ثابَ جِسْمُه بعد هُزال، و قال أَبو الدُّقَيش: هو الذي هُزِل و ظهرت عظامه؛ و قول لبيد:
         بَكَرَتْ به جُرَشِيَّة مقْطُورة
قال ابن بري في ترجمة حجر: أَراد بقوله جُرَشِيَّة ناقة منسوبة إِلى جُرَش. و جُرَش: إِن جعلته اسم بُقْعة لم تصرفه للتأْنيث و التعريف، و إِن جعلته اسم موضع فيحتمل أَن يكون معدولًا فيمتنع أَيضاً من الصرف للعدل و التعريف، و يحتمل أَن لا يكون معدولًا فينصرف لامتناع وجود العلتين. قال: و على كلّ حال تركُ الصرف أَسلمُ من الصرف، و هو موضع باليمن. و مقْطُورة: مطْلِيّة بالقَطِران. و في البيت عُلكُوم، و عُلْكُومٌ ضخمة، و الهاء في به تعود على غَرْب تقدم ذكرها.
جرنفش:
الجَرَنْفَش: العظيم الجَنْبَين من كلّ شي‏ء، و الأُنثى جَرَنْفَشة، و السين المهملة لغة. التهذيب في الخماسي عن أَبي عمرو: الجَرَنْفش العظيم من الرجال. الجوهري: الجَرَنْفَش العظيم الجنبين، و الجُرافِشُ، بضم الجيم، مثله؛ قال ابن بري: هذان الحرفان ذكرهما سيبويه و من تبعه من البصريين بالسين المهملة غير المعجمة، و قال أَبو سعيد السيرافي: هما لغتان.
جشش:
جَشَّ الحَبَّ يَجُشُّهُ جَشّاً و أَجَشَّهُ: دقّه، و قيل: طَحَنه طَحْناً غليظاً جرِيشاً، و هو جَشِيش و مَجْشوش. أَبو زيد: أَجْشَشْتُ الحَب إِجْشَاشاً. و الجَشِيش و الجَشِيشة: ما جُشَّ من الحب؛ قال رؤبة:
         لا يَتَّقي بالذُّرَقِ المَجْروش،             من الزُّوان، مَطْحَن الجَشِيش‏

و قيل: الجَشِيشُ الحبّ حين يُدق قبل أَن يُطْبخ، فإِذا طُبِخ فهو جَشِيشَة؛ قال ابن سيدة: و هذا فرق ليس بِقَويّ. و
في الحديث: أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، أَولَم على بعض أَزواجه بِجَشيشة.
؛ قال شمر: الجَشِيشُ أَن تُطْحَن الحِنْطةُ طَحْناً جَلِيلًا ثم تُنْصَب به القِدْر و يُلْقى عليها لَحْم أَو تَمْر فيُطْبخ، فهذا الجشيش، و يقال لها دَشِيشة،

273
لسان العرب6

جشش ص 273

بالدال، و
في حديث جابر: فَعَمَدْت إِلى شَعِيرٍ فَجَشَشْتُهُ.
أَي طَحَنته. و قد جَشَشْت الحِنْطة، و الجَرِيش مثله، و جَشَشْتُ الشي‏ء أَجُشُّهُ جَشّاً: دَقَقْته و كَسّرته، و السويق جَشِيش. الليث: الجَشّ طَحْن السويق و البُرّ إِذا لم يُجْعل دَقِيقاً. قال الفارسي: الجَشِيشة واحدة الجَشِيش كالسويقة واحدة السويق، و المِجَشّة: الرحى، و قيل: المِجَشَّة رحى صغيرة يُجَش بها الجشيشةُ من البر و غيره، و لا يقال للسَّوِيق جَشِيشَةٌ و لكن يقال جَذيذة. الجوهري: المجش الرحى التي يُطحن بها الجشيش. و الجَشَشُ و الجُشَّةُ: صوت غليظ فيه بُحّة يَخْرج من الخَياشِيم، و هو أَحد الأَصوات التي تُصاغ عليها الأَلْحان، و كانَ الخليل يقول: الأَصوات التي تُصَاغ بها الأَلْحانُ ثلاثة منها الأَجَشّ، و هو صوت من الرأْس يَخْرج من الخياشيم فيه غِلَظ و بُحَّة، فيتبع بِخَدِرٍ موضوع على ذلك الصوت بعينه ثم يتبع بِوَشْيٍ مثل الأَوّل فهي صياغته، فهذا الصوت الأَجَشّ، و قيل: الجَشَشُ و الجُشَّةُ شدة الصوت. و رَعْد أَجَشُّ: شديدُ الصوت؛ قال صخْر الغَيّ:
         أَجَشَّ رِبَحْلًا، له هَيْدَب،             يُكَشِّف لِلْحال رَيْطاً كَثِيفا

الأَصمعي: من السحاب الأَجَشّ الشديدُ الصوتِ صوت الرعْد. و فرسٌ أَجَشّ الصّوتِ: في صَهِيله جَشَش؛ قال لبيد:
         بأَجَشِّ الصوتِ يَعْبُوبٍ، إِذا             طَرَق الحَيُّ من الغَزوِ، صَهَل‏

و الأَجَشّ: الغليظُ الصوت. و سحابٌ أَجَشُّ الرعْدِ. و
في الحديث: أَنه سَمِعَ تَكْبيرة رجُلٍ أَجَشِّ الصوتِ.
أَي في صَوته جُشّة، و هي شِدّة و غِلَظ. و منه‏
حديث قُسّ: أَشْدَق أَجَشّ الصوت.
و قيل: فرس أَجَشُّ، هو الغليظُ الصهِيل و هو ما يُحْمد في الخيل؛ قال النجاشي:
         و نجَّى ابنَ حَرْبٍ سابِحٌ ذو عُلالة،             أَجَشُّ هَزِيمٌ، و الرِّماحُ دَوَاني‏

و قال أَبو حنيفة: الجشّاء من القِسيّ التي في صوتها جُشّة عند الرمْي؛ قال أَبو ذؤيب:
         و نَمِيمة من قائِصٍ مُتَلَبِّب،             في كفّه جَشْ‏ءٌ أَجَشُّ و أَقْطَع‏

قال: أَجَشّ فذكَّر و إِن كان صفة للجش‏ء، و هو مؤنث، لأَنه أَراد العُود. و الجَشَّة و الجُشَّة، لغتان: الجماعة من الناس، و قيل: الجماعة من الناس يُقبِلون معاً في نَهْضة. و جَشَّ القومُ: نفَروا و اجتمعوا؛ قال العجاج:
         بِجَشّة جَشّوا بها ممن نَفَر
أَبو مالك: الجَشَّة النَّهْضة. يقال: شَهِدْت جَشَّتَهم أَي نَهْضَتَهم، و دخَلَتْ جشَّة من الناس أَي جماعة. ابن شميل: جَشَّهُ بالعَصا و جَثَّه جشّاً و جثّاً إِذا ضَرَبه بها. الأَصمعي: أَجَشَّت الأَرضُ و أَبَشَّت إِذا التفَّ نَبْتُها. و جَشَّ البئرَ يَجُشّها جَشّاً؛ و جَشْجَشَها: نَقَّاها و قيل: جَشَّها كَنَسَها؛ قال أَبو ذؤيب يصف القبْر:
         يقولون لمَّا جُشَّتِ البِئرُ: أَورِدُوا،             و ليس بِها أَدْنى ذِفافٍ لِوارِد

قال: يعني به القبر. و جاء بعد جُشٍّ من الليل أَي قِطْعة. و الجُشُّ أَيضاً: ما ارتفع من الأَرض و لم يَبْلُغ أَن يكون جَبَلًا. و الجُشّ: النَّجَفَة فيه غِلَظ و ارتفاع. و الجَشَّاء: أَرضٌ سهْلة ذاتُ حَصًى تُسْتَصْلح لغَرْس النخل؛ قال الشاعر:

274
لسان العرب6

جشش ص 273

         من ماءِ مَحْنِيَة جاشَتْ بِجُمَّتِها             جَشَّاء، خالَطَتِ البَطْحاءَ و الجَبَلا

و جُشُّ أَعْيارٍ: موضِعٌ معروف؛ قال النابغة «1»:
         ما اضْطرَّكَ الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَدٍ،             تَخْتارُه مَعْقِلًا عن جُشّ أَعيار

و الجُشّ: الموضِع الخَشِنُ الحِجارَة. ابن الأَثير في هذه الترجمة
في حديث علي، كرم اللَّه وجهه: كان ينهى عن أَكْل الجِرِّيّ و الجِرِّيتِ.
و الجَشّاء؛ قيل: هُو الطِّحَالُ؛ و منه‏
حديث ابن عباس: ما آكُلُ الجَشَّاءَ من شَهْوتها، و لكن ليَعْلَم أَهلُ بيتي أَنها حَلال.
جعش:
الجُعْشُوش: الطَّويلُ، و قيل: الطويل الدَّقِيق، و قيل: الدَّمِيم القَصِيرُ الذَّري‏ءُ القَمِي‏ءُ منسوب إِلى قَمْأَةٍ و صِغَرٍ و قلَّةٍ؛ عن يعقوب، قال: و السين لغة، و قال ابن جني: الشين بدل من السين لأَنَّ السين أَعمُّ تصرُّفاً، و ذلك لدخولها في الواحد و الجمع جميعاً، فضيقُ الشين مع سعة السين يُؤْذِنُ بأَنَّ الشين بدلٌ من السين، و قيل: اللَّئِيم، و قيل: هو النَّحِيف الضامر؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال الشاعر:
         يا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَط،             لَيس بِجُعْشُوش و لا بأَذْوَط

و قال ابن حلزة:
         بنو لُخَيم و جَعَاشيش مُضَر
كل ذلك يقال بالشين و بالسين. و
في حديث طهفة: و يَبِس الجِعْش.
؛ قيل: هو أَصل النبات، و قيل: أَصل الصلِّيان خاصة و هو نبت معروف.
جفش:
جَفَش الشي‏ءَ يَجْفِشُه جَفْشاً: جَمَعَه؛ يمانية.
جمش:
الجَمْش: الصَّوتُ. أَبو عبيدة: لا يُسْمِعُ فلانٌ أُذُناً جَمْشاً يعني أَدنى صوتٍ؛ يقال لِلَّذي لا يَقْبَل نُصْحاً و لا رُشْداً، و يقال للمُتَغابي المُتَصامِّ عنك و عمَّا يلزمه. قال: و قال الكلابي لا تَسْمَعُ أُذُنٌ جَمْشاً أَي هم في شي‏ء يُصِمّهم يَشتغلون عن الاستماع إِليك، هذا من الجَمْش و هو الصوت الخفيّ. و الجَمْش: ضربٌ من الحَلْب لجَمْشها بأَطراف الأَصابع. و الجَمْش: المُغَازَلة ضرْبٌ بقَرْص و لعِب، و قد جَمَّشَه و هو يُجَمِّشها أَي يُقَرِّصُها و يُلاعِبُها. قال أَبو العباس: قيل للمُغازَلة تَجْميش من الجَمْش، و هو الكلام الخفيُّ، و هو أَن يقول لِهَواه: هَيْ هَيْ. و الجَمْش: حَلْق النُّورة؛ و أَنشد:
         حَلْقاً كحَلْق الجَمِيش‏

و جَمَش شَعره يَجْمِشُه و يَجْمُشه: حَلَقه. و جَمَشَت النُّورةُ الشعَرَ جَمْشاً: حَلَقَتْه، و جَمَشَتْ جِسْمَه: أَحْرَقَتْه. و نُورة جَمُوش و جَمِيش و رَكَبٌ جَمِيش: مَحْلوقٌ، و قد جَمَشه جَمْشاً؛ قال:
         قَدْ عَلِمَت ذاتُ جَمِيش، أَبْرَدُهْ             أَحْمَى من التنُّور، أَحْمَى مُوقِدُهْ‏

قال أَبو النجم:
         إِذا ما أَقْبَلَتْ أَحْوى جَمِيشاً،             أَتَيْتُ على حِيالِك فانْثَنَيْنا

أَبو عمرو: الدردان المَحْلوق «2». ابن الأَعرابي: قيل للرجُل جَمَّاش لأَنه يَطلب الرَّكَب الجَمِيش. و الجَمِيش: المكانُ لا نبت فيه: و
في الحديث: بخَبْت الجميش.
و الخَبْتُ المَفازَة، و إِنما قيل له‏
__________________________________________________
 (1). قوله [قال النابغة] كذا بالأَصل، و في ياقوت: قال بدر بن حزان يخاطب النابغة.
 (2). قوله [الدردان المحلوق‏] كذا بالأَصل.

275
لسان العرب6

جمش ص 275

جَمِيش لأَنه لا نبات فيه كأَنه حَلِيق. و سنة جَمُوش: تُحْرِقُ النبات. غيرُه: سنةٌ جَمُوشٌ إِذا احْتَلَقَت النبت؛ قال رؤبة:
         أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ‏
أَبو عمرو: الجِماشُ ما يُجْعَل تحت الطَّيِّ و الجال في القَلِيب إِذا طُوِيت بالحجارة، و قد جَمَشَ يَجْمُشُ و يَجْمِشُ. و
روي عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: لا يحلّ لأَحدكم من مالِ أَخيه شي‏ءٌ إِلا بِطِيبة نَفْسِه، فقال عمرو بن يثربيّ: يا رسول اللَّه، إِن لقيتُ غَنم ابن أَخي أَ أَجْتَزِرُ منها شاةً؟ فقال: إِن لقيتَها نَعْجَةً تَحْمِل شَفرةً و زناداً بِخَبْت الجَمِيش فلا تَهِجْها.
؛ يقال: إِنَّ خَبْتَ الجَمِيش صحراءُ واسعةٌ لا نبات لها فيكون الإِنسانُ بها أَشدَّ حاجةً إِلى ما يُؤكل، فقال: إِنْ لقِيتَها في هذا الموضع على هذه الحال فلا تَهِجْها، و إِنما خَصَّ خَبْتَ الجَمِيش بالذِّكْر لأَنَّ الإِنسانَ إِذا سلكه طالَ عليه و فَني زادُه و احتاج إِلى مال أَخيه المسلم، و معناه إِن عَرَضَت لك هذه الحالة فلا تَعَرَّضْ إِلى نَعَمِ أَخيك بوجْه و لا سبَب، و إِن كان ذلك سهلًا، و هو معنى قوله تحمل شفرة و زناداً أَي معها آلة الذبح و آلة الشيِّ، و هو مثل قولهم: حَتْفَها تَحْمِل ضَأْنٌ بأَظلافِها، و قيل: خَبْتُ الجَمِيش كأَنه جُمِش أَي حُلِق.
جنش:
جَنَشَتْ نَفْسي: ارتفَعَت من الخوف؛ قال:
         إِذا النفوس جَنَشَت عِنْد اللّحا

ابن الأَعرابي: الجَنْش نزْحُ البئر. أَبو الفرج السُّلَمي: جَنَش القومُ القومَ و جمَشُوا لهم أَي أَقبَلوا إِليهم؛ و أَنشد:
         أَقول لعبّاس، و قد جَنَشَت لنا             حُيَيٌّ، و أَفْلَتْنا فُوَيتَ الأَظافر

أَي فاتَ عن أَظفارنا. و في النوادر: الجَنْش الغِلظ؛ و قال:
         يَوْماً مُؤَامَرات يوماً للجَنَش‏
قال الأَزهري: و هو عِيدٌ لهم، قال: و يقال جَنَش فلانٌ إِليّ و جأَش و تَحَوَّرَ و هاشَ و أَرَزَ بمعنى واحد.
جهش:
جَهِش «1» و جَهَش للبُكاء يجهَش جَهْشاً و أَجْهَش، كلاهما، استعدَّ له و اسْتَعْبَرَ، و المُجْهِش الباكي نفْسُه. و جهَشت إِليه نفسُه جُهوشاً و أَجْهَشتْ، كلاهما: نَهَضت و فاظَت. و جَهَشت نفسي و أَجْهَشت إِذا نَهَضت إِليك و هَمَّت بالبُكاء. و الجَهْش: أَن يَفْزَع الإِنسان إِلى غيره و هو مع ذلك كأَنه يريد البكاء كالصبيّ يَفْزَع إِلى أُمه و أَبيه و قد تهيّأَ للبكاء؛ يقال: جَهَشَ إِليه يَجْهَشُ. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، كان بالحُدَيْبِية فأَصاب أَصحابَه عَطش، قالوا: فجَهَشنا إِلى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم.
؛ و كذلك الإِجْهَاش. قال أَبو عبيد: و فيه لغة أُخرى: أَجْهَشْتُ إِجْهَاشاً؛ و من ذلك قول لبيد:
         باتَتْ تشكَّى إِليَّ النفْسُ مُجْهِشة،             و قد حَملْتك سبْعاً بعد سَبْعِينا

و قال الأُموي: أَجهَش إِذا تهيَّأَ للبُكاء. و
في حديث المولد قال: فَسابَّني فأَجْهَشْت بالبُكاء.
؛ أَراد فخَنَقَني فتَهيأْت للبكاء. و جَهَشَ للشَّوق و الحُزْن: تَهيَّأَ. و جَهَشَ إِلى القوم جَهْشاً: أَتاهم. و الجَهْش: الصوت؛ عن كراع. و الذي رواه أَبو عبيد الجَمْش.
جوش:
الجَوش: الصَّدْر مثل الجُؤْشوش، و قيل: الجوش الصدرُ من الإِنسان و الليلِ، و مضى جَوْش من الليل أَي صدْر منه مثل جَرْش؛ قال رَبيعة بن‏
__________________________________________________
 (1). قوله [جهش‏] هو كسمع و منع كما في القاموس.

276
لسان العرب6

جوش ص 276

مَقْرُوم الضبّي:
         و فتيان صِدْقٍ قد صَبَحْتُ سُلافَةً،             إِذا الدِّيكُ في جَوْشٍ من الليل طَرَّبا

و جوش الليل: جَوزُه و وَسَطُه؛ قال ذو الرمة:
         تَلَوَّم هاه ها و قد مَضَى             من الليل جَوْش و اسْبَطَرّتْ كواكبُه «2»

التهذيب: جَوْشُ الليلِ من لَدُن رُبْعِه إِلى ثُلثه، و قال ابن أَحمر: مضى جَوْش من الليل. ابن الأَعرابي: جاش يَجُوش جَوْشاً إِذا سار الليلَ كلَّه؛ و قال مُرَّةُ بن عبد اللَّه:
         تَرَكْنا كُلَّ جِلْفٍ جَوْشَنِيٍّ،             عَظِيمِ الجَوْش مُنْتَفِخِ الصِّفاق‏

قال: الجَوْش الوسَط. و الجوشَنِيّ: العظيمُ الجنبين و البطنِ. و الصِّفاقُ: الذي يلي الجَوْف من جِلْد البَطن. و الجلْف: الجافي الخَلْق الذي لا عَقْلَ له، شُبِّه بالدَّنِّ الفارغ، و الدَّنُّ الفارغُ يقال له جلْف. و جَوْش: قبيلة أَو موضع. الجوهري: جَوْش موضع؛ و أَنشد لأَبي الطَّمَحان القيني:
         تَرُضُّ حَصَى مَعْزاءِ جَوْشٍ و أُكْمَهُ             بأَخْفافِها، رَضَّ النَّوى بالمَراضِخ‏

جيش:
جاشَت النفسُ تَجِيش جَيْشاً و جُيوشاً و جَيَشاناً: فاظَتْ. و جاشَتْ نفسِي جَيْشاً و جَيشاناً: غَثَتْ أَو دارَتْ لِلْغَّثَيان، فإِن أَردْتَ أَنها ارتفعَت من حُزن أَو فزَع قُلت: جَشَأَت. و
في الحديث: جاؤوا بِلَحْم فتَجَيَّشَتْ أَنفُسُ أَصحابِه.
أَي غَثَتْ، و هو من الارتفاع كأَنَّ ما في بطونهم ارتفع إِلى حُلوقهم فحَصل الغَثْيُ. و جاشت القِدْر تجِيش جَيْشاً و جَيَشاناً: غَلَت، و كذلك الصدْرُ إِذا لم يَقْدر صاحبه على حَبْس ما فيه. التهذيب: و الجَيشان جَيَشان القِدْر. و كلّ شي‏ء يَغْلي، فهو يَجِيش، حتى الهَمّ و الغُصَّة في الصدْر؛ قال ابن بري: و ذكر غير الجوهري أَنَّ الصحيح جاشت القِدْر إِذا بَدَأَتْ أَن تَغْلي و لم تَغْلِ بعْدُ؛ قال: و يشهد بصحة هذا قول النابغة الجعدي:
         تَجيشُ علينا قِدْرهم فنُدِيمُها،             و نَفْثَؤُها غَنَّا إِذا حَمْيُها غلى‏

أَي نُسكِّنُ قِدْرَهم، و هي كناية عن الحرب، إِذا بدأَت أَن تغلي، و تسكينها يكون إِما بإِخراج الحطب من تحت القدرِ أَو بالماء البارد يُصَبُّ فيها، و معنى نديمها نُسَكّنها؛ و منه‏
الحديث: لا يَبُولَنَّ أَحدكم في الماء الدائم.
أَي الساكن،
ثم قال: و نَفْثَؤُها عنَّا إِذا غلت و فارت و ذلك بالماء البارد.
و
في حديث الاسْتِسقاء: و ما يَنزِل حتى يَجِيشَ كلُّ مِيزابٍ.
أَي يتدَفَّق و يجري بالماء. و منه‏
الحديث: ستكُون فِتْنة لا يَهْدأُ منها جانبٌ إِلا جاشَ منها جانب.
أَي فارَ و ارتفع. و
في حديث علي رضوان اللَّه عليه، في صفة النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: دامِغ جَيْشاتِ الأَباطِيل.
؛ هي جمع جَيْشة و هي المرَّة من جاشَ إِذا ارتفع. و جاشَ الوادي يَجِيش جَيشاً: زَخَر و امتدَّ جدّاً. و جاشَ البحر جَيشاً: هاجَ فلم يُسْتَطع رُكوبُه. و جاشَ الهمُّ في صدْره جيْشاً: مُثِّلَ بذلك. و جاشَ صدْرُه يَجِيش إِذا غَلى غَيْظاً و دَرَداً. و جاشتْ نفْس الجبان و جَأَشت إِذا همَّت بالفرار. و
في حديث البراء بن مالك: و كأَنَّ نفْسي جاشَت.
أَي ارتاعت و خافت. و جأْش النفس: رُوَاعُ القَلب إِذا اضطرب، مذكور في جأَش. و الجَيْش: واحد الجُيُوش. و الجَيش: الجُنْد،
__________________________________________________
 (2). قوله [تلوم هاه ها إلخ‏] هو كذلك في الأَصل.

277
لسان العرب6

جيش ص 277

و قيل: جماعة الناس في الحَرْب، و الجمع جُيُوش. التهذيب: الجَيْش جُنْد يسيرون لحرب أَو غيرها. يقال: جَيَّش فلان أَي جمع الجُيُوش، و اسْتَجاشَه أَي طَلب منه جيشاً. و
في حديث عامر بن فُهَيرة: فاسْتَجاشَ عليهم عامرُ بن الطفَيل.
أَي طَلب لهم الجيشَ و جمَعَه عليهم. و الجِيشُ: نباتٌ له قُضْبان طِوالٌ خُضْرٌ و له سَنِفَةٌ كثيرة طِوال ممْلوءة حَبّاً صِغاراً، و الجمع جُيُوش. و جَيْشان: موضع معروف؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابي:
         قامت تَبَدَّى لك في جَيْشانِها
لم يفسره، قال ابن سيدة: و عندي أَنه أَراد في جَيَشانها أَي قُوَّتِها و شبابِها فسكَّن للضرورة، و سيأْتي تفسير قولهم فلان عيش و جيش في موضعه. و ذات الجَيْش: موضع؛ قال أَبو صخر الهذلي:
         لِلَيْلى بِذات البَيْن دارٌ عَرفتُها،             و أُخْرَى بذات الجَيْش آياتُها سَفْر

فصل الحاء المهملة
حبش:
الحَبَش: جِنْس من السُّودان، و هم الأَحْبُش و الحُبْشان مثل حمَل و حُمْلان و الحَبِيش، و قد قالوا الحَبَشة على بناء سَفَرة، و ليس بصحيح في القياس لأَنه لا واحدَ له على مثال فاعِل، فيكون مكسراً على فَعَلة؛ قال الأَزهري: الحَبَشة خطأٌ في القياس لأَنك لا تقول للواحد حابِش مثل فاسق و فسقة، و لكن لما تُكُلِّم به سار في اللغات، و هو في اضطرار الشعر جائز. و
في الحديث: أُوصيكم بتقوى اللَّه و السمعِ و الطاعةِ و إِنْ عَبْداً حَبَشِيّاً.
أَي أَطيعوا صاحبَ الأَمْر و إِن كان عبداً حبشياً، فحذف كان و هي مرادة. و الأُحبوش: جماعة الحبش؛ قال العجاج:
         كأَنَّ صِيرانَ المَهَا الأَخْلاط             بالرمل أُحْبُوشٌ من الأَنْباط

و قيل: هم الجماعة أيّاً كانوا لأَنهم إِذا تجمَّعوا اسْودُّوا. و
في حديث خاتم النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: فيه فَصٌّ حَبَشِيٌّ.
؛ قال ابن الأَثير: يحتمل أَنه أَراد من الجِزْع أَو العَقِيق لأَنَّ معدِنَهما اليَمَنُ و الحَبَشة أَو نوعاً آخر ينسب إِليها. و الأَحابِيشُ: أَحْياءٌ من القارَة انضمُّوا إِلى بني لَيث في الحرب التي وقعت بينهم و بين قريش قبل الإِسلام، فقال إِبْليس لقريش: إِني جارٌ لكم من بني ليث، فواقَعُوا دَماً؛ سُمُّوا بذلك لاسْوِدادهم؛ قال:
         لَيْث و دِيل و كَعْب و الذي ظأَرَتْ             جَمْعُ الأَحابِيش، لما احْمَرَّت الحَدَق‏

فلما سُمّيت تلك الأَحياءُ بالأَحابيش من قِبَل تجمُّعِها صار التَّحْبيش في الكلام كالتجميع. و حُبْشِيّ: جبَل بأَسفل مكة يقال منه سمي أَحابيشُ قريش، و ذلك أَن بَني المُصطلق و بني الهَوْن بن خُزيمة اجتمعوا عنده فحالفوا قريشاً، و تحالفوا باللَّه إِنَّا لَيَدٌ على غيرِنا ما سَجا لَيْلٌ و وَضَحَ نهار و ما أَرْسَى حُبْشيٌّ مَكانَه، فسُمّوا أَحابيش قُريش باسم الجبل؛ و منه‏
حديث عبد الرحمن بن أَبي بكر: أَنه مات بالحُبْشيّ.
؛ هو بضم الحاء و سكون الباء و كسر الشين و التشديد، موضع قريب من مكة، و قيل: جبل بأَسفل مكة. و
في حديث الحُدَيبية: أَن قريشاً جمَعوا ذلك جمعَ الأَحابيش.
؛ قال: هم أَحياء من القارة. و أَحْبَشَت المرأَةُ بوَلدها إِذا جاءت به حَبَشِيَّ اللَّون. و ناقة حَبَشِيَّة: شديدة السواد. و الحُبْشِيَّة: ضَرْب من النمل سُودٌ عِظامٌ لمَّا جُعِل ذلك اسماً لها غَيَّروا اللفظ ليكون فرقاً بين النسبة و الاسم، فالاسم حُبْشِيَّة

278
لسان العرب6

حبش ص 278

و النسب حَبَشِية. و روضة حَبَشِية: خضراء تَضْرِب إِلى السَّواد؛ قال إمرؤ القيس:
         و يَاْكُلْن بُهْمَى جَعْدَةً حَبَشِيَّة،             و يَشْرَبْن بَرْدَ الماءِ في السَّبَرات‏

و الحُبْشانُ: الجراد الذي صار كأَنه النّمل سَواداً، الواحدةُ حَبَشِيَّة؛ هذا قول أَبي حنيفة، و إِنما قياسه أَن تكون واحدتَه حُبْشانَةٌ أَو حَبْشٌ أَو غير ذلك مما يصلح أَن يكون فُعْلان جَمْعَه. و التحَبُّش: التجمُّع. و حَبَش الشي‏ءَ يَحْبشُه حَبْشاً و حَبَّشَه و تحَبَّشَه و احْتَبَشه: جمعه؛ قال رؤبة:
         أُولاك حَبَّشْتُ لهم تَحْبِيشِي‏
و الاسم الحُباشة. و حَبَشْت له حُباشة إِذا جَمَعْت له شيئاً، و التَّحْبيش مثله. و حُباشات العَيْر: ما جمع منه، واحدتُها حُباشة. و احْتَبش لأَهلِه حُباشَةً: جَمَعها لهم. و حَبَشْت لعيالي و هَبَشْت أَي كسبْتُ و جمعْتُ، و هي الحُباشة و الهُباشة؛ و أَنشد لرؤبة:
         لو لا حُباشاتٌ من التَّحْبِيش             لِصِبْية كأَفْرُخ العُشُوش‏

و في المجلس حُباشات و هُباشات من الناس أَي ناسٌ ليسُوا من قبيلة واحدة، و هم الحُباشة الجماعة، و كذلك الأُحْبوش و الأَحابيش، و تحبَّشوا عليه: اجتمعوا، و كذلك تَهبَّشوا. و حَبَّش قومَه تحبيشاً أَي جمعهم. و الأَحْبَش: الذي يأْكل طعام الرجُل و يجلس على مائدته و يُزَيّنه. و الحَبَشِيّ: ضرْب من العِنَب. قال أَبو حنيفة: لم يُنْعت لنا. و الحَبَشِيّ: ضرْب من الشعير سُنْبُله حرفان و هو حَرِش لا يؤكل لخشونته و لكنه يصلح للعلف. و من أَسماء العُقاب: الحُباشيَّة و النُّسارِيَّة تُشَبَّه بالنسر. و حَبَشِية: اسم امرأَة كان يزيدُ بن الطثَرِيّة يتحدث إِليها. و حُبَيْش: طائر معروف جاء مصغَّراً مثل الكُمَيت و الكُعَيت. و حبيش «1»: اسم.
حتش:
الأَزهري خاصة: قال الليث في كتابه حَتَش يَنْظُر فيه، قال: و قال غيره حَتَش إِذا أَدام النظر، و قيل: حَتَش القومُ و تَحَتْرشوا إِذا حَشَدوا.
حترش:
الحِتْرِشُ و الحُتْرُوش: الصغير الجسم النَّزِق مع صلابة. ابن الأَعرابي: يقال للغلام الخفيفِ النشِيطِ حُتْروش. الجوهري: الحُتْروش القصير. و قولهم: ما أَحسَنَ حَتَارِشَ الصبيّ أَي حركاتِه. و سمعت للجراد حَتْرَشَة إِذا سمعت صوت أَكْله. و تَحَتْرَشَ القومُ: حَشَدوا. يقال: حَشَد القومُ و حَشَكُوا و تَحَتْرَشُوا بمعنى واحد. و يقال: سعى فلان بين القوم فتَحَتْرَشُوا عليه فلم يدركوه أَي سَعَوا و عَدَوْا عليه. و حِتْرِش: من أَسماء الرجال. و بنو حِتْرِش. بطْنٌ من بني مُضَرّس و هم من بني عقيل.
حرش:
الحَرْش و التَحْرِيش: إِغراؤُك الإِنسانَ و الأَسد ليقع بقِرْنِه. و حَرَّش بينهم: أَفْسد و أَغْرى بعضَهم ببَعض. قال الجوهري: التحريش الإِغراء بين القوم و كذلك بين الكلاب. و
في الحديث: أَنه نهى عن التحْريش بين البهائم.
هو الإِغراء و تهييج بعضها على بعض كما يُفْعل بين الجمال و الكِباش و الدُّيُوك و غيرها. و منه‏
الحديث: إِن الشيطان قد يَئِس أَنْ يُعْبَد في‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و حبيش‏] هو كأَمير و زبير.

279
لسان العرب6

حرش ص 279

جزيرة العَرَب و لكن في التَّحريش بينهم.
أَي في حَمْلهم على الفِتَنِ و الحُروب. و أَما الذي ورد
في حديث عليّ، رضوان اللَّه عليه، في الحج: فذهبْتُ إِلى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، مُحَرِّشاً على فاطمةَ.
فإِن التحريش هاهنا ذكرُ ما يُوجِب عتابَه لها. و حَرَشَ الضبَّ يَحْرِشُه حَرْشاً و احْتَرَشَه و تَحَرَّشَه و تحرَّش به: أَتى قَفا جُحْرِه فَقَعْقَعَ بِعصاه عليه و أَتْلَج طَرَفها في جُحْره، فإِذا سمع الصوتَ حَسِبَه دابّة تريد أَن تدخل عليه، فجاء يَزْحَل على رِجْليه و عجُزِه مُقاتلًا و يضرب بذنَبه، فناهَزَه الرجُلُ أَي بادره فأَخَذ بذنَبه فضَبَّ عليه أَي شد القَبْض فلم يقدر أَن يَفِيصَهُ أَي يُفْلِتَ منه؛ و قيل: حَرْشُ الضب صَيْدُه و هو أَن يُحَكَّ الجُحْر الذي هو فيه يُتَحرَّشُ به، فإِذا أَحسَّه الضبّ حَسِبَه ثُعْباناً، فأَخْرَج إِليه ذنبَه فيُصاد حينئذ. قال الفارسي: قال أَبو زيد: يقال لُهوَ أَخْبَثُ من ضبٍّ حَرَشْته، و ذلك أَن الضبَّ ربما اسْتَرْوَحَ فَخَدَع فلم يُقْدر عليه، و هذا عند الاحتراش، الأَزهري: قال أَبو عبيد و من أَمثالهم في مخاطبة العالم بالشي‏ء من يريد تعليمه: أَ تُعْلِمُني بضبٍّ أَنا حَرَشْتُه؟ و نَحْوٌ منه قولهم: كمُعَلِّمةٍ أُمَّها البِضَاع. قال ابن سيدة: و من أَمثالهم: هذا أَجَلُّ من الحَرْش؛ و أَصل ذلك أَنّ العرب كانت تقول: قال الضبّ لابنه يا بُنَيّ احذَر الحَرْش، فسمع يوماً وقْعَ مِحْفارٍ على فَمِ الجُحر، فقال: بابَهْ «1» أَ هذا الحَرْشُ؟ فقال: يا بُنَيّ هذا أَجلّ من الحَرْش؛ و أَنشد الفارسي قول كُثَيّر:
         و مُحْتَرِش ضَبَّ العَدَاوَة مِنْهمُ،             بِحُلْو الخَلى، حَرْشَ الضِّباب الخَوادِع‏

يقال: إِنه لَحُلْو الخَلى أَي حُلْو الكلام؛ و وَضَع الحَرْشَ موضعَ الاحتراش لأَنَّه إِذا احْتَرَشَه فقد حَرَشَه؛ و قيل: الحَرْش أَنْ تُهَيِّج الضبَّ في جُحْره، فإِذا خرج قريباً منك هَدَمْتَ عليه بَقِيَّة الجحر، تقول منه: أَحْرَشْت الضبّ. قال الجوهري: حَرَشَ الضبَّ يَحْرِشه حَرْشاً صادَه، فهو حارش للضِّباب، و هو أَن يُحَرّك يده على جحره ليظُنَّه حَيَّة فيُخْرِج ذَنَبَه ليضْرِبَها فيأْخُذه. و منه‏
الحديث: أَن رجلًا أَتاه بِضباب احْتَرَشها.
؛ قال ابن الأَثير: و الاحتراش في الأَصل الجَمْع و الكسْب و الخِداع. و
في حديث أَبي حَثْمة في صفة التّمْر: و تُحْتَرَشُ به الضِّبابُ.
أَي تُصطاد. يقال: إِن الضبَّ يُعْجَب بالتمر فيُحِبّه. و
في حديث المسور: ما رأَيت رجُلًا ينفِر من الحَرْش مثلَه.
يعني معاوية، يريد بالحَرْش الخديعةَ. و حارَشَ الضبُّ الأَفعى إِذا أَرادت أَن تَدْخل عليه فَقاتَلَها. و الحَرْش: الأَثَر، و خص بعضهم به الأَثَر في الظَّهْر، و جمعه حِرَاش؛ و منه رِبْعِيّ بنُ حِراش و لا تقل خِراش، و قيل: الحِرَاش أَثَر الضرْب في البَعِير يبْرأُ فلا يَنْبُت له شَعر و لا وَبر. و حَرَش البعِيرَ بالعصا: حَكَّ في غارِبِه ليَمْشِيَ؛ قال الأَزهري: سمعت غير واحد من الأَعراب يقول للبعير الذي أَجْلَب دبَرُه في ظَهره: هذا بعير أَحْرَش و به حَرَش؛ قال الشاعر:
         فَطَار بِكَفِّي ذو حِرَاش مُشَمِّرٌ،             أَحَذُّ ذلاذِيل العَسِيب قصِير

أَراد بذي حِرَاش جَمَلًا به آثار الدَّبر. و يقال: حَرَشْت جَرَبَ البعير أَحْرِشُهُ حَرْشاً و خَرَشته خَرْشاً إِذا حكَكْتَه حتى تقشَّر الجلد الأَعلى فيَدْمى‏
__________________________________________________
 (1). قوله [بابه‏] هكذا بالأَصل، و في القاموس: يا أَبت إلخ.

280
لسان العرب6

حرش ص 279

ثم يُطْلى حينئذ بالهِناء، و قال أَبو عمرو: الحَرْشَاء من الجُرْب التي لم تُطْل؛ قال الأَزهري: سميت حَرْشاءَ لخشونة جلدها؛ قال الشاعر:
         و حَتى كأَنِّي يَتَّقي بيْ مُعبَّد،             بِه نُقْبة حرشاءُ لم تَلْق طاليا

و نُقْبة حرشاء: و هي الباثِرة التي لم تُطْل. و الحارِش: بُثُور تخرج في أَلسِنَة الناس و الإِبلِ، صفة غالبة. و حَرَشَه، بالحاء و الخاء جميعاً، حَرْشاً أَي خدشه؛ قال العجاج:
         كأَنَّ أَصواتَ كِلابٍ تهْتَرشْ،             هاجَتْ بوَلْوَالٍ و لَجَّت في حَرَشْ‏

فحرَّكه ضرورة. و الحَرْشُ: ضَرْب من البَضْع و هي مُسْتَلْقِية. و حَرَشَ المرأَة حَرْشاً: جامعها مستلقية على قفَاها. و احْتَرَشَ القَومُ: حَشَدُوا و احْتَرَشَ الشي‏ءَ: جَمَعه و كَسَبَه؛ أَنشد ثعلب:
         لوْ كُنْتَ ذا لُبٍّ تَعِيشُ به،             لَفَعَلْتَ فْعلَ المَرْء ذي اللُّبّ‏
             لَجَعَلْتَ صالِحَ ما احْتَرَشْتَ، و ما             جَمَّعْتَ من نَهْبٍ، إِلى نَهْب‏

و الأَحْرَشُ من الدنانِير: ما فيه خُشُونة لِجدَّتِه؛ قال:
         دَنانِيرُ حُرْشٌ كلُّها ضَرْبُ واحِد

و
في الحديث: أَنَّ رجُلًا أَخَذ من رجُل آخَرَ دَنانيرَ حُرْشاً.
؛ جمع أَحْرش و هو كلّ شي‏ءٍ خشن، أَراد أَنها كانت جَديدة فَعَليْها خُشونة النَّقْش. و دَراهِمُ حُرْشٌ: جِيادٌ خُشْنٌ حَديثة العَهد بالسِّكَّة. و الضبُّ أَحْرَشُ، و ضبٌّ أَحْرش: خَشِنُ الجِلْدِ كأَنَّه مُحَزَّز. و قيل: كلُّ شي‏ء خشِنٍ أَحْرشُ و حَرِشٌ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة، و أُراها على النسب لأَنّي لم أَسمع له فِعْلًا. و أَفْعى حَرْشاءُ: خشِنة الجِلْدة، و هي الحَريِش و الحِرْبيش؛ الأَزهري أَنشد هذا البيت:
         تَضْحَكُ مِني أَنْ رَأَتْني أَحْتَرِشْ،             و لَوْ حَرَشْتِ لكَشَفْتُ عن حِرِش‏

قال: أَراد عن حِرِكْ، يَقْلبون كاف المخاطبة للتأْنيث شِيناً. و حيَّة حَرْشاء بيّنة الحَرَشِ إِذا كانت خشنة الجلد؛ قال الشاعر:
         بِحَرْشاء مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِيحَها،             إِذا فَزِعَتْ، ماءٌ أُرِيقَ على جَمْر

و الحَرِيشُ: نوع من الحيات أَرْقَط. و الحَرْشاء: ضرب من السُّطَّاح أَخضرُ ينبت مُتِسَطِّحاً على وجه الأَرض و فيه خُشْنَة؛ قال أَبو النجم:
         و الخَضِر السُّطّاح من حَرْشائِه‏
و قيل: الحَرْشاء من نبات السهل و هي تنبت في الديار لازِقة بالأَرض و ليست بشي‏ء، و لو لَحِسَ الإِنسان منها ورقةً لزِقت بلسانه، و ليس لها صَيُّور؛ و قيل: الحَرْشاء نَبْتة مُتَسَطِّحة لا أَفنان لها يَلْزَمُ ورقُها الأَرضَ و لا يمتدُّ حِبالًا غير أَنه يرتفع لها من وسَطِها قصبة طويلة في رأْسها حَبَّتها. قال الأَزهري: من نبات السهل الحَرْشاءُ و الصَّفْراء و الغَبْراء، و هي أَعشاب معروفة تَسْتَطِيبُها الراعية. و الحَرْشاء: خَرْدَل البَرِّ. و الحَرْشاء: ضرب من النبات؛ قال أَبو النجم:
         و انْحَتَّ من حَرْشاء فَلْجٍ خَرْدَلُهْ،             و أَقْبَلَ النَّمْلُ قِطاراً تَنْقُلُه‏

281
لسان العرب6

حرش ص 279

و الحَرِيش: دابة لها مخالب كمخالب الأَسد و قَرْنٌ واحد في وسَطِ هامَتِها، زاد الجوهري: يسميها الناس الكَرْكَدّن؛ و أَنشد:
         بها الحَرِيشُ و ضِغْزٌ مائِل ضَبِرٌ،             يَلْوي إِلى رَشَحٍ منها و تَقْلِيص «2»

قال الأَزهري: لا أَدري ما هذا البيت و لا أَعرف قائله؛ و قال غيره:
         و ذو قَرْنٍ يقال له حَرِيش‏
و روى الأَزهري عن أَشياخه قال: الهِرْميس الكَرْكَدّن شي‏ء أَعظمُ من الفيل له قَرْن، يكون في البحر أَو على شاطئه، قال الأَزهري: و كأَن الحَرِيش و الهِرْميس شي‏ء واحد، و قيل: الحَرِيش دُوَيْبَّة أَكبرُ من الدُّودة على قدر الإِصبع لها قوائم كثيرة و هي التي تسمى دَخّالَةَ الأُذُن. و حَرِيش: قَبِيلة من بني عامر، و قد سمَّت حَرِيشاً و مُحَرِّشاً و حِراشاً.
حربش:
أَفْعى حِرْبِشٌ و حِرْبيشٌ: كثيرة السّمّ خَشِنة المسّ شديدة صوتِ الجسدِ إِذا حَكَّت بعضها ببعض مُتَحَرِّشة. و الحِرْبِيش: حية كالأَفعى ذاتُ قَرْنَين؛ قال رؤبة:
         غَضْبى كأَفعى الرِّمْثة الحِرْبِيش‏

ابن الأَعرابي: هي الخَشْناء في صوتِ مشيها. الأَزهري: الحِرْبِش و الحِرْبِشة الأَفعى، و ربما شدَّدُوا فقالوا: حِرِبِّش و حِرِبِّشة. أَبو خيرة: من الأَفاعي الحِرْفش و الحَرافش و قد يقول بعضُ العرب الحِرْبِش؛ قال و من ثم قالوا:
         هل بلد الحِرْبِشِ إِلَّا حِرْبِشا؟

حرفش:
احْرَنْفش الدِّيكُ: تَهَيَّأَ للقتال و أَقام ريشَ عُنُقِه، و كذلك الرجُل إِذا تهيَّأَ للقتال و الغضب و الشرّ، و ربما جاء بالخاء المعجمة. و قال هرم بن زيد الكلبي: إِذا أَحيا النَّاسُ فَأَخْصَبُوا قلنا قد أَكْلأَت الأَرضُ و أَخْصَبَ الناسُ و احْرَنْفَشَت العَنْزُ لأُخْتها و لَحِسَ الكلبُ الوَضَرَ، قال: و احْرِنْفاشُ العنْزِ ازبِيرارُها و تَنَصُّبُ شَعرِها و زيفَانُها في أَحد شِقَّيْها لتَنْطَحَ صاحبتَها، و إِنما ذلك من الأَشَرِ حِينَ ازْدَهَت و أَعْجَبَتْها نفسُها، و تَلَحُّسُ الكلب الوَضَر لما يُفْضِلُون منه و يَدعُون من خِلاصِ السَّمْن فلا يأْكلونه من الخِصْبِ و السَّنَقِ، و احْرَنْفَشَ الكلبُ و الهرُّ تهيَّأَ لمثل ذلك، و احْرَنْفَشَتِ الرجال إِذا صرع بعضهم بعضاً. و المُحْرَنْفِشُ: المُتَقَبِّضُ الغضبان. و احْرَنْفَش للشرّ: تهيّأَ له. أَبو خيرة: من الأَفاعي الحِرْفش و الحرافش.
حشش:
الحَشِيش: يابِسُ الكَلإِ، زاد الأَزهري: و لا يقال و هو رطب حَشِيش، واحدته حَشِيشة، و الطَّاقة منه حَشِيشة، و الفِعْل الاحْتِشاش. و أَحَشَّ الكلأُ: أَمْكَنَ أَن يُجْمع و لا يقال أَجَزَّ. و أَحَشَّت الأَرضُ: كثر حَشِيشُها أَو صار فيها حَشِيش. و العُشْبُ: جِنْس لِلْخَلى و الحشِيش، فالخَلى رَطْبُه، و الحشِيشُ يابِسُه؛ قال ابن سيدة: هذا قول جمهور أَهل اللغة، و قال بعضهم: الحشِيش أَخْضَرُ الكلإِ و يابسُه؛ قال: و هذا ليس بصحيح لأَن موضوعَ هذه الكلمة في اللغة اليُبْس و التقَبُّض. الأَزهري: العرب إِذا أَطْلَقوا اسم الحشِيش عَنَوْا به الخَلى خاصَّة، و هو أَجْوَدُ عَلَفٍ يَصْلُح الخَيْلُ عليه، و هي من خَيْر مراعِي النَّعَم، و هو عُرْوَةٌ في الجَدْب و عُقْدة في الأَزَمات، إِلا أَنه إِذا حالت‏
__________________________________________________
 (2). قوله [يلوي إلى رشح‏] هكذا أَنشده هنا و أَنشده في مادة ضغز يأْوي إِلى رشف.

282
لسان العرب6

حشش ص 282

عليه السنة تغَيَّر لونُه و اسْودَّ بعد صُفرتِه، و احْتَوَتْه النَّعَم و الخَيل إِلا أَن تُمْحِلَ السنة و لا تُنْبِتَ البقلَ، و إِذا بدا القومُ في آخر الخَريف قبل وقوع ربيع بالأَرض فَظَعَنُوا مُنْتجِعين لم ينزلوا بلداً إِلا ما فيه خَلًى، فإِذا وقع ربيع بالأَرض و أَبْقَلَت الرّياضُ أَغْنَتْهم عن الخلى و الصِّلّيان. و قال ابن شميل: البقْلُ أَجْمَع رَطْباً و يابساً حشيشٌ و علَفٌ و خَلًى. و يقال: هذه لُمْعَة قد أَحَشَّت أَي أَمكنت لأَنْ تُحَشَّ، و ذلك إِذا يَبِست، و اللُّمْعة من الخَلى، و هو المَوْضع الذي يكثر فيه الخلى، و لا يقال له لُمْعة حتى يصفَرَّ أَو يَبْيَضَّ؛ قال الأَزهري: و هذا كلام كله عربي صحيح. و المَحَشّ و المَحَشَّة: الأَرض الكثيرة الحَشِيش. و هذا مَحَشُّ صِدْقٍ: لِلْبَلَد الذي يَكثُر فيه الحشيش. و فلان بمَحَشِّ صِدْقٍ أَي بموضع كثير الحشيش، و قد يقال ذلك لمن أَصاب أَيَّ خَيرٍ كان مَثَلًا به؛ يقال: إِنَّك بمَحَشّ صِدْق فلا تبْرحْه أَي بموضع كثير الخير. و حَشّ الحَشِيشَ يَحُشُّه حشّاً و احْتَشَّه، كِلاهما: جَمَعَه. و حَشَشْت الحشيش: قطعْتُه، و احْتَشَشْتُه طلَبْتُه و جَمَعْته. و
في الحديث: أَنَّ رجُلًا من أَسْلَمَ كان في غُنَيْمة له يَحُشُّ عَلَيها.
و قالوا: إِنما هو يَهُشُّ، بالهاء، أَي يَضْرب أَغْصانَ الشجَر حتى يَنْتَثِرَ ورَقُها من قوله تعالى: وَ أَهُشُّ بِها عَلى‏ غَنَمِي، و قيل: إِنَّ يَحُشُّ و يَهُشّ بمعنًى، و هو مَحْمول على ظاهره من الحَشِّ قَطْعِ الحَشِيش. يقال: حشّه و احْتَشَّه و حَشَّ على دابَتِه إذا قَطَع لها الحشيش. و
في حديث عُمَر، رضي اللَّه عنه: أَنه رَأَى رجُلًا يَحْتَشّ في الحَرَم فَزَبَرَهُ.
؛ قال ابن الأَثير: أَي يأْخُذ الحشيش و هو اليابس من الكَلإِ. و الحُشّاش: الذين يَحْتَشُّون. و المِحَشّ و المَحَشّ: مِنجل ساذَجٌ يُحَشُّ به الحشيش، و الفتح أَجود، و هُما أَيضاً الشي‏ء الذي يُجْعل فيه الحشيش. و قال أَبو عبيد: المِحَشّ ما حُشّ به، و المَحَشّ الذي يُجْعل فيه الحشيش، و قد تُكْسر ميمُه أَيضاً. و الحِشَاش خاصّة: ما يوضع فيه الحشيش، و جمْعُه أَحِشَّة. و
في حديث أَبي السَّلِيل: قال جاءت ابْنةُ أَبي ذَرّ عليها مِحَشّ صُوفٍ أَي كساءٌ خَشن خَلَقٌ.
و هو من المِحَشّ و المَحَشّ، بالفتح و الكسر، و الكِساء الذي يوضع فيه الحَشِيش. و حَشَشْت فَرَسي: أَلْقَيْتُ له حَشِيشاً. و حَشّ الدابة يحُشّها حشّاً: علَفَها الحشيشَ. قال الأَزهري: و سمعت العرب تقول للرجل: حُشَّ فَرَسَك. و في المثل «1»: أَحُشُّكَ و تَرُوثُني، يَعْني فرسَه، يُضْرَبُ مثَلًا لكلّ من اصطُنِع عنده معروفُ فكافَأَه بضِدِّه أَوْ لَمْ يَشْكُرْه و لا نَفَعه. و قال الأَزهري: يُضْرب مثَلًا لمن يُسِي‏ء إِليك و أَنت تُحْسن إِليه. قال الجوهري: و لَوْ قيل بالسين لم يَبْعُدْ، و معنى أَحُشّك أَ فَأَحُشّ لك، و يكون أَحُشُّك أَعْلِفُك الحشيش، و أَحَشَّه: أَعانَه على جَمْع الحشيش. و حَشَّت اليَدُ و أَحَشَّت و هي مُحِشّ: يَبِسَت، و أَكثر ذلك في الشَّلَلِ. و حُكِي عن يونس: حُشَّت، على صِيغة ما لم يُسمَّ فاعلُه، و أَحَشَّها اللَّه. الأَزهري: حَشَّت يدُه تَحِشُّ إِذا دقَّت و صغُرت، و اسْتَحَشَّتْ مثله. و حَشَّ الولَدُ في بطْن أُمِّه‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و في المثل إلخ‏] في شرح القاموس: ثم إِن لفظ المثل هكذا هو في الصحاح و التهذيب و الأَساس و المحكم، و رأيت في هامش الصحاح ما نصه: و الذي قرأته بخط عبد السلام البصري في كتاب الأَمثال لأَبي زيد: أَحشّك و تروثين، و قد صحح عليه.

283
لسان العرب6

حشش ص 282

يَحِشُّ حَشّاً و أَحَشَّ و استحَشَّ: جُووِزَ به وقْت الوِلادة فيَبِسَ في البَطْن، و بعضهم يقول: حُشَّ، بضمِّ الحاء. و أَحَشَّت المرأَة و الناقة و هي مُحِشّ: حَشَّ ولدُها في رحِمِها أَي يَبِسَ و أَلْقَتْه حَشًّا و مَحْشُوشاً و أُحْشُوشاً أَي يابساً، زاد الأَزهري: و حَشِيشاً إِذا يبس في بطنها. و
في الحديث: أَن رجُلًا أَراد الخروج إِلى تبوك فقالت له أُمُّه أَو امرأَته: كيف بالوَدِيِّ؟ فقال: الغَزْوُ أَنْمى لِلْوَدِيّ، فما مَاتَتْ منه وَدِيّةٌ و لا حَشَّت.
أَي يَبِسَت. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَن امرأَة مات زوجُها فاعتدّت أَربعةَ أَشهر و عشْراً ثم تزوّجت رجلًا فمكثت عنده أَربعة أَشهر و نصفاً ثم ولدت ولداً، فدعا عمرُ نساءً من نساء الجاهلية فسأَلهن عن ذلك، فقلن: هذه امرأَة كانت حاملًا من زوجها الأَوّل، فلما مات حَشَّ ولدُها في بطنها، فلما مسها الزوج الآخر تحرَّك ولدُها، قال: فَأَلْحَقَ عمر الولدَ بالأَول.
قال أَبو عبيد: حَشَّ ولدُها في بطنها أَي يَبِس. و الحُشّ: الولد الهالك في بطن الحاملة. و إِن في بطنها لَحُشَّا، و هو الولد الهالك تنطوي عليه و تُهْراق دَماً عليه تنطوي عليه أَي يبقى فلم يخرج؛ قال ابن مقبل:
         و لقد غَدَوْتُ على التِّجارِ بِجَسْرة             قَلِقٍ حشُوش جَنِينها أَو حائِل‏

قال: و إِذا أَلقت ولدها يابساً فهو الحشيش، قال: و لا يخرج الحشيش من بطنها حتى يُسْطى عليها، و أَما اللحم فإِنه يتقطع فيَبُول حَفْزاً في بولها، و العِظام لا تخرج إِلا بعد السَّطْوِ عليها، و قال ابن الأَعرابي: حَشّ ولدُ الناقة يَحِشُّ حُشُوشاً و أَحَشَّته أُمّه. و الحُشاشَة: رُوح القلب و رَمَقُ حياة النفْس؛ قال:
         و ما المَرْءُ، ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه،             بمُدْرِكِ أَطْرافِ الخُطُوبِ، و لا آلِ‏

و كل بقية حُشاشة. و الحُشاش و الحُشَاشة: بقية الروح في المريض. و منه‏
حديث زمزم: فانْفَلَتَت البقرة من جازِرِها بحُشاشَةِ نفْسِها.
أَي برمق بقيّة الحياة و الروح. و حُشاشاكَ أَن تفعل ذلك أَي مَبْلَغُ جُهْدِكَ؛ عن اللحياني، كأَنه مشتق من الحشاشة. الأَزهري: حُشاشاكَ أَن تفعل ذاك و غُناماك و حُماداك بمعنَى واحد. الأَزهري: الحُشاشة رَمَق بقية من حياة؛ قال الفرزدق:
         إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تنَفَّسَتْ             حُشاشَتُها، في غيرِ لَحْمٍ و لا دَم‏

و أَحَشّ الشحمُ العظمَ فاستَحَشّ: أَدَقّه فاستدقّ، عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُها،             لا النِّيُّ نِيٌّ، و لا السَّنامُ سَنام‏

و قيل: ليس ذلك لأَن العِظام تَدِقّ بالشحم و لكن إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عند ذلك فيما يُرى. الأَزهري: و المُسْتَحِشَّة من النوق التي دقَّت أَوظِفَتُها من عِظَمِها و كثرةِ لحمها و حَمِشَت سَفِلَتُها في رأْي العين. يقال: استحشَّها الشحم و أَحَشَّها الشحم. و قام فلان إِلى فلان فاستَحَشَّه أَي صَغُرَ معه. و حَشَّ النارَ يَحُشُّها حَشّاً: جمع إِليها ما تفرق من الحطب، و قيل: أَوقدها، و قال الأَزهري: حَشَشْتُ النارَ بالحطب، فزاد بالحطب؛ قال الشاعر:
         تاللَّه لو لا أَنْ تَحُشَّ الطُّبَّخُ             بِيَ الجَحِيمَ، حين لا مُسْتَصْرَخُ‏

يعني بالطُّبّخ الملائكةَ الموكَّلين بالعذاب. و حَش‏

284
لسان العرب6

حشش ص 282

الحرب يَحُشُّها حَشّاً كذلك على المَثَل إِذا أَسعرها و هيجها تشبيهاً بإِسْعار النار؛ قال زهير:
         يَحُشُّونَها بالمَشْرَفِيَّة و القنَا،             و فِتْيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٍ و لا نُكْل‏

و المِحَشُّ: ما تُحَرّكُ به النار من حديد، و كذلك المِحَشَّة؛ و منه قيل للرجل الشجاع: نِعْم مِحَشُّ الكَتِيبة. و
في حديث زينب بنت جحش: دخل عليّ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، فضربني بِمِحَشِّة.
أَي قضيب، جعلَتْه كالعود الذي تُحَشُّ به النار أَي تحرّك به كأَنه حركها به لتَفْهَم ما يقول لها. و فلان مِحَشُّ حَرْب: مُوقِد نارها و مُؤَرّثُها طَبِنٌ بها. و
في حديث الرؤيا: و إِذا عنده نار يَحُشُّها أَي يُوقِدُها.
؛ و منه‏
حديث أَبي بَصيرٍ: ويْلُ أُمِّه مِحَشُّ حَرْب لو كان معه رجال.
و منه‏
حديث عائشة تصف أَباها، رضي اللَّه عنهما: و أَطْفَأَ ما حَشَّتْ يهود.
أَي ما أَوقَدَت من نيران الفتنة و الحرب. و
في حديث عليّ، رضي اللَّه عنه: كما أَزالوكُمْ حَشّاً بالنِّصالِ.
أَي إِسْعاراً و تهييجاً بالرمْي. و حَشَّ النَّابِلُ سهمَه يَحُشُّه حَشّاً إِذا راشَه، و أَلْزَقَ به القُذَذَ من نواحيه أَو ركَّبها عليه؛ قال:
         أَو كمِرِّيخٍ على شَرْيانَةٍ،             حَشَّه الرامِي بِظُهْرانٍ حُشُرْ «1»

و حُشّ الفرسُ بِجِنْبَيْنِ عظيمين إِذا كان مُجْفَراً. الأَزهري: البعير و الفرس إِذا كان مُجْفَرَ الجنبين يقال: حُشَّ ظهره بجنبين واسِعَين، فهو مَحْشُوش؛ و قال أَبو دواد الإِيادي يصف فرساً:
         منَ الحارِكِ مَحْشُوش،             بِجَنْبٍ جُرْشُعٍ رَحْبِ‏

و حَشَّ الدابة يَحُشُّها حَشّاً: حملها في السير؛ قال:
         قد حَشَّها الليل بعُصْلُبِيِّ،             مُهاجِرٍ، ليس بأَعْرابيِّ «2»

قال الأَزهري: قد حَشَّهَا أَي قد ضمَّها. و يَحُشُّ الرجلُ الحطبَ و يَحُشُّ النار إِذا ضمّ الحطب عليها و أَوقَدَها، و كل ما قُوِّيَ بشي‏ء أَو أُعِينَ به، فقد حُشَّ به كالحادي للإِبل و السلاحِ للحرب و الحطب للنار؛ قال الراعي:
         هو الطِّرْفُ لم تُحْشَشْ مَطِيٌّ بِمِثْلِه،             و لا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدارِ خائِفُ‏

أَي لم تُرْمَ مَطِيٌّ بمثله و لا أَعينَ بمثله قوم عند الاحتياج إِلى المعونة. و يقال: حَشَشْتُ فلاناً أَحُشُّه إِذا أَصْلَحْت من حالِه، و حَشَشْت مالَه بمالِ فلان أَي كَثَّرْت به؛ و قال الهذلي:
         في المُزَنيِّ الذي حَشَشْت له             مالَ ضَرِيكٍ، تِلادُه نُكْد

قال ابن الفرج: يقال أُلْحِق الحِسَّ بالإِسّ، قال: و سمعت بعض بني أَسد أَلحِق الحِشَّ بالإِشّ، قال: كأَنه يقول أَلحق الشي‏ءَ بالشي‏ء إِذا جاءك شي‏ء من ناحية فافعل به؛ جاء به أَبو تراب في باب الشين و السين و تعاقُبِهما. الليث: و يقال حُشَّ عليّ الصيدَ؛ قال الأَزهري: كلام العرب الصحيحُ حُشْ عليَّ الصيدَ بالتخفيف من حاشَ يَحُوش، و من قال حَشَشْت الصيدَ بمعنى حُشْته فإِني لم أَسمعه لغير الليث، و لست أُبْعِده مع ذلك من الجَواز، و معناه ضُمَّ الصيد من جانبيه كما يقال حُشَّ البعيرُ بجَنْبَين واسعين أَي ضُمّ، غير أَن المعروف في الصيد الحَوْش. و حَشَّ الفرَسُ يَحُشُّ حَشّاً إِذا أَسْرَعَ، و مثله أَلْهَبَ كأَنه يتوقد
__________________________________________________
 (1). قوله [حشر] كذا ضبط في الأَصل.
 (2). و في رواية أخرى: لفها الليل.

285
لسان العرب6

حشش ص 282

في عَدْوِه؛ قال أَبو دواد الإِيادي يصف فرساً:
         مُلْهِب حَشُّه كحشِّ حَرِيقٍ،             وَسْكَ غابٍ، و ذاكَ مِنْه حِضَار

و الحَشّ و الحُشّ: جماعة النخل، و قال ابن دريد: هما النخل المجتمع. و الحشُّ أَيضاً: البستان «3». و
في حديث عثمان: أَنه دُفِنَ في حَشِّ كَوْكَبٍ.
و هو بُسْتان بظاهر المدينة خارج البَقِيع. و الحشُّ: المُتَوَضَّأُ، سمي به لأَنهم كانوا يَذْهبون عند قضاء الحاجة إِلى البَساتين، و قيل إِلى النخْل المجتمع يَتَغَوَّطُون فيها على نحو تسميتهم الفناء عَذِرةً، و الجمع من كل ذلك حِشَّان و حُشَّان و حَشَاشين؛ الأَخيرة جمعُ الجمع، كلُّه عن سيبويه. و
في الحديث: أَنَّ رسولَ اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، اسْتَخْلى في حُشَّان.
و المِحَشّ و المَحَشّ جميعاً: الحَشّ كأَنه مُجْتَمَع العَذِرة. و المَحَشَّة، بالفتح: الدبرُ و ذكره ابن الأَثير في ترجمة حَشَن، قال: في الحديث ذكرُ حُشَّان، و هو بضم الحاء و تشديد الشين، أُطُمٌ من آطامِ المدينة على طريق قُبور الشُّهَداءِ و
في الحديث: أَنه، صلى اللَّه عليه و سلم، نَهَى عن إِتْيان النساء في مَحاشِّهِنّ.
و قد روي بالسين، و
في رواية: في حُشُوشهن.
أَي أَدْبارهن. و
في حديث ابن مسعود: مَحاشُّ النساء عليكم حرام.
قال الأَزهري: كنى عن الأَدبار بالمَحاشّ كما يُكْنى بالحُشُوش عن مواضع الغائطِ. و الحَشّ و الحُشّ: المَخْرَج لأَنهم كانوا يقضُون حوائجَهم في البساتين، و الجمع حُشُوش. و
في حديث طلحة بن عبيد اللَه أَنه قال: أَدْخَلوني الحَشّ و قَرَّبوا اللُّجَّ فوضَعُوه على قَفَيّ فبايعْت و أَنا مُكْرَه.
و
في الحديث: إِنَّ هذه الحُشُوش مُحْتَضَرة.
يعني الكُنُفَ و مواضعَ قضاء الحاجة. و الحِشاشُ الجُوالِق؛ قال:
         أَعْيَا فنُطْناهُ مَنَاطَ الجَرِّ،             بَيْنَ حِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ

و الحَشْحَشة: الحَرَكة و دُخُولُ بعضِ القوم في بعض. و حَشْحَشَتْه النَّارُ: أَحْرَقَتْه. و
في حديث علي و فاطمة: دخَل عَلينا رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، و علينا قَطِيفة فلما رأَيْناه تَحَشْحَشْنا؛ فقال: مَكانَكُما.
التَحَشْحُش: التحرُّك للنهوض. و سمعت له حَشْحَشَة و خَشْخَشَة أَي حركَةً.
حفش:
حَفَشَت السماءُ تَحْفِش حَفْشاً: جاءت بمَطَرٍ شدِيدٍ ساعةً ثم أَقْلَعت. أَبو زيد: يقال حَفَشَت السماءُ تحفِشُ حَفْشاً و حشَكَت تَحْشِكُ حَشْكاً و أَغْبت تُغْبي إِغباءً فهي مُغْبِية، و هي الغَبْية و الحَفْشة و الحشْكة من المطر بمعنى واحد. و حفَشَ السَّيلُ الوادي يَحْفِشُه حَفْشاً: مَلأَهُ. و الحافِشة: المَسيل، صفة غالِبة و أُنّثَ على إِرادة الَّتلْعة أَو الشُّعْبة. و الحافِشة: أَرضٌ مُسْتَوية لَها كَهيْئَة البَطْن يُسْتَجْمَع ماؤُها فيَسِيل إِلى الوادي. و حفَشَت الأَرضُ بالماء من كلِّ جانبٍ: أَسالَتْه قِبَلَ الجانب. و حفَش السيلُ الأَكمةَ: أَسالَها. و الحَفْش: مصدرُ قولك حَفَشَ السيلَ حَفْشاً إِذا جَمعَ الماءَ من كل جانب إِلى مُسْتَنْقع واحد، فتلك المَسايِل التي تَنْصَبُّ إِلى المَسيل الأَعْظم هي الحَوَافِش، واحدتها حافشة؛ و أَنشد:
         عَشِيَّة رُحْنا و رَاحوا إِلَيْنا،             كما مَلأَ الحَافِشاتُ المَسِيلا

و حفَشَت الأَوْدِية: سالَتْ كلُّها. و حَفْشُ الإِداوة: سيَلانها. و حَفَشَ الشي‏ءَ يحفِشُه: أَخْرَجَه. و حفَش‏
__________________________________________________
 (3). قوله [و الحشُّ البستان‏] هو مثلث.

286
لسان العرب6

حفش ص 286

الحُزْنُ العَينَ: أَخرَج كلَّ ما فيها من الدمْع؛ أَنشد ابن دُريد:
         يا مَنْ لِعَينٍ ثَرَّةِ المَدامِع،             يَحْفِشُها الوَجْدُ بماءٍ هامِع‏

ثم فسره فقال: يحفِشها يَسْتخرج كلَّ ما فيها. و حفَشَ لك الوُدَّ: أَخرَجَ لك كلّ ما عنده. و حَفَشَ المطرُ الأَرْضَ: أَظْهر نَباتَها. و الحَفُوش: المُتَحَفِّي، و قيل: المُبالِغ في التحَفِّي و الوُدِّ، و خصَّ بعضُهم به النِّساءَ إِذا بالَغْنَ في وُدِّ البُعُولَةِ و التحفّي بهم؛ قال:
         بَعْدَ احْتِضانِ الحَفْوةِ الحَفُوشِ‏
و يقال: حَفَشَت المرأَة لزَوْجِها الوُدَّ إِذا اجْتَهَدت فيه. و تَحَفَّشَت المرأَةُ على زَوْجِها إِذا أَقامت عليه و لَزِمَتْه و أَكَبَّت عليه. و الفرسُ يَحْفِشُ أَي يأْتي بِجَرْيٍ بَعْدَ جَرْيٍ. و حَفَشَ الفَرَسُ الجَرْيَ يَحْفِشُه: أَعْقَبَ جَرْياً بعد جَرْيٍ فلم يَزْدَدْ إِلَّا جَوْدة؛ قال الكميت يصف غيثاً:
         بِكُلِّ مُلِثٍّ يَحْفِشُ الأُكْمَ وَدْقُه،             كأَنَّ التِّجارَ استَبْضَعَتْه الطيالِسا

و يَحفِش: يَسِيل، و يُقال: يَقْشِر؛ يقول: اخْضَرَّ و نَضَرَ فشبَّهَه بالطَّيالِسة. و الحَفْش: الضّرّ. و الحِفْش: الشي‏ء البالي. ابن شميل: الحَفَشُ أَن تأْخُذَ الدَّبَرة في مُقَدَّم السَّنام فتأْكُلَه حتى يَذْهَبَ مُقَدَّمُه من أَسْفلِه إِلى أَعلاه فيَبْقى مُؤَخَّرُه مما يَلي عَجُزَه صَحيحاً قائماً، و يذهب مُقَدَّمُه مما يَلي غارِبَه. يقال: قد حَفِشَ سَنامُ البعير، و بَعيرٌ حَفِشُ السَّنام و جمل أَحْفَش و ناقة حَفْشاء و حَفِشة. و الحِفْشُ: الدُّرْج يكون فيه البَخُور، و هو أَيضاً الصغِيرُ من بُيُوت الأَعْراب، و قيل: الحِفْش و الحَفْش و الحَفَش البيت الذَّلِيل القريبُ السَّمْكِ من الأَرْض، سُمِّيَ به لضِيقه، و جمعه أَحْفاش و حِفَاش. و التحَفُّشُ: الانضمام و الاجتماع؛ و منه‏
حديث المعتدَّة: دخَلَتْ حِفْشاً و لَبِسَت شَرَّ ثِيابها.
و حَفَّشَ الرجُلُ: أَقام في الحِفْش؛ قال رؤبة:
         و كُنْتُ لا أُوبَنُ بالتَّحْفِيش‏

و تَحَفَّشت المرأَة على زَوْجها أَو ولَدِها: أَقامت، و في بَيْتها إِذا لَزِمَتْه فَلَم تَبْرَحْه. و الحِفْش: وِعَاءٌ المَغازِل. الليث: الحِفْش ما كان من أَسْقاطِ الأَواني الَّتي تكُون أَوعِيَةً في البَيْت للطِّيب و نحوه. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، بعَث رجُلًا من أَصحابه ساعياً فقَدِم بمال و قال: أَمَّا كذا و كذا فهو من الصدَقات، و أَما كذا و كذا فإِنه مما أُهْدِي لي، فقال النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: هلَّا جَلَس في حِفْش أُمّه فيَنْظر هل يهدى له؟.
قال أَبو عبيد: شبَّه بَيت أُمِّه في صِغَرِه بالدُّرْج، و ذكر ابن الأَثير أَن الذي وجّهَه ساعياً على الزكاة هو ابن اللُّتْبِيَّة. و الحِفْش: هو البيت الصغير. و يقال: معنى‏
قوله هلَّا قَعد في حِفْش أُمه.
أَي عند حِفْش أُمه. و حَفَشُوا عليك يَحْفِشُون حَفْشاً: اجتمعوا. و قال شجاع الأَعرابي: حَفَزُوا علينا الخيلَ و الركابَ و حَفَشُوها إِذا صَبُّوها عليهم. و يقال: هم يَحْفِشُون عليك أَي يجتمعون و يتأَلفون. و الحِفْش: الهَنُ.
حكش:
ابن سيدة: الحَكْشُ الظُّلْم. و رجل حاكِشٌ: ظالم، أُراه على النسب. و حَوْكَشٌ: اسم. الأَزهري: رجل حَكِشٌ مثل قولهم حَكَر، و هو اللَّجُوج. و الحَكِشُ و العَكِش: الذي فيه التواء على خَصْمه.

287
لسان العرب6

حكنش ص 288

حكنش:
حَكْنَش: اسم.
حمش:
حَمَشَ الشي‏ءَ: جَمَعَه. و الحَمْش و الحُمُوشة و الحَماشة: الدِّقَّة. و لِثَةٌ حَمْشَة: دقيقة حَسَنة. و هو حَمْشُ الساقَيْن و الذّراعَيْن، بالتسكين، و حَمِيشُهما و أَحْمَشُهما: دقيقُهما؛ و ذراع حَمْشَة و حَمِيشة و حَمْشاء و كذلك الساق و القوائم. و
في حديث الملاعنة: إِن جاءت به حَمْشَ الساقين فهو لِشَريك.
؛ و منه‏
حديث عليّ في هدم الكعبة: كأَني برجل أَصْعَلَ أَصْمَعَ حَمْش الساقين قاعدٌ عليها و هي تُهْدم.
؛ و
في حديث صفية: في ساقَيه حُمُوشة.
؛ قال يصف براغيث:
         و حُمْش القَوائِم حُدْب الظُّهور،             طَرَقْنَ بِلَيْلٍ فأَرَّقْنَني‏

و حَمَشت قوائمه و حَمُشَت: دَقَّت؛ عن اللحياني قال:
         كأَنَّ الذُّبابَ الأَزْرَقَ الحَمْشَ وَسْطَها،             إِذا ما تَغَنَّى بالعَشِيَّات شارب‏

الليث: ساقٌ حَمْشة، جَزْمٌ، و الجمع حُمْش و حِماش، و قد حَمُشَت ساقُه تَحْمُش حُمُوشة إِذا دقّت؛ و كان عبد اللَّه بن مسعود حَمْشَ الساقين. و
في حديث حدّ الزنا: فإِذا رجل حَمْش الخَلْق.
استعاره من الساق للبدن كله أَي دقيق الخِلْقة. و
في حديث هند قالت لأَبي سفيان: اقْتُلوا الحَمِيت الأَحْمَش.
؛ قالته في معرض الذم. و وترٌ حَمْشٌ و حَمِشٌ و مُسْتَحْمِش: دَقيق، و الجمع من ذلك حِماش و حُمْش، و الاستِحْماش في الوَتَر أَحسنُ؛ قال ذو الرمة:
         كأَنَّما ضُرِبَتْ قُدَّام أَعْيُنِها،             قُطْنٌ بمُسْتَحْمِش الأَوْتارِ مَحْلوج‏

قال أَبو العباس: رواه الفراء:
         كأَنَّما ضَرَبَتْ قُدَّامَ أَعْيُنِها             قطناً بمُسْتَحْمِش الأَوْتار مَحْلوج‏

و حَمِش الشرُّ: اشتدَّ، و أَحْمَشْتُه أَنا. و احْتَمَشَ القِرْنان: اقتتلا، و السين لغة. و حَمَش الرجلَ حَمْشاً و أَحْمَشَه فاستَحْمَش: أَغْضَبَه فغضب، و الاسم الحَمْشة و الحُمْشة. الليث: يقال للرجل إِذا اشتدّ غضبُه قد استَحْمَش غضباً؛ و أَنشد شمر:
         إِنِّي إِذا حَمَّشَني تَحْمِيشي‏
و احْتَمَش و استَحْمَش إِذا التَهَب غضباً. و
في حديث ابن عباس: رأَيت عليّاً يوم صِفِّين و هو يُحْمِشُ أَصحابَه.
أَي يُحرِّضُهم على القتالِ و يُغْضِبُهم. و أَحْمَشْتُ النارَ: أَلْهَبْتُها؛ و منه‏
حديثُ أَبي دُجانَة: رأَيتُ إِنساناً يُحْمِشُ الناسَ أَي يَسُوقُهم بِغَضَبٍ.
و أَحْمَشَ القِدْرَ و أَحْمَشَ بها: أَشْبَعَ وَقُودَها؛ قال ذو الرمة:
         كساهُنّ لَوْنَ الجَوْنِ، بعد تَعَيُّسٍ             لِوَهْبِينَ، إِحْماشُ الوَلِيدة بالقِدْرِ «1»

أَبو عبيد: حَشَشْت النارَ و أَحْمَشْتُها؛ و أَنشد بيت ذي الرمة أَيضاً: ... إِحماش الوليدة بالقدر. و أَحْمَشْت الرجلَ: أَغضَبْتُه، و كذلك التَّحْمِيشُ، و الاسمُ الحِمْشَةُ مثْل الحِشْمةِ مقْلُوب منه. و احْتَمَشَ الدِّيكانِ: اقْتَتَلا. و الحَمِيشُ: الشحْمُ المُذابُ. و أَحْمَشَ الشحْمَ و حمَّشَه: أَذابَهُ بالنارِ حتى كاد يُحْرِقُه؛ قال:
         كأَنَّه حِينَ وهَى سِقاؤُه،             و انْحَلَّ من كلِّ سماءٍ ماؤُه،
             حَمٌّ إِذا أَحْمَشَه قَلّاؤُه‏

__________________________________________________
 (1). قوله [بعد تعيس‏] في الشارح تغبس بالمعجمة و الموحدة.

288
لسان العرب6

حمش ص 288

كذا رواه ابن الأَعرابي، و يروى حَمَّشَه.
حنش:
الحَنَشُ: الحيَّةُ، و قيل: الأَفْعى، و بها سُمِّي الرجلُ حنَشاً. و
في الحديث: حتى يُدْخِل الوليدُ يدَه في فَمِ الحَنَشِ.
أَي الأَفعى، و هذا هو المراد من الحديث.
في حديث سَطيح: أَحْلِفُ ما بين الحَرَّتَيْنِ «1» من حَنَشٍ.
؛ و قال ذو الرمة:
         و كم حَنَشٍ ذَعْفِ اللُّعاب كأَنَّه،             على الشَّرَكِ العاديّ، نِضْوُ عِصامِ‏

و الذَّعْفُ: القاتلُ؛ و منه قيل: مَوْتٌ ذُعافٌ؛ و أَنشد شمر في الحَنَش:
         فاقْدُرْ له، في بعض أَعْراض اللِّمَمْ،             لَمِيمةً من حَنَشٍ أَعْمى أَصَمّ‏

فالحَنَشُ هاهنا: الحيّةُ، و قيل: هو حيّةٌ أَبْيضُ غَلِيظٌ مثلُ الثُّعْبانِ أَو أَعْظَمُ، و قيل: هو الأَسْودُ منها، و قيل: هو منها ما أَشْبَهَتْ رؤُوسُه رؤُوسَ الحَرابِيّ و سوامِّ أَبْرَصَ و نَحْوِ ذلك. و قال الليث: الحَنَشُ ما أَشْبَهتْ رُؤُوسُه رؤُوسَ الحيّاتِ من الحَرابي و سَوامِّ أَبْرَصَ و نحوِها؛ و أَنشد:
         تَرى قِطَعاً من الأَحْناشِ فيه،             جَماجِمُهُنَّ كالخَشَلِ النَّزِيعِ‏

قال شمر: و يقال للضِّبابِ و اليَرابِيع قد أَحْنَشَتْ في الظَّلَمِ أَي اطَّرَدَتْ و ذهَبَتْ به؛ و قال الكميت:
         فلا تَرْأَمُ الحِيتانُ أَحْناشَ قَفْرَةٍ،             و لا تَحْسَب النِّيبُ الجِحاشَ فِصالَها

فجَعَلَ الحَنَشَ دَوابَّ الأَرضِ من الحَيّاتِ و غيرِها؛ و قال كُراعٌ: هو كلُّ شي‏ءٍ من الدوابّ و الطيرِ. و الحَنَشُ، بالتحريك أَيضاً: كلُّ شي‏ء يُصادُ من الطيرِ و الهوامِّ، و الجمْعُ من كلِّ ذلك أَحْناشٌ. و حنَشَ الشي‏ءَ يَحْنِشُه و أَحْنَشَه: صادَه. و حَنَشْت الصَّيدَ: صِدْته. و المَحْنوشُ: الذي لَسَعَتْه الحَنَشُ، و هو الحيّةُ؛ قال رؤبة:
         فقُلْ لذاكَ المُزْعَجِ المَحْنُوشِ‏
أَي فقُلْ لذلك الذي أَقْلَقَه الحسَدُ و أَزْعَجه و به مِثْلُ ما باللَّسِيعِ. و المَحْنوشُ: المَسُوقُ جِئْتَ به تَحْنِشُه أَي تَسُوقُه مُكْرَهاً. يقال: حَنَشَه و عَنَشَه إِذا ساقَه و طرَدَه. و رجلٌ مَحْنوشٌ: مَغْموزُ الحَسَبِ، و قد حُنِشَ. و حنَشَه عن الأَمْرِ يَحْنِشُه: عطَفَه و هو بمعنى طَرَدَه، و قيل: «2» ... عنَجَه فأُبدلت العين حاء و الجيم شيناً. و حَنَشَه: نَحَّاه من مكانٍ إِلى آخر. و حَنَشَه حَنْشاً: أَغضبَه كعَنَشَه، و سنذكره. و أَبو حَنَشٍ: كنية رجل؛ قال ابن أَحمر:
         أَبو حَنَشٍ يُنَعِّمُنا و طَلْقٌ             و عَمَّارٌ و آوِنةً أُثالا

و بنو حَنَشٍ: بطن.
حنبش:
حَنْبَشٌ: اسم رجل؛ قال لبيد:
         و نحْنُ أَتَيْنا حَنْبَشاً بابنِ عمِّه             أَبي الحصْن، إِذْ عافَ الشَّرابَ و أَقْسَما

ابن الأَعرابي: يقال للرجل إِذا نَزا و رَقَصَ و زَفَنَ حَنْبَشَ. و في النوادر: الحَنْبَشةُ لَعِبُ الجواري بالبادية، و قيل: الحَنْبَشَةُ المشي و التصفيقُ و الرقصُ.
__________________________________________________
 (1). قوله [ما بين الحرتين إلخ‏] في النهاية بما بين إلخ.
 (2). هنا بياض بالأَصل.

289
لسان العرب6

حنفش ص 290

حنفش:
الحِنْفِيشُ: الحيةُ العظيمةُ، و عَمَّ كراعٌ به الحيةَ. الأَزهري: الحِنْفِشُ حية عظيمة ضخْمة الرأْس رَقْشاءُ كَدْراءُ إِذا حرَّبْتها انتفخ وريدُها؛ ابن شميل: هو الحُفَّاثُ نفسُه. و قال أَبو خيرة: الحِنْفِيشُ الأَفعى، و الجماعةُ حَنافِيشُ.
حوش:
الحُوشُ: بلادُ الجنّ من وراءِ رَمْلِ يَبْرين لا يمرّ بها أَحد من الناس، و قيل: هم حيّ من الجن؛ و أَنشد لرؤبة:
         إِليك سارَتْ من بِلادِ الحُوشِ‏
و الحُوشُ و الحُوشِيّةُ: إِبلُ الجنّ، و قيل: هي الإِبلُ المُتَوحِّشةُ. أَبو الهيثم: الإِبلُ الحُوشِيّةُ هي الوَحْشِيّةُ؛ و يقال: إِن فحلًا من فحولِها ضرب في إِبل لمَهْرةَ بن حَيْدانَ فنُتِجَت النجائبُ المَهْريَّةُ من تلك الفحول الحُوشِيّةِ فهي لا تكاد يدركُها التعب. قال: و ذكر أَبو عمرو الشيباني أَنه رأَى أَربع فِقَرٍ من مَهْرِيّةٍ عظْماً واحداً، و قيل: إِبل حُوشِيّةٌ محرَّماتٌ بِعِزَّةِ نفوسِها. و يقال: الإِبلُ الحُوشِيّةُ منسوبة إِلى الحُوشِ، و هي فُحولُ جنٍّ تزعم العرب أَنها ضربت في نَعَمِ بعضهم فنُسِبَتْ إِليها. و رجل حُوشِيٌّ: لا يخالط الناس و لا يأْلفهم، و فيه حُوشِيّةٌ. و الحُوشِيُّ: الوَحْشِيُّ. و حُوشِيُّ الكلامِ: وَحْشِيُّه و غريبه. و يقال: فلان يَتَتَبّعُ حُوشِيَّ الكلام و وحْشِيَّ الكلام و عُقْميَّ الكلام بمعنًى واحد. و
في حديث عمرو: لم يَتَتَبَّعْ حُوشيَّ الكلام.
أَي وحْشِيَّه و عَقِدَه و الغريب المُشْكِلَ منه. و ليل حُوشِيٌّ: مظلم هائلٌ. و رجل حُوشُ الفؤاد: حديدُه؛ قال أَبو كبير الهذلي:
         فأَتَتْ به حُوشَ الفُؤَادِ مُبَطِّناً             سُهُداً، إِذا ما نامَ لَيْلُ الهَوْجَل‏

و حُشْنا الصيدَ حَوْشاً و حِياشاً و أَحَشْناه و أَحْوَشْناه: أَخذناه من حَوالَيْه لنَصْرِفَه إِلى الحِبالةِ و ضممناه. و حُشْتُ عليه الصيدَ و الطيرَ حَوْشاً و حِياشاً و أَحَشْتُه عليه و أَحْوَشْتُه عليه و أَحْوَشْتُه إِياه؛ عن ثعلب: أَعَنْته على صيدهما. و احْتَوَشَ القومُ الصيدَ إِذا نَفَّرَه بعضهم على بعضِهم، و إِنما ظهرت فيه الواو كما ظهرت في اجْتَورُوا. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنّ رجلين أَصابا صيداً فتلّه أَحدهما و أَحاشَهُ الآخرُ عليه.
يعني في الإِحرامِ. يقال: حُشْتُ عليه الصيدَ و أَحَشْتُهُ إِذا نَفَّرْتَه نحْوَه و سُقْته إِليه و جَمَعْته عليه و
في حديث سَمُرة: فإِذا عنده وِلْدانٌ و هو يَحُوشُهم «1».
أَي يجمعهم. و
في حديث ابن عمر: أَنه دخل أَرضاً له فرأَى كلباً فقال: أَحِيشُوه عليّ.
و
في حديث معاوية: قَلَّ انْحِياشُه.
أَي حركتُه و تصَرُّفُه في الأُمور. و حُشْتُ الإِبلَ: جَمعْتُها و سُقْتُها. الأَزهري: حَوّشَ إِذا جَمَّع، و شَوّحَ إِذا أَنْكَرَ، و حاشَ الذئبُ الغنم كذلك؛ قال:
         يَحُوشُها الأَعْرَجُ حَوْشَ الجِلَّةِ،             من كُلِّ حَمْراءَ كلَوْنِ الكِلّةِ

قال: الأَعرج هاهنا ذئب معروفٌ. و التَحْوِيشُ: التَّحْوِيلُ. و تحوَّشَ القومُ عنِّي: تَنَحَّوْا. و انْحاشَ عنه أَي نَفَرَ. و الحُواشةُ: ما يُسْتَحْيا منه. و احْتَوَشَ القومُ فلاناً و تَحاوَشُوه بينهم: جعلوه وسَطَهُم. و احْتَوَشَ القومُ على فلان: جعلوه‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و هو يحوشهم‏] في النهاية فهو.

290
لسان العرب6

حوش ص 290

وسطهم. و
في حديث علقمةَ: فَعَرَفْتُ فيه تَحَوُّشَ القومِ و هيئَتهم.
أَي تأَهُّبَهُم و تَشَجُّعَهم. ابن الأَعرابي: و الحُواشةُ الاستحياءُ، و الحُواسةُ، بالسين، الأَكل الشديد. و يقال: الحُواشةُ من الأَمر ما فيه فَظِيعةٌ؛ يقال: لا تَغْش الحُواشةَ؛ قال الشاعر:
         غَشِيتَ حُواشةً و جَهِلْتَ حَقّاً،             و آثَرْتَ الغِوايةَ غيَرَ راضِ‏

قال أَبو عمرو في نوادره: التَحَوّشُ الاستحياءُ. و الحَوْشُ: أَن تأْكل من جوانب الطّعام. و الحائشُ: جماعةُ النخلِ و الطرْفاءِ، و هو في النخلِ أَشهرُ، لا واحد له من لفظه؛ قال الأَخطل:
         و كأَنّ ظُعْنَ الحَيّ حائِشُ قَرْيةٍ،             داني الجَنَاةِ، و طَيِّبُ الأَثْمارِ

شمر: الحائشُ جماعةُ كل شجر من الطرفاء و النخلِ و غيرهما؛ و أَنشد:
         فوُجِدَ الحائِشُ فيما أَحْدَقا             قَفْراً من الرامِينَ، إِذْ تَوَدّقَا

قال: و قال بعضهم إِنما جُعل حائشاً لأَنه لا منفذ له. الجوهري: الحائشُ جماعة النخل لا واحد لها كما يقال لجماعةِ البقرِ رَبْرَبٌ، و أَصل الحائشِ المجتمع من الشجر، نخلًا كان أَو غيرَه. يقال: حائِشٌ للطرفاء. و
في الحديث: أَنه دخل حائِشَ نخلٍ فقضى فيه حاجَتَه.
؛ هو النخلُ الملتفُّ المجتمِعُ كأَنه لالْتِفافِه يَحُوش بعْضَه إِلى بعض، قال: و أَصله الواو، و ذكره ابنُ الأَثير في حيش و اعْتَذَر أَنه ذكره هناك لأَجل لفظِه؛ و منه‏
الحديث: أَنه كان أَحبَّ ما استتَر به إِليه حائِشُ نخلٍ أَو حائط.
و قال ابن جني: الحائشُ اسم لا صفةٌ و لا هو جارٍ على فِعْلٍ فأَعَلّوا عينه، و هي في الأَصل واو من الحوش، قال: فإِن قلت فلعله جارٍ على حاش جريانَ قائمٍ على قام، قيل: لم نَرَهم أَجْرَوْه صفةً و لا أَعْملُوه عمل الفِعْلِ، و إِنما الحائِشُ البستانُ بمنزلة الصَّوْرِ، و هي الجماعة من النخلِ، و بمنزلة الحديقة، فإِن قلت: فإِنّ فيه معنى الفعْلِ لأَنه يَحُوشُ ما فيه من النخلِ و غيرِه و هذا يؤكد كونه في الأَصل صفةً و إِن كان قد استعمل استعمال الأَسماء كصاحبٍ و وارِدٍ، قيل: ما فيه من معنى الفِعْلِيَّةِ لا يوجب كونَه صفةً، أَ لا ترى إِلى قولهم الكاهل و الغارب و هما و إِن كان فيهما معنى الاكتهالِ و الغروبِ فإِنهما اسمان؟ و كذلك الحائِشُ لا يُسْتَنْكَرُ أَن يجي‏ء مهموزاً و إِن لم يكن اسمَ فاعلٍ لا لشَيْ‏ءٍ غير مجيئه على ما يَلزم إِعْلالُ عينِه نحو قائِمٍ و بائعٍ و صائمٍ. و الحائِشُ: شقٌّ عند مُنْقَطَعِ صدر القدم مما يَلي الأَخْمَصَ. و لي في بني فلان حُواشة أَي مَنْ ينصرني من قَرابةٍ أَو ذِي مودَّة؛ عن ابن الأَعرابي. و ما يَنْحاشُ لشي‏ء أَي ما يكترث له. و فلان ما يَنْحاشُ من فلان أَي ما يكترث له. و يقال: حاشَ للَّه، تنزيهاً له، و لا يقال حاشَ لَكَ قياساً عليه، و إِنما يقال حاشاك و حاشَى لك. و
في الحديث: من خرج على أُمَّتي فقتل بَرّها «2» و فاجِرَها و لا يَنْحاشُ لمؤمنهم.
أَي لا يفزع لذلك و لا يكترث له و لا ينْفِرُ. و
في حديث عمرو: و إِذا ببَياض يَنْحاشُ مني و أَنْحاشُ منه.
أَي يَنْفرُ مني و أَنفر منه، و هو مطاوع الحَوْشِ النّفارِ؛ قال ابن الأَثير: و ذكره الهروي في الياء و إِنما هو من الواو. و زَجَرَ
__________________________________________________
 (2). قوله [فقتل برها] في النهاية: يقتل، و قوله [و لا ينحاش‏] فيها: و لا يتحاشى.

291
لسان العرب6

حوش ص 290

الذئبَ و غيرَه فما انْحاشَ لزَجْرِه؛ قال ذو الرمة يصف بيضة نعامة:
         و بَيْضاء لا تَنْحاشُ منّا و أُمُّها،             إِذا ما رَأَتْنا، زِيلَ منها زَوِيلُها

قال ابن سيدة: و حكمنا على انْحاشَ أنها من الواو لما علم من أَنَّ العين واواً أَكثرُ منها ياءً، و سواء في ذلك الاسم و الفعل. الأَزهري في حشَا: قال الليث المَحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ من الحَوْشِ و هم قوم لَفِيفٌ أُشَابَةٌ؛ و أَنشد بيت النابغة:
         جَمِّعْ مَحَاشَكَ يا يزيدُ، فَإِنَّني             أَعْدَدْتُ يَرْبُوعاً لَكُمْ و تَمِيما

قال أَبو منصور: غلط الليث في المَحاشِ من وجهين: أَحدهما فتحُه الميمَ و جَعْلُه إِيّاه مَفْعَلًا من الحَوْشِ، و الوجه الثاني ما قال في تفسيره، و الصواب المِحَاشُ، بكسر الميم. و قال أَبو عُبَيْدةَ فيما روى عنه أَبو عبيد و ابن الأَعرابي: إِنما هو جَمِّعْ مِحَاشَك، بكسر الميم، جعلوه من مَحَشته أَي أَحْرَقته لا من الحَوْشِ، و قد فسر في الثلاثي الصحيح أَنهم يتحالفون عند النار؛ و أَما المَحَاشُ، بفتح الميم، فهو أَثاث البيت، و أَصله من الحَوْشِ و هو جمع الشي‏ء و ضمه. قال: و لا يقال لِلَفِيفِ الناس مَحَاشٌ، و اللَّه أَعلم.
حيش:
الحَيْشُ: الفَزَعُ؛ قال المتنخل الهذلي:
         ذلك بَزِّي، و سَلِيهِمْ إِذا             ما كفَّتِ الحَيْش عن الأَرْجُلِ‏

ابن الأَعرابي: حاش يَحِيشُ حَيْشاً إِذا فَزعَ. و
في الحديث: أَن قوماً أَسلموا فقَدِمُوا المدينة بلحم فتَحَيَّشَتْ أَنفسُ أَصحابه منه.
تَحَيَّشَتْ: نفرت و فَزِعَتْ، و قد روي بالجيم، و هو مذكور في موضعه. و
في حديث عمر قال لأَخيه زيد حين نُدب لقتال أَهل الردَةِ فتثاقل: ما هذا الحَيشُ و القِلُّ.
أَي ما هذا الفزَعُ و الرِّعْدةُ و النفورُ. و الحَيْشانُ: الكثير الفزع. و الحَيْشانةُ: المرأَة الذَّعُورُ من الرِّيبَةِ.
فصل الخاء المعجمة
خبش:
خَبّش الشي‏ءَ: جمعه من هاهنا و هاهنا. و خُباشاتُ العَيْشِ «1»: ما يُتَناوَلُ من طَعامٍ أَو نحوِه، تُخَبَّشُ من هاهنا و هاهنا. و الخَبْشُ، مثل الهَبْشِ سواء: و هو جمع الشي‏ء. و رجل خَبَّاشٌ: مكتَسِبٌ. اللحياني: إِن المَجْلِسَ ليَجمعُ خُباشاتٍ من الناس و هُباشاتٍ إِذا كانوا من قبائل شتى. و قال أَبو منصور: هو يَحْبِشُ، بالحاء المهملة، و يَهْبِشُ، و هي الحُباشات و الهُباشاتُ. و خَنْبَشٌ: اسم رجل مشتق من أَحد هذه الأَسماء، قال الأَزهري: و قد رأَيت غلاماً أَسودَ في البادية كان يسمى خَنْبشاً؛ و هو فَنْعَلٌ من الخبش.
خدش:
خَدَشَ جلده و وجهَه يَخْدِشُه خَدْشاً: مزقه. و الخَدْشُ: مزْقُ الجلد، قلّ أَو كثر. قال أَبو منصور: و جاء
في الحديث: من سأَلَ و هو غني جاءت مسأَلته يوم القيامة خُدُوشاً أَو خُمُوشاً في وجهه.
و الخُدُوش: الآثار و الكُدوحُ و هو من ذلك. قال أَبو منصور: الخَدْشُ و الخَمْشُ بالأَظافرِ. يقال: خدَشَت المرأَة وجهها عند المصيبة و خَمَشَتْ إِذا ظفَّرَتْ في أَعالي حُرِّ وجهها، فأَدْمته أَو لم تُدْمه. و خدْشُ الجلد: قشره بعود أَو نحوه، و الخُدُوشُ‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و خباشات العيش‏] ضبط في الأَصل بضم الخاء. و عبارة القاموس و شرحه: و خباشات العيش، بالضم كما ضبطه الصاغاني، و ظاهر سياقه أَنه بالفتح.

292
لسان العرب6

خدش ص 292

جمعه لأَنه سمي به الأَثر، و إِن كان مصدراً. و خَدَّشَه: شُدِّدَ للمبالغة أَو للكثرة. و خادَشْتُ الرجل إِذا خدَشْتَ وجهه و خدَشَ هو وجهَك، و منه سمي الرجل خِداشاً، و الهرُّ يسمى مُخادِشاً. و المِخْدَشُ: كاهلُ البعير «1»؛ قال الأَزهري: كان أَهل الجاهلية يسمون كاهلَ البعير مُخَدِّشاً لأَنه يَخْدِشُ الفم إِذا أُكِل بقلَّة لحمه. و يقال: شدّ فلانٌ الرحل على مِخْدَشِ بعيره. و ابْنا مُخَدِّشٍ: طَرَفا الكتفين كذلك أَيضا. و المُخدِّشُ: مَقْطَعُ العُنُق من الإِنسان و الخفّ و الظِّلْفِ و الحافِر. و الخادِشَةُ: من مسايل المياه اسم كالعافيةِ و العاقبةِ. و خَادِشَةُ السَّفا: أَطرافُه من سُنْبُلِ البُرِّ أَو الشعير أَو البُهْمى و هو شوكه و كله من الخَدْشِ. و خِداشٌ و مُخادشٌ: اسمان. خِداش بن زهير «2». ابن الأَعرابي: الخَدُوشُ الذباب، و الخَدُوش البُرْغُوث، و الخَمُوشُ البق.
خرش:
الخَرْشُ: الخَدْشُ في الجسد كلِّه، و قال الليث: الخَرْشُ بالأَظفار في الجسد كلِّه، خَرَشَه يَخْرِشُه خَرْشاً و اخْتَرَشَه و خَرَّشَه و خارَشَه مُخارَشَةً و خِراشاً. و جَرْوٌ نَخْوَرِشٌ: قد تحرَّك و خَدَشَ؛ قال ابن سيدة: ليس في الكلام نَفْوَعِلٌ غيره. و اخْتَرَشَ الجَرْوُ: تحرَّكَ و خَدَشَ. و تخارَشَتِ الكلاب و السنانير: تخادَشَت و مزق بعضها بعضاً. و كلبُ خِراشٍ أَي هِراشٍ. و الخِراشُ: سِمةٌ مستطيلة كاللذعة الخفية تكون في جوف البعير، و الجمع أَخْرِشةٌ، و بعير مَخْروشٌ. و المِخْرَشُ و المِخْراشُ: خشبةٌ يَخُطُّ بها الإِسكافُ. و المِخْرَشةُ و المِخْرَشُ: خشبة يُخُطُّ بها الخَرَّازُ أَي ينقش الجلد و يسمى المِخَطَّ. و المِخْرَشُ و المِخْراشُ أَيضاً: عَصاً مُعْوَجَّةُ الرأْس كالصَّوْلجَانِ؛ و منه‏
الحديث: ضَرَبَ رأْسَه بِمِخْرَشٍ.
و خَرَشَ الغصنَ و خَرَّشَه: ضربه بالمِحْجَن يجتذبه إِليه.
في حديث أَبي بكر، رضي اللَّه عنه: أَنه أَفاض و هو يَخْرِش بعيرَهُ بمِحْجَنِه.
قال الأَصمعي: الخَرْشُ أَن يضربه بمِحْجَنه ثم يجتذبُه إِليه يريد بذلك تحريكه للإِسراع، و هو شبيه بالخدْشِ و النخسِ؛ و أَنشد:
         إِنَّ الجِراءَ تَخْتَرِشْ             في بطْنِ أُمِّ الهَمَّرِشْ‏

و خرَشَ البعيرَ بالمِحْجَن: ضربه بطرفه في عَرْض رقبته أَو في جلدِه حتى يُحتّ عنه وبَرُه. و خَرَشْت البعير إِذا اجتذبته إِليك بالمخْراش، و هو المحْجَنُ، و ربما جاء بالحاء. و خَرَشَه الذباب و حَرَشَه إِذا عضَّه. و الخَرَشَةُ، بالتحريك: ذبابة. و الخَرَشَةُ: الذباب، و بها سمي الرجلُ. و ما به خَرَشَة أَي قَلَبَةٌ، و ما خَرَشَ شيئاً أَي ما أَخذ. و الخَرْشُ: الكسب، و جمعه خُرُوشٌ؛ قال رؤبة:
         قَرْضي و ما جَمَّعْتُ من خُروشي‏
و خرَشَ لأَهله يخْرِشُ خَرْشاً و اخْتَرَش: جمع و كسب و احتال. و هو يَخرِش لعياله و يخْتَرِشُ أَي يكتسب لهم و يجمع، و كذلك يقْتَرِشُ و يقْرِشُ يطلب الرزق. و
في حديث أَبي هريرة: لو رأَيتُ‏
__________________________________________________
 (1). قوله [و المخدش كاهل إلخ‏] هو كمنبر و محدّث و معظم؛ الأَخيرة للزمخشري.
 (2). قوله [خداش بن زهير] عبارة القاموس و ككتاب ابن سلامة أَو أَبو سلامة صحابي و ابن زهير و ابن حميد و ابن بشر شعراء.

293
لسان العرب6

خرش ص 293

العَيْرَ يَخْرِشُ ما بين لابَتَيْها.
يعني المدينة؛ قيل: معناه من اخْتَرَشْت الشي‏ء إِذا أَخذته و حصلته، و يروى بالجيم و الشين، و هو مذكور في موضعه من الجَرْشِ الأَكلِ. و خَرَشَ من الشي‏ء: أَخذ. و
في حديث قيس بن صيفي: كان أَبو موسى يَسْمعُنا و نحن نُخارِشُهم فلا ينهانا.
يعني أَهل السواد. و المُخارَشةُ: الأَخذ على كره؛ و قوله أَنشده ابن الأَعرابي:
         أَصْدَرَها، عن طَثْرةِ الدِّئاثِ،             صاحِبُ ليلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ‏

الخَرِشُ: الذي يهيجها و يحركها. و الخَرِشُ و الخَرْشُ: الرجل الذي لا ينام، و لم يعرفه شمرٌ؛ قال أَبو منصور: أَظنه مع الجوع. و الخِرْشاءُ: قشرة البيضة العليا اليابِسةُ، و إِنما يقال لها خِرْشاءُ بعد ما تُنْقَف فيُخْرَجُ ما فيها من البلل. و في التهذيب: الخِرْشاءُ جلدةُ البيضة الداخلة، و جمعه خَراشِيّ و هو الغِرْقِئُ. و الخِرْشاءُ: قشرة البيضة العليا بعد أَن تكسر و يخرجَ ما فيها. و خِرْشاءُ الصدر: ما يرمى به من لزِج النخامة، قال: و قد يسمى البلغم خِرْشاءَ. و يقال: أَلقى فلان خَراشِيّ صدره، أَراد النخامةَ. و خِرْشاءُ الحية: سَلخُها و جلدها. أَبو زيد: الخِرْشاءُ مثل الحِرْباء جلد الحية و قشرُه، و كذلك كل شي‏ء فيه انتفاخ و تَفَتُّقٌ. و خِرْشاءُ اللبن: رغْوتُه، و قيل: جُلَيْدةٌ تعلوه؛ قال مزرد:
         إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالَةِ أَنْفُه،             ثَنى مِشْفَرَيه للصَّرِيحِ فأَقْنَعا

يعني الرغوةَ فيها انتفاخ و تَفَتُّقٌ و خُرُوقٌ. و خِرْشاءُ الثُّمالةِ: الجلدة التي تعلو اللبن، فإِذا أَراد الشارب شربه ثنى مِشفريه حتى يَخْلُص له اللبنُ. و خِرْشاءُ العسل: شمعه و ما فيه من ميت نحله. و كلُّ شي‏ء أَجوف فيه انتفاخٌ و خروقُ و تفتّقٌ خِرْشاءُ. و طلعت الشمسُ في خِرْشاءَ أَي في غَبَرَةٍ، و استعار أَبو حنيفة الخراشِيَّ للحَشَرات كلّها. و خَرَشَةُ و خُراشةُ و خِراشٌ و مُخارِشٌ، كلُّها: أَسماء و سِماك بنُ خَرَشةَ الأَنصاري و أَبو خِراشٍ الهُذلي، بكسر الخاء؛ و أَبو خُراشةَ، بالضم، في قول الشاعر:
         أَبا خُراشةَ أَمَّا كُنتَ ذا نَفَرٍ،             فإِنَّ قوميَ لم تأْكلْهمُ الضَّبُع‏

قال ابن بري: البيت لعبّاس بن مرْداسٍ السُّلَمي، و أَبو خُراشةَ كُنْيةُ خُفَاف بنِ نُدْبَةَ، و ندبةُ أُمه، فقال يُخاطِبُه: إِن كنت ذا نَفرٍ و عددٍ قليلٍ فإِنَّ قومي عددٌ كثير لم تأْكلهم الضبُع، و هي السَّنةُ المُجْدِبةُ؛ و رَوَى هذا البيتَ سيبويه: أَمَّا أَنتَ ذا نفر، فَجَعَل أَنت اسمَ كان المحذوفة و أَمَّا عوضٌ منها و ذا نفر خبرُها و أَن مصدرية «1»، و كذلك تقول في قولهم أَمّا أَنت منطلقاً انطلقتُ معك بفتح أَن فتقديره عنده لأَن كنتَ منطلقاً انطلقتُ معك، فأُسْقِطَت لام الجرّ كما أُسقطت في قوله عز و جل: وَ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ، و العاملُ في هذه اللام ما بعدها و هو قول فَاتَّقُونِ، قال: و كذلك الكلام في قولك لأَن كنت منطلقاً، العامل في هذه اللام ما بعدها و هو انطلقْتُ معَك؛ و بعد البيت:
         و كلُّ قَوْمِك يُخْشى منه بائِقَةٌ،             فارْعُدْ قَليلًا، و أَبْصِرْها بمَنْ تَقَعُ‏
             إِن تكُ جُلْمودَ بِصْرٍ لا أُؤَبِّسُه،             أُوقِدْ عليه فأُحْمِيه فَيَنْصَدِع‏

__________________________________________________
 (1). أَمّا: هي أَن و ما، فأن مصدرية و ما زائدة.

294
لسان العرب6

خرش ص 293

قال أَبو تراب: سمعت رافعاً يقول لي عنده خُراشةٌ و خُماشَةٌ أَي حُقٌّ صغِيرٌ. و خُرُوشُ البيتِ: سُعُوفُه من جُوالِقٍ خَلَقٍ أَو ثوبٍ خلَقٍ، الواحد سَعْفٌ و خَرْشٌ.
خربش:
وقَعَ القومُ في خَرْبَشٍ و خِرْباشٍ أَي اخْتِلاطٍ و صخَبٍ. و الخَرْبَشةُ: إِفساد العمل و الكتاب و نحوه. و منه يقال: كتب كتاباً مُخَرْبَشاً. و كتابٌ مُخَرْبَشُ: مُفسَدٌ؛ عن الليث. و
في حديث بعضهم عن زيد بن أَخْزم الطائي قال: سمعت ابن دُوادٍ يقول كان كتابُ سُفْيانَ مُخَرْبَشاً.
أَي فاسداً. و الخَرْبَشةُ و الخَرْمَشةُ: الإِفساد و التشويش. و الخُرُنْباشُ: من رياحين البَرِّ و هو شبيه المَرْوِ الدِّقاقِ الورَقِ؛ عن أَبي حنيفة، و وردُه أَبيض و هو طيّب الريح يوضع في أَضعاف الثياب لِطِيبِ ريحه. و خَرْبَشٌ: اسم.
خرفش:
خِرْفاشٌ: موضع.
خرمش:
الخَرْمَشةُ: إِفسَادُ الكتاب و العمل، و قد خَرْمَشهُ. و الخَرْبَشةُ و الخَرْمَشة: الإِفساد و التشويش.
خشش:
خَشَّه يَخُشُّه خَشًّا: طعنه. و خَشَّ في الشي‏ء يخُشُّ خَشًّا و انْخَشَّ و خَشْخَشَ: دخل. و خَشَّ الرجل: مضى و نفذ. و رجل مِخَشٌّ: ماض جري‏ء على هَوَى الليل، و مِخْشفٌ، و اشتقه ابنُ دريد من قولك: خَشَّ في الشي‏ء دخل فيه، و خَشٌّ: اسم رجل، مشتق منه الأَصمعي: خَشَشْتُ في الشي‏ء دخلت فيه؛ قال زهير:
         فخَشَّ بها خِلالَ الفَدْفَدِ
أَي دخل بها. و انْخَشَّ الرجل في القوم انْخِشاشاً إِذا دخل فيهم. و
في حديث عبد اللَّه بن أُنيس: فخرج رجل يمشي حتى خَشَّ فيهم.
أَي دخل؛ و منه يقال لما يُدخَلُ في أَنف البعير خِشَاشٌ لأَنه يُخَشُّ فيه أَي يدخل؛ و قال ابن مقبل:
         و خَشْخَشْت بالعِيسِ في قَفْرةٍ،             مَقِيلِ ظِباء الصَّرِيمِ الحُرُنْ‏

أَي دخلت. و الخِشَاشُ، بالكسر «2»: الرجل الخفيف. و
في حديث عائشة و وصَفَتْ أَباها، رضي اللَّه عنهما، فقالت: خَشَاشُ المَرْآة و المَخْبَر.
؛ تريد أَنه لطيف الجسم و المعنى. يقال: رجل خِشَاشٌ و خَشَاشٌ إِذا كان حادَّ الرأْس لطيفاً ماضياً لطيف المدخل. و رجل خَشَاشٌ، بالفتح: و هو الماضي من الرجال. ابن سيدة: و رجل خِشاشٌ و خَشاشٌ لطيف الرأْس ضَرْبُ الجسم خفيف وقَّادٌ؛ قال طرفة:
         أَنا الرجلُ الضَّرْبُ الذي تَعْرِفُونه،             خَشَاشٌ [خِشَاشٌ‏] كرأْسِ الحيَّةِ المُتَوَقِّدِ

و قد يضم. ابن الأَعرابي: الخِشَاشُ و الخَشَاشُ الخفيف الروح الذكيُّ. و الخِشَاشُ: الثعبان «3» العظيم المنكَر، و قيل: هي حية مثل الأَرقم أَصْغَرُ منه، و قيل: هي من الحيات الخفيفة الصغيرة الرأْس، و قيل: الحية، و لم يقيد، و هي بالكسر. الفَقْعَسيّ: الخِشَاشُ حية الجبل لا تُطْني، قال: و الأَفعى حية السهل؛ و أَنشد:
         قد سالَمَ الأَفعى مع الخِشاشِ‏
و قال ابن شميل: الخِشَاشُ حية صغيرة سمراء أَصغر من الأَرقم. و قال أَبو خيرة: الخِشَاشُ حية بيضاء
__________________________________________________
 (2). قوله [و الخشاش بالكسر إلخ‏] هو مثلث كما في القاموس.
 (3). قوله [و الخشاش الثعبان‏] هو مثلث كبقية الحشرات.

295
لسان العرب6

خشش ص 295

قلما تؤذي، و هي بين الحُفَّاثِ و الأَرقم، و الجمع الخِشَّاءُ. و يقال للحية خَشْخاشٌ أَيضاً؛ و منه قوله:
         أَسْمر مثل الحيةِ الخَشْخَاشِ‏
و الخِشْاشُ: الشِّرارُ من كل شي‏ء، و خص بعضهم به شِرارَ الطير و ما لا يصيد منها، و قيل: هي من الطير و من جميع دواب الأَرض ما لا دِماغَ له كالنعامة و الحبارى و الكَرْوانِ و مُلاعِبِ ظِلِّه. قال الأَصمعي: الخَشَاشُ شِرارُ الطير، هذا وحده بالفتح. قال: و قال ابن الأَعرابي الرجل الخفيف خَشَاشٌ أَيضاً، رواه شمر عنه قال: و إِنما سمي به خَشاشُ الرأْسِ من العظام و هو ما رقَّ منه. و كلُّ شي‏ء رقَّ و لطُفَ، فهو خَشاشٌ. و قال الليث: رجل خَشَاشُ الرأْسِ، فإِذا لم تذكر الرأْس فقل: رجل خِشَاشٌ، بالكسر. و الخِشَاشُ، بالكسر: الحشراتُ، و قد يفتح. و
في الحديث: أَن امرأَة ربطت هرّة فلم تُطْعِمْها و لم تَدَعْها تأْكلُ من خَشَاش الأَرض.
: قال أَبو عبيد: يعني من هوامِّ الأَرض و حشراتها و دوابِّها و ما أَشبهها، و
في رواية: من خَشِيشِها.
و هو بمعناه، و يروى بالحاء المهملة، و هو يابس النبات و هو وهَم، و قيل: إِنما هو خُشَيْشٌ، بضم الخاء المعجمة، تصغير خَشَاشٍ على الحذف أَو خُشَيِّشٌ من غير حذف. و الخِشاشُ من دواب الأَرض و الطير: ما لا دماغ له، قال: و الحية لا دماغ لها و النعامة لا دماغ لها و الكَرْوانُ لا دماغ له، قال: كَروانٌ خِشَاشٌ و حبارى خَشاشٌ سواء. أَبو مسلم: الخَشاشُ و الخِشاشُ من الدواب الصغيرُ الرأْس اللطيف، قال: و الحِدَأُ و مُلاعِبُ ظِلِّه خِشاشٌ. و
في حديث العُصفورِ: لم يَنْتَفعْ بي و لم يَدَعْني أَخْتشُّ من الأَرض.
أَي آكُلُ من خَشاشِها. و
في حديث ابن الزبير و معاوية: هو أَقلُّ في أَعْيُنِنا «1» من خَشاشةٍ.
ابن سيدة: قال ابن الأَعرابي هو الخِشاشُ، بالكسر، فخالف جماعةَ اللُّغوِيِّين، و قيل: إِنما سمي به لانْخِشاشِه في الأَرض و اسْتِتارِه بها، قال: و ليس بقَوِيّ. و الخِشاشُ و الخِشاشةُ: العودُ الذي يجعل في أَنف البعير؛ قال:
         يَتُوقُ إِلى النَّجاءِ بفضْلِ غَرْبٍ،             و تَقْدَعُه الخِشاشةُ و الفِقارُ

و جمعه أَخِشَّةٌ. و الخَشُّ: جعْلُك الخِشاشَ في أَنف البعير. و قال اللحياني: الخِشاشُ ما وضع في عظْم الأَنف، و أَما ما وضع في اللحم فهي البُرَةُ، خَشَّه يَخُشُّه خشًّا و أَخَشَّه؛ عن اللحياني. الأَصمعي: الخِشاشُ ما كان في العَظم إِذا كان عُوداً، و العِرانُ ما كان في اللحم فوق الأَنف. و خَشَشْت البعيرَ، فهو مَخْشوش. و
في حديث جابر: فانقادت معه الشجرةُ كالبعير المَخْشُوش.
؛ هو الذي يُجعل في أَنفه الخِشاشُ. و الخِشاش مشتق من خَشَّ في الشي‏ء إِذا دَخل فيه لأَنه يُدْخَل في أَنف البعير؛ و منه‏
الحديث: خُشُّوا بين كلامكم لا إِله إِلا اللَّه.
أَي أَدْخِلوا. و خَشَشْتُ البعير أَخُشُّه خَشّاً إِذا جعلت في أَنفه الخِشاشَ. الجوهري. الخِشاشُ، بالكسر، الذي يُدخل في عظم أَنف البعير و هو من خَشب، و البُرةُ من صُفْرٍ، و الخِزامةُ من شَعر. و
في حديث الحُديبية: أَنه أَهْدى في عُمرتِها جملًا كان لأَبي جهل في أَنفه خِشاشٌ من ذهب.
قال: الخِشاشُ عُوَيدٌ يجعل في أَنف البعير يُشدّ به الزِّمامُ ليكون أَسرعَ لانقياده. و الخُشّاءُ و الخُشُشاءُ: العظْمُ الدَّقيق العاري من الشعر الناتئُ خلف الأُذن؛ قال العجاج:
__________________________________________________
 (1). قوله [في أَعيننا] في النهاية في أَنفسنا.

296
لسان العرب6

خشش ص 295

         في خُشَشاوَيْ حُرَّةِ التَحْريرِ
و هما خُشَشاوانِ. و نظيرُها من الكلام القُوْباءُ و أَصلُه القُوَباءُ، بالتحريك، فسكَنت استثقالًا للحركة على الواو و لأَنّ فُعْلاءَ، بالتسكين، ليس من أَبْنِيَتِهم، قال: و هو وزنٌ قليلٌ في العربية. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه، أَن قَبيصةَ بن جابر قال لعُمر: إِني رَمَيْتُ ظَبْياً و أَنا مُحْرِمٌ فأَصَبْتُ خُشَشاءَه فأَسِن فمات.
؛ قال أَبو عبيد: الخُشَشاءُ هو العظْمُ الناشِزُ خلف الأُذن و همْزتُه منقلبة عن أَلف التأَنيث. الليث: الخُشَشاوان عظْمان ناتئان خلف الأُذنين، و أَصل الخُشَشاء «1» على فُعَلاءَ. و الخَشَّاءُ، بالفتح: الأَرض التي فيها رمل، و قيل: طين. و الخَشَّاءُ أَيضاً: أَرض فيها طين و حصًى؛ و قال ثعلب: هي الأَرض الخَشِنةُ الصلبة، و جمع ذلك كلّه خَشَّاواتٌ و خَشاشِيّ. و يقال: أَنْبَطَ في خَشَّاءَ. و قيل: الخَشُّ أَرض غليظة فيها طين و حَصْباءُ. و الخَشُّ: القليلُ من المطر؛ قال الشاعر:
         يسائلني بالمُنْحَنى عن بِلادِه،             فقلت: أَصابَ الناس خَشٌّ من القَطْرِ

و الخَشْخَشَةُ: صَوتُ السلاح و اليَنْبُوتِ، و في لغة ضعيفة شَخْشَخَةٌ. و كلُّ شي‏ء يابسٍ يحُكُّ بعضه بعضاً: خَشْخاشٌ. و
في الحديث أَنه قال لبلال: ما دخلتُ الجنة إِلا و سمِعتُ خَشْخَشَةً، فقلتُ: من هذا؟ فقالوا: بلالٌ.
؛ الخَشْخَشَةُ: حركة لها صوت كصوت السلاح. و يقال للرجَّالة: الخَشُّ و الحَشُّ و الصف و البت «2»، قال: و واحد الخَشّ خاشٌّ. ابن الأَعرابي: الخِشاشُ الغضب. يقال: قد حرّك خِشاشَه إِذا أَغضبه و الخُشاشُ: الشجاع، بضم الخاء. قال: و الخُشَيشُ الغزال الصغير. و الخُشَيشُ: تصغير خُشٍّ و هو التلُّ. و الخِشاشُ: الجوالقُ؛ و أَنشد:
         بينَ خِشاشِ بازِلٍ جِوَرِّ

و رواه أَبو مالك: بين خِشاشَيْ بازلٍ. قال: و خشاشا كل شي‏ء جَنْباه؛ و قال شمر في قول جرير:
         من كلّ شَوْشاءَ لمَّا خُشَّ ناظرُها،             أَدْنَتْ مُذَمَّرَها من واسط الكُورِ

قال: و الخِشاشُ يقع على عِرْق الناظر، و عِرْقا الناظرَينِ يكْتَنِفان الأَنف، فإِذا خُشَّتْ لانَ رأَسها، فإِذا جُذِبت أَلْقت مُذَمَّرُها على الرحل من شدة الخِشاشِ عليها. و المُذَمَّرُ: العِلْباوان في العُنق يُشْرِفان على الأَخدَعَين. و قوله‏
في الحديث: عليه خُشاشانِ.
أَي بُرْدتان؛ قال ابن الأَثير: إِن كانت الروايةُ بالتخفيف فيريد خفَّتهما و لُطْفَهُما، و إِن كانت بالتشديد فيريد به حركَتهما كأَنهما كانتا مصقُولتين كالثياب الجدُد المصقولة. و الخَشْخاشُ: الجماعةُ الكثيرة من الناس، و في المحْكم: الجماعة؛ قال الكميت:
         في حَوْمةِ الفَيْلَقِ الجَأْواءِ، إِذْ ركِبَتْ             قَيْسٌ، و هَيْضَلُها الخَشْخاشُ إِذ نَزَلُوا

و في الصحاح: الخَشْخاشُ الجماعةُ عليهم سلاح و دروع،
__________________________________________________
 (1). قوله [و أَصل الخششاء إلخ‏] كذا بالأَصل و لعل فيه سقطاً و حق العبارة و أصل الخشَّاء الخششاء.
 (2). قوله [و الحش و البت‏] كذا بالأَصل و في الشارح بدل الثاني بث بالمثلثة.

297
لسان العرب6

خشش ص 295

و قد خَشْخَشْتُه فَتَخَشْخَش؛ قال علقمة:
         تَخَشْخَشَ أَبْدانُ الحَديدِ عليهمُ،             كما خَشْخَشَتْ يبسَ الحصادِ جَنُوبُ‏

ابن الأَعرابي: يقال لصوت الثوب الجديد إِذا حرّك الخَشْخَشَةُ و النَّشْنَشَةُ. و الخَشُّ: الشي‏ء الأَسود. و الخَشُّ: الشي‏ء الأَخْشن. و الخَشْخاشُ: نبتٌ ثمرتُه حمراءُ، و هو ضربان: أَسود و أَبيض، واحدته خَشْخاشةٌ. و الخَشَّاءُ: موضع النَّحْل و الدَّبْر؛ قال ذو الأُصْبَع العَدْوانيُّ يصف نَبْلًا:
         قَوّمَ أَفْواقَها، و تَرَّصَها             أَنْبَلُ عَدْوان كلِّها صَنَعا
             إِمَّا تَرى نَبْلَه فَخَشْرمُ خَشَّاءَ،             إِذا مُسَّ دَبْرُه لكَعا

تَرَّصَها: أَحكمها. و أَنبلُ عدوان: أَحذقُهم بعمل النبلِ؛ قال ابن بري: و الذي في شعره مكان إِما ترى:
         فنَبْلُه صِيغَةٌ كخَشْرَمِ خَشَّاءَ،             إِذا مُشَّ دَبْرُه لكَعا

لأَن إِما ليس له جواب في هذا البيت و لا فيما بعده؛ قال: و إِنما ذكر الشاعر إِما في بيت يلي هذا و هو:
         إِمَّا تَرى قَوسَه فنابِيَةُ الأَرْزِ             هَتُوفٌ، بِحالها ضَلَعا

و قوله فنابية، الفاء جواب إِما، و نابية خبر مبتدإ أَي هي ما نبا من الأَرْزِ و ارتفع. و هتوفٌ: ذات صوت. و قوله لكَعا بمعنى لسع. و خُشْ: الطيبُ، بالفارسية، عرَّبَتْه العرب. و قالوا في المرأَة خَشَّة كأَنَّ هذا اسم لها؛ قال ابن سيدة: أَنشدني بعض من لقيته لمطيع بن إِياس يهجو حماداً الراوية:
         نَحِّ السَوْءةَ السَّوْآءَ             يا حَمَّادُ، عن خُشّه «1»
             عن التُّفَّاحةِ الصَّفْراءِ،             و الأُتْرُجّةِ الهَشّة

و خُشَاخِشٌ «2»: رمل بالدَّهْناءِ؛ قال جرير:
         أَوْقَدْتَ نارَك و اسْتَضَأْتَ بحزنَةٍ،             و من الشُّهودِ خُشَاخِشٌ و الأَجْرَعُ‏

خفش:
الخفَشُ: ضعف في البصر و ضيق في العين، و قيل: صغرٌ في العين خلقةً، و قيل: هو فساد في جفن العين و احمرار تضيق له العيون من غير وجع و لا قُرْحٍ، خَفِش خَفَشاً، فهو خَفِشٌ و أَخْفَشُ. و
في حديث عائشة: كأَنهم مِعْزَى مَطِيرة في خَفْشٍ.
؛ قال الخطابي؛ إِنما هو الخَفَشُ مصدر خَفِشَت عينه خَفَشاً إِذا قَلَّ بصرها، و هو فساد في العين يضعف منه نورُها و تَغْمَصُ دائماً من غير وجع، يعني أَنهم في عمًى و حَيرة أَو في ظلمة ليل، فضُرِبت المِعْزى مثلًا لأَنها من أَضعف الغنم في المطرِ و البرد. و
في حديث ولد المُلاعَنة: إِن جاءت به أُمه أَخْفَشَ العينين.
؛ قال بعضهم: هو الذي يُغَمّضُ إِذا نظر؛ و قول رؤبة:
         و كنتُ لا أُوبَنُ بالتَّخْفِيش‏
يريد بالضَّعْف في أَمري. يقال: خَفِشَ في أَمره إِذا ضعف؛ و به سمي الخُفاشُ لضعْف بصره بالنهار. و قال أَبو زيد: رجل خفِشٌ إِذا كان في عينيه غَمَصٌ‏
__________________________________________________
 (1). قوله [عن خُشِّه‏] هكذا ضبط في الأَصل بضم الخاء في البيت و بالفتح فيما قبله.
 (2). قوله [و خُشَاخِشٌ‏] قال متن القاموس بالضم و نقل شارحه عن الصاغاني الفتح.

298
لسان العرب6

خفش ص 298

أَي قَذًى، قال: و أَما الرَّمَصُ فهو مثلُ العَمَش. و
في كتاب عبد الملك إِلى الحجاج: قاتلك اللَّه أُخَيْفِشَ العينِ.
هو تصغير الأَخْفَش. الجوهري: قد يكون الخفَشُ علة و هو الذي يُبْصر الشي‏ء بالليل و لا يبصره بالنهار، و يبصره في يوم غيم و لا يبصره في يوم صاح. و الخُفَّاشُ: طائرٌ يطير بالليل مشتق من ذلك لأَنه يَشُقُّ عليه ضوء النهار. و الخُفَّاشُ: واحدُ الخَفافِيش التي تطير بالليل. و قال النضر: إِذا صغُرَ مُقدَّمُ سنام البعير و انضمَّ فلم يَطُلْ فذلك الخَفَش. بعيرٌ أَخْفَشُ، و ناقة خَفْشاءُ، و قد خَفِشَ خفَشاً.
خمش:
الخَمْشُ: الخدْشُ في الوجه و قد يستعمل في سائر الجسد، خَمَشَه يَخْمِشُه و يخمُشُه خَمْشاً و خُمُوشاً و خَمَّشه. و الخُمُوشُ: الخُدُوشُ؛ قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أَبي لهب يخاطب امرأَته:
         هاشمٌ جَدُّنا، فإِن كُنتِ غَضْبَى،             فامْلَئِي وجْهَكِ الجَمِيلَ خُدُوشاً

و حكى اللحياني: لا تَفْعل ذلك أُمُّك خَمْشَى، و لم يفسره؛ قال ابن سيدة: و عندي أَن معناه ثَكِلَتْكَ أُمُّك فَخَمَّشَت عليك وجْهَها، قال: و كذلك الجمع يقال لا تفعلوا ذلك أُمهاتُكم خَمْشَى. و الخُماشةُ من الجراحات: ما ليس له أَرْش معلوم كالخدْش و نحوه. و الخُماشةُ: الجنايةُ، و هو من ذلك؛ قال ذو الرمة:
         رَباعٍ لها، مُذْ أَوْرَقَ العُود عنده،             خُمَاشاتُ ذَحْل ما يُرادُ امتثالُها

امتثالُها: اقتصاصُها، و الامتثال الاقتصاص، و يقال: أَمْثِلْني منه؛ قال يصف عيراً و أُتُنَه و رَمْحَهنّ إِياه إِذا أَراد سِفادَهنّ، و أَراد بقوله رَباع عيراً قد طَلَعَت رَباعِيَتاه. ابن شميل: ما دون الدية فهو خُمَاشاتٌ مثل قطع يد أَو رجل أَو أُذن أَو عين أَو ضربة بالعصا أَو لطمة، كلُّ هذا خُماشةٌ. و قد أَخذت خُماشَتي من فلان، و قد خَمَشَني فلان أَي ضربني أَو لطمني أَو قطع عُضْواً مني. و أَخذ خُمَاشَته إِذا اقتص. و
في حديث قيس بن عاصم: أَنه جمع بنيه عند موته و قال: كان بيني و بين فلان خُماشاتٌ في الجاهلية، واحدتها خُماشة.
أَي جراحات و جنايات، و هي كل ما كان دون القتل و الدية من قطع أَو جرح أَو ضرب أَو نهب و نحو ذلك من أَنواع الأَذى؛ و قال أَبو عبيد: أَراد بها جنايات و جراحات. الليث: الخامِشةُ و جمعُها الخَوامِشُ و هي صغار المسايل و الدوافع؛ قال أَبو منصور: سميت خامِشَةً لأَنها تَخْمِشُ الأَرض أَي تَخُدّ فيها بما تحْمِل من ماء السيل. و الخَوافِشُ: مَدَافِعُ السيل، الواحدة خافِشةٌ. و الخامِشةُ: من صغار مَسايلِ الماء مثل الدوافع. و الخَمُوشُ: البعوضُ، بفتح الخاء، في لغة هُذيل، قال الشاعر:
         كأَن وغَى الخَمُوش، بِجانِبَيه،             وغَى رَكْبٍ، أُمَيمَ، ذوي زِياط

واحدته خَمُوشة، و قيل: لا واحد له؛ و هذا الشعر في التهذيب:
         كأَن وغى الخموش، بجانبيه،             مآتِمُ يَلْتَدِمْن على قَتيل‏

واحدتها بقَّة، و قيل: واحدتها خَمُوشة؛ قال ابن بري: ذكر الجوهري هذا البيت في فصل وغى أَيضاً و ذكر أَنه للهذلي و الذي في شعر هذيل خلاف هذا، و هو:
         كأَن وغى الخموش، بجانبيه،             وغى ركب، أُميم، أُولي هِياط

299
لسان العرب6

خمش ص 299

قال ابن بري: و البيت للمتنخل؛ و قبله:
         و ماء، قد ورَدْت أُمَيمَ، طامٍ             على أَرْجائه زَجَلُ الغَطاط

قال: الهِياطُ و المِياطُ الخصومةُ و الصياحُ، و الطامي المرتفع، و أَرجاؤه نواحيه. و الغَطاطُ ضربٌ من القطا. و
في حديث ابن عباس حين سُئل: هل يُقْرَأُ في الظهر و العصر؟ فقال: خَمْشاً.
؛ دعا بأَن يُخْمَشَ وجهه أَو جلدُه كما يقال جدْعاً و قطْعاً، و هو منصوب بفعل لا يظهر. و
في الحديث: من سأَل و هو غنيٌّ جاءت مسأَلتُه يوم القيامة خُمُوشاً أَو كُدُوحاً في وجهه.
أَي خُدُوشاً؛ قال أَبو عبيد: الخُموش مثل الخُدوش. يقال: خَمَشَت المرأَةُ وجْهَها تَخْمُشه و تَخْمِشه خَمْشاً و خُمُوشاً، و الخُمُوشُ مصدرٌ و يجوز أَن يكونا جميعاً المصدر حيث سمي به؛ قال لبيد يذكر نساء قُمْن يَنُحْنَ على عمه أَبي براء:
         يَخْمِشْنَ حُرَّ أَوْجُهٍ صِحاح،             في السُّلُب السُّودِ، و في الأَمْساح‏

حكى ابن قُهزاذ عن علي بن الحسين بن واقد قال: سأَلت مطراً عن قوله عز و جل: وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها، فقال: سأَلت عنها الحسن بن أَبي الحسن فقال: هذا من الخُماش.
؛ قال أَبو الهيثم: أَراد هذا من الجراحات التي لا قصاص فيها. و الخَمْشُ: كالخَدْش الذي لا قصاص فيه. و الحواميم كلها مكية ليس فيها حكم لأَنها كانت دارَ حرب،
قال ابن مسعود: آلُ حم من تلادي الأُوَل.
أَي من أَول ما تعلّمتُ بمكة، و لم تجْر الأَحكام بين المسلمين بمكة في القصاص. و الخَمَشُ: ولدُ الوَبْر الذكرُ، و الجمع خُمْشان. و تَخَمَّشَ القومُ: كثُرت حركتهم. و أَبو الخاموش: رجلُ معروف بَقَّال؛ قال رؤبة:
         أَقْحَمَني جارُ أَبي الخاموش‏

و الخُماشاتُ: بقايا الذَحْلِ.
خنش:
الخُنْشُوشُ: بقيّةٌ من المال. و امرأَة مُخنَّشَةٌ: فيها بقيّة من شَبابٍ. و بقي لهم خُنْشُوشٌ من مال أَي قطعةٌ من الإِبِلِ، و قيل أَي بقية، و قال الليث في قوله امرأَة مُخَنَّشة قال: تَخْنُشُها بعْض رقَّة بقية شبابِها، و نساء مُخَنَّشَات. و ما لَه خُنْشُوشٌ أَي ما لَه شي‏ءٌ؛ و قول رؤبة:
         جاؤوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوش‏

كقولهم جاؤوا عن آخرهم. و خُنْشُوشٌ: اسم موضع؛ و خُنْشُوشٌ: اسم رجل من بني دارِم يقال له خُنْشُوش مُدٍّ «3» يقول له خالد بن علقمة الدارمي:
         جزَى اللَّهُ خُنْشُوشَ بن مُدّ مَلامَةً،             إِذا زَيَّنَ الفَحْشاءَ للنفس مُوقُها

أَراد مؤُوقُها.
خنبش:
امرأَة خَنْبشٌ: كثيرة الحركة. و خَنْبَشٌ: اسم رجل.
خوش:
الخَوَشُ، صفَرُ البطن، و كذلك التخويش. و المُتَخَوِّشُ و المُتَخاوِشُ: الضامرُ البطن المُتَخَدِّد اللحم المهزول. و تَخَوَّشَ بَدَنُ الرجل: هُزِل بعد سِمَنٍ. و خوَّشَه حَقَّه: نقَصه؛ قال رؤبة يصف أَزْمةً
         حَصَّاءُ تُقْنِي المالَ بالتَخْوِيش‏
ابن شميل: خاشَ الرجلُ جاريتَه بأَيْرِه، قال و الخَوْش كالطعن و كذلك جافَها يجُوفها و نشَغَها و رفغها. و خاوَشَ الشي‏ءَ: رَفَعه؛ قال الراعي يصف ثوراً يحْفر كِناساً و يُجافي صدْرَه عن عروق الأَرطى:
__________________________________________________
 (3). قوله [مدّ] هو في الأَصل بهذا الضبط.

300
لسان العرب6

خوش ص 300

         يُخاوِشُ البَرْكَ عن عِرْق أَضَرَّ به،             تَجافِياً كتَجافي القَرْم ذِي السَّرَرِ

أَي يرفع صدرَه عن عروق الأَرْطى. و خاوَشَ الرجلُ جنْبه عن الفراش إِذا جافاه عنه. و خَاشَ الرجل: دخل في غُمارِ الناس. و خَاشَ الشي‏ءَ: حَشَاه في الوعاء. و خَاشَ أَيضاً: رجَع؛ و قوله أَنشده ثعلب:
         بَيْنَ الوخاءَيْن و خَاشَ القَهْقَرَى
فسره بالوجهين جميعاً؛ قال ابن سيدة: و لا دليل فيه على أَن أَلفه منقلبة عن واو أَو ياء. و خاشَ ماشَ، مبنيان على الفتح: قُماشُ الناس، و قيل: قُماش البيت و سقَطُ متاعه. و حكى ثعلب عن سلمة عن الفراء: خَاشِ ماشِ، بالكسر أَيضاً؛ و أَنشد أَبو زيد:
         صَبَحْن أَنْمار بني منْقاشِ،             خُوصَ العُيونِ يُبَّسَ المُشاشِ،
             يَحْمِلْن صبْياناً و خاشِ ماشِ‏

قال: سَمِع فارسيته فأَعْرَبها. و الخَوْشُ: الخاصرة. الفراء: و الخَوْشان الخاصرتان من الإِنسان و غيرِه؛ قال أَبو الهيثم: أَحْسَبها الحَوْشانِ، بالحاء، قال أَبو منصور: و الصواب ما روي عن الفراء. و روى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي و عن عمرو عن أَبيه أَنهما قالا: الخَوْش الخاصرة، قال أَبو منصور: و هذا عندي مأْخوذ من التَخْوِيش و هو التنقيص؛ قال رؤبة:
         يا عَجَباً و الدهرُ ذو تَخْوِيش‏

و الخَوْشانُ: نبت البَقْلة التي تسمى القَطَفَ إِلا أَنه أَلْطَفُ ورَقاً و فيه حُموضة و الناس يأْكلونه، قال: و أَنشدت لرجل من الفزاريّين:
         و لا تأْكلُ الخَوْشانَ خَوْدٌ كريمةٌ،             و لا الضَّجْعَ إِلا مَنْ أَضَرَّ به الهَزْلُ‏

خيش:
الخَيْش: ثِيابٌ رِقاقُ النسج غِلاظُ الخُيُوطِ تُتَّخَذُ من مُشَاقةِ الكَتَّان و من أَرْدَئِه، و ربما اتخذت من العَصْبِ، و الجمع أَخياش؛ قال:
         و أَبصرْتُ لَيلى بين بُرْدَي مَراجِلٍ،             و أَخْياشِ عَصْبٍ من مُهَلْهَلةِ اليمَن‏

و فيه خُيُوشةٌ أَي رقّة. و خاشَ ما في الوِعاء: أَخْرَجَه.
فصل الدال المهملة
دبش:
دبَشَ الجرادُ في الأَرض يدبِشها دَبْشاً: أَكل كلأَها. و سَيْلٌ دُبَاشٌ: عظيمٌ يَجْرُف كلَّ شي‏ء. الليث: الدبْشُ القَشْر و الأَكلُ. يقال: دُبِشَت الأَرضُ دبْشاً إِذا أُكِلَ ما عليها من النبات؛ قال رؤبة:
         جاؤوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوشِ،             من مُهْوَئِنٍّ بالدَّبى مَدْبُوشِ‏

المَدْبوشُ: الذي أَكل الجرادُ نَبْتَه. و أَرضٌ مدبوشةٌ إِذا أَكل الجراد نبتها. و الخُنْشوشُ: البقيَّةُ من الإِبِلِ. و المُهْوَئِنُّ: ما اتَّسع من الأَرض.
دخش:
دَخِشَ دخَشاً: امتلأَ لحماً؛ قال ابن دريد: و أَحسب أَن دَخْشَماً اسمُ رجل مشتق منه، و الميم زائدة.
دخبش:
رجل دَخْبَشٌ و دُخابِشٌ: عظيم البطن.
درش:
الدَّارِشُ: جلدٌ أَسود.
درعش:
بعير دِرْعَوْشٌ: شديد.
درغش:
ادْرَغَشّ الرجلُ: برِئ من مرضه كاطْرَغَشَّ.

301
لسان العرب6

دشش ص 302

دشش:
الدّشّ: اتخاذُ الدَّشِيشةِ، و هي لغة في الجَشِيشة، قال الأَزهري: ليست بلغة و لكنها لُكْنة، و
روي عن أَبي الوليد بن طَخْفةَ الغِفاري قال: كان أَبي من أَصحاب الصُّفَّة و كان رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، يأْمرُ الرجلَ يأْخذ بيد الرجُلين حتى بقِيتُ خامسَ، خمسةٍ فقال رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم: انطلقوا، فانطلقنا معه إِلى بيت عائشة فقال: يا عائشةُ أَطعِمِينا، فجاءت بِدَشِيشةٍ فأَكلْنا ثم جاءت بحَيْسةٍ مثل القَطا فأَكلنا ثم جاءت بعُسٍّ عظيم فشرِبْنا ثم انطلقنا إِلى المسجد.
؛ قال الأَزهري: فدل هذا الحديثُ أَن الدشيشة لغةٌ في الجشيشة.
دغش:
تَداغشَ القومُ: اختلطوا في حرْب أَو صخَبٍ. و دَغَش عليهم: هَجَم؛ يمانية. ابن السكيت: يقال دَاغَشَ الرجلُ إِذا حام حولَ الماء من العطش؛ و أَنشد:
         بِأَلذّ منك مُقَبَّلًا لِمُحَلَّإٍ             عَطشانَ، داغَشَ ثم عادَ يَلُوب‏

و قال غيره: فلان يُداغِشُ ظُلمةَ الليل أَي يَخْبِطُها بلا فُتور؛ قال الراجز:
         كيف تراهُنّ يُداغِشْنَ السُّرَى،             و قد مَضَى من لَيلِهنّ ما مَضَى؟

و الدغْشُ: اسم رجل، قال ابن دريد: و أَحسب أَن العرب سمته دَغْوَشاً.
دغمش:
التهذيب في نوادر الأَعراب: دَغْمَشْت في الشي‏ء و دَهْمَقت و دَمْشَقْت أَي أَسرعت.
دقش:
الدَّقْشُ: النَّقْش. و الدَّقْشَةُ: دويبّة رَقْشاءُ، و قيل رقْطاء أَصغر من العَظاءة. و أَبو الدُّقَيش: كنية، قال الأَزهري: أَبو الدُّقَيش كنْية و اسمه الدقَشُ. قال يونس: سأَلت أَبا الدُّقَيش: ما الدَّقَشُ؟ فقال: لا أَدري، قلت: ما الدُّقَيش؟ فقال: و لا هذا، قلت: فاكتنيت بما لا تعرف ما هو؟ قال: إِنما الكُنى و الأَسماء علامات. قال أَبو زيد: دخلت على أَبي الدُّقَيش الأَعرابي و هو مريض فقلت له: كيف تجدُك يا أَبا الدُّقَيش؟ قال: أَجدُ ما لا أَشتهي و أَشتهي ما لا أَجد، و أَنا في زمان سوء، زمانٌ من وَجَدَ لم يَجُد، و من جاد لم يجِدْ. و دَنْقَشَ الرجلُ إِذا نظر و كسَر عينيه. و دَنْقَشْت بين القوم: أَفسدت، قال: و ربما جاء بالسين المهملة: حكاه أَبو عبيد. قال ابن بري: ذكر أَبو القاسم الزجاجي أَن ابن دريد سئل عن الدقَش فقال: قد سمت العرب دقَشاً و صغروه فقالوا دُقَيش و صيرت مِن فَعَلَ فَنْعَل فقالوا دَنْقَش، قال: و الدُّقَيش طائر أَغبر أُرَيقِط معروف عندهم؛ قال غلام من العرب أَنشده يونس:
         يا أُمّتاه أَخْصِبي العَشِيَّه،             قد صِدْتُ دَقْشاً ثم سَنْدَرِيّه‏

دمش:
التهذيب: الليث: الدَّمَشُ الهَيجانُ و الثوَرانُ من حرارة أَو شُرْب دَواء ثارَ إِلى رأْسه، يقال: دَمِشَ دمَشاً، قال أَبو منصور: و هذا عندي دخيل أُعْرِب.
دنفش:
أَبو عبيد في باب العين: دَنْقَش الرجلُ دَنْقَشةً و طَرْفَش طَرْفَشةً إِذا نظر فكسَر عينيه، و قال شمر: إِنما هو دَنْفَشَ، بالفاء و الشين. أَبو عمرو: طَرْفَش الرجلُ طرْفَشةً و دَنْقَشَ دَنْقَشةً إِذا نظر فكسر عينيه. قال أَبو منصور: و كان شمر و أَبو الهيثم يقولان في هذا دنْقَس، بالقاف و السين.
دنقش:
الفراء: الدَّنْقَشَةُ الفسادُ، رواه بالشين و رواه غيره بالسين دَنْقَسَهُ؛ قال الأَزهري: الصواب بالقاف‏

302
لسان العرب6

دنقش ص 302

و الشين؛ قال أَبو عمرو الشيباني: الدَّنْقَشَةُ خفْضُ البصر مثل الطرفشة؛ و أَنشد لأَبّاقٍ الدُّبَيرِيّ:
         يُدَنْقِشُ العينَ إِذا ما نَظَرا،             يَحْسَبُه، و هو صحيحٌ، أَعْوَرا

يقال: دَنْقَشَ و طَرْفَشَ إِذا نظر و كسر عينيه.
دهش:
الدَّهَشُ: ذهابُ العقل من الذَّهَلِ و الوَلَهِ و قيل من الفزع و نحوه، دَهِشَ دَهَشاً، فهو دَهِشٌ، و دُهِشَ، فهو مَدْهوش، و كَرِهَها بعضهم، و أَدْهَشَه اللَّه و أَدْهَشَه الأَمرُ. و دهِشَ الرجلُ، بالكسر، دَهَشاً: تحيّر. و يقال: دُهِشَ و شُدِهَ، فهو دَهِشٌ و مَشْدُوه «1» شَدْهاً. قال: و اللغةُ العالية دَهِشَ على فَعِلَ، و هو الدَّهَش، بفتح الهاء. و الدَّهَشُ: مثلُ الخَرَقِ و البَعَل و نحوه.
دهرش:
دَهْرَشٌ: اسمٌ، و قيل: قبيلةٌ من الجِنّ.
دهفش:
الأَزهري عن محمد بن عبد العزيز قال: لما قال عمر بن أَبي ربيعة:
         لم تَدَعْ للنِّساء عندي نَصِيباً             غير ما قُلْتُ مازِحاً بلِساني‏

قال ابن أَبي عتيق: رضيت لك المودة و للنساء الدَّهْفَشةَ و هي الخدِيعةُ. و الدَّهْفَشةُ: التَجْمِيشُ. و دَهْفَشَ المرأَة إِذا جَمَّشَها.
دهقش:
دَهْقَشَ الرجلُ المرأَةَ: جَمَّشَها.
دوش:
الدَّوَشُ: ظلمةٌ في البصر، و قيل: هو ضعْفٌ في البصر و ضِيقٌ في العين، دَوِشَ دوَشاً، و هو أَدْوَشُ، و قد دَوِشَت عينُه، و هي دَوْشاء. الفراء: داشَ الرجلُ إِذا أَخذَتْه الشَّبْكَرةُ.
ديش:
الدِّيشُ: قبيلة من ابني الهُونِ. الليث: دِيش قبيلة من بني الهون بن خزيمة و هم من القارَةِ، و هم الدِّيشُ و العَضَلُ ابنا الهون بن خزيمة، قال الجوهري: و ربما قالوه بفتح الدال، و هو أَحد القارة، و الآخَرُ عَضَلُ بن الهون يقال لهما جميعاً القارة.
فصل الراء
رأش:
رجل رُؤْشُوشٌ: كثير شعرِ الأُذن.
ربش:
الأَرْبَشُ: المختلف اللون نقطة حمراء و أُخرى سوداء أَو غبراء أَو نحو ذلك. و فرس أَرْبَشُ: ذو بَرَشٍ مختلف اللون، و خصَّ اللحياني به البرْذَون. و أَرْبَشَ الشجرُ: أَوْرَقَ، و قيل أَرْبَشَ أَخرج ثمره كأَنه حِمِّص، عن ابن الأَعرابي، و كذلك حكي حِمَّص، بفتح الميم، و هو رواية. و مكان أَرْبَشُ و أَبْرَشُ: كثير النبت مختلفُه. ابن الأَعرابي: أَرْمَشَ الأَرضُ و أَرْبَشَ و أَنْقَدَ إِذا أَوْرَقَ و تفطَّر. و أَرض رَبشاءُ و بَرْشَاءُ: كثيرة العُشب مختلفٌ أَلوانها. و سنَة رَبْشاء و رَمْشاء و بَرْشاء: كثيرةُ العُشْب.
رشش:
الرشُّ للماء و الدم و الدمع، و الرش: رشُّك البيتَ بالماء، و قد رشَشْت المكانَ رَشًّا و تَرَشَّشَ عليه الماءُ، و رَشَّت العينُ و السماء تَرُشُّ رَشًّا و رَشاشاً و أَرَشَّت أَي جاءت بالرَّشّ. و أَرضٌ مَرْشُوشَةٌ: أَصابها رَشٌ. و الرَشُّ: المطر القليل، و الجمع رِشَاشٌ؛ و قال ابن الأَعرابي: الرَّشُّ أَول المطر. و أَرَشَّتِ الطعْنةُ، و رَشاشُها دمُها. و الرَّشاشُ، بالفتح. ما ترشّشَ من الدمع و الدم، و أَرَشَّت العينُ الدمعَ، و رَشَّهُ بالماء يَرُشُّهُ رَشًّا: نضَحه. و
في الحديث: فلم يكونوا يَرُشُّون شيئاً من ذلك.
__________________________________________________
 (1). قوله [فهو دهش و مشدوه‏] كذا بالأَصل و المناسب لما قبله و ما بعده أَن يقول فهو مدهوش و مشدوه.

303
لسان العرب6

رشش ص 303

أَي ينضحونه بالماء، و رَشَاش الدمع؛ قال أَبو كبير يصف طعنة تُرِشُّ الدمع إِرشاشاً:
         مُسْتنّة سَنَنَ الغُلُوّ مُرِشَّة،             تَنْفي التراب بِقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ‏

و شِواءٌ مُرِشٌّ و رَشْرَاشٌ: خَضِلٌ نَدٍ يقطُرُ ماؤه، و قيل: يقْطرُ دَسَمُه. و تَرَشْرَشَ الماءُ: سالَ. و عظْمٌ رَشْرَاشٌ: رِخْوٌ. و خُبْزة رَشْرَاشَةٌ و رَشْرَشَةٌ: رخْوةٌ يابسةٌ. و رَشْرَشَ البعيرُ: بَرَك ثم فَحَصَ بصدْره في الأَرض ليتمكن؛ و قول أَبي دواد يصف فرساً:
         طَوَاه القَنِيصُ و تَعْداؤه،             و إِرْشَاشُ عِطْفَيه حتى شَسَبْ‏

أَراد تعريقَه إِياه حتى ضمَر لِمَا سال من عرَقه بالحِناذ و اشتدّ لحمه بعد رهَلِه.
رعش:
الرَّعَشُ، بالتحريك، و الرُّعَاشُ: الرِّعْدة. رَعِشَ، بالكسر، يَرْعَشُ رَعَشاً و ارْتَعَشَ أَي ارْتَعَدَ، و أَرْعَشَه اللَّه. و ارْتَعَشت يدُه إِذا ارْتَعدت. و ارْتَعَش رأْسُ الشيخ إِذا رجَف من الكِبَر. و الرُّعاشُ: رِعْشةٌ تَعْتري الإِنسان من داء يُصيبه لا يسكن عنه. و رجل رَعِشٌ: مُرتَعِش؛ قال أَبو كبير:
         ثم انْصرفْتُ، و لا أَبُثّك حِيْبتي،             رَعِشَ البنانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْورِ

و عندي أَن رَعِشاً على النسَب لأَنه لم نجد له فعلًا، و رُعِشَ و أُرْعِشَ. و رجل رَعِيشٌ: مُرْتَعِشٌ. و رجل رِعْشيشٌ: يُرْعَشُ في الحرب جُبْناً. و رجل رَعِشٌ أَي جبان. و يقال: أَخذتْ فلاناً رِعْشةٌ عند الحرب ضعْفاً و جُبْناً. و يقال: إِنه لَرَعِشٌ إِلى القِتال و إِلى المعروف أَي سريعٌ إِليه. و الرِّعْشَةُ: العَجَلةُ؛ و أَنشد:
         و المُرْعَشِينَ بالقَنا المُقَوّم‏
كأَنما أَرْعَشُوهم أَي أَعْجَلُوهم. و الرَّعْشَنُ: المُرْتَعِشُ. و جمل رَعْشَنٌ: سريعٌ لاهتزازِه في السير، نونُهما زائدةٌ؛ و ناقة رَعْشَنَةٌ و رَعْشَاء كذلك، و قيل: الرَّعْشَاء الطويلة العنق. و الرَّعْشَاءُ من النعام: الطويلةُ، و قيل: السريعة، و ظَلِيم رَعِشٌ كذلك، و هو على تقدير فَعِل بدلٌ من أَفْعَل، خالَفوا بصيغة المذكر عن صيغة المؤنث و مثله كثير، و كذلك الناقة الرَّعْشَاءُ، و الجمل أَرْعَشُ و هو الرَّعْشَنُ و الرَّعْشَنةُ «1»؛ و أَنشد:
         من كلّ رَعْشاءَ و ناجٍ رَعْشَنِ‏

و النون زائدة في الرَّعْشَن كما زادوها في الصَّيْدَنِ، و هو الأَصْيَدُ من الملوك، و كما قالوا للمرأَة الخلَّابة خَلْبَنٌ؛ و يقال: الرَّعْشَنُ بناءٌ رباعيّ على حِدَة. و تسمى الدابة رَعْشاءَ لانتفاضها من شَهامتها و نشاطها. و ناقة رَعُوشٌ، مثل رَعُوس: للتي يَرْجُف رأَسُها من الكِبَر. و الرَّعْشُ: هزُّ الرأْس في السير و النوم. و المَرْعَش: جنس من الحمام و هي التي تُحَلِّقُ، و بعضهم يضم مِيمَه. و يَرْعِش: ملِكٌ من ملوك حِمْيَر كان به ارتعاشٌ فسُمي بذلك. و رَعِشٌ: فرس لسلمة بن يزيد الجُعْفيّ. و مَرْعَش: بلدٌ في الثغور من كُوَرِ الجزيرة، و قيل: هو موضع و لم يُعَيَّن؛ قال:
         فلو أَبْصَرَتْ أُمُّ القُدَيدِ طِعانَنا،             بمَرْعَشَ رَهْطَ الأَرْمَنيّ، أَرنّت‏

__________________________________________________
 (1). قوله [و هو الرعشن و الرعشنة] كذا بالأَصل و لعل فيه سقطاً و الأَصل و هي الرعشنة.

304
لسان العرب6

رفش ص 305

رفش:
رفَشَه رَفْشاً: أَكَله أَكلًا شديداً؛ قال رؤبة:
         دقًّا كدَقِّ الوَضَمِ المَرْفُوشِ،             أَو كاحْتلاق النُّورةِ الجَمُوشِ‏

و منه وقع فلان في الرَّفْش و القَفْش؛ الرَّفْشُ: الأَكلُ و الشربُ في النَّعْمة و الأَمْن، و القَفْش: النكاح. و يقال: أَرْفَشَ فلان إِذا وقع في الأَهْيغَين: الأَكلِ و النكاح. و الرَّفْش: الدَّقّ و الهَرْسُ. يقال للذي يُجِيد أَكلَ الطعام: إِنه ليَرْفُش الطعامَ رَفْشاً و يَهْرُشُه هَرْشاً. و رَفَّشَ فلان لِحْيتَه تَرْفِيشاً إِذا سرّحَها فكأَنها رَفْشٌ، و هو المجْرفُ. و يقال للذي يُهِيلُ بمِجْرَفِه الطعامَ إِلى يَدِ الكيّال: رفّاشٌ. و رفَش البُرَّ يَرْفُشُه رَفْشاً: جَرَفه. و الرَّفْشُ و الرُّفْشُ و المِرْفَشةُ: ما رُفِشَ به. و يقال للمِجْرَف: الرَّفْش. و مِجْراف السفينة يقال له: الرَّفْش. الليث: الرَّفْش و الرُّفْش لغتان سواديّة، و هي المِجْرفة يُرْفَش بها البُرُّ رَفْشاً، قال: و بعضهم يُسَمّيها المِرْفَشةَ. و رجل أَرْفَشُ الأُذنين: عَريضُهما على التشبيه بالمِرْفَشة. و
في حديث سلمان الفارسي: أَنه كان أَرْفَشَ الأُذنين.
أَي عريضَهما. قال شمر: الأَرْفَش العريض الأُذن من الناس و غيرهم، و قد رَفِشَ يَرْفَشُ رفَشاً، شبّه بالرفْش و هي المِجْرفة من الخشب التي يُجرف بها الطعامُ. و يقال للرجل يَشْرُف بعد خُموله أَو يَعزُّ بعد الذلّ: من الرَّفْشِ إِلى العرشِ أَي قعدَ على العرش بعد ضرْبه بالرَّفْش كنّاساً أَو ملَّاحاً. و في التهذيب: أَي جلس على سرير المُلْك بعد ما كان يعمل بالرَّفْشِ، قال: و هذا من أَمثال العراق.
رقش:
الرَّقْش كالنقْش، و الرَّقَشُ و الرَّقَشةُ: لون فيه كدرة و سواد و نحوهما. جُنْدَب أَرْقَشُ و حَيَّة رَقْشَاء: فيها نقط سواد و بياض. و
في حديث أُم سلمة: قالت لعائشة، لو ذكَّرْتُكِ قولًا تَعْرِفينه نهشتني نَهْشَ الرَّقْشَاء المُطْرِق.
: الرَقْشَاء الأَفعى، سميت بذلك لترقيش في ظَهرها و هي خطوط و نقط، و إِنما قالت المطرق لأَن الحية تقع على الذكر و الأُنثى. التهذيب: الأَرْقَشُ لون فيه كدرة و سواد و نحوُهما كلون الأَفعى الرَّقْشَاء، و كلون الجُنْدَب الأَرْقَشِ الظهر و نحو ذلك كذلك، قال: و ربما كانت الشِّقْشِقةُ رَقْشَاءَ؛ قال:
         رَقْشَاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا،             دَوَّمَ فيها رِزُّه و أَرْعَدا

و جَدْيٌ أَرْقَشُ الأُذنين أَي أَذْرَأُ. و الرَّقْشَاء من المعز: التي فيها نقط من سواد و بياض. و الرقْشاء: شِقْشِقَةُ البعير. الأَصمعي: رُقَيْش تصغير رَقَش و هو تنقيط الخطوط و الكتاب. و قال أَبو حاتم: رُقَيْشٌ تصغير أَرْقَش مثل أَبْلَق و بُلَيق و يجوز أُرَيْقِش. ابن الأَعرابي: الرَّقْش الخطّ الحسنُ، و رَقَاشِ اسم امرأَة منه. و الرَّقْشَاءُ: دُوَيْبَّة تكون في العُشْب دُودةٌ منقوشة مَلِيحة شبيهة بالحُمْطُوطِ. و الرَّقْشُ و الترْقِيشُ: الكتابةُ و التنقيط؛ و مُرَقِّشٌ: اسم شاعر، سمي بذلك لقوله:
         الدارُ قَفْرُ و الرُّسُوم كما             رَقَّشَ، في ظَهْر الأَدِيم، قَلَمْ‏

و هما مُرَقِّشَانِ: الأَكْبرُ و الأَصْغر، فأَما الأَكبر فهو من بني سَدُوسٍ و هو الذي ذكرنا البيتَ عنه آنفاً؛ و قبله:

305
لسان العرب6

رقش ص 305

         هل بالديار أَن تُجِيبَ صَمَمْ،             لو كان رَسْمٌ ناطقاً بِكِلَمْ؟

و المُرَقِّشُ الأَصْغر من بني سعد بن مالك؛ عن أَبي عبيدة. و التَّرْقِيشُ: التسطير في الصحف. و التَّرْقِيشُ: المُعاتبةُ و النَّمّ و القَتّ و التحريش و تَبْليغ النَّمِيمة. و رَقَّشَ كلامَه: زَوّرَه و زَخْرَفه، من ذلك؛ قال رؤبة:
         عاذِلَ قد أُولِعْتِ بالتَّرْقِيشِ،             إِليَّ سرّاً فاطْرُفي و مِيشِي‏

و في التهذيب: التَّرْقِيشُ التشْطِير في الضحك و المُعاتبةُ، و أَنشد رجز رؤبة، و قيل: التَّرْقِيشُ تَحْسين الكلام و تَزْويقُه. و تَرَقَّشَتِ المرأَةُ إِذا تزيّنت؛ قال الجعدي:
         فلا تحسَبي جَرْيَ الرِّهان تَرَقُّشاً             و رَيْطاً، و إِعطاءَ الحَقِينِ مُجَلّلا

و رَقَاشِ: اسم امرأَة، بكسر الشين، في موضع الرفع و الخفض و النصب؛ قال:
         اسْقِ رَقَاشِ إِنّها سَقَّايَه‏
و رَقَاشِ: حيٌّ من رَبيعةَ نُسِبوا إِلى أُمّهم يقال لهم بنو رَقَاشِ، قال ابن دريد: و في كلبٍ رَقاشِ، قال: و أَحسَب أَن في كِنْدة بطْناً يقال لهم بنو رَقَاشِ، قال: و أَهل الحجاز يَبْنون رَقَاشِ على الكسر في كل حال، و كذلك كل اسم على فَعالِ بفتح الفاء معدول عن فاعلة لا يدخله الأَلف و اللام و لا يُجْمع مثل حَذامِ و قَطامِ و غَلابِ، و أَهل نجد يُجْرونه مُجْرى ما لا ينصرف نحو عُمَرَ، يقولون هذه رَقَاشُ بالرفع، و هو القياس لأَنه اسم علَم و ليس فيه إِلا العدل و التأْنيث غير أَن الأَشعار جاءت على لغة أَهل الحجاز؛ قال لُجَيم بن صَعْب والد حَنيفة و عِجْل و حذامِ زوجُه:
         إِذا قالت حَذامِ فصدِّقوها،             فإِن القولَ ما قالت حذامِ‏

و قال إمرؤ القيس:
         قامت رَقاشِ، و أَصحابي على عَجَلٍ،             تُبْدي لك النحْرَ و اللّبَّاتِ و الجِيدا

و قال النابغة:
         أَ تاركةً تَدَلُّلَها قَطامِ،             و ضِنّاً بالتحية و الكلامِ‏
             فإِن كان الدلالَ فلا تُلِحِّي،             و إِن كان الودَاعَ فبالسلامِ‏

يقول: أ تترك هذه المرأَةُ تدلُّلَها و ضِنَّها بالكلام؟ ثم قال: فإِن كان هذا تدلّلًا منك فلا تُلِحِّي، و إِن كان سبباً للفراق و التوديع ودّعِينا بسلام نَسْتمتع به، قال: و قولُه أ تاركةً منصوبٌ نَصْبَ المصادر كقولك أ قائماً و قد قعد الناسُ؟ تقديره أ قِياماً و قد قعد الناسُ. و ضِنّاً معطوفٌ على قوله تدلُّلَها، قال: إِلا أَن يكون في آخره راء مثل جَعارِ اسم للضبُع، و حَضارِ اسمٌ لكوكب، و سَفارِ اسم بئر، و وَبارِ اسم أَرض فيوافقون أَهلَ الحجاز في البناء على الكسر.
رمش:
الرَّمَشُ: تَقَتُّلٌ في الشُّفْر و حمرةٌ في الجَفْن مع ماءٍ يَسيل، رجل أَرْمَشُ و امرأَة رَمْشَاءُ و عينٌ رَمْشَاءُ، و قد أَرْمَش؛ و أَنشد ابن الفرج:
         لهم نَظَرٌ نَحْوي يَكادُ يُزِيلُني،             و أَبْصارُهم نَحْوَ العَدُوِّ مَرَامِشُ‏

قال: مَرَامِشُ غَضِيضةٌ من العداوة. ابن الأَعرابي: المِرْمَاشُ الذي يُحرّك عينَه عند النظر

306
لسان العرب6

رمش ص 306

تحريكاً كثيراً و هو الرَّأْراءُ أَيضاً. و رَمَش الشي‏ءَ يَرْمُشُه و يَرْمِشُه رَمْشاً: تَناوَله بأَطراف أَصابعه. و رَمَشَه بالحجر رَمْشاً: رَماه. و مكان أَرْمَشُ: لغة في أَرْبَش. و بِرْذَونٌ أَرْمَشُ: كأَرْبَش. و به رَمَشٌ أَي بَرَشٌ. و أَرْمَشَ الشجرُ: أَورقَ كأَرْبَشَ. و قال ابن الأَعرابي: أَرْمَشَ أَخرَج ثَمره كالحِمّص. و أَرض رَمْشَاء: كثيرة العُشْب كرَشْماء. و الرَّمْشُ: الطاقةُ من الحَماحِم الرَّيْحانِ و نحوه. و الرَّمْشُ: أَن تَرْعى الغنمُ شيئاً يسيراً؛ قال الشاعر:
         قد رَمَشَتْ شيئاً يسيراً فاعْجَلِ‏
و رَمَشَت الغنم ترْمُش و ترْمِشُ رَمْشاً: رَعَتْ شيئاً يسيراً. و سنَةٌ رَبْشاءُ و رَمشاء و بَرْشاءُ: كثيرة العُشْب. و الأَرْمَش: الحسَنُ الخلق.
رهش:
الرَّواهشُ: العصَّب التي في ظاهر الذراع، واحدتُها رَاهِشةٌ و رَاهِشٌ بغير هاء؛ قال:
         و أَعْدَدْتُ للحرب فَضْفاضَةً             دِلاصاً، تَثَنَّى على الرَّاهِشِ‏

و قيل: الرَّوَاهِشُ عصَبٌ و عروقٌ في باطن الذراع، و النواشر: عروقُ ظهر الكفّ، و قيل: هي عروقُ ظاهر الذراع، و الرواهِشُ: عصَبُ باطنِ يدَي الدابة. و الارْتِهاشُ: أَن يصُكّ الدابةُ بعَرض حافرِه عَرْضَ عُجايَتِه من اليد الأُخرى فربّما أَدْماها و ذلك لضَعْف يدِه. و الراهِشانِ: عرْقانِ في باطن الذراعين. و الرَّهَشُ و الارْتِهاشُ: أَن تضطَرِبَ زواهِشُ الدابة فيَعْقِر بعضُها بعضاً. الليث: الرَّهَشُ ارْتِهَاشٌ يكون في الدابة و هو أَن تَصْطَكّ يداه في مِشْيته فيَعْقِر رَوَاهِشَه، و هي عصَبُ يديه، و الواحدة رَاهِشَةٌ؛ و كذلك في يد الإِنسان رَوَاهِشُها: عصبُها من باطن الذراع. أَبو عمرو: النواشرُ و الرَّوَاهِشُ عروقُ باطنِ الذراع، و الأَشاجِعُ: عروق ظاهرِ الكف. النضر: الارْتِهاشُ و الارتعاش واحدٌ. ابن الأَثير: و
في حديث عُبادة و جَراثيمُ العرب تَرْتَهِسُ.
أَي تضْطَرب في الفِتنة، قال: و يروى بالشين المعجمة، أَي تَصْطَكّ قبائلُهم في الفِتَن. يقال: ارْتَهَشَ الناسُ إِذا وقَعت فيهم الحربُ، قال: و هما متقاربان في المعنى، و يروى‏
         ... تَرْتَكِس‏

، و قد تقدم. و
حديث العُرَنيّين: عظُمَت بُطونُنا و ارْتَهَشَت أَعْضادُنا.
أَي اضطربت، قال: و يجوز أَن يكون بالسين و الشين. و
في حديث ابن الزبير: و رَهِيش الثَّرى عرضاً.
؛ الرَّهِيشُ من التراب: المُنْثالُ الذي لا يَتَماسَك من الارْتِهاش الاضطراب و المعنى لزوم الأَرض أَي يقاتلون على أَرجلهم لِئلَّا يُحَدّثوا أَنفسهم بالفرار، فِعْلَ البطَلِ الشجاع إِذا غُشِي نزل عن دابّته و استقبل العدوّ، و يحتمل أَن يكون أَراد القبر أَي اجعلوا غايتكم الموتَ. و الارتهاش: ضربٌ من الطعْن في عَرْضٍ؛ قال:
         أَبا خالدٍ، لو لا انتظارِيَ نَصْرَكم،             أَخذْتُ سِنانِي فارْتَهَشْتُ به عَرْضا

و ارتهاشه: تحريكُ يديه. قال أَبو منصور: معنى قوله فارتهشت به أَي قَطعت به رَوَاهِشِي حتى يسيل منها الدم و لا يرقأَ فأَموت؛ يقول: لو لا انتظاري نصركم لقتلت نفسي آنفاً. و
في حديث قُزْمانَ: أَنه جُرِحَ يوم أُحُدٍ فاشْتَدّت به الجراحةُ فأَخَذ سهماً فقَطع به رَوَاهِشَ يديه فقَتَل نفسَه.
؛ الرَّواهِشُ: أَعصابٌ في باطن الذراع. و الرَّهِيشُ: الدَّقيق من الأَشياء. و الرَّهِيشُ: النَّصلُ الدقيق. و نصْلٌ رَهِيشٌ: حَدِيدٌ؛ قال إمرؤ القيس:

307
لسان العرب6

رهش ص 307

         بِرَهِيشٍ من كِنانَتهِ،             كتلَظِّي الجَمْرِ في شَرَرِهْ‏

قال أَبو حنيفة: إِذا انشق رِصافُ السهم فإِن بعض الرواة زعم أَنه يقال له سهم رَهِيشٌ؛ و به فسر الرَّهِيشُ من قول إمرئ القيس:
         برَهِيش من كنانته‏
قال: و ليس هذا بقويّ. و الرَّهِيشُ من الإِبل: المهزولةُ، و قيل: الضعيفةُ؛ قال رؤبة:
         نَتْف الحُبارَى عن قَرا رَهيشِ‏
و قيل: هي القليلة لحم الظهر، كلاهما على التشبيه، فالرَّهِيشُ الذي هو النَّصْل، و الرَّهِيشُ من القِسِيّ التي يُصيب وترُها طائفَها، و الطائف ما بين الأَبْهَرِ و السِّيَةِ، و قيل: هو ما دون السِّيَةِ، فَيُؤَثّر فيها، و السِّيَةُ ما اعْوَجّ من رأْسها. و المُرْتَهِشةُ من القِسِيّ: التي إِذا رُمِيَ عليها اهتزّت فضرب وتَرُها أَبْهَرَها، قال الجوهري: و الصواب طائفَها. و قد ارْتَهَشَت القوسُ، فهي مُرْتَهِشةٌ؛ و قال أَبو حنيفة: ذلك إِذا بُريَتْ بَرْياً سخِيفاً فجاءت ضعيفة، و ليس ذلك بقويّ. و ارْتَهَشَ الجرادُ إِذا ركب بعضُه بعضاً حتى لا يكاد يُرى الترابُ معه، قال: و يقال للرائد كيف البلادُ التي ارْتَدْتَ؟ قال: تركتُ الجرادَ يَرْتَهِش ليس لأَحد فيها نُجْعةٌ. و امرأَة رُهْشوشةٌ: ماجِدةٌ. و رجل رُهْشُوشٌ: كريمٌ سَخِيٌّ كثيرُ الحياء، و قيل: عَطوفٌ رَحيمٌ لا يمنع شيئاً، و قيل: حَيِيٌّ سَخِيٌّ رَقِيقُ الوجه؛ قال الشاعر:
         أَنت الكريمُ رِقَّةَ الرُّهشوشِ‏

يريد ترِقّ رقّةَ الرُّهشوش، و لقد تَرَهْشَشَ، و هو بَيِّنُ الرُّهْشةِ و الرُّهْشوشِيّة. و ناقة رُهْشُوشٌ: غَزِيرةُ اللبَنِ، و الاسم الرُّهْشة، و قد تَرَهْشَشَت، قال ابن سيدة: و لا أَحُقُّها. أَبو عمرو: ناقةٌّ رَهِيشٌ أَي غزيرة صَفِيٌّ؛ و أَنشد:
         و خَوّارة منها رَهِيش كأَنما             بَرَى لَحْمَ مَتْنَيها، عن الصُّلْبِ، لاحِبُ‏

روش:
ثعلب عن ابن الأَعرابي: الرَّوْشُ الأَكلُ الكثير، و الوَرْشُ الأَكلُ القليل.
ريش:
الرِّيشُ: كِسْوةُ الطائر، و الجمع أَرياش و رِياشٌ؛ قال أَبو كبير الهذلي:
         فإِذا تُسَلُّ تَخَشْخَشَتْ أَرْياشُها،             خَشْفَ الجَنُوب بيابِسٍ من إِسْحِلِ‏

و قرئ: و رِياشاً وَ لِباسُ التَّقْوى‏؛ و سمى أَبو ذؤيب كسوةَ النحل ريشاً فقال:
         تظَلُّ على الثَّمْراء منها جَوارِسٌ             مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ، زُغْبٌ رِقابُها

واحدته رِيشَةٌ. و طائرٌ رَاشٌ: نَبَتَ رِيشُه. و راشَ السهمَ رَيْشاً و ارْتاشَه: ركّب عليه الرِّيشَ؛ قال لبيد يصف السهم:
         و لئن كَبِرْتُ لقد عَمَرْتُ كأَنني             غُصْنٌ، تُقَيِّئه الرِّياحُ، رَطِيبُ‏
             و كذاك حقًّا، مَن يُعَمَّرْ يُبْلِه             كَرُّ الزمانِ عليه، و التقْلِيبُ‏
             حتى يَعُودَ من البلاء كأَنه،             في الكفّ، أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصوبُ‏
             مُرُطُ القِذاذِ، فليس فيه مَصْنَعٌ،             لا الريشُ يَنْفعه، و لا التعْقِيبُ‏

و قال ابن بري: البيت لنافع بن لقيط الأَسدي يصف الهَرَمَ و الشَّيْبَ، قال: و يقال سَهم مُرُطٌ إِذا لم‏

308
لسان العرب6

ريش ص 308

يكن عليه قُذَذٌ، و القِذاذ: ريشُ السهم، الواحدة قُذّة، و التعقيبُ: أَن يُشدَّ عليه العَقَبُ و هي الأَوتار، و الأَفْوَقُ: السهم المكسور الفوقِ، و الفوق: موضع الوَتَرِ من السهم، و الناصلُ: الذي لا نَصْل فيه، و المعصوب: الذي عُصِب بِعصابة بعد انكساره؛ و أَنشد سيبويه لابن ميَّادة:
         و ارْتَشْنَ، حين أَرَدْنَ أَن يَرْمِينَنا،             نَبْلًا بلا رِيشٍ و لا بِقِداح‏

و
في حديث عمر قال لجرير بن عبد اللَّه و قد جاء من الكوفة: أَخْبِرني عن الناس، فقال: هم كسِهامِ الجَعْبةِ منها القائمُ الرائِشُ.
أَي ذو الرِّيش إِشارة إِلى كماله و استقامته. و
في حديث أَبي جُحَيفة: أَبْرِي النَّبْلَ و أَرِيشُها.
أَي أَعْمَلُ لها رِيشاً، يقال منه: رِشْتُ السهم أَرِيشُه. و فلان لا يَرِيشُ و لا يَبْرِي أَي لا يضر و لا ينفع. أَبو زيد: يقال لا تَرِشْ عليّ يا فلانُ أَي لا تَعْترض لي في كلامي فتَقْطَعه عليّ. و الرَّيْشُ، بالفتح: مصدرُ راش سهمَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا ركَّب عليه الرِّيشَ. و رِشْتُ السهمَ: أَلْزَقْتُ عليه الرِّيشَ، فهو مَرِيشٌ؛ و منه قولهم: ما لَه أَقذُّ و لا مَرِيشٌ أَي ليس له شي‏ء. و الرائِشُ: الذي يُسْدِي بين الراشي و المُرْتَشي. و الراشي: الذي يتردّد بينهما في المُصانعةِ فَيرِيش المُرْتَشي من مال الراشي. و
في الحديث: لَعَنَ اللَّه الراشِيَ و المُرْتَشِيَ و الرائش.
؛ و الرائشُ: الذي يسعى بين الراشي و المُرْتَشِي ليَقْضِيَ أَمرَهما. و بُرْدٌ مُرَيّشٌ؛ عن اللحيَاني: خطوطُ وشْيِهِ على أَشكال الرِّيش. نصيرٌ: الرَّيَشُ الزبَب، و ناقة رَياشٌ، و الزبَب: كثرةُ الشعر في الأُذنين و يَعْتَري الأَزَبَّ النِّفارُ؛ و أَنشد:
         أَنْشدُ من خَوّارةٍ رَياشِ،             أَخْطَأَها في الرَّعْلةِ الغَواشِ،
             ذُو شَمْلة تَعْثُرُ بالإِنْفاشِ‏

و الريشُ: شعرُ الأُذن خاصّة. و رجل أَرْيَشُ و راشٌ: كثير شعر الأُذُن. و راشَه اللَّهُ يَرِيشُه رَيْشاً: نَعشَه. و تَرَيَّش الرجلُ و ارْتاشَ: أَصابَ خيراً فرُئيَ عليه أَثَرُ ذلك. و ارْتاشَ فلانٌ إِذا حسُنَتْ حالُه. و رِشْتُ فلاناً إِذا قوَّيْته و أَعَنْته على معاشه و أَصْلَحْت حالَه؛ قال الشاعر عمير «2» بن حبَّاب:
         فرِشْني بخيرٍ، طالَما قد بَرَيْتَني،             و خَيْرُ المَوالي مَنْ يَرِيشُ و لا يَبْري‏

و الرِّيشُ و الرِّياشُ: الخِصْبُ و المعاشُ و المالُ و الأَثاثُ و اللِّباسُ الحسَنُ الفاخرُ. و في التنزيل العزيز: وَ رِيشاً وَ لِباسُ التَّقْوى‏
، و قد قرئ: رِياشاً، على أَن ابن جني قال: رِياشٌ قد يكون جمعَ ريش كلِهْبٍ و لِهابٍ؛ و قال محمد بن سَلامٍ: سمعت سلاماً أَبا مُنْذِرٍ القارئ يقول: الرِّيشُ الزِّينةُ و الرِّياشُ كلُّ اللباس، قال: فسأَلت يونسَ فقال: لم يقل شيئاً، هما سواءٌ، و سأَل جماعةً من الأَعراب فقالوا كما قال؛ قال أَبو الفضل: أَراه يعني كما قال أَبو المنذر قال: و قال الحَرَّاني سمعت ابن السكيت قال: الريشُ جمعُ ريشة. و
في حديث عليّ: أَنه اشترى قَميصاً بثلاثة دَراهم و قال: الحمدُ للِّه الذي هذا من رِياشه.
؛ الرِّيشُ و الرِّياشُ: ما ظهَر من اللباس. و
في حديثه الآخَر: أَنه كان يُفْضِلُ على امرأَةٍ مُؤْمِنَةٍ من رِياشِه.
أَي مما يستفيده، و هذا من الرِّياشِ الخِصْبِ و المعاشِ و المال المستفاد. و
في حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي اللَّه عنهما: يَفُكّ‏
__________________________________________________
 (2). قوله [قال الشاعر عمير إلخ‏] هكذا في الأَصل، و عبارة شارح القاموس: قال سويد الأَنصاري.

309
لسان العرب6

ريش ص 308

عانِيَها و يَرِيشُ مُمْلِقَها.
أَي يَكْسُوه و يُعِينُه، و أَصله من الرِّيشِ كأَنّ الفقِيرَ المُمْلِقَ لا نُهُوضَ به كالمَقْصوصِ من الجَناحِ. يقال: راشَه يَرِيشُه إِذا أَحْسَنَ إِليه. و كلُّ من أَوْلَيْتَه خيراً، فقد رِشْتَه؛ و منه‏
الحديث: أَن رجلًا راشَه اللَّه مالًا.
أَي أَعطاه؛ و منه حديث أَبي بكر و النسّابة:
         الرائشون، و ليس يُعرف رائِشٌ،             و القائلون: هلُمَّ للأَضيافِ‏

و رجل أَرْيشُ و راشٌ: ذو مال و كسوة. و الرِّياشُ: القِشْرُ و كلُّ ذلك من الرِّيشِ. ابن الأَعرابي: راشَ صدِيقَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا أَطعَمه و سقاه و كساه. و راشَ يَرِيشُ رَيشاً إِذا جَمَع الرِّيشَ و هو المال و الأَثاث. القتيبي: الرِّيشُ و الرِّياشُ واحدٌ، و هما ما ظهر من اللباس. و رِيشُ الطائرِ: ما سَتَرَه اللَّه به. و قال ابن السكيت: قالت بنو كلاب الرِّياشُ هو الأَثاث من المتاع ما كان من لِباسٍ أَو حشْوٍ من فراش أَو دِثارٍ، و الرِّيشُ المتاعُ و الأَموالُ. و قد يكون في النبات دون المال. و إِنه لحسَنُ الرِّيش أَي الثيابِ. و يقال: فلان رَيِّشٌ و رَيْشٌ و له رِيشٌ و ذلك إِذا كَبُر و رَفَّ، و كذلك راشَ الطائرُ إِذا كان عليه زَغَبة من زِفٍّ، و تلك الزَّغَبة يقال لها النُّسال. الفراء: شارَ الرجلُ إِذا حسُنَ وجْهُه، و راشَ إِذا استَغْنى. و رُمْحٌ راشٌ و رائِشٌ: خَوّارٌ ضعيفٌ. شُبِّه بالرِّيشِ لخفّته. و جَمَل راشُ الظَّهر ضعيفٌ. و ناقةٌ رائِشةٌ: ضعيفةٌ. و رجل راشٌ: ضعيف، و أَعطاه مائة بريشها؛ و قيل: كانت الملُوكُ إِذا حَبَتْ حِباءً جعلوا في أَسْنِمةِ الإِبِلِ رِيشاً، و قيل: رِيشَ النعامةِ لِيُعلم أَنها من حِبَاء المَلِك، و قيل: معناه برِحالِها و كسوتها و ذلك لأَن الرحال لها كالرِّيشِ؛ و قول ذي الرمة:
         أَ لا تَرى أَظْعانَ ميَّ كأَنها             ذُرى أَثْأَبٍ، راشَ الغُصونَ شَكِيرُها؟

قيل في تفسيرها: راشَ كَسَا، و قيل: طالَ؛ الأَخيرة عن أَبي عمرو، و الأَوّل أَعْرَفُ. و ذاتُ الرِّيش: ضرْبٌ من الحَمْضِ يُشْبِه القَيْصومَ و ورقُها و ورْدُها يَنْبُتان خِيطاناً من أَصلٍ واحد، و هي كثيرةُ الماءِ جدًّا تَسِيل من أَفواه الإِبِل سيْلًا، و الناسُ يأْكلونها؛ حكاها أَبو حنيفة. و الرائِشُ الحِمْيَريُّ: ملِكٌ كان غزا قوماً فغنِم غنائم كثيرةً و راشَ أَهلَ بيتِه. الجوهري: و الحرث الرائِشُ من ملوك اليمن.
فصل الزاي‏
زوش:
الكسائي: الزَّوْشُ العبدُ اللئيم و العامّة تقول: زُوشٌ. أَبو عمرو: الأَزْوَشُ مثل الأَشْوَسِ: المُتَكَبِّرُ.
فصل الشين المعجمة
شغش:
الشَّغُوشُ: رَدي‏ءُ الحِنْطة، فارسيٌّ معرّب؛ قال رؤبة:
         قد كان يُغْنِيهِم عن الشَغُوش،             و الخَشْل من تَساقُطِ العُروش،
             شَحْمٌ و مَحْضٌ ليس بالمَغْشوش‏

شوش:
الليث: الوَشْواشُ الخفيفُ من النَّعام، و ناقةٌ وَشْواشةٌ و ناقة شَوْشاءُ، ممدود؛ قال حميد:
         من العِيسِ شَوْشاءٌ مِزَاقٌ، ترى بها             نُدوباً من الأَنْساعِ فذًّا و تَوْأَما «1»

__________________________________________________
 (1). قوله [من العيس إلخ‏] نقل شارح القاموس عن الصاغاني أَن الرواية: فجاء بشوشاة إلخ.

310
لسان العرب6

شوش ص 310

و قال بعضهم: فَعْلاء و قيل هي فَعْلال، قال أَبو منصور: و سماعي من العرب شَوْشاة، بالهاء و قَصْر الأَلف؛ أَنشد أَبو عمرو:
         و اعْجَلْ لها بناضحٍ لَغُوبِ،             شَواشئ مُخْتلِف النُّيوبِ‏

قال أَبو عمرو: همز شواشئ للضرورة، و أَصله من الشَّوْشاةِ، و هي الناقةُ الخفيفةُ، و المرأَة تُعابُ بذلك فيقال: امرأَة شَوْشاةٌ. أَبو عبيد: الشَّوْشاةُ الناقةُ السريعةُ، و الوَشْوَشةُ الخفَّةُ، و أَما التَّشْوِيشُ فقال أَبو منصور: إِنه لا أَصل له في العربية، و إِنه من كلام المولدين، و أَصله التَّهْوِيش و هو التَخْلِيطُ. و قال الجوهري في ترجمة شيش: التَّشْوِيش التَّخْلِيطُ، و قد تَشَوّش عليه الأَمْرُ.
شيش:
الفراء: يقال للتمر الذي لا يشتَدُّ نواه الشِّيشاءُ، و أَنشد:
         يا لك من تَمْرٍ، و من شِيشاءِ،             يَنْشَبُ في المَسْعل و اللَّهاءِ

الجوهري: الشِّيشُ الشِّيشاءُ لغةٌ في الشِّيصِ و الشِّيصاءِ، و يُنْشَدُ:
         يا لك من تمر، و من شيشاء،             ينشب في المسعل و اللَّهاء

و يروى اللِّهاء، بكسر اللام، جمع لَهاً مثل أَضًى و إِضَاءٍ جمع أَضَاةٍ.
فصل الطاء المهملة
طبش:
الطَّبْشُ: لغة في الطَّمْش و هم الناس؛ يقال: ما أَدري أَيّ الطَّبْش هو.
طخش:
الطَّخْشُ: إِظلامُ البصر، طَخِشَ طَخْشاً و طَخَشاً.
طرش:
الطَّرَشُ: الصَّمَمُ، و قيل: هو أَهْوَنُ الصَّمَمِ، و قيل: هو مُوَلّدٌ، الأُطْرُشُ و الأُطْرُوشُ الأَصمُّ؛ الأُولى في بعض نسخ يعقوب من الإِصْلاح، و قد طَرِشَ طَرَشاً، و رجال طُرْشٌ.
طرغش:
طَرْغَشَ من مرضه و اطرَغَشَّ المريضُ اطْرِغْشَاشاً: بَرئ و انْدَمَل. و اطْرَغَشَّ من مرضه: قام و تحرّك و مشى. و مُهْرٌ مُطْرَغِشٌّ: ضعيفٌ تضطرب قوائمهُ و المُطْرَغِشُّ: الناقِهُ من المرض غير أَن كلامَه و فؤادَه ضعيف. و اطْرَغَشَّ من مرضه و ابرَغَشَّ أَي أَفاق بمعنى واحد. و اطرَغَشَّ القومُ إِذا غِيثُوا فأَخْصَبوا بعد الهُزال و الجَهْد.
طرفش:
طَرْفَش الرجلُ طَرْفَشَةً: نظر و كسَر عينَه. و تَطَرْفَشَت عينُه: عَشِيَت. و الطُّرَافِشُ: السيِ‏ءُ الخُلُقِ: النضر: الظَّغْمَشَةُ و الطَّرْفَشةُ ضعْفٌ البصر.
طرمش:
طَرْمَشَ الليلُ و طَرْشَم: أَظلم، و السِّينُ أَعْلى.
طشش:
الطَّشُّ من المطر: فوق الرِّكّ و دون القِطْقِط، و قيل: أَولُ المطر الرَّشّ ثم الطَّشّ. و مطر طَشٌّ و طَشِيشٌ: قليل؛ و قال رؤبة:
         و لا جَدَا نَيْلِك بالطَّشِيش «1»
أَي بالنَّيْل القليل. و قد طَشَّت السماءُ طَشّاً و أَطَشَّت و رَشَّت و أَرَشّت بمعنى واحد. و الطَّشُّ و الطَّشِيشُ: المطر الضعيف و هو فوق الرَّذاذ. قال: و أَرضٌ مَطْشُوشةٌ و مَطلولة، و من الرَّذاذِ مَرْذُوذَةٌ. الأَصمعي: لا يقال مُرَذَّةٌ و لا مَرْذُوذَةٌ و لكن‏
__________________________________________________
 (1). قوله [نيلك‏] في الصحاح، وبلك.

311
لسان العرب6

طشش ص 311

يقال أَرضٌ مُرَذٌّ عليها. و
في الحديث: الحَزَاةُ «1» يَشرَبها أَكايسُ الناس للطُّشّة.
؛ قال: هو داءٌ يُصِيب الناس كالزُّكامِ، سميت طُشّة لأَنه إِذا اسْتَنثر صاحبُها طَشَّ كما يَطِشّ المطرُ و هو الضعيف القليل منه. و
في حديث الشعبي و سعيد في قوله تعالى: وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً، قال: طَشَّ يومَ بَدْرٍ.
و منه‏
حديث الحسن: أَنه كان يمشي في طَشّ و مطر.
المحكم: و الطُّشَّةُ داءٌ يُصِيب الناس كالزُّكام. قال: و
في حديث بعضهم في الخَزَاة يَشْرَبُها أَكايس الصِّبْيانِ للطُّشَّةِ.
قال ابن سيدة: أَرى ذلك لأَنَّ أُنوفَهم تَطِشّ من هذا الداء؛ قال: حكاه الهروي في الغريبين عن ابن قتيبة. التهذيب: الطُّشَاشُ داءُ من الأَدْواء، يقال: طُشَّ، فهو مَطشُوشٌ، كأَنه زُكِم، قال: و المعروف فيه طُشِئَ.
طغمش:
النضر: الطَّغْمَشةُ و الطَّرْفَشةُ ضعْفُ البصر.
طفش:
الطَّفْش: النكاحُ؛ قال أَبو زُرْعة التميمي:
         قال لها، و أُولِعَتْ بالنَّمْشِ:             هل لَكِ يا خَلِيلَتي في الطَّفْشِ؟

النَّمْشُ هناك: الكلامُ المُزَخْرف، قال ابن سيدة: و أَرى السين لغة؛ عن كراع. و الطَّفَاشاءُ: المهزولة من الغنم و غيرها. و في التهذيب: و الطَّفَاشاةُ المهزولة من الغنم و غيرها. و رجل طَفَنْشَأٌ: ضعيف البدن فيمن جعل النون و الهمزة زائدتين.
طفنش:
رجل طَفَنَّشٌ: واسع صدْر القدَم، و طَفَنْشَأٌ: ضعيف البدن.
طمش:
الطَّمْشُ: الناس؛ يقال: ما أَدري أَيّ الطَّمْش هو، معناه أَيّ الناس هو، و جمعه طُمُوشٌ. قال أَبو منصور: و قد استعمل غير منفي الأَول؛ قال رؤبة:
         و ما نَجا من حَشْرِها المَحْشُوشِ             وحْشٌ، و لا طَمْشٌ من الطُّمُوشِ‏

قال ابن بري: حشرها يريد به حَشْرَ هذه السَّنَة من جَدْبها المحْشُوش الذي سِيقَ و ضُمَّ من نواحيه أَي لم يَسْلم في هذه السنة وحشيّ و لا إِنسيّ.
طنفش:
طَنْفَش عينَه: صغَّرها.
طهش:
الطَّهْش: أَن يختلط الرجلُ فيما أَخَذ فيه من عملٍ بِيدِه فيُفسِده. و طَهْوَشٌ: اسم.
طوش:
ابن الأَعرابي: الطَّوْش خفَّة العقل. و طَوَّش إِذا مَطَل غريمَه.
طيش:
الطَّيْش: خفَّة العقل، و في الصحاح: النَّزَقُ و الخفَّة، و قد طاشَ يَطِيش طَيْشاً، و طاش الرجلُ بعد رَزانتِهِ. قال شمر: طَيْشُ العقل ذهابُه حتى يجهل صاحبُه ما يُحاوِلُ، و طَيْشُ الحِلْم خفَّته، و طَيْشُ السهم جَوْرُه عن سَنَنِه؛ و قولُ أَبي كبير:
         ثم انصرفتُ، و لا أَبثُّك حِيبَتي،             رَعِشَ البَنانِ، أَطِيشُ مشْيَ الأَصْوَرِ

أَراد: لا أَقْصِدُ. و
في حديث السحابة «2»: فطاشَتِ السِّجِلّاتُ و ثَقُلَت البِطاقةُ.
؛ الطَّيْشُ: الخفَّة. و
في حديث عمرو بن أَبي سلمة «3»: كانت يَدِي تَطِيش في الصَّحْفَة.
أَي تَخِفُّ و تتناوَلُ من كل جانب. و
في حديث ابن شبرمة و سُئل عن السُّكْر فقال: إِذا طاشت رِجْلاه و اختلطَ كلامُه.
؛ و قول أَبي سهم الهذلي:
__________________________________________________
 (1). و في النهاية: الحزاة نبت بالبادية يشبه الكرفس إلا أنه أعرض ورقاً منه، ثم قال: و في رواية يشتريها أَكايس الناس للخافية و الإقلات، الخامية الجن و الإقلات موت الولد، كأَنهم كانوا يرون ذلك من قبل الجن فإذا تبخرن به نفعهن في ذلك.
 (2). قوله [و في حديث السحابة] كذا في الأَصل، و الذي في النهاية: في حديث الحساب.
 (3). قوله [عمرو بن أَبي سلمة] الذي في النهاية: عمر بن أَبي سلمة.

312
لسان العرب6

طيش ص 312

         أَ خالِدُ، قد طاشَتْ عن الأُمّ رِجْلُه،             فكيف إِذا لم يَهْدِ بالخُفّ مَنْسِمُ؟

عدّاه بعن لأَنه في معنى راغَتْ و عدَلَت، فكيف إِذا لم يهتد بالخف منسِم، عدَّاه بالياء أَيضاً لأَنه في معنى لم يُدَلّ به و نحوه، و كانت رِجْلُه قد قطعت. و رجل طائشٌ من قوم طاشةٍ، و طَيَّاشٌ من قوم طيَّاشةٍ: خفاف العقول. و طاشَ السهمُ عن الهَدَف يَطيش طَيشاً إِذا عدَل عنه و لم يقصِد الرميَّة و أَطاشه الرَّامي. و
في حديث جرير: و منها العَصِلُ الطائشُ.
أَي الزالُّ عن الهدَف. و الأَطْيَشُ: طائرٌ.
فصل العين المهملة
عبش:
العَبْشُ «1»: الغباوة، و رجل به عُبْشةٌ. و تَعَبَّشَني بدعوى باطلٍ: ادّعاها عليّ؛ عن الأَصمعي، و الغين لغة. ابن الأَعرابي: العَبْش الصَّلاحُ في كل شي‏ء. و العرب تقول: الختان عَبْشٌ للصَّبيّ أَي صلاحٌ، بالباء، و قد ذكره في موضع آخر العَمْش، بالميم، و ذكر الليث أَنهما لغتان. يقال: الخِتان صلاحٌ للولدِ فاعْمُشُوه و اعْبُشُوه، و كلتا اللغتين صحيحةٌ.
عتش:
عَتَشَهُ يَعْتِشُه عَتْشاً: عَطَفه، قال: و ليس بثت.
عرش:
العَرْش: سرير الملِك، يدلُّك على ذلك سرير ملِكة سَبَإٍ، سمَّاه اللَّه عز و جل عَرْشاً فقال عز من قائل: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، وَ لَها عَرْشٌ عَظِيمٌ‏
؛ و قد يُستعار لغيره، و عرش الباري سبحانه و لا يُحدُّ، و الجمع أَعراشٌ و عُروشٌ و عِرَشَةٌ. و
في حديث بَدْءِ الوَحْيِ: فرفعتُ رأْسي فإِذا هو قاعدٌ على عَرْش في الهواء، و في رواية: بين السماء و الأَرض.
يعني جبريلَ على سرير. و العَرْش: البيتُ، و جمعه عُروشٌ. و عَرْش البيت: سقفُه، و الجمع كالجمع. و
في الحديث: كنت أَسمع قراءة رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، و أَنا على عَرْشِي، و قيل: على عَرِيشٍ لي.
؛ العَرِيشُ و العَرْشُ: السقفُ، و
في الحديث: أَو كالقِنْديلِ المعلَّق بالعْرش.
يعني بالسقف. و في التنزيل: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏
، و فيه؛ وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ؛
روي عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع القدَمين و العَرْش لا يُقدَر قدرُه.
و
روي عنه أَنه قال: العَرْش مجلِس الرحمن.
و أَما ما ورد
في الحديث: اهتزَّ العرشُ لموت سعد.
فإِن العَرْش هاهنا الجِنَازة، و هو سرير الميت، و اهتزازُه فَرَحُه بحمْل سعد عليه إِلى مَدْفنِه، و قيل: هو عَرْش اللَّه تعالى لأَنه قد جاء
في رواية أُخرى: اهتزَّ عرشُ الرحمن لموْت سعد.
و هو كِنايةٌ عن ارتياحِه بروحه حين صُعِد به لكرامته على ربه، و قيل: هو على حذف مضافٍ تقديره: اهتزَّ أَهل العرش لقدومه على اللَّه لما رأَوْا من منزلته و كرامته عنده. و قوله عز و جل: فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَ هِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى‏ عُرُوشِها
؛ قال الزجاج: المعنى أَنها خَلَتْ و خرّت على أَركانها، و قيل: صارت على سقُوفها، كما قال عز من قائل: فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها، أَراد أَن حيطانها قائمة و قد تهدَمت سُقوفُها فصارت في قَرارِها و انقَعَرَت الحيطانُ من قواعدِها فتساقطت على السُّقوف المتهدّمة قَبْلها، و معنى الخاوِية و المنقعِرة واحد يدلُّك على ذلك قول اللَّه عز و جل في قصَّة قوم عاد: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ؛ و قال في موضع آخر يذكر هلاكَهم أَيضاً: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ،
__________________________________________________
 (1). قوله [العبش‏] هو بفتح الباء و سكونها، و قوله [و رجل به عبشة] هو بفتح العين و ضمها مع سكون الباء و بفتحتين، كما يؤخذ من القاموس و شرحه.

313
لسان العرب6

عرش ص 313

فمعنى الخاوية و المنقعر في الآيتين واحد، و هي المُنقلِعة من أُصولها حتى خَوى مَنْبتُها. و يقال: انقَعَرَتِ الشجرة إِذا انقلَعتْ، و انقَعَر النبتُ إِذا انقلَعَ من أَصله فانهدم، و هذه الصفة في خراب المنازل من أَبلغ ما يوصف. و قد ذكر اللَّه تعالى في موضع آخر من كتابه ما دل على ما ذكرناه و هو قوله: فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ؛ أَي قلع أَبنيتَهم من أَساسها و هي القواعِدُ فتساقطت سُقوفُها، و عليها القواعد، و حيطانُها و هم فيها، و إِنما قيل للمُنقَعِرِ خاوٍ أَي خالٍ، و قال بعضهم في قوله تعالى: وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى‏ عُرُوشِها*
؛ أَي خاوية عن عروشها لتهدُّمِها، جعل على بمعنى عن كما قال اللَّه عز و جل: الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ؛ أَي اكتالوا عنهم لأَنفسهم، و عُروشُها: سُقوفها، يعني قد سقَط بعضُه على بعض، و أَصل ذلك أَن تسقُط السقوفُ ثم تسقُط الحيِطان عليها. خَوَتْ: صارت خاوِيةً من الأَساس. و العَرْش أَيضاً: الخشَبة، و الجمع أَعراشٌ و عُروشٌ. و عرَش العَرْشَ يعرِشه و يعرُشه عَرْشاً: عَمِلَه. و عَرْشُ الرجل: قِوام أَمره، منه. و العَرْش: المُلْك. و ثُلَّ عَرْشُه: هُدِم ما هو عليه من قِوام أَمره، و قيل: وَهَى أَمره و ذهَب عِزُّه؛ قال زهير:
         تَداركْتُما الأَحْلافَ، قد ثُلَّ عَرْشُها،             و ذُبيانَ إِذ زَلَّتْ بأَحلامِها النَّعْلُ «2»

و العَرْش: البيت و المنزل، و الجمع عُرُش؛ عن كراع. و العَرْش كواكِبُ قُدَّام السِّماك الأَعْزَلِ. قال الجوهري: و العَرْشُ أَربعةُ كَواكِبَ صغار أَسفل من العَوَّاء، يقال إِنها عَجُزُ الأَسَدِ؛ قال ابن أَحمر:
         باتت عليه ليلةٌ عَرْشيَّةٌ             شَرِبَتْ، و بات على نَقاً مُتهدِّمِ‏

و في التهذيب: و عَرْشُ الثُّريَّا كواكِبُ قريبة منها. و العَرْشُ و العَرِيش: ما يُستَظلُّ به. و
قيل لرسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، يوم بدر: أَ لا نَبْني لك عَرِيشاً تتظلَّل به؟.
و قالت الخنساء:
         كان أَبو حسّان عَرْشاً خَوَى،             ممَّا بَناه الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ‏

أَي كان يظلُّنا، و جمعه عُروش و عُرُش. قال ابن سيدة: و عندي أَن عُروشاً جمع عَرْش، و عُرُشاً جمعُ عَرِيش و ليس جمعَ عَرْشٍ، لأَن باب فَعْل و فُعُل كرَهْن و رُهُن و سَحْل و سُحُل لا يتَّسع. و
في الحديث: فجاءت حُمَّرةٌ جعلت تُعَرِّشُ.
؛ التَّعْرِيش: أَن ترتفع و تظلِّل بجناحيها على من تحتها. و العَرْش: الأَصل يكون فيه أَربعُ نَخْلات أَو خمسٌ؛ حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو، و إِذا نبتتْ رواكِيبُ أَربعٌ أَو خمسٌ على جِذْع النَّخْلَة فهو العَرِيشُ. و عَرْشُ البئر: طَيُّها بالخشب. و عرشْت الرَّكِيَّة أَعرُشها و أَعرِشُها عَرْشاً: طَويْتُها من أَسفلها قدرَ قامةٍ بالحجارة ثم طَوَيْتُ سائرَها بالخشب، فهي مَعْرُوشةٌ، و ذلك الخشب هو العَرْش، فأَما الطيُّ فبالحجارة خاصَّة، و إِذا كانت كلها بالحجارة، فهي مطويَّة و ليست بمعروشة، و العَرْشُ: ما عَرَشْتها به من الخشب، و الجمع عُروشٌ. و العَرْشُ: البناء الذي يكون على فَمِ البئر يقوم عليه الساقي، و الجمع كالجمع؛ قال الشاعر:
         أَ كُلَّ يومٍ عَرْشُها مَقِيلي‏
و قال القَطامي عُمَيْرُ بنُ شُيَيْمٍ:
         و ما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ،             إِذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ‏

__________________________________________________
 (2). في الديوان: بأَقدامها بدلًا من بأَحلامها.

314
لسان العرب6

عرش ص 313

         فلم أَرَ ذا شَرٍّ تَماثَلَ شَرُّهُ،             على قومِه، إِلا انتهى و هو نادمُ‏
             أَ لم تَرَ لِلبنْيانِ تَبْلى بُيوتُهُ،             و تَبْقَى من الشِّعْرِ البُيوتُ الصوارِمُ؟

يريد أَبياتَ الهِجاء. و الصوارِمُ: القواطِع. و المثابةُ: أَعلى البئر حيث يقوم المستقي. قال ابن بري: و العَرْش على ما قاله الجوهري بناءٌ يُبنى من خشب على رأْس البئْر يكون ظِلالًا، فإذا نُزِعت القوائمُ سقطتِ العُروشُ، ضَرَبَهُ مثلًا. و عَرْشُ الكَرْمِ: ما يُدْعَمُ به من الخشب، و الجمع كالجمع. و عَرَشَ الكَرْمَ يَعْرِشُه و يعرُشه عَرْشاً و عُرُوشاً و عَرَّشَه: عَمِل له عَرْشاً، و عَرَّشَه إِذا عَطَف العِيدان التي تُرْسَل عليها قُضْبان الكَرْم، و الواحد عَرْش و الجمع عُروش، و يقال: عَرِيش و جمعه عُرُشٌ. و يقال: اعْتَرَشَ العِنَبُ العَريشَ اعْتِراشاً إِذا عَلاه على العِراش. و قوله تعالى: جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ‏
؛ المعروشاتُ: الكُرُوم. و العَرِيشُ ما عَرَّشْتَه به، و الجمع عُرُشٌ. و العَرِيشُ: شِبْهُ الهَوْدَج تقْعُد فيه المرأَةُ على بَعِيرٍ و ليس به؛ قال رؤبة:
         إِمَّا تَرَيْ دَهْراً حَناني خَفْضا             أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا

و بئرٌ مَعْروشةٌ و كُرُومٌ مَعْروشاتٌ. و عرَشَ يعْرِشُ و يعرُش عَرْشاً أَي بَنى بِناءً من خشبٍ. و العَرِيشُ: خَيْمةٌ من خشب و ثُمام. و العُروش و العُرُش: بيوت مكة، واحدها عَرْشٌ و عَرِيشٌ، و هو منه لأَنها كانت تكون عِيداناً تُنْصَبُ و يُظَلَّلُ عليها؛ عن أَبي عبيد: و
في حديث ابن عمر: أَنه كان يَقْطع التَلْبِيةَ إِذا نَظَر إِلى عُروش مكة.
؛ يعني بيوتَ أَهل الحاجة منهم، و قال ابن الأَثير: بيوت مكة لأَنها كانت عيداناً تنصب و يُظَلَّل عليها. و
في حديث سعد قيل له: إِن معاوية يَنْهانا عن مُتْعة الحج، فقال: تَمَتَّعْنا مع رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، و معاويةُ كافر بالعُرُشِ.
؛ أَراد بيوت مكة، يعني و هو مقيم بعُرُش مكة أَي بيوتها في حال كُفْرِه قبل إِسلامِه، و قيل أَراد بقوله كافر الاخْتِفاء و التغطّي؛ يعني أَنه كان مُخْتفياً في بيوت مكة، فمن قال عُرُش فواحدها عريشٌ مثل قَليبٍ و قُلُبٍ، و من قال عُروش فواحدها عَرش مثل فَلْس و فُلوس. و العَريش و العَرْشُ: مكةُ نفسُها كذلك؛ قال الأَزهري: و قد رأَيتُ العربَ تسمي المَظالَّ التي تُسَوَّى من جريد النخل و يُطْرح فوقها الثُّمام عُرُشاً، و الواحد منها عَريش: ثم يُجْمع عُرْشاً، ثم عُروشاً جمعَ الجمعِ. و
في حديث سهل بن أَبي خَيْثَمة: إِني وجدت ستين عَرِيشاً فأَلقيت لهم من خَرْصِها كذا و كذا.
؛ أَراد بالعَرِيش أَهل البيت لأَنهم كانوا يأْتون النَّخيل فيَبْتَنُون فيه من سَعَفِه مثل الكُوخ فيُقِيمون فيه يأْكلون مدّة حَمْله الرُّطَبَ إِلى أَن يُصْرَمَ. و يقال للحَظِيرة التي تُسَوَّى للماشية تكُنّها من البَرد: عَريشٌ. و الإِعْراشُ: أَن تمْنَع الغنمَ أَن تَرْتَع، و قد أَعْرَشْتها إِذا مَنعْتها أَن ترتع؛ و أَنشد:
         يُمْحى به المَحْلُ و إِعْراشُ الرُّمُم‏

و يقال: اعْرَوَّشْتُ الدابةَ و اعنَوَّشْته «1» و تَعَرْوَشْته إِذا ركبته. و ناقة عُرْشٌ: ضخْمة كأَنها مَعْروشة الزَّوْر؛ قال عبدةُ بن الطبيب:
         عُرْشٌ تُشِيرُ بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ،             من خَصْبة، بقِيَتْ منها شَمالِيلُ‏

__________________________________________________
 (1). قوله [و اعنوشته‏] هو في الأَصل بهذا الضبط.

315
لسان العرب6

عرش ص 313

و بعيرٌ مَعْروشُ الجَنْبين: عظيمُهما كما تُعْرَشُ البئر إِذا طُوِيتْ. و عَرْشُ القَدَمِ و عُرْشُها: ما بين عَيرِها و أَصابعها من ظاهرٍ، و قيل: هو ما نَتأَ في ظهرها و فيه الأَصابعُ، و الجمع أَعْراشٌ و عِرَشة. و قال ابن الأَعرابي: ظهرُ القدم العَرْش و باطنُه الأَخْمَص. و العُرْشانِ من الفرس: آخرُ شَعرِ العُرْف. و عُرْشا العُنُق: لَحْمتان مسْتَطِيلتان بينهما الفَقارُ، و قيل: هما موضعا المِحْجَمَتين؛ قال العجاج:
         يَمْتَدّ عُرْشا عُنْقِه للُقْمَتِهْ‏
و يروى: و امتدَّ عُرْشا. و للعنُقِ عُرْشان بينهما القفا، و فيهما الأَخْدَعانِ، و هما لحمتان مُسْتطيلتانِ عِدا العُنُق؛ قال ذو الرمة:
         و عبدُ يَغُوث يَحْجِلُ [يَحْجُلُ‏] الطَّيْرُ حوله،             قد احْتَزّ عُرْشَيهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ
             لنا الهامةُ الأُولى التي كلُّ هامةٍ،             و إِن عظُمَتْ، منها أَذَلُّ و أَصْغَرُ

و واحدهما عُرْش، يعني عبد يغوث بن وقّاص المُحاربي، و كان رئيسَ مَذْحِج يومَ الكُلاب و لم يُقْتل ذلك اليومَ، و إِنما أُسِرَ و قُتِل بعد ذلك؛ و روي:
         قد اهْتَذّ عُرْشَيه ...

أَي قَطَع، قال ابن بري: في هذا البيت شاهِدانِ: أَحدُهما تقديمُ مِنْ على أَفْعَل، و الثاني جواز قولهم زيد أَذلُّ من عَمرٍو، و ليس في عَمْرٍو ذُلٌّ؛ على حد قول حسان:
         فَشَرُّكُما لِخيرِكُما الفِداءُ

و
في حديث مَقْتَل أَبي جهل قال لابن مسعود: سَيْفُك كَهامٌ فخُذْ سَيفي فاحْتَزَّ به رأْسي من عُرْشِي.
؛ قال: العُرْشُ عِرْقٌ في أَصل العُنُق. و عُرْشا الفرسِ: مَنْبِت العُرْفِ فوق العِلْباوَيْنِ. و عَرَّشَ الحِمارُ بعانَتهِ تَعْريشاً: حَمَلَ عليها فاتحاً فمَه رافعاً صوتَه، و قيل إِذا شَحَا بعد الكَرْفِ؛ قال رؤبة:
         كأَنّ حيث عَرَّشَ القَبائلا             من الصَّبِيّيْنِ و حِنْواً ناصِلا

و الأُذُنان تُسَمَّيان: عُرْشَينِ لِمُجاوَرَتِهما العُرْشَين. أَراد فلان أَن يُقِرّ لي بحقّي فَنَفَث فلانٌ في عُرْشَيهِ، و إِذا سارَّه في أُذُنيه فقد دَنا من عُرْشَيْهِ. و عَرَشَ بالمكان يَعْرِش عُرُوشاً و تَعرَّش: ثبَتَ. و عَرِشَ بغَرِيمه عرَشاً: لزِمَه. و المُتَعَرْوِشُ: المُسْتَظِلّ بالشجرة. و عَرَّشَ عني الأَمرُ أَي أَبْطأَ: قال الشماخ.
         و لما رأَيتُ الأَمرَ عَرْشَ هَوِيّةٍ،             تسَلّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بشَمَّرا

الهَوِيّةُ: موضعٌ يَهْوِي مَنْ عليه أَي يَسْقُط؛ يصِفُ فوتَ الأَمرِ و صعوبتَه بقوله عَرْشَ هَوِيّة. و يقال الكلب إِذا خَرِقَ فلم يَدْنُ للصيد: عَرِشَ و عَرِسَ. و عُرْشانٌ: اسمٌ. و العُرَيْشانُ: اسم؛ قال القتَّال الكِلابي:
         عفا النَّجْبُ بعدي فالعُرَيْشانُ فالبُتْرُ
عشش:
عُشُّ الطائرِ: الذي يَجْمع من حُطامِ العيدان و غيرها فيَبيض فيه، يكون في الجبَلِ و غيرِه، و قيل: هو في أَفْنان الشجر، فإِذا كان في جبَلٍ أَو جِدار و نحوِهما فهو وَكْر و وَكْنٌ، و إِذا كان في الأَرض فهو أُفْحُوصٌ و أُدْحِيٌّ؛ و موضعُ كذا مُعَشّشُ الطيورِ، و جمعه أَعْشاشٌ و عِشاشٌ و عُشوشٌ و عِشَشةٌ؛ قال رؤبة في العُشوش:

316
لسان العرب6

عشش ص 316

         لو لا حُباشاتُ من التَّحْبِيش             لِصِبيَةٍ كأَفْرُخِ العُشوش‏

و العَشْعَش: العُشُّ إِذا تراكب بعضُه على بعض. و اعتَشَّ الطائرُ: اتّخذ عُشًّا؛ قال يصف ناقة:
         يتبعها ذو كِدْنةٍ جُرَائِضُ،             لِخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ،
             بحيث يعْتَشّ الغُرابُ البائضُ‏

قال: البائض و هو ذكَرٌ لأَن له شركةً في البَيْض، فهو في معنى الوالد. و عشَّشَ الطائرُ تَعْشيشاً: كاعْتَشَّ. و في التهذيب: العُشُّ للغراب و غيره على الشجر إِذا كَثُف و ضخُم. و في المثل‏
في خطبة الحجاج: ليس هذا بعُشِّكِ فادْرُجِي.
؛ أَراد بعُشِّ الطائر، يُضرب مثلًا لمن يرفع نفسَه فوق قدْرِه و لمن يَتعَرَّض إِلى شي‏ء ليس منه، و للمُطْمَئِنّ في غير وقته فيؤمر بالجِدِّ و الحركةِ؛ و نحوٌ منه: تَلَمَّسْ أَعشَاشَكَ أَي تلَمَّسِ التجنِّي و العِلَلَ في ذَوِيك. و
في حديث أُمّ زرع: و لا تَمْلأُ بيْتَنا تعْشِيشاً.
أَي أَنها لا تَخُونُنا في طعامنا فتخبأَ منه في هذه الزاوية و في هذه الزاوية كالطيور إِذا عَشَّشَتْ في مواضعَ شتّى، و قيل: أَرادت لا تملأ بيتَنا بالمَزابِل كأَنه عُشُّ طائر، و يروى بالغين المعجمة. و العَشّةُ من الشجر: الدقيقةُ القُضْبان، و قيل: هي المفْترِقةُ الأَغصان التي لا تُواري ما وراءها. و العَشّةُ أَيضاً من النخل: الصغيرةُ الرأْسِ القليلة السعف، و الجمع عِشاشٌ. و قد عشَّشَت النخلةُ: قَلَ سعفُها و دقّ أَسفلُها، و يقال لها العَشَّة، و قيل: شجرة عشَّةٌ دقيقة القضبان لَئِيمةُ المَنْبِت؛ قال جرير:
         فما شَجراتُ عِيصِك في قريْش             بعَشّات الفُروعِ، و لا ضَواحِي‏

و قيل لرجل: ما فعل نخل بني فلان؟ فقال: عَشَّشَ أَعلاه و صنْبَرَ أَسفلُه، و الاسم العَشَشُ. و العَشّةُ: الأَرض القليلة الشجر، و قيل: الأَرض الغليظة. و أَعْشَشْنا: وقعْنا في أَرض عَشَّة، و قيل: أَرض عَشَّةٌ قليلة الشجر في جَلَدٍ عَزازٍ و ليس بجبلٍ و لا رملٍ و هي ليّنة في ذلك. و رجل عَشٌّ: دقيقُ عظام اليد و الرِّجْلِ، و قيل: هو دقيقُ عظام الذراعين و الساقين، و الأُنثى عَشَّةٌ؛ قال:
         لَعَمْرُكَ ما لَيْلى بورْهاءَ عِنْفِصٍ،             و لا عَشَّة، خَلْخالُها يَتَقَعْقَعُ‏

و قيل: العَشَّةُ الطويلة القليلة اللحم، و كذلك الرجلُ. و أَطْلَق بعضهم العَشَّةَ من النساء فقال: هي القليلةُ اللحم. و امرأَة عَشّةٌ: ضَئِيلةُ الخَلْق، و رجل عَشٌّ: مهزول؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         تَضْحكُ منِّي أَن رأَتْني عَشّا،             لبِستُ عَصْرَى عُصُرٍ فامْتَشَّا
             بَشَاشَتي و عَمَلًا ففَشَّا،             و قد أَراها و شَواها الحُمْشا
             و مِشْفراً، إِن نطقَتْ أَرَشّا،             كمِشْفَر الناب تَلُوكُ الفَرْشا

الفَرْشُ: الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرفُط و السَّلَم، و إِذا أَكلَتْه الإِبلُ أَرْخت أَفواهَها؛ و ناقة عَشَّةٌ بيِّنة العَشَشِ و العَشاشة و العُشُوشةٍ، و فرس عَشُّ القوائم: دقيقٌ. و عَشَّ بدنُ الإِنسان إِذا ضَمَر و نَحَل، و أَعَشّهُ اللَّه. و العَشُّ: الجمع و الكسب. و عَشَّ المعروفَ يعُشّه عَشًّا: قلَّله؛ قال رؤبة:
         حَجّاجُ ما نَيْلُك بالمَعْشُوشِ‏
و سقى سَجْلًا عَشّاً أَي قليلًا نزراً؛ و أَنشد:

317
لسان العرب6

عشش ص 316

         يسقينَ لا عَشّاً و لا مُصَرّدا
و عَشّشَ الخبزُ: يبِسَ و تكَرَّجَ، فهو مُعَشِّشٌ. و أَعَشَّه عن حاجته: أَعْجَله. و أَعَشّ القومَ و أَعَشَّ بهم: أَعْجَلَهم عن أَمرهم، و كذلك إِذا نزل بهم على كُرْه حتى يتحوّلوا من أَجله، و كذلك أَعْشَشْت؛ قال الفرزدق يصف القطاة:
         و صادقة ما خبّرَتْ قد بَعَثْتُها             طَرُوقاً، و باقي الليلِ في الأَرض مُسْدِف‏
             و لو تُرِكَتْ نامتْ، و لكنْ أَعَشّها             أَذًى من قِلاصٍ كالحَنِيِّ المُعَطَّفِ‏

و يروى:
         ... كالحِنّي ...
، بكسر الحاء. و يقال: أَعْشَشْت القومَ إِذا نزَلْت منزلًا قد نزلوه قبلك فآذَيْتهم حتى تحوّلوا من أَجْلِك. و جاؤوا مُعاشِّين الصُّبْحَ أَي مُبادِرين. و عشَشْت القميصَ إِذا رقَعْته فانعشّ. أَبو زيد: جاء بالمال من عِشِّه و بِشِّه و عِسِّه و بِسِّه أَي من حيث شاء. و عَشّه بالقضيب عشًّا إِذا ضربه ضربات. قال الخليل: المَعَشّ المَطْلب، و قال غيره المَعَسّ، بالسين المهملة. و حكى ابن الأَعرابي: الاعْتِشاشُ أَن يمتارَ القومُ ميرةً ليست بالكثيرة. و أَعْشاش: موضع بالبادية، و قيل في ديار بني تميم؛ قال الفرزدق:
         عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، و ما كُنْتَ تَعْزِفُ،             و أَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كنْتَ تَعْرِفُ‏

و يروى:
         ... و ما كِدْتَ تعزف‏
؛ أَراد عزفت عن أَعشاش، فأَبدل الباء مكان عن، و يروى‏
         ... بإِعْشاش ...

أَي بكُرْهٍ؛ يقول. عَزَفْتَ بكُرْهِك عمن كنْت تُحِبّ أَي صرفت نفسَك. و الإِعشاشُ: الكِبَرُ «1».
عطش:
العطَشُ: ضدُّ الرِّيّ؛ عطِشَ يعْطشُ عَطَشاً، و هو عاطِشٌ و عطِشٌ و عطُشٌ و عَطْشان، و الجمع عَطِشُون و عَطُشونَ و عِطاشٌ و عَطْشَى و عَطَاشَى و عُطَاشَى، و الأُنثى عَطِشةٌ و عَطُشةٌ و عَطْشى و عَطْشانةٌ و نسوة عِطاشٌ. و قال اللحياني: هو عَطْشان يُرِيد الحالَ، و هو عاطِشٌ غداً، و ما هو بعاطشٍ بعد هذا اليوم. و رجل مِعْطاشٌ: كثير العطَشِ؛ عن اللحياني، و امرأَة مِعْطاشٌ. و عَطّشَ الإِبلَ: زاد في ظِمْئها أَي حبَسَها عن الماء، كانت نَوْبَتُها في اليوم الثالث أَو الرابع فسقاها فوق ذلك بيوم. و أَعْطَشَها: أَمْسَكها أَقلَّ من ذلك؛ قال:
         أَعْطَشَها لأَقْرَبِ الوَقْتين‏

و المُعَطَّشُ: المحبوسُ عن الماء عمْداً. و المَعاطِشُ: مواقِيتُ الظِّمْ‏ءِ، واحدُها مَعْطَشٌ، و قد يكون المَعْطَش مصدراً لِعَطِشَ يَعْطَشُ. و أَعْطَشَ القومُ: عطِشَت إِبِلُهم؛ قال الحطيئة:
         و يَحْلفُ حَلْفةً لبني بَنِيه:             لأَنتُمْ مُعْطِشون، و هُمْ رِواء

و قد أَعْطَشَ فلان، و إِنه لمُعْطِشٌ إِذا عطِشَت إِبلُه و هو لا يُريد ذلك. و زَرْعٌ مُعَطَّشٌ: لم يُسْقَ. و مكان عَطِشٌ: قليلُ الماء. و العُطاش: داءٌ يُصِيب الصبي فلا يروى، و قيل: يُصِيب الإِنْسان يشرب الماءَ فلا يَروَى. و
في الحديث: أَنه رَخَّص لصاحب العُطاش، بالضم، و اللَّهَث أَن يُفطِرا و يُطعِما.
العُطاشُ، بالضم: شدّة العَطَشِ، و قد يكون داءٌ يُشْرب معه و لا يَرْوي صاحبه. و عَطِشَ إِلى لقائه أَي اشتاق. و إِني إِليك لعَطْشان، و إِني لأُجادُ إِليك، و إِني لجائع إِليك، و إِني لَمُلْتاحٌ‏
__________________________________________________
 (1). قوله [الكبر] هو بهذا الضبط في الأَصل.

318
لسان العرب6

عطش ص 318

إِليك، معناه كله: مشتاق؛ و أَنشد:
         و إِني لأُمْضِي الهَمَّ عنها تَجَمُّلًا،             و إِني، إِلى أَسْماءَ، عَطْشانُ جائعُ‏

و كذلك إِني لأَصْوَرُ إِليه. و عَطْشان نَطْشَان: إِتباع له لا يُفْرد. قال محمد بن السري: أَصلُ عَطْشان عَطْشاء مثل صحراء، و النون بدل من أَلف التأْنيث، يدل على ذلك أَنه يجمع على عَطاشَى مثل صَحارَى. و مكانٌ عَطِشٌ و عطُشٌ: قليل الماء؛ قال ابن الكلبي: كان لعبد المطلب بن هاشم سَيفٌ يقال له العطشان، و هو القائل فيه:
         مَنْ خانَه سَيْفُه في يوم مَلْحَمةٍ،             فإِنَّ عَطْشانَ لم يَنْكُلْ و لم يَخُنِ‏

عفش:
عَفَشَه يَعْفِشُه عَفْشاً: جمعه. و في نوادر الأَعراب: به عُفَاشةٌ من الناس و نُخاعةٌ و لُفاظةٌ، يعني من لا خير فيه من الناس.
عفنجش:
العَفَنْجَشُ: الجافي.
عقش:
العَقْشُ: الجمعُ. و العَقْش «2»: نبت ينبُت في الثُّمام و المَرْخ يتلَوّى كالعَصْبة على فَرْع الثمام، و له ثمرة خَمْريَّة إِلى الحمرة. و العَقْشُ: أَطرافُ قُضْبان الكرْم. و العَقْش: ثمر الأَراك، و هو الحَثَرُ و الجَهَاضُ و الجَهادُ و العلة «3» و الكَبَاثُ.
عكش:
عكَشَ عليه: حَمَلَ. و عَكِش النباتُ و الشعرُ و تعَكَّش: كَثُرَ و التفَّ. و كلُّ شي‏ءٍ لزم بعضُه بعضاً فقد تَعَكَّشَ. و شعرٌ عَكِشٌ و مُتَعَكِّشُ إِذا تلبَّد. و شعر عَكِشُ الأَطراف إِذا كان جَعْداً. و يقال: شَدَّ ما عَكِش رأَسُه أَي لزم بعضه بعضاً. و شجرة عَكِشَةٌ: كثيرةُ الفروع مُتَشَجِّنةٌ. و العُكَّاش: اللِّوَاء الذي يتقَشَّع الشجرَ و يَلْتوي عليه. و العَكِشةُ: شجرة تَلَوَّى بالشجر تؤكل، و هي طيبة تباع بمكة و جُدَّةَ، دقيقة لا ورق لها. و العَكْش: جَمْعُك الشي‏ء. و العَوْكشة: من أَدوات الحَرَّاثين، ما تُدارُ به الأَكْداس المَدُوسة، و هي الحِفْراة أَيضاً. و العُكَاشة و العُكَّاشةُ: العنكبوت: و بها سمي الرجل. و تَعَكَّشَ العنكبوتُ: قبَض قوائمه كأَنه يَنْسُج. و العُكَّاشُ: ذكَرُ العنكبوت. و عُكَيْشٌ و عُكَّاشةُ و عَكَّاشٌ: أَسماء. و عَكَاشُ، بالفتح: موضع. و عُكَّاش، بالتشديد، اسم ماءِ لبني نُمَير. و يقال لبيت العنكبوت: عُكَّاشةٌ؛ عن أَبي عمرو. و عُكَّاشة بن مِحْصن الأَسدي: من الصحابة، و قد يخفف.
عكبش:
عَكْبَشَه: شَدَّه وثَاقاً. و العَكْبَشةُ و الكَرْبَشَةُ: أَخذُ الشي‏ء و رَبْطُه، يقال: كعْبَشه و كَرْبَشَه إِذا فعل ذلك به. و يقال: عَكْبَشه و عَكْشَبَه شَدَّه وَثاقاً.
عكرش:
العِكْرِش نبات شِبه الثِّيل خَشِنٌ أَشد خشونة من الثيل تأْكله الأَرانب: و العِكْرِشةُ: الأَرْنب الضخمة؛ قال ابن سيدة: هي الأَرنب الأُنثى، سميت بذلك لأَنها تأْكل هذه البَقْلة؛ قال الأَزهري: هذا غلط، الأَرانبُ تسكن عَذَواتِ البِلاد النائية عن الرِّيفِ و الماءِ و لا تَشْربُ الماء، و مراعيها الحَلَمة و النَّصِيُّ و قَمِيمُ الرُّطَب إذا هاجَ؛ و الخُزَزُ الذكَر من الأَرانب، قال: و سمِّيت أُنثى الأَرانب عِكْرِشةً لكثرة وَبرِها و الْتِفافِه، شُبِّه‏
__________________________________________________
 (2). قوله [و العفش إلى آخر المادة] فيه سكون العين و تحريكها.
 (3). قوله [و العلة] كذا بالأَصل من غير نقط، و في شرح القاموس العثلة بالمثلثة.

319
لسان العرب6

عكرش ص 319

بالعِكْرِش لالْتِفافِه في منابِتِه. و
في حديث عمر: قال له رجل: عَنَّت لي عِكْرِشةٌ فشَنَّقْتُها بِجَبُوبةٍ، فقال: فيها جَفْرةٌ.
؛ العِكْرِشةُ أُنثى الأَرانب، و الجَفْرةُ: العَناقُ من المعز. الأَزهري: العِكْرِشُ مَنْبِتُه نُزُوزُ الأَرض الدقيقة و في أَطرافِ ورقِه شوكٌ إِذا تَوَطَّأَه الإِنسانُ بقدميه أَدماهما؛ و أَنشد أَعرابي من بني سعد يُكْنى أَبا صبرة:
         اعْلِف حِمارَك عِكْرِشا،             حتى يَجِدَّ و يَكْمُشا

و العَكْرَشةُ: التقبُّضُ. و عِكْراشٌ رجلٌ كان أَرْمَى أَهلِ زمانِه، قال الأَزهري: هو عِكْراشُ بن ذُؤَيْب كان قَدِم على النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، و له رواية إِن صحَّت. الأَزهري: عجوز عِكْرِشةٌ، و عِجْرِمةٌ و عَضْمّزَةٌ و قَلَمّزةٌ، و هي اللئيمة القصيرة.
عكمش:
العُكَمِشُ: القطيعُ الضخم من الإِبل، و السين أعلى.
علش:
العِلَّوْشُ: الذِّئب؛ حِمْيريَّة، و قيل ابنُ آوى. قال الخليل: ليس في كلام العرب شين بعد لام و لكن كلها قبل اللام، قال الأَزهري: و قد وُجِد في كلامهم الشين بعد اللام، قال ابن الأَعرابي و غيره: رجل لَشْلاشٌ، و سنذكره.
عمش:
الأَعْمَشُ: الفاسد العين الذي [تَغْسَقُ‏] تَغْسِقُ عيناه، و مثله الأَرْمَصُ. و العَمَشُ: أَن لا تزالَ العين تُسِيل الدمع و لا يَكادُ الأَعْمشُ يُبْصِرُ بها، و قيل: العَمَش ضَعْفُ رؤية العين مع سيلانِ دمعها في أَكثر أَوقاتِها. رجل أَعْمَشُ و امرأَة عَمْشاءُ بيِّنا العَمَشِ، و قد عَمِشَ يَعْمَشُ عَمَشاً؛ و استعمله قيس بن ذريح في الإِبل فقال:
         فأُقْسِم ما عُمْشُ العُيونِ شَوارِفٌ             رَوائِمُ بَوٍّ، حانِياتٌ على سَقْبِ،

و التَّعامُشُ و التَعْمِيشُ: التغافلُ عن الشي‏ء. و العَمْشُ: ما يكون فيه صلاحُ البدنِ و زيادةٌ. و الخِتانُ للغلام عَمْشٌ لأَنه يُرَى فيه بعد ذلك زيادةٌ. يقال: الخِتانُ صلاحُ الولدِ فاعْمُشُوه و اعْبُشُوه أَي طَهِّرُوه، و كلتا اللغتين صحيحة. و طعام عَمْشٌ لك أَي مُوافقٌ. و يقال: عَمِشَ جسمُ المريض إِذا ثَابَ إِليه؛ و قد عَمَّشَه اللَّه تَعْمِيشاً. و فلان لا تَعْمَشُ فيه الموعظةُ أي لا تَنْجَع. و قد عَمِشَ فيه قولُك أَي نَجَع. و العُمْشوشُ: العُنْقود، يؤكل ما عليه و يُتْرك بعضُه، و هو العُمْشُوق أَيضاً. و تَعامَشْتُ أَمْرَ كذا و تَعَامَسْته، و تَغَامَصْته و تَغاطَشْته و تَغاطَسْته و تَغاشَيته كله بمعنى تغابَيْتُه.
عنش:
عَنَشَ العُودَ و القضيبَ و الشي‏ءَ يَعْنِشُه عَنْشاً: عطَفَه. و عنَشَ الناقة إِذا جذَبَها إِليه بالزِّمام كعَنَجَها. و عَنَشَ: دخَلَ. و المُعانَشةُ: المُعانَقةُ في الحرْب. و قال أَبو عبيد: عانَشْتُه و عانَقْتُه بمعنى واحد. و يقال: فلان صديقُ العِناشِ أَي العِناق في الحرْب. و عانَشَه مُعانَشَةً و عِناشاً و اعْتَنَشَه: عانقَه و قاتَله؛ قال ساعدة بن جُؤَيّة:
         عِنَاش عَدُوٍّ لا يزال مُشَمِّراً             برَجْل، إِذا ما الحَرْبُ شُبَّ سَعِيرُها

و أَسد عِنَاشٌ: مُعانِشٌ، وُصِف بالمصدر. و
في حديث عمرو بن مَعْدِيكَرِبَ قال يومَ القادِسِيّة: يا مَعشرَ المسْلِمين كونوا أُسْداً عِنَاشاً.
و إِفرادُ الصفةِ و الموصوفُ جمعٌ يُقَوِّي ما قلنا من أَنه وُصِف‏

320
لسان العرب6

عنش ص 320

بالمصدر و المعنى: كونوا أُسْداً ذاتَ عِناشٍ؛ و المصدر يُوصف به الواحد و الجمع، تقول: رجلٌ ضَيْفٌ و قومٌ ضَيْفٌ. و اعْتَنَشَ الناسَ: ظَلَمَهم؛ قال رجل من بني أَسد:
         و ما قولُ عَبْسٍ: وائِلٌ هو ثَأْرُنا             و قاتِلُنا، إِلَّا اعْتِناشٌ بباطِل‏

أَي ظُلْمٌ بباطل. و عنشه عنشاً: أَغْضَبَه. و عُنَيْشٌ و عُنَّيْشٌ: اسمان. و ما له عُنْشُوشٌ أَي شي‏ء. و ما في إِبِلِه عُنْشُوشٌ أَي شي‏ءٌ. الأَزهري في ترجمة خنش: ما له عُنْشُوشٌ أَي شي‏ء. و العَنَشْنَشُ: الطويلُ، و قيل: السريعُ في شَبابِه. و فرسٌ عَنَشْنَشَةٌ: سريعة؛ قال:
         عَنَشْنَش تَعْدُو به عَنَشْنَشَةْ،             للدِّرْعِ فَوْقَ ساعِدَيْه خَشْخَشَهْ‏

و روى ابن الأَعرابي قول رؤبة:
         فَقُلْ لذاكَ المُزْعَجِ المَعْنُوشِ‏
و فسره فقال: المَعْنُوشُ المُسْتَفَزُّ المَسُوق. يقال: عَنَشَه يَعْنِشُه إِذا ساقَه. و المُعانَشةُ: المُفاخَرَةُ.
عنجش:
العُنْجُشُ، الشيخُ المُتَقَبِّضُ؛ قال الشاعر:
         و شَيْخ كَبِير يَرْقَعُ الشَّنَّ عُنْجُش‏

الأَزهري: العُنْجُش الشيخ الفاني.
عنفش:
العِنْفِشُ: اللئيم القصير. الأَزهري: أَتانا فلان مُعَنْفِشاً بلِحْيته و مُقَنْفِشاً. و فلان عِنْفاشُ اللحْيَة و عَنْفَشِيّ اللحية و قِسْبار اللحية إِذا كان طويلَها.
عنقش:
العِنْقاش: اللئيم الوغْدُ؛ و قال أَبو نخيلة:
         لما رَماني الناسُ بابْنَيْ عَمِّي،             بالقِرْدِ عِنْقاشٍ و بالأَصَمِّ،
             قلْتُ لها: يا نَفْسي لا تَهْتَمِّي‏

عنكش:
العَنْكَشةُ: التجمُّعُ. و عَنْكَشٌ: اسم.
عيش:
العَيْشُ: الحياةُ، عاشَ يَعِيش عَيْشاً و عِيشَةً و مَعِيشاً و مَعاشاً و عَيْشُوشةً. قال الجوهري: كلُّ واحد من قوله مَعاشاً و مَعِيشاً يصْلُح أَن يكون مصدراً و أَن يكون اسماً مثل مَعابٍ و مَعِيبٍ و مَمالٍ و مَمِيلٍ، و أَعاشَه اللَّه عِيشةً راضيةً. قال أَبو دواد: و سأَله أَبوه ما الذي أَعاشَك بَعْدِي؟ فأَجابه:
         أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ،             آكُلُ من حَوْذانِه و أَنْسِلُ‏

و عايَشَه: عاشَ مَعه كقوله عاشَره؛ قال قَعْنب بن أُمّ صاحب:
         و قد عَلِمْتُ على أَنِّي أُعايِشُهُمْ،             لا نَبْرَحُ الدهرَ إِلا بَيْنَنا إِحَنُ‏

و العِيشةُ: ضربٌ من العَيْش. يقال: عاشَ عِيشةَ صِدْق و عِيشةَ سَوءٍ. و المَعاشُ و المَعِيشُ و المَعِيشةُ: ما يُعاشُ به، و جمع المَعِيشة مَعايِشُ على القياس، و مَعائِشُ على غير قياس، و قد قُرِئَ بهما قوله تعالى: وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ*
؛ و أَكثر القراء على ترك الهمز في مَعايِشَ*
 إِلا ما روي عن نافع فإِنه همَزها، و جميع النحويين البصريين يزْعُمون أَن همزَها خطأٌ، و ذكروا أَن الهمزة إِنما تكون في هذه الياء إِذا كانت زائدة مثل صَحِيفة و صحائف، فأَما مَعايشُ فمن العَيْش الياءُ أَصْليّةُ. قال الجوهري: جمعُ المَعِيشة مَعايشُ بلا همز إِذا جمعتها على الأَصل، و أَصلها مَعْيِشةٌ، و تقديرها مَفْعِلة، و الياءُ أَصلها متحركة فلا تنقلب في الجمع همزةً، و كذلك مَكايِلُ و مَبايِعُ و نحوُها، و إِن جمعتها على الفَرْع همزتَ و شبّهتَ مَفْعِلة

321
لسان العرب6

عيش ص 321

بفَعِيلة كما همزت المَصائب لأَن الياء ساكنة؛ قال الأَزهري في تفسير هذه الآية: و يحتمل أَن يكون مَعايِشَ*
 ما يَعِيشون به، و يحتمل أَن يكون الوُصْلةَ إِلى ما يَعِيشون به، و أُسنِد هذا القول إِلى أَبي إِسحق، و قال المؤرّج: هي المَعِيشة. قال: و المَعُوشةُ لغة الأَزد؛ و أَنشد لحاجر بن الجَعْد «1»:
         من الخَفِرات لا يُتْمٌ غَذاها،             و لا كَدُّ المَعُوشةِ و العِلاج‏

قال أَكثر المفسرين في قوله تعالى: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً
، إِن المَعِيشةَ الضَّنْكَ عذابُ القبر، و قيل: إِن هذه المعيشةَ الضنْك في نار جهنم، و الضَّنْكُ في اللغة الضِّيقُ و الشدّة. و الأَرض مَعاشُ الخلق، و المَعاشُ مَظِنَّةُ المعيشة. و في التنزيل: وَ جَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً
؛ أَي مُلْتَمَساً للعَيْشِ. و التعَيُّشُ: تكلُّف أَسباب المَعِيشة. و المُتَعَيِّشُ: ذو البُلْغة من العَيْشِ. يقال: إِنهم ليَتَعَيّشُون إِذا كانت لهم بُلْغةٌ من العَيْش. و يقال: عَيْش بني فلان اللبَنُ إِذا كانوا يَعِيشون به، و عَيْشُ آل فلان الخُبز و الحَبّ، و عَيْشُهم التمْرُ، و ربما سمَّوا الخبز عَيْشاً. و العائشُ: ذو الحالة الحسَنة. و العَيْش: الطعام؛ يمانية. و العَيْش: المَطْعم و المَشْرب و ما تكون به الحياة. و في مثل: أَنْتَ مرَّةً عَيْشٌ و مرَّةً جَيْشٌ أَي تَنْفع مرّةً و تضُرّ أُخْرى، و قال أَبو عبيد: معناه أَنت مرةً في عَيْشٍ رَخِيٍّ و مرّةً في جَيشٍ غَزِيٍّ. و قال ابن الأَعرابي لرجل: كيف فلان؟ قال: عَيْشٌ و جَيْشٌ أَي مرة معي و مرّة عليَّ. و عائشةُ: اسمُ امرأَة. و بَنُو عائشةَ: قبيلة من تيم اللات، و عائشة مهموزة و لا تقل عَيْشة. قال ابن السكيت: تقول هي عائشة و لا تقل العَيْشة، و تقول هي رَيْطة و لا تقل رائطة، و تقول هو من بني عيِّذ اللَّه و لا تقل عائذ اللَّه. و قال الليث: فلان العائِشِيّ و لا تقل العَيْشي منسوب إِلى بني عائشة؛ و أَنشد:
         عَبْدَ بني عائشةَ الهُلابِعَا

و عَيَّاشٌ و مُعَيَّشٌ: اسمان.
عيدش:
العَيْدَشُونُ: دُوَيْبّة.
فصل الغين المعجمة
غبش:
الغَبَشُ: شدَّة الظُّلْمة، و قيل: هو بقية الليل، و قيل: ظُلْمة آخر الليل؛ قال ذو الرمة:
         أَغْباشَ لَيلٍ تَمَامٍ كان طارَقَه             تَطَخْطُخُ الغَيم، حتى ما لَه جُوَبُ‏

و قيل: هو مما يلي الصبحَ، و قيل: هو حين يُصْبح؛ قال:
         في غَبَشِ الصُّبْح أَو التَّجَلِّي‏
و الجمع من ذلك أَغْباش، و السين لغة؛ عن يعقوب، و ليل أَغْبَشُ و غَبِشٌ و قد غَبِشَ و أَغْبَشَ. و
في الحديث عن رافع مولى أُم سلمة أَنه سَأَل أَبا هريرة عن وقت الصلاة فقال: صَلّ الفَجْرَ بِغَلَسٍ.
و قال ابن بُكَير في حديثه: بغَبَش، فقال ابن بكير: قال مالكٌ غَبَشٌ و غَلَسٌ و غَبَسٌ واحد؛ قال أَبو منصور: و معناها بقية الظلمة يُخالطها بياض الفَجْر، فبَيَّنَ الخيطَ الأَبيض من الخيط الأَسود، و من هذا قيل للأَدْلَم من الدواب: أَغْبَش. و
في الحديث: أَنه صلَّى الفجر بِغَبَشٍ.
؛ يقال: غَبِشَ الليلُ و أَغْبَشَ إِذا أَظلم ظلمة يخالطها بياض؛ قال الأَزهري: يريد أَنه قدَّم صلاة الفجر عند أَوّل طلوعه و ذلك الوقت هو الغَبَسُ، بالسين المهملة، و بَعْدَهُ‏
__________________________________________________
 (1). قوله [لحاجر بن الجعد] كذا بالأَصل، و في شرح القاموس: لحاجز بن الجعيد.

322
لسان العرب6

غبش ص 322

الغَلَسُ، و يكون الغَبَشُ بالمعجمة في أَوّل الليل أَيضاً؛ قال: و رواه جماعة في الموطإِ بالسين المهملة و بالمعجمة أَكثر. و الغُبْشةُ: مثل الدُّلْمة في أَلوان الدواب. و الغَبَشُ: مثل الغَبَس، و الغَبَسُ بعد الغَلَس، قال: و هي كلّها في آخر الليل، و يكون الغَبَسُ في أَول الليل. أَبو عبيدة: غَبِشَ الليل و أَغْبَشَ إِذا أَظلم. و
في حديث علي، كرم اللَّه وجهه: قَمَشَ عِلْماً غارّاً بأَغْباش الفتْنة.
أَي بظُلَمِها. و غَبَشَني يَغْبِشُني غَبْشاً: خَدعني. و غَبَشَه عن حاجتِه يَغْبِشُه: خدعه عنها. و التَغَبُّشُ: الظُّلْم؛ قال الراجز:
         أَصْبَحْت ذا بَغْيٍ، و ذا تَغَبُّشِ،             و ذا أَضالِيلَ، و ذا تَأَرُّشِ‏

و تَغَبَّشَني بدعوى باطلٍ: ادّعاها عليّ، و قد ذُكِر في حرف العين. و يقال: تَغَبّشَنا فلانٌ تَغَبُّشاً أَي ركِبَنا بالظُّلْم؛ قال أَبو زيد: ما أَنا بغابِشِ الناس أَي ما أَنا بغاشِمِهم. أَبو مالك: غَبَشه و غشَمَه بمعنى واحد. و غُبْشان: اسم رجل.
غرش:
الغَرْشُ: حَمْل شجر؛ يمانية، قال ابن دريد: و لا أَحُقّه.
غشش:
الغِشُّ: نقيض النُّصْح و هو مأْخوذ من الغَشَش المَشْرَب الكدِر؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         و مَنْهَل تَرْوَى به غير غَشَشْ‏

أَي غير كدر و لا قليل، قال: و من هذا الغشُّ في البياعات. و
في الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، قال: ليس منَّا من غَشّنا.
: قال أَبو عبيدة: معناه ليس من أَخْلاقِنا الغِش؛ و هذا شبيه‏
بالحديث الآخر: المؤمِنُ يُطْبَع على كل شي‏ء إِلا الخيانة.
و
في رواية: مَنْ غَشَّنا فليس مِنَّا.
أَي ليس من أَخلاقنا و لا على سُنَّتنا. و
في حديث أُم زرع: و لا تَمْلأُ بَيْتَنا تَغْشِيشاً.
؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء
في رواية و هو من الغِشِّ.
و قيل: هو من النميمة، و الرواية بالمهملة. و قد غَشَّه يَغُشُّه غِشّاً: لم يَمْحَضْه النَّصيحة؛ و شي‏ء مَغْشُوش. و رجل غُشٌّ: غاشٌّ، و الجمع غُشّونَ؛ قال أَوس بن حجر:
         مُخَلّفون، و يَقْضِي الناسُ أَمْرَهُمُ،             غُشُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ لِصُنْبُورِ

قال: و لا أَعرف له جمعاً مكسّراً، و الرواية المشهورة: غُسّو الأَمانةِ. و استَغَشّه و اغْتَشّه: ظن به الغِشَّ، و هو خلافُ اسْتَنْصَحَه؛ قال كُثيِّر عزة:
         فقُلْتُ، و أَسْرَرْتُ النَّدامَةَ: لَيْتَنِي،             و كُنْت امرَأً أَغْتَشُّ كلَّ عَذُولِ،
             سَلَكْتُ سَبيلَ الرائِحات عَشِيّةً             مَخارِمَ نِسعٍ، أَو سَلَكْنَ سَبِيلي‏

و اغْتَشَشْتُ فلاناً أَي عَدَدْته غاشًّا؛ قال الشاعر:
         أَيا رُبَّ من تَغتَشُّه لك ناصحٌ،             و مُنْتصِحٍ بالغَيْبِ غيرُ أَمِينِ «2»

و غَشَّ صدْرُه يَغِشُّ غِشّاً: غَلَّ. و رجل غَشٌّ: عظيمُي السُّرّة؛ قال:
         ليس بغَشٍّ، هَمُّه فيما أَكَلْ‏
و هو يجوز أَن يكون فَعْلًا و أَن يكون كما ذهب إِليه سيبويه في طَبٍّ و بَرٍّ من أَنهما فَعِلٌ. و الغِشَاش: أَوّلُ الظُّلْمَة و آخرُها. و لقيه غِشَاشاً و غَشَاشاً أَي عند الغروب. و الغَشَاش و الغِشَاش:
__________________________________________________
 (2). قوله [و منتصح‏] في الأَساس و مؤتمن.

323
لسان العرب6

غشش ص 323

العَجَلةُ. يقال: لقيتُهُ على غِشَاشٍ و غَشَاشٍ أَي على عَجَلة؛ حكاها قطرب و هي كِنانيّة؛ و أَنشدتْ محمودةُ الكلابية:
         و ما أَنْسَى مَقالَتَها غِشَاشاً             لنا، و الليلُ قد طرَدَ النهارَا
             و صَاتَكَ بالعُهود، و قد رَأَيْنا             غُرابَ البَيْن أَوْكَبَ، ثم طارَا

الأَزهري: يقال لقيتُه غَشاشاً و غِشاشاً، و ذلك عند مُغَيْرِبان الشمس؛ قال الأَزهري: هذا باطل و إِنما يقال لقيته غَشَاشاً و غِشَاشاً، و على غَشَاشٍ و غِشَاشٍ إِذا لقيته على عجلة؛ و قال القَطامي.
         على مكانٍ غَشَاشٍ [غِشَاشٍ‏] ما يُنيحُ به             إِلا مُغَيِّرُنا، و المُسْتَقِي العَجِل‏

و قال الفرزدق:
         فمَكَّنْتُ سَيْفِي من ذَواتِ رِماحِها             غَشَاشاً [غِشَاشاً]، و لم أَحْفَلْ بُكَاءَ رُعائِيا

و روي:
         ... مكانَ رعائيا.
و شُرْبٌ غِشاشٌ و نوْمٌ غِشَاشٌ، كلاهما: قليلٌ. قال الأَزهري: شُرْبٌ غِشَاشٌ غير مَرِي‏ءٍ لأَن الماء ليس بصافٍ و لا عَذْب و لا يَسْتَمْرِئُه شاربُه. و الغَشَشُ: المَشْرب الكدِرُ؛ عن ابن الأَنباري، إِما أَن يكون من الغِشَاش الذي هو القليل لأَن الشُّرْب يقل منه لكَدَرِه، و إِما أَن يكون من الغشّ الذي هو ضد النصيحة.
غطش:
الغَطَشُ في العين: شِبْهُ العَمَشِ، غَطِشَ غَطَشاً و اغْطَاشَّ، و رجل غَطِشٌ و أَغْطَشُ و قد غَطِشَ و امرأَة غَطْشَى بَيّنا الغَطَشِ. و الغَطَشُ: الضعف في البصر كما يَنْظُر ببعض بصره؛ و يقال: هو الذي لا يفتح عَيْنَيه في الشمس؛ قال رؤبة:
         أُرِيهُمُ بالنظَرِ التغْطِيش‏

و الغُطَاشُ: ظلمةُ الليل و اختلاطُه، ليل أَغْطَشُ و قد أَغْطشَ الليلُ بنفسه. و أَغْطَشَه اللَّه أَي أَظْلَمه. و غَطَشَ الليلُ، فهو غاطِشٌ أَي مُظْلم. الفراء في قوله تعالى: وَ أَغْطَشَ لَيْلَها
، أَي أَظلم ليلَها. و قال الأَصمعي: الغَطْشُ السَّدَفُ. يقال: أَتيتُه غَطْشاً و قد أَغطَشَ الليل، و جعل أَبو تراب الغَطْشَ مُعاقِباً للغَبَش. و مفَازةٌ غَطْشى: غَمَّةُ المَسالكِ لا يُهتدى فيها؛ حكاه أَبو عبيد عن الأَصمعي. و فلاة غَطْشَى: لا يُهتدى لها. و المُتَغاطِشُ: المُتعامي عن الشي‏ء. و فلاة غَطْشاءُ و غَطِيشٌ: لا يُهتدى فيها لطريق. و فلاة غَطْشى، مقصور؛ عن كراع: مُظْلمة حكاها مع ظَمْأَى و غَرْثَى و نحوِهما مما قد عُرِفَ أَنه مقصور؛ قال الأَعشى:
         و يَهْماء بالليل غَطْشى الفَلاةِ،             يُؤْنِسُني صوْتُ فيَّادِها

الأَصمعي في باب الفلوات: الأَرض اليَهْماء التي لا يهتدى فيها لطَريق، و الغَطْشى مثلُه. و غَطِّشْ لي شيئاً حتى أَذْكُر أَي افتح لي. اللحياني: غَطِّشْ لي شيئاً و وَطِّشْ لي شيئاً أَي افتح لي شيئاً و وجْهاً. و سَمَتَ لهم يسْمِتُ سَمْتاً إِذا هو هيَّأَ لهم وجهَ العمل و الرأْي و الكلام، و قد وَحَى لهم يَحي و وَطّشَ بمعنى واحد؛ من لغة أَبي ثروان. و المُتغاطِشُ: المتعامي عن الشي‏ء. أَبو سعيد: هو يتَغاطَشُ عن الأَمر و يَتَغاطَسُ أَي يَتَغافَلُ. و مِياهُ غُطَيْشٍ: من أَسماء السَّراب؛ عن ابن الأَعرابي، قال أَبو علي: و هو تصغير الأَغْطَش تصغير الترخيم و ذلك لأَن شدة الحر تَسْمَدِرُّ فيه الأَبصار

324
لسان العرب6

غطش ص 324

فيكون كالظلمة و نظيره صَكّةُ عُمَيٍّ؛ و أَنشد ابن الأَعرابي في تقوية ذلك:
         ظَلِلْنا نخْبِطُ الظَّلْماءَ ظُهْراً             لَدَيْه، و المَطِيُّ له أُوارُ

غطرش:
غَطْرَشَ الليلُ بصَرَه: أَظلم عليه. التهذيب: غطرَش بصرُه غَطْرَشةً إِذا أَظلم.
غطمش:
الغَطْمَشةُ: الأَخذ قهراً. و تَغَطْمَشَ فلان علينا تَغَطْمُشاً: ظلَمنا، و به سمي الرجل غَطَمِّشاً. و الغَطَمّشُ: العينُ الكَلِيلةُ النظر. و رجل غَطَمّشٌ: كَلِيلُ البصر. و غطَمّشٌ: اسم شاعر، من ذلك؛ و هو من بني شَقِرَةَ بن كعب بن ثعلبة بن ضبَّة، و هو الغَطَمَّشُ الضّبّي؛ و الغَطَمّشُ: الظالم الجائرُ؛ قال الأَخفش: و هو من بنات الأَربعة مثل عَدَبّسٍ، و لو كان من بنات الخمسة و كانت الأُولى نوناً لأُظْهِرَتْ لئلا يلْتَبِس بمثل عَدَبّس.
غمش:
الغَمَشُ: إِظلامُ البصر من جوع أَو عطش، و قد غَمِشَ بصرُه غَمَشاً، فهو غَمِشٌ، و العين لغة و زعم يعقوب أَنها بدل. و الغَمَشُ: سوءُ البصر. و الغَمَشُ: عارضٌ ثم يذهب. و تَغَمَّشني بدعوى باطلٍ: ادَّعاها عليَّ.
غنبش:
غَنْبَشٌ: اسم.
فصل الفاء
فتش:
الفَتْشُ و التَّفْتيشُ: الطلبُ و البحثُ، و فتَشْت الشي‏ء فتْشاً و فتَّشَه تفْتيشاً مثله. قال شمر: فتَّشْت شعر ذي الرّمة أَطلُب فيه بيتاً.
فجش:
الفَجْشُ: الشَّدْخُ. فَجَشَه فَجْشاً: شدخه؛ يمانية، و فَجَشْت الشي‏ء بيدي. التهذيب في الرباعي: فَنْجَشٌ واسع. و فَجَشْت الشي‏ء: وسّعْته، قال: و أَحْسَبُ اشتقاقه منه.
فحش:
الفُحْش: معروف. ابن سيدة: الفُحْش و الفَحْشاءُ و الفاحِشةُ القبيحُ من القول و الفعل، و جمعها الفَواحِشُ. و أَفْحَشَ عليه في المَنْطِق أَي قال الفُحْش. و الفَحْشاءُ: اسم الفاحشة، و قد فَحَشَ و فَحُشَ و أَفْحَشَ و فَحُشَ علينا و أَفْحَشَ إِفْحاشاً و فُحْشاً؛ عن كراع و اللحياني، و الصحيح أَن الإِفْحاشَ و الفُحْش الاسم. و رجل فاحِشٌ: ذو فُحْش، و
في الحديث: إِن اللَّه يُبْغِضُ الفاحِشَ المُتَفَحِّشَ.
فالفاحِشُ ذو الفحش و الخَنا من قول و فعل، و المُتَفَحِّشُ الذي يتكلَّفُ سَبَّ الناس و يتعمَّدُه، و قد تكرر ذكر الفُحْش و الفاحشة و الفاحش في الحديث، و هو كل ما يَشتد قُبْحُه من الذنوب و المعاصي؛ قال ابن الأَثير: و كثيراً ما تَرِدُ الفاحشةُ بمعنى الزنا و يسمى الزنا فاحشةً، و قال اللَّه تعالى: إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ*
؛ قيل: الفاحشة المبينة أَن تزني فتُخْرَج لِلْحدّ، و قيل: الفاحشةُ خروجُها من بيتها بغير إِذن زوجها، و قال الشافعي: أَن تَبْذُوَ على أَحْمائِها بِذَرابةِ لسانها فتُؤْذِيَهُم و تَلُوكَ ذلك.
في حديث فاطمة بنت قيس: أَن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، لم يَجْعل لها سُكْنى و لا نفقةً و ذَكر أَنه نَقَلها إِلى بيت ابن أُم مَكتوم لبَذاءتِها و سَلاطةِ لِسانِها و لم يُبْطِلْ سُكْناها لقوله عز و جل: لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَ لا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ..
و كلُّ خَصْلة قبيحةٍ، فهي فاحشةٌ من الأَقوال و الأَفعال؛ و منه الحديث:
قال لعائشة لا تقولي ذلك فإِن اللَّه لا يُحبُّ الفُحْشَ و لا التفاحُشَ.
؛ أَراد بالفُحْش التعدّي في القول و الجواب لا الفُحْشَ الذي هو من قَذَعِ الكلام و رديئه، و التَّفاحُشُ تَفاعُلٌ منه؛ و قد

325
لسان العرب6

فحش ص 325

يكون الفُحْشُ بمعنى الزيادة و الكثرة؛ و منه‏
حديث بعضهم و قد سُئِل عن دم البراغيث فقال: إِن لم يكن فاحشاً فلا بأْس.
و كلُّ شي‏ء جاوز قدرَه و حدَّه، فهو فاحِشٌ. و قد فَحُشَ الأَمر فُحْشاً و تفاحَشَ. و فَحَّشَ بالشي‏ء: شَنَّعَ. و فَحُشَت المرأَةُ: قَبُحت و كبِرَت؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         و عَلِقْتَ تُجْرِيهِمْ عَجُوزَك، بعد ما             فَحُشَتْ محاسِنُها على الخُطَّاب‏

و أَفْحَشَ الرجل إِذا قال قولًا فاحشاً، و قد فَحُشَ علينا فلانٌ و إِنه لَفَحّاشٌ، و تفَحّشَ في كلامه، و يكون المُتَفَحّشُ الذي يأْتي بالفاحشة المَنْهيّ عنها. و رجل فَحّاش: كثير الفُحْش، و فَحُشَ قوله فُحْشاً. و كلُّ أَمر لا يكون موافقاً للحقِّ و القَدْر، فهو فاحشةٌ. قال ابن جني: و قالوا فاحِشٌ و فُحَشاء كجاهلٍ و جُهلاء حيث كان الفُحْشُ ضرْباً من ضُروب الجهل و نَقِيضاً للحِلْم؛ و أَنشد الأَصمعي:
         و هل عَلِمْت فُحَشاءَ جَهَلَهْ‏

و أَما قول اللَّه عز و جل: الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ
؛ قال المفسرون: معناه يأْمركم بأَن لا تتصدقوا، و قيل: الفحشاء هاهنا البُخْل، و العرب تسمي البَخيلَ فاحشاً؛ و قال طرفة:
         أَرى المَوْتَ يَعتامُ الكِرامَ، و يَصْطَفي             عَقِيلةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ

يعني الذي جاوز الحدّ في البخل. و قال ابن بري: الفاحِشُ السَّيِ‏ء الخلُق المتشدّد البخيل. يَعْتامُ: يختار. يَصْطفي أَي يأْخذ صَفْوته و هي خِيارُه. و عَقِيلةُ المال: أَكرمُه و أَنفَسُه؛ و تفحَّش عليهم بلسانه.
فدش:
فَدَشه يَفْدِشُه فَدْشاً: دفعه. و فَدَشَ الشي‏ءَ فَدْشاً: شدَخَه. و امرأَة فَدْشاءُ، كمَدْشاء: لا لحم على يديها. و رجل فَدِشٌ: أَخْرَقُ؛ عن ابن الأَعرابي. و الفَدْش: أُنثى العَناكب؛ عن كراع.
فرش:
فَرَشَ الشي‏ء يفْرِشُه و يَفْرُشُه فَرْشاً و فَرَشَه فانْفَرَش و افْتَرَشَه: بسَطَه. الليث: الفَرْشُ مصدر فَرَشَ يَفْرِش و يفْرُش و هو بسط الفراش، و افْتَرشَ فلان تُراباً أَو ثوباً تحته. و أَفْرَشَت الفرس إِذا اسْتَأْتَتْ أَي طلبت أَن تُؤْتى. و افْتَرشَ فلان لسانَه: تكلم كيف شاء أَي بسطه. و افْتَرشَ الأَسدُ و الذئب ذراعيه: رَبَضَ عليهما و مدّهما؛ قال:
         تَرى السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً يَدَيه،             كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِه الصَّدِيعُ‏

و افتَرَشَ ذراعيه: بسطهما على الأَرض. و
روي عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَنه نهى في الصلاة عن افتراش السبع.
و هو أَن يَبْسُط ذراعيه في السجود و لا يُقِلَّهما و يرْفَعَهما عن الأَرض إِذا سَجَد كما يَفْتَرشُ الذئبُ و الكلب ذراعيه و يبسطهما. و الافْتِراشُ، افْتِعالٌ: من الفَرْش و الفِراش. و افْتَرَشَه أَي وطِئَه. و الفِراشُ: ما افْتُرِش، و الجمع أَفْرِشةٌ و فُرُشٌ؛ سيبويه؛ و إِن شئت خفَّفْت في لغة بني تميم. و قد يكنى بالفَرْش عن المرأَة. و المِفْرَشةُ: الوِطاءُ الذي يُجْعل فوق الصُّفَّة. و الفَرْشُ: المَفْروشُ من متاع البيت. و قوله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً
؛ أَي وِطاءً لم يَجْعلها حَزْنةً غَليظة لا يمكن الاستقرار عليها. و يقال:

326
لسان العرب6

فرش ص 326

لَقِيَ فلان فلاناً فافْتَرَشَه إِذا صرَعَه. و الأَرض فِراشُ الأَنام، و الفَرْشُ الفضاءُ الواسع من الأَرض، و قيل: هي أَرض تَسْتوي و تَلِين و تَنْفَسِح عنها الجبال. الليث: يقال فَرَّش فلان داره إِذا بلّطَها، قال أَبو منصور: و كذلك إِذا بَسَطَ فيها الآجُرَّ و الصَفِيحَ فقد فَرَّشَها. و تَفْرِيشُ الدار: تَبْلِيطُها. و جمَلٌ مُفْتَرِشُ الأَرض: لا سَنام له، و أَكمةٌ مُفْتَرِشةُ الأَرض كذلك، و كلُّه من الفَرْشِ. و الفَرِيشُ: الثَوْرُ العربي الذي لا سنام له؛ قال طريح:
         غُبْس خَنابِس كلّهنّ مُصَدّرٌ،             نَهْدُ الزُّبُنّة كالفَرِيشِ شَتِيمُ‏

و فَرَشَه فِراشاً و أَفْرَشَه: فَرَشَه له. ابن الأَعرابي: فَرَشْتُ زيداً بِساطاً و أَفْرَشْته و فَرَّشْته إِذا بَسَطت له بِساطاً في ضيافتِه، و أَفْرَشْته إِذا أَعْطَيته فَرْشاً من الإِبل. الليث: فَرَشْت فلاناً أَي فَرَشْت له، و يقال: فَرَشْتُه أَمْري أَي بسطته كلَّهُ، و فَرَشْت الشي‏ء أَفْرِشُه و أَفْرُشُه: بسطته. و يقال: فَرَشَه أَمْرَه إِذا أَوسَعه إِياه و بسَطه له. و المِفْرَشُ: شي‏ء كالشاذَكُونَة «1». و المِفْرَشةُ: شي‏ء يكون على الرحْل يَقعد عليها الرجل، و هي أَصغرُ من المِفْرَش، و المِفْرَش أَكبرُ منه. و الفُرُشُ و المَفارِشُ: النِّساءُ لأَنهن يُفتَرَشْن؛ قال أَبو كبير:
         مِنْهُمْ و لا هُلْك المَفارِش عُزَّل‏

أَي النساء، و افْتَرَشَ الرجل المرأَة للّذَّة. و الفَريشُ: الجاريةُ يَفْتَرِشُها الرجلُ. الليث: جارية فَرِيشٌ قد افْتَرَشَها الرجل، فَعِيلٌ جاء من افْتَعَل، قال أَبو منصور: و لم أَسمع جارية فَرِيش لغيره. أَبو عمرو: الفِراش الزوج و الفِراش المرأَة و الفِراشُ ما يَنامان عليه و الفِراش البيت و الفِراشُ عُشُّ الطائرِ؛ قال أَبو كبير الهذلي:
         حتى انْتَهَيْتُ إِلى فِراش عَزِيزَةٍ

و الفَراشُ: مَوْقِع اللسان في قعر الفمِ. و قوله تعالى: وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ
؛ قالوا: أَراد بالفُرُشِ نساءَ أَهل الجنة ذواتِ الفُرُشِ. يقال لامرأَة الرجل: هي فِراشُه و إِزارُه و لِحافُه، و قوله مَرْفُوعَةٍ رُفِعْن بالجَمال عن نساء أَهلِ الدنيا، و كلُّ فاضلٍ رَفِيعٌ. و
قوله، صلى اللَّه عليه و سلم: الولدُ للفِراشِ و لِلْعاهِر الحجَرُ.
؛ معناه أَنه لمالك الفِراشِ و هو الزوج و المَوْلى لأَنه يَفْتَرِشُها، هذا من مختصر الكلام كقوله عز و جل: وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ، يريد أَهلَ القريةِ. و المرأَة تسمى فِراشاً لأَن الرجل يَفْتَرِشُها. و يقال: افْتَرَشَ القومُ الطريقَ إِذا سلكوه. و افْتَرشَ فلانٌ كريمةَ فلانٍ فلم يُحْسنْ صحبتها إِذا تزوّجها. و يقال: فلانٌ كريمٌ مُتَفَرِّشٌ لأَصحابه إِذا كان يَفْرُشُ نفسَه لهم. و فلان كريمُ المَفارِشِ إِذا تزوّج كرائمَ النِّساء. و الفَرِيشُ من الحافر: التي أَتى عليها من نِتاجها سبعةُ أَيام و استحقت أَن تُضرَبَ، أَتاناً كانت أَو فَرَساً، و هو على التشبيه بالفَرِيشِ من النساء، و الجمع فَرائشُ؛ قال الشماخ:
         راحَتْ يُقَحِّمُها ذو ازْملٍ و سَقَتْ             له الفَرائِشُ و السُّلْبُ القَيادِيدُ

الأَصمعي: فرسٌ فَرِيشٌ إِذا حُمِلَ عليها بعد النِّتاج بسبع. و الفَرِيشُ من ذوات الحافر: بمنزلة النُّفَساء
__________________________________________________
 (1). الشاذكونة: ثياب مُضرَّبَة تعمل باليمن [القاموس‏].

327
لسان العرب6

فرش ص 326

من النساء إِذا طهُرت و بمنزلة العُوذِ من النوق. و الفَرْشُ: الموضع الذي يكثر فيه النبات. و الفَرْشُ: الزرع إِذا فَرَّشَ. و فَرَشَ النباتُ فَرْشاً: انبسط على وجه الأَرض. و المُفَرِّشُ: الزرع إِذا انبسط، و قد فَرَّشَ تَفْريشاً. و فَراشُ اللسان: اللحمة التي تحته، و قيل: هي الجلدة الخَشْناء التي تلي أُصولَ الأَسْنان العُلْيا، و قيل: الفَراشُ مَوْقع اللسان من أَسفل الحَنَك، و قيل: الفَراشَتانِ بالهاء غُرْضُوفانِ عند اللَّهاة. و فَراشُ الرأْس: عِظامٌ رِقاق تلي القِحْف. النضر: الفَراشانِ عِرْقان أَخْضران تحت اللسان؛ و أَنشد يصف فرساً:
         خَفِيف النَّعامةٍ ذُو مَيْعةٍ،             كَثِيف الفَراشةِ ناتي الصُّرَد

ابن شميل: فَراشا اللجامِ الحَديدتانِ اللتان يُرْبط بهما العذاران، و العذَارانِ السَّيْرانِ اللذان يُجْمعان عند القَفا. ابن الأَعرابي: الفَرْشُ الْكذِبُ، يقال: كَمْ تَفْرُش كَمْ و فَراشُ الرأْس: طرائقُ دِقاق من القِحْف، و قيل: هو ما رَقَّ من عظْم الهامة، و قيل: كلُّ رقيقٍ من عظمٍ فَراشَةٌ، و قيل: كل عظم ضُرب فطارت منه عظامٌ رِقاقٌ فهي الفَراش، و قيل: كل قُشور تكون على العظْم دون اللحم، و قيل: هي العِظامُ التي تخرج من رأْس الإِنسان إِذا شُجّ و كُسِر، و قيل: لا تُسمى عِظامُ الرأْس فَراشاً حتى تتبيّن، الواحدة من كل ذلك فَراشةٌ. و المُفَرِّشةُ و المُفْتَرِشةُ من الشِّجاجِ: التي تبلغ الفَراش. و
في حديث مالك: في المُنَقِّلَةِ التي يَطيرُ فَراشُها خمسةَ عشرَ؛ المُنَقِّلَةُ من الشِّجاج التي تُنَقِّلُ العظام.
الأَصمعي: المُنَقِّلة من الشجاج هي التي يخرج منها فَراشُ العظام و هي قشرة تكون على العظم دون اللحم؛ و منه قول النابغة:
         و يَتْبَعُها منهمْ فَراشُ الحَواجِب‏

و الفَراش: عظم الحاجب. و يقال: ضرَبه فأَطارَ فَراشَ رأْسه، و ذلك إِذا طارت العظام رِقاقاً من رأْسه. و كل رقيق من عظم أَو حديدٍ، فهو فَراشةٌ؛ و به سميت فَراشةُ القُفل لرِقَّتِها. و
في حديث علي، كرم اللَّه وجهه: ضَرْبٌ يَطِير منه فَراشُ الهامِ.
؛ الفَراشُ: عظام رقاق تلي قِحْف الرأْس. الجوهري: المُفَرِّشةُ الشَّجّةُ التي تَصْدَع العظم و لا تَهْشِم، و الفَراشةُ: ما شخَص من فروع الكتفين فيما بين أَصْل العنق و مستوى الظهر و هما فَراشا الكتفين. و الفَراشَتان: طرَفا الوركين في النُّقْرة. و فَراشُ الظَّهْر: مَشكّ أَعالي الضُّلُوع فيه. و فَراشُ القُفْل: مَناشِبُه، واحدتُها فَراشة؛ حكاها أَبو عبيد؛ قال ابن دريد: لا أَحْسبها عربيّة. و كلُّ حديدةٍ رقيقة: فَراشةٌ. و فَراشةُ القُفْل: ما يَنْشَبُ فيه. يقال: أَقْفَلَ فأَفْرَشَ. و فَراشُ النَّبِيذ: الحَبَبُ الذي عليه. و الفَرْشُ: الزَّرْع إِذا صارت له ثلاثُ ورَقاتٍ و أَرْبعٌ. و فَرْشُ الإِبِلِ و غيرِها: صِغارُها، الواحدُ و الجمع في ذلك سواءٌ. قال الفراء: لم أَسمع له بجمع، قال: و يحتمل أَن يكون مصدراً سمي به من قولهم فَرَشَها اللَّهُ فَرْشاً أَي بَثَّها بَثّاً. و في التنزيل العزيز: وَ مِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَ فَرْشاً
؛ و فَرْشُها: كِبارُها؛ عن ثعلب؛ و أَنشد:
         له إِبلٌ فَرْشٌ و ذاتُ أَسِنَّة             صُهابيّة، حانَتْ عليه حُقُوقُها

و قيل: الفَرْشُ من النَّعَم ما لا يَصْلح إِلا للذبح.

328
لسان العرب6

فرش ص 326

و قال الفراء: الحَمُولةُ ما أَطاقَ العملَ و الحَمْلَ. و الفَرْشُ: الصغارُ. و قال أَبو إِسحق: أَجْمَع أهْلُ اللغة على أَن الفَرْشَ صِغارُ الإِبل. و قال بعض المفسرين: الفَرْشُ صغارُ الإِبل، و إِن البقر و الغنم من الفَرْش. قال: و الذي جاء في التفسير يدلّ عليه قولُه عز و جل: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ، فلما جاء هذا بدلًا من قوله حَمُولة و فرْشاً جعله للبقر و الغنم مع الإِبل؛ قال أَبو منصور: و أَنشدني غيرهُ ما يُحَقّق قول أَهل التفسير:
         و لنا الحامِلُ الحَمُولةُ، و الفَرْشُ             من الضَّأْن، و الحُصُونُ السيُوفُ

و
في حديث أُذَينةَ: في الظُّفْرِ فَرْشٌ من الإِبل.
؛ هو صغارُ الإِبل، و قيل: هو من الإِبل و البقر و الغنم ما لا يصلح إِلا للذبح. و أَفْرَشْتُه: أَعْطَيته فَرْشاً من الإِبل، صغاراً أَو كباراً. و
في حديث خزيمة يذكر السَّنَة: و تركَتِ الفَرِيش مُسْحَنْكِكاً.
أَي شديدَ السواد من الاحتراق. قيل: الفَراش الصغارُ من الإِبل؛ قال أَبو بكر: هذا غيرُ صحيح عندي لأَن الصِّغارَ من الإِبل لا يقال لها إِلا الفَرْش. و
في حديث آخر: لكم العارض و الفَريشُ.
؛ قال القتيبي: هي التي وَضَعَت حديثاً كالنُّفَساء من النساء. و الفَرْشُ: منابت العُرْفُط؛ قال الشاعر:
         و أَشْعَث أَعْلى ماله كِففٌ له             بفَرشِ فلاةٍ، بينَهنَّ قَصِيمُ‏

ابن الأَعرابي: فَرْشٌ من عُرْفُط و قَصِيمَةٌ من غَضاً و أَيكةٌ من أَثْلٍ و غالٌّ من سَلَم و سَليلٌ من سَمُر. و فَرْشُ الحطب و الشجر: دِقُّه و صِغارُه. و يقال: ما بها إِلا فَرْشٌ من الشجر. و فَرْشُ العِضاهِ: جماعتُها. و الفَرْشُ: الدارةُ من الطّلْح، و قيل: الفَرْشُ الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرْفُطُ و السَّلَم و العَرْفَجُ و الطَّلْح و القَتاد و السَّمُر و العَوْسجُ، و هو ينبت في الأَرض مستوية ميلًا و فرسخاً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         و قد أَراها و شَواها الحُبْشا             و مِشْفَراً، إِن نطَقَتْ، أَرَشَّا
             كمِشْفَرِ النابِ تَلُوكُ الفَرْشا

ثم فسره فقال: إِن الإِبل إِذا أَكلت العرفط و السلم استَرْخت أَفواهُها. و الفَرْشُ في رِجْل البعير: اتساعٌ قليل و هو محمود، و إِذا كثُر و أَفرط الرَّوَحُ حتى اصطَكَّ العُرْقوبان فهو العَقَل، و هو مذموم. و ناقة مَفْرُوشةُ الرِّجْل إِذا كان فيها اسْطار «2» و انحناء؛ و أَنشد الجعدي:
         مَطْويَّةُ الزَّوْرِ طيَّ البئْرِ دَوْسَرة،             مَفْروشة الرِّجْل فَرْشاً لم يكن عَقَلا

و يقال: الفَرْشُ في الرِّجْل هو أَن لا يكون فيها انْتِصابٌ و لا إِقْعاد. و افْتَرَشَ الشي‏ءُ أَي انبسط. و يقال: أَكَمَةٌ مُفْتَرِشةُ الظَّهْر إِذا كانت دكَّاءَ. و
في حديث طَهْفة: لكم العارِض و الفَريشُ.
؛ الفَريشُ من النبات: ما انْبَسط على وجه الأَرض و لم يَقُم على ساق. و قال ابن الأَعرابي: الفَرْشُ مَدْح و العَقَل ذمٌّ، و الفَرْشُ اتساع في رِجْل البعير، فإن كثُر فهو عَقَل. و قال أَبو حنيفة: الفَرْشةُ الطريقةُ المطمئنة من الأَرض شيئاً يقودُ اليومَ و الليلة و نحو ذلك، قال. و لا يكون إِلا فيما اتسع من الأَرض و استوى و أَصْحَرَ، و الجمع فُرُوش. و الفَراشة: حجارة عظام أَمثال الأَرْحاء توضع أَوّلًا ثم يُبْنى عليها الركِيبُ و هو حائط النخل. و الفَراشةُ:
__________________________________________________
 (2). قوله: اسْطار؛ هكذا في الأَصل.

329
لسان العرب6

فرش ص 326

البقيّة تبقى في الحوض من الماء القليل الذي ترى أَرض الحوض من ورائه من صَفائه. و الفَراشةُ: مَنْقَع الماء في الصفاةِ، و جمعُها فَراشٌ. و فَراشُ القاعِ و الطين: ما يَبِسَ بعد نُضُوب الماء من الطين على وجه الأَرض، و الفَراشُ: أَقلُّ من الضَّحْضاح؛ قال ذو الرمة يصف الحُمُر:
         و أَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه             فَراشاً، و أَنَّ البَقْلَ ذَاوٍ و يابِسُ‏

و الفَراشُ: حَبَبُ الماءِ من العَرَقِ، و قيل: هو القليل من العرق: عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         فَراش المَسِيح فَوْقَه يَتَصَبَّبُ‏
قال ابن سيدة: و لا أَعرف هذا البيت إِنما المعروف بيت لبيد:
         عَلا المسْك و الدِّيباج فوقَ نُحورِهم             فَراش المسيحِ، كالجُمَان المُثَقَّب‏

قال: و أَرى ابن الأَعرابي إِنما أَراد هذا البيت فأَحالَ الروايةَ إِلا أَن يكون لَبِيدٌ قد أَقْوى فقال:
         فراش المسيح فوقه يتصبب‏
قال: و إِنما قلت إِنه أَقْوى لأَنّ رَوِيَّ هذه القصيدةِ مجرورٌ، و أَوّلُها:
         أَرى النفسَ لَجّتْ في رَجاءٍ مُكَذَّبِ،             و قد جَرّبَتْ لو تَقْتَدِي بالمُجَرَّبِ‏

و روى البيت: كالجمان المُحَبّبِ؛ قال الجوهري: مَنْ رفعَ الفَراشَ و نَصَبَ المِسْكَ في البيت رفَعَ الدِّيباجَ على أَن الواو للحال، و مَنْ نصب الفَراشَ رفعَهما. و الفَرَاشُ: دوابٌّ مثل البعوض تَطير، واحدتُها فَراشةٌ. و الفرَاشةُ: التي تَطير و تَهافَتُ في السِّراج، و الجمع فَراشٌ. و قال الزجاج في قوله عز و جل: يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ‏
، قال: الفَراش ما تَراه كصِغارِ البَقِّ يَتَهافَتُ في النار، شَبَّهَ اللَّهُ عزّ و جل الناسَ يومَ البَعْث بالجراد المُنْتَشر و بالفَراش المبثوث لأَنهم إِذا بُعِثُوا يمُوج بعضُهم في بعض كالجراد الذي يَمُوج بعضُه في بعض، و قال الفرّاء: يريد كالغَوْغاءِ من الجراد يَرْكَبُ بعضه بعضاً كذلك الناس يَجُول يومئذ بعضُهم في بعض، و قال الليث: الفَراشُ الذي يَطِير؛ و أَنشد:
         أَوْدى بِحِلْمِهمُ الفِياشُ، فِحلْمُهم             حِلْمُ الفَراشِ، غَشِينَ نارَ المُصْطَلي «1»

:          أَزرَى بحِلمِكُمُ الفِياشُ، فأنتمُ             مثلُ الفَراش غَشِين نار المصطلي‏

و في المثل: أَطْيَشُ من فَراشةٍ. و
في الحديث: فتَتَقادَعُ بهم جَنْبةُ السِّراطِ تَقادُعَ الفَراشِ.
؛ هو بالفتح الطير الذي يُلْقي نفسَه في ضوء السِّراج؛ و منه‏
الحديث: جَعَلَ الفَراشُ و هذه الدوابُّ تقع فيها.
و الفَراشُ: الخفيفُ الطَّيّاشَةُ من الرجال. و تَفَرّش الطائرُ: رَفْرَفَ بجناحيه و بسَطَهما؛ قال أَبو دواد يصف ربيئة:
         فَأَتانا يَسْعَى تَفَرُّشَ أُمّ البَيْض             شَدّاً، و قد تَعالى النهارُ

و يقال: فَرَّشَ الطائرُ تَفْرِيشاً إِذا جعل يُرَفْرِف على الشي‏ء، و هي الشَّرْشَرةُ و الرَفْرَفةُ. و
في الحديث: فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفَرّش.
؛ هو أَن تَقْرب من الأَرض و تَفْرُش جَناحيها و تُرَفْرِف. و ضرَبَه فما أَفْرَش عنه حتى قَتَلَه أَي ما أَقْلعَ عنه، و أَفْرَش عنهم الموتُ أَي ارْتفع؛ عن ابن الأَعرابي. و قولهم: ما أَفْرَشَ عنه أَي ما أَقْلَع؛ قال يزيد
__________________________________________________
 (1). هذا البيت لجرير و هو في ديوانه على هذه الصورة.

330
لسان العرب6

فرش ص 326

بن عمرو بن الصَّعِق «1»:
         نحْنُ رُؤوسُ القومِ بَيْنَ جَبَلَهْ،             يومَ أَتَتْنا أَسَدٌ و حَنْظَلَهْ،
             نَعْلُوهُمُ بِقُضُبٍ مُنْتَخَلَهْ،             لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ عنها الصَّقَلَهْ‏

أَي أَنها جُدُدٌ. و معنى مُنْتَخَلة: مُتَخَيَّرة. يقال: تَنَخَّلْت الشي‏ءَ و انْتَخَلْته اخْتَرْته. و الصَّقَلةُ: جمعُ صاقِل مثل كاتب و كَتَبة. و قوله لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ أَي لم تُجاوِزْ أَن أَقْلَع عنها الصقلةُ أَي أَنها جُدُدٌ قَرِيبةُ العهدِ بالصَّقْلِ. و فرش عنه: أَرادَه و تهيّأَ له. و
في حديث ابن عبد العزيز: إِلا أَن يكون مالًا مُفْتَرَشاً.
أَي مغصوباً قد انْبَسطت فيه الأَيْدي بغير حق، من قولهم: افْتَرَش عِرْضَ فلانٍ إِذا اسْتباحَه بالوَقِيعة فيه، و حقيقتُه جَعَله لنفسه فِراشاً يطؤُه. و فَرْش الجَبَا: موضع؛ قال كُثيّر عزة:
         أَ هاجَك بَرْقٌ آخِرَ الليلِ واصِبُ،             تضَمَّنَه فَرْشُ الجَبا فالمَسارِبُ؟

و الفَرَاشةُ: أَرض؛ قال الأَخطل:
         و أَقْفَرت الفَراشةُ و الحُبَيّا،             و أَقْفَر، بَعْد فاطِمةَ، الشَّقِيرُ «2»

و في الحديث ذكر فَرْش، بفتح الفاء و تسكين الراء، وادٍ سلَكه النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، حين سارَ إِلى بدر، و اللَّه أَعلم.
فرطش:
فَرْطَشَ الرجلُ: قَعَدَ ففَتح ما بين رِجْليه. الليث: فَرْشَحَت الناقةُ إِذا تَفَحّجَت للحَلْب و فَرْطَشَت للبَوْل؛ قال الأَزهري: كذا قرأْته في كتاب الليث، قال: و الصواب فَطْرَشَت إِلا أَن يكون مقلوباً.
فشش:
الفَشُّ: تَتَبُّع السَّرَقِ الدونِ، فَشَّه يَفُشّه فَشّاً؛ قال الشاعر:
         نحْنُ ولِيناهُ فلا نَفُشُّه،             و ابنُ مُفاض قائمٌ يَمُشُّه‏
             يأْخذ ما يُهْدَى له يَقُشُّه،             كيف يُؤَاتِيه و لا يَؤُشّه؟

و انْفَشّت الرياحُ: خرجت عن الزِّق و نحوه. و الفَشُّ: الحلْبُ، و قيل: الحلْبُ السريعُ. و فَشّ الناقةَ يَفُشُّها فشّاً: أَسْرع حَلْبَها، و فَشّ الضرعَ فَشّاً: حلَب جميعَ ما فيه. و ناقة فَشُوشٌ: مُنْتَشِرةُ الشَّخْبِ أَي يتَشَعّبُ إِحْلِيلُها مثل شعاع قَرْن الشمسِ حين يطْلع أَي يتفَرّقُ شَخْبُها في الإِناء فلا يُرَغّي بيّنةُ الفَشَاشِ، و
في حديث موسى و شعيب، عليهما السلام: ليس فيها عَزُوزٌ و لا فَشُوشٌ.
؛ الفَشُوش: التي يَنْفَشّ لبنُها من غير حَلْب أَي يَجْري لسَعةِ الإِحْليل، و مثله الفَتوح و الثَّرُور. و الفَشْفَشةُ: ضَعْفُ الرأْي. و الفَشْفَشةُ: الخَرُّوبة. ابن الأَعرابي: الفَشّ الطَّحْرَبةُ و الفَشُّ النَّميمة و الفَشُّ الأَحْمَق. و الخَرُوبُ يقال له: الفَشّ. و فشَّ الرطْبَ فَشّاً: أَخْرَج زُبْدَة. و فَشَّ القِرْبةَ
__________________________________________________
 (1). قوله [قال يزيد إلخ‏] هكذا في الأَصل، و الذي في ياقوت و أَمثال الميداني:
         لم أَر يوماً مثل يوم جبله             لما أَتتنا أسد و حنظله‏
             و غطفان و الملوك أزفله             نعلوهم بقضب منتخله‏

و زاد الميداني:
         لم تعد أَن أَفرش عنها الصقله.

 (2). قوله [الشقير] كذا بالأَصل هنا و في مادة شقر بالقاف، و في ياقوت: الشفير بالفاء.

331
لسان العرب6

فشش ص 331

يَفُشّها فَسّاً: حلَّ وِكاءَها فخرجَ رِيحُها. و الفَشُوش: السقاءُ الذي يَتَحَلّب. و في بعض الأَمثال: لأَفُشّنَّكَ فَشَّ الوَطْبِ أَي لأُزِيلَنَّ نَفْخَك؛ و قال كراع: معناه لأَحلُبَنّك و ذلك أَن يُنْفَخ ثم يُحَلّ وِكاؤُه و يُتْرك مفتوحاً ثم يُمْلأَ لبَناً، و قال ثعلب: لأَفُشَّنَّ وَطْبَك أَي لأَذْهَبَنّ بكِبْرِك و تِيهِك؛ و في التهذيب: معناه لأُخْرِجَنَّ غَضَبَك من رأْسك، من فَشَّ السقاءَ إِذا أَخْرج منه الريح، و هو يقال للغَضْبان، و ربما قالوا: فَشّ الرجُلُ إِذا تَجَشّأَ. و
في الحديث: إِن الشيطانَ يفُشُّ بَين أَلْيَتَي أَحدِكم حتى يُخَيِّلَ إِليه أَنه قد أَحْدث.
أَي يَنْفُخ نَفْخاً ضعيفاً. و يقال: فُشّ السقاءُ إِذا خرج منه الريح. و
في حديث ابن عباس: لا يَنْصَرِف حتى يَسْمع فَشِيشَها.
أَي صوتَ ريحها، قال: و الفَشِيشُ الصوت، و منه فَشِيشُ الأَفعى، و هو صوت جلدها إذا مشَتْ في اليَبَسِ. و
في حديث أَبي الموالي: فأَتت جاريةٌ فأَقبلت و أَدبرت و إنَي لأَسْمع بين فخذيها من لَفَفِها مثلَ فَشِيش الحَرابِش.
؛ قال: هي جنس من الحيّات واحدها حِرْبِش. و
في حديث عمر: جاءه رجلُ فقال: أَتيْتُك من عند رجلٍ يَكْتُب المصاحفَ من غير مُصْحَف، فغَضِبَ حتى ذَكرتُ الزِّقَّ و انتفاخَه قال: مَنْ؟ قلتُ: ابنُ أُمِّ عَبْدٍ، فذكرتُ الزِّقَّ و انفشاشَه.
يريد أَنه غَضِب حى انتفخ غَيْظاً ثم لما زال غضبُه انْفَشَّ انتفاخُه، و الانْفِشاش: انْفِعال من الفَشّ. و منه‏
حديث ابن عمر مع ابن صيّاد: فقلت له اخْسَ «1» فلن تَعْدُو قَدْرَك فكأَنه كان سقاءً فُشّ.
أَي فُتِح فانْفَشّ ما فيه و خَرَجَ. و يقال للرجل إِذا غَضِب فلم يَقْدِر على التغيير: فَشاشِ فُشِّيه من استِه إِلى فِيه. و يقال للسقاء إِذا فُتح رأْسُه و أُخْرِج منه الريحُ: فُشَّ، و قد فُشّ السقاء يُفَشُّ. و فَشَشْت الزِّقَّ إِذا أَخْرَجْت ريحَه. و الفَشُوش: الناقة الواسعةُ الإِحْليل. و الفَشُوش و المُقَصِّعةُ و المُطَحْرِبةُ: الأَمةُ الفَشّاء. و يقال: انْفَشَّت عِلَّةُ فلانٍ إِذا أَقبل منها. و
في حديث ابن عباس: أَعطهم صدَقَتك و إِن أَتاك أَهْدَلُ الشفتين مُنْفَشُّ المَنْخِرين.
أَي مُنْتفخهما مع قُصُورِ المارِن و انْبِطاحه، و هو من صفات الزَّنْجِ و الحَبَشِ في أُنوفِهم و شِفاهِهم، و هو تأْويل‏
قوله، صلى اللَّه عليه و سلم: أَطيعوا و لو أُمِّر عليكم عبدٌ حبشِيٌّ مُجَدَّعٌ.
و الضمير في أَعطهم لأُولي الأَمر. و الفَشُّ: الفَسْوُ. و الفَشُوشُ من النساء: الضَّرُوط، و قيل: هي الرِّخْوةُ المَتاعِ، و قيل: هي التي تقعد على الجُرْدان؛ قال رؤبة:
         و ازْجُرْ بَني النجّاخةِ الفَشُوشِ‏
و فَشَّ المرأَةَ يَفُشُّها فَشّاً: نَكحَها، و فَشَّ القُفْلَ فَشّاً: فتَحه بغير مفتاح. و الانْفِشاش: الانكسار عن الشي‏ء و الفَشَلُ. و انْفَشَّ الرجل عن الأَمر أَي فَتَر و كَسِل. و انْفَشَّ الجُرْح: سكَن ورَمُه؛ عن ابن السكيت. و الفَشُّ: الأَكْل؛ قال جرير:
         فبِتُّم تَفُشُّون الخَزِيرَ كأَنَّكمْ             مُطَلَّقةٌ يوماً، و يوماً تُراجَعُ‏

و فَشَّ القومُ يَفِشُّون فُشوشاً: أَحْيَوْا بعد هُزال. و أَفَشُّوا: انطلقوا فجَفَلوا. و الفَشُّ من الأَرض: الهَجْل الذي ليس بجُدٍّ عميق و لا مُتَطامِنٍ جِدّاً. و الفَشّ: حَمْل اليَنْبُوت، واحدته فَشَّةٌ و جمعها
__________________________________________________
 (1). قوله [اخس‏] كذا بالأَصل و النهاية، و الذي في مسلم اخسأ بهمزة آخره.

332
لسان العرب6

فشش ص 331

فِشَاشٌ. و الفَشُوشُ: الخَرُّوب. و الفِشّاش و الفِشْفاش: كساء رقيق غليظ النَّسج، و قيل: الفِشَّاشُ الكساء الغليظ، و الفَشُوش: الكساء السَّخِيف. و
في حديث شقيق: أَنه خرَج إِلى المسجد و عليه فِشّاش له.
؛ و هو كساء غليظ. و فَشِيشةُ: بئرٌ لحيّ من العرب، قال ابن الأَعرابي: هو لقب لبني تميم؛ و أَنشد:
         ذَهَبَتْ فَشِيشةُ بالأَباعِر حَوْلَنا             سَرَقاً، فصَبَّ على فَشِيشةَ أَبْجَرُ

و فَشْفَشَ ببَوْله: نضَحه. و فَشْفَش الرجلُ: أَفرط في الكذب. و رجل فَشْفاش: يَتَنَفّجُ بالكذب و يَنْتحِل ما لغيره. و
في حديث الشعبي: سَمَّيْتُك الفَشْفَاشَ.
يعني سَيْفَه و هو الذي لم يُحْكَم عملُه. و فَشْفَشَ في القول إِذا أَفرط في الكذب. و الفَشْفاش: عُشْبة نحو البَسْباسِ، واحدته فَشْفاشة.
فطرش:
الأَزهري: الليث فَرْشَحَت الناقةُ إِذا تَفَحَّجت للحَلْب و فَرْطَشَت للبول؛ قال الأَزهري: هكذا قرأْته في كتاب الليث، و الصواب فَطْرَشَت إِلا أَن يكون مقلوباً.
فنش:
التهذيب: قال أَبو تراب سمعت السلمي يقول: نَبَّشَ الرجلُ في الأَمر و فَنَّشَ إِذا اسْترْخى فيه. و قال أَبو تراب: سمعت القَيْسيِّين يقولون: فَنَّشَ الرجل عن الأَمر و فَيَّش إِذا خامَ عنه.
فنجش:
التهذيب في الرباعي: ابن دريد فَنْجَشٌ واسعٌ. و فَجَشْتُ الشي‏ءَ: وسَّعته، قال: و أَحسب اشتقاقه منه.
فندش:
الفَنْدَشةُ: الذهاب في الأَرض. و فَنْدَشٌ: اسم؛ قال:
         أَ مِنْ ضَرْبةٍ بالعُودِ، لم يَدْمَ كَلْمُها،             ضَرَبْت بِمَصقُولٍ عُلاوةَ فَنْدَشِ؟

التهذيب: غلام فَنْدَش إِذا كان ضابطاً. و قد فَنْدَشَ غيرَه إِذا غلَبَه؛ و أَنشد بعض بني نمير:
         قد دَمَصَت زَهْراء بابن فَنْدَشِ،             يُفَنْدِشُ الناسَ و لم يُفَنْدَشِ‏

فيش:
الفَيْشةُ: أَعْلى الهامةِ. و الفَيْشةُ: الكَمَرة، و قيل: الفَيْشةُ الذكَرُ المنتفخ، و الجمع فَيْشٌ؛ و قوله:
         و فَيْشة ليست كهذِي الفَيْش‏
يجوز أَن يكون أَراد الجمع و أَن يكون أَراد الواحدة فحذف الهاء. و الفَيْشَلةُ: كالفَيْشةِ، اللام فيها عند بعضهم زائدةٌ كزيادتها في عَبْدَلٍ و زَيْدَلٍ و أُولالك، و قد قيل إِن اللام فيها أَصل كما هو مذكور في موضعه. الليث: الفَيْشُ الفَيْشَلةُ الضعيفة و قد تَفايَشا أَيهما أَعظمْ كمَرَةً. و الفَيْشُوشةُ: الضعف و الرَّخاوةُ؛ و قال جرير:
         أَوْدَى بحِلمِهِمُ الفِياشُ، فحِلْمُهم             حِلْمُ الفَرَاشِ، غَشِينَ نارَ المُصْطَلي‏

الجوهري: الفَيْشُ و الفَيْشةُ رأْسُ الذكَر. و رجل فَيُوشٌ: ضَعيفٌ جَبان؛ قال رؤبة:
         عن مُسْمَهِرٍّ ليس بالفَيُوشِ‏
و فاشَ الرجلُ فَيْشاً و هو فَيُوشٌ: فَخَر، و قيل: هو أَن يَفْخَر و لا شي‏ء عنده. و فايَشَه مُفايَشةً و فِياشاً: فاخَرَه. و رجل فَيَّاشٌ: مُفايِشٌ. و جاؤوا يَتَفايَشُون أَي يتفاخَرُون و يَتكاثَرُون، و قد فايَشْتم فِيَاشاً. و يقال: فاشَ يَفِيشُ و فَشَّ يَفِشُّ بمعنى كما يقال ذَامَ يَذِيمُ و ذَمَّ يَذُمُّ. و الفِيَاشُ: المُفاخرَةُ؛ قال جرير:

333
لسان العرب6

فيش ص 333

         أَ يُفايِشُون، و قد رَأَوْا حُفّاثَهم             قد عَضَّه، فقَضَى عليه الأَشْجَعُ؟

و الفَيْش: النَّفْجُ يُرِي الرجلُ أَن عنده شيئاً و ليس على ما يُرِي. و فلان صاحبُ فِيَاشٍ و مُفايَشةٍ، و فلان فَيّاشٌ إِذا كان نفّاخاً بالباطل و ليس عنده طائلٌ. و الفِيَاشُ: الطَّرْمَذَةُ. و ذو فائِشٍ: مَلِكٌ؛ قال الأَعشى:
         تَؤمّ سَلامةَ ذا فائِشٍ،             هو اليومُ جَمٌّ لِميعادِها

فصل القاف‏
قرش:
القَرْشُ: الجمع و الكسبُ و الضم من هاهنا و هاهنا يضم بعضه إِلى بعض. ابن سيدة: قَرَشَ قَرْشاً جَمَعَ و ضمَّ من هنا و هنا، و قَرَشَ يَقْرِشُ و يَقْرُشُ قَرْشاً، و به سميت قُرَيش. و تَقَرَّش القومُ: تجمَّعوا. و المُقَرِّشةُ: السَنةُ المَحْل الشديدة لأَن الناس عند المَحْل يجتمعون فتنْضمُّ حواشيهم و قَواصِيهم؛ قال:
         مُقَرّشات الزمَنِ المَحْذور

و قَرَشَ يَقْرِش و يقْرُش قَرْشاً و اقْتَرَشَ و تَقَرّش: جَمَعَ و اكتسب. و التَّقْرِيشُ: الاكتسابُ؛ قال رؤبة:
         أُولاك هَبَّشْتُ لهم تَهْبِيشي             قَرْضي، و ما جَمَّعْتُ من قُرُوشي‏

و قيل: إِنما يقال اقْتَرَشَ و تَقَرَّشَ للأَهل. يقال: قَرَشَ لأَهله و تَقَرَّش و اقْتَرَش و هو يَقْرِشُ و يقْرُشُ لعياله و يَقْتَرش أَي يكتسب، و قَرَش في مَعِيشته، مخفّف. و تَقَرَّشَ: دَبِقَ و لَزِقَ. و قَرَشَ يَقْرِشُ و يقْرُش قَرْشاً: أَخذ شيئاً. و تَقَرَّشَ الشي‏ءَ تَقَرُّشاً: أَخذه أَوّلًا فأَوّلًا؛ عن اللحياني. و قَرَشَ من الطعام: أَصاب منه قليلًا. و المُقْرِشةُ من الشِّجاج: التي تَصْدَعُ العَظْم و لا تَهْشِمه. يقال: أَقْرَشَت الشجّةُ، فهي مُقْرِشةٌ إِذا صَدَعت العظم و لم تهشم. و أَقْرَشَ بالرجل: أَخبَره بعُيوبه، و أَقْرَشَ به و قَرّشَ: وشى و حَرَّشَ؛ قال الحرث بن حلِّزة:
         أَيها الناطقُ المُقَرِّشُ عَنَّا             عند عمرو، و هل لذاك بَقاءُ؟ «2»

؟ عَدَّاه بعن لأَن فيه معنى الناقل عنّا. و قيل: أَقْرَشَ به إِقْراشاً أَي سعى به و وقَعَ فيه؛ حكاه يعقوب. و يقال: اقْتَرَشَ فلانٌ بفلان إِذا سعى به و بغَاه سُوءاً. و يقال: و اللَّه ما اقْتَرَشْت بك أَي ما وَشَيْتُ بك. و المُقَرِّشُ: المُحَرِّشُ. و التَّقْريشُ: مثل التَحْرِيش. و تَقَرَّشَ عن الشي‏ء: تنزّه عنه. و القَرَشةُ «3»: صَوْتٌ نحو صَوْتِ الجَوْزِ و الشَّنِّ إِذا حرّكْتَهما. و اقْتَرَشَت الرماحُ و تَقَرَّشَت و تَقارشَت: تطاعَنُوا بها فصَكَّ بعضُها بعضاً و وقع بعضُها على بعض فسمعْتَ لها صوتًا، و قيل: تَقَرُّشُها و تَقارُشُها تَشاجُرُها و تداخُلُها في الحرْب؛ قال أَبو زبيد:
         إِمّا تَقَرّشْ بك السلاحُ، فلا             أَبْكِيكَ إِلا للدَّلْو و المَرَسِ‏

و قال القطامي:
         قَوارِش بالرِّماحِ، كأَنَّ فيها             شَواطِنَ يَنْتَزعْنَ بها انْتزاعا

__________________________________________________
 (2). في معلقة الحرث بن حِلِّزة: المُرقّش بدل المُقَرّش.
 (3). قوله [و القرشة] كذا ضبط في الأَصل.

334
لسان العرب6

قرش ص 334

و تَقارشت الرماحُ: تَداخَلَتْ في الحرْب. و القَرْشُ: الطعنُ. و تَقارَشَ القومُ: تَطاعَنُوا. و القِرْشُ: دابة تكون في البحر المِلْح؛ عن كراع. و قُرَيشٌ: دابةٌ في البحر لا تدَع دابةً إِلا أَكلتها فجميع الدواب تخافُها. و قُرَيش: قبيلةُ سيدنا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، أَبوهم النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إِلياس بن مضر؛ فكلُّ من كان من ولد النضر، فهو قُرَشِيٌّ دون ولدِ كنانة و مَنْ فوقَه، قيل. سُمّوا بِقُرَيْشٍ مشتقّ من الدابة التي ذكرناها التي تَخافُها جميعُ الدوابّ. و
في حديث ابن عباس في ذكر قُرَيْشٍ قال: هي دابةٌ تسكن البحر تأْكل دوابّه.
؛ قال الشاعر:
         و قُرَيْشٌ هي التي تَسْكُنُ البَحْر،             بها سُمّيَتْ قُرَيْشٌ قُرَيْشا

و قيل: سميت بذلك لتَقَرُّشِها أَي تجمُّعِها إِلى مكة من حواليها بعد تفرُّقِها في البلاد حين غلب عليها قُصَيّ بن كِلاب، و به سمي قصيٌّ مُجَمِّعاً، و قيل: سميت بقريش بن مَخْلَد بن غالب بن فهر كان صاحب عيرهم فكانوا يقولون: قدِمَت عيرُ قُرَيش و خرجت عير قريش، و قيل: سميت بذلك لتَجْرِها و تكسُّبها و ضَرْبِها في البلاد تَبْتَغي الرزق، و قيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا أَهلَ تجارة و لم يكونوا أَصحابَ ضَرْع و زرْع من قولهم: فلان يَتَقَرَّشُ المالَ أَي يَجْمَعُه؛ قال سيبويه: و مما غَلب على الحيّ قُريشٌ؛ قال: و إِن جَعَلْتَ قُرَيشاً اسمَ قبيلة فعربي؛ قال عَدِيّ بن الرِّقَاع يمدح الوليد بن عبد الملك:
         غَلَبَ المَسامِيحَ الوليدُ سَماحةً،             و كَفى قُرَيشَ المُعْضِلاتِ و سادها
             و إِذا نَشَرْت له الثناءَ، وجَدْتَه             وَرِثَ المَكارِمَ طُرْفَها و تِلادَها

المَسامِيحُ: جمعُ مِسْماحٍ، و هو الكثيرُ السماحة. و المُعْضِلاتُ: الأُمورُ الشِّدادُ؛ يقول: إِذا نزل بهم مُعْضِلة و أَمْرٌ فيه شدّةٌ قام بدفع ما يكرهون عنهم، و يروى:
         جَمَعَ المكارم.
و قوله: طُرْفَها أَراد طُرُفها، بضم الراء. فأَسْكن الراء تخفيفاً و إِقامةً للوزن، و هو جمعُ طَريفٍ، و هو ما اسْتَحْدَثَه من المال، و التلادُ ما وَرِثَه و هو المال القديم فاستعاره للكرَمِ؛ قال ابن بري: و من المُسْتَحْسَن له في هذه القصيدة و لم يُسْبق إِليه في صفة ولد الظبية:
         تُزْجي أَغَنَّ، كأَنَّ إِبرةَ رَوْقِهِ             قَلَمٌ أَصابَ من الدَّواةِ مِدادَها

قال ابن سيدة: و قوله:
         و جاءت من أَباطِحِها قُرَيشٌ،             كَسَيل أَتِيِّ بِيشةَ حينَ سالا

قال: عندي أَنه أَراد قرَيشُ غير مصروف لأَنه عَنى القبيلة، أَ لا تراه قال جاءت فأَنث؟ قال: و قد يجوز أَن يكون أَراد: و جاءت من أَباطحها جماعة قُرَيشٍ فأَسند الفعل إِلى الجماعة، فقُريشٌ على هذا مذكرٌ اسمٌ للحيّ؛ قال الجوهري: إِن أَردت بقُرَيش الحيَّ صرفْتَه، و إِن أَردت به القبيلةَ لم تصرفه، و النسب إِليه قُرَشِيّ نادر، و قُرَيْشِيٌّ على القياس؛ قال:
         و لسْتُ بِشاوِيٍّ عليه دَمامةٌ،             إِذا ما غَدا يَغْدُو بِقَوْسٍ و أَسْهُمِ‏
             و لكنَّما أَغْدُو عَلَيَّ مُفاضةٌ،             دِلاصٌ كأَعْيانِ الجرادِ المُنَظَّم‏

335
لسان العرب6

قرش ص 334

         بكلّ قُرَيْشِيٍّ، عليه مَهابةٌ،             سَريعٍ إِلى داعي النَّدى و التكرُّم‏

قال ابن بري: هذه الثلاثة أَبياتُ الكتابِ، فالأَول فيه شاهدٌ على قولهم شاويّ في النسب إلى الشاء، و الثاني فيه شاهد على جمع عَيْنٍ على أَعْيانٍ، و الثالث فيه شاهد على قولهم قُرَيْشِيّ بإِثبات الياء في النسب إِلى قُرَيش؛ معناه أَني لست بصاحب شاءٍ يَغْدُو معها إِلى المَرْعى معه قوسٌ و أَسْهُمٌ يرمي الذئابَ إِذا عَرَضَت للغنم، و إِنما أَغْدُو في كلب الفُرْسان و عَليَّ دِرْعٌ مُفاضةٌ و هي السابِغةُ و الدِّلاصُ البَرّاقةُ، و شَبَّهَ رُؤوسَ مساميرِ الدرْع بعُيون الجراد. و المُنَظّم: الذي يتلو بعضُه بعضاً. و في التهذيب: إِذا نسَبوا إِلى قُرَيشٍ قالوا: قُرَشِيّ، بحذف الزيادة، قال: و للشاعر إِذا اضطر أَن يقول قُرَيْشِيّ. و القرشية: حنْطةٌ صُلْبة في الطَّحْن خَشِنةُ الدقيقِ و سَفاها أَسْوَدُ و سنبلتها عظيمة. أَبو عمرو: القِرْواشُ و الحَضِرُ و الطُّفَيْليّ و هو الواغِلُ و الشَّوْلَقِيّ. و مُقارِشٌ و قِرْواشٌ: اسمان.
قرعش:
القُرْعُوشُ و القِرْعَوْشُ: الجَمَلُ الذي له سنامان.
قرمش:
قَرْمَشَ الشي‏ءَ: جمَعَه. و القَرْمَشُ و القَرَمّشُ الأَوْخاش من الناس. و فيها قَرْمَشٌ [قَرْمِشٌ‏] [قِرْمَشٌ‏] [قِرْمِشٌ‏] من الناس أَي أَخلاط. و رجل قَرَمّشٌ: أَكولٌ؛ و أَنشد:
         إِني نَذِيرٌ لك من عَطِيّه،             قَرَمّشٌ لِزادِه وعِيّه‏

قال ابن سيدة: لم يفسر الوَعِيَّة، قال: و عندي أَنه من وعى الجُرْحُ إِذا أَمَدَّ و أَنْتن كأَنه يُبْقي زادَه حتى يُنْتِنَ، فوَعِيّة على هذا اسم، و يجوز أَن تكون فَعِيلة من وَعَيْتَ أَي حفِظْت كأَنه حافظ لزاده، و الهاء للمبالغة، فوَعِيّة حينئذ صفة.
قشش:
قَشَّ القومُ يَقُشُّون و يَقِشُّون قُشُوشاً، و الضم أَعْلى: أَحْيَوْا بعد هُزال. و أَقَشُّوا إِقْشاشاً و انْقَشُّوا: انطلقوا و جَفَلوا، فجعلوا الفاء لغةً «1»، فهم مُقِشُّون. قال: و لا يقال ذلك إلا للجميع فقط. و القَشُّ: ما يُكْنَسُ من المنازل أو غيرها. و القَشُّ و التَّقْشِيشُ و الاقْتِشاشُ و التقَشّشُ: تطَلّبُ الأَكل من هنا و هنا و لَفُّ ما يُقْدر عليه. و القَشِيشُ و القُشَاشُ: ما اقْتَشَشْته، و رجل قَشَّان و قَشَّاش و قَشُوش و مِقَشّ. و قَشَّ الشي‏ء يَقُشُّه قَشّاً: جمعه. و قَشَّ الماءُ قَشِيشاً: صَوَّتَ. و قَشَّشَهم بكلامه: سَبَعَهم و آذاهم. و القِشَّةُ: دُوَيْبّة شِبْه الخُنْفساء أَو الجُعَل. و القِشَّةُ، بالكسر: الأُنثى من ولد القُرود، و قيل: هي كل أُنثى منها؛ يمانية، و الذكر رُبّاحٌ. و
في حديث جعفر الصادق، رضي اللَّه عنه: كونوا قِشَشاً.
؛ هي جمع قِشَّة و هي القرد، و قيل جِرْوُه، و قيل دُوَيْبّة تُشْبِه الجُعَلَ. و القِشَّةُ: الصَّبِيّةُ الصغيرةُ الجُثّةِ القصيرةُ الجُبَّةِ التي لا تكاد تَنْبُت و لا تَنْمي، يقال: إِنما هي قِشَّةٌ. و القَشُّ: رَدِي‏ءُ التمر نحو الدَّقَل، عُمانِيّة؛ قال:
         يا مُقْرِضاً قَشّاً و يُقْضَى بَلْعَقا
و البَلْعَقُ مذكور في موضعه، و جمعه قُشُوشٌ. و قَشَّ الرجل من مَرَضِه يَقشُّ قُشُوشاً و تقَشْقَشَ: بَرأَ. قال ابن السكيت: يقال للقَرْح و الجُدَرِيّ إِذا يَبِس و تَقَرَّفَ و للجَرَب في الإِبل إِذا قَفَل: قد تَوَسَّفَ جلدُه و تقَشَّر جلْدُه و تقَشْقَشَ جلدُه. و القَشْقَشَةُ: تَهيُّؤُ البُرْء و قد تقَشْقَشَ. و تَقَشْقَشَ‏
__________________________________________________
 (1). يريد بقوله: جعلوا الفاء لغة أَي أنهم قالوا أَفشوا، بالفاء، بمعنى أَقشوا، بالقاف.

336
لسان العرب6

قشش ص 336

الجُرْحُ: تَقَرَّفَ قَرْحُه للبُرْء. و المُقَشْقِشَتان: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، لأَنهما كانا يُبْرَأُ بهما من النفاق؛ قال أَبو عبيد: كما يُقَشْقِشُ الهِنَاءُ الجرَبَ فيُبْرِئُه، و قيل: هما: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ؛ و
في الحديث كان يقال لسورتي: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، و قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، المُقَشْقِشَتان.
سُمِّيتا مُقَشْقِشَتَين لأَنهما تُبرِئان من الشرك و النفاق إِبراءَ المريضِ من علَّته. قال أَبو عبيدة: إِذا بَرَأَ الرجل من عِلّته قيل: قد تَقَشْقَشَ، و العرب تقول للراتع الذي يلقُطُ الشي‏ء الحقيرَ من الطعام فيأْكله: القَشّاشُ و الرمّامُ، و قد قَشَّ يَقُشُّ قَشّاً. و القَشُّ: أَكْلُ كِسَرِ السؤال. و القَشُّ: أَكلُ ما على المزابِل مما يُلْقِيه الناسُ. و صُوفةُ الهِناءِ إِذا عَلِقَ بها الهِناءُ و دُلِك بها البعيرُ و أُلقِيَت، فهي قِشَّةٌ. و القَشْقَشةُ: حكايةُ الصوت قبل الهَدير في مَخْض الشَقْشِقةِ قبل أَن يَزْغَدَ البَكْرُ بالهدير. قال الأَزهري: الذي قاله الليث في القَشْقَشةِ أَنه الصوت قبل الهدير فهو الكشْكَشةُ، بالكاف، و هو الكَشِيشُ، فإِذا ارتفع قليلًا فهو الكَتِيتُ. و القَشْقَشةُ: نَشِيشُ اللحم في النار. و القِشْقِشةُ: ثمرةُ أُمّ غَيْلان، و الجمع قِشْقِش.
قطش:
ابن الأَعرابي: القُطاشُ غُثاءُ السيل؛ قال الأَزهري: لا أَعرف القُطاشَ لغيره.
قعش:
قَعَشَ الشي‏ءَ قَعْشاً: عطفه، و خصَّ بعضُهم به الغَضا من الشجر. و القَعْشُ: من مَراكب النساءِ شِبْهُ الهَوْدَج، و الجمع قُعُوشٌ؛ قال رؤبة يصف السنَة الجَدْبَة:
         حَدْباء فكّت أُسُرَ القُعوشِ‏
و القَعْوَشةُ كالقَعْشِ. و تقَعْوَشَ الشيخُ: كَبِر. و تَقَعْوَشَ البيتُ و البناءُ: تَهَدَّمَ. و قَعْوَشَ البيتَ: هدَمَه أَو قَوّضَه. و انْقَعَشَ الحائطُ إِذا انقلع. و انْقَعَشَ القوم إِذا انقطعوا فذهبوا. و بَعِير قَعْوَشٌ: غليظ. و القَعْشُ كالقَعْض، و هو العطف.
قفش:
القَفْشُ: النكاح. يقال: وقع فلان في القَفْش و الرَّفْشِ، فالقَفْشُ كثرة النكاح. و الرَّفْشُ أَكل الطعام. الليث: القَفْشُ، مجزوم، ضرْبٌ من الأَكل في شدَّة، قال: و القَفْش لا يُستعمل إلا في افتعال خاصة. يقال للعنكبوت و نحوها من سائر الخلق إِذا انجحر و ضم إِليه جَرامِيزَه و قوائمَه: قد اقْتَفَشَ؛ قال:
         كالعنكبوت اقتَفَشَتْ في الجُحْرِ

و يروى:
         ... اقْفَنْشَشَتْ ...

و انْقَفَشَ العنكبوتُ و نحوه و اقْفَنْشَشَ: انجحر و ضمَّ جَرامِيزَه. و قَفَشَ الشي‏ءَ يَقْفِشُه «2» قَفْشاً: جمعه. و القَفْشُ: الخُفُّ. و
في حديث عيسى، عليه السلام: أَنه لم يُخَلِّفْ إِلا قَفْشَين و مِخْذَفةً.
؛ قال الأَزهري: القَفْشُ بمعنى الخف دَخِيلٌ مُعرَّب و هو المقطوع الذي لم يُحْكم عمَلُه و أَصله بالفارسية [كَفْج‏] فعرّب، و قيل: القَفْش الخفّ القصير، و المِخْذَفةُ المِقْلاعُ. أَبو عمرو: القَفَشُ الدَّعّارون من اللصوص. قال أَبو حاتم: القَفْشُ في الحلْب سرعة الحلب و سرعة نقْض ما في الضرع، و كذلك الهَمْرُ. يقال: هَمَر ما في ضرعها أَجمع.
قلش:
الأَقْلَشُ: اسم أَعجمي و هو دخيل لأَنه ليس في كلام العرب شين بعد لام في كلمة عربية محضة،
__________________________________________________
 (2). قوله [يقفشه‏] كذا ضبط بكسر الفاء في الأَصل، و صنيع القاموس يقتضي أنه من باب قتل.

337
لسان العرب6

قلش ص 337

إِنما الشيناتُ كلها في كلامهم قبل اللامات.
قمش:
القَمْشُ: الرّدِي‏ءُ من كل شي‏ء، و الجمع قُماشٌ، و نظيرها عَرْقٌ و عُراقٌ و أَشياء معروفة ذكرها يعقوب و غيره. و القُماشُ أَيضاً: كالقَمْش واحدٌ مثله. و القَمْش: جمع الشي‏ء من هاهنا و هاهنا، و كذلك التَقْمِيش، و ذلك الشي‏ء قُماشٌ. و قَمَشَه يَقْمِشُه «1» قَمْشاً؛ جمعه. الليث: القَمْشُ جمعُ القُماشِ و هو ما كان على وجه الأَرض من فُتاتِ الأَشياء حتى يقال لرُذالةِ الناسِ: قُماش. و قُماشُ كل شي‏ء و قُماشتُه: فُتاتُه. و القَمِيشةُ: طعامٌ للعرب من اللبَن و حبّ الحَنْظلِ و نحوه. و تقَمّشَ القُماشَ و اقْتَمَشَه: أَكَلَه من هنا و هنا. و قُماشُ البيت: متاعُه.
قنفرش:
القَنْفَرِشُ: العجوزُ الكبيرة مثل الجَحْمَرِش؛ و أَنشد:
         قانِية النابِ كَزُوم قَنْفَرِش‏
و قال شمر: القَنْفَرِش و الكَنْفَرِش الضخمةُ من الكَمَرِ؛ و أَنشد قول رؤبة:
         عن واسعٍ يذهبُ فيه القَنْفَرِشْ‏

قنفش:
القَنْفَشةُ: التقبُّضُ. و عجوز قِنْفِشَةٌ: مُتَقبّضةُ. و قَنْفَشَ الشي‏ءَ: جمعه سريعاً. و القِنْفِشَةُ: دُوَيْبّة. الأَزهري في رباعيّ العين: يقال أَتانا فلان مُعَنْقِشاً لحيَته و مُقَنْفِشا، و ذكر في ترجمة عنقش.
قوش:
رجل قُوشٌ: قليل اللحم ضئِيلُ الجسم صغير الجثة، فارسيّ معرّب و هو بالفارسية [كُوجَكْ‏]؛ قال رؤبة:
         في جِسْمِ شَخْتِ المَنْكِبَين قُوش‏

و القُوشُ: الصغير أَصله أَعجمي أَيضاً. و القُوشُ: الدُّبُر.
فصل الكاف‏
كبش:
الكَبْشُ: واحد الكِباشِ و الأَكْبُش. ابن سيدة: الكَبْشُ فحل الضأْن في أَي سِنّ كان. قال الليث: إِذا أَثْنى الحَمَلُ فقد صار كبْشاً، و قيل: إِذا أَرْبَع. و كَبْشُ القومِ: رئيسُهم و سيِّدُهم، و قيل: كَبْش القومِ حامِيتُهم و المنظورُ إِليه فيهم، أَدخل الهاء في حامية للمبالغة. و كَبْشُ الكتيبةِ: قائدُها. و كَبْشةُ: اسم؛ قال ابن جني: كبْشةُ اسم مُرْتجَل ليس بمؤنث الكبْش الدالّ على الجنس لأَن مؤنث ذلك من غير لفظه و هو نعجة. و كُبَيْشة: اسم، و في التهذيب: و كُبَيْشَةُ اسم امرأَة
و كان مشركو مكة يقولون للنبي، صلى اللَّه عليه و سلم: ابنُ أَبي كَبْشة.
و أَبو كَبْشة: كنية. و
في حديث أَبي سفيان و هِرَقْل: لقد أُمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشةَ.
؛ يعني رسولَ اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم؛ أَصلُه أَنَّ أَبا كبشة رجل من خزاعة خالف قريشاً في عبادة الأَوثان و عبَدَ الشِّعْرَى العَبُورَ، فسَمّى المشركون سيدّنا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، ابنَ أَبي كبشةَ لخلافه إِياهم إِلى عبادة اللّه تعالى، تشبيهاً به، كما خالفهم أَبو كبْشة إِلى عبادة الشعْرى؛ معناه أنه خالَفنا كما خالَفنا ابنُ أَبي كبشة. و قال آخرون: أَبو كبْشةً كنية وهب بن عبد مناف جدّ سيدِنا رسول الله، صلى اللَّه عليه و سلم، من قِبَل أُمّه فنسب إِليه لأَنه كان نَزَع إِليه في الشبَه، و
قيل: إِنما قيل له ابن أَبي‏
__________________________________________________
 (1). قوله [يقمشه‏] ضبط في الأَصل بكسر الميم و صنيع القاموس يقتضي الضم.

338
لسان العرب6

كبش ص 338

كَبْشة لأَنّ أَبا كبْشة كان زوْجَ المرأَة التي أَرْضَعَتْه، صلى اللَّه عليه و سلم.
ابن السكيت: يقال بلدٌ قِفارٌ كما يقال بُرْمَةٌ أَعْشارٌ و ثوبٌ أَكباشٌ، و هي ضروب من برود اليمن، و ثوب شَمَارِقُ و شَبَارِقُ إِذا تمزَّقَ؛ قال الأَزهري: هكذا أَقرأَنيه المُنْذِريّ ثوب أَكْباشٌ، بالكاف و الشين، قال: و لست أَحفظه لغيره. و قال ابن بُزُرج: ثوب أَكْراشٌ و ثوب أَكْباشٌ، و هي من برود اليمن، قال: و قد صح الآن أَكْباس.
كتش:
كَتَشَ لأَهله كَتْشاً: اكْتسب لهم ككدَش.
كدش:
الكَدْشُ: السَّوْقُ و الاستحثاث. و قال الليث: الكَدْشُ الشَّوْقُ، و قد كدَشْت إِليه. قال الأَزهري: غيّر الليث تفسيرَ الكَدْش فجعَلَه الشَّوْقَ، بالشين المعجمة، و الصواب السَّوْقُ و الطردُ، بالسين المهملة. يقال: كدَشْتُ الإِبلَ أَكْدِشُها كَدْشاً إِذا طردْتها؛ قال رؤبة:
         شلًّا كشَلِّ الطَّرَدِ المَكْدُوشِ‏
قال: و أَما الكَدْس، بالسين، فهو إِسراعُ الإِبل في سيرها، يقال: كدَسَت تَكْدِس. ابن سيدة: و كدَشَ القومُ الغنيمَة كدْشاً حَثَوْها. و الكَدَّاشُ: المُكَدِّي بلغة أَهل العراق. و كَدَشَ لعيالِه يَكْدِشُ كَدْشاً: كَسَب و جمع و احتال، و هو يَكْدِش لعياله أَي يَكْدَحُ. و رجل كَدَّاشٌ: كَسَّابٌ،. و الاسم الكُداشةُ. و روى أَبو تراب عن عقبة السُلَمي: كَدَشْت من فلان شيئاً و اكْتَدَشْت و امْتَدَشْت إِذا أَصبت منه شيئاً. و ما كَدَشَ منه شيئاً أَي ما أَصاب و ما أَخَذ. و ما به كَدْشَةٌ أَي شي‏ء من داء. و الكَدْشُ: الخَدْشُ، يقال: كدَشَه إِذا خدَشَه. و جلد كدش: مُخَدَّش؛ عن ابن جني. و رجل مُكدَّش: مُكَدَّح؛ عن ابن الأَعرابي. و كَدَشَه يَكْدِشُه كَدْشاً: دفَعه دفْعاً عَنِيفاً، و هو السَّوْق الشديد. و الكَدْشُ: الطَّرْدُ و الجَرْح أَيضاً. و
في حديث السراط: و منهم مكْدوسٌ في النار.
أَي مدفوع، و تكدَّسَ الإِنسانُ إِذا دُفِعَ من ورائه فسَقَط، و يروى بالشين المعجمة من الكَدْش؛ و كُداشٌ: اسم من ذلك.
كرش:
الكَرِشُ لكل مُجْتَرٍّ: بمنزلة المَعِدة للإِنسان تؤنثها العرب، و فيها لغتان: كِرْش و كَرِش مثل كِبْد و كَبِد، و هي تُفرّغ في القَطِنةِ كأَنها يَدُ جِرابٍ، تكون للأَرْنب و اليَرْبوع و تستعمل في الإِنسان، و هي مؤنثة؛ قال رؤبة:
         طَلْق، إِذا استكْرَشَ ذو التَّكَرُّشِ،             أَبْلَج صدّاف عن التَّحَرُّشِ‏

و
في حديث الحسن: في كل ذات كَرِش شاةٌ.
أَي كل ما لَه من الصيد كَرِشٌ كالظباء و الأَرانب إِذا أَصابه المُحرِم ففي فِدائه شاة. و قول أَبي المجيب و وصف أَرضاً جدبة فقال: اغْبَرّت جادّتها و التقى سَرْحُها و رَقَّتْ كَرِشُها أَي أَكلت الشجرَ الخشن فضَعُفت عنه كَرِشُها و رقَّت، فاستعار الكَرِش للإِبل، و الجمع أَكْراش و كُرُوش. و اسْتَكْرَش الصبيُّ و الجَدْيُ: عظُمت كَرِشُه، و قيل: المُسْتكْرِش بعد الفَطِيم، و استِكْراشُه أَن يشتدّ حَنَكُه و يَجْفُر بطنُه، و قيل: استكرش البَهْمةُ عظُمت إِنفَحتُه؛ عن ابن الأَعرابي. التهذيب: يقال للصبي إِذا عظم بطنه و أَخذ في الأَكْل: قد اسْتَكْرَشَ، قال: و أَنكر بعضهم ذلك في الصبي فقال: يقال للصبي قد اسْتَجْفَرَ، و إِنما يقال اسْتَكْرَشَ الجَدْيُ، و كلُّ سَخْلٍ يَسْتَكْرِش‏

339
لسان العرب6

كرش ص 339

حين يعظم بطنه و يشتدّ أَكله. و اسْتَكْرَشَت الإِنْفَحةُ لأَن الكَرِش يسمى إِنْفحَةً ما لم يأْكل الجدي، فإِذا أَكل يسمى كَرِشاً، و قد اسْتَكْرشَت. و امرأَة كَرْشاءُ: عظيمةُ البطن واسعتُه. و أَتانٌ كَرْشاءُ: ضخمة الخواصر. و كَرّشَ اللحمَ: طَبخه في الكَرِش؛ قال بعض الأَغْفال:
         لو فَجّعا جِيرَتَها، فشَلَّا             وسِيقةً فكَرَّشا و مَلَّا

و قَدَمٌ كَرْشاءُ: كثيرة اللحم. و دَلْوٌ كَرْشاءُ: عظيمة. و يقال للدَّلْو المنتفخة النواحي: كَرْشاء. و رجل أَكْرَشُ: عظيم البطن، و قيل: عظيم المال. و الكَرِشُ: وِعاءُ الطيب و الثوب، مؤنث أَيضاً. و الكِرْشُ: الجماعة من الناس؛ و منه‏
قوله، صلى اللَّه عليه و سلم: الأَنصارُ عَيْبَتي و كَرِشِي.
؛ قيل: معناه أَنهم جماعتي و صحابتي الذين أُطلعهم على سري و أَثق بهم و أَعتمد عليهم. أَبو زيد: يقال عليه كَرِشٌ من الناس أَي جماعة، و قيل: أَراد الأَنصارُ مَدَدي الذين أَسْتَمِدّ بهم لأَن الخُفَّ و الظِّلْف يستمدّ الجِرَّة من كَرِشه، و قيل: أَراد أَنهم بِطانتُه و موضع سِرّه و أَمانته و الذينَ يعتمد عليهم في أُموره، و استعار الكَرِشَ و العَيْبةَ لذلك لأَن المُجْتَرَّ يجمع علَفَه في كَرِشِه، و الرجل يضع ثيابه في عيْبتِه. و يقال: ما وجدتُ إِلى ذلك الأَمر فا كَرِشٍ أَي لم أَجِدْ إِليه سبيلًا. و عن اللحياني: لو وجدتُ إِليه فا كَرِشٍ و بابَ كَرِشٍ و أَدنى في كَرِشٍ لأَتَيتُه يعني قدر ذلك من السُّبُل؛ و مثله قولهم: لو وجدتُ إِليه فا سَبِيلٍ؛ عنه أَيضاً. الصحاح: و قول الرجل إِذا كلَّفْته أَمراً: إِن وجدت إِلى ذلك فا كَرِشٍ؛ أَصله أَن رجلًا فصّل شاة فأَدخلها في كَرِشِها ليَطْبخَها فقيل له: أَدْخِل الرأْسَ، فقال: إِن وجدتُ إِلى ذلك فَا كَرِشٍ، يعني إِن وجدت إِليه سبيلًا. و
في حديث الحجاج: لو وجدتُ إِلى دمِك فَا كَرِشٍ لشرِبْتُ البطْحاءَ منك.
أَي لو وجدتُ إِلى دمِك سبيلًا؛ قال: و أَصله أَن قوماً طبَخُوا شاة في كَرِشِها فضاق فمُ الكَرِش عن بعض الطعام، فقالوا للطَّباخ: أَدخِلْه إن وجدت فَا كَرِشٍ. و كَرِشُ كل شي‏ء: مُجْتَمَعُه. و كَرِشُ القوم: مُعظمُهم، و الجمع أَكْراشٌ و كُرُوشٌ؛ قال:
         و أَفَأْنا السُّبِيَّ من كلِّ حَيٍّ،             فأَقَمْنا كَراكِراً و كُرُوشا

و قيل: الكُرُوش و الأَكْراشُ جمع لا واحد له. و تَكَرَّشَ القومُ: تجمَّعوا. و كَرِشُ الرجلِ: عيالُه من صغار ولدِه. يقال: عليه كَرِشٌ منثورة أَي صبيانٌ صغارٌ. و بينهم رَحِمٌ كَرْشاءُ أَي بعيدةٌ. و تزوّجَ المرأَةَ فنَثرت له كَرِشَها و بطْنَها أَي كَثُرَ ولدُها له. و تكرّش وجهُه: تقبّض جلدُه، و في نسخة: تكَرّشَ جلدُ وجهِه، و قد يقال ذلك في كل جلد، و كَرّشَه هو. و يقال: كَرِشَ الجلدُ يَكْرَشُ كرَشاً إِذا مسّته النار فانْزَوى. قال شمر: اسْتَكْرَشَ تقبّضَ و قَطّبَ و عبّس. ابن بزرج. ثوبٌ أَكْراشٌ و ثوبٌ أَكْباشٌ و هو من بُرُود اليمن. قال أَبو منصور: و المُكَرّشةُ منْ طعام البادية أَن يُؤْخَذ اللحمُ فيُهَرَّم تَهْرِيماً صغاراً، و يُجْعَل فيه شحمٌ مقطَّع، ثم تُقَوّرَ قطعةُ كَرِشٍ من كَرِشِ البعير و يغْسل و ينَظّف وجهُه الذي لا فَرْثَ فيه، و يجعلَ فيه تهريمُ اللحمُ و الشحم و تُجْمَع أَطرافه، و يُخَلّ عليه بِخلالٍ بعد ما يُوكَأ على أَطرافه، و تُحْفَرَ له إِرَةٌ و يطرحَ فيها رِضافٌ و يوقَدَ عليها حتى تَحْمى و تَصيرَ ناراً، ثم يُنَحّى الجمْرُ عنها و تُدْفَنَ المُكَرَّشةُ فيها، و يجعل فوقها

340
لسان العرب6

كرش ص 339

مَلَّةٌ حامية، ثم يوقَدَ فوقَها بحطب جَزْل، ثم تُتْرك حتى تَنْضَج فتُخْرَج و قد كابَتْ و صارت قطعة واحدة فتُؤكل طَيّبة. يقال: كَرّشُوا لنا تَكْريشاً. و الكَرْشاءُ: القَدَمُ التي كثُر لحمها و استوى أَخْمَصُها و قصُرت أَصابعُها. و الكَرِشُ: من نبات الرياض و القِيعانِ من أَنْجَعِ المراتِع للمال تسْمَنْ عليه الإِبل و الخيل، ينبُت في الشتاء و يهيج في الصيف. ابن سيدة: الكَرِشُ و الكَرِشةُ من عُشْب الربيع و هي نبْتةٌ لاصقة بالأَرض بُطَيْحاء الورَق مُعْرَضّة غُبَيراء، و لا تكاد تنبُت إِلا في السهل و تنبت في الديار و لا تنفع في شي‏ء و لا تُعَدّ إِلا أَنه يُعْرف رَسْمها. و قال أَبو حنيفة: الكَرِشُ شجرة من الجَنْبَة تنبت في أَرُومٍ و ترتفع نحو الذراع و لها ورَقة مُدَوَّرة حَرْشاء شديدة الخُضْرة و هي مرعى من الخُلَّةِ. و الكُرّاشُ: ضربٌ من القِرْدان، و قيل: هو كالقَمْقام يلكَعُ الناسَ و يكون في مبارك الإِبل، واحدته كُرّاشة. و كُرْشانٌ: بطنٌ من مَهْرةَ بنِ حَيْدان. و الكِرْشانُ: الأَزْدُ و عبدُ القيس. و كِرْشِمٌ: اسم رجل، ميمه زائدة في أَحد قولي يعقوب. و كرشاء بن المزدلف: عمر بن أَبي ربيعة.
كربش:
الأَزهري: العَكْبَشةُ و الكَرْبَشةُ أَخْذُ الشي‏ء و ربْطُه؛ يقال: عَكْبَشَه و كَرْبَشَه إِذا فَعَل ذلك به.
كشش:
كشَّت الأَفعى تَكِشّ كَشّاً و كَشِيشاً: و هو صوت جلدها إِذا حكَّت بعضَها ببعض، و قيل: الكَشيشُ للأُنثى من الأَساوِد، و قيل: الكَشِيشُ للأَفعى، و قيل: الكَشِيشُ صوتٌ تخرجه الأَفعى من فيها؛ عن كراع، و قيل: كَشِيشُ الأَفْعى صوتُها من جلدها لا من فَمِها فإِن ذلك فَحِيحُها، و قد كَشَّت تَكِشّ، و كَشْكَشَت مثله. و
في الحديث: كانت حيّةٌ تَخْرج من الكَعْبة لا يَدْنو منها أَحدٌ إلا كَشَّت و فتَحَت فاها.
و تَكاشَّت الأَفاعي: كَشَّ بعضُها في بعض. و الحيّات كلها تكِشّ غير الأَسود، فإِنه يَنْبَحُ و يَصْفِر و يَصيح؛ و أَنشد:
         كأَنَّ صوتَ شَخْبِها المُرْفَضِّ             كَشِيشُ أَفْعى أَجْمَعَتْ بِعَضِّ،
             فهي تَحُكُّ بعضَها بِبَعْضِ‏

أَبو نصر: سمعت فَحِيحَ الأَفعى و هو صوتها من فمها، و سمعت كَشِيشَها و فَشِيشَها و هو صوت جلدها. و روى أَبو تراب في باب الكاف و الفاء: الأَفعى تَكِشُّ و تَفِشُّ، و هو صوتها من جلدها، و هو الكَشِيشُ و الفَشَيشُ، و الفَحِيحُ صوتُها من فيها، و قيل لابنة الخُسّ: أَ يُلْقِح الرَّبَاعْ؟ فقالت: نعم برُحْب ذِراعْ، و هو أَبو الرَّبَاعْ، تكاشُّ من حِسِّه الأَفاعُ. و كَشَّ الضبُّ و الوَرَلُ و الضفْدعُ يَكِشُّ كَشِيشاً: صوّتَ. و كَشَّ البَكْرُ يَكِشُّ كَشّاً و كَشِيشاً: و هو دون الهَدْر؛ قال رؤبة:
         هَدَرْتُ هَدْراً ليس بالكَشِيشِ‏

و قيل: هو صوت بين الكَتِيتِ و الهَدِير. و قال أَبو عبيد: إِذا بلغ الذكَرُ من الإِبل الهَدِير فَأَوَّلهُ الكَشِيشُ، و إِذا ارتفع قليلًا قيل: كتَّ يكِتُّ كَتِيتاً، فإِذا أَفْصح بالهَدِير قيل: هَدَرَ هَدِيراً فإِذا صفا صوتُه و رَجَّع قيل: قَرْقَر. و
في حديث عليّ، رضوان اللَّه عليه: كأَني أَنْظُرُ إِليكم تكِشُّون كَشِيشَ الضِّبَاب.
؛ هو من هدير الإِبل؛ و بَعِير

341
لسان العرب6

كشش ص 341

مِكْشاشٌ؛ قال العَنْبَريّ:
         في العَنْبَرِيِّين ذَوِي الأَرْياشِ،             يَهْدِرُ هَدْراً ليس بالمِكْشاشِ‏

و قال بعضُ قيسٍ: البَكْرُ يَكِشُّ و يَفِشُّ و هو صوته قبل أَن يهْدِر،. و كَشَّت البقرةُ: صاحَتْ. و كَشِيشُ الشرابِ: صوتُ غَلَيانِه. و كَشَّ الزَّنْدُ يَكِشُّ كَشّاً و كَشِيشاً: سمعت له صوتاً خَوَّاراً عند خروج نارِه. و كشت الجَرَّةُ: غَلَتْ؛ قال:
         يا حَشراتِ القاع من جُلاجِلِ،             قد نَشَّ ما كَشَّ من المَرَاجِلِ‏

يقول: قد حانَ إِدْراكُ نَبِيذي و أَن أَتَصَيَّدَكُنَّ فآكُلَكُنَّ على ما أَشْرب منه. و الكَشْكَشَةُ: كالكَشِيشِ. و الكَشْكَشَةُ: لغة لربِيعة، و في الصحاح: لبني أَسد، يجعلون الشين مكان الكاف، و ذلك في المؤَنث خاصة، فيقولون عَلَيْشِ و مِنْشِ و بِشِ؛ و ينشدون:
         فَعَيناشِ عَيْناها، و جِيدُشِ جِيدُها،             و لكنَّ عظمَ الساقِ مِنْشِ رَقِيقُ‏

و أَنشد أَيضاً:
         تَضْحَكُ مني أَن رأَتني أَحْتَرِشْ،             و لو حَرَشْتِ لكشَفْتُ عن حِرِش‏

و منهم من يزيد الشين بعد الكاف فيقول: عَلَيكِشْ و إِليكِشْ و بِكِشْ و مِنْكِشْ، و ذلك في الوقف خاصة، و إِنما هذا لِتَبِين كسرةُ الكاف فيؤَكد التأْنيث، و ذلك لأَن الكسرة الدالة على التأْنيث فيها تَخْفى في الوقف فاحتاطوا للبيان بأَن أَبْدلُوها شيناً، فإِذا وصَلوا حذفوا لِبَيان الحركة، و منهم من يُجْري الوصل مُجْرى الوقف فيبدل فيه أَيضاً؛ و أَنشدوا للمجنون:
         فعيناش عيناها و جِيدُشِ جِيدُها
قال ابن سيدة: قال ابن جني و قرأْت على أَبي بكر محمد بن الحسن عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى لبعضهم:
         عَلَيَّ فيما أَبْتَغِي أَبْغِيشِ،             بَيْضاء تُرْضِيني و لا تُرْضِيشِ‏
             و تَطَّبِي وُدَّ بني أَبِيشِ،             إِذا دَنَوْتِ جَعَلَت تُنْئِيشِ‏
             و إِن نَأَيْتِ جَعَلَتْ تُدْنيشِ،             و إِن تَكَلَّمْتِ حَثَتْ في فِيشِ،
             حتى تَنِقِّي كنَقِيقِ الدِّيشِ‏

أَبْدَل من كاف المؤَنث شِيناً في كل ذلك و شبَّه كاف الدِّيكِ لكسرتِها بكاف المؤنث، و ربما زادوا على الكاف في الوقف شيناً حِرْصاً على البيان أَيضاً، قالوا: مررت بِكِشْ و أَعْطَيْتُكِشْ، فإِذا وصلوا حذفوا الجميع، و ربما أَلحَقُوا الشينَ فيه أَيضاً. و
في حديث معاوية: تَيَاسَرُوا عن كَشْكَشةِ تميمٍ.
أَي إِبدالِهم الشين من كاف الخطاب مع المؤنث فيقولون: أَبُوشِ و أُمُّشِ، و زادُوا على الكاف شيناً في الوقف فقالوا: مررت بكِشْ، كما تفعل تميم. و الكُشَّةُ: الناصيةُ أَو الخُصْلةُ من الشعر. و بَحْرٌ لا يُكَشْكِشُ أَي لا يُنْزَحُ، و الأَعْرَفُ لا يَنْكَشُّ. و الكُشُّ: ما يُلْقح به النخلُ؛ و في التهذيب عن ابن الأَعرابي: الكُشُّ الحِرْقُ الذي يُلْقَح به النخلُ.
كشمش:
الكِشْمِشُ: ضربٌ من العِنَب و هو كثيرٌ بالسَّراة.

342
لسان العرب6

كمش ص 343

كمش:
الكَمْشُ: الرجلُ السريع الماضي. رجل كَمْشٌ و كَمِيشٌ: عَزُومٌ ماضٍ سريعٌ في أُموره، كَمِشَ كَمَشاً و كَمُشَ، بالضم، يَكْمُش كَماشَةً و انْكَمَشَ في أَمرِه. الأَصمعي: انْكَمَشَ في أَمرِه و انْشَمَرَ و جَدَّ بمعنى واحد. و
في حديث عليّ: بادَرَ مِنْ وجَلٍ و أَكْمَشَ في مَهَلٍ.
و
في كتاب عبد الملك إِلى الحجاج: فاخْرُجْ إِليهما كَمِيشَ الإِزار.
أَي مشمِّراً جادّاً. و كَمَّشْته تَكْمِيشاً: أَعْجَلْته فانْكَمَشَ و تَكَمَّش أَي أَسرع. قال ابن سيدة: قال سيبويه الكَمِيشُ الشجاعُ، كَمُشَ كَماشةً كما قالوا شَجُع شَجاعةً. و أَكْمَشَ في السير و غيره. أَسْرَعَ. و فرسٌ كَمْشٌ و كَمِيشٌ: صغيرُ الجُرْدانِ قصيرُه. أَبو عبيدة: الكَمْشُ من الخيل القصيرُ الجُرْدانِ، و جمعه كِمَاشٌ و أَكْماشٌ. قال الليث: و الكَمْشُ إِن وُصِفَ به ذَكَرٌ من الدوابّ فهو القصيرُ الصغيرُ الذكَرِ، و إِن وُصِفت به الأُنثى فهي الصغيرةُ الضَّرعِ، و هي كَمْشةٌ، و ربما كان الضرع الكَمْشُ مع كُمُوشِه دَرُوراً؛ و أَنشد:
         يَعُسُّ جِحاشُهنَّ إِلى ضُروعٍ             كِمَاشٍ، لم يُقَبِّضْها التَّوادِي‏

الكسائي: الكَمْشة من الإِبل الصغيرةُ الضَّرْع، و قد كَمُشَت كماشةً، و خُصْيةٌ كَمْشةٌ: قصيرةٌ لاصقةٌ بالصِّفاق، و قد كَمُشت كُموشةً. و
في حديث موسى و شعيب، سلام اللَّه على نبينا و عليهما: ليس فيها فَشُوشٌ و لا كَمُوشٌ.
؛ الكَمُوشُ: الصغيرةُ الضرع، سميت بذلك لانْكِماشِ ضَرعها و هو تقلّصُه. و الكَمْشَةُ. الناقةُ الصغيرةُ الضرعِ. و ضرعٌ كَمْشٌ بَيّن الكُمُوشةِ: قصيرُ صغيرٌ. و أَكْمَش بناقتِه: صَرَّ جميع أَخْلافِها. و امرأَةٌ كَمْشةٌ: صغيرةُ الثدْيِ، و قد كَمُشَت كَماشةً. و الأَكْمَشُ: الذي لا يكاد يُبْصِر، زاد التهذيب: من الرجال؛ قال أَبو بكر: معنى قولهم قد تكَمَّشَ جلدُه أَي تقبّض و اجتمع و انْكَمَشَ في الحاجة، معناه اجتمع فيها. و رجل كَمِيشُ الإِزارِ: مُشَمِّرُه.
كنش:
التهذيب: ابن الأَعرابي الكَنْشُ أَن يأْخذ الرجل المِسْواكَ فَيُلَيِّنَ رأْسَه بعد خُشونته، يقال: قد كَنَشَه بعد خُشونة. و الكَنْشُ: فَتْلُ الأَكْسِيَة.
كنبش:
تَكَنْبَشَ القومُ: اختلطوا.
كندش:
الكُنْدُشُ: العَقْعَقُ. قال ابن الأَعرابي: أَخبرني المفضّل يقال هو أَخبَثُ من كُنْدُشٍ، و هو العَقْعَق؛ و أَنشد لأَبي الغَطَمّش يصف امرأَة:
         مُنِيتُ بِزَنْمَرْدَةٍ كالعصا،             أَلَصَّ و أَخْبَث من كُنْدُشِ‏
             تُحِبُّ النِّساء و تأْبى الرجال،             و تمشي مع الأَخْبَثِ الأَطْيَشِ‏
             لها وجْهُ قِرْدٍ إذا ازَّينَتْ             و لَوْنٌ كَبَيْضِ القَطا الأَبْرَشِ‏

و معنى مُنِيتُ: بُلِيتُ. و زَنْمَرْدةٌ: امرأَةٌ يُشْبِهُ خَلْقُها خَلْقَ الرجل، فارسي معرب، و يروى: بِزِنْمِرْدة، بكسر الزاي مع الميم، و يروى: بِزمَّرْدة، بحذف النون، على مثال عِلَّكْدة. و قوله: أَلصّ و أَخْبَث من كُنْدُش، قال ابن خالويه: الكُنْدُشُ لِصُّ الطير، و هو العَقْعَقُ، و الرِّيبَالُ لِصُّ الأُسُودِ، و الطِّمْلُ لِصّ الذِّئابِ، و الزَّبابةُ لِصُّ الفِيرانِ، و الفُوَيْسِقةُ سارقةُ الفَتِيلة من السراج، و الكُنْدُشُ ضرْبٌ من الأَدْوِية.

343
لسان العرب6

كنفرش ص 344

كنفرش:
الكنفَرِشُ: الذكَرُ، و قيل حشَفةُ الذكر. التهذيب الكَنْفَرِشُ و القَنْفَرِشُ الضخمُ من الكَمَرِ؛ و أَنشد:
         كَنْفَرِش في رأْسِها انْقِلابُ‏
كنفش:
الكَنْفَشةُ: أَن يُدِيرَ العِمامةَ على رأْسِه عشرين كَوْراً. و الكَنْفَشةُ: السِّلْعةُ تكون في لَحْيِ البعير و هي النَّوْطةُ. ابن سيدة: الكنْفَشُ ورَمٌ في أَصل اللَّحْيِ و يسمى الخازِبازِ. ابن الأَعرابي: الكَنْفَشةُ الرَّوَغانُ في الحَرْب.
كوش:
الكَوْشُ: رأْسُ الفَيْشلةِ. و كاشَ جاريتَه أَو المرأَةَ يَكُوشُها كَوْشاً: نَكَحَها، و كذلك الحمار. و في التهذيب: كاشَ جارِيتَه يَكُوشُها كَوْشاً إِذا مسَحَها، و كاشَ الفحلُ طَرُوقَتَه كَوْشاً طرَقَها. ابن الأَعرابي: كاشَ يَكُوشُ كَوْشاً إِذا فَزِعَ فَزَعاً شديداً.
كيش:
ابن بزرج: ثوبٌ أَكْياشٌ و جُبَّة أَسنادٌ و ثوبُ أَفْوافٍ، قال: الأَكْياشُ من بُرودِ اليمن.
فصل اللام‏
لشش:
قال الخليل: ليس في كلام العرب شين بعد لام و لكن كلها قبل اللام، قال الأَزهري: و قد وُجِد في كلامهم الشين بعد اللام، قال ابن الأَعرابي و غيره: رجل لَشْلاشٌ إِذا كان خفيفاً، قال الليث: اللَّشْلشَةُ كثرةُ التردّدِ عند الفزَع و اضطرابُ الأَحْشاءِ في موضع بَعْد موضع؛ يقال: جبَانٌ لَشْلاش. ابن الأَعرابي: اللّشّ الطَّرْدُ؛ ذكره الأَزهري في ترجمة علش.
لمش:
أَهمله الليث. ابن الأَعرابي: اللَّمْشُ العبَثُ، قال الأَزهري: و هذا صحيح.
فصل الميم‏
مأش:
الليث: مأَشَ المطرُ الأَرضَ إِذا سَحَاها؛ و أَنشد:
         و قُلْتُ يومَ المطر المئِيشِ:             أَ قاتِلي جَبْلةُ أَو مُعِيشِي؟

متش:
ابن دريد: المَتْشُ تَفْريقُك الشي‏ءَ بأَصابعك. و متَشَ الشي‏ءَ يَمْتِشُه مَتْشاً: جمَعَه. و متَشَ الناقةَ: حلَبَها بأَصابعه حلْباً ضعيفاً. و المَتَشُ: سوءُ البصَرِ. و مَتِشَت عينُه متَشاً: كمدِشَت، و رجل أَمْتَشُ و امرأَة مَتْشاء.
محش:
مَحَشَ الرجلَ: خَدَشَه. و مَحَشَه الحَدّادُ يَمْحَشُه مَحْشاً: سَحَجَه. و قال بعضهم: مَرَّ بي حِمْلٌ فمَحَشَني مَحْشاً، و ذلك إِذا سَحَجَ جِلْدَه من غير أَن يسْلُخه. قال أَبو عمرو: يقولون مرت بي غِرارةٌ فَمَحَشَتْني أَي سَحَجَتْني؛ و قال الكلابي: أَقول مَرَّتْ بي غِرارةٌ فمَشَنَتْني. و المَحْشُ: تَناوُلٌ من لَهب يُحْرِق الجِلد و يُبْدي العَظْم فيُشَيّطُ أَعالِيَه و لا يُنْضِجه. و امْتَحَش الخُبزُ: احْترَق. و مَحَشَته النارُ و امْتَحَشَتْه: أَحْرَقَتْه، و كذلك الحَرّ. و أَمْحَشَه الحَرُّ: أَحْرَقه. و خُبزٌ مُحاشٌ: مُحْرَقٌ، و كذلك الشِّواءُ. و سَنة مُمْحِشَةٌ و مَحُوش: مُحْرِقة بِجَدبها. و هذه سَنة أَمْحَشَت كلَّ شي‏ء إِذا كانت جَدْبةً. و المُحاشُ، بالضم: المُحْتَرِقُ. و امْتَحَش فلانٌ غَضَباً، و امْتَحَش: احْترق. و امْتَحَشَ القَمَرُ: ذهَبَ؛ حكي عن ثعلب. و المِحَاشُ، بالكسر: القومُ يجتمعون من قبائل يُحالِفُون غيرَهم من الحِلْف عند النار؛ قال النابغة:
         جَمِّعْ مِحاشَك يا يَزِيدُ، فإِنني             أَعْدَدْتُ يَرْبوعاً لكمْ، و تَمِيما

344
لسان العرب6

محش ص 344

و قيل: يعني صِرْمةَ و سهماً و مالِكاً بني مُرَّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بَغِيض و ضبة بن سعد لأَنهم تحالفوا بالنار، فسُمُّوا المِحاشَ. ابن الأَعرابي في قوله جمِّع مِحاشَك: سَبَّ قبائلَ فصَيَّرهم كالشي‏ء الذي أَحرقته النار. يقال: مَحَشَتْه النارُ و أَمْحَشَتْه أَي أَحْرَقته. و قال أَعرابي: من حَرٍّ كادَ أَن يَمْحَشَ عِمامِتي. قال: و كانوا يُوقِدُون ناراً لدى الحِلْف ليكون أَوْكَدَ. و يقال: ما أَعطاني إِلَّا مَحْشِيَّ خِناقٍ قَمِل و إِلا مِحْشاً خناقٌ قَمِلٌ، فأَما المَحْشِيّ فهو ثوب يُلْبس تحت الثياب و يحتشى به، و أَما مِحْشاً فهو الذي يَمْحَش البدنَ بكثرة وسَخِه و إِخْلاقِه. و
روي عن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَنه قال: يخرج نَاسٌ من النار قد امْتَحَشُوا و صاروا حُمَماً.
؛ معْناه قد احترقوا و صاروا فَحْماً. و المَحْشُ: احتراقُ الجلد و ظهورُ العظم، و
يروى: امْتُحِشُوا.
على ما لم يسمّ فاعله. و المَحْشُ: إِحْراقُ النار الجِلدَ. و مَحشْتُ جلدَه أَي أَحْرَقْته، و فيه لغة أُخرى أَمْحَشْتُه بالنار؛ عن ابن السكيت. و الامْتِحاشُ: الاحتراقُ. و
في حديث ابن عباس: أَتوَضَّأُ من طعامٍ أَجِدُه «2» حَلالًا لأَنه مَحَشَتْه النارُ.
قاله مُنْكِراً على مَنْ يُوجِب الوُضوءَ مما مَسّتْه النار. و مِحاشُ الرجلِ: الذين يجتمعون إِليه من قومه و غيرهم. و المَحاشُ، بفتح الميم: المتاعُ و الأَثاث. و المِحاشُ: بطنان من بني عُذْرة مَحَشُوا بعيراً على النار اشْتَوَوْه و اجتمعوا عليه فأَكلوه.
مخش:
التَّمَخّشُ: كثرة الحركة، يمانية. و ذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة و
في حديث علي: كان، صلى اللَّه عليه و سلم، مِخَشّاً.
؛ قال: هو الذي يخالط الناس و يأْكل معهم و يتحدث، و الميم زائدة.
مدش:
المَدَشُ: دِقةٌ في اليد و استرخاءٌ و انتشارٌ مع قلّة لحم، مَدِشَت يدُه مَدَشاً و هو أَمْدَشُ. و في لحمِه مَدْشةٌ أَي قلةٌ. يقال: يدٌ مَدْشاءُ و ناقة مَدْشاءُ. ابن شميل: و إنه لأَمْدَشُ الأَصابعِ و هو المُنْتَشرُ الأَصابِع الرِّخْوُ القَصَبةِ، و قال غيره: ناقة مَدْشاءُ اليدينِ سريعةُ أَوْبِهما في حُسْن سَيْر؛ و أَنشد:
         و نازِحة الجُولَيْنِ خاشعة الصُّوَى،             قَطَعْتُ بمَدْشاءِ الذِّراعَيْنِ سَاهِم‏

و قال آخر:
         يَتْبَعْنَ مَدْشاءَ اليَدَيْن قُلْقُلا
الصحاح: المَدَش رَخاوةُ عَصَبِ اليدِ و قلّةُ لحمِها. و رجل أَمْدَشُ اليدِ، و قد مَدِشَ، و امرأَة مَدْشاءُ اليدِ. ابن سيدة: و المَدْشاءُ من النساء خاصة التي لا لحم على يديها؛ عن أَبي عبيد، و جمل أَمْدَشُ منه. و المَدَشُ: قلةُ لحمِ ثَدْيِ المرأَةِ؛ عن كراع. و مَدَشَ من الطعام مَدْشاً: أَكَل منه قليلًا. و مَدَشَ له من العطاء يَمْدُشُ: قلّلَ. التهذيب: و يقال ما مَدَشْت به مَدْشاً و مَدُوشاً و ما مَدَشَني شيئاً و لا أَمْدَشَني و ما مَدَشْتُه شيئاً و لا مَدَّشْتُه شيئاً أَي ما أَعطاني و لا أَعْطَيْتُه، قال: و هذا من النوادر. و مَدِشَت عينُه مَدَشاً و هي مَدْشاءُ: أَظْلَمت من جُوع أَو حرِّ شمسٍ. و المَدَشُ: تَشقّق في الرِّجْل. و المَدَشُ في الخيل: اصْطِكاكُ بواطنِ الرُّسْغَين من شدة الفَدَغِ و هو من عيوب الخيل التي تكون خِلْقة، و الفَدَعُ التواءُ الرُّسْغ من عُرْضِه الوَحْشِيِّ. و رجل مَدِشٌ: أَخْرَقُ كفَدِش؛ حكاه ابن الأَعرابي. و المَدَشُ: الحُمْق. و ما به مَدْشةٌ أَي مرضٌ، و اللَّه أَعلم بالصواب.
__________________________________________________
 (2). قوله [أَجده‏] في النهاية و أَجده.

345
لسان العرب6

مرش ص 346

مرش:
المَرْشُ: شِبْهُ القَرْص من الجِلْد بأَطراف الأَظافير. و يقال: قدْ أَلْطَفَ مَرْشاً و خَرْشاً، و الخَرْشُ أَشدُّه. الصحاح: المَرْشُ كالخَدْش. قال ابن السكيت: أَصابَه مَرْشٌ، و هي المُرُوش و الخُرُوشُ و الخُدُوشُ. و
في حديث غزوة حنين: فعَدَلَت به ناقتُه إِلى شجرات فَمَرَشْن ظهْرَه.
أَي خَدَشَتْه أَغْصانُها و أَثّرت في ظَهْره و أَصل المَرْشِ الحكُّ بأَطراف الأَظفار. ابن سيدة: المَرْش شَقُّ الجلد بأَطراف الأَظافير، قال: و هو أَضعف من الخَدْش، مَرَشَه يَمْرُشُه مَرْشاً، و المُرُوشُ: الخُدُوشُ. و مَرَشَ وجهَه إِذا خَدَشَه. و
في حديث أَبي موسى: إِذا حَكَّ أَحدُكم فرْجَه و هو في الصلاة فَلْيَمْرُشْه من وراء الثوب.
قال الحرّاني: المرْش بأَطراف الأَظافير. و مَرَش الماءُ يمرُش: سال. و المَرْشُ: أَرض إِذا وقع عليها المطرُ رأَيتَها كلَّها تَسِيل. ابن سيدة: و المَرْشُ أَرضٌ يَمْرُشُ الماءُ من وجهها في مواضع لا يَبلغ أَن يحفِر حَفْرَ السيل، و الجمع أَمْراش. و قال أَبو حنيفة: الأَمْراشُ مسايلُ لا تجْرحُ الأَرضَ و لا تَخُدّ فيها تجي‏ء من أَرض مستوية تتبع ما تَوَطَّأَ من الأَرض في غير خدّ، و قد يجي‏ء المَرْشُ من بُعد و يجي‏ء من قُرْب. و الأَمْراشُ: مسايلُ الماء تسقي السلْقانَ. و المَرْشُ: الأَرضُ التي مَرَشَ المطرُ وجهَها. و يقال: انتهينا إِلى مَرْشٍ من الأَمْراشِ اسم للأَرض مع الماء و بعد الماء إِذا أَثَّر فيه. النضر: المَرْسُ و المَرْشُ أَسفل الجبل و حَضِيضُه يَسِيل منه الماء فيَدِبّ دَبِيباً و لا يحْفِر و جمعه أَمْراسٌ و أَمْراشٌ، قال: و سمعت أَبا مِحْجن الضِّبابي يقول رأَيت مَرْشاً من السيل و هو الماء الذي يجرح وجه الأَرض جرحاً يسيراً. و يقال: عند فلان مُراشةٌ و مُراطةٌ أَي حَقّ صغير. و مَرَشَه يَمْرُشُه مَرْشاً: تناوَله بأَطراف أَصابعه شبيهاً بالقَرْص، و امْتَرَشَ الشي‏ءَ: جمَعَه. و الإِنسانُ يمْتَرِشُ الشي‏ءَ بعد الشي‏ء من هاهنا أَي يجمعه و يكسبه. و امتَرَشْتُ الشي‏ء إِذا اخْتَلَسْته. ابن الأَعرابي: الأَمْرَشُ الرجلُ الكثيرُ الشرّ؛ يقال: مَرَشه إِذا آذاه. قال: و الأَرْمش الحسَنُ الخلُق، و الأَمْشَرُ النشيطُ، و الأَرْشَمُ الشَّرِهُ. و الامْتِراشُ: الانتزاعُ، يقال: امتَرَشْت الشي‏ء من يده انتزعته، و يقال: هو يَمْتَرِشُ لعياله أَي يكتسب و يقْتَرِف. و رجل مَرَّاشٌ: كَسَّاب.
مردقش:
المَرْدَقُوش: المَرْزَنْجُوشُ. غيره: المَرْدَقُوشُ الزَّعْفَرانُ؛ و أَنشد ابن السكيت قول ابن مقبل:
         يَعْلُون بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ، ضاحِيَة،             على سَعابِيبِ ماء الضَّالةِ اللجِنِ‏

و قال أَبو الهيثم: المَرْدَقُوشُ مُعَرّب معناه اللَّيِّن الأُذُنِ، و هذا البيت أَورده الجوهري: ماء الضالة اللجزِ، بالزاي، قال: و من خفض الورد جعله من نعته. و اللجِزُ: اللزِجُ. و قال ابن بري: صوابه أَن ينشد اللجِن، بالنون، كما ذكره غيره.
مرزجش:
المَرْزَجُوشُ: نَبْتٌ وزنه فَعْلَلُول بوزن عَضْرَفُوط، و المَرْزَنْجُوش لغة فيه.
مشش:
مشَشْت الناقةَ: حلَبْتُها. و مَشَّ الناقَةَ يَمُشّها مَشّاً: حلَبها و ترك بعضَ اللبَن في الضرع. و المَشُّ: الحلْب باستقصاء. و امْتَشّ ما في الضرع و امْتَشَعَ إِذا حلَب جميعَ ما فيه. و مشّ يدَه يَمُشّها: مَسَحَها بشي‏ء، و في المحكم: بالشي‏ء الخشن ليُذْهِبَ به غَمَرَها و يُنَظّفَها؛ قال إمرؤ القيس:

346
لسان العرب6

مشش ص 346

         نَمُشّ بِأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا،             إِذا نحنُ قُمْنا عن شِوَاءِ مُضَهَّبِ‏

المُضَهّبُ: الذي لم يَكْمل نُضْجُه؛ يريد أَنهم أَكَلوا الشَّرائِحَ التي شَوَوْها على النار قبْل نُضْجِها، و لم يدَعُوها إِلى أَن تَنْشَف فأَكلوها و فيها بقية من ماء. و المَشُوشُ: المِنْديلُ الذي يمسح يده به. و يقال: امْشُشْ مُخاطَك أَي امسحه. و يقولون: أَعْطِني مَشُوشاً أَمُشُّ به يدي يريد مِنْديلًا أَو شيئاً يمسح به يدَه. و المَشُّ: مسْحُ اليدين بالمَشُوش، و هو المِنْديل الخشِنُ. الأَصمعي: المَشُّ مسحُ اليد بالشي‏ء الخشن ليَقْلع الدسَمَ. و مَشَّ أُذُنَه يَمُشُّها مَشّاً: مَسَحها؛ قالت أُخت عمرو:
         فإِنْ أَنْتُمُ لم تثأَروا بأَخيكُم،             فمُشّوا بآذان النعامِ المُصَلَّمِ‏

و المَشُّ أَن تمسح قِدْحاً بثوبك لتُلَيّنه كما تَمُشّ الوتر. و المَشُّ: المسحُ. و مَشَّ القِدْحَ مَشّاً: مسَحَه ليُلَيّنه. و امْتَشّ بيده و هو كالاستنجاء. و المُشاشُ: كلُّ عظم لا مُخّ فيه يُمْكنك تتبّعُه. و مَشّه مَشّاً و امْتَشَّه و تَمَشّشَه و مَشْمَشَه: مصّه مَمْضُوغاً. الليث: مَشَشْت المُشاشَ أَي مصَصْتُه مَمْضوغاً. و تَمَشّشْتُ العظمَ: أَكلْتُ مُشاشَه أَو تمَكّكْته. و أَمَشّ العظْمُ نفسُه: صار فيه ما يُمَشّ، و في التهذيب: و هو أَن يُمِخَّ حتى يتَمَشّش. أَبو عبيد: المُشاشُ رؤوسُ العظامِ مثل الركبتين و المرفقين و المنكبين. و
في صفة النبي، صلى اللَّه عليه و سلم: أَنه كان جليلَ المُشاشِ.
أَي عظيمَ رؤوس العظام كالمرفقين و الكفين و الركبتين. قال الجوهري: و المُشاشةُ واحدة المُشاشِ، و هي رؤوس العظام الليّنة التي يمكن مضغُها؛ و منه‏
الحديث: مُلِئَ عَمّارٌ إِيماناً إِلى مُشاشِه.
و المُشاشةُ: ما أَشرفَ من عظْم المنكِب. و المَشَشُ: ورمٌ يأْخذ في مقدَم عظم الوظيف أَو باطن الساق في إِنْسِيّهِ، و قد مَشِشَت الدابةُ، بإِظهار التضعيف نادر، قال الأَحمر: و ليس في الكلام مثله، و قال غيره: ضَبِبَ المكانُ إِذا كثر ضِبابُه، و أَلِلَ السِّقاءُ إِذا خبُثَ ريحُه. الجوهري: و مَشِشَت الدابةُ، بالكسر، مشَشاً و هو شي‏ء يشْخَصُ في وَظِيفها حتى يكون له حَجْمٌ و ليس له صلابةُ العظمِ الصحيح، قال: و هو أَحد ما جاء على الأَصل. و امتَشّ الثوبَ: انتزعه. و مشّ الشي‏ءَ يَمُشّه مَشّاً و مَشْمَشَه إِذا دافَهُ و أَنْقَعه في ماء حتى يَذُوب؛ و منه قول بعض العرب يصف عَليلًا: ما زلت أَمُشُّ له الأَشْفِيةَ، أَلُدُّه تارة و أُوجِرُه أُخرى، فأَتى قَضاءُ اللَّه. و
في حديث أُمّ الهيثم: ما زلت أَمُشّ الأَدْوِيةَ.
أَي أَخْلِطها. و
في حديث مكة، شرَّفها اللَّه: و أَمَشَّ سَلَمُها.
أَي خرج ما يخرج في أَطرافها ناعِماً رَخْصاً؛ قال ابن الأَثير: و الرواية أَمْشَرَ بالراء؛ و قول حسان:
         بضَرْبٍ كإِيزاغِ المَخاضِ مُشاشَه‏

أَراد بالمُشاشِ هاهنا بولَ النُّوق الحوامل. و المَشْمَشةُ: السرعة و الخفة. و فلان يَمُشّ مالَ فلان و يَمُشّ من ماله إِذا أَخذ الشي‏ء بعد الشي‏ء. و يقال: فلان يَمْتَشُّ مال فلان و يمتش منه. و المُشاشةُ: أَرض رِخْوة لا تبلغ أَن تكون حجراً يجتمع فيها ماء السماء و فوقها رمل يحجز الشمس عن الماء، و تَمْنع المُشاشةُ الماء أَن يتشرب في الأَرض فكلما استُقِيت منها دلو جَمّت أُخرى. ابن شميل: المُشاشةُ جوفُ الأَرض و إِنما الأَرض مَسَكٌ،

347
لسان العرب6

مشش ص 346

فَمَسَكةٌ كَذّابةٌ، و مسَكَةٌ حِجارةٌ غليظة، و مَسَكةٌ لَينةٌ، و إِنما الأَرض طرائقُ، فكل طريقة مَسَكةٌ، و المُشاشةُ هي الطريقة التي هي حجارة خَوّارة و ترابٌ، فتلك المُشاشةُ، و أَما مُشاشةُ الركيّة فجَبَلُها الذي فيه نَبَطُها و هو حجر يَهْمي منه الماء أَي يرْشَح فهي كمُشاشةِ العظام تتَحَلّب أَبداً. يقال: إِنْ مُشاشَ جبَلِها ليَتحَلّب أَي يرشح ماء. و قال غيره: المُشاشةُ أَرض صُلْبة تتخذ فيها زكايا يكون من ورائها حاجزٌ، فإِذا مُلِئَت الركيَّةُ شربت المشاشةُ الماءَ، فكلما استُقي منها دلو جمّ مكانها دلو أُخرى. الجوهري: المُشاشُ أَرض ليّنة؛ قال الراجز:
         راسي العُرُوق في المُشاشِ البَجْباجْ‏
و يقال: فلان لَيّنُ المُشاش إِذا كان طيّبَ النَّحِيزةِ عَفيفاً من الطمَعِ. الصحاح: و فلان طيِّبُ المُشاشِ أَي كريمُ النفْس؛ و قول أَبي ذؤيب يصف فرساً:
         يَعْدُو به نَهِش المُشاشِ كأَنه             صَدَعٌ سَلِيمٌ، رَجْعُه لا يَضْلَعُ‏

يعني أَنه خفيف النفْس و العِظام، أَو كنى به عن القوائم؛ و رجل هَشّ المُشاشِ رخْو المَغْمَزِ، و هو ذم. و مَشْمَشُوه: تَعْتَعُوه؛ عن ابن الأَعرابي. ابن الأَعرابي: امْتَشَّ المُتَغَوّطُ و امْتَشَعَ إِذا أَزال الأَذى عن مقعدته بمَدَر أَو حجر. و المَشّ: الخصومةُ. الفراء: النَّشْنَشةُ صوتُ حركة الدروع، و المَشْمَشَةُ تفريق القُماش. و المِشْمِشُ: ضرْبٌ من الفاكهة يؤكل؛ قال ابن دريد: و لا أَعرف ما صحته، و أَهل الكوفة يقولون المَشْمَش، و أَهل البصرة مِشْمِش يعنى الزَرْدالو، و أَهل الشام يسمون الإِجَّاصَ مِشْمِشاً. و المَشامِشُ: الصياقلةُ؛ عن الهَجَري، و لم يَذْكر لهم واحداً؛ و أَنشد:
         نَضا عنهمُ الحَوْلُ اليَماني، كما نَضا             عن الهِنْدِ أَجْفانٌ، جَلَتْها المَشامِشُ‏

قال: و قيل المَشامِشُ خِرَقٌ تجعل في النُّورة ثم تُجْلى بها السيوفُ. و مِشْماشٌ: اسم.
معش:
ابن الأَعرابي: المعْشُ، بالشين المعجمة، الدَّلْكُ الرفيق، قال الأَزهري: و هو المَعْسُ، بالسين المهملة أَيضاً. يقال: مَعَشَ إِهابَه مَعْشاً، و كأَن المَعْش أَهْونُ من المَعْس.
ملش:
مَلَشَ الشي‏ءَ يملُشُه و يَمْلِشُه مَلْشاً: فَتّشَه بيده كأَنه يطلب فيه شيئاً.
مهش:
المُمْتَهِشةُ من النساء: التي تحْلقُ وجهَها بالموسى. و
في الحديث: أَنه، صلى اللَّه عليه و سلم، لعن من النساء المُمتَهِشة.
الأَزهري: روى بعضهم أَنه قال مَحَشَته النارُ و مَهَشَتْه إِذا أَحْرَقته، و قد امْتَحَشَ و امْتَهَش. و قال القُتَيبي: لا أَعرف المُمْتَهِشة إِلا أَن تكون الهاء مبدلة من الحاء. يقال: مرّ بي جملٌ عليه حِمْله فمَحَشَني إِذا سحَج جلده من غير أَن يسلخه.
موش:
ابن الأَثير: في الحديث كان للنبي، صلى اللَّه عليه و سلم، دِرْعٌ تُسَمَّى ذاتَ المَواشي.
؛ قال: هكذا أَخرجه أَبو موسى في مسند ابن عباس من الطُّوالات و قال: لا أَعرف صحة لفظه، قال: و إِنما يُذْكر المعنى بعد ثبوت اللفظ.
ميش:
ماش القُطنَ يَمِيشُه مَيْشاً. زبّدَه بعد الحَلْج. و المَيْشُ: أَن تَمِيشَ المرأَةُ القطن بيدها إِذا زَبّدَته بعد الحلج. و المَيْشُ: خلْط الصوف بالشعر؛

348
لسان العرب6

ميش ص 348

قال الراجز:
         عاذِلَ، قد أُولِعْتِ بالترْقِيشِ،             إِليّ سِرّاً فاطْرُقي و مِيشِي‏

قال أَبو منصور: أَي اخْلطي ما شئتِ من القول. قال: المَيْشُ خلطُ الشعر بالصوف؛ كذلك فسره الأَصمعي و ابن الأَعرابي و غيرهما. و يقال: ماشَ فلانٌ إِذا خلط الكذبَ بالصدق. الكسائي: إِذا أَخبر الرجل ببعض الخبر و كَتم بعضَه قيل مَذَعَ و ماشَ. و ماشَ يَميشُ مَيْشاً إِذا خلَط اللبَن الحُلْوَ بالحامِض، و خلَط الصوف بالوبر، أَو خلط الجِدّ بالهزْل. و ماشَ كَرْمَه يَمُوشُه مَوْشاً إِذا طلب باقيَ قُطوفِه. و مِشْتُ الناقة أَمِيشُها، و ماشَ الناقة مَيْشاً: حلَب نصفَ ما في ضرعها، فإِذا جاوز النصف قليس بمَيْشٍ. و المَيْشُ: حلْبُ نصف ما في الضرع. و المَيْشُ: خلْطُ لبن الضأْن بلبن الماعز. و مِشْت الخبر أَي خلَطت، قال الكسائي: أَخبرت ببعض الخبر و كتمت بعضاً. و ماشَ لي من خَبَره مَيْشاً و هو مثل المَصْع. و ماشَ الشي‏ءَ مَيْشاً: خلَطه. و الماشُ: قُمَاشُ البيت، و هي الأَوْقاب و الأَوْغاب و الثُّوَى، قال أَبو منصور: و من هذا قولهم المَاشُ خيرٌ من لاشَ أَي ما كان في البيت من قُماشٍ لا قيمة له خيرٌ من بيت فارغ لا شي‏ء فيه، فخُفّف لاش لازدواج ماش. الجوهري: الماشُ حبٌّ و هو معرب أَو مولَّد و خاشَ ماشَ و خاشِ ماشِ، جميعاً: قُماشُ الناس. قال ابن سيدة: و إِنما قَضَيْنا بأَنَّ أَلفَ ماش ياءٌ لا واوٌ لوجود م ي ش و عدم م و ش.
فصل النون‏
نأش:
التناؤُشُ، بالهمز: التأَخُّرُ و التباعدُ. ابن سيدة: نَأَشَ الشي‏ءَ أَخَّرَه و انْتَأَشَ هو تأَخَّرَ و تَباعدَ. و النَّئِيشُ: الحركةُ في إِبْطاء. و جاء نَئِيشاً أَي بَطِيئاً؛. أَنشد يعقوب لنَهْشل بن حَرِّيٍّ:
         و مَوْلًى عَصانِي و استبَدَّ برَأْيِه،             كما لم يُطَعْ فيما أَشارَ قَصِيرُ
             فلما رَأَى ما غَبَّ أَمْرِي و أَمْرَه،             و ناءَتْ بأَعْجازِ الأُمورِ صُدورُ،
             تَمَنَّى نَئِيشاً أَن يكونَ أَطاعني،             و يَحْدُث مِن بَعْدِ الأُمورِ أُمُورُ

قوله تمنى نئيشاً أَي تمنى في الأَخير و بعد الفَوْت أَن لو أَطاعني، و قد حدثت أُمورٌ لا يُسْتَدْرك بها ما فات، أَي أَطاعني في وقت لا تنفعه فيه الطاعة. و يقال: فَعَلَه نَئِيشاً أَي أَخيراً، و اتَّبَعَه نَئِيشاً إِذا تأَخر عنه ثم اتَّبَعَه على عجَلةٍ شَفَقةَ أَن يَفُوتَه. و النَّئِيشُ أَيضاً: البعيدُ؛ عن ثعلب. و التناؤُشُ: الأَخذُ من بُعْد، مهموز؛ عن ثعلب قال: فإِن كان عن قُرْب فهو التَّناوُشُ، بغير همز. و في التنزيل العزيز: وَ أَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ؛ قرئ بالهمز و غير الهمز، و قال الزجاج: من هَمَز فعلى وجهين: أَحدهما أَن يكون من النِّئِيش الذي هو الحركة في إِبطاء، و الآخَر أَن يكون من النَّوْش الذي هو التَّناوُلُ، فأَبدل من الواو همزة لمكان الضمة. التهذيب: و يجوز همزُ التَّناوُش و هي من نشت لانضمام الواو مثل قوله: وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ؛ قال ابن بري: و معنى الآية أَنهم تناوَلُوا الشي‏ء من بُعْد و قد كان تناوُلُه منهم قريباً في الحياة الدنيا، فآمَنُوا حيث لا ينفعهم إِيمانُهم لأَنه لا يَنْفع نفساً إِيمانُها في الآخرة، قال: و قد يجوز أَن يكون من النَّأْشِ، و هو الطلبُ، أَي كيف يطلُبون ما بَعُد و فاتَ بعد أَن كان قريباً ممكناً؟ و الأَول‏

349
لسان العرب6

نأش ص 349

هو الوجه. و قد نَأَشْتُ الأَمرَ أَنْأَشُه نَأْشاً: أَخَّرْته فانْتَأَشَ. و نَأَشَ الشي‏ءَ يَنْأَشُه نَأْشاً: باعَدَه. و نَأَشَه يَنْأَشُه: أَخَذَه في بطْش. و نَأَشَه اللَّهُ نَأْشاً كنَعَشه أَي أَحْياه و رفعه؛ قال ابن سيدة: و السابقُ إِليّ أَنه بدل. و انْتَأَشَه اللَّه أَي انْتَزعه.
نبش:
نَبَشَ الشي‏ء يَنْبُشُه نَبْشاً: استخرجه بعد الدَّفْن، و نَبْشُ الموتى: استخراجُهم، و النبَّاشُ: الفاعلُ لذلك، و حِرْفَتُه النِّباشةُ. و النَّبْشُ: نَبْشُك عن الميّت و عن كلّ دَفِين. و نَبَشْتُ البقلَ و الميّتَ أَنْبُشُ، بالضم، نَبْشاً. و الأُنْبُوشُ، بغير هاء: ما نُبِشَ؛ عن اللحياني. و الأُنْبُوشُ و الأُنْبُوشةُ: الشجرةُ يَقْتَلِعها بعروقها و أُصولها، و كذلك هو من النبات. و أَنابِيشُ العُنْصُلِ: أُصولُه تحت الأَرض، واحدتها أُنْبُوشةٌ. و الأُنْبُوشُ: أَصلْ البقل المَنْبُوش، و الجمع الأَنابِيشُ؛ قال إمرؤ القيس:
         كأَن سِباعاً فيه غَرْقى غُدَيّةً             بأَرْجائِه القُصْوى، أَنابِيشُ عُنْصُلِ‏

أَبو الهيثم: واحدُ الأَنابيش أُنْبُوش و أُنْبُوشةٌ و هو ما نَبَشَه المطرُ، قال: و إِنما شبَّه غَرْقى السباع بالأَنابِيش لأَن الشي‏ءَ العظيم يُرَى صغيراً من بعيد، أَ لا تراه قال بأَرْجائِه القُصْوى أَي البُعْدَى؟ شبّهها بَعْد ذُبُولها و يُبْسها بها. و الأُنْبُوشُ أَيضاً: البُسْر المطعون فيه بالشَّوك حتى يَنضَج. و النِّبْش: شجر يشبه ورقُه ورقَ الصنَوْبر و هو أَصغر من شجر الصنوبر و أَشدّ اجتماعاً، له خشب أَحمر تُعْمل منه مَخاصِرُ النَّجائب «3» و عكاكيزُ يا لَها من عكاكيزَ؛ قال ابن سيدة: هذا كله عن أَبي حنيفة. التهذيب: قال أَبو تراب سمعت السُّلَمي يقول: نَبَّشَ الرجلُ في الأَمر و فَنَّشَ إِذا استرخى فيه؛ و أَنشد اللحياني:
         إِن كُنْتَ غيرَ صائِدي فنَبِّشِ‏

قال: و يروى فبَنِّشِ أَي اقعد. و نُبْشة و نُبَاشة و نابِشٌ: أَسماء. و نُبَيْشة، على لفظ التصغير: أَحدُ فُرْسانِهم المذكورين.
نتش:
النَّتَشُ: البياضُ الذي يظهر في أَصل الظفر. و النَّتْشُ: النَّتْف للّحم و نحوه. و المِنْتَاش: المِنْقاش. الليث: النَّتْشُ: إِخراجُ الشوك بالمِنْتاش و هو المِنْقاش الذي يُنْتف به الشعرُ، قال: و النَّتْش جذبُ اللحم و نحوه قَرْصاً و نَهْشاً. قال أَبو منصور: و العرب تقول للمِنْقاش مِنْتاخٌ و مِنْتاشٌ. و نتَشْتُ الشي‏ء بالمِنْتاشِ أَي استخرجته. و أَنْتَشَ النباتُ، و ذلك حين يخرج رؤوسه من الأَرض قبل أَن يُعْرق، و نَتَشُه: ما يَبْدُو منه. و أَنْتَش الحَبُّ: ابتلَّ فضَرب نَتَشَه في الأَرض بعد ما يَبْدُو منه أَوّلَ ما ينبت من أَسفل و فوق، و ذلك النبات النَّتَشُ. و نَتَشَ الجرادُ الأَرضَ يَنْتِشها نَتْشاً: أَكل نباتَها. و نَتَشَ لأَهله يَنْتِش نَتْشاً: اكتسب لهم و احْتال؛ اللحياني: هو يكْدِشُ لعياله و يَنْتِش و يَعْصِف و يَصْرِف. الفراء: النُّتَّاشُ النُّغَّاشُ و العَيَّارُون. و
في حديث أَهل البيت: لا يُحِبُّنا حامِلُ القِيْلةِ و لا النُّتَّاشُ.
؛ قال ثعلب: هم النُّغَّاشُ و العيّارون، واحدُهم ناتِشٌ، و النَّتْشُ و النَّتْف واحدٌ كأَنهم انتُتِفوا من جملة أَهل الخير. و ما نَتَشَ منه شيئاً يَنْتِشُ نَتْشاً أَي ما أَخذ. و ما
__________________________________________________
 (3). قوله [النجائب‏] في شرح القاموس الجنائب.

350
لسان العرب6

نتش ص 350

أَخذ إِلا نَتْشاً أَي قليلًا. ابن شميل: نَتَشَ الرجلُ برجله الحجرَ أَو الشي‏ء إِذا دفعه برجله فنحّاه نَتْشاً. و نَتَشَه بالعصا نَتَشات: ضربه. و نُتَّاشُ الناس: رُذالُهم؛ عن ابن الأَعرابي. و
في الحديث: جاء فلان فأَخذ خِيارَها، و جاء آخر فأَخذ نُتَّاشَها.
أَي شِرارَها.
نجش:
نَجَشَ الحديثَ يَنْجُشُه نَجْشاً: أَذاعَه. و نَجَشَ الصيدَ و كلَّ شي‏ء مستور يَنْجُشُه نَجْشاً: استثاره و استخرجه. و النَّجاشِيّ: المستخرجُ للشي‏ء؛ عن أَبي عبيد، و قال الأَخفش: هو النَّجاشِيُّ و الناجِشُ الذي يُثِير الصيدَ ليمُرّ على الصيّاد. و الناجِشُ: الذي يَحُوش الصيد. و
في حديث ابن المسيّب: لا تطلُع الشمسُ حتى يَنْجُشَها ثلثمائة و ستون ملَكاً.
أَي يَسْتَثِيرها. التهذيب: النَّجاشِيُّ هو الناجِشُ الذي يَنْجُش نَجْشاً فيستخرجه. شمر: أَصلُ النَّجْشِ البحثُ و هو استخراج الشي‏ء. و النَّجْشُ: اسْتِثارةُ الشي‏ء؛ قال رؤبة:
         و الخُسْرُ قولُ الكَذِب المَنْجُوشِ‏
ابن الأَعرابي: مَنْجُوشٌ مُفْتَعَلٌ مَكْذوب. و نَجشوا عليه الصيد كما تقول حاشوا. و رجل نَجُوش و نجَّاش و مِنْجَشٌ و مِنْجاشٌ، مُثِيرٌ للصيد. و المِنْجَشُ و المِنْجاشُ: الوَقَّاعُ في الناس. و النَّجْشُ و التَّناجُشُ: الزيادةُ في السِّلْعة أَو المَهْرِ لِيُسْمَع بذلك فيُزاد فيه، و قد كُرِه، نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً. و
في الحديث: نَهى رسولُ اللَّه، صلى اللّه عليه و سلم، عن النَّجْش في البيع و قال: لا تَناجَشُوا.
هو تَفاعُل من النَّجْش؛ قال أَبو عبيد: هو أَن يَزيدَ الرجلُ ثمنَ السِّلعة و هو لا يريد شراءها، و لكن ليسمعه غيرُه فيَزيد بزيادته، و هو الذي يُرْوَى فيه عن أَبي الأَوفى: الناجِشُ آكلُ رِباً خائنٌ. أَبو سعيد: في التَّناجُش شي‏ءٌ آخرُ مباح و هي المرأَة التي تزوَّجت و طُلِّقت مرة بعد أُخرى، أَو السِّلعةُ التي اشْتُرِيت مرة بعد مرة ثم بيعت. ابن شميل: النَجْشُ أَن تمدح سِلعةَ غيرِك ليبيعها أَو تَذُمَّها لئلا تَنْفُق عنه؛ رواه ابن أَبي الخطاب. الجوهري: النَّجْشُ أَن تُزايدَ في البيع ليقع غيرُك و ليس من حاجتك، و الأَصل فيه تَنْفيرُ الوحش من مكان إِلى مكان. و النَّجْشُ: السَّوق الشديد. و رجل نَجَّاشٌ: سوّاق؛ قال:
         فما لها، اللَّيلةَ، من إِنْفاشِ             غيرَ السُّرَى و سائقٍ نَّجَّاشِ‏

و يروى:
         ... و السائق النجاش.
قال أَبو عمرو: النجَّاشُ الذي يسوق الرِّكابَ و الدواب في السُّوق يستخرج ما عندها من السير. و النِّجَاشةُ: سرعةُ المشي، نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً. قال أَبو عبيد: لا أَعرف النِّجاشةَ في المشي. و مَرَّ فلان ينْجُش نَجْشاً أَي يُسْرع. و
في حديث أَبي هريرة قال: إِن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، لَقِيَه في بعض طرق المدينة و هو جُنُبٌ قال فانْتَجَشْتُ منه.
؛ قال ابن الأَثير: قد اختُلف في ضبطها فرُوي بالجيم و الشين المعجمة من النَّجْش الإِسراعِ، و رُوِي فانْخَنَسْت و اخْتَنَسْت، بالخاء المعجمة و السين المهملة، من الخُنُوسِ التأَخُّرِ و الاختفاء. يقال: خَنَس و انخَنَس و اخْتَنَس. و نَجَشَ الإِبلَ يَنْجُشُها نجْشاً: جَمَعها بعد تَفْرقة. و المِنْجاش: الخيطُ الذي يجمع بين الأَدِيمَين ليس بخَرْز جيد. و النَّجاشيّ و النِّجاشِيّ: كلمةٌ للحبَش تُسَمي بها ملوكها: قال ابن قتيبة: هو بالنَّبَطِيَّة أَصْحَمَة أَي‏

351
لسان العرب6

نجش ص 351

عَطِيَّة. الجوهري: النَّجَاشيّ، بالفتح، اسم ملك الحبشة و ورد ذكره في الحديث في غير موضع؛ قال ابن الأَثير: و الياء مشددة، قال: و قيل الصواب تخفيفها.
نحش:
الأَزهري خاصة قال: أَهمله الليث، قال: و قال شمر فيما قرأْت بخطه: سمعت أَعرابيّاً يقول الشِّظْفةُ و النَّحَاشةُ الخبز المحترق، و كذلك الجِلْفة و القِرْقةُ.
نخش:
نُخِشَ الرجلُ، فهو مَنْخُوشٌ إِذا هُزِل. و امرأَة مَنْخُوشةٌ: لا لحم عليها. قال أَبو تراب: سمعت الجعفري يقول نُخِشَ لحم الرجل و نُخِسَ أَي قلَّ، قال: و قال غيره نخَش، بفتح النون. و في نوادر العرب: نَخَشَ فلان فلاناً إِذا حرّكه و آذاه. و سمعت نَخَشةَ الذئبِ أَي حِسَّه و حركته؛ عن ابن الأَعرابي، قال: و منه قول أَبي العارم الكلابي يذكر خبره مع الذئب الذي رماه فقتله ثم اشتواه فأَكلَه: فسمعت نَخَشَتَه و نظرت إِلى سَفِيفِ أُذنيه، و لم يُفسِّر سفيفَ أُذنيه. قال أَبو منصور: سمعت العرب تقول يوم الظَّعْن إِذا ساقُوا حَمولَتَهم: أَلا و انخُشُوها نَخْشاً؛ معناه حُثُّوها و سُوقوها سوقاً شديداً. و يقال: نَخَشَ البعيرَ بطرَف عَصاه إِذا خَرَشه و ساقَه. و
في حديث عائشة، رضوان اللَّه عليها، أَنها قالت: كانَ لنا جيرانٌ من الأَنصار، و نِعْم الجيرانُ كانوا يَمْنَحُونَنا شيئاً من أَلبانهم و شيئاً من شَعِيرٍ نَنْخُشُه.
؛ قال: قولُها نَنْخُشُه أَي نَقْشُرُه و نُنَحِّي عنه قُشورَه؛ و منه نُخِش الرجلُ إِذا هُزِل كأَن لحمَه أُخِذ عنه.
ندش:
نَدَش عن الشي‏ء يَنْدُشُ نَدْشاً: بحَثَ. و النَّدْشُ: التَّناولُ القليل. روى أَبو تراب عن أَبي الوازع: نَدَفَ القُطن و نَدَشَه بمعنى واحد؛ قال رؤبة:
         في هَبَرات الكُرْسُفِ المَنْدُوشِ‏
نرش:
نَرَشَ الشي‏ءَ نرْشاً: تَناوَلَه بيده؛ حكاه ابن دريد قال: و لا أَحُقُّه.
نشش:
نَشَّ الماءُ يَنِشُّ نَشًّا و نَشِيشاً و نَشَّشَ: صَوَّتَ عند الغلَيان أَو الصبِّ، و كذلك كل ما سُمع له كَتِيت كالنَّبِيذ و ما أَشبهه، و قيل: النَّشِيش أَولُ أَخْذِ العصير في الغليان، و الخَمرُ تَنِشُّ إِذا أَخذَت في الغليان. و
في الحديث: إِذا نَشَّ فلا تَشرَبْ.
و نَشَّ اللحمُ نَشًّا و نَشِيشاً: سُمع له صوت على المِقْلى أَو في القِدْر. و نَشِيشُ اللحمِ: صوْتُه إِذا غلى. و القِدرُ تَنِشُّ إِذا أَخذت تَغْلي. و نَشَّ الماءُ إِذا صبَبْته من صاخِرةٍ طال عهدُها بالماء. و النَّشِيشُ: صوْتُ الماء و غيرِه إِذا غَلى. و
في حديث النبيذ: إِذا نَشَّ فلا تَشْرَبْ.
أَي إِذا غلى؛ يقال: نَشَّت الخمرُ تَنِشُّ نَشِيشاً؛ و منه‏
حديث الزهري: أَنه كرِه للمتوفى عنها زوجُها الدُّهْنَ الذي يُنَشُّ بالريْحان.
أَي يُطيَّب بأَن يُغلى في القدر مع الريحان حتى يَنِشَّ. و سَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ و نَشْناشةٌ: لا يَجِفُّ ثَراها و لا ينبت مَرْعاها، و قد نَشَّت بالنَّزِّ تَنِشُّ. و سَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ: تَنِشُّ من النَّزّ، و قيل: سَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ و هو ما يظهر من ماء السباخ فيَنِشُّ فيها حتى يعود مِلْحاً؛ و منه‏
حديث الأَحنف: نَزَلْنا سَبَخَةً نَشَّاشةً.
يعني البَصْرة، أَي نَزَّازةً تَنِزٌّ بالماء لأَن السبَخَةَ يَنِزُّ ماؤُها فيَنِشُّ و يعود مِلْحاً، و قيل: النّشَّاشةُ التي لا يجِفُّ تُرْبُها و لا ينبُت مرعاها. بعض الكِلابيّين: أَشَّت الشَّجَّةُ و نَشَّت؛ قال:

352
لسان العرب6

نشش ص 352

أَشَّت إِذا أَخذت تَحَلَّبُ، و نَشَّت إِذا قطَرت، و نَشَّ الغَدِيرُ و الحَوْضُ يَنِشُّ نَشّاً و نَشِيشاً: يَبِسَ ماؤُهما و نَضَبَ، و قيل: نَشَّ الماءُ على وجه الأَرض نَشِفَ و جفَّ، و نَشَّ الرُّطَبُ و ذَوِيَ ذهب ماؤُه؛ قال ذو الرمة:
         حتى إِذا مَعْمَعانُ الصَّيْفِ هَبَّ له             بأَجَّةٍ، نَشَّ عنها الماءُ و الرُّطَبُ‏

و النَّشُّ: وزنُ نَواة من ذهب، و قيل: هو وزن عشرين درهماً، و قيل: وزن خمسة دراهم، و قيل: هو ربع أُوقيَّة و الأُوقية أَربعون درهماً. و نَشُّ الشي‏ء: نِصْفُه. و
في الحديث: أن النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، لم يُصْدِق امرأَةً من نسائه أَكْثرَ من ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّة و نَشٍّ.
؛ الأُوقِيَّةُ أَربعون و النَّشُّ عشرون فيكون الجميعُ خَمْسَمائة درهم؛ قال الأَزهري: و تصديقُه ما
رُوي عن عبد الرحمن قال: سأَلت عائشة، رضي اللَّه عنها: كم كان صَداقُ النبي، صلى اللَّه عليه و سلم؟ قالت: كان صَداقُه اثنتَيْ عشرة و نَشّاً، قالت: و النَّشُّ نصفُ أُوقية.
ابن الأَعرابي: النَّشُّ النصف من كل شي‏ء؛ و أَنشد:
         من نِسوةٍ مُهورُهنَّ النَّشُ‏
الجوهري: النَّشُّ عشرون درهماً و هو نصف أُوقية لأَنهم يُسَمُّون الأَربعين درهماً أُوقيةً، و يسمون العشرين نَشّاً، و يسمون الخمسة نَواةً. و نَشْنَشَ الطائرُ رِيشَه بمِنْقارِه إِذا أَهْوى له إِهْواءً خفيفاً فنَتَف منه و طَيَّر به، و قيل: نتَفَه فأَلقاه؛ قال:
         رأَيتُ غُراباً واقِعاً فوقَ بانةٍ،             يُنَشْنِشُ أَعلى رِيشِه و يُطايِرهْ‏

و كذلك وضعْتُ له لَحْماً فنَشْنَشَ منه إِذا أَكل بعَجَلة و سرعة؛ و قال أَبو الدرداء لبَلْعَنْبر يصف حية نشَطَتْ فِرْسِنَ بَعِير:
         فنَشْنَشَ إِحدى فِرْسِنَيْها بِنَشْطةٍ،             رَغَتْ رَغْوَةً منها، و كادَتْ تُقَرْطِبُ‏

و نَشْنَشُوه: تَعْتَعُوه؛ عن ابن الأَعرابي. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه كان يَنُشُّ الناس بعد العِشاء بالدِّرَّة.
أَي يَسُوقُهم إِلى بيوتهم. و النَّشُّ: السَّوْقُ الرَّفيق، و يروى بالسين، و هو السَّوْق الشديد؛ قال شمر: صحّ الشين عن شعبة في حديث عمر و ما أَراه إِلَّا صحيحاً؛ و كان أَبو عبيد يقول: إِنما هو يَنُسُّ أَو يَنُوش. و قال شمر: نَشْنَشَ الرجلُ الرجلَ إِذا دفعه و حَرَّكه. و نَشْنَش ما في الوِعاء إِذا نَتَرَه و تناوَلَه؛ و أَنشد ابن الأَعرابي:
         الأُقْحُوَانةُ إِذ يُثْنىَ بجانِبِها             كالشَّيخ، نَشْنَشَ عنه الفارِسُ السَّلَبا

و قال الكميت:
         فغادَرْتُها تَحْبُو عَقِيراً و نَشْنَشُوا             حَقِيبَتها، بين التَّوَزُّع و النَّتْرِ

و النَّشْنَشَةُ: النَّفْض و النَّتْرُ. و نَشْنَشَ الشجرَ: أخذ من لِحائه. و نَشْنَشَ السَّلَب: أَخذه. و نَشَّشْت الجلد إِذا أَسرعْت سلْخَه و قطَعْته عن اللحم؛ قال مرة بن مَحْكان:
         أَمْطَيْتُ جازِرَها أَعْلى سَناسِنها،             فَخِلْتُ جازِرَنا من فوقِها قَتَبا
             يُنَشْنِشُ الجِلْدَ عنها و هي بارِكةٌ،             كما يُنَشْنِشُ كفَّا قاتِلٍ سَلَبا

أَمْطَيْتُه أَي أَمْكَنْتُه من مَطاها و هو ظَهْرُها أَي عَلا عليها ليَنْتَزِع عنها جلْدَها لمَّا نُحِرَت. و السَّناسِنُ: رؤُوسُ الفَقارِ، الواحدُ سِنْسِنٌ.

353
لسان العرب6

نشش ص 352

و القتَبُ: رَحْلُ الهَوْدج، و يروى:
         ... كفَّا فاتِلٍ سَلَبا
، فالسَّلَبُ على هذا ضرْبٌ من الشجر يُمَدُّ فَيَلِينُ بذلك ثم يُفْتل منه الحُزُم. و رجل نَشْنَشِيُّ الذِّراعِ: خفيفُها رَحْبُها، و قيل: خفيف في عمله و مِرَاسِه؛ قال:
         فقامَ فَتًى نَشْنَشيُّ الذِّراع،             فلَم يَتَلَبَّثْ و لم يَهْمُمِ‏

و غلام نَشْنَشٌ: خفيفٌ في السفر. ابن الأَعرابي: النَّشُّ السَوْق الرفيق، و النَشُّ الخَلْط؛ و منه زَعْفرانٌ مَنْشُوش. و رَوَى عبدُ الرزاق عن ابن جريج: قلت لعطاء الفَأْرَةُ تَمُوت في السَّمْنِ الذائبِ أَو الدُّهْن، قال: أَما الدُّهن فيُنَشُّ و يُدَّهَنُ به إِن لم تَقْذَرْه نفسُك؛ قلتُ: ليس في نفسك من أَن يأْثمَ إِذا نشَّ؟ قال: لا، قال: قلتُ فالسَّمْنُ يُنَشُّ ثم يؤْكل، قال: ليس ما يؤْكل به كهيئة شي‏ءٍ في الرأْس يُدَّهَنُ به، و قوله يُنَشُّ و يدهن به إَن لم تَقذَره نفسُك أَي يُخلط و يُداف. و رجل نَشْناشٌ: و هو الكَمِيشةُ يَداه في عمَله. و يقال: نَشْنَشَه إِذا عَمِلَ عَملًا فأَسرع فيه. و النَّشْنَشةُ: صوت حركةِ الدُّرُوع و القرْطاسِ و الثوبِ الجديد، و المَشْمَشةُ: تفريقُ القُمَاش. و النِّشْنِشةُ: لغةٌ في الشِّنْشِنَةِ ما كانت؛ قال الشاعر:
         بَاكَ حُيَيٌّ أُمَّه بَوكَ الفَرَسْ،             نَشْنَشَها أَرْبعةً ثم جَلَسْ‏

رأَيت في حواشي بعض الأُصول: البَوْكُ للحمار و النَّيْك للإِنسان. و نَشْنَشَ المرأَةَ و مَشْمَشها إِذا نكحَها. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه، أَنه قال لابن عباس في شي‏ءٍ شاوَرَه فيه فأَعْجَبه كلامُه فقال:
         نِشْنِشةٌ أَعرِفُها من أَخْشَن.

؛ قال أَبو عبيد: هكذا حدَّثَ به سفيان و أَما أَهل العربية فيقولون غيرَه، قال الأَصمعي إِنما هو:
         شِنْشِنةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم‏
قال: و النِّشْنِشةُ قد تكون كالمُضْغة أَو كالقِطْعة تقطع من اللحم، و قال أَبو عبيدة: شِنْشِنة و نِشْنشة، قال ابن الأَثير: نِشْنشةٌ من أَخْشَن أَي حجَرٌ من جبل، و معناه أَنه شبَّهه بأَبيه العباس في شَهامتِه و رأْيِه و جُرْأَتِه على القول، و قيل: أَراد أَن كلمته منه حجرٌ من جبل أَي أَن مثلها يجي‏ءُ من مثله، و قال الحربي: أَراد شِنشِنةٌ أَي غَريزة و طبيعة. و نَشْنَشَ و نشَّ: ساقَ و طَرَدَ. و النَشْنَشةُ: كالخَشْخَشة؛ قال:
         للدِّرْع فوق مَنْكِبيه نَشْنَشَهْ‏

و روى الأَزهري عن الشافعي قال: الأَدْهان دُهْنانِ: دُهْنٌ طيِّب مثل الْبانِ المَنْشُوشِ بالطِّيب، و دُهْنٌ ليس بالطَّيِّب مثل سَلِيخة الْبان غير مَنْشُوشٍ و مثل الشِّبْرِق. قال الأَزهري: المَنْشوشُ المُرَبَّبُ بالطيْب إِذا رُبِّب بالطِّيب فهو مَنْشُوش، و السَّلِيخةُ ما اعْتُصر من ثمَر البان و لم يُرَبَّبْ بالطِّيب. قال ابن الأَعرابي: النَّشّ الخَلْط. و نَشَّةُ و نَشْناشٌ: اسمان. و أَبو النَّشْناش: كنية؛ قال:
         و نائِية الأَرْجاءِ طامِية الصُّوى،             خَدَتْ بأَبي النَّشْناشِ فيها ركائبُهْ‏

و النَّشْناشُ: موضع بعينه؛ عن ابن الأَعرابي، و أَنشد:
         بِأَوْدِيَةِ النَّشْناشِ حتى تتابَعَتْ             رِهامُ الحَيا، و اعْتَمَّ بالزهَرِ البَقْلُ‏

نطش:
النَطْشُ: شِدَّةُ جَبْلةِ الخَلْقِ. و رجلٌ نَطِيشُ جَبْلةِ الظَّهْرِ: شديدُها. و قولُهم ما به‏

354
لسان العرب6

نطش ص 354

نَطِيشٌ أَي ما به حَراكٌ و قوَّة؛ قال رؤبة:
         بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ النَّطِيشِ‏
و في النوادر: ما به نَطِيشٌ و لا حَويلٌ و لا حَبِيصٌ و لا نَبِيصٌ أَي ما به قوة. و عطْشان نَطْشان: إِتباع.
نعش:
نَعَشَه اللَّهُ يَنْعَشُه نَعْشاً و أَنْعَشَه: رَفَعَه. و انْتَعَشَ: ارتفع. و الانْتِعاشُ: رَفْعُ الرأْس. و النَّعْشُ: سَريرُ الميت منه، سمي بذلك لارتفاعه، فإِذا لم يكن عليه ميّت فهو سرير؛ و قال ابن الأَثير: إِذا لم يكن عليه ميت محمول فهو سرير. و النَّعْشُ: شَبِيهٌ بالمِحَفَّة كان يُحْمَل عليها المَلِكُ إِذا مَرِض؛ قال النابغة:
         أَ لم تَرَ خَيْرَ الناسِ أَصْبَحَ نَعْشُه             على فِتْيةٍ، قد جاوَزَ الحَيَّ سائرا؟
             و نَحْنُ لَدَيْه نسأَل اللَّه خُلْدَه،             يُرَدُّ لنا مَلْكاً، و للأَرض عامِرا

و هذا يدل على أَنه ليس بميت، و قيل: هذا هو الأَصل ثم كثر في كلامهم حتى سُمِّي سريرُ الميت نَعْشاً. و ميت مَنْعُوشٌ: محمول على النَعْش؛ قال الشاعر:
         أَ مَحْمُولٌ على النَّعْشِ الهُمام؟
و سئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن قول عنترة:
         يَتْبَعْن قُلَّةَ رأْسِه، و كأَنه             حَرَجٌ على نَعْشٍ لهنَّ مُخَيِّم‏

فحَكى عن ابن الأَعرابي أَنه قال: النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوف لا عَقل له. و قال أَبو العباس: إِنما وصف الرِّئالَ أَنها تتبع النعامةَ فَتَطْمَحُ بأَبصارها قُلَّة رأْسِها، و كأَن قُلَّةَ رأْسها ميتٌ على سرير، قال: و الرواية مخيِّم، بكسر الياء؛ و رواه الباهِليّ:
         و كأَنه زَوْجٌ على نعش لهن مخيَّم‏
بفتح الياء؛ قال: و هذه نعام يُتْبَعْن. و المُخَيَّمُ: الذي جُعِل بمنزلة الخَيْمة. و الزَّوْجُ: النَّمطُ. و قُلَّةُ رأْسه: أَعْلاهُ. يَتْبَعْن: يعني الرِّئالَ؛ قال الأَزهري: و من رواه حَرَجٌ على نعش، فالحَرَجُ المَشْبَك الذي يُطْبَق على المرأَة إِذا وُضِعت على سرير المَوْتى و تسميه الناس النَّعْش، و إِنما النَّعْش السريرُ نفسُه، سمي حَرَجاً لأَنه مُشَبَّكٌ بعِيدان كأَنها حَرَجُ الهَوْدَج. قال: و يقولون النَّعْش الميت و النَّعْش السرير. و بَناتُ نعش: سبعةُ كَواكبَ: أَربعة منها نَعْش لأَنها مُربّعة، و ثلاثةٌ بَناتُ نَعْشٍ؛ الواحدُ ابنُ نَعْشٍ لأَن الكوكب مذكر فَيُذكِّرونه على تذكيره، و إِذا قالوا ثلاث أو أَربع ذهبوا إِلى البنات، و كذلك بَناتُ نَعْشٍ الصُّغْرى، و اتفق سيبويه و الفراء على ترك صرْف نعْش للمعرفة و التأْنيث، و قيل: شبهت بحَمَلة النَّعْشِ في تَرْبيعها؛ و جاء في الشعر بَنُو نَعْش، أَنشد سيبويه للنابغة الجَعْديّ:
         و صَهْباء لا يَخْفى القَذى و هي دُونَه،             تُصَفَّقُ في رَاوُوقِها ثم تُقْطَبُ‏
             تمَزَّزْتُها، و الدِّيكُ يَدْعُو صَباحَهُ،             إِذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فتَصَوَّبُوا

الصَّهْباءُ: الخَمْرُ. و قوله لا يَخْفى القَذى و هي دونه أَي لا تَسْترُهُ إِذا وقَعَ فيها لكونها صافية فالقَذى يُرى فيها إِذا وقع. و قوله:
         ... و هي دونه‏
يريد أَن القَذى إِذا حصل في أَسفل الإِناء رآه الرائي في الموضع الذي فَوْقَه الخمرُ و الخمرُ أَقْربُ إِلى الرائي من القذى، يريد أَنها يُرى ما وراءها. و تُصَفَّق:

355
لسان العرب6

نعش ص 355

تُدارُ من إِناء إِلى إِناء. و قوله: تمزَّزْتُها أَي شَرِبْتها قليلًا قليلًا. و تُقْطَب: تُمْزَج بالماء؛ قال الأَزهري: و للشاعر إِذا اضطر أَن يقول بَنُو نَعْش كما قال الشاعر، و أَنشد البيت، و وجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ كما قالوا بَناتُ آوى و بناتُ عُرْس، و الواحدُ منها ابنُ عُرْس و ابن مِقْرَض «4»، يؤنثون جمْعَ ما خلا الآدميّين؛ و أَما قول الشاعر:
         تَؤُمُّ النَّواعِشَ و الفَرْقَدَين،             تَنْصِبُ للقَصْد منها الجَبينا

فإِنه يريد بنات نَعْش إِلا أَنه جَمَعَ المضاف كما أَنه جُمِع سامُّ أَبْرَصَ الأَبارِصَ، فإِن قلت: فكيف كَسَّر فَعْلًا على فَواعِلَ و ليس من بابه؟ قيل: جاز ذلك من حيث كان نَعْشٌ في الأَصل مصدر نَعَشَه نَعْشاً، و المَصْدرُ إِذا كان فَعْلًا فقد يُكسَّر على ما يكسَّر عليه فاعِل، و ذلك لمُشابهَةِ المصدر لاسم الفاعل من حيث جازَ وقُوعُ كلِّ واحد منهما موقعَ صاحبه، كقوله قُمْ قائماً أَي قُمْ قياماً، و كقوله سبحانه: قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً. و نَعَشَ الإِنسان يَنْعَشُه نَعْشاً: تَدارَكَه من هَلَكةٍ. و نَعَشَه اللَّهُ و أَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه؛ قال رؤبة:
         أَنْعَشَني منه بسَيْبٍ مُقْعَثِ‏
و يقال: أَقْعَثَني و قد انْتَعَشَ هو. و قال ابن السكيت: نَعَشَه اللَّهُ أَي رَفَعَه، و لا يقال أَنْعَشه و هو من كلام العامَّة، و في الصحاح: لا يقال أَنْعَشَه اللَّه؛ قال ذو الرمة:
         لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه             داعٍ يُنادِيه، باسْمِ الماءِ، مَبْغُوم‏

و انْتَعَشَ العاثرُ إِذا نَهَض من عَثْرَتِه. و نَعَّشْتُ له: قلت: له نَعَشَك اللَّهُ؛ قال رؤبة:
         و إِنْ هَوى العاثرُ قُلْنا: دَعْدَعا             له، و عالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَعَا

و قال شمر: النَّعْشُ البقاءُ و الارتفاع. يقال: نَعَشَه اللَّه أَي رَفَعَه اللَّهُ و جَبَره. قال: و النَّعْشُ مِنْ هذا لأَنه مرتفع على السرير. و النَّعْشُ: الرفْعُ. و نَعَشْت فلاناً إِذا جَبَرته بعد فَقْر أَو رَفَعْته بعد عَثْرة. قال: و النَعْشُ إِذا ماتَ الرجلُ فهم يَنْعَشُونه أَي يذكُرونه و يَرْفَعون ذِكْرَه. و
في حديث عمر، رضي اللّه عنه: انْتَعِشْ نَعَشَك اللَّهُ.
؛ معناه ارْتَفِعْ رفَعَك اللَّه؛ و منه قولهم: تَعِسَ فلا انْتَعَش، و شِيكَ فلا انْتَقَش؛ فلا انْتَعَش أَي لا ارْتَفَع و هو دُعاء عليه. و
قالت عائشة في صِفَة أَبيها، رضي اللَّه عنهما: فانْتاشَ الدِّينَ بنَعْشِه إِيّاه.
أَي تَدارَكَه بإِقامته إِياه من مَصْرَعِه، و
يروى: فانْتاشَ الدِّينَ فَنَعَشَه.
بالفاء على أَنه فِعْل و
في حديث جابر: فانْطَلَقْنا به نَنْعَشُه.
أَي نُنْهِضه و نُقَوّي جأْشَه. و نَعَشْت الشجرةَ إِذا كانت مائلةً فأَقَمْتها. و الرَّبِيعُ يَنْعَشُ الناسَ: يُعيشُهم و يُخْصِبهم؛ قال النابغة:
         و أَنتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ الناسَ سَيْبُه،             و سَيفٌ، أُعِيرَتْه المَنِيّةُ، قاطعُ‏

نغش:
النَغْشُ و الانْتِغاشُ و النَّغَشانُ: تحرُّكُ الشي‏ء في مكانه. تقول: دارٌ تَنْتَغِشُ صِبْياناً و رأْس تَنْتَغِشُ صِئْباناً؛ و أَنشد الليث لبعضهم في صفة القُراد:
         إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تَنَغَّشَتْ             حُشاشَتُها، في غير لَحْم و لا دَم‏

__________________________________________________
 (4). قوله [و الواحد منها ابن عرس و ابن مقرض‏] هكذا في الأَصل بدون ذكر ابن آوى و بدون تقدم بنات مقرض.

356
لسان العرب6

نغش ص 356

و
في الحديث أَنه قال: مَنْ يَاْتِيني بخبَرِ سعْدِ بن الربيع؟ قال محمدُ بن سلَمةَ: فرَأَيتُه وسَطَ القَتْلى صَريعاً فنادَيْتُه فلم يُجِبْ، فقُلْت: إِن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، أَرْسَلَني إِليك، فَتَنَغَّشَ كما تَتَنَغّشُ الطيرُ.
أَي تحرَّك حركة ضعيفة. و انْتَغَشَت الدارُ بأَهلها و الرأْسُ بالقَمْل و تَنَغَّشَ: ماجَ. و التَّنَغُّشُ: دخولُ الشي‏ء بعضه في بعض كتداخُلِ الدَّبَى و نحوِه. أَبو سعيد: سُقِي فلانٌ فتَنَغَّشَ تَنَغُّشاً. و نَغَشَ إِذا تحرَّك بعد أَن كان غُشِي عليه، و انْتَغَشَ الدُّودُ. ابن الأَعرابي: النُّغَاشِيّون هم القِصارُ. و
في الحديث: أَنه رأَى نُغاشِيّاً فسجَدَ شُكْراً للَّه تعالى.
و النُّغَاشُ: القَصِيرُ. و
ورد في الحديث: أَنه مرَّ بِرَجُل نُغَاشٍ فَخَرّ ساجِداً ثم قال: أَسْأَلُ اللَّهَ العافيةَ، و في رواية أُخرى: مرّ برجل نُغاشِيٍّ.
؛ النُّغَاشُ و النُّغاشِيُّ: القصيرُ أَقْصَر ما يكون، الضعيف الحركة الناقص الخَلْق. و نغَشَ الماء إِذا رَكِبَه البعيرُ في غَدِير و نحوه، و اللَّه عز و جل أَعلم.
نفش:
النَفَشُ: الصُّوفُ. و النَّفْشُ: مَدُّكَ الصُّوفَ حتى يَنْتَفِشَ بعضه عن بعض، و عِهْنٌ مَنْفُوشٌ، و التَّنْفِيشُ مثلُه. و
في الحديث: أَنه نَهَى عن كسْب الأَمَةِ إِلَّا ما عَمِلَت بيدَيْها نحو الخَبْزِ و الغَزْل و النَفْشِ.
؛ هو نَدْفُ القُطْن و الصُّوفِ، و إِنما نَهَى عن كَسْبِ الإِماء لأَنه كانت عليهن ضَرائِبُ فلم يَأْمَن أَن يكونَ منهنّ الفُجورُ، و لذلك جاء
في رواية: حتى يُعْلم من أَيْنَ هُو.
و نَفَشَ الصوفَ و غيره يَنْفُشه نَفْشاً إِذا مَدّه حتى يتجوَّف، و قد انْتَفَش. و أَرْنَبةٌ مُنْتَفِشةٌ و مُتَنَفِّشةٌ: مُنبَسطة على الوجه. و
في حديث ابن عباس: و إِن أَتاكَ مُنْتَفِش المَنْخِرَين.
أَي واسعً مَنْخِرَي الأَنفِ و هو من التفريق. و تَنَفَّشَ الضِّبْعانُ و الطائرُ إِذا رأَيته مُتَنَفّشَ الشعَر و الرِّيشِ كأَنه يَخاف أَو يُرْعَد، و أَمَةٌ مُتَنَفِّشةُ الشعرِ كذلك. و كلُّ شي‏ء تراه مُنْتَبِراً رِخْوَ الجَوْفِ، فهو مُتَنَفِّشٌ و مُنْتَفِشٌ. و انْتَفَشَت الهِرّةُ و تَنَفَّشَت أَي ازْبَأَرّتْ. و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه أَتى على غُلام يَبِيعُ الرَّطْبةَ فقال: انفُشْها فإِنه أَحْسنُ لها.
أَي فَرِّق ما اجتمع منها لتَحْسُنَ في عين المشتري. و النَّفَشُ: المتاعُ المُتفرّق. ابن السكيت: النَّفْشُ أَن تَنْتَشِر الإِبلُ بالليل فتَرْعَى، و قد أَنْفَشْتها إِذا أَرْسَلْتها في الليل فتَرْعَى، بِلا راعٍ. و هي إِبل نُفّاشٌ. و يقال نَفَشَت الإِبل تَنْفُش و تَنفِشُ و نَفِشَت تَنفَش إِذا تفرّقت فرَعَتْ بالليل من غير عِلْم راعيها، و الاسمُ النفَشُ، و لا يكون النَّفَشُ إِلا بالليل، و الهَمَلُ يكون ليلًا و نهاراً. و يقال: باتت غنمُه نَفَشاً، و هو أَن تَفَرّقَ في المرعى من غير علم صاحبها. و
في حديث عبد اللَّه بن عمرو: الحَبّةُ في الجنّةِ مثلُ كَرِشِ البعير يَبِيتُ نافِشاً.
أَي راعياً بالليل. و يقال: نَفَشَت السائمةُ تَنْفِش و تَنْفُشُ نُفُوشاً إِذا رَعَت ليلًا بلا راعٍ، و هَمَلَتْ إِذا رعت نهاراً. و نَفَشَت الإِبلُ و الغنم تَنْفُش و تَنْفِش نَفَشاً و نُفُوشاً: انتشرت ليلًا فرعت، و لا يكون ذلك بالنهار، و خص بعضهم به دخولَ الغنم في الزرع. و في التنزيل: إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ‏
؛ و إبل نَفَشٌ و نُفَّشٌ و نُفّاشٌ و نَوافِشُ. و أَنْفَشَها راعِيها: أَرْسَلَها لَيْلًا ترعى و نامَ عنها، و أَنْفشْتها أَنا إِذا تركتها ترعى بلا

357
لسان العرب6

نفش ص 357

راع؛ قال:
         اجْرِشْ لها يا ابنَ أَبي كِباشِ «1»، فما لها اللَّيْلةَ من إِنْفاشِ،             إِلا السُّرَى و سائقٍ نَجّاشِ‏

قال أَبو منصور: إِلَّا بمعنى غير السُّرى كقوله عز و جل: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا؛ أَراد لو كان فيهما آلهة غير اللَّه لفسدتا، فسبحان اللَّه و قد يكون النَفْش في جميع الدواب و أَكثرُ ما يكون في الغنم، فأَما ما يخص الإِبل فَعَشَتْ عَشْواً، و روى المنذري عن أَبي طالب أَنه قال قولهم: إِن لم يكن شَحْمٌ فنَفَشٌ، قال: قال ابن الأَعرابي: معناه إِن لم يكن فِعْلٌ فرِياءٌ.
نقش:
النَّقْشُ النَّقّاشُ «2»، نَقَشَه يَنْقُشُه نَقْشاً و انْتَقَشَه: نَمْنَمَه، فهو مَنْقُوشٌ، و نَقَّشَه تَنْقِيشاً، و النَقّاشُ صانِعُه، و حِرْفتُه النِّقَاشةُ، و المِنقاشُ الآلةُ التي يُنْقَش بها؛ أَنشد ثعلب:
         فوا حَزَنَا إِنّ الفِراقَ يَرُوعُني             بمثل مَناقِيشِ الحُلِيّ قِصَارِ

قال: يعني الغِرْبان. و النَّقْشُ: النتْفُ بالمِنْقاشِ، و هو كالنَتْشِ سواء. و المَنْقُوشةُ: الشجّةُ التي تُنْقَشُ منها العظامُ أَي تُستخرج؛ قال أَبو تراب: سمعت الغَنوِيّ يقول: المُنَقِّشةُ المُنَقِّلةُ من الشِّجَاج التي تَنَقَّل منها العظامُ. و نَقَشَ الشوكةَ يَنْقُشُها نَقْشاً و انْتَقَشها: أَخرجها من رِجْله. و
في حديث أَبي هريرة: عَثَرَ فلا انْتَعَش، و شِيكَ فلا انْتَقَش.
أَي إِذا دَخَلت فيه شوكةٌ لا أَخْرَجها من موضعها، و به سمي المِنْقاشُ الذي يُنْقَشُ به و قالوا: كأَن وجهَه نُقِشَ بقَتادةٍ أَي خُدِشَ بها، و ذلك في الكراهة و العُبُوس و الغضَب. و ناقَشَه الحسابَ مُناقشةً و نِقاشاً: استقصاه. و
في الحديث: من نُوقِشَ الحسابَ عُذّبَ.
أَي من استُقْصِي في مُحاسبته و حُوقِق؛ و منه‏
حديث عائشة، رضي اللَّه عنها: من نُوقِشَ الحسابَ فقد هَلَك.
و
في حديث عليّ، عليه السلام: يَجْمَع اللَّهُ الأَوّلين و الآخرين لنِقاشِ الحساب.
؛ و هو مصدر منه. و أَصل المُناقَشة من نقَش الشوكة إِذا استخرجها من جسمه، و قد نَقَشَها و انْتَقَشها. أَبو عبيد: المُناقَشةُ الاستقصاء في الحساب حتى لا يُتْرَك منه شي‏ء. و انْتَقَش منه جميعَ حقِّه و تَنَقَّشه: أَخذه فلم يدَع منه شيئاً؛ قال الحرث بن حِلِّزة اليَشْكُرِيّ:
         أَو نَقَشْتم، فالنَقْشُ يَجْشَمُه الناسُ،             و فيه الصِّحاحُ و الإِبْراءُ «3»

يقول: لو كان بيننا و بينكم محاسبةٌ عرفتم الصحة و البَراءَة؛ قال: و لا أَحسَب نَقْش الشوكةِ من الرِّجْل إِلا من هذا، و هو استخراجُها حتى لا يُترك منها شي‏ء في الجسد؛ و قال الشاعر:
         لا تَنْقُشَنّ برِجْل غيرك شَوكةً،             فتَقي بِرجْلِك رِجْلَ من قد شاكَها

و الباء أُقيمت مُقام عن؛ يقول: لا تَنْقُشَنّ عن رِجْل غيرك شوكاً فتجعله في رجلك؛ قال: و إِنما سمِّي المِنْقاشُ مِنْقاشاً لأَنه يُنْقَشُ به أَي يُسْتخرج به الشوكُ. و الانْتِقاشُ: أَن تَنْتَقِشَ على فَصِّك أَي تسأَل النقّاشَ أَن يَنْقُش على فَصِّك؛ و أَنشد لرجل نُدِب‏
__________________________________________________
 (1). قوله [اجرش‏] كذا في الأَصل بهمزة الوصل و بشين آخره و هي رواية ابن السكيت، قال في الصحاح: و الرواة على خلافه، يعني أَجرس بهمزة القطع و سين آخره.
 (2). قوله [النقش النقاش‏] كذا ضبط في الأَصل.
 (3). في معلقة الحرث بن حلِّزة: الإِسقام بدل الصحاح.

358
لسان العرب6

نقش ص 358

لعمَلٍ و كان له فرس يقال له صِدامٌ:
         و ما اتَّخذْتُ صِداماً للمُكوثِ بها،             و ما انْتَقَشْتُك إِلا للوَصَرَّاتِ

قال: الوَصَرّةُ القَبالةُ بالدُّرْبةِ. و قوله: ما انْتَقَشْتك أَي ما اخْتَرْتك. و انْتَقَشَ الشي‏ءَ: اختاره. و يقال للرجُل إِذا تخيّر لنفسه شيئاً: جادَ ما انْتَقَشَه لنفسه. و يقال للرجل إِذا اتخذ لنفسه خادماً أَو غيره: انْتَقَشَ لنفسه. و
في الحديث: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خيراً فإِنه مالٌ رَقِيقٌ و انْقُشُوا له عَطنَهُ.
؛ و معنى النَّقْشِ تَنْقِيةُ مَرابِضِها مما يُؤذيها من حجارة أَو شوك أَو غيره. و النَّقْشُ: الأَثَرُ في الأَرض؛ قال أَبو الهيثم: كتبت عن أَعرابي يَذْهبُ الرَّمادُ حتى ما نَرَى له نَقْشاً أَي أَثراً في الأَرض. و المَنْقُوشُ من البُسْرِ: الذي يُطْعَن فيه بالشوك ليَنْضَج و يُرْطِبَ. أَبو عمرو: إِذا ضُرِب العِذْقُ بشوكة فأَرْطَبَ فذلك المَنْقُوشُ،. و الفِعْل منه النَّقْشُ. و يقال: نُقِشَ العذق، على ما لم يسمّ فاعلُه، إِذا ظهر فيه نُكَتٌ من الإِرْطابِ. و ما نَقَشَ منه شيئاً أَي ما أَصابَ، و المعروف ما نَتَشَ. ابن الأَعرابي: أَنقش إِذا أَدام نَقْشَ جاريتِه، و أَنْقَشَ إِذا اسْتَقْصى على غَرِيمه. و انْتَقَشَ البعيرُ إِذا ضرَب بيده الأَرضَ لشي‏ء يَدخل في رجله؛ و منه قيل: لَطَمَه لَطْمَ المُنْتَقِش؛ و قول الراجز:
         نَقْشاً و رَبّ البيت أَيّ نَقْشِ‏
قال أَبو عمرو: يعني الجِماعَ.
نكش:
النَّكْشُ: شِبْهُ الأَتْيِ على الشي‏ء و الفراغ منه. و نَكَشَ الشي‏ءَ يَنْكِشُه و يَنْكُشُه نَكْشاً: أَتى عليه و فرغ منه. يقول: انتَهَوْا إِلى عُشْبٍ فنَكَشُوه، يقول: أَتَوْا عليه و أَفْنَوْه. و بَحر لا يُنْكَشُ: لا يُنْزَف، و كذلك البئر. و نَكَشْتُ البئر أَنْكِشُها، بالكسر، أَي نَزفْتها؛ و منه قولهم: فلان بحر لا يُنْكَشُ، و عنده شجاعة ما تُنْكَشُ. و
قال رجل من قريش في علي بن أَبي طالب، رضي اللَّه عنه: عنده شجاعة ما تُنْكَشُ.
فاستعاره في الشجاعة، أَي ما تُسْتخرج و لا تُنْزف لأَنها بعيدةُ الغايةِ، يقال: هذه بئر ما تُنْكَش أَي ما تُنْزح. و تقول: حَفَرُوا بِئْراً فما نَكَشُوا منها بعيداً أَي ما فرَغُوا منها؛ قال أَبو منصور: لم يُجَوِّد الليثُ في تفسير النَّكش. و النّكْشُ: أَن تَسْتَقِيَ من البئر حتى تُنْزَحَ. و رجل مِنْكَشٌ: نَقّابٌ عن الأُمور.
نمش:
النَّمَشُ: خُطوط النُّقوشِ من الوَشْي و غيرِه؛ و أَنشد:
         أَ ذاكَ أَم نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه،             مُسَفَّعُ الخَدِّ عادٍ ناشِطٌ شَبَبُ؟

و النَمَشُ، بالتحريك: نُقَطٌ بيض و سُود؛ و منه ثور نَمِشٌ، بكسر الميم، و هو الثور الوحشي الذي فيه نقط. و النَّمَشُ: بياضٌ في أُصول الأَظفار يذهب و يعود، و النَّمَشُ يقَعُ على الجِلْد في الوجه يخالف لونَه، و ربما كان في الخَيل، و أَكثرُ ما يكون في الشُّقْر، نَمِشَ نَمَشاً و هو أَنْمَشُ. و نَمَشَه يَنْمِشُه نَمْشاً: نقَشَه و دَبَّجَه. و نَمِشٌ نعتٌ للأَكْرُعِ، أَراد بالشِّعْر: أَ ذاك أَمْ ثَوْرٌ نَمِشٌ أَكْرُعُه. و
في الحديث: فعَرَفْنا نَمَشَ أَيديهم في العُذوقِ.
و النَّمشُ، بفتح الميم و سكونها: الأَثرُ، أَي أَثَرَ أَيديهم فيها، و أَصلُ النَّمَشِ نُقطٌ بيض و سود في اللَّون. و ثَوْر نَمِشٌ، بالكسر. الليث: النَّمْشُ النميمةُ و السِّرارُ، و النَّمْشُ الالتِقاطُ للشي‏ء كما يَعْبَثُ الإِنسان بالشي‏ء

359
لسان العرب6

نمش ص 359

في الأَرض؛ و روى المنذري أَن أَبا الهيثم أَنشده:
         يا مَنْ لقَوْمٍ رأْيُهمْ خُلْفٌ مَدَنْ،             إِنْ يَسْمَعُوا عَوْراءَ أَصْغَوْا في أَذَنْ،
             و نَمَشُوا بكَلِمٍ غير حَسَنْ‏

قال: نَمَشُوا خَلَطُوا. و ثورٌ نَمِشُ القوائِم: في قوائمه خطوطٌ مختلفة؛ أَرادَ: خَلَطُوا حديثاً حسَناً بقبيح، قال: و يُرْوى‏
         . نَمَّشُوا ...

أَي أَسَرُّوا و كذلك هَمَشُوا. و عَنْز نَمْشاءُ أَي رَقْطاء. و يقال في الكذب: نَمَشَ و مَشَنَ و فَرَشَ و دَبَشَ. و بعير نَمِشٌ و نَهِشٌ إِذا كان في خُفِّه أَثر يتبيّن في الأَرض من غير إِثْرة. و نَمَشَ الكلامَ: كذَب فيه و زوّرَه؛ قال الراجز:
         قال لها، و أُولِعَتْ بالنَّمْشِ:             هل لكِ يا خَلِيلتي في الطَّفْشِ؟

استعمل النَّمْشَ في الكَذِب و التَّزْوير؛ و مثله قول رؤبة:
         عاذِلَ، قد أُولِعْتِ بالتَّرْقُيشِ،             إِليّ سِرّاً فاطْرُقي و مِيشِي‏

يعني بالترقيش التزيينَ و التزويرَ. و نَمَشَ الدَّبى الأَرضَ يَنْمُشُها نَمْشاً: أَكلَ من كَلَئِها و ترك. و النَّمْشُ: الالتِقاطُ و النَّمِيمةُ، و قد نَمشَ بينهم، بالتخفيف، و أَنمَشَ. و رجل مُنْمِشٌ: مُفْسِد؛ قال:
         و ما كُنْت ذا نَيْرَبٍ فيهمُ،             و لا مُنْمِشٍ منهمُ مُنْمِل‏

جَرّ مُنْمِشاً على توهم الباء في قوله ذا نَيْرَب حتى كأَنه قال: و ما كنت بذي نَيْرَبٍ؛ و نظيرُه ما أَنشده سيبويه من قول زهير:
         بَدا لِيَ أَني لسْتُ مُدْرِكَ ما مَضى،             و لا سابقٍ شيئاً إِذا كان جائيَا

نهش:
نَهَشَ يَنْهَش و يَنْهِشُ نَهْشاً: تناوَل الشي‏ء بفَمِه ليَعَضَّه فيؤثر فيه و لا يَجْرحه، و كذلك نَهْشُ الحيّةِ، و الفِعلُ كالفعل. الليث: النَّهْشُ دون النَّهْسِ، و هو تناوُلٌ بالفَمِ، إِلا أَن النَّهْشَ تناوُلٌ من بعيد كنَهْش الحية، و النَّهْسُ القبض على اللحم و نَتْفُه. قال أَبو العباس: النَهْشُ بإِطباق الأَسْنان، و النَّهْسُ بالأَسْنان و الأَضْراس. و نَهشَتْه الحيةُ: لسَعَتْه الأَصمعي: نَهَشَتْه الحيةُ و نَهَسَتْه إِذا عضَّته؛ و قال أَبو عمرو في قول أَبي ذؤيب:
         يَنْهَشْنَه و يَذُودُهُنّ و يَحْتَمِي‏
يَنْهَشْنَه: يَعْضَضْنَه؛ قال: و النَّهْشُ قريب من النَّهْس؛ و قال رؤبة:
         كَمْ مِنْ خَليلٍ و أَخٍ مَنْهوشِ،             مُنْتَعِشٍ بفَضْلِكم مَنْعُوشِ‏

قال: المَنْهُوشُ الهَزيلُ. و يقال: إِنه لمَنْهُوشُ الفخذين، و قد نُهِشَ نَهْشاً. و سُئِل ابنُ الأَعرابي عن‏
قول عليّ، عليه السلام: كان النبيُّ، صلى اللَّه عليه و سلم، مَنْهوشَ القَدَمَين.
فقال كان مُعَرَّقَ القدمين. و رجل مَنْهوشٌ أَي مَجْهودٌ مهزول. و
في الحديث: و انْتَهَشَت أَعْضادُنا.
أَي هُزِلَت. و النَّهْشُ: النَّهْسُ، و هو أَخْذ اللحم بمقدَّم الأَسنان؛ قال الكميت:
         و غادَرْنا، على حُجْرِ بنِ عَمْرٍو،             قَشاعِمَ يَنْتَهِشْنَ و يَنْتَقِينا

يروى بالشين و السين جميعاً. و نَهْشُ السبعِ: تَناوُله الطائفةَ من الدابّة. و نهَشَه نَهْشاً: أَخَذَه بلسانه. و المَنْهوشُ من الرجال: القليلُ اللحم و إِن سَمِنَ، و قيل: هو القليلُ اللحم الخفيفُ، و كذلك النَّهْشُ و النَّهِشُ و النَّهِيشُ و النَّهْشُ: قلةُ لحم الفخذين. و فلان نَهْشُ اليدين أَي خفيفُ اليدين في المَرِّ، قليل‏

360
لسان العرب6

نهش ص 360

اللحم عليهما. و دابة نَهْشُ اليدين أَي خفيف، كأَنه أُخذ من نَهْشِ الحية؛ قال الراعي يصف ذئباً:
         مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ، فيه شُكْلَةٌ،             نَهْشَ اليدين، تَخالُه مَشْكولا

و قوله تَخاله مَشْكولا أَي لا يستقيم في عَدْوِه كأَنه قد شُكِل بِشِكالٍ؛ قال ابن بري: صواب إِنشاد هذا البيت:
         نهشَ اليدين ...

، بنصب الشين، لأَنه في صفة ذئب و هو منصوب بما قبله:
         وقْع الرَّبيعِ و قد تَقارَبَ خَطْوُه،             و رَأَى بعَقْوَتِه أَزَلَّ نَسولا

و عَقْوَتُه: ساحتُه. و الأَزَلُّ: الذئب الأَرْسحُ، و الأَرْسَحُ: ضدُّ الأَسْته. و النَّسُولُ: من النَّسَلانِ و هو ضرب من العَدْوِ؛ و قال أَبو ذؤيب:
         يَعْدُو به نَهِش المُشَاشِ كأَنه             صَدَعٌ سَلِيمٌ، رَجْعه لا يَظْلع‏

ابن الأَعرابي: قد نَهَشَه الدهرُ فاحتاج. ابن شميل: نُهِشَت عضدُه أَي دَقَّتْ. و المَنْهُوشُ من الأَحْراح: القليلُ اللحم. و
في الحديث: من اكتَسَبَ مالًا من نَهاوِشَ كأَنه نَهَشَ من هنا و هنا.
؛ عن ابن الأَعرابي و لم يفسر نَهَشَ؛ قال ابن سيدة: و لكنه عندي أَخَذَ. و قال ثعلب: كأَنه أَخَذَه من أَفواه الحيّات و هو أَن يكتِسِبَه من غير حِلِّه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، بالنون، و هي المَظالمُ من قوله نهَشَه إِذا جهَدَه، فهو مَنْهوش، و يجوز أَن يكون من الهَوْشِ الخَلْطِ، قال: و يُقْضى بزيادة النون و يكون نظيرَ قولهم تَباذِيرَ و تخارِيبَ من التَبْذِير و الخَرابِ. و المُنْتَهِشةُ من النساء: التي تخْمِشُ وجهَها عند المصيبة، و النَّهْشُ: له أَن تأْخذَ لحمَه بأَظفارِها. و
في الحديث: أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، لعَنَ المُنْتَهِشةَ و الحالِقةَ.
؛ و من هذا قيل: نهَشَتْه الكِلابُ.
نوش:
ناشَه بيدِه يَنُوشُه نَوْشاً: تناوَله؛ قال دريد بن الصمّة:
         فجئت إِليه، و الرِّماحُ تَنُوشُه،             كوَقْعِ الصَّياصي في النَّسِيج المُمَدَّدِ

و الانْتِياشُ مثله؛ قال الراجز:
         باتتْ تَنُوشُ العَنَقَ انْتِياشا
و تَناوَشَه كناشه. و في التنزيل: وَ أَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ
؛ أَي فكيف لهم أَن يتناوَلوا ما بعُد عنهم من الإِيمان و امتنع بعْد أَن كان مبذولًا لهم مقبولًا منهم. و قال ثعلب: التَّناوُشُ‏
،. بلا همز، الأَخْذُ من قُرْب، و التناؤشُ، بالهمز، من بُعْد، و قد تقدم ذكره أَولَ الفصل. و قال أَبو حنيفة: التناوُش بالواو من قُرْب. قال اللَّه تعالى: وَ أَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ
؛ قال أَبو عبيد: التَّناوُشُ‏
 بغير همز التَّناوُلُ و النَّوْشُ مثله، نُشْتُ أَنوشُ نَوْشاً. قال الفراء: و أَهل الحجاز تركوا همْزَ التَّناوُشِ و جعَلوه من نُشْتُ الشي‏ء إِذا تَناوَلْته. و قد تَناوشَ القومُ في القِتال إِذا تناوَلَ بعضُهم بعضاً بالرّماح و لم يَتدانَوْا كلَّ التَّداني. و
في حديث قيس بن عاصم: كُنْتُ أُناوِشُهم و أُهاوِشُهم في الجاهلية.
أَي أُقاتِلُهم؛ و قرأَ الأَعمش و حمزة و الكسائي التناؤش بالهمز، يجعلونه من نَأَشْت و هو البُطْء؛ و أَنشد:
         و جِئْتَ نَئِيشاً بعْدَ ما فاتَك الخَبَرْ

أَي بَطيئاً متأَخراً، مَنْ همز فمعناه كيف لهم بالحركة فيما لا جَدْوى له، و قد ذكر ذلك في ترجمة نأَش. قال الزجاج: التَّناوُشُ‏
، بغير همز، التناوُلُ؛ المعنى و كيف لهم أَن يَتَناوَلوا ما كان مَبْذُولًا لهم و كان قريباً منهم فكيف يَتَناوَلونه حين بَعُدَ عنهم، يعني الإِيمان‏

361
لسان العرب6

نوش ص 361

باللَّه كانَ قَريباً في الحياة فضَيّعُوه، قال: و من هَمَز فهو الحركة في إِبْطاء، و المعنى مِنْ أَين لهم أَن يتحركوا فيما لا حِيلَة لهم فيه؛ الجوهري: يقول أَنَّى لهم تَناولُ الإِيمانِ في الآخرة و قد كَفَرُوا به في الدنيا؟ قال: و لك أَن تَهْمِزَ الواو كما يقال أُقِّتَتْ و وُقِّتَتْ، و قرئ بهما جميعاً. و نُشْتُ من الطعام شيئاً: أَصَبْتُ. و
في الحديث: يقول اللَّهُ يا محمد نَوِّش العلماءَ اليومَ في ضِيافَتي.
؛ التَّنْوِيشُ للدَّعْوةِ: الوَعْدُ و تَقْدِمَتُه، قال ابن الأَثير: قاله أَبو موسى. و ناشَت الظَّبْية الأَراكَ: تناوَلَتْه؛ قال أَبو ذؤيب:
         فما أُمُّ خَشْفٍ بالعَلايَةِ شادِنٍ             تَنُوشُ البَرِيرَ، حيث طابَ اهتِصارُها

و الناقةُ تَنُوشُ الحوضَ بفِيها كذلك؛ قال غَيْلانُ بن حُرَيث:
         فهي تَنُوشُ الحوض نَوْشاً مِنْ عَلا،             نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا

الضميرُ في قوله فهي للإِبل. و تَنُوشُ الحوض: تَتَناوَل مِلأَه. و قولُه مِنْ علا أَي من فَوق، يريد أَنها عاليةُ الأَجسام طِوالُ الأَعْناقِ، و ذلك النّوْشُ الذي تَنالُه هو الذي يُعِينُها على قَطْع الفَلَوات، و الأَجْوازُ جمعُ جَوْزٍ و هو الوسط، أَي تَتَناوَلُ ماءَ الحوضِ من فوق و تشرب شُرباً كثيراً و تقطع بذلك الشربِ فَلَواتٍ فلا تحتاج إِلى ماء آخر. و انْتاشَتْه فيهما: كناشَتْه، قال: و منه المُناوَشةُ في القتال. و يقال للرجل إِذا تناوَلَ رجُلًا ليأْخذ برأْسه و لِحْيَتِه: ناشَه يَنُوشُه نَوْشاً. و رجل نَوُوشٌ أَي ذو بَطشٍ. و نُشْتُ الرجلَ نَوْشاً: أَنَلْته خيراً أَو شرّاً. و في الصحاح: نُشْتُه خيراً أَي أَنَلْته. و
في حديث عليّ، عليه السلام، و سُئِل عن الوصيَّة فقال: الوَصيَّةُ نَوْشٌ بالمعروف.
أَي يَتَناوَلُ المُوصي المُوصى له بشي‏ء من غير أَن يُجْحِفَ بمالِه. و قد ناشَه يَنُوشُه نَوْشاً إِذا تَناوَلَه و أَخَذَه؛ و منه حديث قُتَيلةَ أُخت النَّضْر بن الحرث:
         ظَلَّتْ سُيوفُ بَني أَبيه تَنُوشُه،             لِلَّهِ أَرْحامٌ هناك تُشَقَّقُ‏

أَي تَتَناوَلُه و تَأْخُذُه. و
في حديث عبد الملِك: لما أَراد الخروجَ إِلى مُصْعب بن الزُّبير ناشَتْ به امرأَته و بَكَتْ فبَكَتْ جَوارِيها.
أَي تَعَلَّقَتْ به. و
في حديث عائشة تصِفُ أَباها، رضي اللَّه عنهما: فانتاشَ الدِّينَ بِنَعْشِه.
أَي اسْتَدْرَكه و اسْتَنْقَذَه و تنَاوَلَه و أَخذه من مَهْواتِه، و قد يُهْمز من النَّئِيش و هو حركةٌ في إِبْطاء. يقال نأَشْتُ الأَمر أَنْأَشُه و انْتأَشَ، قال: و الأَوّل أَوْجَهُ. و نُشْتُ الشي‏ء نَوْشاً: طَلَبْتُه. و انْتَشْتُ الشي‏ءَ: استخْرَجْته؛ قال:
         و انْتاشَ عائنَه من أَهل ذِي قارِ
و يقال: انْتاشَني فلانٌ من الهَلَكةِ أَي أَنْقَذَني، بغير همز، بمعنى تَناوَلَني. و ناوَشَ الشي‏ءَ: خالَطَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ و به فُسِّر قول أَبي العارم و ذكَر غَيْثاً قال: فما زِلْنا كذلك حتى ناوَشْنا الدَّوَّ أَي خالَطْناه. و ناقة مَنُوشةُ اللحمِ إِذا كانت رقيقةَ اللحم.
فصل الهاء
هبش:
الهَبْشُ: الجمْعُ و الكسْبُ. يقال: هو يَهْبِشُ لِعِياله و يُهَبِّشُ هَبْشاً و يَتَهبَّشُ و يَهْتَبِشُ و يَحْرِفُ و يَحْتَرِفُ و يَخْرِشُ و يَخْتَرِشُ و هو هَبَّاشٌ؛ قال رؤبة:
         أَعْدُو لِهَبْشِ المَغْنَمِ المَهْبُوشِ‏

ابن سيدة: اهْتَبَشَ و تَهَبَّشَ كسَبَ و جمَعَ و احْتالَ. و رجل هَبَّاشٌ: مُكْتَسِب جامعٌ.

362
لسان العرب6

هبش ص 362

و هَبَشَ الشي‏ءَ يَهْبِشُه هَبْشاً و اهْتَبَشَه و تَهَبَّشَه: جمَعَه. قال: و أَرى أَن يعقوب حكى هَبِشَ، بالكسر، جمَع، و الاسم الهُباشةُ. الجوهري: الهُباشةُ مثل الحُباشةِ و هو ما جُمِع من الناس و المال. و يقال: تَأَبَّشَ القومُ و تَهَبّشُوا إِذا تَجَيَّشُوا و تَجَمَّعوا. و الهُباشةُ: الجماعةُ. و إِن المَجْلِسَ ليَجْمعُ هُباشاتٍ و حُباشاتٍ من الناس أَي أُناساً ليسُوا من قبيلة واحدة. و تَهَبَّشُوا و تحَبَّشُوا إِذا اجتمعوا؛ قال رؤبة:
         لو لا هُباشاتٌ من التَّهْبِيشِ             لِصِبْيةٍ، كأَفْرُخِ العُشوشِ‏

أَراد بالهُباشاتِ ما كسَبَه من المال و جَمَعَه. و الهَبْشُ: نوعٌ من الضَّرْب. ابن الأَعرابي: الهَبْشُ ضَرْبُ التَّلَف. و قد هَبَشَه إِذا أَوجَعَه ضَرْباً. و الهَبْشُ: الحَلْبُ بالكَفِّ كلها؛ عن ابن الأَعرابي. و قال ثعلب: إِنما هو الهَبْشُ، قال: و كذلك وقع في المصنّف غير أَن أَبا عبيد قال هو الحَلْبُ الرُّوَيدُ فوافَقَ ثعلباً في الرواية و خالفه في التفْسير. و هُباشةُ و هابشٌ: اسمان.
هتش:
هتَشَ الكلبَ و السبُعَ يَهْتِشه هَتْشاً فاهْتَتَشَ: حَرَّشَه فاحْتَرَشَ، يمانية. قال الليث: هُتِشَ الكلبُ فاهْتَتَشَ إِذا حُرِّشَ فاحْتَرَشَ، قال: و لا يقال إِلا للسِّباع خاصة، قال: و في هذا المعنى حُتِشَ الرجلُ أَي هُيِّج للنَّشاط.
هرش:
رجل هَرِشٌ: مائِقٌ جافٍ. و المُهارَشةُ في الكلاب و نحوها: كالمُحارَشةِ. يقال: هارَشَ بين الكلاب؛ و أَنشد:
         جِرْوَا رَبيضٍ هُورِشا فهَرَّا

و الهِراشُ و الاهْتِراشُ: تقاتُلُ الكِلاب. الجوهري: الهِراشُ المُهارَشةُ بالكلاب، و هو تَحْريشُ بعضِها على بعضٍ. و التَّهْرِيشُ: التَّحْريشُ، و كلبُ هِراشٍ و خِراشٍ. و
في الحديث: يَتهارَشُون تَهارُشَ الكِلابِ.
أَي يَتقَاتَلُون و يَتَواثَبُون. و
في حديث ابن مسعود: فإِذا هُمْ يَتَهارَشُون.
؛ هكذا رواه بعضهم و فسره بالتَّقاتُلِ، و هو في مسند أَحمد بالواو بدل الراء. و التهارُشُ: الاختلاطُ. أَبو عبيدة: فرسٌ مُهارِشُ العِنانِ؛ و أَنشد:
         مُهارِشة العِنانِ كأَنّ فيها             جَرادةَ هَبْوةٍ، فيها اصْفِرارُ

و قال مِرَّة: مُهارِشةُ العِنانِ هي النَشِيطةُ. قال الأَصمعي: فرس مُهارِشةُ العنانِ خَفِيفةُ اللجام كأَنها تُهارِشُه. و قد سمت هَرّاشاً و مُهارِشاً. و هَرْشَى: موضعٌ؛ قال:
         خُذا جَنْبَ هَرْشَى أَو قَفاها، فإِنه             كِلا جانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَريقُ‏

و في الصحاح:
         خُذِي أَنْف هرشَى أَو قفاها
الجوهري: هَرْشَى ثَنِيَّةٌ في طريق مكة قريبة من الجُحْفة يُرَى منها البحرُ، و لها طريقان فكلُّ مَنْ سَلَكهما كان مُصِيباً. و في الحديث ذكر ثنيَّة هَرْشَى؛ قال ابن الأَثير: هي ثنيَّة بين مكة و المدينة، و قيل: هَرْشَى جبل قريب من الجحفة، و اللَّه عز و جل أَعلم.
هردش:
التهذيب في أَثناء كلامه على هرشف: يقال للناقة الهَرِمة: هِرْشَفَّةٌ و هِرْدِشَةٌ و هِرْهِر.
هشش:
الهَشُّ و الهَشِيشُ من كل شي‏ء: ما فيه رَخاوَةٌ و لين، و شي‏ءٌ هَشٌ و هشِيشٌ، و هَشَّ يَهِشُّ هَشاشةً، فهو هَشٌّ و هَشِيشٌ. و خُبْزة هَشَّةٌ: رِخْوة المَكْسَر، و يقال: يابسة؛ و أَتْرُجَّةٌ هَشَّةٌ كذلك.

363
لسان العرب6

هشش ص 363

و هَشَّ الخبْزُ يَهِشُّ، بالكسر: صار هَشّاً. و هَشَّ هُشُوشةً: صار خَوَّاراً ضعيفاً. و هشَّ يَهِشُّ: تَكَسَّر و كَبِر. و رجل هَشٌ و هَشِيشٌ: بَشٌ مُهْتَرٌ مَسْرورٌ. و هشَّشْتُه و هَشِشْتُ به، بالكسر، و هشَشْت؛ الأَخيرة عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابيِّ، هَشاشةً: بَشِشْت، و الاسم الهَشَاشُ. و الهَشَاشةُ: الارْتِياحُ و الخِفَّة للمعروف. الجوهري: هشِشْتُ بفلان، بالكسر، أَهَشّ هَشاشةً إِذا خَفَفْت إِليه و ارْتَحْت له و فَرِحْت به؛ و رجل هَشٌّ بَشٌّ. و
في حديث ابن عمر: لقد راهَنَ النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، على فرس له يقال له سَبْحَةُ فجاءَت سابقةً فلَهَشَّ لذلك و أَعْجَبه.
أَي فلقد هشَّ، و اللام جواب القسم المحذوف أَو للتأْكيد. و هَشَشْت و هَشِشْت للمعروف هَشّاً و هَشَاشةً و اهْتَشَشْت: ارْتَحْتُ له و اشْتَهَيْته؛ قال مُلَيح الهُذَلي:
         مُهْتَشَّة لِدَلِيجِ الليلِ صادِقَة             وَقْع الهجيرِ، إِذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ

و
في حديث عمر، رضي اللَّه عنه، أَنه قال: هشِشْت يوماً فَقَبَّلْتُ و أَنا صائم، فسأَلتُ عنه رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم.
؛ قال شمر: هشِشت أَي فَرِحْت و اشتهيت؛ قال الأَعشى:
         أَضْحَى ابنُ ذِي فائشٍ سَلامةً ذي التفضال             هَشّاً، فُؤَادُه جَذِلا

قال الأَصمعي: هشّاً فُؤَادُه أَي خفيفاً إِلى الخَيْر. قال: و رَجل هشٌّ إِذا هشَّ إلى إِخوانِه. قال: و الهَشَاشُ و الأَشَاشُ واحدٌ. و اسْتَهشَّنِي أَمرُ كذا فَهَشِشْت له أَي اسْتَخَفَّنِي فخَفَفْت له. و قال أَبو عمرو: الهَشِيشُ الرجلُ الذي يَفْرح إِذا سأَلته. يقال: هو هاشٌّ عند السؤَال و هَشِيشٌ و رائحٌ و مُرْتاحٌ و أَرْيَحِيٌّ؛ و أَنشد أَبو الهَيْثَم في صفة قِدْر:
         و حاطِبانِ يهُشَّان الهَشيمَ لها،             و حاطِبُ الليلِ يلْقى دُونَها عنَنا

يَهُشَّان الهَشيمَ: يُكَسِّرانِه للقدْر. و قال عمرٌو: الخيلُ تُعْلَفُ عند عَوَز العلَف هَشِيمَ السَمَك، و الهَشِيشُ لِخُيُول أَهلِ الأَسْيافِ خاصة؛ و قال النمر بن تَوْلَب:
         و الخَيْلُ في إِطْعامِها اللحمَ ضَرَرْ،             نُطْعِمها اللحمَ، إِذا عَزَّ الشَجَرْ

قال ذلك في كَلِمته التي يقول فيها:
         اللَّهُ من آياتِه هذا القَمَرْ
قال: و تُعْلَفُ الخيلُ اللحمَ إِذا قلَّ الشجرُ. و يقال للرجل إِذا مُدِحَ: هو هَشُّ المَكْسِرِ أَي سَهْل الشأْن فيما يُطْلَبُ عنده من الحوائج. و يقال: فلان هَشُّ المَكْسِرِ و المَكْسَرِ سَهْلُ الشأْن في طلَب الحاجةِ، يكون مَدْحاً و ذمّاً، فإِذا أَرادوا أَن يقولوا ليس هو بصَلَّادِ القِدْح فهو مدح، و إِذا أَرادوا أَن يقولوا هو خَوَّارُ العُودِ فهو ذمٌ. الجوهري: الفَرَسُ الهَشُّ خِلاف الصَّلُود. و فرس هَشٌّ: كثيرُ العَرَق. و شاةٌ هَشُوشٌ إِذا ثرَّتْ باللَّبَنِ. و قِرْبةٌ هَشَّاشةٌ: يَسِيل ماؤها لرِقَّتِها، و هي ضد الوَكِيعةِ؛ و أَنشد أَبو عمرو لطَلْق بن عدي يصف فرساً:
         كأَنَّ ماءَ عِطْفِه الجَيَّاشِ             ضَهْلُ شِنانِ الحَوَرِ الهَشَّاشِ‏

و الحَوَرُ: الأَدِيمُ، و الهَشُّ: جَذْبك الغُصْنَ من أَغصان الشجَرة إِليك، و كذلك إِن نَثَرْتَ ورَقَها بعصاً هشَّه يهُشُّه هَشّاً فيهما. و قد هشَشْتُ أَهُشُّ هَشّاً إِذا خَبَطَ الشجرَ فأَلْقاه لغَنَمِه. و هشَشْت‏

364
لسان العرب6

هشش ص 363

 الورَقَ أَهُشُّه هَشّاً: خبَطْتُه بِعصاً ليتَحاتَّ؛ و منه قوله عز و جل: وَ أَهُشُّ بِها عَلى‏ غَنَمِي‏
؛ قال الفراء: أَي أَضرِب بها الشجرَ اليابس ليَسْقُطَ ورَقُها فتَرْعاه غنَمُه؛ قال أَبو منصور: و القول ما قاله الفراءُ و الأَصمعي في هَشَّ الشجرَ، لا ما قاله الليث إِنه جَذْبُ الغُصْن من الشجر إِليك. و
في حديث جابر: لا يُخْبَطُ و لا يُعْضَد حِمَى رسولِ اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، و لكن هُشُّوا هَشّاً.
أَي انثُرُوه نَثْراً بلِينِ و رِفْقِ. ابن الأَعرابي: هَشَّ العودُ هُشُوشاً إِذا تكَسَّرَ، و هشَّ للشي‏ء يَهِشُّ إِذا سُرَّ به و فَرِحَ. و فَرَسٌ هَشُّ العِنَان: خَفِيفُ العِنَان. قال شمر: و هاشَ بمعنى هشَّ؛ قال الراعي:
         فكَبَّر للرُّؤْيا و هاشَ فُؤَادُه،             و بَشَّرَ نَفْساً كان قَبْلُ يَلُومُها

قال: هاش طَرِبَ. ابن سيدة: و الهَشِيشةُ الورَقَةُ أَظُنُّ ذلك. و هَشَاهِشُ القومِ: تحرُّكهم و اضطرابُهم.
هلبش:
هَلْبَشٌ و هُلابِشٌ: اسمان.
همش:
الهَمْشةُ: الكلامُ و الحركةُ، هَمَشَ و هَمِشَ القومُ فهم يَهْمَشُون و يَهْمِشُون و تَهامَشُوا. و امرأَة هَمَشى الحديثِ، بالتحريك: تُكْثِرُ الكلامَ و تُجَلِّبُ. و الهَمِشُ: السريعُ العملِ بأَصابِعه. و هَمَشَ الجرادُ: تحرَّك ليَثُور. و الهَمْشُ: العَضُّ، و قيل: هو سُرْعَة الأَكلِ. قال أَبو منصور: الذي قاله الليث في الهَمْش أَنه العَضُّ غيرُ صحيح، و صوابه الهَمْس، بالسين، فصحَّفه، قال: و أَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال: إِذا مضَغَ الرجلُ الطعامَ و فُوهُ مُنْضَمٌّ قيل: هَمَشَ يَهمِشُ هَمْشاً. و روى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: يقال للجراد إِذا طُبِخَ في المِرْجَل الهَمِيشةُ، و إِذا سُوّيَ على النار فهو المَحْسُوسُ. قال ابن السكيت: قالت امرأَة من العرب لامرأَة ابنها طَفَّ حَجْرُكِ و طابَ نَشْرُك و قالت لابنتها: أَكَلْتِ هَمْشاً، و حَطَبْتِ قَمْشاً دعَتْ على امرأَة ابنها أَن لا يكون لها ولَد و دَعَت لابْنَتِها أَن تَلِدَ حتى تُهامِشَ أَولادَها في الأَكْل أَي تُعاجِلَهم، و قولُها حَطَبْتِ قَمْشاً أَي حطَبَ لك ولدُكِ من دِقِّ الحَطَبِ و جلِّه. و يقال للناس إِذا كثروا بمكان فأَقبلوا و أَدْبَرُوا و اختلطوا: رأَيتهم يَهْتَمِشُون و لهم هَمْشةٌ، و كذلك الجراد إِذا كان في وِعاء فغَلى بعضُهُ في بعض و سمعتَ له حركة تقول: له هَمْشةٌ في الوعاء. و يقال: إِن البراغيث لتَهْتَمِشُ تحْت جَنْبي فتُؤْذيني باهْتِماشها. ابن الأَعرابي: الهَمْشُ و الهَمَشُ كثرةُ الكلام و الخَطَل في غير صواب؛ و أَنشد:
         و هَمِشُوا بكَلِمٍ غير حَسَنْ‏

قال الأَزهري: و أَنشدَنِيه المنذريُّ و هَمَشُوا، بفتح الميم، ذكره عن أَبي الهيثم. و اهْتَمَشَت الدابةُ إِذا دبَّت دَبِيباً.
همرش:
الهَمَّرِشُ: العجوزُ المُضْطرِبةُ الخَلْق؛ قال ابن سيدة: جعلها سيبويه مرة فَنْعَلِلًا و مرة فَعْلَلِلًا، و ردَّ أَبو علي أَن يكون فَنْعَلِلًا و قال: لو كان كذلك لظهرت النون لأَن إِدغام النون في الميم من كلمة لا يجوز، أَ لا ترى أَنهم لم يُدْغموا في شاة زَنْماء و امرأَة قَنْواء كراهية أَن يَلْتبس بالمُضاعَف؟ و هي عند كراع فَعَّلِل، قال: و لا نظير لها البتة. الليث: عجوز هَمَّرِش في اضطراب خَلْقها و تشَنُّجِ جِلدِها. الجوهري: الهَمَّرِشُ العجوزُ الكبيرة و الناقةُ الغزيرة و اسم كلْبةٍ؛ قال الراجز:
         إِن الجِراءَ تَخْترش،

365
لسان العرب6

همرش ص 365

         في بطْنِ أُمّ الهَمَّرِشْ،             فيهن جِرْوٌ نَخْوَرِشْ‏

قال الأَخفش: هو من بنات الخمسة، و الميمُ الأُولى نونٌ، مثال جَحْمَرِش لأَنه لم يجئ شي‏ء من بنات الأَربعة على هذا البناء، و إِنما لم تُبَيَّن النونُ لأَنه ليس له مثال يلتبس به فيُفْصل بينهما. و الهَمْرَشةُ: الحركةُ. و الهَمْرَشُ: الحركةُ، و قد تَهَمْرَشَ القومُ إِذا تحرّكوا.
هوش:
هاشَت الإِبلُ هَوْشاً: نفَرَت في الغارة فتبدَّدَتْ و تفرَّقت. و إِبل هَوّاشةٌ: أَخَذَت من هنا و هنا. و الهَوْشَةُ: الفِتْنةُ و الهَيْجُ و الاضطرابُ و الهَرْجُ و الاختلاطُ. يقال: قد هَوَّشَ القوم إِذا اختلطوا؛ و كذلك كل شي‏ء خَلَطْتَه فقد هَوَّشْته؛ قال ذو الرمة يصِفُ المنازل و أَن الرياح قد خلَطت بعضَ آثارها ببعض:
         تَعَفَّتْ لِتَهْتانِ الشِّتاءِ، و هَوَّشَتْ             بها نائِجاتُ الصَّيْفِ شَرْقِيَّةً كُدْرا

و
في حديث الإِسراء: فإِذا بَشَرٌ كثيرٌ يَتَهاوَشُون.
؛ التَّهاوُشُ: الاختلاطُ، أَي يَدْخُل بعضُهم في بعض. و
في حديث قيس بن عاصم: كنت أُهاوِشُهم في الجاهلية.
أَي أُخالِطُهم على وَجْهِ الإِفْساد. و الهَوْشةُ: الفسادُ. و هاشَ القومُ و هَوِشُوا هَوَشاً و تَهَوّشوا: وقعُوا في فساد. و تهَوَّشوا عليه: اجْتَمَعُوا. و هَوَّشَ بينهم: أَفسَد؛ و قول الراجز:
         قد هَوَّشَتْ بُطونُها و احْقَوْقَفَتْ‏

أَي اضطربت من الهُزال، و كذلك هاشَ القومُ يَهُوشون هَوْشاً. و يقال للعدد الكثير: هَوْشٌ. و الهُواشاتُ، بالضم: الجماعاتُ من الناس و من الإِبل إِذا جمعوها فاختلط بعضها ببعض. قال عرام: يقال رأَيت هُوَاشةً من الناس و هَوِيشةً أَي جماعة مختلطة. قال أَبو عدنان: سمعت التميميات يقلْن الهَوْشُ و البَوْشُ كثرةُ الناس و الدواب؛ و دخلنا السوق فما كِدْنا نَخْرُج من هَوْشِها و بَوْشِها. و قال: اتقوا هَوَشاتِ السُّوق أَي اتقوا الضلال فيها و أَن يُحْتالَ عليكم فتُسْرَقُوا. و هَوَشاتُ الليل: حوادثُه و مكروهُه. قال ابن سيدة: و هَوَشاتُ السوق قال حكاه ثعلب بفتح الواو و لم يفسره، قال: و أَراه اخْتِلاطَها و ما يُوكَسُ فيه الإِنسانُ عندها و يُغْبَن. و
في حديث ابن مسعود: إيّاكم و هَوَشاتِ الليلِ و هَوَشاتِ الأَسواق، و رواه بعضهم: و هَيَشاتِ.
بالياء، أَي فِتَنها و هَيْجَها. و الهُوَاشُ، بالضم: ما جُمِع من مالٍ حرام و حلالٍ كأَنه جمعُ مَهْوَشٍ من الهَوْش الجمع و الخلْط. و المَهاوِشُ: مكاسبُ السُّوء؛ و منه‏
الحديث: مَن اكتسبَ مالًا من مَهاوِشَ أَذْهَبَهُ اللَّه في نَهابِرَ.
؛ المَهاوِشُ: كلُّ مالٍ يُصاب من غير حِلِّه و لا يُدْرَى ما وجهُه كالغَصْب و السَّرِقة و نحو ذلك و هو شبيه بما ذكر من الهَوَشاتِ؛ و قال ابن الأَعرابي: و
يروى: مِنْ نَهاوِشَ.
و قد تقدم في موضعه، و هو أَن يَنْهشَ من كلّ مكان، و
رواه بعضهم: من تَهاوِشَ.
ابن الأَنباري؛ و قول العامّة شَوَّشَ الناسُ إِنما صوابه هَوَّشَ و شَوَّشَ خطأٌ. الليث: إِذا أُغِيرَ على مالِ الحيِّ فنَفَرت الإِبلُ و اخْتَلَط بعضُها ببعض قيل: هاشَت تَهُوش، فهي هَوائِشُ. و جاء بالهَوْشِ و البَوْشِ أَي بالجَمْع الكثير من الناس. و الهَوْشُ: المجتمعون في الحرْب، و الهَوْش: خلاءُ البطن. و أَبو المهْوَشِ: من كُناهم. و ذو هاشٍ: موضعٌ ذكره زهير في شعره.

366
لسان العرب6

هيش ص 367

هيش:
الهَيْشةُ: الجماعةُ؛ قال الطرِمّاح:
         كأَن الخِيمَ هاشَ إِليه منه             نِعاجُ صَرائمٍ جُمّ القُرُونِ‏

و
في حديث ابن مسعود: إِياكم و هَيْشاتِ الليلِ و هَيْشاتِ الأَسواقِ.
؛ و الهَيْشاتُ: نحوٌ من الهَوْشات، و هو كقولهم: رجل ذو دَغَواتٍ و دَغَياتٍ، و
في حديث آخر: ليس في الهَيْشاتِ قَوَدٌ.
؛ عَنى به القَتِيلَ يُقْتَل في الفِتْنة لا يُدْرى مَنْ قتَله، و يقال بالواو أَيضاً. و هاشَ القومُ بعضهم إِلى بعض و تَهَيَّشُوا: و هو من أَدْنى القِتالِ؛ و تَهَيَّشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض تَهَيُّشاً. أَبو زيد: هذا قتِيلُ هَيْشٍ إِذا قُتِل، و قد هاشَ بعضُهم إِلى بعض، و الهَيْشُ: الاختلاطُ. و هاشَ في القوم هَيْشاً: عاثَ و أَفْسَدَ. الجوهري: الهَيْشةُ مثل الهَوْشةِ. و هاشَ القومُ يَهِيشُون هَيْشاً إِذا تحرّكوا و هاجُوا؛ قال الشاعر:
         هِشْتُم علينا، و كنتم تَكْتَفُون بما             نُعْطِيكمُ الحَقَّ منا غيرَ مَنْقُوصِ‏

و هاشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض للقتال، و المَصْدَرُ الهَيْشُ؛ أَبو زيد: هاشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض هَيْشاً إِذا وَثَبَ بعضُهم إِلى بعض للقتال. و الهَيْشُ: الحَلْبُ الرُّوَيْدُ، جاء به في باب حَلْب الغَنَم، قال ثعلب: و هو بالكفّ كلّها. و الهَيْشَةُ: أُمُّ حُبَيْنٍ؛ قال بِشْر بن المعتمر:
         و هَيْشَة تأْكلها سُرْفةٌ،             و سِمْعُ ذِئبٍ هَمُّه الحُضْرُ

و قال:
         أَشْكُو إِليك زَماناً قد تَعَرّقَنا،             كما تَعرَّقَ رأْسَ الهَيْشةِ الذِّيبُ‏

يعني أُمَّ حُبَين، و اللَّه أَعلم.
فصل الواو
وبش:
الوَبْشُ و الوَبَشُ: البياضُ الذي يكون على الأَظفار، و في المحكم: على أَظفار الأَحْداثِ، و في التهذيب: النِّمْنِمُ الأَبيض يكون على الظُّفُرِ. ابن الأَعرابي: هو الوَبْشُ و الكَدِبُ و الكَدَبُ و النِّمْنِمُ، يقال: بظُفْرِه وَبْشٌ و هو ما نُقِّط من البياض في الأَظفار؛ و وَبِشَت أَظفارُه و وَبَّشَت: صار فيها ذلك الوَبْش. و الأَوْباشُ من الناس: الأَخْلاطُ مثل الأَوْشابِ، و يقال: هو جمع مقلوب من البَوْش. ابن سيدة: أَوْباشُ الناسِ الضُّروبُ المُتفرِّقون، واحدُهم وَبْشٌ و وَبَشٌ. و بها أَوْباشٌ من الشجر و النبات، و هي الضُّروب المتفرّقة. و يقال: ما بهذه الأَرض إِلَّا أَوْباشٌ من شجر أَو نبات إِذا كان قليلًا متفرقاً. الأَصمعي: يقال بها أَوْباشٌ من الناس و أَوْشابٌ من الناس و هم الضُّروب المتفرقون. و
في الحَديث: إِن قُريْشاً وَبَّشَت لِحَرْب النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، أَوْباشاً لها.
؛ أَي جمعت له جموعاً من قبائلَ شتّى. ابن شميل: الوَبَش الرَّقَطُ من الجَرب يَتَفَشَّى في جِلْد البَعير؛ يقال: جمَلٌ وَبِشٌ و به وَبَشٌ و قد وَبِشَ جلْدُه وبَشاً. و وَبْشُ الكلامِ: رَديئُه. و
في حديث كعب أَنه قال: أَجِدُ في التوراة أَن رجُلًا من قُرَيشٍ أَوْبَشَ الثَّنايا يَحْجِلُ في الفتنة.
؛ قال شمر: قال بعضهم أَوْبَشَ الثنايا يعني ظاهرَ الثنايا، قال: و سمعت ابن الحريش يحكي عن ابن شميل عن الخليل أَنه قال: الواوُ عندهم أَثْقلُ من الياء و الأَلف إِذ قال أَوْبَش. و بَنُو وابِشٍ و بنو وابِشِيّ: بَطْنانِ؛ قال الراعي:
         بَني وابِشِيٍّ قد هَوِينا جِمَاعَكم،             و ما جَمَعَتْنا نِيّةٌ قبلها مَعَا

367
لسان العرب6

وتش ص 368

وتش:
وَتْشُ الكلامِ: رَديئُه، قال: كذلك وجدته في كتاب ابن الأَعرابي بخط أَبي موسى الحامض، و المعروفُ وَبْشُ. الأَزهري: قرأْت في نوادر الأَعراب: يقال للحارِضِ من القوم الضعيفِ وتَشَةٌ و أُتَيْشةٌ و هِنَّمَةٌ صوْكة و صوّكة «4». و الوَتْشُ: القليلُ من كل شي‏ء مثل الوَتْحِ. و إِنه لمن وَتْشِهم أَي من رُذالهم.
وحش:
الوَحْش: كلُّ شي‏ء من دواب البَرّ مما لا يَسْتأْنس مُؤنث، و هو وَحْشِيّ، و الجمع وُحُوشٌ لا يُكسّر على غير ذلك؛ حمارٌ وحْشِيٌّ و ثورٌ وَحْشِيٌّ كلاهما منسوب إِلى الوَحْشِ. و يقال: حمارُ وَحْشٍ بالإِضافة و حمارٌ وحْشِيٌّ. ابن شميل: يقال للواحد من الوحْشِ هذا وحْشٌ ضَخْم و هذه شاةٌ وَحْش، و الجماعة هي الوَحْشُ و الوُحُوش و الوَحِيش؛ قال أَبو النجم:
         أَمْسى يَبَاباً، و النَّعامُ نَعَمُهْ،             قَفْراً، و آجَالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ‏

و هذا مثل ضائِنِ و ضَئينٍ. و كل شي‏ء يسْتَوْحِشُ عن الناس، فهو وَحْشِيّ؛ و كل شي‏ء لا يَسْتَأْنس بالناس وَحْشِيٌّ. قال بعضهم: إِذا أَقبل الليلُ استأْنس كلُّ وَحْشِيٍّ و اسْتَوْحَش كل إِنْسِيّ. و الوَحْشةُ: الفَرَقُ من الخَلْوة. يقال: أَخذَتْه وَحْشةٌ. و أَرض مَوْحُوشةٌ: كثيرة الوَحْشِ. و اسْتَوْحَشَ منه: لم يَأْنَسْ به فكان كالوَحْشيّ؛ و قول أَبي كبير الهذلي:
         و لقد عَدَوْتُ و صاحِبي وَحْشِيّةٌ،             تحتَ الرِّداء، بَصِيرةٌ بالمُشْرِف «5»

قيل: عَنى بوَحْشِيّة رِيحاً تدخل تحت ثيابه، و قوله بَصِيرة بالمُشْرف يعني الرِّيحَ أَي من أَشْرَفَ لها أَصابته، و الرِّداءُ السَّيفُ. و
في حديث النجاشي: فنَفَخَ في إِحْلِيل عُمارَةَ فاسْتَوْحَشَ.
أَي سُحِرَ حتى جُنَّ فصار يَعْدُو مَع الوَحْشِ في البَرِّية حتى مات،
و في رواية: فطارَ مع الوَحْشِ.
و مكانٌ وَحْشٌ: خالٍ، و أَرض وَحْشةٌ، بالتسكين، أَي قَفْرٌ. و أَوْحَشَ المكانُ من أَهله و توَحّشَ: خَلا و ذهبَ عنه الناسُ. و يقال للمكان الذي ذهب عنه الناسُ: قد أَوْحَشَ، و طَلَلٌ مُوحِشٌ؛ و أَنشد:
         لِسَلْمى مُوحِشاً طَلَلُ،             يَلُوح كأَنه خِلَلُ‏

و هذا البيت أَورده الجوهري فقال: لِمَيّةَ موحشاً؛ و قال ابن بري: البيت لكُثَيّر، قال و صواب إِنشاده: لِعَزَّةَ موحشاً، و أَوْحَشَ المكانَ: وجَدَه وحْشاً خالياً. و توَحَّشَت الأَرضُ: صارت وحْشةً؛ و أَنشد الأَصمعي لعبّاس بن مِرْداس:
         لأَسْماءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليومَ دارِسا،             و أَوْحَشَ منها رَحْرَحانَ فراكِسا

و يروى:
         و أَقْفَر إِلَّا رَحْرَحانَ فراكِسا
و رَحْرَحانُ و راكِس: موضعان. و
في الحديث: لا تَحْقِرَنَّ شيئاً من المعروف و لو أَن تُؤْنِسَ الوَحْشانَ.
؛ الوَحْشانُ: المُغْتَمُّ. و قومٌ وَحاشَى: و هو فَعْلانُ من الوَحْشة ضدّ الأُنْس. و الوَحْشةُ: الخَلْوة و الهَمُّ. و أَوْحَشَ المكانُ إِذا صارَ وَحْشاً، و كذلك توحّشَ، و قد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. و
في حديث عبد اللَّه: أَنه كان يَمْشِي مع رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، في الأَرضِ‏
__________________________________________________
 (4). قوله [و صوكة] هكذا في الأَصل بدون نقط.
 (5). قوله [و لقد عدوت‏] في شرح القاموس: و لقد غدوت بالغين المعجمة.

368
لسان العرب6

وحش ص 368

وَحْشاً.
أَي وحْدَه ليس معه غيره. و
في حديث فاطمة بنت قيس: أَنها كانت في مكانٍ وحْشٍ فخِيفَ على ناحِيتها.
أَي خَلاءٍ لا ساكنَ به. و
في حديث المدينة: فيَجدانه وَحْشاً.
و
في حديث ابن المسيب و سئل عن المرأَة: هي في وَحْشٍ من الأَرض.
و لَقِيَه بوَحْشِ إِصْمِتَ و إِصْمِتَةَ، و معناه كمعنى الأَول، أَي ببلد قَفْر. و تركته بوَحْشِ المَتْنِ أَي بحيث لا يُقْدر عليه، ثم فسّر المَتْنَ فقال: و هو المتنُ من الأَرض و كلُّه من الخَلاء. و بلادٌ حِشُون: قَفْرةٌ خالية؛ و أَنشد:
         منازلُها حِشُونا
على قياس سِنُونَ و في موضع النصب و الجرّ حِشِينَ مثل سِنِينَ؛ و أَنشد:
         فأَمْسَتْ بَعْدَ ساكِنها حِشِينَا

قال أَبو منصور: حِشُون جمعُ حِشَةٍ و هو من الأَسماء الناقصة، و أَصلُها وِحْشةٌ فنُقِصَ منها الواوُ كما نَقَصُوها من زِنَةٍ و صِلَةٍ و عِدَة، ثم جَمَعُوها على حِشِينَ كما قالوا عِزِينَ و عِضِينَ من الأَسماء الناقصة. و باتَ وَحْشاً و وَحِشاً أَي جائعاً لم يأْكل شيئاً فخلا جَوفُه، و الجمع أَوْحاشٌ. و الوَحْشُ و المُوحِشُ: الجائعُ من الناس و غيرهم لخُلُوِّهِ من الطعام. و توَحَّشَ جوفُه: خَلا من الطعام. و يقال: تَوَحَّشْ للدَّواء أَي أَخْل جوفَك له من الطعام. و توَحَّشَ فلان للدَّواء إِذا أَخلى مَعِدَتَه ليكون أَسْهَلَ لخروج الفُضول من عُروقه. و التوَحُّشُ للدواء. الخُلُوُّ له. و يقال للجائع الخالي البطن: قد توَحَّشَ. أَبو زيد: رجل مُوحِشٌ و وحْشٌ و وحِشٌ و هو الجائع من قوم أَوْحاشٍ. و يقال: بات وَحْشاً و وَحِشاً أَي جائعاً. و أَوْحَشَ الرجلُ: جاعَ. و بِتْنا أَوْحاشاً أَي جِياعاً. و قد أَوْحَشْنا مُذْ لَيْلَتانِ أَي نِفِدَ زادُنا؛ قال حُمَيد يصف ذئباً:
         و إِن بات وحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها             ذِراعاً، و لم يُصْبِحْ بها و هو خاشِعُ‏

و
في الحديث: لقد بِتْنا وَحْشِينَ ما لنا طعام.
يقال: رجل وَحْشٌ، بالسكون، من قوم أَوْحاشٍ إِذا كان جائعاً لا طعام له؛ و قد أَوْحَشَ إِذا جاع. قال ابن الأَثير: و جاء
في رواية الترمذي: لقد بِتْنا لَيْلتَنا هذه وَحْشى.
كأَنه أَراد جماعةَ وَحْشِيٍّ؛ و الوَحْشِيُّ و الإِنْسِيُّ: شِقَّا كلِّ شي‏ء. و وَحْشِيُّ كلِّ شي‏ء: شِقُّه الأَيْسَرُ، و إِنْسِيُّه شِقُّه الأَيْمنُ، و قد قيل بخلاف ذلك. الجوهري: و الوَحْشِيُّ الجانبُ الأَيْمن من كل شي‏ء؛ هذا قول أَبي زيد و أَبي عمرو؛ قال عنترة:
         و كأَنما تَنْأَى بجانب دَفّها الوَحْشِيّ             من هَزَجِ العَشِيّ مُؤوَّم‏

و إِنما تَنْأَى بالجانب الوَحْشِيّ لأَنَّ سوطَ الراكب في يده اليمنى؛ و قال الراعي:
         فمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها،             و قدْ رِيعَ جانِبُها الأَيْسَرُ

و يقال: ليس من شي‏ء يَفْزَع إِلا مال على جانبه الأَيمن لأَن الدابة لا تؤْتى من جانبها الأَيْمَن و إِنما تُؤْتى في الاحْتِلاب و الركُوبِ من جانبها الأَيْسر، فإِنما خَوْفُه منه، و الخائف إِنما يَفِرّ من موضع المخافة إِلى موضع الأَمْن. و الأَصمعي يقول: الوحْشِيُّ الجانبُ الأَيْسرُ من كل شي‏ء. و قال بعضهم: إِنْسِيُّ القَدَمِ ما أَقْبَلَ منها على القدم الأُخرى، و وَحْشِيُّها ما خالفَ إِنْسِيَّها. و وَحْشِيُّ القَوْسِ الأَعْجمِيّةِ: ظَهرُها، و إِنْسِيُّها: بَطنُها المُقْدِم‏

369
لسان العرب6

وحش ص 368

عليك، و في الصحاح: و إِنْسِيُّها ما أَقْبَل عليك منها، و كذلك وَحْشِيُّ اليدِ و الرجْل و إِنْسِيُّهما، و قيل: وحْشِيُّها الجانبُ الذي لا يقع عليه السَّهمُ، لم يَخُصَّ بذلك أَعْجميّةٌ من غيرها. و وَحْشِيُّ كلِّ دابة: شِقَّه الأَيمن، و إِنْسِيُّه: شقُّه الأَيسر. قال الأَزهري: جوّدَ الليثُ في هذا التفسير في الوَحْشِيّ و الإِنْسِيّ و وافَقَ قولُه قول الأَئمة المُتْقِنِينَ. و رُوي عن المفضل و عن الأَصمعي و عن أَبي عبيدة قالوا كلُّهم: الوَحْشِيُّ من جميع الحيوان ليس الإِنسان، هو الجانبُ الذي لا يُحْلَب منه و لا يُرْكَبُ، و الإِنسيُّ الجانبُ الذي يَرْكَب منه الراكب و يَحْلُب منه الحالب. قال أَبو العباس: و اختلف الناس فيهما من الإِنسان، فبعضهم يُلْحِقه في الخيل و الدواب و الإِبل، و بعضهم فرّق بينهما فقال: الوَحْشِيّ ما وَليَ الكتِفَ، و الإِنْسِيُّ ما وَليَ الإِبْطَ، قال: هذا هو الاختيار ليكون فرقاً بين بني آدم و سائرِ الحيوان؛ و قيل: الوَحْشِيُّ من الدابة ما يَرْكب منه الراكبُ و يَحْتَلِبُ منه الحالبُ، و إِنما قالوا: فَجالَ على وَحْشِيّه و انْصاعَ جانبُه الوَحْشِيُّ لأَنه لا يؤْتى في الركوب و الحلب و المُعالجة و كلِّ شي‏ء إِلا منه فإِنما خوْفُه منه، و الإِنْسِيُّ الجانبُ الآخر؛ و قيل: الوحشي الذي لا يُقدَر على أَخذ الدابة إِذا أَفْلَتت منه و إِنما يؤخذ من الإِنْسِيّ، و هو الجانب الذي تُرْكب منه الدابة. و قال ابن الأَعرابي: الجانب الوَحِيشُ كالوَحْشِيّ؛ و أَنشد:
         بأَقدامِنا عن جارِنا أَجنَبِيّة             حَياء، و للمُهْدى إِليه طَريقُ‏
             لِجارتِنا الشِّقُّ الوَحِيشُ، و لا يُرى             لِجارتِنا منّا أَخٌ و صديقُ‏

و تَوَحَّشَ الرجلُ: رَمى بثوبه أَو بما كان. و وَحَشَ بِثَوْبه و بسيفه و برُمْحه، خَفِيف: رَمى؛ عن ابن الأَعرابي، قال: و الناسُ يقولون وَحَّشَ، مُشَدَّداً، و قال مرّة: وحَشَ بثوبه و بدِرْعه و وَحَّش، مخفف و مثقَّل، خافَ أَن يُدْرَك فرَمى به ليُخَفِّفَ عن دابته. قال الأَزهري: و رأَيت في كتابٍ أَن أَبا النجم وَحَّشَ بثيابه و ارْتَدَّ يُنْشِد أَي رَمى بثيابه. و
في الحديث: كانَ بين الأَوْس و الخَزْرج قِتال فجاء النبي، صلى اللَّه عليه و سلم، فلما رآهم نادى: أَيُّها الناسُ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ [الآيات‏] فوَحَّشُوا بأَسْلحتهم و اعْتَنَق بعضُهم بعضاً.
أَي رَمَوْها؛ قالت أُم عمرو بنت وَقْدانَ:
         إِن أَنتُمُ لم تَطْلُبوا بأَخِيكُم،             فذَرُوا السِّلاحَ وَ وَحِّشُوا بالأَبْرَقِ‏

و
في حديث عليّ، رضي اللَّه عنه: أَنه لَقي الخوارجَ فوَحَّشُوا برِماحِهم و استَلّوا السيوف.
؛ و منه‏
الحديث: كان لرسول اللَّه، صلى اللَّه عليه و سلم، خاتم من حديد «6» فَوَحَّشَ به بين ظَهْرانَيْ أَصحابهِ فَوحّشَ الناسُ بخواتيمهم.
و
في الحديث: أَتاه سائلٌ فأَعطاه تمرةً فَوَحَّشَ بها.
و الوحشي من التِّين: ما نَبَت في الجبال و شَواحِط الأَوْدية، و يكون من كل لون: أَسود و أَحمر و أَبيض، و هو أَصغر التين، و إِذا أُكل جَنِيّاً أَحْرق الفم، و يُزَبَّبُ؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة. و وَحْشِيٌّ: اسم رجل، و وَحْشِيَّةُ: اسم امرأَة؛ قال الوَقَّافُ أَو المرّار الفقعسي:
         إِذا تَرَكَتْ وَحْشِيَةُ النَّجْدَ لم يكن             لِعَيْنَيك، مما تَشْكُوانِ، طَبِيبُ‏

__________________________________________________
 (6). قوله [من حديد] الذي في النهاية من ذهب.

370
لسان العرب6

وحش ص 368

و الوَحْشةُ: الخَلْوةُ و الهَمُّ، و قد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.
وخش:
الوَخْشُ: رذالةُ الناس و صغارهم و غيرهم، يكون للواحد و الاثنين و الجمع و المؤنث بلفظ واحد. و يقال: ذلك من وَخْشِ الناس أَي من رُذالِهم. و جاءني أَوْخاشٌ من الناس اي سُقاطُهم؛ و رجل وَخْشٌ و امرأَة وَخْش و قَوم وَخْش، و ربما جُمِع أَوْخاشاً، و ربما أُدخِل فيه النون؛ و أَنشد لدَهْلَبِ بن قريع:
         جارية ليسَتْ من الوَخْشَنِّ،             كأَن مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِ‏
             قُطُنَّةٌ من أَجْوَدِ القُطُنِ‏

أَراد الوَخْشَ فزاد فيه نوناً ثقيلة. و في التهذيب: النون صلة الروي، قال ابن سيدة: و ربما جاء مؤنثه بالهاء؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
         و قد لَفَّفَا خَشْناءَ، لَيستْ بِوَخْشةٍ،             تُوارِي سَماءَ البيتِ مُشرفة القُتْر

يعني بالخَشْناء جُلَّة التمر، و جمعُ الوَخْشةِ وِخاشٌ. و وخُشَ الشي‏ءُ، بالضم، وَخاشَةً و وُخُوشةً و وُخوشاً: رَذُلَ و صار رَدِيئاً؛ قال الكميت:
         تَلْقَى الندَى و مَخْلَداً حَلِيفين،             ليسا من الوَكْسِ و لا بوخْشَين‏

و
في حديث ابن عباس: و إِنّ قَرْنَ الكَبْشِ مُعَلَّقٌ في الكَعْبة قد وَخُشَ و في رواية: إنّ رَأْسَه مُعلَّق بقَرْنيه في الكعبة.
وَخُشَ أَي يَبِس و تَضاءَل. و أَوْخَشَ القومُ أَي رَدُّوا السِّهام في الرِّبابةِ مرةً بعد أُخرى كأَنهم صاروا إِلى الوَخاشةِ و الرَّذالةِ؛ و أَنشد أَبو عبيد في الإِيخاشِ ليزيدَ بن الطَثَرِيّة و هي أُمه و اسم أَبيه سلمة:
         أَرَى سبعةً يَسْعَوْنَ للوَصْل، كلّهم             له عند رَيّا دِينةٌ يَسْتَدِينُها
             و أَلقَيتُ سَهمي وَسْطهم حين أَوخَشوا،             فما صارَ لي في القَسْمِ إِلا ثَمِينُها

قال: أَوْخَشُوا خَلطُوا. و قوله فما صارَ لي في القَسْم إِلا ثمِينُها أَي كنتُ ثامنَ ثمانية ممن يَسْتَدِينها؛ و قال النابغة:
         أَبَوْا أَن يُقِيمُوا للرماح، و وَخَّشَتْ             شَغارِ، و أَعْطَوْا مُنيةً كلَّ ذي ذَحْل‏

قال شمر: وخَّشَتْ أَلقَتْ بأَيديها و أَطاعت.
ودش:
ابن الأَعرابي: الوَدْشُ الفساد.
ورش:
الوارِشُ: الدافِعُ. و الوارِشُ: الطُّفَيْلِيُّ، المُتَشَهّي للطعام. و يقال للذي يَدْخُل على قوم يَطْعَمُون و لم يُدْع ليُصِيبَ من طعامِهم: وارِشٌ، و للذي يَدْخُل عليهم و هم شَرْبٌ: واغِلٌ: و قيل: الوارِشُ الداخلُ على الشَّرْب كالواغِلِ، و قيل: الوارِشُ في الطعام خاصة، و الواغِلُ في الشَّراب، و الدافعُ في أَيّ شي‏ء وقع في شَراب أَو طعام أَو غيره، و قيل: الوارِشُ في كل شي‏ء أَيضاً. و ورَشَ وَرْشاً و وُرُوشاً، و هو من الشهوة إِلى الطعام لا يُكْرِمُ نفسه. أَبو عمرو: الوارِشُ النشيطُ، و قد وَرِشَ وَرْشاً؛ و أَنشد:
         يَتْبَعْنَ زَيّافاً إِذا زِفْنَ نَجَا،             باتَ يُبارِي وَرِشاتٍ كالقَطا
             إِذا اشتَكَينَ بُعْدَ مَمْشاهُ اجْتَزَى             مِنْهُنّ، فاسْتَوْفى برَحْبٍ أَو عَدَا

أَي زاد. اجْتزى منهن: من الجزاء. قال: و رجل وارِشٌ نشِيط. و التَّوْرِيشُ: التَّحْريشُ، يقال: ورَّشْت بين القوم‏

371
لسان العرب6

ورش ص 371

و أَرَّشْت. و الوَرِشَةُ من الدواب: التي تَفَلَّتُ إِلى الجَرْي و صاحبُها يكُفُّها. أَبو عمرو: الوَرِشات الخِفافُ من النُّوقِ. و الوَرْشُ: تناوُلُ شي‏ء من الطعام، تقول: ورَشْتُ أَرِشُ ورْشاً إِذا تناولت منه شيئاً. و وَرَشَ من الطعام شيئاً: تناوَلَ، و قيل: تناوَلَ قليلًا من الطعام. ابن الأَعرابي: الرَّوْشُ الأَكلُ الكثير، و الوَرْشُ الأَكلُ القليل. و الوَرَشانُ: طائرٌ شِبْهُ الحمامةِ، و جمْعُه وِرْشانٌ، بكسر الواو و تسكين الراء، مثل كِرْوان جمع كَرَوان على غير قياس، و الأُنثى وَرَشانةٌ و هو ساقُ حُرٍّ. و في المثل: بعِلّة الوَرَشان يأْكلُ رُطَبَ المُشانِ، و الجمعُ الوَراشينُ. و الوَرَشانُ أَيضاً: حُمْلاقُ [حِمْلاقُ‏] العَينِ الأَعْلى. و الوَرَشانُ: الكبير؛ قال ابن سيدة: وجدناه في شرح شعر الأَعشى بخط ينسب إِلى ثعلب.
وشوش:
الوَشْوَشُ و الوَشْواشُ من الرجال و الإِبل: الخفيفُ السريع. و رجل وَشْواشٌ أَي خفيف؛ عن الأَصمعي؛ و أَنشد:
         في الرَّكْبِ وَشْواشٌ و في الحَيِّ رَفِلْ‏
و في التهذيب: الوَشْواشُ الخفيفُ من النعام، و ناقة وَشْواشةٌ كذلك. و الوَشْوَشةُ: كلامٌ في اختلاط؛ و
في حديث سُجود السهو: فلما انْفَتَل تَوَشْوَشَ القومُ.
؛ الوَشْوَشةُ: كلامٌ مختلط حتى لا يكاد يُفْهم، و رواه بعضهم بالسين المهملة، و يريد به الكلامَ الخفيَّ. و الوَشْوَشةُ: الكلمة الخفيّةُ و كلامٌ في اختلاط. الليث: الوَشْوَشةُ الخِفّةُ. أَبو عمرو: في فلان منْ أَبيه وَشْواشةٌ أَي شبَهٌ. أَبو عبيدة: رجل وَشْوَشِيُّ الذِّراع و نَشْنَشِيُّ الذراع، و هو الرقيقُ اليد الخفيفُ في العمَل؛ و أَنشد:
         فقامَ فَتًى وَشْوَشِيُّ الذِّرَاعِ،             لم يَتَلَبَّثْ و لم يَهْمُمِ‏

وطش:
وطَشَ القومَ عَنِّي وَطْشاً و وَطَّشَهم: دفَعَهم. و ضَربوه فما وَطَّشَ إِليهم أَي لم يُعطهم، و في الصحاح: فما وَطَّشَ إِليهم تَوْطِيشاً أَي لم يمْدُدْ بيدِه و لم يدْفع عن نفسه، و في المحكم: أَي لم يدفع عن نفسه. و يقال: سأَلته عن شي‏ء فما وَطَشَ و ما وَطَّشَ و ما دَرَّعَ أَي ما بيَّنَ لي شيئاً. و سأَلوه فما وَطَّشَ إِليهم بشي‏ء أَي لم يُعْطهم شيئاً. و وطَّشَ عنه: ذَبَّ. و وَطَّشَ: أَعْطى قليلًا؛ عن ابن الأَعرابي؛ و أَنشد:
         هَبطْنا بِلاداً ذاتَ حُمَّى و حَصْبةٍ             و مُومٍ، و إِخوانٍ مُبِينٍ عُقُوقُها
             سوى أَنّ أَقواماً من الناس وَطَّشُوا             بأَشياءَ، لم يَذْهَبْ ضَلالًا طَرِيقُها

أَي لم يَضِعْ فعالُهم عندنا، و قيل: معناه من يَخْفَ علينا أَنهم قد أَحسنوا إِلينا. اللحياني: يقال وَطِّشْ لي شيئاً و غَطِّشْ لي شيئاً معناه افتح لي شيئاً. الجوهري: وَطِّشْ لي شيئاً حتى أَذكُرَه أَي افتح. و الوَطْشُ: بَيانُ طرفٍ من الحديث. الفراء: وطَّشَ له إِذا هيَّأَ له وجهَ الكلام و العملِ و الرأي. و طَوَّشَ إِذا مَطَل غريمَه. ابن الأَعرابي: التَوْطِيشُ الإِعطاءُ القليل.
وفش:
بها أَوْفاشٌ من الناسِ: و هم السُّقَاطُ، واحدُهم وَفْشٌ، و قد يقال أَوْقاسٌ، بالقاف و السين غير المعجمة.
وقش:
الوَقْشُ و الوَقَشُ و الوَقْشَةُ و الوَقَشَةُ: الصوتُ و الحركةُ.

372
لسان العرب6

وقش ص 372

و أُقَيْشٌ: جدُّ النَّمِر، سُمِّي بذلك لأَنَّ أَباه نظر إِلى أُمه و قد حَبِلت به فقال: ما هذا الذي يتَوَقَّش في بَطْنِك؟ أَي يتحرك. و يقال: سمعت وَقْشَه أَي حِسَّه. و
في الحديث: أَنه، صلى اللَّه عليه و سلم، قال: دخلتُ الجنَّةَ فسَمِعْتُ وَقْشاً خَلْفِي فإِذا بِلالٌ.
قال ابن الأَعرابي: يقال سمعت وَقْش فلان أَي حركته؛ و أَنشد:
         لأَخْفافِها بالليل وَقْشٌ كأَنه،             على الأَرض، تَرْشافُ الظِّباء السَّوانِح‏

و ذكره الأَزهري في حرف الشين و السين فيكونان لغتين. و توَقَّشَ أَي تحرَّك؛ قال ذو الرُّمة:
         فدَعْ عنك الصِّبَا، و لَدَيْكَ هَمّاً             توَقَّشَ في فُؤَادِك و احْتِيالا

قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري: و لَدَيْك همٌّ، قال و صوابُ إنشادِه: و لَدَيْك هَمّاً، على الإِغْراء؛ قال: و كذا أَنشده بالنصب في فصل الراء، و المعنى عليه و الإِعرابُ، أَ لا تراه عطَفَ عليه قوله و احتيالا؟ و المعنى دَعْ عنك الصِّبا و اصْرفْ هِمَّتك و احتيالَك إِلى الممدوح؛ و لهذا يقول بعده:
         إِلى ابن العامِريِّ إِلى بلالٍ،             قطَعْتُ بأَرْضِ مَعْقُلةَ العدَالا

معْقُلة: اسم أَرض. و العِدَالُ: أَن يُعادِلَ بين أَمرين و ما يَعْدِل به عن هواه. و وَقَشَ منه وَقْشاً: أَصاب منه عطاء. و الوَقْشُ: العيبُ. و وَقْشٌ: اسمُ رجل من الأَوْس. و بنو وَقْشٍ: حيٌّ من الأَنصار. و وُقَيْشٌ: حيٌّ من العرب. و أُقَيْشُ بن ذُهْل: من شعرائهم؛ عن اللحياني، قال: إِنما أَصله وُقَيْشٌ فأَبْدلوا من الواو همزة؛ قال: و كذلك الأَصل عندي فيما أَنشدَه سيبويه للنابغة:
         كأَنَّك من جِمال بني أُقَيْشٍ،             يُقَعْقَعُ خَلف رِجْليه بشَنّ‏

إِنما أَصله الواو فأُبدل إِذ لا يُعْرف في الكلام أَقش. الجوهري: بنو أُقَيش قومٌ من العرب، و أَصل الأَلف فيه واو مثل أُقِّتَتْ و وقِّتَت، و أَنشَدَ البيت بيت النابغة، و قال كأَنك جمل من جمالهم فحذف كما قال تعالى: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ؛ أَي و ما من أَهل الكتاب أَحدٌ إِلَّا ليُؤْمِنَنَّ به. قال أَبو تراب: سمعت مبتكراً يقول الوَقَشُ و الوَقَصُ صِغارُ الحطب الذي تُشَيَّع به النارُ.
ومش:
ابن الأَعرابي: الوَمْشةُ الخالُ الأَبيض.
ونش:
الوَنْش: الردي‏ءُ من الكلام.
وهش:
الوَهْش: الكَسْر و الدقّ، و اللَّه أَعلم.

373