و
في حديث زمزم: أَتاه آتٍ فقال: احْفِرْ بَرَّة.
؛ سماها بَرَّةً لكثرة منافعها و سعَةِ مائها. و
في الحديث: أَنه غَيَّرَ اسْمَ امرأَةٍ كانت تُسَمَّى بَرَّةَ فسماها زينب، و قال: تزكي نفسها.
كأَنه كره ذلك. و
في حديث حكِيم بن حِزامٍ: أَ رأَيتَ أُموراً كنتُ أَبْرَرْتُها.
أَي أَطْلُبُ بها البِرِّ و الإِحسان إِلى الناس و التقرّب إِلى الله تعالى. و جمعُ البَرّ الأَبْرارُ، و جمعُ البارّ البَرَرَةُ. و فلانٌ يَبَرُّ خالقَه و يَتَبَرَّرهُ أَي يطيعه؛ و امرأَة بَرّةٌ بولدها و بارّةٌ. و في الحديث، في بِرّ الوالدين: و هو في حقهما و حق الأَقْرَبِين من الأَهل ضِدُّ العُقوق و هو الإِساءةُ إِليهم و التضييع لحقهم. و جمع البَرِّ أَبْرارٌ، و هو كثيراً ما يُخَصُّ بالأَولياء، و الزُّهَّاد و العُبَّادِ، و
في الحديث: الماهِرُ بالقرآن مع السَّفَرَةِ الكرامِ البَرَرَةِ أَي مع الملائكة.
و
في الحديث: الأَئمةُ من قريش أَبْرارُها أُمراءُ أَبْرارِها و فُجَّارُها أُمراءُ فُجَّارها.
؛ قال ابن الأَثير: هذا على جهة الإِخبار عنهم لا طريقِ الحُكْمِ فيهم أَي إِذا صلح الناس و بَرُّوا وَلِيَهُمُ الأَبْرارُ، و إِذا فَسَدوا و فجَرُوا وَلِيَهُمُ الأَشرارُ؛ و هو
كحديثه الآخر: كما تكونون يُوَلَّى عليكم.
و الله يَبَرُّ عبادَه: يَرحَمُهم، و هو البَرُّ. و بَرَرْتُه بِرّاً: وَصَلْتُه. و في التنزيل العزيز: أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ. و من كلام العرب السائر: فلانٌ ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ؛ معناه ما يعرف من يَهِرٌّه [يَهُرٌّه] أَي من يَكْرَهُه ممن يَبِرُّه، و قيل: الهِرُّ السِّنَّوْرُ، و البِرُّ الفأْرةُ في بعض اللغات، أَو دُوَيْبَّةٌ تشبهها، و هو مذكور في موضعه؛ و قيل: معناه ما يعرف الهَرْهَرَة من البَرْبَرَةِ، فالهَرْهَرة: صوتُ الضأْن، و البَرْبَرَةُ: صوتُ المِعْزى. و قال الفزاري: البِرُّ اللطف، و الهِرُّ العُقُوق. و قال يونس: الهِرُّ سَوْقُ الغنم، و البِرُّ دُعاءُ الغَنَمِ. و قال ابن الأَعرابي: البِرُّ فِعْلُ كل خير من أَي ضَرْبٍ كان، و البِرُّ دُعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ، و البِرُّ الإِكرامُ، و الهِرُّ الخصومةُ، و روى الجوهري عن ابن الأَعرابي: الهِرُّ دعاء الغنم و البِرُّ سَوْقُها. التهذيب: و
من كلام سلمان: مَنْ أَصْلَحَ جُوَّانِيَّتَهُ بَرَّ اللهُ بَرَّانِيَّته.
؛ المعنى: من أَصلح سريرته أَصلح الله علانيته؛ أُخذ من الجَوِّ و البَرِّ، فالجَوُّ كلُّ بَطْن غامضٍ، و البَرُّ المَتْنُ الظاهر، فهاتان الكلمتان على النسبة إِليهما بالأَلف و النون. و
ورد: من أَصْلحَ جُوَّانيَّهُ أَصْلح الله بَرَّانِيَّهُ.
قالوا: البَرَّانيُ العلانية و الأَلف و النون من زياداتِ النَّسبِ، كما قالوا في صنعاء صنعاني، و أَصله من قولهم: خرج فلانٌ بَرًّا إِذا خرج إِلى البَرِّ و الصحراء، و ليس من قديم الكلام و فصيحه. و البِرُّ: الفؤاد، يقال هو مُطْمَئِنُ البِرِّ؛ و أَنشد ابن الأَعرابي:
أَكُونُ مَكانَ البِرِّ منه و دونَهُ، و أَجْعَلُ مالي دُونَه و أُؤَامِرُهْ
و أَبَرَّ الرجُلُ: كَثُرَ ولَدهُ. و أَبَرّ القومُ: كثروا و كذلك أَعَرُّوا، فَأَبَرُّوا في الخير و أَعَرُّوا في الشرّ، و سنذكر أَعَرُّوا في موضعه. و البَرُّ، بالفتح: خلاف البَحْرِ. و البَرِّيَّة من الأَرَضِين، بفتح الباء: خلاف الرِّيفِيَّة. و البَرِّيَّةُ: الصحراءُ نسبت إِلى البَرِّ، كذلك رواه ابن الأَعرابي، بالفتح، كالذي قبله. و البَرُّ: نقيض الكِنّ؛ قال الليث: و العرب تستعمِله في النكرة، تقول العرب: جلست بَرًّا و خَرَجْتُ بَرًّا؛ قال أَبو منصور: و هذا من كلام المولَّدين و ما سمعته من فصحاء العرب البادية. و يقال: أَفْصَحُ العرب أَبَرُّهم. معناه أَبعدهم في البَرِّ و البَدْوِ داراً. و قوله تعالى: ظَهَرَ الْفَساد