اقتصادنا
المقدمات ؛ ص : 19
[تصوير
نسخه خطى]
[مقدمة
المؤلف]
بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله
الذي توحد بالوحدانية و تفرد بالإلهية و فطر العباد على معرفته و كل الألسن عن
صفته و حجب الأبصار عن رؤيته الذي علا عن صفات المخلوقين و جل عن معاني المحدودين
فلا مثل له في الخلائق أجمعين و لا إله غيره لجميع العالمين. و أشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له شهادة مقر بتوحيده راغب في كرامته تائب من ذنوبه. و أشهد أن
محمدا عبده و رسوله اصطفاه برسالته و أودعه معالم دينه و بعثه بكتابه حجة على
عباده. و أشهد أن علي بن أبي طالب وصيه و خير الخلق بعده و القائم بأمره و الداعي
إلى سبيله و أنه أمير المؤمنين و سيد الوصيين و أولى الناس بالنبيين و أن زوجته
فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين و أن الحسن و الحسين و الأئمة [التسعة] من ولده
أئمة الهدى و أعلام التقى و حجج الله على أهل الدنيا و أشهد أن من تبعهم نجا و من
تخلف عنهم هلك صلوات الله عليهم و على أرواحهم و أجسادهم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد فإني وجدت مشايخي و أسلافي رحمة الله عليهم قد صنفوا في فنون العلم كتبا و
أغفلوا عن تصنيف كتاب يشتمل على الأعداد و الخصال المحمودة و المذمومة و وجدت في
تصنيفه نفعا كثيرا لطالب العلم و الراغب في الخير فتقربت إلى الله جل اسمه بتصنيف
هذا الكتاب طالبا لثوابه و راغبا في الفوز برحمته و أرجو أن لا يخيبني فيما أملته
و رجوته منه بتطوله و منه إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
1
اقتصادنا
كلمة المؤسسة: ؛ ص : 19
الذكر و
دلّهم على سبيل الهدى من بعده بمناهج و دواع أسّس للعباد أساسها «1» و منائر رفع
لهم أعلامها، لكيلا يضلّوا من بعده، و كان بهم رءوفا رحيما.
فلمّا انقضت
مدّته، و استكملت أيّامه، توفّاه اللّه و قبضه إليه، و هو عند اللّه مرضيّ عمله،
وافر حظّه، عظيم خطره، فمضى صلّى اللّه عليه و آله و خلّف في أمّته كتاب اللّه و
وصيّه أمير المؤمنين، و إمام المتّقين صلوات اللّه عليه، صاحبين مؤتلفين، يشهد كلّ
واحد منهما لصاحبه بالتصديق، ينطق الإمام عن اللّه في الكتاب، بما أوجب اللّه فيه
على العباد، من طاعته، و طاعة الإمام و ولايته، و واجب حقّه، الّذى أراد من
استكمال دينه، و إظهار أمره، و الاحتجاج بحججه، و الاستضاءة بنوره، في معادن أهل
صفوته و مصطفى أهل خيرته.
فأوضح اللّه
بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله عن دينه، و أبلج بهم عن
سبيل مناهجه «2» و فتح بهم عن باطن ينابيع علمه، و جعلهم مسالك لمعرفته، و
معالم لدينه، و حجّابا بينه و بين خلقه، و الباب المؤدّي إلى معرفة حقّه، و أطلعهم
على المكنون من غيب سرّه.
كلّما مضى
منهم إمام، نصب لخلقه من عقبه إماما بيّنا، و هاديا نيّرا، و إماما قيّما «3»، يَهْدُونَ
بِالْحَقِ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ+، حجج اللّه و دعاته، و رعاته على
خلقه، يدين بهديهم العباد «4»، و يستهلّ بنورهم البلاد، جعلهم اللّه
حياة للأنام، و مصابيح للظلام و مفاتيح للكلام، و دعائم للإسلام، و جعل نظام طاعته
و تمام فرضه التسليم لهم فيما علم، و الردّ إليهم فيما جهل، و حظر على غيرهم
التهجّم على القول بما يجهلون «5» و منعهم جحد ما لا يعلمون، لما أراد
تبارك و تعالى من استنقاذ من شاء من خلقه، من ملمّات
______________________________
(1) الضمير
راجع الى المناهج و الدواعى، و المراد بسبيل الهدى منهج الشرع القويم و بالمناهج و
الدواعى أوصياؤه عليهم السلام و بالتأسيس نصب الأدلة على خلافتهم. (آت).
(2) أبلج:
اي أوضح من البلوج و هو الظهور و الاشراق و المراد بالمناهج كل ما يتقرب به إليه
سبحانه (آت).
(3) أي:
قائما بأمر الأمة و قيل مستقيما (آت).
(4) الهدى
بفتح الهاء و كسرها و تسكين الدال المهملة: السيرة و الطريقة و في المغرب: السيرة
السوية. (شح) أو بضم الهاء أي: تعبد العباد بهدايتهم (آت).
(5)
«التهجم»: الدخول في الامر بغتة من غير روية. (آت) و في بعض النسخ [التعجم] من
العجمة و هي اللكنة في اللسان. (شح)
4
اقتصادنا
استخراج المنابع و المصادر ؛ ص : 20
الذكر و
دلّهم على سبيل الهدى من بعده بمناهج و دواع أسّس للعباد أساسها «1» و منائر رفع
لهم أعلامها، لكيلا يضلّوا من بعده، و كان بهم رءوفا رحيما.
فلمّا انقضت
مدّته، و استكملت أيّامه، توفّاه اللّه و قبضه إليه، و هو عند اللّه مرضيّ عمله،
وافر حظّه، عظيم خطره، فمضى صلّى اللّه عليه و آله و خلّف في أمّته كتاب اللّه و
وصيّه أمير المؤمنين، و إمام المتّقين صلوات اللّه عليه، صاحبين مؤتلفين، يشهد كلّ
واحد منهما لصاحبه بالتصديق، ينطق الإمام عن اللّه في الكتاب، بما أوجب اللّه فيه
على العباد، من طاعته، و طاعة الإمام و ولايته، و واجب حقّه، الّذى أراد من
استكمال دينه، و إظهار أمره، و الاحتجاج بحججه، و الاستضاءة بنوره، في معادن أهل
صفوته و مصطفى أهل خيرته.
فأوضح اللّه
بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله عن دينه، و أبلج بهم عن
سبيل مناهجه «2» و فتح بهم عن باطن ينابيع علمه، و جعلهم مسالك لمعرفته، و
معالم لدينه، و حجّابا بينه و بين خلقه، و الباب المؤدّي إلى معرفة حقّه، و أطلعهم
على المكنون من غيب سرّه.
كلّما مضى
منهم إمام، نصب لخلقه من عقبه إماما بيّنا، و هاديا نيّرا، و إماما قيّما «3»، يَهْدُونَ
بِالْحَقِ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ+، حجج اللّه و دعاته، و رعاته على
خلقه، يدين بهديهم العباد «4»، و يستهلّ بنورهم البلاد، جعلهم اللّه
حياة للأنام، و مصابيح للظلام و مفاتيح للكلام، و دعائم للإسلام، و جعل نظام طاعته
و تمام فرضه التسليم لهم فيما علم، و الردّ إليهم فيما جهل، و حظر على غيرهم
التهجّم على القول بما يجهلون «5» و منعهم جحد ما لا يعلمون، لما أراد
تبارك و تعالى من استنقاذ من شاء من خلقه، من ملمّات
______________________________
(1) الضمير
راجع الى المناهج و الدواعى، و المراد بسبيل الهدى منهج الشرع القويم و بالمناهج و
الدواعى أوصياؤه عليهم السلام و بالتأسيس نصب الأدلة على خلافتهم. (آت).
(2) أبلج:
اي أوضح من البلوج و هو الظهور و الاشراق و المراد بالمناهج كل ما يتقرب به إليه
سبحانه (آت).
(3) أي:
قائما بأمر الأمة و قيل مستقيما (آت).
(4) الهدى
بفتح الهاء و كسرها و تسكين الدال المهملة: السيرة و الطريقة و في المغرب: السيرة
السوية. (شح) أو بضم الهاء أي: تعبد العباد بهدايتهم (آت).
(5)
«التهجم»: الدخول في الامر بغتة من غير روية. (آت) و في بعض النسخ [التعجم] من
العجمة و هي اللكنة في اللسان. (شح)
4