×
☰ فهرست و مشخصات
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

مقدمة المؤلف ص 1

الجزء الأول‏
تأليف العلم العلامة شيخ الإسلام المولى محمد باقر المجلسي ره المتوفى سنة 1111 ه
مقدمة المؤلف‏
الحمد لله الذي سمك سماء العلم و زينها ببروجها للناظرين و علق عليها قناديل الأنوار بشموس النبوة و أقمار الإمامة لمن أراد سلوك مسالك اليقين و جعل نجومها رجوما لوساوس الشياطين و حفظها بثواقب شهبها عن شبهات المضلين ثم بمضلات الفتن أَغْطَشَ لَيْلَها «1» و بنيرات البراهين أَخْرَجَ ضُحاها و مهد أراضي قلوب المؤمنين لبساتين الحكمة اليمانية فدحاها و هيأها لأزهار أسرار العلوم الربانية ف أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها و حرسها عن زلازل الشكوك و الأوهام فأودع فيها سكينة من لطفه كجبال أرساها فنشكره على نعمه التي لا تحصى معترفين بالعجز و القصور و نستهديه لمراشد أمورنا في كل ميسور و معسور.
و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة علم و إيقان و تصديق و إيمان يسبق فيها القلب اللسان و يطابق فيها السر الإعلان و أن سيد أنبيائه و نخبة أصفيائه و نوره في أرضه و سمائه محمدا ص عبده المنتجي و رسوله المجتبى و حبيبة المرتجى و حجته على كافة الورى و أن ولي الله المرتضى و سيفه المنتضى «2» و نبأه العظيم و صراطه المستقيم و حبله المتين و جنبه المكين علي بن أبي طالب ع سيد الوصيين و إمام الخلق أجمعين و شفيع يوم الدين و رحمة الله على العالمين و أن أطايب عترته و أفاخم ذريته و أبرار أهل بيته سادات الكرام و أئمة الأنام و أنوار الظلام و مفاتيح الكلام و ليوث الزحام و غيوث الإنعام خلقهم الله من أنوار عظمته و أودعهم أسرار حكمته و جعلهم معادن رحمته و أيدهم‏
__________________________________________________
 (1) في الصحاح: أغطش اللّه الليل: أظلمه.
 (2) نضا سيفه و انتضاه: سله.
                       

001
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

مقدمة المؤلف ص 1

بروحه و اختارهم على جميع بريته لهم سمكت المسموكات و دحيت المدحوات و بهم رست الراسيات و استقر العرش على السماوات و بأسرار علمهم أينعت «1» ثمار العرفان في قلوب المؤمنين و بأمطار فضلهم جرت أنهار الحكمة في صدور الموقنين فصلوات الله عليهم ما دامت الصلوات عليهم وسيلة إلى تحصيل المثوبات و الثناء عليهم ذريعة لرفع الدرجات و لعنة الله على أعدائهم ما كانت دركات الجحيم معدة لشدائد العقوبات و اللعن على أعداء الدين معدودة من أفضل العبادات.
أما بعد فيقول الفقير إلى رحمة ربه الغافر ابن المنتقل إلى رياض القدس محمد تقي طيب الله رمسه محمد باقر عفا الله عن جرائمهما و حشرهما مع أئمتهما «2» اعلموا يا معاشر الطالبين للحق و اليقين المتمسكين بعروة اتباع أهل بيت سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين إني كنت في عنفوان شبابي حريصا على طلب العلوم بأنواعها مولعا باجتناء فنون المعالي من أفنانها «3» فبفضل الله سبحانه وردت حياضها و أتيت رياضها و عثرت على صحاحها و مراضها حتى ملأت كمي من ألوان ثمارها و احتوى جيبي على أصناف خيارها و شربت من كل منهل «4» جرعة روية و أخذت من كل بيدر حفنة «5» مغنية فنظرت إلى ثمرات تلك العلوم و غاياتها و تفكرت في أغراض المحصلين و ما يحثهم على البلوغ إلى نهاياتها و تأملت فيما ينفع منها في المعاد و تبصرت فيما يوصل منها إلى الرشاد فأيقنت بفضله و إلهامه تعالى إن زلال العلم لا ينقع «6» إلا إذا أخذ من عين صافية نبعت عن ينابيع الوحي و الإلهام و إن الحكمة لا تنجع «7» إذا لم تؤخذ من نواميس الدين و معاقل الأنام.
__________________________________________________
 (1) ينع الثمر: نضج، و أينع مثله.
 (2) تقدم الكلام في ترجمته و ترجمة والده أعلى اللّه مقامهما في المقدّمة الأولى.
 (3) شجرة ذات أفنان: ذات أغصان.
 (4) المنهل: المورد؛ و هو عين ماء ترده الإبل في المراعى.
 (5) البيدر: الموضع الذي يداس فيه الطعام. و الحفنة: مل‏ء الكفين من طعام.
 (6) نقع الماء العطش: سكنه.
 (7) نجع الطعام: هنأ أكله. و قد نجع فيه الخطاب و الوعظ و الدواء: دخل و أثر.

002
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

مقدمة المؤلف ص 1

فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ و أخبار أهل بيت الرسالة الذين جعلهم الله خزانا لعلمه و تراجمة لوحيه و علمت أن علم القرآن لا يفي أحلام العباد باستنباطه على اليقين و لا يحيط به إلا من انتجبه الله لذلك من أئمة الدين الذين نزل في بيتهم الروح الأمين فتركت ما ضيعت زمانا من عمري فيه مع كونه هو الرائج في دهرنا و أقبلت على ما علمت أنه سينفعني في معادي مع كونه كاسدا في عصرنا فاخترت الفحص عن أخبار الأئمة الطاهرين الأبرار سلام الله عليهم و أخذت في البحث عنها و أعطيت النظر فيها حقه و أوفيت التدرب فيها حظه.
و لعمري لقد وجدتها سفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات و ألفيتها «1» فلكا مزينا بالنيرات المنجية عن ظلم الجهالات و رأيت سبلها لائحة و طرقها واضحة و أعلام الهداية و الفلاح على مسالكها مرفوعة و أصوات الداعين إلى الفوز و النجاح في مناهجها مسموعة و وصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة و حدائق خضرة مزينة بأزهار كل علم و ثمار كل حكمة و أبصرت في طي منازلها طرقا مسلوكة معمورة موصلة إلى كل شرف و منزلة فلم أعثر على حكمة إلا و فيها صفوها و لم أظفر بحقيقة إلا و فيها أصلها.
ثم بعد الإحاطة بالكتب المتداولة المشهورة تتبعت الأصول المعتبرة المهجورة التي تركت في الأعصار المتطاولة و الأزمان المتمادية إما لاستيلاء سلاطين المخالفين و أئمة الضلال أو لرواج العلوم الباطلة بين الجهال المدعين للفضل و الكمال أو لقلة اعتناء جماعة من المتأخرين بها اكتفاء بما اشتهر منها لكونها أجمع و أكفى و أكمل و أشفى من كل واحد منها.
فطفقت أسأل عنها في شرق البلاد و غربها حينا و ألح في الطلب لدى كل من أظن عنده شيئا من ذلك و إن كان به ضنينا «2» و لقد ساعدني على ذلك جماعة من‏
__________________________________________________
 (1) ألفيت الشي‏ء: وجدته.
 (2) الضنين: البخيل، أي و إن كان في إعطائه كل أحد بخيلا إما: لنفاسة نسخه أو لندرتها.

003
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

مقدمة المؤلف ص 1

الإخوان ضربوا في البلاد لتحصيلها و طلبوها في الأصقاع و الأقطار طلبا حثيثا حتى اجتمع عندي بفضل ربي كثير من الأصول المعتبرة التي كان عليها معول العلماء في الأعصار الماضية و إليها رجوع الأفاضل في القرون الخالية فألفيتها مشتملة على فوائد جمة خلت عنها الكتب المشهورة المتداولة و اطلعت فيها على مدارك كثير من الأحكام اعترف الأكثرون بخلو كل منها عما يصلح أن يكون مأخذا له فبذلت غاية جهدي في ترويجها و تصحيحها و تنسيقها و تنقيحها.
و لما رأيت الزمان في غاية الفساد و وجدت أكثر أهلها حائدين «1» عما يؤدي إلى الرشاد خشيت أن ترجع عما قليل إلى ما كانت عليه من النسيان و الهجران و خفت أن يتطرق إليها التشتت لعدم مساعدة الدهر الخوان و مع ذلك كانت الأخبار المتعلقة بكل مقصد منها متفرقا في الأبواب متبددا في الفصول قلما يتيسر لأحد العثور على جميع الأخبار المتعلقة بمقصد من المقاصد منها و لعل هذا أيضا كان أحد أسباب تركها و قلة رغبة الناس في ضبطها.
فعزمت بعد الاستخارة من ربي و الاستعانة بحوله و قوته و الاستمداد من تأييده و رحمته على تأليفها و نظمها و ترتيبها و جمعها في كتاب متسقة «2» الفصول و الأبواب مضبوطة المقاصد و المطالب على نظام غريب و تأليف عجيب لم يعهد مثله في مؤلفات القوم و مصنفاتهم فجاء بحمد الله كما أردت على أحسن الوفاء و أتاني بفضل ربي فوق ما مهدت و قصدت على أفضل الرجاء فصدرت كل باب بالآيات المتعلقة بالعنوان ثم أوردت بعدها شيئا مما ذكره بعض المفسرين فيها إن احتاجت إلى التفسير و البيان ثم إنه قد حاز كل باب منه إما تمام الخبر المتعلق بعنوانه أو الجزء الذي يتعلق به مع إيراد تمامه في موضع آخر أليق به أو الإشارة إلى المقام المذكور فيه لكونه أنسب بذلك المقام رعاية لحصول الفائدة المقصودة مع الإيجاز التام و أوضحت ما يحتاج من الأخبار إلى الكشف ببيان شاف على غاية الإيجاز
__________________________________________________
 (1) حاد عن الشي‏ء: مال عنه و عدل.
 (2) اتسق الامر: انتظم.

004
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

مقدمة المؤلف ص 1

لئلا تطول الأبواب و يكثر حجم الكتاب فيعسر تحصيله على الطلاب و في بالي إن أمهلني الأجل و ساعدني فضله عز و جل أن أكتب عليه شرحا كاملا يحتوي على كثير من المقاصد التي لم توجد في مصنفات الأصحاب و أشبع فيها الكلام لأولي الألباب.
و من الفوائد الطريفة لكتابنا اشتماله على كتب و أبواب كثيرة الفوائد جمة العوائد أهملها مؤلفو أصحابنا رضوان الله عليهم فلم يفردوا لها كتابا و لا بابا ككتاب العدل و المعاد و ضبط تواريخ الأنبياء و الأئمة ع و كتاب السماء و العالم المشتمل على أحوال العناصر و المواليد و غيرها مما لا يخفى على الناظر فيه.
فيا معشر إخوان الدين المدعين لولاء أئمة المؤمنين أقبلوا نحو مأدبتي «1» هذه مسرعين و خذوها بأيدي الإذعان و اليقين فتمسكوا بها واثقين إن كنتم فيما تدعون صادقين و لا تكونوا من الذين يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ و يترشح من فحاوي كلامهم مطاوي جنوبهم و لا من الذين أشربوا في قلوبهم حب البدع و الأهواء بجهلهم و ضلالهم و زيفوا «2» ما روجته الملل الحقة بما زخرفته منكرو الشرائع بمموهات «3» أقوالهم.
فيا بشرى لكم ثم بشرى لكم إخواني بكتاب جامعة المقاصد طريفة الفرائد لم تأت الدهور بمثله حسنا و بهاء و أنجم طالع من أفق الغيوب لم ير الناظرون ما يدانيه نورا و ضياء و صديق شفيق لم يعهد في الأزمان السالفة شبهه صدقا و وفاء كفاك عماك يا منكر علو أفنانه «4» و سمو أغصانه حسدا و عنادا و عمها «5» و حسبك ريبك يا من لم يعترف برفعة شأنه و حلاوة بيانه جهلا و ضلالا و بلها و لاشتماله على أنواع العلوم و الحكم و الأسرار و إغنائه عن جميع كتب الأخبار سميته بكتاب‏
__________________________________________________
 (1) الادبة و المأدبة: طعام يصنع لدعوة أو عرس.
 (2) زافت الدراهم: صارت مردودة. و زيف الدراهم: زافها.
 (3) قول مموه: مزخرف او ممزوج من الحق و الباطل.
 (4) و في نسخة: فضل احسانه.
 (5) العمه: التحير و التردد.

005
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار فأرجو من فضله سبحانه على عبده الراجي رحمته و امتنانه أن يكون كتابي هذا إلى قيام قائم آل محمد عليهم الصلاة و السلام و التحية و الإكرام مرجعا للأفاضل الكرام و مصدرا لكل من طلب علوم الأئمة الأعلام و مرغما للملاحدة اللئام و أن يجعله لي في ظلمات القيامة ضياء و نورا و من مخاوف يوم الفزع الأكبر أمنا و سرورا و في مخازي يوم الحساب كرامة و حبورا «1» و في الدنيا مدى الأعصار ذكرا موفورا فإنه المرجو لكل فضل و رحمة و ولي كل نعمة و صاحب كل حسنة و الحمد لله أولا و آخرا و صلى الله على محمد و أهل بيته الغر الميامين النجباء المكرمين و لنقدم قبل الشروع في الأبواب مقدمة لتمهيد ما اصطلحنا عليه في كتابنا هذا و بيان ما لا بد من معرفته في الاطلاع على فوائده و هي تشتمل على فصول.
الفصل الأول في بيان الأصول و الكتب المأخوذ منها و هي «2»
كتاب عيون أخبار الرضا ع و كتاب علل الشرائع و الأحكام و كتاب إكمال الدين و إتمام النعمة في الغيبة و كتاب التوحيد و كتاب الخصال و كتاب الأمالي و المجالس و كتاب ثواب الأعمال و عقاب الأعمال و كتاب معاني الأخبار و كتاب الهداية و رسالة العقائد و كتاب صفات الشيعة و كتاب فضائل الشيعة و كتاب مصادقة الإخوان و كتاب فضائل الأشهر الثلاثة و كتاب النصوص‏
__________________________________________________
 (1) الحبور كفلوس: السرور و النعمة.
 (2) قد أسلفنا الكلام حول تلك الكتب و ترجمة مؤلّفيها في المقدّمة الثانية.

006
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

و كتاب المقنع كلها للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضوان الله عليه.
و كتاب الإمامة و التبصرة من الحيرة للشيخ الأجل أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه والد الصدوق طيب الله تربتهما و أصل آخر منه أو من غيره من القدماء المعاصرين له و يظهر من بعض القرائن أنه تأليف الشيخ الثقة الجليل هارون بن موسى التلعكبري رحمه الله.
و كتاب قرب الإسناد للشيخ الجليل الثقة أبي جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري القمي و ظني أن الكتاب لوالده و هو راو له كما صرح به النجاشي و إن كان الكتاب له كما صرح به ابن إدريس رحمه الله فالوالد متوسط بينه و بين ما أوردناه من أسانيد كتابه.
و كتاب بصائر الدرجات للشيخ الثقة العظيم الشأن محمد بن الحسن الصفار و كتاب المجالس الشهير بالأمالي و كتاب الغيبة و كتاب المصباح الكبير و كتاب المصباح الصغير و كتاب الخلاف و كتاب المبسوط و كتاب النهاية و كتاب الفهرست و كتاب الرجال و كتاب تفسير التبيان و كتاب تلخيص الشافي و كتاب العدة في أصول الفقه و كتاب الإقتصاد و كتاب الإيجاز في الفرائض و كتاب الجمل و أجوبة المسائل الحائرية و غيرها من الرسائل كلها لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه.
و كتاب الإرشاد و كتاب المجالس و كتاب النصوص و كتاب الإختصاص و الرسالة الكافية في إبطال توبة الخاطئة و رسالة مسار الشيعة في مختصر التواريخ الشرعية و كتاب المقنعة و كتاب العيون و المحاسن المشتهر بالفصول و كتاب المقالات و كتاب المزار و كتاب إيمان أبي طالب و رسائل ذبائح أهل الكتاب و المتعة و سهو النبي و نومه ص عن الصلاة و تزويج أمير المؤمنين ع بنته من عمر و وجوب المسح و أجوبة المسائل السروية و العكبرية و الإحدى و الخمسين و غيرها و شرح عقائد الصدوق كلها للشيخ الجليل المفيد محمد بن‏

007
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

محمد بن النعمان قدس الله لطيفه «1».
و كتاب المجالس الشهير بالأمالي للشيخ الجليل أبي علي الحسن بن شيخ الطائفة قدس الله روحهما.
و كتاب كامل الزيارة للشيخ النبيل الثقة أبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه.
و كتاب المحاسن و الآداب للشيخ الكامل الثقة أحمد بن محمد بن خالد البرقي و كتاب التفسير للشيخ الجليل الثقة علي بن إبراهيم بن هاشم القمي و كتاب العلل لولده الجليل محمد.
و كتاب التفسير لمحمد بن مسعود السلمي المعروف بالعياشي الشيخ الثقة الراوية للأخبار.
و كتاب التفسير المنسوب إلى الإمام الهمام الصمصام الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه و على آبائه و ولده الخلف الحجة.
و كتاب روضة الواعظين و تبصرة المتعظين للشيخ محمد بن علي بن أحمد الفارسي و أخطأ جماعة و نسبوه إلى الشيخ المفيد و قد صرح بما ذكرناه ابن شهرآشوب في المناقب و الشيخ منتجب الدين في الفهرست و العلامة رحمه الله في رسالة الإجازة و غيرهم و ذكر العلامة سنده إلى هذا الكتاب كما سنذكره في المجلد الآخر من الكتاب إن شاء الله تعالى.
ثم اعلم أن العلامة رحمه الله ذكر اسم المؤلف كما ذكرنا و سيظهر من كلام ابن شهرآشوب أن المؤلف محمد بن الحسن بن علي الفتال الفارسي و أن صاحب التفسير و صاحب الروضة واحد و كذا ذكره في كتاب معالم العلماء و يظهر من كلام الشيخ منتجب الدين في فهرسته أنهما اثنان حيث قال محمد بن علي الفتال النيسابوري صاحب التفسير ثقة و أي ثقة و قال بعد فاصلة كثيرة الشيخ الشهيد محمد بن أحمد الفارسي مصنف كتاب روضة الواعظين.
__________________________________________________
 (1) أي روحه.

008
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

و قال ابن داود في كتاب الرجال محمد بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري المعروف بابن الفارسي (لم خج) «1» متكلم جليل القدر فقيه عالم زاهد ورع قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور الملقب بشهاب الإسلام لعنه الله انتهى و يظهر من كلامه أن اسم أبيه أحمد و أما نسبته إلى رجال الشيخ فلا يخفى سهوه فيه إذ ليس في رجال الشيخ منه أثر مع أن هذا الرجل زمانه متأخر عن زمان الشيخ بكثير كما يظهر من فهرست الشيخ منتجب الدين و من إجازة العلامة و من كلام ابن شهرآشوب و على أي حال يظهر مما نقلنا جلالة المؤلف و أن كتابه كان من الكتب المشهورة عند الشيعة.
و كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى و رسالة الآداب الدينية و تفسير مجمع البيان و تفسير جامع الجوامع كلها للشيخ أمين الدين أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المجمع على جلالته و فضله و ثقته.
و كتاب مكارم الأخلاق و ينسب إلى الشيخ المذكور أبي علي و هو غير صواب بل هو تأليف أبي نصر الحسن بن الفضل ابنه كما صرح به ولده الخلف في كتاب مشكاة الأنوار و الكفعمي فيما ألحق بالدروع الواقية و في البلد الأمين و كتاب مشكاة الأنوار لسبط الشيخ أبي علي الطبرسي ألفه تتميما لمكارم الأخلاق تأليف والده الجليل.
و كتاب الإحتجاج و ينسب هذا أيضا إلى أبي علي و هو خطأ بل هو تأليف أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي كما صرح به السيد بن طاوس في كتاب كشف المحجة و ابن شهرآشوب في معالم العلماء و سيظهر لك مما سننقل من كتاب المناقب لابن شهرآشوب أيضا.
و كتاب المناقب و كتاب معالم العلماء و كتاب بيان التنزيل و رسالة متشابه القرآن كلها للشيخ الفقيه رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني‏
__________________________________________________
 (1) «لم»: رمز لمن لم يرو عن النبيّ و الأئمّة صلوات اللّه عليهم أجمعين. «خج»:
رمز لكتاب رجال الشيخ الطوسيّ رحمه اللّه.

009
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

و كتاب كشف الغمة للشيخ الثقة الزكي علي بن عيسى الإربلي.
و كتاب تحف العقول عن آل الرسول تأليف الشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن شعبة.
و كتاب العمدة و كتاب المستدرك و كتاب المناقب كلها في أخبار المخالفين في الإمامة للشيخ أبي الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الأسدي.
و كتاب كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر للشيخ السعيد علي بن محمد بن علي الخزاز القمي.
و كتاب تنبيه الخاطر و نزهة الناظر للشيخ الزاهد ورام بن عيسى بن أبي النجم بن ورام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك الأشتر و السند إلى هذا الكتاب مذكور في الإجازات و ذكره الشيخ منتجب الدين في الفهرس و قال إنه عالم فقيه صالح شاهدته بحلة و وافق الخبر الخبر و أثنى عليه السيد ابن طاوس.
و كتاب مشارق الأنوار و كتاب الألفين للحافظ رجب البرسي و لا أعتمد على ما يتفرد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط و الخلط و الارتفاع و إنما أخرجنا منهما ما يوافق الأخبار المأخوذة من الأصول المعتبرة.
و كتاب الذكرى و كتاب الدروس و كتاب القواعد و كتاب البيان و كتاب الألفية و كتاب النفلية و كتاب نكت الإرشاد و كتاب المزار و رسالة الإجازات و كتاب اللوامع و كتاب الأربعين و رسالة في تفسير الباقيات الصالحات كلها للشيخ العلامة السعيد الشهيد محمد بن مكي قدس الله لطيفه و كتاب الإستدراك و كتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة له قدس سره أيضا كما أظن و الأخير عندي منقولا عن خطه رحمه الله و سائر رسائله و أجوبة مسائله.
و كتاب الدرر و الغرر و كتاب تنزيه الأنبياء و كتاب الشافي و كتاب‏

010
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

شرح قصيدة السيد الحميري و كتاب جمل العلم و العمل و كتاب الإنتصار و كتاب الذريعة و كتاب المقنع في الغيبة و رسالة تفضيل الأنبياء على الملائكة ع و رسالة المحكم و المتشابه و كتاب منقذ البشر من أسرار القضاء و القدر و أجوبة المسائل المختلفة كلها للسيد المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي نور الله ضريحه.
و كتاب عيون المعجزات ينسب إليه و لم يثبت عندي إلا أنه كتاب لطيف عندنا منه نسخة قديمة و لعله من مؤلفات بعض قدماء المحدثين «1» يروي عن أبي علي محمد بن هشام و عن محمد بن علي بن إبراهيم.
و كتاب نهج البلاغة و كتاب خصائص الأئمة و كتاب المجازات النبوية و تفسير القرآن للسيد الرضي محمد بن الحسين الموسوي قدس سره.
و كتاب طب الأئمة ع لأبي عتاب عبد الله بن بسطام بن سابور الزيات و أخيه الحسين بن بسطام ذكرهما النجاشي من غير توثيق و ذكر أن لهما كتابا جمعاه في الطب.
و كتاب صحيفة الرضا المسندة إلى شيخنا أبي علي الطبرسي رحمه الله بإسناده إلى الرضا ع.
و كتاب طب الرضا ع كتبه للمأمون و هو معروف بالرسالة الذهبية و كتاب فقه الرضا ع أخبرني به السيد الفاضل المحدث القاضي أمير حسين طاب ثراه ما ورد أصفهان قال قد اتفق في بعض سني مجاورتي بيت الله الحرام أن أتاني جماعة من أهل قم حاجين و كان معهم كتاب قديم يوافق تاريخه عصر الرضا صلوات الله عليه و سمعت الوالد رحمه الله أنه قال سمعت السيد يقول كان عليه خطه صلوات الله عليه و كان عليه إجازات جماعة كثيرة من الفضلاء و قال السيد حصل لي العلم بتلك القرائن أنه تأليف الإمام ع فأخذت الكتاب و كتبته و صححته فأخذ والدي قدس الله روحه هذا الكتاب من السيد و استنسخه و صححه‏
__________________________________________________
 (1) تقدم: انه للحسين بن عبد الوهاب من علماء القرن الخامس.

011
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

و أكثر عباراته موافق لما يذكره الصدوق أبو جعفر بن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه من غير سند و ما يذكره والده في رسالته إليه و كثير من الأحكام التي ذكرها أصحابنا و لا يعلم مستندها مذكورة فيه كما ستعرف في أبواب العبادات.
و كتاب المسائل المشتمل على جل ما سأله السيد الشريف الجليل النبيل علي بن الإمام الصادق جعفر بن محمد أخاه الكاظم صلوات الله عليهم أجمعين.
و كتاب الخرائج و الجرائح للشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسن سعيد بن هبة الله بن حسن الراوندي.
و كتاب قصص الأنبياء له أيضا على ما يظهر من أسانيد الكتاب و اشتهر أيضا و لا يبعد أن يكون تأليف فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي كما يظهر من بعض أسانيد السيد بن طاوس و قد صرح بكونه منه «1» في رسالة النجوم و كتاب فلاح السائل و الأمر فيه هين لكونه مقصورا على القصص و أخباره جلها مأخوذة من كتب الصدوق رحمه الله.
و كتاب فقه القرآن للأول أيضا.
و كتاب ضوء الشهاب شرح شهاب الأخبار للثاني فضل الله رحمه الله و كتاب الدعوات و كتاب اللباب و كتاب شرح نهج البلاغة و كتاب أسباب النزول له أيضا.
و كتاب ربيع الشيعة و كتاب أمان الأخطار و كتاب سعد السعود و كتاب كشف اليقين في تسمية مولانا أمير المؤمنين ع و كتاب الطرائف و كتاب الدروع الواقية و كتاب فتح الأبواب في الاستخارة و كتاب فرج المهموم بمعرفة منهج الحلال و الحرام من علم النجوم و كتاب جمال الأسبوع و كتاب إقبال الأعمال و كتاب فلاح السائل و كتاب مهج الدعوات و كتاب مصباح الزائر و كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة و كتاب اللهوف على أهل الطفوف و كتاب غياث‏
__________________________________________________
 (1) أي من ابى الحسن بن هبة اللّه- قال في كتاب فرج المهموم ص 37-: و رواه سعيد بن هبة اللّه الراونديّ رحمه اللّه في كتاب قصص الأنبياء.

012
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

سلطان الورى و كتاب المجتنى و كتاب الطرف و كتاب التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين و كتاب الإجازات و رسالة محاسبة النفس كلها للسيد النقيب الثقة الزاهد جمال العارفين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس الحسني.
و كتاب زوائد الفوائد لولده الشريف «1» المنيف الجليل المسمى باسم والده المكني بكنيته.
و كتاب فرحة الغري للسيد المعظم غياث الدين الفقيه النسابة عبد الكريم بن أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاوس الحسني.
و كتاب الرجال و كتاب بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية و كتاب عين العبرة في غبن العترة و كتاب زهرة الرياض و نزهة المرتاض كلها للسيد النقيب الأجل الأفضل أحمد بن موسى بن طاوس صاحب كتاب البشرى بشره الله بالحسنى.
و كتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة للسيد الفاضل العلامة الزكي شرف الدين علي الحسيني الأسترآبادي المتوطن في الغري مؤلف كتاب الغروية في شرح الجعفرية تلميذ الشيخ الأجل نور الدين علي بن عبد العالي الكركي و أكثره مأخوذ من تفسير الشيخ الجليل محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار و ذكر النجاشي بعد توثيقه أن له كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت و كان معاصرا للكليني.
و كتاب كنز جامع الفوائد و هو مختصر من كتاب تأويل الآيات له أو لبعض من تأخر عنه و رأيت في بعض نسخه ما يدل على أن مؤلفه الشيخ علي «2» بن سيف بن منصور.
و كتاب غوالي اللآلي و كتاب نثر اللآلي كلاهما تأليف الشيخ الفاضل محمد بن جمهور الأحساوي و له تأليفات أخرى قد نرجع إليها و نورد منها.
و كتاب جامع الأخبار و أخطأ من نسبه إلى الصدوق بل يروي عن الصدوق بخمس‏
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: و لا اعرف اسمه و أكثره مأخوذ من الاقبال.
 (2) في نسخة: علم (بفتح العين و اللام).

013
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

وسائط «1» و قد يظن كونه تأليف مؤلف مكارم الأخلاق و يحتمل كونه لعلي بن سعد الخياط لأنه قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته الفقيه الصالح أبو الحسن علي بن أبي سعد بن أبي الفرج الخياط عالم ورع واعظ له كتاب الجامع في الأخبار و يظهر من بعض مواضع الكتاب أن اسم مؤلفه محمد بن محمد الشعيري «2» و من بعضها أنه يروي عن الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي بواسطة «3».
و كتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزكي محمد بن إبراهيم النعماني تلميذ الكليني.
و كتاب الروضة في المعجزات و الفضائل لبعض علمائنا و أخطأ من نسبه إلى الصدوق لأنه يظهر منه أنه ألف في سنة نيف و خمسين و ستمائة «4».
و كتابا التوحيد و الإهليلجة عن الصادق ع برواية المفضل بن عمر قال السيد علي بن طاوس في كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة فيما أوصى إلى ابنه انظر كتاب المفضل بن عمر الذي أملاه عليه الصادق ع فيما خلق الله جل جلاله من الآثار و انظر كتاب الإهليلجة و ما فيه من الاعتبار.
و كتاب مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة المنسوب إلى مولانا الصادق ع‏
__________________________________________________
 (1) حيث قال: فى ص 10: حدّثنا الحاكم الرئيس الامام مجد الحكام أبو منصور على بن عبد اللّه الزيادى ادام اللّه جماله إملاء في داره يوم الاحد، الثاني من شهر اللّه الأعظم رمضان سنة ثمان و خمس مائة. قال: حدّثني الشيخ الإمام أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستى إملاء أورد القصة مجتازا في اواخر ذى الحجة سنة أربع و سبعين و اربعمائة. قال: حدّثني أبو محمّد بن أحمد قال: حدّثني الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين رضي اللّه عنه إلخ. و في ص 15 روى باسناد صحيح عن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ، قال: حدّثني أبو عبد اللّه جعفر النجار الدوريستى، قال: حدّثني ابى محمّد بن أحمد، قال: حدّثني الشيخ أبو جعفر محمّد بن على بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ. الخ.
 (2) قال في ص 123: قال محمّد بن محمّد مؤلف هذا الكتاب.
 (3) كما تقدم هنا.
 (4) قال في اوله: و بعد فانى جمعت في كتابى هذا الذي سميته بالروضة و هو يشتمل على فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ما نقلته عن الثقات- إلى أن قال-: سنة احدى و خمسين و ستمائة. و تاج الدين نقيب الهاشميين يخطب بالناس على اعواده.

014
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

و قال السيد علي بن طاوس رضي الله عنه في كتاب أمان الأخطار و يصحب المسافر معه كتاب الإهليلجة و هو كتاب مناظرة الصادق ع الهندي في معرفة الله جل جلاله بطرق غريبة عجيبة ضرورية حتى أقر الهندي بالإلهية و الوحدانية و يصحب معه كتاب المفضل بن عمر الذي رواه عن الصادق ع في معرفة وجوه الحكمة في إنشاء العالم السفلي و إظهار أسراره فإنه عجيب في معناه و يصحب معه كتاب مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة عن الصادق ع فإنه كتاب شريف لطيف في التعريف بالتسليك إلى الله جل جلاله و الإقبال عليه و الظفر بالأسرار التي اشتملت عليه انتهى.
و كتاب التفسير الذي رواه الصادق عن أمير المؤمنين ع المشتمل على أنواع آيات القرآن و شرح ألفاظه برواية محمد بن إبراهيم النعماني و سيأتي بتمامه في كتاب القرآن.
و كتاب ناسخ القرآن و منسوخه و محكمه و متشابهه للشيخ الثقة الجليل القدر سعد بن عبد الله الأشعري رواه عنه جعفر بن محمد بن قولويه و ستأتي الإشارة إليه أيضا في كتاب القرآن.
و كتاب المقالات و الفرق و أسمائها و صنوفها تأليف الشيخ الأجل المتقدم سعد بن عبد الله رحمه الله.
و كتاب سليم بن قيس الهلالي.
و كتاب قبس المصباح من مؤلفات الشيخ الفاضل أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي من مشاهير تلامذة شيخ الطائفة في الدعاء و هو يروي عن جماعة منهم أبو يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري و شيخ الطائفة و أبو الحسين أحمد بن علي الكوفي النجاشي و أبو الفرج المظفر بن علي بن حمدان القزويني عن الشيخ المفيد رضي الله عنهم أجمعين.
و كتاب إصباح الشيعة بمصباح الشريعة له أيضا.
و كتاب الصراط المستقيم و رسالة الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس و الروح‏

015
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

كلاهما للشيخ الجليل زين الدين علي بن محمد بن يونس البياضي.
و كتاب منتخب البصائر للشيخ الفاضل حسن بن سليمان تلميذ الشهيد رحمه الله انتخبه من كتاب البصائر لسعد بن عبد الله بن أبي خلف و ذكر فيه من الكتب الأخرى مع تصريحه بأساميها لئلا يشتبه ما يأخذه عن كتاب سعد بغيره و كتاب المحتضر و كتاب الرجعة له أيضا.
و كتاب السرائر للشيخ الفاضل الثقة العلامة محمد بن إدريس الحلي و قد أورد في آخر ذلك الكتاب بابا مشتملا على الأخبار و ذكر أني استطرفته من كتب المشيخة المصنفين و الرواة المحصلين و يذكر اسم صاحب الكتاب و يورد بعده الأخبار المنتزعة من كتابه و فيه أخبار غريبة و فوائد جليلة.
و كتاب إرشاد القلوب و كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين و كتاب غرر الأخبار و درر الآثار كلها للشيخ العارف أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي.
و الكتاب العتيق الذي وجدناه في الغري صلوات الله على مشرفه تأليف بعض قدماء المحدثين في الدعوات و سميناه بالكتاب الغروي.
و كتابا معرفة الرجال و الفهرست للشيخين الفاضلين الثقتين محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي و أحمد بن علي بن أحمد النجاشي.
و كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للشيخ الفقيه العماد محمد بن أبي القاسم علي الطبري.
و أصل من أصول عمدة المحدثين الشيخ الثقة الحسين بن سعيد الأهوازي و كتاب الزهد و كتاب المؤمن له أيضا و يظهر من بعض مواضع الكتاب الأول أنه كتاب النوادر لأحمد بن محمد بن عيسى القمي و على التقديرين في غاية الاعتبار و كتاب العيون و المحاسن للشيخ علي بن محمد الواسطي.
و كتاب غرر الحكم و درر الكلم للشيخ عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الآمدي.
و كتاب جنة الأمان الواقية المشتهر بالمصباح للشيخ العالم الفاضل الكامل‏

016
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد الكفعمي رضي الله عنه و كتاب البلد الأمين و كتاب صفوة الصفات في شرح دعاء السمات له أيضا.
و كتاب قضاء حقوق المؤمنين للشيخ سديد الدين أبي علي بن طاهر السوري.
و كتاب أنوار المضيئة و كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان و كتاب الدر النضيد في مغازي الإمام الشهيد و كتاب سرور أهل الإيمان كلها للسيد النقيب الحسيب بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي أستاد الشيخ ابن فهد الحلي قدس الله روحهما.
و كتاب التمحيص لبعض قدمائنا و يظهر من القرائن الجلية أنه من مؤلفات الشيخ الثقة الجليل أبي علي محمد بن همام و عندنا منتخب من كتاب الأنوار له قدس سره.
و كتاب عدة الداعي و كتاب المهذب و كتاب التحصين و سائر الرسائل و أجوبة المسائل للشيخ الزاهد العارف أحمد بن فهد الحلي.
و كتاب الجنة الواقية لبعض المتأخرين و ربما ينسب إلى الكفعمي.
و كتاب منهاج الصلاح في الدعوات و أعمال السنة و كتاب كشف الحق و نهج الصدق و كتاب كشف اليقين في الإمامة و قد نعبر عنه بكتاب اليقين و كتاب منتهى المطلب و كتاب تذكرة الفقهاء و كتاب المختلف و كتاب منهاج الكرامة و كتاب شرح التجريد و كتاب شرح الياقوت و كتاب إيضاح الاشتباه و كتاب نهاية الأصول و كتاب نهاية الكلام و كتاب نهاية الفقه و كتاب التحرير و كتاب القواعد و كتاب الألفين و كتاب تلخيص المرام و كتاب إيضاح مخالفة أهل السنة للكتاب و السنة و الرسالة السعدية و كتاب خلاصة الرجال و سائر المسائل و الرسائل و الإجازات كلها للشيخ العلامة جمال الدين حسن بن يوسف بن المطهر الحلي قدس الله روحه.
و كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية تأليف الشيخ الفقيه رضي الدين علي بن يوسف بن المطهر الحلي.

017
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

و كتاب مثير الأحزان تأليف الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن نما و كتاب شرح الثأر المشتمل على أحوال المختار تأليف الشيخ المزبور.
و كتاب إيمان أبي طالب ع تأليف السيد الفاضل السعيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي قدس الله روحه.
و كتاب غرر الدرر تأليف السيد حيدر بن محمد الحسيني قدس الله روحه.
و كتاب كبير في الزيارات تأليف محمد بن المشهدي كما يظهر من تأليفات السيد بن طاوس و اعتمد عليه و مدحه و سميناه بالمزار الكبير.
و كتاب النصوص و كتاب معدن الجواهر و كتاب كنز الفوائد و رسالة في تفضيل أمير المؤمنين ع و رسالة إلى ولده و كتاب التعجب في الإمامة من أغلاط العامة و كتاب الإستنصار في النص على الأئمة الأطهار كلها للشيخ المدقق النبيل أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي. و كتاب الفهرست و كتاب الأربعين عن الأربعين عن الأربعين للشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه رضي الله عنهم.
و كتاب تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار للسيد الشريف حسين بن مساعد الحسيني الحائري أستاد الكفعمي و أثنى عليه كثيرا في كتبه.
و كتاب المناقب للشيخ الجليل أبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي أستاد أبي الفتح الكراجكي و يثني عليه كثيرا في كنزه و ذكره ابن شهرآشوب في المعالم.
و كتاب الوصية و كتاب مروج الذهب كلاهما للشيخ علي بن الحسين بن علي المسعودي.
و كتاب النوادر و كتاب أدعية السر للسيد الجليل فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسيني الراوندي.
و كتاب الفضائل و كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة للشيخ الجليل أبي الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي نزيل مهبط وحي الله و دار هجرة

018
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

رسول الله ص كذا ذكره أصحاب الإجازات.
و كتاب الصفين للشيخ الرزين نصر بن مزاحم.
و كتاب الغارات لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي.
و كتاب مقتضب الأثر في الأئمة الاثني عشر ع لأحمد بن محمد بن عياش.
و كتاب مسالك الأفهام و كتاب الروضة البهية و كتاب شرح الألفية و كتاب شرح النفلية و كتاب غاية المراد و كتاب منية المريد و كتاب أسرار الصلاة و رسالة وجوب صلاة الجمعة و رسالة أعمال يوم الجمعة و كتاب مسكن الفؤاد و رسالة الغيبة و كتاب تمهيد القواعد و كتاب الدراية و شرحها و سائر الرسائل المتفرقة للشهيد الثاني رفع الله درجته.
و كتاب المعتبر و كتاب الشرائع و كتاب النافع و كتاب نكت النهاية و كتاب الأصول و غيرها للمحقق السعيد نجم الملة و الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد طهر الله رمسه.
و كتاب شرح نهج البلاغة و كتاب الإستغاثة في بدع الثلاثة للحكيم المدقق العلامة كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني «1».
و كتاب التفسير للشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي.
و كتاب الأخبار المسلسلة و كتاب الأعمال المانعة من الجنة و كتاب العروس و كتاب الغايات كلها تأليف الشيخ النبيل أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي نزيل الري رحمة الله عليه.
و كتاب نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه و النظائر و كتاب جامع الشرائع كلاهما للشيخ الأفضل نجيب الدين يحيى بن سعيد.
و كتاب الوسيلة للشيخ الفاضل محمد بن علي بن حمزة.
و كتاب منتقى الجمان و كتاب معالم الدين و رسالة الإجازات و غيرها للشيخ المحقق حسن بن الشهيد الثاني روح الله روحهما.
__________________________________________________
 (1) قد عرفت في المقدّمة الثانية عدم صحة انتساب كتاب الاستغاثة إليه، و ان مؤلّفه أبو القاسم على بن أحمد بن موسى بن الإمام الجواد عليه السلام.

019
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

و كتاب مدارك الأحكام و كتاب شرح النافع و غيرهما لسيد المدققين محمد بن أبي الحسن العاملي.
و كتاب الحبل المتين و كتاب مشرق الشمسين و كتاب الأربعين و كتاب مفتاح الفلاح و كتاب الكشكول و غيرها من مؤلفات شيخ الإسلام و المسلمين بهاء الملة و الدين محمد بن الحسين العاملي قدس الله روحه.
و كتاب الفوائد المكية و كتاب الفوائد المدنية لرئيس المحدثين مولانا محمد أمين الأسترآبادي.
و كتاب الإختيار للسيد علي بن الحسين بن باقي رحمه الله.
و كتاب تقريب المعارف في الكلام و كتاب الكافي في الفقه و غيرهما للشيخ الأجل أبي الصلاح تقي الدين بن نجم الحلبي.
و كتاب المهذب و كتاب الكامل و كتاب جواهر الفقه للشيخ الحسن المنهاج عبد العزيز بن البراج.
و كتاب المراسم العلية و غيره للشيخ العالم الزكي سلار بن عبد العزيز الديلمي.
و كتاب دعائم الإسلام تأليف القاضي النعمان بن محمد و قد ينسب إلى الصدوق و هو خطأ و كتاب المناقب و المثالب للقاضي المذكور.
و كتاب الهداية في تاريخ الأئمة و معجزاتهم ع للشيخ الحسين بن حمدان الحضيني.
و كتاب تاريخ الأئمة للشيخ عبد الله بن أحمد الخشاب و كتاب البرهان في النص على أمير المؤمنين ع تأليف الشيخ أبي الحسن علي بن محمد الشمشاطي و رسالة أبي غالب أحمد بن محمد الزراري رضي الله عنه إلى ولد ولده محمد بن عبد الله بن أحمد.
و كتاب دلائل الإمامة للشيخ الجليل محمد بن جرير الطبري الإمامي و يسمى بالمسترشد.

020
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

و كتاب مصباح الأنوار في مناقب إمام الأبرار للشيخ هاشم بن محمد و قد ينسب إلى شيخ الطائفة و هو خطأ و كثيرا ما يروي عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي و هو متأخر عن الشيخ بمراتب.
و كتاب الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم و كتاب الأربعين عن الأربعين كلاهما للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي.
و كتاب مقتل الحسين صلوات الله عليه المسمى بتسلية المجالس و زينة المجالس للسيد النجيب العالم محمد بن أبي طالب الحسيني الحائري.
و كتاب صفوة الأخبار لبعض العلماء الأخيار.
و كتاب رياض الجنان للشيخ فضل الله بن محمود الفارسي.
و كتاب غنية النزوع في علم الأصول و الفروع للسيد العالم الكامل أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني.
و كتاب التجريد و كتاب الفصول و كتاب قواعد العقائد و كتاب نقد المحصل و غيرها من مؤلفات أفضل الحكماء المتألهين نصير الملة و الحق و الدين رحمة الله عليه.
و كتاب كنز الفوائد في حل مشكلات القواعد و كتاب تبصرة الطالبين في شرح نهج المسترشدين و غيرهما للسيد الجليل عميد الدين عبد المطلب.
و كتاب كنز العرفان و كتاب الأدعية الثلاثين و غيرهما من مؤلفات الشيخ المحقق أبي عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري مع إجازاته.
و كتاب الإيضاح في شرح القواعد و غيره من الرسائل و المسائل للشيخ فخر المحققين ابن العلامة الحلي قدس الله لطيفهما.
و كتاب أضواء الدرر الغوالي لإيضاح غصب فدك و العوالي لبعض الأعلام.
و كتاب شرح القواعد و رسالة قاطعة اللجاج في تحقيق حل الخراج و كتاب أسرار اللاهوت في وجوب لعن الجبت و الطاغوت و سائر الرسائل و المسائل و الإجازات لأفضل المحققين مروج مذهب الأئمة الطاهرين نور الدين علي بن عبد العالي الكركي أجزل الله تشريفه.

021
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

و كتاب إحقاق الحق و كتاب مصائب النواصب و كتاب الصوارم المهرقة في دفع الصواعق المحرقة و غيرها من مؤلفات السيد الأجل الشهيد القاضي نور الله التستري رفع الله درجته.
و كتاب الرجال و غيره من مؤلفات الشيخ الفقيه تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي رحمه الله.
و كتاب الرجال للشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري كذا ذكره الشهيد الثاني رحمه الله و يظهر من رجال السيد ابن طاوس قدس سره على ما نقل عنه شيخنا الأجل مولانا عبد الله التستري أن صاحب الرجال هو أحمد بن الحسين بن عبيد الله و لعله أقوى.
و كتاب الملحمة المنسوب إلى الصادق صلوات الله عليه.
و كتاب الملحمة المنسوب إلى دانيال ع.
و كتاب الأنوار في مولد النبي ص و كتاب مقتل أمير المؤمنين ع و كتاب وفاة فاطمة ع الثلاثة كلها للشيخ الجليل أبي الحسن البكري أستاد الشهيد الثاني رحمة الله عليهما.
و كتاب بلاغات النساء لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر.
و كتاب منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال المشتهر بالكبير و الوسيط و الصغير و كتاب تفسير آيات الأحكام كلها للسيد الأجل الأفضل ميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي.
و كتاب الديوان المنسوب إلى مولانا أمير المؤمنين ع.
و كتاب شهاب الأخبار من كلمات النبي و حكمه ص و سنشير إلى مؤلفهما.
و كتاب شرح شهاب الأخبار و كتاب التفسير الكبير كلاهما للمحقق النحرير الشيخ أبي الفتوح الرازي.
و كتاب الأنوار البدرية في رد شبه القدرية للفاضل المهلبي.

022
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

و كتاب تاريخ بلدة قم للشيخ الجليل حسن بن محمد بن الحسن القمي رحمه الله.
و أجوبة مسائل عبد الله بن سلام و كتاب طب النبي ص للشيخ أبي العباس المستغفري.
و كتاب شرح الإرشاد و كتاب تفسير آيات الأحكام و حاشية شرح إلهيات التجريد و غيرها لأفضل العلماء المتورعين مولانا أحمد بن محمد الأردبيلي قدس الله لطيفه.
و كتاب العين للشيخ النبيل الخليل بن أحمد النحوي.
و كتاب المحيط في اللغة للصاحب بن عباد.
و كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم عبد الله بن عبد الله الحسكاني ذكره ابن شهرآشوب في المعالم و نسب إليه هذا الكتاب و وصفه بالحسن.
و كتاب مقصد الراغب الطالب في فضائل علي بن أبي طالب للشيخ الحسين بن محمد بن الحسن و زمانه قريب من عصر الصدوق و يروي كثيرا من الأخبار عن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن هاشم.
و كتاب عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب.
و كتاب زيد النرسي و كتاب زيد الزراد.
و كتاب أبي سعيد عباد العصفري.
و كتاب عاصم بن حميد الحناط.
و كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي.
و كتاب محمد بن المثنى بن القاسم.
و كتاب عبد الملك بن حكيم.
و كتاب مثنى بن الوليد الحناط.
و كتاب خلاد السدي.
و كتاب حسين بن عثمان.
و كتاب عبيد الله بن يحيى الكاهلي.

023
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

و كتاب سلام بن أبي عمرة.
و كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
و كتاب النبذة للشيخ ابن الحداد.
و كتاب الشيخ الأجل جعفر بن محمد الدوريستي.
و كتاب الكر و الفر للشيخ أبي سهل البغدادي.
و كتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين ع تأليف الشيخ الجليل الحافظ أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري جد الشيخ أبو الفتوح المفسر.
و كتاب تحقيق الفرقة الناجية و رسالة الرضاع و غيرهما للشيخ الجليل إبراهيم القطيفي.
فهذه الكتب هي التي عليها مدار النقل و إن كان من بعضها نادرا و إن أخرجنا من غيرها فنصرح في الكتاب عند إيراد الخبر.
و أما كتب المخالفين فقد نرجع إليها لتصحيح ألفاظ الخبر و تعيين معانيه مثل كتب اللغة كصحاح الجوهري و قاموس الفيروزآبادي و نهاية الجزري و المغرب و المعرب للمطرزي و مفردات الراغب الأصبهاني و محاضراته و المصباح المنير لأحمد بن محمد المقري و مجمع البحار لبعض علماء الهند و مجمل اللغة و المقاييس لابن فارس و الجمهرة لابن دريد و أساس البلاغة للزمخشري و الفائق و مستقصى الأمثال و ربيع الأبرار له أيضا و الغريبين و غريب القرآن و مجمع الأمثال للميداني و تهذيب اللغة للأزهري و كتاب شمس العلوم و شروح أخبارهم كشرح الطيبي على المشكاة و فتح الباري في شرح البخاري لابن حجر و شرح القسطلاني و شرح الكرماني و شرح الزركشي و شرح المقاصد العلية و المنهاج و شرحي النووي و الآبي على صحيح مسلم و ناظر عين الغريبين و المفاتيح في شرح المصابيح و شرح الشفاء و شرح السنة للحسين بن مسعود الفراء.
و قد نورد من كتب أخبارهم للرد عليهم أو لبيان مورد التقية أو لتأييد

024
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الأول فی بیان الأصول و الکتب المأخوذ منها و هی ص 6

ما روي من طريقنا مثل ما نقلناه عن صحاحهم الستة و جامع الأصول لابن الأثير و كتاب الشفاء للقاضي عياض و كتاب المنتقى في مولود المصطفى للكازروني و كامل التواريخ لابن الأثير و كتاب الكشف و البيان في تفسير القرآن للثعلبي و كتاب العرائس له و هو لتشيعه أو لقلة تعصبه كثيرا ما ينقل من أخبارنا فلذا رجعنا إلى كتابيه أكثر من سائر الكتب و كتاب مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصبهاني و هو مشتمل على كثير من أحوال الأئمة و عشائرهم ع من طرقنا و طرق المخالفين و كتاب الأغاني له أيضا و كتاب الإستيعاب لابن عبد البر و كتاب فردوس الأخبار لابن شيرويه الديلمي و كتاب ذخائر العقبي في مناقب أولي القربى للسيوطي و تاريخ الفتوح للأعثم الكوفي و تاريخ الطبري و تاريخ ابن خلكان و كتابا شرح المواقف و شرح المقاصد للفاضلين المشهورين و تاريخ ابن قتيبة و كتاب المقتل للشيخ أبي مخنف و كتاب أخلاق النبي و شمائله ص و كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي و تفسير معالم التنزيل للبغوي و كتاب حياة الحيوان للدميري و كتاب زهر الرياض و زلال الحياض تأليف السيد الفاضل الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني و الظاهر أنه كان من الإمامية و هو تاريخ حسن مشتمل على أخبار كثيرة و كتاب جواهر المطالب في فضائل مولانا علي بن أبي طالب ع و هو كتاب جامع مشتمل على فضائله و غزواته و خطبه و شرائف كلماته صلوات الله عليه و كتاب المنتظم لابن الجوزي و شرح نهج البلاغة لعبد الحميد بن أبي الحديد و الفصول المهمة في معرفة الأئمة و مطالب السئول في مناقب آل الرسول و الصواعق المحرقة لابن حجر و التقريب له أيضا و مناقب الخوارزمي و مناقب المغازلي و المشكاة و المصابيح و مسند أحمد بن حنبل و التفسير الكبير للفخر الرازي و نهاية العقول و الأربعين و المباحث المشرقية له و سائر مؤلفاته و التفسير البسيط و الوسيط و أسباب النزول كلها للواحدي و الكشاف للزمخشري و تفسير النيسابوري و تفسير البيضاوي و الدر المنثور للسيوطي و غير ذلك من كتبهم التي نذكرها عند إخراج شي‏ء منها و سنفصل الكتب و مؤلفيها و أحوالهم في آخر مجلدات الكتاب إن شاء الله الكريم الوهاب.

025
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

الفصل الثاني في بيان الوثوق على الكتب المذكورة و اختلافها في ذلك‏
اعلم أن أكثر الكتب التي اعتمدنا عليها في النقل مشهورة معلومة الانتساب إلى مؤلفيها ككتب الصدوق رحمه الله فإنها سوى الهداية و صفات الشيعة و فضائل الشيعة و مصادقة الإخوان و فضائل الأشهر لا تقصر في الاشتهار عن الكتب الأربعة التي عليها المدار في هذه الأعصار و هي داخلة في إجازاتنا و نقل منها من تأخر عن الصدوق من الأفاضل الأخيار و كتاب الهداية أيضا مشهور لكن ليس بهذه المثابة «1» و لقد يسر الله لنا منها كتبا عتيقة مصححة ككتاب الأمالي فإنا وجدنا منه نسخة مصححة معربة مكتوبة في قريب من عصر المؤلف و كان مقروا على كثير من المشايخ و كان عليه إجازاتهم و كذا كتاب الخصال عرضناه على نسختين قديمتين كان على إحداهما إجازة الشيخ مقداد و كذا كتاب إكمال الدين استنسخناه من كتاب عتيق كان تاريخ كتابتها قريبا من زمان التأليف و كذا كتاب عيون أخبار الرضا ع فإنا صححنا الجزء الأول منه من كتاب مصحح كان يقال إنه بخط مصنفه رحمه الله و ظني أنه لم يكن بخطه و لكن كان عليه خطه و تصحيحه.
و كتاب الإمامة مؤلفه من أعاظم المحدثين و الفقهاء و علماؤنا يعدون فتاواه من جملة الأخبار و وصل إلينا منه نسخه قديمة مصححة و الأصل الآخر مشتمل على أخبار شريفة متينة معتبرة الأسانيد و يظهر منه جلالة مؤلفه. و كتاب قرب الإسناد من الأصول المعتبرة المشهورة و كتبناه من نسخة قديمة مأخوذة من خط الشيخ محمد بن إدريس و كان عليها صورة خطه هكذا الأصل‏
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: و كتاب دعائم الإسلام الذي عندنا يحتمل عندي أن يكون تاليف غيره من العلماء الاعلام. «تقدم انه للقاضي النعمان بن محمّد».

026
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

الذي نقلته منه كان فيه لحن صريح و كلام مضطرب فصورته على ما وجدته خوفا من التغيير و التبديل فالناظر فيه يمهد العذر فقد بينت عذري فيه.
و كتاب بصائر الدرجات من الأصول المعتبرة التي روى عنها الكليني و غيره.
و كتب الشيخ أيضا من الكتب المشهورة إلا كتاب الأمالي فإنه ليس في الاشتهار كسائر كتبه لكن وجدنا منه نسخا قديمة عليها إجازات الأفاضل و وجدنا ما نقل عنه المحدثون و العلماء بعده موافقا لما فيه.
و أمالي ولده العلامة في زماننا أشهر من أماليه و أكثر الناس يزعمون أنه أمالي الشيخ و ليس كذلك كما ظهر لي من القرائن الجلية و لكن أمالي ولده لا يقصر عن أماليه في الاعتبار و الاشتهار و إن كان أمالي الشيخ عندي أصح و أوثق.
و كتاب الإرشاد أشهر من مؤلفه رحمه الله و كتاب المجالس وجدنا منه نسخا عتيقة و القرائن تدل على صحته «1».
و أما كتاب الإختصاص فهو كتاب لطيف مشتمل على أحوال أصحاب النبي ص و الأئمة ع و فيه أخبار غريبة و نقلته من نسخة عتيقة و كان مكتوبا على عنوانه كتاب مستخرج من كتاب الإختصاص تصنيف أبي علي أحمد بن الحسين بن أحمد بن عمران رحمه الله لكن كان بعد الخطبة هكذا قال محمد بن محمد بن النعمان حدثني أبو غالب أحمد بن محمد الزراري و جعفر بن محمد بن قولويه إلى آخر السند و كذا إلى آخر الكتاب يبتدئ من مشايخ الشيخ المفيد فالظاهر أنه من مؤلفات المفيد رحمه الله و سائر كتبه للاشتهار غنية عن البيان.
و كتاب كامل الزيارة من الأصول المعروفة و أخذ منه الشيخ في التهذيب و غيره من المحدثين.
و كتاب المحاسن للبرقي من الأصول المعتبرة و قد نقل عنه الكليني و كل من تأخر عنه من المؤلفين.
و كتاب تفسير علي بن إبراهيم من الكتب المعروفة و روى عنه الطبرسي و غيره.
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: و كتاب النصوص أيضا مظنون الانتساب إليه و ان أمكن أن يكون لمن كان في عصره من الأفاضل و قد ينسب الى محمّد بن على القمّيّ.

027
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

و كتاب العلل و إن لم يكن مؤلفه مذكورا في كتب الرجال لكن أخباره مضبوطة موافقة لما رواه والده و الصدوق و غيرهما و مؤلفه مذكور في أسانيد بعض الروايات و روى الكليني في باب من رأى القائم ع عن محمد و الحسن ابني علي بن إبراهيم بتوسط علي بن محمد و كذا في موضع آخر من الباب المذكور عنه فقط بتوسطه و هذا مما يؤيد الاعتماد و إن كان لا يخلو من غرابة لروايته عن علي بن إبراهيم كثيرا بلا واسطة بل الأظهر كما سنح لي أخيرا أنه محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الهمداني و كان وكيل الناحية كما أوضحته في تعليقاتي على الكافي.
و كتاب تفسير العياشي روى عنه الطبرسي و غيره و رأينا منه نسختين قديمتين و عد في كتب الرجال من كتبه لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار و ذكر في أوله عذرا هو أشنع من جرمه.
و كتاب تفسير الإمام ع من الكتب المعروفة و اعتمد الصدوق عليه و أخذ منه و إن طعن فيه بعض المحدثين و لكن الصدوق رحمه الله أعرف و أقرب عهدا ممن طعن فيه و قد روى عنه أكثر العلماء من غير غمز فيه.
و كتاب روضة الواعظين ذكرنا أنه داخل في إجازات العلماء الأعلام و نقل عنه الأفاضل الكرام و قد عرفت حاله و حال مؤلفه مما نقلنا عن سلفنا الفخام و كذا كتاب إعلام الورى و مؤلفه أشهر من أن يحتاج إلى البيان و هو عندي بخط مؤلفه رحمه الله.
و رسالة الآداب أيضا معروفة أخذ عنها ولده في المكارم و أما تفسيراه الكبير و الصغير فلا يحتاجان إلى التشهير.
و كتاب المكارم في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار و مؤلفه قد أثنى عليه جماعة من الأخيار.
و كتاب مشكاة الأنوار كتاب ظريف مشتمل على أخبار غريبة.
و كتاب الإحتجاج و إن كانت أكثر أخباره مراسيل لكنها من الكتب المعروفة المتداولة و قد أثنى السيد ابن طاوس على الكتاب و على مؤلفه و قد أخذ عنه أكثر المتأخرين.

028
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

و كتابا المناقب و المعالم من الكتب المعتبرة قد ذكرهما أصحاب الإجازات و مؤلفهما أشهر في الفضل و الثقة و الجلالة من أن يخفى حاله على أحد.
و بيان التنزيل كتاب صغير الحجم كثير الفوائد أخذنا منه يسيرا لكون أكثره مذكورا في غيره.
و كتاب كشف الغمة من أشهر الكتب و مؤلفه من العلماء الإمامية المذكورين في سند الإجازات.
و كتاب تحف العقول عثرنا منه على كتاب عتيق و نظمه يدل على رفعة شأن مؤلفه و أكثره في المواعظ و الأصول المعلومة التي لا نحتاج فيها إلى سند.
و كتاب العمدة و مؤلفه مشهوران مذكوران في أسانيد الإجازات و كذا المناقب و أما المستدرك فعندنا منه نسخة قديمة نظن أنها بخط مؤلفها. و كتاب الكفاية كتاب شريف لم يؤلف مثله في الإمامة و هذا الكتاب و مؤلفه مذكوران في إجازة العلامة و غيرها و تأليفه أدل دليل على فضله و ثقته و ديانته و وثقه العلامة في الخلاصة قال كان ثقة من أصحابنا فقيها وجها و قال ابن شهرآشوب في المعالم علي بن محمد بن علي الخزاز الرازي و يقال له القمي و له كتب في الكلام و في الفقه من كتبه الكفاية في النصوص و كذا كتاب تنبيه الخاطر و مؤلفه مذكوران في الإجازات مشهوران لكنه رحمه الله لما كان كتابه مقصورا على المواعظ و الحكم لم يميز الغث من السمين و خلط أخبار الإمامية بآثار المخالفين و لذا لم نذكر جميع ما في ذلك الكتاب بل اقتصرنا على نقل ما هو أوثق لعدم افتقارنا ببركات الأئمة الطاهرين ع إلى أخبار المخالفين.
و كتابا مشارق الأنوار و الألفين قد عرفت حالهما.
و مؤلفات الشهيد مشهورة كمؤلفها العلامة إلا كتاب الإستدراك فإني لم أظفر بأصل الكتاب و وجدت أخبارا مأخوذة منه بخط الشيخ الفاضل محمد بن علي الجبعي و ذكر أنه نقلها من خط الشهيد رفع الله درجته و الدرة الباهرة فإنه لم‏

029
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

يشتهر اشتهار سائر كتبه و هو مقصور على إيراد كلمات وجيزة مأثورة عن النبي ص و كل من الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين.
و كتب السيدين الجليلين كمؤلفيها لا تحتاج إلى البيان.
و كتاب طب الأئمة من الكتب المشهورة لكنه ليس في درجة سائر الكتب لجهالة مؤلفه و لا يضر ذلك إذ قليل منه يتعلق بالأحكام الفرعية و في الأدوية و الأدعية لا نحتاج إلى الأسانيد القوية.
و كتاب صحيفة الرضا ع من الكتب المشهورة بين الخاصة و العامة و روى السيد الجليل علي بن طاوس منها بسنده إلى الشيخ الطبرسي رحمه الله و وجدت أسانيد في النسخ القديمة منه إلى الشيخ المذكور و منه إلى الإمام ع و قال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار كان يقول يحيى بن الحسين الحسيني في إسناد صحيفة الرضا لو قرئ هذا الإسناد على أذن مجنون لأفاق و أشار النجاشي في ترجمة عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي و ترجمة والده راوي هذه الرسالة إليها و مدحها و ذكر سنده إليها و بالجملة هي من الأصول المشهورة و يصح التعويل عليها.
و كذا كتاب طب الرضا من الكتب المعروفة و ذكر الشيخ منتجب الدين في الفهرست أن السيد فضل الله بن علي الراوندي كتب عليه شرحا سماه ترجمة العلوي للطب الرضوي و قال ابن شهرآشوب في المعالم في ترجمة محمد بن الحسن بن جمهور القمي له الملاحم و الفتن الواحدة و الرسالة الذهبية عن الرضا صلوات الله عليه في الطب انتهى و ذكر الشيخ في الفهرست نحو ذلك و ذكر سنده إليه و سنورده بتمامه في كتاب السماء و العالم في أبواب الطب.
و كتاب فقه الرضا ع قد عرفت حاله.
و كتاب المسائل أحاديثه موافقة لما في الكتب المتداولة و راويه أشهر من أن يخفى حاله و جلالته على أحد.
و كتابا الخرائج و فقه القرآن معلوما الانتساب إلى مؤلفهما الذي هو من‏

030
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

أفاضل الأصحاب و ثقاتهم و الكتابان مذكوران في فهارس العلماء و نقل الأصحاب عنهما.
و كتاب الدعاء وجدنا منه نسخة عتيقة و فيه دعوات موجزة شريفة مأخوذة من الأصول المعتبرة مع أن الأمر في سند الدعاء هين.
و كتاب القصص قد عرفت حاله و عرضناه على نسخة كان عليها خط الشهيد الثاني رحمه الله و تصحيحه.
و كتاب ضوء الشهاب كتاب شريف مشتمل على فوائد جمة خلت عنها كتب الخاصة و العامة.
و كتاب اللباب مشتمل على بعض الفوائد.
و شرح النهج مشهور معروف رجع إليه أكثر الشراح.
و كتاب أسباب النزول فيه فوائد.
و كتب السادة الأعلام أبناء طاوس كلها معروفة و تركنا منها كتاب ربيع الشيعة لموافقته لكتاب إعلام الورى في جميع الأبواب و الترتيب و هذا مما يقضي منه العجب.
و كتاب تأويل الآيات و كتاب كنز جامع الفوائد رأيت جمعا من المتأخرين رووا عنهما و مؤلفهما في غاية الفضل و الديانة.
و كتاب غوالي اللآلي و إن كان مشهورا و مؤلفه في الفضل معروفا لكنه لم يميز القشر من اللباب و أدخل أخبار متعصبي المخالفين بين روايات الأصحاب فلذا اقتصرنا منه على نقل بعضها و مثله كتاب نثر اللآلي و كتاب جامع الأخبار.
و كتاب النعماني من أجل الكتب و قال الشيخ المفيد رحمه الله في إرشاده بعد أن ذكر النصوص على إمامة الحجة عليه و على آبائه الصلاة و السلام و الروايات في ذلك كثيرة قد دونها أصحاب الحديث من هذه العصابة في كتبها فممن أثبتها على الشرح و التفصيل محمد بن إبراهيم المكني أبا عبد الله النعماني في كتابه الذي صنفه في الغيبة.

031
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

و كتاب الروضة ليس في محل رفيع من الوثوق.
و كتابا التوحيد و الإهليلجة قد عرفت حالهما و سياقهما يدل على صحتهما و قال ابن شهرآشوب في المعالم المفضل بن عمر له وصية.
و كتاب الإهليلجة من إملاء الصادق ع في التوحيد و نسب بعض علماء المخالفين أيضا هذا الكتاب إليه ع و قال النجاشي في ترجمة المفضل و له كتاب فكر كتاب في بدء الخلق و الحث على الاعتبار و لعله إشارة إلى التوحيد و عد من كتب الحمدان بن المعافا كتاب الإهليلجة و لعل المعنى أنه من مروياته.
و كتاب مصباح الشريعة فيه بعض ما يريب اللبيب الماهر و أسلوبه لا يشبه سائر كلمات الأئمة و آثارهم و روى الشيخ في مجالسه بعض أخباره هكذا أخبرنا جماعة عن أبي المفضل الشيباني بإسناده عن شقيق البلخي عمن أخبره من أهل العلم. هذا يدل على أنه كان عند الشيخ رحمه الله و في عصره و كان يأخذ منه و لكنه لا يثق به كل الوثوق و لم يثبت عنده كونه مرويا عن الصادق ع و أن سنده ينتهي إلى الصوفية و لذا اشتمل على كثير من اصطلاحاتهم و على الرواية عن مشايخهم و من يعتمدون عليه في رواياتهم و الله يعلم.
و كتابا التفسير راوياهما معتبران مشهوران و مضامينهما متوافقتان موافقتان لسائر الأخبار و أخذ منهما علي بن إبراهيم و غيره من العلماء الأخيار و عد النجاشي من كتب سعد بن عبد الله كتاب ناسخ القرآن و منسوخه و محكمه و متشابهه و ذكر أسانيد صحيحة إلى كتبه.
و كتاب المقالات عده الشيخ و النجاشي من جملة كتب سعد و أوردا أسانيدهما الصحيحة إليه و مؤلفه في الثقة و الفضل و الجلالة فوق الوصف و البيان و نقل الشيخ في كتاب الغيبة و الكشي و كتاب الرجال من هذا الكتاب.
و كتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار و قد طعن فيه جماعة و الحق أنه من الأصول المعتبرة و سنتكلم فيه و في أمثاله في المجلد الآخر من كتابنا و سنورد إسناده في الفصل الخامس.

032
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

و كتاب قبس المصباح قد عرفت جلالة مؤلفه مع أنه مقصور على الدعاء.
و كتب البياضي و ابن سليمان كلها صالحة للاعتماد و مؤلفاها من العلماء الأنجاد و تظهر منها غاية المتانة و السداد.
و كتاب السرائر لا يخفى الوثوق عليه و على مؤلفه على أصحاب البصائر.
و كتاب إرشاد القلوب كتاب لطيف مشتمل على أخبار متينة غريبة.
و كتابا أعلام الدين و غرر الأخبار نقلنا منهما قليلا من الأخبار لكون أكثر أخبارهما مذكورة في الكتب التي هي أوثق منهما و إن كان يظهر من الجميع و نقل الأكابر عنهما جلالة مؤلفهما.
و الكتاب العتيق كله في الأدعية و هو مشتمل على أدعية كاملة بليغة غريبة يشرق من كل منها نور الإعجاز و الإفهام و كل فقرة من فقراتها شاهد عدل على صدورها عن أئمة الأنام و أمراء الكلام و قد نقل منه السيد ابن طاوس رحمه الله في المهج و غيره كثيرا و كان تاريخ كتابة النسخة التي أخرجنا منها سنة ست و سبعين و خمس مائة و يظهر من الكفعمي أنه مجموع الدعوات للشيخ الجليل أبي الحسين محمد بن هارون التلعكبري و هو من أكابر المحدثين.
و كتابا الرجال عليهما مدار العلماء الأخيار في الأعصار و الأمصار و إنما نقتصر منهما على إيراد ما يتضمن غير تحقيق أحوال الرجال مما يتعلق بسائر الأبواب.
و كتاب بشارة المصطفى من الكتب المشهورة و قد روى عنه كثير من علمائنا و مؤلفه من أفاخم المحدثين و هو داخل في أكثر أسانيدنا إلى شيخ الطائفة و هو يروي عن أبي علي بن شيخ الطائفة جميع كتبه و رواياته و قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست الشيخ الإمام عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري فقيه ثقة قرأ على الشيخ أبي علي الطوسي و له تصانيف قرأ عليه قطب الدين الراوندي.
و جلالة الحسين بن سعيد و أحمد بن محمد بن عيسى تغني عن التعرض لحال تأليفهما و انتساب كتاب الزهد إلى الحسين معلوم.
و أما الأصل الآخر فكان في أوله هكذا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد

033
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

ثم يبتدئ في سائر الأبواب بمشايخ الحسين و هذا مما يورث الظن بكونه منه و يحتمل كونه من أحمد لبعض القرائن كما أشرنا إليه و للابتداء به في أول الكتاب.
و كتاب العيون و المحاسن لما كان مقصورا على الحكم و المواعظ لا يضرنا جهالة مؤلفه و عندنا منه نسخة مصححة قديمة و هو مشتمل على غرر الكلم و زاد عليه كثيرا من درر الحكم التي لم يعثر عليها الآمدي و يظهر مما سننقل عن ابن شهرآشوب أن الآمدي كان من علمائنا و أجاز له رواية هذا الكتاب و قال في معالم العلماء عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الآمدي التميمي له غرر الحكم و درر الكلم يذكر فيه أمثال أمير المؤمنين ع و حكمه.
و كتب الكفعمي أغنانا اشتهارها و فضل مؤلفها عن التعرض لحالها و حاله.
و كتاب قضاء الحقوق كتاب جيد مشتمل على أخبار طريفة.
و كتب السيد بهاء الدين بن عبد الحميد و الكتابان الأولان مشتملان على أخبار غريبة في الرجعة و أحوال القائم ع و الكتاب الثالث متضمن لذكر فضائل الأئمة و كيفية شهادة سيد الشهداء و أصحابه السعداء عليه و عليهم السلام و ذكر خروج المختار لطلب الثأر و جمل أحواله و الرابع مشتمل على نوادر الأخبار و السيد المذكور من أفاضل النقباء و النجباء.
و كتاب التمحيص متانته تدل على فضل مؤلفه و إن كان مؤلفه أبا علي كما هو الظاهر ففضله و توثيقه مشهوران.
و كتب الفاضلين الجليلين العلامة و ابن فهد قدس الله روحهما في الاشتهار و الاعتبار كمؤلفيها.
و كتاب العدد كتاب لطيف في أعمال أيام الشهور و سعدها و نحسها و قد اتفق لنا منه نصفه و مؤلفه بالفضل معروف و في الإجازات مذكور و هو أخو العلامة الحلي قدس الله لطيفهما.
و الشيخ ابن نما و السيد فخار هما من أجلة رواتنا و مشايخنا و سيأتي ذكرهما في إجازات أصحابنا.

034
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

و كتاب الغرر مشتمل على أخبار جليلة مع شرحها و مؤلفه من السادة الأفاضل يروي عن ابن شهرآشوب و علي بن سعيد بن هبة الله الراوندي و عبد الله بن جعفر الدوريستي و غيرهم من الأفاضل الأعلام.
و المزار الكبير يعلم من كيفية إسناده أنه كتاب معتبر و قد أخذ منه السيدان ابنا طاوس كثيرا من الأخبار و الزيارات و قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي فقيه محدث ثقة قرأ على الإمام محيي الدين الحسين بن المظفر الحمداني و قال في ترجمة الحمداني أخبرنا بكتبه السيد أبو البركات المشهدي.
و أما الكراجكي فهو من أجلة العلماء و الفقهاء و المتكلمين و أسند إليه جميع أرباب الإجازات و كتابه كنز الفوائد من الكتب المشهورة التي أخذ عنه جل من أتى بعده و سائر كتبه في غاية المتانة و قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته الشيخ العالم الثقة أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي فقيه الأصحاب قرأ على السيد المرتضى علم الهدى و الشيخ الموفق أبي جعفر رحمهما الله و له تصانيف منها كتاب التعجب و كتاب النوادر أخبرنا الوالد عن والده عنه انتهى و يظهر من الإجازات أنه كان أستاد ابن البراج.
و الشيخ منتجب الدين من مشاهير الثقات و المحدثين و فهرسته في غاية الشهرة و هو من أولاد الحسين بن علي بن بابويه و الصدوق عمه الأعلى و قال الشهيد الثاني في كتاب الإجازة و أجزت له أن يروي عني جميع ما رواه علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه و جميع ما اشتمل عليه كتاب فهرسته لأسماء العلماء المتأخرين عن الشيخ أبي جعفر الطوسي و كان هذا الرجل حسن الضبط كثير الرواية عن مشايخ عديدة انتهى و أربعينه مشتمل على أخبار غريبة لطيفة.
و كتاب التحفة كتاب كثير الفوائد لكن لم ننقل منه إلا نادرا لكون أخباره مأخوذة من كتب أشهر منه.

035
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

و ابن شاذان قد عرفت حاله.
و المسعودي عده النجاشي في فهرسته من رواة الشيعة و قال له كتب منها كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب ع و كتاب مروج الذهب مات سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة.
و أما كتاب النوادر فمؤلفه من الأفاضل الكرام قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست علامة زمانه جمع مع علو النسب كمال الفضل و الحسب و كان أستاد أئمة عصره و له تصانيف شاهدته و قرأت بعضها عليه انتهى و أكثر أحاديث هذا الكتاب مأخوذ من كتب موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ع الذي رواه سهل بن أحمد الديباجي عن محمد بن محمد بن الأشعث عنه فأما سهل فمدحه النجاشي و قال ابن الغضائري بعد ذمه لا بأس بما روى من الأشعثيات و ما يجري مجريها مما رواه غيره و ابن الأشعث وثقه النجاشي و قال يروي نسخة عن موسى بن إسماعيل و روى الصدوق في المجالس من كتابه بسند آخر هكذا حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى الخزاز عن موسى بن إسماعيل فبتلك القرائن يقوى العمل بأحاديثه و أما أدعية السر فسنوردها بتمامها في محله.
و كتاب الفضائل و كتاب إزاحة العلة مؤلفهما من أجلة الثقات الأفاضل و قد مدحه أصحاب الإجازات كثيرا و قال الشهيد قدس سره في الذكرى ذكر الشيخ أبو الفضل الشاذان بن جبرئيل القمي و هو من أجلاء فقهائنا في كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة ثم ذكر شطرا منه. و أما كتاب الصفين فهو كتاب معتبر أخرج منه الكليني و سائر المحدثين و قال النجاشي نصر بن مزاحم المنقري العطار أبو المفضل كوفي مستقيم الطريقة صالح الأمر غير أنه يروي عن الضعفاء كتبه حسان منها كتاب الجمل و كتاب الصفين و ذكر أسانيده إلى الكتابين و سائر كتبه و ذكر الشيخ أيضا في الفهرست سنده إلى كتبه.

036
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

و كتاب الغارات مؤلفه من مشاهير المحدثين و ذكره النجاشي و الشيخ و عدا من كتبه كتاب الغارات و مدحاه و قالا إنه كان زيديا ثم صار إماميا و روى السيد ابن طاوس أحاديث كثيرة من كتبه و أخبرنا بعض أفاضل المحدثين أنه وجد منه نسخة صحيحة معربة قديمة كتبت قريبا من زمان المصنف و عليها خط جماعة من الفضلاء و أنه استكتبه منها فأخذنا منه نسخة و هو موافق لما أخرج منه ابن أبي الحديد و غيره.
و كتاب المقتضب ذكره الشيخ و النجاشي في فهرستهما و عدا هذا الكتاب من كتبه و مدحاه بكثرة الرواية لكن نسبا إليه أنه خلط في آخر عمره و ذكره ابن شهرآشوب و عد مؤلفاته و لم يقدح فيه بشي‏ء و بالجملة كتابه من الأصول المعتبرة عند الشيعة كما يظهر من التتبع.
و اشتهار الشهيد الثاني و المحقق أغنانا عن التعرض لحال كتبهما نور الله ضريحهما.
و المحقق البحراني من أجلة العلماء و مشاهيرهم و كتاباه في نهاية الاشتهار.
و تفسير فرات و إن لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح و لا قدح لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة و حسن الضبط في نقلها مما يعطي الوثوق بمؤلفه و حسن الظن به و قد روى الصدوق رحمه الله عنه أخبارا بتوسط الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي و روى عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل و غيره.
و الكتب الأربعة لجعفر بن أحمد بعضها في المناقب و بعضها في الأخلاق و الآداب و الأحكام فيها نادرة و مؤلفها غير مذكور في كتب الرجال لكنه من القدماء قريبا من عصر المفيد أو في عصره يروي عن الصفواني راوي الكليني بواسطة و يروي عن الصدوق أيضا كما سيأتي في إسناد تفسير الإمام ع و فيها أخبار طريفة غريبة و عندنا منه نسخ مصححة قديمة و السيد بن طاوس يروي عن كتبه في كتاب الإقبال و غيره و هذا مما يؤيد الوثوق عليها و روي عن بعض كتبه الشهيد الثاني رحمه الله في‏

037
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

شرح الإرشاد في فضل صلاة الجماعة و غيره من الأفاضل أيضا.
و كتاب نزهة الناظر و الجامع مؤلفهما من مشاهير العلماء المدققين و أقواله متداولة بين المتأخرين و هو ابن عم المحقق مؤلف الشرائع و المعتبر.
و كتاب الوسيلة و مؤلفه مشهوران و أقواله متداولة بين المتأخرين و قال الشيخ منتجب الدين الشيخ الإمام عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي فقيه عالم واعظ له تصانيف منها الوسيلة.
و كتب المشايخ الكرام و الأجلة الفخام الشيخ حسن و السيد محمد و الشيخ البهائي نور الله مراقدهم جلالتها و نبالة مؤلفيها معلومتان و كذا كتابا مولانا محمد أمين قدس سره.
و السيد ابن باقي في نهاية الفضل و الكمال لكن أكثر كتابه مأخوذ عن مصباح الشيخ رحمه الله.
و كتاب تقريب المعارف كتاب جيد في الكلام و فيه أخبار طريفة أوردنا بعضها في كتاب الفتن و شأن مؤلفه أعظم من أن يفتقر إلى البيان.
و كذا كتب الشيخين الجليلين ابن البراج و سلار كمؤلفيها في نهاية الاعتبار.
و كتاب دعائم الإسلام قد كان أكثر أهل عصرنا يتوهمون أنه تأليف الصدوق رحمه الله و قد ظهر لنا أنه تأليف أبي حنيفة النعمان بن محمد بن منصور قاضي مصر في أيام الدولة الإسماعيلية و كان مالكيا أولا ثم اهتدى و صار إماميا و أخبار هذا الكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة لكن لم يرو عن الأئمة بعد الصادق خوفا من الخلفاء الإسماعيلية و تحت سر التقية أظهر الحق لمن نظر فيه متعمقا و أخباره تصلح للتأييد و التأكيد قال ابن خلكان هو أحد الفضلاء المشار إليهم ذكره الأمير المختار المسيحي في تاريخه فقال كان من العلم و الفقه و الدين و النبل على ما لا مزيد عليه و له عدة تصانيف منها كتاب إختلاف أصول المذاهب و غيره انتهى و كان مالكي المذهب ثم انتقل إلى مذهب الإمامية و قال ابن زولاق في ترجمة ولده علي بن النعمان كان أبوه النعمان بن محمد القاضي في غاية الفضل من أهل‏

038
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

القرآن و العلم بمعانيه و عالما بوجوه الفقه و علم اختلاف الفقهاء و اللغة و الشعر و المعرفة بأيام الناس مع عقل و إنصاف و ألف لأهل البيت من الكتب آلاف أوراق بأحسن تأليف و أملح سجع و عمل في المناقب و المثالب كتابا حسنا و له ردود على المخالفين له رد على أبي حنيفة و على مالك و الشافعي و علي بن شريح و كتاب إختلاف ينتصر فيه لأهل البيت ع أقول ثم ذكر كثيرا من فضائله و أحواله و نحوه ذكر اليافعي و غيره و قال ابن شهرآشوب في كتاب معالم العلماء القاضي النعمان بن محمد ليس بإمامي و كتبه حسان منها شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار ذكر المناقب إلى الصادق ع الاتفاق و الإفتراق المناقب و المثالب الإمامة أصول المذاهب الدولة الإيضاح انتهى.
و كتاب المناقب و المثالب كتاب لطيف مشتمل على فوائد جليلة.
و كتاب الحسين بن حمدان مشتمل على أخبار كثيرة في الفضائل لكن غمز عليه بعض أصحاب الرجال.
و ابن الخشاب تاريخه مشهور أخرج منه صاحب كشف الغمة و أخباره معتبرة و هو كتاب صغير مقصور على ولادتهم و وفاتهم و مدد أعمارهم ع.
و كتاب البرهان كتاب متين فيه أخبار غريبة و مؤلفه من مشاهير الفضلاء قال النجاشي علي بن محمد العدوي الشمشاطي كان شيخا بالجزيرة و فاضل أهل زمانه و أديبهم ثم ذكر له تصانيف كثيرة و عد منها هذا الكتاب.
و رسالة أبي غالب مشتملة على أحوال زرارة بن أعين و إخوانه و أولادهم و أحفادهم و أسانيدهم و كتبهم و رواياتهم و فيه فوائد جمة و هذا الرجل أعنى أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن الملقب بأبي غالب الزراري كان من أفاضل الثقات و المحدثين و كان أستاد الأفاضل الأعلام كالشيخ المفيد و ابن الغضائري و ابن عبدون قدس الله أسرارهم و عد النجاشي و غيره هذه الرسالة من كتبه و سنذكر الرسالة بتمامها في آخر مجلدات هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
و كتاب دلائل الإمامة من الكتب المعتبرة المشهورة أخذ منه جل من تأخر

039
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

عنه كالسيد بن طاوس و غيره و وجدنا منه نسخة قديمة مصححة في خزانة كتب مولانا أمير المؤمنين ع و مؤلفه من ثقات رواتنا الإمامية و ليس هو ابن جرير التاريخي المخالف قال النجاشي رحمه الله محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي أبو جعفر جليل من أصحابنا كثير العلم حسن الكلام ثقة في الحديث له كتاب المسترشد في دلائل الإمامة أخبرنا أحمد بن علي بن نوح عن الحسن بن حمزة الطبري قال حدثنا محمد بن جرير بن رستم بهذا الكتاب و بسائر كتبه و قال الشيخ في الفهرست محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير يكنى أبا جعفر دين فاضل و ليس هو صاحب التاريخ فإنه عامي المذهب و له كتب جمة منها كتاب المسترشد.
و كتاب مصباح الأنوار مشتمل على غرر الأخبار و يظهر من الكتاب أن مؤلفه من الأفاضل الكبار و يروي من الأصول المعتبرة من الخاصة و العامة.
و كتاب الدر النظيم كتاب شريف كريم مشتمل على أخبار كثيرة من طرقنا و طرق المخالفين في المناقب و قد ينقل من كتاب مدينة العلم و غيره من الكتب المعتبرة و كان معاصرا للسيد علي بن طاوس رحمه الله و قلما رجعنا إليه لبعض الجهات.
و كتاب الأربعين أخذ منه أكثر علماؤنا و اعتمدوا عليه.
و كتاب تسلية المجالس مؤلفه من سادة الأفاضل المتأخرين و هو كتاب كبير مشتمل على أخبار كثيرة أوردنا بعضها في المجلد العاشر.
و كتاب صفوة الأخبار و رياض الجنان مشتملان على أخبار غريبة في المناقب و أخرجنا منهما ما وافق أخبار الكتب المعتبرة.
و كتاب الغنية مؤلفه غني عن الإطراء و هو من الفقهاء الأجلاء و كتبه معتبرة مشهورة لا سيما هذا الكتاب.
و كتب المحقق الطوسي روح الله روحه القدوسي و مؤلفها أشهر من الشمس في رابعة النهار.
و السيد عميد الدين من مشاهير العلماء و أثنى عليه أرباب الإجازات و كتبه معروفة متداولة لكن لم نرجع إليها إلا قليلا.

040
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

و كذا الشيخ الأجل المقداد بن عبد الله من أجلة الفقهاء و تصانيفه في نهاية الاعتبار و الاشتهار.
و كذا فخر المحققين أدق الفقهاء المتأخرين و كتبه متداولة معروفة.
و كتاب الأضواء محتو على فوائد كثيرة لكن لم نرجع إليه كثيرا.
و الشيخ مروج المذهب نور الدين حشره الله مع الأئمة الطاهرين حقوقه على الإيمان و أهله أكثر من أن يشكر على أقله و تصانيفه في نهاية الرزانة و المتانة.
و السيد الرشيد الشهيد التستري حشره الله مع الشهداء الأولين بذل الجهد في نصرة الدين المبين و دفع شبه المخالفين و كتبه معروفة لكن أخذنا أخبارها من مأخذها.
و الشيخ ابن داود في غاية الشهرة بين المتأخرين و بالغوا في مدحه في الإجازات و قل رجوعنا إلى كتبه.
و كذا رجال ابن الغضائري و هو إن كان الحسين فهو من أجلة الثقات و إن كان أحمد كما هو الظاهر فلا أعتمد عليه كثيرا و على أي حال فالاعتماد على هذا الكتاب يوجب رد أكثر أخبار الكتب المشهورة.
و كتابا الملحمة مشهوران لكن لا أعتمد عليهما كثيرا.
و كتاب الأنوار قد أثنى بعض أصحاب الشهيد الثاني على مؤلفه و عدة من مشايخه. و مضامين أخباره موافقة للأخبار المعتبرة المنقولة بالأسانيد الصحيحة و كان مشهورا بين علمائنا يتلونه في شهر ربيع الأول في المجالس و المجامع إلى يوم المولد الشريف و كذا الكتابان الآخران معتبران أوردنا بعض أخبارهما في الكتاب.
و كتاب أحمد بن أبي طاهر مشتمل على خطبة فاطمة صلوات الله عليها و خطب نساء أهل البيت ع في كربلاء و مؤلفه معتبر بين الفريقين.
و السيد الأمجد ميرزا محمد قدس الله روحه من النجباء الأفاضل و الأتقياء الأماثل و جاور بيت الله الحرام إلى أن مضى إلى رحمة الله و كتبه في غاية المتانة و السداد

041
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

و كتاب الديوان انتسابه إليه صلوات الله عليه مشهور و كثير من الأشعار المذكورة فيها مروية في سائر الكتب و يشكل الحكم بصحة جميعها و يستفاد من معالم ابن شهرآشوب أنه تأليف علي بن أحمد الأديب النيسابوري من علمائنا و النجاشي عد من كتب عبد العزيز بن يحيى الجلودي كتاب شعر علي ع.
و كتاب الشهاب و إن كان من مؤلفات المخالفين لكن أكثر فقراتها مذكورة في الكتب و الأخبار المروية من طرقنا و لذا اعتمد عليه علماؤنا و تصدوا لشرحه و قال الشيخ منتجب الدين السيد فخر الدين شميلة بن محمد بن أبي هاشم الحسيني عالم صالح روى لنا كتاب الشهاب للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي عنه.
و الشيخ أبو الفتوح في الفضل مشهور و كتبه معروفة مألوفة.
و كتاب الأنوار البدرية مشتمل على بعض الفوائد الجلية.
و تاريخ بلدة قم كتاب معتبر لكن لم يتيسر لنا أصل الكتاب و إنما وصل إلينا ترجمته و قد أخرجنا بعض أخباره في كتاب السماء و العالم.
و أجوبة سؤالات ابن سلام أوردناها في محالها.
و كتاب طب النبي ص و إن كان أكثر أخباره من طرق المخالفين لكنه مشهور متداول بين علمائنا قال نصير الملة و الدين الطوسي في كتاب آداب المتعلمين و لا بد من أن يتعلم شيئا من الطب و يتبرك بالآثار الواردة في الطب الذي جمعه الشيخ الإمام أبو العباس المستغفري في كتابه المسمى بطب النبي ص.
و المحقق الأردبيلي في الورع و التقوى و الزهد و الفضل بلغ الغاية القصوى و لم أسمع بمثله في المتقدمين و المتأخرين جمع الله بينه و بين الأئمة الطاهرين و كتبه في غاية التدقيق و التحقيق.
و الخليل و الصاحب كانا من الإمامية و هما علمان في اللغة و العروض و العربية و الصاحب هو الذي صدر الصدوق عيون أخبار الرضا ع باسمه و أهداه إليه.
و الشواهد كتاب جيد مشتمل على بيان نزول الآيات في أهل البيت ع‏

042
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

و كثيرا ما يذكر عنه الطبرسي و غيره من الأعلام.
و المقصد مشتمل على أخبار غريبة و أحكام نادرة نذكر منها تأييدا و تأكيدا.
و العمدة أشهر الكتب و أوثقها في النسب.
و النرسي من أصحاب الأصول روى عن الصادق و الكاظم ع و ذكر النجاشي سنده إلى ابن أبي عمير عنه و الشيخ في التهذيب و غيره يروي من كتابه و روى الكليني أيضا من كتابه في مواضع منها في باب التقبيل عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عنه و منها في كتاب الصوم بسند آخر عن ابن أبي عمير عنه.
و كذا كتاب زيد الزراد أخذ عنه أولو العلم و الرشاد و ذكر النجاشي أيضا سنده إلى ابن أبي عمير عنه و قال الشيخ في الفهرست و الرجال لهما أصلان لم يروهما ابن بابويه و ابن الوليد و كان ابن الوليد يقول هما موضوعان و قال ابن الغضائري غلط أبو جعفر في هذا القول فإني رأيت كتبهما مسموعة من محمد بن أبي عمير انتهى و أقول و إن لم يوثقهما أرباب الرجال لكن أخذ أكابر المحدثين من كتابهما و اعتمادهم عليهما حتى الصدوق في معاني الأخبار و غيره و رواية ابن أبي عمير عنهما و عد الشيخ كتابهما من الأصول لعلها تكفي لجواز الاعتماد عليهما مع أنا أخذناهما من نسخة قديمة مصححه بخط الشيخ منصور بن الحسن الآبي و هو نقله من خط الشيخ الجليل محمد بن الحسن القمي و كان تاريخ كتابتها سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة و ذكر أنه أخذهما و سائر الأصول المذكورة بعد ذلك من خط الشيخ الأجل هارون بن موسى التلعكبري رحمه الله و ذكر في أول كتاب النرسي سنده هكذا حدثنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري أيده الله قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله العلوي أبو عبد الله المحمدي قال حدثنا محمد بن أبي عمير عن زيد النرسي و ذكر في أول كتاب الزراد سنده هكذا حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أبي علي محمد بن همام عن حميد بن زياد بن حماد عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد بن‏

043
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

نهيك عن محمد بن أبي عمير عن زيد الزراد و هذان السندان غير ما ذكره النجاشي.
و كتاب العصفري أيضا أخذناه من النسخة المتقدمة و ذكر السند في أوله هكذا أخبرنا التلعكبري عن محمد بن همام عن محمد بن أحمد بن خاقان النهدي عن أبي سمينة عن أبي سعيد العصفري عباد و ذكر الشيخ و النجاشي رحمهما الله كتابه و ذكرا سندهما إليه لكنهما لم يوثقاه و لعل أخباره تصلح للتأييد.
و كتاب عاصم مؤلفه في الثقة و الجلالة معروف.
و ذكر الشيخ و النجاشي أسانيد إلى كتابه و في النسخة المتقدمة سنده هكذا حدثني أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمي أيده الله قال حدثني أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب عن حميد بن زياد بن هوارا في سنة تسع و ثلاث مائة عن عبد الله بن أحمد بن نهيك عن مساور و سلمة عن عاصم بن حميد الحناط قال قال التلعكبري و حدثني أيضا بهذا الكتاب أبو القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم العلوي الموسوي بمصر عن ابن نهيك.
و كتاب ابن الحضرمي ذكر الشيخ في الفهرست طريقه إليه و في النسخة المتقدمة ذكر سنده هكذا أخبرنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري أيده الله عن محمد بن همام عن حميد بن زياد الدهقان عن أبي جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الأسدي البزاز عن محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي عن جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي و الشيخ أيضا روى عن جماعة عن التلعكبري إلى آخر السند المتقدم إلا أن فيه عن محمد بن أمية بن القاسم و الظاهر أن ما هنا أصوب و أكثر أخباره تنتهي إلى جابر الجعفي.
و كتاب محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي وثق النجاشي مؤلفه و ذكر طريقه إليه و في النسخة القديمة المتقدمة أورد سنده هكذا حدثنا الشيخ هارون بن موسى التلعكبري عن محمد بن همام عن حميد بن زياد عن أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز عن محمد بن المثنى.

044
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثانی فی بیان الوثوق على الکتب المذکورة و اختلافها فی ذلک ص 26

و كتاب عبد الملك بن حكيم وثق النجاشي المؤلف و ذكر هو و الشيخ طريقهما إليه و في النسخة القديمة طريقه هكذا أخبرنا التلعكبري عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن جعفر بن محمد بن حكيم عن عمه عبد الملك.
و كتاب المثنى ذكر الشيخ و النجاشي طريقهما إليه و روى الكشي عن علي بن الحسن مدحه و في النسخة المتقدمة سنده هكذا التلعكبري عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن مثنى بن الوليد الحناط.
و كتاب خلاد ذكر النجاشي و الشيخ سندهما إليه و في النسخة القديمة هكذا التلعكبري عن ابن عقدة عن يحيى بن زكريا بن شيبان عن محمد بن أبي عمير عن خلاد السندي و في بعض نسخ السدي بغير نون البزاز الكوفي.
و كتاب الحسين بن عثمان النجاشي ذكر إليه سندا و وثقه الكشي و غيره و السند فيما عندنا من النسخة القديمة عن التلعكبري عن ابن عقدة عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان بن شريك.
و كتاب الكاهلي مؤلفه ممدوح و الشيخ و النجاشي أسندا عنه و السند في القديمة عن التلعكبري عن ابن عقدة عن محمد بن أحمد بن الحسن بن الحكم القطواني عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الله بن يحيى.
و كتاب سلام بن عمرة الخراساني وثقه النجاشي و أسند إلى الكتاب و فيما عندنا التلعكبري عن ابن عقدة عن القاسم بن محمد بن الحسن «1» بن حازم عن عبد الله بن جميلة عن سلام.
و كتاب النوادر مؤلفه ثقة فطحي و النجاشي و الشيخ أسندا عنه و السند فيما عندنا عن التلعكبري عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن ابن أسباط.
و كتاب النبذة مؤلفه لا نعلم حاله.
و الدوريستي من تلامذة المفيد و المرتضى و وثقه ابن داود و العلامة و الشيخ منتجب الدين و غيرهم.
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: الحسين.

045
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثالث فی بیان الرموز التی وضعناها للکتب المذکورة ص 46

و كتاب الكر و الفر مشهور و مشتمل على أجوبة شريفة.
و كتاب الأربعين من الكتب المعروفة و الشيخ إبراهيم القطيفي رحمه الله كان في غاية الفضل و كان معاصرا للشيخ نور الدين المروج و كانت بينهما مناظرات و مباحثات كثيرة.
ثم اعلم أنا سنذكر بعض أخبار الكتب المتقدمة التي لم نأخذ منها كثيرا لبعض الجهات مع ما سيتجدد من الكتب في كتاب مفرد سميناه بمستدرك البحار إن شاء الله الكريم الغفار إذ الإلحاق في هذا الكتاب يصير سببا لتغيير كثير من النسخ المتفرقة في البلاد و الله الموفق للخير و الرشد و السداد.
الفصل الثالث في بيان الرموز التي وضعناها للكتب المذكورة
و نوردها في صدر كل خبر ليعلم أنه مأخوذ من أي أصل و هل هو في أصل واحد أو متكرر في الأصول و لو كان في السند اختلاف نذكر الخبر من أحد الكتابين و نشير إلى الكتاب الآخر بعده و نسوقه إلى محل الوفاق و لو كان في المتن اختلاف مغير للمعنى نبينه و مع اتحاد المضمون و اختلاف الألفاظ و مناسبة الخبر لبابين نورد بأحد اللفظين في أحد البابين و باللفظ الآخر في الباب الآخر.
و لنذكر الرموز ن لعيون أخبار الرضا عليه السلام ع لعلل الشرائع ك لإكمال الدين يد للتوحيد ل للخصال لي لأمالي الصدوق ثو لثواب الأعمال مع لمعاني الأخبار هد للهداية عد للعقائد و أما سائر كتب الصدوق و كتابا والده فلم نحتج فيها إلى الرمز لقلة أخبارها ب لقرب الإسناد ير لبصائر الدرجات ما لأمالي الشيخ غط لغيبة الشيخ مصبا للمصباحين شا للإرشاد جا لمجالس المفيد ختص لكتاب الإختصاص و سائر كتب المفيد و

046
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الثالث فی بیان الرموز التی وضعناها للکتب المذکورة ص 46

الشيخ لم نعين لها رمزا و كذا أمالي ولد الشيخ شركناه مع أمالي والده في الرمز لأن جميع أخباره إنما يرويها عن والده رضي الله عنهما.
مل لكامل الزيارة سن للمحاسن فس لتفسير علي بن إبراهيم شي لتفسير العياشي م لتفسير الإمام ع ضه لروضة الواعظين عم لإعلام الورى مكا لمكارم الأخلاق ج للإحتجاج قب لمناقب ابن شهرآشوب كشف لكشف الغمة ف لتحف العقول مد للعمدة نص للكفاية نبه لتنبيه الخاطر نهج لنهج البلاغة طب لطب الأئمة صح لصحيفة الرضا عليه السلام ضا لفقه الرضا عليه السلام يج للخرائج ص لقصص الأنبياء ضوء لضوء الشهاب طا لأمان الأخطار شف لكشف اليقين.
يف للطرائف قيه للدروع فتح لفتح الأبواب نجم لكتاب النجوم جم لجمال الأسبوع قل لإقبال الأعمال تم لفلاح السائل لكونه من تتمات المصباح مهج لمهج الدعوات صبا لمصباح الزائر حة لفرحة الغري كنز لكنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة معا لكون أحدهما مأخوذا من الآخر كما عرفت غو لغوالي اللآلي و النثر لا يحتاج إلى الرمز جع لجامع الأخبار ني لغيبة النعماني فض لكتاب الروضة لكونه في الفضائل مص لمصباح الشريعة قبس لقبس المصباح ط للصراط المستقيم خص لمنتخب البصائر سر للسرائر ق للكتاب العتيق الغروي كش لرجال الكشي جش لفهرست النجاشي بشا لبشارة المصطفى ين لكتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه و النوادر عين للعيون و المحاسن غر للغرر و الدرر كف لمصباح الكفعمي لد للبلد الأمين قضا لقضاء الحقوق محص للتمحيص عدة للعدة جنة للجنة منها للمنهاج د للعدد يل للفضائل فر لتفسير فرات بن إبراهيم عا لدعائم الإسلام.
و سائر الكتب لا رمز لها و إنما نذكر أسمائها بتمامها و منها ما أوردناه بتمامه في المحال المناسبة له كطب الرضا ع و توحيد المفضل و الإهليلجة و

047
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الرابع فی بیان ما اصطلحنا علیه للاختصار فی الأسناد ص 48

كتاب المسائل لعلي بن جعفر و فهرست الشيخ منتجب الدين و إنما لم نرمز لها إما لذكرها بتمامها في محالها كما عرفت أو لقلة رجوعنا إليها لكون أكثر أخبارها عامية أو لكون حجم الكتاب قليلا و أخباره يسيرة أو لعدم الاعتماد التام عليه أو لغير ذلك من الجهات و الأغراض.
ثم اعلم أنا إنما تركنا إيراد أخبار بعض الكتب المتواترة في كتابنا هذا كالكتب الأربعة لكونها متواترة مضبوطة لعله لا يجوز السعي في نسخها و تركها و إن احتجنا في بعض المواضع إلى إيراد خبر منها فهذه رموزها كا للكافي يب للتهذيب صا للإستبصار يه لمن لا يحضره الفقيه و عند وصولنا إلى الفروع نترك الرموز و نورد الأسماء مصرحة إن شاء الله تعالى لفوائد تختص بها لا تخفى على أولي النهى و كذا نترك هناك الاختصارات التي اصطلحناها في الأسانيد في الفصل الآتي لكثرة الاحتياج إلى السند فيها.
الفصل الرابع في بيان ما اصطلحنا عليه للاختصار في الأسناد
مع التحرز عن الإرسال المفضي إلى قلة الاعتماد فإن أكثر المؤلفين دأبهم التطويل في ذكر رجال الخبر لتزيين الكتاب و تكثير الأبواب و بعضهم يسقطون الأسانيد فتنحط الأخبار بذلك عن درجة المسانيد فيفوت التميز بين الأخبار في القوة و الضعف و الكمال و النقص إذ بالمخبر يعرف شأن الخبر و بالوثوق على الرواة يستدل على علو الرواية و الأثر فاخترنا ذكر السند بأجمعه مع رعاية غاية الاختصار بالاكتفاء عن المشاهير بذكر والدهم أو لقبهم أو محض اسمهم خاليا عن النسبة إلى الجد و الأب و ذكر الوصف و الكنية و اللقب و بالإشارة إلى جميع السند إن كان مما يتكرر كثيرا في الأبواب برمز و علامة و اصطلاح ممهد في صدر الكتاب لئلا يترك في كتابنا شي‏ء من فوائد الأصول فيسقط بذلك عن درجة كمال القبول.

048
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الرابع فی بیان ما اصطلحنا علیه للاختصار فی الأسناد ص 48

فأما ما اختصرناه من أسناد قرب الإسناد فكل ما كان فيه أبو البختري فقد رواه عن السندي بن محمد البزاز عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي.
و كل ما كان فيه عنهما عن حنان فهما عبد الصمد بن محمد و محمد بن عبد الحميد معا عن حنان بن سدير.
و كل ما كان فيه علي عن أخيه فهو عن عبد الله بن الحسن العلوي عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسى ع.
و كل ما كان فيه ابن رئاب فهو بهذا الإسناد أحمد و عبد الله ابنا محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب.
و كل ما كان فيه عن حماد بن عيسى فهو بهذا الإسناد محمد بن عيسى و الحسن بن ظريف و علي بن إسماعيل كلهم عن حماد بن عيسى البصري الجهني.
و كل ما كان فيه ابن سعد عن الأزدي فهو أحمد بن إسحاق بن سعد عن بكر بن محمد الأزدي.
و كل ما كان فيه ابن ظريف عن ابن علوان فهما الحسن بن ظريف و الحسين بن علوان.
و أما ما اختصرناه من أسانيد كتب الصدوق فكلما كان في خبر الأعمش فهو بهذا السند المذكور في كتاب الخصال قال حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي و أحمد بن الحسن القطان و محمد بن أحمد السناني و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب و عبد الله بن محمد الصائغ و علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان عن بكر بن عبد الله بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية عن الأعمش عن جعفر بن محمد صلوات الله عليه.
و كل ما كان في خبر ابن سلام فهو بهذا السند الذي أورده الصدوق في كتبه قال حدثنا الحسن بن يحيى بن ضريس قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو جعفر عمارة السكري السرياني قال حدثنا إبراهيم بن عاصم بقزوين قال حدثنا عبد الله بن‏

049
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الرابع فی بیان ما اصطلحنا علیه للاختصار فی الأسناد ص 48

هارون الكرخي قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن يزيد بن سلام بن عبيد الله مولى رسول الله ص قال حدثني أبي عبد الله بن يزيد قال حدثني يزيد بن سلام عن النبي ص.
و كل ما كان فيه في علل الفضل بن شاذان فهو ما رواه الصدوق عن عبد الواحد بن عبدوس النيسابوري عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن الرضا ع.
و كل ما كان فيه في خبر مناهي النبي ص فهو ما ذكره الصدوق بهذا الإسناد حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال حدثني أبو عبد الله عبد العزيز بن محمد بن عيسى الأبهري قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا الجوهري الغلابي البصري قال حدثنا شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع عن النبي ص.
و كل ما كان فيه بالإسناد إلى وهب فهو كما ذكره الصدوق رحمه الله أخبرنا أبو عبد الله محمد بن شاذان بن أحمد البروازي عن أبي علي محمد بن محمد بن الحرث بن سفيان الحافظ السمرقندي عن صالح بن سعيد الترمذي عن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه اليماني.
و كل ما كان فيه بإسناد العلوي فهو ما رواه الصدوق رحمه الله عن أحمد بن محمد بن عيسى العلوي الحسيني عن محمد بن إبراهيم بن أسباط عن أحمد بن محمد بن زياد القطان عن أبي الطيب أحمد بن محمد بن عبد الله عن عيسى بن جعفر العلوي العمري عن آبائه عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.
و كل ما كان فيه بإسناد التميمي فهو ما ذكره الصدوق رحمه الله قال حدثنا محمد بن عمر بن أسلم بن البر الجعابي قال حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي عن أبيه قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني‏

050
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الرابع فی بیان ما اصطلحنا علیه للاختصار فی الأسناد ص 48

أخي الحسن قال حدثني أبي علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص.
و كل ما كان فيه بالأسانيد الثلاثة عن الرضا ع فهو ما أورده الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضا ع هكذا حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه المرورودي بمرورود في داره قال حدثنا أبو بكر بن عبد الله النيسابوري قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سلموية الطائي بالبصرة قال حدثنا أبي في سنة ستين و مائتين قال حدثني علي بن موسى الرضا ع سنة أربع و تسعين و مائة و حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي بنيسابور قال حدثني أبو إسحاق بن إبراهيم بن مروان بن محمد الخوزي قال حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوزي قال حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني عن الرضا ع و حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى الرضا ع قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب ع عن النبي ص.
و كل ما كان فيه فيما كتب الرضا ع للمأمون فهو ما رواه الصدوق قال حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري بنيسابور في شعبان سنة اثنتين و خمسين و ثلاث مائة قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان عن الرضا ع.
و كل ما كان فيه في خبر الشامي فهو ما رواه الصدوق قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا الحسن بن القاسم قراءة قال حدثنا علي بن إبراهيم بن المعلى قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد قال حدثنا عبد الله بن بكر المراري عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين عن أبيه ع و رواه الشيخ عن الحسين بن عبيد الله الغضائري عن الصدوق بهذا الإسناد.
و كل ما كان فيه في أسئلة الشامي عن أمير المؤمنين ع فهو بهذا الإسناد قال‏

051
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الرابع فی بیان ما اصطلحنا علیه للاختصار فی الأسناد ص 48

الصدوق حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بإيلاق قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال حدثنا أبي قال حدثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين.
و كل ما كان فيه الأربعمائة فهو ما رواه الصدوق في الخصال عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال حدثني أبي عن جده عن آبائه ع أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه علم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما يصلح للمؤمن في دينه و دنياه و سيأتي بتمامه في المجلد الرابع.
و كل ما كان فيه بالإسناد إلى دارم فهو ما رواه الصدوق عن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الوراق عن علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد عن دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع الصنعاني. و كل ما كان فيه المفسر بإسناده إلى أبي محمد ع فهو ما رواه الصدوق عن محمد بن القاسم الجرجاني المفسر عن أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبي الحسن علي بن محمد بن سيار و كانا من الشيعة الإمامية عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد ع.
و كل ما كان فيه ابن المغيرة بإسناده فالسند هكذا جعفر بن علي بن الحسن الكوفي قال حدثني جدي الحسن بن علي بن عبد الله عن جده عبد الله بن المغيرة و قد نعبر عن هذا السند هكذا ابن المغيرة عن جده عن جده.
و كل ما كان فيه ابن البرقي عن أبيه عن جده فهو علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد.
و كل ما كان فيه فيما أوصى به النبي ص إلى علي ع فهو ما رواه الصدوق عن محمد بن علي بن الشاه عن أحمد بن محمد بن الحسين عن أحمد بن خالد الخالدي عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي عن أنس بن محمد بن أبي مالك عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ع و رواه في كتاب مكارم الأخلاق‏

052
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الرابع فی بیان ما اصطلحنا علیه للاختصار فی الأسناد ص 48

و كتاب تحف العقول مرسلا عن الصادق ع.
و أما ما اختصرناه من أسانيد كتب شيخ الطائفة فكلما كان فيه بإسناد أبي قتادة فهو ما رواه أبو علي ابن شيخ الطائفة عن أبيه عن الحسين بن عبيد الله الغضائري عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن محمد بن همام عن علي بن الحسين الهمداني عن محمد بن خالد البرقي عن أبي قتادة القمي.
و كل ما كان فيه بإسناد أخي دعبل فهو ما رواه الشيخ عن هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الدعبلي قال حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن دعبل بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن علي الخزاعي ببغداد سنة اثنين و سبعين و مائتين قال حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا ع بطوس سنة ثمان و تسعين و مائة و فيها رحلنا إليه على طريق البصرة و صادفنا عبد الرحمن بن مهدي عليلا فأقمنا عليه أياما و مات عبد الرحمن بن مهدي و حضرنا جنازته و صلى عليه إسماعيل بن جعفر فرحلنا إلى سيدي أنا و أخي دعبل فأقمنا عنده إلى آخر سنة مائتين و خرجنا إلى قم بعد أن خلع سيدي أبو الحسن الرضا ع على أخي دعبل قميصا خزا أخضر و خاتم فضة عقيقا و دفع إليه دراهم رضوية و قال له يا دعبل صر إلى قم فإنك تفيد بها و قال له احتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ركعة «1» و ختمت فيه القرآن ألف ختمة فحدثنا إملاء في رجب سنة ثمان و تسعين و مائة قال حدثني أبي موسى بن جعفر عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين.
و كل ما كان فيه بإسناد المجاشعي فهو ما رواه الشيخ قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل الشيباني قال حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب أبو محمد الشعراني البيهقي بجرجان قال حدثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي قال حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال حدثنا أبي أبو عبد الله ع قال المجاشعي و حدثنا الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع.
__________________________________________________
 (1) و في الأمالي: فقد صليت فيه الف ليلة في كل ليلة الف ركعة.

053
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الرابع فی بیان ما اصطلحنا علیه للاختصار فی الأسناد ص 48

و كل ما نذكر عند ذكر أخبار مستطرفات السرائر في كتاب المسائل فهو إشارة إلى ما ذكره ابن إدريس رحمه الله حيث قال و من ذلك ما استطرفناه من كتاب مسائل الرجال و مكاتباتهم مولانا أبا الحسن علي بن محمد ع و الأجوبة عن ذلك رواية أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن عياش الجوهري و رواية عبد الله بن جعفر الحميري رضي الله عنهما.
و كل ما كان فيه نوادر الراوندي بإسناده فهذا سنده نقلته كما وجدته أخبرنا السيد الإمام ضياء الدين سيد الأئمة شمس الإسلام تاج الطالبية ذو الفخرين جمال آل رسول الله ص أبو الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي حرس الله جماله و أدام فضله قال أخبرنا الإمام الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني إجازة و سماعا قال أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحسن التميمي البكري إجازة أو سماعا قال حدثنا أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال حدثني أبي إسماعيل بن موسى عن أبيه موسى عن جده جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه «1» علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال قال رسول الله ص أقول و يظهر من كتب الرجال طرق آخر إلى هذا الكتاب نوردها في آخر مجلدات كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.
و كل ما كان في كتاب قصص الأنبياء بالإسناد إلى الصدوق فهو ما ذكر في مواضع قال أخبرني الشيخ علي بن عبد الصمد النيسابوري عن أبيه عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الخوزي عن الصدوق رحمه الله و في موضع آخر قال أخبرنا السيد أبو الحرب المجتبى بن الداعي الحسيني عن الدوريستي عن أبيه عنه و قال في موضع آخر أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن أحمد بن معبد الحسيني عن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن المفيد عن الصدوق و في موضع آخر أخبرنا السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل عن علي بن عبد الصمد عن السيد أبي البركات الخوزي و في موضع‏
__________________________________________________
 (1) كذا في النسخ التي عندنا.

054
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الرابع فی بیان ما اصطلحنا علیه للاختصار فی الأسناد ص 48

آخر أخبرنا السيد «1» أبو القاسم بن كمح عن الدوريستي عن المفيد عن الصدوق و في موضع آخر أخبرنا الأستاد أبو جعفر محمد بن المرزبان عن الدوريستي عن أبيه عنه و في موضع آخر أخبرنا الأديب أبو عبد الله الحسين المؤدب القمي عن الدوريستي عن أبيه عنه و في مقام آخر أخبرنا أبو سعد الحسن بن علي و الشيخ أبو القاسم الحسن بن محمد الحديقي عن جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه عن الصدوق و في مقام آخر أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي عن جعفر الدوريستي عن المفيد عن الصدوق و في موضع آخر أخبرنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي بن محمد عن جعفر بن أحمد عن الصدوق و في محل آخر أخبرنا هبة الله بن دعويدار عن أبي عبد الله الدوريستي عن جعفر بن أحمد المريسي عنه و في محل آخر أخبرنا السيد علي بن أبي طالب السليقي «2» عن جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه عنه و في آخر أخبرنا أبو السعادات هبة الله بن علي الشجري عن جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه و في آخر أخبرنا الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمد عن علي بن عبد الصمد عن علي بن الحسين عنه و في خبر آخر أخبرنا جماعة منهم الأخوان محمد و علي ابنا علي بن عبد الصمد عن أبيهما عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الحسيني عنه.
و كل ما كان من كتاب صفين فقد وجدت في أول الكتاب و وسطه في مواضع سنده هكذا أخبرنا الشيخ الحافظ شيخ الإسلام أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي قال أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي بقراءتي عليه في شهر ربيع الآخر من سنة أربع و ثمانين و أربعمائة قال أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر بن الوكيل قراءة عليه و أنا أسمع في رجب من سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت الصيرفي قراءة عليه و أنا أسمع قال أخبرنا علي بن محمد بن عقبة بن الوليد بن همام بن عبد الله قراءة عليه في سنة أربعين و ثلاث مائة قال‏
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: الأستاذ.
 (2) و في نسخة: السليقى.

055
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الرابع فی بیان ما اصطلحنا علیه للاختصار فی الأسناد ص 48

أخبرنا أبو الحسن محمد بن سليمان بن الربيع بن هشام الهندي الخزاز قال أخبرنا أبو الفضل نصر بن مزاحم التميمي و لعل هذا من سند العامة لأنهم أيضا أسندوا إليه و روى عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة أحاديث كثيرة و قال هو في نفسه ثبت صحيح النقل غير منسوب إلى هوى و لا إدغال و هو من رجال أصحاب الحديث انتهى و أخرجنا في كتاب الفتن أكثر أخباره من الشرح المذكور لتكون حجة على المخالفين.
و أما أسانيد أصحابنا إليه فهي مذكورة في كتب الرجال و وجدت في ظهر كتاب المقتضب ما هذه صورته أخبرني به الشيخ الإمام العالم نجم الدين أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن موسى عن جده محمد بن موسى بن جعفر عن جده جعفر بن محمد بن أحمد بن العياش الدوريستي عن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس البزاز عن مصنفه أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش.
و كان في مفتتح كتاب ابن الخشاب أخبرنا السيد العالم الفقيه صفي الدين أبو جعفر محمد بن معد الموسوي في العشر الأخير من صفر سنة ست عشرة و ستمائة قال أخبرنا الأجل العالم زين الدين أبو العز أحمد بن أبي المظفر محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر قراءة عليه فأقر به و ذلك في آخر نهار يوم الخميس ثامن صفر من السنة المذكورة بمدينة السلام بدرب الدواب قال أخبرنا الشيخ الإمام العالم الأوحد حجة الإسلام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال قرأت على الشيخ أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن المقري يوم السبت الخامس و العشرين من محرم سنة إحدى و ثلاثين و خمسمائة من أصله بخط عمه أبي الفضل أحمد بن الحسن و سماعه منه فيه بخط عمه في يوم الجمعة سادس عشر شعبان من سنة أربع و ثمانين و أربعمائة أخبركم أبو الفضل أحمد بن الحسن فأقر به قال أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل قراءة عليه و أنا أسمع في رجب سنة ثمان و عشرين و أربعمائة قال أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح زارع النهروان بها قراءة عليه و أنا أسمع في سنة خمس و ستين و ثلاثمائة قال حدثنا حرب بن أحمد المؤدب قال حدثنا

056
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

و لنذکر المفردات المشترکة ص 57

الحسن بن محمد العمي البصري عن أبيه قال حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع ثم يعيد السند عن حرب بن محمد.
و لنذكر المفردات المشتركة
أبان هو ابن عثمان أحمد الهمداني هو أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الهمداني الكوفي الحافظ و قد نعبر عنه بابن عقدة و تارة بأحمد الكوفي أحمد بن الوليد هو ابن محمد بن الحسن بن الوليد إسحاق هو ابن عمار أيوب هو ابن نوح و قد نعبر عنه بابن نوح تميم القرشي هو تميم بن عبد الله بن تميم القرشي أستاد الصدوق ثعلبة هو ابن ميمون جعفر الكوفي هو ابن محمد جميل هو ابن الدراج الحسين عن أخيه عن أبيه هم الحسين بن سيف بن عميرة عن أخيه علي عن أبيه سيف حفص هو ابن غياث القاضي حمدان هو ابن سليمان النيسابوري يروي عنه ابن قتيبة حمزة العلوي هو حمزة بن محمد بن أحمد العلوي حمويه هو أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه النضري قال الشيخ رحمه الله أخبرنا قراءة عليه ببغداد في دار الغضائري يوم السبت النصف من ذي القعدة سنة ثلاث عشرة و أربعمائة حنان هو ابن سدير درست هو ابن أبي منصور الواسطي الريان هو ابن الصلت سعد هو ابن عبد الله سماعة هو ابن مهران سهل هو ابن زياد صفوان هو ابن يحيى عبد الأعلى هو مولى آل سام العلاء عن محمد هما ابن رزين و ابن مسلم علان هو علي بن محمد المعروف بعلان علي عن أبيه علي بن إبراهيم بن هاشم فرات هو فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي و غالبا يكون بعد ابن سعيد الهاشمي الفضل هو ابن شاذان القاسم عن جده هو القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد محمد الحميري هو ابن عبد الله بن جعفر محمد بن عامر هو محمد بن الحسين بن محمد بن عامر محمد العطار هو ابن يحيى المظفر العلوي هو أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي معمر هو ابن يحيى هارون هو ابن مسلم يونس هو ابن عبد الرحمن الآدمي هو سهل بن زياد الأزدي هو محمد بن زياد و قد يطلق على بكر بن محمد الأسدي هو أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي و قد نعبر عنه بمحمد الأسدي و الأسدي في أول‏

057
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

و لنذکر المفردات المشترکة ص 57

سند الصدوق هو محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي الأشعري هو محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري الأشناني هو أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل قال الصدوق أخبرنا ببلخ الأصفهاني هو القاسم بن محمد الأصم هو عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري هو أحمد بن علي الأنصاري الأهوازي هو الحسين بن سعيد البجلي هو موسى بن القاسم البرقي هو أحمد بن محمد بن خالد البرمكي هو محمد بن إسماعيل البيهقي هو أبو علي الحسين بن أحمد البزنطي هو أحمد بن محمد بن أبي نصر البطائني هو علي بن أبي حمزة التفليسي هو شريف بن سابق التمار هو أبو الطيب الحسين بن علي أستاد المفيد الثقفي هو إبراهيم بن محمد الثمالي هو أبو حمزة ثابت بن دينار الجاموراني هو أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي الجعابي هو أبو بكر محمد بن عمر الجعفري هو سليمان بن جعفر الجلودي هو عبد العزيز بن يحيى البصري الجوهري هو محمد بن زكريا الحافظ هو محمد بن عمر الحافظ البغدادي أستاد الصدوق الحجال هو عبد الله بن محمد الحذاء هو أبو عبيدة زياد بن عيسى الحفار هو أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع الحميري هو عبد الله بن جعفر بن جامع الخزاز هو أبو أيوب إبراهيم بن عيسى الخشاب هو الحسن بن موسى الدقاق هو علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق أستاد الصدوق الدهقان هو عبيد الله بن عبد الله الرزاز هو أبو جعفر محمد بن عمرو البختري الرقي هو داود بن كثير الروياني هو عبيد الله بن موسى الزعفراني هو أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الكريم الساباطي هو عمار بن موسى السابري هو أبو عبد الله علي بن محمد السعدآبادي هو علي بن الحسين السكري هو الحسن بن علي السمندي هو الفضل بن أبي قرة السندي هو ابن محمد السكوني هو إسماعيل بن أبي زياد السناني هو محمد بن أحمد الصائغ هو عبد الله بن محمد الصفار هو محمد بن الحسن الصوفي هو محمد بن هارون يروي عنه الصدوق بواسطة الصولي هو محمد بن يحيى الصيقل هو منصور بن الوليد الضبي هو العباس بن بكار الطاطري هو علي بن الحسن الطالقاني هو محمد بن إبراهيم بن‏

058
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

و لنذکر المفردات المشترکة ص 57

إسحاق أستاد الصدوق الطيار هو حمزة بن محمد الطيالسي هو محمد بن خالد العجلي هو أحمد بن محمد بن هيثم و قد نعبر عنه بابن الهيثم العسكري هو الحسن بن عبد الله بن سعيد أستاد الصدوق العطار هو أحمد بن محمد بن يحيى العلوي هو حمزة بن القاسم يروي عنه الصدوق بواسطة العياشي هو محمد بن مسعود الغضائري هو الحسين بن عبيد الله أستاد الشيخ الفارسي هو الحسن بن أبي الحسين الفامي هو أحمد بن هارون أستاد الصدوق الفحام هو أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السرمرائي أستاد الشيخ و إذا قيل بعده عن عمه فهو عمر بن يحيى الفراء هو داود بن سليمان الفزاري هو جعفر بن محمد بن مالك القاساني هو علي بن محمد القداح هو عبد الله بن ميمون القطان هو أحمد بن الحسن القندي هو زياد بن مروان الكاتب هو علي بن محمد أستاد المفيد الكميداني هو علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكناني هو أبو الصباح إبراهيم بن نعيم الكوفي هو محمد بن علي الصيرفي أبو سمينة و قد نعبر عنه بأبي سمينة اللؤلؤي هو الحسن بن الحسين المؤدب هو عبد الله بن الحسن ماجيلويه هو محمد بن علي و بعده عن عمه هو محمد بن أبي القاسم المحاملي هو أبو شعيب صالح بن خالد المراغي هو علي بن خالد أستاد المفيد المرزباني هو محمد بن عمران أستاد المفيد المسمعي هو محمد بن عبد الله المغازي هو محمد بن أحمد بن إبراهيم المفسر هو محمد بن القاسم المكتب هو الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المنصوري هو أبو الحسن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري السرمرائي و إذا قيل بعده عن عم أبيه فهو أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن منصور المنقري هو سليمان بن داود الميثمي هو أحمد بن الحسن النخعي هو موسى بن عمران النقاش هو محمد بن بكران النوفلي هو الحسين بن يزيد النهاوندي هو إبراهيم بن إسحاق النهدي هو الهيثم بن أبي مسروق الوراق هو علي بن عبد الله الوشاء هو الحسن بن علي بن بنت إلياس الهروي هو عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهمداني هو أحمد بن زياد بن جعفر أستاد الصدوق اليقطيني هو محمد بن عيسى بن عبيد أبو جميلة هو المفضل بن صالح أبو الجوزاء هو منبه بن عبد الله أبو الحسين هو محمد بن محمد بن بكر الهذلي يكون‏

059
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

و لنذکر المفردات المشترکة ص 57

بعد حمويه أبو الحسين بعد ابن مخلد هو عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني القاضي أبو خليفة هو الفضل بن حباب الجمحي يكون بعد أبي الحسين أبو ذكوان هو القاسم بن إسماعيل أبو عمرو في سند أمالي الشيخ هو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال أخبرني سنة ست عشرة و أربعمائة في منزله ببغداد في درب الزعفراني رحبة بن المهدي أبو المفضل هو محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني أبو القاسم الدعبلي هو إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي يروي عنه الحفار بن أبان هو الحسين بن الحسن بن أبان بن أبي حمزة هو علي بن أبي الخطاب هو محمد بن الحسين بن أبي الخطاب بن أبي عثمان هو الحسن بن علي بن أبي عثمان بن أبي العلاء هو الحسين بن أبي عمير هو محمد بن أبي المقدام هو عمرو بن أبي نجران هو عبد الرحمن بن إدريس هو الحسين بن أحمد بن إدريس بن أسباط هو علي و بعده عن عمه هو يعقوب بن سالم الأحمر بن أشيم هو علي بن أحمد بن أشيم بن أورمة هو محمد بن بزيع هو محمد بن إسماعيل بن بشران هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال الشيخ أخبرنا في منزله ببغداد في رجب سنة اثنتي عشرة و أربعمائة ابن بشار هو جعفر بن محمد بن بشار بن بشير هو جعفر بن بندار هو محمد بن جعفر بن بندار الفرغاني ابن البطائني هو الحسن بن علي بن أبي حمزة بن بهلول هو تميم يروي عنه ابن حبيب بن تغلب هو أبان بن جبلة هو عبد الله بن جبير هو سعيد بن حازم هو منصور ابن حبيب هو بكر بن عبد الله بن حبيب بن الحجاج هو عبد الرحمن بن حشيش هو محمد بن علي بن حشيش أستاد الشيخ ابن حكيم هو معاوية بن الحمامي هو أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري ابن حميد هو عاصم بن خالد هو سليمان و الذي يروي عن الرضا ع هو الحسين الصيرفي ابن زكريا القطان هو أحمد بن يحيى بن زكريا بن زياد هو مسعدة بن سعيد الهاشمي هو الحسن بن محمد بن سعيد أستاد الصدوق ابن السماك هو أبو عمرو عثمان بن عبد الله «1» بن يزيد الدقاق بن سيابة هو عبد الرحمن بن شاذويه المؤدب‏
__________________________________________________
 (1) في نسخة: أحمد بن عبد اللّه.

060
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

و لنذکر المفردات المشترکة ص 57

هو علي بن شاذويه بن شمون هو محمد بن حسن بن شمون بن صدقة هو مسعدة بن الصلت هو أحمد بن هارون بن الصلت الأهوازي ابن صهيب هو عبد الله بن طريف هو سعد بن ظبيان هو يونس بن عامر هو الحسين بن محمد بن عامر و بعده عن عمه هو عبد الله بن عامر بن عبد الحميد هو إبراهيم بن عبدوس هو عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار بن عصام هو محمد بن محمد بن عصام الكليني ابن عطية هو مالك بن عقدة هو أحمد بن محمد بن سعيد و قد مر ابن عمارة هو جعفر بن محمد بن عمارة بن عميرة هو سيف ابن العياشي هو جعفر بن محمد بن مسعود بن عيسى هو أحمد بن عيسى بن عيينة هو سفيان بن غزوان هو محمد بن سعيد بن غزوان بن فرقد هو يزيد ابن فضال هو الحسن بن علي بن فضال بن الفضل الهاشمي هو إسماعيل بن قتيبة هو علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ابن قولويه هو جعفر بن محمد بن قولويه بن قيس هو محمد بن كلوب هو غياث ابن المتوكل هو محمد بن موسى بن المتوكل بن متيل هو الحسن بن متيل الدقاق بن محبوب هو الحسن بن مخلد هو أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال الشيخ أخبرنا قراءة عليه في ذي الحجة سنة سبع عشرة و أربعمائة ابن مراد هو إسماعيل بن مسرور هو جعفر بن محمد بن مسرور بن مسكان هو عبد الله بن معبد هو علي بن معروف هو العباس بن مقبرة هو علي بن محمد بن الحسن أستاد الصدوق ابن المغيرة هو عبد الله بن موسى هو علي بن أحمد بن موسى أستاد الصدوق ابن المهتدي هو الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن المهتدي ابن مهران هو إسماعيل بن مهرويه هو علي بن مهرويه القزويني ابن مهزيار هو علي بن ميمون هو عبد الله المعبر عنه تارة بالقداح ابن ناتانة هو الحسين بن إبراهيم بن ناتانة بن نباتة هو الأصبغ بن نوح هو أيوب بن الوليد هو محمد بن الحسن بن الوليد بن هاشم هو إبراهيم والد علي بن همام هو إسماعيل و يكنى أبا همام بن يزيد هو يعقوب.

061
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

الفصل الخامس في ذكر بعض ما لا بد من ذكره مما ذكره أصحاب الكتب المأخوذ منها في مفتتحها
قال ابن شهرآشوب في المناقب كان جمع ذلك الكتاب بعد ما أذن لي جماعة من أهل العلم و الديانة بالسماع و القراءة و المناولة و المكاتبة و الإجازة فصح لي الرواية عنهم بأن أقول حدثني و أخبرني و أنبأني و سمعت.
فأما طرق العامة فقد صح لنا إسناد البخاري عن أبي عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي و عن أبي عثمان سعيد بن عبد الله العيار الصعلوكي و عن الجنازي كلهم عن أبي الميثم الكشمهيني عن أبي عبد الله محمد الفربري عن محمد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري و عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السنجري عن الداودي عن السرخسي عن الفربري عن البخاري.
إسناد مسلم عن الفراوي عن أبي الحسين عبد الغافر الفارسي النيسابوري عن أبي أحمد محمد بن عمرويه الجلودي عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه عن أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري.
إسناد الترمذي عن أبي سعيد محمد بن أحمد الصفار الأصفهاني عن أبي القاسم الخزاعي عن أبي سعيد بن كليب الشاشي عن أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي.
إسناد الدارقطني عن أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني عن المنصوري عن أبي الحسن المهرابي عن أبي الحسن علي بن مهدي الدارقطني.
إسناد معرفة أصول الحديث عن عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي الأصفهاني عن أبي علي الحداد عن الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري ابن الربيع «1».
إسناد الموطأ عن القعنبي و عن معي عن يحيى بن يحيى من طريق محمد بن الحسن عن مالك بن أنس الأصبحي.
__________________________________________________
 (1) في نسخة: ابن البيع.

062
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

إسناد مسند أبي حنيفة عن أبي القاسم بن صفوان الموصلي عن أحمد بن طوق عن نصر بن المرخى عن أبي القاسم الشاهد العدل.
إسناد مسند الشافعي عن الجياني عن أبي القاسم الصوفي عن محمد بن علي الساوي عن أبي العباس الأصم عن الربيع عن محمد بن إدريس الشافعي.
إسناد مسند أحمد و الفضائل عن أبي سعد بن عبد الله الدجاجي عن الحسن بن علي المذهب عن أبي بكر بن مالك القطيفي عن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل عن أبيه.
إسناد مسند أبي يعلى عن أبي القاسم الشحامي عن أبي سعيد الكنجرودي عن أبي عمرو الجبري عن أبي يعلى أحمد المثنى الموصلي.
إسناد تاريخ الخطيب عن عبد الرحمن بن بهريق القزاز البغدادي عن الخطيب أبي بكر الثابت البغدادي.
إسناد تاريخ النسوي عن أبي عبد الله المالكي عن محمد بن الحسين بن الفضل القطان عن درستويه النخعي عن يعقوب بن سفيان النسوي.
إسناد الطبري عن القطيفي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عمرو بن محمد بإسناده عن محمد بن جرير بن بريد الطبري و هذا إسناد تاريخ أبي الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري إسناد تاريخ علي بن مجاهد عن القطيفي عن السلمي عن أبي الحسن علي بن محمد دلويه القنطري عن المأمون بن أحمد عن عبد الرحمن بن محمد الدجاج عن ابن جريح عن ابن مجاهد.
إسناد تاريخي أبي علي الحسن البيهقي السلامي و أبي علي مسكويه عن أبي منصور محمد بن حفدة العطاري الطوسي عن الخطيب أبي زكريا التبريزي بإسناده إليهما.
إسناد كتابي المبتدأ عن وهب بن منبه اليماني و أبي حذيفة حدثنا القطيفي عن الثعلبي عن محمد بن الحسن الأزهري عن الحسن بن محمد العبدي عن عبد المنعم بن إدريس عنهما.

063
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

إسناد الأغاني عن الفصيحي عن عبد القاهر الجرجاني عن عبد الله بن حامد عن محمد بن محمد عن علي بن عبد العزيز اليماني عن أبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني و هذا إسناد فتوح الأعثم الكوفي.
إسناد سنن السجستاني عن أبي الحسن الأنبوسي عن أبي العباس أبي علي التستري عن الهاشمي عن اللؤلؤي عن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني.
إسناد سنن اللالكائي عن أبي بكر أحمد بن علي الطرثيثي عن أبي القاسم هبة الله بن الحسين الطبري اللالكائي.
إسناد سنن ابن ماجة عن ابن الناظر البغدادي عن المقري القزويني عن ابن طلحة بن المنذر عن أبي الحسن القطان عن أبي عبد الله البرقي عن أبي القاسم بن أحمد الخزاعي عن الهيثم بن كليب الشاشي عن أبي عيسى الترمذي و هذا إسناد شرف المصطفى عن أبي سعيد الخركوشي.
إسناد حلية الأولياء عن عبد اللطيف الأصفهاني عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني.
إسناد إحياء علوم الدين عن أحمد الغزالي عن أخيه أبي حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي.
إسناد العقد عن محمد بن منصور السرخسي عمن رواه عن أبي عبد ربه الأندلسي.
إسناد فضائل السمعاني عن شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي جدي عن أبي المظفر عبد الملك السمعاني.
إسناد فضائل بن شاهين عن أبي عمرو الصوفي عن القاضي أبي محمد المزيدي عن أبي حفص عمر بن شاهين المروزي.
إسناد فضائل الزعفراني عن يوسف بن آدم المراغي مسندا إلى محمد بن الصباح الزعفراني.
إسناد فضائل العكبري عن أبي منصور ماشادة الأصفهاني عن مشيخته عن عبد الملك بن عيسى العكبري.

064
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

إسناد مناقب ابن شاهين عن المنتهي ابن أبي زيد بن كيابكي الجبني الجرجاني عن الأجل المرتضى الموسوي عن المصنف.
إسناد مناقب ابن مردويه عن الأديب أبي العلاء عن أبيه أبي الفضل الحسن بن زيد عن أبي بكر بن مردويه الأصفهاني.
إسناد أمالي الحاكم عن المهدي بن أبي حرب الحسني الجرجاني عن الحاكم النيسابوري.
إسناد مجموع ابن عقدة أبي العباس أحمد بن محمد و معجم أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني بحق روايتي عن أبي العلاء العطار الهمداني بإسناده عنهما.
إسناد الوسيط و كتاب الأسباب و النزول عن أبي الفضائل محمد اليهيني عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي.
إسناد معرفة الصحابة عن عبد اللطيف البغدادي عن والده أبي سعيد عن أبي يحيى بن مندة عن والده.
إسناد دلائل النبوة و الجامع عن الحسين بن عبد الله المروزي عن أبي النصر العاصمي عن أبي العباس البغوي عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي.
إسناد أحاديث علي بن أحمد الجوهري و أحاديث شعبة بن الحجاج عن محمد البغوي عن الجراحي عن المحبوي عن أبي عيسى عمن رواها عنهما.
إسناد المغازي عن الكرماني عن أبي الحسن القدوسي عن الحسين بن صديق الزورعنجي عن محمد بن إسحاق الواقدي.
إسناد البيان و التبيين و الغرة و الفتيا عن الكرماني عن أبي سهل الأنماطي عن أحمد بن محمد عن أبي عبد الله بن محمد الخازن عن علي بن موسى القمي عن عمرو بن بحر الجاحظ.
إسناد غريب القرآن عن القطيفي عن أبيه عن أبي بكر محمد بن عزيز العزيزي السجستاني.
إسناد شوف العروس عن القاضي عن أبي عبد الله الدامغاني.

065
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

إسناد عيون المجالس عن القطيفي عن أبي عبد الله طاهر بن محمد بن أحمد الخريلوي.
إسناد المعارف و عيون الأخبار و غريب الحديث و غريب القرآن عن الكرماني عن أبيه عن جده عن محمد بن يعقوب عن أبي بكر المالكي عن عبد الله بن مسلم بن قتيبة.
إسناد غريب الحديث عن القطيفي عن السلمي عن أبي محمد دعلج عن أبي عبيد القاسم بن سلام و هذا إسناد كامل أبي العباس المبرد.
إسناد نزهة القلوب عن القطيفي و شهرآشوب جدي كليهما عن أبي إسحاق الثعلبي.
إسناد أعلام النبوة عن عمر بن حمزة العلوي الكوفي عمن رواه عن القاضي أبي الحسن الماوردي.
إسناد الإبانة و كتاب اللوامع عن مهدي بن أبي حرب الحسني عن أبي سعيد أحمد بن عبد الملك الخركوشي.
إسناد دلائل النبوة و كتاب جوامع الحلم عن عبد العزيز عن أحمد الحلواني عن أبي الحسن بن محمد الفارسي عن أبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي.
إسناد نزهة الأبصار عن شهرآشوب عن القاضي أبي المحاسن الروياني عن أبي الحسن علي بن مهدي المامطيري.
إسناد المحاضرات من باب المفردات عن الهيثم الشاشي عن القاضي عن بزي عن أبي بكر بن علي الخزاعي عن أبي القاسم الراغب الأصفهاني.
إسناد الإبانة عن الفزاري عن أبي عبد الله الجوهري عن القطيفي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن أبي عبد الله محمد بن بطة العكبري.
إسناد قوت القلوب عن القطيفي عن أبيه عن أبي القاسم الحسن بن محمد عن أبي يعقوب يوسف بن منصور السياري.
إسناد الترغيب و الترهيب عن أبي العباس أحمد الأصفهاني عن أبي القاسم الأصفهاني.

066
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

إسناد كتاب أبي الحسن المدائني عن القطيفي عن أبي بكر محمد بن عمر بن حمدان عن إبراهيم بن محمد بن سعيد النحوي.
إسناد الدارمي و إعتقاد أهل السنة عن أبي حامد محمد بن محمد عن زيد بن حمدان المنوچهري عن علي بن عبد العزيز الأشنهي و حدثني محمود بن عمر الزمخشري بكتاب الكشاف و الفائق و ربيع الأبرار و أخبرني الكباشين و نمير شهردار الديلمي بالفردوس و أنبأني أبو العلاء العطار الهمداني بزاد المسافر و كاتبني الموفق بن أحمد المكي خطيب خوارزم بالأربعين و روى لي القاضي أبو السعادات الفضائل و ناولني أبو عبد الله محمد بن أحمد النطنزي الخصائص العلوية و أجاز لي أبو بكر محمد بن مؤمن الشيرازي رواية كتاب ما نزل من القرآن في علي ع و كثيرا ما أسند إلى أبي الغرين كلاش العكبري و أبي الحسن العاصمي الخوارزمي و يحيى بن سعدون القرطي و أشباههم.
و أما أسانيد التفاسير و المعاني فقد ذكرتها في الأسباب و النزول و هي تفسير البصري و الطبري و القشيري و الزمخشري و الجبائي و الطائي و السدي و الواقدي و الواحدي و الماوردي و الكلبي و الثعلبي و الوالبي و قتادة و القرطي و مجاهد و الخركوشي و عطاء بن رياح و عطاء الخراساني و وكيع و ابن جريح و عكرمة و النقاشي و أبي العالية و الضحاك و ابن عيينة و أبي صالح و مقاتل و القطان و السمان و يعقوب بن سفيان و الأصم و الزجاج و الفراء و أبي عبيد و أبي العباس و النجاشي و الدمياطي و العوفي و النهدي و الثمالي و ابن فورك و ابن حبيب.
فأما أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبي جعفر الطوسي حدثنا بذلك أبو الفضل الداعي «1» بن علي الحسيني السروي و أبو الرضا فضل الله «2» بن علي الحسيني القاساني و عبد الجليل «3» بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي و أبو الفتوح أحمد بن «4»
__________________________________________________
 (1) عنونه الشيخ الحرّ في امل الامل و قال: كان عالما فاضلا من مشايخ ابن شهرآشوب.
 (2) هو السيّد الإمام ضياء الدين الراونديّ اوعزنا الى ترجمته سابقا.
 (3) في امل الامل: عبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازيّ متكلم، فقيه، متبحر، أستاد الأئمّة في عصره.
 (4) الصحيح: حسين بن عليّ بن محمّد بن أحمد الرازيّ، و قد اسلفنا ترجمته في المقدّمة الثانية.

067
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

حسين بن علي الرازي و محمد و علي «1» ابنا علي بن عبد الصمد النيسابوري و محمد بن «2» الحسن الشوهاني و أبو علي الفضل «3» بن الحسن بن الفضل الطبرسي و أبو جعفر محمد «4» بن علي بن الحسن الحلبي و مسعود «5» بن علي الصوابي و الحسين «6» بن أحمد بن علي بن طحال المقدادي و علي «7» بن شهرآشوب السروي والدي كلهم عن الشيخين المفيدين أبي علي الحسن «8» بن محمد بن الحسن الطوسي و أبي الوفاء عبد الجبار «9» بن علي المقري الرازي عنه.
و حدثنا أيضا المنتهي «10» بن أبي زيد بن كبابكي الحسيني الجرجاني و محمد «11» بن الحسن الفتال النيسابوري و جدي شهرآشوب عنه أيضا سماعا و قراءة و مناولة و إجازة بأكثر كتبه و رواياته.
و أما أسانيد كتب الشريفين المرتضى و الرضي و رواياتهما فعن السيد أبي الصمصام‏
__________________________________________________
 (1) قال الشيخ منتجب الدين في ترجمة والده: على بن عبد الصمد التميمى السبزوارى فقيه، دين، ثقة، قرأ على الشيخ ابى جعفر رحمهم اللّه. ابنه الشيخ ركن الدين عليّ بن على فقيه، قرأ على والده و على الشيخ ابى على ابن الشيخ ابى جعفر رحمهم اللّه.
 (2) في أمل الآمل: كان عالما ورعا من مشايخ ابن شهرآشوب.
 (3) هو امين الإسلام صاحب كتاب مجمع البيان المتقدم ذكره في المقدّمة الثانية.
 (4) في امل الامل: كان عالما فاضلا ماهرا من مشايخ ابن شهرآشوب.
 (5) في امل الامل: فاضل جليل من مشايخ ابن شهرآشوب.
 (6) تأتى ترجمته عن قريب.
 (7) تقدم ترجمته و ترجمة ابيه في المقدّمة الثانية في ترجمة ابنه.
 (8) اسلفنا الكلام في ترجمته في المقدّمة الثانية.
 (9) اورد ترجمته الشيخ منتجب الدين في فهرسته و قال: الشيخ المفيد عبد الجبار بن عبد اللّه ابن على المقرى الرازيّ فقيه الاصحاب بالرى، قرأ عليه في زمانه قاطبة المتعلمين من السادة و العلماء، و هو قد قرأ على الشيخ أبو جعفر الطوسيّ جميع تصانيفه، و قرأ على الشيخين: سالار، و ابن البرّاج، و له تصانيف بالعربية و الفارسية في الفقه، اخبرنا بها الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفتوح الخزاعيّ رحمهم اللّه.
 (10) في امل الامل: المنتهى بن أبي زيد بن كبابكى الحسيني الكجى الجرجانى عالم، فقيه يروى عن أبيه عن السيّد المرتضى و الرضى و يروى عن الشيخ الطوسيّ.
 (11) تقدم ترجمته في المقدّمة الثانية.

068
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

ذي الفقار «1» بن معبد الحسني المروزي عن أبي عبد الله محمد بن علي الحلواني «2» عنهما و بحق روايتي عن السيد المنتهي عن أبيه أبي زيد و عن محمد بن علي الفتال الفارسي عن أبيه الحسن كليهما عن المرتضى و قد سمع المنتهي و الفتال بقراءة أبويهما عليه أيضا و ما سمعنا من القاضي الحسن الأسترآبادي عن ابن المعافي بن قدامة عنه أيضا و ما صح لنا من طريق الشيخ أبي جعفر عنه و روى السيد المنتهي عن أبيه عن الشريف الرضي.
و أما أسانيد كتب الشيخ المفيد فعن أبي جعفر و أبي القاسم ابني كميح عن أبيهما عن ابن البراج عن الشيخ و من طرق أبي جعفر الطوسي أيضا عنه.
و أما أسانيد كتب أبي جعفر بن بابويه عن محمد و علي ابني علي بن عبد الصمد عن أبيهما عن أبي البركات علي بن الحسين الحسيني الخوزي عنه و كذلك من روايات أبي جعفر الطوسي.
و أما أسانيد كتب ابن شاذان و ابن فضال و ابن الوليد و ابن الحاسر و علي بن إبراهيم و الحسن بن حمزة و الكليني و الصفواني و العبدكي و الفلكي و غيرهم فهو على ما نص عليها أبو جعفر الطوسي في الفهرست.
و حدثني الفتال بالتنوير في معاني التفسير و بكتاب روضة الواعظين و بصيرة المتعظين و أنبأني الطبرسي بمجمع البيان لعلوم القرآن و بكتاب إعلام الورى بأعلام الهدى و أجاز لي أبو الفتوح رواية روض الجنان و روح الجنان في تفسير القرآن و ناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف و قد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم و وجدت بخط أبي طالب الطبرسي كتابه الإحتجاج و ذلك مما يكثر تعداده و لا يحتاج إلى‏
__________________________________________________
 (1) قال الشيخ منتجب الدين: السيّد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد الحسنى المروزى عالم، دين، يروى عن السيّد الأجل المرتضى علم الهدى أبى القاسم عليّ بن الحسين الموسوى و الشيخ الموفق ابى جعفر محمّد بن الحسن قدس اللّه روحهما، و قد صادفته و كان ابن مائة و خمسة عشر سنة.
 (2) في امل الامل: كان عالما، عابدا من تلامذة السيّد المرتضى و السيّد الرضيّ.

069
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

ذكره لاجتماعهم عليه و ما هذا إلا جزء من كل و لا أنا علم الله تعالى إلا معترف بالعجز و التقصير كما قال أبو الجوائز.
رويت و ما رويت من الرواية             و كيف و ما انتهيت إلى نهاية
و للأعمال غايات تناهي             و إن طالت و ما للعلم غاية
 و قد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار على متون الأخبار و عدلت عن الإطالة و الإكثار و الاحتجاج من الظواهر و الاستدلال على فحواها و حذفت أسانيدها لشهرتها و لإشارتي إلى رواتها و طرقها و الكتب المنتزعة منها لتخرج بذلك عن حد المراسيل و تلحق بباب المسندات.
و ربما تتداخل الأخبار بعضها في بعض و يختصر منها موضع الحاجة أو نختار ما هو أقل لفظا أو جاءت غريبة من مظان بعيدة أو وردت منفرة محتاجة إلى التأويل فمنها ما وافقه القرآن و منها ما رواه خلق كثير حتى صار علما ضروريا يلزمهم العمل به و منها ما بقيت آثارها رؤية أو سمعا و منها ما نطقت به الشعراء و الشعرورة لتبذلها فظهرت مناقب أهل البيت ع بإجماع موافقيهم و إجماعهم حجة على ما ذكر في غير موضع و اشتهرت على ألسنة مخالفيهم على وجه الاضطرار و لا يقدرون على الإنكار على ما أنطق الله به رواتهم و أجراها على أفواه ثقاتهم مع تواتر الشيعة بها و ذلك خرق العادة و عظة لمن تذكر فصارت الشيعة موفقة لما نقلته ميسرة و الناصبة مخيبة فيما حملته مسخرة لنقل هذه الفرقة ما هو دليل لها في دينها و حمل تلك ما هو حجة لخصمها دونها و هذا كاف لمن أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ و إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ و تذكرة للمتذكرين و لطف من الله تعالى للعالمين.
هذا آخر ما نقلناه عن المناقب‏
و لنذكر ما وجدناه في مفتتح تفسير الإمام العسكري صلوات الله عليه قال الشيخ أبو الفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي أدام الله تأييده حدثنا السيد محمد بن شراهتك «1» الحسني الجرجاني عن السيد أبي جعفر
__________________________________________________
 (1) في التفسير: سراهنك الحسنى الجرجانى. ثم ان الظاهر أن «مهتدى» مصحف «مهدى» و هو كما ياتى عن الاحتجاج مهديّ بن العابد ابى الحرب الحسيني المرعشيّ، و عده المحقق الوحيد رحمه اللّه في التعليقة من اجلاء الطائفة و من مشايخ الاجازة.

070
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

مهتدي بن حارث الحسيني المرعشي عن الشيخ الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي رحمه الله تعالى قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الأسترآبادي الخطيب رحمه الله تعالى قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبو الحسن علي بن محمد بن سيار «1» و كانا من الشيعة الإمامية قالا كان أبوانا إماميين و كانت الزيدية هم الغالبين بأسترآباد و كانا في إمارة الحسن بن زيد العلوي الملقب بالداعي إلى الحق إمام الزيدية «2» و كان كثير الإصغاء إليهم يقتل الناس بسعاياتهم فخشيناهم على أنفسنا فخرجنا بأهلينا إلى حضرة الإمام الحسن بن علي بن محمد أبي القائم ع فأنزلنا عيالاتنا في بعض الخانات «3» ثم استأذنا على الإمام الحسن بن علي ع فلما رآنا قال مرحبا بالآوين إلينا الملتجئين إلى كنفنا «4» قد تقبل الله سعيكما و آمن روعتكما «5» و كفاكما أعداءكما فانصرفا آمنين على أنفسكما و أموالكما فعجبنا من قوله ذلك لنا مع أنا لم نشك في صدقه في مقاله فقلنا بما ذا تأمرنا أيها الإمام أن نصنع إلى أن ننتهي إلى هناك و كيف ندخل ذلك البلد و منه هربنا و طلب سلطان البلد لنا حثيث «6» و وعيده إيانا شديد فقال خلفا علي ولديكما هذين لأفيدهما العلم الذي يشرفهما الله تعالى به ثم لا تحفلا بالسعاة و لا بوعيد المسعي إليه فإن الله تعالى يقصم السعاة «7» و يلجئهم إلى شفاعتكم فيهم عند من قد هربتم منه قال أبو يعقوب و أبو الحسن فأتمرا بما أمر و خرجا و خلفانا هناك فكنا نختلف‏
__________________________________________________
 (1) تقدم ترجمته في المقدّمة الثانية.
 (2) عنونه ابن النديم في فهرسه هكذا: الحسن بن زيد بن محمّد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ عليهما السلام الملقب بالداعى الى الحق، ظهر بطبرستان في سنة 250 و مات بها مملكا عليه سنة 270.
 (3) الخان: محل نزول المسافرين و يسمى الفندق. و الجمع: خانات.
 (4) الكنف: الجانب. و كنف الطائر جناحاه.
 (5) الروعة: الفزعة.
 (6) الحثيث: السريع.
 (7) قصم الرجل: اهلكه. و السعاية: النميمة و الوشاية.

071
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

إليه فيلقانا ببر الآباء و ذوي الأرحام الماسة فقال لنا ذات يوم إذا أتاكما خبر كفاية الله عز و جل أبويكما و إخزاؤه أعداءهما و صدق وعدي إياهما جعلت من شكر الله عز و جل أن أفيدكما تفسير القرآن مشتملا على بعض أخبار آل محمد ع فيعظم بذلك شأنكما قال ففرحنا و قلنا يا ابن رسول الله فإذا نأتي على جميع علوم القرآن و معانيه قال كلا إن الصادق ع علم ما أريد أن أعلمكما بعض أصحابه ففرح بذلك فقال يا ابن رسول الله قد جمعت علم القرآن كله فقال قد جمعت خيرا كثيرا و أوتيت فضلا واسعا و لكنه مع ذلك أقل قليل أجزاء علم القرآن إن الله عز و جل يقول قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً «1» و يقول وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ «2» و هذا علم القرآن و معانيه و ما أودع من عجائبه فكم قد ترى مقدار ما أخذته من جميع هذا و لكن القدر الذي أخذته قد فضلك الله به على كل من لا يعلم كعلمك و لا يفهم كفهمك قالا فلم نبرح من عنده حتى جاءنا فيج «3» قاصد من عند أبوينا بكتاب يذكر فيه أن الحسن بن زيد العلوي قتل رجلا بسعاية أولئك الزيدية و استصفى ماله ثم أتت الكتب من النواحي و الأقطار المشتملة على خطوط الزيدية بالعذل الشديد و التوبيخ العظيم يذكر فيها أن ذلك المقتول كان أفضل زيدي على ظهر الأرض و أن السعاة قصدوه لفضله و ثروته فشكر لهم و أمر بقطع آنافهم و آذانهم و أن بعضهم قد مثل به كذلك و آخرين قد هربوا و أن العلوي ندم و استغفر و تصدق بالأموال الجليلة بعد رد أموال ذلك المقتول على ورثته و بذل لهم أضعاف دية وليهم المقتول و استحلهم فقالوا أما الدية فقد أحللناك منها و أما الدم فليس إلينا إنما هو إلى المقتول و الله الحاكم و أن العلوي نذر لله عز و جل أن لا يعرض للناس في مذاهبهم و في كتاب أبويهما أن الداعي‏
__________________________________________________
 (1) الكهف: 109.
 (2) لقمان: 26.
 (3) في المصباح الفيج: الجماعة، و قد يطلق على الواحد فيجمع على فيوج و افياج. و في الصراح:
الفيج معرب پيك.

072
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

الحسن بن زيد قد أرسل إلينا بعض ثقاته بكتابه و خاتمه بأمانة و ضمن لنا رد أموالنا و جبر النقص الذي لحقنا فيها و إنا صائران إلى البلد متنجزان ما وعدنا «1» فقال الإمام ع إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فلما كان اليوم العاشر جاءنا كتاب أبوينا بأن الداعي قد وفى لنا بجميع عداته «2» و أمرنا بملازمة الإمام العظيم البركة الصادق الوعد فلما سمع الإمام ع قال هذا حين إنجازي ما وعدتكما من تفسير القرآن ثم قال قد وظفت لكما كل يوم شيئا منه تكتبانه فالزماني و واظبا علي يوفر الله عز و جل من السعادة حظوظكما.
أقول و في بعض النسخ في أول السند هكذا قال محمد بن علي بن محمد بن جعفر بن الدقاق حدثني الشيخان الفقيهان أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان و أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي رحمهما الله قالا حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله إلى آخر ما مر.
و قال الصدوق في كتاب إكمال الدين قال الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي مصنف هذا الكتاب أعانه الله على طاعته إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا إني لما قضيت وطري من زيارة علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه رجعت إلى نيسابور فأقمت بها فوجدت أكثر المختلفين إلي من الشيعة قد حيرتهم الغيبة و دخلت عليهم في أمر القائم ع الشبهة و عدلوا عن طريق التسليم إلى الآراء و المقاييس فجعلت أبذل مجهودي «3» في إرشادهم إلى الحق و ردهم إلى الصواب بالأخبار الواردة في ذلك عن النبي و الأئمة صلوات الله عليهم حتى ورد إلينا من بخارا شيخ من أهل الفضل و العلم و النباهة «4» ببلد قم طال ما تمنيت لقاءه و اشتقت إلى مشاهدته لدينه و سديد رأيه و استقامة طريقته و هو الشيخ الدين أبو سعيد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت القمي أدام الله توفيقه.
__________________________________________________
 (1) أي طالبين تعجيل قضاء ما وعدنا.
 (2) جمع العدة بمعنى الوعد.
 (3) أي وسعى و طاقتى.
 (4) النباهة بفتح النون: الشرف، الفطنة، ضد الخمول.

073
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

و كان أبي رضي الله عنه يروي عن جده محمد بن أحمد بن علي بن الصلت قدس الله روحه و يصف علمه و فضله و زهده و عبادته و كان أحمد بن محمد بن عيسى في فضله و جلالته يروي عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي «1» رضي الله عنه و بقي حتى لقيه محمد بن الحسن الصفار و روى عنه فلما أظفرني الله تعالى ذكره بهذا الشيخ الذي هو من أهل هذا البيت الرفيع شكرت الله تعالى ذكره على ما يسر لي من لقائه و أكرمني به من إخائه و حباني «2» به من وده و صفائه فبينا هو يحدثني ذات يوم إذ ذكر لي عن رجل قد لقيه ببخارا من كبار الفلاسفة و المنطقيين كلاما في القائم ع قد حيره و شككه في أمره بطول غيبته و انقطاع أخباره فذكرت له فصولا في إثبات كونه و رويت له أخبارا في غيبته عن النبي و الأئمة صلوات الله عليهم سكنت إليها نفسه و زال بها عن قلبه ما كان دخل عليه من الشك و الارتياب و الشبهة و تلقى ما سمعه من الآثار الصحيحة بالسمع و الطاعة و القبول و التسليم و سألني أن أصنف في هذا المعنى كتابا فأجبته إلى ملتمسه و وعدته جمع ما ابتغى إذا سهل الله العود إلى مستقري و وطني بالري. فبينا أنا ذات ليلة أفكر فيما خلفت ورائي من أهل و ولد و إخوان و نعمة إذ غلبني النوم فرأيت كأني بمكة أطوف حول البيت الحرام و أنا في الشوط السابع عند الحجر الأسود أستلمه و أقبله و أقول أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة فأرى مولانا القائم صاحب الزمان صلوات الله عليه واقفا بباب الكعبة فأدنو منه على شغل قلب و تقسم فكر فعلم ع ما في نفسي بتفرسه في وجهي فسلمت عليه فرد علي السلام ثم قال لي لم لا تصنف كتابا في الغيبة تكفي ما قد همتك فقلت له يا ابن رسول الله قد صنفت في الغيبة أشياء فقال صلوات الله عليه ليس على ذلك السبيل آمرك أن تصنف و لكن صنف الآن كتابا في الغيبة و اذكر فيه غيبات الأنبياء ع.
__________________________________________________
 (1) ذكره النجاشيّ و الشيخ و العلامة و غيرهم في كتب رجالهم و صرحوا بوثاقته. قال النجاشيّ في ص 150 عبد اللّه بن الصلت أبو طالب القمّيّ مولى بنى تيم اللات بن ثعلبة ثقة مسكون الى روايته روى عن الرضا عليه السلام، يعرف له كتاب التفسير، اخبرنى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن يحيى قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن الصلت، عن أبيه.
 (2) حبا كذا او بكذا: اعطاه إيّاه بلا جزاء.

074
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

ثم مضى صلوات الله عليه فانتبهت فزعا إلى الدعاء و البكاء و البث و الشكوى إلى وقت طلوع الفجر فلما أصبحت ابتدأت بتأليف هذا الكتاب ممتثلا لأمر ولي الله و حجته و مستعينا بالله و متوكلا عليه و مستغفرا من التقصير و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.
و قال أحمد بن علي الطبرسي في الإحتجاج لا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده إما لوجود الإجماع عليه أو موافقته لما دلت العقول إليه أو لاشتهاره في السير و الكتب بين المخالف و المؤالف إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري ع فإنه ليس في الاشتهار على حد ما سواه و إن كان مشتملا على مثل الذي قدمناه فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أول خبر من ذلك دون غيره لأن جميع ما رويت عنه ع إنما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها ع في تفسيره.
ثم قال حدثني به السيد العالم العابد العادل أبو جعفر مهدي بن العابد أبي الحرب الحسيني المرعشي رضي الله عنه قال حدثني الشيخ الصدوق أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي رحمه الله قال حدثني أبي محمد بن أحمد قال حدثني الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبو الحسن علي بن محمد بن سيار و كانا من الشيعة الإمامية عن أبويهما قالا حدثنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري.
و قال الشيخ ابن قولويه رحمه الله في مفتتح كتاب كامل الزيارة و جمعته عن الأئمة صلوات الله عليهم و لم أخرج فيه حديثا روي عن غيرهم إذ كان في ما روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم و قد علمنا أنا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى و لا في غيره لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله ترجمته و لا أخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال يأثر ذلك «1» عنهم غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث و العلم.
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: يؤثر ذلك عن المذكورين.

075
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

و وجدت في بعض النسخ القديمة في مفتتح كتاب عيون أخبار الرضا ع حدثني الشيخ المؤتمن الوالد أبو الحسين علي بن أبي طالب بن محمد بن أبي طالب التميمي المجاور قال حدثني السيد الأوحد الفقيه العالم عز الدين شرف السادة أبو محمد شرف شاه بن أبي الفتوح محمد بن الحسين بن زياد العلوي الحسيني الأفطسي النيسابوري أدام الله رفعته في شهور سنة ثلاث و سبعين و خمس مائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عند مجاورته به قال حدثني الشيخ الفقيه العالم أبو الحسن علي بن عبد الصمد التميمي رضي الله عنه في داره بنيسابور في شهور سنة إحدى و أربعين و خمس مائة قال حدثني السيد الإمام الزاهد أبو البركات الخوزي رضي الله عنه قال حدثني الشيخ الإمام العالم الأوحد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه.
و لنذكر ما وجدناه في مفتتح كتاب سليم بن قيس «1» و هو هذا أخبرني الرئيس العفيف أبو التقي «2» هبة الله بن نما بن علي بن حمدون رضي الله عنه قراءة عليه بداره بحلة الجامعين في جمادى الأولى سنة خمس و ستين و خمس مائة قال حدثني الشيخ الأمين العالم أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي المجاور قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه سنة عشرين و خمس مائة قال حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه في رجب سنة تسعين و أربعمائة و أخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد الله الحسن بن هبة الله بن رطبة عن الشيخ المفيد أبي علي عن والده فيما سمعته يقرأ عليه بمشهد مولانا السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليه في المحرم من سنة ستين و خمس مائة.
__________________________________________________
 (1) هو اقدم كتاب صنف في الإسلام في عصر التابعين بعد كتاب عليّ بن أبي رافع، و بذلك حازت الشيعة التقدّم في التصنيف في عصر التابعين كما ان لهم ذلك التقدّم في عهد الصحابة. فحين يرى بعض الصحابة تاليف الأحاديث و تدوينها غير مشروع جمع عليّ بن أبي طالب عليه السلام القرآن و الف كتاب الديات، و له عليه السلام قبل ذلك في عصر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله تاليف كتابه في الحديث باملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و الف سلمان كتابه في حديث الجاثليق، و أبو ذر كتابه في ما جرى بعد الرسول.
 (2) و في نسخة: ابو البقاء.

076
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

و أخبرني الشيخ المقري أبو عبد الله محمد بن الكال «1» عن الشريف الجليل نظام الشرف أبي الحسن العريضي عن ابن شهريار الخازن عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.
و أخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب قراءة عليه بحلة الجامعين في شهور سنة سبع و ستين و خمس مائة عن جده شهرآشوب عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه قال حدثنا ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد و محمد بن أبي القاسم الملقب بماجيلويه عن محمد بن علي الصيرفي عن حماد بن عيسى عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي.
قال الشيخ أبو جعفر و أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري قال أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري رحمه الله قال أخبرنا علي بن همام بن سهيل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الحميري عن يعقوب بن يزيد و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي.
قال عمر بن أذينة دعاني ابن أبي عياش فقال لي رأيت البارحة رؤيا أني لخليق أن أموت سريعا إني رأيتك الغداة ففرحت بك إني رأيت الليلة سليم بن قيس الهلالي فقال لي يا أبان إنك ميت في أيامك هذه فاتق الله في وديعتي و لا تضيعها و ف لي بما ضمنت من كتمانك و لا تضعها إلا عند رجل من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه له دين و حسب فلما بصرت بك الغداة فرحت برؤيتك و ذكرت رؤياي سليم بن قيس.
لما قدم الحجاج العراق سأل عن سليم بن قيس فهرب منه فوقع إلينا بالنوبندجان «2» متواريا فنزل معنا في الدار فلم أر رجلا كان أشد إجلالا لنفسه و لا أشد اجتهادا و لا أطول بغضا للشهوة منه و أنا يومئذ ابن أربع عشرة سنة قد قرأت القرآن و كنت أسأله فيحدثني عن أهل بدر فسمعت منه أحاديث كثير عن عمر بن أبي سلمة ابن‏
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: المكال.
 (2) قال الفيروزآبادي: النوبندجان بفتح النون و الباء و الدال المهملة قصبة كورة سابور. و قال ايضا: سابور كورة بفارس مدينتها نوبندجان.

077
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

الفصل الخامس فی ذکر بعض ما لا بد من ذکره مما ذکره أصحاب الکتب المأخوذ منها فی مفتتحها ص 62

أم سلمة زوجة النبي ص و عن معاذ بن جبل و عن سلمان الفارسي و عن علي و أبي ذر و المقداد و عمار و البراء بن عازب ثم أسلمنيها و لم يأخذ علي يمينا فلم ألبث أن حضرته الوفاة فدعاني فخلا بي و قال يا أبان قد جاورتك فلم أر منك إلا ما أحب و إن عندي كتبا سمعتها عن الثقات و كتبتها بيدي فيها أحاديث لا أحب أن تظهر للناس لأن الناس ينكرونها و يعظمونها و هي حق أخذتها من أهل الحق و الفقه و الصدق و البر عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و سلمان الفارسي و أبي ذر الغفاري و المقداد بن الأسود و ليس منها حديث أسمعه من أحدهم إلا سألت عنه الآخر حتى اجتمعوا عليه جميعا و أشياء بعد سمعتها من غيرهم من أهل الحق و إني هممت حين مرضت أن أحرقها فتأثمت من ذلك و قطعت به فإن جعلت لي عهد الله و ميثاقه أن لا تخبر بها أحدا ما دمت حيا و لا تحدث بشي‏ء منها بعد موتي إلا من تثق به كثقتك بنفسك و إن حدث بك حدث أن تدفعها إلى من تثق به من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ممن له دين و حسب فضمنت ذلك له فدفعها إلى و قرأها كلها علي فلم يلبث سليم أن هلك رحمه الله فنظرت فيها بعده و قطعت بها و أعظمتها و استصعبتها لأن فيها هلاك جميع أمة محمد ص من المهاجرين و الأنصار و التابعين غير علي بن أبي طالب و أهل بيته صلوات الله عليهم و شيعته فكان أول من لقيت بعد قدومي البصرة الحسن بن أبي الحسن البصري و هو يومئذ متوار من الحجاج و الحسن يومئذ من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه من مفرطيهم نادم متلهف على ما فاته من نصرة علي ع و القتال معه يوم الجمل فخلوت به في شرقي دار أبي خليفة الحجاج بن أبي عتاب فعرضتها عليه فبكى ثم قال ما في حديثه شي‏ء إلا حق قد سمعته من الثقات من شيعة علي صلوات الله عليه و غيرهم.
قال أبان فحججت من عامي ذلك فدخلت على علي بن الحسين ع و عنده أبو الطفيل عامر بن واثلة صاحب رسول الله ص و كان من خيار أصحاب علي ع و لقيت عنده عمر بن أبي سلمة ابن أم سلمة زوجة النبي ص فعرضته عليه و عرضت على علي بن الحسين صلوات الله عليه ذلك أجمع ثلاثة أيام كل يوم إلى الليل و يغدو

078
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

فهرست الکتب ص 79

عليه عمر و عامر فقرأته عليه ثلاثة أيام فقال لي صدق سليم رحمه الله هذا حديثنا كله نعرفه و قال أبو الطفيل و عمر بن أبي سلمة ما فيه حديث إلا و قد سمعته من علي ص و من سلمان و من أبي ذر و المقداد.
قال عمر بن أذينة ثم دفع إلي أبان كتب سليم بن قيس الهلالي و لم يلبث أبان بعد ذلك إلا شهرا حتى مات.
فهذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامري دفعه إلي أبان بن أبي عياش و قرأه علي و ذكر أبان أنه قرأه على علي بن الحسين ع فقال ع صدق سليم هذا حديثنا نعرفه انتهى.
و أقول سيأتي تمام ذلك في كتاب الفتن و سنورد سائر مفتتحات الكتب و أسانيدها في المجلد الخامس و العشرين إن شاء الله تعالى و حيث فرغنا مما أردنا إيراده في مقدمة الكتاب فلنذكر فهرست ما اشتمل عليه كتابنا من الكتب و ترتيبها ثم لنشرع في إيراد المقاصد في الأبواب و لا حول و لا قوة إلا بالله و عليه التوكل و إليه المآب.
فهرست الكتب‏
1 كتاب العقل و العلم و الجهل.
2 كتاب التوحيد.
3 كتاب العدل و المعاد.
4 كتاب الاحتجاجات و المناظرات و جوامع العلوم.
5 كتاب قصص الأنبياء ع.
6 كتاب تاريخ نبينا و أحواله ص.
7 كتاب الإمامة و فيه جوامع أحوالهم ع.
8 كتاب الفتن و فيه ما جرى بعد النبي ص من غصب الخلافة و غزوات أمير المؤمنين ع.
9 كتاب تاريخ أمير المؤمنين صلوات الله عليه و فضائله و أحواله.

079
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

فهرست الکتب ص 79

10 كتاب تاريخ فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم و فضائلهم و معجزاتهم.
11 كتاب تاريخ علي بن الحسين و محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق و موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليهم و فضائلهم و معجزاتهم.
12 كتاب تاريخ علي بن موسى الرضا و محمد بن علي الجواد و علي بن محمد الهادي و الحسن بن علي العسكري و أحوالهم و معجزاتهم صلوات الله عليهم.
13 كتاب الغيبة و أحوال الحجة القائم صلوات الله عليه.
14 كتاب السماء و العالم و هو يشتمل على أحوال العرش و الكرسي و الأفلاك و العناصر و المواليد و الملائكة و الجن و الإنس و الوحوش و الطيور و سائر الحيوانات و فيه أبواب الصيد و الذباحة و أبواب الطب.
15 كتاب الإيمان و الكفر و مكارم الأخلاق.
16 كتاب الآداب و السنن و الأوامر و النواهي و الكبائر و المعاصي و فيه أبواب الحدود.
17 كتاب الروضة و فيه المواعظ و الحكم و الخطب.
18 كتاب الطهارة و الصلاة.
19 كتاب القرآن و الدعاء.
20 كتاب الزكاة و الصوم و فيه أعمال السنة.
21 كتاب الحج.
22 كتاب المزار.
23 كتاب العقود و الإيقاعات.
24 كتاب الأحكام.
25 كتاب الإجازات و هو آخر الكتب و يشتمل على أسانيدنا و طرقنا إلى جميع الكتب و إجازات العلماء الأعلام رضوان الله عليهم أجمعين.

080
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

كتاب العقل و العلم و الجهل‏
أبواب العقل و الجهل‏
باب 1 فضل العقل و ذم الجهل‏
الآيات البقرة لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ و قال تعالى كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ و قال تعالى وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ آل عمران وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ و قال تعالى قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ و قال إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ المائدة ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ و قال تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ و قال وَ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ الأنعام وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ و قال وَ لَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ الأنفال إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ يونس أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَ لَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ و قال تعالى وَ يَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ هود وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ يوسف إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ الرعد إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ إبراهيم وَ لِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ طه إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى‏ النور كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ الزمر إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‏ لِأُولِي الْأَلْباب‏

081
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

المؤمن هُدىً وَ ذِكْرى‏ لِأُولِي الْأَلْبابِ و قال تعالى وَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ الجاثية آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ الحجرات أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ الحديد قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ الحشر ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ.
1- مع، معاني الأخبار لي، الأمالي للصدوق الْحَافِظُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ عَنِ الْمَدَائِنِيِّ عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع عُقُولُ النِّسَاءِ فِي جَمَالِهِنَّ وَ جَمَالُ الرِّجَالِ فِي عُقُولِهِمْ «1».
بيان الجمال الحسن في الخلق و الخلق و قوله ع عقول النساء في جمالهن لعل المراد أنه لا ينبغي أن ينظر إلى عقلهن لندرته بل ينبغي أن يكتفى بجمالهن أو المراد أن عقلهن غالبا لازم لجمالهن و الأول أظهر.
2- لي، الأمالي للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ جَمِيلٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ أَصْلُ الْإِنْسَانِ لُبُّهُ وَ عَقْلُهُ دِينُهُ وَ مُرُوَّتُهُ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ وَ الْأَيَّامُ دُوَلٌ وَ النَّاسُ إِلَى آدَمَ شَرَعٌ سَوَاءٌ.
بيان اللب بضم اللام خالص كل شي‏ء و العقل و المراد هنا الثاني أي تفاضل أفراد الإنسان في شرافة أصلهم إنما هو بعقولهم لا بأنسابهم و أحسابهم ثم بين ع أن العقل الذي هو منشأ الشرافة إنما يظهر باختياره الحق من الأديان و بتكميل دينه بمكملات الإيمان و المروءة مهموزا بضم الميم و الراء الإنسانية «2» مشتق من المرء و قد يخفف بالقلب و الإدغام و الظاهر أن المراد أن إنسانية المرء و كماله و نقصه فيها إنما يعرف بما يجعل نفسه فيه و يرضاه لنفسه من الأشغال و الأعمال و
__________________________________________________
 (1) يحتمل أن يكون مراده عليه السلام حث الرجال و ترغيبهم فيما يكمل به عقولهم و تحريصهم على ترك تزيين جمالهم و ما يتعلق بظاهرهم. مثل ما تقول: انت لرجل كم ترغب في تحسين ظاهرك و نظافة وجهك و جعادة شعرك؟! دع ذلك للنساء، انما جمال الرجل في تكميل عقله و تزكية نفسه و على ذلك فالمراد بالجمال هو حسن الظاهر و الخلق.
 (2) و قد اخطأ رحمه اللّه فان هذه الاشتقاقات كالانسانية و المروة و الفتوة و نحوها لافادة ظهور آثار مبدأ الاشتقاق فمعنى المروة ظهور آثار المرء مقابل المرأة في الإنسان و هو علو النظر و الصفح عن المناقشة في صغائر العيوب و الوفاء و نحوها.

082
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

الدرجات الرفيعة و المنازل الخسيسة فكم بين من لا يرضى لنفسه إلا كمال درجة العلم و الطاعة و القرب و الوصال و بين من يرتضي أن يكون مضحكة للئام لأكلة و لقمة و لا يرى لنفسه شرفا و منزلة سوى ذلك.
و يحتمل أن يكون المراد التزوج بالأكفاء كما
قَالَ الصَّادِقُ ع لِدَاوُدَ الْكَرْخِيِّ حِينَ أَرَادَ التَّزْوِيجَ انْظُرْ أَيْنَ تَضَعُ نَفْسَكَ.
و التعميم أظهر.
و الدول مثلثة الدال جمع دولة بالضم و الفتح و هما بمعنى انقلاب الزمان و انتقال المال أو العزة من شخص إلى آخر و بالضم الغلبة في الحروب و المعنى أن ملك 9 الدنيا و ملكها و عزها تكون يوما لقوم و يوما لآخرين و الناس إلى آدم شرع بسكون الراء و قد يحرك أي سواء في النسب و كلهم ولد آدم فهذه الأمور المنتقلة الفانية لا تصير مناطا للشرف بل الشرف بالأمور الواقعية الدائمة الباقية في النشأتين و الأخيرتان مؤكدتان للأوليين.
3- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ «1» عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: خَمْسٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَكُنْ فِيهِ كَثِيرُ مُسْتَمْتَعٍ قِيلَ وَ مَا هُنَّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الدِّينُ وَ الْعَقْلُ وَ الْحَيَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ حُسْنُ الْأَدَبِ وَ خَمْسٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَتَهَنَّأِ الْعَيْشُ الصِّحَّةُ وَ الْأَمْنُ وَ الْغِنَى وَ الْقَنَاعَةُ وَ الْأَنِيسُ الْمُوَافِقُ.
4- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قُتَيْبَةَ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْعَجَمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: خَمْسٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَكُنْ فِيهِ كَثِيرُ مُسْتَمْتَعٍ الدِّينُ وَ الْعَقْلُ وَ الْأَدَبُ وَ الْحُرِّيَّةُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ.
سن، المحاسن ابن يزيد مثله و فيه و الجود مكان الحرية.
بيان حسن الأدب إجراء الأمور على قانون الشرع و العقل في خدمة الحق و معاملة الخلق و الغنى عدم الحاجة إلى الخلق و هو غنى النفس فإنه الكمال لا
__________________________________________________
 (1) بكسر السين المهملة و فتح النون، الظاهر أنّه عبد اللّه بن سنان و هو كما في رجال النجاشيّ ابن طريف مولى بنى هاشم و يقال مولى بنى أبي طالب، كان خازنا للمنصور و المهدى و الهادى و الرشيد كوفيّ ثقة، من أصحابنا، جليل، لا يطعن عليه في شي‏ء، روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و قيل:
روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام و لم يثبت لان محمّد بن سنان لم يرو عن أبي عبد اللّه عليه السلام.

083
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

الغنى بالمال و الحرية تحتمل المعنى الظاهر فإنها كمال في الدنيا و ضدها غالبا يكون مانعا عن تحصيل الكمالات الأخروية و يحتمل أن يكون المراد بها الانعتاق عن عبودية الشهوات النفسانية و الانطلاق عن أسر الوساوس الشيطانية و الله يعلم.
5- لي، الأمالي للصدوق لَا جَمَالَ أَزْيَنُ مِنَ الْعَقْلِ.
رواه في خطبة طويلة عن أمير المؤمنين ع سيجي‏ء تمامها في باب خطبه ع.
6- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ ع فُلَانٌ مِنْ عِبَادَتِهِ وَ دِينِهِ وَ فَضْلِهِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَقَالَ كَيْفَ عَقْلُهُ فَقُلْتُ لَا أَدْرِي فَقَالَ إِنَّ الثَّوَابَ عَلَى قَدْرِ الْعَقْلِ إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ خَضْرَاءَ نَضِرَةٍ كَثِيرَةِ الشَّجَرِ طَاهِرَةِ الْمَاءِ وَ إِنَّ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَرَّ بِهِ فَقَالَ يَا رَبِّ أَرِنِي ثَوَابَ عَبْدِكَ هَذَا فَأَرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ فَاسْتَقَلَّهُ الْمَلَكُ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ أَنِ اصْحَبْهُ فَأَتَاهُ الْمَلَكُ فِي صُورَةِ إِنْسِيٍّ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ عَابِدٌ بَلَغَنَا مَكَانُكَ وَ عِبَادَتُكَ بِهَذَا الْمَكَانِ فَجِئْتُ لِأَعْبُدَ مَعَكَ فَكَانَ مَعَهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ الْمَلَكُ إِنَّ مَكَانَكَ لَنَزِهَةٌ قَالَ لَيْتَ لِرَبِّنَا بَهِيمَةً فَلَوْ كَانَ لِرَبِّنَا حِمَارٌ لَرَعَيْنَاهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَإِنَّ هَذَا الْحَشِيشَ يَضِيعُ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ وَ مَا لِرَبِّكَ حِمَارٌ فَقَالَ لَوْ كَانَ لَهُ حِمَارٌ مَا كَانَ يَضِيعُ مِثْلُ هَذَا الْحَشِيشِ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى الْمَلَكِ إِنَّمَا أُثِيبُهُ عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ «1».
__________________________________________________
 (1) يمكن أن يقال: أن المراد من الثواب ما اعد للمستضعفين و البله، أو يقال: إن الثواب يترتب على روح الطاعة، و كون العبد منقادا و مطيعا لامر مولاه، كما أن العقاب يترتب على العصيان، و كونه في مقام التجرى و العناد، فحيث إن العابد كان مؤمنا و منقادا للّه تعالى فيترتب الثواب على ايمانه و انقياده و ان كان في ادراك بعض صفاته تعالى قاصرا و لذا ترى أنّه لحبه و انقياده للمولى يتمنى أن ترجع المنفعة إليه سبحانه كما يشعر بذلك قوله: ليت لربنا بهيمة. و قوله: فلو كان لربنا حمار لرعيناه. هذا كله على فرض دلالة الحديث على اعتقاده بالتجسم، و يمكن أن يقال:
ان حسن انتخاب الإنسان يكشف عن كمال عقله، و عدمه على عدمه، فانتخاب الممتنع مع إمكان انتخاب الممكن او تفضيل الاخس و هو رعى حماره على الأشرف و هو مناجاته و عبادته تعالى يكشف عن قصور عقله، فالعابد لم يكن ممن يقول بجسميته سبحانه كما يشعر بذلك كلمة «لو وليت» و لكن لما كان عقله ناقصا فالثواب التام لا يليق به.

084
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

7- وَ قَالَ الصَّادِقُ ع مَا كَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْعِبَادَ بِكُنْهِ عَقْلِهِ قَطُّ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ.
بيان الظاهر أن قوله و قال الصادق ع إلى آخر الخبر خبر مرسل كما يظهر من الكافي قوله من عبادته بيان لقوله كذا و كذا و كذا خبر لقوله فلان و يحتمل أن يكون متعلقا بمقدر أي فذكرت من عبادته و أن يكون متعلقا بما عبر عنه بكذا و كذا كقوله فاضل كامل فكلمة من بمعنى في أو للسببية و النضارة الحسن و الطهارة هنا بمعناه اللغوي أي الصفاء و اللطافة.
و في بعض نسخ الكافي بالظاء المعجمة أي كان جاريا على وجه الأرض و النزاهة البعد عما يوجب القبح و الفساد و الأظهر لنزه كما في الكافي و لعله بتأويل البقعة و العرصة و مثلهما.
و في الخبر إشكال من حيث إن ظاهره كون العابد قائلا بالجسم و هو ينافي استحقاقه للثواب مطلقا و ظاهر الخبر كونه مع هذه العقيدة الفاسدة مستحقا للثواب لقلة عقله و بلاهته و يمكن أن يكون اللام في قوله لربنا بهيمة للملك لا للانتفاع و يكون مراده تمني أن يكون في هذا المكان بهيمة من بهائم الرب لئلا يضيع الحشيش فيكون نقصان عقله باعتبار عدم معرفته بفوائد مصنوعات الله تعالى بأنها غير مقصورة على أكل البهيمة لكن يأبى عنه جواب الملك إلا أن يكون لدفع ما يوهم كلامه أو يكون استفهاما إنكاريا أي خلق الله تعالى بهائم كثيرا ينتفعون بحشيش الأرض و هذه إحدى منافع خلق الحشيش و قد ترتبت بقدر المصلحة و لا يلزم أن يكون في هذا المكان حمار بل يكفي وجودك و انتفاعك.
و يحتمل أن يكون اللام للاختصاص لا على محض المالكية بأن يكون لهذه البهيمة اختصاص بالرب تعالى كاختصاص بيته به تعالى مع عدم حاجته إليه و يكون جواب الملك أنه لا فائدة في مثل هذا الخلق حتى يخلق الله تعالى حمارا و ينسبه إلى مقدس جنابه تعالى كما في البيت فإن فيه حكما كثيرة.
و على التقادير لا بد إما من ارتكاب تكلف تام في الكلام أو التزام فساد بعض‏

085
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

الأصول المقررة في الكلام و الله يعلم.
8- ل، الخصال لي، الأمالي للصدوق ابْنُ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ «1» عَنِ ابْنِ طَرِيفٍ «2» عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ «3» عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: هَبَطَ جَبْرَئِيلُ عَلَى آدَمَ ع فَقَالَ يَا آدَمُ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُخَيِّرَكَ وَاحِدَةً مِنْ ثَلَاثٍ فَاخْتَرْ وَاحِدَةً وَ دَعِ اثْنَتَيْنِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ وَ مَا الثَّلَاثُ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ الْعَقْلُ وَ الْحَيَاءُ وَ الدِّينُ «4» قَالَ آدَمُ فَإِنِّي قَدِ اخْتَرْتُ الْعَقْلَ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِلْحَيَاءِ وَ الدِّينِ انْصَرِفَا وَ دَعَاهُ فَقَالا لَهُ يَا جَبْرَئِيلُ إِنَّا أُمِرْنَا «5» أَنْ نَكُونَ مَعَ الْعَقْلِ حَيْثُمَا كَانَ قَالَ فَشَأْنَكُمَا وَ عَرَجَ.
سن، المحاسن عمرو بن عثمان مثله بيان الشأن بالهمز الأمر و الحال أي الزما شأنكما أو شأنكما معكما و لعل الغرض كان تنبيه آدم ع و أولاده بعظمة نعمة العقل و قيل الكلام مبني على الاستعارة التمثيلية و يمكن أن يكون جبرئيل ع أتى بثلاث صور مكان كل من الخصال صورة تناسبها فإن لكل من الأعراض و المعقولات صورة تناسبه من الأجسام و المحسوسات و بها تتمثل في المنام بل في الآخرة و الله يعلم.
9- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنِ‏
__________________________________________________
 (1) هو المفضل بن صالح الأسدى النخاس بالنون المضمومة و الخاء المعجمة المشددة رمى بالغلو و الضعف و الكذب و وضع الحديث.
 (2) بالطاء و الراء المهملتين وزان امير هو سعد بن طريف الحنظلى الاسكاف مولى بنى تميم الكوفيّ، عده الشيخ من أصحاب السجّاد و الباقر و الصادق عليهم السلام قال: روى عن الأصبغ بن نباتة و هو صحيح الحديث.
 (3) بضم النون، هو: الأصبغ «بفتح الهمزة» ابن نباتة التميمى الحنظلى المجاشعى الكوفيّ.
قال النجاشيّ: كان من خاصّة أمير المؤمنين عليه السلام و عمر بعده، روى عنه عهد الأشتر و وصيته الى محمّد ابنه.
 (4) المراد بالعقل هنا لطيفة ربانية يدرك بها الإنسان حقيقة الأشياء و يميز بها بين الخير و الشر، و الحق و الباطل، و بها يعرف ما يتعلق بالمبدإ و المعاد. و له مراتب بحسب الشدة و الضعف.
و الحياء: غريزة مانعة من ارتكاب القبائح و من التقصير في حقوق الحق و الخلق. و الدين:
ما به صلاح الناس و رقيهم في المعاش و المعاد من غرائز خلقية و قوانين وضعية.
 (5) لعل المراد بالامر هو التكوينى، دون التشريعى. و هو استلزام العقل للحياء و الدين، و تبعيتها له.

086
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

ابْنِ مُسْكَانَ «1» عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ الْعِبَادِ أَقَلُّ مِنْ خَمْسٍ الْيَقِينُ وَ الْقُنُوعُ وَ الصَّبْرُ وَ الشُّكْرُ وَ الَّذِي يَكْمُلُ بِهِ هَذَا كُلُّهُ الْعَقْلُ.
سن، المحاسن عثمان بن عيسى مثله بيان أي هذه الخصال في الناس أقل وجودا من سائر الخصال و من كان له عقل يكون فيه جميعها على الكمال فيدل على ندرة العقل أيضا.
10- ل، الخصال فِي الْأَرْبَعِمِائَةِ مَنْ كَمَلَ عَقْلُهُ حَسُنَ عَمَلُهُ.
11- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الرَّازِيِّ عَنْ حَمْدَانَ الدِّيوَانِيِّ قَالَ قَالَ الرِّضَا ع صَدِيقُ كُلِّ امْرِئٍ عَقْلُهُ وَ عَدُوُّهُ جَهْلُهُ «2».
__________________________________________________
 (1) بضم الميم و سكون السين المهملة، اسم والد عبد اللّه، قال النجاشيّ: ص 148 عبد اللّه بن مسكان، ابو محمّد مولى عنزه، ثقة، عين، روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام، و قيل انه روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام و ليس بثبت، له كتب منها كتاب في الإمامة، و كتاب في الحلال و الحرام، و أكثره عن محمّد بن عليّ بن أبي شعبة الحلبيّ و ذكر طرقه إليه فقال بعده: مات في أيام أبى الحسن قبل الحادثة، عده الكشّيّ في ص 239 ممن اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم و تصديقهم لما يقولون، و أقروا لهم بالفقه، من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام. و قال في ص 243: لم يسمع من أبي عبد اللّه عليه السلام الا حديث «من أدرك المشعر فقد أدرك الحجّ» إلى أن قال: و زعم أبو النضر محمّد بن مسعود أن ابن مسكان كان لا يدخل على أبي عبد اللّه عليه السلام شفقة أن لا يوفيه حقّ اجلاله فكان يسمع من أصحابه و يأتي ان يدخل عليه اجلالا له و اعظاما له عليه السلام انتهى. اقول: يوجد له روايات كثيرة في أبواب الفقه و غيرها عن أبي عبد اللّه عليه السلام حتّى نقل عن المجلسيّ الأول رحمه اللّه انها تبلغ قريبا من ثلاثين حديثا من الكتب الأربعة و غيرها فلازم صحة كلام النجاشيّ و الكشّيّ ارسال تلك الأحاديث، و هو بعيد جدا و يمكن حمل كلامهما على عدم روايته عنه عليه السلام بالمشافهة فلا مانع من سؤاله عنه عليه السلام بالمكاتبة كما يومى بذلك الكشّيّ في رجاله: قال: و زعم يونس ان ابن مسكان سرح مسائل الى أبي عبد اللّه عليه السلام يسأله فيها و اجابه عليها. من ذلك: ما خرج إليه مع إبراهيم بن ميمون كتب إليه يسأله عن خصى دلس نفسه على امرأة، قال يفرق بينهما و يوجع ظهره.
 (2) لان شأن كل أحد ايصال صديقه الى ما فيه سعادته و منفعته و دفع المضار و الشرور عنه، و شان العدو بالعكس و هذه الصفات في العقل و الجهل اقوى و أشد اذ بالعقل يصل الإنسان الى الخيرات، و يعرف ما فيه السعادة و الشقاوة، و يسلك سبيل الهداية و الرشاد، و يميز بين الحق و الباطل، و به يعبد الرحمن، و يكتسب الجنان. و بالجهل يسلك سبيل الغى و الجهالة، و يقع في ورطة الشر و الضلالة، و به يعبد الشيطان، و يكتسب غضب الرحمن، فاطلاق الصديق على العقل اجدر كما ان اطلاق العدو على الجهل أولى.

087
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

و رواه أيضا عن أبيه و ابن الوليد عن سعد و الحميري عن ابن هاشم عن الحسن بن الجهم عن الرضا ع- ع، علل الشرائع أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم عنه ع مثله- سن، المحاسن ابن فضال مثله- كنز الكراجكي، عن أمير المؤمنين ع مثله.
12- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَهْرَوَيْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا ع يَقُولُ مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ عَبْداً عَقْلًا إِلَّا اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْماً.
نهج، نهج البلاغة مثله.
13- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَاسِمٍ الْأَنْبَارِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ عَنِ الْعُمَرِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوْصَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ فِيمَا أَوْصَى بِهِ إِلَيْهِ يَا بُنَيَّ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا عُدْمَ أَشَدُّ مِنْ عُدْمِ الْعَقْلِ وَ لَا وَحْدَةَ وَ لَا وَحْشَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ لَا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ فِي صَنْعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَا بُنَيَّ الْعَقْلُ خَلِيلُ الْمَرْءِ وَ الْحِلْمُ وَزِيرُهُ وَ الرِّفْقُ وَالِدُهُ وَ الصَّبْرُ مِنْ خَيْرِ جُنُودِهِ يَا بُنَيَّ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْعَاقِلِ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ فِي شَأْنِهِ فَلْيَحْفَظْ لِسَانَهُ وَ لْيَعْرِفْ أَهْلَ زَمَانِهِ يَا بُنَيَّ إِنَّ مِنَ الْبَلَاءِ الْفَاقَةَ وَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ مَرَضُ الْبَدَنِ وَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ مَرَضُ الْقَلْبِ وَ إِنَّ مِنَ النِّعَمِ سَعَةَ الْمَالِ وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ صِحَّةُ الْبَدَنِ وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ تَقْوَى الْقُلُوبِ يَا بُنَيَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ وَ سَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا بَيْنَ نَفْسِهِ وَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ وَ يُحْمَدُ وَ لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً فِي ثَلَاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ «1» أَوْ خُطْوَةٍ لِمَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.
بيان العدم بالضم الفقر و فقدان شي‏ء و العجب إعجاب المرء بنفسه بفضائله‏
__________________________________________________
 (1) رم الامر: اصلحه.

088
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

و أعماله و هو موجب للترفع على الناس و التطاول عليهم فيصير سببا لوحشة الناس عنه و مستلزما لترك إصلاح معايبه و تدارك ما فات منه فينقطع عنه مواد رحمة الله و لطفه و هدايته فينفرد عن ربه و عن الخلق فلا وحشة أوحش منه و قوله ع و لا ورع هو بالإضافة إلى ورع من يتورع عن المكروهات و لا يتورع عن المحرمات و الشخوص الذهاب من بلد إلى بلد و السير في الأرض و يمكن أن يكون المراد هنا ما يشمل الخروج من البيت و الخطوة بالضم و الكسر المكانة و القرب و المنزلة أي يشخص لتحصيل ما يوجب المكانة و المنزلة في الآخرة.
14- 14- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْيَقْطِينِيِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْبَاقِرِ ع فِي خَبَرِ سَلْمَانَ وَ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ حَسَبَ الْمَرْءِ دِينُهُ وَ مُرُوَّتَهُ خُلُقُهُ وَ أَصْلَهُ عَقْلُهُ.
15- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْخُزَاعِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِي فُرَاتٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَ إِذًا مَكْتُوبٌ فِي صَدْرِ الْكِتَابِ هَذَا مَا وَضَعَتْ الْحُكَمَاءُ فِي كُتُبِهَا الِاجْتِهَادُ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ أَرْبَحُ تِجَارَةٍ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ أَدَبٌ تَسْتَفِيدُهُ خَيْرٌ مِنْ مِيرَاثٍ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ خَيْرُ رَفِيقٍ وَ التَّوْفِيقُ خَيْرُ قَائِدٍ وَ لَا ظَهْرَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا وَحْشَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا يَطْمَعَنَّ صَاحِبُ الْكِبْرِ فِي حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ.
بيان العائدة المنفعة و يقال هذا أعود أي أنفع و لا ظهر أي لا معين و لا مقوي فإن قوة الإنسان بقوة ظهره.
16- ع، علل الشرائع ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِيِّ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَيْئاً أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنَ الْأَحْمَقِ لِأَنَّهُ سَلَبَهُ أَحَبَّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْهِ وَ هُوَ عَقْلُهُ.
بيان بغضه تعالى عبارة عن علمه بدناءة رتبته و عدم قابليته للكمال و ما يترتب عليه عن عدم توفيقه على ما يقتضي رفعة شأنه لعدم قابليته لذلك فلا ينافي‏

089
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

عدم اختياره في ذلك أو يكون بغضه تعالى لما يختاره بسوء اختياره من قبائح أعماله مع كونه مختارا في تركه و الله يعلم «1».
17- ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: دِعَامَةُ الْإِنْسَانِ الْعَقْلُ وَ مِنَ الْعَقْلِ الْفِطْنَةُ وَ الْفَهْمُ وَ الْحِفْظُ وَ الْعِلْمُ فَإِذَا كَانَ تَأْيِيدُ عَقْلِهِ مِنَ النُّورِ كَانَ عَالِماً حَافِظاً زَكِيّاً فَطِناً فَهِماً وَ بِالْعَقْلِ يَكْمُلُ وَ هُوَ دَلِيلُهُ وَ مُبْصِرُهُ وَ مِفْتَاحُ أَمْرِهِ.
بيان الدعامة بالكسر عماد البيت و الفطنة سرعة إدراك الأمور على الاستقامة و النور لما كان سببا لظهور المحسوسات يطلق على كل ما يصير سببا لظهور الأشياء على الحس أو العقل فيطلق على العلم و على أرواح الأئمة ع و على رحمة الله سبحانه و على ما يلقيه في قلوب العارفين من صفاء و جلاء به يظهر عليهم حقائق الحكم و دقائق الأمور و على الرب تبارك و تعالى لأنه نور الأنوار و منه يظهر جميع الأشياء في الوجود العيني و الانكشاف العلمي و هنا يحتمل الجمر و قوله زكيا فيما رأينا من النسخ بالزاء فهو بمعنى الطهارة عن الجهل و الرذائل و في الكافي مكانه ذاكرا.
18- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُبْغِضُ الشَّيْخَ الْجَاهِلَ وَ الْغَنِيَّ الظَّلُومَ وَ الْفَقِيرَ الْمُخْتَالَ.
بيان تخصيص الجاهل بالشيخ لكون الجهل منه أقبح لمضي زمان طويل يمكنه فيه تحصيل العلم و تخصيص الظلوم بالغني لكون الظلم منه أفحش لعدم الحاجة و تخصيص المختال أي المتكبر بالفقير لأنه منه أشنع إذ الغني إذا تكبر فله عذر في ذلك لما يلزم الغني من الفخر و العجب و الطغيان.
__________________________________________________
 (1) مراده رحمه اللّه رفع المنافاة التي تتراءى بين البغض و بين كون حماقة الاحمق غير مستندة الى اختياره و لا يخفى ان المنافاة لا ترتفع بما ذكره رحمه اللّه من الوجهين فان العلم بدناءة الرتبة لا تسمى بغضا، و كذا عدم توفيقه لعدم قابليته، و ما يختاره من القبيح لحماقته ينتهيان بالأخرة الى ما لا بالاختيار فالاشكال بحاله. و الحق ان بغضه كما يظهر من تعليله عليه السلام بمعنى منعه ممّا من شان الإنسان ان يتلبس به و هو العقل الذي هو أحبّ الأشياء إلى اللّه لنقص في خلقته فهو بغض تكوينى بمعنى التبعيد من مزايا الخلقة لا بغض تشريعى بمعنى تبعيده من المغفرة و الجنة و الذي ينافى عدم الاختيار هو البغض بالمعنى الثاني لا الأول. ط.

090
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

19- ثو، ثواب الأعمال أَبِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَبِي سَمَّاكٍ عَنِ الْفَضْلِ «1» بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ مَنْ كَانَ عَاقِلًا خُتِمَ لَهُ بِالْجَنَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
20- ثو، ثواب الأعمال بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ كَانَ عَاقِلًا كَانَ لَهُ دِينٌ وَ مَنْ كَانَ لَهُ دِينٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
21- سن، المحاسن أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كَانَ يَرَى مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ ع رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَطُولُ سُجُودُهُ وَ يَطُولُ سُكُوتُهُ فَلَا يَكَادُ يَذْهَبُ إِلَى مَوْضِعٍ إِلَّا وَ هُوَ مَعَهُ فَبَيْنَا هُوَ مِنَ الْأَيَّامِ فِي بَعْضِ حَوَائِجِهِ إِذْ مَرَّ عَلَى أَرْضٍ مُعْشِبَةٍ يَزْهُو وَ يَهْتَزُّ قَالَ فَتَأَوَّهَ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى عَلَى مَا ذَا تَأَوَّهْتَ قَالَ تَمَنَّيْتُ أَنْ يَكُونَ لِرَبِّي حِمَارٌ أَرْعَاهُ هَاهُنَا قَالَ وَ أَكَبَّ مُوسَى ع طَوِيلًا بِبَصَرِهِ عَلَى الْأَرْضِ اغْتِمَاماً بِمَا سَمِعَ مِنْهُ قَالَ فَانْحَطَّ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِي أَكْبَرْتَ مِنْ مَقَالَةِ عَبْدِي أَنَا أُؤَاخِذُ عِبَادِي عَلَى قَدْرِ مَا أَعْطَيْتُهُمْ مِنَ الْعَقْلِ.
بيان في القاموس الزهو المنظر الحسن و النبات الناضر و نور النبت و زهرة و إشراقه و الاهتزاز التحرك و النشاط و الارتياح و الظاهر أنهما بالتاء صفتان للأرض أو حالان منها لبيان نضارة أعشابها و طراوتها و نموها و إذا كانا بالياءين كما في أكثر النسخ فيحتمل أن يكونا حالين عن فاعل مر العابد إلى موسى ع و الزهو جاء بمعنى الفخر أي كان يفتخر و ينشط إظهارا لشكره تعالى فيما هيأ له من ذلك.
22- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا قَسَمَ اللَّهُ لِلْعِبَادِ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ فَنَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ وَ إِفْطَارُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ صَوْمِ الْجَاهِلِ وَ إِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ شُخُوصِ الْجَاهِلِ وَ لَا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا وَ لَا نَبِيّاً حَتَّى‏
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: الفضيل. قال النجاشيّ في رجاله ص 217 الفضل بن عثمان المرادى الصائغ الأنباري أبو محمّد الأعور مولى ثقة ثقة، روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و هو ابن اخت على ابن ميمون المعروف بابى الاكراد. و قد وثقه المفيد و غيره.

091
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ وَ يَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ عُقُولِ جَمِيعِ أُمَّتِهِ وَ مَا يُضْمِرُ النَّبِيُّ فِي نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ الْمُجْتَهِدِينَ وَ مَا أَدَّى الْعَاقِلُ فَرَائِضَ اللَّهِ حَتَّى عَقَلَ مِنْهُ وَ لَا بَلَغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ فِي فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ إِنَّ الْعُقَلَاءَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ.
إيضاح من شخوص الجاهل أي خروجه من بلده و مسافرته إلى البلاد طلبا لمرضاته تعالى كالجهاد و الحج و غيرهما و ما يضمر النبي في نفسه أي من النيات الصحيحة و التفكرات الكاملة و العقائد اليقينية و ما أدى العاقل فرائض الله حتى عقل منه أي لا يعمل فريضة حتى يعقل من الله و يعلم أن الله أراد تلك منه و يعلم آداب إيقاعها و يحتمل أن يكون المراد أعم من ذلك أي يعقل و يعرف ما يلزمه معرفته فمن ابتدائية على التقديرين و يحتمل على بعد أن يكون تبعيضية أي عقل من صفاته و عظمته و جلاله ما يليق بفهمه و يناسب قابليته و استعداده و في أكثر النسخ و ما أدى العقل و يرجع إلى ما ذكرنا إذ العاقل يؤدي بالعقل و في الكافي و ما أدى العبد فرائض الله حتى عقل عنه أي لا يمكن للعبد أداء الفرائض كما ينبغي إلا بأن يعقل و يعلم من جهة مأخوذة عن الله بالوحي أو بأن يلهمه الله معرفته أو بأن يعطيه الله عقلا موهبيا به يسلك سبيل النجاة.
23- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ: مَا يُعْبَأُ مِنْ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ بِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّا نَأْتِي قَوْماً لَا بَأْسَ بِهِمْ عِنْدَنَا مِمَّنْ يَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ لَيْسَتْ لَهُمْ تِلْكَ الْعُقُولُ فَقَالَ لَيْسَ هَؤُلَاءِ مِمَّنْ خَاطَبَ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ يا أُولِي الْأَلْبابِ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْكَ وَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أُعْطِي.
بيان ما يعبأ أي لا يبالي و لا يعتني بشأن من لا عقل له من أهل هذا الدين فقال السائل عندنا قوم داخلون في هذا الدين غير كاملين في العقل فكيف حالهم فأجاب ع بأنهم و إن حرموا عن فضائل أهل العقل لكن تكاليفهم أيضا أسهل و أخف و أكثر المخاطبات في التكاليف الشاقة لأولي الألباب.

092
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

24- سن، المحاسن النَّوْفَلِيُّ وَ جَهْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالِهِ فَانْظُرُوا فِي حُسْنِ عَقْلِهِ فَإِنَّمَا يُجَازَى بِعَقْلِهِ.
أقول في الكافي حسن حال.
25- مص، مصباح الشريعة قَالَ الصَّادِقُ ع الْجَهْلُ صُورَةٌ رُكِّبَتْ فِي بَنِي آدَمَ إِقْبَالُهَا ظُلْمَةٌ وَ إِدْبَارُهَا نُورٌ وَ الْعَبْدُ مُتَقَلِّبٌ مَعَهَا «1» كَتَقَلُّبِ الظِّلِّ مَعَ الشَّمْسِ أَ لَا تَرَى إِلَى الْإِنْسَانِ تَارَةً تَجِدُهُ جَاهِلًا بِخِصَالِ نَفْسِهِ حَامِداً لَهَا عَارِفاً بِعَيْبِهَا فِي غَيْرِهِ سَاخِطاً وَ تَارَةً تَجِدُهُ عَالِماً بِطِبَاعِهِ سَاخِطاً لَهَا حَامِداً لَهَا فِي غَيْرِهِ فَهُوَ مُتَقَلِّبٌ بَيْنَ الْعِصْمَةِ وَ الْخِذْلَانِ فَإِنْ قَابَلَتْهُ الْعِصْمَةُ أَصَابَ وَ إِنْ قَابَلَهُ الْخِذْلَانُ أَخْطَأَ وَ مِفْتَاحُ الْجَهْلِ الرِّضَا وَ الِاعْتِقَادُ بِهِ وَ مِفْتَاحُ الْعِلْمِ الِاسْتِبْدَالُ مَعَ إِصَابَةِ مُوَافَقَةِ التَّوْفِيقِ وَ أَدْنَى صِفَةُ الْجَاهِلِ دَعْوَاهُ الْعِلْمَ بِلَا اسْتِحْقَاقٍ وَ أَوْسَطُهُ جَهْلُهُ بِالْجَهْلِ وَ أَقْصَاهُ جُحُودُهُ الْعِلْمَ وَ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ إِثْبَاتُهُ حَقِيقَةُ نَفْيِهِ إِلَّا الْجَهْلُ وَ الدُّنْيَا وَ الْحِرْصُ فَالْكُلُّ مِنْهُمْ كَوَاحِدٍ وَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ كَالْكُلِّ.
بيان كتقلب الظل مع الشمس أي كما أن شعاع الشمس قد يغلب على الظل و يضي‏ء مكانه و قد يكون بالعكس فكذلك العلم و العقل قد يستوليان على النفس فيظهر له عيوب نفسه و يأول بعقله عيوب غيره ما أمكنه و قد يستولي الجهل فيرى محاسن غيره مساوي و مساوي نفسه محاسن و مفتاح الجهل الرضا بالجهل و الاعتقاد به و بأنه كمال لا ينبغي مفارقته و مفتاح العلم طلب تحصيل العلم بدلا عن الجهل و الكمال بدلا عن النقص و ينبغي أن يعلم أن سعيه مع عدم مساعدة التوفيق لا ينفع فيتوسل بجنابه تعالى ليوفقه قوله ع إثباته أي عرفانه قال الفيروزآبادي أثبته عرفه حق المعرفة و ظاهر أن معرفة تلك الأمور كما هي مستلزمة لتركها و نفيها أو المعنى أن كل من أقر بثبوت تلك الأشياء لا محالة ينفيها عن نفسه فالمراد بالدنيا حبها و
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: معهما. و قوله عليه السلام: الجهل صورة ركبت إلخ لان طبيعة الإنسان في اصل فطرتها خالية عن الكمالات الفعلية و العلوم الثابتة، فكان الجهل عجنت في طينتها و ركبت مع طبيعتها، و لكن في أصل فطرته له قوة كسب الكمالات بالعلوم و التنّور و المعارف.
                       

093
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

قوله ع فالكل كواحد لعل معناه أن هذه الخصال كخصلة واحدة لتشابه مباديها و انبعاث بعضها عن بعض و تقوي بعضها ببعض كما لا يخفى.
26- م، تفسير الإمام عليه السلام عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ ع قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع مَنْ لَمْ يَكُنْ عَقْلُهُ أَكْمَلَ مَا فِيهِ كَانَ هَلَاكُهُ مِنْ أَيْسَرِ مَا فِيهِ.
27- ضه، روضة الواعظين قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ وَ لَا غِنَى كَالْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ كَالْجَهْلِ وَ لَا مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ.
28- ضه، روضة الواعظين رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَسَاسُ الدِّينِ بُنِيَ عَلَى الْعَقْلِ وَ فُرِضَتِ الْفَرَائِضُ عَلَى الْعَقْلِ وَ رَبُّنَا يُعْرَفُ بِالْعَقْلِ وَ يُتَوَسَّلُ إِلَيْهِ بِالْعَقْلِ وَ الْعَاقِلُ أَقْرَبُ إِلَى رَبِّهِ مِنْ جَمِيعِ الْمُجْتَهِدِينَ بِغَيْرِ عَقْلٍ وَ لَمِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ بِرِّ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ جِهَادِ الْجَاهِلِ أَلْفَ عَامٍ.
29- ضه، روضة الواعظين قَالَ النَّبِيُّ ص قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ وَ لَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ.
30- ختص، الإختصاص قَالَ الصَّادِقُ ع إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُزِيلَ مِنْ عَبْدٍ نِعْمَةً كَانَ أَوَّلُ مَا يُغَيِّرُ مِنْهُ عَقْلَهُ.
31- وَ قَالَ ع يَغُوصُ الْعَقْلُ عَلَى الْكَلَامِ فَيَسْتَخْرِجُهُ مِنْ مَكْنُونِ الصَّدْرِ كَمَا يَغُوصُ الْغَائِصُ عَلَى اللُّؤْلُؤِ الْمُسْتَكِنَّةِ فِي الْبَحْرِ.
32- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع النَّاسُ أَعْدَاءٌ لِمَا جَهِلُوا.
33- وَ قَالَ ع أَرْبَعُ خِصَالٍ يَسُودُ بِهَا الْمَرْءُ الْعِفَّةُ وَ الْأَدَبُ وَ الْجُودُ وَ الْعَقْلُ.
34- وَ قَالَ ع لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا مُصِيبَةَ أَعْظَمُ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ لَا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ وَ لَا قَائِدَ خَيْرٌ مِنَ التَّوْفِيقِ وَ لَا قَرِينَ خَيْرٌ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَ لَا مِيرَاثَ خَيْرٌ مِنَ الْأَدَبِ.
35- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ زَكَرِيَّا الْقَاضِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص حَسَبُ الْمُؤْمِنِ مَالُهُ وَ مُرُوَّتُهُ عَقْلُهُ وَ حِلْمُهُ شَرَفُهُ وَ كَرَمُهُ تَقْوَاهُ.
36 الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ ع الْجَهْلُ وَ الْبُخْلُ أَذَمُّ الْأَخْلَاقِ.

094
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل ص 81

37- وَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ ع حُسْنُ الصُّورَةِ جَمَالٌ ظَاهِرٌ وَ حُسْنُ الْعَقْلِ جَمَالٌ بَاطِنٌ.
38- وَ قَالَ ع لَوْ عَقَلَ أَهْلُ الدُّنْيَا خَرِبَتْ.
39- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَيْسَ الرُّؤْيَةُ مَعَ الْإِبْصَارِ وَ قَدْ تَكْذِبُ الْعُيُونُ أَهْلَهَا وَ لَا يَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ انْتَصَحَهُ.
بيان أي الرؤية الحقيقية رؤية العقل لأن الحواس قد تعرض لها الغلط.
40- نهج، نهج البلاغة قَالَ ع لَا غِنَى كَالْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ كَالْجَهْلِ وَ لَا مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ وَ لَا ظَهِيرَ كَالْمُشَاوَرَةِ.
41- وَ قَالَ ع أَغْنَى الْغِنَى الْعَقْلُ وَ أَكْبَرُ الْفَقْرِ الْحُمْقُ.
42- وَ قَالَ ع لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ.
43- وَ قَالَ ع الْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ وَ الْعَقْلُ حُسَامٌ بَاتِرٌ «1» فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلْمِكَ وَ قَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ.
44 كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ النَّبِيُّ ص لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ آلَةٌ وَ عُدَّةٌ وَ آلَةُ الْمُؤْمِنِ وَ عُدَّتُهُ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مَطِيَّةٌ وَ مَطِيَّةُ الْمَرْءِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ غَايَةٌ وَ غَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ رَاعٍ وَ رَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ تَاجِرٍ بِضَاعَةٌ وَ بِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ وَ عِمَارَةُ الْآخِرَةِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ سَفْرٍ فُسْطَاطٌ يَلْجَئُونَ إِلَيْهِ وَ فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ الْعَقْلُ.
45- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَا عُدَّةَ أَنْفَعُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَدُوَّ أَضَرُّ مِنَ الْجَهْلِ.
46- وَ قَالَ: زِينَةُ الرَّجُلِ عَقْلُهُ.
47- وَ قَالَ ع قَطِيعَةُ الْعَاقِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْجَاهِلِ.
48- وَ قَالَ ع مَنْ لَمْ يَكُنْ أَكْثَرُ مَا فِيهِ عَقْلَهُ كَانَ بِأَكْثَرِ مَا فِيهِ قَتْلُهُ.
__________________________________________________
 (1) الباتر: القاطع. شبه الحلم بالغطاء الساتر لان الحلم يمنع عن ظهور ما يستلزمه الغضب من مساوى الأخلاق. و شبه العقل بالحسام الباتر لان بالعقل يقتل الإنسان اعدى عدوه و هو هواه، و به يغلب على نفسه: و يصدها عن الاستيلاء على مملكة البدن، و يمنعها عن إعمال ما يضر بحالها.

095
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 حقیقة العقل و کیفیته و بدو خلقه ص 96

49- وَ قَالَ ع الْجَمَالُ فِي اللِّسَانِ وَ الْكَمَالُ فِي الْعَقْلِ وَ لَا يَزَالُ الْعَقْلُ وَ الْحُمْقُ يَتَغَالَبَانِ عَلَى الرَّجُلِ إِلَى ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً فَإِذَا بَلَغَهَا غَلَبَ عَلَيْهِ أَكْثَرُهُمَا فِيهِ.
50- وَ قَالَ ع الْعُقُولُ أَئِمَّةُ الْأَفْكَارِ وَ الْأَفْكَارُ أَئِمَّةُ الْقُلُوبِ وَ الْقُلُوبُ أَئِمَّةُ الْحَوَاسِّ وَ الْحَوَاسُّ أَئِمَّةُ الْأَعْضَاءِ.
51- وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اسْتَرْشِدُوا الْعَقْلَ تُرْشَدُوا وَ لَا تَعْصُوهُ فَتَنْدَمُوا.
52- وَ قَالَ ص سَيِّدُ الْأَعْمَالِ فِي الدَّارَيْنِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ دِعَامَةٌ وَ دِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ عَقْلُهُ فَبِقَدْرِ عَقْلِهِ تَكُونُ عِبَادَتُهُ لِرَبِّهِ.
53- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْعُقُولُ ذَخَائِرُ وَ الْأَعْمَالُ كُنُوزٌ.
باب 2 حقيقة العقل و كيفيته و بدو خلقه‏
1- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْيَرِيِّ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ اسْتَنْطَقَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ وَ لَا أُكْمِلُكَ إِلَّا فِيمَنْ أُحِبُّ أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ وَ إِيَّاكَ أَنْهَى وَ إِيَّاكَ أُثِيبُ.
سن، المحاسن ابن محبوب مثله.
2- ع، علل الشرائع فِي سُؤَالاتِ الشَّامِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَقَالَ النُّورُ.
أقول سيأتي بعض الأخبار في باب علامات العقل.
3- سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ لَكَ الثَّوَابُ وَ عَلَيْكَ الْعِقَابُ.
4- سن، المحاسن السِّنْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالا لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ فَقَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ إِيَّاكَ آمُرُ وَ إِيَّاكَ أَنْهَى وَ إِيَّاكَ أُثِيبُ وَ إِيَّاكَ أُعَاقِبُ.

096
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 حقیقة العقل و کیفیته و بدو خلقه ص 96

5- سن، المحاسن عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أُعْطِي وَ عَلَيْكَ أُثِيبُ.
6- سن، المحاسن أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ النَّوْفَلِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ فَأَعْطَى اللَّهُ مُحَمَّداً ص تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ جُزْءاً ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ جُزْءاً وَاحِداً.
7- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ ص أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ نُورِي.
8- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ ص قَالَ: أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلُ.
9- وَ رُوِيَ بِطَرِيقٍ آخَرَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْكَ بِكَ أُثِيبُ وَ بِكَ أُعَاقِبُ وَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أُعْطِي.
10- ع، علل الشرائع أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ «1» عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْحَاقَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّجُلُ آتِيهِ أُكَلِّمُهُ بِبَعْضِ كَلَامِي فَيَعْرِفُ كُلَّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ آتِيهِ فَأُكَلِّمُهُ بِالْكَلَامِ فَيَسْتَوْفِي كَلَامِي كُلَّهُ ثُمَّ يَرُدُّهُ عَلَيَّ كَمَا كَلَّمْتُهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ آتِيهِ فَأُكَلِّمُهُ فَيَقُولُ أَعِدْ عَلَيَّ فَقَالَ يَا إِسْحَاقُ أَ وَ مَا تَدْرِي لِمَ هَذَا قُلْتُ لَا قَالَ الَّذِي تُكَلِّمُهُ بِبَعْضِ كَلَامِكَ فَيَعْرِفُ كُلَّهُ فَذَاكَ مَنْ عُجِنَتْ نُطْفَتُهُ بِعَقْلِهِ وَ أَمَّا الَّذِي تُكَلِّمُهُ فَيَسْتَوْفِي كَلَامَكَ ثُمَّ يُجِيبُكَ عَلَى كَلَامِكَ فَذَاكَ الَّذِي رُكِّبَ عَقْلُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَ أَمَّا الَّذِي تُكَلِّمُهُ بِالْكَلَامِ فَيَقُولُ أَعِدْ عَلَيَّ فَذَاكَ الَّذِي رُكِّبَ عَقْلُهُ فِيهِ بَعْدَ مَا كَبِرَ فَهُوَ يَقُولُ أَعِدْ عَلَيَّ.
بيان قوله ثم يرده علي أي أصل الكلام كما سمعه أو يجيب على وفق ما كلمته و الثاني أظهر ثم اعلم أنه يحتمل أن يكون الكلام جاريا على وجه المجاز لبيان اختلاف الأنفس في الاستعدادات الذاتية أي كأنه عجنت نطفته بعقله مثلا و أن يكون المراد
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: عن ابن سعيد.

097
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 حقیقة العقل و کیفیته و بدو خلقه ص 96

أن بعض الناس يستكمل نفسه الناطقة بالعقل و استعداد فهم الأشياء و إدراك الخير و الشر عند كونها نطفة و بعضها عند كونها في البطن و بعضها بعد كبر الشخص و استعمال الحواس و حصول البديهيات و تجربة الأمور و أن يكون المراد الإشارة إلى أن اختلاف المواد البدنية له مدخل في اختلاف العقل و الله يعلم.
11- ختص، الإختصاص قَالَ الصَّادِقُ ع إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ أُؤَيِّدُ مَنْ أَحْبَبْتُهُ بِكَ.
12- وَ قَالَ ع خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ مِنَ الْعِلْمِ وَ الْقُدْرَةِ وَ النُّورِ «1» وَ الْمَشِيَّةِ بِالْأَمْرِ فَجَعَلَهُ قَائِماً بِالْعِلْمِ دَائِماً فِي الْمَلَكُوتِ.
13- ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ الْغِلْظَةَ فِي الْكَبِدِ وَ الْحَيَاءَ فِي الرِّيحِ وَ الْعَقْلَ مَسْكَنُهُ الْقَلْبُ.
بيان أن الغلظة في الكبد أي تنشأ من بعض الأخلاط المتولدة من الكبد كالدم و المرة الصفراء مثلا و الريح كثر استعماله في الأخبار على ما سيأتي في كتاب أحوال الإنسان و يظهر من بعضها أنها المرة السوداء و من بعضها أنها الروح الحيواني و من بعضها أنها أحد أجزاء البدن سوى الأخلاط الأربعة و الأجزاء المعروفة و القلب يطلق على النفس الإنساني لتعلقها أولا بالروح الحيواني المنبعث عن القلب الصنوبري و لذلك‏
__________________________________________________
 (1) لعل المراد بالنور ظهور الكمالات و الأخلاق السنية و الاعمال الرضية، و بالمشية بالامر اختيار محاسن الأمور، فخلق العقل من هذه الأشياء لعله كناية عن استلزامه لها فكانها مادته و يحتمل ان يكون «من» تعليلية. اى خلقه لتحصيل تلك الأمور، او المعنى انه تعالى لم يخلقه من مادة، بل خلقه من علمه و قدرته و نوريته و مشيته فظهر فيه تلك الآثار من أنوار جلاله، و المراد ان العقل يطلق على الحالة المركبة من تلك الخلال، و اما قيامه بالعلم فظاهر، اذ بترك العلم يسلب العقل.
و كونه دائما في الملكوت اذ هو دائما متوجه الى الترقى الى الدرجة العليا، و معرض عن شواغل الدنيا، متصل بارواح المقربين في الملاء الأعلى و يتهيأ للعروج الى جنة المأوى. «منه طاب ثراه».

098
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 حقیقة العقل و کیفیته و بدو خلقه ص 96

تعلقها بالقلب أكثر من سائر الأعضاء أو لتقلب أحواله و تفصيل الكلام في هذا الخبر سيأتي في كتاب السماء و العالم.
14- ع، علل الشرائع بِإِسْنَادِهِ الْعَلَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّ النَّبِيَّ ص سُئِلَ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَقْلَ قَالَ خَلْقُهُ مَلَكٌ لَهُ رُءُوسٌ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ مَنْ خُلِقَ وَ مَنْ يُخْلَقُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ لِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ وَ لِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُءُوسِ الْعَقْلِ وَ اسْمُ ذَلِكَ الْإِنْسَانِ عَلَى وَجْهِ ذَلِكَ الرَّأْسِ مَكْتُوبٌ وَ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سِتْرٌ مُلْقًى لَا يُكْشَفُ ذَلِكَ السِّتْرُ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ حَتَّى يُولَدَ هَذَا الْمَوْلُودُ وَ يَبْلُغَ حَدَّ الرِّجَالِ أَوْ حَدَّ النِّسَاءِ فَإِذَا بَلَغَ كُشِفَ ذَلِكَ السِّتْرُ فَيَقَعُ فِي قَلْبِ هَذَا الْإِنْسَانِ نُورٌ فَيَفْهَمُ الْفَرِيضَةَ وَ السُّنَّةَ وَ الْجَيِّدَ وَ الرَّدِي‏ءَ أَلَا وَ مَثَلُ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ.
بسط كلام لتوضيح مرام اعلم أن فهم أخبار أبواب العقل يتوقف على بيان ماهية العقل و اختلاف الآراء و المصطلحات فيه فنقول إن العقل هو تعقل الأشياء و فهمها في أصل اللغة و اصطلح إطلاقه على أمور الأول هو قوة إدراك الخير و الشر و التمييز بينهما و التمكن من معرفة أسباب الأمور و ذوات الأسباب و ما يؤدي إليها و ما يمنع منها و العقل بهذا المعنى مناط التكليف و الثواب و العقاب.
الثاني ملكة و حالة في النفس تدعو إلى اختيار الخير و النفع و اجتناب الشرور و المضار و بها تقوى النفس على زجر الدواعي الشهوانية و الغضبية و الوساوس الشيطانية و هل هذا هو الكامل من الأول أم هو صفة أخرى و حالة مغايرة للأولى يحتملهما و ما يشاهد في أكثر الناس من حكمهم بخيرية بعض الأمور مع عدم إتيانهم بها و بشرية بعض الأمور مع كونهم مولعين بها يدل على أن هذه الحالة غير العلم بالخير و الشر.

099
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 حقیقة العقل و کیفیته و بدو خلقه ص 96

و الذي «1» ظهر لنا من تتبع الأخبار المنتمية إلى الأئمة الأبرار سلام الله عليهم هو أن الله خلق في كل شخص من أشخاص المكلفين قوة و استعداد إدراك الأمور من المضار و المنافع و غيرها على اختلاف كثير بينهم فيها و أقل درجاتها مناط التكليف و بها يتميز عن المجانين و باختلاف درجاتها تتفاوت التكاليف فكلما كانت هذه القوة أكمل كانت التكاليف أشق و أكثر و تكمل هذه القوة في كل شخص بحسب استعداده بالعلم و العمل فكلما سعى في تحصيل ما ينفعه من العلوم الحقة و عمل بها تقوى تلك القوة ثم العلوم تتفاوت في مراتب النقص و الكمال و كلما ازدادت قوة تكثر آثارها و تحث صاحبها بحسب قوتها على العمل بها فأكثر الناس علمهم بالمبدأ و المعاد و سائر أركان الإيمان علم تصوري يسمونه تصديقا و في بعضهم تصديق ظني و في بعضهم تصديق اضطراري فلذا لا يعملون بما يدعون فإذا كمل العلم و بلغ درجة اليقين يظهر آثاره على صاحبه كل حين و سيأتي تمام تحقيق ذلك في كتاب الإيمان و الكفر إن شاء الله تعالى.
الثالث القوة التي يستعملها الناس في نظام أمور معاشهم فإن وافقت قانون الشرع و استعملت فيما استحسنه الشارع تسمى بعقل المعاش و هو ممدوح في الأخبار و مغايرته لما قد مر بنوع من الاعتبار و إذا استعملت في الأمور الباطلة و الحيل الفاسدة تسمى بالنكراء و الشيطنة في لسان الشرع و منهم من أثبت لذلك قوة أخرى و هو غير معلوم.
__________________________________________________
 (1) الذي يذكره رحمه اللّه من معاني العقل بدعوى كونها مصطلحات معاني العقل لا ينطبق الا على ما اصطلح عليه أهل البحث، و لا ما يراه عامة الناس من غيرهم على ما لا يخفى على الخبير الوارد في هذه الأبحاث، و الذي اوقعه فيما وقع فيه امران: احدهما سوء الظنّ بالباحثين في المعارف العقليّة من طريق العقل و البرهان. و ثانيهما: الطريق الذي سلكه في فهم معاني الأخبار حيث اخذ الجميع في مرتبة واحدة من البيان و هي التي ينالها عامة الافهام و هي المنزلة التي نزل فيها معظم الاخبار المجيبة لاسئلة أكثر السائلين عنهم عليهم السلام، مع ان في الاخبار غررا تشير الى حقائق لا ينالها الا الافهام العالية و العقول الخالصة، فاوجب ذلك اختلاط المعارف الفائضة عنهم عليهم السلام و فساد البيانات العالية بنزولها منزلة ليست هي منزلتها، و فساد البيانات الساذجة أيضا لفقدها تميزها و تعينها، فما كل سائل من الرواة في سطح واحد من الفهم، و ما كلّ حقيقة في سطح واحد من الدقة و اللطافة: و الكتاب و السنة مشحونان بان معارف الدين ذوات مراتب مختلفة، و ان لكلّ مرتبة اهلا، و ان في الغاء المراتب هلاك المعارف الحقيقية. ط.

100
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 حقیقة العقل و کیفیته و بدو خلقه ص 96

الرابع مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات و قربها و بعدها عن ذلك و أثبتوا لها مراتب أربعة سموها بالعقل الهيولاني و العقل بالملكة و العقل بالفعل و العقل المستفاد و قد تطلق هذه الأسامي على النفس في تلك المراتب و تفصيلها مذكور في محالها و يرجع إلى ما ذكرنا أولا فإن الظاهر أنها قوة واحدة تختلف أسماؤها بحسب متعلقاتها و ما تستعمل فيه.
الخامس النفس الناطقة الإنسانية التي بها يتميز عن سائر البهائم.
السادس ما ذهب إليه الفلاسفة و أثبتوه بزعمهم من جوهر مجرد قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا و لا فعلا و القول به كما ذكروه مستلزم لإنكار كثير من ضروريات الدين من حدوث العالم و غيره مما لا يسع المقام ذكره و بعض المنتحلين منهم للإسلام أثبتوا عقولا حادثة و هي أيضا على ما أثبتوها مستلزمة لإنكار كثير من الأصول المقررة الإسلامية مع أنه لا يظهر من الأخبار وجود مجرد سوى الله تعالى.
و قال بعض محققيهم إن نسبة العقل العاشر الذي يسمونه بالعقل الفعال إلى النفس كنسبة النفس إلى البدن فكما أن النفس صورة للبدن و البدن مادتها فكذلك العقل صورة للنفس و النفس مادته و هو مشرق عليها و علومها مقتبسة منه و يكمل هذا الارتباط إلى حد تطالع العلوم فيه و تتصل به و ليس لهم على هذه الأمور دليل إلا مموهات شبهات أو خيالات غريبة زينوها بلطائف عبارات.
فإذا عرفت ما مهدنا فاعلم أن الأخبار الواردة في هذه الأبواب أكثرها ظاهرة في المعنيين الأولين الذين مآلهما إلى واحد و في الثاني منهما أكثر و أظهر و بعض الأخبار يحتمل بعض المعاني الأخرى و في بعض الأخبار يطلق العقل على نفس العلم النافع المورث للنجاة المستلزم لحصول السعادات.
فأما أخبار استنطاق العقل و إقباله و إدباره فيمكن حملها على أحد المعاني الأربعة المذكورة أولا أو ما يشملها جميعا و حينئذ يحتمل أن يكون الخلق بمعنى التقدير كما ورد في اللغة أو يكون المراد بالخلق الخلق في النفس و اتصاف النفس بها و يكون سائر ما ذكر فيها من الاستنطاق و الإقبال و الإدبار و غيرها استعارة تمثيليه لبيان‏

101
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 حقیقة العقل و کیفیته و بدو خلقه ص 96

أن مدار التكاليف و الكمالات و الترقيات على العقل و يحتمل أن يكون المراد بالاستنطاق جعله قابلا لأن يدرك به العلوم و يكون الأمر بالإقبال و الإدبار أمرا تكوينيا يجعله قابلا لكونه وسيلة لتحصيل الدنيا و الآخرة و السعادة و الشقاوة معا و آلة للاستعمال في تعرف حقائق الأمور و التفكر في دقائق الحيل أيضا.
و في بعض الأخبار بك آمر و بك أنهى و بك أعاقب و بك أثيب.
و هو منطبق على هذا المعنى لأن أقل درجاته مناط صحة أصل التكليف و كل درجة من درجاته مناط صحة بعض التكاليف و في بعض الأخبار إياك مكان بك في كل مواضع و في بعضها في بعضها فالمراد المبالغة في اشتراط التكليف به فكأنه هو المكلف حقيقة و ما في بعض الأخبار من أنه أول خلق من الروحانيين فيحتمل أن يكون المراد أول مقدر من الصفات المتعلقة بالروح أو أول غريزة يطبع عليها النفس و تودع فيها أو يكون أوليته باعتبار أولية ما يتعلق به من النفوس و أما إذا احتملت على المعنى الخامس فيحتمل أن يكون أيضا على التمثيل كما مر و كونها مخلوقة ظاهر و كونها أول مخلوق إما باعتبار أن النفوس خلقت قبل الأجساد كما ورد في الأخبار المستفيضة فيحتمل أن يكون خلق الأرواح مقدما على خلق جميع المخلوقات غيرها لكن خبر أول ما خلق الله العقل ما وجدته في الأخبار المعتبرة و إنما هو مأخوذ من أخبار العامة و ظاهر أكثر أخبارنا أن أول المخلوقات الماء أو الهواء كما سيأتي في كتاب السماء و العالم نعم ورد في أخبارنا أن العقل أول خلق من الروحانيين و هو لا ينافي تقدم خلق بعض الأجسام على خلقه و حينئذ فالمراد بإقبالها بناء على ما ذهب إليه جماعة من تجرد النفس إقبالها إلى عالم المجردات و بإدبارها تعلقها بالبدن و الماديات أو المراد بإقبالها إقبالها إلى المقامات العالية و الدرجات الرفيعة و بإدبارها هبوطها عن تلك المقامات و توجهها إلى تحصيل الأمور الدنية الدنيوية و تشبهها بالبهائم و الحيوانات فعلى ما ذكرنا من التمثيل يكون الغرض بيان أن لها هذه الاستعدادات المختلفة و هذه الشئون المتباعدة و إن لم نحمل على التمثيل يمكن أن يكون الاستنطاق حقيقيا و أن يكون كناية عن جعلها مدركة للكليات و كذا الأمر بالإقبال و الإدبار

102
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 حقیقة العقل و کیفیته و بدو خلقه ص 96

يمكن أن يكون حقيقيا لظهور انقيادها لما يريده تعالى منها و أن يكون أمرا تكوينيا لتكون قابلة للأمرين أي الصعود إلى الكمال و القرب و الوصال و الهبوط إلى النقص و ما يوجب الوبال أو لتكون في درجة متوسطة من التجرد لتعلقها بالماديات لكن تجرد النفس لم يثبت لنا من الأخبار بل الظاهر منها ماديتها كما سنبين فيما بعد إن شاء الله تعالى.
و أما المعنى السادس فلو قال أحد بجوهر مجرد لا يقول بقدمه و لا يتوقف تأثير الواجب في الممكنات عليه و لا بتأثيره في خلق الأشياء و يسميه العقل و يجعل بعض تلك الأخبار منطبقا على ما سماه عقلا فيمكنه أن يقول إن إقباله عبارة عن توجهه إلى المبدأ و إدباره عبارة عن توجهه إلى النفوس لإشراقه عليها و استكمالها به.
فإذا عرفت ذلك فاستمع لما يتلى عليك من الحق الحقيق بالبيان و بأن لا يبالي بما يشمئز عنه من نواقص الأذهان.
فاعلم أن أكثر ما أثبتوه لهذه العقول قد ثبت لأرواح النبي و الأئمة ع في أخبارنا المتواترة على وجه آخر فإنهم أثبتوا القدم للعقل و قد ثبت التقدم في الخلق لأرواحهم إما على جميع المخلوقات أو على سائر الروحانيين في أخبار متواترة و أيضا أثبتوا لها التوسط في الإيجاد أو الاشتراط في التأثير و قد ثبت في الأخبار كونهم ع علة غائية لجميع المخلوقات و أنه لولاهم لما خلق الله الأفلاك و غيرها و أثبتوا لها كونها وسائط في إفاضة العلوم و المعارف على النفوس و الأرواح و قد ثبت في الأخبار أن جميع العلوم و الحقائق و المعارف بتوسطهم تفيض على سائر الخلق حتى الملائكة و الأنبياء.
و الحاصل أنه قد ثبت بالأخبار المستفيضة أنهم ع الوسائل بين الخلق و بين الحق في إفاضة جميع الرحمات و العلوم و الكمالات على جميع الخلق فكلما يكون التوسل بهم و الإذعان بفضلهم أكثر كان فيضان الكمالات من الله أكثر و لما سلكوا سبيل الرياضات و التفكرات مستبدين بآراءهم على غير قانون الشريعة المقدسة ظهرت عليهم حقيقة هذا الأمر ملبسا مشتبها فأخطئوا في ذلك و أثبتوا عقولا و تكلموا في‏

103
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 حقیقة العقل و کیفیته و بدو خلقه ص 96

ذلك فضولا «1» فعلى قياس ما قالوا يمكن أن يكون المراد بالعقل نور النبي ص الذي انشعبت منه أنوار الأئمة ع و استنطاقه على الحقيقة أو بجعله محلا للمعارف الغير المتناهية و المراد بالأمر بالإقبال ترقيه على مراتب الكمال و جذبه إلى أعلى مقام القرب و الوصال و بإدباره إما إنزاله إلى البدن أو الأمر بتكميل الخلق بعد غاية الكمال فإنه يلزمه التنزل عن غاية مراتب القرب بسبب معاشرة الخلق و يومئ إليه قوله تعالى قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا «2» و قد بسطنا الكلام في ذلك في الفوائد الطريفة و يحتمل أن يكون المراد بالإقبال الإقبال إلى الخلق و بالإدبار الرجوع إلى عالم القدس بعد إتمام التبليغ و يؤيده ما في بعض الأخبار من تقديم الإدبار على الإقبال و على التقادير فالمراد بقوله تعالى و لا أكلمك يمكن أن يكون المراد و لا أكمل محبتك و الارتباط بك و كونك واسطة بينه و بيني إلا فيمن أحبه أو يكون الخطاب مع روحهم و نورهم ع و المراد بالإكمال إكماله في أبدانهم الشريفة أي هذا النور بعد تشعبه بأي بدن تعلق و كمل فيه يكون ذلك الشخص أحب الخلق إلى الله تعالى و قوله إياك‏
__________________________________________________
 (1) بل لانهم تحققوا أولا أن الظواهر الدينية تتوقف في حجيتها على البرهان الذي يقيمه العقل، و العقل في ركونه و اطمينانه إلى المقدمات البرهانية لا يفرق بين مقدّمة و مقدّمة، فإذا قام برهان على شي‏ء اضطر العقل إلى قبوله، و ثانيا أن الظواهر الدينية متوقفة على ظهور اللفظ، و هو دليل ظنى، و الظنّ لا يقاوم العلم الحاصل بالبرهان لو قام على شي‏ء. و أمّا الاخذ بالبراهين في أصول الدين ثمّ عزل العقل في ما ورد فيه آحاد الاخبار من المعارف العقليّة فليس الا من قبيل إبطال المقدّمة بالنتيجة التي تستنتج منها، و هو صريح التناقض- و اللّه الهادى- فان هذه الظواهر الدينية لو أبطلت حكم العقل لابطلت أولا حكم نفسها المستند في حجيته الى حكم العقل و طريق الاحتياط الدينى لمن لم يتثبت في الأبحاث العميقة العقليّة أن يتعلق بظاهر الكتاب و ظواهر الاخبار المستفيضة و يرجع علم حقائقها إلى اللّه عزّ اسمه، و يجتنب الورود في الأبحاث العميقة العقليّة إثباتا و نفيا اما اثباتا فلكونه مظنة الضلال، و فيه تعرض للهلاك الدائم، و أمّا نفيا فلما فيه من و بال القول بغير علم و الانتصار للدين بما لا يرضى به اللّه سبحانه، و الابتلاء بالمناقضة في النظر.
و اعتبر في ذلك بما ابتلى به المؤلّف رحمه اللّه فانه لم يطعن في آراء أهل النظر في مباحث المبدأ و المعاد بشي‏ء إلّا ابتلى بالقول به بعينه أو بأشد منه كما سنشير إليه في موارده، و أول ذلك ما في هذه المسألة فانه طعن فيها على الحكماء في قولهم بالمجردات ثمّ أثبت جميع خواص التجرد على أنوار النبيّ و الأئمّة عليهم السلام، و لم يتنبه أنّه لو استحال وجود موجود مجرد غير اللّه سبحانه لم يتغير حكم استحالته بتغيير اسمه، و تسمية ما يسمونه عقلا بالنور و الطينة و نحوهما. ط.
 (2) الطلاق: 11.

104
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 3 احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل و أنه یحاسبهم على قدر عقولهم ص 105

آمر التخصيص إما لكونهم صلوات الله عليهم مكلفين بما لم يكلف به غيرهم و يتأتى منهم من حق عبادته تعالى ما لا يتأتى من غيرهم أو لاشتراط صحة أعمال العباد بولايتهم و الإقرار بفضلهم بنحو ما مر من التجوز و بهذا التحقيق يمكن الجمع بين‏
ما روي عن النبي ص أول ما خلق الله نوري.
و بين‏
ما روي أول ما خلق الله العقل.
و ما روي أول ما خلق الله النور.
إن صحت أسانيدها و تحقيق هذا الكلام على ما ينبغي يحتاج إلى نوع من البسط و الإطناب و لو وفينا حقه لكنا أخلفنا ما وعدناه في صدر الكتاب.
و أما الخبر الأخير فهو من غوامض الأخبار و الظاهر أن الكلام فيه مسوق على نحو الرموز و الأسرار و يحتمل أن يكون كناية عن تعلقه بكل مكلف و إن لذلك التعلق وقتا خاصا و قبل ذلك الوقت موانع عن تعلق العقل من الأغشية الظلمانية و الكدورات الهيولانية كستر مسدول على وجه العقل و يمكن حمله على ظاهر حقيقته على بعض الاحتمالات السالفة و قوله خلقه ملك لعله بالإضافة أي خلقته كخلقة الملائكة في لطافته و روحانيته و يحتمل أن يكون خلقه مضافا إلى الضمير مبتدأ و ملك خبره أي خلقته خلقة ملك أو هو ملك حقيقة و الله يعلم.
باب 3 احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل و أنه يحاسبهم على قدر عقولهم‏
1- ج، الإحتجاج فِي خَبَرِ ابْنِ السِّكِّيتِ «1» قَالَ: فَمَا الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ الْيَوْمَ فَقَالَ الرِّضَا ع الْعَقْلُ تَعْرِفُ بِهِ الصَّادِقَ عَلَى اللَّهِ فَتُصَدِّقُهُ وَ الْكَاذِبَ عَلَى اللَّهِ فَتُكَذِّبُهُ فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هَذَا هُوَ وَ اللَّهِ الْجَوَابُ.
ع، علل الشرائع ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام ابن مسرور عن ابن عامر عن أبي عبد الله السياري عن أبي يعقوب البغدادي «2» عن ابن السكيت مثله «3».
__________________________________________________
 (1) هو الإمامي الثقة الثبت المحدث، إمام اللغة، البارع في الأدب، قتله المتوكل العباسيّ لتشيعه.
 (2) هو يزيد بن حماد الأنباري السلمى أبو يعقوب الكاتب، أورده الشيخ في باب أصحاب الرضا عليه السلام من رجاله، و وثقه و اباه حماد، و عنونه العلامة في القسم الأوّل من الخلاصة و وثقه و كذا كل من تأخر عنهما.
 (3) رواه في الكافي في كتاب العقل و الجهل مع زيادة، و سيأتي منا كلام حول الحديث.

105
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

2- مع، معاني الأخبار أَبِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّزَّازِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا بُنَيَّ اعْرِفْ مَنَازِلَ الشِّيعَةِ عَلَى قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ وَ مَعْرِفَتِهِمْ فَإِنَّ الْمَعْرِفَةَ هِيَ الدِّرَايَةُ لِلرِّوَايَةِ وَ بِالدِّرَايَاتِ لِلرِّوَايَاتِ يَعْلُو الْمُؤْمِنُ إِلَى أَقْصَى دَرَجَاتِ الْإِيمَانِ إِنِّي نَظَرْتُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ ع فَوَجَدْتُ فِي الْكِتَابِ أَنَّ قِيمَةَ كُلِّ امْرِئٍ وَ قَدْرَهُ مَعْرِفَتُهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُحَاسِبُ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِي دَارِ الدُّنْيَا.
3- سن، المحاسن الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّمَا يُدَاقُّ اللَّهُ الْعِبَادَ فِي الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِي الدُّنْيَا.
4- سن، المحاسن مُحَمَّدٌ الْبَرْقِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ نُكَلِّمُ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ.
5- سن، المحاسن النَّوْفَلِيُّ وَ جَهْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالِهِ «1» فَانْظُرُوا فِي حُسْنِ عَقْلِهِ فَإِنَّمَا يُجَازَى بِعَقْلِهِ.
باب 4 علامات العقل و جنوده‏
1- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص قُسِمَ الْعَقْلُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ كَمَلَ عَقْلُهُ وَ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ فَلَا عَقَلَ لَهُ حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حُسْنُ الطَّاعَةِ لَهُ وَ حُسْنُ الصَّبْرِ عَلَى أَمْرِهِ.
بيان لعل عد هذه الأشياء التي هي من آثار العقل من أجزائه على المبالغة
__________________________________________________
 (1) من فعل الصلاة و الصيام و الحجّ و ايتاء الزكاة و الصدقات و غيرها من المثوبات و القربات و قوله: فانظروا في حسن عقله. اى ان رأيتم عقله كاملا استدلّوا به على حسن افعاله و صحة اعماله و انه حقيق الركون إليه و الاعتماد عليه، و ان رأيتموه ناقصا فلا تغتروا باعماله و لا تركنوا إليه و استدلوا بقلة عقله على نقصان ثوابه، فانه يجازى و يثاب على قدر عقله من الكمال و النقصان.

106
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

و التوسع و التجوز لعلاقة عدم انفكاكها عنه و دلالتها عليه.
2- ل، الخصال مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ سَهْلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ «1» عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: يُعْتَبَرُ عَقْلُ الرَّجُلِ فِي ثَلَاثٍ فِي طُولِ لِحْيَتِهِ وَ فِي نَقْشِ خَاتَمِهِ وَ فِي كُنْيَتِهِ.
3- ع، علل الشرائع ل، الخصال أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِي الْجُرْجَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الطَّرِيفِيِّ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَحَّالِ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ مِنْ نُورٍ مَخْزُونٍ مَكْنُونٍ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ الَّذِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فَجَعَلَ الْعِلْمَ نَفْسَهُ وَ الْفَهْمَ رُوحَهُ وَ الزُّهْدَ رَأْسَهُ وَ الْحَيَاءَ عَيْنَيْهِ وَ الحِكْمَةَ لِسَانَهُ وَ الرَّأْفَةَ هَمَّهُ وَ الرَّحْمَةَ قَلْبَهُ ثُمَّ حَشَاهُ وَ قَوَّاهُ بِعَشَرَةِ أَشْيَاءَ بِالْيَقِينِ وَ الْإِيمَانِ وَ الصِّدْقِ وَ السَّكِينَةِ وَ الْإِخْلَاصِ وَ الرِّفْقِ وَ الْعَطِيَّةِ وَ الْقُنُوعِ وَ التَّسْلِيمِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ تَكَلَّمْ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ ضِدٌّ وَ نِدٌّ وَ لَا شَبِيهٌ وَ لَا كُفْوٌ وَ لَا عَدِيلٌ وَ لَا مِثْلٌ الَّذِي كُلُّ شَيْ‏ءٍ لِعَظَمَتِهِ خَاضِعٌ ذَلِيلٌ فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ وَ لَا أَطْوَعَ لِي مِنْكَ وَ لَا أَرْفَعَ مِنْكَ وَ لَا أَشْرَفَ مِنْكَ وَ لَا أَعَزَّ مِنْكَ بِكَ أُوَحَّدُ وَ بِكَ أُعْبَدُ وَ بِكَ أُدْعَى وَ بِكَ أُرْتَجَى وَ بِكَ أُبْتَغَى وَ بِكَ أُخَافُ وَ بِكَ أُحْذَرُ وَ بِكَ الثَّوَابُ وَ بِكَ الْعِقَابُ فَخَرَّ الْعَقْلُ عِنْدَ ذَلِكَ سَاجِداً فَكَانَ فِي سُجُودِهِ أَلْفَ عَامٍ فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ سَلْ تُعْطَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَرَفَعَ الْعَقْلُ رَأْسَهُ فَقَالَ إِلَهِي أَسْأَلُكَ أَنْ تُشَفِّعَنِي فِيمَنْ خَلَقْتَنِي فِيهِ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لِمَلَائِكَتِهِ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ شَفَّعْتُهُ فِيمَنْ خَلَقْتُهُ فِيهِ.
بيان قد مر ما يمكن أن يستعمل في فهم هذا الخبر و النور ما يصير سببا لظهور
__________________________________________________
 (1) بضم الدال و الراء و سكون السين، ترجمه النجاشيّ في كتابه ص 117.

107
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

شي‏ء و العقل من أنواره تعالى التي خلقها و قدرها لكشف المعارف على الخلق أي خلقه من جنس نور و من سنخه و مادته كانت شيئا نورانيا مخزونا في خزائن العرش و يحتمل التجوز كما مر و العلم لشدة ارتباطه به و كونه فائدته الفضلى و مكمله إلى الدرجة العليا فكأنه نفسه و عينه و هو بدون الفهم كجسد بلا روح و الزهد رأسه أي أفضل فضائله و أرفعها كما أن الرأس أشرف أجزاء البدن أو ينتفي بانتفاء الزهد كما أن الشخص يموت بمفارقة الرأس و الحياء معين على انكشاف الأمور الحقة عليه أو على من اتصف به كالعينين و الحكمة معبرة للعقل كاللسان للشخص و الرحمة سبب لإفاضة الحقائق عليه من الله و طريق لها كالقلب و سجوده إما كناية عن استسلامه و انقياد المتصف به للحق تعالى أو المراد سجود أحد المتصفين به و لا يخفى انطباق أكثر أجزاء هذا الخبر على المعنى الأخير أي أنوار الأئمة ع و التجوز و التمثيل و التشبيه لعله أظهر و يقال شفعته في كذا أي قبلت شفاعته فيه و سيأتي تفسير بعض الأجزاء في الخبر الآتي.
4- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَمْ يُعْبَدِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَيْ‏ءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ عَاقِلًا حَتَّى تَجْتَمِعَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ وَ الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ يَسْتَكْثِرُ قَلِيلَ الْخَيْرِ مِنْ غَيْرِهِ وَ يَسْتَقِلُّ كَثِيرَ الْخَيْرِ مِنْ نَفْسِهِ وَ لَا يَسْأَمُ «1» مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ طُولَ عُمُرِهِ وَ لَا يَتَبَرَّمُ «2» بِطِلَابِ الْحَوَائِجِ قِبَلَهُ الذُّلُّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعِزِّ وَ الْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْغِنَى نَصِيبُهُ مِنَ الدُّنْيَا الْقُوتُ وَ الْعَاشِرَةُ لَا يَرَى أَحَداً إِلَّا قَالَ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي وَ أَتْقَى إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ فَرَجُلٌ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَ أَتْقَى وَ آخَرُ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ وَ أَدْنَى فَإِذَا رَأَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَ أَتْقَى تَوَاضَعَ لَهُ لِيَلْحَقَ بِهِ وَ إِذَا لَقِيَ الَّذِي هُوَ شَرٌّ مِنْهُ وَ أَدْنَى قَالَ عَسَى خَيْرُ هَذَا بَاطِنٌ وَ شَرُّهُ ظَاهِرٌ وَ عَسَى أَنْ يُخْتَمَ لَهُ بِخَيْرٍ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ عَلَا مَجْدُهُ وَ سَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ.
__________________________________________________
 (1) أي لا يمل و لا يضجر.
 (2) أي لا يتضجر.

108
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

5- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجِعَابِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ طَاهِرِ بْنِ مِدْرَارٍ عَنْ زر [رَزِينِ‏] بْنِ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع يَقُولُ لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ كَامِلَ الْعَقْلِ وَ لَا يَكُونُ كَامِلَ الْعَقْلِ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ وَ سَاقَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا مَرَّ.
6- ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْهَيْثَمِ الْخَفَّافِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا عُبِدَ اللَّهُ بِمِثْلِ الْعَقْلِ وَ مَا تَمَّ عَقْلُ امْرِئٍ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
بيان في ما و ع بعد قوله و العاشرة و ما العاشرة و قوله ع لم يعبد الله بشي‏ء أي لا يصير شي‏ء سببا للعبادة و آلة لها و مكملا لها كالعقل و يحتمل أن يكون المراد بالعقل تعقل الأمور الدينية و المعارف اليقينية و التفكر فيها و تحصيل العلم و هو من أفضل العبادات كما سيأتي فيكون ما ذكر بعده من صفات العلماء و المجد نيل الشرف و الكرم و ساد أهل زمانه أي صار سيدهم و عظيمهم و أشرفهم.
7- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْيَرِيِّ مَعاً عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ مَوَالِيهِ فَجَرَى ذِكْرُ الْعَقْلِ وَ الْجَهْلِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اعْرِفُوا الْعَقْلَ وَ جُنْدَهُ وَ الْجَهْلَ وَ جُنْدَهُ تَهْتَدُوا قَالَ سَمَاعَةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا نَعْرِفُ إِلَّا مَا عَرَّفْتَنَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ خَلَقَ الْعَقْلَ وَ هُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ خَلَقَهُ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ «1» عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مِنْ نُورِهِ «2» فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقْتُكَ خَلْقاً عَظِيماً وَ كَرَّمْتُكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِي قَالَ ثُمَّ خَلَقَ الْجَهْلَ مِنَ الْبَحْرِ الْأُجَاجِ ظُلْمَانِيّاً فَقَالَ‏
__________________________________________________
 (1) يطلق الروح- بضم الراء- في القرآن و الحديث على معان: منها جبرئيل و روح القدس و سائر الملائكة، و منها ما تقوم به الجسد: و تكون به الحياة، و منها القوّة الناطقة الانسانية، و يطلق على العقل أيضا و تقول في نسبة الواحد: الروحانى. و في نسبة الجمع: الروحانيون، و الالف و النون من زيادات النسب. و يقال لعالم المجردات و عالم الملكوت و عالم الامر الروحانيون.
 (2) لعله إشارة الى عدم تركب العقل من المادة الظلمانية. و الإضافة إليه تعالى تشريفية.

109
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَلَمْ يُقْبِلْ فَقَالَ لَهُ اسْتَكْبَرْتَ فَلَعَنَهُ ثُمَّ جَعَلَ لِلْعَقْلِ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَلَمَّا رَأَى الْجَهْلُ مَا أَكْرَمَ بِهِ الْعَقْلَ وَ مَا أَعْطَاهُ أَضْمَرَ لَهُ الْعَدَاوَةَ فَقَالَ الْجَهْلُ «1» يَا رَبِّ هَذَا خَلْقٌ مِثْلِي خَلَقْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ قَوَّيْتَهُ وَ أَنَا ضِدُّهُ وَ لَا قُوَّةَ لِي بِهِ فَأَعْطِنِي مِنَ الْجُنْدِ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُ فَقَالَ نَعَمْ فَإِنْ عَصَيْتَ «2» بَعْدَ ذَلِكَ أَخْرَجْتُكَ وَ جُنْدَكَ مِنْ رَحْمَتِي قَالَ قَدْ رَضِيتُ فَأَعْطَاهُ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَكَانَ مِمَّا أَعْطَى الْعَقْلَ مِنَ الْخَمْسَةِ وَ السَّبْعِينَ الْجُنْدَ الْخَيْرُ وَ هُوَ وَزِيرُ الْعَقْلِ وَ جَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ وَ هُوَ وَزِيرُ الْجَهْلِ وَ الْإِيمَانُ وَ ضِدَّهُ الْكُفْرَ وَ التَّصْدِيقُ وَ ضِدَّهُ الْجُحُودَ وَ الرَّجَاءُ «3» وَ ضِدَّهُ الْقُنُوطَ وَ الْعَدْلُ وَ ضِدَّهُ الْجَوْرَ وَ الرِّضَا وَ ضِدَّهُ السُّخْطَ وَ الشُّكْرُ وَ ضِدَّهُ الْكُفْرَانَ وَ الطَّمَعُ وَ ضِدَّهُ الْيَأْسَ وَ التَّوَكُّلُ وَ ضِدَّهُ الْحِرْصَ وَ الرَّأْفَةُ وَ ضِدَّهَا الْغِرَّةَ وَ الرَّحْمَةُ وَ ضِدَّهَا الْغَضَبَ وَ الْعِلْمُ وَ ضِدَّهُ الْجَهْلَ وَ الْفَهْمُ وَ ضِدَّهُ الْحُمْقَ وَ الْعِفَّةُ وَ ضِدَّهَا التَّهَتُّكَ وَ الزُّهْدُ وَ ضِدَّهُ الرَّغْبَةَ وَ الرِّفْقُ وَ ضِدَّهُ الْخُرْقَ وَ الرَّهْبَةُ وَ ضِدَّهَا الْجُرْأَةَ وَ التَّوَاضُعُ وَ ضِدَّهُ التَّكَبُّرَ وَ التُّؤَدَةُ وَ ضِدَّهَا التَّسَرُّعَ وَ الْحِلْمُ وَ ضِدَّهُ السَّفَهَ وَ الصَّمْتُ وَ ضِدَّهُ الْهَذَرَ وَ الِاسْتِسْلَامُ وَ ضِدَّهُ الِاسْتِكْبَارَ وَ التَّسْلِيمُ وَ ضِدَّهُ التَّجَبُّرَ وَ الْعَفْوُ وَ ضِدَّهُ الْحِقْدَ وَ الرِّقَّةُ وَ ضِدَّهَا الْقَسْوَةَ وَ الْيَقِينُ وَ ضِدَّهُ الشَّكَّ وَ الصَّبْرُ وَ ضِدَّهُ الْجَزَعَ وَ الصَّفْحُ وَ ضِدَّهُ الِانْتِقَامَ وَ الْغِنَى وَ ضِدَّهُ الْفَقْرَ «4» وَ التَّفَكُّرُ وَ ضِدَّهُ السَّهْوَ وَ الْحِفْظُ وَ ضِدَّهُ النِّسْيَانَ وَ التَّعَطُّفُ وَ ضِدَّهُ الْقَطِيعَةَ وَ الْقُنُوعُ وَ ضِدَّهُ الْحِرْصَ وَ الْمُوَاسَاةُ وَ ضِدَّهَا الْمَنْعَ وَ الْمَوَدَّةُ وَ ضِدَّهَا الْعَدَاوَةَ وَ الْوَفَاءُ وَ ضِدَّهُ الْغَدْرَ وَ الطَّاعَةُ وَ ضِدَّهَا الْمَعْصِيَةَ وَ الْخُضُوعُ وَ ضِدَّهُ التَّطَاوُلَ وَ السَّلَامَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَاءَ وَ الْحُبُّ وَ ضِدَّهُ الْبُغْضَ وَ الصِّدْقُ وَ ضِدَّهُ الْكَذِبَ وَ الْحَقُّ وَ ضِدَّهُ الْبَاطِلَ وَ الْأَمَانَةُ وَ ضِدَّهَا الْخِيَانَةَ وَ الْإِخْلَاصُ وَ ضِدَّهُ‏
__________________________________________________
 (1) لعل المراد بالجهل هو النفس الامارة بالسوء و الشهوات التي تكون مبدءا لكل خطيئة لا الجهل المقابل للعلم فانه يكون من جنودها كما ياتى في الحديث و يأتي اطلاق الجهل على النفس في حديث 11.
 (2) فان عصيتنى «ع».
 (3) رجاء رحمة اللّه و عدم الياس عن غفرانه فيما فرط في جنبه تعالى، و مقابله الياس عن رحمته و غفرانه و هو أعظم عن ذنبه و خطيئته.
 (4) التذكر «ع».

110
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

الشَّوْبَ «1» وَ الشَّهَامَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَادَةَ «2» وَ الْفَهْمُ وَ ضِدَّهُ الْغَبَاوَةَ «3» وَ الْمَعْرِفَةُ وَ ضِدَّهَا الْإِنْكَارَ وَ الْمُدَارَاةُ وَ ضِدَّهَا الْمُكَاشَفَةَ وَ سَلَامَةُ الْغَيْبِ وَ ضِدَّهَا الْمُمَاكَرَةَ وَ الْكِتْمَانُ وَ ضِدَّهُ الْإِفْشَاءَ وَ الصَّلَاةُ وَ ضِدَّهَا الْإِضَاعَةَ وَ الصَّوْمُ وَ ضِدَّهُ الْإِفْطَارَ وَ الْجِهَادُ وَ ضِدَّهُ النُّكُولَ وَ الْحَجُّ وَ ضِدَّهُ نَبْذَ الْمِيثَاقِ وَ صَوْنُ الْحَدِيثِ وَ ضِدَّهُ النَّمِيمَةَ وَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَ ضِدَّهُ الْعُقُوقَ وَ الْحَقِيقَةُ وَ ضِدَّهَا الرِّيَاءَ وَ الْمَعْرُوفُ وَ ضِدَّهُ الْمُنْكَرَ وَ السَّتْرُ وَ ضِدَّهُ التَّبَرُّجَ وَ التَّقِيَّةُ وَ ضِدَّهَا الْإِذَاعَةَ وَ الْإِنْصَافُ وَ ضِدَّهُ الْحَمِيَّةَ وَ الْمِهْنَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَغْيَ وَ النَّظَافَةُ «4» وَ ضِدَّهَا الْقَذَرَ وَ الْحَيَاءُ وَ ضِدَّهُ الْخَلْعَ وَ الْقَصْدُ وَ ضِدَّهُ الْعُدْوَانَ وَ الرَّاحَةُ وَ ضِدَّهَا التَّعَبَ وَ السُّهُولَةُ وَ ضِدَّهَا الصُّعُوبَةَ وَ الْبَرَكَةُ وَ ضِدَّهَا الْمَحْقَ وَ الْعَافِيَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَاءَ وَ الْقَوَامُ وَ ضِدَّهُ الْمُكَاثَرَةَ وَ الْحِكْمَةُ وَ ضِدَّهَا الْهَوَى وَ الْوَقَارُ وَ ضِدَّهُ الْخِفَّةَ وَ السَّعَادَةُ وَ ضِدَّهَا الشَّقَاءَ «5» وَ التَّوْبَةُ وَ ضِدَّهَا الْإِصْرَارَ وَ الِاسْتِغْفَارُ وَ ضِدَّهُ الِاغْتِرَارَ وَ الْمُحَافَظَةُ وَ ضِدَّهَا التَّهَاوُنَ وَ الدُّعَاءُ وَ ضِدَّهُ الِاسْتِنْكَافَ وَ النَّشَاطُ «6» وَ ضِدَّهُ الْكَسَلَ وَ الْفَرَحُ وَ ضِدَّهُ الْحَزَنَ وَ الْأُلْفَةُ وَ ضِدَّهَا الْفُرْقَةَ وَ السَّخَاءُ وَ ضِدَّهُ الْبُخْلَ فَلَا تَجْتَمِعُ هَذِهِ الْخِصَالُ كُلُّهَا مِنْ أَجْنَادِ الْعَقْلِ إِلَّا فِي نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ أَوْ مُؤْمِنٍ قَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَ أَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ مِنْ مَوَالِينَا فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْجُنُودِ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ وَ يَتَّقِيَ مِنْ جُنُودِ الْجَهْلِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ فِي الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَوْصِيَاءِ ع وَ إِنَّمَا يُدْرَكُ الْفَوْزُ بِمَعْرِفَةِ الْعَقْلِ وَ جُنُودِهِ وَ مُجَانَبَةِ الْجَهْلِ وَ جُنُودِهِ وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ وَ مَرْضَاتِهِ.
ع، علل الشرائع ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن علي بن حديد عن سماعة مثله- سن، المحاسن عن علي بن حديد مثله‏
__________________________________________________
 (1) الشرك «ع».
 (2) بفتح الباء: عدم الذكاء و الفطنة.
 (3) بفتح الغين المعجمة: الجهل و قلة الفطنة.
 (4) لان مراعاتها يورث الصحة في النفس و يستجلب الناس إليه، و القذر يورث السقم و المرض و تنفر الناس عنه.
 (5) الشقاوة «ع».
 (6) في طاعة اللّه و عبادته أو في أعم منها و من تحصيل المال الحلال.

111
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

بيان ما ذكر من الجنود هنا إحدى و ثمانون خصلة و في الكافي ثمانية و سبعون و كأنه لتكرار بعض الفقرات إما منه ع أو من النساخ بأن يكون أضافوا بعض النسخ إلى الأصل و العقل هنا يحتمل المعاني السابقة و الجهل إما القوة الداعية إلى الشر أو البدن إن كان المراد بالعقل النفس و يحتمل إبليس أيضا لأنه المعارض لأرباب العقول الكاملة من الأنبياء و الأئمة في هداية الخلق و يؤيده أنه قد ورد مثل هذا في معارضة آدم و إبليس بعد تمرده و أنه أعطاهما مثل تلك الجنود و الحاصل أن هذه جنود للعقل و أصحابه و تلك عساكر للجهل و أربابه الخير هو كونه مقتضيا للخيرات أو لإيصال الخير إما إلى نفسه أو إلى غيره و الشر يقابله بالمعنيين و سماهما وزيرين لكونهما منشأين لكل ما يذكر بعدهما من الجنود فهما أميران عليها مقويان لها و تصدر جميعها عن رأيهما و التصديق و الجحود لعلهما من الفقرات المكررة و يمكن تخصيص الإيمان بما يتعلق بالأصول و التصديق بما يتعلق بالفروع و يحتمل أن يكون الفرق بالإجمال و التفصيل بأن يكون الإيمان التصديق الإجمالي بما جاء به النبي ص و التصديق الإذعان بتفاصيله. و العدل التوسط في جميع الأمور بين الإفراط و التفريط أو المعنى المعروف و هو داخل في الأول و الرضا أي بقضاء الله و الطمع لعله تكرار للرجاء و يمكن أن يخص الرجاء بالأمور الأخروية و الطمع بالفوائد الدنيوية أو الرجاء بما يكون باستحقاق و الطمع بغيره أو يكون المراد بالطمع طمع ما في أيدي الناس بأن يكون من جنود الجهل أورد على خلاف الترتيب و لا يخفى بعده.
و الرأفة و الرحمة إحداهما من المكررات و يمكن أن يكون المراد بالرأفة الحالة و بالرحمة ثمرتها و في الكافي و المحاسن ضد الرأفة القسوة و في أكثر نسخ الخصال العزة أي طلب الغلبة و الاستيلاء و الفهم إما المراد به حالة للنفس تقتضي سرعة إدراك الأمور و العلم بدقائق المسائل أو أصل الإدراك فعلى الثاني يخص بالحكمة العملية ليغاير العلم و العفة منع البطن و الفرج عن المحرمات و الشبهات و مقابلها التهتك و عدم المبالاة بهتك ستره في ارتكاب المحرمات و قال في القاموس الخرق بالضم و بالتحريك‏

112
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

ضد الرفق و أن لا يحسن العمل و التصرف في الأمور و الرهبة الخوف من الله و من عقابه أو من الخلق أو من النفس و الشيطان و الأولى التعميم ليشمل الخوف عن كل ما يضر بالدين أو الدنيا و التؤدة بضم التاء و فتح الهمزة و سكونها الرزانة و التأني أي عدم المبادرة إلى الأمور بلا تفكر فإنها توجب الوقوع في المهالك و في القاموس هذر كلامه كفرح كثر في الخطاء و الباطل و الهذر محركة الكثير الردى أو سقط الكلام.
و الاستسلام الانقياد لله تعالى فيما يأمر و ينهى و التسليم انقياد أئمة الحق و في الكافي في مقابل التسليم الشك فالمراد بالتسليم الإذعان بما يصدر عن الأنبياء و الأئمة ع و يصعب على الأذهان قبوله كما سيأتي في أبواب العلم و المراد بالغنى غنى النفس و الاستغناء عن الخلق لا الغنى بالمال فإنه غالبا مع أهل الجهل و ضده الفقر إلى الناس و التوسل بهم في الأمور و لما كان السهو عبارة عن زوال الصورة عن المدركة لا الحافظة أطلق في مقابله التذكر الذي هو الاسترجاع عن الحافظة و لما كان النسيان عبارة عن زوالها عن الحافظة أيضا أطلق في مقابله الحفظ و المواساة جعل الإخوان مساهمين و مشاركين في المال و السلامة هي البراءة من البلايا و هي العيوب و الآفات و العاقل يتخلص منها حيث يعرفها و يعرف طريق التخلص منها و الجاهل يختارها و يقع فيها من حيث لا يعلم و قال الشيخ البهائي رحمه الله لعل المراد سلامة الناس منه‏
كما ورد في الحديث المسلم من سلم المسلمون من يده و لسانه.
و يراد بالبلاء ابتلاء الناس به و الشهامة ذكاء الفؤاد و توقده.
قوله ع و الفهم و ضده الغباوة في ع الفطنة و ضدها الغباوة و لعله أولى لعدم التكرار و على ما في ل لعلها من المكررات و يمكن تخصيص أحدهما بفهم مصالح النشأة الأولى و الآخر بالأخرى أو أحدهما بمرتبة من الفهم و الذكاء و الآخر بمرتبة فوقها و الفرق بينه و بين الشهامة أيضا يحتاج إلى تكلف و المعرفة على ما قيل هي إدراك الشي‏ء بصفاته و آثاره بحيث لو وصل إليه عرف أنه هو و مقابله الإنكار يعني عدم حصول ذلك الإدراك فإن الإنكار يطلق عليه أيضا كما يطلق على‏

113
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

الجحود و المكاشفة المنازعة و المجادلة و في سن المداراة و ضدها المخاشنة و سلامة الغيب أي يكون في غيبته غيره سالما عن ضرره و ضدها المماكرة و هو أن يتملق ظاهرا للخديعة و المكر و في الغيبة يكون في مقام الضرر و في سن سلامة القلب و ضدها المماكرة و لعله أنسب.
و الكتمان أي كتمان عيوب المؤمنين و أسرارهم أو كلما يجب أو ينبغي كتمانه ككتمان الحق في مقام التقية و كتمان العلم عن غير أهله و الصلاة أي المحافظة عليها و على آدابها و أوقاتها و ضدها الإخلال بشرائطها أو آدابها أو أوقات فضلها و إنما جعل نبذ الميثاق أي طرحه ضد الحج لما سيأتي في أخبار كثيرة أن الله تعالى أودع الحجر مواثيق العباد و علة الحج تجديد الميثاق عند الحجر فيشهد يوم القيامة لكل من وافاه و لعل المراد بالحقيقة الإخلاص في العبادة إذ بتركه ينتفي حقيقة العبادة و هذه الفقرة أيضا قريبة من فقرة الإخلاص و الشوب فإما أن يحمل على التكرار أو يحمل الإخلاص على كماله بأن لا يشوب معه طمع جنة و لا خوف نار و لا جلب نفع و لا دفع ضرر و الحقيقة على عدم مراءاة المخلوقين و المعروف أي اختياره و الإتيان به و الأمر به و كذا المنكر و التبرج إظهار الزينة و لعل هذه الفقرة مخصوصة بالنساء و يمكن تعميمها بحيث تشمل ستر الرجال عوراتهم و عيوبهم و الإذاعة الإفشاء و الإنصاف التسوية و العدل بين نفسه و غيره و بين الأقارب و الأباعد و الحمية توجب تقديم نفسه على غيره و إن كان الغير أحق و تقديم عشيرته و أقاربه على الأباعد و إن كان الحق مع الأباعد و المهنة بالكسر و الفتح و التحريك ككلمة الحذق بالخدمة و العمل مهنه كمنعه و نصره مهنا و مهنة و يكسر خدمه و ضربه و جهده كذا في القاموس و المراد خدمة أئمة الحق و إطاعتهم و البغي الخروج عليهم و عدم الانقياد لهم و في الكافي و سن التهيئة و هي جاءت بمعنى التوافق و الإصلاح و يرجع إلى ما ذكرنا و الجلع في بعض النسخ بالجيم و هو قلة الحياء و في بعضها بالخاء المعجمة أي خلع لباس الحياء و هو مجاز شائع و القصد اختيار الوسط في الأمور و ملازمة الطريق الوسط الموصل إلى النجاة و الراحة أي اختيار ما يوجبها بحسب النشأتين لا راحة الدنيا فقط و السهولة الانقياد بسهولة و لين‏

114
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

الجانب و البركة تكون بمعنى الثبات و الزيادة و النمو أي الثبات على الحق و السعي في زيادة أعمال الخير و تنمية الإيمان و اليقين و ترك ما يوجب محق هذه الأمور أي بطلانها و نقصها و فسادها و يحتمل أن يكون المراد البركة في المال و غيره من الأمور الدنيوية فإن العاقل يحصل من الوجه الذي يصلح له و يصرف فيما ينبغي الصرف فيه فينمو و يزيد و يبقى و يدوم له بخلاف الجاهل و العافية من الذنوب و العيوب أو من المكاره فإن العاقل بالشكر و العفو يعقل النعمة عن النفار و يستجلب زيادة النعمة و بقائها مدى الأعصار و الجاهل بالكفران و ما يورث زوال الإحسان و ارتكاب ما يوجب الابتلاء بالغموم و الأحزان على خلاف ذلك و يمكن أن تكون هذه أيضا من المكررات و يظهر مما ذكرنا الفرق على بعض الوجوه و القوام كسحاب العدل و ما يعاش به أي اختيار الوسط في تحصيل ما يحتاج إليه و الاكتفاء بقدر الكفاف و المكاثرة المغالبة في الكثرة أي تحصيل متاع الدنيا زائدا على قدر الحاجة للمباهاة و المغالبة و يحتمل أن يكون المراد التوسط في الإنفاق و ترك البخل و التبذير كما قال تعالى وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً «1» فالمراد بالمكاثرة المغالبة في كثرة الإنفاق و الحكمة العمل بالعلم و اختيار النافع الأصلح و ضدها اتباع هوى النفس و الوقار هو الثقل و الرزانة و الثبات و عدم الانزعاج بالفتن و ترك الطيش و المبادرة إلى ما لا يحمد و الحاصل أن العاقل لا يزول عما هو عليه بكل ما يرد عليه و لا يحركه إلا ما يحكم العقل بالحركة له أو إليه لرعاية خير و صلاح و الجاهل يتحرك بالتوهمات و التخيلات و اتباع القوى الشهوانية و الغضبية فمحرك العاقل عزيز الوجود و محرك الجاهل كثير التحقق و السعادة اختيار ما يوجب حسن العاقبة و الاستغفار أعم من التوبة إذ يشترط في التوبة العزم على الترك في المستقبل و لا يشترط ذلك في الاستغفار و يحتمل أن تكون مؤكدة للفقرة السابقة و الاغترار الانخداع عن النفس و الشيطان بتسويف التوبة و الغفلة عن الذنوب و مضارها و عقوباتها و المحافظة أي على أوقات الصلوات و التهاون التأخير عن أوقات الفضيلة أو المراد المحافظة على‏
__________________________________________________
 (1) الفرقان: 67.

115
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

جميع التكاليف و الاستنكاف الاستكبار و قد سمى الله تعالى ترك الدعاء استكبارا فقال إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي «1» و الفرح ترك الحزن مما فات عنه من الدنيا أو البشاشة من الإخوان قوله الألفة و ضدها الفرقة في بعض النسخ العصبية و كونها ضد الألفة لأنها توجب المنازعة و اللجاج و العناد الموجبة لرفع الألفة و تفصيل هذه الخصال و تحقيقها سيأتي إن شاء الله تعالى في أبواب المكارم.
8- مع، معاني الأخبار أَبِي عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا الْعَقْلُ قَالَ مَا عُبِدَ بِهِ الرَّحْمَنُ وَ اكْتُسِبَ بِهِ الْجِنَانُ «2» قَالَ قُلْتُ فَالَّذِي كَانَ فِي مُعَاوِيَةَ قَالَ تِلْكَ النَّكْرَاءُ وَ تِلْكَ الشَّيْطَنَةُ وَ هِيَ شَبِيهَةٌ بِالْعَقْلِ وَ لَيْسَتْ بِعَقْلٍ.
سن، المحاسن الأشعري مثله بيان النكراء الدهاء و الفطنة و جودة الرأي و إذا استعمل في مشتهيات جنود الجهل يقال له الشيطنة و لذا فسره ع بها و هذه إما قوة أخرى غير العقل أو القوة العقلية و إذا استعملت في هذه الأمور الباطلة و كملت في ذلك تسمى بالشيطنة و لا تسمى بالعقل في عرف الشرع و قد مر بيانه.
9- مع، معاني الأخبار سُئِلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع فَقِيلَ لَهُ مَا الْعَقْلُ قَالَ التَّجَرُّعُ لِلْغُصَّةِ حَتَّى تُنَالَ الْفُرْصَةُ.
بيان: الغصة بالضم ما يعترض في الحلق و تعسر إساغته «3» و يطلق مجازا على الشدائد التي يشق على الإنسان تحملها و هو المراد هنا و تجرعه كناية عن تحمله و عدم القيام بالانتقام به و تداركه حتى تنال الفرصة فإن التدارك قبل ذلك لا ينفع سوى الفضيحة و شدة البلاء و كثرة الهم.
10- مع، معاني الأخبار فِي أَسْئِلَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْحَسَنِ ع يَا بُنَيَّ مَا الْعَقْلُ قَالَ حِفْظُ قَلْبِكَ مَا اسْتُوْدِعَهُ قَالَ فَمَا الْجَهْلُ قَالَ سُرْعَةُ الْوُثُوبِ عَلَى الْفُرْصَةِ قَبْلَ الِاسْتِمْكَانِ مِنْهَا
__________________________________________________
 (1) المؤمن: 60.
 (2) لعل تعريفه عليه السلام العقل بخواصه و لوازمه دون بيان حقيقته و ماهيته إشارة الى ان العلم و العرفان بحقيقته و كنهه غير ممكن و العقل هنا يشمل النظرى و العملى لان عبادة الرحمن و اكتساب الجنان يحتاج اليهما معا.
 (3) و في نسخة: و تعذر اساغته.

116
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

وَ الِامْتِنَاعُ عَنِ الْجَوَابِ وَ نِعْمَ الْعَوْنُ الصَّمْتُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَ إِنْ كُنْتَ فَصِيحاً.
بيان ما استودعه على البناء للمجهول أي ما جعلت عنده وديعة و طلبت منه حفظه قوله ع و الامتناع عن الجواب أي عند عدم مظنة ضرر في الجواب فإن الامتناع حينئذ إما للجهل به أو للجهل بمصلحة الوقت فإن الصلاح حينئذ في الجواب فقوله ع و نعم العون كالاستثناء مما تقدم و سيجي‏ء أخبار تناسب هذا الباب في باب تركيب الإنسان و أجزائه.
11- ف، تحف العقول قَالَ النَّبِيُّ ص فِي جَوَابِ شَمْعُونَ بْنِ لَاوَى بْنِ يَهُودَا مِنْ حَوَارِيِّي عِيسَى حَيْثُ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْعَقْلِ مَا هُوَ وَ كَيْفَ هُوَ وَ مَا يَتَشَعَّبُ مِنْهُ وَ مَا لَا يَتَشَعَّبُ وَ صِفْ لِي طَوَائِفَهُ كُلَّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ الْعَقْلَ عِقَالٌ «1» مِنَ الْجَهْلِ وَ النَّفْسَ مِثْلُ أَخْبَثِ الدَّوَابِّ فَإِنْ لَمْ تُعْقَلْ حَارَتْ «2» فَالْعَقْلُ عِقَالٌ مِنَ الْجَهْلِ وَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ وَ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَعْظَمَ مِنْكَ وَ لَا أَطْوَعَ مِنْكَ بِكَ أُبْدِأُ وَ بِكَ أُعِيدُ لَكَ الثَّوَابُ وَ عَلَيْكَ الْعِقَابُ فَتَشَعَّبَ مِنَ الْعَقْلِ الْحِلْمُ وَ مِنَ الْحِلْمِ الْعِلْمُ وَ مِنَ الْعِلْمِ الرُّشْدُ وَ مِنَ الرُّشْدِ الْعَفَافُ «3» وَ مِنَ الْعَفَافِ الصِّيَانَةُ وَ مِنَ الصِّيَانَةِ الْحَيَاءُ وَ مِنَ الْحَيَاءِ الرَّزَانَةُ وَ مِنَ الرَّزَانَةِ الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْخَيْرِ وَ مِنَ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْخَيْرِ كَرَاهِيَةُ الشَّرِّ وَ مِنْ كَرَاهِيَةِ الشَّرِّ طَاعَةُ النَّاصِحِ فَهَذِهِ عَشَرَةُ أَصْنَافٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْخَيْرِ وَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْعَشَرَةِ الْأَصْنَافِ عَشَرَةُ أَنْوَاعٍ فَأَمَّا الْحِلْمُ فَمِنْهُ رُكُوبُ الجهل [الْجَمِيلِ‏] وَ صُحْبَةُ الْأَبْرَارِ وَ رَفْعٌ مِنَ الضِّعَةِ «4» وَ رَفْعٌ مِنَ الخَسَاسَةِ وَ تَشَهِّي الْخَيْرِ وَ يقرب [تَقَرُّبُ‏] صَاحِبِهِ مِنْ مَعَالِي الدَّرَجَاتِ وَ الْعَفْوُ وَ الْمَهَلُ «5»

__________________________________________________
 (1) بكسر العين: حبل يشد به البعير في وسط ذراعه.
 (2) أي هلكت.
 (3) بفتح العين: الكف عما لا يحل أو لا يجمل.
 (4) بكسر الضاد و فتحها: حط النفس.
 (5) بفتح الميم و سكون الهاء و فتحها: الرفق و التؤدة في العمل، و التقدّم في الخير، و المعنى الأول هو المراد هنا.

117
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

وَ الْمَعْرُوفُ وَ الصَّمْتُ «1» فَهَذَا مَا يَتَشَعَّبُ لِلْعَاقِلِ بِحِلْمِهِ. وَ أَمَّا الْعِلْمُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ الْغِنَى وَ إِنْ كَانَ فَقِيراً وَ الْجُودُ وَ إِنْ كَانَ بَخِيلًا وَ الْمَهَابَةُ وَ إِنْ كَانَ هَيِّناً وَ السَّلَامَةُ وَ إِنْ كَانَ سَقِيماً وَ الْقُرْبُ وَ إِنْ كَانَ قَصِيّاً وَ الْحَيَاءُ وَ إِنْ كَانَ صَلِفاً وَ الرِّفْعَةُ وَ إِنْ كَانَ وَضِيعاً وَ الشَّرَفُ وَ إِنْ كَانَ رَذْلًا وَ الْحِكْمَةُ وَ الْحُظْوَةُ فَهَذَا مَا يَتَشَعَّبُ لِلْعَاقِلِ بِعِلْمِهِ فَطُوبَى لِمَنْ عَقَلَ وَ عَلِمَ وَ أَمَّا الرُّشْدُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ السَّدَادُ وَ الْهُدَى وَ الْبِرُّ وَ التَّقْوَى وَ الْمَنَالَةُ وَ الْقَصْدُ وَ الِاقْتِصَادُ وَ الثَّوَابُ وَ الْكَرَمُ وَ الْمَعْرِفَةُ بِدِينِ اللَّهِ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِالرُّشْدِ فَطُوبَى لِمَنْ أَقَامَ بِهِ عَلَى مِنْهَاجِ الطَّرِيقِ وَ أَمَّا الْعَفَافُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ الرِّضَا وَ الِاسْتِكَانَةُ وَ الْحَظُّ وَ الرَّاحَةُ وَ التَّفَقُّدُ وَ الْخُشُوعُ وَ التَّذَكُّرُ وَ التَّفَكُّرُ وَ الْجُودُ وَ السَّخَاءُ فَهَذَا مَا يَتَشَعَّبُ لِلْعَاقِلِ بِعَفَافِهِ رِضًى بِاللَّهِ وَ بِقَسْمِهِ وَ أَمَّا الصِّيَانَةُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهَا الصَّلَاحُ وَ التَّوَاضُعُ وَ الْوَرَعُ وَ الْإِنَابَةُ وَ الْفَهْمُ وَ الْأَدَبُ وَ الْإِحْسَانُ وَ التَّحَبُّبُ وَ الْخَيْرُ وَ اجْتِنَابُ الشَّرِّ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِالصِّيَانَةِ فَطُوبَى لِمَنْ أَكْرَمَهُ مَوْلَاهُ بِالصِّيَانَةِ وَ أَمَّا الْحَيَاءُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ اللِّينُ وَ الرَّأْفَةُ وَ الْمُرَاقَبَةُ لِلَّهِ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ وَ السَّلَامَةُ وَ اجْتِنَابُ الشَّرِّ وَ الْبَشَاشَةُ وَ السَّمَاحَةُ «2» وَ الظَّفَرُ وَ حُسْنُ الثَّنَاءِ عَلَى الْمَرْءِ فِي النَّاسِ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِالْحَيَاءِ فَطُوبَى لِمَنْ قَبِلَ نَصِيحَةَ اللَّهِ وَ خَافَ فَضِيحَتَهُ وَ أَمَّا الرَّزَانَةُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهَا اللُّطْفُ وَ الْحَزْمُ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ تَرْكُ الْخِيَانَةِ وَ صِدْقُ اللِّسَانِ وَ تَحْصِينُ الْفَرْجِ وَ اسْتِصْلَاحُ الْمَالِ وَ الِاسْتِعْدَادُ لِلْعَدُوِّ وَ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تَرْكُ السَّفَهِ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِالرَّزَانَةِ فَطُوبَى لِمَنْ تَوَقَّرَ وَ لِمَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ خِفَّةٌ وَ لَا جَاهِلِيَّةٌ وَ عَفَا وَ صَفَحَ وَ أَمَّا الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْخَيْرِ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ تَرْكُ الْفَوَاحِشِ وَ الْبُعْدُ مِنَ الطَّيْشِ «3»

__________________________________________________
 (1) بفتح الصاد و سكون الميم: السكوت. أى عمالا يعنيه و لا يهمه و ما يكون فيه الضرر شرعا أو عقلا.
 (2) بفتح السين المهملة: الجود.
 (3) بفتح الطاء و سكون الياء: النزق و الخفة، و ذهاب العقل.

118
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

وَ التَّحَرُّجُ وَ الْيَقِينُ وَ حُبُّ النَّجَاةِ وَ طَاعَةُ الرَّحْمَنِ وَ تَعْظِيمُ الْبُرْهَانِ وَ اجْتِنَابُ الشَّيْطَانِ وَ الْإِجَابَةُ لِلْعَدْلِ وَ قَوْلُ الْحَقِّ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِمُدَاوَمَةِ الْخَيْرِ فَطُوبَى لِمَنْ ذَكَرَ مَا أَمَامَهُ وَ ذَكَرَ قِيَامَهُ وَ اعْتَبَرَ بِالْفَنَاءِ وَ أَمَّا كَرَاهِيَةُ الشَّرِّ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ الْوَقَارُ وَ الصَّبْرُ وَ النَّصْرُ وَ الِاسْتِقَامَةُ عَلَى الْمِنْهَاجِ وَ الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الرَّشَادِ وَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَ التَّوَفُّرُ وَ الْإِخْلَاصُ وَ تَرْكُ مَا لَا يَعْنِيهِ وَ الْمُحَافَظَةُ عَلَى مَا يَنْفَعُهُ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِالْكَرَاهِيَةِ لِلشَّرِّ فَطُوبَى لِمَنْ أَقَامَ الْحَقَّ لِلَّهِ وَ تَمَسَّكَ بِعُرَى سَبِيلِ اللَّهِ وَ أَمَّا طَاعَةُ النَّاصِحِ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهَا الزِّيَادَةُ فِي الْعَقْلِ وَ كَمَالُ اللُّبِّ وَ مَحْمَدَةُ الْعَوَاقِبِ وَ النَّجَاةُ مِنَ اللَّوْمِ وَ الْقَبُولُ وَ الْمَوَدَّةُ وَ الْإِسْرَاجُ وَ الْإِنْصَافُ وَ التَّقَدُّمُ فِي الْأُمُورِ وَ الْقُوَّةُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ فَطُوبَى لِمَنْ سَلِمَ مِنْ مَصَارِعِ الْهَوَى فَهَذِهِ الْخِصَالُ كُلُّهَا يَتَشَعَّبُ مِنَ الْعَقْلِ قَالَ شَمْعُونُ فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَعْلَامِ الْجَاهِلِ «1» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنْ صَحِبْتَهُ عَنَّاكَ وَ إِنِ اعْتَزَلْتَهُ شَتَمَكَ وَ إِنْ أَعْطَاكَ مَنَّ عَلَيْكَ وَ إِنْ أَعْطَيْتَهُ كَفَرَكَ وَ إِنْ أَسْرَرْتَ إِلَيْهِ خَانَكَ وَ إِنْ أَسَرَّ إِلَيْكَ اتَّهَمَكَ وَ إِنِ اسْتَغْنَى بَطِرَ «2» وَ كَانَ فَظّاً غَلِيظاً وَ إِنْ افْتَقَرَ جَحَدَ نِعْمَةَ اللَّهِ وَ لَمْ يَتَحَرَّجْ وَ إِنْ فَرِحَ أَسْرَفَ وَ طَغَى وَ إِنْ حَزِنَ آيَسَ وَ إِنْ ضَحِكَ فَهِقَ وَ إِنْ بَكَى خَارَ يَقَعُ فِي الْأَبْرَارِ وَ لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَ لَا يُرَاقِبُهُ وَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ وَ لَا يَذْكُرُهُ إِنْ أَرْضَيْتَهُ مَدَحَكَ وَ قَالَ فِيكَ مِنَ الْحَسَنَةِ مَا لَيْسَ فِيكَ وَ إِنْ سَخِطَ عَلَيْكَ ذَهَبَتْ مِدْحَتُهُ وَ وَقَّعَ فِيكَ مِنَ السُّوءِ مَا لَيْسَ فِيكَ فَهَذَا مَجْرَى الْجَاهِلِ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ عَلَامَةِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْإِيمَانُ وَ الْعِلْمُ وَ الْعَمَلُ قَالَ فَمَا عَلَامَةُ الْإِيمَانِ وَ مَا عَلَامَةُ الْعِلْمِ وَ مَا عَلَامَةُ الْعَمَلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَمَّا عَلَامَةُ الْإِيمَانِ فَأَرْبَعَةٌ الْإِقْرَارُ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ وَ الْإِيمَانُ بِهِ وَ الْإِيمَانُ بِكُتُبِهِ وَ الْإِيمَانُ‏
__________________________________________________
 (1) الاعلام جمع «علم». بفتح العين و اللام شي‏ء ينصب فيهتدى به، و المعنى: أخبرنى عن امارات الجاهل و علاماته.
 (2) البطر: الطغيان عند النعمة.

119
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

بِرُسُلِهِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْعِلْمِ فَأَرْبَعَةٌ الْعِلْمُ بِاللَّهِ وَ الْعِلْمُ بِمَحَبَّتِهِ وَ الْعِلْمُ بِمَكَارِهِهِ وَ الْحِفْظُ لَهَا حَتَّى تُؤَدَّى وَ أَمَّا الْعَمَلُ فَالصَّلَاةُ وَ الصَّوْمُ وَ الزَّكَاةُ وَ الْإِخْلَاصُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ عَلَامَةِ الصَّادِقِ وَ عَلَامَةِ الْمُؤْمِنِ وَ عَلَامَةِ الصَّابِرِ وَ عَلَامَةِ التَّائِبِ وَ عَلَامَةِ الشَّاكِرِ وَ عَلَامَةِ الْخَاشِعِ وَ عَلَامَةِ الصَّالِحِ وَ عَلَامَةِ النَّاصِحِ وَ عَلَامَةِ الْمُوقِنِ وَ عَلَامَةِ الْمُخْلِصِ وَ عَلَامَةِ الزَّاهِدِ وَ عَلَامَةِ الْبَارِّ وَ عَلَامَةِ التَّقِيِّ وَ عَلَامَةِ الْمُتَكَلِّفِ وَ عَلَامَةِ الظَّالِمِ وَ عَلَامَةِ الْمُرَائِي وَ عَلَامَةِ الْمُنَافِقِ وَ عَلَامَةِ الْحَاسِدِ وَ عَلَامَةِ الْمُسْرِفِ وَ عَلَامَةِ الْغَافِلِ وَ عَلَامَةِ الْكَسْلَانِ وَ عَلَامَةِ الْكَذَّابِ وَ عَلَامَةِ الْفَاسِقِ وَ عَلَامَةِ الْجَائِرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَمَّا عَلَامَةُ الصَّادِقِ فَأَرْبَعَةٌ يَصْدُقُ فِي قَوْلِهِ وَ يُصَدِّقُ وَعْدَ اللَّهِ وَ وَعِيدَهُ وَ يُوفِي بِالْعَهْدِ وَ يَجْتَنِبُ الْغَدْرَ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَرْؤُفُ وَ يَفْهَمُ وَ يَسْتَحْيِي وَ أَمَّا عَلَامَةُ الصَّابِرِ فَأَرْبَعَةٌ الصَّبْرُ عَلَى الْمَكَارِهِ وَ الْعَزْمُ فِي أَعْمَالِ الْبِرِّ وَ التَّوَاضُعُ وَ الْحِلْمُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ التَّائِبِ فَأَرْبَعَةٌ النَّصِيحَةُ لِلَّهِ فِي عَمَلِهِ «1» وَ تَرْكُ الْبَاطِلِ وَ لُزُومُ الْحَقِّ وَ الْحِرْصُ عَلَى الْخَيْرِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الشَّاكِرِ فَأَرْبَعَةٌ الشُّكْرُ فِي النَّعْمَاءِ وَ الصَّبْرُ فِي الْبَلَاءِ وَ الْقُنُوعُ بِقَسْمِ اللَّهِ وَ لَا يَحْمَدُ وَ لَا يُعَظِّمُ إِلَّا اللَّهَ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْخَاشِعِ فَأَرْبَعَةٌ مُرَاقَبَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ وَ رُكُوبُ الْجَمِيلِ وَ التَّفَكُّرُ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ الْمُنَاجَاةُ لِلَّهِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الصَّالِحِ فَأَرْبَعَةٌ يُصَفِّي قَلْبَهُ وَ يُصْلِحُ عَمَلَهُ وَ يُصْلِحُ كَسْبَهُ وَ يُصْلِحُ أُمُورَهُ كُلَّهَا وَ أَمَّا عَلَامَةُ النَّاصِحِ فَأَرْبَعَةٌ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَ يُعْطِي الْحَقَّ مِنْ نَفْسِهِ وَ يَرْضَى لِلنَّاسِ مَا يَرْضَاهُ لِنَفْسِهِ وَ لَا يَعْتَدِي عَلَى أَحَدٍ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُوقِنِ فَسِتَّةٌ أَيْقَنَ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ فَآمَنَ بِهِ وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ فَحَذِرَهُ وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ فَخَافَ الْفَضِيحَةَ «2» وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ فَاشْتَاقَ‏
__________________________________________________
 (1) أي الإخلاص للّه في عمله.
 (2) في دار الآخرة و في يوم تبلى فيه السرائر، فلم يعمل ما يوجب الفضيحة.

120
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

إِلَيْهَا «1» وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ النَّارَ حَقٌّ فَطَهَّرَ «2» سَعْيَهُ لِلنَّجَاةِ مِنْهَا وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْحِسَابَ حَقٌّ فَحَاسَبَ نَفْسَهُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُخْلِصِ فَأَرْبَعَةٌ يَسْلَمُ قَلْبُهُ «3» وَ يَسْلَمُ جَوَارِحُهُ «4» وَ بَذَلَ خَيْرَهُ وَ كَفَّ شَرَّهُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الزَّاهِدِ فَعَشَرَةٌ يَزْهَدُ فِي الْمَحَارِمِ وَ يَكُفُّ نَفْسَهُ وَ يُقِيمُ فَرَائِضَ رَبِّهِ فَإِنْ كَانَ مَمْلُوكاً أَحْسَنَ الطَّاعَةَ وَ إِنْ كَانَ مَالِكاً أَحْسَنَ الْمَمْلَكَةَ وَ لَيْسَ لَهُ مَحْمِيَةٌ وَ لَا حِقْدٌ يُحْسِنُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ وَ يَنْفَعُ مَنْ ضَرَّهُ وَ يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ يَتَوَاضَعُ لِحَقِّ اللَّهِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْبَارِّ فَعَشَرَةٌ يُحِبُّ فِي اللَّهِ وَ يُبْغِضُ فِي اللَّهِ وَ يُصَاحِبُ فِي اللَّهِ وَ يُفَارِقُ فِي اللَّهِ وَ يَغْضَبُ فِي اللَّهِ وَ يَرْضَى فِي اللَّهِ وَ يَعْمَلُ لِلَّهِ وَ يَطْلُبُ إِلَيْهِ وَ يَخْشَعُ لِلَّهِ خَائِفاً مَخُوفاً طَاهِراً مُخْلِصاً مُسْتَحْيِياً مُرَاقِباً وَ يُحْسِنُ فِي اللَّهِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ التَّقِيِّ فَسِتَّةٌ يَخَافُ اللَّهَ وَ يَحْذَرُ بَطْشَهُ وَ يُمْسِي وَ يُصْبِحُ كَأَنَّهُ يَرَاهُ لَا تُهِمُّهُ «5» الدُّنْيَا وَ لَا يَعْظُمُ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْ‏ءٌ لِحُسْنِ خُلُقِهِ «6» وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُتَكَلِّفِ فَأَرْبَعَةٌ الْجِدَالُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ وَ يُنَازِعُ مَنْ فَوْقَهُ وَ يَتَعَاطَى مَا لَا يَنَالُ «7» وَ أَمَّا عَلَامَةُ الظَّالِمِ فَأَرْبَعَةٌ يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ «8» بِالْمَعْصِيَةِ وَ يَمْلِكُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ يُبْغِضُ الْحَقَّ وَ يُظْهِرُ الظُّلْمَ‏
__________________________________________________
 (1) بفعل الخيرات و المبرات و باكتساب ما يوجب دخول الجنان، و البعد من النيران.
 (2) فظهر «تحف».
 (3) من الشرك و الرياء و حبّ الدنيا و أهلها، و زخرفها و زبرجها.
 (4) من المعاصى و ما يكون فيه آفتها.
 (5) أي لا تحزنه و لا تقلقه امر الدنيا.
 (6) الظاهر سقوط أحد الستة.
 (7) و يجعل همه لما يعنيه. «تحف».
 (8) كخالقه و نبيه و امامه و معلمه و والديه و من يجب عليه مراعاة حقوقهم و حفظ حرمتهم.

121
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُرَائِي فَأَرْبَعَةٌ يَحْرِصُ فِي الْعَمَلِ لِلَّهِ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ أَحَدٌ وَ يَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَ يَحْرِصُ فِي كُلِّ أَمْرِهِ عَلَى الْمَحْمَدَةِ وَ يُحْسِنُ سَمْتَهُ بِجُهْدِهِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُنَافِقِ فَأَرْبَعَةٌ فَاجِرٌ دَخْلُهُ يُخَالِفُ لِسَانُهُ قَلْبَهُ وَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ وَ سَرِيرَتُهُ عَلَانِيَتَهُ فَوَيْلٌ لِلْمُنَافِقِ مِنَ النَّارِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْحَاسِدِ فَأَرْبَعَةٌ الْغِيبَةُ وَ التَّمَلُّقُ وَ الشَّمَاتَةُ بِالْمُصِيبَةِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُسْرِفِ فَأَرْبَعَةٌ الْفَخْرُ بِالْبَاطِلِ وَ يَشْتَرِي مَا لَيْسَ لَهُ وَ يَلْبَسُ مَا لَيْسَ لَهُ وَ يَأْكُلُ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْغَافِلِ فَأَرْبَعَةٌ الْعَمَى وَ السَّهْوُ وَ اللَّهْوُ وَ النِّسْيَانُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْكَسْلَانِ فَأَرْبَعَةٌ يَتَوَانَى حَتَّى يُفَرِّطَ وَ يُفَرِّطُ حَتَّى يُضَيِّعَ وَ يُضَيِّعُ حَتَّى يَأْثَمَ وَ يَضْجَرَ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْكَذَّابِ فَأَرْبَعَةٌ إِنْ قَالَ لَمْ يَصْدُقْ وَ إِنْ قِيلَ لَهُ لَمْ يُصَدِّقْ وَ النَّمِيمَةُ وَ الْبَهْتُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْفَاسِقِ فَأَرْبَعَةٌ اللَّهْوُ وَ اللَّغْوُ وَ الْعُدْوَانُ وَ الْبُهْتَانُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْجَائِرِ فَأَرْبَعَةٌ عِصْيَانُ الرَّحْمَنِ وَ أَذَى الْجِيرَانِ وَ بُغْضُ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْبُ إِلَى الطُّغْيَانِ فَقَالَ شَمْعُونُ لَقَدْ شَفَيْتَنِي وَ بَصَّرْتَنِي مِنْ عَمَايَ فَعَلِّمْنِي طَرَائِقَ أَهْتَدِي بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا شَمْعُونُ إِنَّ لَكَ أَعْدَاءً يَطْلُبُونَكَ وَ يُقَاتِلُونَكَ لِيَسْلُبُوا دِينَكَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فَأَمَّا الَّذِينَ مِنَ الْإِنْسِ فَقَوْمٌ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَ لَا رَغْبَةَ لَهُمْ فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ إِنَّمَا هَمُّهُمْ تَعْيِيرُ النَّاسِ بِأَعْمَالِهِمْ لَا يُعَيِّرُونَ أَنْفُسَهُمْ وَ لَا يُحَاذِرُونَ أَعْمَالَهُمْ إِنْ رَأَوْكَ صَالِحاً حَسَدُوكَ وَ قَالُوا مُرَاءٍ وَ إِنْ رَأَوْكَ فَاسِداً قَالُوا لَا خَيْرَ فِيهِ وَ أَمَّا أَعْدَاؤُكَ مِنَ الْجِنِّ فَإِبْلِيسُ وَ جُنُودُهُ فَإِذَا أَتَاكَ فَقَالَ مَاتَ ابْنُكَ فَقُلْ إِنَّمَا خُلِقَ الْأَحْيَاءُ لِيَمُوتُوا وَ تَدْخُلُ بَضْعَةٌ «1» مِنِّي الْجَنَّةَ إِنَّهُ لَيَسْرِي فَإِذَا أَتَاكَ وَ قَالَ قَدْ ذَهَبَ مَالُكَ فَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعْطَى وَ أَخَذَ وَ أَذْهَبَ عَنِّي الزَّكَاةَ فَلَا زَكَاةَ عَلَيَّ وَ إِذَا أَتَاكَ وَ قَالَ لَكَ النَّاسُ يَظْلِمُونَكَ وَ أَنْتَ لَا تَظْلِمُ فَقُلْ إِنَّمَا السَّبِيلُ يَوْمَ‏
__________________________________________________
 (1) البضعة بكسر الباء و فتحها: القطعة من اللحم، و هنا كناية عن الولد.

122
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

الْقِيَامَةِ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَ إِذَا أَتَاكَ وَ قَالَ لَكَ مَا أَكْثَرَ إِحْسَانَكَ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَكَ الْعُجْبَ فَقُلْ إِسَاءَتِي أَكْثَرُ مِنْ إِحْسَانِي وَ إِذَا أَتَاكَ فَقَالَ لَكَ مَا أَكْثَرَ صَلَاتَكَ فَقُلْ غَفْلَتِي أَكْثَرُ مِنْ صَلَاتِي وَ إِذَا قَالَ لَكَ كَمْ تُعْطِي النَّاسَ فَقُلْ مَا آخُذُ أَكْثَرُ مِمَّا أُعْطِي وَ إِذَا قَالَ لَكَ مَا أَكْثَرَ مَنْ يَظْلِمُكَ فَقُلْ مَنْ ظَلَمْتُهُ أَكْثَرُ وَ إِذَا أَتَاكَ فَقَالَ لَكَ كَمْ تَعْمَلُ فَقُلْ طَالَ مَا عَصَيْتُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ السُّفْلَى فَخَرَتْ وَ زَخَرَتْ «1» وَ قَالَتْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ الْأَرْضَ فَسَطَحَهَا عَلَى ظَهْرِهَا فَذَلَّتْ ثُمَّ إِنَّ الْأَرْضَ فَخَرَتْ وَ قَالَتْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ اللَّهُ الْجِبَالَ فَأَثْبَتَهَا عَلَى ظَهْرِهَا أَوْتَاداً مِنْ أَنْ تَمِيدَ «2» بِهَا عَلَيْهَا فَذَلَّتِ الْأَرْضُ وَ اسْتَقَرَّتْ ثُمَّ إِنَّ الْجِبَالَ فَخَرَتْ عَلَى الْأَرْضِ فَشَمَخَتْ «3» وَ اسْتَطَالَتْ وَ قَالَتْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ الْحَدِيدَ فَقَطَعَهَا فَذَلَّتْ ثُمَّ إِنَّ الْحَدِيدِ فَخَرَ عَلَى الْجِبَالِ وَ قَالَ أَيُّ شَيْ‏ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ النَّارَ فَأَذَابَتِ الْحَدِيدَ فَذَلَّ الْحَدِيدُ ثُمَّ إِنَّ النَّارَ زَفَرَتْ «4» وَ شَهَقَتْ «5» وَ فَخَرَتْ وَ قَالَتْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ الْمَاءَ فَأَطْفَأَهَا فَذَلَّتْ ثُمَّ الْمَاءُ فَخَرَ وَ زَخَرَ وَ قَالَ أَيُّ شَيْ‏ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ الرِّيحَ فَحَرَّكَتْ أَمْوَاجَهُ وَ أَثَارَتْ مَا فِي قَعْرِهِ وَ حَبَسَتْهُ عَنْ مَجَارِيهِ فَذَلَّ الْمَاءُ ثُمَّ إِنَّ الرِّيحَ فَخَرَتْ وَ عَصَفَتْ وَ قَالَتْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ الْإِنْسَانَ فَبَنَى وَ احْتَالَ مَا يَسْتَتِرُ بِهِ مِنَ الرِّيحِ وَ غَيْرِهَا فَذَلَّتِ الرِّيحُ ثُمَّ إِنَّ الْإِنْسَانَ طَغَى وَ قَالَ مَنْ أَشَدُّ مِنِّي قُوَّةً فَخَلَقَ الْمَوْتَ فَقَهَرَهُ فَذَلَّ الْإِنْسَانُ ثُمَّ إِنَّ الْمَوْتَ فَخَرَ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا تَفْخَرْ فَإِنِّي ذَابِحُكَ «6» بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ لَا أُحْيِيكَ أَبَداً فَخَافَ ثُمَّ قَالَ وَ الْحِلْمُ يَغْلِبُ الْغَضَبَ وَ الرَّحْمَةُ تَغْلِبُ السُّخْطَ وَ الصَّدَقَةُ تَغْلِبُ الْخَطِيئَةَ.
__________________________________________________
 (1) أي افتخرت.
 (2) أي تتحرك و تضطرب.
 (3) أي علت.
 (4) أي سمع صوت توقدها.
 (5) لعل المراد بشهقتها ارتفاع نيرانها و شعلتها.
 (6) لعل المراد بذبح الموت إعدام أسبابه.

123
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

بيان قوله تعالى بك أبدأ و بك أعيد أي بك خلقت الخلق و أبدأتهم و بك أعيدهم للجزاء إذ لو لا العقل لم يحسن التكليف و لو لا التكليف لم يكن للخلق فائدة و لا للثواب و العقاب و الحشر منفعة و لا فيها حكمة.
قوله ص و من الحلم العلم إذ بترك الحلم ينفر العلماء عنه فلا يمكنه التعلم منهم و أيضا يسلب الله علمه عنه و لا يفيض عليه الحكمة بتركه كما سيأتي و الرشد الاهتداء و الاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه و العفاف منع النفس عن المحرمات و الصيانة منعها عن الشبهات و المكروهات فلذا تتفرع على العفاف و بالصيانة ترتفع الغواشي و الأغطية عن عين القلب فيرى الحق حقا و الباطل باطلا فيستحيي من ارتكاب المعاصي و إذا استحكم فيه الحياء تحصل له الرزانة أي عدم الانزعاج عن المحركات الشهوانية و الغضبية و عدم التزلزل بالفتن إذ الحياء عن ربه يمنعه عن أن يؤثر شيئا على رضاه أو يترك الأمور الدنية خدمة مولاه و الرزانة تصير وسيلة إلى المداومة على الخيرات و المداومة على الخيرات توجب تأييد الله تعالى لأن يكره الشرور فإذا صار محبا للخير كارها للشر يطيع كل ناصح يدله على الخير الذي يحبه أو يزجره عن الشر الذي يكرهه و أما ما يتشعب من الحلم فتشعبها منه يظهر بأدنى تأمل و بسط القول فيها يوجب الإطناب و الضعة بحسب الدنيا و الخساسة ما كان بسبب الأخلاق الذميمة و المهل أي تأخير العقوبة و عدم المبادرة بالانتقام.
و أما ما يتشعب من العلم فالغنى أي غنى النفس و إن كان فقيرا بلا مال و يحتمل أيضا الغنى بالمال و إن كان قبل العلم فقيرا و الجود أي يجود بالحقائق على الخلق و إن كان بخيلا في المال إما لعدمه أو لبخله أو المراد أن العلم يصير سببا لجوده بالمال و العلم و غيرهما و إن كان قبل اتصافه بالعلم بخيلا و تحصل له المهابة و إن كان بحسب ما يصير بحسب الدنيا سببا لها هينا لعدم شرف دنيوي و حسب و نسب و مال لكن بالعلم يلقي الله مهابته في قلوب العباد و إن كان قبل العلم هينا حقيرا و السلامة من العيوب و إن كان في بدنه سقيما أو العلم يصير سببا لشفائه عن الأسقام الجسمانية و الروحانية و القرب من الله و إن كان قصيا أي بعيدا عن كرام‏

124
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

الخلق أو القرب من الله و من الخلق و إن كان بعيدا عنهما قبل العلم و الحياء و إن كان صلفا في القاموس الصلف بالتحريك التكلم بما يكرهه صاحبك و التمدح بما ليس عندك أو مجاوزة قدر الظرف و الادعاء فوق ذلك تكبرا و هو صلف ككتف انتهى أي يحصل من العلم الحياء في ما يحب و يحمد و إن عده الناس صلفا لترك المداهنة أو و إن كان قبله صلفا و الأخير هنا أظهر و الرفعة و الشرف أيضا يحتملان المعنيين على قياس ما مر و الفرق بينهما بأن الرفعة ما كان له نفسه و الشرافة ما يتعدى إلى غيره بأن يتشرف من ينسب إليه بسببه و الأول بحسب الجاه الدنيوي و الثاني بالرفعة المعنوية بسبب الأخلاق الشريفة و الحكمة العلوم الفائضة بعد العمل بما يعلم أو العمل بالعلم كما سيأتي و الحظوة المنزلة و القرب عند الله.
و أما ما يتشعب من الرشد فالسداد و هو الصواب من القول و العمل و الهدى أي إلى ما فوق ما هو فيه أو المراد أن من أجزائه و لوازمه الهدى و كذا البر و التقوى و المنالة لعل المراد بها الدرجة التي بها تنال أقصى المقاصد من القرب و الفوز و السعادة فإنها من النيل و الإصابة و القصد أي الطريق الوسط المستقيم و الاقتصاد رعاية الوسط الممدوح في جميع الأمور و ترك الإفراط و التفريط و يحتمل أن يكون المراد بالثواب إثابة الغير بجزاء ما يصنع إليه لكنه بعيد.
و أما ما يتشعب من العفاف فالرضا بما أعطاه الله من الرزق و عدم التصرف في الأمر الحرام لطلب الزيادة و الاستكانة الخضوع و المذلة و هي من لوازم العفاف لأن من عف عن الحرام و لم يجمع الأموال الكثيرة منه لا يطغى و يذل نفسه و يخضع و الحظ النصيب أي حظوظ الآخرة إذ بترك حظوظ الدنيا تتوفر حظوظ الآخرة و الراحة أي في الدنيا و الآخرة إذ من يجمع المال في الدنيا أيضا ليس له إلا العناء و التعب و كذا من لا يعف عن الفرج الحرام يتحمل في الدنيا المشاق و المنازعات و الحدود الشرعية و غيرها و التفقد إما المراد تفقد أحوال الفقراء و أداء حقوقهم أو تفقد أحوال النفس و عيوبها و الأول أظهر و الخشوع إذ بترك العفاف يسلب الخشوع في العبادات كما هو المجرب و التذكر أي تذكر الموت و أحوال الآخرة و الذنوب و التفكر أي في المبدأ و المعاد و فيما خلق له.

125
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

و أما ما يتشعب من الصيانة فالصلاح صلاح نفسه و خروجه عن المفاسد و المعايب و التواضع عند الخالق و الخلائق و عدم الاستكبار عن قبول الحق و الورع اجتناب المحرمات و الشبهات و الإنابة التوبة و الرجوع إلى الله تعالى و الفهم فهم حسن الأشياء و قبحها و فهم معايب النفس و عظمة خالقها و الأدب حسن المعاملة في خدمة الخالق و معاشرة الخلق و الإحسان إلى الغير و كسب محبة الناس و اختيار الخير و ما هو أحسن عاقبة و اجتناب الشر.
و أما ما يتشعب من الحياء فلين الجانب و عدم الغلظة و الرأفة و الترحم على الخلق و المراقبة و هي ما يكون بين شخصين يرقب و يرصد كل منهما صاحبه أي يعلم في جميع أحواله و يتذكر أن الله مطلع عليه فيستحيي من معصيته أو ترك طاعته و التوجه إلى غيره و ينتظر في كل آن رحمته و يحترز من حلول نقمته و السلامة من البلايا التي ترد على الإنسان في الدنيا و الآخرة بترك الحياء و كذا اجتناب الشر و الظفر و هو الوصول إلى البغية و المطلوب و حسن ثناء الخلق عليه.
و أما ما يتشعب من الرزانة «1» فاللطف و الإحسان إلى الخلق أو الرفق و المداراة معهم أو إتيان الأمور بلطف التدبير و بما يعلم بعد التفكر أنه طريق الوصول إليه بدون مبادرة و استعجال و الحزم ضبط الأمر و الأخذ فيه بالثقة و التفكر في عواقب الأمور و تحصين الفرج أي حفظه و منعه عن الحرام و الشبهة و من لم تكن له رزانة يتبع الشهوات و تحركه في أول الأمر فيقع في الحرام و الشبهة بلا روية و استصلاح المال أيضا إنما يتيسر بالرزانة إذ الاستعجال في الأمور و اتباع كل ما يحدث في بادي النظر يوجب الخسران غالبا و كذا الاستعداد للعدو إنما يكون بالتأني و التثبت و كذا النهي عن المنكر فإنه أيضا إنما يتمشى بالتدبير و الحزم و التحرج تضييق الأمر على النفس أو فعل ما يوجب الإثم قال في النهاية و منها حديث اليتامى تحرجوا أن يأكلوا معهم أي ضيقوا على أنفسهم و تحرج فلان إذا فعل فعلا يحرج به من الحرج الإثم و الضيق انتهى و على الثاني يكون معطوفا على الطيش و اليقين‏
__________________________________________________
 (1) بفتح الراء المهملة: الوقار و السكون و الثبات.

126
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

إذ بكثرة العبادات يتقوى اليقين و قوله طاعة الرحمن يمكن عطفه على النجاة و لو كان معطوفا على الحب لعل المراد كثرتها و زيادتها أو أنها ثمرة مترتبة على المداومة على الخير و هي أنه مطيع للرحمن و كفى به شرفا و فضلا و البرهان الحجة و كل ما يوجب وضوح أمر و براهين الله تعالى أنبياؤه و حججه و كتبه و معجزات الأنبياء و الحجج و آيات الآفاق و الأنفس الدالة على وجوده و عظمته و وحدانيته و سائر صفاته و الطاعة و المداومة عليها تعظيم لتلك البراهين و إذعان بها و المعصية تحقير لها.
و أما ما يتشعب من كراهية الشر فالوقار و عدم التزلزل عن الخير و الصبر على المكاره في الدين و النصر على الأعادي الظاهرة و الباطنة و التوفر أي في الإيمان أو في جميع الطاعات و ترك ما لا يعنيه أي لا يهمه و لا ينفعه.
و أما ما يتشعب من طاعة الناصح فاللب الخالص من كل شي‏ء و لعل المراد هنا العقل الخالص عن مخالطة الشهوات و الأهواء و القبول أي عند الخالق و الخلق و كذا المودة أو القبول عند الله و المودة بين الخلق «1».
و الإسراج لعل المراد إسراج الذهن و إيقاد الفهم و يمكن أن يكون في الأصل الانشراح أي انشراح الصدر و اتساعه للعلوم أو الاستراحة فصحف إلى ما ترى و التقدم في الأمور أي الخيرات قوله ع من مصارع الهوى الصرع الطرح على الأرض و المراد الأمور و المقامات التي يصرع هوى النفس فيها أكثر الخلق و يغلبهم.
و أما أعلام الجاهل عناك بالتشديد أي أتعبك من العناء النصب و التعب و إن أعطيته كفرك بالتخفيف أي لم يشكرك و الفظ الغليظ الجانب السيئ الخلق و قوله ع لم يتحرج أي لا يتضيق عن إثم و قبح و معصية «2» و إن ضحك فهق أي فتح فاه و امتلأ من الضحك قال الجزري فيه إن أبغضكم إلي الثرثارون المتفيهقون هم الذين يتوسعون في الكلام و يفتحون به أفواههم مأخوذ من الفهق و هو الامتلاء و الاتساع يقال أفهقت الإناء فهق يفهق فهقا انتهى و إن بكى خار أي جزع و صاح‏
__________________________________________________
 (1) أو قبول نصيحة الناصح.
 (2) و في نسخة: و فضيحة.

127
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

كالبهائم قال الجزري الخوار صوت البقر و منه حديث مقتل أبي بن خلف فخر يخور كما يخور الثور انتهى و الحاصل أن فرحه و جزعه خارجان عن الاعتدال قوله يقع في الأبرار أي يعيبهم و يذمهم قوله ص و وقع فيك لعله بالتشديد أي أثبت من التوقيع و هو ما يثبت في الكتب و الفرامين أو بالتخفيف بتقدير الباء أي عابك بما ليس فيك قوله ص و يصدق وعد الله و وعيده أي يؤمن بهما و يعمل بمقتضاهما و يوفي بالعهد أي عهوده مع الله و مع الخلق قوله ص فطهر سعيه أي من الرياء و العجب و سائر ما يفسد العمل قوله ص يسلم قلبه أي من الرياء و أنواع الشرك و الأخلاق الذميمة و جوارحه من المعاصي و ما يظهر منه عدم الإخلاص قوله ص ليس له محمية مصدر من الحماية أي الحماية لأهل الباطل و هو قريب من معنى الحمية الغيرة و الأنفة قوله ص و لا يعظم أي حسن خلقه و صبره يسهل عليه شدائد الدنيا قوله ص ينازع من فوقه كباريه تعالى و نبيه و إمامه و معلمه و والديه و كل من يلزمه إطاعته و يتعاطى أي يرتكب و يتوجه إلى تحصيل أمر لا يمكنه الوصول إليه قوله ص و يحسن سمته «1» السمت هيئة أهل الخير أي يزين ظاهره و يتشبه بأهل الصلاح غاية جهده و سعيه قوله ص فاجر دخله أي خفايا أموره و بواطن أحواله فاسدة فاجرة قال الفيروزآبادي دخل الرجل بالفتح و الكسر بيته و مذهبه و جميع أمره و جلده و بطانته انتهى قوله ص و أما علامة الحاسد الظاهر أنه سقط أحد الأربعة من النساخ كما وقع مثله فيما سبق «2» أو كان مكان أربعة ثلاثة كما في وصايا لقمان حيث قال للحاسد ثلاث علامات يغتاب إذا غاب و يتملق إذا شهد و يشمت بالمصيبة قوله ص يتوانى أي يفتر و يقصر و لا يهتم به قوله ص لا خلاق لهم الخلاق بالفتح الحظ و النصيب قوله ص و إنه ليسري لعل المراد أن دخوله الجنة يسري إلي فأدخل أيضا بسببه فيكون فعلا و يحتمل أن يكون مصدرا أي أن ذلك موجب ليسري و تيسر أموري في الآخرة
__________________________________________________
 (1) بفتح السين المهملة و سكون الميم.
 (2) في علامة التقى.

128
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

و يمكن أن يكون يسري فعلا من قولهم سري عنه الهم أي انكشف أي هذا التفكر يصير سببا لأن ينكشف عنك الهم «1».
ثم اعلم أنه كان في المنقول عنه بعد قوله طال ما عصيت فقرات ناقصات بينها بياض كثير أسقطناها و ما في آخر الخبر لعله تمثيل لبيان أن كل شي‏ء غيره تعالى مغلوب مقهور بما فوقه و الله الغالب على كل شي‏ء و سيأتي الكلام فيه في كتاب السماء و العالم و إنما أوجزنا الكلام في شرح هذا الخبر إذ استيفاء الكلام فيه لا يتأتى إلا في كتاب مفرد موضوع لذلك و عهدنا المقدم يمسك عن الإطناب عنان القلم.
12- ف، تحف العقول قَالَ النَّبِيُّ ص صِفَةُ الْعَاقِلِ أَنْ يَحْلُمَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْهِ «2» وَ يَتَجَاوَزَ عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ يَتَوَاضَعَ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ وَ يُسَابِقَ مَنْ فَوْقَهُ فِي طَلَبِ الْبِرِّ وَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ تَدَبَّرَ فَإِنْ كَانَ خَيْراً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ وَ إِنْ كَانَ شَرّاً سَكَتَ فَسَلِمَ- وَ إِذَا عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اسْتَعْصَمَ بِاللَّهِ وَ أَمْسَكَ يَدَهُ وَ لِسَانَهُ وَ إِذَا رَأَى فَضِيلَةً انْتَهَزَ بِهَا لَا يُفَارِقُهُ الْحَيَاءُ وَ لَا يَبْدُو مِنْهُ الْحِرْصُ فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ يُعْرَفُ بِهَا الْعَاقِلُ وَ صِفَةُ الْجَاهِلِ أَنْ يَظْلِمَ مَنْ خَالَطَهُ وَ يَتَعَدَّى عَلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ وَ يَتَطَاوَلَ عَلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ كَلَامُهُ بِغَيْرِ تَدَبُّرٍ إِنْ تَكَلَّمَ أَثِمَ وَ إِنْ سَكَتَ سَهَا وَ إِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ سَارَعَ إِلَيْهَا فَأَرْدَتْهُ- وَ إِنْ رَأَى فَضِيلةً أَعْرَضَ وَ أَبْطَأَ عَنْهَا لَا يَخَافُ ذُنُوبَهُ الْقَدِيمَةَ وَ لَا يَرْتَدِعُ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ مِنَ الذُّنُوبِ يَتَوَانَى عَنِ الْبِرِّ «3» وَ يُبْطِئُ عَنْهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ لِمَا فَاتَهُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ ضَيَّعَهُ فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ مِنْ صِفَةِ الْجَاهِلِ الَّذِي حُرِمَ الْعَقْلَ.
بيان قال الجزري النهزة الفرصة و انتهزتها اغتنمتها أي إذا رأى فضيلة اغتنم الفرصة بهذه الفضيلة و لم يؤخرها قوله ع و إن سكت سها أي ليس سكوته لرعاية مصلحة بل لأنه سها عن الكلام و الردى الهلاك فأردته أي أهلكته و يقال ما أكترث له أي ما أبالي به.
__________________________________________________
 (1) و يمكن أن يكون تصحيف يسرنى.
 (2) جهل عليه اي تسافه.
 (3) و في نسخة: يتوانى عن الخير.

129
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

13- سن، المحاسن الْعُوسِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْجَوْهَرِيِّ «1» عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ رَفَعَهُ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع عَنِ الْعَقْلِ قَالَ التَّجَرُّعُ لِلْغُصَّةِ وَ مُدَاهَنَةُ الْأَعْدَاءِ.
ضه، روضة الواعظين عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع مِثْلَهُ وَ زَادَ فِيهِ وَ مُدَارَاةُ الْأَصْدِقَاءِ «2».
بيان المداهنة إظهار خلاف ما تضمر و هو قريب من معنى المداراة.
14- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ ع الْعَاقِلُ لَا يُحَدِّثُ مَنْ يَخَافُ تَكْذِيبَهُ وَ لَا يَسْأَلُ مَنْ يَخَافُ مَنْعَهُ وَ لَا يُقْدِمُ عَلَى مَا يَخَافُ الْعُذْرَ مِنْهُ وَ لَا يَرْجُو مَنْ لَا يُوثَقُ بِرَجَائِهِ.
15- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يُسْتَدَلُّ بِكِتَابِ الرَّجُلِ عَلَى عَقْلِهِ وَ مَوْضِعِ بَصِيرَتِهِ وَ بِرَسُولِهِ عَلَى فَهْمِهِ وَ فِطْنَتِهِ.
16- مص، مصباح الشريعة قَالَ الصَّادِقُ ع الْعَاقِلُ مَنْ كَانَ ذَلُولًا عِنْدَ إِجَابَةِ الْحَقِّ مُنْصِفاً بِقَوْلِهِ جَمُوحاً عِنْدَ الْبَاطِلِ خَصْماً بِقَوْلِهِ يَتْرُكُ دُنْيَاهُ وَ لَا يَتْرُكُ دِينَهُ- وَ دَلِيلُ الْعَاقِلِ شَيْئَانِ صِدْقُ الْقَوْلِ وَ صَوَابُ الْفِعْلِ وَ الْعَاقِلُ لَا يَتَحَدَّثُ بِمَا يُنْكِرُهُ الْعَقْلُ وَ لَا يَتَعَرَّضُ لِلتُّهَمَةِ وَ لَا يَدَعُ مُدَارَاةَ مَنِ ابْتُلِيَ بِهِ وَ يَكُونُ الْعِلْمُ دَلِيلَهُ فِي أَعْمَالِهِ وَ الْحِلْمُ رَفِيقَهُ فِي أَحْوَالِهِ وَ الْمَعْرِفَةُ تُعِينُهُ فِي مَذَاهِبِهِ وَ الْهَوَى عَدُوُّ الْعَقْلِ وَ مُخَالِفُ الْحَقِّ وَ قَرِينُ الْبَاطِلِ وَ قُوَّةُ الْهَوَى مِنَ الشَّهْوَةِ وَ أَصْلُ عَلَامَاتِ الشَّهْوَةِ أَكْلُ الْحَرَامِ وَ الْغَفْلَةُ عَنِ الْفَرَائِضِ وَ الِاسْتِهَانَةُ بِالسُّنَنِ وَ الْخَوْضُ فِي الْمَلَاهِي.
توضيح قال الفيروزآبادي جمح الفرس كمنع جمحا و جموحا و جماحا و هو جموح اغتر فارسه و غلبه و قال رجل خصم كفرح مجادل قوله من ابتلي به أي بمعاشرته و خلطته و استهان بالشي‏ء أي أهانه و خفضه و الخوض في الملاهي الدخول فيها و اقتحامها من غير روية و التمادي فيها.
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: ابى حفص الجوهريّ.
 (2) أورده الصدوق في اماليه ص 398 بإسناده عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عليّ بن جعفر الجوهريّ: عن إبراهيم بن عبد اللّه الكوفيّ، عن أبي سعيد عقيصا، قال: سئل الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام. و في ص 270 بإسناده عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام و زاد في آخره «و مداراة الاصدقاء».

130
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

17- ضه، روضة الواعظين غو، غوالي اللئالي عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ وَ قَالَ ص أَعْقَلُ النَّاسِ مُحْسِنٌ خَائِفٌ وَ أَجْهَلُهُمْ مُسِي‏ءٌ آمِنٌ.
18- ضه، روضة الواعظين عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ التَّحَبُّبُ إِلَى النَّاسِ.
19- ضه، روضة الواعظين قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلَّا فِي ثَلَاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ حُظْوَةٍ فِي مَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.
20- ضه، روضة الواعظين رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ ص قِيلَ لَهُ مَا الْعَقْلُ قَالَ الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ إِنَّ الْعُمَّالَ بِطَاعَةِ اللَّهِ هُمُ الْعُقَلَاءُ.
21- وَ رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مَرَّ بِمَجْنُونٍ فَقَالَ مَا لَهُ فَقِيلَ إِنَّهُ مَجْنُونٌ فَقَالَ بَلْ هُوَ مُصَابٌ إِنَّمَا الْمَجْنُونُ مَنْ آثَرَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ «1».
22- ضه، روضة الواعظين رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ إِذَا كَانَ عَاقِلًا أَنْ يَكُونَ لَهُ أَرْبَعُ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ وَ سَاعَةٌ يَأْتِي أَهْلَ الْعِلْمِ الَّذِينَ يَنْصُرُونَهُ فِي أَمْرِ دِينِهِ وَ يَنْصَحُونَهُ وَ سَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَ لَذَّتِهَا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فِيمَا يَحِلُّ وَ يُحْمَدُ.
23- ختص، الإختصاص قَالَ الصَّادِقُ ع أَفْضَلُ طَبَائِعِ الْعَقْلِ الْعِبَادَةُ وَ أَوْثَقُ الْحَدِيثِ لَهُ الْعِلْمُ وَ أَجْزَلُ حُظُوظِهِ الْحِكْمَةُ وَ أَفْضَلُ ذَخَائِرِهِ الْحَسَنَاتُ.
24- وَ قَالَ ع كَمَالُ الْعَقْلِ فِي ثَلَاثٍ التَّوَاضُعِ لِلَّهِ وَ حُسْنِ الْيَقِينِ وَ الصَّمْتِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ.
25- وَ قَالَ: الْجَهْلُ فِي ثَلَاثٍ الْكِبْرِ وَ شِدَّةِ الْمِرَاءِ وَ الْجَهْلِ بِاللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.
26- وَ قَالَ ع يَزِيدُ عَقْلُ الرَّجُلِ بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ إِلَى خَمْسِينَ وَ سِتِّينَ ثُمَّ يَنْقُصُ عَقْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ.
27- وَ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَخْتَبِرَ عَقْلَ الرَّجُلِ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فَحَدِّثْهُ فِي خِلَالِ حَدِيثِكَ بِمَا لَا يَكُونُ فَإِنْ أَنْكَرَهُ فَهُوَ عَاقِلٌ وَ إِنْ صَدَّقَهُ فَهُوَ أَحْمَقُ.
__________________________________________________
 (1) أي اختار الدنيا و فضله على الآخرة.

131
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

28- وَ قَالَ ع لَا يُلْسَعُ الْعَاقِلُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ.
29- ف، تحف العقول وَصِيَّةُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ وَ صِفَتُهُ لِلْعَقْلِ قَالَ ع يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَشَّرَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَ الْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ «1».
بيان المراد بالقول إما القرآن أو مطلق المواعظ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أي إذا رددوا بين أمرين منها لا يمكن الجمع بينهما يختارون أحسنهما و على الأول يحتمل أن يكون المراد بالأحسن المحكمات و يمكن أن يحمل القول على مطلق الكلام إذ ما من قول حق إلا و له ضد باطل فإذا سمعها اختار الحق منهما و على تقدير أن يكون المراد بالقول القرآن أو مطلق المواعظ يمكن إرجاع الضمير إلى المصدر المذكور ضمنا أي يتبعونه أحسن اتباع.
7 يَا هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ أَكْمَلَ لِلنَّاسِ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ وَ أَفْضَى إِلَيْهِمْ بِالْبَيَانِ وَ دَلَّهُمْ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ بِالْأَدِلَّةِ فَقَالَ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ «2».
بيان المراد بالحجج البراهين أو الأنبياء و الأوصياء ع و الاحتجاج و قطع العذر أي أكمل حجته على الناس بما آتاهم من العقول و أفضى إليه أي وصل و الباء للتعدية أي بعد ما أكمل عقلهم ألقى إليهم بيان ما يلزمهم علمه و معرفته و في الكافي و نصر النبيين بالبيان و الأدلة ما بين في كتابه من دلائل الربوبية و الوحدانية أو ما أظهر من آثار صنعته و قدرته في الآفاق و في أنفسهم و الأول أنسب بالتفريع و اختلاف الليل و النهار أي تعاقبهما على هذا النظام المشاهد بأن يذهب أحدهما و يجي‏ء الآخر
__________________________________________________
 (1) الزمر: 18.
 (2) البقرة: 164.

132
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

خلفه و به فسر قوله تعالى هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ خِلْفَةً «1» أو تفاوتهما في النور و الظلمة أو في الزيادة و النقصان و دخول أحدهما في الآخر أو في الطول و القصر بحسب العروض أو اختلاف كل ساعة من ساعاتهما بالنظر إلى الأمكنة المختلفة فأية ساعة فرضت فهي صبح لموضع و ظهر لآخر و هكذا و الفلك يجي‏ء مفردا و جمعا و هو السفينة و ما في قوله تعالى بِما يَنْفَعُ النَّاسَ إما مصدرية أي بنفعهم أو موصولة أي بالذي ينفعهم من المحمولات و المجلوبات و ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ من الأولى للابتداء و الثانية للبيان و السماء يحتمل الفلك و السحاب و جهة العلو و إحياء الأرض بالنباتات و الأزهار و الثمرات و بث فيها عطف على أنزل أو على أحيا فإن الدواب ينمون بالخصب و يعيشون بالمطر و البث النشر و التفريق و المراد بتصريف الرياح إما تصريفها في مهابها قبولا و دبورا و جنوبا و شمالا أو في أحوالها حارة و باردة و عاصفة و لينة و عقيمة و لواقح أو جعلها تارة للرحمة و تارة للعذاب و السحاب المسخر أي لا ينزل و لا يتقشع مع أن الطبع يقتضي أحدهما حتى يأتي أمر الله و قيل مسخر للرياح تقلبه في الجو بمشية الله تعالى و في الآية دلالة على لزوم النظر في خواص مصنوعاته تعالى و الاستدلال بها على وجوده و وحدته و علمه و قدرته و حكمته و سائر صفاته و على جواز ركوب البحر و التجارات و المسافرات لجلب الأقوات و الأمتعة.
7 يَا هِشَامُ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ دَلِيلًا عَلَى مَعْرِفَتِهِ بِأَنَّ لَهُمْ مُدَبِّراً فَقَالَ وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ «2» وَ قَالَ حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ «3» وَ قَالَ وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ «4».
بيان في الكافي قد جعل الله ذلك دليلا أي كلا من الآيات المذكورة سابقا أو لاحقا و قوله تعالى وَ سَخَّرَ لَكُمُ أي هيأها لمنافعكم و مُسَخَّراتٌ بالنصب حال عن الجميع أي نفعكم بها حال كونها مسخرات لله خلقها و دبرها كيف شاء و قرأ
__________________________________________________
 (1) الفرقان: 62.
 (2) النحل: 12.
 (3) الزخرف: 1، 2.
 (4) الروم: 24.

133
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

حفص و النجوم مسخرات على الابتداء و الخبر فيكون تعميما للحكم بعد تخصيصه و رفع ابن عامر الشمس و القمر أيضا و قوله تعالى يُرِيكُمُ الفعل مصدر بتقدير أن أو صفة لمحذوف أي آية يريكم بها الْبَرْقَ خَوْفاً من الصاعقة أو تخريب المنازل و الزروع أو من المسافرة وَ طَمَعاً أي في الغيث و النبات و سقي الزروع أو للمقيم و نصبهما على العلة لفعل لازم للفعل المذكور إذ إراءتهم تستلزم رؤيتهم أو للفعل المذكور بتقدير مضاف أي إراءة خوف و طمع أو بتأويل الخوف و الطمع بالإخافة و الإطماع أو على الحال نحو كلمته شفاها.
7 يَا هِشَامُ ثُمَّ وَعَظَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَ رَغَّبَهُمْ فِي الْآخِرَةِ فَقَالَ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ لَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ «1» وَ قَالَ وَ ما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ زِينَتُها وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقى‏ أَ فَلا تَعْقِلُونَ «2».
بيان وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا أي أعمالها إِلَّا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ يلهي الناس و يشغلهم عما يعقب منفعة دائمة و المتاع ما يتمتع به.
7 يَا هِشَامُ ثُمَّ خَوَّفَ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ عَذَابَهُ فَقَالَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَ بِاللَّيْلِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ «3».
بيان قوله ع عذابه إما مفعول لقوله خوف أو يعقلون أو لهما على التنازع و التدمير الإهلاك أي بعد ما نجينا لوطا و أهله أهلكنا قومه و إنكم يا أهل مكة لتمرون على منازلهم في متاجركم إلى الشام فإن سدوم «4» في طريقه مُصْبِحِينَ أي داخلين في الصباح وَ بِاللَّيْلِ أي و مساء أو نهارا و ليلا أ فليس فيكم عقل تعتبرون به.
7 يَا هِشَامُ ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ الْعَقْلَ مَعَ الْعِلْمِ فَقَالَ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ «5» يَا هِشَامُ ثُمَّ ذَمَّ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ فَقَالَ وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَ لا يَهْتَدُونَ «6» وَ قَالَ تَعَالَى‏
__________________________________________________
 (1) الأنعام: 32.
 (2) القصص: 60.
 (3) الصافّات: 136، 137، 138.
 (4) بفتح السين المهملة: قرية قوم لوط.
 (5) العنكبوت: 42.
 (6) البقرة: 170.

134
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ «1» وَ قَالَ وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ «2» ثُمَّ ذَمَّ الْكَثْرَةَ فَقَالَ وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ «3» وَ قَالَ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ وَ أَكْثَرُهُمْ لَا يَشْعُرُونَ.
بيان أَلْفَيْنا أي وجدنا قوله تعالى أَ وَ لَوْ كانَ الواو للحال أو العطف و الهمزة للرد و التعجب و جواب لو محذوف أي لو كان آباؤهم جهلة لا يتفكرون في أمر الدين و لا يهتدون لاتبعوهم إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ أي شر ما يدب على الأرض أو شر البهائم الصُّمُّ عن سماع الحق و قبوله الْبُكْمُ عن التكلم به و قوله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ليس في قرآننا و هذه الآية في سورة لقمان و فيها بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ و لعله كان في قرآنهم كذلك «4» و كذا ليس في هذا القرآن و أكثرهم لا يشعرون فإما أن يكون هذا كلامه ع أو أنه أورد مضمون بعض الآيات و الضمير راجع إلى كفار قريش و هم كانوا قائلين بأن خالق السماوات و الأرض هو الله تعالى لكنهم كانوا يشركون الأصنام معه تعالى في العبادة.
7 يَا هِشَامُ ثُمَّ مَدَحَ الْقِلَّةَ فَقَالَ وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ «5» وَ قَالَ وَ قَلِيلٌ ما هُمْ «6» وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ «7» يَا هِشَامُ ثُمَّ ذَكَرَ أُولِي الْأَلْبَابِ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ وَ حَلَّاهُمْ بِأَحْسَنِ الْحِلْيَةِ فَقَالَ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ «8» يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ «9» يَعْنِي الْعَقْلَ‏
__________________________________________________
 (1) الأنفال: 22.
 (2) لقمان: 25.
 (3) الأنعام: 116.
 (4) هذا الاحتمال منه رحمه اللّه مبنى على القول بوقوع التحريف في القرآن و قد بينا فساده في محله. بل الحق أن ذلك من خطأ النسّاخ أو الراوي في ضبطه، و كيف يمكن أن يستدل عليه السلام بآية لا سبيل للمخاطب على الحصول عليها و لو فرض وقوع التحريف. ط.
 (5) سبأ: 13.
 (6) ص: 24.
 (7) هود: 40.
 (8) البقرة: 269.
 (9) ق: 36.

135
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

وَ قَالَ وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ «1» قَالَ الْفَهْمُ وَ الْعَقْلُ يَا هِشَامُ إِنَّ لُقْمَانَ قَالَ لِابْنِهِ تَوَاضَعْ لِلْحَقِّ تَكُنْ أَعْقَلَ النَّاسِ يَا بُنَيَّ إِنَّ الدُّنْيَا بَحْرٌ عَمِيقٌ قَدْ غَرِقَ فِيهِ عَالَمٌ كَثِيرٌ فَلْتَكُنْ سَفِينَتُكَ فِيهَا تَقْوَى اللَّهِ وَ جِسْرُهَا الْإِيمَانَ وَ شِرَاعُهَا التَّوَكُّلَ وَ قَيِّمُهَا الْعَقْلَ وَ دَلِيلُهَا الْعِلْمَ وَ سُكَّانُهَا الصَّبْرَ.
بيان للحق أي لله بالإيمان به و طاعته أو لكل حق إذا ظهر لك بقبوله عالم بفتح اللام أو كسرها و في الكافي و حشوها الإيمان أي ما يحشى فيها و تملأ منها و الشراع ككتاب الملاءة الواسعة فوق خشبة يصفقها الريح فتمضي بالسفينة و القيم مدبر أمر السفينة و الدليل المعلم و قال في المغرب السكان ذنب السفينة لأنها به تقوم و تسكن.
7 يَا هِشَامُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ دَلِيلٌ وَ دَلِيلُ الْعَاقِلِ التَّفَكُّرُ وَ دَلِيلُ التَّفَكُّرِ الصَّمْتُ وَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مَطِيَّةٌ وَ مَطِيَّةُ الْعَاقِلِ التَّوَاضُعُ وَ كَفَى بِكَ جَهْلًا أَنْ تَرْكَبَ مَا نُهِيتَ عَنْهُ.
بيان في الكافي العقل في الموضعين مكان العاقل و دليل العقل أو العاقل التفكر فإنه يصل إلى مطلوبه بالفكر و على نسخة الكافي يحتمل أن يكون المراد أن التفكر يدل على أن المرء عاقل و كذا ما بعده يحتملهما و مطية العاقل التواضع أي مع التواضع يقوى على ما يدل عليه عقله و يؤيد من الله بأعماله و مع التكبر و عدم طاعة الله يضعف عقله و لا يقدر على أعماله في الأمور كالراجل العاجز عن الوصول إلى المطلوب و على نسخة العقل أظهر كما لا يخفى.
7 يَا هِشَامُ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ جَوْزَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ لُؤْلُؤَةٌ مَا كَانَ يَنْفَعُكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا جَوْزَةٌ وَ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ إِنَّهَا جَوْزَةٌ مَا ضَرَّكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا لُؤْلُؤَةٌ.
بيان حاصله عدم الاغترار بمدح الناس و الافتخار بثنائهم.
7 يَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللَّهُ أَنْبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَى عِبَادِهِ إِلَّا لِيَعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ فَأَحْسَنُهُمُ اسْتِجَابَةً
__________________________________________________
 (1) لقمان: 11.

136
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

أَحْسَنُهُمْ مَعْرِفَةً لِلَّهِ وَ أَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا وَ أَعْقَلُهُمْ أَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
بيان ضمير الجمع في قوله ع ليعقلوا راجع إلى العباد أي ما بعثهم إلا ليعقل العباد عن الله ما لا يعقلون إلا بتفهيم الأنبياء و الرسل ع.
7 يَا هِشَامُ مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ مَلَكٌ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ فَلَا يَتَوَاضَعُ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ وَ لَا يَتَعَاظَمُ إِلَّا وَضَعَهُ اللَّهُ يَا هِشَامُ إِنَّ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَ حُجَّةً بَاطِنَةً فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْأَئِمَّةُ ع وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُولُ يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ الَّذِي لَا يَشْغَلُ الْحَلَالُ شُكْرَهُ وَ لَا يَغْلِبُ الْحَرَامُ صَبْرَهُ يَا هِشَامُ مَنْ سَلَّطَ ثَلَاثاً عَلَى ثَلَاثٍ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ مَنْ أَظْلَمَ نُورُ فِكْرِهِ بِطُولِ أَمَلِهِ وَ مَحَا طَرَائِفَ حِكْمَتِهِ بِفُضُولِ كَلَامِهِ وَ أَطْفَأَ نُورَ عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ وَ مَنْ هَدَمَ عَقْلَهُ أَفْسَدَ عَلَيْهِ دِينَهُ وَ دُنْيَاهُ.
بيان نور مرفوع «1» إذ لم تر أظلم متعديا و إضافته إلى الفكر إما بيانية أو لامية و السبب في ذلك أن بطول الأمل يقبل إلى الدنيا و لذاتها فيشغل عن التفكر و الطريف الأمر الجديد المستغرب الذي فيه نفاسة و محو الطرائف بالفضول إما لأنه إذا اشتغل بالفضول شغل عن الحكمة في زمان التكلم بالفضول أو لأنه لما سمع الناس منه الفضول لم يعبئوا بحكمته أو لأنه إذا اشتغل به محا الله عن قلبه الحكمة.
7 يَا هِشَامُ كَيْفَ يَزْكُو عِنْدَ اللَّهِ عَمَلُكَ وَ أَنْتَ قَدْ شَغَلْتَ عَقْلَكَ عَنْ أَمْرِ رَبِّكَ وَ أَطَعْتَ هَوَاكَ عَلَى غَلَبَةِ عَقْلِكَ.
بيان الزكاة تكون بمعنى النمو و بمعنى الطهارة و هنا يحتملهما و الأمر مقابل النهي أو بمعنى مطلق الشأن أي الأمور المتعلقة به تعالى.
7 يَا هِشَامُ الصَّبْرُ عَلَى الْوَحْدَةِ عَلَامَةُ قُوَّةِ الْعَقْلِ فَمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‏
__________________________________________________
 (1) بل منصوب كما يقال: أظلم اللّه الليل أي جعله مظلما، و نفيه تعدى أظلم في غير محله.

137
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

اعْتَزَلَ أَهْلَ الدُّنْيَا وَ الرَّاغِبِينَ فِيهَا «1» وَ رَغِبَ فِيمَا عِنْدَ رَبِّهِ وَ كَانَ أُنْسَهُ فِي الْوَحْشَةِ وَ صَاحِبَهُ فِي الْوَحْدَةِ وَ غِنَاهُ فِي الْعَيْلَةِ وَ مُعِزَّهُ فِي غَيْرِ عَشِيرَةٍ.
بيان عقل عن الله أي حصل له معرفة ذاته و صفاته و أحكامه و شرائعه أو أعطاه الله العقل أو علم الأمور بعلم ينتهي إلى الله بأن أخذه عن أنبيائه و حججه إما بلا واسطة أو بلغ عقله إلى درجة يفيض الله علومه عليه بغير تعليم بشر و غناه أي مغنية أو كما أن أهل الدنيا غناهم بالمال هو غناه بالله و قربه و مناجاته و العيلة الفقر و في الكافي من غير عشيرة و هي القبيلة و الرهط «2» الأدنون.
7 يَا هِشَامُ نُصِبَ الْخَلْقُ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَ لَا نَجَاةَ إِلَّا بِالطَّاعَةِ وَ الطَّاعَةُ بِالْعِلْمِ وَ الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَ التَّعَلُّمُ بِالْعَقْلِ يُعْتَقَدُ وَ لَا عِلْمَ إِلَّا مِنْ عَالِمٍ رَبَّانِيٍّ وَ مَعْرِفَةُ الْعَالِمِ بِالْعَقْلِ.
بيان في الكافي نصب الحق و نصب إما مصدر أو فعل مجهول أي إنما نصب الله الخلق أو الحق و الدين بإرسال الرسل و إنزال الكتب ليطاع في أوامره و نواهيه و التعلم بالعقل يعتقد أي يشتد و يستحكم أو من الاعتقاد بمعنى التصديق و الإذعان و معرفة العالم و في الكافي و معرفة العلم أي علم العالم و ما هنا أظهر و الغرض أن احتياج العلم إلى العقل من جهتين لفهم ما يلقيه العالم و لمعرفة العالم الذي ينبغي أخذ العلم عنه.
7 يَا هِشَامُ قَلِيلُ الْعَمَلِ مِنَ الْعَاقِلِ مَقْبُولٌ مُضَاعَفٌ وَ كَثِيرُ الْعَمَلِ مِنْ أَهْلِ الْهَوَى وَ الْجَهْلِ مَرْدُودٌ.
بيان في الكافي من العالم.
7 يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ رَضِيَ بِالدُّونِ مِنَ الدُّنْيَا مَعَ الْحِكْمَةِ وَ لَمْ يَرْضَ بِالدُّونِ مِنَ الْحِكْمَةِ مَعَ الدُّنْيَا فَلِذَلِكَ رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ.
__________________________________________________
 (1) العزلة عن أهل الدنيا و الراغبين فيها و المنهمكين في لذاتها و من يصد المرء عن بلوغ رشده و إنهاء سعادته ممدوحة، و أمّا العزلة عن أهل الدين و جماعة المسلمين و عمن يحصل بمصاحبته بصيرة في أمر الدين و رغبة فيما عند اللّه من النعيم، فمذمومة شرعا و عقلا.
 (2) الرهط بفتح الراء: قوم الرجل و قبيلته. عدد يجمع من الثلاثة إلى العشرة، و ليس فهيم امرأة.

138
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

بيان بالدون من الدنيا أي القليل و اليسير منها مع الحكمة الكثيرة و لم يرض بالقليل من الحكمة مع الدنيا الكثيرة.
7 يَا هِشَامُ إِنْ كَانَ يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَأَدْنَى مَا فِي الدُّنْيَا يَكْفِيكَ وَ إِنْ كَانَ لَا يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَلَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الدُّنْيَا يُغْنِيكَ يَا هِشَامُ إِنَّ الْعُقَلَاءَ تَرَكُوا فُضُولَ الدُّنْيَا فَكَيْفَ الذُّنُوبُ وَ تَرْكُ الدُّنْيَا مِنَ الْفَضْلِ وَ تَرْكُ الذُّنُوبِ مِنَ الْفَرْضِ يَا هِشَامُ إِنَّ الْعُقَلَاءَ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا وَ رَغِبُوا فِي الْآخِرَةِ لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ الدُّنْيَا طَالِبَةٌ وَ مَطْلُوبَةٌ فَمَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ مِنْهَا رِزْقَهُ وَ مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَتْهُ الْآخِرَةُ فَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ فَيُفْسِدُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَ آخِرَتَهُ.
بيان‏
فِي الْكَافِي إِنَّ الدُّنْيَا طَالِبَةٌ مَطْلُوبَةٌ وَ الْآخِرَةَ طَالِبَةٌ وَ مَطْلُوبَةٌ وَ الدُّنْيَا طَالِبَةٌ لِلْمَرْءِ لِأَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ مَا عِنْدَهَا مِنَ الرِّزْقِ الْمُقَدَّرِ وَ مَطْلُوبَةٌ يَطْلُبُهَا الْحَرِيصُ طَلَباً لِلزِّيَادَةِ وَ الْآخِرَةَ طَالِبَةٌ تَطْلُبُهُ لِتُوصَلَ إِلَيْهِ أَجَلُهُ الْمُقَدَّرُ وَ مَطْلُوبَةٌ يَطْلُبُهَا الطَّالِبُ لِلسَّعَادَاتِ الْأُخْرَوِيَّةِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ.
7 يَا هِشَامُ مَنْ أَرَادَ الْغِنَى بِلَا مَالٍ وَ رَاحَةَ الْقَلْبِ مِنَ الْحَسَدِ وَ السَّلَامَةَ فِي الدِّينِ فَلْيَتَضَرَّعْ إِلَى اللَّهِ فِي مَسْأَلَتِهِ بِأَنْ يُكْمِلَ عَقْلَهُ فَمَنْ عَقَلَ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ وَ مَنْ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ اسْتَغْنَى وَ مَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِمَا يَكْفِيهِ لَمْ يُدْرِكِ الْغِنَى أَبَداً يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ حَكَى عَنْ قَوْمٍ صَالِحِينَ أَنَّهُمْ قَالُوا رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ «1» حِينَ عَلِمُوا أَنَّ الْقُلُوبَ تَزِيغُ وَ تَعُودُ إِلَى عَمَاهَا وَ رَدَاهَا إِنَّهُ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ مَنْ لَمْ يَعْقِلْ عَنِ اللَّهِ وَ مَنْ لَمْ يَعْقِلْ عَنِ اللَّهِ لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَى مَعْرِفَةٍ ثَابِتَةٍ يُبْصِرُهَا وَ لَمْ يَجِدْ حَقِيقَتَهَا فِي قَلْبِهِ وَ لَا يَكُونُ أَحَدٌ كَذَلِكَ إِلَّا مَنْ كَانَ قَوْلُهُ لِفِعْلِهِ مُصَدِّقاً وَ سِرُّهُ لِعَلَانِيَتِهِ مُوَافِقاً لِأَنَّ اللَّهَ لَا يَدُلُّ عَلَى الْبَاطِنِ الْخَفِيِّ مِنَ الْعَقْلِ إِلَّا بِظَاهِرٍ مِنْهُ وَ نَاطِقٍ عَنْهُ.
بيان الزيغ الميل و العدول عن الحق و رداها أي هلاكها و ضلالها
__________________________________________________
 (1) آل عمران: 8.

139
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

قوله ع من كان قوله لفعله مصدقا على صيغة اسم الفاعل أي ينبغي أن يأتي أولا بما يأمره ثم يأمر غيره ليكون قوله مصدقا لما يفعله و يمكن أن يقرأ على صيغة المفعول قوله ع لأن الله إلخ أي العقل أمر مخفي في الإنسان لا يعرف وجوده في شخص إلا بما يظهر على الجوارح من آثاره و الأفعال الحسنة الناشئة عنه و يمكن أن يكون المراد بالعقل المعرفة.
يَا هِشَامُ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ عُبِدَ اللَّهُ بِهِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ وَ مَا تَمَّ عَقْلُ امْرِئٍ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ شَتَّى الْكُفْرُ وَ الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونَانِ وَ الرُّشْدُ وَ الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولَانِ وَ فَضْلُ مَالِهِ مَبْذُولٌ وَ فَضْلُ قَوْلِهِ مَكْفُوفٌ وَ نَصِيبُهُ مِنَ الدُّنْيَا الْقُوتُ وَ لَا يَشْبَعُ مِنَ الْعِلْمِ دَهْرَهُ الذُّلُّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مَعَ اللَّهِ مِنَ الْعِزِّ مَعَ غَيْرِهِ «1» وَ التَّوَاضُعُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرَفِ يَسْتَكْثِرُ قَلِيلَ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِهِ وَ يَسْتَقِلُّ كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ مِنْ نَفْسِهِ وَ يَرَى النَّاسَ كُلَّهُمْ خَيْراً مِنْهُ وَ أَنَّهُ شَرُّهُمْ فِي نَفْسِهِ وَ هُوَ تَمَامُ الْأَمْرِ.
بيان دهره أي في تمام دهره و عمره الذل أحب إليه المراد الذل و العز الدنيويان أو ذل النفس و عزها و ترفعها و هو تمام الأمر أي كل أمر من أمور الدين يتم به أو كأنه جميع أمور الدين مبالغة «2» و المراد بالكفر جميع أنواعه على ما سيأتي تفسيره في موضعه إن شاء الله تعالى.
7 يَا هِشَامُ مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ وَ مَنْ حَسُنَتْ نِيَّتُهُ زِيدَ فِي رِزْقِهِ وَ مَنْ حَسُنَ بِرُّهُ بِإِخْوَانِهِ وَ أَهْلِهِ مُدَّ فِي عُمُرِهِ.
بيان نيته أي عزمه على المبرات و الخيرات أو المراد الإخلاص في أعماله الحسنة.
7 يَا هِشَامُ لَا تَمْنَحُوا الْجُهَّالَ الْحِكْمَةَ فَتَظْلِمُوهَا وَ لَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ‏
__________________________________________________
 (1) لعل المراد أن العاقل إذا يرى أن المماشاة مع الناس و ذهابه مذهبهم توجب رفعة قدره و عظم شأنه بينهم و بعده عن الحق و أن الاخذ بالديانة و سلوكه سبيل الحق يوجب المذلة بينهم يختار المذلة عند الناس مع كونه عند اللّه عزيزا على عزته بينهم و بعده عنه تعالى، أو أن ذل نفسه بأخذه زمامها و بردعها عن مشتهياتها أحبّ إليه من عزّ نفسه بارساله عنانها و بانجاح حوائجها و آمالها.
 (2) و الظاهر أن المراد به تمام ذلة النفس و فقرها و هو آخر درجات الإيمان و تمام عقل المرء و به يتم أمره كما جاء منصوصا عليه في بعض الأحاديث.

140
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

يَا هِشَامُ كَمَا تَرَكُوا لَكُمُ الْحِكْمَةَ فَاتْرُكُوا لَهُمُ الدُّنْيَا.
بيان المنحة العطاء.
7 يَا هِشَامُ لَا دِينَ لِمَنْ لَا مُرُوءَةَ لَهُ وَ لَا مُرُوءَةَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ وَ إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ قَدْراً الَّذِي لَا يَرَى الدُّنْيَا لِنَفْسِهِ خَطَراً أَمَا إِنَّ أَبْدَانَكُمْ لَيْسَ لَهَا ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةُ فَلَا تَبِيعُوهَا بِغَيْرِهَا.
بيان المروءة الإنسانية و كمال الرجولية و هي الصفة الجامعة لمكارم الأخلاق و محاسن الآداب و الخطر الحظ و النصيب و القدر و المنزلة و السبق الذي يتراهن عليه و الكل محتمل.
يَا هِشَامُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَ يَقُولُ لَا يَجْلِسُ فِي صَدْرِ الْمَجْلِسِ إِلَّا رَجُلٌ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ يُجِيبُ إِذَا سُئِلَ وَ يَنْطِقُ إِذَا عَجَزَ الْقَوْمُ عَنِ الْكَلَامِ وَ يُشِيرُ بِالرَّأْيِ الَّذِي فِيهِ صَلَاحُ أَهْلِهِ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْ‏ءٌ مِنْهُنَّ فَجَلَسَ فَهُوَ أَحْمَقُ وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع إِذَا طَلَبْتُمُ الْحَوَائِجَ فَاطْلُبُوهَا مِنْ أَهْلِهَا قِيلَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنْ أَهْلُهَا قَالَ الَّذِينَ قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَ ذَكَرَهُمْ فَقَالَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ قَالَ هُمْ أُولُو الْعُقُولِ وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع مُجَالَسَةُ الصَّالِحِينَ دَاعِيَةٌ إِلَى الصَّلَاحِ وَ أَدَبُ الْعُلَمَاءِ زِيَادَةٌ فِي الْعَقْلِ وَ طَاعَةُ وُلَاةِ الْعَقْلِ تَمَامُ الْعِزِّ وَ اسْتِتْمَامُ الْمَالِ تَمَامُ الْمُرُوءَةِ وَ إِرْشَادُ الْمُسْتَشِيرِ قَضَاءٌ لِحَقِّ النِّعْمَةِ وَ كَفُّ الْأَذَى مِنْ كَمَالِ الْعَقْلِ وَ فِيهِ رَاحَةُ الْبَدَنِ عَاجِلًا وَ آجِلًا.
بيان أدب العلماء زيادة في العقل أي مجالستهم و تعلم آدابهم و النظر إلى أفعالهم و أخلاقهم موجبة لزيادة العقل و استتمام المال و في الكافي استثمار المال أي استنماؤه بالتجارة و المكاسب دليل تمام الإنسانية و موجب له أيضا قوله قضاء لحق النعمة أي شكر لحق أخيه عليه حيث جعله موضع مشورته أو شكر لنعمة العقل و هي من أعظم النعم و لعل الأخير أظهر.
7 يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ لَا يُحَدِّثُ مَنْ يَخَافُ تَكْذِيبَهُ وَ لَا يَسْأَلُ مَنْ يَخَافُ مَنْعَهُ وَ لَا يَعِدُ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَ لَا يَرْجُو مَا يُعَنَّفُ بِرَجَائِهِ وَ لَا يَتَقَدَّمُ عَلَى مَا يَخَافُ الْعَجْزَ عَنْهُ وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يُوصِي أَصْحَابَهُ يَقُولُ أُوصِيكُمْ بِالْخَشْيَةِ مِنَ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ وَ الْعَدْلِ فِي الرِّضَا وَ الْغَضَبِ وَ الِاكْتِسَابِ فِي الْفَقْرِ وَ الْغِنَى وَ أَنْ تَصِلُوا مَن‏

141
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

قَطَعَكُمْ وَ تَعْفُوا عَمَّنْ ظَلَمَكُمْ وَ تَعْطِفُوا عَلَى مَنْ حَرَمَكُمْ وَ لْيَكُنْ نَظَرُكُمْ عَبَراً وَ صَمْتُكُمْ فِكْراً وَ قَوْلُكُمْ ذِكْراً وَ إِيَّاكُمْ وَ الْبُخْلَ وَ عَلَيْكُمْ بِالسَّخَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ سَخِيٌّ.
بيان التعنيف اللوم و التعيير بعنف و ترك الرفق و الغلظة و كلاهما محتمل و السر و العلانية بالنظر إلى الخلق و الرضا و الغضب أي سواء كان راضيا عمن يعدل فيه أو ساخطا عليه و الحاصل أن لا يصير رضاه عن أحد أو سخطه عليه سببا للخروج عن الحق و الاكتساب يحتمل اكتساب الدنيا و الآخرة.
7 يَا هِشَامُ رَحِمَ اللَّهُ مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَحَفِظَ الرَّأْسَ وَ مَا حَوَى وَ الْبَطْنَ وَ مَا وَعَى وَ ذَكَرَ الْمَوْتَ وَ الْبِلَى وَ عَلِمَ أَنَّ الْجَنَّةَ مَحْفُوفَةٌ بِالْمَكَارِهِ وَ النَّارَ مَحْفُوفَةٌ بِالشَّهَوَاتِ.
بيان و ما حوى أي ما حواه الرأس من العين و الأذن و اللسان و سائر المشاعر بأن يحفظها عما يحرم عليه و البطن و ما وعى أي ما جمعه من الطعام و الشراب بأن لا يكونا من حرام و البلى بالكسر الاندراس و الاضمحلال في القبر قال في النهاية فيه الاستحياء من الله حق الحياء أن لا تنسوا المقابر و البلى و الجوف و ما وعى أي ما جمع من الطعام و الشراب حتى يكونا من حلهما انتهى و قال بعضهم الجوف البطن و الفرج و هما الأجوفان و بعضهم روى الخبر هكذا فليحفظ الرأس و ما وعى و البطن و ما حوى فقال أي ما وعاه الرأس من العين و الأذن و اللسان أي يحفظه عن أن يستعمل فيما لا يرضى الله و عن أن يسجد لغير الله و يحفظ البطن و ما حوى أي جمعه فيتصل به من الفرج و الرجلين و اليدين و القلب عن استعمالها في المعاصي انتهى أقول فيحتمل على ما في هذا الخبر أن يكون المراد حفظ البطن عن الحرام و حفظ ما وعاه البطن من القلب عن الاعتقادات الفاسدة و الأخلاق الذميمة و يحتمل أن يكون المراد بما وعاه ما جمعه و أحيط به من الفرجين و سائر الأعضاء كاليدين و الرجلين أو يكون المراد بالبطن ما عدا الرأس مجازا بقرينة المقابلة قوله ع و الجنة محفوفة بالمكاره أي لا تحصل إلا بمقاساة المكاره في الدنيا.

142
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

7 يَا هِشَامُ مَنْ كَفَّ نَفْسَهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ أَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
بيان العثرة الزلة و المراد المعاصي و الإقالة في الأصل فسخ البيع بطلب المشتري و الاستقالة طلب ذلك و المراد هنا تجاوز الله و ترك العقاب الذي اكتسبه العبد بسوء فعله فكأنه اشترى العقوبة و ندم فاستقال.
7 يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ لَا يَكْذِبُ وَ إِنْ كَانَ فِيهِ هَوَاهُ يَا هِشَامُ وُجِدَ فِي ذُؤَابَةِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ مَنْ ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ وَ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ وَ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ص وَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَى مُحْدِثاً لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا.
بيان لعل المراد بذؤابة السيف بالهمز ما يعلق عليه لحفظ الضروريات كالملح و غيره قال الجوهري و الفيروزآبادي الذؤابة الجلدة المعلقة على آخرة الرحل و أعتى من العتو و هو البغي و التجاوز عن الحق و التكبر غير قاتله أي مريد قتله أو قاتل مورثه و من تولى غير مواليه أي المعتق الذي انتسب إلى غير معتقه أو ذو النسب الذي تبرأ عن نسبه أو الموالي في الدين من الأئمة المؤمنين بأن يجعل غيرهم وليا له و يتخذه إماما و على الأخير تدل الأخبار المعتبرة و الحدث البدعة أو القتل كما ورد في الخبر أو كل أمر منكر قال في النهاية و في حديث المدينة من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا الحدث الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد و لا معروف في السنة و المحدث يروى بكسر الدال و فتحها على الفاعل و المفعول فمعنى الكسر من نصر جانيا و آواه و أجاره من خصمه و حال بينه و بين أن يقتص منه و الفتح هو الأمر المبتدع نفسه و يكون معنى الإيواء فيه الرضا به و الصبر عليه فإنه إذا رضي بالبدعة و أقر فاعلها و لم ينكرها عليه فقد آواه.
و قال الفيروزآبادي الصرف في الحديث التوبة و العدل الفدية أو النافلة و العدل الفريضة أو بالعكس أو هو الوزن و العدل الكيل أو هو الاكتساب و العدل الفدية أو الحيلة.

143
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

أقول فسر في بعض أخبارنا الصرف بالتوبة و العدل بالفداء كما سيأتي.
7 يَا هِشَامُ أَفْضَلُ مَا تَقَرَّبَ بِهِ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ بِهِ الصَّلَاةُ وَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَ تَرْكُ الْحَسَدِ وَ الْعُجْبِ وَ الْفَخْرِ.
بيان يمكن إدخال جميع العقائد الضرورية في المعرفة لا سيما مع عدم الظرف كما ورد في الأخبار الكثيرة بدونه.
7 يَا هِشَامُ أَصْلَحُ أَيَّامِكَ الَّذِي هُوَ أَمَامَكَ فَانْظُرْ أَيُّ يَوْمٍ هُوَ وَ أَعِدَّ لَهُ الْجَوَابَ فَإِنَّكَ مَوْقُوفٌ وَ مَسْئُولٌ وَ خُذْ مَوْعِظَتَكَ مِنَ الدَّهْرِ وَ أَهْلِهِ فَإِنَّ الدَّهْرَ طَوِيلَةٌ قَصِيرَةٌ فَاعْمَلْ كَأَنَّكَ تَرَى ثَوَابَ عَمَلِكَ لِتَكُونَ أَطْمَعَ فِي ذَلِكَ وَ اعْقِلْ عَنِ اللَّهِ وَ انْظُرْ فِي تَصَرُّفِ الدَّهْرِ وَ أَحْوَالِهِ فَإِنَّ مَا هُوَ آتٍ مِنَ الدُّنْيَا كَمَا وَلَّى مِنْهَا فَاعْتَبِرْ بِهَا وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع إِنَّ جَمِيعَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا بَحْرِهَا وَ بَرِّهَا وَ سَهْلِهَا وَ جَبَلِهَا عِنْدَ وَلِيٍّ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِحَقِّ اللَّهِ كَفَيْ‏ءِ الظِّلَالِ ثُمَّ قَالَ أَ وَ لَا حُرٌّ يَدَعُ هَذِهِ اللُّمَاظَةَ لِأَهْلِهَا يَعْنِي الدُّنْيَا فَلَيْسَ لِأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةُ فَلَا تَبِيعُوهَا بِغَيْرِهَا فَإِنَّهُ مَنْ رَضِيَ مِنَ اللَّهِ بِالدُّنْيَا فَقَدْ رَضِيَ بِالْخَسِيسِ.
بيان طول الدهر في نفسها لا ينافي قصرها بالنسبة إلى كل شخص أي خذ موعظتك من الدهور الماضية و الأزمان الخالية و يحتمل أن يكون عمر كل شخص باعتبارين.
و قال الفيروزآبادي الظل بالكسر نقيض الضح أو هو الفي‏ء أو هو بالغداة و الفي‏ء بالعشي الجمع ظلال و ظلول «1» و أظلال و الظل من كل شي‏ء شخصه أو كنه «2» و من السحاب ما وارى الشمس منه و الظلة ما أظلك من شجر و الظلة بالضم ما يستظل به و الجمع ظلل و ظلال و قال الفي‏ء ما كان شمسا فينسخه الظل و قال الطيبي الظل ما تنسخه الشمس و الفي‏ء ما ينسخ الشمس أقول فيحتمل أن يكون المراد في الأشياء ذوات الأظلال كالشجر و الجدار و نحوهما أو المراد التشبيه بالفي‏ء الذي هو نوع من الظلال فإن الفي‏ء لحدوثه أشبه بالدنيا من سائر الظلال أو لما فيه‏
__________________________________________________
 (1) ظلال بكسر الظاء. ظلول بضم الظاء.
 (2) بكسر الكاف و تشديد النون: ستر الشي‏ء و وقاؤه.

144
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

من الإشعار بالتفيؤ و التحول و الانتقال أي الظلال المتفيئة المتحولة و قال الجوهري اللماظة بالضم ما يبقى في الفم من الطعام و منه قول الشاعر يصف الدنيا لماظة أيام كأحلام نائم. أقول لا يخفى حسن هذا التشبيه إذ كل ما يتيسر لك من الدنيا فهو لماظة من قد أكلها قبلك و انتفع بها غيرك أكثر من انتفاعك و ترك فاسدها لك.
7 يَا هِشَامُ إِنَّ كُلَّ النَّاسِ يُبْصِرُ النُّجُومَ وَ لَكِنْ لَا يَهْتَدِي بِهَا إِلَّا مَنْ يَعْرِفُ مَجَارِيَهَا وَ مَنَازِلَهَا وَ كَذَلِكَ أَنْتُمْ تَدْرُسُونَ الْحِكْمَةَ وَ لَكِنْ لَا يَهْتَدِي بِهَا مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِهَا.
بيان لما كان من معظم الانتفاع بالنجوم معرفة الأوقات و جهة الطريق في الأسفار و أمثالها و لا تتم معرفة تلك الأمور إلا بكثرة تعاهد النجوم لتعرف مجاريها و منازلها و مطالعها و مغاربها و مقدار سيرها كذلك الحكمة لا ينتفع بها إلا بكثرة تعاهدها و استعمالها لتعرف فوائدها و آثارها و درس كنصر و ضرب قرأ.
7 يَا هِشَامُ إِنَّ الْمَسِيحَ ع قَالَ لِلْحَوَارِيِّينَ يَا عَبِيدَ السَّوْءِ يَهُولُكُمْ طُولُ النَّخْلَةِ وَ تَذْكُرُونَ شَوْكَهَا «1» وَ مَئُونَةَ مَرَاقِيهَا وَ تَنْسَوْنَ طِيبَ ثَمَرِهَا وَ مرافقتها- [مَرَافِقَهَا] كَذَلِكَ تَذْكُرُونَ مَئُونَةَ عَمَلِ الْآخِرَةِ فَيَطُولُ عَلَيْكُمْ أَمَدُهُ وَ تَنْسَوْنَ مَا تُفْضُونَ إِلَيْهِ مِنْ نَعِيمِهَا وَ نَوْرِهَا وَ ثَمَرِهَا يَا عَبِيدَ السَّوْءِ نَقُّوا الْقَمْحَ وَ طَيِّبُوهُ وَ أَدِقُّوا طَحْنَهُ تَجِدُوا طَعْمَهُ وَ يَهْنَأْكُمْ أَكْلُهُ كَذَلِكَ فَأَخْلِصُوا الْإِيمَانَ وَ أَكْمِلُوهُ تَجِدُوا حَلَاوَتَهُ وَ يَنْفَعْكُمْ غِبُّهُ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ لَوْ وَجَدْتُمْ سِرَاجاً يَتَوَقَّدُ بِالْقَطِرَانِ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ لَاسْتَضَأْتُمْ بِهِ وَ لَمْ يَمْنَعْكُمْ مِنْهُ رِيحُ نَتْنِهِ كَذَلِكَ يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا الْحِكْمَةَ مِمَّنْ وَجَدْتُمُوهَا مَعَهُ وَ لَا يَمْنَعْكُمْ مِنْهُ سُوءُ رَغْبَتِهِ فِيهَا يَا عَبِيدَ الدُّنْيَا بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ لَا تُدْرِكُونَ شَرَفَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تُحِبُّونَ فَلَا تُنْظِرُوا بِالتَّوْبَةِ غَداً فَإِنَّ دُونَ غَدٍ يَوْماً وَ لَيْلَةً وَ قَضَاءَ اللَّهِ فِيهِمَا يَغْدُو وَ يَرُوحُ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْهِ دَيْنٌ مِنَ النَّاسِ أَرْوَحُ وَ أَقَلُّ هَمّاً مِمَّنْ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَ إِنْ أَحْسَنَ الْقَضَاءَ وَ كَذَلِكَ مَنْ لَمْ يَعْمَلِ الْخَطِيئَةَ أَرْوَحُ وَ أَقَلُّ هَمّاً مِمَّنْ عَمِلَ الْخَطِيئَةَ وَ إِنْ أَخْلَصَ التَّوْبَةَ وَ أَنَابَ وَ إِنَّ صِغَارَ الذُّنُوبِ وَ مُحَقَّرَاتِهَا مِنْ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ يُحَقِّرُهَا لَكُمْ وَ يُصَغِّرُهَا
__________________________________________________
 (1) بفتح الشين و سكون الواو: ما يخرج من النبات شبيها بالابر.

145
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

فِي أَعْيُنِكُمْ فَتَجْتَمِعُ وَ تَكْثُرُ فَتُحِيطُ بِكُمْ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ النَّاسَ فِي الْحِكْمَةِ رَجُلَانِ فَرَجُلٌ أَتْقَنَهَا بِقَوْلِهِ وَ صَدَّقَهَا بِفِعْلِهِ وَ رَجُلٌ أَتْقَنَهَا بِقَوْلِهِ وَ ضَيَّعَهَا بِسُوءِ فِعْلِهِ فَشَتَّانَ بَيْنَهُمَا فَطُوبَى «1» لِلْعُلَمَاءِ بِالْفِعْلِ وَ وَيْلٌ «2» لِلْعُلَمَاءِ بِالْقَوْلِ يَا عَبِيدَ السَّوْءِ اتَّخِذُوا مَسَاجِدَ رَبِّكُمْ سُجُوناً لِأَجْسَادِكُمْ وَ جِبَاهِكُمْ وَ اجْعَلُوا قُلُوبَكُمْ بُيُوتاً لِلتَّقْوَى وَ لَا تَجْعَلُوا قُلُوبَكُمْ مَأْوًى لِلشَّهَوَاتِ إِنَّ أَجْزَعَكُمْ عِنْدَ الْبَلَاءِ لَأَشَدُّكُمْ حُبّاً لِلدُّنْيَا وَ إِنَّ أَصْبَرَكُمْ عَلَى الْبَلَاءِ لَأَزْهَدُكُمْ فِي الدُّنْيَا يَا عَبِيدَ السَّوْءِ لَا تَكُونُوا شَبِيهاً بِالْحِدَاءِ الْخَاطِفَةِ وَ لَا بِالثَّعَالِبِ الْخَادِعَةِ وَ لَا بِالذِّئَابِ الْغَادِرَةِ وَ لَا بِالْأُسُدِ الْعَاتِيَةِ كَمَا تَفْعَلُ بالفراس [بِالْفَرَائِسِ‏] كَذَلِكَ تَفْعَلُونَ بِالنَّاسِ فَرِيقاً تَخْطَفُونَ وَ فَرِيقاً تَخْدَعُونَ وَ فَرِيقاً تَقْدِرُونَ بِهِمْ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ لَا يُغْنِي عَنِ الْجَسَدِ أَنْ يَكُونَ ظَاهِرُهُ صَحِيحاً وَ بَاطِنُهُ فَاسِداً كَذَلِكَ لَا تُغْنِي أَجْسَادُكُمْ الَّتِي قَدْ أَعْجَبَتْكُمْ وَ قَدْ فَسَدَتْ قُلُوبُكُمْ وَ مَا يُغْنِي عَنْكُمْ أَنْ تُنَقُّوا جُلُودَكُمْ وَ قُلُوبُكُمْ دَنِسَةٌ لَا تَكُونُوا كَالْمُنْخُلِ يُخْرِجُ مِنْهُ الدَّقِيقَ الطَّيِّبَ وَ يُمْسِكُ النُّخَالَةَ كَذَلِكَ أَنْتُمْ تُخْرِجُونَ الْحِكْمَةَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ وَ يَبْقَى الْغِلُّ «3» فِي صُدُورِكُمْ يَا عَبِيدَ الدُّنْيَا إِنَّمَا مَثَلُكُمْ مَثَلُ السِّرَاجِ يُضِي‏ءُ لِلنَّاسِ وَ يُحْرِقُ نَفْسَهُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ زَاحِمُوا الْعُلَمَاءَ فِي مَجَالِسِهِمْ وَ لَوْ جُثُوّاً عَلَى الرُّكَبِ فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقُلُوبَ الْمَيْتَةَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ كَمَا يُحْيِي الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ بِوَابِلِ الْمَطَرِ.
بيان عبيد السوء بالفتح و قد يضم السين و منهم من منع الضم و هو من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة كقولهم حاتم الجود و مئونة مراقيها أي شدة الارتقاء عليها و مرافقتها من الرفق بمعنى اللطف و النفع و لعله كان مرافقها على صيغة الجمع و الضمير راجع إلى الثمر أو النخلة قوله ما تفضون إليه من قولهم أفضى إليه أي وصل و نورها بضم النون و فتحها و القمح بالفتح البر و يهنئكم مهموزا بفتح‏
__________________________________________________
 (1) الطوبى: الغبطة و السعادة، الخير و الخيرة، هى فعلى من الطيب قلبوا الياء واوا للضمة قبلها، يقال: طوبى لك و طوباك بالإضافة.
 (2) الويل: حلول الشر، الهلاك. و يدعى به لمن وقع في هلكة يستحقها.
 (3) الغل بكسر الغين: الحقد و الغش.

146
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

النون و كسرها أي لا يعقب أكله مضرة و غب كل شي‏ء بالكسر عاقبته و القطران بفتح القاف و كسرها و سكون الطاء و بفتح القاف و كسر الطاء دهن منتن يستجلب من شجر الأبهل فيهنأ «1» به الإبل الجربى «2» و يسرع فيه إشعال النار و سوء رغبته فيها أي ترك عمله بتلك الحكمة و الإنظار التأخير و لعل تعديته بالباء بتضمين أو بتقدير و يحتمل الزيادة و قوله يغدو أي ينزل أول النهار و يروح أي ينزل آخر النهار و قوله أروح أي أكثر راحة قوله و محقرتها بفتح الميم و القاف و الراء و سكون الحاء مصدر بمعنى الحقارة و الذلة أو على وزن اسم المفعول من باب التفعيل كما ورد إياكم و محقرات الذنوب و يحقرها من باب التفعيل أو كيضرب و الحداء بكسر الحاء ممدودا جمع الحدأة كعنبة نوع من الغراب «3» يخطف الأشياء و الأسد بضم الهمزة و سكون السين جمع أسد و العاتية أي الظالمة الطاغية المتكبرة كما تفعل أي الأسد أو جميع ما تقدم فالفراس على التغليب و قوله فريقا تخطفون إلى آخر ما ذكر على سبيل اللف و النشر و لما ذكر الافتراس أولا لم يذكر آخرا لا يغني عن الجسد أي لا ينفعه و لا يدفع عنه سوءا و المنخل بضم الميم و الخاء و قد تفتح خاؤه ما ينخل به و يقال زاحمهم أي ضايقهم و دخل في زحامهم قال الفيروزآبادي جثى كدعا و رمى جثوا و جثيا بضمهما جلس على ركبتيه و جاثيت ركبتي إلى ركبته و قال الوابل المطر الشديد الضخم القطر.
7 يَا هِشَامُ مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ طُوبَى لِلْمُتَرَاحِمِينَ أُولَئِكَ هُمُ الْمَرْحُومُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ طُوبَى لِلْمُصْلِحِينَ بَيْنَ النَّاسِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُقَرَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ طُوبَى لِلْمُطَهَّرَةِ قُلُوبُهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ طُوبَى لِلْمُتَوَاضِعِينَ فِي الدُّنْيَا أُولَئِكَ يَرْتَقُونَ مَنَابِرَ الْمُلْكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
بيان تخصيص كونهم من المتقين بيوم القيامة لأن في ذلك اليوم يتبين المتقون‏
__________________________________________________
 (1) هنأ الإبل: طلاها بالهناء و هو القطران.
 (2) الجرب: داء يحدث في الجلد بثورا صغارا لها حكة شديدة.
 (3) فيه خطاء بل هو من الجوارح من نوع البازى دون الغراب.

147
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

واقعا و يمتازون عن المجرمين و يحشرون إلى الرحمن وفدا و أما في الدنيا فكثيرا ما يشبه غيرهم بهم.
7 يَا هِشَامُ قِلَّةُ الْمَنْطِقِ حُكْمٌ عَظِيمٌ فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ فَإِنَّهُ دَعَةٌ حَسَنَةٌ وَ قِلَّةُ وِزْرٍ وَ خِفَّةٌ مِنَ الذُّنُوبِ فَحَصِّنُوا بَابَ الْحِلْمِ فَإِنَّ بَابَهُ الصَّبْرُ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُ الضَّحَّاكَ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ وَ الْمَشَّاءَ إِلَى غَيْرِ أَرَبٍ وَ يَجِبُ عَلَى الْوَالِي أَنْ يَكُونَ كَالرَّاعِي لَا يَغْفُلُ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَ لَا يَتَكَبَّرُ عَلَيْهِمْ فَاسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ فِي سَرَائِرِكُمْ كَمَا تَسْتَحْيُونَ مِنَ النَّاسِ فِي عَلَانِيَتِكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْكَلِمَةَ مِنَ الْحِكْمَةِ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَ رَفْعُهُ غَيْبَةُ عَالِمِكُمْ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ.
بيان الحكم بالضم الحكمة و الدعة بفتح الدال السكون و الراحة و الإرب بالكسر و بالتحريك الحاجة و قال في النهاية
و في الحديث الكلمة الحكمة ضالة المؤمن.
و في رواية ضالة كل حكيم.
أي لا يزال يطلبها كما يتطلب الرجل ضالته انتهى و قيل المراد أن المؤمن يأخذ الحكمة من كل من وجدها عنده و إن كان كافرا أو فاسقا كما أن صاحب الضالة يأخذها حيث وجدها و يؤيده ما مر و قيل المراد أن من كان عنده حكمة لا يفهمها و لا يستحقها يجب أن يطلب من يأخذها بحقها كما يجب تعريف الضالة و إذا وجد من يستحقها وجب أن لا يبخل في البذل كالضالة.
و قال في النهاية في الحديث فأقاموا بين ظهرانيهم و بين أظهرهم قد تكررت هذه اللفظة في الحديث و المراد بها أنهم أقاموا بينهم على سبيل الاستظهار و الاستناد إليهم و زيدت فيه ألف و نون مفتوحة تأكيدا و معناه أن ظهرا منهم قدامه و ظهرا وراءه فهو مكنوف من جانبيه و من جوانبه إذا قيل بين أظهرهم ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقا.
7 يَا هِشَامُ تَعَلَّمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا جَهِلْتَ وَ عَلِّمِ الْجَاهِلَ مِمَّا عَلِمْتَ وَ عَظِّمِ الْعَالِمَ لِعِلْمِهِ وَ دَعْ مُنَازَعَتَهُ وَ صَغِّرِ الْجَاهِلَ لِجَهْلِهِ وَ لَا تَطْرُدْهُ وَ لَكِنْ قَرِّبْهُ وَ عَلِّمْهُ.
بيان الطرد الإبعاد.
7 يَا هِشَامُ إِنَّ كُلَّ نِعْمَةٍ عَجَزْتَ عَنْ شُكْرِهَا بِمَنْزِلَةِ سَيِّئَةٍ تُؤَاخَذُ بِهَا وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين‏

148
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً كَسَرَتْ قُلُوبَهُمْ خَشْيَتُهُ وَ أَسْكَتَتْهُمْ عَنِ النُّطْقِ وَ إِنَّهُمْ لَفُصَحَاءُ عُقَلَاءُ يَسْتَبِقُونَ إِلَى اللَّهِ بِالْأَعْمَالِ الزَّكِيَّةِ لَا يَسْتَكْثِرُونَ لَهُ الْكَثِيرَ وَ لَا يَرْضَوْنَ لَهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ بِالْقَلِيلِ يَرَوْنَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَشْرَارٌ وَ إِنَّهُمْ لَأَكْيَاسٌ «1» وَ أَبْرَارٌ.
بيان لعل المراد بالعجز الترك و تعجيز النفس و الكسل لا عدم القدرة أي إن الله يؤاخذ بترك شكر النعمة كما يؤاخذ بفعل السيئة و لو في الدنيا بزوال النعمة و الاستباق المسابقة في الرهان أي يسبق بعضهم بعضا في التقرب إلى الله بالأعمال الطاهرة من آفاتها أو النامية و الكياسة العقل و الفطنة.
7 يَا هِشَامُ الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ وَ الْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَ الْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَ الْجَفَاءُ فِي النَّارِ.
بيان البذاء بفتح الباء ممدودا الفحش و كل كلام قبيح و الجفاء ممدودا خلاف البر و الصلة و قد يطلق على البعد عن الآداب و قال المطرزي الجفاء الغلظ في العشرة و الخرق في المعاملة و ترك الرفق.
7 يَا هِشَامُ الْمُتَكَلِّمُونَ ثَلَاثَةٌ فَرَابِحٌ وَ سَالِمٌ وَ شَاجِبٌ فَأَمَّا الرَّابِحُ فَالذَّاكِرُ لِلَّهِ وَ أَمَّا السَّالِمُ فَالسَّاكِتُ وَ أَمَّا الشَّاجِبُ فَالَّذِي يَخُوضُ فِي الْبَاطِلِ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ فَاحِشٍ بَذِيٍّ قَلِيلِ الْحَيَاءِ لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَ لَا مَا قِيلَ فِيهِ وَ كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ إِنَّ هَذَا اللِّسَانَ مِفْتَاحُ خَيْرٍ وَ مِفْتَاحُ شَرٍّ فَاخْتِمْ عَلَى فِيكَ كَمَا تَخْتِمُ عَلَى ذَهَبِكَ وَ وَرِقِكَ «2».
بيان المراد بالمتكلمين القادرون على التكلم أو المتكلمون و المجالسون معهم تغليبا و الحاصل أن الناس في أمر الكلام على ثلاثة أصناف و الشجب الهلاك و الحزن و العيب قال الجزري‏
في حديث الحسن المجالس ثلاثة فسالم و غانم و شاجب.
أي هالك يقال شجب يشجب فهو شاجب و شجب يشجب فهو شجب أي إما سالم من الإثم أو غانم للأجر و إما هالك آثم.
__________________________________________________
 (1) جمع الكيس: الظريف، الفطن، الحسن الفهم و الأدب.
 (2) بالواو المثلثة و سكون الراء و بفتح الواو مع كسر الراء: الدراهم المضروبة.

149
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

7 يَا هِشَامُ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَكُونُ ذَا وَجْهَيْنِ وَ ذَا لِسَانَيْنِ يُطْرِي أَخَاهُ إِذَا شَاهَدَهُ وَ يَأْكُلُهُ «1» إِذَا غَابَ عَنْهُ إِنْ أُعْطِيَ حَسَدَهُ وَ إِنِ ابْتُلِيَ خَذَلَهُ وَ إِنَّ أَسْرَعَ الْخَيْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَ أَسْرَعَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ وَ إِنَّ شَرَّ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ تُكْرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحْشِهِ وَ هَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ وَ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُ مَا لَا يَعْنِيهِ.
بيان الإطراء مجاوزة الحد في المدح و الكذب فيه و خذله أي ترك نصرته و البغي التعدي و الاستطالة و الظلم و كل مجاوزة عن الحد و قوله من تكره إما بفتح التاء للخطاب أو بالضم على البناء للمفعول و قال الفيروزآبادي كبه قلبه و صرعه كأكبه و قال الجوهري كبه لوجهه أي صرعه فأكب هو على وجهه و هذا من النوادر و قال الجزري‏
و في الحديث و هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم.
أي ما يقطعونه من الكلام الذي لا خير فيه واحدتها حصيدة تشبيها بما يحصد من الزرع و تشبيها للسان و ما يقطعه من القول بحد المنجل «2» الذي يحصد به و قال يقال هذا أمر لا يعنيني أي لا يشغلني و لا يهمني و منه الحديث من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه أي لا يهمه.
7 يَا هِشَامُ لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَ لَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتَّى يَكُونَ عَامِلًا لِمَا يَخَافُ وَ يَرْجُو يَا هِشَامُ قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ عَظَمَتِي وَ قُدْرَتِي وَ بَهَائِي وَ عُلُوِّي فِي مَكَانِي لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ إِلَّا جَعَلْتُ الْغِنَى فِي نَفْسِهِ وَ هَمَّهُ فِي آخِرَتِهِ وَ كَفَفْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَ ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ وَ كُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ.
بيان قوله تعالى في مكاني أي في منزلتي و درجة رفعتي قوله و كففت عليه ضيعته يقال كففته عنه أي صرفته و دفعته و الضيعة الضياع و الفساد و ما هو في‏
__________________________________________________
 (1) أي يغتابه و يذكره بما فيه من السوء.
 (2) بكسر الميم و سكون النون و فتح الجيم: آلة من حديد عكفاء يقضب بها الزرع و نحوه.

150
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

معرض الضياع من الأهل و المال و غيرهما و قال في النهاية و ضيعة الرجل ما يكون منه معاشه كالصنعة و التجارة و الزراعة و غيرها و منه الحديث أفشى الله ضيعته أي أكثر عليه معاشه انتهى فيحتمل أن يكون المراد صرفت عنه ضياعه و هلاكه بتضمين معنى الإشفاق أو يكون على بمعنى عن أو صرفت عنه كسبه بأن لا يحتاج إليه أو جمعت عليه معيشته أو ما كان منه في معرض الضياع كما قال في النهاية لا يكفها أي لا يجمعها و لا يضمها و منه الحديث المؤمن أخ المؤمن يكف عليه ضيعته أي يجمع عليه معيشته و يضمها إليه و هذا المعنى أظهر لكن ما وجدت الكف بهذا المعنى إلا في كلامه «1» و قوله تعالى و كنت له من وراء تجارة كل تاجر يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد كنت له عقب تجارة التجار لأسوقها إليه الثاني أن يكون المراد أني أكفي مهماته سوى ما أسوق إليه من تجارة التاجرين الثالث أن يكون معناه أناله عوضا عما فاته من منافع تجارة التاجرين و لعل الأول أظهر.
7 يَا هِشَامُ الْغَضَبُ مِفْتَاحُ الشَّرِّ وَ أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ إِنْ خَالَطْتَ النَّاسَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُخَالِطَ أَحَداً مِنْهُمْ إِلَّا مَنْ كَانَتْ يَدُكَ عَلَيْهِ الْعُلْيَا فَافْعَلْ.
بيان اليد العليا المعطية أو المتعففة.
7 يَا هِشَامُ عَلَيْكَ بِالرِّفْقِ فَإِنَّ الرِّفْقَ يُمْنٌ وَ الْخُرْقَ شُؤْمٌ «2» إِنَّ الرِّفْقَ وَ الْبِرَّ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ يَعْمُرُ الدِّيَارَ وَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ.
بيان قال الفيروزآبادي الخرق بالضم و بالتحريك ضد الرفق و أن لا يحسن العمل و التصرف في الأمور و الحمق.
7 يَا هِشَامُ قَوْلُ اللَّهِ هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ جَرَتْ فِي الْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ وَ الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَعَلَيْهِ أَنْ يُكَافِئَ بِهِ وَ لَيْسَتِ الْمُكَافَأَةَ أَنْ تَصْنَعَ‏
__________________________________________________
 (1) بل هذا من المعاني التي ضبطها كتب اللغة.
 (2) اليمن: البركة. و الشؤم: ضده.

151
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

كَمَا صَنَعَ حَتَّى تَرَى فَضْلَكَ فَإِنْ صَنَعْتَ كَمَا صَنَعَ فَلَهُ الْفَضْلُ بِالابْتِدَاءِ يَا هِشَامُ إِنَّ مَثَلَ الدُّنْيَا مَثَلُ الْحَيَّةِ مَسُّهَا لَيِّنٌ وَ فِي جَوْفِهَا السَّمُّ الْقَاتِلُ يَحْذَرُهَا الرِّجَالُ ذَوُو الْعُقُولِ وَ يَهْوِي إِلَيْهَا الصِّبْيَانُ بِأَيْدِيهِمْ يَا هِشَامُ اصْبِرْ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ اصْبِرْ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ فَإِنَّمَا الدُّنْيَا سَاعَةٌ فَمَا مَضَى مِنْهَا فَلَيْسَ تَجِدُ لَهُ سُرُوراً وَ لَا حُزْناً وَ مَا لَمْ يَأْتِ «1» مِنْهَا فَلَيْسَ تَعْرِفُهُ فَاصْبِرْ عَلَى تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا فَكَأَنَّكَ قَدِ اعْتُبِطْتَ.
بيان في النهاية كل من مات بغير علة فقد اعتبط و مات فلان عبطة أي شابا صحيحا و في بعض النسخ بالغين المعجمة أي إن صبرت فعن قريب تصير مغبوطا في الآخرة يتمنى الناس منزلتك.
7 يَا هِشَامُ مَثَلُ الدُّنْيَا مَثَلُ مَاءِ الْبَحْرِ كُلَّمَا شَرِبَ مِنْهُ الْعَطْشَانُ ازْدَادَ عَطَشاً حَتَّى يَقْتُلَهُ يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ الْكِبْرَ فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ الْكِبْرُ رِدَاءُ اللَّهِ فَمَنْ نَازَعَهُ رِدَاءَهُ أَكَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ.
بيان‏
قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي الْحَدِيثِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى الْعَظَمَةُ إِزَارِي وَ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي.
ضرب الرداء و الإزار مثلا في انفراده بصفة العظمة و الكبرياء أي ليستا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازا كالرحمة و شبههما بالإزار و الرداء لأن المتصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان و لأنه لا يشركه في إزاره و ردائه أحد فكذلك الله لا ينبغي أن يشركه فيهما أحد.
7 يَا هِشَامُ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَإِنْ عَمِلَ حَسَناً اسْتَزَادَ مِنْهُ وَ إِنْ عَمِلَ سَيِّئاً اسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْهُ وَ تَابَ إِلَيْهِ يَا هِشَامُ تَمَثَّلَتِ الدُّنْيَا لِلْمَسِيحِ ع فِي صُورَةِ امْرَأَةٍ زَرْقَاءَ فَقَالَ لَهَا كَمْ تَزَوَّجْتِ فَقَالَتْ كَثِيراً قَالَ فَكُلٌّ طَلَّقَكِ قَالَتْ لَا بَلْ كُلًّا قَتَلْتُ قَالَ الْمَسِيحُ فَوَيْحُ أَزْوَاجِكِ الْبَاقِينَ كَيْفَ لَا يَعْتَبِرُونَ بِالْمَاضِينَ.
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: و ما لم يمض.

152
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

بيان الزرقة في العين معروفة و قد تطلق على العمى و يقال زرقت عينه نحوي انقلبت و ظهر بياضها «1» فعلى الأول لعل المراد بيان شؤمتها فإن العرب تتشأم بزرقة العين أو قبح منظرها و على الثاني ظاهر و على الثالث كناية عن شدة الغضب و الأول أظهر و ويح كلمة ترحم و توجع يقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها و قد يقال بمعنى المدح و التعجب «2» و هي منصوبة على المصدر و قد ترفع.
7 يَا هِشَامُ إِنَّ ضَوْءَ الْجَسَدِ فِي عَيْنِهِ فَإِنْ كَانَ الْبَصَرُ مُضِيئاً اسْتَضَاءَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَ إِنَّ ضَوْءَ الرُّوحِ الْعَقْلُ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ عَاقِلًا كَانَ عَالِماً بِرَبِّهِ وَ إِذَا كَانَ عَالِماً بِرَبِّهِ أَبْصَرَ دِينَهُ وَ إِنْ كَانَ جَاهِلًا بِرَبِّهِ لَمْ يَقُمْ لَهُ دِينٌ وَ كَمَا لَا يَقُومُ الْجَسَدُ إِلَّا بِالنَّفْسِ الْحَيَّةِ فَكَذَلِكَ لَا يَقُومُ الدِّينُ إِلَّا بِالنِّيَّةِ الصَّادِقَةِ وَ لَا تَثْبُتُ النِّيَّةُ الصَّادِقَةُ إِلَّا بِالْعَقْلِ يَا هِشَامُ إِنَّ الزَّرْعَ يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ وَ لَا يَنْبُتُ فِي الصَّفَا فَكَذَلِكَ الْحِكْمَةُ تَعْمَرُ فِي قَلْبِ الْمُتَوَاضِعِ وَ لَا تَعْمَرُ فِي قَلْبِ الْمُتَكَبِّرِ الْجَبَّارِ لِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَ التَّوَاضُعَ آلَةَ الْعَقْلِ وَ جَعَلَ التَّكَبُّرَ مِنْ آلَةِ الْجَهْلِ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ مَنْ شَمَخَ إِلَى السَّقْفِ بِرَأْسِهِ شَجَّهُ وَ مَنْ خَفَضَ رَأْسَهُ اسْتَظَلَّ تَحْتَهُ وَ أَكَنَّهُ فَكَذَلِكَ مَنْ لَمْ يَتَوَاضَعْ لِلَّهِ خَفَضَهُ اللَّهُ وَ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ.
بيان السهل الأرض اللينة التي تقبل الزرع و الصفا جمع صفاة و هي الحجر الصلب الذي لا ينبت و تعمر بفتح التاء و الميم أي تعيش طويلا أو بضم الميم أي تجعل القلب معمورا و بضم التاء و فتح الميم أي تصير الحكمة في القلب معمورة و شمخ أي طال و علا و شج رأسه أي كسره و الخفض ضد الرفع و أكنه أي ستره و حفظه عن الحر و البرد.
7 يَا هِشَامُ مَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَى «3» وَ أَقْبَحَ الْخَطِيئَةَ بَعْدَ النُّسُكِ وَ أَقْبَحُ مِنْ‏
__________________________________________________
 (1) و قد يطلق على شدة العداوة. يقال: عدو أزرق: شديد العداوة، و ذلك أن زرقة العيون غالبة في الروم و الديلم، و كانت بينهم و بين العرب عداوة شديدة فسموا كل عدو بذلك.
 (2) و قيل: إنّها تأتي أيضا بمعنى ويل. تقول: ويح لزيد و ويحا لزيد و ويحه.
 (3) المراد بالفقر إمّا الفقر المعنوى، أي ما أقبح للرجل أن تكون له فضائل نفسية و خلق كريمة، أو عقائد حقة و ملة مرضية ثمّ يتركها و يستخلف منها. الخصال المذمومة و الأخلاق الرذيلة او العقائد الباطلة فيكون مآل أمره إلى الخسران و مرجعه إلى الفناء، أو المراد منه الفقر المادى أى ما أقبح للرجل أن يكون ذا ثروة و مال، ثمّ يترفها و يسرفها و يصرفها في ما لا يصلح به دنياه و لا يثاب به في عقباه، فيصير فقيرا و يصبح إلى أقرانه محتاجا.

153
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

ذَلِكَ الْعَابِدُ لِلَّهِ ثُمَّ يَتْرُكُ عِبَادَتَهُ.
بيان النسك الحج أو مطلق العبادة.
7 يَا هِشَامُ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ لِمُسْتَمِعٍ وَاعٍ وَ عَالِمٍ نَاطِقٍ.
بيان العيش الحياة و وعاه أي حفظه.
7 يَا هِشَامُ مَا قُسِمَ بَيْنَ الْعِبَادِ أَفْضَلُ مِنَ الْعَقْلِ نَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً إِلَّا عَاقِلًا حَتَّى يَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ جَهْدِ الْمُجْتَهِدِينَ وَ مَا أَدَّى الْعَبْدُ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ حَتَّى عَقَلَ عَنْهُ.
بيان الاجتهاد بذل الجهد في الطاعات.
7 يَا هِشَامُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا رَأَيْتُمُ الْمُؤْمِنَ صَمُوتاً «1» فَادْنُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ وَ الْمُؤْمِنُ قَلِيلُ الْكَلَامِ كَثِيرُ الْعَمَلِ وَ الْمُنَافِقُ كَثِيرُ الْكَلَامِ قَلِيلُ الْعَمَلِ يَا هِشَامُ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ قُلْ لِعِبَادِي لَا يَجْعَلُوا بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْيَا فَيَصُدَّهُمْ عَنْ ذِكْرِي وَ عَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي وَ مُنَاجَاتِي أُولَئِكَ قُطَّاعُ الطَّرِيقِ مِنْ عِبَادِي إِنَّ أَدْنَى مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ أَنْ أَنْزِعَ حَلَاوَةَ عِبَادَتِي وَ مُنَاجَاتِي مِنْ قُلُوبِهِمْ.
بيان في غيره من الأخبار قطاع طريق عبادي.
7 يَا هِشَامُ مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَ مَلَائِكَةُ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَكَبَّرَ عَلَى إِخْوَانِهِ وَ اسْتَطَالَ عَلَيْهِمْ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ وَ مَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَهُوَ أَعْنَى لِغَيْرُ.
بيان من تعظم أي عد نفسه عظيما قوله أعنى لغير أي يدخل غيره في العناء و التعب ممن يشتبه عليه أمره أكثر مما يصيبه من ذلك و يحتمل أن يكون تصحيف أعتى لغيره من العتو و هو الطغيان و التجبر و كان يحتمل المأخوذ منه ذلك أيضا.
7 يَا هِشَامُ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ حَذِّرْ وَ أَنْذِرْ أَصْحَابَكَ عَنْ حُبِّ الشَّهَوَاتِ فَإِنَّ الْمُعَلَّقَةَ قُلُوبُهُمْ بِشَهَوَاتِ الدُّنْيَا قُلُوبُهُمْ مَحْجُوبَةٌ عَنِّي «2»

__________________________________________________
 (1) بفتح الصاد و ضم الميم: الكثير الصمت.
 (2) أي قلوبهم مستورة عن كشف سبحات وجهي و جلالى و إشراق أنوار عظمتى و عرفان دلائل ألوهيتي و جمالى، و ممنوعة عن حصول العلوم الحقيقية فيها، لحلول محبة زخارف الدنيا فيها و تعلقها بها.

154
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ الْكِبْرَ عَلَى أَوْلِيَائِي وَ الِاسْتِطَالَةَ بِعِلْمِكَ فَيَمْقُتُكَ اللَّهُ فَلَا تَنْفَعُكَ بَعْدَ مَقْتِهِ «1» دُنْيَاكَ وَ لَا آخِرَتُكَ وَ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَسَاكِنِ الدَّارِ لَيْسَتْ لَهُ إِنَّمَا يَنْتَظِرُ الرَّحِيلَ يَا هِشَامُ مُجَالَسَةُ أَهْلِ الدِّينِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مُشَاوَرَةُ الْعَاقِلِ النَّاصِحِ يُمْنٌ وَ بَرَكَةٌ وَ رُشْدٌ وَ تَوْفِيقٌ مِنَ اللَّهِ فَإِذَا أَشَارَ عَلَيْكَ الْعَاقِلُ النَّاصِحُ فَإِيَّاكَ وَ الْخِلَافَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ الْعَطَبَ.
بيان أهل الدين هم العالمون بشرائع الدين العاملون بها و العطب بالتحريك الهلاك.
7 يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ مُخَالَطَةَ النَّاسِ وَ الْأُنْسَ بِهِمْ إِلَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُمْ عَاقِلًا مَأْمُوناً فَأْنَسْ بِهِ وَ اهْرُبْ مِنْ سَائِرِهِمْ كَهَرَبِكَ مِنَ السِّبَاعِ الضَّارِيَةِ وَ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَنْ يَسْتَحْيِيَ مِنَ اللَّهِ إِذْ تَفَرَّدَ لَهُ بِالنِّعَمِ أَنْ يُشَارِكَ فِي عَمَلِهِ أَحَداً غَيْرَهُ وَ إِذَا حَزَبَكَ «2» أَمْرٌ أَنْ لَا تَدْرِيَ أَيُّهُمَا خَيْرٌ وَ أَصْوَبُ فَانْظُرْ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى هَوَاكَ فَخَالِفْهُ فَإِنَّ كَثِيرَ الثَّوَابِ فِي مُخَالَفَةِ هَوَاكَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَغْلِبَ الْحِكْمَةَ وَ تَضَعَهَا فِي الْجَهَالَةِ قَالَ هِشَامٌ فَقُلْتُ لَهُ فَإِنْ وَجَدْتُ رَجُلًا طَالِباً غَيْرَ أَنَّ عَقْلَهُ لَا يَتَّسِعُ لِضَبْطِ مَا أُلْقِي إِلَيْهِ قَالَ فَتَلَطَّفْ لَهُ فِي النَّصِيحَةِ فَإِنْ ضَاقَ قَلْبُهُ فَلَا تَعْرِضَنَّ نَفْسَكَ لِلْفِتْنَةِ وَ احْذَرْ رَدَّ الْمُتَكَبِّرِينَ فَإِنَّ الْعِلْمَ يَدِلُّ عَلَى أَنْ يُحْمَلَ عَلَى مَنْ لَا يُفِيقُ «3» قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَجِدْ مَنْ يَعْقِلُ السُّؤَالَ عَنْهَا قَالَ فَاغْتَنِمْ جَهْلَهُ عَنِ السُّؤَالِ حَتَّى تَسْلَمَ فِتْنَةَ الْقَوْلِ وَ عَظِيمَ فِتْنَةِ الرَّدِّ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْفَعِ الْمُتَوَاضِعِينَ بِقَدْرِ تَوَاضُعِهِمْ وَ لَكِنْ رَفَعَهُمْ بِقَدْرِ عَظَمَتِهِ وَ مَجْدِهِ وَ لَمْ يُؤْمِنِ الْخَائِفِينَ بِقَدْرِ خَوْفِهِمْ وَ لَكِنْ آمَنَهُمْ بِقَدْرِ كَرَمِهِ وَ جُودِهِ وَ لَمْ يُفَرِّحِ الْمَحْزُونِينَ بِقَدْرِ حُزْنِهِمْ وَ لَكِنْ‏
__________________________________________________
 (1) المقت بفتح الميم و سكون القاف: شدة البغض.
 (2) في التحف المطبوع: و إذا مرّ بك.
 (3) قوله يدل: يحتمل أن يكون من باب ضرب يضرب أي تغنج و تلوى أن يحمل على من لم يرجع عن سكره و إغمائه و غفلته، و في التحف المطبوع «يجلى» بدل «يحمل» أي العلم تغنج و تلوى أن يعرض على من لا يفيق. و ظنى أن «يحمل او يجلى» يكون مصحف «ينجل» أي العلم يرشد إلى أن ينجل على من لا يفيق، أو أن في الجملة تصحيفا و غلطا و الصحيح: فان العلم يدلّ ان يحمل على من لا يطيق.

155
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

فَرَّحَهُمْ بِقَدْرِ رَأْفَتِهِ وَ رَحْمَتِهِ فَمَا ظَنُّكَ بِالرَّءُوفِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَتَوَدَّدُ إِلَى مَنْ يُؤْذِيهِ بِأَوْلِيَائِهِ فَكَيْفَ بِمَنْ يُؤْذَى فِيهِ وَ مَا ظَنُّكَ بِالتَّوَّابِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَتُوبُ عَلَى مَنْ يُعَادِيهِ فَكَيْفَ بِمَنْ يَتَرَضَّاهُ وَ يَخْتَارُ عَدَاوَةَ الْخَلْقِ فِيهِ.
بيان السباع الضارية أي المولعة بالافتراس المعتادة له و حزبه أمر أي نزل به و أهمه.
قوله ع و إياك أن تغلب الحكمة كذا في النسخة التي عندنا و لعل فيه حذفا و إيصالا أي تغلب على الحكمة أي يأخذها منك قهرا من لا يستحقها بأن يقرأ على صيغة المجهول أو على المعلوم أي تغلب على الحكمة فإنها تأبى عمن لا يستحقها و يحتمل أن يكون بالفاء من الإفلات بمعنى الإطلاق فإنهم يقولون انفلت مني كلام أي صدر بغير روية قوله فتلطف له في النصيحة أي تذكر له شيئا من تلك الحكمة بلطف على وجه الامتحان و الإفاقة الرجوع عن السكر و الإغماء و الغفلة إلى حال الاستقامة قوله يؤذيه بأوليائه أي بسبب إيذاءهم و ترضاه أي طلب رضاه.
7 يَا هِشَامُ مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ وَ مَا أُوتِيَ عَبْدٌ عِلْماً فَازْدَادَ لِلدُّنْيَا حُبّاً إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْداً وَ ازْدَادَ اللَّهُ عَلَيْهِ غَضَباً يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ اللَّبِيبَ مَنْ تَرَكَ مَا لَا طَاقَةَ لَهُ بِهِ وَ أَكْثَرُ الصَّوَابِ فِي خِلَافِ الْهَوَى وَ مَنْ طَالَ أَمَلُهُ سَاءَ عَمَلُهُ يَا هِشَامُ لَوْ رَأَيْتَ مَسِيرَ الْأَجَلِ لَأَلْهَاكَ عَنِ الْأَمَلِ.
بيان اللبيب العاقل «1» و التوصيف للتوضيح و التأكيد و ألهاك أي أغفلك.
7 يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ الطَّمَعَ وَ عَلَيْكَ بِالْيَأْسِ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَ أَمِتِ الطَّمَعَ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ فَإِنَّ الطَّمَعَ مِفْتَاحُ الذُّلِّ وَ اخْتِلَاسُ «2» الْعَقْلِ وَ إِخْلَاقُ الْمُرُوَّاتِ وَ تَدْنِيسُ‏
__________________________________________________
 (1) اللب: العقل الخالص من الشوائب، أو ما ذكا من العقل، فكل لب عقل و لا يعكس، و اللبيب من كان ذا لب، فكل لبيب عاقل، و لا يعكس.
 (2) الاختلاس: الاختطاف بسرعة على غفلة بخلاف الاستلاب فانه لا يشترط فيه الغفلة.

156
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

الْعِرْضِ وَ الذَّهَابُ بِالْعِلْمِ وَ عَلَيْكَ بِالاعْتِصَامِ بِرَبِّكَ وَ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَ جَاهِدْ نَفْسَكَ لِتَرُدَّهَا عَنْ هَوَاهَا فَإِنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيْكَ كَجِهَادِ عَدُوِّكَ قَالَ هِشَامُ فَأَيُّ الْأَعْدَاءِ أَوْجَبُهُمْ مُجَاهَدَةً قَالَ أَقْرَبُهُمْ إِلَيْكَ وَ أَعْدَاهُمْ لَكَ وَ أَضَرُّهُمْ بِكَ وَ أَعْظَمُهُمْ لَكَ عَدَاوَةً وَ أَخْفَاهُمْ لَكَ شَخْصاً مَعَ دُنُوِّهِ مِنْكَ وَ مَنْ يُحَرِّضُ أَعْدَاءَكَ عَلَيْكَ وَ هُوَ إِبْلِيسُ «1» الْمُوَكَّلُ بِوَسْوَاسِ الْقُلُوبِ فَلَهُ فَلْتَشُدَّ عَدَاوَتَكَ وَ لَا يَكُونَنَّ أَصْبَرَ عَلَى مُجَاهَدَتِكَ لِهَلَكَتِكَ مِنْكَ عَلَى صَبْرِكَ لِمُجَاهَدَتِهِ فَإِنَّهُ أَضْعَفُ مِنْكَ رُكْناً فِي قُوَّتِهِ وَ أَقَلُّ مِنْكَ ضَرَراً فِي كَثْرَةِ شَرِّهِ إِذَا أَنْتَ اعْتَصَمْتَ بِاللَّهِ وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.
بيان الاختلاس الاستلاب و إخلاق الثوب إبلاؤه و الدنس الوسخ و الحمل في المواضع على المبالغة و قوله و من يحرض يحتمل المعجمة و المهملة الحث و الترغيب كما قال تعالى حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ «2».
7 يَا هِشَامُ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِثَلَاثٍ فَقَدْ لَطُفَ لَهُ عَقْلٌ يَكْفِيهِ مَئُونَةَ هَوَاهُ وَ عِلْمٌ يَكْفِيهِ مَئُونَةَ جَهْلِهِ وَ غِنًى يَكْفِيهِ مَخَافَةَ الْفَقْرِ يَا هِشَامُ احْذَرْ هَذِهِ الدُّنْيَا وَ احْذَرْ أَهْلَهَا فَإِنَّ النَّاسَ فِيهَا عَلَى أَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ رَجُلٌ مُتَرَدٍّ مُعَانِقٌ لِهَوَاهُ وَ مُتَعَلِّمٌ مُتَقَرِّئٌ كُلَّمَا ازْدَادَ عِلْماً ازْدَادَ كِبْراً يَسْتَعْلِنُ بِقِرَاءَتِهِ وَ عِلْمِهِ عَلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ وَ عَابِدٌ جَاهِلٌ يَسْتَصْغِرُ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي عِبَادَتِهِ يُحِبُّ أَنْ يُعَظَّمَ وَ يُوَقَّرَ وَ ذُو بَصِيرَةٍ عَالِمٌ عَارِفٌ بِطَرِيقِ الْحَقِّ يُحِبُّ الْقِيَامَ بِهِ فَهُوَ عَاجِزٌ أَوْ مَغْلُوبٌ وَ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْقِيَامِ بِمَا يَعْرِفُ فَهُوَ مَحْزُونٌ مَغْمُومٌ بِذَلِكَ فَهُوَ أَمْثَلُ أَهْلِ زَمَانِهِ وَ أَوْجَهُهُمْ عَقْلًا.
بيان تردى في البئر أي سقط و المتردي أي الواقع في المهالك التي يعسر التخلص منه و المتقرئ الناسك المتعبد أو المتفقه أي متعلم القراءة قوله يستعلن بقراءته كأنه كان يستعلي و يمكن أن يضمن فيه معناه و الأمثل الأفضل و أوجههم عقلا لعل المراد أن عقلهم أوجه عند الله من عقول غيرهم أو هم أوجه الناس للعقل.
__________________________________________________
 (1) ابلس: قل خيره من رحمة اللّه، يئس. و إبليس: علم للشيطان فهو إمّا بمعنى قليل الخير، أو بمعنى المأيوس من رحمة اللّه تعالى.
 (2) الأنفال: 65.

157
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

7 يَا هِشَامُ اعْرِفْ الْعَقْلَ وَ جُنْدَهُ وَ الْجَهْلَ وَ جُنْدَهُ تَكُنْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ قَالَ هِشَامٌ فَقُلْتُ لَا نَعْرِفُ إِلَّا مَا عَرَّفْتَنَا فَقَالَ ع يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ وَ هُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مِنْ نُورِهِ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ خَلَقْتُكَ خَلْقاً عَظِيماً وَ كَرَّمْتُكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِي ثُمَّ خَلَقَ الْجَهْلَ مِنَ الْبَحْرِ الْأُجَاجِ الظُّلْمَانِيِّ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَلَمْ يُقْبِلْ فَقَالَ اسْتَكْبَرْتَ فَلَعَنَهُ ثُمَّ جَعَلَ لِلْعَقْلِ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَلَمَّا رَأَى الْجَهْلُ مَا كَرَّمَ اللَّهُ بِهِ الْعَقْلَ وَ مَا أَعْطَاهُ أَضْمَرَ لَهُ الْعَدَاوَةَ وَ قَالَ الْجَهْلُ يَا رَبِّ هَذَا خَلْقٌ مِثْلِي خَلَقْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ قَوَّيْتَهُ وَ أَنَا ضِدُّهُ وَ لَا قُوَّةَ لِي بِهِ أَعْطِنِي مِنَ الْجُنْدِ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى نَعَمْ فَإِنْ عَصَيْتَنِي بَعْدَ ذَلِكَ أَخْرَجْتُكَ وَ جُنْدَكَ مِنْ جِوَارِي وَ مِنْ رَحْمَتِي فَقَالَ قَدْ رَضِيتُ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَكَانَ مِمَّا أَعْطَى الْعَقْلَ مِنَ الْخَمْسَةِ وَ سَبْعِينَ جُنْداً الْخَيْرُ وَ هُوَ وَزِيرُ الْعَقْلِ الشَّرُّ وَ هُوَ وَزِيرُ الْجَهْلِ الْإِيمَانُ الْكُفْرُ التَّصْدِيقُ التَّكْذِيبُ الْإِخْلَاصُ النِّفَاقُ الرَّجَاءُ الْقُنُوطُ الْعَدْلُ الْجَوْرُ الرِّضَا السُّخْطُ الشُّكْرُ الْكُفْرَانُ الْيَأْسُ الطَّمَعُ التَّوَكُّلُ الْحِرْصُ الرَّأْفَةُ الْغِلْظَةُ الْعِلْمُ الْجَهْلُ الْعِفَّةُ التَّهَتُّكُ الزُّهْدُ الرَّغْبَةُ الرِّفْقُ الْخُرْقُ الرَّهْبَةُ الْجُرْأَةُ التَّوَاضُعُ الْكِبْرُ التُّؤَدَةُ الْعَجَلَةُ الْحِلْمُ السَّفَهُ الصَّمْتُ الحذر [الْهَذَرُ] الِاسْتِلَامُ الِاسْتِكْبَارُ التَّسْلِيمُ التَّجَبُّرُ الْعَفْوُ الْحِقْدُ الرَّحْمَةُ الْقَسْوَةُ الْيَقِينُ الشَّكُّ الصَّبْرُ الْجَزَعُ الصَّفْحُ الِانْتِقَامُ الْغِنَى الْفَقْرُ التَّفَكُّرُ السَّهْوُ الْحِفْظُ النِّسْيَانُ التَّوَاصُلُ الْقَطِيعَةُ الْقَنَاعَةُ الشَّرَهُ «1» الْمُؤَاسَاةُ الْمَنْعُ الْمَوَدَّةُ الْعَدَاوَةُ الْوَفَاءُ الْغَدْرُ الطَّاعَةُ الْمَعْصِيَةُ الْخُضُوعُ التَّطَاوُلُ السَّلَامَةُ الْبَلَاءُ الْفَهْمُ الْغَبَاوَةُ الْمَعْرِفَةُ الْإِنْكَارُ الْمُدَارَاةُ الْمُكَاشَفَةُ سَلَامَةُ الْغَيْبِ الْمُمَاكَرَةُ الْكِتْمَانُ الْإِفْشَاءُ الْبِرُّ الْعُقُوقُ الْحَقِيقَةُ التَّسْوِيفُ الْمَعْرُوفُ الْمُنْكَرُ التَّقِيَّةُ الْإِذَاعَةُ الْإِنْصَافُ الظُّلْمُ النَّفْيُ «2» الْحَسَدُ النَّظَافَةُ الْقَذَرُ الْحَيَاءُ الْقِحَةُ
__________________________________________________
 (1) بكسر الشين المعجمة: الشر، الحدة، النشاط و الغضب، الطيش، الحرص. و الأخير هو المراد هنا.
 (2) في التحف: التقى.

158
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

الْقَصْدُ الْإِسْرَافُ الرَّاحَةُ التَّعَبُ السُّهُولَةُ الصُّعُوبَةُ الْعَافِيَةُ الْبَلْوَى الْقَوَامُ الْمُكَاثَرَةُ الْحِكْمَةُ الْهَوَى الْوَقَارُ الْخِفَّةُ السَّعَادَةُ الشَّقَاءُ التَّوْبَةُ الْإِصْرَارُ الْمَخَافَةُ التَّهَاوُنُ الدُّعَاءُ الِاسْتِنْكَافُ النَّشَاطُ الْكَسَلُ الْفَرَحُ الْحَزَنُ الْأُلْفَةُ الْفُرْقَةُ السَّخَاءُ الْبُخْلُ الْخُشُوعُ الْعُجْبُ صِدْقُ الْحَدِيثِ النَّمِيمَةُ الِاسْتِغْفَارُ الِاغْتِرَارُ الْكِيَاسَةُ الْحُمْقُ «1».
بيان النَّفْيُ نفي الحسد عن النفس و الظاهر أنه صحّف و القِحَة كعدة الوقاحة و قلة الحياء.
7 يَا هِشَامُ لَا تَجْتَمِعُ هَذِهِ الْخِصَالُ إِلَّا لِنَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ أَوْ مُؤْمِنٍ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَ أَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْجُنُودِ مِنَ أَجْنَادِ الْعَقْلِ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلُ وَ يَتَخَلَّصَ مِنْ جُنُودِ الْجَهْلِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ فِي الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَوْصِيَاءِ ع وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ.
30 الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْعَاقِلُ مَنْ رَفَضَ الْبَاطِلَ.
31 دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِيِّ، قَالَ الصَّادِقُ ع كَثْرَةُ النَّظَرِ فِي الْعِلْمِ يَفْتَحُ الْعَقْلَ.
32- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ وَ قَلْبُ الْأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ.
قال السيد رضي الله عنه و هذا من المعاني العجيبة الشريفة و المراد به أن العاقل لا يطلق لسانه إلا بعد مشاورة الروية و مؤامرة الفكر و الأحمق تسبق خذفات لسانه و فلتات «2» كلامه مراجعة فكره و مماحضة رأيه فكان لسان العاقل تابع لقلبه كما أن قلب الأحمق تابع للسانه و قد روي عنه ع هذا المعنى بلفظ آخر و هو
قَوْلُهُ ع قَلْبُ الْأَحْمَقِ فِي فِيهِ وَ لِسَانُ الْعَاقِلِ فِي قَلْبِهِ.
و معناهما واحد.
33- وَ قَالَ ع إِذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلَامُ.
34- وَ قَالَ ع لَا يُرَى الْجَاهِلُ إِلَّا مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً.
__________________________________________________
 (1) تقدم شرح هذه الخصال قبلا.
 (2) جمع الفلتة: زلاته و هفواته.

159
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 علامات العقل و جنوده ص 106

35- نهج، نهج البلاغة قِيلَ لَهُ ع صِفْ لَنَا الْعَاقِلَ فَقَالَ هُوَ الَّذِي يَضَعُ الشَّيْ‏ءَ مَوَاضِعَهُ قِيلَ لَهُ فَصِفْ لَنَا الْجَاهِلَ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ.
قال السيد رضي الله عنه يعني ع أن الجاهل هو الذي لا يضع الشي‏ء مواضعه فكان ترك صفته صفة له إذ كان بخلاف وصف العاقل.
36- نهج، نهج البلاغة قَالَ ع كفاف [كَفَاكَ‏] مِنْ عَقْلِكَ مَا أَوْضَحَ لَكَ سَبِيلَ غَيِّكَ «1» مِنْ رُشْدِكَ.
37- وَ قَالَ ع فِي وَصِيَّتِهِ لِلْحَسَنِ ع وَ الْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ وَ خَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ.
38 كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ ذَمِيمَ الْمَنْظَرِ حَقِيرَ الْخَطَرِ وَ إِنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَى اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ عَظِيمَ الْخَطَرِ أَفْضَلُ النَّاسِ أَعْقَلُ النَّاسِ.
39- وَ رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: الْعَقْلُ وِلَادَةٌ وَ الْعِلْمُ إِفَادَةٌ وَ مُجَالَسَةُ الْعُلَمَاءِ زِيَادَةٌ.
40- وَ قَالَ ع مَنْ صَحِبَ جَاهِلًا نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ.
41- وَ قَالَ ع التَّثَبُّتُ رَأْسُ الْعَقْلِ وَ الْحِدَّةُ رَأْسُ الْحُمْقِ.
42- وَ قَالَ ع غَضَبُ الْجَاهِلِ فِي قَوْلِهِ وَ غَضَبُ الْعَاقِلِ فِي فِعْلِهِ.
43- وَ قَالَ ع الْعُقُولُ مَوَاهِبُ وَ الْآدَابُ مَكَاسِبُ.
44- وَ قَالَ ع فَسَادُ الْأَخْلَاقِ مُعَاشَرَةُ السُّفَهَاءِ وَ صَلَاحُ الْأَخْلَاقِ مُعَاشَرَةُ الْعُقَلَاءِ.
45- وَ قَالَ ع الْعَاقِلُ مَنْ وَعَظَتْهُ التَّجَارِبُ.
46- وَ قَالَ ع رَسُولُكَ تَرْجُمَانُ عَقْلِكَ.
47- وَ قَالَ ع مَنْ تَرَكَ الِاسْتِمَاعَ عَنْ ذَوِي الْعُقُولِ مَاتَ عَقْلُهُ.
48- وَ قَالَ ع مَنْ جَانَبَ هَوَاهُ صَحَّ عَقْلُهُ.
49- وَ قَالَ ع مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ وَ مَنِ اسْتَغْنَى بِعَقْلِهِ زَلَّ وَ مَنْ تَكَبَّرَ عَلَى النَّاسِ ذَلَّ.
__________________________________________________
 (1) بفتح الغين و كسرها و تشديد الياء المفتوحة: الضلال.

160
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 5 النوادر ص 161

50- وَ قَالَ ع إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ دَلِيلٌ عَلَى ضَعْفِ عَقْلِهِ.
51- وَ قَالَ ع عَجَباً لِلْعَاقِلِ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَى شَهْوَةٍ يُعْقِبُهُ النَّظَرُ إِلَيْهَا حَسْرَةً.
52- وَ قَالَ: هِمَّةُ الْعَقْلِ تَرْكُ الذُّنُوبِ وَ إِصْلَاحُ الْعُيُوبِ.
باب 5 النوادر
1- مع، معاني الأخبار ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع يَقُولُ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثاً قَالَ قُلْتُ وَ أَيُّ شَيْ‏ءٍ الْمُحَدَّثُ قَالَ الْمُفَهَّمُ.
2- ع، علل الشرائع أَبِي عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ مُعَمَّرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ع مَا بَالُ النَّاسِ يَعْقِلُونَ وَ لَا يَعْلَمُونَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى حِينَ خَلَقَ آدَمَ جَعَلَ أَجَلَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ أَمَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَلَمَّا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ جَعَلَ أَمَلَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ أَجَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَمِنْ ثَمَّ يَعْقِلُونَ وَ لَا يَعْلَمُونَ.
بيان لعل المراد بكون الأجل بين عينيه كونه دائما متذكرا له كما يقال فلان جعل الموت نصب عينيه و بكون الأمل خلف ظهره نسيان الأمل و عدم خطوره بباله فلا يطول أمله و هذا شائع في العرف و اللغة يقال نبذه وراء ظهره أي تركه و نسيه فمراد السائل أنه ما بال الناس مع كونهم من أهل العقل لا يعلمون و لا يبذلون جهدهم كما ينبغي في تحصيل العلم فالجواب أن سبب ذلك ما حصل لآدم ع بعد ارتكاب ترك الأولى و سرى في أولاده من نسيان الموت و طول الأمل فإن تذكر الموت يحث الإنسان على تحصيل ما ينفعه بعد الموت قبل حلوله و طول الأمل يوجب التسويف في فعل الخيرات و طلب العلم و يحتمل أن يكون مراد السائل بالعقل عقل المعاش و تدبير أمور الدنيا و بالعلم علم ما ينفع في المعاد أي ما بال الناس في أمر دنياهم عقلاء لا يفوتون شيئا من مصالح دنياهم و في أمر آخرتهم سفهاء كأنهم لا يعلمون شيئا فالجواب هو أن سبب ذلك نسيان الموت و طول الأمل فإنهما موجبان لترك ما

161
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

ينفع في المعاد لكونه منسيا و قصر الهمة على تحصيل المعاش و مرمة أمور الدنيا لكونها نصب عينه دائما و يحتمل أيضا أن يكون المراد بالعقل العلم بما ينفع في المعاد و المراد بالعلم العلم الكامل المورث للعمل فالمراد ما بال الناس يعلمون الموت و الحساب و العقاب و يؤمنون بها و لا يظهر أثر ذلك العلم في أعمالهم فهم فيما يعملون من الخطايا كأنهم لا يعلمون شيئا من ذلك و الجواب ظاهر و الظاهر أن هاهنا تصحيفا من النساخ و كان لا يعملون بتقديم الميم على اللام فيرجع إلى ما ذكرنا أخيرا و الله يعلم.
أبواب العلم و آدابه و أنواعه و أحكامه‏
باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث عليه و ثواب العالم و المتعلم‏
الآيات البقرة وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ الأعراف كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ و قال تعالى وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ التوبة وَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ و قال طَبَعَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ و قال الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً وَ أَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى‏ رَسُولِهِ و قال تعالى فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ و قال صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ يونس يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ يوسف نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ الرعد أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى‏ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ طه وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْما

162
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

الأنبياء وَ لُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً و قال تعالى وَ كُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَ عِلْماً الحج وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ النمل وَ لَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَ سُلَيْمانَ عِلْماً وَ قالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى‏ كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ و قال تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ و قال سبحانه بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ القصص وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوى‏ آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً و قال تعالى وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً العنكبوت وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ و قال تعالى بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الروم إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ و قال سبحانه وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى‏ يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَ لكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ و قال تعالى كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ سبأ 6 وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ الزمر قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ الفتح بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا الرحمن عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ المجادلة يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ الحشر ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ المنافقين وَ لكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ و قال تعالى وَ لكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ العلق وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ.
1- لي، الأمالي للصدوق السِّنَانِيُّ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنِ النَّخَعِيِّ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَان‏

163
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ مَنْ جَمَعَ عِلْمَ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ وَ أَكْثَرُ النَّاسِ قِيمَةً أَكْثَرُهُمْ عِلْماً وَ أَقَلُّ النَّاسِ قِيمَةً أَقَلُّهُمْ عِلْماً.
أقول: الخبر بتمامه في باب مواعظ الرسول ص.
2- لي، الأمالي للصدوق الْمُكَتِّبُ عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ وَ إِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ وَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَ لَا دِرْهَماً وَ لَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ.
ثو، ثواب الأعمال أبي عن علي عن أبيه مثله- ير، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن القداح «1» مثله بيان سلك الله به الباء للتعدية أي أسلكه الله في طريق موصل إلى الجنة في الآخرة أو في الدنيا بتوفيق عمل من أعمال الخير يوصله إلى الجنة و في طريق العامة سهل الله له طريقا من طرق الجنة قوله ع لتضع أجنحتها أي لتكون وطأ له إذا مشى و قيل هو بمعنى التواضع تعظيما لحقه أو التعطف لطفا له إذ الطائر يبسط جناحه على أفراخه و قال تعالى وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ «2» و قال سبحانه وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ «3» و قيل المراد نزولهم عند مجالس العلم و ترك الطيران و قيل أراد به إظلالهم بها و قيل معناه بسط الجناح لتحمله‏
__________________________________________________
 (1) هو عبد اللّه بن ميمون بن الأسود القداح، مولى بنى مخزوم، يبرى القداح، عنونه صاحبوا التراجم في كتبهم، قال النجاشيّ في رجاله ص 148 بعد ما عنونه كما عنوناه: روى أبوه عن أبى جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام، و يروى هو عن أبي عبد اللّه عليه السلام و كان ثقة، له كتب منها كتاب مبعث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أخباره، كتاب صفة الجنة و النار. و روى الكشّيّ في رجاله ص 160 بإسناده عن أبي خالد، عنه، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: يا بن ميمون كم أنتم بمكّة؟ قلت: نحن أربعة. قال: إنكم نور في ظلمات الأرض. و عده ابن النديم في فهرسه من فقهاء الشيعة.
 (2) الحجر: 88.
 (3) اسرى: 24.

164
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

عليها و تبلغه حيث يريد من البلاد و معناه المعونة في طلب العلم و يؤيد الأول ما سيأتي من خبر مقداد «1» قوله رضا به مفعول لأجله و يحتمل أن يكون حالا بتأويل أي راضين غير مكرهين قوله ع لم يورثوا دينارا و لا درهما أي كان معظم ميراثهم العلم و يمكن حمله على الحقيقة بأن لم يبق منهم دينار و لا درهم.
3- لي، الأمالي للصدوق فِي خُطْبَةٍ خَطَبَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بَعْدَ فَوْتِ النَّبِيِّ ص وَ لَا كَنْزَ أَنْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ.
4- لي، الأمالي للصدوق ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام فِي كَلِمَاتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع بِرِوَايَةِ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُهُ.
ل، الخصال برواية أخرى سيأتي في مواعظه ع.
5- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ الرَّازِيِّ «2» عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍ‏

__________________________________________________
 (1) في الحديث 45.
 (2) أورده النجاشيّ في رجاله ص 173 قال: عبد العظيم بن عبد اللّه بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام أبو القاسم، له كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام، قال أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه: حدّثنا جعفر بن محمّد أبو القاسم، قال: حدّثنا على بن الحسين السعدآبادي، قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، قال: كان عبد العظيم ورد الرى هاربا من السلطان و سكن سربا في دار رجل من الشيعة في سكة الموالى، فكان يعبد اللّه في ذلك السرب، و يصوم نهاره، و يقوم ليله، فكان يخرج مستترا فيزور القبر المقابل قبره و بينهما الطريق و يقول: هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر عليه السلام فلم يزل يأوى الى ذلك السرب، و يقع خبره الى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمّد عليهم السلام حتّى عرفه أكثرهم فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال له: ان رجلا من ولدى يحمل من سكة الموالى، و يدفن عند شجرة التفاح في باغ عبد الجبار بن عبد الوهاب، و أشار الى المكان الذي دفن فيه، فذهب الرجل ليشترى الشجرة و مكانها من صاحبها، فقال له: لاى شي‏ء تطلب الشجرة و مكانها؟ فاخبره بالرؤيا فذكر صاحب الشجرة انه كان رأى مثل هذه الرؤيا و انه قد جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ وقفا على الشريف، و الشيعة يدفنون فيه، فمرض عبد العظيم و مات رحمة اللّه عليه، فلما جرد ليغسّل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه. و روى الصدوق في كتاب ثواب الأعمال ص 56 في فضل زيارته رواية بإسناده عن عليّ بن أحمد، عن حمزة بن القاسم العلوى، عن محمّد بن يحيى العطار، عمن دخل على أبى الحسن عليّ بن محمّد الهادى عليه السلام من أهل الرى، قال: دخلت على أبى الحسن العسكريّ عليه السلام فقال: أين كنت؟ قلت: زرت الحسين عليه السلام قال: أما أنك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن على عليهما السلام.

165
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

ع قَالَ: قُلْتُ أَرْبَعاً أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى تَصْدِيقِي بِهَا فِي كِتَابِهِ قُلْتُ الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ فَإِذَا تَكَلَّمَ ظَهَرَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ قُلْتُ فَمَنْ جَهِلَ شَيْئاً عَادَاهُ فَأَنْزَلَ اللَّهِ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ قُلْتُ قَدْرُ أَوْ قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي قِصَّةِ طَالُوتَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ قُلْتُ الْقَتْلُ يُقِلُّ الْقَتْلَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ.
بيان مخبوء أي مستور تحت لسانه لا يعرف كماله و لا نقصه و لا صدقه و يقينه و لا كذبه و نفاقه إلا إذا تكلم و قوله تعالى وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ جواب قسم محذوف و لحن القول أسلوبه و إمالته إلى جهة تعريض و تورية و منه قيل للمخطي لاحن لأنه يعدل بالكلام عن الصواب و البسطة السعة.
6- ما، الأمالي للشيخ الطوسي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ النَّحْوِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْأَوْسِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ أَحَثُّ كَلِمَةٍ عَلَى طَلَبِ عِلْمٍ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ.
بيان قال الجوهري هو يحسن الشي‏ء أي يعلمه.
7- لي، الأمالي للصدوق أَبِي عَنْ سَعِيدٍ عَنِ الْيَقْطِينِيِّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ طَرِيفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ وَ مُدَارَسَتَهُ تَسْبِيحٌ وَ الْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ وَ تَعْلِيمَهُ لِمَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ وَ هُوَ أَنِيسٌ فِي الْوَحْشَةِ وَ صَاحِبٌ فِي الْوَحْدَةِ وَ سِلَاحٌ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَ زَيْنُ الْأَخِلَّاءِ يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً يَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ أَئِمَّةً يُقْتَدَى بِهِمْ تُرْمَقُ أَعْمَالُهُمْ وَ تُقْتَبَسُ آثَارُهُمْ- تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خُلَّتِهِمْ يَمْسَحُونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ فِي صَلَاتِهِمْ لِأَنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ وَ نُورُ الْأَبْصَارِ مِنَ الْعَمَى وَ قُوَّةُ الْأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ وَ يُنْزِلُ اللَّهُ حَامِلَهُ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ وَ يَمْنَحُهُ مُجَالَسَةَ الْأَخْيَارِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ بِالْعِلْمِ يُطَاعُ اللَّهُ وَ يُعْبَدُ وَ بِالْعِلْمِ يُعْرَفُ اللَّهُ وَ يُوَحَّدُ وَ بِالْعِلْمِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ وَ بِهِ يُعْرَفُ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ الْعِلْمُ إِمَامُ الْعَقْلِ وَ الْعَقْلُ تَابِعُهُ يُلْهِمُهُ اللَّهُ السُّعَدَاءَ وَ يَحْرِمُهُ الْأَشْقِيَاءَ.
8- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْيَقْطِينِيِّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ رَفَعُوهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِين‏

166
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ الْخَبَرَ.
إلا أن فيه مكان عند الله لأهله بذله لأهله و بعد قوله في الوحدة و دليل على السراء و الضراء و بعد قوله في صلاتهم و يستغفر لهم كل شي‏ء حتى حيتان البحور و هوامها و سباع البر و أنعامها و مكان الأبرار الأخيار و مكان الأخيار الأبرار أقول روى في ف نحوا من ذلك عن النبي ص بيان يقال رمقته أي نظرت إليه أي ينظر الناس إلى أعمالهم ليقتدوا بهم و نور الأبصار أي أبصار القلوب و قوة الأبدان إذ بالعلم و اليقين تقوى الجوارح على العمل.
9- ل، الخصال أَبِي عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَيْمُونٍ «1» عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ وَ أَفْضَلُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ.
بيان أي أفضل أعمال دينكم.
10- ل، الخصال أَبِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيٍّ «2» عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ أَعْلَمِ النَّاسِ قَالَ مَنْ جَمَعَ عِلْمَ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ.
11- ل، الخصال الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَنِيعٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ الْأَرْزَقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ أَظُنُّهُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْفِقْهُ وَ أَفْضَلُ الدِّينِ الْوَرَعُ.
12- ل، الخصال ابْنُ الْمُغِيرَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ‏
__________________________________________________
 (1) هو عبد اللّه بن ميمون القداح المقدم ترجمته في ذيل الحديث الثاني.
 (2) المراد به عليّ بن سيف بن عميرة و بأخيه هو الحسين بن سيف و بأبيه هو سيف بن عميرة.
و عميرة وزان سفينة. أما سيف فهو كوفيّ ثقة روى عن الصادق و الكاظم عليهما السلام وثقه ثقة علماء الرجال، و أمّا الحسين فقد أورده الشيخ و لم يذكره بمدح و لا ذمّ غير أن له كتابين يرويهما عنه الرجال، و أمّا على فقد ترجمه النجاشيّ و وثقه.

167
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ عَالِمٍ مُطَاعٍ أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ.
13 نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِمُسْتَمِعٍ وَاعٍ أَوْ عَالِمٍ نَاطِقٍ.
14- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَرْبَعٌ يَلْزَمْنَ كُلَّ ذِي حِجًى وَ عَقْلٍ مِنْ أُمَّتِي قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هُنَّ قَالَ اسْتِمَاعُ الْعِلْمِ وَ حِفْظُهُ وَ نَشْرُهُ عِنْدَ أَهْلِهِ وَ الْعَمَلُ بِهِ.
15- ل، الخصال مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَرْفَعُونَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ مَنْهُومُ عِلْمٍ وَ مَنْهُومُ مَالٍ.
بيان قال الجوهري النهمة بلوغ الهمة في الشي‏ء و قد نهم بكذا فهو منهوم أي مولع به و
فِي الْحَدِيثِ مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ مَنْهُومٌ بِالْمَالِ وَ مَنْهُومٌ بِالْعِلْمِ.
- 16- ل، الخصال سَيَجِي‏ءُ فِي مَكَارِمِ أَخْلَاقِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ ع كَانَ إِذَا جَاءَهُ طَالِبُ عِلْمٍ قَالَ مَرْحَباً بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ يَقُولُ إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ لَمْ يَضَعْ رِجْلَهُ عَلَى رَطْبٍ وَ لَا يَابِسٍ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا سَبَّحَتْ لَهُ إِلَى الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ.
بيان يمكن أن يكون المراد بتسبيح الأرض تسبيح أهلها من الملائكة و الجن و يحتمل أن يكون المراد أنه يكتب له مثل ثواب هذا التسبيح الفرضي و قيل بشعور ضعيف في الجمادات لكن السيد المرتضى قال إنه خلاف ضرورة الدين «1» و يحتمل أن يكون المراد بتسبيح الجمادات و الحيوانات ما يصل إلى العالم بإزائها من المثوبات إذ للعالم مدخل في بقائها و انتظامها و انتفاع سائر الخلق بها فيثاب العالم بإزاء كل منها فكأنها تسبح له و الله يعلم.
17- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِيمِيِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: الْعِلْمُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ.
__________________________________________________
 (1) لم يظهر لقوله رحمه اللّه وجه، و ظاهر الآيات القرآنية خلافه و عليه دلائل من الاخبار.

168
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

18- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ الْمَرَاغِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص خَلَّتَانِ «1» لَا تَجْتَمِعَانِ فِي الْمُنَافِقِ فِقْهٌ فِي الْإِسْلَامِ وَ حُسْنُ سَمْتٍ فِي الْوَجْهِ.
نوادر الراوندي، بإسناده عن الكاظم عن آبائه عليهم السلام عن النبي ص مثله بيان السمت هيئة أهل الخير.
19- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنِ الْأَصْفَهَانِيِّ عَنِ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ فِيمَا وَعَظَ لُقْمَانُ ابْنَهُ أَنَّهُ قَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ اجْعَلْ فِي أَيَّامِكَ وَ لَيَالِيكَ وَ سَاعَاتِكَ نَصِيباً لَكَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَإِنَّكَ لَنْ تَجِدَ لَهُ تَضْيِيعاً مِثْلَ تَرْكِهِ.
فس، تفسير القمي أبي عن الأصفهاني مثله بيان معناه الحث على مداومة طلب العلم و مدارسته فإن تركه يوجب فوات ما قد حصل و ذهابه و نسيانه.
20- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ الْجِعَابِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي الشَّيْخُ الصَّالِحُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَاسِينَ قَالَ سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا ع بِسُرَّمَنْ‏رَأَى يَذْكُرُ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ الْآدَابُ حُلَلٌ حِسَانٌ وَ الْفِكْرَةُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ وَ الِاعْتِذَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ وَ كَفَى بِكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ تَرْكُكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَيْرِكَ.
جا، المجالس للمفيد الجعابي مثله بيان قوله ع و الاعتذار منذر ناصح أي يكفي لترك المعاصي و المساوي ما يترتب عليه من الاعتذار فكيف مع خوف العقاب و كأنه تصحيف و الأظهر الاعتبار كما في نهج البلاغة و غيره.
__________________________________________________
 (1) بفتح الخاء و اللام المشددة: الخصلتان.

169
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

21- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَلَّالِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ زُفَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَشْرَسَ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ أَيُّوبَ السِّجِسْتَانِيِّ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَطْلُبُ عِلْماً شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ.
22- ما، الأمالي للشيخ الطوسي بِإِسْنَادِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: لَسْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَى الشَّابَّ مِنْكُمْ إِلَّا غَادِياً «1» فِي حَالَيْنِ إِمَّا عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَرَّطَ فَإِنْ فَرَّطَ ضَيَّعَ فَإِنْ ضَيَّعَ أَثِمَ وَ إِنْ أَثِمَ سَكَنَ النَّارَ وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ.
23- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُفَضَّلِ الدُّؤَلِيِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَبِيحٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ «2» قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ «3» قَالَ مَرْحَباً بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ص سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ سَيَأْتِيكُمْ قَوْمٌ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ وَ إِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْراً قَالَ وَ يَقُولُ وَ أَنْتُمْ وَصِيَّةُ رَسُولِ اللَّهِ ص.
__________________________________________________
 (1) أي باكرا.
 (2) أورده صاحب تنقيح المقال في ج 3 ص 38 من الكنى و قال: لم أقف على اسمه و لا حاله في كتب أصحابنا نعم عن ابن حجر في التقريب أنّه عنونه و قال: اسمه عمارة بن جويرة- بالجيم مصغرا مشهور بكنيته، متروك و متهم من كذبه، شيعى من الرابعة مات سنة 134.
 (3) منسوب إلى خدرة- بضم الخاء و سكون الدال و فتح الراء- و هو حى من الأنصار اسمه سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة الابجر. و الابجر هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج عنونه الخاصّة و العامّة في كتبهم عده ابن عبد البر في الاستيعاب «ج 2 ذيل ص 44 من الإصابة» من الصحابة و قال: أول مشاهده الخندق، و غزا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم اثنتا عشرة غزوة، و كان ممن حفظ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله سننا كثيرة، و روى عنه علما جما و كان من نجباء الأنصار و علمائهم و فضلائهم، توفّي سنة 74 و روى عنه جماعة من الصحابة و جماعة من التابعين و نقل صاحب الإصابة «ج 2 ص 33» فى تاريخ وفاته ثلاثة أقوال اخرى سنة 63 و 64 و 65 و قال: استصغر باحد و استشهد أبوه بها. و نقل الكشّيّ في ص 25 من رجاله عن الفضل بن شاذان أنّه كان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام، و أورد في ص 26 روايات تدلّ على مدحه و انه كان مستقيما. و في ص 131 من التهذيب رواية تدلّ على استقامته.

170
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

24- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَسَنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ حَدَّثَنِي الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَاطْلُبُوا الْعِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ وَ اقْتَبِسُوهُ مِنْ أَهْلِهِ فَإِنَّ تَعْلِيمَهُ لِلَّهِ حَسَنَةٌ وَ طَلَبَهُ عِبَادَةٌ وَ الْمُذَاكَرَةَ بِهِ تَسْبِيحٌ وَ الْعَمَلَ بِهِ جِهَادٌ وَ تَعْلِيمَهُ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ وَ بَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ مَنَارُ سُبُلِ الْجَنَّةِ وَ الْمُونِسُ فِي الْوَحْشَةِ وَ الصَّاحِبُ فِي الْغُرْبَةِ وَ الْوَحْدَةِ وَ الْمُحَدِّثُ فِي الْخَلْوَةِ وَ الدَّلِيلُ عَلَى السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ السِّلَاحُ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَ الزَّيْنُ عِنْدَ الْأَخِلَّاءِ يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً فَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ قَادَةً تُقْتَبَسُ آثَارُهُمْ وَ يُهْتَدَى بِفِعَالِهِمْ وَ يُنْتَهَى إِلَى رَأْيِهِمْ وَ تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خُلَّتِهِمْ وَ بِأَجْنِحَتِهَا تَمْسَحُهُمْ وَ فِي صَلَاتِهَا تُبَارِكُ عَلَيْهِمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كُلُّ رَطْبٍ وَ يَابِسٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ وَ هَوَامُّهُ وَ سِبَاعُ الْبَرِّ وَ أَنْعَامُهُ إِنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ مِنَ الْجَهْلِ وَ ضِيَاءُ الْأَبْصَارِ مِنَ الظُّلْمَةِ وَ قُوَّةُ الْأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ يَبْلُغُ بِالْعَبْدِ مَنَازِلَ الْأَخْيَارِ وَ مَجَالِسَ الْأَبْرَارِ وَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ الذِّكْرُ فِيهِ يَعْدِلُ بِالصِّيَامِ وَ مُدَارَسَتُهُ بِالْقِيَامِ بِهِ يُطَاعُ الرَّبُّ وَ يُعْبَدُ وَ بِهِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ وَ بِهِ يُعْرَفُ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ الْعِلْمُ إِمَامُ الْعَمَلِ وَ الْعَمَلُ تَابِعُهُ يُلْهِمُهُ السُّعَدَاءَ وَ يَحْرِمُهُ الْأَشْقِيَاءَ فَطُوبَى لِمَنْ لَمْ يَحْرِمْهُ اللَّهُ مِنْهُ حَظَّهُ.
قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ وَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُدْرِكٍ التَّمَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الرَّازِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ كِنَانَةَ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعْلِيمَهُ لِلَّهِ حَسَنَةٌ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ.
قَالَ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ الْأَزْدِيُّ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَامِيِّ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَيْنٍ الْعَرَبِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْل‏

171
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

الْبَصْرَةِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعْلِيمَهُ لِلَّهِ حَسَنَةٌ وَ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الرِّضَا ع.
- عدة، عدة الداعي روى صاحب كتاب منتقى اليواقيت فيه مرفوعا إلى محمد بن علي بن الحسين و ذكر نحوه بيان يقال اقتبست منه نارا و اقتبست منه علما أي استفدته و المنار علم الطريق و مسح الملائكة بأجنحتها إما لإظهار الخلة أو لإفادة البركة أو لاستفادتها.
25- ما، الأمالي للشيخ الطوسي بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْعَالِمُ بَيْنَ الْجُهَّالِ كَالْحَيِّ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ وَ إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ وَ هَوَامُّهُ وَ سِبَاعُ الْبَرِّ وَ أَنْعَامُهُ فَاطْلُبُوا الْعِلْمَ فَإِنَّهُ السَّبَبُ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.
جا، المجالس للمفيد الجعابي عن ابن عقدة عن هارون بن عمرو المجاشعي عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه ع مثله.
26- ير، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَلَا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ بُغَاةَ «1» الْعِلْمِ.
27- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ فِي كُلِّ حَالٍ.
28- ير، بصائر الدرجات بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ.
ير، بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله عن عيسى بن عبد الله عن أحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ع مثله.
29- ير، بصائر الدرجات ابْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.
__________________________________________________
 (1) بضم الباء جمع باغ، أي طالب.

172
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

بيان هذه الأخبار تدل على وجوب طلب العلم و لا شك في وجوب طلب القدر الضروري من معرفة الله و صفاته و سائر أصول الدين و معرفة العبادات و شرائطها و المناهي و لو بالأخذ عن عالم عينا و الأشهر بين الأصحاب أن تحصيل أزيد من ذلك إما من الواجبات الكفائية أو من المستحبات.
30- ير، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: طَالِبُ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبِحَارِ وَ الطَّيْرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ.
31- ير، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ «1» عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ جَمِيعَ دَوَابِّ الْأَرْضِ لَتُصَلِّي عَلَى طَالِبِ الْعِلْمِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ.
32- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مِثْلَهُ.
33- ير، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنَّهُ مَنْ سَلَكَ مَسْلَكاً يَطْلُبُ فِيهِ الْعِلْمَ سَهَّلْتُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ.
34- ير، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: طَالِبُ الْعِلْمِ يُشَيِّعُهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ مَفْرِقِ السَّمَاءِ يَقُولُونَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.
بيان مفرق الرأس وسطه و أضيف إلى السماء لكونه في جهتها أو المراد به وسط السماء و لعل فيه سقطا و كان من مفرق رأسه إلى السماء.
35- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْعَالِمُ وَ الْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ فِي الْأَجْرِ لِلْعَالِمِ‏
__________________________________________________
 (1) مصغرا هو زياد بن عيسى أو رجاء من أصحاب الباقر و الصادق عليهما السلام روى عنهما، ذكره علماء الرجال و وثقوه و كان زامل ابا جعفر إلى مكّة و كان حسن المنزلة عند آل محمد.
مات في زمان الصادق عليه السلام، و له اخت تسمى حمادة تروى عن الصادق عليه السلام.

173
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

أَجْرَانِ وَ لِلْمُتَعَلِّمِ أَجْرٌ وَ لَا خَيْرَ فِي سِوَى ذَلِكَ.
36- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ وَ ابْنِ فَضَّالٍ مَعاً عَنْ جَمِيلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ الَّذِي تَعَلَّمَ الْعِلْمَ مِنْكُمْ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الَّذِي يُعَلِّمُهُ وَ لَهُ الْفَضْلُ عَلَيْهِ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ وَ عَلِّمُوهُ إِخْوَانَكُمْ كَمَا عَلَّمَكُمُ الْعُلَمَاءُ.
بيان ضمير له راجع إلى المعلم و قوله كما علمكم أي من غير تحريف و يحتمل أن يكون الكاف تعليلية.
37- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَغْدُو فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَ يَرُوحُ إِلَّا خَاضَ الرَّحْمَةَ خَوْضاً.
بيان خاض الرحمة أي دخل فيها بحيث أحاطت به.
38- ير، بصائر الدرجات ابْنُ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْعَالِمُ وَ الْمُتَعَلِّمُ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ.
بيان أي في أصل الأجر لا في قدره لئلا ينافي الأخبار الأخرى.
39- ثو، ثواب الأعمال مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ مُقَاتِلٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَغْدُو فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَوْ يَرُوحُ إِلَّا خَاضَ الرَّحْمَةَ وَ هَتَفَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ مَرْحَباً بِزَائِرِ اللَّهِ وَ سَلَكَ مِنَ الْجَنَّةِ مِثْلَ ذَلِكَ الْمَسْلَكِ.
بيان من زار العالم لله و لطلب العلم لوجه الله فكأنه زار الله.
40- سن، المحاسن أَبِي عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ «1» عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ لَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَا تَفَقُّهَ فِيهِ وَ لَا خَيْرَ فِي دُنْيَا لَا تَدَبُّرَ فِيهَا وَ لَا خَيْرَ فِي نُسُكٍ لَا وَرَعَ فِيهِ.
بيان لعل المراد بالتدبر في الدنيا التدبير فيها و ترك الإسراف و التقتير
__________________________________________________
 (1) بضم السين المهملة و فتح الخاء المعجمة، عده الشيخ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
و اسمه عاصم بن طريف، و في ص 17 من الكشّيّ رواية تدلّ على حسن حاله.

174
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

 أو التفكر في فنائها و ما يدعو إلى تركها و النسك العبادة و الورع اجتناب المحارم أو الشبهات أيضا.
41- ف، تحف العقول عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنَّ كَمَالَ الدِّينِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلُ بِهِ وَ أَنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَوْجَبُ عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِ الْمَالِ إِنَّ الْمَالَ مَقْسُومٌ بَيْنَكُمْ مَضْمُونٌ لَكُمْ قَدْ قَسَمَهُ عَادِلٌ بَيْنَكُمْ وَ ضَمِنَهُ سَيَفِي لَكُمْ بِهِ «1» وَ الْعِلْمَ مَخْزُونٌ عَلَيْكُمْ عِنْدَ أَهْلِهِ قَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْهُمْ فَاطْلُبُوهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ كَثْرَةَ الْمَالِ مَفْسَدَةٌ لِلدِّينِ مَقْسَاةٌ لِلْقُلُوبِ وَ أَنَّ كَثْرَةَ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلَ بِهِ مَصْلَحَةٌ لِلدِّينِ سَبَبٌ إِلَى الْجَنَّةِ وَ النَّفَقَاتُ تَنْقُصُ الْمَالَ وَ الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى إِنْفَاقِهِ وَ إِنْفَاقُهُ بَثُّهُ «2» إِلَى حَفَظَتِهِ وَ رُوَاتِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ صُحْبَةَ الْعَالِمِ وَ اتِّبَاعَهُ دِينٌ يُدَانُ اللَّهُ بِهِ وَ طَاعَتَهُ مَكْسَبَةٌ لِلْحَسَنَاتِ مَمْحَاةٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَ ذَخِيرَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ رِفْعَةٌ فِي حَيَاتِهِمْ وَ جَمِيلُ الْأُحْدُوثَةِ عَنْهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ إِنَّ الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ فَرَأْسُهُ التَّوَاضُعُ وَ عَيْنُهُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ وَ أُذُنُهُ الْفَهْمُ وَ لِسَانُهُ الصِّدْقُ وَ حِفْظُهُ الْفَحْصُ وَ قَلْبُهُ حُسْنُ النِّيَّةِ وَ عَقْلُهُ مَعْرِفَةُ الْأَسْبَابِ بِالْأُمُورِ وَ يَدُهُ الرَّحْمَةُ وَ هِمَّتُهُ السَّلَامَةُ وَ رِجْلُهُ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ وَ حِكْمَتُهُ الْوَرَعُ وَ مُسْتَقَرُّهُ النَّجَاةُ وَ فَائِدَتُهُ الْعَافِيَةُ وَ مَرْكَبُهُ الْوَفَاءُ وَ سِلَاحُهُ لَيِّنُ الْكَلَامِ وَ سَيْفُهُ الرِّضَا وَ قَوْسُهُ الْمُدَارَاةُ وَ جَيْشُهُ مُحَاوَرَةُ الْعُلَمَاءِ وَ مَالُهُ الْأَدَبُ «3» وَ ذَخِيرَتُهُ اجْتِنَابُ الذُّنُوبِ وَ زَادُهُ الْمَعْرُوفُ وَ مَأْوَاهُ الْمُوَادَعَةُ وَ دَلِيلُهُ الْهُدَى وَ رَفِيقُهُ صُحْبَةُ الْأَخْيَارِ.
بيان مفسدة و مكسبة و أضرابهما كل منهما إما اسم فاعل أو مصدر ميمي أو اسم آلة أو اسم مكان و في بعضها لا يحتمل بعض الوجوه كما لا يخفى و الأحدوثة بالضم ما يتحدث به ثم إنه ع أراد التنبيه على فضائل العلم فشبهه بشخص كامل روحاني له أعضاء و قوى كلها روحانية بعضها ظاهرة و بعضها باطنة فالظاهرة كالرأس و العين و الأذن و اللسان و اليد و الرجل و الباطنة كالحفظ و القلب و العقل و الهمة و الحكمة و له مستقر روحاني و مركب و سلاح و سيف و قوس و جيش‏
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: و سيفى لكم به.
 (2) بث الخبر: اذاعه و نشره.
 (3) ملكة تعصم من كانت فيه عما يشينه.

175
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

و مال و ذخيرة و زاد و مأوى و دليل و رفيق كلها معنوية روحانية ثم إنه ع بين انطباق هذا الشخص الروحاني بجميع أجزائه على هذا الهيكل الجسماني إكمالا للتشبيه و إفصاحا بأن العلم إذا استقر في قلب إنسان يملك جميع جوارحه و يظهر آثاره من كل منها فرأس العلم و هو التواضع يملك هذا الرأس الجسداني و يخرج منه التكبر و النخوة التي هو مسكنها و يستعمله فيما يقتضيه التواضع من الانكسار و التخشع و كما أن الرأس البدني بانتفائه ينتفي حياة البدن فكذا بانتفاء التواضع عند الخالق و الخلائق تنتفي حياة العلم فهو كجسد بلا روح لا يصير مصدرا لأثر و هاتان الجهتان ملحوظتان في جميع الفقرات و ذكرها يوجب الإطناب و ما ذكرناه كاف لأولي الألباب.
42- سن، المحاسن أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَا يَسَعُ النَّاسَ حَتَّى يَسْأَلُوا أَوْ يَتَفَقَّهُوا.
43- سن، المحاسن أَبِي وَ مُوسَى بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ يُونُسَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ هَلْ يَسَعُ النَّاسَ تَرْكُ الْمَسْأَلَةِ عَمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَالَ لَا.
44- سن، المحاسن النَّوْفَلِيُّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أُفٍّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ لَا يَجْعَلُ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ يَوْماً يَتَفَقَّهُ فِيهِ أَمْرَ دِينِهِ وَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ وَ رَوَى بَعْضٌ أُفٍّ لِكُلِّ رَجُلٍ مُسْلِمٍ.
بيان المراد بالجمعة الأسبوع تسمية للكل باسم الجزء.
45- سن، المحاسن جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيٌّ ع فِي كَلَامٍ لَهُ لَا يَسْتَحِي الْجَاهِلُ إِذَا لَمْ يَعْلَمْ أَنْ يَتَعَلَّمَ.
46- غو، غوالي اللئالي فِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ وَ قَبْلَ أَنْ يُجْمَعَ وَ جَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ ثُمَّ قَالَ الْعَالِمُ وَ الْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ فِي الْأَجْرِ وَ لَا خَيْرَ فِي سَائِرِ النَّاسِ بَعْدُ.
بيان لعل المراد بالجمع أيضا القبض و أخذه من مواطنه ليجمع في محل واحد

176
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

في علمه و علم مقربي جنابه.
47- غو، غوالي اللئالي رُوِيَ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ حَتَّى يَطَأَ عَلَيْهَا رِضًا بِهِ.
48- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ ص فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى إِبْلِيسَ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ.
49- وَ قَالَ ص مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
50- وَ قَالَ ص مَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى ذُلِّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً بَقِيَ فِي ذُلِّ الْجَهْلِ أَبَداً.
51- وَ قَالَ ص طَالِبُ الْعِلْمِ لَا يَمُوتُ أَوْ يَتَمَتَّعَ جِدُّهُ بِقَدْرِ كَدِّهِ.
بيان أو هنا بمعنى إلى أن أو إلا أن و الجد بالكسر الاجتهاد في الأمر و إسناد التمتع إلى الجد مجازي.
52- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ ص الْعِلْمُ مَخْزُونٌ عِنْدَ أَهْلِهِ وَ قَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْهُمْ.
53- وَ قَالَ الصَّادِقُ ع لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي الْعِلْمِ لَطَلَبُوهُ وَ لَوْ بِسَفْكِ الْمُهَجِ وَ خَوْضِ اللُّجَجِ.
بيان المهجة الدم أو دم القلب و الروح و اللجة معظم الماء.
54- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ ص طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ.
55- وَ قَالَ ص اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَ لَوْ بِالصِّينِ.
56- وَ قَالَ ص مَا عَلَى مَنْ لَا يَعْلَمُ مِنْ حَرَجٍ أَنْ يَسْأَلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ.
57- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ ص مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لِيَلْتَمِسَ بَاباً مِنَ الْعِلْمِ لِيَنْتَفِعَ بِهِ وَ يُعَلِّمَهُ غَيْرَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ «1» عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ صِيَامَهَا وَ قِيَامَهَا وَ حَفَّتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا وَ صَلَّى عَلَيْهِ طُيُورُ السَّمَاءِ وَ حِيتَانُ الْبَحْرِ وَ دَوَابُّ الْبَرِّ وَ أَنْزَلَهُ اللَّهُ مَنْزِلَةَ سَبْعِينَ صِدِّيقاً وَ كَانَ خَيْراً لَهُ مِنْ أَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا كُلُّهَا لَهُ فَجَعَلَهَا فِي الْآخِرَةِ.
58- جا، المجالس للمفيد ابْنُ قُولَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ هَارُونَ «2» عَنِ‏

__________________________________________________
 (1) بضم الخاء و سكون الطاء: ما بين القدمين عند المشى.
 (2) هو هارون بن مسلم، قال النجاشيّ في فهرسه ص 307 هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب السرمن‏رائي كان نزلها، و أصله الانبار يكنى أبا القاسم، ثقة وجه، و كان له مذهب في الجبر و التشبيه، لقى أبا محمّد و أبا الحسن عليهما السلام، له كتاب التوحيد، و كتاب الفضائل، و كتاب الخطب و كتاب المغازى، و كتاب الدعاء، و له مسائل لابى الحسن الثالث عليه السلام.

177
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

ابْنِ زِيَادٍ «1» قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَ كُنْتَ عَالِماً فَإِنْ قَالَ نَعَمْ قَالَ لَهُ أَ فَلَا عَمِلْتَ بِمَا عَلِمْتَ وَ إِنْ قَالَ كُنْتُ جَاهِلًا قَالَ لَهُ أَ فَلَا تَعَلَّمْتَ حَتَّى تَعْمَلَ فَيَخْصِمُهُ وَ ذَلِكَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ.
1- 59- م، تفسير الإمام عليه السلام قَالَ الْإِمَامُ ع دَخَلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا جَابِرُ قِوَامُ هَذِهِ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ عَالِمٌ يَسْتَعْمِلُ عِلْمَهُ وَ جَاهِلٌ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وَ غَنِيٌّ جَوَادٌ بِمَعْرُوفِهِ وَ فَقِيرٌ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَإِذَا كَتَمَ الْعَالِمُ الْعِلْمَ أَهْلَهُ وَ زَهَا الْجَاهِلُ فِي تَعَلُّمِ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَ بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ وَ بَاعَ الْفَقِيرُ دِينَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ حَلَّ الْبَلَاءُ وَ عَظُمَ الْعِقَابُ.
60- جع، جامع الأخبار عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَلْتَمِسُ بَاباً مِنَ الْعِلْمِ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ ثَوَابَ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ يَسْمَعُ أَوْ يَكْتُبُ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ وَ طَالِبُ الْعِلْمِ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ أَحَبَّهُ الْمَلَائِكَةُ وَ أَحَبَّهُ النَّبِيُّونَ وَ لَا يُحِبُّ الْعِلْمَ إِلَّا السَّعِيدُ فَطُوبَى لِطَالِبِ الْعِلْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَلْتَمِسُ بَاباً مِنَ الْعِلْمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ ثَوَابَ شَهِيدٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَ طَالِبُ الْعِلْمِ حَبِيبُ اللَّهِ وَ مَنْ أَحَبَّ الْعِلْمَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَ يُصْبِحُ وَ يُمْسِي فِي رِضَا اللَّهِ وَ لَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَشْرَبَ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ يَأْكُلَ مِنْ ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ وَ يَكُونُ فِي الْجَنَّةِ رَفِيقَ خَضِرٍ ع وَ هَذَا كُلُّهُ تَحْتَ هَذِهِ الْآيَةِ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ.
بيان المراد بثواب النبي إما ثواب عمل من أعماله أو ثوابه الاستحقاقي فإنه قليل بالنظر إلى ما يتفضل الله تعالى عليه من الثواب و كذا الشهيد.
__________________________________________________
 (1) هو مسعدة، عنونه النجاشيّ في كتابه ص 295 فقال: مسعدة بن زياد الربعى ثقة، عين، روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام، له كتاب في الحلال و الحرام مبوب، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال:
حدّثنا أحمد بن محمّد الزرارى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد بكتابه.

178
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

61- ضه، روضة الواعظين قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قِوَامُ الدِّينِ بِأَرْبَعَةٍ بِعَالِمٍ نَاطِقٍ مُسْتَعْمِلٍ لَهُ وَ بِغَنِيٍّ لَا يَبْخَلُ بِفَضْلِهِ عَلَى أَهْلِ دِينِ اللَّهِ وَ بِفَقِيرٍ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ وَ بِجَاهِلٍ لَا يَتَكَبَّرُ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ فَإِذَا اكْتَتَمَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ وَ بَخِلَ الْغَنِيُّ وَ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ وَ اسْتَكْبَرَ الْجَاهِلُ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ رَجَعَتِ الدُّنْيَا عَلَى تُرَاثِهَا قَهْقَرَى وَ لَا تَغُرَّنَّكُمْ كَثْرَةُ الْمَسَاجِدِ وَ أَجْسَادُ قَوْمٍ مُخْتَلِفَةٍ قِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَيْفَ الْعَيْشُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فَقَالَ خَالِطُوهُمْ بِالْبَرَّانِيَّةِ يَعْنِي فِي الظَّاهِرِ وَ خَالِفُوهُمْ فِي الْبَاطِنِ لِلْمَرْءِ مَا اكْتَسَبَ وَ هُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ وَ انْتَظِرُوا مَعَ ذَلِكَ الْفَرَجَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى.
بيان رجعت الدنيا على تراثها كذا فيما عندنا من النسخ و لعل المراد رجعت مع ما أورثه الناس من الأموال و النعم أي يسلب عن الناس نعمهم عقوبة على هذه الخصال و الأصوب على ورائها كما سيأتي «1» و قال في النهاية في حديث سلمان من أصلح جوانيه أصلح الله برانيه أراد بالبراني العلانية و الألف و النون من زيادات النسب كما قالوا في صنعاء صنعاني و أصله من قولهم خرج فلان برا أي خرج إلى البر و الصحراء قوله ع للمرء ما اكتسب بيان لأنه لا يضركم الكون معهم فإن لكم أعمالكم و أنتم تحشرون في الآخرة مع الأئمة الذين تحبونهم.
62- ضه، روضة الواعظين قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الشَّاخِصُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَ كَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَلَا يَرْجِعُ إِلَّا مَغْفُوراً.
63- وَ قَالَ ع لَا عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ وَ لَا شَرَفَ كَالْعِلْمِ.
بيان المراد بالشخوص الخروج من البلد أو الأعم منه و من الخروج من البيت و قوله ع لا علم كالتفكر أي كالعلم الحاصل بالتفكر أو المراد بالعلم ما يوجبه مجازا.
__________________________________________________
 (1) الظاهر أن المراد من رجوع الدنيا إلى تراثها رجوعها إلى الجاهليّة الأولى التي تركتها أهل الجاهلية و قد نسخها الإسلام و بث العلم النافع في الدنيا، و مع ترك العلم و افساد التربية الدينية يرجع الناس الى تراثهم الأولى و هو الجهل و العمى و الفساد. ط.

179
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

64- ضه، روضة الواعظين قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا مُؤْمِنُ إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ وَ الْأَدَبَ ثَمَنُ نَفْسِكَ فَاجْتَهِدْ فِي تَعَلُّمِهِمَا فَمَا يَزِيدُ مِنْ عِلْمِكَ وَ أَدَبِكَ يَزِيدُ فِي ثَمَنِكَ وَ قَدْرِكَ فَإِنَّ بِالْعِلْمِ تَهْتَدِي إِلَى رَبِّكَ وَ بِالْأَدَبِ تُحْسِنُ خِدْمَةَ رَبِّكَ وَ بِأَدَبِ الْخِدْمَةِ يَسْتَوْجِبُ الْعَبْدُ وَلَايَتَهُ وَ قُرْبَهُ فَاقْبَلِ النَّصِيحَةَ كَيْ تَنْجُوَ مِنَ الْعَذَابِ.
65- ضه، روضة الواعظين قَالَ النَّبِيُّ ص اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَ لَوْ بِالصِّينِ فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.
66- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ تَعَلَّمَ مَسْأَلَةً وَاحِدَةً قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلْفَ قَلَائِدَ مِنَ النُّورِ وَ غَفَرَ لَهُ أَلْفَ ذَنْبٍ وَ بَنَى لَهُ مَدِينَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ كَتَبَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى جَسَدِهِ حَجَّةً.
67- ضه، روضة الواعظين قَالَ النَّبِيُّ ص مَنْ تَعَلَّمَ بَاباً مِنَ الْعِلْمِ عَمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يَعْمَلْ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً.
68- ما، الأمالي للشيخ الطوسي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا خَرَجَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ نَادَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ فَوْقِ الْعَرْشِ مَرْحَباً بِكَ «1» يَا عَبْدِي أَ تَدْرِي أَيَّ مَنْزِلَةٍ تَطْلُبُ وَ أَيَّ دَرَجَةٍ تَرُومُ «2» تُضَاهِي «3» مَلَائِكَتِي الْمُقَرَّبِينَ لِتَكُونَ لَهُمْ قَرِيناً لَأُبَلِّغَنَّكَ مُرَادَكَ وَ لَأُوصِلَنَّكَ بِحَاجَتِكَ فَقِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع مَا مَعْنَى مُضَاهَاةِ مَلَائِكَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْمُقَرَّبِينَ لِيَكُونَ لَهُمْ قَرِيناً قَالَ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ وَ ثَنَّى بِمَلَائِكَتِهِ وَ ثَلَّثَ بِأُولِي الْعِلْمِ الَّذِينَ هُمْ قُرَنَاءُ مَلَائِكَتِهِ وَ سَيِّدُهُمْ مُحَمَّدٌ ص وَ ثَانِيهِمْ عَلِيٌّ ع وَ ثَالِثُهُمْ أَهْلُهُ وَ أَحَقُّهُمْ بِمَرْتَبَتِهِ بَعْدَهُ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثُمَّ أَنْتُمْ مَعَاشِرَ الشِّيعَةِ الْعُلَمَاءُ بِعِلْمِنَا تأولون «4» [تَالُونَ لَنَا] مَقْرُونُونَ بِنَا وَ بِمَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ‏
__________________________________________________
 (1) أي صادفت سعة و رحبا.
 (2) أي تريد.
 (3) أي تشابه و تشاكل.
 (4) كذا في النسخة و يحتمل أن تكون مصحف نازلون.

180
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

شُهَدَاءُ لِلَّهِ بِتَوْحِيدِهِ وَ عَدْلِهِ وَ كَرَمِهِ وَ جُودِهِ قَاطِعُونَ لِمَعَاذِيرِ الْمُعَانِدِينَ مِنْ إِمَائِهِ وَ عَبِيدِهِ فَنِعْمَ الرَّأْيُ لِأَنْفُسِكُمْ رَأَيْتُمْ وَ نِعْمَ الْحَظُّ الْجَزِيلُ اخْتَرْتُمْ وَ بِأَشْرَفِ السَّعَادَةِ سَعِدْتُمْ حِينَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ ع قُرِنْتُمْ وَ عُدُولُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ شَاهِرِينَ بِتَوْحِيدِهِ وَ تَمْجِيدِهِ جُعِلْتُمْ وَ هَنِيئاً لَكُمْ إِنَّ مُحَمَّداً لَسَيِّدُ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ وَ إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ الْمُوَالِينَ أَوْلِيَاءَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَ الْمُتَبَرِّءِينَ مِنْ أَعْدَائِهِمَا أَفْضَلُ أُمَمِ الْمُرْسَلِينَ وَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ عَمَلًا إِلَّا بِهَذَا الِاعْتِقَادِ وَ لَا يَغْفِرُ لَهُ ذَنْباً وَ لَا يَقْبَلُ لَهُ حَسَنَةً وَ لَا يَرْفَعُ لَهُ دَرَجَةً إِلَّا بِهِ.
69- ختص، الإختصاص أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: وَ اللَّهِ مَا بَرَأَ اللَّهُ مِنْ بَرِيَّةٍ أَفْضَلَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ مِنِّي وَ أَهْلِ بَيْتِي وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَلَبَةِ الْعِلْمِ مِنْ شِيعَتِنَا.
70- ختص، الإختصاص قَالَ الْبَاقِرُ ع الرُّوحُ عِمَادُ الدِّينِ وَ الْعِلْمُ عِمَادُ الرُّوحِ وَ الْبَيَانُ عِمَادُ الْعِلْمِ.
71- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيِّ عَنِ ابْنِ نَهِيكٍ «1» عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص طَالِبُ الْعِلْمِ بَيْنَ الْجُهَّالِ كَالْحَيِّ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ.
72- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُسَافِرٍ الْهُذَلِيِّ عَنْ‏
__________________________________________________
 (1) وزان زبير كنية لعبد اللّه بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعيّ، او عبيد اللّه على اختلاف فيه عنونه العلامة رحمه اللّه في الخلاصة و الشيخ في فهرسه مكبرا و النجاشيّ مصغرا، و وصفه النجاشيّ في ص 160 بقوله: عبيد اللّه بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعيّ الشيخ الصدوق ثقة، و آل نهيك بالكوفة بيت من أصحابنا: منهم عبد اللّه بن محمّد و عبد الرحمن السمريين «السمريان ظ» و غيرهما.
له كتاب النوادر، اخبرنا القاضي أبو الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن، قال: اشتملت إجازة ابى القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسوى و أراناها على سائر ما رواه عبيد اللّه بن أحمد بن نهيك، و قال: كان بالكوفة و خرج الى مكّة، و قال حميد بن زياد في فهرسه: سمعت من عبيد اللّه كتاب المناسك و كتاب الحجّ، و كتاب فضائل الحجّ، و كتاب الثلاث و الاربع، و كتاب المثالب، و لا ادرى قرأها حميد عليه و هي من مصنّفاته او هي لغيره.

181
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْلَى عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عُمَرَ بْنِ صَبِيحٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ ع وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ: مَنْ خَرَجَ يَطْلُبُ بَاباً مِنْ عِلْمٍ لِيَرُدَّ بِهِ بَاطِلًا إِلَى حَقٍّ أَوْ ضَلَالَةً إِلَى هُدًى كَانَ عَمَلُهُ ذَلِكَ كَعِبَادَةِ مُتَعَبِّدٍ أَرْبَعِينَ عَاماً.
73- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي غُنْدَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَمَالُ الْمُؤْمِنِ فِي ثَلَاثِ خِصَالٍ تَفَقُّهٍ فِي دِينِهِ وَ الصَّبْرِ عَلَى النَّائِبَةِ وَ التَّقْدِيرِ فِي الْمَعِيشَةِ.
17- 74- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ يَحْيَى عَنْ حَمْدَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي خُطْبَتِهِ يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ لَا تَشْغَلْكَ الدُّنْيَا وَ لَا أَهْلٌ وَ لَا مَالٌ عَنْ نَفْسِكَ أَنْتَ يَوْمَ تُفَارِقُهُمْ كَضَيْفٍ بِتَّ فِيهِمْ ثُمَّ غَدَوْتَ عَنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ كَمَنْزِلٍ تَحَوَّلْتَ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ وَ مَا بَيْنَ الْبَعْثِ وَ الْمَوْتِ إِلَّا كَنَوْمَةٍ نِمْتَهَا ثُمَّ اسْتَيْقَظْتَ عَنْهَا يَا جَاهِلُ تَعَلَّمِ الْعِلْمَ فَإِنَّ قَلْباً لَيْسَ فِيهِ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْعِلْمِ كَالْبَيْتِ الْخَرَابِ الَّذِي لَا عَامِرَ لَهُ.
75- نُقِلَ مِنْ خَطِّ الْوَزِيرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلْقَمِيِّ قَالَ أَمْلَاهُ عَلَيَّ الشَّيْخُ الصَّنْعَانِيُّ أَبْقَاهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ثَالِثِ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ سِتِّمِائَةٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ ص مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَ طَالِبُ دُنْيَا فَأَمَّا طَالِبُ الْعِلْمِ فَيَزْدَادُ رِضَا الرَّحْمَنِ وَ أَمَّا طَالِبُ الدُّنْيَا فَيَتَمَادَى فِي الطُّغْيَانِ.
76- نهج، نهج البلاغة الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ الْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ.
77- وَ قَالَ ع قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ.
قال السيد رضي الله عنه و هذه الكلمة التي لا تصاب لها قيمة و لا توزن بها حكمة و لا تقرن إليها كلمة.
78- وَ قَالَ ع إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ.

182
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

79- وَ قَالَ ع إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالْأَنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاءُوا بِهِ ثُمَّ تَلَا ع إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا.
بيان في بعض النسخ أعملهم و هو أظهر.
80- نهج، نهج البلاغة سُئِلَ ع عَنِ الْخَيْرِ مَا هُوَ فَقَالَ لَيْسَ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَ وَلَدُكَ وَ لَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ وَ يَعْظُمَ حِلْمُكَ الْخَبَرَ.
81- وَ قَالَ ع لَا شَرَفَ كَالْعِلْمِ وَ لَا عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ.
82- وَ قَالَ ع كُلُّ وِعَاءٍ يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ إِلَّا وِعَاءَ الْعِلْمِ فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ.
83- وَ قَالَ: مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ الْعِلْمِ وَ طَالِبُ دُنْيَا.
84 كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع النَّاسُ أَبْنَاءُ مَا يُحْسِنُونَ.
85- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْجَاهِلُ صَغِيرٌ وَ إِنْ كَانَ شَيْخاً وَ الْعَالِمُ كَبِيرٌ وَ إِنْ كَانَ حَدَثاً «1».
86- وَ قَالَ ع مَنْ عُرِفَ بِالْحِكْمَةِ لَحَظَتْهُ الْعُيُونُ بِالْوَقَارِ.
87- وَ قَالَ ع الْمَوَدَّةُ أَشْبَكُ الْأَنْسَابِ وَ الْعِلْمُ أَشْرَفُ الْأَحْسَابِ.
88- وَ قَالَ ع لَا كَنْزَ أَنْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ وَ لَا قَرِينَ سَوْءٍ شَرٌّ مِنَ الْجَهْلِ.
89- وَ قَالَ ع عَلَيْكُمْ بِطَلَبِ الْعِلْمِ فَإِنَّ طَلَبَهُ فَرِيضَةٌ وَ هُوَ صِلَةٌ بَيْنَ الْإِخْوَانِ وَ دَالٌّ عَلَى الْمُرُوءَةِ وَ تُحْفَةٌ فِي الْمَجَالِسِ وَ صَاحِبٌ فِي السَّفَرِ وَ أُنْسٌ فِي الْغُرْبَةِ.
90- وَ قَالَ ع الشَّرِيفُ مَنْ شَرَّفَهُ عِلْمُهُ.
91- وَ قَالَ ع مَنْ عَرَفَ الْحِكْمَةَ لَمْ يَصْبِرْ مِنَ الِازْدِيَادِ مِنْهَا.
92- وَ قَالَ الصَّادِقُ ع الْمُلُوكُ حُكَّامٌ عَلَى النَّاسِ وَ الْعُلَمَاءُ حُكَّامٌ عَلَى الْمُلُوكِ.
93- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْكَلِمَةُ مِنَ الْحِكْمَةِ يَسْمَعُهَا الرَّجُلُ فَيَقُولُ أَوْ يَعْمَلُ بِهَا خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ.
94 مُنْيَةُ الْمُرِيدِ، قَالَ النَّبِيُّ ص مَنْ طَلَبَ عِلْماً فَأَدْرَكَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كِفْلَيْنِ «2»

__________________________________________________
 (1) الحدث: الشاب.
 (2) الكفل: الضعف من الأجر و الاثم، الحظ و النصيب.

183
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

مِنَ الْأَجْرِ وَ مَنْ طَلَبَ عِلْماً فَلَمْ يُدْرِكْهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كِفْلًا مِنَ الْأَجْرِ.
95- وَ قَالَ ص مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عُتَقَاءِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْمُتَعَلِّمِينَ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ مُتَعَلِّمٍ يَخْتَلِفُ إِلَى بَابِ الْعَالِمِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَ بَنَى اللَّهُ بِكُلِّ قَدَمٍ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ وَ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَ هِيَ تَسْتَغْفِرُ لَهُ وَ يُمْسِي وَ يُصْبِحُ مَغْفُوراً لَهُ وَ شَهِدَتِ الْمَلَائِكَةُ أَنَّهُمْ عُتَقَاءُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ.
96- وَ قَالَ ص مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ فَهُوَ كَالصَّائِمِ نَهَارَهُ الْقَائِمِ لَيْلَهُ وَ إِنَّ بَاباً مِنَ الْعِلْمِ يَتَعَلَّمُهُ الرَّجُلُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَبُو قُبَيْسٍ ذَهَباً فَأَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
97- وَ قَالَ ص مَنْ جَاءَهُ الْمَوْتُ وَ هُوَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لِيُحْيِيَ بِهِ الْإِسْلَامَ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ دَرَجَةٌ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ.
98- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِداً خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ.
99- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى خَيْرٌ لَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا.
100- وَ قَالَ ص إِنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَ الْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضاً وَ كَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ فَقَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَ الْعُشْبَ «1» الْكَثِيرَ وَ كَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ «2» أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ وَ شَرِبُوا مِنْهَا وَ سَقَوْا وَ زَرَعُوا وَ أَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ «3» لَا تُمْسِكُ مَاءً وَ لَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَ تَفَقَّهَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَ عَلَّمَ وَ مَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً وَ لَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ.
101 وَ قَالَ ص مَنْ غَدَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَظَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ وَ بُورِكَ لَهُ فِي مَعِيشَتِهِ وَ لَمْ يَنْقُصْ مِنْ رِزْقِهِ.
__________________________________________________
 (1) الكلاء: نبات الأرض ممّا ترعاه الانعام رطبه و يابسه، و العشب بالضم و السكون هو الكلأ الرطب.
 (2) الاجادب: الاراضى التي لا نبت فيها.
 (3) بكسر القاف جمع القاع و هي أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال و الآكام. و يأتي جمعها أيضا على قيع و قيعة بكسر القاف فيهما و على أقواع و اقوع.

184
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث علیه و ثواب العالم و المتعلم ص 162

102 وَ قَالَ ص نَوْمٌ مَعَ عِلْمٍ خَيْرٌ مِنْ صَلَاةٍ مَعَ جَهْلٍ.
103 وَ قَالَ ص أَيُّمَا نَاشٍ نَشَأَ فِي الْعِلْمِ وَ الْعِبَادَةِ حَتَّى يَكْبَرَ أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ اثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ صِدِّيقاً.
104 وَ قَالَ ص قَلِيلٌ مِنَ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعِبَادَةِ.
105 وَ قَالَ ص مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا لِيَتَعَلَّمَ خَيْراً أَوْ لِيُعَلِّمَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ مُعْتَمِرٍ تَامَّ الْعُمْرَةِ وَ مَنْ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا لِيَتَعَلَّمَ خَيْراً أَوْ لِيُعَلِّمَهُ فَلَهُ أَجْرُ حَاجٍّ تَامَّ الْحِجَّةِ.
106 وَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ غَسَّانَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ص وَ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ مُتَّكِئٌ عَلَى بُرْدٍ لَهُ أَحْمَرَ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ فَقَالَ مَرْحَباً بِطَالِبِ الْعِلْمِ إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَتَحُفُّهُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضاً حَتَّى يَبْلُغُوا سَمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ مَحَبَّتِهِمْ لِمَا يُطْلَبُ.
107 وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع كَفَى بِالْعِلْمِ شَرَفاً أَنْ يَدَّعِيَهُ مَنْ لَا يُحْسِنُهُ وَ يَفْرَحَ إِذَا نُسِبَ إِلَيْهِ وَ كَفَى بِالْجَهْلِ ذَمّاً يَبْرَأُ مِنْهُ مَنْ هُوَ فِيهِ.
108 وَ عَنْهُ ع أَيْضاً الْعِلْمُ أَفْضَلُ مِنَ الْمَالِ بِسَبْعَةٍ الْأَوَّلُ أَنَّهُ مِيرَاثُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمَالَ مِيرَاثُ الْفَرَاعِنَةِ الثَّانِي الْعِلْمُ لَا يَنْقُصُ بِالنَّفَقَةِ وَ الْمَالُ يَنْقُصُ بِهَا الثَّالِثُ يَحْتَاجُ الْمَالُ إِلَى الْحَافِظِ وَ الْعِلْمُ يَحْفَظُ صَاحِبَهُ الرَّابِعُ الْعِلْمُ يَدْخُلُ فِي الْكَفَنِ وَ يَبْقَى الْمَالُ الْخَامِسُ الْمَالُ يَحْصُلُ لِلْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ وَ الْعِلْمُ لَا يَحْصُلُ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ خَاصَّةً السَّادِسُ جَمِيعُ النَّاسِ يَحْتَاجُونَ إِلَى صَاحِبِ الْعِلْمِ فِي أَمْرِ دِينِهِمْ وَ لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى صَاحِبِ الْمَالِ السَّابِعُ الْعِلْمُ يُقَوِّي الرَّجُلَ عَلَى الْمُرُورِ عَلَى الصِّرَاطِ وَ الْمَالُ يَمْنَعُهُ.
109 وَ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لَطَلَبُوهُ وَ لَوْ بِسَفْكِ الْمُهَجِ وَ خَوْضِ اللُّجَجِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَانِيَالَ أَنَّ أَمْقَتَ عَبِيدِي إِلَيَّ الْجَاهِلُ الْمُسْتَخِفُّ بِحَقِّ أَهْلِ الْعِلْمِ التَّارِكُ لِلِاقْتِدَاءِ بِهِمْ وَ أَنَّ أَحَبَّ عِبَادِي عِنْدِي «1»

__________________________________________________
 (1) و في نسخة: و أن أحبّ عبيدى إلى.

185
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 أصناف الناس فی العلم و فضل حب العلماء ص 186

التَّقِيُّ الطَّالِبُ لِلثَّوَابِ الْجَزِيلِ اللَّازِمُ لِلْعُلَمَاءِ التَّابِعُ للحكماء «1» [لِلْحُلَمَاءِ] الْقَابِلُ عَنِ الْحُكَمَاءِ.
110 وَ فِي الْإِنْجِيلِ فِي السُّورَةِ السَّابِعَةَ عَشَرَ مِنْهُ وَيْلٌ لِمَنْ سَمِعَ بِالْعِلْمِ وَ لَمْ يَطْلُبْهُ كَيْفَ يُحْشَرُ مَعَ الْجُهَّالِ إِلَى النَّارِ اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَ تَعَلَّمُوهُ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِنْ لَمْ يُسْعِدْكُمْ لَمْ يُشْقِكُمْ وَ إِنْ لَمْ يَرْفَعْكُمْ لَمْ يَضَعْكُمْ وَ إِنْ لَمْ يُغْنِكُمْ لَمْ يُفْقِرْكُمْ وَ إِنْ لَمْ يَنْفَعْكُمْ لَمْ يَضُرَّكُمْ وَ لَا تَقُولُوا نَخَافُ أَنْ نَعْلَمَ فَلَا نَعْمَلَ وَ لَكِنْ قُولُوا نَرْجُو أَنْ نَعْلَمَ وَ نَعْمَلَ وَ الْعِلْمُ يَشْفَعُ لِصَاحِبِهِ وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُخْزِيَهُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا مَعْشَرَ الْعُلَمَاءِ مَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّكُمْ فَيَقُولُونَ ظَنُّنَا أَنْ تَرْحَمَنَا وَ تَغْفِرَ لَنَا فَيَقُولُ تَعَالَى فَإِنِّي قَدْ فَعَلْتُ إِنِّي اسْتَوْدَعْتُكُمْ حِكْمَتِي لَا لِشَرٍّ أَرَدْتُهُ بِكُمْ بَلْ لِخَيْرٍ أَرَدْتُهُ بِكُمْ فَادْخُلُوا فِي صَالِحِ عِبَادِي إِلَى جَنَّتِي وَ رَحْمَتِي.
111 وَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَابٌ مِنَ الْعِلْمِ تَتَعَلَّمُهُ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً وَ قَالَ سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِذَا جَاءَ الْمَوْتُ طَالِبَ الْعِلْمِ وَ هُوَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ مَاتَ شَهِيداً.
112 كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنَّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ اقْتَرِبُوا اقْتَرِبُوا وَ اسْأَلُوا فَإِنَّ الْعِلْمَ يُقْبَضُ قَبْضاً وَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى بَطْنِهِ وَ يَقُولُ أَمَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ مَمْلُوٌّ شَحْماً وَ لَكِنَّهُ مَمْلُوٌّ عِلْماً وَ اللَّهِ مَا مِنْ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَ لَا فِي الْأَرْضِ فِي بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ وَ لَا سَهْلٍ وَ لَا جَبَلٍ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَنْ نَزَلَتْ وَ فِي أَيِّ يَوْمٍ وَ فِي أَيِّ سَاعَةٍ نَزَلَتْ.
باب 2 أصناف الناس في العلم و فضل حب العلماء
1- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ الْوَشَّاءِ «2» عَنْ أَحْمَدَ بْنِ‏

__________________________________________________
 (1) و في نسخة: للحلماء.
 (2) بفتح الواو و الشين المشددة نسبة الى بيع الوشى و هو نوع من الثياب المعمولة من الابريسم و هو لقب للحسن بن عليّ بن زياد المترجم في رجال النجاشيّ و غيره من التراجم مع ذكر جميل.

186
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 أصناف الناس فی العلم و فضل حب العلماء ص 186

عَائِذٍ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: النَّاسُ يَغْدُونَ عَلَى ثَلَاثَةٍ عَالِمٍ وَ مُتَعَلِّمٍ وَ غُثَاءٍ فَنَحْنُ الْعُلَمَاءُ وَ شِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَ سَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ.
ير، بصائر الدرجات ابن عيسى مثله- ير، بصائر الدرجات محمد بن عبد الحميد عن ابن عميرة عن أبي سلمة «1» عن أبي عبد الله مثله- ير، بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة مثله- ير، بصائر الدرجات ابن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن جميل عن أبي عبد الله ع قال يغدو الناس على ثلاثة صنوف و ذكر مثله بيان قال الجوهري الغثاء بالضم و المد ما يحمله السيل من القماش و كذا الغثاء بالتشديد.
2- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ غَيْرِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً أَوْ أَحِبَّ الْعُلَمَاءَ وَ لَا تَكُنْ رَابِعاً فَتَهْلِكَ بِبُغْضِهِمْ.
3- ل، الخصال مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: النَّاسُ اثْنَانِ عَالِمٌ وَ مُتَعَلِّمٌ وَ سَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ وَ الْهَمَجُ فِي النَّارِ.
بيان الهمج بالتحريك جمع همجة و هي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم و الحمير و أعينها كذا ذكره الجوهري.
4- ل، الخصال حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الشَّاهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْخَوَاصُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكَرِيمِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: خَرَجَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَخَذَ بِيَدِي وَ أَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ وَ جَلَسَ وَ جَلَسْتُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا
__________________________________________________
 (1) هذا و أبو خديجة المتقدم في السند المتلو و الآتي في السند التالى كلاهما كنية لسالم بن مكرم ابن عبد اللّه الجمال الكوفيّ مولى بنى أسد، كانت اولا كنيته أبا خديجة فبدلها أبو عبد اللّه عليه السلام أبا سلمة، روى عن أبي عبد اللّه و أبى الحسن عليهما السلام، قال النجاشيّ في حقه: ثقة ثقة.

187
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 أصناف الناس فی العلم و فضل حب العلماء ص 186

كُمَيْلُ احْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ النَّاسُ ثَلَاثَةٌ عَالِمٌ رَبَّانِيٌّ وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ وَ هَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ «1» وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ يَا كُمَيْلُ الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَ أَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ وَ الْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ وَ الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الْإِنْفَاقِ يَا كُمَيْلُ مَحَبَّةُ الْعَالِمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ يَكْسِبُهُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ وَ جَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَمَنْفَعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ يَا كُمَيْلُ مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَ هُمْ أَحْيَاءٌ وَ الْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وَ أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ هَاهْ «2» إِنَّ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ لَعِلْماً لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً بَلَى أَصَبْتُ لَهُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُونٍ يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا وَ يَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ بِنِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ لِيَتَّخِذَهُ الضُّعَفَاءُ وَلِيجَةً مِنْ دُونِ وَلِيِّ الْحَقِّ أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْعِلْمِ لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ يَقْدَحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ أَلَا لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ فَمَنْهُومٌ بِاللَّذَّاتِ سَلِسَ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ أَوْ مُغْرًى بِالْجَمْعِ وَ الِادِّخَارِ لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ «3» أَقْرَبُ شَبَهاً بِهِمَا الْأَنْعَامُ السَّائِمَةُ كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ بِحُجَّةٍ ظَاهِرٍ أَوْ خافي «4» [خَافٍ‏] مَغْمُورٍ لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَ بَيِّنَاتُهُ وَ كَمْ ذَا وَ أَيْنَ أُولَئِكَ الْأَقَلُّونَ عَدَداً الْأَعْظَمُونَ خَطَراً بِهِمْ يَحْفَظُ اللَّهُ حُجَجَهُ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ وَ يَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقَائِقِ الْأُمُورِ فَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ وَ اسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ وَ أَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَى يَا كُمَيْلُ أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ هَايْ هَايْ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ.
5- ف، تحف العقول إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا احْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ إِلَى آخِرِ الْخَبَرِ.
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: لم يستضيئوا بنور العلم فيهتدون.
 (2) و في نسخة: آه آه.
 (3) و في النهج: ليسا من رعاة الدين في شي‏ء.
 (4) و في نسخة: او خائف.

188
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 أصناف الناس فی العلم و فضل حب العلماء ص 186

6- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ خَدِيجٍ «1» عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ قَدْ صَلَّيْنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَأَخَذَ بِيَدِي حَتَّى خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَشَى حَتَّى خَرَجَ إِلَى ظَهْرِ الْكُوفَةِ لَا يُكَلِّمُنِي بِكَلِمَةٍ فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ يَا كُمَيْلُ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا احْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ إِلَى آخِرِ الْخَبَرِ إِلَّا أَنَّ فِيهِ صُحْبَةَ الْعَالِمِ دِينٌ يُدَانُ اللَّهُ بِهِ يَا كُمَيْلُ مَنْفَعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ يَا كُمَيْلُ مَاتَ خُزَّانُ الْمَالِ وَ الْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وَ أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ هَاهْ هَاهْ إن هاهنا يقتدح الشك بشبهة ظاهر مشهور أو مستتر مغمور و بيناته و إن أولئك أرواح اليقين ما استوعره خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ هَاهْ هَاهْ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ ثُمَّ نَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي وَ قَالَ انْصَرِفْ إِذَا شِئْتَ.
7- نهج، نهج البلاغة قَالَ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ أَخَذَ بِيَدِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانَةِ فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ «2» ثُمَّ قَالَ يَا كُمَيْلُ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ «3» الْخَبَرَ.
كتاب الغارات للثقفي بإسناده مثله بيان سيأتي هذا الخبر بأسانيد جمة «4» في باب الاضطرار إلى الحجة و الجبان و الجبانة بالتشديد الصحراء و تسمى بهما المقابر أيضا و أصحر أي أخرج إلى الصحراء و أوعاها أي أحفظها للعلم و أجمعها و الرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف و النون على خلاف القياس كالرقباني قال الجوهري الرباني المتأله العارف بالله تعالى و كذا قال الفيروزآبادي و قال في الكشاف الرباني هو شديد التمسك بدين الله تعالى و طاعته و قال في مجمع البيان هو الذي يرب أمر الناس بتدبيره و
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: جريح.
 (2) أي تنفس تنفسا طويلا من تعب أو كرب.
 (3) جمع الوعاء- بكسر الواو و ضمها-: ما يجمع و يحفظ فيه الشي‏ء. شبهها عليه السلام بالاوعية لكونها محلا للعلوم و المعارف.
 (4) بفتح الجيم و ضمها: كثيرة.

189
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 أصناف الناس فی العلم و فضل حب العلماء ص 186

إصلاحه إياه «1» و الهمج قد مر و الرعاع الأحداث الطغام من العوام و السفلة و أمثالهم و النعيق صوت الراعي بغنمه و يقال لصوت الغراب أيضا و المراد أنهم لعدم ثباتهم على عقيدة من العقائد و تزلزلهم في أمر الدين يتبعون كل داع و يعتقدون بكل مدع و يخبطون خبط العشواء من غير تميز بين محق و مبطل و لعل في جمع هذا القسم و إفراد القسمين الأولين إيماء إلى قلتهما و كثرته كما ذكره الشيخ البهائي رحمه الله و الركن الوثيق هو العقائد الحقة البرهانية اليقينية التي يعتمد عليها في دفع الشبهات و رفع مشقة الطاعات و العلم يحرسك أي من مخاوف الدنيا و الآخرة و الفتن و الشكوك و الوساوس الشيطانية و المال تنقصه و في ف تفنيه و العلم يزكو على الإنفاق أي ينمو و يزيد به إما لأن كثرة المدارسة توجب وفور الممارسة و قوة الفكر أو لأن الله تعالى يفيض من خزائن علمه على من لا يبخل به.
و قال الشيخ البهائي رحمه الله كلمة على يجوز أن تكون بمعنى مع كما قالوا في قوله تعالى وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى‏ ظُلْمِهِمْ «2» و أن تكون للسببية و التعليل كما قالوه في قوله تعالى وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‏ ما هَداكُمْ «3» و في ف بعد ذلك و العلم حاكم و المال محكوم عليه إذ بالعلم يحكم على الأموال في القضاء و ينتزع من أحد الخصمين و يصرف إلى الآخر و أيضا إنفاقه و جمعه على وفق العلم بوجوه تحصيله و مصارفه محبة العالم دين يدان به الدين الطاعة و الجزاء أي طاعة هي جزاء نعم الله و شكر لها أو يدان و يجزي صاحبه به أو محبة العالم و هو الإمام دين و ملة يعبد الله بسببه و لا تقبل الطاعات إلا به.
و في ما صحبة العالم دين يدان الله به أي عبادة يعبد الله بها.
و في نهج البلاغة معرفة العلم دين يدان به.
قوله يكسبه الطاعة قال الشيخ‏
__________________________________________________
 (1) قال ابن ميثم: قيل: سموا بذلك لانهم يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها، و قيل:
لانهم يربون العلم، أي يقومون باصلاحه.
 (2) الرعد: 8.
 (3) البقرة: 185.

190
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 أصناف الناس فی العلم و فضل حب العلماء ص 186

البهائي رحمه الله بضم الحرف المضارعة من أكسب و المراد أنه يكسب الإنسان طاعة الله أو يكسبه طاعة العباد له. أقول لا حاجة إلى نقله إلى باب الإفعال بل المجرد أيضا ورد بهذا المعنى بل هو أفصح قال الجوهري الكسب الجمع و كسبت أهلي خيرا و كسبت الرجل مالا فكسبه و هذا مما جاء فعلته ففعل انتهى. و الضمير في يكسبه راجع إلى صاحب العلم.
و في نهج البلاغة يكسب الإنسان الطاعة و جميل الأحدوثة.
أي الكلام الجميل و الثناء و الأحدوثة مفرد الأحاديث و في ف بعد ذلك و منفعة المال تزول بزواله و هو ظاهر مات خزان الأموال و هم أحياء أي هم في حال حياتهم في حكم الأموات لعدم ترتب فائدة الحياة على حياتهم من فهم الحق و سماعه و قبوله و العمل به و استعمال الجوارح فيما خلقت لأجله كما قال تعالى أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَ ما يَشْعُرُونَ «1» و العلماء بعد موتهم أيضا باقون بذكرهم الجميل و بما حصل لهم من السعادات و اللذات في عالم البرزخ و النشأة الآخرة و بما يترتب على آثارهم و علومهم و ينتفع الناس من بركاتهم الباقية مدى الأعصار و على نسخه أمالي الشيخ المراد أنهم ماتوا و مات ذكرهم و آثارهم معهم و العلماء بعد موتهم باقون بآثارهم و علومهم و أنوارهم قوله ع و أمثالهم في القلوب موجودة قال الشيخ البهائي الأمثال جمع مثل بالتحريك فهو في الأصل بمعنى النظير استعمل في القول السائر الممثل مضربه بمورده ثم في الكلام الذي له شأن و غرابة و هذا هو المراد هاهنا أي إن حكمهم و مواعظهم محفوظة عند أهلها يعملون بها انتهى و يحتمل أن يكون المراد بأمثالهم أشباحهم و صورهم فإن المحبين لهم المهتدين بهم المقتدين لآثارهم يذكرونهم دائما و صورهم متمثلة في قلوبهم على أن يكون جمع مثل بالتحريك أو جمع مثل بالكسر فإنه أيضا يجمع على أمثال إن هاهنا لعلما و في نهج البلاغة لعلما جما أي كثيرا لو أصبت له حملة بالفتحات جمع حامل أي من يكون أهلا له و جواب لو محذوف أي‏
__________________________________________________
 (1) النحل: 21.

191
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 أصناف الناس فی العلم و فضل حب العلماء ص 186

لأظهرته أو لبذلته له مع أن كلمة لو إذا كانت للتمني لا تحتاج إلى الجزاء عند كثير من النحاة بلى أصبت له لقنا و في نهج البلاغة أصيب لقنا و اللقن بفتح اللام و كسر القاف الفهم من اللقانة و هي حسن الفهم غير مأمون أي يذيعه إلى غير أهله و يضعه في غير موضعه يستعمل آلة الدين في الدنيا و في ف في طلب الدنيا أي يجعل العلم الذي هو آلة و وصلة إلى الفوز بالسعادات الأبدية آلة و وسيلة إلى تحصيل الحظوظ الفانية الدنيوية.
قوله ع يستظهر بحجج الله على خلقه لعل المراد بالحجج و النعم أئمة الحق أي يستعين بهؤلاء و يأخذ منهم العلوم ليظهر هذا العلم للناس فيتخذه ضعفاء العقول بطانة «1» و وليجة و يصد الناس عن ولي الحق و يدعوهم إلى نفسه و يحتمل أن يكون المراد بالحجج و النعم العلم الذي آتاه الله و يكون الظرفان متعلقين بالاستظهار أي يستعين بالحجج للغلبة على الخلق و بالنعم للغلبة على العباد و غرضه من هذا الاستظهار إظهار الفضل ليتخذه الناس وليجة قال الفيروزآبادي الوليجة الدخيلة و خاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غير أهلك و في ف و بنعمة الله على معاصيه أو منقادا لحملة العلم بالحاء المهملة و في بعض النسخ بالجيم أي مؤمنا بالحق معتقدا له على سبيل الجملة و في ف أو قائلا بجملة الحق لا بصيرة له في أحنائه بفتح الهمزة و بعدها حاء مهملة ثم نون أي جوانبه أي ليس له غور و تعمق فيه و في بعض نسخ الكتابين و في ف و في بعض نسخ النهج أيضا في إحيائه بالياء المثناة من تحت أي في ترويجه و تقويته يقدح على صيغة المجهول يقال قدحت النار أي استخرجتها بالمقدحة و في ما يقتدح و في النهج ينقدح و على التقادير حاصله أنه يشتعل نار الشك في قلبه بسبب أول شبهة عرضت له فكيف إذا توالت و تواترت ألا لا ذا و لا ذاك أي ليس المنقاد العديم البصيرة أهلا لتحمل العلم و لا اللقن الغير المأمون و هذا الكلام معترض بين المعطوف و المعطوف عليه أو منهوما باللذات أي حريصا عليها منهمكا فيها و المنهوم في الأصل هو الذي لا يشبع من الطعام أقول في أكثر نسخ الكتابين فمنهوم أي فمن طلبة العلم‏
__________________________________________________
 (1) بطانة الرجل: اهله و خاصته.

192
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 أصناف الناس فی العلم و فضل حب العلماء ص 186

أو من الناس و في ف اللهم لا ذا و لا ذاك فمن إذا المنهوم باللذة السلس القياد للشهوة أو مغرم بالجمع و الادخار ليسا من رعاة الدين و لا ذوي البصائر و اليقين و في النهج أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوة أو مغرما قوله ع سلس القياد أي سهل الانقياد من غير توقف أو مغرى بالجمع و الادخار أي شديد الحرص على جمع المال و ادخاره كان أحدا يغريه بذلك و يبعثه عليه و الغرم أيضا بمعناه يقال فلان مغرم بكذا أي لازم له مولع به ليسا من رعاة الدين بضم أوله جمع راع بمعنى الوالي أي ليس المنهوم و المغرى المذكوران من ولاة الدين و فيه إشعار بأن العالم الحقيقي وال على الدين و قيم عليه أقرب شبها أي الأنعام السائمة أي الراعية أشبه الأشياء بهذين الصنفين كذلك يموت أي مثل ما عدم من يصلح لتحمل العلوم تعدم تلك العلوم أيضا و تندرس آثارها بموت العلماء العارفين لأنهم لا يجدون من يليق لتحملها بعدهم.
و لما كانت سلسلة العلم و العرفان لا تنقطع بالكلية ما دام نوع الإنسان بل لا بد من إمام حافظ للدين في كل زمان استدرك أمير المؤمنين ع كلامه هذا بقوله اللهم بلى و في النهج لا تخلو الأرض من قائم لله بحججه إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا و في ف من قائم بحجة إما ظاهرا مكشوفا أو خائفا مفردا لئلا تبطل حجج الله و بيناته و رواة كتابه و الإمام الظاهر المشهور كأمير المؤمنين صلوات الله عليه و الخائف المغمور كالقائم في زماننا و كباقي الأئمة المستورين للخوف و التقية و يحتمل أن يكون باقي الأئمة ع داخلين في الظاهر المشهور و كم و أين استبطاء لمدة غيبة القائم ع و تبرم «1» من امتداد دولة أعدائه أو إبهام لعدد الأئمة ع و زمان ظهورهم و مدة دولتهم لعدم المصلحة في بيانه ثم بين ع قلة عددهم و عظم قدرهم و على الثاني يكون الحافظون و المودعون الأئمة ع و على الأول يحتمل أن يكون المراد شيعتهم الحافظين لأديانهم في غيبتهم هجم بهم العلم أي أطلعهم العلم اللدني على حقائق الأشياء دفعة و انكشفت لهم حجبها و أستارها و الروح بالفتح الراحة و الرحمة و النسيم أي وجدوا لذة اليقين و هو من رحمته تعالى و نسائم لطفه‏
__________________________________________________
 (1) أي تضجر.

193
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 أصناف الناس فی العلم و فضل حب العلماء ص 186

و استلانوا ما استوعره المترفون الوعر من الأرض ضد السهل و المترف المنعم أي استسهلوا ما استصعبه المتنعمون من رفض الشهوات و قطع التعلقات و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون من الطاعات و القربات و المجاهدات في الدين صحبوا الدنيا بأبدان إلخ أي و إن كانوا بأبدانهم مصاحبين لهذا الخلق و لكن بأرواحهم مباينون عنهم بل أرواحهم معلقة بقربه و وصاله تعالى مصاحبة لمقربي جنابه من الأنبياء و الملائكة المقربين أولئك خلفاء الله في أرضه تعريف المسند إليه بالإشارة للدلالة على أنه حقيق بما يسند إليه بعدها بسبب اتصافه بالأوصاف المذكورة قبلها كما قالوه في قوله تعالى أُولئِكَ عَلى‏ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ «1» و في نسخ نهج البلاغة آه آه و في سائرها في بعضها هاي هاي و في بعضها هاه هاه و على التقادير الغرض إظهار الشوق إليهم و التوجع على مفارقتهم و إن لم يرد بعضها في اللغة ففي العرف شائع «2» و إنما بينا هذا الخبر قليلا من التبيين لكثرة جدواه للطالبين و ينبغي أن ينظروا فيه كل يوم بنظر اليقين و سنوضح بعض فوائده في كتاب الإمامة إن شاء الله تعالى.
8- ير، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ النَّاسَ رَجُلَانِ عَالِمٌ وَ مُتَعَلِّمٌ وَ سَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ فَنَحْنُ الْعُلَمَاءُ وَ شِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَ سَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ.
9- سن، المحاسن أَبِي رَفَعَهُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: اغْدُ «3» عَالِماً خَيْراً وَ تَعَلَّمْ خَيْراً.
10- سن، المحاسن ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً وَ إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ لَاهِياً مُتَلَذِّذاً.
11- سن، المحاسن أَبِي عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
__________________________________________________
 (1) البقرة: 5.
 (2) و هذا من عجيب قوله رحمه اللّه و كيف يتصور أن يكون هناك لفظ يفيد معنى بحسب العرف يستعمله مثله عليه السلام و هو أخطب العرب ثمّ لا تعرفه اللغة؟! و هل العرف الا المعروف من اللغة الذي يعرفه أهلها بحسب مرحلة الاستعمال؟. ط.
 (3) غدا يغدو غدوا، اى ذهب غدوة، انطلق، و يستعمل بمعنى «صار» فيرفع المبتدأ و ينصب الخبر.

194
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 2 أصناف الناس فی العلم و فضل حب العلماء ص 186

ع اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً أَوْ أَحِبَّ أَهْلَ الْعِلْمِ وَ لَا تَكُنْ رَابِعاً فَتَهْلِكَ بِبُغْضِهِمْ.
12- ضه، روضة الواعظين غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ ص لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ عَالِمٍ مُطَاعٍ أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ «1».
13- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ ص اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً أَوْ مُسْتَمِعاً أَوْ مُحِبّاً لَهُمْ وَ لَا تَكُنِ الْخَامِسَ فَتَهْلِكَ.
14- وَ قَالَ ص النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الْعَالِمِ عِبَادَةٌ.
15- غو، غوالي اللئالي رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الصَّادِقِينَ ع أَنَّ النَّاسَ أَرْبَعَةٌ رَجُلٌ يَعْلَمُ وَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَعْلَمُ فَذَاكَ مُرْشِدٌ عَالِمٌ فَاتَّبِعُوهُ وَ رَجُلٌ يَعْلَمُ وَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ يَعْلَمُ فَذَاكَ غَافِلٌ فَأَيْقِظُوهُ وَ رَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ فَذَاكَ جَاهِلٌ فَعَلِّمُوهُ وَ رَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَعْلَمُ فَذَاكَ ضَالٌّ فَأَرْشِدُوهُ.
16- ب، قرب الإسناد ابْنُ ظَرِيفٍ «2» عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ «3» عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: لَوْ كَانَ الْعِلْمُ مَنُوطاً بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ فَارِسَ.
17- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَاسِينَ قَالَ سَمِعْتُ سَيِّدِي أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا ع بِسُرَّمَنْ‏رَأَى يَقُولُ الْغَوْغَاءُ «4»

__________________________________________________
 (1) وعى الحديث: قبله و تدبره و حفظه.
 (2) بالظاء المعجمة على وزن شريف، هو الحسين بن ظريف بن ناصح الكوفيّ ثقة يكنى أبا محمّد سكن ببغداد، له نوادر. قاله النجاشيّ في ص 45.
 (3) بضم العين المهملة و سكون اللام هو الحسين بن علوان الكلبى، أورده النجاشيّ في رجاله ص 38 فقال: الحسين بن علوان الكلبى، مولاهم كوفيّ عامى، و أخوه الحسن يكنى أبا محمّد ثقة رويا عن أبي عبد اللّه عليه السلام و ليس للحسين كتاب و الحسن أخص بنا و أولى. و قال الكشّيّ في ص 247:
محمّد بن إسحاق، و محمّد بن المنكدر، و عمرو بن خالد الواسطى و عبد الملك بن جريح و الحسين بن علوان و الكلبى هؤلاء من رجال العامّة، الا ان لهم ميلا و محبة شديدة، و قد قيل: أن الكلبى كان مستورا و لم يكن مخالفا.
 (4) الغوغاء: السفلة من الناس و المتسرعين الى الشر.

195
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 3 سؤال العالم و تذاکره و إتیان بابه ص 196

قَتَلَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْعَامَّةُ اسْمٌ مُشْتَقٌّ «1» مِنَ الْعَمَى مَا رَضِيَ اللَّهُ لَهُمْ أَنْ شَبَّهَهُمْ بِالْأَنْعَامِ حَتَّى قَالَ بَلْ أَضَلُّ سَبِيلًا.
18- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِذَا أَرْذَلَ اللَّهُ عَبْداً حَظَرَ عَلَيْهِ الْعِلْمَ.
بيان أي لم يوفقه لتحصيله.
19 كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً وَ لَا تَكُنِ الثَّالِثَ فَتَعْطَبَ.
20 كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: اغْدُ عَالِماً خَيْراً أَوْ مُتَعَلِّماً خَيْراً.
باب 3 سؤال العالم و تذاكره و إتيان بابه‏
الآيات النحل الأنبياء فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ.
1- ل، الخصال ابْنُ الْمُغِيرَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: الْعِلْمُ خَزَائِنُ وَ الْمَفَاتِيحُ السُّؤَالُ فَاسْأَلُوا يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ فِي الْعِلْمِ أَرْبَعَةٌ السَّائِلُ وَ الْمُتَكَلِّمُ «2» وَ الْمُسْتَمِعُ وَ الْمُحِبُّ لَهُمْ.
كنز الكراجكي، عن النبي ص مثله.
2- ل، الخصال الْقَطَّانُ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الثُّمَالِيِّ عَنِ ابْنِ طَرِيفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَتِ الْحُكَمَاءُ فِيمَا مَضَى مِنَ الدَّهْرِ تَقُولُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الِاخْتِلَافُ إِلَى الْأَبْوَابِ لِعَشَرَةِ أَوْجُهٍ أَوَّلُهَا بَيْتُ اللَّهِ «3» عَزَّ وَ جَلَّ لِقَضَاءِ نُسُكِهِ وَ الْقِيَامِ بِحَقِّهِ وَ أَدَاءِ فَرْضِهِ وَ الثَّانِي أَبْوَابُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ طَاعَتُهُمْ مُتَّصِلَةٌ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَقُّهُمْ وَاجِبٌ وَ نَفْعُهُمْ‏
__________________________________________________
 (1) المراد به الاشتقاق الكبير.
 (2) و في نسخة: المجيب.
 (3) المراد به المساجد و بيوت العبادة.

196
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 3 سؤال العالم و تذاکره و إتیان بابه ص 196

عَظِيمٌ وَ ضَرَرُهُمْ شَدِيدٌ- وَ الثَّالِثُ أَبْوَابُ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يُسْتَفَادُ مِنْهُمْ عِلْمُ الدِّينِ وَ الدُّنْيَا وَ الرَّابِعُ أَبْوَابُ أَهْلِ الْجُودِ وَ الْبَذْلِ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ الْتِمَاسَ الْحَمْدِ وَ رَجَاءَ الْآخِرَةِ وَ الْخَامِسُ أَبْوَابُ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ يُحْتَاجُ إِلَيْهِمْ فِي الْحَوَادِثِ وَ يُفْزَعُ إِلَيْهِمْ فِي الْحَوَائِجِ وَ السَّادِسُ أَبْوَابُ مَنْ يُتَقَرَّبُ إِلَيْهِ مِنَ الْأَشْرَافِ لِالْتِمَاسِ الْهَيْئَةِ وَ الْمُرُوءَةِ وَ الْحَاجَةِ وَ السَّابِعُ أَبْوَابُ مَنْ يُرْتَجَى عِنْدَهُمُ النَّفْعُ فِي الرَّأْيِ وَ الْمَشُورَةِ وَ تَقْوِيَةِ الْحَزْمِ «1» وَ أَخْذِ الْأُهْبَةِ لِمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ- وَ الثَّامِنُ أَبْوَابُ الْإِخْوَانِ لِمَا يَجِبُ مِنْ مُوَاصَلَتِهِمْ وَ يَلْزَمُ مِنْ حُقُوقِهِمْ وَ التَّاسِعُ أَبْوَابُ الْأَعْدَاءِ الَّتِي تَسْكُنُ بِالْمُدَارَاةِ غَوَائِلُهُمْ وَ يُدْفَعُ بِالْحِيَلِ وَ الرِّفْقِ وَ اللُّطْفِ وَ الزِّيَارَةِ عَدَاوَتُهُمْ وَ الْعَاشِرُ أَبْوَابُ مَنْ يُنْتَفَعُ بِغِشْيَانِهِمْ وَ يُسْتَفَادُ مِنْهُمْ حُسْنُ الْأَدَبِ وَ يُؤْنَسُ بِمُحَادَثَتِهِمْ.
بيان يحتمل أن يكون المراد بالملوك ملوك الدين من الأئمة و ولاتهم و يحتمل الأعم فإن طاعة ولاة الجور أيضا تقية من طاعة الله.
قوله ع لالتماس الهيئة أي لأن يلاقوهم بهيئة حسنة و يعاشروهم بالمروءة أو لأن يكون لهم عند الناس بسبب معاشرة هؤلاء الأشراف هيئة و مروءة قال الجزري فيه أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم هم الذين لا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة و الهيئة صورة الشي‏ء و شكله و حالته و يريد به ذوي الهيئات الحسنة الذين يلزمون هيئة واحدة و سمتا واحدا و لا تختلف حالاتهم بالتنقل من هيئة إلى هيئة و الأهبة بالضم العدة و الغوائل الشرور و الدواهي و يقال غشي فلانا أي أتاه.
3- صح، صحيفة الرضا عليه السلام عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْعِلْمُ «2» خَزَائِنُ وَ مِفْتَاحُهُ «3» السُّؤَالُ فَاسْأَلُوا يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ فِيهِ أَرْبَعَةٌ السَّائِلُ وَ الْمُعَلِّمُ وَ الْمُسْتَمِعُ وَ الْمُحِبُّ لَهُمْ «4».
ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام بالأسانيد الثلاثة مثله.
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: العزم.
 (2) و في نسخة: للعلم.
 (3) و في نسخة: مفتاحه و في أخرى مفاتيحه.
 (4) الظاهر اتّحاده مع ما تقدم في ذيل الحديث الأول من الكنز.

197
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 مذاکرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور فی مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال ص 198

4- ما، الأمالي للشيخ الطوسي رَوَى مُنِيفٌ «1» عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَوْلَاهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيٌّ ع‏
صَبَرْتُ عَلَى مُرِّ الْأُمُورِ كَرَاهَةً-             وَ أَيْقَنْتُ فِي ذَاكَ الصَّوَابَ مِنَ الْأَمْرِ-
 إِذَا كُنْتَ لَا تَدْرِي وَ لَمْ تَكُ سَائِلًا-             عَنِ الْعِلْمِ مَنْ يَدْرِي جَهِلْتَ وَ لَا تَدْرِي.
5 نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَائِلُوا الْعُلَمَاءَ وَ خَالِطُوا الْحُكَمَاءَ وَ جَالِسُوا الْفُقَرَاءَ.
6 مُنْيَةُ الْمُرِيدِ، رَوَى زُرَارَةُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ بُرَيْدٌ الْعِجْلِيُّ قَالُوا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّمَا يَهْلِكُ النَّاسُ لِأَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ.
7- وَ عَنْهُ ع أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ عَلَيْهِ قُفْلٌ وَ مِفْتَاحُهُ السُّؤَالُ.
باب 4 مذاكرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور في مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال‏
1- لي، الأمالي للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُؤْمِنُ إِذَا مَاتَ وَ تَرَكَ وَرَقَةً وَاحِدَةً عَلَيْهَا عِلْمٌ تَكُونُ تِلْكَ الْوَرَقَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سِتْراً فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّارِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِكُلِّ حَرْفٍ مَكْتُوبٍ عَلَيْهَا مَدِينَةً أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْيَا سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَقْعُدُ سَاعَةً عِنْدَ الْعَالِمِ إِلَّا نَادَاهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَلَسْتَ إِلَى حَبِيبِي وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأُسْكِنَنَّكَ الْجَنَّةَ مَعَهُ وَ لَا أُبَالِي.
__________________________________________________
 (1) لعله تصحيف معتب- بضم الميم و فتح العين المهملة و تشديد التاء المكسورة- مولى أبي عبد اللّه عليه السلام ثقة، أورده الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الصادق عليه السلام و قال: مدنى أسند عنه عليه السلام، و اخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام و قال: ثقة. و أورده العلامة في القسم الأوّل من الخلاصة و وثقه. و روى الكشّيّ ص 163 بإسناده عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: هم عشرة «يعنى مواليه» فخيرهم و أفضلهم معتب و فيهم خائن فاحذروه و هو صغير.

198
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 مذاکرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور فی مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال ص 198

2- ثو، ثواب الأعمال لي، الأمالي للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِيِّ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْجَامُورَانِيِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِيِّ عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ «1» عَنِ ابْنِ حَازِمٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مُجَالَسَةُ أَهْلِ الدِّينِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
ل، الخصال ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن الجاموراني مثله بيان أهل الدين علماء الدين و العاملون بشرائعه.
3- لي، الأمالي للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرِّضَا ع مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يَحْيَا فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ الْخَبَرَ.
بيان إحياء أمرهم بذكر فضائلهم و نشر أخبارهم و حفظ آثارهم.
4- فس، تفسير القمي عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَيُّهَا النَّاسُ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ وَ تَوَاضَعَ مِنْ غَيْرِ مَنْقَصَةٍ وَ جَالَسَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الرَّحْمَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الذُّلِّ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ أَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ الْخَبَرَ.
بيان قوله ع من غير منقصة يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد من غير منقصة في الدين بأن لا يكون التواضع لكافر أو فاسق أو ظالم أو لأمر باطل.
الثاني أن يكون المراد بالمنقصة العيب أي لا يكون تواضعه لخيانة أو فسق أو غير ذلك من المعايب التي توجب التذلل عند الناس.
الثالث أن يكون المراد بالمنقصة الفقر أي لا يكون تواضعه لنقص مال بأن يكون الداعي له على التواضع الحاجة و طمع المال.
الرابع أن يكون المراد نفي كثرة التواضع بحيث ينتهي إلى منقصة و مذلة.
قوله ع في غير معصية الظاهر تعلقه بالإنفاق و تعلقه بالجميع أو بهما على التنازع بعيد.
__________________________________________________
 (1) وزان سفينة، هو سيف بن عميرة النخعيّ الكوفيّ، عده ابن النديم في فهرسه من فقهاء الشيعة و قد تقدم ترجمته.

199
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 مذاکرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور فی مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال ص 198

5- ل، الخصال أَبِي عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي وَصِيَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَ اعْلَمْ أَنَّ مُرُوءَةَ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مُرُوءَتَانِ مُرُوءَةٌ فِي حَضَرٍ وَ مُرُوءَةٌ فِي سَفَرٍ أَمَّا مُرُوءةُ الْحَضَرِ فَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَ مُجَالَسَةُ الْعُلَمَاءِ وَ النَّظَرُ فِي الْفِقْهِ وَ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الصَّلَاةِ فِي الْجَمَاعَاتِ وَ أَمَّا مُرُوءَةُ السَّفَرِ فَبَذْلُ الزَّادِ وَ قِلَّةُ الْخِلَافِ عَلَى مَنْ صَحِبَكَ وَ كَثْرَةُ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كُلِّ مَصْعَدٍ وَ مَهْبَطٍ وَ نُزُولٍ وَ قِيَامٍ وَ قُعُودٍ.
6- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام الْقَطَّانُ وَ النَّقَّاشُ وَ الطَّالَقَانِيُّ جَمِيعاً عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرِّضَا ع مَنْ تَذَكَّرَ مُصَابَنَا فَبَكَى وَ أَبْكَى لَمْ تَبْكِ عَيْنُهُ يَوْمَ تَبْكِي الْعُيُونُ وَ مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يَحْيَا فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ.
بيان موت القلوب في القيامة كناية عن شدة الدهشة و الغم و الحزن و الخوف.
7- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِخَيْثَمَةَ «1» يَا خَيْثَمَةُ أَقْرِئْ مَوَالِيَنَا السَّلَامَ وَ أَوْصِهِمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الْعَظِيمِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْ يَشْهَدَ أَحْيَاؤُهُمْ جَنَائِزَ مَوْتَاهُمْ وَ أَنْ يَتَلَاقَوْا فِي بُيُوتِهِمْ فَإِنَّ لُقْيَاهُمْ حَيَاةُ أَمْرِنَا قَالَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ ع فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَحْيَا أَمَرَنَا.
8- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ مُعَتِّبٍ مَوْلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِدَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ يَا دَاوُدُ أَبْلِغْ مَوَالِيَّ عَنِّي السَّلَامَ وَ أَنِّي أَقُولُ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً اجْتَمَعَ مَعَ آخَرَ فَتَذَاكَرَ أَمْرَنَا فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا مَلَكٌ يَسْتَغْفِرُ لَهُمَا وَ مَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ عَلَى ذِكْرِنَا إِلَّا بَاهَى اللَّهُ تَعَالَى بِهِمَا الْمَلَائِكَةَ فَإِذَا اجْتَمَعْتُمْ فَاشْتَغِلُوا بِالذِّكْرِ فَإِنَّ فِي اجْتِمَاعِكُمْ وَ مُذَاكَرَتِكُمْ إِحْيَاءَنَا وَ خَيْرُ النَّاسِ مِنْ بَعْدِنَا مَنْ ذَاكَرَ بِأَمْرِنَا وَ دَعَا إِلَى ذِكْرِنَا.
__________________________________________________
 (1) هو خيثمة بن خديج بن الرحيل الجعفى الكوفيّ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام و ظاهره كونه اماميا، و يدلّ الخبر على كون الرجل شيعيا و من أهل الأمانة.

200
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 مذاکرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور فی مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال ص 198

9- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ الشَّرِيفِ الصَّالِحِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الْمُوسَوِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُتَّقُونَ سَادَةٌ وَ الْفُقَهَاءُ قَادَةٌ وَ الْجُلُوسُ إِلَيْهِمْ عِبَادَةٌ.
10- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُونٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَشْنَاسَ وَ أَبُو طَالِبِ بْنُ خَرُورٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ الصَّفَّارُ جَمِيعاً عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيِّ عَنْ سَلَّامِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ الْكُوفِيِّ عَنْ جَدِّهِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَلِيٍّ ع عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: الْأَنْبِيَاءُ قَادَةٌ وَ الْفُقَهَاءُ سَادَةٌ وَ مُجَالَسَتُهُمْ زِيَادَةٌ وَ أَنْتُمْ فِي مَمَرِّ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فِي آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ وَ أَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ وَ الْمَوْتُ يَأْتِيكُمْ بَغْتَةً فَمَنْ يَزْرَعْ خَيْراً يَحْصُدْ غِبْطَةً وَ مَنْ يَزْرَعْ شَرّاً يَحْصُدْ نَدَامَةً.
توضيح بغتة أي فجأة و الغبطة بالكسر السرور و حسن الحال.
11- ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ «1» عَنْ يُونُسَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلَى عَيْنِكَ فَإِنْ رَأَيْتَ قَوْماً يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ عَالِماً يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ وَ يَزِيدُوكَ عِلْماً وَ إِنْ كُنْتَ جَاهِلًا عَلَّمُوكَ وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِرَحْمَةٍ فَتَعُمَّكَ مَعَهُمْ وَ إِذَا رَأَيْتَ قَوْماً لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ عَالِماً لَا يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ وَ إِنْ تَكُ جَاهِلًا يَزِيدُوكَ جَهْلًا وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِعُقُوبَةٍ فَتَعُمَّكَ مَعَهُمْ.
بيان اختر المجالس على عينك أي على بصيرة منك أو بعينك فإن علي قد تجي‏ء بمعنى الباء أو رجحها على عينك و على الأخير التفصيل لبيان المجلس الذي ينبغي أن يختار على العين.
__________________________________________________
 (1) وزان شداد، هو إسماعيل بن مرار، عده الشيخ في باب من لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام و قال روى عن يونس بن عبد الرحمن و روى عنه إبراهيم بن هاشم.

201
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 مذاکرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور فی مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال ص 198

12- مع، معاني الأخبار النَّقَّاشُ عَنْ أَحْمَدَ الْكُوفِيِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص بَادِرُوا إِلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ فَقَالُوا وَ مَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ حَلَقُ الذِّكْرِ.
إيضاح حلق الذكر المجالس التي يذكر الله فيها على قانون الشرع و يذكر فيها علوم أهل البيت ع و فضائلهم و مجالس الوعظ التي يذكر فيها وعده و وعيده لا المجالس المبتدعة المخترعة التي يعصى الله فيها فإنها مجالس الغفلة لا حلق الذكر.
13- مع، معاني الأخبار لي، الأمالي للصدوق فِي كَلِمَاتِ النَّبِيِّ ص بِرِوَايَةِ الصَّادِقِ ع أَحْكَمُ النَّاسِ مَنْ فَرَّ مِنْ جُهَّالِ النَّاسِ وَ أَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ خَالَطَ كِرَامَ النَّاسِ-.
و سيأتي تمامه‏
14- غو، غوالي اللئالي رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: تَلَاقَوْا وَ تَحَادَثُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ بِالْحَدِيثِ تُجْلَى الْقُلُوبُ الرَّائِنَةُ وَ بِالْحَدِيثِ إِحْيَاءُ أَمْرِنَا فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَنَا.
بيان قال الجوهري الرين الطبع و الدنس يقال ران على قلبه ذنبه يرين رينا و ريونا أي غلب.
15- غو، غوالي اللئالي رَوَى عِدَّةٌ مِنَ الْمَشَايِخِ بِطَرِيقٍ صَحِيحٍ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ عِنْدَ انْصِرَافِ أَهْلِ مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَ الْعِلْمِ إِلَى مَنَازِلِهِمْ اكْتُبُوا ثَوَابَ مَا شَاهَدْتُمُوهُ مِنْ أَعْمَالِهِمْ فَيَكْتُبُونَ لِكُلِّ وَاحِدٍ ثَوَابَ عَمَلِهِ وَ يَتْرُكُونَ بَعْضَ مَنْ حَضَرَ مَعَهُمْ فَلَا يَكْتُبُونَهُ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا لَكُمْ لَمْ تَكْتُبُوا فُلَاناً أَ لَيْسَ كَانَ مَعَهُمْ وَ قَدْ شَهِدَهُمْ فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ إِنَّهُ لَمْ يَشْرَكْ مَعَهُمْ بِحَرْفٍ وَ لَا تَكَلَّمَ مَعَهُمْ بِكَلِمَةٍ فَيَقُولُ الْجَلِيلُ جَلَّ جَلَالُهُ أَ لَيْسَ كَانَ جَلِيسَهُمْ فَيَقُولُونَ بَلَى يَا رَبِّ فَيَقُولُ اكْتُبُوهُ مَعَهُمْ إِنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ فَيَكْتُبُونَهُ مَعَهُمْ فَيَقُولُ تَعَالَى اكْتُبُوا لَهُ ثَوَاباً مِثْلَ ثَوَابِ أَحَدِهِمْ.
بيان قوله ع لا يشقى بهم جليسهم أي ببركتهم لا يخيب جليسهم عن كرامتهم فيشقى أو إن صحبتهم مؤثرة في الجليس فاستحق بسبب ذلك الثواب و السعادة.
16- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ ص تَذَاكَرُوا وَ تَلَاقَوْا وَ تَحَدَّثُوا فَإِنَّ الْحَدِيثَ جِلَاء

202
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 مذاکرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور فی مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال ص 198

إِنَّ الْقُلُوبَ لَتَرِينُ كَمَا يَرِينُ السَّيْفُ وَ جِلَاؤُهَا الْحَدِيثُ.
17- وَ قَالَ ص إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ تَذَاكُرُ الْعِلْمِ بَيْنَ عِبَادِي مِمَّا تَحْيَا عَلَيْهِ الْقُلُوبُ الْمَيْتَةُ إِذَا انْتَهَوْا فِيهِ إِلَى أَمْرِي.
منية المريد، عن أبي عبد الله ع عنه ص مثله.
18- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ ص قَالَ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى ع يَا رُوحَ اللَّهِ مَنْ نُجَالِسُ قَالَ مَنْ يُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ وَ يَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ وَ يُرَغِّبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ.
19- غو، غوالي اللئالي رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الصَّادِقِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: الْجُلَسَاءُ ثَلَاثَةٌ جَلِيسٌ تَسْتَفِيدُ مِنْهُ فَالْزَمْهُ وَ جَلِيسٌ تُفِيدُهُ فَأَكْرِمْهُ وَ جَلِيسٌ لَا تُفِيدُ وَ لَا تَسْتَفِيدُ مِنْهُ فَاهْرُبْ عَنْهُ.
20- جا، المجالس للمفيد الْمَرَاغِيُّ عَنْ ثَوَابَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ سبابة [شَبَابَةَ] بْنِ سَوَّارٍ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ خَلِيلٍ الْفَرَّاءِ عَنْ أَبِي الْمُحَبَّرِ «1» قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَرْبَعَةٌ مَفْسَدَةٌ لِلْقُلُوبِ الْخَلْوَةُ بِالنِّسَاءِ وَ الِاسْتِمَاعُ مِنْهُنَّ وَ الْأَخْذُ بِرَأْيِهِنَّ وَ مُجَالَسَةُ الْمَوْتَى فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا مُجَالَسَةُ الْمَوْتَى قَالَ مُجَالَسَةُ كُلِّ ضَالٍّ عَنِ الْإِيمَانِ وَ جَائِرٍ فِي الْأَحْكَامِ.
21- جع، جامع الأخبار عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَبَا ذَرٍّ الْجُلُوسُ سَاعَةً عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قِيَامِ أَلْفِ لَيْلَةٍ يُصَلَّى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَلْفُ رَكْعَةٍ وَ الْجُلُوسُ سَاعَةً عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَلْفِ غَزْوَةٍ وَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُذَاكَرَةُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَبَا ذَرٍّ الْجُلُوسُ سَاعَةً عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَرَّةٍ عَلَيْكُمْ بِمُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ فَإِنَّ بِالْعِلْمِ تَعْرِفُونَ الْحَلَالَ مِنَ الْحَرَامِ يَا أَبَا ذَرٍّ الْجُلُوسُ سَاعَةً
__________________________________________________
 (1) أبو المجبر- بالجيم او المهملة- ذكره في الإصابة ج 4 ص 172، و روى عنه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: «من عال ابنتين أو ابنين أو عمتين أو جدتين فهو معى في الجنة كهاتين- و ضم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم إصبعيه السبابة و التي جنبها- فان كن ثلاثا فهو مفرح و ان كن أربعا أو خمسا فيا عباد اللّه أدركوه، أقرضوه، ضاربوه» قال: و أخرجه مطين في الصحابة عن الحمانى.

203
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 مذاکرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور فی مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال ص 198

عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ صِيَامٍ نَهَارُهَا وَ قِيَامٍ لَيْلُهَا وَ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الْعَالِمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ.
22- ضه، روضة الواعظين قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ جَالِسِ الْعُلَمَاءَ وَ زَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتَيْكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحْيِي الْقُلُوبَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ كَمَا يُحْيِي الْأَرْضَ بِوَابِلِ السَّمَاءِ.
بيان زاحمهم أي ضايقهم و ادخل في زحامهم بركبتيك أي أدخل ركبتيك في زحامهم و الوابل المطر العظيم القطر الشديد.
23- ضه، روضة الواعظين رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا حَضَرَتْ جَنَازَةٌ وَ مَجْلِسُ عَالِمٍ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَشْهَدَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص- إِنْ كَانَ لِلْجَنَازَةِ مَنْ يَتْبَعُهُا وَ يَدْفِنُهَا فَإِنَّ حُضُورَ مَجْلِسِ عَالِمٍ أَفْضَلُ مِنْ حُضُورِ أَلْفِ جَنَازَةٍ وَ مِنْ عِيَادَةِ أَلْفِ مَرِيضٍ وَ مِنْ قِيَامِ أَلْفِ لَيْلَةٍ وَ مِنْ صِيَامِ أَلْفِ يَوْمٍ وَ مِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ يُتَصَدَّقُ بِهَا عَلَى الْمَسَاكِينِ وَ مِنْ أَلْفِ حَجَّةٍ سِوَى الْفَرِيضَةِ وَ مِنْ أَلْفِ غَزْوَةٍ سِوَى الْوَاجِبِ تَغْزُوهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِكَ وَ نَفْسِكَ وَ أَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ الْمَشَاهِدُ مِنْ مَشْهَدِ عَالِمٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ يُطَاعُ بِالْعِلْمِ وَ يُعْبَدُ بِالْعِلْمِ وَ خَيْرُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ مَعَ الْعِلْمِ وَ شَرُّ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ مَعَ الْجَهْلِ.
24- كشف، كشف الغمة عَنِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُجَالَسَةُ الْعُلَمَاءِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَى عَلِيٍّ ع عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَى الْبَيْتِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَى الْمُصْحَفِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَى الْوَالِدَيْنِ عِبَادَةٌ.
25 ختص، الإختصاص الْمُفِيدُ عَنْ أَبِي غَالِبٍ الزُّرَارِيِّ وَ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيِّ عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ النَّصْرِيِّ رَفَعَهُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ أَيُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بِعَاقِلٍ مَنِ انْزَعَجَ مِنْ قَوْلِ الزُّورِ فِيهِ وَ لَا بِحَكِيمٍ مَنْ رَضِيَ بِثَنَاءِ الْجَاهِلِ عَلَيْهِ النَّاسُ أَبْنَاءُ مَا يُحْسِنُونَ وَ قَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ فَتَكَلَّمُوا فِي الْعِلْمِ تَبَيَّنْ أَقْدَارُكُمْ.
26- ختص، الإختصاص قَالَ الْبَاقِرُ ع تَذَكُّرُ الْعِلْمِ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ.

204
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 4 مذاکرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور فی مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال ص 198

27- ختص، الإختصاص قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ع مُحَادَثَةُ الْعَالِمِ عَلَى الْمَزْبَلَةِ خَيْرٌ مِنْ مُحَادَثَةِ الْجَاهِلِ عَلَى الزَّرَابِيِّ.
28- وَ قَالَ ع لَا تَجْلِسُوا عِنْدَ كُلِّ عَالِمٍ إِلَّا عَالِمٍ يَدْعُوكُمْ مِنَ الْخَمْسِ إِلَى الْخَمْسِ مِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ وَ مِنَ الْكِبْرِ إِلَى التَّوَاضُعِ وَ مِنَ الرِّيَاءِ إِلَى الْإِخْلَاصِ وَ مِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى النَّصِيحَةِ وَ مِنَ الرَّغْبَةِ إِلَى الزُّهْدِ.
29 نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ قَالَ قَالَ ص النَّظَرُ فِي وَجْهِ الْعَالِمِ حُبّاً لَهُ عِبَادَةٌ.
30 كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَنْ جَالَسَ الْعُلَمَاءَ وُقِّرَ وَ مَنْ خَالَطَ الْأَنْذَالَ حُقِّرَ.
31- وَ مِنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ وَ أَنْفَقَ مَا اكْتَسَبَ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ وَ رَحِمَ أَهْلَ الضَّعْفِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الْحِكْمَةِ.
32- وَ مِنْهُ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ أَيْ بُنَيَّ صَاحِبِ الْعُلَمَاءَ وَ جَالِسْهُمْ وَ زُرْهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ لَعَلَّكَ أَنْ تُشْبِهَهُمْ فَتَكُونَ مِنْهُمْ.
33- عدة، عدة الداعي عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: جُلُوسُ سَاعَةٍ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ سَنَةٍ وَ النَّظَرُ إِلَى الْعَالِمِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنِ اعْتِكَافِ سَنَةٍ فِي الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ سَبْعِينَ طَوَافاً حَوْلَ الْبَيْتِ وَ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ حَجَّةً وَ عُمْرَةً مَبْرُورَةً مَقْبُولَةً وَ رَفَعَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ دَرَجَةً وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الرَّحْمَةَ وَ شَهِدَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَنَّ الْجَنَّةَ وَجَبَتْ لَهُ.
34 مُنْيَةُ الْمُرِيدِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا مَرَرْتُمْ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ حَلَقُ الذِّكْرِ فَإِنَّ لِلَّهِ سَيَّارَاتٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَطْلُبُونَ حَلَقَ الذِّكْرِ فَإِذَا أَتَوْا عَلَيْهِمْ حَفُّوا بِهِمْ.
قال بعض العلماء حلق الذكر هي مجالس الحلال و الحرام كيف يشتري و يبيع و يصلي و يصوم و ينكح و يطلق و يحج و أشباه ذلك.

205
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 5 العمل بغیر علم ص 206

35 وَ خَرَجَ ص فَإِذَا فِي الْمَسْجِدِ مَجْلِسَانِ مَجْلِسٌ يَتَفَقَّهُونَ وَ مَجْلِسٌ يَدْعُونَ اللَّهَ وَ يَسْأَلُونَهُ فَقَالَ كِلَا الْمَجْلِسَيْنِ إِلَى خَيْرٍ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَيَدْعُونَ اللَّهَ وَ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَيَتَعَلَّمُونَ وَ يُفَقِّهُونَ الْجَاهِلَ هَؤُلَاءِ أَفْضَلُ بِالتَّعْلِيمِ أُرْسِلْتُ ثُمَّ قَعَدَ مَعَهُمْ.
36- وَ عَنِ الْبَاقِرِ ع رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْيَا الْعِلْمَ فَقِيلَ وَ مَا إِحْيَاؤُهُ قَالَ أَنْ يُذَاكِرَهُ بِهِ أَهْلَ الدِّينِ وَ الْوَرَعِ.
37- وَ عَنْهُ ع قَالَ: تَذَاكُرُ الْعِلْمِ دِرَاسَةٌ وَ الدِّرَاسَةُ صَلَاةٌ حَسَنَةٌ.
38- فِي الزَّبُورِ قُلْ لِأَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ رُهْبَانِهِمْ «1» حَادِثُوا مِنَ النَّاسِ الْأَتْقِيَاءَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهِمْ تَقِيّاً فَحَادِثُوا الْعُلَمَاءَ وَ إِنْ لَمْ تَجِدُوا عَالِماً فَحَادِثُوا الْعُقَلَاءَ فَإِنَّ التُّقَى وَ الْعِلْمَ وَ الْعَقْلَ ثَلَاثُ مَرَاتِبَ مَا جَعَلْتُ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فِي خَلْقِي وَ أَنَا أُرِيدُ هَلَاكَهُ.
باب 5 العمل بغير علم‏
1- لي، الأمالي للصدوق أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ الْعَامِلُ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ وَ لَا يَزِيدُهُ سُرْعَةُ السَّيْرِ مِنَ الطَّرِيقِ إِلَّا بُعْداً.
سن، المحاسن أبي عن محمد بن سنان و عبد الله بن المغيرة معا عن طلحة مثله- ضا، فقه الرضا عليه السلام مثله.
2- لي، الأمالي للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الصَّيْقَلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ ع يَقُولُ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏
__________________________________________________
 (1) الاحبار جمع الحبر بفتح الحاء و كسرها و سكون الباء: رئيس الكهنة عند اليهود: و الكهنة جمع الكاهن، و هو من يدعى معرفة الاسرار و أحوال الغيب عند اليهود و عبدة الاوثان، و الذي يقدم الذبائح و القرابين عند النصارى. و الرهبان جمع الراهب و هو من اعتزب عن الناس الى دير طلبا للعبادة و كانت الرهبانية عند اليهود و النصارى ممدوحة و متداولة بينهم، و لكن الإسلام نهى عن ذلك بقوله:
 «لا رهبانية في الإسلام.» و حث الناس على دخول الجماعات و معاضدة النوع فيما يتعلق بالحضارة و يشيد به بنيان المجتمع.

206
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 5 العمل بغیر علم ص 206

عَمَلًا إِلَّا بِمَعْرِفَةٍ وَ لَا مَعْرِفَةَ إِلَّا بِعَمَلٍ فَمَنْ عَرَفَ دَلَّتْهُ الْمَعْرِفَةُ عَلَى الْعَمَلِ وَ مَنْ لَمْ يَعْمَلْ فَلَا مَعْرِفَةَ لَهُ إِنَّ الْإِيمَانَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ.
سن، المحاسن أبي عن محمد بن سنان مثله بيان الظاهر أن المراد بالمعرفة أصول العقائد و يحتمل الأعم قوله إن الإيمان بعضه من بعض أي أجزاء الإيمان من العقائد و الأعمال بعضها مشروطة ببعض كان العقائد أجزاء الأعمال و بالعكس أو المراد أن أجزاء الإيمان ينشأ بعضها من بعض.
3- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَ الْجُهَّالَ مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ وَ الْفُجَّارَ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّهُمْ فِتْنَةُ كُلِّ مَفْتُونٍ.
أقول أثبتنا هذا الخبر مع غيره مما يناسب هذا الباب في باب ذم علماء السوء.
4- ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْيَرِيِّ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ الثُّمَالِيِّ «1» عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ قَالَ: لَا حَسَبَ لِقُرَشِيٍّ وَ لَا عَرَبِيٍّ إِلَّا بِتَوَاضُعٍ وَ لَا كَرَمَ إِلَّا بِتَقْوَى وَ لَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ وَ لَا عِبَادَةَ إِلَّا بِتَفَقُّهٍ أَلَا وَ إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ يَقْتَدِي بِسُنَّةِ إِمَامٍ وَ لَا يَقْتَدِي بِأَعْمَالِهِ.
5- ما، الأمالي للشيخ الطوسي ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الضَّبِّيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي الصَّلْتِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا قَوْلَ إِلَّا بِعَمَلٍ وَ لَا قَوْلَ وَ عَمَلٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ وَ لَا قَوْلَ وَ عَمَلٌ وَ نِيَّةٌ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ.
تنوير لا قول أي لا ينفع قول و اعتقاد نفعا كاملا إلا بانضمام العمل إليه و لا ينفعان أيضا إلا إذا كانا لله من غير شوب رياء و غرض فاسد و لا تنفع هذه الثلاثة أيضا إلا إذا كانت موافقة للسنة و لا يكون العمل مبتدعا.
6- ير، بصائر الدرجات ابْنُ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَزْدِيِّ عَنْ أَبِي‏
__________________________________________________
 (1) نسبة الى ثمالة، و الثمالى لقب ثابت بن دينار ابى صفية الأزديّ أبو حمزة الكوفيّ، صاحب الدعاء المعروف الوارد في اسحار شهر رمضان كان من زهاد أهل الكوفة و مشايخها، و أجمعت الشيعة على جلالته و رفعة شأنه و قبول روايته من غير ترديد، و قد لقى أربعة من الأئمّة: على بن الحسين، و محمّد بن على، و جعفر بن محمّد، و موسى بن جعفر عليهم السلام.

207
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 5 العمل بغیر علم ص 206

عُثْمَانَ الْعَبْدِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا قَوْلَ إِلَّا بِعَمَلٍ وَ لَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ وَ لَا عَمَلَ وَ لَا نِيَّةَ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ.
7- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ عَمِلَ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُهُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ.
الدرة الباهرة، عن الجواد ع مثله.
8- غو، غوالي اللئالي رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: قَطَعَ ظَهْرِي اثْنَانِ عَالِمٌ مُتَهَتِّكٌ وَ جَاهِلٌ مُتَنَسِّكٌ هَذَا يَصُدُّ النَّاسَ عَنْ عِلْمِهِ بِتَهَتُّكِهِ وَ هَذَا يَصُدُّ النَّاسَ عَنْ نُسُكِهِ بِجَهْلِهِ.
إيضاح قال الفيروزآبادي هتك الستر و غيره يهتكه فانهتك و تهتك جذبه فقطعه من موضعه إلى شق منه جزءا فبدا ما وراءه و رجل منهتك و متهتك و مستهتك لا يبالي أن يهتك ستره انتهى و المتنسك المتعبد المجتهد في العبادة و صد الجاهل عن نسكه إما لأن الناس لما يرون من جهله لا يتبعونه على نسكه أو لأنه بجهله يبتدع في نسكه فيتبعه الناس في تلك البدعة فيصد الناس عما هو حقيقة تلك النسك.
9- جا، المجالس للمفيد أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْعَامِلُ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلَى السَّرَابِ بِقِيعَةٍ لَا يَزِيدُ سُرْعَةُ سَيْرِهِ إِلَّا بُعْداً.
تبيين السراب هو ما يرى في الفلاة من لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظن أنه ماء يسرب أي يجري و القيعة بمعنى القاع و هو الأرض المستوية و قيل جمعه كجار و جيرة و هو إشارة إلى ما ذكره الله تعالى في أعمال الكفار و عدم انتفاعهم بها حيث قال وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ «1».
10- ختص، الإختصاص قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْمُتَعَبِّدُ عَلَى غَيْرِ فِقْهٍ كَحِمَارِ الطَّاحُونَةِ يَدُورُ وَ لَا يَبْرَحُ وَ رَكْعَتَانِ مِنْ عَالِمٍ خَيْرٌ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنْ جَاهِلٍ لِأَنَّ الْعَالِمَ تَأْتِيهِ الْفِتْنَةُ فَيَخْرُجُ مِنْهَا بِعِلْمِهِ وَ تَأْتِي الْجَاهِلَ فَتَنْسِفُهُ نَسْفاً وَ قَلِيلُ الْعَمَلِ مَعَ كَثِيرِ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ مَعَ قَلِيلِ الْعِلْمِ وَ الشَّكِّ وَ الشُّبْهَةِ.
__________________________________________________
 (1) النور: 39.

208
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

11- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ وَ لْيُحْضِرْ عَقْلَهُ وَ لْيَكُنْ مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ وَ إِلَيْهَا يَنْقَلِبُ فَالنَّاظِرُ بِالْقَلْبِ الْعَامِلُ بِالْبَصَرِ يَكُونُ مُبْتَدَأَ عَمَلِهِ أَنْ يَعْلَمَ أَ عَمَلُهُ عَلَيْهِ أَمْ لَهُ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَضَى فِيهِ وَ إِنْ كَانَ عَلَيْهِ وَقَفَ عَنْهُ فَإِنَّ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ فَلَا يَزِيدُهُ بُعْدُهُ عَنِ الطَّرِيقِ إِلَّا بُعْداً مِنْ حَاجَتِهِ وَ الْعَامِلُ بِالْعِلْمِ كَالسَّائِرِ عَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ أَ سَائِرٌ هُوَ أَمْ رَاجِعٌ-.
إلى آخر ما سيأتي مشروحا في كتاب الفتن‏
12 كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ الصَّادِقُ ع أَحْسِنُوا النَّظَرَ فِيمَا لَا يَسَعُكُمْ جَهْلُهُ وَ انْصَحُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَ جَاهِدُوهَا «1» فِي طَلَبِ مَعْرِفَةِ مَا لَا عُذْرَ لَكُمْ فِي جَهْلِهِ فَإِنَّ لِدِينِ اللَّهِ أَرْكَاناً لَا يَنْفَعُ مَنْ جَهِلَهَا شِدَّةُ اجْتِهَادِهِ فِي طَلَبِ ظَاهِرِ عِبَادَتِهِ وَ لَا يَضُرُّ مَنْ عَرَفَهَا فَدَانَ بِهَا حُسْنُ اقْتِصَادِهِ وَ لَا سَبِيلَ لِأَحَدٍ إِلَى ذَلِكَ إِلَّا بِعَوْنٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
باب 6 العلوم التي أمر الناس بتحصيلها و ينفعهم و فيه تفسير الحكمة
الآيات البقرة يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً الإسراء ذلِكَ مِمَّا أَوْحى‏ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ لقمان وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ الزخرف قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ الجمعة وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ.
1- ل، الخصال مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ حَكَمِ بْنِ بُهْلُولٍ عَنِ ابْنِ هَمَّامٍ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ لِأَبِي الطُّفَيْلِ‏
__________________________________________________
 (1) و في الكنز المطبوع: و جاهدوا في طلب.

209
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ الْكِنَانِيِّ «1» يَا أَبَا الطُّفَيْلِ الْعِلْمُ عِلْمَانِ عِلَمٌ لَا يَسَعُ النَّاسَ إِلَّا النَّظَرُ فِيهِ وَ هُوَ صِبْغَةُ الْإِسْلَامِ «2» وَ عِلْمٌ يَسَعُ النَّاسَ تَرْكُ النَّظَرِ فِيهِ وَ هُوَ قُدْرَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
بيان قال الفيروزآبادي الصبغة بالكسر الدين و الملة و صبغة الله فطرة الله أو التي أمر الله بها محمدا ص و هي الختانة انتهى.
أقول المراد بالصبغة هنا الملة أو كل ما يصبغ الإنسان بلون الإسلام من العقائد الحقة و الأعمال الحسنة و الأحكام الشرعية و قدرة الله تعالى لعل المراد بها هنا تقدير الأعمال و تعلق قدرة الله بخلقها أي علم القضاء و القدر و الجبر و الاختيار فإنه قد نهي عن التفكر فيها.
وَ فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ أَنَّهُ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ قَدْ سُئِلَ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلَا تَسْلُكُوهُ وَ بَحْرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجُوهُ وَ سِرُّ اللَّهِ فَلَا تَتَكَلَّفُوهُ.
2- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ لِلْعَالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ الْعِلْمُ بِاللَّهِ وَ بِمَا يُحِبُّ وَ مَا يَكْرَهُ الْخَبَرَ.
بيان العلم بالله يشمل العلم بوجوده تعالى و صفاته و المعاد بل جميع العقائد الضرورية و يمكن إدخال بعضها فيما يحب.
3- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْمُعَلَّى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ الْبَجَلِيِّ عَنْ أَبِي بَحْرٍ عَنْ شُرَيْحٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ثَلَاثٌ بِهِنَّ يَكْمُلُ الْمُسْلِمُ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ وَ التَّقْدِيرُ فِي الْمَعِيشَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَى النَّوَائِبِ.
4- ب، قرب الإسناد ابْنُ ظَرِيفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: لَا يَذُوقُ الْمَرْءُ مِنْ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ الْفِقْهُ فِي الدِّينِ وَ الصَّبْرُ عَلَى الْمَصَائِبِ وَ حُسْنُ التَّقْدِيرِ فِي الْمَعَاشِ.
__________________________________________________
 (1) أورده العامّة و الخاصّة في تراجمهم، و ذكروا انه ممن ادرك النبيّ ثمّ اختص بصحابة على عليه السلام و عمر بعد ذلك طويلا و لم يختلفوا في وثاقته و قبول حديثه.
 (2) في الخصال المطبوع: و هو صفة الإسلام.

210
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

بيان التقدير في المعيشة ترك الإسراف و التقتير و لزوم الوسط أي جعلها بقدر معلوم يوافق الشرع و العقل و النوائب المصائب.
5- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمَسْجِدَ فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ فَقَالَ مَا هَذَا فَقِيلَ عَلَّامَةٌ قَالَ وَ مَا الْعَلَّامَةُ قَالُوا أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ وَ وَقَائِعِهَا وَ أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَ بِالْأَشْعَارِ وَ الْعَرَبِيَّةِ فَقَالَ النَّبِيُّ ص ذَاكَ عِلْمٌ لَا يَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ وَ لَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ.
مع، معاني الأخبار أبي عن سعد عن اليقطيني عن الدهقان مثله- سر، السرائر من كتاب جعفر بن محمد بن سنان الدهقان عن عبيد الله عن درست عن عبد الحميد بن أبي العلاء عنه ع مثله.
غو، غوالي اللئالي عَنِ الْكَاظِمِ ع مِثْلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ ثُمَّ قَالَ ع إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ آيَةٌ مُحْكَمَةٌ «1» أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ وَ مَا خَلَاهُنَّ هُوَ فَضْلٌ.
بيان: العلامة صيغة مبالغة أي كثير العلم و التاء للمبالغة قوله ص و ما العلامة أي ما حقيقة علمه الذي به اتصف بكونه علامة و هو أي نوع من أنواع العلامة و التنوع باعتبار أنواع صفة العلم و الحاصل ما معنى العلامة الذي قلتم و أطلقتم عليه إنما العلم أي العلم النافع ثلاثة آية محكمة أي واضحة الدلالة أو غير منسوخة فإن المتشابه و المنسوخ لا ينتفع بهما كثيرا من حيث المعنى و فريضة عادلة قال في النهاية فريضة عادلة أراد العدل في القسمة أي معدلة على السهام المذكورة في الكتاب و السنة من غير جور و يحتمل أن يريد أنها مستنبطة من الكتاب و السنة فتكون هذه الفريضة تعدل بما أخذ عنهما انتهى و الأظهر أن المراد مطلق الفرائض أي الواجبات أو ما علم وجوبه من القرآن و الأول أظهر لمقابلة الآية المحكمة و وصفها بالعادلة لأنها متوسطة بين الإفراط و التفريط و قيل المراد بها ما اتفق عليه‏
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: علم آية محكمة.

211
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

المسلمون و لا يخفى بعده و المراد بالسنة المستحبات أو ما علم بالسنة و إن كان واجبا و على هذا فيمكن أن نخص الآية المحكمة بما يتعلق بالأصول أو غيرهما من الأحكام و المراد بالقائمة الباقية غير المنسوخة و ما خلاهن فهو فضل أي زائد باطل لا ينبغي أن يضيع العمر في تحصيله.
6- مع، معاني الأخبار ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنِ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ «1» قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ وَجَدْتُ عِلْمَ النَّاسِ «2» كُلِّهِمْ فِي أَرْبَعٍ أَوَّلُهَا أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ وَ الثَّانِيَةُ أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ وَ الثَّالِثَةُ أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ وَ الرَّابِعَةُ أَنْ تَعْرِفَ مَا يُخْرِجُكَ مِنْ دِينِكَ.
سن، المحاسن الأصفهاني مثله- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جماعة عن أبي المفضل عن الحسن بن علي بن عاصم عن المنقري مثله- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الغضائري عن علي بن محمد العلوي عن أحمد بن محمد بن الفضل الجوهري عن أبيه عن الصفار عن القاشاني عن الأصبهاني عن المنقري مثله.
7- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ عَنِ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي يُكَلِّمُ بِهِ خَلْقَهُ وَ نَظِّفُوا الْمَاضِغَيْنِ وَ بَلِّغُوا بِالْخَوَاتِيمِ.
تنوير الماضغان أصول اللحيين عند منبت الأضراس و تنظيفهما بالسواك و الخلال و قال الصدوق بعد ذكر هذا الخبر قد روى أبو سعيد الآدمي «3» هذا الحديث و قال في آخره بلغوا بالخواتيم أي اجعلوا الخواتيم في آخر الأصابع و لا تجعلوها في أطرافها فإنه يروى أنه من عمل قوم لوط أقول يمكن أن يكون بالعين المهملة أي بلعوا أصابعكم في الخواتيم من البلع و في أكثر النسخ بالغين المعجمة أي أبلغوها
__________________________________________________
 (1) و في نسخة: وجدت علوم الناس كلها في أربع.
 (2) هو سهل بن زياد الرازيّ، ضعفه النجاشيّ في الحديث و قال: غير معتمد فيه و كان أحمد بن محمّد ابن عيسى يشهد عليه بالغلو و الكذب و أخرجه من قم الى الرى. و اختلف كلام الشيخ في توثيقه و تضعيفه.
 (3) بضم العين: كان من رجال العامّة و ربما ذكره بعضهم كابن حجر و رماه بالتدليس و الاختلاط مات سنة 198.

212
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

آخر الأصابع بأن تكون الباء زائدة و ظاهر الصدوق أنه قرأ الأول بالمعجمة و الثاني بالمهملة.
14- 8- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نُصَيْرٍ الْحَافِظِ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو التَّنُوخِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ ص مَا عُبِدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَيْ‏ءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ أَوْ قَالَ فِي دِينِهِ.
قال أحمد فذكرته لمالك بن أنس فقيه أهل دار الهجرة فعرفه و أثبته لي عن جعفر بن محمد ع.
6- 9- ع، علل الشرائع أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ بُرَيْدٍ قَالُوا قَالَ رَجُلٌ «1» لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ لِي ابْناً قَدْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَكَ عَنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ لَا يَسْأَلُكَ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ قَالَ فَقَالَ وَ هَلْ يَسْأَلُ النَّاسُ عَنْ شَيْ‏ءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ.
سن، المحاسن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله ع إن لي ابنا و ذكر مثله بيان عما لا يعنيه أي لا يهمه و لا يحتاج إليه.
10- ير، بصائر الدرجات ابْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ عَنِ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَوْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: مُتَفَقِّهٌ فِي الدِّينِ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ عَابِدٍ.
11- سن، المحاسن أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: لَا يَسْتَكْمِلُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ ثَلَاثٌ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ وَ حُسْنُ التَّقْدِيرِ فِي الْمَعِيشَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَى الرَّزَايَا.
بيان الرزايا جمع الرزيئة بالهمز و هي المصيبة.
12- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ لَيْتَ السِّيَاطَ عَلَى رُءُوسِ أَصْحَابِي حَتَّى يَتَفَقَّهُوا فِي الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ.
__________________________________________________
 (1) الظاهر أنّه يعقوب بن قيس البجليّ الدهنى، أبو خالد، والد يونس بن يعقوب الآتي في الحديث التالى.

213
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

13- سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: حَدِيثٌ فِي حَلَالٍ وَ حَرَامٍ تَأْخُذُهُ مِنْ صَادِقٍ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ.
14- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: تَفَقَّهُوا فِي الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ إِلَّا فَأَنْتُمْ أَعْرَابٌ.
بيان أي فأنتم في الجهل بالأحكام الشرعية كالأعراب الذين قال الله فيهم الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً «1» الآية و الأعراب سكان البادية لا واحد له و يجمع على أعاريب.
15 سن، المحاسن أَبِي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ رَجُلٍ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ لَا يَشْغَلُكَ طَلَبُ دُنْيَاكَ عَنْ طَلَبِ دِينِكَ فَإِنَّ طَالِبَ الدُّنْيَا رُبَّمَا أَدْرَكَ وَ رُبَّمَا فَاتَتْهُ فَهَلَكَ بِمَا فَاتَهُ مِنْهَا.
بيان أي هلك لترك طلب الدين بسبب طلب أمر من الدنيا لم يدركه أيضا فيكون قد خسر الدارين.
16- سن، المحاسن أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ لَوْ أُتِيتُ بِشَابٍّ مِنْ شَبَابِ الشِّيعَةِ لَا يَتَفَقَّهُ لَأَدَّبْتُهُ.
قَالَ وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع يَقُولُ تَفَقَّهُوا وَ إِلَّا فَأَنْتُمْ أَعْرَابٌ.
17- سن، المحاسن فِي حَدِيثٍ آخَرَ لِابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع لَوْ أُتِيتُ بِشَابٍّ مِنْ شَبَابِ الشِّيعَةِ لَا يَتَفَقَّهُ فِي الدِّينِ لَأَوْجَعْتُهُ.
18- سن، المحاسن فِي وَصِيَّةِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ تَفَقَّهُوا فِي دِينِ اللَّهِ وَ لَا تَكُونُوا أَعْرَاباً فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي دِينِ اللَّهِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَمْ يُزَكِّ لَهُ عَمَلًا.
بيان: عدم النظر كناية عن السخط و الغضب فإن من يغضب على أحد أشد الغضب لا ينظر إليه و التزكية المدح أي لا يقبل أعماله.
__________________________________________________
 (1) التوبة: 98.

214
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

19- سن، المحاسن عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ تَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ مِنْكُمْ فَهُوَ أَعْرَابِيٌّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ.
شي، تفسير العياشي عن أبي بصير عنه ع مثله.
20- سن، المحاسن عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: ثَلَاثٌ هُنَّ مِنْ عَلَامَاتِ الْمُؤْمِنِ عِلْمُهُ بِاللَّهِ وَ مَنْ يُحِبُّ وَ مَنْ يُبْغِضُ.
21 سن، المحاسن أَبِي مُرْسَلًا قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعِلْمُ بِاللَّهِ.
22- شي، تفسير العياشي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً قَالَ هِيَ طَاعَةُ اللَّهِ وَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ «1».
23 شي، تفسير العياشي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً قَالَ الْمَعْرِفَةُ.
24- شي، تفسير العياشي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً قَالَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ وَ اجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ الَّتِي أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا النَّارَ.
25- شي، تفسير العياشي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً فَقَالَ إِنَّ الْحِكْمَةَ الْمَعْرِفَةُ وَ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ فَمَنْ فَقُهَ مِنْكُمْ فَهُوَ حَكِيمٌ وَ مَا أَحَدٌ يَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبَّ إِلَى إِبْلِيسَ مِنْ فَقِيهٍ.
بيان قيل الحكمة تحقيق العلم و إتقان العمل و قيل ما يمنع من الجهل و قيل هي الإصابة في القول و قيل هي طاعة الله و قيل هي الفقه في الدين و قال ابن دريد كل ما يؤدي إلى مكرمة أو يمنع من قبيح و قيل ما يتضمن صلاح النشأتين و التفاسير متقاربة و الظاهر من الأخبار أنها العلوم الحقة النافعة مع العمل بمقتضاها و قد يطلق على العلوم الفائضة من جنابه تعالى على العبد بعد العمل بما يعلم.
26- مص، مصباح الشريعة قَالَ الصَّادِقُ ع الْحِكْمَةُ ضِيَاءُ الْمَعْرِفَةِ وَ مِيرَاثُ التَّقْوَى وَ ثَمَرَةُ
__________________________________________________
 (1) الظاهر أن المروى عنه هو أبو جعفر عليه السلام بقرينة ما ياتى بعده كما أن الظاهر اتّحاد الروايات الثلاثة المروية عن أبي بصير.

215
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

الصِّدْقِ وَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ نِعْمَةً أَنْعَمَ وَ أَعْظَمَ وَ أَرْفَعَ وَ أَجْزَلَ وَ أَبْهَى مِنَ الْحِكْمَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ أَيْ لَا يَعْلَمُ مَا أَوْدَعْتُ وَ هَيَّأْتُ فِي الْحِكْمَةِ إِلَّا مَنِ اسْتَخْلَصْتُهُ لِنَفْسِي وَ خَصَصْتُهُ بِهَا وَ الْحِكْمَةُ هِيَ الثَّبَاتُ وَ صِفَةُ الْحَكِيمِ الثَّبَاتُ عِنْدَ أَوَائِلِ الْأُمُورِ وَ الْوُقُوفُ عِنْدَ عَوَاقِبِهَا وَ هُوَ هَادِي خَلْقِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِعَلِيٍّ ع لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْكَ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللَّهِ خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ مِنْ مَشَارِقِهَا إِلَى مَغَارِبِهَا.
بيان ضياء المعرفة الإضافة إما بيانية أو لامية و على الأخير فالمراد النور الحاصل في القلب بسبب المعرفة أو العلوم الفائضة بعدها و الثبات عند أوائل الأمور عدم التزلزل من الفتن الحادثة عند الشروع في عمل من أعمال الخير و كذا الوقوف عند عواقبها و أواخرها و ما يترتب عليها من المفاسد الدنيوية.
27- غو، غوالي اللئالي عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عن النبي ص مثله.
28- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ.
29- سر، السرائر فِي جَامِعِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيٌّ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص نِعْمَ الرَّجُلُ الْفَقِيهُ فِي الدِّينِ إِنِ احْتِيجَ إِلَيْهِ نَفَعَ وَ إِنْ لَمْ يُحْتَجْ إِلَيْهِ نَفَعَ نَفْسَهُ.
30- غو، غوالي اللئالي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِمَادٌ وَ عِمَادُ هَذَا الدِّينِ الْفِقْهُ.
31- وَ قَالَ ص الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرَّسُولِ.
32- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لِوَلَدِهِ مُحَمَّدٍ تَفَقَّهْ فِي الدِّينِ فَإِنَّ الْفُقَهَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ.

216
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

33- جا، المجالس للمفيد ابْنُ قُولَوَيْهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى «1» عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ.
34- م، تفسير الإمام عليه السلام عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى عَبْدٍ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ أَفْضَلَ مِنَ الْعِلْمِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ مَعْرِفَةِ تَأْوِيلِهِ وَ مَنْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ حَظّاً ثُمَّ ظَنَّ أَنَّ أَحَداً لَمْ يُفْعَلْ بِهِ مَا فُعِلَ بِهِ وَ قَدْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فَقَدْ حَقَّرَ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْهِ.
35- وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي قَوْلِهِ تَعَالَى يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ «2» قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَضْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْقُرْآنُ وَ الْعِلْمُ بِتَأْوِيلِهِ وَ رَحْمَتُهُ وَ تَوْفِيقُهُ لِمُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَ مُعَادَاةُ أَعْدَائِهِمْ ثُمَّ قَالَ ص وَ كَيْفَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ خَيْراً مِمَّا يَجْمَعُونَ وَ هُوَ ثَمَنُ الْجَنَّةِ وَ نَعِيمُهَا فَإِنَّهُ يُكْتَسَبُ بِهَا رِضْوَانُ اللَّهِ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ يُسْتَحَقُّ الْكَوْنُ بِحَضْرَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ إِنَّ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ أَشْرَفُ زِينَةِ الْجِنَانِ ثُمَّ قَالَ ص يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَ الْعِلْمِ بِتَأْوِيلِهِ وَ بِمُوَالاتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ التَّبَرِّي مِنْ أَعْدَائِنَا أَقْوَاماً فَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ قَادَةً [وَ] أَئِمَّةً فِي الْخَيْرِ تُقْتَصُّ آثَارُهُمْ وَ تُرْمَقُ أَعْمَالُهُمْ وَ يُقْتَدَى بِفِعَالِهِمْ وَ تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خُلَّتِهِمْ وَ تَمْسَحُهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ فِي صَلَاتِهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كُلُّ رَطْبٍ وَ يَابِسٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ وَ هَوَامُّهُ وَ سِبَاعُ الْبَرِّ وَ أَنْعَامُهُ وَ السَّمَاءُ وَ نُجُومُهَا.
36- ضه، روضة الواعظين قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْفِقْهُ وَ أَفْضَلُ الدِّينِ الْوَرَعُ.
37- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الدِّهْقَانِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ «3» عَنْ‏
__________________________________________________
 (1) الظاهر بقرينة روايته عن الوشاء هو المعلى بن محمّد أبو الحسن البصرى الذي قال في حقه النجاشيّ: مضطرب الحديث و المذهب.
 (2) يونس: 58.
 (3) الظاهر أنّه عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان الواسطى ضعفه النجاشيّ في ص 160 و قال: له كتاب. و ضعفه أيضا العلامة في القسم الثاني من الخلاصة.

217
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

دُرُسْتَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنِ انْهَمَكَ فِي طَلَبِ النَّحْوِ سُلِبَ الْخُشُوعَ.
بيان الظاهر أن المراد علم النحو و لا ينافي تجدد هذا العلم و الاسم لعلمه ع بما سيتجدد و يحتمل أن يكون المراد التوجه إلى القواعد النحوية في حال الدعاء و النحو في اللغة الطريق و الجهة و القصد و شي‏ء منها لا يناسب المقام إلا بتكلف تام «1».
38- شي، تفسير العياشي عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ دَاوُدَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ فَارْتَعَدَتِ السَّمَاءُ فَقَالَ هُوَ سُبْحَانَ مَنْ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ لِلرَّعْدِ كَلَاماً فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَلْ عَمَّا يَعْنِيكَ وَ دَعْ مَا لَا يَعْنِيكَ.
39 نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً وَ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلًا وَ مِنَ الشِّعْرِ حُكْماً وَ مِنَ الْقَوْلِ عَدْلًا.
40 الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، عَنِ الْكَاظِمِ ع قَالَ: مَنْ تَكَلَّفَ مَا لَيْسَ مِنْ عِلْمِهِ ضَيَّعَ عَمَلَهُ وَ خَابَ أَمَلُهُ.
41- وَ قَالَ الْجَوَادُ ع التَّفَقُّهُ ثَمَنٌ لِكُلِّ غَالٍ وَ سُلَّمٌ إِلَى كُلِّ عَالٍ.
42 الْجَوَاهِرُ لِلْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْعُلُومُ أَرْبَعَةٌ الْفِقْهُ لِلْأَدْيَانِ وَ الطِّبُّ لِلْأَبْدَانِ وَ النَّحْوُ لِلِّسَانِ وَ النُّجُومُ لِمَعْرِفَةِ الْأَزْمَانِ.
43 دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِيِّ، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع عَجَبٌ لِمَنْ يَتَفَكَّرُ فِي مَأْكُولِهِ كَيْفَ لَا يَتَفَكَّرُ فِي مَعْقُولِهِ فَيُجَنِّبُ بَطْنَهُ مَا يُؤْذِيهِ وَ يُودِعُ صَدْرَهُ مَا يُرْدِيهِ.
44- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْعِلْمُ عِلْمَانِ مَطْبُوعٌ وَ مَسْمُوعٌ وَ لَا يَنْفَعُ الْمَسْمُوعُ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَطْبُوعُ.
45- وَ قَالَ ع وَ قَدْ سُئِلَ عَنِ الْقَدَرِ طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلَا تَسْلُكُوهُ وَ بَحْرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجُوهُ وَ سِرُّ اللَّهِ فَلَا تَتَكَلَّفُوهُ.
__________________________________________________
 (1) الظاهر أن المراد بالنحو هو الطريق لو صح الخبر و المراد به الاشتغال بالعلم عن العمل. ط.

218
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

بيان لعل المراد بالمطبوع ما استنبط بفهمه و فكره الصائب في الأصول و الفروع من الأدلة العقلية و النقلية و ربما يخص المطبوع بالأصول و المسموع بالفروع.
46- نهج، نهج البلاغة قَالَ ع النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.
47- وَ قَالَ ع لَا تَكُونُوا كَجُفَاةِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا فِي الدِّينِ تَتَفَقَّهُونَ وَ لَا عَنِ اللَّهِ تَعْقِلُونَ كَقَيْضِ بَيْضٍ فِي أَدَاحٍ يَكُونُ كَسْرُهَا وِزْراً وَ يُخْرِجُ حِضَانُهَا شَرّاً.
بيان القيض قشر البيض و الأداحي جمع الأدحية و هي مبيض النعام في الرمل و حضن الطائر بيضه حضنا و حضانا ضمه إلى نفسه تحت جناحه للتفريخ و قيل الغرض التشبيه ببيض أفاعي وجدت في عش حيوان لا يمكن كسرها لاحتمال كونها من حيوان محلل و إن تركت تخرج منها أفاعي فكذا هؤلاء إن تركوا صاروا شياطين يضلون الناس و لا يمكن قتلهم لظاهر الإسلام و سيأتي تمام الكلام و شرحه في كتاب الفتن.
48- نهج، نهج البلاغة فِي وَصِيَّتِهِ لِلْحَسَنِ ع خُضِ الْغَمَرَاتِ إِلَى الْحَقِّ حَيْثُ كَانَ وَ تَفَقَّهْ فِي الدِّينِ إِلَى قَوْلِهِ ع وَ تَفَهَّمْ وَصِيَّتِي وَ لَا تَذْهَبَنَّ صَفْحاً فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَ لَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لَا يَحِقُّ تَعَلُّمُهُ إِلَى قَوْلِهِ ع وَ أَنْ أَبْتَدِئَكَ بِتَعْلِيمِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَأْوِيلِهِ وَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَ أَحْكَامِهِ وَ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ لَا أُجَاوِزُ ذَلِكَ بِكَ إِلَى غَيْرِهِ.
49 كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص خَمْسٌ لَا يَجْتَمِعْنَ إِلَّا فِي مُؤْمِنٍ حَقّاً يُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهِنَّ الْجَنَّةَ النُّورُ فِي الْقَلْبِ وَ الْفِقْهُ فِي الْإِسْلَامِ وَ الْوَرَعُ فِي الدِّينِ وَ الْمَوَدَّةُ فِي النَّاسِ وَ حُسْنُ السَّمْتِ فِي الْوَجْهِ.
50- وَ قَالَ ص الْعِلْمُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَى فَخُذْ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ أَحْسَنَهُ.
51- وَ مِنْهُ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ تَعَلَّمِ الْحِكْمَةَ تَشَرَّفْ فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَدُلُّ عَلَى الدِّينِ وَ تُشَرِّفُ الْعَبْدَ عَلَى الْحُرِّ وَ تَرْفَعُ الْمِسْكِينَ عَلَى الْغَنِيِّ وَ تُقَدِّمُ الصَّغِيرَ عَلَى الْكَبِيرِ وَ تُجْلِسُ الْمِسْكِينَ مَجَالِسَ الْمُلُوكِ وَ تَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفاً وَ السَّيِّدَ سُودَداً و

219
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 6 العلوم التی أمر الناس بتحصیلها و ینفعهم و فیه تفسیر الحکمة ص 209

الْغَنِيَّ مَجْداً وَ كَيْفَ يَظُنُّ ابْنُ آدَمَ أَنْ يَتَهَيَّأَ لَهُ أَمْرُ دِينِهِ وَ مَعِيشَتِهِ بِغَيْرِ حِكْمَةٍ وَ لَنْ يُهَيِّئَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِالْحِكْمَةِ وَ مَثَلُ الْحِكْمَةِ بِغَيْرِ طَاعَةٍ مَثَلُ الْجَسَدِ بِلَا نَفْسٍ أَوْ مَثَلُ الصَّعِيدِ بِلَا مَاءٍ وَ لَا صَلَاحَ لِلْجَسَدِ بِغَيْرِ نَفْسٍ وَ لَا لِلصَّعِيدِ بِغَيْرِ مَاءٍ وَ لَا لِلْحِكْمَةِ بِغَيْرِ طَاعَةٍ.
52 وَ مِنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ص الْعِلْمُ عِلْمَانِ عِلْمُ الْأَدْيَانِ وَ عِلْمُ الْأَبْدَانِ.
53- وَ قَالَ ص مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
54- عدة، عدة الداعي قَالَ الْعَالِمُ ع أَوْلَى الْعِلْمِ بِكَ مَا لَا يَصْلُحُ لَكَ الْعَمَلُ إِلَّا بِهِ وَ أَوْجَبُ الْعِلْمِ عَلَيْكَ مَا أَنْتَ مَسْئُولٌ عَنِ الْعَمَلِ بِهِ وَ أَلْزَمُ الْعِلْمِ لَكَ مَا دَلَّكَ عَلَى صَلَاحِ قَلْبِكَ وَ أَظْهَرَ لَكَ فَسَادَهُ وَ أَحْمَدُ الْعِلْمِ عَاقِبَةً مَا زَادَ فِي عَمَلِكَ الْعَاجِلِ.
55 مُنْيَةُ الْمُرِيدِ، قَالَ الصَّادِقُ ع مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبَّ إِلَى إِبْلِيسَ مِنْ مَوْتِ فَقِيهٍ.
56- وَ عَنْهُ ع إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ الْفَقِيهُ ثُلِمَ «1» فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْ‏ءٌ.
57- وَ فِي التَّوْرَاةِ عَظِّمِ الْحِكْمَةَ فَإِنِّي لَا أَجْعَلُ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِ أَحَدٍ إِلَّا وَ أَرَدْتُ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ فَتَعَلَّمْهَا ثُمَّ اعْمَلْ بِهَا ثُمَّ ابْذُلْهَا كَيْ تَنَالَ بِذَلِكَ كَرَامَتِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
58- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ قَالَ الْحِكْمَةُ الْقُرْآنُ.
59- وَ رَوَى بَشِيرٌ الدَّهَّانُ «2» قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَتَفَقَّهُ مِنْ أَصْحَابِنَا يَا بَشِيرُ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا لَمْ يَسْتَغْنِ بِفِقْهِهِ احْتَاجَ إِلَيْهِمْ فَإِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِمْ أَدْخَلُوهُ فِي بَابِ ضَلَالَتِهِمْ وَ هُوَ لَا يَعْلَمُ.
60- وَ رُوِيَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ رَجُلٌ عَرَفَ هَذَا الْأَمْرَ
__________________________________________________
 (1) أي أحدث في الإسلام خللا لا يسدها شي‏ء.
 (2) الكوفيّ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم عليه السلام و قال: روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام.

220
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 7 آداب طلب العلم و أحکامه ص 221

لَزِمَ بَيْتَهُ وَ لَمْ يَتَعَرَّفْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ قَالَ فَقَالَ كَيْفَ يَتَفَقَّهُ هَذَا فِي دِينِهِ.
61- وَ عَنْهُ ع لَا يَسَعُ النَّاسَ حَتَّى يَسْأَلُوا وَ يَتَفَقَّهُوا وَ يَعْرِفُوا إِمَامَهُمْ وَ يَسَعُهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا بِمَا يَقُولُ وَ إِنْ كَانَ تَقِيَّةً.
62 كِتَابُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَا يَصْلُحُ الْمَرْءُ إِلَّا عَلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ التَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ وَ حُسْنِ التَّقْدِيرِ فِي الْمَعِيشَةِ وَ الصَّبْرِ عَلَى النَّائِبَةِ.
باب 7 آداب طلب العلم و أحكامه‏
الآيات المائدة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَ إِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْها وَ اللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ طه وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى‏ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً.
1- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَرْبَعَةٌ لَا يَشْبَعْنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ الْأَرْضُ مِنَ الْمَطَرِ وَ الْعَيْنُ مِنَ النَّظَرِ وَ الْأُنْثَى مِنَ الذَّكَرِ وَ الْعَالِمُ مِنَ الْعِلْمِ.
سن، المحاسن أبي رفعه إلى أبي عبد الله ع مثله- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام ل، الخصال في سؤالات الشامي عن أمير المؤمنين ع مثله إلا بترك التعريف في الجميع.
2- شي، تفسير العياشي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا ع وَ كَتَبَ فِي آخِرِهِ أَ وَ لَمْ تُنْهَوْا عَنْ كَثْرَةِ الْمَسَائِلِ فَأَبَيْتُمْ أَنْ تَنْتَهُوا إِيَّاكُمْ وَ ذَاكَ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ فَقَالَ اللَّهُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِلَى قَوْلِهِ كافِرِينَ.

221
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 7 آداب طلب العلم و أحکامه ص 221

3- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام ابْنُ الْمُغِيرَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا سَهَرَ «1» إِلَّا فِي ثَلَاثٍ مُتَهَجِّدٍ بِالْقُرْآنِ أَوْ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَوْ عَرُوسٍ تُهْدَى إِلَى زَوْجِهَا.
نوادر الراوندي، بإسناده عن الكاظم عن آبائه ع عن النبي ص مثله بيان التهجد مجانبة الهجود و هو النوم و قد يطلق على الصلاة بالليل و على الأول المراد إما قراءة القرآن في الصلاة أو الأعم.
4- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: لَا بَأْسَ بِالسَّهَرِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ.
بيان في بعض النسخ بالتهيم و هو التحير و مشية حسنة و لعل المراد التحير في البلاد أي المسافرة أو الإسراع في المشي و النسخة الأولى أظهر.
5- ختص، الإختصاص قَالَ الْبَاقِرُ ع إِذَا جَلَسْتَ إِلَى عَالِمٍ فَكُنْ عَلَى أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ عَلَى أَنْ تَقُولَ وَ تَعَلَّمْ حُسْنَ الِاسْتِمَاعِ كَمَا تَتَعَلَّمُ حُسْنَ الْقَوْلِ وَ لَا تَقْطَعْ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ.
6 نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ تَعَلَّمَ فِي شَبَابِهِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الرَّسْمِ فِي الْحَجَرِ وَ مَنْ تَعَلَّمَ وَ هُوَ كَبِيرٌ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْكِتَابِ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ «2».
7- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لِسَائِلٍ سَأَلَهُ عَنْ مُعْضِلَةٍ «3» سَلْ تَفَقُّهاً وَ لَا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً «4» فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبِيهٌ بِالْعَالِمِ وَ إِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ «5» شَبِيهٌ بِالْجَاهِلِ.
8- وَ قَالَ ع فِي ذَمِّ قَوْمٍ سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ وَ مُجِيبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ.
__________________________________________________
 (1) بفتح السين و الهاء المهملتين: عدم النوم في الليل.
 (2) و في نسخة: فى وجه الماء.
 (3) أي المسألة المغلقة المشكلة.
 (4) تعنت الرجل و عليه في السؤال: سأله على جهة التلبيس.
 (5) تعسف في القول: أخذه على غير هداية، حمله على معنى لا تكون دلالته عليه ظاهرة.

222
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 7 آداب طلب العلم و أحکامه ص 221

9- وَ قَالَ ع إِذَا ازْدَحَمَ الْجَوَابُ خَفِيَ الصَّوَابُ.
بيان لعل فيه دلالة على المنع عن سؤال مسألة واحدة عن جماعة كثيرة.
10- نهج، نهج البلاغة قَالَ ع يَا كُمَيْلُ مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا «1» فِي كَسْبِ الْمَكَارِمِ وَ يُدْلِجُوا «2» فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ.
11- وَ قَالَ ع لَا تَسْأَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ فَفِي الَّذِي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ.
12- وَ قَالَ ع فِي وَصِيَّتِهِ لِلْحَسَنِ ع إِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ «3» كَالْأَرْضِ الْخَالِيَةِ مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْ‏ءٍ قَبِلَتْهُ فَبَادَرْتُكَ بِالْأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ وَ يَشْتَغِلَ لُبُّكَ إِلَى قَوْلِهِ ع وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ مِنْ وَصِيَّتِي تَقْوَى اللَّهِ وَ الِاقْتِصَارُ عَلَى مَا افْتَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ وَ الْأَخْذُ بِمَا مَضَى عَلَيْهِ الْأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ وَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوا أَنْ نَظَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ وَ فَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ مُفَكِّرٌ ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذَلِكَ إِلَى الْأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا وَ الْإِمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا عَلِمُوا فَلْيَكُنْ طَلَبُكَ ذَلِكَ بِتَفَهُّمٍ وَ تَعَلُّمٍ لَا بِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ وَ عُلُوِّ الْخُصُومَاتِ وَ ابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِكَ فِي ذَلِكَ بِالاسْتِعَانَةِ عَلَيْهِ بِإِلَهِكَ وَ الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي تَوْفِيقِكَ وَ تَرْكِ كُلِّ شَائِبَةٍ أَوْلَجَتْكَ «4» فِي شُبْهَةٍ أَوْ أَسْلَمَتْكَ إِلَى ضَلَالَةٍ فَإِذَا أَيْقَنْتَ أَنْ صَفَا قَلْبُكَ فَخَشَعَ وَ تَمَّ رَأْيُكَ وَ اجْتَمَعَ وَ كَانَ هَمُّكَ فِي ذَلِكَ هَمّاً وَاحِداً فَانْظُرْ فِيمَا فَسَّرْتُ لَكَ وَ إِنْ أَنْتَ لَمْ يَجْتَمِعْ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِكَ وَ فَرَاغِ نَظَرِكَ وَ فِكْرِكَ فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ «5» أَوْ تَتَوَرَّطُ الظَّلْمَاءَ «6» وَ لَيْسَ طَالِبُ الدِّينِ مَنْ خَبَطَ وَ لَا خَلَطَ وَ الْإِمْسَاكُ عَنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ إِلَى قَوْلِهِ ع فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْ‏ءٌ
__________________________________________________
 (1) يمكن أن يكون من راح يروح أي جاء، أو روح من باب التفعيل، أو ذهب في الرواح اي العشى، أو من راح يراح. اى أسرع فرحا.
 (2) أدلج إدلاجا: سار في الليل كله أو في آخره.
 (3) أي الشاب.
 (4) أي ادخلتك.
 (5) العشواء: الناقة الضيقة البصر أو التي لا تبصر في الليل و تطأ كل شي‏ء، و المعنى: أنك تتصرف في الأمور على غير بصيرة و هو مثل للمتهافت في الشي‏ء، و للذى يركب رأسه و لا يهتم لعاقبته.
 (6) أي تقع في ورطة لا يسهل التخلص منها. و الورطة بفتح الواو و سكون الراء: الهوة الغامضة و الهلكة.

223
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 7 آداب طلب العلم و أحکامه ص 221

مِنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْهُ عَلَى جَهَالَتِكَ بِهِ فَإِنَّكَ أَوَّلَ مَا خُلِقْتَ خُلِقْتَ جَاهِلًا ثُمَّ عُلِّمْتَ وَ مَا أَكْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ الْأَمْرِ وَ يَتَحَيَّرُ فِيهِ رَأْيُكَ وَ يَضِلُّ فِيهِ بَصَرُكَ ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَاعْتَصِمْ بِالَّذِي خَلَقَكَ وَ رَزَقَكَ وَ سَوَّاكَ وَ لْيَكُنْ لَهُ تَعَبُّدُكَ وَ إِلَيْهِ رَغْبَتُكَ وَ مِنْهُ شَفَقَتُكَ إِلَى قَوْلِهِ ع فَإِذَا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ.
13 كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْعِلْمُ مِنَ الصِّغَرِ كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ.
14- وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ وَ حُسْنُ السُّؤَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ وَ التَّقْدِيرُ فِي النَّفَقَةِ نِصْفُ الْعَيْشِ.
15- عدة، عدة الداعي عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ قُلْ لِلَّذِينَ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ الدِّينِ وَ يَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ وَ يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا لِغَيْرِ الْآخِرَةِ يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ مُسُوكَ «1» الْكِبَاشِ وَ قُلُوبُهُمْ كَقُلُوبِ الذِّئَابِ أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَ أَعْمَالُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ إِيَّايَ يُخَادِعُونَ وَ بِي يَسْتَهْزِءُونَ لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَذَرُ الْحَكِيمَ حَيْرَانَ.
16 كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تُكْثِرُوا السُّؤَالَ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ أَنْبِيَاءَهُمْ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَ اسْأَلُوا عَمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ وَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِينِي وَ يَسْأَلُنِي فَأُخْبِرُهُ فَيَكْفُرُ وَ لَوْ لَمْ يَسْأَلْنِي مَا ضَرَّهُ وَ قَالَ اللَّهُ وَ إِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ إِلَى قَوْلِهِ قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ.
17- أَقُولُ وَجَدْتُ بِخَطِّ شَيْخِنَا الْبَهَائِيِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ مَا هَذَا لَفْظُهُ قَالَ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ نَقَلْتُ مِنْ خَطِّ الشَّيْخِ أَحْمَدَ الْفَرَاهَانِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ عُنْوَانَ الْبَصْرِيِّ وَ كَانَ شَيْخاً كَبِيراً قَدْ أَتَى عَلَيْهِ أَرْبَعٌ وَ تِسْعُونَ سَنَةً قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ سِنِينَ فَلَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ ع الْمَدِينَةَ اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ آخُذَ عَنْهُ كَمَا أَخَذْتُ عَنْ مَالِكٍ فَقَالَ لِي يَوْماً إِنِّي رَجُلٌ مَطْلُوبٌ وَ مَعَ ذَلِكَ لِي أَوْرَادٌ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَلَا تَشْغَلْنِي عَنْ وِرْدِي وَ خُذْ عَنْ مَالِكٍ وَ اخْتَلِفْ‏
__________________________________________________
 (1) أي الجلود.

224
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 7 آداب طلب العلم و أحکامه ص 221

إِلَيْهِ كَمَا كُنْتَ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ فَاغْتَمَمْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ قُلْتُ فِي نَفْسِي لَوْ تَفَرَّسَ فِيَّ خَيْراً لَمَا زَجَرَنِي عَنِ الِاخْتِلَافِ إِلَيْهِ وَ الْأَخْذِ عَنْهُ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ الرَّسُولِ ص وَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ رَجَعْتُ مِنَ الْغَدِ إِلَى الرَّوْضَةِ وَ صَلَّيْتُ فِيهَا رَكْعَتَيْنِ وَ قُلْتُ أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ أَنْ تَعْطِفَ عَلَيَّ قَلْبَ جَعْفَرٍ وَ تَرْزُقَنِي مِنْ عِلْمِهِ مَا أَهْتَدِي بِهِ إِلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ وَ رَجَعْتُ إِلَى دَارِي مُغْتَمّاً وَ لَمْ أَخْتَلِفْ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ لِمَا أُشْرِبَ قَلْبِي مِنْ حُبِّ جَعْفَرٍ فَمَا خَرَجْتُ مِنْ دَارِي إِلَّا إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ حَتَّى عِيلَ صَبْرِي «1» فَلَمَّا ضَاقَ صَدْرِي تَنَعَّلْتُ وَ تَرَدَّيْتُ وَ قَصَدْتُ جَعْفَراً وَ كَانَ بَعْدَ مَا صَلَّيْتُ الْعَصْرَ فَلَمَّا حَضَرْتُ بَابَ دَارِهِ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَخَرَجَ خَادِمٌ لَهُ فَقَالَ مَا حَاجَتُكَ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَى الشَّرِيفِ فَقَالَ هُوَ قَائِمٌ فِي مُصَلَّاهُ فَجَلَسْتُ بِحِذَاءِ بَابِهِ فَمَا لَبِثْتُ إِلَّا يَسِيراً إِذْ خَرَجَ خَادِمٌ فَقَالَ ادْخُلْ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَدَخَلْتُ وَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ وَ قَالَ اجْلِسْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ فَجَلَسْتُ فَأَطْرَقَ مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ أَبُو مَنْ قُلْتُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ثَبَّتَ اللَّهُ كُنْيَتَكَ وَ وَفَّقَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا مَسْأَلَتُكَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَوْ لَمْ يَكُنْ لِي مِنْ زِيَارَتِهِ وَ التَّسْلِيمِ غَيْرُ هَذَا الدُّعَاءِ لَكَانَ كَثِيراً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ مَا مَسْأَلَتُكَ فَقُلْتُ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَعْطِفَ قَلْبَكَ عَلَيَّ وَ يَرْزُقَنِي مِنْ عِلْمِكَ وَ أَرْجُو أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَجَابَنِي فِي الشَّرِيفِ مَا سَأَلْتُهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَيْسَ الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ إِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَقَعُ فِي قَلْبِ مَنْ يُرِيدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَهُ فَإِنْ أَرَدْتَ الْعِلْمَ فَاطْلُبْ أَوَّلًا فِي نَفْسِكَ حَقِيقَةَ الْعُبُودِيَّةِ وَ اطْلُبِ الْعِلْمَ بِاسْتِعْمَالِهِ وَ اسْتَفْهِمِ اللَّهَ يُفْهِمْكَ قُلْتُ يَا شَرِيفُ فَقَالَ قُلْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا حَقِيقَةُ الْعُبُودِيَّةِ قَالَ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ أَنْ لَا يَرَى الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ فِيمَا خَوَّلَهُ اللَّهُ مِلْكاً لِأَنَّ الْعَبِيدَ لَا يَكُونُ لَهُمْ مِلْكٌ يَرَوْنَ الْمَالَ مَالَ اللَّهِ يَضَعُونَهُ حَيْثُ أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ لَا يُدَبِّرُ الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ تَدْبِيراً وَ جُمْلَةُ اشْتِغَالِهِ فِيمَا أَمَرَهُ تَعَالَى بِهِ وَ نَهَاهُ عَنْهُ فَإِذَا لَمْ يَرَ الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ فِيمَا خَوَّلَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِلْكاً هَانَ عَلَيْهِ الْإِنْفَاقُ فِيمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُنْفِقَ فِيهِ وَ إِذَا فَوَّضَ الْعَبْدُ تَدْبِيرَ نَفْسِهِ عَلَى مُدَبِّرِهِ هَانَ عَلَيْهِ مَصَائِبُ الدُّنْيَا وَ إِذَا اشْتَغَلَ الْعَبْدُ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَ نَهَاهُ لَا يَتَفَرَّغُ مِنْهُمَا إِلَى الْمِرَاءِ وَ الْمُبَاهَاةِ مَعَ النَّاسِ فَإِذَا أَكْرَمَ اللَّهُ الْعَبْدَ بِهَذِهِ الثَّلَاثَةِ هَانَ‏
__________________________________________________
 (1) في اللغة: عيل صبرى اي قلب.

225
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 7 آداب طلب العلم و أحکامه ص 221

عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَ إِبْلِيسُ وَ الْخَلْقُ وَ لَا يَطْلُبُ الدُّنْيَا تَكَاثُراً وَ تَفَاخُراً وَ لَا يَطْلُبُ مَا عِنْدَ النَّاسِ عِزّاً وَ عُلُوّاً وَ لَا يَدَعُ أَيَّامَهُ بَاطِلًا فَهَذَا أَوَّلُ دَرَجَةِ التُّقَى قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ أُوصِيكَ بِتِسْعَةِ أَشْيَاءَ فَإِنَّهَا وَصِيَّتِي لِمُرِيدِي الطَّرِيقِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ اللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يُوَفِّقَكَ لِاسْتِعْمَالِهِ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِي رِيَاضَةِ النَّفْسِ «1» وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِي الْحِلْمِ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِي الْعِلْمِ فَاحْفَظْهَا وَ إِيَّاكَ وَ التَّهَاوُنَ بِهَا قَالَ عُنْوَانُ فَفَرَّغْتُ قَلْبِي لَهُ فَقَالَ أَمَّا اللَّوَاتِي فِي الرِّيَاضَةِ فَإِيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مَا لَا تَشْتَهِيهِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْحَمَاقَةَ وَ الْبَلَهَ وَ لَا تَأْكُلْ إِلَّا عِنْدَ الْجُوعِ وَ إِذَا أَكَلْتَ فَكُلْ حَلَالًا وَ سَمِّ اللَّهَ وَ اذْكُرْ حَدِيثَ الرَّسُولِ ص مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطْنِهِ فَإِنْ كَانَ وَ لَا بُدَّ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَ ثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَ ثُلُثٌ لِنَفَسِهِ وَ أَمَّا اللَّوَاتِي فِي الْحِلْمِ فَمَنْ قَالَ لَكَ إِنْ قُلْتَ وَاحِدَةً سَمِعْتَ عَشْراً فَقُلْ إِنْ قُلْتَ عَشْراً لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً وَ مَنْ شَتَمَكَ فَقُلْ لَهُ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فِيمَا تَقُولُ فَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي وَ إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فِيمَا تَقُولُ فَاللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يَغْفِرَ لَكَ وَ مَنْ وَعَدَكَ بِالْخَنَا «2» فَعِدْهُ بِالنَّصِيحَةِ وَ الرِّعَاءِ وَ أَمَّا اللَّوَاتِي فِي الْعِلْمِ فَاسْأَلِ الْعُلَمَاءَ مَا جَهِلْتَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ تَعَنُّتاً وَ تَجْرِبَةً وَ إِيَّاكَ أَنْ تَعْمَلَ بِرَأْيِكَ شَيْئاً وَ خُذْ بِالاحْتِيَاطِ فِي جَمِيعِ مَا تَجِدُ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَ اهْرُبْ مِنَ الْفُتْيَا هَرَبَكَ مِنَ الْأَسَدِ وَ لَا تَجْعَلْ رَقَبَتَكَ لِلنَّاسِ جِسْراً قُمْ عَنِّي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَدْ نَصَحْتُ لَكَ وَ لَا تُفْسِدْ عَلَيَّ وِرْدِي فَإِنِّي امْرُؤٌ ضَنِينٌ بِنَفْسِي وَ السَّلامُ عَلى‏ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى‏.
18 مُنْيَةُ الْمُرِيدِ، عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّ مُوسَى ع لَقِيَ الْخَضِرَ ع فَقَالَ أَوْصِنِي فَقَالَ الْخَضِرُ يَا طَالِبَ الْعِلْمِ إِنَّ الْقَائِلَ أَقَلُّ مَلَالَةً مِنَ الْمُسْتَمِعِ فَلَا تُمِلَ‏
__________________________________________________
 (1) الرياضة: تهذيب الأخلاق النفسية.
 (2) الخنى: الفحش في الكلام.

226
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 7 آداب طلب العلم و أحکامه ص 221

جُلَسَاءَكَ إِذَا حَدَّثْتَهُمْ وَ اعْلَمْ أَنْ قَلْبَكَ وِعَاءٌ فَانْظُرْ مَا ذَا تَحْشُو بِهِ وِعَاءَكَ وَ اعْرِفِ الدُّنْيَا وَ انْبِذْهَا وَرَاءَكَ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ بِدَارٍ وَ لَا لَكَ فِيهَا مَحَلُّ قَرَارٍ وَ إِنَّهَا جُعِلَتْ بُلْغَةً لِلْعِبَادِ لِيَتَزَوَّدُوا مِنْهَا لِلْمَعَادِ يَا مُوسَى وَطِّنْ نَفْسَكَ «1» عَلَى الصَّبْرِ تلقى [تَلْقَ‏] الْحِلْمَ وَ أَشْعِرْ قَلْبَكَ بِالتَّقْوَى تَنَلِ الْعِلْمَ وَ رُضْ نَفْسَكَ عَلَى الصَّبْرِ تَخَلَّصْ مِنَ الْإِثْمِ يَا مُوسَى تَفَرَّغْ لِلْعِلْمِ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُهُ فَإِنَّمَا الْعِلْمُ لِمَنْ تَفَرَّغَ لَهُ وَ لَا تَكُونَنَّ مِكْثَاراً «2» بِالْمَنْطِقِ مِهْذَاراً «3» إِنَّ كَثْرَةَ الْمَنْطِقِ تَشِينُ الْعُلَمَاءَ وَ تُبْدِي مَسَاوِئَ السُّخَفَاءِ وَ لَكِنْ عَلَيْكَ بِذِي اقْتِصَادٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ التَّوْفِيقِ وَ السَّدَادِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجُهَّالِ وَ احْلُمْ عَنِ السُّفَهَاءِ فَإِنَّ ذَلِكَ فَضْلُ الْحُلَمَاءِ  وَ زَيْنُ الْعُلَمَاءِ وَ إِذَا شَتَمَكَ الْجَاهِلُ فَاسْكُتْ عَنْهُ سِلْماً وَ جَانِبْهُ حَزْماً فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنْ جَهْلِهِ عَلَيْكَ وَ شَتْمِهِ إِيَّاكَ أَكْثَرَ يَا ابْنَ عِمْرَانَ لَا تَفْتَحَنَّ بَاباً لَا تَدْرِي مَا غَلَقُهُ وَ لَا تُغْلِقَنَّ بَاباً لَا تَدْرِي مَا فَتْحُهُ يَا ابْنَ عِمْرَانَ مَنْ لَا يَنْتَهِي مِنَ الدُّنْيَا نَهْمَتَهُ وَ لَا تَنْقَضِي فِيهَا رَغْبَتُهُ كَيْفَ يَكُونُ عَابِداً وَ مَنْ يُحَقِّرُ حَالَهُ وَ يَتَّهِمُ اللَّهَ بِمَا قَضَى لَهُ كَيْفَ يَكُونُ زَاهِداً يَا مُوسَى تَعَلَّمْ مَا تَعَلَّمُ لِتَعْمَلَ بِهِ وَ لَا تَعَلَّمْ لِتُحَدِّثَ بِهِ فَيَكُونَ عَلَيْكَ بُورُهُ وَ يَكُونَ عَلَى غَيْرِكَ نُورُهُ.
بيان قال في الفائق البور بالضم جمع بوار «4» و بالفتح المصدر و قد يكون المصدر بالضم أيضا.
19- مع، معاني الأخبار ج، الإحتجاج ع، علل الشرائع الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ قَوْماً يَرْوُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ اخْتِلَافُ أُمَّتِي رَحْمَةٌ فَقَالَ صَدَقُوا فَقُلْتُ إِنْ كَانَ اخْتِلَافُهُمْ رَحْمَةً فَاجْتِمَاعُهُمْ عَذَابٌ قَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ وَ ذَهَبُوا إِنَّمَا أَرَادَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ‏
__________________________________________________  
 (1) أي هيأ نفسك و احملها على الصبر.
 (2) المكثار: كثير الكلام.
 (3) رجل مهذار هاذر أي يخلط في منطقه و يتكلم بما لا ينبغي.
 (4) و هو الهلاك و الكساد.

227
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

باب 7 آداب طلب العلم و أحکامه ص 221

إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْفِرُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ يَخْتَلِفُوا إِلَيْهِ فَيَتَعَلَّمُوا ثُمَّ يَرْجِعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَيُعَلِّمُوهُمْ إِنَّمَا أَرَادَ اخْتِلَافَهُمْ مِنَ الْبُلْدَانِ اخْتِلَافاً فِي دِينِ اللَّهِ إِنَّمَا الدِّينُ وَاحِدٌ.
إلى هنا تمّ الجزء الأول من بحار الأنوار من هذه الطبعة المزدانة بتعاليق نفيسة قيّمة و فوائد جمّة ثمينة؛ و يتضمن كتاب العقل و العلم و الجهل في خمسة أبواب المشتملة على 125 حديثاً؛ و سبعة أبواب من كتاب العلم المشتملة على 270 حديثاً. و يتلوه الجزء الثاني و يبدء من ثامن أبواب كتاب العلم «باب ثواب الهداية و التعليم» و الله الموفّق للخير و الرشاد. شعبان المعظّم 1376 ه‏

228
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

فهرست ما فی هذا الجزء ص 229


فهرست ما في هذا الجزء
الموضوع/ الصفحه خطبة الكتاب 1
مقدمة الكتاب 2
مصادر الكتاب 6
توثيق المصادر 26
رموز الكتاب 46
تلخيص الأسانيد 48
المفردات المشتركة 57
بعض المطالب المذكورة في مفتتح المصادر 62
فهرست الكتب 79
 «كتاب العقل و العلم و الجهل»
باب 1 فضل العقل و ذمّ الجهل؛ و فيه 53 حديثاً. 81
باب 2 حقيقة العقل و كيفيته و بدء خلقه؛ و فيه 14 حديثاً. 96
بيان ماهية القل 99
باب 3 احتجاج اللّه تعالى على الناس و أنه يحاسبهم‏
على قدر عقولهم؛ و فيه خمسة احاديث. 105
باب 4 علامات العقل و جنوده؛ و فيه 52 حديثاً. 106
باب 5 النوادر؛ و فيه حديثان. 161
 «كتاب العلم»
باب 1 فرض العلم، و وجوب طلبه، و الحثُّ عليه، و ثواب العالم‏
و المتعلم؛ و فيه 112 حديثاً. 162
باب 2 أصناف الناس في العلم و فضل حبّ العلماء؛ و فيه 20 حديثاً. 186
باب 3 سؤال العالم و تذاكره و إتيان بابه؛ و فيه سبعة أحاديث. 196

229
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

فهرست ما فی هذا الجزء ص 229

باب 4 مذاكرة العلم، و مجالسة العلماء، و الحضور فى‏
مجالس العلم، و ذمّ مخالطة الجهّال؛ و فيه 38 حديثاً. 198
باب 5 العمل بغير علم؛ و فيه 12 حديثاً. 206
باب 6 العلوم التي أمر الناس بتحصيلها و ينفعهم، و فيه‏
تفسير الحكمة؛ و فيه 62 حديثاً. 209
باب 7 آداب طلب العلم و أحكامه؛ و فيه 19 حديثاً 221

230
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار1 (ط - بيروت)

رموز الکتاب ص 231

(رموز الكتاب)
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفى.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفيد.
جش: لفهرست النجاشيّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغريّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف اليقين.
شي: لتفسير العياشيّ‏
ص: لقصص الأنبياء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحيفة الرضا (ع).
ضا: لفقه الرضا (ع).
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظين.
ط: للصراط المستقيم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الورى.
عين: للعيون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغيبة الشيخ.
غو: لغوالي اللئالي.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسير فرات بن إبراهيم.
فس: لتفسير عليّ بن إبراهيم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتيق الغرويّ‏
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قية: للدُروع.
ك: لإكمال الدين.
كا: للكافي.
كش: لرجال الكشيّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعميّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمين.
لى: لأمالي الصدوق.
م: لتفسير الإمام العسكريّ (ع).
ما: لأمالي الطوسيّ.
محص: للتمحيص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشريعة.
مصبا: للمصباحين.
مع: لمعاني الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزيارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعيون أخبار الرضا (ع).
نبه: لتنبيه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفاية.
نهج: لنهج البلاغة.
نى: لغيبة النعمانيّ.
هد: للهداية.
يب: للتهذيب.
يج: للخرائج.
يد: للتوحيد.
ير: لبصائر الدرجات.
يف: للطرائف.
يل: للفضائل.
ين: لكتابي الحسين بن سعيد او لكتابه و النوادر.
يه: لمن لا يحضره الفقيه.

231