×
☰ فهرست و مشخصات
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

حياة الشيخ الطوسي ص : 1

حياة الشيخ الطوسي‏

طلبنا من المؤرخ الشهير و البحاثة الكبير الامام آية اللّه الشيخ آغا بزرك الطهراني دام ظله ان يستل لنا ترجمة الشيخ الطوسي من كتابه (ازاحة الحلك الدامس بالشموس المضيئة في القرن الخامس) الذي هو من أجزاء موسوعته (طبقات أعلام الشيعة) فتفضل بذلك و أضاف اليها فوائد مهمة و أموراً لا يستغني عنها الباحثون، و سماها (حياة الشيخ الطوسي) فله منا الشكر و من اللّه الأجر. الناشر بِسم اللّه الرّحمن الرّحيم و له الحمد ارتسمت على كل أفق من آفاق العالم الاسلامي أسماء رجال معدودين امتازوا بمواهب و عبقريات رفعتهم الى الأوج الأعلى من آفاق هذا العالم، و سجلت أسماؤهم في قائمة عظماء التأريخ، و جهابذة العلم، و أصبحوا نجوماً لامعة، و مصابيح ساطعة تتلألأ في كبد السماء كتلألأ الجوزاء، و تضي‏ء لأهل هذه الدنيا فتستفيد من نورها المجموعة البشرية كل حسب مكانته و على مقداره، و بذلك بنوا لأنفسهم مجداً لا يطرأ عليه التلاشي و النسيان، و خلد ذكرهم على مر الزمان و تعاقب الملوان.

و ثمة رجال ارتسمت أسماؤهم في كل أفق من تلك الآفاق، و هم قليلون للغاية شذت بهم طبيعة هذا الكون فكان لهم من نبوغهم و عظمتهم ما جعلهم أفذاذاً في دنيا الإسلام، و شواذاً لا يمكن أن يجعلوا مقياساً لغيرهم، أو ميزاناً توزن به مقادير الرجال، إذ لا يمكنها أن تنال مراتبهم و ان اشرأبت اليها أعناقهم و حدثتهم بها نفوسهم.

1
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

نسبه: ص : 2

و من تلك القلة شيخنا و شيخ الكل في الكل علامة الآفاق شيخ الطائفة الطوسي أعلى اللَّه درجاته و أجزل أجره، فقد شاءت إرادة اللَّه العليا أن تبارك في علمه و قلمه فتخرج منهما للناس نتاجاً من أفضل النتاج، فيه كل ما يدل على غزارة العلم و سعة الاطلاع، و قد مازه اللَّه تعالى بصفات بارزة، و خصه بعناية فائقة، و فضله على كثير ممن خلق تفضيلا.

و قد كرّس- قدس اللَّه نفسه- حياته طوال عمره لخدمة الدين و المذهب، و بهذا استحق مكانته السامية من العالم الاسلامي عامة و الشيعي خاصة، و بانتاجه الغزير أصبح- و أمسى- علماً من أعظم أعلامه، و دعامة من أكبر دعائمه، يذكر اسمه مع كل تعظيم و إجلال و إكبار و إعجاب، و لقد أجاد من قال فيه:

شيخ الهدى و الطائفة

 

 أثر القرون السالفة

 

وصل الآله فخصه‏

 

 بنهي الأمور العارفة

 

ظهرت سريرة علمه‏

 

 بالفضل عنه كاشفه‏

 

للَّه أوقف نفسه‏

 

 شكر الآله مواقفه‏

 

سحب الرضا هتفت على‏

 

 قبر يضمك، و اكفه‏

 

كم قد حباه فضيلة

 

 متبوعة مترادفه؟ «1»

 

نسبه:

هو الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي نسبة الى طوس من مدن خراسان التي هي من أقدم بلاد فارس و أشهرها، و كانت- و لا تزال- من مراكز العلم و معاهد الثقافة، لأن فيها قبر الامام علي الرضا عليه السلام، ثامن أئمة الشيعة الاثني عشرية، و هي لذلك مهوى أفئدتهم يقصدونها من الأماكن الشاسعة و البلدان النائية، و يتقاطرون اليها من كل صوب و حدب، للثم تلك العتبة المقدسة و التمرّغ في ذلك الثرى الطيب.

______________________________

 (1) كتبت هذه الأبيات على ثريا أهديت لمرقد شيخ الطائفة و لم يذكر ناظمها.

2
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

ولادته و نشأته: ص : 3

و من أجل هذا و ذاك أصبحت كغيرها من مراقد آل محمد عليهم السلام هدفاً لأعدائهم، فقد انتابتها النكبات، و خربت ثلاث مرات، هدمها للمرة الأولى الأمير سبكتكين، و قوضها للمرة الثانية الغزنويون، و أتلفتها للمرة الثالثة عاصفة الفتنة المغولية عام 716 ه على عهد الطاغية جنكيز خان، و قد تجددت أبنيتها و أعيدت آثارها بعد كل مرة، و هي اليوم- مع ما حل فيها من تخريب و دمار- من أجل معاهد العلم عند الشيعة بالرغم من أعدائهم، و فيها خزانة كتب للإمام الرضا عليه السلام يحق للعالم الشيعي أن يعدها من مفاخره، و اللّه غالب على أمره.

ولادته و نشأته:

ولد شيخ الطائفة في طوس في شهر رمضان سنة 385 هجرية- أعني عام وفاة هارون بن موسى التلعكبري، و بعد أربع سنين من وفاة الشيخ الصدوق- و هاجر الى العراق فهبط بغداد في سنة 408 ه «1» و هو ابن ثلاثة و عشرين عاماً، و كانت زعامة المذهب الجعفري فيها يومذاك لشيخ الأمة و علم الشيعة محمد بن محمد بن النعمان الشهير بالشيخ المفيد عطر اللَّه مثواه، فلازمه ملازمة الظل، و عكف على الاستفادة منه، و أدرك شيخه الحسين بن عبيد اللَّه ابن الغضائري المتوفى سنة 411 ه، و شارك النجاشي في جملة من مشايخه، و بقي على اتصاله بشيخه حتى اختار اللَّه للاستاذ دار لقائه في سنة 413 ه، فانتقلت زعامة الدين و رياسة المذهب الى علامة تلاميذه علم الهدى السيد المرتضى طاب رمسه، فانحاز شيخ الطائفة اليه، و لازم الحضور تحت منبره، و عني به المرتضى، و بالغ في توجيهه و تلقينه، و اهتم له أكثر من سائر تلاميذه، و عين له في كل شهر اثنى عشر ديناراً «2» و بقي ملازماً له طيلة ثلاث‏

______________________________

 (1) فما ذكره في «الروضات» من روايته عن الشريف الرضي كما في ترجمة الشريف ص 573 من الطبعة الاولى من سبق القلم، حيث كانت وفاة الشريف سنة 406 ه بالإجماع، و دخول الشيخ بغداد كان في 408 كما صرح به هو ايضاً في ص 581، و الغريب نقل بعض لذلك عن «مستدرك الوسائل» لشيخنا الحجة النوري و هو خال من ذلك بل هو الذي نبه على هذا الاشتباه.

 (2) ان هذا و أمثاله مما يكذب ما ينسبونه الى السيد المرتضى من البخل، و انه دخل على الوزير المهلبي فقدم له عريضة يطلب فيها رفع ضريبة قدرها عشرون ديناراً فرضت على أرض له فلم يحفل-

3
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

هجرته الى النجف الأشرف: ص : 4

و عشرين سنة، و حتى توفي السيد المعظم لخمس بقين من شهر ربيع الاول سنة 436 ه فاستقل شيخ الطائفة بالامامة، و ظهر على منصة الزعامة، و أصبح علماً للشيعة و مناراً للشريعة، و كانت داره في الكرخ مأوى الأمة، و مقصد الوفاد، يأتونها لحل المشاكل و إيضاح المسائل، و قد تقاطر اليه العلماء و الفضلاء للتلمذة عليه و الحضور تحت منبره و قصدوه من كل بلد و مكان، و بلغت عدة تلاميذه ثلاثمائة من مجتهدي الشيعة، و من العامة ما لا يحصى كثرة.

و قد اعترف كل فرد من هؤلاء بعظمته و نبوغه، و كبر شخصيته و تقدمه على من سواه، و بلغ الأمر من الاعتناء به و الإكبار له أن جعل له خليفة الوقت القائم بأمر اللَّه- عبد اللَّه- ابن القادر باللَّه- أحمد- كرسي الكلام و الافادة، و قد كان لهذا الكرسي يومذاك عظمة و قدراً فوق الوصف، إذ لم يسمحوا به إلا لمن برز في علومه، و تفوق على أقرانه، و لم يكن في بغداد يومذاك من يفوقه قدراً أو يفضل عليه علماً فكان هو المتعين لذلك الشرف.

هجرته الى النجف الأشرف:

لم يفتأ شيخ الطائفة إمام عصره و عزيز مصره، حتى ثارت القلاقل و حدثت الفتن بين الشيعة و السنة، و لم تزل تنجم و تخبو بين الفينة و الاخرى، حتى اتسع نطاقها بأمر طغرل بيك أول ملوك السلجوقية فانه ورد بغداد في سنة 447 ه و شن على الشيعة حملة شعواء، و أمر بإحراق مكتبة الشيعة التي أنشأها ابو نصر سابور

______________________________

- الوزير به و اعرض عنه فلامه بعض الحضور على اهانته و احترام أخيه الرضي مع انه دونه في العلم و الفضل فعلل ذلك بما مر. هذا كله مما خلقه المغرضون و أنت ترى ان انتقال الرياسة الدينية اليه في بغداد بذلك العصر يستلزم الكرم و الجود الفائتين، كما ان مما لا شك فيه انه كان يعول بجماعة من تلامذته- غير الشيخ الطوسي- أن لم يعل بالجميع، و يبذل لهم ما كان يبذل له و قد ذكر الشيخ البهائي في «الكشكول» ما كان يجريه المرتضى للشيخ الطوسي و قال بعده: و لأبي البراج كل شهر ثمانية دنانير الخ. و قد تصدى لرد مثل هذه المختلفات ولدنا الدكتور عبد الرزاق محي الدين في كتابه «أدب السيد المرتضى» الذي قال به شهادة الدكتوراه في الأدب من القاهرة، و الذي عرضه علينا بعد عودته الى العراق فراقنا كثيراً و كتبنا عليه تقريظا.

4
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

هجرته الى النجف الأشرف: ص : 4

ابن أردشير وزير بهاء الدولة البويهي و كانت من دور العلم المهمة في بغداد، بناها هذا الوزير الجليل و الأديب الفاضل في محلة بين السورين في الكرخ سنة 381 ه على مثال (بيت الحكمة) الذي بناه هارون الرشيد، و كانت مهمة للغاية فقد جمع فيها هذا الوزير ما تفرق من كتب فارس و العراق، و استكتب تآليف أهل الهند و الصين و الروم كما قاله محمد كرد علي‏ «1» و نافت كتبها على عشرة آلاف من جلائل الآثار و مهام الاسفار، و أكثرها نسخ الأصل بخطوط المؤلفين، قال ياقوت الحموي‏ «2»:

و بها كانت خزانة الكتب التي أوقفها الوزير أبو نصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة و لم يكن في الدنيا أحسن كتباً منها كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة و أصولهم المحررة إلخ و كان من جملتها مائة مصحف بخط بنى مقلة على ما ذكره ابن الأثير «3» و حيث كان الوزير سابور من أهل الفضل و الأدب‏ «4» أخذ العلماء يهدون اليه مؤلفاتهم فأصبحت مكتبته من أغنى دور الكتب ببغداد، و قد احترقت هذه المكتبة العظيمة فيما احترق من محال الكرخ عند مجيئ طغرل بيك، و توسعت الفتنة حتى اتجهت الى شيخ الطائفة و أصحابه فأحرقوا كتبه و كرسيه الذي كان يجلس عليه للكلام قال ابن الجوزي‏ «5» في حوادث سنة 448 ه: و هرب أبو جعفر

______________________________

 (1) خطط الشام ج 6 ص 185.

 (2) معجم البلدان ج 2 ص 342.

 (3) التاريخ الكامل ج 10 ص 3.

 (4) سابور معرب شاپور «شاه پور» كان من وزراء الشيعة للملك الشيعي بهاء الدولة، و كان من اهل العلم و الفضل و الأدب، و كانت دار علمه محط الشعراء و الأدباء، ذكره الثعالبي في «يتيمة الدهر» و عقد فصلا خاصاً للشعراء الذين مدحوه، منهم أبو العلاء المعري فقد مدحه بقصيدة مشهورة و ذكر فيها دار كتبه هذه بقوله:

 

و غنت لنا في دار سابور قينة

 

 من الورق مطراب الاصائل مهباب‏

 

ترجم له ابن خلكان في «وفيات الأعيان» ج 1 ص 199- 200 فقال: كان من أكابر الوزراء و أماثل الرؤساء، جمعت فيه الكفاية و الدراية، و كان بابه محط الشعراء الخ و هذه المكانة المادية- مضافاً الى ما للرجل في نفسه من الفضائل العلمية و الكمالات الروحية- من الأسباب القوية لتحريضه على جمع الكتب العلمية و وقفها لأهل مذهبه، و لا سيما النفيسة القليلة الوجود المصححة المعتبرة كما هي صفة جماعي الكتب حتى اليوم.

ولد بشيراز في سنة 336 ه و توفى في 416 ه و توفى مخدومه بهاء الدولة في 403 ه عن 42 سنة. و دفن في النجف عند والده فناخسرو الملقب بعضد الدولة كما ذكره القاضي نور اللّه المرعشي في «مجالس المؤمنين» ص 379 رحمهم اللّه جمعياً.

 (5) المنتظم ج 8 ص 173 و 179.

5
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

هجرته الى النجف الأشرف: ص : 4

الطوسي و نهبت داره. ثم قال في حوادث سنة 449 ه: و في صفر في هذه السنة كبست دار أبي جعفر الطوسي متكلم الشيعة بالكرخ و أخذ ما وجد من دفاتره و كرسي كان يجلس عليه للكلام، و أخرج الى الكرخ و أضيف اليه ثلاث سناجيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديماً يحملونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة فأحرق الجميع إلخ.

و لما رأى الشيخ الخطر محدقاً به هاجر بنفسه الى النجف الأشرف لائذاً بجوار مولانا أمير المؤمنين عليه السلام و صيرها مركزاً للعلم و جامعة كبرى للشيعة الامامية، و عاصمة للدين الاسلامي و المذهب الجعفري، و أخذت تشد اليها الرحال و تعلق بها الآمال، و أصبحت مهبط رجال العلم و مهوى افئدتهم و قام فيها بناء صرح الإسلام، و كان الفضل في ذلك لشيخ الطائفة نفسه فقد بث في أعلام حوزته الروح العلمية، و غرس في قلوبهم بذور المعارف الإلهية، فحسروا للعلم عن سواعدهم و وصلوا فيه ليلهم بنهارهم عاكفين على دروسهم خائضين عباب العلم غائصين على أسراره موغلين في استبطان دخائله و استخراج مخبآته، و كيف لا يكونون كذلك و قد شرح اللّه للعلم و العمل صدورهم و صقل أذهانهم و ارهف طباعهم فحموا وطيس العلم، و بان فضل النجف على ما سواها من المعاهد العلمية، و خلفوا الذكر الجميل على مر الدهور و الأعصار أعلى اللّه في الفردوس درجاتهم، و لقد أحسن و أجاد صديقنا العلامة الحجة السيد علي نقي النقوي دام ظله حيث قال:

ذا شيخنا الطوسي شيد بها

 

 لربوعٍ شرع المصطفى شرف‏

 

فهو الذي اتخذ (الغري) له‏

 

 مأوىً به العلياء تعتكف‏

 

فتهافتوا لسراج حكمته‏

 

 مثل الفراش اليه تزدلف‏

 

وقفتهم الأبناء ضامنة

 

 تجديد ما قد شاءه السلف الخ‏

 

تلك هي جامعة النجف العظمى التي شيد شيخ الطائفة ركنها الاساسي و وضع حجرها الأول، و قد تخرج منها خلال هذه القرون المتطاولة آلاف مؤلفة من أساطين الدين و أعاظم الفقهاء، و كبار الفلاسفة و نوابغ المتكلمين، و أفاضل المفسرين و اجلاء اللغويين، و غيرهم ممن خبروا العلوم الاسلامية بأنواعها و برعوا فيها إنما

6
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مكانته العلمية: ص : 7

براعة، و ليس أدل على ذلك من آثارهم المهمة التي هي في طليعة التراث الاسلامي و لم تزل زاهية حتى هذا اليوم، يرتحل اليها رواد العلوم و المعارف من سائر الاقطار و القارات فيرتوون من مناهلها العذبة و عيونها الصافية (و المنهل العذب كثير الزحام).

و قد استدل بعض الكتاب المحدثين على وجود الجامعة العلمية في النجف قبل هجرة شيخ الطائفة اليها، و ذلك اعتماداً على استجازة الشيخ أبي العباس النجاشي من الشيخ أبي عبد اللّه ابن الخمري فقد قال في كتاب رجاله المطبوع ص. 5 عن كتاب «عمل السلطان» للبوشنجي ما لفظه: أجازنا بروايته ابو عبد اللّه الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة أربعمائة.

و هذا لا يكفي للتدليل فالنجف مشهد يقصد للزيارة فربما تلاقيا في النجف زائرين فحصلت الاستجازة كما هو الحال في المحقق الحلي صاحب «الشرايع» فقد أجاز البعض في النجف أيام ازدهار العلم في الحلة و فتوره في النجف، فهل يمكن عد المحقق من سكنة النجف؟ و قد استجزت انا بعض المشايخ في كربلا و مشهد الكاظمين و مكة و المدينة و القاهرة و غيرها، و أجزت جمعاً من العلماء في الري و مشهد الرضا عليه السلام بخراسان و غير ذلك من البلاد، و دوّن بعض ذلك في بعض المؤلفات فهل ينبغي عدي أوعد المجازين في علماء فارس أو الحجاز أو مصر؟.

ثم انني اذهب الى القول بأن النجف كانت مأوى للعلماء و نادياً للمعارف قبل هجرة الشيخ اليها، و ان هذا الموضع المقدس أصبح ملجئ للشيعة منذ انشأت فيه العمارة الاولى على مرقد الامام أمير المؤمنين عليه السلام، لكن حيث لم تأمن الشيعة على نفوسها من تحكمات الأمويين و العباسيين، و لم يستطيعوا بث علومهم و رواياتهم كان الفقهاء و المحدثون لا يتجاهرون بشي‏ء مما عندهم، و كانوا متبددين حتى عصر الشيخ الطوسي و الى أيامه، و بعد هجرته انتظم الوضع الدراسي و تشكلت الحلقات كما لا يخفى على من راجع (أمالي الشيخ الطوسي) الذي كان يمليه على تلامذته.

مكانته العلمية:

من البديهيات أن مكانة شيخ الطائفة المعظم و ثروته العلمية الغزيرة في غنىً‏

7
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مكانته العلمية: ص : 7

عن البيان و الاطراء، و ليس في وسع الكاتب- مهما تكلف- استكناه ماله من الأشواط البعيدة في العلم و العمل، و المكانة الراسية عند الطائفة، و المنزلة الكبرى في رياسة الشيعة، و دون مقام الشيخ المعظم كلما ذكره الاعلام في تراجمهم له من عبارات الثناء و الإكبار، فمن سبر تأريخ الامامية و معاجمهم، و أمعن النظر في مؤلفات الشيخ العلمية المتنوعة علم أنه اكبر علماء الدين، و شيخ كافة مجتهدي المسلمين، و القدوة لجميع المؤسسين، و في الطليعة من فقهاء الاثني عشرية، فقد أسس طريقة الاجتهاد المطلق في الفقه و أصوله، و انتهى اليه امر الاستنباط على طريقة الجعفرية المثلى، و قد اشتهر بالشيخ فهو المراد به إذا اطلق في كلمات الأصحاب، من عصره الى عصر زعيم الشيعة بوقته مالك أزمة لتحقيق و التدقيق الحجة الكبرى أبي ذر زمانه الشيخ مرتضى الانصاري المتوفى سنة 1281 ه فقد يطلق الشيخ في عصرنا هذا و قبيله و يكون المراد به الشيخ الانصاري، أما في كتب القدماء و السلف فالمراد هو شيخ الطائفة قدس اللَّه نفسه‏ «1».

مضت على علماء الشيعة سنون متطاولة و أجيال متعاقبة و لم يكن من الهين على أحد منهم ان يعدو نظريات شيخ الطائفة في الفتاوى، و كانوا يعدون أحاديثه أصلا مسلماً، و يكتفون بها، و يعدون التأليف في قبالها، و إصدار الفتوى مع وجودها تجاسراً على الشيخ و إهانة له، و استمرت الحال على ذلك حتى عصر الشيخ ابن إدريس فكان- على اللّه مقامه- يسميهم بالمقلده، و هو أول من خالف بعض آراء الشيخ و فتاواه و فتح باب الرد على نظرياته، و مع ذلك فقد بقوا على تلك الحال حتى ان المحقق و ابن أخته العلامة الحلي و من عاصرهما بقوا لا يعدون رأى شيخ الطائفة، قال‏

______________________________

 (1) و قد يقال: الشيخان. و يراد به الشيخ المفيد و الشيخ الطوسي، و الشيخان في اصطلاح المتكلمين هما الجبائيان أبو علي محمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة 303 ه، و ابنه أبو هاشم عبد السلام بن محمد المتوفي سنة 321 ه و كلاهما من رؤساء المعتزلة، و لهما مقالات على مذهب الاعتزال و الكتب الكلامية مشحونة بمقالاتهما.

و يطلق الشيخ في كتب الحكمة و المنطق على أبي علي الحسين بن عبد اللّه بن سينا البخاري المتوفى سنة 428 ه و يطلق الشيخ في كتب البلاغة على الشيخ أبي بكر عبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة 471 ه، و غير ذلك.

8
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مكانته العلمية: ص : 7

الحجة الفقيه الشيخ أسد اللَّه الدزفولي التستري في «المقابس» ما لفظه: حتى ان كثيراً ما يذكر مثل المحقق و العلامة أو غيرهما فتاويه من دون نسبتها اليه، ثم يذكرون ما يقتضي التردد أو المخالفة فيها فيتوهم التنافي بين الكلامين مع ان الوجه فيهما ما قلناه.

نعم لما ألف المحقق الحلي «شرايع الإسلام» استعاضوا به عن مؤلفات شيخ الطائفة، و أصبح من كتبهم الدراسية، بعد ان كان كتاب «النهاية» هو المحور و كان بحثهم و تدريسهم و شروحهم غالباً فيه و عليه.

و ليس معنى ذلك إن مؤلفات شيخ الطائفة فقدت أهميتها أو أصبحت لغواً لا يحتفل بها، كلا بل لم تزل أهميتها تزداد على مرور الزمن شيئاً فشيئا و لن تجد في تأريخ الشيعة و معاجمهم ذكر عظيم طار اسمه في البلدان و اعترف له خصومه بالجلالة، الا و وجدته يتضاءل أمام عظمة الشيخ الطوسي، و يعترف بأعلميته و أفضليته و سبقه و تقدمه.

هذا النابغة الفذ الشيخ جمال الدين ابو منصور الحسن بن يوسف الحلي المتوفى سنة 726 ه الشهير بالعلامة، الذي طبقت العالم الاسلامي شهرته، و الذي تضلع في سائر العلوم و نبغ في كافة الفنون، و انتهت اليه رياسة علماء عصره في المعقول و المنقول و ألف في كل علم عدة كتب، و لم يشك أحد في انه من عظماء العالم و نوادر الدهر، هذا الرجل الذي مر عليك بعض وصفه ذكر شيخ الطائفة في كتابه «خلاصة الأقوال في معرفة أحوال الرجال» «1» ص 73 و وصفه بقوله:

شيخ الامامية و وجههم، و رئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة،

______________________________

 (1) طبع هذا الكتاب في طهران عام 1311 ه طبعة سقيمة مملوءة بالأغلاط. و قد رأيت منه نسخاً صحيحة متقنة إحداها في (الخزانة الغروية) تأريخ كتابتها (766 ه) و هي مقروة على المشايخ و عليها بلاغاتهم، و فيها فوائد كثيرة، و الثانية في (مكتبة الحجة السيد حسن الصدر) و هي نفيسة أيضاً قرئت على مصنفها العلامة فكتب على ظهر القسم الأول منها اجازة، و في آخر القسم الثاني اجازة أخرى ايضاً كلتاهما في سنة 715 ه و هما لواحد، و الثالثة كتبت عن نسخة بخط حفيد المؤلف أي أبي المظفر يحيى بن محمد بن الحسن الى غير ذلك و لمعرفة خصوصيات هذا الكتاب و زيادة الاطلاع عليه راجع كتابنا «الذريعة الى تصانيف الشيعة» ج 7 ص 214- 215.

9
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

عين، صدوق، عارف بالأخبار و الرجال و الفقه و الأصول و الكلام و الأدب، و جميع الفضائل تنسب اليه، صنف في كل فنون الإسلام، و هو المهذب للعقائد في الأصول و الفروع، الجامع لكمالات النفس في العلم و العمل الخ.

و كذا الحجة الكبير و العالم العظيم محيي علوم أهل البيت الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب دائرة المعارف الكبرى «بحار الأنوار» و المتوفى سنة 1111 ه فقد ذكر شيخ الطائفة في كتابه «الوجيزة» ص 163 فقال ما بعضه:

فضله و جلالته أشهر من ان يحتاج الى البيان إلخ.

و كذا العلامة الشهير الحجة السيد مهدي الطباطبائي الملقب ببحر العلوم و المتوفى سنة 1212 ه فقد ترجم لشيخ الطائفة في كتابه «الفوائد الرجالية» فقال ما ملخصه:

شيخ الطائفة المحقة، و رافع أعلام الشريعة الحقة، إمام الفرقة بعد الأئمة المعصومين- عليهم السلام-، و عماد الشيعة الامامية في كل ما يتعلق بالمذهب و الدين، محقق الأصول و الفروع، و مهذب فنون المعقول و المسموع، شيخ الطائفة على الإطلاق، و رئيسها الذي تلوى اليه الأعناق، صنف في جميع علوم الإسلام، و كان القدوة في ذلك و الامام.

و مثلهم شيخنا و أستاذنا حجة العلماء و شيخ المجتهدين الشيخ ميرزا حسين النوري المتوفى سنة 1320 ه فقد ذكره في كتابه «مستدرك وسائل الشيعة» فأطراه و بالغ في الثناء عليه، الى غير ذلك من عشرات الرجال من الشيعة و السنة، و سنذكر قسماً منهم في هذه الترجمة.

و من هذه الأقوال البليغة و غيرها التي صدرت من عظماء الشيعة و كبرائهم لعرف مكانة الشيخ و نستغني عن سرد فضائله و مناقبة الكثيرة.

آثاره و مآثره:

لم تزل مؤلفات شيخ الطائفة تحتل المكانة السامية بين آلاف الأسفار الجليلة التي أنتجتها عقول علماء الشيعة الجبارة، و دبجتها يراعة أولئك الفطاحل الذين عز

10
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

على الدهر أن يأتي لهم بمثيل، و لم تزل أيضاً غرة ناصعة في جبين الدهر و ناصية الزمن و كيف لا و قد جمعت معظم العلوم الاسلامية أصلية و فرعية، و تضمنت حل معضلات المباحث الفلسفية و الكلامية التي لم تزل آراء العباقرة و النياقدة حائمة حولها، كما احتضنت كل ما يحتاج اليه علماء المسلمين على اختلاف مشاربهم و مذاهبهم، و حسب الشيخ عظمة ان كتابيه (التهذيب) و (الاستبصار) من الأصول المسلمة في مدارك الفقه، و من الكتب الأربعة التي عليها المدار- على مرور الاعصار- في استنباط أحكام الدين بعد كتاب اللَّه المبين.

لم يكن خلود الشيخ في التاريخ و حصوله على هذه المرتبة الجليلة إلا نتيجة لا خلاصه و تبتله الواقعي، حيث لم يؤلف طلباً للشهرة أو حباً للرئاسة أو استمالة لقلوب الناس و جلباً لهم، أو مباهاة لعالم من معاصريه، أو رغبة في التفوق أو غير ذلك من المقاصد الدنيئة و المآرب الدنيوية التي ابتلي بها الكثير من معاصرينا- للاسف- حاشا و كلا بل لم تخطر له على بال، و انما كان في ذلك كله قاصداً وجه اللَّه تعالى شأنه، راغباً في حسن جزائه طالباً لجزيل ثوابه، حريصاً على حماية الدين و احياء شريعة سيد المرسلين و محو آثار المفسدين، و لذلك كان مؤيداً في أعماله مسدداً في أقواله و أفعاله، و قضية واحدة تدلنا على شدة اخلاص الشيخ نثبتها بنصها عبرة للمعتبرين.

قال شيخنا و مولانا الحجة خاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري على اللَّه مقامه في «مستدرك الوسائل» ج 3 ص 506 ما لفظه:

و عثرت على نسخة قديمة من كتاب «النهاية» و في ظهره بخط الكتّاب، و في موضع آخر بخط بعض العلماء ما لفظه: قال الشيخ الفقيه نجيب الدين أبو طالب الأسترآبادي رحمه اللّه: وجدت على كتاب «النهاية» ب (خزانة مدرسة الري) قال: حدثنا جماعة من أصحابنا الثقات ان المشايخ الفقهاء الحسين بن المظفر الحمداني القزويني، و عبد الجبار بن علي المقرئ الرازي، و الحسن بن الحسين بن بابويه المدعو ب (حسكا) المتوطن بالري رحمهم اللَّه كانوا يتحادثون ببغداد و يتذاكرون‏

11
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

كتاب «النهاية» و ترتيب أبوابه و فصوله، فكان كل واحد منهم يعارض الشيخ الفقيه أبا جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمة اللَّه عليه في مسائل، و يذكر انه لا يخلو من خلل، ثم اتفق انهم خرجوا لزيارة المشهد المقدس بالغري على صاحبه السلام، و كان ذلك على عهد الشيخ الفقيه أبي جعفر الطوسي رحمه اللَّه و قدس روحه، و كان يتخالج في صدورهم من ذلك ما يتخالج قبل ذلك، فأجمع رأيهم على ان يصوموا ثلاثاً و يغتسلوا ليلة الجمعة، و يصلوا و يدعوا بحضرة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام على جوابه فلعله يتضح لهم ما اختلفوا فيه، فسنح لهم أمير المؤمنين عليه السلام في النوم، و قال:

لم يصنِّف مُصنِّف في فقه آل محمد عليهم السلام كتاباً أولى بأن يعتمد عليه و يتخذ قدوة و يرجع اليه، أولى من كتاب النهاية التي- كذا- تنازعتم فيه، و انما كان ذلك لأن مصنفه اعتمد فيه على خلوص النية للَّه، و التقرب و الزلفى لديه فلا ترتابوا في صحة ما ضمنه مصنفه، و اعملوا به و أقيموا مسائله، فقد تعنى في تهذيبه و ترتيبه و التحري بالمسائل الصحيحة بجميع أطرافها.

فلما قاموا من مضاجعهم أقبل كل واحد منهم على صاحبه، فقال: رأيت الليلة رؤيا تدل على صحة «النهاية» و الاعتماد على مصنفها فاجمعوا على أن يكتب كل واحد منهم رؤياه على بياض قبل التلفظ، فتعارضت- كذا- الرؤيا لفظاً و معنىً، و قاموا متفرقين مغتبطين بذلك فدخلوا على شيخهم أبي جعفر الطوسي قدس اللّه روحه، فحين وقعت عينه عليهم قال لهم: لم تسكنوا الى ما كنت أوقفتكم عليه في كتاب (النهاية) حتى سمعتم من لفظ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، فتعجبوا من قوله و سألوه عما استقبلهم به من ذلك، فقال: سنح لي أمير المؤمنين عليه السلام كما سنح لكم فأورد عليّ ما قاله لكم و حكى رؤياه على وجهها و بهذا الكتاب يفتي الشيعة فقهاء آل محمد عليهم السلام و الحمد للَّه وحده و صلى اللَّه على محمد و آله الطاهرين انتهى.

انتهى ما في مستدرك شيخنا النوري.

و هذه القضية وحدها كافية للتدليل على إخلاص شيخ الطائفة و صدق‏

12
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

خدمته- و ان كان في غنىً عن ذلك- و حسبه ذخراً يوم العرض شهادة امير المؤمنين عليه السلام: بأنه لم يقصد بتأليف الكتاب غير وجه اللَّه. و لمثل هذا فليعمل العاملون ان اللَّه مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون.

و مما يجدر بالذكر إننا نستفيد من هذه الواقعة أمرين لم يصرح بهما شيخنا النوري- عطر اللَّه مثواه-.

الأول: إن معارضي الشيخ لم يكن لهم معه غرض شخصي في تخطئته و نقده و انما اختلفوا معه في بعض الآراء الفقهية فظنوا انه مخطأ، و ان فتاويه غير مرضية عند آل محمد عليه و عليهم السلام. و لم يكن ذلك إلا غيرة على الدين، و تحمساً له، و تحفظاً من وقوع الخطأ فيه، و لذلك لجئوا الى الامام عليه السلام مستفسرين منه عن وقع ذلك في نفسه، فأجابهم عليه السلام بالرضا و القبول فسروا و اطمأنوا و غبطوا شيخ الطائفة على توفيقه، كما تدل عليه عبارة: و قاموا متفرقين مغتبطين الخ.

الثاني:- و هو أهم من سابقه- إنهم كانوا على بصيرة من أمرهم، و اطمئنان من أنفسهم، و كانوا يشعرون برضى أئمتهم عليهم السلام عنهم، و يرون أنفسهم عبيداً و خدماً لمواليهم، و ليس على العبد إذا أراد المثول بين يدي مولاه إلا أن يكون على نحو يرضيه و شكل يبتغيه، و أن يكون ممتثلًا لأوامره مبتعداً عن نواهيه، و اذاً فأي مانع من وصوله الى حضرة مولاه، و تشرفه بخدمته؟.

و أنت ترى ان هؤلاء المشايخ رضوان اللَّه عليهم، لما عسر عليهم فهم هذا الامر و انغلقت في وجوههم أبواب الرجاء و الأمل، لجئوا الى مواجهة الامام عليه السلام و لم تكن مقدماتهم لذلك سوى بعض الآداب الشرعية المرعية من الصوم و الوضوء و الدعاء و الرجاء، فلو علم هؤلاء بتقصير لهم، أو شعروا بتخلفهم عن بعض أوامره، لما جسروا على طلب مواجهته و مقابلته، و بهذا و غيره أعلمنا قدماؤنا رضوان اللَّه عليهم أنهم كانوا في غاية الالتزام بالتكاليف الشرعية كبيرة و صغيرة، و في غاية البعد عن كل دنية حتى المكروه و المباح، و قد وعظونا بأعمالهم اكثر مما وعظونا بأقوالهم فيجب علينا اتباعهم و السير على الخطى التي رسموها لنا و الطرق التي سنوها

13
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

من أجلنا، و ان لا نزل عن النهج القويم و الصراط المستقيم عسى ان يشملنا عطف ائمة الهدى عليهم السلام فيكونوا شفعاءنا (يوم لا تغني نفس عن نفس شيئاً و لا تنفعها شفاعة).

لقد طال بنا لكلام و خرجنا عما نحن بصدده فنعود الآن الى ذكر مؤلفات الشيخ فنقول: إن في مؤلفات شيخ الطائفة ميزة خاصة لا توجد فيما عداها من مؤلفات السلف، و ذلك لأنها المنبع الأول و المصدر الوحيد لمعظم مؤلفي القرون الوسطى، حيث استقوا منها مادتهم و كونوا كتبهم، و لأنها حوت خلاصة الكتب المذهبية القديمة، و أصول‏ «1» الأصحاب فقد مر عليك عند ذكر هجرة الشيخ الى النجف الأشرف ان مكتبة سابور في الكرخ كانت تحتضن الكتب القديمة الصحيحة التي هي بخطوط مؤلفيها أو بلاغاتهم، و قد صارت كافة تلك الكتب طعمة للنار كما ذكرناه، و لم نفقد بذلك- و الحمد للّه- سوى أعيانها الشخصية و هيآتها التركيبية الموجودة في الخارج، و أما محتوياتها و موادها الأصلية فهي باقية على حالها دون زيادة حرف و لا نقيصة حرف، لوجودها في المجاميع القديمة التي جمعت فيها مواد تلك الأصول قبل تأريخ إحراق المكتبة بسنين كثيرة، حيث ألف جمع من أعاظم العلماء كتباً متنوعة، و استخرجوا جميع ما في كتبهم من تلك الأصول و غيرها مما كان في المكتبات الأخرى، و تلك الكتب التي ألفت عن تلك الأصول موجودة بعينها حتى هذا اليوم، و اكثر أولئك استفادة من تلك المكتبة و غيرها شيخ الطائفة الطوسي- رحمة اللَّه عليه- لأنها كانت تحت يده و في تصرفه، و هو زعيم الشيعة و مقدمهم يومذاك، فلم يدع كتاباً فيها إلا و عمد الى مراجعته و استخراج ما يخص مواضيعه منه.

و هناك مكتبة أخرى كانت في متناول يده، و هي مكتبة أستاذه السيد المرتضى الذي صحبه ثمان و عشرين سنة، و كانت تشتمل على ثمانين ألف كتاب‏

______________________________

 (1) الأصل: عنوان يصدق على بعض كتب الحديث خاصة، و الأصول الاربعمائة هي:

أربعمائة كتاب ألفت من جوابات الامام الصادق عليه السلام، و قد تكلمنا عنها في غاية الوضوح و الدقة في كتابنا (الذريعة الى تصانيف الشيعة) ج 1 ص 125- 135 فليراجعه طالب التفصيل.

14
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

سوى ما أهدي منها الى الرؤساء كما صرح به كل من ترجم له، و ذلك أحد وجوه تلقيبه بالثمانيني.

نعم كان شيخ الطائفة متمكناً من هاتين الخزانتين العظيمتين، و كأن اللَّه ألهمه الأخذ بحظه منهما قبل فوات الفرصة، فقد اغتنمها أجزل اللَّه أجره، و غربل كوم الكتب فأخذ منها حاجته و ظفر فيها بضالته المنشودة، و ألف كتابيه الجليلين (التهذيب) و (الاستبصار) اللذين هما من الكتب الأربعة، و المجاميع الحديثية التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند الفقهاء الاثني عشرية منذ عصر مؤلفه حتى اليوم، و ألف أيضاً غيرهما من مهام الأسفار قبل ان يحدث شي‏ء مما ذكرنا، و كذا غيره من الحجج فقد أجهدوا نفوسهم و تفننوا في حفظ تراث آل محمد عليه و عليهم السلام، فكان لهم بحمد اللّه ما أرادوا.

و هكذا استقى شيخ الطائفة مادة مؤلفاته من تصانيف القدماء، و كتب في كافة العلوم من الفقه و أصوله، و الكلام و التفسير، و الحديث و الرجال، و الأدعية و العبادات، و غيرها، و كانت و لم تزل مؤلفاته في كل علم من العلوم مآخذ علوم الدين بأنوارها يستضيئون و منها يقتبسون و عليها يعتمدون.

و لهذه الناحية فان لشيخ الطائفة على الشيعة حقاً لا ينكر و فضلًا لا يستر، على أن جمعاً من علماء الشيعة القدماء عملوا ما عمله، فان الشيخين الكليني و الصدوق ألفا (الكافي) و (من لا يحضره الفقيه) اللذين هما من الكتب الأربعة أيضاً، و كذا غيرهما من الأقطاب، و إنا لا ننكر فضلهم بل نشكرهم على حسن صنيعهم و نقدر مجهودهم و نسأل اللَّه لهم الأجر و الثواب الجزيل، إلا انه لا بد لنا من الاعتراف بان شيخ الطائفة بمفرده قام بما لا تقوم به الجماعة، و نهض بأعباء ثقيلة لم يكن من السهل على غيره النهوض بها لو لا العناية الربانية التي شدت عضده، فان الغير ممن أجهد نفسه الكريمة فكتب و ألف قد خص موضوعاً واحداً كالفقه أو الحديث أو الدعاء أو غير ذلك بينما لم يدع شيخ الطائفة باباً إلا طرقه، و لا طريقاً إلا سلكها، و قد ترك لنا نتاجاً طيباً متنوعاً غذَّى عقول فطاحل عدة قرون و أجيال.

15
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

و مع ما ذكرناه مما حل بكتب الشيعة من حريق و تلف و تدمير، فقد شذت مجموعة نادرة منها، و بقيت عدة من تلك الكتب بهيئاتها الى أوائل القرن الثامن، و منها عدد كثير من كتب الأدعية، فقد حصلت جملة وافية للسيد جمال السالكين رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن محمد الطاووسي الحسني الحلي المتوفى سنة 664 ه، كما يظهر ذلك من النقل عنها في أثناء تصانيفه، فقد ذكر في الفصل الثاني و الأربعين بعد المائة من كتابه (كشف المحجة) الذي الفه سنة 649 ه بعد ترغيب ولده الى تعلم العلوم ما لفظه: (هيى اللَّه جل جلاله لك على يدي كتباً كثيرة- الى قوله بعد ذكر كتب التفسير-: و هيئ اللّه جل جلاله عندي عدة مجلدات في الدعوات أكثر من ستين مجلداً).

و بعد هذه السنة حصلت عنده عدة كتب أخرى، فقال في آخر كتابه (مهج الدعوات) الذي فرغ منه يوم الجمعة 7 جمادي الأولى سنة 662 ه يعني قبل وفاته بسنتين تقريباً: (فان في خزانة كتبنا هذه الأوقات أكثر من سبعين مجلداً في الدعوات).

أقول: و أما سائر كتبه فقد جاء في (مجموعة الشهيد)، أنه جرى ملكه في سنة تأليفه (الإقبال)- و هي سنة 650 ه- على ألف و خمس مائة كتاب. و اللَّه أعلم بما زيد عليها من هذا التأريخ الى وفاته في سنة 664 ه و هذه السيف و السبعون مجلداً من كتب الدعوات التي عنده كلها كانت من كتب المتقدمين على الشيخ الطوسي- الذي توفى سنة 460- لأن الشيخ منتجب الدين بن بابويه القمي جمع تراجم المتأخرين عن الشيخ الطوسي الى ما يقرب من مائة و خمسين سنة و ذكر تصانيفهم، و لا نجد في تصانيفهم من كتب الدعاء إلا قليلا، و ذلك لما ذكرناه من أن علماء الشيعة بعده الى مائة سنة أو أكثر كانوا مكتفين بمؤلفاته و متحاشين عن التأليف في قبالها، و الحديث في هذا الباب طويل تكاد تضيق عن الاحاطة به هذه الصحائف، فلتمسك عنان القلم محيلين طالب التفصيل الى مقالتين مبسوطتين كتبناهما في الذريعة الأولى في ج 1 ص 125- 135 و الثانية في ج 8 ص 172- 181 و اليك الآن فهرس ما وصل إلينا من مؤلفات شيخ الطائفة مرتباً على حروف الهجاء:

16
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

1- الأبواب: سمي بذلك لأنه مرتب على أبواب بعدد رجال أصحاب النبي (ص) و أصحاب كل واحد من الأئمة (ع) و يسمي ب (رجال شيخ الطائفة) و قد ذكرناه بالعنوانين في (الذريعة) في ج 1 ص 73 و ج 10 ص 120 و هو أحد الأصول الرجالية المعتمدة عند علمائنا، و قد انتخبه شيخنا العلامة الحجة السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي النجفي المتوفى سنة 1334 ه كما انتخب فهرست الشيخ و رجال كل من الكشي و النجاشي و خلاصة العلامة الحلي و سمى الجميع (منتخب الرجال) و قد طبع أيضاً 2- إختيار الرجال: هو كتاب رجال الكشي الموسوم ب (معرفة الناقلين) لابي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي معاصر ابن قولويه المتوفى سنة 369 ه و الراوي كل منهما عن الآخر، و كان كتاب رجاله كثير الأغلاط كما ذكره النجاشي لذلك عمد شيخ الطائفة الى تهذيبه و تجريده من الأغلاط و سماه بذلك، و أملاه على تلاميذه في المشهد الغروي و كان بدء إملائه يوم الثلاثاء 26 صفر سنة 456 كما حكاه السيد رضي الدين بن طاوس في (فرج المهموم) راجع تفصيله في (الذريعة) ج 1 ص 365- 366، و النسخة المطردة المعروفة برجال الكشي هي عين اختيار شيخ الطائفة، و أما الأصل فلم نجد له اثراً.

3- الاستبصار فيما أختلف من الأخبار: هو أحد الكتب الأربعة و المجاميع الحديثية التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند الفقهاء الاثني عشرية منذ عصر المؤلف حتى اليوم، جزآن منه في العبادات و الثالث في بقية أبواب الفقه من العقود و الإيقاعات و الأحكام الى الحدود و الديات، و هو مشتمل على عدة كتب التهذيب غير أنه مقصور على ذكر ما اختلف فيه من الأخبار و طريق الجمع بينهما، و التهذيب جامع للخلاف و الوفاق، و قد حصر الشيخ نفسه أحاديث الاستبصار في آخره في 5511 حديثاً، و قال: حصرتها لئلا تقع فيها زيادة أو نقصان الخ. و قد طبع في المطبعة الجعفرية في لكنهو (الهند) سنة 1307 ه و طبع ثانياً في طهران سنة 1317 ه و طبع ثالثاً في النجف الأشرف سنة 1375 على نفقة الفاضل الشيخ علي الآخوندي، و قد قوبل بثلاث نسخ مخطوطة، وفاتهم مقابلة النسخة المقابلة

17
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

بخط شيخ الطائفة نفسه الموجودة في (مكتبة العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء) في النجف الأشرف، كما ذكرتها تفصيلا عند ذكر الكتاب في (الذريعة) ج 2 ص 14- 16، و على (الاستبصار) شروح و تعليقات ذكرنا منها ثمانية عشر و قد أشار اليها العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم في مقدمة (الفهرست) الذي طبع باشرافه، و نقلها عنا برمتها العلامة الشيخ محمد علي الاوردبادي في مقدمته للاستبصار طبع النجف.

و كتب لنا بعد ذلك السيد شهاب الدين التبريزي انه حصل على نسخة من حواشي الاستبصار للعلامة المحقق الملقب بمجذوب كتبها بخطه السيد محمد هاشم الحسيني ابن مير خواجه بيك الكججي و ذكر الكاتب ان المحشى كان استاذه و كان حياً في سنة 1038 ه و يعبر المحشى عن المولى عبد اللّه التستري المتوفى سنة 1021 ه بشيخنا و مولانا الأستاذ، فرغ الكاتب من النسخة في سنة 1083 ه.

4- أصول العقائد: قال في فهرسه عند ترجمته لنفسه و تعديد تصانيفه ما لفظه: (و كتاب في الأصول كبير خرج منه الكلام في التوحيد و بعض الكلام في العدل).

5- الاقتصاد الهادي الى طريق الرشاد: و هو فيما يجب على العباد من أصول العقائد و العبادات الشرعية على وجه الاختصار، راجع تفصيله و محل وجود نسخه المخطوطة في (الذريعة) ج 2 ص 269- 270.

6- الأمالي: في الحديث، و يقال له (المجالس) لأنه املاه مرتباً في عدة مجالس، و قد طبع في طهران عام 1313 ه منضما الى كتاب آخر اسمه (الأمالي) ايضاً شاعت نسبته الى الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ الطوسي، و ليس كما اشتهر بل هو جزء من آمالي والده شيخ الطائفة أيضاً، إلا انه ليس مثل جزئه الآخر مرتباً على المجالس، و لهذه الشايعة أسباب ذكرناها بغاية الدقة و التفصيل في (الذريعة) ج 2 ص 309- 311 و ص 313- 314 فليرجع اليها.

7- أنس الوحيد: كذا ذكره في ترجمته عند عدّ تصانيفه في كتابه‏

18
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

 (الفهرست) و قال: انه مجموع.

8- الإيجاز: في الفرائض، و قد سماه بذلك لأن غرضه فيه الإيجاز، و أحال فيه التفصيل الى كتابه (النهاية). و هو من مآخذ (بحار الأنوار) و قد ذكرناه في (الذريعة) ج 2 ص 486، و شرحه قطب الدين الراوندي فسماه ب (الانجاز) كما ذكرناه في ج 2 أيضاً ص 364.

9- التبيان في تفسير القرآن: و هو هذا الكتاب العظيم، و الأثر الثمين الذي يمثله الطبع اليوم الى الملأ العلمي، و يقدمه ناشره الى أنظار القراء الكرام، و هو أول تفسير جمع فيه مؤلفه أنواع علوم القرآن، و قد أشار الى فهرس مطوياته في ديباجته و وصفه بقوله: (لم يعمل مثله). و اعترف بذلك امام المفسرين أمين الإسلام الطبرسي في مقدمة كتابه الجليل (مجمع البيان في تفسير القرآن) «1» فقال: انه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحق، و يلوح عليه رواء الصدق، و قد تضمن من المعاني الأسرار البديعة، و احتضن من الألفاظ اللغة الوسيعة، و لم يقنع بتدوينها دون تبيينها و لا بتنسيقها دون تحقيقها، و هو القدوة أستضيئ بأنواره، و أطأ مواقع آثاره.

و قال العلامة السيد مهدي بحر العلوم في (الفوائد الرجالية) ما لفظه:

أما التفسير فله فيه كتاب التبيان الجامع لعلوم القرآن، و هو كتاب جليل كبير عديم النظير في التفاسير، و شيخنا الطبرسي إمام التفسير في كتبه، اليه يزدلف و من بحره يغترف، و في صدر كتابه الكبير بذلك يعترف.

و كان الشيخ المحقق محمد بن إدريس العجلي المتوفى سنة 598 ه كثير الوقائع‏

______________________________

 (1) اشتبه الأمر على البحاثة المرحوم الحاج كاتب الجلبي في (كشف الظنون) ج 1 ص 312 و ج 2 ص 385 فنسب (مجمع البيان) للشيخ الطوسي و قال: انه توفي سنة 561 ه. ثم قال:

و اختصر (الكشاف) و سماه (جوامع الجامع) و ابتدأ بتأليفه في سنة 562 ه و كأنه لم يميز بين الشيخ الطوسي المتوفى سنة 460 ه و الشيخ الطبرسي المتوفى سنة 548 ه و (جوامع الجامع) هو للأخير ألفه بعد (مجمع البيان) و فرغ منه سنة 543 ه كما فصلناه في (الذريعة) ج 5 ص 248- 249.

19
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

مع شيخ الطائفة، دائم الرد على معظم مؤلفاته، و هو أول من خالف أقواله كما أسلفناه إلا انه يقف عند كتابه التبيان و يعترف له بعظم الشأن، و استحكام البنيان، كما لا يخفى ذلك على من راجع (خاتمة المستدرك) لشيخنا النوري، و قد بلغ من إعجابه به أن لخصه و سماه (مختصر التبيان) و هو موجود كما ذكرناه في محله.

و اختصره ايضاً الفقيه المفسر أبو عبد اللَّه محمد بن هارون المعروف والده بالكال- الكيال خ ل- شيخ محمد بن المشهدي صاحب المزار، و قد سماه ب (مختصر التبيان) كذلك كما ذكره المحدث الحرفي (أمل الآمل)، وعده ابن نما من تصانيفه أيضاً كما في إجازة صاحب (المعالم).

و قد ذكرنا هذا الكتاب في (الذريعة) ج 3 ص 328- 331 بغاية الوضوح كما أشرنا الى تفاصيل أجزائه و ذكرنا ندرته و انه كان عند العلامة المجلسي بأجمعه كما ذكره في مآخذ (البحار) في أوله، و ذكرنا محال وجود أجزائه المتفرقة، كمكتبة الجامع الأزهر بمصر، و مكتبة السلطان محمد الفاتح، و مكتبة السلطان عبد الحميدخان باسلامبول، و مكتبة الحاج حسين الملك بطهران، و مكتبة الشيخ جعفر في القطيف، و مكتبة شيخ الإسلام في زنجان، و الخزانة الغروية في النجف الأشرف و مكتبة مجد الدين النصيري في طهران، الى غير ذلك من النسخ.

و استدركنا البحث في الجزء الرابع ص 266- 267 عند ذكر تفاسير الشيعة و ذكرنا ما عثرنا عليه بعد ذلك من النسخ في مكتبة المرحوم الشيخ محمد السماوي في النجف، و مكتبة صديقنا المعظم زعيم الشيعة الأكبر و المرجع الأعلى للتقليد اليوم السيد آغا حسين البروجردي دام ظله، و مكتبة المرحوم السيد نصر اللَّه التقوي رئيس المجلس الايراني في طهران و غير ذلك.

و كانت في كتب المرحوم الشيخ موسى الأردبيلي نسخة فيها الجزء الأول و الرابع و السادس من هذا التفسير، و لما توفي طلب مني الفاضل السيد شفيع الأردبيلي الوقوف على كتبه، فحضرت هناك و رأيت هذه النسخة و كان تأريخ كتابتها 1087 ه و هي من موقوفات خاصة للنجف سنة 1140 ه فرغب إلي السيد شفيع أن احتفظ

20
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

بها عندي خوفاً عليها من التلف ففعلت، و لما لم أكن أعهد الجزء الأول في مكان آخر أمرت ولدي الفاضل الميرزا علي نقي المنزوي- صاحب عدة مؤلفات مطبوعة و مخطوطة- أن يستنسخها تكثيراً للنسخ، ثم بعثت النسخة الأصلية الموقوفة الى (مكتبة الحسينية التسترية) ليستفاد منها، و بقيت عندي نسخة خط ولدي، و بعد ذلك بسنين رغب الفقيه الكبير الحجة السيد محمد الكوه‏كمري التبريزي رحمه اللَّه في طبع الكتاب، و سعى فجمع بعض أجزائه المتفرقة في البلدان و ضم بعضها الى بعض، و لم يكن فيها الجزء الأول، فكتب الى جماعة يستفسر منهم، منهم العلامة المجاهد الشيخ عبد الحسين الأميني حفظه اللَّه صاحب (الغدير) فراجعني الشيخ الأميني فأخبرته بوجوده لدي و أعطيته نسختي فبعثها الى قم للسيد الكوه‏كمري فصححت و تمم بها الكتاب و الحمد للَّه، و طبع في مجلدين كبيرين يقرب كل واحد منهما من 900 صفحة و ذلك من سنة 1360- 1365 ه و كان الباذل لنفقته المحسن الصالح السيد عبد الرسول الروغني الشهير من تجار اصفهان، و هو من المثرين و أهل الخير و كانت له بعض المبرات يجريها على يدنا في النجف الأشرف.

و الحق أن السيد الحجة قد أسدى الى الامة جمعاء يداً لا تنكر، و قام بخدمة كبيرة، إذ طالما حنت نفوس المآت من أكابر العلماء الى مشاهدة هذا التفسير الجليل مجموعاً في مكان واحد بعد تفرق أجزائه و تشتتها في مختلف البلدان، و قد وفق لتحقيق هذه الامنية السيد الكوه‏كمري فبذل جهوداً لا يستهان بها حتى استطاع جمعه و ترتيبه فله منا الشكر، و نسأل اللَّه ان يتغمده برحمته و يجزل أجره.

و قد نقل على ظهر الكتاب من (الذريعة) بعض أوصاف التفسير و ما قيل فيه، و رغم ما بذله الناشر و المصححون من الخدمات المشكورة فقد جاء حافلًا بالاغلاط المطبعية و الاملائية، و لذلك عمد (صاحب مكتبة الأمين) في النجف الأشرف فاجهد نفسه في تصحيحه و حسن إخراجه فجاء- و الحق يقال- أحسن بكثير من الطبعة الاولى، و المأمول من أهل العلم و الفضل المبادرة الى الاشتراك بهذا الكتاب و اقتنائه و تشجيع أمثال هذه الخدمات الدينية التي لا تقابل بثمن، لتنتشر أسفار

21
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

قدمائنا، و تظهر للعيان مكانة سلفنا و ما لهم من خدمات و ما بذلوه من جهود و اللّه الملهم للصواب.

و قد ذكرنا في (الذريعة) ج 3 ص 173 (البيان في تفسير القرآن) كبير في ستة مجلدات رأيناه في «مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني الشهير بشيخ العراقين» و قلنا:

و ليس هذا التفسير هو تبيان الشيخ الطوسي ظاهراً لأنه عشرون مجلداً كما يقال أو أكثر، نعم آخر الجزء الثاني و أول الثالث منه مطابق مع التبيان الخ.

ثم طابقنا الكتاب مع بعض النسخ فاتضح لنا انه من أجزاء التبيان فاستدركنا ذلك و صرحنا باتحادهما في «الذريعة» ايضاً ج 4 ص 266 عند ذكر التفاسير.

10- تلخيص الشافي: في الإمامة، أصله لعلم الهدى السيد المرتضى رحمة اللَّه عليه، و قد لخصه تلميذه شيخ الطائفة، و طبع التلخيص في آخر الشافي بطهران، سنة 1301 ه كما ذكرناه في «الذريعة» ج 4 ص 423.

11- تمهيد الأصول: شرح لكتاب «جمل العلم و العمل» لاستاذه المرتضى لم يخرج منه إلا شرح ما يتعلق بالأصول كما صرح به في الفهرست، و لذا عبر عنه النجاشي بتمهيد الأصول، توجد منه نسخة في «خزانة الرضا عليه السلام» بخراسان كما في فهرسها، و قد ذكرناه في «الذريعة» ج 4 ص 433.

12- تهذيب الأحكام: أحد الكتب الأربعة و المجاميع القديمة المعول عليها عند الأصحاب من لدن تأليفها حتى اليوم، استخرجه شيخ الطائفة من الأصول المعتمدة للقدماء، و التي هيأها اللَّه له و كانت تحت يده من وروده الى بغداد سنة 408 ه الى هجرته الى النجف الأشرف سنة 448 ه، و قد خرج من قلمه الشريف تمام كتاب الطهارة الى كتاب الصلاة بعنوان الشرح على «المقنعة» تأليف استاذه الشيخ المفيد الذي توفى عام 413 ه، و ذلك في حياة استاذه، و كان عمره يومذاك خمساً- أو ستاً- و عشرين سنة، ثم تممه بعد وفاته، و قد أنهيت أبوابه الى ثلاثمائة و ثلاثة و تسعين باباً، و أحصيت أحاديثه في 13590، و قد طبع في مجلدين كبيرين سنة 1317 ه و يوجد في تبريز الجزء الأول منه بخط مؤلفه شيخ الطائفة، و عليه خط الشيخ البهائي‏

22
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

و هو في مكتبة السيد الميرزا محمد حسين بن علي أصغر شيخ الإسلام الطباطبائي المتوفى سنة 1293 ه، كما ذكرناه في «الذريعة» مفصلًا ج 4 ص 504- 507، و أحصينا هناك من شروح الكتاب ستة عشر، و من حواشيه عشرين، كما أشرنا الى عدة كتب تتعلق به، ك «انتخاب الجيد من تنبيهات السيد» و «ترتيب التهذيب» و «تصحيح الأسانيد» و «تنبيه الأريب في إيضاح رجال التهذيب» الى غير ذلك مما لا غنىً للباحثين عن مراجعته.

13- الجمل و العقود: في العبادات، و قد رأيت منه عدة نسخ في النجف الأشرف، و في طهران، ألفه بطلب من خليفته في البلاد الشامية، و هو القاضي عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البراج قاضي طرابلس المتوفى سنة 481 ه، كما صرح في أوله بقوله: «فاني مجيب الى ما سأل الشيخ الفاضل أطال اللَّه بقاءه».

و قد صرح في هامش بعض النسخ القديمة بأن القاضي المذكور هو المراد بالشيخ كما ذكرناه في «الذريعة» ج 5 ص 145.

14- الخلاف في الأحكام: و يقال له «مسائل الخلاف» أيضاً، و هو مرتب على ترتيب كتب الفقه و قد صرح فيه بأنه ألفه قبل كتابيه «التهذيب» و «الاستبصار» و ناظر فيه المخالفين جميعاً، و ذكر مسائل الخلاف بيننا و بين من خالفنا من جميع الفقهاء و ذكر مذهب كل من خالف على التعيين، و بيان الصحيح منه و ما ينبغي أن يعتقد الى غير ذلك مما شرحه في أول الكتاب، و هو في مجلدين كبيرين، يوجدان تماماً في «مكتبة الحجة السيد ميرزا باقر القاضي» في تبريز، و هناك نسخ في النجف الأشرف في «مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء» و «مكتبة الشيخ محمد السماوي» و «مكتبة الشيخ مشكور الحولاوي» و «مكتبة الحسينية التسترية» و نسخة في الكاظمية في «مكتبة السيد حسن الصدر» و هي أقدم نسخة رأيتها حيث أن على ظهر الصفحة الأخيرة منها إجازة تأريخها سنة 668 ه و نظراً لنفاسة هذه الاجازة فقد نشرتها حرفياً في هامش الجزء السابع من «الذريعة» ص 236 عند ذكر الخلاف، و نسخة أخرى في «الخزانة الرضوية» بخراسان، تجد تفصيل‏

23
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

ذلك في «الذريعة» و قد طبع الكتاب بحمد اللَّه في طهران سنة 1370 ه بأمر من زعيم الشيعة الحجة السيد آغا حسين البروجردي دام ظله مع تعليقة له عليه، و ذلك بنفقة الوجيه الصالح الحاج محمد حسين كوشان‏پور جزاهما اللَّه خير الجزاء ان شاء اللّه، و الأسف ان السيد البروجردي لم يرجع الى «الذريعة» و لو رجع اليها لدلته على النسخة التامة التي ذكرناها و لاستغنى عن استكتاب القطع و ضم بعضها الى بعض كما شرح ذلك بقلمه على ظهر الكتاب.

15- رياضه العقول: شرح فيه كتابه الآخر الذي سماه «مقدمة في المدخل الى علم الكلام» ذكرها النجاشي في رجاله و المترجم له في فهرس كتبه و ابن شهرآشوب في «معالم العلماء» كما ذكرناه في حرف الراء من «الذريعة» المخطوط.

16- شرح الشرح: في الأصول، قال تلميذه الحسن بن مهدي السليقي:

إن من مصنفاته التي لم يذكرها في الفهرست كتاب شرح الشرح في الأصول، و هو كتاب مبسوط أملى علينا منه شيئاً صالحاً، و مات رحمه اللّه و لم يتمه و لم يصنف مثله.

17- العدة: في الأصول، ألفه في حياة أستاذه السيد المرتضى، و قسمه قسمين الأول في أصول الدين و الثاني في أصول الفقه، و هو أبسط ما ألف في هذا الفن عند القدماء أفاض فيه القول في تنقيح مباني الفقه بما لا مزيد عليه في ذلك العصر، طبع ببمبئي في سنة 1312 ه، و طبع في ايران ثانياً سنة 1314 ه مع حاشية المولى خليل القزويني المتوفى سنة 1089 و ليست شرحاً كما قاله الشيخ الحر في (أمل الآمل) بل هي حاشية مبسوطة في مجلدين كما فصله المولى عبد اللّه الأفندي في (رياض العلماء) و للوقوف على تفصيل ذلك راجع (الذريعة) ج 6 ص 148.

18- الغيبة: في غيبة الامام الحجة المهدي المنتظر عليه السلام، طبع في تبريز على الحجر طبعاً صحيحاً متقناً في سنة 1324 ه مع حاشية كل من العلامة الشيخ فضل علي الايرواني المتوفى سنة 1331 ه و العلامة الشهيد الميرزا علي آغا التبريزي الملقب بثقة الإسلام، و كان طبعه بنفقة الفاضل التقي الشيخ محمد صادق التبريزي المعروف بالقاضي ابن الحاج محمد علي بن الحاج علي محمد بن الحاج اللَّه وردي، و هو

24
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

من الكتب التي حصل عليها من إرث أبي زوجته السيد ميرزا مهدي خان الطباطبائي التبريزي، و قد ظن بعضهم انه ألفه في حياة أستاذه الشيخ المفيد، و انه هو المراد بقوله: ما رسمه الشيخ الجليل أطال اللَّه بقاءه إلخ. و ليس كذلك فقد قال في جواب الاعتراض على طول عمر الحجة كما في ص 85 من الكتاب ما نصه: الى هذا الوقت الذي هو سنة سبع و أربعين و أربعمائة الخ فأين هذا الشيخ من الشيخ المفيد الذي توفي سنة 413 ه؟

19- الفهرست: «1» ذكر فيه أصحاب الكتب و الأصول، و أنهى اليهم و اليها أسانيده عن مشايخه، و هو من الآثار الثمينة الخالدة، و قد اعتمد عليه علماء الامامية على بكرة أبيهم في علم الرجال، و قد شرحه العلامة المحقق الشيخ سليمان الماحوزي المتوفى 1121 ه و سماه (معراج الكمال الى معرفة الرجال) و رتبه على طريقة كتب الرجال كل من العلامة الشيخ علي المقشاعي الاصبعي البحراني المتوفى سنة 1127 ه و العلامة المولى عناية اللّه القهپائي النجفي المتوفى بعد سنة 1126 و غيرهما مما ذكرنا كلًا في محله من (الذريعة).

طبع الفهرست في ليدن قبل سنين متطاولة و لا أذكر الآن عام طبعه، على إنني وقفت عليه في طهران، و كانت نسخه عزيزة جداً و لذلك كتبت عليه نسخة لنفسي قبل إحدى و ستين سنة، و لا تزال موجودة عندي بورقها و خطها القديم مع غيرها مما استنسخته يومذاك من الكتب لندرته، و تأريخ فراغي من كتابتها في طهران أيام عودتي اليها من النجف الأشرف صبيحة يوم الأحد غرة شهر ربيع الأول سنة 1315 ه.

و هذه الطبعة كانت جيدة متقنة صحيحة ثمينة جداً، حتى ان مكتبات طهران و علمائها يومذاك لم تكن تضم غير هذه النسخة، لأن جلبها من الخارج كان يكلف ثمناً لا بأس به، و قد كانت هذه النسخة في مكتبة الزعيم الحجة المعروف‏

______________________________

 (1) ذكره البحاثة المفضال يوسف أسعد داغر في مصادر كتابه (مصادر الدراسة الأدبية) ج 1 ص 9 و ذكر ان وفاة الشيخ في 465 ه و الصحيح 460 كما سيأتي و قال: انه في 283 ص و الصحيح 383.

25
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

و الأديب الكبير الميرزا أبي الفضل الطهراني الشهير ب (الكلانتري) و المتوفى سنة 1319 ه استعرتها من تلميذه استاذي الشيخ علي النوري الايلكائي رحمه اللّه فرأيت في آخرها عدة صفحات باللغة اللاتينية، ففتشت في طهران كثيراً حتى عثرت بمن يحسنها فترجمها لي بالفارسية و نقلتها أنا الى العربية و صدرت بها نسختي، و هي كلمة الناشر و خلاصتها: أنه أجهد نفسه في مقابلة النسخ و التدقيق في التصحيح الى غير ذلك و طبع ثانياً في كلكته من بلاد الهند عام 1271 ه فجاء في 373 صفحة و قد تولى نشره و تصحيحه (ا. سبرنجر) و المولى عبد الحق، و قد طبع في ذيل صفحاته (نضد الإيضاح)- يعني إيضاح الاشتباه للعلامة الحلي- تأليف علم الهدى محمد ابن الفيض الكاشاني المتوفى بعد سنة 1112 ه و لم أقف على هذه النسخة و انما ذكرها ناشر الطبعة الثالثة.

و في سنة 1356 ه طبعه في النجف الأشرف صديقنا العلامة المحقق السيد محمد صادق آل بحر العلوم حفظه اللَّه قاضي البصرة اليوم مع مقدمة ضافية عن حياة الشيخ و تعاليق مفيدة، تدارك فيها ما فات في طبعتيه الأولى و الثانية، مع التصحيح الدقيق، و المراجعة الى الأصول المعتبرة، و كتب الرجال و تطبيق المنقول فيها عن الفهرست، الى غير ذلك مما تظهر به ميزة هذه الطبعة، و قد راعى فيها الامانة على خلاف عادة بعض المعاصرين، فما نقل عنا شيئاً إلا و أشار الى مصدره أيده اللَّه.

و للفهرست ذيول و تتمات هي من أنفس الكتب الرجالية، منها «فهرست الشيخ منتجب الدين» المتوفى بعد سنة 585 ه ذكر فيه المصنفين بعد عصر الشيخ الى عصره، و قد طبع مع الجزء الأخير من «بحار الأنوار» و عندي منه نسخة بخطي فرغت من كتابتها في النجف الأشرف سنة 1320 ه كتبتها قبل أن اطلع على طبعه في آخر «البحار». و منها «معالم العلماء» للشيخ رشيد الدين محمد بن علي ابن شهرآشوب السروي صاحب «المناقب» المطبوع و المتوفى سنة 588 ه و قد زاد هذا الأخير على ما ذكره شيخ الطائفة من أسماء المصنفين ثلاث مائة مصنف.

و قد لخص (الفهرست) الشيخ نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى‏

26
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

ابن سعيد الهذلي الشهير بالمحقق الحلي صاحب (الشرايع) و المتوفى سنة 676 ه لخصه بتجريده عن ذكر الكتب و الأسانيد اليها، و الاقتصار على ذكر نفس المصنفين و سائر خصوصياتهم مرتباً على الحروف في الأسماء و الألقاب و الكنى، رأيته في (مكتبة السيد حسن الصدر) في الكاظمية كما ذكرته في «الذريعة» ج 4 ص 425.

20- ما لا يسع المكلف الإخلال به: في علم الكلام، ذكره النجاشي في «رجاله» و الشيخ في «الفهرست»، و رأيت عند العلامة المرحوم الشيخ هادي آل كاشف الغطاء مجموعة بخط جده الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء، و في أولها كتاب في أصول الدين و فروعه ليس بخط الشيخ الأكبر، أوله: «الحمد للَّه كما هو أهله و مستحقه، و صلى اللّه على سيد الأنبياء محمد و عترته الأبرار الأخيار صلاة لا انقطاع لمددها، و لا انتهاء لعددها، و سلم و كرم، أما بعد فقد أجبت الى ما سأله الأستاذ أدام اللَّه تأييده من إملاء مختصر محيط مما يجب اعتقاده في جميع أصول الدين، ثم ما يجب عمله من التبرعات، لا يكاد المكلف من وجوبها عليه- كذا- لعموم البلوى، و لم اخل شيئاً مما يجب اعتقاده من إشارة الى دليله وجهة علمه على صغر الحجم و شدة الاختصار، و لن يستغني عن هذا الكتاب مبتدئ تعليما، و تبصرة و منته تنبيهاً و تذكرة، و من اللَّه أستمد المعونة و التوفيق الخ».

و عنوان شروعه في المطلب هكذا بلفظه: «ما يجب اعتقاده في أبواب التوحيد، الأجسام محدثة لأنها لم تسبق الحوادث فلها حكمها في الحدوث الى آخر كلامه». و المظنون قوياً كون هذا الكتاب هو «ما لا يسع المكلف الإخلال به» و اللَّه العالم.

21- ما يعلل و ما لا يعلل: في علم الكلام أيضاً ذكره النجاشي في «رجاله» و شيخ الطائفة نفسه في «الفهرست» أيضاً.

22- المبسوط: في الفقه من أجل كتب هذا الفن، يشتمل على جميع أبوابه في نحو سبعين كتابا طبع في ايران سنة 1270 ه، و قد وقفت على بعض نسخه‏

27
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

المخطوطة النفيسة في مختلف الأماكن، و فصلت ذكرها و ذكرت خصوصياتها في حرف الميم من «الذريعة» و لا حاجة الى ذكرها بعد ان طبع الكتاب و من أراد الوقوف عليها فعليه بمراجعة الكتاب المذكور.

23- مختصر أخبار المختار بن أبي عبيد الثقفي: و يعبر عنه ب (أخبار المختار) أيضاً كما ذكرناه بهذا العنوان في (الذريعة) ج 1 ص 348.

24- مختصر المصباح: في الأدعية و العبادات، اختصر فيه كتابه الكبير (مصباح المتهجد) و يقال له (المصباح الصغير) ايضاً في قبال أصله (المصباح الكبير) نسخة منه في «مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء»، و نسختان في «مكتبة مدرسة فاضل خان» في مشهد الرضا عليه السلام بخراسان كما ذكرناه في الميم من «الذريعة» 25- مختصر في عمل يوم و ليلة: في العبادات، و قد سماه بعضهم «يوم و ليلة» لكن الشيخ نفسه ذكره في «الفهرست» بهذا العنوان، و قد اقتصر فيه على الفرائض و النوافل الإحدى و الخمسين ركعة في اليوم و الليلة و بعض التعقيبات في غاية الاختصار، رأيت منه عدة نسخ، إحداها بخط العلامة السيد أحمد زوين النجفي فرغ من كتابتها في سنة 1234 ه، و الثانية بخط مولانا الحجة الميرزا محمد الطهراني العسكري و هي الآن بمكتبته في سامراء، و غيرهما مما ذكرته في الميم من «الذريعة».

26- مسألة في الأحوال: ذكرها شيخ الطائفة نفسه في عداد تصانيفه في كتابه «الفهرست» و وصفها بقوله: مليحة.

27- مسألة في العمل بخبر الواحد و بيان حجيته: ذكرناها في «الذريعة» ج 6 ص 270 بعنوان «حجية الاخبار».

28- مسألة في تحريم الفقاع: ذكرها الشيخ نفسه في الفهرست، نسخة منها بخط الحجة المرحوم الميرزا محمد الطهراني العسكري رأيتها عنده بمكتبته في سامراء، و نسخة أخرى في «مكتبة الحسينية التسترية» في النجف الأشرف، و ثالثة في (مكتبة راجه فيض‏آباد) في الهند كما فصلناه في (الذريعة).

28
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

29- مسألة في وجوب الجزية على اليهود و المنتمين الى الجبابرة: لا ذكر لها في (فهرست الشيخ) المطبوع المتداول، بل ذكرها المولى عناية اللَّه القهبائي في كتابه (مجمع الرجال) الموجود عندنا بخطه نقلًا عن فهرست الشيخ، و هذا يدل على وجودها في النسخة التي وقف عليها، و يظهر من ذلك وجود بعض النقصان في المتداول.

30- مسائل ابن البراج: ذكره شيخ الطائفة نفسه في كتابه (الفهرست) 31- الفرق بين النبي و الامام: في علم الكلام، ذكرها في (الفهرست) ايضاً 32- المسائل الالياسية: هي مائة مسألة في فنون مختلفة، ذكرها هو في «الفهرست»، و ذكرناها بعنوان «جوابات المسائل الالياسية» في «الذريعة» ج 5 ص 214.

33- المسائل الجنبلائية: في الفقه، و هي أربع و عشرون مسألة كما ذكره الشيخ في «الفهرست»، و ذكرناها في «الذريعة» ج 5 ص 219 بعنوان جوابات.

و في بعض المواضع: الجيلانية و هو غير صحيح.

34- المسائل الحائرية: في الفقه، و هي نحو من ثلاثمائة مسألة، كما في «الفهرست»، و هي من مآخذ «بحار الأنوار» كما ذكره المجلسي في أوله، و ينقل عنه ابن إدريس في «السرائر» بعنوان «الحائريات» كما ذكرناه في «الذريعة» ج 5 ص 218.

35- المسائل الحلبية: في الفقه أيضاً، ذكره الشيخ نفسه في [الفهرست‏] و نقلناه في [الذريعة] ج 5 ص 219.

36- المسائل الدمشقية: في تفسير القرآن، و هي اثنتي عشرة مسألة، في تفسير القرآن، ذكرها الشيخ نفسه في [الفهرست‏] و قال: لم يعمل مثلها. و ذكرناها بعنوان الجوابات في [الذريعة] ج 5 ص 220.

37- المسائل الرازية: في الوعيد، و هي خمس عشرة مسألة وردت من الري الى استاذه السيد المرتضى فأجاب عنها، و أجاب عنها الشيخ الطوسي أيضاً، ذكرها

29
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

في [الفهرست‏]، و ذكرناها في [الذريعة] ج 5 ص 221 بعنوان [جوابات المسائل الرازية]. كما ذكرنا هناك جوابات أستاذه المرتضى.

38- المسائل الرجبية: في تفسير آي من القرآن، ذكرها الشيخ نفسه في [الفهرست‏] و وصفها بقوله: لم يصنف مثلها. ذكرناها في حرف الميم من [الذريعة] القسم المخطوط.

39- المسائل القمية: ذكرها المولى عناية اللَّه القهپائي نقلًا عن [الفهرست‏] للشيخ لكن لم نجده في النسخة المطبوعة، و قد ذكرناه في [الذريعة] ج 5 ص 330 بعنوان [جوابات المسائل القمية].

40- مصباح المتهجد: في أعمال السنة كبير، و هو من أجل الكتب في الأعمال و الأدعية، و هو قدوتها، و أصلها و دوحتها، و منه اقتبس كثير من كتب الباب، ك (اختيار المصباح) لأبن باقي و (إيضاح المصباح) للنيلي و (تتمات المصباح) في عشرة مجلدات كلها كتاب مستقل، و له عنوان خاص، و هي للسيد ابن طاوس، و (قبس المصباح) للصهرشتي، و (منهاج الصلاح) للعلامة الحلي، و لكل من المولى حيدر علي الشيرواني المعروف بالمجلسي و السيد عبد اللَّه شبر، و نظام الدين علي بن محمد «1» (مختصر المصباح) و [منهاج الصلاح‏] لأبن عبد ربه الحلي و غير ذلك طبع في طهران على نفقة المرحوم الحاج سهم الملك بيات العراقي بترغيب العالم التقي السيد علم الهدى الكابلي نزيل ملاير أخيراً، و ذلك في سنة 1338 و بهامشه ترجمة فارسية للعلامة الشيخ عباس القمي.

41- المفصح: في الامامة، و هو من الآثار الهامة، توجد نسخة منه في [مكتبة راجه فيض‏آباد] في الهند، و حصلت نسخة منه لشيخنا الحجة الميرزا حسين النوري، وجدها مع [النهاية] و هي بخط أبي المحاسن بن ابراهيم بن الحسين ابن بابويه كان تاريخ كتابته للنهاية الثلاثاء 15 ربيع الآخر سنة 517 ه فاستنسخها

______________________________

 (1) كنا نظن انه نظام الدين الساوجي، لكن المولى عبد اللّه الافندي صاحب (الرياض) قال: و احتمال كون نظام الدين هذا هو الساوجي تلميذ البهائي بعيد.

30
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

جماعة منهم: الحجة المرحوم الميرزا محمد الطهراني العسكري، و هي بخطه في مكتبته بسامراء.

42- مقتل الحسين عليه السلام: ذكره الشيخ في (الفهرست)، و عنه نقلناه في حرف الميم من (الذريعة) المخطوط.

43- مقدمة في المدخل الى علم الكلام: ذكره النجاشي في رجاله، و الشيخ نفسه في (الفهرست) و وصفها فيه بقوله: لم يعمل مثلها.

أقول: رأيت في كتب الزعيم الفقيه المرحوم السيد محمد الكوه‏كمري الشهير بالحجة نسخة من كتاب (المستجاد من الإرشاد) تأريخ كتابتها سنة 982 ه، و في حاشيتها كتاب في أصول الدين منسوب الى شيخ الطائفة الطوسي، أوله: (إذا سألك سائل و قال: ما الايمان؟. فقل: هو التصديق باللّه و بالرسول و بما جاء به و بالأئمة عليهم السلام، كل ذلك بالدليل لا بالتقليد، و هو مركب مبوب على خمسة أركان من عرفها كان مؤمناً، و من جحدها كان كافراً، و هي التوحيد و العدل و النبوة و الامامة و المعاد، و حد التوحيد ...- الى قوله:- و الدليل على ان اللَّه موجود ان العالم أثره و عناوينه الى آخره هكذا و الدليل على كذا فهو كذا إلخ، و لعل هذا الكتاب هو المقدمة، و نسخة أخرى منه بعينه في مجموعة كانت في (مكتبة المولى محمد علي الخوانساري) في النجف الأشرف من دون نسبتها الى الشيخ، و تاريخ كتابتها 982 ه ايضاً، و معها في المجموعة (النكت الاعتقادية) للشيخ المفيد، و (مختصر التحفة الكلامية)، و نسخة ثالثة عليها خط شيخ الطائفة في (مكتبة السيد محمد المشكاة) في طهران‏ «1» كتب على ظهرها ما لفظه:

______________________________

 (1) هذه المكتبة تحتوي على أكثر من ألف مجلد كلها مخطوطة قديمة نادرة من مؤلفات أعلام القرون الأولى و الوسطى، و لها بين أهل العلم و الأدب في ايران شهرة واسعة، و قد رأيناها و ضبطنا خصوصيات نوادرها، و صاحبها الجليل من العلماء الأنذاذ، و هو اليوم من أساتذة جامعة طهران على بزته الروحية و عمته الشريفة، و هو من أصدقائنا و من الآحاد الذين أجزناهم في الاجتهاد المطلق و رواية الحديث، و قد أهدى هذه المكتبة العظيمة- التي خسر في سبيل جمعها ما ورثه من الاملاك- الى جامعة طهران، فكان لذلك صدى ارتياح و استحسان. و قد اختارت الجامعة لتأليف فهرس لها فاضلين من أهل الفن و الخبرة أحدهما ولدي الأرشد الأديب البحاثة الميرزا علي نقي المنزوي و الثاني الفاضل البحاثة محمد تقي دانش پژوه و هما من خيرة تلامذة صاحب المكتبة السيد محمد المشكاة في-

31
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره و مآثره: ص : 10

 (مقدمة الكلام. تصنيف الشيخ الامام الورع قصوة العارفين، و حجة اللَّه على العالمين، لسان الحكماء و المتكلمين، أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي متعنا اللَّه بطول بقائه و نفعنا بعلومه). و كتب على الصفحة الثانية منه ما لفظه: (قرأ علي هذا الكتاب و بحث على معانيه صاحبه في عدة مجالس آخرها السادس و العشرين من المحرم لسنة خمس و أربعين و أربعمائة بحدود دار السلام، و كتبه محمد بن الحسن ابن علي و للَّه الحمد و المنة صلى اللَّه على محمد و آله الطيبين). و آخرها ما نصه:

 (.... مفيض الحياة و بارئ النسمة و هو المستحق له دائماً سرمداً و حسبي اللَّه و نعم الوكيل رب أتمم بالخير. وقع الفراغ من استنساخه بتوفيق اللَّه و بحسن معونته سادس عشرين- كذا- من رجب سنة أربع و أربعين و أربعمائة في مدينة السلام على يد العبد الضعيف نظام الدين محمود بن علي الخوارزمي حامداً للّه تعالى مصلياً على نبيه ...) 44- مناسك الحج في مجرد العمل: ذكره في (الفهرست) أيضاً.

45- النقض على ابن شاذان في مسألة الغار: ذكره كذلك في (الفهرست) و ذكره العلامة السيد مهدي بحر العلوم في (الفوائد الرجالية): و قال انه نقض في مسألة الغار و مسألة العمل بالخبر الواحد، فظاهر كلامه انه رآه.

46- النهاية في مجرد الفقه و الفتوى: من أعظم آثاره و أجل كتب الفقه، و متون الأخبار، أحصي في فهرسه المخطوط عند العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء، في 22 كتاباً و 214 باباً، و قد كان هذا الكتاب بين الفقهاء من لدن عصر مصنفه الى زمان المحقق الحلي كالشرائع بعد مؤلفها، فكان بحثهم و تدريسهم‏

______________________________

- كلية المعقول و المنقول و قد أخرج ولدي المحروس حتى الآن جزئين الأول خاص بالكتب المؤلفة في القرآن و الدعاء طبع في سنة 1370 ه فجاء في 275 صفحة، و الثاني خاص بكتب الأدب طبع عام 1372 ه فجاء في 889 صفحة و قد صدره بتقريض جليل من أخينا في اللّه الحجة فقيد الإسلام و مفخرة الشيعة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه اللّه كتبه على الجزء الأول عند ما بعث نسخة منه الى مكتبته الموقوفة في النجف الأشرف و قد أخرج الفاضل الآخر بعد الجزء الثاني سلسلة وصلنا منها حتى كتابة هذه السطور 2072 صفحة و لها تتمة على ما يقال، و هي في مختلف العلوم و في فصول مختلفة.

32
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مشايخه و أساتذته: ص : 33

فيه، و شروحهم عليه، و كانوا يخصونه بالرواية و الاجازة، و له شروح متعددة ذكرناها في محالها من (الذريعة)، و قد رأيت منه عدة نسخ أقدمها بخط الشيخ أبي الحسن علي بن ابراهيم بن الحسن بن موسى الفراهاني فرغ من كتابتها غرة رجب سنة 591 ه، رأيتها في (مكتبة العلامة الحجة الشيخ عبد الحسين الطهراني) الشهير بشيخ العراقين، الى غير ذلك من النسخ التي ذكرت خصوصياتها مفصلًا في حرف النون من (الذريعة) عند ذكر الكتاب، و قد طبع كتاب النهاية في سنة 1276 ه مع (نكت النهاية) للمحقق و (الجواهر) للقاضي و غيرهما في مجلد كبير، و له ترجمة فارسية لبعض الأصحاب المقاربين لعصر الشيخ الطوسي و هي نسخة عتيقة رأيتها في (مكتبة السيد نصر اللّه الأخوي) في طهران كما ذكرته في (الذريعة) ج 4 ص 143- 144.

47- هداية المسترشد و بصيرة المتعبد: في الأدعية و العبادات ذكره الشيخ في (الفهرست) و عنه نقلناه في حرف الهاء المخطوط من (الذريعة).

هذا ما وصل إلينا من أسماء مؤلفات شيخ الطائفة أعلى اللَّه مقامه و منه ما هو موجود و ما هو مفقود، و لعل هناك ما لم نوفق للعثور عليه (و فوق كل ذي علم عليم).

مشايخه و أساتذته:

إن مشايخ شيخ الطائفة في الرواية و أساتذته في القراءة كثيرون، فقد أحصى شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري في «مستدرك وسائل الشيعة» ج 3 ص 509 سبعاً و ثلاثين شخصاً استخرج أسماءهم من مؤلفات الشيخ، و من (الاجازة الكبيرة) التي كتبها العلامة الحلي- أعلى اللَّه مقامه- لأولاد السيد ابن زهرة الحلبي و غير ذلك.

إلا أن مشايخه الذين تدور روايته عليهم في الغالب، و الذين أكثر الرواية عنهم و تكرر ذكرهم في (الفهرست) و في مشيخة كل من كتابيه (التهذيب) و (الاستبصار) خمسة، و اليك أسماءهم حسب حروف الهجاء لا تفاوت الدرجات:

33
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مشايخه و أساتذته: ص : 33

1- الشيخ أبو عبد اللَّه أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز المعروف بابن الحاشر مرة، و بابن عبدون أخرى، و المتوفى سنة 423 ه.

2- الشيخ أحمد بن محمد بن موسى. المعروف بابن الصلت الأهوازي المتوفى بعد سنة 408 ه «1».

3- الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد اللَّه بن الغضائري المتوفى سنة 411 ه 4- الشيخ أبو الحسين علي بن احمد بن محمد بن أبي جيد المتوفى بعد سنة 408 ه 5- شيخ الأمة و معلمها أبو عبد اللَّه محمد بن محمد بن النعمان الشهير بالشيخ المفيد و المتوفى سنة 413 ه.

هؤلاء الخمسة هم الذين أكثر في الرواية عنهم في كتبه المهمة، و قد روى عن باقي مشايخه في كتبه المذكورة و غيرها لكن لا بهذه الكثرة، و الى القارئ أسماءهم مرتبة على حروف الهجاء:

1- أبو الحسين الصفار (ابن الصفار خ ل).

2- أبو الحسين بن سوار المغربي. عده العلامة الحلي في (الاجازة الكبيرة) من مشايخه من العامة.

3- الشيخ أبو طالب بن غرور.

4- القاضي ابو الطيب الطبري الحويري المتوفى بعد سنة 408 ه.

5- أبو عبد اللّه أخو سروة.

6- أبو عبد اللَّه بن الفارسي.

7- أبو علي بن شاذان المتكلم. و قد عده العلامة الحلي في (الاجازة الكبيرة) من مشايخه من العامة أيضاً.

8- أبو منصور السكري. قال صاحب (الرياض): يحتمل أن يكون من‏

______________________________

 (1) ان تواريخ وفيات أكثر مشايخ شيخ الطائفة مجهولة، فمن لم نقف على تاريخ وفاته من أهل العراق نذكر له هذا التأريخ لأنه كان حياً فيه، و ذلك لأن ورود شيخ الطائفة الى العراق كان في سنة 408 ه، و لا شك انه استجازهم بعد وروده في تاريخ لا نعرفه، و لذا فانا نثبت ما تيقناه راجين أن يوفق غيرنا لاكتشاف ما لم نوفق له.

34
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مشايخه و أساتذته: ص : 33

العامة أو الزيدية. أقول: استبعد شيخنا النوري كونه من العامة مستدلًا بما وجده من رواياته التي لا يرويها أبناء العامة، الا انه لم ينف كونه زيدياً.

9- أحمد بن ابراهيم القزويني المتوفى بعد سنة 408 ه.

10- أبو الحسين و أبو العباس أحمد بن علي النجاشي صاحب (كتاب الرجال) المعروف و المتوفى سنة 450 ه.

11- جعفر بن الحسين بن حسكة القمي المتوفى بعد 408 ه.

12- الشريف أبو محمد الحسن بن القاسم المحمدي المتوفى بعد سنة 408 ه.

13- أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أشناس المعروف بابن الحمامي البزاز. عبر عنه كذلك السيد ابن طاوس في (الإقبال) في عمل يوم الغدير و الشيخ محمد الحر العاملي في (اثبات الهداة)، و ذكر شيخنا النوري في عداد مشايخ شيخ الطائفة الحسن بن إسماعيل المعروف بابن الحمامي. و هما واحد حتماً، و قد عبر عنه في بعض المواضع بأبي الحسن محمد بن إسماعيل، كما في صدر اسناد بعض نسخ الصحيفة السجادية، فان هذا الرجل هو الراوي للصحيفة الكاملة بنسخة مخالفة للصحيفة المشهورة في بعض العبارات، و في الترتيب، و في عدد الأدعية، و نحو ذلك كما قاله صاحب (الرياض) و ذكر وجود عدة نسخ منها إحداها عنده، و قد يعبر عنه أيضاً بالحسن بن إسماعيل و قد ترجم له بهذا العنوان في (أمل الآمل) ص 467 من طبعة طهران سنة 1307 ه التي هي مع (الرجال الكبير) مسلسلة الأرقام، و لذلك توهم فيه شيخنا النوري رحمه الله فذكره بهذا العنوان كما أسلفناه محتملًا التعدد، و نقل السيد ابن طاوس في أواخر (الإقبال) عن أصل كتاب الحسن بن إسماعيل بن العباس و مراده هذا الشيخ أيضاً، و يعبر عنه بابن أشناس و بابن الاشناس و غير ذلك، و الصحيح في اسمه و نسبه ما ذكرناه.

و قد ترجم له بهذا العنوان الصحيح معاصره أبو بكر الخطيب في (تأريخ بغداد) ج 7 ص 425- 426 فقال:

... كتبت عنه شيئاً يسيراً، و كان سماعه صحيحاً، إلا انه كان رافضياً

35
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مشايخه و أساتذته: ص : 33

خبيث المذهب، و كان له مجلس في داره بالكرخ يحضره الشيعة و يقرأ عليهم مثالب الصحابة و اللعن على السلف ... سألته عن مولده فقال في شوال من سنة 359 ه و مات في ليلة الأربعاء الثالث من ذي القعدة سنة 439 ه و دفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الكناس.

أقول: أشناس‏ «1» بفتح الألف و سكون الشين المعجمة و فتح النون ثم الألف الساكنة، و بعدها السين المهملة: اسم غلام لجعفر المتوكل.

14- أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام المعروف بابن الفحام السرمن‏رائي- السامرائي- المتوفى بعد سنة 408 ه 15- أبو الحسين حسنبش المقرئ المتوفى بعد سنة 408 ه.

16- أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم القزويني المتوفى بعد سنة 408 ه.

17- أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم بن علي القمي المعروف بابن الخياط.

18- الحسين بن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري المتوفى بعد سنة 408 ه 19- أبو محمد عبد الحميد بن محمد المقرئ النيسابوري.

20- أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي المتوفى بعد سنة 410 ه.

21- أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمامي المقرئ المتوفى بعد سنة 408 ه، و هو غير ابن أشناس المعروف بابن الحمامي المار ذكره فلا تتوهم.

22- السيد المرتضى علم الهدي أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد ابن ابراهيم بن الامام موسى الكاظم عليه السلام، المتوفى سنة 436 ه.

23- أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل المتوفى بعد سنة 410 ه.

24- القاضي أبو القاسم علي التنوخي ابن القاضي أبي علي المحسن ابن القاضي‏

______________________________

 (1) قال صاحب (الرياض): المشهور ان أشناس بضم الهمزة ... لكن قد وجدت بخط بعض الأفاضل في الصحيفة المذكورة- الصحيفة السجادية التي يرويها هذا الشيخ- لفظ أشناس مضبوطاً بفتح الهمزة.

36
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مشايخه و أساتذته: ص : 33

أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن ابراهيم بن تميم القحطاني من تلامذته السيد المرتضى و أصحابه، و قد عده العلامة الحلي في (الاجازة الكبيرة) من مشايخه من العامة أيضاً. لكن صاحب (الرياض) قال في ترجمته: الأكثر أنه من الامامية.

 (أقول): له ترجمة في (معجم الأدباء) ايضاً ج 14 ص 110- 124 أثبت نسبه فيها الى قضاعة، و ذكر انه كان مقبول الشفاعة في شبابه و ان الخطيب البغدادي سمع منه: انه ولد سنة 370 ه. و قال أنه توفى في 447 ه.

25- أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران المعروف بان بشران المعدل و المتوفى بعد سنة 411 ه.

26- محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ المتوفى بعد سنة 411 ه.

27- أبو زكريا محمد بن سليمان الحراني (الحمداني خ ل) من أهل طوس و المظنون أنه من مشايخه قبل هجرته إلى العراق.

28- محمد بن سنان. عده العلامة الحلي في (الاجازة الكبيرة) من مشايخه من العامة أيضاً.

29- أبو عبد اللَّه محمد بن علي بن حموي البصري المتوفى بعد سنة 413 ه.

30- محمد بن علي بن خشيش بن نضر بن جعفر بن ابراهيم التميمي المتوفى بعد سنة 408 ه.

31- أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد المتوفى بعد سنة 417 ه.

32- السيد أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار المولود سنة 322 ه و المتوفى 414 ه.

هؤلاء هم الذين عرفناهم من مشايخ شيخ الطائفة الطوسي، و هم اثنان و ثلاثون و ذكرنا قبلهم خاصة مشايخه و هم خمسة فيكون المجموع سبعة و ثلاثين، الا ان شيخنا النوري لما أوردهم في (المستدرك) تمت عدتهم ثمانية و ثلاثين، و ذلك لما ذكرناه من تكريره اسم الحسن بن محمد بن إسماعيل بن الاشناس بعنوان الحسن‏

37
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

تلامذته: ص : 38

ابن إسماعيل، و قد نقلناهم عن شيخنا النوري بعد ترتيب اسمائهم على حروف الهجاء، و إضافة بعض الفوائد و الزيادات التي توضح أحوالهم.

تلامذته:

سبق و أن ذكرنا فيما تقدم من حديثنا عن شيخ الطائفة أن تلامذته من الخاصة بلغوا اكثر من ثلاثمائة مجتهد و من العامة ما لا يحصى كثرة، و قد صرح بذلك المجلسي في (البحار) و التستري في (المقابس) و الخوانساري في (الروضات) و المدرس في (الريحانة) و غيرهم في غيرها.

و الأسف ان هذا العدد الكبير غير معروف لدى كافة الباحثين حتى بعد عصر الشيخ بقليل، فان الشيخ منتجب الدين بن بابويه المتوفى بعد سنة 585 ه على قرب عهده من الشيخ لم يستطع الوقوف على أسمائهم، فانه لم يذكر منهم في كتابه (الفهرست) المطبوع في آخر (البحار) إلا ستة و عشرين عالما، و زاد عليهم العلامة السيد مهدي بحر العلوم في (الفوائد الرجالية) أربعة فتمت عدتهم ثلاثين، و هؤلاء معروفون ذكرت أسماؤهم في مقدمات كتب الشيخ المطبوعة في النجف الأشرف لكن شيخنا النوري لم يذكرهم، و نظراً لما حدث في اسماء بعضهم من التصحيف، و لما وقفنا عليه من أسماء جماعة أخرى من تلاميذه الذين ذكرهم الحجة الشيخ أسد اللَّه الدزفولي التستري في كتابه (المقابس) و لم يتعرض لذكرهم مترجموه المتأخرون، فانا نسرد أسماء الجميع على ترتيب حروف الهجاء مقتصرين على ذكر الأوصاف التي وصفهم بها علماء الرجال و المفهرسون القدماء و اليك الأسماء:

1- الشيخ الفقيه الثقة العدل آدم بن يونس بن أبي المهاجر النسيفى.

2- الشيخ الثقة المؤلف الجليل النبيل أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي النيسابوري.

3- الشيخ الثقة أبو طالب إسحاق بن محمد بن الحسن بن الحسين بن محمد ابن علي بن الحسين بن بابويه القمي.

38
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

تلامذته: ص : 38

4- الشيخ الثقة أبو ابراهيم إسماعيل شقيق إسحاق المذكور.

5- الشيخ الثقة أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي.

6- الشيخ الثقة العين المصنف أبو الصلاح تقي بن نجم الدين الحلبي.

7- السيد المحدث الثقة أبو ابراهيم جعفر بن علي بن جعفر الحسيني.

8- الشيخ الامام المصنف شمس الإسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بحسكا.

9- الشيخ الفقيه الثقة أبو محمد الحسن بن عبد العزيز بن الحسن الجبهاني (الجهباني خ ل).

10- الشيخ الجليل الثقة العين ابو علي الحسن ابن شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي.

11- الشيخ الامام موفق الدين الفقيه الثقة الحسين بن الفتح الواعظ الجرجاني.

12- الشيخ الامام الثقة الوجه الكبير محي الدين أبو عبد اللَّه الحسين بن المظفر بن علي بن الحسين الحمداني نزيل قزوين.

13- السيد عماد الدين أبو الصمصام و ابو الوضاح ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسيني المروزي.

14- السيد الفقيه أبو محمد زيد بن علي بن الحسين الحسيني (الحسني).

15- السيد العالم الفاضل زين بن الداعي الحسيني.

16- الشيخ الفقيه المشهور سعد الدين بن البراج.

17- الشيخ الفقيه الثقة أبو الحسن سليمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي.

18- الشيخ الفاضل المحدث شهرآشوب السروي المازندراني جد الشيخ محمد بن علي مؤلف (معالم العلماء) و (المناقب).

19- الشيخ الفقيه الثقة صاعد بن ربيعة بن أبي غانم.

20- الشيخ عبد الجبار بن عبد اللَّه بن علي المقرئ الرازي المعروف بالمفيد.

39
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

تلامذته: ص : 38

21- الشيخ أبو عبد اللَّه عبد الرحمن بن أحمد الحسيني الخزاعي النيسابوري المعروف بالمفيد أيضاً.

22- الشيخ الفقيه الثقة موفق الدين أبو القاسم عبيد اللَّه بن الحسن بن الحسين بن بابويه.

23- الشيخ الفقيه الثقة علي بن عبد الصمد التميمي السبزواري.

24- الأمير الفاضل الزاهد الورع الفقيه غازي بن أحمد بن أبي منصور الساماني.

25- الشيخ الفقيه الثقة الصالح كردي بن عكبر بن كردي الفارسي نزيل حلب.

26- الشيخ الامام جمال الدين محمد بن أبي القاسم الطبري الآملي.

27- الشيخ الأمين الصالح الفقيه أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن شهريار الخازن الغروي.

28- الشيخ الشهير السعيد الفاضل السديد محمد بن الحسن بن علي الفتال صاحب «روضة الواعظين».

29- الشيخ الفقيه الصالح أبو الصلت محمد بن عبد القادر بن محمد.

30- الشيخ الثقة العالم المؤلف فقيه الأصحاب أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي.

31- الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي.

32- الشيخ الفقيه الثقة أبو عبد اللَّه محمد بن هبة اللَّه الطرابلسي.

33- السيد صدر الأشراف المنتهي اليه منصب النقابة و الرئاسة في عصره، السيد المرتضى أبو الحسن المطهر بن أبي القاسم علي بن أبي الفضل محمد الحسيني الديباجي.

34- السيد العالم الفقيه المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني.

40
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته و قبره: ص : 41

35- العالم الفاضل الفقيه الوزير السعيد ذو المعالي زين الكفاة أبو سعيد منصور بن الحسين الآبي.

36- السيد الثقة الفقيه المحدث أبو ابراهيم ناصر بن الرضا بن محمد بن عبد اللَّه العلوي الحسيني.

هؤلاء ستة و ثلاثون عالماً من تلاميذ الشيخ الطوسي المعروفين، و لعل في كتابينا (إزاحة الحلك الدامس بالشموس المضيئة في القرن الخامس) و (الثقات و العيون في سادس القرون) من ترجمنا له و لم يأت اسمه هنا، غير ان ضيق الوقت و ضعف الحال يمنعان من الرجوع اليه.

و لا يخفى إن فيما أضافه العلامتان السيد مهدي بحر العلوم و الشيخ أسد اللّه الدزفولي ما يحتاج الى التأمل، ففي تلمذ الشيخ عبيد اللَّه بن الحسن على الشيخ الطوسي تأمل، فان ولده الشيخ منتجب الدين كان أولى بذكره مع تلامذة الشيخ في (الفهرست) مع انه لم يذكره و كذا الكراجكي المتوفى سنة 449 ه و كذا جمال الدين محمد الطبري إن كان المراد به عماد الدين محمد بن أبي القاسم علي الطبري الآملي فانه من تلاميذ الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي كما ذكره الشيخ منتجب الدين، و جل رواياته عن مشايخه بعد الخمسمائة و اللَّه العالم.

وفاته و قبره:

لم يبرح شيخ الطائفة في النجف الأشرف مشغولًا بالتدريس و التأليف، و الهداية و الإرشاد، و سائر وظائف الشرع الشريف و تكاليفه، مدة اثنتي عشرة سنة، حتى توفي ليلة الاثنين الثاني و العشرين من المحرم سنة 460 ه عن خمس و سبعين سنة، و تولى غسله و دفنه تلميذه الشيخ الحسن بن مهدى السليقي، و الشيخ أبو محمد الحسن بن عبد الواحد العين زربي، و الشيخ أبو الحسن اللؤلؤي، و دفن في داره بوصية منه و أرخ وفاته بعض المتأخرين بقوله مخاطباً مرقده الزاكي كما هو مسطور

41
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته و قبره: ص : 41

على جدار المسجد، و قد ذكره العلامة المرحوم الشيخ جعفر نقدى في كتابه «ضبط التأريخ بالاحرف» ايضاً ص 13:

بأمر قد الطوسي فيك قد انطوى‏

 

 محيي العلوم فكنت أطيب مرقد

 

الى أن قال:

أودى بشهر محرم فأضافه‏

 

 حزناً بفاجع رزئه المتجدد

 

الى أن قال:

بك شيخ طائفة الدعاة الى الهدى‏

 

 و مجمّع الأحكام بعد تبدد

 

الى أن قال:

و بكى له الشرع الشريف مؤرخاً

 

 (أبكى الهدى و الدين فقد محمد)

 

و تحولت الدار بعده مسجداً في موضعه اليوم حسب وصيته أيضا، و هو مزار يتبرك به الناس من العوام و الخواص، و من أشهر مساجد النجف، عقدت فيه- منذ تأسيسه حتى اليوم- عشرات حلقات التدريس من قبل كبار المجتهدين و أعاظم المدرسين فقد كان العلماء يستمدون من بركات قبر الشيخ لكشف غوامض المسائل و مشكلات العلوم، و لذلك كان مدرس العلماء و معهد تخريج المجتهدين الى عصر شيخ الفقهاء الشيخ محمد حسن صاحب (الجواهر) الذي كان يدرس فيه أيضا، حتى بعد أن بنوا له مسجده الكبير المشهور باسمه، فقد كثر الحاحهم عليه و طلبهم منه الانتقال اليه لم يقبل و لم يرفع اليد عنه اعتزازاً بقدسية شيخ الطائفة و حبا للقرب منه، و هكذا الى أن توفي.

و استمرت العادة كذلك الى عصر شيخنا المحقق الأكبر الشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب «الكفاية» فقد كان تدريسه فيه ليلًا الى أن توفي، و قد أحصيت عدة تلامذته في الأواخر بعض الليالي فتجاوزت الألف و المائتين، و كذلك شيخنا الحجة المجاهد شيخ الشريعة الاصفهاني، فقد كان يدرس فيه عصراً الى ان توفي و كما ان تلميذ شيخنا الخراساني الأرشد الحجة المعروف الشيخ ضياء الدين العراقي كان يدرس فيه صبحاً الى ان توفي. و اقام فيه الجماعة جمع من أجلاء العلماء و أفاضل‏

42
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته و قبره: ص : 41

الفقهاء، منهم فقيه أهل البيت الشيخ محمد حسن صاحب «الجواهر» النجفي و غيره و قد لاحظته منذ نصف قرن أو اكثر فكان الذين يؤمون الناس فيه من أهل الصلاح و التقى المعروفين، منهم الحجة الاخلاقي جمال السالكين الشيخ آغا رضا التبريزي فقد كان يقيم فيه الجماعة ليلًا مع كثير من خواص أهل العلم و الفضلاء، و كنا نحظى بذلك التوفيق الى ان هاجرنا الى سامراء، و كان آخرهم العلامة التقي السيد محمد الخلخالي، و بعد وفاته بقليل رغب إلي ولده الفاضل الجليل السيد علي أن أؤم الناس هناك بعد أن كنت أقيم الجماعة في الرواق المطهر، فأجبت طلبه و كنت أصلي فيه الى هذه الأواخر، و قد وفق لفرشه التاجر الوجيه ابن عمنا الحاج محمد المحسني نزيل طهران فقدم له خمس قطع من الفرش المتعارف في الصحن الشريف و المساجد الشريفة و قد جعل ولايتها بيدنا ما دمنا في قيد الحياة كما كتب ذلك عليها، و تبعه الوجيه الحاج محمد تقي القناد الطهراني من أرحامنا ايضاً بخمس قطع و تبعهما جمع آخر من كرمانشاه حتى كمل فرش المسجد بتوفيق اللَّه، و كانت صلاتنا فيه وقت المغرب فقط، و أما صلاة الصبح فنقيمها في (مسجد الهندي) خوفاً من مضايقة الزوار، و في الصيف الماضي تغلب علينا الضعف فانقطعنا عن الرواح لعدم تمكننا من الصعود الى السطح فتبرع الوجيه الحاج ناجي كعويل بشراء عدة مراوح سقفية لتلطيف الجو و عدم الاحتياج للصعود الى السطح، فعاودناه ثانياً، و كان عامراً بالمؤمنين و الصلحاء من اهل العلم و المهن، حتى اتفقت حادثتنا في ليلة عاشوراء هذه السنة- 1376- و قد اثرت على العمود الفقري و بقينا على فراش المرض عدة شهور، ثم لما تحسنت صحتنا لم تعد كما كانت عليه سابقاً كما هو مقتضى السن و المزاج، و لما رغب في صلاتنا بعض المؤمنين من خواصنا صرنا نقيمها في (مسجد الطريحي) لقربه من دارنا، و لم نزل هناك حتى يقضي اللَّه بقضائه الذي لا مرد له، و لا حول و لا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.

و موقع مسجد الشيخ في محلة المشراق من الجهة الشمالية للصحن المرتضوي الشريف و سمي باب الصحن المنتهي الى مرقده ب (باب الطوسي)، و قد طرأت عليه بعد عمارته الأولى عمارتان، حسبما نعلم إحداهما في حدود سنة 1198 ه و ذلك‏

43
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

أولاده و أحفاده: ص : 44

بترغيب من العلامة الحجة السيد مهدي بحر العلوم كما ذكره في (الفوائد الرجالية) فقد قال: و قد جدد مسجده في حدود سنة 1198 ه فصار من أعظم المساجد في الغري، و كان ذلك بترغيبنا بعض الصلحاء من اهل السعادة.

و بنى لنفسه مقبرة في جواره دفن فيها مع أولاده و جملة من أحفاده.

و الثانية في سنة 1305 ه كما ذكره صديقنا العلامة السيد جعفر آل بحر العلوم في كتابه (تحفة العالم) ج 1 ص 204 و كانت بعناية العلامة السيد حسين آل بحر العلوم المتوفى سنة 1306، كما قاله، فانه لما رأى تضعضع أركانه و انها آلت الى الخراب رغب بعض أهل الخير في قلعه من أساسه، فجدد و هي العمارة الموجودة اليوم.

و في سنة 1369 ه. هدمت الحكومة ما يقرب من ربع مساحته فاضافتها الى الشارع الذي فتحته بجنبه في نفس العام، و سمته بشارع الطوسي ايضاً، فصار للمسجد بابان، أحدهما- و هو الأكبر و الأوجه- على الشارع الجديد العام من جهة الشرق، و الثاني و هو- الباب الأول- من جهة الغرب على الطريق القديم مقابل (المدرسة المهدية) و قد انخفضت ارض المسجد عن الشارع كثيراً، و تضعضعت عمارته، فنسأله تعالى ان يهدي بعض اهل السعادة و العاملين للآخرة لتعميره‏ (إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ).

أولاده و أحفاده:

خلف شيخ الطائفة ولده الشيخ أبا علي الحسن بن أبي جعفر محمد الطوسي رحمة اللَّه عليه، و قد خلف أباه على العلم و العمل، و تقدم على العلماء في النجف، و كانت الرحلة اليه و المعول عليه في التدريس و الفتيا و إلقاء الحديث و غير ذلك و كان من مشاهير رجال العلم، و كبار رواة الحديث و ثقاتهم تلمذ على والده حتى اجازه في سنة 455 ه اي قبل وفاته بخمس سنين.

ذكره الشيخ منتجب الدين بن بابويه في (الفهرست) المطبوع في آخر البحار ص 4 بدأ به حرف الحاء فقال:

الشيخ الجليل ابو علي الحسن ابن الشيخ الجليل الموفق أبي جعفر محمد بن‏

44
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

أولاده و أحفاده: ص : 44

الحسن الطوسي، فقيه ثقة عين، قرأ على والده جميع تصانيفه أخبرنا الوالد عنه.

و ذكره ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) ج 2 ص 250 فقال:

الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الطوسي أبو علي بن‏ «1» جعفر. سمع من والده، و أبي الطيب الطبري، و الخلال، و التنوخي، ثم صار فقيه الشيعة و امامهم بمشهد علي رضي اللَّه عنه، و سمع منه أبو الفضل بن عطاف، و هبة اللَّه السقطي و محمد ابن محمد النسفي، و هو في نفسه صدوق، مات في حدود الخمس مائة «2»، و كان متديناً كافاً عن السب.

و ذكره الشيخ رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروي في (معالم العلماء) ص 32 باختصار. و لا يخفى ان العلامة الميرزا محمد الأسترآبادي لم يتعرض لذكره في كتابيه (الرجال الكبير) و (الرجال الصغير)، و كذا الأستاذ الوحيد البهبهاني الذي استدرك علي الأسترآبادي- في تعليقته على كتابه- ما فاته فانه لم يذكره أيضاً.

و لعل ذلك لم يكن عن غفلة منهما حيث أن بناء المؤلفين في الرجال هو ذكر خصوص من ذكر في الأصول الأربعة الرجالية، و لما لم يكن الشيخ أبو علي مذكوراً في أي واحد منها لم يتعرضوا لذكره. و مثلهما أيضاً المولى محمد الأردبيلي صاحب (جامع الرواة) فانه أضاف فهرس الشيخ منتجب الدين الى الأصول الأربعة فجمعها في كتابه و مع ذلك فقد سقط من قلمه ذكر هذا الشيخ الجليل.

و ذكره أيضاً المحدث العلامة الشيخ محمد الحر العاملي في «أمل الآمل» المطبوع بطهران سنة 1307 ه في ص 469 ه فقال:

الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الطوسي. كان عالماً فاضلا فقيهاً محدثا جليلا ثقة له كتب إلخ.

و ذكره العلامة البحاثة المولى عبد اللَّه الأفندي في كتابه «رياض العلماء

______________________________

 (1) الصحيح: أبي جعفر. كما مر عليك في أكثر من موضع.

 (2) التأريخ خطأ كما سنبينه.

45
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

أولاده و أحفاده: ص : 44

و حياض الفضلاء» المخطوط الموجود في مكتبتنا ص 93 فوصفه بقوله: الفقيه المحدث الجليل العالم العامل النبيل مثل والده، ثم قال:

... كان شريكاً في الدرس مع الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي الرازي، و الشيخ أبي محمد الحسن بن الحسين بن بابويه القمي، و الشيخ أبي عبد اللَّه محمد بن هبة اللَّه الوراق الطرابلسي، عند قراءة كتاب «التبيان» على والده الشيخ الطوسي كما رايته في إجازة الشيخ الطوسي المذكور بخطه الشريف لهم على ظهر كتاب التبيان المذكور .. الى ان قال:

و روى عن والده و طائفة من معاصريه رضي اللَّه عنهم بل عن المفيد ايضا.

و قال في آخر الترجمة: أقول: و في روايته عن الشيخ المفيد بلا واسطة محل تأمل فلاحظ «1».

و ذكره الشيخ اسد اللَّه الدزفولي في «مقابس الأنوار» ص 11 فقال:

الشيخ المحدث الفقيه الفاضل الوجيه النبيه المعتمد المؤتمن مفيد الدين أبو علي الحسن قدس اللَّه تربته و على في الجنان رتبته ... و كان من أعاظم تلامذة والده، و الديلمي، و غيرهما من المشايخ، و تلمذ عليه جماعة كثيرة من أعيان الأفاضل، و اليه ينتهي كثير من طرق الإجازات الى المؤلفات القديمة و الروايات إلخ.

و ذكره شيخنا العلامة الميرزا حسين النوري في «مستدرك الوسائل» ج 3 ص 497 فقال:

... الفقيه الجليل الذي ينتهي اكثر إجازات الاصحاب اليه ابو علي الحسن ابن شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي العالم الكامل المحدث النبيل ...

______________________________

 (1) قال شيخنا النوري في (المستدرك) في التعليق على هذا التأمل ما لفظه: و هو في محله فان وفاة المفيد سنة 413 ه و لم أعثر على تأريخ وفاة أبي علي الا أنه يظهر من مواضع من (بشارة المصطفى) انه كان حياً في سنة 515 ه فلو روى عنه لعد من المعمر بن الذين من رأيهم- أي المترجمين- الاشارة اليه.

أقول: هذا هو القول الفصل، حيث يلزم من تصحيح روايته عن المفيد كونه يوم وفاة أستاذه ابن عشرين سنة على الأقل، و عليه فيكون عمره في تأريخ سنة 515 ه مائة و اثنتان و عشرون سنة، و لو كان كذلك لما فاتت مترجميه الاشارة الى ذلك.

46
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

أولاده و أحفاده: ص : 44

و يعبر عنه تارة بأبي علي، أو أبي علي الطوسي، و أخرى بالمفيد أو المفيد الثاني إلخ.

و له تراجم أخرى في كثير من الكتب المخطوطة و المطبوعة لا سبيل لنا الى استقصائها في هذه العجالة، و قد أجمع كافة المترجمين له على عظمته و علو شأنه في العلم و العمل، و أنه أحد كبار فقهاء الشيعة، و أجلاء علماء الطائفة، و أفاضل حملة الحديث و أعلام الرواة و ثقاتهم. و منتهى الإجازات و المعنعنات، و قد بلغ من علو الشأن و سمو المكانة أن لقب بالمفيد الثاني، و قد ترجم له بهذا العنوان العلامة المرحوم الشيخ عباس القمي في كتابه (الكنى و الألقاب) ج 3 ص 165.

و قد تخرج عليه كثير من حملة العلم و الحديث من الفريقين، و حاز المرجعية عند الطائفتين لذلك كثرت الروايات عنه، و انتهت الطرق اليه، و قد ذكر مترجموه كثيراً من تلامذته، فقد ذكر الشيخ منتجب الدين بن بابويه في (الفهرست) أربعة عشر رجلًا كلًا في موضعه و نحن نتبرك بإيراد ذكرهم و هم الاعلام:

1- الشيخ الفقيه الثقة أردشير بن أبي الماجد بن أبي المفاخر الكابلي.

2- الشيخ الفقيه الأديب إسماعيل بن محمود بن إسماعيل الحلبي.

3- الشيخ الفقيه الصالح بدر بن سيف بن بدر العربي. من مشايخ منتجب الدين 4- الشيخ الفقيه الصالح أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي.

5- الشيخ الامام الفقيه الصالح الثقة موفق الدين الحسين بن فتح الله الواعظ البكرآبادي الجرجاني.

6- الشيخ الفقيه الصالح جمال الدين الحسيني بن هبة الله بن رطبة السوراوي.

7- الشيخ الفقيه الورع أبو سليمان داود بن محمد بن داود الحاسي.

8- السيد الفقيه الصالح أبو النجم الضياء بن ابراهيم بن الرضا العلوي الحسني الشجري.

9- السيد العالم الفقيه الثقة طاهر بن زيد بن أحمد.

10- الشيخ الفقيه الصالح الشاعر أبو سليمان ظفر بن الداعي بن ظفر الحمداني‏

47
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

أولاده و أحفاده: ص : 44

القزويني.

11- الشيخ الفقيه الحافظ الصالح الثقة أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد ابن علي الحاسي.

12- الشيخ الفقيه ركن الدين علي بن علي.

13- السيد الفاضل المتبحر الشاعر لطف الله بن عطاء الله أحمد الحسني الشجري النيسابوري.

14- الشيخ الفقيه الثقة الامام المؤلف المكثر عماد الدين محمد بن أبي القاسم ابن علي الطبري الآملي الكجي.

و هناك جماعة من تلاميذه أيضاً ذكر بعضهم بعض المترجمين له، و وقفنا على أسماء بعضهم في مختلف الروايات و سلاسل الحديث و اليك أسماءهم مرتبة على حروف الهجاء و هم:

15- أبو الفتوح أحمد بن على الرازي. قال صاحب (الرياض): و ليعلم أنه ليس المراد بالشيخ أبي الفتوح المذكور هو صاحب التفسير المشهور، و ان اتحد عصرهما، لأن اسم أبي الفتوح هذا هو الحسين بن على بن محمد بن احمد الخزاعي الرازي فلاحظ، و حمله على أخيه ممكن لكن يبعده اتحاد كنيتيهما.

16- الشيخ العالم الياس بن هشام الحائرى.

17- الشيخ بواب البصري.

18- الشيخ الفاضل ابو طالب حمزة بن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن.

19- ابو الفضل الداعي بن علي الحسيني السروي.

20- عبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي.

21- الشيخ موفق الدين عبيد اللَّه بن الحسن بن بابويه، والد الشيخ منتجب الدين 22- علي بن شهرآشوب المازندراني السروي، والد صاحب (المناقب) و (المعالم).

23- علي بن على بن عبد الصمد.

48
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

آثاره: ص : 49

24- أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي صاحب (مجمع البيان).

25- ابو الرضا فضل اللَّه بن علي بن عبيد اللَّه الحسيني الراوندي.

26- محمد بن الحسن الشوهاني.

27- أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي.

28- محمد بن علي بن عبد الصمد النيسابوري.

29- أبو علي محمد بن الفضل الطبرسي.

30- الشيخ محمد بن منصور الحلي الشهير بابن إدريس قال في (الرياض):

على المشهور من أن ابن إدريس يروى عن أبي علي هذا تارة بلا واسطة و تارة مع الواسطة.

31- مسعود بن علي الصواني و في (الرياض): الصوابي و في (المقابس):

السواني.

و هناك ثلاثة من العامة رووا عنه كما ذكره العسقلاني في (لسان الميزان) و قد سبقت الاشارة اليه و هم:

32- أبو الفضل بن عطاف.

33- محمد بن محمد النسفي.

34- هبة اللَّه السقطي.

الى غير ذلك مما لا يمكن احصاؤه و الوقوف عند حده، و مع ذلك فلا نظن أن أحداً من مترجميه استوفى ما استوفيناه، و وقف على كل ما أحصيناه و اللّه الموفق.

آثاره:

ترك الشيخ أبو علي آثاراً قيمة و أسفاراً مهمة، عرفنا منها: (شرح النهاية) و هو شرح لكتاب والده النهاية في الفقه ذكره في ترجمته صاحب (أمل الآمل)، و اسمه (المرشد الى سبيل التعبد) و ذكره في ترجمته صاحب (معالم العلماء). أيضاً أقول: توهم الحجة الشيخ يوسف البحراني صاحب (الحدائق) عند ذكر الشيخ أبي علي في كتابه (لؤلؤة البحرين) ص 245 حيث قال: و ذكره ابن‏

49
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته: ص : 50

شهرآشوب و قال المرشد الى سبيل اللّه و المتعبد إلخ فكأنه ظن بأن ذلك وصف للشيخ أبي علي مع أنه اسم كتاب من كتبه.

و قد ذكر له معظم مترجميه (كتاب الأمالي) الذي ذكرناه في عداد مؤلفات والده منهم العلامة المجلسي و صاحب (الرياض) و صاحب (أمل الآمل) و صاحب (الروضات) و صاحب (قصص العلماء) و صاحب «الكنى و الألقاب» و صاحب «مستدرك الوسائل» و غيرهم، و أصر شيخنا العلامة المجلسي على أنه من آثاره فقد قال في الجزء الأول من «بحار الأنوار» بعد ذكر مآخذ الكتاب في الفصل الثاني الذي عقده لبيان الوثوق بالمصادر و اختلافها، فقد قال:

... و آمالي ولده العلامة في زماننا أشهر من آماليه، و أكثر الناس يزعمون انه آمالي الشيخ، و ليس كذلك كما ظهر لي من القرائن الجليلة، و لكن آمالي ولده لا يقصر عن آماليه في الاعتبار و الاشتهار، و ان كان آمالي الشيخ عندي أصح و أوثق إلخ.

و قد ذكرنا هذا الأمالي في (الذريعة) ج 2 ص 309- 311 و ص 313- 114 و أثبتنا كونه من تآليف شيخ الطائفة و ذكرنا الأسباب التي دعت الى هذه الشهرة الشايعة فعلى طالب التفصيل و الوقوف على الحقيقة مراجعة الكتاب المذكور، و التدقيق و التأمل فيما ذكرناه من الأدلة و الوجوه.

أقول: و للشيخ أبي علي من المشايخ غير من مر ذكره في تراجمه المنقولة عن الكتب: أبو الحسن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقال كما في (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى) ص 167 و يروي عن أبي يعلي حمزة المعروف بسلار بن عبد العزيز الديلمي- المتوفى 448 ه كما في (البغية) للسيوطي أو سنة 463 كما في (نظام الأقوال) للساوجي- كما في (أمل الآمل) في ترجمة سلار.

وفاته:

توفي الشيخ أبو علي بعد سنة 515 ه فقد كان حياً في هذا التأريخ كما يظهر في مواضع من أسانيد (بشارة المصطفى) المذكور، و اللَّه العالم بما عاش بعد ذلك.

50
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته: ص : 50

و لا نعرف موضع قبره لكننا لا نشك في أنه في النجف الأشرف و لعله قبر مع والده فما ذكره في (لسان الميزان) ج 2 ص 250: من انه توفى في حدود سنة 500 ه غير صحيح كما سبقت الاشارة اليه.

و من آراء الشيخ أبي علي المشهورة: القول بوجوب الاستعاذة في القراءة، قال صاحب (رياض العلماء) في ترجمته له ما لفظه:

ثم اعلم ان الشيخ أبا علي هذا هو صاحب القول بوجوب الاستعاذة في قراءة الصلاة بل في مطلق القراءة نظراً الى ورود الأمر به. مع ان الإجماع وقع على ان الأمر فيها للاستحباب، حتى ان والده (قده) أيضاً نقل في الخلاف الإجماع منا على الأمر فيها للندب قطعاً.

و خلف الشيخ أبو علي ولداً هو الشيخ أبو نصر محمد بن أبي علي الحسن بن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي النجفي رحمة اللَّه عليهم، و هو بقية رجال العلم في هذا البيت في النجف الأشرف، و الغريب أنه لم يذكر في كتب أصحابنا الامامية، و لم يترجم له الرجاليون و أهل السير و التأريخ و الأخبار، حتى ان شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري على عظمته و جلالة قدره و شهرته في التضلع و التتبع لم يعرف عنه شيئاً فقد قال في (المستدرك) ج 3 ص 497: و لم نعثر على حال الحسن و جده محمد أنهما من أهل الدراية و الرواية أو لا.

أقول: كان الشيخ أبو نصر محمد من أعاظم العلماء، و أكابر الفقهاء، و أفاضل الحجج و اثبات الرواة و ثقاتهم، فقد قام مقام والده في النجف و انتقلت اليه الرياسة و المرجعية، و تقاطر عليه طلاب العلم من شتى النواحي، ترجم له ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) ج 4 ص 126- 127 في حوادث سنة أربعين و خمسمائة فقال:

و فيها أبو الحسن محمد بن الحسن أبي علي بن أبي جعفر الطوسي، شيخ الشيعة و عالمهم، و ابن شيخهم و عالمهم، رحلت اليه طوائف الشيعة من كل جانب الى العراق، و حملوا اليه، و كان ورعاً عالماً كثير الزهد، و اثنى عليه السمعاني و قال العماد الطبري‏

51
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته: ص : 50

لو جازت على غير الأنبياء صلاة صليت عليه.

أقول: توفى سنة 54 كما ذكره في (الشذرات) و خلف ولداً واحداً سماه باسم جده الحسن، و هو من جارية كانت له اسمها رياض النوبية أدركها السيد علي ابن غرام (عزام خ ل) الحسيني المولود سنة 557 ه و المتوفى سنة 670 أو 671 كما حكاه السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاوس و نقله عنه و عن خطه في كتابه (فرحة الغري) ص 58 طبعة ايران سنة 1311 ه.

و خلف شيخ الطائفة- أعلى اللَّه درجاته- غير ولده الشيخ أبي علي على ما ذكره المتقدمون ابنتين كانتا من حملة العلم و ربات الاجازة، و من أهل الدراية و الرواية قال في (رياض العلماء): كانتا عالمتين فاضلتين، إحداهما أم ابن إدريس العلامة الشهير صاحب (السرائر) الحلي كما ذكر في ترجمته، و أمها بنت المسعود ابن ورام.

و قال صاحب (اللؤلؤة) ص 212 في ترجمة السيد رضي الدين أبي القاسم علي و السيد جمال الدين أبي الفضائل احمد ابني السيد سعيد الدين أبي ابراهيم موسى ابن جعفر آل طاوس ما لفظه:

... و هما أخوان من أم و أب و أمهما على ما ذكره بعض علمائنا بنت الشيخ مسعود و رام بن أبي الفراس بن فراس بن حمدان، و ام أمهما بنت الشيخ و أجاز لها و لأختها ام الشيخ محمد بن إدريس جميع مصنفاته و مصنفات الأصحاب.

و نقل ذلك عنه في (الروضات) ص 392 من الطبعة الأولى و زاد عليه ما لفظه:

و وقع النص على جديتهما له أيضاً من جهة الأم في مواقع كثيرة من مصنفات نفسه فليلاحظ.

و قال العلامة البحاثة الشيخ علي آل كاشف الغطاء في (الحصون المنيعة) في طبقات الشيعة المخطوط ج 1 ص 328 ما لفظه:

بنتا الشيخ الطوسي كانتا عالمتين فاضلتين، و كانت إحداهما أم ابن إدريس، و أما أختها فهي التي أجازها بعض العلماء، و لعل المجيز أخوها الشيخ أبو علي أو والدها.

الى غير هؤلاء ممن ذكر هذا المعنى من المتقدمين و هم كثيرون، و جاء بعدهم‏

52
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته: ص : 50

المتأخرون فأخذوها عنهم إرسال المسلمات و مروا بها كراماً.

أقول: هذه النسبة غير صحيحة فليس الشيخ الطوسي الجد الأمي بغير واسطة لأبن طاوس، و لا لأبن إدريس، فقد صرح السيد رضي الدين علي بن طاوس في كثير من تصانيفه و منها (الإقبال) في دعاء أول يوم من شهر رمضان في ص 334 من طبعة تبريز بأن الشيخ الطوسي جد والده- السيد الشريف أبي ابراهيم موسى بن جعفر- من قبل امه، و الشيخ أبا علي خاله كذلك لكن ليس مراده الجد و الخال أيضاً بلا واسطة بأن تكون والدة أبيه الشريف موسى ابنة الشيخ الطوسي كما استظهره شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري في «مستدرك الوسائل» ج 3 ص 471، لأن السيد ابن طاوس ولد في سنة 589 ه و كان والده حياً الى ان بلغ السيد من العمر حداً كان قابلًا فيه لقراءة كتاب «المقنعة» للشيخ المفيد و (الأمالي) للشيخ الطوسي و غير ذلك من الكتب عليه كما صرح به في تصانيفه، فتكون حياة والده تقريباً الى حدود سنة 610 ه، و أما ولادته فلم تعلم تحقيقاً لكن الظاهر أنه لم يكن من المعمرين المناهزين للثمانين أو التسعين و إلا لكان قابلًا للذكر و كان يصرح به ولده و لو بالمناسبة في موضع من تصانيفه الكثيرة، و لو فرض بلوغه الثمانين لكانت ولادته في حدود سنة 530 ه و كانت وفاة الشيخ الطوسي سنة 460 ه فلو فرضت له بنت صغيرة في التاريخ لم تكن تلد بعد الخمسين من عمرها و لهذا فلا تكون بنت الشيخ أم السيد موسى لبعد ذلك و لامتناعه عادة و ان كان ممكناً عقلًا بان كانت البنت آخر ولد الشيخ و كان السيد موسى آخر ما ولدت البنت و قد عمر نيفاً و مائة سنة، لكن ذلك ليس على مجاري العادة فلعل بنت الشيخ كانت والدة أم السيد موسى، و كان الشيخ جد أم السيد موسى، و يصح أن يطلق الجد و الخال على جد الأم و خالها، و لو كانت والدة ام السيد موسى بنت ابن الشيخ و هو الشيخ أبو علي فيكون هو جده لأمه لا خاله كما صرح به السيد ابن طاوس نفسه، هذا ما نعتقده في الموضوع و الظاهر أنه حقيقة المطلب.

و كذا الحال في الشيخ المحقق محمد بن إدريس الحلي الذي قيل: أن أمه بنت‏

53
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته: ص : 50

الشيخ. لأن ابن إدريس ولد في سنة 543 ه فكيف تكون أمه بنت الشيخ، و لو فرضنا إمكان ما مر من المحالات و المستبعدات من أنها آخر ما ولد للشيخ، و انه آخر ما ولد لها فما نصنع لقول عدة من القدماء ان الشيخ أجاز ابنتيه. و هو قول ثابت لا يمكن إنكاره أو تضعيفه.

ثم ان هناك خلطا آخرا و هو التعبير عن الشيخ و رام بالمسعود الورام أو مسعود ابن ورام، حيث ان المسعود الورام، و ابن ورام غير الشيخ ورام الزاهد صاحب (تنبيه الخاطر) كما نبه عليه شيخنا النوري.

و من طرائف هذا الباب ما نقله صاحب «الرياض» عن رسالة فارسية لبعض الفضلاء كما عبر عنه من أن ابن عيسى الرماني المفسر سبط شيخ الطائفة الطوسي و انه قرأ على خاله الشيخ أبي علي، و ان له آثاراً منها «كشف الغمة» في فضائل الأئمة «ع» و هو غير «كشف الغمة» للأربلي و له غيره و انه كان ذا اطلاع تام على كلمات جده الشيخ الطوسي. الى غير ذلك.

أقول: الرماني هو الامام العالم الشيعي الكبير المفسر النحوي و الفقيه المتكلم ابو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد اللَّه السرمن‏رائي البغدادي الواسطي المعروف بابن الرماني أو بابي الحسن الوراق، و الملقب بالاخشيدي صاحب التفسير الكبير الذي ذكرناه في «الذريعة» ج 4 ص 275 و قد لقب بالاخشيدي لتلمذه على ابن اخشيد، و بالرماني نسبة الى قصر الرمان بواسط، و قد ترجم له ابن النديم في «الفهرست» ص 94- 95 و الحموي في «معجم الأدباء» ج 14 ص 73- 78 و ذكره في «معجم البلدان» ج 14 ص 283 و ترجمه الخطيب في «تأريخ بغداد» ج 12 ص 16- 17 و العسقلاني في «لسان الميزان» ج 4 ص 248 و ذكرناه في كتابنا «نوابغ الرواة في رابعة المآت» ص 143 و ذكره القمي في «الكنى و الألقاب» ج 2 ص 251 الى غير ذلك مما لا يمكن استقصاؤه في هذه العجالة، و قد صرح الجميع بانه ولد في سنة 296 ه و توفي سنة 384 ه و عليه فوفاته قبل ولادة الشيخ الطوسي بسنة واحدة فكيف يكون سبطاً للشيخ؟ و الأظرف أن الشيخ‏

54
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته: ص : 50

نفسه قد استحسن تفسير الرماني هذا فقال في مقدمة كتابه «التبيان هذا» ما لفظه:

و أصلح من سلك في ذلك مسلكاً جميلًا مقتصداً محمد بن بحر أبو مسلم الاصفهاني و على بن عيسى الرماني فان كتابيهما أصلح ما صنف في هذا المعنى إلخ.

و الخلاصة انه حصل لنا القطع بأن للشيخ ابنتين عالمتين فاضلتين من أهل الرواية و الدراية لكن ما هو اسمهما، و من تزوج بهما، و متى توفيتا فهذا أمر لم نوفق لمعرفته حتى الآن و رغم مرور هذه الازمان.

كما حصل لنا اليقين بأن صهر الشيخ الطوسي على احدى بناته هو الشيخ السعيد أبو عبد اللَّه محمد بن احمد بن شهريار الخازن لمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، الذي كان فقيهاً صالحاً، و هو الذي يروي عنه «الصحيفة السجادية» السيد بهاء الشرف ابو الحسن محمد بن الحسن بن احمد العلوي الحسيني في ربيع الاول سنة 516 ه كما وقع في أول الصحيفة، و هو من تلاميذ شيخ الطائفة الذين عاشوا الى هذا التأريخ، و هو يروي عن أبي منصور العكبري المعدل الذي يروي عن أبي المفضل الشيباني المتوفى سنة 387 ه، و ترجم له الشيخ منتجب الدين في «الفهرست» فقال:

فقيه صالح. كما نقله عنه الشيخ الحر ايضاً في «أمل الآمل»، و ذكره أيضاً السيد ابن طاوس في «مهج الدعوات» فقال: «... و حدث الشيخ السعيد الأمين أبو عبد اللَّه محمد بن احمد بن شهريار الخازن بالمشهد المقدس الغروي في شهر رمضان من سنة ثمان و خمسين و أربعمائة».

و يروي عنه عماد الدين الطبري في «بشارة المصطفى» و هو يروي عن الشيخ الطوسي، و الشريف زيد بن ناصر العلوي، و الشريف محمد بن علي بن عبد الرحمن صاحب «التعازي»، و ابو يعلي حمزة بن محمد الدهان، و جعفر بن محمد الدرويستي، و محمد بن احمد بن علان المعدل و غيرهم كما ذكره في «رياض العلماء».

و قد رزق الشيخ ابو عبد اللَّه محمد من زوجته كريمة شيخ الطائفة ولده الشيخ أبا طالب حمزة، و كان فقيهاً صالحاً ايضاً يروي عن خاله الشيخ أبي علي بن الشيخ الطوسي، و حدث عنه ابن أخيه الشيخ الموفق ابو عبد اللّه احمد بن شهريار بن أبي‏

55
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته: ص : 50

عبد اللَّه محمد بن احمد بن شهريار الخازن في مشهد أمير المؤمنين عليه السلام في رجب سنة 554 ه كما في الباب الثامن و الثلاثين و المائة من كتاب «اليقين» لأبن طاوس و يروي عن الشيخ الموفق هذا الشيخ حسن بن علي الدربي الذي هو أستاذ المحقق الحلي، و السيد علي بن طاوس كما في اجازة العلامة الحلي لبني زهرة الحلبي.

ترجم لحمزة صاحب «الرياض» ص 196 و صرح بانه سبط شيخ الطائفة و انه يروي عن خاله أبي على، و ترجم له في «أمل الآمل» في القسم الثاني و لم يذكر جده الأخير، و لحمزة ولد عالم كامل هو الشيخ علي كتب بخطه في الحلة «اختيار الرجال» تأليف جده شيخ الطائفة في سنة 562 ه و هي نسخة نفيسة جيدة كما أشرنا اليها في «الذريعة» ج 1 ص 366 ه و كتب الشهيد الأول نسخته عن خطه، و كتب الشيخ نجيب الدين علي بن محمد تلميذ صاحب «المعالم» نسخته عن خط الشهيد رأيت نسخة نجيب الدين في «مكتبة العلامة السيد حسن الصدر» في الكاظمية.

و الذي يستفاد من بعض الامارات و يغلب على الظن أن أول من لقب بالخازن هو الجد الأعلى لهؤلاء أعني شهريار القمي الذي يوصف بالخازن غالباً و جرت الخازنية في عقبه الى بطون، و هو قمي الأصل معروف بالديانة و التقوى، و له ولدان أحدهما أبو نصر أحمد المذكور، و الثاني الحسن بن شهريار والد جعفر الذي ذكره العسقلاني في «لسان الميزان» ج 1 ص 305 ناقلًا لترجمته عن «تأريخ الري» لابن بابويه- و يعني به كتاب «الفهرست» للشيخ منتجب الدين- و كان شهريار جد هذه الأسرة معاصراً للسلطان عضد الدولة الديلمي الذي عمر المشهدين الشريفين الغري و الحائر في سنة 369 ه كما صرح به جمع من المؤرخين فقد روى ابن طاوس في «فرحة الغري» ص 58 من الطبعة الأولى عن يحيى بن عليان الخارن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، أنه وجد بخط الشيخ أبي عبد اللّه محمد ابن السري المعروف بابن البرسي رحمه اللَّه المجاور بمشهد الغرى سلام اللّه على صاحبه، على ظهر كتاب بخطه قال: كانت زيارة عضد الدولة للمشهدين الشريفين الطاهرين الغروي و الحائري في شهر جمادى الأولى في سنة احدى و سبعين و ثلاثمائة، و ورد

56
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته: ص : 50

مشهد الحائر لمولانا الحسين صلوات اللّه عليه لبضع بقين من جمادي فزاره صلوات اللَّه عليه و تصدق و اعطى الناس على اختلاف طبقاتهم، و جعل في الصندوق دراهم ففرقت على العلويين فأصاب كل واحد منهم اثنان و ثلاثون درهماً و كان عددهم ألفين و مأتي اسم، و وهب العوام و المجاورين عشرة آلاف درهم، و فرق على أهل المشهدين من الدقيق و التمر مائة ألف رطل و من الثياب خمس مائة قطعة، و اعطى الناظر عليهم ألف درهم، و خرج و توجه الى الكوفة لخمس بقين من جمادى المؤرخ و دخلها و توجه الى المشهد الغروي يوم الاثنين ثاني يوم وروده، و زار الحرم الشريف و طرح في الصندوق دراهم فأصاب كل واحد منهم أحد و عشرين درهماً و كان عدد العلويين ألف و سبعمائة اسماً و فرق على المجاورين و غيرهم خمسمائة الف درهم، و على المترددين خمسمائة الف درهم و على الناحة الف درهم، و على الفقراء و الفقهاء ثلاثة آلاف درهم، و على المرتبين من الخازن و النواب على يد أبي الحسن العلوي، و على يد أبي القاسم بن أبي عابد، و أبي بكر بن سيار رحمه اللّه و صلى اللَّه على محمد النبي و آله الطاهرين.

و تجد ذكر ذلك ايضاً في «الكامل» لأبن الأثير ج 8 ص 334 و قد كانت هذه الزيارة بعد سنة التعمير المذكورة فقد قال ابن عنبة في «عمدة الطالب» ص 44 من طبعة لكنهو ما لفظه: «... الى ان كان زمن عضد الدولة فناخسرو ابن بويه الديلمي فعمره عمارة عظيمة، و اخرج على ذلك اموالًا جزيلة و عين له اوقافاً إلخ».

افترى ان مثل هذا السلطان العظيم و السياسي المحنك، و الداهية الدهماء و المفكر الكبير، يوقف الأملاك الكثيرة، و يحبس المنافع الواسعة، و يصرف في سبيل التعمير و التشييد المبالغ الطائلة، و يعين للفقهاء و العلماء الرواتب و يطلق الصلات للمحتاجين من مجاوري هذا المشهد، كل ذلك بدون تعيين متول او وكيل او خازن او خادم للمشهد يقوم بلوازمه؟ كلا لا شك ان ذلك كله قد كان باشراف رجل مسؤول عن كل شي‏ء و الغالب على الظن انه شهريار القمي جد هذه الاسرة الجليلة العريقة في العلم و التقى و خدمة المشهد و خزانته، و يؤكد لنا ذلك تشرف عضد

57
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته: ص : 50

الدولة للزيارة بعد عامين من تشييد المرقد و بناء القبة، و كان ذلك من دون شك لمشاهدة ما قام به من الأعمال و هل هو على وفق رغبته و كما ينبغي ام لا؟ هذا ما نذهب اليه و اللّه العالم.

لقد طال بنا الكلام عن خلف الشيخ الطوسي، و بعدنا عما كنا بصدده فلا يخفى ان عقب شيخ الطائفة لم ينقرض بل تحول بعضهم عن النجف الى اصفهان و بقي محافظاً على نسبه و مكانته العلمية، فمن أحفاده المولى المفسر المحدث الشيخ محمد رضا بن عبد الحسين بن محمد زمان النصيري الطوسي ساكن اصفهان صاحب التفسير الكبير المسمى ب «تفسير الأئمة لهداية الأمة» و «كشف الآيات» الذي فرغ منه في سنة 1067 ه، فان هذا الشيخ ينقل في أثناء تفسيره عن شيخ الطائفة بعض الأحاديث بما لفظه: «قال جدنا الأمجد العالم المتعلم بعلوم الصادقين الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي» و الظاهر انه جده من طرف الأب و الا لقيده بالأمي كما انه يقيد انتسابه لابن طاوس و ابن إدريس بطرف الأم.

و أما نسبة هذا الشيخ الى النصير فلم يظهر لنا وجهها لأن المعروفين بنصير الدين في علمائنا كثيرون، منهم: (1) الخواجة نصير الطوسي (2) نصير الدين أبو طالب عبد اللّه ابن حمزة بن الحسن الطوسي الشارحي المعروف بنصير الدين الطوسي و المذكور في (الفهرست) للشيخ منتجب الدين (3) الشيخ نصير الدين علي بن حمزة بن الحسن المذكور في (أمل الآمل) (4) الشيخ نصير الدين علي بن محمد بن علي الكاشاني الحلي من المائة الثامنة (5) الشيخ نصير الدين بن محمد الطبري المدفون بسبزوار من المائة التاسعة الى غيرهم مما لا يخطر ببالنا.

و هذا التفسير كبير يقال أنه في ثلاثين مجلداً رأيت مجلدين منها. أحدهما المجلد الأول و هو كبير ضخم و على ظهره تملك ابن مؤلفه كتب: انه ملكه بالإرث.

لكن لم يذكر تأريخه، و توقيعه: (عبد اللّه بن محمد رضا النصيري الطوسي). و قد ملك هذا المجلد السيد شبر بن محمد بن ثنوان الحويزي النجفي في سنة 1160- 1182 ه كما يظهر من بعض خطوطه عليه في التأريخين، و انتقل بعد ذلك الى العلامة الشيخ‏

58
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته: ص : 50

أسد اللّه الدزفولي الكاظمي صاحب (المقابس) فوقفه و كتب صورة الوقف بخطه و قد رأيته في مكتبة المرحوم الشيخ محمد أمين آل الشيخ أسد اللَّه المذكور.

و ثاني المجلدين اللذين رأيتهما- و هو ضخم كبير أيضاً- رأيته في النجف في مكتبة المرحوم الشيخ محمد جواد آل محي الدين و لا علم لي ببقية مجلداته، غير ان صديقنا الجليل الحجة المرحوم الشيخ ابو المجد آغا رضا الاصفهاني صاحب (نقد فلسفة داروين) قد كتب لنا من أنه: كان خمسة عشر مجلداً من هذا الكتاب في (المكتبة القزوينية) باصفهان و قد أخذ اقبال الدولة ثلاث مجلدات منها أيام حكومته باصفهان و لم يردها، و البقية موجودة فيها انتهى و قد ذكرنا هذا التفسير مفصلا في (الذريعة) ج 4 ص 236- 238.

و لصاحب هذا التفسير أخ جليل هو المولى محمد تقي بن عبد الحسين النصيري الطوسي الاصفهاني مؤلف (العقال في مكارم الخصال) فرغ من بعض مجلداته في اصفهان يوم الأحد 26 ربيع الثاني سنة 1080 ه، و والدهما المولى عبد الحسين بن محمد زمان النصيري الطوسي كان من العلماء أيضاً كما يظهر من خطه بتملك (نهج الحق) في الكلام للعلامة الحلي على نسخة كتبها محمد كاظم بن شكر اللَّه الدزماني في سنة 1025 ه، و توقيعه: (عبد الحسين بن محمد زمان النصيري الطوسي).

و من رجال هذا البيت المصنفين الشيخ المولى حسن بن محمد صالح النصيري الطوسي مؤلف (هداية المسترشدين) في الاستخارات في سنة 1132 ه و منهم المولى محمد ابراهيم بن زين العابدين النصيري الطوسي الذي كان حياً سنة 1097 ه و فيها استكتب لنفسه (تلخيص الشافي)، و منهم ولده المولى محمد بن ابراهيم بن زين العابدين النصيري الطوسي الموجود بعض تملكاته، و بالجملة: كل واحد من هؤلاء وصف نفسه بالنصيري الطوسي فقط من دون تعرض لوصف السيادة حسنية أو حسنية أو غيرهما، أو أى لقب آخر، و من ذلك كله يظهر جلياً كون هذا المؤلف المفسر غير الأمير الكبير السيد محمد رضا الحسيني منشي الممالك الساكن باصفهان في زمن تأليف الشيخ الحر كما ترجمه كذلك في (أمل الآمل) و ذكر له كتاب (كشف‏

59
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

وفاته: ص : 50

الآيات) و (التفسير الكبير) العربي و الفارسي في أكثر من ثلاثين مجلداً، فلا وجه لما كتبه السيد شبر الحويزي بخطه على ظهر المجلد الأول من هذا التفسير في سنة 1160 ه من استظهاره أن المؤلف له هو المترجم له في (الأمل) مع أن هذا المؤلف صرح في أول المجلد الأول منه بأنه يروي جميع تلك الأخبار التي أوردها في تفسيره عن شيخه السيد السند ... الى قوله بعد الاطراء: الأمير شرف الدين علي بن حجة اللَّه الحسني الشولستاني النجفي. الذي كان حياً الى سنة 1063 ه و كان من مشايخ العلامة المولى محمد تقي المجلسي المتوفى سنة 1070 ه قبل تأليف (الأمل) بسنين، فالمؤلف معاصر له و لعله أيضاً لم يبق الى زمن تأليف (الأمل) و هو سنة 1097 ه و الحال ان منشئ الممالك كان حياً سنة تأليفه و كان ساكناً باصفهان.

و ظهر مما ذكرناه أيضاً تقدم هذا المفسر على السيد الأمير محمد رضا بن محمد مؤمن المدرس الامامي الخواتون‏آبادي مؤلف (جنات الخلود) باسم الشاه سلطان حسين الصفوي في سنة 1127 ه و ان كان له تفسير أيضاً.

هذا كل ما نعرفه عن أحفاد شيخ الطائفة، و الأسف ان سلسلة نسبهم اليه لم تكن محفوظة و لعل في مؤلفاتهم و مكتباتهم في اصفهان ما يتضمن ذلك و اللَّه العالم.

و من المستغرب ما ذكره بعض المعاصرين من أن للشيخ الطوسي أخا اسمه حمزة، و قد نقل ذلك عن (تكملة أمل الآمل) للحجة السيد حسن الصدر رحمه اللَّه و قال أنه تأسف على حاله لكونه من المنسيين الذين لا ذكر لهم في الأصول الرجالية و ذكر انه وقف عليه في اجازة ابن نما و استظهر منها ان له روايات و مصنفات.

أقول: ان اجازة الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة اللّه بن نما الحلي لم تصل إلينا صورتها التامة و انما وصلتنا منها بعض النبذ، فقد ذكر الشيخ حسن صاحب (المعالم) في أجازته الكبيرة المطبوعة في آخر (البحار) ص 100 أنه كان يحتفظ بثلاث إجازات بخط الشيخ الشهيد محمد بن مكي قدس سره، و هذه الإجازات كتبها أصحابها للشيخ كمال الدين حماد الواسطي، و هي:

 «1» اجازة السيد غياث الدين بن طاوس الحلي «2» اجازة نجيب الدين‏

60
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

تنبيهات ص : 61

يحيى ابن سعيد الحلي «3» اجازة نجم الدين جعفر الحلي الشهير بابن نما. ثم انه ذكر: انه ينقل المهم من مطالب الإجازات في أجازته المذكورة، و ليس فيما نقله من فوائد اجازة ابن نما ذكر و لا أثر لحمزة أخ الشيخ الطوسي كما قيل.

و المظنون ان الأمر اشتبه على الناقل فظن ان الشيخ الجليل الشهير بابن حمزة الطوسي المشهدي صاحب «الوسيلة الى نيل الفضيلة»- الشهير بأبي جعفر الثاني أو أبي جعفر المتأخر- فظن ان جده حمزة كان اخاً للشيخ الطوسي، و لم يكن كذلك إذ لو كان لصرح به الشيخ منتجب الدين في ترجمته له حيث ذكره هكذا: الامام عماد الدين ابو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي إلخ و لم يشر الى شي‏ء من ذلك على خلاف عادته فيمن يعرف له قرابة من المترجمين.

و لا يخفى خطأ ذلك من ناحية ثانية فسيرة شيخ الطائفة معروفة لدى المؤرخين و الباحثين منذ يوم خروجه من طوس حتى يوم وفاته في النجف، و لم يغمض من ذلك شي‏ء أبداً، و لم نعرف طوال هذا العمر أخاً للشيخ الطوسي و لم نسمع باسمه، و ليت شعري أ هاجر هذا الأخ مع أخيه الشيخ من طوس؟ أم لحقه بعد ذلك الى بغداد؟

و هل كان اكبر من أخيه و أصغر أو غير ذلك مما لا وجه لاحتمال صحته بكل وجه؟

و مع ذلك فالعالم هو اللَّه.

تنبيهات‏

 (1)- قال العلامة الحلي في «الخلاصة» عند ذكر شيخ الطائفة ما لفظه:

... و كان يقول أولًا بالوعيد ثم رجع. و قال ذلك غيره من المترجمين للشيخ الطوسي رحمة اللَّه عليه.

أقول: القول بالوعيد هو اختيار عدم جواز عفو اللَّه عن الكبائر عقلًا من غير توبة كما عليه جماعة الوعيدية كأبي القاسم البلخي و غيره، و هو مخالف لإجماع الامامية فقد اتفقوا على القول بدخول المؤمن الصالح الى الجنة و خلوده فيها، و أما الذي خلط العمل الصالح بغيره فقد أجمع الامامية على أنه لا يجب تعذيبه بل قد يعفو اللَّه عنه أو يشفع النبي «ص» فيه‏

لقوله صلى اللَّه عليه و آله و سلم:

61
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

تنبيهات ص : 61

 «ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».

و قد يعاقبه اللَّه لكن عقاباً غير دائم لأنه يستحق الثواب.

قال الشيخ الصدوق في كتابه «الاعتقادات» ما لفظه:

 «ان اعتقادنا في الوعد و الوعيدان من واعده اللّه على عمل ثواباً فهو منجزه، و من واعده على عمل عقاباً فهو بالخيار إن عذبه فبعدله و ان عفا عنه فبفضله و ما ربك بظلام للعبيد. و قال اللَّه تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ. و اللَّه أعلم».

و روى الكليني في «الكافي» عن الامام محمد الباقر عليه السلام‏ في تفسير قوله تعالى: (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ). انه عليه السلام قال: أولئك قوم مؤمنون يحدثون في ايمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون و يكرهونها.

و في (تفسير العياشي) عن الباقر عليه السلام أيضاً قال: عسى من اللَّه واجب و انما نزلت في شيعتنا المذنبين.

و نقله عنهما أيضاً الصافي في تفسيره‏

ص 198 من طبعة طهران سنة 1311 ه.

الى غير ذلك مما ورد في هذا الباب في الكتاب و السنة أ فترى ان شيخ الطائفة مع عظيم مكانته في العلوم الاسلامية يغفل عن هذا أو يضرب به عرض الجدار و يقول بالوعيد أولا ثم يرجع، حاشا و كلا و انما نسب ذلك اليه أعداؤه و أدخله في ترجمته أبناء العامة الذين ذهب معظمهم الى تلك الأقوال و الآراء، و لم يكن للشيخ في ذلك رأي و لا قول.

و يدل على عدم صحة ذلك قول السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى) في ترجمته للشيخ كما سيأتي أنه شافعي، فهل يحتمل ذلك في حق هذا الحبر الكبير الذي هو امام الفرقة الاثني عشرية بعد أئمتهم المعصومين عليهم السلام؟ و هذه كتبه الجليلة الدالة على بلوغه أقصى درجات الاجتهاد، و من هذا يظهر لنا أن العلامة الحلي نقل ذلك فيه عن مثل هذا المؤلف.

 (2)- الإجماع في نظر شيخ الطائفة ليس على المعنى الحقيقي المصطلح عند

62
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

تنبيهات ص : 61

المتأخرين عنه، بل الغالب أنه يتمسك بالإجماع في قبال آراء العامة للرد عليهم بما هو حجة عندهم حتى في الأصول مثل مسألة الامامة و الخلافة، و لذا تراه- قدس اللّه نفسه- يستدل بالإجماع في جملة من الفروع ثم يفتي هو في كتابه الآخر بما يخالف ذلك الإجماع، و قد أحصى الشيخ السعيد زين الدين الشهيد تلك الإجماعات في رسالة مستقلة طبعت في آخر (الألفية) للشهيد الأول في سنة 1308 ه و قد ذكر في أولها:

أن شيخ الطائفة ادعى الإجماع في جملة من المسائل مع أنه بعينه خالف حكم ما ادعى الإجماع فيه، أفردناه للتنبيه على أن لا يعتبر الفقيه بدعوى الإجماع الخ. بدأ في بيان تلك المسائل بكتاب النكاح ثم الطلاق الى آخر كتاب الديات، و من هذا يظهر أنه لم يظفر بمخالفته للاجماعات في كتب العبادات.

 (3)- إن لشيخ الطائفة فتاوى نادرة لم يرتضها المتأخرون عنه لقوة أدلة خلافها، منها: مسألة ما لا يدركه الطرف من الدم. فقد قال: بأنه غير منجس.

و قال الشيخ صاحب (الجواهر) فيه: الأحوط بل الأقوى تنجيسه وفاقاً للمشهور بين الأصحاب، و لم يحكَ عدم التنجيس الا عن الشيخ في (الاستبصار) و (المبسوط) الى قوله: و يظهر من صاحب (الذخيرة) موافقته و لا ريب في خطئه الخ.

و منها: مسألة تصوير ذوات الأرواح و صنع المجسمات فانه و ان لم ينقل عنه القول بالجواز في كتبه الفقهية لكنه صرح به في (تفسير التبيان) و لعله عدل بعد ذلك عنه كما يأتي النقل عن كتابه (النهاية)، قال في (التبيان) الطبعة الأولى ج 1 ص 85 س 12 في تفسير قوله تعالى: (اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْتُمْ ظالِمُونَ).

ما لفظه: اي اتخذتموه إلهاً لأن بنفس فعلهم لصورة العجل لا يكونون ظالمين لأن فعل ذلك ليس بمحظور و انما هو مكروه، و ما روي عن النبي صلى اللَّه عليه و آله و سلم أنه لعن المصورين معناه من شبه اللَّه بخلقه أو اعتقد فيه أنه صورة فلذلك قدر الحذف في الآية كأنه قال اتخذتموه إلهاً و ذلك انهم عبدوا العجل بعد موسى لما قال لهم السامري هذا إلهكم إلخ.

63
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مصادر ترجمته: ص : 64

ثم ان أمين الإسلام الطبرسي صاحب (مجمع البيان) الذي حذا فيه حذو شيخ الطائفة في (التبيان) كما أسلفناه أورد كلام شيخ الطائفة في تفسير هذه الآية بعينه من دون نظر فيه أو تأمل، و لكن المتأخرين عن هذين الإمامين لم يرتضوا ذلك و انما أفتوا بحرمة التصوير و لا سيما تصوير ذوات الأرواح، و تشددوا في خصوص المجسمات، قال الشيخ الكبير أستاذ كافة المتأخرين العلامة الشيخ المرتضى الأنصاري في (المكاسب المحرمة) ص 203 من طبعة طهران ما لفظه: المسألة الرابعة تصوير صور ذوات الأرواح حرام إذا كانت الصورة مجسمة بلا خلاف فتوى و نصاً، و كذا مع عدم التجسيم وفاقاً لظاهر (النهاية) و صريح (السرائر) إلخ و من هذا القول احتملنا عدول الشيخ عن رأيه السابق في تفسيره، و أما الشيخ الطبرسي فلم يصلنا كتابه في الفقه حتى نعرف فتواه بالجواز جزماً «1».

 (4)- حكي عن صاحب (الرياض): ان المؤرخ المسعودي صاحب (مروج الذهب) جد الشيخ الطوسي من طرف أمه. و هذا مستبعد أيضاً و على فرض وجود علاقة فليست بهذا القرب يعني ليس جده بلا واسطة فليل أمه من بناته فقد طاف المسعودي فارس و كرمان سنة 309 ه فلعله تزوج في ايران و أعقب بها، إما وفاته فهي بمصر عام 346 ه و لزيادة الاطلاع على أحواله راجع (فوات الوفيات) لابن شاكر ج 2 ص 57 طبع عام 1283 ه و (الفهرست) لابن النديم ص 219 طبع مصر و (تأريخ آداب اللغة العربية) لجرجي زيدان ج 2 ص 313 و غير ذلك.

مصادر ترجمته:

لقد بلغ شيخ الطائفة رحمة اللَّه عليه في عالم الشهرة درجة قصوى، و مكانة لم يحظ بها إلا آحاد من العظماء و المؤسسين، و لذا فلا يكاد يخلو من ذكره كتاب في الرجال أو مشيخة في الحديث أو اجازة في الرواية أو سلسلة من السلاسل المنتهية الى‏

______________________________

 (1) كتب لنا قبل مدة الدكتور بشر فارس عضو المجمع العلمي اللغوي في القاهرة يسألنا عن رأي علماء الشيعة في تصوير ذوات الأرواح فلم نزد على ما ذكرناه.

64
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مصادر ترجمته: ص : 64

أهل بيت العصمة عليهم السلام، و لذلك فان مصادر ترجمته في غاية الكثرة، و ليس بامكاننا استقصاءها بأجمعها في هذه العجالة، و انما نذكر من ذلك ما هو في متناول يدنا حال كتابة هذه الترجمة، و اننا لنعتقد بأن هناك أضعافه و ان ما لا يخطر ببالنا و لا يحضرنا أكثر و أكثر، لكن لا يسقط الميسور بالمعسور، و ما لا يدرك كله لا يترك كله، و اليك الموجود:

 (1)- إتقان المقال في أحوال الرجال: للشيخ محمد طه نجف، ص 121 طبع النجف سنة 1340 ه.

 (2)- اجازة الشيخ عبد اللّه السماهيجي. من مخطوطات مكتبتنا الورقة 20 أ.

و هي بخطنا في كتابنا الكبير (إجازات الرواية و الوراثة في القرون الأخيرة الثلاثة).

و عن هذه الاجازة نقل صاحب (اللؤلؤة) معبراً عنها باجازة بعض مشايخنا المعاصرين.

 (3)- إزاحة الحلك الدامس بالشموس المضيئة في القرن الخامس. للعبد الفاني آغا بزرك الطهراني غفر اللَّه له و لوالديه مخطوط ص 72 و هو الجزء العاشر من موسوعتنا الثانية (طبقات أعلام الشيعة)، و هو الذي استللنا منه هذه الترجمة و زدنا عليها جملة من الفوائد.

 (4)- الأعلام: لخير الدين الزركلي. ج 3 ص 484 طبع مصر سنة 1347 ه و قدسها فيه بقوله: و توفي بالكوفة. و بقوله: المبسوط في الفقه 81 جزءاً. و لعل مراده ما يحويه من الكتب الفقهية و مع ذلك فلا يصح إذ هي نحو سبعين كتاباً.

 (5)- أعيان الشيعة: للسيد محسن الأمين ج 1 ص 1 و 12 و 282 و 303- 304 و غيرها طبع دمشق سنة 1353 ه.

 (6)- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الأطهار. للشيخ محمد باقر المجلسي ذكر فيه شيخ الطائفة في مواضع عديدة، و لا سيما في مجلد الإجازات الذي هو آخر أجزائه.

 (7)- البداية و النهاية. لابن كثير ج 12 ص 97 طبع مصر سنة 1351 ه

65
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مصادر ترجمته: ص : 64

 (8)- تأريخ آداب اللغة العربية. لجرجي زيدان ج 3 ص 102 طبع مصر سنة 1911 م. و قدسها بقوله: المتوفى سنة 459.

 (9)- تأريخ مصر. لبعض الأشعرية. ينقل عنه صاحب (الروضات) في ترجمته للشيخ.

 (10)- تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام. للسيد حسن الصدر ص 313 و 339 طبع بغداد سنة 1370 ه.

 (11)- تحفة الأحباب في نوادر آثار الأصحاب. للشيخ عباس القمي ص 323- 325 طبع طهران سنة 1369 ه.

 (12)- تحية الزائر و بلغة المجاور. للشيخ الميرزا حسين النوري ص 78 طبع طهران سنة 1327 ه.

 (13)- تلخيص الأقوال في تحقيق أحوال الرجال. للسيد الميرزا محمد ابن علي الحسيني الأسترآبادي، مؤلف ثلاثة كتب في الرجال (1) الكبير (2) الوسيط و هو هذا (3) الصغير. و هذا الكتاب من مخطوطات مكتبتنا و الترجمة في الورقة 141 أ.

 (14)- تنقيح المقال في علم الرجال‏ «1». للشيخ عبد اللَّه المامقاني ج 3 ص 104 طبع النجف سنة 1352 ه.

 (15)- توضيح المقال في علم الرجال. للمولى علي الكنى، ص 62 طبع طهران سنة 1302 ه.

 (16)- جامع الرواة: للمولى محمد بن علي الأردبيلي ج 2 ص 95 طبع طهران سنة 1374 ه.

______________________________

 (1) ذكره الأستاذ البحاثة يوسف أسعد داغر في مآخذ كتابه (مصادر الدراسة الأدبية) ج 1 ص 12 و سماه (منتهى المقال). و لخص رأي مؤلفه بأن الثقات ممن ذكره (1328) و الحسان (1445) و الموثقون (641) و الباقي أي 13268 ما بين ضعيف و مجهول و مهمل.

أقول: راجع ما ذكرناه في (الذريعة) ج 4 ص 466- 467 لتعرف رأي الشيخ المامقاني و مراده بالمجهول.

66
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مصادر ترجمته: ص : 64

 (17)- الخلاصة المنظومة. للشيخ عبد الرحيم الاصفهاني ص 84 طبع طهران سنة 1343 ه.

 (18)- خلاصة الأقوال في معرفة الرجال. للعلامة الحلي ج 1 ص 72 طبع طهران سنة 1310 ه.

 (19)- الذريعة الى تصانيف الشيعة. للفاني آغا بزرك الطهراني عفا اللَّه عنه ج 1 ص 73 و 365- 366 و ج 2 ص 14- 16 و 269- 270 و 309- 311 و 313- 314 و 486 و ج 3 ص 328- 331 و ج 4 ص 266- 267 و 423 و 433 و 504- 507 و ج 5 ص 145 و ج 7 ص 236 و ج 10 ص 120 طبع النجف و طهران.

 (20)- راهنماى دانشمندان. للسيد علي أكبر البرقعي ج 2 ص 118- 120 طبع طهران بدون تأريخ لكن الجزء الأول طبع سنة 1368 ه.

 (21)- الرجال. لأبي العباس احمد بن علي النجاشي ص 287- 288 طبع بمبئي سنة 1317 ه و هو معاصر للشيخ و أول من ترجم له بعد ترجمته لنفسه في كتابه (الفهرست).

 (22)- الرجال. لابن داود من مخطوطات مكتبتنا تأريخ كتابته سنة 992 ص 51.

 (23)- الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الامامية. للمير السيد محمد باقر الداماد ص 88 طبع طهران سنة 1311 ه.

 (24)- روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات للسيد محمد باقر الخوانساري ص 580- 591 طبع طهران سنة 1306 ه.

 (25)- الروضة البهية في الطرق الشفيعية. للسيد شفيع الجابلاقي ص 182- 190 طبع طهران سنة 1280 ه.

 (26)- ريحانة الأدب في المشهورين بالكنية و اللقب. للشيخ الميرزا محمد علي المدرس التبريزي ج 2 ص 399- 401 طبع طهران سنة 1367 ه.

67
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مصادر ترجمته: ص : 64

 (27)- رياض العلماء و حياض الفضلاء. للمولى عبد اللّه الافندي، من مخطوطات مكتبتنا، و لكن ليس في نسختنا شي‏ء من حرف الميم.

 (28)- سفينة بحار الأنوار و مدينة الحكم و الآثار. للشيخ عباس القمي، ج 2 ص 97 طبع النجف سنة 1355 ه.

 (29)- سماء المقال في تحقيق علم الرجال. للشيخ الميرزا أبي الهدى الكلباسي ج 1 ص 32- 55 طبع قم سنة 1372 ه.

 (30)- سير العلم في النجف. للسيد محمد حسن آل الطالقاني مخطوط عقد فيه فصلًا لترجمة شيخ الطائفة و ولده الشيخ أبي علي الحسن، و حفيده الشيخ أبي نصر محمد بن الحسن بن محمد و استقصى تلامذتهم و بعض أحوالهم ص 1- 14.

 (31)- شعب المقال في أحوال الرجال. للميرزا أبي القاسم النراقي ص 94 طبع يزد سنة 1367 ه.

 (32) الشيعة و فنون الإسلام. للسيد حسن الصدر ص 33 و 57 طبع صيدا سنة 1331 ه.

 (33)- طبقات الشافعية الكبرى. للسبكي ج 3 ص 51 طبع المطبعة الحسينية سنة 1324 ه. و قد اشتبه هناك فنمى شيخ الطائفة الى مذهب الشافعي و تبعه كذلك في (كشف الظنون) ج 1 ص 311، و هذه كتبه الاستدلالية و آراؤه المستنبطة تدل على انه من أكبر مجتهدي المسلمين فكيف يظن أنه مقلد.

 (34)- عنوان الشرف في وشي النجف. للشيخ محمد السماوي ص 88 طبع النجف سنة 1360 ه. و فيه تأريخ لوفاة الشيخ فاتنا ذكره في محله و نذكره هنا. و فيه فائدة و هي ان قبر ولده الشيخ أبي علي معه كما احتملناه قال:

كشيخنا الطوسي من أصاتا

 

 نعّيه أرخه حي ماتا

 

مرقده بداره مع نجله‏

 

 و داره معروفة كفضله‏

 

 (35)- عيون الرجال. للسيد حسن الصدر، ص 74 طبع لكنهو سنة 1331 ه.

68
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مصادر ترجمته: ص : 64

 (36)- الفوائد الرجالية. للسيد مهدي بحر العلوم، مخطوط في مكتبة حسينية التسترية في النجف و مكتبة السيد جعفر آل بحر العلوم و غيرها. و لا نتخطر صفحة الترجمة.

 (37)- الفوائد الرضوية في أحوال علماء المذاهب الجعفرية. للشيخ عباس القمي ج 2 ص 470- 473 طبع طهران سنة 1367 ه.

 (38)- الفهرست. لشيخ الطائفة نفسه ترجم لنفسه في حرف الميم ص 159- 161 طبع النجف سنة 1356 ه.

 (39)- فهرست كتابخانه آستان قدس رضوي. في مواضع كثيرة عند ذكر أكثر تصانيفه منها: ج 4 ص 19 و 55 و 253 و لو لا ضعف الحال لاستقصيناها طبع خراسان سنة 1369 ه.

 (40)- فهرست كتابخانه عالي مدرسة سپهسالار. لابن يوسف الشيرازي ص 66- 68 طبع طهران سنة 1365 ه.

 (41)- فهرست كتابخانه مجلس لابن يوسف الشيرازي أيضاً ج 3 ص 69 طبع طهران سنة 1308 ه.

 (42)- فهرست كتابخانه اهدائى آقاي سيد محمد مشكاة. لنجلنا الأكبر الميرزا علي نقي المنزوي ج 1 ص 201- 204 و ج 2 ص 637- 640 طبع طهران سنة 1371 ه.

 (43)- قصص العلماء. للميرزا محمد التنكابني ص 312 طبع طهران سنة 1304 ه.

 (44)- الكامل في التأريخ. لابن الأثير ج 10 ص 24 طبع مصر سنة 1301 ه.

 (45)- كشف الحجب و الأستار عن أسماء الكتب و الأسفار. للسيد اعجاز حسين الكنتوري طبع بكلكته سنة 1320 ه. و قد ذكر فيه مؤلفات شيخ الطائفة كلًا في محله، و لا تحضرنا النسخة لتعيين الصفحات.

69
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مصادر ترجمته: ص : 64

 (46)- كشف الظنون عن أسامي الكتب و الفنون. لكاتب چلبي ج 1 ص 311- 312 طبع اسلامبول سنة 1310 ه. و قد خلط في حديثه بين الشيخ الطوسي و الشيخ الطبرسي كما أشرنا اليه في ص ق من هذه المقدمة.

 (47)- الكنى و الألقاب. للشيخ عباس القمي ج 2 ص 357 طبع صيدا سنة 1358.

 (48)- لسان الميزان. لابن حجر العسقلاني ج 5 ص 135. طبع حيدرآباد الدكن سنة 1331 ه.

 (49)- لؤلؤة البحرين في الاجازة لقرتى العين. للشيخ يوسف الدرازي البحراني، ص 245- 252 طبع بمبئي بدون تأريخ.

 (50)- مجالس المؤمنين. للقاضي الشهيد نور اللَّه المرعشي ص 200- 201 طبع تبريز.

 (51) مجمع الرجال. للمولى عناية اللَّه القهپائي مخطوط الورقة 230 أ نسخة الأصل بخطه المؤلف سنة 1016 ه. في مكتبتنا.

 (52)- مختلف الرجال. للسيد حسن الصدر مخطوط في مكتبته في الكاظمية ترجم للشيخ الطوسي في التنبيه العاشر من المقدمة.

 (53)- مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل. للشيخ الميرزا حسين النوري، ج 3 ص 505- 509 طبع طهران سنة 1321 ه.

 (54) المستطرفات في الألقاب و الكنى و النسب. للسيد حسين البروجردي ص 204 و 210 طبع طهران سنة 1313 ه.

 (55) المشيخة أو الاسناد المصفى الى آل بيت المصطفى. تأليف الفاني آغا بزرك الطهراني ص 71- 73 طبع النجف سنة 1356 ه.

 (56)- مصادر الدراسة الأدبية. ليوسف أسعد داغر ج 1 ص 12 طبع صيدا سنة 1950 م.

70
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مصادر ترجمته: ص : 64

 (57)- مصفى المقال في مصنفي علم الرجال. للفاني آغا بزرك الطهراني غفر له و لأبويه مخطوط الورقة 65 ب.

 (58)- معالم العلماء لابن شهرآشوب ص 102- 103 طبع طهران سنة 1353 ه.

 (59)- معجم المطبوعات العربية و المعربة. ليوسف اليان سركيس عمود 1248 طبع مصر سنة 1346 ه 1928 م.

 (60)- مقابس الأنوار و نفائس الأسرار في أحكام النبي المختار و آله الأطهار. للشيخ أسد اللَّه الدزفولي. ص 4- 6 طبع طهران سنة 1322 ه.

 (61)- مقدمة الاستبصار. بقلم الشيخ محمد علي الأوردبادي طبع النجف سنة 1375 ه.

 (62)- مقدمة التبيان. بقلم بعض الفضلاء، طبع سنة 1360 ه.

 (63)- مقدمة الخلاف. بقلم السيد آغا حسين البروجردي، و الشيخ ريحان اللَّه النخعي الكلبايكاني، و الشيخ عبد الحسين الفقيهي، و الشيخ مهدي التبريزي طبع طهران سنة 1370 ه.

 (64)- مقدمة الفهرست. بقلم السيد محمد صادق آل بحر العلوم طبع النجف سنة 1356 ه.

 (65) مقدمة ترجمة النهاية. بقلم السيد محمد باقر السبزواري طبع طهران سنة 1373 ه.

ذكرنا في (الذريعة) ج 4 ص 143- 144 اننا وقفنا على ترجمة فارسية للنهاية في مكتبة السيد نصر اللَّه الأخوي، و قلنا: أنها نسخة عتيقة لبعض الأصحاب المقاربين لعصر الشيخ و أشرنا الى ذلك أيضاً في ص 35 من هذه المقدمة عند ذكر النهاية و قد طبعت هذه الترجمة منذ ثلاث سنوات، و أهدت إلينا جامعة طهران نسخة منها لكن غفلنا عن ذكرها في محلها، و قد نشرت عن غير نسخة التقوي بل عن نسخة (مكتبة

71
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مصادر ترجمته: ص : 64

الحاج حسين ملك التجار) و قدم لها في ترجمة حياة الشيخ مقدمة ضافية.

 (66)- المنتظم في تأريخ الملوك و الأمم. لابن الجوزي ج 8 ص 173 و 179 طبع حيدرآباد 1357 ه.

 (67)- منتهى المقال في أحوال الرجال. للشيخ أبي علي الحائري ص 270 طبع طهران سنة 1302 ه.

 (68)- منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال. للسيد الميرزا محمد الأسترآبادي ص 292- 293 طبع طهران سنة 1304 ه.

 (69)- موجز المقال في مقاصد علم الدراية و الرجال. للشيخ عبد الرحيم الاصفهاني حفيد صاحب (الفصول) ص 2 طبع طهران سنة 1343 ه.

 (70)- نخبة المقال في علم الرجال للسيد حسين البروجردي ص 88 طبع طهران سنة 1313 ه.

 (71) نقد الرجال للسيد مصطفى التفريشي لا تحضرنا نسخته لتعين الصفحة منه، و قد طبع في طهران عام 1318 ه.

 (72) نقض الفضائح. للشيخ عبد الجليل القزويني الرازي ص 180 طبع طهران سنة 1371 ه.

 (73)- نهاية الدراية. للسيد حسن الصدر ص 238- 249 طبع لكنهو سنة 1323 ه.

 (74) هدية الأحباب في ذكر المعروفين بالكنى و الألقاب. ص 168 طبع النجف 1349 ه.

 (75)- الوجيزة للشيخ محمد باقر المجلسي صاحب البحار ص 163 طبع طهران سنة 1312 ه.

 (76)- الوجيزة. للشيخ بهاء الدين محمد العاملي ص 184 طبع طهران سنة 1311 ه.

 (77)- وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة. للشيخ محمد الحر العاملي ج 3

72
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مصادر ترجمته: ص : 64

 (78) وصول الأخيار الى أصول الأخبار. للشيخ حسين العاملي والد الشيخ البهائي ص 71 طبع طهران سنة 1306 ه.

هذا ما أمكننا القيام به خدمة لشيخ الطائفة أجزل اللَّه أجره، و كان ذلك من أحلى أمانينا و أعذبها حيث كنا نفكر في ذلك منذ زمن بعيد فقد كنا عقدنا النية على إصدار كتابين ندرس في الأول حياة كل من المحمدين الثلاثة المتقدمين (1) محمد ابن يعقوب الكليني صاحب (الكافي) (2) الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي صاحب (من لا يحضره الفقيه) (3) شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي رحمهم اللَّه. و في الثاني المحمدين الثلاثة المتأخرين (1) محمد بن مرتضى الشهير بالفيض صاحب (الوافي) (2) محمد بن الحسن الحر العاملي صاحب (الوسائل) (3) محمد باقر بن محمد تقى المجلسي صاحب (البحار) «1». أداء لحقهم و اعترافاً بفضلهم، غير أن تراكم الأشغال و كثرة العوارض حالا بيننا و بين هذه الأمنية.

على أننا كتبنا في أواخر ذي القعدة سنة 1374 ه رسالة صغيرة قوامها إحدى عشرة صفحة في حال كتاب (الكافي) و هل يوجد فيه خبر ضعيف أولا؟

و لمَ لمْ يعرضه على السفراء الأربعة؟ الى غير ذلك، و كان تأليفها جواباً عن سؤال وجهه إلينا الخطيب الشهير الشيخ عباس قلي التبريزي المعروف بالواعظ الچرندابي، الا أنها كانت خاصة بالكتاب لا بحياة مؤلفه، و لذلك بقينا بصدد انتهاز الفرصة للعودة الى ذلك و غيره مما ذكرناه لولا أن خلب رجاؤنا بعد النازلة التي حلت بنا في المحرم هذه السنة، فقد حطمت الآمال، و أوهنت العزائم، و أماتت الهمم، و ذهبت ببقايا القوى، و لم نزل رغم التحسّن الظاهري في حالة لا تدع راحة و لا تعرف الاستقامة و قد عاقتنا عن كثير من الأعمال، و أخرتنا عن مهام الأشغال العلمية و غيرها.

______________________________

 (1) هؤلاء الستة من أقطاب هذه الطائفة و عمدها و أركانها و حفظة آثارها و مآثرها، و لهم على الشيعة الامامية فضل لا ينكر و منة عظيمة، و على كتبهم حتى يوم الناس هذا مدار العمل، و تسمى مؤلفات المتقدمين بالكتب الأربعة، و مؤلفات المتأخرين، بالجوامع المتاخرة.

73
التبيان في تفسير القرآن (المقدمة)

مصادر ترجمته: ص : 64

فمن ذلك عدم حضور المؤتمر الذي عقد في هذه الأيام في كراتشي للاحتقال بمرور أربعة عشر قرناً على ميلاد سيد الكونين و بطل الإسلام الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام، فقد زارنا رئيس المؤتمر صديقنا القديم المهاراج محمد أمير أحمد المحمدي فدعانا للحضور هناك فاعتذرنا للضعف الشديد المستولي علينا فسجل الرئيس عذرنا و حمله الى الباكستان لاذاعته بين الأعضاء، و طلب منا كلمة حول المؤتمر فكتبنا ما وسعه الوقت و ساعدت عليه الحال، و حمل الكلمة الى هناك أيضاً.

و هكذا قعد بنا المرض و عاقنا عن الكتابة و غيرها، و لذا فأنا أرى الفضل كل الفضل لناشر التبيان الذي صار سبباً لكتابة هذه الترجمة، و لو لا طلبه لما خطر ذلك بالبال في هذه الحال، فالحمد للَّه على اختياره و نسأله الصبر على بلائه و نصلي على محمد و آله الطاهرين.

و كتبه بأنامله المرتعشة في داره في النجف الأشرف ليلة الجمعة الحادي و العشرين من رجب سنة ست و سبعين و ثلاثمائة و ألف.

الفاني آغا بزرك الطهراني عفا اللَّه عنه‏

74