×
  • المقدمة ص 3 – 16

☰ فهرست و مشخصات
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

المجلد الأول

تصدير الطبعة الثانية
بقلم الدكتور إبْرَاهيم مدكور

بِسْمِ‌ اللّٰهِ‌ الرَّحمنِ‌ الرَّحيمْ‌

طلاَّب البحث و الحقيقة لا يقفون عند حدّ،و لا يقنَعون بمغنَم،و جُلّ‌ همهم أَن يمحصوا و يجوّدوا،أَن يهذِّبوا و ينقِّحوا.و المجمعيّون،و قد وقفوا أَنفسهم على خدمة اللغة،يحرصون دائماً على أَن يشرحوا غامضها، و يذلِّلوا صعابها،و ييسروا أَمرِها على الدارسين و الباحثين.و يسعدهم أن يُسهم معهم فى ذلك جمهور المثقفين، وَ يَرون فى هذا الإِسهام تجاوباً نافعاً و تعاوناً صادقاً،و يؤمنون إيماناً جازماً بأَن العربيةَ‌ مِلْك أَبنائها جميعاً.

و تجربة (المعجم الوسيط‍‌) خير شاهد على ذلك،روّى فيه المجمعيُّون ما وسعهم،ثم قدموا طبعته الأُولى إلى القراءِ و اللغويين،راغبين إليهم أَن يوجهوا ما يعنّ‌ لهم عليها من نقد و ملاحظة،و قد فعلوا.و كم رَحّب المجمع بهذه الملاحظات،عُنِىَ‌ بجمعها و تبويبها،و وَضعها تحت نظر اللجنة المختصة،و هى صاحبة الكلمة الأُولى فيها.

و لجنة (المعجم الوسيط‍‌) ذات سَنَد متصل،قام أَربعة من شيوخها على إخراج طبعته الأُولى،و رحبوا هم أنفسهم بكل تعليق أَو استدراك.و يوم أَن فكر المجمع فى إخراج الطبعة الثانية،عوّل فى ذلك أَولا على مَنْ‌ مدّ اللّٰه فى أَجله منهم،و ضم إِليه من ضم من زملاء أَجلاء.و لا نزال نذكر المرحوم«أَحمد حسن الزيات» و هو آخر الأَربعة الخالدين رحيلا،فى حرصه على متابعة إِعداد هذه الطبعة و إِنجاز أَعمالها.ثم اضطلع بالأَمانة كاملة أَربعة آخرون،هم خير خَلَف لخير سَلَف،و ها نحن أُولاء،نقدم اليوم لطلاب العربية ثمار جهودهم و ما أَسفر عنه درسهم و بحثهم.و هم بدورهم يجدّدون الرجاءَ إلى الدارسين و الباحثين أَن يبعثوا إليهم بما عسى أَن يَعِنّ‌ لهم من آراء.

+++ و فى وُسْعِنا أَن نقرر أَنه استقام لمجمعنا منهج فى التأْليف المعجمى يتمشى مع طبيعة اللغة العربية،و يحقق ما ننشد من يسر و وضوح.فهى لغة اشتقاقية تقوم على أُسَر من الكلمات،و ليس من الملائم أَن نفرّق شمل هذه الأُسر،و أَن نوزع أَفرادها بين جَنَبات المعجم،لا لشىء اللهم إِلا محاكاة لترتيب أَبجدى صِرْف

3
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

يلائم بعض اللغات الأخرى.و فى هذا التوزيع ما يهدم وحدة المادة،و ما يقضى على أُصول الدلالات وفقه اللغة،و ما يحول دون الفهم الدقيق،و ما لا يسمح بتكوين مَلَكَةٍ‌ لغوية سليمة.و فى حدود المادة يجب أَن نبوّب فى عناية،و أَن نلتزم الترتيب الأَبجدى فى دقة،فنيسر فى غير بلبلة،و نجدد فى غير شطط‍‌.و لا أَدل على هذا من أَن المجمع التزم فى منهجه بوضع الكلمات المعرَّبة فى ترتيبها الهجائى،لأَنها ليست لها فى العربية أُسَرٌ تنتمى إليها.و هو لا يمانع فى أَن تذكر بعض الكلمات العربية غير الواضحة الأَصل فى ترتيبها الأَبجدى على أَن يحال شرحها إلى مادتها الحقيقية.و إِذا كان لم يلحظ‍‌ ذلك باطراد فى معجميه الوسيط‍‌ و الكبير،معوّلا على ثقافة قرائهما،فإنه ينبغى أَن يُلْتزم فى معجم الناشئين الصغير.

و الواقع أَن الحديث عن معجم كبير و معجم وسيط‍‌ يلفت النظر فوراً إلى معجم صغير،و هو لازم حقًّا لمرحلة الدراسة الابتدائية و الثانوية.و قد فُكر فيه فعلا،و خوطب«مجمع اللغة العربية»فى شأْنه،و الكلمة الأُولى و الأَخيرة فيه،و هو معجم مدرسى أَساساً،لوزارة التربية و التعليم.و نعتقد أَن فى المنهج الذى رسمه المجمع خير ما يعين عليه،و فى (المعجم الوسيط‍‌) مادة صالحة له،و يرحّب المجمعيّون دائماً بكل ما يعين على تعليم العربية و نشرها.

+++ و بعد،فلا يفوتنى أَن أُشير إلى جنود مجهولين بمجمع اللغة العربية،يعملون بانتظام فى حقل التأْليف المعجمى،من خبراء،و محررين،و رؤساء تحرير،و مراقبين،و بدونهم ما كانت تتوافر لنا هذه المادة الخِصْبَة التى نقدمها لقراءِ العربية فى العالم بأَسره.

و أَحرص أيضاً على أَن أُسجل تقديرنا لذلك الجُهْدِ الكبير الذى بذلته«دار المعارف»فى عامين متتالين لإِخراج هذه الطبعة الثانية،بما هى أهل له من فن و خبرة.و للمعجم الوسيط‍‌.طلاب يرغبون فيه،و يحرصون على اقتنائه،و ليسوا بمقصورين على أَبناء مصر وحدهم،بل يشاركهم فى ذلك إخوان لهم من أَبناء الوطن العربى الكبير.و المعجم بين المطبوعات العربية،من أَمّسها حاجة،و أَشدِّها طلباً،و أَولاها بتيسير النشر و التوزيع.

إبراهيم مَدكور

الأمين العام للمجمع

4
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

مُقدمَة الطبعَة الثانية

بِسْمِ‌ اللّٰهِ‌ الرَّحمنِ‌ الرَّحيمْ‌

خرج هذا المعجم للناس منذ عشر سنينَ‌،فتقبّلوه بقبول حسن،و أَقبلوا على اقتنائه إِقبالا يدل عليه أَن الطبعة الأُولى قد نفِدت أَو كادت فى زمن وجيز،و بذلك اتضح أَن المعجم قد حقَّق رغبة منشودة لدى جمهور المثقَّفين من أَبناءِ العربية و الراغبين فى دراستها.و من القبول الحسن ما عمد إليه الباحثون و نَقَدةُ‌ اللغة مِن تعقُّبهم لمواد المعجم و تعقيبهم عليها،و موافاة المجمع بما عنّ‌ لهم من ملاحظات.و لم يكن القائمون على إِخراج المعجم يومئذ-طيَّب اللّٰه ثراهم-لِيَقَع فى خَلَدِهم أَن المعجم بارئٌ‌ من وَهَم،أَو أَنه بنجوة من زلل،فقد توجهوا فى مقدمتهم بالرجاءِ إِلى الناظرين فيه من رجال اللغة و الأَدب أَن يبعثوا بما يستدركونه عليه.

على أَن أَكبر ما عُنِىَ‌ المجمع بتعرُّف الرأْى فيه،هو منهاج المعجم و خُطَّته،و يبدو أَن المعجم-من حيث ذلك-قد لقِىَ‌ من الرضى به،و الاطمئنان إِليه،حظًّا موفوراً،فإِن الدارسين و النُّقَّاد قد اتجه اهتمامهم أَكثر ما اتجه إِلى محتوى المعجم و عبارته،و فى ذلك شاهد على أَن بناءَ المعجم فى أَساسه قد صادف قبولا.

أَما مادة المعجم فكانت-من حيث الكمّ‌-مفترَقاً لأَذواق الدارسين و النُّقَّاد.و جمهرتهم مِمّن عزَّ عليه أَلاَّ يجد فيه كل ما أَراد من لفظٍ‍‌ أَو ضبط‍‌ أَو تعبير.و الحق أَن المجمع أَراد لهذا المعجم أَن يفىَ‌ بالحاجة إلى معرفة أَلفاظ‍‌ العربية و دلالاتها المختلفة،فكان من همّ‌ لجان الإِعداد و التحرير،للوفاءِ بذلك،أَن تحشد ما يمكن أَن يتسع له مثل هذا المعجم من الأَلفاظ‍‌،لتحقيق غرضين،أَحدهما:أَن يرجع إِليه القارئ المثقف ليسعفه بما يسد الحاجة إِلى تحرير الدلالة للفظ‍‌ شائع أَو مصطلح متعارف عليه.و الغرض الآخر:أَن يرجع إِليه الباحث و الدارس لإِسعافهما بما تمسّ‌ الحاجة إليه من فَهْم نص قديم من المنثور أَو المنظوم.

كذلك كان الكشف عن معانى بعض الأَلفاظ‍‌ مدعاة إِلى ملاحظات أبداها بعض النُّقَّاد،كما كان إِثبات بعض الصِّيَغ أَو إِهمالها مثارًا لمثل هذه الملاحظات،غير أَن أَكثر ما كان من ذلك مبعثه أَن أُولئك النُّقَّاد كانوا يَصدرون فيما لاحظوه عن مرجع أَو عدد من المراجع بأَعيانها،على حين أَن لجان الإِعداد و التحرير كانت تضع بين أَيديها أَشتات المصادر و الأُصول،فتقابل و توازن لتهتدى إِلى أَرجح الآراء.

5
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

و ما أَوشكت طبعة المعجم الأُولى أَن تنفد،حتى و كل المجمع إِلينا أَن نتولى معاودة النظر فيه.و أَن نعدّه لطبعة ثانية-فكان فيما حَرَصنا عليه أَن نبحث ما وصل إِلينا من الملاحظات و نأْخذ بما نطمئنُّ‌ إِلى سلامته، شاكرين كلّ‌ من تفضل بإِبداءِ رأْى علمىّ‌،أَو لغوىّ‌،أَو منهجىّ‌.و فيما عُنِيت اللجنة بدراسته،كتاب للأُستاذ الدكتور«عدنان الخطيب»أَخرجه«مجمع اللغة العربية بدمشق»،عنوانه: (المعجم العربى و نظرات فى المعجم الوسيط‍‌) .

و لقد أَعادت اللجنة قراءَة الطبعة الأُولى من المعجم مادة مادة،مرددة فيها نظرات فحص و تمحيص،فتتبَّعت ما ترك المعجم من بعض الأَلفاظ‍‌ أَو فروع المعانى؛لتزوّده منها بما يسوغ.

و تحرّت فى مراجعة الشروح و التفسيرات أَن تجعل عبارتها أَيسر منالا،و أَقرب إِلى دقة و إِحكام.كما عدَّلت ترتيب بعض المواد و تسلسلها؛بما يكفل تساوق الخطَّة و وحدة المنهج.و حققت من الضوابط‍‌ فى الأَفعال و الصِّيَغ ما احتاج ضبطه إلى مزيد من التحقيق.و وقفت من التفرقة بين (المولَّد) و (المحدَث) موقفاً حاولت فيه،ما أَمكن،الإِقلال من احتمال التداخل بين هذا و ذاك.و أَضافت إِلى المعجم طائفة كبيرة من أُمهات المصطلحات العلمية و أَلفاظ‍‌ الحضارة التى أَقرَّها المجمع،و ذلك إِلى جانب مراجعة التعريف بكل مصطلح علمى ورد له فى المعجم ذِكْر.و عُنِيت باستكمال النص القرآنى المستشهَد به و ضبطه.و أَدخلت من الضبط‍‌ فى عبارات الشروح و التفسيرات ما يرفع اللبس.

و قد عمل مع اللجنة خبيران من سابقى محررى المجمع:الأُستاذ«حسن على عطية»و الأُستاذ«محمد شوقى أَمين»،و إليهما عهِد المجمع بالإِشراف على هذه الطبغة الثانية من المعجم.

و اللجنة ترجو أَن يكون لهذه الطبعة مزيد من حُسن الأَثر الذى كان للطبعة الأُولى،و تجدد الرجاء إِلى الباحثين و الدارسين أَن يبعثوا بما عسى أَن يَعِنَّ‌ لهم من آراءٍ.و اللّٰه الموفق.

دكتور إبراهيم أنيس دكتور عبد الحليم منتصر عطية الصواطى محمد خلف الله أحمد

القاهرة فى ربيع الأول 1392

مايو 1972

6
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

تصدير الطبعة الأولى
بقلم الدكتور إبْرَاهيم مدكور

للمعاجم فن يسير بسير الزمن،و قد خطا خطوات فسيحةً‌ فى القرنين الأَخيرين،و كانت له آثار واضحة فى المعاجم الغربية،بين إِنجليزية و فرنسية و أَلمانية و روسية.

و المعجم العربى القديم،على غزارة مادته و تنوّع أَساليبه،أَضحى لا يواجه تماماً حاجةَ‌ العصر و مقتضياته، ففى شروحه غموض،و فى بعض تعاريفه خطأٌ،و فى تبويبه لَبس.و أَبى أَصحاب المعاجم إِلاَّ أَن يقفوا باللغة عند حدودٍ زمانية و مكانية ضيقة،ففقدت كثيرًا من معالم الحياة و التطور.

و ما المعجم إِلا أَداة بحث،و مرجع سهل المأْخذ،فينبغى أَن يكون واضحاً،دقيقاً،مصورًا ما أَمكن، محكم التبويب.و معاجمنا العربية القديمة لا تتمشى-فى منهجها-مع مبادئ فن المعاجم الحديث،ففى الرجوع إِليها عناء و مشقة،و فى عرضها حشو و استطراد.

و لقد حاول بعض اللغويين منذ أُخريات القرن الماضى تدارك هذا النقص،فوضع البستانى (محيط‍‌ المحيط‍‌) ،و الشرتونى (أَقرب الموارد) ،و الأَب لويس معلوف (المنجد) .و هم فيما يبدو متأَثرون بالمعاجم الغربية الحديثة،و لكنهم لم يستطيعوا التخلص من قيود الماضى،و لم يجرءوا على أَن يسجّلوا شيئاً من لغة القرن العشرين.و ما كان لهم أَن يفعلوا و الأَمر يتطلب سلطة أَعظم،و حجّة لغوية أَقوى.

+++ و يوم أَن أُنشئ«مجمع اللغة العربية»،نُصَّ‌ فى مرسوم إِنشائه عام 1932 على أَن من أَهمّ‌ أَغراضه:

(ا) «أَن يحافظ‍‌ على سلامة اللغة،و أَن يجعلها وافية بمطالب العلوم و الفنون فى تقدمها،ملائمة لحاجات الحياة فى العصر الحاضر»

(ب) «أَن يقوم بوضع معجم تاريخى للغة العربية».

و قد أَخذ نفسه بذلك منذ البداية،فكون لجنة للمعجم من كبار اللغويين العرب و المستعربين،و سارعت

7
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

هذه اللجنة إِلى تحديد الخطة،و رسم المعالم الرئيسية لما ينبغى أَن يكون عليه المعجم المجمعىّ‌ فى القرن العشرين.

و شاءَت الأَقدار أَن يكون من بين أَعضائها مستعرب أَلمانى عنى بالمعجم العربى منذ أَوائل هذا القرن،و رغب فى أَن يخرجه على غرار معجم أكسفورد التاريخى،فيصعد إِلى النصوص الأُولى ليوضح معانى الكلمات،و يتتبع تاريخها و تغيُّر مدلولها،و نعنى به«فيشر».و قد أَبلى فى ذلك بلاءً حسناً،و قام بجهود مضنية،شاءَ أَن يتوِّجها بإِخراجها تحت كنَف المجمع اللغوى و رايته.و لم يتردد المجمع فى أَن يجيبه إِلى ذلك،و أَمده بوسائل العون المختلفة.و بعد عمل متصل فى الجمع و التنسيق طوال أَربع سنوات تمهيدًا للطبع و النشر،جاءَت الحرب العالمية الثانية فوقفت كل شىءٍ،و باعدت بين فيشر و مصر،و حالت دونه و الإِشراف على معجمه.و ما إِن وضعت الحرب أَوزارها،حتى قعد به المرض عن أَن يعود إِلينا،و فقدناه عام 1949 قبل أَن يخرج معجمه إِلى النور.و عبثاً حاول المجمع أَن يلم شعث ما تفرق من أُصوله بين أَلمانيا و مصر،و لم يقف من جهود أَربعين سنة كاملة إِلا على جذاذات غير مستوفاة،حرَص على أَن يرتبها و يضعها تحت تصرف الباحثين و الدارسين.

و لم يستطع أَن ينشر من معجم فيشر إِلا مقدمة و نموذجاً صغيرًا،سبق للمؤلف أَن أَعدهما.

و بالرغم من تبنى المجمع لمعجم فيشر،و رغبته فى نشره،لم يصرفه ذلك عن أَن يضطلع بوضع معجم شامل يستوعب اللغة فى مختلف عصورها.و اكتفى بأَن يسميه«المعجم الكبير»،تفادياً لما يقتضيه المعجم التاريخى من أَعمال تمهيدية لم يؤْخذ فيها بعد،و قام على أَمره منذ سنة 1946.و استطاع أَن ينشر منه فى عام 1956 جزءًا فى نحو.5 صفحة،عدَّه مجرد تجربة دعا المتخصصين فى اللغة إِلى قراءَتها،و تسجيل ما يمكن أَن يلاحظوه عليها،راجياً أَن يرسلوا إليه ملاحظاتهم مشكورين.

و من أَهم ما قُرر فى مقدمة هذا الجزء أَن للغة ماضياً و حاضرًا،فلها قديمها الموروث،و حاضرها الحى الناطق.

و لا بدّ أَن يلاحظ‍‌ ذلك فى وضع معجم جديد للغة العربية،«فيستشهد فيه بالشّعْر و النّثْر مهما يكن العصر الذى أُنشئ فيه،و تُثْبَت الأَلفاظ‍‌ الطارئة التى دعت إليها ضرورات التطور،و فرضها تقدّم الحضارة و رقى العلم».

و لا يزال المجمع يوالى جهوده لإِخراج هذا«المعجم الكبير»،حريصاً على أَن يؤدِّى الأَمانة على وجهها، و لن يطول بنا الزمن حتى نرى منه أَجزاءً مستوفاة.

على أَن وضع المعاجم عمل طويل المدى،و يكفى جيلاً أَن يرسم فى دقةٍ‌ المنهج،و أَن يطبِّقه على خير وجه، تاركاً للخلف أَن ينهض مما تقاصرت عنه جهوده.

+++

8
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

لم يقف نشاط‍‌ المجمع عند المعاجم الكبرى،بل امتد إِلى الوسطى،فقد طلبت إِليه وزارة المعارف سنة 1936 أَن يسعف العالم العربى بمعجم على خير نمط‍‌ حديث،بحيث لا يقل فى نظامه عن أَحدث المعجمات الأَجنبية،فيجىء محكم الترتِيب،واضحَ‌ الأُسلوب،سهل التناول،مشتملاً على صور لكل ما يحتاج شرحه إِلى تصوير،و على مصطلحات العلوم و الفنون.و بذا ينتفع به طلاب العلم،و ييسر عليهم تحصيل اللغة.و شاءَت الوزارة أَيضاً أَن يضاف إِليه ملحق بالمشهور من أَعلام الأَشخاص و الأَماكن،و كأَنها كانت تصوِّب إِلى شىءٍ شبيه بالمعجم الفرنسى المعروف باسم: (لاروس الصغير) .

و كان لا بدّ للإِجراءَات الإِدارية و المالية أَن تعوِّق و تعطِّل،فلم ينتظم العمل فى هذا المعجم إِلا عام 1940.

ثم سار بين البط‍‌ءِ و الإِسراع لتغير أَعضاء اللجنة المشرفة عليه تارة،أَو الخبراء الذين اضطلعوا بإِعداده تارة أُخرى،مما أَدى إِلى تغييرٍ فى الخطة و الطريقة.و قد حظى بعناية مجلس المجمع و مؤْتمره،فناقشا نماذج منه غير مرة،و أَبديا عليها ملاحظات قضت بكثير من التعديل و التحوير.و برغم هذا كله كان معدًّا للطبع منذ عدة سنوات،و قدِّم بالفعل للمطبعة مرتين.و لكن المجمع رأَى أَخيرًا أَن يَكِل أَمره إِلى أَربعة من أَعضائه، فقضوا ثلاث سنوات فى مراجعته و تنقيحه و تهذيبه و تنسيقه،و ها هم أُولاءِ يخرجونه اليوم بما عُرفوا من حسٍّ‌ مرهف،و ذوق سليم،و رأْى أَصيل،و خبرة تامة،و فقه فى اللغة.

و لقد أَغفل المجمع فى هذا المعجم منذ البداية ملحق الأَعلام الذى أَشرنا إِليه من قبل،و قصر همه على اللغة قديمها و حديثها،و توسع فى المصطلحات العلمية الشائعة،و دعا إِلى الأَخذ بما استقر من أَلفاظ‍‌ الحياة العامة،و خطا فى سبيل التجديد اللغوىّ‌ خطوات فسيحة،ففتح باب الوضع للمحدَثين،شأْنهم فى ذلك شأْن القدامى سواءً بسواء،و عمّم القياس فيما لم يقس من قبل،و أَقر كثيرًا من الأَلفاظ‍‌ المولَّدة و المعرَّبة الحديثة،و شدَّدَ فى هجر الحوشى و الغريب.

أَما فن المعاجم الحديث فقد طبَّقته اللجنة أَحسن تطبيق،فأَحكمت الترتيب و التبويب،و ذلَّلت الصعاب الصرفية و النحوية،و يسَّرت الشرح،و ضبطت التعريف،و صوَّرت ما يحتاج توضيحه إِلى تصوير، و اكتفت من الشواهد مما تدعو إِليه الضرورة فى غير ما غموض و لا تعقيد.و بوجه عام كَتَبَتْ‌ بلغة العصر و روحه،فجاءَ المعجم دقيقاً فى وضوح،غزيراً فى يُسر،يمتُّ‌ إِلى الماضى بصلة وثيقة،و يعبِّر عن الحاضر أَصدق تعبير.و برْهنت على أَن باب الاجتهاد مفتوح فى اللغة،كما هو مفتوح فى الفقه و التشريع،و أَن العربية فى آن واحد لغة قديمة و حديثة،و قد استعادت فى القرن العشرين حياة و حركة لم يؤْلفا فيها منذ عدة قرون.

+++

9
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

يشتمل المعجم الوسيط‍‌ على نحو 30 أَلف كلمة،و ستمائة صورة.و يقع فى جزأَين كبيرين يحتويان على نحو 1200 صفحة من ثلاثة أَعمدة،و يكاد يزيد فى حجمه على (أَقرب الموارد) .و لكن لا سبيل إِلى مقارنته بأَى معجمٍ‌ من معاجم القرن العشرين العربية،فهو دون نزاع أَوضح،و أَدق،و أَضبط‍‌،و أَحكم منهجاً، و أَحدث طريقة..و هو فوق كل هذا مجدّد و معاصِر،يضع أَلفاظ‍‌ القرن العشرين إِلى جانب أَلفاظ‍‌ الجاهلية و صدر الإسلام،و يهدم الحدود الزمانية و المكانية التى أُقيمت خطأً بين عصور اللغة المختلفة،و يثبت أَن فى العربية وحدة تضم أَطرافها،و حيوية تستوعب كل ما اتصل بها و تصوغه فى قالبها.فيه أَلفاظ‍‌ حديثة، و مصطلحات علمية،لم يرض المجمع الفرنسى أَن يدخلها فى معجمه إِلا بعد مضى مائة سنة تقريباً من نشره، و فى الطبعة الرابعة.

و مهما يكن من أَمر،فإِنا نتوقَّع أَن يثير هذا المعجم نقدًا و مُعارضة،و إِنا لنرحِّب بهما معاً.و الحقيقة بنت البحْث،و كم أَثار معجم المجمع الفرنسى من اعتراض و ملاحظة!و لكنَّا نؤْمن بأَنه رسم منهجاً جديداً فى فن المعاجم العربى.

و إِنه ليسعد المجمع اللغوى أَن يضيف إِلى طبعاته المستقبلة الجديدَ تلو الجديد.

إبراهيم مَدكورْ

الأمين العام للمجمع

10
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

مُقدمَة الطبعَة الأولى

و بعد،فقد يسأَل القارئ حين يتناول هذا المعجمَ‌:هل كان قراءُ العربية فى حاجةٍ‌ إِليه و بين أَيديهم من المعاجم القدِيمُ‌ المطوَّل و المتوسطُ‍‌ و الموجَز،و الحديثُ‌ المرتَّب و المصوَّر؟

و ما ذا عسى أَن تكون مميِّزات المعجم الوسيط‍‌...،و اللغةُ‌ هى اللغةُ‌،و الرواية هى الرواية‌؟

و جوابنا عن هذا السؤال:أَنَّ‌ وضع هذا المعجم كان عملاً لا بدَّ منه،لأَنَّ‌ المعاجم الأُخرى،سواءٌ منها القديمُ‌ و الحديث،قد وقفَتْ‌ باللغة عند حدودٍ معيَّنة من المكان و الزَّمان لا تتعدَّاها،فالحدود المكانيةُ‌ شِبهُ‌ جزيرة العرب،و الحدود الزمانية آخر المائة الثانية من الهجرة لعرب الأَمصار،و آخر المائة الرابعة لأَعراب البوادى.

و معظم هذه المعاجم قد تصوَّنت عن إِثبات ما وضع المولَّدون و المحدَثون فى الأَقطار العربية من الكلمات و المصطلحات و التراكيب،حتَّى قَرَّ فى نفوس الدارسين أَنَّ‌ اللغة قد كملت فى عهد الرواية،و استقرَّت فى بطون هذه المعاجم.

ظلَّ‌ الأَمر على هذه الحالِ‌ حتَّى نهض العرب نهضتَهم العامّةَ‌ فى العصر الحديث،و أَرادوا أَن يسايروا رَكْبَ‌ الحضارة،و يشاركوا فى تحصيل العلوم و الفنون الحديثة،و يَنْقلوها إِلى أَبنائهم بلغتهم،فلم يجدوا من اللغة المأْثورة المحصورَةِ‌،القدرَة على التعبير عن أَكثر ما يريدون أَن ينقلوا من علومٍ‌ أَو فنون،أَو ما يستعملون من أَدواتٍ‌ و آلات،أو ما يتداولون من سِلَع و عروض،أَو ما يتَّخذون من أَثاث و فراش،أَو ما يلبسون من حَلْى و ثياب،أَو ما يركبون من بواخرَ و طائرات.

و لقد اقتضت هذه الحالُ‌ إِنشاءَ«مجمع اللغة العربية»؛ليحافظَ‍‌ على سلامة اللغة العربية،و يجعلَها وافيةً‌ بمطالب العلوم و الفنون و تقدُّمها،ملائمةً‌ على العموم لحاجات الحياة في العصر الحاضر،و ذلك بأَن يحدّد فى معاجمَ‌ أَو تفاسيرَ خاصةٍ‌،أَو بغير ذلك من الطرق،ما ينبغى استعماله أَو تجنُّبه من الأَلفاظ‍‌ و التراكيب 1.


(1) من قانون المجمع.

11
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

فرأَى المجمع-و هو الجهة اللغوية العليا-أَن يتَّخذ جميعَ‌ الوسائل الكفيلةِ‌ بتحقيق الأَغراض التى من أَجلها أُنشئ؛و ذلك بإِنهاض اللُّغة العربية و تطويرها،بحيث تساير النهضة العلمية و الفنيةَ‌ فى جميع مظاهرها، و تَصلحُ‌ موادُّها للتعبير عما يُستحدَث من المعانى و الأَفكار.

و كان من بين هذه الوسائل اتِّخاذ قرارات لغويّة هامّة،منها:

1-فتح باب الوضع للمحدَثين بوسائله المعروفة من اشتقاق،و تجوُّز،و ارتجال.

2-إِطلاق القياس؛ليشملَ‌ ما قيسَ‌ من قبل و ما لم يُقَسْ‌.

3-تحرير السَّماع من قيود الزمان و المكان؛ليشمل ما يُسمَع اليوم من طوائف المجتمع،كالحدَّادين و النجَّارين و البنَّائين،و غيرهم من أَرباب الحرف و الصناعات.

4-الاعتداد بالأَلفاظ‍‌ المولَّدة،و تسويتُها بالأَلفاظ‍‌ المأْثورة عن القدماء.

ثم رأَت وزارة المعارف (التربية و التعليم) و رأَى معها المجمعُ‌،أَنَّ‌ من أَهم الوسائل لإِنهاض اللغة وضعَ‌ معجم يقدِّم إِلى القارئ المثقَّف ما يحتاجُ‌ إِليه من موادّ لغويةٍ‌،فى أُسلوبٍ‌ واضح،قريبِ‌ المأْخذ،سهل التناول؛ و اتُّفق على أَن يسمَّى هذا المعجمُ‌:«المعجمَ‌ الوسيط‍‌».و وكَل المجمع إِلى لجنةٍ‌ من أَعضائه وضع هذا المعجم.

+++ و سارت اللجنة فى عملها مستقلةً‌ بتبعته،و مسترشدة بما يُقِرُّه مجلس المجمع و مؤْتمره من أَلفاظٍ‍‌ حَضارية مستحدَثة،أَو مصطلحاتٍ‌ جديدة موضوعة أَو منقولة،فى مختلف العلوم و الفنون،أَو تعريفات علمية دقيقة واضحةٍ‌ للأَشياءِ.

و لهذا كلِّه تهيَّأَ لهذا المعجم ما لم يتهبَّأْ لغيره من وسائل التجديد،و اجتمع فيه ما لم يجتمع فى غيره من خصائصَ‌ و مزايا،فقد أَهملت اللجنةُ‌ كثيرًا من الأَلفاظ‍‌ الحوشية الجافية،أَو التى هَجَرها الاستعمال لعدم الحاجة إِليها،أَو قلَّة الفائدة منها،كبعض أَسماءِ الإبل و صفاتها و أَدوائها و طرق علاجها،و أَهملت كذلك الأَلفاظَ‍‌ التى أَجمعت المعاجمُ‌ على شرحها بعباراتٍ‌ تكاد تكون واحدةً‌،شرحاً غامضاً مُقتضَباً،لا يبيِّنُ‌ حقائقَها،و لا يقرِّب معانيها.

كذلك أَغفلت بعضَ‌ المترادِفات التى تنشأُ عن اختلاف اللهجات؛مثل:اطمأَنَّ‌ و اطبأَنَّ‌،و رعس و رعث،....إِلخ.

12
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

و عُنيت اللجنة بإِثبات الحىِّ‌ السهل المأْنوس من الكلمات و الصِّيَغ،و بخاصَّة ما يشعُر الطالبُ‌ و المترجمُ‌ بالحاجة إِليه؛مع مراعاة الدِّقَّة و الوضوح فى شرح الأَلفاظ‍‌ أَو تعريفها.

و استعانت اللجنة فى شرحها للأَلفاظ‍‌ بالنصوص و المعاجم التى يُعتمَد عليها،و عزَّزَتْه بالاستشهاد بالآيات القرآنية،و الأَحاديث النبوية،و الأَمثال العربية،و التراكيب البلاغية المأْثورة عن فصحاءِ الكتَّاب و الشعراءِ، و صوَّرت ما يَحتاج توضيحُه إِلى التصوير:من حيوان،أَو نباتٍ‌،أَو آلة،أَو نحو ذلك.

و آثرَت فى الشرح الأَساليبَ‌ الحيَّة على الأَساليب الميّتة.

و أَدخلت اللجنةُ‌ فى متن المعجم ما دَعَت الضرورةُ‌ إِلى إِدخاله من الأَلفاظ‍‌ المولَّدة أَو المحْدَثة،أَو المُعرَّبة، أَو الدخيلة،التى أَقرها المجمع،و ارتضاها الأُدباءُ،فتحرَّكَت بها أَلسنتهُمْ‌،و جَرَتْ‌ بها أَقلامُهم.

و اللجنةُ‌ على يقينٍ‌ من أَنَّ‌ إِثبات هذه الأَلفاظِ‍‌ فى المعجم من أَهمِّ‌ الوسائل لتطوير اللغة،و تنميتها، و توسيع دائرتها.

و ممَّا حرصت اللجنةُ‌ على اتِّباعه فى هذا المعجم الاقتصارُ فى ذكر أَبواب الفعل،فاكتفت بذكر باب واحد إِذا كانت الأَبواب متَّحدة المعانى كما فى الفعل (نبع) ،أَمّا إِذا اختلف المعنى باختلاف الباب فقد ذكرت الأَبوابَ‌ كلَّها،كما فى الفعل (قدم) .

كما اختارت اللجنة من المصادر أَشهرَها و أَكثرَها استعمالاً،إلاَّ إِذا اختلف المعنى باختلاف صيغة المصدر،فإِنَّها تثبت الصِّيَغ كلها،كما فى:ثبات،و ثبوت؛و دعوة،و دعاء،و دعاية.و كذلك الحال فى الجموع.

أَما أَسماء الفاعلِين و المفعولين،فذكرت مع الفعل ما رأَت ضرورةَ‌ النَّصّ‌ عليه لخفائه،أَو لتفريع بعضِ‌ المعانى عليه.

أَما المؤنَّثات،فقد أَهملت منها ما كان بزيادة تاءٍ على مذَكَّره؛لوضوحه و شُهْرته.و ما كان بغير تاء اكتفت منه بما قد يخفى على كثير.

كما راعت اللجنة فى صياغتها لمواد المعجم ما أَقرَّه المجمع من قرارات فى مختلف دوراته السابقة،مثل:

1-قياس المطاوعة من فَعْلَل و ما أُلحقَ‌ به،و هو«تَفَعْلَل»،نحو:دحرجته فتدحرج.

2-قياس تعدية الفعل الثلاثى اللازم بالهمزة.

13
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

3-قياس المطاوعة لفَعّلَ‌ مضعَّف العين،و هو«تَفَعَّلَ‌».

4-قياس صيغة استفعَل لإِفادة الطَّلب أَو الصَّيْرُورة.

5-قياس صُنع مصدرٍ من كلمة بزيادة ياءٍ مشدَّدة و تاء؛و هو المصدر الصناعىّ‌.

6-قياس صَوغ مصدر على فُعال من الفعل اللازم المفتوح العَين للدلالة على المَرض.

7-قياس صَوغ مصدر على وزن فَعَلاَن للفعل اللازم المفتوح العين إِذا دلَّ‌ على تقلّب و اضطراب.

8-قياس صَوغ مصدر على وزن فِعالة من جميع أَبواب الثلاثى للدلالة على الحِرفة أَو شبهها.

9-قياس صَوغ اسم على وزن مِفْعل و مِفْعال و مِفْعلة من الفعل الثلاثى للدلالة على الآلة التى يُعالَج بها الشىء، و يضاف إلى هذه الصيغ الثلاث فعَّالة (كخرَّاطة،و سَماعة...) .

10-قياس صَوغ مَفعلة من أَسماءِ الأَعيان الثلاثية الأُصول،للمكان الذى تكثر فيه هذه الأَعيان،سواء أَكانت من الحيوان،أَم من النَّبات،أَم من الجماد،كَمَبْطَخة،و مأْسَدة.

11-قياس صَوغ فعَّال للمبالغة من مصدر الفعل الثُّلاثى اللازم و المتعدّى.

هذا إلى تطبيق قرار المجمع بتكملة المادة اللغوية إِذا ورد بعضها و لم يرد بعضها الآخر.

+++ و يتلخَّص المنهج الذى نهجته اللجنة فى ترتيب موادِّ المعجم فيما يأْتى:

1-تقديم الأَفعال على الأَسماءِ.

2-تقديم المجرّد على المزيد من الأَفعال.

3-تقديم المعنى الحِسّىّ‌ على المعنى العقلى،و الحقيقىّ‌ على المجازىّ‌.

4-تقديم الفعل اللازم على الفعل المتعدّى.

5-رتِّبت الأَفعال على النحو الآتى:

(1)الفعل الثلاثى المجرد:

(1)فَعَل يفعُل،كنصر ينصر.(2)فَعَل يفعِل،كضرب يضرب.(3)فَعَل يفعَل،كفتح يفتح.

(4)فَعِل يفعَل،كعلم يعلم.(5)فَعُل يفعُل،كشرف يشرف.(6)فَعِل يفعِل،كحسِب يحسِب.

14
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

(ب) و رتب الفعل المزيد ترتيباً هجائيًّا على الوجه الآتى:

الثلاثى المزيد بحرف:

(1)أَفعلَ‌،كأَكرم.(2)فاعَلَ‌،كقاتل.(3)فَعَّل،ككرَّم.

الثلاثى المزيد بحرفين:

(1)افتعل،كاشتقَّ‌.(2)انفعل،كانكسر.(3)تفاعَلَ‌،كتشاور.

(4)تَفَعَّل،كتعلم.(5)افعَلَّ‌،كاحمرَّ.

الثلاثى المزيد بثلاثة أَحرف:

(1)استفعل،كاستغفر.(2)افَعَوْعَلَ‌،كاعشَوْشَب.(3)افْعَالَّ‌،كاحمارّ.

(4)افْعَوَّلَ‌،كاجْلوَّذ.

الرباعى المزيد بحرف:تفَعْلل،كتدحرجَ‌.

و أَما ما أُلحِقَ‌ بالرباعى من أَوزان،فقد ذُكر منها ما رأَت اللجنةُ‌ إِثباتَه مع الإِحالة عليه فى موضعه من الترتيب الحرفى للمواد: (فكوثر) مثلا،تذكر فى (كثر) موضَّحًا معناها،و فى (كوثر) مُحالةً‌ على مادة (كثر)و(غيلم) فى مادة (غلم) ،و تذكر أَيضاً فى (غيلم) محالة على (غلم) ،و هكذا.

و (مضعّف الرباعى) فُصِلَ‌ عن مادة الثلاثى،و ذُكرَ فى موضعه من الترتيب الحرفى.مثلا (زلزل) كتبت فى مادة (زلزل) ،و (زلَّ‌) كتبت فى (زلل) ،و هكذا (حسحس) و ما إِليها.

و هناك كلماتٌ‌ صُدِّرَت بالتاءِ المبدلة من الواو إِبدالاً دائماً كالتؤَدة،و تجه،و تقى،و اتَّقى،و تَخم،و التُّراث، فجعلناها مع أَصلها فى باب الواو.

كما راعت اللجنة فى رسم مثل (ائتب) إِذا وقعت فى مبدإِ الكلام أَن تثبت الهمزتان:همزة الوصل المرسومة أَلفاً،و همزة فاء الكلمة المرسومة ياء،و إِن كانت قواعد الصرف تقضى بإِبدال الهمزة الثانية ياء فى البدء بالفعل فيقال: (ايتب) .و قد آثرنا الرسم الأَول ليتبين للقارئ بوضوح أَنَّ‌ الأَلف همزة لا ياء.

أَما الأَسماء فقد رتبت ترتيباً هجائيًّا.

+++

15
المعجم الوسيط (المقدمة)

المقدمة ص 3 – 16

و أَما الرموز التى استعملتها اللجنة فى هذا المعجم،فهى:

1- (ج) :لبيان الجمع.

2- (؟؟؟) :لبيان ضبط‍‌ عين المضارع بالحركةِ‌ التى توضع فوقها أَو تحتها.

3- (و-) :للدلالة على تكرار الكلمة لمعنًى جديد.

4- (مو) :للمولد،و هو اللفظ‍‌ الذى استعمله الناس قديماً بعد عصر الرواية.

5- (مع) :للمعرب،و هو اللفظ‍‌ الأَجنبىُّ‌ الذى غيره العرب بالنقص،أَو الزيادة،أَو القلب.

6- (د) :للدخيل،و هو اللفظ‍‌ الأَجنبى الذى دخَل العربيةَ‌ دون تغيير،كالأُكسيجين،و التليفون.

7- (مج) :للفظ‍‌ الذى أَقرَّه«مجمع اللغة العربية».

8- (محدثة) :للفظ‍‌ الذى استعمله المحْدَثون فى العصر الحديث،و شاع فى لغة الحياة العامة.

+++ و قد أَشرف على طبع هذا المعجم الأُستاذ«عبد السلام هارون»،رئيس قسم الدراسات النحوية بكلية دار العلوم؛فراجع الأُصول،و ضَبَطها،و رقّمها،قبل تقديمها إِلى المطبعة.و هذا مجهودٌ جديرٌ بالتَّنْويه.

و تحرص اللجنة على أَن تسجِّل الشكر لكلِّ‌ من أَسهم فى إِعداد هذا المعجم من السادة أَعضاء المجمع، و خُبرائه،و محرِّريه الحاليِّين و السابقين.و تخصُّ‌ بالذكر الأُستاذين«عبد العليم الطحاوى»رئيس التحرير، و«حسن عطية»المحرر الأَول بالمجمع،فقد بذلا فى السنوات الأَخيرة،عوناً و عناية فى إِعداد المواد،و توفير المراجع،و تحرير الأُصول.

و تتوجَّه اللجنة بالرجاءِ إِلى رجال اللغة و الأَدب،أَن يبعثوا إِليها بما يستدركون عليها من نقص يلازم الإِنسان،أَو خطإٍ يفوت جُهد الحريص؛ليُثبَتَ‌ ما يصحُّ‌ منه فى الطبعة الثانية.

كتب اللّٰه التوفيقَ‌ لكلِّ‌ مجاهدٍ فى سبيل اللغة،مخلص فى خدمة الأَدب...

إبراهيم مصطفى أحمد حسن الزّيات

حامد عبد القادر محمّد على النجار

القاهرة فى 1380 ه‍‌

1960 م

16