المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
الجزء الأول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
كتاب الألف
[أبب]
الأبُّ: المَرْعَى الَّذِي لَمْ يَزْرَعْهُ النَّاسُ مِمَّا تأكُلُه الدَّوَابُّ و الْأَنْعَامُ و يُقَالُ (الْفَاكهَةُ لِلنَّاسِ و الْأَبُّ لِلدَّوَابِّ) و قالَ ابنُ فَارِسٍ قالُوا (أبَّ) الرَّجُلُ (يَؤُبُّ) (أَبّاً و أَبَاباً و أَبَابَةً) بِالْفَتْحِ إِذا تَهَيَّأَ لِلذَّهابِ و مِنْ هُنا قِيلَ (الثَّمَرةُ الرَّطْبةُ هِىَ الْفَاكِهَةُ و الْيَابِسُ مِنْهَا الْأَبُّ) لأَنَّهُ يُعَدُّ زاداً للشِّتاءِ و السَّفَرِ فَجُعِلَ أَصْلُ الأَبِّ الاسْتِعْدَادَ و (الإِبَّانُ) بكَسْرِ الهْمْزَةِ و التَّشْدِيدِ الْوَقْتُ إنما يُسْتَعْمَلُ مُضَافاً فَيُقَالُ (إبّانُ) الفاكِهةِ أَىْ أَوَانُهَا و وَقْتُهَا و نُونُهُ زائِدَةٌ مِنْ وَجْهٍ فَوَزْنُهُ فِعْلانٌ و أَصْلِيَّةٌ من وَجْهٍ فوزنُه فِعَّالٌ «1»
[أبد]
الأَبَدُ: الدَّهْرُ و يُقَالُ الدَّهْرُ الطويلُ الَّذي لَيْسَ بمحدُودٍ قال الرُّمَّانىُّ فإِذَا قلتَ لا أُكَلِّمُهُ (أَبَداً) فالأَبَدُ من لَدُنْ تَكَلَّمْتَ إِلَى آخِرِ عُمْرِكَ و جَمْعُهُ (آبَادٌ) مثلُ سبَبٍ و أسْبَابٍ و (أَبَدَ) الشَّىءُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ و قَتَل (يَأْبِدُ) و (يَأْبُدُ) (أُبُوداً) نَفَر و توحَّشَ فَهُوَ (آبِدٌ) عَلَى فَاعِلٍ و (أبَدَتِ) الوُحوشُ نَفَرتْ من الإِنسِ فَهِىَ (أَوَابدُ) و مِنْ هُنَا وُصِفَ الْفَرَسُ الخفيفُ الذى يُدْرِكُ الوَحْشَ و لا يَكَادُ يَفُوتُه بِأَنَّهُ (قَيْدُ الأَوَابدِ) لأَنَّهُ يَمْنَعُهَا المُضِىَّ و الخَلَاصَ مِنَ الطَّالِب كَمَا يَمْنَعُهَا القَيْدُ و قِيلَ للألْفَاظِ الَّتِى يَدِقُّ معناها (أَوَابِدُ) لبُعْدِ وُضُوحِهِ لأَنَّه المقْصُودُ.
[أبر]
أَبَرْتُ: النَّخْلَ (أبْراً) من بَابَيْ ضرَب و قَتل لقَّحْتُه (و أَبَّرتُهُ) (تَأْبِيراً) مُبَالَغَةٌ و تَكْثِيرٌ (وَ الْأَبُور) وِزَانُ رَسُولٍ ما يُؤَبَّر بِهِ (وَ الإِبَارُ) وِزَانُ كِتَابٍ النَّخْلَةُ الَّتى (يُؤَبَّر) بطَلْعِهَا و قِيل (الإبَارُ) أيضاً مَصْدرٌ كَالقِيام و الصِّيامِ و (تَأَبَّرَ) النخلُ قَبِل أن (يُؤَبَّر) قال أبو حاتمٍ السِّجِسْتَانِىُّ فى كتاب النخلة إذا انْشَقَّ الكَافُورُ قِيلَ شقَّق النَّخْلُ وَ هُوَ حِينَ (يُؤَبَّرُ) بالذَّكَرِ فَيُؤتَى بشَمارِيخهِ فَتُنْفَضُ فيَطِيرُ غُبارُها و هُوَ طَحِينُ شَمَارِيخِ الفُحَّال إِلىَ شَمَارِيخ الأُنْثى و ذلِكَ هُوَ التَّلْقِيحُ و (الْإِبْرَةُ) مَعْرُوفةٌ وَ هِىَ الْمِخْيَطُ و الْخِيَاطُ أَيْضاً و الْجَمعُ (إِبَرٌ) مثلُ سِدْرةٍ و سِدَرٍ.
[أبط]
الْإِبْطُ: ما تَحْتَ الجَنَاحِ و يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ (الْإِبْطُ) و هى (الإِبْطُ) و من كلامهم رَفَعَ السَّوْطَ حتى بَرَقَتْ (إِبطُه) و الْجَمْعُ (آبَاطٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و يَزْعُمُ
__________________________________________________
(1) قال الرضى: و لم يجيْ فِعَّال فى غير المصدر إلا مُبدَلًا من أولِ مُضَعَّفِه ياء نحو قيراط و دينار و ديوان- 1/ 66 من شرح الشافية.
1
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أبط ص 1
بَعْضُ الْمُتَأَخِّرين أَنَّ كَسْرَ الْبَاء لُغَةٌ و هو غيرُ ثَابِتٍ لِمَا يَأْتِي فى إِبلٍ (و تأبَّطَ) الشيءَ جَعَلَهُ تحْتَ (إِبْطِه).
[أبق]
أَبِقَ: العبدُ (أَبْقاً) من بَابَيْ تعِب و قَتل في لُغَةٍ و الأكْثَرُ من بابِ ضرَب إذا هرَبَ من سَيِّدِه مِنْ غَيْرِ خَوْف و لا كَدِّ عَمَلٍ هكَذَا قَيَّدَهُ فى الْعَيْنِ و قال الأَزْهَرىُّ (الأَبْقُ) هروبٌ العبدِ من سَيِّدة و (الإِبَاقُ) بالكسرِ اسمٌ مِنْهُ فهو (آبِقٌ) و الْجَمْعُ (أُبَّاقٌ) مثلُ كَافرٍ و كُفَّارٍ.
[أبل]
الإِبِلُ: اسمُ جمعٍ لا واحدَ لها و هى مُؤَنّثَةٌ لِأَنَّ اسْمُ الجمعِ الَّذى لا وَاحِدَ لهُ مِنْ لَفْظِهِ إذا كان لِمَا لَا يَعْقِلُ يَلْزَمُه التَّأْنيثُ و تَدْخُلُه الهاءُ إِذَا صُغِّر نحُو (أُبَيْلَةٍ) و غُنَيْمَةٍ و سُمِعَ إِسْكانُ الْبَاءِ لِلتَّخْفِيفِ وَ مِنَ التأنِيثِ و إسْكانِ البَاءِ قَوْلُ أبى النَّجْمِ:
و الإبْلُ لا تَصْلُح للبُسْتَانِ و حَنَّتِ الْإِبْلُ إِلى الأَوْطَانِ
و الْجَمعُ (آبالٌ) و (أبِيلٌ) وِزَانُ عَبِيدٍ و إِذَا ثُنِّىَ أو جُمِعَ فالمرادُ قَطِيعَانِ أو قَطِيعَاتٌ و كذلِكَ أسْمَاءُ الْجُمُوعِ نحوُ أَبقارٍ و أغْنَامٍ و (الإِبلُ) بناءٌ نادرٌ قال سيبويه «1» لم يجىء على فِعِل بِكَسْرِ الفاءِ و العينِ من الأَسْمَاءِ إِلا حَرْفَانِ إِبِلٌ و حِبِرٌ و هو القَلَحُ و من الصِّفَاتِ إلَّا حرفٌ وَ هِىَ امْرَأَةٌ بِلِزٌ وَ هِىَ الضَّخْمةُ و بَعْضُ الأَئِمَّةِ يَذْكُرُ ألْفَاظاً غيرَ ذلك لم يَثْبُتْ نقْلُها عَنْ سِيبَوَيْهِ (و نَهْرُ الأُبُلَّة) بضم الهمْزَةِ و الْبَاءِ و تَشْديدِ اللّامِ مَوْضِعٌ من دَجْلَةَ بقُرْبِ البَصْرَةِ نَحْوَ يَوْم.
[بنو]
الابنُ: همزتُه وصْلٌ و أصْلُه (بَنَو) «2» و سَيَأْتِي
[بنس]
و الأُبُنوس: «3» بِضَمِّ الباءِ خَشَبٌ معروف و هو مُعرَّبٌ و يُجْلَبُ منَ الهنْدِ و اسمُه بالعَرَبِيَّةِ سَأْسَمٌ «4» بِهمْزَةٍ وِزان جعفر و الأبنُسُ بحذف الواو لغةٌ فيه.
[أبو]
الأَبُ: لامه مَحْذُوفَةٌ وَ هِىَ واوٌ لأَنَّهُ يُثَنَّى (أبَوَيْنِ) و الْجمعُ (آباءٌ) مِثْلُ سببٍ و أَسْبابٍ و يُطلَقُ على الجَدِّ مَجَازاً و إِذَا صُغِّرَ رُدَّتِ اللامُ المحذوفَةُ فَيبْقَى (أُبَيْو) فتجْتَمِعُ الواوُ و الياءُ فتُقْلَبُ الواوُ ياءً و تُدْغَمُ فى الياءِ فيبقى (أُبَيٌّ) و به سُمِّىَ و فى لُغةٍ قليلةٍ تُشدَّدُ البَاءُ عِوضاً مِنَ المَحْذُوفِ فَيُقَالُ هو (الأبُّ) و في لغةٍ يَلْزَمُه القصرُ مُطْلَقاً فَيُقَالُ هذَا (أَبَاهُ) و رَأَيْتُ (أَبَاه) و مَرَرْتُ (بِأَبَاهُ) و فى لُغَةٍ و هي أَقَلُّها يَلْزمُهُ النقْصُ مُطْلقاً فيُستَعْملُ استعمالَ يدٍ و دمٍ و عَلَى اللُّغَةِ المشهُورةِ إذَا أُضِيفَ إلى
__________________________________________________
(1) سيبويه لم يذكر من الكلمات على فِعِل إلا إبلا فقط قال: و يكون فِعِلًا فى الاسم نحو إبل و هو قليلُ لا نعلم فى الأسماء و الصّفات غيرَهُ- الكتاب ج 2 ص 315. و قال الرضى فى الشافية ج 1 ص 45: قال سيبويه: ما يعرف إلا الإبل، و زاد الأخفش بلِزاً.
و قال السيرافى: الْحِبرُ صُفرة الأسْنَانِ و جاء الإطِلُ و الإبطُ و قيل: الإقِطُ لغةُ فى الأقِطِ و أتان إبدٌ: أى ولودٌ- ا ه رضى.
(2) فى كتاب الباء- و كان لا ينبغى ذكره هنا. لأن الهمزة زائدة و التبويب مراعَى فيه أصلُ الكلمة.
(3) ضبطه شارح القاموس بكسر الباء.
(4) فى القاموس. سَاسَم كعالَم.
2
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أبو ص 2
غيرِ الْيَاءِ و هو مُكَبَّرٌ أُعْرِب بالحُروفِ فيقالُ هذا (أبُوه) و رأيت (أبَاهُ) و مَرَرْتُ (بأَبِيه) و (الأُبُوَّةُ) مصدرٌ من (الأَبِ) مثلُ الأُمُومَةِ مصدرٌ من الأُمِّ و الأُخُوّةِ و العُمُومِةِ و الخُؤُولَةِ فَيقالُ بَيْنَهُمَا أُخُوَّة الرَّضَاع و (الأَبْواءُ) وزَانُ أَفْعَالٍ مَوْضِعٌ بينَ مكَّةَ و المْدِينةِ وَ يُقَال له وَدّانُ «1»
[أبي]
أَبَى: الرجلُ (يأبَى) (إِبَاءً) بالكسر و المدِّ و (إِباءَةً) امْتَنَعَ فهو (آبٍ) و (أَبِيٌّ) على فَاعِلٍ و فَعِيلٍ و (تأبَّى) مثلُهُ و بناؤُه شَاذٌّ «2» لأنَّ بَابَ فعَل يفعَل بفتحتَيْنِ يَكُونُ حَلْقىَّ العينِ أوِ اللَّامِ و لَمْ يَأْتِ من حَلْقىّ الفاءِ إلا أبَى يأبَى و عضَّ يعَضّ فى لُغَةٍ و أثَّ الشعَرُ يَأَثُّ إذا كثُر و الْتَفَّ وَ رُبَّمَا جَاءَ فى غَيْرِ ذلِكَ قَالُوا وَدَّ يَودُّ فى لُغةٍ و أمَّا لغةُ طيِّيٍّ فى باب نَسِىَ يَنْسَى إِذَا قَلَبُوا و قالوا نَسَى ينسَى فهو تَخْفِيف.
[أبيورد]
أَبيوَرْد: بفتح الهمْزةِ و كَسْر الباءِ و سُكُون الْيَاءِ آخرِ الْحُرُوفِ و فَتْحِ الوَاوِ و سُكُونِ الرَّاء المُهْمَلَةِ ثم دَالٍ مُهْمَلَةٍ أَيْضَاً بَلَدٌ من خُرَاسانَ و إليه يُنْسَبُ بعضُ أَصْحابِنا و يُقَالُ أيضاً (أَبَاوَرْدُ) و (باوَرْدُ).
[أتم]
أَتَمَ أَتِمَ: بالمكانِ (يأتِم) و (يأتُم) (أتُوماً) و من باب تَعِب لغةٌ أَقَامَ و اسمُ المصدرِ و الزَّمَانِ و المَكَانِ (مأْتَمٌ) على مَفْعَلٍ بفَتْح المِيمِ و العَيْنِ و منه قِيلَ للنِّساءِ يَجْتَمِعْنَ فى خَيرٍ أو شَرِّ (مَأْتَمُ) مَجَازاً تَسْمِيَة للحالِّ بِاسْمِ الْمَحَلِّ قال ابنُ قُتَيْبَةَ و العامّةُ تَخُصُّه بالمُصِيبَةِ فَتَقُولُ كُنَّا فى (مَأْتَمِ) فُلانٍ و الأَجْوَدُ فى مَنَاحَتِهِ.
[أتن]
الأَتَانُ: الأُنْثَى مِن الْحَمِيرِ قال ابنُ السِّكِّيتِ و لا يُقَالُ (أَتَانَةٌ) و جمعُ القِلَّةِ (آتُنٌ) مثلُ عَنَاقٍ و أَعْنُقٍ و جمعُ الكَثْرةِ (أُتُنٌ) بضَمَّتَيْنِ و (الأَتُونُ) وزانُ رسولٍ قال الأزْهَرِىُّ هُوَ لِلْحمَّامِ و الجَصَّاصَةِ و جَمَعَتْهُ العَرَبُ (أَتَاتِينَ) بتاءَيْنِ نَقْلًا عَن الفَرَّاءِ و قالَ الجَوْهرِىُّ هو مُثَقَّلٌ قال و العامَّةُ تُخَفِّفُه و يُقَالُ هو مُوَلَّدٌ و هذا القَوْلُ ضَعِيفٌ بالنَّقْلِ الصَّحِيحِ أن العَرَبَ جَمَعتْه على (أَتَاتِينَ) و (أَتنَ) بالمكانِ (أُتُوناً) منْ بَابِ قَعَد أقامَ.
[أتي]
أَتى: الرجلُ (يأتى) (أَتْياً) جاءَ و (الإتيانُ) اسمٌ منه و (أَتَيْتُه) يُسْتَعْمَلُ لَازِماً و مُتَعَدِّياً قال الشَّاعِرُ «3»:
فاحتلْ لِنَفْسِكَ قبل أتْى العَسْكَرِ
و (أَتَا) (يأْتُو) (أَتْواً) لغةٌ فِيه و (أَتَى)
__________________________________________________
(1) فى القاموس. و الأبواء موضع قربَ وَدّان- و قال فى (ودد) و ودّان قرية قربَ الأبواء.
(2) حكى ابنُ سِيدَه عن قوم أبِى يَأبَى كَنسِى ينسَى- و حكى ابن جنى و صاحب القاموس: أبى يأبى كضَرَب يضرِبُ: فعلى هذا يجوز أن يكون أبَى يأبَى- بالفتح فيهما- من باب تداخل اللغتين أى أن المتكلم بالفتح فيهما أخذ الماضى من لغة و المضارع من لغة.
(3) العَجَّاجُ.
3
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أتي ص 3
زوجتَه (إِتْيَاناً) كِنَايَةٌ عن الجِمَاع و (الْمَأْتَى) موضعُ الإِتيانِ و (أَتَى) عَلَيْه مَرَّ به و (أَتَى) عليه الدَّهْرُ أهْلَكَهُ و (أَتاهُ) (آتٍ) أى مَلَكٌ و (أُتِىَ) من جهَةِ كَذَا بالبِناءِ للمَفْعُول إِذَا تَمَسَّكَ بِهِ وَ لَمْ يَصْلُحْ للتَّمَسُّكِ فأَخْطَأَ و (أتَى) الرجلُ القومَ انْتَسَبَ إِليهم و لَيْسَ منهم فهو (أتِىُّ) على فَعيلٍ و منه قيلَ للسَّيْل يَأْتِى من مَوْضِعِ بعيدٍ و لا يُصِيبُ تلك الأرضَ (أَتِىٌّ) أيضاً قال الشاعرُ:
سيلٌ أَتِىُّ مدَّه أَتِىُّ «1»
و (الأَتَاءُ) بفَتْح الهمزة لغةٌ فيهما و طَريقٌ (مِيتَاءٌ) على مفِعال و الأصلُ (مِيتاىٌ) أو (مِيتاوٌ) فقُلِب حرفُ العِلَّةِ همْزَةً لِتَطَرُّفِهِ و المعنى يأْتِيها الناسُ كَثيراً مثلُ دارٍ مِحْلالٍ أى يَحُلُّهَا الناسُ كَثيراً و يُقالُ لِمُجْتَمَعِ الطَّريق (مِيتَاءٌ) و لآخِرِ الغايةِ التى يَنْتَهى إليها جَرْىُ الفرسِ (مِيتاءٌ) أيضاً و (تأَتَّى) له الأمُر تَسَهَّلَ وَ تَهيَّأَ و (تأَتَّى) فى أمره تَرَفَّق و (أَتَوْتُه) (آتُوه) (إِتَاوَةً) بالكسر رَشَوْتُه و (آتيْتُهُ) مالًا بالمدّ أعْطَيتُه و (آتيتُ) المُكَاتَبَ أعطَيتُه أو حَطَطْتُ عنه من نُجومهِ و (آتيتُه) على الأَمْر بمعنى وَافَقْتُهُ و فى لُغَةٍ لأهل اليمن تُبدَلُ الهمزةُ واواً فيقال (وَاتَيْتُه) عَلَى الأمرِ (مُوَاتَاةً) و هى المشهورَةُ على ألسنةِ النّاسِ و كَذلِكَ ما أشَبَهه
[أثث]
الأَثَاثُ: متاعُ البيت الواحدة (أَثَاثَةٌ) و قِيلَ لا وَاحدَ له من لَفْظِهِ و (أُثاثةُ) بالضم اسمُ رجل.
[أثر]
أَثَرْتُ: الحديثَ (أَثْراً) من باب قتل نَقَلْتُهُ و (الأثَرُ) بفتحتين اسمٌ منه و حديثٌ (مأثُورٌ) أَىْ مَنْقُولٌ و منه (المأْثُرَةُ) و هى المكْرُمة لأنها تُنْقَلُ و يُتَحدَّثُ بهَا و (أَثَرُ) الدار بَقِيّتُها و الجِمُعُ (آثَارٌ) مثلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و (الأَثَارَةُ) مثلُ (الأَثَرِ) و جئت فى (أَثَرِه) بفتحتين و (إثْرِه) بكسر الهمزةِ و السُّكُون أَى تَبِعْتُه عن قُرْبٍ و (آثَرْتُهُ) بالمدّ فَضَّلْتُه و (اسْتَأْثَرَ) بالشيء اسْتَبَدَّ به و الاسمُ (الأَثَرةُ) مثلُ قَصَبةٍ و (أَثَّرْت) فيه (تَأْثِيراً) جَعَلْتُ فيه (أَثَراً) و علامةً (فَتَأَثَّرَ) أى قَبِلَ و انْفَعَل.
[أثل]
الأثْلُ: شجرٌ عظيمٌ لا ثَمَرَ له الواحدةُ (أَثْلَةٌ) و قَدِ اسْتُعِيرَتِ (الأثْلَةُ) للعِرْض فَقِيل نَحَتَ (أَثْلَةَ) فلَانٍ إِذا عَابَه و تَنقَّصَهُ، و هو لا تُنْحتُ (أثْلَتُه) أى ليسَ به عيبٌ و لا نَقْصٌ و (أُثالٌ) وزانُ غُرَابٍ اسْمُ جَبَلٍ و به سُمِّى الرَّجُلُ.
[أثم]
أَثِم: (أَثَماً) من باب تَعِب و (الإثْم) بالكَسْرِ اسمٌ منه فهو (آثِمٌ) و فِى المُبَالَغَةِ (أَثّامٌ) و (أَثِيمٌ) و (أَثُومٌ) و يُعَدَّى بالحَرَكَة فيقالُ (أَثَمْتُه) (أَثْماً) مِنْ بَابَىْ ضَرَب و قَتَل إِذا جَعَلْتَهُ (آثِماً) و (آثمْتُه) بالمد أَوْقَعْتُه فى الذنْبِ و (أثَّمْتُه) (تَأْثِيماً) قلتُ له (أَثِمْتَ) كما يُقَالُ صدَّقْتُه و كَذَّبتُهُ إذا قُلْتَ له صدَقْتَ
__________________________________________________
(1) قبله- كأنه و الهول عسكرىً.
4
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أثم ص 4
أو كَذَبْتَ و (الأَثَام) مثلُ سَلَامٍ هو الإِثمُ و جزاؤُه و (تأَثَّمَ) كَفّ عن الإِثْمِ كما يقال حَرِجَ إِذَا وَقَعَ فى الحَرَج و تَحرَّجَ إِذا تَحَفَّظَ منه.
[ثني]
الاثْنان: فى العَدَدِ و يومُ الاثْنَيْنِ همْزَتُهُ وصلٌ و أصلُه (ثَنَىٌ) و سيأتي «1»
[أجج]
ماءٌ أُجَاجٌ: مُرٌّ شَدِيدُ الملُوحَةِ و كَسْرُ الْهَمْزَة لُغَةٌ و (أجَّتِ) النارُ (تَؤُجُّ) بالضَّمِّ (أَجِيجاً) تَوقَّدَتْ و (يَأْجُوجُ) و (مأْجُوجُ) أُمَّتَانِ عَظِيمتَانِ مِنَ التُّرْكِ و قيل (يأجُوجُ) اسمٌ لِلذُّكْران و (مأْجُوجُ) اسمٌ للإِناثِ و قيلَ مُشْتقَّان مِنْ أجَّت النارُ فَالْهمزُ فِيهمَا أَصْل و وزنُهما يَفْعُولُ و مَفْعُولُ و عَلَى هذَا تَرْكُ الهمزِ تَخْفِيفٌ و قيلَ اسْمَان أعْجَمِيَّان و الألفُ فيهمَا كَالْأَلِفِ فِى هَارُوتَ و مَارُوتَ و دَاوُدَ و مَا أشْبَهَ ذلِكَ وَ عَلَى هذَا فالهمْزُ على غَيْرِ قِياسِ و إِنَّما هُوَ عَلَى لُغةِ مَنْ هَمَز الخَاتمَ و العَالَم و نحوَه و وزنُهما فَاعُولُ رُوِىَ عن ابنِ عباس رضي اللّه عنهما أَنَّ أَوْلَادَ آدمَ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ فيأجُوجُ و مَأْجُوجُ تِسْعَةٌ و بَاقِى الخلقِ جزءٌ واحِدٌ.
[أجر]
أجَرَه: اللّهُ (أَجْراً) من باب قَتَل و مِنْ بَابِ ضرَب لغةُ بنى كَعْبِ و (آجَرَه) بالمدّ لغةٌ ثَالِثةٌ إِذا أَثَابَهُ و (أَجَرْتُ) الدارَ وَ العَبْدَ باللُّغاتِ الثَّلاثِ قال الزَّمَخْشَرىُّ و (آجرْتُ) الدارَ على أَفْعَلْتُ فأنا (مؤْجرٌ) و لا يُقَالُ (مُؤاجِرٌ) فهو خَطَأٌ و يُقَالُ (آجَرْتُهُ) (مُؤَاجَرةً) مثلُ عَامَلْتُه مُعامَلَةً و عَاقَدْتُه مُعَاقَدَةً وَ لِأَنَّ مَا كَانَ مِنْ فَاعَلَ فى مَعْنَى المُعَامَلَةِ كالمُشَارَكَةِ و المُزَارَعَةِ إِنَّما يَتَعَدَّى لِمَفْعُولِ وَاحدٍ و (مُؤاجرَةُ) الأَجِيرِ من ذلك (فآجَرْتُ) الدارَ وَ الْعبدَ مِنْ أَفْعَلَ لَا مِنْ فَاعَلَ و منهم مَنْ يَقُولُ (آجَرْتُ) الدارَ على فَاعَلَ فيقول (آجَرْتُه) (مُؤاجَرةً) و اقْتَصَرَ الأزْهَرِىُّ على (آجَرْتُهُ) فهو (مُؤْجَرٌ) و قال الأخْفَشُ و مِنَ الْعَرَبِ منْ يَقُولُ (آجَرْتُهُ) فهو (مُؤْجَرٌ) فِى تَقْدِيرِ أَفْعَلْتُ فهو مُفْعَلٌ و بَعْضُهُم يَقُولُ فهو (مُؤَاجَرٌ) فِى تَقْدِيرِ فَاعَلْتُهُ و يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ فَيُقَالُ (آجرْتُ) زيداً الدار و (آجرْتُ) الدارَ زيداً على القَلْبِ مثلُ أعطيتُ زيداً دِرْهماً و أَعْطَيْتُ دِرْهَماً زيداً و يقال (آجرتُ) من زيدٍ الدارَ للتوكيد «2» كما يقال بِعْتُ زيداً الدارَ وَ بعْتُ من زيدٍ الدارَ و (الأُجرةُ) الكِراءُ و الجمع (أُجَرٌ) مثلُ غُرفةٍ و غُرَفٍ و ربَّما جُمِعَتْ (أُجُرَاتٍ) بضم الجيم و فتحها و يُسْتَعْملُ (الأَجْرُ) بمعنى (الإِجَارَةِ) و بمعنَى (الأُجْرَةِ) و جَمْعُهُ (أُجُورٌ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و أَعْطَيْتُهُ (إِجَارَتَهُ) بكسر الهمزةِ أى (أُجْرَتَه) و بَعْضُهم يقَولُ (أُجارَتَه) بضم الهمزة لأنها هى العُمالة فَتَضُمُّها كما تَضُمُّها و (اسْتَأْجَرْتُ)
__________________________________________________
(1) فى كتاب الثاء- و لا ينبغى ذكره هنا لأن الهمزة زائدة.
(2) أى (مِن) زائدة للتوكيد داخلة على المفعول الأول- و هذا جائز عند الأخفش، و لا يجيزه البصريون.
5
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أجر ص 5
العبدَ اتَّخَذْتُه (أَجِيراً) و يكونُ (الأجيرُ) بمعنى فَاعِل مثلُ نَديمٍ و جَليسٍ و جَمْعُهُ (أُجَرَاءُ) مثلُ شَرِيفٍ و شرَفَاءَ و (الآجُرٌّ) اللَّبِنُ إِذا طُبِخَ بمدِّ الهمزة و التَّشْدِيدُ أَشْهَرُ من التَّخْفِيفِ الواحدةُ (آجُرَة) و هو مُعرَّبٌ.
[أجص]
الإجَّاص «1»: مشدّدٌ معروف الواحدةُ (إِجَّاصَةٌ) و هو مُعرَّبٌ لأن الجِيمَ و الصَّادَ لا يَجْتَمِعانِ فى كلمةٍ عَرَبيَّةٍ.
[أجل]
أَجَلَ: الرَّجُلُ علَى قَومِه شَرّاً (أَجْلًا) من باب قَتلَ جَنَاهُ عليهم و جَلَبَه عليهم و يُقَالُ من (أَجْلِهِ) كان كَذَا أى بِسَبَبِهِ و (أَجَلُ) الشيء مُدَّتُه وَ وَقْتُه الذى يَحِلُّ فيه و هو مصدرُ (أَجِل) الشيءُ (أَجَلًا) من باب تعِبَ و (أَجِلَ) (أُجُولًا) من باب قَعَد لغةٌ (و أجَّلْتُهُ) (تَأْجِيلًا) جعلتُ له (أَجَلًا) و (الآجِل) على فاعِلٍ خِلافُ العَاجِلِ و جمعُ (الأَجَلِ) (آجَالَ) مثلُ سببٍ و أسبابٍ و (أَجَلْ) مثلُ نَعَمْ وزناً و معنىً.
[أجم]
الأَجَمَة: الشجرُ الملتفُّ و الجمعُ (أجَمٌ) مثلُ قصَبَة و قَصَبٍ و (الآجَامُ) جمعُ الجمعِ و (الأُجُم) بضمتين الحِصْنُ و جمْعُه (آجامٌ) مثلُ عنقٍ و أَعْنَاقٍ.
[أجن]
أجَنَ: الماءُ (أَجْناً) و (أُجُوناً) من بَابَيْ ضرَب وَ قَعَد تَغَيَّر إلَّا أَنَّهُ يُشْرَبُ فهو (آجِنٌ) على فَاعِلٍ و (أَجِنَ) (أَجَناً) فهو (أَجِنٌ) مثلُ تَعِب تَعَباً فهو تَعِبٌ لُغَةٌ فيه و (الإِجَّانَةُ) بالتشديدِ إِناءٌ يُغْسَلُ فِيهِ الثِّيابُ و الجمْعُ (أَجَاجِينُ) و (الإنْجَانَةُ) لُغَةٌ تَمْتَنِعُ الفُصَحَاءُ مِنَ اسْتِعمَالِهَا ثم اسْتُعِيرَ ذلك و أُطْلِقَ على ما حولَ الغِرَاسِ فقيل فى المُسَاقَاةِ عَلَى العامِلِ إصلاحُ (الأَجَاجِين) و المرادُ ما يُحَوِّطُ على الأشجارِ شِبْهُ الأَحْوَاضِ.
[أحد]
أُحُدُ: بضَمَّتَينِ جبلٌ بِقُرْبِ مدينةِ النّبى صلّى اللّه عليه و سلَّم منْ جِهَةِ الشامِ و كان به الوقْعَةُ فى أوائلِ شَوَّالٍ سنةَ ثلاثٍ من الهِجْرةِ و هو مذكَّرٌ فينصرفُ و قِيلَ يجوز التأنيثُ على تَوهُّمِ البُقْعَة فيُمنعُ و ليس بالقَوِىِّ و أَما (أَحَدٌ) بمعنى (الوَاحِدِ) فأصلُه (وَحَدٌ) بالواوِ و سيأتي.
[أحن]
أحِنَ: الرجلُ (يَأْحنُ) من باب تعِبَ حَقَد و أضْمَرَ العَدَاوةَ و (الإِحْنةُ) اسمٌ منه و الجمعُ (إِحَنٌ) مثلُ سِدْرةٍ و سِدرٍ.
[أخذ]
أَخَذَهُ: بيَدِه (أَخْذاً) تَنَاوَلَه و (الإِخْذُ) بالكسر اسمٌ منه و (أَخَذَ) من الشعر قَصَّ و (أخذ) الخِطَامَ و بالخِطَامِ عَلىَ الزِّيادةِ «2» أمْسَكَه وَ (أخَذَه) اللّهُ تعالى أَهْلَكَهُ و (أخَذَه) بذَنْبِهِ عَاقَبَهُ عَلَيْه و (آخَذَه) بالمدّ (مُؤَاخَذَةً) كذلِكَ. و الْأَمْرُ مِنْهُ (آخِذْ) بمدِّ الهمْزَةِ و تُبْدلُ واواً فى لُغةِ اليمنِ فيُقالُ (وَاخَذَهُ)
__________________________________________________
(1) فى القاموس: الإجَاص. المشمش و الكمثرى بلُغة الشاميين.
(2) أى زيادة الباء.
6
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أخذ ص 6
(مُوَاخَذَةً) و قرأ بعضُ السبعة «1» «لا يُوَاخِذُكُمْ اللّهُ» بالوَاوِ عَلى هذه اللُّغةِ. و الأمرُ مِنْهُ (وَاخِذْ) و (أخَذْتُه) مثلُ أسَرْتُه وزناً و مَعْنًى فهو (أخِيذٌ) فعيلٌ بمعنَى مَفْعولٍ و (الاتّخاذُ) افْتعالٌ من (الأخْذِ) يقالُ (ائْتَخَذُوا) فى الحَرْب إذا أَخَذَ بَعْضُهُمْ بعضاً ثم ليَّنُوا الهمزةَ و أدغَمُوا فقالوا (اتَّخَذُوا) و يُسْتَعْمَلُ بمَعْنَى جَعَلَ و لمَّا كثُر اسْتِعْمالُه تَوَهَّمُوا أَصَالَةَ التَّاءِ فَبَنَوْا منه وَ قَالُوا (تَخِذتُ) زيداً صَدِيقاً مِن بابِ تَعِب إذا جَعَلْتهُ كذلِكَ و المصدرُ (تَخْذاً) بفتْحِ الخاءِ و سُكُونِها (و تَخِذْتُ) مالًا كَسَبْتُه.
[أخر]
آخِرَةُ: الرحْلِ و السرْجِ بالمدّ الْخَشَبةُ التى يَسْتَنِدُ إليها الراكبُ و الجمعُ (الأواخِرُ) و هذه أفصحُ اللّغاتِ و يقالُ (مُؤْخِرةٌ) بضم الميم و سُكون الهمزة و منهم من يُثَقِّل «2» الخاءَ و منهم من يَعُدّ هذه لَحْناً «3» و (مُؤْخِرُ) العينِ ساكنُ الهمْزَة ما يلى الصُّدغَ و مُقْدِمُها بالسُّكُونِ طرَفُها الذى يَلِى الأنفَ قال الأَزْهَرِىّ (مُؤْخِر) العينِ و مُقْدِمُهَا بالتخفيف لا غيرُ «4» و قال أبو عُبيدةَ (مُؤْخِرُ) العينِ الأجودُ فيه التَّخْفِيفُ فَأَفْهَمَ جوازَ التَّثْقِيلِ على قِلَّة و (مُؤخَّر) كُلِّ شيءٍ بالتثقيل و الفتح خِلافُ مُقَدّمِه و ضربت (مُؤَخَّر) رأسه و (أخَّرتُه) ضِدُّ قدَّمْتُه (فتأَخَّر) و (الأَخِر) وزان فَرِح بمعنَى المطرودِ المبْعَدِ يقال أَبْعَدَ اللّهُ تعالى (الأخرُ) أى من غَابَ عنا و بَعُد حُكْماً و فى حديث مَاعِزٍ (إنَّ الأخِرَ زَنَى).
يعنى نَفْسَه كأنَّهُ مَطُرودٌ و مدُّ همزتِه خَطَأُ و (الأخيرُ مِثالُ كريمٍ و (الآخِرُ) على فاعلِ خلاف الأوّلِ و لهذا يَنْصَرِفُ و يُطَابِقُ فى الافراد و التَّثْنِية و التذكيرِ و التأْنيثِ فتقول أنْتَ (آخِرٌ) خروجاً و دخولًا و أنتما (آخِرانِ) دُخولًا و خُروجاً و نَصْبُهما على التَّمْيِيزِ و التفسيرِ و الأُنثى (آخِرَةٌ) و (الآخَرُ) بالفتح بمعنَى الواحدِ و وزنُه أَفْعَلُ قال الصَّغَانِىُّ (الآخَرُ) أحدُ الشيئين يُقالُ جاء القومُ فواحدٌ يفعلُ كذا و (آخرُ) كذا و (آخرُ) كذا أى و واحدٌ قال الشاعر:
إلى بطَلٍ قد عَقَّر السيفُ خَدَّه و آخَر يَهْوى من طَمَارِ «5» قَتيلِ
و الأنثى (أُخْرَى) بمعنَى الواحِدَةِ أيضاً قال تعالى «فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ أُخْرى كافِرَةٌ» قال الأخفشُ إحداهُما تُقَاتِلُ و (الأُخْرَى) كافرةٌ و يُجْمعُ (الآخَرُ) لغيرِ العاقلِ على (الأَوَاخِرِ) مثلُ اليومِ الأفضل و الأفاضل و إذَا وَقَعَ صفةً لغيرِ العاقلِ أو حالًا أو خيراً
__________________________________________________
(1) قراءة نافع.
(2) فيقول: مُؤَخِّرَةَ الرحل مع فتح الخاء و كسرها- كما فى القاموس.
(3) فى المختار، و لا تقُلْ: مُؤَخِرةُ الرحل.
(4) فى القاموس، و مقدم العين كمُحسِّنٍ و معظِّم ما يلى الأنف.
(5) هوى من طَمَارِ كقطام من مكان مرتفع.
7
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أخر ص 7
له جَازَ أن يُجْمَعَ جمع المذكَّرِ «1» و أن يُجمعَ جَمْعَ المؤنثِ و أن يعامَلَ مُعَامَلَةَ المُفْردِ المُؤنَّث «2» فيقال هذه الأيامُ الأفاضلُ باعتبار الواحد المذكَّرِ و الفُضْلَياتُ و الفُضّل إجراءً له مُجرَى جمع المؤنَّثِ لأنَّه غيرُ عاقل و الفُضْلى إِجراءً له مُجرى الواحدةِ وَ جَمْعُ (الأخْرَى) (أُخْرَياتٌ) و (أُخَرُ) مثل كُبْرى و كُبرياتِ و كُبَرٍ و منه جَاءَ فى (أُخْرَيَاتِ) الناسِ و قولُهم فى العَشْرِ (الآخِر) على فَاعِل أو (الأخِير) أو الأوْسَطِ أو الأَوَّلِ بالتَّشْدِيدِ عامِّىٌّ لأن المراد بالعشرِ اللَّيالِى و هى جمعُ مؤنَّثٍ فلا تُوصَفُ بمفرد بل بِمِثْلِها و يُراد (بالآخِرِ) و (الآخرة) نقيضُ المُتقدّمِ و المُتَقَدِّمَةِ و يُجْمعُ (الآخِرُ) و (الآخَر) على (الأَوَاخِر) و أما (الأُخُرُ) بضمَّتَيْنِ فبمعنَى المُؤخَّر و (الأَخَرةُ) وزَانُ قصبة بمعنى (الأخِير) يقال جاء (بِأَخَرَةٍ) أى أخيراً و (الأَخِرةُ) على فَعِلَةٍ بكسر العَينِ النَّسيئةُ يُقَالُ بعتُهُ (بأَخِرَةٍ و نَظِرَةٍ).
[أخو]
الأخُ: لامُه محْذُوفةٌ و هى واوٌ و تُرَدُّ فى التَّثْنِيَةِ على الأشْهر فيقال (أخَوَانِ) و فى لغْة يُسْتَعْمَلُ مَنْقُوصاً فيُقَال (أَخَانِ) و جَمْعُهُ (إخْوةٌ) و (إخْوانٌ) بكسرِ الهمزة فِيهما و ضَمُّها لغةٌ و قلَّ جَمْعُه بالواو و النونِ و على (آخاء) وِزانُ آباءٍ أَقَلُّ و الأُنْثَى (أُخْتٌ) و جَمْعُها (أخَواتٌ) و هو جمعُ مُؤَنّثٍ سَالِمٌ و تقولُ هو (أخُو تميم) أىْ وَاحدٌ منهم و لقِى (أخَا الموت) أى مِثلَه و تركْته (بأخى الْخير) أىْ بشرٍّ و هو (أخُو الصِّدْقِ) أى مُلازمٌ له و (أَخْو الغِنَى) أى ذُو الغِنى و فى كلامِ الفُقَهاءِ (حُمَّى الأخَوَينِ) و هى التى تَأْخُذُ يوميْنِ و تتركُ يوْميْنِ و سأَلْتُ عنها جَماعةً من الأطِبَّاءِ فلم يَعْرِفُوا هذا الاسمَ و هى مُركَّبةٌ من حُمَّيَيْنِ فتأْخُذْ واحدةٌ مَثلًا يَوم السَّبْتِ و تُقْلِعُ ثلاثةَ أيامٍ وَ تأْتِى يوم الأَرْبَعاءِ و تأْخُذُ واحدةٌ يومَ الأحَد و يُقْلِعُ ثلاثةَ أيامٍ و تَأتى يوْم الخميسِ و هكذا فيكونُ التركُ يومَيْنِ و الأخذُ يومَيْن و اللّه تعالَى أعلمُ و (الآخِيَّة) بالمدِّ و التشديدِ عُرْوةٌ تُرْبطُ إِلى وَتِدٍ مدْقُوقٍ و تُشَدُّ فيها الدّابةُ و أَصْلُها فَاعُولةٌ و الْجَمعُ (الأواخِى) بالتشديد للتشديد و بالتخفيف للتخفيف «3» و جمعُها (أواخٍ) مثلُ ناصيةٍ و نواص و هكذا كلُّ جمعٍ واحدُهُ مُثَقَّلٌ و (أخَّيتُ) لِلدَّابَّةِ (تَأْخِيَةً) صنَعْتُ لها (آخية) و ربطتُها بها و (تأخَّيتُ) الشيءَ بمعنى قصدتُه و تحرّيتُه و (آخَيْتُ) بين الشيَئْينِ بهمزةٍ مَمْدُودةٍ و قد تُقْلَب واواً على البَدَلِ فيقالُ (وَاخَيتُ) كما قيل فى آسيت واسيت حكاه ابنُ السّكِّيت و تقدّم فى أَخَذَ
__________________________________________________
(1) ليس المراد جمع المذكر السالم- بل المراد يجمع كما جمع الأفعل و الأمثلة توضّح المراد.
(2) و هو الْفُعْلى.
(3) أى من قال آخيّة بتشديد الياء جمعها على أواخىّ. بالتشديد و من قال آخيَة بتخفيف الياء قال أواخ- فهما لغتان.
8
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أخو ص 8
أنها لغةُ الْيَمَنِ.
[أدب]
أَدَبْتُه: (أَدْباً) من باب ضرب عَلَّمتُه رِياضَةَ النفسِ و مَحَاسِنَ الأَخْلَاقِ قال أبو زيدٍ الأنصارىُّ (الأَدَبُ) يقعُ على كلِّ رياضةٍ محمودةٍ يَتَخَرَّجُ بها الإنسانُ فى فضيلةٍ من الفَضَائِلِ و قال الأزهرىُّ نحوَه (فَالْأَدَبُ) اسمٌ لذلك و الجمعُ (آدابٌ) مثلُ سببٍ و أسبابٍ و (أَدَّبْتُه) (تَأْدِيباً) مبالغةٌ و تكثيرٌ و منه قيل (أَدَّبْتُهُ) (تَأْدِيباً) مبالغةٌ و تكثيرٌ و منه قيل (أدَّبْتُهُ) (تَأْدِيباً) إذا عاقَبْتَهُ عَلَى إساءتِه لأنه سَبَبٌ يَدْعُو إلى حقيقةِ الأَدَبِ و (أَدَبَ) (أَدْباً) من باب ضَرَب أيضاً صَنَع صَنِيعاً و دَعَا الناسَ إليه فهو (آدِبٌ) على فاعِلٍ قال الشاعر و هو طَرَفَةُ:
نحن فى المشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلَى لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِر
أىْ لا تَرَى الداعىَ يدعو بعضاً دُونَ بعض بل يُعَمِّمُ بدَعْواه فى زمان القِلّةِ و ذلك غايةُ الْكَرَمِ و اسمُ الصَّنيعِ (الْمَأْدُبَة) بضم الدالِ و فتحِها.
[أدر]
الأُدْرةُ: وزانُ غُرْفَةٍ انتفاخُ الخُصْيَةِ يقال (أدِرَ) (يَأْدَرُ) من باب تَعِب فهو (آدَرُ) و الْجَمْعُ (أُدْرٌ) مثلُ أحمرَ و حُمْرٍ.
[أدم]
أَدَمْتُ: بين القوم أَدْماً من باب ضَرَب أَصْلَحْتُ و أَلَّفْتُ و فى الحديث «فَهُوَ أَحْرَى أن يُؤدمَ بينكما» «1».
أَىْ يَدُومَ الصُّلْحُ و الأُلفَةُ و (آدَمْتُ) بالمدّ لغةٌ فيه و (أَدَمْتُ) الخبزَ و (آدَمْتُه) باللُّغَتَيْنِ إِذا أصْلحْتَ إساغتَه بالإِدَامِ و (الإِدامُ) ما يُؤَتْدَمُ به مائِعاً كان أو جامداً و جَمْعُه (أُدُمٌ) مثلُ كتابٍ و كُتُبٍ و يُسَكَّن للتخفيفِ فيُعَامَلُ مُعَامَلَةَ الْمُفرَدِ و يُجْمَعُ على (آدامٍ) مثلُ قُفْلٍ و أقفال و (الأَدِيمُ) الجلدُ المدبوغُ و الجمعُ (أَدَمٌ) بفتحتين و بضمتينِ أيضاً و هو القياسُ مثل بَريدٍ و بُرُدٍ.
[أدو]
أَدَّى: الأَمانةَ إلى أهِلها تأدِيةً إِذَا أوْصَلَها و الاسمُ (الْأَدَاءُ) و (آدَى) بالمدّ على أفَعلَ قَوِىَ بالسِّلَاحِ و نحوِه فهو (مُؤْدٍ) قالَ ابْنُ السّكِّيتِ وَ يُقَالُ لِلْكَامِلِ السِّلَاحِ (مُؤْدٍ) و (الأَدَاةُ) الْآلَةُ و أصلُها واوُ و الجمعُ (أَدَوَاتٌ) و (الإِدَاوَةُ) بالكسر الْمِطْهَرَةُ و جمعُها (الأَدَاوَى) بِفَتْحِ الوَاوِ.
[أذربج]
أَذَربِيجَانُ: بفتح الهمزة و الرّاءِ و سُكُونِ الذَّالِ بينهما إقليمٌ من بِلادِ العَجَمِ و قاعدةُ بلادِ تَبرِيزَ «2» و منهم من يقول (آذُرْبِيجَان) بمدّ الهمزة و ضم الذال و سكون الراء.
[إذ]
إذْ: حرفُ تَعْليلٍ و يَدُلُّ على الزَّمانِ المَاضِى نحوُ إذْ جئتَنى لأَكْرِمَنَّك فالمجىء عِلّةٌ للإكْرام
[أذن]
أذِنْتُ: له فى كذا أطلَقْتُ له فِعْلَهُ و الاسمُ (الإِذْنُ) و يكون الأَمْرُ (إذْناً) و كذا الإِرَادَةُ
__________________________________________________
(1) فى الصحاح «لو نَظَرْتَ إليها فإِنَّهُ أحرى أن يُؤْدَم بينكما».
(2) فى القاموس: تبريزُ و قد تكسر (أى بفتح التاء و قد تكسر) قاعدة أذربيجانَ.
9
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أذن ص 9
نحوُ بِإِذْنِ اللَّهِ* و (أَذِنْتُ) لِلْعَبْدِ فى التِّجَارَةِ فهو (مَأْذُون) له وَ الْفُقَهَاءُ يَحذِفونَ الصِّلَةَ تَخْفِيفاً فيقُولُونَ العبدُ (الْمَأْذُونُ) كما قالوا مَحْجُورْ بحَذْفِ الصِّلَةِ و الأصْلُ محجورُ عَلَيْهِ لِفهْمِ المَعْنى و (أَذِنْتُ) للشيء (أَذَناً) من باب تَعِب اسْتَمَعْتُ و (أَذِنْتُ) بالشيء عَلِمْت به و يُعَدَّى بالهَمْزةِ فيُقالُ (آذَنْتُه) (إِيذَاناً) و (تَأَذَّنْتُ) أعلمْتُ و (أَذَّنَ) المُؤذّنُ بالصلاةِ أَعْلَمَ بها قال ابنُ بَرّىٍّ و قولُهم (أَذَّنَ) العصْرُ بالبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ خطأٌ و الصوابُ (أُذِّنَ.) بالعَصْرِ بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ معَ حَرْفِ الصلة و (الأَذَانُ) اسمٌ منه و الفَعَالُ بالفتح يَأْتِى اسماً من فَعَّل بالتشديد مثلُ وَدَّع وَدَاعاً و سلَّم سلَاماً و كلَّم كلَاماً و زوَّج زَواجاً و جهّز جَهَازاً و (الأُذُنُ) بضمتَيْنِ و تُسَكَّنُ تَخْفيفاً و هى مُؤَنَّثَةٌ و الجمع (الآذَانُ) و يقالُ للرجل يَنْصَحُ القومَ بِطَانَةً «1» هو (أُذُن) القوْمِ كما يُقَالُ هو عَيْنُ القومِ و (اسْتَأْذَنْتُه) فى كذا طَلَبْتُ (إِذْنَهُ) فأَذِن لى فيه أَطْلَقَ لى فِعْلَهُ و (المِئْذَنَةُ) بكسرِ المِيمِ الْمَنَارَةُ و يَجُوزُ تَخْفِيفُ الهمزة ياءً و الجمعُ (مَآذِنُ) بالهمزة على الأصل.
[أذي]
أَذِيَ: الشيءُ (أَذًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ بِمعنَى قَذِر قال اللهُ تِعالى «قُلْ هُوَ أَذىً» أى مُسْتَقْذَرٌ و (أَذِيَ) الرجلُ (أَذًى) وصل إليه المَكْرُوهُ فهو (أَذٍ) مثلُ عمٍ و يُعَدَّى بالهمْزَةِ فَيُقَالُ: (آذيْتُهُ) (إِيذاءً) و (الأَذِيَّةُ) اسمٌ منه (فَتأَذَّى) هو.
[إذا]
إِذا: لها مَعَانٍ (أحدُها) أن تكونَ ظَرْفاً لِمَا يُسْتَقْبَلُ مِنَ الزمانِ و فيها معنَى الشّرْطِ نحوُ إِذا جئتَ أكرمتُكَ و (الثانى) أن تكونَ للوقتِ الْمُجَرَّدِ نحوُ قُمْ إذَا احْمَرَّ البُسْرُ أى وقتَ احْمِرَارِه و (الثالثُ) أن تكونَ مُرَادِفَةً لِلْفَاءِ فُيجَازَى بها كقوله تعالى «وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ» و مِنَ الثَّانِى قولُ الشافعىِّ لوْ قالَ أنتِ طالقٌ إِذَا لم أُطَلِّقْكِ أو مَتَى لمْ أُطَلِّقْكِ ثم سَكَتَ زَماناً يُمْكِنُ فيه الطَّلاقُ و لم يُطَلِّق طَلَقَتْ و معناه اختصاصُها بالحالِ إِلَّا إِذَا عَلَّقها على شيء فى المُسْتَقْبَلِ فيتأخَّرُ الطلاقُ إِليه نحوُ إِذا احْمَرَّ البُسْرُ فأنتِ طَالِقٌ و يُعَلَّقُ بها الْمُمْكِنُ و المُتَيَقَّنُ نحو إِذَا جاء زيدٌ أو إِذا جاءَ رأسُ الشَّهْرِ و سَيَأْتِى فى إنْ عن ثَعْلبٍ فرقٌ بينَ (إِذَا) و (إِنْ) فى بعضِ الصُّوَر و أَمَّا (إذنْ) فَخَرْفُ جَزَاءٍ و مُكافَأَةٍ قِيلَ تُكْتَبُ بالألف إِشعاراً بصُورَة الوَقْفِ عليها فإنه لا يُوقَفُ عليها إِلَّا بالألِفِ و هو مَذْهَبُ الْبَصْرِيّينَ و قيل تُكْتَبُ بالنونِ و هو مَذْهبُ الكُوفِيِّينَ اعتباراً باللَّفْظِ لأنها عِوَضٌ عن لفظٍ أصْلِىٍّ لأَنَّهُ قَدْ يُقالُ أقومُ فتقولُ (إِذنْ أُكْرمَك) فالنونُ عوضٌ عن مَحْذُوفٍ و الأصلُ إِذْ تقومُ أُكْرِمُك و للفَرْقِ بينَها و بيَن (إِذَا) فى
__________________________________________________
(1) أى سِرّأ.
10
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
إذا ص 10
الصُّورةِ و هو حَسَنٌ.
[أرب]
الأَرَبُ: بفتحتين و (الْإِرْبَةُ) بِالكسر و (الْمَأْرُبَة) بفتح الراء و ضمِّهِا الحاجةُ و الجمعُ (المَآرِبُ) و (الأَرَبُ) فى الأصل مصدرٌ من باب تعِب يقال (أَرِبَ) الرجلُ إِلَى الشيءِ إِذا احْتَاجَ إليه فهو (آرِبٌ) على فاعِلٍ و (الإِرْبُ) بالكسر يُسْتَعْمَلُ فى الْحَاجَةِ و فى العُضْوِ و الجمعُ (آرابٌ) مثلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ وَ فى الحديثِ «و كَانَ امْلَكَكُمْ لإِرْبِهِ».
أى لِنفْسِه عن الوُقُوعِ فِى الشَّهْوَةِ و
فى الحديث «أنّهُ أقْطع أبيضَ بنَ حمّالٍ مِلْحَ مَأْرِبَ».
يُقالُ إنّ (مأْرِبَ) مدينةٌ باليمن من بلادِ الأزْدِ فى آخرِ جِبَالِ حضْرَمَوْتَ و كانَتْ فى الزّمانِ الأولِ قاعِدَة التّبابِعَةِ و إِنها مدينةُ بِلْقِيسَ و بينها و بين صنعاءَ نحُو أَرْبَع مراحلَ و تُسمَّى سبأَ «1» باسْمِ بَانِيها و هو سَبَأُ بنُ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ ابنِ قَحْطَانَ و (مأْرِبٌ) بهمزةٍ ساكنَةٍ وِزَانُ مَسْجِدٍ قال الأَعْشَى:
و مأربُ عَفَّى عليها العَرِم
و لا تنصرفُ فى السَّعَةِ للتأنيثِ و العلميَّةِ و يجوزُ إِبدالُ الهمزة ألفاً و رُبَّما التُزِم هذَا التخْفيفُ للتَّخْفِيفِ و مِنْ هُنَا يُوجَدُ فى البارِعِ و تَبعه فى المُحْكَم أَنّ الألِفَ زائدةٌ و الميمَ أصْلِيَّةٌ و المشهُورُ زيادةُ الميم وَ الأَرَبُونُ بفتح الهمزة و الراء و (الأَرْبَان) وزان عُسْفانَ لُغَتان فى العَرَبُونِ.
[رجأ]
المُرْجِئَةُ: «2» طائفةٌ يُرْجِئُونَ الأعْمَالَ أى يُؤَخِّرونَهَا فلا يُرتِّبونَ عليها ثَواباً و لا عِقاباً بل يَقُولُون (المؤمنُ يَستَحِقُّ الجنةَ بالإيمانِ دُونَ بَقِيّةِ الطَّاعَاتِ و الكافُر يَسْتَحِقُّ النارَ بالكُفْرِ دونَ بقيَّةِ الْمَعَاصى).
[أرج]
أرِجَ: المكانُ (أَرَجاً) فهو (أَرِجٌ) مثل تَعِب تَعَباً فهو تَعِبٌ إِذا فَاحَتْ منه رائحةٌ طيبةٌ ذَكِيَّةٌ.
[أرخ]
أَرَّخْتُ: الكِتَابَ بِالتَّثْقِيلِ فى الأَشْهَرِ و التخفيفُ لغةٌ حَكَاها ابنُ القَطَّاعِ إذَا جَعَلْتُ له تاريخاً و هو مُعَرَّبٌ و قِيلَ عربىٌّ و هو بيانُ انتهاء وقْتِه و يُقَالُ (وَرَّخْتُ) عَلَى الْبَدَل و (التَّوْرِيخُ) قليلُ الاستعمالِ و (أَرَّخْتَ) البَيِّنَةَ ذكرْتَ تَارِيخاً و أطْلَقْتَ أى لم تَذْكُرْه.
و سَبَبُ وضْع التَّاريخِ أوّلَ الإِسلام أَنَّ عُمَرَ بنَ الخطاب رضى اللّه تعالى عنه أُتِىَ بِصَكٍّ مكْتُوبٍ إِلى شَعْبانَ فقال أ هُوَ شَعْبانُ الماضِى أَوْ شَعْبَانُ القَابِلُ ثم أمَرَ بِوضْع التَّارِيخِ و اتَّفقَتِ الصَّحَابَةُ على ابتداءِ التَّارِيخِ مِنْ هِجْرةِ النَّبِىّ صلى اللّهُ عليه و سَلم إِلَى المدينةِ و جَعَلُوا أوّلَ السَّنةِ المحرَّمَ.
وَ يُعْتَبَرُ التاريخُ بالليالى لأن الليلَ عِنْدَ العربِ سَابِقٌ عَلَى النَّهَارِ لأَنَّهُم كَانُوا أُمّيَّينَ لا يُحْسِنونَ الكِتَابة و لَمْ يَعْرِفوا حِسَابَ غيرِهم من الأُمَمِ فَتَمَسَّكُوا بظُهُورِ
__________________________________________________
(1) يجوز فى سبأ الصرف و منع الصرف.
(2) ينبغى ذكرها- فى كتاب الراء- لأنها اسم فاعل من أرجأ فالهمزة زائدة و قد تكلّم عنها- فى مادة- ر ج و.
11
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أرخ ص 11
الهِلَالِ و إِنَّمَا يَظْهَرُ باللَّيْلِ فَجعَلْوهُ ابتداءَ التَّارِيخ و الأحسنُ ذكرُ الأَقَلِّ ماضياً كانَ أو باقياً.
[أرز]
الأرز: فيه لغات (أُرْزٌ) وِزانُ قُفْلٍ و (الثانيةُ) ضمٌّ الراءِ لِلْإِتْباعِ مثلُ عُسْر و عُسُر و (الثالِثَةُ) ضمُّ الهمزةِ و الراءِ و تشديدُ الزَّاىِ و (الرابعةُ) فَتحُ الهمْزَةِ معَ التَّشْديدِ و (الخامِسةُ) (رُزُّ) من غيرِ هَمْزٍ وِزَانُ قُفْلٍ.
[أرش]
أرْشُ: الجِراحَةِ ديتُها و الجمعُ (أُرُوشٍ) مثلُ فَلْس و فُلُوس و أَصْلُه الفسادُ يقال (أَرَّشْتُ) بين القومِ (تأْرِيشاً) إِذا أَفْسَدْت ثُمّ اسْتُعْمِل فى نُقْصَانِ الأَعْيَانِ لأنهُ فَسَادٌ فيها و يقالُ أصلُه هَرَّش.
[أرض]
الأرْضُ: مؤنَّثَةٌ و الجمعُ (أَرَضُونَ) بفتح الراء قال أبو زَيْدٍ و سمعْتُ العرَبَ تقولُ فى جَمْعِ (الأرْضِ) (الْأَرَاضِي) و (الأُرُوضُ) مِثْلُ فُلُوسٍ و جمعُ فَعْلٍ فَعَالِى فى (أرْض) و (أراضِي) و أهْلٍ و أهالِى و لَيْلٍ و لَيَالِى بزيادة الياء على غيرِ قياسٍ و رُبّما ذُكِّرَتِ (الأرضُ) فى الشِّعْر على مَعْنَى البِسَاطِ و (الأَرَضَة) دُوَيبَّة تأكلُ الخشَبَ يقال (أُرِضَتِ) الْخَشَبةُ بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهِىَ (مَأْرُوضَةٌ) و جَمْعُ (الأَرضَةِ) (أَرَضٌ) و (أَرَضَاتٌ) مثلُ قَصَبةٍ و قَصَبٍ و قَصَبَاتٍ.
[أرف]
الأُرْفَةُ: الحدُّ الفاصلُ بين الأَرَضِينَ و الجمع (أُرَفٌ) مثلُ غُرْفةٍ و غُرَفٍ و عَنْ عُمَر رضى اللّه تعالى عنه أىُّ مالٍ انْقَسَمَ و (أُرِّفَ) «1» عليه فلا شُفْعَةَ فيه.
[أرك]
أَرَكَ: بالمكان (أُرُوكاً) من باب قَعَد و كَسْرُ المضارع لغةٌ أقامَ و (أَرَكَتِ) الإِبلُ رَعَتِ الأَرَاكَ فهى (آرِكَةٌ) و الجمعُ (الْأَوَارِكُ) و (الْأَرَاكُ) شَجَرٌ من الحَمْض يُسْتَاكُ بِقُضْبَانِهِ الواحدةُ (أَرَاكَةٌ) و يقالُ هى شجرةٌ طوِيلةٌ ناعِمَةٌ كثيرةُ الوَرَقِ و الأغْصَانِ خَوَّارَةُ العُودِ وَ لَهَا ثَمَرٌ فى عَنَاقِيدَ يُسمّى البَرِيرَ يملأُ العُنقودُ الكَفَّ و (الْأَرَاكُ) موضعٌ بعَرَفَةَ من ناحيةِ الشامِ.
[أري]
الآريُّ: فى تَقْدِير فَاعُولٍ هو مَحْبسُ الدابَّةِ و يقال لها الآخيَّةُ أيضاً و الجمع (الأَوَارِيُّ) و (الآرِي «2») ما أُثْبِتَ فى الأرض و قد تَقَدَّم فى الآخيَّة و (تَأَرَّى) بالمكان إِذا أقام به و (الأُرْوِيَّةُ) تقع على الذَّكَرِ و الأُنْثَى من الوعُول فى تقدير فُعْلِيّةٍ بضم الفَاءِ و الجمعُ (الأَراوِيُّ) و جُمِعَ أيضاً (أَرْوَى) مِثْل سَكْرَى على غَيْرِ قِياسٍ.
[أزب]
المِئْزابُ: بهمْزَةٍ ساكِنَةٍ و (المِيزَابُ) بالياء لغةٌ و جَمْعُ الأوّل (مآزِيبُ) و جمعُ الثَّانِى (مَيَازِيبُ) و رُبَّما قيلَ (مَوَازيبُ) من (وَرَبَ) الماءُ إِذَا سَالَ و قيل بالواو مُعَرَّبٌ و قيل مُولَّدٌ و يُقَالُ (مِرْزَابٌ) براءٍ مُهْمَلَةٍ مكَانَ الهمزة و بَعْدَهَا زَاىٌ و مَنَعَهُ ابنُ السِّكّيتِ
__________________________________________________
(1) أى جُعِل له حُدود.
(2) الآرى بتشديد الياء و تخفيفها- كما فى القاموس.
12
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أزب ص 12
و الفَرَّاءُ و أبُو حاتمٍ و فى التهذيبِ عن ابنِ الأَعْرابِىِّ يقال (للِمِئْزَابِ) (مِرْزابٌ) و (مِزْرَابٌ) بتَقْدِيمِ الراءِ المُهْمَلَةِ و تأخيرِها و نَقَلَهُ الليثُ و جَمَاعَةٌ.
[أزج]
الأَزَجُ: بيتٌ يُبْنَى طُولًا و (أَزَّجتَه) (تَأْزِيجاً) إذا بَنَيْتَهُ كَذلِكَ و يقال (الأَزَجُ) السَّقْفُ و الجمعُ (آزَاجٌ) مثلُ سببٍ و أسبابٍ.
[أزد]
الأَزْدُ: مثلُ فَلْسٍ حىٌّ من اليمن يقال أَزْدُ شَنُوأةَ و أزدُ عُمَانَ و أزدُ السَّرَاةِ و الأَزْدُ لغَةٌ فى الأَسْدِ «1».
[زوذ]
الآزَاذُ: نوعٌ من أَجْوَدِ التمْرِ و هو فارِسىُّ مُعَرَّبٌ و هو مِنَ النوادِرِ التى جاءَتْ بلفظِ الجمعِ لِلمُفْردِ قال أبو عَلِىٍّ الفارسىُّ إن شئتَ جعلتَ الهمزةَ أصْلًا فيكونُ مثلَ خَاتَامٍ و إِن شئت جعلتَها زائدةً فيكون على أفْعالٍ و أمَّا قولُ الشاعر:
يَغرِسُ فيه الزاذَ و الأَعْرَافا
فقال أبو حاتمٍ أَرَادَ الآزَاذَ فخفَّف لِلْوَزْنِ.
[أزر]
الإِزارُ: معروفٌ و الجمعُ فى القِلَّةِ (آزِرَةٌ) و فى الكَثْرَةِ (أُزُرٌ) بِضمتَيْنِ مِثْلُ حِمارٍ و أحْمِرةٍ و حُمُرٍ و يُذَكَّر و يؤنَّثُ فيقال هو (الْإِزَارُ) و هى (الإِزَارُ) قال الشاعر:
قد عَلِمَتْ ذاتُ الإِزارِ الْحَمْرَا «2» أَنِّى مِن السَّاعِينَ يومَ النَّكْرَا
و ربما أُنِّثَ بالهاء فقيل إِزَارةٌ و (المِئْزرُ) بكسر الميم مثلُه نظيرُ لحافٍ و مِلْحَفٍ و قِرامٍ و مِقْرَم و قِياد و مِقْوَد و الجمعُ (مَآزِرٌ) و (اتَّزَرْتُ) لَبِسْتُ الإزَارَ و أصلُه بهمزتين الأُولى همزةُ وصْلٍ و الثانيةُ فاءُ افْتَعَلْتُ و (أَزَّرْتُ) الحائط (تَأْزِيراً) جعلتُ له من أسفلِه كالْإِزَارِ و (آزَرْتُه) (مُؤَازَرَةً) أعَنْتُه و قوّيتُه و الاسم (الأَزْرُ) مثلُ فلْسٍ.
[أزف]
أَزف: الرحيلُ (أزَفاً) من باب تعِبَ و (أُزُوفاً) دنَا و قرُب «و أَزِفَتِ الْآزِفَةُ
» دنَتِ القيامَةُ.
[أزم]
أَزَمَ: على الشيء (أَزْماً) من باب ضرب و (أُزُوماً) عضَّ عليه و (أَزَمَ) (أَزْماً) أَمْسَكَ عن المطْعَمِ و المشْرَبِ و منه قول الحرثِ ابنِ كَلَدَةَ لمّا سأَله عُمَرُ رضى اللّه تعالى عنه عن الطِّبّ فقال هو (الأَزْمُ).
يَعنى الْحِمْيَةَ و (أَزمَ) الزمانُ اشْتَدَّ بالقَحْطِ و (الأَزْمةُ) اسمٌ منه و (أزِم) (أَزَماً) من باب تَعِب لغةٌ فى الكُلِّ و (المَأْزِمِ) وزانُ مَسْجِدٍ الطريقُ الضيّقُ بينَ الْجَبَلَيْنِ و منه قيل لموضِع الحَرْبِ (مَأْزِمٌ) لضِيقِ المَجَال و عُسْرِ الخلاص منه و يُقَالُ لِلْمَوْضِعِ الذى بين عرفَةَ و المشعَر (مَأْزِمَان) «3».
[أزو]
الإزاء: مثل كِتَابٍ هو الحِذاءُ و هو (بِإِزائه)
__________________________________________________
(1) فى القاموس. و الأسْدُ الأزْد- أ س د.
(2) أى عَلِمَتْ صاحبةُ الإزارِ الحمراء- و قصر الممدود للضرورة- و كذلك قصر النكراء.
(3) فى القاموس: المأزِمَان مَضِيقٌ بين جَمْعٍ (المزدلفة) و عرفَة و آخرُ بين مكة و مِنّى.
13
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أزو ص 13
أى مُحَاذِيهِ و هم (إِزاءُ) القومِ أى يُصْلِحونَ أمرَهم و كُلُّ من جُعِلَ قَيِّماً بأَمْرٍ فهو (إِزَاؤُهُ).
[أسب]
الإِسْبُ: وِزَانُ حِمْلٍ شَعَرُ الاسْتِ و الإِسْبِيُوشُ بكسرِ الهمزةِ و الباءِ معَ سُكُونِ السّينِ بَيْنَهُما و ضَمِّ الْيَاءِ آخرِ الحروفِ و سُكُونِ الواوِ ثم شينٍ مُعْجَمَةٍ قال الأزهَرِىُّ هو الذى يُقالُ له بِزْرقَطُونَا و أهلُ البَحْرَيْنِ يُسمُّونَه حَبَّ الزرقةِ و قِيلَ هو الأبيضُ مِنْ بِزْرقَطُونا.
[سته]
الاسْتُ «1»: همزتُه وصلٌ و لامُهُ محذوفةٌ و الأصْلُ سَتَهٌ و سيأْتِي.
[إستبرق]
الإِسْتَبْرَقُ: غَلِيظُ الدِّيباجِ فَارِسىٌّ معَرّبٌ.
[أستذ]
الأُستاذُ: كَلِمَةٌ أعْجَمِيَّةٌ و مَعْنَاها الماهرُ بالشيءِ و إِنما قِيلَ أَعْجَمِيَّةٌ لأن السِّينَ و الذالَ المعْجَمَةَ لا يَجْتَمِعَانِ فى كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ و همزتُهُ مضمُومَةٌ.
[أسد]
الأَسَد: مَعْرُوفٌ و الجمعُ (أُسُودٌ) و (أُسُد) و يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ و الأُنْثَى فيُقَالُ هو (الْأَسَدُ) للذَّكَر و هى (الْأَسَدُ) للْأُنْثَى و رُبَّمَا أَلْحَقُوا الهاءَ فى المؤنَّث لِتَحَقُّقِ التَّأْنِيثِ فقالُوا (أَسَدَةٌ) و نَقَلَ أَبُو عُبَيْدٍ عن أَبِى زَيْدٍ الأُنْثَى من (الأَسَدِ) (أَسَدَةٌ) و من الذِّئَابِ ذِئْبةٌ و قال الكِسَائىُّ مثلَه و (أَسَدٌ) (أَسِيدٌ) مثلُ كريمٍ أى (مُتَأَسِّدٌ) جَرِىءٌ و به سُمِّىَ و منه (عَتَّابُ بنُ أَسِيدٍ) و (اسْتَأْسَدَ) اجترأ و ضَرِى و (آسَدَ) بين القوم (إِيساداً) أَفْسَدَ و (آسَد) «2» كَلْبَهُ قال الأزهرى فهو (مُؤْسِدٌ) للذى يُشْلِيه للصَّيدِ يدعوه و يُغْرِيه و (أَسَدٌ) حىٌّ تَسْمِيَة بذلك و بُمصَغَّرِه سُمِّى جماعةٌ منهم (أبو أُسَيْدٍ السَّاعِدِىُّ) و (المَأْسَدَةُ) مَوْضِعُ الأَسَدِ و تكونُ جمعاً له.
[أسر]
أَسَرْتُهُ: أسْراً من بابِ ضَرَبَ فهو (أَسِيرٌ) و امرأةٌ (أَسِيرٌ) أيضاً لِأَنَّ فَعِيلًا بِمَعْنَى مفعولٍ ما دَامَ جارياً على الاسْمِ يَسْتَوى فيه المذكرُ و المؤنثُ فَإِنْ لم يُذْكَرِ الموصوفُ أُلْحِقَت العَلَامةُ و قِيلَ قَتَلْتُ (الْأَسِيرَة) كما يُقَالُ رأيتُ القتيلَةَ و جَمْعُ (الأَسِيرِ) (أَسْرَى) و (أسَارَى) بالضم مثلُ سَكْرى و سُكَارَى و (أَسَرَه) اللّهُ (أَسْراً) خَلَقَهُ خَلْقاً حَسَناً قال تعالى: «وَ شَدَدْنا أَسْرَهُمْ» أى قَوَّيْنَا خَلْقَهُم و (آسَرْتُ) الرَّجُل من بابِ أَكْرَمَ لغةٌ فى الثُّلاثِىِّ و (أُسْرةُ) الرَّجُلِ وِزَانُ غُرْفَةٍ رَهْطُهُ و (الإِسَار) مثلُ كِتابٍ القِدُّ و يُطْلَقُ على (الْأَسِير) و حَلَلْتُ (إِسَارَهُ) أى فكَكْتُه و خُذْه (بِأَسْرِه) أى جميعَه.
[أسس]
أُسُّ: الحائطِ بالضَّمّ أَصْلُه و جَمْعُه (آسَاسٌ) مثل قُفْلٍ و أَقْفالٍ و رُبَّمَا قِيلَ (إِسَاسٌ) مثلُ عُسٍّ وَ عِسَاسٍ و (الأَسَاسُ) مثلُه و جَمعُهُ (أُسُسٌ) مثل عَناق و عُنُق «3» و (أسَّسْتُه)
__________________________________________________
(1) الاست موضعه كتاب السين و قد ذكر هناك.
(2) فى القاموس. و آسَدَ الكلب و أوسده و أسَّدَهُ أغراه.
(3) لم يُسمع جمع عَناق على عُنُق- و إنما جمع على أعْنُقُ و عُنُوق- و لعله أراد مجرد الوزن و لو مثل بِقَذَال و قُذُل- أو أتانٍ و أُتُنٍ- كان صواباً.
14
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أسس ص 14
(تأْسِيساً) جعلتُ له (أَسَاساً).
[أسف]
أَسِف: (أَسَفاً) من بابِ تِعب حَزِن وَ تَلَهَّفَ فهو (أَسِفٌ) مثلُ تَعِبٍ و (أسِفَ) مثلُ غَضِبَ وَزْناً و مَعْنًى و يُعَدّى بالهمْزَةِ فيقالُ (آسفْتُه).
[أسك]
الإسْكَةُ: وزانُ سِدْرةٍ و فتحُ الهمزةِ لغةٌ قليلةٌ جانبُ فرْجِ المرْأَةِ و هما (إِسْكَتَانِ) و الجمعُ (إسَكٌ) مثلُ سِدَرٍ قال الأزهرى (الإسكَتَان) ناحيتا الفَرْج و الشُّفْران طَرَفا الناحِيتَيْنِ و (أُسِكَتِ) المرأةُ بِالْبِنَاءِ للمفعول أَخْطَأَتْهَا الخَافِضَةُ فأصَابَتْ غيرَ مَوْضِعِ الخِتَانِ فهى (مَأْسُوكَةٌ).
[أسم]
أُسَامَةُ: عَلَمُ جِنْسٍ عَلَى الأَسَدِ فلا يَنْصَرِفُ و به سُمِّى الرجلُ و (الاسْمُ) همزتُه وَصْلٌ و أَصْلُهُ (سُمْو) و سيأْتِى «1».
[أسن]
أَسَن: الماءُ (أُسُوناً) من باب قَعَد و (يأْسِن) بالكسر أيضاً تغيَّر فلم يُشْرَبْ فهو (آسِنٌ) على فَاعِلٍ و (أَسِن) (أسَناً) فهو (أَسِنٌ) مثل تعِبَ تعَباً فهو تَعِبٌ لغةٌ.
[أسو]
الأُسْوة: بكسر الهمزةِ و ضَمِّهَا القُدْوَةُ و (تأسَّيْتُ) به و (ائْتَسَيْتُ) اقْتَدَيْتُ و (أَسِيَ) (أَسًى) من باب تَعِب حَزِن فهو (أَسِيٌّ) مثلُ حزين و (أَسَوْتُ) بين القوم أَصْلَحْتُ و (آسَيْتُه) بنَفْسِى بالمدّ سوَّيتُه و يجوز إبدال الهمزة واواً فى لغة اليمن فيقال (وَاسَيْتُهُ).
[أشر]
أشِرَ: (أشَراً) فهو (أَشِرٌ) من باب تعب بَطِر و كَفَر النِّعْمَة فَلَمْ يشكُرْهَا و (أَشَرَ) الخَشَبةَ (أَشْراً) من بَابِ قتَل شَقَّها لغةٌ فى النُّونِ و (الْمِئْشَارُ) بالهمز من هذه و الجمعُ (مآشِيرُ) فهو (آشِرُ) و الْخَشَبةُ (مأْشُورَةٌ) قال الشاعر:
أَناشِرَ لا زالت يَمِينُك آشِرَه «2»
فَجمَعَ بين لُغَتَىِ النونِ و الهمْزةِ قال ابنُ السّكِّيت فى كتابِ التَّوْسِعَة و قد نُقِل لفظُ المفعولِ إلى لفظِ الفَاعِلِ فمنْه يَدٌ (آشِرةٌ) و المعنى (مأشُورَةٌ) و فيه لغةٌ ثالثةٌ بالواو فيقال (وَشَرْتُ) الْخَشَبةَ (بالمِيْشارِ) و أصلُه الواوُ مثلُ الميقاتِ و الميعادِ و (أَشَرَتِ) المرأةُ أسنَانَها رَقَّقَتْ أطرافَها و نُهى عنه و
فى حَدِيثٍ:
«لُعِنَت الآشرةُ و المأشُورَةُ».
[أشف]
الإِشْفَى: آلَةُ الإِسْكَافِ و هى عندَ بَعْضِهم فِعْلَى مثلُ ذِكْرَى و عندَ بعضِهم و حُكِىَ عنِ الخليلِ إفْعَلٌ و ليس فى كلامهم إِفْعَلٌ إلا (الإِشْفى) و إِصْبَعٌ فى لغة و إِبْيَنُ فى قولهم
__________________________________________________
(1) سيأتي فى كتاب السين لأن موضعه هناك.
(2) هذا عجز بيت و صدره-
لقد عيَّلَ الأيتام طعنةُ ناشِره
قال ابن السيرافى فى شرح شواهد إصلاح المنطق 1/ 33:
«ناشرة هذا من بنى تغلب و هو الذى قتل همّام بن مرة فى حرب بين بكرٍ و تغلِبَ» ا ه بتصرف- و فى القاموس: ناشرة بن أغْواث قتل همّاماً غدراً فناشر فى عجز البيت هو ناشرة رخم عند النداء بحذف التاء. و ليس وصفاً من النشر كما ذكر الفيومى. و صدر البيت يَرُدُّ على الفيومى رأيه.
15
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أشف ص 15
عَدَنُ إِبيْنَ و يُنوّنُ على الثَّانى دُونَ الأولِ لأجْلِ ألِفِ التأنيثِ و الجمعُ الأَشَافِي.
[أشن]
الأُشْنَانُ: بضمِ الهمزة و الكسرُ لغةٌ مُعَرَّبٌ و تَقْدِيرُه فُعْلانٌ و يقالُ له بالعرَبِيَّةِ الحُرْضُ و تَأَشَّنَ غَسَلَ يَده (بالأُشْنَانِ).
[أصطبل]
الإِصْطَبْلُ: للدَّوابِ معروفٌ عَرَبِىٌّ و قيل مُعَرَّبٌ و همزتُه أصلٌ لأنَّ الزيادةَ لا تَلْحَقُ بناتِ الأربع من أَوّلِها إلا إذا جَرَت على أَفْعَالِها «1» و الجمعُ (إصْطَبْلَاتٌ).
[أصل]
أصْلُ: الشيء أسْفَلُه و أَسَاسُ الحائِطِ أصْلُه و (اسْتَأْصَلَ) الشيءُ ثَبَت أصلُه و قَوِىَ ثم كَثُر حتَّى قِيلَ أَصْلُ كلِّ شيءِ ما يَسْتَنِدُ وجودُ ذلِكَ الشيءِ إِلَيْهِ فَالْأَبُ أصلٌ لِلْوَلَدِ و النهرُ أصلٌ لِلْجَدْوَلِ و الجمعُ (أُصُولٌ) و (أَصُلَ) النَّسَبُ بالضم أَصَالَةً شَرُف فهو (أَصِيل) مثل كريم و (أَصَّلْتُه) (تأْصِيلًا) جعلتُ له (أَصْلًا) ثابتاً يُبْنَى عليه و قولهم لا (أَصْل) له و لا فَصْلَ قال الكِسَائىَ (الأصلُ) الْحَسَبُ و الفصْلُ النَّسَبُ و قال ابنُ الأعرابِىّ (الأصلُ) العقلُ و (الْأَصِيل) العَشِىُّ و هو ما بعدَ صلاةِ العصر إلى الغُروب و الجمعُ (أُصُلٌ) بضمتين و (آصالٌ) و (الأصَلَةُ) من دَوَاهِى الحَيّاتِ قَصيرةٌ عَرِيضَةٌ يقالُ إنها مثلُ الفَرْخِ تثب على الفارِس و الجمعُ (أَصَلٌ) قال:
اقدُرْ له أصَلَةً من الأَصَل
و (اسْتَأْصَلْتُهُ) قلعتهُ بأُصُوله و منه قِيلَ (اسْتأصَلَ) اللّه تعالى الكُفَّارَ أى أَهْلَكَهُم جَمِيعاً و قولهم ما فَعَلْتُه (أَصْلًا) و لا أفعله (أَصْلًا) بمعنى ما فَعَلْتُه قطُّ و لا أفعلُه أبداً و انتصَابُهُ على الظَّرْفِيّةِ أى ما فعلْتُه وقتاً من الأَوْقَاتِ و لا أَفْعَلُه حِيناً من الأَحْيانِ.
[أطر]
الإطَارُ: مثلُ كِتابٍ لكُلِّ شيءٍ ما أَحَاطَ بِه و (إطارُ) الشَّفَةِ اللحْمُ المُحِيطُ بها و سُئِل عمرُ بنُ عبدِ العزيز عن السُّنَّةِ فى قَصِّ الشارِبِ فقال يُقَصُّ حتى يَبْدُوَ (الإِطَارُ).
و من كلامهم بَنُو فلان (إطَارٌ) لِبَنِى فلانٍ إِذا حَلُّوا حَوْلَهم و (أَطَرَهُ) (أَطْراً) من باب ضرب عَطَفَه.
[أفخ]
اليأفوخ: يُهْمَزُ و هو أحسنُ و أصْوَبُ وَ لَا يُهْمَزُ ذَكَرَ ذلكَ الأزْهَرِىُّ فَمن هَمَزَه قَالَ هُوَ فِى تَقْدِيرِ يَفْعُولٍ وَ مِنْهُ يُقَالُ (أَفَخْتُهُ) إِذا ضربت يَأْفُوخَه و من ترك الهمْزَ قال فى تقدير فَاعُولٍ و يُقَالُ (يَفَخْتُهُ) و (اليَافوخُ) وَسَطُ الرأسِ و لا يقالُ (يافوخٌ) حتى يَصْلُبَ وَ يَشْتَدَّ بعدَ الوِلادَة.
[أفق]
الأُفُق: بِضَمَّتَيْنِ النَّاحِيةُ من الأَرْضِ و من السَّماءِ و الجمعُ (آفاقٌ) و النِّسبةُ إِليه (أُفُقِيٌّ) ردَّا إِلِى الواحدِ و رُبَّما قيل (أَفَقِيٌّ) بفتحتين تَحُفِيفاً على غير قِياسٍ حكاهما ابنُ السِّكِّيتِ
__________________________________________________
(1) كاسم الفاعل و اسم المفعول من دحرج: تقول مدحرج- فالميم زائدة مع تصدّرها لأربعة أحرف.
16
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أفق ص 16
و غيرهُ و لفظُه رَجُلٌ (أُفُقيٌّ) و (أَفَقِيٌّ) منسوبٌ إِلَى (الآفَاقِ) و لا يُنْسَبُ إِلَى (الآفَاقِ) عَلَى لَفْظِهَا فلا يُقَالُ (آفاقِىٌّ) لما سَيَأْتِى فى الْخَاتِمَة إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى و (الأَفِيقَ) الْجِلدُ بَعْدَ دَبْغِهِ و الجمعُ (أَفَقٌ) بِفَتْحَتَيْن و قِيلَ (الأَفيقُ) الأَديمُ الّذِى لم يَتِمَّ دَبْغُه فإِذا تمَّ و احمرَّ فهو أَدِيمٌ يقال (أَفَقْتُ) الجلد (أَفْقاً) من باب ضرب دَبَغْتُه (فالأَفِيقُ) فَعِيلٌ بمعنَى مَفْعُولٍ
[أفك]
أَفَكَ: (يَأْفِك) من باب ضرب (إِفْكاً) بالكسر كذلك فهو (أَفُوكٌ) و (أَفَّاكٌ) و امرأة (أَفُوكٌ) بغيرِ هاءٍ أيضاً و (أفَّاكَةٌ) بالهاء و (أَفَكْتُه) صَرَفْتُه و كلُّ امرٍ صُرِف عن وجهه فَقَدْ (أُفِكَ).
[أفل]
أَفَل: الشيءُ (أَفْلًا) و (أُفُولًا) من بَابَىْ ضرب و قعد غَابَ و منه قِيلَ (أَفَلَ) فلانٌ عن الْبَلَدِ إذا غَابَ عنها و (الأَفِيلُ) الفَصِيلُ وَزْناً و مَعْنًى و الأُنثى (أَفِيلَةٌ) و الجمعُ (إِفَالٌ) بالكسر و قال الفارابى (الإِفالُ) بَنَاتُ المَخَاضِ فما فَوْقَها و قال أبُو زيدٍ (الأَفِيلُ) الفَتِىُّ من الإِبلِ و قال الأَصْمَعِىُّ ابنُ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ أو ثَمانِيَةٍ و قال ابنُ فارسٍ جَمْعُ (الأفيلِ) (إِفالٌ) و (الإفالُ) صِغَارُ الغَنَمِ.
[أقط]
الأَقِطُ: قال الأَزْهَرِىُّ يُتَّخَذُ من اللَّبَنِ المَخِيضِ يُطْبَخُ ثم يُتْرَكُ حتى يَمْصُلَ و هو بفَتْح الهمزة و كسرِ القَافِ و قَدْ تُسَكَّنُ القافُ لِلتَّخْفِيف مَعَ فَتْحِ الهَمْزَةِ و كَسْرِها مِثْلَ تَخْفيفِ كَبِدٍ نقله الصَّغَانىُّ عن الفَرَّاءِ.
[أكك]
أَكَّدْتُه: (تَأْكِيداً) (فتأَكَّد) وَ يُقَالُ عَلَى الْبَدَلِ (وَكَّدته) و مَعْنَاهُ التَّقْوِيةُ وَ هُوَ عِنْد النُّحاةِ نوعانِ (لفظىٌّ) و هو إِعادَةُ الأوَّلِ بلفظهِ نحو جاءَ زيدٌ زيدٌ و منه قولُ المؤذِّن «اللّهُ أكْبَرُ اللّهُ أَكْبَرُ» و (مَعْنَوِىُّ) نحوُ جَاءَ زَيدٌ نَفْسُهُ و فَائِدَتُهُ رفعُ توهُّمِ المجازِ لاحْتِمالِ أَنْ يكونَ المعْنَى جَاءَ غلامُه أو كتابُه و نحو ذلك.
[أكر]
الأُكْرَة: و الجمُع (أُكَرٍ) مثلُ حُفْرة و حُفَرٍ وزناً وَ معْنًى و (أَكَرْتُ) النّهْرَ (أَكْراً) من باب ضرب شَقَقْتُه و (أَكَرْتُ) الأَرْضَ حَرَثْتُها و اسْمُ الْفَاعِلُ (أَكَّارٌ) لِلْمُبَالَغَةِ و الجمعُ (أَكرَةٌ) كأَنَّه جَمْعُ (آكِرٍ) وزَانُ كَفَرَةٍ جَمْع كَافِرٍ.
[أكف]
الإكَافُ: للحمارِ مَعْرُوفٌ و الجمعُ (أُكُفٌ) بضمتين مثلُ حِمار و حُمُرٍ و (آكَفْتُهُ) بالمدّ جَعلْتُ عَلَيْهِ (الإِكَافُ) و (الوِكَافُ) على البدل لغةٌ جارية فِى جَميع تَصَارِيفِ الكَلِمَةِ.
[أكل]
الأَكْلُ: مَعْروفٌ و هو مصدرُ (أَكَل) من بَابِ قَتَلَ و يَتَعَدَّى إلى ثَانٍ بالهمزةِ و (الأُكُلُ) بضمتَينِ و إسْكَانُ الثانى تخفيفٌ المأكولُ و (الأَكْلَةُ) بالفتح الْمَرَّةُ و بالضَّمِ اللُّقْمَةُ و (المأكُلة) بفتح الكاف و ضمها (المأكُول) أيضاً و (المأكُولُ) ما يُؤْكَلُ قال الرُّمَّانِىُّ و (الأَكْلُ) حقيقةً بلعُ الطَّعَامِ بعدَ مَضْغِه فبلْعُ الحصاةِ ليس بأَكْل
17
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أكل ص 17
حقيقةً و (الأَكُولَةُ) بالفتح الشاةُ تُسَمَّن و تُعْزَلُ لتُذْبَحَ وَ لَيْسَتْ بسَائِمَةٍ فهى من كَرَائمِ المالِ و (الأَكِيلَةُ) فَعِيلَةٌ بمعنى مَفْعُولةٍ و منه (أَكِيلَة) السَّبُعِ لفريستهِ التى (أَكَلَ بَعْضَها) و (أَكِلَتِ) الأسنانُ (أَكَلًا) من باب تَعِب و (تَأَكَّلَتْ) تحاتَّت و تَسَاقَطَتْ و (أكَلَتْها) الأَكَلةُ.
[أكم]
الأَكَمَةُ: تَلٌّ و قيل شُرْفةٌ كالرَّابِيَةِ و هو ما اجْتَمَعَ من الحِجَارَة فِى مكانٍ واحدٍ و رُبَّمَا غَلُظَ و ربَّما لم يَغْلُظْ و الجمع (أَكَمٌ) و (أكَمَاتٌ) مثل قَصَبَةٍ و قَصَبٍ و قَصَباتٍ و جمعُ (الأَكَمِ) (إِكَامٌ) مثلُ جبَلٍ و جِبَالٍ و جمعُ (الإِكَامِ) (أُكُمٌ) بضمتين مثلُ كِتابٍ و كُتُبٍ و جمع (الأُكُمِ) (آكَامٌ) مثْلُ عُنُقٍ و أَعْنَاقٍ.
[ألب]
أَلبَ: الرجلُ القوم (أَلْباً) من بابِ ضَرَب جَمَعهم وَ (أَلَبهُم) طَرَدَهُم و (تألَّبُوا) اجْتَمعُوا و هم (إِلْب) واحد أى جَمْعٌ واحدٌ بكسر الهمزةِ و الفتحُ لغةٌ.
[ألت]
أَلَتَ: الشيءُ (أَلْتاً) من بابِ ضَرَب نَقَص و يُسْتَعْمل مُتَعدِّيا أيضاً فيقالُ (أَلتَهُ).
[ألف]
ألِفْتُهُ: (إِلْفاً) من بَابِ عَلِمَ أَنِسْتُ به و أحْبَبْتُه و الاسمُ (الأُلْفَة) بالضَّمِّ و (الأُلْفَةُ) أيضاً اسمٌ مِنَ (الائْتِلافِ) وَ هُوَ الالْتِئَامُ و الاجْتِمَاعُ وَ اسمُ الفَاعِلِ (أَلِيفٌ) مثلُ عَليمٍ و (آلفٌ) مثلُ عالمٍ و الجمع (أُلَّافٌ) مثلُ كُفّارٍ و (آلَفْتُ) الموضعَ (إِيْلَافاً) من باب أَكْرَمْتُ و (آلَفْتُه) (أُؤَالِفُهُ) (مُؤَالَفَةً) و (إِلَافاً) مِنْ بَابِ قَاتَلْتُ أيضاً مثلُه و (أَلِفْتُهُ) (إِلْفاً) من باب عَلِمَ كذلك و (الْمَأْلَفُ) الموضعُ الذى (يَأْلفُهُ) الإِنْسَانُ و (تأَلَّفَ) القومُ بِمَعْنَى اجْتَمَعُوا وَ تَحَابُّوا و (أَلَّفْتُ) بينهم (تَأْلِيفاً) و (المُؤَلَّفَةُ) قلوبُهُم المُسْتَمالَةُ قُلوبُهم بِالإِحْسَان و الموَدَّةِ و كان النبى صلى اللّه عليه و سلَّم يُعْطِى (المُؤَلَّفَةَ) مِنَ الصَّدَقاتِ و كَانُوا من أَشْرافِ العَرَبِ فمنهم من كَانَ يُعْطِيه دَفْعاً لِأَذَاه و منهم مَنْ كان يُعْطِيهِ طَمعاً فى إسْلامه و إِسْلامِ أَتْبَاعِه و منهم من كان يُعْطِيه لِيثْبُتَ على إسلامه لقُرْبِ عَهْدِهِ بالجاهِلِيَّة قال بَعْضُهم فَلَمَّا تَوَلَّى أبُو بكرٍ رضى اللّه تعالى عنه و فَشَا الإِسْلامُ و كَثُرَ المسلمونَ مَنَعَهُم و قَالَ انْقَطَعَتِ الرُّشَا.
و (الأَلْفُ) اسم لعَقْدٍ من العَدَدِ و جمعه (أُلُوفٌ) و (آلَافٌ) قال ابنُ الأنبَارِىِّ و غيرُه و (الأَلْفُ) مُذَكَّر لا يَجُوزُ تأنيثُه فيقال هو (الْأَلْفُ) و خَمْسةُ آلافٍ و قال الفراء و الزجاج قولهم هذه (أَلْفُ) دِرْهم التَّأْنِيثُ لِمَعْنَى الدراهِمِ لا لِمعْنَى (الأَلْفِ) و الدليل على تَذْكِيرِ (الأَلْفِ) قوله تعالى:
«بِخَمْسَةِ آلافٍ» و الهاءُ إنما تَلْحَق المذَكَّرَ من العَدَدِ
[ألك]
أَلكَ: بَيْنَ القومِ (أَلْكاً) من بَابِ ضَرَبَ و (أُلُوكاً) أيضا تَرَسَّل و اسمُ الرِّسَالَةِ (مَأْلُكٌ)
18
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ألك ص 18
بضَمِّ اللام و (مَأْلُكَةٌ) أيضاً بالهَاءِ و لَامُهَا تُضَم و تُفْتَح و (الملائِكَة) مشْتَقَّةٌ من لفظ (الأُلُوك) و قِيلَ من (المَأْلَك) الواحدُ (مَلَكٌ) و أصلُه (مَلْأَكٌ) و وزنه مَعْفَلُ فنُقِلَتْ حَرَكَةُ الهمزة إِلَى اللَّامِ و سقطَتْ فَوَزْنُه مَعَلٌ فإِنَّ الفاءَ هى الهمزةُ و قد سَقَطَتْ و قيلَ مأخوذٌ من (لَأَكَ) إِذَا أَرْسَلَ (فَمَلْأَكٌ) مَفْعَلٌ فنُقِلَت الحَرَكَةُ و سَقَطَتِ الْهمزةُ و هى عَيْنٌ فوَزْنُه مَفَلٌ و قِيلَ فيه غيرُ ذلك.
[إلا]
إلّا: حرفُ استِثْنَاءٍ نَحو قام القومُ إلا زيداً فزيداً غيرُ داخلٍ فى حُكْم القومِ و قد تكونُ لِلِاسْتِثْنَاءِ بِمَعنَى (لكِنْ) عند تَعَذُّرِ الحَمْلِ على الاستثناء «1» نحو مَا رَأَيْتُ الْقومَ إلا حِماراً فَمَعْنَاهُ عَلَى هذا لكِنْ حماراً رأيتُه وَ مِنْهُ قولُهُ تعالى: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» إِذ لو كَانَتْ للاستِثْنَاءِ لكَانَتْ المودَّةُ مَسْئُولَةً أَجْراً و ليسَ كَذلِكَ بَلِ المعْنَى لكن افعلُوا المودَّةَ لِلْقُربى فيكم و قد تَأْتِى بمعنَى (الواو) كقولِهِ تعالى «لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا» فمعناه و الَّذِينَ ظَلَمُوا أيضاً لا يكونُ لهم عليكم حُجَّةٌ و كقول الشاعر «2»
.... «إلا الفَرْقَدَانِ».
أَى و الفَرْقَدَانِ و هو مَذْهَبُ الكُوفِيِّينَ فإِنَّهم قالوا تَكُونُ (إلَّا) حرفَ عَطْفٍ فِى الاسْتِثْنَاءِ خَاصَّةً و حُمِلتْ (إلَّا) على غَيْرٍ فى الصِّفَةِ إِذا كَانَتْ تَابِعةً لجَمْعٍ مُنَكَّر غيرِ مَحْصُورٍ نحوُ «لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ» أى غيرُ اللّه.
[ألم]
ألِم: الرجلُ (أَلَماً) من بابِ تعِبَ و يُعَدَّى بالهَمْزَةِ فيقال (آلمتُهُ) (إِيلَاماً) (فَتَأَلَّم) و عذابٌ (أليمٌ). مُؤْلِمٌ و قولهم أَلِمْتَ رأْسَك مِثْلُ وَجِعْتَ رَأْسَكَ و سيأتى «3» و (أَلَمْلَمُ) جبلٌ بتِهَامَةَ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ مَكَّةَ وَ هُوَ مِيقَاتُ أهلِ اليَمَنِ وَ وَزْنُهُ فَعَلَّلٌ قَالَ بَعْضُهُم و لا يكونُ مِن لَفْظ لَمْلَمْتُ لأنَّ ذواتِ الأرْبَعَةِ لا تَلْحَقُها الزِّيادةُ مِنْ أَوّلِهَا إلَّا فى الأسماءِ الجاريةِ على أَفْعالها مثلُ دَحْرَجَ فهو مُدَحْرِج و قد غَلَب على البُقْعَةِ فيمتنعُ لِلْعَلَمِيَّةِ و التأنِيثِ و (أَلَمْلَمُ) ديارُ كِنانةَ و يبدلُ من الهمزة ياءً فيقالُ (يَلَمْلَمُ) و أورده الأزهرىُّ و ابنُ فارسٍ و جماعةٌ فى المُضَاعفِ.
[أله]
ألِه: (يأْلَهُ) من باب تَعِب «4» إلَاهَةً بمعنى عَبَدَ عبادة و (تأَلَّهَ) تَعَبَّدَ و الإِلَه المعبودُ و هو اللّه سبحانَه و تعالى ثم استعارَه المُشركون لِمَا عَبَدُوه من دونِ اللّهِ تعالى و الجمعُ (آلِهَةٌ) (فالإِلهُ) فِعَالٌ بمعْنَى مَفْعولٍ مثلُ كِتابٍ
__________________________________________________
(1) و يسميه النحويون الاستثناء المنقطع.
(2) عمرو بن معد يكرب (و قيل غيره) و البيت.
و كُلُّ اخ مُفارِقُهُ أخُوه لعمرٌ أبِيكَ إلَا الفَرْقَدان
و هو من شواهد النحويين.
(3) مادة (وجع).
(4) ذهب غيرهُ إلى أنَّ ألَه بِمَعنى عَبد من باب فتح يفتح و لعله خطأ من الناسخ او سهو منه:
19
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أله ص 19
بمعنى مكتوْبٍ و بِساطٍ بمَعْنَى مَبسُوطٍ و أمَّا (اللّهُ) فقِيلَ غيرُ مُشْتَقٍّ مِنْ شيءٍ بَلْ هو عَلَمٌ لَزِمَتْه الألفُ و اللَّامُ و قال سِيبَوَيْهِ مُشْتَقٌّ و أَصْلُه (إلَاهٌ) فدخلَتْ عليه الألفُ و اللّامُ فَبَقِى (الإِلهُ) ثم نُقِلَتْ حركةُ الهمزةِ إلى اللَّام وَ سَقَطَتْ فبقى (أَلِلَاهً) فأُسْكِنَتِ اللامُ الأُوَلى و أُدْغِمَتْ و فُخِّمَ تعظيما و لكِنَّهُ يُرَقَّقُ مع كسرِ ما قَبْلَهُ قال أبُو حَاتِمٍ و بعضُ العامَّةِ يقولُ لا وَ اللّه فيحذِفُ الألفَ و لا بُدّ من إثْبَاتها فى اللَّفْظِ و هذا كما كَتَبُوا الرحمن بغَيْرِ أَلِفٍ و لا بُدّ مِنْ إِثْبَاتِها فى اللَّفْظِ و اسمُ اللّه تعالى يَجِلُّ أن يُنْطَقَ به إلا على أَجْمَلِ الوُجُوهِ قال «1» و قد وضَعَ بعضُ الناسِ بَيْتاً حَذَفَ فيه الْألِفَ فلا جُزِى خَيْراً و هو خَطَأُ و لا يَعْرِفُ أَئِمَّةُ اللِّسَانِ هذَا الحذْفَ و يُقالُ فى الدعاءِ اللُّهُمَ و لَا هُمَّ و (أَلِهَ) (يَأْلَهُ) من باب تَعِب «2» إِذا تَحَيَّر و أصْلُهُ وَلِهَ يَولَه.
[ألي]
الأَلِي: مَقْصُورٌ و تفتح الهَمْزَةُ و تُكْسَرُ النِّعْمَةُ و الجمعُ (الْآلَاءُ) على أَفْعَالٍ مثلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ لكنْ أُبْدِلَتِ الهمزَةُ التى هِى فاءٌ ألفاً اسْتِثْقَالًا لِاجْتِمَاعِ هَمْزَتَيْنِ و (الأَلْيَة) ألْيَةُ الشَّاةِ قال ابنُ السِّكيتِ و جَمَاعةٌ لا تُكْسَرُ الهَمْزَةُ و لا يُقَال (لِيَّةٌ) و الجمعُ أَلَيَاتٍ مثلُ سَجْدَةٍ و سَجَدَاتٍ و التثنية (أَلْيَانِ) بحذف الهاء على غيرِ قياسٍ و بإِثْبَاتِها فى لُغَةٍ عَلَى القِيَاسِ (و أَلِيَ) الكبشُ (أَلًى) من باب تَعِبَ عظُمت أَلْيَتُهُ فهو (أَلْيَانٌ) وِزَانُ سَكْرَانَ على غير قياسٍ و سُمِعَ (آلَى) على وِزَان أَعْمَى و هو القياسُ و نَعْجَةٌ (أَلْيَانَةٌ) و رَجُلٌ (آلَى) و امرأة عَجْزَاءُ قال ثَعْلَبٌ هذا كَلَامُ العربِ و القياسُ (أَلْيَانَةٌ) وَ أَجَازَهُ أبو عُبَيْدٍ و (الأَلِيَّةُ) الحلف و الجمعُ (أَلايَا) مثلُ عَطِيَّةٍ و عَطَايَا قال الشاعر:
قَلِيلُ الْأَلَايا حافِظٌ لِيَمِيِنهِ فَإِنْ سَبَقَتْ مِنْهُ الأَلِيَّةُ بَرَّتِ
و (آلَى) (إيلاءً) مثلُ آتى إِيتَاءً إذا حَلف فهو (مُؤْل) و (تَأَلَّى) و (ائْتَلَى) كَذلِكَ.
و إِلَى: مِنْ حُرُوف المَعَانى تكونُ لانْتهَاءِ الغَايَةِ تقولُ سِرْتُ إِلى البَصْرَةِ فَانْتِهَاءُ السَّيرِ كَانَ إِلَيْها و قد يَحْصُل دُخُولها و قد «3» لا يَحْصُل
__________________________________________________
(1) أى قال أبو حاتم- و قد وضع بعض الناس. إلخ يقصد قطريَّا لقوله:
قد جاء سيلٌ جاء من أمر اللَّه يحرد حرد الجنة المغلة
قال الأخفش الصغير (قال أبو حاتم هذه صنعة من لا أحسن اللّه ذكره يعنى قطرياً) الكامل للمبرد ج 1/ 33.
و قد استشهد بهذا البيت الزمخشرى فى الكشّاف عند قوله تعالى (وَ غَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ) الآية 25 من سورة القلم.
(2) هذا التقييد يدُلُّ على أنّ أله يأله بمعنى عبد لا يقصد أنها من باب تعب لأن البناء إذا استعمل فى معنيين فأكثر قيَّده أوّلا ثم ذكره من غير تقييد فالتقييد هنا يدلّ على المغايرة و لعل قوله أولا من باب تعب مُحرَّف عن (بعث) مثلا- انظر المقدمة.
(3) (قَدْ) لا تدخل على الفعل المنفى- قال ابن هشام فى المغنى عن قد الحرفية: و أمَّا الحرفية فمختصة بالفعل المنصرف الخبرى المثبت المجرد من جازم و ناصب و حرف تنفيس. أ ه و قد نَقَلَ هذا الكلام بلفظه من غير تصرف تلميذه صاحب القاموس المحيط، و أنا أرى أن يعبر بِرُبَّ بدل- قد- فيقال مثلا قد يصلح و ربما لا يصلح.
20
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ألي ص 20
و إِذَا دَخَلَتْ على المُضْمَرِ قُلِبَت الألفُ ياءً وجْهُ ذلك أنّ مِنَ الضَّمائِرِ ضَمِيرَ الغائبِ فلو بَقِيَتِ الألفُ و قِيلَ زَيدٌ ذَهَبْتُ (إلَاهِ) لَالْتَبَسَ بِلَفْظِ (إِلهِ) الذى هو اسْمٌ و قَدْ يَكْرَهُون الالتباسَ اللّفْظىَّ فَيَفِرُّونَ منه كما يَكْرَهُون الالْتِبَاسَ الخَطِّىَّ ثم قُلِبتْ مَعَ بَاقِى الضَّمَائِرِ لِيَجْرىَ البابُ على سَنَنٍ وَاحدٍ و حَكَى ابنُ السَّرَّاجِ عَنْ سِيبَوَيهِ أَنَّهُم. قَلَبُوا إِليْك و لَدَيْك و عَليْك لِيَفْرُقُوا بَيْن الظَّاهِرِ و المُضْمَرِ لأَنَّ المُضْمَرَ لا يَسْتَقِلُّ بِنَفْسِهِ بل يَحْتَاجُ إلى مَا يَتَوَصَّلُ به فَتُقْلَبُ الأَلِفُ ياءً لِيَتَّصِلَ بها الضَّمِيرُ و بَنُو الحرِثِ بنِ كَعْبٍ و خَثْعَمُ بل و كِنَانَةُ لا يَقْلِبُونَ الألِفَ تَسْويَةً بين الظَّاهِر و المُضْمَرِ و كذلك فى كلِّ ياءٍ سَاكِنَةٍ مفتوحٍ ما قَبْلَهَا يَقْلِبُونَها أَلِفاً فيقولون إِلَاكَ و عَلَاكَ و لَدَاكَ وَ رَأَيْتَ الزَّيْدَانِ و أَصَبْتُ عَيْنَاه قَالَ الشاعرُ:
طَارُوا عَلَاهُنَّ فَطِرْ عَلَاها «1»
أى عَلَيْهِنَّ و عَلَيْها و تَأْتى (إلَى) بمعْنَى عَلَى و منه قوله تعالى «وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ» و المعْنَى و قَضَيْنا عَلَيْهِم و تَأْتِى بمعنَى (عِنْدَ) و منه قولُه تعالى «ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» أى ثم مَحِلُّ نَحْرِها عِنْدَ البَيْتِ العَتِيقِ و يقال هو أَشْهَى إِلىَّ من كذا أَى عِنْدِى و عَلَيْهِ يَتَخَرَّجُ قولُ القَائِلِ أنتِ طالقٌ إِلى سَنَةٍ و التَّقْدِيرُ عِنْدَ سَنَةٍ أَىْ عِنْدَ رَأْسِها فَإنَّها لا تَطْلُقُ إلا بَعْدَ انْقِضَاء سَنَةٍ و اللّهُ تَعَالَى أعْلَمُ.
[أمد]
الأَمَد: الغايةُ و بَلَغَ (أَمَدَهُ) أى غَايَتَهُ و (أمِدَ) (أَمَداً) مِنْ بَابِ تَعِبَ غَضِبَ.
[أمر]
الأَمْرُ: بمعْنَى الحالِ جَمْعُهُ (أُمُورٌ) و عَلَيْهِ «وَ ما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ» و (الأَمْرُ) بمعْنَى الطَّلَبِ جَمْعُهُ (أَوَامِرُ) فرقاً بينهما و جمعُ (الأَمْرِ) (أوَامِرُ) هكذا يتكلَّمُ به الناسُ و مِنَ الأئِمَّةِ مَنْ يُصَحِّحُهُ وَ يَقُولُ فى تأويله إِنَّ الأَمْرَ مَأْمُورٌ به ثم حُوِّلَ المَفْعُولُ إِلى فَاعِلٍ كما قِيلَ أَمْرٌ عَارِفٌ و أصلُهُ مَعْرُوفٌ و عِيشَةٍ راضِيَةٍ* و الأصلُ مَرْضِيَّةٌ إلى غيرِ ذلك ثم جُمِعَ فَاعِلٌ على فَوَاعِلَ (فَأَوَامِرُ) جمْعُ (مأْمُورٍ) و إذا أَمَرْتَ مِنْ هذا الفِعْلِ وَ لَمْ يتَقَدَّمْه حَرفُ عَطْفٍ حَذَفْتَ الهمزةَ على غيرِ قياسٍ و قُلْتَ (مُرْهُ) بكذا و نَظِيرُه كُلْ و خُذْ و إِنْ تَقَدَّمَهُ حرفُ عطفٍ فالمشهورُ ردُّ الهَمْزَةِ عَلَى القِيَاسِ فيُقَالُ (و أْمُرْ) بِكَذَا وَ لَا يُعْرَفُ فِى كُلْ و خُذْ إلا التَّخْفِيفُ مُطْلَقاً وَ فِى (أمَرْتُه) لُغَتَانِ الْمَشْهُورُ
__________________________________________________
(1) هذا بيت من مشطور الزجر ذكره مع أبيات قبله الجوهرى- فى (على) و هى:
أىَّ قلوص راكب تراها و اشدُدْ بمَثْنَى حقبِ حَقُواها
ناديةً و ناديا أباها طاروا عَلَاهُنَّ فِطر علَاها
قال البغدادى على أن القياس عليهن و عليها لكن لغة أهل اليمن قلب اليَاء الساكنة المفتوح ما قبلها ألفاً و هذا الشعر من كلامهم- و هما من رجز أورده أبو زيد فى نوادره نقلناه و شرحناه فى الشاهد الثامن عشر بعد الخمسمائة من شواهد شرح الكافية.- ا ه.
21
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أمر ص 21
فِى الاسْتِعْمَالِ قصْرُ الهَمْزَةِ و الثانِيةُ مدُّها.
قال أَبو عُبَيْدِ و هما لغتان جَيِّدَتَان (و آمرْتُه) فى أَمْرِى بالمدّ إذا شَاوَرْتُهُ و (الإِمْرَةُ) و (الإِمَارَةُ) الوَلايَةُ بِكسْرِ الهمزَةِ يقال (أَمَرَ) على القوم (يَأْمُرُ) من باب قَتَل فهو (أَمِيرٌ) و الجمعُ (الأُمَرَاءُ) و يُعَدَّى بالتَّضْعِيفِ فيقال (أَمَّرْتُهُ) (تَأْمِيراً) (و الأمَارَةُ) العلامة وزناً و معنى و لك عَلَىَّ (أَمْرَةٌ) لا أعْصِيَها بالفتح أى مرَّةٌ واحِدَةٌ (و أَمِرَ) الشَّىءُ (يَأْمَرُ) من بابِ تعِبَ كَثُر و يُعَدَّى بِالْحَرَكَةِ و الهَمْزَة يُقَالُ (أَمَرْتُهُ) (أَمْراً) من بَابِ قَتَلَ و (آمَرْتُهُ) و (الأَمْرُ) الحالة يُقَالُ أمرٌ مُسْتَقِيمٌ و الجمعُ (أُمُورٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ (و أَمَرْتُهُ) (فائْتَمَر) أى سَمِعَ و أَطَاعَ (و ائْتَمَرَ) بالشيء هَمَّ به و (ائْتَمَرُوا) تَشَاوَرُوا و قولهم أقَلُّ (الأمريْنِ) أو أَكْثَرُ (الأمْرَيْنِ) من كذا و كذا الوجهُ أَنْ يَكُونَ بالوَاو لأنها عاطفةٌ على مِنْ و نَائِبَةٌ عن تَكْرِيرِها و الأصلُ مِنْ كذا وَ مِنْ كذا فَإنّ مِنْ كذا و كذا تَفْسِيرٌ لِلْأَمْرَيْنِ مُطَابِقٌ لهما فى التَّعَدُّدِ مُوَضِّحٌ لِمَعْنَاهُما و لَوْ قِيلَ مِنْ كذا أَوْ مِنْ كذا بالألِف لَبَقَى المعْنَى أَقَلَّ الأَمْرَيْنِ إمَّا مِنْ هذا وَ إِمَّا مِنْ هذا و كَانَ أحَدُهُما لَا بِعَيْنِهِ مُفَسِّراً لِلِاثْنَيْن و هو مُمْتَنِعٌ لِمَا فِيهِ من الإِبْهَامِ و لأنَّ الواحِدَ لا يكونُ له أقلُّ أو أكثرُ إِلَّا أَنْ يُقَالَ بالمذهب الكُوفىّ و هو إيقَاعُ أو موقِعَ الوَاوِ.
[أمس]
أَمْسِ: اسمٌ عَلَمٌ عَلَى اليَوْمِ الذِى قَبْلَ يَوْمِكَ و يُسْتَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهُ مَجَازاً و هو مَبْنِىٌّ عَلَى الكسْرِ و بنُو تَمِيم تُعْرِبُهُ إِعْرَابَ ما لا يَنْصَرِفُ فتقُولُ ذَهَب أَمْسُ بِمَا فِيه بالرَّفْعِ قال الشاعر:
لقد رأيت عَجَباً مذ أمسا عجائزاً مثل السعالى خمسا «1»
[أمل]
أملْتُهُ: أَملًا مِنْ بابِ طَلَب تَرَقَّبْتُه و أكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ الأَملُ فِيما يُسْتَبْعَدُ حصولُه قال زهير «2»:
أرجُو و آمُل أن تدنو مودّتها
و مَنْ عَزم عَلَى السَّفَرِ إلَى بَلَدٍ بَعيدٍ يقول (أَمَلْتُ) الوصُول و لا يَقُولُ طَمِعْتُ إِلَّا إِذا قَرُبَ مِنْها فإِنَّ الطَّمَعَ لا يَكُونُ إِلّا فِيمَا قَرُبَ حصُولُه و الرجاءُ بين الأَمَلِ و الطَّمَعِ فَإنَّ الرَّاجِىَ قَدْ يَخَافُ أَنْ لَا يَحْصُلَ مَأْمُولُهُ و لهذا يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الخَوْفِ فَإِذَا قَوِىَ الخوفُ اسْتُعْمِلَ اسْتِعْمَالَ الأَمَلِ و عَلَيْه بَيتُ زهيرٍ «3» و إِلَّا اسْتُعْمِلَ بِمَعْنَى الطَّمَعِ فأنا (آمِلٌ) و هو (مَأْمُولٌ) عَلَى فَاعِلٍ و مَفْعُولٍ و (أمَّلْتُهُ) (تَأْمِيلًا) مُبَالَغَةً و تَكْثِيراً و هو أكْثَرُ مِنِ اسْتِعْمَالِ المُخَفَّفِ و يُقَالُ لِمَا فِى الْقَلْبِ مِمَّا
__________________________________________________
(1) هذا البيت مِن شواهد سيبويه- و هو من الخمسين بيتاً التى استشهد بها سيبويه المجهولة القائل.
(2) الصواب. كعب بن زهير. و عجز البيت.
و ما إخال لدينا منكِ تنويل
و هو من قصيدة- بانت سعاد- التى مدح بها سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
(3) بيت كعب بن زهير.
22
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أمل ص 22
يَنَالُ من الخيرِ (أَمَلٌ) و من الْخَوْفِ (إيجَاسٌ) و لِمَا لا يكونُ لِصَاحِبِه و لا عَلَيْهِ (خَطْرٌ) و من الشَّرِّ و ما لَا خَيْرَ فيه (وسْوَاسٌ) و (تأمَّلْت) الشَّىْءَ إِذَا تدبَّرتَهُ و هو إِعادَتُك النَّظَرَ فيهِ مرَّةً بَعْدَ أُخْرَى حتى تَعْرِفَهُ.
[أمم]
أَمَّهُ: أَمَّا من بَابِ قَتَلَ قَصَدَهُ و (أَمَّمَهُ) و (تَأَمَّمَهُ) أيضاً قَصَدَهُ و (أَمَّهُ) وَ (أَمَّ) بِهِ (إِمَامَةً) صَلَّى بِه إِمَاماً و (أَمَّهُ) شَجَّهُ و الاسم (آمَّةٌ) بالمَدِّ اسمُ فاعِلٍ و بَعْضُ العَرَبِ يَقُولُ (مَأْمُومَةٌ) لأَنَّ فيها مَعْنَى المَفْعُولِيَّةِ فِى الْأَصْلِ و جَمْعُ الأُولى (أَوَامُّ) مثلُ دَابَّةٍ و دَوَابَّ و جَمْعُ الثَّانِيةِ عَلَى لَفْظِهَا (مَأْمُومَاتٌ) و هى التِى تَصِل إلى أُمِّ الدِّماغِ و هى أَشَدُّ الشِّجَاجِ قال ابنُ السِّكِّيتِ و صَاحِبُها يَصْعَقُ لصَوْتِ الرَّعْدِ و لِرُغَاءِ الإِبلِ و لَا يُطِيقُ البُرُوزَ فى الشَّمْسِ وَ قَال ابنُ الأَعْرَابِيِّ فى شَرْحِ دِيوَانِ عَدِىِّ ابن زيدٍ العِبَادِىِّ (الأَمَّةُ) بالفتح الشَّجَّةُ أى مَقْصُوراً و (الإِمَّةُ) بالكَسْرِ النِّعْمَةُ و (الأُمَّةُ) بالضَّمِّ العَامَّةُ و الجمعُ فيها جميعاً (أُمَمٌ) لَا غَيرُ و على هذا فَيكُونُ إِمَّا لغةً و إمَّا مَقْصُورَةً مِنَ المَمْدُودَةِ و صاحِبُهَا (مَأْمُومٌ) و (أَمِيمٌ) و (أُمُّ الدِّمَاغِ) الجلْدَةُ التى تَجْمَعُهُ و (أُمُّ الشيءِ) أَصْلُهُ و (الأُمُّ) الوَالِدَةُ و قِيلَ أَصْلُها (أُمَّهَةٌ) و لهذا تُجْمَعُ على (أُمَّهَاتٍ) و أُجِيبَ بِزيَادَةِ الهَاءِ و أَنَّ الأصلَ (أُمَّاتٌ) قالَ ابنُ جِنِّى دَعْوَى الزّيادَةِ أَسْهَلُ مِنْ دَعْوَى الحَذْفِ و كَثُر فى النَّاسِ (أُمَّهَاتٌ) و فى غيرِ النَّاسِ (أُمَّاتٌ) للفَرْقِ وَ الوجْهُ ما أَوْرَدَهُ فى الْبارِعِ أَنَّ فيها أَرْبَعَ لُغَاتٍ (أُمٌّ) بضمّ الهَمْزَةِ و كَسْرِها و (أُمَّةٌ) و (أُمَّهَةٌ) (فالأُمَّهَاتُ) و (الأُمَّاتُ) لُغَتَانِ لَيْسَتْ إِحْدَاهُمَا أَصْلًا للْأُخْرَى وَ لَا حَاجَةَ إِلَى دَعْوَى حَذْفٍ و لَا زِيَادَةٍ و (أُمُّ الكتابِ) اللوحُ المحفُوظُ و يُطْلَقُ عَلَى الفَاتِحَةِ (أمُّ الكِتَاب) و (أمُّ القرآنِ) و (الأُمَّةُ) أَتْبَاعُ النبىِّ و الجمعُ (أُمَمٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و تُطْلَقُ (الأُمَّةُ) على عَالِمِ دَهْرِه الْمُنْفَرِدِ بِعِلْمِهِ و (الأُمِّيُّ) فى كَلَامِ الْعَرَبِ الّذِى لا يُحْسِنُ الكِتَابَةَ فَقِيلَ نِسْبَةٌ إِلى (الأُمِّ) لِأنَّ الكِتَابَةَ مُكْتَسَبَةٌ فهُوَ عَلى مَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الجَهْل بِالْكِتَابَةِ و قِيلَ نِسْبَةٌ إِلَى أُمَّةِ الْعَرَبِ لأنّهُ كَانَ أكْثَرُهُمْ أُمِّيِينَ و (الإِمَامُ) الخليفةُ و (الإِمَامُ) العَالِمُ المُقْتَدَى بِهِ و (الإِمَامُ) من يُؤْتَمُّ بِهِ فى الصَّلَاةِ و يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ و الأُنْثَى قالَ بعْضهُمْ و رُبَّما أُنِّثَ (إِمَامُ) الصَّلَاةِ بالْهَاءِ فَقِيلَ امْرَأَةٌ (إِمَامَةٌ) و قَالَ بَعْضهُمْ الهاءُ فِيهَا خَطَأٌ و الصَّوَابُ حَذْفُها لِأَنَّ (الإِمَامَ) اسمٌ لَا صِفَةٌ و يَقْرُبُ مِنْ هذا ما حَكَاهُ ابنُ السِّكّيتِ فى كِتَابِ المَقْصُور و الْمَمْدُودِ تَقُولُ الْعَرَبُ عَامِلنَا امْرَأَةٌ و أَمِيرنا امْرَأَةٌ و فُلَانَةٌ وَصِىُّ فُلَانٍ و فُلَانَةٌ وَكِيلُ فُلَانٍ قَالَ و إِنّمَا ذُكِّرَ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُونُ فى الرِّجَالِ أكْثَرَ مِمَّا يَكُونُ فى النِّسَاءِ فَلَمَّا احْتَاجُوا إِليْهِ فِى النِّسَاء
23
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أمم ص 23
أَجْرَوْه عَلَى الْأَكْثَرِ فى مَوْضِعِهِ و أنْتَ قَائِلٌ مُؤَذِّنُ بَنِى فُلَانٍ امْرَأَةٌ و فُلَانَةٌ شَاهِدٌ بكذا لأَنَّ هذا يَكْثُرُ فى الرِّجالِ و يَقِلُّ فى النِّسَاءِ و قَالَ تَعَالَى «إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ».
فَذَكَّر نذيراً و هو لِإِحْدَى ثمَّ قَالَ وَ لَيْسَ بِخَطَأٍ أَنْ تَقُولَ وَصِيَّةٌ و وَكِيلَةٌ بالتَّأْنِيثِ لِأَنَّهَا صِفَةُ المرأَةِ إِذَا كَانَ لها فِيهِ حَظٌّ و على هذا فلا يَمْتَنِعُ أن يُقَالَ امرأةٌ إِمَامَةٌ لأنَّ فى الإِمَامِ مَعْنَى الصِّفَةِ و جمعُ الإمَامِ (أَئِمَّةٌ) و الأصلُ أَأْمِمَةٌ وِزَانُ أَمْثِلَةٍ فأُدْغِمَتِ الميمُ فِى الْمِيمِ بَعْدَ نَقْلِ حَرَكَتِها إِلَى الهمْزَةِ فَمِنَ القُرَّاءِ من يُبْقى الهمْزَةَ مُحَقَّقَةٌ عَلَى الأَصْلِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يُسَهِّلُهَا على القِيَاسِ بيْنَ بَيْنَ و بعْضُ النُّحاةِ يُبْدِلِهُا ياءً للتَّخْفِيفِ و بَعْضُهُمْ يَعُدُّه لَحْناً و يَقُولُ لا وَجْهَ لَهُ فى القِيَاسِ و (أْتَمَّ) به اقْتَدَى بِه و اسمُ الفاعِلِ (مُؤْتَمٌّ) و اسْمُ المفْعُولِ (مُؤْتَمٌّ بِهِ) فالصِّلَةُ فَارِقَةٌ و تُكْرَهُ إِمَامَةُ الفَاسِق أَى تَقَدُّمُه إمَاماً و (أَمَامُ) الشّىءِ بالفَتْحِ مُسْتَقْبَلُه و هو ظَرْفٌ و لهذا يُذَكَّرُ و قد يُؤَنَّثُ على مَعْنَى الجِهَةِ و لفظُ الزجَّاجِ و اخْتَلَفُوا فى تَذْكِيرِ (الأَمَامِ) و تَأْنِيثهِ.
[أم]
و أَمْ: تكون مُتَّصِلَةً و مُنْفَصِلَةً فالمُنْفَصِلَةُ بِمَعْنَى بَلْ و الهمْزَةِ جَمِيعاً و يكونُ ما بَعْدَها خَبَراً و اسْتِفْهَاماً مِثَالُها فى الْخَبَرِ «إنها لَإِبِلٌ أَمْ شاءٌ» و فِى الاسْتِفْهَامِ هل زيدٌ قائمٌ أَمْ عمرٌو و تُسَمَّى مُنْقَطِعَةً لِانْقِطَاعِ مَا بَعْدَها عمَّا قَبْلَها و اسْتِقْلَالِ كُلِّ وَاحِدٍ كَلَاماً تامَّا و المُتَّصِلَةُ يَلزَمُها هَمْزَةُ الاسْتِفْهَام و هِىَ بمعْنَى أَيِّهِمَا و لِهَذا كَانَ مَا بَعْدَها و مَا قَبْلَها كَلَاماً واحداً و لا تُسْتَعْمَلُ فى الأَمْرِ و النَّهْىِ و يَجِبُ أنْ يُعَادِلَ مَا بَعْدَها مَا قَبْلَها فى الاسْمِيَّةِ و الفِعْلِيَّةِ فإِنْ كان الأوّلُ اسماً أو فِعْلًا كان الثَّانِى مِثْلَه نحُو أ زيدٌ قائمٌ أَمْ قاعدٌ و أَ قَامَ زيدٌ أَمْ قَعَدَ لأنَّهَا لِطَلَبِ تَعْيِينِ أحَدِ الأمْرَينِ و لا يُسْأَلُ بِهَا إِلَّا بعد ثُبُوتِ أحَدِهِمَا و لا يُجَابُ إِلَّا بالتَّعْيِين لِأَنَّ الْمُتَكَلِّم يَدَّعِى حُدُوثَ أَحَدِهِما و يَسْأَلُ عنْ تَعْيينِهِ.
[أمن]
أمِنَ: زيدٌ الأَسَدَ (أَمْناً) و (أَمِنَ) منه مثلُ سَلِم مِنْه وَزْناً و مَعْنًى و الأصلُ أن يُسْتَعْمَلَ فى سُكُونِ القَلْبِ يَتَعَدَّى بنفْسِهِ و بالحرْفِ و يُعَدَّى إِلَى ثانٍ بالهمْزَةِ فَيقَالُ (آمَنْتُهُ) مِنْه و (أَمِنْتُه) عليه بالكسْرِ و (أْتَمَنْتُهُ) عليه فهو (أَمِينٌ) و (أَمِنَ) البَلَدُ اطْمَأَنَّ به أَهْلُه فهو (آمِنٌ) و (أَمِينٌ) و هو (مأمُونُ) الغَائِلَةِ أى لَيْسَ له غَوْرٌ و لا مَكْرٌ يُخْشى و (آمنْتُ) الأسيرَ بالمدّ أعطيتُه الأَمَانَ فأَمِنَ هو بالكَسْرِ و (آمنْتُ) باللّه (إِيمَاناً) أَسْلَمْتُ له و (أَمِنَ) بالكسر (أَمَانَةً) فهو (أَمِينٌ) ثم اسْتُعْمِلَ الْمَصْدَرُ فى الأعْيَان مَجَازاً فقيل الْوَدِيعَةُ أَمَانَةٌ و نَحْوُه و الجمعُ (أَمَانَاتٌ) و (أَمينُ) بالقصر فِى لُغَةِ الحِجَازِ و بالْمَدِّ فى لُغَةِ بَنِى عَامِرٍ و الْمَدُّ إِشْبَاعٌ بدَلِيلِ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ فى العَرَبِيَّةِ كَلِمَةٌ على فَاعِيلٍ و مَعْنَاه اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ و قَال
24
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أمن ص 24
أَبُو حَاتِمٍ مَعْنَاهُ كَذلِكَ يَكُونُ و
عَنِ الحَسَنِ البَصْرِىِّ أَنَّه اسمٌ من أَسْمَاءِ اللّهِ تَعَالَى.
و الْمَوْجُودُ فى مَشَاهِيرِ الأُصُول الْمُعْتَمَدةِ أَنَّ التَّشْدِيدَ خَطَأَ و قال بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ المتَّشْدِيدُ لُغَةٌ و هُوَ وَهَمٌ قَدِيمٌ و ذلك أَنَّ أبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ ابن يَحْيى قال و (آمِينُ) مثالُ عَاصِينَ لُغَةٌ فتوَهَّم أَنَّ المُرَادَ صِيغَةُ الْجَمْعِ لأَنَّهُ قَابَلَهُ بالْجَمْعِ و هو مَرْدُودٌ بقَوْلِ ابنِ جِنّى و غَيْرهِ أَنَّ المُرَادُ مُوَازَنَةُ اللَّفْظِ لَا غَيْرُ قال ابنُ جِنّىِ و ليسَ المُرَادُ حقيقة الْجَمْعِ و يُؤَيِّدُهُ قولُ صَاحِبِ التَّمْثِيلِ فى الفَصِيحِ و التَّشْديدُ خَطَأَ ثمَّ الْمَعْنَى غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ على التَّشْدِيدِ لأن التَّقْدِيرَ و لا الضَّالِّينَ قَاصِدِينَ إِليكَ و هذَا لا يَرْتَبِطُ بما قَبْلَهُ فافْهَمْه و (أَمَّنْتُ) على الدعاء (تَأْمِيناً) قلت عِنْدَه (آمِينْ) و (اسْتَأْمَنَهُ) طَلَبَ مِنْه الأَمَانَ و (اسْتَأْمَنَ) إليه دَخَل فى أَمَانِهِ.
[أمو]
الأَمَةُ: محذوفةُ اللّامِ و هى وَاوٌ و الأصلُ أَمَوَةٌ و لهذا تُرَدُّ فى التَّصْغِيرِ فيُقَالُ (أُمَيَّةٌ) و الأصلُ أُمَيْوَةٌ و بالمُصَغَّرِ سُمِّىَ الرجُلُ و التَّثْنِيَةُ (أَمَتَانِ) على لُغَةِ المُفْرَدِ و الْجَمعُ (آمٍ) وِزَانُ قَاضٍ و (إِمَاءٌ) وِزَانُ كِتَابٍ وَ (إِمْوَانٌ) وَزِانُ إسْلَامٍ و قد تُجْمَعُ (أَمَوَاتٍ) مِثالُ سَنَواتٍ و النِّسْبَةُ إِلَى (أُمَيَّةَ) أُمَوِىٌّ بِضمِّ الهَمْزةِ على الْقِيَاسِ و بِفَتْحِهَا على غيرِ القِيَاسِ و هو الأَشْهَرُ عندَهُمْ و (تَأَمَّيْتَ) (أَمَةً) اتخذتُها و (تَأَمَّتْ) هِىَ.
[أنث]
الأُنْثَى: فُعْلَى و جَمْعُها إِنَاثٌ مثلُ كِتَابٍ و ربَّمَا قِيلَ (الأَنَاثِيُّ) و التأْنِيثُ خِلَافُ التَّذْكِيرِ يُقَالُ (أَنَّثَ) الاسْمَ (تَأْنِيثاً) إذا الْحَقْتَ بِهِ أَوْ بِمُتَعَلَّقِهِ عَلَامَةَ التَّأْنِيثِ قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ و إِذَا كَانَ الاسْمُ مؤنَّثاً و لم يَكُنْ فيه هَاءُ تَأْنِيثٍ جَازَ تَذْكِيرُ فِعْلِهِ قال الشاعر: «1»
و لا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَها
فَذَكَّرَ أَبْقَلَ و هو فِعْلُ الأَرْضِ لَمَّا لَمْ يَكُنْ فيها لَفْظُ التأنِيثِ و يَلْزَمُه عَلَى هذا أن يُقَالَ إِنَّ الشَّمْسَ طَلَعَ و هو غَيْرُ مَشْهُورٍ و البيتُ مُؤَوَّلٌ محمولٌ عَلَى حَذْفِ العَلَامَةِ لِلضرُورَةِ و (الأُنْثَيانِ) الخُصْيَتَانِ.
[أنس]
أَنِسْتُ أَنَسْتُ: به (أَنْساً) من باب علم و فى لغة من باب ضرب و (الأُنْسُ) بالضم اسمٌ منه و (الأَنَسُ) بفتحتَينِ جَمَاعةٌ من النَّاسِ و سُمِّىَ به و بمُصَغَّرِه و (الأَنِيسُ) الذى يُسْتَأْنَسُ به و (اسْتَأْنَسْتُ) به و (تَأَنَّسْتُ) به إِذا سَكَن إليه القَلْبُ و لم يَنْفِرْ و (آنَسْتُ) الشيء بِالْمَدِّ عَلِمْتُه و (آنَسْتُهُ) أبْصَرْتُهُ
__________________________________________________
(1) عامر بن جُوَينٍ الطائى- و صدر البيت- فلا مُزْنةٌ وَدَقَتْ وَدْقَهَا- و هو من شواهد سيبويه و اعلم أن سيبويه يجيز حذف التاء فى مثل هذا فى الشعر فقط- و هو ما عليه الجمهور قال سيبويه ح 1 ص 239- و قد يجوز فى الشعر موعظة جاءنا- .. ثم ذكر الشواهد الشعرية و منها هذا البيت قال الأعلم- عن البيت- و يروى أبْقَلَتِ أبْقالَهَا بتخفيف الهمزة- لا ضرورة فيه على هذا.
25
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أنس ص 25
و (الإنْسُ) خِلافُ الجِنِّ و (الإِنْسِيُّ) مِنَ الحَيْوَانِ الجانبُ الأَيْسَرُ و سَيَأْتي تمَامُه فى الوَحْشِىِّ و (إِنْسِيُّ) القَوْسِ ما أَقْبَلَ عَلَيْك مِنْها و (الإِنْسَانُ) من النَّاسِ اسمُ جِنْسٍ يقعُ على الذَّكَرِ و الأُنْثى و الْوَاحِدِ و الْجَمْعِ و اخْتُلِفَ فى اشْتِقَاقِه مَعَ اتِّفاقِهم على زِيادَةِ النُّونِ الأخِيرَةِ فقَالَ البَصْريُّونَ مِنَ الأَنْسِ فالهَمْزَةُ أصلٌ و وزنه فِعْلَانٌ و قال الكُوفيُّونَ مُشْتَقٌّ من النِّسْيَانِ فالهمزةُ زائدةٌ و وزْنُهُ إِفْعَانٌ على النَّقْصِ و الأَصْلُ إِنْسيَانٌ على إِفْعِلَانٍ و لهذَا يُرَدُّ إلى أصْلِهِ فى التَّصْغِيرِ فيُقَالُ (أُنَيْسِيَانٌ) و (إِنْسَانُ) العينِ حَدَقَتُها و الجمعُ فِيهِمَا (أنَاسِيُّ) و (الأُنَاسُ) قيل فُعَالٌ بِضَمِّ الفَاء مُشْتَقٌّ مِنَ الأنْسِ لكن يجوزُ حذْفُ الهمْزَةِ تَخْفِيفاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فَيبْقَى النَّاسَ و عنِ الكِسَائِىِّ أن (الأُنَاسَ) و (النَّاسَ) لُغتَانِ بِمَعْنًى واحدٍ و ليس أحدُهما مُشْتَقًّا من الآخَرِ و هو الوَجْهُ لأنهما مَادَّتَانِ مُخْتَلِفَتان فى الاشْتِقَاقِ كما سَيَأْتِي فى (نوس) وَ الحَذْفُ تَغْيِيرٌ و هو خِلافُ الأَصْلِ.
[أنف]
أنِفَ: مِنَ الشيءِ (أنَفاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و الاسمُ (الأَنَفَةُ) مِثْلُ قَصَبَةٍ أى (استَنْكَفَ) وَ هو الاسْتِكْبَارُ و (أَنِفَ) منه تَنَزَّهَ عنْهُ قال أبُو زَيْدٍ (أَنِفْتُ) مِنْ قَوْلِهِ أَشَدَّ الأَنَفِ إِذَا كَرِهْتُ مَا قَالَ و (الْأَنْفُ) المَعْطِسُ و الجَمْعُ (آنَافٌ) على أَفْعَالٍ و (أُنوفٌ) و (آنُفٌ) مثلُ فُلوسٍ و أَفلُسٍ و (أَنْفُ) الجَبَلِ ما خَرَجَ منهُ و رَوْضَةٌ (أُنُفٌ) بضَمَّتَين أَىْ جَدِيدَةُ النَّبْتِ لَمْ تُرْعَ وَ (اسْتَأْنَفْتُ) الشيءَ أخذتُ فيه و ابْتَدَأْتُه و (أْتَنَفْتُهُ) كذلك
[أنق]
أَنِقَ: الشيءُ (أَنَقاً) من بابِ تَعِبَ راعَ حُسْنُه و أَعْجَبَ و (أَنِقْتُ) بِهِ أُعْجِبْتُ و يَتَعَدَّى بالْهَمزَةِ فيقالُ (آنَقَنِي) و شيءٌ (أَنِيقٌ) مثلُ عَجِيبٍ وزناً و معنًى و (تَأَنَّقَ) فى عَمَلِه أحْكَمَهُ.
[أنك]
الآنُك: وِزَانُ أفلُسٍ هو الرَّصَاصُ الخَالِصُ و يقال الرَّصَاصُ الأَسْوَدُ و منْهُمْ مَنْ يَقُولُ (الآنُكُ) فَاعُلٌ قال و ليس فى العربيِّ فَاعُلٌ بضَمّ العَيْنِ و أَمَّا الآنُكُ و الآجُرُ فِيمَنْ خَفَّفَ و آمُلُ «1» و كابُلُ فأَعْجَمِيَّاتٌ.
[أنم]
الأَنَامُ: الجِنُّ و الإنْسُ و قيل (الأَنَامُ) ما عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ.
[أنن]
أَنَّ: الرجُلُ (يَئِنُّ) بالكَسْرِ (أَنِيناً) و (أُنَاناً) بالضم صَوَّتَ فالذكَرُ (آنٌّ) على فَاعِلٍ و الأُنْثَى (آنَّةً) و تقولُ لَبَّيْكَ إنَّ الْحَمْدَ لَكَ بكسر الهَمْزَةِ على مَعْنَى الاسْتِئْنَافِ و رُبَّمَا فُتِحَتْ على تَأْوِيلِ بأَنَّ الْحمدَ. وإنَّما: قِيلَ تَقْتَضِى الحَصْرَ قال الجَوْهَرِىُّ إذا زِدْتَ (مَا) على (إِنّ) صَارَتْ للتَّعْيينِ كَقوْلِهِ تعالى «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ» لأَنَّهُ يُوجبُ
__________________________________________________
(1) فى القاموس: آمَلُ كانُّكِ بَلَدٌ بطَبرِسْتَانَ منه الإمامُ محمدُ بنُ جَرِيرٍ الطبرِىُّ.
26
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أنن ص 26
إثَباتَ الحُكْم لِلْمَذْكُورِ و نَفْيَهُ عَمَّا عَدَاهُ و قِيلَ ظَاهِرَةٌ فى الحَصْرِ مُحْتَمِلَةٌ لِلتَّأْكِيدِ نحو إِنَّمَا زيدٌ قَائِمٌ و قيلَ ظَاهِرةٌ فى التأكِيدِ مُحْتَمِلَةٌ لِلْحَصْرِ قال الآمِدِىُّ لَوْ كَانَتْ لِلْحَصْرِ كان مَجِيئُها لِغَيْرِهِ على خِلَافِ الأَصْلِ و يُجَابُ عن قَوْلِهِ بِأَنْ يُقَالَ لو كَانَتْ للتَّأْكِيدِ كانَ مَجِيئُها لغَيْرِهِ على خِلَافِ الأَصْلِ و الظَّاهِرُ أَنَّها مُحْتَمِلَةٌ لِمَا تقدّم فتُحْمَلُ على مَا يَلِيقُ بالْمَقَامِ.
و أما (إِنْ) بالسكون فتَكُونُ حرفَ شَرْطٍ و هو تَعْلِيقُ أَمْرٍ على أَمْرٍ نحوُ إِن قمتَ قمْتُ و لا يُعلّقُ بِها إلَّا ما يُحْتَمَلُ وُقُوعُه و لا تَقْتَضِى الفَوْرَ بَلْ تُسْتَعْمَلُ فى الفَوْرِ و التَّرَاخِى مُثْبَتاً كان الشَّرْطُ أو مَنْفِيًّا فقَوْلُه إِنْ دَخَلْتِ الدارَ أو إِنْ لَمْ تَدْخُلى الدارَ فأنت طالِقٌ يَعُمُّ الزَّمَانَيْنِ قال الأزهَرِىُّ و سُئِلَ ثَعْلَبٌ لَوْ قَالَ لِامْرأَتِهِ إِنْ دَخَلْتِ الدَّارَ إِنْ كَلَّمْتِ زيداً فَأنْتِ طَالِقٌ مَتَى تَطْلُقُ فَقَال إِذَا فَعَلَتُهُمَا جميعاً لِأَنَّهُ أَتَى بِشَرْطَيْنِ فَقِيلَ لَهُ لَوْ قَالَ أنتِ طالقٌ إِنِ احْمَرَّ البُسْرُ فقَالَ هذِه الْمَسْأَلَةُ مُحَالٌ لأنَّ البُسْرَ لَا بُدَّ أن يَحْمَرَّ فالشَّرْطُ فَاسِدٌ فقِيلَ لَهُ لو قَالَ إِذَا احْمَرَّ البُسْرُ فَقَالَ تَطْلُق إِذَا احْمَرَّ لأَنَّه شَرْطٌ صَحِيحٌ ففرَّقَ بينَ (إنْ) و بينَ (إِذَا) فَجَعَلَ (إنْ) لِلْمُمْكِنِ و (إِذَا) للْمُحَقَّقِ فيُقَالُ إِذَا جَاءَ رَأْسُ الشَّهْرِ و إنْ جَاء زيدٌ وَ قَدْ تَتَجَرَّدُ عَنْ مَعْنَى الشَّرْطِ فَتَكُونُ بمَعْنَى لَوْ نحوُ صَلِّ و إنْ عَجَزْتَ عَنِ القِيَامِ و مَعْنَى الْكَلَامِ حِينَئِذٍ الحاقُ المَلْفُوظِ بالْمَسْكُوتِ عَنْهُ فى الحُكْم أى صَلِّ سواءً قَدَرْت عَلَى القِيَامِ أم عَجَزْتَ عنه و منه يُقَالُ أَكْرِمْ زيداً و إِنْ قَعَدَ فالواوُ للحَالِ و التَّقْدِيرُ وَ لَوْ فِى حَالِ قُعُودهِ و فيه نَصٌّ على إدْخَالِ المَلْفُوظِ بَعْدَ الواوِ تحتَ ما يَقْتَضِيه اللَّفْظُ مِنَ الإِطْلَاقِ و الْعُمُومِ إِذْ لَوِ اقْتَصَرَ على قَوْلِهِ أكْرِمْ زيداً لَكَانَ مُطْلَقاً و المُطْلَقُ جَائِزُ التَّقْيِيدِ فَيَحْتَمِلُ دُخُولَ ما بَعْدَ الواو تحتَ العُمُومِ و يَحْتَمِلُ خُرُوجَه عَلَى إرادة التَّخْصِيصِ فَيَتَعَيَّنُ الدُّخُولُ بالنَّصِّ عَلَيْهِ و يَزُولُ الاحْتِمَالُ و معْنَاهُ أَكْرِمْهُ سَوَاء قَعَدَ أو لا و يَبْقَى الفِعْلُ على عُمُومِهِ و تَمْتَنِعُ إرادَةُ التَّخْصِيصِ حِينَئِذٍ قال المَرْزُوقِىُّ فِى شَرْحِ الحَمَاسَةِ و قدْ يَكُونُ فى الشَّرْطِ معنَى الحَالِ كما يَكُونُ فى الْحَالِ مَعْنَى الشَّرْطِ قال الشاعرُ:
عَاوِدْ هَرَاةَ و إِنْ مَعْمُورُها خَرِبَا «1»
فَفِى الوَاوِ مَعْنَى الحَالِ أى و لوْ فِى حَالِ خَرَابِهَا و مثالُ الحَالِ يَتَضَمَّنُ مَعْنَى الشَّرْطِ لَأَفْعَلَنَّهُ كَائِناً مَا كَانَ و المعْنَى إِنْ كَانَ هذا و إِنْ كَانَ غَيْرُه و تَكُونُ لِلتَّجَاهُلِ كقَوْلِكَ لِمَنْ سَأَلَكَ هل وَلَدُكَ فى الدَّارِ و أَنت عَالِمٌ بِهِ إِنْ كانَ فى الدار أَعْلَمْتُكَ بِهِ و تَكُونُ لتَنْزِيلِ العَالِمِ مَنْزِلَةَ الجَاهِلِ تَحْرِيضاً عَلَى الْفِعْلِ أو دَوَامِهِ
__________________________________________________
(1) هذا الشطر من شواهد سيبويه ج 1 ص 457.
27
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أنن ص 26
كقَوْلِكَ إِن كُنْتَ ابْنِى فَأَطِعْنِى و كَأَنَّكَ قُلْتَ أنت تَعْلَمُ أَنَّكَ ابْنِى و يَجِبُ عَلَى الابْنِ طَاعةُ الأَبِ و أَنْتَ غيرُ مُطيعٍ فافْعَلْ ما تُؤْمَرُ بِهِ.
[أني]
أَنَّى: اسْتِفْهَامٌ عن الجِهَةِ تَقُولُ أَنَّى يَكُونُ هذا أى مِنْ أىِّ وَجْهٍ و طَرِيقٍ (الْآنَاءُ) على أَفْعَالٍ هى الْأوْقَاتُ و فى وَاحِدِهَا لُغَتَانِ .. إِنًى: بِكَسْرِ الهَمْزَةِ و القَصْرِ و (إِنْيٌ) وِزَانُ حِمْلٍ وَ (تَأَنَّى) فى الْأَمْرِ تَمَكَّثَ و لم يَعْجَلْ و الاسْمُ منه (أَنَاةٌ) وِزَانُ حَصَاةٍ و (الإنَاءُ) و (الآنيةُ) الوِعَاءُ و الأوْعِيةُ وزناً و معنًى و (الأَوَانِي) جمعُ الْجَمْع و (الإنَى) بالكسر مَقْصُوراً الإِدْرَاكُ و النُّضْجُ و (أَنَى) الشيءُ أَنْياً من بابِ رَمَى دَنَا و قَرُبَ و حَضَر و (أَنَى) لك أن تَفْعَلَ كذا و المعْنَى هذَا وَقْتُهُ فبَادِرْ إِلَيْه قَالَ تَعَالَى «أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ»
وَ قَدْ قالوا (آنَ) لَكَ أن تَفْعَلَ كذا (أَيْناً) من بَابِ بَاعَ بِمَعْنَاهُ و هو مَقْلُوبٌ مِنْه و (آنَيْتُهُ) بالمدّ أخَّرْتُه و الاسمُ (الأَنَاءُ) وِزانُ سَلَامٍ.
[أهب]
الإِهَابُ: الجِلْدُ قَبْلَ أن يُدْبَغ و بَعْضُهُم يقولُ (الإهَابُ) الجِلْدُ و هذا الإِطْلَاقُ محمولٌ عَلَى ما قيَّدَهُ الْأَكْثَرُ فَإِنَّ قَوْلَه عليهِ الصلاةُ و السلامُ «أيُّما إهَابٍ دُبِغَ».
يَدُلُّ عليه و الجَمْعُ (أُهُبٌ) بِضَمَّتَيْنِ على القِيَاسِ مثلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ و بفتحتَيْنِ على غيرِ قِياسٍ قال بعضُهم و ليسَ فى كَلَامِ الْعَرَبِ فِعالٌ يجمع على فَعَلٍ بفتحتين إلا (إهابٌ) و (أَهَبٌ) و عِمَادٌ و عَمَدٌ و رُبَّمَا استعير الإِهَابُ لِجِلْدِ الإِنْسَانِ و (تَأَهَّبَ) للسفَرِ اسْتَعَدَّ لَهُ و (الأُهْبَةُ) العُدَّةُ و الْجَمْعُ (أُهَبٌ) مثلُ غُرْفَةٍ وَ غَرَفٍ.
[أهل]
أَهَلَ: المكان أُهُولًا من بابِ قَعَد عَمَرَ بأهْلِه فهو (آهِلٌ) و قَرْيَةٌ (آهِلَةٌ) عَامِرَةٌ و (أَهَلْتُ) بالشَّىءِ أنِسْتُ به و (أَهَلَ) الرَّجُلُ (يأهَل) و (يأهِل) (أُهُولًا) إِذَا تَزَوَّجَ وَ (تأَهَّل) كَذلِكَ و يُطْلَقُ (الأهْلُ) على الزَّوْجَةِ و (الْأَهْلُ) أهلُ البَيْتِ و الأصْلُ فيه القَرَابَةُ و قد أُطْلِقَ على الأَتْبَاعِ و (أَهْلُ) البَلَدِ مَنِ اسْتَوْطَنَهُ و (أهْلُ) العِلْمِ مَنِ اتَّصَفَ به و الجمعُ (الأَهْلُونَ) و رُبَّمَا قِيلَ (الأَهَالِي) و (أهلُ) الثَّنَاءِ و المَجْدِ فى الدُّعَاءِ مَنْصُوبٌ على النِّدَاءِ و يَجُوزُ رَفْعُهُ خَبَرَ مُبْتَدَإِ مَحْذُوفٍ أَىْ أَنْتَ أَهْلٌ و (الأَهْلِيُّ) من الدَّوَابِّ ما أَلِفَ الْمَنَازِلَ و هو (أهْلٌ) للإِكْرَامِ أى مُسْتَحِقٌّ له و قولهم (أهْلًا و سَهْلًا و مَرْحَباً) مَعْناه أَتَيْتَ قوماً أهلًا و مَوْضِعاً سَهْلًا وَاسِعاً فَابْسُطْ نَفْسَك و اسْتَأْنِسْ و لا تَسْتَوْحِشْ و (الإِهَالَةُ) بالكسرِ الوَدَكُ المُذَابُ و (اسْتَأْهَلَها) أكَلَها و يُقَالُ (اسْتَأْهَلَ) بِمعْنَى اسْتَحَقَّ.
[أوب]
آب: من سفره (يَئُوبُ) (أَوْباً) و (مَآباً) رَجَعَ و (الإِيَابُ) اسمٌ منه فهو (آئِبٌ) و (آبَ) إلى اللّهِ تعالى رَجَعَ عن ذَنْبِهِ و تَابَ فهو (أوَّابٌ) مُبَالَغَةً و (آبَتِ) الشمْس
28
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أوب ص 28
رجَعَتْ من مَشْرِقِها فَغَرَبَتْ و (التأوِيبُ) سيرُ الليْلِ و جَاءُوا مِنْ كُلّ (أَوْبٍ) مَعْنَاه من كلِّ مَرْجعٍ أى من كُلِّ فَجٍّ.
[أود]
آده: (يَئُودهُ) (أَوْداً) أثْقَلَهُ (فانآدَ) وِزَانُ انْفَعَلَ أَىْ ثَقُلَ بِهِ و (آدَه) (أوْداً) عَطَفَهُ و حَنَاهُ.
[أوز]
الإِوَزُّ: مَعْرُوفٌ على فِعَلٍّ بكسر الفاءِ و فَتْح العَيْنِ و تشْدِيدِ اللَّامِ الوَاحِدَةُ (إِوَزَّةٌ) و فى لُغَةٍ يُقالُ (وَزٌّ) الواحِدَةُ (وَزَّةٌ) مثلُ تَمْرٍ و تَمْرةٍ و لهذا يُذْكَرُ فى البَابَيْنِ و حُكِىَ فى الْجَمْعِ (إوَزُّونَ) و هو شَاذُّ.
[أوس]
الآسُ: شَجَرٌ عَطِرُ الرائِحَةِ الواحدةُ (آسَةٌ) و (الأَوْسُ) الذئبُ و سُمِّىَ به و بمُصَغَّرِه أيضاً.
[أوف]
الآفَةُ: عَرَضٌ يُفْسِدُ ما يُصِيبُهُ و هى العَاهَةُ و الجمعُ (آفاتٌ) و (إِيفَ) الشيءُ بالبناءِ للمفْعُولِ أصَابَتْه (الآفةُ) و شيءٌ (مَئُوفٌ) وِزَانُ رَسُولٍ و الأصْلُ مَأْوُوفٌ على مَفْعُولٍ لكِنَّه اسْتُعْمِلَ على النَّقْصِ حتى قالُوا لا يُوجَدُ من ذَوَاتِ الواوِ مفْعُولٌ على النَّقْصِ و التَّمَامِ معاً إلا حَرْفَانِ ثَوْبٌ مَصُونٌ و مَصْوُونٌ و مِسْكٌ مَدُوفٌ و مَدْوُوفٌ «1» و هذا هو المشهورُ عن العَرَبِ و منَ الأئِمَّةِ مَنْ طَرَدَ ذلكَ فى جَمِيع البابِ و لم يُقْبَلْ منه «2»
[أول]
آلَ: الشيءُ (يَئُولُ) (أَوَّلًا) وَ (مآلًا) رَجَعَ و (الإِيَالُ) وِزَانُ كِتَابٍ اسمٌ مِنه و قد اسْتُعْمِلَ فى الْمَعَانِي فقِيلَ (آلَ) الأمرُ إِلَى كذا و (المَوْئِلُ) المَرْجعُ وزناً و معنًى و (آلَ) الرَّجُلُ مالَهُ (إِيَالةٌ) بِالْكَسْرِ إِذَا كَانَ من الإِبِل و الغَنَمِ يَصْلُحُ على يَدَيْهِ و (آلَ) رَعِيَّتَهُ سَاسَها و الاسْمُ (الإِيَالَةٌ) بالكسرِ أَيضاً و (الآلُ) أهلُ الشَّخْصِ و هم ذَوُو قَرَابَتِه و قد أُطْلِقَ على أَهْلِ بَيْتِهِ و على الأَتْبَاعِ و أَصْلُهُ عندَ بعض (أَوَلٌ) تحركتِ الواوُ و انْفَتَح ما قَبْلَهَا فقُلِبَتْ أَلِفاً مثلُ قال. قال الْبَطَلْيَوْسِىُّ فى كِتَابِ الاقْتِضَابِ ذَهَبَ الكِسَائِىُّ إِلَى مَنْعِ إِضَافَةِ (آلٍ) إِلَى المُضْمَرِ فَلَا يُقَالُ (آلُهُ) بل أَهْلُهُ و هو أَوَّلُ من قَالَ ذلِكَ و تَبِعَهُ النَّحَّاسُ و الزُّبَيْدِىُّ و ليس بصَحِيحٍ إِذْ لَا قِيَاسَ يَعْضُدُه و لا سَمَاعَ يُؤَيِّدُهُ قال بعْضُهُمْ أصلُ (الآلِ) أَهْلٌ لكِنْ دَخَلَهُ الإِبْدَالُ و استدَلَّ عليهِ بِعَوْدِ الهَاءِ فِى التَّصْغِيرِ فيُقَالُ (أُهَيْلٌ) و (الآلُ) الَّذِى يُشْبِهُ السَّرَابَ يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ
[وأل]
و (الأَوَّلُ) مُفْتَتَحُ العَدَدِ و هو الذى له ثَانٍ و يَكُونُ بمعنى الوَاحِدِ و منه فى صِفَاتِ اللّهِ تعالى هو (الأوّلُ)
__________________________________________________
(1) وَ سمع فرس مقود و مقوود. و مريض معود و معوود قاموس- قاد- عاد.
(2) كثير من النحويين نسب هذا إلى المبرّد- و لكن المبَردَ كلامه صريح فى أن تصحيحَ اسم المفعول من الأجوف الواوى العين الثلاثى إنما يجوز فى الضرورة قال فى المقتضب 1/ 102- فلهذا لم يجز فى الواو ما جاز فى الياء (أى من التصحيح) هذا قول البصريين أجمعين و لست أراه ممتنعاً عند الضرورة- ا ه.
و نقل عنه ابن الشجرىء هذا الرأى.
29
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
وأل ص 29
أى هُوَ الواحِدُ الذى لا ثَانِىَ له و عليه اسْتِعمَالُ المُصَنِّفِينَ فى قَوْلِهِمْ و له شُرُوطٌ (الأوّلُ) كذا لا يُرَادُ به السَّابِقُ الذى يَتَرَتَّبُ عليه شيءٌ بَعْدَه بَلِ المُرَادُ الوَاحِدُ و قَولُ القَائِلِ أوّلُ وَلَدٍ تَلِدُه الأَمَةُ حُرٌّ مَحْمُولٌ على الوَاحِدِ أيْضاً حتى يَتَعَلّقَ الحُكْمُ بالوَلَدِ الذى تَلِدُه سواءٌ ولَدَتْ غَيْرَهُ أم لَا إِذا تَقَرَّرَ أنَّ الأوّلَ بِمعنَى الوَاحِدِ فالمؤنَّثَةُ هى (الأُولَى) بمعْنَى الوَاحِدَةِ أيضاً و منه قولُهُ تعالى «إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى» أى سِوَى المَوْتَةِ التى ذَاقُوها فى الدُّنْيا و ليس بَعْدَها أُخْرَى و قد تَقَدَّمَ فى الآخَرِ أنَّهُ يَكُونَ بِمعْنَى الوَاحِدِ و أَنَّ الأُخْرَى بمعْنَى الوَاحِدَةِ
فقولُه عليه الصَّلَاةُ و السَّلَامُ فِى وُلُوغِ الكَلْب (يُغْسَلُ سَبْعاً) فى رِوَايةٍ (أُولاهُنَّ) و فى رِوَايةٍ (أُخْرَاهُنَّ) و فى رِوَايةٍ (إِحْدَاهُنّ).
الكلُّ ألفاظٌ مُتَرادِفَةٌ على معنًى واحِدٍ و لا حَاجَةَ إِلَى التأْوِيلِ و تَنَبَّهْ لهذه الدَّقِيقةِ و تَخْرِيجِها على كَلَامِ العربِ و اسْتَغْنِ بِها عَمَّا قِيل من التأْوِيلَاتِ فإِنَّها إِذَا عُرِضَتْ على كَلَامِ العَرَبِ لا يَقْبَلُهَا الذَّوْقُ و تُجْمَعُ (الأُولَى) عَلَى (الأُولَيَاتِ) و (الأُوَل) و العشر (الأُوَلُ) و (الْأَوائِلُ) أيضاً لأَنَّه صفةُ اللَّيالِى و هى جَمْعُ مُؤَنَّثٍ و منه قوله تعالى:
«وَ الْفَجْرِ وَ لَيالٍ عَشْرٍ» و قولُ العامَّةِ (العَشْر الأَوَّلُ) بفَتح الهمزَةِ و تشْدِيدِ الوَاوِ خَطَأٌ و أمَّا وَزْنُ أَوَّل فقِيلَ فَوْعَلٌ و أصْلُه وَوْوَلٌ فَقُلِبَتِ الواوُ الأولى هَمْزَةً ثم أُدْغِمَ و لهذا اجْتَرَأَ بَعْضُهم علَى تَأْنِيثِهِ بالهاءِ فَقَال (أَوَّلَةً) و ليسَ التأنيثُ بالمَرْضِىِّ و قال المحقِّقُونَ وزْنُهُ أَفْعَلُ منْ آل يَئُولُ إذا سبَقَ و جَاءَ و لا يَلْزَمُ من السَّابِقِ أن يَلْحَقَهُ شيءٌ و هذا يُؤَيِّدُ ما سَبَقَ من قَوْلِهِم أَوّلُ وَلدٍ تَلِدهُ لِأَنَّه بمعْنَى ابْتِدَاءِ الشَّىءِ وَ جَائِزٌ أن لَا يَكُونَ بَعْدَهُ شيءٌ آخَرُ و تَقُولُ هذا أوّلُ ما كَسَبْتُ و جَائِزٌ أَن لَا يَكُونَ بعْدَه كَسْبٌ آخَرُ و الْمَعْنَى هذا ابْتِدَاءُ كَسْبِى و الأَصْلُ أَأْوَلٌ بِهَمْزَتَيْنِ لكِنْ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ الثانِيَةُ وَاواً و أُدْغِمتْ فِى الوَاوِ قال الجَوْهَرِىُّ أصْلُهُ أَوْأَلُ بهَمْزِ الوَسَطِ لكِنْ قُلِبَتِ الهمزةُ وَاواً لِلتَّخْفِيفِ و أُدْغِمَتْ فى الوَاوِ و الْجَمْعُ (الْأَوَائِلُ) و جَاءَ فى (أَوَائِلِ) القَوْمِ جَمْعَ أَوَّلٍ أى جَاءَ فى الَّذِينَ جَاءُوا أوّلًا و يُجْمَعٌ بالواوِ و النونِ أيضاً و سُمِع (أُوَلٌ) بضمِّ الهَمْزَةِ وَ فَتْحِ الوَاوِ مُخَفَّفَةً مثلُ أكْبَرَ و كُبَرٍ و فى (أَوَّلَ) معنَى التَفْضِيلِ و إِنْ لَمْ يَكُنْ له فِعْلٌ و يُسْتَعْمَلُ كَمَا يُسْتَعْمَلُ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ من كَوْنِهِ صِفَةً لِلْوَاحِدِ و المُثَنَّى و المجمُوعِ بلَفْظٍ وَاحِدٍ قال تعالى «وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ» و قال «وَ لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ» و يقال (الأَوَّلُ) و (أَوَّلُ) القوم و (أَوَّلُ) مِنَ القَوْمِ و لَمَّا اسْتُعْمِلَ اسْتِعْمَالَ أفْعَلِ التفْضِيل انْتَصَبَ عَنْه الحالُ و التمييزُ و قِيلَ أنْتَ (أوّلُ) دُخُولًا و أنتُمَا (أَوَّلُ) دُخُولًا وَ أَنْتم (أَوَّلُ) دُخُولًا و كَذلِكَ فى الْمُؤَنَّثِ (فأَوَّلُ) لا يَنْصَرِفُ لأَنَّه
30
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
وأل ص 29
أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ أو عَلَى زِنَتِهِ قال ابنُ الحَاجِبِ (أَوَّلُ) أَفْعَلُ التفْضِيلِ و لا فِعْلَ له و مثلُه آبَلُ و هو صِفَةٌ لمن أحْسَنَ القِيَامَ على الإِبِلِ قال و هذا مَذْهَبُ البَصْرِيّيِنَ و هو الصَّحِيحُ إذ لوْ كَانَ على فَوْعَلٍ كما ذَهَبَ إليه الكُوفِيونَ لِقيلَ أَوَّلةٌ بالهاءِ و هذا كالتَّصْرِيحِ بامْتِنَاعِ الهاءِ و تقولُ عَامٌ أوّلُ إِنْ جَعَلْتَهُ صفةً لم تَصْرفْه لوَزْن الفِعْل و الصِّفَةِ و إِن لم تَجْعَلْهُ صِفَةٌ صرَفْتَ و جازَ عامُ الأَوَّلِ بالتعريف و الإِضَافةِ و نَقَلَ الجوهَرِىُّ عنِ ابْنِ السِّكِّيتِ مَنْعَها و لا يُقَالُ عامَ أَوَّلَ على التَّرْكِيبِ.
[أون]
الْأَوانُ: الحِينُ بِفَتْحِ الهَمْزَةِ و كَسْرُها لُغَةٌ و الجْمُع (أوِنَةٌ) و (آنَ) فى الأمر (يَئُونُ) (أَوْناً) رفِقَ فيه و (الإِوَانُ) وِزَانُ كِتَابٍ بيتٌ مُؤَزَّجٌ غيرُ مَسْدُودِ الفُرْجَةِ و كُلُّ سِنَادٍ لشيءٍ فهو (إِوَانٌ) له و (الإِيوانُ) بِزِيادَةِ اليَاءِ مثلُه و منه إِيوانُ كِسْرى (و الْآنَ) ظَرْفٌ لِلْوقْتِ الحَاضِرِ الذى أنتَ فيه و لَزِمَ دُخُولُ الألفِ و اللَّامِ و ليس ذلك للتَّعْرِيفِ لِأَنَّ التَّعْرِيفَ تَمْيِيزُ المُشْتَرِكَاتِ و ليسَ لِهَذَا مَا يَشْرَكُهُ فى مَعْنَاه قَالَ ابنُ السَّراجِ ليْسَ هو آنَ و آنَ حتى يَدْخُلَ عليه الأَلِفُ و اللَّامُ للتَّعْرِيفِ بل وُضِعَ مَعَ الْأَلِفِ و اللَّامِ لِلْوَقْتِ الحاضرِ مثلُ الثُّرَيَّا و الذى و نَحْوِ ذلك.
[أوه]
آهِ: مِنْ كذا بالمدِّ و كَسْرِ الهاءِ لالْتِقَاءِ الساكِنَيْنِ كَلِمَةٌ تُقَالُ عنْدَ التَّوَجُّعِ و قد تُقَالُ عِنْدَ الإِشْفَاقِ و (أوْهِ) بسكون الواو و بالكسر كذلِكَ و قَدْ تُشَدَّدُ الوَاوُ و تُفْتَحُ وَ تُسَكَّنُ الهاءُ و قد تُحْذَفُ الهاءُ فَتُكْسَرُ الواوُ و (تأَوَّه) مثلُ تَوَجَّعَ وزناً و مَعْنًى.
[أو]
أوْ: لها مَعَانٍ (الشكُّ) و (الإِبْهَامُ) نحو رأيتُ زيداً أوْ عمراً و الفَرْقُ أنَّ المُتَكَلِّمَ فى الشَّكِّ لا يَعْرِفُ التَّعْيِينَ وَ فِى الإِبْهَام يَعْرِفُه لكِنَّهُ أَبْهَمَهُ على السَّامِعِ لِغَرَضِ الإِيجَازِ أو غَيْرِه و فى هذين القِسْمَين هو غَيْرُ مُعَيَّنٍ عنْد السَّامِعِ و إذا قِيلَ فى السُّؤَالِ أ زيدٌ عندَك أوْ عمرٌو فالجوابُ نَعَمْ إِنْ كَانَ أَحَدُهما عِنْدَه لِأَنَّ (أوْ) سُؤَالٌ عَنِ الوُجُودِ و (أَمْ) سُؤَالٌ عَنِ التَّعْيِينِ فَمَرْتَبَتُهَا بَعْدَ (أَوْ) فَمَا جُهِلَ وُجُودُه فالسُّؤَالُ (بِأَوْ) و الجَوَابُ نَعَمْ أوْلَا و لِلْمَسْئُولِ أَنْ يُجِيبَ بالتَّعْيِينِ و يَكُونُ زيادةً فى الإِيضَاحِ و إذا قيل أ زيدٌ عِنْدَكَ أوْ عَمْرٌو و خَالِدٌ فالسؤالُ عن وُجُودِ زيدٍ وحدَه أوْ عَنْ عَمْرٍو و خَالِدٍ معاً وَ مَا عُلِم وُجُودُه و جُهِلَ عَيْنُه فالسُّؤَالُ بأَمْ نحوُ أزيدٌ أفضلُ أم عَمْرٌو و الجواب زيدٌ إن كان أفْضَلَ أو عَمْرٌو إن كان أَفْضَلَ لأن السَّائِلَ قَدْ عَرَفَ وُجُودَ أحَدِهِمَا مُبْهَماً و سَأَلَ عن تَعْيِينِهِ فَيجِبُ التعيينُ لأَنَّهُ الْمَسْئُولُ عنه و إِذَا قيل أَزَيدٌ أو عمرٌو أَفْضَلُ أم خَالِدٌ فالجوابُ خَالِدٌ إن كَانَ أفْضَلَ أو أحَدُهُما بهذا اللَّفْظِ لأَنهُ إِنَّمَا سأَلَ أَحَدُهُما أَفْضَلُ أم خَالِدٌ و القسْمُ الثَّالِثُ (الإِباحَة)
31
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أو ص 31
نحُو قمْ أو اقعُدْ وَ لَهُ أنْ يَجْمَع بَيْنَهُما و الرّابعُ (التَّخْييرُ) نحُو خُذْ هذا أوْ هذا و ليس لَهُ أن يَجْمَعَ بَيْنَهُما و الخَامِسُ (التَّفْصِيلُ) يُقَالُ كُنتُ آكُلُ اللَّحْمَ أوِ الْعَسَلَ و الْمَعْنَى كُنتُ آكُلُ هذا مرَّةً و هذا مرَّةً قال الشاعرُ:
كأن النُّجُومَ عُيُونُ الكِلَا بِ تَنْهَضُ فى الْأُفْق أوْ تَنْحَدِر
أى بعضُها يَطْلُعُ و بعْضُها يَغِيبُ و مثلُه قولُه تعالى «فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ» أى جَاءَ بأْسُنَا بَعْضَها ليلًا و بعْضَهَا نَهَاراً و كذلكَ «دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً» و المعنى وقتاً كذا و وقتاً كذا و نَقَلَ الفقهاءُ عَن ابنِ جُرَيْجٍ قال رأيتُ قِلَالَ هَجَرَ تسعُ القُلَّةُ قِرْبَتَيْنِ أو قِرْبَتَيْنِ و شَيْئاً و سيأْتِى «1» عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ لَمْ يَرَ قِلَالَ هَجَرَ و مُقْتَضَى هذا اللَّفْظِ عَلَى هذِه الطَّرِيقَةِ أَنَّ بَعْضَها يَسَعُ قِرْبَتَيْنِ و بَعْضَهَا يَسَعُ قِرْبَتَيْنِ و شيئاً و ليسَ المرادُ الشَّكَّ كما ذَهَبَ إليه بَعْضُهُمْ لأنَّ الشَّكَّ لا يُعْلَمُ إلَّا مِنْ جِهَةِ قَائِلِه و لَمْ يُنْقَلْ و هذِه طَرِيقَةُ إِيجَازٍ مَشْهُورَةٌ فى كَلَامِهِم و أَمَّا الشَّىءُ فإنْ كَانَ نِصْفاً فَمَا دُونَه اسْتُعْمِلَ زائداً بالعطْفِ و قِيلَ خَمْسَةٌ و شَىءٌ مَثَلًا و إِنْ كَانَ أَكْثَرَ من النِّصْفِ اسْتُعْمِلَ بالاسْتِثْنَاءِ و قِيلَ سِنَّةٌ إلا شيئاً فَجُعِلَ الشَّىءُ نِصْفاً لزِيَادَتِه و يَتَقَارَبُ معنَى قولِهِ قِرْبَتَينِ أَوْ قِرْبَتَيْنِ وَ شَيئاً.
[أوي]
أَوَى: إلى مَنْزِلِهِ يَأْوِي مِن بابِ ضَرَبَ (أُويّا) أَقَامَ وَ رُبَّما عُدِّىَ بِنَفْسِهِ فَقِيلَ أَوَى مَنْزِلَهُ و (الْمَأْوَى) بِفَتْحِ الواوِ لِكُلِّ حَيَوَانٍ سَكَنُهُ و سُمِعَ (مَأْوِي) الإِبِلِ بالكَسْرِ شاذًّا و لا نَظِيرَ لَهُ فِى الْمُعْتَلِّ و بِالْفَتْحِ عَلَى الْقِيَاسِ وَ مأْوَى الغَنَمِ مُرَاحُهَا الّذى تَأْوِى إِلَيه لَيْلًا و (آويْتُ) زَيْداً بالمدّ فى التَّعدِّى و مِنْهُم مَنْ يَجْعَلُهُ مِمَّا يُسْتَعْمِلُ لَازِماً و مُتَعدِّياً فَيَقُولُ (أَوَيْتُهُ) وِزَانُ ضَرَبْتُهُ و مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَعْمِلُ الرُّبَاعِىَّ لَازِماً أَيْضاً وَ رَدَّهُ جَمَاعَةٌ و (ابنُ آوَى) قَالَ فِى الْمُجَرَّدِ «2» هو وَلَدُ الذِّئْبِ و لا يُقَالُ لِلذِّئْبِ (آوَى) بَلْ هذا اسْمٌ وَقَعَ عَلَيْهِ كما قِيلَ لِلْأَسَدِ أَبُو الحرثِ و لِلضَّبعِ أُمُّ عَامِرٍ و المشهورُ أَنَّ ابْنَ آوَى لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الذِّئْبِ بَلْ صِنْفٌ مُتَمَيِّزٌ و فِى التَّثْنِية و الْجَمْعِ ابنَا آوى و بناتُ آوى و هو غَيْرُ مُنْصَرِفٍ للعَلَمِيَّةِ و وَزْنِ الفِعْلِ و (الآيةُ) العَلَامَةُ و الجمع (آيٌ) (و آياتٌ) و (الآيةُ) من القُرْآن ما يَحْسُنُ السُّكُوتُ عليهِ و (الآيَةُ) العِبْرَةُ قَالَ سيبويهِ العَيْنُ واوٌ و اللَّامُ يَاءٌ من بَابِ شَوَى و لَوَى قَالَ لِأَنَّهُ أكْثَرُ مِمَّا عَيْنُه وَ لَامُه يَا آنِ مثلُ حَيِيْتُ و قال الفرَّاءُ الأصلُ آييَةٌ على فَاعِلَةٍ فَحُذِفَتِ اللامُ تَخْفِيفاً.
[أيد]
آدَ: (يَئِيدُ) (أَيْداً) و (آداً) قَوِيَ و اشتدّ فهو
__________________________________________________
(1) سيأتى فى كتاب القاف- قلَّة.
(2) المُجَرَّدُ: كتاب لأبي الحسن على بن الحسن ابن الحُسين الهنائى، و هو من مراجعات هذا المعجم.
32
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أيد ص 32
(أيِّد) مثلُ سيِّدٍ و هَيِّنٍ و منه قولُهُمْ (أَيَّدك اللّه تَأْييداً).
[أيس]
أَيسَ: أَيَساً «1» من بَابِ تَعِب و كسرُ المضارعِ لُغَةٌ و اسمُ الفَاعِلِ أَيِسٌ على فَعِلٍ و فَاعِلٍ و بعضُهُم. يقولُ هو مَقْلُوبٌ من يَئِسَ.
[أيض]
آض: (يَئِيضُ) (أيضاً) مثلُ باعَ يَبِيعُ بَيْعاً إذا رَجَع فقَوْلُهُم افعل ذلك أيضاً مَعْنَاه افْعَلْه عَوْداً إلى ما تَقَدَّمَ.
[أيك]
الأَيْكُ: شجرٌ الواحدةُ (أَيْكَةٌ) مثلُ تَمْرٍ و تَمْرَةٍ و يُقَالُ من الأَرَاكِ.
[أيل]
الأُيَّل: بضم الهمزَةِ و كسرِها و الياءُ فيهما مُشَدَّدَةٌ مَفْتُوحَةٌ ذَكَرُ الأَوْعَال و هو التَّيْسُ الْجَبَلِىُّ و الجمعُ (الأَيَاييلُ) و (إِيليَاءُ) ممدوداً و رُبَّما قيل (أَيْلَةُ) بيْتُ المقْدِس مُعَرَّبٌ.
و
[ألق]
إِيلاقُ: بكسْرِ الهمزَةِ كُورَةٌ مِنْ كُوَرِ مَا وَرَاء النَّهْرِ تُتَاخِمُ كُورةَ الشَّاشِ و قِيلَ تُطْلَقُ إِيلَاقُ على بِلَادِ الشَّاشِ و النِّسْبَةُ إليها (إيلَاقيٌّ) على لَفْظِها و هى نِسْبَةٌ لِبعْضِ أَصْحَابِنا.
[أيم]
الأَيِّمِ: العَزَبُ رجلًا كان أو امْرَأَةً قال الصَّغَانِىُّ وَ سَوَاءٌ تزوَّجَ مِنْ قبلُ أوْ لَمْ يَتَزَوَّجْ فيقال رجُلٌ (أَيِّمٌ) و امْرَأَةٌ (أَيِّمٌ) قال الشاعرُ:
فأُبْنَا و قدْ آمَتْ نِساءٌ كَثِيرةٌ و نِسْوَانُ سعدٍ ليسَ فيهنَّ أَيِّمُ
و قال ابنُ السِّكّيِتِ أَيضاً فلانةٌ (أيّمٌ) إذا لَمْ يَكُنْ لها زَوْجٌ بِكْراً كَانتْ أو ثَيباً و يُقَالُ أيضاً (أيِمَّةٌ) للأُنْثَى و (آمَ) (يَئِيمُ) مثلُ سارَ يَسِيرُ و (الأَيْمَةُ) اسمٌ منهُ و (تَأَيَّمَ) مَكَثَ زَمَاناً لا يَتَزَوَّجُ و الحَرْبُ (مَأْيَمَةٌ) لأنَّ الرجالَ تُقْتَلُ فيها فتَبْقَى النِّسَاءُ بلا أزوَاجٍ و رَجُلٌ (أيْمَانُ) ماتَتِ امْرأتُهُ و امرأةٌ (أَيْمَى) ماتَ زوْجُها و الجمْعُ فِيهمَا (أيَامَى) بالفتح مثلُ سَكْرانَ و سكْرَى و سَكَارَى قال ابنُ السِّكِّيتِ أَصلُ أَيَامَى أَيَائِمُ فنُقِلَتِ المِيمُ إِلى مَوْضِعِ الهمْزَةِ ثمَّ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ ألِفاً و فُتِحَتِ الميمُ تَخْفِيفاً.
[أين]
آن: (يَئِينُ) (أيْناً) مثلُ حَانَ يَحِينُ حيناً وزناً و مَعْنًى فهو (آئِنٌ) و قدْ يُسْتَعْمَلُ على القَلْبِ فيُقَالُ (أَنَى) (يَأْنِي) مثلُ سَرَى يَسْرِى و فى التنْزِيلِ أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا»
و قال الشاعر:
أَ لمَّا يَئِنْ لى أن تُجَلَّى عَمَايَتِى و أُقْصِرَ عَنْ لَيلَى بَلَى قَدْ أَنَى لِيَا
فجمَعَ بينَ اللُّغَتَينِ و (آنَ) (يَئِينُ) (أَيْناً) تَعِب فهو (آئِنٌ) على فَاعِلٍ و (أينَ) ظَرْفُ مَكَانٍ يكونُ استِفْهَاماً فإِذَا قيلَ أينَ زيدٌ لزِمَ الجوابُ بتَعْيِينِ مَكَانِه و يكونُ شَرْطاً أيْضاً و يُزَادُ مَا فَيُقَالُ أيْنَمَا تَقُمْ أَقُمْ و (أيَّانَ) فى
__________________________________________________
(1) ذهب غيره إلى أن أيسٌ من باب فهم فالمصدر أيْس بخلاف ما ذهب إليه القيومى. فإن القاعدة عنده كما قال فى المقدمة إن ذُكر المصدر مع مثالِ دخل فى التمثيل و إلّا فلا و هنا ذكر المصدر.
33
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
أين ص 33
تقْدِير (فَعَّالَ) و جَازَ أَنْ يكونَ فى تَقْدِيرِ فَعْلَانَ و هو سُؤَالٌ عن الزَّمَانِ و هو بمعْنَى مَتَى و أَىِّ حِينٍ و فى (أَيْنَ) و (أيَّانَ) عُمُومُ البَدَلِ و هو نِسْبَةٌ إلى جَمِيعِ مَدْلُولَاتِه لا عُمُومُ الْجَمْعِ إِلّا بِقَرِينَةٍ فَقَوْلُه أَيْنَ تَجْلِسْ أَجْلِسْ يُلْزِمُ الجُلُوسَ فى مَكانٍ واحِدٍ.
[أيه]
إِيْه: اسمُ فِعْلِ فإِذَا قُلتَ لِغَيْرِك (إيهِ) بلا تَنْوِينٍ فَقَدْ أَمَرْتَه أَنْ يَزِيدَكَ مِنَ الحَدِيثِ الذى بَيْنَكُما المعْهُودِ و إنْ وَصَلْتَه بكَلَامٍ آخرَ نَوَّنْتَهُ و قَدْ أمَرْتَه أن يَزِيدَكَ حَدِيثاً مّا لأنَّ التنوينَ تَنْكِيرٌ.
[أيي]
أيُّ: تَكُونُ شرْطاً و اسْتِفْهَاماً و موْصُولَةً و هى بعْضُ ما تُضَافُ إِليْهِ و ذلك البَعْضُ مِنْهُم مَجْهُولٌ فإِذا اسْتَفْهَمْتَ بِهَا و قُلْتَ أَىُّ رَجُلٍ جَاءَ و أَىُّ امْرَأَةٍ قَامَتْ فَقَدْ طَلَبْتَ تَعْيينَ ذلك البَعْضِ الْمَجْهُولِ وَ لَا يَجُوزُ الجَوَابُ بِذلِكَ البعْضِ إلا مُعَيَّناً و إِذا قُلْتَ فى الشَّرْطِ أَيَّهُمْ تَضْرِبْ أَضْرِبْ فالْمَعْنَى إِنْ تَضْرِبْ رَجُلًا أضْرِبْه وَ لَا يَقْتَضِى العُمُومَ فإِذَا قُلْتَ أىُّ رَجُلٍ جَاءَ فَأَكْرِمْه تَعَيَّنَ الأَوَّلُ دُون مَا عَدَاهُ وَ قَدْ يَقْتَضِيهِ لِقَرِينَةٍ نحو (أَىُّ صَلَاةٍ وَقَعَتْ بِغَيْرِ طَهَارَةٍ وَجَبَ قَضَاؤُها) و أَىُّ امْرَأَةٍ خَرَجَتْ فَهِىَ طَالِقٌ و تُزَادُ (مَا) عَلَيْها نحُو (أيُّما إِهَابٍ دُبغَ فَقَدْ طَهُرَ) و الإِضَافَةُ لَازِمَةٌ لَهَا لَفْظاً أَوْ مَعْنًى و هى مَفْعُولٌ إِنْ أُضِيفَتْ إِلَيْهِ و ظَرْفُ زَمَانٍ إِنْ أُضِيفَتْ إِلَيه و ظَرْفُ مَكَانٍ إِنْ أُضِيفَتْ إِلَيه وَ الأفْصَحُ اسْتِعْمَالُها فِى الشَّرْطِ و الاسْتِفْهَامِ بِلَفْظٍ وَاحَدٍ للمُذَكَّرِ و الْمؤنَّثِ لأنَّها اسمٌ و الإسْمُ لا تَلْحَقُهُ هَاءُ التَّأْنِيثِ الفَارِقَةُ بَيْنَ المُذَكَّر و الْمُؤَنَّثِ نحُو (أَى رَجُلٍ جَاءَ) و أَىُّ امْرَأَةٍ قَامَتْ و عَلَيْه قولُهُ تَعَالَى «فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ» و قال تعالى «بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ» و قال عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ: «1»
بأىِّ مشيئَةٍ عَمْرُو بنَ هِنْدٍ
و قد تُطَابِقُ فى التَّذْكِيرِ و التَّأْنِيثِ نحوُ أىُّ رجلٍ و أيةُ امْرَأَةٍ و فى الشَّاذِّ «بأية أرضٍ تَمُوتُ» و قال الشاعِرُ:
أية جَارَاتِك تلكَ المُوصِيَة
و إِذا كانتْ موصولَةً فالأحسَنُ اسْتِعْمَالهُا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ و بعضُهُمْ يَقُولُ هوَ الْأَفْصَحُ و تجوزُ المطَابَقَةُ نحو مررتُ بأَيِهمْ قام و بِأَيَّتِهِنَّ قامَتْ و تقعُ صفةً تابعةً لِموْصُوفٍ و تُطابِقُ فى التذْكِيرِ و التَّأْنِيثِ تَشْبِيهاً لها بالصِّفَاتِ المُشْتَقَّاتِ نحو برجُلٍ أىِّ رَجُلٍ و بامْرَأَةٍ أَيَّةِ امْرَأَةٍ و حَكَى الجَوْهَرِىُّ التذْكِيرَ فيها أيضاً فيُقالُ مررتُ بَجَارِيَةٍ أىّ جَارِيةٍ.
__________________________________________________
(1) من معلقته- و عجز البيت- نكون لقيلكم فيها قطيناً.
34
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
كتاب الباء ص 35
كتاب الباء
[ببب]
: يقال هم بَبَّانٌ واحدٌ مُثَقَّلُ الثَّانِى و نونُه زَائِدةٌ فى الأكْثَرِ فوَزْنُه فَعْلَانٌ و قيل أصْلِيَّةٌ فوزنه فَعَّالٌ و المعنَى هم طَريقَةٌ واحدةٌ و عن عُمَرَ رضى اللّهُ عنهُ (سَأَجْعَلُ النَّاسَ بَبَّاناً وَاحِداً).
أى مُتَسَاوِينَ فى القِسْمَة و قالَ بعضُهم لفظُ الحدِيثِ بِبَاءٍ مُوَحَّدَةٍ أخيراً أَيْضاً و بتَخْفِيفِ الثَّانى فَيُقَالُ (بَبَابٌ) وِزَانُ سَلَامٍ و لم يُثْبِتُوا هذا القَوْلَ و قَالُوا هو تَصْحِيفٌ مِنَ الأوّلِ لِتَقَارُبِ الكِتَابةِ و على زِيَادَةِ النُّونِ قال ابنُ خَالَوَيْهِ فى كِتَابِه ليسَ فى كَلَام العَرَبِ كَلِمَةٌ ثُلَاثِيَّةٌ من جِنْسٍ وَاحدٍ سوى كَلِمَتَيْنِ بَبَّةٍ وَ بَبَّانٍ وَاحِدٍ.
[ببر]
البَبْرُ: حَيَوانٌ يُعَادِى الأَسَدَ و الجمعُ (بُبُورٌ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ قال الأزهرىُّ و أَحْسَبُهُ دخيلًا و ليس من كَلَامِ العَرَبِ.
[ببغ]
الْبَبْغَاءُ «1»: طَائِر معروفٌ و التأنِيثُ لِلَّفْظِ لَا لِلْمُسَمَّى كالْهَاءِ فى حَمَامَةٍ و نَعَامةٍ و يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ و الأُنْثَى فيُقالُ (بَبْغَاءُ) ذَكَرٌ و (ببغاءُ) أُنْثَى و الجمعُ (بَبْغَاوَاتٌ) مثلُ صحراءَ و صحْرَاوَاتٍ.
[بتت]
بتَّه: (بَتّاً) من بَابِ ضَرَبَ و قَتَل قَطَعَهُ و فى المُطَاوِع (فانبَتَّ) كما يُقَالُ فانْقَطَع و انْكَسَرَ و (بتَّ) الرجُلُ طَلَاقَ امرَأَتِهِ فهى (مَبْتُوتَةٌ) و الأَصْلُ مبتُوتٌ طَلاقُها و طلَّقَها طلْقةً (بَتَّةً) و (بتَّهَا) (بتَّةً) إِذَا قَطَعَها عَنِ الرَّجْعَةِ و (أَبَتَّ) طَلَاقَها بالألِفِ لُغَةٌ قَالَ الأزهَرىُّ و يُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِىُّ و الرُّبَاعِىُّ لَازِمَين و مُتَعدِّيَيْنِ فَيُقَالُ (بتَّ) طَلَاقَها و (أَبَتَّ) و طَلَاقٌ (بَاتٌّ) و (مُبِتٌّ) قال ابنُ فارِسٍ و يُقَالُ لِمَا لَا رَجْعَةَ فِيهِ لا أفْعَلُهُ (بَتَّةً) و (بَتَّتْ) يَمِينُهُ فى الحَلِفِ (تَبِتُّ) بالكسر لا غيرُ (بُتُوتاً) صَدَقَتْ و بَرَّتْ فَهِى (بَتَّةٌ) و (بَاتَّةٌ) و حَلَفَ يَمِيناً (بَتَّةً) و (بَاتَّةً) أى بَارَّةً و (بَتَّ) شَهَادَتَه و (أَبتَّها) بالألِفِ جَزَمَ بِهَا.
[بتر]
بَتَرَهُ: بَتْراً من بَابِ قَتَلَ قَطَعَه على غَيْرِ تَمَامٍ و نُهِىَ عن (الْمَبْتُورَةِ) فى الضَّحَايَا و هى التى (بُتِرَ) ذَنَبُها أى قُطِعَ و يُقَالُ فى لَازِمِه (بَتِرَ) (يَبْتَر) من باب تَعِب فهو (أَبْتَرُ) و الأنثى (بَتْرَاءُ) و الجمع (بُتْرٌ) مثلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ (بَتَلَه) (بَتْلًا) من بَابِ قَتَلَ قَطَعَهُ و أَبَانَهُ و طَلَّقَها طَلْقَةً (بَتَّةً بَتْلَةً) و (تَبَتَّلَ) إلى العِبَادَةِ تَفَرَّغ لها و انْقَطَع.
__________________________________________________
(1) فى القاموس: البَبْغَاء و قد تُشَدَّد الباء الثانية.
35
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بثث ص 36
[بثث]
بثَّ: اللهُ تعالى الخَلْقَ (بثّاً) من بَابِ قَتَلَ خَلَقَهُم و (بثَّ) الرجلُ الحدِيثَ أذاغه وَ نَشَرَه و (بَثَّ) السلطانُ الجُنْدَ فى البلادِ نَشَرَهُم و قال ابنُ فَارِسٍ (بثَّ) السِّرَّ و (أَبَثَّهُ) بالألف مِثْلُه.
[بثر]
بَثَر: الجِلْدُ (بَثْراً) من بَابِ قَتَل خَرجَ بِهِ خُرَاجٌ صَغِيرٌ ثم اسْتُعْمِلَ المصْدَرُ اسماً و قِيلَ فى وَاحِدَتِه (بَتْرةٌ) و فى الجَمْعِ (بُثُورٌ) مثلُ تَمْرَةٍ و تَمْرٍ و تُمُورٍ و (بَثِر) (بثَراً) من بابِ تَعِبَ أيضاً الواحدَةُ (بَثَرَةٌ) و الجمعُ (بَثَرَاتٌ) مثلُ قَصَبِ و قَصَبَةٍ و قَصَبَاتٍ و (بَثُرَ) مثْلُ قَرُب لغةٌ ثَالِثَةٌ و (تَبَثَّرَ) الْجِلدُ تَنَفَّط.
[بثق]
بَثَقْتُ: الماءَ (بَثْقاً) من بَابَيْ ضربَ و قَتَل إذَا خَرَقْتُهُ و كذلك فى السِّكْرِ «1» (فانْبَثَقَ) هو و (البِثْقُ) بالكسرِ اسمٌ للمصدَرِ.
[بجح]
بَجَحَ: بالشَّىءِ من بَابَىْ نَفَع و تَعِب إذا فَخَر به و (تَبَجَّحَ) به كذلك و (بَجَحْتُ) الشيءَ (أَبْجَحُه) بفَتْحِهِما إِذَا عظَّمْتُهُ.
[بجس]
بَجَسْتُ: الماءَ (بَجْساً) من بابِ قَتَلَ (فانْبَجَسَ) بمعنى فَتَحْتُهُ فانْفَتَح.
[بجل]
بَجِيلةُ قَبِيلةٌ من اليَمَنِ و النِّسْبَةُ إليها (بَجَليٌّ) بفتْحَتَينِ مثلُ حَنَفِىٍّ فى النِّسْبَةِ إلى بَنِى حَنِيفَةَ و (بَجْلَةُ) مِثالُ تَمْرَةٍ قبيلةٌ أيضاً و النِّسْبَةُ إِليها عَلَى لَفْظِهَا و (بَجَّلْتُهُ) (تَبْجِيلًا) عَظَّمُته و وقَّرْتُه.
[بحت]
بحْتٌ: عربىٌّ (بَحْتٌ) وِزَانُ فَلْسٍ أى خَالِصُ النَّسَبِ و هو مَصْدَرٌ فى الأصْلِ من (بَحُتَ) مثلُ قَرُبَ و مِسْكٌ (بَحْتٌ) خَالِصٌ من الاخْتِلاطِ بِغَيْرِه و ظُلْمٌ (بَحْتٌ) أى صُراحٌ و طَعَامٌ (بَحْتٌ) لا إِدَامَ مَعَهُ و برْدٌ (بَحْتٌ) قَوِىٌّ شدِيدٌ.
[بحث]
بحَثَ: عنِ الأَمْرِ (بحْثاً) من بابِ نَفَع اسْتَقْصَى و (بَحَثَ) فى الأرْضِ حَفَرَها و فى التَّنْزِيلِ «فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ»
[بحر]
البَحْرُ: معروفٌ و الجمعُ (بُحُورٌ) و (أَبْحُرٌ) و (بِحَارٌ) سُمِّىَ بذلك لاتِّسَاعِهِ و منْهُ قيلَ فرسٌ (بَحْرٌ) إِذَا كَان واسعَ الجَرْىِ و يقال للدَّمِ الخَالِصِ الشَّدِيدِ الحُمْرَةِ (بَاحِرٌ) و (بَحْرَانِيٌّ) و قِيلَ الدَّمُ (البَحْرَانِيُّ) منسوبٌ إلى بَحْرِ الرَّحِم و هو عُمْقُها و هو مِمَّا غُيّر فى النَّسَبِ لأَنَّهُ لو قِيلَ بَحْرِىٌّ لَالْتَبَس بالنِّسْبَةِ إِلَى البَحْرِ و (البَحْرَانِ) على لفظِ التَّثنِيَةِ مَوْضِعٌ بين البَصْرَةِ و عُمَانَ و هو مِنْ بِلَادِ نَجْدٍ و يُعْرَبُ إعْرَابَ المُثَنَّى و يَجُوزُ أن تَجْعَلَ النُّون مَحَلَّ الإِعْرَابِ معَ لزُومِ الياءِ مُطْلَقاً و هى لُغَةٌ مَشْهورَةٌ و اقْتَصَرَ عليهَا الأَزْهَرِىُّ لأنه صَارَ عَلَماً مُفْرَدَ الدّلَالَةِ فأَشْبَهَ المُفْرَدَاتِ و النِّسْبَةُ إليه (بَحْرَانِيٌّ) و (بَحَرْتُ) أُذُنَ النَّاقَةِ (بَحْراً) من بَابِ نَفَع شَقَقْتُها و (البَحِيرَةُ) اسمُ مَفْعُولٍ و هى الْمَشْقُوقَةُ الأُذنِ بِنْتُ السَّائِبَةِ الَّتِى
__________________________________________________
(1) السِّكْرُ: ما يُسَدُّ به النَّهْرُ.
36
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بحر ص 36
تُخَلَّى مَعَ أُمِّهَا و هذا قَوْلُ مَنْ فَسَّرَهَا بأَنَّها النَّاقَةُ إِذا نُتِجتْ خَمْسَةَ أَبْطُنٍ فإِنْ كَانَ الخَامِسُ ذَكَراً ذَبَحُوه و أكَلُوهُ و إِن كَانَ أنْثَى شَقُّوا أُذُنَهَا وَ خَلَّوْهَا مَعَ أُمِّهَا و بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ البَحِيرَةَ هِىَ السَّائبَةَ و يَقُولُ كَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا نُتِجَتْ سَبْعَةَ أَبْطُنٍ شَقُّوا أُذُنَهَا فلَمْ تُرْكَبْ و لم يُحْمَلْ عَلَيها و سُمِّيَتِ المرْأَةُ بَحِيرَةَ نقلًا مِنْ ذلِكَ.
[بحن]
بَحْنَةٌ: يُقَالُ لضَرْبٍ من النَّخْلِ بَحْنَةٌ مِثالُ تَمْرَةٍ و تَصْغِيرُها (بُحَيْنَةٌ) و بالمُصَغَّرِ سُمِّيَتِ المرْأةُ و منه (عبدُ اللّهِ بنُ بُحَيْنَةَ) بِنْتِ الحِرثِ ابنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ و قيل (بُحَيْنَةُ) لَقَبٌ لها و اسْمُها عَبْدَةُ و نُسِبَ عَبْدُ اللّهِ إِلى أُمِّهِ و اسمُ أبِيهِ مَالِكٌ الأَسَدِىُّ.
[بخت]
البُخْتُ: نوعٌ من الإِبل قال الشاعرُ:
لَبَن البُخْتِ فى قِصَاع الخَلَنْجِ «1»
الواحدِ (بُخْتِيٌّ) مثلُ رُومٍ و رُومِىٍّ ثم يُجْمعُ على (البَخَاتيِّ) و يخفَّفُ و يُثَقَّلُ و فى التَّهْذِيبِ و هو أَعْجَمِىٌّ مُعَرَّبٌ و (البَخْتُ) الحظُّ وزناً و معنًى و هُوَ عَجَمِىٌّ و من هُنَا توقَّفَ بعضُهم فى كَوْنِ (البُخْتِ) عَرَبيَّةً التى هى أصْلُ البَخَاتِيّ.
[بخخ]
بَخٍ: كلمةٌ تقال عند الرِّضَا بالشّىءِ و هى مَبْنِيَّةٌ عَلَى الكَسْرِ و التنْوِين و تُخَفَّفُ فى الأكثَر «2»
[بخر]
البَخُورَ: وِزانُ رسولٍ دُخْنَةٌ يُتَبَخَّرُ بها و (البُخَارُ) معروفٌ و الْجمْعُ (أبْخِرَةٌ) و (بخَارَاتٌ) و كُلُّ شىءٍ يَسْطَعُ مِنَ المَاءِ الحَارِّ أو مِنَ النَّدَى فَهوَ (بُخَارٌ) و (بَخَرَتِ) القِدْرُ (بَخْراً) من بَابِ قَتَلَ ارْتَفَعَ بُخَارُها و (بَخِرَ) الفمُ (بَخَراً) من بَابِ تَعِبَ أَنْتَنَتْ رِيحُهُ فَالذَّكَرُ (أَبْخَرُ) و الأُنْثَى (بَخْرَاءُ) و الجمعُ (بُخْرٌ) مثلُ أَحْمرَ و حمراءَ و حُمرٍ.
[بخس]
بَخَسَه: (بَخْساً) من بَابِ نَفَعَ نَقَصَه أو عَابَهُ و يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ و فى التنزيل «وَ لا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ»*
و (بَخَسْتُ) الكَيْلَ (بَخْساً) نَقَصْتُهُ و ثَمَنٌ (بَخْسٌ) نَاقِصٌ قَالَ السَرَقُسْطِىُّ (بَخَسْتُ) العَيْنَ (بَخْساً) فَقَأْتُهَا و (بَخَصْتُها) أَدْخَلْتُ الإِصْبَعَ فيها و قَالَ ابنُ الأعرابِىِّ (بَخَسْتُها) و بَخَصْتها خَسَفْتُهَا و الصَّادُ أَجْودُ.
[بخع]
بَخَعَ: نَفْسَهُ (بَخْعاً) من بَابِ نَفَع قَتَلَها مِنْ وَجْدٍ أَوْ غَيْظٍ و (بَخَعَ) لِى بالحَق (بُخُوعاً) انْقَادَ و بَذَلَهُ.
[بخل]
بَخُلَ: بَخَلًا و بُخْلًا من بَابَىْ تَعِب و قَرُب و الاسمُ (البَخْلُ) وِزَانُ فَلْسٍ فَهُوَ (بَخِيلٌ) و الجمعُ (بُخَلَاءُ) و رجُلٌ (بَاخِلٌ) «3» أَى ذُو بَخَلٍ
__________________________________________________
(1) الْخَلَنْجُ: شجر.
(2) أى يقال بَخْ يسكون الخاء.
(3) فى القاموس: و رجلٌ بَخَلٌ محرّكةٌ وصفٌ بالمصدر- ا ه. أقول و هو الذى يصحُّ أن يقال فيه ذو بُخَل ليتفق مع القواعد الصرفية.
أمّا باخِلٌ فقد جرى على فعلِه فلا داعى للتأويل فيه- فلعلّه بَخَلٌ و صُحِّف.
37
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بخل ص 37
و (البُخْلُ) فى الشَّرْعِ مَنْعُ الوَاجِبِ و عِنْدَ العَرَب مَنْعُ السَّائِلِ مما يَفْضُلُ عِنْدَه و (أَبْخَلْتُهُ) بالألِفِ وَجَدْتُه بَخيلًا.
[بدد]
لا بدّ: من كذا أىْ لَا مَحِيدَ عَنْهُ و لا يُعْرَفُ اسْتِعْمَالُه إِلّا مَقْرُوناً بِالنَّفْىِ و (بَدَدْتُ) الشَّىءَ (بَدّاً) من بَابِ قَتَلَ فَرَّقْتُه و التَّثقِيلُ مُبَالَغَةٌ و تَكْثِيرُ و (اسْتَبَدَّ) بالأَمْرِ انْفَردَ به من غَيْرِ مُشَارِكٍ لَهُ فِيهِ.
[بدر]
بَدَرَ: إلى الشّىءِ (بُدُوراً) و (بَادَرَ) إِليْهِ (مُبادَرَةً) و (بِدَاراً) من بَابِ قَعَدَ و قَاتَلَ أَسْرَعَ و فِى التنزِيلِ «وَ لا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَ بِداراً» و (بَدَرَتْ) مِنْه (بَادِرَةُ) غَضَبٍ سَبَقَتْ و (البَادِرَةُ) الحطَأُ أيْضاً و (بَدَرَتْ) (بَوَادِرُ) الْخَيْلِ أى ظَهَرَتْ أَوَائِلُهَا و (البَدْرُ) القَمَرُ ليلَةَ كَمَالِهِ و هُوَ مَصْدَرٌ فى الأَصْلِ يُقَالُ (بَدَرَ) القَمَرُ (بَدْراً) من بَابِ قَتَلَ ثم سُمِّىَ الرَّجُلُ بِهِ و (بَدْرٌ) «1» موضعٌ بينَ مكَّةَ و المدينَةِ و هو إِلى المَدِينَةِ أَقْرَبُ و يُقَالُ هُوَ مِنْها عَلَى ثَمَانِيَةٍ و عشرينَ فَرْسَخاً على مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ تَقْريباً و عَنِ الشَّعْبِىِّ أنّه اسمُ بئرٍ هُنَاكَ قال و سُمِيّتْ (بَدْراً) لأن المَاءَ كانَ. لرَجلٍ من جُهَيْنَةَ اسمُه (بَدْرٌ) و قال الوَاقِدِىُّ كانَ شُيُوخُ غِفَارِ يقُولُونَ بَدْرٌ مَاؤُنَا و مَنْزِلُنا و ما مَلَكَهُ أَحَدٌ قَبْلَنَا و هو من دِيَار غِفَارِ و (البَيْدَرُ) الْمَوْضِعُ الذى تُدَاسُ فِيه الحُبُوبُ.
[بدع]
أَبْدَعَ: اللّهُ تعالَى الخَلْقَ (إِبْدَاعاً) خَلَقَهُم لَا عَلَى مِثَالٍ و (أَبْدَعْتُ) الشىءَ و (ابْتَدَعْتُه) استَخْرَجْتُه و أَحْدَثْتُه و منه قِيلَ للحَالَة المُخَالِفَةِ (بِدْعَةٌ) و هى اسمٌ مِنَ (الابْتِدَاعِ) كالرِّفْعَةِ مِنَ الارْتِفَاعِ ثم غَلَبَ اسْتِعمَالُها فيما هُوَ نَقْصٌ فى الدِّينِ أو زِيادَةٌ لكِنْ قَد يكُونُ بعضُها غَيْرَ مَكْرُوهٍ فيُسَمَّى بِدْعَةً مُبَاحَةً و هُوَ مَصْلَحَةٌ يَنْدَفِعُ بها مَفْسَدَةٌ كاحْتِجَابِ الخَلِيفَةِ عن أَخْلَاطِ النَّاسِ و فُلَانٌ (بِدْعٌ) فِى هذَا الأمْرِ أى هُوَ أوّلُ مَنْ فَعَلَهُ فيكون اسمَ فاعِلٍ بمعْنَى (مُبْتَدِعٍ) و (الْبَدِيعُ) فَعِيلٌ مِنْ هذَا فَكأَنَّ مَعْناه هو مُنْفَرَدٌ بذلِكَ من غَيْرِ نَظَائِرِه و فيه معْنَى التعَجُّبِ و منه قولُه تعالى «قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ» أى ما أَنا أَوَّلُ من جَاءَ بالوَحْىِ من عِنْدِ اللّهِ تعالى و تَشْرِيع الشَّرَائِعِ بل أرْسَلَ اللّهُ تَعَالَى الرُّسُلَ قَبْلِى مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ فَأَنَا عَلَى هُدَاهُمْ.
[بندق]
البُنْدُقُ: المأْكُولُ معروفٌ قال فى المُحْكَمِ هو حَمْل شجرٍ كالجِلَّوْز و فى التَّهذِيب فى بَابِ الجِيمِ الجِلَّوْزُ (البُنْدُقُ) و نُونُه عِنْدَ الأكْثَرِ «2» زائدةٌ فوزْنُه فُنْعُلٌ و منهُمْ من يَجْعَلُها
__________________________________________________
(1) فى القاموس: بدر اسم بئر هناك حفرها بدر بن قريش.
(2) المعروف عند علماء التصريف أن النون إذا كانت ثانية كانت أصلًا نحو عنبر و قنطار إلخ. إلا إذا دل الاشتقاق على زيادتها نحو عنبس (من أسماء الأسد) فنعل من العيوس و عنتريس من العترسة و هى الشدة و عَنْسَل (الناقة السريعة) إذ يقال عسل الذئب أسرع- و كلمة بندق بمقتضى هذا نونها أصلية- و هو ما حكمت به المعاجم: فتنبّه.
38
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بندق ص 38
كَالْأصْلِ فَوَزْنُهُ فُعْلُلٌ و كذلك كُلُّ نُونٍ سَاكِنَةٍ تَأْتِى فى فُنْعُلٍ بضَمِّ الفَاءِ و العَيْنِ أو بفَتْحِهِمَا أو كَسْرِهِما و كذلك فى فُنْعُول و فِنْعِيل «1» و (البُنْدُقُ) أيضاً ما يُعْمَلُ منَ الطِّينِ و يُرْمَى به الوَاحِدَةُ منها (بُنْدُقَةٌ) و جمعُ الجمعِ (الْبَنَادِقُ).
[بدل]
البَدَلُ: بفتحتين و (البِدْلُ) بالكسْرِ و (البَدِيلُ) كُلُّها بِمَعْنًى و الْجَمْعُ (أَبْدَالٌ) و (أبْدَلْتُه) بِكَذَا (إِبْدَالًا) نَحَّيْتُ الأوّلَ و جَعَلْتُ الثانِىَ مَكَانَهُ و (بَدَّلْتُهُ) (تَبْدِيلًا) بمَعْنَى غَيَّرْتُ صُورَتَهُ تَغْيِيراً و (بَدَّلَ) اللّهُ السيئاتِ حَسَنَاتٍ يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْن بِنَفْسِهِ لأنَّه بِمَعْنَى جَعَلَ و صَيَّرَ و قَدِ اسْتُعمِل (أَبْدَلَ) بالألف مَكَانَ (بدَّل) بالتَّشْدِيدِ فعُدِّى بِنَفْسِهِ إِلى مَفْعُولَيْنِ لِتَقَارُبِ مَعْنَاهُما و فى السَّبْعَةِ. «عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ «2»» من أَفْعَل وَ فعْلَ وَ (بدَلْتُ) الثوْبَ بِغَيرِه (أَبْدُلُه) من بَابِ قَتَلَ و (اسَتَبْدَلْتُه) بِغَيْرهِ بمعْنَاه و هى (المُبَادَلَةُ) أيضاً.
[بدن]
البَدَنُ: من الجَسَدِ ما سِوَى الرأْسِ و الشَّوَى قَالَهُ الأزْهَرىُّ و عَبَّر بعضُهم بِعبَارَةٍ أُخْرَى فَقَالَ هو ما سِوَى الْمَقَاتِلِ و شِرْكَةُ (الأبْدَانِ) أصْلُها شِرْكَةٌ بِالْأَبْدَانِ لكن حُذِفَتِ البَاءُ ثم أضِيفَتْ لأنهم بَذَلُوا أَبْدَانَهُمْ فى الأعْمَالِ لِتَحْصِيلِ المَكَاسِبِ و (بَدَنُ) القَمِيصِ مُسْتَعَارٌ منه و هو مَا يَقَعُ عَلَى الظَّهْرِ و البَطْنِ دُونَ الكُمَّيْنِ و الدَّخَارِيصِ و الجمعُ (أَبْدَانٌ) و (البَدَنَةُ) قالُوا هىَ نَاقَةٌ أو بَقَرَةٌ و زادَ الأزهرىُّ أو بَعِيرٌ ذَكَرٌ قال و لا تَقَعُ (الْبَدَنَةُ) عَلَى الشَّاةِ و قال بَعْضُ الأئِمَّةِ (البَدَنَةُ) هى الإِبِلُ خاصَّةً و يَدُلُّ عليه قولُه تعالى «فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها» سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِعِظَمِ بَدَنِها و إِنَّما أُلْحِقَتِ البَقَرةُ بالإِبل بالسُّنَّةِ و هو قوله عليه الصلاة و السلام «تُجْزِىءُ البَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ و البَقَرَةُ عن سَبْعَةٍ».
ففرّقَ الحديثُ بَيْنَهُما بِالعَطْفِ إِذْ لَوْ كَانَتِ البَدَنَةُ فى الوَضْعِ تُطْلَقُ عَلَى البَقَرَةِ لما سَاغَ عَطْفُهَا لأن المعْطُوفَ غيرُ المَعْطُوفِ عَلَيهِ و فى الْحَدِيثِ ما يَدُلُّ عليهِ
قال «اشتركْنَا مَعَ رسولِ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليه و سلمَ فى الحَجِّ و العُمْرَةِ سَبْعَةٌ مِنَّا فى بَدَنَةٍ فقال رَجُلٌ لِجَابِرٍ أَنَشْتَرِكُ فى البَقَرَةِ ما نَشْتَرِكُ فى الجَزُورِ فَقَالَ مَا هِىَ إِلَّا مِنَ البُدْنِ».
و الْمَعْنَى فِى الْحُكْمِ إِذْ لَوْ كَانَتِ البَقَرَةُ مِنْ جِنْسِ البُدْنِ لَمَا جَهِلَهَا أهلُ اللِّسانِ و لَفُهِمَتْ عِنْدَ الإِطْلَاقِ أَيْضاً و الْجَمْعُ (بَدَنَاتٌ) مثلُ قَصَبَةٍ وَ قَصَباتٍ و (بُدنٌ) أيضاً بِضَمَّتَيْنِ و إسْكَانُ
__________________________________________________
(1) انظر رأى الصرفيين فى الصفحة (38) هامش رقم (1).
(2) لم يقرأ (أن يُبَدِّلَهُ) من السبعة إلّا أبو عمرو فى إحدى الروايتين عنه.
39
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بدن ص 39
الدالِ تَخْفِيفٌ و كَأْنَّ (البُدُنَ) جمعُ (بَدِينٍ) تقديراً مثلُ نَذِيرٍ و نُذُرٍ قالوا و إِذَا أُطْلِقَتِ (البَدَنةً) فِى الفُرُوعِ فالمُرَادُ البَعِيرُ ذكراً كانَ أَوْ أُنْثَى و (بَدَنَ) (بُدُوناً) من بابِ قعَد عَظُم (بَدَنُه) بِكَثْرَةِ لَحْمِهِ فهو (بَادِنٌ) يَشْتَرِكُ فيه المذكَّرُ و المُؤَنَّثُ و الجَمْعُ (بُدَّنٌ) مثلُ رَاكعٍ و رُكَّعٍ و (بَدُنَ) (بَدَانَةً) مثلُ ضخُمَ ضَخَامَةً كذلكَ فهو (بَدِينٌ) و الجمع (بُدُنٌ) و (بَدَّنَ) (تَبْدِيناً) كَبِرَ و أَسَنَّ.
[بده]
بَدَهَه: (بَدْهاً) من بَابِ نَفَع بغَتَه و فَاجَأَهُ و (بَادَهَهُ) (مُبَادَهَةً) كذلك و مِنه (بَدِيهَةُ) الرَّأْىِ لأنها تَبْغَتُ و تَسْبِقُ و الجَمْعُ (البَدَائِهُ)
[بدو]
بَدَا: (يَبْدُو) (بُدُوّاً) ظَهَر فهو (بَادٍ) و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَبْدَيْتُه) و (بَدَا) إِلَى البَادِية (بِدَاوَةً) بالفَتْحِ و الكسْرِ خَرَجَ إِليهَا فهُوَ (بَادٍ) أيضاً و (البَدْوُ) مِثَالُ فَلْسٍ خِلَافُ الحَضَرِ و النِّسْبَةُ إِلىَ (البَادِيَة) بَدَويٌّ على غيرِ قِيَاسٍ و (البَوَادِي) جمعُ (البَادِيَةِ) و (بَدَا) له فى الأَمْرِ ظَهَرَ لَه مَا لمْ يَظْهَرْ أوَّلًا و الاسمُ (البَدَاءُ) مِثْلُ سَلَامٍ.
[بدأ]
بَدَأْتُ الشَّىءَ و بالشَّىءِ (أَبْدَأُ) (بدْءاً) بهمْزِ الكُلِّ و (ابْتَدَأْتُ) به قدَّمْتُهُ و (أَبْدَأْتُ) لَغَةٌ اسمٌ مِنه أَيْضاً و (البِدَايَةُ) باليَاءِ مَكَانَ الْهَمْزِ عَامِّىٌّ نَصَّ عليه ابنُ بَرِّىٍّ و جَمَاعَةٌ و (البَدْأةُ) مثلُ تَمْرةٍ بِمعْنَاهُ يُقَالُ لَكَ (البَدْأَةُ) أَىْ (الابْتِدَاءُ) و مِنْهُ يُقَالُ فُلَانٌ (بَدْءُ) قَوْمِهِ إِذَا كَانَ سَيِّدهُمْ و مُقَدَّمَهُمْ و كانَ ذلِكَ فى (ابْتِدَاءِ) الأمْر أَى فى أَوَّلِهِ و (بَدَأَ) اللّهُ تعَالَى الْخَلْقَ و (أبْدَأهُمْ) بالْأَلِف خَلَقهُمْ وَ (بَدأَ) البئْرَ احْتَفَرَها فهى (بَدِيءٌ) أى حَادِثَةٌ و هى خلَافُ العَادِيَّةِ القدِيمَةِ و (البَدِيءُ) الأمُر العَجِيبُ و (بَدَأَ) الشىءُ حَدَث و (أَبْدَأْتُه) أَحْدَثْتُه.
[بذنج]
الباذِنْجانُ: من الْخَضْرَاوَاتِ بكسرِ الذَّالِ و بَعْضُ العَجَمِ يَفْتَحُها فارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ.
[بذخ]
بَذِخَ: الجَبَلُ (يَبْذَخُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ (بَذَخاً) طالَ فهو (بَاذِخٌ) و الجمع (بَوَاذِخُ) و منه (بَذِخَ) الرجُلُ إذا تكَبَّرَ و (بَذَخْتُ) الشىْءَ (بَذْخاً) من بَابِ نَفَع شَقَقْتُه.
[بذر]
بَذَرْتُ: الحَبَّ من بَابِ قَتَل إذا أَلْقَيْتُه فى الأرضِ للزِّراعَةِ و (البَذْرُ) الْمَبذُورُ إمَّا تَسْمِيَةٌ بالمصْدَرِ و إمَّا فَعْلٌ بمعنَى مَفْعُولٍ مثلُ ضَرْبِ الأميرِ و نَسْجُ اليَمَنِ قال بَعْضُهُم (البَذْرُ) فى الحُبُوبِ كالْحِنْطةِ و الشَّعِيرِ و (البَزْرُ) فى الرَّياحِينِ و البُقُولِ و هذا هو المَشْهُورُ فى الاسْتِعْمَالِ و نُقِلَ عَنِ الخَلِيلِ كلُّ حَبٍّ (يُبْذَرُ) فهو (بَذْرٌ) وَ بزْرٌ و (بَذَرْتُ) الكَلَامَ فَرَّقْتُه و (بَذَّرْتُه) بالتَّثْقِيلِ مبَالَغةٌ و تَكْثِيرٌ (فَتَبَذَّر) هو و منْه اشْتُقَّ (التَّبْذِيرُ) فى الْمَالِ لأنه تَفْرِيقٌ فى غير القصْدِ.
[بذرق]
و البَذْرَقَةُ: الجَمَاعَةُ تَتَقَدَّمُ القَافِلَةَ لِلحراسَة
40
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بذرق ص 40
قيل مُعَرَّبةٌ و قيلَ مُوَلَّدَةٌ و بعضُهُم يقولُ بِالذَّالِ و بَعْضُهُم بالدَّالِ و بَعْضُهُم بِهِما جَمِيعاً.
[بذق]
الباذَق «1»: بفَتْحِ الذَّالِ ما طُبِخَ من عَصِيرِ العِنَبِ أَدْنَى طَبْخٍ فصار شديداً و هو مُسْكِرٌ و يقال هو مُعَرَّبٌ.
[بذل]
بَذَلَه: (بَذْلًا) من بَابِ قَتَل سمَحَ بِه و أعْطَاهُ و (بَذَلَهُ) أَبَاحَهُ عنْ طِيبِ نَفْسٍ و (بَذَلَ) الثَّوْبَ و (ابْتَذَلَهُ) لَبِسَه فى أَوْقَاتِ الخِدْمَةِ و الامْتِهَانِ و (البِذْلَةُ) مِثَالُ سِدْرَةٍ ما يُمْتَهَنُ من الثِّيَابِ فى الخِدْمَةِ و الفَتْحُ لُغَةٌ قال ابنُ القُوطِيَّةِ (بَذَلْتُ) الثَّوْبَ بَذْلَةً لمْ أَصُنْه و (ابْتَذَلْتُ) الشَّىءَ امْتَهَنْتُهُ و (المِبْذَلَةُ) بكسرِ المِيمِ مِثْلُهُ و (التَّبذُّلُ) خِلافُ التَّصَاوُنِ.
[بذو]
بَذَا: على القوم (يَبْذُو) (بَذَاءً) بالفتحِ و الْمَدِّ سَفُهَ و أَفْحَشَ فى مَنْطِقِه و إِنْ كَانَ كَلامُهُ صِدْقاً فهو (بَذِيٌّ) على فَعِيلٍ و امْرَأَةٌ (بَذِيَّةٌ) كذلكَ و (أَبْذَى) بالألف و (بَذِيَ) و (بَذُوَ) من بَابَيْ تَعِبَ و قَرُبَ لُغاتٌ فِيهِ.
[بذأ]
بَذَأَ (يَبْذَأُ) مهموزٌ بفَتْحِهِمَا (بَذَاءً) و (بَذَاءَةً) بالمدِّ و فَتْحِ الأوَّلِ كذلكَ و (بَذَأَتْهُ) العَيْنُ ازْدَرَتْهُ و اسْتَخَفَّتْ بِهِ.
[بربط]
البَرْبَطُ: مِثَالُ جَعْفَرٍ مِنْ مَلاهِى العَجَمِ و لهذَا قِيلَ مُعَرَّبٌ و قال ابنُ السِّكِّيتِ وَ غَيْرُهُ و العَرَبُ تُسَمِّيهِ المِزْهَرَ و العُودَ.
[برتك]
الْبَرْتَكَانُ: وِزَانُ زَعْفَرَانٍ كساءٌ مَعْرُوفٌ و سَيَأْتِى «2» فى بَرَكَ تَمَامُهُ.
[برتب]
البِرْتَابُ: بالكسرِ التَّبَاعُدُ فى الرَّمْىِ قِيلَ أَعْجَمِىٌّ و أصْلُهُ فِرْتَابٌ.
[برثن]
البُرْثُن: وِزَانُ بُنْدُقٍ و هو بالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ من السِّباعِ و الطَّيْرِ الذى لا يَصِيدُ بِمَنْزلَةِ الظُّفُرِ من الإِنْسَانِ قَالَ ثَعْلَبٌ هو (الظُّفُرُ) مِنَ الإِنْسَانِ و منْ ذِى الخُفِّ (المَنْسِمُ) و منْ ذِى الحَافِرِ (الحَافِرُ) و من ذى الظِّلْفِ (الظِّلْفُ) و من السِّبَاع و الصَّائِدِ من الطَّيرِ (الْمِخْلَبُ) و منَ الطَّيْرِ غيرِ الصَّائِدِ و الكِلَابِ و نَحْوِها (البُرْثُنُ) قال و يَجُوزُ (البُرْثُنُ) فى السِّبَاعِ كُلِّها.
[برذن]
و البِرْذَوْنُ: بالذالِ المُعْجَمَةِ قال ابْنُ الأنبَارِىِّ يَقَعُ على الذَّكَر و الأُنْثَى و ربَّما قالُوا فى الأُنْثَى (بِرْذَوْنَةٌ) قال ابنُ فَارِسٍ (بَرْذَنَ) الرجُلُ (بَرْذَنَةً) إِذا ثَقُلَ و اشْتِقَاقُ (البرْذَوْن) مِنْهُ و هو خِلافُ العِرَابِ و جَعَلُوا النُّونَ أصْلِيَّةً كأَنَّهم لاحَظُوا التَّعْرِيبَ و قَالُوا فى الحِرْذَوْنِ نُونُه زَائِدَةٌ لأَنَّهُ عَرَبِىٌّ فقِيَاسُ (الْبِرْذَوْنِ) عندَ منْ يَحْمِلُ المُعَرَّبَةَ عَلَى العَرَبِيَّةِ زِيادَةُ النُّونِ.
[برسم]
و البِرْسَامُ: دَاءٌ معروفٌ و فى بَعْضِ كُتُبِ الطِّبِّ أَنَّه وَرَمٌ حارٌّ يَعْرِضُ للحِجَابِ الذى بَيْنَ
__________________________________________________
(1) فى القاموس: الباذِق بكسر الذْال و فتحها.
(2) سيذكر هناك بالنون بعد الراء- كما فى القاموس- و لعله الصواب و ذكره بالتاء خطأ-
41
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
برسم ص 41
الكَبِدِ و المِعَى ثم يَتَّصِلُ بالدِّمَاغِ قال ابنُ دُرَيْدٍ (الْبِرْسَامُ) مُعَرَّبٌ و بُرْسِمَ الرجلُ بالبِنَاءِ لِلمفْعُولِ قال ابنُ السِّكّيتِ يُقَالُ (بِرْسَامٌ) و (بِلْسَامٌ) و هو (مُبَرْسَمٌ) و (مُبَلْسمٌ) و (الإِبْرِيْسِمُ) مُعَرَّبٌ و فيه لُغَاتٌ كسرُ الهمزةِ و الراءِ و السّينِ و ابنُ السِّكّيتِ يَمْنَعُها و يقولُ لَيْسَ فى الكَلَامِ إِفْعِيلِلٌ بكسْر اللامِ بل بالفَتْحِ مِثْلُ إِهْلِيلَج «1» و إطْرِيفَل و الثانيةُ فتْحُ الثَّلاثَةِ و الثالثةُ كسْرُ الهمزةِ و فتحُ الراءِ و السينِ.
[برطل]
البِرْطِيلُ: بكسْرِ الباء الرِّشْوَةُ و فِى المَثَلِ «البَرَاطِيلُ تَنْصُرُ الأَبَاطِيلَ» كأَنَّه مَأخُوذٌ من (البِرْطِيلِ) الذى هُو المِعْوَل لأَنَّهُ يُسْتَخْرَجُ بِهِ مَا اسْتَتَر و فَتْحُ الباءِ عامِّىٌّ لفَقْدِ فَعْلِيلٍ بالفَتْحِ.
[برنس]
البُرْنُسُ: قَلَنْسُوَةٌ طَوِيلَةٌ و الجَمعُ (البَرَانِسُ)
[برج]
بُرْجُ: الحَمَامِ مَأْوَاهُ و (البُرْجُ) فى السَّمَاءِ قيلَ مَنْزِلَةُ القَمَرِ و قيلَ الكَوْكَبُ العظيمُ و قيلَ بَابُ السَّمَاءِ و الجَمعُ فيهما (بُرُوجٌ) و (أَبْرَاجٌ) و (تَبَرَّجَتِ) المْرَأَةُ أَظْهَرَتْ زِينَتَها و مَحَاسِنَها لِلْأَجَانِب.
[برجس]
و البُرْجاسُ: غَرَضٌ يُعَلَّقُ و يُرْمىَ فيه قال الجوهرىُّ و أظُنُّهُ مُوَلَّداً و جَمْعُهُ (بَرَاجِيسُ).
[برجم]
و الْبَرَاجِمُ: رُءُوسُ السُّلَامَيَاتِ من ظَهْرِ الكَفِّ إِذَا قَبَضَ الشَّخْصُ كَفَّهُ نَشَزَتْ و ارْتَفَعَتْ و قال فى الكِفَايَةِ (البَرَاجِمُ) رُءُوسُ السُّلَامَيَاتِ و (الرَّوَاجِمُ) بُطُونُها و ظُهُورها الواحِدَةُ (بُرْجُمَةٌ) مِثْلُ بُنْدُقَةٍ.
[برح]
بَرِحَ: الشىءُ يَبْرَحُ من باب تعِبَ (براحاً) زالَ من مَكانِه و منه قِيلَ لِلَيْلَةِ المَاضِيَة (البَارِحَةُ) و العربُ تَقُولُ قَبْلَ الزَّوَالِ فَعَلْنَا اللَّيْلةَ كَذَا لِقُرْبهَا مِنْ وقْتِ الكَلَامِ و تَقُولُ بَعْدَ الزَّوَالِ فَعَلْنَا (البَارِحةَ) و (بَرِحَتِ) الريحُ بالتُّرَابِ حَمَلَتْه و سَفَتْ به فَهِىَ (بَارِحٌ) وَ ما (بَرَحَ) مَكَانَهُ لمْ يُفَارِقْه و ما (بَرِحَ) يَفْعَلُ كذا بمعْنَى المُوَاظَبَةِ و المُلَازَمَةِ و (بَرِحَ) الخفاء إِذا وضَحَ الأمرُ و (بَرَّحَ) به الضَّربُ (تَبْرِيحاً) اشتَدَّ و عَظمَ و هذا (أَبْرَحُ) مِنْ ذَاكَ أى أشدُّ و (البَرَاحُ) مثلُ سَلَامٍ المكانُ الذى لا سُتْرَةَ فِيهِ من شَجَرٍ و غَيْرِه.
[برد]
البَرْدُ: خِلافُ الحَرِّ و (أَبْرَدْنا) دَخَلْنَا فى الْبَرْدِ مِثْلُ أَصْبَحْنَا دَخَلْنا فى الصَّبَاحِ و أَمَّا (أبْرَدُوا) بالظُّهْرِ فالبَاءُ للتَّعْدِيَةِ و المعْنَى أَدْخَلُوا صَلَاةَ الظُّهْرِ فى الْبَرْدِ و هو سُكُونُ شِدّةِ الحَرِّ و (بَرُدَ) الشىءُ (بُرُودَةً) مثْلُ سَهُل سُهُولَةً إِذَا سَكَنَتْ حَرارَتُه و أمَّا (بَرَدَ بَرْداً) من بَابِ قَتَل فيُسْتَعْمَلُ لازِماً و مُتَعدِّياً يُقَالُ (بَرَدَ) الماءُ و (بَرَدْتُه) فهو (بَارِدٌ) (مَبْرُودٌ) و هذه العِبَارَةُ تَكُونُ مِنْ كُلِّ ثُلَاثِىٍّ يكُونُ لازِماً و مُتَعَدِّياً قال الشاعر «2».
__________________________________________________
(1) تمر.
(2) مالك بن الريب التميمى- يرثى نفسه و قد لدغته حية فلمّا أحسّ بالموت قال قصيدته المشهورة و مطلعها:
ألا ليت شعرى هل أبيتَن لبلة بجنب الغضا أزجى القلاص النواجيا
و هى ثمانية و خمسون بيتاً ذكرها البغدادىُّ فى الخزانة الشاهد رقم 115.
42
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
برد ص 42
و عَطِّلَ قَلُوصِى فى الرِّكَابِ فَإِنَّها سَتَبْرُدُ أكباداً و تُبْكِى بَوَاكِيَا «1»
و (بَرَّدْتُه) بالتّثْقِيلِ مبَالغَةٌ و (بَرَدْتُ) الحَدِيدَةَ (بالمِبْرَدِ) بكسرِ المِيمِ و الجمعُ (المَبَارِدُ) و (البَرْدِيُّ) نَبَاتٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الْحُصُرُ على لَفْظِ المنْسُوبِ إلى (البَرْدِ) و (البَرَدُ) بَفَتْحَتَيْنِ شَىءٌ يَنْزِلُ من السَّحَابِ يُشْبِهُ الحَصَى و يُسَمَّى حَبَّ الغَمَامِ و حَبَّ المُزْنِ و (الْبَرَدَةُ) التُّخَمَةُ سُمِّيَتْ بذلك لأنها (تَبْرُدُ) المَعِدَة أى تَجْعَلُهَا بَارِدَةً لا تُنْضِجُ الطَّعَامَ و (البَرُودُ) وِزَانُ رَسُولٍ دَوَاءٌ يُسَكِّنُ حَرارَة العَيْنِ يُقَالُ منه بَرَدَ عَيْنَهُ بالْبَرُودِ و (البَرِيدُ) الرَّسُولُ و منه
قولُ بعض العَرَبِ (الحُمَّى بَرِيدُ المَوْتِ).
أى رَسُولُه ثم اسْتُعْمِلَ فى المَسَافَةِ التى يَقْطَعُها و هى اثْنا عَشَرَ مِيلًا و يقالُ لِدَابَّةِ البَرِيدِ (بَرِيدٌ) أيضاً لسَيْرهِ فى البَرِيدِ فهو مُسْتَعَارٌ من المُسْتَعَارِ و الجَمْعُ (بُرُدٌ) بضَمَّتَيْنِ و (البُرْد) معروفٌ و جمْعُهُ (أبْرَادٌ) و (بُرُودٌ) و يُضَافُ للتَّخْصِيصِ فيُقَالُ (بُرْدُ عَصْبٍ) و (بُرْدُ وَشْىٍ) و (الْبُرْدَةُ) كِسَاءٌ صَغِيرٌ مُرَبَّعٌ و يُقَالُ كِساءٌ أَسْوَدُ صَغِيرٌ و بِهَا كُنِىَ الرجُلُ و منه (أَبُو بُرْدَةَ) و اسمُهُ هَانِئُ بنُ نيارٍ البَلَوِىُّ و (البُرْدِيُّ) بالضَّمِ من أَجْوَدِ التَّمْرِ.
و
[برذع]
البَرْذَعَةُ: حِلْسٌ يُجْعَلُ تَحْتَ الرَّحْلِ بِالدَّال و الذَّال و الجمعُ (البَراذِعُ) هذا هو الأَصْلُ. و فى عُرْفِ زَمَانِنَا هى لِلْحِمَارِ مَا يُرْكَبُ عليهِ بِمَنْزِلةَ السَّرْجِ لِلْفَرَسِ.
[برر]
البَرُّ: بالفتح خِلافُ البَحْرِ و (الْبَرِّيَّةُ) نِسْبَةٌ إليه هى الصَّحرَاءُ و (البُرُّ) بالضمِ القَمْحُ الواحدةُ (بُرَّةٌ) و (البِرُّ) بالكسرِ الْخَيْرُ و الفَضْلُ و (بَرَّ) الرجلُ (يَبَرُّ) (بِرّاً) وِزَانُ عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْما فهو (بَرٌّ) بالفتح و (بَارٌّ) أيضاً أى صَادِقٌ أو تَقِىٌّ و هو خِلافُ الفَاجِر و جمعُ الأوّلِ (أبْرَارٌ) و جمعُ الثاني (بَرَرَةٌ) مثلُ كافِرٍ و كَفَرَةٍ و منه قولُهُ للمؤَذِّنِ (صدَقت و بَرِرْت).
أى صَدَقْت فى دَعْواكَ إِلى الطاعَاتِ و صِرْتَ بَارَّا دُعاءٌ له بذلك و دُعاءٌ له بالقَبُولِ و الأصلُ بَرَّ عَمَلُك و (برِرْتُ) وَالِدِى (أبَرُّهُ) (برّاً) و (بُرُوراً) أحْسَنْتُ الطاعَةَ إِليهِ و رَفَقْتُ بِهِ و تَحَرَّيتُ مَحَابَّهُ و توقَّيْتُ مَكَارهَهُ و (بَرَّ) الحَجُّ و اليَمِينُ و القَوْلُ (برّاً) أيضاً فهو (بَرٌّ) وَ (بارٌّ) أيضاً و يُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّياً أيضاً بِنَفْسِهِ فى الحَجَّ و بالحَرْفِ فى اليَمِينِ و القَوْلِ فيُقَالُ (برَّ) اللّهُ تعالى الحَجَّ (يَبَرُّه) (بُرُوراً) أى قَبِلَهُ و (بَرِرْتُ) فى القولِ و الْيَمِينِ (أَبَرُّ) فيهما
__________________________________________________
(1) و فى رواية- كما فى الخزانة:
سنُفلِقُ أكباداً و تبكى بواكياً.
43
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
برر ص 43
(بُرُوراً) أيضاً إِذَا صَدَقْتُ فيهما فأَنَا (بَرٌّ) و (بَارٌّ) و فى لُغَةٍ يَتَعَدَّى بالهمْزَةِ فَيُقَالُ (أبرَّ) اللّهُ تعالى الحَجَّ و (أبْرَرْتُ) القولَ و اليَمِينَ و (المَبَرَّةُ) مثلُ البِرَّ و (البَريرُ) مثالُ كَرِيمٍ ثَمَرُ الأَرَاكِ إِذا اشْتَدَّ و صَلُبَ الواحِدَةُ (بَريرَةً) و بِهَا سُمِّيَتِ المَرْأَةُ. و أمَّا البَرْبَرُ:
بِبَاءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ و رَاءَيْنِ وِزَانُ جَعْفَرٍ فهم قومٌ من أهْلِ الْمَغْرِبِ كالأعْرَابِ فى القَسْوَةِ و الْغِلْظَةِ و الجمْعُ (الْبَرَابِرَةُ) و هُوَ مُعَرَّبٌ.
[برز]
بَرزَ: الشىءُ (بُرُوزاً) من بَابِ قَعَدَ ظَهَرَ و يَتَعَدَّى بالهَمْزَةِ فيُقَالُ (أَبْرَزْتُه) فهو (مَبْرُوزٌ) و هذا من النَّوَادِرِ التى جَاءَتْ على مَفْعُولِ من أَفَعَلَ و (البَرَازُ) بالفتْحِ و الكسرُ لغةٌ قَلِيلَةٌ الفَضَاءُ الوَاسِعُ الخَالِى مِنَ الشَّجَرِ و قِيلَ (البَرَازُ) الصَّخْراءُ البَارِزَةُ ثم كُنِىَ به عَنِ النَّجْو كَمَا كُنِىَ بالغَائِطِ فقِيلَ (تَبَرَّزَ) كَمَا قِيلَ (تَغَوَّطَ) و (بَارَزَ) فى الحرب (مُبَارَزَةً) و (بِرَازاً) فهو (مُبَارِزٌ) و (بَرُزَ) الشَّخْصُ (بَرَازَةً) فهو (بَرْزٌ) و الأُنثى (بَرْزَةٌ) مِثْلُ ضَخُم ضَخَامَةً فهو ضَخْمٌ و ضَخْمَةٌ و المعنَى عَفِيفٌ جَلِيلٌ و قيلَ امْرَأَةٌ (بَرْزَةٌ) عَفِيفَةٌ تَبْرُزُ لِلرِّجَالِ و تَتَحدَّثُ مَعَهُم و هى المَرأَةُ الَّتِى أَسَنَّتْ و خَرَجَتْ عن حَدِّ المحْجُوبَاتِ و (بَرَّزَ) الرجُلُ فى العِلْم (تَبْرِيزاً) بَرُعَ و فَاقَ نُظَراءهُ مأْخوذٌ مِنْ (بَرَّزَ) الفرسُ (تَبْرِيزاً) إِذَا سَبَق الخيلَ فى الْحَلْبَةِ و (الإِبريزُ) الذَّهَبُ الخَالِصُ مُعَرَّبٌ.
[برش]
بَرِشَ: (يبْرَشُ) (بَرَشاً) فهُوَ (أَبْرَشُ) و الأُنْثَى (بَرْشَاءُ) و الجمعُ (بُرْشٌ) مثلُ بَرِصَ بَرَصاً فهو أَبْرَصُ و بَرْصَاءُ و بُرْصٌ وزناً و معنَى.
[برص]
بَرِصَ: الجِسْمُ (بَرَصاً) من بَابِ تَعِبَ فالذكر (أَبْرصُ) و الأَنْثَى (بَرْصَاءُ) و الجمعُ (بُرْصٌ) مِثْلُ أحْمَرَ و حمْرَاءَ و حُمْرٍ و (سَامُّ أَبْرَصَ) كِبَارُ الوَزَغِ و هما اسْمَانِ جُعِلَا اسْماً واحِداً فإِنْ شِئْتَ أَعْرَبْتَ الأَوَّلَ و أضفْتَه إِلَى الثَّانِي و إِنْ شِئْتَ بَنَيْتَ الأولَ عَلَى الفَتْحِ و أَعْرَبتَ الثَّانِيَ و لكِنَّهُ غَيْرُ مُنْصَرِف فِى الوَجْهَينِ للعَلَمِيَّةِ الجِنْسِيَّةِ و وَزْنِ الفِعْلِ و قالُوا فى التثْنِيَةِ و الجَمْعِ (سَامَّا أبْرَصَ) و (سَوامُّ أَبْرَصَ) و رُبَّمَا حَذَفُوا الاسْمَ الثَّانِيَ فقالوا هؤلاءِ (السَّوَامُّ) و رُبَّما حذفُوا الأَوَّلَ فقالُوا (البِرَصَةُ) و (الأَبَارصُ).
[برع]
برع: الرجل (يَبْرَعُ) بفَتْحَتَيْنِ و (برُع) بَرَاعَةً وِزَانُ ضَخُمَ ضَخَامَةً إِذَا فَضَل فِى عِلْمٍ أو شَجَاعَةٍ أو غَيْرِ ذلك فهُوَ (بارِعٌ) و (تَبَرَّعَ) بالأمْرِ فَعَلَهُ غَيْرَ طَالِبٍ عِوَضاً و (بَرْوَعُ) على فَعْولٍ بفتح الفاء و سُكُون العَيْنِ بِنْتُ وَاشِقٍ الأَشْجَعِيَّةُ من الصَّحَابِيَّاتِ قالُوا وَ كَسْرُ الباء خَطَأٌ لأَنَّهُ لا يُوجَدُ فِعْوَلٌ بالكسر إلا (خِرْوَعٌ) نَبْتٌ معرُوف
44
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
برع ص 44
و (عِتْوَدٌ) اسمُ وادٍ و (عِتْوَرٌ) و (ذِرْوَدٌ) «1» و قالَ بعضُهم رَوَاهُ المُحَدِّثُونَ بالكَسْرِ و لا سَبِيلَ إلى دَفْعِ الروايَةِ و الأَسماءُ الأعلامُ لا مَجَالَ للقِيَاسِ فيهَا فالصوَابُ جَوَازُ الفَتْحِ و الكَسْرِ و اتَّفَقُوا على فَتْحِ الوَاوِ.
[برعم]
بَرْعَمَ: النَّبْتُ (بَرْعَمَةً) استدارَتْ رُءُوسُه و كثُر وَرَقُه و هو (البُرْعومُ) و قيل (البُرْعُومُ) كِمَامَةُ الزَّهْرِ و (البُرْعُمُ) كأنه مقْصورٌ زَهْرُ النَّبَاتِ قَبْلَ أن يَنْفَتِح.
[برق]
البَرْقُ: معروفٌ و (بَرَقَتِ) السماءُ (بَرْقاً) من بَابِ قَتَل و (بَرَقَاناً) أيضاً ظَهَر منها (البَرْقُ) و (بَرَقَ) الرَّجُلُ و (أبْرَقَ) أَوْعَدَ بالشَّرِّ و (البُرَاقُ) دابةٌ نَحْوُ البَغْلِ تَرْكَبُهُ الرُّسُلُ عِنْدَ العُرُوجِ إلى السماءِ و (الإِبرِيقُ) فَارسِىٌّ مُعَرَّبٌ و الجمعُ (الأبارِيقُ)
[برقع]
بُرْقُعُ: الْمَرْأَةِ ما تَسْتُر به وجْهَهَا و فتحُ الثَّالِثِ تَخْفِيفٌ و منهم من يُنْكِرُهُ و (بَرْقَعْتُ) المرْأَةَ أَلْبَسْتُها (البُرْقُعَ) و (تَبَرْقَعَتْ) هى لَبسَتِ (البُرْقُع) و الجمعُ (البَرَاقِعُ).
[برك]
برك: البَعِيرُ (بُرُوكا) من بَاب قَعَد وَقَع على (بَرْكِهِ) و هو صَدْرُه وَ (أَبْرَكْتُهُ) أنا و قال بعضُهم هو لُغَةٌ و الأكثر (أَنَخْتُهُ) (فَبَركَ) و (الْمَبْرَكُ) وزَانُ جَعْفَرٍ مَوْضِعُ البُرُوكِ و الجمعُ (المَبَاركُ) و (بِرْكَةُ) المَاءِ مَعْرُوفَةٌ و الجمعُ (بِرَكٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (البُرَكَةُ) وِزَانُ رُطَبَةٍ طائرٌ أَبْيَضُ من طيرِ المَاءِ و الجَمْعُ (بُرَكٌ) بحذف الهَاءِ و (البَرَكَةُ) الزِّيَادَةُ و النَّمَاءُ و (بَارَكَ) اللّهُ تعالى فيهِ فهُوَ (مُبَارَكٌ) و الأصل (مُبَارَكٌ) فيه و جُمِعَ جَمْعَ ما لا يَعْقِلُ بالألفِ و التاءِ و منه (التَّحِيَّاتُ المُبَارَكَاتُ) و (البَرَّكانُ) على فَعَّلَان بتشديدِ العَيْنِ كِسَاءٌ معروفٌ و هذه لُغَةٌ مَنْقُولَةٌ عن الفَرَّاءِ و ربَّما قِيلَ (بَرَّكانِيٌّ) على النِّسْبَةِ أيضاً و الأَشهرُ فيه (بَرْنَكَانٌ) على فَعْلَلَانٍ وِزَانُ زَعْفَرَانٍ و عَسْقَلَانَ و تَقَدَّمَ فِى أَوَّلِ البَابِ.
[برم]
البُرْمَةُ: القِدْرُ من الحَجَرِ و الجمعُ (بُرَمٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (بِرَامٌ) و (بَرِمَ) بالشىءِ بَرَماً أيْضاً فهو (بَرِمٌ) مثلُ ضَجِرَ ضجَراً فهو ضَجِرٌ وزناً و معنًى و يَتَعدَّى بالهَمْزَة فَيُقَالُ (أَبْرَمْتُهُ) به و (تَبَرَّم) مثل (بَرِمَ) و (أبْرمْتُ) العَقْدَ (إِبْرَاماً) أحْكَمْتُهُ (فانْبَرَمَ) هو و (أَبْرَمْتُ) الشىءَ دَبَّرتُه.
[برن]
البَرْنِيَّةُ: بفتحِ الأَوَّلِ إِنَاءٌ معروف و (البَرْنِيُّ) نوع من أجْوَدِ التَّمْرِ وَ نَقَلَ السُّهَيْلِىُّ أَنَّهُ أعْجَمِىٌّ و معناه حَمْلٌ مُبَارَكٌ قال (بر) حِمْلٌ و (نِيّ) جَيِّدٌ و أَدْخَلَتْهُ العَرَبُ فى كَلَامِهَا و تَكَلَّمَتْ به. يَبْرِينُ: وزْنهُ يَفْعِيلٌ و هو غيرُ مُنْصَرِفٍ للعلمية و الزِّيَادَةِ و بعضُ العرب يُعْربُه كجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ على غَيرِ قِيَاسٍ و هو نَادِرٌ فى
__________________________________________________
(1) عتور: اسم واد أيضاً- و ذرْود: اسم جبل.
45
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
برن ص 45
الأوْزَانِ و مثْلُه (يَقْطِينٌ) و (يَعْقِيدٌ) و هو عَسَلٌ يُعْقَدُ بالنَّارِ و (يَعْضِيدٌ) و هو بَقْلَةٌ مُرَّةٌ لَهَا لَبَنٌ لَزِجٌ و زهْرَتُها صَفْرَاءُ و في كِتَابِ الْمَسَالِكِ أَنَّهُ اسْمُ رَمْلٍ لا تُدْرَكَ أَطْرافُهُ عن يَمِين مَطْلَعِ الشَّمْسِ من حَجْرِ اليَمَامَةِ و سُمِّى به قَرْيةٌ بقُرْبِ الأَحْسَاءِ من دِيَارِ بَنى سَعْدٍ.
مَضَتْ.
[بره]
بُرْهَةٌ: من الزَّمَانِ بضَمِّ البَاءِ و فَتْحِها أى مُدَّةٌ و الجمعُ (بُرَهٌ) و (بُرُهَاتٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرُفَاتٍ فى وجوهها «1» و (البُرْهَانُ) الحُجَّةُ و إِيضَاحُها قيلَ النونُ زَائِدَةٌ و قِيلَ أصْلِيَّةٌ و حَكَى الأَزْهَرىُّ القولَيْنِ فقَالَ فى بَابِ الثُّلاثِىّ النَّونُ زَائِدَةٌ و قولُهُمْ (بَرْهَنَ) فلانٌ مُوَلَّدٌ و الصَّوابُ أن يُقَالَ (أَبْرَهَ) إِذَا جاءَ بالبُرْهانِ كَمَا قَالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ و قَالَ فى بَابِ الرُّبَاعِىِّ (بَرْهَنَ) إِذَا أتَى بِحُجَّتِهِ و اقْتَصَرَ الجوْهَرِىُّ على كَوْنِهَا أصْلِيَّةً و اقْتَصَرَ الزَّمَخْشَرِىُّ على ما حُكِىَ عنِ ابْنِ الأعْرَابِىِّ فقالَ (البُرْهَانُ) الحُجَّةُ من (البَرَهْرَهَةِ) و هى البَيْضَاءُ من الجَوَارِى كما اشْتُقَّ السُّلْطَانُ مِنَ السَّلِيطِ لإِضَاءَتِهِ قال و (أَبْرَهَ) جاء (بالبُرْهَانِ) و (بَرْهَنَ) مُوَلَّدةٌ و (بَرْهَانُ) وِزَانُ سَكْرَانَ اسمُ رجُلٍ و (ابنُ بَرْهَانَ) من أصحَابِنَا و (أَبْرَهَةُ) بِفَتْحِ الهمْزَةِ اسمُ مَلِكٍ من مُلُوك اليَمَنِ و قِيلَ هُوَ أَعْجَمِىٌ
[برهم]
وَ (بَرْهَمَ) الرَّجلُ (بَرْهَمَةً) قال ابنُ فارسٍ (البَرْهَمَةُ) النَّظَرُ و سُكُونُ الطَّرْفِ و (البَرَاهِمَةُ) فيمَا قِيلَ عُبَّادُ الهُنُودِ و زُهَّادُهُمْ قِيلَ الواحِدُ (بِرَهْمَن) و النون تشبهُ التنوينَ لأنها تَسْقُطُ فى النِّسْبَةِ فَيُقالُ (بِرَهْمِيٌّ) و قِيلَ البِرَهْمِيٌّ نِسبَةٌ إلى رَجُلٍ من حُكَمَائِهِم اسمُهُ (بَرْهَمَانُ) هو الذى مهَّدَ لهُمْ قَواعِدَهُم الَّتِى هُمْ عَلَيْهَا فَإِنْ صحَّ ذلِكَ فَتَكُونُ النِّسْبَةُ على غَيرِ قِيَاسٍ و هم لا يُجَوِّزُونَ على اللّهِ تعالى بِعثَةَ الأَنبِيَاءِ و يُحَرِّمُونَ لُحُومَ الحَيَوانِ و يَسْتَدِلُّون بدَلِيلٍ عَقْلِىٍّ فيقُولُونَ حيوانٌ برىءٌ من الذَّنْبِ و العُدْوانِ فإِيلَامُهُ ظُلْمٌ خَارِجٌ عن الحِكْمَةِ و أُجِيبَ بظُهُورِ الْحِكْمَةِ و هو أَنَّهُ اسْتُسْخِرَ للإِنْسَان تَشْرِيفاً لهُ عَلَيهِ و إِكْرَاماً له كما اسْتُسْخِرَ النَّبَاتُ للحَيَوانِ تشريفاً لِلْحَيَوَانِ عَلَيْهِ و أَيضاً فَلَوْ تُرِكَ حتى يَمُوتَ حَتْفَ أَنْفِهِ مَعَ كَثْرَةِ تَنَاسُلِه أَدَّى إِلَى امْتِلَاءِ الأَفْنِيَةِ و الرِّحَابِ و غَالِبِ المَوَاضِعِ فَيَتَغَيَّرُ مِنْهُ الْهَوَاءُ فَيَحْصُلُ مِنْهُ الوَبَاءُ وَ يَكْثُرُ بِهِ الفَنَاءُ فَيَجُوزُ ذَبْحُهُ تَحْصِيلًا لِلْمَصْلَحَةِ و هى تَقْوِيَةُ بَدَنِ الإِنْسَانِ و دَفْعاً لهذِه المَفْسَدَةِ العَظِيمَةِ و إِذَا ظَهَرَتِ الْحِكْمَةُ انْتَفَى القَوْلُ بالظُّلْمِ و العَبَثِ.
[برو]
البُرَةُ: محذُوفَةُ اللَّام هى حَلْقَةٌ تُجْعَلُ فى أَنْفِ البَعِيرِ تكُونُ مِنْ صُفْرٍ و نَحْوِهِ و (الخِشَاشُ) من خَشَبٍ و (الخِزَامَةُ) من شَعْرٍ و الْجمعُ
__________________________________________________
(1) أَىْ بِضَمِّ الرّاءِ و سكونها و فتحها.
46
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
برو ص 46
(بُرُونَ) على غَيرِ قِيَاسٍ و (أَبْرَيْتُ) البَعِيرَ بالأَلِفِ جَعَلْتُ لَهُ (بُرَةً) و (بَرَيْتُ) الْقَلَمَ بَرْياً من بَابِ رَمَى فهو (مَبْرِيٌّ) و (بَرَوْتُهُ لُغَةٌ) و اسْمُ الفِعْلِ (الْبِرَايَةُ) بالكَسْرِ و هذه العِبَارَةُ فيهَا تَسَامُحٌ لأَنَّهُمْ قالوا لا يُسَمَّى قَلَماً إلَّا بَعْدَ (البرَايةِ) و قَبْلَهَا يُسَمَّى قَصَبَةً فكيف يُقالُ (للمبريّ) (بَرَيْتُهُ) لكِنَّهُ سُمِّىَ باسْم مَا يَئُولُ إليه مَجَازاً مثلُ عَصَرْتُ الخَمْرَ.
[برأ]
و بَرِئَ زيدٌ من دَيْنِهِ (يَبْرَأُ) مهموزٌ مِنْ باب تَعِب (بَرَاءَةً) سقَطَ عنهُ طَلَبُهُ فهو (بَرِيءٌ) و (بارِئٌ) و (بَرَاءٌ) بالفتحِ و الْمَدِّ و (أَبْرَأْتُه) منه و (بَرَّأْتُه) من العَيْبِ بالتَّشْدِيدِ جَعَلْتُه (بَرِيئاً) منه و (بَرِئَ) منه مثل سَلِم وزناً و معنًى فهو (بَرِيءٌ) أيضاً و (بَرَأَ) اللّهُ تعالى الْخلِيقَةَ (يَبْرَؤُهَا) بِفَتْحَتَيْنِ خَلَقَها فهو (البَارئُ) و (البَرِيَّةُ) فَعِيلَةٌ بمعنَى مَفْعُولَةٍ و (بَرَأَ) من الْمَرَضِ (يَبْرَأُ) من بَابَىْ نَفَع و تَعِبَ و (بَرُؤَ بُرْءًا) من باب قُربَ لُغةٌ و (اسْتَبْرَأْتُ) المَرْأَةَ طَلَبْتُ بَرَاءَتَها من الحَبَل قال الزمخشرى (اسْتَبْرَأْتُ) الشَّىءَ طلبتُ آخِرَه لِقَطْع الشُّبْهَةِ و (اسْتَبْرَأَ) مِنَ البَوْلِ الأَصْل (اسْتَبْرَأَ) ذَكَرَهُ من بَقِيَّةِ بَوْلِهِ بالنَّتْرِ و التَّحْرِيك حتى يَعْلَم أَنَّهُ لم يَبْقَ فيه شَىءٌ و (استبْرَأْتُ) مِنَ البَوْل تنزَّهْتُ عَنْهُ و (الْبَرَى) مثلُ العَصَا التُّرابُ و (بَاريتُه) عارضْتُهُ فأتَيْتُ بمثْلِ فِعْلِهِ و (البَارِيَّة) الحَصير الْخَشِنُ و هو المشهُورُ فِى الاسْتِعْمَالِ و هى فى تَقْدِيرِ فَاعُولَةٍ و فيها لُغَاتٌ إِثباتُ الهاءِ و حَذْفُها و (البَارِيَاءُ) على فاعِلاءَ مُخَفَّفٌ ممدودٌ و هذهِ تُؤَنَّثُ فيُقَالُ هى (البَارِيَاءُ) كما يقال هِىَ (البَارِيَّةُ) بوُجُودِ عَلَامةِ التَّأْنِيثِ و أَمَّا مَعَ حَذْفِ العَلَامَةِ فمذكَّرٌ فَيُقَالُ هو (البَارِيُّ) و قال المُطَرِّزِى (البارِيُّ) الْحَصِيرُ و يقال له بالفارسية (البُورِيَاءُ).
[بزر]
الْبَزَر: بزْرُ البَقْل و نحوه بالكسرِ و الفَتْحُ لُغَة قال ابن السِّكِّيتِ وَ لَا تَقُولُه الفُصَحَاءُ إِلا بالكَسْرِ فهو أفصحُ و الجمعُ (بُزُورٌ) و قال ابنْ دُرَيْدٍ قَوْلُهُم (بِزْرُ) البَقْلِ خَطَأٌ إنما هو (بَذْرٌ) و قد تَقَدَّم عنِ الخَلِيلِ كُلُّ حَبٍّ يُبْذَرُ فهو بزْرٌ و بَذْرٌ فلا يُعَارَضُ بقوْلِ ابنِ دُرَيْدٍ و قولهم لبَيْضِ الدُّودِ (بِزْرُ القَزِّ) مَجَازٌ عَلَى التشْبِيهِ ببزْرِ البَقْلِ لأَنَّهُ يَنْبُتُ كالبَقْلِ و (الإِبْزَارُ) معروفٌ بكسر الهَمْزَةِ و الفتحُ لُغَةٌ شاذةٌ لخُرُوجِهَا عن القيَاس لأَنَّ بِنَاءَ أَفْعَال لِلْجَمْعِ و مَجِيئُهُ للمُفْردِ «1» على خِلَافِ القِيَاسِ و هُوَ مُعَرَّبٌ و الجمعُ (أَبَازِيرُ) وَ (بَزَرْتُ) القِدْرَ أَلْقَيْتُ فِيهَا الأَبْزَارَ.
[بزز]
البَزُّ: بالفتحِ نوعٌ من الثِّيَابِ و قِيلَ الثِّياب خَاصَّةً مِنْ أَمْتِعَةِ البَيْت و قيلَ أَمْتِعَةُ التَّاجِرِ من
__________________________________________________
(1) ذهب غيره إلى أن (الأبزار) جمع فالفتح متعين و ليس شاذّا.
47
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بزز ص 47
الثِّيَابِ و رَجُلٌ (بزَّازٌ) و الحِرْفَةُ (البِزَازَةُ) بالكَسْرِ و (البِزَّةُ) بالكَسْرِ مَعَ الهَاءِ الهيئَةُ يُقَالُ هو حَسَنُ (البِزَّةِ) و يُقَالُ فى السِّلَاحِ (بِزَّةٌ) بالكسر معَ الهاءِ و (بَزٌّ) بالفتح معَ حذْفِهَا.
[بزغ]
بَزَغَ: الْبَيْطَارُ و الحاجِمُ (بَزْغاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ شَرَطَ و أَسَالَ الدَّمَ و (بَزَغَ) نابُ البَعِيرِ (بُزُوغاً) و (بَزَغَتِ) الشمْسُ طَلَعَتْ فهِىَ (بَازغَةٌ).
[بزق]
بَزَقَ: (يَبْزُقُ) من باب قَتَلَ (بُزَاقاً) بمعنى بصَقَ و هو إِبْدَالٌ منه.
[بزل]
بزَلَ: البَعِيرُ (بُزُولًا) من باب قَعَدَ فَطَرَ نَابُه بدُخُولِهِ فى السَّنَةِ التاسِعَةِ فهو (بَازِلٌ) يَسْتَوِى فيه الذَّكَرُ و الأُنْثَى و الجمعُ (بَوَازِلُ) و (بُزَّلٌ) و (بَزَلَ) الرأْىُ (بَزَالَةً) اسْتَقَامَ و (الْمِبْزَلُ) مِثَالُ مِقْوَدٍ هو المِثقبُ يقال (بَزَلْتُ) الشَىءَ (بَزْلًا) إِذا ثَقَبْتَهُ و استخْرَجْت ما فِيهِ.
[بزو]
بَزَا: (يَبْزُو) إِذَا غَلَبَ و منه اشْتِقَاقُ (البَازِي) وِزَانُ القَاضِى فيُعْرَبُ إِعْرَابَ المَنْقُوصِ و الجمْعُ (بُزَاةٌ) مثلُ قاضٍ و قُضَاةٍ و (الْبَازُ) وِزَانُ البَابِ لُغَةٌ فتُعْرَبُ الزاىُ بالحَرَكَاتِ الثلاثِ و يُجْمَعُ على (أَبْوَازٍ) مثلُ بابٍ وَ أَبْوَابٍ و (بِيزانٍ) أيضاً مثلُ نَارٍ و نِيرَانٍ و على هذِه اللُّغَةِ فأصْلُهُ بوزٌ قال الزجاج و (البازُ) مذكّر لا خِلَاف فيه.
[بست]
البُسْتَانُ: فُعْلَانٌ هو الجنَّةُ قال الفرَّاءُ عَرَبىٌّ و قال بعضُهُمْ رُومِىٌّ مُعَرَّبٌ و الجمعُ البَسَاتِينُ
[بسر]
الْبُسْرُ: من ثَمَرِ النَّخْل معْرُوفٌ و بِهِ سُمِّى الرَّجُلُ الواحِدَةُ (بُسْرَةٌ) و بها سُمِّيَتِ المرأَةُ و مِنْهُ (بُسْرَةُ بنتُ صَفْوانَ) صَحَابِيَّةٌ قال ابْنُ فَارِسٍ البُسْرُ من كلِّ شَىءٍ الغَضُّ و نَبَاتٌ (بُسْرٌ) أى طَرِىٌّ و (الْبَاسُورُ) قِيلَ وَرَمٌ تَدْفَعُه الطبيعَةُ إِلى كلِّ مَوْضِعٍ منَ البَدَنِ يَقْبَلُ الرُّطُوبَة من الْمَقْعَدةِ و الأُنْثَيَيْنِ و الأَشْفَارِ و غير ذلك فإِنْ كانَ فى الْمَقْعَدَةِ لمْ يكُنْ حُدوثُه دونَ انفِتَاحِ أَفْواهِ العُرُوقِ و قد تُبْدَلُ السِّينُ صاداً فيُقَالُ (باصُورٌ) و قيل غيرُ عَرَبىِّ.
[بسس]
بسست: الحِنْطَةَ و غيْرَها (بَسًّا) مِنْ بَابِ قَتَل و هو الفَتُّ فهى (بَسِيسَةٌ) فَعِيلَةٌ بمعنى مفْعُولَةٍ و قال ابنُ السِّكّيتِ (بسَسْتُ) السَّويقَ و الدَّقِيقَ (أبُسُّه) (بسّاً) إذا بَلَلْتَه بشىءٍ من الماءِ و هو أَشَدُّ من اللَّتِّ و قال الأَصْمَعِىُّ (البَسِيسَةُ) كلُّ شَىءٍ خَلَطْتَهُ بِغَيْرِه مثلُ السَّوِيقِ بالأَقِطِ ثم تَبُلُّه بالرُّبِّ أو مثْلُ الشعير بالنَّوَى لِلْإِبل.
[بسط]
بَسَطَ: الرجُلُ الثوبَ (بَسْطاً) و (بسطَ) يَدَهُ مدَّها مَنْشُورَةً و (بَسَطَها) فى الإِنْفَاقِ جاوَزَ القَصْدَ و (بَسَطَ) اللّهُ الرزقَ كَثَّرَهُ و وسَّعَهُ و (البِسَاطُ) معروفٌ و هو فِعالٌ بمعنَى مَفْعُولٍ و مثْلُهُ كِتَابٌ بمعنَى مكْتُوبٍ و فِراشٌ بمعنَى مَفْروشٍ و نحو ذلك و الجمعُ (بُسُطٌ)
48
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بسط ص 48
و (البَسْطَة) السَّعَةُ و (البَسِيطَةُ) الأرضُ.
[بسق]
بَسَقَتِ: النَّخْلَةُ (بُسُوقاً) من باب قَعَدَ طَالَتْ فهى (بَاسِقَةٌ) و الجمعُ (باسِقَاتٌ) و (بَوَاسِقُ) و (بَسَقَ) الرَّجُلُ فى عِلْمِهِ مَهَرَ و (بَسَقَ بُسَاقاً) بمعنى بَصَقَ و هو إبدالٌ منه و مَنَعَهُ بعْضُهُم و قال لا يُقَالُ (بَسَقَ) بالسِّين إِلَّا فى زِيادَةِ الطُّولِ كالنخْلَةِ و غَيْرِها و عَزَاه إِلى الخلِيلِ.
[بسل]
بَسُلَ: (بَسَالَةً) مثلُ ضخُم ضَخَامةً بمعنى شَجُع فهو (بَسِيلٌ و بَاسِلٌ) و (أَبْسَلْتُه) بالأَلِفِ رَهَنْتُهُ و فى التنزيل «أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا»
[بسم]
بَسَمَ: (بَسْماً) من باب ضرب ضَحِك قليلا من غَيْر صَوْتٍ و (ابْتَسَمَ و تَبَسَّمَ) كَذلكَ و يُقَالُ هُوَ دُونَ الضَّحِكِ.
[بسمل]
بَسْمَلَ: بَسْمَلَةً إِذا قَالَ أوْ كَتَبَ بِسْمِ اللّهِ و أنشَد الأزهرىُّ:
لقدْ بَسْمَلَتْ هِنْدٌ غدَاةَ لقِيتُها فيا حبَّذَا ذاكَ الدَّلَالُ المُبَسْمِلُ
و مثلُه حَمْدَلَ و هَلَّلَ و حَسْبَلَ و حَيْعَلَ و سَبْحَلَ و حَوْلَقَ و حَوْقَلَ إِذَا قَالَ (الحمدُ. للّه) و (لا إلهَ إلّا. اللّه) و (حسْبنا. اللّهُ).
و (حىَّ على الصَّلَاةِ) و (سُبْحَانَ اللّهِ) و (لا حوْل و لا قُوَّةَ إلا باللّهِ).
[بشر]
بَشِرَ: بكذا (يَبْشَرُ) مثلُ فرِحَ يَفرحُ وزناً و معنًى و هو (الاسْتِبْشَارُ) أيضاً و المصدر (البُشُورُ) و يتعدّى بالحركة فيقال (بَشَرْتُه أَبْشُرُه بَشْراً) من باب قتل فى لغة تِهامَةَ و ما وَالاهَا و الاسمُ منه (بُشْرُ) بضَمِّ الباءِ و التعدِيَةُ بِالتثقيل لُغَةُ عامَّةِ العَرَبِ و قَرأَ السَّبْعَةُ باللُّغَتَيْنِ «1» و اسمُ الفاعِلِ من المُخفَّفِ (بَشيرٌ) و يكُونُ (البَشِيرُ) فى الْخيْرِ أَكْثَرَ مِنَ الشَّرِّ و (البُشْرى) فُعْلىُّ مِنْ ذلك و (البِشَارَةُ) أيضاً بكسرِ الباءِ و الضمُّ لغةٌ و إِذا أُطْلِقَتْ اخْتَصَّتْ بالخَيْرِ و (البِشْرُ) بالكسر طَلَاقَةُ الوَجْهِ و (البَشَرَةُ) ظَاهِرُ الْجِلدِ و الجمعُ (البَشَرُ) مثلُ قَصَبَةٍ و قَصَبٍ ثم أُطْلِقَ على الإِنْسَانِ واحِدُه و جَمْعُه لكن العربُ ثَنَّوْهُ و لم يَجمَعُوه و فى التَّنْزِيلِ قالوا «أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا»
وَ (باشَرَ) الرجلُ زوجَتَهُ تمتَّعَ بِبَشَرَتِهَا و (باشَرَ) الأمْرَ تولَّاه بِبَشَرَتِه و هى يَدُه ثم كثُرَ حتى اسْتُعْمِلَ فى المُلَاحظَهِ و (بَشَرْتُ) الأديم (بَشْراً) من باب قتل قَشَرْتُ وجْهَهُ
[بشع]
بَشِع: الشيء (بَشَعاً) من بابِ تَعِبَ و (بَشَاعَةً) إذا سَاءَ خُلُقُه و عِشْرَتُه و رجلٌ
__________________________________________________
(1) قال ابن مجاهد: قرأ ابن كثير و أبو عمر (يُبَشِّرُكَ)* فى كل القرآن مُشددَّا إلا فى الشورى (ذلك الذى (يَبْشرُ اللّه عِبَادهُ) فإنهما قرآ بضم الشين مخففاً، و قرأ نافع و ابن عامر و عاصم (يُبَشِّرُكَ)* مشدَّداً فى جميع القرآن- و قرأ حمزة (يَبْشُرُ) ممّا لم يقع خفيفاً فى كل القرآن إلَّا قوله (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) الحجر 54 و قرأ الكسائى (يَبْشُرُ مُخَفَّفَةً فى خمسة مواضع- آل عمران- 39، 45. و فى الإسراء و الكهف [9، 2] و فى الشورى 23.
49
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بشع ص 49
(بَشِعٌ) إِذا تغيَّرتْ رِيحُ فَمِه و هو (بَشِعُ المَنْظَرِ) أى دَمِيمٌ و (بَشِعُ) الوَجْهِ عَابسٌ و (اسْتَبْشَعْتُهُ) عَدَدْتُهُ (بَشِعاً) و طَعَامٌ (بَشِعٌ) فيهِ كَرَاهَةٌ و مَرَارَةٌ.
[بشق]
بَشِقَ: (بَشَقاً) إِذَا أحَدّ و منْهُ اشْتِقَاقُ (البَاشَقِ) بفَتْحِ الشِّينِ و يُقَالُ مُعرَّبٌ و الجمعُ (البَوَاشِقُ) و قِيَاسُ من قَالَ لا يَخْرُجُ شيء مِنَ المعرَّبَاتِ عن الأَوْزَانِ العربِيَّةِ جوازُ الكَسْرِ كما فى (الخَاتِم) و (الدَّانِق) و (الطابِع) و ما أَشْبَهَ ذلك إِذ يَجْرِى فيها الوَجْهانِ.
[بشم]
بَشِمَ: الحيوَانُ (بَشَماً) من بَابِ تَعِبَ أُتْخِمَ من كَثرَةِ الأكلِ فهو (بَشِمٌ).
[بصر]
الْبَصْرَةُ: وِزَانُ تَمْرَةٍ الحِجَارَةُ الرِّخْوةُ و قد تُحْذَفُ الهاءُ مَعَ فَتْحِ الباءِ و كسرِها و بِهَا سُمِّيَتِ البَلْدَةُ المعْرُوفَةُ و أنْكر الزَّجَّاجُ فتحَ البَاءِ مَعَ الحذْفِ و يُقَالُ فى النِّسْبة (بَصْريٌّ) بالوَجْهَيْنِ و هى مُحْدَثَةٌ إسلَامِيَّةٌ بُنِيَتْ فى خِلَافَةِ عُمَر رضىَ اللّهُ عنه سنَةَ ثَمَانِىَ عَشْرَةَ من الهِجْرَة بَعْدَ وَقْفِ السَّوَادِ وَ لِهذَا دَخَلَتْ فى حَدِّهِ دُونَ حُكْمِهِ و (البَصَرُ) النورُ الذى تُدْرِكُ به الجَارِحَةُ الْمُبْصَرَاتِ و الجمعُ (أَبْصَارٌ) مثلُ سبَبٍ و أَسبَابٍ يُقَالُ (أبصرْتُه) برؤْيةِ العَينِ (إِبْصَاراً) و (بَصُرْتُ) بالشَّيءِ بالضَّمِ و الكسرُ لغَةٌ (بَصَراً) بفتحتَيْنِ عَلِمْتُ فأنا بَصِيرٌ به يَتَعَدَّى بالبَاءِ فى اللُّغَةِ الفصْحَى و قد يَتَعَدَّى بنَفْسِهِ و هو ذُو (بَصَرٍ) و (بَصِيرَةٍ) أى عِلْمٍ و خِبْرَةٍ و يَتَعَدَّى بالتضْعِيفِ إِلَى ثَانٍ فيُقَالُ (بصَّرتُه بِهِ تَبْصِيراً) و (الاستِبْصَارُ) بمعنى (البَصِيرَةِ) و (أبو بصِيرٍ) مثالُ كريمٍ مِنْ أَسْمَاءِ الكَلْبِ و بِهِ كُنِىَ الرَّجُل و منه (أبُو بَصِيرٍ) الذى سلَّمَهُ رَسُولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليه و سلَّمَ لطَالِبيه على شَرْطِ الهُدْنَةِ و اسمُهُ عُتْبَةُ بن أَسِيدٍ الثَّقَفِىُّ و أَسِيدٌ مثلُ كَرِيمٍ.
[بنصر]
و البِنْصِرُ بكسرِ البَاءِ و الصَّادِ الإِصْبَعُ الَّتى بَيْنَ الوُسْطَى و الخِنْصِرِ و الجَمْعُ البَنَاصِرُ.
[بصل]
البَصَلُ: معروفٌ الوَاحِدَة (بَصَلَةٌ) مثلُ قَصَبٍ و قَصَبَةٍ.
[بضع]
البَضعَةُ: القِطْعَةُ من اللحْمِ و الجمعُ (بَضْعٌ و بَضَعَاتٌ و بِضَعٌ و بِضَاعٌ) مثلُ تَمْرَةٍ و تَمْرٍ و سَجَدَاتٍ و بِدَرٍ و صِحَافٍ و (بِضْعٌ) فى العَدَدِ بالكَسرِ و بعضُ العَربِ يَفْتَح و اسْتِعَمالُه من الثَّلَاثَةِ إِلى التِّسْعَةِ و عن ثَعْلَبٍ من الأرْبَعَةِ إِلى التِّسْعَةِ يَسْتَوِى فيهِ المذكَّرُ و المُؤَنَّثُ «1» فيُقَالُ (بضْعُ) رِجَالِ و (بِضْعُ) نِسْوَةٍ و يُسْتَعْمَلُ أيضاً من ثَلَاثَةَ عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ لكِنْ تَثْبُتُ الهاءُ فى (بِضْعٍ) مع المُذَكِّر
__________________________________________________
(1) قال فى شرح الكافية الشافية- لبضعة و بضع حكم تسعة و تسع فى الإفراد و التركيب و عطف عشرين و أخواته عليه نحو لبثت بضعة أعوام و بضع سنين و عندى بضعة عشر غلاماً و بضع عشرة أمة و بضع و عشرون كتاباً و بضع و عشرون صحيفة و يراد ببضع من ثلاث إلى تسع و ببضعة من ثلاثة إلى تسعة- ا ه فاحرص على هذا فإنه مؤيد بالأساليب العربية.
50
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بضع ص 50
و تُحْذَفُ مَعَ المُؤَنَّثِ كالنَّيّفِ و لا يسْتَعْمَلُ فيما زَادَ على العِشرِينَ و أجازَهُ بَعْضُ المشَايِخِ فيقُولُ (بِضْعَةٌ) و عِشرُونَ رَجُلًا و (بِضْعٌ) و عِشْرونَ امْرَأَةً و هكَذَا قَالَهُ أَبُو زَيْدٍ و قالوا عَلَى هَذَا مَعْنَى (البِضْعِ) و (البِضْعَةِ) فى العَدَدِ قِطْعَةٌ مبْهَمَةٌ غيرُ مَحْدُودَةٍ و (البُضْعُ) بالضم جمعُهُ (أبْضَاعٌ) مثلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ يُطْلَقُ عَلَى الفَرْجِ و الجِمَاعِ و يُطْلَقُ عَلَى التَّزْوِيجِ أيضاً كالنِّكَاحِ يُطْلَقُ على العَقْدِ و الجِمَاعِ و قِيل (البُضْعُ) مَصْدَرٌ أيضاً مثلُ السُّكْرِ و الكُفْرِ و (أَبْضَعْتُ) المرأَةَ (إِبْضَاعاً) زَوَّجْتُها
(و تُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فى أَبْضَاعِهنَّ).
يُرْوَى بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ و كَسْرِهَا و هُمَا بمعنًى أَىْ فِى تَزْوِيجِهِنَّ فالمفتوحُ جمعٌ و المكْسُورُ مصدرٌ من (أَبْضَعْتُ) و يقال (بَضَعَها يَبْضَعُهَا) بفتحتين إِذا جَامَعَهَا و منه يُقَالُ مَلَكَ (بُضْعَهَا) أى جِمَاعَها و (البِضَاعُ) الجِمَاعُ وزناً و معنًى و هو اسمٌ من (بَاضَعَهَا مُبَاضَعَةً) و (البِضَاعَةُ) بالكَسْرِ قِطْعَةٌ منَ المالِ تُعَدُّ للتِّجَارَةِ و (بِئْرُ بُضَاعَةَ) بِئْرٌ قَدِيمَةٌ بالمدِينَةِ بكسرِ الباءِ و ضَمِّها و الضَّمُ أَكْثَرُ و (اسْتَبْضَعْتُ) الشيءَ جَعَلْتُه (بِضَاعَةً) لِنَفْسِى و (أَبْضَعْتُهُ) غَيرِى بالألِفِ جَعَلْتُهُ لَهُ بِضَاعَةً و جَمْعُهَا (بَضَائِعُ) و (بَضَعْتُ) اللحم (بَضْعاً) من بَابِ نَفَع شَقَقْتُه و منه (الباضِعَةُ) و هى الشَّجَّةُ التى تَشُقُّ اللحم و لا تَبْلُغُ العَظْمَ و لا يَسِيلُ مِنْها دَمٌ فإنْ سَالَ فهى الدَّامِيَةُ و بَضَعه بَضْعاً قطَعَهُ (و بضَّعَهُ تَبْضِيعاً) مبَالغَةٌ و تكْثِيرٌ.
[بطح]
بطَحْتُه: (بَطْحاً) من بَابِ نَفَعَ بَسَطْتُه و (بَطَحتُه) على وجْهِهِ أَلْقَيْتُهُ (فانبَطَح) أى اسْتَلْقَى و (البَطِيحَةُ و الأَبْطَحُ) كلُّ مكانٍ مُتَّسِعٍ و (الأبْطحُ) بمكَّةَ هو الْمُحَصَّبُ.
[بطخ]
البِطِّيخُ: بكسْرِ الباءِ فَاكِهَةٌ مَعْرُوفَةٌ و فى لُغَةٍ لأهْلِ الحِجَازِ جعلُ الطاءِ مكانَ البَاءِ قال ابنُ السِّكِّيتِ فى بابِ ما هُو مَكْسُورُ الأَوَّلِ و تقولُ هو (البِطِّيخُ و الطِّبِّيخُ) و العامَّةُ تَفْتَحُ الأَوَّلَ و هو غَلَطٌ لِفَقْدِ فَعِّيل بالفَتحِ.
[بطر]
بَطِرَ: (بطَراً) فهو (بَطِرٌ) من باب تَعِبَ بمعنى أَشِرَ أَشَراً و تَقَدَّمَ فى الأَلِفِ و (البَطْرُ) الشقُّ وزناً و معنًى و سمى (البَيْطَارُ) من ذلِكَ و فِعْلُهُ (بَيْطَرَ) (بَيْطَرَةً).
[بطرق]
و البِطرِيقُ: بالكسر من الرُّومِ كالقَائِدِ من العَرَبِ و الجمعُ (البَطَارِقَةُ).
[بطش]
بَطَشَ: بِه (بَطْشاً) من بابِ ضَرَبَ و بهَا قَرَأَ السَّبْعَةُ و فى لُغَةِ من بابِ قَتَلَ و قرأ بها الحسَنُ البَصرِىُّ و أبُو جَعْفَرٍ المَدَنِىُّ و (البَطْشُ) هو الأخْذُ بعُنْفٍ و (بَطَشَتِ) اليدُ إِذَا عَمِلَتْ فهى (بَاطِشَةٌ).
[بطط]
بَطَّ: الرجُلُ الجُرْحَ (بَطّاً) من باب قَتَلَ شَقَّهُ و (البَطُّ) من طَيْرِ الماءِ الواحِدَةُ بَطَّةٌ مثلُ تمرٍ و تَمْرَةٍ و يَقَعُ على الذَّكَرِ و الأُنْثَى
[بطل]
بطَلَ: الشَّيءُ (يَبْطُل بُطْلًا و بُطُولًا و بُطْلَاناً)
51
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بطل ص 51
بضم الأَوَائِل فسَدَ أَوْ سقط حُكْمُهُ فهُوَ (بَاطِلٌ) و جمعه (بَوَاطِلُ) و قيلَ يُجْمَعُ (أَبَاطِيلَ) على غَيْرِ قياسٍ و قال أبُو حَاتِم (الأَبَاطِيلُ) جمعُ (أُبْطُولةٍ) بضمِّ الهمزَةِ و قيلَ جَمْعُ (إِبْطَالةٍ) بالكَسرِ و يَتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ فيقَالُ (أَبْطَلْتُهُ) و ذهب دَمُهُ (بُطْلًا) أى هَدَراً و (أَبْطَلَ) بالأَلِفِ جاءَ (بالبَاطِلِ) و (بَطَلَ) الأَجيِرُ من العَمَل فهو (بَطَّالٌ) بَيِّنُ (البَطَالَةِ) بالفتح و حَكَى بعضُ شارِحِى المُعَلَّقَاتِ (البِطَالَةَ) بالكسر و قَالَ هو أَفْصَحُ و ربَّما قِيلَ (بُطَالَةٌ) بالضمِّ حَمْلًا على نَقِيضِها و هى العُمَالَةُ و رجل (بَطَلٌ) أى شُجَاعٌ و الجمع (أَبْطَالٌ) مثلُ سببٍ و أسبابٍ و الفِعْلُ منه (بَطُلَ) بالضمِّ وِزَانُ حَسُنَ فهو حَسَنٌ و فى لُغَةٍ (بَطَلَ يَبْطُلُ) من بابِ قَتَل فهو (بَطَلٌ) بيِّن (البَطَالَةِ) بالفتح و الكسر سُمِّىَ بذلك لِبُطْلَانِ الحياةِ عند مُلَاقَاتِهِ أو لبُطْلانِ العَظَائِمِ. به قَالَ بعضُ شارِحِى الْحَمَاسَةِ يقالُ رجلٌ (بَطَلٌ) و امرأة (بَطَلَةُ) كما يُقَالُ شُجَاعَةٌ.
[بطن]
البَطْنُ: خِلَافُ الظَّهْرِ و هو مُذَكَّرٌ و الْجَمعُ (بُطُونٌ و أَبْطُنٌ) و (البَطْنُ) دونَ القَبِيلةِ مُؤَنَّثَةٌ و إِنْ أُرِيدَ الحىُّ فمُذَكَّرٌ و الجمْعُ كَمَا تَقَدَّمَ و (بَطَنَ) الشيءُ (يَبْطُنُ) من بَابِ قَتَلَ خِلَافُ ظَهَرَ فهو (بَاطِنٌ) وَ (بَطَنْتُه أبْطُنُه) عَرَفْتُه و خَبَرْتُ (بَاطِنَه) و (البِطَانةُ) بالكسْرِ خِلَافُ الظِّهَارَةِ و (بُطِنَ) بالبناء للمفْعُولِ فهو (مَبْطُونٌ) أى عليل البَطْنِ. و (بِطَانُ) الرجُلِ مثلُ الجِزَامِ وزناً و مَعْنًى.
[بطأ]
أبطأَ: الرَّجُلُ تأَخَّر مَجِيئُهُ و (بَطُؤَ) مجيئُه (بُطْئاً) مِنْ بَابِ قَرُبَ و (بَطَاءَةً) بالفتح و المدّ فهو (بَطِيءٌ) على فعيل.
[بظر]
البَظْرُ: لَحْمَةٌ بين شُفْرَىِ المرأَةِ و هى القُلْفَةُ التى تُقْطَع فى الخِتَان و الجمعُ (بُظُورٌ و أَبْظُرٌ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و أَفْلُسٍ و (بَظِرَتِ) المرأةُ بالكسْرِ فهى (بظْرَاء) وِزَانُ حَمْراءَ لَمْ تُخْتَنْ.
[بعث]
بَعَثْتُ: رَسُولًا (بَعْثاً) أوْصَلْتُه و (ابْتَعَثْتُهُ) كذلِكَ وَ فى المُطَاوِعِ (فَانْبَعَثَ) مثل كَسَرْتُه فانْكَسَرَ و كلُّ شَيءٍ (يَنْبَعِثُ) بنَفْسِهِ فإِنَّ الفِعْلَ يَتَعدَّى إِليْهِ بِنَفْسِهِ فيُقَالُ (بَعَثْتُهُ) و كلُّ شَيءٍ لا يَنَبعِثُ بنَفْسِهِ كالكِتَابِ و الهَدِيَّةِ فإنَّ الفعلَ يَتَعدَّى إِليه بِالبَاءِ فيُقَالُ (بَعَثْتُ بِهِ) و أَوْجَزَ الفَارَابِىُّ فقَالَ (بَعَثَهُ) أَىْ أهَبَّه و (بَعَثَ بِهِ) وجَّهَهُ و (البَعْثُ) الجَيْشُ تَسْمِيةٌ بالمصدَرِ و الجمعُ (البُعُوثُ) و (بُعَاثٌ) وِزَانُ غُرَابٍ مَوْضِعٌ بالمدِينَةِ و تَأْنِيثُهُ أكْثَرُ و (يَوْمُ بُعَاثٍ) مِنْ أَيَّامِ الأَوْسِ و الخَزْرَجِ بَيْنَ الْمَبْعَثِ و الهِجْرَةِ و كان الظَّفَرُ للأَوْسِ قَالَ الأزْهَرِىُّ هكذا ذَكَرَهُ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ الوَاقِدِىُّ و محمدُ بنُ إِسْحقَ و صحَّفَهُ اللَّيْثُ فجَعَلَهُ بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ و قالَ القَالِى فى بابِ العَيْن
52
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بعث ص 52
المُهْمَلَةِ (يَومُ بُعَاثٍ) يَوْمٌ فِى الجَاهِلِيَّةِ للأَوْسِ و الخَزْرَجِ بضَمِّ الباءِ قالَ هكَذَا سَمِعْنَاهُ من مَشَايِخِنَا و هذِه عِبَارَةُ ابنِ دُرَيْدٍ أيضاً و قال البَكْرِىُّ (بُعَاثٌ) بالعين المُهْمَلَة مَوْضِعٌ مِنَ المَدِينَةِ عَلَى لَيْلَتَيْنِ.
[بعد]
بعُدَ: الشيءُ بالضَّمِ (بُعْداً) فهوَ (بَعِيدٌ) و يُعَدَّى بالبَاءِ و بالْهَمْزَةِ فيُقَالُ (بعُدْتُ) بِهِ و (أَبْعَدْتُه) و (تَبَاعَدَ) مثلُ بَعُدَ و (بَعَّدْتُ) بَيْنَهُمْ (تَبْعِيداً) و (باعَدْتُ) (مُبَاعَدَةً) و (استَبْعَدْتُهُ) عَدَدْتُه بَعِيداً و (أَبعَدْتُ) فى المَذْهَبِ إِبْعَاداً بمعنَى (تَبَاعَدْتُ) و فى الحديث «إِذَا أَرادَ أحَدُكُمْ قَضَاءَ الحاجَةِ أَبْعَدَ».
قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ و يَكُونُ (أَبْعَدَ) لازماً و مُتَعَدِّياً فاللازمُ (أَبْعَدَ) زيدٌ عن المنْزِلِ بمعنَى (تَبَاعَدَ) و الْمُتَعَدِّى (أَبْعَدْتُهُ) و (أَبْعَدَ) فى السَّوْمِ شَطَّ و (بَعِد) (بَعَداً) من بابِ تَعِبَ هَلَكَ.
و (بَعْدُ) ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لا يُفْهَمُ معنَاهُ إِلَّا بالإِضَافَةِ لِغَيرِهِ و هو زَمَانٌ مُتَرَاخٍ عَنِ السَّابِقِ فإِنْ قَرُبَ مِنْهُ قيلَ (بُعَيْدَهُ) بالتصغير كما يُقَالُ قَبْلَ العصرِ فإذا قَرُب قِيلَ قُبَيْلَ العصْرِ بالتَّصْغِيرِ أَىْ قَرِيباً منه و يُسَمَّى تصغيرَ التَّقْرِيبِ و جاء زيدٌ (بَعْدَ) عمروٍ أى مُتَرَاخِياً زَمَانُه عن زَمَانِ مَجِيء عَمْرٍو و تَأُتِى بمعنَى مَعَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى «عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ»
أى مَعَ ذلِكَ و (الأَبْعَدُ) خِلَافُ الأقْرَبِ و الجمع (الأَبَاعِدُ)
[بعر]
البعيرُ: مثلُ الإِنْسَانِ يقعُ على الذَّكَرِ و الأُنْثَى يقال حلبت (بعيرى) (و الجَمَلُ) بمنزلَةِ الرجُلِ يَخْتَصُّ بالذَّكَرِ و (النَّاقَةُ) بمنْزِلَة المرْأَةِ تَخْتَصُّ بالأُنْثَى و (البَكْرُ) و (البَكْرَةُ) مِثْلُ الفَتَى و الفَتَاةِ و (القَلُوصُ) كالجَارِيَةِ هكَذَا حَكَاهُ جَمَاعَةٌ منْهُمُ ابنُ السِّكِّيتِ و الأزهرِىُّ و ابنُ جنِّى ثُمَّ قَالَ الأزهَرِىُّ هَذَا كَلَامُ العَرَبِ و لكِنْ لا يَعْرِفُه إِلَّا خَوَاصُّ أَهْلِ العِلْمِ باللُّغَةِ و وقَعَ فى كَلَامِ الشَّافِعِىِّ رضىَ اللّه عنه فى الوَصِيَّةِ (لَوْ قَالَ أَعْطُوهُ بَعِيراً لم يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يُعْطُوَه نَاقَةً) فحَمَلَ البَعِيرَ على الجَمَلِ و وجْهُهُ أَنْ الوَصِيَّةَ مَبْنِيَّةٌ على عُرْفِ الناسِ لا عَلَى مُحْتَمَلَات اللّغَةِ الَّتِى لا يَعْرِفُهَا إلا الْخَوَاصُّ و حَكَى فى كِفَايةِ المُتَحَفِّظِ مَعنَى مَا تَقَدَّمَ ثُمَّ قَالَ و إِنَّمَا يُقَالُ جَمَلٌ أو نَاقَةٌ إِذَا أَرْبَعَا فأَمَّا قَبْلَ ذلِكَ فيُقَالُ قَعُودٌ و بَكْرٌ و بَكْرةٌ و قَلُوصٌ و جمعُ (البَعِيرِ) (أَبْعِرَةٌ و أَبَاعِرُ و بُعْرَانٌ) بالضم. و (البَعَر) معْروفٌ و السُّكُونُ لُغَةٌ وَ هُوَ من كُلِّ ذِى ظِلْفٍ و خُفٍّ و الجمْعُ (أَبْعَارٌ) مثُل سَبَبٍ و أَسبَابٍ و (بَعَر) ذلِكَ الْحَيَوانُ (بَعْراً) من بابِ نَفَع ألقَى (بَعَرَهُ).
[بعض]
بَعْضٌ: مِنَ الشيءِ طَائِفَةٌ منه و بعضُهُم يَقُولُ جُزْءٌ منه فيَجُوزُ أن يَكُونَ (البعْضُ) جُزْءًا أَعْظَمَ من البَاقِى كالثَّمَانِيَّة تكُونُ جُزءًا منَ الْعَشَرَةِ قَالَ ثَعْلَبٌ أجْمَعَ أهلُ النحْوِ على أَن
53
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بعض ص 53
(البَعْضَ) شيء من شَيءٍ أو مِنْ أَشْيَاءَ و هذا يَتَنَاوَلُ مَا فوقَ النِّصفِ كالثَّمَانِيَةِ فإِنَّهُ يَصْدُقُ عليه أَنَّهٌ شيءٌ من العَشَرَةِ و (بعَّضْتُ) الشيءَ (تَبْعِيضاً) جَعَلْتُه (أبْعَاضاً) متَمايِزَةً قال الْأَزْهَرىُّ و أَجَازَ النحويُّونَ إدْخَالَ الْأَلِفِ و اللامِ على (بَعْضٍ و كُلٍّ) إلَّا الْأَصْمَعِىَّ فإِنَّهُ امْتَنَعَ مِنْ ذلِكَ و قالَ أبُو حَاتِمٍ قُلْتُ للأصْمَعِىِّ رَأَيْتُ فى كَلَامِ ابنِ المُقَفَّعِ (العلمُ كثيرٌ و لكِنْ أَخْذُ البَعْضِ خيرٌ من تَرْكِ الكُلِّ) فأنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ و قالَ (كلٌّ و بعضٌ) مَعْرِفَتَانِ فلا تَدْخلُهُمَا الألِفُ و اللَّامُ لأَنَّهُمَا فى نِيَّةِ الإِضَافَةِ و من هُنَا قالَ أبُو عَلِىٍّ الفارِسِىُّ (بعضٌ و كلٌّ) معرِفَتَانِ لأَنَّهُمَا فى نِيَّةِ الإِضَافَةِ و قدْ نَصَبَتِ العَرَبُ عنْهُما الحالَ فقالُوا مررت بكُلِّ قائماً.
و أمَّا قولُهُمْ البَاءُ (للتَّبْعِيضِ) فمَعنَاهُ أَنَّها لا تَقْتَضِى العُمُومَ فيَكْفِى أنْ تَقَعَ علَى ما يَصْدُقُ عليه أَنَّهُ بعْضٌ و استَدلُّوا عَلَيْهِ بقَوْلِهِ تَعَالى «وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ» و قالوا البَاءُ هُنَا (للتَّبْعِيضِ) علَى رَأْىِ الكُوفِيِّينَ و نَصَّ على مجيئها (للتَّبْعِيضِ) ابنُ قُتَيْبَةَ فى أَدَبِ الكَاتِبِ و أبُو عَلى الفارِسىُّ و ابنُ جِنِّى و نَقَلَهُ الفَارِسىُّ عن الأصْمَعِىِّ و قال ابنُ مالكٍ فى شرحِ التَّسْهِيلِ و تَأْتِي الباءُ مُوَافِقَةً مِن التَّبعِيضِيَّةِ و قال ابنُ قُتَيْبَةَ أيضاً فى كِتَابِهِ المَوْسُومِ بِمُشْكِلَاتِ مَعانِي القُرآنِ و تأْتِي الباءُ بمعنى (مِنْ) تقولُ العَرَبُ شَرِبْتُ بِمَاءِ كَذَا أَىْ مِنْهُ و قال تَعَالَى «عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ» أى مِنْها و قِيلَ فى تَوْجِيهِه لأَنَّهُ قَالَ يُفَجِّرُونَها بمعْنَى يَشْرَبُ مِنْها فى حَالِ تَفْجِيرِهَا و لو كَانَتْ على الزيادَةِ لكان التَّقْدِيرُ يَشْرَبُهَا جَميعاً فى حَالِ تَفْجِيرِهِمْ و هذا التَّقْدِيرُ غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ و مثْلُه (يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) أى يَشْرَبُ مِنْهَا و (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) أى مِن أَعْيُنِنَا و المرادُ أعْيُنُ الأرْضِ و قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ فى جُزْءٍ لَهُ فى مَعَانِى الشِّعْرِ عندَ قولِ زُهَيْر «1»:
فَتَعْرُككم عَرْكَ الرّخا بِثقالها
وَضَعَ البَاءَ مَوْضِعَ مَع قَالَ و قد ذَكَر هذَا البَابَ ابنُ السِّكِّيتِ وَ قَال إِن البَاءَ تَقَعُ مَوْقِعَ مِنْ و عَنْ و حَكَى أبُو زيدٍ الأنْصَارِىُّ من كَلَامِ العَرَبِ سقاكَ اللّهُ تعالَى مِنْ ماءِ كذا أى بِهِ فَجَعَلُوهُمَا بمعْنًى و ذَهَبَ إِلى مَجِيءِ البَاءِ بمَعْنَى التَّبْعِيضِ الشافِعىُّ و هو مِنْ أَئِمَّةِ اللِّسَانِ و قَالَ بمُقْتَضَاهُ أحْمَدُ و أبُو حَنِيفَةَ حيثُ لم يُوجِبَا التَعْمِيمَ بِل اكْتَفَى أحْمَدُ بِمَسْحِ الأكْثَرِ فى رِوايةٍ و أبو حَنِيفَةَ بِمسْحِ الرُّبُعِ و لَا مَعْنَى لِلتَّبْعِيضِ غيرُ ذلكَ و جَعْلُها فى الآية بِمَعْنى التَّبْعِيضِ أوْلَى مِنَ القَوْلِ بِزيَادتِها لأن الأصْلَ عَدَمُ الزِّيَادَةِ و لا يَلْزَمُ مِنَ الزِّيَادَةِ فى مَوْضِعٍ ثُبُوثُها فى كُلِّ مَوْضِعٍ بلْ لَا يَجُوزُ القولُ به
__________________________________________________
(1) من معلقته- و عجز البيت:
فتلقح كِشَافاً ثم تُنْتَجْ فَتُتْئم.
54
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بعض ص 53
إِلَا بِدَلِيلٍ فدَعْوَى الأصَالة دَعْوَى تَأْسِيسٍ و هُو الحَقِيقَةُ و دَعْوى الزيادةِ دَعْوى مَجَازٍ و مَعْلُومٌ أنَّ الْحَقِيقَة أَوْلَى و قولُه تعالى «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ» قال ابنُ عَبَّاسٍ الباءُ بمعْنَى مِنْ فالمعْنَى مِنْ نِعْمَةِ اللّهِ قاله الحُجَّةُ فى التفْسِيرِ و مثلُهُ «فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ» أىْ مِنْ عِلْمِ اللّهِ و قال عنترةُ:
شَرِبَتْ بماء الدُّحْرُضَين فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تنفِرُ عن حِيَاضِ الدَّيْلَمِ
أى شَرِبَتْ مِن مَاءِ الدُّحْرُضَينِ و قال الآخرُ «1»:
شرِبنَ بماء البحرِ ثم ترفَّعَتْ مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
أى من ماء البحر و قال الآخر «2»:
هُنَّ الحَرَائِرُ لا رَبَّاتُ أَحْمِرَةٍ سُودُ المَحَاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ
أى من السُّوَرِ و قال جَمِيلٌ:
فَلَثَمْتُ فَاهَا آخِذاً بقُرونِهَا شُرْبَ النزِيفِ بِبَرْدِ مَاءِ الحَشْرَج
أى مِنْ بَرْدِ و قال عَبِيدُ بنُ الْأَبْرَصِ:
فذلك الماءُ لو أَنِّى شَربْتُ بِهِ إِذاً شَفَى كَبِداً شَكَّاءَ مَكْلُومَه
أى لو أَنِّى شَرِبْتُ مِنْهُ و قال النُّحَاةُ الأصْلُ أن تَأْتِىَ للإِلْصَاقِ و مثَّلُوهَا بقَولِكَ مَسَحْتُ يَدِى بالمِنْدِيلِ أَى أَلْصَقتُهَا بِهِ و الظَّاهِرُ أَنَّهُ لا يَستَوعِبُه و هو عُرْفُ الاسْتعمَالِ و يَلْزَمُ من هذَا الإجماعُ عَلَى أَنَّهَا لِلتَّبعِيضِ.
فإِنْ قِيلَ هذِهِ الآيةُ مَدَنِيَّةٌ و الاسْتِدْلَالُ بها يُفْهِمُ أَنّ الوُضُوءَ لم يَكُنْ واجِباً مِن قَبلُ و أنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ جَائِزَةً بِغَيْرِ وُضُوءٍ إِلى حَالِ نُزُولِهَا فى سَنَةِ سِتٍّ و القَوْلُ بذلك مُمْتَنِعٌ فالْجَوابُ أنَّ هذه الآيَة مِمَّا نَزَلَ حُكْمُه مرَّتَيْنِ فإِنَّ وُجُوبَ الوُضُوءِ كانَ بمَكَّةَ مِنْ غِيرِ خِلَافٍ عِنْدَ المُعْتَبَرِينَ فهو مَكِّىُّ الفَرْضِ مَدَنِىُّ التِّلَاوَةِ و لِهذَا قالتْ عَائِشَةُ رضى اللّهُ عَنْها فى هذِه الآيَةِ نَزَلتْ آيةُ التَّيَمُّمِ و لمْ تَقُلْ نَزَلَتْ آيةُ الوُضُوءِ و قالَ بعضُ العُلَمَاءِ كَانَ سُنَّةً فى ابْتِدَاءِ الإسلَامِ حَتَّى نَزَل فَرْضُهُ فى آيةِ التيمُّمِ نَقَلَه القَاضى عِيَاضٌ.
[بعل]
البعْلُ: الزوجُ يقالُ (بَعَلَ يَبْعُلُ) من بابِ قَتَل (بُعُولَةً) إذا تَزَوجَ و المَرأَةُ (بَعلٌ) أيضاً و قد يُقالُ فيها (بَعلَةٌ) بالهاء كما يُقَالُ زوجَةٌ تَحْقِيقاً للتأْنِيثِ و الجمعُ (البُعُولَةُ) قال تعالى «وَ بُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ»
و (البَعلُ) النخْلُ يَشرَبُ بعُرُوقِهِ فَيَسْتَغْنِى عن السَّقْىِ و قال أبو عَمرٍو (البَعلُ) و (العِذْيُ) بالْكَسرِ واحدٌ و هو مَا سَقَتْهُ السَّمَاءُ و قال الأصْمَعِىُّ (البَعْلُ) ما يَشْرَبُ بعُرُوقِهِ من غَيرِ سَقْىٍ و لَا سَمَاءٍ و (العِذْىُ) ما سَقَتْهُ السماءُ و (البَعْلُ)
__________________________________________________
(1) أبو ذؤيب الهذلى- و استشهد به النحويون على أنَّ (منى) تأتى بمعنى (من) فى لغة هذيل.
(2) الراعى النُّميرى و قيل غيره- و هذا البيت من شواهد النحويين و قد طال كلامهم فى معنى الباء فيه راجع المغنى فى (الباء المفردة).
55
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بعل ص 55
السيّدُ و (البَعْلُ) المَالِكُ وَ (باعَلَ) الرجلُ امْرَأَته (مُبَاعَلةً و بِعَالًا) من بابِ قَاتَل لَاعَبَها
[بغشر]
بَغْشُورُ «1»: بَلْدةٌ بَينَ مرْوٍ وَ هَراةَ و النّسبَةُ إليها بَغَوِيٌّ على غيرِ قِيَاسٍ و هى نِسْبَةٌ لبعضِ أَصْحَابِنَا.
[بغت]
بغَتَه: (بَغْتاً) من بابِ نَفَع فَاجَأهُ و جَاءَ (بَغْتَةً) أى فَجْأَةً على عِرَّةٍ و (بَاغَتَه) كذلك.
[بغث]
البُغَاثُ: من الطير ما لا يَصِيدُ و لا يُرْغَبُ فى صَيدِه لأنه لا يُؤْكلُ قالَه الأزهَرِىُّ و قال ابنُ السِّكِّيتِ (البُغَاثُ) طائِرٌ أَبْغَثُ دونَ الرخَمَةِ بَطِيءُ الطَيَرَانِ و بعضهم يقولُ البُغاثة تقعُ على الذَّكَرِ و الأُنثى كالحمامَةِ و النَّعَامةِ و الجمعُ (البُغَاثُ) كالحَمامِ و بعضُهُمْ يقول (البُغْاثُ) واحد و يجمع عَلَى (بِغْثَانٍ) مثلُ غَزَالٍ و غِزْلَانٍ و يجوز فى البغَاثِ و البغَاثَةِ تثليث الأوّل و استَنْسَرَ (البُغاثُ) صَارَ نَسْراً و عليه قُوله: إِنَّ البُغَاثَ بأرْضِنَا يسَتَنْسِرُ «2» أى أَنَّ الضَعِيفَ يَصِيرُ قويَّا بأَرْضِنَا و (بَغِثَ) الطائرُ بالكَسْرِ بُغْثةً أشبَه لونُه لونَ الرّمادِ.
[بغدد]
بَغدادُ: اسمُ بلدٍ يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ و الدَّالُ الأُولى مُهْمَلَةٌ و أَمَّا الثانِيَةُ ففِيها ثلاثُ لُغَاتٍ حكاها ابنُ الأنبَارِىِّ و غيرُه دالٌ مُهْمَلَةٌ و هو الأكثرُ و الثَّانِيةُ نونٌ و الثالِثَةُ و هى الأَقلُّ ذالٌ مُعْجَمَةٌ وَ بَعضُهم يَخْتَارُ (بَغْدانَ) بالنُّونِ لأن بِنَاءَ فَعْلَالٍ بالفتْحِ بَابُهُ المُضَاعَفُ نَحْوُ الصَّلْصَالِ و الْخَلْخَالِ و لَم يجِئ فى غَيرِ المُضَاعَفِ إلَّا نَاقَةٌ بِهَا خَزْعَالٌ و هو الظَّلْعُ و قَسطَالٌ و هو الغُبَارُ و بَعضُهُم يمنع الفَعْلَالَ فى غير المُضَاعَفِ و يقول خَزْعَالٌ مُوَلَّدٌ و قَسْطَالٌ مَمْدُودٌ من قَسْطَلٍ و أُجِيبَ بأَنَّ (بَغْدَادَ) غيرُ عَرَبِيَّةٍ فلا تدْخُلُ تَحْتَ الضَّابِطِ العَرَبِىِّ و يُقَالُ إِنَّها إِسْلَامِيَّةٌ و إِنَّ بَانِيهَا المَنْصُورُ أبو جَعْفَرٍ عبدُ اللّهِ بنُ محمدِ بن علىِّ ابنِ عبدِ اللّهِ بنِ العَبَّاسِ ثَانِى الخلَفاءِ العَبَّاسِيّينَ بَنَاهَا لمّا تَوَلَّى الخِلَافَةَ بعْدَ أخِيهِ السَّفَّاحِ و كانتْ ولايةُ المنصُورِ المذكُورِ فى ذِى الحِجَّةِ سنَةَ سِتٍّ و ثَلَاثينَ و مِائَةٍ و تُوُفِّىِ فى ذِى الحِجَّةِ سنَةَ ثَمَانٍ و خمسِينَ و مِائَةٍ.
[بغض]
بغُضَ: الشيءُ بالضَّمِّ (بَغَاضَةً) فهو (بَغِيضٌ) و (أَبْغَضْتُه إبْغَاضاً) فهو (مُبْغَضٌ) و الاسْمُ (البُغْضُ) قالوا و لا يُقَالُ (بَغَضْتُه) بغَيْرِ أَلِفٍ و (بَغَّضَه) اللّهُ تعالى لِلنَّاسِ بالتَّشْدِيدِ (فَأَبغَضُوهُ) وَ (البِغضَةُ) بالْكسرِ و (البَغْضَاءُ) شِدَّةُ البُغْضِ وَ (تَبَاغَضَ) القومُ (أَبْغَضَ) بَعضُهُمْ بَعضاً.
[بغل]
البغْلُ: معروف و جمعُ القِلِّةِ (أبْغَالٌ) و جمعُ الكَثْرةِ (بِغَالٌ) و الأنثى (بغْلَةٌ) بالهاء و الجمعُ (بَغَلَاتٌ) مثلُ سجْدةٍ و سَجَداتٍ و (بِغَالٌ) أيضاً
__________________________________________________
(1) فى القاموس: بَغشُورٌ بالفتح بَلد بين هراة و سَرَخْس و النسبة بَغَوِىٌّ معرب كوشور أى الحُفْرَةُ الْمَالِحَةُ.
(2) المثل رقم 18 من مجمع الأمثال للميدانى.
56
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بغي ص 57
[بغي]
بَغَيْتُهُ: (أَبْغِيه بَغْياً) طَلَبتُه و (ابْتَغَيْتُه) و (تَبَغَّيْتُه) مثلُه و الاسم (البُغَاءُ) وِزَانُ غُرابٍ و (يَنْبَغِى أن يكونَ كذا) مَعْنَاه يُنْدَبُ نَدْباً مُؤَكَّداً لا يَحْسُنُ تَرْكُه و اسْتِعْمالُ ماضِيه مَهْجُورٌ و قد عَدُّوا (يَنْبَغِى) منَ الأَفْعَالِ التى لا تَتَصَرَّفُ فلا يُقَالُ (انْبَغَى) و قِيلَ فى توْجِيهِه إِنَّ (انبَغَى) مُطَاوِعُ بَغَى و لا يُسْتَعْمَلُ انْفَعَل فى المُطَاوَعةِ إِلَّا إِذَا كَانَ فيه عِلَاجٌ و انْفِعَالٌ مثلُ كَسَرْته فانْكَسَرَ و كما لَا يُقَالُ طَلَبْتُه فانْطَلَبَ و قَصَدْتُه فانْقَصَدَ لا يُقَالُ (بَغَيْتُه فانبَغَى) لأنه لَا عِلَاجَ فيه و أَجازَه بعْضُهم و حُكِىَ عنِ الكِسَائِىِّ أَنَّه سمعه من العَرَبِ و (ما يَنبَغِى أَنْ يَكُونَ كذا) أى مَا يَسْتَقِيمُ أو مَا يَحْسُنُ و (بَغَى) على النَّاسِ (بَغْياً) ظَلَم و اعْتَدَى فهو (بَاغٍ) و الجمعُ (بُغَاةٌ) و (بَغَى) سَعَى بالْفَسَادِ و منه الفِرْقَةُ البَاغِيَةُ لأَنَّهَا عَدَلَتْ عَنِ القَصْدِ و أصْلُهُ مِنْ (بَغَى) الجُرْحُ إِذَا تَرامَى إلى الْفَسَادِ و (بَغَتِ) المرأَةُ (تَبْغِى بِغَاءً) بالكَسْرِ و المدِّ فَجَرَتْ فهى (بَغِيٌّ) و الجمعُ (بَغَايَا) و هو وصْفٌ مختصٌّ بالْمرأةِ و لا يُقَالُ للرَّجُلِ (بَغِيٌّ) قاله الأزهَرِىُّ و (البَغِيُّ) القَيْنَةُ و إِنْ كَانَتْ عَفِيفَةً لثُبُوتِ الفُجُورِ لَهَا فى الأصْلِ قال الجوهَرِىُّ و لا يُرَادُ به الشَّتْمُ لأَنهُ اسمٌ جُعِلَ كاللَّقَبِ و الْأَمَةُ (تُبَاغِي) أى تُزَانِي و لِى عنْدَهُ (بِغْيَةٌ) بالكسْر و هى الحَاجَةُ التى تَبْغِيها و ضَمُّها لُغَةٌ و قِيلَ بالكَسْرِ الهَيْئَةُ و بالضَّمِ الحَاجَةُ.
[بقر]
البَقَر: معروفٌ و هو اسمُ جِنْسٍ قال الجوهرىُّ و تُطْلَقُ (البَقَرَةُ) على الذَّكَرِ و الأُنْثَى و إِنما دَخَلَتِ الهاءُ لأنه واحِدٌ من الجِنْسِ و جَمْعُها (بَقَراتٌ) و (بَقَرْتُ) الشىءَ (بَقْراً) من بابِ قَتَلَ شَقَقْتُهُ و (بَقَرْتُه) فَتَحْتُهُ و هو (بَاقِرُ عِلْمٍ) و (تَبَقَّرَ) فى العِلْمِ و المالِ مثلُ تَوَسَّعَ وزناً و معنىً.
[بقع]
البُقْعَةُ: مِنَ الأَرْضِ القِطْعَةُ منها و تُضَمُّ الباءُ فى الأكثر فتُجْمَعُ على بُقَعٍ مثلُ غُرْفَةٍ و غرفٍ و تُفْتَحُ فتُجْمَعُ على (بِقَاعٍ) مثلُ كَلْبةٍ و كِلَابٍ و (البَقِيعُ) المكانُ المتَّسِعُ و يقَالُ الموضِعُ الذى فيه شَجَرٌ و (بقِيعُ الغَرْقَدِ) بمدينَةِ النبىِّ صلى اللّهُ عليه و سلَّمَ كان ذَا شَجرٍ و زَالَ و بَقِىَ الاسمُ و هو الآنَ مَقْبرةٌ و بالمدِينَةِ أيضاً مَوْضِعٌ يقالُ له (بَقِيعُ الزُّبَيْرِ) و (بَقِعَ) الغُرابُ و غيرُه (بَقَعاً) من باب تَعِبَ اخْتَلَف لونُه فهو (أبْقَعُ) و جمعُه (بقْعَانٌ) بالكَسْرِ غَلَبَ فيه الاسْمِية و لَوِ اعْتُبرتِ الوصفية لقيلَ (بُقْعٌ) مثلُ أحَمْرَ و حُمْرٍ و سنة (بَقْعَاءُ) فيها خِصْبٌ و جَدْبٌ فهى مُخْتَلِفَةٌ.
[بقق]
البَقُّ: كِبَارُ البَعُوضِ الواحدةُ (بَقَّةٌ) و بقَّةُ اسمُ حِصْنٍ باليَمَنِ و قالتِ امرأةٌ تُلَاعِبُ ابْنَهَا:
حُزُقَّةٌ حُزُقَة تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّه
و النِّسْبَةُ إِليهِ بَقّيٌّ و جَرَى على ألسِنَةِ الناسِ أيْضا
57
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بقق ص 57
فكُّ التضْعِيفِ فيُقَالَ بَقَقِيُّ و هو نسبةٌ لبعضِ أصْحَابنَا.
[بقل]
البَقْلُ: كلُّ نَبَاتٍ اخْضَرَّتْ به الأرْضُ قاله ابنُ فارسٍ و (أَبْقَلَتِ) الأرضُ أَنْبَتَتِ البَقْلَ فهى (مُبْقِلةٌ) على القِيَاسِ و جاءَ أَيْضا (بَقلةٌ) و (بَقِيلَةٌ) و (أَبْقَلَ) المَوْضِعُ من البقْلِ فهو (بَاقِلٌ) على غَيْرِ قِيَاسٍ و (أَبْقَلَ) القومُ وَجَدُوا بَقْلًا و (البَاقِلَّا) وزنُهُ فَاعِلَّا يُشَدَّدُ فيُقْصَرُ و يُخَفَّفُ فيُمَدُّ الواحدةُ (بَاقِلَّاةٌ) بالوَجْهَيْنِ.
[بقم]
البَقَّمُ: بتشدِيدِ القَافِ صِبْغٌ معروفٌ قيلَ عَرَبِىٌّ و قِيلَ مُعَرَّبٌ قال الشاعر «1».
كمِرْجَلِ الصَّبَّاغ جاشَ بَقَّمُه
[بقي]
بَقيَ: الشيءُ (يَبْقَى) من بابِ تَعِبَ (بَقَاءً و بَاقِيَةً) دَامَ و ثبَتَ و يَتَعَدَّى بالألِفِ فيُقَالُ (أَبْقَيْتُهُ) و الاسمُ (البَقْوَى) بالفتح مع الواو و (البُقْيَا) بالضَّمِّ مَعَ اليَاءِ و مثْلُهُ الفَتْوَى و الفُتْيَا و الثَّنْوَى و الثُّنْيَا و هى الاسمُ مِنَ الاسْتِثْنَاءِ و الرَّعْوَى و الرُّعْيَا من أَرْعَيْتُ عليهِ و طَيّئٌ تُبْدِلُ الكسرةَ فَتْحَةً فَتَنْقَلِبُ الياءُ ألفاً فيَصِيرُ (بَقَا) و كذلِكَ كُلُّ فعلٍ ثُلَاثِىٍّ سواءٌ كانَتِ الكسرةُ و الياءُ أصْلِيَّتيْنِ نحوُ بَقِي و نَسِىَ و فَنِى أو كان ذلك عَارِضاً كما لو بُنِىَ الفِعْلُ للمفْعُولِ فيقُولُونَ فى هُدِىَ زيدٌ و بُنِىَ البيتُ هُدَا زيد و بُنَا البيتُ و (بَقِي) من الدَّيْنِ كذا فَضَلَ و تَأَخَّرَ و (تَبقَّى) مِثْلُه و الاسْمُ (البَقِيَّةُ) و جمعُها (بَقَايَا) و (بَقِيَّات) مثلُ عَطِيَّةٍ و عَطَايَا و عَطِيَّاتٍ.
[بكت]
بَكَّتَ: زيدُ عمراً (تَبْكِيتاً) عَيَّرَ و قَبَّحَ فِعْلَه و يكونُ التبْكِيتُ بِلَفْظِ الخَبَرِ كَمَا فِى قوْلِ إبراهيمَ صلواتُ اللّه و سلامُهُ عليه «بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا» فإنَّهُ قَالَه تَبْكِيتاً و تَوْبِيخاً على عِبَادَتِهِم الأصْنَامَ.
[بكر]
بَكَرَ: إلى الشيءِ (بُكُوراً) من بابِ قَعَدَ أَسْرَعَ أىَّ وقْتٍ كَانَ و أنْشَدَ أبو زيدٍ فى كِتَابِ النوادِرِ.
بَكرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ فِى النَّدَى
قال الفَارسِىُّ معناه عَجِلَتْ و لَمْ يُرِدْ بُكُورَ الغُدُوِّ و (بَكَّرَ) (تَبْكِيراً) مثلُه و (أبْكَرَ) (إِبْكَاراً) فَعَل ذلكَ بُكْرةً قَالَهُ ابنُ فارِسٍ و (البُكْرَةُ) من الغَدَاةِ جمعُها (بُكَرٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (أبْكَارٌ) جمعُ الجمعِ مثلُ رُطَبٍ و أرْطَابٍ و إذا أريدَ (بُكْرَةُ) يومٍ بِعَيْنِهِ مُنِعَتِ الصرفَ للتأنِيثِ و العلميَّةِ و حَكَى
__________________________________________________
(1) العجَّاج- و قبل الشاهد:
بطعنة تجلَاء فيها أَلَمُه يَجِيشُ ما بين تراقيه دَمُه
كمرجل الصباغ جاش بَقْمُه
سأل الجوهرىُّ أستاذه أبا على الفارسى: عن بَقَم أعرابىُّ هُو فقال مُعَرَّبٌ و ليس فى كلامهم اسم على فعُل إلا خمسة خَضُم ابن عمرو بن تميم و بالفعل سُمِّى. و بقَم لهذا الصبغ. و شلَّم موضع بالشام و هما أعجميان. و بذَر اسم ماء من مياء العرب.
و عثُر اسم موضع، و يحتمل أن يكونا سُمّيا بالفعل. فَثَبَتَ أنّ فَعَّل ليس فى أصول أسمائهم و إنما يختص بالفعل- ا ه الصحاح بقم.
58
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بكر ص 58
الصغَانِيُّ أَنَّ (أَبْكَرَ) يُسْتَعْمَلُ مُتَعدِّياً فيقالُ (أَبْكَرْتُهُ) و قال أبو زيدٍ فى كِتَابِ المَصَادِرِ (بَكَرَ بُكُوراً) وَ غَدا غُدُوًّا هذانِ من أوّلِ النهارِ و قال ابْنُ جنِّى الأَبنِيَةُ الثلاثةُ بِمَعْنَى الإِسْرَاعِ أىَّ وقْتٍ كَانَ و (بَاكَرْتُه) بمعنى (بَكرتُ) إلَيْهِ و أَتَانِي (بكْرَةً) و (بَاكِراً) بمعنًى و (بَكِرَ بَكَراً) كَانَ صَاحِبَ بكُورٍ و (بَكَّر) بالصلاةِ صلَّاهَا لأوّلِ وَقْتِها و (ابْتَكَرْتُ) الشيءَ أَخَذْتُ أَوَّلَه و عليه
قوله عليه الصلاة و السلام «من بَكَّرَ و ابْتَكَرَ».
أَىْ مَنْ أَسْرَعَ قَبْلَ الأَذَان و سَمِعَ أوّلَ الْخُطْبَةِ.
و (بَاكُورَةُ) الفاكِهَةِ أَوَّلُ مَا يُدْرَكُ منها و (ابْتَكَرْتُ) الفاكِهَة أَكَلْتُ بَاكورَتها قال أبو حاتمٍ (البَاكُورَةُ) منْ كُلِّ فَاكِهةٍ ما عجَّلَ الْإِخْرَاجَ و الجمعُ البَوَاكِيرُ و (البَاكُورَاتُ) و نَخْلَةٌ (بَاكُورَةٌ) و (بَاكُورٌ) و (بَكُورٌ) و الجمع (بُكُرٌ) مثلُ رَسُولٍ و رُسُلٍ و (البِكْرُ) خِلَافُ الثَّيِّبِ رَجُلًا كان أوِ امْرَأةً و هو الذى لم يَتَزَوَّجْ و عليه قولُه (البِكْر بالبِكْرِ) جَلْدُ مائةٍ و تغريبُ عَامٍ و المعنى زِنَا البِكْرِ بالْبِكْرِ فيه جَلْدُ مائةٍ أو حَدّهُ جَلْدُ مِائَةٍ و الجمعُ (أَبْكَارٌ) مثلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (البَكَارَةُ) بالفَتْحِ عُذْرَةُ المرأَةِ و مَوْلُودٌ (بكْرٌ) إذا كان أوّلَ وَلَدٍ لأبَوَيْهِ و (البَكْرُ) بالفتحِ الفَتِىُّ من الإِبِلِ و بهِ كُنِىَ و منْه (أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ) و الجَمْعُ (أبْكُرٌ) و (البَكْرَةُ) الأُنْثَى و الجمعُ (بِكَارٌ) مِثلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و قد يقال (بِكَارَةٌ) مثلُ حِجَارَةٍ و (البَكَرَةُ) الّتى يُسْتَقَى عليها بفَتْحِ الكَافِ فتُجْمَعُ على (بَكَرٍ) مثلُ قَصَبَةٍ و قَصَبٍ و تسَكَّنُ فتُجمَعُ على (بَكَراتٍ) مثلُ سَجْدَةٍ و سَجَداتٍ و (أبُو بَكْرَة) كُنْيَةُ نُفَيعِ بنِ الحرِثِ الثَّقَفِىِّ و قيل نُفَيْعُ بنُ مَسْرُوحٍ و كُنِىَ بِها لأَنَّهُ تَدَلَّى منْ سُورِ الطَّائِفِ على بَكْرَةٍ.
[بكم]
بَكِمَ: (يَبْكَمُ) من بابِ تَعِبَ فهو (أبْكَمُ) أى أَخْرَسُ و قِيلَ الأخْرَسُ الذى خُلِقَ و لا نُطْقَ لهُ و (الأَبْكمُ) الّذِى لَهُ نُطْقٌ و لا يَعْقِلُ الجَوابَ و الجمعُ بُكْمٌ.
[بكي]
بَكَى: (يَبْكِي بُكًى و بُكَاءً) بِالقَصْرِ وَ المدِّ و قيلَ القصْرُ مَعَ خُرُوجِ الدُّمُوعِ و المدُّ على إِرَادَةِ الصَّوْتِ و قد جَمَع الشاعرُ اللُّغَتَينِ فقَال:
بَكَتْ عَيْنى و حقَّ لها بُكَاهَا و ما يُغْنِى البُكَاءُ و لا الْعَوِيلُ «1»
و يَتَعَدَّى بالهَمْزَةِ فيقَالُ (أَبْكَيْتُهُ) و يقَالُ (بَكَيْتُهُ) و (بَكَيْتُ) عليهِ و (بَكَيْتُ لَهُ) و (بَكَّيْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ و (بَكَتِ) السَّحَابَةُ أَمْطرَتْ.
__________________________________________________
(1) هذا البيت مطلع قصيدة فى رثاء حمزة رضى اللّه عنه عمّ النبى صلى اللّه عليه و سلم اختلف فى قائلها: قيل لحسان، و قيل لعبد اللّه بن رواحة، و نسبها أبو زيد لكعب ابن مالك و هؤلاء الثلاثة- رضى اللّه عنهم- شعراء النبى صلى اللّه عليه و سلم.
و قد أورد ابن هشام فى السيرة القصيدة فى غزوة أحد- فارجع إليها فى سيرة ابن هشام.
59
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بلج ص 60
[بلج]
بَلَجَ: الصُّبْحُ (بُلُوجاً) من بَابِ قَعَدَ أَسْفَر و أَنَارَ و منه قِيلَ (بَلَجَ) الحقُّ إذا وَضَحَ و ظَهَرَ. و (بَلِجَ بَلَجاً) من بابِ تعِبَ لُغَةٌ و اسمُ الفَاعِلِ من الثَّانِيَةِ (أبْلَجُ) و حُجَّةٌ (بلْجَاءُ) و (ابْتَلَج) الصُّبْحُ بمعنى (بَلَجَ) و (أَبْلَجَ) بالألفِ كذلِكَ و (البِلِيلَجُ) بكسرِ البَاءِ و اللامِ الأُوَلى و فتحِ الثَّانِيَةِ دَوَاءٌ هِنْدِىٌّ معْرُوفٌ.
[بلح]
البَلحُ: ثَمَرُ النَّخْلِ مادَامَ أخْضَرَ قريباً إلى الاسْتِدَارَةِ إِلَى أَنْ يَغْلُظَ النَّوَى و هُو كالحِصْرِم مِنَ العِنَبِ و أهلُ البَصْرَةِ يُسَمُّونَه الخَلَالَ، الواحدة بَلَحَةٌ و خَلَالَةٌ فإِذا أخَذَ فى الطُولِ و التَّلوُّن إِلى الحُمْرَةِ أو الصُّفْرَةِ فهو بُسْرٌ فإِذا خَلَصَ لونُهُ و تكَامَلَ إِرْطَابُهُ فهو الزَّهْوُ.
[بلخ]
بَلْخ: قَاعِدَةُ خُرَاسَانَ و يُقَالُ هى فى وَسَطِ الإقْلِيمِ و يُنْسَبُ إليها بَعْضُ أَصْحَابِنَا.
[بلد]
البلَد: يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ و الجمع (بُلْدَانٌ) و (البَلْدَةُ) البَلَدُ و جمْعُها (بِلَادٌ) مثلُ كَلْبةٍ و كِلَابٍ و (بَلَدَ) الرجلُ (يَبْلِدُ) من بابِ ضَرَب أَقَامَ بالبَلَدِ فهو (بَالِدٌ) و (بَلَدُ) قريةٌ بقُرْبِ الْمَوْصِلِ على نَحْوِ ستَّةِ فَرَاسِخَ من جِهَةِ الشَّمالِ على دِجْلَةَ و تُسَمَّى (بَلَدَ الحَطَبِ) و يُنْسَبُ إليها بعضُ أصحابِنا و يُطْلَقُ (البَلَدُ) و (البَلْدَةُ) على كلِّ مَوْضِع منَ الأرْضِ عامراً كان أو خَلاءً و فى التَّنْزِيلِ «إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ»
أى إِلى أرضٍ ليس بها نَبَاتٌ و لا مَرْعَى فيخْرُجُ ذلك بالمطَرِ فتَرْعَاهُ أَنْعَامُهُم فأطْلَقَ الموْتَ على عَدَم النَّبَاتِ و المَرْعَى و أَطْلَقَ الحَيَاةَ على وُجُودِهِما و (بَلُدَ) الرجُلُ بالضمّ بَلَادَةً فهو (بَلِيدٌ) أى غيرُ ذَكِىٍّ و لا فَطِنٍ.
[بلر]
البِلّورُ: حجر معروفٌ و أحسنُه ما يُجْلَبُ من جَزَائِرِ الزَّنْجِ، و فيه لُغَتَانِ كسرُ الباءِ مَعَ فتحِ اللَّامِ مثلُ سِنَّوْرٍ و فتحُ الباءِ مَعَ ضمِّ اللَّامِ و هى مُشَدَّدَةٌ فيهمَا مِثْلُ تَنُّورٍ.
[بلس]
البَلَاسُ: مِثْلُ سَلَامٍ هو المِسْحُ و هو فارسىُّ مُعَرَّبٌ و الجمعُ (بُلُسٌ) بضمتين مثل عَنَاقٍ «1» و عُنقٍ و (أَبْلَسَ) الرجلُ (إِبْلَاساً) سَكَتَ و (أَبْلَسَ) أَيِس و فى التنزيل «فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ»
و (إِبليسُ) أَعْجَمِىُّ و لهذا لا يَنْصِرَفُ للعجْمَةِ و العَلَمِيَّةِ و قيل عَرَبىٌّ مُشْتَقُّ من الإِبْلَاسِ و هو اليأْسُ و رُدَّ بأنه لو كان عَرَبِيًّا لانْصَرَفَ كما يَنْصَرِفُ نَظَائِرُه نحوُ إِجْفِيلٍ و إخْرِيطٍ.
[بلط]
البَلَاطُ: كلُّ شيءٍ فَرَشْتَ به الدارَ من حَجَر و غيره و (البَلُّوطُ) مثلُ تَنُّورٍ ثمرُ شَجَرٍ و قد يُؤْكَلُ و ربَّما دُبِغَ بِقِشْرِه.
[بلع]
بَلِعْتُ: الطَّعَامَ بَلَعاً من باب تعِب الماءَ و الريقَ (بَلْعاً) سَاكِنَ اللَّامِ و (بَلَعْتُه بَلْعَا) من بَابِ نَفَع لُغَةٌ و (ابْتَلَعْتُه). و (البُلْعومُ) مَجْرَى الطَّعَامِ فى الْحَلق و هو المَرِئ مُشْتَقُّ من البَلْعِ فالْمِيمُ زَائِدةٌ و (البُلْعُمُ)
__________________________________________________
(1) عناق جمعَه أعنق و عنوق و لم يرد فيه عُنُقٌ- و لعله أراد مجرد الوزن.
60
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بلع ص 60
مقصورٌ منه لُغَةٌ و (البَالُوعَةُ) ثَقْبٌ يَنْزِلُ فيه الماءُ و (البلَّوعةُ) بتشديد اللام لغةٌ فيها.
[بلغ]
بَلَغَ: الصَّبِىُّ (بُلُوغاً) من بابِ قَعد احْتَلَمَ وَ أَدْرَكَ و الأصلُ (بلَغَ) الحُلُمَ و قال ابنُ القطَّاعِ (بَلَغَ بَلَاغاً) فهو (بَالِغٌ) و الجارية (بالِغٌ) أيضاً بغيرِ هاءٍ قال ابنُ الأَنْبَارِىّ قالُوا جَارِيَةٌ (بَالِغٌ) فاستغْنَوْا بذكرِ الموصوفِ و بتَأْنِيثِهِ عن تأْنِيثِ صِفَتِه كما يُقَالُ امرَأَةٌ حائِضٌ قَالَ الأزهرِىُّ و كَانَ الشافعىُّ يقولُ (جَارِيَةٌ بَالِغٌ و سَمِعْتُ العَربَ تقُولُه) و قالوا امرَأَةٌ عَاشِقٌ و هذا التَّعْلِيلُ و التمثيل يُفْهِمُ أَنَّهُ لو لمْ يُذْكَرِ الموصوفُ وجَبَ التأنيثُ دَفْعاً للَّبْسِ نحو مَرَرْتُ (بِبَالِغَة) و رُبَّما أُنِّثَ مَعَ ذِكْرِ الْمُوصُوفِ لأَنَّه الأصْلُ قال ابنُ القُوطِيَّةِ (بَلَغَ بَلَاغاً) فهو (بَالِغٌ) و الجاريةُ (بَالِغَةٌ) و (بَلَغ) الكِتَاب (بَلَاغاً) و (بُلُوغاً) وَصَلَ و (بَلَغَتِ) الثِّمارُ أدْرَكتْ و نَضِجتْ و قولهم (لزم ذلك بالغاً مَّا بلَغَ) منصوبٌ عن الحَالِ أى مُتَرَقِّياً إلى أعْلى نَهايَاتِهِ من قَوْلِهِم (بَلَغْتَ) المنْزلَ إذا وَصَلْتَهْ و قوله تعالى «فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ»*
أى فإِذَا شَارَفْنَ انقِضَاءَ العِدَّةِ و فى موْضِع «فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ»
أى انْقَضَى أجَلُهُنَّ و (بَالَغْتُ) فى كذا بَذَلْتُ الْجُهْدَ فى تَتَبُّعِهِ و (البُلْغَة) ما يُتبَلَّغُ به من العَيشِ وَ لَا يَفْضُلُ يُقَالُ (تَبَلَّغَ به) إِذَا اكْتَفَى به و تَجَزَّأَ و فى هذا (بَلَاغٌ و بُلْغَةٌ و تَبَلُّغٌ) أى كِفَايَةٌ و (أَبْلَغَهُ) السَّلَامَ و (بَلَّغَه) بالأَلِفِ و التَّشْدِيدِ أَوْصَلَهُ و (بَلُغَ) بالضمِّ (بَلَاغَةً) فهو (بَلِيغٌ) إِذَا كانَ فصيحاً طلْقَ اللسَانِ.
[بلل]
بَلَلْتُهُ: بالماء (بَلًّا) من باب قتل (فابْتَلُّ هو) و (البِلَّةُ) بالكسرِ مِنْهُ و يُجْمَعُ (البَلُّ) على (بِلَالٍ) مثلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و الاسمُ (البَلَلُ) بفتحتين، و قيل (البِلَالُ) ما يُبَلُّ بِهِ الحَلْقُ من مَاءٍ و لبَن و به سمِّى الرجلُ و (بَلَّ) فى الأرض (بَلًّا) من بابِ ضَرَب ذَهَبَ و (أَبْلَلْتُه) أَذْهَبْتُه و (بَلَّ) من مرضه و (أَبَلّ إبْلَالًا) أيضاً برَأَ و (بَلْ) حرفُ عَطْفٍ و لها معنيانِ (أحدُهما) إبطَالُ الأوّلِ و إِثْبَاتُ الثَّانِى و تُسَمَّى حرفَ إِضرَابٍ نحوُ اضربْ زيداً بلْ عمراً و خُذْ ديناراً بلْ دِرْهَماً و (الثَّانِى) الخروجُ من قِصَّةٍ إلى قِصَّةٍ من غَيْرِ إِبْطَالٍ و تُرَادِفُ الوَاوَ كقولِه تعالَى «وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ» و التَّقْدِيرُ و هُو قُرْآنٌ مَجِيدٌ و قَوْلُ القائلِ له علىّ دينارٌ بل دِرْهَمٌ مَحْمُولٌ على المعنَى الثَّانِي لأنَّ الإقْرَارَ لا يُرْفَعُ بِغَيْرِ تَخصِيصٍ.
[بله]
بَلِهَ: (بَلَهاً) من بابِ تعِبَ ضعُفَ عَقْلُه فهو (أَبْلَهُ) و الأنثى (بَلْهَاءُ) و الجمع (بُلْهٌ) مثلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و من كلامِ العَرَبِ (خيرُ أولادِنَا الأَبْلَهُ الغَفُولُ) «1».
بمعنى أنَّه لشِدَّة
__________________________________________________
(1) فى الأساس للزمخشرى- خير أولادنا الأَبْلَهُ العقُول (بالعين المهملة و القاف) و خير النساء البلهاءُ الخَجُولُ.
61
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بله ص 61
حَيَائِهِ كالأَبْلَهِ فَيَتَغَافَلُ و يَتَجَاوَزُ فشُبِّهَ ذَلِكَ بالبَلَهِ مَجَازاً.
[بلو]
بَلِيَ: الثوبُ (يَبْلَى) من باب تَعِبَ (بِلًى) بالكسْرِ و القصْرِ و (بَلَاءً) بالفتح و المدّ خَلُقَ فهو (بَالٍ) و (بَلِيَ) الميّتُ أَفنَتْهُ الأرْضُ و (بَلَاهُ) اللّهُ بخير أو شَرٍّ (يَبْلُوه بَلْواً) و (أَبْلَاهُ) بالألف و (ابْتَلَاه ابْتِلاءً) بمعنىَ امْتَحَنَهُ و الاسمُ (بَلَاءٌ) مثلُ سَلَامٍ و (البَلْوَى و البَلِيَّةُ) مثْله. و (بَلَى) حَرْفُ إِيجَابٍ فإذا قيلَ ما قام زيدُ و قلتَ فى الجواب (بَلَى) فمعناه إِثْباتُ القيام و إِذا قيلَ أ ليسَ كانَ كذا و قُلْتَ (بلى) فمعناه التَّقْرِيرُ و الإِثْبَاتُ و لا تكُونُ إلَّا بَعْد نَفْى إمَّا فى أوّلِ الكَلَامِ كما تَقَدَّمَ و إمَّا فى أثْنائه كقوله تعالى «أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ بَلى»
و التقدير بلى نجْمَعُها و قد يكُون مع النَّفْى استفهامٌ و قد «1» لا يكونُ كما تقدّم فهو أبد يَرْفَعُ حُكْم النفى و يُوجب نقيضه و هو الإثْباتُ و قولهم (لا أُباليه و لا أُبالي به) أى لا أهتمُّ به و لا أكْترثُ له و (لم أُبال) و (لمْ أُبْل) للتخفيف كما حذفُوا الياءَ من المصْدر فقالوا (لا أباليه بالة) و الأصلُ بالية مثل عافاهُ مُعافاةً و عافيةً قالوا و لا تُسْتعْمل إلا مع الْجَحْدِ و الأصلُ فيه قولهم (تبالى) القومُ إذا تبادَروا إلى الماء القليل فاسْتقوا فمعنى (لا أبالِي) لا أُبَادِرُ إهْمَالًا لهُ و قال أبو زَيْدٍ (ما بَالَيْتُ بِه مُبَالاةً) و الاسمُ (البِلاءُ) وِزَانُ كِتَابٍ و هو الهمُّ الذِى تُحَدِّثُ به نَفْسَكَ.
[بنفسج]
الْبَنَفْسَجُ: وِزَانُ سَفَرْجَلٍ مُعَرَّبٌ و المُكَرَّرُ منه اللَّامَاتُ و وَزْنُه فَعَلَّلٌ.
[بنج]
البَنْجُ: مِثَالُ فَلْسٍ نَبْتٌ له حَبٌّ يخلِطُ بالعقلِ و يُورِثُ الخبال و ربَّمَا أَسكر إِذَا شَرِبَه الإنْسَانُ بعدَ ذَوْبِه و يقال إنَّهُ يُورِثُ السُّباتَ
[بنن]
البَنَان: الأصَابعُ و قيلَ أَطْرَافُها الواحدةُ (بَنَانَةٌ) قيل سُمِّيتْ (بَنَاناً) لأن بها صلاحَ الأحْوَالِ التى يَسْتَقِرُّ بها الإنسان لأنَّهُ يُقَالُ أَبَنَّ بالمكان إذا اسْتَقَرَّ بِهِ.
[بنو]
الابنُ: أصلُهُ بَنَوٌ بفتحتين لأنه يُجْمَعُ على بنين «2» و هو جَمْعُ سَلَامةٍ و جمعُ السَّلَامَةِ لا تغْييرَ فيهِ و جَمعُ القِلَّةِ (أَبْنَاءٌ) و قيلَ أصْلُه بِنْو بكسر الباءِ مثلُ حِمْلٍ بدِليلِ قَوْلِهِمْ بنْتٌ و هذا القولُ يقِلُّ فيه التَّغْييرُ و قلَّةُ التغييرِ تَشْهَدُ بالأصالة و هو (ابنٌ بَيِّنُ البُنُوَّةِ) و يطلق (الابنُ) على ابنِ الابنِ و إِنْ سفُل مجازاً و أما غيرُ الأناسِىِّ ممّا لا يعْقِلُ نحوُ (ابنِ مخاضٍ) و (ابنِ لبُونٍ) فيقالُ فى الجَمْعِ (بناتُ مَخَاضِ) و (بناتُ لَبُونِ) و مَا أَشْبَهَه قال ابنُ الأنبارى و اعلم أنّ جمْع غير النَّاس بمنْزِلَةِ جمْعِ المرْأَةِ مِن النّاسِ تقولُ فيه منْزلُ و منْزِلَاتُ و مصَلًّى
__________________________________________________
(1) دخول (قد) على الفعل المنفى لا يجوز إلا فى الضروره.
(2) النحويون يقولون نحوُ بنين جمعُ تكْسير الحق يجمع السلامة فى الإعراب.
62
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بنو ص 62
و مُصَلَّيَاتٌ و فى (ابن عِرْسٍ) (بناتُ عِرْسٍ) و فى (ابنِ نَعْشٍ) (بناتُ نَعْشٍ) و رُبَّمَا قيلَ فى ضَرُورةِ الشِّعْرِ (بَنُو نَعْشِ) «1» و فيه لغَةٌ مَحْكِيَّةٌ عن الأَخْفَشِ أَنَّهُ يُقَالُ بَنَاتُ عِرْسٍ و بَنُو عِرْسٍ و بَنَاتُ نَعْشٍ و بَنُو نَعْشٍ فقَوْلُ الفُقَهَاءِ (بَنُو اللَّبُونِ) مُخَرَّجٌ إمَّا عَلَى هذِهِ اللُّغَةِ و إمَّا لِلتَّمْيِيِز بَيْنَ الذُّكُورِ و الإِنَاثِ فإنهُ لو قِيلَ (بَنَاتُ لَبُونٍ) لم يُعْلَمْ هَلِ المرادُ الإِنَاثُ أو الذُّكُورُ و يُضَافُ ابنٌ إلى ما يُخَصِّصُه لمُلابسَةٍ بَيْنَهُما نحوُ (ابنِ السَّبِيلِ) أى مارِّ الطَّرِيقِ مُسَافِراً و هو (ابنُ الحربِ) أى كَافِيهَا و قَائِمٌ بِحمايَتِها و (ابنُ الدُّنْيا) أى صَاحِبُ ثَرْوَةٍ و (ابنُ الماءِ) لطَيْرِ الماءِ و مُؤَنَّثَةُ الابْنِ (ابْنَةٌ) على لَفْظِهِ و فى لُغَةٍ (بِنْتٌ) و الجمع (بَنَاتٌ) و هو جمعُ مؤنَّثٍ سَالِمٌ، قال ابنُ الأعرابِيِّ و سألْتُ الكِسَائِىَّ كيفَ تَقِفُ على بِنْتٍ فقال بالتَّاءِ إِتْبَاعاً للْكِتَابِ و الأصلُ بالهاءِ لأن فيها معنَى التأنِيثِ قال فى البَارِعِ و إِذَا اخْتَلَطَ ذُكُورُ الأَنَاسِىِّ بإِنَاثِهِمْ غُلِّبَ التذْكِيرُ و قِيل (بنُو فُلانٍ) حتى قالوا امرأَةٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ و لم يَقُولُوا من بَنَاتِ تَمِيمٍ بِخلَافِ غيرِ الأَنَاسىِّ حيثُ قالوا (بَنَاتُ لَبُونٍ) و عَلَى هذَا القَوْلِ لو أَوْصَى لبَنِى فُلَانِ دَخَل الذُّكُورُ و الإِنَاثُ و إِذا نَسَبْتَ إلى (ابْنٍ و بنْتٍ) حذفْتَ أَلِفَ الوَصْلِ و التَّاءَ وَ رَدَدْتَ المحْذُوفَ فقلتَ (بَنَويٌّ) و يجوزُ مُرَاعاةُ اللَّفْظِ فيقالُ (ابْنيٌّ) و (بِنْتِيٌّ) و يُصَغَّرٌ بِرَدِّ المَحْذُوفِ فَيُقَالُ (بُنَيٌّ) و الأصل بُنَيْوٌ
[بني]
و (بَنَيْتُ): البَيْتَ و غيرَهُ (أَبْنِيهِ) و (ابْتَنَيْتُه فانْبَنَى) مثلُ بَعَثْتُه فانْبَعَثَ و (البُنْيَانُ) ما يُبْنَى و (البِنْيَةُ) الهيئةُ التى بُنِيَ عليها و (بَنَى) على أهْلِهِ دَخَلَ بِها و أصْلُهُ أن الرجلَ كان إِذَا تَزَوَّجَ بَنَى للعِرْسِ خِبَاءً جديداً و عَمَّرَهُ بما يَحْتَاجُ إليهِ أو بَنَى لَه تَكْرِيماً ثم كَثُر حتى كُنِى به عنِ الجِمَاعِ و قال ابن دُرَيدٍ (بنَى عَلَيْها) و (بَنَى بِها) و الأوّلُ أفصحُ هكذا نَقَلَهُ جماعةٌ و لفظُ التهذيبِ و العامَّةُ تقول (بَنَى بِأَهْلِهِ) و ليس من كَلَامِ العَرَبِ قال ابنُ السِّكِّيتِ (بَنَى عَلَى أَهْلِهِ) إذا زُفَّتْ إِليْه.
[بهت]
بَهِتَ: و (بَهُتَ) من بابَيْ قرُب و تعِبَ دَهِش و تحيَّرَ و يُعَدَّى بالْحَرَكَةِ فيُقَالُ (بَهتَهُ يَبْهَتُه) بفَتْحَتَيْنِ (فبُهِتَ) بالبناء للمفعول و (بَهَتَها بَهْتاً) من بابِ نَفَع قَذَفَها بالبَاطِلِ و افْتَرَى عليها الكذِبَ و الاسمُ (البُهْتَانُ) و اسمُ الفَاعِلِ (بَهُوتٌ) و الجمعُ (بُهُتٌ) مثلُ رَسولٍ و رُسُلٍ و (البَهْتَةُ) مثلُ (البُهْتَانِ).
[بهج]
البَهْجَةُ: الحسْنُ و (بَهُجَ) بالضمِّ فهو (بَهيجٌ) و (ابْتَهَجَ) بالشيء إِذَا فَرِحَ بِهِ.
__________________________________________________
(1) قال النابغة الجعدىُّ:
شربْتُ بها و الديك يَدْعُو صَبَاحَه إذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبُوا
و هو من شواهد سيبويه 1/ 240.
63
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بهر ص 64
[بهر]
بَهَرَهُ: (بَهْراً) من بَابِ نَفَع غَلَبه و فَضَلَهُ و منه قيلَ لِلْقَمَرِ (البَاهِرُ) لِظُهُورِهِ على جَمِيعِ الكَواكِبِ و (بَهْرَاءُ) مثلُ حَمْراءَ قَبِيلَةٌ من قُضَاعَةَ و النِّسْبَةُ إِليْهَا (بَهْرَانِيٌّ) مثلُ نَجْرانِيٌّ على غَيرِ قِياسٍ و قِيَاسُهُ (بَهْرَاوِيٌّ) و (البَهَارُ) وزَانُ سَلَام الطِّيبُ و منه قِيلَ لأزهار البَادِيَةِ (بَهَارٌ) قال ابنُ فارسٍ و (البُهَارُ) بالضم شيءٌ يُوزَنُ بِه.
[بهرج]
البَهْرَجُ: مثلُ جَعْفَرٍ الرَّدِيءُ منَ الشَّيءِ و دِرْهَمٌ (بَهْرَجٌ) رَدِئُ الفِضَّةِ و (بُهْرِجَ) الشيءُ بالبِنَاءِ للمفْعُولِ أُخِذَ به على غَيْرِ الطَّرِيقِ.
[بهق]
بَهِقَ: الجسدُ (بَهَقاً) من باب تعِبَ إِذَا اعتَرَاهُ بَيَاضٌ مُخَالِفٌ لِلَوْنِهِ و لَيْس بِبَرَصٍ و قال ابنُ فارِسٍ سَوَادٌ يَعْتَرِى الْجِلْدَ أوْ لَوْنٌ يُخَالِفُ لونَه فالذكر (أَبْهَقُ) و الأنثى (بَهْقَاءُ).
[بهل]
بهَلَهُ: (بَهْلًا) مِنْ بَابِ نَفَع لَعَنَهُ و اسمُ الفَاعِلِ (بَاهِلٌ) و الأُنْثى (بَاهِلَةٌ) و بِهَا سُمِّيَتْ قَبِيلَةٌ و الاسمُ (البُهْلَةُ) وِزَانُ غُرْفَةٍ و (بَاهَلَهُ مُبَاهَلَةً) من بابِ قَاتَلَ لَعَنَ كلٌّ منهُمَا الآخَرَ و (ابْتهلَ) إِلى اللّهِ تَعَالَى ضَرَعَ إِليْه.
[بهم]
البَهْمَةُ: وَلَدُ الضأْنِ يُطْلَقُ على الذَّكَرِ و الأُنْثَى و الجمع (بَهْمٌ) مثلُ تَمْرَةٍ و تَمْرٍ و جمعُ (البَهْمِ) (بِهَامٌ) مثلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و تُطْلَقُ (البِهَامُ) عَلَى أولَادِ الضَّأْنِ و المَعْز إِذَا اجْتَمَعَتْ تَغْلِيباً فإذَا انْفَرَدَتْ قيل لِأَوْلادِ الضأن (بِهَامٌ) و لأولاد المَعْز (سِخَالٌ) و قال ابنُ فارِسٍ (البَهْمُ) صِغَارُ الغَنَمِ و قَالَ أبُو زيدٍ يُقَالُ لِأولَادِ الغَنَم سَاعَةَ تَضَعُها الضأْنُ أو المَعْزُ ذكراً كان الولَدُ أوْ أُنْثَى (سَخْلةٌ) ثم هى (بَهْمَةٌ) و جَمْعُهَا بَهْمٌ و (الإِبْهامُ) من الأصابِعِ أى عَلَى المشْهُورِ و الجمعُ (إِبْهَامَاتٌ و أَبَاهِيمُ) و (استَبْهَمَ) الخبرُ و اسْتَغْلَقَ و اسْتَعْجَم بمَعْنًى وَ (أَبْهمْتَهُ) (إِبْهَاماً) إذَا لَمْ تُبَيِّنْهُ و يقال للمرأة التى لا يَحِلُّ نِكَاحُها لرجُلٍ هى (مُبْهمَةٌ) عَلَيْهِ كمُرْضِعَتِه و منه قولُ الشافعى لو تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثم طَلَّقها قَبْلَ الدُّخُولِ لَمْ تَحِلَّ لَهُ أُمُّها لأَنَّهَا مُبْهَمَةٌ و حلَّتْ لَه بِنْتُهَا و هذَا التحْرِيمُ يسمَّى (المُبْهَمَ) لأنه لَا يَحِلُّ بِحَالٍ و ذَهَبَ بعضُ الأَئِمَّةِ المُتَقَدِّمِينَ إلى جَوَازِ نِكَاحِ الأُمِّ إِذَا لَمْ يَدْخُلْ بالبِنْتِ و قال الشرطُ الذى فى آخِرِ الآيةِ يعُمُّ الأمَّهَاتِ و الرَّبَائِبَ و جُمْهُورُ العُلَمَاءِ على خِلَافِه لأنَّ أهلَ العَرَبِيَّةِ ذَهَبُوا إِلَى أنَّ الخَبَريْنِ إِذَا اخْتَلَفَا لا يَجُوزُ أن يُوصَفَ الاسْمَانِ بوصْفٍ واحِدٍ فلا يُقَالُ قَامَ زيدٌ و قَعَد عمروٌ الظَّرِيفَانِ و علَّلَهُ سِيبَوَيهِ باخْتِلَافِ العَامِلِ لأنَّ العَامِلَ فى الصِّفَةِ هو العَامِلُ فى المَوْصُوفِ و بَيَانُهُ فى الآيةِ أَنَّ قولَه «اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ» يعودُ عندَ هَذَا القَائِلِ إلى نِسائِكُمْ و هو مخْفُوضٌ بالإِضَافَةِ و إِلى رَبائِبُكُمُ و هو مرْفُوعٌ و الصِّفَةُ الوَاحِدَةُ لا تَتَعلَّقُ بِمُخْتَلِفَىِ الإعْرَابِ و لا
64
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بهم ص 64
بِمُخْتَلِفى العامل كما تقَدَّم.
و (البهيمَةُ) كُلُّ ذات أَرْبعٍ منْ دوابِّ البحْرِ و البرّ و كُلُّ حيوان لا يُمَيِّزُ فهو (بَهِيمَةٌ) و الجمعُ (البَهَائِمُ).
[بهو]
البَهَاءُ «1»: الحسنُ و الجمالُ يُقَالُ (بَهَا يَبْهُو) مثلُ عَلَا يَعْلُو إذَا جَمُل فهو (بَهِيٌّ) فعِيلٌ بِمَعْنى فَاعِلٍ و يَكونُ (البَهَاءُ) حُسْنَ الهَيْئَةِ و (بَهَاءُ) اللّه تعالى عَظَمَتُهُ.
[بشنج]
بُوشَنْجُ: «2» بضم الباءِ و سكونِ الواوِ ثم شين معجمَةٍ مفتوحَةٍ ثم نونٍ سَاكِنَةٍ ثم جيمٍ بَلْدَةٌ من خُرَاسَانَ بقُرْبِ هَرَاةَ و أصْلُهَا بُوشَنْكُ ثم عُرِّبَتْ إِلىَ الجِيمِ و إِلَيْهَا يُنْسَبُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا
[بوب]
البابُ: فى تَقْدِيرِ فَعَلٍ بفتحتين و لهذَا قُلِبَتِ الواو ألفاً و يُجْمَعُ على (أبْوابٍ) مثلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و يُضَافُ لِلتَّخْصِيصِ فيُقَالُ (بَابُ الدَّار) وَ (بَابُ البَيْتِ) و يقَالُ لِمَحِلَّةٍ ببَغْدَادَ (بابُ الشَّامِ) و إِذا نَسَبْتَ إِلَى المُتَضَايِفَيْنِ و لمْ يَتَعَرّفِ الأولُ بالثانِي جَازَ إِلَى الأَوَّلِ فَقَطْ فَتَقُولُ (البَابِىُّ) و إِلَيْهِمَا معاً فيُقَالُ (البَابِىُّ الشَامِىُّ) و إِلَى الأَخِير فيُقَالُ (الشَّامِىُّ) و قد رُكِّبَ الاسْمَانِ و جُعِلَا اسْماً وَاحِداً و نُسِبَ إِلَيْهمَا فقيلَ (البَابَشَامِىُّ) كما قِيلَ الدَّارَقُطْنِىُّ و هى نِسْبَةٌ لبعْضِ أَصْحَابِنَا و (البوَّابُ) حَافِظُ البَابِ و هو الحَاجِبُ و (بَوَّبْتُ) الأشْيَاءَ (تَبْوِيباً) جعلْتُهَا (أَبْوَاباً) مُتَمَيّزَةً
[بوج]
البَاجُ: تُهْمَزُ و لا تُهْمَزُ و الجمعُ (أَبْوَاجٌ) و هى الطرِيقَةُ المُسْتَوِيةُ و منه قول عمرَ رضى اللّه عنه (لَأَجْعَلَنَّ الناسَ كُلَّهُمْ بَاجاً واحداً).
أى طريقَةً وَاحِدَةً فى الْعَطَاءِ.
[بوح]
باحَ: الشيءُ (بَوْحاً) من بابِ قالَ ظَهر و يَتَعدَّى بالحرْفِ فيُقَالُ (بَاحَ) بهِ صاحبُه و بِالهمْزَةِ أيضاً فيُقَالُ (أَبَاحَهُ) و (أَبَاحَ) الرجلُ مَالَهُ أَذِنَ فى الأَخْدِ و التَّرْكِ و جَعَلَهُ مُطْلَقَ الطَّرَفَيْنِ وَ (اسْتَبَاحَهُ) النَّاسُ أَقْدَمُوا عَلَيْهِ.
[بور]
بارَ: الشيءُ (يَبُورُ) (بُوراً) بالضَّمِ هَلَكَ و (بَارَ) الشيءُ (بَواراً) كَسَدَ عَلَى الاسْتِعَارَةِ لأَنَّه إِذَا تُرِكَ صَارَ غَيْرَ مُنْتَفَعٍ به فأشْبَهَ الهَالِكَ من هذَا الوَجْهِ و (البُوَيْرَةُ) بصِيغَةِ التصْغِير مَوْضِعٌ كَانَ به نَخْلُ بنى النَّضِيرِ.
[بأس]
البُؤْسُ: بالضمّ و سُكُون الهمْزَةِ الضُّرُّ و يَجُوزُ التَّخْفِيفُ و يُقَالُ (بَئِس) بالكَسْرِ إِذَا نَزَلَ به الضُّرُّ فهو (بَائِسٌ) و (بَؤُسَ) مثلُ قَرُبَ (بَأْساً) شَجُعَ فهو (بَئِيسٌ) على فَعِيلٍ و هو ذُو (بَأْسٍ) أَىْ شِدَّةٍ و قُوَّةٍ قَالَ الشَّاعِرُ «3»:
فخيرٌ نحن عندَ البَأْسِ مِنْكُم إِذَا الدَّاعِى الْمُثَوّب قَالَ يَا لَا
أىْ نحن عندَ الحربِ إِذَا نَادَى بنَا المنَادِى
__________________________________________________
(1) فى القاموس: البهاء الحسنُ و الفعل بَهُو كسَرُو و رضِى و دَعَا و سعى.
(2) ذكره فى القاموس بالسين فقال: بُوسَنْجُ مُعَرَّب بُوشنْك بلد من هراة.
(3) زهير بن مسعود الضبّى.
65
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بأس ص 65
و رجَّع نِدَاءَهُ أَلَّا لَا تفِرُّوا فإنّا نكُرُّ راجعِينَ لِما عِنْدَنا مِنَ الشَّجَاعَةِ و أَنْتُمْ تَجْعَلُونَ الفَرَّ فِرَاراً فلا تَسْتَطِيعُونَ الكَرَّ و جمعُ (البأْس) (أَبْؤُسٌ) مثلُ فلْس و أفْلُس.
[بوط]
بُويطٌ: على لفظ التَّصْغيرِ بُلَيْدةٌ من بِلَادِ مصرَ من جِهةِ الصَّعِيدِ بقُرْبِ الفَيُّومِ على مَرْحَلَةٍ مِنْها و يُنْسبُ إليها بعَضُ أصْحَابِ الشافعىِ رضى اللّهُ عنه.
[بوع]
الباعُ: قال أبو حاتمٍ هو مُذَكَّرٌ يُقَالُ هذا (باعٌ) و هو مَسَافَةُ ما بَيْنَ الكَفَّيْنِ إِذا بَسَطْتَهُمَا يَمِيناً و شِمَالًا و (بَاعَ) الرجلُ الحبلَ (يَبُوعُه) (بَوْعاً) إِذَا قَاسَه بالبَاعِ و الجمع (أبْوَاعٌ) و (انْبَاعَ) العَرَقُ على انْفَعَلَ إِذا سَالَ و قالَ الفَارَابِىُّ. امْتَدَّ و كُلُّ رَاشِحٍ (يَنْبَاعُ) و هو (مُنْبَاعٌ).
[بوغ]
الباغُ: الكَرمُ لفْظَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ اسْتَعْمَلها الناسُ بالأَلِفِ و اللَّامِ.
[بوق]
البُوقُ: بالضمِّ معروفٌ و الجمعُ (بُوقَاتٌ) و (بِيقَاتٌ) بالكَسْرِ و (البَائِقَةُ) النازِلَةُ و هى الداهِيَةُ و الشرُّ الشدِيدُ و (بَاقَتِ) الداهِيَةُ إذَا نَزَلَتْ و الجمع (البَوَائِقُ).
[بوك]
بَاكَ: الحِمَارُ الأَتَانَ (يَبُوكُها) (بَوْكاً) نَزَا عليها و (بَاكَتِ) الناقَةُ (تَبُوكُ) (بَوْكاً) سَمِنَتْ فهِى (بَائِكٌ) بغير هاء و بهذا المضَارِعِ سُمِّيَتْ غَزْوَةُ (تَبُوكَ) لأنّ النَّبِىَّ صلَّى اللّه عَلَيْهِ و سلَّم غَزَاهَا فى شَهْرِ رَجَب سنَةَ تِسْعٍ فصَالَحَ أَهْلَها على الجزْيَةِ من غيرِ قِتَالٍ فكانتْ خَالِيَةً عنِ البُؤْسِ فأشْبَهَتِ النَّاقَةَ الَّتى ليسَ بِهَا هُزَالٌ ثم سُمِّيَتِ البُقْعَةُ (تَبُوكَ) بذلك و هُوَ مَوْضِعٌ مِنْ بَادِيَةِ الشأم قريبٌ من مدْيَنَ الذين بَعَثَ اللّهُ إِلَيْهم شُعيباً.
[بول]
البال: القَلْبُ و خَطَرَ (بِبَالِي) أى بِقَلبِى و هو رَخِىُّ البَالِ أى واسعُ الحَالِ و (بَالَ) الإِنْسَانُ و الدابَّةُ (يَبُول) (بَوْلًا) و (مَبَالًا) فهو (بَائِلٌ) ثم اسْتُعْمِلَ (البَوْلُ) فى العَيْنِ «1» و جُمِعَ على أَبْوَالٍ.
[بون]
البَانُ: شجرٌ معروفٌ الواحِدَةُ (بَانَةٌ) و دُهْنُ البَانِ منه و (البَوْنُ) الفَضْلُ و المَزِيَّةُ و هو مصدرُ (بَانَه يَبُونُه بَوْناً) إِذَا فَضَلَهُ و بينَهُما (بَوْنٌ) أى بَيْنَ دَرَجَتَيْهِما أو بَيْنَ اعْتِبَارِهِما فى الشَّرَفِ وَ أَمَّا فى التَّبَاعُدِ الجُسْمَانِيِّ فتقول بَيْنَهُمَا (بَيْنٌ) باليَاءِ.
[بوأ]
بَاءَ: (يَبُوءُ) رَجَعَ و (بَاءَ) بِحَقِّهِ اعْتَرفَ بِهِ و (بَاءَ) بذَنْبِهِ ثَقُلَ بِه و (البَاءَةُ) بالمدِّ النِّكَاحُ و التزوُّجُ و قد تُطلَقُ الباءةُ على الجماعِ نفسِهِ و يُقَالَ أيضا (الباهَةُ) وِزَانُ العَاهَةِ و (البَاهُ) بالألفِ مع الهاءِ و ابنُ قُتَيْبَةَ يَجْعَلُ هذِهِ الأخِيرَةَ تَصْحِيفاً و ليسَ كذلِكَ بل حَكَاها الأزْهَرِىُّ عنِ ابنِ الأَنْبَارِىِّ و بعضُهُمْ يَقُولُ الهَاءُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الهمْزَةِ يُقَالُ فُلَانٌ حَرِيصٌ عَلَى (الْبَاءَةِ و البَاءِ و البَاهِ) بالهاءِ
__________________________________________________
(1) أى فى الماء الخارج من القُبُلِ.
66
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بوأ ص 66
و القصْرِ أى عَلَى النِّكَاحِ قال (يعنى ابن الأَنْبَارِىِّ) (الباهُ) الواحدةُ و الباءُ الجمعُ ثم حَكَاهَا عنِ ابنِ الأعْرَابِىِّ أيضاً و يُقَالُ إِنَّ (البَاءَةَ) هو الْمَوْضِعُ الذى (تَبُوءُ) إليه الإِبلُ ثم جُعِلَ عِبَارَةً عَنِ المنْزِلِ ثم كُنِىَ به عن الجِمَاعِ إمَّا لأنه لا يَكُونُ إلَّا فى (البَاءَةِ) غَالِباً أو لأَنَّ الرجُلَ يَتَبَوَّأُ من أهْلِهِ أى يَسْتَكِنُّ كما يَتَبوّأُ مِنْ دَارِه و
قولُه عليه الصلاةُ و السلام «مَنِ اسْتَطَاعَ منكُم البَاءَةَ».
على حَذْفِ مُضَافٍ و التَّقْدِيرُ من وَجَد مُؤَنَ النِكَاحِ فلْيَتَزَوَّجْ و منْ لَمْ يَسْتَطِعْ أى مَنْ لَمْ يَجِدْ أُهْبَةً فَعَلَيْهِ بالصَّوْم و (بوَّأْتُهُ) داراً أسْكَنْتُهُ إِيَّاهَا و (بَوَّأتُ) لَهُ كذلك و (تَبَوَّأَ) بَيْتاً اتخذه مَسْكَناً و (الأَبْوَاءُ) على أَفْعَالٍ بفَتْح الهمْزَةِ منْزلٌ بينَ مكةَ و المدِينَةِ قريبٌ من الْجُحْفَةِ من جِهَةِ الشّمَالِ دُونَ مَرْحَلَةٍ.
و
[ب]
الباءُ: حرفٌ من حُروفِ المَعَانِى و تدْخُلُ على العِوَضِ و يكُونُ حاصِلًا و متروكاً فالحَاصِلُ فى جَانِبِ البَيْعِ و ما فى مَعْنَاهُ نحو بِعْتُ الثوبَ بدرهَمٍ و أَبْدلْتُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمٍ فالدّرْهَمُ حَاصِلٌ و عليه قولُه تعالى «وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ» أى بَاعُوهُ فالثَّمَنُ حَاصِلٌ و أمَّا المتْرُوكُ فَفِى جَانِبِ الشَراءِ و ما فِى مَعْنَاهُ نحو اشْتريْتُ الثوبَ بِدِرْهَمٍ و اتَّهَبْتُه مِنْهُ بِدِرْهَمٍ فالدِّرْهَمُ مَتْروكٌ و عليه قولُه تعالى «أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ» فالآخِرةُ مَتْرُوكَةٌ و تُسَمَّى (الباءُ) هنا (بَاء) المقَابَلَةِ و الفقهاءُ يقولُونَ (بَاءَ) الثَّمَنِ و تكونُ (للإلْصَاقِ) حقيقَةً نَحْوُ مسحْتُ بِرَأْسِى و مجازاً نحو مررتُ بزَيْدٍ و (لِلِاسْتِعَانَةِ) و (السَّبَبِيَّةِ) و (الظَّرْفِيَّةِ) و (التَّبعِيضِ) و تقدَّمَ معنَى التّبْعِيضِ و تكُون (زَائِدَةً).
[بيت]
بَاتَ: (يَبِيتُ) (بَيْتُوتَةً) و (مَبِيتاً) و (مَبَاتاً) فهو (بَائِتٌ) و تَأْتِى نَادِراً بمعنَى نَامَ ليْلًا و فى الأعَمِّ الأَغْلَبِ بمعْنَى فَعَلَ ذلكَ الفِعْلَ باللَّيْلِ كَمَا اخْتَصَّ الفِعْلُ فى ظَلَّ بالنَّهارِ فإذا قُلْتَ (باتَ) يفعلُ كذا فمعنَاهُ فَعَلَهُ باللَّيْلِ و لا يَكُونُ إلا مَعَ سَهَرِ اللَّيْلِ و عليه قولُه تعالى «وَ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِياماً»
و قال الأزهرىُّ قَالَ الفَرَّاءُ (بَاتَ) الرجُلُ إِذَا سَهِرَ اللَّيْلَ كُلَّه فى طَاعَةٍ أوْ مَعْصِيَةٍ و قال اللَّيْثُ مَنْ قَالَ (بَاتَ) بمعنى نَامَ فقد أَخْطَأَ ألَا تَرَى أَنَّك تَقُولُ (بَاتَ) يَرْعَى النُّجُومَ و مَعْنَاه يَنْظُرُ إليهَا و كَيْفَ يَنَامُ منْ يُرَاقِبُ النُّجُومَ و قال ابنُ القُوطِيَّةِ أيضاً و تَبِعَهُ السَّرَقُسْطِىُّ و ابنُ القَطَّاعِ (بَاتَ يفْعَلُ كذا) إِذَا فَعَلَهُ لَيْلًا و لَا يُقَالُ بمعْنَى نَامَ و قَدْ تَأْتِي بمعنَى صَارَ يُقَالُ (بَاتَ) بمَوْضِعِ كذا أى صَارَ بهِ سواءٌ كان فى لَيْلٍ أو نَهَارٍ و عليه قولُه عليه الصَّلاةُ و السلامُ «فإِنَّه لَا يدْرِى أينَ بَاتَتْ يَدُهُ».
و المعنى صَارَتْ وَ وَصَلَتْ و عَلَى هذَا المعْنَى قولُ الفُقَهَاء (بَاتَ) عندَ امْرَأَتِه لَيْلَةً أى صَارَ عندَهَا سواء
67
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بيت ص 67
حَصَلْ مَعَهْ نومٌ أمْ لَا و (بَاتَ يباتُ) من بَابِ تَعِب لغة و (البَيْتُ) الْمسَكِنُ و (بَيْتُ الشَّعَر) معرُوف و (بَيْتُ الشِّعْر) ما يَشْتَمِلُ عَلَى أَجْزَاءِ معْلُومَةٍ و تُسَمَّى أجْزَاءَ التَّفْعيل سُمِّىَ بذلك علَى الاسْتِعَارَةِ بِضَمّ الأَجْزَاءِ بَعْضِها إِلى بَعْضٍ على نَوعٍ خَاصٍّ كما تضمُ اجزاءُ الْبيتِ فى عِمارتِهِ عَلى نوعٍ خاص و الجمعُ (بُيُوتٌ و أَبْيَاتٌ) و (بَيْتُ العرب) شَرَفُها يقال (بَيْتُ تميم فى حَنْظَلَةَ) أى شَرَفُها و (البَيَاتُ) بالفَتْحِ الإغَارَةُ لَيْلًا و هو اسْمٌ مِنْ (بيَّتُهُ تَبْييتاً) و (بيَّتَ) الأمْرَ دَبَّرَهُ ليلًا و (بيَّتَ) النَّيِةَ إِذَا عَزَمَ عليها ليْلًا فهى (مُبَيَّتَةٌ) بالفَتْحِ اسمُ مَفْعُول.
[بيد]
بَادَ: (يَبِيدُ) (بَيْداً و بُيُوداً) هَلَكَ و يَتَعَدَّى بالهَمْزَةِ فيُقَالُ (أَبَادَهُ) اللّهُ تعالى و (البَيْدَاءُ) المفَازَةُ و الجمْعُ (بِيدٌ) بالكسرِ و (بَيْدَ) مثلُ غيرٍ وزْناً و معنًى يُقَالُ هو كَثِيرُ المَالِ بيدَ أَنَّهُ بَخِيلٌ.
[بأر]
البِئرُ: أنثى و يَجُوزُ تخفيفُ الهمزَةِ و له جَمْعَان لِلْقِلَّةِ (أَبَارٌ) ساكنُ البَاءِ عَلَى أفْعالٍ و مِن العَرَبِ من يَقْلِبُ الهمْزَةَ التى هى عينُ الكَلِمَةِ و يُقَدِّمُها على البَاءِ و يقولُ (أَأْبَارٌ) فتَجْتَمِعُ همزَتَانِ فتُقْلَبُ الثانِيةُ ألفاً و الثَّانِي (أَبْؤُرٌ) مثلُ أَفلُسٍ قال الفرَّاءُ و يَجُوزُ القَلْبُ فيُقَالُ (آبُرٌ) و جمعُ الكثرةِ (بئَارٌ) مثلُ كِتابٍ و تَصْغِيرُها (بُؤَيْرَةٌ) بالهاء و تُضَافُ بئرٌ إِلى ما يُخَصِّصُها فمِنْه (بِئْرُ مَعُونَةَ) و ستَأْتِى فى مَعْنٍ و منه (بيرُ حَاءٍ) على لفْظِ حَرْفِ الحَاءِ مَوْضِعٌ بالمدِينَةِ مُسْتَقْبِلُ المسْجِدِ و هى الّتِى وَقَفَها أبُو طَلْحَةَ الأنصَارِىُّ و منه (بِئْرُ بِضَاعَةَ) بالمدِينَةِ أيضاً.
[بيض]
باض: الطائرُ و نحوُه (يَبِيضُ) (بَيْضاً) فهو (بَائِضٌ) و (البَيْضُ) له بمنْزِلَةِ الوَلَدِ للدَّوَابِّ و جمعُ (البَيْضِ) (بُيُوضٌ) الواحدة (بَيْضَةٌ) و الجمعُ (بَيْضَاتٌ) بسكُونِ اليَاءِ و هُذَيْلٌ تَفْتَحُ على القِيَاسِ «1» و يُحْكَى عَنِ الجَاحِظِ أنه صنَّفَ كِتَاباً فِيمَا يَبِيضُ و يَلِدُ من الحَيَوانَاتِ «2» فأوْسَعَ فِى ذلِكَ فقَالَ له عَرَبِىٌّ يَجْمَعُ ذلِك كُلَّهُ كلمتَانِ (كلُّ أَذُونٍ وَلُودٌ و كلُّ صَمُوخٍ بَيُوضٌ). و الْبَياضُ: من الألْوَانِ و شَيءٌ (أَبْيَضُ) ذُو بَيَاضٍ و هو اسمُ فَاعِلٍ و به سُمِّىَ و منه (أَبْيَضْ بنُ حَمَّالِ المَأْرِبى) و الأنْثى (بيَضَاءُ) و بها سُمِّىَ و منه (سهَيْلُ بنُ بَيْضَاءَ) و الجمعُ (بِيضٌ) و الأصلُ بضمِّ البَاءِ لكنْ كُسِرَتْ لِمُجَانَسَةِ الياءِ و قولُهم صَامَ (أيامَ البِيضِ) هى مخفُوضَةٌ بِإِضَافَةِ أيَّامٍ إِليْهَا و فى الْكَلَام
__________________________________________________
(1) القياس فى جمع فَعْلَةٍ ساكنة العين على فعلات أن تبقى العين ساكنة إن كانت معتلة نحو (فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ) و (ثَلاثُ عَوْراتٍ) أما فتحها إتباعاً للعين فشاذُّ فى لغة عامة العرب إلا هذيلًا.
(2) سيأتى فى (حبى) قوله و الحيوان يستوى فيه الواحد و الجمع لأنه مصدر فى الأصل.
68
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بيض ص 68
حذفٌ و التقديرُ أيّامَ الليَالِى البِيضِ و هى لَيْلَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ و ليلَةُ أَرْبَعَ عشْرَةَ و ليلةُ خَمْسَ عشْرَةَ و سُمِّيتْ هذِه اللَّيَالِى بِالبِيضِ لاسْتِنَارَةِ جَمِيعِها بالقَمَرِ قال الْمُطَرِّزِىُّ و من فسَّرَها بالأَيَّامِ فقَدْ أَبْعَدَ و (ابْيَضَّ) الشَّيءُ (ابْيِضَاضاً) إذا صار ذَا بَيَاض.
[بيع]
باعَه: (يَبيعُهُ) (بَيْعاً) و (مَبِيعاً) فهو (بَائِعٌ و بَيِّعٌ) و (أَبَاعَهُ) بالأَلِفِ لغةٌ قاله ابنُ القطَّاعِ و (البَيْعُ) من الأضْدَادِ مثلُ الشِّرَاءِ و يُطْلَقُ على كلِّ وَاحِدٍ من المُتَعَاقِدَينِ أَنَّه (بَائِعٌ) و لكنْ إذا أُطْلِقَ (البائِعُ) فالْمُتَبَادِرُ إلى الذِّهْنِ بَاذِلُ السِّلْعَةِ و يُطْلَقُ (البَيْعُ) على الْمَبِيعِ فيُقَالُ (بَيْعٌ جَيِّدٌ) و يُجْمَعُ على (بُيوعٍ) و (بِعْتُ) زَيداً الدارَ يَتَعَدَّى إلى مَفْعُولَيْن و كثُر الاقْتِصَارُ على الثانِى لأنَّه المقْصُودُ بالإِسْنَادِ و لهذا تَتِمُّ بِهِ الفَائِدَةُ نحوُ بِعْتُ الدَّارَ و يَجُوزُ الاقْتِصَارُ عَلَى الأوّل عند عَدَمِ اللَّبْسِ نحوُ بِعْتُ الأمِيرَ لأنّ الأميرَ لا يَكُونُ ممْلُوكاً يُبَاعُ و قد تَدْخُلُ مِنْ عَلَى المفْعُولِ الأوّلِ على وَجْهِ التوْكِيدِ فيُقَالُ بِعْتُ منْ زَيدٍ الدارَ كَمَا يُقَالُ كَتَمْتُهُ الحَدِيثَ و كتمْتُ مِنْهُ الحَدِيثَ و سَرَقْتُ «1» زَيداً المَالَ و سرَقْتُ منه المَالَ و رُبَّما دَخَلَتِ اللامُ مَكَانَ مِنْ يقالُ بعتُكَ الشيءَ و بِعْتُه لَكَ فاللامُ زَائِدَة زِيادَتَها فى قولِهِ تعالى «وَ إِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ» و الأصْلُ بَوَّأَنا إِبْرَاهِيمَ و (ابْتَاعَ) زيدٌ الدَارَ بمعنَى اشْتَرَاها و (ابْتَاعَهَا) لِغَيْرِه اشْتَراهَا لَهُ (بَاعَ) عليهِ القَاضِى أى من غَيْرِ رِضَاهُ و فى الحَدِيثِ «لا يَخْطُبِ الرَّجُلُ على خِطْبَةِ أَخِيهِ و لا يَبعْ على بَيْعِ أخِيهِ».
أى لا يَشْتَرِ لأن النَّهْىَ فى هذَا الحدِيثِ إِنَّمَا هُوَ عَلَى المُشْتَرِى لا عَلَى البَائِعِ بِدَلِيلِ
روايةِ البُخَارِىِّ «لَا يَبْتَاعُ الرَّجُلُ على بَيْعِ أخِيهِ».
و يُؤَيِّدُه
«يَحْرُمُ سَوْمُ الرَّجُلِ على سَوْمِ أَخِيهِ».
و (الْمُبْتَاعُ) (مَبِيعٌ) على النقْصِ و (مَبْيُوعٌ) على التّمَامِ مثلُ مَخِيطٍ و مَخْيُوطٍ و الأصلُ فى البَيْعِ مُبَادَلَةُ مَالٍ بمَالٍ لِقَوْلِهِم (بَيْعٌ) رَابِحٌ و (بَيْعٌ) خَاسِرٌ و ذلك حقيقةٌ فى وَصْفِ الأَعْيَانِ لكِنَّهُ أُطْلِقَ على العَقْدِ مجَازاً لأنَّهُ سبَبُ التَّمْلِيكِ و التَّمَلُّكِ و قولُهُم صحَّ البَيْعُ أَوْ بَطَلَ و نَحوُه أَىْ صيغَةُ البَيْعِ لكنْ لمَّا حُذِفَ المُضَافُ و أُقِيمَ المُضَافُ إِليهِ مُقَامَهُ و هو مُذَكَّرُ أُسْنِدَ الفِعْلُ إليْهِ بلَفْظِ التذْكِيرِ و (البَيْعةُ) الصَّفْقَةُ على إيجابِ الْبَيْعِ و جمعُهَا (بَيْعاتٌ) بالسكُونِ و تُحَرَّكُ فى لُغَةِ هُذَيْلٍ كما تَقَدَّمَ فى بَيْضَةٍ و بَيْضَاتٍ و تُطْلَقُ أيْضاً على المُبَايَعَةِ و الطَّاعَةِ و منه (أَيْمَانُ البَيْعَةِ) و هى التى رتَّبَهَا الحَجَّاجُ مُشْتَمِلةً على أمورٍ مُغَلَّظَةٍ من طَلَاقٍ و عِتْقٍ و صَوْمٍ و نَحْوِ ذلكَ و (البِيعَةُ) بالكسْرِ لِلنَّصَارَى و الجَمْعُ
__________________________________________________
(1) سَرَقَ ليس من الأفعال المتعدية إلى اثنين بنفسه فلا يصح التمثيل به.
69
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بيع ص 69
(بِيَعٌ) مثلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ.
[بين]
بَانَ: الأمرُ (يَبينُ) فهو (بَيِّنٌ) و جاءَ (بَائِنٌ) على الأصْلِ و (أَبَانَ إِبَانَةً) و (بَيَّن) و (تَبيَّن) و (اسْتبانَ) كلُّها بمعنَى الوُضُوحِ و الانْكِشَافِ و الاسمُ (البَيَانُ) و جَمِيعُهَا يُسْتَعْمَلُ لَازِماً و مُتَعَدِّياً إِلَّا الثُّلاثِيَّ فلا يكونُ إِلَّا لَازِماً و (بَانَ) الشيءُ إذا انْفَصَلَ فهو (بَائِنٌ) وَ (أَبَنْتُهُ) بالأَلِفِ فَصَلْتُه و (بَانَتِ) المرأةُ بالطَّلَاقِ فهى (بَائِنٌ) بغيرِ هَاءٍ و (أَبَانَهَا) زَوْجُها بالألِفِ فهى (مُبَانَةٌ) قال ابنُ السِّكِّيتِ فى كِتَابِ التوسِعَةِ و تَطْلِيقَةٌ (بَائِنَةٌ) و المعْنَى (مُبَانَةٌ) قال الصَّغَانِيُّ فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعُولَة و (بَانَ) الحىُّ (بَيْناً) و (بَيْنُونَةً) ظَعَنُوا و بَعُدُوا و (تَبَايَنُوا) (تَبَايُناً) إِذَا كانُوا جميعاً فافْتَرَقُوا و البِينُ بالكسرِ ما انْتَهى إليهِ بَصَرُك من حَدَبٍ و غيرِه و (البَيْنُ) بالفتحِ من الأضدادِ يُطْلَقُ على الوصْلِ و على الفُرْقَةِ و منه (ذاتُ البَيْنِ) للعَدَاوَةِ و البَغْضَاءِ و قولُهم (لإصْلَاحِ ذَاتِ البَيْن) أى لإصْلَاحِ الفَسَادِ بَيْنَ القَوْمِ و المُرَادُ إسْكانُ الثَّائِرَةِ و (بَيْنَ) ظرفٌ مُبْهَمٌ لَا يَتَبَيَّنُ معنَاه إِلَّا بإضَافَتِهِ إلى اثْنَيْن فَصَاعِداً أوْ مَا يَقُومُ مَقَامَ ذلك كقَولهِ تعالى «عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ»
و المشهورُ فى العَطْفِ بَعْدَها أَنْ يَكُونَ بالوَاوِ لأنَّها للْجَمْعِ المطْلَقِ نحوُ (المالُ بَيْنَ زَيْدٍ و عَمْرٍو) و أجازَ بعضُهُمْ بالفَاءِ مُسْتَدِلًّا بقولِ امْرِئِ القَيْسِ:
بينَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ «1»
و أجِيبَ بأنَّ الدَّخُولَ اسم لمواضِعَ شَتَّى فهو بمنْزَلةِ قوْلِكَ المالُ بينَ القَوْمِ و بها يَتِمُّ المعنَى و مثلُه قولُ الحرثِ بن حِلّزة «2»:
أوقدتها بين العقيق فشخصين
قال ابنُ جِنِّى العقيقُ مكانٌ و شَخْصانُ أَكَمَةٌ و يقالُ جَلَسْتُ بينَ القَوْمِ أى وسْطَهُمْ و قولُهُم (هذا بَيْنَ بَيْنَ) هما اسْمَانِ جُعِلَا اسماً وَاحِداً و بُنِيَا على الفَتْحِ كخمْسَةَ عَشَرَ و التقْدِيرُ بينَ كذا و بَيْنَ كذا و (الْمَتَاعُ بَيْنَ بَيْنَ) أى بَيْنَ الجَيِّدِ و الرَّدِئِ و (بَيْنَ) البَلَدَيْنِ (بَيْنٌ) أى تَبَاعُدٌ بالْمَسَافَةِ.
و (أبْيَنُ) وِزَانُ أَحْمَرَ اسمُ رَجُلٍ من حِمْيَرِ بَنِى عَدَنٍ فنُسِبَتْ إليهِ و قِيلَ (عَدَنُ أَبْيَنَ) و كَسْرُ الهمزَةِ لُغَةٌ و (أَبَانُ) اسمُ لجَبَلينِ أحدُهما (أَبَانُ) الأسْودُ لبِنَى أَسَدٍ و الآخرُ (أَبَانُ) الأبيضُ لِبَنِى فَزَارَةَ و بَيْنَهُمَا نحوُ فَرْسَخٍ و قيلَ هما فى دِيَارِ بَنِى عَبْسٍ و بِهِ سُمِّىَ الرجلُ و هو فى تقْدِيرِ أَفْعَلَ لكنَّهُ أُعِلّ بالنَّقْلِ
__________________________________________________
(1) من البيت:
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل بسِقط اللوى بين الدخول فحومل
و هو مطلع معلقته.
(2) فى معلقته التى مطلعها:
آذنتنا بينها أسماء ربّ ثاوٍ يُمَلُّ منه الثواء
و البيت هو:
أوقدتها بيْن العقيق فشخصين بعود كما يلوحُ الضياء.
70
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
بين ص 70
و لم يُعْتدَّ بالعَارِض فلا يَنْصَرِف قال الشاعرُ:
لَوْ لمْ يُفَاخِرْ بِأَبَانَ واحد
و بعضُ العَرَبِ يَعْتَدُّ بالعَارِض فَيَصْرِفُ لأنَّه لم يَبْقَ فِيهِ إلَّا العَلَمِيَّةُ و عليه قولُ الشاعرِ:
دَعَتْ سَلْمَى لرَوْعتها أَبانا
و منهم مَنْ يَقُولُ وَزْنُهُ فَعَالٌ «1» فيكُونُ مَصْرُوقاً على قَوْلهِمِ.
__________________________________________________
(1) و إلى هذا ذهب صاحب القاموس فذكره فى (أ ب ن).
71
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
كتاب التاء ص 72
كتاب التاء
[بوك]
تَبوكُ: هو فِعْلٌ مُضَارعٌ فى الأصل و تَقَدَّم فى تركِيبِ بوك.
[تبب]
التَّبَابُ: الخُسْرَانُ و هو اسْمٌ مِنْ (تَبَّبَهُ) بالتشدِيدِ و (تَبَّتْ) يدُه (تَتِبُّ) بالكسرِ خَسِرَتِ كِنَايةٌ عن الهَلَاك و (تَبَّا له) أى هَلَاكاً و (اسْتَتَبَّ) الأمرُ تهيأ.
[تبر]
التَّبْرُ: ما كان منَ الذَّهَبِ غيرَ مضْرُوبٍ فإِنْ ضُرِبَ دَنَانِيرَ فهو عَيْنٌ و قال ابْنُ فَارِس التِّبْرُ مَا كَانَ مِنَ الذَّهَبِ و الفِضَّةِ غَيْرَ مَصُوغٍ و قال الزجَّاجُ (التِّبْرُ) كلُّ جَوْهَرٍ قَبْلَ اسْتِعْمَالِهِ كالنُّحَاسِ و الحَدِيدِ و غيرهِما و (تَبَرَ) (يَتْبُرُ) و (يَتْبَر) من بَابَىْ قَتَلَ و تعِبَ هَلكَ و يَتَعَدَّى بالتَّضْعِيفِ فيُقَالُ (تَبَّرهُ) و الاسمُ (التَّبَارُ) و الفَعَالُ بالفتْحِ يَأْتِي كثيراً مِنْ فَعَّل نحوُ كلّم كَلَاماً و سلَّم سَلَاماً و ودّع وَدَاعاً.
[تبع]
تَبِعَ: زيدٌ عَمْراً (تَبعاً) من باب تعِبَ مشى خَلْفَهُ أو مَرَّ بِهِ فمَضَى مَعَهُ و الْمُصَلِّى (تَبَعٌ) لإمَامِهِ و الناسُ (تَبعٌ) له و يكون واحداً و جمعاً و يَجُوزُ جمْعُهُ على (أَتْبَاعٍ) مِثْلُ سَبَبٍ و أسْبَابٍ (تَتَابَعَتِ) الأخْبَارُ جاءَ بعضُها إِثْرَ بَعْضٍ بِلَا فَصْلٍ و (تَتَبَّعْتُ) أحْوَالَهُ تَطَلَّيْتُهَا شيئاً بعْدَ شيءٍ فى مُهْلةٍ و (التَّبعةُ) وزانُ كَلِمَةٍ ما تَطْلُبُه من ظُلَامَةٍ و نحوِها و (تَبِع) الإمَامَ إذَا تَلَاهُ و (تَبِعَه) لَحِقَه و (تَابَعَهُ) على الأمر وَافَقَهُ و (تَتَابَعَ) القومُ (تَبِعَ) بعضُهم بعضاً و (أَتْبَعْتُ) زيداً عمراً بالألف جَعَلْتُه (تَابِعاً له) و (التَّبِيعُ) وَلَدُ البَقَرَةِ فى السَّنَةِ الأُوَلى و الأُنْثَى (تَبِيعَةٌ) و جمعُ المذكَّرِ (أَتْبِعَةٌ) مثلُ رغِيفٍ و أَرْغِفَةٍ و جمعُ الأَنْثَى (تِبَاعٌ) مثلُ مَلِيحَةٍ و مِلَاحٍ و سُمِّىَ (تَبِيعاً) لأنه يَتْبَعُ أمَّهُ فهو فَعِيلٌ بمعنَى فَاعِلٍ
[تبل]
تَبَلَهُ: (تَبْلًا) من بابِ ضَرَبَ قَطَعَهُ و (التَّابَل) بفتح الباءِ و قد تُكْسَرُ هو الأَبزارُ و يُقَالُ إنه مُعَرَّبٌ قال ابنُ الجَوَالِيِقىِّ و عوامُّ الناسِ تَفْرُقُ بينَ التَابِلِ و الأَبْزَارِ و العربُ لَا تَفْرقُ بَيْنَهُمَا يُقَالُ (تَوْبَلْتُ) القِدْرَ إذَا أَصْلَحْته «1» بالتَّابِلِ و الجمعُ (التَّوَابِلُ).
[تبن]
التِّبْنُ: سَاقُ الزَّرْعِ بعْدَ دِيَاسِه و (المَتْبَن) و (المتْبَنَةُ) بيتُ التِّبْنِ و (التُّبَّانُ) فُعّالٌ شِبهُ السَّرَاوِيلِ و جَمْعُهُ (تبابِينُ) و العربُ تُذَكِّرُهُ و تُؤَنِّثهُ قالَه فى التَّهْذِيب.
__________________________________________________
(1) هكذا فى جميع النسخ و الصواب (إذا أصلحتها) لأن القدر مؤنثة- و من شواهد سيبويه:
و لا يبادر فى الشتاء وليدنا
72
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
تجر ص 73
[تجر]
تَجَرَ: (تَجْراً) من باب قتل و (اتَّجَر) و الاسمُ (التِجَارَةُ) و هو (تَاجِرٌ) و الجمع (تَجْرٌ) مثلُ صاحبٍ و صحْبٍ (و تُجَّارٌ) بضَم التَّاءِ مع التَّثْقِيلِ و بكسرِهَا مع التَّخْفِيفِ و لا يَكَادُ يُوجَدُ تاءٌ بعدها جيمٌ إلا نَتَج و تجر و الرَّتَجُ و هو البابُ و رتِجَ فى مَنْطِقِه و أما تُجاهُ الشَّىْءِ فأصلها واوٌ.
[تحت]
تَحْتُ: نقيضُ فَوْقُ و هو ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لا يَتَبينُ مَعْنَاهُ إلا بإضَافَتِه يُقَالُ هذا تَحْتَ هذا.
[تحف]
التُّحَفَةُ: وِزَانُ رُطَبَةٍ ما أَتَحَفْتَ به غيرَك و حَكَى الصَّغَانِيُّ سُكُونَ العَينِ أيضاً قال الأزهرىُّ و التاء أصلُها وَاوٌ.
[تخذ]
تَخِذْتُ: زيداً خليلًا بمعنى جَعَلْتُه و اتَّخَذْتُهُ كذلك و (تَخِذْتُ) الشيءَ (تَخَذاً) من بابِ تَعِبَ و قد يُسَكَّنُ المصْدَرُ اكْتَسَبْتُهُ.
[تخم]
التَّخْمُ: حدُّ الأرْضِ و الجمعُ (تُخُومٌ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و قال ابنُ الأعرابىِّ و ابنُ السِّكِّيتِ الواحدُ (تَخُومٌ) و الجمعُ (تُخُمٌ) مثلُ رَسُولٍ وَ رُسُلٍ و (التُّخَمَةُ) وِزَانُ رُطَبَةٍ و الجمعُ بِحَذْفِ الهَاءِ و (التُّخْمَةُ) بالسُّكُونِ لغةٌ و التاءُ مُبْدَلَةٌ من وَاوٍ لأنَّها مِنَ (الوَخَامَةِ) و (اتَّخَمَ) على افْتَعَل و (تَخِمَ تَخَماً) من بَابِ تَعِبَ لغةٌ.
[ترمذ]
تِرْمِذُ: بكسرتين و بذَالٍ مُعْجَمَةٍ و من العَجَمِ من يَفْتَحُ التاءَ و الميمَ مدينةٌ على نَهْرِ جَيْحونَ من إِقْلِيمٍ مُضَاف إلى خُرَاسَانَ.
[ترمس]
التُّرْمُسُ: وِزَانُ بُنْدُقٍ حَبٌّ مَعْرُوفٌ مِنَ القَطَانِيِّ الواحدة تُرْمُسَةٌ.
[ترب]
التُّرْبُ: وِزَانُ قُفْلٍ لُغةٌ فى التُّرَابِ و (ترِبَ) الرجلُ (يَتْرَبُ) من بابِ تَعِب افْتَقَرَ كأَنَّهُ لَصِقَ بالتُّرابِ فهو (تَرِبٌ) و (أَتْرَبَ) بالألف لُغَةٌ فيهِما و قولُه عليهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «تَرِبَتْ يَدَاكَ».
هذه مِنَ الْكَلِمَاتِ الَّتِى جَاءَتْ عَنِ العَرَبِ صُورَتُهَا دُعَاءٌ و لا يُرَادُ بها الدُّعَاءُ بل الْمُرَادُ الحَثُّ و التَّحْرِيضُ، و (أتْرَبَ) بالأَلِفِ اسْتَغْنَى و (تَرَبْتُ) الكِتَابَ بالتُّرَابِ (أَتْرِبُه) من بَابِ ضَرَبَ و (تَرَّبْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ و (التُّرْبَةُ) الْمقبرةُ و الجمعُ (تُرَبٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَف، و وَقَعَ فى كَلَامِ الغَزَالِىِّ فى بَابِ السَّرِقَةِ (لا قَطْعَ عَلَى النَّبَّاشِ فى تُرْبَةٍ ضَائِعَةٍ) و المُرَادُ مَا إذَا كَانَتْ مُنْفَصِلَة عن العِمَارَةِ انْفِصَالًا غَيْرَ مُعْتَادٍ لأنَّهُ ذَكَرَ فِى تَقْسِيمِه فِيمَا إذَا كَانَتْ مُنْفَصِلَةً انْفِصَالًا مُعْتَاداً وَجْهَيْنِ، و قَالَ الرافِعِىُّ هذا اللفْظُ يَحْتَمِلُ أن يَكُونَ (فِى تُرْبَةٍ) كَمَا تَقَدَّمَ و يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ (فى بَرّيَّةٍ) أى المنْسُوبَةِ إِلَى البَرِّ، و هذا بَعِيدٌ لأَنَّ أَهْلَ اللُّغَةِ قالوا البَرِّيَّةُ الصحْرَاءُ نِسْبَةٌ إلى البَرّ و هذِه لا تكُونُ إلَّا ضَائِعَةً فالوَجْهُ أن تُقْرَأَ (تُرْبَةٍ) لأَنَّها تَنْقَسِمُ كَمَا قَسَّمها الغَزَالِىُّ إلى ضَائِعَةٍ و غَيْر ضَائِعَةِ.
[ترج]
الأُتْرُجُّ: بضَمِّ الهمزةِ وَ تشْدِيدِ الْجيمِ فَاكِهَة
73
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ترج ص 73
معرُوفَةٌ الوَاحِدَةُ (أُتْرُجَّةٌ) و فى لُغَةٍ ضَعِيفَةٍ (تُرُنْجٌ) «1» قَالَ الأزهرِىُّ وَ الأُولَى هى الَّتِى تَكَلَّمَ بها الفُصَحَاءُ و ارْتَضَاهَا النَّحْوِيُّونَ.
[ترجم]
و تَرْجَمَ فُلَان كلامَه إِذَا بَيَّنَهُ و أَوْضَحَهُ و (تَرْجَمَ) كَلَامَ غَيْرِهِ إِذَا عَبَّر عنهُ بِلُغَةٍ غير لُغَةِ المُتَكَلِّمِ و اعلم الفَاعِل (تُرْجُمَان) و فيه لغات أجودُها فتحُ التاءِ و ضمُّ الجيمِ و الثانيةُ ضَمُّهُمَا معاً بِجَعْلِ التاءِ تَابِعَةً لِلْجِيمِ و الثَّالِثَةُ فَتْحُهُمَا بِجَعْلِ الجيمِ تابعةً لِلتَّاءِ و الجمعُ (تَرَاجِمُ). و التاءُ و المِيمُ أَصْلِيَّتَانِ فَوَزْنُ (تَرْجَمَ) فَعْلَلَ مثلُ دَحْرَجَ و جَعَلَ الجوهَرِىُّ التاءَ زائِدةً و أَوْرَدَهُ فى تَرْكِيبِ (رجم) و يُوَافِقُه مَا فِى نُسْخَةٍ من التهذِيبِ من بَابِ (رجم) أيضاً قال اللِّحْيَانِىُّ و هو التَّرْجُمَانُ و التُّرْجُمَانُ لكنَّه ذَكَرَ الفِعْلَ فى الرُّبَاعِىِّ و له وجْهٌ فإِنه يُقَالُ لِسَانٌ مِرْجَمٌ إِذَا كَانَ فَصِيحاً قَوَّالًا لكِنِ الأكْثَرُ على أَصَالَةِ التاءِ.
[ترح]
تَرِحَ: (تَرَحاً) فهو (تَرِحٌ) مثلُ تعِب تعَباً فهو تَعِبٌ إِذَا حَزِنَ و يتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ.
[ترس]
التُّرْسُ: مَعْرُوفٌ و الجمع (تِرَسَةٌ) مثالُ عِنَبَةٍ و (تُرُوسٌ) و (تِرَاسٌ) مثل فُلُوسٍ و سِهامٍ و ربّما قِيلَ (أَتْرَاسٌ) قالَ ابنُ السِّكِّيتِ و لا يُقَالُ (أَتْرِسَةٌ) وِزَانُ أرغِفَةٍ، و (تَتَرَّسَ) بالشَّيءِ جَعَلَهُ كالتُّرْسِ و تَسَتَّرَ بِهِ. و كُلُّ شَيءٍ (تَتَرَّسْتَ) بِهِ فهو (مِتْرَسَةٌ) لك و قَوْلُهُمْ (مَتَرْسٌ) بفتْحِ الميمِ و التاءِ و سُكُونِ الرَّاءِ مَعْنَاهُ لَكَ الأَمَانُ فَلَا تَخَفْ قِيلَ فَارِسىٌّ، و إِذَا كَانَ (التُّرْسُ) من جُلُودٍ ليسَ فيهِ خَشَبٌ و لا عَقَبٌ سُمِّى (حَجَفةً) و دَرَقَةً.
[ترع]
التُّرْعَةُ: البَابُ و يُقَالُ لِلْمَوْضِعِ يَحْفِرُهُ الماءُ من جَانِبِ النَّهْرِ و يَتَفَجَّرُ منه (تُرْعَةٌ) و هى فُوَّهَةُ الجَدْوَلِ و الجمعُ (تُرَعٌ و تُرَعَاتٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرْفَاتٍ فى وُجُوهِهَا.
[ترق]
التَّرْقُوَةُ: وَزْنُهَا فَعْلُوَةٌ بفتحِ الفَاءِ و ضمِّ اللَّامِ وَ هىَ العَظْمُ الذى بَيْنَ ثُغْرةِ النَّحْرِ و العَاتِقِ مِنَ الجَانِبَيْنِ و الجَمْعُ (التَّرَاقِي) قالَ بَعضُهُمْ و لا تَكُونُ (التَّرْقُوَةُ) لِشَيْءٍ من الحَيَوَانَاتِ «2» إِلَّا لِلْإِنْسَانِ خَاصَّةً. و التّرْيَاقُ: قِيلَ وَزْنُهُ فِعْيَالٌ بكَسْرِ الفَاءِ و هو رُومِىٌّ مُعَرَّبٌ و يَجُوزُ إِبْدَالُ التاءِ دَالًا و طَاءً مُهْمَلَتَيْنِ لتَقَارُبِ الْمَخَارِجِ. و قِيلَ مأْخُوذٌ من الرِّيقِ و التَّاءُ زَائِدَةٌ وَ وَزْنُهُ تِفْعَالٌ بكسْرِهَا لمَا فِيهِ منْ رِيقِ الحَيَّاتِ و هذا يَقْتَضِى أَنْ يَكُونَ عَرَبِيًّا.
[ترك]
تَرَكْتُ: المَنْزِلَ (تَرْكاً) رَحَلْتُ عنه و (تَرَكْتُ) الرَّجُلَ فَارَقْتُهُ ثمَّ اسْتُعِيرَ للإِسْقَاطِ فِى الْمَعَانِي فقِيلَ (تَرَكَ) حَقَّهُ إِذَا أَسْقَطَهُ و (تَرَكَ) رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ لم يَأْتِ بِهَا فإنه إِسْقَاطٌ لِمَا ثَبَتَ شَرْعاً، و (تَرَكْتُ) البَحْر
__________________________________________________
(1) فى القاموس الأُتْرُجُّ و الأُتْرُجَّةُ و التُّرنجَةُ و التُّرَنْجُ.
(2) الصواب- حيوان- يستوى فيه الواحد و الجمع لأنه مصدر فى الأصل. ا ه المصباح حيى.
74
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ترك ص 74
سَاكِناً لمْ أُغَيِّرْهُ عن حَالِه و (تَرَكَ) الميِّتُ مالا خَلَّفَهُ و الاسْمُ (التَّرِكَةُ) و يُخَفَّفُ بكَسْرِ الأَوّلِ و سُكُونِ الرَّاءِ مثلُ كَلِمَةٍ و كِلْمَةٍ و الجمع (تَرِكَاتٌ)، و (التُّرْكُ) جِيلٌ مِنَ النَّاسِ و الْجَمْعُ (أَتْرَاكٌ) و الواحدُ (تُركِيٌّ) مثلُ رُومٍ وُ رومِىٍّ.
[تسع]
التُّسْعُ: جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةِ أَجْزَاءٍ و الجمْعُ (أَتْسَاعٌ) مثلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ و ضَمُّ السِّينِ للإتباعِ لُغَةٌ و (التَّسِيعُ) مثلُ كَرِيم لُغَةٌ فِيهِ، و (تَسَعْتُ) القَوْمَ (أَتْسَعُهُمْ) من بَابِ نَفَع و فى لُغَةٍ من بَابَىْ قَتَلَ و ضَرَبَ إِذَا صِرْتُ تَاسِعَهُم أَوْ أَخَذْتُ تِسْعَ أمْوَالِهمِ. و قولُه عليهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «لَأَصُومَنَّ التَاسِعَ».
مَذْهَبُ ابنِ عَبَّاس و أَخَذَ بِهِ بَعْضُ العُلَمَاءِ أَنَّ المُرَادَ بالتَّاسِعِ يَوْمُ عَاشُوراءَ فَعَاشُورَاءُ عِنْدَهُ تَاسِعُ الْمُحَرّمِ، و المشْهُورُ مِنْ أَقَاوِيلِ العُلَمَاءِ سَلَفِهِمْ و خَلَفِهِمْ أَنَّ (عَاشُورَاءَ) عَاشِرُ المُحَرَّمِ و (تَاسُوعَاءَ) تاسِعُ المُحَرَّمِ اسْتِدْلَالًا
بالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّهُ عليهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ صَامَ عَاشُورَاءَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ اليَهُودَ و النَّصَارَى تُعَظِّمُهُ فَقَالَ فإذَا كَانَ العامُ المقْبِلُ صُمنَا التَّاسِعَ.
فإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ غيرَ التَّاسِعَ فَلَا يَصِحُّ أَنْ يَعِدَ بِصَوْمِ مَا قَدْ صَامَهُ و قِيلَ أَرَادَ تَرْكَ العَاشِرِ و صَوْمَ التَّاسِعِ وَحْدَهُ خِلَافاً لأَهْلِ الكِتَابِ و فِيهِ نَظَرٌ
لِقَوْلِهِ عليه الصَّلَاةُ و السَّلَام فى حَدِيثٍ «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ و خَالِفُوا اليَهُودَ صُومُوَا قَبْلَهُ يَوماً و بَعدَهُ يَوماً».
و مَعنَاهُ صُومُوا مَعَهُ يَوماً قَبلَهُ أَوْ بَعدَهُ حتَّى تَخْرُجُوا عَنِ التَّشَبُّهِ باليَهُودِ فى إفْرادِ العَاشِر، و اخْتُلِفَ هلْ كَانَ وَاجِباً و نُسِخَ بصَوْمِ رَمَضَانَ أوْ لَمْ يَكُنْ واجباً قَط و اتَّفقُوا عَلَى أَنَّ صَوْمَهُ سُنَّةٌ و أمَّا (تَاسُوعَاءُ) فَقَالَ الجَوْهَرِىُّ أَظُنُّهُ مُوَلَّداً و قَالَ الصَّغَانِيُّ مُوَلَّدٌ فيَنبَغِى أَنْ يُقَالَ إِذَا اسْتُعْمِلَ مَعَ عَاشُورَاءَ فهُو قِيَاسُ العَرَبِىِّ لأجْل الازدِوَاجِ و إنِ اسْتُعْمِلَ وَحْدَهُ فمُسَلَّمٌ إنْ كَانَ غَيرَ مَسْمُوعٍ.
[تعب]
تَعِبَ: (تَعباً) فهو (تَعِبٌ) إِذا أَعْيَا و كَلَّ و يَتَعدَّى بِالْهَمْزَةِ فيُقَالُ (أَتْعَبْتُه) فهو (مُتْعَبٌ) مثلُ أكرمْتُه فهو مُكْرَمٌ.
[تعس]
تَعَسَ: تَعْساً من بَابِ نَفَع أَكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ فهو (تَاعِسٌ) و (تَعَس تَعَساً) من باب تَعِبَ لغةٌ فهو (تَعِسٌ) مثلُ تَعِب و تَتَعَدَّى هذه بالحَرَكَةِ و بالهمزَةِ فيُقَالُ (تَعَسَهُ) اللّه بالفَتْحِ و (أتْعَسَهُ) و فى الدُّعَاءِ (تَعْساً له) و (تَعِس) و انْتَكَسَ (فالتَّعَسُ) أَنْ يَخِرَّ لوجهِهِ و (النُّكُس) أَن لَا يَستَقِلّ بعد سَقطَتِهِ حتى يَسقُطَ ثَانِيَةً و هى أَشَدُّ من الأُولَى.
[تفث]
تَفِثَ: (تَفَثاً) فهو (تَفِثٌ) مثلُ تَعِبَ تَعَباً فهو تَعِبٌ إذَا تَرَكَ الادِّهَانَ وَ الاسْتِحْدَادَ فَعَلَاهُ الوَسَخُ و قولُه تعالى «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ»
قيلَ هو اسْتِبَاحَةُ مَا حُرّمَ عَلَيْهِمْ بالإحْرَامِ بَعْدَ التَّحَلُّلِ قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ و لم يَجِئْ فِيه شِعْر
75
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
تفث ص 75
يُحْتَجُّ بِه.
[تفح]
التُّفَّاحُ: فُعَّالٌ فَاكِهَةٌ مَعْرُوفَةٌ الواحدة (تُفَّاحَةٌ) و هو عَرَبِىٌّ.
[تفل]
تَفِلَتِ: المرأة (تَفَلا) فهى (تَفِلَةٌ) من بَابِ تَعِبَ إذا أَنْتَنَ رِيحُهَا لِتَرْكِ الطِّيبِ و الادِّهَان و الجمْعُ (تفِلَاتٌ) و كثُر فيها (مِتْفَالٌ) مُبَالَغَةٌ. و (تَفِلَتْ) إذَا تَطَيَّبَتْ مِنَ الأضْدَادِ، و (تَفَلَ) (تَفْلًا) مِنْ بَابَيْ ضَرَب و قَتَلَ من البُزَاقِ يقَالُ (بَزَقَ) ثم (تَفَلَ) ثم (نَفَثَ) ثم (نَفَخَ).
[تفه]
تَفِهَ: الشَّيْءُ (تَفَهاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (تَفَاهَةً) أيضاً إذَا خَسَّ و حَقُر فهو تَافِهٌ. و (التُّفَهُ) وِزَانُ عُمَرَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ هى دَابَّةٌ نحوُ الْكَلْبِ و تُسَمَّى عَنَاقَ الأَرْضِ و الجمعُ (تُفهَاتٌ) و قال ابنُ الأنبارىّ (التُّفَهُ) دُوَيبَّةٌ تَصِيدُ كُلَّ شَيْء حتَّى الطَّيرَ و هى خَبِيثَةً و لا تَأْكُلُ إلَّا اللَّحْمَ.
[وقي]
رجل تَقيٌّ: أى زكِىٌّ و قوم (أَتْقِيَاءُ) و (تَقِيَ) (يَتقَى) من بَابِ تَعِبَ (تُقَاةً) و (التُّقَى) جَمعَها فى تَقْدِيرِ رُطبَةٍ و رُطَبٍ و (اتَّقَاهُ) (اتِّقَاءً) و الاسمُ (التَّقْوَى) و أصْلُ التَّاءِ واوٌ لكنَّهُمْ قَلَبُوا.
[تكك]
التِّكَّةُ: معْرُوفَةٌ و الجمعُ (تكَكٌ) مثلَ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ قال ابْنُ الأَنبَارِىِّ و أَحْسَبُهَا مُعَرَّبَةً و (اسْتَتَكَّ) (بالتِّكَّةِ) أَدْخَلَهَا فى السَّرَاوِيلِ
اتَّكَأَ: وَزْنُهُ افْتَعَلَ و يُسْتَعْمَلُ بِمعنيينِ أَحَدُهُما الجُلُوسُ مَعَ التَّمَكُّنِ و الثَّانِى القُعُودُ مَعَ تَمَايُلٍ معْتَمِداً على أَحَدِ الجَانِبَيْنِ و سَيَأْتى تَمَامُهُ فى الوَاوِ فإِنَّ التَّاءَ فِى هذَا الفِعْلِ مُبدَلَةٌ مِن وَاوٍ.
[تلد]
أَتْلَدْتُ: المَالَ وِزَانُ أكْرَمْتُ اتَّخَذْتُهُ فهو (مُتْلَدٌ) و (تَلَد) المالُ (يَتْلِدُ) من بابِ ضَرَبَ (تُلُودًا) قدُم فهو (تَالِدٌ)، و (التَّلِيدُ) مَا اشْتريْتَه صَغِيراً فنَبتَ عِنْدَكَ و يُقَالُ (التَّلِيدُ) الذِى وُلِدَ بِبِلَادِ العَجَمِ ثُمَّ حُمِلَ صَغِيراً إلَى بِلَادِ العَرَبِ و يُقَالُ (التَّالِدُ) و (التَّلِيدُ) و (التِّلَادُ) كلُّ مَالٍ قَدِيمٍ و خِلَافُهُ (الطَّارِفُ) و (الطَّرِيفُ).
[تلع]
التَّلْعَةُ: مَجْرَى المَاءِ من أَعْلَى الوَادِى و الجَمْع (تِلَاعٌ) مثلُ كَلبَةٍ و كِلَاب و (التَّلعَةُ) أيضاً ما انهَبَطَ مِنَ الأَرْضِ فهِىَ مِنَ الأضْدَادِ.
[تلف]
تَلِفَ: الشيءُ (تَلَفاً) هَلكَ فهُوَ (تَالِفٌ) و (أَتْلَفْتُهُ) و رجُلُ (مُتْلِفٌ) لِمَالِهِ و (مِتْلَافٌ) لِلْمُبَالَغَةِ.
[تلل]
التَّلُّ: مَعْرُوفٌ و الجمعُ (تلَالُ) مثلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ، و (تَلَّهُ تَلَّا) من بَابِ قَتَل صَرَعَهُ وَ مِنْهُ قِيلَ لِلرُّمْحِ (مِتَلٌّ) بكسر المِيمِ.
[تلو]
تلوْتُ: الرَّجُلَ (أَتْلُوهُ) (تُلُوّاً) عَلَى فُعُولٍ تَبِعْتُه فأنَا لَهُ (تَالٍ) و (تِلْوٌ) أيضاً وِزَانُ حِمْلٍ. و (تَلَوْتُ) القُرْآنَ تِلَاوَةً.
[تمر]
التَّمْرُ: مِنْ ثَمَرِ النَّخْلِ كَالزَّبِيبِ من العِنَبِ و هُوَ اليَابِسُ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ اللُّغَةِ لأَنَّهُ يُتْرَكُ عَلَى النَّخْلِ بَعْدَ إِرْطَابِهِ حتَّى يَجِفَّ أَوْ يُقَاربَ ثمَّ يُقْطَعُ و يُتْرَكُ فى الشَّمْسِ حتى يَيْبَسَ قَال
76
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
تمر ص 76
أبُو حَاتم وَ رُبَّمَا جُدَّتِ النَّخْلَةُ و هى بَاسِرَةٌ بَعْدَ مَا أَخَلَّتْ «1» لِيُخَفَّف عَنهَا أَوْ لِخَوْفِ السَّرِقَةِ فَتُتْرَكُ حتَّى تكونَ تَمْراً الوَاحِدَةُ (تَمْرَةٌ) و الْجَمْعُ (تُمُورٌ) و (تُمْرَانٌ) بالضَّمّ و (التَّمْرُ) يُذَكَّرُ فى لُغَةٍ و يُؤَنَّثُ فِى لُغَةٍ فيُقَالُ هُو (التَّمْر) و هِىَ (التَّمْرُ) و (تَمَرْتُ) الْقَوْمَ (تَمْراً) مِنْ بَابِ ضَرَب أَطْعَمتُهُم التَّمْرَ. و رَجُلٌ (تَامِرٌ) و (لَابِنٌ) ذُو تَمْرٍ و لَبنٍ قَالَ ابنُ فارِس (التَّامِرُ) الذِى عِنْدَه التَّمْرُ و (التَّمَّارُ) الَّذى يَبِيعُهُ. و (تَمَّرتُهُ تَتْمِيراً) يَبَّسْتُهُ (فَتَتمَّرَ) هو و (أَتْمَرَ) الرُّطَبُ حَانَ لَهُ أَنْ يَصِيَر تَمْراً.
[تمم]
تَمّ: الشَّيْءُ (يَتِمُّ) بالكسر تَكَمَّلَتْ أَجْزاؤُهُ و تَمَّ الشَّهْرُ كَمَلَتْ عِدَّةُ أَيَّامِهِ ثَلاثِينَ فهوَ (تَامٌّ) و يُعَدَّى بالهمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فيُقَالُ (أَتْمَمْتُهُ و تَمَّمْتُهُ) (و الاسْمُ (التَّمَامُ) بالفَتْحِ، و (تَتِمَّةُ) كلِّ شَيءٍ بالفَتْحِ تَمَامُ غَايَتِهِ و (اسْتَتَمَّهُ) مِثْلُ (أَتَمَّهُ) و قوله تعالى «وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ»
قَالَ ابنُ فَارِس مَعْنَاهُ ائْتُوا بفُرُوضِهِمَا. و إِذَا (تَمَّ) الْقَمَرُ يُقَالُ لَيْلَةُ (التَّمَامِ) بالْكَسْرِ و قَدْ يُفْتَحُ وَ وُلِدَ الوَلَدُ (لِتَمَامِ) الحَمْلِ بالفَتْحِ و الْكَسْرِ. و أَلْقَتِ المرْأَةُ الوَلَدَ لِغَيْرِ (تَمَامٍ) بالْوجْهَيْنِ و (تَمَّ) الشيءُ (يَتِمُّ) إِذَا اشْتَدَّ وَ صَلُبَ فهُوَ (تَمِيمٌ) و بِهِ سُمِّىَ الرَّجُلُ، و (تَمتَم) الرجُلُ (تَمْتَمَةً) إذَا تَرَدَّدَ فى التَّاءِ فهو (تَمْتَامٌ) بالفَتْحِ و قَالَ أبُو زَيْدٍ هُوَ الَّذِى يَعْجَلُ فِى الْكَلَامِ و لا يُفْهِمُكَ.
[تنر]
التَّنُّورُ: الذى يُخْبزُ فيهِ وَافَقَتْ فيه لُغَةُ العَرَبِ لُغَةَ الْعَجَمِ وَ قَالَ أبُو حَاتِمٍ ليسَ بعَرَبِىٍّ صَحِيحٍ و الجمعُ التَّنَانِيرُ
[تنأ]
تَنَأَ: بِالبَلَدِ (يَتنأُ) مَهْمُوزٌ بفَتْحِهِمَا (تُنُوءاً) أَقَامَ بِهِ و اسْتَوْطَنَهُ، و (تَنَأَ تُنُوءاً) أيضاً اسْتَغْنَى و كَثُرَ مَالُهُ فهُوَ (تَانيُّ) و الجمعُ (تُنَّاءٌ) مثلُ كافِرٍ و كُفَّار و الاسْمُ (التِّناءَةُ) بالكَسْرِ و الْمَدِّ و رُبَّمَا خُفِّفَ فَقِيل (تَنَا) بالمكان فهو (تَانٍ) كقوله «2»:
شَيْخاً يَظَلُّ الحِجَجَ الثَّمَانِيَا ضيْفاً و لا تَلْقَاهُ إلَّا تَانِيَا
[تهم]
تَهِمَ: اللبَنُ و اللحْمُ (تَهَماً) من بابِ تَعِبَ تَغَيَّرَ و أنْتَنَ، و (تَهمَ) الحَرُّ اشْتَدَّ مَعَ رُكُودِ الرِّيحِ و يُقَالُ إِنَّ (تِهَامَةَ) مُشْتَقَّةٌ مِنَ الأَوَّلِ لأَنَّهَا انْخَفَضَتْ عَنْ نَجْدٍ فَتَغَيَّرَتْ رِيحُهَا و يُقَالُ مِنَ الْمَعْنَى الثَّانِى لِشِدَّةِ حَرِّهَا وَ هِى أرْضٌ أَوَّلُهَا (ذاتُ عِرْقٍ) مِنْ قِبَلِ نَجْدٍ إِلَى مَكَّةَ وَ مَا وَرَاءَها بمَرْحَلَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ ثُمَّ تَتَّصِلُ بالغَوْرِ و تَأْخُذُ إلى البَحْرِ و يُقَالُ إِنَ
__________________________________________________
(1) أى صار بلَحُها خَلَالا- راجع (بلح) فِى المصباح.
(2) القائل: أَبُو نُخَيْلَةَ و قبلَ هذا البيت:
إذا لقيتَ ابنَ قُشَيرٍ هَاتِيا لَقِيتُ من يَهْرَك شَيْخاً وانِيا
أساس الزمخشرى (تِنأ).
77
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
تهم ص 77
تَهامَةَ تَتَّصِلُ بأَرْضِ الْيَمَنِ و إِنَّ مَكَّةَ منْ تهامَةِ اليَمَنِ و النِّسْبَةُ إلَيْها (تَهَامِيٌّ) و (تَهَامٍ) أَيْضاً بالفَتْحِ و هُوَ مِنْ تَغْييراتِ النَّسَب قَال الأزْهَرِىُّ رَجُلُّ (تَهَام) و امْرَأَةٌ (تَهَاميَةٌ) مِثْلُ رَباعٍ وَ رَباعِيَةٍ و التُّهْمَةُ بسُكُون الهَاءِ و فَتْحها الشَّكُّ و الرِّيبَةُ و أَصْلُهَا الواوُ لأنَّها من الوَهْم و (أتْهَمَ) الرَّجُلُ (إتْهَاماً) وَزان أَكْرَمَ إكْراماً أَتى بِما يُتَّهمُ عَلَيْهِ و (أَتْهَمْتُهُ) ظَنَنْتُ بِه سوءاً فهو (تهيمٌ) و (اتَّهَمْتُهُ) بالتَّثْقِيل. عَلَى افْتَعَلْتُ مِثلُه.
[توب]
تَابَ: من ذَنبِهِ (يَتُوبُ) (تَوْباً وَ تَوْبةً و مَتَاباً) أقْلَعَ و قيلَ (التَّوْبَةُ) هى (التَّوْبُ) و لكِنِ الهاءُ لتَأنِيثِ المَصْدَرِ و قيلَ (التَّوْبَةُ) واحِدَة كالضَّرْبَةِ فهو (تَائِبٌ) و (تابَ) اللّهُ عَلَيهِ غَفَر لَهُ و أَنْقَذَهُ مِنَ الْمَعَاصِى فهو (تَوَّابٌ) مُبَالَغَةٌ و (اسْتَتَابَهُ) سَأَلَهُ أن يَتُوبَ.
[توت]
التُّوتُ: الفِرْصَادُ و عَنْ أَهْلِ البَصْرَةِ (التُّوتُ) هو الفَاكِهَةُ و شَجَرَتُهُ الفِرْصَادُ و هذا هُوَ المعْرُوفُ و رُبَّما قِيلَ (تُوثٌ) بِثَاءٍ مُثَلَّثَةٍ أَخِيراً قَالَ الأزهَرِىُّ كَأَنَّهُ فَارِسِىٌّ و العَرَبُ تَقُولُه بِتَاءَيْنِ. و مَنَعَ مِنَ الثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ ابنُ السِّكِّيتِ و جَمَاعَةٌ، و التُّوتِيَاءُ) بالمدّ كُحلٌ و هُوَ مُعَرَّبٌ.
[توج]
التَّاجُ: لِلْعَجَمِ و الجمعُ (تِيجَانٌ) و يُقَالُ (تُوِّجَ) إِذَا سُوِّدَ و أُلْبِس التاجَ كما يُقَالُ فى العَرَبِ عُمِّمَ.
[وأد]
اتَّأَدَ: فى مَشْيِهِ عَلَى افْتَعَل (اتِّئَاداً) تَرَفَّقَ و لَمْ يَعْجَلْ و هو يَمْشِى عَلَى (تُؤَدَةٍ) وِزَانُ رُطبةٍ و فيهِ (تُؤَدَةٌ) أى تَثَبُّتٌ و أَصْلُ التَّاءِ فيهَا واوُ و (تَوأَّد) فى مَشْيِهِ مثلُ تَمَهَّلَ وزناً و معْنًى
[تور]
التَّوْر: قال الأزهَرِىُّ إِنَاءٌ مَعْرُوفٌ تُذَكِّره العرَبُ و الْجَمْع (أَتْوَارٌ) و (التَّوْرُ) الرَّسُولُ و الجمعُ (أَتْوَارٌ) أيضا. و (تَوْرُ الماءِ) الطُّحْلَبُ و هو شَيءٌ أَخْضَرُ يَعْلُو الماءَ الرَّاكِدَ و (التارُ) المرَّةُ و أَصْلُها الهمْزُ لكنَّه خُفِّفَ لكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ و ربما هُمِزَتْ عَلَى الأَصْلِ و جُمِعَتْ بالْهَمْزِ فقِيلَ (تأرَةٌ و تئَارٌ و تِئَر) قال ابنُ السَّرَّاجِ و كَأنهُ مَقصُورٌ من (تِئَارٍ) و أَمَّا الْمُخَفَّفُ فالجمعُ (تَارَاتٌ)، و (التَّيَّارُ) الموج و قِيلَ شِدَّةُ الجَرَيَانِ و هو فَيْعَالٌ أَصْلُهُ (تَيْوَارٌ) فاجْتَمَعَتِ الوَاوُ و اليَاءُ فأُدغِمَ بَعْدَ القَلْبِ و بعْضهُمْ يَجْعَلُهُ من (تير) فهُوَ فَعَّالٌ
[توز]
تُوزُ: وزان قُفْلٍ مَدِينَةٌ من بِلَادِ فَارِسَ يُقَالُ إنها كَثِيرَةُ النَّخْلِ شدِيدَةُ الحَرِّ و إِلَيْهَا تُنْسَبُ الثِّيَابُ (التُّوزِيَّةُ) عَلَى لَفْظِهَا و عَوَامُّ العَجَمِ تَقُولُ تَوْزُ بفتْحِ التَّاءِ. و (تُوْزُ) أيضاً موضِعٌ بينَ مَكَّةَ و الكُوفَةِ.
[توق]
تَاقَتْ: نفْسُهُ إِلَى الشَّيء (تَتُوقُ) (تَوْقاً و تُؤُوقاً وَ تَوَقَاناً) اشتَاقَت وَ نَازَعَتْ إِليهِ. و نَفْسٌ (تَائِقَةٌ) و (تَوَّاقَةٌ) أى مُشْتَاقَةٌ.
[توم]
التُّومُ: وِزَانُ قُفْلٍ حَبٌّ يُعْمَلُ مِنَ الفِضَّةِ، الوَاحِدَةُ (تُومَةٌ).
[تأم]
و التَّوْءَمُ اسمٌ لولَدٍ يَكُونُ مَعَه آخَرُ فى بِطْنٍ وَاحِدٍ لا يُقَالُ (تَوْءَمٌ)
78
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
تأم ص 78
إِلَّا لأَحدِهِمَا و هُوَ فَوْعَلٌ و الأُنْثَى (تَوْءَمَةٌ) وِزَانُ جَوْهَرٍ و جَوْهَرَةٍ و الْوَلَدَانِ (تَوْءَمَانِ) و الجمعُ (تَوَائِمُ) و (تُؤَامٌ) وِزَانُ دُخَانٍ و (أَتْأَمَتِ) المرْأَةُ وِزَانُ أَكْرَمَتْ وَضَعَتِ اثْنَيْنِ مِنْ حَمْلٍ وَاحِدٍ فهِىَ (مُتْئِمٌ) بِغَيْرِ هَاءٍ.
[تا]
التاءُ: مِنْ حُرُوفِ المُعْجَمِ تَكونُ لِلْقَسَمِ و تَخْتَصُّ باسْمِ اللّهِ تَعَالَى فى الأَشْهَرِ فيُقَالُ تَاللّهِ، و (التَّوَى) وِزَانُ الحَصَى و قَدْ يُمَدّ الهَلَاكُ و (انْتَوتِ) القَبَائِلُ عَلَى انْفَعَلَتْ انْتَقَلَتْ.
[تيح]
تَاحَ: الشيءُ (تَيْحاً) مِنْ بَابِ سَارَ سَهُلَ و تَيسَّرَ و (أَتَاحَهُ) اللّهُ تَعَالَى (إِتَاحَةً) يَسَّرَهُ
[تيس]
التَّيْسُ: الذَّكَرُ مِنَ المَعْزِ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ و قَبْلَ الحَوْلِ هو جَدْىٌ و الجمعُ (تُيُوسٌ) مثلُ فَلسٍ و فُلُوس.
[تيم]
تَيْمَاءُ: وِزَانُ حَمْرَاءَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ بَادِيَةِ الحِجَازِ يُخْرَجُ مِنْهَا إِلى الشَّامِ علَى طَرِيقِ الْبَلْقَاءِ و هِىَ حَاضِرَةُ طَيِّئٍ.
[تين]
التِّينُ: المأكُولُ مَعْرُوفٌ و هُوَ عَرَبِىٌّ و جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ على أَنَّهُ الْمُرَادُ بقَولِهِ تعالى «وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ»
الواحِدَةُ (تِينَةٌ).
[تيه]
التِّيهُ: بكسر التَّاءِ الْمَفَازَةُ و (التَّيْهَاءُ) بالفَتْحِ و الْمَدِّ مِثْلُهُ و هِىَ الّتى لَا عَلَامَةَ فِيهَا يُهْتَدَى بِهَا و (تَاهَ) الإنْسَانُ فى الْمَفَازَةِ (يَتِيهُ تَيْهاً) ضَلَّ عن الطَّرِيقِ و (تَاهَ يَتُوه تَوْهاً) لُغَةٌ و قد (تَيَّهْتُهُ و تَوَّهْتُهُ) و منه يُسْتَعارُ لِمَن رَامَ أمْراً فَلَمْ يُصَادِفِ الصَّوَابَ فيُقَالُ إِنَّهُ (تَائِهٌ)
79
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
كتاب الثاء ص 80
كتاب الثاء
[ثبت]
ثبتَ: الشَّيءُ (يَثْبتُ ثُبُوتاً) دَامَ و اسْتَقَرَّ فهُوَ (ثَابِتٌ) و بِه سُمِّىَ و (ثَبتَ) الأَمْرُ صَحّ و يَتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فيُقَالُ (أَثبَتَهُ و ثَبَّتَهُ) و الاسمُ (الثبَاتُ) و (أَثْبَتَ) الكَاتِبُ الاسْمَ كَتَبَهُ عِنْدَهُ و (أَثْبَتَ) فُلَاناً لَازَمَهُ فَلَا يَكَادُ يُفَارِقُهُ و رَجُلٌ (ثَبْتٌ) سَاكِنُ البَاءِ (مُتَثَبِّتٌ) فى أُمُورِهِ و (ثَبْتُ) الْجَنَانِ أىْ (ثَابِتُ القَلْبِ)، و (ثَبُتَ) فى الحَرْبِ فهُوَ (ثَبِيتٌ) مِثَالُ قَرُبَ فهوَ قَرِيبٌ و الاسْمُ (ثَبَتٌ) بفَتْحَتَيْنِ و مِنْهُ قِيلَ للحُجَّةِ (ثَبَتٌ) و رَجُل (ثَبَتٌ) بفَتْحَتَيْن أيضاً إِذَا كَانَ عَدْلًا ضَابِطاً و الجَمْعُ (أَثْبَاتٌ) مثلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ.
[ثبج]
الثَّبَجُ: بفَتْحَتَيْنِ ما بَيْنَ الكَاهِلِ إِلَى الظَّهْرِ و (الْأَثْبَجُ) وِزَانُ الأَحْمَرِ النَّاتِيُّ الثَّبَجِ و قيلَ العَرِيضُ الثبَج و يُصَغَّرُ عَلَى القِيَاسِ فيُقَالُ أُثَيبجُ.
[ثبر]
ثَبِيرٌ: جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ و مِنًى و يُرَى مِنْ مِنًى و هُوَ عَلَى يَمِينِ الدَّاخِلِ مِنْهَا إِلَى مَكَّةَ و (ثَبَرْتُ) زَيْداً بالشيءِ (ثَبْراً) من بَابِ قَتَل حَبَسْتُهُ عَلَيْهِ و منْهُ اشْتُقَّتِ (الْمُثَابَرَةُ) و هِىَ المُواظَبَةُ عَلَى الشَّيءِ و الْملَازَمَةُ لَهُ و (ثَبَرَ) اللّهُ تَعَالَى الكَافِرَ (ثُبُوراً) من بَابِ قَعَدَ أَهْلَكَهُ (ثَبَرَ) هو (ثُبُوراً) يَتَعدَّى وَ لَا يَتَعدَّى.
[ثبط]
ثَبَّطَهُ: (تَثبِيطاً) قَعَدَ بِهِ عَنِ الْأَمْرِ و شَغَلَهُ عَنْهُ و مَنَعَهُ تَحْذِيلًا و نحوه.
[ثجج]
ثَجَّ: الماءُ من بَابِ ضَرَب هَمَلَ فهو (ثَجَّاجٌ) و يَتَعَدَّى بالْحَرَكَةِ فيُقَالُ (ثَجَجْتُهُ) (ثَجّا) من بَابِ قَتَلَ إذَا صَبَبْتُهُ و أَسَلْتُهُ و (أَفْضَلُ الحَجِّ العَجُّ و الثَّجُّ).
(فالعَجُّ) رَفْعُ الصَّوْتِ بالتَّلْبِيَةِ و (الثَّجُّ) إسَالَةُ دِمَاءِ الهَدْىِ.
و
[ثجر]
الثَّجِير: مِثَالُ رَغِيفٍ ثُفْلُ كُلِّ شَيءٍ يُعصرُ و هُوَ مُعَرَّبٌ وَ قَالَ الأَصْمَعِىُّ (الثَّجِيرُ) عُصَارَةُ التَّمْرِ و العَامَّةُ تَقُولُهُ بالمُثَنَّاةِ و هُوَ خَطَأٌ.
[ثخن]
ثَخُنَ: الشَّيءُ بالضَّمِّ و الفَتْحُ لُغَةٌ (ثُخُونَةً و ثَخَانَةً) فهو (ثَخِينٌ) و (أَثْخَنَ) فى الْأَرْضِ (إِثخَاناً) سَارَ إِلَى العَدُوِّ وَ أَوْسَعَهُمْ قَتْلًا و (أَثْخَنْتُه) أَوْهَنْتُهُ بالجِراحَةِ و (أَضْعَفْتُهُ)
[ثدي]
الثَّديُ: لِلْمَرْأَةِ و قَدْ يُقَالُ فِى الرَّجُلِ أيضاً قَالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ و يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ فَيقَالُ هُوَ (الثَّدْيُ) و هِىَ (الثَّدْيُ) و الْجَمْعُ (أَثْدٍ) و (ثُدِيٌّ) و أَصْلُهُمَا أَفعلٌ و فُعُولٌ مثلُ أفْلُسٍ وَ فُلُوسٍ و رُبَّما جُمِعَ على (ثِدَاءٍ) مثلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و (الثُّنْدُوَةُ) وَزْنُهَا فُنْعُلَةٌ بضَم
80
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ثدي ص 80
الفَاءِ و الْعَيْنِ و منْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ النُّونَ أَصْلِيَّةً و الوَاوَ زَائِدَةً و يَقُولُ وزْنُهَا فُعْلُوَةٌ قِيلَ هى مَغْرِزُ الثَّدْيِ و قيلَ هِىَ اللَّحْمةُ التى فِى أَصْلِهِ و قِيلَ هِىَ لِلرَّجُلِ بمَنْزِلَةِ الثَّدْيِ لِلْمَرْأَةِ و كَانَ رُؤْبَةُ يَهمِزُها، قَالَ أبُو عُبَيدٍ و عَامَّةُ الْعَرَبِ لا تَهْمِزُها و حَكَى فى البَارِعِ ضمّ الثَّاء مَعَ الهَمْزَةِ و فَتْح الثَّاءِ مَعَ الوَاوِ و قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ و جَمْعُ (الثُّنْدُوَةِ) (ثَنَادٍ) عَلَى النَّقْصِ.
[ثرب]
ثَرَبَ: عليه (يَثْربُ) من بَابِ ضَرَبَ عَتَبَ وَ لَامَ و بِالمُضَارعِ بِيَاءِ الغَائِبِ سُمّىَ رَجُلٌ مِنَ الْعَمَالِقَةِ و هو الذِى بَنَى مَدِينَةَ النَبىِّ صلّى اللّه عليه و سَلَّم فسُمِّيَتِ المدِينَةُ بِاسْمِهِ قاله السُّهَيْلِىُّ و (ثَرَّبَ) بالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ و تَكثِيرٌ و منه قولُه تَعَالَى «لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ»
و (الثَّرْبُ) وِزَانُ فَلسٍ شَحْمٌ رَقِيقٌ عَلَى الْكَرِشِ و الأَمْعَاءِ
[ثرد]
الثَّرِيدُ: فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ و يُقَالُ أيْضاً (مَثْرُودٌ) يُقَالَ (ثَرَدْتُ) الْخُبْزَ (ثَرْداً) مِنْ بَابِ قَتَلَ و هُو أَنْ تَفُتَّهُ ثم تَبُلَّه بِمَرَقٍ و الاسمُ الثُّرْدَةُ.
[ثرم]
ثَرِمَ: الرَّجُلُ (ثَرَماً) من بَابِ تَعِبَ انْكَسَرَتْ ثَنِيَّتُهُ فهو (أَثْرَمُ) و الأُنثَى (ثَرْمَاءُ) و الجمعُ (ثُرْمٌ) مثلُ أحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و يُعَدَّى بالحَرَكَةِ فَيُقَالُ (ثَرَمْتُهُ) (ثَرْماً) من بَابِ قَتَلَ و (انْثَرَمَتِ) التَّنِيَّةُ.
[ثرو]
الثَّرْوَةُ: كَثْرَةُ المَالِ و (أَثْرَى) (إِثْرَاءً) اسْتَغنَى و الاسْمُ منْهُ (الثَّرَاءُ) بالفَتْحِ و المدِّ، و (الثَّرَى) وِزَانُ الحَصَى نَدَى الأرْضِ و (أَثْرَتِ) الأرضُ بِالأَلِفِ كَثُر ثَرَاهَا و (الثَّرَى) أيضاً التُّرَابُ النَّدِىُّ فإِنْ لَمْ يَكُنْ نَدِيَّا فهُوَ تُرَابٌ وَ لَا يُقَالُ حِينَئذٍ ثَرًى و (ثَرِيَتِ) الأرضُ (ثَرًى) فهِى (ثَرِيَةٌ) و (ثَرْيَاءٌ) مثلُ عَمِيَتْ عَمًى فهِىَ عَمِيَةٌ و عَمْيَاءُ إِذَا وَصَلَ المَطَرُ إِلَى نَدَاهَا.
[ثعب]
الثُّعبَانُ: الْحَيَّةُ العَظِيمَةُ و هُوَ فُعْلَانُ و يَقَعُ علَى الذَّكَرِ و الأُنْثَى و الجمْعُ (الثَّعَابِينُ).
[ثعل]
ثَعِلَ: (ثَعَلًا) مِن بَابِ تَعِبَ اخْتَلَفَتْ مَنابِتُ أَسْنَانِه و تَرَاكَبَ بعْضُهَا على بَعْضٍ فهُوَ (أَثْعَلُ) و المَرأةُ (ثَعْلَاءُ) و الجمعُ (ثُعلٌ) مثلُ أحمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْر و (ثعِلتِ) السِّنُّ زَادَتْ عَلَى عَدَدِ الأَسْنَانِ.
[ثعلب]
الثَّعْلَبُ: قَالَ ابنُ الأنبَارِىِّ يَقَعُ علَى الذَّكَرِ و الأُنْثَى فيُقَالُ ثَعْلَبٌ ذَكَرٌ و ثَعْلَبٌ أُنْثَى و إذَا أُرِيدَ الاسمُ الَّذِى لَا يَكُونُ إِلَّا لِلذَّكَرِ قِيلَ (ثُعْلُبَانٌ) بضَمِّ الثَّاءِ و اللَّامِ و قَالَ غَيْرُه و يُقَالُ فِى الأُنْثَى (ثَعْلَبةٌ) بِالهَاءِ كَمَا يُقَالُ عَقْرَبٌ و عَقْرَبَةٌ و بِهَا سُمِّىَ و كُنِىَ (أبُو ثَعْلَبَةَ الخُشِىُّ) و اسمُهُ جُرْهُمُ بنُ نَاشِبٍ بِنُونٍ و شِينٍ مُعْجَمَةٍ مَكْسُورَةٍ وَ بَاءٍ مُوَحَّدَةٍ و (الثَّعلَبُ) مَخْرَجُ المَاءِ من جَرِينِ التَّمْرِ.
[ثغر]
الثَّغْرُ: من البِلَادِ الْموضِع الَّذِى يُخَافُ مِنْهُ هُجُومُ العَدُوِّ فَهُوَ كالثُّلْمَةِ فى الحَائِطِ يُخَافُ هُجُومُ السَّارِقِ منْهَا و الجمْعُ (ثُغُورٌ) مثل
81
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ثغر ص 81
فَلْسٍ و فُلُوس، و (الثَّغْرُ) الْمَبْسِمُ ثم أُطْلِقَ عَلَى الثَّنَايَا و إِذَا كُسِر ثَغْرُ الصَّبِىِّ قِيلَ (ثُغِرَ ثُغُوراً) بالبِنَاءِ للمَفْعُولِ و (ثغَرْتُه) (أثْغَرُهُ) من بَابِ نَفَع كَسَرْتُه و إِذَا نَبَتَتْ بَعْدَ السُّقُوطِ قيلَ (أَثْغَرَ) (إِثْغَاراً) مثلُ أَكْرَمَ إكْرَاماً و إِذَا أَلقَى أَسْنَانَهُ قِيلَ (اثَّغَرَ) على افْتَعَلَ قَالَهُ ابنُ فَارِس و بعْضُهُمْ يَقُولُ إِذَا نَبَتَتْ أَسْنَانُهُ قِيلَ (اثَّغَرَ) بالتَّشْدِيدِ و قَالَ أبُو زَيْدٍ (ثُغِرَ) الصَّبىُّ بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ (يُثْغَرُ) (ثَغْراً) و هو (مَثْغُورٌ) إِذَا سَقَطَ ثَغْرُهُ و لا تَقُولُ بَنُو كِلَابٍ للصَّبىِّ (اثَّغَرَ) بالتَّشْدِيدِ بلْ يَقُولُونٌ للبهيمَةِ (اثَّغَرَتْ): وَ قال أبُو الصَّقْرِ (اثَّغَرَ) الصَّبِىُّ بالتَّشْدِيدِ و بالثَّاءِ و التَّاءِ: و قَالَ فِى كِفَايَةِ المُتَحَفِّظِ إِذَا سَقَطَتْ أَسْنَانُ الصَّبىّ قِيلَ (ثُغِر) فَإِذَا نَبَتَتْ قِيلَ (اثَّغَر) و (اتَّغَر) بالتَّاءِ و الثَّاءِ مَعَ التَّشْدِيدِ، (ثُغْرَةُ) النَّحْرِ الْهَزْمَةُ فِى وَسَطِهِ و الْجَمْعُ (ثُغَرٌ) مثلُ غُرْفَة و غُرَف.
[ثغم]
الثَّغَامُ: مثلُ سَلامِ نَبْتٌ يَكُونُ بالجِبَالَ غَالِبا إذَا يبِس ابْيَضَّ و يُشَبَّهُ بِهِ الشَّيْبُ و قَال ابنُ فارِس شَجَرَة بَيْضَاءُ الثَّمر و الزَّهر.
[ثغو]
ثَغَتِ: الشَّاةُ (تَثْغُو) (ثغَاءً) مِثْلُ صُراخٍ وزْناً و معْنًى فهِىَ (ثَاغِيَةٌ).
[ثفر]
الثَّفَرُ: لِلدَّابَّةِ معْرُوفٌ و الْجَمْعُ (أَثْفَارٌ) مثلٌ سَبَبٍ أَسْبَابٍ و (أَثْفَرْتُ) الدابَّةَ مثلُ أكْرَمْتُها شَدَدتُهَا (بالثَّفَر) و (اسْتَثْفَرَ) الشَّخْصُ بِثَوْبِهِ قَالَ ابنُ فَارِس اتَّزَر بِهِ ثُمَّ رَدَّ طَرَفَ إِزَارِهِ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ فَغرَزَهُ فى حُجْزَتِهِ مِنْ وَرَائِهِ و اسْتَثْفَر الكَلْبُ بذَنْبِه جَعَلَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ و (اسْتَثْفَرتِ) الحَائِضُ وَ تَلجَّمَتْ مِثْلُه، و (الثَّفْرُ) مِثْلُ فَلْسٍ للسِّباعِ و كُلِّ ذِى مِخْلَبٍ بِمَنْزَلَةِ الحَيَاءِ للِنَّاقَةِ و رُبَّمَا اسْتُعِيرَ لِغَيْرِهَا.
[ثفل]
الثُّفْلُ: مِثْلُ قُفْلٍ حُثَالةُ الشَّيءِ و هُوَ الثَّخِينُ الَّذى يَبقَى أَسْفَلَ الصَّافى. و (الثِّفَالُ) مِثْلُ كِتَاب جلدٌ أَو نَحوُهُ يُوضَعُ تَحتَ الرَّحَى يَقَعُ عَلَيْهِ الدَّقِيقُ.
[ثفأ]
الثُّفَاءُ: وِزَانُ غُرَابٍ هو حَبُّ الرَّشَادِ الوَاحِدَةُ (ثُفَاءَهٌ) و هو فى الصَّحَاح وَ الْجَمْهَرَةِ مَكتُوبٌ بالتَّثقِيل «1» وَ يُقَالُ (الثُّفَاءُ) الْخَردَلُ و يُؤْكَلُ فِى الاضْطِرَارِ.
[ثقب]
ثَقَبْتُهُ: (ثَقباً) مِنْ بَابِ قَتَل خَرَقْتُهُ (بِالْمِثْقَبِ) بكسر المِيم و (الثقْبُ) خَرَق لَا عُمقَ لَهُ و يُقَالُ خَرْق نَازِلٌ فِى الْأَرْضِ و الْجَمْعُ (ثُقُوبٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (الثُّقْبُ) مِثَالُ قُفْل لُغَةٌ و (الثُّقْبَةُ) مِثْلُهُ و الْجَمْعُ (ثُقَبُ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ قَالَ المُطَرِزِىُّ و إنَّمَا يُقَالُ هَذَا فِيمَا يَقِلُّ و يَصغُرْ.
[ثقف]
ثَقِفْتُ: الشَّيءَ (ثَقَفاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ أَخَذْتُهُ وَ (ثَقِفْتُ) الرَّجُلَ فى الحَرْبِ أَدْرَكْتُهُ و (ثَقِفْتُهُ) ظَفِرْتُ به و (ثَقِفْتُ) الحَدِيثَ
__________________________________________________
(1) و كذلك فى القاموس (ث ف أ).
82
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ثقف ص 82
فَهِمْتُهُ بسُرْعَةٍ و الفَاعِلُ (ثَقِيفٌ) و به سُمِّىَ حَىُّ مِنَ الْيَمَنِ و النِّسْبَةُ إِليْهِ (ثَقَفِيٌّ) بِفَتْحَتَيْنِ، و (ثَقَّفْتُهُ) بالتثْقِيلِ أَقَمْتُ الْمُعْوَجَّ مِنْهُ
[ثقل]
ثَقُلَ: الشيءُ بالضَّمِ (ثِقَلًا) وِزَانُ عِنَبٍ و يُسَكَّنُ لِلتَّخْفِيفِ فهو (ثَقِيلٌ) و (الثَّقَلُ) الْمَتَاعُ و الْجَمْعُ (أَثْقَالٌ) مثلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ قال الفَارَابِىُّ (الثَّقَلُ) مَتَاعُ المسَافِرِ و حَشَمُهُ. و (الثَّقَلَانِ) الجِنُّ و الإنسُ و (أَثْقَلَهُ) الشَّيءُ بالألِفِ أَجْهَدَهُ. و (المثْقَالُ) وَزْنُهُ دِرْهَمٌ و ثَلَاثةُ أَسْبَاعِ دِرْهِمٍ و كُلُّ سَبْعَةِ مَثَاقِيلَ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ قَالَ الفَارَابِى و (مِثْقَالُ) الشَّيءِ مِيزَانُهُ مِنْ مِثْلِهِ و يُقَالُ أَعْطِهِ (ثِقْلَهُ) وِزَانُ حِمْلٍ أى وَزْنُهُ.
[ثكل]
ثَكِلَتِ: الْمرأَةُ وَلَدَهَا (ثَكَلًا) من بَاب تَعِبَ فَقَدَتْهُ و الاسْمُ (الثُّكْلُ) وِزَانُ قفْلٍ فهى (ثَاكِلٌ) و قَد يُقَالُ (ثَاكِلَةٌ) و (ثَكْلَى) و الْجَمْعُ (ثَوَاكِلُ) و (ثَكَالَى) و جَاءَ فيها (مِثْكَالٌ) أيضاً بِكَسْرِ الْمِيمِ أى كَثِيرَةُ الثُّكْلِ و يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فيُقَالُ (أَثْكَلَهَا) اللهُ وَلَدَهَا.
[ثلب]
ثَلَبَهُ: (ثَلْباً) من بَابِ ضَرَبَ عَابَهُ و تَنَقَّصَهُ و (الْمَثْلُبَة) الْمَسبَّةُ و الجمعُ (الْمَثَالِبُ) و (ثَلَبَهُ) طَرَدَهُ.
[ثلث]
الثُّلْثُ: جُزْءٌ من ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ و تضَمُّ اللَّامُ لِلْاتْبَاعِ و تُسَكَّنُ و الْجَمْعُ (أَثْلَاثٌ) مثْلُ عُنُقٍ و أَعْنَاقٍ و (الثَّلِيثُ) مثلُ كَرِيمٍ لُغَةٌ فِيهِ، و (حُمَّى الثِّلْثِ) قال الأَطِبَّاءُ هِىَ حُمَّى الغِبِّ سُمِّيَتْ بذلِكَ لأَنَّها تَأْخُذُ يَوْماً و تُقْلِعُ يَوْماً ثُمَّ تَأْخُذُ فى الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَ هِىَ بِوَزْنِهَا قَالُوا و العَامّةُ تُسَمِّيها (الْمُثلَّثَة) و (الثَّلَاثَةُ) عدَدٌ تَثْبُتُ الهَاءُ فِيهِ للمُذَكَّرِ و تُحْذَف لِلْمُؤَنّثِ فَيُقَالُ ثَلَاثةُ رجَالٍ وَ ثَلَاثُ نِسْوَةٍ و قولُه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ».
أَنَّثَ عَلَى مَعْنَى الأَنْفُسِ لَوْ أُرِيدَ الأَشْخَاص ذُكِّرَ بالهاءِ فقِيلَ ثَلَاثَةٌ، و (ثَلَثْتُ) الرجلَيْنِ من بَاب ضَرَبَ صِرْتُ ثَالِثَهُمَا و (ثَلَثْتُ) القَوْمَ من بَابِ قَتَلَ أَخَذْتُ ثُلْثَ أَمْوَالِهِمْ و (يَوْمُ الثَّلَاثَاءِ) «1» ممدودٌ و الجَمْعُ (ثَلَاثَاوَاتٌ) بقَلْبِ الهَمْزَةِ وَاواً.
[ثلج]
الثَّلْجُ: مَعْروفٌ و الْجَمْعُ (ثُلُوجٌ) و (ثَلَجَتْنَا) السَّمَاءُ منْ بَابِ قَتَلَ ألْقَتْ عَلَينَا الثَّلْجَ و منهُ يُقَالُ (ثُلِجَتِ) الأرض بالبِنَاءِ للمَفعُولِ فَهِى (مَثْلُوجَةٌ) و قِيلَ للبَليدِ (مَثْلُوجُ الفُؤَادِ) و (أَثْلَجَتِ) السَّمَاءُ بالألِف لُغَةٌ و (ثَلَجَتِ) النَّفْس (ثُلُوجاً و ثَلَجاً) مِنْ بَابَيْ قَعَدَ و تَعِبَ اطْمَأَنَّتْ.
[ثلم]
الثُّلْمَةُ: فى الحَائطِ و غيْرِه الْخَلَلُ و الجمع (ثُلَمٌ) مثلُ غُرْفَةٍ وَ غُرَفٍ و (ثَلَمْتُ) الإنَاءَ (ثَلْماً) منْ بَابِ ضَرَبَ كسَرْتُهُ مِنْ
__________________________________________________
(1) ذكره سيبويه بفتح الثاء الاولى و أجازت معجم الضمَّ أيضاً.
83
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ثلم ص 83
حَافَتِهِ (فانْثَلَمَ و تَثَلَّم) هو.
[ثمد]
الإِثْمِدُ: بكَسْرِ الهَمْزَةِ وَ المِيم الكُحْلُ الأَسْوَدُ و يُقَالُ إنَّهُ مُعَرَّبٌ قالَ ابنُ البَيْطَارِ فى الْمِنْهَاجِ هُوَ الكُحْلُ الأَصْفَهَانِيُّ و يُؤَيّدُهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ و مَعَادِنُهُ بالْمَشْرِقِ.
[ثمر]
الثَّمَرُ: بِفَتْحَتَيْنِ و (الثَّمَرَةُ) مِثْلُهُ (فالأَوَّلُ) مُذَكَّرُ و يُجْمَعُ عَلَى (ثِمَارٍ) مثلُ جَبَلٍ و جِبَالٍ ثم يُجْمَعُ (الثِّمَارُ) عَلَى (ثُمُرٍ) مثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ ثمَّ يُجْمَعُ عَلَى (أَثْمَارٍ) مثْلُ عُنُقٍ و أَعْنَاقٍ و (الثَّانيِ) مُؤَنَّثٌ و الْجَمْعُ (ثَمَرَاتٌ) مِثْلُ قَصَبَةٍ و قَصَبَاتٍ و (الثَّمْرُ) هو الْحَمْلُ الذِى تُخْرِجُه الشَّجَرَةُ سَوَاءٌ أُكِلَ أَوْلَا فيُقَالُ (ثَمَرُ) الأَرَاكِ و (ثَمَرُ) العَوْسَجِ و (ثَمَرُ) الدَّوْمِ و هُوَ المُقْلُ كما يُقَالُ (ثَمَرُ) النَّخْلِ و (و ثَمْرُ) الْعِنَبِ: قال الأَزهرىُّ و (أَثْمَرَ) الشَّجَرُ أَطْلَعَ ثَمَرُهُ أوّلَ مَا يُخْرِجُه فهو (مُثْمِرٌ) و مِنْ هنا قِيلَ لِمَا لَا نَفْعَ فيهِ لَيْسَ لَهُ (ثَمَرةٌ).
[ثمم]
ثمّ: حَرْفُ عَطْفٍ و هِىَ فِى الْمُفْرَدَاتِ لِلتَّرْتِيبِ بِمُهْلَةٍ و قال الأَخْفَشُ هِىَ بِمَعْنَى الوَاوِ لأنَّها اسْتُعْمِلَتْ فِيمَا لَا تَرْتِيبَ فِيهِ نَحْوُ و اللّهِ ثُمَّ و اللّهِ لَأفعلَنَّ تَقُولُ و حَيَاتِكَ ثُمَّ وَ حَيَاتِكَ لَأَقُومَنَّ، و أمَّا فِى الْجُمَل فَلَا يَلْزَمُ التَّرتِيبُ بَلْ قَدَ تَأْتي بِمَعْنَى الوَاوِ نحوُ قَوْله تَعَالَى «ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ»
أىْ وَ اللّهُ شَاهِدٌ عَلَى تَكْذِيبهِمْ و عِنَادِهِمْ فإنَّ شَهَادَةَ اللّهِ تَعَالَى غَيْرُ حَادِثَةٍ و مِثْلُهُ «ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا»
و (ثَمَّ) بالفَتْحِ اسْمُ إشَارَة إِلَى مَكَانٍ غَيْرِ مَكَانِكَ، و (الثُّمَامَ) وِزَانُ غُرَابٍ نَبْتٌ يُسَدُّ بهِ خَصَاصُ البُيُوتِ الوَاحِدَةُ ثُمَامَةٌ و بِهَا سُمِّىَ الرَّجُلُ.
[ثمل]
ثَمِلَ: المَاءُ فِى الْحَوضِ (ثَمَلًا) بَقِىَ و منه (الثُّمَالَةُ) بالضَّمِّ و هِىَ أيضاً الرُّغْوَةُ و الْجَمْعُ (ثُمَالٌ) بِحَذْفِ الهَاءِ و بِهَا سُمَىَ الرَّجُلُ.
[ثمن]
الثَّمَنُ: العِوَض و الْجَمْعُ (أَثْمَانٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسبَابٍ و (أَثْمنٌ) قَلِيلٌ مثلُ جَبَلٍ وَ أَجْبُلٍ و (أثْمَنْتُ) الشَّيءَ وِزَانُ أَكْرَمْتُهُ بِعْتُهُ بِثَمَنٍ فهو (مُثْمَنٌ) أىْ مَبِيعٌ بِثَمَنٍ و (ثَمَّنْتُهُ تَثْمِيناً) جَعَلْتُ لهُ ثَمَناً بالْحَدْسِ و التَّخْمِينِ و (و الثُّمُنُ) بضَمِّ المِيمِ لِلْإتْبَاعِ و بالتَّسْكِينِ جُزْءٌ مِنَ ثَمَانِيَةِ أَجَزاءٍ و (الثَّمِينُ) مثلُ كَريمٍ لُغَةٌ فيه و (ثَمَنْتُ) القَوْمَ من بَابِ ضَرَبَ صِرْتُ ثَامِنَهُمْ و مِنْ بَابِ قَتَلَ أَخَذْتُ ثُمُنَ أمْوَالهِمْ و (الثَّمَانِيَةُ) بِالْهَاءِ لِلْمَعْدُودِ الْمُذَكَّرِ و بِحَذْفِهَا لِلْمُؤَنَّثِ و منه «سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ»
و الثَّوْبُ سَبْعٌ فى ثَمَانِيَةٍ أىْ طُولُه سَبْعُ أَذْرُعٍ و عَرْضُهُ ثَمَانِيَةُ أَشبَارٍ لأنَّ الذِراعَ أُنْثَى فى الْأَكْثَرِ و لِهذَا حُذِفَتِ الْعَلَامَةُ مَعَهَا و الشِّبْرُ مُذَكر و إِذَا أضَفْتَ الثَّمَانِيَةَ إلَى مُؤَنَّثٍ تَثْبُتُ الياءُ ثُبُوتَهَا فِى الْقَاضِى و أُعْرِب
84
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ثمن ص 84
إعْرَابَ الْمَنْقُوصِ تَقُولُ جَاءَ (ثمَانِي نِسْوةٍ) و رَأَيْتَ (ثَمَانِيَ نِسْوَةٍ) تُظْهِرُ الفَتْحَةَ و إذَا لم تضِفْ قُلْتَ عِنْدِي من النِّسَاءِ (ثَمَانٍ) و مَرَرْتُ مِنْهُنّ (بِثَمَانٍ) وَ رَأَيْتُ (ثَمَانِيَ) «1» و إذَا وَقَعَتْ في المُرَكَّبِ تخَيَّرتَ بَيْنَ سكُونِ اليَاءِ و فَتْحِهَا و الفَتْحُ أَفْصَحُ يُقَالُ عِنْدى مِنَ النِّسَاء (ثَمَانِي عَشْرَةَ) امْرَأَةً و تُحْذَفُ الياءُ في لُغَةٍ بشَرْطِ فَتْحِ النُّون «2» فإِنْ كَانَ المعْدودُ مُذَكَّراً قلْتَ عِنْدِي (ثَمَانِيَةَ عَشَرَ) رَجلًا بإثبَاتِ الهاءِ
[ثني]
الثَّنِيَّةُ: مِنَ الأَسنَان جَمْعُهَا (ثَنَايَا) و (ثَنِيَّاتٌ) و في الفَمِ أَرْبعٌ و (الثَّنِيُّ) الْجَملُ يَدْخُلُ في السَّنَةِ السَّادِسَةِ و النَّاقَةُ (ثَنِيَّةٌ)، و (الثَّنِيُّ) أيضا الذِي يُلْقِي (ثَنِيَّتَهُ) يَكُونُ مِنْ ذواتِ الظِّلْفِ و الحَافِرِ في السَّنةِ الثَّالِثَةِ و من ذواتِ الخُفِّ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ و هُوَ بَعْدَ الجَذَعِ و الجمع (ثِنَاءٌ) بالكسر و الْمَدِّ و (ثُنْيَانٌ) مثلُ رَغِيفٍ و رُغْفَان: و (أَثْنَى) إِذَا ألقَى (ثَنِيَّتَهُ) فهُوَ (ثَنِيٌّ) فَعِيلٌ بِمَعْنَى الفَاعِلِ و (الثُّنْيَا) بضَمّ الثَّاءِ مع الياء و (الثَّنْوَى) بالفَتْحِ مَعَ الوَاوِ اسمٌ مِنَ الاسْتِثنَاءِ وَ فِي الَحدِيثِ «مَن اسْتَثْنَى فَلَهُ ثُنْيَاهُ» أيْ مَا اسْتَثنَاهُ و (الاسْتِثْنَاء) اسْتِفْعَالٌ من ثَنَيْتُ الشَّيءَ (أَثْنِيهِ ثَنْياً) مِنْ بَابِ رَمَى إذَا عَطَفْتُه وَ رَدَدْتُهُ و (ثَنَيْتُهُ) عن مُرَادِهِ إذَا صَرَفْتُهُ عَنْهُ و عَلَى هَذَا (فَالاسْتِثْنَاءُ) صَرْفُ العَامِل عَنْ تَنَاوُلِ المُسْتثْنَى و يَكُونُ حقِيقَةً فِي المتَّصِلِ و فِي الْمُنْفَصِلِ أَيْضاً لأَنَّ إلَّا هِيَ الَّتِي عدَّتِ الفِعْلَ إلَى الاسْم حَتَّى نَصَبَهُ فَكَانَتْ بمَنْزلَةِ الهَمْزَةِ في التَّعْدِيةِ و الهمْزَةُ تُعَدِّى الفِعْلَ إلَى الجِنْسِ و غَيْرِ الجِنْسِ حَقِيقَةً وِفَاقاً فَكَذلِكَ ما هُوَ بِمَنْزِلَتِهَا و (ثَنَيْتُهُ) (ثَنْياً) مِنْ بَابِ رَمَى أيضاً صِرْتُ مَعَهُ ثَانِياً و (ثَنَّيْتُ) الشَّيءَ بالتَّثْقِيل جَعَلْتُهُ اثنَيْنِ و (أَثْنَيْتُ) عَلَى زَيْدٍ بالألِفِ و الاسْمُ (الثَّنَاءُ) بالفَتْحِ و الْمَدِّ يقال (أَثْنَيْتُ) عَلَيْهِ خَيْراً و بِخَيْرٍ و (أَثْنَيْتُ) عَلَيْهِ شَرًّا و بِشَرٍّ لأَنَّهُ بِمَعْنَى وَصَفْتُهُ هَكَذَا نَصَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ منْهُم صَاحِبُ الْمُحْكَمِ و كذَلك صَاحِبُ البَارعِ و عَزَاهُ إِلَى الْخَلِيلِ و منْهمْ محمدُ بنُ القُوطِيَّةِ و هُوَ الْحَبْرُ الَّذِي لَيْسَ في مَنْقُولِهِ غَمْزٌ و البَحْرُ الذِي ليسَ في مَنْقُودِهِ لَمْزٌ و كأن الشاعَر «3» عَنَاهُ بقَوْلِه:
__________________________________________________
(1) الذى عليه الجمهور صرف ثمان فكان ينبغى أن يقول رأيت ثمانياً قال الجوهرى و تثبت الياء عند النصب لأنه ليس بجمع فيجرى مجرى جوارٍ فى ترك الصرف و ما جاء فى الشعر غير مصروف فهو على توهم أنه جمع.
(2) أجاز النحويون وجهاً رايعاً و هو حذف الياء مع كسر النون و على هذه اللغة جاء قول الأعشى (كما ذكر صاحب القاموس):
و لقد شربت ثمانياً و ثمانياً و ثَمَانِ عَشْرَة و اثنتين و أرْبَعَا.
(3) هو لُجَيمُ بنُ صَعْبٍ والد حنيفة وَ عِجْل و كانت حذام أمرأته: مجمع الأمثال للميدانى: المثل رقم 2890.
85
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ثني ص 85
إذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوها فإنَّ القَوْلَ مَا قَالَتْ حَذَامِ
و قَدْ قِيلَ فِيهِ هُوَ العَالِمُ النِّحْرِيرُ ذُو الإِتْقَانِ و التَّحْرِيرِ و الحُجَّةُ لِمَنْ بَعْدَهُ و البُرْهَانُ الِذي يُوقَفُ عِنْدَه و تَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ مَنْ عُرِفَ بالعَدَالَةِ و اشْتَهَر بالضَّبْطِ و صِحَّةِ الْمَقَالَةِ و هُوَ السَّرَقُسْطِىُّ و ابنُ القَطَّاعِ و اقْتَصَرَ جَمَاعَةٌ عَلَى قَوْلِهِمْ (أَثْنَيْتُ) عَلَيْهِ بِخَيْرٍ و لَمْ يَنْفُوا غَيْرَهُ و مِنْ هذَا اجْتَرأَ بَعْضهُمْ فَقَالَ لا يُسْتَعْمَلُ إلَّا في الْحَسَنِ و فِيهِ نَظَرٌ لأَنَّ تَخْصِيصَ الشَّيء بالذِّكْرِ لا يَدُلُّ عَلَى نَفْيهِ عَمَّا عَدَاهُ و الزِّيَادَةُ من الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ و لَوْ كَانَ (الثَّنَاءُ) لَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا في الْخَيرِ كَانَ قَوْلُ القَائِلِ (أَثْنَيْتُ) عَلَى زَيْدٍ كَافِياً فِي الْمَدْحِ و كَانَ قَوْلُهُ و (لَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ) لا يُفِيدُ إلَّا التأكِيدَ و التَّأْسِيسُ أَوْلَى فَكَانَ في قَوْلِهِ الْحَسَنُ احترازٌ عَنْ غَيرِ الْحَسَنِ فإنهُ يُسْتَعْمَلُ في النَّوْعَيْنِ كَمَا
قَالَ: (و الْخَيْرُ في يَدَيْكَ و الشَّرُّ لَيْسَ إلَيْكَ).
وَ
فِي الصَّحِيحَيْنِ «مَرُّوا بجنَازَةٍ فأَثنَوْا عَلَيْهَا خيراً فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة و السَّلَامُ وجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بأُخْرَى فَأثنَوْا عَلَيْها شَرًّا فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ وَجَبَتْ و سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ وَجَبَتْ فَقَالَ هذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً فَوَجَبَتْ لهُ الْجَنَّةُ و هذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ».
الحديث و قَدْ نُقِلَ النَّوْعانِ فِي وَاقِعَتَيْنِ تَرَاخَتْ إحْدَاهُمَا عَنِ الأُخْرَى مِن العَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ العَدْل الضَّابِطِ عَنِ الْعَرَبِ الفُصَحَاءِ عَنْ أَفْصَحِ الْعَرَبِ فَكَان أَوْثَقَ من نَقْلِ أَهْل اللُّغَةِ فإنَّهمْ قَدْ يَكْتَفُونَ بالنَّقْلِ عَنْ وَاحِدٍ وَ لَا يُعْرَفُ حَالُه فإنَّهُ قَدْ يَعْرِض لهُ مَا يُخْرجُهُ عَنْ حَيِّزِ الاعْتِدَال مِنْ دَهَشٍ و سُكْرٍ و غيرِ ذلكَ فإِذَا عُرِفَ حَالُهُ لَمْ يُحْتَجَّ بِقَوْلِهِ و يَرْجعُ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يُسْتَعْمَلُ فِي الشَّرِ إِلَى النَّفْيِ و كَأَنَّهُ قَالَ لَمْ يُسْمَعْ فَلَا يُقَالُ و الإثباتُ أَوْلى و للّه دَرُّ مَنْ
قَال:
و إِنَّ الحَقَّ سُلْطَانٌ مُطَاعٌ و مَا لِخِلَافِهِ أَبداً سَبِيلٌ.
و قَالَ بَعْض المَتأَخرِينَ إِنَّمَا اسْتُعْمِلَ في الشَرِّ فِي الحَدِيثِ لِلِازْدِوَاج و هذَا كَلَامُ مَنْ لا يَعْرِفُ اصْطِلَاحَ أهْلِ العِلْمِ بهذِهِ اللَّفْظَةِ و (الثِّنَاءُ) للدَّارِ كَالْفِنَاءِ وَزْناً و مَعْنًى و (الثِّنَى) بالكَسْرِ و القَصْرِ الأَمْرُ يعَادُ مَرَّتَيْنِ و (الاثْنَان) مِنْ أَسْماءِ العَدَدِ اسْمٌ (للِتَّثْنِيَة) حُذِفَتْ لَامُهُ و هِيَ يَاءٌ و تَقْدِيرُ الوَاحِدِ ثَنَيٌ وِزَانُ سَبَبٍ ثُمَّ عُوِّضَ هَمْزَةَ وَصْلٍ فقِيلَ (اثْنَانِ) و لِلْمُؤَنَّثةِ (اثْنَتَانِ) كَمَا قِيلَ ابْنَانِ و ابْنَتَانِ و فِي لُغَةِ تَمِيمٍ (ثِنْتانِ) بِغَيْرِ هَمْزةِ وَصْلٍ و لا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لفْظِهِ و التَّاءُ فِيهِ للتأْنِيثِ ثُمَّ سُمِّىَ الْيوْمُ بِهِ فقِيلَ (يَوْمُ الاثْنَينِ) و لَا يثَنَّى وَ لَا يُجْمَعُ «1» فإنْ أَرَدْتَ جَمْعَهُ
__________________________________________________
(1) فى القاموس: و الاثنانِ و الثّنِىَ كإلى يومٌ فى الأسبوع جمعه أثناءٌ و أثانين- اه ثنى.
86
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ثني ص 85
قَدَّرْتَ أَنَّهُ مُفْرَدٌ و جَمَعْتَهُ (عَلَى أَثَانِينَ) و قَالَ أَبُو عَلىٍّ الفارِسِىُّ وَ قَالُوا فِي جَمْعِ الاثْنَيْنِ (أَثْنَاءٌ) و كَأَنَّهُ جَمْعُ الْمُفْرَدِ تَقْدِيراً مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و قيلَ أَصْلُه (ثِنْيٌ) وِزَانُ حِمْلٍ و لهذَا يُقَالُ (ثِنْتان) و الْوَجْهُ أَنْ يَكُونَ اخْتلَافَ لُغَةٍ لا اخْتِلَافَ اصْطِلَاحٍ و إذَا عَادَ عَلَيْهِ ضَمِيرٌ جَازَ فِيه وَجْهَانِ أَوْضَحهُما الإفْرادُ عَلَى مَعْنَى اليَوْمِ يُقَالُ مَضَى يَوْمُ الاثْنَيْنِ بِمَا فِيهِ و الثَّانِي اعْتِبَارُ اللَّفْظِ فيُقَالُ بِمَا فِيهما و (أَثْنَاءُ) الشَّيء تَضَاعِيفُهُ و جَاءُوا (فِي أَثْنَاءِ الأَمْرِ) أَيْ فِي خِلَالِهِ تَقْدِيرُ الواحِدِ (ثَنًى) أو (ثِنْيٌ) كَمَا تَقَدَّمَ.
[ثوب]
الثَّوْبُ: مُذَكَّرٌ و جَمْعُهُ (أَثْوَابٌ) و (ثِيَابٌ) و هي ما يَلْبَسُهُ النَّاسُ مِنْ كَتَّان و حَرِيرٍ و خَزٍّ و صوفٍ و فَرْوٍ و نحْوِ ذلك و أمَّا السُّتُورُ و نَحْوُهَا فَلَيْسَتْ بثِيابٍ بل أَمْتِعَةُ البَيْتِ و (المَثَابَةُ) و (الثَّوَابُ) الْجَزَاءُ و (أَثَابَهُ) اللّه تعَالَى فَعَلَ لهُ ذلكَ و (ثَوْبَانُ) مِثْلُ سَكْرَانَ مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ و (ثَابَ) (يَثُوبُ) (ثَوْباً و ثُؤُوباً) إِذَا رَجَعَ و مِنْهُ قِيلَ للمكَانِ الذِي يَرْجِعُ إليه الناسُ (مَثَابَةٌ) و قِيلَ للإنْسَانِ إذَا تَزوَّجَ (ثَيِّبٌ) و هُوَ فَيْعِلٌ اسمُ فَاعِلٍ مِنْ ثَابَ و إطْلَاقُهُ عَلَى الْمَرْأَةِ أكْثَرُ لأَنَّهَا تَرْجعُ إِلَى أَهْلِهَا بِوَجْهٍ غير الأولِ و يَسْتَوِىِ في (الثَّيِّبِ) الذَّكَرُ و الْأُنْثَى كَمَا يُقَالُ أيِّمٌ و (بِكْرٌ) للذَّكَرِ و الْأُنْثَى و جمْعُ المذَكَّرِ (ثَيِّبُونَ) بالوَاوِ و النُّونِ و جَمْعُ المؤَنَّثِ (ثَيِّبَاتٌ) و المولَّدونُ يَقُولُون (ثُيَّبٌ) و هو غَيْرُ مَسْمُوعٍ و أَيْضاً فَفَيْعِلٌ لا يُجْمَعُ عَلَى فُعَّلٍ و (ثَوَّبَ) الداعي (تَثْوِيباً) رَدَّدَ صوتَهُ و منهُ (التَّثْوِيبُ) في الأَذَانِ و (تَثَاءَبَ) بالْهَمْزِ (تَثَاؤُباً) وِزَانُ تَقَاتَلَ تَقَاتلًا قِيلَ هي فَتْرَةٌ تَعْتَرِي الشَّخْصَ فَيَفْتَحُ عِنْدَهَا فَمَهُ و (تَثَاوَبَ) بالوَاوِ عَامِّيٌّ.
[ثور]
ثَارَ: الغُبَارُ (يَثُورُ) (ثَوْراً) و (ثُؤُوراً) على فُعُولٍ و (ثَوَرَاناً) هَاجَ و مِنْهُ قِيل لِلْفِتْنَةِ (ثَارَتْ) و (أَثَارَهَا) العَدُو و (ثَارَ) الغَضَبُ احْتَدَّ و (ثَارَ) إِلَى الشَّرِّ نَهَضَ و (ثَوَّرَ) الشَّرَّ (تَثْويراً) و (أَثَارُوا) الأَرْضَ عَمَرُوهَا بالفِلَاحَةِ و الزِّراعَةِ و (الثَّوْرُ) الذَّكَرُ مِنَ الْبَقَر و الأنْثَى (ثَوْرَةٌ) و الجمعُ (ثِيرَانٌ و أَثْوَارٌ و ثِيَرةٌ) مِثَالُ عِنَبَةٍ و (ثَوْرٌ) جَبَلٌ بِمَكَّةَ و يُعْرَفُ (بِثَوْرِ أطْحَلَ) و أطْحَلُ وِزَانُ جَعْفَرٍ قال ابْنُ الأَثيِر و وَقَعَ في لَفْظِ الحَدِيثِ (أنَّ النَّبىَّ صلّى اللّه عَلَيْهِ و سَلَّمَ حَرّم مَا بَيْنَ عَيْرٍ إلى ثَوْرٍ).
و لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ جَبَلٌ يُسَمَّى ثَوْراً «1» و إنَّما هو بِمَكَّةَ و لعَلَ
__________________________________________________
(1) هذا خطأ سبقه إليه غيرُهُ- و الصواب أن بالمدينة جبلًا صغيراً حِذَاءَ أُحُدٍ يُسَمَّى ثوراً و قد رأيته- و قال صاحب القاموس: و ثورٌ جبل بالمدينة و منه الحديث الصحيح «المدينة حَرَمٌ ما بينَ عَيْرٍ إلى ثَوْرٍ» و أمّا قول أبي عبيد بن سلام و غَيْرِه من الأكابِر الأعْلَام أن هذا تصحيف و الصواب إلى أحُدٍ لأن ثوراً إنما هو بمكة فَغَيرُ جَيّد لِمَا أخبرنى الشُجاع البَعْلِىُّ الشيخ الزاهد عن الحافِظِ أبي محمد عبد السلام البصرى أن حِذَاء أحُدٍ جَايخاً إلى وَرَائِهِ جَبَلًا صغيراً يقال له ثَوْرٌ إلخ. مِمّا يثبت بلا شك وجود هذا الْجَبَلِ- القاموس مادة- (ث و ر).
87
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
ثور ص 87
الحَدِيثَ (مَا بَيْنَ عَيرٍ إلَى أحُدٍ) فالْتَبَسَ عَلَى الرَّاوِي و (الثَّوْرُ) القِطْعَةُ من الأَقِطِ و (ثَوْرُ الماءِ) الطُّحْلُبُ و قِيلَ كُلُّ مَاعَلَا الماءَ من غُثَاءٍ و نَحْوِهِ يَضْربُه الرَّاعِي ليَصْفُوَ لِلْبَقَرِ فهُو (ثَوْرٌ)
[ثأر]
و الثَّأرُ الذَّحْلُ بالْهَمْزِ و يَجُوزُ تَخْفِيفُهُ يقال (ثَأَرْتُ) القَتِيلَ و ثَأَرْتُ بِهِ منْ بَابِ نَفَع إذَا قَتلتُ قَاتِلَهُ
[ثول]
ثَوِلَ: (ثَوَلًا) منْ بَابِ تَعِبَ فالذَّكَرُ (أَثْوَلُ) و الأُنْثَى (ثَوْلَاءُ) و الْجمعُ (ثُوْلٌ) مثلُ أحمَر و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و هو دَاءٌ يُشْبِهُ الْجُنُونَ وَ قَالَ ابن فَارِسٍ (الثَّوْلُ) دَاءٌ يُصِيبُ الشَّاةَ فَتَسْتَرْخِي أعْضَاؤُهَا و (الثُّؤلُولُ) بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وِزَانُ عُصْفُورٍ و يَجُوزُ التَّخْفِيفُ و الْجَمْعُ (الثَآلِيلُ) و (انْثَالَ) البُرُّ انْثِيَالًا انْصَبَّ بِمَرَّةٍ و هُوَ انْفِعَالٌ و (انْثَالَ) النَّاسُ عَلَيْهِ منْ كُلِّ وَجْهٍ اجْتَمَعُوا.
[ثوي]
ثَوَى: بالْمَكَانِ و فِيهِ و رُبَّمَا تَعَدَّى بِنَفْسِهِ منْ بَابِ رَمَى (يَثْوِي) (ثَوَاءً) بالمدّ أَقَامَ فهو (ثَاوٍ) و في التَّنْزِيِل «وَ ما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ»
و (أَثْوَى) بالأَلِفِ لُغَةٌ و (أَثْوَيْتُهُ) فيَكُونُ الرُّبَاعِىُّ لَازِماً و مُتَعَدِّياً و (الْمَثْوَى) بفَتْحِ المِيمِ و العَيْنِ الْمَنْزِلُ و الجمعُ (المثَاوِي) بكسرِ الوَاوِ و فِي الأثر (و أصْلِحُوا مَثَاوِيَكمْ).
88
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
كتاب الجيم ص 89
كتاب الجيم
الجَاوَرْسُ: يَأْتِي فِي تَرْكِيبِ (جرس)
[جبب]
جَبَبْتُهُ: (جَبّاً) منْ بَابِ قَتَل قَطَعْتُهُ و مِنْهُ (جَبَبْتُهُ) فهُوَ (مَجْبُوبٌ) بَيِّنُ (الجِبَابِ) بالكسْرِ إذَا اسْتُؤْصِلَتْ مَذَاكِيرُه و (جَبَّ) القومُ نَخْلَهم لَقَّحُوهَا و هُوَ زَمَنُ (الجَبَابِ) بالفَتْحِ و الكَسْرِ و (الْجُبَّةُ) من الْملَابِسِ مَعْرُوفَةٌ و الجَمْعُ (جُبَبٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (الْجُبُّ) بِئْرٌ لَمْ تُطْوَ و هُوَ مُذَكَّرٌ و قَالَ الْفَرَّاءُ يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ و الْجَمْعُ (أَجْبَابٌ) و (جِبَابٌ) و (جِبَبَةٌ) مثلُ عِنَبَةٍ.
[جبذ]
جَبَذَهُ: (جَبْذاً) من بَابِ ضَرَبَ مثْلُ (جَذَبَهُ جَذْباً) قيلَ مَقْلُوبٌ منه لُغَةٌ تَمِيمِيَّةٌ و أنْكرهُ ابنُ السَّرَّاجِ و قَالَ ليسَ أَحَدُهُمَا مَأْخُوذاً منَ الآخَرِ لأَنَّ كُلِّ وَاحِدٍ مُتَصَرَّفٌ فِي نَفْسِهِ.
[جبر]
جَبَرْتُ: العَظْمَ (جَبْراً) من بَابِ قَتَلَ أَصْلَحْتُه (فَجَبَرَ) هو (جَبْراً) أيضاً و (جُبُوراً) صَلَحَ يُسْتَعْمَلُ لَازماً و مُتَعَدِّياً و (جَبَرْتُ) اليَتِيمَ أَعْطَيْتُهُ و (جَبَرْتُ) اليَدَ وضَعْتُ عَلَيْهَا الْجَبيرَةَ و (الجَبِيرَةُ) «1» عِظَامٌ تُوضَعُ عَلَى الْمَوْضِعِ العَلِيلِ مِنَ الجَسَدِ يَنْجَبِرُ بهَا و (الجِبَارَةُ) بالكَسْرِ مِثْلُهُ و الجمعُ (الْجَبَائِرُ) و (جَبَرْتُ) نِصَابَ الزَّكَاةِ بِكَذا عَادَلْتُهُ به و اسمُ ذلكَ الشَّيء (الجُبْرانُ) و اسمُ الفَاعِلِ (جَابِرٌ) و بِهِ سُمِّىَ و (الْجَبْرُ) وِزَانُ فَلْسٍ خِلَافُ القَدَرِ و هُوَ الْقَوْلُ بأَنَّ اللّهَ يَجْبُرُ عِبَادَهُ عَلَى فِعْل المَعَاصِي و هُوَ فَاسِدٌ و تُعْرَفُ أَدِلَّتُهُ مِنْ عِلْمِ الكَلامِ بلْ هُوَ قَضَاءُ اللّهِ عَلَى عِبَادِهِ بِمَا أَرَادَ وُقُوعَهُ مِنْهُمْ لأَنَّهُ تَعَالَى يَفْعَلُ فِي مُلْكِهِ مَا يُريدُ و يَحْكُمُ فِي خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ و يُنْسَبُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فيُقَالُ (جَبْرِيٌّ) و قَوْمٌ (جَبْرِيَّةٌ) بسكُونِ البَاءِ و إذَا قِيلَ (جَبْرِيَّةٌ و قَدَرِيَّةٌ) جَازَ التَّحْرِيكُ لِلِازْدِوَاجِ و فِيهِ (جَبَرُوتٌ) بفتْحِ البَاءِ أي كِبْرٌ و جُرْحُ الْعَجْمَاءِ (جُبَارٌ) بالضَّمِّ أَيْ هَدَرٌ قَالَ الأَزْهَرىُّ مَعْنَاهُ أَنَّ البَهِيمَةَ العَجْمَاءَ تَنْفَلِتُ فَتُتْلِفُ شيئاً فَهُوَ هَدَرٌ و كذلِكَ المعْدِنُ إِذَا انْهَارَ عَلَى أَحَدٍ فَدَمُهُ (جُبَارٌ) أَيْ هَدَرٌ و (أَجْبَرْتُهُ) عَلَى كَذَا بالألِفِ حَمَلْتُهُ عَلَيْهِ قَهْراً و غَلَبَةً فهُوَ (مُجْبَرٌ) هذِه لُغَةُ عَامَّةِ العَرَبِ وَ فِي لُغَةٍ لبَنِي تَمِيمٍ
__________________________________________________
(1) فى غيره من المعاجم الجبيرة. العيدان التى تُجْبُر بها العظام- و لعل هذا هو الصواب
89
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جبر ص 89
و كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ يَتَكَلَّمُ بهَا (جَبَرْتُهُ) (جَبْراً) من بَاب قَتَلَ و (جُبُوراً) حَكَاهُ الأزْهَرِىُّ و لَفْظُهُ و هي لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ و لَفْظُ ابن القَطَّاعِ و (جَبَرْتُكَ) لُغَةُ بَنِي تَمِيم و حَكَاهَا جَمَاعَةٌ أيضاً ثُمَّ قَالَ الأزْهَرِىُّ (فَجبَرْتُهُ) و (أَجْبَرْتُهُ) لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ و قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ في بَاب ما اتَّفَقَ عَلَيْهِ أبو زَيْدٍ و أَبُو عُبَيْدَةَ ممَّا تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ من فَعَلْتُ و أَفعلْتُ (جَبَرْتُ) الرَّجُلَ عَلَى الشَّيءِ و (أَجْبَرْتُهُ) و قال الخَطَّابِي (الْجَبَّارُ) الذي جَبَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَا أَرَادَ مِن أَمْرِهِ و نَهْيِهِ يُقَالُ (جَبَرَهُ) السُّلْطَانُ و (أَجْبَرَهُ) بِمَعْنًى و رَأَيْتُ في بَعْضِ التّفَاسِيرِ عِنْدَ قولهِ تَعَالَى «وَ ما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ»
أَنّ الثُّلَاثِىَّ لُغَةٌ حَكَاهَا الفَرّاءُ وَ غيْرُهُ و اسْتشْهَدَ لِصِحَّتِهَا بِمَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يُبْنَى فَعَّالٌ إِلَّا مِنْ فِعْلٍ ثُلَاثِيِّ نَحْوُ الفَتَّاحِ و العَلَّامِ و لَمْ يَجِئْ مِنْ أَفْعَلَ بِالألِفِ إلَّا درَّاكٌ فإنْ حُملَ جَبَّارُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى فهُوَ وَجْهٌ قَالَ الفَرَّاءُ و قَدْ سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُول (جَبَرْتُه) عَلَى الأَمْرِ و (أَجْبَرْتُهُ) و إذا ثبتَ ذَلِكَ فَلَا يُعَوّلُ عَلَى قَوْل من ضَعَّفَهَا
و
[جبرل]
جِبْرِيلُ: عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيهِ لُغَاتٌ كَسْرُ الجِيم و الرّاءِ و بَعْدَهَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ و الثَّانِيَةُ كَذَلك إلَّا أَنَّ الجيمَ مَفْتُوحَةٌ و الثَّالِثَةُ فَتْحُ الجِيمِ و الرَّاءِ و بهَمْزَةٍ بَعْدَها يَاءٌ يُقَالُ هُوَ اسْمٌ مُركَّبٌ مِنْ (جبر) و هُوَ الْعَبْدُ وَ (إِيل) و هُوَ اللّهُ تَعَالَى و فِيهِ لُغَاتٌ غيرُ ذَلِكَ.
[جبل]
الجَبَلُ: مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (جِبَالٌ) و (أَجْبُلٌ) عَلَى قِلّةٍ قَالَ بعضهُمْ و لَا يَكُونُ جَبَلًا إِلَّا إذَا كَانَ مُسْتَطِيلًا و (الجِبِلَّةُ) بكَسْرَتَيْنِ و تَثْقِيلِ اللَّامِ و (الطَّبِيعَةُ) و (الْخَلِيقَةُ) و (الْغَرِيزَةُ) بِمَعْنًى وَاحِدٍ و (جَبَلُه) اللّهُ عَلَى كَذَا مِنْ بَاب قَتَلَ فَطرهُ عَلَيْهِ وَ شَيءٌ (جِبِلِّيٌّ) مَنْسُوبٌ إلَى الجِبِلَّةِ كَمَا يُقَالُ طَبيعِىٌّ أيْ ذَاتِيٌّ مُنْفَعِلٌ عَنْ تَدْبِيرِ الجِبلَّةِ فِي الْبَدَنِ بِصنْعِ بَارِيها «ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ»*.
[جبن]
جَبُنَ: (جُبْناً) وِزَانُ قَرُبَ قُرْباً و (جَبَانَةً) بالفَتْحِ وَ فِي لُغَةٍ مِنْ بَاب قَتَلَ فهُوَ (جَبَانٌ) أيْ ضَعِيفُ القَلْبِ و امْرَأَةٌ (جَبَانٌ) أيضاً وَ رُبَّمَا قِيل (جَبَانَةً) و جمعُ الْمُذَكَّرِ (جُبَناءُ) و جمعُ الْمُؤَنَّثِ (جَبَانَاتٌ) و (أَجْبَنْتُهُ) وَجَدْتُهُ جَباناً و (الْجُبْنُ) المأكولُ فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتِ رَوَاهَا أَبُو عُبَيْدَة عَنْ يُونُسَ بنِ حَبِيب سَمَاعاً عَنِ الْعَرَبِ أَجْوَدُهَا سكُونُ البَاءِ و الثَّانية ضَمُّهَا للْإتْباعِ و الثَّالِثَةُ و هِيَ أَقَلُّهَا التَّثْقيلُ و مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ التَّثْقِيلَ مِنْ ضَرورَة الشِعْرِ و (الْجَبِينُ) ناحِيَةُ الْجَبْهَةِ مِنْ مُحاذاةِ النَّزَعَة إلَى الصُّدْغ و هُمَا (جَبِينانِ) عَنْ يَمِينِ الجَبْهَةِ و شِمَالِهَا قَالَهُ الأزْهَرِىُّ و ابنُ فَارِس
90
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جبن ص 90
وَ غيرُهُمَا فَتكُونُ الجَبْهَةُ بَيْنَ جَبِينَيْنِ و جَمْعُهُ (جُبُنٌ) بضَمَّتَيْنِ مثلُ بَرِيدٍ و بُرُدٍ و (أَجْبِنَةٌ) مثلُ أَسْلِحَةٍ و (الجَبَّانَةُ) مُثَقَّلُ البَاءِ و ثُبُوتُ الهَاءِ أَكْثَرُ مِنْ حَذْفِها هي الْمُصَلَّى في الصَّحْراءِ و ربَّمَا أُطْلِقَتْ عَلَى المقْبُرَة لأَنّ المُصَلَّى غَالِباً تَكُونُ فِي الْمَقْبُرَةِ.
[جبه]
الجَبْهَةُ: مِنَ الانْسَانِ تُجْمَعُ عَلَى (جِبَاهٍ) مثلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ قَالَ الخَلِيلُ هِيَ مُسْتَوى مَا بَيْنَ الحَاجِبَيْن إلَى النَاصِيَةِ و قَالَ الأصْمَعىُّ هي مَوْضِعُ السُّجُودِ و (جَبَهْتُهُ أَجْبَهُهُ) بفَتْحَتَيْنِ أَصَبْتُ جَبْهَتَهُ و (الْجَبْهَةُ) أيضاً الجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ و الْخَيْلِ.
[جبي]
جَبَيْتُ: المالَ و الخراجَ (أَجْبِيهِ) (جبَايَةً) جَمَعْتُهُ و (جَبَوْتُهُ) (أَجْبُوهُ) (جِبَاوَةً) مِثْلُهُ.
[جثث]
الْجُثَّهُ: للإنْسَانِ إِذَا كَانَ قَاعِداً أَوْ نَائِماً فإنْ كَانَ مُنْتَصِباً فهُوَ طَلَلٌ و الشَّخْصُ يَعُمُّ الْكُلَّ و (جَثَثْتُ) الشيء (أَجُثُّهُ) مِنَ بَابِ قَتَل و (اجْتَثَثْتُهُ) اقْتَلعْتُهُ.
[جثل]
جَثُلَ: الشَّعْرُ بالضَّمِ (جُثُولَةً) و (جَثَالةً) فهُوَ (جَثْلٌ) مثْلُ فَلْسٍ أيْ كَثُر و غَلُظَ و لِحْيَةٌ (جَثْلَةٌ) كَذَلك.
[جثم]
الْجُثْمَان: بالضَّمِّ قَالَ أبُو زَيْدٍ هُوَ الْجُسْمَانُ و قَالَ الأصْمَعىّ (الْجُثْمَانُ) الشَّخْصُ و (الْجُسْمَانُ) هُوَ الجِسْمُ و الْجَسَدُ و (جَثَمَ) الطَّائِرُ و الأرْنَبُ (يَجْثِمُ) من بَابِ ضَرَبَ (جُثُوماً) و هو كالبُروكِ من البَعِيرِ و رُبَّمَا أُطْلِقَ عَلَى الظَبَاءِ و الإِبِلِ و الفَاعِلُ (جَاثِمٌ) و (جَثَّامٌ) مُبَالغَةٌ ثمَّ اسْتُعِيرَ الثَّانِي مُؤَكَّداً بالْهَاءِ للرَّجُل الذِي يُلَازِمُ الحَضَرَ و لَا يُسَافر فقِيلَ فِيهِ (جَثَّامَةٌ) وِزَانُ عَلَّامَةٍ و نَسَّابَةٍ ثمَّ سُمِّىَ بِهِ و منْه (الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ اللَّيْثيُّ).
[جثو]
جَثَا: عَلَى رُكْبَتِهِ (جُثِيًّا) و (جُثُوًّا) من بَابَيْ عَلَا و رَمَى فهُوَ (جَاثٍ) و قَوْمٌ جُثِيٌّ عَلَى فُعُولٍ.
[جحد]
جَحَدَهُ: حَقَّهُ و بِحَقِّهِ (جَحْداً) و (جُحُوداً) أَنْكَرَهُ و لا يَكُونُ إلَّا عَلَى عِلْمٍ من الجَاحِدِ بِه
[جحر]
الجُحْرُ: لِلضَّبِ و اليَرْبُوعِ و الحيَّةِ و الجمْعُ (جِحَرَةٌ) مِثْلُ عِنَبَةٍ و (انْجَحَرَ) الضَّبُّ على انْفَعَلَ أَوَى إلَى جُحْرِه.
[جحش]
الْجَحْشُ: وَلَدُ الْأَتَانِ و الْجَمْعُ (جُحُوشُ) و (جِحْشَانٌ) بالكسرِ، و بالْمُفْردِ سُمِّي الرَّجُلُ و مِنْهُ (حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ).
[جحف]
أَجْحَفَ: السَّيْلُ بِالشَّيْءِ (إجْحَافاً) ذهَبً بِهِ و (أَجْحَفَتِ) السَّنَةُ إِذَا كَانَتْ ذَاتَ جَدْبٍ و قَحْطٍ و (أَجْحَفَ) بِعَبْدِه كَلَّفَهُ مَا لَا يُطِيقُ ثم اسْتعِير الإِجْحَافُ فِي النَّقْصِ الفَاحِشِ و (الجُحْفَةُ) مَنْزِلٌ بَيْنَ مَكَّةَ و الْمَدِينَةِ قَرِيبٌ منْ رَابغٍ بَيْنَ (بَدْرٍ و خُلَيصٍ) و يُقَالُ كَانَ اسْمُهَا (مَهْيَعَةَ) بسكُونِ الهَاءِ و فَتْحِ البَوَاقِي و سُمِّيَتْ بِذلِك
91
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جحف ص 91
لأنَّ السَّيْلَ أَجْحَفَ بأَهْلِها.
[جدب]
الجَدْبُ: هُوَ المحْلُ وزْناً و مَعْنًى و هو انْقِطَاعُ المَطَرِ و يُبْس الأَرْضِ يُقَالُ (جَدُبَ) البَلَدُ بالضَّمِّ (جُدُوبةً) فهو (جَدْبٌ) و (جَدِيبٌ) و أرْضٌ (جَدْبَةٌ) و (جَدُوبٌ) و (أَجْدَبَتْ) (إِجْدَاباً) و (جَدِبَتْ) (تَجْدَبُ) من بَابِ تَعِبَ مثلُه فهي (مُجْدِبَةٌ) و الجمعُ (مَجَادِيبُ) و (أَجْدَبَ) القَوْمُ (إِجْدَاباً) أَصَابَهُمُ الْجَدْبُ و (جَدَبْتُهُ) (جَدْباً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ عِبْتُهُ.
[جندب]
و الجُنْدُبُ: فُنْعُلٌ بِضَمِّ الفَاءِ و العَيْنُ تُضَمُّ و تُفْتَحُ ذَكَرُ الجَرَادِ و بهِ سُمِّىَ.
[جدث]
الجَدَثُ: القبر و الْجَمْعُ (أَجْدَاثٌ) مثلُ سَببٍ و أَسْبَابٍ و هذه لُغَةُ تِهَامَةَ و أمَّا أهلُ نَجْدٍ فَيَقُولُونَ (جَدَفٌ) بالفَاءِ.
[جدد]
جَدَّ: الشَّيء (يَجِدُّ) بالكسر (جِدَّةً) فَهُوَ (جَدِيدٌ) و هو خِلَافُ القَدِيمِ و (جَدَّدَ) فلانٌ الأَمْرَ و (أَجَدَّهُ) و (اسْتَجَدَّهُ) إذَا أحْدَثَهُ (فَتَجَدَّدَ) هو و قَدْ يُسْتَعْمَلُ (اسْتَجَدَّ) لازماً و (جَدَّه) (جَدًّا) منْ بَابِ قَتَل قَطَعَهُ فهُوَ (جَدِيدٌ) فعيلٌ بِمعْنَى مفَعُولٍ و هذَا زَمَنُ (الجِدَادِ) و (الجَدَادِ)، و (أَجَدَّ) النخلُ بالألِفِ حَانَ جِدَادُه و هو قَطْعُهُ، و (الجَدُّ) أبُو الأَبِ و أبُو الأمِّ و إِنْ عَلَا، و (الجَدُّ) العَظَمَةُ و هو مَصْدَرٌ يُقَال مِنْهُ (جَدَّ) في عُيُونِ النَّاسِ من بَاب ضَرَبَ إِذَا عَظُم و (الجَدُّ) الحَظُّ يقال (جَدِدْتُ) بالشَّيء (أَجَدُّ) من بابِ تَعِب إِذَا حَظِيتَ بِهِ و هو (جَدِيدٌ عندَ النَّاسِ) فَعِيلٌ بمعْنَى فَاعِلٍ، و (الجَدُّ) الغِنَى و في الدُّعَاءِ «و لا ينفَعُ ذَا الجَدِّ منْكَ الجَدُّ».
أي لَا يَنْفعُ ذَا الغِنَى عِنْدَك غِنَاهُ و إنَّمَا يَنْفَعُهُ الْعَمَلُ بِطَاعَتِكَ، و (الجَدُّ) في الأمرِ الاجْتِهَادُ و هُوَ مَصْدَرٌ يُقَالُ مِنْه (جَدَّ) (يَجِدُّ) منْ بَابَيْ ضَرَبَ و قَتَلَ و الإسْمُ (الجِدُّ) بالكَسْرِ و منْهُ يُقَالُ فلَانٌ مُحْسِنٌ (جِدًّا) أيْ نِهايةً و مُبَالغَةً قال ابنُ السِّكّيتِ (وَ لَا يُقَالُ مُحْسِنٌ جَدًّا) بالفتحِ، و (جَدَّ) في كَلَامِهِ (جَدًّا) من بَابِ ضَرَبَ ضدُّ هَزَلَ و الاسْم مِنْهُ (الجِدُّ) بالكسْرِ أيضاً و منْهُ
قولهُ عليهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَ هَزْلُهُنَّ جِدٌّ».
لأنَّ الرَّجُلَ كَانَ في الجَاهِليَّةِ يُطَلِّقُ أَوْ يعْتِقُ أو يُنْكِحُ ثمَّ يَقُولُ كُنْتُ لَاعِباً و يَرْجعُ فأَنْزَلَ اللّهُ قولَه تَعَالَى «وَ لا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً» فَقَالَ النَّبِىُّ صلَّى اللّهُ عليه و سلّم (ثلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ).
إبْطَالًا لأَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ و تَقْرِيراً للأحكَامِ الشَّرْعِيَّةِ، و (الْجُدُّ) بالضَّمِ البِئْرُ في مَوْضِعٍ كَثِيرِ الكَلأ و الجمْعُ (أَجْدَادٌ) مثلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ، و (الْجَادَّةُ) وَسَطُ الطَّرِيقِ و مُعْظَمُهُ و الجمْعُ (الجَوَادُّ) مِثلُ دَابّة
92
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جدد ص 92
و دَوَابَّ: و (الجَدِيدَانِ) و (الأَجَدَّانِ) و الليْلُ و النهارُ و (الجُدَّةُ) بالضَّمِ الطَّرِيقُ و الْجَمْعُ (الجُدَدُ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَف.
[جدر]
الجِدَارُ: الحائِطُ و الجمْعُ (جُدُرٌ) مثل كِتَابٍ و كُتُبٍ و (و الجَدْرُ) لُغَةٌ في الجِدَارِ و جَمْعُهُ (جُدْرَانٌ) و قوله في الحديث «اسْق أرضَك حتى يَبْلُغَ الماءُ الْجَدْرَ».
قال الأزهرىُّ المرادُ به ما رُفِعَ من أعْضَادِ الأَرْضِ يُمْسِكُ الماءَ تَشبِيهاً بِجِدَارِ الْحَائِطِ و قَالَ السُّهَيْلىُّ (الجَدْرُ) الحَاجِز يَحبِسُ الماءَ و جَمْعُهُ (جُدُورُ) مثل فَلْسٍ و فُلُوس و (الْجَدَرِيُّ) بفتحِ الجِيمِ و ضَمِّهِا و أَمَّا الدَّال فَمَفْتُوحَةٌ فِيهِمَا قُروحٌ تَنْفَطُ عَنِ الجِلْد مُمْتَلِئَةٌ مَاءً ثم تَنفَتِحُ و صَاحِبُهَا (جَدِيرٌ مُجَدَّرٌ) و يقَالُ أَوَّلُ مَنْ عُذِّبَ بِهِ قَوْمُ فِرْعَونَ و هُوَ (جَدِيرٌ) بِكَذا بِمَعْنَى خَلِيقٍ و حَقيقٍ.
[جدع]
جَدَعْتُ: الأنْفَ جَدْعاً مِنْ بَابِ نَفَعَ قَطَعْتُهُ و كذا الأُذنُ و اليَدُ و الشَّفَةُ و (جُدِعَتِ) «1» الشَّاةُ (جَدَعاً) من بَابِ تَعِبَ قُطِعَت أُذُنُهَا مِنْ أَصْلِهَا فهِيَ (جَدْعَاءُ) و (جُدِعَ) الرجُلُ قُطِعَ أَنْفُهُ و أُذنُه فهو (أَجْدَعُ) و الأُنْثَى (جَدْعَاءُ).
[جدف]
الجَدَفُ: القَبْرُ و تَقَدَّمَ في (جدث) و (الْمِجْدَافُ) لِلسَّفِينَةِ مَعْرُوفٌ و الجمْعُ (مجَادِيفُ) و لهذَا قِيلَ لجَنَاحِ الطَّائِرِ (مِجْدَافٌ) و قَدْ يُقَالُ (مِجْذَافٌ) بالذَّالِ المُعْجَمَةِ أيضا.
[جدل]
جَدِلَ: الرَّجُلُ (جَدَلًا) فهو (جَدِلٌ) منْ بَابِ تعِبَ إذَا اشْتَدَّتْ خُصومَتُهُ و (جَادَلَ) (مُجَادَلةً) و (جِدَالًا) إذَا خَاصَمَ بِما يَشْغَلُ عَنْ ظُهُور الحَقِ و وُضوحِ الصَّوابِ هذَا أصْلُهُ ثمَّ اسْتُعْمِلَ عَلَى لِسَانِ حَمَلَةِ الشَّرعِ في مُقَابَلةِ الْأَدِلَّةِ لِظهِورِ أَرْجَحِهَا و هُو مَحْمودٌ إنْ كَانَ لِلْوقُوفِ عَلَى الحَقِّ و إلَّا فَمَذْمُومٌ و يُقَالُ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الجَدَلَ أَبُو عَلىٍّ الطَّبرِىُّ، و (الْجَدْوَلُ) فَعْوَلٌ هَو النَّهْرُ الصَّغِير و الجمْعُ (الْجَدَاوِلُ) و (الْجَدَالَةُ) بالفَتْحِ الأرْضُ و (جَدَّلْتُهُ) (تَجْدِيلًا) أَلْقَيْتُهُ عَلَى (الجَدَالَةِ) و طعَنَهُ (فَجَدَّلَهُ)
[جدي]
الجَدْيُ: قال ابْنُ الأَنْبَارِىِّ هُوَ الذَّكَرُ مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ و الأُنْثَى عَنَاقٌ و قَيّدَهُ بَعْضُهم بِكَوْنِهِ في السَّنَةِ الأُوَلى و الجمعُ (أَجْدٍ) و (جِدَاءٌ) مثلُ دَلْوٍو (أَدْلٍ و دِلَاءٍ) و (الجِدْيُ) بالكَسْرِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، و (الْجَدْيُ) بالفَتْحِ أَيْضاً كَوْكَبٌ تُعْرَفُ بِهِ القِبْلَةُ و يُقَالُ له (جَدْيُ الفَرْقَدِ) و (جَدَا) فُلَانٌ عَلَيْنَا (جَدْواً) و (جَداً) وِزَانُ عَصاً إِذَا أَفْضَلَ الاسْمُ (الْجَدْوَى) و (جَدَوْتُه) و (اجْتَدَيْتُهُ) و (استَجْدَيْتُهُ) سألتهُ (فأَجْدَى عَلَيَّ) إذَا
__________________________________________________
(1) قال الزمخشرى- و لا يُقَالُ جَدِعَ (بالبناء للفاعل) و لكِنْ جُدِع (بالبناء للمفعول) كما لا يُقَال فى الأقطِع قَطِعَ و لكن قُطِعَ.
93
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جدي ص 93
أعْطَاكَ و (أَجْدَى) أَيْضاً أَصَابَ (الْجَدْوَى) و مَا (أَجْدَى) فِعْلُه شَيْئاً مُسْتَعَارٌ من الإعْطَاءِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ نَفْعٌ و (أَجْدَى) عَلَيْكَ الشَّيءُ كَفَاكَ.
[جذب]
جَذَبْتُهُ: (جَذْباً) من بَابِ ضَرَبَ و (جَذَبْتُ) الماءَ نَفَساً و نَفَسَيْنِ أَوْصَلْتُهُ إِلَى الْخَيَاشِيمِ و (تَجَاذَبُوا) الشَّيءَ (مُجَاذَبَةً) جَذبهُ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى نَفْسِهِ.
[جذذ]
جَذَذْتُ: الشَّيْءَ (جَذًّا) من بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ فهُوَ (مَجْذُوذٌ) (فَانْجَذَّ) أي انْقَطَعَ و (جَذَذْتُهُ) كسَرْتُهُ و يُقَالُ لِحِجَارةِ الذَّهَبِ و غَيْرِهِ الَّتِي تُكْسَرُ (جُذَاذٌ) بضَمِّ الْجِيمِ و كَسْرِهِا.
[جذر]
الجَذْر: «1» الأصْلُ و أصْلُ اللِّسَانِ جَذْرُهُ و منْه (الْجَذْرُ الْجِذْرُ) في الحِسَابِ و هُوَ الْعَدَدُ الّذِي يُضْرَبُ في نَفْسِهِ مثالُهُ تَقُولُ عَشَرَةٌ في عَشَرَةٍ بِمِائَةٍ فالْعَشَرَةُ هِيَ (الْجَذْرُ الْجِذْرُ) و الْمُرْتَفِعُ من الضَّرْبِ يسَمَّى الْمَالَ.
[جذع]
الْجِذْعُ: بالكَسْرِ سَاقُ النَّخْلَةِ و يُسَمَّى سَهْمُ السَّقْفِ (جِذْعاً) و الجمْعُ (جُذُوعٌ و أَجْذَاعٌ) و (الْجَذَعُ) بفتْحَتَيْنِ مَا قَبْلَ الثَّنِيِّ و الجمْعُ (جِذَاعٌ) مثْلُ جَبَلٍ و جبَالٍ و (جُذْعَانٌ) بِضَمِّ الجِيمِ و كَسْرِها و الأُنْثى (جَذَعَةٌ) و الجمعُ (جَذَعَاتٌ) مثلُ قَصَبَةٍ و قَصَبَاتٍ و (أَجْذَعَ) وَلدُ الشَّاةِ في السَّنَةِ الثَّانِيَةِ و (أَجْذَعَ) وَلَدُ الْبَقَرةِ و الحَافِرِ في الثَّالِثَةِ و (أَجْذَعَ) الإِبلُ في الْخَامِسَةِ فَهُوَ (جَذَعٌ) و قال ابْنُ الأَعْرَابِيِّ (الْإِجْذَاعُ) وقْتٌ و لَيْسَ بِسِنٍّ فالعَنَاق (تُجْذِعُ) لِسَنَةٍ و ربَّمَا (أَجْذَعَتْ) قَبْلَ تَمَامِهَا لِلْخِصْب فَتَسْمُنُ فيُسْرعُ (إِجْذَاعُها) فَهِيَ (جَذَعَةٌ) و مِنَ الضَّأْن إِذَا كَانَ مِنْ شَابَّيْنِ (يُجْذِعُ) لِستَّةِ أَشْهُرٍ إِلَى سَبْعَةٍ و إِذَا كَانَ مِنْ هَرِمَيْنِ (أَجْذَعَ) مِنْ ثَمَانِيَة إِلَى عَشَرَةٍ.
[جذم]
الجِذْمُ: بالكَسْر أَصْلُ الشَّيءِ و (الجَذْمُ) بالفَتْحِ القَطْعُ و هُوَ مَصْدَرٌ منْ بَابِ ضَرَبَ و مِنْهُ يُقَالُ (جُذِمَ) الإنْسَانُ بالبنَاءِ للْمَفْعُول إذَا أَصَابَه (الجُذَامُ) لأَنَهُ يَقْطَعُ اللَّحْمَ و يُسْقِطُهُ و هُوَ (مَجْذومٌ) قَالُوا وَ لَا يُقَالُ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى (أَجْذَمُ) وِزَانُ أَحْمَرَ و (جُذَامُ) وِزَانُ غُرَابٍ قَبِيلَةٌ مِنَ اليمَنِ و قِيلَ مِنْ مَعَدٍّ و (جَذِمَتِ) اليدُ (جَذَماً) من بَابِ تَعِبِ قُطِعَتْ و (جَذِمَ) الرجُلُ (جَذَماً) قُطِعَتْ يَدُهُ فالرجُلُ (أَجْذَمُ) و المْرأةُ (جَذْمَاءُ) و يعَدّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (جَذَمْتُهَا) جَذْماً) من بَابِ ضَرَبَ إذَا قَطَعْتَهَا فهِيَ (جَذِيمٌ)
[جذو]
الجَذْوَةُ: الْجَمْرَةُ المُلْتَهِبَة و تُضَمُّ الجِيمُ و تُفْتَحُ فَتُجْمَعُ (جُذًى) مثُلُ مُدًى و قُرًى و تُكْسَرُ أَيْضاً فَتُكْسَرُ في الجمْعِ مثلُ جِزْيةٍ و جِزًى.
[جرب]
جَرِبَ: البَعِيرُ و غيرُه (جَرَباً) من بَابِ تَعِبَ فهو (أَجْرَبُ) و نَاقةٌ (جَرْباءُ) و إِبِلٌ
__________________________________________________
(1) الجذر بفتح الجيم عن الأصمعى و بكسرها عن أبى عمرو.
94
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جرب ص 94
(جُرْبٌ) مثل أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و سُمِعَ أيضاً في جَمْعِهِ (جِرَابٌ) وِزَانُ كِتَابٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و مِثْلُهُ بَعيرٌ (أَعْجَفُ) و الجمْعُ (عِجَافٌ) و أَبْطَحُ و بِطَاحٌ و أَعْصَلُ و عِصَالٌ و (الأَعْصَلُ) الْمُعْوَجُّ وَ فِي كُتُبِ الطِّبِّ أَنَّ الجَرَبَ خِلْطٌ غليظٌ يَحْدُثُ تَحْتَ الْجِلْدِ مِنْ مُخَالَطَةِ الْبَلْغَمِ المِلْحِ لِلدَّمِ يَكُونُ مَعَهُ بُثُورٌ و رُبَّمَا حَصَلَ مَعَهُ هُزَالٌ لِكَثْرَتِهِ و أَرْضٌ (جَرْبَاءُ) مَقْحُوطةٌ و (الجِرَابُ) مَعْرُوفٌ و الجمْعُ (جُرُبٌ) مثلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ و سُمِع (أَجْرِبَةٌ) أيضاً و لَا يُقَالُ (جَرابٌ) بالفَتْحِ «1» قَالهُ ابنُ السّكِيتِ و غَيْرُه و (الجَرِيبُ) الوَادي ثمَّ اسْتعِيرَ لِلْقِطْعَةِ الْمُتَمَيِّزَةِ مِنَ الأرْضِ فَقِيلَ فِيهَا (جَرِيبٌ) وَ جَمْعُهَا (أَجْرِبَةٌ) و (جُرْبَانٌ) بالضَّمِ و يَختَلِفُ مِقْدَارُهَا بِحَسَبِ اصْطِلَاحِ أَهْلِ الأَقَاليمِ كَاخْتِلَافِهِم في مِقْدَارِ الرِّطْلِ و الكَيْلِ و الذِّرَاعٍ و في كِتَابِ المِسَاحَةِ لِلسَّمَوْءَلِ اعلَمْ أَنَّ مَجْمُوعَ عَرْضِ كلِّ سِتِّ شُعَيْرات مُعْتَدِلَاتٍ يسَمَّى (أصبَعاً) و (القَبْضَةُ) أَرْبعُ أَصَابعَ و (الذِّرَاعُ) سِتُّ قَبَضَاتٍ و كلُّ عَشَرَة أَذْرُعٍ تُسَمَّى (قَصَبَةً) و كَلُّ عَشْرِ قَصَبَات تسَمَّى (أَشْلًا) و قدْ سُمِّىَ مَضْرُوبُ الأَشْلِ فِي نَفْسِهِ جَرِيباً و مضْرُوبُ الأَشْلِ في الْقَصَبَةِ (قَفِيزاً) و مضْرُوبُ الأَشْلِ في الذِّرَاعِ (عَشِيراً) فَحَصَلَ منْ هَذَا أَنَّ (الجَرِيبَ) عَشْرَةُ آلافِ ذِرَاعٍ و نُقِلَ عَنْ قُدَامَةَ الكَاتِبِ أَنَّ الأَشْلَ سِتُّون ذِرَاعاً و ضَرْبُ الأَشْلِ في نَفْسِهِ يُسَمَّى جَرِيباً فيَكُونُ ذلكَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ و سِتَّمِائَةِ ذِرَاعٍ، و (جَرِيبُ) الطَّعَامِ أَرْبَعَةُ أَقْفِزَةٍ قَالَهُ الأزْهَرِىُّ: و (جَرَّبْتُ) الشيءَ (تَجْرِيباً) اخْتَبَرْتُهُ مرَّةً بَعْدَ أُخْرَى و الاسْمُ (التَّجْرِبَةُ) و الجمعُ (التَّجَارِبُ) مثْلُ المَسَاجِدِ، و (الْجَوْرَبُ) فَوْعَلٌ و هُوَ مُعَرَّبٌ و الْجَمْعُ (جَوَارِبَةٌ) بالهاءِ و رُبَّمَا حُذِفَتْ.
[جرح]
جَرَحَه: (جَرْحاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و (الْجُرْحُ) بالضَّمِ الاسمُ و هو (جَرِيحٌ) و (مَجْرُوحٌ) و قومٌ (جَرْحَى) مثلُ قتيلٍ و قَتْلَى و (الجِرَاحَةُ) بالكسْرِ مثلُ الجَرْحِ و جَمْعُها (جِرَاحٌ) و (جِرَاحَاتٌ) و (جَرَحَهُ) بِلِسَانِهِ (جَرْحاً) عَابَه و تَنَقَّصَهُ و منه (جَرَحْتُ) الشَّاهِدَ إِذَا أَظْهَرْتَ فِيهِ مَا تُرَدُّ بِهِ شَهَادَتُه، و (جَرَحَ) و (اجْتَرَحَ) عَمِلَ بِيَدِهِ و اكْتَسَبَ و مِنْهُ قِيلَ لِكَوَاسِبِ الطَّيرِ و السِّبَاعِ (جَوَارِحُ) جمعُ (جَارِحَةٍ) لأنَّهَا تَكْتَسِبُ بِيَدِهَا و تُطْلَقُ (الجَارِحَةُ) على الذَّكَرِ و الأُنْثَى كالرَّاحِلَةِ و الرَّاوِيَةِ و اسْتَجْرَحَ الشيءَ اسْتَحَقَّ أَنْ يُجْرَحَ.
[جرد]
جَرَدْتُ: الشيءَ (جَرْداً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَزَلْتُ مَا عَلَيْهِ و (جَرَّدْتُهُ) مِنْ ثِيَابِهِ بالتَثْقِيلِ
__________________________________________________
(1) فى القاموس و الجِراب و لا يُفتح أو لُغيَّة فيما حكاه النووى و عياض.
95
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جرد ص 95
نَزَعتُها عَنْهُ و (تَجَرَّدَ) هُوَ مِنْهَا، و (الْجَرَادُ) مَعْرُوفٌ الوَاحِدَةُ (جَرَادَةٌ) تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنْثَى كالْحَمَامَةِ و قَدْ تَدْخُلُ التَّاءُ لِتَحْقِيقِ التَّأْنِيثِ: و مِنْ كَلَامِهِمْ (رَأَيْتُ جَرَاداً عَلَى جَرَادَةٍ) سُمِّىَ بِذلِكَ لأَنَّهُ (يَجْرُدُ) الأَرْضَ أيْ يَأْكُلُ مَا عَلَيْهَا و (جُرِدَتِ) الأَرْضُ بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهيَ (مَجْرُودَةٌ) إِذَا أَصَابَهَا الْجَرَادُ و (الْجَرِيدُ) سَعَفُ النَّخْلِ الوَاحِدَةُ (جَرِيدَةٌ) فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ و إِنَّمَا تُسَمَّى (جَرِيدَةً) إِذَا جُرِدَ عَنْهَا خُوصهَا.
[جرذ]
الْجُرَذُ: وِزَانُ عُمَرَ وَ رُطَبٍ قَالَ ابْنُ الأَنْبَارِىِّ و الأزْهَرِىُّ الذَّكَرُ مِنَ الْفَأْرِ و قَالَ بعْضُهُمْ هُوَ الضَّخْمُ مِنَ الفِيرانِ و يَكُونُ فِي الْفَلَوَاتِ وَ لَا يَأْلَفُ البُيُوتَ و الْجَمْعُ (الجِرْذَانُ) «1» بالكَسْرِ مثلُ صُرَدٍ و صِرْدَانٍ و بِالْجَمْعِ كُنِيَ نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ فَقِيلَ (أمُّ جِرْذَانٍ).
[جرر]
جَرَرْتُ: الْحَبْلَ و نحْوَه (جَرًّا) سَحَبْتُهُ (فانْجَرَّ) و (جَرَّرْتُهُ) مبَالَغَةٌ و تَكْثِيرٌ و (جَرَّيْتُه) على البَدَلِ، و (الْجَرِيرَةُ) ما يَجُرُّهُ الإِنْسَانُ مِنْ ذَنْبٍ فَعِيلَةٌ بمعْنَى مَفْعُولَةٍ و (الْجَرِيرُ) حَبْلٌ مِنْ أَدمٍ يُجْعَلُ في عُنُقِ النَّاقَةِ و بِهِ سُمِّىَ الرَّجُلُ مَعَ نَزْعِ الألِفِ و اللَّامِ، و (الْجِرَّةُ) بالكَسْرِ لِذِي الْخُفِّ و الظِّلْفِ كَالْمَعِدَةِ لِلْإِنْسَان قَالَ الأَزْهَرِىُّ (الجِرَّةُ) بالْكَسْرِ مَا تُخْرِجُهُ الإِبِلُ مِنْ كُرُوشِهَا فَتَجْتَرُّه (فالجِرَّةُ) فِي الْأَصْلِ لِلْمَعِدَةِ ثُمَّ تَوَسَّعُوا فِيهَا حَتَّى أَطْلَقُوها عَلى مَا فِي الْمَعِدَةِ و جَمْعُ الجِرَّةِ (جِرَرٌ) مثلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ، و (الْجَرَّةُ) بالفَتْحِ إِنَاءٌ مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (جِرَارٌ) مثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و (جَرَّاتٌ) و (جَرٌّ) أيضاً مثْلُ تَمْرَة و تَمْرٍ و بَعْضهُمْ يَجْعَلُ (الجَرَّ) لُغَةً فِي (الْجَرَّةِ) و قولُهُم (وَ هَلُمَّ جَرًّا) أي مُمْتَدًّا إِلَى هَذَا الوَقْتِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ مَأْخُوذٌ مِنْ أَجْرَرْتُ الدَّيْنَ إِذَا تَرَكْتَهُ بَاقِياً عَلَى الْمَدْيُونِ أَوْ مِنْ أَجْرَرْتُهُ الرُّمَحَ إِذَا طغنْتُهُ و تَرَكْتُ فِيهِ الرُّمحَ يَجرُّهُ و (جَرْجَرَ) الفَحْلُ رَدَّدَ صَوْتَهُ في حَنْجَرَتِهِ و (جَرْجَرَتِ) النارُ صَوَّتَتْ و قولُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «يُجَرْجِرُ في بَطنِهِ نَارُ جَهَنَّمَ».
قَالَ الأَزْهَرِىُّ نَارٌ مَنْصوبَةٌ بِقَوْلِهِ يُجَرْجِرُ و الْمَعْنَى تَلَقَّى في بَطْنِهِ و هذا مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى «إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً» يُقَالُ (جَرْجَرَ) فُلَانٌ الْمَاءَ في حَلْقِهِ إِذَا جَرَعَه جَرْعاً مُتَتَابِعاً يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ، و (الْجَرْجَرَةُ) حِكَايَةُ ذلكَ الصَّوْتِ و هذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ الْحُذَّاقِ و قَالَ بَعْضُهُمْ (يُجَرْجِرُ) فعْلٌ لَازِمٌ و نَارٌ رُفِعَ عَلَى الفَاعِلِيَّةِ و هوَ مُطَابِقٌ لقَوْلِهِ (جَرْجَرَتِ) النَّارُ إِذَا صَوَّتَتْ.
[جرز]
الْجُرْزَةُ: القَبْضَةُ مِنَ القَتِّ و نَحْوِهِ أَوِ الحُزْمَةُ و الجَمْعُ (جُرَزٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و أَرْضٌ (جُرُزٌ) بضمَّتَيْنِ قدِ انْقَطَعَ الْمَاء عنْها فَهِيَ
__________________________________________________
(1) ضَبِط فى القاموس و فى الأساس بضم الجيم- و لكن في الصحاح نصّ على أنه بكسر الجيم كما هنا.
96
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جرز ص 96
يَابِسَةٌ لَا نَبَاتَ فيها.
[جرس]
الجَرْس: مِثَالُ فَلْسٍ الكَلَامُ الْخَفِىُّ يُقَالُ (لا يُسْمَع لَهُ جَرْسٌ و لَا هَمْسٌ) و سَمِعْتُ (جَرْسَ) الطَّيرِ و هُوَ صَوْتُ مَنَاقِيرِهَا و (جَرَسَ) فُلَانٌ الْكَلَامَ نَغَمَ بِهِ و (الْجَرَسُ) مَعْرُوفٌ و الْجَمعُ (أَجْرَاسٌ) مثلُ سَبَبٍ و أَسَبَابٍ، و (الجَاوَرْسُ) بفَتْحِ الوَاوِ حَبٌّ يُشْبِهُ الذُّرَةَ و هو أَصْغَرُ مِنْهَا و قِيلَ نَوْعٌ مِنَ الدُّخْنِ.
[جرع]
جَرَعْتُ: المَاءَ (جَرْعاً) من بابِ نَفَع و (جَرِعْتُ أَجْرَعُ) من بابِ تَعِبَ لُغَةٌ و هُو الابْتِلَاعُ و (الجُرْعَةُ) مِنَ المَاءِ كاللُّقْمَةِ من الطَّعَامِ و هُوَ مَا يُجْرَعُ مَرَّةً واحِدَةً و الجمعُ (جُرَعٌ) مثلُ غُرْفةٍ و غُرَفٍ و (اجتَرَعْتُهُ) مثلُ (جَرعْتُهُ) و (تَجَرَّعَ) الغُصَصَ مُسْتَعَارٌ منْ ذلِكَ مثلُ قوله تَعَالَى «فَذُوقُوا الْعَذابَ»* كِنَايَةٌ عَنِ النُّزُولِ بِهِ و الإِحَاطَةِ.
[جرف]
جَرَفْتُه: (جَرْفاً) منْ بَابِ قَتَل أَذْهَبْتُه كُلَّهُ و سَيْلٌ (جُرَافٌ) وِزَانُ غُرابٍ يَذْهَبُ بِكُلِّ شَىءٍ و (الْجُرُفُ) بِضَمِّ الرَّاءِ و بالسُّكون لِلتَّخْفِيفِ مَا جَرَفَتْهُ السُّيُولُ و أَكَلَتْهُ مِنَ الأَرْضِ و بالْمُخَفَّفِ تُسَمَّى نَاحِيَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْ أَعْمَالِ المَدِينَةِ علَى نَحْوٍ مِنْ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ.
[جرم]
جَرَمَ: جَرْماً مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَذْنَبَ و اكْتَسَبَ الإِثْمَ و بالْمَصْدَرِ سُمّىَ الرَّجُلُ و منْهُ (بَنُو جَرْمٍ) و الاسْمُ مِنْهُ (جُرْمٌ) بالضَّمِ و (الْجَرِيمَةُ) مثْلُهُ و (أَجْرَمَ) (إجْرَاماً) كذلِكَ و (جَرَمْتُ) النَّخْلَ قَطَعْتُهُ و (الجِرْمُ) بالكَسْرِ الجَسَدُ و الْجَمْعُ (أَجْرَامٌ) مثلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (الجرْمُ) أيضاً اللَّوْنُ فيَجُوزُ أَنْ يُقَال (نَجَاسَةٌ لا جرْمَ لَهَا) عَلَى مَا تَقَدَّم و قَوْلُهُمْ (لا جَرَمَ) قال الفَرَّاءُ هِى فِى الأَصْلِ بمَعْنَى (لا بُدَّ) (و لا مَحَالَةَ) ثم كَثُرَتْ فَحُوِّلَتْ إلَى مَعْنَى الْقَسَمِ و صَارَتْ بِمَعْنَى حقًّا و لِهذَا يُجَابُ باللَّامِ نحو (لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنَّ).
[جرمق]
الجُرْمُوقُ مَا يُلبَسُ فَوْقَ الْخُفِّ و الْجَمْعُ (الْجَرَامِيقُ) مثْلُ عُصْفُورٍ و عَصَافِيرَ.
[جرن]
الْجَرِينُ: البَيْدَرُ الذى يُدَاسُ فِيهِ الطَّعَامُ و الْمَوْضِعُ الذِى يُخَفَّفُ فيهِ الثِّمَارُ أيضاً و الجمعُ (جُرُنٌ) مثلُ بَرِيدٍ و بُرُدٍ و (الجِرَانُ) مُقَدَّمُ عُنُقِ البَعِيرِ منْ مَذَبحِهِ إِلَى مَنْحَرِهِ فَإِذَا بَرَكَ البَعِيرُ و مَدَّ عُنُقَهُ علَى الأَرْضِ قِيلَ (أَلقَى جِرَانَهُ بِالأَرْضِ) و الْجَمْعُ (جُرُنٌ) و (أَجْرِنَةُ) مثلُ حِمَارٍ و حُمُرٍ و أَحْمِرَةٍ.
[جري]
جَرَى: الفَرَسُ و نَحْوُهُ (جَرْياً) و (جَرَيَاناً) فَهُوَ (جَارٍ) و (أَجْرَيْتُهُ) أنا و (جَرَى) المَاءُ سَالَ خِلَافُ وَقَفَ و سَكَنَ و المصْدَرُ (الْجَرْيُ) بفَتحِ الْجِيمِ قَالَ السَّرَقُسْطىُّ فإنْ أَدْخَلْتَ الهَاءَ كَسَرْتَ الجِيم و قُلْتَ (جَرَى) المَاءُ (جِرْيَةً) و الماءُ (الجَارِي) هو الْمُتَدَافِعُ فى انْحِدَارٍ أَوِ اسْتِوَاءٍ و (جَرَيْتُ) إِلَى كذا (جَرْياً) و (جِرَاءً) قَصَدْتُ و أَسَرعْتُ و قولهم (جَرَى فى الخلاف كذا) يجوزُ حَمْلُه على
97
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جري ص 97
هذَا الْمَعْنَى فإِنَّ الوُصُولَ و التَّعَلُّقَ بذلكِ الْمَحَلِّ قَصْدٌ عَلَى الْمَجَازِ و (الجَارِيَةُ) السَّفِينَةُ سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِجَرْيها فى البَحْرِ و منْهُ قِيلَ لِلْأَمَةِ (جَارِيَةٌ) عَلَى التَّشْبِيهِ لِجَرْيهَا مُسْتَسْخَرَةً فى أَشْغَالِ مَوَالِيهَا و الأصْلُ فِيهَا الشَّابَّةُ لخِفَّتِهَا ثُمَّ تَوَسَّعُوا حَتَّى سَمَّوْا كُلَّ أَمَةٍ جَارِيَةً و إِنْ كَانَتْ عَجُوزاً لا تَقْدِر على السَّعْىِ تَسْمِيَةً بمَا كَانَتْ عَلَيْهِ و الجَمْعُ فيهمَا (الْجَوَارِي) و (جَارَاهُ) (مُجَارَاةً) (جَرَى) مَعَهُ
[جرو]
و (الْجِرْوُ) بالكَسْرِ وَلَدُ الْكَلْبِ و السِّبَاعِ و الفَتْحُ و الضَّمُّ لُغَةٌ قَالَ ابنُ السِّكّيتِ وَ الكَسْرُ أَفْصَحُ و قَالَ فِى البَارِعِ الجِرْو الصَّغِير منْ كُلِّ شَيءٍ و الجِرْوَةُ أيضاً الصَّغِيرَةُ منَ القِثَّاءِ شبهتْ بِصِغَارِ أَولَادِ الكِلَابِ للينِها و نُعُومَتِها و الْجَمْعُ (جِرَاء) مثلُ كِتَابٍ و (أَجْرٍ) مثْلُ أَفْلسٍ «1».
[جرأ]
اجْتَرَأَ على القَوْلِ بالهَمْزِ أَسْرَعَ بالهُجُومِ عَلَيْهِ منْ غَير تَوَقُّفٍ و الاسْمُ (الجُرْأَةُ) وزَانُ غُرْفَة و (جَرَّأْتُهُ) عَلَيْهِ بالتَّشْدِيدِ (فَتجَرَّأَ) هو و رَجُلٌ (جَرِيءٌ) بالْهَمْزِ أيضاً عَلَى فَعِيلٍ اسمُ فَاعِلٍ منْ (جَرُؤَ) (جَرَاءَةً) مثلُ ضَخُمَ ضَخَامَةً.
[جزر]
الجَزَرُ: الْمَأْكُولُ بفَتْحِ الجِيمِ و كَسْرُها لُغَةٌ الواحِدَةُ بالهاءِ و الْجَمْعُ بِحذْفِ الهَاءِ و (الجَزُورُ) من الإِبل خَاصَّةً يَقَعُ على الذَّكَرِ و الأُنْثَى و الْجَمْعُ (جُزُرٌ) مثلُ رَسولٍ و رُسُلٍ و يُجْمَعُ أيضاً على (جُزُرَاتٍ) ثُمَّ عَلَى (جَزَائِرَ) و لَفْظُ (الْجَزُورِ) أُنْثَى يُقَال رَعَتِ (الْجَزُورُ) قَالَهُ ابنُ الأنْبَارِىِّ و زَادَ الصَّغَانِيُّ و قِيلَ (الْجَزُورُ) النَّاقَةُ التِى تُنْحَرُ و (جَزَرْتُ) (الجَزُورَ) و غَيرَهَا منْ بَابِ قَتَل نَحرتُها و الفَاعِلُ (جَزَّارُ) و الحِرْفَةُ (الجِزَارَةُ) بالْكَسْرِ و (الْمَجْزَرُ) مَوْضِعُ الجَزْرِ مثلُ جَعْفَرٍ و ربَّمَا دَخَلَتْهُ الهَاءُ فَقِيلَ (مَجْزَرَةٌ) و (جَزَرَ) الماءُ (جَزْراً) من بَابَيْ ضَرَبَ و قَتَلَ انْحَسَرَ و هُوَ رُجُوعُهُ إِلَى خَلْفٍ و مِنْهُ (الْجَزِيرَةُ) سُمِّيَتْ بذلك لِانْحِسَارِ الْماءِ عَنْهَا و أَمَّا (جَزِيرَةُ العَرَبِ) فَقَالَ الأَصْمَعِىُّ هِىَ مَا بَيْنَ عَدَنِ أَبْيَنَ إِلَى أَطْرَافِ الشَّأمِ طُولًا و أَمَّا العَرْضُ فَمِنْ جُدَّةَ وَ مَا وَالاهَا مِنْ شَاطِئِ البَحْرِ إِلى رِيفِ العِرَاقِ و قَالَ أبُو عُبَيْدَةً «2» هىَ مَا بَيْنَ حَفَرِ أبِى مُوسَى إِلَى أَقْصَى تهَامَةَ طُولًا أمَّا العَرْضُ فمَا بَيْنَ يَبرينَ إِلَى مُنْقَطعِ السَّمَاوَةِ و العَالِيَةُ ما فَوْقَ نَجْدٍ إلى أرْضِ تهَامَةَ إلَى مَا وَرَاءَ مَكَّةَ و مَا كَانَ دُون ذلِكَ إِلَى أَرْضِ العِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ و نَقَلَ البَكْرِىُّ أَنَّ جَزِيرَةَ العَرَبِ (مَكَّةُ و الْمدِينَةُ و اليَمَنُ و اليَمَامَةُ) و قال بَعْضُهُمْ (جَزِيرَةُ الْعَرَبِ) خَمْسَةُ
__________________________________________________
(1) أى قبل أن يدخلها الإعلال بالقلب و الحذف فأصلها (أجْزُوٌ) ثم (أجْرِيٌ): ثم (أَجْرٍ).
(2) عبارة الصّحاح- و قال ابو عبيدة: هى ما بين حَفَر أبى موسى الأشعرى إلى أقصى اليمن فى الطول و فى العرض ما بين رَمْلِ يبرين إلى منقطع السماوة- و لعلها الصواب- هذا و حفْرُ أبى مُوسى ركايا (آبار) احتفرها على جَادَّةِ البَصْرِة إلى مكة- اه قاموس.
98
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جزر ص 98
أَقْسَام (تِهَامَةَ و نَجْدٍ و حِجَازٍ و عَرُوضٍ و يَمَنٍ فأمَّا (تِهَامَةُ) فهى النَّاحِيَةُ الجَنُوبِيَّةُ مِنَ الحِجَاز و أمَّا (نَجْدٌ) فهِىَ النَّاحِيَةُ الَّتى بَيْنَ الحِجَازِ و العِراقِ و أمَّا (الحِجَازُ) فهُوَ جَبَلٌ يُقبِلُ مِنَ الْيَمَنِ حتَّى يَتَّصِلَ بالشَّامِ. و فِيهِ الْمَدِينَةُ وَ عُمَانُ و سُمِّىَ حَجَازاً لأَنَّهُ حَجَزَ بَيْنَ نَجْدٍ و تِهَامَةَ و أَمَّا العَرُوضُ فهُوَ الْيَمَامَةُ إلى البَحْرَيْنِ و أمَّا الْيَمَنُ قهُوَ أَعْلَى مِنْ تِهَامَةَ هذَا قَرِيبٌ مِنْ قَوْلِ الأصْمَعِّى.
[جزز]
جَزَزْتُ: الصُّوف (جَزّاً) من بَابِ قَتَل قَطَعْتُه و هذا زَمَنُ (الجَزَازِ) و (الجِزَازِ) و قال بَعْضهُمْ (الجَزُّ) القَطْعُ فى الصُّوفِ و غَيرِه و (اسْتَجَزَّ) الصُّوفُ حَان جَزَازُه فهو (مسْتَجِزٌّ) بالكَسْرِ اسمُ فَاعِل قَالَ أبُو زَيْدٍ و (أَجَزَّ) البُرُّ و الشَّعِيرُ بالأَلِفِ حَان (جَزَازُه) أىْ حَصَادُه و (جزَّ) التَّمْرُ (جَزّاً) منْ بَابِ ضَرَبَ يَبِسَ و يُعَدَّى بالتَّضْعِيفِ فيُقَالُ (جَزَّزْتُهُ) (تَجْزِيزاً) و باسمِ الفَاعِلِ سُمِّىَ (الْمُجَزِّزُ المُدلِجِىُّ القَائِفُ).
[جزع]
جَزَعْتُ: الوَادِىَ (جَزْعاً) منْ بَابِ نَفَعَ قَطَعْتُهُ إِلى الجَانِبِ الآخَرِ و (الجِزْعُ) بالكَسْر مُنْعَطَفُ الْوَادِى و قِيلَ جَانِبُهُ و قِيلَ لَا يُسَمَّى جِزْعاً حتَّى يَكُونَ له سَعَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ و غَيرَهُ و الْجَمْعُ (أَجْزَاعٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (الجَزْعُ) بالْفَتْحَ خَرَزٌ فِيهِ بَيَاضُ و سَوَادٌ الواحِدَةُ (جَزْعَةٌ) مثْلُ تَمْرٍ و تَمْرَةٍ و (جَزِعَ) (جَزَعاً) من بَابِ تَعِبَ فهو (جَزِعٌ) و (جَزُوعٌ) مبَالَغَةً إِذَا ضَعَفَتْ مُنَّتُهُ عنْ حَمْلِ ما نَزَلِ بِهِ و لم يَجِدْ صَبْراً و (أَجْزَعَهُ) غيره.
[جزف]
الجُزافُ: «1» بَيْعُ الشَّيء لا يُعْلَمُ كَيْلُهُ وَ لَا وَزْنُهُ و هو اسْمٌ من (جَازَفَ) (مُجَازَفَةً) من بَابِ قَاتَل و الجُزَافُ بالضَّمِ خَارِجٌ عَنِ القِيَاسِ و هُوَ فَارِسىُّ تَعْرِيبُ كُزَافٍ و مِنْ هنا قِيلَ أصْلُ الكَلِمَةِ دَخِيلٌ فِى العَرَبِيَّةِ قَالَ ابْنُ القَطَّاعِ (جَزَفَ) فى الْكَيْلِ (جَزْفاً) أكْثَرَ مِنْهُ و منْه (الجِزَافُ) و (الْمُجَازَفَةُ) فى البَيْعِ و هُوَ الْمُسَاهَلَةُ و الْكَلِمَةُ دَخِيلَةٌ فى الْعَرَبِيَّةِ و يؤَيّدُهُ قَوْلُ ابنِ فَارسٍ (الجَزْفُ) الأخْذُ بكَثْرَةٍ كَلمَةٌ فَارِسِيَّةٌ و يُقَالُ لِمَنْ يُرْسِلُ كَلَامَهُ إرْسَالًا من غَير قَانُونٍ (جَازَفَ) فِى كَلَامِهِ فأُقِيمَ نَهْجُ الصَّوَابِ مُقَامَ الْكَيْلِ و الوَزْنِ.
[جزق]
جَوْزَقٌ: فَوْعَلٌ اسْتَعْمَلَهُ الفُقَهَاءُ فِى كِمَامِ القُطْنِ و هُوَ مُعَرَّبٌ قَالَهُ الأزْهَرِىُّ لأَنَّ الجِيمَ و القَافَ لَا يَجْتَمعَانِ فِى كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ.
[جزل]
جَزْل: الْحَطَبُ بالضَّمِ (جَزَالَةً) إِذَا عَظُمَ و غَلُظَ فهو (جَزْلٌ) ثمَّ اسْتُعِيرَ فى العَطَاءِ فقِيلَ (أَجْزَلَ) لَهُ فى العَطَاءِ إذَا أَوْسَعَهُ و فُلَانٌ (جَزْلُ) الرَّأْىِ
[جزم]
جَزَمْتُ: الشيء (جَزْماً) من بَابِ ضَرَبَ
__________________________________________________
(1) القاموس الجِزاف و الجزافة مُثَلَّثتيْن و المجازفة الحدس فى البيع و الشراء و بيع جزاف مثلثة.
99
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جزم ص 99
قَطَعْتُهُ و (جَزَمْتُ) الْحَرْفَ فى الإِعْرَابِ قَطَعْتُهُ عَنِ الْحَرَكَةِ و أَسْكَنْتُهُ و أَفْعَلُ ذلكَ (جَزْماً) أىْ حَتْماً لا رُخْصَةَ فِيهِ و هُوَ كَما يُقَالُ قَوْلًا وَاحِداً و حُكْمٌ (جَزْمٌ) و قَضَاءٌ حَتمٌ أَىْ لَا يُنقَضُ و لا يُرَدُّ و (جَزَمْتُ) النَخْلَ صَرَمْتُهُ.
[جزي]
جَزَى: الْأَمْرُ يَجْزِي (جَزَاءً) مثلُ قَضَى يَقْضِى قَضَاءً وَزْناً و مَعْنًى و فى التَّنْزِيلِ «يوم لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً» «1» و فى الدُّعَاءِ (جَزَاهُ اللّهُ خَيْراً) أىْ قَضَاه لَهُ و أَثَابَهُ عَلَيْهِ و قَدْ يُسْتَعْمَلُ (أَجْزَأَ) بالْأَلِفِ و الْهَمْزِ بِمَعْنَى (جَزَى) و نَقَلَهُمَا الأَخْفَشُ بِمَعْنًى واحِدٍ فَقَالَ الثُّلَاثِيُّ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ لُغَةُ الحِجَازِ و الرُّبَاعِىُّ الْمَهْمُوزُ لُغَةُ تَمِيمِ و (جَازَيْتُهُ) بِذَنْبِهِ عَاقَبْتُهُ عَلَيْهِ و (جَزَيْتُ) الدَّيْنَ قَضَيْتُهُ و مِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ لأبِى بُرْدةَ بنِ نِيَار لَمّا أَمَرَهُ أَنْ يُضَحِّىَ بِجَذَعَةٍ مِنَ المَعْزِ «تَجْزِى عَنْكَ و لَن تَجْزِى عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ».
قَالَ الأَصْمَعِىُّ أَىْ و لَنْ تَقْضِىَ.
[جزأ]
أَجْزَأَتِ الشَّاةُ بالْهَمْزِ بمَعْنى قَضَتْ لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ القَطَّاعِ و أَمَّا (أَجْزَأَ) بالْأَلفِ و الهَمْزِ فَبِمَعْنَى أَغْنَى قَالَ الْأَزْهَرِىُّ و الفُقَهَاءُ يقُولُونَ فِيهِ (أَجْزَى) منْ غَيرِ همزٍ وَ لَمْ أجدْهُ لأحَدٍ مِنْ أَئِمَّة اللُّغَةِ و لكِنْ إنْ هُمِزَ (أَجْزَأَ) فهُو بِمَعْنَى كَفَى هَذا لَفْظُهُ و فِيهِ نَظَرٌ لأَنَّه إِنْ أَرَادَ امْتِنَاعَ التَّسْهِيلِ فَقَدْ تَوَقَّفَ فِى مَوْضِعِ التَّوَقُّفِ فَإِنَّ تَسْهِيلَ هَمْزَةِ «2» الطَّرَفِ فى الفِعْلِ الْمَزِيدِ و تَسْهِيلَ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ قِيَاسِىُّ فيُقَالُ أَرْجَأْتُ الأَمْرَ و أَرْجَيْتُهُ و أَنْسَأْتُ و أَنْسَيْتُ و أَخْطَأْتُ و أَخْطَيْتُ و أَشْطَأَ الزَّرْعُ إِذَا أَخْرَجَ شَطْأهُ و هُوَ أَوْلادُهُ و أَشْطَى و تَوَضَّأْتُ و تَوَضَّيْتُ و أَجْزَأْتُ السِّكِّينَ إِذَا جَعَلْتُ لَهُ نِصَاباً و أَجْزَيْتُهُ و هُوَ كَثِيرٌ فالفقَهَاءُ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِهِمُ التَّخْفِيفُ و إِنْ أَرَادَ الامْتِنَاعَ مِنْ وُقُوعِ (أَجْزَأَ) مَوْقِعَ (جَزَى) فَقَدْ نَقَلَهُمَا الأَخْفَشُ لُغَتَيْنِ كَيْفَ و قَدْ نَصَّ النُّحَاةُ عَلَى أنَّ الفِعْلَيْنِ إِذَا تَقَارَبَ مَعنَاهُمَا جَازَ وَضْعُ أَحدِهِمَا مَوْضِعَ الآخَرِ و فى هذَا مَقْنَعٌ لَوْ لَمْ يُوجَدْ نَقْلٌ و (أَجْزَأَ الشَّيءُ مَجْزَأْ «3» غَيرِهِ) كفَى و أَغْنَى عَنْهُ و (اجتَرأْتُ) بالشَّيءِ اكْتَفَيْتُ و (الجُزْءُ) مِنَ الشَّيءِ الطَّائِفَةُ مِنْهُ و الجَمْعُ (أَجْزَاءٌ) مِثْلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ و (جَزَّأْتُهُ) (تَجْزِيئاً) و (تَجْزِئَةً) جَعَلْتُهُ (أَجْزَاءً) مُتَمَيّزَةً (فَتَجَزَّأَ تَجَزُّؤاً) و (جَزَأْتُهُ) مِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ و (الجِزْيَةُ) مَا يُؤَخَذُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ و الْجَمْعُ (جِزّى) مثلُ
__________________________________________________
(1) التلاوة يوماً- من قوله تعالى (وَ اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي)* من الآية رقم 48، 123 من سورة البقرة.
(2) انظر أول خاتمة المصباح و التعليق عليه.
(3) هكذا ضبطت فى جميع النسخ بفتح الميم و القياس ضمها. و قد ذكر صاحب القاموس فتح الميم و بضمّها. و ضبطت فى الأساس بضم الميم و قد حكى القيومى الفتح و الضمّ فى الخاتمة (فصل) و يبنى من أَفْعِلَ إلخ.
100
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جزأ ص 100
سِدْرة و سِدَرٍ.
[جسد]
الْجَسَدُ: جمعُهُ (أَجْسَادٌ) و لا يُقَالُ لشَيءٍ من خَلْقِ الأرْضِ (جَسَدٌ) و قَالَ فِى الْبَارِعِ لَا يُقَالُ (الْجَسَدُ) إِلَّا لِلْحَيَوانِ العَاقِلِ و هُوَ الإِنْسَانُ و المَلَائِكَةُ و الجِنُّ و لا يُقَالُ لِغَيْرِهِ (جَسَدٌ) إِلَّا للزَّعْفرانِ و لِلدَّمِ إِذَا يَبِسَ أيضاً (جَسَدٌ) و (جَاسِدٌ) و قولُه تَعَالَى: «فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً» أى ذَا جُثَّةٍ عَلَى التَّشْبِيهِ بالعَاقِلِ و بِالْجِسْمِ و (الجِسَادُ) بالكَسْرِ الزَّعْفَرَانُ و نَحْوُهُ مِنَ الصِّبْغِ الأَحْمَرِ و الأصْفَرِ و (أَجْسَدْتُ) الثَّوْبَ منْ بَابِ أَكْرَمْتُ صَبَغْتُهُ بالزَّعْفَرَانِ أوِ العُصْفُرِ و قَالَ ابنُ فَارِسٍ ثَوْبٌ (مُجْسَدٌ) صُبِغَ بالجِسَادِ و قدْ تُكْسَرُ المِيمُ «1»
[جسر]
الجِسْرُ: ما يُعْبَرُ عَلَيْهِ مَبْنِيّاً كَانَ أَوْ غَيْرَ مَبْنِىٍّ بفَتحِ الجِيمِ و كَسْرِهَا و الْجَمْعُ (جُسُورٌ) و (جَسَرَ) عَلَى عَدُوِّه (جسُوراً) من بَابِ قَعَد و (جَسَارَةً) أيضاً فهُوَ (جَسُورٌ) و امْرَأَةٌ (جَسُورٌ) أيضاً و قد قِيلَ (جَسُورَةٌ) «2» و نَاقَةٌ (جَسُورَةٌ) مُقْدِمَةٌ على سُلُوكِ الأوْعَارِ و قَطْعِهَا و لا يُوصَفُ الذَّكرُ بذلِكَ.
[جسس]
جَسَّهُ: بِيَدِهِ (جَسّاً) من بَابِ قَتَلَ و (اجْتَسَّهُ) لِيَتَعَرَّفَهُ و (جَسَّ) الأَخْبَارَ وَ (تَجَسَّسَهَا) تَتَبَّعَهَا و مِنْهُ (الجَاسُوسُ) لأَنَّهُ يَتَبَّعُ الأخْبَارَ و يَفْحَصُ عَنْ بَوَاطِنِ الأُمُورِ ثمَّ اسْتُعِيرَ لِنَظَرِ الْعَيْنِ و قِيلَ فى الْإِبِلِ (أَفْوَاهُهَا مَجَاسُّهَا) لأنَّ الإِبِلَ إِذَا أَحْسَنَتِ الأَكْلَ اكْتَفَى النَّاظِرُ إِلَيْهَا بِذَلِكَ فِى مَعْرِفَةِ سِمَنِهَا و قِيلَ للْمَوْضِع الذِى يَمَسُّه الطبِيبُ (مَجَسَّةٌ) و (الْجَاسَّةُ) لُغَةٌ فى الحَاسَّةِ و الْجَمْعُ (الْجَوَاسُّ).
[جسم]
جَسُمَ: الشَّيءُ (جَسَامَةً) وِزَانُ ضَخُمَ ضَخَامَةً و (جَسِمَ) (جَسَماً) من بَابِ تَعِبَ عظُم فهُو (جَسِيمٌ) و جَمْعُهُ (جِسَامٌ) و (الْجِسمُ) قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ هُوَ كُلُّ شَخْصٍ مُدْرَكٍ و قَالَ أَبُو زَيْدٍ (الجِسْمُ) الْجَسَدُ و فى التَّهْذِيبِ مَا يُوَافِقُهُ قَالَ (الجِسْمُ) مَجْمَعُ البَدَنِ وَ أَعْضَاؤُهُ مِنَ النَّاسِ و الإِبلِ و الدَّوَابِّ و نَحْوِ ذلِكَ مِمَّا عَظُمَ مِنَ الْخَلْقِ الْجَسِيمِ و عَلَى قَوْلِ ابْنِ دُرَيدٍ يَكُونُ الجِسْمُ حَيَوَاناً و جَمَاداً و نَبَاتاً وَ لَا يَصِحُّ ذلكَ عَلَى قَوْلِ أبِى زَيْدٍ و (الجُسْمَانُ) بالضّمِّ الْجُثمانُ.
[جسو]
الجَيْسُوَان: فَيْعلانٌ «3» بضَمِّ الْعَيْنِ قَالَ أَبُو حَاتِم فى كِتَابِ النَّخْلَة (الْجَيْسُوَانَةُ) نَخْلَةٌ عَظِيمَةُ الجِذْعِ تُؤْكَلُ بُسْرَتُهَا خَضْرَاءَ و حَمْرَاءَ فإِذَا أَرْطبتْ فَسَدَتْ و أَصْلُهَا مِنْ فَارِسَ و يُقَالُ
__________________________________________________
(1) فى القاموس: ثوب مُجْسَدٌ و مُجَسَّدٌ مصبوغ بالزعفران و كَمبِرْدَ ثوب يلى الجسد.
(2) جَسُورة مخالفة للقياس لأن القاعدة (إذا كان فعول بمعنى فاعل يستوى فيه المذكر و الْمُؤَنث فِلا يؤنث بالهاء سوى عدوٌ فيقال فيه عدوّه- و قد نقل الفيومى هذه القاعدة عن كتاب البارع فى « (عدا).
(3) ذكرها صاحب القاموس فى جيس فوزنها عنده فَعْلُوان- و قال الجيْسوان جنس من أفخر النخل مُعَرَّبُ كيسوان و معناه الذوائب.
101
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جسو ص 101
إِنَّ (الجَيْسُوَانَةَ) نَخْلَةُ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ و يقَالُ (جَسَا) الشَّيءُ (يَجْسُو) إِذَا يَبِس و صَلُب.
[جشم]
جَشِمْتُ: الأَمْرَ منْ بَابِ تَعِبَ (جَشْماً) سَاكِنَ الشِّينِ و (جَشَامَةً) تَكَلَّفْتُهُ عَلَى مَشَقَّة فأَنَا (جاشِمٌ) و (جَشُومٌ) مبَالَغَةٌ و يَتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (أَجْشَمْتُهُ) الأَمْرَ و (جَشَّمْتُهُ) (فَتَجَشَّمَ).
[جشأ]
تَجَشَّأَ: الانْسَانُ (تَجَشُّؤاً) و الاسْمُ (الجُشَاءُ) وِزَانُ غُرَابٍ و هوَ صَوْتٌ مَعَ رِيحٍ يَحْصُلُ مِنَ الْفَمِ عنْدَ حُصُولِ الشِّبَعِ.
[جصص]
الجِصُّ: بِكَسْرِ الجِيمِ مَعْرُوفٌ و هُوَ مُعَرَّبٌ لأَنَّ الجِيمَ و الصَّادَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِى كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ و لِهذَا قيلَ الإِجَّاصُ مُعَرَّبٌ و (جَصَّصْتُ) الدَّارَ عَمِلْتُها (بالجِصِّ) قَالَ فى الْبَارِعِ قَال أَبُو حَاتِمٍ و العَامَّةُ تَقُولُ (الجَصُّ) بالفتح و الصّوابُ الكَسْرُ و هُوَ كَلَامُ العَرَبِ و قال ابنُ السِّكِّيتِ نَحْوَه «1».
[جعب]
الْجَعْبَةُ: للنُّشَابِ و الجمعُ (جِعَابٌ) مثلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و (جَعَبَاتٌ) أيضاً مثلُ سَجَدَاتٍ.
[جعد]
جَعُدَ: الشعْرُ بضَمِّ العَيْنِ و كَسْرِها (جُعُودَةً) إِذَا كَانَ فِيهِ الْتِوَاءٌ و تَقَبُّضٌ فهو (جَعْدٌ) و ذلكَ خِلَافُ الْمُسْتَرْسِلِ و امْرَأَةٌ (جَعْدَةٌ) و قومٌ (جِعَادٌ) بالكسر و (جَعَّدْتُ) الشَّعْرَ (تَجْعِيداً).
[جعر]
جَعَرَ: السَّبُع (جَعْراً) من بَابِ نَفَعَ مِثْلُ تَغَوَّطَ الإِنْسَانُ ثم أُطْلِقَ المصْدَرُ على الخُرْءِ فقِيلَ (جَعْرُ) السَّبعِ و اسْتُعِيرَ (الجَعْرُ) لَنَجْوِ الفَأْرَةِ فقيل (جَعْرُ) الفَأْرَةِ ثمَّ اسْتُعِيرَ جَعْرُ الفَأْرَةِ ليُبْسِهِ و ضُئُولَتِهِ لنَوْعٍ رَدِئٍ مِنَ التَّمْرِ فَقِيلَ فِيهِ (جُعْرُورٌ) وِزَانُ عُصْفُورٍ و (الجِعْرَانَةُ) مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ و الطَّائِفِ و هىَ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ منْ مَكّةَ و هى بالتَّخْفِيفِ و اقْتَصَر عَلَيْه فى البَارِعِ و نَقَلَهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الأَصَمَعِىِّ و هُوَ مَضْبُوطٌ كَذلِكَ فى الْمُحْكَمِ و عَنِ ابنِ المدينىِّ العِرَاقِيُّونَ يُثَقِّلُونَ (الجِعْرَانَةَ و الْحُديبيَةَ) و الْحِجَازِيُّونَ يُخَفِّفُونَهَما فَأَخَذَ بِه الْمُحَدِّثُونَ على أَنَّ هذَا اللَّفْظَ ليسَ فِيهِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّ التَّثْقِيلَ مَسْمُوعٌ مِنَ العَرَبِ و لَيْسَ للتَّثْقِيلِ ذِكْرٌ فى الأُصُولِ الْمُعْتَمَدَةِ عَنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ إِلَّا مَا حَكَاهُ فى الْمُحْكَمِ تَقْلِيداً لَهُ فِى الْحُدَيبِيَةِ و فى العُبَابِ و (الجِعْرَانَةُ) بِسُكُونِ الْعَيْنِ و قَالَ الشَّافِعِىُّ الْمُحَدِّثُونَ يُخْطِئُونَ فى تَشْدِيدِهَا و كذلِكَ قَالَ الخَطَّابِىُّ.
[جعل]
جَعَلْتُ: الشَّيءَ (جَعْلًا) صَنَعْتُهُ أو سَمَّيْتُه و (الجُعْلُ) بالضَّمِّ الأَجْرُ يقالُ (جَعَلْتُ) لَه (جُعْلًا) و (الجِعَالَةُ) بكَسْرِ الجِيمِ و بَعْضهُمْ يَحْكِى التَّثْلِيثَ و (الْجَعِيلَةُ) مثالُ كَريمَةٍ لُغَاتٌ فى (الجُعْلِ) و (أَجْعَلْتُ)
__________________________________________________
(1) فى الصحاح و القاموس الجصَّ بفتح الجيمِ و كسرها.
102
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جعل ص 102
لَهُ بالْأَلِفِ أَعْطَيْتُهُ جُعْلًا (فاجْتَعَلَهُ) هو إِذَا أَخَذَهُ و (الجُعَلُ) وِزَانُ عُمَرَ الحِرْبَاءُ و هِىَ ذَكَرُ أمُّ حُبَيْنٍ و جمعه (جِعْلانٌ) مثلُ صُردٍ و صِردَانٍ.
[جفر]
الجَفْرُ: مِنْ وَلدِ الشَّاءِ ما جَفَرَ جَنبَاه أى اتَّسَعَ قَال ابنُ الأَنبَارِىّ فى تَفْسِيرِ حَدِيثِ أمّ زَرْعٍ (الجَفْرَةُ) الأُنْثَى من وَلَدِ الضَّأْنِ و الذَّكَرُ (جَفْرٌ) و الجمْعُ (جِفَارٌ) و قِيلَ (الجَفْرُ) منْ وَلَدِ المَعْزِ مَا بَلَغَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ و الأُنْثَى (جَفْرَةٌ) و فَرَسٌ (مُجْفَرٌ) مُخَفَّفٌ اسمُ مَفْعُولٍ أى عَظِيمُ (الجَفْرَةٍ) و هِىَ وَسَطُهُ و (الجَفْرُ) البِئْرُ لمْ تُطْوَ و هُوَ مُذَكَّرٌ و الجمع (جِفَارٌ) مثلُ سَهْمِ و سِهَامٍ.
[جفف]
جَفَّ: الثُّوبُ (يَجِفُّ) منْ بَابِ ضَرَبَ و فى لُغَةٍ لِبَنِى أَسَدٍ من بَابِ تَعِبَ (جَفَافاً) و (جُفُوفاً) يَبِسَ و (جَفَّفْتُهُ) (تَجْفِيفاً) و (جَفَّ) الرجُلُ (جُفُوفاً) سَكَتَ و لم يَتَكَلَّمْ فقَولُهم (جَفَّ النَّهْرُ) علَى حَذْفِ مُضَافٍ و التقديرُ جَفَّ مَاءُ النَّهْرِ و (التِّجفَافُ) تِفْعَالٌ بالكَسْرِ شَيءٌ تُلْبَسُهُ الفَرَسُ عندَ الْحَرْبِ كَأَنَّهُ دِرْعٌ و الجمعُ (تَجَافِيفُ) قيلَ سُمِّىَ بذلِك لِمَا فِيهِ من الصَّلَابَةِ و اليُبُوسَةِ و قالَ ابنُ الجَوَالِيقىِّ (التِجْفَافُ) مُعَرَّبٌ و مَعْنَاهُ ثَوْبُ البَدَنِ و هو الَّذِى يُسَمَّى فِى عَصْرِنَا (بركصطَوان).
[جفل]
جَفَلَ: البَعِيرُ (جَفْلًا) و جُفُولًا منْ بَابَىْ ضَرَبَ وَ قَعَد نَدَّ وَ شَرَدَ فهو (جَافِلٌ) و (جَفَّالٌ) مُبَالَغَةٌ و بِهَذا سُمِّىَ الرَّجُلُ و (جَفَلَتِ) النَّعَامَةُ هَرَبَتْ و (جَفَلْتُ) الطِّينَ (أَجْفُلُه) من بَابِ قَتَلَ جَرَفْتُهُ و (جَفَلْتُ) الْمَتَاعَ لَّلقَيْتُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ و (جَفَلْتُ) الطَّائِرَ أَيْضاً نَقَّرتُهُ و فى مُطَاوِعِهِ (فَأَجْفَلَ) هُوَ بالْأَلِفِ جَاءَ الثُّلَاثِيُّ مُتَعَدِّياً و الرُّباعِىُّ لَازِماً عَكْس المشْهُورِ وَ لَهُ نَظَائِرُ تَأْتِي فى الْخَاتِمَةِ إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى و (أَجْفَلَ) الْقَوْمُ و (انْجَفَلُوا) و (تَجَفَّلُوا) و (جَفَلُوا) (جَفْلًا) من بَابِ قَتَل إِذَا أَسْرَعُوا الهَرَبَ و قَوْمٌ (جَفْلٌ) وَصْفٌ بالْمَصْدَرِ و (جُفَالةٌ) أيضاً و (الْجَفَلَى) عَلَى فَعَلَى بفَتْحِ الكُلِّ مِنْ ذلِكَ و هىَ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ إِلَى طَعَامِكَ دَعْوَةً عَامَّةً مِنْ غَيرِ اخْتِصَاصٍ قال طَرَفَةُ:
نحنُ فى الْمَشْتَاةِ نَدْعُو الْجَفَلَى لَا تَرَى الآدِبَ فِينَا يَنْتَقِر
يُقَالُ دَعَا فُلَانٌ (الْجَفَلَى) لا النَّقَرَى و (النَّقَرَى) الدَّعْوَةُ الْخَاصَّةُ بِبَعْضِ النَّاسِ و مِنْ هُنَا قَالَ العجِلىُّ فى مُشْكِلَاتِ الوَسِيطِ و التَّطفُّلُ حَرَامٌ إِذَا كَانَتِ الدَّعْوَةُ نَقَرَى لا إِذَا كَانَتْ جَفَلَى.
[جفن]
جَفْنُ: العَيْنِ غِطَاؤُهَا من أَعْلَاهَا و أَسْفَلِهَا و هو مُذَكَّرُ و (جَفْنُ) السَّيْفِ غِلافُهُ و الجمعُ (جُفُونٌ) و قد يُجْمَعُ على (أَجْفَانٍ) و (جَفْنَةُ الطَّعَامِ) مَعْرُوفَةٌ و الْجَمْعُ (جِفَانٌ) و (جَفَنَاتٌ) مثلُ كَلَبَةٍ و كِلَابٍ و سَجَدَاتٍ.
103
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جفو ص 104
[جفو]
جَفَا: السَّرْجُ عنْ ظَهْرِ الفَرَسِ (يَجْفُو) (جَفَاءً) ارْتَفَعَ و (جَافَيْتُهُ) (فَتَجَافَى) و (جَفَوْتُ) الرَّجُلَ (أَجْفُوهُ) أَعْرَضْتُ عَنْه أَوْ طَرَدْتُهُ و هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ (جُفَاءِ السَّيْلِ) و هُوَ مَا نَفَاهُ السَّيْلُ و قَدْ يَكُونُ مَع بُغْضٍ و (جَفَا) الثَّوْبُ (يَجْفُو) إِذَا غَلُظَ فَهُوَ (جَافٍ) و مَنَهَ جَفَاءُ الْبَدو وَ هُوَ غِلْظَتُهُمْ و فَظَاظتهمْ
[جلب]
جَلَبْتُ: الشَّيءَ (جَلْباً) من بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ و (الْجَلَبُ) بفَتْحَتَيْنِ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ و هُوَ مَا تَجْلُبُهُ من بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ و (جَلَبَ) عَلَى فَرَسِهِ (جَلْباً) من بَابِ قَتَلَ بمعْنى اسْتَحَثَّهُ لِلعَدْوِ بوَكْزٍ أو صُيَاحٍ أو نَحْوِهِ و (أَجْلَبَ) عَلَيْهِ بالألِفِ لُغَةٌ و فى حديث «لَا جَلَبَ و لَا جَنَبَ».
بفتحتين فِيهِمَا فُسّرَ بأنَّ رَبَّ المَاشِيَة لَا يُكَلَّفُ جَلَبَهَا إِلَى الْبَلَدِ لِيَأْخُذَ السَّاعِى مِنْها الزَّكَاةَ بَلْ تُؤْخَذ زَكَاتُهَا عِنْدَ المِيَاهِ و
قولُه (و لا جَنَبَ).
أى إذَا كَانَتِ المَاشِيَةُ فى الأَفْنِيَةِ فَتُتْرَكُ فِيهَا و لا تُخْرَجُ إلَى المَرْعَى لِيَخْرُجَ السَّاعِى لأَخْذِ الزَّكَاةِ لما فِيهِ من المشَقَّةِ فَأَمَرَ بالرِّفْقِ مِنَ الجَانِبَيْنِ و قيلَ مَعْنَى
(وَ لَا جَنَبَ).
أَىْ لا يَجْنُبُ أَحَدٌ فَرَساً إِلَى جَانِبِه فى السِّبَاقِ فَإِذَا قَرُبَ مِنَ الغَايَةِ انْتَقَلَ إِلَيْهَا فَيَسْبِقُ صَاحِبَهُ و قِيلَ غَيْرُ ذلِكَ و (الْجِلْبَابُ) ثَوْبٌ أَوْسَعُ مِنَ الْخِمَارِ و دُونَ الرّداءِ وَ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ (الْجِلْبَابُ) مَا يُغَطَّى بِه مِنْ ثَوْبٍ وَ غَيْرِهِ و الجمْعُ (الْجَلَابِيبُ) و (تَجَلْبَبَتِ) المرأة لَبِسَتِ (الْجِلْبَابَ) و (الجُلْبَانُ) حَبٌّ مِنَ القَطَانِيُّ ساكنُ اللَّامِ و بَعْضُهُمْ يَقُولُ سُمِعَ فِيه فَتْحُ اللَّامِ مُشَدَّدَةً.
[جلح]
جَلِحَ: الرجُلُ (جَلَحاً) من بابِ تَعِبَ ذَهَبَ الشَّعْرُ مِنْ جَانِبَىْ مُقَدَّم رَأْسِهِ فهو (أَجْلَحُ) و المرأَةُ (جَلْحَاءُ) و الْجَمْعُ (جُلْحٌ) مثلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و (الْجَلَحَةُ) مِثَالُ قَصَبَةٍ مَوضِعُ انْحِسَارِ الشَّعْرِ و أَوَّلُهُ (النَّزَع) ثم (الجَلَحُ) ثمّ (الصَّلَعُ) ثم (الجَلَهُ) و شَاةٌ (جَلْحَاءُ) لَا قَرْنَ لها.
[جلد]
جَلَدْتُ: الْجَانِىَ (جَلْداً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَرَبْتُهُ (بِالْمِجْلَدِ) بكَسْرِ المِيمِ و هُوَ السَّوْطُ الوَاحِدَةُ (جَلْدَةٌ) مثْلُ ضَرْبٍ و ضَرْبَةٍ و (جِلْدُ) الْحَيَوانِ ظَاهِرُ البَشَرَةِ قَالَ الأَزْهَرِىّ (الْجِلْدُ) غِشَاءُ جَسَدِ الْحَيَوانِ وَ الْجَمْعُ (جُلُودٌ) و قدْ يُجْمَعُ عَلَى (أَجْلَادٍ) مِثْلُ حِمْلٍ و حُمُولٍ و أَحْمَالٍ و (الْجَلِيدُ) كالصَّقِيعِ يُقَالُ مِنْهُ (جُلِدَتِ) الأرْضُ بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إِذَا أَصَابَهَا الْجَلِيدُ فهى (مَجْلُودَةٌ). و (الْجَلْمَدُ) و (الْجُلْمُودُ) مِثْلُ جَعْفَرٍ و عُصْفُورٍ الْحَجَرُ الْمُسْتَدِيرُ و مِيمُهُ «1» زَائِدَةٌ
[جلز]
الْجَلْزُ: وِزَانُ فَلْسٍ أَغْلَظُ السِنَّانِ (و أبُو مجْلَز) مُشْتَق من ذَلِكَ وِزَانُ مِقْوَدٍ و هو كنْيَةٌ و اسْمُهُ لَاحِقُ بْن حُمَيْدٍ و الْجِلَّوْزَ البُنْدُقُ.
__________________________________________________
(1) الميم عند غيره أصلية.
104
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جلس ص 105
[جلس]
جَلَسَ: (جُلُوساً) و (الجَلْسَةُ) بالفتح للمَرَّةِ و بِالْكَسْرِ النَّوْعُ و الْحَالَةُ الَّتِى يَكُونَ عَلَيْهَا (كَجِلْسَةِ) الاستِرَاحَةِ و التَّشَهُّدِ و (جِلْسَةِ) الْفَصْلِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ لأَنَّهَا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْجُلُوسِ و النَّوْعُ هو الَّذِى يُفْهَمُ مِنْهُ مَعْنًى زَائِدٌ عَلَى لَفْظِ الْفِعْلِ كَمَا يُقَالُ إِنَّهُ لَحَسَنُ الْجِلْسَةِ و (الْجُلُوسُ) غَيْرُ الْقُعُودِ فَإِنَّ (الْجُلُوسَ) هُوَ الانْتِقَالُ مِنْ سُفْلٍ إِلَى عُلْوٍ و القُعُودُ هُوَ الانْتِقَالُ مِنْ عُلْوِ إِلَى سُفْلٍ فَعَلَى الْأَوّلِ يُقَالُ لِمَنْ هُوَ نَائِمٌ أَوْ سَاجِدٌ (اجْلِسْ) وَ عَلَى الثَّانِي يُقَالُ لِمَنْ هُوَ قَائِمٌ (اقْعُدْ) و قَدْ يَكُونُ (جَلَس) بِمَعْنَى قَعَدَ يُقَالُ (جَلَسَ) مُتَرَبِّعاً و (قَعَدَ) مُتَرَبِّعاً وَ قَدْ يُفَارِقُهُ و مِنْهُ (جَلَسَ) بَيْنَ شُعَبِهَا أَىْ حَصَلَ وَ تَمَكَّنَ إِذ لَا يُسَمَّى هذا قُعُوداً فإِنَّ الرَّجُلَ حِينَئِذٍ يَكُونُ مُعْتَمِداً عَلَى أَعْضَائِهِ الأَرْبَعِ و يُقَالُ (جَلَسَ) مُتَّكِئاً وَ لَا يُقَالُ (قَعَدَ) مُتَّكِئاً بِمَعْنَى الاعْتِمَادِ عَلَى أَحَدِ الْجَانِبَيْنِ و قَالَ الفَارَابِيُّ و جَمَاعَةٌ (الْجُلُوسُ) نَقِيضُ الْقِيَامِ فَهُوَ أَعَمُّ مِنَ الْقُعُودِ و قَدْ يُسْتَعْمَلَانِ بِمَعْنَى الْكَوْنِ و الْحُصُولِ فَيَكُونَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ و مِنْهُ يُقَالَ (جَلَسَ) مُتَرَبَّعاً و (جَلَسَ) بَيْنَ شُعَبها أَىْ حَصَلَ و تَمَكَّنَ و (الْجَلِيسُ) مَنْ يُجَالِسُكَ. فَعِيلٌ بمعْنَى فَاعِلٍ و (الْمَجْلِسُ) مَوْضِعُ الْجُلُوسِ و الْجَمْعُ (الْمَجَالِس) و قَدْ يُطْلَقُ (الْمَجْلِسُ) عَلَى أَهْلِهِ مَجَازاً تَسْمِيَةٌ لِلْحَالِّ باسْمِ الْمَحَلِ يُقَالُ اتَّفَقَ الْمَجْلِسُ.
[جلف]
الجِلْفُ: الْعَرَبِيُّ الْجَافِى قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ أَجْلَافِ الشَّاةِ و هِىَ الْمَسْلُوخَةُ بِلَا رَأْسٍ وَ لَا قَوَائِمَ وَ لَا بَطْنٍ و قِيلَ أَصْلُ (الجِلْفِ) الدَّنّ الفَارِغُ وَ نَقَلَ ابْنُ الأَنْبَارِىِّ عَنِ الأَصْمَعِىِّ أَنَّ (الجِلْفَ) جِلْدُ الشَّاةِ و الْبَعِيرِ و كَأَنَّ الْمَعْنَى عَرَبِيُّ بِجِلْدِهِ لَمْ يَتَزَىَّ بِزىِّ الْحَضَرِ فِى رِقَّتِهم وَ لِينِ أَخْلَاقِهِمْ فَإِنَّهُ إِذَا تَزَيَّا بِزِيهِمْ و تَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِم كَأَنَّهُ نَزَعَ جِلْدَهُ و لَبِسَ غَيْرَهُ وَ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِم كلامٌ بِغُبَارِهِ أَىْ لمْ يَتَغَيَّرْ عَنْ جَهَتِه و قيلَ (الجِلفُ) كلُّ ظَرْفٍ وَ وِعَاءٍ و بِهِ وُصِفَ الرَّجُلُ وَ الْجَمْعُ (أَجْلَافٌ) مثلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (جُلُوفٌ) و (أجْلُفٌ) قَلِيلًا و (جَلَفْتُ) الطِّينَ (جَلْفاً) مِنْ بَابِ قَتَل قَشَرْتُهُ و (الْجَالِفَةُ) الشَّجَّةُ تَقْشُرُ الجلْدَ وَ لَا تَصِلُ إِلَى الْجَوْفِ.
[جلل]
جَلَّ: الشَّيءُ (يَجِلُّ) بالكَسْرِ عَظُمَ فهو (جَلِيلٌ) و (جَلَالُ اللّهِ) عَظَمَتُهُ و (جَلَّ (يَجِلُّ) أيْضاً خَرَجَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى آخَرَ فهو (جَالٌّ) وَ الْجَمْعُ (جَالَّةٌ) وَ مِنْهُ قِيلَ لليهود الذِينَ أُخْرِجُوا مِنَ الحِجَازِ (جَالَّةٌ) وَ هى (جَالِيَةٌ) أَيْضاً ثُمَّ نُقِلَ الاسْمُ إِلى الجزِية و قيل اسْتُعْمِل فُلَانٌ عَلَى (الْجَالَّةِ) كَمَا يُقالَ عَلَى (الْجَالِيَةِ) و (جُلَّةُ التَّمْرِ) الْوَعَاء و جَمْعُهَا (جِلَالٌ) مثلُ بُرْمَةٍ و بِرَام و (جُلُّ الشَّيء) بالضَّمِ أيضاً مُعْظَمُهُ و (جُلُّ الدَّابَّةِ)
105
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جلل ص 105
كثَوْبِ الانْسَانِ يَلْبَسُه يَقِيهِ الْبَرْدَ و الْجَمْعُ (جِلَالٌ) و (أَجْلَالٌ) (و الجَلَّةُ) بالفَتْحِ الْبَعْرَةُ و تُطْلَقُ عَلَى العَذِرَة و (جَلَّ) فُلَانٌ البَعْرَ (جَلًّا) من بَاب قَتَلَ الْتَقَطَهُ فَهُو (جَالٌّ) وَ (جَلّالٌ) مُبَالَغَةٌ و مِنْهُ قِيلَ لِلْبَهِيمَةِ تَأْكُلُ العَذِرَةَ (جلَّالَةٌ و جَالَّةٌ) أَيْضاً و الْجَمْعُ (جَلَّالاتٌ) على لَفْظِ الْوَاحِدَةِ و (جَوالُّ) مثْلُ دَابَّةٍ و دَوَابَّ و (جَلَّلَ) الْمَطَرُ الْأَرْضَ بالتَّثْقِيلِ عَمَّهَا وَ طبَّقَهَا فَلَمْ يَدَعْ شَيْئاً إلَّا غَطَّى عَلَيْهِ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ فِى مُتَخَيَّرِ الْأَلفَاظِ و منْهُ يُقَالُ (جلَّلْتُ) الشَّيءَ إِذا غَطَّيْتُه و (الجُلَّى) فُعْلَى الْأَمْرُ الشَّدِيدُ و الْخَطْبُ العَظِيمُ.
و الْجُلْجُلُ: مَعْرُوفٌ و الجمعُ (جَلَاجِلُ).
و جَلُولَاءُ: فَعُولَاءُ بفَتْحِ الْفَاءِ و الْمَدِّ بُلَيْدَةٌ مِنْ سَوادِ بَغْدَادَ بِطَرِيقِ خُرَاسَانَ و بِهَا الْوَقْعَةُ الْمَشْهُورَةُ فِى سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ و كَانَتْ تُسَمَّى فَتْحَ الْفُتُوحِ لِعِظَم غَنَائِمَها.
[جلم]
الْجَلَمُ: بِفَتْحَتَيْنِ المِقْراضُ و (الْجَلمَان) بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ مِثْلُه كَمَا يُقَالُ فيهِ (المِقْرَاضُ و الْمِقْرَاضَانِ) و (القَلَمُ و الْقَلَمَانِ) و يَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ (الْجَلَمَانِ و الْقَلَمَانِ) اسْماً وَاحِداً عَلَى فَعَلَانٍ كَالسَّرَطَانِ و الدَّبَرَانِ و تُجْعَلُ النُّونُ حَرْفَ إِعْرَابٍ و يَجُوزُ أَنْ يَبْقَيَا عَلَى بَابِهِمَا فى إعْرَابِ الْمُثَنَّى فَيُقَالُ شَرَيْتُ (الْجَلَمَيْنِ) و الْقَلَمَيْنِ. و (جَلَمْتُ) الشَّيءَ (جَلْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُهُ فَهُو (مَجْلُومٌ) و (جَلَمْتُ) الصُّوفَ و الشَّعْرَ قَطَعْتُهُ (بِالْجَلَمَيْنِ)
[جله]
جَلِهَ: (جَلَهاً) من بَابِ تَعِبَ انْحَسَرَ الشَّعْرُ عَنْ أَكْثَرِ رَأْسِهِ فَهُوَ (أَجْلَهُ) و الأُنْثَى (جَلْهَاءُ) و الْجَمْعُ (جُلْهٌ) مثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ.
و
[جلهق]
الْجُلَاهِقُ: بضَمِّ الجِيمِ الْبُنْدُقُ الْمَعْمُولُ مِنَ الطِّينِ الْوَاحِدَةُ (جُلَاهِقَةٌ) و هو فَارِسىٌّ لِأنَّ الجِيمَ و الْقَافَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِى كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ و يُضَافُ الْقَوْسُ إِلَيْهِ لِلتَّخْصِيصِ فَيُقَالُ (قَوْسُ الجُلَاهِقِ) كَمَا يُقَالُ قَوْسُ النُّشَّابة
[جلو]
جَلَوْتُ: العَرُوسَ (جِلْوَةً) بِالْكَسْرِ و الْفَتْحُ لُغَةٌ و (جِلَاءً) مثل كِتَابٍ و (اجْتَلَيْتُها) مثْلُهُ و (جَلَوْتُ) السَّيْفَ و نَحْوَه كَشَفْتُ صَدَأَهُ (جِلَاءً) أيضاً و (جَلَا) الخَبَرُ للنَّاسِ (جَلَاءً) بالفَتْحِ و الْمَدِّ وَضَحَ و انْكَشَفَ فَهُوَ (جَلِيٌّ) و (جَلَوْتُهُ) أَوْضَحْتُهُ يَتَعدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى و (جَلَوْتُ) عَنِ البَلَدِ (جَلَاءً) بالْفَتْحِ و الْمَدِّ أيضاً خَرجْتُ و (أَجْلَيْتُ) مِثْلُهُ و يُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ و الرُّبَاعِىُّ مُتَعَدِّيَيْنِ أيضاً فيُقَالُ (جَلَوْتُهُ) و (أَجْلَيْتُهُ) و الفَاعِلُ مِنَ الثُّلَاثِيِّ (جَالٍ) مثْلُ قَاضٍ و الْجَمَاعَةُ (جَالِيَةٌ) و منْه قِيلَ لِأَهْلِ الذِّمَّةِ الذِينَ أَجْلَاهُمْ عُمَرُ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ عَنْ جَزِيرَة الْعَرَبِ (جَاليَةٌ) ثُمَّ نُقِلَتِ (الْجَالِيَة) إلَى الْجزيَة الَّتى أُخِذَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ اسْتُعْمِلَتْ فى كُلِّ جِزْيَة تُؤْخَذُ و إنْ يَكُنْ صَاحِبُهَا (جَلَا) عَنْ وَطَنِهِ فَيُقَالُ اسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى (الجَالِيَةِ) و الجمعُ (الْجَوَالِي)
106
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جلو ص 106
و (أَجْلَى) الْقَوْمُ عَنِ الْقَتِيلِ تَفَرَّقُوا عَنْهُ بالْأَلِفِ لَا غَيْرُ قَالَه ابْنُ فَارِسٍ وَ قَالَ الفَارَابِىُّ أَيْضاً (أَجْلَوْا) عَنِ الْقَتِيلِ انْفرجُوا و (أَجْلَوْا) مَنْزِلَهُمْ إِذَا تَرَكُوه مِنْ خَوْفٍ يَتَعدَّى بِنَفْسِهِ فَإنْ كَانَ لِغَيْرِ خَوْفٍ تَعَدَّى بالْحَرْفِ و قِيلَ (أَجْلَوْا عَنْ مَنْزِلهِمْ و (تَجَلَّى) الشيءُ انْكَشَفَ.
[جمهر]
الْجُمْهُورُ: الرَّمْلَةُ الْمُشْرِفَةُ عَلَى مَا حَوْلَهَا سُمِّيَتْ بذلكَ لِكَثْرَتِهَا و عُلُوِّهَا و فِى حَدِيثٍ «جَمْهَرُوا قَبْرهُ».
أى جَمَعُوا لَهُ التُّرَابَ و منْ ذلِكَ قِيلَ لِلْخَلْقِ العَظِيمِ (جُمْهُورٌ) لكَثْرَتِهِمْ و الجمعُ (جَمَاهِيرُ).
[جمح]
جَمَحَ: الْفَرَسُ برَاكِبِه (يَجْمَحُ) بفَتْحَتَيْنِ (جِمَاحاً) بالكسر و (جُمُوحاً) اسْتَعْصَى حتَّى غَلَبَهُ فَهُوَ (جَمُوحٌ) بِالفَتْحِ و (جَامِحٌ) يَسْتَوِى فِيهِ الذَّكَرُ و الْأنْثَى و (جَمَحَ) إِذَا عَارَ وَ هُوَ أَنْ يَنْفَلِتَ فَيَرْكَبَ رَأْسَهُ فَلَا يَثْنِيَهُ شَيءٌ و رُبَّمَا قيل (جَمَحَ) إِذَا كَانَ فِيهِ نَشَاطٌ و سُرْعَةٌ و (الْجِمَاحُ) منَ الْأَوَّلَيْنِ مَذْمُومٌ و مِنَ الثَّالِثِ محْمُودٌ لكنَّ الثَّالِثَ مَهْجُورُ الاسْتِعْمَالِ و إِنْ كَانَ مَنْقُولًا و (جَمَحَتِ) الْمرأَةُ خَرَجَتْ مِنْ بَيْتَها غَضْبَى بِغَيْرِ إِذْنِ بَعْلِهَا (فَالْجَمُوحُ) هو الرّاكِبُ هَوَاهُ.
[جمد]
جَمَدَ: الْمَاءُ و غَيْرُهُ (جَمْداً) مِنْ بَابِ قَتَل و (جُمُوداً) خِلَافُ ذَابَ فهو (جَامِدٌ) و (جَمَدَتْ) عَيْنُهُ قَلَّ دَمْعُهَا كنَايَةٌ عن قَسْوَةِ الْقَلْبِ و (جَمَدَ) كَفُّهُ كِنَايَةٌ عَنِ البُخْلِ و مَاءٌ (جَمْدٌ) بالسُّكُونِ تَسْمِيَةٌ بالمصْدَرِ خِلَافُ الذَّائِبِ و (الْجَمَدُ) بالفَتْحِ «1» جَمْعُ (جَامِدٍ) مثلُ خَادِمٍ و خَدَمٍ و (جُمَادَى) من الشُّهُورِ مُؤَنَّثَةٌ قَالَ ابْنُ الأَنْبارِىِّ و أَسْمَاءُ الشُّهُورِ كُلُّها مُذَكَّرَةٌ إِلَّا جُمَادَيَيْنِ فَهُمَا مُؤنَّثَتَانِ تَقُولُ مَضَتْ جُمَادَى بِمَا فِيهَا قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذَا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَهَا زَانَ جَنَابَيْ عَطَنٍ مُعْصِف
ثمَّ قَالَ فإنْ جَاءَ تَذْكِيرُ جُمَادَى فى شِعْرٍ فَهُوَ ذَهَابٌ إلَى مَعْنَى الشَّهْرِ كَمَا قَالُوا هذِهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ عَلَى مَعْنَى هذه الدَّرَاهِمُ و قَالَ الزَّجَّاجُ (جُمَادَى) مُؤَنَّثَةٌ و التَّأْنيثُ لِلِاسْمِ فَإنْ ذُكِّرَتْ فِى شِعْرٍ فإنَّمَا يُقْصَدُ بِهَا الشَّهْرُ و هِىَ غَيْرُ مَصْرُوفَةٍ للتَّأْنِيْثِ و الْعَلَمِيَّةِ و الجمْعُ عَلَى لَفْظِهَا (جُمَادَيَاتٌ) و الأُوَلى و الآخِرةُ صِفَةٌ لَهَا فالآخِرَةُ بمَعْنَى الْمتَأَخِّرَةِ قَالُوا وَ لَا يُقَالُ (جُمَادَى الْأُخْرَى) لأَنَّ الأُخْرَى بِمَعْنَى الوَاحِدةِ فَتَتَنَاوَلُ الْمُتَقَدِّمَةَ و الْمُتَأَخِّرَةَ فَيَحْصُلُ اللَّبْسُ فقِيلَ الآخِرَةُ لِتَخْتَصَّ بِالْمتَأَخِّرةِ.
وَ يُحْكَى أَنَّ العَرَبَ حِينَ وَضَعَتِ الشُّهُورَ وَافَقَ الوَضْعُ الأَزْمِنَةَ فَاشْتُقَّ للشُّهُورِ مَعَانٍ من تِلْكَ الأزْمِنَةِ ثمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتَعْمَلُوها فى
__________________________________________________
(1) أىْ بفتح الميم- و التعبير الاصطلاحى بفتحتين.
107
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جمد ص 107
الأَهِلَّةِ و إِنْ لَمْ تُوَافِقْ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَقَالُوا (رَمَضَانُ) لَمَّا أَرْمَضَتِ الْأَرْضُ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ و (شَوَّالٌ) لمَّا شَالَتِ الْإِبِلُ بأَذْنَابِها لِلطُّروقِ و (ذُو الْقَعْدَةِ) لَمَّا ذَلَّلُوا القِعْدانَ لِلرُّكُوبِ و (ذُو الحِجَّةِ) لمَّا حَجُّوا و (الْمُحَرَّمُ) لمَّا حَرَّمُوا القِتَالَ أوِ التِّجَارَةَ و (الصَّفَرُ) لمَّا غَزَوْا فَتَرَكُوا دِيَارَ القَوْمِ صِفْراً و (شَهْرُ رَبيعٍ) لَمَّا أَرْبَعَتِ الأرْضُ و أَمْرَعَتْ و (جُمَادَى) لَمَّا جَمَد المَاءُ و (رَجَبٌ) لمَّا رَجَّبُوا الشَّجَرَ و (شَعْبَانُ) لَمَّا أَشْعَبُوا العُودَ.
[جمر]
جَمْرَةُ: النَّارِ القِطْعَةُ الْمُلْتَهِبَةُ و الْجَمْعُ (جَمْرٌ) مثلُ تَمْرةٍ و تَمْرٍ و جمعُ (الْجَمْرَةِ) (جَمَرَاتٌ) و (جِمَارٌ) و منْهُ (جَمَرَاتُ الْعَرَبِ) وَاحِدَتُها (جَمْرةٌ) و هِىَ الطَّائِفَةُ تَجْتَمِعُ عَلَى حِدَةٍ لِقُوَّتِهَا و شِدَّةِ بَأْسِها يُقَال (جَمَرَ) بَنُو فُلَان إِذَا اجْتَمَعُوا و (جَمَرْتُهُم) يَتَعدَّى و لَا يَتَعَدَّى و (جَمَّرتِ) المرْأَةُ شَعْرَهَا جَمَعَتْهُ و عَقَدَتْهُ فى قَفَاهَا و كُلُّ ضَفِيرَةٍ (جَمِيرَةٌ) و الْجَمْعُ (الجَمَائِر) مثلُ ضَفِيرَةٍ و ضَفَائِرَ وزْناً و معْنىً و كلُّ شَيءٍ جَمَعْتَهُ فقد جَمَّرتَهُ و منْهُ (الْجَمْرَةُ) و هى مُجتَمَعُ الْحَصَى بِمِنًى فَكُلُّ كُومَةٍ مِنْ الْحَصَى (جَمْرَةٌ) و الجمعُ (جَمَراتٌ) و (جَمَراتُ مِنًى) ثَلَاثٌ بَيْنَ كُلِّ جَمْرَتَيْنِ نحوُ غَلْوَةِ سَهْمٍ و (جُمَّارُ) النَّخْلَةِ قَلْبُهَا و منه يَخْرُج الثَّمَرُ و السَّعَفُ و تَمُوتُ بِقَطْعِهِ و (المِجْمَرَةُ) بِكَسْرِ الأَوَّلِ هى المِبْخَرَةُ و المِدْخَنةُ قَالَ بَعْضُهُمْ (المِجْمَرُ) بحذف الهاء مَا يُبَخَّرُ بِهِ مِنْ عُودٍ و غَيْرِهِ وَ هِىَ لُغَةٌ أيضاً فى الْمِجْمَرَةِ و (جَمَّرَ) ثوْبَهُ (تَجْمِيراً) بَخَّرَهُ و رُبَّمَا قيلَ (أَجْمَرَهُ) بالألِفِ و (اسْتَجمَر) الإنْسَانُ فِى الاسْتِنْجَاءِ قَلَعَ النَّجَاسَةَ بالْجَمَرَاتِ و الجِمارِ و هِىَ الحِجَارَةُ.
[جمز]
جَمَزَ: (جَمْزاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ عَدَا و أَسْرَعَ و (الْجَمْزُ) بفَتْحِ الكُلِّ اسمٌ منْهُ و يُطْلَقُ (الْجَمْزُ) عَلَى السَّيْرِ و يُقَالُ هُوَ نَوْعٌ مِنَ السَّيْرِ أَشَدُّ مِنَ العَنَقِ.
[جمس]
جَمَسَ: الوَدَكُ (جُمُوساً) من بَابِ قَعَدَ جَمَدَ و (الجَامُوسُ) نوْعٌ مِنَ الْبَقَرِ كأَنَّهُ مُشْتَقُّ مِنْ ذلِكَ لأنَّهُ لَيْسَ فِيهِ لِينُ البَقَرِ فِى اسْتِعْمَالِهِ فى الْحَرْثِ و الزَّرْعِ و الدِّيَاسَةِ و فى التَّهْذِيبِ (الْجَامُوسُ) دَخِيلٌ و الْجَمْعُ (جَوَامِيسُ) تُسَمِّيهِ الفُرْسُ كَاوْمِيش
[جمع]
جَمَعْتُ: الشّيءَ (جَمْعاً) و جَمَّعْتُهُ بالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ و (الْجَمْعُ) الدَّقَلُ لأنه يُجْمَعُ و يُخْلَطُ ثمَّ غَلَبَ عَلَى التَمْر الرَّدِئِ و أُطْلِقَ عَلَى كُلِّ لَوْنٍ مِنَ النَّخْلِ لا يُعْرَفُ اسْمُهُ و (الْجَمْعُ) أيضاً الْجَمَاعَةُ تَسْمِيَةٌ بالمصْدَرِ و يُجْمَعُ عَلَى (جُمُوعٍ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (الْجَمَاعَةُ) مِنْ كُلِّ شَيءٍ يُطْلَقُ عَلَى القَلِيلِ و الكَثِيرِ و يُقَالُ لِمُزْدَلِفَةَ (جَمْعٌ) إمّا لأنَّ النَّاسَ يَجْتَمِعُونَ بِهَا وِ إمَّا لأَنَّ آدمَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ بِحَوَّاءَ وَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ سُمِّىَ بذلِكَ لاجْتِمَاعِ النَّاسِ بِهِ و ضَمٌ الميم لُغَةُ الحِجَازِ و فَتْحُهَا لُغَةُ بَنِى تَمِيم
108
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جمع ص 108
و إنْ كَانُهَا لُغَةُ عُقَيلٍ و قَرَأَ بِهَا الْأَعْمَشُ و الْجَمْعُ (جُمَعٌ) و (جُمُعَاتٌ) مِثْلُ غُرَفٍ و غُرُفَاتٍ فِى وُجُوهِهَا و (جَمَّعَ) النَّاسُ بالتَّشْدِيدِ إِذَا شَهِدُوا الجُمْعَةَ كَمَا يُقَالَ (عَيَّدُوا) إذا شَهدُوا العِيدَ و أما (الْجُمْعَةُ) بسكُونِ المِيم فاسْمٌ لِأَيَّامِ الأُسْبُوعِ و أوّلُهَا يومُ السَّبْتِ قَالَ أَبُو عمَرَ الزَّاهِدُ فِى كِتَابِ المدْخَلِ أَخْبَرَنَا ثَعْلَبٌ عَنِ ابنِ الأَعْرَابِىِّ قَالَ أوَّلُ الْجُمْعَةَ يومُ السَّبْتِ و أوَّلُ الأيَّامِ يَوْمُ الأَحَدِ هكَذَا عِنْدَ الْعَرَبِ وَ ضَرَبَهُ (بِجُمْعِ كَفِّهِ) بضَمِّ الجِيمِ أى مَقْبُوضَةً و أَخَذَ (بِجُمْعِ) ثِيَابه أىْ (بِمُجْتَمَعِهَا) و الفَتْحُ فِيهِمَا لُغَةٌ و فى النَّوَادرِ سَمِعْتُ رَجُلًا من بَنِى عُقَيْلٍ يَقُولُ ضَرَبَهُ (بِجِمْعِ كَفِّهِ) بالكَسْرِ و ماتَتِ المرْأَةُ (بِجُمْعٍ) بالضَّمِ و الكَسْرِ إذَا مَاتَتْ وَ فِى بَطْنِهَا وَلَدٌ و يُقَالُ أَيْضاً لِلَّتِى مَاتَتْ بِكْراً و (الْمَجْمِعُ) بفَتْحِ المِيمِ و كَسْرِهَا مثْلُ الْمَطْلَعِ و الْمَطْلِع يُطْلَقُ عَلَى الْجَمْعِ و عَلَى مَوْضِعِ الاجْتِمَاعِ و الْجَمْعُ (المَجَامِعُ) و (جُمَّاعُ) النَّاسِ بالضَّمِ و التَّثْقِيلِ أَخْلَاطُهُمْ و (جِمَاعُ) الإِثْمِ بِالكَسْرِ و التَّخْفِيفِ جَمْعُهُ و (أَجْمَعْتُ) المسيرَ و الأمَر و (أَجْمَعْتُ) عليْهِ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ و بِالْحَرْفِ عَزَمْتُ عَلَيْهِ و
فِى حَدِيثٍ «مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ».
أَىْ مَنْ لَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِ فَيَنْوِيَهُ و (أَجْمَعُوا) عَلَى الأَمْرِ اتَّفَقُوا عَلَيْهِ و (اجْتَمَعَ) الْقَوْم و (اسْتَجْمَعُوا) بمعنى (تَجَمَّعُوا) و (اسْتَجْمَعَتْ) شَرَائِطُ الإِمَامَةِ و (اجْتَمَعَتْ) بمعْنَى حَصَلَتْ فَالْفِعْلَانِ عَلَى اللَّزومِ و جَاءَ القَوْمُ (جَمِيعاً) أىْ (مُجْتَمِعِينَ) وَ جَاءُوا (أجْمَعُونَ) و رَأَيْتُهمْ (أَجْمَعِينَ) و مَرَرْتُ بِهِمْ (أَجْمَعِينَ) و جَاءُوا (بأَجْمَعِهِمْ) بِفتْحِ المِيمِ و قَدْ تضَمُّ حَكَاهُ ابْنُ السّكِّيتِ و قَبَضْتُ الْمَالَ (أَجْمَعَه) و (جَمِيعَهُ) فَتُؤَكِّدُ بِهِ كُلِّ مَا يَصِحُّ افْترَاقُهُ حِسًّا أو حُكْماً.
و تُتْبِعُهُ الْمُؤَكَّدَ فى إِعْرَابِهِ و لا يَجُوزُ قَطْعُ شَيءٍ مِنْ أَلْفَاظِ التوْكِيدِ عَلَى تَقدِيرِ عَامِلٍ آخَرَ و لَا يَجُوزُ فى أَلفاظِ التَّوْكِيدِ أَنْ تُنْسَقَ بِحَرْفِ العَطْفِ فَلَا يُقَالُ جَاءَ زَيْدٌ نَفْسُهُ و عَيْنُهُ لأنَّ مَفْهُومَهَا غَيْرُ زَائِدٍ عَلَى مَفْهُومِ المُؤَكَّدِ و العَطْفُ إِنَّمَا يَكُونُ عِنْدَ الْمُغَايَرَةِ بِخِلَافِ الأَوْصَافِ حَيْثُ يَجُوزُ جَاءَ زَيْدٌ الكَاتِبُ و الْكَرِيمُ فإنَّ مَفْهُومَ الصِّفَة زَائِدٌ عَلَى ذَاتِ الْمَوْصُوفِ فكَأَنَّهَا غَيْرُه و
فِى حَدِيث «فَصَلُّوا قُعُوداً أَجْمَعِينَ».
فَغَلِطَ مَنْ قَالَ إِنّهُ نُصِبَ عَلَى الحَالِ لِأَنَّ ألفَاظَ التَّوْكِيدِ مَعَارِفٌ و الحالُ لا تَكُونُ إلَّا نَكِرَةً و مَا جَاءَ مِنْها مَعْرِفَةً فَمَسْمُوعٌ و هُوَ مُؤَوَّلٌ بالنَّكِرَةِ و الوَجْهُ فِى الْحَدِيث فَصَلُّوا قُعُوداً أَجْمَعُونَ و إِنَّمَا هُوَ تَصْحِيفٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ فى الصَّدْرِ الأَوَّلِ و تَمَسَّكَ الْمَتأَخرُونَ بالنَّقْلِ و (جَامِعَةً) فى قَوْلِ الْمُنَادِى (الصَّلَاةَ جَامِعَةً) حَالٌ مِنَ الصَّلَاةِ وَ الْمعْنَى عَلَيْكُمْ الصَّلَاةَ فِى حَالِ كَوْنِهَا جَامعَة
109
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جمع ص 108
النَّاسَ و هذَا كَمَا قِيِلَ لِلْمَسْجِدِ الَّذِى تُصَلَّى فِيهِ الْجُمْعَةُ الْجَامِعُ لأَنَّهُ يَجْمَعُ النَّاسَ لِوَقْتٍ معْلُومٍ
و كَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ يَتَكَلَّمُ (بجَوَامِعِ الكَلِمِ).
أىْ كَانَ كَلامُهُ قَلِيلَ الْأَلْفَاظِ كَثِيرَ الْمَعَاني و حَمِدْتُ اللّهَ تَعَالَى (بِمَجَامِعِ الْحَمْدِ) أىْ بِكَلِمَاتٍ جَمَعَتْ أَنْوَاعَ الحمْدِ و الثَّنَاءِ عَلَى اللّهِ تَعَالَى.
[جمل]
الجَمَلُ: مِنَ الإِبِلِ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَخْتَصُّ بالذَّكَرِ قَالُوا وَ لَا يُسَمَّى بِذَلِكَ إِلَّا إذَا بَزَل و جمْعُهُ (جِمَالٌ) و (أَجْمَالٌ) و (أَجْمُلٌ) و (جِمَالَةٌ) بالهَاءِ و جَمْعُ الجِمَالِ (جِمَالاتٌ) و (جَمُلَ) الرَّجُلُ بالضَّمِّ و الْكَسْرِ (جَمَالًا) فهو (جَمِيلٌ) و امْرَأَةٌ (جَمِيلَةٌ) قال سِيَبَويْهِ (الْجَمَالُ) رِقَّةُ الْحُسْنِ و الْأَصْلُ (جَمَالَةٌ) بالهَاءِ مثْلُ صَبُحَ صَبَاحَةً لكِنَّهُمْ حَذَفُوا الْهَاءَ تَخْفيفاً لكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ و (تَجَمَّلَ تَجَمُّلًا) بمعنَى تَزَيَّنَ و تَحَسَّنَ إِذَا اجْتَلَبَ البَهاءَ و الإِضَاءَةَ و (أَجْمَلْتُ) الشيءَ (إجْمَالًا) جَمَعْتُهُ مِنْ غَيرِ تَفْصِيلٍ (و أَجْمَلْتُ) فى الطَّلَبِ رَفَقْتُ و رَجُلٌ (جُمَالِيٌّ) بضَمِّ الجِيمِ عَظِيمُ الْخَلْقِ و قيلَ طَوِيلُ الجِسْمِ.
[جمم]
جَمَّ: الشَّيءُ (جَمّاً) من بَابِ ضَرَبَ «1» كثر فَهُوَ (جَمٌّ) تَسْمِيَةٌ بالمصْدَرِ و مَالٌ (جَمٌّ) أى كَثِيرٌ و جَاءُوا (الْجَمَّاءَ) الْغَفِيرَ و (جَمَّاءَ) الْغَفِيرِ أىْ بجُمْلَتِهِمْ و (الْجُمَّةُ) مِنَ الإنْسَانِ مُجْتَمَعُ شَعْرِ نَاصِيَتهِ يُقَالُ هِىَ الَّتِى تَبْلُغُ المنْكِبَيْنِ و الْجَمْعُ (جُمَمٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (جَمِمَتِ) الشاةُ (جَمَماً) من بَابِ تَعِبَ إِذَ لَمْ يَكُنْ لَهَا قَرْنٌ فالذَّكَرُ (أَجَمُّ) و الأُنْثَى (جَمَّاءُ) و الجمعُ (جُمٌّ) مثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و (جُمَامُ القَدَحِ) مِلْؤُهُ بغيْرِ رَأْسٍ مُثَلَّثُ الجِيمِ قال ابْنُ السِّكِّيتِ و إنَّمَا يُقَالُ (جُمَامٌ) فى الدَّقِيقِ و أَشْبَاهِهِ يُقَالُ أَعْطَانِي (جُمَامَ) الْقَدَح دَقِيقاً و (جَمَامُ) الْفَرَسِ بالفَتْحِ لَا غَيْرُ رَاحَتُهُ و (أَجَمَّ «2») الشَّيءُ بالأَلِفِ دَنَا وَ حَضَرَ. و الجُمْجُمَةُ: عَظْمُ الرَّأْسِ الْمشْتَمِلُ عَلَى الدِّمَاغِ و رُبَّمَا عُبَرَ بِهَا عَنِ الْإِنْسَانِ فيُقَالُ خُذْ مِنْ كُلِّ جُمْجُمَة دِرْهَمًا كَمَا يُقَالُ خُذْ مِنْ كُلِّ رَأْس بهَذَا الْمَعْنَى.
[جنب]
جَنْبُ: الإِنْسَانِ مَا تَحْتَ إِبْطِهِ إلَى كَشْحِهِ وَ الْجَمْعُ (جُنُوبٌ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوس و (الْجَانِبُ) النَّاحِيَةُ و يَكُونُ بمَعْنى الجَنْبِ أيضاً لأَنَّهُ نَاحِيَةٌ مِنَ الشَّخْصِ و (الجَنُوبُ) هى الرِّيحُ القِبْلِيَّةُ و (ذَاتُ الْجَنْبِ) عِلَّةٌ صَعْبَةٌ و هِى وَرَمٌ حَارٌّ يَعْرِض لِلْحِجَابِ الْمُسْتَبْطِنِ لِلْأضْلَاعِ يُقَال مِنْهَا (جُنِبَ) الإنسان بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فهُو (مَجْنُوبٌ) و (الجَنَابة) مَعْرُوفَةٌ يُقَالُ مِنْها (أَجْنَبَ)
__________________________________________________
(1) و جَاءَ جَمَّ يجُمِّ بضم الجيم فى المضارع.
(2) و مثله جَمْ بهذا المعنى.
110
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جنب ص 110
بالألِفِ و (جَنُبَ) وِزَانُ قَرُبَ فهُوَ (جُنُبٌ) و يُطلقُ عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنْثَى و الْمُفْرَدِ و التَّثْنِيَةِ و الْجَمْعِ و رُبَّمَا طَابَقَ عَلَى قِلَّةٍ فيُقَالُ (أَجْنَابٌ) (جُنُبُونَ) و نِسَاءٌ (جُنُبَاتٌ) و رَجُلٌ (جُنُبٌ) بَعِيدٌ و الجَارُ (الْجُنُبُ) قِيلَ رَفِيقُكَ فى السَّفَرِ و قِيلَ جَارُكَ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ وَ لَا تَكَادُ الْعَرَبُ تَقُولُ (أَجْنَبِيٌّ) قَالَهُ الأزهَرِىُّ فِى (روح) و قَالَ فى بِابِهِ رَجُلٌ (أَجْنَبُ) بَعِيدٌ مِنْكَ فى القَرَابَةِ و (أَجْنَبِيٌّ) مِثْلُهُ و قَالَ الفَارَابِىُّ قَوْلُهُمْ رَجُلٌ (أَجْنَبِيٌّ) و (جُنُبٌ) و (جَانِبٌ) بِمَعْنًى و زَادَ الْجَوْهَرِىُّ و (أَجْنَبُ) و الجمعُ (الْأَجَانِبُ) و (جَنَبْتُ) الرَّجُلَ الشَّرَّ (جُنُوباً) من بَابِ قَعَدَ أَبْعَدْتُهُ عَنْهُ و (جَنَّبْتُهُ) بالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ و (الجَنِيبُ) مِنْ أَجْوَدِ التَّمْر و (الْجَنِيبةُ) الْفَرَسُ تُقَادُ وَ لَا تُرْكَبُ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ يُقَالَ (جَنَبْتُهُ) (أَجْنُبُهُ) منْ بَابِ قَتَل إذا قُدْتَه إِلى جَنْبِك و
قولُه عَليْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «لا جَلَب و لا جَنَب».
تقدَّمَ فى (جَلبَ) و (الْجَنَابُ) بالفَتْحِ الفِنَاءُ و (الجَانِبُ) أَيْضاً.
[جنح]
جَنَحَ: إِلَى الشَّيءِ (يَجْنَحُ) بَفَتْحَتَيْنِ و (جَنَحَ) (جُنُوحاً) من بَابِ قَعَدَ لُغَةً مَالَ و (جُنْحُ) اللَّيْلِ بِضَمِّ الجِيمِ و كَسْرِهَا ظَلَامُهُ و اخْتِلَاطُهُ و (جَنَحَ) اللَّيْلُ (يَجْنَحُ) بِفَتْحَتَيْنِ أَقْبَلَ و (جِنْحُ) الطَّرِيقِ بالكَسْرِ جَانِبُهُ و (جَنَاحُ) الطَّائِر بمنزِلَةِ الْيَدِ مِنَ الإِنْسَانِ و الجمْعُ (أَجْنِحَةٌ) و (الجُنَاحُ) بالضَّمِّ الإِثْمُ.
[جند]
الجُنْدُ: الأَنْصَارُ و الْأَعْوَانُ و الجمْعُ (أَجْنَادٌ) و (جُنُودٌ) الوَاحِدُ (جُنْدِيٌّ) فاليَاءُ للوَحْدَةِ مِثْلُ رُومٍ و رُومِىٍّ و (جَنَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ بَلَدٌ بالْيَمَنِ.
[جنز]
جَنَزْتُ: الشَّيءَ (أَجْنِزُه) مِنْ بابِ ضَرَبَ سَتَرْتُهُ و مِنْهُ اشْتِقَاقُ الجِنَازَةِ و هىَ بالفَتْحِ و الْكَسْرِ و الكَسْرُ أَفْصَحُ و قَالَ الأَصْمَعِىُّ و ابْنُ الأَعْرَابِىِّ بالكَسْرِ الميتُ نَفْسُهُ و بالفَتْحِ السَّرِيرُ و رَوَى أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ عَنْ ثَعْلَبٍ عَكْسَ هذا فَقَالَ بالكَسْرِ السَّرِيرُ و بالفَتْحِ الميتُ نَفْسُهُ.
[جنس]
الجِنْسُ: الضَّرْبُ مِنْ كلِّ شَيءٍ و الْجَمْعُ (أَجْنَاسٌ) و هُوَ أَعَمُّ مِنَ النَّوْعِ فَالْحَيَوَانُ جِنْسٌ و الإِنْسَانُ نَوْعٌ و حُكِىَ عَنِ الْخَلِيلِ (هذَا يُجَانِسُ هذَا) أى يُشَاكِلُهُ و نَصَّ عليْه فى التَّهْذِيبِ أَيْضاً و عَنْ بَعْضِهِمْ (فُلَانٌ لَا يُجَانِس النَّاسَ) إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ تَمْيِيزٌ وَ لَا عَقْلٌ و الأَصْمَعِىُّ يُنْكِرُ هذَيْنِ الاسْتِعْمَالَيْنِ و يَقُولُ هو كَلَامُ الْمُوَلَّدِينَ و لَيْسَ بِعَرَبِىِّ.
[جنف]
جَنِفَ: (جَنَفاً) منْ بَابِ تَعِبَ ظَلَمَ و (أَحْنَفَ) بالألِفِ مِثْلُهُ و قولُه تَعالى «غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ»
أى غَيْرَ مُتَمَايِلٍ مُتَعمِّدٍ.
[جنن]
الجَنِينُ: وصْفٌ لَهُ مَا دَامَ فِى بَطْنِ أُمِّهِ و الْجَمْع (أَجِنَّةٌ) مثْلُ دَلِيلٍ و أَدِلَّةٍ قِيلَ سُمِّيَ بذَلِك لاسْتِتَارِهِ فَإِذَا وُلِدَ فَهُوَ مَنْفُوسٌ و (الجِن
111
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جنن ص 111
وَ الْجِنَّةُ) خِلَافُ الإِنْسَانِ و (الجَانُّ) الوَاحِدُ مِنَ (الجِنِّ) و هُوَ الْحَيَّةُ البَيْضَاءُ أَيْضاً و (الجِنَّةُ) (الْجُنُونُ) و (و أَجَنَّهُ) اللّه بالْألِفِ (فَجُنَّ) هُو لِلْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فهُوَ (مَجْنُونٌ) و (الْجَنَّةُ) بالفَتْحِ الحَدِيقَةُ ذاتُ الشَّجَرِ و قِيلَ ذَاتُ النَّخْلِ و الجَمْعُ (جَنَّاتٌ) عَلَى لَفْظِهَا و (جِنَانٌ) أيضاً و (الجَنَانُ) القَلْبُ و (أَجَنَّهُ) الليلُ بالألِفِ و (جَنَّ) عَلَيْهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ سَتَرَهُ و قِيلَ لِلتُّرْسِ (مِجَنٌّ) بِكَسْرِ المِيمِ لأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ و الجمْعُ (الْمَجَانُّ) وِزَانُ دَوَابَّ.
[جني]
جَنَيْتُ: الثَّمَرةَ (أَجْنِيها) و (اجْتَنَيْتُهَا) بِمَعْنَاهُ و (الجَنَى) مِثْلُ الحَصَى مَا يُجْنَى مِنَ الشَّجَرِ مَا دَامَ غَضًّا و (الجَنِيُّ) على فَعِيلٍ مثْلُه وَ (أَجْنَى) النَّخْلُ بالألِفِ حَانَ لَهُ أَنْ يُجْنَى و (أَجْنَتِ) الأرضُ كثُر (جَنَاهَا) و (جَنَى) عَلَى قَوْمِهِ (جِنَايَةٌ) أىْ أَذْنَبَ ذَنْباً يُؤَاخَذُ بِه و غَلَبَتِ (الْجنَايَةُ) فى أَلْسِنَةِ الفُقَهَاءِ عَلَى الجُرْحِ و القَطْعِ و الجَمْعُ (جِنَايَاتٌ) و (جَنَايَا) مِثْلُ عَطَايَا قَلِيلٌ فِيهِ.
[جهد]
الْجُهْدُ: بالضَّمِ فِى الْحِجَازِ و بالفَتْحِ فى غَيْرِهِمْ الوُسعُ و الطَّاقَةُ و قِيل الْمَضْمُومُ الطَّاقَةُ و الْمَفْتُوحُ الْمَشَقَّةُ و (الجَهْدُ) بالفتح لَا غيْرُ النِّهايَةُ و الغَايَةُ و هُوَ مَصْدرٌ من (جَهَدَ) فِى الْأَمْرِ (جَهْداً) منْ بَابِ نَفَع إِذَا طَلَبَ حتَّى بَلَغَ غَايَتَهُ فى الطَّلَب و (جَهَدَهُ) الأَمْرُ و الْمَرَضُ (جَهْداً) أيضاً إِذَا بَلَغَ مِنْهُ الْمَشَقَّةَ و مِنْهُ (جَهْدُ البَلَاءِ) و يُقَالُ (جَهَدْتُ) فُلَاناً (جَهْداً) إِذَا بَلَغْتَ مَشَقَّتَهُ و (جَهَدْتُ) الدَّابَّةَ و (أَجْهَدْتُهَا) حَمَلْتُ عَلَيْهَا فِى السَّيْرِ فَوْقَ طَاقَتَهَا و (جَهَدْتُ) اللَّبَنَ (جَهْداً) مَزَجْتُهُ بِالْمَاءِ و مَخَضْتُهُ حتَّى اسْتَخْرَجْتُ زُبْدَهُ فَصَارَ حُلْواً لَذِيذاً قال الشّاعِرُ:
من نَاصِعِ اللَّوْنِ حُلْوِ الطَّعْمِ مَجْهُودٍ
وَصَفَ إِبِلَهُ بغَزَارَةِ لَبَنِها و الْمَعْنَى أَنَّهُ مُشْتَمىً لَا يُمَلُّ مِنْ شُرْبِهِ لِحَلَاوَتِهِ و طِيبِه و
قولُه عليهِ الصَّلَاةُ و السَّلَام «إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا و جَهَدَها».
مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا شبَّهَ لذّة الجِمَاعِ بلَذَّة شرب اللَبنِ الحُلْوِ كما شبَّهَهُ بذَوْقِ الْعَسَلِ
بقوله «حتَّى تذوقى عُسَيْلَتَهُ و يذُوق عُسَيْلَتَكِ».
وَ (جَاهَدَ) فِى سَبِيلِ اللّهِ (جِهَاداً) و (اجْتَهَدَ) فى الْأَمْرِ بَذَلَ وُسْعَهُ و طَاقَتَهُ فِى طَلَبِهِ لَيَبْلُغَ مَجْهُودَهُ و يَصِلَ إِلَى نِهَايَتِهِ.
[جهر]
جَهَر: الشَّيءُ (يَجْهَرُ) بفَتْحَتَيْنِ ظَهَرَ و (أَجْهَرْتُهُ) بالألِفِ أَظْهَرْتُهُ و يُعَدَّى بِنَفْسِهِ أَيْضاً و بِالْبَاء فَيُقَالُ (جَهَرْتُهُ) و (جَهَرْتُ بِهِ) و قَالَ الصَّغَانِيُّ (أَجْهَرَ) بقِرَاءَتِهِ و (جَهَرَ) بِهَا و رَجُلٌ (أَجْهَرُ) لَا يُبْصِرُ فِى الشَّمْسِ و امْرَأَةٌ (جَهْرَاءُ) مثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و الفِعْلُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ رأَيْتُهُ (جَهْرَةً) أَىْ عِيَاناً و (جَاهَرَهُ) بالْعَدَاوَةِ (مُجَاهَرَةً) و (جِهَاراً) أَظْهَرَهَا و (جَهُرَ) الصَّوْتُ بالضَّمِّ (جَهَارَةً) فَهُو
112
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جهر ص 112
(جَهِيرٌ) و (الْجَوْهَرُ) مَعْرُوفٌ وَزْنُهُ فَوْعَلٌ و (جَوْهَرُ) كُلِّ شَىءٍ مَا خُلِقَتْ عَلَيْهِ جِبِلْتُهُ
[جهز]
جَهَازُ: السَّفَرِ أُهْبَتُهُ وَ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فى قَطْعِ الْمَسَافَةِ بالْفَتْحِ و بِهِ قَرأَ السَّبْعَةُ فى قَوْلِهِ تَعَالَى «فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ»
و الكَسْرُ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ و (جَهَازُ) العَرُوسِ وَ الْمَيِّتِ باللُّغَتَيْنِ أَيْضاً يُقَالُ (جَهَّزَهُما) أَهْلُهُمَا بالتَّثْقِيلِ و (جَهَّزْتُ) الْمُسَافِرَ بالتَّثْقِيلِ أَيْضاً هَيَّأْتُ لَهُ جَهِازَهُ (فالْمُجَهِّزُ) بالكَسْرِ اسمُ فَاعِلٍ فَتَقْولُ الغَزَالِىِّ فى بَابِ مُدَايَنَةِ الْعَبِيدِ وَ لَا يُتَّخَذُوا دَعْوَةً لِلْمُجَهِّزِينَ الْمُرادُ رُفْقَتُه الذينَ يُعَاوِنُونَهُ عَلَى الشَّدِّ و التَّرْحَالِ و (جَهَزْتُ) عَلَى الجَرِيحِ مِنْ بَابِ نَفَعَ و (أَجْهَزْتُ) (إِجْهَازاً) إِذَا أَتْمَمْتُ عَلَيْهِ و أَسْرَعْتُ قَتْلَهُ و (جَهَّزْتُ) بالتَّثْقِيلِ لِلتّكْثِيرِ و الْمُبَالَغَةِ.
[جهض]
أَجْهَضَتِ: النَّاقَةُ و المرأَةُ وَلَدَها (إِجْهَاضاً) أَسْقَطَتْهُ نَاقِصَ الْخَلْقِ فَهِىَ (جَهِيضٌ) و (مُجْهِضَةٌ) بِالهَاءِ و قَدْ تُحْذَفُ و (الجِهَاضُ) بالكَسْرِ اسْمٌ منْه و صَادَ الجَارِحَةُ الصَّيْدَ (فأَجْهَضْنَاهُ) عنْه أَىْ نَحَّينَاهُ و غَلَبْنَاهُ عَلَى مَا صَادَ.
[جهل]
جَهِلْتُ: «1» الشىءَ جَهْلًا و جَهَالَةً خِلَافُ عَملِمْتُهُ و فِى الْمَثَلِ (كَفَى بالشَّكّ جَهْلًا) و جَهِلَ عَلَى غَيْرِهِ سَفِهُ و أَخْطَأَ و جَهِلَ الحقَّ أَضَاعَهُ فَهُوَ (جَاهِلٌ) و (جَهُولٌ) و (جَهَّلْتُهُ) بالتَّثْقِيلِ نَسَبْتُهُ إلَى الْجَهْلِ.
[جوب]
جَوَابُ: الْكِتَابِ مَعْرُوفٌ و (جَوَابُ) الْقَوْلِ قَدْ يَتَضَمَّنُ تَقْرِيرَهُ نَحْوُ (نَعَمْ) إِذَا كَان جَوَاباً لِقَوْلِهِ هلْ كَان كَذا و نَحْوُهُ وَ قَدْ يَتَضَمّنُ إِبْطَالَهُ. و الْجَمْعُ (أَجْوِبَةٌ) و (جَوَابَاتٌ) و لَا يُسَمَّى جَوَاباً إلَّا بَعْدَ طَلَبٍ و (أَجَابَهُ) (إِجَابَةً) و (أَجَابَ) قَوْلَهُ و (اسْتَجَابَ) لَهُ إِذَا دَعَاهُ إِلَى شَىءٍ فَأَطَاعَ و (أَجَابَ) اللّهُ دُعَاءَهُ قَبِلَهُ و (اسْتَجَابَ لَهُ) كَذلِكَ و بِمُضَارِعِ الرُّبَاعِىِّ مَعَ تَاءِ الخِطَابِ سُمِّيتْ قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ (تُجِيبَ) و النِّسْبَةُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ و (جَابَ) الْأَرْضَ (يَجُوبُهَا) (جَوْباً) قَطَعَهَا و (انْجَابَ) السَّحَابُ انْكَشَفَ.
[جوح]
الجَائحَةُ: الآفةُ يُقَالُ (جَاحَتِ) الآفَةُ المالَ (تَجُوحُهُ) (جَوْحاً) مِنْ بَابِ قَالَ إِذَا أَهْلَكَتْهُ و (تَجِيحُهُ) (جِيَاحَةً) لُغَةً فهِىَ (جَائِحَةٌ) و الجمعُ (الْجَوَائِحُ) و المالُ (مَجُوحٌ) و (مَجِيحٌ) و (أَجَاحَتْهُ) بالأَلِفِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ فهو (مُجَاحٌ) و (اجْتَاحَتِ) المَالَ مثْلُ (جَاحَتْه) قَالَ الشَّافِعِىُّ (الْجَائِحَةُ) مَا أَذْهَبَ الثَّمَرَ بأَمْرٍ سَمَاوِىٍّ و فِى حَدِيثٍ «أَمَرَ بِوَضْعِ الْجَوَائِحِ».
و الْمَعْنَى بِوَضعِ صَدَقَاتِ ذَاتِ الْجَوَائِحِ يَعْنِى مَا أُصِيبَ مِنَ الثِّمَارِ بآفَةٍ سَمَاوِيَّةٍ لَا يُؤْخَذُ مِنْهُ صَدَقَةٌ فِيمَا بَقِىَ.
[جود]
جَادَ: الرَّجُلُ (يَجُودُ) مِنْ بَابِ قَالَ (جُوداً)
__________________________________________________
(1) جَهِل من باب فهِم و سَلِمِ جَهْلًا و جَهَالة.
113
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)
جود ص 113
بالضَّمِ تَكَرَّمَ فَهُوَ (جَوَادٌ) وَ الْجَمْعُ (أَجْوَادٌ) و النِّسَاءُ (جُوُدٌ) و (جَادَ) بِالْمَالِ بَذَلَهُ و (جَادَ) بِنَفْسِهِ سَمَحَ بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ وَ فِى الْحَرْبِ مُسْتَعَارٌ مِنْ ذِلكَ و (جَادَ) الْفَرَسُ (جُوْدةً) بالضَّمِّ و الْفَتْحِ فَهُوَ (جَوَادٌ) و جَمْعُهُ (جِيَادٌ) و جَادَتِ السَّمَاءُ (جَوْداً) بالفَتْحِ أَمْطَرَتْ و أمَّا (جَادَ) الْمَتَاعُ (يَجُودُ) فقِيل مِنْ بَابِ قَالَ أَيْضاً و قِيلَ مِنْ بَابِ قَرُبَ و (الْجُودَةُ) مِنْهُ بالضَّمِّ و الْفَتْحِ فَهُوَ (جَيِّدٌ) و جَمْعُهُ (جِيَادٌ) و اخْتُلِفَ فِيهِ فَقِيلَ أَصْلُهُ (جَوِيدٌ) وِزَانُ كَرِيمٍ و شَرِيفٍ فاسْتُثْقِلَتِ الكَسْرَةُ عَلَى الوَاوِ فَحُذِفَتْ فَاجْتَمَعَتِ الوَاوُ و هِىَ سَاكِنَةً و اليَاءُ فَقُلِبَتِ الوَاوُ يَاءً و أُدْغِمَتْ فِى الْيَاءِ و قِيلَ أَصْلُهُ فَيْعِلٌ بسُكُونِ اليَاءِ و كَسْرِ العَيْنِ و هُوَ مَذْهَبُ البَصْرِيِّينَ و الأَصْلُ (جَيْوِدٌ) و قِيلَ بفَتْحِ العَيْنِ و هُوَ مَذْهَبُ الكُوفِيِّينَ لأَنَّهُ لَا يُوجَدُ فَيْعِلٌ بِكَسْرِ العَيْنِ فِى الصَّحِيحِ إِلَّا صَيْقِلُ اسْمُ امْرَأَةٍ و العَلِيلُ مَحْمُولٌ عَلَى الصَّحِيحِ فَتَعَيَّنَ الفَتْحُ قِيَاساً عَلَى عَيْطَلٍ و كذِلَكَ مَا أَشْبَهَهُ. و (أَجَادَ) الرَّجُلُ (إجَادَةً) أَتيَ بالْجَيِّدِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ.
[جور]
جَارَ: فِى حُكْمِهِ (يَجُورُ) (جَوْراً) ظَلَمَ و (جَارَ) عَنِ الطَّرِيقِ مَالَ و (الجارُ) الْمُجَاوِرُ فى السَّكَنِ و الْجَمْعُ (جِيرَانٌ) و (جَاوَرَهُ) (مُجَاوَرَةً) و (جِوَاراً) من بَابِ قَاتَلَ و الاسْمُ (الجُوَارُ) بالضَّمِّ إِذَا لَاصَقَهُ فِى السَّكَنِ و حَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ (الجَارُ) الذى (يُجَاوِرُكَ) بَيْتَ بَيْتَ و (الْجَارُ) الشَّرِيكُ فى الْعَقَارِ مُقَاسِماً كَانَ أَوْ غَيْرَ مُقَاسِمٍ و (الْجَارُ) الْخَفِيرُ) و (الْجَارُ) الذِى (يُجِيرُ) غَيْرَه أَىْ يُؤْمِنُه مِمَّا يَخَافُ و (الْجَارُ) الْمُسْتَجِيرُ أَيْضاً وَ هُوَ الّذِى يَطْلُبُ الأَمَانَ و (الْجَارُ) الْحَلِيفُ و (الجَارُ) النَّاصِرُ و (الْجَارُ) الزَّوْجُ و (الْجَارُ) أيضاً الزَّوْجَةُ و يُقَالُ فِيهَا أَيْضاً (جَارَةٌ) و (الْجَارَةُ) الضَّرَّةُ قِيلَ لَهَا (جَارَةٌ) اسْتِكْرَارهاً لِل