×
☰ فهرست و مشخصات
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

الجزء الأول

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
كتاب الألف‏
[أبب‏]
الأبُّ: المَرْعَى الَّذِي لَمْ يَزْرَعْهُ النَّاسُ مِمَّا تأكُلُه الدَّوَابُّ و الْأَنْعَامُ و يُقَالُ (الْفَاكهَةُ لِلنَّاسِ و الْأَبُّ لِلدَّوَابِّ) و قالَ ابنُ فَارِسٍ قالُوا (أبَّ) الرَّجُلُ (يَؤُبُّ) (أَبّاً و أَبَاباً و أَبَابَةً) بِالْفَتْحِ إِذا تَهَيَّأَ لِلذَّهابِ و مِنْ هُنا قِيلَ (الثَّمَرةُ الرَّطْبةُ هِىَ الْفَاكِهَةُ و الْيَابِسُ مِنْهَا الْأَبُّ) لأَنَّهُ يُعَدُّ زاداً للشِّتاءِ و السَّفَرِ فَجُعِلَ أَصْلُ الأَبِّ الاسْتِعْدَادَ و (الإِبَّانُ) بكَسْرِ الهْمْزَةِ و التَّشْدِيدِ الْوَقْتُ إنما يُسْتَعْمَلُ مُضَافاً فَيُقَالُ (إبّانُ) الفاكِهةِ أَىْ أَوَانُهَا و وَقْتُهَا و نُونُهُ زائِدَةٌ مِنْ وَجْهٍ فَوَزْنُهُ فِعْلانٌ و أَصْلِيَّةٌ من وَجْهٍ فوزنُه فِعَّالٌ «1»
[أبد]
الأَبَدُ: الدَّهْرُ و يُقَالُ الدَّهْرُ الطويلُ الَّذي لَيْسَ بمحدُودٍ قال الرُّمَّانىُّ فإِذَا قلتَ لا أُكَلِّمُهُ (أَبَداً) فالأَبَدُ من لَدُنْ تَكَلَّمْتَ إِلَى آخِرِ عُمْرِكَ و جَمْعُهُ (آبَادٌ) مثلُ سبَبٍ و أسْبَابٍ و (أَبَدَ) الشَّى‏ءُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ و قَتَل (يَأْبِدُ) و (يَأْبُدُ) (أُبُوداً) نَفَر و توحَّشَ فَهُوَ (آبِدٌ) عَلَى فَاعِلٍ و (أبَدَتِ) الوُحوشُ نَفَرتْ من الإِنسِ فَهِىَ (أَوَابدُ) و مِنْ هُنَا وُصِفَ الْفَرَسُ الخفيفُ الذى يُدْرِكُ الوَحْشَ و لا يَكَادُ يَفُوتُه بِأَنَّهُ (قَيْدُ الأَوَابدِ) لأَنَّهُ يَمْنَعُهَا المُضِىَّ و الخَلَاصَ مِنَ الطَّالِب كَمَا يَمْنَعُهَا القَيْدُ و قِيلَ للألْفَاظِ الَّتِى يَدِقُّ معناها (أَوَابِدُ) لبُعْدِ وُضُوحِهِ لأَنَّه المقْصُودُ.
[أبر]
أَبَرْتُ: النَّخْلَ (أبْراً) من بَابَيْ ضرَب و قَتل لقَّحْتُه (و أَبَّرتُهُ) (تَأْبِيراً) مُبَالَغَةٌ و تَكْثِيرٌ (وَ الْأَبُور) وِزَانُ رَسُولٍ ما يُؤَبَّر بِهِ (وَ الإِبَارُ) وِزَانُ كِتَابٍ النَّخْلَةُ الَّتى (يُؤَبَّر) بطَلْعِهَا و قِيل (الإبَارُ) أيضاً مَصْدرٌ كَالقِيام و الصِّيامِ و (تَأَبَّرَ) النخلُ قَبِل أن (يُؤَبَّر) قال أبو حاتمٍ السِّجِسْتَانِىُّ فى كتاب النخلة إذا انْشَقَّ الكَافُورُ قِيلَ شقَّق النَّخْلُ وَ هُوَ حِينَ (يُؤَبَّرُ) بالذَّكَرِ فَيُؤتَى بشَمارِيخهِ فَتُنْفَضُ فيَطِيرُ غُبارُها و هُوَ طَحِينُ شَمَارِيخِ الفُحَّال إِلىَ شَمَارِيخ الأُنْثى و ذلِكَ هُوَ التَّلْقِيحُ و (الْإِبْرَةُ) مَعْرُوفةٌ وَ هِىَ الْمِخْيَطُ و الْخِيَاطُ أَيْضاً و الْجَمعُ (إِبَرٌ) مثلُ سِدْرةٍ و سِدَرٍ.
[أبط]
الْإِبْطُ: ما تَحْتَ الجَنَاحِ و يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ (الْإِبْطُ) و هى (الإِبْطُ) و من كلامهم رَفَعَ السَّوْطَ حتى بَرَقَتْ (إِبطُه) و الْجَمْعُ (آبَاطٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و يَزْعُمُ‏
__________________________________________________
 (1) قال الرضى: و لم يجيْ فِعَّال فى غير المصدر إلا مُبدَلًا من أولِ مُضَعَّفِه ياء نحو قيراط و دينار و ديوان- 1/ 66 من شرح الشافية.

1
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أبط ص 1

بَعْضُ الْمُتَأَخِّرين أَنَّ كَسْرَ الْبَاء لُغَةٌ و هو غيرُ ثَابِتٍ لِمَا يَأْتِي فى إِبلٍ (و تأبَّطَ) الشي‏ءَ جَعَلَهُ تحْتَ (إِبْطِه).
[أبق‏]
أَبِقَ: العبدُ (أَبْقاً) من بَابَيْ تعِب و قَتل في لُغَةٍ و الأكْثَرُ من بابِ ضرَب إذا هرَبَ من سَيِّدِه مِنْ غَيْرِ خَوْف و لا كَدِّ عَمَلٍ هكَذَا قَيَّدَهُ فى الْعَيْنِ و قال الأَزْهَرىُّ (الأَبْقُ) هروبٌ العبدِ من سَيِّدة و (الإِبَاقُ) بالكسرِ اسمٌ مِنْهُ فهو (آبِقٌ) و الْجَمْعُ (أُبَّاقٌ) مثلُ كَافرٍ و كُفَّارٍ.
[أبل‏]
الإِبِلُ: اسمُ جمعٍ لا واحدَ لها و هى مُؤَنّثَةٌ لِأَنَّ اسْمُ الجمعِ الَّذى لا وَاحِدَ لهُ مِنْ لَفْظِهِ إذا كان لِمَا لَا يَعْقِلُ يَلْزَمُه التَّأْنيثُ و تَدْخُلُه الهاءُ إِذَا صُغِّر نحُو (أُبَيْلَةٍ) و غُنَيْمَةٍ و سُمِعَ إِسْكانُ الْبَاءِ لِلتَّخْفِيفِ وَ مِنَ التأنِيثِ و إسْكانِ البَاءِ قَوْلُ أبى النَّجْمِ:
         و الإبْلُ لا تَصْلُح للبُسْتَانِ             و حَنَّتِ الْإِبْلُ إِلى الأَوْطَانِ‏
و الْجَمعُ (آبالٌ) و (أبِيلٌ) وِزَانُ عَبِيدٍ و إِذَا ثُنِّىَ أو جُمِعَ فالمرادُ قَطِيعَانِ أو قَطِيعَاتٌ و كذلِكَ أسْمَاءُ الْجُمُوعِ نحوُ أَبقارٍ و أغْنَامٍ و (الإِبلُ) بناءٌ نادرٌ قال سيبويه «1» لم يجى‏ء على فِعِل بِكَسْرِ الفاءِ و العينِ من الأَسْمَاءِ إِلا حَرْفَانِ إِبِلٌ و حِبِرٌ و هو القَلَحُ و من الصِّفَاتِ إلَّا حرفٌ وَ هِىَ امْرَأَةٌ بِلِزٌ وَ هِىَ الضَّخْمةُ و بَعْضُ الأَئِمَّةِ يَذْكُرُ ألْفَاظاً غيرَ ذلك لم يَثْبُتْ نقْلُها عَنْ سِيبَوَيْهِ (و نَهْرُ الأُبُلَّة) بضم الهمْزَةِ و الْبَاءِ و تَشْديدِ اللّامِ مَوْضِعٌ من دَجْلَةَ بقُرْبِ البَصْرَةِ نَحْوَ يَوْم.
[بنو]
الابنُ: همزتُه وصْلٌ و أصْلُه (بَنَو) «2» و سَيَأْتِي‏
[بنس‏]
و الأُبُنوس: «3» بِضَمِّ الباءِ خَشَبٌ معروف و هو مُعرَّبٌ و يُجْلَبُ منَ الهنْدِ و اسمُه بالعَرَبِيَّةِ سَأْسَمٌ «4» بِهمْزَةٍ وِزان جعفر و الأبنُسُ بحذف الواو لغةٌ فيه.
[أبو]
الأَبُ: لامه مَحْذُوفَةٌ وَ هِىَ واوٌ لأَنَّهُ يُثَنَّى (أبَوَيْنِ) و الْجمعُ (آباءٌ) مِثْلُ سببٍ و أَسْبابٍ و يُطلَقُ على الجَدِّ مَجَازاً و إِذَا صُغِّرَ رُدَّتِ اللامُ المحذوفَةُ فَيبْقَى (أُبَيْو) فتجْتَمِعُ الواوُ و الياءُ فتُقْلَبُ الواوُ ياءً و تُدْغَمُ فى الياءِ فيبقى (أُبَيٌّ) و به سُمِّىَ و فى لُغةٍ قليلةٍ تُشدَّدُ البَاءُ عِوضاً مِنَ المَحْذُوفِ فَيُقَالُ هو (الأبُّ) و في لغةٍ يَلْزَمُه القصرُ مُطْلَقاً فَيُقَالُ هذَا (أَبَاهُ) و رَأَيْتُ (أَبَاه) و مَرَرْتُ (بِأَبَاهُ) و فى لُغَةٍ و هي أَقَلُّها يَلْزمُهُ النقْصُ مُطْلقاً فيُستَعْملُ استعمالَ يدٍ و دمٍ و عَلَى اللُّغَةِ المشهُورةِ إذَا أُضِيفَ إلى‏
__________________________________________________
 (1) سيبويه لم يذكر من الكلمات على فِعِل إلا إبلا فقط قال: و يكون فِعِلًا فى الاسم نحو إبل و هو قليلُ لا نعلم فى الأسماء و الصّفات غيرَهُ- الكتاب ج 2 ص 315. و قال الرضى فى الشافية ج 1 ص 45: قال سيبويه: ما يعرف إلا الإبل، و زاد الأخفش بلِزاً.
و قال السيرافى: الْحِبرُ صُفرة الأسْنَانِ و جاء الإطِلُ و الإبطُ و قيل: الإقِطُ لغةُ فى الأقِطِ و أتان إبدٌ: أى ولودٌ- ا ه رضى.
 (2) فى كتاب الباء- و كان لا ينبغى ذكره هنا. لأن الهمزة زائدة و التبويب مراعَى فيه أصلُ الكلمة.
 (3) ضبطه شارح القاموس بكسر الباء.
 (4) فى القاموس. سَاسَم كعالَم.

2
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أبو ص 2

غيرِ الْيَاءِ و هو مُكَبَّرٌ أُعْرِب بالحُروفِ فيقالُ هذا (أبُوه) و رأيت (أبَاهُ) و مَرَرْتُ (بأَبِيه) و (الأُبُوَّةُ) مصدرٌ من (الأَبِ) مثلُ الأُمُومَةِ مصدرٌ من الأُمِّ و الأُخُوّةِ و العُمُومِةِ و الخُؤُولَةِ فَيقالُ بَيْنَهُمَا أُخُوَّة الرَّضَاع و (الأَبْواءُ) وزَانُ أَفْعَالٍ مَوْضِعٌ بينَ مكَّةَ و المْدِينةِ وَ يُقَال له وَدّانُ «1»
[أبي‏]
أَبَى: الرجلُ (يأبَى) (إِبَاءً) بالكسر و المدِّ و (إِباءَةً) امْتَنَعَ فهو (آبٍ) و (أَبِيٌّ) على فَاعِلٍ و فَعِيلٍ و (تأبَّى) مثلُهُ و بناؤُه شَاذٌّ «2» لأنَّ بَابَ فعَل يفعَل بفتحتَيْنِ يَكُونُ حَلْقىَّ العينِ أوِ اللَّامِ و لَمْ يَأْتِ من حَلْقىّ الفاءِ إلا أبَى يأبَى و عضَّ يعَضّ فى لُغَةٍ و أثَّ الشعَرُ يَأَثُّ إذا كثُر و الْتَفَّ وَ رُبَّمَا جَاءَ فى غَيْرِ ذلِكَ قَالُوا وَدَّ يَودُّ فى لُغةٍ و أمَّا لغةُ طيِّيٍّ فى باب نَسِىَ يَنْسَى إِذَا قَلَبُوا و قالوا نَسَى ينسَى فهو تَخْفِيف.
[أبيورد]
أَبيوَرْد: بفتح الهمْزةِ و كَسْر الباءِ و سُكُون الْيَاءِ آخرِ الْحُرُوفِ و فَتْحِ الوَاوِ و سُكُونِ الرَّاء المُهْمَلَةِ ثم دَالٍ مُهْمَلَةٍ أَيْضَاً بَلَدٌ من خُرَاسانَ و إليه يُنْسَبُ بعضُ أَصْحابِنا و يُقَالُ أيضاً (أَبَاوَرْدُ) و (باوَرْدُ).
[أتم‏]
أَتَمَ أَتِمَ: بالمكانِ (يأتِم) و (يأتُم) (أتُوماً) و من باب تَعِب لغةٌ أَقَامَ و اسمُ المصدرِ و الزَّمَانِ و المَكَانِ (مأْتَمٌ) على مَفْعَلٍ بفَتْح المِيمِ و العَيْنِ و منه قِيلَ للنِّساءِ يَجْتَمِعْنَ فى خَيرٍ أو شَرِّ (مَأْتَمُ) مَجَازاً تَسْمِيَة للحالِّ بِاسْمِ الْمَحَلِّ قال ابنُ قُتَيْبَةَ و العامّةُ تَخُصُّه بالمُصِيبَةِ فَتَقُولُ كُنَّا فى (مَأْتَمِ) فُلانٍ و الأَجْوَدُ فى مَنَاحَتِهِ.
[أتن‏]
الأَتَانُ: الأُنْثَى مِن الْحَمِيرِ قال ابنُ السِّكِّيتِ و لا يُقَالُ (أَتَانَةٌ) و جمعُ القِلَّةِ (آتُنٌ) مثلُ عَنَاقٍ و أَعْنُقٍ و جمعُ الكَثْرةِ (أُتُنٌ) بضَمَّتَيْنِ و (الأَتُونُ) وزانُ رسولٍ قال الأزْهَرِىُّ هُوَ لِلْحمَّامِ و الجَصَّاصَةِ و جَمَعَتْهُ العَرَبُ (أَتَاتِينَ) بتاءَيْنِ نَقْلًا عَن الفَرَّاءِ و قالَ الجَوْهرِىُّ هو مُثَقَّلٌ قال و العامَّةُ تُخَفِّفُه و يُقَالُ هو مُوَلَّدٌ و هذا القَوْلُ ضَعِيفٌ بالنَّقْلِ الصَّحِيحِ أن العَرَبَ جَمَعتْه على (أَتَاتِينَ) و (أَتنَ) بالمكانِ (أُتُوناً) منْ بَابِ قَعَد أقامَ.
[أتي‏]
أَتى: الرجلُ (يأتى) (أَتْياً) جاءَ و (الإتيانُ) اسمٌ منه و (أَتَيْتُه) يُسْتَعْمَلُ لَازِماً و مُتَعَدِّياً قال الشَّاعِرُ «3»:
         فاحتلْ لِنَفْسِكَ قبل أتْى العَسْكَرِ
و (أَتَا) (يأْتُو) (أَتْواً) لغةٌ فِيه و (أَتَى)
__________________________________________________
 (1) فى القاموس. و الأبواء موضع قربَ وَدّان- و قال فى (ودد) و ودّان قرية قربَ الأبواء.
 (2) حكى ابنُ سِيدَه عن قوم أبِى يَأبَى كَنسِى ينسَى- و حكى ابن جنى و صاحب القاموس: أبى يأبى كضَرَب يضرِبُ: فعلى هذا يجوز أن يكون أبَى يأبَى- بالفتح فيهما- من باب تداخل اللغتين أى أن المتكلم بالفتح فيهما أخذ الماضى من لغة و المضارع من لغة.
 (3) العَجَّاجُ.

3
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أتي ص 3

زوجتَه (إِتْيَاناً) كِنَايَةٌ عن الجِمَاع و (الْمَأْتَى) موضعُ الإِتيانِ و (أَتَى) عَلَيْه مَرَّ به و (أَتَى) عليه الدَّهْرُ أهْلَكَهُ و (أَتاهُ) (آتٍ) أى مَلَكٌ و (أُتِىَ) من جهَةِ كَذَا بالبِناءِ للمَفْعُول إِذَا تَمَسَّكَ بِهِ وَ لَمْ يَصْلُحْ للتَّمَسُّكِ فأَخْطَأَ و (أتَى) الرجلُ القومَ انْتَسَبَ إِليهم و لَيْسَ منهم فهو (أتِىُّ) على فَعيلٍ و منه قيلَ للسَّيْل يَأْتِى من مَوْضِعِ بعيدٍ و لا يُصِيبُ تلك الأرضَ (أَتِىٌّ) أيضاً قال الشاعرُ:
         سيلٌ أَتِىُّ مدَّه أَتِىُّ «1»
و (الأَتَاءُ) بفَتْح الهمزة لغةٌ فيهما و طَريقٌ (مِيتَاءٌ) على مفِعال و الأصلُ (مِيتاىٌ) أو (مِيتاوٌ) فقُلِب حرفُ العِلَّةِ همْزَةً لِتَطَرُّفِهِ و المعنى يأْتِيها الناسُ كَثيراً مثلُ دارٍ مِحْلالٍ أى يَحُلُّهَا الناسُ كَثيراً و يُقالُ لِمُجْتَمَعِ الطَّريق (مِيتَاءٌ) و لآخِرِ الغايةِ التى يَنْتَهى إليها جَرْىُ الفرسِ (مِيتاءٌ) أيضاً و (تأَتَّى) له الأمُر تَسَهَّلَ وَ تَهيَّأَ و (تأَتَّى) فى أمره تَرَفَّق و (أَتَوْتُه) (آتُوه) (إِتَاوَةً) بالكسر رَشَوْتُه و (آتيْتُهُ) مالًا بالمدّ أعْطَيتُه و (آتيتُ) المُكَاتَبَ أعطَيتُه أو حَطَطْتُ عنه من نُجومهِ و (آتيتُه) على الأَمْر بمعنى وَافَقْتُهُ و فى لُغَةٍ لأهل اليمن تُبدَلُ الهمزةُ واواً فيقال (وَاتَيْتُه) عَلَى الأمرِ (مُوَاتَاةً) و هى المشهورَةُ على ألسنةِ النّاسِ و كَذلِكَ ما أشَبَهه‏
[أثث‏]
الأَثَاثُ: متاعُ البيت الواحدة (أَثَاثَةٌ) و قِيلَ لا وَاحدَ له من لَفْظِهِ و (أُثاثةُ) بالضم اسمُ رجل.
[أثر]
أَثَرْتُ: الحديثَ (أَثْراً) من باب قتل نَقَلْتُهُ و (الأثَرُ) بفتحتين اسمٌ منه و حديثٌ (مأثُورٌ) أَىْ مَنْقُولٌ و منه (المأْثُرَةُ) و هى المكْرُمة لأنها تُنْقَلُ و يُتَحدَّثُ بهَا و (أَثَرُ) الدار بَقِيّتُها و الجِمُعُ (آثَارٌ) مثلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و (الأَثَارَةُ) مثلُ (الأَثَرِ) و جئت فى (أَثَرِه) بفتحتين و (إثْرِه) بكسر الهمزةِ و السُّكُون أَى تَبِعْتُه عن قُرْبٍ و (آثَرْتُهُ) بالمدّ فَضَّلْتُه و (اسْتَأْثَرَ) بالشي‏ء اسْتَبَدَّ به و الاسمُ (الأَثَرةُ) مثلُ قَصَبةٍ و (أَثَّرْت) فيه (تَأْثِيراً) جَعَلْتُ فيه (أَثَراً) و علامةً (فَتَأَثَّرَ) أى قَبِلَ و انْفَعَل.
[أثل‏]
الأثْلُ: شجرٌ عظيمٌ لا ثَمَرَ له الواحدةُ (أَثْلَةٌ) و قَدِ اسْتُعِيرَتِ (الأثْلَةُ) للعِرْض فَقِيل نَحَتَ (أَثْلَةَ) فلَانٍ إِذا عَابَه و تَنقَّصَهُ، و هو لا تُنْحتُ (أثْلَتُه) أى ليسَ به عيبٌ و لا نَقْصٌ و (أُثالٌ) وزانُ غُرَابٍ اسْمُ جَبَلٍ و به سُمِّى الرَّجُلُ.
[أثم‏]
أَثِم: (أَثَماً) من باب تَعِب و (الإثْم) بالكَسْرِ اسمٌ منه فهو (آثِمٌ) و فِى المُبَالَغَةِ (أَثّامٌ) و (أَثِيمٌ) و (أَثُومٌ) و يُعَدَّى بالحَرَكَة فيقالُ (أَثَمْتُه) (أَثْماً) مِنْ بَابَىْ ضَرَب و قَتَل إِذا جَعَلْتَهُ (آثِماً) و (آثمْتُه) بالمد أَوْقَعْتُه فى الذنْبِ و (أثَّمْتُه) (تَأْثِيماً) قلتُ له (أَثِمْتَ) كما يُقَالُ صدَّقْتُه و كَذَّبتُهُ إذا قُلْتَ له صدَقْتَ‏
__________________________________________________
 (1) قبله- كأنه و الهول عسكرىً.

4
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أثم ص 4

أو كَذَبْتَ و (الأَثَام) مثلُ سَلَامٍ هو الإِثمُ و جزاؤُه و (تأَثَّمَ) كَفّ عن الإِثْمِ كما يقال حَرِجَ إِذَا وَقَعَ فى الحَرَج و تَحرَّجَ إِذا تَحَفَّظَ منه.
[ثني‏]
الاثْنان: فى العَدَدِ و يومُ الاثْنَيْنِ همْزَتُهُ وصلٌ و أصلُه (ثَنَىٌ) و سيأتي «1»
[أجج‏]
ماءٌ أُجَاجٌ: مُرٌّ شَدِيدُ الملُوحَةِ و كَسْرُ الْهَمْزَة لُغَةٌ و (أجَّتِ) النارُ (تَؤُجُّ) بالضَّمِّ (أَجِيجاً) تَوقَّدَتْ و (يَأْجُوجُ) و (مأْجُوجُ) أُمَّتَانِ عَظِيمتَانِ مِنَ التُّرْكِ و قيل (يأجُوجُ) اسمٌ لِلذُّكْران و (مأْجُوجُ) اسمٌ للإِناثِ و قيلَ مُشْتقَّان مِنْ أجَّت النارُ فَالْهمزُ فِيهمَا أَصْل و وزنُهما يَفْعُولُ و مَفْعُولُ و عَلَى هذَا تَرْكُ الهمزِ تَخْفِيفٌ و قيلَ اسْمَان أعْجَمِيَّان و الألفُ فيهمَا كَالْأَلِفِ فِى هَارُوتَ و مَارُوتَ و دَاوُدَ و مَا أشْبَهَ ذلِكَ وَ عَلَى هذَا فالهمْزُ على غَيْرِ قِياسِ و إِنَّما هُوَ عَلَى لُغةِ مَنْ هَمَز الخَاتمَ و العَالَم و نحوَه و وزنُهما فَاعُولُ رُوِىَ عن ابنِ عباس رضي اللّه عنهما أَنَّ أَوْلَادَ آدمَ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ فيأجُوجُ و مَأْجُوجُ تِسْعَةٌ و بَاقِى الخلقِ جزءٌ واحِدٌ.
[أجر]
أجَرَه: اللّهُ (أَجْراً) من باب قَتَل و مِنْ بَابِ ضرَب لغةُ بنى كَعْبِ و (آجَرَه) بالمدّ لغةٌ ثَالِثةٌ إِذا أَثَابَهُ و (أَجَرْتُ) الدارَ وَ العَبْدَ باللُّغاتِ الثَّلاثِ قال الزَّمَخْشَرىُّ و (آجرْتُ) الدارَ على أَفْعَلْتُ فأنا (مؤْجرٌ) و لا يُقَالُ (مُؤاجِرٌ) فهو خَطَأٌ و يُقَالُ (آجَرْتُهُ) (مُؤَاجَرةً) مثلُ عَامَلْتُه مُعامَلَةً و عَاقَدْتُه مُعَاقَدَةً وَ لِأَنَّ مَا كَانَ مِنْ فَاعَلَ فى مَعْنَى المُعَامَلَةِ كالمُشَارَكَةِ و المُزَارَعَةِ إِنَّما يَتَعَدَّى لِمَفْعُولِ وَاحدٍ و (مُؤاجرَةُ) الأَجِيرِ من ذلك (فآجَرْتُ) الدارَ وَ الْعبدَ مِنْ أَفْعَلَ لَا مِنْ فَاعَلَ و منهم مَنْ يَقُولُ (آجَرْتُ) الدارَ على فَاعَلَ فيقول (آجَرْتُه) (مُؤاجَرةً) و اقْتَصَرَ الأزْهَرِىُّ على (آجَرْتُهُ) فهو (مُؤْجَرٌ) و قال الأخْفَشُ و مِنَ الْعَرَبِ منْ يَقُولُ (آجَرْتُهُ) فهو (مُؤْجَرٌ) فِى تَقْدِيرِ أَفْعَلْتُ فهو مُفْعَلٌ و بَعْضُهُم يَقُولُ فهو (مُؤَاجَرٌ) فِى تَقْدِيرِ فَاعَلْتُهُ و يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ فَيُقَالُ (آجرْتُ) زيداً الدار و (آجرْتُ) الدارَ زيداً على القَلْبِ مثلُ أعطيتُ زيداً دِرْهماً و أَعْطَيْتُ دِرْهَماً زيداً و يقال (آجرتُ) من زيدٍ الدارَ للتوكيد «2» كما يقال بِعْتُ زيداً الدارَ وَ بعْتُ من زيدٍ الدارَ و (الأُجرةُ) الكِراءُ و الجمع (أُجَرٌ) مثلُ غُرفةٍ و غُرَفٍ و ربَّما جُمِعَتْ (أُجُرَاتٍ) بضم الجيم و فتحها و يُسْتَعْملُ (الأَجْرُ) بمعنى (الإِجَارَةِ) و بمعنَى (الأُجْرَةِ) و جَمْعُهُ (أُجُورٌ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و أَعْطَيْتُهُ (إِجَارَتَهُ) بكسر الهمزةِ أى (أُجْرَتَه) و بَعْضُهم يقَولُ (أُجارَتَه) بضم الهمزة لأنها هى العُمالة فَتَضُمُّها كما تَضُمُّها و (اسْتَأْجَرْتُ)
__________________________________________________
 (1) فى كتاب الثاء- و لا ينبغى ذكره هنا لأن الهمزة زائدة.
 (2) أى (مِن) زائدة للتوكيد داخلة على المفعول الأول- و هذا جائز عند الأخفش، و لا يجيزه البصريون.

5
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أجر ص 5

العبدَ اتَّخَذْتُه (أَجِيراً) و يكونُ (الأجيرُ) بمعنى فَاعِل مثلُ نَديمٍ و جَليسٍ و جَمْعُهُ (أُجَرَاءُ) مثلُ شَرِيفٍ و شرَفَاءَ و (الآجُرٌّ) اللَّبِنُ إِذا طُبِخَ بمدِّ الهمزة و التَّشْدِيدُ أَشْهَرُ من التَّخْفِيفِ الواحدةُ (آجُرَة) و هو مُعرَّبٌ.
[أجص‏]
الإجَّاص «1»: مشدّدٌ معروف الواحدةُ (إِجَّاصَةٌ) و هو مُعرَّبٌ لأن الجِيمَ و الصَّادَ لا يَجْتَمِعانِ فى كلمةٍ عَرَبيَّةٍ.
[أجل‏]
أَجَلَ: الرَّجُلُ علَى قَومِه شَرّاً (أَجْلًا) من باب قَتلَ جَنَاهُ عليهم و جَلَبَه عليهم و يُقَالُ من (أَجْلِهِ) كان كَذَا أى بِسَبَبِهِ و (أَجَلُ) الشي‏ء مُدَّتُه وَ وَقْتُه الذى يَحِلُّ فيه و هو مصدرُ (أَجِل) الشي‏ءُ (أَجَلًا) من باب تعِبَ و (أَجِلَ) (أُجُولًا) من باب قَعَد لغةٌ (و أجَّلْتُهُ) (تَأْجِيلًا) جعلتُ له (أَجَلًا) و (الآجِل) على فاعِلٍ خِلافُ العَاجِلِ و جمعُ (الأَجَلِ) (آجَالَ) مثلُ سببٍ و أسبابٍ و (أَجَلْ) مثلُ نَعَمْ وزناً و معنىً.
[أجم‏]
الأَجَمَة: الشجرُ الملتفُّ و الجمعُ (أجَمٌ) مثلُ قصَبَة و قَصَبٍ و (الآجَامُ) جمعُ الجمعِ و (الأُجُم) بضمتين الحِصْنُ و جمْعُه (آجامٌ) مثلُ عنقٍ و أَعْنَاقٍ.
[أجن‏]
أجَنَ: الماءُ (أَجْناً) و (أُجُوناً) من بَابَيْ ضرَب وَ قَعَد تَغَيَّر إلَّا أَنَّهُ يُشْرَبُ فهو (آجِنٌ) على فَاعِلٍ و (أَجِنَ) (أَجَناً) فهو (أَجِنٌ) مثلُ تَعِب تَعَباً فهو تَعِبٌ لُغَةٌ فيه و (الإِجَّانَةُ) بالتشديدِ إِناءٌ يُغْسَلُ فِيهِ الثِّيابُ و الجمْعُ (أَجَاجِينُ) و (الإنْجَانَةُ) لُغَةٌ تَمْتَنِعُ الفُصَحَاءُ مِنَ اسْتِعمَالِهَا ثم اسْتُعِيرَ ذلك و أُطْلِقَ على ما حولَ الغِرَاسِ فقيل فى المُسَاقَاةِ عَلَى العامِلِ إصلاحُ (الأَجَاجِين) و المرادُ ما يُحَوِّطُ على الأشجارِ شِبْهُ الأَحْوَاضِ.
[أحد]
أُحُدُ: بضَمَّتَينِ جبلٌ بِقُرْبِ مدينةِ النّبى صلّى اللّه عليه و سلَّم منْ جِهَةِ الشامِ و كان به الوقْعَةُ فى أوائلِ شَوَّالٍ سنةَ ثلاثٍ من الهِجْرةِ و هو مذكَّرٌ فينصرفُ و قِيلَ يجوز التأنيثُ على تَوهُّمِ البُقْعَة فيُمنعُ و ليس بالقَوِىِّ و أَما (أَحَدٌ) بمعنى (الوَاحِدِ) فأصلُه (وَحَدٌ) بالواوِ و سيأتي.
[أحن‏]
أحِنَ: الرجلُ (يَأْحنُ) من باب تعِبَ حَقَد و أضْمَرَ العَدَاوةَ و (الإِحْنةُ) اسمٌ منه و الجمعُ (إِحَنٌ) مثلُ سِدْرةٍ و سِدرٍ.
[أخذ]
أَخَذَهُ: بيَدِه (أَخْذاً) تَنَاوَلَه و (الإِخْذُ) بالكسر اسمٌ منه و (أَخَذَ) من الشعر قَصَّ و (أخذ) الخِطَامَ و بالخِطَامِ عَلىَ الزِّيادةِ «2» أمْسَكَه وَ (أخَذَه) اللّهُ تعالى أَهْلَكَهُ و (أخَذَه) بذَنْبِهِ عَاقَبَهُ عَلَيْه و (آخَذَه) بالمدّ (مُؤَاخَذَةً) كذلِكَ. و الْأَمْرُ مِنْهُ (آخِذْ) بمدِّ الهمْزَةِ و تُبْدلُ واواً فى لُغةِ اليمنِ فيُقالُ (وَاخَذَهُ)
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: الإجَاص. المشمش و الكمثرى بلُغة الشاميين.
 (2) أى زيادة الباء.

6
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أخذ ص 6

 (مُوَاخَذَةً) و قرأ بعضُ السبعة «1» «لا يُوَاخِذُكُمْ اللّهُ» بالوَاوِ عَلى هذه اللُّغةِ. و الأمرُ مِنْهُ (وَاخِذْ) و (أخَذْتُه) مثلُ أسَرْتُه وزناً و مَعْنًى فهو (أخِيذٌ) فعيلٌ بمعنَى مَفْعولٍ و (الاتّخاذُ) افْتعالٌ من (الأخْذِ) يقالُ (ائْتَخَذُوا) فى الحَرْب إذا أَخَذَ بَعْضُهُمْ بعضاً ثم ليَّنُوا الهمزةَ و أدغَمُوا فقالوا (اتَّخَذُوا) و يُسْتَعْمَلُ بمَعْنَى جَعَلَ و لمَّا كثُر اسْتِعْمالُه تَوَهَّمُوا أَصَالَةَ التَّاءِ فَبَنَوْا منه وَ قَالُوا (تَخِذتُ) زيداً صَدِيقاً مِن بابِ تَعِب إذا جَعَلْتهُ كذلِكَ و المصدرُ (تَخْذاً) بفتْحِ الخاءِ و سُكُونِها (و تَخِذْتُ) مالًا كَسَبْتُه.
[أخر]
آخِرَةُ: الرحْلِ و السرْجِ بالمدّ الْخَشَبةُ التى يَسْتَنِدُ إليها الراكبُ و الجمعُ (الأواخِرُ) و هذه أفصحُ اللّغاتِ و يقالُ (مُؤْخِرةٌ) بضم الميم و سُكون الهمزة و منهم من يُثَقِّل «2» الخاءَ و منهم من يَعُدّ هذه لَحْناً «3» و (مُؤْخِرُ) العينِ ساكنُ الهمْزَة ما يلى الصُّدغَ و مُقْدِمُها بالسُّكُونِ طرَفُها الذى يَلِى الأنفَ قال الأَزْهَرِىّ (مُؤْخِر) العينِ و مُقْدِمُهَا بالتخفيف لا غيرُ «4» و قال أبو عُبيدةَ (مُؤْخِرُ) العينِ الأجودُ فيه التَّخْفِيفُ فَأَفْهَمَ جوازَ التَّثْقِيلِ على قِلَّة و (مُؤخَّر) كُلِّ شي‏ءٍ بالتثقيل و الفتح خِلافُ مُقَدّمِه و ضربت (مُؤَخَّر) رأسه و (أخَّرتُه) ضِدُّ قدَّمْتُه (فتأَخَّر) و (الأَخِر) وزان فَرِح بمعنَى المطرودِ المبْعَدِ يقال أَبْعَدَ اللّهُ تعالى (الأخرُ) أى من غَابَ عنا و بَعُد حُكْماً و فى حديث مَاعِزٍ (إنَّ الأخِرَ زَنَى).
يعنى نَفْسَه كأنَّهُ مَطُرودٌ و مدُّ همزتِه خَطَأُ و (الأخيرُ مِثالُ كريمٍ و (الآخِرُ) على فاعلِ خلاف الأوّلِ و لهذا يَنْصَرِفُ و يُطَابِقُ فى الافراد و التَّثْنِية و التذكيرِ و التأْنيثِ فتقول أنْتَ (آخِرٌ) خروجاً و دخولًا و أنتما (آخِرانِ) دُخولًا و خُروجاً و نَصْبُهما على التَّمْيِيزِ و التفسيرِ و الأُنثى (آخِرَةٌ) و (الآخَرُ) بالفتح بمعنَى الواحدِ و وزنُه أَفْعَلُ قال الصَّغَانِىُّ (الآخَرُ) أحدُ الشيئين يُقالُ جاء القومُ فواحدٌ يفعلُ كذا و (آخرُ) كذا و (آخرُ) كذا أى و واحدٌ قال الشاعر:
         إلى بطَلٍ قد عَقَّر السيفُ خَدَّه             و آخَر يَهْوى من طَمَارِ «5» قَتيلِ‏
و الأنثى (أُخْرَى) بمعنَى الواحِدَةِ أيضاً قال تعالى «فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ أُخْرى‏ كافِرَةٌ» قال الأخفشُ إحداهُما تُقَاتِلُ و (الأُخْرَى) كافرةٌ و يُجْمعُ (الآخَرُ) لغيرِ العاقلِ على (الأَوَاخِرِ) مثلُ اليومِ الأفضل و الأفاضل و إذَا وَقَعَ صفةً لغيرِ العاقلِ أو حالًا أو خيراً
__________________________________________________
 (1) قراءة نافع.
 (2) فيقول: مُؤَخِّرَةَ الرحل مع فتح الخاء و كسرها- كما فى القاموس.
 (3) فى المختار، و لا تقُلْ: مُؤَخِرةُ الرحل.
 (4) فى القاموس، و مقدم العين كمُحسِّنٍ و معظِّم ما يلى الأنف.
 (5) هوى من طَمَارِ كقطام من مكان مرتفع.

7
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أخر ص 7

له جَازَ أن يُجْمَعَ جمع المذكَّرِ «1» و أن يُجمعَ جَمْعَ المؤنثِ و أن يعامَلَ مُعَامَلَةَ المُفْردِ المُؤنَّث «2» فيقال هذه الأيامُ الأفاضلُ باعتبار الواحد المذكَّرِ و الفُضْلَياتُ و الفُضّل إجراءً له مُجرَى جمع المؤنَّثِ لأنَّه غيرُ عاقل و الفُضْلى إِجراءً له مُجرى الواحدةِ وَ جَمْعُ (الأخْرَى) (أُخْرَياتٌ) و (أُخَرُ) مثل كُبْرى و كُبرياتِ و كُبَرٍ و منه جَاءَ فى (أُخْرَيَاتِ) الناسِ و قولُهم فى العَشْرِ (الآخِر) على فَاعِل أو (الأخِير) أو الأوْسَطِ أو الأَوَّلِ بالتَّشْدِيدِ عامِّىٌّ لأن المراد بالعشرِ اللَّيالِى و هى جمعُ مؤنَّثٍ فلا تُوصَفُ بمفرد بل بِمِثْلِها و يُراد (بالآخِرِ) و (الآخرة) نقيضُ المُتقدّمِ و المُتَقَدِّمَةِ و يُجْمعُ (الآخِرُ) و (الآخَر) على (الأَوَاخِر) و أما (الأُخُرُ) بضمَّتَيْنِ فبمعنَى المُؤخَّر و (الأَخَرةُ) وزَانُ قصبة بمعنى (الأخِير) يقال جاء (بِأَخَرَةٍ) أى أخيراً و (الأَخِرةُ) على فَعِلَةٍ بكسر العَينِ النَّسيئةُ يُقَالُ بعتُهُ (بأَخِرَةٍ و نَظِرَةٍ).
[أخو]
الأخُ: لامُه محْذُوفةٌ و هى واوٌ و تُرَدُّ فى التَّثْنِيَةِ على الأشْهر فيقال (أخَوَانِ) و فى لغْة يُسْتَعْمَلُ مَنْقُوصاً فيُقَال (أَخَانِ) و جَمْعُهُ (إخْوةٌ) و (إخْوانٌ) بكسرِ الهمزة فِيهما و ضَمُّها لغةٌ و قلَّ جَمْعُه بالواو و النونِ و على (آخاء) وِزانُ آباءٍ أَقَلُّ و الأُنْثَى (أُخْتٌ) و جَمْعُها (أخَواتٌ) و هو جمعُ مُؤَنّثٍ سَالِمٌ و تقولُ هو (أخُو تميم) أىْ وَاحدٌ منهم و لقِى (أخَا الموت) أى مِثلَه و تركْته (بأخى الْخير) أىْ بشرٍّ و هو (أخُو الصِّدْقِ) أى مُلازمٌ له و (أَخْو الغِنَى) أى ذُو الغِنى و فى كلامِ الفُقَهاءِ (حُمَّى الأخَوَينِ) و هى التى تَأْخُذُ يوميْنِ و تتركُ يوْميْنِ و سأَلْتُ عنها جَماعةً من الأطِبَّاءِ فلم يَعْرِفُوا هذا الاسمَ و هى مُركَّبةٌ من حُمَّيَيْنِ فتأْخُذْ واحدةٌ مَثلًا يَوم السَّبْتِ و تُقْلِعُ ثلاثةَ أيامٍ وَ تأْتِى يوم الأَرْبَعاءِ و تأْخُذُ واحدةٌ يومَ الأحَد و يُقْلِعُ ثلاثةَ أيامٍ و تَأتى يوْم الخميسِ و هكذا فيكونُ التركُ يومَيْنِ و الأخذُ يومَيْن و اللّه تعالَى أعلمُ و (الآخِيَّة) بالمدِّ و التشديدِ عُرْوةٌ تُرْبطُ إِلى وَتِدٍ مدْقُوقٍ و تُشَدُّ فيها الدّابةُ و أَصْلُها فَاعُولةٌ و الْجَمعُ (الأواخِى) بالتشديد للتشديد و بالتخفيف للتخفيف «3» و جمعُها (أواخٍ) مثلُ ناصيةٍ و نواص و هكذا كلُّ جمعٍ واحدُهُ مُثَقَّلٌ و (أخَّيتُ) لِلدَّابَّةِ (تَأْخِيَةً) صنَعْتُ لها (آخية) و ربطتُها بها و (تأخَّيتُ) الشي‏ءَ بمعنى قصدتُه و تحرّيتُه و (آخَيْتُ) بين الشيَئْينِ بهمزةٍ مَمْدُودةٍ و قد تُقْلَب واواً على البَدَلِ فيقالُ (وَاخَيتُ) كما قيل فى آسيت واسيت حكاه ابنُ السّكِّيت و تقدّم فى أَخَذَ
__________________________________________________
 (1) ليس المراد جمع المذكر السالم- بل المراد يجمع كما جمع الأفعل و الأمثلة توضّح المراد.
 (2) و هو الْفُعْلى.
 (3) أى من قال آخيّة بتشديد الياء جمعها على أواخىّ. بالتشديد و من قال آخيَة بتخفيف الياء قال أواخ- فهما لغتان.

8
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أخو ص 8

أنها لغةُ الْيَمَنِ.
[أدب‏]
أَدَبْتُه: (أَدْباً) من باب ضرب عَلَّمتُه رِياضَةَ النفسِ و مَحَاسِنَ الأَخْلَاقِ قال أبو زيدٍ الأنصارىُّ (الأَدَبُ) يقعُ على كلِّ رياضةٍ محمودةٍ يَتَخَرَّجُ بها الإنسانُ فى فضيلةٍ من الفَضَائِلِ و قال الأزهرىُّ نحوَه (فَالْأَدَبُ) اسمٌ لذلك و الجمعُ (آدابٌ) مثلُ سببٍ و أسبابٍ و (أَدَّبْتُه) (تَأْدِيباً) مبالغةٌ و تكثيرٌ و منه قيل (أَدَّبْتُهُ) (تَأْدِيباً) مبالغةٌ و تكثيرٌ و منه قيل (أدَّبْتُهُ) (تَأْدِيباً) إذا عاقَبْتَهُ عَلَى إساءتِه لأنه سَبَبٌ يَدْعُو إلى حقيقةِ الأَدَبِ و (أَدَبَ) (أَدْباً) من باب ضَرَب أيضاً صَنَع صَنِيعاً و دَعَا الناسَ إليه فهو (آدِبٌ) على فاعِلٍ قال الشاعر و هو طَرَفَةُ:
         نحن فى المشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلَى             لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِر
أىْ لا تَرَى الداعىَ يدعو بعضاً دُونَ بعض بل يُعَمِّمُ بدَعْواه فى زمان القِلّةِ و ذلك غايةُ الْكَرَمِ و اسمُ الصَّنيعِ (الْمَأْدُبَة) بضم الدالِ و فتحِها.
[أدر]
الأُدْرةُ: وزانُ غُرْفَةٍ انتفاخُ الخُصْيَةِ يقال (أدِرَ) (يَأْدَرُ) من باب تَعِب فهو (آدَرُ) و الْجَمْعُ (أُدْرٌ) مثلُ أحمرَ و حُمْرٍ.
[أدم‏]
أَدَمْتُ: بين القوم أَدْماً من باب ضَرَب أَصْلَحْتُ و أَلَّفْتُ و فى الحديث «فَهُوَ أَحْرَى أن يُؤدمَ بينكما» «1».
أَىْ يَدُومَ الصُّلْحُ و الأُلفَةُ و (آدَمْتُ) بالمدّ لغةٌ فيه و (أَدَمْتُ) الخبزَ و (آدَمْتُه) باللُّغَتَيْنِ إِذا أصْلحْتَ إساغتَه بالإِدَامِ و (الإِدامُ) ما يُؤَتْدَمُ به مائِعاً كان أو جامداً و جَمْعُه (أُدُمٌ) مثلُ كتابٍ و كُتُبٍ و يُسَكَّن للتخفيفِ فيُعَامَلُ مُعَامَلَةَ الْمُفرَدِ و يُجْمَعُ على (آدامٍ) مثلُ قُفْلٍ و أقفال و (الأَدِيمُ) الجلدُ المدبوغُ و الجمعُ (أَدَمٌ) بفتحتين و بضمتينِ أيضاً و هو القياسُ مثل بَريدٍ و بُرُدٍ.
[أدو]
أَدَّى: الأَمانةَ إلى أهِلها تأدِيةً إِذَا أوْصَلَها و الاسمُ (الْأَدَاءُ) و (آدَى) بالمدّ على أفَعلَ قَوِىَ بالسِّلَاحِ و نحوِه فهو (مُؤْدٍ) قالَ ابْنُ السّكِّيتِ وَ يُقَالُ لِلْكَامِلِ السِّلَاحِ (مُؤْدٍ) و (الأَدَاةُ) الْآلَةُ و أصلُها واوُ و الجمعُ (أَدَوَاتٌ) و (الإِدَاوَةُ) بالكسر الْمِطْهَرَةُ و جمعُها (الأَدَاوَى) بِفَتْحِ الوَاوِ.
[أذربج‏]
أَذَربِيجَانُ: بفتح الهمزة و الرّاءِ و سُكُونِ الذَّالِ بينهما إقليمٌ من بِلادِ العَجَمِ و قاعدةُ بلادِ تَبرِيزَ «2» و منهم من يقول (آذُرْبِيجَان) بمدّ الهمزة و ضم الذال و سكون الراء.
[إذ]
إذْ: حرفُ تَعْليلٍ و يَدُلُّ على الزَّمانِ المَاضِى نحوُ إذْ جئتَنى لأَكْرِمَنَّك فالمجى‏ء عِلّةٌ للإكْرام‏
[أذن‏]
أذِنْتُ: له فى كذا أطلَقْتُ له فِعْلَهُ و الاسمُ (الإِذْنُ) و يكون الأَمْرُ (إذْناً) و كذا الإِرَادَةُ
__________________________________________________
 (1) فى الصحاح «لو نَظَرْتَ إليها فإِنَّهُ أحرى أن يُؤْدَم بينكما».
 (2) فى القاموس: تبريزُ و قد تكسر (أى بفتح التاء و قد تكسر) قاعدة أذربيجانَ.

9
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أذن ص 9

نحوُ بِإِذْنِ اللَّهِ* و (أَذِنْتُ) لِلْعَبْدِ فى التِّجَارَةِ فهو (مَأْذُون) له وَ الْفُقَهَاءُ يَحذِفونَ الصِّلَةَ تَخْفِيفاً فيقُولُونَ العبدُ (الْمَأْذُونُ) كما قالوا مَحْجُورْ بحَذْفِ الصِّلَةِ و الأصْلُ محجورُ عَلَيْهِ لِفهْمِ المَعْنى و (أَذِنْتُ) للشي‏ء (أَذَناً) من باب تَعِب اسْتَمَعْتُ و (أَذِنْتُ) بالشي‏ء عَلِمْت به و يُعَدَّى بالهَمْزةِ فيُقالُ (آذَنْتُه) (إِيذَاناً) و (تَأَذَّنْتُ) أعلمْتُ و (أَذَّنَ) المُؤذّنُ بالصلاةِ أَعْلَمَ بها قال ابنُ بَرّىٍّ و قولُهم (أَذَّنَ) العصْرُ بالبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ خطأٌ و الصوابُ (أُذِّنَ.) بالعَصْرِ بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ معَ حَرْفِ الصلة و (الأَذَانُ) اسمٌ منه و الفَعَالُ بالفتح يَأْتِى اسماً من فَعَّل بالتشديد مثلُ وَدَّع وَدَاعاً و سلَّم سلَاماً و كلَّم كلَاماً و زوَّج زَواجاً و جهّز جَهَازاً و (الأُذُنُ) بضمتَيْنِ و تُسَكَّنُ تَخْفيفاً و هى مُؤَنَّثَةٌ و الجمع (الآذَانُ) و يقالُ للرجل يَنْصَحُ القومَ بِطَانَةً «1» هو (أُذُن) القوْمِ كما يُقَالُ هو عَيْنُ القومِ و (اسْتَأْذَنْتُه) فى كذا طَلَبْتُ (إِذْنَهُ) فأَذِن لى فيه أَطْلَقَ لى فِعْلَهُ و (المِئْذَنَةُ) بكسرِ المِيمِ الْمَنَارَةُ و يَجُوزُ تَخْفِيفُ الهمزة ياءً و الجمعُ (مَآذِنُ) بالهمزة على الأصل.
[أذي‏]
أَذِيَ: الشي‏ءُ (أَذًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ بِمعنَى قَذِر قال اللهُ تِعالى «قُلْ هُوَ أَذىً» أى مُسْتَقْذَرٌ و (أَذِيَ) الرجلُ (أَذًى) وصل إليه المَكْرُوهُ فهو (أَذٍ) مثلُ عمٍ و يُعَدَّى بالهمْزَةِ فَيُقَالُ: (آذيْتُهُ) (إِيذاءً) و (الأَذِيَّةُ) اسمٌ منه (فَتأَذَّى) هو.
[إذا]
إِذا: لها مَعَانٍ (أحدُها) أن تكونَ ظَرْفاً لِمَا يُسْتَقْبَلُ مِنَ الزمانِ و فيها معنَى الشّرْطِ نحوُ إِذا جئتَ أكرمتُكَ و (الثانى) أن تكونَ للوقتِ الْمُجَرَّدِ نحوُ قُمْ إذَا احْمَرَّ البُسْرُ أى وقتَ احْمِرَارِه و (الثالثُ) أن تكونَ مُرَادِفَةً لِلْفَاءِ فُيجَازَى بها كقوله تعالى «وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ» و مِنَ الثَّانِى قولُ الشافعىِّ لوْ قالَ أنتِ طالقٌ إِذَا لم أُطَلِّقْكِ أو مَتَى لمْ أُطَلِّقْكِ ثم سَكَتَ زَماناً يُمْكِنُ فيه الطَّلاقُ و لم يُطَلِّق طَلَقَتْ و معناه اختصاصُها بالحالِ إِلَّا إِذَا عَلَّقها على شي‏ء فى المُسْتَقْبَلِ فيتأخَّرُ الطلاقُ إِليه نحوُ إِذا احْمَرَّ البُسْرُ فأنتِ طَالِقٌ و يُعَلَّقُ بها الْمُمْكِنُ و المُتَيَقَّنُ نحو إِذَا جاء زيدٌ أو إِذا جاءَ رأسُ الشَّهْرِ و سَيَأْتِى فى إنْ عن ثَعْلبٍ فرقٌ بينَ (إِذَا) و (إِنْ) فى بعضِ الصُّوَر و أَمَّا (إذنْ) فَخَرْفُ جَزَاءٍ و مُكافَأَةٍ قِيلَ تُكْتَبُ بالألف إِشعاراً بصُورَة الوَقْفِ عليها فإنه لا يُوقَفُ عليها إِلَّا بالألِفِ و هو مَذْهَبُ الْبَصْرِيّينَ و قيل تُكْتَبُ بالنونِ و هو مَذْهبُ الكُوفِيِّينَ اعتباراً باللَّفْظِ لأنها عِوَضٌ عن لفظٍ أصْلِىٍّ لأَنَّهُ قَدْ يُقالُ أقومُ فتقولُ (إِذنْ أُكْرمَك) فالنونُ عوضٌ عن مَحْذُوفٍ و الأصلُ إِذْ تقومُ أُكْرِمُك و للفَرْقِ بينَها و بيَن (إِذَا) فى‏
__________________________________________________
 (1) أى سِرّأ.

10
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

إذا ص 10

الصُّورةِ و هو حَسَنٌ.
[أرب‏]
الأَرَبُ: بفتحتين و (الْإِرْبَةُ) بِالكسر و (الْمَأْرُبَة) بفتح الراء و ضمِّهِا الحاجةُ و الجمعُ (المَآرِبُ) و (الأَرَبُ) فى الأصل مصدرٌ من باب تعِب يقال (أَرِبَ) الرجلُ إِلَى الشي‏ءِ إِذا احْتَاجَ إليه فهو (آرِبٌ) على فاعِلٍ و (الإِرْبُ) بالكسر يُسْتَعْمَلُ فى الْحَاجَةِ و فى العُضْوِ و الجمعُ (آرابٌ) مثلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ وَ فى الحديثِ «و كَانَ امْلَكَكُمْ لإِرْبِهِ».
أى لِنفْسِه عن الوُقُوعِ فِى الشَّهْوَةِ و
فى الحديث «أنّهُ أقْطع أبيضَ بنَ حمّالٍ مِلْحَ مَأْرِبَ».
يُقالُ إنّ (مأْرِبَ) مدينةٌ باليمن من بلادِ الأزْدِ فى آخرِ جِبَالِ حضْرَمَوْتَ و كانَتْ فى الزّمانِ الأولِ قاعِدَة التّبابِعَةِ و إِنها مدينةُ بِلْقِيسَ و بينها و بين صنعاءَ نحُو أَرْبَع مراحلَ و تُسمَّى سبأَ «1» باسْمِ بَانِيها و هو سَبَأُ بنُ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ ابنِ قَحْطَانَ و (مأْرِبٌ) بهمزةٍ ساكنَةٍ وِزَانُ مَسْجِدٍ قال الأَعْشَى:
         و مأربُ عَفَّى عليها العَرِم‏
و لا تنصرفُ فى السَّعَةِ للتأنيثِ و العلميَّةِ و يجوزُ إِبدالُ الهمزة ألفاً و رُبَّما التُزِم هذَا التخْفيفُ للتَّخْفِيفِ و مِنْ هُنَا يُوجَدُ فى البارِعِ و تَبعه فى المُحْكَم أَنّ الألِفَ زائدةٌ و الميمَ أصْلِيَّةٌ و المشهُورُ زيادةُ الميم وَ الأَرَبُونُ بفتح الهمزة و الراء و (الأَرْبَان) وزان عُسْفانَ لُغَتان فى العَرَبُونِ.
[رجأ]
المُرْجِئَةُ: «2» طائفةٌ يُرْجِئُونَ الأعْمَالَ أى يُؤَخِّرونَهَا فلا يُرتِّبونَ عليها ثَواباً و لا عِقاباً بل يَقُولُون (المؤمنُ يَستَحِقُّ الجنةَ بالإيمانِ دُونَ بَقِيّةِ الطَّاعَاتِ و الكافُر يَسْتَحِقُّ النارَ بالكُفْرِ دونَ بقيَّةِ الْمَعَاصى).
[أرج‏]
أرِجَ: المكانُ (أَرَجاً) فهو (أَرِجٌ) مثل تَعِب تَعَباً فهو تَعِبٌ إِذا فَاحَتْ منه رائحةٌ طيبةٌ ذَكِيَّةٌ.
[أرخ‏]
أَرَّخْتُ: الكِتَابَ بِالتَّثْقِيلِ فى الأَشْهَرِ و التخفيفُ لغةٌ حَكَاها ابنُ القَطَّاعِ إذَا جَعَلْتُ له تاريخاً و هو مُعَرَّبٌ و قِيلَ عربىٌّ و هو بيانُ انتهاء وقْتِه و يُقَالُ (وَرَّخْتُ) عَلَى الْبَدَل و (التَّوْرِيخُ) قليلُ الاستعمالِ و (أَرَّخْتَ) البَيِّنَةَ ذكرْتَ تَارِيخاً و أطْلَقْتَ أى لم تَذْكُرْه.
و سَبَبُ وضْع التَّاريخِ أوّلَ الإِسلام أَنَّ عُمَرَ بنَ الخطاب رضى اللّه تعالى عنه أُتِىَ بِصَكٍّ مكْتُوبٍ إِلى شَعْبانَ فقال أ هُوَ شَعْبانُ الماضِى أَوْ شَعْبَانُ القَابِلُ ثم أمَرَ بِوضْع التَّارِيخِ و اتَّفقَتِ الصَّحَابَةُ على ابتداءِ التَّارِيخِ مِنْ هِجْرةِ النَّبِىّ صلى اللّهُ عليه و سَلم إِلَى المدينةِ و جَعَلُوا أوّلَ السَّنةِ المحرَّمَ.
وَ يُعْتَبَرُ التاريخُ بالليالى لأن الليلَ عِنْدَ العربِ سَابِقٌ عَلَى النَّهَارِ لأَنَّهُم كَانُوا أُمّيَّينَ لا يُحْسِنونَ الكِتَابة و لَمْ يَعْرِفوا حِسَابَ غيرِهم من الأُمَمِ فَتَمَسَّكُوا بظُهُورِ
__________________________________________________
 (1) يجوز فى سبأ الصرف و منع الصرف.
 (2) ينبغى ذكرها- فى كتاب الراء- لأنها اسم فاعل من أرجأ فالهمزة زائدة و قد تكلّم عنها- فى مادة- ر ج و.

11
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أرخ ص 11

الهِلَالِ و إِنَّمَا يَظْهَرُ باللَّيْلِ فَجعَلْوهُ ابتداءَ التَّارِيخ و الأحسنُ ذكرُ الأَقَلِّ ماضياً كانَ أو باقياً.
[أرز]
الأرز: فيه لغات (أُرْزٌ) وِزانُ قُفْلٍ و (الثانيةُ) ضمٌّ الراءِ لِلْإِتْباعِ مثلُ عُسْر و عُسُر و (الثالِثَةُ) ضمُّ الهمزةِ و الراءِ و تشديدُ الزَّاىِ و (الرابعةُ) فَتحُ الهمْزَةِ معَ التَّشْديدِ و (الخامِسةُ) (رُزُّ) من غيرِ هَمْزٍ وِزَانُ قُفْلٍ.
[أرش‏]
أرْشُ: الجِراحَةِ ديتُها و الجمعُ (أُرُوشٍ) مثلُ فَلْس و فُلُوس و أَصْلُه الفسادُ يقال (أَرَّشْتُ) بين القومِ (تأْرِيشاً) إِذا أَفْسَدْت ثُمّ اسْتُعْمِل فى نُقْصَانِ الأَعْيَانِ لأنهُ فَسَادٌ فيها و يقالُ أصلُه هَرَّش.
[أرض‏]
الأرْضُ: مؤنَّثَةٌ و الجمعُ (أَرَضُونَ) بفتح الراء قال أبو زَيْدٍ و سمعْتُ العرَبَ تقولُ فى جَمْعِ (الأرْضِ) (الْأَرَاضِي) و (الأُرُوضُ) مِثْلُ فُلُوسٍ و جمعُ فَعْلٍ فَعَالِى فى (أرْض) و (أراضِي) و أهْلٍ و أهالِى و لَيْلٍ و لَيَالِى بزيادة الياء على غيرِ قياسٍ و رُبّما ذُكِّرَتِ (الأرضُ) فى الشِّعْر على مَعْنَى البِسَاطِ و (الأَرَضَة) دُوَيبَّة تأكلُ الخشَبَ يقال (أُرِضَتِ) الْخَشَبةُ بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهِىَ (مَأْرُوضَةٌ) و جَمْعُ (الأَرضَةِ) (أَرَضٌ) و (أَرَضَاتٌ) مثلُ قَصَبةٍ و قَصَبٍ و قَصَبَاتٍ.
[أرف‏]
الأُرْفَةُ: الحدُّ الفاصلُ بين الأَرَضِينَ و الجمع (أُرَفٌ) مثلُ غُرْفةٍ و غُرَفٍ و عَنْ عُمَر رضى اللّه تعالى عنه أىُّ مالٍ انْقَسَمَ و (أُرِّفَ) «1» عليه فلا شُفْعَةَ فيه.
[أرك‏]
أَرَكَ: بالمكان (أُرُوكاً) من باب قَعَد و كَسْرُ المضارع لغةٌ أقامَ و (أَرَكَتِ) الإِبلُ رَعَتِ الأَرَاكَ فهى (آرِكَةٌ) و الجمعُ (الْأَوَارِكُ) و (الْأَرَاكُ) شَجَرٌ من الحَمْض يُسْتَاكُ بِقُضْبَانِهِ الواحدةُ (أَرَاكَةٌ) و يقالُ هى شجرةٌ طوِيلةٌ ناعِمَةٌ كثيرةُ الوَرَقِ و الأغْصَانِ خَوَّارَةُ العُودِ وَ لَهَا ثَمَرٌ فى عَنَاقِيدَ يُسمّى البَرِيرَ يملأُ العُنقودُ الكَفَّ و (الْأَرَاكُ) موضعٌ بعَرَفَةَ من ناحيةِ الشامِ.
[أري‏]
الآريُّ: فى تَقْدِير فَاعُولٍ هو مَحْبسُ الدابَّةِ و يقال لها الآخيَّةُ أيضاً و الجمع (الأَوَارِيُّ) و (الآرِي «2») ما أُثْبِتَ فى الأرض و قد تَقَدَّم فى الآخيَّة و (تَأَرَّى) بالمكان إِذا أقام به و (الأُرْوِيَّةُ) تقع على الذَّكَرِ و الأُنْثَى من الوعُول فى تقدير فُعْلِيّةٍ بضم الفَاءِ و الجمعُ (الأَراوِيُّ) و جُمِعَ أيضاً (أَرْوَى) مِثْل سَكْرَى على غَيْرِ قِياسٍ.
[أزب‏]
المِئْزابُ: بهمْزَةٍ ساكِنَةٍ و (المِيزَابُ) بالياء لغةٌ و جَمْعُ الأوّل (مآزِيبُ) و جمعُ الثَّانِى (مَيَازِيبُ) و رُبَّما قيلَ (مَوَازيبُ) من (وَرَبَ) الماءُ إِذَا سَالَ و قيل بالواو مُعَرَّبٌ و قيل مُولَّدٌ و يُقَالُ (مِرْزَابٌ) براءٍ مُهْمَلَةٍ مكَانَ الهمزة و بَعْدَهَا زَاىٌ و مَنَعَهُ ابنُ السِّكّيتِ‏
__________________________________________________
 (1) أى جُعِل له حُدود.
 (2) الآرى بتشديد الياء و تخفيفها- كما فى القاموس.

12
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أزب ص 12

و الفَرَّاءُ و أبُو حاتمٍ و فى التهذيبِ عن ابنِ الأَعْرابِىِّ يقال (للِمِئْزَابِ) (مِرْزابٌ) و (مِزْرَابٌ) بتَقْدِيمِ الراءِ المُهْمَلَةِ و تأخيرِها و نَقَلَهُ الليثُ و جَمَاعَةٌ.
[أزج‏]
الأَزَجُ: بيتٌ يُبْنَى طُولًا و (أَزَّجتَه) (تَأْزِيجاً) إذا بَنَيْتَهُ كَذلِكَ و يقال (الأَزَجُ) السَّقْفُ و الجمعُ (آزَاجٌ) مثلُ سببٍ و أسبابٍ.
[أزد]
الأَزْدُ: مثلُ فَلْسٍ حىٌّ من اليمن يقال أَزْدُ شَنُوأةَ و أزدُ عُمَانَ و أزدُ السَّرَاةِ و الأَزْدُ لغَةٌ فى الأَسْدِ «1».
[زوذ]
الآزَاذُ: نوعٌ من أَجْوَدِ التمْرِ و هو فارِسىُّ مُعَرَّبٌ و هو مِنَ النوادِرِ التى جاءَتْ بلفظِ الجمعِ لِلمُفْردِ قال أبو عَلِىٍّ الفارسىُّ إن شئتَ جعلتَ الهمزةَ أصْلًا فيكونُ مثلَ خَاتَامٍ و إِن شئت جعلتَها زائدةً فيكون على أفْعالٍ و أمَّا قولُ الشاعر:
         يَغرِسُ فيه الزاذَ و الأَعْرَافا
فقال أبو حاتمٍ أَرَادَ الآزَاذَ فخفَّف لِلْوَزْنِ.
[أزر]
الإِزارُ: معروفٌ و الجمعُ فى القِلَّةِ (آزِرَةٌ) و فى الكَثْرَةِ (أُزُرٌ) بِضمتَيْنِ مِثْلُ حِمارٍ و أحْمِرةٍ و حُمُرٍ و يُذَكَّر و يؤنَّثُ فيقال هو (الْإِزَارُ) و هى (الإِزَارُ) قال الشاعر:
         قد عَلِمَتْ ذاتُ الإِزارِ الْحَمْرَا «2»             أَنِّى مِن السَّاعِينَ يومَ النَّكْرَا
و ربما أُنِّثَ بالهاء فقيل إِزَارةٌ و (المِئْزرُ) بكسر الميم مثلُه نظيرُ لحافٍ و مِلْحَفٍ و قِرامٍ و مِقْرَم و قِياد و مِقْوَد و الجمعُ (مَآزِرٌ) و (اتَّزَرْتُ) لَبِسْتُ الإزَارَ و أصلُه بهمزتين الأُولى همزةُ وصْلٍ و الثانيةُ فاءُ افْتَعَلْتُ و (أَزَّرْتُ) الحائط (تَأْزِيراً) جعلتُ له من أسفلِه كالْإِزَارِ و (آزَرْتُه) (مُؤَازَرَةً) أعَنْتُه و قوّيتُه و الاسم (الأَزْرُ) مثلُ فلْسٍ.
[أزف‏]
أَزف: الرحيلُ (أزَفاً) من باب تعِبَ و (أُزُوفاً) دنَا و قرُب «و أَزِفَتِ الْآزِفَةُ
» دنَتِ القيامَةُ.
[أزم‏]
أَزَمَ: على الشي‏ء (أَزْماً) من باب ضرب و (أُزُوماً) عضَّ عليه و (أَزَمَ) (أَزْماً) أَمْسَكَ عن المطْعَمِ و المشْرَبِ و منه قول الحرثِ ابنِ كَلَدَةَ لمّا سأَله عُمَرُ رضى اللّه تعالى عنه عن الطِّبّ فقال هو (الأَزْمُ).
يَعنى الْحِمْيَةَ و (أَزمَ) الزمانُ اشْتَدَّ بالقَحْطِ و (الأَزْمةُ) اسمٌ منه و (أزِم) (أَزَماً) من باب تَعِب لغةٌ فى الكُلِّ و (المَأْزِمِ) وزانُ مَسْجِدٍ الطريقُ الضيّقُ بينَ الْجَبَلَيْنِ و منه قيل لموضِع الحَرْبِ (مَأْزِمٌ) لضِيقِ المَجَال و عُسْرِ الخلاص منه و يُقَالُ لِلْمَوْضِعِ الذى بين عرفَةَ و المشعَر (مَأْزِمَان) «3».
[أزو]
الإزاء: مثل كِتَابٍ هو الحِذاءُ و هو (بِإِزائه)
__________________________________________________
 (1) فى القاموس. و الأسْدُ الأزْد- أ س د.
 (2) أى عَلِمَتْ صاحبةُ الإزارِ الحمراء- و قصر الممدود للضرورة- و كذلك قصر النكراء.
 (3) فى القاموس: المأزِمَان مَضِيقٌ بين جَمْعٍ (المزدلفة) و عرفَة و آخرُ بين مكة و مِنّى.

13
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أزو ص 13

أى مُحَاذِيهِ و هم (إِزاءُ) القومِ أى يُصْلِحونَ أمرَهم و كُلُّ من جُعِلَ قَيِّماً بأَمْرٍ فهو (إِزَاؤُهُ).
[أسب‏]
الإِسْبُ: وِزَانُ حِمْلٍ شَعَرُ الاسْتِ و الإِسْبِيُوشُ بكسرِ الهمزةِ و الباءِ معَ سُكُونِ السّينِ بَيْنَهُما و ضَمِّ الْيَاءِ آخرِ الحروفِ و سُكُونِ الواوِ ثم شينٍ مُعْجَمَةٍ قال الأزهَرِىُّ هو الذى يُقالُ له بِزْرقَطُونَا و أهلُ البَحْرَيْنِ يُسمُّونَه حَبَّ الزرقةِ و قِيلَ هو الأبيضُ مِنْ بِزْرقَطُونا.
[سته‏]
الاسْتُ «1»: همزتُه وصلٌ و لامُهُ محذوفةٌ و الأصْلُ سَتَهٌ و سيأْتِي.
[إستبرق‏]
الإِسْتَبْرَقُ: غَلِيظُ الدِّيباجِ فَارِسىٌّ معَرّبٌ.
[أستذ]
الأُستاذُ: كَلِمَةٌ أعْجَمِيَّةٌ و مَعْنَاها الماهرُ بالشي‏ءِ و إِنما قِيلَ أَعْجَمِيَّةٌ لأن السِّينَ و الذالَ المعْجَمَةَ لا يَجْتَمِعَانِ فى كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ و همزتُهُ مضمُومَةٌ.
[أسد]
الأَسَد: مَعْرُوفٌ و الجمعُ (أُسُودٌ) و (أُسُد) و يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ و الأُنْثَى فيُقَالُ هو (الْأَسَدُ) للذَّكَر و هى (الْأَسَدُ) للْأُنْثَى و رُبَّمَا أَلْحَقُوا الهاءَ فى المؤنَّث لِتَحَقُّقِ التَّأْنِيثِ فقالُوا (أَسَدَةٌ) و نَقَلَ أَبُو عُبَيْدٍ عن أَبِى زَيْدٍ الأُنْثَى من (الأَسَدِ) (أَسَدَةٌ) و من الذِّئَابِ ذِئْبةٌ و قال الكِسَائىُّ مثلَه و (أَسَدٌ) (أَسِيدٌ) مثلُ كريمٍ أى (مُتَأَسِّدٌ) جَرِى‏ءٌ و به سُمِّىَ و منه (عَتَّابُ بنُ أَسِيدٍ) و (اسْتَأْسَدَ) اجترأ و ضَرِى و (آسَدَ) بين القوم (إِيساداً) أَفْسَدَ و (آسَد) «2» كَلْبَهُ قال الأزهرى فهو (مُؤْسِدٌ) للذى يُشْلِيه للصَّيدِ يدعوه و يُغْرِيه و (أَسَدٌ) حىٌّ تَسْمِيَة بذلك و بُمصَغَّرِه سُمِّى جماعةٌ منهم (أبو أُسَيْدٍ السَّاعِدِىُّ) و (المَأْسَدَةُ) مَوْضِعُ الأَسَدِ و تكونُ جمعاً له.
[أسر]
أَسَرْتُهُ: أسْراً من بابِ ضَرَبَ فهو (أَسِيرٌ) و امرأةٌ (أَسِيرٌ) أيضاً لِأَنَّ فَعِيلًا بِمَعْنَى مفعولٍ ما دَامَ جارياً على الاسْمِ يَسْتَوى فيه المذكرُ و المؤنثُ فَإِنْ لم يُذْكَرِ الموصوفُ أُلْحِقَت العَلَامةُ و قِيلَ قَتَلْتُ (الْأَسِيرَة) كما يُقَالُ رأيتُ القتيلَةَ و جَمْعُ (الأَسِيرِ) (أَسْرَى) و (أسَارَى) بالضم مثلُ سَكْرى و سُكَارَى و (أَسَرَه) اللّهُ (أَسْراً) خَلَقَهُ خَلْقاً حَسَناً قال تعالى: «وَ شَدَدْنا أَسْرَهُمْ» أى قَوَّيْنَا خَلْقَهُم و (آسَرْتُ) الرَّجُل من بابِ أَكْرَمَ لغةٌ فى الثُّلاثِىِّ و (أُسْرةُ) الرَّجُلِ وِزَانُ غُرْفَةٍ رَهْطُهُ و (الإِسَار) مثلُ كِتابٍ القِدُّ و يُطْلَقُ على (الْأَسِير) و حَلَلْتُ (إِسَارَهُ) أى فكَكْتُه و خُذْه (بِأَسْرِه) أى جميعَه.
[أسس‏]
أُسُّ: الحائطِ بالضَّمّ أَصْلُه و جَمْعُه (آسَاسٌ) مثل قُفْلٍ و أَقْفالٍ و رُبَّمَا قِيلَ (إِسَاسٌ) مثلُ عُسٍّ وَ عِسَاسٍ و (الأَسَاسُ) مثلُه و جَمعُهُ (أُسُسٌ) مثل عَناق و عُنُق «3» و (أسَّسْتُه)
__________________________________________________
 (1) الاست موضعه كتاب السين و قد ذكر هناك.
 (2) فى القاموس. و آسَدَ الكلب و أوسده و أسَّدَهُ أغراه.
 (3) لم يُسمع جمع عَناق على عُنُق- و إنما جمع على أعْنُقُ و عُنُوق- و لعله أراد مجرد الوزن و لو مثل بِقَذَال و قُذُل- أو أتانٍ و أُتُنٍ- كان صواباً.

14
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أسس ص 14

 (تأْسِيساً) جعلتُ له (أَسَاساً).
[أسف‏]
أَسِف: (أَسَفاً) من بابِ تِعب حَزِن وَ تَلَهَّفَ فهو (أَسِفٌ) مثلُ تَعِبٍ و (أسِفَ) مثلُ غَضِبَ وَزْناً و مَعْنًى و يُعَدّى بالهمْزَةِ فيقالُ (آسفْتُه).
[أسك‏]
الإسْكَةُ: وزانُ سِدْرةٍ و فتحُ الهمزةِ لغةٌ قليلةٌ جانبُ فرْجِ المرْأَةِ و هما (إِسْكَتَانِ) و الجمعُ (إسَكٌ) مثلُ سِدَرٍ قال الأزهرى (الإسكَتَان) ناحيتا الفَرْج و الشُّفْران طَرَفا الناحِيتَيْنِ و (أُسِكَتِ) المرأةُ بِالْبِنَاءِ للمفعول أَخْطَأَتْهَا الخَافِضَةُ فأصَابَتْ غيرَ مَوْضِعِ الخِتَانِ فهى (مَأْسُوكَةٌ).
[أسم‏]
أُسَامَةُ: عَلَمُ جِنْسٍ عَلَى الأَسَدِ فلا يَنْصَرِفُ و به سُمِّى الرجلُ و (الاسْمُ) همزتُه وَصْلٌ و أَصْلُهُ (سُمْو) و سيأْتِى «1».
[أسن‏]
أَسَن: الماءُ (أُسُوناً) من باب قَعَد و (يأْسِن) بالكسر أيضاً تغيَّر فلم يُشْرَبْ فهو (آسِنٌ) على فَاعِلٍ و (أَسِن) (أسَناً) فهو (أَسِنٌ) مثل تعِبَ تعَباً فهو تَعِبٌ لغةٌ.
[أسو]
الأُسْوة: بكسر الهمزةِ و ضَمِّهَا القُدْوَةُ و (تأسَّيْتُ) به و (ائْتَسَيْتُ) اقْتَدَيْتُ و (أَسِيَ) (أَسًى) من باب تَعِب حَزِن فهو (أَسِيٌّ) مثلُ حزين و (أَسَوْتُ) بين القوم أَصْلَحْتُ و (آسَيْتُه) بنَفْسِى بالمدّ سوَّيتُه و يجوز إبدال الهمزة واواً فى لغة اليمن فيقال (وَاسَيْتُهُ).
[أشر]
أشِرَ: (أشَراً) فهو (أَشِرٌ) من باب تعب بَطِر و كَفَر النِّعْمَة فَلَمْ يشكُرْهَا و (أَشَرَ) الخَشَبةَ (أَشْراً) من بَابِ قتَل شَقَّها لغةٌ فى النُّونِ و (الْمِئْشَارُ) بالهمز من هذه و الجمعُ (مآشِيرُ) فهو (آشِرُ) و الْخَشَبةُ (مأْشُورَةٌ) قال الشاعر:
         أَناشِرَ لا زالت يَمِينُك آشِرَه «2»
فَجمَعَ بين لُغَتَىِ النونِ و الهمْزةِ قال ابنُ السّكِّيت فى كتابِ التَّوْسِعَة و قد نُقِل لفظُ المفعولِ إلى لفظِ الفَاعِلِ فمنْه يَدٌ (آشِرةٌ) و المعنى (مأشُورَةٌ) و فيه لغةٌ ثالثةٌ بالواو فيقال (وَشَرْتُ) الْخَشَبةَ (بالمِيْشارِ) و أصلُه الواوُ مثلُ الميقاتِ و الميعادِ و (أَشَرَتِ) المرأةُ أسنَانَها رَقَّقَتْ أطرافَها و نُهى عنه و
فى حَدِيثٍ:
 «لُعِنَت الآشرةُ و المأشُورَةُ».
[أشف‏]
الإِشْفَى: آلَةُ الإِسْكَافِ و هى عندَ بَعْضِهم فِعْلَى مثلُ ذِكْرَى و عندَ بعضِهم و حُكِىَ عنِ الخليلِ إفْعَلٌ و ليس فى كلامهم إِفْعَلٌ إلا (الإِشْفى) و إِصْبَعٌ فى لغة و إِبْيَنُ فى قولهم‏
__________________________________________________
 (1) سيأتي فى كتاب السين لأن موضعه هناك.
 (2) هذا عجز بيت و صدره-
          لقد عيَّلَ الأيتام طعنةُ ناشِره‏
قال ابن السيرافى فى شرح شواهد إصلاح المنطق 1/ 33:
 «ناشرة هذا من بنى تغلب و هو الذى قتل همّام بن مرة فى حرب بين بكرٍ و تغلِبَ» ا ه بتصرف- و فى القاموس: ناشرة بن أغْواث قتل همّاماً غدراً فناشر فى عجز البيت هو ناشرة رخم عند النداء بحذف التاء. و ليس وصفاً من النشر كما ذكر الفيومى. و صدر البيت يَرُدُّ على الفيومى رأيه.

15
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أشف ص 15

عَدَنُ إِبيْنَ و يُنوّنُ على الثَّانى دُونَ الأولِ لأجْلِ ألِفِ التأنيثِ و الجمعُ الأَشَافِي.
[أشن‏]
الأُشْنَانُ: بضمِ الهمزة و الكسرُ لغةٌ مُعَرَّبٌ و تَقْدِيرُه فُعْلانٌ و يقالُ له بالعرَبِيَّةِ الحُرْضُ و تَأَشَّنَ غَسَلَ يَده (بالأُشْنَانِ).
[أصطبل‏]
الإِصْطَبْلُ: للدَّوابِ معروفٌ عَرَبِىٌّ و قيل مُعَرَّبٌ و همزتُه أصلٌ لأنَّ الزيادةَ لا تَلْحَقُ بناتِ الأربع من أَوّلِها إلا إذا جَرَت على أَفْعَالِها «1» و الجمعُ (إصْطَبْلَاتٌ).
[أصل‏]
أصْلُ: الشي‏ء أسْفَلُه و أَسَاسُ الحائِطِ أصْلُه و (اسْتَأْصَلَ) الشي‏ءُ ثَبَت أصلُه و قَوِىَ ثم كَثُر حتَّى قِيلَ أَصْلُ كلِّ شي‏ءِ ما يَسْتَنِدُ وجودُ ذلِكَ الشي‏ءِ إِلَيْهِ فَالْأَبُ أصلٌ لِلْوَلَدِ و النهرُ أصلٌ لِلْجَدْوَلِ و الجمعُ (أُصُولٌ) و (أَصُلَ) النَّسَبُ بالضم أَصَالَةً شَرُف فهو (أَصِيل) مثل كريم و (أَصَّلْتُه) (تأْصِيلًا) جعلتُ له (أَصْلًا) ثابتاً يُبْنَى عليه و قولهم لا (أَصْل) له و لا فَصْلَ قال الكِسَائىَ (الأصلُ) الْحَسَبُ و الفصْلُ النَّسَبُ و قال ابنُ الأعرابِىّ (الأصلُ) العقلُ و (الْأَصِيل) العَشِىُّ و هو ما بعدَ صلاةِ العصر إلى الغُروب و الجمعُ (أُصُلٌ) بضمتين و (آصالٌ) و (الأصَلَةُ) من دَوَاهِى الحَيّاتِ قَصيرةٌ عَرِيضَةٌ يقالُ إنها مثلُ الفَرْخِ تثب على الفارِس و الجمعُ (أَصَلٌ) قال:
         اقدُرْ له أصَلَةً من الأَصَل‏
و (اسْتَأْصَلْتُهُ) قلعتهُ بأُصُوله و منه قِيلَ (اسْتأصَلَ) اللّه تعالى الكُفَّارَ أى أَهْلَكَهُم جَمِيعاً و قولهم ما فَعَلْتُه (أَصْلًا) و لا أفعله (أَصْلًا) بمعنى ما فَعَلْتُه قطُّ و لا أفعلُه أبداً و انتصَابُهُ على الظَّرْفِيّةِ أى ما فعلْتُه وقتاً من الأَوْقَاتِ و لا أَفْعَلُه حِيناً من الأَحْيانِ.
[أطر]
الإطَارُ: مثلُ كِتابٍ لكُلِّ شي‏ءٍ ما أَحَاطَ بِه و (إطارُ) الشَّفَةِ اللحْمُ المُحِيطُ بها و سُئِل عمرُ بنُ عبدِ العزيز عن السُّنَّةِ فى قَصِّ الشارِبِ فقال يُقَصُّ حتى يَبْدُوَ (الإِطَارُ).
و من كلامهم بَنُو فلان (إطَارٌ) لِبَنِى فلانٍ إِذا حَلُّوا حَوْلَهم و (أَطَرَهُ) (أَطْراً) من باب ضرب عَطَفَه.
[أفخ‏]
اليأفوخ: يُهْمَزُ و هو أحسنُ و أصْوَبُ وَ لَا يُهْمَزُ ذَكَرَ ذلكَ الأزْهَرِىُّ فَمن هَمَزَه قَالَ هُوَ فِى تَقْدِيرِ يَفْعُولٍ وَ مِنْهُ يُقَالُ (أَفَخْتُهُ) إِذا ضربت يَأْفُوخَه و من ترك الهمْزَ قال فى تقدير فَاعُولٍ و يُقَالُ (يَفَخْتُهُ) و (اليَافوخُ) وَسَطُ الرأسِ و لا يقالُ (يافوخٌ) حتى يَصْلُبَ وَ يَشْتَدَّ بعدَ الوِلادَة.
[أفق‏]
الأُفُق: بِضَمَّتَيْنِ النَّاحِيةُ من الأَرْضِ و من السَّماءِ و الجمعُ (آفاقٌ) و النِّسبةُ إِليه (أُفُقِيٌّ) ردَّا إِلِى الواحدِ و رُبَّما قيل (أَفَقِيٌّ) بفتحتين تَحُفِيفاً على غير قِياسٍ حكاهما ابنُ السِّكِّيتِ‏
__________________________________________________
 (1) كاسم الفاعل و اسم المفعول من دحرج: تقول مدحرج- فالميم زائدة مع تصدّرها لأربعة أحرف.

16
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أفق ص 16

و غيرهُ و لفظُه رَجُلٌ (أُفُقيٌّ) و (أَفَقِيٌّ) منسوبٌ إِلَى (الآفَاقِ) و لا يُنْسَبُ إِلَى (الآفَاقِ) عَلَى لَفْظِهَا فلا يُقَالُ (آفاقِىٌّ) لما سَيَأْتِى فى الْخَاتِمَة إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى و (الأَفِيقَ) الْجِلدُ بَعْدَ دَبْغِهِ و الجمعُ (أَفَقٌ) بِفَتْحَتَيْن و قِيلَ (الأَفيقُ) الأَديمُ الّذِى لم يَتِمَّ دَبْغُه فإِذا تمَّ و احمرَّ فهو أَدِيمٌ يقال (أَفَقْتُ) الجلد (أَفْقاً) من باب ضرب دَبَغْتُه (فالأَفِيقُ) فَعِيلٌ بمعنَى مَفْعُولٍ‏
[أفك‏]
أَفَكَ: (يَأْفِك) من باب ضرب (إِفْكاً) بالكسر كذلك فهو (أَفُوكٌ) و (أَفَّاكٌ) و امرأة (أَفُوكٌ) بغيرِ هاءٍ أيضاً و (أفَّاكَةٌ) بالهاء و (أَفَكْتُه) صَرَفْتُه و كلُّ امرٍ صُرِف عن وجهه فَقَدْ (أُفِكَ).
[أفل‏]
أَفَل: الشي‏ءُ (أَفْلًا) و (أُفُولًا) من بَابَىْ ضرب و قعد غَابَ و منه قِيلَ (أَفَلَ) فلانٌ عن الْبَلَدِ إذا غَابَ عنها و (الأَفِيلُ) الفَصِيلُ وَزْناً و مَعْنًى و الأُنثى (أَفِيلَةٌ) و الجمعُ (إِفَالٌ) بالكسر و قال الفارابى (الإِفالُ) بَنَاتُ المَخَاضِ فما فَوْقَها و قال أبُو زيدٍ (الأَفِيلُ) الفَتِىُّ من الإِبلِ و قال الأَصْمَعِىُّ ابنُ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ أو ثَمانِيَةٍ و قال ابنُ فارسٍ جَمْعُ (الأفيلِ) (إِفالٌ) و (الإفالُ) صِغَارُ الغَنَمِ.
[أقط]
الأَقِطُ: قال الأَزْهَرِىُّ يُتَّخَذُ من اللَّبَنِ المَخِيضِ يُطْبَخُ ثم يُتْرَكُ حتى يَمْصُلَ و هو بفَتْح الهمزة و كسرِ القَافِ و قَدْ تُسَكَّنُ القافُ لِلتَّخْفِيف مَعَ فَتْحِ الهَمْزَةِ و كَسْرِها مِثْلَ تَخْفيفِ كَبِدٍ نقله الصَّغَانىُّ عن الفَرَّاءِ.
[أكك‏]
أَكَّدْتُه: (تَأْكِيداً) (فتأَكَّد) وَ يُقَالُ عَلَى الْبَدَلِ (وَكَّدته) و مَعْنَاهُ التَّقْوِيةُ وَ هُوَ عِنْد النُّحاةِ نوعانِ (لفظىٌّ) و هو إِعادَةُ الأوَّلِ بلفظهِ نحو جاءَ زيدٌ زيدٌ و منه قولُ المؤذِّن «اللّهُ أكْبَرُ اللّهُ أَكْبَرُ» و (مَعْنَوِىُّ) نحوُ جَاءَ زَيدٌ نَفْسُهُ و فَائِدَتُهُ رفعُ توهُّمِ المجازِ لاحْتِمالِ أَنْ يكونَ المعْنَى جَاءَ غلامُه أو كتابُه و نحو ذلك.
[أكر]
الأُكْرَة: و الجمُع (أُكَرٍ) مثلُ حُفْرة و حُفَرٍ وزناً وَ معْنًى و (أَكَرْتُ) النّهْرَ (أَكْراً) من باب ضرب شَقَقْتُه و (أَكَرْتُ) الأَرْضَ حَرَثْتُها و اسْمُ الْفَاعِلُ (أَكَّارٌ) لِلْمُبَالَغَةِ و الجمعُ (أَكرَةٌ) كأَنَّه جَمْعُ (آكِرٍ) وزَانُ كَفَرَةٍ جَمْع كَافِرٍ.
[أكف‏]
الإكَافُ: للحمارِ مَعْرُوفٌ و الجمعُ (أُكُفٌ) بضمتين مثلُ حِمار و حُمُرٍ و (آكَفْتُهُ) بالمدّ جَعلْتُ عَلَيْهِ (الإِكَافُ) و (الوِكَافُ) على البدل لغةٌ جارية فِى جَميع تَصَارِيفِ الكَلِمَةِ.
[أكل‏]
الأَكْلُ: مَعْروفٌ و هو مصدرُ (أَكَل) من بَابِ قَتَلَ و يَتَعَدَّى إلى ثَانٍ بالهمزةِ و (الأُكُلُ) بضمتَينِ و إسْكَانُ الثانى تخفيفٌ المأكولُ و (الأَكْلَةُ) بالفتح الْمَرَّةُ و بالضَّمِ اللُّقْمَةُ و (المأكُلة) بفتح الكاف و ضمها (المأكُول) أيضاً و (المأكُولُ) ما يُؤْكَلُ قال الرُّمَّانِىُّ و (الأَكْلُ) حقيقةً بلعُ الطَّعَامِ بعدَ مَضْغِه فبلْعُ الحصاةِ ليس بأَكْل‏

17
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أكل ص 17

حقيقةً و (الأَكُولَةُ) بالفتح الشاةُ تُسَمَّن و تُعْزَلُ لتُذْبَحَ وَ لَيْسَتْ بسَائِمَةٍ فهى من كَرَائمِ المالِ و (الأَكِيلَةُ) فَعِيلَةٌ بمعنى مَفْعُولةٍ و منه (أَكِيلَة) السَّبُعِ لفريستهِ التى (أَكَلَ بَعْضَها) و (أَكِلَتِ) الأسنانُ (أَكَلًا) من باب تَعِب و (تَأَكَّلَتْ) تحاتَّت و تَسَاقَطَتْ و (أكَلَتْها) الأَكَلةُ.
[أكم‏]
الأَكَمَةُ: تَلٌّ و قيل شُرْفةٌ كالرَّابِيَةِ و هو ما اجْتَمَعَ من الحِجَارَة فِى مكانٍ واحدٍ و رُبَّمَا غَلُظَ و ربَّما لم يَغْلُظْ و الجمع (أَكَمٌ) و (أكَمَاتٌ) مثل قَصَبَةٍ و قَصَبٍ و قَصَباتٍ و جمعُ (الأَكَمِ) (إِكَامٌ) مثلُ جبَلٍ و جِبَالٍ و جمعُ (الإِكَامِ) (أُكُمٌ) بضمتين مثلُ كِتابٍ و كُتُبٍ و جمع (الأُكُمِ) (آكَامٌ) مثْلُ عُنُقٍ و أَعْنَاقٍ.
[ألب‏]
أَلبَ: الرجلُ القوم (أَلْباً) من بابِ ضَرَب جَمَعهم وَ (أَلَبهُم) طَرَدَهُم و (تألَّبُوا) اجْتَمعُوا و هم (إِلْب) واحد أى جَمْعٌ واحدٌ بكسر الهمزةِ و الفتحُ لغةٌ.
[ألت‏]
أَلَتَ: الشي‏ءُ (أَلْتاً) من بابِ ضَرَب نَقَص و يُسْتَعْمل مُتَعدِّيا أيضاً فيقالُ (أَلتَهُ).
[ألف‏]
ألِفْتُهُ: (إِلْفاً) من بَابِ عَلِمَ أَنِسْتُ به و أحْبَبْتُه و الاسمُ (الأُلْفَة) بالضَّمِّ و (الأُلْفَةُ) أيضاً اسمٌ مِنَ (الائْتِلافِ) وَ هُوَ الالْتِئَامُ و الاجْتِمَاعُ وَ اسمُ الفَاعِلِ (أَلِيفٌ) مثلُ عَليمٍ و (آلفٌ) مثلُ عالمٍ و الجمع (أُلَّافٌ) مثلُ كُفّارٍ و (آلَفْتُ) الموضعَ (إِيْلَافاً) من باب أَكْرَمْتُ و (آلَفْتُه) (أُؤَالِفُهُ) (مُؤَالَفَةً) و (إِلَافاً) مِنْ بَابِ قَاتَلْتُ أيضاً مثلُه و (أَلِفْتُهُ) (إِلْفاً) من باب عَلِمَ كذلك و (الْمَأْلَفُ) الموضعُ الذى (يَأْلفُهُ) الإِنْسَانُ و (تأَلَّفَ) القومُ بِمَعْنَى اجْتَمَعُوا وَ تَحَابُّوا و (أَلَّفْتُ) بينهم (تَأْلِيفاً) و (المُؤَلَّفَةُ) قلوبُهُم المُسْتَمالَةُ قُلوبُهم بِالإِحْسَان و الموَدَّةِ و كان النبى صلى اللّه عليه و سلَّم يُعْطِى (المُؤَلَّفَةَ) مِنَ الصَّدَقاتِ و كَانُوا من أَشْرافِ العَرَبِ فمنهم من كَانَ يُعْطِيه دَفْعاً لِأَذَاه و منهم مَنْ كان يُعْطِيهِ طَمعاً فى إسْلامه و إِسْلامِ أَتْبَاعِه و منهم من كان يُعْطِيه لِيثْبُتَ على إسلامه لقُرْبِ عَهْدِهِ بالجاهِلِيَّة قال بَعْضُهم فَلَمَّا تَوَلَّى أبُو بكرٍ رضى اللّه تعالى عنه و فَشَا الإِسْلامُ و كَثُرَ المسلمونَ مَنَعَهُم و قَالَ انْقَطَعَتِ الرُّشَا.
و (الأَلْفُ) اسم لعَقْدٍ من العَدَدِ و جمعه (أُلُوفٌ) و (آلَافٌ) قال ابنُ الأنبَارِىِّ و غيرُه و (الأَلْفُ) مُذَكَّر لا يَجُوزُ تأنيثُه فيقال هو (الْأَلْفُ) و خَمْسةُ آلافٍ و قال الفراء و الزجاج قولهم هذه (أَلْفُ) دِرْهم التَّأْنِيثُ لِمَعْنَى الدراهِمِ لا لِمعْنَى (الأَلْفِ) و الدليل على تَذْكِيرِ (الأَلْفِ) قوله تعالى:
 «بِخَمْسَةِ آلافٍ» و الهاءُ إنما تَلْحَق المذَكَّرَ من العَدَدِ
[ألك‏]
أَلكَ: بَيْنَ القومِ (أَلْكاً) من بَابِ ضَرَبَ و (أُلُوكاً) أيضا تَرَسَّل و اسمُ الرِّسَالَةِ (مَأْلُكٌ)

18
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ألك ص 18

بضَمِّ اللام و (مَأْلُكَةٌ) أيضاً بالهَاءِ و لَامُهَا تُضَم و تُفْتَح و (الملائِكَة) مشْتَقَّةٌ من لفظ (الأُلُوك) و قِيلَ من (المَأْلَك) الواحدُ (مَلَكٌ) و أصلُه (مَلْأَكٌ) و وزنه مَعْفَلُ فنُقِلَتْ حَرَكَةُ الهمزة إِلَى اللَّامِ و سقطَتْ فَوَزْنُه مَعَلٌ فإِنَّ الفاءَ هى الهمزةُ و قد سَقَطَتْ و قيلَ مأخوذٌ من (لَأَكَ) إِذَا أَرْسَلَ (فَمَلْأَكٌ) مَفْعَلٌ فنُقِلَت الحَرَكَةُ و سَقَطَتِ الْهمزةُ و هى عَيْنٌ فوَزْنُه مَفَلٌ و قِيلَ فيه غيرُ ذلك.
[إلا]
إلّا: حرفُ استِثْنَاءٍ نَحو قام القومُ إلا زيداً فزيداً غيرُ داخلٍ فى حُكْم القومِ و قد تكونُ لِلِاسْتِثْنَاءِ بِمَعنَى (لكِنْ) عند تَعَذُّرِ الحَمْلِ على الاستثناء «1» نحو مَا رَأَيْتُ الْقومَ إلا حِماراً فَمَعْنَاهُ عَلَى هذا لكِنْ حماراً رأيتُه وَ مِنْهُ قولُهُ تعالى: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏» إِذ لو كَانَتْ للاستِثْنَاءِ لكَانَتْ المودَّةُ مَسْئُولَةً أَجْراً و ليسَ كَذلِكَ بَلِ المعْنَى لكن افعلُوا المودَّةَ لِلْقُربى فيكم و قد تَأْتِى بمعنَى (الواو) كقولِهِ تعالى «لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا» فمعناه و الَّذِينَ ظَلَمُوا أيضاً لا يكونُ لهم عليكم حُجَّةٌ و كقول الشاعر «2»
          .... «إلا الفَرْقَدَانِ».
أَى و الفَرْقَدَانِ و هو مَذْهَبُ الكُوفِيِّينَ فإِنَّهم قالوا تَكُونُ (إلَّا) حرفَ عَطْفٍ فِى الاسْتِثْنَاءِ خَاصَّةً و حُمِلتْ (إلَّا) على غَيْرٍ فى الصِّفَةِ إِذا كَانَتْ تَابِعةً لجَمْعٍ مُنَكَّر غيرِ مَحْصُورٍ نحوُ «لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ» أى غيرُ اللّه.
[ألم‏]
ألِم: الرجلُ (أَلَماً) من بابِ تعِبَ و يُعَدَّى بالهَمْزَةِ فيقال (آلمتُهُ) (إِيلَاماً) (فَتَأَلَّم) و عذابٌ (أليمٌ). مُؤْلِمٌ و قولهم أَلِمْتَ رأْسَك مِثْلُ وَجِعْتَ رَأْسَكَ و سيأتى «3» و (أَلَمْلَمُ) جبلٌ بتِهَامَةَ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ مَكَّةَ وَ هُوَ مِيقَاتُ أهلِ اليَمَنِ وَ وَزْنُهُ فَعَلَّلٌ قَالَ بَعْضُهُم و لا يكونُ مِن لَفْظ لَمْلَمْتُ لأنَّ ذواتِ الأرْبَعَةِ لا تَلْحَقُها الزِّيادةُ مِنْ أَوّلِهَا إلَّا فى الأسماءِ الجاريةِ على أَفْعالها مثلُ دَحْرَجَ فهو مُدَحْرِج و قد غَلَب على البُقْعَةِ فيمتنعُ لِلْعَلَمِيَّةِ و التأنِيثِ و (أَلَمْلَمُ) ديارُ كِنانةَ و يبدلُ من الهمزة ياءً فيقالُ (يَلَمْلَمُ) و أورده الأزهرىُّ و ابنُ فارسٍ و جماعةٌ فى المُضَاعفِ.
[أله‏]
ألِه: (يأْلَهُ) من باب تَعِب «4» إلَاهَةً بمعنى عَبَدَ عبادة و (تأَلَّهَ) تَعَبَّدَ و الإِلَه المعبودُ و هو اللّه سبحانَه و تعالى ثم استعارَه المُشركون لِمَا عَبَدُوه من دونِ اللّهِ تعالى و الجمعُ (آلِهَةٌ) (فالإِلهُ) فِعَالٌ بمعْنَى مَفْعولٍ مثلُ كِتابٍ‏
__________________________________________________
 (1) و يسميه النحويون الاستثناء المنقطع.
 (2) عمرو بن معد يكرب (و قيل غيره) و البيت.
         و كُلُّ اخ مُفارِقُهُ أخُوه             لعمرٌ أبِيكَ إلَا الفَرْقَدان‏
و هو من شواهد النحويين.
 (3) مادة (وجع).
 (4) ذهب غيرهُ إلى أنَّ ألَه بِمَعنى عَبد من باب فتح يفتح و لعله خطأ من الناسخ او سهو منه:

19
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أله ص 19

بمعنى مكتوْبٍ و بِساطٍ بمَعْنَى مَبسُوطٍ و أمَّا (اللّهُ) فقِيلَ غيرُ مُشْتَقٍّ مِنْ شي‏ءٍ بَلْ هو عَلَمٌ لَزِمَتْه الألفُ و اللَّامُ و قال سِيبَوَيْهِ مُشْتَقٌّ و أَصْلُه (إلَاهٌ) فدخلَتْ عليه الألفُ و اللّامُ فَبَقِى (الإِلهُ) ثم نُقِلَتْ حركةُ الهمزةِ إلى اللَّام وَ سَقَطَتْ فبقى (أَلِلَاهً) فأُسْكِنَتِ اللامُ الأُوَلى و أُدْغِمَتْ و فُخِّمَ تعظيما و لكِنَّهُ يُرَقَّقُ مع كسرِ ما قَبْلَهُ قال أبُو حَاتِمٍ و بعضُ العامَّةِ يقولُ لا وَ اللّه فيحذِفُ الألفَ و لا بُدّ من إثْبَاتها فى اللَّفْظِ و هذا كما كَتَبُوا الرحمن بغَيْرِ أَلِفٍ و لا بُدّ مِنْ إِثْبَاتِها فى اللَّفْظِ و اسمُ اللّه تعالى يَجِلُّ أن يُنْطَقَ به إلا على أَجْمَلِ الوُجُوهِ قال «1» و قد وضَعَ بعضُ الناسِ بَيْتاً حَذَفَ فيه الْألِفَ فلا جُزِى خَيْراً و هو خَطَأُ و لا يَعْرِفُ أَئِمَّةُ اللِّسَانِ هذَا الحذْفَ و يُقالُ فى الدعاءِ اللُّهُمَ و لَا هُمَّ و (أَلِهَ) (يَأْلَهُ) من باب تَعِب «2» إِذا تَحَيَّر و أصْلُهُ وَلِهَ يَولَه.
[ألي‏]
الأَلِي: مَقْصُورٌ و تفتح الهَمْزَةُ و تُكْسَرُ النِّعْمَةُ و الجمعُ (الْآلَاءُ) على أَفْعَالٍ مثلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ لكنْ أُبْدِلَتِ الهمزَةُ التى هِى فاءٌ ألفاً اسْتِثْقَالًا لِاجْتِمَاعِ هَمْزَتَيْنِ و (الأَلْيَة) ألْيَةُ الشَّاةِ قال ابنُ السِّكيتِ و جَمَاعةٌ لا تُكْسَرُ الهَمْزَةُ و لا يُقَال (لِيَّةٌ) و الجمعُ أَلَيَاتٍ مثلُ سَجْدَةٍ و سَجَدَاتٍ و التثنية (أَلْيَانِ) بحذف الهاء على غيرِ قياسٍ و بإِثْبَاتِها فى لُغَةٍ عَلَى القِيَاسِ (و أَلِيَ) الكبشُ (أَلًى) من باب تَعِبَ عظُمت أَلْيَتُهُ فهو (أَلْيَانٌ) وِزَانُ سَكْرَانَ على غير قياسٍ و سُمِعَ (آلَى) على وِزَان أَعْمَى و هو القياسُ و نَعْجَةٌ (أَلْيَانَةٌ) و رَجُلٌ (آلَى) و امرأة عَجْزَاءُ قال ثَعْلَبٌ هذا كَلَامُ العربِ و القياسُ (أَلْيَانَةٌ) وَ أَجَازَهُ أبو عُبَيْدٍ و (الأَلِيَّةُ) الحلف و الجمعُ (أَلايَا) مثلُ عَطِيَّةٍ و عَطَايَا قال الشاعر:
         قَلِيلُ الْأَلَايا حافِظٌ لِيَمِيِنهِ             فَإِنْ سَبَقَتْ مِنْهُ الأَلِيَّةُ بَرَّتِ‏
و (آلَى) (إيلاءً) مثلُ آتى إِيتَاءً إذا حَلف فهو (مُؤْل) و (تَأَلَّى) و (ائْتَلَى) كَذلِكَ.
و إِلَى: مِنْ حُرُوف المَعَانى تكونُ لانْتهَاءِ الغَايَةِ تقولُ سِرْتُ إِلى البَصْرَةِ فَانْتِهَاءُ السَّيرِ كَانَ إِلَيْها و قد يَحْصُل دُخُولها و قد «3» لا يَحْصُل‏
__________________________________________________
 (1) أى قال أبو حاتم- و قد وضع بعض الناس. إلخ يقصد قطريَّا لقوله:
         قد جاء سيلٌ جاء من أمر اللَّه             يحرد حرد الجنة المغلة
قال الأخفش الصغير (قال أبو حاتم هذه صنعة من لا أحسن اللّه ذكره يعنى قطرياً) الكامل للمبرد ج 1/ 33.
و قد استشهد بهذا البيت الزمخشرى فى الكشّاف عند قوله تعالى (وَ غَدَوْا عَلى‏ حَرْدٍ قادِرِينَ) الآية 25 من سورة القلم.
 (2) هذا التقييد يدُلُّ على أنّ أله يأله بمعنى عبد لا يقصد أنها من باب تعب لأن البناء إذا استعمل فى معنيين فأكثر قيَّده أوّلا ثم ذكره من غير تقييد فالتقييد هنا يدلّ على المغايرة و لعل قوله أولا من باب تعب مُحرَّف عن (بعث) مثلا- انظر المقدمة.
 (3) (قَدْ) لا تدخل على الفعل المنفى- قال ابن هشام فى المغنى عن قد الحرفية: و أمَّا الحرفية فمختصة بالفعل المنصرف الخبرى المثبت المجرد من جازم و ناصب و حرف تنفيس. أ ه و قد نَقَلَ هذا الكلام بلفظه من غير تصرف تلميذه صاحب القاموس المحيط، و أنا أرى أن يعبر بِرُبَّ بدل- قد- فيقال مثلا قد يصلح و ربما لا يصلح.

20
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ألي ص 20

و إِذَا دَخَلَتْ على المُضْمَرِ قُلِبَت الألفُ ياءً وجْهُ ذلك أنّ مِنَ الضَّمائِرِ ضَمِيرَ الغائبِ فلو بَقِيَتِ الألفُ و قِيلَ زَيدٌ ذَهَبْتُ (إلَاهِ) لَالْتَبَسَ بِلَفْظِ (إِلهِ) الذى هو اسْمٌ و قَدْ يَكْرَهُون الالتباسَ اللّفْظىَّ فَيَفِرُّونَ منه كما يَكْرَهُون الالْتِبَاسَ الخَطِّىَّ ثم قُلِبتْ مَعَ بَاقِى الضَّمَائِرِ لِيَجْرىَ البابُ على سَنَنٍ وَاحدٍ و حَكَى ابنُ السَّرَّاجِ عَنْ سِيبَوَيهِ أَنَّهُم. قَلَبُوا إِليْك و لَدَيْك و عَليْك لِيَفْرُقُوا بَيْن الظَّاهِرِ و المُضْمَرِ لأَنَّ المُضْمَرَ لا يَسْتَقِلُّ بِنَفْسِهِ بل يَحْتَاجُ إلى مَا يَتَوَصَّلُ به فَتُقْلَبُ الأَلِفُ ياءً لِيَتَّصِلَ بها الضَّمِيرُ و بَنُو الحرِثِ بنِ كَعْبٍ و خَثْعَمُ بل و كِنَانَةُ لا يَقْلِبُونَ الألِفَ تَسْويَةً بين الظَّاهِر و المُضْمَرِ و كذلك فى كلِّ ياءٍ سَاكِنَةٍ مفتوحٍ ما قَبْلَهَا يَقْلِبُونَها أَلِفاً فيقولون إِلَاكَ و عَلَاكَ و لَدَاكَ وَ رَأَيْتَ الزَّيْدَانِ و أَصَبْتُ عَيْنَاه قَالَ الشاعرُ:
         طَارُوا عَلَاهُنَّ فَطِرْ عَلَاها «1»
أى عَلَيْهِنَّ و عَلَيْها و تَأْتى (إلَى) بمعْنَى عَلَى و منه قوله تعالى «وَ قَضَيْنا إِلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ» و المعْنَى و قَضَيْنا عَلَيْهِم و تَأْتِى بمعنَى (عِنْدَ) و منه قولُه تعالى «ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» أى ثم مَحِلُّ نَحْرِها عِنْدَ البَيْتِ العَتِيقِ و يقال هو أَشْهَى إِلىَّ من كذا أَى عِنْدِى و عَلَيْهِ يَتَخَرَّجُ قولُ القَائِلِ أنتِ طالقٌ إِلى سَنَةٍ و التَّقْدِيرُ عِنْدَ سَنَةٍ أَىْ عِنْدَ رَأْسِها فَإنَّها لا تَطْلُقُ إلا بَعْدَ انْقِضَاء سَنَةٍ و اللّهُ تَعَالَى أعْلَمُ.
[أمد]
الأَمَد: الغايةُ و بَلَغَ (أَمَدَهُ) أى غَايَتَهُ و (أمِدَ) (أَمَداً) مِنْ بَابِ تَعِبَ غَضِبَ.
[أمر]
الأَمْرُ: بمعْنَى الحالِ جَمْعُهُ (أُمُورٌ) و عَلَيْهِ «وَ ما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ» و (الأَمْرُ) بمعْنَى الطَّلَبِ جَمْعُهُ (أَوَامِرُ) فرقاً بينهما و جمعُ (الأَمْرِ) (أوَامِرُ) هكذا يتكلَّمُ به الناسُ و مِنَ الأئِمَّةِ مَنْ يُصَحِّحُهُ وَ يَقُولُ فى تأويله إِنَّ الأَمْرَ مَأْمُورٌ به ثم حُوِّلَ المَفْعُولُ إِلى فَاعِلٍ كما قِيلَ أَمْرٌ عَارِفٌ و أصلُهُ مَعْرُوفٌ و عِيشَةٍ راضِيَةٍ* و الأصلُ مَرْضِيَّةٌ إلى غيرِ ذلك ثم جُمِعَ فَاعِلٌ على فَوَاعِلَ (فَأَوَامِرُ) جمْعُ (مأْمُورٍ) و إذا أَمَرْتَ مِنْ هذا الفِعْلِ وَ لَمْ يتَقَدَّمْه حَرفُ عَطْفٍ حَذَفْتَ الهمزةَ على غيرِ قياسٍ و قُلْتَ (مُرْهُ) بكذا و نَظِيرُه كُلْ و خُذْ و إِنْ تَقَدَّمَهُ حرفُ عطفٍ فالمشهورُ ردُّ الهَمْزَةِ عَلَى القِيَاسِ فيُقَالُ (و أْمُرْ) بِكَذَا وَ لَا يُعْرَفُ فِى كُلْ و خُذْ إلا التَّخْفِيفُ مُطْلَقاً وَ فِى (أمَرْتُه) لُغَتَانِ الْمَشْهُورُ
__________________________________________________
 (1) هذا بيت من مشطور الزجر ذكره مع أبيات قبله الجوهرى- فى (على) و هى:
         أىَّ قلوص راكب تراها             و اشدُدْ بمَثْنَى حقبِ حَقُواها
             ناديةً و ناديا أباها             طاروا عَلَاهُنَّ فِطر علَاها
قال البغدادى على أن القياس عليهن و عليها لكن لغة أهل اليمن قلب اليَاء الساكنة المفتوح ما قبلها ألفاً و هذا الشعر من كلامهم- و هما من رجز أورده أبو زيد فى نوادره نقلناه و شرحناه فى الشاهد الثامن عشر بعد الخمسمائة من شواهد شرح الكافية.- ا ه.

21
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أمر ص 21

فِى الاسْتِعْمَالِ قصْرُ الهَمْزَةِ و الثانِيةُ مدُّها.
قال أَبو عُبَيْدِ و هما لغتان جَيِّدَتَان (و آمرْتُه) فى أَمْرِى بالمدّ إذا شَاوَرْتُهُ و (الإِمْرَةُ) و (الإِمَارَةُ) الوَلايَةُ بِكسْرِ الهمزَةِ يقال (أَمَرَ) على القوم (يَأْمُرُ) من باب قَتَل فهو (أَمِيرٌ) و الجمعُ (الأُمَرَاءُ) و يُعَدَّى بالتَّضْعِيفِ فيقال (أَمَّرْتُهُ) (تَأْمِيراً)الأمَارَةُ) العلامة وزناً و معنى و لك عَلَىَّ (أَمْرَةٌ) لا أعْصِيَها بالفتح أى مرَّةٌ واحِدَةٌ (و أَمِرَ) الشَّى‏ءُ (يَأْمَرُ) من بابِ تعِبَ كَثُر و يُعَدَّى بِالْحَرَكَةِ و الهَمْزَة يُقَالُ (أَمَرْتُهُ) (أَمْراً) من بَابِ قَتَلَ و (آمَرْتُهُ) و (الأَمْرُ) الحالة يُقَالُ أمرٌ مُسْتَقِيمٌ و الجمعُ (أُمُورٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ (و أَمَرْتُهُ) (فائْتَمَر) أى سَمِعَ و أَطَاعَ (و ائْتَمَرَ) بالشي‏ء هَمَّ به و (ائْتَمَرُوا) تَشَاوَرُوا و قولهم أقَلُّ (الأمريْنِ) أو أَكْثَرُ (الأمْرَيْنِ) من كذا و كذا الوجهُ أَنْ يَكُونَ بالوَاو لأنها عاطفةٌ على مِنْ و نَائِبَةٌ عن تَكْرِيرِها و الأصلُ مِنْ كذا وَ مِنْ كذا فَإنّ مِنْ كذا و كذا تَفْسِيرٌ لِلْأَمْرَيْنِ مُطَابِقٌ لهما فى التَّعَدُّدِ مُوَضِّحٌ لِمَعْنَاهُما و لَوْ قِيلَ مِنْ كذا أَوْ مِنْ كذا بالألِف لَبَقَى المعْنَى أَقَلَّ الأَمْرَيْنِ إمَّا مِنْ هذا وَ إِمَّا مِنْ هذا و كَانَ أحَدُهُما لَا بِعَيْنِهِ مُفَسِّراً لِلِاثْنَيْن و هو مُمْتَنِعٌ لِمَا فِيهِ من الإِبْهَامِ و لأنَّ الواحِدَ لا يكونُ له أقلُّ أو أكثرُ إِلَّا أَنْ يُقَالَ بالمذهب الكُوفىّ و هو إيقَاعُ أو موقِعَ الوَاوِ.
[أمس‏]
أَمْسِ: اسمٌ عَلَمٌ عَلَى اليَوْمِ الذِى قَبْلَ يَوْمِكَ و يُسْتَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهُ مَجَازاً و هو مَبْنِىٌّ عَلَى الكسْرِ و بنُو تَمِيم تُعْرِبُهُ إِعْرَابَ ما لا يَنْصَرِفُ فتقُولُ ذَهَب أَمْسُ بِمَا فِيه بالرَّفْعِ قال الشاعر:
         لقد رأيت عَجَباً مذ أمسا             عجائزاً مثل السعالى خمسا «1»
[أمل‏]
أملْتُهُ: أَملًا مِنْ بابِ طَلَب تَرَقَّبْتُه و أكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ الأَملُ فِيما يُسْتَبْعَدُ حصولُه قال زهير «2»:
         أرجُو و آمُل أن تدنو مودّتها
و مَنْ عَزم عَلَى السَّفَرِ إلَى بَلَدٍ بَعيدٍ يقول (أَمَلْتُ) الوصُول و لا يَقُولُ طَمِعْتُ إِلَّا إِذا قَرُبَ مِنْها فإِنَّ الطَّمَعَ لا يَكُونُ إِلّا فِيمَا قَرُبَ حصُولُه و الرجاءُ بين الأَمَلِ و الطَّمَعِ فَإنَّ الرَّاجِىَ قَدْ يَخَافُ أَنْ لَا يَحْصُلَ مَأْمُولُهُ و لهذا يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الخَوْفِ فَإِذَا قَوِىَ الخوفُ اسْتُعْمِلَ اسْتِعْمَالَ الأَمَلِ و عَلَيْه بَيتُ زهيرٍ «3» و إِلَّا اسْتُعْمِلَ بِمَعْنَى الطَّمَعِ فأنا (آمِلٌ) و هو (مَأْمُولٌ) عَلَى فَاعِلٍ و مَفْعُولٍ و (أمَّلْتُهُ) (تَأْمِيلًا) مُبَالَغَةً و تَكْثِيراً و هو أكْثَرُ مِنِ اسْتِعْمَالِ المُخَفَّفِ و يُقَالُ لِمَا فِى الْقَلْبِ مِمَّا
__________________________________________________
 (1) هذا البيت مِن شواهد سيبويه- و هو من الخمسين بيتاً التى استشهد بها سيبويه المجهولة القائل.
 (2) الصواب. كعب بن زهير. و عجز البيت.
         و ما إخال لدينا منكِ تنويل‏
و هو من قصيدة- بانت سعاد- التى مدح بها سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
 (3) بيت كعب بن زهير.

22
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أمل ص 22

يَنَالُ من الخيرِ (أَمَلٌ) و من الْخَوْفِ (إيجَاسٌ) و لِمَا لا يكونُ لِصَاحِبِه و لا عَلَيْهِ (خَطْرٌ) و من الشَّرِّ و ما لَا خَيْرَ فيه (وسْوَاسٌ) و (تأمَّلْت) الشَّىْ‏ءَ إِذَا تدبَّرتَهُ و هو إِعادَتُك النَّظَرَ فيهِ مرَّةً بَعْدَ أُخْرَى حتى تَعْرِفَهُ.
[أمم‏]
أَمَّهُ: أَمَّا من بَابِ قَتَلَ قَصَدَهُ و (أَمَّمَهُ) و (تَأَمَّمَهُ) أيضاً قَصَدَهُ و (أَمَّهُ) وَ (أَمَّ) بِهِ (إِمَامَةً) صَلَّى بِه إِمَاماً و (أَمَّهُ) شَجَّهُ و الاسم (آمَّةٌ) بالمَدِّ اسمُ فاعِلٍ و بَعْضُ العَرَبِ يَقُولُ (مَأْمُومَةٌ) لأَنَّ فيها مَعْنَى المَفْعُولِيَّةِ فِى الْأَصْلِ و جَمْعُ الأُولى (أَوَامُّ) مثلُ دَابَّةٍ و دَوَابَّ و جَمْعُ الثَّانِيةِ عَلَى لَفْظِهَا (مَأْمُومَاتٌ) و هى التِى تَصِل إلى أُمِّ الدِّماغِ و هى أَشَدُّ الشِّجَاجِ قال ابنُ السِّكِّيتِ و صَاحِبُها يَصْعَقُ لصَوْتِ الرَّعْدِ و لِرُغَاءِ الإِبلِ و لَا يُطِيقُ البُرُوزَ فى الشَّمْسِ وَ قَال ابنُ الأَعْرَابِيِّ فى شَرْحِ دِيوَانِ عَدِىِّ ابن زيدٍ العِبَادِىِّ (الأَمَّةُ) بالفتح الشَّجَّةُ أى مَقْصُوراً و (الإِمَّةُ) بالكَسْرِ النِّعْمَةُ و (الأُمَّةُ) بالضَّمِّ العَامَّةُ و الجمعُ فيها جميعاً (أُمَمٌ) لَا غَيرُ و على هذا فَيكُونُ إِمَّا لغةً و إمَّا مَقْصُورَةً مِنَ المَمْدُودَةِ و صاحِبُهَا (مَأْمُومٌ) و (أَمِيمٌ) و (أُمُّ الدِّمَاغِ) الجلْدَةُ التى تَجْمَعُهُ و (أُمُّ الشي‏ءِ) أَصْلُهُ و (الأُمُّ) الوَالِدَةُ و قِيلَ أَصْلُها (أُمَّهَةٌ) و لهذا تُجْمَعُ على (أُمَّهَاتٍ) و أُجِيبَ بِزيَادَةِ الهَاءِ و أَنَّ الأصلَ (أُمَّاتٌ) قالَ ابنُ جِنِّى دَعْوَى الزّيادَةِ أَسْهَلُ مِنْ دَعْوَى الحَذْفِ و كَثُر فى النَّاسِ (أُمَّهَاتٌ) و فى غيرِ النَّاسِ (أُمَّاتٌ) للفَرْقِ وَ الوجْهُ ما أَوْرَدَهُ فى الْبارِعِ أَنَّ فيها أَرْبَعَ لُغَاتٍ (أُمٌّ) بضمّ الهَمْزَةِ و كَسْرِها و (أُمَّةٌ) و (أُمَّهَةٌ) (فالأُمَّهَاتُ) و (الأُمَّاتُ) لُغَتَانِ لَيْسَتْ إِحْدَاهُمَا أَصْلًا للْأُخْرَى وَ لَا حَاجَةَ إِلَى دَعْوَى حَذْفٍ و لَا زِيَادَةٍ و (أُمُّ الكتابِ) اللوحُ المحفُوظُ و يُطْلَقُ عَلَى الفَاتِحَةِ (أمُّ الكِتَاب) و (أمُّ القرآنِ) و (الأُمَّةُ) أَتْبَاعُ النبىِّ و الجمعُ (أُمَمٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و تُطْلَقُ (الأُمَّةُ) على عَالِمِ دَهْرِه الْمُنْفَرِدِ بِعِلْمِهِ و (الأُمِّيُّ) فى كَلَامِ الْعَرَبِ الّذِى لا يُحْسِنُ الكِتَابَةَ فَقِيلَ نِسْبَةٌ إِلى (الأُمِّ) لِأنَّ الكِتَابَةَ مُكْتَسَبَةٌ فهُوَ عَلى مَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الجَهْل بِالْكِتَابَةِ و قِيلَ نِسْبَةٌ إِلَى أُمَّةِ الْعَرَبِ لأنّهُ كَانَ أكْثَرُهُمْ أُمِّيِينَ و (الإِمَامُ) الخليفةُ و (الإِمَامُ) العَالِمُ المُقْتَدَى بِهِ و (الإِمَامُ) من يُؤْتَمُّ بِهِ فى الصَّلَاةِ و يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ و الأُنْثَى قالَ بعْضهُمْ و رُبَّما أُنِّثَ (إِمَامُ) الصَّلَاةِ بالْهَاءِ فَقِيلَ امْرَأَةٌ (إِمَامَةٌ) و قَالَ بَعْضهُمْ الهاءُ فِيهَا خَطَأٌ و الصَّوَابُ حَذْفُها لِأَنَّ (الإِمَامَ) اسمٌ لَا صِفَةٌ و يَقْرُبُ مِنْ هذا ما حَكَاهُ ابنُ السِّكّيتِ فى كِتَابِ المَقْصُور و الْمَمْدُودِ تَقُولُ الْعَرَبُ عَامِلنَا امْرَأَةٌ و أَمِيرنا امْرَأَةٌ و فُلَانَةٌ وَصِىُّ فُلَانٍ و فُلَانَةٌ وَكِيلُ فُلَانٍ قَالَ و إِنّمَا ذُكِّرَ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُونُ فى الرِّجَالِ أكْثَرَ مِمَّا يَكُونُ فى النِّسَاءِ فَلَمَّا احْتَاجُوا إِليْهِ فِى النِّسَاء

23
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أمم ص 23

أَجْرَوْه عَلَى الْأَكْثَرِ فى مَوْضِعِهِ و أنْتَ قَائِلٌ مُؤَذِّنُ بَنِى فُلَانٍ امْرَأَةٌ و فُلَانَةٌ شَاهِدٌ بكذا لأَنَّ هذا يَكْثُرُ فى الرِّجالِ و يَقِلُّ فى النِّسَاءِ و قَالَ تَعَالَى «إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ».
فَذَكَّر نذيراً و هو لِإِحْدَى ثمَّ قَالَ وَ لَيْسَ بِخَطَأٍ أَنْ تَقُولَ وَصِيَّةٌ و وَكِيلَةٌ بالتَّأْنِيثِ لِأَنَّهَا صِفَةُ المرأَةِ إِذَا كَانَ لها فِيهِ حَظٌّ و على هذا فلا يَمْتَنِعُ أن يُقَالَ امرأةٌ إِمَامَةٌ لأنَّ فى الإِمَامِ مَعْنَى الصِّفَةِ و جمعُ الإمَامِ (أَئِمَّةٌ) و الأصلُ أَأْمِمَةٌ وِزَانُ أَمْثِلَةٍ فأُدْغِمَتِ الميمُ فِى الْمِيمِ بَعْدَ نَقْلِ حَرَكَتِها إِلَى الهمْزَةِ فَمِنَ القُرَّاءِ من يُبْقى الهمْزَةَ مُحَقَّقَةٌ عَلَى الأَصْلِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يُسَهِّلُهَا على القِيَاسِ بيْنَ بَيْنَ و بعْضُ النُّحاةِ يُبْدِلِهُا ياءً للتَّخْفِيفِ و بَعْضُهُمْ يَعُدُّه لَحْناً و يَقُولُ لا وَجْهَ لَهُ فى القِيَاسِ و (أْتَمَّ) به اقْتَدَى بِه و اسمُ الفاعِلِ (مُؤْتَمٌّ) و اسْمُ المفْعُولِ (مُؤْتَمٌّ بِهِ) فالصِّلَةُ فَارِقَةٌ و تُكْرَهُ إِمَامَةُ الفَاسِق أَى تَقَدُّمُه إمَاماً و (أَمَامُ) الشّى‏ءِ بالفَتْحِ مُسْتَقْبَلُه و هو ظَرْفٌ و لهذا يُذَكَّرُ و قد يُؤَنَّثُ على مَعْنَى الجِهَةِ و لفظُ الزجَّاجِ و اخْتَلَفُوا فى تَذْكِيرِ (الأَمَامِ) و تَأْنِيثهِ.
[أم‏]
و أَمْ: تكون مُتَّصِلَةً و مُنْفَصِلَةً فالمُنْفَصِلَةُ بِمَعْنَى بَلْ و الهمْزَةِ جَمِيعاً و يكونُ ما بَعْدَها خَبَراً و اسْتِفْهَاماً مِثَالُها فى الْخَبَرِ «إنها لَإِبِلٌ أَمْ شاءٌ» و فِى الاسْتِفْهَامِ هل زيدٌ قائمٌ أَمْ عمرٌو و تُسَمَّى مُنْقَطِعَةً لِانْقِطَاعِ مَا بَعْدَها عمَّا قَبْلَها و اسْتِقْلَالِ كُلِّ وَاحِدٍ كَلَاماً تامَّا و المُتَّصِلَةُ يَلزَمُها هَمْزَةُ الاسْتِفْهَام و هِىَ بمعْنَى أَيِّهِمَا و لِهَذا كَانَ مَا بَعْدَها و مَا قَبْلَها كَلَاماً واحداً و لا تُسْتَعْمَلُ فى الأَمْرِ و النَّهْىِ و يَجِبُ أنْ يُعَادِلَ مَا بَعْدَها مَا قَبْلَها فى الاسْمِيَّةِ و الفِعْلِيَّةِ فإِنْ كان الأوّلُ اسماً أو فِعْلًا كان الثَّانِى مِثْلَه نحُو أ زيدٌ قائمٌ أَمْ قاعدٌ و أَ قَامَ زيدٌ أَمْ قَعَدَ لأنَّهَا لِطَلَبِ تَعْيِينِ أحَدِ الأمْرَينِ و لا يُسْأَلُ بِهَا إِلَّا بعد ثُبُوتِ أحَدِهِمَا و لا يُجَابُ إِلَّا بالتَّعْيِين لِأَنَّ الْمُتَكَلِّم يَدَّعِى حُدُوثَ أَحَدِهِما و يَسْأَلُ عنْ تَعْيينِهِ.
[أمن‏]
أمِنَ: زيدٌ الأَسَدَ (أَمْناً) و (أَمِنَ) منه مثلُ سَلِم مِنْه وَزْناً و مَعْنًى و الأصلُ أن يُسْتَعْمَلَ فى سُكُونِ القَلْبِ يَتَعَدَّى بنفْسِهِ و بالحرْفِ و يُعَدَّى إِلَى ثانٍ بالهمْزَةِ فَيقَالُ (آمَنْتُهُ) مِنْه و (أَمِنْتُه) عليه بالكسْرِ و (أْتَمَنْتُهُ) عليه فهو (أَمِينٌ) و (أَمِنَ) البَلَدُ اطْمَأَنَّ به أَهْلُه فهو (آمِنٌ) و (أَمِينٌ) و هو (مأمُونُ) الغَائِلَةِ أى لَيْسَ له غَوْرٌ و لا مَكْرٌ يُخْشى و (آمنْتُ) الأسيرَ بالمدّ أعطيتُه الأَمَانَ فأَمِنَ هو بالكَسْرِ و (آمنْتُ) باللّه (إِيمَاناً) أَسْلَمْتُ له و (أَمِنَ) بالكسر (أَمَانَةً) فهو (أَمِينٌ) ثم اسْتُعْمِلَ الْمَصْدَرُ فى الأعْيَان مَجَازاً فقيل الْوَدِيعَةُ أَمَانَةٌ و نَحْوُه و الجمعُ (أَمَانَاتٌ) و (أَمينُ) بالقصر فِى لُغَةِ الحِجَازِ و بالْمَدِّ فى لُغَةِ بَنِى عَامِرٍ و الْمَدُّ إِشْبَاعٌ بدَلِيلِ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ فى العَرَبِيَّةِ كَلِمَةٌ على فَاعِيلٍ و مَعْنَاه اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ و قَال‏

24
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أمن ص 24

أَبُو حَاتِمٍ مَعْنَاهُ كَذلِكَ يَكُونُ و
عَنِ الحَسَنِ البَصْرِىِّ أَنَّه اسمٌ من أَسْمَاءِ اللّهِ تَعَالَى.
و الْمَوْجُودُ فى مَشَاهِيرِ الأُصُول الْمُعْتَمَدةِ أَنَّ التَّشْدِيدَ خَطَأَ و قال بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ المتَّشْدِيدُ لُغَةٌ و هُوَ وَهَمٌ قَدِيمٌ و ذلك أَنَّ أبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ ابن يَحْيى قال و (آمِينُ) مثالُ عَاصِينَ لُغَةٌ فتوَهَّم أَنَّ المُرَادَ صِيغَةُ الْجَمْعِ لأَنَّهُ قَابَلَهُ بالْجَمْعِ و هو مَرْدُودٌ بقَوْلِ ابنِ جِنّى و غَيْرهِ أَنَّ المُرَادُ مُوَازَنَةُ اللَّفْظِ لَا غَيْرُ قال ابنُ جِنّىِ و ليسَ المُرَادُ حقيقة الْجَمْعِ و يُؤَيِّدُهُ قولُ صَاحِبِ التَّمْثِيلِ فى الفَصِيحِ و التَّشْديدُ خَطَأَ ثمَّ الْمَعْنَى غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ على التَّشْدِيدِ لأن التَّقْدِيرَ و لا الضَّالِّينَ قَاصِدِينَ إِليكَ و هذَا لا يَرْتَبِطُ بما قَبْلَهُ فافْهَمْه و (أَمَّنْتُ) على الدعاء (تَأْمِيناً) قلت عِنْدَه (آمِينْ) و (اسْتَأْمَنَهُ) طَلَبَ مِنْه الأَمَانَ و (اسْتَأْمَنَ) إليه دَخَل فى أَمَانِهِ.
[أمو]
الأَمَةُ: محذوفةُ اللّامِ و هى وَاوٌ و الأصلُ أَمَوَةٌ و لهذا تُرَدُّ فى التَّصْغِيرِ فيُقَالُ (أُمَيَّةٌ) و الأصلُ أُمَيْوَةٌ و بالمُصَغَّرِ سُمِّىَ الرجُلُ و التَّثْنِيَةُ (أَمَتَانِ) على لُغَةِ المُفْرَدِ و الْجَمعُ (آمٍ) وِزَانُ قَاضٍ و (إِمَاءٌ) وِزَانُ كِتَابٍ وَ (إِمْوَانٌ) وَزِانُ إسْلَامٍ و قد تُجْمَعُ (أَمَوَاتٍ) مِثالُ سَنَواتٍ و النِّسْبَةُ إِلَى (أُمَيَّةَ) أُمَوِىٌّ بِضمِّ الهَمْزةِ على الْقِيَاسِ و بِفَتْحِهَا على غيرِ القِيَاسِ و هو الأَشْهَرُ عندَهُمْ و (تَأَمَّيْتَ) (أَمَةً) اتخذتُها و (تَأَمَّتْ) هِىَ.
[أنث‏]
الأُنْثَى: فُعْلَى و جَمْعُها إِنَاثٌ مثلُ كِتَابٍ و ربَّمَا قِيلَ (الأَنَاثِيُّ) و التأْنِيثُ خِلَافُ التَّذْكِيرِ يُقَالُ (أَنَّثَ) الاسْمَ (تَأْنِيثاً) إذا الْحَقْتَ بِهِ أَوْ بِمُتَعَلَّقِهِ عَلَامَةَ التَّأْنِيثِ قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ و إِذَا كَانَ الاسْمُ مؤنَّثاً و لم يَكُنْ فيه هَاءُ تَأْنِيثٍ جَازَ تَذْكِيرُ فِعْلِهِ قال الشاعر: «1»
          و لا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَها
فَذَكَّرَ أَبْقَلَ و هو فِعْلُ الأَرْضِ لَمَّا لَمْ يَكُنْ فيها لَفْظُ التأنِيثِ و يَلْزَمُه عَلَى هذا أن يُقَالَ إِنَّ الشَّمْسَ طَلَعَ و هو غَيْرُ مَشْهُورٍ و البيتُ مُؤَوَّلٌ محمولٌ عَلَى حَذْفِ العَلَامَةِ لِلضرُورَةِ و (الأُنْثَيانِ) الخُصْيَتَانِ.
[أنس‏]
أَنِسْتُ أَنَسْتُ: به (أَنْساً) من باب علم و فى لغة من باب ضرب و (الأُنْسُ) بالضم اسمٌ منه و (الأَنَسُ) بفتحتَينِ جَمَاعةٌ من النَّاسِ و سُمِّىَ به و بمُصَغَّرِه و (الأَنِيسُ) الذى يُسْتَأْنَسُ به و (اسْتَأْنَسْتُ) به و (تَأَنَّسْتُ) به إِذا سَكَن إليه القَلْبُ و لم يَنْفِرْ و (آنَسْتُ) الشي‏ء بِالْمَدِّ عَلِمْتُه و (آنَسْتُهُ) أبْصَرْتُهُ‏
__________________________________________________
 (1) عامر بن جُوَينٍ الطائى- و صدر البيت- فلا مُزْنةٌ وَدَقَتْ وَدْقَهَا- و هو من شواهد سيبويه و اعلم أن سيبويه يجيز حذف التاء فى مثل هذا فى الشعر فقط- و هو ما عليه الجمهور قال سيبويه ح 1 ص 239- و قد يجوز فى الشعر موعظة جاءنا- .. ثم ذكر الشواهد الشعرية و منها هذا البيت قال الأعلم- عن البيت- و يروى أبْقَلَتِ أبْقالَهَا بتخفيف الهمزة- لا ضرورة فيه على هذا.

25
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أنس ص 25

و (الإنْسُ) خِلافُ الجِنِّ و (الإِنْسِيُّ) مِنَ الحَيْوَانِ الجانبُ الأَيْسَرُ و سَيَأْتي تمَامُه فى الوَحْشِىِّ و (إِنْسِيُّ) القَوْسِ ما أَقْبَلَ عَلَيْك مِنْها و (الإِنْسَانُ) من النَّاسِ اسمُ جِنْسٍ يقعُ على الذَّكَرِ و الأُنْثى و الْوَاحِدِ و الْجَمْعِ و اخْتُلِفَ فى اشْتِقَاقِه مَعَ اتِّفاقِهم على زِيادَةِ النُّونِ الأخِيرَةِ فقَالَ البَصْريُّونَ مِنَ الأَنْسِ فالهَمْزَةُ أصلٌ و وزنه فِعْلَانٌ و قال الكُوفيُّونَ مُشْتَقٌّ من النِّسْيَانِ فالهمزةُ زائدةٌ و وزْنُهُ إِفْعَانٌ على النَّقْصِ و الأَصْلُ إِنْسيَانٌ على إِفْعِلَانٍ و لهذَا يُرَدُّ إلى أصْلِهِ فى التَّصْغِيرِ فيُقَالُ (أُنَيْسِيَانٌ) و (إِنْسَانُ) العينِ حَدَقَتُها و الجمعُ فِيهِمَا (أنَاسِيُّ) و (الأُنَاسُ) قيل فُعَالٌ بِضَمِّ الفَاء مُشْتَقٌّ مِنَ الأنْسِ لكن يجوزُ حذْفُ الهمْزَةِ تَخْفِيفاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فَيبْقَى النَّاسَ و عنِ الكِسَائِىِّ أن (الأُنَاسَ) و (النَّاسَ) لُغتَانِ بِمَعْنًى واحدٍ و ليس أحدُهما مُشْتَقًّا من الآخَرِ و هو الوَجْهُ لأنهما مَادَّتَانِ مُخْتَلِفَتان فى الاشْتِقَاقِ كما سَيَأْتِي فى (نوس) وَ الحَذْفُ تَغْيِيرٌ و هو خِلافُ الأَصْلِ.
[أنف‏]
أنِفَ: مِنَ الشي‏ءِ (أنَفاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و الاسمُ (الأَنَفَةُ) مِثْلُ قَصَبَةٍ أى (استَنْكَفَ) وَ هو الاسْتِكْبَارُ و (أَنِفَ) منه تَنَزَّهَ عنْهُ قال أبُو زَيْدٍ (أَنِفْتُ) مِنْ قَوْلِهِ أَشَدَّ الأَنَفِ إِذَا كَرِهْتُ مَا قَالَ و (الْأَنْفُ) المَعْطِسُ و الجَمْعُ (آنَافٌ) على أَفْعَالٍ و (أُنوفٌ) و (آنُفٌ) مثلُ فُلوسٍ و أَفلُسٍ و (أَنْفُ) الجَبَلِ ما خَرَجَ منهُ و رَوْضَةٌ (أُنُفٌ) بضَمَّتَين أَىْ جَدِيدَةُ النَّبْتِ لَمْ تُرْعَ وَ (اسْتَأْنَفْتُ) الشي‏ءَ أخذتُ فيه و ابْتَدَأْتُه و (أْتَنَفْتُهُ) كذلك‏
[أنق‏]
أَنِقَ: الشي‏ءُ (أَنَقاً) من بابِ تَعِبَ راعَ حُسْنُه و أَعْجَبَ و (أَنِقْتُ) بِهِ أُعْجِبْتُ و يَتَعَدَّى بالْهَمزَةِ فيقالُ (آنَقَنِي) و شي‏ءٌ (أَنِيقٌ) مثلُ عَجِيبٍ وزناً و معنًى و (تَأَنَّقَ) فى عَمَلِه أحْكَمَهُ.
[أنك‏]
الآنُك: وِزَانُ أفلُسٍ هو الرَّصَاصُ الخَالِصُ و يقال الرَّصَاصُ الأَسْوَدُ و منْهُمْ مَنْ يَقُولُ (الآنُكُ) فَاعُلٌ قال و ليس فى العربيِّ فَاعُلٌ بضَمّ العَيْنِ و أَمَّا الآنُكُ و الآجُرُ فِيمَنْ خَفَّفَ و آمُلُ «1» و كابُلُ فأَعْجَمِيَّاتٌ.
[أنم‏]
الأَنَامُ: الجِنُّ و الإنْسُ و قيل (الأَنَامُ) ما عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ.
[أنن‏]
أَنَّ: الرجُلُ (يَئِنُّ) بالكَسْرِ (أَنِيناً) و (أُنَاناً) بالضم صَوَّتَ فالذكَرُ (آنٌّ) على فَاعِلٍ و الأُنْثَى (آنَّةً) و تقولُ لَبَّيْكَ إنَّ الْحَمْدَ لَكَ بكسر الهَمْزَةِ على مَعْنَى الاسْتِئْنَافِ و رُبَّمَا فُتِحَتْ على تَأْوِيلِ بأَنَّ الْحمدَ. وإنَّما: قِيلَ تَقْتَضِى الحَصْرَ قال الجَوْهَرِىُّ إذا زِدْتَ (مَا) على (إِنّ) صَارَتْ للتَّعْيينِ كَقوْلِهِ تعالى «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ» لأَنَّهُ يُوجبُ‏
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: آمَلُ كانُّكِ بَلَدٌ بطَبرِسْتَانَ منه الإمامُ محمدُ بنُ جَرِيرٍ الطبرِىُّ.

26
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أنن ص 26

إثَباتَ الحُكْم لِلْمَذْكُورِ و نَفْيَهُ عَمَّا عَدَاهُ و قِيلَ ظَاهِرَةٌ فى الحَصْرِ مُحْتَمِلَةٌ لِلتَّأْكِيدِ نحو إِنَّمَا زيدٌ قَائِمٌ و قيلَ ظَاهِرةٌ فى التأكِيدِ مُحْتَمِلَةٌ لِلْحَصْرِ قال الآمِدِىُّ لَوْ كَانَتْ لِلْحَصْرِ كان مَجِيئُها لِغَيْرِهِ على خِلَافِ الأَصْلِ و يُجَابُ عن قَوْلِهِ بِأَنْ يُقَالَ لو كَانَتْ للتَّأْكِيدِ كانَ مَجِيئُها لغَيْرِهِ على خِلَافِ الأَصْلِ و الظَّاهِرُ أَنَّها مُحْتَمِلَةٌ لِمَا تقدّم فتُحْمَلُ على مَا يَلِيقُ بالْمَقَامِ.
و أما (إِنْ) بالسكون فتَكُونُ حرفَ شَرْطٍ و هو تَعْلِيقُ أَمْرٍ على أَمْرٍ نحوُ إِن قمتَ قمْتُ و لا يُعلّقُ بِها إلَّا ما يُحْتَمَلُ وُقُوعُه و لا تَقْتَضِى الفَوْرَ بَلْ تُسْتَعْمَلُ فى الفَوْرِ و التَّرَاخِى مُثْبَتاً كان الشَّرْطُ أو مَنْفِيًّا فقَوْلُه إِنْ دَخَلْتِ الدارَ أو إِنْ لَمْ تَدْخُلى الدارَ فأنت طالِقٌ يَعُمُّ الزَّمَانَيْنِ قال الأزهَرِىُّ و سُئِلَ ثَعْلَبٌ لَوْ قَالَ لِامْرأَتِهِ إِنْ دَخَلْتِ الدَّارَ إِنْ كَلَّمْتِ زيداً فَأنْتِ طَالِقٌ مَتَى تَطْلُقُ فَقَال إِذَا فَعَلَتُهُمَا جميعاً لِأَنَّهُ أَتَى بِشَرْطَيْنِ فَقِيلَ لَهُ لَوْ قَالَ أنتِ طالقٌ إِنِ احْمَرَّ البُسْرُ فقَالَ هذِه الْمَسْأَلَةُ مُحَالٌ لأنَّ البُسْرَ لَا بُدَّ أن يَحْمَرَّ فالشَّرْطُ فَاسِدٌ فقِيلَ لَهُ لو قَالَ إِذَا احْمَرَّ البُسْرُ فَقَالَ تَطْلُق إِذَا احْمَرَّ لأَنَّه شَرْطٌ صَحِيحٌ ففرَّقَ بينَ (إنْ) و بينَ (إِذَا) فَجَعَلَ (إنْ) لِلْمُمْكِنِ و (إِذَا) للْمُحَقَّقِ فيُقَالُ إِذَا جَاءَ رَأْسُ الشَّهْرِ و إنْ جَاء زيدٌ وَ قَدْ تَتَجَرَّدُ عَنْ مَعْنَى الشَّرْطِ فَتَكُونُ بمَعْنَى لَوْ نحوُ صَلِّ و إنْ عَجَزْتَ عَنِ القِيَامِ و مَعْنَى الْكَلَامِ حِينَئِذٍ الحاقُ المَلْفُوظِ بالْمَسْكُوتِ عَنْهُ فى الحُكْم أى صَلِّ سواءً قَدَرْت عَلَى القِيَامِ أم عَجَزْتَ عنه و منه يُقَالُ أَكْرِمْ زيداً و إِنْ قَعَدَ فالواوُ للحَالِ و التَّقْدِيرُ وَ لَوْ فِى حَالِ قُعُودهِ و فيه نَصٌّ على إدْخَالِ المَلْفُوظِ بَعْدَ الواوِ تحتَ ما يَقْتَضِيه اللَّفْظُ مِنَ الإِطْلَاقِ و الْعُمُومِ إِذْ لَوِ اقْتَصَرَ على قَوْلِهِ أكْرِمْ زيداً لَكَانَ مُطْلَقاً و المُطْلَقُ جَائِزُ التَّقْيِيدِ فَيَحْتَمِلُ دُخُولَ ما بَعْدَ الواو تحتَ العُمُومِ و يَحْتَمِلُ خُرُوجَه عَلَى إرادة التَّخْصِيصِ فَيَتَعَيَّنُ الدُّخُولُ بالنَّصِّ عَلَيْهِ و يَزُولُ الاحْتِمَالُ و معْنَاهُ أَكْرِمْهُ سَوَاء قَعَدَ أو لا و يَبْقَى الفِعْلُ على عُمُومِهِ و تَمْتَنِعُ إرادَةُ التَّخْصِيصِ حِينَئِذٍ قال المَرْزُوقِىُّ فِى شَرْحِ الحَمَاسَةِ و قدْ يَكُونُ فى الشَّرْطِ معنَى الحَالِ كما يَكُونُ فى الْحَالِ مَعْنَى الشَّرْطِ قال الشاعرُ:
         عَاوِدْ هَرَاةَ و إِنْ مَعْمُورُها خَرِبَا «1»
فَفِى الوَاوِ مَعْنَى الحَالِ أى و لوْ فِى حَالِ خَرَابِهَا و مثالُ الحَالِ يَتَضَمَّنُ مَعْنَى الشَّرْطِ لَأَفْعَلَنَّهُ كَائِناً مَا كَانَ و المعْنَى إِنْ كَانَ هذا و إِنْ كَانَ غَيْرُه و تَكُونُ لِلتَّجَاهُلِ كقَوْلِكَ لِمَنْ سَأَلَكَ هل وَلَدُكَ فى الدَّارِ و أَنت عَالِمٌ بِهِ إِنْ كانَ فى الدار أَعْلَمْتُكَ بِهِ و تَكُونُ لتَنْزِيلِ العَالِمِ مَنْزِلَةَ الجَاهِلِ تَحْرِيضاً عَلَى الْفِعْلِ أو دَوَامِهِ‏
__________________________________________________
 (1) هذا الشطر من شواهد سيبويه ج 1 ص 457.

27
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أنن ص 26

كقَوْلِكَ إِن كُنْتَ ابْنِى فَأَطِعْنِى و كَأَنَّكَ قُلْتَ أنت تَعْلَمُ أَنَّكَ ابْنِى و يَجِبُ عَلَى الابْنِ طَاعةُ الأَبِ و أَنْتَ غيرُ مُطيعٍ فافْعَلْ ما تُؤْمَرُ بِهِ.
[أني‏]
أَنَّى: اسْتِفْهَامٌ عن الجِهَةِ تَقُولُ أَنَّى يَكُونُ هذا أى مِنْ أىِّ وَجْهٍ و طَرِيقٍ (الْآنَاءُ) على أَفْعَالٍ هى الْأوْقَاتُ و فى وَاحِدِهَا لُغَتَانِ .. إِنًى: بِكَسْرِ الهَمْزَةِ و القَصْرِ و (إِنْيٌ) وِزَانُ حِمْلٍ وَ (تَأَنَّى) فى الْأَمْرِ تَمَكَّثَ و لم يَعْجَلْ و الاسْمُ منه (أَنَاةٌ) وِزَانُ حَصَاةٍ و (الإنَاءُ) و (الآنيةُ) الوِعَاءُ و الأوْعِيةُ وزناً و معنًى و (الأَوَانِي) جمعُ الْجَمْع و (الإنَى) بالكسر مَقْصُوراً الإِدْرَاكُ و النُّضْجُ و (أَنَى) الشي‏ءُ أَنْياً من بابِ رَمَى دَنَا و قَرُبَ و حَضَر و (أَنَى) لك أن تَفْعَلَ كذا و المعْنَى هذَا وَقْتُهُ فبَادِرْ إِلَيْه قَالَ تَعَالَى «أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ»
 وَ قَدْ قالوا (آنَ) لَكَ أن تَفْعَلَ كذا (أَيْناً) من بَابِ بَاعَ بِمَعْنَاهُ و هو مَقْلُوبٌ مِنْه و (آنَيْتُهُ) بالمدّ أخَّرْتُه و الاسمُ (الأَنَاءُ) وِزانُ سَلَامٍ.
[أهب‏]
الإِهَابُ: الجِلْدُ قَبْلَ أن يُدْبَغ و بَعْضُهُم يقولُ (الإهَابُ) الجِلْدُ و هذا الإِطْلَاقُ محمولٌ عَلَى ما قيَّدَهُ الْأَكْثَرُ فَإِنَّ قَوْلَه عليهِ الصلاةُ و السلامُ «أيُّما إهَابٍ دُبِغَ».
يَدُلُّ عليه و الجَمْعُ (أُهُبٌ) بِضَمَّتَيْنِ على القِيَاسِ مثلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ و بفتحتَيْنِ على غيرِ قِياسٍ قال بعضُهم و ليسَ فى كَلَامِ الْعَرَبِ فِعالٌ يجمع على فَعَلٍ بفتحتين إلا (إهابٌ) و (أَهَبٌ) و عِمَادٌ و عَمَدٌ و رُبَّمَا استعير الإِهَابُ لِجِلْدِ الإِنْسَانِ و (تَأَهَّبَ) للسفَرِ اسْتَعَدَّ لَهُ و (الأُهْبَةُ) العُدَّةُ و الْجَمْعُ (أُهَبٌ) مثلُ غُرْفَةٍ وَ غَرَفٍ.
[أهل‏]
أَهَلَ: المكان أُهُولًا من بابِ قَعَد عَمَرَ بأهْلِه فهو (آهِلٌ) و قَرْيَةٌ (آهِلَةٌ) عَامِرَةٌ و (أَهَلْتُ) بالشَّى‏ءِ أنِسْتُ به و (أَهَلَ) الرَّجُلُ (يأهَل) و (يأهِل) (أُهُولًا) إِذَا تَزَوَّجَ وَ (تأَهَّل) كَذلِكَ و يُطْلَقُ (الأهْلُ) على الزَّوْجَةِ و (الْأَهْلُ) أهلُ البَيْتِ و الأصْلُ فيه القَرَابَةُ و قد أُطْلِقَ على الأَتْبَاعِ و (أَهْلُ) البَلَدِ مَنِ اسْتَوْطَنَهُ و (أهْلُ) العِلْمِ مَنِ اتَّصَفَ به و الجمعُ (الأَهْلُونَ) و رُبَّمَا قِيلَ (الأَهَالِي) و (أهلُ) الثَّنَاءِ و المَجْدِ فى الدُّعَاءِ مَنْصُوبٌ على النِّدَاءِ و يَجُوزُ رَفْعُهُ خَبَرَ مُبْتَدَإِ مَحْذُوفٍ أَىْ أَنْتَ أَهْلٌ و (الأَهْلِيُّ) من الدَّوَابِّ ما أَلِفَ الْمَنَازِلَ و هو (أهْلٌ) للإِكْرَامِ أى مُسْتَحِقٌّ له و قولهم (أهْلًا و سَهْلًا و مَرْحَباً) مَعْناه أَتَيْتَ قوماً أهلًا و مَوْضِعاً سَهْلًا وَاسِعاً فَابْسُطْ نَفْسَك و اسْتَأْنِسْ و لا تَسْتَوْحِشْ و (الإِهَالَةُ) بالكسرِ الوَدَكُ المُذَابُ و (اسْتَأْهَلَها) أكَلَها و يُقَالُ (اسْتَأْهَلَ) بِمعْنَى اسْتَحَقَّ.
[أوب‏]
آب: من سفره (يَئُوبُ) (أَوْباً) و (مَآباً) رَجَعَ و (الإِيَابُ) اسمٌ منه فهو (آئِبٌ) و (آبَ) إلى اللّهِ تعالى رَجَعَ عن ذَنْبِهِ و تَابَ فهو (أوَّابٌ) مُبَالَغَةً و (آبَتِ) الشمْس‏

28
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أوب ص 28

رجَعَتْ من مَشْرِقِها فَغَرَبَتْ و (التأوِيبُ) سيرُ الليْلِ و جَاءُوا مِنْ كُلّ (أَوْبٍ) مَعْنَاه من كلِّ مَرْجعٍ أى من كُلِّ فَجٍّ.
[أود]
آده: (يَئُودهُ) (أَوْداً) أثْقَلَهُ (فانآدَ) وِزَانُ انْفَعَلَ أَىْ ثَقُلَ بِهِ و (آدَه) (أوْداً) عَطَفَهُ و حَنَاهُ.
[أوز]
الإِوَزُّ: مَعْرُوفٌ على فِعَلٍّ بكسر الفاءِ و فَتْح العَيْنِ و تشْدِيدِ اللَّامِ الوَاحِدَةُ (إِوَزَّةٌ) و فى لُغَةٍ يُقالُ (وَزٌّ) الواحِدَةُ (وَزَّةٌ) مثلُ تَمْرٍ و تَمْرةٍ و لهذا يُذْكَرُ فى البَابَيْنِ و حُكِىَ فى الْجَمْعِ (إوَزُّونَ) و هو شَاذُّ.
[أوس‏]
الآسُ: شَجَرٌ عَطِرُ الرائِحَةِ الواحدةُ (آسَةٌ) و (الأَوْسُ) الذئبُ و سُمِّىَ به و بمُصَغَّرِه أيضاً.
[أوف‏]
الآفَةُ: عَرَضٌ يُفْسِدُ ما يُصِيبُهُ و هى العَاهَةُ و الجمعُ (آفاتٌ) و (إِيفَ) الشي‏ءُ بالبناءِ للمفْعُولِ أصَابَتْه (الآفةُ) و شي‏ءٌ (مَئُوفٌ) وِزَانُ رَسُولٍ و الأصْلُ مَأْوُوفٌ على مَفْعُولٍ لكِنَّه اسْتُعْمِلَ على النَّقْصِ حتى قالُوا لا يُوجَدُ من ذَوَاتِ الواوِ مفْعُولٌ على النَّقْصِ و التَّمَامِ معاً إلا حَرْفَانِ ثَوْبٌ مَصُونٌ و مَصْوُونٌ و مِسْكٌ مَدُوفٌ و مَدْوُوفٌ «1» و هذا هو المشهورُ عن العَرَبِ و منَ الأئِمَّةِ مَنْ طَرَدَ ذلكَ فى جَمِيع البابِ و لم يُقْبَلْ منه «2»
[أول‏]
آلَ: الشي‏ءُ (يَئُولُ) (أَوَّلًا) وَ (مآلًا) رَجَعَ و (الإِيَالُ) وِزَانُ كِتَابٍ اسمٌ مِنه و قد اسْتُعْمِلَ فى الْمَعَانِي فقِيلَ (آلَ) الأمرُ إِلَى كذا و (المَوْئِلُ) المَرْجعُ وزناً و معنًى و (آلَ) الرَّجُلُ مالَهُ (إِيَالةٌ) بِالْكَسْرِ إِذَا كَانَ من الإِبِل و الغَنَمِ يَصْلُحُ على يَدَيْهِ و (آلَ) رَعِيَّتَهُ سَاسَها و الاسْمُ (الإِيَالَةٌ) بالكسرِ أَيضاً و (الآلُ) أهلُ الشَّخْصِ و هم ذَوُو قَرَابَتِه و قد أُطْلِقَ على أَهْلِ بَيْتِهِ و على الأَتْبَاعِ و أَصْلُهُ عندَ بعض (أَوَلٌ) تحركتِ الواوُ و انْفَتَح ما قَبْلَهَا فقُلِبَتْ أَلِفاً مثلُ قال. قال الْبَطَلْيَوْسِىُّ فى كِتَابِ الاقْتِضَابِ ذَهَبَ الكِسَائِىُّ إِلَى مَنْعِ إِضَافَةِ (آلٍ) إِلَى المُضْمَرِ فَلَا يُقَالُ (آلُهُ) بل أَهْلُهُ و هو أَوَّلُ من قَالَ ذلِكَ و تَبِعَهُ النَّحَّاسُ و الزُّبَيْدِىُّ و ليس بصَحِيحٍ إِذْ لَا قِيَاسَ يَعْضُدُه و لا سَمَاعَ يُؤَيِّدُهُ قال بعْضُهُمْ أصلُ (الآلِ) أَهْلٌ لكِنْ دَخَلَهُ الإِبْدَالُ و استدَلَّ عليهِ بِعَوْدِ الهَاءِ فِى التَّصْغِيرِ فيُقَالُ (أُهَيْلٌ) و (الآلُ) الَّذِى يُشْبِهُ السَّرَابَ يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ‏
[وأل‏]
و (الأَوَّلُ) مُفْتَتَحُ العَدَدِ و هو الذى له ثَانٍ و يَكُونُ بمعنى الوَاحِدِ و منه فى صِفَاتِ اللّهِ تعالى هو (الأوّلُ)
__________________________________________________
 (1) وَ سمع فرس مقود و مقوود. و مريض معود و معوود قاموس- قاد- عاد.
 (2) كثير من النحويين نسب هذا إلى المبرّد- و لكن المبَردَ كلامه صريح فى أن تصحيحَ اسم المفعول من الأجوف الواوى العين الثلاثى إنما يجوز فى الضرورة قال فى المقتضب 1/ 102- فلهذا لم يجز فى الواو ما جاز فى الياء (أى من التصحيح) هذا قول البصريين أجمعين و لست أراه ممتنعاً عند الضرورة- ا ه.
و نقل عنه ابن الشجرى‏ء هذا الرأى.

29
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

وأل ص 29

أى هُوَ الواحِدُ الذى لا ثَانِىَ له و عليه اسْتِعمَالُ المُصَنِّفِينَ فى قَوْلِهِمْ و له شُرُوطٌ (الأوّلُ) كذا لا يُرَادُ به السَّابِقُ الذى يَتَرَتَّبُ عليه شي‏ءٌ بَعْدَه بَلِ المُرَادُ الوَاحِدُ و قَولُ القَائِلِ أوّلُ وَلَدٍ تَلِدُه الأَمَةُ حُرٌّ مَحْمُولٌ على الوَاحِدِ أيْضاً حتى يَتَعَلّقَ الحُكْمُ بالوَلَدِ الذى تَلِدُه سواءٌ ولَدَتْ غَيْرَهُ أم لَا إِذا تَقَرَّرَ أنَّ الأوّلَ بِمعنَى الوَاحِدِ فالمؤنَّثَةُ هى (الأُولَى) بمعْنَى الوَاحِدَةِ أيضاً و منه قولُهُ تعالى «إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى‏» أى سِوَى المَوْتَةِ التى ذَاقُوها فى الدُّنْيا و ليس بَعْدَها أُخْرَى و قد تَقَدَّمَ فى الآخَرِ أنَّهُ يَكُونَ بِمعْنَى الوَاحِدِ و أَنَّ الأُخْرَى بمعْنَى الوَاحِدَةِ
فقولُه عليه الصَّلَاةُ و السَّلَامُ فِى وُلُوغِ الكَلْب (يُغْسَلُ سَبْعاً) فى رِوَايةٍ (أُولاهُنَّ) و فى رِوَايةٍ (أُخْرَاهُنَّ) و فى رِوَايةٍ (إِحْدَاهُنّ).
الكلُّ ألفاظٌ مُتَرادِفَةٌ على معنًى واحِدٍ و لا حَاجَةَ إِلَى التأْوِيلِ و تَنَبَّهْ لهذه الدَّقِيقةِ و تَخْرِيجِها على كَلَامِ العربِ و اسْتَغْنِ بِها عَمَّا قِيل من التأْوِيلَاتِ فإِنَّها إِذَا عُرِضَتْ على كَلَامِ العَرَبِ لا يَقْبَلُهَا الذَّوْقُ و تُجْمَعُ (الأُولَى) عَلَى (الأُولَيَاتِ) و (الأُوَل) و العشر (الأُوَلُ) و (الْأَوائِلُ) أيضاً لأَنَّه صفةُ اللَّيالِى و هى جَمْعُ مُؤَنَّثٍ و منه قوله تعالى:
 «وَ الْفَجْرِ وَ لَيالٍ عَشْرٍ» و قولُ العامَّةِ (العَشْر الأَوَّلُ) بفَتح الهمزَةِ و تشْدِيدِ الوَاوِ خَطَأٌ و أمَّا وَزْنُ أَوَّل فقِيلَ فَوْعَلٌ و أصْلُه وَوْوَلٌ فَقُلِبَتِ الواوُ الأولى هَمْزَةً ثم أُدْغِمَ و لهذا اجْتَرَأَ بَعْضُهم علَى تَأْنِيثِهِ بالهاءِ فَقَال (أَوَّلَةً) و ليسَ التأنيثُ بالمَرْضِىِّ و قال المحقِّقُونَ وزْنُهُ أَفْعَلُ منْ آل يَئُولُ إذا سبَقَ و جَاءَ و لا يَلْزَمُ من السَّابِقِ أن يَلْحَقَهُ شي‏ءٌ و هذا يُؤَيِّدُ ما سَبَقَ من قَوْلِهِم أَوّلُ وَلدٍ تَلِدهُ لِأَنَّه بمعْنَى ابْتِدَاءِ الشَّى‏ءِ وَ جَائِزٌ أن لَا يَكُونَ بَعْدَهُ شي‏ءٌ آخَرُ و تَقُولُ هذا أوّلُ ما كَسَبْتُ و جَائِزٌ أَن لَا يَكُونَ بعْدَه كَسْبٌ آخَرُ و الْمَعْنَى هذا ابْتِدَاءُ كَسْبِى و الأَصْلُ أَأْوَلٌ بِهَمْزَتَيْنِ لكِنْ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ الثانِيَةُ وَاواً و أُدْغِمتْ فِى الوَاوِ قال الجَوْهَرِىُّ أصْلُهُ أَوْأَلُ بهَمْزِ الوَسَطِ لكِنْ قُلِبَتِ الهمزةُ وَاواً لِلتَّخْفِيفِ و أُدْغِمَتْ فى الوَاوِ و الْجَمْعُ (الْأَوَائِلُ) و جَاءَ فى (أَوَائِلِ) القَوْمِ جَمْعَ أَوَّلٍ أى جَاءَ فى الَّذِينَ جَاءُوا أوّلًا و يُجْمَعٌ بالواوِ و النونِ أيضاً و سُمِع (أُوَلٌ) بضمِّ الهَمْزَةِ وَ فَتْحِ الوَاوِ مُخَفَّفَةً مثلُ أكْبَرَ و كُبَرٍ و فى (أَوَّلَ) معنَى التَفْضِيلِ و إِنْ لَمْ يَكُنْ له فِعْلٌ و يُسْتَعْمَلُ كَمَا يُسْتَعْمَلُ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ من كَوْنِهِ صِفَةً لِلْوَاحِدِ و المُثَنَّى و المجمُوعِ بلَفْظٍ وَاحِدٍ قال تعالى «وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ» و قال «وَ لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ» و يقال (الأَوَّلُ) و (أَوَّلُ) القوم و (أَوَّلُ) مِنَ القَوْمِ و لَمَّا اسْتُعْمِلَ اسْتِعْمَالَ أفْعَلِ التفْضِيل انْتَصَبَ عَنْه الحالُ و التمييزُ و قِيلَ أنْتَ (أوّلُ) دُخُولًا و أنتُمَا (أَوَّلُ) دُخُولًا وَ أَنْتم (أَوَّلُ) دُخُولًا و كَذلِكَ فى الْمُؤَنَّثِ (فأَوَّلُ) لا يَنْصَرِفُ لأَنَّه‏

30
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

وأل ص 29

أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ أو عَلَى زِنَتِهِ قال ابنُ الحَاجِبِ (أَوَّلُ) أَفْعَلُ التفْضِيلِ و لا فِعْلَ له و مثلُه آبَلُ و هو صِفَةٌ لمن أحْسَنَ القِيَامَ على الإِبِلِ قال و هذا مَذْهَبُ البَصْرِيّيِنَ و هو الصَّحِيحُ إذ لوْ كَانَ على فَوْعَلٍ كما ذَهَبَ إليه الكُوفِيونَ لِقيلَ أَوَّلةٌ بالهاءِ و هذا كالتَّصْرِيحِ بامْتِنَاعِ الهاءِ و تقولُ عَامٌ أوّلُ إِنْ جَعَلْتَهُ صفةً لم تَصْرفْه لوَزْن الفِعْل و الصِّفَةِ و إِن لم تَجْعَلْهُ صِفَةٌ صرَفْتَ و جازَ عامُ الأَوَّلِ بالتعريف و الإِضَافةِ و نَقَلَ الجوهَرِىُّ عنِ ابْنِ السِّكِّيتِ مَنْعَها و لا يُقَالُ عامَ أَوَّلَ على التَّرْكِيبِ.
[أون‏]
الْأَوانُ: الحِينُ بِفَتْحِ الهَمْزَةِ و كَسْرُها لُغَةٌ و الجْمُع (أوِنَةٌ) و (آنَ) فى الأمر (يَئُونُ) (أَوْناً) رفِقَ فيه و (الإِوَانُ) وِزَانُ كِتَابٍ بيتٌ مُؤَزَّجٌ غيرُ مَسْدُودِ الفُرْجَةِ و كُلُّ سِنَادٍ لشي‏ءٍ فهو (إِوَانٌ) له و (الإِيوانُ) بِزِيادَةِ اليَاءِ مثلُه و منه إِيوانُ كِسْرى (و الْآنَ) ظَرْفٌ لِلْوقْتِ الحَاضِرِ الذى أنتَ فيه و لَزِمَ دُخُولُ الألفِ و اللَّامِ و ليس ذلك للتَّعْرِيفِ لِأَنَّ التَّعْرِيفَ تَمْيِيزُ المُشْتَرِكَاتِ و ليسَ لِهَذَا مَا يَشْرَكُهُ فى مَعْنَاه قَالَ ابنُ السَّراجِ ليْسَ هو آنَ و آنَ حتى يَدْخُلَ عليه الأَلِفُ و اللَّامُ للتَّعْرِيفِ بل وُضِعَ مَعَ الْأَلِفِ و اللَّامِ لِلْوَقْتِ الحاضرِ مثلُ الثُّرَيَّا و الذى و نَحْوِ ذلك.
[أوه‏]
آهِ: مِنْ كذا بالمدِّ و كَسْرِ الهاءِ لالْتِقَاءِ الساكِنَيْنِ كَلِمَةٌ تُقَالُ عنْدَ التَّوَجُّعِ و قد تُقَالُ عِنْدَ الإِشْفَاقِ و (أوْهِ) بسكون الواو و بالكسر كذلِكَ و قَدْ تُشَدَّدُ الوَاوُ و تُفْتَحُ وَ تُسَكَّنُ الهاءُ و قد تُحْذَفُ الهاءُ فَتُكْسَرُ الواوُ و (تأَوَّه) مثلُ تَوَجَّعَ وزناً و مَعْنًى.
[أو]
أوْ: لها مَعَانٍ (الشكُّ) و (الإِبْهَامُ) نحو رأيتُ زيداً أوْ عمراً و الفَرْقُ أنَّ المُتَكَلِّمَ فى الشَّكِّ لا يَعْرِفُ التَّعْيِينَ وَ فِى الإِبْهَام يَعْرِفُه لكِنَّهُ أَبْهَمَهُ على السَّامِعِ لِغَرَضِ الإِيجَازِ أو غَيْرِه و فى هذين القِسْمَين هو غَيْرُ مُعَيَّنٍ عنْد السَّامِعِ و إذا قِيلَ فى السُّؤَالِ أ زيدٌ عندَك أوْ عمرٌو فالجوابُ نَعَمْ إِنْ كَانَ أَحَدُهما عِنْدَه لِأَنَّ (أوْ) سُؤَالٌ عَنِ الوُجُودِ و (أَمْ) سُؤَالٌ عَنِ التَّعْيِينِ فَمَرْتَبَتُهَا بَعْدَ (أَوْ) فَمَا جُهِلَ وُجُودُه فالسُّؤَالُ (بِأَوْ) و الجَوَابُ نَعَمْ أوْلَا و لِلْمَسْئُولِ أَنْ يُجِيبَ بالتَّعْيِينِ و يَكُونُ زيادةً فى الإِيضَاحِ و إذا قيل أ زيدٌ عِنْدَكَ أوْ عَمْرٌو و خَالِدٌ فالسؤالُ عن وُجُودِ زيدٍ وحدَه أوْ عَنْ عَمْرٍو و خَالِدٍ معاً وَ مَا عُلِم وُجُودُه و جُهِلَ عَيْنُه فالسُّؤَالُ بأَمْ نحوُ أزيدٌ أفضلُ أم عَمْرٌو و الجواب زيدٌ إن كان أفْضَلَ أو عَمْرٌو إن كان أَفْضَلَ لأن السَّائِلَ قَدْ عَرَفَ وُجُودَ أحَدِهِمَا مُبْهَماً و سَأَلَ عن تَعْيِينِهِ فَيجِبُ التعيينُ لأَنَّهُ الْمَسْئُولُ عنه و إِذَا قيل أَزَيدٌ أو عمرٌو أَفْضَلُ أم خَالِدٌ فالجوابُ خَالِدٌ إن كَانَ أفْضَلَ أو أحَدُهُما بهذا اللَّفْظِ لأَنهُ إِنَّمَا سأَلَ أَحَدُهُما أَفْضَلُ أم خَالِدٌ و القسْمُ الثَّالِثُ (الإِباحَة)

31
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أو ص 31

نحُو قمْ أو اقعُدْ وَ لَهُ أنْ يَجْمَع بَيْنَهُما و الرّابعُ (التَّخْييرُ) نحُو خُذْ هذا أوْ هذا و ليس لَهُ أن يَجْمَعَ بَيْنَهُما و الخَامِسُ (التَّفْصِيلُ) يُقَالُ كُنتُ آكُلُ اللَّحْمَ أوِ الْعَسَلَ و الْمَعْنَى كُنتُ آكُلُ هذا مرَّةً و هذا مرَّةً قال الشاعرُ:
         كأن النُّجُومَ عُيُونُ الكِلَا             بِ تَنْهَضُ فى الْأُفْق أوْ تَنْحَدِر
أى بعضُها يَطْلُعُ و بعْضُها يَغِيبُ و مثلُه قولُه تعالى «فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ» أى جَاءَ بأْسُنَا بَعْضَها ليلًا و بعْضَهَا نَهَاراً و كذلكَ «دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً» و المعنى وقتاً كذا و وقتاً كذا و نَقَلَ الفقهاءُ عَن ابنِ جُرَيْجٍ قال رأيتُ قِلَالَ هَجَرَ تسعُ القُلَّةُ قِرْبَتَيْنِ أو قِرْبَتَيْنِ و شَيْئاً و سيأْتِى «1» عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ لَمْ يَرَ قِلَالَ هَجَرَ و مُقْتَضَى هذا اللَّفْظِ عَلَى هذِه الطَّرِيقَةِ أَنَّ بَعْضَها يَسَعُ قِرْبَتَيْنِ و بَعْضَهَا يَسَعُ قِرْبَتَيْنِ و شيئاً و ليسَ المرادُ الشَّكَّ كما ذَهَبَ إليه بَعْضُهُمْ لأنَّ الشَّكَّ لا يُعْلَمُ إلَّا مِنْ جِهَةِ قَائِلِه و لَمْ يُنْقَلْ و هذِه طَرِيقَةُ إِيجَازٍ مَشْهُورَةٌ فى كَلَامِهِم و أَمَّا الشَّى‏ءُ فإنْ كَانَ نِصْفاً فَمَا دُونَه اسْتُعْمِلَ زائداً بالعطْفِ و قِيلَ خَمْسَةٌ و شَى‏ءٌ مَثَلًا و إِنْ كَانَ أَكْثَرَ من النِّصْفِ اسْتُعْمِلَ بالاسْتِثْنَاءِ و قِيلَ سِنَّةٌ إلا شيئاً فَجُعِلَ الشَّى‏ءُ نِصْفاً لزِيَادَتِه و يَتَقَارَبُ معنَى قولِهِ قِرْبَتَينِ أَوْ قِرْبَتَيْنِ وَ شَيئاً.
[أوي‏]
أَوَى: إلى مَنْزِلِهِ يَأْوِي مِن بابِ ضَرَبَ (أُويّا) أَقَامَ وَ رُبَّما عُدِّىَ بِنَفْسِهِ فَقِيلَ أَوَى مَنْزِلَهُ و (الْمَأْوَى) بِفَتْحِ الواوِ لِكُلِّ حَيَوَانٍ سَكَنُهُ و سُمِعَ (مَأْوِي) الإِبِلِ بالكَسْرِ شاذًّا و لا نَظِيرَ لَهُ فِى الْمُعْتَلِّ و بِالْفَتْحِ عَلَى الْقِيَاسِ وَ مأْوَى الغَنَمِ مُرَاحُهَا الّذى تَأْوِى إِلَيه لَيْلًا و (آويْتُ) زَيْداً بالمدّ فى التَّعدِّى و مِنْهُم مَنْ يَجْعَلُهُ مِمَّا يُسْتَعْمِلُ لَازِماً و مُتَعدِّياً فَيَقُولُ (أَوَيْتُهُ) وِزَانُ ضَرَبْتُهُ و مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَعْمِلُ الرُّبَاعِىَّ لَازِماً أَيْضاً وَ رَدَّهُ جَمَاعَةٌ و (ابنُ آوَى) قَالَ فِى الْمُجَرَّدِ «2» هو وَلَدُ الذِّئْبِ و لا يُقَالُ لِلذِّئْبِ (آوَى) بَلْ هذا اسْمٌ وَقَعَ عَلَيْهِ كما قِيلَ لِلْأَسَدِ أَبُو الحرثِ و لِلضَّبعِ أُمُّ عَامِرٍ و المشهورُ أَنَّ ابْنَ آوَى لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الذِّئْبِ بَلْ صِنْفٌ مُتَمَيِّزٌ و فِى التَّثْنِية و الْجَمْعِ ابنَا آوى و بناتُ آوى و هو غَيْرُ مُنْصَرِفٍ للعَلَمِيَّةِ و وَزْنِ الفِعْلِ و (الآيةُ) العَلَامَةُ و الجمع (آيٌ) آياتٌ) و (الآيةُ) من القُرْآن ما يَحْسُنُ السُّكُوتُ عليهِ و (الآيَةُ) العِبْرَةُ قَالَ سيبويهِ العَيْنُ واوٌ و اللَّامُ يَاءٌ من بَابِ شَوَى و لَوَى قَالَ لِأَنَّهُ أكْثَرُ مِمَّا عَيْنُه وَ لَامُه يَا آنِ مثلُ حَيِيْتُ و قال الفرَّاءُ الأصلُ آييَةٌ على فَاعِلَةٍ فَحُذِفَتِ اللامُ تَخْفِيفاً.
[أيد]
آدَ: (يَئِيدُ) (أَيْداً) و (آداً) قَوِيَ و اشتدّ فهو
__________________________________________________
 (1) سيأتى فى كتاب القاف- قلَّة.
 (2) المُجَرَّدُ: كتاب لأبي الحسن على بن الحسن ابن الحُسين الهنائى، و هو من مراجعات هذا المعجم.

32
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أيد ص 32

 (أيِّد) مثلُ سيِّدٍ و هَيِّنٍ و منه قولُهُمْ (أَيَّدك اللّه تَأْييداً).
[أيس‏]
أَيسَ: أَيَساً «1» من بَابِ تَعِب و كسرُ المضارعِ لُغَةٌ و اسمُ الفَاعِلِ أَيِسٌ على فَعِلٍ و فَاعِلٍ و بعضُهُم. يقولُ هو مَقْلُوبٌ من يَئِسَ.
[أيض‏]
آض: (يَئِيضُ) (أيضاً) مثلُ باعَ يَبِيعُ بَيْعاً إذا رَجَع فقَوْلُهُم افعل ذلك أيضاً مَعْنَاه افْعَلْه عَوْداً إلى ما تَقَدَّمَ.
[أيك‏]
الأَيْكُ: شجرٌ الواحدةُ (أَيْكَةٌ) مثلُ تَمْرٍ و تَمْرَةٍ و يُقَالُ من الأَرَاكِ.
[أيل‏]
الأُيَّل: بضم الهمزَةِ و كسرِها و الياءُ فيهما مُشَدَّدَةٌ مَفْتُوحَةٌ ذَكَرُ الأَوْعَال و هو التَّيْسُ الْجَبَلِىُّ و الجمعُ (الأَيَاييلُ) و (إِيليَاءُ) ممدوداً و رُبَّما قيل (أَيْلَةُ) بيْتُ المقْدِس مُعَرَّبٌ.
و
[ألق‏]
إِيلاقُ: بكسْرِ الهمزَةِ كُورَةٌ مِنْ كُوَرِ مَا وَرَاء النَّهْرِ تُتَاخِمُ كُورةَ الشَّاشِ و قِيلَ تُطْلَقُ إِيلَاقُ على بِلَادِ الشَّاشِ و النِّسْبَةُ إليها (إيلَاقيٌّ) على لَفْظِها و هى نِسْبَةٌ لِبعْضِ أَصْحَابِنا.
[أيم‏]
الأَيِّمِ: العَزَبُ رجلًا كان أو امْرَأَةً قال الصَّغَانِىُّ وَ سَوَاءٌ تزوَّجَ مِنْ قبلُ أوْ لَمْ يَتَزَوَّجْ فيقال رجُلٌ (أَيِّمٌ) و امْرَأَةٌ (أَيِّمٌ) قال الشاعرُ:
         فأُبْنَا و قدْ آمَتْ نِساءٌ كَثِيرةٌ             و نِسْوَانُ سعدٍ ليسَ فيهنَّ أَيِّمُ‏
و قال ابنُ السِّكّيِتِ أَيضاً فلانةٌ (أيّمٌ) إذا لَمْ يَكُنْ لها زَوْجٌ بِكْراً كَانتْ أو ثَيباً و يُقَالُ أيضاً (أيِمَّةٌ) للأُنْثَى و (آمَ) (يَئِيمُ) مثلُ سارَ يَسِيرُ و (الأَيْمَةُ) اسمٌ منهُ و (تَأَيَّمَ) مَكَثَ زَمَاناً لا يَتَزَوَّجُ و الحَرْبُ (مَأْيَمَةٌ) لأنَّ الرجالَ تُقْتَلُ فيها فتَبْقَى النِّسَاءُ بلا أزوَاجٍ و رَجُلٌ (أيْمَانُ) ماتَتِ امْرأتُهُ و امرأةٌ (أَيْمَى) ماتَ زوْجُها و الجمْعُ فِيهمَا (أيَامَى) بالفتح مثلُ سَكْرانَ و سكْرَى و سَكَارَى قال ابنُ السِّكِّيتِ أَصلُ أَيَامَى أَيَائِمُ فنُقِلَتِ المِيمُ إِلى مَوْضِعِ الهمْزَةِ ثمَّ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ ألِفاً و فُتِحَتِ الميمُ تَخْفِيفاً.
[أين‏]
آن: (يَئِينُ) (أيْناً) مثلُ حَانَ يَحِينُ حيناً وزناً و مَعْنًى فهو (آئِنٌ) و قدْ يُسْتَعْمَلُ على القَلْبِ فيُقَالُ (أَنَى) (يَأْنِي) مثلُ سَرَى يَسْرِى و فى التنْزِيلِ أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا»
 و قال الشاعر:
         أَ لمَّا يَئِنْ لى أن تُجَلَّى عَمَايَتِى             و أُقْصِرَ عَنْ لَيلَى بَلَى قَدْ أَنَى لِيَا
فجمَعَ بينَ اللُّغَتَينِ و (آنَ) (يَئِينُ) (أَيْناً) تَعِب فهو (آئِنٌ) على فَاعِلٍ و (أينَ) ظَرْفُ مَكَانٍ يكونُ استِفْهَاماً فإِذَا قيلَ أينَ زيدٌ لزِمَ الجوابُ بتَعْيِينِ مَكَانِه و يكونُ شَرْطاً أيْضاً و يُزَادُ مَا فَيُقَالُ أيْنَمَا تَقُمْ أَقُمْ و (أيَّانَ) فى‏
__________________________________________________
 (1) ذهب غيره إلى أن أيسٌ من باب فهم فالمصدر أيْس بخلاف ما ذهب إليه القيومى. فإن القاعدة عنده كما قال فى المقدمة إن ذُكر المصدر مع مثالِ دخل فى التمثيل و إلّا فلا و هنا ذكر المصدر.

33
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

أين ص 33

تقْدِير (فَعَّالَ) و جَازَ أَنْ يكونَ فى تَقْدِيرِ فَعْلَانَ و هو سُؤَالٌ عن الزَّمَانِ و هو بمعْنَى مَتَى و أَىِّ حِينٍ و فى (أَيْنَ) و (أيَّانَ) عُمُومُ البَدَلِ و هو نِسْبَةٌ إلى جَمِيعِ مَدْلُولَاتِه لا عُمُومُ الْجَمْعِ إِلّا بِقَرِينَةٍ فَقَوْلُه أَيْنَ تَجْلِسْ أَجْلِسْ يُلْزِمُ الجُلُوسَ فى مَكانٍ واحِدٍ.
[أيه‏]
إِيْه: اسمُ فِعْلِ فإِذَا قُلتَ لِغَيْرِك (إيهِ) بلا تَنْوِينٍ فَقَدْ أَمَرْتَه أَنْ يَزِيدَكَ مِنَ الحَدِيثِ الذى بَيْنَكُما المعْهُودِ و إنْ وَصَلْتَه بكَلَامٍ آخرَ نَوَّنْتَهُ و قَدْ أمَرْتَه أن يَزِيدَكَ حَدِيثاً مّا لأنَّ التنوينَ تَنْكِيرٌ.
[أيي‏]
أيُّ: تَكُونُ شرْطاً و اسْتِفْهَاماً و موْصُولَةً و هى بعْضُ ما تُضَافُ إِليْهِ و ذلك البَعْضُ مِنْهُم مَجْهُولٌ فإِذا اسْتَفْهَمْتَ بِهَا و قُلْتَ أَىُّ رَجُلٍ جَاءَ و أَىُّ امْرَأَةٍ قَامَتْ فَقَدْ طَلَبْتَ تَعْيينَ ذلك البَعْضِ الْمَجْهُولِ وَ لَا يَجُوزُ الجَوَابُ بِذلِكَ البعْضِ إلا مُعَيَّناً و إِذا قُلْتَ فى الشَّرْطِ أَيَّهُمْ تَضْرِبْ أَضْرِبْ فالْمَعْنَى إِنْ تَضْرِبْ رَجُلًا أضْرِبْه وَ لَا يَقْتَضِى العُمُومَ فإِذَا قُلْتَ أىُّ رَجُلٍ جَاءَ فَأَكْرِمْه تَعَيَّنَ الأَوَّلُ دُون مَا عَدَاهُ وَ قَدْ يَقْتَضِيهِ لِقَرِينَةٍ نحو (أَىُّ صَلَاةٍ وَقَعَتْ بِغَيْرِ طَهَارَةٍ وَجَبَ قَضَاؤُها) و أَىُّ امْرَأَةٍ خَرَجَتْ فَهِىَ طَالِقٌ و تُزَادُ (مَا) عَلَيْها نحُو (أيُّما إِهَابٍ دُبغَ فَقَدْ طَهُرَ) و الإِضَافَةُ لَازِمَةٌ لَهَا لَفْظاً أَوْ مَعْنًى و هى مَفْعُولٌ إِنْ أُضِيفَتْ إِلَيْهِ و ظَرْفُ زَمَانٍ إِنْ أُضِيفَتْ إِلَيه و ظَرْفُ مَكَانٍ إِنْ أُضِيفَتْ إِلَيه وَ الأفْصَحُ اسْتِعْمَالُها فِى الشَّرْطِ و الاسْتِفْهَامِ بِلَفْظٍ وَاحَدٍ للمُذَكَّرِ و الْمؤنَّثِ لأنَّها اسمٌ و الإسْمُ لا تَلْحَقُهُ هَاءُ التَّأْنِيثِ الفَارِقَةُ بَيْنَ المُذَكَّر و الْمُؤَنَّثِ نحُو (أَى رَجُلٍ جَاءَ) و أَىُّ امْرَأَةٍ قَامَتْ و عَلَيْه قولُهُ تَعَالَى «فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ» و قال تعالى «بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ» و قال عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ: «1»
          بأىِّ مشيئَةٍ عَمْرُو بنَ هِنْدٍ
و قد تُطَابِقُ فى التَّذْكِيرِ و التَّأْنِيثِ نحوُ أىُّ رجلٍ و أيةُ امْرَأَةٍ و فى الشَّاذِّ «بأية أرضٍ تَمُوتُ» و قال الشاعِرُ:
         أية جَارَاتِك تلكَ المُوصِيَة
و إِذا كانتْ موصولَةً فالأحسَنُ اسْتِعْمَالهُا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ و بعضُهُمْ يَقُولُ هوَ الْأَفْصَحُ و تجوزُ المطَابَقَةُ نحو مررتُ بأَيِهمْ قام و بِأَيَّتِهِنَّ قامَتْ و تقعُ صفةً تابعةً لِموْصُوفٍ و تُطابِقُ فى التذْكِيرِ و التَّأْنِيثِ تَشْبِيهاً لها بالصِّفَاتِ المُشْتَقَّاتِ نحو برجُلٍ أىِّ رَجُلٍ و بامْرَأَةٍ أَيَّةِ امْرَأَةٍ و حَكَى الجَوْهَرِىُّ التذْكِيرَ فيها أيضاً فيُقالُ مررتُ بَجَارِيَةٍ أىّ جَارِيةٍ.
__________________________________________________
 (1) من معلقته- و عجز البيت- نكون لقيلكم فيها قطيناً.

34
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب الباء ص 35

كتاب الباء
[ببب‏]
: يقال هم بَبَّانٌ واحدٌ مُثَقَّلُ الثَّانِى و نونُه زَائِدةٌ فى الأكْثَرِ فوَزْنُه فَعْلَانٌ و قيل أصْلِيَّةٌ فوزنه فَعَّالٌ و المعنَى هم طَريقَةٌ واحدةٌ و عن عُمَرَ رضى اللّهُ عنهُ (سَأَجْعَلُ النَّاسَ بَبَّاناً وَاحِداً).
أى مُتَسَاوِينَ فى القِسْمَة و قالَ بعضُهم لفظُ الحدِيثِ بِبَاءٍ مُوَحَّدَةٍ أخيراً أَيْضاً و بتَخْفِيفِ الثَّانى فَيُقَالُ (بَبَابٌ) وِزَانُ سَلَامٍ و لم يُثْبِتُوا هذا القَوْلَ و قَالُوا هو تَصْحِيفٌ مِنَ الأوّلِ لِتَقَارُبِ الكِتَابةِ و على زِيَادَةِ النُّونِ قال ابنُ خَالَوَيْهِ فى كِتَابِه ليسَ فى كَلَام العَرَبِ كَلِمَةٌ ثُلَاثِيَّةٌ من جِنْسٍ وَاحدٍ سوى كَلِمَتَيْنِ بَبَّةٍ وَ بَبَّانٍ وَاحِدٍ.
[ببر]
البَبْرُ: حَيَوانٌ يُعَادِى الأَسَدَ و الجمعُ (بُبُورٌ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ قال الأزهرىُّ و أَحْسَبُهُ دخيلًا و ليس من كَلَامِ العَرَبِ.
[ببغ‏]
الْبَبْغَاءُ «1»: طَائِر معروفٌ و التأنِيثُ لِلَّفْظِ لَا لِلْمُسَمَّى كالْهَاءِ فى حَمَامَةٍ و نَعَامةٍ و يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ و الأُنْثَى فيُقالُ (بَبْغَاءُ) ذَكَرٌ و (ببغاءُ) أُنْثَى و الجمعُ (بَبْغَاوَاتٌ) مثلُ صحراءَ و صحْرَاوَاتٍ.
[بتت‏]
بتَّه: (بَتّاً) من بَابِ ضَرَبَ و قَتَل قَطَعَهُ و فى المُطَاوِع (فانبَتَّ) كما يُقَالُ فانْقَطَع و انْكَسَرَ و (بتَّ) الرجُلُ طَلَاقَ امرَأَتِهِ فهى (مَبْتُوتَةٌ) و الأَصْلُ مبتُوتٌ طَلاقُها و طلَّقَها طلْقةً (بَتَّةً) و (بتَّهَا) (بتَّةً) إِذَا قَطَعَها عَنِ الرَّجْعَةِ و (أَبَتَّ) طَلَاقَها بالألِفِ لُغَةٌ قَالَ الأزهَرىُّ و يُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِىُّ و الرُّبَاعِىُّ لَازِمَين و مُتَعدِّيَيْنِ فَيُقَالُ (بتَّ) طَلَاقَها و (أَبَتَّ) و طَلَاقٌ (بَاتٌّ) و (مُبِتٌّ) قال ابنُ فارِسٍ و يُقَالُ لِمَا لَا رَجْعَةَ فِيهِ لا أفْعَلُهُ (بَتَّةً) و (بَتَّتْ) يَمِينُهُ فى الحَلِفِ (تَبِتُّ) بالكسر لا غيرُ (بُتُوتاً) صَدَقَتْ و بَرَّتْ فَهِى (بَتَّةٌ) و (بَاتَّةٌ) و حَلَفَ يَمِيناً (بَتَّةً) و (بَاتَّةً) أى بَارَّةً و (بَتَّ) شَهَادَتَه و (أَبتَّها) بالألِفِ جَزَمَ بِهَا.
[بتر]
بَتَرَهُ: بَتْراً من بَابِ قَتَلَ قَطَعَه على غَيْرِ تَمَامٍ و نُهِىَ عن (الْمَبْتُورَةِ) فى الضَّحَايَا و هى التى (بُتِرَ) ذَنَبُها أى قُطِعَ و يُقَالُ فى لَازِمِه (بَتِرَ) (يَبْتَر) من باب تَعِب فهو (أَبْتَرُ) و الأنثى (بَتْرَاءُ) و الجمع (بُتْرٌ) مثلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ (بَتَلَه) (بَتْلًا) من بَابِ قَتَلَ قَطَعَهُ و أَبَانَهُ و طَلَّقَها طَلْقَةً (بَتَّةً بَتْلَةً) و (تَبَتَّلَ) إلى العِبَادَةِ تَفَرَّغ لها و انْقَطَع.
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: البَبْغَاء و قد تُشَدَّد الباء الثانية.

35
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بثث ص 36

[بثث‏]
بثَّ: اللهُ تعالى الخَلْقَ (بثّاً) من بَابِ قَتَلَ خَلَقَهُم و (بثَّ) الرجلُ الحدِيثَ أذاغه وَ نَشَرَه و (بَثَّ) السلطانُ الجُنْدَ فى البلادِ نَشَرَهُم و قال ابنُ فَارِسٍ (بثَّ) السِّرَّ و (أَبَثَّهُ) بالألف مِثْلُه.
[بثر]
بَثَر: الجِلْدُ (بَثْراً) من بَابِ قَتَل خَرجَ بِهِ خُرَاجٌ صَغِيرٌ ثم اسْتُعْمِلَ المصْدَرُ اسماً و قِيلَ فى وَاحِدَتِه (بَتْرةٌ) و فى الجَمْعِ (بُثُورٌ) مثلُ تَمْرَةٍ و تَمْرٍ و تُمُورٍ و (بَثِر) (بثَراً) من بابِ تَعِبَ أيضاً الواحدَةُ (بَثَرَةٌ) و الجمعُ (بَثَرَاتٌ) مثلُ قَصَبِ و قَصَبَةٍ و قَصَبَاتٍ و (بَثُرَ) مثْلُ قَرُب لغةٌ ثَالِثَةٌ و (تَبَثَّرَ) الْجِلدُ تَنَفَّط.
[بثق‏]
بَثَقْتُ: الماءَ (بَثْقاً) من بَابَيْ ضربَ و قَتَل إذَا خَرَقْتُهُ و كذلك فى السِّكْرِ «1» (فانْبَثَقَ) هو و (البِثْقُ) بالكسرِ اسمٌ للمصدَرِ.
[بجح‏]
بَجَحَ: بالشَّى‏ءِ من بَابَىْ نَفَع و تَعِب إذا فَخَر به و (تَبَجَّحَ) به كذلك و (بَجَحْتُ) الشي‏ءَ (أَبْجَحُه) بفَتْحِهِما إِذَا عظَّمْتُهُ.
[بجس‏]
بَجَسْتُ: الماءَ (بَجْساً) من بابِ قَتَلَ (فانْبَجَسَ) بمعنى فَتَحْتُهُ فانْفَتَح.
[بجل‏]
بَجِيلةُ قَبِيلةٌ من اليَمَنِ و النِّسْبَةُ إليها (بَجَليٌّ) بفتْحَتَينِ مثلُ حَنَفِىٍّ فى النِّسْبَةِ إلى بَنِى حَنِيفَةَ و (بَجْلَةُ) مِثالُ تَمْرَةٍ قبيلةٌ أيضاً و النِّسْبَةُ إِليها عَلَى لَفْظِهَا و (بَجَّلْتُهُ) (تَبْجِيلًا) عَظَّمُته و وقَّرْتُه.
[بحت‏]
بحْتٌ: عربىٌّ (بَحْتٌ) وِزَانُ فَلْسٍ أى خَالِصُ النَّسَبِ و هو مَصْدَرٌ فى الأصْلِ من (بَحُتَ) مثلُ قَرُبَ و مِسْكٌ (بَحْتٌ) خَالِصٌ من الاخْتِلاطِ بِغَيْرِه و ظُلْمٌ (بَحْتٌ) أى صُراحٌ و طَعَامٌ (بَحْتٌ) لا إِدَامَ مَعَهُ و برْدٌ (بَحْتٌ) قَوِىٌّ شدِيدٌ.
[بحث‏]
بحَثَ: عنِ الأَمْرِ (بحْثاً) من بابِ نَفَع اسْتَقْصَى و (بَحَثَ) فى الأرْضِ حَفَرَها و فى التَّنْزِيلِ «فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ»
[بحر]
البَحْرُ: معروفٌ و الجمعُ (بُحُورٌ) و (أَبْحُرٌ) و (بِحَارٌ) سُمِّىَ بذلك لاتِّسَاعِهِ و منْهُ قيلَ فرسٌ (بَحْرٌ) إِذَا كَان واسعَ الجَرْىِ و يقال للدَّمِ الخَالِصِ الشَّدِيدِ الحُمْرَةِ (بَاحِرٌ) و (بَحْرَانِيٌّ) و قِيلَ الدَّمُ (البَحْرَانِيُّ) منسوبٌ إلى بَحْرِ الرَّحِم و هو عُمْقُها و هو مِمَّا غُيّر فى النَّسَبِ لأَنَّهُ لو قِيلَ بَحْرِىٌّ لَالْتَبَس بالنِّسْبَةِ إِلَى البَحْرِ و (البَحْرَانِ) على لفظِ التَّثنِيَةِ مَوْضِعٌ بين البَصْرَةِ و عُمَانَ و هو مِنْ بِلَادِ نَجْدٍ و يُعْرَبُ إعْرَابَ المُثَنَّى و يَجُوزُ أن تَجْعَلَ النُّون مَحَلَّ الإِعْرَابِ معَ لزُومِ الياءِ مُطْلَقاً و هى لُغَةٌ مَشْهورَةٌ و اقْتَصَرَ عليهَا الأَزْهَرِىُّ لأنه صَارَ عَلَماً مُفْرَدَ الدّلَالَةِ فأَشْبَهَ المُفْرَدَاتِ و النِّسْبَةُ إليه (بَحْرَانِيٌّ) و (بَحَرْتُ) أُذُنَ النَّاقَةِ (بَحْراً) من بَابِ نَفَع شَقَقْتُها و (البَحِيرَةُ) اسمُ مَفْعُولٍ و هى الْمَشْقُوقَةُ الأُذنِ بِنْتُ السَّائِبَةِ الَّتِى‏
__________________________________________________
 (1) السِّكْرُ: ما يُسَدُّ به النَّهْرُ.

36
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بحر ص 36

تُخَلَّى مَعَ أُمِّهَا و هذا قَوْلُ مَنْ فَسَّرَهَا بأَنَّها النَّاقَةُ إِذا نُتِجتْ خَمْسَةَ أَبْطُنٍ فإِنْ كَانَ الخَامِسُ ذَكَراً ذَبَحُوه و أكَلُوهُ و إِن كَانَ أنْثَى شَقُّوا أُذُنَهَا وَ خَلَّوْهَا مَعَ أُمِّهَا و بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ البَحِيرَةَ هِىَ السَّائبَةَ و يَقُولُ كَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا نُتِجَتْ سَبْعَةَ أَبْطُنٍ شَقُّوا أُذُنَهَا فلَمْ تُرْكَبْ و لم يُحْمَلْ عَلَيها و سُمِّيَتِ المرْأَةُ بَحِيرَةَ نقلًا مِنْ ذلِكَ.
[بحن‏]
بَحْنَةٌ: يُقَالُ لضَرْبٍ من النَّخْلِ بَحْنَةٌ مِثالُ تَمْرَةٍ و تَصْغِيرُها (بُحَيْنَةٌ) و بالمُصَغَّرِ سُمِّيَتِ المرْأةُ و منه (عبدُ اللّهِ بنُ بُحَيْنَةَ) بِنْتِ الحِرثِ ابنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ و قيل (بُحَيْنَةُ) لَقَبٌ لها و اسْمُها عَبْدَةُ و نُسِبَ عَبْدُ اللّهِ إِلى أُمِّهِ و اسمُ أبِيهِ مَالِكٌ الأَسَدِىُّ.
[بخت‏]
البُخْتُ: نوعٌ من الإِبل قال الشاعرُ:
         لَبَن البُخْتِ فى قِصَاع الخَلَنْجِ «1»
الواحدِ (بُخْتِيٌّ) مثلُ رُومٍ و رُومِىٍّ ثم يُجْمعُ على (البَخَاتيِّ) و يخفَّفُ و يُثَقَّلُ و فى التَّهْذِيبِ و هو أَعْجَمِىٌّ مُعَرَّبٌ و (البَخْتُ) الحظُّ وزناً و معنًى و هُوَ عَجَمِىٌّ و من هُنَا توقَّفَ بعضُهم فى كَوْنِ (البُخْتِ) عَرَبيَّةً التى هى أصْلُ البَخَاتِيّ.
[بخخ‏]
بَخٍ: كلمةٌ تقال عند الرِّضَا بالشّى‏ءِ و هى مَبْنِيَّةٌ عَلَى الكَسْرِ و التنْوِين و تُخَفَّفُ فى الأكثَر «2»
[بخر]
البَخُورَ: وِزانُ رسولٍ دُخْنَةٌ يُتَبَخَّرُ بها و (البُخَارُ) معروفٌ و الْجمْعُ (أبْخِرَةٌ) و (بخَارَاتٌ) و كُلُّ شى‏ءٍ يَسْطَعُ مِنَ المَاءِ الحَارِّ أو مِنَ النَّدَى فَهوَ (بُخَارٌ) و (بَخَرَتِ) القِدْرُ (بَخْراً) من بَابِ قَتَلَ ارْتَفَعَ بُخَارُها و (بَخِرَ) الفمُ (بَخَراً) من بَابِ تَعِبَ أَنْتَنَتْ رِيحُهُ فَالذَّكَرُ (أَبْخَرُ) و الأُنْثَى (بَخْرَاءُ) و الجمعُ (بُخْرٌ) مثلُ أَحْمرَ و حمراءَ و حُمرٍ.
[بخس‏]
بَخَسَه: (بَخْساً) من بَابِ نَفَعَ نَقَصَه أو عَابَهُ و يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ و فى التنزيل «وَ لا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ»*
 و (بَخَسْتُ) الكَيْلَ (بَخْساً) نَقَصْتُهُ و ثَمَنٌ (بَخْسٌ) نَاقِصٌ قَالَ السَرَقُسْطِىُّ (بَخَسْتُ) العَيْنَ (بَخْساً) فَقَأْتُهَا و (بَخَصْتُها) أَدْخَلْتُ الإِصْبَعَ فيها و قَالَ ابنُ الأعرابِىِّ (بَخَسْتُها) و بَخَصْتها خَسَفْتُهَا و الصَّادُ أَجْودُ.
[بخع‏]
بَخَعَ: نَفْسَهُ (بَخْعاً) من بَابِ نَفَع قَتَلَها مِنْ وَجْدٍ أَوْ غَيْظٍ و (بَخَعَ) لِى بالحَق (بُخُوعاً) انْقَادَ و بَذَلَهُ.
[بخل‏]
بَخُلَ: بَخَلًا و بُخْلًا من بَابَىْ تَعِب و قَرُب و الاسمُ (البَخْلُ) وِزَانُ فَلْسٍ فَهُوَ (بَخِيلٌ) و الجمعُ (بُخَلَاءُ) و رجُلٌ (بَاخِلٌ) «3» أَى ذُو بَخَلٍ‏
__________________________________________________
 (1) الْخَلَنْجُ: شجر.
 (2) أى يقال بَخْ يسكون الخاء.
 (3) فى القاموس: و رجلٌ بَخَلٌ محرّكةٌ وصفٌ بالمصدر- ا ه. أقول و هو الذى يصحُّ أن يقال فيه ذو بُخَل ليتفق مع القواعد الصرفية.
أمّا باخِلٌ فقد جرى على فعلِه فلا داعى للتأويل فيه- فلعلّه بَخَلٌ و صُحِّف.

37
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بخل ص 37

و (البُخْلُ) فى الشَّرْعِ مَنْعُ الوَاجِبِ و عِنْدَ العَرَب مَنْعُ السَّائِلِ مما يَفْضُلُ عِنْدَه و (أَبْخَلْتُهُ) بالألِفِ وَجَدْتُه بَخيلًا.
[بدد]
لا بدّ: من كذا أىْ لَا مَحِيدَ عَنْهُ و لا يُعْرَفُ اسْتِعْمَالُه إِلّا مَقْرُوناً بِالنَّفْىِ و (بَدَدْتُ) الشَّى‏ءَ (بَدّاً) من بَابِ قَتَلَ فَرَّقْتُه و التَّثقِيلُ مُبَالَغَةٌ و تَكْثِيرُ و (اسْتَبَدَّ) بالأَمْرِ انْفَردَ به من غَيْرِ مُشَارِكٍ لَهُ فِيهِ.
[بدر]
بَدَرَ: إلى الشّى‏ءِ (بُدُوراً) و (بَادَرَ) إِليْهِ (مُبادَرَةً) و (بِدَاراً) من بَابِ قَعَدَ و قَاتَلَ أَسْرَعَ و فِى التنزِيلِ «وَ لا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَ بِداراً» و (بَدَرَتْ) مِنْه (بَادِرَةُ) غَضَبٍ سَبَقَتْ و (البَادِرَةُ) الحطَأُ أيْضاً و (بَدَرَتْ) (بَوَادِرُ) الْخَيْلِ أى ظَهَرَتْ أَوَائِلُهَا و (البَدْرُ) القَمَرُ ليلَةَ كَمَالِهِ و هُوَ مَصْدَرٌ فى الأَصْلِ يُقَالُ (بَدَرَ) القَمَرُ (بَدْراً) من بَابِ قَتَلَ ثم سُمِّىَ الرَّجُلُ بِهِ و (بَدْرٌ) «1» موضعٌ بينَ مكَّةَ و المدينَةِ و هو إِلى المَدِينَةِ أَقْرَبُ و يُقَالُ هُوَ مِنْها عَلَى ثَمَانِيَةٍ و عشرينَ فَرْسَخاً على مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ تَقْريباً و عَنِ الشَّعْبِىِّ أنّه اسمُ بئرٍ هُنَاكَ قال و سُمِيّتْ (بَدْراً) لأن المَاءَ كانَ. لرَجلٍ من جُهَيْنَةَ اسمُه (بَدْرٌ) و قال الوَاقِدِىُّ كانَ شُيُوخُ غِفَارِ يقُولُونَ بَدْرٌ مَاؤُنَا و مَنْزِلُنا و ما مَلَكَهُ أَحَدٌ قَبْلَنَا و هو من دِيَار غِفَارِ و (البَيْدَرُ) الْمَوْضِعُ الذى تُدَاسُ فِيه الحُبُوبُ.
[بدع‏]
أَبْدَعَ: اللّهُ تعالَى الخَلْقَ (إِبْدَاعاً) خَلَقَهُم لَا عَلَى مِثَالٍ و (أَبْدَعْتُ) الشى‏ءَ و (ابْتَدَعْتُه) استَخْرَجْتُه و أَحْدَثْتُه و منه قِيلَ للحَالَة المُخَالِفَةِ (بِدْعَةٌ) و هى اسمٌ مِنَ (الابْتِدَاعِ) كالرِّفْعَةِ مِنَ الارْتِفَاعِ ثم غَلَبَ اسْتِعمَالُها فيما هُوَ نَقْصٌ فى الدِّينِ أو زِيادَةٌ لكِنْ قَد يكُونُ بعضُها غَيْرَ مَكْرُوهٍ فيُسَمَّى بِدْعَةً مُبَاحَةً و هُوَ مَصْلَحَةٌ يَنْدَفِعُ بها مَفْسَدَةٌ كاحْتِجَابِ الخَلِيفَةِ عن أَخْلَاطِ النَّاسِ و فُلَانٌ (بِدْعٌ) فِى هذَا الأمْرِ أى هُوَ أوّلُ مَنْ فَعَلَهُ فيكون اسمَ فاعِلٍ بمعْنَى (مُبْتَدِعٍ) و (الْبَدِيعُ) فَعِيلٌ مِنْ هذَا فَكأَنَّ مَعْناه هو مُنْفَرَدٌ بذلِكَ من غَيْرِ نَظَائِرِه و فيه معْنَى التعَجُّبِ و منه قولُه تعالى «قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ» أى ما أَنا أَوَّلُ من جَاءَ بالوَحْىِ من عِنْدِ اللّهِ تعالى و تَشْرِيع الشَّرَائِعِ بل أرْسَلَ اللّهُ تَعَالَى الرُّسُلَ قَبْلِى مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ فَأَنَا عَلَى هُدَاهُمْ.
[بندق‏]
البُنْدُقُ: المأْكُولُ معروفٌ قال فى المُحْكَمِ هو حَمْل شجرٍ كالجِلَّوْز و فى التَّهذِيب فى بَابِ الجِيمِ الجِلَّوْزُ (البُنْدُقُ) و نُونُه عِنْدَ الأكْثَرِ «2» زائدةٌ فوزْنُه فُنْعُلٌ و منهُمْ من يَجْعَلُها
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: بدر اسم بئر هناك حفرها بدر بن قريش.
 (2) المعروف عند علماء التصريف أن النون إذا كانت ثانية كانت أصلًا نحو عنبر و قنطار إلخ. إلا إذا دل الاشتقاق على زيادتها نحو عنبس (من أسماء الأسد) فنعل من العيوس و عنتريس من العترسة و هى الشدة و عَنْسَل (الناقة السريعة) إذ يقال عسل الذئب أسرع- و كلمة بندق بمقتضى هذا نونها أصلية- و هو ما حكمت به المعاجم: فتنبّه.

38
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بندق ص 38

كَالْأصْلِ فَوَزْنُهُ فُعْلُلٌ و كذلك كُلُّ نُونٍ سَاكِنَةٍ تَأْتِى فى فُنْعُلٍ بضَمِّ الفَاءِ و العَيْنِ أو بفَتْحِهِمَا أو كَسْرِهِما و كذلك فى فُنْعُول و فِنْعِيل «1» و (البُنْدُقُ) أيضاً ما يُعْمَلُ منَ الطِّينِ و يُرْمَى به الوَاحِدَةُ منها (بُنْدُقَةٌ) و جمعُ الجمعِ (الْبَنَادِقُ).
[بدل‏]
البَدَلُ: بفتحتين و (البِدْلُ) بالكسْرِ و (البَدِيلُ) كُلُّها بِمَعْنًى و الْجَمْعُ (أَبْدَالٌ) و (أبْدَلْتُه) بِكَذَا (إِبْدَالًا) نَحَّيْتُ الأوّلَ و جَعَلْتُ الثانِىَ مَكَانَهُ و (بَدَّلْتُهُ) (تَبْدِيلًا) بمَعْنَى غَيَّرْتُ صُورَتَهُ تَغْيِيراً و (بَدَّلَ) اللّهُ السيئاتِ حَسَنَاتٍ يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْن بِنَفْسِهِ لأنَّه بِمَعْنَى جَعَلَ و صَيَّرَ و قَدِ اسْتُعمِل (أَبْدَلَ) بالألف مَكَانَ (بدَّل) بالتَّشْدِيدِ فعُدِّى بِنَفْسِهِ إِلى مَفْعُولَيْنِ لِتَقَارُبِ مَعْنَاهُما و فى السَّبْعَةِ. «عَسى‏ رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ «2»» من أَفْعَل وَ فعْلَ وَ (بدَلْتُ) الثوْبَ بِغَيرِه (أَبْدُلُه) من بَابِ قَتَلَ و (اسَتَبْدَلْتُه) بِغَيْرهِ بمعْنَاه و هى (المُبَادَلَةُ) أيضاً.
[بدن‏]
البَدَنُ: من الجَسَدِ ما سِوَى الرأْسِ و الشَّوَى قَالَهُ الأزْهَرىُّ و عَبَّر بعضُهم بِعبَارَةٍ أُخْرَى فَقَالَ هو ما سِوَى الْمَقَاتِلِ و شِرْكَةُ (الأبْدَانِ) أصْلُها شِرْكَةٌ بِالْأَبْدَانِ لكن حُذِفَتِ البَاءُ ثم أضِيفَتْ لأنهم بَذَلُوا أَبْدَانَهُمْ فى الأعْمَالِ لِتَحْصِيلِ المَكَاسِبِ و (بَدَنُ) القَمِيصِ مُسْتَعَارٌ منه و هو مَا يَقَعُ عَلَى الظَّهْرِ و البَطْنِ دُونَ الكُمَّيْنِ و الدَّخَارِيصِ و الجمعُ (أَبْدَانٌ) و (البَدَنَةُ) قالُوا هىَ نَاقَةٌ أو بَقَرَةٌ و زادَ الأزهرىُّ أو بَعِيرٌ ذَكَرٌ قال و لا تَقَعُ (الْبَدَنَةُ) عَلَى الشَّاةِ و قال بَعْضُ الأئِمَّةِ (البَدَنَةُ) هى الإِبِلُ خاصَّةً و يَدُلُّ عليه قولُه تعالى «فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها» سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِعِظَمِ بَدَنِها و إِنَّما أُلْحِقَتِ البَقَرةُ بالإِبل بالسُّنَّةِ و هو قوله عليه الصلاة و السلام «تُجْزِى‏ءُ البَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ و البَقَرَةُ عن سَبْعَةٍ».
ففرّقَ الحديثُ بَيْنَهُما بِالعَطْفِ إِذْ لَوْ كَانَتِ البَدَنَةُ فى الوَضْعِ تُطْلَقُ عَلَى البَقَرَةِ لما سَاغَ عَطْفُهَا لأن المعْطُوفَ غيرُ المَعْطُوفِ عَلَيهِ و فى الْحَدِيثِ ما يَدُلُّ عليهِ‏
قال «اشتركْنَا مَعَ رسولِ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليه و سلمَ فى الحَجِّ و العُمْرَةِ سَبْعَةٌ مِنَّا فى بَدَنَةٍ فقال رَجُلٌ لِجَابِرٍ أَنَشْتَرِكُ فى البَقَرَةِ ما نَشْتَرِكُ فى الجَزُورِ فَقَالَ مَا هِىَ إِلَّا مِنَ البُدْنِ».
و الْمَعْنَى فِى الْحُكْمِ إِذْ لَوْ كَانَتِ البَقَرَةُ مِنْ جِنْسِ البُدْنِ لَمَا جَهِلَهَا أهلُ اللِّسانِ و لَفُهِمَتْ عِنْدَ الإِطْلَاقِ أَيْضاً و الْجَمْعُ (بَدَنَاتٌ) مثلُ قَصَبَةٍ وَ قَصَباتٍ و (بُدنٌ) أيضاً بِضَمَّتَيْنِ و إسْكَانُ‏
__________________________________________________
 (1) انظر رأى الصرفيين فى الصفحة (38) هامش رقم (1).
 (2) لم يقرأ (أن يُبَدِّلَهُ) من السبعة إلّا أبو عمرو فى إحدى الروايتين عنه.

39
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بدن ص 39

الدالِ تَخْفِيفٌ و كَأْنَّ (البُدُنَ) جمعُ (بَدِينٍ) تقديراً مثلُ نَذِيرٍ و نُذُرٍ قالوا و إِذَا أُطْلِقَتِ (البَدَنةً) فِى الفُرُوعِ فالمُرَادُ البَعِيرُ ذكراً كانَ أَوْ أُنْثَى و (بَدَنَ) (بُدُوناً) من بابِ قعَد عَظُم (بَدَنُه) بِكَثْرَةِ لَحْمِهِ فهو (بَادِنٌ) يَشْتَرِكُ فيه المذكَّرُ و المُؤَنَّثُ و الجَمْعُ (بُدَّنٌ) مثلُ رَاكعٍ و رُكَّعٍ و (بَدُنَ) (بَدَانَةً) مثلُ ضخُمَ ضَخَامَةً كذلكَ فهو (بَدِينٌ) و الجمع (بُدُنٌ) و (بَدَّنَ) (تَبْدِيناً) كَبِرَ و أَسَنَّ.
[بده‏]
بَدَهَه: (بَدْهاً) من بَابِ نَفَع بغَتَه و فَاجَأَهُ و (بَادَهَهُ) (مُبَادَهَةً) كذلك و مِنه (بَدِيهَةُ) الرَّأْىِ لأنها تَبْغَتُ و تَسْبِقُ و الجَمْعُ (البَدَائِهُ)
[بدو]
بَدَا: (يَبْدُو) (بُدُوّاً) ظَهَر فهو (بَادٍ) و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَبْدَيْتُه) و (بَدَا) إِلَى البَادِية (بِدَاوَةً) بالفَتْحِ و الكسْرِ خَرَجَ إِليهَا فهُوَ (بَادٍ) أيضاً و (البَدْوُ) مِثَالُ فَلْسٍ خِلَافُ الحَضَرِ و النِّسْبَةُ إِلىَ (البَادِيَة) بَدَويٌّ على غيرِ قِيَاسٍ و (البَوَادِي) جمعُ (البَادِيَةِ) و (بَدَا) له فى الأَمْرِ ظَهَرَ لَه مَا لمْ يَظْهَرْ أوَّلًا و الاسمُ (البَدَاءُ) مِثْلُ سَلَامٍ.
[بدأ]
بَدَأْتُ الشَّى‏ءَ و بالشَّى‏ءِ (أَبْدَأُ) (بدْءاً) بهمْزِ الكُلِّ و (ابْتَدَأْتُ) به قدَّمْتُهُ و (أَبْدَأْتُ) لَغَةٌ اسمٌ مِنه أَيْضاً و (البِدَايَةُ) باليَاءِ مَكَانَ الْهَمْزِ عَامِّىٌّ نَصَّ عليه ابنُ بَرِّىٍّ و جَمَاعَةٌ و (البَدْأةُ) مثلُ تَمْرةٍ بِمعْنَاهُ يُقَالُ لَكَ (البَدْأَةُ) أَىْ (الابْتِدَاءُ) و مِنْهُ يُقَالُ فُلَانٌ (بَدْءُ) قَوْمِهِ إِذَا كَانَ سَيِّدهُمْ و مُقَدَّمَهُمْ و كانَ ذلِكَ فى (ابْتِدَاءِ) الأمْر أَى فى أَوَّلِهِ و (بَدَأَ) اللّهُ تعَالَى الْخَلْقَ و (أبْدَأهُمْ) بالْأَلِف خَلَقهُمْ وَ (بَدأَ) البئْرَ احْتَفَرَها فهى (بَدِي‏ءٌ) أى حَادِثَةٌ و هى خلَافُ العَادِيَّةِ القدِيمَةِ و (البَدِي‏ءُ) الأمُر العَجِيبُ و (بَدَأَ) الشى‏ءُ حَدَث و (أَبْدَأْتُه) أَحْدَثْتُه.
[بذنج‏]
الباذِنْجانُ: من الْخَضْرَاوَاتِ بكسرِ الذَّالِ و بَعْضُ العَجَمِ يَفْتَحُها فارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ.
[بذخ‏]
بَذِخَ: الجَبَلُ (يَبْذَخُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ (بَذَخاً) طالَ فهو (بَاذِخٌ) و الجمع (بَوَاذِخُ) و منه (بَذِخَ) الرجُلُ إذا تكَبَّرَ و (بَذَخْتُ) الشىْ‏ءَ (بَذْخاً) من بَابِ نَفَع شَقَقْتُه.
[بذر]
بَذَرْتُ: الحَبَّ من بَابِ قَتَل إذا أَلْقَيْتُه فى الأرضِ للزِّراعَةِ و (البَذْرُ) الْمَبذُورُ إمَّا تَسْمِيَةٌ بالمصْدَرِ و إمَّا فَعْلٌ بمعنَى مَفْعُولٍ مثلُ ضَرْبِ الأميرِ و نَسْجُ اليَمَنِ قال بَعْضُهُم (البَذْرُ) فى الحُبُوبِ كالْحِنْطةِ و الشَّعِيرِ و (البَزْرُ) فى الرَّياحِينِ و البُقُولِ و هذا هو المَشْهُورُ فى الاسْتِعْمَالِ و نُقِلَ عَنِ الخَلِيلِ كلُّ حَبٍّ (يُبْذَرُ) فهو (بَذْرٌ) وَ بزْرٌ و (بَذَرْتُ) الكَلَامَ فَرَّقْتُه و (بَذَّرْتُه) بالتَّثْقِيلِ مبَالَغةٌ و تَكْثِيرٌ (فَتَبَذَّر) هو و منْه اشْتُقَّ (التَّبْذِيرُ) فى الْمَالِ لأنه تَفْرِيقٌ فى غير القصْدِ.
[بذرق‏]
و البَذْرَقَةُ: الجَمَاعَةُ تَتَقَدَّمُ القَافِلَةَ لِلحراسَة

40
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بذرق ص 40

قيل مُعَرَّبةٌ و قيلَ مُوَلَّدَةٌ و بعضُهُم يقولُ بِالذَّالِ و بَعْضُهُم بالدَّالِ و بَعْضُهُم بِهِما جَمِيعاً.
[بذق‏]
الباذَق «1»: بفَتْحِ الذَّالِ ما طُبِخَ من عَصِيرِ العِنَبِ أَدْنَى طَبْخٍ فصار شديداً و هو مُسْكِرٌ و يقال هو مُعَرَّبٌ.
[بذل‏]
بَذَلَه: (بَذْلًا) من بَابِ قَتَل سمَحَ بِه و أعْطَاهُ و (بَذَلَهُ) أَبَاحَهُ عنْ طِيبِ نَفْسٍ و (بَذَلَ) الثَّوْبَ و (ابْتَذَلَهُ) لَبِسَه فى أَوْقَاتِ الخِدْمَةِ و الامْتِهَانِ و (البِذْلَةُ) مِثَالُ سِدْرَةٍ ما يُمْتَهَنُ من الثِّيَابِ فى الخِدْمَةِ و الفَتْحُ لُغَةٌ قال ابنُ القُوطِيَّةِ (بَذَلْتُ) الثَّوْبَ بَذْلَةً لمْ أَصُنْه و (ابْتَذَلْتُ) الشَّى‏ءَ امْتَهَنْتُهُ و (المِبْذَلَةُ) بكسرِ المِيمِ مِثْلُهُ و (التَّبذُّلُ) خِلافُ التَّصَاوُنِ.
[بذو]
بَذَا: على القوم (يَبْذُو) (بَذَاءً) بالفتحِ و الْمَدِّ سَفُهَ و أَفْحَشَ فى مَنْطِقِه و إِنْ كَانَ كَلامُهُ صِدْقاً فهو (بَذِيٌّ) على فَعِيلٍ و امْرَأَةٌ (بَذِيَّةٌ) كذلكَ و (أَبْذَى) بالألف و (بَذِيَ) و (بَذُوَ) من بَابَيْ تَعِبَ و قَرُبَ لُغاتٌ فِيهِ.
[بذأ]
بَذَأَ (يَبْذَأُ) مهموزٌ بفَتْحِهِمَا (بَذَاءً) و (بَذَاءَةً) بالمدِّ و فَتْحِ الأوَّلِ كذلكَ و (بَذَأَتْهُ) العَيْنُ ازْدَرَتْهُ و اسْتَخَفَّتْ بِهِ.
[بربط]
البَرْبَطُ: مِثَالُ جَعْفَرٍ مِنْ مَلاهِى العَجَمِ و لهذَا قِيلَ مُعَرَّبٌ و قال ابنُ السِّكِّيتِ وَ غَيْرُهُ و العَرَبُ تُسَمِّيهِ المِزْهَرَ و العُودَ.
[برتك‏]
الْبَرْتَكَانُ: وِزَانُ زَعْفَرَانٍ كساءٌ مَعْرُوفٌ و سَيَأْتِى «2» فى بَرَكَ تَمَامُهُ.
[برتب‏]
البِرْتَابُ: بالكسرِ التَّبَاعُدُ فى الرَّمْىِ قِيلَ أَعْجَمِىٌّ و أصْلُهُ فِرْتَابٌ.
[برثن‏]
البُرْثُن: وِزَانُ بُنْدُقٍ و هو بالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ من السِّباعِ و الطَّيْرِ الذى لا يَصِيدُ بِمَنْزلَةِ الظُّفُرِ من الإِنْسَانِ قَالَ ثَعْلَبٌ هو (الظُّفُرُ) مِنَ الإِنْسَانِ و منْ ذِى الخُفِّ (المَنْسِمُ) و منْ ذِى الحَافِرِ (الحَافِرُ) و من ذى الظِّلْفِ (الظِّلْفُ) و من السِّبَاع و الصَّائِدِ من الطَّيرِ (الْمِخْلَبُ) و منَ الطَّيْرِ غيرِ الصَّائِدِ و الكِلَابِ و نَحْوِها (البُرْثُنُ) قال و يَجُوزُ (البُرْثُنُ) فى السِّبَاعِ كُلِّها.
[برذن‏]
و البِرْذَوْنُ: بالذالِ المُعْجَمَةِ قال ابْنُ الأنبَارِىِّ يَقَعُ على الذَّكَر و الأُنْثَى و ربَّما قالُوا فى الأُنْثَى (بِرْذَوْنَةٌ) قال ابنُ فَارِسٍ (بَرْذَنَ) الرجُلُ (بَرْذَنَةً) إِذا ثَقُلَ و اشْتِقَاقُ (البرْذَوْن) مِنْهُ و هو خِلافُ العِرَابِ و جَعَلُوا النُّونَ أصْلِيَّةً كأَنَّهم لاحَظُوا التَّعْرِيبَ و قَالُوا فى الحِرْذَوْنِ نُونُه زَائِدَةٌ لأَنَّهُ عَرَبِىٌّ فقِيَاسُ (الْبِرْذَوْنِ) عندَ منْ يَحْمِلُ المُعَرَّبَةَ عَلَى العَرَبِيَّةِ زِيادَةُ النُّونِ.
[برسم‏]
و البِرْسَامُ: دَاءٌ معروفٌ و فى بَعْضِ كُتُبِ الطِّبِّ أَنَّه وَرَمٌ حارٌّ يَعْرِضُ للحِجَابِ الذى بَيْنَ‏
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: الباذِق بكسر الذْال و فتحها.
 (2) سيذكر هناك بالنون بعد الراء- كما فى القاموس- و لعله الصواب و ذكره بالتاء خطأ-

41
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

برسم ص 41

الكَبِدِ و المِعَى ثم يَتَّصِلُ بالدِّمَاغِ قال ابنُ دُرَيْدٍ (الْبِرْسَامُ) مُعَرَّبٌ و بُرْسِمَ الرجلُ بالبِنَاءِ لِلمفْعُولِ قال ابنُ السِّكّيتِ يُقَالُ (بِرْسَامٌ) و (بِلْسَامٌ) و هو (مُبَرْسَمٌ) و (مُبَلْسمٌ) و (الإِبْرِيْسِمُ) مُعَرَّبٌ و فيه لُغَاتٌ كسرُ الهمزةِ و الراءِ و السّينِ و ابنُ السِّكّيتِ يَمْنَعُها و يقولُ لَيْسَ فى الكَلَامِ إِفْعِيلِلٌ بكسْر اللامِ بل بالفَتْحِ مِثْلُ إِهْلِيلَج «1» و إطْرِيفَل و الثانيةُ فتْحُ الثَّلاثَةِ و الثالثةُ كسْرُ الهمزةِ و فتحُ الراءِ و السينِ.
[برطل‏]
البِرْطِيلُ: بكسْرِ الباء الرِّشْوَةُ و فِى المَثَلِ «البَرَاطِيلُ تَنْصُرُ الأَبَاطِيلَ» كأَنَّه مَأخُوذٌ من (البِرْطِيلِ) الذى هُو المِعْوَل لأَنَّهُ يُسْتَخْرَجُ بِهِ مَا اسْتَتَر و فَتْحُ الباءِ عامِّىٌّ لفَقْدِ فَعْلِيلٍ بالفَتْحِ.
[برنس‏]
البُرْنُسُ: قَلَنْسُوَةٌ طَوِيلَةٌ و الجَمعُ (البَرَانِسُ)
[برج‏]
بُرْجُ: الحَمَامِ مَأْوَاهُ و (البُرْجُ) فى السَّمَاءِ قيلَ مَنْزِلَةُ القَمَرِ و قيلَ الكَوْكَبُ العظيمُ و قيلَ بَابُ السَّمَاءِ و الجَمعُ فيهما (بُرُوجٌ) و (أَبْرَاجٌ) و (تَبَرَّجَتِ) المْرَأَةُ أَظْهَرَتْ زِينَتَها و مَحَاسِنَها لِلْأَجَانِب.
[برجس‏]
و البُرْجاسُ: غَرَضٌ يُعَلَّقُ و يُرْمىَ فيه قال الجوهرىُّ و أظُنُّهُ مُوَلَّداً و جَمْعُهُ (بَرَاجِيسُ).
[برجم‏]
و الْبَرَاجِمُ: رُءُوسُ السُّلَامَيَاتِ من ظَهْرِ الكَفِّ إِذَا قَبَضَ الشَّخْصُ كَفَّهُ نَشَزَتْ و ارْتَفَعَتْ و قال فى الكِفَايَةِ (البَرَاجِمُ) رُءُوسُ السُّلَامَيَاتِ و (الرَّوَاجِمُ) بُطُونُها و ظُهُورها الواحِدَةُ (بُرْجُمَةٌ) مِثْلُ بُنْدُقَةٍ.
[برح‏]
بَرِحَ: الشى‏ءُ يَبْرَحُ من باب تعِبَ (براحاً) زالَ من مَكانِه و منه قِيلَ لِلَيْلَةِ المَاضِيَة (البَارِحَةُ) و العربُ تَقُولُ قَبْلَ الزَّوَالِ فَعَلْنَا اللَّيْلةَ كَذَا لِقُرْبهَا مِنْ وقْتِ الكَلَامِ و تَقُولُ بَعْدَ الزَّوَالِ فَعَلْنَا (البَارِحةَ) و (بَرِحَتِ) الريحُ بالتُّرَابِ حَمَلَتْه و سَفَتْ به فَهِىَ (بَارِحٌ) وَ ما (بَرَحَ) مَكَانَهُ لمْ يُفَارِقْه و ما (بَرِحَ) يَفْعَلُ كذا بمعْنَى المُوَاظَبَةِ و المُلَازَمَةِ و (بَرِحَ) الخفاء إِذا وضَحَ الأمرُ و (بَرَّحَ) به الضَّربُ (تَبْرِيحاً) اشتَدَّ و عَظمَ و هذا (أَبْرَحُ) مِنْ ذَاكَ أى أشدُّ و (البَرَاحُ) مثلُ سَلَامٍ المكانُ الذى لا سُتْرَةَ فِيهِ من شَجَرٍ و غَيْرِه.
[برد]
البَرْدُ: خِلافُ الحَرِّ و (أَبْرَدْنا) دَخَلْنَا فى الْبَرْدِ مِثْلُ أَصْبَحْنَا دَخَلْنا فى الصَّبَاحِ و أَمَّا (أبْرَدُوا) بالظُّهْرِ فالبَاءُ للتَّعْدِيَةِ و المعْنَى أَدْخَلُوا صَلَاةَ الظُّهْرِ فى الْبَرْدِ و هو سُكُونُ شِدّةِ الحَرِّ و (بَرُدَ) الشى‏ءُ (بُرُودَةً) مثْلُ سَهُل سُهُولَةً إِذَا سَكَنَتْ حَرارَتُه و أمَّا (بَرَدَ بَرْداً) من بَابِ قَتَل فيُسْتَعْمَلُ لازِماً و مُتَعدِّياً يُقَالُ (بَرَدَ) الماءُ و (بَرَدْتُه) فهو (بَارِدٌ) (مَبْرُودٌ) و هذه العِبَارَةُ تَكُونُ مِنْ كُلِّ ثُلَاثِىٍّ يكُونُ لازِماً و مُتَعَدِّياً قال الشاعر «2».
__________________________________________________
 (1) تمر.
 (2) مالك بن الريب التميمى- يرثى نفسه و قد لدغته حية فلمّا أحسّ بالموت قال قصيدته المشهورة و مطلعها:
         ألا ليت شعرى هل أبيتَن لبلة             بجنب الغضا أزجى القلاص النواجيا
و هى ثمانية و خمسون بيتاً ذكرها البغدادىُّ فى الخزانة الشاهد رقم 115.

42
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

برد ص 42

         و عَطِّلَ قَلُوصِى فى الرِّكَابِ فَإِنَّها             سَتَبْرُدُ أكباداً و تُبْكِى بَوَاكِيَا «1»
و (بَرَّدْتُه) بالتّثْقِيلِ مبَالغَةٌ و (بَرَدْتُ) الحَدِيدَةَ (بالمِبْرَدِ) بكسرِ المِيمِ و الجمعُ (المَبَارِدُ) و (البَرْدِيُّ) نَبَاتٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الْحُصُرُ على لَفْظِ المنْسُوبِ إلى (البَرْدِ) و (البَرَدُ) بَفَتْحَتَيْنِ شَى‏ءٌ يَنْزِلُ من السَّحَابِ يُشْبِهُ الحَصَى و يُسَمَّى حَبَّ الغَمَامِ و حَبَّ المُزْنِ و (الْبَرَدَةُ) التُّخَمَةُ سُمِّيَتْ بذلك لأنها (تَبْرُدُ) المَعِدَة أى تَجْعَلُهَا بَارِدَةً لا تُنْضِجُ الطَّعَامَ و (البَرُودُ) وِزَانُ رَسُولٍ دَوَاءٌ يُسَكِّنُ حَرارَة العَيْنِ يُقَالُ منه بَرَدَ عَيْنَهُ بالْبَرُودِ و (البَرِيدُ) الرَّسُولُ و منه‏
قولُ بعض العَرَبِ (الحُمَّى بَرِيدُ المَوْتِ).
أى رَسُولُه ثم اسْتُعْمِلَ فى المَسَافَةِ التى يَقْطَعُها و هى اثْنا عَشَرَ مِيلًا و يقالُ لِدَابَّةِ البَرِيدِ (بَرِيدٌ) أيضاً لسَيْرهِ فى البَرِيدِ فهو مُسْتَعَارٌ من المُسْتَعَارِ و الجَمْعُ (بُرُدٌ) بضَمَّتَيْنِ و (البُرْد) معروفٌ و جمْعُهُ (أبْرَادٌ) و (بُرُودٌ) و يُضَافُ للتَّخْصِيصِ فيُقَالُ (بُرْدُ عَصْبٍ) و (بُرْدُ وَشْىٍ) و (الْبُرْدَةُ) كِسَاءٌ صَغِيرٌ مُرَبَّعٌ و يُقَالُ كِساءٌ أَسْوَدُ صَغِيرٌ و بِهَا كُنِىَ الرجُلُ و منه (أَبُو بُرْدَةَ) و اسمُهُ هَانِئُ بنُ نيارٍ البَلَوِىُّ و (البُرْدِيُّ) بالضَّمِ من أَجْوَدِ التَّمْرِ.
و
[برذع‏]
البَرْذَعَةُ: حِلْسٌ يُجْعَلُ تَحْتَ الرَّحْلِ بِالدَّال و الذَّال و الجمعُ (البَراذِعُ) هذا هو الأَصْلُ. و فى عُرْفِ زَمَانِنَا هى لِلْحِمَارِ مَا يُرْكَبُ عليهِ بِمَنْزِلةَ السَّرْجِ لِلْفَرَسِ.
[برر]
البَرُّ: بالفتح خِلافُ البَحْرِ و (الْبَرِّيَّةُ) نِسْبَةٌ إليه هى الصَّحرَاءُ و (البُرُّ) بالضمِ القَمْحُ الواحدةُ (بُرَّةٌ) و (البِرُّ) بالكسرِ الْخَيْرُ و الفَضْلُ و (بَرَّ) الرجلُ (يَبَرُّ) (بِرّاً) وِزَانُ عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْما فهو (بَرٌّ) بالفتح و (بَارٌّ) أيضاً أى صَادِقٌ أو تَقِىٌّ و هو خِلافُ الفَاجِر و جمعُ الأوّلِ (أبْرَارٌ) و جمعُ الثاني (بَرَرَةٌ) مثلُ كافِرٍ و كَفَرَةٍ و منه قولُهُ للمؤَذِّنِ (صدَقت و بَرِرْت).
أى صَدَقْت فى دَعْواكَ إِلى الطاعَاتِ و صِرْتَ بَارَّا دُعاءٌ له بذلك و دُعاءٌ له بالقَبُولِ و الأصلُ بَرَّ عَمَلُك و (برِرْتُ) وَالِدِى (أبَرُّهُ) (برّاً) و (بُرُوراً) أحْسَنْتُ الطاعَةَ إِليهِ و رَفَقْتُ بِهِ و تَحَرَّيتُ مَحَابَّهُ و توقَّيْتُ مَكَارهَهُ و (بَرَّ) الحَجُّ و اليَمِينُ و القَوْلُ (برّاً) أيضاً فهو (بَرٌّ) وَ (بارٌّ) أيضاً و يُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّياً أيضاً بِنَفْسِهِ فى الحَجَّ و بالحَرْفِ فى اليَمِينِ و القَوْلِ فيُقَالُ (برَّ) اللّهُ تعالى الحَجَّ (يَبَرُّه) (بُرُوراً) أى قَبِلَهُ و (بَرِرْتُ) فى القولِ و الْيَمِينِ (أَبَرُّ) فيهما
__________________________________________________
 (1) و فى رواية- كما فى الخزانة:
         سنُفلِقُ أكباداً و تبكى بواكياً.

43
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

برر ص 43

 (بُرُوراً) أيضاً إِذَا صَدَقْتُ فيهما فأَنَا (بَرٌّ) و (بَارٌّ) و فى لُغَةٍ يَتَعَدَّى بالهمْزَةِ فَيُقَالُ (أبرَّ) اللّهُ تعالى الحَجَّ و (أبْرَرْتُ) القولَ و اليَمِينَ و (المَبَرَّةُ) مثلُ البِرَّ و (البَريرُ) مثالُ كَرِيمٍ ثَمَرُ الأَرَاكِ إِذا اشْتَدَّ و صَلُبَ الواحِدَةُ (بَريرَةً) و بِهَا سُمِّيَتِ المَرْأَةُ. و أمَّا البَرْبَرُ:
بِبَاءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ و رَاءَيْنِ وِزَانُ جَعْفَرٍ فهم قومٌ من أهْلِ الْمَغْرِبِ كالأعْرَابِ فى القَسْوَةِ و الْغِلْظَةِ و الجمْعُ (الْبَرَابِرَةُ) و هُوَ مُعَرَّبٌ.
[برز]
بَرزَ: الشى‏ءُ (بُرُوزاً) من بَابِ قَعَدَ ظَهَرَ و يَتَعَدَّى بالهَمْزَةِ فيُقَالُ (أَبْرَزْتُه) فهو (مَبْرُوزٌ) و هذا من النَّوَادِرِ التى جَاءَتْ على مَفْعُولِ من أَفَعَلَ و (البَرَازُ) بالفتْحِ و الكسرُ لغةٌ قَلِيلَةٌ الفَضَاءُ الوَاسِعُ الخَالِى مِنَ الشَّجَرِ و قِيلَ (البَرَازُ) الصَّخْراءُ البَارِزَةُ ثم كُنِىَ به عَنِ النَّجْو كَمَا كُنِىَ بالغَائِطِ فقِيلَ (تَبَرَّزَ) كَمَا قِيلَ (تَغَوَّطَ) و (بَارَزَ) فى الحرب (مُبَارَزَةً) و (بِرَازاً) فهو (مُبَارِزٌ) و (بَرُزَ) الشَّخْصُ (بَرَازَةً) فهو (بَرْزٌ) و الأُنثى (بَرْزَةٌ) مِثْلُ ضَخُم ضَخَامَةً فهو ضَخْمٌ و ضَخْمَةٌ و المعنَى عَفِيفٌ جَلِيلٌ و قيلَ امْرَأَةٌ (بَرْزَةٌ) عَفِيفَةٌ تَبْرُزُ لِلرِّجَالِ و تَتَحدَّثُ مَعَهُم و هى المَرأَةُ الَّتِى أَسَنَّتْ و خَرَجَتْ عن حَدِّ المحْجُوبَاتِ و (بَرَّزَ) الرجُلُ فى العِلْم (تَبْرِيزاً) بَرُعَ و فَاقَ نُظَراءهُ مأْخوذٌ مِنْ (بَرَّزَ) الفرسُ (تَبْرِيزاً) إِذَا سَبَق الخيلَ فى الْحَلْبَةِ و (الإِبريزُ) الذَّهَبُ الخَالِصُ مُعَرَّبٌ.
[برش‏]
بَرِشَ: (يبْرَشُ) (بَرَشاً) فهُوَ (أَبْرَشُ) و الأُنْثَى (بَرْشَاءُ) و الجمعُ (بُرْشٌ) مثلُ بَرِصَ بَرَصاً فهو أَبْرَصُ و بَرْصَاءُ و بُرْصٌ وزناً و معنَى.
[برص‏]
بَرِصَ: الجِسْمُ (بَرَصاً) من بَابِ تَعِبَ فالذكر (أَبْرصُ) و الأَنْثَى (بَرْصَاءُ) و الجمعُ (بُرْصٌ) مِثْلُ أحْمَرَ و حمْرَاءَ و حُمْرٍ و (سَامُّ أَبْرَصَ) كِبَارُ الوَزَغِ و هما اسْمَانِ جُعِلَا اسْماً واحِداً فإِنْ شِئْتَ أَعْرَبْتَ الأَوَّلَ و أضفْتَه إِلَى الثَّانِي و إِنْ شِئْتَ بَنَيْتَ الأولَ عَلَى الفَتْحِ و أَعْرَبتَ الثَّانِيَ و لكِنَّهُ غَيْرُ مُنْصَرِف فِى الوَجْهَينِ للعَلَمِيَّةِ الجِنْسِيَّةِ و وَزْنِ الفِعْلِ و قالُوا فى التثْنِيَةِ و الجَمْعِ (سَامَّا أبْرَصَ) و (سَوامُّ أَبْرَصَ) و رُبَّمَا حَذَفُوا الاسْمَ الثَّانِيَ فقالوا هؤلاءِ (السَّوَامُّ) و رُبَّما حذفُوا الأَوَّلَ فقالُوا (البِرَصَةُ) و (الأَبَارصُ).
[برع‏]
برع: الرجل (يَبْرَعُ) بفَتْحَتَيْنِ و (برُع) بَرَاعَةً وِزَانُ ضَخُمَ ضَخَامَةً إِذَا فَضَل فِى عِلْمٍ أو شَجَاعَةٍ أو غَيْرِ ذلك فهُوَ (بارِعٌ) و (تَبَرَّعَ) بالأمْرِ فَعَلَهُ غَيْرَ طَالِبٍ عِوَضاً و (بَرْوَعُ) على فَعْولٍ بفتح الفاء و سُكُون العَيْنِ بِنْتُ وَاشِقٍ الأَشْجَعِيَّةُ من الصَّحَابِيَّاتِ قالُوا وَ كَسْرُ الباء خَطَأٌ لأَنَّهُ لا يُوجَدُ فِعْوَلٌ بالكسر إلا (خِرْوَعٌ) نَبْتٌ معرُوف‏

44
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

برع ص 44

و (عِتْوَدٌ) اسمُ وادٍ و (عِتْوَرٌ) و (ذِرْوَدٌ) «1» و قالَ بعضُهم رَوَاهُ المُحَدِّثُونَ بالكَسْرِ و لا سَبِيلَ إلى دَفْعِ الروايَةِ و الأَسماءُ الأعلامُ لا مَجَالَ للقِيَاسِ فيهَا فالصوَابُ جَوَازُ الفَتْحِ و الكَسْرِ و اتَّفَقُوا على فَتْحِ الوَاوِ.
[برعم‏]
بَرْعَمَ: النَّبْتُ (بَرْعَمَةً) استدارَتْ رُءُوسُه و كثُر وَرَقُه و هو (البُرْعومُ) و قيل (البُرْعُومُ) كِمَامَةُ الزَّهْرِ و (البُرْعُمُ) كأنه مقْصورٌ زَهْرُ النَّبَاتِ قَبْلَ أن يَنْفَتِح.
[برق‏]
البَرْقُ: معروفٌ و (بَرَقَتِ) السماءُ (بَرْقاً) من بَابِ قَتَل و (بَرَقَاناً) أيضاً ظَهَر منها (البَرْقُ) و (بَرَقَ) الرَّجُلُ و (أبْرَقَ) أَوْعَدَ بالشَّرِّ و (البُرَاقُ) دابةٌ نَحْوُ البَغْلِ تَرْكَبُهُ الرُّسُلُ عِنْدَ العُرُوجِ إلى السماءِ و (الإِبرِيقُ) فَارسِىٌّ مُعَرَّبٌ و الجمعُ (الأبارِيقُ)
[برقع‏]
بُرْقُعُ: الْمَرْأَةِ ما تَسْتُر به وجْهَهَا و فتحُ الثَّالِثِ تَخْفِيفٌ و منهم من يُنْكِرُهُ و (بَرْقَعْتُ) المرْأَةَ أَلْبَسْتُها (البُرْقُعَ) و (تَبَرْقَعَتْ) هى لَبسَتِ (البُرْقُع) و الجمعُ (البَرَاقِعُ).
[برك‏]
برك: البَعِيرُ (بُرُوكا) من بَاب قَعَد وَقَع على (بَرْكِهِ) و هو صَدْرُه وَ (أَبْرَكْتُهُ) أنا و قال بعضُهم هو لُغَةٌ و الأكثر (أَنَخْتُهُ) (فَبَركَ) و (الْمَبْرَكُ) وزَانُ جَعْفَرٍ مَوْضِعُ البُرُوكِ و الجمعُ (المَبَاركُ) و (بِرْكَةُ) المَاءِ مَعْرُوفَةٌ و الجمعُ (بِرَكٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (البُرَكَةُ) وِزَانُ رُطَبَةٍ طائرٌ أَبْيَضُ من طيرِ المَاءِ و الجَمْعُ (بُرَكٌ) بحذف الهَاءِ و (البَرَكَةُ) الزِّيَادَةُ و النَّمَاءُ و (بَارَكَ) اللّهُ تعالى فيهِ فهُوَ (مُبَارَكٌ) و الأصل (مُبَارَكٌ) فيه و جُمِعَ جَمْعَ ما لا يَعْقِلُ بالألفِ و التاءِ و منه (التَّحِيَّاتُ المُبَارَكَاتُ) و (البَرَّكانُ) على فَعَّلَان بتشديدِ العَيْنِ كِسَاءٌ معروفٌ و هذه لُغَةٌ مَنْقُولَةٌ عن الفَرَّاءِ و ربَّما قِيلَ (بَرَّكانِيٌّ) على النِّسْبَةِ أيضاً و الأَشهرُ فيه (بَرْنَكَانٌ) على فَعْلَلَانٍ وِزَانُ زَعْفَرَانٍ و عَسْقَلَانَ و تَقَدَّمَ فِى أَوَّلِ البَابِ.
[برم‏]
البُرْمَةُ: القِدْرُ من الحَجَرِ و الجمعُ (بُرَمٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (بِرَامٌ) و (بَرِمَ) بالشى‏ءِ بَرَماً أيْضاً فهو (بَرِمٌ) مثلُ ضَجِرَ ضجَراً فهو ضَجِرٌ وزناً و معنًى و يَتَعدَّى بالهَمْزَة فَيُقَالُ (أَبْرَمْتُهُ) به و (تَبَرَّم) مثل (بَرِمَ) و (أبْرمْتُ) العَقْدَ (إِبْرَاماً) أحْكَمْتُهُ (فانْبَرَمَ) هو و (أَبْرَمْتُ) الشى‏ءَ دَبَّرتُه.
[برن‏]
البَرْنِيَّةُ: بفتحِ الأَوَّلِ إِنَاءٌ معروف و (البَرْنِيُّ) نوع من أجْوَدِ التَّمْرِ وَ نَقَلَ السُّهَيْلِىُّ أَنَّهُ أعْجَمِىٌّ و معناه حَمْلٌ مُبَارَكٌ قال (بر) حِمْلٌ و (نِيّ) جَيِّدٌ و أَدْخَلَتْهُ العَرَبُ فى كَلَامِهَا و تَكَلَّمَتْ به. يَبْرِينُ: وزْنهُ يَفْعِيلٌ و هو غيرُ مُنْصَرِفٍ للعلمية و الزِّيَادَةِ و بعضُ العرب يُعْربُه كجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ على غَيرِ قِيَاسٍ و هو نَادِرٌ فى‏
__________________________________________________
 (1) عتور: اسم واد أيضاً- و ذرْود: اسم جبل.

45
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

برن ص 45

الأوْزَانِ و مثْلُه (يَقْطِينٌ) و (يَعْقِيدٌ) و هو عَسَلٌ يُعْقَدُ بالنَّارِ و (يَعْضِيدٌ) و هو بَقْلَةٌ مُرَّةٌ لَهَا لَبَنٌ لَزِجٌ و زهْرَتُها صَفْرَاءُ و في كِتَابِ الْمَسَالِكِ أَنَّهُ اسْمُ رَمْلٍ لا تُدْرَكَ أَطْرافُهُ عن يَمِين مَطْلَعِ الشَّمْسِ من حَجْرِ اليَمَامَةِ و سُمِّى به قَرْيةٌ بقُرْبِ الأَحْسَاءِ من دِيَارِ بَنى سَعْدٍ.
مَضَتْ.
[بره‏]
بُرْهَةٌ: من الزَّمَانِ بضَمِّ البَاءِ و فَتْحِها أى مُدَّةٌ و الجمعُ (بُرَهٌ) و (بُرُهَاتٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرُفَاتٍ فى وجوهها «1» و (البُرْهَانُ) الحُجَّةُ و إِيضَاحُها قيلَ النونُ زَائِدَةٌ و قِيلَ أصْلِيَّةٌ و حَكَى الأَزْهَرىُّ القولَيْنِ فقَالَ فى بَابِ الثُّلاثِىّ النَّونُ زَائِدَةٌ و قولُهُمْ (بَرْهَنَ) فلانٌ مُوَلَّدٌ و الصَّوابُ أن يُقَالَ (أَبْرَهَ) إِذَا جاءَ بالبُرْهانِ كَمَا قَالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ و قَالَ فى بَابِ الرُّبَاعِىِّ (بَرْهَنَ) إِذَا أتَى بِحُجَّتِهِ و اقْتَصَرَ الجوْهَرِىُّ على كَوْنِهَا أصْلِيَّةً و اقْتَصَرَ الزَّمَخْشَرِىُّ على ما حُكِىَ عنِ ابْنِ الأعْرَابِىِّ فقالَ (البُرْهَانُ) الحُجَّةُ من (البَرَهْرَهَةِ) و هى البَيْضَاءُ من الجَوَارِى كما اشْتُقَّ السُّلْطَانُ مِنَ السَّلِيطِ لإِضَاءَتِهِ قال و (أَبْرَهَ) جاء (بالبُرْهَانِ) و (بَرْهَنَ) مُوَلَّدةٌ و (بَرْهَانُ) وِزَانُ سَكْرَانَ اسمُ رجُلٍ و (ابنُ بَرْهَانَ) من أصحَابِنَا و (أَبْرَهَةُ) بِفَتْحِ الهمْزَةِ اسمُ مَلِكٍ من مُلُوك اليَمَنِ و قِيلَ هُوَ أَعْجَمِىٌ‏
[برهم‏]
وَ (بَرْهَمَ) الرَّجلُ (بَرْهَمَةً) قال ابنُ فارسٍ (البَرْهَمَةُ) النَّظَرُ و سُكُونُ الطَّرْفِ و (البَرَاهِمَةُ) فيمَا قِيلَ عُبَّادُ الهُنُودِ و زُهَّادُهُمْ قِيلَ الواحِدُ (بِرَهْمَن) و النون تشبهُ التنوينَ لأنها تَسْقُطُ فى النِّسْبَةِ فَيُقالُ (بِرَهْمِيٌّ) و قِيلَ البِرَهْمِيٌّ نِسبَةٌ إلى رَجُلٍ من حُكَمَائِهِم اسمُهُ (بَرْهَمَانُ) هو الذى مهَّدَ لهُمْ قَواعِدَهُم الَّتِى هُمْ عَلَيْهَا فَإِنْ صحَّ ذلِكَ فَتَكُونُ النِّسْبَةُ على غَيرِ قِيَاسٍ و هم لا يُجَوِّزُونَ على اللّهِ تعالى بِعثَةَ الأَنبِيَاءِ و يُحَرِّمُونَ لُحُومَ الحَيَوانِ و يَسْتَدِلُّون بدَلِيلٍ عَقْلِىٍّ فيقُولُونَ حيوانٌ برى‏ءٌ من الذَّنْبِ و العُدْوانِ فإِيلَامُهُ ظُلْمٌ خَارِجٌ عن الحِكْمَةِ و أُجِيبَ بظُهُورِ الْحِكْمَةِ و هو أَنَّهُ اسْتُسْخِرَ للإِنْسَان تَشْرِيفاً لهُ عَلَيهِ و إِكْرَاماً له كما اسْتُسْخِرَ النَّبَاتُ للحَيَوانِ تشريفاً لِلْحَيَوَانِ عَلَيْهِ و أَيضاً فَلَوْ تُرِكَ حتى يَمُوتَ حَتْفَ أَنْفِهِ مَعَ كَثْرَةِ تَنَاسُلِه أَدَّى إِلَى امْتِلَاءِ الأَفْنِيَةِ و الرِّحَابِ و غَالِبِ المَوَاضِعِ فَيَتَغَيَّرُ مِنْهُ الْهَوَاءُ فَيَحْصُلُ مِنْهُ الوَبَاءُ وَ يَكْثُرُ بِهِ الفَنَاءُ فَيَجُوزُ ذَبْحُهُ تَحْصِيلًا لِلْمَصْلَحَةِ و هى تَقْوِيَةُ بَدَنِ الإِنْسَانِ و دَفْعاً لهذِه المَفْسَدَةِ العَظِيمَةِ و إِذَا ظَهَرَتِ الْحِكْمَةُ انْتَفَى القَوْلُ بالظُّلْمِ و العَبَثِ.
[برو]
البُرَةُ: محذُوفَةُ اللَّام هى حَلْقَةٌ تُجْعَلُ فى أَنْفِ البَعِيرِ تكُونُ مِنْ صُفْرٍ و نَحْوِهِ و (الخِشَاشُ) من خَشَبٍ و (الخِزَامَةُ) من شَعْرٍ و الْجمعُ‏
__________________________________________________
 (1) أَىْ بِضَمِّ الرّاءِ و سكونها و فتحها.

46
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

برو ص 46

 (بُرُونَ) على غَيرِ قِيَاسٍ و (أَبْرَيْتُ) البَعِيرَ بالأَلِفِ جَعَلْتُ لَهُ (بُرَةً) و (بَرَيْتُ) الْقَلَمَ بَرْياً من بَابِ رَمَى فهو (مَبْرِيٌّ) و (بَرَوْتُهُ لُغَةٌ) و اسْمُ الفِعْلِ (الْبِرَايَةُ) بالكَسْرِ و هذه العِبَارَةُ فيهَا تَسَامُحٌ لأَنَّهُمْ قالوا لا يُسَمَّى قَلَماً إلَّا بَعْدَ (البرَايةِ) و قَبْلَهَا يُسَمَّى قَصَبَةً فكيف يُقالُ (للمبريّ) (بَرَيْتُهُ) لكِنَّهُ سُمِّىَ باسْم مَا يَئُولُ إليه مَجَازاً مثلُ عَصَرْتُ الخَمْرَ.
[برأ]
و بَرِئَ زيدٌ من دَيْنِهِ (يَبْرَأُ) مهموزٌ مِنْ باب تَعِب (بَرَاءَةً) سقَطَ عنهُ طَلَبُهُ فهو (بَرِي‏ءٌ) و (بارِئٌ) و (بَرَاءٌ) بالفتحِ و الْمَدِّ و (أَبْرَأْتُه) منه و (بَرَّأْتُه) من العَيْبِ بالتَّشْدِيدِ جَعَلْتُه (بَرِيئاً) منه و (بَرِئَ) منه مثل سَلِم وزناً و معنًى فهو (بَرِي‏ءٌ) أيضاً و (بَرَأَ) اللّهُ تعالى الْخلِيقَةَ (يَبْرَؤُهَا) بِفَتْحَتَيْنِ خَلَقَها فهو (البَارئُ) و (البَرِيَّةُ) فَعِيلَةٌ بمعنَى مَفْعُولَةٍ و (بَرَأَ) من الْمَرَضِ (يَبْرَأُ) من بَابَىْ نَفَع و تَعِبَ و (بَرُؤَ بُرْءًا) من باب قُربَ لُغةٌ و (اسْتَبْرَأْتُ) المَرْأَةَ طَلَبْتُ بَرَاءَتَها من الحَبَل قال الزمخشرى (اسْتَبْرَأْتُ) الشَّى‏ءَ طلبتُ آخِرَه لِقَطْع الشُّبْهَةِ و (اسْتَبْرَأَ) مِنَ البَوْلِ الأَصْل (اسْتَبْرَأَ) ذَكَرَهُ من بَقِيَّةِ بَوْلِهِ بالنَّتْرِ و التَّحْرِيك حتى يَعْلَم أَنَّهُ لم يَبْقَ فيه شَى‏ءٌ و (استبْرَأْتُ) مِنَ البَوْل تنزَّهْتُ عَنْهُ و (الْبَرَى) مثلُ العَصَا التُّرابُ و (بَاريتُه) عارضْتُهُ فأتَيْتُ بمثْلِ فِعْلِهِ و (البَارِيَّة) الحَصير الْخَشِنُ و هو المشهُورُ فِى الاسْتِعْمَالِ و هى فى تَقْدِيرِ فَاعُولَةٍ و فيها لُغَاتٌ إِثباتُ الهاءِ و حَذْفُها و (البَارِيَاءُ) على فاعِلاءَ مُخَفَّفٌ ممدودٌ و هذهِ تُؤَنَّثُ فيُقَالُ هى (البَارِيَاءُ) كما يقال هِىَ (البَارِيَّةُ) بوُجُودِ عَلَامةِ التَّأْنِيثِ و أَمَّا مَعَ حَذْفِ العَلَامَةِ فمذكَّرٌ فَيُقَالُ هو (البَارِيُّ) و قال المُطَرِّزِى (البارِيُّ) الْحَصِيرُ و يقال له بالفارسية (البُورِيَاءُ).
[بزر]
الْبَزَر: بزْرُ البَقْل و نحوه بالكسرِ و الفَتْحُ لُغَة قال ابن السِّكِّيتِ وَ لَا تَقُولُه الفُصَحَاءُ إِلا بالكَسْرِ فهو أفصحُ و الجمعُ (بُزُورٌ) و قال ابنْ دُرَيْدٍ قَوْلُهُم (بِزْرُ) البَقْلِ خَطَأٌ إنما هو (بَذْرٌ) و قد تَقَدَّم عنِ الخَلِيلِ كُلُّ حَبٍّ يُبْذَرُ فهو بزْرٌ و بَذْرٌ فلا يُعَارَضُ بقوْلِ ابنِ دُرَيْدٍ و قولهم لبَيْضِ الدُّودِ (بِزْرُ القَزِّ) مَجَازٌ عَلَى التشْبِيهِ ببزْرِ البَقْلِ لأَنَّهُ يَنْبُتُ كالبَقْلِ و (الإِبْزَارُ) معروفٌ بكسر الهَمْزَةِ و الفتحُ لُغَةٌ شاذةٌ لخُرُوجِهَا عن القيَاس لأَنَّ بِنَاءَ أَفْعَال لِلْجَمْعِ و مَجِيئُهُ للمُفْردِ «1» على خِلَافِ القِيَاسِ و هُوَ مُعَرَّبٌ و الجمعُ (أَبَازِيرُ) وَ (بَزَرْتُ) القِدْرَ أَلْقَيْتُ فِيهَا الأَبْزَارَ.
[بزز]
البَزُّ: بالفتحِ نوعٌ من الثِّيَابِ و قِيلَ الثِّياب خَاصَّةً مِنْ أَمْتِعَةِ البَيْت و قيلَ أَمْتِعَةُ التَّاجِرِ من‏
__________________________________________________
 (1) ذهب غيره إلى أن (الأبزار) جمع فالفتح متعين و ليس شاذّا.

47
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بزز ص 47

الثِّيَابِ و رَجُلٌ (بزَّازٌ) و الحِرْفَةُ (البِزَازَةُ) بالكَسْرِ و (البِزَّةُ) بالكَسْرِ مَعَ الهَاءِ الهيئَةُ يُقَالُ هو حَسَنُ (البِزَّةِ) و يُقَالُ فى السِّلَاحِ (بِزَّةٌ) بالكسر معَ الهاءِ و (بَزٌّ) بالفتح معَ حذْفِهَا.
[بزغ‏]
بَزَغَ: الْبَيْطَارُ و الحاجِمُ (بَزْغاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ شَرَطَ و أَسَالَ الدَّمَ و (بَزَغَ) نابُ البَعِيرِ (بُزُوغاً) و (بَزَغَتِ) الشمْسُ طَلَعَتْ فهِىَ (بَازغَةٌ).
[بزق‏]
بَزَقَ: (يَبْزُقُ) من باب قَتَلَ (بُزَاقاً) بمعنى بصَقَ و هو إِبْدَالٌ منه.
[بزل‏]
بزَلَ: البَعِيرُ (بُزُولًا) من باب قَعَدَ فَطَرَ نَابُه بدُخُولِهِ فى السَّنَةِ التاسِعَةِ فهو (بَازِلٌ) يَسْتَوِى فيه الذَّكَرُ و الأُنْثَى و الجمعُ (بَوَازِلُ) و (بُزَّلٌ) و (بَزَلَ) الرأْىُ (بَزَالَةً) اسْتَقَامَ و (الْمِبْزَلُ) مِثَالُ مِقْوَدٍ هو المِثقبُ يقال (بَزَلْتُ) الشَى‏ءَ (بَزْلًا) إِذا ثَقَبْتَهُ و استخْرَجْت ما فِيهِ.
[بزو]
بَزَا: (يَبْزُو) إِذَا غَلَبَ و منه اشْتِقَاقُ (البَازِي) وِزَانُ القَاضِى فيُعْرَبُ إِعْرَابَ المَنْقُوصِ و الجمْعُ (بُزَاةٌ) مثلُ قاضٍ و قُضَاةٍ و (الْبَازُ) وِزَانُ البَابِ لُغَةٌ فتُعْرَبُ الزاىُ بالحَرَكَاتِ الثلاثِ و يُجْمَعُ على (أَبْوَازٍ) مثلُ بابٍ وَ أَبْوَابٍ و (بِيزانٍ) أيضاً مثلُ نَارٍ و نِيرَانٍ و على هذِه اللُّغَةِ فأصْلُهُ بوزٌ قال الزجاج و (البازُ) مذكّر لا خِلَاف فيه.
[بست‏]
البُسْتَانُ: فُعْلَانٌ هو الجنَّةُ قال الفرَّاءُ عَرَبىٌّ و قال بعضُهُمْ رُومِىٌّ مُعَرَّبٌ و الجمعُ البَسَاتِينُ
[بسر]
الْبُسْرُ: من ثَمَرِ النَّخْل معْرُوفٌ و بِهِ سُمِّى الرَّجُلُ الواحِدَةُ (بُسْرَةٌ) و بها سُمِّيَتِ المرأَةُ و مِنْهُ (بُسْرَةُ بنتُ صَفْوانَ) صَحَابِيَّةٌ قال ابْنُ فَارِسٍ البُسْرُ من كلِّ شَى‏ءٍ الغَضُّ و نَبَاتٌ (بُسْرٌ) أى طَرِىٌّ و (الْبَاسُورُ) قِيلَ وَرَمٌ تَدْفَعُه الطبيعَةُ إِلى كلِّ مَوْضِعٍ منَ البَدَنِ يَقْبَلُ الرُّطُوبَة من الْمَقْعَدةِ و الأُنْثَيَيْنِ و الأَشْفَارِ و غير ذلك فإِنْ كانَ فى الْمَقْعَدَةِ لمْ يكُنْ حُدوثُه دونَ انفِتَاحِ أَفْواهِ العُرُوقِ و قد تُبْدَلُ السِّينُ صاداً فيُقَالُ (باصُورٌ) و قيل غيرُ عَرَبىِّ.
[بسس‏]
بسست: الحِنْطَةَ و غيْرَها (بَسًّا) مِنْ بَابِ قَتَل و هو الفَتُّ فهى (بَسِيسَةٌ) فَعِيلَةٌ بمعنى مفْعُولَةٍ و قال ابنُ السِّكّيتِ (بسَسْتُ) السَّويقَ و الدَّقِيقَ (أبُسُّه) (بسّاً) إذا بَلَلْتَه بشى‏ءٍ من الماءِ و هو أَشَدُّ من اللَّتِّ و قال الأَصْمَعِىُّ (البَسِيسَةُ) كلُّ شَى‏ءٍ خَلَطْتَهُ بِغَيْرِه مثلُ السَّوِيقِ بالأَقِطِ ثم تَبُلُّه بالرُّبِّ أو مثْلُ الشعير بالنَّوَى لِلْإِبل.
[بسط]
بَسَطَ: الرجُلُ الثوبَ (بَسْطاً) و (بسطَ) يَدَهُ مدَّها مَنْشُورَةً و (بَسَطَها) فى الإِنْفَاقِ جاوَزَ القَصْدَ و (بَسَطَ) اللّهُ الرزقَ كَثَّرَهُ و وسَّعَهُ و (البِسَاطُ) معروفٌ و هو فِعالٌ بمعنَى مَفْعُولٍ و مثْلُهُ كِتَابٌ بمعنَى مكْتُوبٍ و فِراشٌ بمعنَى مَفْروشٍ و نحو ذلك و الجمعُ (بُسُطٌ)

48
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بسط ص 48

و (البَسْطَة) السَّعَةُ و (البَسِيطَةُ) الأرضُ.
[بسق‏]
بَسَقَتِ: النَّخْلَةُ (بُسُوقاً) من باب قَعَدَ طَالَتْ فهى (بَاسِقَةٌ) و الجمعُ (باسِقَاتٌ) و (بَوَاسِقُ) و (بَسَقَ) الرَّجُلُ فى عِلْمِهِ مَهَرَ و (بَسَقَ بُسَاقاً) بمعنى بَصَقَ و هو إبدالٌ منه و مَنَعَهُ بعْضُهُم و قال لا يُقَالُ (بَسَقَ) بالسِّين إِلَّا فى زِيادَةِ الطُّولِ كالنخْلَةِ و غَيْرِها و عَزَاه إِلى الخلِيلِ.
[بسل‏]
بَسُلَ: (بَسَالَةً) مثلُ ضخُم ضَخَامةً بمعنى شَجُع فهو (بَسِيلٌ و بَاسِلٌ) و (أَبْسَلْتُه) بالأَلِفِ رَهَنْتُهُ و فى التنزيل «أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا»
[بسم‏]
بَسَمَ: (بَسْماً) من باب ضرب ضَحِك قليلا من غَيْر صَوْتٍ و (ابْتَسَمَ و تَبَسَّمَ) كَذلكَ و يُقَالُ هُوَ دُونَ الضَّحِكِ.
[بسمل‏]
بَسْمَلَ: بَسْمَلَةً إِذا قَالَ أوْ كَتَبَ بِسْمِ اللّهِ و أنشَد الأزهرىُّ:
         لقدْ بَسْمَلَتْ هِنْدٌ غدَاةَ لقِيتُها             فيا حبَّذَا ذاكَ الدَّلَالُ المُبَسْمِلُ‏
و مثلُه حَمْدَلَ و هَلَّلَ و حَسْبَلَ و حَيْعَلَ و سَبْحَلَ و حَوْلَقَ و حَوْقَلَ إِذَا قَالَ (الحمدُ. للّه) و (لا إلهَ إلّا. اللّه) و (حسْبنا. اللّهُ).
و (حىَّ على الصَّلَاةِ) و (سُبْحَانَ اللّهِ) و (لا حوْل و لا قُوَّةَ إلا باللّهِ).
[بشر]
بَشِرَ: بكذا (يَبْشَرُ) مثلُ فرِحَ يَفرحُ وزناً و معنًى و هو (الاسْتِبْشَارُ) أيضاً و المصدر (البُشُورُ) و يتعدّى بالحركة فيقال (بَشَرْتُه أَبْشُرُه بَشْراً) من باب قتل فى لغة تِهامَةَ و ما وَالاهَا و الاسمُ منه (بُشْرُ) بضَمِّ الباءِ و التعدِيَةُ بِالتثقيل لُغَةُ عامَّةِ العَرَبِ و قَرأَ السَّبْعَةُ باللُّغَتَيْنِ «1» و اسمُ الفاعِلِ من المُخفَّفِ (بَشيرٌ) و يكُونُ (البَشِيرُ) فى الْخيْرِ أَكْثَرَ مِنَ الشَّرِّ و (البُشْرى) فُعْلىُّ مِنْ ذلك و (البِشَارَةُ) أيضاً بكسرِ الباءِ و الضمُّ لغةٌ و إِذا أُطْلِقَتْ اخْتَصَّتْ بالخَيْرِ و (البِشْرُ) بالكسر طَلَاقَةُ الوَجْهِ و (البَشَرَةُ) ظَاهِرُ الْجِلدِ و الجمعُ (البَشَرُ) مثلُ قَصَبَةٍ و قَصَبٍ ثم أُطْلِقَ على الإِنْسَانِ واحِدُه و جَمْعُه لكن العربُ ثَنَّوْهُ و لم يَجمَعُوه و فى التَّنْزِيلِ قالوا «أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا»
 وَ (باشَرَ) الرجلُ زوجَتَهُ تمتَّعَ بِبَشَرَتِهَا و (باشَرَ) الأمْرَ تولَّاه بِبَشَرَتِه و هى يَدُه ثم كثُرَ حتى اسْتُعْمِلَ فى المُلَاحظَهِ و (بَشَرْتُ) الأديم (بَشْراً) من باب قتل قَشَرْتُ وجْهَهُ‏
[بشع‏]
بَشِع: الشي‏ء (بَشَعاً) من بابِ تَعِبَ و (بَشَاعَةً) إذا سَاءَ خُلُقُه و عِشْرَتُه و رجلٌ‏
__________________________________________________
 (1) قال ابن مجاهد: قرأ ابن كثير و أبو عمر (يُبَشِّرُكَ)* فى كل القرآن مُشددَّا إلا فى الشورى (ذلك الذى (يَبْشرُ اللّه عِبَادهُ) فإنهما قرآ بضم الشين مخففاً، و قرأ نافع و ابن عامر و عاصم (يُبَشِّرُكَ)* مشدَّداً فى جميع القرآن- و قرأ حمزة (يَبْشُرُ) ممّا لم يقع خفيفاً فى كل القرآن إلَّا قوله (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) الحجر 54 و قرأ الكسائى (يَبْشُرُ مُخَفَّفَةً فى خمسة مواضع- آل عمران- 39، 45. و فى الإسراء و الكهف [9، 2] و فى الشورى 23.

49
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بشع ص 49

 (بَشِعٌ) إِذا تغيَّرتْ رِيحُ فَمِه و هو (بَشِعُ المَنْظَرِ) أى دَمِيمٌ و (بَشِعُ) الوَجْهِ عَابسٌ و (اسْتَبْشَعْتُهُ) عَدَدْتُهُ (بَشِعاً) و طَعَامٌ (بَشِعٌ) فيهِ كَرَاهَةٌ و مَرَارَةٌ.
[بشق‏]
بَشِقَ: (بَشَقاً) إِذَا أحَدّ و منْهُ اشْتِقَاقُ (البَاشَقِ) بفَتْحِ الشِّينِ و يُقَالُ مُعرَّبٌ و الجمعُ (البَوَاشِقُ) و قِيَاسُ من قَالَ لا يَخْرُجُ شي‏ء مِنَ المعرَّبَاتِ عن الأَوْزَانِ العربِيَّةِ جوازُ الكَسْرِ كما فى (الخَاتِم) و (الدَّانِق) و (الطابِع) و ما أَشْبَهَ ذلك إِذ يَجْرِى فيها الوَجْهانِ.
[بشم‏]
بَشِمَ: الحيوَانُ (بَشَماً) من بَابِ تَعِبَ أُتْخِمَ من كَثرَةِ الأكلِ فهو (بَشِمٌ).
[بصر]
الْبَصْرَةُ: وِزَانُ تَمْرَةٍ الحِجَارَةُ الرِّخْوةُ و قد تُحْذَفُ الهاءُ مَعَ فَتْحِ الباءِ و كسرِها و بِهَا سُمِّيَتِ البَلْدَةُ المعْرُوفَةُ و أنْكر الزَّجَّاجُ فتحَ البَاءِ مَعَ الحذْفِ و يُقَالُ فى النِّسْبة (بَصْريٌّ) بالوَجْهَيْنِ و هى مُحْدَثَةٌ إسلَامِيَّةٌ بُنِيَتْ فى خِلَافَةِ عُمَر رضىَ اللّهُ عنه سنَةَ ثَمَانِىَ عَشْرَةَ من الهِجْرَة بَعْدَ وَقْفِ السَّوَادِ وَ لِهذَا دَخَلَتْ فى حَدِّهِ دُونَ حُكْمِهِ و (البَصَرُ) النورُ الذى تُدْرِكُ به الجَارِحَةُ الْمُبْصَرَاتِ و الجمعُ (أَبْصَارٌ) مثلُ سبَبٍ و أَسبَابٍ يُقَالُ (أبصرْتُه) برؤْيةِ العَينِ (إِبْصَاراً) و (بَصُرْتُ) بالشَّي‏ءِ بالضَّمِ و الكسرُ لغَةٌ (بَصَراً) بفتحتَيْنِ عَلِمْتُ فأنا بَصِيرٌ به يَتَعَدَّى بالبَاءِ فى اللُّغَةِ الفصْحَى و قد يَتَعَدَّى بنَفْسِهِ و هو ذُو (بَصَرٍ) و (بَصِيرَةٍ) أى عِلْمٍ و خِبْرَةٍ و يَتَعَدَّى بالتضْعِيفِ إِلَى ثَانٍ فيُقَالُ (بصَّرتُه بِهِ تَبْصِيراً) و (الاستِبْصَارُ) بمعنى (البَصِيرَةِ) و (أبو بصِيرٍ) مثالُ كريمٍ مِنْ أَسْمَاءِ الكَلْبِ و بِهِ كُنِىَ الرَّجُل و منه (أبُو بَصِيرٍ) الذى سلَّمَهُ رَسُولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليه و سلَّمَ لطَالِبيه على شَرْطِ الهُدْنَةِ و اسمُهُ عُتْبَةُ بن أَسِيدٍ الثَّقَفِىُّ و أَسِيدٌ مثلُ كَرِيمٍ.
[بنصر]
و البِنْصِرُ بكسرِ البَاءِ و الصَّادِ الإِصْبَعُ الَّتى بَيْنَ الوُسْطَى و الخِنْصِرِ و الجَمْعُ البَنَاصِرُ.
[بصل‏]
البَصَلُ: معروفٌ الوَاحِدَة (بَصَلَةٌ) مثلُ قَصَبٍ و قَصَبَةٍ.
[بضع‏]
البَضعَةُ: القِطْعَةُ من اللحْمِ و الجمعُ (بَضْعٌ و بَضَعَاتٌ و بِضَعٌ و بِضَاعٌ) مثلُ تَمْرَةٍ و تَمْرٍ و سَجَدَاتٍ و بِدَرٍ و صِحَافٍ و (بِضْعٌ) فى العَدَدِ بالكَسرِ و بعضُ العَربِ يَفْتَح و اسْتِعَمالُه من الثَّلَاثَةِ إِلى التِّسْعَةِ و عن ثَعْلَبٍ من الأرْبَعَةِ إِلى التِّسْعَةِ يَسْتَوِى فيهِ المذكَّرُ و المُؤَنَّثُ «1» فيُقَالُ (بضْعُ) رِجَالِ و (بِضْعُ) نِسْوَةٍ و يُسْتَعْمَلُ أيضاً من ثَلَاثَةَ عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ لكِنْ تَثْبُتُ الهاءُ فى (بِضْعٍ) مع المُذَكِّر
__________________________________________________
 (1) قال فى شرح الكافية الشافية- لبضعة و بضع حكم تسعة و تسع فى الإفراد و التركيب و عطف عشرين و أخواته عليه نحو لبثت بضعة أعوام و بضع سنين و عندى بضعة عشر غلاماً و بضع عشرة أمة و بضع و عشرون كتاباً و بضع و عشرون صحيفة و يراد ببضع من ثلاث إلى تسع و ببضعة من ثلاثة إلى تسعة- ا ه فاحرص على هذا فإنه مؤيد بالأساليب العربية.

50
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بضع ص 50

و تُحْذَفُ مَعَ المُؤَنَّثِ كالنَّيّفِ و لا يسْتَعْمَلُ فيما زَادَ على العِشرِينَ و أجازَهُ بَعْضُ المشَايِخِ فيقُولُ (بِضْعَةٌ) و عِشرُونَ رَجُلًا و (بِضْعٌ) و عِشْرونَ امْرَأَةً و هكَذَا قَالَهُ أَبُو زَيْدٍ و قالوا عَلَى هَذَا مَعْنَى (البِضْعِ) و (البِضْعَةِ) فى العَدَدِ قِطْعَةٌ مبْهَمَةٌ غيرُ مَحْدُودَةٍ و (البُضْعُ) بالضم جمعُهُ (أبْضَاعٌ) مثلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ يُطْلَقُ عَلَى الفَرْجِ و الجِمَاعِ و يُطْلَقُ عَلَى التَّزْوِيجِ أيضاً كالنِّكَاحِ يُطْلَقُ على العَقْدِ و الجِمَاعِ و قِيل (البُضْعُ) مَصْدَرٌ أيضاً مثلُ السُّكْرِ و الكُفْرِ و (أَبْضَعْتُ) المرأَةَ (إِبْضَاعاً) زَوَّجْتُها
 (و تُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فى أَبْضَاعِهنَّ).
يُرْوَى بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ و كَسْرِهَا و هُمَا بمعنًى أَىْ فِى تَزْوِيجِهِنَّ فالمفتوحُ جمعٌ و المكْسُورُ مصدرٌ من (أَبْضَعْتُ) و يقال (بَضَعَها يَبْضَعُهَا) بفتحتين إِذا جَامَعَهَا و منه يُقَالُ مَلَكَ (بُضْعَهَا) أى جِمَاعَها و (البِضَاعُ) الجِمَاعُ وزناً و معنًى و هو اسمٌ من (بَاضَعَهَا مُبَاضَعَةً) و (البِضَاعَةُ) بالكَسْرِ قِطْعَةٌ منَ المالِ تُعَدُّ للتِّجَارَةِ و (بِئْرُ بُضَاعَةَ) بِئْرٌ قَدِيمَةٌ بالمدِينَةِ بكسرِ الباءِ و ضَمِّها و الضَّمُ أَكْثَرُ و (اسْتَبْضَعْتُ) الشي‏ءَ جَعَلْتُه (بِضَاعَةً) لِنَفْسِى و (أَبْضَعْتُهُ) غَيرِى بالألِفِ جَعَلْتُهُ لَهُ بِضَاعَةً و جَمْعُهَا (بَضَائِعُ) و (بَضَعْتُ) اللحم (بَضْعاً) من بَابِ نَفَع شَقَقْتُه و منه (الباضِعَةُ) و هى الشَّجَّةُ التى تَشُقُّ اللحم و لا تَبْلُغُ العَظْمَ و لا يَسِيلُ مِنْها دَمٌ فإنْ سَالَ فهى الدَّامِيَةُ و بَضَعه بَضْعاً قطَعَهُ (و بضَّعَهُ تَبْضِيعاً) مبَالغَةٌ و تكْثِيرٌ.
[بطح‏]
بطَحْتُه: (بَطْحاً) من بَابِ نَفَعَ بَسَطْتُه و (بَطَحتُه) على وجْهِهِ أَلْقَيْتُهُ (فانبَطَح) أى اسْتَلْقَى و (البَطِيحَةُ و الأَبْطَحُ) كلُّ مكانٍ مُتَّسِعٍ و (الأبْطحُ) بمكَّةَ هو الْمُحَصَّبُ.
[بطخ‏]
البِطِّيخُ: بكسْرِ الباءِ فَاكِهَةٌ مَعْرُوفَةٌ و فى لُغَةٍ لأهْلِ الحِجَازِ جعلُ الطاءِ مكانَ البَاءِ قال ابنُ السِّكِّيتِ فى بابِ ما هُو مَكْسُورُ الأَوَّلِ و تقولُ هو (البِطِّيخُ و الطِّبِّيخُ) و العامَّةُ تَفْتَحُ الأَوَّلَ و هو غَلَطٌ لِفَقْدِ فَعِّيل بالفَتحِ.
[بطر]
بَطِرَ: (بطَراً) فهو (بَطِرٌ) من باب تَعِبَ بمعنى أَشِرَ أَشَراً و تَقَدَّمَ فى الأَلِفِ و (البَطْرُ) الشقُّ وزناً و معنًى و سمى (البَيْطَارُ) من ذلِكَ و فِعْلُهُ (بَيْطَرَ) (بَيْطَرَةً).
[بطرق‏]
و البِطرِيقُ: بالكسر من الرُّومِ كالقَائِدِ من العَرَبِ و الجمعُ (البَطَارِقَةُ).
[بطش‏]
بَطَشَ: بِه (بَطْشاً) من بابِ ضَرَبَ و بهَا قَرَأَ السَّبْعَةُ و فى لُغَةِ من بابِ قَتَلَ و قرأ بها الحسَنُ البَصرِىُّ و أبُو جَعْفَرٍ المَدَنِىُّ و (البَطْشُ) هو الأخْذُ بعُنْفٍ و (بَطَشَتِ) اليدُ إِذَا عَمِلَتْ فهى (بَاطِشَةٌ).
[بطط]
بَطَّ: الرجُلُ الجُرْحَ (بَطّاً) من باب قَتَلَ شَقَّهُ و (البَطُّ) من طَيْرِ الماءِ الواحِدَةُ بَطَّةٌ مثلُ تمرٍ و تَمْرَةٍ و يَقَعُ على الذَّكَرِ و الأُنْثَى‏
[بطل‏]
بطَلَ: الشَّي‏ءُ (يَبْطُل بُطْلًا و بُطُولًا و بُطْلَاناً)

51
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بطل ص 51

بضم الأَوَائِل فسَدَ أَوْ سقط حُكْمُهُ فهُوَ (بَاطِلٌ) و جمعه (بَوَاطِلُ) و قيلَ يُجْمَعُ (أَبَاطِيلَ) على غَيْرِ قياسٍ و قال أبُو حَاتِم (الأَبَاطِيلُ) جمعُ (أُبْطُولةٍ) بضمِّ الهمزَةِ و قيلَ جَمْعُ (إِبْطَالةٍ) بالكَسرِ و يَتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ فيقَالُ (أَبْطَلْتُهُ) و ذهب دَمُهُ (بُطْلًا) أى هَدَراً و (أَبْطَلَ) بالأَلِفِ جاءَ (بالبَاطِلِ) و (بَطَلَ) الأَجيِرُ من العَمَل فهو (بَطَّالٌ) بَيِّنُ (البَطَالَةِ) بالفتح و حَكَى بعضُ شارِحِى المُعَلَّقَاتِ (البِطَالَةَ) بالكسر و قَالَ هو أَفْصَحُ و ربَّما قِيلَ (بُطَالَةٌ) بالضمِّ حَمْلًا على نَقِيضِها و هى العُمَالَةُ و رجل (بَطَلٌ) أى شُجَاعٌ و الجمع (أَبْطَالٌ) مثلُ سببٍ و أسبابٍ و الفِعْلُ منه (بَطُلَ) بالضمِّ وِزَانُ حَسُنَ فهو حَسَنٌ و فى لُغَةٍ (بَطَلَ يَبْطُلُ) من بابِ قَتَل فهو (بَطَلٌ) بيِّن (البَطَالَةِ) بالفتح و الكسر سُمِّىَ بذلك لِبُطْلَانِ الحياةِ عند مُلَاقَاتِهِ أو لبُطْلانِ العَظَائِمِ. به قَالَ بعضُ شارِحِى الْحَمَاسَةِ يقالُ رجلٌ (بَطَلٌ) و امرأة (بَطَلَةُ) كما يُقَالُ شُجَاعَةٌ.
[بطن‏]
البَطْنُ: خِلَافُ الظَّهْرِ و هو مُذَكَّرٌ و الْجَمعُ (بُطُونٌ و أَبْطُنٌ) و (البَطْنُ) دونَ القَبِيلةِ مُؤَنَّثَةٌ و إِنْ أُرِيدَ الحىُّ فمُذَكَّرٌ و الجمْعُ كَمَا تَقَدَّمَ و (بَطَنَ) الشي‏ءُ (يَبْطُنُ) من بَابِ قَتَلَ خِلَافُ ظَهَرَ فهو (بَاطِنٌ) وَ (بَطَنْتُه أبْطُنُه) عَرَفْتُه و خَبَرْتُ (بَاطِنَه) و (البِطَانةُ) بالكسْرِ خِلَافُ الظِّهَارَةِ و (بُطِنَ) بالبناء للمفْعُولِ فهو (مَبْطُونٌ) أى عليل البَطْنِ. و (بِطَانُ) الرجُلِ مثلُ الجِزَامِ وزناً و مَعْنًى.
[بطأ]
أبطأَ: الرَّجُلُ تأَخَّر مَجِيئُهُ و (بَطُؤَ) مجيئُه (بُطْئاً) مِنْ بَابِ قَرُبَ و (بَطَاءَةً) بالفتح و المدّ فهو (بَطِي‏ءٌ) على فعيل.
[بظر]
البَظْرُ: لَحْمَةٌ بين شُفْرَىِ المرأَةِ و هى القُلْفَةُ التى تُقْطَع فى الخِتَان و الجمعُ (بُظُورٌ و أَبْظُرٌ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و أَفْلُسٍ و (بَظِرَتِ) المرأةُ بالكسْرِ فهى (بظْرَاء) وِزَانُ حَمْراءَ لَمْ تُخْتَنْ.
[بعث‏]
بَعَثْتُ: رَسُولًا (بَعْثاً) أوْصَلْتُه و (ابْتَعَثْتُهُ) كذلِكَ وَ فى المُطَاوِعِ (فَانْبَعَثَ) مثل كَسَرْتُه فانْكَسَرَ و كلُّ شَي‏ءٍ (يَنْبَعِثُ) بنَفْسِهِ فإِنَّ الفِعْلَ يَتَعدَّى إِليْهِ بِنَفْسِهِ فيُقَالُ (بَعَثْتُهُ) و كلُّ شَي‏ءٍ لا يَنَبعِثُ بنَفْسِهِ كالكِتَابِ و الهَدِيَّةِ فإنَّ الفعلَ يَتَعدَّى إِليه بِالبَاءِ فيُقَالُ (بَعَثْتُ بِهِ) و أَوْجَزَ الفَارَابِىُّ فقَالَ (بَعَثَهُ) أَىْ أهَبَّه و (بَعَثَ بِهِ) وجَّهَهُ و (البَعْثُ) الجَيْشُ تَسْمِيةٌ بالمصدَرِ و الجمعُ (البُعُوثُ) و (بُعَاثٌ) وِزَانُ غُرَابٍ مَوْضِعٌ بالمدِينَةِ و تَأْنِيثُهُ أكْثَرُ و (يَوْمُ بُعَاثٍ) مِنْ أَيَّامِ الأَوْسِ و الخَزْرَجِ بَيْنَ الْمَبْعَثِ و الهِجْرَةِ و كان الظَّفَرُ للأَوْسِ قَالَ الأزْهَرِىُّ هكذا ذَكَرَهُ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ الوَاقِدِىُّ و محمدُ بنُ إِسْحقَ و صحَّفَهُ اللَّيْثُ فجَعَلَهُ بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ و قالَ القَالِى فى بابِ العَيْن‏

52
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بعث ص 52

المُهْمَلَةِ (يَومُ بُعَاثٍ) يَوْمٌ فِى الجَاهِلِيَّةِ للأَوْسِ و الخَزْرَجِ بضَمِّ الباءِ قالَ هكَذَا سَمِعْنَاهُ من مَشَايِخِنَا و هذِه عِبَارَةُ ابنِ دُرَيْدٍ أيضاً و قال البَكْرِىُّ (بُعَاثٌ) بالعين المُهْمَلَة مَوْضِعٌ مِنَ المَدِينَةِ عَلَى لَيْلَتَيْنِ.
[بعد]
بعُدَ: الشي‏ءُ بالضَّمِ (بُعْداً) فهوَ (بَعِيدٌ) و يُعَدَّى بالبَاءِ و بالْهَمْزَةِ فيُقَالُ (بعُدْتُ) بِهِ و (أَبْعَدْتُه) و (تَبَاعَدَ) مثلُ بَعُدَ و (بَعَّدْتُ) بَيْنَهُمْ (تَبْعِيداً) و (باعَدْتُ) (مُبَاعَدَةً) و (استَبْعَدْتُهُ) عَدَدْتُه بَعِيداً و (أَبعَدْتُ) فى المَذْهَبِ إِبْعَاداً بمعنَى (تَبَاعَدْتُ) و فى الحديث «إِذَا أَرادَ أحَدُكُمْ قَضَاءَ الحاجَةِ أَبْعَدَ».
قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ و يَكُونُ (أَبْعَدَ) لازماً و مُتَعَدِّياً فاللازمُ (أَبْعَدَ) زيدٌ عن المنْزِلِ بمعنَى (تَبَاعَدَ) و الْمُتَعَدِّى (أَبْعَدْتُهُ) و (أَبْعَدَ) فى السَّوْمِ شَطَّ و (بَعِد) (بَعَداً) من بابِ تَعِبَ هَلَكَ.
و (بَعْدُ) ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لا يُفْهَمُ معنَاهُ إِلَّا بالإِضَافَةِ لِغَيرِهِ و هو زَمَانٌ مُتَرَاخٍ عَنِ السَّابِقِ فإِنْ قَرُبَ مِنْهُ قيلَ (بُعَيْدَهُ) بالتصغير كما يُقَالُ قَبْلَ العصرِ فإذا قَرُب قِيلَ قُبَيْلَ العصْرِ بالتَّصْغِيرِ أَىْ قَرِيباً منه و يُسَمَّى تصغيرَ التَّقْرِيبِ و جاء زيدٌ (بَعْدَ) عمروٍ أى مُتَرَاخِياً زَمَانُه عن زَمَانِ مَجِي‏ء عَمْرٍو و تَأُتِى بمعنَى مَعَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى «عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ»
 أى مَعَ ذلِكَ و (الأَبْعَدُ) خِلَافُ الأقْرَبِ و الجمع (الأَبَاعِدُ)
[بعر]
البعيرُ: مثلُ الإِنْسَانِ يقعُ على الذَّكَرِ و الأُنْثَى يقال حلبت (بعيرى) (و الجَمَلُ) بمنزلَةِ الرجُلِ يَخْتَصُّ بالذَّكَرِ و (النَّاقَةُ) بمنْزِلَة المرْأَةِ تَخْتَصُّ بالأُنْثَى و (البَكْرُ) و (البَكْرَةُ) مِثْلُ الفَتَى و الفَتَاةِ و (القَلُوصُ) كالجَارِيَةِ هكَذَا حَكَاهُ جَمَاعَةٌ منْهُمُ ابنُ السِّكِّيتِ و الأزهرِىُّ و ابنُ جنِّى ثُمَّ قَالَ الأزهَرِىُّ هَذَا كَلَامُ العَرَبِ و لكِنْ لا يَعْرِفُه إِلَّا خَوَاصُّ أَهْلِ العِلْمِ باللُّغَةِ و وقَعَ فى كَلَامِ الشَّافِعِىِّ رضىَ اللّه عنه فى الوَصِيَّةِ (لَوْ قَالَ أَعْطُوهُ بَعِيراً لم يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يُعْطُوَه نَاقَةً) فحَمَلَ البَعِيرَ على الجَمَلِ و وجْهُهُ أَنْ الوَصِيَّةَ مَبْنِيَّةٌ على عُرْفِ الناسِ لا عَلَى مُحْتَمَلَات اللّغَةِ الَّتِى لا يَعْرِفُهَا إلا الْخَوَاصُّ و حَكَى فى كِفَايةِ المُتَحَفِّظِ مَعنَى مَا تَقَدَّمَ ثُمَّ قَالَ و إِنَّمَا يُقَالُ جَمَلٌ أو نَاقَةٌ إِذَا أَرْبَعَا فأَمَّا قَبْلَ ذلِكَ فيُقَالُ قَعُودٌ و بَكْرٌ و بَكْرةٌ و قَلُوصٌ و جمعُ (البَعِيرِ) (أَبْعِرَةٌ و أَبَاعِرُ و بُعْرَانٌ) بالضم. و (البَعَر) معْروفٌ و السُّكُونُ لُغَةٌ وَ هُوَ من كُلِّ ذِى ظِلْفٍ و خُفٍّ و الجمْعُ (أَبْعَارٌ) مثُل سَبَبٍ و أَسبَابٍ و (بَعَر) ذلِكَ الْحَيَوانُ (بَعْراً) من بابِ نَفَع ألقَى (بَعَرَهُ).
[بعض‏]
بَعْضٌ: مِنَ الشي‏ءِ طَائِفَةٌ منه و بعضُهُم يَقُولُ جُزْءٌ منه فيَجُوزُ أن يَكُونَ (البعْضُ) جُزْءًا أَعْظَمَ من البَاقِى كالثَّمَانِيَّة تكُونُ جُزءًا منَ الْعَشَرَةِ قَالَ ثَعْلَبٌ أجْمَعَ أهلُ النحْوِ على أَن‏

53
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بعض ص 53

 (البَعْضَ) شي‏ء من شَي‏ءٍ أو مِنْ أَشْيَاءَ و هذا يَتَنَاوَلُ مَا فوقَ النِّصفِ كالثَّمَانِيَةِ فإِنَّهُ يَصْدُقُ عليه أَنَّهٌ شي‏ءٌ من العَشَرَةِ و (بعَّضْتُ) الشي‏ءَ (تَبْعِيضاً) جَعَلْتُه (أبْعَاضاً) متَمايِزَةً قال الْأَزْهَرىُّ و أَجَازَ النحويُّونَ إدْخَالَ الْأَلِفِ و اللامِ على (بَعْضٍ و كُلٍّ) إلَّا الْأَصْمَعِىَّ فإِنَّهُ امْتَنَعَ مِنْ ذلِكَ و قالَ أبُو حَاتِمٍ قُلْتُ للأصْمَعِىِّ رَأَيْتُ فى كَلَامِ ابنِ المُقَفَّعِ (العلمُ كثيرٌ و لكِنْ أَخْذُ البَعْضِ خيرٌ من تَرْكِ الكُلِّ) فأنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ و قالَ (كلٌّ و بعضٌ) مَعْرِفَتَانِ فلا تَدْخلُهُمَا الألِفُ و اللَّامُ لأَنَّهُمَا فى نِيَّةِ الإِضَافَةِ و من هُنَا قالَ أبُو عَلِىٍّ الفارِسِىُّ (بعضٌ و كلٌّ) معرِفَتَانِ لأَنَّهُمَا فى نِيَّةِ الإِضَافَةِ و قدْ نَصَبَتِ العَرَبُ عنْهُما الحالَ فقالُوا مررت بكُلِّ قائماً.
و أمَّا قولُهُمْ البَاءُ (للتَّبْعِيضِ) فمَعنَاهُ أَنَّها لا تَقْتَضِى العُمُومَ فيَكْفِى أنْ تَقَعَ علَى ما يَصْدُقُ عليه أَنَّهُ بعْضٌ و استَدلُّوا عَلَيْهِ بقَوْلِهِ تَعَالى «وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ» و قالوا البَاءُ هُنَا (للتَّبْعِيضِ) علَى رَأْىِ الكُوفِيِّينَ و نَصَّ على مجيئها (للتَّبْعِيضِ) ابنُ قُتَيْبَةَ فى أَدَبِ الكَاتِبِ و أبُو عَلى الفارِسىُّ و ابنُ جِنِّى و نَقَلَهُ الفَارِسىُّ عن الأصْمَعِىِّ و قال ابنُ مالكٍ فى شرحِ التَّسْهِيلِ و تَأْتِي الباءُ مُوَافِقَةً مِن التَّبعِيضِيَّةِ و قال ابنُ قُتَيْبَةَ أيضاً فى كِتَابِهِ المَوْسُومِ بِمُشْكِلَاتِ مَعانِي القُرآنِ و تأْتِي الباءُ بمعنى (مِنْ) تقولُ العَرَبُ شَرِبْتُ بِمَاءِ كَذَا أَىْ مِنْهُ و قال تَعَالَى «عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ» أى مِنْها و قِيلَ فى تَوْجِيهِه لأَنَّهُ قَالَ يُفَجِّرُونَها بمعْنَى يَشْرَبُ مِنْها فى حَالِ تَفْجِيرِهَا و لو كَانَتْ على الزيادَةِ لكان التَّقْدِيرُ يَشْرَبُهَا جَميعاً فى حَالِ تَفْجِيرِهِمْ و هذا التَّقْدِيرُ غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ و مثْلُه (يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) أى يَشْرَبُ مِنْهَا و (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) أى مِن أَعْيُنِنَا و المرادُ أعْيُنُ الأرْضِ و قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ فى جُزْءٍ لَهُ فى مَعَانِى الشِّعْرِ عندَ قولِ زُهَيْر «1»:
         فَتَعْرُككم عَرْكَ الرّخا بِثقالها
وَضَعَ البَاءَ مَوْضِعَ مَع قَالَ و قد ذَكَر هذَا البَابَ ابنُ السِّكِّيتِ وَ قَال إِن البَاءَ تَقَعُ مَوْقِعَ مِنْ و عَنْ و حَكَى أبُو زيدٍ الأنْصَارِىُّ من كَلَامِ العَرَبِ سقاكَ اللّهُ تعالَى مِنْ ماءِ كذا أى بِهِ فَجَعَلُوهُمَا بمعْنًى و ذَهَبَ إِلى مَجِي‏ءِ البَاءِ بمَعْنَى التَّبْعِيضِ الشافِعىُّ و هو مِنْ أَئِمَّةِ اللِّسَانِ و قَالَ بمُقْتَضَاهُ أحْمَدُ و أبُو حَنِيفَةَ حيثُ لم يُوجِبَا التَعْمِيمَ بِل اكْتَفَى أحْمَدُ بِمَسْحِ الأكْثَرِ فى رِوايةٍ و أبو حَنِيفَةَ بِمسْحِ الرُّبُعِ و لَا مَعْنَى لِلتَّبْعِيضِ غيرُ ذلكَ و جَعْلُها فى الآية بِمَعْنى التَّبْعِيضِ أوْلَى مِنَ القَوْلِ بِزيَادتِها لأن الأصْلَ عَدَمُ الزِّيَادَةِ و لا يَلْزَمُ مِنَ الزِّيَادَةِ فى مَوْضِعٍ ثُبُوثُها فى كُلِّ مَوْضِعٍ بلْ لَا يَجُوزُ القولُ به‏
__________________________________________________
 (1) من معلقته- و عجز البيت:
         فتلقح كِشَافاً ثم تُنْتَجْ فَتُتْئم.

54
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بعض ص 53

إِلَا بِدَلِيلٍ فدَعْوَى الأصَالة دَعْوَى تَأْسِيسٍ و هُو الحَقِيقَةُ و دَعْوى الزيادةِ دَعْوى مَجَازٍ و مَعْلُومٌ أنَّ الْحَقِيقَة أَوْلَى و قولُه تعالى «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ» قال ابنُ عَبَّاسٍ الباءُ بمعْنَى مِنْ فالمعْنَى مِنْ نِعْمَةِ اللّهِ قاله الحُجَّةُ فى التفْسِيرِ و مثلُهُ «فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ» أىْ مِنْ عِلْمِ اللّهِ و قال عنترةُ:
         شَرِبَتْ بماء الدُّحْرُضَين فأَصْبَحَتْ             زَوْراءَ تنفِرُ عن حِيَاضِ الدَّيْلَمِ‏
أى شَرِبَتْ مِن مَاءِ الدُّحْرُضَينِ و قال الآخرُ «1»:
         شرِبنَ بماء البحرِ ثم ترفَّعَتْ             مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ‏
أى من ماء البحر و قال الآخر «2»:
         هُنَّ الحَرَائِرُ لا رَبَّاتُ أَحْمِرَةٍ             سُودُ المَحَاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ
أى من السُّوَرِ و قال جَمِيلٌ:
         فَلَثَمْتُ فَاهَا آخِذاً بقُرونِهَا             شُرْبَ النزِيفِ بِبَرْدِ مَاءِ الحَشْرَج‏
أى مِنْ بَرْدِ و قال عَبِيدُ بنُ الْأَبْرَصِ:
         فذلك الماءُ لو أَنِّى شَربْتُ بِهِ             إِذاً شَفَى كَبِداً شَكَّاءَ مَكْلُومَه‏
أى لو أَنِّى شَرِبْتُ مِنْهُ و قال النُّحَاةُ الأصْلُ أن تَأْتِىَ للإِلْصَاقِ و مثَّلُوهَا بقَولِكَ مَسَحْتُ يَدِى بالمِنْدِيلِ أَى أَلْصَقتُهَا بِهِ و الظَّاهِرُ أَنَّهُ لا يَستَوعِبُه و هو عُرْفُ الاسْتعمَالِ و يَلْزَمُ من هذَا الإجماعُ عَلَى أَنَّهَا لِلتَّبعِيضِ.
فإِنْ قِيلَ هذِهِ الآيةُ مَدَنِيَّةٌ و الاسْتِدْلَالُ بها يُفْهِمُ أَنّ الوُضُوءَ لم يَكُنْ واجِباً مِن قَبلُ و أنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ جَائِزَةً بِغَيْرِ وُضُوءٍ إِلى حَالِ نُزُولِهَا فى سَنَةِ سِتٍّ و القَوْلُ بذلك مُمْتَنِعٌ فالْجَوابُ أنَّ هذه الآيَة مِمَّا نَزَلَ حُكْمُه مرَّتَيْنِ فإِنَّ وُجُوبَ الوُضُوءِ كانَ بمَكَّةَ مِنْ غِيرِ خِلَافٍ عِنْدَ المُعْتَبَرِينَ فهو مَكِّىُّ الفَرْضِ مَدَنِىُّ التِّلَاوَةِ و لِهذَا قالتْ عَائِشَةُ رضى اللّهُ عَنْها فى هذِه الآيَةِ نَزَلتْ آيةُ التَّيَمُّمِ و لمْ تَقُلْ نَزَلَتْ آيةُ الوُضُوءِ و قالَ بعضُ العُلَمَاءِ كَانَ سُنَّةً فى ابْتِدَاءِ الإسلَامِ حَتَّى نَزَل فَرْضُهُ فى آيةِ التيمُّمِ نَقَلَه القَاضى عِيَاضٌ.
[بعل‏]
البعْلُ: الزوجُ يقالُ (بَعَلَ يَبْعُلُ) من بابِ قَتَل (بُعُولَةً) إذا تَزَوجَ و المَرأَةُ (بَعلٌ) أيضاً و قد يُقالُ فيها (بَعلَةٌ) بالهاء كما يُقَالُ زوجَةٌ تَحْقِيقاً للتأْنِيثِ و الجمعُ (البُعُولَةُ) قال تعالى «وَ بُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ»
 و (البَعلُ) النخْلُ يَشرَبُ بعُرُوقِهِ فَيَسْتَغْنِى عن السَّقْىِ و قال أبو عَمرٍو (البَعلُ) و (العِذْيُ) بالْكَسرِ واحدٌ و هو مَا سَقَتْهُ السَّمَاءُ و قال الأصْمَعِىُّ (البَعْلُ) ما يَشْرَبُ بعُرُوقِهِ من غَيرِ سَقْىٍ و لَا سَمَاءٍ و (العِذْىُ) ما سَقَتْهُ السماءُ و (البَعْلُ)
__________________________________________________
 (1) أبو ذؤيب الهذلى- و استشهد به النحويون على أنَّ (منى) تأتى بمعنى (من) فى لغة هذيل.
 (2) الراعى النُّميرى و قيل غيره- و هذا البيت من شواهد النحويين و قد طال كلامهم فى معنى الباء فيه راجع المغنى فى (الباء المفردة).

55
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بعل ص 55

السيّدُ و (البَعْلُ) المَالِكُ وَ (باعَلَ) الرجلُ امْرَأَته (مُبَاعَلةً و بِعَالًا) من بابِ قَاتَل لَاعَبَها
[بغشر]
بَغْشُورُ «1»: بَلْدةٌ بَينَ مرْوٍ وَ هَراةَ و النّسبَةُ إليها بَغَوِيٌّ على غيرِ قِيَاسٍ و هى نِسْبَةٌ لبعضِ أَصْحَابِنَا.
[بغت‏]
بغَتَه: (بَغْتاً) من بابِ نَفَع فَاجَأهُ و جَاءَ (بَغْتَةً) أى فَجْأَةً على عِرَّةٍ و (بَاغَتَه) كذلك.
[بغث‏]
البُغَاثُ: من الطير ما لا يَصِيدُ و لا يُرْغَبُ فى صَيدِه لأنه لا يُؤْكلُ قالَه الأزهَرِىُّ و قال ابنُ السِّكِّيتِ (البُغَاثُ) طائِرٌ أَبْغَثُ دونَ الرخَمَةِ بَطِي‏ءُ الطَيَرَانِ و بعضهم يقولُ البُغاثة تقعُ على الذَّكَرِ و الأُنثى كالحمامَةِ و النَّعَامةِ و الجمعُ (البُغَاثُ) كالحَمامِ و بعضُهُمْ يقول (البُغْاثُ) واحد و يجمع عَلَى (بِغْثَانٍ) مثلُ غَزَالٍ و غِزْلَانٍ و يجوز فى البغَاثِ و البغَاثَةِ تثليث الأوّل و استَنْسَرَ (البُغاثُ) صَارَ نَسْراً و عليه قُوله: إِنَّ البُغَاثَ بأرْضِنَا يسَتَنْسِرُ «2» أى أَنَّ الضَعِيفَ يَصِيرُ قويَّا بأَرْضِنَا و (بَغِثَ) الطائرُ بالكَسْرِ بُغْثةً أشبَه لونُه لونَ الرّمادِ.
[بغدد]
بَغدادُ: اسمُ بلدٍ يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ و الدَّالُ الأُولى مُهْمَلَةٌ و أَمَّا الثانِيَةُ ففِيها ثلاثُ لُغَاتٍ حكاها ابنُ الأنبَارِىِّ و غيرُه دالٌ مُهْمَلَةٌ و هو الأكثرُ و الثَّانِيةُ نونٌ و الثالِثَةُ و هى الأَقلُّ ذالٌ مُعْجَمَةٌ وَ بَعضُهم يَخْتَارُ (بَغْدانَ) بالنُّونِ لأن بِنَاءَ فَعْلَالٍ بالفتْحِ بَابُهُ المُضَاعَفُ نَحْوُ الصَّلْصَالِ و الْخَلْخَالِ و لَم يجِئ فى غَيرِ المُضَاعَفِ إلَّا نَاقَةٌ بِهَا خَزْعَالٌ و هو الظَّلْعُ و قَسطَالٌ و هو الغُبَارُ و بَعضُهُم يمنع الفَعْلَالَ فى غير المُضَاعَفِ و يقول خَزْعَالٌ مُوَلَّدٌ و قَسْطَالٌ مَمْدُودٌ من قَسْطَلٍ و أُجِيبَ بأَنَّ (بَغْدَادَ) غيرُ عَرَبِيَّةٍ فلا تدْخُلُ تَحْتَ الضَّابِطِ العَرَبِىِّ و يُقَالُ إِنَّها إِسْلَامِيَّةٌ و إِنَّ بَانِيهَا المَنْصُورُ أبو جَعْفَرٍ عبدُ اللّهِ بنُ محمدِ بن علىِّ ابنِ عبدِ اللّهِ بنِ العَبَّاسِ ثَانِى الخلَفاءِ العَبَّاسِيّينَ بَنَاهَا لمّا تَوَلَّى الخِلَافَةَ بعْدَ أخِيهِ السَّفَّاحِ و كانتْ ولايةُ المنصُورِ المذكُورِ فى ذِى الحِجَّةِ سنَةَ سِتٍّ و ثَلَاثينَ و مِائَةٍ و تُوُفِّىِ فى ذِى الحِجَّةِ سنَةَ ثَمَانٍ و خمسِينَ و مِائَةٍ.
[بغض‏]
بغُضَ: الشي‏ءُ بالضَّمِّ (بَغَاضَةً) فهو (بَغِيضٌ) و (أَبْغَضْتُه إبْغَاضاً) فهو (مُبْغَضٌ) و الاسْمُ (البُغْضُ) قالوا و لا يُقَالُ (بَغَضْتُه) بغَيْرِ أَلِفٍ و (بَغَّضَه) اللّهُ تعالى لِلنَّاسِ بالتَّشْدِيدِ (فَأَبغَضُوهُ) وَ (البِغضَةُ) بالْكسرِ و (البَغْضَاءُ) شِدَّةُ البُغْضِ وَ (تَبَاغَضَ) القومُ (أَبْغَضَ) بَعضُهُمْ بَعضاً.
[بغل‏]
البغْلُ: معروف و جمعُ القِلِّةِ (أبْغَالٌ) و جمعُ الكَثْرةِ (بِغَالٌ) و الأنثى (بغْلَةٌ) بالهاء و الجمعُ (بَغَلَاتٌ) مثلُ سجْدةٍ و سَجَداتٍ و (بِغَالٌ) أيضاً
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: بَغشُورٌ بالفتح بَلد بين هراة و سَرَخْس و النسبة بَغَوِىٌّ معرب كوشور أى الحُفْرَةُ الْمَالِحَةُ.
 (2) المثل رقم 18 من مجمع الأمثال للميدانى.

56
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بغي ص 57

[بغي‏]
بَغَيْتُهُ: (أَبْغِيه بَغْياً) طَلَبتُه و (ابْتَغَيْتُه) و (تَبَغَّيْتُه) مثلُه و الاسم (البُغَاءُ) وِزَانُ غُرابٍ و (يَنْبَغِى أن يكونَ كذا) مَعْنَاه يُنْدَبُ نَدْباً مُؤَكَّداً لا يَحْسُنُ تَرْكُه و اسْتِعْمالُ ماضِيه مَهْجُورٌ و قد عَدُّوا (يَنْبَغِى) منَ الأَفْعَالِ التى لا تَتَصَرَّفُ فلا يُقَالُ (انْبَغَى) و قِيلَ فى توْجِيهِه إِنَّ (انبَغَى) مُطَاوِعُ بَغَى و لا يُسْتَعْمَلُ انْفَعَل فى المُطَاوَعةِ إِلَّا إِذَا كَانَ فيه عِلَاجٌ و انْفِعَالٌ مثلُ كَسَرْته فانْكَسَرَ و كما لَا يُقَالُ طَلَبْتُه فانْطَلَبَ و قَصَدْتُه فانْقَصَدَ لا يُقَالُ (بَغَيْتُه فانبَغَى) لأنه لَا عِلَاجَ فيه و أَجازَه بعْضُهم و حُكِىَ عنِ الكِسَائِىِّ أَنَّه سمعه من العَرَبِ و (ما يَنبَغِى أَنْ يَكُونَ كذا) أى مَا يَسْتَقِيمُ أو مَا يَحْسُنُ و (بَغَى) على النَّاسِ (بَغْياً) ظَلَم و اعْتَدَى فهو (بَاغٍ) و الجمعُ (بُغَاةٌ) و (بَغَى) سَعَى بالْفَسَادِ و منه الفِرْقَةُ البَاغِيَةُ لأَنَّهَا عَدَلَتْ عَنِ القَصْدِ و أصْلُهُ مِنْ (بَغَى) الجُرْحُ إِذَا تَرامَى إلى الْفَسَادِ و (بَغَتِ) المرأَةُ (تَبْغِى بِغَاءً) بالكَسْرِ و المدِّ فَجَرَتْ فهى (بَغِيٌّ) و الجمعُ (بَغَايَا) و هو وصْفٌ مختصٌّ بالْمرأةِ و لا يُقَالُ للرَّجُلِ (بَغِيٌّ) قاله الأزهَرِىُّ و (البَغِيُّ) القَيْنَةُ و إِنْ كَانَتْ عَفِيفَةً لثُبُوتِ الفُجُورِ لَهَا فى الأصْلِ قال الجوهَرِىُّ و لا يُرَادُ به الشَّتْمُ لأَنهُ اسمٌ جُعِلَ كاللَّقَبِ و الْأَمَةُ (تُبَاغِي) أى تُزَانِي و لِى عنْدَهُ (بِغْيَةٌ) بالكسْر و هى الحَاجَةُ التى تَبْغِيها و ضَمُّها لُغَةٌ و قِيلَ بالكَسْرِ الهَيْئَةُ و بالضَّمِ الحَاجَةُ.
[بقر]
البَقَر: معروفٌ و هو اسمُ جِنْسٍ قال الجوهرىُّ و تُطْلَقُ (البَقَرَةُ) على الذَّكَرِ و الأُنْثَى و إِنما دَخَلَتِ الهاءُ لأنه واحِدٌ من الجِنْسِ و جَمْعُها (بَقَراتٌ) و (بَقَرْتُ) الشى‏ءَ (بَقْراً) من بابِ قَتَلَ شَقَقْتُهُ و (بَقَرْتُه) فَتَحْتُهُ و هو (بَاقِرُ عِلْمٍ) و (تَبَقَّرَ) فى العِلْمِ و المالِ مثلُ تَوَسَّعَ وزناً و معنىً.
[بقع‏]
البُقْعَةُ: مِنَ الأَرْضِ القِطْعَةُ منها و تُضَمُّ الباءُ فى الأكثر فتُجْمَعُ على بُقَعٍ مثلُ غُرْفَةٍ و غرفٍ و تُفْتَحُ فتُجْمَعُ على (بِقَاعٍ) مثلُ كَلْبةٍ و كِلَابٍ و (البَقِيعُ) المكانُ المتَّسِعُ و يقَالُ الموضِعُ الذى فيه شَجَرٌ و (بقِيعُ الغَرْقَدِ) بمدينَةِ النبىِّ صلى اللّهُ عليه و سلَّمَ كان ذَا شَجرٍ و زَالَ و بَقِىَ الاسمُ و هو الآنَ مَقْبرةٌ و بالمدِينَةِ أيضاً مَوْضِعٌ يقالُ له (بَقِيعُ الزُّبَيْرِ) و (بَقِعَ) الغُرابُ و غيرُه (بَقَعاً) من باب تَعِبَ اخْتَلَف لونُه فهو (أبْقَعُ) و جمعُه (بقْعَانٌ) بالكَسْرِ غَلَبَ فيه الاسْمِية و لَوِ اعْتُبرتِ الوصفية لقيلَ (بُقْعٌ) مثلُ أحَمْرَ و حُمْرٍ و سنة (بَقْعَاءُ) فيها خِصْبٌ و جَدْبٌ فهى مُخْتَلِفَةٌ.
[بقق‏]
البَقُّ: كِبَارُ البَعُوضِ الواحدةُ (بَقَّةٌ) و بقَّةُ اسمُ حِصْنٍ باليَمَنِ و قالتِ امرأةٌ تُلَاعِبُ ابْنَهَا:
         حُزُقَّةٌ حُزُقَة             تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّه‏
و النِّسْبَةُ إِليهِ بَقّيٌّ و جَرَى على ألسِنَةِ الناسِ أيْضا

57
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بقق ص 57

فكُّ التضْعِيفِ فيُقَالَ بَقَقِيُّ و هو نسبةٌ لبعضِ أصْحَابنَا.
[بقل‏]
البَقْلُ: كلُّ نَبَاتٍ اخْضَرَّتْ به الأرْضُ قاله ابنُ فارسٍ و (أَبْقَلَتِ) الأرضُ أَنْبَتَتِ البَقْلَ فهى (مُبْقِلةٌ) على القِيَاسِ و جاءَ أَيْضا (بَقلةٌ) و (بَقِيلَةٌ) و (أَبْقَلَ) المَوْضِعُ من البقْلِ فهو (بَاقِلٌ) على غَيْرِ قِيَاسٍ و (أَبْقَلَ) القومُ وَجَدُوا بَقْلًا و (البَاقِلَّا) وزنُهُ فَاعِلَّا يُشَدَّدُ فيُقْصَرُ و يُخَفَّفُ فيُمَدُّ الواحدةُ (بَاقِلَّاةٌ) بالوَجْهَيْنِ.
[بقم‏]
البَقَّمُ: بتشدِيدِ القَافِ صِبْغٌ معروفٌ قيلَ عَرَبِىٌّ و قِيلَ مُعَرَّبٌ قال الشاعر «1».
         كمِرْجَلِ الصَّبَّاغ جاشَ بَقَّمُه‏
[بقي‏]
بَقيَ: الشي‏ءُ (يَبْقَى) من بابِ تَعِبَ (بَقَاءً و بَاقِيَةً) دَامَ و ثبَتَ و يَتَعَدَّى بالألِفِ فيُقَالُ (أَبْقَيْتُهُ) و الاسمُ (البَقْوَى) بالفتح مع الواو و (البُقْيَا) بالضَّمِّ مَعَ اليَاءِ و مثْلُهُ الفَتْوَى و الفُتْيَا و الثَّنْوَى و الثُّنْيَا و هى الاسمُ مِنَ الاسْتِثْنَاءِ و الرَّعْوَى و الرُّعْيَا من أَرْعَيْتُ عليهِ و طَيّئٌ تُبْدِلُ الكسرةَ فَتْحَةً فَتَنْقَلِبُ الياءُ ألفاً فيَصِيرُ (بَقَا) و كذلِكَ كُلُّ فعلٍ ثُلَاثِىٍّ سواءٌ كانَتِ الكسرةُ و الياءُ أصْلِيَّتيْنِ نحوُ بَقِي و نَسِىَ و فَنِى أو كان ذلك عَارِضاً كما لو بُنِىَ الفِعْلُ للمفْعُولِ فيقُولُونَ فى هُدِىَ زيدٌ و بُنِىَ البيتُ هُدَا زيد و بُنَا البيتُ و (بَقِي) من الدَّيْنِ كذا فَضَلَ و تَأَخَّرَ و (تَبقَّى) مِثْلُه و الاسْمُ (البَقِيَّةُ) و جمعُها (بَقَايَا) و (بَقِيَّات) مثلُ عَطِيَّةٍ و عَطَايَا و عَطِيَّاتٍ.
[بكت‏]
بَكَّتَ: زيدُ عمراً (تَبْكِيتاً) عَيَّرَ و قَبَّحَ فِعْلَه و يكونُ التبْكِيتُ بِلَفْظِ الخَبَرِ كَمَا فِى قوْلِ إبراهيمَ صلواتُ اللّه و سلامُهُ عليه «بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا» فإنَّهُ قَالَه تَبْكِيتاً و تَوْبِيخاً على عِبَادَتِهِم الأصْنَامَ.
[بكر]
بَكَرَ: إلى الشي‏ءِ (بُكُوراً) من بابِ قَعَدَ أَسْرَعَ أىَّ وقْتٍ كَانَ و أنْشَدَ أبو زيدٍ فى كِتَابِ النوادِرِ.
         بَكرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ فِى النَّدَى‏
قال الفَارسِىُّ معناه عَجِلَتْ و لَمْ يُرِدْ بُكُورَ الغُدُوِّ و (بَكَّرَ) (تَبْكِيراً) مثلُه و (أبْكَرَ) (إِبْكَاراً) فَعَل ذلكَ بُكْرةً قَالَهُ ابنُ فارِسٍ و (البُكْرَةُ) من الغَدَاةِ جمعُها (بُكَرٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (أبْكَارٌ) جمعُ الجمعِ مثلُ رُطَبٍ و أرْطَابٍ و إذا أريدَ (بُكْرَةُ) يومٍ بِعَيْنِهِ مُنِعَتِ الصرفَ للتأنِيثِ و العلميَّةِ و حَكَى‏
__________________________________________________
 (1) العجَّاج- و قبل الشاهد:
         بطعنة تجلَاء فيها أَلَمُه             يَجِيشُ ما بين تراقيه دَمُه‏
             كمرجل الصباغ جاش بَقْمُه‏
سأل الجوهرىُّ أستاذه أبا على الفارسى: عن بَقَم أعرابىُّ هُو فقال مُعَرَّبٌ و ليس فى كلامهم اسم على فعُل إلا خمسة خَضُم ابن عمرو بن تميم و بالفعل سُمِّى. و بقَم لهذا الصبغ. و شلَّم موضع بالشام و هما أعجميان. و بذَر اسم ماء من مياء العرب.
و عثُر اسم موضع، و يحتمل أن يكونا سُمّيا بالفعل. فَثَبَتَ أنّ فَعَّل ليس فى أصول أسمائهم و إنما يختص بالفعل- ا ه الصحاح بقم.

58
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بكر ص 58

الصغَانِيُّ أَنَّ (أَبْكَرَ) يُسْتَعْمَلُ مُتَعدِّياً فيقالُ (أَبْكَرْتُهُ) و قال أبو زيدٍ فى كِتَابِ المَصَادِرِ (بَكَرَ بُكُوراً) وَ غَدا غُدُوًّا هذانِ من أوّلِ النهارِ و قال ابْنُ جنِّى الأَبنِيَةُ الثلاثةُ بِمَعْنَى الإِسْرَاعِ أىَّ وقْتٍ كَانَ و (بَاكَرْتُه) بمعنى (بَكرتُ) إلَيْهِ و أَتَانِي (بكْرَةً) و (بَاكِراً) بمعنًى و (بَكِرَ بَكَراً) كَانَ صَاحِبَ بكُورٍ و (بَكَّر) بالصلاةِ صلَّاهَا لأوّلِ وَقْتِها و (ابْتَكَرْتُ) الشي‏ءَ أَخَذْتُ أَوَّلَه و عليه‏
قوله عليه الصلاة و السلام «من بَكَّرَ و ابْتَكَرَ».
أَىْ مَنْ أَسْرَعَ قَبْلَ الأَذَان و سَمِعَ أوّلَ الْخُطْبَةِ.
و (بَاكُورَةُ) الفاكِهَةِ أَوَّلُ مَا يُدْرَكُ منها و (ابْتَكَرْتُ) الفاكِهَة أَكَلْتُ بَاكورَتها قال أبو حاتمٍ (البَاكُورَةُ) منْ كُلِّ فَاكِهةٍ ما عجَّلَ الْإِخْرَاجَ و الجمعُ البَوَاكِيرُ و (البَاكُورَاتُ) و نَخْلَةٌ (بَاكُورَةٌ) و (بَاكُورٌ) و (بَكُورٌ) و الجمع (بُكُرٌ) مثلُ رَسُولٍ و رُسُلٍ و (البِكْرُ) خِلَافُ الثَّيِّبِ رَجُلًا كان أوِ امْرَأةً و هو الذى لم يَتَزَوَّجْ و عليه قولُه (البِكْر بالبِكْرِ) جَلْدُ مائةٍ و تغريبُ عَامٍ و المعنى زِنَا البِكْرِ بالْبِكْرِ فيه جَلْدُ مائةٍ أو حَدّهُ جَلْدُ مِائَةٍ و الجمعُ (أَبْكَارٌ) مثلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (البَكَارَةُ) بالفَتْحِ عُذْرَةُ المرأَةِ و مَوْلُودٌ (بكْرٌ) إذا كان أوّلَ وَلَدٍ لأبَوَيْهِ و (البَكْرُ) بالفتحِ الفَتِىُّ من الإِبِلِ و بهِ كُنِىَ و منْه (أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ) و الجَمْعُ (أبْكُرٌ) و (البَكْرَةُ) الأُنْثَى و الجمعُ (بِكَارٌ) مِثلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و قد يقال (بِكَارَةٌ) مثلُ حِجَارَةٍ و (البَكَرَةُ) الّتى يُسْتَقَى عليها بفَتْحِ الكَافِ فتُجْمَعُ على (بَكَرٍ) مثلُ قَصَبَةٍ و قَصَبٍ و تسَكَّنُ فتُجمَعُ على (بَكَراتٍ) مثلُ سَجْدَةٍ و سَجَداتٍ و (أبُو بَكْرَة) كُنْيَةُ نُفَيعِ بنِ الحرِثِ الثَّقَفِىِّ و قيل نُفَيْعُ بنُ مَسْرُوحٍ و كُنِىَ بِها لأَنَّهُ تَدَلَّى منْ سُورِ الطَّائِفِ على بَكْرَةٍ.
[بكم‏]
بَكِمَ: (يَبْكَمُ) من بابِ تَعِبَ فهو (أبْكَمُ) أى أَخْرَسُ و قِيلَ الأخْرَسُ الذى خُلِقَ و لا نُطْقَ لهُ و (الأَبْكمُ) الّذِى لَهُ نُطْقٌ و لا يَعْقِلُ الجَوابَ و الجمعُ بُكْمٌ.
[بكي‏]
بَكَى: (يَبْكِي بُكًى و بُكَاءً) بِالقَصْرِ وَ المدِّ و قيلَ القصْرُ مَعَ خُرُوجِ الدُّمُوعِ و المدُّ على إِرَادَةِ الصَّوْتِ و قد جَمَع الشاعرُ اللُّغَتَينِ فقَال:
         بَكَتْ عَيْنى و حقَّ لها بُكَاهَا             و ما يُغْنِى البُكَاءُ و لا الْعَوِيلُ «1»
و يَتَعَدَّى بالهَمْزَةِ فيقَالُ (أَبْكَيْتُهُ) و يقَالُ (بَكَيْتُهُ) و (بَكَيْتُ) عليهِ و (بَكَيْتُ لَهُ) و (بَكَّيْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ و (بَكَتِ) السَّحَابَةُ أَمْطرَتْ.
__________________________________________________
 (1) هذا البيت مطلع قصيدة فى رثاء حمزة رضى اللّه عنه عمّ النبى صلى اللّه عليه و سلم اختلف فى قائلها: قيل لحسان، و قيل لعبد اللّه بن رواحة، و نسبها أبو زيد لكعب ابن مالك و هؤلاء الثلاثة- رضى اللّه عنهم- شعراء النبى صلى اللّه عليه و سلم.
و قد أورد ابن هشام فى السيرة القصيدة فى غزوة أحد- فارجع إليها فى سيرة ابن هشام.

59
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بلج ص 60

[بلج‏]
بَلَجَ: الصُّبْحُ (بُلُوجاً) من بَابِ قَعَدَ أَسْفَر و أَنَارَ و منه قِيلَ (بَلَجَ) الحقُّ إذا وَضَحَ و ظَهَرَ. و (بَلِجَ بَلَجاً) من بابِ تعِبَ لُغَةٌ و اسمُ الفَاعِلِ من الثَّانِيَةِ (أبْلَجُ) و حُجَّةٌ (بلْجَاءُ) و (ابْتَلَج) الصُّبْحُ بمعنى (بَلَجَ) و (أَبْلَجَ) بالألفِ كذلِكَ و (البِلِيلَجُ) بكسرِ البَاءِ و اللامِ الأُوَلى و فتحِ الثَّانِيَةِ دَوَاءٌ هِنْدِىٌّ معْرُوفٌ.
[بلح‏]
البَلحُ: ثَمَرُ النَّخْلِ مادَامَ أخْضَرَ قريباً إلى الاسْتِدَارَةِ إِلَى أَنْ يَغْلُظَ النَّوَى و هُو كالحِصْرِم مِنَ العِنَبِ و أهلُ البَصْرَةِ يُسَمُّونَه الخَلَالَ، الواحدة بَلَحَةٌ و خَلَالَةٌ فإِذا أخَذَ فى الطُولِ و التَّلوُّن إِلى الحُمْرَةِ أو الصُّفْرَةِ فهو بُسْرٌ فإِذا خَلَصَ لونُهُ و تكَامَلَ إِرْطَابُهُ فهو الزَّهْوُ.
[بلخ‏]
بَلْخ: قَاعِدَةُ خُرَاسَانَ و يُقَالُ هى فى وَسَطِ الإقْلِيمِ و يُنْسَبُ إليها بَعْضُ أَصْحَابِنَا.
[بلد]
البلَد: يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ و الجمع (بُلْدَانٌ) و (البَلْدَةُ) البَلَدُ و جمْعُها (بِلَادٌ) مثلُ كَلْبةٍ و كِلَابٍ و (بَلَدَ) الرجلُ (يَبْلِدُ) من بابِ ضَرَب أَقَامَ بالبَلَدِ فهو (بَالِدٌ) و (بَلَدُ) قريةٌ بقُرْبِ الْمَوْصِلِ على نَحْوِ ستَّةِ فَرَاسِخَ من جِهَةِ الشَّمالِ على دِجْلَةَ و تُسَمَّى (بَلَدَ الحَطَبِ) و يُنْسَبُ إليها بعضُ أصحابِنا و يُطْلَقُ (البَلَدُ) و (البَلْدَةُ) على كلِّ مَوْضِع منَ الأرْضِ عامراً كان أو خَلاءً و فى التَّنْزِيلِ «إِلى‏ بَلَدٍ مَيِّتٍ»
 أى إِلى أرضٍ ليس بها نَبَاتٌ و لا مَرْعَى فيخْرُجُ ذلك بالمطَرِ فتَرْعَاهُ أَنْعَامُهُم فأطْلَقَ الموْتَ على عَدَم النَّبَاتِ و المَرْعَى و أَطْلَقَ الحَيَاةَ على وُجُودِهِما و (بَلُدَ) الرجُلُ بالضمّ بَلَادَةً فهو (بَلِيدٌ) أى غيرُ ذَكِىٍّ و لا فَطِنٍ.
[بلر]
البِلّورُ: حجر معروفٌ و أحسنُه ما يُجْلَبُ من جَزَائِرِ الزَّنْجِ، و فيه لُغَتَانِ كسرُ الباءِ مَعَ فتحِ اللَّامِ مثلُ سِنَّوْرٍ و فتحُ الباءِ مَعَ ضمِّ اللَّامِ و هى مُشَدَّدَةٌ فيهمَا مِثْلُ تَنُّورٍ.
[بلس‏]
البَلَاسُ: مِثْلُ سَلَامٍ هو المِسْحُ و هو فارسىُّ مُعَرَّبٌ و الجمعُ (بُلُسٌ) بضمتين مثل عَنَاقٍ «1» و عُنقٍ و (أَبْلَسَ) الرجلُ (إِبْلَاساً) سَكَتَ و (أَبْلَسَ) أَيِس و فى التنزيل «فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ»
 و (إِبليسُ) أَعْجَمِىُّ و لهذا لا يَنْصِرَفُ للعجْمَةِ و العَلَمِيَّةِ و قيل عَرَبىٌّ مُشْتَقُّ من الإِبْلَاسِ و هو اليأْسُ و رُدَّ بأنه لو كان عَرَبِيًّا لانْصَرَفَ كما يَنْصَرِفُ نَظَائِرُه نحوُ إِجْفِيلٍ و إخْرِيطٍ.
[بلط]
البَلَاطُ: كلُّ شي‏ءٍ فَرَشْتَ به الدارَ من حَجَر و غيره و (البَلُّوطُ) مثلُ تَنُّورٍ ثمرُ شَجَرٍ و قد يُؤْكَلُ و ربَّما دُبِغَ بِقِشْرِه.
[بلع‏]
بَلِعْتُ: الطَّعَامَ بَلَعاً من باب تعِب الماءَ و الريقَ (بَلْعاً) سَاكِنَ اللَّامِ و (بَلَعْتُه بَلْعَا) من بَابِ نَفَع لُغَةٌ و (ابْتَلَعْتُه). و (البُلْعومُ) مَجْرَى الطَّعَامِ فى الْحَلق و هو المَرِئ مُشْتَقُّ من البَلْعِ فالْمِيمُ زَائِدةٌ و (البُلْعُمُ)
__________________________________________________
 (1) عناق جمعَه أعنق و عنوق و لم يرد فيه عُنُقٌ- و لعله أراد مجرد الوزن.

60
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بلع ص 60

مقصورٌ منه لُغَةٌ و (البَالُوعَةُ) ثَقْبٌ يَنْزِلُ فيه الماءُ و (البلَّوعةُ) بتشديد اللام لغةٌ فيها.
[بلغ‏]
بَلَغَ: الصَّبِىُّ (بُلُوغاً) من بابِ قَعد احْتَلَمَ وَ أَدْرَكَ و الأصلُ (بلَغَ) الحُلُمَ و قال ابنُ القطَّاعِ (بَلَغَ بَلَاغاً) فهو (بَالِغٌ) و الجارية (بالِغٌ) أيضاً بغيرِ هاءٍ قال ابنُ الأَنْبَارِىّ قالُوا جَارِيَةٌ (بَالِغٌ) فاستغْنَوْا بذكرِ الموصوفِ و بتَأْنِيثِهِ عن تأْنِيثِ صِفَتِه كما يُقَالُ امرَأَةٌ حائِضٌ قَالَ الأزهرِىُّ و كَانَ الشافعىُّ يقولُ (جَارِيَةٌ بَالِغٌ و سَمِعْتُ العَربَ تقُولُه) و قالوا امرَأَةٌ عَاشِقٌ و هذا التَّعْلِيلُ و التمثيل يُفْهِمُ أَنَّهُ لو لمْ يُذْكَرِ الموصوفُ وجَبَ التأنيثُ دَفْعاً للَّبْسِ نحو مَرَرْتُ (بِبَالِغَة) و رُبَّما أُنِّثَ مَعَ ذِكْرِ الْمُوصُوفِ لأَنَّه الأصْلُ قال ابنُ القُوطِيَّةِ (بَلَغَ بَلَاغاً) فهو (بَالِغٌ) و الجاريةُ (بَالِغَةٌ) و (بَلَغ) الكِتَاب (بَلَاغاً) و (بُلُوغاً) وَصَلَ و (بَلَغَتِ) الثِّمارُ أدْرَكتْ و نَضِجتْ و قولهم (لزم ذلك بالغاً مَّا بلَغَ) منصوبٌ عن الحَالِ أى مُتَرَقِّياً إلى أعْلى نَهايَاتِهِ من قَوْلِهِم (بَلَغْتَ) المنْزلَ إذا وَصَلْتَهْ و قوله تعالى «فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ»*
 أى فإِذَا شَارَفْنَ انقِضَاءَ العِدَّةِ و فى موْضِع «فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ»
 أى انْقَضَى أجَلُهُنَّ و (بَالَغْتُ) فى كذا بَذَلْتُ الْجُهْدَ فى تَتَبُّعِهِ و (البُلْغَة) ما يُتبَلَّغُ به من العَيشِ وَ لَا يَفْضُلُ يُقَالُ (تَبَلَّغَ به) إِذَا اكْتَفَى به و تَجَزَّأَ و فى هذا (بَلَاغٌ و بُلْغَةٌ و تَبَلُّغٌ) أى كِفَايَةٌ و (أَبْلَغَهُ) السَّلَامَ و (بَلَّغَه) بالأَلِفِ و التَّشْدِيدِ أَوْصَلَهُ و (بَلُغَ) بالضمِّ (بَلَاغَةً) فهو (بَلِيغٌ) إِذَا كانَ فصيحاً طلْقَ اللسَانِ.
[بلل‏]
بَلَلْتُهُ: بالماء (بَلًّا) من باب قتل (فابْتَلُّ هو) و (البِلَّةُ) بالكسرِ مِنْهُ و يُجْمَعُ (البَلُّ) على (بِلَالٍ) مثلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و الاسمُ (البَلَلُ) بفتحتين، و قيل (البِلَالُ) ما يُبَلُّ بِهِ الحَلْقُ من مَاءٍ و لبَن و به سمِّى الرجلُ و (بَلَّ) فى الأرض (بَلًّا) من بابِ ضَرَب ذَهَبَ و (أَبْلَلْتُه) أَذْهَبْتُه و (بَلَّ) من مرضه و (أَبَلّ إبْلَالًا) أيضاً برَأَ و (بَلْ) حرفُ عَطْفٍ و لها معنيانِ (أحدُهما) إبطَالُ الأوّلِ و إِثْبَاتُ الثَّانِى و تُسَمَّى حرفَ إِضرَابٍ نحوُ اضربْ زيداً بلْ عمراً و خُذْ ديناراً بلْ دِرْهَماً و (الثَّانِى) الخروجُ من قِصَّةٍ إلى قِصَّةٍ من غَيْرِ إِبْطَالٍ و تُرَادِفُ الوَاوَ كقولِه تعالَى «وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ» و التَّقْدِيرُ و هُو قُرْآنٌ مَجِيدٌ و قَوْلُ القائلِ له علىّ دينارٌ بل دِرْهَمٌ مَحْمُولٌ على المعنَى الثَّانِي لأنَّ الإقْرَارَ لا يُرْفَعُ بِغَيْرِ تَخصِيصٍ.
[بله‏]
بَلِهَ: (بَلَهاً) من بابِ تعِبَ ضعُفَ عَقْلُه فهو (أَبْلَهُ) و الأنثى (بَلْهَاءُ) و الجمع (بُلْهٌ) مثلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و من كلامِ العَرَبِ (خيرُ أولادِنَا الأَبْلَهُ الغَفُولُ) «1».
بمعنى أنَّه لشِدَّة
__________________________________________________
 (1) فى الأساس للزمخشرى- خير أولادنا الأَبْلَهُ العقُول (بالعين المهملة و القاف) و خير النساء البلهاءُ الخَجُولُ.

61
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بله ص 61

حَيَائِهِ كالأَبْلَهِ فَيَتَغَافَلُ و يَتَجَاوَزُ فشُبِّهَ ذَلِكَ بالبَلَهِ مَجَازاً.
[بلو]
بَلِيَ: الثوبُ (يَبْلَى) من باب تَعِبَ (بِلًى) بالكسْرِ و القصْرِ و (بَلَاءً) بالفتح و المدّ خَلُقَ فهو (بَالٍ) و (بَلِيَ) الميّتُ أَفنَتْهُ الأرْضُ و (بَلَاهُ) اللّهُ بخير أو شَرٍّ (يَبْلُوه بَلْواً) و (أَبْلَاهُ) بالألف و (ابْتَلَاه ابْتِلاءً) بمعنىَ امْتَحَنَهُ و الاسمُ (بَلَاءٌ) مثلُ سَلَامٍ و (البَلْوَى و البَلِيَّةُ) مثْله. و (بَلَى) حَرْفُ إِيجَابٍ فإذا قيلَ ما قام زيدُ و قلتَ فى الجواب (بَلَى) فمعناه إِثْباتُ القيام و إِذا قيلَ أ ليسَ كانَ كذا و قُلْتَ (بلى) فمعناه التَّقْرِيرُ و الإِثْبَاتُ و لا تكُونُ إلَّا بَعْد نَفْى إمَّا فى أوّلِ الكَلَامِ كما تَقَدَّمَ و إمَّا فى أثْنائه كقوله تعالى «أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ بَلى‏»
 و التقدير بلى نجْمَعُها و قد يكُون مع النَّفْى استفهامٌ و قد «1» لا يكونُ كما تقدّم فهو أبد يَرْفَعُ حُكْم النفى و يُوجب نقيضه و هو الإثْباتُ و قولهم (لا أُباليه و لا أُبالي به) أى لا أهتمُّ به و لا أكْترثُ له و (لم أُبال) و (لمْ أُبْل) للتخفيف كما حذفُوا الياءَ من المصْدر فقالوا (لا أباليه بالة) و الأصلُ بالية مثل عافاهُ مُعافاةً و عافيةً قالوا و لا تُسْتعْمل إلا مع الْجَحْدِ و الأصلُ فيه قولهم (تبالى) القومُ إذا تبادَروا إلى الماء القليل فاسْتقوا فمعنى (لا أبالِي) لا أُبَادِرُ إهْمَالًا لهُ و قال أبو زَيْدٍ (ما بَالَيْتُ بِه مُبَالاةً) و الاسمُ (البِلاءُ) وِزَانُ كِتَابٍ و هو الهمُّ الذِى تُحَدِّثُ به نَفْسَكَ.
[بنفسج‏]
الْبَنَفْسَجُ: وِزَانُ سَفَرْجَلٍ مُعَرَّبٌ و المُكَرَّرُ منه اللَّامَاتُ و وَزْنُه فَعَلَّلٌ.
[بنج‏]
البَنْجُ: مِثَالُ فَلْسٍ نَبْتٌ له حَبٌّ يخلِطُ بالعقلِ و يُورِثُ الخبال و ربَّمَا أَسكر إِذَا شَرِبَه الإنْسَانُ بعدَ ذَوْبِه و يقال إنَّهُ يُورِثُ السُّباتَ‏
[بنن‏]
البَنَان: الأصَابعُ و قيلَ أَطْرَافُها الواحدةُ (بَنَانَةٌ) قيل سُمِّيتْ (بَنَاناً) لأن بها صلاحَ الأحْوَالِ التى يَسْتَقِرُّ بها الإنسان لأنَّهُ يُقَالُ أَبَنَّ بالمكان إذا اسْتَقَرَّ بِهِ.
[بنو]
الابنُ: أصلُهُ بَنَوٌ بفتحتين لأنه يُجْمَعُ على بنين «2» و هو جَمْعُ سَلَامةٍ و جمعُ السَّلَامَةِ لا تغْييرَ فيهِ و جَمعُ القِلَّةِ (أَبْنَاءٌ) و قيلَ أصْلُه بِنْو بكسر الباءِ مثلُ حِمْلٍ بدِليلِ قَوْلِهِمْ بنْتٌ و هذا القولُ يقِلُّ فيه التَّغْييرُ و قلَّةُ التغييرِ تَشْهَدُ بالأصالة و هو (ابنٌ بَيِّنُ البُنُوَّةِ) و يطلق (الابنُ) على ابنِ الابنِ و إِنْ سفُل مجازاً و أما غيرُ الأناسِىِّ ممّا لا يعْقِلُ نحوُ (ابنِ مخاضٍ) و (ابنِ لبُونٍ) فيقالُ فى الجَمْعِ (بناتُ مَخَاضِ) و (بناتُ لَبُونِ) و مَا أَشْبَهَه قال ابنُ الأنبارى و اعلم أنّ جمْع غير النَّاس بمنْزِلَةِ جمْعِ المرْأَةِ مِن النّاسِ تقولُ فيه منْزلُ و منْزِلَاتُ و مصَلًّى‏
__________________________________________________
 (1) دخول (قد) على الفعل المنفى لا يجوز إلا فى الضروره.
 (2) النحويون يقولون نحوُ بنين جمعُ تكْسير الحق يجمع السلامة فى الإعراب.

62
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بنو ص 62

و مُصَلَّيَاتٌ و فى (ابن عِرْسٍ) (بناتُ عِرْسٍ) و فى (ابنِ نَعْشٍ) (بناتُ نَعْشٍ) و رُبَّمَا قيلَ فى ضَرُورةِ الشِّعْرِ (بَنُو نَعْشِ) «1» و فيه لغَةٌ مَحْكِيَّةٌ عن الأَخْفَشِ أَنَّهُ يُقَالُ بَنَاتُ عِرْسٍ و بَنُو عِرْسٍ و بَنَاتُ نَعْشٍ و بَنُو نَعْشٍ فقَوْلُ الفُقَهَاءِ (بَنُو اللَّبُونِ) مُخَرَّجٌ إمَّا عَلَى هذِهِ اللُّغَةِ و إمَّا لِلتَّمْيِيِز بَيْنَ الذُّكُورِ و الإِنَاثِ فإنهُ لو قِيلَ (بَنَاتُ لَبُونٍ) لم يُعْلَمْ هَلِ المرادُ الإِنَاثُ أو الذُّكُورُ و يُضَافُ ابنٌ إلى ما يُخَصِّصُه لمُلابسَةٍ بَيْنَهُما نحوُ (ابنِ السَّبِيلِ) أى مارِّ الطَّرِيقِ مُسَافِراً و هو (ابنُ الحربِ) أى كَافِيهَا و قَائِمٌ بِحمايَتِها و (ابنُ الدُّنْيا) أى صَاحِبُ ثَرْوَةٍ و (ابنُ الماءِ) لطَيْرِ الماءِ و مُؤَنَّثَةُ الابْنِ (ابْنَةٌ) على لَفْظِهِ و فى لُغَةٍ (بِنْتٌ) و الجمع (بَنَاتٌ) و هو جمعُ مؤنَّثٍ سَالِمٌ، قال ابنُ الأعرابِيِّ و سألْتُ الكِسَائِىَّ كيفَ تَقِفُ على بِنْتٍ فقال بالتَّاءِ إِتْبَاعاً للْكِتَابِ و الأصلُ بالهاءِ لأن فيها معنَى التأنِيثِ قال فى البَارِعِ و إِذَا اخْتَلَطَ ذُكُورُ الأَنَاسِىِّ بإِنَاثِهِمْ غُلِّبَ التذْكِيرُ و قِيل (بنُو فُلانٍ) حتى قالوا امرأَةٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ و لم يَقُولُوا من بَنَاتِ تَمِيمٍ بِخلَافِ غيرِ الأَنَاسىِّ حيثُ قالوا (بَنَاتُ لَبُونٍ) و عَلَى هذَا القَوْلِ لو أَوْصَى لبَنِى فُلَانِ دَخَل الذُّكُورُ و الإِنَاثُ و إِذا نَسَبْتَ إلى (ابْنٍ و بنْتٍ) حذفْتَ أَلِفَ الوَصْلِ و التَّاءَ وَ رَدَدْتَ المحْذُوفَ فقلتَ (بَنَويٌّ) و يجوزُ مُرَاعاةُ اللَّفْظِ فيقالُ (ابْنيٌّ) و (بِنْتِيٌّ) و يُصَغَّرٌ بِرَدِّ المَحْذُوفِ فَيُقَالُ (بُنَيٌّ) و الأصل بُنَيْوٌ
[بني‏]
و (بَنَيْتُ): البَيْتَ و غيرَهُ (أَبْنِيهِ) و (ابْتَنَيْتُه فانْبَنَى) مثلُ بَعَثْتُه فانْبَعَثَ و (البُنْيَانُ) ما يُبْنَى و (البِنْيَةُ) الهيئةُ التى بُنِيَ عليها و (بَنَى) على أهْلِهِ دَخَلَ بِها و أصْلُهُ أن الرجلَ كان إِذَا تَزَوَّجَ بَنَى للعِرْسِ خِبَاءً جديداً و عَمَّرَهُ بما يَحْتَاجُ إليهِ أو بَنَى لَه تَكْرِيماً ثم كَثُر حتى كُنِى به عنِ الجِمَاعِ و قال ابن دُرَيدٍ (بنَى عَلَيْها) و (بَنَى بِها) و الأوّلُ أفصحُ هكذا نَقَلَهُ جماعةٌ و لفظُ التهذيبِ و العامَّةُ تقول (بَنَى بِأَهْلِهِ) و ليس من كَلَامِ العَرَبِ قال ابنُ السِّكِّيتِ (بَنَى عَلَى أَهْلِهِ) إذا زُفَّتْ إِليْه.
[بهت‏]
بَهِتَ: و (بَهُتَ) من بابَيْ قرُب و تعِبَ دَهِش و تحيَّرَ و يُعَدَّى بالْحَرَكَةِ فيُقَالُ (بَهتَهُ يَبْهَتُه) بفَتْحَتَيْنِ (فبُهِتَ) بالبناء للمفعول و (بَهَتَها بَهْتاً) من بابِ نَفَع قَذَفَها بالبَاطِلِ و افْتَرَى عليها الكذِبَ و الاسمُ (البُهْتَانُ) و اسمُ الفَاعِلِ (بَهُوتٌ) و الجمعُ (بُهُتٌ) مثلُ رَسولٍ و رُسُلٍ و (البَهْتَةُ) مثلُ (البُهْتَانِ).
[بهج‏]
البَهْجَةُ: الحسْنُ و (بَهُجَ) بالضمِّ فهو (بَهيجٌ) و (ابْتَهَجَ) بالشي‏ء إِذَا فَرِحَ بِهِ.
__________________________________________________
 (1) قال النابغة الجعدىُّ:
         شربْتُ بها و الديك يَدْعُو صَبَاحَه             إذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبُوا
و هو من شواهد سيبويه 1/ 240.

63
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بهر ص 64

[بهر]
بَهَرَهُ: (بَهْراً) من بَابِ نَفَع غَلَبه و فَضَلَهُ و منه قيلَ لِلْقَمَرِ (البَاهِرُ) لِظُهُورِهِ على جَمِيعِ الكَواكِبِ و (بَهْرَاءُ) مثلُ حَمْراءَ قَبِيلَةٌ من قُضَاعَةَ و النِّسْبَةُ إِليْهَا (بَهْرَانِيٌّ) مثلُ نَجْرانِيٌّ على غَيرِ قِياسٍ و قِيَاسُهُ (بَهْرَاوِيٌّ) و (البَهَارُ) وزَانُ سَلَام الطِّيبُ و منه قِيلَ لأزهار البَادِيَةِ (بَهَارٌ) قال ابنُ فارسٍ و (البُهَارُ) بالضم شي‏ءٌ يُوزَنُ بِه.
[بهرج‏]
البَهْرَجُ: مثلُ جَعْفَرٍ الرَّدِي‏ءُ منَ الشَّي‏ءِ و دِرْهَمٌ (بَهْرَجٌ) رَدِئُ الفِضَّةِ و (بُهْرِجَ) الشي‏ءُ بالبِنَاءِ للمفْعُولِ أُخِذَ به على غَيْرِ الطَّرِيقِ.
[بهق‏]
بَهِقَ: الجسدُ (بَهَقاً) من باب تعِبَ إِذَا اعتَرَاهُ بَيَاضٌ مُخَالِفٌ لِلَوْنِهِ و لَيْس بِبَرَصٍ و قال ابنُ فارِسٍ سَوَادٌ يَعْتَرِى الْجِلْدَ أوْ لَوْنٌ يُخَالِفُ لونَه فالذكر (أَبْهَقُ) و الأنثى (بَهْقَاءُ).
[بهل‏]
بهَلَهُ: (بَهْلًا) مِنْ بَابِ نَفَع لَعَنَهُ و اسمُ الفَاعِلِ (بَاهِلٌ) و الأُنْثى (بَاهِلَةٌ) و بِهَا سُمِّيَتْ قَبِيلَةٌ و الاسمُ (البُهْلَةُ) وِزَانُ غُرْفَةٍ و (بَاهَلَهُ مُبَاهَلَةً) من بابِ قَاتَلَ لَعَنَ كلٌّ منهُمَا الآخَرَ و (ابْتهلَ) إِلى اللّهِ تَعَالَى ضَرَعَ إِليْه.
[بهم‏]
البَهْمَةُ: وَلَدُ الضأْنِ يُطْلَقُ على الذَّكَرِ و الأُنْثَى و الجمع (بَهْمٌ) مثلُ تَمْرَةٍ و تَمْرٍ و جمعُ (البَهْمِ) (بِهَامٌ) مثلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و تُطْلَقُ (البِهَامُ) عَلَى أولَادِ الضَّأْنِ و المَعْز إِذَا اجْتَمَعَتْ تَغْلِيباً فإذَا انْفَرَدَتْ قيل لِأَوْلادِ الضأن (بِهَامٌ) و لأولاد المَعْز (سِخَالٌ) و قال ابنُ فارِسٍ (البَهْمُ) صِغَارُ الغَنَمِ و قَالَ أبُو زيدٍ يُقَالُ لِأولَادِ الغَنَم سَاعَةَ تَضَعُها الضأْنُ أو المَعْزُ ذكراً كان الولَدُ أوْ أُنْثَى (سَخْلةٌ) ثم هى (بَهْمَةٌ) و جَمْعُهَا بَهْمٌ و (الإِبْهامُ) من الأصابِعِ أى عَلَى المشْهُورِ و الجمعُ (إِبْهَامَاتٌ و أَبَاهِيمُ) و (استَبْهَمَ) الخبرُ و اسْتَغْلَقَ و اسْتَعْجَم بمَعْنًى وَ (أَبْهمْتَهُ) (إِبْهَاماً) إذَا لَمْ تُبَيِّنْهُ و يقال للمرأة التى لا يَحِلُّ نِكَاحُها لرجُلٍ هى (مُبْهمَةٌ) عَلَيْهِ كمُرْضِعَتِه و منه قولُ الشافعى لو تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثم طَلَّقها قَبْلَ الدُّخُولِ لَمْ تَحِلَّ لَهُ أُمُّها لأَنَّهَا مُبْهَمَةٌ و حلَّتْ لَه بِنْتُهَا و هذَا التحْرِيمُ يسمَّى (المُبْهَمَ) لأنه لَا يَحِلُّ بِحَالٍ و ذَهَبَ بعضُ الأَئِمَّةِ المُتَقَدِّمِينَ إلى جَوَازِ نِكَاحِ الأُمِّ إِذَا لَمْ يَدْخُلْ بالبِنْتِ و قال الشرطُ الذى فى آخِرِ الآيةِ يعُمُّ الأمَّهَاتِ و الرَّبَائِبَ و جُمْهُورُ العُلَمَاءِ على خِلَافِه لأنَّ أهلَ العَرَبِيَّةِ ذَهَبُوا إِلَى أنَّ الخَبَريْنِ إِذَا اخْتَلَفَا لا يَجُوزُ أن يُوصَفَ الاسْمَانِ بوصْفٍ واحِدٍ فلا يُقَالُ قَامَ زيدٌ و قَعَد عمروٌ الظَّرِيفَانِ و علَّلَهُ سِيبَوَيهِ باخْتِلَافِ العَامِلِ لأنَّ العَامِلَ فى الصِّفَةِ هو العَامِلُ فى المَوْصُوفِ و بَيَانُهُ فى الآيةِ أَنَّ قولَه «اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ» يعودُ عندَ هَذَا القَائِلِ إلى نِسائِكُمْ و هو مخْفُوضٌ بالإِضَافَةِ و إِلى رَبائِبُكُمُ و هو مرْفُوعٌ و الصِّفَةُ الوَاحِدَةُ لا تَتَعلَّقُ بِمُخْتَلِفَىِ الإعْرَابِ و لا

64
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بهم ص 64

بِمُخْتَلِفى العامل كما تقَدَّم.
و (البهيمَةُ) كُلُّ ذات أَرْبعٍ منْ دوابِّ البحْرِ و البرّ و كُلُّ حيوان لا يُمَيِّزُ فهو (بَهِيمَةٌ) و الجمعُ (البَهَائِمُ).
[بهو]
البَهَاءُ «1»: الحسنُ و الجمالُ يُقَالُ (بَهَا يَبْهُو) مثلُ عَلَا يَعْلُو إذَا جَمُل فهو (بَهِيٌّ) فعِيلٌ بِمَعْنى فَاعِلٍ و يَكونُ (البَهَاءُ) حُسْنَ الهَيْئَةِ و (بَهَاءُ) اللّه تعالى عَظَمَتُهُ.
[بشنج‏]
بُوشَنْجُ: «2» بضم الباءِ و سكونِ الواوِ ثم شين معجمَةٍ مفتوحَةٍ ثم نونٍ سَاكِنَةٍ ثم جيمٍ بَلْدَةٌ من خُرَاسَانَ بقُرْبِ هَرَاةَ و أصْلُهَا بُوشَنْكُ ثم عُرِّبَتْ إِلىَ الجِيمِ و إِلَيْهَا يُنْسَبُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا
[بوب‏]
البابُ: فى تَقْدِيرِ فَعَلٍ بفتحتين و لهذَا قُلِبَتِ الواو ألفاً و يُجْمَعُ على (أبْوابٍ) مثلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و يُضَافُ لِلتَّخْصِيصِ فيُقَالُ (بَابُ الدَّار) وَ (بَابُ البَيْتِ) و يقَالُ لِمَحِلَّةٍ ببَغْدَادَ (بابُ الشَّامِ) و إِذا نَسَبْتَ إِلَى المُتَضَايِفَيْنِ و لمْ يَتَعَرّفِ الأولُ بالثانِي جَازَ إِلَى الأَوَّلِ فَقَطْ فَتَقُولُ (البَابِىُّ) و إِلَيْهِمَا معاً فيُقَالُ (البَابِىُّ الشَامِىُّ) و إِلَى الأَخِير فيُقَالُ (الشَّامِىُّ) و قد رُكِّبَ الاسْمَانِ و جُعِلَا اسْماً وَاحِداً و نُسِبَ إِلَيْهمَا فقيلَ (البَابَشَامِىُّ) كما قِيلَ الدَّارَقُطْنِىُّ و هى نِسْبَةٌ لبعْضِ أَصْحَابِنَا و (البوَّابُ) حَافِظُ البَابِ و هو الحَاجِبُ و (بَوَّبْتُ) الأشْيَاءَ (تَبْوِيباً) جعلْتُهَا (أَبْوَاباً) مُتَمَيّزَةً
[بوج‏]
البَاجُ: تُهْمَزُ و لا تُهْمَزُ و الجمعُ (أَبْوَاجٌ) و هى الطرِيقَةُ المُسْتَوِيةُ و منه قول عمرَ رضى اللّه عنه (لَأَجْعَلَنَّ الناسَ كُلَّهُمْ بَاجاً واحداً).
أى طريقَةً وَاحِدَةً فى الْعَطَاءِ.
[بوح‏]
باحَ: الشي‏ءُ (بَوْحاً) من بابِ قالَ ظَهر و يَتَعدَّى بالحرْفِ فيُقَالُ (بَاحَ) بهِ صاحبُه و بِالهمْزَةِ أيضاً فيُقَالُ (أَبَاحَهُ) و (أَبَاحَ) الرجلُ مَالَهُ أَذِنَ فى الأَخْدِ و التَّرْكِ و جَعَلَهُ مُطْلَقَ الطَّرَفَيْنِ وَ (اسْتَبَاحَهُ) النَّاسُ أَقْدَمُوا عَلَيْهِ.
[بور]
بارَ: الشي‏ءُ (يَبُورُ) (بُوراً) بالضَّمِ هَلَكَ و (بَارَ) الشي‏ءُ (بَواراً) كَسَدَ عَلَى الاسْتِعَارَةِ لأَنَّه إِذَا تُرِكَ صَارَ غَيْرَ مُنْتَفَعٍ به فأشْبَهَ الهَالِكَ من هذَا الوَجْهِ و (البُوَيْرَةُ) بصِيغَةِ التصْغِير مَوْضِعٌ كَانَ به نَخْلُ بنى النَّضِيرِ.
[بأس‏]
البُؤْسُ: بالضمّ و سُكُون الهمْزَةِ الضُّرُّ و يَجُوزُ التَّخْفِيفُ و يُقَالُ (بَئِس) بالكَسْرِ إِذَا نَزَلَ به الضُّرُّ فهو (بَائِسٌ) و (بَؤُسَ) مثلُ قَرُبَ (بَأْساً) شَجُعَ فهو (بَئِيسٌ) على فَعِيلٍ و هو ذُو (بَأْسٍ) أَىْ شِدَّةٍ و قُوَّةٍ قَالَ الشَّاعِرُ «3»:
         فخيرٌ نحن عندَ البَأْسِ مِنْكُم             إِذَا الدَّاعِى الْمُثَوّب قَالَ يَا لَا
أىْ نحن عندَ الحربِ إِذَا نَادَى بنَا المنَادِى‏
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: البهاء الحسنُ و الفعل بَهُو كسَرُو و رضِى و دَعَا و سعى.
 (2) ذكره فى القاموس بالسين فقال: بُوسَنْجُ مُعَرَّب بُوشنْك بلد من هراة.
 (3) زهير بن مسعود الضبّى.

65
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بأس ص 65

و رجَّع نِدَاءَهُ أَلَّا لَا تفِرُّوا فإنّا نكُرُّ راجعِينَ لِما عِنْدَنا مِنَ الشَّجَاعَةِ و أَنْتُمْ تَجْعَلُونَ الفَرَّ فِرَاراً فلا تَسْتَطِيعُونَ الكَرَّ و جمعُ (البأْس) (أَبْؤُسٌ) مثلُ فلْس و أفْلُس.
[بوط]
بُويطٌ: على لفظ التَّصْغيرِ بُلَيْدةٌ من بِلَادِ مصرَ من جِهةِ الصَّعِيدِ بقُرْبِ الفَيُّومِ على مَرْحَلَةٍ مِنْها و يُنْسبُ إليها بعَضُ أصْحَابِ الشافعىِ رضى اللّهُ عنه.
[بوع‏]
الباعُ: قال أبو حاتمٍ هو مُذَكَّرٌ يُقَالُ هذا (باعٌ) و هو مَسَافَةُ ما بَيْنَ الكَفَّيْنِ إِذا بَسَطْتَهُمَا يَمِيناً و شِمَالًا و (بَاعَ) الرجلُ الحبلَ (يَبُوعُه) (بَوْعاً) إِذَا قَاسَه بالبَاعِ و الجمع (أبْوَاعٌ) و (انْبَاعَ) العَرَقُ على انْفَعَلَ إِذا سَالَ و قالَ الفَارَابِىُّ. امْتَدَّ و كُلُّ رَاشِحٍ (يَنْبَاعُ) و هو (مُنْبَاعٌ).
[بوغ‏]
الباغُ: الكَرمُ لفْظَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ اسْتَعْمَلها الناسُ بالأَلِفِ و اللَّامِ.
[بوق‏]
البُوقُ: بالضمِّ معروفٌ و الجمعُ (بُوقَاتٌ) و (بِيقَاتٌ) بالكَسْرِ و (البَائِقَةُ) النازِلَةُ و هى الداهِيَةُ و الشرُّ الشدِيدُ و (بَاقَتِ) الداهِيَةُ إذَا نَزَلَتْ و الجمع (البَوَائِقُ).
[بوك‏]
بَاكَ: الحِمَارُ الأَتَانَ (يَبُوكُها) (بَوْكاً) نَزَا عليها و (بَاكَتِ) الناقَةُ (تَبُوكُ) (بَوْكاً) سَمِنَتْ فهِى (بَائِكٌ) بغير هاء و بهذا المضَارِعِ سُمِّيَتْ غَزْوَةُ (تَبُوكَ) لأنّ النَّبِىَّ صلَّى اللّه عَلَيْهِ و سلَّم غَزَاهَا فى شَهْرِ رَجَب سنَةَ تِسْعٍ فصَالَحَ أَهْلَها على الجزْيَةِ من غيرِ قِتَالٍ فكانتْ خَالِيَةً عنِ البُؤْسِ فأشْبَهَتِ النَّاقَةَ الَّتى ليسَ بِهَا هُزَالٌ ثم سُمِّيَتِ البُقْعَةُ (تَبُوكَ) بذلك و هُوَ مَوْضِعٌ مِنْ بَادِيَةِ الشأم قريبٌ من مدْيَنَ الذين بَعَثَ اللّهُ إِلَيْهم شُعيباً.
[بول‏]
البال: القَلْبُ و خَطَرَ (بِبَالِي) أى بِقَلبِى و هو رَخِىُّ البَالِ أى واسعُ الحَالِ و (بَالَ) الإِنْسَانُ و الدابَّةُ (يَبُول) (بَوْلًا) و (مَبَالًا) فهو (بَائِلٌ) ثم اسْتُعْمِلَ (البَوْلُ) فى العَيْنِ «1» و جُمِعَ على أَبْوَالٍ.
[بون‏]
البَانُ: شجرٌ معروفٌ الواحِدَةُ (بَانَةٌ) و دُهْنُ البَانِ منه و (البَوْنُ) الفَضْلُ و المَزِيَّةُ و هو مصدرُ (بَانَه يَبُونُه بَوْناً) إِذَا فَضَلَهُ و بينَهُما (بَوْنٌ) أى بَيْنَ دَرَجَتَيْهِما أو بَيْنَ اعْتِبَارِهِما فى الشَّرَفِ وَ أَمَّا فى التَّبَاعُدِ الجُسْمَانِيِّ فتقول بَيْنَهُمَا (بَيْنٌ) باليَاءِ.
[بوأ]
بَاءَ: (يَبُوءُ) رَجَعَ و (بَاءَ) بِحَقِّهِ اعْتَرفَ بِهِ و (بَاءَ) بذَنْبِهِ ثَقُلَ بِه و (البَاءَةُ) بالمدِّ النِّكَاحُ و التزوُّجُ و قد تُطلَقُ الباءةُ على الجماعِ نفسِهِ و يُقَالَ أيضا (الباهَةُ) وِزَانُ العَاهَةِ و (البَاهُ) بالألفِ مع الهاءِ و ابنُ قُتَيْبَةَ يَجْعَلُ هذِهِ الأخِيرَةَ تَصْحِيفاً و ليسَ كذلِكَ بل حَكَاها الأزْهَرِىُّ عنِ ابنِ الأَنْبَارِىِّ و بعضُهُمْ يَقُولُ الهَاءُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الهمْزَةِ يُقَالُ فُلَانٌ حَرِيصٌ عَلَى (الْبَاءَةِ و البَاءِ و البَاهِ) بالهاءِ
__________________________________________________
 (1) أى فى الماء الخارج من القُبُلِ.

66
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بوأ ص 66

و القصْرِ أى عَلَى النِّكَاحِ قال (يعنى ابن الأَنْبَارِىِّ) (الباهُ) الواحدةُ و الباءُ الجمعُ ثم حَكَاهَا عنِ ابنِ الأعْرَابِىِّ أيضاً و يُقَالُ إِنَّ (البَاءَةَ) هو الْمَوْضِعُ الذى (تَبُوءُ) إليه الإِبلُ ثم جُعِلَ عِبَارَةً عَنِ المنْزِلِ ثم كُنِىَ به عن الجِمَاعِ إمَّا لأنه لا يَكُونُ إلَّا فى (البَاءَةِ) غَالِباً أو لأَنَّ الرجُلَ يَتَبَوَّأُ من أهْلِهِ أى يَسْتَكِنُّ كما يَتَبوّأُ مِنْ دَارِه و
قولُه عليه الصلاةُ و السلام «مَنِ اسْتَطَاعَ منكُم البَاءَةَ».
على حَذْفِ مُضَافٍ و التَّقْدِيرُ من وَجَد مُؤَنَ النِكَاحِ فلْيَتَزَوَّجْ و منْ لَمْ يَسْتَطِعْ أى مَنْ لَمْ يَجِدْ أُهْبَةً فَعَلَيْهِ بالصَّوْم و (بوَّأْتُهُ) داراً أسْكَنْتُهُ إِيَّاهَا و (بَوَّأتُ) لَهُ كذلك و (تَبَوَّأَ) بَيْتاً اتخذه مَسْكَناً و (الأَبْوَاءُ) على أَفْعَالٍ بفَتْح الهمْزَةِ منْزلٌ بينَ مكةَ و المدِينَةِ قريبٌ من الْجُحْفَةِ من جِهَةِ الشّمَالِ دُونَ مَرْحَلَةٍ.
و
[ب‏]
الباءُ: حرفٌ من حُروفِ المَعَانِى و تدْخُلُ على العِوَضِ و يكُونُ حاصِلًا و متروكاً فالحَاصِلُ فى جَانِبِ البَيْعِ و ما فى مَعْنَاهُ نحو بِعْتُ الثوبَ بدرهَمٍ و أَبْدلْتُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمٍ فالدّرْهَمُ حَاصِلٌ و عليه قولُه تعالى «وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ» أى بَاعُوهُ فالثَّمَنُ حَاصِلٌ و أمَّا المتْرُوكُ فَفِى جَانِبِ الشَراءِ و ما فِى مَعْنَاهُ نحو اشْتريْتُ الثوبَ بِدِرْهَمٍ و اتَّهَبْتُه مِنْهُ بِدِرْهَمٍ فالدِّرْهَمُ مَتْروكٌ و عليه قولُه تعالى «أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ» فالآخِرةُ مَتْرُوكَةٌ و تُسَمَّى (الباءُ) هنا (بَاء) المقَابَلَةِ و الفقهاءُ يقولُونَ (بَاءَ) الثَّمَنِ و تكونُ (للإلْصَاقِ) حقيقَةً نَحْوُ مسحْتُ بِرَأْسِى و مجازاً نحو مررتُ بزَيْدٍ و (لِلِاسْتِعَانَةِ) و (السَّبَبِيَّةِ) و (الظَّرْفِيَّةِ) و (التَّبعِيضِ) و تقدَّمَ معنَى التّبْعِيضِ و تكُون (زَائِدَةً).
[بيت‏]
بَاتَ: (يَبِيتُ) (بَيْتُوتَةً) و (مَبِيتاً) و (مَبَاتاً) فهو (بَائِتٌ) و تَأْتِى نَادِراً بمعنَى نَامَ ليْلًا و فى الأعَمِّ الأَغْلَبِ بمعْنَى فَعَلَ ذلكَ الفِعْلَ باللَّيْلِ كَمَا اخْتَصَّ الفِعْلُ فى ظَلَّ بالنَّهارِ فإذا قُلْتَ (باتَ) يفعلُ كذا فمعنَاهُ فَعَلَهُ باللَّيْلِ و لا يَكُونُ إلا مَعَ سَهَرِ اللَّيْلِ و عليه قولُه تعالى «وَ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِياماً»
 و قال الأزهرىُّ قَالَ الفَرَّاءُ (بَاتَ) الرجُلُ إِذَا سَهِرَ اللَّيْلَ كُلَّه فى طَاعَةٍ أوْ مَعْصِيَةٍ و قال اللَّيْثُ مَنْ قَالَ (بَاتَ) بمعنى نَامَ فقد أَخْطَأَ ألَا تَرَى أَنَّك تَقُولُ (بَاتَ) يَرْعَى النُّجُومَ و مَعْنَاه يَنْظُرُ إليهَا و كَيْفَ يَنَامُ منْ يُرَاقِبُ النُّجُومَ و قال ابنُ القُوطِيَّةِ أيضاً و تَبِعَهُ السَّرَقُسْطِىُّ و ابنُ القَطَّاعِ (بَاتَ يفْعَلُ كذا) إِذَا فَعَلَهُ لَيْلًا و لَا يُقَالُ بمعْنَى نَامَ و قَدْ تَأْتِي بمعنَى صَارَ يُقَالُ (بَاتَ) بمَوْضِعِ كذا أى صَارَ بهِ سواءٌ كان فى لَيْلٍ أو نَهَارٍ و عليه قولُه عليه الصَّلاةُ و السلامُ «فإِنَّه لَا يدْرِى أينَ بَاتَتْ يَدُهُ».
و المعنى صَارَتْ وَ وَصَلَتْ و عَلَى هذَا المعْنَى قولُ الفُقَهَاء (بَاتَ) عندَ امْرَأَتِه لَيْلَةً أى صَارَ عندَهَا سواء

67
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بيت ص 67

حَصَلْ مَعَهْ نومٌ أمْ لَا و (بَاتَ يباتُ) من بَابِ تَعِب لغة و (البَيْتُ) الْمسَكِنُ و (بَيْتُ الشَّعَر) معرُوف و (بَيْتُ الشِّعْر) ما يَشْتَمِلُ عَلَى أَجْزَاءِ معْلُومَةٍ و تُسَمَّى أجْزَاءَ التَّفْعيل سُمِّىَ بذلك علَى الاسْتِعَارَةِ بِضَمّ الأَجْزَاءِ بَعْضِها إِلى بَعْضٍ على نَوعٍ خَاصٍّ كما تضمُ اجزاءُ الْبيتِ فى عِمارتِهِ عَلى‏ نوعٍ خاص و الجمعُ (بُيُوتٌ و أَبْيَاتٌ) و (بَيْتُ العرب) شَرَفُها يقال (بَيْتُ تميم فى حَنْظَلَةَ) أى شَرَفُها و (البَيَاتُ) بالفَتْحِ الإغَارَةُ لَيْلًا و هو اسْمٌ مِنْ (بيَّتُهُ تَبْييتاً) و (بيَّتَ) الأمْرَ دَبَّرَهُ ليلًا و (بيَّتَ) النَّيِةَ إِذَا عَزَمَ عليها ليْلًا فهى (مُبَيَّتَةٌ) بالفَتْحِ اسمُ مَفْعُول.
[بيد]
بَادَ: (يَبِيدُ) (بَيْداً و بُيُوداً) هَلَكَ و يَتَعَدَّى بالهَمْزَةِ فيُقَالُ (أَبَادَهُ) اللّهُ تعالى و (البَيْدَاءُ) المفَازَةُ و الجمْعُ (بِيدٌ) بالكسرِ و (بَيْدَ) مثلُ غيرٍ وزْناً و معنًى يُقَالُ هو كَثِيرُ المَالِ بيدَ أَنَّهُ بَخِيلٌ.
[بأر]
البِئرُ: أنثى و يَجُوزُ تخفيفُ الهمزَةِ و له جَمْعَان لِلْقِلَّةِ (أَبَارٌ) ساكنُ البَاءِ عَلَى أفْعالٍ و مِن العَرَبِ من يَقْلِبُ الهمْزَةَ التى هى عينُ الكَلِمَةِ و يُقَدِّمُها على البَاءِ و يقولُ (أَأْبَارٌ) فتَجْتَمِعُ همزَتَانِ فتُقْلَبُ الثانِيةُ ألفاً و الثَّانِي (أَبْؤُرٌ) مثلُ أَفلُسٍ قال الفرَّاءُ و يَجُوزُ القَلْبُ فيُقَالُ (آبُرٌ) و جمعُ الكثرةِ (بئَارٌ) مثلُ كِتابٍ و تَصْغِيرُها (بُؤَيْرَةٌ) بالهاء و تُضَافُ بئرٌ إِلى ما يُخَصِّصُها فمِنْه (بِئْرُ مَعُونَةَ) و ستَأْتِى فى مَعْنٍ و منه (بيرُ حَاءٍ) على لفْظِ حَرْفِ الحَاءِ مَوْضِعٌ بالمدِينَةِ مُسْتَقْبِلُ المسْجِدِ و هى الّتِى وَقَفَها أبُو طَلْحَةَ الأنصَارِىُّ و منه (بِئْرُ بِضَاعَةَ) بالمدِينَةِ أيضاً.
[بيض‏]
باض: الطائرُ و نحوُه (يَبِيضُ) (بَيْضاً) فهو (بَائِضٌ) و (البَيْضُ) له بمنْزِلَةِ الوَلَدِ للدَّوَابِّ و جمعُ (البَيْضِ) (بُيُوضٌ) الواحدة (بَيْضَةٌ) و الجمعُ (بَيْضَاتٌ) بسكُونِ اليَاءِ و هُذَيْلٌ تَفْتَحُ على القِيَاسِ «1» و يُحْكَى عَنِ الجَاحِظِ أنه صنَّفَ كِتَاباً فِيمَا يَبِيضُ و يَلِدُ من الحَيَوانَاتِ «2» فأوْسَعَ فِى ذلِكَ فقَالَ له عَرَبِىٌّ يَجْمَعُ ذلِك كُلَّهُ كلمتَانِ (كلُّ أَذُونٍ وَلُودٌ و كلُّ صَمُوخٍ بَيُوضٌ). و الْبَياضُ: من الألْوَانِ و شَي‏ءٌ (أَبْيَضُ) ذُو بَيَاضٍ و هو اسمُ فَاعِلٍ و به سُمِّىَ و منه (أَبْيَضْ بنُ حَمَّالِ المَأْرِبى) و الأنْثى (بيَضَاءُ) و بها سُمِّىَ و منه (سهَيْلُ بنُ بَيْضَاءَ) و الجمعُ (بِيضٌ) و الأصلُ بضمِّ البَاءِ لكنْ كُسِرَتْ لِمُجَانَسَةِ الياءِ و قولُهم صَامَ (أيامَ البِيضِ) هى مخفُوضَةٌ بِإِضَافَةِ أيَّامٍ إِليْهَا و فى الْكَلَام‏
__________________________________________________
 (1) القياس فى جمع فَعْلَةٍ ساكنة العين على فعلات أن تبقى العين ساكنة إن كانت معتلة نحو (فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ) و (ثَلاثُ عَوْراتٍ) أما فتحها إتباعاً للعين فشاذُّ فى لغة عامة العرب إلا هذيلًا.
 (2) سيأتى فى (حبى) قوله و الحيوان يستوى فيه الواحد و الجمع لأنه مصدر فى الأصل.

68
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بيض ص 68

حذفٌ و التقديرُ أيّامَ الليَالِى البِيضِ و هى لَيْلَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ و ليلَةُ أَرْبَعَ عشْرَةَ و ليلةُ خَمْسَ عشْرَةَ و سُمِّيتْ هذِه اللَّيَالِى بِالبِيضِ لاسْتِنَارَةِ جَمِيعِها بالقَمَرِ قال الْمُطَرِّزِىُّ و من فسَّرَها بالأَيَّامِ فقَدْ أَبْعَدَ و (ابْيَضَّ) الشَّي‏ءُ (ابْيِضَاضاً) إذا صار ذَا بَيَاض.
[بيع‏]
باعَه: (يَبيعُهُ) (بَيْعاً) و (مَبِيعاً) فهو (بَائِعٌ و بَيِّعٌ) و (أَبَاعَهُ) بالأَلِفِ لغةٌ قاله ابنُ القطَّاعِ و (البَيْعُ) من الأضْدَادِ مثلُ الشِّرَاءِ و يُطْلَقُ على كلِّ وَاحِدٍ من المُتَعَاقِدَينِ أَنَّه (بَائِعٌ) و لكنْ إذا أُطْلِقَ (البائِعُ) فالْمُتَبَادِرُ إلى الذِّهْنِ بَاذِلُ السِّلْعَةِ و يُطْلَقُ (البَيْعُ) على الْمَبِيعِ فيُقَالُ (بَيْعٌ جَيِّدٌ) و يُجْمَعُ على (بُيوعٍ) و (بِعْتُ) زَيداً الدارَ يَتَعَدَّى إلى مَفْعُولَيْن و كثُر الاقْتِصَارُ على الثانِى لأنَّه المقْصُودُ بالإِسْنَادِ و لهذا تَتِمُّ بِهِ الفَائِدَةُ نحوُ بِعْتُ الدَّارَ و يَجُوزُ الاقْتِصَارُ عَلَى الأوّل عند عَدَمِ اللَّبْسِ نحوُ بِعْتُ الأمِيرَ لأنّ الأميرَ لا يَكُونُ ممْلُوكاً يُبَاعُ و قد تَدْخُلُ مِنْ عَلَى المفْعُولِ الأوّلِ على وَجْهِ التوْكِيدِ فيُقَالُ بِعْتُ منْ زَيدٍ الدارَ كَمَا يُقَالُ كَتَمْتُهُ الحَدِيثَ و كتمْتُ مِنْهُ الحَدِيثَ و سَرَقْتُ «1» زَيداً المَالَ و سرَقْتُ منه المَالَ و رُبَّما دَخَلَتِ اللامُ مَكَانَ مِنْ يقالُ بعتُكَ الشي‏ءَ و بِعْتُه لَكَ فاللامُ زَائِدَة زِيادَتَها فى قولِهِ تعالى «وَ إِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ» و الأصْلُ بَوَّأَنا إِبْرَاهِيمَ و (ابْتَاعَ) زيدٌ الدَارَ بمعنَى اشْتَرَاها و (ابْتَاعَهَا) لِغَيْرِه اشْتَراهَا لَهُ (بَاعَ) عليهِ القَاضِى أى من غَيْرِ رِضَاهُ و فى الحَدِيثِ «لا يَخْطُبِ الرَّجُلُ على خِطْبَةِ أَخِيهِ و لا يَبعْ على بَيْعِ أخِيهِ».
أى لا يَشْتَرِ لأن النَّهْىَ فى هذَا الحدِيثِ إِنَّمَا هُوَ عَلَى المُشْتَرِى لا عَلَى البَائِعِ بِدَلِيلِ‏
روايةِ البُخَارِىِّ «لَا يَبْتَاعُ الرَّجُلُ على بَيْعِ أخِيهِ».
و يُؤَيِّدُه‏
 «يَحْرُمُ سَوْمُ الرَّجُلِ على سَوْمِ أَخِيهِ».
و (الْمُبْتَاعُ) (مَبِيعٌ) على النقْصِ و (مَبْيُوعٌ) على التّمَامِ مثلُ مَخِيطٍ و مَخْيُوطٍ و الأصلُ فى البَيْعِ مُبَادَلَةُ مَالٍ بمَالٍ لِقَوْلِهِم (بَيْعٌ) رَابِحٌ و (بَيْعٌ) خَاسِرٌ و ذلك حقيقةٌ فى وَصْفِ الأَعْيَانِ لكِنَّهُ أُطْلِقَ على العَقْدِ مجَازاً لأنَّهُ سبَبُ التَّمْلِيكِ و التَّمَلُّكِ و قولُهُم صحَّ البَيْعُ أَوْ بَطَلَ و نَحوُه أَىْ صيغَةُ البَيْعِ لكنْ لمَّا حُذِفَ المُضَافُ و أُقِيمَ المُضَافُ إِليهِ مُقَامَهُ و هو مُذَكَّرُ أُسْنِدَ الفِعْلُ إليْهِ بلَفْظِ التذْكِيرِ و (البَيْعةُ) الصَّفْقَةُ على إيجابِ الْبَيْعِ و جمعُهَا (بَيْعاتٌ) بالسكُونِ و تُحَرَّكُ فى لُغَةِ هُذَيْلٍ كما تَقَدَّمَ فى بَيْضَةٍ و بَيْضَاتٍ و تُطْلَقُ أيْضاً على المُبَايَعَةِ و الطَّاعَةِ و منه (أَيْمَانُ البَيْعَةِ) و هى التى رتَّبَهَا الحَجَّاجُ مُشْتَمِلةً على أمورٍ مُغَلَّظَةٍ من طَلَاقٍ و عِتْقٍ و صَوْمٍ و نَحْوِ ذلكَ و (البِيعَةُ) بالكسْرِ لِلنَّصَارَى و الجَمْعُ‏
__________________________________________________
 (1) سَرَقَ ليس من الأفعال المتعدية إلى اثنين بنفسه فلا يصح التمثيل به.

69
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بيع ص 69

 (بِيَعٌ) مثلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ.
[بين‏]
بَانَ: الأمرُ (يَبينُ) فهو (بَيِّنٌ) و جاءَ (بَائِنٌ) على الأصْلِ و (أَبَانَ إِبَانَةً) و (بَيَّن) و (تَبيَّن) و (اسْتبانَ) كلُّها بمعنَى الوُضُوحِ و الانْكِشَافِ و الاسمُ (البَيَانُ) و جَمِيعُهَا يُسْتَعْمَلُ لَازِماً و مُتَعَدِّياً إِلَّا الثُّلاثِيَّ فلا يكونُ إِلَّا لَازِماً و (بَانَ) الشي‏ءُ إذا انْفَصَلَ فهو (بَائِنٌ) وَ (أَبَنْتُهُ) بالأَلِفِ فَصَلْتُه و (بَانَتِ) المرأةُ بالطَّلَاقِ فهى (بَائِنٌ) بغيرِ هَاءٍ و (أَبَانَهَا) زَوْجُها بالألِفِ فهى (مُبَانَةٌ) قال ابنُ السِّكِّيتِ فى كِتَابِ التوسِعَةِ و تَطْلِيقَةٌ (بَائِنَةٌ) و المعْنَى (مُبَانَةٌ) قال الصَّغَانِيُّ فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعُولَة و (بَانَ) الحىُّ (بَيْناً) و (بَيْنُونَةً) ظَعَنُوا و بَعُدُوا و (تَبَايَنُوا) (تَبَايُناً) إِذَا كانُوا جميعاً فافْتَرَقُوا و البِينُ بالكسرِ ما انْتَهى إليهِ بَصَرُك من حَدَبٍ و غيرِه و (البَيْنُ) بالفتحِ من الأضدادِ يُطْلَقُ على الوصْلِ و على الفُرْقَةِ و منه (ذاتُ البَيْنِ) للعَدَاوَةِ و البَغْضَاءِ و قولُهم (لإصْلَاحِ ذَاتِ البَيْن) أى لإصْلَاحِ الفَسَادِ بَيْنَ القَوْمِ و المُرَادُ إسْكانُ الثَّائِرَةِ و (بَيْنَ) ظرفٌ مُبْهَمٌ لَا يَتَبَيَّنُ معنَاه إِلَّا بإضَافَتِهِ إلى اثْنَيْن فَصَاعِداً أوْ مَا يَقُومُ مَقَامَ ذلك كقَولهِ تعالى «عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ»
 و المشهورُ فى العَطْفِ بَعْدَها أَنْ يَكُونَ بالوَاوِ لأنَّها للْجَمْعِ المطْلَقِ نحوُ (المالُ بَيْنَ زَيْدٍ و عَمْرٍو) و أجازَ بعضُهُمْ بالفَاءِ مُسْتَدِلًّا بقولِ امْرِئِ القَيْسِ:
         بينَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ «1»
و أجِيبَ بأنَّ الدَّخُولَ اسم لمواضِعَ شَتَّى فهو بمنْزَلةِ قوْلِكَ المالُ بينَ القَوْمِ و بها يَتِمُّ المعنَى و مثلُه قولُ الحرثِ بن حِلّزة «2»:
         أوقدتها بين العقيق فشخصين‏
قال ابنُ جِنِّى العقيقُ مكانٌ و شَخْصانُ أَكَمَةٌ و يقالُ جَلَسْتُ بينَ القَوْمِ أى وسْطَهُمْ و قولُهُم (هذا بَيْنَ بَيْنَ) هما اسْمَانِ جُعِلَا اسماً وَاحِداً و بُنِيَا على الفَتْحِ كخمْسَةَ عَشَرَ و التقْدِيرُ بينَ كذا و بَيْنَ كذا و (الْمَتَاعُ بَيْنَ بَيْنَ) أى بَيْنَ الجَيِّدِ و الرَّدِئِ و (بَيْنَ) البَلَدَيْنِ (بَيْنٌ) أى تَبَاعُدٌ بالْمَسَافَةِ.
و (أبْيَنُ) وِزَانُ أَحْمَرَ اسمُ رَجُلٍ من حِمْيَرِ بَنِى عَدَنٍ فنُسِبَتْ إليهِ و قِيلَ (عَدَنُ أَبْيَنَ) و كَسْرُ الهمزَةِ لُغَةٌ و (أَبَانُ) اسمُ لجَبَلينِ أحدُهما (أَبَانُ) الأسْودُ لبِنَى أَسَدٍ و الآخرُ (أَبَانُ) الأبيضُ لِبَنِى فَزَارَةَ و بَيْنَهُمَا نحوُ فَرْسَخٍ و قيلَ هما فى دِيَارِ بَنِى عَبْسٍ و بِهِ سُمِّىَ الرجلُ و هو فى تقْدِيرِ أَفْعَلَ لكنَّهُ أُعِلّ بالنَّقْلِ‏
__________________________________________________
 (1) من البيت:
         قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل             بسِقط اللوى بين الدخول فحومل‏
و هو مطلع معلقته.
 (2) فى معلقته التى مطلعها:
         آذنتنا بينها أسماء             ربّ ثاوٍ يُمَلُّ منه الثواء
و البيت هو:
         أوقدتها بيْن العقيق فشخصين             بعود كما يلوحُ الضياء.

70
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

بين ص 70

و لم يُعْتدَّ بالعَارِض فلا يَنْصَرِف قال الشاعرُ:
         لَوْ لمْ يُفَاخِرْ بِأَبَانَ واحد
و بعضُ العَرَبِ يَعْتَدُّ بالعَارِض فَيَصْرِفُ لأنَّه لم يَبْقَ فِيهِ إلَّا العَلَمِيَّةُ و عليه قولُ الشاعرِ:
         دَعَتْ سَلْمَى لرَوْعتها أَبانا
و منهم مَنْ يَقُولُ وَزْنُهُ فَعَالٌ «1» فيكُونُ مَصْرُوقاً على قَوْلهِمِ.
__________________________________________________
 (1) و إلى هذا ذهب صاحب القاموس فذكره فى (أ ب ن).

71
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب التاء ص 72

كتاب التاء
[بوك‏]
تَبوكُ: هو فِعْلٌ مُضَارعٌ فى الأصل و تَقَدَّم فى تركِيبِ بوك.
[تبب‏]
التَّبَابُ: الخُسْرَانُ و هو اسْمٌ مِنْ (تَبَّبَهُ) بالتشدِيدِ و (تَبَّتْ) يدُه (تَتِبُّ) بالكسرِ خَسِرَتِ كِنَايةٌ عن الهَلَاك و (تَبَّا له) أى هَلَاكاً و (اسْتَتَبَّ) الأمرُ تهيأ.
[تبر]
التَّبْرُ: ما كان منَ الذَّهَبِ غيرَ مضْرُوبٍ فإِنْ ضُرِبَ دَنَانِيرَ فهو عَيْنٌ و قال ابْنُ فَارِس التِّبْرُ مَا كَانَ مِنَ الذَّهَبِ و الفِضَّةِ غَيْرَ مَصُوغٍ و قال الزجَّاجُ (التِّبْرُ) كلُّ جَوْهَرٍ قَبْلَ اسْتِعْمَالِهِ كالنُّحَاسِ و الحَدِيدِ و غيرهِما و (تَبَرَ) (يَتْبُرُ) و (يَتْبَر) من بَابَىْ قَتَلَ و تعِبَ هَلكَ و يَتَعَدَّى بالتَّضْعِيفِ فيُقَالُ (تَبَّرهُ) و الاسمُ (التَّبَارُ) و الفَعَالُ بالفتْحِ يَأْتِي كثيراً مِنْ فَعَّل نحوُ كلّم كَلَاماً و سلَّم سَلَاماً و ودّع وَدَاعاً.
[تبع‏]
تَبِعَ: زيدٌ عَمْراً (تَبعاً) من باب تعِبَ مشى خَلْفَهُ أو مَرَّ بِهِ فمَضَى مَعَهُ و الْمُصَلِّى (تَبَعٌ) لإمَامِهِ و الناسُ (تَبعٌ) له و يكون واحداً و جمعاً و يَجُوزُ جمْعُهُ على (أَتْبَاعٍ) مِثْلُ سَبَبٍ و أسْبَابٍ (تَتَابَعَتِ) الأخْبَارُ جاءَ بعضُها إِثْرَ بَعْضٍ بِلَا فَصْلٍ و (تَتَبَّعْتُ) أحْوَالَهُ تَطَلَّيْتُهَا شيئاً بعْدَ شي‏ءٍ فى مُهْلةٍ و (التَّبعةُ) وزانُ كَلِمَةٍ ما تَطْلُبُه من ظُلَامَةٍ و نحوِها و (تَبِع) الإمَامَ إذَا تَلَاهُ و (تَبِعَه) لَحِقَه و (تَابَعَهُ) على الأمر وَافَقَهُ و (تَتَابَعَ) القومُ (تَبِعَ) بعضُهم بعضاً و (أَتْبَعْتُ) زيداً عمراً بالألف جَعَلْتُه (تَابِعاً له) و (التَّبِيعُ) وَلَدُ البَقَرَةِ فى السَّنَةِ الأُوَلى و الأُنْثَى (تَبِيعَةٌ) و جمعُ المذكَّرِ (أَتْبِعَةٌ) مثلُ رغِيفٍ و أَرْغِفَةٍ و جمعُ الأَنْثَى (تِبَاعٌ) مثلُ مَلِيحَةٍ و مِلَاحٍ و سُمِّىَ (تَبِيعاً) لأنه يَتْبَعُ أمَّهُ فهو فَعِيلٌ بمعنَى فَاعِلٍ‏
[تبل‏]
تَبَلَهُ: (تَبْلًا) من بابِ ضَرَبَ قَطَعَهُ و (التَّابَل) بفتح الباءِ و قد تُكْسَرُ هو الأَبزارُ و يُقَالُ إنه مُعَرَّبٌ قال ابنُ الجَوَالِيِقىِّ و عوامُّ الناسِ تَفْرُقُ بينَ التَابِلِ و الأَبْزَارِ و العربُ لَا تَفْرقُ بَيْنَهُمَا يُقَالُ (تَوْبَلْتُ) القِدْرَ إذَا أَصْلَحْته «1» بالتَّابِلِ و الجمعُ (التَّوَابِلُ).
[تبن‏]
التِّبْنُ: سَاقُ الزَّرْعِ بعْدَ دِيَاسِه و (المَتْبَن) و (المتْبَنَةُ) بيتُ التِّبْنِ و (التُّبَّانُ) فُعّالٌ شِبهُ السَّرَاوِيلِ و جَمْعُهُ (تبابِينُ) و العربُ تُذَكِّرُهُ و تُؤَنِّثهُ قالَه فى التَّهْذِيب.
__________________________________________________
 (1) هكذا فى جميع النسخ و الصواب (إذا أصلحتها) لأن القدر مؤنثة- و من شواهد سيبويه:
         و لا يبادر فى الشتاء وليدنا           

72
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

تجر ص 73

[تجر]
تَجَرَ: (تَجْراً) من باب قتل و (اتَّجَر) و الاسمُ (التِجَارَةُ) و هو (تَاجِرٌ) و الجمع (تَجْرٌ) مثلُ صاحبٍ و صحْبٍ (و تُجَّارٌ) بضَم التَّاءِ مع التَّثْقِيلِ و بكسرِهَا مع التَّخْفِيفِ و لا يَكَادُ يُوجَدُ تاءٌ بعدها جيمٌ إلا نَتَج و تجر و الرَّتَجُ و هو البابُ و رتِجَ فى مَنْطِقِه و أما تُجاهُ الشَّىْ‏ءِ فأصلها واوٌ.
[تحت‏]
تَحْتُ: نقيضُ فَوْقُ و هو ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لا يَتَبينُ مَعْنَاهُ إلا بإضَافَتِه يُقَالُ هذا تَحْتَ هذا.
[تحف‏]
التُّحَفَةُ: وِزَانُ رُطَبَةٍ ما أَتَحَفْتَ به غيرَك و حَكَى الصَّغَانِيُّ سُكُونَ العَينِ أيضاً قال الأزهرىُّ و التاء أصلُها وَاوٌ.
[تخذ]
تَخِذْتُ: زيداً خليلًا بمعنى جَعَلْتُه و اتَّخَذْتُهُ كذلك و (تَخِذْتُ) الشي‏ءَ (تَخَذاً) من بابِ تَعِبَ و قد يُسَكَّنُ المصْدَرُ اكْتَسَبْتُهُ.
[تخم‏]
التَّخْمُ: حدُّ الأرْضِ و الجمعُ (تُخُومٌ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و قال ابنُ الأعرابىِّ و ابنُ السِّكِّيتِ الواحدُ (تَخُومٌ) و الجمعُ (تُخُمٌ) مثلُ رَسُولٍ وَ رُسُلٍ و (التُّخَمَةُ) وِزَانُ رُطَبَةٍ و الجمعُ بِحَذْفِ الهَاءِ و (التُّخْمَةُ) بالسُّكُونِ لغةٌ و التاءُ مُبْدَلَةٌ من وَاوٍ لأنَّها مِنَ (الوَخَامَةِ) و (اتَّخَمَ) على افْتَعَل و (تَخِمَ تَخَماً) من بَابِ تَعِبَ لغةٌ.
[ترمذ]
تِرْمِذُ: بكسرتين و بذَالٍ مُعْجَمَةٍ و من العَجَمِ من يَفْتَحُ التاءَ و الميمَ مدينةٌ على نَهْرِ جَيْحونَ من إِقْلِيمٍ مُضَاف إلى خُرَاسَانَ.
[ترمس‏]
التُّرْمُسُ: وِزَانُ بُنْدُقٍ حَبٌّ مَعْرُوفٌ مِنَ القَطَانِيِّ الواحدة تُرْمُسَةٌ.
[ترب‏]
التُّرْبُ: وِزَانُ قُفْلٍ لُغةٌ فى التُّرَابِ و (ترِبَ) الرجلُ (يَتْرَبُ) من بابِ تَعِب افْتَقَرَ كأَنَّهُ لَصِقَ بالتُّرابِ فهو (تَرِبٌ) و (أَتْرَبَ) بالألف لُغَةٌ فيهِما و قولُه عليهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «تَرِبَتْ يَدَاكَ».
هذه مِنَ الْكَلِمَاتِ الَّتِى جَاءَتْ عَنِ العَرَبِ صُورَتُهَا دُعَاءٌ و لا يُرَادُ بها الدُّعَاءُ بل الْمُرَادُ الحَثُّ و التَّحْرِيضُ، و (أتْرَبَ) بالأَلِفِ اسْتَغْنَى و (تَرَبْتُ) الكِتَابَ بالتُّرَابِ (أَتْرِبُه) من بَابِ ضَرَبَ و (تَرَّبْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ و (التُّرْبَةُ) الْمقبرةُ و الجمعُ (تُرَبٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَف، و وَقَعَ فى كَلَامِ الغَزَالِىِّ فى بَابِ السَّرِقَةِ (لا قَطْعَ عَلَى النَّبَّاشِ فى تُرْبَةٍ ضَائِعَةٍ) و المُرَادُ مَا إذَا كَانَتْ مُنْفَصِلَة عن العِمَارَةِ انْفِصَالًا غَيْرَ مُعْتَادٍ لأنَّهُ ذَكَرَ فِى تَقْسِيمِه فِيمَا إذَا كَانَتْ مُنْفَصِلَةً انْفِصَالًا مُعْتَاداً وَجْهَيْنِ، و قَالَ الرافِعِىُّ هذا اللفْظُ يَحْتَمِلُ أن يَكُونَ (فِى تُرْبَةٍ) كَمَا تَقَدَّمَ و يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ (فى بَرّيَّةٍ) أى المنْسُوبَةِ إِلَى البَرِّ، و هذا بَعِيدٌ لأَنَّ أَهْلَ اللُّغَةِ قالوا البَرِّيَّةُ الصحْرَاءُ نِسْبَةٌ إلى البَرّ و هذِه لا تكُونُ إلَّا ضَائِعَةً فالوَجْهُ أن تُقْرَأَ (تُرْبَةٍ) لأَنَّها تَنْقَسِمُ كَمَا قَسَّمها الغَزَالِىُّ إلى ضَائِعَةٍ و غَيْر ضَائِعَةِ.
[ترج‏]
الأُتْرُجُّ: بضَمِّ الهمزةِ وَ تشْدِيدِ الْجيمِ فَاكِهَة

73
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ترج ص 73

معرُوفَةٌ الوَاحِدَةُ (أُتْرُجَّةٌ) و فى لُغَةٍ ضَعِيفَةٍ (تُرُنْجٌ) «1» قَالَ الأزهرِىُّ وَ الأُولَى هى الَّتِى تَكَلَّمَ بها الفُصَحَاءُ و ارْتَضَاهَا النَّحْوِيُّونَ.
[ترجم‏]
و تَرْجَمَ فُلَان كلامَه إِذَا بَيَّنَهُ و أَوْضَحَهُ و (تَرْجَمَ) كَلَامَ غَيْرِهِ إِذَا عَبَّر عنهُ بِلُغَةٍ غير لُغَةِ المُتَكَلِّمِ و اعلم الفَاعِل (تُرْجُمَان) و فيه لغات أجودُها فتحُ التاءِ و ضمُّ الجيمِ و الثانيةُ ضَمُّهُمَا معاً بِجَعْلِ التاءِ تَابِعَةً لِلْجِيمِ و الثَّالِثَةُ فَتْحُهُمَا بِجَعْلِ الجيمِ تابعةً لِلتَّاءِ و الجمعُ (تَرَاجِمُ). و التاءُ و المِيمُ أَصْلِيَّتَانِ فَوَزْنُ (تَرْجَمَ) فَعْلَلَ مثلُ دَحْرَجَ و جَعَلَ الجوهَرِىُّ التاءَ زائِدةً و أَوْرَدَهُ فى تَرْكِيبِ (رجم) و يُوَافِقُه مَا فِى نُسْخَةٍ من التهذِيبِ من بَابِ (رجم) أيضاً قال اللِّحْيَانِىُّ و هو التَّرْجُمَانُ و التُّرْجُمَانُ لكنَّه ذَكَرَ الفِعْلَ فى الرُّبَاعِىِّ و له وجْهٌ فإِنه يُقَالُ لِسَانٌ مِرْجَمٌ إِذَا كَانَ فَصِيحاً قَوَّالًا لكِنِ الأكْثَرُ على أَصَالَةِ التاءِ.
[ترح‏]
تَرِحَ: (تَرَحاً) فهو (تَرِحٌ) مثلُ تعِب تعَباً فهو تَعِبٌ إِذَا حَزِنَ و يتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ.
[ترس‏]
التُّرْسُ: مَعْرُوفٌ و الجمع (تِرَسَةٌ) مثالُ عِنَبَةٍ و (تُرُوسٌ) و (تِرَاسٌ) مثل فُلُوسٍ و سِهامٍ و ربّما قِيلَ (أَتْرَاسٌ) قالَ ابنُ السِّكِّيتِ و لا يُقَالُ (أَتْرِسَةٌ) وِزَانُ أرغِفَةٍ، و (تَتَرَّسَ) بالشَّي‏ءِ جَعَلَهُ كالتُّرْسِ و تَسَتَّرَ بِهِ. و كُلُّ شَي‏ءٍ (تَتَرَّسْتَ) بِهِ فهو (مِتْرَسَةٌ) لك و قَوْلُهُمْ (مَتَرْسٌ) بفتْحِ الميمِ و التاءِ و سُكُونِ الرَّاءِ مَعْنَاهُ لَكَ الأَمَانُ فَلَا تَخَفْ قِيلَ فَارِسىٌّ، و إِذَا كَانَ (التُّرْسُ) من جُلُودٍ ليسَ فيهِ خَشَبٌ و لا عَقَبٌ سُمِّى (حَجَفةً) و دَرَقَةً.
[ترع‏]
التُّرْعَةُ: البَابُ و يُقَالُ لِلْمَوْضِعِ يَحْفِرُهُ الماءُ من جَانِبِ النَّهْرِ و يَتَفَجَّرُ منه (تُرْعَةٌ) و هى فُوَّهَةُ الجَدْوَلِ و الجمعُ (تُرَعٌ و تُرَعَاتٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرْفَاتٍ فى وُجُوهِهَا.
[ترق‏]
التَّرْقُوَةُ: وَزْنُهَا فَعْلُوَةٌ بفتحِ الفَاءِ و ضمِّ اللَّامِ وَ هىَ العَظْمُ الذى بَيْنَ ثُغْرةِ النَّحْرِ و العَاتِقِ مِنَ الجَانِبَيْنِ و الجَمْعُ (التَّرَاقِي) قالَ بَعضُهُمْ و لا تَكُونُ (التَّرْقُوَةُ) لِشَيْ‏ءٍ من الحَيَوَانَاتِ «2» إِلَّا لِلْإِنْسَانِ خَاصَّةً. و التّرْيَاقُ: قِيلَ وَزْنُهُ فِعْيَالٌ بكَسْرِ الفَاءِ و هو رُومِىٌّ مُعَرَّبٌ و يَجُوزُ إِبْدَالُ التاءِ دَالًا و طَاءً مُهْمَلَتَيْنِ لتَقَارُبِ الْمَخَارِجِ. و قِيلَ مأْخُوذٌ من الرِّيقِ و التَّاءُ زَائِدَةٌ وَ وَزْنُهُ تِفْعَالٌ بكسْرِهَا لمَا فِيهِ منْ رِيقِ الحَيَّاتِ و هذا يَقْتَضِى أَنْ يَكُونَ عَرَبِيًّا.
[ترك‏]
تَرَكْتُ: المَنْزِلَ (تَرْكاً) رَحَلْتُ عنه و (تَرَكْتُ) الرَّجُلَ فَارَقْتُهُ ثمَّ اسْتُعِيرَ للإِسْقَاطِ فِى الْمَعَانِي فقِيلَ (تَرَكَ) حَقَّهُ إِذَا أَسْقَطَهُ و (تَرَكَ) رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ لم يَأْتِ بِهَا فإنه إِسْقَاطٌ لِمَا ثَبَتَ شَرْعاً، و (تَرَكْتُ) البَحْر
__________________________________________________
 (1) فى القاموس الأُتْرُجُّ و الأُتْرُجَّةُ و التُّرنجَةُ و التُّرَنْجُ.
 (2) الصواب- حيوان- يستوى فيه الواحد و الجمع لأنه مصدر فى الأصل. ا ه المصباح حيى.

74
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ترك ص 74

سَاكِناً لمْ أُغَيِّرْهُ عن حَالِه و (تَرَكَ) الميِّتُ مالا خَلَّفَهُ و الاسْمُ (التَّرِكَةُ) و يُخَفَّفُ بكَسْرِ الأَوّلِ و سُكُونِ الرَّاءِ مثلُ كَلِمَةٍ و كِلْمَةٍ و الجمع (تَرِكَاتٌ)، و (التُّرْكُ) جِيلٌ مِنَ النَّاسِ و الْجَمْعُ (أَتْرَاكٌ) و الواحدُ (تُركِيٌّ) مثلُ رُومٍ وُ رومِىٍّ.
[تسع‏]
التُّسْعُ: جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةِ أَجْزَاءٍ و الجمْعُ (أَتْسَاعٌ) مثلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ و ضَمُّ السِّينِ للإتباعِ لُغَةٌ و (التَّسِيعُ) مثلُ كَرِيم لُغَةٌ فِيهِ، و (تَسَعْتُ) القَوْمَ (أَتْسَعُهُمْ) من بَابِ نَفَع و فى لُغَةٍ من بَابَىْ قَتَلَ و ضَرَبَ إِذَا صِرْتُ تَاسِعَهُم أَوْ أَخَذْتُ تِسْعَ أمْوَالِهمِ. و قولُه عليهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «لَأَصُومَنَّ التَاسِعَ».
مَذْهَبُ ابنِ عَبَّاس و أَخَذَ بِهِ بَعْضُ العُلَمَاءِ أَنَّ المُرَادَ بالتَّاسِعِ يَوْمُ عَاشُوراءَ فَعَاشُورَاءُ عِنْدَهُ تَاسِعُ الْمُحَرّمِ، و المشْهُورُ مِنْ أَقَاوِيلِ العُلَمَاءِ سَلَفِهِمْ و خَلَفِهِمْ أَنَّ (عَاشُورَاءَ) عَاشِرُ المُحَرَّمِ و (تَاسُوعَاءَ) تاسِعُ المُحَرَّمِ اسْتِدْلَالًا
بالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّهُ عليهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ صَامَ عَاشُورَاءَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ اليَهُودَ و النَّصَارَى تُعَظِّمُهُ فَقَالَ فإذَا كَانَ العامُ المقْبِلُ صُمنَا التَّاسِعَ.
فإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ غيرَ التَّاسِعَ فَلَا يَصِحُّ أَنْ يَعِدَ بِصَوْمِ مَا قَدْ صَامَهُ و قِيلَ أَرَادَ تَرْكَ العَاشِرِ و صَوْمَ التَّاسِعِ وَحْدَهُ خِلَافاً لأَهْلِ الكِتَابِ و فِيهِ نَظَرٌ
لِقَوْلِهِ عليه الصَّلَاةُ و السَّلَام فى حَدِيثٍ «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ و خَالِفُوا اليَهُودَ صُومُوَا قَبْلَهُ يَوماً و بَعدَهُ يَوماً».
و مَعنَاهُ صُومُوا مَعَهُ يَوماً قَبلَهُ أَوْ بَعدَهُ حتَّى تَخْرُجُوا عَنِ التَّشَبُّهِ باليَهُودِ فى إفْرادِ العَاشِر، و اخْتُلِفَ هلْ كَانَ وَاجِباً و نُسِخَ بصَوْمِ رَمَضَانَ أوْ لَمْ يَكُنْ واجباً قَط و اتَّفقُوا عَلَى أَنَّ صَوْمَهُ سُنَّةٌ و أمَّا (تَاسُوعَاءُ) فَقَالَ الجَوْهَرِىُّ أَظُنُّهُ مُوَلَّداً و قَالَ الصَّغَانِيُّ مُوَلَّدٌ فيَنبَغِى أَنْ يُقَالَ إِذَا اسْتُعْمِلَ مَعَ عَاشُورَاءَ فهُو قِيَاسُ العَرَبِىِّ لأجْل الازدِوَاجِ و إنِ اسْتُعْمِلَ وَحْدَهُ فمُسَلَّمٌ إنْ كَانَ غَيرَ مَسْمُوعٍ.
[تعب‏]
تَعِبَ: (تَعباً) فهو (تَعِبٌ) إِذا أَعْيَا و كَلَّ و يَتَعدَّى بِالْهَمْزَةِ فيُقَالُ (أَتْعَبْتُه) فهو (مُتْعَبٌ) مثلُ أكرمْتُه فهو مُكْرَمٌ.
[تعس‏]
تَعَسَ: تَعْساً من بَابِ نَفَع أَكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ فهو (تَاعِسٌ) و (تَعَس تَعَساً) من باب تَعِبَ لغةٌ فهو (تَعِسٌ) مثلُ تَعِب و تَتَعَدَّى هذه بالحَرَكَةِ و بالهمزَةِ فيُقَالُ (تَعَسَهُ) اللّه بالفَتْحِ و (أتْعَسَهُ) و فى الدُّعَاءِ (تَعْساً له) و (تَعِس) و انْتَكَسَ (فالتَّعَسُ) أَنْ يَخِرَّ لوجهِهِ و (النُّكُس) أَن لَا يَستَقِلّ بعد سَقطَتِهِ حتى يَسقُطَ ثَانِيَةً و هى أَشَدُّ من الأُولَى.
[تفث‏]
تَفِثَ: (تَفَثاً) فهو (تَفِثٌ) مثلُ تَعِبَ تَعَباً فهو تَعِبٌ إذَا تَرَكَ الادِّهَانَ وَ الاسْتِحْدَادَ فَعَلَاهُ الوَسَخُ و قولُه تعالى «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ»
 قيلَ هو اسْتِبَاحَةُ مَا حُرّمَ عَلَيْهِمْ بالإحْرَامِ بَعْدَ التَّحَلُّلِ قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ و لم يَجِئْ فِيه شِعْر

75
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

تفث ص 75

يُحْتَجُّ بِه.
[تفح‏]
التُّفَّاحُ: فُعَّالٌ فَاكِهَةٌ مَعْرُوفَةٌ الواحدة (تُفَّاحَةٌ) و هو عَرَبِىٌّ.
[تفل‏]
تَفِلَتِ: المرأة (تَفَلا) فهى (تَفِلَةٌ) من بَابِ تَعِبَ إذا أَنْتَنَ رِيحُهَا لِتَرْكِ الطِّيبِ و الادِّهَان و الجمْعُ (تفِلَاتٌ) و كثُر فيها (مِتْفَالٌ) مُبَالَغَةٌ. و (تَفِلَتْ) إذَا تَطَيَّبَتْ مِنَ الأضْدَادِ، و (تَفَلَ) (تَفْلًا) مِنْ بَابَيْ ضَرَب و قَتَلَ من البُزَاقِ يقَالُ (بَزَقَ) ثم (تَفَلَ) ثم (نَفَثَ) ثم (نَفَخَ).
[تفه‏]
تَفِهَ: الشَّيْ‏ءُ (تَفَهاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (تَفَاهَةً) أيضاً إذَا خَسَّ و حَقُر فهو تَافِهٌ. و (التُّفَهُ) وِزَانُ عُمَرَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ هى دَابَّةٌ نحوُ الْكَلْبِ و تُسَمَّى عَنَاقَ الأَرْضِ و الجمعُ (تُفهَاتٌ) و قال ابنُ الأنبارىّ (التُّفَهُ) دُوَيبَّةٌ تَصِيدُ كُلَّ شَيْ‏ء حتَّى الطَّيرَ و هى خَبِيثَةً و لا تَأْكُلُ إلَّا اللَّحْمَ.
[وقي‏]
رجل تَقيٌّ: أى زكِىٌّ و قوم (أَتْقِيَاءُ) و (تَقِيَ) (يَتقَى) من بَابِ تَعِبَ (تُقَاةً) و (التُّقَى) جَمعَها فى تَقْدِيرِ رُطبَةٍ و رُطَبٍ و (اتَّقَاهُ) (اتِّقَاءً) و الاسمُ (التَّقْوَى) و أصْلُ التَّاءِ واوٌ لكنَّهُمْ قَلَبُوا.
[تكك‏]
التِّكَّةُ: معْرُوفَةٌ و الجمعُ (تكَكٌ) مثلَ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ قال ابْنُ الأَنبَارِىِّ و أَحْسَبُهَا مُعَرَّبَةً و (اسْتَتَكَّ) (بالتِّكَّةِ) أَدْخَلَهَا فى السَّرَاوِيلِ‏
اتَّكَأَ: وَزْنُهُ افْتَعَلَ و يُسْتَعْمَلُ بِمعنيينِ أَحَدُهُما الجُلُوسُ مَعَ التَّمَكُّنِ و الثَّانِى القُعُودُ مَعَ تَمَايُلٍ معْتَمِداً على أَحَدِ الجَانِبَيْنِ و سَيَأْتى تَمَامُهُ فى الوَاوِ فإِنَّ التَّاءَ فِى هذَا الفِعْلِ مُبدَلَةٌ مِن وَاوٍ.
[تلد]
أَتْلَدْتُ: المَالَ وِزَانُ أكْرَمْتُ اتَّخَذْتُهُ فهو (مُتْلَدٌ) و (تَلَد) المالُ (يَتْلِدُ) من بابِ ضَرَبَ (تُلُودًا) قدُم فهو (تَالِدٌ)، و (التَّلِيدُ) مَا اشْتريْتَه صَغِيراً فنَبتَ عِنْدَكَ و يُقَالُ (التَّلِيدُ) الذِى وُلِدَ بِبِلَادِ العَجَمِ ثُمَّ حُمِلَ صَغِيراً إلَى بِلَادِ العَرَبِ و يُقَالُ (التَّالِدُ) و (التَّلِيدُ) و (التِّلَادُ) كلُّ مَالٍ قَدِيمٍ و خِلَافُهُ (الطَّارِفُ) و (الطَّرِيفُ).
[تلع‏]
التَّلْعَةُ: مَجْرَى المَاءِ من أَعْلَى الوَادِى و الجَمْع (تِلَاعٌ) مثلُ كَلبَةٍ و كِلَاب و (التَّلعَةُ) أيضاً ما انهَبَطَ مِنَ الأَرْضِ فهِىَ مِنَ الأضْدَادِ.
[تلف‏]
تَلِفَ: الشي‏ءُ (تَلَفاً) هَلكَ فهُوَ (تَالِفٌ) و (أَتْلَفْتُهُ) و رجُلُ (مُتْلِفٌ) لِمَالِهِ و (مِتْلَافٌ) لِلْمُبَالَغَةِ.
[تلل‏]
التَّلُّ: مَعْرُوفٌ و الجمعُ (تلَالُ) مثلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ، و (تَلَّهُ تَلَّا) من بَابِ قَتَل صَرَعَهُ وَ مِنْهُ قِيلَ لِلرُّمْحِ (مِتَلٌّ) بكسر المِيمِ.
[تلو]
تلوْتُ: الرَّجُلَ (أَتْلُوهُ) (تُلُوّاً) عَلَى فُعُولٍ تَبِعْتُه فأنَا لَهُ (تَالٍ) و (تِلْوٌ) أيضاً وِزَانُ حِمْلٍ. و (تَلَوْتُ) القُرْآنَ تِلَاوَةً.
[تمر]
التَّمْرُ: مِنْ ثَمَرِ النَّخْلِ كَالزَّبِيبِ من العِنَبِ و هُوَ اليَابِسُ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ اللُّغَةِ لأَنَّهُ يُتْرَكُ عَلَى النَّخْلِ بَعْدَ إِرْطَابِهِ حتَّى يَجِفَّ أَوْ يُقَاربَ ثمَّ يُقْطَعُ و يُتْرَكُ فى الشَّمْسِ حتى يَيْبَسَ قَال‏

76
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

تمر ص 76

أبُو حَاتم وَ رُبَّمَا جُدَّتِ النَّخْلَةُ و هى بَاسِرَةٌ بَعْدَ مَا أَخَلَّتْ «1» لِيُخَفَّف عَنهَا أَوْ لِخَوْفِ السَّرِقَةِ فَتُتْرَكُ حتَّى تكونَ تَمْراً الوَاحِدَةُ (تَمْرَةٌ) و الْجَمْعُ (تُمُورٌ) و (تُمْرَانٌ) بالضَّمّ و (التَّمْرُ) يُذَكَّرُ فى لُغَةٍ و يُؤَنَّثُ فِى لُغَةٍ فيُقَالُ هُو (التَّمْر) و هِىَ (التَّمْرُ) و (تَمَرْتُ) الْقَوْمَ (تَمْراً) مِنْ بَابِ ضَرَب أَطْعَمتُهُم التَّمْرَ. و رَجُلٌ (تَامِرٌ) و (لَابِنٌ) ذُو تَمْرٍ و لَبنٍ قَالَ ابنُ فارِس (التَّامِرُ) الذِى عِنْدَه التَّمْرُ و (التَّمَّارُ) الَّذى يَبِيعُهُ. و (تَمَّرتُهُ تَتْمِيراً) يَبَّسْتُهُ (فَتَتمَّرَ) هو و (أَتْمَرَ) الرُّطَبُ حَانَ لَهُ أَنْ يَصِيَر تَمْراً.
[تمم‏]
تَمّ: الشَّيْ‏ءُ (يَتِمُّ) بالكسر تَكَمَّلَتْ أَجْزاؤُهُ و تَمَّ الشَّهْرُ كَمَلَتْ عِدَّةُ أَيَّامِهِ ثَلاثِينَ فهوَ (تَامٌّ) و يُعَدَّى بالهمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فيُقَالُ (أَتْمَمْتُهُ و تَمَّمْتُهُ) (و الاسْمُ (التَّمَامُ) بالفَتْحِ، و (تَتِمَّةُ) كلِّ شَي‏ءٍ بالفَتْحِ تَمَامُ غَايَتِهِ و (اسْتَتَمَّهُ) مِثْلُ (أَتَمَّهُ) و قوله تعالى «وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ»
 قَالَ ابنُ فَارِس مَعْنَاهُ ائْتُوا بفُرُوضِهِمَا. و إِذَا (تَمَّ) الْقَمَرُ يُقَالُ لَيْلَةُ (التَّمَامِ) بالْكَسْرِ و قَدْ يُفْتَحُ وَ وُلِدَ الوَلَدُ (لِتَمَامِ) الحَمْلِ بالفَتْحِ و الْكَسْرِ. و أَلْقَتِ المرْأَةُ الوَلَدَ لِغَيْرِ (تَمَامٍ) بالْوجْهَيْنِ و (تَمَّ) الشي‏ءُ (يَتِمُّ) إِذَا اشْتَدَّ وَ صَلُبَ فهُوَ (تَمِيمٌ) و بِهِ سُمِّىَ الرَّجُلُ، و (تَمتَم) الرجُلُ (تَمْتَمَةً) إذَا تَرَدَّدَ فى التَّاءِ فهو (تَمْتَامٌ) بالفَتْحِ و قَالَ أبُو زَيْدٍ هُوَ الَّذِى يَعْجَلُ فِى الْكَلَامِ و لا يُفْهِمُكَ.
[تنر]
التَّنُّورُ: الذى يُخْبزُ فيهِ وَافَقَتْ فيه لُغَةُ العَرَبِ لُغَةَ الْعَجَمِ وَ قَالَ أبُو حَاتِمٍ ليسَ بعَرَبِىٍّ صَحِيحٍ و الجمعُ التَّنَانِيرُ
[تنأ]
تَنَأَ: بِالبَلَدِ (يَتنأُ) مَهْمُوزٌ بفَتْحِهِمَا (تُنُوءاً) أَقَامَ بِهِ و اسْتَوْطَنَهُ، و (تَنَأَ تُنُوءاً) أيضاً اسْتَغْنَى و كَثُرَ مَالُهُ فهُوَ (تَانيُّ) و الجمعُ (تُنَّاءٌ) مثلُ كافِرٍ و كُفَّار و الاسْمُ (التِّناءَةُ) بالكَسْرِ و الْمَدِّ و رُبَّمَا خُفِّفَ فَقِيل (تَنَا) بالمكان فهو (تَانٍ) كقوله «2»:
         شَيْخاً يَظَلُّ الحِجَجَ الثَّمَانِيَا             ضيْفاً و لا تَلْقَاهُ إلَّا تَانِيَا
[تهم‏]
تَهِمَ: اللبَنُ و اللحْمُ (تَهَماً) من بابِ تَعِبَ تَغَيَّرَ و أنْتَنَ، و (تَهمَ) الحَرُّ اشْتَدَّ مَعَ رُكُودِ الرِّيحِ و يُقَالُ إِنَّ (تِهَامَةَ) مُشْتَقَّةٌ مِنَ الأَوَّلِ لأَنَّهَا انْخَفَضَتْ عَنْ نَجْدٍ فَتَغَيَّرَتْ رِيحُهَا و يُقَالُ مِنَ الْمَعْنَى الثَّانِى لِشِدَّةِ حَرِّهَا وَ هِى أرْضٌ أَوَّلُهَا (ذاتُ عِرْقٍ) مِنْ قِبَلِ نَجْدٍ إِلَى مَكَّةَ وَ مَا وَرَاءَها بمَرْحَلَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ ثُمَّ تَتَّصِلُ بالغَوْرِ و تَأْخُذُ إلى البَحْرِ و يُقَالُ إِنَ‏
__________________________________________________
 (1) أى صار بلَحُها خَلَالا- راجع (بلح) فِى المصباح.
 (2) القائل: أَبُو نُخَيْلَةَ و قبلَ هذا البيت:
         إذا لقيتَ ابنَ قُشَيرٍ هَاتِيا             لَقِيتُ من يَهْرَك شَيْخاً وانِيا
أساس الزمخشرى (تِنأ).

77
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

تهم ص 77

تَهامَةَ تَتَّصِلُ بأَرْضِ الْيَمَنِ و إِنَّ مَكَّةَ منْ تهامَةِ اليَمَنِ و النِّسْبَةُ إلَيْها (تَهَامِيٌّ) و (تَهَامٍ) أَيْضاً بالفَتْحِ و هُوَ مِنْ تَغْييراتِ النَّسَب قَال الأزْهَرِىُّ رَجُلُّ (تَهَام) و امْرَأَةٌ (تَهَاميَةٌ) مِثْلُ رَباعٍ وَ رَباعِيَةٍ و التُّهْمَةُ بسُكُون الهَاءِ و فَتْحها الشَّكُّ و الرِّيبَةُ و أَصْلُهَا الواوُ لأنَّها من الوَهْم و (أتْهَمَ) الرَّجُلُ (إتْهَاماً) وَزان أَكْرَمَ إكْراماً أَتى بِما يُتَّهمُ عَلَيْهِ و (أَتْهَمْتُهُ) ظَنَنْتُ بِه سوءاً فهو (تهيمٌ) و (اتَّهَمْتُهُ) بالتَّثْقِيل. عَلَى افْتَعَلْتُ مِثلُه.
[توب‏]
تَابَ: من ذَنبِهِ (يَتُوبُ) (تَوْباً وَ تَوْبةً و مَتَاباً) أقْلَعَ و قيلَ (التَّوْبَةُ) هى (التَّوْبُ) و لكِنِ الهاءُ لتَأنِيثِ المَصْدَرِ و قيلَ (التَّوْبَةُ) واحِدَة كالضَّرْبَةِ فهو (تَائِبٌ) و (تابَ) اللّهُ عَلَيهِ غَفَر لَهُ و أَنْقَذَهُ مِنَ الْمَعَاصِى فهو (تَوَّابٌ) مُبَالَغَةٌ و (اسْتَتَابَهُ) سَأَلَهُ أن يَتُوبَ.
[توت‏]
التُّوتُ: الفِرْصَادُ و عَنْ أَهْلِ البَصْرَةِ (التُّوتُ) هو الفَاكِهَةُ و شَجَرَتُهُ الفِرْصَادُ و هذا هُوَ المعْرُوفُ و رُبَّما قِيلَ (تُوثٌ) بِثَاءٍ مُثَلَّثَةٍ أَخِيراً قَالَ الأزهَرِىُّ كَأَنَّهُ فَارِسِىٌّ و العَرَبُ تَقُولُه بِتَاءَيْنِ. و مَنَعَ مِنَ الثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ ابنُ السِّكِّيتِ و جَمَاعَةٌ، و التُّوتِيَاءُ) بالمدّ كُحلٌ و هُوَ مُعَرَّبٌ.
[توج‏]
التَّاجُ: لِلْعَجَمِ و الجمعُ (تِيجَانٌ) و يُقَالُ (تُوِّجَ) إِذَا سُوِّدَ و أُلْبِس التاجَ كما يُقَالُ فى العَرَبِ عُمِّمَ.
[وأد]
اتَّأَدَ: فى مَشْيِهِ عَلَى افْتَعَل (اتِّئَاداً) تَرَفَّقَ و لَمْ يَعْجَلْ و هو يَمْشِى عَلَى (تُؤَدَةٍ) وِزَانُ رُطبةٍ و فيهِ (تُؤَدَةٌ) أى تَثَبُّتٌ و أَصْلُ التَّاءِ فيهَا واوُ و (تَوأَّد) فى مَشْيِهِ مثلُ تَمَهَّلَ وزناً و معْنًى‏
[تور]
التَّوْر: قال الأزهَرِىُّ إِنَاءٌ مَعْرُوفٌ تُذَكِّره العرَبُ و الْجَمْع (أَتْوَارٌ) و (التَّوْرُ) الرَّسُولُ و الجمعُ (أَتْوَارٌ) أيضا. و (تَوْرُ الماءِ) الطُّحْلَبُ و هو شَي‏ءٌ أَخْضَرُ يَعْلُو الماءَ الرَّاكِدَ و (التارُ) المرَّةُ و أَصْلُها الهمْزُ لكنَّه خُفِّفَ لكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ و ربما هُمِزَتْ عَلَى الأَصْلِ و جُمِعَتْ بالْهَمْزِ فقِيلَ (تأرَةٌ و تئَارٌ و تِئَر) قال ابنُ السَّرَّاجِ و كَأنهُ مَقصُورٌ من (تِئَارٍ) و أَمَّا الْمُخَفَّفُ فالجمعُ (تَارَاتٌ)، و (التَّيَّارُ) الموج و قِيلَ شِدَّةُ الجَرَيَانِ و هو فَيْعَالٌ أَصْلُهُ (تَيْوَارٌ) فاجْتَمَعَتِ الوَاوُ و اليَاءُ فأُدغِمَ بَعْدَ القَلْبِ و بعْضهُمْ يَجْعَلُهُ من (تير) فهُوَ فَعَّالٌ‏
[توز]
تُوزُ: وزان قُفْلٍ مَدِينَةٌ من بِلَادِ فَارِسَ يُقَالُ إنها كَثِيرَةُ النَّخْلِ شدِيدَةُ الحَرِّ و إِلَيْهَا تُنْسَبُ الثِّيَابُ (التُّوزِيَّةُ) عَلَى لَفْظِهَا و عَوَامُّ العَجَمِ تَقُولُ تَوْزُ بفتْحِ التَّاءِ. و (تُوْزُ) أيضاً موضِعٌ بينَ مَكَّةَ و الكُوفَةِ.
[توق‏]
تَاقَتْ: نفْسُهُ إِلَى الشَّي‏ء (تَتُوقُ) (تَوْقاً و تُؤُوقاً وَ تَوَقَاناً) اشتَاقَت وَ نَازَعَتْ إِليهِ. و نَفْسٌ (تَائِقَةٌ) و (تَوَّاقَةٌ) أى مُشْتَاقَةٌ.
[توم‏]
التُّومُ: وِزَانُ قُفْلٍ حَبٌّ يُعْمَلُ مِنَ الفِضَّةِ، الوَاحِدَةُ (تُومَةٌ).
[تأم‏]
و التَّوْءَمُ اسمٌ لولَدٍ يَكُونُ مَعَه آخَرُ فى بِطْنٍ وَاحِدٍ لا يُقَالُ (تَوْءَمٌ)

78
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

تأم ص 78

إِلَّا لأَحدِهِمَا و هُوَ فَوْعَلٌ و الأُنْثَى (تَوْءَمَةٌ) وِزَانُ جَوْهَرٍ و جَوْهَرَةٍ و الْوَلَدَانِ (تَوْءَمَانِ) و الجمعُ (تَوَائِمُ) و (تُؤَامٌ) وِزَانُ دُخَانٍ و (أَتْأَمَتِ) المرْأَةُ وِزَانُ أَكْرَمَتْ وَضَعَتِ اثْنَيْنِ مِنْ حَمْلٍ وَاحِدٍ فهِىَ (مُتْئِمٌ) بِغَيْرِ هَاءٍ.
[تا]
التاءُ: مِنْ حُرُوفِ المُعْجَمِ تَكونُ لِلْقَسَمِ و تَخْتَصُّ باسْمِ اللّهِ تَعَالَى فى الأَشْهَرِ فيُقَالُ تَاللّهِ، و (التَّوَى) وِزَانُ الحَصَى و قَدْ يُمَدّ الهَلَاكُ و (انْتَوتِ) القَبَائِلُ عَلَى انْفَعَلَتْ انْتَقَلَتْ.
[تيح‏]
تَاحَ: الشي‏ءُ (تَيْحاً) مِنْ بَابِ سَارَ سَهُلَ و تَيسَّرَ و (أَتَاحَهُ) اللّهُ تَعَالَى (إِتَاحَةً) يَسَّرَهُ‏
[تيس‏]
التَّيْسُ: الذَّكَرُ مِنَ المَعْزِ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ و قَبْلَ الحَوْلِ هو جَدْىٌ و الجمعُ (تُيُوسٌ) مثلُ فَلسٍ و فُلُوس.
[تيم‏]
تَيْمَاءُ: وِزَانُ حَمْرَاءَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ بَادِيَةِ الحِجَازِ يُخْرَجُ مِنْهَا إِلى الشَّامِ علَى طَرِيقِ الْبَلْقَاءِ و هِىَ حَاضِرَةُ طَيِّئٍ.
[تين‏]
التِّينُ: المأكُولُ مَعْرُوفٌ و هُوَ عَرَبِىٌّ و جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ على أَنَّهُ الْمُرَادُ بقَولِهِ تعالى «وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ»
 الواحِدَةُ (تِينَةٌ).
[تيه‏]
التِّيهُ: بكسر التَّاءِ الْمَفَازَةُ و (التَّيْهَاءُ) بالفَتْحِ و الْمَدِّ مِثْلُهُ و هِىَ الّتى لَا عَلَامَةَ فِيهَا يُهْتَدَى بِهَا و (تَاهَ) الإنْسَانُ فى الْمَفَازَةِ (يَتِيهُ تَيْهاً) ضَلَّ عن الطَّرِيقِ و (تَاهَ يَتُوه تَوْهاً) لُغَةٌ و قد (تَيَّهْتُهُ و تَوَّهْتُهُ) و منه يُسْتَعارُ لِمَن رَامَ أمْراً فَلَمْ يُصَادِفِ الصَّوَابَ فيُقَالُ إِنَّهُ (تَائِهٌ)

79
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب الثاء ص 80

كتاب الثاء
[ثبت‏]
ثبتَ: الشَّي‏ءُ (يَثْبتُ ثُبُوتاً) دَامَ و اسْتَقَرَّ فهُوَ (ثَابِتٌ) و بِه سُمِّىَ و (ثَبتَ) الأَمْرُ صَحّ و يَتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فيُقَالُ (أَثبَتَهُ و ثَبَّتَهُ) و الاسمُ (الثبَاتُ) و (أَثْبَتَ) الكَاتِبُ الاسْمَ كَتَبَهُ عِنْدَهُ و (أَثْبَتَ) فُلَاناً لَازَمَهُ فَلَا يَكَادُ يُفَارِقُهُ و رَجُلٌ (ثَبْتٌ) سَاكِنُ البَاءِ (مُتَثَبِّتٌ) فى أُمُورِهِ و (ثَبْتُ) الْجَنَانِ أىْ (ثَابِتُ القَلْبِ)، و (ثَبُتَ) فى الحَرْبِ فهُوَ (ثَبِيتٌ) مِثَالُ قَرُبَ فهوَ قَرِيبٌ و الاسْمُ (ثَبَتٌ) بفَتْحَتَيْنِ و مِنْهُ قِيلَ للحُجَّةِ (ثَبَتٌ) و رَجُل (ثَبَتٌ) بفَتْحَتَيْن أيضاً إِذَا كَانَ عَدْلًا ضَابِطاً و الجَمْعُ (أَثْبَاتٌ) مثلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ.
[ثبج‏]
الثَّبَجُ: بفَتْحَتَيْنِ ما بَيْنَ الكَاهِلِ إِلَى الظَّهْرِ و (الْأَثْبَجُ) وِزَانُ الأَحْمَرِ النَّاتِيُّ الثَّبَجِ و قيلَ العَرِيضُ الثبَج و يُصَغَّرُ عَلَى القِيَاسِ فيُقَالُ أُثَيبجُ.
[ثبر]
ثَبِيرٌ: جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ و مِنًى و يُرَى مِنْ مِنًى و هُوَ عَلَى يَمِينِ الدَّاخِلِ مِنْهَا إِلَى مَكَّةَ و (ثَبَرْتُ) زَيْداً بالشي‏ءِ (ثَبْراً) من بَابِ قَتَل حَبَسْتُهُ عَلَيْهِ و منْهُ اشْتُقَّتِ (الْمُثَابَرَةُ) و هِىَ المُواظَبَةُ عَلَى الشَّي‏ءِ و الْملَازَمَةُ لَهُ و (ثَبَرَ) اللّهُ تَعَالَى الكَافِرَ (ثُبُوراً) من بَابِ قَعَدَ أَهْلَكَهُ (ثَبَرَ) هو (ثُبُوراً) يَتَعدَّى وَ لَا يَتَعدَّى.
[ثبط]
ثَبَّطَهُ: (تَثبِيطاً) قَعَدَ بِهِ عَنِ الْأَمْرِ و شَغَلَهُ عَنْهُ و مَنَعَهُ تَحْذِيلًا و نحوه.
[ثجج‏]
ثَجَّ: الماءُ من بَابِ ضَرَب هَمَلَ فهو (ثَجَّاجٌ) و يَتَعَدَّى بالْحَرَكَةِ فيُقَالُ (ثَجَجْتُهُ) (ثَجّا) من بَابِ قَتَلَ إذَا صَبَبْتُهُ و أَسَلْتُهُ و (أَفْضَلُ الحَجِّ العَجُّ و الثَّجُّ).
 (فالعَجُّ) رَفْعُ الصَّوْتِ بالتَّلْبِيَةِ و (الثَّجُّ) إسَالَةُ دِمَاءِ الهَدْىِ.
و
[ثجر]
الثَّجِير: مِثَالُ رَغِيفٍ ثُفْلُ كُلِّ شَي‏ءٍ يُعصرُ و هُوَ مُعَرَّبٌ وَ قَالَ الأَصْمَعِىُّ (الثَّجِيرُ) عُصَارَةُ التَّمْرِ و العَامَّةُ تَقُولُهُ بالمُثَنَّاةِ و هُوَ خَطَأٌ.
[ثخن‏]
ثَخُنَ: الشَّي‏ءُ بالضَّمِّ و الفَتْحُ لُغَةٌ (ثُخُونَةً و ثَخَانَةً) فهو (ثَخِينٌ) و (أَثْخَنَ) فى الْأَرْضِ (إِثخَاناً) سَارَ إِلَى العَدُوِّ وَ أَوْسَعَهُمْ قَتْلًا و (أَثْخَنْتُه) أَوْهَنْتُهُ بالجِراحَةِ و (أَضْعَفْتُهُ)
[ثدي‏]
الثَّديُ: لِلْمَرْأَةِ و قَدْ يُقَالُ فِى الرَّجُلِ أيضاً قَالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ و يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ فَيقَالُ هُوَ (الثَّدْيُ) و هِىَ (الثَّدْيُ) و الْجَمْعُ (أَثْدٍ) و (ثُدِيٌّ) و أَصْلُهُمَا أَفعلٌ و فُعُولٌ مثلُ أفْلُسٍ وَ فُلُوسٍ و رُبَّما جُمِعَ على (ثِدَاءٍ) مثلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و (الثُّنْدُوَةُ) وَزْنُهَا فُنْعُلَةٌ بضَم‏

80
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ثدي ص 80

الفَاءِ و الْعَيْنِ و منْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ النُّونَ أَصْلِيَّةً و الوَاوَ زَائِدَةً و يَقُولُ وزْنُهَا فُعْلُوَةٌ قِيلَ هى مَغْرِزُ الثَّدْيِ و قيلَ هِىَ اللَّحْمةُ التى فِى أَصْلِهِ و قِيلَ هِىَ لِلرَّجُلِ بمَنْزِلَةِ الثَّدْيِ لِلْمَرْأَةِ و كَانَ رُؤْبَةُ يَهمِزُها، قَالَ أبُو عُبَيدٍ و عَامَّةُ الْعَرَبِ لا تَهْمِزُها و حَكَى فى البَارِعِ ضمّ الثَّاء مَعَ الهَمْزَةِ و فَتْح الثَّاءِ مَعَ الوَاوِ و قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ و جَمْعُ (الثُّنْدُوَةِ) (ثَنَادٍ) عَلَى النَّقْصِ.
[ثرب‏]
ثَرَبَ: عليه (يَثْربُ) من بَابِ ضَرَبَ عَتَبَ وَ لَامَ و بِالمُضَارعِ بِيَاءِ الغَائِبِ سُمّىَ رَجُلٌ مِنَ الْعَمَالِقَةِ و هو الذِى بَنَى مَدِينَةَ النَبىِّ صلّى اللّه عليه و سَلَّم فسُمِّيَتِ المدِينَةُ بِاسْمِهِ قاله السُّهَيْلِىُّ و (ثَرَّبَ) بالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ و تَكثِيرٌ و منه قولُه تَعَالَى «لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ»
 و (الثَّرْبُ) وِزَانُ فَلسٍ شَحْمٌ رَقِيقٌ عَلَى الْكَرِشِ و الأَمْعَاءِ
[ثرد]
الثَّرِيدُ: فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ و يُقَالُ أيْضاً (مَثْرُودٌ) يُقَالَ (ثَرَدْتُ) الْخُبْزَ (ثَرْداً) مِنْ بَابِ قَتَلَ و هُو أَنْ تَفُتَّهُ ثم تَبُلَّه بِمَرَقٍ و الاسمُ الثُّرْدَةُ.
[ثرم‏]
ثَرِمَ: الرَّجُلُ (ثَرَماً) من بَابِ تَعِبَ انْكَسَرَتْ ثَنِيَّتُهُ فهو (أَثْرَمُ) و الأُنثَى (ثَرْمَاءُ) و الجمعُ (ثُرْمٌ) مثلُ أحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و يُعَدَّى بالحَرَكَةِ فَيُقَالُ (ثَرَمْتُهُ) (ثَرْماً) من بَابِ قَتَلَ و (انْثَرَمَتِ) التَّنِيَّةُ.
[ثرو]
الثَّرْوَةُ: كَثْرَةُ المَالِ و (أَثْرَى) (إِثْرَاءً) اسْتَغنَى و الاسْمُ منْهُ (الثَّرَاءُ) بالفَتْحِ و المدِّ، و (الثَّرَى) وِزَانُ الحَصَى نَدَى الأرْضِ و (أَثْرَتِ) الأرضُ بِالأَلِفِ كَثُر ثَرَاهَا و (الثَّرَى) أيضاً التُّرَابُ النَّدِىُّ فإِنْ لَمْ يَكُنْ نَدِيَّا فهُوَ تُرَابٌ وَ لَا يُقَالُ حِينَئذٍ ثَرًى و (ثَرِيَتِ) الأرضُ (ثَرًى) فهِى (ثَرِيَةٌ) و (ثَرْيَاءٌ) مثلُ عَمِيَتْ عَمًى فهِىَ عَمِيَةٌ و عَمْيَاءُ إِذَا وَصَلَ المَطَرُ إِلَى نَدَاهَا.
[ثعب‏]
الثُّعبَانُ: الْحَيَّةُ العَظِيمَةُ و هُوَ فُعْلَانُ و يَقَعُ علَى الذَّكَرِ و الأُنْثَى و الجمْعُ (الثَّعَابِينُ).
[ثعل‏]
ثَعِلَ: (ثَعَلًا) مِن بَابِ تَعِبَ اخْتَلَفَتْ مَنابِتُ أَسْنَانِه و تَرَاكَبَ بعْضُهَا على بَعْضٍ فهُوَ (أَثْعَلُ) و المَرأةُ (ثَعْلَاءُ) و الجمعُ (ثُعلٌ) مثلُ أحمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْر و (ثعِلتِ) السِّنُّ زَادَتْ عَلَى عَدَدِ الأَسْنَانِ.
[ثعلب‏]
الثَّعْلَبُ: قَالَ ابنُ الأنبَارِىِّ يَقَعُ علَى الذَّكَرِ و الأُنْثَى فيُقَالُ ثَعْلَبٌ ذَكَرٌ و ثَعْلَبٌ أُنْثَى و إذَا أُرِيدَ الاسمُ الَّذِى لَا يَكُونُ إِلَّا لِلذَّكَرِ قِيلَ (ثُعْلُبَانٌ) بضَمِّ الثَّاءِ و اللَّامِ و قَالَ غَيْرُه و يُقَالُ فِى الأُنْثَى (ثَعْلَبةٌ) بِالهَاءِ كَمَا يُقَالُ عَقْرَبٌ و عَقْرَبَةٌ و بِهَا سُمِّىَ و كُنِىَ (أبُو ثَعْلَبَةَ الخُشِىُّ) و اسمُهُ جُرْهُمُ بنُ نَاشِبٍ بِنُونٍ و شِينٍ مُعْجَمَةٍ مَكْسُورَةٍ وَ بَاءٍ مُوَحَّدَةٍ و (الثَّعلَبُ) مَخْرَجُ المَاءِ من جَرِينِ التَّمْرِ.
[ثغر]
الثَّغْرُ: من البِلَادِ الْموضِع الَّذِى يُخَافُ مِنْهُ هُجُومُ العَدُوِّ فَهُوَ كالثُّلْمَةِ فى الحَائِطِ يُخَافُ هُجُومُ السَّارِقِ منْهَا و الجمْعُ (ثُغُورٌ) مثل‏

81
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ثغر ص 81

فَلْسٍ و فُلُوس، و (الثَّغْرُ) الْمَبْسِمُ ثم أُطْلِقَ عَلَى الثَّنَايَا و إِذَا كُسِر ثَغْرُ الصَّبِىِّ قِيلَ (ثُغِرَ ثُغُوراً) بالبِنَاءِ للمَفْعُولِ و (ثغَرْتُه) (أثْغَرُهُ) من بَابِ نَفَع كَسَرْتُه و إِذَا نَبَتَتْ بَعْدَ السُّقُوطِ قيلَ (أَثْغَرَ) (إِثْغَاراً) مثلُ أَكْرَمَ إكْرَاماً و إِذَا أَلقَى أَسْنَانَهُ قِيلَ (اثَّغَرَ) على افْتَعَلَ قَالَهُ ابنُ فَارِس و بعْضُهُمْ يَقُولُ إِذَا نَبَتَتْ أَسْنَانُهُ قِيلَ (اثَّغَرَ) بالتَّشْدِيدِ و قَالَ أبُو زَيْدٍ (ثُغِرَ) الصَّبىُّ بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ (يُثْغَرُ) (ثَغْراً) و هو (مَثْغُورٌ) إِذَا سَقَطَ ثَغْرُهُ و لا تَقُولُ بَنُو كِلَابٍ للصَّبىِّ (اثَّغَرَ) بالتَّشْدِيدِ بلْ يَقُولُونٌ للبهيمَةِ (اثَّغَرَتْ): وَ قال أبُو الصَّقْرِ (اثَّغَرَ) الصَّبِىُّ بالتَّشْدِيدِ و بالثَّاءِ و التَّاءِ: و قَالَ فِى كِفَايَةِ المُتَحَفِّظِ إِذَا سَقَطَتْ أَسْنَانُ الصَّبىّ قِيلَ (ثُغِر) فَإِذَا نَبَتَتْ قِيلَ (اثَّغَر) و (اتَّغَر) بالتَّاءِ و الثَّاءِ مَعَ التَّشْدِيدِ، (ثُغْرَةُ) النَّحْرِ الْهَزْمَةُ فِى وَسَطِهِ و الْجَمْعُ (ثُغَرٌ) مثلُ غُرْفَة و غُرَف.
[ثغم‏]
الثَّغَامُ: مثلُ سَلامِ نَبْتٌ يَكُونُ بالجِبَالَ غَالِبا إذَا يبِس ابْيَضَّ و يُشَبَّهُ بِهِ الشَّيْبُ و قَال ابنُ فارِس شَجَرَة بَيْضَاءُ الثَّمر و الزَّهر.
[ثغو]
ثَغَتِ: الشَّاةُ (تَثْغُو) (ثغَاءً) مِثْلُ صُراخٍ وزْناً و معْنًى فهِىَ (ثَاغِيَةٌ).
[ثفر]
الثَّفَرُ: لِلدَّابَّةِ معْرُوفٌ و الْجَمْعُ (أَثْفَارٌ) مثلٌ سَبَبٍ أَسْبَابٍ و (أَثْفَرْتُ) الدابَّةَ مثلُ أكْرَمْتُها شَدَدتُهَا (بالثَّفَر) و (اسْتَثْفَرَ) الشَّخْصُ بِثَوْبِهِ قَالَ ابنُ فَارِس اتَّزَر بِهِ ثُمَّ رَدَّ طَرَفَ إِزَارِهِ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ فَغرَزَهُ فى حُجْزَتِهِ مِنْ وَرَائِهِ و اسْتَثْفَر الكَلْبُ بذَنْبِه جَعَلَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ و (اسْتَثْفَرتِ) الحَائِضُ وَ تَلجَّمَتْ مِثْلُه، و (الثَّفْرُ) مِثْلُ فَلْسٍ للسِّباعِ و كُلِّ ذِى مِخْلَبٍ بِمَنْزَلَةِ الحَيَاءِ للِنَّاقَةِ و رُبَّمَا اسْتُعِيرَ لِغَيْرِهَا.
[ثفل‏]
الثُّفْلُ: مِثْلُ قُفْلٍ حُثَالةُ الشَّي‏ءِ و هُوَ الثَّخِينُ الَّذى يَبقَى أَسْفَلَ الصَّافى. و (الثِّفَالُ) مِثْلُ كِتَاب جلدٌ أَو نَحوُهُ يُوضَعُ تَحتَ الرَّحَى يَقَعُ عَلَيْهِ الدَّقِيقُ.
[ثفأ]
الثُّفَاءُ: وِزَانُ غُرَابٍ هو حَبُّ الرَّشَادِ الوَاحِدَةُ (ثُفَاءَهٌ) و هو فى الصَّحَاح وَ الْجَمْهَرَةِ مَكتُوبٌ بالتَّثقِيل «1» وَ يُقَالُ (الثُّفَاءُ) الْخَردَلُ و يُؤْكَلُ فِى الاضْطِرَارِ.
[ثقب‏]
ثَقَبْتُهُ: (ثَقباً) مِنْ بَابِ قَتَل خَرَقْتُهُ (بِالْمِثْقَبِ) بكسر المِيم و (الثقْبُ) خَرَق لَا عُمقَ لَهُ و يُقَالُ خَرْق نَازِلٌ فِى الْأَرْضِ و الْجَمْعُ (ثُقُوبٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (الثُّقْبُ) مِثَالُ قُفْل لُغَةٌ و (الثُّقْبَةُ) مِثْلُهُ و الْجَمْعُ (ثُقَبُ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ قَالَ المُطَرِزِىُّ و إنَّمَا يُقَالُ هَذَا فِيمَا يَقِلُّ و يَصغُرْ.
[ثقف‏]
ثَقِفْتُ: الشَّي‏ءَ (ثَقَفاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ أَخَذْتُهُ وَ (ثَقِفْتُ) الرَّجُلَ فى الحَرْبِ أَدْرَكْتُهُ و (ثَقِفْتُهُ) ظَفِرْتُ به و (ثَقِفْتُ) الحَدِيثَ‏
__________________________________________________
 (1) و كذلك فى القاموس (ث ف أ).

82
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ثقف ص 82

فَهِمْتُهُ بسُرْعَةٍ و الفَاعِلُ (ثَقِيفٌ) و به سُمِّىَ حَىُّ مِنَ الْيَمَنِ و النِّسْبَةُ إِليْهِ (ثَقَفِيٌّ) بِفَتْحَتَيْنِ، و (ثَقَّفْتُهُ) بالتثْقِيلِ أَقَمْتُ الْمُعْوَجَّ مِنْهُ‏
[ثقل‏]
ثَقُلَ: الشي‏ءُ بالضَّمِ (ثِقَلًا) وِزَانُ عِنَبٍ و يُسَكَّنُ لِلتَّخْفِيفِ فهو (ثَقِيلٌ) و (الثَّقَلُ) الْمَتَاعُ و الْجَمْعُ (أَثْقَالٌ) مثلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ قال الفَارَابِىُّ (الثَّقَلُ) مَتَاعُ المسَافِرِ و حَشَمُهُ. و (الثَّقَلَانِ) الجِنُّ و الإنسُ و (أَثْقَلَهُ) الشَّي‏ءُ بالألِفِ أَجْهَدَهُ. و (المثْقَالُ) وَزْنُهُ دِرْهَمٌ و ثَلَاثةُ أَسْبَاعِ دِرْهِمٍ و كُلُّ سَبْعَةِ مَثَاقِيلَ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ قَالَ الفَارَابِى و (مِثْقَالُ) الشَّي‏ءِ مِيزَانُهُ مِنْ مِثْلِهِ و يُقَالُ أَعْطِهِ (ثِقْلَهُ) وِزَانُ حِمْلٍ أى وَزْنُهُ.
[ثكل‏]
ثَكِلَتِ: الْمرأَةُ وَلَدَهَا (ثَكَلًا) من بَاب تَعِبَ فَقَدَتْهُ و الاسْمُ (الثُّكْلُ) وِزَانُ قفْلٍ فهى (ثَاكِلٌ) و قَد يُقَالُ (ثَاكِلَةٌ) و (ثَكْلَى) و الْجَمْعُ (ثَوَاكِلُ) و (ثَكَالَى) و جَاءَ فيها (مِثْكَالٌ) أيضاً بِكَسْرِ الْمِيمِ أى كَثِيرَةُ الثُّكْلِ و يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فيُقَالُ (أَثْكَلَهَا) اللهُ وَلَدَهَا.
[ثلب‏]
ثَلَبَهُ: (ثَلْباً) من بَابِ ضَرَبَ عَابَهُ و تَنَقَّصَهُ و (الْمَثْلُبَة) الْمَسبَّةُ و الجمعُ (الْمَثَالِبُ) و (ثَلَبَهُ) طَرَدَهُ.
[ثلث‏]
الثُّلْثُ: جُزْءٌ من ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ و تضَمُّ اللَّامُ لِلْاتْبَاعِ و تُسَكَّنُ و الْجَمْعُ (أَثْلَاثٌ) مثْلُ عُنُقٍ و أَعْنَاقٍ و (الثَّلِيثُ) مثلُ كَرِيمٍ لُغَةٌ فِيهِ، و (حُمَّى الثِّلْثِ) قال الأَطِبَّاءُ هِىَ حُمَّى الغِبِّ سُمِّيَتْ بذلِكَ لأَنَّها تَأْخُذُ يَوْماً و تُقْلِعُ يَوْماً ثُمَّ تَأْخُذُ فى الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَ هِىَ بِوَزْنِهَا قَالُوا و العَامّةُ تُسَمِّيها (الْمُثلَّثَة) و (الثَّلَاثَةُ) عدَدٌ تَثْبُتُ الهَاءُ فِيهِ للمُذَكَّرِ و تُحْذَف لِلْمُؤَنّثِ فَيُقَالُ ثَلَاثةُ رجَالٍ وَ ثَلَاثُ نِسْوَةٍ و قولُه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ».
أَنَّثَ عَلَى مَعْنَى الأَنْفُسِ لَوْ أُرِيدَ الأَشْخَاص ذُكِّرَ بالهاءِ فقِيلَ ثَلَاثَةٌ، و (ثَلَثْتُ) الرجلَيْنِ من بَاب ضَرَبَ صِرْتُ ثَالِثَهُمَا و (ثَلَثْتُ) القَوْمَ من بَابِ قَتَلَ أَخَذْتُ ثُلْثَ أَمْوَالِهِمْ و (يَوْمُ الثَّلَاثَاءِ) «1» ممدودٌ و الجَمْعُ (ثَلَاثَاوَاتٌ) بقَلْبِ الهَمْزَةِ وَاواً.
[ثلج‏]
الثَّلْجُ: مَعْروفٌ و الْجَمْعُ (ثُلُوجٌ) و (ثَلَجَتْنَا) السَّمَاءُ منْ بَابِ قَتَلَ ألْقَتْ عَلَينَا الثَّلْجَ و منهُ يُقَالُ (ثُلِجَتِ) الأرض بالبِنَاءِ للمَفعُولِ فَهِى (مَثْلُوجَةٌ) و قِيلَ للبَليدِ (مَثْلُوجُ الفُؤَادِ) و (أَثْلَجَتِ) السَّمَاءُ بالألِف لُغَةٌ و (ثَلَجَتِ) النَّفْس (ثُلُوجاً و ثَلَجاً) مِنْ بَابَيْ قَعَدَ و تَعِبَ اطْمَأَنَّتْ.
[ثلم‏]
الثُّلْمَةُ: فى الحَائطِ و غيْرِه الْخَلَلُ و الجمع (ثُلَمٌ) مثلُ غُرْفَةٍ وَ غُرَفٍ و (ثَلَمْتُ) الإنَاءَ (ثَلْماً) منْ بَابِ ضَرَبَ كسَرْتُهُ مِنْ‏
__________________________________________________
 (1) ذكره سيبويه بفتح الثاء الاولى و أجازت معجم الضمَّ أيضاً.

83
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ثلم ص 83

حَافَتِهِ (فانْثَلَمَ و تَثَلَّم) هو.
[ثمد]
الإِثْمِدُ: بكَسْرِ الهَمْزَةِ وَ المِيم الكُحْلُ الأَسْوَدُ و يُقَالُ إنَّهُ مُعَرَّبٌ قالَ ابنُ البَيْطَارِ فى الْمِنْهَاجِ هُوَ الكُحْلُ الأَصْفَهَانِيُّ و يُؤَيّدُهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ و مَعَادِنُهُ بالْمَشْرِقِ.
[ثمر]
الثَّمَرُ: بِفَتْحَتَيْنِ و (الثَّمَرَةُ) مِثْلُهُ (فالأَوَّلُ) مُذَكَّرُ و يُجْمَعُ عَلَى (ثِمَارٍ) مثلُ جَبَلٍ و جِبَالٍ ثم يُجْمَعُ (الثِّمَارُ) عَلَى (ثُمُرٍ) مثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ ثمَّ يُجْمَعُ عَلَى (أَثْمَارٍ) مثْلُ عُنُقٍ و أَعْنَاقٍ و (الثَّانيِ) مُؤَنَّثٌ و الْجَمْعُ (ثَمَرَاتٌ) مِثْلُ قَصَبَةٍ و قَصَبَاتٍ و (الثَّمْرُ) هو الْحَمْلُ الذِى تُخْرِجُه الشَّجَرَةُ سَوَاءٌ أُكِلَ أَوْلَا فيُقَالُ (ثَمَرُ) الأَرَاكِ و (ثَمَرُ) العَوْسَجِ و (ثَمَرُ) الدَّوْمِ و هُوَ المُقْلُ كما يُقَالُ (ثَمَرُ) النَّخْلِ و (و ثَمْرُ) الْعِنَبِ: قال الأَزهرىُّ و (أَثْمَرَ) الشَّجَرُ أَطْلَعَ ثَمَرُهُ أوّلَ مَا يُخْرِجُه فهو (مُثْمِرٌ) و مِنْ هنا قِيلَ لِمَا لَا نَفْعَ فيهِ لَيْسَ لَهُ (ثَمَرةٌ).
[ثمم‏]
ثمّ: حَرْفُ عَطْفٍ و هِىَ فِى الْمُفْرَدَاتِ لِلتَّرْتِيبِ بِمُهْلَةٍ و قال الأَخْفَشُ هِىَ بِمَعْنَى الوَاوِ لأنَّها اسْتُعْمِلَتْ فِيمَا لَا تَرْتِيبَ فِيهِ نَحْوُ و اللّهِ ثُمَّ و اللّهِ لَأفعلَنَّ تَقُولُ و حَيَاتِكَ ثُمَّ وَ حَيَاتِكَ لَأَقُومَنَّ، و أمَّا فِى الْجُمَل فَلَا يَلْزَمُ التَّرتِيبُ بَلْ قَدَ تَأْتي بِمَعْنَى الوَاوِ نحوُ قَوْله تَعَالَى «ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى‏ ما يَفْعَلُونَ»
 أىْ وَ اللّهُ شَاهِدٌ عَلَى تَكْذِيبهِمْ و عِنَادِهِمْ فإنَّ شَهَادَةَ اللّهِ تَعَالَى غَيْرُ حَادِثَةٍ و مِثْلُهُ «ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا»
 و (ثَمَّ) بالفَتْحِ اسْمُ إشَارَة إِلَى مَكَانٍ غَيْرِ مَكَانِكَ، و (الثُّمَامَ) وِزَانُ غُرَابٍ نَبْتٌ يُسَدُّ بهِ خَصَاصُ البُيُوتِ الوَاحِدَةُ ثُمَامَةٌ و بِهَا سُمِّىَ الرَّجُلُ.
[ثمل‏]
ثَمِلَ: المَاءُ فِى الْحَوضِ (ثَمَلًا) بَقِىَ و منه (الثُّمَالَةُ) بالضَّمِّ و هِىَ أيضاً الرُّغْوَةُ و الْجَمْعُ (ثُمَالٌ) بِحَذْفِ الهَاءِ و بِهَا سُمَىَ الرَّجُلُ.
[ثمن‏]
الثَّمَنُ: العِوَض و الْجَمْعُ (أَثْمَانٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسبَابٍ و (أَثْمنٌ) قَلِيلٌ مثلُ جَبَلٍ وَ أَجْبُلٍ و (أثْمَنْتُ) الشَّي‏ءَ وِزَانُ أَكْرَمْتُهُ بِعْتُهُ بِثَمَنٍ فهو (مُثْمَنٌ) أىْ مَبِيعٌ بِثَمَنٍ و (ثَمَّنْتُهُ تَثْمِيناً) جَعَلْتُ لهُ ثَمَناً بالْحَدْسِ و التَّخْمِينِ و (و الثُّمُنُ) بضَمِّ المِيمِ لِلْإتْبَاعِ و بالتَّسْكِينِ جُزْءٌ مِنَ ثَمَانِيَةِ أَجَزاءٍ و (الثَّمِينُ) مثلُ كَريمٍ لُغَةٌ فيه و (ثَمَنْتُ) القَوْمَ من بَابِ ضَرَبَ صِرْتُ ثَامِنَهُمْ و مِنْ بَابِ قَتَلَ أَخَذْتُ ثُمُنَ أمْوَالهِمْ و (الثَّمَانِيَةُ) بِالْهَاءِ لِلْمَعْدُودِ الْمُذَكَّرِ و بِحَذْفِهَا لِلْمُؤَنَّثِ و منه «سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ»
 و الثَّوْبُ سَبْعٌ فى ثَمَانِيَةٍ أىْ طُولُه سَبْعُ أَذْرُعٍ و عَرْضُهُ ثَمَانِيَةُ أَشبَارٍ لأنَّ الذِراعَ أُنْثَى فى الْأَكْثَرِ و لِهذَا حُذِفَتِ الْعَلَامَةُ مَعَهَا و الشِّبْرُ مُذَكر و إِذَا أضَفْتَ الثَّمَانِيَةَ إلَى مُؤَنَّثٍ تَثْبُتُ الياءُ ثُبُوتَهَا فِى الْقَاضِى و أُعْرِب‏

84
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ثمن ص 84

إعْرَابَ الْمَنْقُوصِ تَقُولُ جَاءَ (ثمَانِي نِسْوةٍ) و رَأَيْتَ (ثَمَانِيَ نِسْوَةٍ) تُظْهِرُ الفَتْحَةَ و إذَا لم تضِفْ قُلْتَ عِنْدِي من النِّسَاءِ (ثَمَانٍ) و مَرَرْتُ مِنْهُنّ (بِثَمَانٍ) وَ رَأَيْتُ (ثَمَانِيَ) «1» و إذَا وَقَعَتْ في المُرَكَّبِ تخَيَّرتَ بَيْنَ سكُونِ اليَاءِ و فَتْحِهَا و الفَتْحُ أَفْصَحُ يُقَالُ عِنْدى مِنَ النِّسَاء (ثَمَانِي عَشْرَةَ) امْرَأَةً و تُحْذَفُ الياءُ في لُغَةٍ بشَرْطِ فَتْحِ النُّون «2» فإِنْ كَانَ المعْدودُ مُذَكَّراً قلْتَ عِنْدِي (ثَمَانِيَةَ عَشَرَ) رَجلًا بإثبَاتِ الهاءِ
[ثني‏]
الثَّنِيَّةُ: مِنَ الأَسنَان جَمْعُهَا (ثَنَايَا) و (ثَنِيَّاتٌ) و في الفَمِ أَرْبعٌ و (الثَّنِيُّ) الْجَملُ يَدْخُلُ في السَّنَةِ السَّادِسَةِ و النَّاقَةُ (ثَنِيَّةٌ)، و (الثَّنِيُّ) أيضا الذِي يُلْقِي (ثَنِيَّتَهُ) يَكُونُ مِنْ ذواتِ الظِّلْفِ و الحَافِرِ في السَّنةِ الثَّالِثَةِ و من ذواتِ الخُفِّ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ و هُوَ بَعْدَ الجَذَعِ و الجمع (ثِنَاءٌ) بالكسر و الْمَدِّ و (ثُنْيَانٌ) مثلُ رَغِيفٍ و رُغْفَان: و (أَثْنَى) إِذَا ألقَى (ثَنِيَّتَهُ) فهُوَ (ثَنِيٌّ) فَعِيلٌ بِمَعْنَى الفَاعِلِ و (الثُّنْيَا) بضَمّ الثَّاءِ مع الياء و (الثَّنْوَى) بالفَتْحِ مَعَ الوَاوِ اسمٌ مِنَ الاسْتِثنَاءِ وَ فِي الَحدِيثِ «مَن اسْتَثْنَى فَلَهُ ثُنْيَاهُ» أيْ مَا اسْتَثنَاهُ و (الاسْتِثْنَاء) اسْتِفْعَالٌ من ثَنَيْتُ الشَّي‏ءَ (أَثْنِيهِ ثَنْياً) مِنْ بَابِ رَمَى إذَا عَطَفْتُه وَ رَدَدْتُهُ و (ثَنَيْتُهُ) عن مُرَادِهِ إذَا صَرَفْتُهُ عَنْهُ و عَلَى هَذَا (فَالاسْتِثْنَاءُ) صَرْفُ العَامِل عَنْ تَنَاوُلِ المُسْتثْنَى و يَكُونُ حقِيقَةً فِي المتَّصِلِ و فِي الْمُنْفَصِلِ أَيْضاً لأَنَّ إلَّا هِيَ الَّتِي عدَّتِ الفِعْلَ إلَى الاسْم حَتَّى نَصَبَهُ فَكَانَتْ بمَنْزلَةِ الهَمْزَةِ في التَّعْدِيةِ و الهمْزَةُ تُعَدِّى الفِعْلَ إلَى الجِنْسِ و غَيْرِ الجِنْسِ حَقِيقَةً وِفَاقاً فَكَذلِكَ ما هُوَ بِمَنْزِلَتِهَا و (ثَنَيْتُهُ) (ثَنْياً) مِنْ بَابِ رَمَى أيضاً صِرْتُ مَعَهُ ثَانِياً و (ثَنَّيْتُ) الشَّي‏ءَ بالتَّثْقِيل جَعَلْتُهُ اثنَيْنِ و (أَثْنَيْتُ) عَلَى زَيْدٍ بالألِفِ و الاسْمُ (الثَّنَاءُ) بالفَتْحِ و الْمَدِّ يقال (أَثْنَيْتُ) عَلَيْهِ خَيْراً و بِخَيْرٍ و (أَثْنَيْتُ) عَلَيْهِ شَرًّا و بِشَرٍّ لأَنَّهُ بِمَعْنَى وَصَفْتُهُ هَكَذَا نَصَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ منْهُم صَاحِبُ الْمُحْكَمِ و كذَلك صَاحِبُ البَارعِ و عَزَاهُ إِلَى الْخَلِيلِ و منْهمْ محمدُ بنُ القُوطِيَّةِ و هُوَ الْحَبْرُ الَّذِي لَيْسَ في مَنْقُولِهِ غَمْزٌ و البَحْرُ الذِي ليسَ في مَنْقُودِهِ لَمْزٌ و كأن الشاعَر «3» عَنَاهُ بقَوْلِه:
__________________________________________________
 (1) الذى عليه الجمهور صرف ثمان فكان ينبغى أن يقول رأيت ثمانياً قال الجوهرى و تثبت الياء عند النصب لأنه ليس بجمع فيجرى مجرى جوارٍ فى ترك الصرف و ما جاء فى الشعر غير مصروف فهو على توهم أنه جمع.
 (2) أجاز النحويون وجهاً رايعاً و هو حذف الياء مع كسر النون و على هذه اللغة جاء قول الأعشى (كما ذكر صاحب القاموس):
         و لقد شربت ثمانياً و ثمانياً             و ثَمَانِ عَشْرَة و اثنتين و أرْبَعَا.
 (3) هو لُجَيمُ بنُ صَعْبٍ والد حنيفة وَ عِجْل و كانت حذام أمرأته: مجمع الأمثال للميدانى: المثل رقم 2890.

85
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ثني ص 85

         إذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوها             فإنَّ القَوْلَ مَا قَالَتْ حَذَامِ‏
و قَدْ قِيلَ فِيهِ هُوَ العَالِمُ النِّحْرِيرُ ذُو الإِتْقَانِ و التَّحْرِيرِ و الحُجَّةُ لِمَنْ بَعْدَهُ و البُرْهَانُ الِذي يُوقَفُ عِنْدَه و تَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ مَنْ عُرِفَ بالعَدَالَةِ و اشْتَهَر بالضَّبْطِ و صِحَّةِ الْمَقَالَةِ و هُوَ السَّرَقُسْطِىُّ و ابنُ القَطَّاعِ و اقْتَصَرَ جَمَاعَةٌ عَلَى قَوْلِهِمْ (أَثْنَيْتُ) عَلَيْهِ بِخَيْرٍ و لَمْ يَنْفُوا غَيْرَهُ و مِنْ هذَا اجْتَرأَ بَعْضهُمْ فَقَالَ لا يُسْتَعْمَلُ إلَّا في الْحَسَنِ و فِيهِ نَظَرٌ لأَنَّ تَخْصِيصَ الشَّي‏ء بالذِّكْرِ لا يَدُلُّ عَلَى نَفْيهِ عَمَّا عَدَاهُ و الزِّيَادَةُ من الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ و لَوْ كَانَ (الثَّنَاءُ) لَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا في الْخَيرِ كَانَ قَوْلُ القَائِلِ (أَثْنَيْتُ) عَلَى زَيْدٍ كَافِياً فِي الْمَدْحِ و كَانَ قَوْلُهُ و (لَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ) لا يُفِيدُ إلَّا التأكِيدَ و التَّأْسِيسُ أَوْلَى فَكَانَ في قَوْلِهِ الْحَسَنُ احترازٌ عَنْ غَيرِ الْحَسَنِ فإنهُ يُسْتَعْمَلُ في النَّوْعَيْنِ كَمَا
قَالَ: (و الْخَيْرُ في يَدَيْكَ و الشَّرُّ لَيْسَ إلَيْكَ).
وَ
فِي الصَّحِيحَيْنِ «مَرُّوا بجنَازَةٍ فأَثنَوْا عَلَيْهَا خيراً فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة و السَّلَامُ وجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بأُخْرَى فَأثنَوْا عَلَيْها شَرًّا فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ وَجَبَتْ و سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ وَجَبَتْ فَقَالَ هذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً فَوَجَبَتْ لهُ الْجَنَّةُ و هذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ».
الحديث و قَدْ نُقِلَ النَّوْعانِ فِي وَاقِعَتَيْنِ تَرَاخَتْ إحْدَاهُمَا عَنِ الأُخْرَى مِن العَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ العَدْل الضَّابِطِ عَنِ الْعَرَبِ الفُصَحَاءِ عَنْ أَفْصَحِ الْعَرَبِ فَكَان أَوْثَقَ من نَقْلِ أَهْل اللُّغَةِ فإنَّهمْ قَدْ يَكْتَفُونَ بالنَّقْلِ عَنْ وَاحِدٍ وَ لَا يُعْرَفُ حَالُه فإنَّهُ قَدْ يَعْرِض لهُ مَا يُخْرجُهُ عَنْ حَيِّزِ الاعْتِدَال مِنْ دَهَشٍ و سُكْرٍ و غيرِ ذلكَ فإِذَا عُرِفَ حَالُهُ لَمْ يُحْتَجَّ بِقَوْلِهِ و يَرْجعُ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يُسْتَعْمَلُ فِي الشَّرِ إِلَى النَّفْيِ و كَأَنَّهُ قَالَ لَمْ يُسْمَعْ فَلَا يُقَالُ و الإثباتُ أَوْلى و للّه دَرُّ مَنْ‏
قَال:
و إِنَّ الحَقَّ سُلْطَانٌ مُطَاعٌ و مَا لِخِلَافِهِ أَبداً سَبِيلٌ.
و قَالَ بَعْض المَتأَخرِينَ إِنَّمَا اسْتُعْمِلَ في الشَرِّ فِي الحَدِيثِ لِلِازْدِوَاج و هذَا كَلَامُ مَنْ لا يَعْرِفُ اصْطِلَاحَ أهْلِ العِلْمِ بهذِهِ اللَّفْظَةِ و (الثِّنَاءُ) للدَّارِ كَالْفِنَاءِ وَزْناً و مَعْنًى و (الثِّنَى) بالكَسْرِ و القَصْرِ الأَمْرُ يعَادُ مَرَّتَيْنِ و (الاثْنَان) مِنْ أَسْماءِ العَدَدِ اسْمٌ (للِتَّثْنِيَة) حُذِفَتْ لَامُهُ و هِيَ يَاءٌ و تَقْدِيرُ الوَاحِدِ ثَنَيٌ وِزَانُ سَبَبٍ ثُمَّ عُوِّضَ هَمْزَةَ وَصْلٍ فقِيلَ (اثْنَانِ) و لِلْمُؤَنَّثةِ (اثْنَتَانِ) كَمَا قِيلَ ابْنَانِ و ابْنَتَانِ و فِي لُغَةِ تَمِيمٍ (ثِنْتانِ) بِغَيْرِ هَمْزةِ وَصْلٍ و لا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لفْظِهِ و التَّاءُ فِيهِ للتأْنِيثِ ثُمَّ سُمِّىَ الْيوْمُ بِهِ فقِيلَ (يَوْمُ الاثْنَينِ) و لَا يثَنَّى وَ لَا يُجْمَعُ «1» فإنْ أَرَدْتَ جَمْعَهُ‏
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: و الاثنانِ و الثّنِىَ كإلى يومٌ فى الأسبوع جمعه أثناءٌ و أثانين- اه ثنى.

86
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ثني ص 85

قَدَّرْتَ أَنَّهُ مُفْرَدٌ و جَمَعْتَهُ (عَلَى أَثَانِينَ) و قَالَ أَبُو عَلىٍّ الفارِسِىُّ وَ قَالُوا فِي جَمْعِ الاثْنَيْنِ (أَثْنَاءٌ) و كَأَنَّهُ جَمْعُ الْمُفْرَدِ تَقْدِيراً مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و قيلَ أَصْلُه (ثِنْيٌ) وِزَانُ حِمْلٍ و لهذَا يُقَالُ (ثِنْتان) و الْوَجْهُ أَنْ يَكُونَ اخْتلَافَ لُغَةٍ لا اخْتِلَافَ اصْطِلَاحٍ و إذَا عَادَ عَلَيْهِ ضَمِيرٌ جَازَ فِيه وَجْهَانِ أَوْضَحهُما الإفْرادُ عَلَى مَعْنَى اليَوْمِ يُقَالُ مَضَى يَوْمُ الاثْنَيْنِ بِمَا فِيهِ و الثَّانِي اعْتِبَارُ اللَّفْظِ فيُقَالُ بِمَا فِيهما و (أَثْنَاءُ) الشَّي‏ء تَضَاعِيفُهُ و جَاءُوا (فِي أَثْنَاءِ الأَمْرِ) أَيْ فِي خِلَالِهِ تَقْدِيرُ الواحِدِ (ثَنًى) أو (ثِنْيٌ) كَمَا تَقَدَّمَ.
[ثوب‏]
الثَّوْبُ: مُذَكَّرٌ و جَمْعُهُ (أَثْوَابٌ) و (ثِيَابٌ) و هي ما يَلْبَسُهُ النَّاسُ مِنْ كَتَّان و حَرِيرٍ و خَزٍّ و صوفٍ و فَرْوٍ و نحْوِ ذلك و أمَّا السُّتُورُ و نَحْوُهَا فَلَيْسَتْ بثِيابٍ بل أَمْتِعَةُ البَيْتِ و (المَثَابَةُ) و (الثَّوَابُ) الْجَزَاءُ و (أَثَابَهُ) اللّه تعَالَى فَعَلَ لهُ ذلكَ و (ثَوْبَانُ) مِثْلُ سَكْرَانَ مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ و (ثَابَ) (يَثُوبُ) (ثَوْباً و ثُؤُوباً) إِذَا رَجَعَ و مِنْهُ قِيلَ للمكَانِ الذِي يَرْجِعُ إليه الناسُ (مَثَابَةٌ) و قِيلَ للإنْسَانِ إذَا تَزوَّجَ (ثَيِّبٌ) و هُوَ فَيْعِلٌ اسمُ فَاعِلٍ مِنْ ثَابَ و إطْلَاقُهُ عَلَى الْمَرْأَةِ أكْثَرُ لأَنَّهَا تَرْجعُ إِلَى أَهْلِهَا بِوَجْهٍ غير الأولِ و يَسْتَوِىِ في (الثَّيِّبِ) الذَّكَرُ و الْأُنْثَى كَمَا يُقَالُ أيِّمٌ و (بِكْرٌ) للذَّكَرِ و الْأُنْثَى و جمْعُ المذَكَّرِ (ثَيِّبُونَ) بالوَاوِ و النُّونِ و جَمْعُ المؤَنَّثِ (ثَيِّبَاتٌ) و المولَّدونُ يَقُولُون (ثُيَّبٌ) و هو غَيْرُ مَسْمُوعٍ و أَيْضاً فَفَيْعِلٌ لا يُجْمَعُ عَلَى فُعَّلٍ و (ثَوَّبَ) الداعي (تَثْوِيباً) رَدَّدَ صوتَهُ و منهُ (التَّثْوِيبُ) في الأَذَانِ و (تَثَاءَبَ) بالْهَمْزِ (تَثَاؤُباً) وِزَانُ تَقَاتَلَ تَقَاتلًا قِيلَ هي فَتْرَةٌ تَعْتَرِي الشَّخْصَ فَيَفْتَحُ عِنْدَهَا فَمَهُ و (تَثَاوَبَ) بالوَاوِ عَامِّيٌّ.
[ثور]
ثَارَ: الغُبَارُ (يَثُورُ) (ثَوْراً) و (ثُؤُوراً) على فُعُولٍ و (ثَوَرَاناً) هَاجَ و مِنْهُ قِيل لِلْفِتْنَةِ (ثَارَتْ) و (أَثَارَهَا) العَدُو و (ثَارَ) الغَضَبُ احْتَدَّ و (ثَارَ) إِلَى الشَّرِّ نَهَضَ و (ثَوَّرَ) الشَّرَّ (تَثْويراً) و (أَثَارُوا) الأَرْضَ عَمَرُوهَا بالفِلَاحَةِ و الزِّراعَةِ و (الثَّوْرُ) الذَّكَرُ مِنَ الْبَقَر و الأنْثَى (ثَوْرَةٌ) و الجمعُ (ثِيرَانٌ و أَثْوَارٌ و ثِيَرةٌ) مِثَالُ عِنَبَةٍ و (ثَوْرٌ) جَبَلٌ بِمَكَّةَ و يُعْرَفُ (بِثَوْرِ أطْحَلَ) و أطْحَلُ وِزَانُ جَعْفَرٍ قال ابْنُ الأَثيِر و وَقَعَ في لَفْظِ الحَدِيثِ (أنَّ النَّبىَّ صلّى اللّه عَلَيْهِ و سَلَّمَ حَرّم مَا بَيْنَ عَيْرٍ إلى ثَوْرٍ).
و لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ جَبَلٌ يُسَمَّى ثَوْراً «1» و إنَّما هو بِمَكَّةَ و لعَلَ‏
__________________________________________________
 (1) هذا خطأ سبقه إليه غيرُهُ- و الصواب أن بالمدينة جبلًا صغيراً حِذَاءَ أُحُدٍ يُسَمَّى ثوراً و قد رأيته- و قال صاحب القاموس: و ثورٌ جبل بالمدينة و منه الحديث الصحيح «المدينة حَرَمٌ ما بينَ عَيْرٍ إلى ثَوْرٍ» و أمّا قول أبي عبيد بن سلام و غَيْرِه من الأكابِر الأعْلَام أن هذا تصحيف و الصواب إلى أحُدٍ لأن ثوراً إنما هو بمكة فَغَيرُ جَيّد لِمَا أخبرنى الشُجاع البَعْلِىُّ الشيخ الزاهد عن الحافِظِ أبي محمد عبد السلام البصرى أن حِذَاء أحُدٍ جَايخاً إلى وَرَائِهِ جَبَلًا صغيراً يقال له ثَوْرٌ إلخ. مِمّا يثبت بلا شك وجود هذا الْجَبَلِ- القاموس مادة- (ث و ر).

87
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ثور ص 87

الحَدِيثَ (مَا بَيْنَ عَيرٍ إلَى أحُدٍ) فالْتَبَسَ عَلَى الرَّاوِي و (الثَّوْرُ) القِطْعَةُ من الأَقِطِ و (ثَوْرُ الماءِ) الطُّحْلُبُ و قِيلَ كُلُّ مَاعَلَا الماءَ من غُثَاءٍ و نَحْوِهِ يَضْربُه الرَّاعِي ليَصْفُوَ لِلْبَقَرِ فهُو (ثَوْرٌ)
[ثأر]
و الثَّأرُ الذَّحْلُ بالْهَمْزِ و يَجُوزُ تَخْفِيفُهُ يقال (ثَأَرْتُ) القَتِيلَ و ثَأَرْتُ بِهِ منْ بَابِ نَفَع إذَا قَتلتُ قَاتِلَهُ‏
[ثول‏]
ثَوِلَ: (ثَوَلًا) منْ بَابِ تَعِبَ فالذَّكَرُ (أَثْوَلُ) و الأُنْثَى (ثَوْلَاءُ) و الْجمعُ (ثُوْلٌ) مثلُ أحمَر و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و هو دَاءٌ يُشْبِهُ الْجُنُونَ وَ قَالَ ابن فَارِسٍ (الثَّوْلُ) دَاءٌ يُصِيبُ الشَّاةَ فَتَسْتَرْخِي أعْضَاؤُهَا و (الثُّؤلُولُ) بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وِزَانُ عُصْفُورٍ و يَجُوزُ التَّخْفِيفُ و الْجَمْعُ (الثَآلِيلُ) و (انْثَالَ) البُرُّ انْثِيَالًا انْصَبَّ بِمَرَّةٍ و هُوَ انْفِعَالٌ و (انْثَالَ) النَّاسُ عَلَيْهِ منْ كُلِّ وَجْهٍ اجْتَمَعُوا.
[ثوي‏]
ثَوَى: بالْمَكَانِ و فِيهِ و رُبَّمَا تَعَدَّى بِنَفْسِهِ منْ بَابِ رَمَى (يَثْوِي) (ثَوَاءً) بالمدّ أَقَامَ فهو (ثَاوٍ) و في التَّنْزِيِل «وَ ما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ»
 و (أَثْوَى) بالأَلِفِ لُغَةٌ و (أَثْوَيْتُهُ) فيَكُونُ الرُّبَاعِىُّ لَازِماً و مُتَعَدِّياً و (الْمَثْوَى) بفَتْحِ المِيمِ و العَيْنِ الْمَنْزِلُ و الجمعُ (المثَاوِي) بكسرِ الوَاوِ و فِي الأثر (و أصْلِحُوا مَثَاوِيَكمْ).

88
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب الجيم ص 89

كتاب الجيم‏
الجَاوَرْسُ: يَأْتِي فِي تَرْكِيبِ (جرس)
[جبب‏]
جَبَبْتُهُ: (جَبّاً) منْ بَابِ قَتَل قَطَعْتُهُ و مِنْهُ (جَبَبْتُهُ) فهُوَ (مَجْبُوبٌ) بَيِّنُ (الجِبَابِ) بالكسْرِ إذَا اسْتُؤْصِلَتْ مَذَاكِيرُه و (جَبَّ) القومُ نَخْلَهم لَقَّحُوهَا و هُوَ زَمَنُ (الجَبَابِ) بالفَتْحِ و الكَسْرِ و (الْجُبَّةُ) من الْملَابِسِ مَعْرُوفَةٌ و الجَمْعُ (جُبَبٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (الْجُبُّ) بِئْرٌ لَمْ تُطْوَ و هُوَ مُذَكَّرٌ و قَالَ الْفَرَّاءُ يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ و الْجَمْعُ (أَجْبَابٌ) و (جِبَابٌ) و (جِبَبَةٌ) مثلُ عِنَبَةٍ.
[جبذ]
جَبَذَهُ: (جَبْذاً) من بَابِ ضَرَبَ مثْلُ (جَذَبَهُ جَذْباً) قيلَ مَقْلُوبٌ منه لُغَةٌ تَمِيمِيَّةٌ و أنْكرهُ ابنُ السَّرَّاجِ و قَالَ ليسَ أَحَدُهُمَا مَأْخُوذاً منَ الآخَرِ لأَنَّ كُلِّ وَاحِدٍ مُتَصَرَّفٌ فِي نَفْسِهِ.
[جبر]
جَبَرْتُ: العَظْمَ (جَبْراً) من بَابِ قَتَلَ أَصْلَحْتُه (فَجَبَرَ) هو (جَبْراً) أيضاً و (جُبُوراً) صَلَحَ يُسْتَعْمَلُ لَازماً و مُتَعَدِّياً و (جَبَرْتُ) اليَتِيمَ أَعْطَيْتُهُ و (جَبَرْتُ) اليَدَ وضَعْتُ عَلَيْهَا الْجَبيرَةَ و (الجَبِيرَةُ) «1» عِظَامٌ تُوضَعُ عَلَى الْمَوْضِعِ العَلِيلِ مِنَ الجَسَدِ يَنْجَبِرُ بهَا و (الجِبَارَةُ) بالكَسْرِ مِثْلُهُ و الجمعُ (الْجَبَائِرُ) و (جَبَرْتُ) نِصَابَ الزَّكَاةِ بِكَذا عَادَلْتُهُ به و اسمُ ذلكَ الشَّي‏ء (الجُبْرانُ) و اسمُ الفَاعِلِ (جَابِرٌ) و بِهِ سُمِّىَ و (الْجَبْرُ) وِزَانُ فَلْسٍ خِلَافُ القَدَرِ و هُوَ الْقَوْلُ بأَنَّ اللّهَ يَجْبُرُ عِبَادَهُ عَلَى فِعْل المَعَاصِي و هُوَ فَاسِدٌ و تُعْرَفُ أَدِلَّتُهُ مِنْ عِلْمِ الكَلامِ بلْ هُوَ قَضَاءُ اللّهِ عَلَى عِبَادِهِ بِمَا أَرَادَ وُقُوعَهُ مِنْهُمْ لأَنَّهُ تَعَالَى يَفْعَلُ فِي مُلْكِهِ مَا يُريدُ و يَحْكُمُ فِي خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ و يُنْسَبُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فيُقَالُ (جَبْرِيٌّ) و قَوْمٌ (جَبْرِيَّةٌ) بسكُونِ البَاءِ و إذَا قِيلَ (جَبْرِيَّةٌ و قَدَرِيَّةٌ) جَازَ التَّحْرِيكُ لِلِازْدِوَاجِ و فِيهِ (جَبَرُوتٌ) بفتْحِ البَاءِ أي كِبْرٌ و جُرْحُ الْعَجْمَاءِ (جُبَارٌ) بالضَّمِّ أَيْ هَدَرٌ قَالَ الأَزْهَرىُّ مَعْنَاهُ أَنَّ البَهِيمَةَ العَجْمَاءَ تَنْفَلِتُ فَتُتْلِفُ شيئاً فَهُوَ هَدَرٌ و كذلِكَ المعْدِنُ إِذَا انْهَارَ عَلَى أَحَدٍ فَدَمُهُ (جُبَارٌ) أَيْ هَدَرٌ و (أَجْبَرْتُهُ) عَلَى كَذَا بالألِفِ حَمَلْتُهُ عَلَيْهِ قَهْراً و غَلَبَةً فهُوَ (مُجْبَرٌ) هذِه لُغَةُ عَامَّةِ العَرَبِ وَ فِي لُغَةٍ لبَنِي تَمِيمٍ‏
__________________________________________________
 (1) فى غيره من المعاجم الجبيرة. العيدان التى تُجْبُر بها العظام- و لعل هذا هو الصواب‏

89
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جبر ص 89

و كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ يَتَكَلَّمُ بهَا (جَبَرْتُهُ) (جَبْراً) من بَاب قَتَلَ و (جُبُوراً) حَكَاهُ الأزْهَرِىُّ و لَفْظُهُ و هي لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ و لَفْظُ ابن القَطَّاعِ و (جَبَرْتُكَ) لُغَةُ بَنِي تَمِيم و حَكَاهَا جَمَاعَةٌ أيضاً ثُمَّ قَالَ الأزْهَرِىُّ (فَجبَرْتُهُ) و (أَجْبَرْتُهُ) لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ و قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ في بَاب ما اتَّفَقَ عَلَيْهِ أبو زَيْدٍ و أَبُو عُبَيْدَةَ ممَّا تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ من فَعَلْتُ و أَفعلْتُ (جَبَرْتُ) الرَّجُلَ عَلَى الشَّي‏ءِ و (أَجْبَرْتُهُ) و قال الخَطَّابِي (الْجَبَّارُ) الذي جَبَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَا أَرَادَ مِن أَمْرِهِ و نَهْيِهِ يُقَالُ (جَبَرَهُ) السُّلْطَانُ و (أَجْبَرَهُ) بِمَعْنًى و رَأَيْتُ في بَعْضِ التّفَاسِيرِ عِنْدَ قولهِ تَعَالَى «وَ ما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ»
 أَنّ الثُّلَاثِىَّ لُغَةٌ حَكَاهَا الفَرّاءُ وَ غيْرُهُ و اسْتشْهَدَ لِصِحَّتِهَا بِمَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يُبْنَى فَعَّالٌ إِلَّا مِنْ فِعْلٍ ثُلَاثِيِّ نَحْوُ الفَتَّاحِ و العَلَّامِ و لَمْ يَجِئْ مِنْ أَفْعَلَ بِالألِفِ إلَّا درَّاكٌ فإنْ حُملَ جَبَّارُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى فهُوَ وَجْهٌ قَالَ الفَرَّاءُ و قَدْ سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُول (جَبَرْتُه) عَلَى الأَمْرِ و (أَجْبَرْتُهُ) و إذا ثبتَ ذَلِكَ فَلَا يُعَوّلُ عَلَى قَوْل من ضَعَّفَهَا
و
[جبرل‏]
جِبْرِيلُ: عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيهِ لُغَاتٌ كَسْرُ الجِيم و الرّاءِ و بَعْدَهَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ و الثَّانِيَةُ كَذَلك إلَّا أَنَّ الجيمَ مَفْتُوحَةٌ و الثَّالِثَةُ فَتْحُ الجِيمِ و الرَّاءِ و بهَمْزَةٍ بَعْدَها يَاءٌ يُقَالُ هُوَ اسْمٌ مُركَّبٌ مِنْ (جبر) و هُوَ الْعَبْدُ وَ (إِيل) و هُوَ اللّهُ تَعَالَى و فِيهِ لُغَاتٌ غيرُ ذَلِكَ.
[جبل‏]
الجَبَلُ: مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (جِبَالٌ) و (أَجْبُلٌ) عَلَى قِلّةٍ قَالَ بعضهُمْ و لَا يَكُونُ جَبَلًا إِلَّا إذَا كَانَ مُسْتَطِيلًا و (الجِبِلَّةُ) بكَسْرَتَيْنِ و تَثْقِيلِ اللَّامِ و (الطَّبِيعَةُ) و (الْخَلِيقَةُ) و (الْغَرِيزَةُ) بِمَعْنًى وَاحِدٍ و (جَبَلُه) اللّهُ عَلَى كَذَا مِنْ بَاب قَتَلَ فَطرهُ عَلَيْهِ وَ شَي‏ءٌ (جِبِلِّيٌّ) مَنْسُوبٌ إلَى الجِبِلَّةِ كَمَا يُقَالُ طَبيعِىٌّ أيْ ذَاتِيٌّ مُنْفَعِلٌ عَنْ تَدْبِيرِ الجِبلَّةِ فِي الْبَدَنِ بِصنْعِ بَارِيها «ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ»*.
[جبن‏]
جَبُنَ: (جُبْناً) وِزَانُ قَرُبَ قُرْباً و (جَبَانَةً) بالفَتْحِ وَ فِي لُغَةٍ مِنْ بَاب قَتَلَ فهُوَ (جَبَانٌ) أيْ ضَعِيفُ القَلْبِ و امْرَأَةٌ (جَبَانٌ) أيضاً وَ رُبَّمَا قِيل (جَبَانَةً) و جمعُ الْمُذَكَّرِ (جُبَناءُ) و جمعُ الْمُؤَنَّثِ (جَبَانَاتٌ) و (أَجْبَنْتُهُ) وَجَدْتُهُ جَباناً و (الْجُبْنُ) المأكولُ فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتِ رَوَاهَا أَبُو عُبَيْدَة عَنْ يُونُسَ بنِ حَبِيب سَمَاعاً عَنِ الْعَرَبِ أَجْوَدُهَا سكُونُ البَاءِ و الثَّانية ضَمُّهَا للْإتْباعِ و الثَّالِثَةُ و هِيَ أَقَلُّهَا التَّثْقيلُ و مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ التَّثْقِيلَ مِنْ ضَرورَة الشِعْرِ و (الْجَبِينُ) ناحِيَةُ الْجَبْهَةِ مِنْ مُحاذاةِ النَّزَعَة إلَى الصُّدْغ و هُمَا (جَبِينانِ) عَنْ يَمِينِ الجَبْهَةِ و شِمَالِهَا قَالَهُ الأزْهَرِىُّ و ابنُ فَارِس‏

90
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جبن ص 90

وَ غيرُهُمَا فَتكُونُ الجَبْهَةُ بَيْنَ جَبِينَيْنِ و جَمْعُهُ (جُبُنٌ) بضَمَّتَيْنِ مثلُ بَرِيدٍ و بُرُدٍ و (أَجْبِنَةٌ) مثلُ أَسْلِحَةٍ و (الجَبَّانَةُ) مُثَقَّلُ البَاءِ و ثُبُوتُ الهَاءِ أَكْثَرُ مِنْ حَذْفِها هي الْمُصَلَّى في الصَّحْراءِ و ربَّمَا أُطْلِقَتْ عَلَى المقْبُرَة لأَنّ المُصَلَّى غَالِباً تَكُونُ فِي الْمَقْبُرَةِ.
[جبه‏]
الجَبْهَةُ: مِنَ الانْسَانِ تُجْمَعُ عَلَى (جِبَاهٍ) مثلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ قَالَ الخَلِيلُ هِيَ مُسْتَوى مَا بَيْنَ الحَاجِبَيْن إلَى النَاصِيَةِ و قَالَ الأصْمَعىُّ هي مَوْضِعُ السُّجُودِ و (جَبَهْتُهُ أَجْبَهُهُ) بفَتْحَتَيْنِ أَصَبْتُ جَبْهَتَهُ و (الْجَبْهَةُ) أيضاً الجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ و الْخَيْلِ.
[جبي‏]
جَبَيْتُ: المالَ و الخراجَ (أَجْبِيهِ) (جبَايَةً) جَمَعْتُهُ و (جَبَوْتُهُ) (أَجْبُوهُ) (جِبَاوَةً) مِثْلُهُ.
[جثث‏]
الْجُثَّهُ: للإنْسَانِ إِذَا كَانَ قَاعِداً أَوْ نَائِماً فإنْ كَانَ مُنْتَصِباً فهُوَ طَلَلٌ و الشَّخْصُ يَعُمُّ الْكُلَّ و (جَثَثْتُ) الشي‏ء (أَجُثُّهُ) مِنَ بَابِ قَتَل و (اجْتَثَثْتُهُ) اقْتَلعْتُهُ.
[جثل‏]
جَثُلَ: الشَّعْرُ بالضَّمِ (جُثُولَةً) و (جَثَالةً) فهُوَ (جَثْلٌ) مثْلُ فَلْسٍ أيْ كَثُر و غَلُظَ و لِحْيَةٌ (جَثْلَةٌ) كَذَلك.
[جثم‏]
الْجُثْمَان: بالضَّمِّ قَالَ أبُو زَيْدٍ هُوَ الْجُسْمَانُ و قَالَ الأصْمَعىّ (الْجُثْمَانُ) الشَّخْصُ و (الْجُسْمَانُ) هُوَ الجِسْمُ و الْجَسَدُ و (جَثَمَ) الطَّائِرُ و الأرْنَبُ (يَجْثِمُ) من بَابِ ضَرَبَ (جُثُوماً) و هو كالبُروكِ من البَعِيرِ و رُبَّمَا أُطْلِقَ عَلَى الظَبَاءِ و الإِبِلِ و الفَاعِلُ (جَاثِمٌ) و (جَثَّامٌ) مُبَالغَةٌ ثمَّ اسْتُعِيرَ الثَّانِي مُؤَكَّداً بالْهَاءِ للرَّجُل الذِي يُلَازِمُ الحَضَرَ و لَا يُسَافر فقِيلَ فِيهِ (جَثَّامَةٌ) وِزَانُ عَلَّامَةٍ و نَسَّابَةٍ ثمَّ سُمِّىَ بِهِ و منْه (الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ اللَّيْثيُّ).
[جثو]
جَثَا: عَلَى رُكْبَتِهِ (جُثِيًّا) و (جُثُوًّا) من بَابَيْ عَلَا و رَمَى فهُوَ (جَاثٍ) و قَوْمٌ جُثِيٌّ عَلَى فُعُولٍ.
[جحد]
جَحَدَهُ: حَقَّهُ و بِحَقِّهِ (جَحْداً) و (جُحُوداً) أَنْكَرَهُ و لا يَكُونُ إلَّا عَلَى عِلْمٍ من الجَاحِدِ بِه‏
[جحر]
الجُحْرُ: لِلضَّبِ و اليَرْبُوعِ و الحيَّةِ و الجمْعُ (جِحَرَةٌ) مِثْلُ عِنَبَةٍ و (انْجَحَرَ) الضَّبُّ على انْفَعَلَ أَوَى إلَى جُحْرِه.
[جحش‏]
الْجَحْشُ: وَلَدُ الْأَتَانِ و الْجَمْعُ (جُحُوشُ) و (جِحْشَانٌ) بالكسرِ، و بالْمُفْردِ سُمِّي الرَّجُلُ و مِنْهُ (حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ).
[جحف‏]
أَجْحَفَ: السَّيْلُ بِالشَّيْ‏ءِ (إجْحَافاً) ذهَبً بِهِ و (أَجْحَفَتِ) السَّنَةُ إِذَا كَانَتْ ذَاتَ جَدْبٍ و قَحْطٍ و (أَجْحَفَ) بِعَبْدِه كَلَّفَهُ مَا لَا يُطِيقُ ثم اسْتعِير الإِجْحَافُ فِي النَّقْصِ الفَاحِشِ و (الجُحْفَةُ) مَنْزِلٌ بَيْنَ مَكَّةَ و الْمَدِينَةِ قَرِيبٌ منْ رَابغٍ بَيْنَ (بَدْرٍ و خُلَيصٍ) و يُقَالُ كَانَ اسْمُهَا (مَهْيَعَةَ) بسكُونِ الهَاءِ و فَتْحِ البَوَاقِي و سُمِّيَتْ بِذلِك‏

91
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جحف ص 91

لأنَّ السَّيْلَ أَجْحَفَ بأَهْلِها.
[جدب‏]
الجَدْبُ: هُوَ المحْلُ وزْناً و مَعْنًى و هو انْقِطَاعُ المَطَرِ و يُبْس الأَرْضِ يُقَالُ (جَدُبَ) البَلَدُ بالضَّمِّ (جُدُوبةً) فهو (جَدْبٌ) و (جَدِيبٌ) و أرْضٌ (جَدْبَةٌ) و (جَدُوبٌ) و (أَجْدَبَتْ) (إِجْدَاباً) و (جَدِبَتْ) (تَجْدَبُ) من بَابِ تَعِبَ مثلُه فهي (مُجْدِبَةٌ) و الجمعُ (مَجَادِيبُ) و (أَجْدَبَ) القَوْمُ (إِجْدَاباً) أَصَابَهُمُ الْجَدْبُ و (جَدَبْتُهُ) (جَدْباً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ عِبْتُهُ.
[جندب‏]
و الجُنْدُبُ: فُنْعُلٌ بِضَمِّ الفَاءِ و العَيْنُ تُضَمُّ و تُفْتَحُ ذَكَرُ الجَرَادِ و بهِ سُمِّىَ.
[جدث‏]
الجَدَثُ: القبر و الْجَمْعُ (أَجْدَاثٌ) مثلُ سَببٍ و أَسْبَابٍ و هذه لُغَةُ تِهَامَةَ و أمَّا أهلُ نَجْدٍ فَيَقُولُونَ (جَدَفٌ) بالفَاءِ.
[جدد]
جَدَّ: الشَّي‏ء (يَجِدُّ) بالكسر (جِدَّةً) فَهُوَ (جَدِيدٌ) و هو خِلَافُ القَدِيمِ و (جَدَّدَ) فلانٌ الأَمْرَ و (أَجَدَّهُ) و (اسْتَجَدَّهُ) إذَا أحْدَثَهُ (فَتَجَدَّدَ) هو و قَدْ يُسْتَعْمَلُ (اسْتَجَدَّ) لازماً و (جَدَّه) (جَدًّا) منْ بَابِ قَتَل قَطَعَهُ فهُوَ (جَدِيدٌ) فعيلٌ بِمعْنَى مفَعُولٍ و هذَا زَمَنُ (الجِدَادِ) و (الجَدَادِ)، و (أَجَدَّ) النخلُ بالألِفِ حَانَ جِدَادُه و هو قَطْعُهُ، و (الجَدُّ) أبُو الأَبِ و أبُو الأمِّ و إِنْ عَلَا، و (الجَدُّ) العَظَمَةُ و هو مَصْدَرٌ يُقَال مِنْهُ (جَدَّ) في عُيُونِ النَّاسِ من بَاب ضَرَبَ إِذَا عَظُم و (الجَدُّ) الحَظُّ يقال (جَدِدْتُ) بالشَّي‏ء (أَجَدُّ) من بابِ تَعِب إِذَا حَظِيتَ بِهِ و هو (جَدِيدٌ عندَ النَّاسِ) فَعِيلٌ بمعْنَى فَاعِلٍ، و (الجَدُّ) الغِنَى و في الدُّعَاءِ «و لا ينفَعُ ذَا الجَدِّ منْكَ الجَدُّ».
أي لَا يَنْفعُ ذَا الغِنَى عِنْدَك غِنَاهُ و إنَّمَا يَنْفَعُهُ الْعَمَلُ بِطَاعَتِكَ، و (الجَدُّ) في الأمرِ الاجْتِهَادُ و هُوَ مَصْدَرٌ يُقَالُ مِنْه (جَدَّ) (يَجِدُّ) منْ بَابَيْ ضَرَبَ و قَتَلَ و الإسْمُ (الجِدُّ) بالكَسْرِ و منْهُ يُقَالُ فلَانٌ مُحْسِنٌ (جِدًّا) أيْ نِهايةً و مُبَالغَةً قال ابنُ السِّكّيتِ (وَ لَا يُقَالُ مُحْسِنٌ جَدًّا) بالفتحِ، و (جَدَّ) في كَلَامِهِ (جَدًّا) من بَابِ ضَرَبَ ضدُّ هَزَلَ و الاسْم مِنْهُ (الجِدُّ) بالكسْرِ أيضاً و منْهُ‏
قولهُ عليهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَ هَزْلُهُنَّ جِدٌّ».
لأنَّ الرَّجُلَ كَانَ في الجَاهِليَّةِ يُطَلِّقُ أَوْ يعْتِقُ أو يُنْكِحُ ثمَّ يَقُولُ كُنْتُ لَاعِباً و يَرْجعُ فأَنْزَلَ اللّهُ قولَه تَعَالَى «وَ لا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً» فَقَالَ النَّبِىُّ صلَّى اللّهُ عليه و سلّم (ثلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ).
إبْطَالًا لأَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ و تَقْرِيراً للأحكَامِ الشَّرْعِيَّةِ، و (الْجُدُّ) بالضَّمِ البِئْرُ في مَوْضِعٍ كَثِيرِ الكَلأ و الجمْعُ (أَجْدَادٌ) مثلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ، و (الْجَادَّةُ) وَسَطُ الطَّرِيقِ و مُعْظَمُهُ و الجمْعُ (الجَوَادُّ) مِثلُ دَابّة

92
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جدد ص 92

و دَوَابَّ: و (الجَدِيدَانِ) و (الأَجَدَّانِ) و الليْلُ و النهارُ و (الجُدَّةُ) بالضَّمِ الطَّرِيقُ و الْجَمْعُ (الجُدَدُ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَف.
[جدر]
الجِدَارُ: الحائِطُ و الجمْعُ (جُدُرٌ) مثل كِتَابٍ و كُتُبٍ و (و الجَدْرُ) لُغَةٌ في الجِدَارِ و جَمْعُهُ (جُدْرَانٌ) و قوله في الحديث «اسْق أرضَك حتى يَبْلُغَ الماءُ الْجَدْرَ».
قال الأزهرىُّ المرادُ به ما رُفِعَ من أعْضَادِ الأَرْضِ يُمْسِكُ الماءَ تَشبِيهاً بِجِدَارِ الْحَائِطِ و قَالَ السُّهَيْلىُّ (الجَدْرُ) الحَاجِز يَحبِسُ الماءَ و جَمْعُهُ (جُدُورُ) مثل فَلْسٍ و فُلُوس و (الْجَدَرِيُّ) بفتحِ الجِيمِ و ضَمِّهِا و أَمَّا الدَّال فَمَفْتُوحَةٌ فِيهِمَا قُروحٌ تَنْفَطُ عَنِ الجِلْد مُمْتَلِئَةٌ مَاءً ثم تَنفَتِحُ و صَاحِبُهَا (جَدِيرٌ مُجَدَّرٌ) و يقَالُ أَوَّلُ مَنْ عُذِّبَ بِهِ قَوْمُ فِرْعَونَ و هُوَ (جَدِيرٌ) بِكَذا بِمَعْنَى خَلِيقٍ و حَقيقٍ.
[جدع‏]
جَدَعْتُ: الأنْفَ جَدْعاً مِنْ بَابِ نَفَعَ قَطَعْتُهُ و كذا الأُذنُ و اليَدُ و الشَّفَةُ و (جُدِعَتِ) «1» الشَّاةُ (جَدَعاً) من بَابِ تَعِبَ قُطِعَت أُذُنُهَا مِنْ أَصْلِهَا فهِيَ (جَدْعَاءُ) و (جُدِعَ) الرجُلُ قُطِعَ أَنْفُهُ و أُذنُه فهو (أَجْدَعُ) و الأُنْثَى (جَدْعَاءُ).
[جدف‏]
الجَدَفُ: القَبْرُ و تَقَدَّمَ في (جدث) و (الْمِجْدَافُ) لِلسَّفِينَةِ مَعْرُوفٌ و الجمْعُ (مجَادِيفُ) و لهذَا قِيلَ لجَنَاحِ الطَّائِرِ (مِجْدَافٌ) و قَدْ يُقَالُ (مِجْذَافٌ) بالذَّالِ المُعْجَمَةِ أيضا.
[جدل‏]
جَدِلَ: الرَّجُلُ (جَدَلًا) فهو (جَدِلٌ) منْ بَابِ تعِبَ إذَا اشْتَدَّتْ خُصومَتُهُ و (جَادَلَ) (مُجَادَلةً) و (جِدَالًا) إذَا خَاصَمَ بِما يَشْغَلُ عَنْ ظُهُور الحَقِ و وُضوحِ الصَّوابِ هذَا أصْلُهُ ثمَّ اسْتُعْمِلَ عَلَى لِسَانِ حَمَلَةِ الشَّرعِ في مُقَابَلةِ الْأَدِلَّةِ لِظهِورِ أَرْجَحِهَا و هُو مَحْمودٌ إنْ كَانَ لِلْوقُوفِ عَلَى الحَقِّ و إلَّا فَمَذْمُومٌ و يُقَالُ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الجَدَلَ أَبُو عَلىٍّ الطَّبرِىُّ، و (الْجَدْوَلُ) فَعْوَلٌ هَو النَّهْرُ الصَّغِير و الجمْعُ (الْجَدَاوِلُ) و (الْجَدَالَةُ) بالفَتْحِ الأرْضُ و (جَدَّلْتُهُ) (تَجْدِيلًا) أَلْقَيْتُهُ عَلَى (الجَدَالَةِ) و طعَنَهُ (فَجَدَّلَهُ)
[جدي‏]
الجَدْيُ: قال ابْنُ الأَنْبَارِىِّ هُوَ الذَّكَرُ مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ و الأُنْثَى عَنَاقٌ و قَيّدَهُ بَعْضُهم بِكَوْنِهِ في السَّنَةِ الأُوَلى و الجمعُ (أَجْدٍ) و (جِدَاءٌ) مثلُ دَلْوٍو (أَدْلٍ و دِلَاءٍ) و (الجِدْيُ) بالكَسْرِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، و (الْجَدْيُ) بالفَتْحِ أَيْضاً كَوْكَبٌ تُعْرَفُ بِهِ القِبْلَةُ و يُقَالُ له (جَدْيُ الفَرْقَدِ) و (جَدَا) فُلَانٌ عَلَيْنَا (جَدْواً) و (جَداً) وِزَانُ عَصاً إِذَا أَفْضَلَ الاسْمُ (الْجَدْوَى) و (جَدَوْتُه) و (اجْتَدَيْتُهُ) و (استَجْدَيْتُهُ) سألتهُ (فأَجْدَى عَلَيَّ) إذَا
__________________________________________________
 (1) قال الزمخشرى- و لا يُقَالُ جَدِعَ (بالبناء للفاعل) و لكِنْ جُدِع (بالبناء للمفعول) كما لا يُقَال فى الأقطِع قَطِعَ و لكن قُطِعَ.

93
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جدي ص 93

أعْطَاكَ و (أَجْدَى) أَيْضاً أَصَابَ (الْجَدْوَى) و مَا (أَجْدَى) فِعْلُه شَيْئاً مُسْتَعَارٌ من الإعْطَاءِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ نَفْعٌ و (أَجْدَى) عَلَيْكَ الشَّي‏ءُ كَفَاكَ.
[جذب‏]
جَذَبْتُهُ: (جَذْباً) من بَابِ ضَرَبَ و (جَذَبْتُ) الماءَ نَفَساً و نَفَسَيْنِ أَوْصَلْتُهُ إِلَى الْخَيَاشِيمِ و (تَجَاذَبُوا) الشَّي‏ءَ (مُجَاذَبَةً) جَذبهُ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى نَفْسِهِ.
[جذذ]
جَذَذْتُ: الشَّيْ‏ءَ (جَذًّا) من بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ فهُوَ (مَجْذُوذٌ) (فَانْجَذَّ) أي انْقَطَعَ و (جَذَذْتُهُ) كسَرْتُهُ و يُقَالُ لِحِجَارةِ الذَّهَبِ و غَيْرِهِ الَّتِي تُكْسَرُ (جُذَاذٌ) بضَمِّ الْجِيمِ و كَسْرِهِا.
[جذر]
الجَذْر: «1» الأصْلُ و أصْلُ اللِّسَانِ جَذْرُهُ و منْه (الْجَذْرُ الْجِذْرُ) في الحِسَابِ و هُوَ الْعَدَدُ الّذِي يُضْرَبُ في نَفْسِهِ مثالُهُ تَقُولُ عَشَرَةٌ في عَشَرَةٍ بِمِائَةٍ فالْعَشَرَةُ هِيَ (الْجَذْرُ الْجِذْرُ) و الْمُرْتَفِعُ من الضَّرْبِ يسَمَّى الْمَالَ.
[جذع‏]
الْجِذْعُ: بالكَسْرِ سَاقُ النَّخْلَةِ و يُسَمَّى سَهْمُ السَّقْفِ (جِذْعاً) و الجمْعُ (جُذُوعٌ و أَجْذَاعٌ) و (الْجَذَعُ) بفتْحَتَيْنِ مَا قَبْلَ الثَّنِيِّ و الجمْعُ (جِذَاعٌ) مثْلُ جَبَلٍ و جبَالٍ و (جُذْعَانٌ) بِضَمِّ الجِيمِ و كَسْرِها و الأُنْثى (جَذَعَةٌ) و الجمعُ (جَذَعَاتٌ) مثلُ قَصَبَةٍ و قَصَبَاتٍ و (أَجْذَعَ) وَلدُ الشَّاةِ في السَّنَةِ الثَّانِيَةِ و (أَجْذَعَ) وَلَدُ الْبَقَرةِ و الحَافِرِ في الثَّالِثَةِ و (أَجْذَعَ) الإِبلُ في الْخَامِسَةِ فَهُوَ (جَذَعٌ) و قال ابْنُ الأَعْرَابِيِّ (الْإِجْذَاعُ) وقْتٌ و لَيْسَ بِسِنٍّ فالعَنَاق (تُجْذِعُ) لِسَنَةٍ و ربَّمَا (أَجْذَعَتْ) قَبْلَ تَمَامِهَا لِلْخِصْب فَتَسْمُنُ فيُسْرعُ (إِجْذَاعُها) فَهِيَ (جَذَعَةٌ) و مِنَ الضَّأْن إِذَا كَانَ مِنْ شَابَّيْنِ (يُجْذِعُ) لِستَّةِ أَشْهُرٍ إِلَى سَبْعَةٍ و إِذَا كَانَ مِنْ هَرِمَيْنِ (أَجْذَعَ) مِنْ ثَمَانِيَة إِلَى عَشَرَةٍ.
[جذم‏]
الجِذْمُ: بالكَسْر أَصْلُ الشَّي‏ءِ و (الجَذْمُ) بالفَتْحِ القَطْعُ و هُوَ مَصْدَرٌ منْ بَابِ ضَرَبَ و مِنْهُ يُقَالُ (جُذِمَ) الإنْسَانُ بالبنَاءِ للْمَفْعُول إذَا أَصَابَه (الجُذَامُ) لأَنَهُ يَقْطَعُ اللَّحْمَ و يُسْقِطُهُ و هُوَ (مَجْذومٌ) قَالُوا وَ لَا يُقَالُ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى (أَجْذَمُ) وِزَانُ أَحْمَرَ و (جُذَامُ) وِزَانُ غُرَابٍ قَبِيلَةٌ مِنَ اليمَنِ و قِيلَ مِنْ مَعَدٍّ و (جَذِمَتِ) اليدُ (جَذَماً) من بَابِ تَعِبِ قُطِعَتْ و (جَذِمَ) الرجُلُ (جَذَماً) قُطِعَتْ يَدُهُ فالرجُلُ (أَجْذَمُ) و المْرأةُ (جَذْمَاءُ) و يعَدّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (جَذَمْتُهَا) جَذْماً) من بَابِ ضَرَبَ إذَا قَطَعْتَهَا فهِيَ (جَذِيمٌ)
[جذو]
الجَذْوَةُ: الْجَمْرَةُ المُلْتَهِبَة و تُضَمُّ الجِيمُ و تُفْتَحُ فَتُجْمَعُ (جُذًى) مثُلُ مُدًى و قُرًى و تُكْسَرُ أَيْضاً فَتُكْسَرُ في الجمْعِ مثلُ جِزْيةٍ و جِزًى.
[جرب‏]
جَرِبَ: البَعِيرُ و غيرُه (جَرَباً) من بَابِ تَعِبَ فهو (أَجْرَبُ) و نَاقةٌ (جَرْباءُ) و إِبِلٌ‏
__________________________________________________
 (1) الجذر بفتح الجيم عن الأصمعى و بكسرها عن أبى عمرو.

94
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جرب ص 94

 (جُرْبٌ) مثل أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و سُمِعَ أيضاً في جَمْعِهِ (جِرَابٌ) وِزَانُ كِتَابٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و مِثْلُهُ بَعيرٌ (أَعْجَفُ) و الجمْعُ (عِجَافٌ) و أَبْطَحُ و بِطَاحٌ و أَعْصَلُ و عِصَالٌ و (الأَعْصَلُ) الْمُعْوَجُّ وَ فِي كُتُبِ الطِّبِّ أَنَّ الجَرَبَ خِلْطٌ غليظٌ يَحْدُثُ تَحْتَ الْجِلْدِ مِنْ مُخَالَطَةِ الْبَلْغَمِ المِلْحِ لِلدَّمِ يَكُونُ مَعَهُ بُثُورٌ و رُبَّمَا حَصَلَ مَعَهُ هُزَالٌ لِكَثْرَتِهِ و أَرْضٌ (جَرْبَاءُ) مَقْحُوطةٌ و (الجِرَابُ) مَعْرُوفٌ و الجمْعُ (جُرُبٌ) مثلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ و سُمِع (أَجْرِبَةٌ) أيضاً و لَا يُقَالُ (جَرابٌ) بالفَتْحِ «1» قَالهُ ابنُ السّكِيتِ و غَيْرُه و (الجَرِيبُ) الوَادي ثمَّ اسْتعِيرَ لِلْقِطْعَةِ الْمُتَمَيِّزَةِ مِنَ الأرْضِ فَقِيلَ فِيهَا (جَرِيبٌ) وَ جَمْعُهَا (أَجْرِبَةٌ) و (جُرْبَانٌ) بالضَّمِ و يَختَلِفُ مِقْدَارُهَا بِحَسَبِ اصْطِلَاحِ أَهْلِ الأَقَاليمِ كَاخْتِلَافِهِم في مِقْدَارِ الرِّطْلِ و الكَيْلِ و الذِّرَاعٍ و في كِتَابِ المِسَاحَةِ لِلسَّمَوْءَلِ اعلَمْ أَنَّ مَجْمُوعَ عَرْضِ كلِّ سِتِّ شُعَيْرات مُعْتَدِلَاتٍ يسَمَّى (أصبَعاً) و (القَبْضَةُ) أَرْبعُ أَصَابعَ و (الذِّرَاعُ) سِتُّ قَبَضَاتٍ و كلُّ عَشَرَة أَذْرُعٍ تُسَمَّى (قَصَبَةً) و كَلُّ عَشْرِ قَصَبَات تسَمَّى (أَشْلًا) و قدْ سُمِّىَ مَضْرُوبُ الأَشْلِ فِي نَفْسِهِ جَرِيباً و مضْرُوبُ الأَشْلِ في الْقَصَبَةِ (قَفِيزاً) و مضْرُوبُ الأَشْلِ في الذِّرَاعِ (عَشِيراً) فَحَصَلَ منْ هَذَا أَنَّ (الجَرِيبَ) عَشْرَةُ آلافِ ذِرَاعٍ و نُقِلَ عَنْ قُدَامَةَ الكَاتِبِ أَنَّ الأَشْلَ سِتُّون ذِرَاعاً و ضَرْبُ الأَشْلِ في نَفْسِهِ يُسَمَّى جَرِيباً فيَكُونُ ذلكَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ و سِتَّمِائَةِ ذِرَاعٍ، و (جَرِيبُ) الطَّعَامِ أَرْبَعَةُ أَقْفِزَةٍ قَالَهُ الأزْهَرِىُّ: و (جَرَّبْتُ) الشي‏ءَ (تَجْرِيباً) اخْتَبَرْتُهُ مرَّةً بَعْدَ أُخْرَى و الاسْمُ (التَّجْرِبَةُ) و الجمعُ (التَّجَارِبُ) مثْلُ المَسَاجِدِ، و (الْجَوْرَبُ) فَوْعَلٌ و هُوَ مُعَرَّبٌ و الْجَمْعُ (جَوَارِبَةٌ) بالهاءِ و رُبَّمَا حُذِفَتْ.
[جرح‏]
جَرَحَه: (جَرْحاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و (الْجُرْحُ) بالضَّمِ الاسمُ و هو (جَرِيحٌ) و (مَجْرُوحٌ) و قومٌ (جَرْحَى) مثلُ قتيلٍ و قَتْلَى و (الجِرَاحَةُ) بالكسْرِ مثلُ الجَرْحِ و جَمْعُها (جِرَاحٌ) و (جِرَاحَاتٌ) و (جَرَحَهُ) بِلِسَانِهِ (جَرْحاً) عَابَه و تَنَقَّصَهُ و منه (جَرَحْتُ) الشَّاهِدَ إِذَا أَظْهَرْتَ فِيهِ مَا تُرَدُّ بِهِ شَهَادَتُه، و (جَرَحَ) و (اجْتَرَحَ) عَمِلَ بِيَدِهِ و اكْتَسَبَ و مِنْهُ قِيلَ لِكَوَاسِبِ الطَّيرِ و السِّبَاعِ (جَوَارِحُ) جمعُ (جَارِحَةٍ) لأنَّهَا تَكْتَسِبُ بِيَدِهَا و تُطْلَقُ (الجَارِحَةُ) على الذَّكَرِ و الأُنْثَى كالرَّاحِلَةِ و الرَّاوِيَةِ و اسْتَجْرَحَ الشي‏ءَ اسْتَحَقَّ أَنْ يُجْرَحَ.
[جرد]
جَرَدْتُ: الشي‏ءَ (جَرْداً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَزَلْتُ مَا عَلَيْهِ و (جَرَّدْتُهُ) مِنْ ثِيَابِهِ بالتَثْقِيلِ‏
__________________________________________________
 (1) فى القاموس و الجِراب و لا يُفتح أو لُغيَّة فيما حكاه النووى و عياض.

95
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جرد ص 95

نَزَعتُها عَنْهُ و (تَجَرَّدَ) هُوَ مِنْهَا، و (الْجَرَادُ) مَعْرُوفٌ الوَاحِدَةُ (جَرَادَةٌ) تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنْثَى كالْحَمَامَةِ و قَدْ تَدْخُلُ التَّاءُ لِتَحْقِيقِ التَّأْنِيثِ: و مِنْ كَلَامِهِمْ (رَأَيْتُ جَرَاداً عَلَى جَرَادَةٍ) سُمِّىَ بِذلِكَ لأَنَّهُ (يَجْرُدُ) الأَرْضَ أيْ يَأْكُلُ مَا عَلَيْهَا و (جُرِدَتِ) الأَرْضُ بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهيَ (مَجْرُودَةٌ) إِذَا أَصَابَهَا الْجَرَادُ و (الْجَرِيدُ) سَعَفُ النَّخْلِ الوَاحِدَةُ (جَرِيدَةٌ) فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ و إِنَّمَا تُسَمَّى (جَرِيدَةً) إِذَا جُرِدَ عَنْهَا خُوصهَا.
[جرذ]
الْجُرَذُ: وِزَانُ عُمَرَ وَ رُطَبٍ قَالَ ابْنُ الأَنْبَارِىِّ و الأزْهَرِىُّ الذَّكَرُ مِنَ الْفَأْرِ و قَالَ بعْضُهُمْ هُوَ الضَّخْمُ مِنَ الفِيرانِ و يَكُونُ فِي الْفَلَوَاتِ وَ لَا يَأْلَفُ البُيُوتَ و الْجَمْعُ (الجِرْذَانُ) «1» بالكَسْرِ مثلُ صُرَدٍ و صِرْدَانٍ و بِالْجَمْعِ كُنِيَ نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ فَقِيلَ (أمُّ جِرْذَانٍ).
[جرر]
جَرَرْتُ: الْحَبْلَ و نحْوَه (جَرًّا) سَحَبْتُهُ (فانْجَرَّ) و (جَرَّرْتُهُ) مبَالَغَةٌ و تَكْثِيرٌ و (جَرَّيْتُه) على البَدَلِ، و (الْجَرِيرَةُ) ما يَجُرُّهُ الإِنْسَانُ مِنْ ذَنْبٍ فَعِيلَةٌ بمعْنَى مَفْعُولَةٍ و (الْجَرِيرُ) حَبْلٌ مِنْ أَدمٍ يُجْعَلُ في عُنُقِ النَّاقَةِ و بِهِ سُمِّىَ الرَّجُلُ مَعَ نَزْعِ الألِفِ و اللَّامِ، و (الْجِرَّةُ) بالكَسْرِ لِذِي الْخُفِّ و الظِّلْفِ كَالْمَعِدَةِ لِلْإِنْسَان قَالَ الأَزْهَرِىُّ (الجِرَّةُ) بالْكَسْرِ مَا تُخْرِجُهُ الإِبِلُ مِنْ كُرُوشِهَا فَتَجْتَرُّه (فالجِرَّةُ) فِي الْأَصْلِ لِلْمَعِدَةِ ثُمَّ تَوَسَّعُوا فِيهَا حَتَّى أَطْلَقُوها عَلى مَا فِي الْمَعِدَةِ و جَمْعُ الجِرَّةِ (جِرَرٌ) مثلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ، و (الْجَرَّةُ) بالفَتْحِ إِنَاءٌ مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (جِرَارٌ) مثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و (جَرَّاتٌ) و (جَرٌّ) أيضاً مثْلُ تَمْرَة و تَمْرٍ و بَعْضهُمْ يَجْعَلُ (الجَرَّ) لُغَةً فِي (الْجَرَّةِ) و قولُهُم (وَ هَلُمَّ جَرًّا) أي مُمْتَدًّا إِلَى هَذَا الوَقْتِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ مَأْخُوذٌ مِنْ أَجْرَرْتُ الدَّيْنَ إِذَا تَرَكْتَهُ بَاقِياً عَلَى الْمَدْيُونِ أَوْ مِنْ أَجْرَرْتُهُ الرُّمَحَ إِذَا طغنْتُهُ و تَرَكْتُ فِيهِ الرُّمحَ يَجرُّهُ و (جَرْجَرَ) الفَحْلُ رَدَّدَ صَوْتَهُ في حَنْجَرَتِهِ و (جَرْجَرَتِ) النارُ صَوَّتَتْ و قولُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «يُجَرْجِرُ في بَطنِهِ نَارُ جَهَنَّمَ».
قَالَ الأَزْهَرِىُّ نَارٌ مَنْصوبَةٌ بِقَوْلِهِ يُجَرْجِرُ و الْمَعْنَى تَلَقَّى في بَطْنِهِ و هذا مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى «إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً» يُقَالُ (جَرْجَرَ) فُلَانٌ الْمَاءَ في حَلْقِهِ إِذَا جَرَعَه جَرْعاً مُتَتَابِعاً يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ، و (الْجَرْجَرَةُ) حِكَايَةُ ذلكَ الصَّوْتِ و هذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ الْحُذَّاقِ و قَالَ بَعْضُهُمْ (يُجَرْجِرُ) فعْلٌ لَازِمٌ و نَارٌ رُفِعَ عَلَى الفَاعِلِيَّةِ و هوَ مُطَابِقٌ لقَوْلِهِ (جَرْجَرَتِ) النَّارُ إِذَا صَوَّتَتْ.
[جرز]
الْجُرْزَةُ: القَبْضَةُ مِنَ القَتِّ و نَحْوِهِ أَوِ الحُزْمَةُ و الجَمْعُ (جُرَزٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و أَرْضٌ (جُرُزٌ) بضمَّتَيْنِ قدِ انْقَطَعَ الْمَاء عنْها فَهِيَ‏
__________________________________________________
 (1) ضَبِط فى القاموس و فى الأساس بضم الجيم- و لكن في الصحاح نصّ على أنه بكسر الجيم كما هنا.

96
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جرز ص 96

يَابِسَةٌ لَا نَبَاتَ فيها.
[جرس‏]
الجَرْس: مِثَالُ فَلْسٍ الكَلَامُ الْخَفِىُّ يُقَالُ (لا يُسْمَع لَهُ جَرْسٌ و لَا هَمْسٌ) و سَمِعْتُ (جَرْسَ) الطَّيرِ و هُوَ صَوْتُ مَنَاقِيرِهَا و (جَرَسَ) فُلَانٌ الْكَلَامَ نَغَمَ بِهِ و (الْجَرَسُ) مَعْرُوفٌ و الْجَمعُ (أَجْرَاسٌ) مثلُ سَبَبٍ و أَسَبَابٍ، و (الجَاوَرْسُ) بفَتْحِ الوَاوِ حَبٌّ يُشْبِهُ الذُّرَةَ و هو أَصْغَرُ مِنْهَا و قِيلَ نَوْعٌ مِنَ الدُّخْنِ.
[جرع‏]
جَرَعْتُ: المَاءَ (جَرْعاً) من بابِ نَفَع و (جَرِعْتُ أَجْرَعُ) من بابِ تَعِبَ لُغَةٌ و هُو الابْتِلَاعُ و (الجُرْعَةُ) مِنَ المَاءِ كاللُّقْمَةِ من الطَّعَامِ و هُوَ مَا يُجْرَعُ مَرَّةً واحِدَةً و الجمعُ (جُرَعٌ) مثلُ غُرْفةٍ و غُرَفٍ و (اجتَرَعْتُهُ) مثلُ (جَرعْتُهُ) و (تَجَرَّعَ) الغُصَصَ مُسْتَعَارٌ منْ ذلِكَ مثلُ قوله تَعَالَى «فَذُوقُوا الْعَذابَ»* كِنَايَةٌ عَنِ النُّزُولِ بِهِ و الإِحَاطَةِ.
[جرف‏]
جَرَفْتُه: (جَرْفاً) منْ بَابِ قَتَل أَذْهَبْتُه كُلَّهُ و سَيْلٌ (جُرَافٌ) وِزَانُ غُرابٍ يَذْهَبُ بِكُلِّ شَى‏ءٍ و (الْجُرُفُ) بِضَمِّ الرَّاءِ و بالسُّكون لِلتَّخْفِيفِ مَا جَرَفَتْهُ السُّيُولُ و أَكَلَتْهُ مِنَ الأَرْضِ و بالْمُخَفَّفِ تُسَمَّى نَاحِيَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْ أَعْمَالِ المَدِينَةِ علَى نَحْوٍ مِنْ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ.
[جرم‏]
جَرَمَ: جَرْماً مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَذْنَبَ و اكْتَسَبَ الإِثْمَ و بالْمَصْدَرِ سُمّىَ الرَّجُلُ و منْهُ (بَنُو جَرْمٍ) و الاسْمُ مِنْهُ (جُرْمٌ) بالضَّمِ و (الْجَرِيمَةُ) مثْلُهُ و (أَجْرَمَ) (إجْرَاماً) كذلِكَ و (جَرَمْتُ) النَّخْلَ قَطَعْتُهُ و (الجِرْمُ) بالكَسْرِ الجَسَدُ و الْجَمْعُ (أَجْرَامٌ) مثلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (الجرْمُ) أيضاً اللَّوْنُ فيَجُوزُ أَنْ يُقَال (نَجَاسَةٌ لا جرْمَ لَهَا) عَلَى مَا تَقَدَّم و قَوْلُهُمْ (لا جَرَمَ) قال الفَرَّاءُ هِى فِى الأَصْلِ بمَعْنَى (لا بُدَّ) (و لا مَحَالَةَ) ثم كَثُرَتْ فَحُوِّلَتْ إلَى مَعْنَى الْقَسَمِ و صَارَتْ بِمَعْنَى حقًّا و لِهذَا يُجَابُ باللَّامِ نحو (لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنَّ).
[جرمق‏]
الجُرْمُوقُ مَا يُلبَسُ فَوْقَ الْخُفِّ و الْجَمْعُ (الْجَرَامِيقُ) مثْلُ عُصْفُورٍ و عَصَافِيرَ.
[جرن‏]
الْجَرِينُ: البَيْدَرُ الذى يُدَاسُ فِيهِ الطَّعَامُ و الْمَوْضِعُ الذِى يُخَفَّفُ فيهِ الثِّمَارُ أيضاً و الجمعُ (جُرُنٌ) مثلُ بَرِيدٍ و بُرُدٍ و (الجِرَانُ) مُقَدَّمُ عُنُقِ البَعِيرِ منْ مَذَبحِهِ إِلَى مَنْحَرِهِ فَإِذَا بَرَكَ البَعِيرُ و مَدَّ عُنُقَهُ علَى الأَرْضِ قِيلَ (أَلقَى جِرَانَهُ بِالأَرْضِ) و الْجَمْعُ (جُرُنٌ) و (أَجْرِنَةُ) مثلُ حِمَارٍ و حُمُرٍ و أَحْمِرَةٍ.
[جري‏]
جَرَى: الفَرَسُ و نَحْوُهُ (جَرْياً) و (جَرَيَاناً) فَهُوَ (جَارٍ) و (أَجْرَيْتُهُ) أنا و (جَرَى) المَاءُ سَالَ خِلَافُ وَقَفَ و سَكَنَ و المصْدَرُ (الْجَرْيُ) بفَتحِ الْجِيمِ قَالَ السَّرَقُسْطىُّ فإنْ أَدْخَلْتَ الهَاءَ كَسَرْتَ الجِيم و قُلْتَ (جَرَى) المَاءُ (جِرْيَةً) و الماءُ (الجَارِي) هو الْمُتَدَافِعُ فى انْحِدَارٍ أَوِ اسْتِوَاءٍ و (جَرَيْتُ) إِلَى كذا (جَرْياً) و (جِرَاءً) قَصَدْتُ و أَسَرعْتُ و قولهم (جَرَى فى الخلاف كذا) يجوزُ حَمْلُه على‏

97
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جري ص 97

هذَا الْمَعْنَى فإِنَّ الوُصُولَ و التَّعَلُّقَ بذلكِ الْمَحَلِّ قَصْدٌ عَلَى الْمَجَازِ و (الجَارِيَةُ) السَّفِينَةُ سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِجَرْيها فى البَحْرِ و منْهُ قِيلَ لِلْأَمَةِ (جَارِيَةٌ) عَلَى التَّشْبِيهِ لِجَرْيهَا مُسْتَسْخَرَةً فى أَشْغَالِ مَوَالِيهَا و الأصْلُ فِيهَا الشَّابَّةُ لخِفَّتِهَا ثُمَّ تَوَسَّعُوا حَتَّى سَمَّوْا كُلَّ أَمَةٍ جَارِيَةً و إِنْ كَانَتْ عَجُوزاً لا تَقْدِر على السَّعْىِ تَسْمِيَةً بمَا كَانَتْ عَلَيْهِ و الجَمْعُ فيهمَا (الْجَوَارِي) و (جَارَاهُ) (مُجَارَاةً) (جَرَى) مَعَهُ‏
[جرو]
و (الْجِرْوُ) بالكَسْرِ وَلَدُ الْكَلْبِ و السِّبَاعِ و الفَتْحُ و الضَّمُّ لُغَةٌ قَالَ ابنُ السِّكّيتِ وَ الكَسْرُ أَفْصَحُ و قَالَ فِى البَارِعِ الجِرْو الصَّغِير منْ كُلِّ شَي‏ءٍ و الجِرْوَةُ أيضاً الصَّغِيرَةُ منَ القِثَّاءِ شبهتْ بِصِغَارِ أَولَادِ الكِلَابِ للينِها و نُعُومَتِها و الْجَمْعُ (جِرَاء) مثلُ كِتَابٍ و (أَجْرٍ) مثْلُ أَفْلسٍ «1».
[جرأ]
اجْتَرَأَ على القَوْلِ بالهَمْزِ أَسْرَعَ بالهُجُومِ عَلَيْهِ منْ غَير تَوَقُّفٍ و الاسْمُ (الجُرْأَةُ) وزَانُ غُرْفَة و (جَرَّأْتُهُ) عَلَيْهِ بالتَّشْدِيدِ (فَتجَرَّأَ) هو و رَجُلٌ (جَرِي‏ءٌ) بالْهَمْزِ أيضاً عَلَى فَعِيلٍ اسمُ فَاعِلٍ منْ (جَرُؤَ) (جَرَاءَةً) مثلُ ضَخُمَ ضَخَامَةً.
[جزر]
الجَزَرُ: الْمَأْكُولُ بفَتْحِ الجِيمِ و كَسْرُها لُغَةٌ الواحِدَةُ بالهاءِ و الْجَمْعُ بِحذْفِ الهَاءِ و (الجَزُورُ) من الإِبل خَاصَّةً يَقَعُ على الذَّكَرِ و الأُنْثَى و الْجَمْعُ (جُزُرٌ) مثلُ رَسولٍ و رُسُلٍ و يُجْمَعُ أيضاً على (جُزُرَاتٍ) ثُمَّ عَلَى (جَزَائِرَ) و لَفْظُ (الْجَزُورِ) أُنْثَى يُقَال رَعَتِ (الْجَزُورُ) قَالَهُ ابنُ الأنْبَارِىِّ و زَادَ الصَّغَانِيُّ و قِيلَ (الْجَزُورُ) النَّاقَةُ التِى تُنْحَرُ و (جَزَرْتُ) (الجَزُورَ) و غَيرَهَا منْ بَابِ قَتَل نَحرتُها و الفَاعِلُ (جَزَّارُ) و الحِرْفَةُ (الجِزَارَةُ) بالْكَسْرِ و (الْمَجْزَرُ) مَوْضِعُ الجَزْرِ مثلُ جَعْفَرٍ و ربَّمَا دَخَلَتْهُ الهَاءُ فَقِيلَ (مَجْزَرَةٌ) و (جَزَرَ) الماءُ (جَزْراً) من بَابَيْ ضَرَبَ و قَتَلَ انْحَسَرَ و هُوَ رُجُوعُهُ إِلَى خَلْفٍ و مِنْهُ (الْجَزِيرَةُ) سُمِّيَتْ بذلك لِانْحِسَارِ الْماءِ عَنْهَا و أَمَّا (جَزِيرَةُ العَرَبِ) فَقَالَ الأَصْمَعِىُّ هِىَ مَا بَيْنَ عَدَنِ أَبْيَنَ إِلَى أَطْرَافِ الشَّأمِ طُولًا و أَمَّا العَرْضُ فَمِنْ جُدَّةَ وَ مَا وَالاهَا مِنْ شَاطِئِ البَحْرِ إِلى رِيفِ العِرَاقِ و قَالَ أبُو عُبَيْدَةً «2» هىَ مَا بَيْنَ حَفَرِ أبِى مُوسَى إِلَى أَقْصَى تهَامَةَ طُولًا أمَّا العَرْضُ فمَا بَيْنَ يَبرينَ إِلَى مُنْقَطعِ السَّمَاوَةِ و العَالِيَةُ ما فَوْقَ نَجْدٍ إلى أرْضِ تهَامَةَ إلَى مَا وَرَاءَ مَكَّةَ و مَا كَانَ دُون ذلِكَ إِلَى أَرْضِ العِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ و نَقَلَ البَكْرِىُّ أَنَّ جَزِيرَةَ العَرَبِ (مَكَّةُ و الْمدِينَةُ و اليَمَنُ و اليَمَامَةُ) و قال بَعْضُهُمْ (جَزِيرَةُ الْعَرَبِ) خَمْسَةُ
__________________________________________________
 (1) أى قبل أن يدخلها الإعلال بالقلب و الحذف فأصلها (أجْزُوٌ) ثم (أجْرِيٌ): ثم (أَجْرٍ).
 (2) عبارة الصّحاح- و قال ابو عبيدة: هى ما بين حَفَر أبى موسى الأشعرى إلى أقصى اليمن فى الطول و فى العرض ما بين رَمْلِ يبرين إلى منقطع السماوة- و لعلها الصواب- هذا و حفْرُ أبى مُوسى ركايا (آبار) احتفرها على جَادَّةِ البَصْرِة إلى مكة- اه قاموس.

98
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جزر ص 98

أَقْسَام (تِهَامَةَ و نَجْدٍ و حِجَازٍ و عَرُوضٍ و يَمَنٍ فأمَّا (تِهَامَةُ) فهى النَّاحِيَةُ الجَنُوبِيَّةُ مِنَ الحِجَاز و أمَّا (نَجْدٌ) فهِىَ النَّاحِيَةُ الَّتى بَيْنَ الحِجَازِ و العِراقِ و أمَّا (الحِجَازُ) فهُوَ جَبَلٌ يُقبِلُ مِنَ الْيَمَنِ حتَّى يَتَّصِلَ بالشَّامِ. و فِيهِ الْمَدِينَةُ وَ عُمَانُ و سُمِّىَ حَجَازاً لأَنَّهُ حَجَزَ بَيْنَ نَجْدٍ و تِهَامَةَ و أَمَّا العَرُوضُ فهُوَ الْيَمَامَةُ إلى البَحْرَيْنِ و أمَّا الْيَمَنُ قهُوَ أَعْلَى مِنْ تِهَامَةَ هذَا قَرِيبٌ مِنْ قَوْلِ الأصْمَعِّى.
[جزز]
جَزَزْتُ: الصُّوف (جَزّاً) من بَابِ قَتَل قَطَعْتُه و هذا زَمَنُ (الجَزَازِ) و (الجِزَازِ) و قال بَعْضهُمْ (الجَزُّ) القَطْعُ فى الصُّوفِ و غَيرِه و (اسْتَجَزَّ) الصُّوفُ حَان جَزَازُه فهو (مسْتَجِزٌّ) بالكَسْرِ اسمُ فَاعِل قَالَ أبُو زَيْدٍ و (أَجَزَّ) البُرُّ و الشَّعِيرُ بالأَلِفِ حَان (جَزَازُه) أىْ حَصَادُه و (جزَّ) التَّمْرُ (جَزّاً) منْ بَابِ ضَرَبَ يَبِسَ و يُعَدَّى بالتَّضْعِيفِ فيُقَالُ (جَزَّزْتُهُ) (تَجْزِيزاً) و باسمِ الفَاعِلِ سُمِّىَ (الْمُجَزِّزُ المُدلِجِىُّ القَائِفُ).
[جزع‏]
جَزَعْتُ: الوَادِىَ (جَزْعاً) منْ بَابِ نَفَعَ قَطَعْتُهُ إِلى الجَانِبِ الآخَرِ و (الجِزْعُ) بالكَسْر مُنْعَطَفُ الْوَادِى و قِيلَ جَانِبُهُ و قِيلَ لَا يُسَمَّى جِزْعاً حتَّى يَكُونَ له سَعَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ و غَيرَهُ و الْجَمْعُ (أَجْزَاعٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (الجَزْعُ) بالْفَتْحَ خَرَزٌ فِيهِ بَيَاضُ و سَوَادٌ الواحِدَةُ (جَزْعَةٌ) مثْلُ تَمْرٍ و تَمْرَةٍ و (جَزِعَ) (جَزَعاً) من بَابِ تَعِبَ فهو (جَزِعٌ) و (جَزُوعٌ) مبَالَغَةً إِذَا ضَعَفَتْ مُنَّتُهُ عنْ حَمْلِ ما نَزَلِ بِهِ و لم يَجِدْ صَبْراً و (أَجْزَعَهُ) غيره.
[جزف‏]
الجُزافُ: «1» بَيْعُ الشَّي‏ء لا يُعْلَمُ كَيْلُهُ وَ لَا وَزْنُهُ و هو اسْمٌ من (جَازَفَ) (مُجَازَفَةً) من بَابِ قَاتَل و الجُزَافُ بالضَّمِ خَارِجٌ عَنِ القِيَاسِ و هُوَ فَارِسىُّ تَعْرِيبُ كُزَافٍ و مِنْ هنا قِيلَ أصْلُ الكَلِمَةِ دَخِيلٌ فِى العَرَبِيَّةِ قَالَ ابْنُ القَطَّاعِ (جَزَفَ) فى الْكَيْلِ (جَزْفاً) أكْثَرَ مِنْهُ و منْه (الجِزَافُ) و (الْمُجَازَفَةُ) فى البَيْعِ و هُوَ الْمُسَاهَلَةُ و الْكَلِمَةُ دَخِيلَةٌ فى الْعَرَبِيَّةِ و يؤَيّدُهُ قَوْلُ ابنِ فَارسٍ (الجَزْفُ) الأخْذُ بكَثْرَةٍ كَلمَةٌ فَارِسِيَّةٌ و يُقَالُ لِمَنْ يُرْسِلُ كَلَامَهُ إرْسَالًا من غَير قَانُونٍ (جَازَفَ) فِى كَلَامِهِ فأُقِيمَ نَهْجُ الصَّوَابِ مُقَامَ الْكَيْلِ و الوَزْنِ.
[جزق‏]
جَوْزَقٌ: فَوْعَلٌ اسْتَعْمَلَهُ الفُقَهَاءُ فِى كِمَامِ القُطْنِ و هُوَ مُعَرَّبٌ قَالَهُ الأزْهَرِىُّ لأَنَّ الجِيمَ و القَافَ لَا يَجْتَمعَانِ فِى كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ.
[جزل‏]
جَزْل: الْحَطَبُ بالضَّمِ (جَزَالَةً) إِذَا عَظُمَ و غَلُظَ فهو (جَزْلٌ) ثمَّ اسْتُعِيرَ فى العَطَاءِ فقِيلَ (أَجْزَلَ) لَهُ فى العَطَاءِ إذَا أَوْسَعَهُ و فُلَانٌ (جَزْلُ) الرَّأْىِ‏
[جزم‏]
جَزَمْتُ: الشي‏ء (جَزْماً) من بَابِ ضَرَبَ‏
__________________________________________________
 (1) القاموس الجِزاف و الجزافة مُثَلَّثتيْن و المجازفة الحدس فى البيع و الشراء و بيع جزاف مثلثة.

99
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جزم ص 99

قَطَعْتُهُ و (جَزَمْتُ) الْحَرْفَ فى الإِعْرَابِ قَطَعْتُهُ عَنِ الْحَرَكَةِ و أَسْكَنْتُهُ و أَفْعَلُ ذلكَ (جَزْماً) أىْ حَتْماً لا رُخْصَةَ فِيهِ و هُوَ كَما يُقَالُ قَوْلًا وَاحِداً و حُكْمٌ (جَزْمٌ) و قَضَاءٌ حَتمٌ أَىْ لَا يُنقَضُ و لا يُرَدُّ و (جَزَمْتُ) النَخْلَ صَرَمْتُهُ.
[جزي‏]
جَزَى: الْأَمْرُ يَجْزِي (جَزَاءً) مثلُ قَضَى يَقْضِى قَضَاءً وَزْناً و مَعْنًى و فى التَّنْزِيلِ «يوم لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً» «1» و فى الدُّعَاءِ (جَزَاهُ اللّهُ خَيْراً) أىْ قَضَاه لَهُ و أَثَابَهُ عَلَيْهِ و قَدْ يُسْتَعْمَلُ (أَجْزَأَ) بالْأَلِفِ و الْهَمْزِ بِمَعْنَى (جَزَى) و نَقَلَهُمَا الأَخْفَشُ بِمَعْنًى واحِدٍ فَقَالَ الثُّلَاثِيُّ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ لُغَةُ الحِجَازِ و الرُّبَاعِىُّ الْمَهْمُوزُ لُغَةُ تَمِيمِ و (جَازَيْتُهُ) بِذَنْبِهِ عَاقَبْتُهُ عَلَيْهِ و (جَزَيْتُ) الدَّيْنَ قَضَيْتُهُ و مِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ لأبِى بُرْدةَ بنِ نِيَار لَمّا أَمَرَهُ أَنْ يُضَحِّىَ بِجَذَعَةٍ مِنَ المَعْزِ «تَجْزِى عَنْكَ و لَن تَجْزِى عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ».
قَالَ الأَصْمَعِىُّ أَىْ و لَنْ تَقْضِىَ.
[جزأ]
أَجْزَأَتِ الشَّاةُ بالْهَمْزِ بمَعْنى قَضَتْ لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ القَطَّاعِ و أَمَّا (أَجْزَأَ) بالْأَلفِ و الهَمْزِ فَبِمَعْنَى أَغْنَى قَالَ الْأَزْهَرِىُّ و الفُقَهَاءُ يقُولُونَ فِيهِ (أَجْزَى) منْ غَيرِ همزٍ وَ لَمْ أجدْهُ لأحَدٍ مِنْ أَئِمَّة اللُّغَةِ و لكِنْ إنْ هُمِزَ (أَجْزَأَ) فهُو بِمَعْنَى كَفَى هَذا لَفْظُهُ و فِيهِ نَظَرٌ لأَنَّه إِنْ أَرَادَ امْتِنَاعَ التَّسْهِيلِ فَقَدْ تَوَقَّفَ فِى مَوْضِعِ التَّوَقُّفِ فَإِنَّ تَسْهِيلَ هَمْزَةِ «2» الطَّرَفِ فى الفِعْلِ الْمَزِيدِ و تَسْهِيلَ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ قِيَاسِىُّ فيُقَالُ أَرْجَأْتُ الأَمْرَ و أَرْجَيْتُهُ و أَنْسَأْتُ و أَنْسَيْتُ و أَخْطَأْتُ و أَخْطَيْتُ و أَشْطَأَ الزَّرْعُ إِذَا أَخْرَجَ شَطْأهُ و هُوَ أَوْلادُهُ و أَشْطَى و تَوَضَّأْتُ و تَوَضَّيْتُ و أَجْزَأْتُ السِّكِّينَ إِذَا جَعَلْتُ لَهُ نِصَاباً و أَجْزَيْتُهُ و هُوَ كَثِيرٌ فالفقَهَاءُ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِهِمُ التَّخْفِيفُ و إِنْ أَرَادَ الامْتِنَاعَ مِنْ وُقُوعِ (أَجْزَأَ) مَوْقِعَ (جَزَى) فَقَدْ نَقَلَهُمَا الأَخْفَشُ لُغَتَيْنِ كَيْفَ و قَدْ نَصَّ النُّحَاةُ عَلَى أنَّ الفِعْلَيْنِ إِذَا تَقَارَبَ مَعنَاهُمَا جَازَ وَضْعُ أَحدِهِمَا مَوْضِعَ الآخَرِ و فى هذَا مَقْنَعٌ لَوْ لَمْ يُوجَدْ نَقْلٌ و (أَجْزَأَ الشَّي‏ءُ مَجْزَأْ «3» غَيرِهِ) كفَى و أَغْنَى عَنْهُ و (اجتَرأْتُ) بالشَّي‏ءِ اكْتَفَيْتُ و (الجُزْءُ) مِنَ الشَّي‏ءِ الطَّائِفَةُ مِنْهُ و الجَمْعُ (أَجْزَاءٌ) مِثْلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ و (جَزَّأْتُهُ) (تَجْزِيئاً) و (تَجْزِئَةً) جَعَلْتُهُ (أَجْزَاءً) مُتَمَيّزَةً (فَتَجَزَّأَ تَجَزُّؤاً) و (جَزَأْتُهُ) مِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ و (الجِزْيَةُ) مَا يُؤَخَذُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ و الْجَمْعُ (جِزّى) مثلُ‏
__________________________________________________
 (1) التلاوة يوماً- من قوله تعالى (وَ اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي)* من الآية رقم 48، 123 من سورة البقرة.
 (2) انظر أول خاتمة المصباح و التعليق عليه.
 (3) هكذا ضبطت فى جميع النسخ بفتح الميم و القياس ضمها. و قد ذكر صاحب القاموس فتح الميم و بضمّها. و ضبطت فى الأساس بضم الميم و قد حكى القيومى الفتح و الضمّ فى الخاتمة (فصل) و يبنى من أَفْعِلَ إلخ.

100
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جزأ ص 100

سِدْرة و سِدَرٍ.
[جسد]
الْجَسَدُ: جمعُهُ (أَجْسَادٌ) و لا يُقَالُ لشَي‏ءٍ من خَلْقِ الأرْضِ (جَسَدٌ) و قَالَ فِى الْبَارِعِ لَا يُقَالُ (الْجَسَدُ) إِلَّا لِلْحَيَوانِ العَاقِلِ و هُوَ الإِنْسَانُ و المَلَائِكَةُ و الجِنُّ و لا يُقَالُ لِغَيْرِهِ (جَسَدٌ) إِلَّا للزَّعْفرانِ و لِلدَّمِ إِذَا يَبِسَ أيضاً (جَسَدٌ) و (جَاسِدٌ) و قولُه تَعَالَى: «فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً» أى ذَا جُثَّةٍ عَلَى التَّشْبِيهِ بالعَاقِلِ و بِالْجِسْمِ و (الجِسَادُ) بالكَسْرِ الزَّعْفَرَانُ و نَحْوُهُ مِنَ الصِّبْغِ الأَحْمَرِ و الأصْفَرِ و (أَجْسَدْتُ) الثَّوْبَ منْ بَابِ أَكْرَمْتُ صَبَغْتُهُ بالزَّعْفَرَانِ أوِ العُصْفُرِ و قَالَ ابنُ فَارِسٍ ثَوْبٌ (مُجْسَدٌ) صُبِغَ بالجِسَادِ و قدْ تُكْسَرُ المِيمُ «1»
[جسر]
الجِسْرُ: ما يُعْبَرُ عَلَيْهِ مَبْنِيّاً كَانَ أَوْ غَيْرَ مَبْنِىٍّ بفَتحِ الجِيمِ و كَسْرِهَا و الْجَمْعُ (جُسُورٌ) و (جَسَرَ) عَلَى عَدُوِّه (جسُوراً) من بَابِ قَعَد و (جَسَارَةً) أيضاً فهُوَ (جَسُورٌ) و امْرَأَةٌ (جَسُورٌ) أيضاً و قد قِيلَ (جَسُورَةٌ) «2» و نَاقَةٌ (جَسُورَةٌ) مُقْدِمَةٌ على سُلُوكِ الأوْعَارِ و قَطْعِهَا و لا يُوصَفُ الذَّكرُ بذلِكَ.
[جسس‏]
جَسَّهُ: بِيَدِهِ (جَسّاً) من بَابِ قَتَلَ و (اجْتَسَّهُ) لِيَتَعَرَّفَهُ و (جَسَّ) الأَخْبَارَ وَ (تَجَسَّسَهَا) تَتَبَّعَهَا و مِنْهُ (الجَاسُوسُ) لأَنَّهُ يَتَبَّعُ الأخْبَارَ و يَفْحَصُ عَنْ بَوَاطِنِ الأُمُورِ ثمَّ اسْتُعِيرَ لِنَظَرِ الْعَيْنِ و قِيلَ فى الْإِبِلِ (أَفْوَاهُهَا مَجَاسُّهَا) لأنَّ الإِبِلَ إِذَا أَحْسَنَتِ الأَكْلَ اكْتَفَى النَّاظِرُ إِلَيْهَا بِذَلِكَ فِى مَعْرِفَةِ سِمَنِهَا و قِيلَ للْمَوْضِع الذِى يَمَسُّه الطبِيبُ (مَجَسَّةٌ) و (الْجَاسَّةُ) لُغَةٌ فى الحَاسَّةِ و الْجَمْعُ (الْجَوَاسُّ).
[جسم‏]
جَسُمَ: الشَّي‏ءُ (جَسَامَةً) وِزَانُ ضَخُمَ ضَخَامَةً و (جَسِمَ) (جَسَماً) من بَابِ تَعِبَ عظُم فهُو (جَسِيمٌ) و جَمْعُهُ (جِسَامٌ) و (الْجِسمُ) قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ هُوَ كُلُّ شَخْصٍ مُدْرَكٍ و قَالَ أَبُو زَيْدٍ (الجِسْمُ) الْجَسَدُ و فى التَّهْذِيبِ مَا يُوَافِقُهُ قَالَ (الجِسْمُ) مَجْمَعُ البَدَنِ وَ أَعْضَاؤُهُ مِنَ النَّاسِ و الإِبلِ و الدَّوَابِّ و نَحْوِ ذلِكَ مِمَّا عَظُمَ مِنَ الْخَلْقِ الْجَسِيمِ و عَلَى قَوْلِ ابْنِ دُرَيدٍ يَكُونُ الجِسْمُ حَيَوَاناً و جَمَاداً و نَبَاتاً وَ لَا يَصِحُّ ذلكَ عَلَى قَوْلِ أبِى زَيْدٍ و (الجُسْمَانُ) بالضّمِّ الْجُثمانُ.
[جسو]
الجَيْسُوَان: فَيْعلانٌ «3» بضَمِّ الْعَيْنِ قَالَ أَبُو حَاتِم فى كِتَابِ النَّخْلَة (الْجَيْسُوَانَةُ) نَخْلَةٌ عَظِيمَةُ الجِذْعِ تُؤْكَلُ بُسْرَتُهَا خَضْرَاءَ و حَمْرَاءَ فإِذَا أَرْطبتْ فَسَدَتْ و أَصْلُهَا مِنْ فَارِسَ و يُقَالُ‏
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: ثوب مُجْسَدٌ و مُجَسَّدٌ مصبوغ بالزعفران و كَمبِرْدَ ثوب يلى الجسد.
 (2) جَسُورة مخالفة للقياس لأن القاعدة (إذا كان فعول بمعنى فاعل يستوى فيه المذكر و الْمُؤَنث فِلا يؤنث بالهاء سوى عدوٌ فيقال فيه عدوّه- و قد نقل الفيومى هذه القاعدة عن كتاب البارع فى « (عدا).
 (3) ذكرها صاحب القاموس فى جيس فوزنها عنده فَعْلُوان- و قال الجيْسوان جنس من أفخر النخل مُعَرَّبُ كيسوان و معناه الذوائب.

101
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جسو ص 101

إِنَّ (الجَيْسُوَانَةَ) نَخْلَةُ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ و يقَالُ (جَسَا) الشَّي‏ءُ (يَجْسُو) إِذَا يَبِس و صَلُب.
 [جشم‏]
جَشِمْتُ: الأَمْرَ منْ بَابِ تَعِبَ (جَشْماً) سَاكِنَ الشِّينِ و (جَشَامَةً) تَكَلَّفْتُهُ عَلَى مَشَقَّة فأَنَا (جاشِمٌ) و (جَشُومٌ) مبَالَغَةٌ و يَتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (أَجْشَمْتُهُ) الأَمْرَ و (جَشَّمْتُهُ) (فَتَجَشَّمَ).
[جشأ]
تَجَشَّأَ: الانْسَانُ (تَجَشُّؤاً) و الاسْمُ (الجُشَاءُ) وِزَانُ غُرَابٍ و هوَ صَوْتٌ مَعَ رِيحٍ يَحْصُلُ مِنَ الْفَمِ عنْدَ حُصُولِ الشِّبَعِ.
[جصص‏]
الجِصُّ: بِكَسْرِ الجِيمِ مَعْرُوفٌ و هُوَ مُعَرَّبٌ لأَنَّ الجِيمَ و الصَّادَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِى كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ و لِهذَا قيلَ الإِجَّاصُ مُعَرَّبٌ و (جَصَّصْتُ) الدَّارَ عَمِلْتُها (بالجِصِّ) قَالَ فى الْبَارِعِ قَال أَبُو حَاتِمٍ و العَامَّةُ تَقُولُ (الجَصُّ) بالفتح و الصّوابُ الكَسْرُ و هُوَ كَلَامُ العَرَبِ و قال ابنُ السِّكِّيتِ نَحْوَه «1».
[جعب‏]
الْجَعْبَةُ: للنُّشَابِ و الجمعُ (جِعَابٌ) مثلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و (جَعَبَاتٌ) أيضاً مثلُ سَجَدَاتٍ.
[جعد]
جَعُدَ: الشعْرُ بضَمِّ العَيْنِ و كَسْرِها (جُعُودَةً) إِذَا كَانَ فِيهِ الْتِوَاءٌ و تَقَبُّضٌ فهو (جَعْدٌ) و ذلكَ خِلَافُ الْمُسْتَرْسِلِ و امْرَأَةٌ (جَعْدَةٌ) و قومٌ (جِعَادٌ) بالكسر و (جَعَّدْتُ) الشَّعْرَ (تَجْعِيداً).
[جعر]
جَعَرَ: السَّبُع (جَعْراً) من بَابِ نَفَعَ مِثْلُ تَغَوَّطَ الإِنْسَانُ ثم أُطْلِقَ المصْدَرُ على الخُرْءِ فقِيلَ (جَعْرُ) السَّبعِ و اسْتُعِيرَ (الجَعْرُ) لَنَجْوِ الفَأْرَةِ فقيل (جَعْرُ) الفَأْرَةِ ثمَّ اسْتُعِيرَ جَعْرُ الفَأْرَةِ ليُبْسِهِ و ضُئُولَتِهِ لنَوْعٍ رَدِئٍ مِنَ التَّمْرِ فَقِيلَ فِيهِ (جُعْرُورٌ) وِزَانُ عُصْفُورٍ و (الجِعْرَانَةُ) مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ و الطَّائِفِ و هىَ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ منْ مَكّةَ و هى بالتَّخْفِيفِ و اقْتَصَر عَلَيْه فى البَارِعِ و نَقَلَهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الأَصَمَعِىِّ و هُوَ مَضْبُوطٌ كَذلِكَ فى الْمُحْكَمِ و عَنِ ابنِ المدينىِّ العِرَاقِيُّونَ يُثَقِّلُونَ (الجِعْرَانَةَ و الْحُديبيَةَ) و الْحِجَازِيُّونَ يُخَفِّفُونَهَما فَأَخَذَ بِه الْمُحَدِّثُونَ على أَنَّ هذَا اللَّفْظَ ليسَ فِيهِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّ التَّثْقِيلَ مَسْمُوعٌ مِنَ العَرَبِ و لَيْسَ للتَّثْقِيلِ ذِكْرٌ فى الأُصُولِ الْمُعْتَمَدَةِ عَنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ إِلَّا مَا حَكَاهُ فى الْمُحْكَمِ تَقْلِيداً لَهُ فِى الْحُدَيبِيَةِ و فى العُبَابِ و (الجِعْرَانَةُ) بِسُكُونِ الْعَيْنِ و قَالَ الشَّافِعِىُّ الْمُحَدِّثُونَ يُخْطِئُونَ فى تَشْدِيدِهَا و كذلِكَ قَالَ الخَطَّابِىُّ.
[جعل‏]
جَعَلْتُ: الشَّي‏ءَ (جَعْلًا) صَنَعْتُهُ أو سَمَّيْتُه و (الجُعْلُ) بالضَّمِّ الأَجْرُ يقالُ (جَعَلْتُ) لَه (جُعْلًا) و (الجِعَالَةُ) بكَسْرِ الجِيمِ و بَعْضهُمْ يَحْكِى التَّثْلِيثَ و (الْجَعِيلَةُ) مثالُ كَريمَةٍ لُغَاتٌ فى (الجُعْلِ) و (أَجْعَلْتُ)
__________________________________________________
 (1) فى الصحاح و القاموس الجصَّ بفتح الجيمِ و كسرها.

102
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جعل ص 102

لَهُ بالْأَلِفِ أَعْطَيْتُهُ جُعْلًا (فاجْتَعَلَهُ) هو إِذَا أَخَذَهُ و (الجُعَلُ) وِزَانُ عُمَرَ الحِرْبَاءُ و هِىَ ذَكَرُ أمُّ حُبَيْنٍ و جمعه (جِعْلانٌ) مثلُ صُردٍ و صِردَانٍ.
[جفر]
الجَفْرُ: مِنْ وَلدِ الشَّاءِ ما جَفَرَ جَنبَاه أى اتَّسَعَ قَال ابنُ الأَنبَارِىّ فى تَفْسِيرِ حَدِيثِ أمّ زَرْعٍ (الجَفْرَةُ) الأُنْثَى من وَلَدِ الضَّأْنِ و الذَّكَرُ (جَفْرٌ) و الجمْعُ (جِفَارٌ) و قِيلَ (الجَفْرُ) منْ وَلَدِ المَعْزِ مَا بَلَغَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ و الأُنْثَى (جَفْرَةٌ) و فَرَسٌ (مُجْفَرٌ) مُخَفَّفٌ اسمُ مَفْعُولٍ أى عَظِيمُ (الجَفْرَةٍ) و هِىَ وَسَطُهُ و (الجَفْرُ) البِئْرُ لمْ تُطْوَ و هُوَ مُذَكَّرٌ و الجمع (جِفَارٌ) مثلُ سَهْمِ و سِهَامٍ.
[جفف‏]
جَفَّ: الثُّوبُ (يَجِفُّ) منْ بَابِ ضَرَبَ و فى لُغَةٍ لِبَنِى أَسَدٍ من بَابِ تَعِبَ (جَفَافاً) و (جُفُوفاً) يَبِسَ و (جَفَّفْتُهُ) (تَجْفِيفاً) و (جَفَّ) الرجُلُ (جُفُوفاً) سَكَتَ و لم يَتَكَلَّمْ فقَولُهم (جَفَّ النَّهْرُ) علَى حَذْفِ مُضَافٍ و التقديرُ جَفَّ مَاءُ النَّهْرِ و (التِّجفَافُ) تِفْعَالٌ بالكَسْرِ شَي‏ءٌ تُلْبَسُهُ الفَرَسُ عندَ الْحَرْبِ كَأَنَّهُ دِرْعٌ و الجمعُ (تَجَافِيفُ) قيلَ سُمِّىَ بذلِك لِمَا فِيهِ من الصَّلَابَةِ و اليُبُوسَةِ و قالَ ابنُ الجَوَالِيقىِّ (التِجْفَافُ) مُعَرَّبٌ و مَعْنَاهُ ثَوْبُ البَدَنِ و هو الَّذِى يُسَمَّى فِى عَصْرِنَا (بركصطَوان).
[جفل‏]
جَفَلَ: البَعِيرُ (جَفْلًا) و جُفُولًا منْ بَابَىْ ضَرَبَ وَ قَعَد نَدَّ وَ شَرَدَ فهو (جَافِلٌ) و (جَفَّالٌ) مُبَالَغَةٌ و بِهَذا سُمِّىَ الرَّجُلُ و (جَفَلَتِ) النَّعَامَةُ هَرَبَتْ و (جَفَلْتُ) الطِّينَ (أَجْفُلُه) من بَابِ قَتَلَ جَرَفْتُهُ و (جَفَلْتُ) الْمَتَاعَ لَّلقَيْتُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ و (جَفَلْتُ) الطَّائِرَ أَيْضاً نَقَّرتُهُ و فى مُطَاوِعِهِ (فَأَجْفَلَ) هُوَ بالْأَلِفِ جَاءَ الثُّلَاثِيُّ مُتَعَدِّياً و الرُّباعِىُّ لَازِماً عَكْس المشْهُورِ وَ لَهُ نَظَائِرُ تَأْتِي فى الْخَاتِمَةِ إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى و (أَجْفَلَ) الْقَوْمُ و (انْجَفَلُوا) و (تَجَفَّلُوا) و (جَفَلُوا) (جَفْلًا) من بَابِ قَتَل إِذَا أَسْرَعُوا الهَرَبَ و قَوْمٌ (جَفْلٌ) وَصْفٌ بالْمَصْدَرِ و (جُفَالةٌ) أيضاً و (الْجَفَلَى) عَلَى فَعَلَى بفَتْحِ الكُلِّ مِنْ ذلِكَ و هىَ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ إِلَى طَعَامِكَ دَعْوَةً عَامَّةً مِنْ غَيرِ اخْتِصَاصٍ قال طَرَفَةُ:
         نحنُ فى الْمَشْتَاةِ نَدْعُو الْجَفَلَى             لَا تَرَى الآدِبَ فِينَا يَنْتَقِر
يُقَالُ دَعَا فُلَانٌ (الْجَفَلَى) لا النَّقَرَى و (النَّقَرَى) الدَّعْوَةُ الْخَاصَّةُ بِبَعْضِ النَّاسِ و مِنْ هُنَا قَالَ العجِلىُّ فى مُشْكِلَاتِ الوَسِيطِ و التَّطفُّلُ حَرَامٌ إِذَا كَانَتِ الدَّعْوَةُ نَقَرَى لا إِذَا كَانَتْ جَفَلَى.
[جفن‏]
جَفْنُ: العَيْنِ غِطَاؤُهَا من أَعْلَاهَا و أَسْفَلِهَا و هو مُذَكَّرُ و (جَفْنُ) السَّيْفِ غِلافُهُ و الجمعُ (جُفُونٌ) و قد يُجْمَعُ على (أَجْفَانٍ) و (جَفْنَةُ الطَّعَامِ) مَعْرُوفَةٌ و الْجَمْعُ (جِفَانٌ) و (جَفَنَاتٌ) مثلُ كَلَبَةٍ و كِلَابٍ و سَجَدَاتٍ.

103
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جفو ص 104

[جفو]
جَفَا: السَّرْجُ عنْ ظَهْرِ الفَرَسِ (يَجْفُو) (جَفَاءً) ارْتَفَعَ و (جَافَيْتُهُ) (فَتَجَافَى) و (جَفَوْتُ) الرَّجُلَ (أَجْفُوهُ) أَعْرَضْتُ عَنْه أَوْ طَرَدْتُهُ و هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ (جُفَاءِ السَّيْلِ) و هُوَ مَا نَفَاهُ السَّيْلُ و قَدْ يَكُونُ مَع بُغْضٍ و (جَفَا) الثَّوْبُ (يَجْفُو) إِذَا غَلُظَ فَهُوَ (جَافٍ) و مَنَهَ جَفَاءُ الْبَدو وَ هُوَ غِلْظَتُهُمْ و فَظَاظتهمْ‏
[جلب‏]
جَلَبْتُ: الشَّي‏ءَ (جَلْباً) من بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ و (الْجَلَبُ) بفَتْحَتَيْنِ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ و هُوَ مَا تَجْلُبُهُ من بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ و (جَلَبَ) عَلَى فَرَسِهِ (جَلْباً) من بَابِ قَتَلَ بمعْنى اسْتَحَثَّهُ لِلعَدْوِ بوَكْزٍ أو صُيَاحٍ أو نَحْوِهِ و (أَجْلَبَ) عَلَيْهِ بالألِفِ لُغَةٌ و فى حديث «لَا جَلَبَ و لَا جَنَبَ».
بفتحتين فِيهِمَا فُسّرَ بأنَّ رَبَّ المَاشِيَة لَا يُكَلَّفُ جَلَبَهَا إِلَى الْبَلَدِ لِيَأْخُذَ السَّاعِى مِنْها الزَّكَاةَ بَلْ تُؤْخَذ زَكَاتُهَا عِنْدَ المِيَاهِ و
قولُه (و لا جَنَبَ).
أى إذَا كَانَتِ المَاشِيَةُ فى الأَفْنِيَةِ فَتُتْرَكُ فِيهَا و لا تُخْرَجُ إلَى المَرْعَى لِيَخْرُجَ السَّاعِى لأَخْذِ الزَّكَاةِ لما فِيهِ من المشَقَّةِ فَأَمَرَ بالرِّفْقِ مِنَ الجَانِبَيْنِ و قيلَ مَعْنَى‏
 (وَ لَا جَنَبَ).
أَىْ لا يَجْنُبُ أَحَدٌ فَرَساً إِلَى جَانِبِه فى السِّبَاقِ فَإِذَا قَرُبَ مِنَ الغَايَةِ انْتَقَلَ إِلَيْهَا فَيَسْبِقُ صَاحِبَهُ و قِيلَ غَيْرُ ذلِكَ و (الْجِلْبَابُ) ثَوْبٌ أَوْسَعُ مِنَ الْخِمَارِ و دُونَ الرّداءِ وَ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ (الْجِلْبَابُ) مَا يُغَطَّى بِه مِنْ ثَوْبٍ وَ غَيْرِهِ و الجمْعُ (الْجَلَابِيبُ) و (تَجَلْبَبَتِ) المرأة لَبِسَتِ (الْجِلْبَابَ) و (الجُلْبَانُ) حَبٌّ مِنَ القَطَانِيُّ ساكنُ اللَّامِ و بَعْضُهُمْ يَقُولُ سُمِعَ فِيه فَتْحُ اللَّامِ مُشَدَّدَةً.
[جلح‏]
جَلِحَ: الرجُلُ (جَلَحاً) من بابِ تَعِبَ ذَهَبَ الشَّعْرُ مِنْ جَانِبَىْ مُقَدَّم رَأْسِهِ فهو (أَجْلَحُ) و المرأَةُ (جَلْحَاءُ) و الْجَمْعُ (جُلْحٌ) مثلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و (الْجَلَحَةُ) مِثَالُ قَصَبَةٍ مَوضِعُ انْحِسَارِ الشَّعْرِ و أَوَّلُهُ (النَّزَع) ثم (الجَلَحُ) ثمّ (الصَّلَعُ) ثم (الجَلَهُ) و شَاةٌ (جَلْحَاءُ) لَا قَرْنَ لها.
[جلد]
جَلَدْتُ: الْجَانِىَ (جَلْداً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَرَبْتُهُ (بِالْمِجْلَدِ) بكَسْرِ المِيمِ و هُوَ السَّوْطُ الوَاحِدَةُ (جَلْدَةٌ) مثْلُ ضَرْبٍ و ضَرْبَةٍ و (جِلْدُ) الْحَيَوانِ ظَاهِرُ البَشَرَةِ قَالَ الأَزْهَرِىّ (الْجِلْدُ) غِشَاءُ جَسَدِ الْحَيَوانِ وَ الْجَمْعُ (جُلُودٌ) و قدْ يُجْمَعُ عَلَى (أَجْلَادٍ) مِثْلُ حِمْلٍ و حُمُولٍ و أَحْمَالٍ و (الْجَلِيدُ) كالصَّقِيعِ يُقَالُ مِنْهُ (جُلِدَتِ) الأرْضُ بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إِذَا أَصَابَهَا الْجَلِيدُ فهى (مَجْلُودَةٌ). و (الْجَلْمَدُ) و (الْجُلْمُودُ) مِثْلُ جَعْفَرٍ و عُصْفُورٍ الْحَجَرُ الْمُسْتَدِيرُ و مِيمُهُ «1» زَائِدَةٌ
[جلز]
الْجَلْزُ: وِزَانُ فَلْسٍ أَغْلَظُ السِنَّانِ (و أبُو مجْلَز) مُشْتَق من ذَلِكَ وِزَانُ مِقْوَدٍ و هو كنْيَةٌ و اسْمُهُ لَاحِقُ بْن حُمَيْدٍ و الْجِلَّوْزَ البُنْدُقُ.
__________________________________________________
 (1) الميم عند غيره أصلية.

104
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جلس ص 105

[جلس‏]
جَلَسَ: (جُلُوساً) و (الجَلْسَةُ) بالفتح للمَرَّةِ و بِالْكَسْرِ النَّوْعُ و الْحَالَةُ الَّتِى يَكُونَ عَلَيْهَا (كَجِلْسَةِ) الاستِرَاحَةِ و التَّشَهُّدِ و (جِلْسَةِ) الْفَصْلِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ لأَنَّهَا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْجُلُوسِ و النَّوْعُ هو الَّذِى يُفْهَمُ مِنْهُ مَعْنًى زَائِدٌ عَلَى لَفْظِ الْفِعْلِ كَمَا يُقَالُ إِنَّهُ لَحَسَنُ الْجِلْسَةِ و (الْجُلُوسُ) غَيْرُ الْقُعُودِ فَإِنَّ (الْجُلُوسَ) هُوَ الانْتِقَالُ مِنْ سُفْلٍ إِلَى عُلْوٍ و القُعُودُ هُوَ الانْتِقَالُ مِنْ عُلْوِ إِلَى سُفْلٍ فَعَلَى الْأَوّلِ يُقَالُ لِمَنْ هُوَ نَائِمٌ أَوْ سَاجِدٌ (اجْلِسْ) وَ عَلَى الثَّانِي يُقَالُ لِمَنْ هُوَ قَائِمٌ (اقْعُدْ) و قَدْ يَكُونُ (جَلَس) بِمَعْنَى قَعَدَ يُقَالُ (جَلَسَ) مُتَرَبِّعاً و (قَعَدَ) مُتَرَبِّعاً وَ قَدْ يُفَارِقُهُ و مِنْهُ (جَلَسَ) بَيْنَ شُعَبِهَا أَىْ حَصَلَ وَ تَمَكَّنَ إِذ لَا يُسَمَّى هذا قُعُوداً فإِنَّ الرَّجُلَ حِينَئِذٍ يَكُونُ مُعْتَمِداً عَلَى أَعْضَائِهِ الأَرْبَعِ و يُقَالُ (جَلَسَ) مُتَّكِئاً وَ لَا يُقَالُ (قَعَدَ) مُتَّكِئاً بِمَعْنَى الاعْتِمَادِ عَلَى أَحَدِ الْجَانِبَيْنِ و قَالَ الفَارَابِيُّ و جَمَاعَةٌ (الْجُلُوسُ) نَقِيضُ الْقِيَامِ فَهُوَ أَعَمُّ مِنَ الْقُعُودِ و قَدْ يُسْتَعْمَلَانِ بِمَعْنَى الْكَوْنِ و الْحُصُولِ فَيَكُونَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ و مِنْهُ يُقَالَ (جَلَسَ) مُتَرَبَّعاً و (جَلَسَ) بَيْنَ شُعَبها أَىْ حَصَلَ و تَمَكَّنَ و (الْجَلِيسُ) مَنْ يُجَالِسُكَ. فَعِيلٌ بمعْنَى فَاعِلٍ و (الْمَجْلِسُ) مَوْضِعُ الْجُلُوسِ و الْجَمْعُ (الْمَجَالِس) و قَدْ يُطْلَقُ (الْمَجْلِسُ) عَلَى أَهْلِهِ مَجَازاً تَسْمِيَةٌ لِلْحَالِّ باسْمِ الْمَحَلِ يُقَالُ اتَّفَقَ الْمَجْلِسُ.
[جلف‏]
الجِلْفُ: الْعَرَبِيُّ الْجَافِى قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ أَجْلَافِ الشَّاةِ و هِىَ الْمَسْلُوخَةُ بِلَا رَأْسٍ وَ لَا قَوَائِمَ وَ لَا بَطْنٍ و قِيلَ أَصْلُ (الجِلْفِ) الدَّنّ الفَارِغُ وَ نَقَلَ ابْنُ الأَنْبَارِىِّ عَنِ الأَصْمَعِىِّ أَنَّ (الجِلْفَ) جِلْدُ الشَّاةِ و الْبَعِيرِ و كَأَنَّ الْمَعْنَى عَرَبِيُّ بِجِلْدِهِ لَمْ يَتَزَىَّ بِزىِّ الْحَضَرِ فِى رِقَّتِهم وَ لِينِ أَخْلَاقِهِمْ فَإِنَّهُ إِذَا تَزَيَّا بِزِيهِمْ و تَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِم كَأَنَّهُ نَزَعَ جِلْدَهُ و لَبِسَ غَيْرَهُ وَ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِم كلامٌ بِغُبَارِهِ أَىْ لمْ يَتَغَيَّرْ عَنْ جَهَتِه و قيلَ (الجِلفُ) كلُّ ظَرْفٍ وَ وِعَاءٍ و بِهِ وُصِفَ الرَّجُلُ وَ الْجَمْعُ (أَجْلَافٌ) مثلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (جُلُوفٌ) و (أجْلُفٌ) قَلِيلًا و (جَلَفْتُ) الطِّينَ (جَلْفاً) مِنْ بَابِ قَتَل قَشَرْتُهُ و (الْجَالِفَةُ) الشَّجَّةُ تَقْشُرُ الجلْدَ وَ لَا تَصِلُ إِلَى الْجَوْفِ.
[جلل‏]
جَلَّ: الشَّي‏ءُ (يَجِلُّ) بالكَسْرِ عَظُمَ فهو (جَلِيلٌ) و (جَلَالُ اللّهِ) عَظَمَتُهُ و (جَلَّ (يَجِلُّ) أيْضاً خَرَجَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى آخَرَ فهو (جَالٌّ) وَ الْجَمْعُ (جَالَّةٌ) وَ مِنْهُ قِيلَ لليهود الذِينَ أُخْرِجُوا مِنَ الحِجَازِ (جَالَّةٌ) وَ هى (جَالِيَةٌ) أَيْضاً ثُمَّ نُقِلَ الاسْمُ إِلى الجزِية و قيل اسْتُعْمِل فُلَانٌ عَلَى (الْجَالَّةِ) كَمَا يُقالَ عَلَى (الْجَالِيَةِ) و (جُلَّةُ التَّمْرِ) الْوَعَاء و جَمْعُهَا (جِلَالٌ) مثلُ بُرْمَةٍ و بِرَام و (جُلُّ الشَّي‏ء) بالضَّمِ أيضاً مُعْظَمُهُ و (جُلُّ الدَّابَّةِ)

105
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جلل ص 105

كثَوْبِ الانْسَانِ يَلْبَسُه يَقِيهِ الْبَرْدَ و الْجَمْعُ (جِلَالٌ) و (أَجْلَالٌ) الجَلَّةُ) بالفَتْحِ الْبَعْرَةُ و تُطْلَقُ عَلَى العَذِرَة و (جَلَّ) فُلَانٌ البَعْرَ (جَلًّا) من بَاب قَتَلَ الْتَقَطَهُ فَهُو (جَالٌّ) وَ (جَلّالٌ) مُبَالَغَةٌ و مِنْهُ قِيلَ لِلْبَهِيمَةِ تَأْكُلُ العَذِرَةَ (جلَّالَةٌ و جَالَّةٌ) أَيْضاً و الْجَمْعُ (جَلَّالاتٌ) على لَفْظِ الْوَاحِدَةِ و (جَوالُّ) مثْلُ دَابَّةٍ و دَوَابَّ و (جَلَّلَ) الْمَطَرُ الْأَرْضَ بالتَّثْقِيلِ عَمَّهَا وَ طبَّقَهَا فَلَمْ يَدَعْ شَيْئاً إلَّا غَطَّى عَلَيْهِ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ فِى مُتَخَيَّرِ الْأَلفَاظِ و منْهُ يُقَالُ (جلَّلْتُ) الشَّي‏ءَ إِذا غَطَّيْتُه و (الجُلَّى) فُعْلَى الْأَمْرُ الشَّدِيدُ و الْخَطْبُ العَظِيمُ.
و الْجُلْجُلُ: مَعْرُوفٌ و الجمعُ (جَلَاجِلُ).
و جَلُولَاءُ: فَعُولَاءُ بفَتْحِ الْفَاءِ و الْمَدِّ بُلَيْدَةٌ مِنْ سَوادِ بَغْدَادَ بِطَرِيقِ خُرَاسَانَ و بِهَا الْوَقْعَةُ الْمَشْهُورَةُ فِى سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ و كَانَتْ تُسَمَّى فَتْحَ الْفُتُوحِ لِعِظَم غَنَائِمَها.
[جلم‏]
الْجَلَمُ: بِفَتْحَتَيْنِ المِقْراضُ و (الْجَلمَان) بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ مِثْلُه كَمَا يُقَالُ فيهِ (المِقْرَاضُ و الْمِقْرَاضَانِ) و (القَلَمُ و الْقَلَمَانِ) و يَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ (الْجَلَمَانِ و الْقَلَمَانِ) اسْماً وَاحِداً عَلَى فَعَلَانٍ كَالسَّرَطَانِ و الدَّبَرَانِ و تُجْعَلُ النُّونُ حَرْفَ إِعْرَابٍ و يَجُوزُ أَنْ يَبْقَيَا عَلَى بَابِهِمَا فى إعْرَابِ الْمُثَنَّى فَيُقَالُ شَرَيْتُ (الْجَلَمَيْنِ) و الْقَلَمَيْنِ. و (جَلَمْتُ) الشَّي‏ءَ (جَلْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُهُ فَهُو (مَجْلُومٌ) و (جَلَمْتُ) الصُّوفَ و الشَّعْرَ قَطَعْتُهُ (بِالْجَلَمَيْنِ)
[جله‏]
جَلِهَ: (جَلَهاً) من بَابِ تَعِبَ انْحَسَرَ الشَّعْرُ عَنْ أَكْثَرِ رَأْسِهِ فَهُوَ (أَجْلَهُ) و الأُنْثَى (جَلْهَاءُ) و الْجَمْعُ (جُلْهٌ) مثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ.
و
[جلهق‏]
الْجُلَاهِقُ: بضَمِّ الجِيمِ الْبُنْدُقُ الْمَعْمُولُ مِنَ الطِّينِ الْوَاحِدَةُ (جُلَاهِقَةٌ) و هو فَارِسىٌّ لِأنَّ الجِيمَ و الْقَافَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِى كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ و يُضَافُ الْقَوْسُ إِلَيْهِ لِلتَّخْصِيصِ فَيُقَالُ (قَوْسُ الجُلَاهِقِ) كَمَا يُقَالُ قَوْسُ النُّشَّابة
[جلو]
جَلَوْتُ: العَرُوسَ (جِلْوَةً) بِالْكَسْرِ و الْفَتْحُ لُغَةٌ و (جِلَاءً) مثل كِتَابٍ و (اجْتَلَيْتُها) مثْلُهُ و (جَلَوْتُ) السَّيْفَ و نَحْوَه كَشَفْتُ صَدَأَهُ (جِلَاءً) أيضاً و (جَلَا) الخَبَرُ للنَّاسِ (جَلَاءً) بالفَتْحِ و الْمَدِّ وَضَحَ و انْكَشَفَ فَهُوَ (جَلِيٌّ) و (جَلَوْتُهُ) أَوْضَحْتُهُ يَتَعدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى و (جَلَوْتُ) عَنِ البَلَدِ (جَلَاءً) بالْفَتْحِ و الْمَدِّ أيضاً خَرجْتُ و (أَجْلَيْتُ) مِثْلُهُ و يُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ و الرُّبَاعِىُّ مُتَعَدِّيَيْنِ أيضاً فيُقَالُ (جَلَوْتُهُ) و (أَجْلَيْتُهُ) و الفَاعِلُ مِنَ الثُّلَاثِيِّ (جَالٍ) مثْلُ قَاضٍ و الْجَمَاعَةُ (جَالِيَةٌ) و منْه قِيلَ لِأَهْلِ الذِّمَّةِ الذِينَ أَجْلَاهُمْ عُمَرُ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ عَنْ جَزِيرَة الْعَرَبِ (جَاليَةٌ) ثُمَّ نُقِلَتِ (الْجَالِيَة) إلَى الْجزيَة الَّتى أُخِذَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ اسْتُعْمِلَتْ فى كُلِّ جِزْيَة تُؤْخَذُ و إنْ يَكُنْ صَاحِبُهَا (جَلَا) عَنْ وَطَنِهِ فَيُقَالُ اسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى (الجَالِيَةِ) و الجمعُ (الْجَوَالِي)

106
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جلو ص 106

و (أَجْلَى) الْقَوْمُ عَنِ الْقَتِيلِ تَفَرَّقُوا عَنْهُ بالْأَلِفِ لَا غَيْرُ قَالَه ابْنُ فَارِسٍ وَ قَالَ الفَارَابِىُّ أَيْضاً (أَجْلَوْا) عَنِ الْقَتِيلِ انْفرجُوا و (أَجْلَوْا) مَنْزِلَهُمْ إِذَا تَرَكُوه مِنْ خَوْفٍ يَتَعدَّى بِنَفْسِهِ فَإنْ كَانَ لِغَيْرِ خَوْفٍ تَعَدَّى بالْحَرْفِ و قِيلَ (أَجْلَوْا عَنْ مَنْزِلهِمْ و (تَجَلَّى) الشي‏ءُ انْكَشَفَ.
[جمهر]
الْجُمْهُورُ: الرَّمْلَةُ الْمُشْرِفَةُ عَلَى مَا حَوْلَهَا سُمِّيَتْ بذلكَ لِكَثْرَتِهَا و عُلُوِّهَا و فِى حَدِيثٍ «جَمْهَرُوا قَبْرهُ».
أى جَمَعُوا لَهُ التُّرَابَ و منْ ذلِكَ قِيلَ لِلْخَلْقِ العَظِيمِ (جُمْهُورٌ) لكَثْرَتِهِمْ و الجمعُ (جَمَاهِيرُ).
[جمح‏]
جَمَحَ: الْفَرَسُ برَاكِبِه (يَجْمَحُ) بفَتْحَتَيْنِ (جِمَاحاً) بالكسر و (جُمُوحاً) اسْتَعْصَى حتَّى غَلَبَهُ فَهُوَ (جَمُوحٌ) بِالفَتْحِ و (جَامِحٌ) يَسْتَوِى فِيهِ الذَّكَرُ و الْأنْثَى و (جَمَحَ) إِذَا عَارَ وَ هُوَ أَنْ يَنْفَلِتَ فَيَرْكَبَ رَأْسَهُ فَلَا يَثْنِيَهُ شَي‏ءٌ و رُبَّمَا قيل (جَمَحَ) إِذَا كَانَ فِيهِ نَشَاطٌ و سُرْعَةٌ و (الْجِمَاحُ) منَ الْأَوَّلَيْنِ مَذْمُومٌ و مِنَ الثَّالِثِ محْمُودٌ لكنَّ الثَّالِثَ مَهْجُورُ الاسْتِعْمَالِ و إِنْ كَانَ مَنْقُولًا و (جَمَحَتِ) الْمرأَةُ خَرَجَتْ مِنْ بَيْتَها غَضْبَى بِغَيْرِ إِذْنِ بَعْلِهَا (فَالْجَمُوحُ) هو الرّاكِبُ هَوَاهُ.
[جمد]
جَمَدَ: الْمَاءُ و غَيْرُهُ (جَمْداً) مِنْ بَابِ قَتَل و (جُمُوداً) خِلَافُ ذَابَ فهو (جَامِدٌ) و (جَمَدَتْ) عَيْنُهُ قَلَّ دَمْعُهَا كنَايَةٌ عن قَسْوَةِ الْقَلْبِ و (جَمَدَ) كَفُّهُ كِنَايَةٌ عَنِ البُخْلِ و مَاءٌ (جَمْدٌ) بالسُّكُونِ تَسْمِيَةٌ بالمصْدَرِ خِلَافُ الذَّائِبِ و (الْجَمَدُ) بالفَتْحِ «1» جَمْعُ (جَامِدٍ) مثلُ خَادِمٍ و خَدَمٍ و (جُمَادَى) من الشُّهُورِ مُؤَنَّثَةٌ قَالَ ابْنُ الأَنْبارِىِّ و أَسْمَاءُ الشُّهُورِ كُلُّها مُذَكَّرَةٌ إِلَّا جُمَادَيَيْنِ فَهُمَا مُؤنَّثَتَانِ تَقُولُ مَضَتْ جُمَادَى بِمَا فِيهَا قَالَ الشَّاعِرُ:
         إِذَا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَهَا             زَانَ جَنَابَيْ عَطَنٍ مُعْصِف‏
ثمَّ قَالَ فإنْ جَاءَ تَذْكِيرُ جُمَادَى فى شِعْرٍ فَهُوَ ذَهَابٌ إلَى مَعْنَى الشَّهْرِ كَمَا قَالُوا هذِهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ عَلَى مَعْنَى هذه الدَّرَاهِمُ و قَالَ الزَّجَّاجُ (جُمَادَى) مُؤَنَّثَةٌ و التَّأْنيثُ لِلِاسْمِ فَإنْ ذُكِّرَتْ فِى شِعْرٍ فإنَّمَا يُقْصَدُ بِهَا الشَّهْرُ و هِىَ غَيْرُ مَصْرُوفَةٍ للتَّأْنِيْثِ و الْعَلَمِيَّةِ و الجمْعُ عَلَى لَفْظِهَا (جُمَادَيَاتٌ) و الأُوَلى و الآخِرةُ صِفَةٌ لَهَا فالآخِرَةُ بمَعْنَى الْمتَأَخِّرَةِ قَالُوا وَ لَا يُقَالُ (جُمَادَى الْأُخْرَى) لأَنَّ الأُخْرَى بِمَعْنَى الوَاحِدةِ فَتَتَنَاوَلُ الْمُتَقَدِّمَةَ و الْمُتَأَخِّرَةَ فَيَحْصُلُ اللَّبْسُ فقِيلَ الآخِرَةُ لِتَخْتَصَّ بِالْمتَأَخِّرةِ.
وَ يُحْكَى أَنَّ العَرَبَ حِينَ وَضَعَتِ الشُّهُورَ وَافَقَ الوَضْعُ الأَزْمِنَةَ فَاشْتُقَّ للشُّهُورِ مَعَانٍ من تِلْكَ الأزْمِنَةِ ثمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتَعْمَلُوها فى‏
__________________________________________________
 (1) أىْ بفتح الميم- و التعبير الاصطلاحى بفتحتين.

107
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جمد ص 107

الأَهِلَّةِ و إِنْ لَمْ تُوَافِقْ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَقَالُوا (رَمَضَانُ) لَمَّا أَرْمَضَتِ الْأَرْضُ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ و (شَوَّالٌ) لمَّا شَالَتِ الْإِبِلُ بأَذْنَابِها لِلطُّروقِ و (ذُو الْقَعْدَةِ) لَمَّا ذَلَّلُوا القِعْدانَ لِلرُّكُوبِ و (ذُو الحِجَّةِ) لمَّا حَجُّوا و (الْمُحَرَّمُ) لمَّا حَرَّمُوا القِتَالَ أوِ التِّجَارَةَ و (الصَّفَرُ) لمَّا غَزَوْا فَتَرَكُوا دِيَارَ القَوْمِ صِفْراً و (شَهْرُ رَبيعٍ) لَمَّا أَرْبَعَتِ الأرْضُ و أَمْرَعَتْ و (جُمَادَى) لَمَّا جَمَد المَاءُ و (رَجَبٌ) لمَّا رَجَّبُوا الشَّجَرَ و (شَعْبَانُ) لَمَّا أَشْعَبُوا العُودَ.
[جمر]
جَمْرَةُ: النَّارِ القِطْعَةُ الْمُلْتَهِبَةُ و الْجَمْعُ (جَمْرٌ) مثلُ تَمْرةٍ و تَمْرٍ و جمعُ (الْجَمْرَةِ) (جَمَرَاتٌ) و (جِمَارٌ) و منْهُ (جَمَرَاتُ الْعَرَبِ) وَاحِدَتُها (جَمْرةٌ) و هِىَ الطَّائِفَةُ تَجْتَمِعُ عَلَى حِدَةٍ لِقُوَّتِهَا و شِدَّةِ بَأْسِها يُقَال (جَمَرَ) بَنُو فُلَان إِذَا اجْتَمَعُوا و (جَمَرْتُهُم) يَتَعدَّى و لَا يَتَعَدَّى و (جَمَّرتِ) المرْأَةُ شَعْرَهَا جَمَعَتْهُ و عَقَدَتْهُ فى قَفَاهَا و كُلُّ ضَفِيرَةٍ (جَمِيرَةٌ) و الْجَمْعُ (الجَمَائِر) مثلُ ضَفِيرَةٍ و ضَفَائِرَ وزْناً و معْنىً و كلُّ شَي‏ءٍ جَمَعْتَهُ فقد جَمَّرتَهُ و منْهُ (الْجَمْرَةُ) و هى مُجتَمَعُ الْحَصَى بِمِنًى فَكُلُّ كُومَةٍ مِنْ الْحَصَى (جَمْرَةٌ) و الجمعُ (جَمَراتٌ) و (جَمَراتُ مِنًى) ثَلَاثٌ بَيْنَ كُلِّ جَمْرَتَيْنِ نحوُ غَلْوَةِ سَهْمٍ و (جُمَّارُ) النَّخْلَةِ قَلْبُهَا و منه يَخْرُج الثَّمَرُ و السَّعَفُ و تَمُوتُ بِقَطْعِهِ و (المِجْمَرَةُ) بِكَسْرِ الأَوَّلِ هى المِبْخَرَةُ و المِدْخَنةُ قَالَ بَعْضُهُمْ (المِجْمَرُ) بحذف الهاء مَا يُبَخَّرُ بِهِ مِنْ عُودٍ و غَيْرِهِ وَ هِىَ لُغَةٌ أيضاً فى الْمِجْمَرَةِ و (جَمَّرَ) ثوْبَهُ (تَجْمِيراً) بَخَّرَهُ و رُبَّمَا قيلَ (أَجْمَرَهُ) بالألِفِ و (اسْتَجمَر) الإنْسَانُ فِى الاسْتِنْجَاءِ قَلَعَ النَّجَاسَةَ بالْجَمَرَاتِ و الجِمارِ و هِىَ الحِجَارَةُ.
[جمز]
جَمَزَ: (جَمْزاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ عَدَا و أَسْرَعَ و (الْجَمْزُ) بفَتْحِ الكُلِّ اسمٌ منْهُ و يُطْلَقُ (الْجَمْزُ) عَلَى السَّيْرِ و يُقَالُ هُوَ نَوْعٌ مِنَ السَّيْرِ أَشَدُّ مِنَ العَنَقِ.
[جمس‏]
جَمَسَ: الوَدَكُ (جُمُوساً) من بَابِ قَعَدَ جَمَدَ و (الجَامُوسُ) نوْعٌ مِنَ الْبَقَرِ كأَنَّهُ مُشْتَقُّ مِنْ ذلِكَ لأنَّهُ لَيْسَ فِيهِ لِينُ البَقَرِ فِى اسْتِعْمَالِهِ فى الْحَرْثِ و الزَّرْعِ و الدِّيَاسَةِ و فى التَّهْذِيبِ (الْجَامُوسُ) دَخِيلٌ و الْجَمْعُ (جَوَامِيسُ) تُسَمِّيهِ الفُرْسُ كَاوْمِيش‏
[جمع‏]
جَمَعْتُ: الشّي‏ءَ (جَمْعاً) و جَمَّعْتُهُ بالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ و (الْجَمْعُ) الدَّقَلُ لأنه يُجْمَعُ و يُخْلَطُ ثمَّ غَلَبَ عَلَى التَمْر الرَّدِئِ و أُطْلِقَ عَلَى كُلِّ لَوْنٍ مِنَ النَّخْلِ لا يُعْرَفُ اسْمُهُ و (الْجَمْعُ) أيضاً الْجَمَاعَةُ تَسْمِيَةٌ بالمصْدَرِ و يُجْمَعُ عَلَى (جُمُوعٍ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (الْجَمَاعَةُ) مِنْ كُلِّ شَي‏ءٍ يُطْلَقُ عَلَى القَلِيلِ و الكَثِيرِ و يُقَالُ لِمُزْدَلِفَةَ (جَمْعٌ) إمّا لأنَّ النَّاسَ يَجْتَمِعُونَ بِهَا وِ إمَّا لأَنَّ آدمَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ بِحَوَّاءَ وَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ سُمِّىَ بذلِكَ لاجْتِمَاعِ النَّاسِ بِهِ و ضَمٌ الميم لُغَةُ الحِجَازِ و فَتْحُهَا لُغَةُ بَنِى تَمِيم‏

108
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جمع ص 108

و إنْ كَانُهَا لُغَةُ عُقَيلٍ و قَرَأَ بِهَا الْأَعْمَشُ و الْجَمْعُ (جُمَعٌ) و (جُمُعَاتٌ) مِثْلُ غُرَفٍ و غُرُفَاتٍ فِى وُجُوهِهَا و (جَمَّعَ) النَّاسُ بالتَّشْدِيدِ إِذَا شَهِدُوا الجُمْعَةَ كَمَا يُقَالَ (عَيَّدُوا) إذا شَهدُوا العِيدَ و أما (الْجُمْعَةُ) بسكُونِ المِيم فاسْمٌ لِأَيَّامِ الأُسْبُوعِ و أوّلُهَا يومُ السَّبْتِ قَالَ أَبُو عمَرَ الزَّاهِدُ فِى كِتَابِ المدْخَلِ أَخْبَرَنَا ثَعْلَبٌ عَنِ ابنِ الأَعْرَابِىِّ قَالَ أوَّلُ الْجُمْعَةَ يومُ السَّبْتِ و أوَّلُ الأيَّامِ يَوْمُ الأَحَدِ هكَذَا عِنْدَ الْعَرَبِ وَ ضَرَبَهُ (بِجُمْعِ كَفِّهِ) بضَمِّ الجِيمِ أى مَقْبُوضَةً و أَخَذَ (بِجُمْعِ) ثِيَابه أىْ (بِمُجْتَمَعِهَا) و الفَتْحُ فِيهِمَا لُغَةٌ و فى النَّوَادرِ سَمِعْتُ رَجُلًا من بَنِى عُقَيْلٍ يَقُولُ ضَرَبَهُ (بِجِمْعِ كَفِّهِ) بالكَسْرِ و ماتَتِ المرْأَةُ (بِجُمْعٍ) بالضَّمِ و الكَسْرِ إذَا مَاتَتْ وَ فِى بَطْنِهَا وَلَدٌ و يُقَالُ أَيْضاً لِلَّتِى مَاتَتْ بِكْراً و (الْمَجْمِعُ) بفَتْحِ المِيمِ و كَسْرِهَا مثْلُ الْمَطْلَعِ و الْمَطْلِع يُطْلَقُ عَلَى الْجَمْعِ و عَلَى مَوْضِعِ الاجْتِمَاعِ و الْجَمْعُ (المَجَامِعُ) و (جُمَّاعُ) النَّاسِ بالضَّمِ و التَّثْقِيلِ أَخْلَاطُهُمْ و (جِمَاعُ) الإِثْمِ بِالكَسْرِ و التَّخْفِيفِ جَمْعُهُ و (أَجْمَعْتُ) المسيرَ و الأمَر و (أَجْمَعْتُ) عليْهِ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ و بِالْحَرْفِ عَزَمْتُ عَلَيْهِ و
فِى حَدِيثٍ «مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ».
أَىْ مَنْ لَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِ فَيَنْوِيَهُ و (أَجْمَعُوا) عَلَى الأَمْرِ اتَّفَقُوا عَلَيْهِ و (اجْتَمَعَ) الْقَوْم و (اسْتَجْمَعُوا) بمعنى (تَجَمَّعُوا) و (اسْتَجْمَعَتْ) شَرَائِطُ الإِمَامَةِ و (اجْتَمَعَتْ) بمعْنَى حَصَلَتْ فَالْفِعْلَانِ عَلَى اللَّزومِ و جَاءَ القَوْمُ (جَمِيعاً) أىْ (مُجْتَمِعِينَ) وَ جَاءُوا (أجْمَعُونَ) و رَأَيْتُهمْ (أَجْمَعِينَ) و مَرَرْتُ بِهِمْ (أَجْمَعِينَ) و جَاءُوا (بأَجْمَعِهِمْ) بِفتْحِ المِيمِ و قَدْ تضَمُّ حَكَاهُ ابْنُ السّكِّيتِ و قَبَضْتُ الْمَالَ (أَجْمَعَه) و (جَمِيعَهُ) فَتُؤَكِّدُ بِهِ كُلِّ مَا يَصِحُّ افْترَاقُهُ حِسًّا أو حُكْماً.
و تُتْبِعُهُ الْمُؤَكَّدَ فى إِعْرَابِهِ و لا يَجُوزُ قَطْعُ شَي‏ءٍ مِنْ أَلْفَاظِ التوْكِيدِ عَلَى تَقدِيرِ عَامِلٍ آخَرَ و لَا يَجُوزُ فى أَلفاظِ التَّوْكِيدِ أَنْ تُنْسَقَ بِحَرْفِ العَطْفِ فَلَا يُقَالُ جَاءَ زَيْدٌ نَفْسُهُ و عَيْنُهُ لأنَّ مَفْهُومَهَا غَيْرُ زَائِدٍ عَلَى مَفْهُومِ المُؤَكَّدِ و العَطْفُ إِنَّمَا يَكُونُ عِنْدَ الْمُغَايَرَةِ بِخِلَافِ الأَوْصَافِ حَيْثُ يَجُوزُ جَاءَ زَيْدٌ الكَاتِبُ و الْكَرِيمُ فإنَّ مَفْهُومَ الصِّفَة زَائِدٌ عَلَى ذَاتِ الْمَوْصُوفِ فكَأَنَّهَا غَيْرُه و
فِى حَدِيث «فَصَلُّوا قُعُوداً أَجْمَعِينَ».
فَغَلِطَ مَنْ قَالَ إِنّهُ نُصِبَ عَلَى الحَالِ لِأَنَّ ألفَاظَ التَّوْكِيدِ مَعَارِفٌ و الحالُ لا تَكُونُ إلَّا نَكِرَةً و مَا جَاءَ مِنْها مَعْرِفَةً فَمَسْمُوعٌ و هُوَ مُؤَوَّلٌ بالنَّكِرَةِ و الوَجْهُ فِى الْحَدِيث فَصَلُّوا قُعُوداً أَجْمَعُونَ و إِنَّمَا هُوَ تَصْحِيفٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ فى الصَّدْرِ الأَوَّلِ و تَمَسَّكَ الْمَتأَخرُونَ بالنَّقْلِ و (جَامِعَةً) فى قَوْلِ الْمُنَادِى (الصَّلَاةَ جَامِعَةً) حَالٌ مِنَ الصَّلَاةِ وَ الْمعْنَى عَلَيْكُمْ الصَّلَاةَ فِى حَالِ كَوْنِهَا جَامعَة

109
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جمع ص 108

النَّاسَ و هذَا كَمَا قِيِلَ لِلْمَسْجِدِ الَّذِى تُصَلَّى فِيهِ الْجُمْعَةُ الْجَامِعُ لأَنَّهُ يَجْمَعُ النَّاسَ لِوَقْتٍ معْلُومٍ‏
و كَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ يَتَكَلَّمُ (بجَوَامِعِ الكَلِمِ).
أىْ كَانَ كَلامُهُ قَلِيلَ الْأَلْفَاظِ كَثِيرَ الْمَعَاني و حَمِدْتُ اللّهَ تَعَالَى (بِمَجَامِعِ الْحَمْدِ) أىْ بِكَلِمَاتٍ جَمَعَتْ أَنْوَاعَ الحمْدِ و الثَّنَاءِ عَلَى اللّهِ تَعَالَى.
[جمل‏]
الجَمَلُ: مِنَ الإِبِلِ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَخْتَصُّ بالذَّكَرِ قَالُوا وَ لَا يُسَمَّى بِذَلِكَ إِلَّا إذَا بَزَل و جمْعُهُ (جِمَالٌ) و (أَجْمَالٌ) و (أَجْمُلٌ) و (جِمَالَةٌ) بالهَاءِ و جَمْعُ الجِمَالِ (جِمَالاتٌ) و (جَمُلَ) الرَّجُلُ بالضَّمِّ و الْكَسْرِ (جَمَالًا) فهو (جَمِيلٌ) و امْرَأَةٌ (جَمِيلَةٌ) قال سِيَبَويْهِ (الْجَمَالُ) رِقَّةُ الْحُسْنِ و الْأَصْلُ (جَمَالَةٌ) بالهَاءِ مثْلُ صَبُحَ صَبَاحَةً لكِنَّهُمْ حَذَفُوا الْهَاءَ تَخْفيفاً لكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ و (تَجَمَّلَ تَجَمُّلًا) بمعنَى تَزَيَّنَ و تَحَسَّنَ إِذَا اجْتَلَبَ البَهاءَ و الإِضَاءَةَ و (أَجْمَلْتُ) الشي‏ءَ (إجْمَالًا) جَمَعْتُهُ مِنْ غَيرِ تَفْصِيلٍ (و أَجْمَلْتُ) فى الطَّلَبِ رَفَقْتُ و رَجُلٌ (جُمَالِيٌّ) بضَمِّ الجِيمِ عَظِيمُ الْخَلْقِ و قيلَ طَوِيلُ الجِسْمِ.
[جمم‏]
جَمَّ: الشَّي‏ءُ (جَمّاً) من بَابِ ضَرَبَ «1» كثر فَهُوَ (جَمٌّ) تَسْمِيَةٌ بالمصْدَرِ و مَالٌ (جَمٌّ) أى كَثِيرٌ و جَاءُوا (الْجَمَّاءَ) الْغَفِيرَ و (جَمَّاءَ) الْغَفِيرِ أىْ بجُمْلَتِهِمْ و (الْجُمَّةُ) مِنَ الإنْسَانِ مُجْتَمَعُ شَعْرِ نَاصِيَتهِ يُقَالُ هِىَ الَّتِى تَبْلُغُ المنْكِبَيْنِ و الْجَمْعُ (جُمَمٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (جَمِمَتِ) الشاةُ (جَمَماً) من بَابِ تَعِبَ إِذَ لَمْ يَكُنْ لَهَا قَرْنٌ فالذَّكَرُ (أَجَمُّ) و الأُنْثَى (جَمَّاءُ) و الجمعُ (جُمٌّ) مثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و (جُمَامُ القَدَحِ) مِلْؤُهُ بغيْرِ رَأْسٍ مُثَلَّثُ الجِيمِ قال ابْنُ السِّكِّيتِ و إنَّمَا يُقَالُ (جُمَامٌ) فى الدَّقِيقِ و أَشْبَاهِهِ يُقَالُ أَعْطَانِي (جُمَامَ) الْقَدَح دَقِيقاً و (جَمَامُ) الْفَرَسِ بالفَتْحِ لَا غَيْرُ رَاحَتُهُ و (أَجَمَّ «2») الشَّي‏ءُ بالأَلِفِ دَنَا وَ حَضَرَ. و الجُمْجُمَةُ: عَظْمُ الرَّأْسِ الْمشْتَمِلُ عَلَى الدِّمَاغِ و رُبَّمَا عُبَرَ بِهَا عَنِ الْإِنْسَانِ فيُقَالُ خُذْ مِنْ كُلِّ جُمْجُمَة دِرْهَمًا كَمَا يُقَالُ خُذْ مِنْ كُلِّ رَأْس بهَذَا الْمَعْنَى.
[جنب‏]
جَنْبُ: الإِنْسَانِ مَا تَحْتَ إِبْطِهِ إلَى كَشْحِهِ وَ الْجَمْعُ (جُنُوبٌ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوس و (الْجَانِبُ) النَّاحِيَةُ و يَكُونُ بمَعْنى الجَنْبِ أيضاً لأَنَّهُ نَاحِيَةٌ مِنَ الشَّخْصِ و (الجَنُوبُ) هى الرِّيحُ القِبْلِيَّةُ و (ذَاتُ الْجَنْبِ) عِلَّةٌ صَعْبَةٌ و هِى وَرَمٌ حَارٌّ يَعْرِض لِلْحِجَابِ الْمُسْتَبْطِنِ لِلْأضْلَاعِ يُقَال مِنْهَا (جُنِبَ) الإنسان بالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فهُو (مَجْنُوبٌ) و (الجَنَابة) مَعْرُوفَةٌ يُقَالُ مِنْها (أَجْنَبَ)
__________________________________________________
 (1) و جَاءَ جَمَّ يجُمِّ بضم الجيم فى المضارع.
 (2) و مثله جَمْ بهذا المعنى.

110
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جنب ص 110

بالألِفِ و (جَنُبَ) وِزَانُ قَرُبَ فهُوَ (جُنُبٌ) و يُطلقُ عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنْثَى و الْمُفْرَدِ و التَّثْنِيَةِ و الْجَمْعِ و رُبَّمَا طَابَقَ عَلَى قِلَّةٍ فيُقَالُ (أَجْنَابٌ) (جُنُبُونَ) و نِسَاءٌ (جُنُبَاتٌ) و رَجُلٌ (جُنُبٌ) بَعِيدٌ و الجَارُ (الْجُنُبُ) قِيلَ رَفِيقُكَ فى السَّفَرِ و قِيلَ جَارُكَ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ وَ لَا تَكَادُ الْعَرَبُ تَقُولُ (أَجْنَبِيٌّ) قَالَهُ الأزهَرِىُّ فِى (روح) و قَالَ فى بِابِهِ رَجُلٌ (أَجْنَبُ) بَعِيدٌ مِنْكَ فى القَرَابَةِ و (أَجْنَبِيٌّ) مِثْلُهُ و قَالَ الفَارَابِىُّ قَوْلُهُمْ رَجُلٌ (أَجْنَبِيٌّ) و (جُنُبٌ) و (جَانِبٌ) بِمَعْنًى و زَادَ الْجَوْهَرِىُّ و (أَجْنَبُ) و الجمعُ (الْأَجَانِبُ) و (جَنَبْتُ) الرَّجُلَ الشَّرَّ (جُنُوباً) من بَابِ قَعَدَ أَبْعَدْتُهُ عَنْهُ و (جَنَّبْتُهُ) بالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ و (الجَنِيبُ) مِنْ أَجْوَدِ التَّمْر و (الْجَنِيبةُ) الْفَرَسُ تُقَادُ وَ لَا تُرْكَبُ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ يُقَالَ (جَنَبْتُهُ) (أَجْنُبُهُ) منْ بَابِ قَتَل إذا قُدْتَه إِلى جَنْبِك و
قولُه عَليْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «لا جَلَب و لا جَنَب».
تقدَّمَ فى (جَلبَ) و (الْجَنَابُ) بالفَتْحِ الفِنَاءُ و (الجَانِبُ) أَيْضاً.
[جنح‏]
جَنَحَ: إِلَى الشَّي‏ءِ (يَجْنَحُ) بَفَتْحَتَيْنِ و (جَنَحَ) (جُنُوحاً) من بَابِ قَعَدَ لُغَةً مَالَ و (جُنْحُ) اللَّيْلِ بِضَمِّ الجِيمِ و كَسْرِهَا ظَلَامُهُ و اخْتِلَاطُهُ و (جَنَحَ) اللَّيْلُ (يَجْنَحُ) بِفَتْحَتَيْنِ أَقْبَلَ و (جِنْحُ) الطَّرِيقِ بالكَسْرِ جَانِبُهُ و (جَنَاحُ) الطَّائِر بمنزِلَةِ الْيَدِ مِنَ الإِنْسَانِ و الجمْعُ (أَجْنِحَةٌ) و (الجُنَاحُ) بالضَّمِّ الإِثْمُ.
[جند]
الجُنْدُ: الأَنْصَارُ و الْأَعْوَانُ و الجمْعُ (أَجْنَادٌ) و (جُنُودٌ) الوَاحِدُ (جُنْدِيٌّ) فاليَاءُ للوَحْدَةِ مِثْلُ رُومٍ و رُومِىٍّ و (جَنَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ بَلَدٌ بالْيَمَنِ.
[جنز]
جَنَزْتُ: الشَّي‏ءَ (أَجْنِزُه) مِنْ بابِ ضَرَبَ سَتَرْتُهُ و مِنْهُ اشْتِقَاقُ الجِنَازَةِ و هىَ بالفَتْحِ و الْكَسْرِ و الكَسْرُ أَفْصَحُ و قَالَ الأَصْمَعِىُّ و ابْنُ الأَعْرَابِىِّ بالكَسْرِ الميتُ نَفْسُهُ و بالفَتْحِ السَّرِيرُ و رَوَى أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ عَنْ ثَعْلَبٍ عَكْسَ هذا فَقَالَ بالكَسْرِ السَّرِيرُ و بالفَتْحِ الميتُ نَفْسُهُ.
[جنس‏]
الجِنْسُ: الضَّرْبُ مِنْ كلِّ شَي‏ءٍ و الْجَمْعُ (أَجْنَاسٌ) و هُوَ أَعَمُّ مِنَ النَّوْعِ فَالْحَيَوَانُ جِنْسٌ و الإِنْسَانُ نَوْعٌ و حُكِىَ عَنِ الْخَلِيلِ (هذَا يُجَانِسُ هذَا) أى يُشَاكِلُهُ و نَصَّ عليْه فى التَّهْذِيبِ أَيْضاً و عَنْ بَعْضِهِمْ (فُلَانٌ لَا يُجَانِس النَّاسَ) إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ تَمْيِيزٌ وَ لَا عَقْلٌ و الأَصْمَعِىُّ يُنْكِرُ هذَيْنِ الاسْتِعْمَالَيْنِ و يَقُولُ هو كَلَامُ الْمُوَلَّدِينَ و لَيْسَ بِعَرَبِىِّ.
[جنف‏]
جَنِفَ: (جَنَفاً) منْ بَابِ تَعِبَ ظَلَمَ و (أَحْنَفَ) بالألِفِ مِثْلُهُ و قولُه تَعالى «غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ»
 أى غَيْرَ مُتَمَايِلٍ مُتَعمِّدٍ.
[جنن‏]
الجَنِينُ: وصْفٌ لَهُ مَا دَامَ فِى بَطْنِ أُمِّهِ و الْجَمْع (أَجِنَّةٌ) مثْلُ دَلِيلٍ و أَدِلَّةٍ قِيلَ سُمِّيَ بذَلِك لاسْتِتَارِهِ فَإِذَا وُلِدَ فَهُوَ مَنْفُوسٌ و (الجِن‏

111
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جنن ص 111

وَ الْجِنَّةُ) خِلَافُ الإِنْسَانِ و (الجَانُّ) الوَاحِدُ مِنَ (الجِنِّ) و هُوَ الْحَيَّةُ البَيْضَاءُ أَيْضاً و (الجِنَّةُ) (الْجُنُونُ) و (و أَجَنَّهُ) اللّه بالْألِفِ (فَجُنَّ) هُو لِلْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فهُوَ (مَجْنُونٌ) و (الْجَنَّةُ) بالفَتْحِ الحَدِيقَةُ ذاتُ الشَّجَرِ و قِيلَ ذَاتُ النَّخْلِ و الجَمْعُ (جَنَّاتٌ) عَلَى لَفْظِهَا و (جِنَانٌ) أيضاً و (الجَنَانُ) القَلْبُ و (أَجَنَّهُ) الليلُ بالألِفِ و (جَنَّ) عَلَيْهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ سَتَرَهُ و قِيلَ لِلتُّرْسِ (مِجَنٌّ) بِكَسْرِ المِيمِ لأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ و الجمْعُ (الْمَجَانُّ) وِزَانُ دَوَابَّ.
[جني‏]
جَنَيْتُ: الثَّمَرةَ (أَجْنِيها) و (اجْتَنَيْتُهَا) بِمَعْنَاهُ و (الجَنَى) مِثْلُ الحَصَى مَا يُجْنَى مِنَ الشَّجَرِ مَا دَامَ غَضًّا و (الجَنِيُّ) على فَعِيلٍ مثْلُه وَ (أَجْنَى) النَّخْلُ بالألِفِ حَانَ لَهُ أَنْ يُجْنَى و (أَجْنَتِ) الأرضُ كثُر (جَنَاهَا) و (جَنَى) عَلَى قَوْمِهِ (جِنَايَةٌ) أىْ أَذْنَبَ ذَنْباً يُؤَاخَذُ بِه و غَلَبَتِ (الْجنَايَةُ) فى أَلْسِنَةِ الفُقَهَاءِ عَلَى الجُرْحِ و القَطْعِ و الجَمْعُ (جِنَايَاتٌ) و (جَنَايَا) مِثْلُ عَطَايَا قَلِيلٌ فِيهِ.
[جهد]
الْجُهْدُ: بالضَّمِ فِى الْحِجَازِ و بالفَتْحِ فى غَيْرِهِمْ الوُسعُ و الطَّاقَةُ و قِيل الْمَضْمُومُ الطَّاقَةُ و الْمَفْتُوحُ الْمَشَقَّةُ و (الجَهْدُ) بالفتح لَا غيْرُ النِّهايَةُ و الغَايَةُ و هُوَ مَصْدرٌ من (جَهَدَ) فِى الْأَمْرِ (جَهْداً) منْ بَابِ نَفَع إِذَا طَلَبَ حتَّى بَلَغَ غَايَتَهُ فى الطَّلَب و (جَهَدَهُ) الأَمْرُ و الْمَرَضُ (جَهْداً) أيضاً إِذَا بَلَغَ مِنْهُ الْمَشَقَّةَ و مِنْهُ (جَهْدُ البَلَاءِ) و يُقَالُ (جَهَدْتُ) فُلَاناً (جَهْداً) إِذَا بَلَغْتَ مَشَقَّتَهُ و (جَهَدْتُ) الدَّابَّةَ و (أَجْهَدْتُهَا) حَمَلْتُ عَلَيْهَا فِى السَّيْرِ فَوْقَ طَاقَتَهَا و (جَهَدْتُ) اللَّبَنَ (جَهْداً) مَزَجْتُهُ بِالْمَاءِ و مَخَضْتُهُ حتَّى اسْتَخْرَجْتُ زُبْدَهُ فَصَارَ حُلْواً لَذِيذاً قال الشّاعِرُ:
         من نَاصِعِ اللَّوْنِ حُلْوِ الطَّعْمِ مَجْهُودٍ
وَصَفَ إِبِلَهُ بغَزَارَةِ لَبَنِها و الْمَعْنَى أَنَّهُ مُشْتَمىً لَا يُمَلُّ مِنْ شُرْبِهِ لِحَلَاوَتِهِ و طِيبِه و
قولُه عليهِ الصَّلَاةُ و السَّلَام «إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا و جَهَدَها».
مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا شبَّهَ لذّة الجِمَاعِ بلَذَّة شرب اللَبنِ الحُلْوِ كما شبَّهَهُ بذَوْقِ الْعَسَلِ‏
بقوله «حتَّى تذوقى عُسَيْلَتَهُ و يذُوق عُسَيْلَتَكِ».
وَ (جَاهَدَ) فِى سَبِيلِ اللّهِ (جِهَاداً) و (اجْتَهَدَ) فى الْأَمْرِ بَذَلَ وُسْعَهُ و طَاقَتَهُ فِى طَلَبِهِ لَيَبْلُغَ مَجْهُودَهُ و يَصِلَ إِلَى نِهَايَتِهِ.
[جهر]
جَهَر: الشَّي‏ءُ (يَجْهَرُ) بفَتْحَتَيْنِ ظَهَرَ و (أَجْهَرْتُهُ) بالألِفِ أَظْهَرْتُهُ و يُعَدَّى بِنَفْسِهِ أَيْضاً و بِالْبَاء فَيُقَالُ (جَهَرْتُهُ) و (جَهَرْتُ بِهِ) و قَالَ الصَّغَانِيُّ (أَجْهَرَ) بقِرَاءَتِهِ و (جَهَرَ) بِهَا و رَجُلٌ (أَجْهَرُ) لَا يُبْصِرُ فِى الشَّمْسِ و امْرَأَةٌ (جَهْرَاءُ) مثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و الفِعْلُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ رأَيْتُهُ (جَهْرَةً) أَىْ عِيَاناً و (جَاهَرَهُ) بالْعَدَاوَةِ (مُجَاهَرَةً) و (جِهَاراً) أَظْهَرَهَا و (جَهُرَ) الصَّوْتُ بالضَّمِّ (جَهَارَةً) فَهُو

112
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جهر ص 112

 (جَهِيرٌ) و (الْجَوْهَرُ) مَعْرُوفٌ وَزْنُهُ فَوْعَلٌ و (جَوْهَرُ) كُلِّ شَى‏ءٍ مَا خُلِقَتْ عَلَيْهِ جِبِلْتُهُ‏
[جهز]
جَهَازُ: السَّفَرِ أُهْبَتُهُ وَ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فى قَطْعِ الْمَسَافَةِ بالْفَتْحِ و بِهِ قَرأَ السَّبْعَةُ فى قَوْلِهِ تَعَالَى «فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ»
 و الكَسْرُ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ و (جَهَازُ) العَرُوسِ وَ الْمَيِّتِ باللُّغَتَيْنِ أَيْضاً يُقَالُ (جَهَّزَهُما) أَهْلُهُمَا بالتَّثْقِيلِ و (جَهَّزْتُ) الْمُسَافِرَ بالتَّثْقِيلِ أَيْضاً هَيَّأْتُ لَهُ جَهِازَهُ (فالْمُجَهِّزُ) بالكَسْرِ اسمُ فَاعِلٍ فَتَقْولُ الغَزَالِىِّ فى بَابِ مُدَايَنَةِ الْعَبِيدِ وَ لَا يُتَّخَذُوا دَعْوَةً لِلْمُجَهِّزِينَ الْمُرادُ رُفْقَتُه الذينَ يُعَاوِنُونَهُ عَلَى الشَّدِّ و التَّرْحَالِ و (جَهَزْتُ) عَلَى الجَرِيحِ مِنْ بَابِ نَفَعَ و (أَجْهَزْتُ) (إِجْهَازاً) إِذَا أَتْمَمْتُ عَلَيْهِ و أَسْرَعْتُ قَتْلَهُ و (جَهَّزْتُ) بالتَّثْقِيلِ لِلتّكْثِيرِ و الْمُبَالَغَةِ.
[جهض‏]
أَجْهَضَتِ: النَّاقَةُ و المرأَةُ وَلَدَها (إِجْهَاضاً) أَسْقَطَتْهُ نَاقِصَ الْخَلْقِ فَهِىَ (جَهِيضٌ) و (مُجْهِضَةٌ) بِالهَاءِ و قَدْ تُحْذَفُ و (الجِهَاضُ) بالكَسْرِ اسْمٌ منْه و صَادَ الجَارِحَةُ الصَّيْدَ (فأَجْهَضْنَاهُ) عنْه أَىْ نَحَّينَاهُ و غَلَبْنَاهُ عَلَى مَا صَادَ.
[جهل‏]
جَهِلْتُ: «1» الشى‏ءَ جَهْلًا و جَهَالَةً خِلَافُ عَملِمْتُهُ و فِى الْمَثَلِ (كَفَى بالشَّكّ جَهْلًا) و جَهِلَ عَلَى غَيْرِهِ سَفِهُ و أَخْطَأَ و جَهِلَ الحقَّ أَضَاعَهُ فَهُوَ (جَاهِلٌ) و (جَهُولٌ) و (جَهَّلْتُهُ) بالتَّثْقِيلِ نَسَبْتُهُ إلَى الْجَهْلِ.
[جوب‏]
جَوَابُ: الْكِتَابِ مَعْرُوفٌ و (جَوَابُ) الْقَوْلِ قَدْ يَتَضَمَّنُ تَقْرِيرَهُ نَحْوُ (نَعَمْ) إِذَا كَان جَوَاباً لِقَوْلِهِ هلْ كَان كَذا و نَحْوُهُ وَ قَدْ يَتَضَمّنُ إِبْطَالَهُ. و الْجَمْعُ (أَجْوِبَةٌ) و (جَوَابَاتٌ) و لَا يُسَمَّى جَوَاباً إلَّا بَعْدَ طَلَبٍ و (أَجَابَهُ) (إِجَابَةً) و (أَجَابَ) قَوْلَهُ و (اسْتَجَابَ) لَهُ إِذَا دَعَاهُ إِلَى شَى‏ءٍ فَأَطَاعَ و (أَجَابَ) اللّهُ دُعَاءَهُ قَبِلَهُ و (اسْتَجَابَ لَهُ) كَذلِكَ و بِمُضَارِعِ الرُّبَاعِىِّ مَعَ تَاءِ الخِطَابِ سُمِّيتْ قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ (تُجِيبَ) و النِّسْبَةُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ و (جَابَ) الْأَرْضَ (يَجُوبُهَا) (جَوْباً) قَطَعَهَا و (انْجَابَ) السَّحَابُ انْكَشَفَ.
[جوح‏]
الجَائحَةُ: الآفةُ يُقَالُ (جَاحَتِ) الآفَةُ المالَ (تَجُوحُهُ) (جَوْحاً) مِنْ بَابِ قَالَ إِذَا أَهْلَكَتْهُ و (تَجِيحُهُ) (جِيَاحَةً) لُغَةً فهِىَ (جَائِحَةٌ) و الجمعُ (الْجَوَائِحُ) و المالُ (مَجُوحٌ) و (مَجِيحٌ) و (أَجَاحَتْهُ) بالأَلِفِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ فهو (مُجَاحٌ) و (اجْتَاحَتِ) المَالَ مثْلُ (جَاحَتْه) قَالَ الشَّافِعِىُّ (الْجَائِحَةُ) مَا أَذْهَبَ الثَّمَرَ بأَمْرٍ سَمَاوِىٍّ و فِى حَدِيثٍ «أَمَرَ بِوَضْعِ الْجَوَائِحِ».
و الْمَعْنَى بِوَضعِ صَدَقَاتِ ذَاتِ الْجَوَائِحِ يَعْنِى مَا أُصِيبَ مِنَ الثِّمَارِ بآفَةٍ سَمَاوِيَّةٍ لَا يُؤْخَذُ مِنْهُ صَدَقَةٌ فِيمَا بَقِىَ.
[جود]
جَادَ: الرَّجُلُ (يَجُودُ) مِنْ بَابِ قَالَ (جُوداً)
__________________________________________________
 (1) جَهِل من باب فهِم و سَلِمِ جَهْلًا و جَهَالة.

113
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جود ص 113

بالضَّمِ تَكَرَّمَ فَهُوَ (جَوَادٌ) وَ الْجَمْعُ (أَجْوَادٌ) و النِّسَاءُ (جُوُدٌ) و (جَادَ) بِالْمَالِ بَذَلَهُ و (جَادَ) بِنَفْسِهِ سَمَحَ بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ وَ فِى الْحَرْبِ مُسْتَعَارٌ مِنْ ذِلكَ و (جَادَ) الْفَرَسُ (جُوْدةً) بالضَّمِّ و الْفَتْحِ فَهُوَ (جَوَادٌ) و جَمْعُهُ (جِيَادٌ) و جَادَتِ السَّمَاءُ (جَوْداً) بالفَتْحِ أَمْطَرَتْ و أمَّا (جَادَ) الْمَتَاعُ (يَجُودُ) فقِيل مِنْ بَابِ قَالَ أَيْضاً و قِيلَ مِنْ بَابِ قَرُبَ و (الْجُودَةُ) مِنْهُ بالضَّمِّ و الْفَتْحِ فَهُوَ (جَيِّدٌ) و جَمْعُهُ (جِيَادٌ) و اخْتُلِفَ فِيهِ فَقِيلَ أَصْلُهُ (جَوِيدٌ) وِزَانُ كَرِيمٍ و شَرِيفٍ فاسْتُثْقِلَتِ الكَسْرَةُ عَلَى الوَاوِ فَحُذِفَتْ فَاجْتَمَعَتِ الوَاوُ و هِىَ سَاكِنَةً و اليَاءُ فَقُلِبَتِ الوَاوُ يَاءً و أُدْغِمَتْ فِى الْيَاءِ و قِيلَ أَصْلُهُ فَيْعِلٌ بسُكُونِ اليَاءِ و كَسْرِ العَيْنِ و هُوَ مَذْهَبُ البَصْرِيِّينَ و الأَصْلُ (جَيْوِدٌ) و قِيلَ بفَتْحِ العَيْنِ و هُوَ مَذْهَبُ الكُوفِيِّينَ لأَنَّهُ لَا يُوجَدُ فَيْعِلٌ بِكَسْرِ العَيْنِ فِى الصَّحِيحِ إِلَّا صَيْقِلُ اسْمُ امْرَأَةٍ و العَلِيلُ مَحْمُولٌ عَلَى الصَّحِيحِ فَتَعَيَّنَ الفَتْحُ قِيَاساً عَلَى عَيْطَلٍ و كذِلَكَ مَا أَشْبَهَهُ. و (أَجَادَ) الرَّجُلُ (إجَادَةً) أَتيَ بالْجَيِّدِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ.
[جور]
جَارَ: فِى حُكْمِهِ (يَجُورُ) (جَوْراً) ظَلَمَ و (جَارَ) عَنِ الطَّرِيقِ مَالَ و (الجارُ) الْمُجَاوِرُ فى السَّكَنِ و الْجَمْعُ (جِيرَانٌ) و (جَاوَرَهُ) (مُجَاوَرَةً) و (جِوَاراً) من بَابِ قَاتَلَ و الاسْمُ (الجُوَارُ) بالضَّمِّ إِذَا لَاصَقَهُ فِى السَّكَنِ و حَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِىِّ (الجَارُ) الذى (يُجَاوِرُكَ) بَيْتَ بَيْتَ و (الْجَارُ) الشَّرِيكُ فى الْعَقَارِ مُقَاسِماً كَانَ أَوْ غَيْرَ مُقَاسِمٍ و (الْجَارُ) الْخَفِيرُ) و (الْجَارُ) الذِى (يُجِيرُ) غَيْرَه أَىْ يُؤْمِنُه مِمَّا يَخَافُ و (الْجَارُ) الْمُسْتَجِيرُ أَيْضاً وَ هُوَ الّذِى يَطْلُبُ الأَمَانَ و (الْجَارُ) الْحَلِيفُ و (الجَارُ) النَّاصِرُ و (الْجَارُ) الزَّوْجُ و (الْجَارُ) أيضاً الزَّوْجَةُ و يُقَالُ فِيهَا أَيْضاً (جَارَةٌ) و (الْجَارَةُ) الضَّرَّةُ قِيلَ لَهَا (جَارَةٌ) اسْتِكْرَارهاً لِلَفْظِ الضَّرَّةِ و كَانَ ابْنُ عَباسٍ يَنَامُ بَيْن (جَارَتَيْهِ).
أَىْ زَوْجَتَيْهِ قَالَ الأَزْهَرِىُّ و لَمَّا كَانَ الجَارُ فى اللُّغَةِ مُحْتَمِلًا لِمَعانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَجَبَ طَلَبُ دَلِيلٍ‏
لقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «الْجَارُ أَحَقَّ بِصَقَبِهِ» «1».
فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ الْجَارُ الْمُلَاصِقُ فَبَيَّنَهُ حَدِيثٌ آخَرُ أَنَّ الْمُرَادَ الْجَارُ الذِى لَمْ يُقَاسِمْ فَلَمْ يُجِزْ أَنْ يَجْعَل الْمُقَاسِمَ مثْلَ الشَّرِيكِ و (اسْتَجَارَهُ) طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَحْفَظَهُ (فأَجَارَهُ).
[جوز]
جَازَ: الْمَكَانَ (يَجُوزُهُ) (جَوْزاً) و (جَوَازاً) و (جِوَازاً) سَارَ فِيهِ و (أَجَازَهُ) بالأَلِفِ قَطَعَهُ و (أَجَازَهُ) أَنْفَذَهُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ و (جَازَ) العَقْدُ و غَيْرُهُ نَفَذَ و مَضَى عَلَى الصِّحَّةِ و (أَجَزْتُ) الْعَقْدَ جَعَلْتُهُ جَائِزاً نَافِذاً
__________________________________________________
 (1) بصَقَبِهِ. أى بما يليه و يقرُبُ منه. اه قاموس.

114
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جوز ص 114

و (جَاوَزْتُ) الشَّى‏ءَ و (تَجَاوَزْتُهُ) تَعَدَّيْتُهُ و (تَجَاوَزْتُ) عَنِ الْمُسِى‏ءِ عَفَوْتُ عَنْهُ و صَفَحْتُ و (تَجَوَّزْتُ) فى الصَّلَاةِ تَرَخَّصْتُ فَأَتَيْتُ بِأَقَلِّ مَا يَكْفِى و (الْجَوزُ) المأكُولُ مُعَرَّبٌ و أَصْلُهُ كَوْزٌ بالكَافِ.
[جوع‏]
جَاعَ: الرجُلُ (جَوْعاً) و الاسْمُ (الْجُوعُ) بالضَّمِّ و (جَوْعَةٌ) و هُوَ عَامُ (الْمَجَاعَةِ) و (المَجْوَعَةِ) و (جَوَّعَهُ) (تَجْوِيعاً) و (أَجَاعَهُ) (إجَاعَةً) مَنَعَه الطَّعَامَ و الشَّرَابَ فالرَّجُلُ (جَائِعٌ) و (جَوْعَانُ) و امرأةٌ (جَائِعَةٌ) و (جَوْعَى) و قَوْمٌ (جِيَاعٌ) و (جُوَّعٌ).
[جوف‏]
الجَوْفُ: الْخَلَاءُ و هُوَ مَصْدَرٌ من بَابِ تَعِبَ فَهُوَ (أجْوَفُ) و الاسْمُ (الجَوْفُ) بسُكُونِ الوَاوِ و الجمعُ (أَجْوَافٌ) هذا أَصْلُهُ ثم اسْتُعْمِلَ فِيمَا يَقْبَلُ الشُّغْلَ و الفَرَاغَ فقِيلَ (جَوْفُ) الدَّارِ لبَاطِنِهَا و دَاخِلِها و (جَوَّفْتُهُ) (تَجْوِيفاً) جَعَلْتُ له (جَوْفاً) و قيلَ للجِرَاحَةِ (جَائِفَةٌ) اسمُ فَاعِلٍ مِنْ (جَافَتْهُ) (تَجُوفُهُ) إذَا وَصَلَتِ الْجَوْفَ فَلَوْ وَصَلَتْ إِلَى جَوْفِ عَظْمِ الفَخِذِ لَمْ تَكُنْ جَائِفَةً لأنَّ الْعَظْمَ لَا يُعَدُّ مُجَوَّفاً و طَعَنَهُ (فَجَافَهُ) و (أَجَافَهُ) و فى حديث (فَجَوِّفُوهُ).
أى اطْعَنُوهُ فى جَوْفِهِ.
[جول‏]
جَالَ: الفَرَسُ فى الْمَيْدَانِ (يَجُولُ) (جَوْلَةً) و (جَوَلاناً) قَطَعَ جَوَانِبَهُ و (الْجُولُ) النَّاحِيَةُ و الْجَمْعُ (أَجْوَالٌ) مثلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ فكأنَّ الْمَعْنَى قَطَعَ (الْأَجْوَال) و هِىَ النَّواحِى و (جَالُوا) فى الْحَرْبِ (جَوْلَةً) جَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ و (جَالَ) فى الْبِلَادِ طَافَ غَيْرَ مُسْتَقَرٍّ فِيهَا فَهُوَ (جَوَّالٌ) و (أَجَلْتُهُ) بالأَلِفِ جَعَلْتُهُ (يَجُولُ) و مِنْهُ (أَجَالَ) سَيْفَهُ إِذَا لَعِبَ بِهِ و أَدَارَهُ عَلَى جَوَانِبِه.
[جون‏]
الجَوْنُ: يطْلَقُ بِالاشْتِرَاكِ عَلَى الْأَبْيَضِ و الْأَسْوَدِ و قَالَ بَعْضُ الفُقَهاءِ و يُطْلَقُ أَيْضاً عَلَى الضَّوْءِ و الظُّلْمَةِ بِطَرِيقِ الاسْتِعَارَةِ و (جُوَيْنُ) بلَفْظِ التَّصْغِير نَاحِيَةٌ كَبِيرَةٌ مِنْ نَوَاحِى نَيْسَابُورَ و إِلَيْهَا يُنْسَبُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا (و جُوَيْنُ) بَطْنٌ مِنْ طَيِّى‏ءٍ.
[جوو]
الجَوُّ: مَا بَيْنَ السَّمَاءِ و الأَرْضِ و (الجَوُّ) أيضاً مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَوْدِيَةِ و الْجَمْعُ (الْجِوَاءُ) مِثْلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ.
[جيب‏]
جَيْبُ: الْقَمِيصِ مَا يَنْفَتِحُ عَلَى النَّحْرِ و الْجَمْعُ (أَجْيَابٌ) و (جُيُوبٌ) و (جَابَهُ) (يَجيبُهُ) قَوَّرَ (جَيْبَهُ) و (جَيَّبَهُ) بالتَّشْدِيدِ جَعَلَ لَهُ (جَيْباً).
[جيح‏]
جَيحُونُ «1». نَهْرٌ عَظِيمٌ و هُوَ نَهْرُ بَلْخ و يَخْرُجُ مِنْ شَرْقِيِّهَا مِنّ إقْلِيمٍ يُتَاخِمُ بِلَادَ التُّرْكِ و يَجْرِى غَرْباً حتَّى يَمُرَّ بِبِلَادِ خُرَاسَانَ ثُمَّ يَخْرُجَ بَيْنَ بِلَادِ خُوَارَزْمَ و يُجَاوِزَهَا حتّى يَصُبَّ فى بُحَيْرَتِها و (جَيْحَانُ) بالألِفِ نَهْرٌ
__________________________________________________
 (1) ذكره هنا يَدُلّ على أن وزنه فَعْلُون- و ذكره صاحب القاموس فى (ج ح ن) فورته على هذا فيعولٌ- و جَيْحَانُ هنا فعلان و فى القاموس- فيعال و قال الجوهرى فى (ج ح ن) و جيحونُ نهر بلخ و هو فيعول و جيحانُ نهر بالشام- اه.

115
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

جيح ص 115

يَخْرُجُ مِنْ حُدُودِ الرُّومِ و يَمْتَدُّ إلَى قُرْبِ حُدُودِ الشَّأْمِ ثم يَمُرُّ بِإِقْلِيمٍ يُسَمَّى سِيسَ فِى زَمَانِنَا ثُمَّ يَصُبُّ فى البَحْرِ.
[جيد]
الجيدُ: العُنُقُ و الجمع (أَجْيَادٌ) مثْلُ حِمْلٍ و أَحْمالٍ و (الْجَيَدُ) بفَتْحَتَيْنِ طُولُ العُنُق و هُوَ مَصْدَرُ (جَادَ يجَادُ) من بَابِ تَعِبَ فالذَّكَرُ (أَجْيَدُ) و الأنثى (جَيْدَاءٌ) من بَابِ أَحْمَرَ.
[جيز]
الجيزَةُ «1»: بزَاى مُعْجَمَةٍ وِزَانُ سِدْرَةٍ بَلْدَةٌ مَعْرُوفَةٌ بِمصْرَ تُقَابِلُهَا عَلَى جَانِبِ النِّيلِ الغَرْبِىِّ و إِلَيْهَا يُنْسَبُ الرَّبيعُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِىِّ و الجِيزَةُ النَّاحِيَةُ مِنْ كُلِّ شَى‏ءٍ.
[جيش‏]
الجيشُ: مَعْرُوفٌ الجمْعُ (جُيُوشٌ) و (جَاشَتِ) القِدْرُ (تَجِيشُ) (جَيْشاً) غَلَتْ.
[جيف‏]
الجِيفَةُ: المَيْتَةُ مِنَ الدَّوَابّ و الْمَوَاشِى إِذَا أنْتَنَتْ و الجمعُ (جيَفٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِتَغْيُّرِ مَا فِى جَوْفِها.
[جيل‏]
الجِيلُ: الأُمَّةُ و الجمْعُ (أَجْيَالٌ) و (جِيلٌ) اسمٌ لِبِلَادٍ متَفَرَّقَةٍ من بِلَادِ الْعَجَمِ وَرَاءَ طَبَرِسْتَانَ و يُقَالُ لَها جِيلَانُ أيضاً وَ أصْلُهَا بالْعَجَمِيَّةِ كِيلُ و كِيلَان فَعُرِّبَتْ إلَى الجِيمِ‏
[جيأ]
جَاءَ: زيدٌ (يَجِي‏ءُ) (مَجِيئاً) حَضَرَ و يُسْتَعْمَلُ مُتَعِدِّياً أَيْضاً بِنَفْسِهِ و بِالْبَاءِ فيُقَالُ (جِئْتُ) شَيْئاً حَسَناً إِذَا فَعلْتَه و (جِئْتُ) زَيداً إذَا أَتَيْتَ إلَيْهِ و (جِئْتُ) به إذَا أَحْضَرْتَه مَعَك و قَدْ يُقَال (جِئْتُ) إلَيْهِ عَلَى مَعْنَى ذَهَبْتُ إلَيْهِ و (جَاءَ) الغَيْثُ نَزَلَ و (جَاءَ) أَمْرُ السُّلطَانِ بَلَغَ و (جِئْتُ) مِنَ الْبَلَدِ و مِنَ الْقَوْمِ أَىْ مِنْ عِنْدِهِمْ.
__________________________________________________
 (1) ذكرها صاحب القاموس فى (ج و ز) و هو الصواب لأن (ج ى ز) مهملة و الباء فى الجيزة منقلبة عن الواو لوقوعها ساكنة بعد كسر.

116
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب الحاء ص 117

كتاب الحاء
[حبب‏]
أَحْبَبْتُ: الشي‏ءَ بالأَلِفِ فَهُوَ (مُحَبٌّ) و (اسْتَحْبَبْتُهُ) مثلُه و يَكُونُ (الاسْتِحْبَابُ) بِمَعْنَى الاسْتِحْسَانِ و (حَبَبْتُهُ) (أَحِبُّهُ) من بَابِ ضَرَبَ و الْقِيَاسُ (أَحُبُّهُ) بالضَّمِّ لكنَّهُ غَيْرُ مُسْتَعْمَل و حَبِبْتُهُ أَحَبُّهُ من بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ و فِيهِ لُغَةٌ لِهُذَيْلٍ (حَابَبْتُهُ) (حِبَاباً) مِنْ بَابِ قَاتَلَ و (الحُبُّ) اسمٌ مِنْهُ فَهُوَ (مَحْبُوبٌ) وَ (حَبِيبٌ) و (حِبٌّ) بالكَسْرِ و الأُنْثَى (حَبِيبَةٌ) و جَمْعُهَا (حَبَائِبُ) و جَمْعُ المذكَّرِ (أَحِبَّاءُ) و كَانَ الْقِيَاسُ أَنْ يُجْمَعَ جَمْعَ شُرَفَاءَ و لكن اسْتُكْرهَ لِاجْتِمَاعِ المِثْلَيْنِ قَالُوا كُلُّ مَا كَانَ عَلَى فَعِيلٍ من الصِّفَاتِ فإن كَانَ غَيْرَ مُضَاعَفٍ فَبَابُهُ فُعَلاءُ مِثْلُ شَرِيفٍ و شُرَفَاءَ و إِنْ كَانَ مُضَاعَفاً فبَابهُ (أَفْعِلَاءُ) مِثْلُ حَبِيبٍ و طبيبٍ و خَلِيلٍ و (الحَبُّ) اسمُ جِنْسٍ لِلْحِنْطَةِ و غَيْرِهَا مِمَّا يَكُونُ فِى السُّنْبُلِ و الأَكْمَامِ و الجمْعُ (حُبُوبٌ) مثْل فَلْسٍ و فُلُوسٍ الوَاحِدَةُ (حَبَّةٌ) و تُجْمَعُ (حَبَّاتٍ) عَلَى لَفْظِهَا و على (حِبَابٍ) مثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و (الْحِبُّ) بالْكَسْرِ بزْرُ مَا لَا يُقْتَاتُ مِثْلُ بُرُوزِ الرَّيَاحِينِ الوَاحِدَةُ (حِبَّةٌ) وَ فِى الْحَدِيثِ «كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ فى حَمِيلِ السَّيْلِ».
هُوَ بِالْكَسْرِ و (الْحُبُّ) بالضَّمِّ الْخَابِيَةُ فَارِسىٌّ مُعَرَّبٌ و جَمْعُهُ (حِبَابٌ) و (حِبَبَةٌ) وِزَانُ عِنَبَةٍ و (حَبَّانُ بنُ مُنْقِذٍ) بالفتْحِ هو الَّذِى‏
قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلَّى اللّه عليه و سلَّم «قُلْ لا خِلَابَةَ».
و (حِبَّانُ) بالكَسْرِ اسمُ رَجُلٍ أَيْضاً و (حَبَابُكَ) أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَىْ غَايَتُكَ.
[حبر]
الحِبْرُ: بالكَسْرِ المِدَادُ الذِى يُكْتَبُ بِهِ و إليْهِ نُسِبَ كَعْبٌ فَقِيلَ (كَعْبٌ الحِبْر «1») لكَثْرَةِ كِتَابَتِهِ بِالْحِبْرِ حَكَاهُ الأزهَرِىُّ عَنِ الفَرَّاءِ و (الحِبْرُ) العَالِمُ و الجَمْعُ (أَحْبَارٌ) مثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالِ و (الْحَبْرُ) بالفَتْحِ لُغَةٌ فِيهِ و جَمْعُهُ (حُبُورٌ) مثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و اقْتَصَرَ ثَعْلَبٌ عَلَى الْفَتْحِ و بَعْضُهُمْ أَنْكَرَ الكَسْرَ و (الْمَحْبَرَةُ) مَعْروفَةٌ و فيها لُغَاتٌ أجْوَدُهَا فَتْحُ الْمِيمِ و البَاءِ و الثانِيَةُ بِضَمِّ البَاءِ مِثْل الْمَأْدُبَةِ و الْمَأْدَبَةِ و الْمَقْبُرَةِ و الْمَقَبَرةِ و الثَّالِثَةُ كَسْرُ المِيمِ لأَنَّهَا آلةٌ مَعَ فَتْحِ البَاءِ و الْجَمْعُ (الْمَحَابِرُ) و (حَبَرْتُ) الشي‏ءَ (حَبْراً) منْ بَابِ قَتَلَ زيَّنْتُهُ و فَرَّحْتُهُ و (الحِبْرُ) بالكَسْرِ اسمٌ منْه فَهُوَ (مَحْبُورٌ) و حَبَّرْتُهُ‏
__________________________________________________
 (1) فى القاموس بإضافة كعب إلى الحبر و بهامشه كعْبٌ الحبرُ بجعل الحبر و صفا.

117
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حبر ص 117

بالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ و (الحِبَرَةُ) وزَانُ عِنَبَةٍ ثَوْبٌ يَمَانىٌّ «1» مِنْ قُطْنِ أَوْ كَتَّانٍ مُخَلَّطٌ يُقَالُ (بُرْدٌ حِبَرَةٌ) عَلَى الْوَصْفِ (و بَرْدُ حِبَرَةٍ) عَلَى الإِضَافَةِ و الْجَمْعُ (حِبَرٌ) و (حِبَراتٌ) مِثْلُ عِنَبٍ و عِنباتٍ قَالَ الْأزْهَرِىُّ ليسَ (حِبَرَةٌ) مَوْضِعاً أَوْ شَيْئاً مَعْلُوماً إِنَّما هُوَ وَ شْىٌ مَعْلُومٌ أُضِيفَ الثَّوْبُ إلَيْهِ كَمَا قِيلَ ثَوْبُ قِرْمِزٍ بالإضَافَةِ و القِرْمِزُ صِبْغُهُ فأُضِيفَ الثَّوْبُ إِلى الْوَشْىِ و الصِّبغِ للتَّوْضِيحِ و (الْحَبَرُ) بفَتْحَتَيْن صُفْرَةٌ تُصِيبُ الأسْنَانَ و هُوَ مَصْدَرُ (حَبِرَتِ) الأَسْنَانُ مِنْ بَابِ تَعِبَ و هُوَ أَوَّلُ القَلَحِ و (الحِبِر) وِزَانُ إِبِلٍ اسْمٌ مِنْهُ و لَا ثَالِثَ لَهُمَا فِى الْأَسْمَاءِ قَالَ بعضُهُمْ الوَاحِدَةُ (حِبِرَةٌ) بإثْبَاتِ الهَاءِ كما تَثْبُتُ فِى أَسْمَاءِ الأَجْنَاسِ لِلْوحْدَةِ نحْوُ تَمْرَةٍ و نَخْلَةٍ فَإذَا اخْضَرّ فَهُوَ (قَلَحٌ) فَإذَا تَرَكَّبَ عَلَى اللِّثَةِ حتَّى تَظْهَرَ الأَسْنَاخُ فَهُوَ الحَفَرُ. و (الحُبَارَى) طَائِرٌ مَعْرُوفٌ و هُوَ عَلَى شَكْلِ الْإوَزَّةِ برَأْسِهِ وَ بَطْنِهِ غُبْرَةٌ و لَوْنُ ظَهْرِهِ و جَنَاحَيْهِ كَلَوْنِ السُّمَانَي غَالِباً و الْجَمْعُ (حَبابِيرُ) «2» و (حُبَارَيَاتٌ) عَلَى لَفْظِهِ أَيْضاً و (الْحُبْرُورُ) وِزَانُ عُصْفُورٍ فَرْخُ الْحُبَارَى.
[حبس‏]
الحَبْسُ: الْمَنْعُ و هُوَ مَصْدَرُ (حَبَسْتُهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الْمَوْضِعِ و جُمِعَ عَلَى (حُبُوسٍ) مثلُ فَلْسٍ و فلُوسٍ و (حَبَسْتُهُ) بمعْنَى وَقَفْتُهُ فهُوَ (حَبِيسٌ) و الجمْعُ (حُبُسٌ) مِثْلُ بَرِيدٍ و بُرُدٍ و إِسْكَانُ الثَّانِي للتَّخْفِيفِ لُغةٌ و يُسْتَعْمَلُ (الْحَبِيسُ) فى كُلِّ مَوْقُوفٍ وَاحِداً كَانَ أَوْ جَمَاعَةً و (حَبَّسْتُهُ) بالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ و (أَحْبَسْتُهُ) بالأَلِفِ مثْلُه فهُوَ (مَحْبُوسٌ) و (مُحَبَّسٌ) و (مُحْبَسٌ) و (الْحُبْسَةُ) فِى اللِّسَانِ وِزَانُ غُرْفَةٍ وَقْفَةٌ و هِىَ خِلَافُ الطَّلَاقَةِ.
[حبش‏]
الْحَبَشُ: جِيلٌ مِنَ السُّودَانِ و هُوَ اسْمُ جِنْسٍ و لهذَا صُغِّرَ عَلَى (حُبَيْشٍ) و بِهِ سُمِّىَ و كُنِىَ و مِنْهُ (فَاطِمَةُ بنْتُ أَبِى حُبَيْشٍ) الَّتِى اسْتُحِيضَتْ وَ (الْحَبَشَةُ) لُغَةٌ فَاشِيَةٌ الوَاحِدُ (حَبَشِيٌّ).
[حبط]
حَبِط: الْعَمَلُ (حَبَطاً) من بَابِ تَعِبَ و (حُبُوطاً) فَسَدَ و هَدَرَ و (حَبَطَ) (يَحْبِطُ) من بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ و قُرِى‏ءَ بِهَا فِى الشَّوَاذِّ و (حَبِطَ) دَمُ فُلَانٍ (حَبَطاً) من بَابِ تَعِب هَذَر و (أَحْبَطْتُ) الْعَمَلَ و الدَّمَ بالْأَلِفِ أَهْدَرْتُهُ.
[حبق‏]
حَبَقَتِ: العَنْزُ (حَبْقاً) من بَابِ ضَرَبَ ضَرَطَتْ ثُمَّ صُغِّرَ المَصْدَرُ و سُمِّىَ بِهِ الدَّقَلُ مِنَ التَّمْرِ لِرَدَاءَتِهِ و فِى حَدِيثٍ «نَهَى عَنِ الْجُعْرورِ و عِذْقِ الحُبَيقِ».
الْمُرَادُ بِهِ إخْراجُهُمَا
__________________________________________________
 (1) يجوز ثوب يَمَنىُّ و يَمَانٍ و يَمانىُّ و هى أقلها.
 (2) فى القاموس: حبارى جمعها حُبَاريات: و جعل حبابير جمعاً لحُبُورٍ و هو فرخ الحيارى. ا ه و هو المتفق مع القياس.

118
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حبق ص 118

فى الصَّدَقَةِ عَن الجَيِّدِ
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ حَدَّثَنِى الأَصْمَعِىُّ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكَ بنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ قَالَ: «لا يَأْخُذ المُصَدِّقُ الجُعْرُورَ و لا مُصْرَانَ الفأرَةِ و لا عِذْقَ ابنِ الحُبَيْقِ».
قال الأصْمَعِىُّ لأَنَّهُنَّ مِنْ أَرْدَإ تُمُورِهِمْ‏
فَفِى الْحَدِيثِ الأَوَّلِ (عِذْقُ الْحُبَيْقِ).
و
فِى الثَّانِي (عِذْقُ ابن الحُبَيْقِ).
بِزِيَادَةِ ابْن «1».
[حبك‏]
احْتَبَكَ: بمعنَى احْتَبَى و قِيلَ (الاحْتِبَاكُ) شدُّ الإِزَارِ و منْهُ «كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِىَ اللّهُ عنْها فى الصَّلَاة تَحْتَبِكُ بِإِزَارٍ فَوْق الْقَمِيصِ».
و قالَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ (كلُّ شَي‏ءٍ أَحْكَمْتَه و أَحْسَنْتَ عَمَلَهُ فَقَدِ احْتَبَكْتَهُ).
[حبل‏]
الحَبْلُ: مَعْروفٌ و الجمعُ (حِبَالٌ) مِثْلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و (الحَبْلُ) الرَّسَنُ جَمْعُهُ (حُبُولٌ) مثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (الْحَبْلُ) العَهْدُ الْأَمَانُ و التَّوَاصُلُ و (الحَبْلُ) مِنَ الرَّمْلِ مَا طَالَ و امْتَدَّ وَ اجْتَمَعَ و ارْتَفَعَ و (حَبْلُ العاتِقِ) وَصْلَ مَا بَيْنَ العاتِقِ و الْمَنْكِبِ و (حَبْلِ الْوَرِيدِ)
 عِرْقٌ فِى الْحَلْقِ و (الحبْلُ) إِذَا أُطْلِقَ مَعَ اللَّامِ فَهُو (حَبْلُ عَرَفَةَ) قَالَ الشَّاعِرُ
          فَرَاح بِها مِنْ ذِى الْمَجَازِ عَشِيَّةً             يُبادِرُ أُولَى السَّابِقَاتِ إلَى الْحَبْلِ‏
و (الحبَالُ) إذَا أُطْلِفَتْ مَعَ اللَّامِ فَهِى حِبَالُ عَرَفَةَ أَيْضاً قَالَ الشَّاعِرُ:
         إمَّا الْحِبَالَ و إِمَّا ذَا الْمَجَازَ و إمَّا             فِى منًى سَوْفَ تَلْقَى مِنْهُمُ سَبَباً
وَ وَقَعَ فِى تَحدْيدِ عَرَفَةَ هِىَ مَا جَاوَزَ وَادِىَ عُرَنَةَ إلَى الحِبَالِ و بِالْجِيمِ تَصْحِيفٌ و (حِبَالَةُ الصَّائِدِ) بالكَسْرِ و (الأحْبُولَةُ) بالضَّمِ مِثْلُهُ و هى الشَّرَكُ و نَحْوُه و جَمْعُ الأولَى (حَبَائِلُ) و جَمْعُ الثَّانِيَّةِ (أَحَابِيلُ) و (حَبَلْتُهُ) (حَبْلًا) مِنْ بَابِ قَتلَ و (احْتَبَلْتُهُ) إِذَا صِدْتُه بالْحِبَالَةِ و (حَبِلَتِ) المرْأَةُ و كُلُّ بَهِيمَةٍ تَلِدُ (حَبَلًا) منْ بَابِ تَعِبَ إِذَا حَمَلَتْ بالْوَلَدِ فَهِىَ (حُبْلَى) و شَاةٌ (حُبْلَى) و سِنَّورَةٌ (حُبْلَى) و الْجَمْعُ (حُبْلَيَاتٌ) عَلَى لَفْظِها و (حَبَالَى) و (حَبَلُ الْحَبَلَةِ) بفَتْحِ الْجَمِيعِ وَلَدُ الوَلَدِ الَّذِى فِى بَطْن النَّاقَةِ و غَيْرِهَا و كَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ تَبِيعُ أَوْلَادَ مَا فِى بُطُونِ الْحَوَامِلِ فَنَهى الشَّرْعُ عَنْ بَيْعِ (حَبَلِ الْحَبَلَةِ) و عَنْ بَيْعِ الْمَضَامِينِ و الْمَلَاقِيحِ وَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (حَبَلُ الْحَبَلةِ) وَلَدُ الْجَنِينِ الَّذِى فِى بَطْنِ النَّاقَةِ و لِهذَا قِيلَ (الْحَبَلَةُ) بالْهَاءِ لأَنَّهَا أُنْثَى فإذَا وَلَدَتْ فَوَلَدُهَا (حَبَلٌ) بِغَيْرِ هَاءٍ و قَالَ بَعْضُهُمْ (الْحَبَلُ) مُخْتَصُّ بالآدَمِيَّاتِ و أَمَّا غَيْرُ الآدَمِيَّاتِ مِنَ الْبَهَائِمِ و الشَّجَرِ فَيُقَالُ فِيهِ حَمْلٌ بالْمِيمِ و رجُلٌ (حَنْبَلٌ) أىْ قَصِيرٌ و يُقَالُ ضَخْمُ الْبَطْنِ فِى قصَرٍ.
__________________________________________________
 (1) و هناك رواية أخرى ذكرها الجوهرى فى (ح ب ق) أنه عليه الصلاة و السلام نَهَى عن لَوْنَيْنِ من التمر الْجُعرُورِ و لون الحُبَيْق».

119
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حبن ص 120

[حبن‏]
أم حُبَينٍ: بلَفْظِ التَّصْغِيرِ ضَرْبٌ منَ العَظَاءِ مُنْتِنَةُ الرِّيحِ و يُقَالُ لَهَا (حُبَيْنَةٌ) أيضاً مَعَ الْهَاءِ قِيلَ سُمِّيَتْ أُمَّ حُبَيْنٍ لعِظَمِ بَطْنِهَا أَخْذاً مِنَ (الأَحْبَن) و هُوَ الذِى بِهِ اسْتِسْقَاءٌ قَالَ الأزْهَرِىُّ (أمُّ حُبَيْنٍ) منْ حَشَرَاتِ الأَرْضِ تُشْبِهُ الضَّبَ و جَمْعُهَا (أمُّ حُبَيْنَاتٍ) و (أُمَّاتُ حُبَيْنٍ) و لمْ تَرِدْ إلَّا مُصَغَّرَةً و هِىَ مَعْرِفَةٌ مِثْلُ ابْنِ عِرْسِ و ابنِ آوىَ إلَّا أَنَّهَ تَعْرِيفُ جِنْسٍ و رُبَّمَا أدْخَلُوا عَلَيْهَا الْأَلِفَ و اللَّامَ فَقَالُوا (أمُّ الْحُبَيْنِ).
[حبو]
حَبَا: الصَّغِيرُ (يَحْبُو) (حَبْواً) إذَا دَرَجَ عَلَى بَطنِهِ و (حَبَا) الشَّي‏ءُ دَنَا و منْهُ (حَبَا) السَّهْمُ إِلَى الْغَرضِ و هُوَ الَّذِى يَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ يُصِيبُ الْهَدَفَ فَهُوَ (حَابٍ) و سِهَامٌ (حَوَابٍ) و (حَبَوْتُ) الرَّجُلَ (حِبَاءً) بالمدِّ و الْكَسْرِ أَعْطَيْتُهُ الشي‏ءَ بِغَيْرِ عَوِضٍ و الاسْمُ منْهُ (الحُبْوَةُ) بالضَّمِّ و (حَبَى) الصَّغِيرُ (يَحْبِي) (حَبْياً) منَ بابِ رَمَى لُغَةٌ قَلِيلَةٌ و (احْتَبَى) الرَّجُلُ جَمَعَ ظَهْرَهُ و سَاقَيْهِ بِثَوْبٍ أَوْ غَيْرِهِ و قَدْ يَحْتَبى بِيَدَيْهِ وَ الاسْمُ الحِبْوَةُ) بالكسر و (حَابَاهُ) (مُحَابَاةً) سَامَحَهُ مَأْخُوذٌ مِنْ (حَبَوْتُهُ) إِذَا أَعْطَيْتَهُ.
[حتت‏]
حتَّ: الرَّجُلُ الْوَرَقَ و غَيْرَهُ (حَتّاً) مِنْ بَابِ قَتَل أَزَالَه و فِى حَدِيثٍ «حُتِّيهِ ثُمَّ اقرُصِيه».
قَالَ الأَزْهَرِىُّ (الْحَتُّ) أَنْ يُحَكَّ بِطَرَفِ حَجَرٍ أَوْ عُودٍ و (القَرْصُ) أَنْ يُدْلَكَ بأَطْرَافِ الأَصَابعِ و الأَظْفَارِ دَلْكاً شَدِيداً و يُصَبَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ حتَّى تَزُولَ عَيْنُهُ و أَثَرُهُ و (تَحَاتَّتِ) الشَّجَرَةُ تَسَاقَطَ وَرَقُهَا.
[حتف‏]
الحَتْفُ: الهَلَاكُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ و تَبِعَهُ الْجَوْهَرِىُّ و لا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ يُقَالُ (مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ) إِذَا مَاتَ مِنْ غَيرِ ضَرْبٍ وَ لَا قَتْلٍ و زَادَ الصَّغَانِيُّ وَ لَا غَرَقٍ و لَا حَرَقٍ و قَالَ الأَزْهَرِىُّ لمْ أَسْمَعْ لِلْحَتْفِ فِعْلًا و حَكَاهُ ابْنُ القُوطِيَّةِ فَقَالَ (حَتَفَهُ) اللّه (يَحْتِفُهُ) (حَتْفاً) أىْ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا أَمَاتَهُ و نَقْلُ العَدْلِ مَقْبُولٌ و مَعْنَاهُ أَنْ يَمُوتَ عَلَى فِرَاشِهِ فَيَتَنَفَّسَ حتَّى يَنْقَضِىَ رَمَقُهُ و لِهذَا خُصَّ الأَنْفُ و مِنْهُ يُقَالُ لِلسَّمَكِ يَمُوتُ فِى الْمَاءِ و يَطْفُو مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ و هَذِهِ الْكَلِمَةُ تَكَلَّمَ بِهَا أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ قَالَ السَّمَوْءَلُ.
         و مَا مَاتَ مِنَّا سَيِّدٌ حَتْفَ أَنْفِهِ‏
[حتم‏]
حَتَمَ: عَلَيْهِ الأَمْرَ (حَتْماً) منْ بَابِ ضَرَبَ أوْجَبَهُ جَزْماً و (انْحَتَم) الأَمْرُ (و تَحَتَّمَ) وَجَبَ وُجُوباً لَا يُمْكِنُ إِسْقَاطُهُ و كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّى الغُرَابَ (حَاتِماً) لأنَّهُ يَحْتِمُ بالفِرَاقِ عَلَى زَعْمِهِمْ أَىْ يُوجِبُهُ بنُعَاقِهِ و هُوَ مِنَ الطِّيرَة و نُهِى عَنْهُ. و الحَنْتَمُ: فَنْعَلٌ «1» الخَزَفُ الأَخْضَر و الْمُرَادُ الجَرَّةُ و يُقَالُ لِكُلِّ أَسْوَدَ (حَنْتَمٌ) و الأخْضَرُ عِنْدَ الْعَرَبِ أَسْوَدُ.
__________________________________________________
 (1) المعروف عند الصرفيين و اللغويين أن النون الثانية لا يحكم بزيادتها إلا إذا دلّ عليها الاشتقاق فالنون هنا أصلية.

120
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حثث ص 121

[حثث‏]
حَثَثْتُ: الإِنْسَانَ عَلَى الشَّي‏ءِ (حَثّاً) منْ بَابِ قَتَلَ و حَرَّضْتُهُ عَلَيْهِ بمَعْنًى و ذَهَبَ (حَثِيثاً) أىْ مُسْرِعاً و (حَثَثْتُ) الْفَرَسَ عَلَى العَدْوِ صِحْتُ بِهِ أَوْ وَكَزتُهُ بِرِجْلٍ أَوْ ضَرْبٍ و (اسْتَحْثَثْتُهُ) كذَلِكَ.
[حثم‏]
الْحَثْمَةُ: وِزَانُ تَمْرَةِ الرَّابِيَةُ و قِيلَ الطَّرِيقُ العَالِيَةُ و بِهِ سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ و كُنِىَ أيْضاً و مِنْهُ (سهْلُ ابنُ أبِى حَثْمَةَ).
[حثو]
حَثَا: الرَّجُلُ التُّرَابَ (يَحْثُوهُ) (حَثْواً) و (يَحْثِيهِ) (حَثْياً) مِنْ بَابِ رَمَى لُغَةٌ إذَا هَالَه بِيَدِهِ و بعْضُهُمْ يَقُولُ قَبَضَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ رَمَاهُ و مِنْهُ (فَاحْثُوا التُّرَابَ فِى وَجْهِهِ) وَ لَا يَكُونُ إِلّا بالْقَبْضِ وَ الرَّمْىِ و قَوْلُهُمْ فِى الْمَاءِ يَكْفِيه (أَنْ يَحْثُوَ ثَلاثَ حَثَوَاتٍ) الْمُرَادُ ثَلَاثُ غَرَفَاتٍ عَلَى التَّشْبِيهِ.
[حجب‏]
حَجَبَهُ: حَجْباً مِنْ بَابِ قَتَلَ مَنَعَهُ و مِنْهُ قِيلَ للسِّتْرِ (حِجَابٌ) لأَنَّهُ يَمْنَعُ الْمُشَاهَدَةَ و قِيلَ لِلْبَّوابِ (حَاجِبٌ) لأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنَ الدُّخُولِ و الأَصْلُ فِى (الْحِجَابِ) جِسْمٌ حَائِلٌ بَيْنَ جَسَدَيْنِ وَ قَدِ اسْتُعْمِلَ فِى الْمَعَاني فقِيلَ (العَجْزُ حِجَابٌ) بَيْنَ الإِنْسَانِ و مُرَادِهِ و (الْمَعْصِيَةُ حِجَابٌ) بَيْنَ الْعَبْدِ وَ رَبِّهِ و جَمْعُ (الحِجَابِ) (حُجُبٌ) مثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ و جَمْعُ (الحَاجِبِ) (حُجَّابٌ) مثْلُ كَافِرٍ و كُفَّار و (الْحَاجِبَان) العَظْمَانِ فَوْقَ الْعَيْنَيْنِ بالشَّعْرِ و اللَّحْم قاله ابن فَارِسٍ و الجَمْعُ (حَوَاجِبُ)
[حجج‏]
حَجّ: (حَجّاً) منْ بَابِ قَتَلَ قَصَدَ فَهُوَ (حَاجٌّ) هذَا أَصْلُهُ ثُمَّ قُصِرَ اسْتِعْمَالُهُ فى الشَّرْعِ عَلَى قَصْدِ الْكَعْبَةِ لِلْحَجِّ أوِ الْعُمْرَةِ و منْهُ يُقَال (مَا حَجَّ و لكِنْ دَجَّ) (فالْحَجُّ) الْقَصْدُ للنُّسُكِ و (الدَّجُّ) الْقَصْدُ للتِّجَارَةِ و الاسْمُ (الحِجُّ) بالكَسْرِ و (الحِجَّةُ) المرَّةُ بالكَسْرِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و الْجَمْعُ (حِجَجٌ) مثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ قَالَ ثَعْلَبٌ قِيَاسُهُ الفَتْحُ وَ لَمْ يُسْمَعْ مِنَ الْعَرَبِ و بِهَا سُمِّىَ الشَّهْرُ (ذُو الحِجَّةِ) بالكَسْرِ و بَعْضُهُمْ يَفْتَحُ فِى الشَّهْرِ و جَمْعُهُ (ذَوَاتُ الحِجَّةِ) و جمْعُ (الحَاجِّ) (حُجَّاجٌ) و (حَجِيجٌ) و (أَحْجَبْتُ) الرَّجُلَ بالأَلِفِ بَعَثْتُهُ لِيَحُجَّ و (الحِجَّةُ) أَيضاً السَّنَةُ و الجمْعُ (حِجَجٌ) مثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (الْحُجَّةُ) الدَّلِيلُ و الْبُرْهَانُ و الْجَمْعُ (حُجَجٌ) مثل غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (حَاجَّه) مُحَاجَّةً) (فَحَجَّه) (يَحُجُّهُ) من بَابِ قَتَل إِذَا غَلَبَهُ فى الْحُجَّةِ و (حِجَاجُ العَيْنِ) بالكَسْرِ و الفَتحُ لُغَةٌ الْعَظْمُ الْمُسْتَدِيرُ حَوْلَهَا و هُوَ مُذَكَّرُ و جمْعُهُ (أَحِجَّةٌ) و قَالَ ابنُ الأَنْبَارِىِّ (الحِجَاجُ) العَظْمُ الْمُشْرِفُ عَلَى غَارِ الْعَيْنِ و (الْمَحَجَّةُ) بفَتْحِ المِيمِ جَادَّةُ الطَّرِيقِ.
[حجر]
حَجَرَ: عَلَيْهِ (حَجْراً) منْ بَابِ قَتَلَ مَنَعَهُ التَّصَرُّفَ فهُو (مَحْجُورٌ عَلَيْهِ) و الْفُقَهَاءُ يَحْذِفُونَ الصِّلَةَ تَخْفِيفاً لكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ و يَقُولُونَ (مَحْجُور) و هُوَ سَائغٌ و (حِجْر

121
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حجر ص 121

الإِنْسَانِ) بالْفَتْحِ و قد يُكْسَرُ حِضْنُه و هُوَ مَا دُونَ إِبْطِهِ إلى الكَشْحِ و هُوَ فى حَجْرِه أَىْ كَنَفِهِ و حِمَايَتِهِ و الجمْعُ (حُجُورٌ) و (الحِجْرُ) بالكَسْرِ العقْلُ و (الحِجْرُ) حَطِيمُ مَكَّةَ و هُوَ الْمُدَارُ بِالْبَيْتِ مِنْ جِهَةِ المِيزَابِ و (الحِجْرُ) القَرَابَةُ و (الحِجْرُ) الْحَرَامُ و تَثْلِيثُ الحَاءِ لُغَةٌ و بَالْمضْمُومِ سُمِّىَ الرَّجُلُ و (الْحِجْرُ) بالكَسْرِ أَيْضاً الْفَرسُ الأُنْثَى و جَمْعُهَا (حُجُورٌ) و (أَحجَارٌ) و قِيلَ (الأَحْجَارُ) جَمْعُ الإنَاثِ مِنَ الْخَيْلِ و لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا و هَذَا ضَعِيفٌ لثُبُوتِ الْمُفْرَدِ و (الْحُجْرَةُ) الْبَيْتُ و الْجَمْعُ (حُجَرٌ) و (حُجُرَاتٌ) مثْلُ غُرَفٍ و غُرُفَاتٍ فِى وُجُوهِهَا و (الْحَجَرُ) مَعْرُوفٌ و بِهِ سُمِّىَ الرَّجُلُ قَالَ بَعْضُهُمْ لَيْسَ فِى الْعَرَبِ (حَجَرٌ) بِفَتْحَتَيْنِ اسْماً إلَّا (أَوْسُ بنُ حَجَرٍ) و أَمَّا غَيْرُهُ (فَحُجْرٌ) وزَانُ قُفْلٍ و (اسْتَحْجَرَ) الطِّينُ صَارَ صُلْباً كَالْحَجَرِ و (الْحَنْجَرَةُ) فَنْعَلَةٌ مَجْرَى النَّفسِ و (الحُنْجُورُ) فُنْعُولٌ بِضَمِّ الْفَاءِ الْحَلْقُ و (الْمَحْجِر) مِثَالُ مَجْلِسٍ ما ظَهَرِ مِنَ النِّقَابِ منَ الرَّجُلِ و الْمَرْأَةِ مِنَ الجَفْنِ الأَسْفَلِ و قَدْ يَكُونُ مِنَ الأَعْلَى و قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ هُوَ مَا دَارَ بِالْعَيْنِ مِنْ جَمِيعِ الْجَوَانِبِ و بَدَا مِنَ الْبُرْقُعِ و الْجَمْعُ (الْمَحَاجِرُ) و (تَحجَّرْتَ) وَاسِعاً ضَيَّقْتَ و (احْتَجَرْتُ) الأَرْضُ جَعَلْتُ عَلَيْهَا مَنَاراً و أَعْلَمْتُ عَلَماً فى حُدُودِهَا لِحِيَازَتِهَا مَأْخُوذٌ مِنِ (احْتَجَرْتُ حُجْرَةً) إِذَا اتَّخَذْتَهَا و قَوْلُهْم فى المواتِ (تَحَجَّرَ) و هُوَ قَريبٌ فى الْمَعْنَى مِنْ قَوْلِهِم (حَجَّرَ) عَيْنَ الْبَعِيرِ إذَا وَسَمَ حَوْلَهَا بمِيسَمٍ مُسْتدِيرٍ و يَرْجعُ إِلَى الإِعْلَامِ‏
[حجز]
حَجَزْتُ: بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ (حَجْزاً) منْ بَابِ قَتَل فَصَلْتُ و يُقَالُ سُمِّىَ (الحِجَازُ) (حِجَازاً) لِأَنَّه فَصَل بَيْنَ نَجْدٍ و السَّرَاةِ و قِيلَ بَيْنَ الغَوْرِ و الشَّأْمِ و قِيلَ لأَنَّهُ احْتُجِزَ بِالجِبَالِ و (احْتَجَزَ) الرَّجُلُ بِإزَارِهِ شَدَّهُ فِى وَسَطِهِ و (حُجْزَةُ) الإِزَارِ مَعْقِدُه و (حُجْزَةُ) السراويلِ مَجْمَعُ شَدِّهِ و الجمْعُ (حُجَّزٌ) مثْلُ غُرْفَةٍ و غُرْفٍ.
[حجف‏]
الْحَجَفَةُ: التُّرْسُ الصَّغِيرُ يُطَارَق بَيْنَ جِلْدَينِ و الْجَمع (حَجَفٌ) و (حَجَفَاتٌ) مِثْلٌ قَصَبَةٍ و قَصَبٍ و قَصَبَاتٍ.
[حجل‏]
الْحِجْلُ: الْخَلخَالُ بكَسْرِ الحَاءِ و الفَتْحُ لُغَةٌ و يُسَمَّى الْقَيْدُ حِجْلًا عَلَى الاسْتِعَارَةِ و الْجَمْعُ (حُجُولٌ) و (أَحْجَالٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و حُمُولٍ و أَحْمَالٍ و فَرَسٌ (مُحَجَّلٌ) و هُو الَّذِى ابْيَضَّتْ قَوَائِمُهُ و جَاوَزَ البَيَاضُ الأرْسَاغَ إلى نِصْفِ الوَظِيفِ أَوْ نَحْوِ ذلكَ و ذلكَ مَوْضِعُ (التَّحْجِيلِ) فِيهِ و (التَّحْجِيلُ) فى الوُضُوءِ غَسْلُ بَعْضِ العَضُدِ و غَسْلُ بَعْضِ السَّاقِ مَعَ غَسْلِ اليَدِ و الرّجْلِ و (الْحَجَلُ) طيْرٌ مَعْرُوفُ الوَاحِدَةُ (حَجَلَةٌ) وِزَانُ قَصَبٍ و قَصَةٍ و جُمِعَتِ الوَاحِدَةُ أَيْضاً على (حِجْلَى) وَ لَا يُوجَدُ جمْع‏

122
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حجل ص 122

على فِعْلَى بكَسْرِ الفَاءِ إِلَّا حِجْلى و ظِرْبَى.
[حجم‏]
حَجَمَهُ: (الْحَاجِمُ) (حَجْماً) مِنْ بَابِ قَتَلَ شَرَطَهُ و هُوَ (حَجَّامٌ) أَيْضاً مُبَالَغَةٌ و اسْمُ الصِّنَاعَةِ (حِجَامَةٌ) بالْكَسْرِ و الْقَارُورةُ (مِحْجَمَةٌ) بكَسْرِ الأَوَّلِ و الهَاءُ تَثْبُتُ و تُحْذَفُ و (الْمَحْجَمُ) مثْلُ جَعْفَرٍ مَوضِعُ (الحِجَامَةِ) و مِنْهُ يُنْدَبُ غَسْلُ (الْمَحَاجِمِ) و (حَجَمْتُ) الْبَعِيرَ شَدَدْتُ فَمَهُ بِشَي‏ءِ و (أَحْجَمْتُ) عَن الْأَمْرِ بالأَلِفِ تَأَخَّرْتُ عَنْهُ و (حَجَمَنِي) زَيْدٌ عَنْهُ فى التَّعَدِّى منْ بَابِ قَتَل عَكْسُ الْمُتَعَارَفِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ (أَحْجَمْتُ) عَنِ الْقَومِ إِذَا أَرَدْتَهُمْ ثم هِبْتَهم فَرَجَعْتَ و تَرَكْتَهُمْ‏
[حجن‏]
المِحْجَنُ: وِزَانُ مِقْوَدٍ خَشَبَةٌ فى طَرِفِهَا اعْوِجَاجٌ مثْلُ الصَّوْلَجَانِ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ كُلُّ عُودٍ مَعْطُوفِ الرَّأْسِ فَهُوَ (مِحْجَنٌ) و الجَمْعُ (الْمَحَاجِنُ) و (الْحَجُونُ) وِزَانُ رَسُولٍ جَبَلٌ مُشْرِفٌ بِمَكَّةَ.
[حجو]
الحِجَا: بالْكَسْرِ و القَصْرِ العَقْلُ وَ (الْحَجَا) وِزَانُ الْعَصَا النَّاحِيَةُ و الْجَمْعُ (أَحْجَاءٌ) و قِيلَ (الْحَجَا) الحِجَابُ و السِّتْرُ.
[حدب‏]
الْحَدَبُ: بِفَتْحَتَيْنِ مَا ارْتَفَعَ عَن الْأَرْضِ قَالَ تَعَالَى «وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ»
 و مِنْهُ قِيلَ (حَدِبَ) الإنْسَانُ (حَدَباً) منْ بَابِ تَعِبَ إذَا خَرَجَ ظَهْرُه و ارْتَفَعَ عَنْ الاسْتِوَاءِ فالرَّجُلُ (أَحْدَبُ) و الْمَرْأَةُ (حَدْبَاءُ) و الْجَمْعُ (حُدْبٌ) مثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و (الحُدَيْبِيَةُ) بئرٌ بِقربِ مَكَّةَ عَلَى طَرِيق جُدَّةَ دُونَ مَرْحَلَةٍ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الْمَوْضِع و يُقَالُ بَعْضُهُ فى الحِلّ و بَعْضُهُ فى الحَرَمِ و هُوَ أَبْعَدُ أَطْرَافِ الْحَرَمِ عَنِ الْبَيْتِ و نَقَلَ الزَّمَخْشَرِىُّ عَنِ الوَاقِدِىِّ أَنَّهَا عَلَى تِسْعَةِ أمْيَال مِنَ الْمَسْجِدِ و قَالَ أبُو الْعَبَّاسِ أحمدُ الطَّبَرِىُّ فِى كِتَابِ دَلَائِلِ الْقِبْلَةِ حَدُّ الْحَرَمِ مِنْ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ و مِنْ طَرِيقِ جُدَّةَ عَشْرَةُ أَمْيَال و مِنْ طَرِيقِ الطَّائِفِ سَبْعَةُ أَمْيَالٍ و مِنْ طَرِيقِ الْيَمَن سَبْعَةُ أَمْيَالٍ و مِن طَرِيقِ العِرَاقِ سَبْعَةُ أَمْيَال قَالَ فى الْمُحْكَمِ فِيهَا التَّثْقِيلُ و التَّخْفِيفُ وَ لَمْ أَرَ التَّثْقِيلَ لِغَيرِهِ و أَهْلُ الحِجَازِ يُخَفَّفُونَ قَالَ الطُّرْطُوشِىُّ فِى قَولِهِ تَعَالَى «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً» هُوَ صُلْحُ الْحُدَيبِيَةِ قَالَ و هِىَ بالتَّخْفِيف. وَ قَالَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى لَا يَجُوزُ فِيهَا غَيْرُهُ و هذَا هُوَ الْمَنْقُولُ عَنِ الشَّافِعىّ و قَالَ السُّهَيْلِىُّ التَّخْفِيفُ أَعْرَفُ عِنْدَ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ قَالَ و قَالَ أبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ سَأَلتُ كُلَّ مَنْ لَقِيتُ مِمَّنْ أَثِقُ بِعِلْمِهِ مِنْ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ عَن (الْحُديبِيةِ) فَلَمْ يَخْتَلِفُوا عَلَىَّ فى أَنَّها مُخَفَّفَةٌ و نَقَلَ البَكْرِىُّ التَّخْفِيفَ عَنِ الأصْمَعِىِّ أَيْضاً وَ أَشَارَ بَعْضُهُمْ إلَى أَنَّ التَّثْقِيلَ لَا يَكُونُ إلا فى الْمَنْسُوبِ نَحْوُ (الإِسْكَنْدَريَّة) فإنَّهَا مَنْسُوبَةٌ إلَى الْإِسْكَنْدَرِ و أَمَّا (الْحُدَيْبِيَةُ) فَلَا يُعْقَلُ فِيهَا النِّسْبَةُ وَ يَاءُ النَّسَبِ فِى غَيْرِ مَنْسُوب‏

123
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حدب ص 123

قَلِيلٌ و مَعَ قِلّتِهِ فَمَوْقُوفٌ عَلَى السَّمَاعِ و الْقِيَاسُ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهَا حَدْبَاةً بأَلِفِ الْإِلْحَاقِ ببَنَاتِ الْأَرْبَعَةِ فَلَمَّا صُغِرَتْ انْقَلَبتِ الْأَلِفُ يَاءً و قِيلَ (حُدَيْبِيَة) و يَشْهَدُ لِصِحَّةِ هَذَا قَوْلُهُمْ لُيَيْلِيَةٌ بِالتَّصْغِيرِ وَ لَمْ يَرِدْ لَهَا مُكَبَّرٌ فَقَدَّرَهُ الأَئِمَّةُ لَيْلَاةً لِأَنَّ المُصَغَّرَ فَرْعُ الْمُكَبَّر و يَمْتَنِعُ وجُوُدُ فَرْعٍ بِدُونِ أَصْلِهِ فَقُدِّرَ أَصْلُهُ لِيَجْرِىَ عَلَى سَنَنِ الْبَابِ و مثْلُهُ مِمَّا سُمِعَ مُصَغَّراً دُونَ مُكَبِّرِهِ قَالُوا فِى تَصْغِيرِ غِلْمةٍ و صِبْيَةٍ أُغَيْلِمَةٌ و أُصَيْبيَةٌ فَقَدُّرُوا أَصْلَهُ أَغْلِمَةً و أَصْبِيَةً و لَمْ يَنْطِقُوا بِهِ «1» لِمَا ذَكَرْتُ فَافْهَمْهُ فَلَا مَحِيدَ عَنْهُ و قَدْ تَكَلَّمَتِ الْعَرَبُ بِأَسْمَاءٍ مُصَغَّرَةٍ وَ لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِمُكَبَّرِهَا و نَقَلَ الزَّجَّاجِىُّ عَنِ ابنِ قُتَيْبَةَ أَنَّهَا أَرْبَعُونَ اسْماً.
[حدث‏]
حَدَثَ: الشي‏ءُ (حُدُوثاً) مِنْ بَابِ قَعَد تَجَدَّدَ وجُودُهُ فَهُوَ (حَادِثٌ) وَ (حَدِيثٌ) و منْهُ يُقَالُ (حَدَثَ) به عَيْبٌ إِذَا تَجَدَّدَ وَ كَانَ مَعْدُوماً قَبْلَ ذَلِكَ و يَتَعدَّى بِالْأَلِفِ فيُقَالُ (أَحْدَثْتُهُ) و منْهُ (مُحْدَثَاتُ الأُمُورِ) و هىَ الَّتِى ابْتَدَعَهَا أَهْلُ الأهْوَاءِ و (أَحْدَثَ) الإنْسَانُ (إحْدَاثاً) و الاسْمُ (الْحَدَثُ) و هُوَ الْحَالَةُ النَّاقِضَةُ لِلطَّهَارَةِ شَرْعاً و الْجَمْعُ (الأحْدَاثُ) مثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و مَعْنَى قَوْلِهِمْ النَّاقِضَةُ لِلطَّهَارَةِ أَنَّ (الْحَدَثَ) إِنْ صَادَفَ طَهَارَةً نَقَضَهَا وَ رَفَعَهَا و إِنْ لَمْ يُصَادِفْ طَهَارَةٌ فَمِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ حتَّى يَجُوزُ أَنْ يَجْتَمِعَ عَلَى الشَّخْصِ (أَحْدَاثٌ) و (الْحَدِيثُ) مَا يُتَحَدَّثُ به و يُنْقَلُ و مِنْهُ (حَدِيثُ) رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ وَ هُوَ (حَدِيثُ) عَهْدٍ بالإِسْلَامِ أىْ قَرِيبُ عَهْدٍ بالإِسْلَامِ و (حَدِيثَةُ المَوْصِلِ) بُلَيدةٌ بِقُرْبِ المَوْصِلِ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ عَلَى شَاطِىُ دِجْلةَ بالْجَانِبِ الشَّرْقِىِّ و يُقَالُ بَيْنَها و بَيْنَ الْمَوصِلِ نَحوُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ فَرْسَخاً و (حَدِيثَةُ الفُرَاتِ) بَلْدَةٌ عَلَى فَرَاسِخَ مِنَ الأَنْبَارِ و الفُرَاتُ يُحِيطُ بِها و يُقَالُ لِلْفَتَى (حدِيثُ السِّنِّ) فإنْ حَذَفْتَ السِّنِ قُلْتَ (حَدَثٌ) بِفَتْحَتَيْنِ و جَمْعُهُ (أَحْدَاثٌ)
[حدد]
حَدَّتِ: المرْأَةُ عَلَى زَوْجِهَا (تَحِدُّ) و (تَحُدُّ) (حِدَاداً) بِالْكَسْرِ فَهِىَ (حَادٌّ) بغَيْرِ هَاءٍ و (أحَدَّتْ إحْداداً) فَهِىَ (مُحِدٌّ) و (مُحِدَّةٌ) إذا تَرَكَتِ الزِّينَةَ لِمَوْتِهِ و أَنْكَرَ الأَصْمَعِىُّ الثُّلاثِيَّ و اقْتَصَرَ عَلى الرُّبَاعِىِّ و (حَدَدْتُ) الدَّارَ (حَدّاً) من بَابِ قَتَل مَيَّزْتُها عَنْ مُجَاوِرَاتِهَا بِذِكْرِ نِهَايَاتِهَا و (حَدَدْتُهُ) (حَدّاً) جَلَدْتُهُ و (الْحَدُّ) فى اللُّغَةِ الْفَصْلُ و الْمَنْعُ فَمِنَ الأَوَّل قولُ الشَّاعِر.
         و جَاعِل الشَّمْسِ حَدًّا لا خَفَاءَ بهِ‏
و مِنَ الثَّانِي (حَدَدْتُهُ) عَنْ أَمْرِهِ إذَا مَنَعْتُهُ فَهُوَ
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: الغُلام جمعه: أغلِمَة و غلمةٌ و غلمَانٌ و الصبىُّ جمعه: أصْبِيَه و أصب و صِبْوَةً و صَبية و صبية و صِبوان و صبيان و تضم هذه الثلاثة- ا ه فلا وجه لإنكار مكبر أغيلمَه و أصَيبية! و قد ذكرهما صاحب القاموس أولى الجموع لكل من الغلام و الصبى.

124
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حدد ص 124

(مَحْدودُ) و مِنْهُ (الْحُدُودُ) الْمُقَدَّرَةُ فِى الشَّرْعِ لأنّها تَمْنَعُ مِنَ الْإِقْدَامِ و يُسَمَّى الْحَاجِبُ (حَدَّاداً) لأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنَ الدُّخُولِ و (الْحَدِيدُ) مَعْدِنٌ مَعْرُوفٌ و صَانِعُهُ (حَدَّادٌ) و اسْمُ الصِّنَاعَةِ (الْحِدَادَةُ) بالْكَسْرِ و (حَدَّ السَّيْفُ) و غَيْرُهُ (يَحِدُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (حِدَّةً) فهو (حَدِيدٌ) و (حَادٌّ) أى قَاطِعٌ مَاضٍ وَ يُعَدَّى بالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فيُقَالُ (أَحْدَدْتُهُ) و (حَدَّدْتُه) و فِى لُغَةٍ يَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فيُقَالُ (حَدَدْتُهُ) (أَحُدُّه) مِنْ بَابِ قَتَل و سِكِّينٌ (حَدِيدٌ) و (حَادٌّ) و (أَحْدَدْتُ) إليهِ النَّظَر بالْأَلِفِ نَظَرْتُ مُتَأَمِّلًا.
[حدر]
حَدَرَ: الرجُلُ الأَذَانَ و الإِقَامَةَ و القِرَاءَةَ و (حَدَر) فِيهَا كُلِّهَا (حَدْراً) من بَابِ قَتَل أَسْرَعَ و (حَدَرْتُ) الشَّى‏ءَ (حُدُوراً) منْ بَابِ قَعَد أَنْزَلْتُهُ مِنَ (الحَدُورِ) وِزَانُ رَسُولٍ و هُوَ الْمَكَانُ الَّذِى يَنْحَدِرُ مِنْهُ و الْمُطَاوِعُ (الانْحِدارُ) و الْمَوْضِعُ (مُنْحَدَرٌ) مِثْلُ (الْحَدُورِ) و (أَحْدَرْتُهُ) بالأَلِفِ لُغَةٌ و (حَدُرَتِ) الْعَيْنُ (حَدَارَةً) عَظُمَتْ و اتَّسَعَتْ فهى (حَدْرَةٌ).
[حدس‏]
حَدَسَ: (حَدْساً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا ظَنَّ ظَنًّا مُؤَكَّداً و (حَدَسَ) فى الْأَرْضِ ذَهَبَ عَلَى غَيْرِ هِدَايَةٍ و (حَدَسَ) فى السَّيْرِ أَسْرَعَ‏
[حدق‏]
أَحْدَقَ: الْقَوْمُ بالْبَلَدِ (إِحْدَاقاً) أَحَاطُوا بِهِ و فِى لُغَةٍ (حَدَقَ يَحْدِقُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (حَدَّقَ) إِلَيْهِ بالنَّظَرِ (تَحْدِيقاً) شَدَّدَ النَّظَر إِلَيْهِ و حَدَقَةُ العينِ سَوَادُهَا و الْجَمْعُ (حَدَقٌ) و (حَدَقَاتٌ) مِثلُ قَصَبَةٍ و قَصَبٍ و قَصَبَاتٍ و رُبَّمَا قِيلَ (حِدَاقٌ) مثْلُ رَقَبَةٍ و رِقَابٍ و (الْحَدِيقَةُ) البُسْتَانُ يَكُونُ عَلَيْهِ حَائِطٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ لأَنَّ الْحَائِطَ (أَحْدَقَ) بِهَا أىْ أَحَاطَ ثُمَّ تَوَسَّعُوا حتَّى أَطْلَقُوا الْحَدِيقَةَ عَلَى البُسْتَانِ و إنْ كَانَ بِغيرِ حَائِطٍ و الْجَمْعُ (الْحَدَائِقُ).
[حدم‏]
احْتَدَمَتِ: النارُ اشْتَدَّ حَرُّهَا و (احْتَدَمَ) النَّهَارُ اشْتَدَّ حَرُّهُ أَيْضاً و (احْتَدَمَ) الدَّمُ اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهُ حَتَّى يَسْوَدَّ و اشْتَدَّ لَذْعُهُ و يُقَالُ أَيْضاً (حَدَمَتْه) الشَّمْسُ و النَّارُ (حَدْماً) منْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا اشْتَدَّ حَرُّهَا عَلَيْهِ (فاحْتَدَمَ) هُوَ.
[حدو]
حَدَوْتُ: بِالْإِبلِ (أَحْدُو) (حَدْواً) حَثَثْتُهَا عَلَى السَّيْرِ (بِالْحُدَاءِ) مِثْلُ غُرَابٍ و هُوَ الغِنَاءُ لَهَا و (حَدَوْتُه) عَلَى كَذَا بَعَثْتُه عَلَيْهِ و (تَحَدَّيْتُ) النَّاسَ القُرْآنَ طَلَبْتُ إِظْهَارَ مَا عِنْدَهُمْ لِيُعْرَفَ أيُّنَا أَقْرَأُ و هُوَ فى الْمَعْنَى مِثْلُ قَوْلِ الشَّخْصِ الَّذِى يُفَاخِرُ النَّاسَ بِقَوْمِهِ هَاتُوا قَوْماً مِثْلَ قَوْمِى أَوْ مِثْلَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ و (الحِدَأَةُ) مَهْمُوزٌ مِثْلُ عِنَبَةٍ طَائِرٌ خَبِيثٌ و الْجَمْعُ بِحَذْف الْهَاءِ و (حِدَآنٌ) أيضاً مِثْلُ غِزْلَان.
[حذذ]
حَذَذْتُهُ: (حَذّاً) منْ بَابِ قَتَل قَطَعْتُه‏

125
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حذذ ص 125

و (الأَحَذُّ) الْمَقْطُوعُ الذَّنَبِ و قَالَ الْخَلِيلُ (الأَحَذُّ) الأَمْلَسُ الّذِى لَيْسَ لَهُ مُسْتَمْسَكٌ لِشَى‏ءٍ يَتَعَلَّقُ بِهِ و الْأُنْثَى (حَذَّاءُ).
[حذر]
حَذِرَ: (حذَراً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (احْتَذَرَ) و (احْتَرَزَ) كُلُّهَا بِمَعْنَى اسْتَعَدَّ و تَأَهَّبَ فهو (حَاذِرٌ) و (حَذُرٌ حَذِرٌ) و الاسْم منْهُ (الحِذْرُ) مِثْلُ حِمْلٍ و (حَذِرَ الشَّى‏ءَ) إذَا خَافَهُ فَالشَّى‏ءُ (مَحْذُورٌ) أى مَخُوفٌ و (حَذَّرْتُهُ) الشَّى‏ءَ بالتَّثْقِيلِ (فَحَذِرَهُ) و (الْمَحْذُورَةُ) الْفَزَعُ و بِهَا كُنِىَ و منْهُ (أَبُو مَحْذُورَةَ) الْمُؤَذِّنُ «1».
[حذف‏]
حَذَفْتُه: (حَذْفاً) من بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُه و قَالَ ابْنُ فَارِسٍ (حَذَفْتُ) رَأْسَه بالسَّيْفِ قطَعْتُ مِنْهُ قِطْعَةً و (حَذَفَ) فى قَوْلهِ أَوْجَزَهُ و أَسْرَعَ فِيهِ و (حَذَفَ) الشَّى‏ءَ (حَذْفاً) أَيْضاً أَسْقَطَهُ و مِنْهُ يُقَالُ (حَذَفَ) مِنْ شَعَّرِهِ و مِنْ ذَنَبِ الدَّابَّةِ إذَا قَصَّرَ مِنْهُ و (حذَّفَ) بالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ و كلُّ شَى‏ءٍ أَخَذْتَ مِن نَوَاحِيهِ حتَّى سَوَّيْتَه فَقَدْ (حَذَّفْتَهُ) (تَحْذِيفاً) و قَالَ فى الإِحْيَاءِ (التَّحْذِيفُ) مِنَ الرَّأْسِ مَا يَعْتَادُ النِّسَاءُ تَنْحِيَةَ الشَّعْرِ عَنْهُ و هُوَ الْقَدْرُ الَّذِى يَقَعُ فِى جَانِبِ الْوَجْهِ مَهْمَا وَضَعَ طَرَفَ خَيْطٍ عَلَى رَأْسِ الْأُذُنِ و الطَّرَفَ الثَّانيَ عَلَى زَاوِيَةِ الْجَبِينِ و (الْحَذَفُ) غَنَمٌ سُودٌ صِغَارٌ الوَاحِدَةُ حَذَفَةٌ مثلُ قَصَبٍ و قَصَبَةٍ و بمُصَغَّرِ الوَاحِدَةِ سُمِّىَ الرَّجُلُ حُذَيْفَةَ.
[حذق‏]
حَذِقَ: الرَّجُلُ فِى صَنْعَتِهِ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ و تَعِبَ (حِذْقاً) «2» مَهَرَ فِيهَا و عَرَفَ غَوَامِضَهَا و دَقَائِقَهَا و (حذَقَ) الْخَلُّ (يَحْذِقُ) من بَابِ ضَرَب (حُذُوقاً) انْتَهَتْ حُمُوضَتُهْ فَلَذَعَ اللِّسَانَ.
[حذم‏]
حَذَمْتُهُ: (حَذْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُهُ و (حَذَمَ) فى مَشْيهِ أَسْرَعَ و كُلُّ شَى‏ءٍ أَسْرَعْتَ فيه فَقَدْ حَذَمْتَهُ و منه «إذَا أذَّنْتَ فَتَرَسَّلْ و إذَا أَقَمْتَ فَاحْذِمْ.
[حذو]
حَذَوْتُه: (أَحْذُوهُ) (حَذْواً) و (حَاذَيْتُهُ) (مُحَاذَاةً) و (حِذَاءً) مِنْ بَابِ قَاتَل و هِىَ الْمُوَازَاةُ يُقَالُ رَفَعَ يَدَيْهِ (حَذْوَ أُذُنَيْهِ) و (حِذَاءَ أُذُنَيْهِ) أَيْضاً و (احْتَذَيْتُ) بِه إِذَا اقْتَدَيْتَ بِهِ فِى أُمُورِهِ و (حَذَوْتُ) النَّعْلَ بالنَّعْلِ قَدَّرْتُها بِهَا و قَطَعْتُهَا عَلَى مِثَالِهَا و قَدْرِهَا و دَارُهُ (بِحِذَاءِ) دَارِهِ و قَوْلُهُ فى التنْبِيهِ و حِذَاءُ دَارِ العَبَّاسِ قَالُوا لَفْظُ الشَّافِعِىِّ بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ و دَارِ الْعَبَّاسِ و كأنّ صَاحِبَ التَّنْبِيهِ أَرَادَ و جِدَارَ دَارِ الْعَبَّاسِ كَمَا صَرَّحَ بِه بعْضُ الأئِمَّةِ مُوَافَقَةً لِلَفْظِ الشَّافِعِىِّ فَسَقَطَتِ الرَّاءُ
__________________________________________________
 (1) و اسم أبي محذورة المؤذن. سَمُرَةُ بنُ مِعْيرٍ ا ه قاموس حذر.
 (2) حِذْق كحَمْل و حَذْق كفلس: و قوله من باب تعب معناه أنه يأتي على وَزْنِ سَبَبٍ و لم أره بهذا الوزن فى المعاجم- و فى القاموس- حذَق الصبى القرآن كضرب وَ عَلَم. حَذْقاً و يُكْسَر.

126
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حذو ص 126

مِنَ الْكِتَابَةِ و (الحِذَاءُ) مِثْلُ كِتَابٍ النَّعْلُ و مَا وَطِئَ عَلَيْهِ الْبَعِيرُ مِنْ خُفِّهِ و الفَرسُ مِنْ حَافِرِه و الْجَمْعُ (أَحْذِيَةٌ) مِثْلُ كِسَاءٍ و أكْسِيَةٍ و يُقَالُ فى النَّاقَةِ الضَّالَّةِ مَعَهَا حِذَاؤُهَا و سِقَاؤُهَا (فالحِذَاءُ) الْخُفُّ لأَنَّها تَمْتَنعُ بِهِ مِنْ صِغَارِ السِّبَاعِ و (السِّقَاءُ) صَبْرُهَا عَنِ الْمَاءِ.
[حرب‏]
حَرِبَ: (حَرَباً) منْ بَابِ تَعِبَ أخذَ جَمِيعَ مَالِهِ فهُوَ (حَرِيبٌ) و (حُرِبَ) بالبناءِ للمفْعُولِ كَذَلِكَ فهو (مَحْرُوبٌ) و (الْحَرْبُ) الْمقَاتَلَةُ وَ الْمُنَازَلَةُ مِنْ ذلِكَ و لَفْظُهَا أُنْثَى يُقَال قَامَتِ (الْحَرْبُ) عَلَى سَاقٍ إذَا اشْتَدَّ الأَمْرُ و صَعُبَ الْخَلَاصُ و قَدْ تُذَكَّرُ ذَهَاباً إلَى مَعْنَى الْقِتَالِ فيُقَالُ (حَرْبٌ شَدِيدٌ) و تصغيرها (حُرَيْبٌ) و الْقِيَاسُ بِالهَاءِ و إنَّمَا سَقَطَتْ كَيْلَا يَلْتَبِسَ بمُصَغَّرِ الْحَرْبَةِ الَّتى هِىَ كَالرُّمْحِ و دَارُ (الْحَرْبِ) بِلَادُ الْكُفْرِ الَّذِينَ لَا صُلْحَ لَهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ و تُجْمَعُ (الْحَرْبَةُ) عَلَى (حِرَابٍ) مثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و (حَارَبْتُه) (مُحَارَبَةً) و (حَرْبوَيْهِ) منْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ ضُمَّ وَيْهِ إلَى لَفْظِ حَرْبٍ كَمَا ضُمَّ إلَى غَيْرِهِ نحو سِيَبَويهِ و نِفْطَوَيْهِ و (الحِرْبَاءُ) مَمْدُودٌ يُقَالُ هِىَ ذَكَرُ أُمِّ حُبَينٍ و يُقَالُ أَكَبَرُ مِنَ العَظَاءِ تَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ و تَدُورُ مَعَهَا كَيْفَمَا دَارَتْ و تَتَلَوَّنُ أَلْوَاناً و الْجَمْعُ (الْحَرَابِيُّ) بالتَّشْدِيدِ و (الْمِحْرَابُ) صَدْرُ الْمَجْلِس و يُقَالُ هُوَ أَشْرَفُ الْمَجَالِسِ و هُوَ حَيْثُ يَجْلِسُ الْمُلُوكُ و السَّادَاتُ و الْعُظَمَاءُ و مِنْهُ (مِحْرَابُ الْمُصَلِّى) و يُقَالُ مِحْرَابُ الْمُصَلِىّ مَأْخُوذٌ مِنَ الْمُحَارَبَةِ لأنَّ المُصَلّىَ يُحَارِبُ الشَّيْطَانَ و يُحَارِبُ نَفْسَهُ بِإِحْضارِ قَلْبِهِ و قَدْ يُطْلَقُ عَلَى الغُرْفَةِ و مِنْهُ عِنْدَ بَعْضِهِمْ «فَخَرَجَ عَلى‏ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ» أىْ مِنَ الْغُرْفَةِ.
[حرث‏]
حَرَثَ: الرَّجُلُ المَالَ (حَرْثاً) من بَابِ قَتَلَ جَمَعَهُ فهُوَ (حَارِثٌ) و بِهِ سُمِّىَ الرَّجُلُ و (حَرَثَ) الْأَرْضَ (حَرْثاً) أَثَارَهَا لِلزِّراعَةِ فَهُوَ (حَرَّاثٌ) ثُمَّ اسْتُعْمِلَ الْمَصْدَرُ اسْماً و جُمِعَ عَلَى (حُرُوثٍ) مثلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و اسْمُ الْمَوْضِعِ (مَحْرَثٌ) وِزَانُ جَعْفَرٍ و الْجَمْعُ (الْمَحَارِثُ) و قولُه تَعَالَى «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ» مَجَازٌ عَلَى التَّشْبِيهِ بالْمَحَارِثِ فَشُبهَّتِ النُّطْفَةُ الَّتِى تُلْقَى فِى أَرْحَامِهِنَّ لِلِاسْتِيلَادِ بالْبُذُورِ التِى تُلْقَى فى الْمَحَارِثِ لِلِاسْتِنْبَاتِ و قوله «أَنَّى شِئْتُمْ» أَىْ مِنْ أَىِّ جِهَةٍ أَرَدْتُمْ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ المَأْتَى وَاحِداً و لِهذَا قِيلَ (الْحَرْثُ مَوْضِعُ النَّبْتِ).
[حرج‏]
حَرِجَ: صَدْرُهُ (حَرَجاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَاقَ و (حَرجَ) الرَّجُلُ أَثِم و صدْرٌ (حَرِجٌ) ضَيِّقٌ و رَجُلٌ (حَرِجٌ) ثِمٌ و (تَحَرَّجَ) الإِنْسَانُ (تَحَرُّجاً) هَذَا مِمَّا وَرَدَ لَفْظُهُ مُخَالِفاً لِمَعْنَاهُ و الْمُرَادُ فَعَل فِعْلًا جَانَبَ بِه (الْحَرَجَ) كَمَا يُقَالُ تَحَنَّثَ إذَا فَعَل ما

127
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حرج ص 127

يَخْرُجُ بِهِ عَنِ الحِنْثِ قَالَ ابنُ الأَعْرَابِىّ لِلْعَرَبِ أَفْعَالٌ تُخَالِفُ مَعَانِيها أَلْفَاظَها قَالُوا (تَحَرَّجَ) و (تَحَنَّثَ) و (تَأَثَّم) و (تَهَجَّدَ) إِذَا تَرَكَ الهُجُودَ و مِنْ هَذَا الْبَابِ مَا وَرَدَ بِلَفْظٍ الدُّعَاءِ وَ لَا يُرَادُ بِهِ الدُّعَاءُ بَلِ الْحَثُّ و التَّحْرِيضُ كَقَوْلِهِ (تَرِبَتْ يَدَاك) و (عَقْرَى حلْقَى) وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
[حرد]
حَرِدَ: حَرَداً مثْل غَضبَ غَضَباً وَزْناً و مَعْنًى و قد يُسَكَّنُ المصْدَرُ قال ابنُ الأَعْرَابِىِّ و السُّكُونُ أَكْثَرُ و حَرَدَ (حَرْداً) بالسُّكُونِ قَصَدَ و (حَرِدَ) البَعِيرُ (حَرَداً) بالتَّحْرِيكِ إذَا يَبِسَ عَصَبُهُ خِلْقَةً أَوْ مِنْ عِقَالٍ و نَحْوِهِ فَيَخْبِطُ إِذَا مَشَى فَهُوَ (أَحْرَدُ) و (الْحُرْدِيُّ) بضَمِّ الحَاءِ و سُكُونِ الرَّاءِ حُزْمَةٌ مِنْ قَصَبٍ تُلْقَى عَلَى خَشَبِ السَّقْفِ كلِمَةٌ نَبَطِيَّةٌ و الْجَمْعُ (الْحَرَادِيُّ) و عَنِ اللَّيْثِ أَنَّهُ يُقَالُ (هُرْدِيَّةٌ) قَالَ و هِىَ قَصَبَاتٌ تُضَمُّ مَلْوِيَّةً بِطَاقَاتِ الْكَرْمِ يُرْسَلُ عَلَيْهَا قُضْبَانُ الكَرْمِ و هَذَا يَقْتَضِى أَن تَكُوَنَ الهُرْدِيَّةُ عَرَبِيَّةً و قَدْ مَنَعَها ابْنُ السِّكِّيتِ و قَالَ لَا يُقَالُ (هُرْدِيَّة).
[حرذن‏]
الحِرْذَوْنُ: قِيلَ بالدَّالِ و قِيلَ بالذَّالِ و عَنِ الأَصْمَعِىِّ و ابْنِ دُرَيْدٍ و جَمَاعَةٍ أَنَّهُ دَابَّةٌ لا نَعْرِفُ حَقِيقَتَها و لهِذَا عَبَّر عَنْهَا جَمَاعَةٌ بأَنَّهَا دَابَّةٌ منْ دَوَابِّ الصَّحَارِىَ وَ فِى العُبَابِ أنَّهَا دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الحِرْبَاءَ مُوَشَّاةٌ بِألْوَان و نُقَطٍ و تَكُونُ بِنَاحِيَةِ مِصْرَ و لِلذَّكَرِ نَزْكَانِ مِثْلُ مَا لِلضَّبِ نَزْكَانِ و مِنْهُمْ من يَجْعَلْ النُّونَ زَائِدَةً و مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا أَصْلِيَّةً «1» و الْجَمْعُ (الحَرَاذِينُ) و قيل هُوَ ذَكَرُ الضَّبِ.
[حرر]
الحِرُّ: بالكَسْرِ فَرْجُ الْمَرْأَةِ و الْأَصْلُ (حِرْحٌ) «2» فَحُذِفَتِ الْحَاءُ الّتِى هِىَ لَامُ الْكَلِمَةِ ثُمَّ عُوّضَ عَنْهَا رَاءٌ و أُدْغِمَتْ فِى عَيْنِ الْكَلِمَةِ و إنَّمَا قِيلَ ذلِكَ لأنَّهُ يُصَغَّرُ عَلَى (حُرَيْحٍ) و يُجْمَعُ عَلَى (أَحْرَاحٍ) و التَّصْغِيرُ و جَمْعُ التَّكْسيرِ يَرُدَّانِ الْكَلِمَةَ إِلَى أُصُولِهَا و قَدْ يُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَ يَدٍ و دَمٍ مِنْ غَيرِ تَعْوِيضٍ قال الشاعر:
         كُلُّ امْرِئٍ يَحْمِى حِرَه             أَسْوَدَه و أَحْمَرَه‏
و (الْحُرُّ) بِالضَّمِ مِنَ الرَّمْلِ مَا خَلَصَ مِنَ الاخْتِلَاطِ بِغَيْرِهِ و (الْحُرُّ) مِنَ الرِّجَالِ خِلَافُ الْعَبْدِ مَأْخُوذٌ مِن ذلِكَ لأَنَّهَ خَلَصَ مِنَ الرِّقِّ و جَمْعُهُ (أَحْرَارٌ) و رَجُلٌ (حُرٌّ) بَيِّنُ الْحُرِّيَّةِ و الْحُرُورِيَّةِ بفَتْحِ الحَاءِ و ضَمِّهَا و (حرَّ) (يحَرُّ) منْ بَابِ تَعِبَ (حَرَاراً) بِالْفَتْحِ صَارَ حُرًّا قَالَ ابنُ فَارِسٍ و لَا يَجُوزُ فِيهِ إلَّا هَذَا البِنَاءُ و يَتَعَدَّى بالتَّضْعِيفِ فيُقَالُ (حَرَّرْتُهُ) (تَحْرِيراً) إِذَا أَعْتَقْتَهُ و الأُنْثَى (حُرَّةٌ) و جَمْعُهَا (حَرَائِرُ) عَلَى غَيْر قِيَاسٍ‏
__________________________________________________
 (1) الجوهرى و صاحب القاموس ذكراها فى باب النون فالنون عندهما أصلية.
 (2) و لهذا ذكرها صاحب القاموس فى باب الحاء و لا ينبغى ذكرها فى (ح ر ر) كما فعل الفيومى.

128
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حرر ص 128

و مِثْلُه شَجَرَةٌ مُرَّةٌ و شَجَرٌ مَرَائِرُ قَالَ السُّهَيْلِىُّ وَ لَا نَظِيرَ لَهُمَا لأَنَّ بَابَ فُعْلَةٍ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى فُعَلٍ مثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و إنَّمَا جُمِعَتْ (حُرَّةٌ) عَلَى (حَرَائِرَ) لأَنَّها بِمَعْنَى كَرِيمَةٍ و عَقِيلَةٍ فَجُمِعَتْ كَجَمْعِهِمَا و جُمِعَتْ (مُرَّةٌ) عَلَى (مَرَائِرَ) لأَنَّهَا بِمَعْنَى خَبِيثَةُ الطَّعْمِ فَجُمِعَتْ كَجَمْعِهَا و (الحَرِيرَةُ) وَاحِدةُ (الحَرِيرِ) و هُوَ الْإِبْرَيْسَمُ و (سَاقُ حُرّ) ذَكَرُ القَمَارِىِّ و (الحَرّ) بالفتْحِ خِلَافُ الْبَرْدِ يُقَالُ حَرَّ اليَوْمُ و الطَّعَامُ (يَحَرُّ) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (حَرَّ) (حَرّاً) و (حُرُوراً) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَعَدَ لُغَةٌ و الاسْمُ (الْحَرَارَةُ) فَهُو (حَارٌّ) و (حَرَّتِ) النَّارُ (تَحَرُّ) منْ بَابِ تَعِبَ تَوَقَّدَتْ و اسْتَعَرتْ و (الحَرَّةُ) بالْفَتْح أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ و الْجَمْعُ (حِرَارٌ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و (الْحَرُورُ) وِزَانُ رَسُولٍ الرِّيحُ الْحَارَّةُ قَالَ الفَرَّاءُ تَكُونُ لَيْلًا و نَهَاراً و قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنَا رُؤْبَةُ أَنَّ (الحَرُورَ) بالنَّهَار و (السَّمُومَ) باللَّيْلِ و قَالَ أَبُو عَمْرو إبنُ العَلَاءِ (الْحَرُورُ و السَّمُومُ) باللَّيْلِ و النَّهَارِ و (الْحَرُورُ) مُؤَنَّثَةٌ و قَوْلُهُمْ (وَلِّ حَارَّها من تَوَلَّى قَارَّهَا) أىْ وَلِّ صِعَابِ الإمَارَةِ من تَوَلَّى مَنَافِعَها و (الحَرِيرُ) الْإِبْرَيْسَمُ الْمَطْبُوخُ و (حَرُورَاءُ) بالمدِّ قَرْيَةٌ بقُرْبِ الكُوفَةِ يُنْسَبُ إِلَيْها فِرْقَةٌ مِنَ الْخَوَارِجِ كَانَ أَوَّلُ اجْتِمَاعِهِمْ بِهَا وَ تَعَمَّقُوا فى أَمْر الدِّينِ حَتَى مَرَقُوا مِنْهُ و مِنْهُ‏
قَوْلُ عَائِشَةَ (أَ حَرُورِيَّةٌ أَنْتِ).
مَعْنَاهُ أَ خَارِجَةٌ عَنْ الدِّينِ بِسَبَبِ التَّعَمُّقِ فى السُّؤَالِ.
[حرز]
الحِرْزُ: الْمَكَانُ الّذِى يُحْفَظُ فِيهِ و الْجَمْعُ (أحْرَازٌ) مثُلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (أَحْرَزْتُ) الْمَتَاعَ جَعَلْتُهُ فى الحِرْزِ و يُقَالُ (حِرْزٌ حَرِيزٌ) لِلتَّأْكِيدِ كَمَا يُقَالُ حِصْنٌ حَصِينٌ و (احْتَرَزَ) مِنْ كَذَا أىْ تَحَفَّظَ و (تَحَرَّزَ) مثلُه و (أَحْرَزْتُ) الشى‏ءَ (إحْرَازاً) ضَمَمْتُهُ و مِنْهُ قَوْلُهُمْ (أَحْرَزَ قَصَبَ السَّبْقِ) إِذَا سَبَقَ إليْهَا فَضَمَّهَا دُونَ غَيْرِهِ.
[حرس‏]
حَرَسَهُ: (يَحْرُسُه) منْ بَابِ قَتَل حَفِظَهُ و الاسْمُ (الحِرَاسَةُ) فهُوَ (حَارِسٌ) و الجمع (حَرَسٌ) و (حُرَّاسٌ) مثْلُ خَادِمٍ و خَدَمٍ و خُدَّامٍ و (حَرَسُ السُّلْطَانِ) أَعْوَانُهُ جُعِلَ عَلَماً عَلَى الْجَمْعِ لِهَذِهِ الْحَالَةِ الْمَخْصُوصَةِ وَ لَا يُسْتَعْمَلُ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ لَفْظِهِ و لهذَا نُسِبَ إِلَى الْجَمْعِ فَقِيلَ (حَرَسِيٌّ) و لَوْ جُعِلَ (الحَرَسُ) هُنَا جَمْعَ حَارِسٍ لَقِيلَ (حَارِسِيٌّ) قَالُوا وَ لَا يُقَالُ (حَارِسِىٌّ) إِلَّا إِذَا ذَهَب بِه إِلَى مَعْنَى الحِرَاسَةِ دُونَ الجِنْسِ و (حَرِيسَةُ) الْجَبَلِ الشَّاةُ يُدْرِكُهَا اللَّيْلُ قَبْلَ رُجُوعِهَا إِلى مَأْوَاهَا فَتُسْرَقُ مِنَ الْجَبَلِ قَالَ ابنُ فَارِسٍ وَ فِى (حَرِيسَةِ) الْجَبَلِ تَفْسِيرَانِ فَبَعْضُهُم يَجْعَلُهَا السَّرِقَةَ نَفْسَهَا فيُقَالُ (حرَسَ) (حَرْساً) منْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا سَرَقَ و بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ (الْحَرِيسَةَ) بِمَعْنَى الْمَحْرُوسَةِ و يَقُولُ لَيْس‏

129
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حرس ص 129

فِيمَا يُحْرَسُ بِالْجَبَلٍ قَطْعٌ لأَنَّهُ لَيْسَ بِمَوْضِعِ حِرْزٍ قَالَ الْفَارَابِىُّ و (احْتَرَس) أَىْ سَرَقَ مِنَ الْجَبَلِ و قال ابنُ السِّكِّيتِ أيضاً (الْحَرِيسَةُ) السَّرقَةُ لَيْلًا و مَنْ جَعَلَ (حَرَسَ) بِمَعْنَى سَرَقَ قَالَ الفِعْلُ مِنَ الأَضْدَادِ و (احْتَرَسْتُ) منه تَحَفَّظْتُ و (تَحَرَّسْتُ) مثْلُه.
[حرص‏]
حَرَصَ: القَصَّارُ الثَّوْبَ (حَرْصاً) مِنْ بَابَى ضَرَبَ و قَتَلَ شَقَّهُ و منْه قِيلَ للشَّجَّةِ تَشُقُّ الْجِلْدَ (حَارِصَةٌ) و (حَرَصَ) عَلَيْهِ (حَرْصاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا اجْتَهَدَ و الاسْمُ (الحِرْصُ) بالكَسْرِ و (حَرِصَ) عَلَى الدُّنْيَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أيْضاً و منْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ إِذَا رَغِبَ رَغْبَةً مَذْمُومَةٌ فهو (حَرِيصٌ) و جَمْعُهُ (حِرَاصٌ) مثْلُ ظَرِيفٍ و ظِرافٍ و غَلِيظٍ و غِلَاظٍ و كَرِيمٍ و كِرَامٍ.
[حرض‏]
حَرِضَ: (حَرَضاً) منْ بَابِ تَعِبَ أَشْرَفَ عَلَى الْهَلَاكِ فَهُوَ (حَرَضٌ) تَسْمِيَةٌ بالمصْدَرِ مُبَالَغَةً و (حَرَّضْتُهُ) عَلَى الشَّى‏ءِ (تَحْرِيضاً) و الحُرُضُ) بضَمَّتَيْنِ الأُشْنَانُ:
[حرف‏]
انْحَرَفَ: عَنْ كَذَا مَالَ عَنْهُ و يُقَالُ (المُحارَفُ) الّذِى حُورِفَ كَسْبُهُ فَمِيلَ بِهِ عنْهُ كَتَحْرِيفِ الْكَلَامِ يُعْدَلُ بِهِ عَنْ جِهَتِهِ و قولُه تَعَالَى «إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ»
 أىْ إلَّا مَائِلًا لِأَجْلِ القِتَالِ لَا مَائِلًا هَزِيمَةً فإنَّ ذلِكَ مَعْدُودٌ منْ مَكَايِدِ الْحَرْبِ لأنَّهُ قَدْ يَكُونُ لِضِيقِ الْمَجَالِ فَلَا يَتَمَكَّنُ مِنَ الْجَوَلَانِ فَيَنْحَرِفُ لِلْمَكَانِ الْمُتَّسِعِ لِيَتَمَكَّنَ مِنَ الْقِتَالِ و (حَرَفْتُ) الشَّى‏ءَ عَنْ وَجْهِهِ (حَرْفاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ التَّشْدِيدُ مُبَالَغَةٌ غَيَّرْتُهُ و (حَرَفَ) لِعِيَالِهِ يَحْرُفُ أيضاً كَسَبَ و الاسْمُ (الْحُرْفَةُ) بالضَّمِّ و (احْتَرَفَ) مِثْلُه و الاسْمُ مِنْهُ (الحِرْفَةُ) بِالْكَسْرِ و (أَحْرَفَ) (إحْرَافاً) اذَا نَمَا مَالُهُ و صَلَحَ فهو (مُحْرِفٌ) و (الْحُرْفُ) بالضَّمِّ حَبٌّ كَالْخَرْدَلِ الْحَبَّةُ (حُرْفَةٌ) و قَالَ الصَّغَانِيُّ (الْحُرْفُ) حَبُّ الرَّشَادِ و مِنْهُ يُقَالُ شَى‏ءٌ (حِرِّيفٌ) لِلَّذِى يَلْذَعُ اللِّسَانَ بِحَرَافَتِهِ و (الْحَرِيفُ) المُعَامِل و جَمْعُهُ (حُرَفَاءُ) مثلُ شَرِيفٍ و شُرَفَاءَ و (حَرْفُ) الْمُعْجَمِ يُجْمَعُ عَلَى (حُرُوفٍ) قَالَ الْفَرَّاءُ و ابْنُ السِّكِّيتِ و جَمِيعُها مُؤَنَّثَةٌ و لم يُسْمَعُ التَّذْكِيرُ مِنْهَا فِى شَى‏ءٍ و يَجُوزُ تَذْكِيرُهَا فِى الشِّعْر وَ قَالَ ابنُ الأَنْبَارِىِّ التَّأْنِيثُ فِى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ عِنْدِى عَلَى مَعْنَى الْكَلِمَةِ و التَّذْكِيرُ عَلَى مَعْنَى الْحَرْفِ وَ قَالَ فِى الْبَارِعِ (الْحُرُوفُ) مُؤَنَّثَةٌ إِلَّا أَنْ تَجْعَلَهَا أَسْمَاءً فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ هَذَا جِيمٌ و هذِهِ جِيمٌ وَ مَا أَشْبَهَهُ و قَوْلُ الْفُقَهَاءِ تَبْطُلُ الصَّلَاةُ (بِحَرْفٍ) مُفْهِمٍ هَذَا لَا يَتَأَتَّى إلَّا أَنْ يَكُونَ فِعْلَ أَمْرٍ اعْتَلَّتْ فَاؤُهُ وَ لَامُهُ و يُسَمَّى اللَّفِيفَ الْمَفْرُوقَ كَمَا إِذَا أَمَرْتَ مِنْ وَفَى وَ وَفَّى فَمُضَارِعُهُ يَفِى و يَقِى فَتَحْذِفُ حَرْفَ الْمُضَارَعَةِ و تَحْذِفُ اللَّامَ لِمَكَان الْجَزْم فَيَبْقَى (فِ)

130
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حرف ص 130

 (قِ) مِنَ الْوَفَاءِ و الْوِقَايَةِ وَ شِبْهِ ذَلِكَ و قَوْلُ زُهَيْرٍ (حَرْفٌ) أَبُوهَا أَخُوهَا الْمَعْنَى أنَّ جَمَلًا نَزَا عَلَى ابْنَتِهِ فَوَلَدَتْ مِنْهُ جَمَلَيْنِ ثُمَّ إنَّ أحَدَ الْجَمَليْنِ نَزَا عَلَى أُمِّهِ و هِىَ أُخْتُهُ مِنْ أَبِيهِ فَوَلَدَتْ مِنْهُ نَاقَةً فهَذِهِ النَّاقة الثَّانِيَةُ هِىَ الْمَوْصُوفَةُ فِى بَيْتِ زُهَيْر فَأَحَدُ الْجَمَلَبْنِ لأَخَوَيْنِ أَبُوهَا لَأَنَّهُ أَوْلَدَهَا و هُوَ أَيْضاً أَخُوهَا من أُمِّهَا و الْجَمَلُ الآخَرُ عَمُّهَا لَأَنَّهُ أَخُو أَبِيهَا و هُوَ أَيْضاً خَالُهَا لأَنَّهُ أَخُو أُمِّهَا و (حرْفُ) الْجَبلِ أعْلَاهُ الْمُحدَّدُ و جَمْعُهُ (حِرَفٌ) وِزَانُ عِنَبٍ و مثلُهُ طَلٌّ و طِلَلٌ قَالَ الفَرَّاءُ و لَا ثَالِثَ لَهُمَا و (الْحَرْفُ) الوَجْهُ و الطَّرِيقُ و
منْه «نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ».
و (حُروفُ الْقُسَمِ) مَعْرُوفَةٌ و (حَرْفَا الفُوقِ) مِنَ السَّهْم الْجَانِبَانِ اللَّذَانِ فُرِضَ لِلْوَتِر بَيْنَهُمَا و يُقَالُ لَهُمَا الشَّرْخَانِ.
[حرق‏]
أَحْرَقَتْهُ: النَّارُ (إِحْرَاقاً) و يَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ فَيُقَالُ (أَحْرَقْتُهُ) بِالنَّارِ فهُوَ (مُحْرَقٌ) و (حَرِيقٌ) و (حَرَّقَ) (تَحْرِيقاً) إذَا أَكْثَرَ الإحْرَاقَ و (أَحْرَقْتُهُ) باللِّسَانِ إِذَا عِبْتَهُ و تَنَقَّصْتَهُ مثْلُ قَوْلِهِ:
         و جُرْحُ اللِّسَانِ كَجُرْحِ الْيَدِ.
و الْحَرَقُ) بفَتْحَتَيْن اسْمٌ مِنْ إِحْرَاقِ النَّارِ و يُقَالُ النَّارُ بِعَيْنِهَا و (احْتَرَقَ) الشَّى‏ءُ بِالنَّارِ و (تَحَرَّقَ).
[حرك‏]
الْحَرَكَةُ: خِلَافُ السُّكُونِ يُقَالُ (حَرُكَ) (حَرَكاً) وِزَانُ شَرُفَ شَرَفاً و كَرُمَ كَرَماً و (الْحَرَكَةُ) واحِدَةٌ منْهُ و الأَمْرُ منْهُ (احْرُكْ) بالضَّمِ و (حَرَّكْتُهُ) (فتَحَرَّكَ) و الْحَرَاكُ مثْلُ سَلَامٍ الْحَرَكَةُ و (الْحَاركَانِ) مُلْتَقَى الْكَتِفَيْنِ.
[حرم‏]
حَرُمَ: الشَّى‏ءُ بالضَّم (حُرْماً) و (حُرُماً) مثْلُ عُسْرٍ و عُسُرٍ امْتَنَعَ فِعْلُهُ وزَادَ ابنُ الْقُوطِيَّةِ (حُرْمَةً) بِضَمِّ الحَاءِ و كَسْرِهَا و (حَرُمَتِ) الصَّلَاةُ «1» مِنْ بَابَىْ قَرُبَ و تَعِبَ (حَرَاماً) و (حُرْماً) امْتَنَع فِعْلُهَا أيضاً و (حَرَّمْتُ) الشَّى‏ءَ (تَحْرِيماً) و باسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّىَ الشَّهْرُ الْأَوَّلُ مِنَ السَّنَةِ و أَدْخَلُوا عَلَيْهِ الألِفَ و اللَّامَ لَمْحاً لِلصِّفَةِ فِى الْأَصْلِ و جَعَلُوهُ عَلَماً بِهمَا مثْلُ النَّجْمِ و الدَّبَرَانِ و نَحْوِهِمَا و لَا يَجُوزُ دُخُولُهُمَا عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ عندَ قَوْمٍ و عنْدَ قَوْمٍ يَجُوزُ عَلَى صَفَرٍ و شَوَّال و جمْعُ (الْمحرَّمِ) (مُحَرَّمَاتٌ) و سُمِعَ (أَحْرَمْتُهُ) بِمَعْنَى حَرَمْتُهُ و الْمَمْنُوعُ يُسَمَّى (حَرَاماً) تسميةٌ بالمصْدَرِ و بِهِ سُمِّىَ و منْهُ (أمُّ حَرَامٍ) وَ قَدْ يُقْصَرُ فَيُقَالُ (حَرَمٌ) مثلُ زَمَانٍ و زَمَنٍ و (الحِرْمُ) وِزَانُ حِمْلٍ لُغَةٌ فِى الْحَرَامِ أَيْضاً و (الْحُرْمَةُ) بالضَّمِ مَا لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهُ و (الحُرْمَةُ) الْمَهَابَةُ و هذِهِ اسْمٌ مِنَ الاحْتِرَامِ مثْلُ الفُرْقَةِ مِنَ الافْتِرَاق و الجمْعُ (حُرُمَاتٌ)
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: حرُمت الصلاة .. ككُرم حُرْما بالضم و بضمتين و حِرمت كفرح حَرَاماً.

131
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حرم ص 131

مثلُ غُرْفَةٍ و غُرُفَاتٍ و (شَهْرٌ حَرَامٌ) و جمْعُهُ (حُرُمٌ) بِضَمَّتَيْنِ (فالْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) أَرْبَعَةٌ وَاحِدٌ فَرْدٌ و ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ وَ هِىَ رَجَبٌ و ذُو الْقَعْدَةِ و ذُو الْحِجَّةِ و المُحَرَّمُ و (البَيْتُ الْحَرَامُ) و (الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ) و (الْبَلَدُ الْحَرَامُ) أىْ لَا يَحِلُّ أنْتهَاكُهُ و يُقَالُ (ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ) أىْ لَا يَحِلُّ نِكَاحُه قَالَهُ الْجَوْهَرِىُّ و قَالَ الأَزْهَرِىُّ الْمَحْرَمُ ذَاتُ الرَّحِم فِى الْقَرَابَةِ الَّتِى لَا يَحِلُّ تَزَوُّجُهَا يقال (ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ) فيُجْعَلُ مَحْرَمٌ وَصْفاً لرحِمِ لأَنَّ الرَّحِمَ مُذَكَّرٌ و قَدْ وَصَفَهُ بِمُذَكَّرٍ كَأَنَّهُ قَالَ ذُو نَسَبٍ مَحْرَمٍ و الْمَرْأَةُ أَيْضاً (ذَاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ) قال الشاعر:
         و جَارَةُ الْبَيْتِ أَرَاهَا مَحْرَماً             كَمَا بَرَاهَا اللّهُ إلَّا إنَّمَا
             مَكَارِمُ السَّعْى لِمَنْ تَكَرَّمَا
أىْ أجْعَلُهَا عَلىّ مُحَرَّمَةً كَمَا خَلَقَهَا اللّهُ كَذلِكَ و مَنْ أَنَّثَ الرَّحِمَ يَمْنَعُ مِنْ وَصْفِهَا بِمَحْرَمٍ لأنَّ الْمُؤَنَّثْ لَا يُوصَفُ بِمُذَكّرٍ و يَجْعَلُ مَحْرَماً صِفَةً لِلْمُضَافِ و هُوَ ذُو و ذاتُ عَلَى مَعْنَى شَخْص و كَأَنَّهُ قِيلَ شَخْصٌ قَرِيبٌ مَحْرَمٌ فيَكُونُ قَدْ وَصَفَ مُذَكَّراً بِمُذَكَّرِ أَيْضاً و (مَحْرَمٌ) بمعْنَى حَرَامٍ و (الحُرْمَةُ) أيضاً الْمَرْأَةُ و الْجَمْعُ (حُرَمٌ) مثلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (الْمَحْرَمةُ) بفَتْحِ الرَّاءِ و ضَمِّهَا الْحُرْمَةُ الَّتِى لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهَا و (الْمَحْرَمُ) وِزَانُ جَعْفَرٍ مِثْلُهُ و الْجَمْعُ (الْمَحَارِمُ) و (حَرَمُ مَكَّةَ و الْمَدِينَةِ) معْرُوفٌ و النِّسْبَةُ إِلَيْهِ (حِرْمِيٌّ) بكَسْرِ الحَاءِ و سُكُونِ الرَّاءِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ يُقَالُ رَجُلٌ (حِرْمِيٌّ) و امْرَأَةٌ (حِرْمِيَّةٌ) و سِهَامٌ حِرْمِيَّةٌ قال الشاعر:
         مِنْ صَوْتِ حِرْمِيَّةٍ قَالَتْ و قَدْ ظَعَنُوا             هَلْ فِى مُخِفِّيكُمُو مَن يَشْتَرِى أَدَمَا
و قَال الآخَرُ:
         لَا تَأْوِيَنَّ لِحِرْمِىّ مَرَرْتَ بِهِ             يَوْماً و إِنْ أُلْقى الحِرْمِىُّ فِى النَّارِ
و قَالَ الْأَزْهَرِىُّ قَالَ اللَّيْثُ إِذَا نَسَبُوا غَيْرَ النَّاسِ نَسَبُوا عَلَى لَفْظِهِ مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرٍ فَقَالُوا ثَوْبٌ (حَرَمِيٌّ) و هُوَ كَمَا قَالَ لِمَجِيئهِ عَلَى الأَصْلِ و (أَحْرَمَ) الشَّخْصُ نَوَى الدُّخُولَ فِى حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ و مَعْنَاهُ أَدْخَلَ نَفْسَهَ فِى شَى‏ءٍ حَرُمَ عَلَيْهِ بِه مَا كَانَ حَلَالًا لَهُ و هَذَا كَمَا يُقَالُ أَنْجَدَ إذَا أَتَى نَجْداً و أَتْهَمَ إِذَا أتي تِهَامَةَ و رَجُلٌ (مُحْرِمٌ) و جمْعُهُ (مُحْرِمُونَ) و امْرَأَةٌ (مُحْرِمَةٌ) و جَمْعُهَا (مُحْرمَاتٌ) و رَجُلٌ و امْرَأَةٌ (حَرَامٌ) أَيْضاً و جَمْعُهُ (حُرُمٌ) مِثْلُ عَنَاقٍ و عُنُقٍ «1» و (أَحْرَمَ) دَخَلَ الحَرَمَ و (أَحْرَمَ) دخل فى الشَّهْرِ الْحَرَامِ و
فى الحَدِيثِ «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللّهِ صلَّى اللّه‏
__________________________________________________
 (1) تقدم التمثيل بعَنَاقٍ و عنق. و قلت إن عَنَاقاً لم يجمع على عُنُقٍ- و لعله أراد مجرّد الوزن- و عبارة الجوهرى و رجُلٌ حَرَامٌ أى مُحْرِمٌ و الجمع حُرُمٌ مثل قَذَالٍ و قُذُلٍ.

132
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حرم ص 131

علَيْهِ و سلَّمَ لِحِلِّهِ و حَرَمِه «1»».
أىْ و لِإِحْرَامِهِ و (حَرِيمُ الشى‏ء) مَا حَوْلَهُ مِنْ حُقُوقِهِ و مَرَافِقِهِ سُمِّىَ بذَلِكَ لأَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى غَيْرِ مَالِكِهِ أَنْ يَسْتَبِدَّ بِالانْتِفَاعِ به و (حَرَمْتُ) زيداً كَذَا (أَحْرِمُهُ) من بَابِ ضَرَبَ يَتَعدَّى، إلَى مَفْعُولَيْنِ (حَرِماً) بفَتْحِ الحَاءِ و كسْرِ الرَّاءِ و (حِرْمَاناً) و (حِرْمَةً) بِالكَسْرِ فَهُوَ (مَحْرُومٌ) و (أَحْرَمْتُهُ) بالأَلِفِ لُغَةٌ فِيهِ و (الْحَرْمَلُ) من نَبَاتِ الْبَادِيَةِ لَهُ حَبٌّ أَسْوَدُ و قِيلَ حَبٌّ كالسِّمْسِمِ.
[حرن‏]
حَرَنَ: الدَّابَّةُ (حُرُوناً) منْ بَابِ قَعَد و حِرَاناً بالْكَسْر فَهُوَ (حَرُونٌ) وِزَانُ رَسُولٍ و (حَرُنَ) وِزَانُ قَرُبَ لُغَةٌ فِيهِ.
[حري‏]
تَحَرَّيْتُ: الشَّى‏ءَ قَصَدْتُهُ و (تَحَرَّيْتُ) فى الْأَمْرِ طَلَبْتُ (أَحْرَى) الأَمْرَيْنِ و هُوَ أوْلَاهُمَا و زَيْدٌ (حَرًى) أَنْ يَفْعَلَ كَذَا بِفَتْحِ الرّاءِ مَقْصُورٌ فَلَا يُثَنَّى وَ لَا يُجْمعُ و يَجُوزُ (حَرِيٌّ) عَلَى (فَعِيلٍ) فَيُثَنَّى و يُجْمَعُ فيُقَالُ (حَرِيَّانِ) و (أحْرِيَاءُ) و فى التَّهْذِيبِ هُوَ (حَرٍ) على النَّقْصِ و يُثَنَّى و يُجْمَعُ و (حِرَاءُ) «2» وزَانُ كِتَابٍ جَبَلٌ بِمَكَّةَ يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ قَالَهُ الْجَوْهَرِىُّ و اقْتَصَرَ فِى الْجَمْهَرَةِ عَلَى التَّأْنِيثِ و هُوَ مُقَابِلُ ثَبِيرٍ.
[حزب‏]
الحِزْبُ: الطَّائِفَةُ مِنَ النَّاسِ و الْجَمْعُ (أَحْزَابٌ) و (تَحَزَّبَ) الْقَوْمُ صَارُوا أَحْزَاباً وَ (يَوْمُ الأَحْزَابِ) هُوَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ و (الحِزْبُ) الوِرْدُ يَعْتَادُهُ الشَّخْصُ مِنْ صَلَاةٍ و قِرَاءَةٍ و غَيْرٍ ذَلِكَ و (الحِزْبُ) النَّصِيبُ و (حَزَبَهُمْ) أَمْرٌ (يَحْزُبُهُمْ) مِنْ بَابِ قَتَل أَصَابَهُمْ.
[حزر]
حَزَرْتُ: الشَّى‏ءَ (حَزْراً) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ قَدَّرْتُه و مِنْهُ (حَزَرْتُ) النَّخْلَ إذَا خَرَصْتَه و (حَزْرَةُ) الْمَالِ خِيَارُهُ و الْجَمْعُ (حَزَرَاتٌ) مثْلُ سَجْدَةٍ و سَجَدَاتٍ و قَدْ يُسَكَّنُ فِى الْجَمْعِ عَلَى تَوَهُّمِ الصِّفَةِ و تُطْلَقُ (الْحَزْرَةُ) عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنْثَى و يُرْوَى (حَرْزَةٌ) بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّاىِ قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأنَّ صَاحِبَها يُحْرِزُها أَىْ يَصُونُها عَنْ الابْتِذَالِ.
[حزز]
حَزَزْتُ: الْخَشَبَةَ (حزّاً) من بَابِ قَتَل فَرَضْتُها و (الحَزُّ) الْفَرْضُ و (حُزَّةُ) السَّرَاوِيلِ مثْلُ الحُجْزَةِ و يُقَالُ (الحُزَّةُ) العُنُقُ و (الْحُزَّةُ) القِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ تُقْطَعُ طُولًا و الْجَمْعُ (حُزَزٌ) مثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ.
[حزم‏]
حَزَمْتُ: الدَّابَّةَ (حَزْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ‏
__________________________________________________
 (1) وجدته هكذا مضبوطاً فى جميع النسخ: و لكن الجوهرى قال: الحُرْمُ بالضمّ الإحرام قالت عائشة رضى اللّه عنها (كنت أطيَبُه صلى اللّه عليه و سلم لحِلّه و حُرْمِهِ) أى عند إحرامه- ا ه.
 (2) حراء يجوز فيه الصرف و عدمه: قال سيبويه: و أمّا قولهم قُباء و حراء فقد اختلفت العرب فيهما فمنهم من يذكر و يصرف و ذلك أنهم جعلوها اسمين لمكانين كما جعلوا واسطاً بَلَداً أو مكاناً و منهم من أنث و لم يصرف و جعلهما اسمين لبقعتين من الأرض قال جرير:
         مستعلم أيُّنا خير قديما             و أعظمنا ببطن حراء ناراً
فهذا أنث و قال غيره فذكّر و قال العجَّاج:
         و ربّ وجهٍ من حِراءِ مُنْحَن‏
- ح 2 ص 24 الكتاب.

133
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حزم ص 133

شَدَدْتُهُ «1» (بالحِزَامِ) و جَمْعُهُ (حُزُمٌ) مثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ و بِالْمُفْرَدِ سُمِّىَ و مِنْهُ حَكيمُ ابن حِزَامٍ و (حَزَمَ) فُلَانٌ رَأْيَهُ (حَزْماً) أَيْضاً أَتْقَنَهُ و (حَزَمْتُ) الشَّى‏ءَ جَعَلْتُهُ (حُزْمَةً) و الْجَمْعُ (حُزَمٌ) مثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ.
 [حزن‏]
حَزِنَ: (حَزَناً) منْ بَابِ تَعِبَ و الاسْمُ (الْحُزْنُ) بالضَّمِّ فَهُوَ حَزِينٌ و يَتَعدَّى فى لُغَةِ قُرَيشٍ بِالْحَرَكَةِ يُقَالُ (حَزَنَنِي) الْأَمْرُ (يَحْزُنُنِي) مِنْ بَابِ قَتَل قَالَهُ ثَعْلَبٌ و الْأَزْهَرِىُّ وَ فِى لُغَةِ تَمِيمٍ بالْأَلِفِ و مَثَّلَ الأَزْهَرِىُّ بِاسْمِ الفَاعِلِ و الْمَفْعُولِ فِى اللُّغَتَيْنِ عَلَى بَابِهِمَا و مَنَعَ أبُو زَيْدٍ اسْتِعْمَالَ الْمَاضِى مِنَ الثُّلَاثِىّ فَقَالَ لَا يُقَالُ (حَزَنَهُ) و إنَّمَا يُسْتَعْمَلُ الْمُضَارِعُ مِنَ الثُّلَاثِيّ فَيُقَالُ (يَحْزُنُهُ) و (الْحَزْنُ) مَا غَلُظَ مِنَ الْأَرْض و هُوَ خِلَافُ السَّهْلِ و الْجَمْعُ (حُزُونٌ) مثْلُ فَلْس و فُلُوسٍ.
[حزو]
حَزَوْتُ: النَّخْلَ (حَزْواً) و (حَزَيْتُهُ) (حَزْياً) لُغَةٌ إِذَا خَرَصْتَهُ و اسْمُ الفَاعِل (حَازٍ) مثْلُ قَاضٍ.
[حسب‏]
حَسَبْتُ: الْمَالَ (حَسْباً) مِنْ بَابِ قَتَل أَحْصَيْتُهُ عَدَداً و فِى الْمَصْدَرِ أَيْضاً (حِسْبَةً) بالكَسْرِ و (حُسْبَاناً) بالضَّمّ و (حَسِبْتُ) زَيْداً قَائِماً (أَحْسَبُهُ) منْ بَابِ تَعِبَ فِى لُغَةِ جَمِيعِ الْعَرَبِ إِلَّا بَنِى كِنَانَةَ فإنَّهُمْ يَكْسِرونَ الْمُضَارعَ مَعَ كَسْرِ الْمَاضِى أَيْضاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ (حِسْبَاناً) بالِكَسْرِ بِمَعْنَى ظَنَنْتُ و يُقَالُ (حَسْبُكَ) دِرْهَمٌ أَىْ كَافِيكَ و (أَحْسَبَنِي) الشَّى‏ءُ بالأَلِفِ أَىْ كَفَانِي و (الْحَسَبُ) بفَتْحَتَيْنِ مَا يُعَدُّ مِنَ المآثِرِ و هُوَ مَصْدَرُ (حَسُبَ) وِزَانُ شَرُفَ شَرَفاً و كَرُمَ كرماً قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ (الْحَسَبُ) و الْكرمُ يَكُونَانِ فِى الإِنْسَانِ و إِنْ لَمْ يَكُنْ لآبَائِهِ شَرَفٌ و رَجُلٌ (حَسِيبٌ) كَرِيمٌ بِنَفْسِه قَالَ و أَمَّا الْمَجْدُ و الشَّرَفُ فَلَا يُوصَفُ بِهِمَا الشَّخْصُ إلَّا إذَا كَانَا فِيهِ وَ فِى آبائِهِ وَ قَالَ الأَزْهَرِىُّ (الْحَسَبُ) الشَّرَفُ الثَّابِتُ لَهُ وَ لِآبَائِهِ قَالَ و قَوْلُهُ عَليْهِ السَّلَامُ «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لحَسَبِهَا».
أَحْوَجَ أَهْلَ العِلْمِ إلَى مَعْرِفَةِ الْحَسَبِ لأَنَّهُ مِمَّا يُعْتبرُ فِى مَهْر الْمثْلِ (فَالْحَسَبُ) الْفَعَالُ لَهُ و لآبَائه مَأْخُوذٌ مِنَ الحِسَابِ و هُوَ عَدُّ الْمَناقِب لأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَفَاخَرُوا حَسَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مَنَاقِبَهُ و مَنَاقِبَ آبَائِهِ و ممَّا يَشْهَدُ لِقَوْلِ ابنِ السِّكِّيتِ قَوْلُ الشاعر:
         و من كان ذا نسب «2» كريم و لم يَكُنْ             لَهُ حَسَبٌ كَانَ اللَّئِيمَ الْمذَمَّمَا
جعل الحسَبَ فَعَالَ الشخص مثْلُ الشَّجَاعَةِ و حُسْنِ الْخُلُقِ و الْجُودِ و منْهُ‏
قَوْلُه «حَسَبُ المرءِ
__________________________________________________
 (1) تطلق الدابة على الذكر و الأنثى: فيقال: شددته إن أريد المذكر- كما قال هنا و يقال شددتها إن أريد المؤنث- و الغالب فى تعبير اللغويين مراعاة التأنيثِ.
 (2) لعلها مجد.

134
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حسب ص 134

دِينُه».
و قوْلُهُمْ (يُجْزَى الْمَرْءُ عَلَى حَسَبِ عَمَلِهِ) أَىْ عَلَى مِقْدَارِهِ و (الْحُسْبَانُ) بالضَّمِ سِهَامٌ صِغَارٌ يُرْمَى بِهَا عَنِ القِسىِّ الفَارِسِيَّةِ الْوَاحِدَةُ (حُسْبَانَةٌ) و قَالَ الأَزْهَرِىُّ (الْحُسْبَانُ) مَرَامٍ صِغَارٌ لَهَا نِصَالٌ دِقَاقٌ يُرْمى بجَمَاعَةٍ مِنْهَا فِى جَوْفِ قَصَبَةٍ فَإذَا نَزَعَ فِى الْقَصَبَةِ خَرَجَتِ الْحُسْبَانُ كَأَنَّهَا قِطْعَةُ مَطَرٍ فَتَفَرَّقَتْ فَلَا تَمُرُّ بِشَى‏ءٍ إِلَّا عَقرتُهُ و (احْتَسَبَ) فُلَانٌ ابْنَهُ إذَا مَاتَ كَبِيراً فإنْ كَانَ صَغِيراً قِيلَ (افْتَرْطَهُ) و (احْتَسَبَ) الأَجْرَ عَلَى اللّهِ ادّخرهُ عِنْدَهُ لَا يَرْجُو ثَوَابَ الدُّنْيَا وَ الاسْمُ (الحِسْبَة) بالكَسْرِ و (احْتَسَبْتُ) بِالشَّى‏ءِ اعْتَدَدْتُ بِهِ قَالَ الأَصْمَعِىُّ وَ فُلَانٌ حَسَنُ (الْحِسْبَةِ) فِى الأَمْرِ أَىْ حَسَنُ التَّدْبِيرِ و النَّظَرِ فِيهِ و لَيْسَ هُوَ مِنَ احْتِسَابِ الأجْرِ فإنَّ (احْتِسَابَ) الأَجْرِ فِعْلٌ لِلّهِ لَا لِغَيْرهِ.
[حسد]
حَسَدْتُهُ: عَلَى النِّعْمَةِ و (حَسَدْتُهُ) النِّعْمَةَ (حَسَداً) بفَتْحِ السِّينِ أَكْثَرُ مِنْ سُكُونِهَا يَتَعَدَّى إِلى الثَّانِي بِنَفْسِهِ و بِالْحَرْفِ إِذَا كَرِهْتَها عِنْدَهُ و تَمَنَّيْتَ زَوَالَهَا عَنْهُ و أَمَّا (الْحَسَدُ) عَلَى الشَّجَاعَةِ و نَحْوِ ذَلَكَ فَهُوَ الْغِبْطَةُ و فِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ وَ لَيْسَ فِيهِ تَمَنَّى زَوَالِ ذلِكَ عَنِ الْمَحْسُودِ فَإنْ تَمَنَّاهُ فَهُوَ الْقِسْمُ الأوَّلُ و هُوَ حَرَامٌ و الفَاعِلُ (حَاسِدٌ) و (حَسُودٌ) و الْجَمْعُ (حُسَّادٌ) و (حَسَدَةٌ).
[حسر]
حَسَرَ: عَنْ ذِرَاعِهِ (حَسْراً) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ كَشَفَ وَ فِى الْمُطَاوَعِة (فَانْحَسَرَ) و (حَسَرَتِ) الْمَرْأَةُ ذِرَاعَهَا و خِمَارَهَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَشَفَتْهُ فَهِىَ (حَاسِرٌ) بغَيرِ هَاءٍ و (انْحَسَرَ الظَّلَامُ) و (حَسَرَ) البَصَرُ (حُسُوراً) مِنْ بَابِ قَعَدَ كَلَّ لِطُولِ مَدًى و نَحْوِه فَهُوَ (حَسِيرٌ) و (حَسَرَ) الماءُ نَضَبَ عَنْ مَوْضِعِه و (حَسِرْتُ) عَلَى الشَّى‏ءِ (حَسَراً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (الْحَسْرَةُ) اسمٌ مِنْهُ وَ هِىَ التَّلَهُّفُ و التَّأَسُّفُ و (حَسَّرْتُهُ) بالتَّثْقِيلِ أَوْقَعْتُهُ فى الْحَسْرَةِ و بِاسْمِ الفَاعِلِ سُمِّىَ وَادِى مُحسِّرٍ و هُوَ بَيْنَ مِنَى و مُزْدَلِفَةَ سُمِّىَ بِذلِكَ لأَنَّ فِيلَ أَبْرَهَةَ كَلَّ فِيهِ و أَعْيَا (فَحَسَّرَ) أَصْحَابَهُ بِفِعْلِهِ و أوْقَعَهُمْ فى الحَسَراتِ‏
[حسس‏]
الْحِسُّ: و (الْحَسِيسُ) الصَّوْتُ الْخَفِىُّ و (حَسَّهُ) (حَسّاً) فَهُوَ (حَسِيسٌ) مثْلُ قَتَلَهُ قَتْلًا فَهُوَ قَتِيلٌ وَزْناً و مَعْنًى و (أَحَسَّ) الرجُلُ الشَّى‏ءَ (إِحْسَاساً) عَلِمَ بِهِ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ مَعَ الْأَلِفِ قَالَ تَعَالَى «فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى‏ مِنْهُمُ الْكُفْرَ» وَ رُبَّما زِيدَتِ الباءُ فَقِيلَ (أَحَسَّ بِهِ) عَلَى مَعْنَى شَعَر بِهِ و (حَسَسْتُ) بِه مِنْ بَابِ قَتَل لُغَةٌ فِيهِ و الْمَصْدَرُ (الحِسُّ) بالكسر تَتَعدَّى بالبَاءِ عَلَى مَعْنَى شَعَرْتُ أَيْضاً و مِنْهُمْ مَنْ يُخَفِّفُ الْفِعْلَينِ بِالْحَذْفِ فيقُولُ (أَحَسْتُه) و (حَسْتُ) بِهِ و مِنْهُمْ مَنْ يُخَفِّفُ فِيهِمَا بإبْدَالِ السِّينِ يَاءً فيقُولُ (حَسَيْتُ) و (أَحْسَيتُ) و (حَسِسْتُ) بالْخَبَر

135
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حسس ص 135

مِنْ بَابِ تَعِبَ و يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ (حَسَسْتُ) الخَبَر مِنْ بَابِ قَتَل فَهُوَ (مَحْسُوسٌ) و (تَحسَّسْتُهُ) تَطَلَّبْتُهُ وَ رَجُلٌ (حَسَّاسٌ) لِلْأَخْبَارِ كَثِيرُ الْعِلْمِ بِهَا و أَصْلُ (الْإحْسَاسِ) الْإِبْصَارُ و منْه «هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ»
 أَىْ هَلْ تَرَى ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِى الوِجْدَانِ و العِلْمِ بأَىِّ حَاسَّةٍ كَانَتْ و (حَوَاسُّ) الإنْسانِ مَشَاعِرُهُ الْخَمْسُ (السَّمْعُ) و (الْبَصَرُ) و (الشَّمُّ) و (الذَّوْقُ) و (اللَّمْسُ) الوَاحِدةُ (حَاسَّةٌ) مِثْلُ دَابّةٍ و دَوَابَّ و (حَسَّانُ) اسْمُ رَجُلِ يَجُوز أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِنَ الْحِسِّ فَتَكُون النَّونُ زَائِدَةٌ و يَجُوز أَنْ يَكُونَ مِنَ الْحُسْنِ فَتَكُون أَصْلِيَّةً و عَلَى الْمَعْنيْينِ يُبْنَى الصَّرْفُ و عَدمُهُ.
[حسم‏]
حَسَمَهُ: (حَسْماً) من بَابِ ضَرَب (فَانْحَسَمَ) بمعْنَى قَطَعَهُ فانْقَطَعَ و (حَسَمْتُ) العِرْقَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ و الأَصْلُ حَسَمْتُ دَمَ العِرْقِ إِذَا قَطَعْتَه و مَنَعْتَه السَّيَلَانَ بِالكَىِّ بِالنَّارِ و مِنْهُ قِيلَ للسَّيْفِ (حُسَامٌ) لأَنَّهُ قَاطِعٌ لما يَأْتِي عَلَيْهِ و قَوْلُهُمْ (حَسْماً لِلْبَابِ) أىْ قَطْعاً للْوُقُوعِ قَطْعاً كُلِّياً.
[حسن‏]
حَسُنَ: الشَّى‏ءُ (حُسْناً) فهو (حَسَنٌ) و سُمِّىَ بِهِ و بمُصَغَّرِهِ و الْأُنْثَى (حَسَنَةٌ) و بِهَا سُمِّى أَيْضاً و مِنْهُ (شَرَحْبِيلُ بنُ حَسَنَةَ) و امْرَأَةٌ (حَسْنَاءُ) ذَاتُ حُسْنٍ و يُجْمَعُ (الحَسَنُ) صِفَةً عَلَى (حِسَانٍ) وِزَانُ جَبَلٍ و جِبَالٍ و أَمَّا فِى الاسْمِ فَيُجْمَعُ بِالْوَاوِ و النُّونِ و (أَحْسَنْتَ) فَعَلْتَ (الْحَسَنَ) كَما قِيلَ أَجَادَ إذَا فَعَلَ الْجَيّدَ و (أَحْسَنْتُ) الشَّى‏ءَ عَرَفْتُهُ و أَتْقَنْتُه.
[حسو]
حَسَوْتُ: السَّوِيقَ و نَحْوَهُ (أَحْسُوهُ) (حَسْواً) و (الْحُسْوَةُ) بالضَّمِّ مِلْ‏ءُ الْفَمِ مِمَّا يُحْسَى و الْجَمْعُ (حُسًى) و (حُسْوات) مِثْلُ مُدْيةٍ و مُدًى و مُدْيَاتٍ و (الْحَسْوَةُ) بالْفَتْحِ قِيلَ لُغَةٌ و قِيلَ مَصْدَرٌ فَيُقَالُ (حَسَوْتُ) (حَسْوَةً) بالْفَتْحِ كَما يُقَالُ ضَرَبْتُ ضَرْبَةً و فِى الإنَاءِ (حُسْوَةٌ) بالضم و (الحَسُوُّ) عَلَى فَعُولٍ مثْلُ رَسُولٍ و (الحِسَاءُ) مِثْل سَلَامٍ الطَّبِيخُ الرَّقِيقُ يُحْسَى قال السَّرَقُسْطِىُّ (حَسَا) الطَّائِرُ المَاءَ (يَحْسُوه) (حَسْواً) وَ لَا يُقَالُ فِيهِ شَرِبَ و مِنْ أَمْثَالِهِمْ (يَوْمٌ كَحَسْوِ الطَّيْرِ) يُشَبَّهُ بجَرْعِ الطَّيْرِ الْمَاءَ فِى سُرْعَةِ انْقِضَائِهِ لِقلتِهِ وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ و الْعَرَبُ تَقُولُ (نَوْمُهُ كَحَسْوِ الطَّيرِ) إِذَا نَامَ نَوْماً قَلِيلًا.
[حشد]
حَشَدْتُ: الْقَوْمَ (حَشْداً) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ فِىِ لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا جَمَعْتَهُمْ و (حَشَدُوا) يُسْتَعْمَلُ لَازِماً و مُتَعِدّياً.
[حشر]
حَشَرْتُهُمْ: (حَشْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ جَمَعْتُهُم و مِنْ بَابِ ضرَبَ لُغَةٌ و بِالْأُولىَ قَرَأَ السَّبْعَةُ و يُقَالُ (الْحَشْرُ) الْجَمْعُ مَعَ سَوْقٍ و (الْمَحْشَرُ) مَوْضِعُ الْحَشْرِ و (الْحَشَرَةُ) الدَّابَّةُ الصَّغِيرَةُ مِنْ دَوَابِّ الأرْضِ و الْجَمْعُ (حَشَرَاتٌ) مِثْلُ قَصَبَةٍ و قَصَبَاتٍ و قيل (الْحَشَرَةُ) الْفَأْر

136
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حشر ص 136

و الضِّبَابُ و اليَرَابيعُ و (الْحَشْرُ) مِثْلُ فَلْسٍ بِمَعْنى (الْمَحْشُورِ) كَمَا قِيلَ ضَرْبُ الْأَمِيرِ أَي مَضْرُوبُهُ و مِنْهُ قَوْلُهُمْ (الْأَمْوالُ الْحَشْرِيَّةُ) أي الْمَحْشُورَةُ و هِيَ الْمَجْمُوعَةُ.
[حشش‏]
الْحُشُّ: الْبُسْتَانُ و الْفَتْحُ أَكْثَرُ مِنَ الضَّمِّ وَ قَال أَبُو حَاتِمٍ يُقَالُ لِبُسْتَانِ النَّخْلِ (حُشٌّ) و الْجَمْعُ (حُشَّانٌ) و (حِشَّانُ) فقَوْلُهُمْ (بَيْت الْحُشِّ) مَجَازٌ لأَنَّ الْعَربَ كَانُوا يَقْضُونَ حَوَائِجَهُمْ فِي الْبَساتِينِ فَلَمَّا اتَّخَذُوا الكُنُفَ و جَعَلُوهَا خَلَفاً عَنْهَا أَطْلَقُوا عَلَيْهَا ذَلِكَ الإسْمَ قَالَ الْفَارَابِىُّ (الْحُشُّ) البُسْتَانُ و مِنْ ثَمَّ قِيلَ لِلْمَخْرَج (الْحُشُّ) و قَالَ في مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ (المَحَشَّةُ) الدُّبُرُ و (المَحَشُّ) الْمَخْرَجُ أَيْ مَخْرَجُ الْغَائِطِ فيكُونُ حَقِيقَةً و (الحُشَاشَةُ) بَقِيَّةُ الرُّوحِ فِي الْمَرِيضِ و قَدْ تُحذَفُ الْهَاءُ فَيُقَالُ (حُشَاشٌ) و (الْحَشِيشُ) اليَابِسُ مِنَ النَّبَاتِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ قَالَ فِي مُخْتَصَرِ العَيْنِ (الْحَشِيشُ) الْيَابِسُ مِنَ العُشْبِ و قَالَ الْفَارَابِىُّ (الْحَشِيشُ) الْيَابِسُ مِنَ الْكَلَإِ قَالُوا وَ لَا يُقَالُ للرَّطْبِ (حَشِيشٌ) و (حَشَشْتُه) حَشًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ بَعْدَ جَفَافِهِ فَهُوَ فعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ و أَلْقَتِ النَّاقَةُ وَلَدَها (حَشيشاً) إذَا يَبِسَ فِي بَطْنِهَا و (أَحَشَّتِ) اللُّمْعَةُ بالْأَلِفِ إِذَا يَبِسَتْ و (أَحَشَّتِ) الْيَدُ بالْأَلِفِ أَيْضاً إذَا يَبَستْ فَصَارَتْ كَأَنَّهَا حَشِيشٌ يَابِسٌ و (حَشَّ) الشَّخْصُ البِئْرَ و الْبَيْتَ (حَشًّا) مِنْ بَابِ قَتَلَ كَنَسَهُ و قَوْلُ بَعْضِهِمْ (يَحْرُمُ عَلَى الْمُحْرِمِ قَطْعُ الْحَشِيشِ) لَيسَ عَلَى ظَاهِرِهِ فَإنَّ الحَشِيشَ هُوَ الْيَابِسُ و لا يَحْرُمُ قَطْعُهُ و إنَّمَا يَحْرُمُ قَلْعُهُ و أَمَّا الرَّطْبُ فَيَحْرُمُ قَطْعُهُ و قَلْعُهُ فَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ يَحْرُمُ قَطْعُ الخَلَا و قَلْعُه و قَلْعُ الْكَلإِ لَا قَطْعُهُ.
[حشف‏]
الحَشَفُ: أَرْدَأُ التَّمرِ و هُوَ الَّذِي يَجِفُّ مِنْ غَيرِ نُضْجٍ و لا إدْرَاكٍ فلا يَكُونُ لَهُ لَحْمٌ الْوَاحِدَةُ (حَشَفَةٌ) و (أَحْشَفَتِ) النَّخْلَةُ بالْأَلِفِ صَارَتْ ذا «1» حَشَفٍ و (اسْتَحْشَفَتِ) الأذُنُ يبِسَتْ و اسْتَحْشَفَ الأنْفُ يبس غُضْرُوفُه فعدِمَ الحَركةَ الطَّبِيعِيَّةَ و (الْحَشَفَةُ) رأسُ الذَّكَرِ.
[حشم‏]
الحَشَمُ: خَدَمُ الرَّجُلِ قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ هِيَ كَلِمَةٌ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ وَ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا و فَسَّرَهَا بعْضُهُمْ بِالْعِيَالِ و الْقَرَابَةِ و مَنْ يَغْضَبُ لَهُ إذَا أَصَابَه أَمْرٌ و (حَشِمَ) (يَحْشَمُ) من بَابِ تَعِبَ إذَا غَضِب و يَتَعَدَّى بالْأَلِفِ فَيُقَالُ (أَحْشَمْتُهُ) و بِالْحَرَكَةِ أَيْضاً فَيُقَالُ (حَشَمْتُهُ) (حَشْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (حَشِمَ) (يَحْشَم) مثْلُ خَجِلَ يَخْجَلُ وزْناً و معْنًى و يَتَعَدَّى بالْأَلِفِ فيُقَالُ (أَحْشَمْتُهُ) و (احْتَشَمَ) إِذَا غَضِبَ و إذَا اسْتَحْيَا أيضاً و (الْحِشْمَةُ)
__________________________________________________
 (1) هكذا فى جميع النسخ- و لعلها- (صارت ذات حشف) و صُحِفت.

137
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حشم ص 137

بالكَسْرِ اسْمٌ مِنْه و قَالَ الْأَصْمَعِىُّ (الْحِشْمَةُ) الْغَضَبُ فَقَطْ و قَالَ الْفَارَابِىُّ (حَشَمْتُهُ) وَ أَحْشَمْتُهُ بمعْنًى و هُوَ أَنْ يَجْلِسَ إِليكَ فتُؤْذِيَه و تُغْضِبَه.
[حشو]
الْحَشَا: مَقْصُورٌ المِعَى و الْجَمْعُ (أَحْشَاءٌ) مثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و (الْحَشَا) النَّاحِيَةُ و (الْحُشْوَةُ) بضَمّ الحَاءِ و كَسْرِهَا الْأَمْعَاءُ أَيْضاً و أَخْرَجْتُ (حِشْوةَ الشَّاةِ) أيْ جَوْفَهَا و (حَشَوْتُ) الوِسَادَةَ و غَيْرَها بِالقُطْنِ (أَحْشُو) (حَشْواً) فهو (مَحْشُوٌّ) و (حَاشِيَةُ الثَّوْبِ) جَانِبُهُ و الْجَمْعُ (الْحَوَاشِي) و (حَاشِيَةُ النَّسَبِ) كأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْهُ و هُوَ الَّذِي يَكُونُ عَلَى جَانِبِهِ كَالْعَمِّ و ابْنِهِ و (حَاشِيَةُ الْمَالِ) جَانِبٌ مِنْهُ غَيْرُ مُعَيَّنٍ و (حَاشَى فُلَانٍ) بالجرِّ و النَّصْبِ أَيْضاً كَلِمَةُ اسْتِثْنَاءٍ تَمْنَعُ الْعَامِلَ مِنْ تَنَاوُلِهِ‏
[حصب‏]
الْحَصْبَاءُ: بِالْمَدِّ صِغَارُ الْحَصَى و (حَصَبْتُهُ) (حَصْباً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ فِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَتَلَ رَمَيْتُهُ بالْحَصْبَاءِ و (حَصَبْتُ) الْمَسْجِدَ و غَيْرَه بَسَطْتُهُ بالحَصْبَاءِ و (حصَّبْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ فَهُوَ (مُحَصَّبٌ) بالفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ و مِنْهُ (الْمُحَصَّب) مَوضِعٌ بِمَكَّةَ عَلَى طَرِيقِ مِنًى و يُسَمَّى الْبَطْحَاءَ و (الْمُحَصَّبُ) أَيْضاً مَرْمَى الجِمَارِ بِمنًى و (الْحَصَبُ) بفَتْحَتَيْنِ مَا هُيّئَ لِلْوَقُودِ مِنَ الْحَطَبِ و (الحَصِبَةُ) وزَانُ كَلِمَةٍ و إسْكَانُ الصَّادِ لُغَةٌ بَثْرٌ يَخْرُجُ بالْجَسَدِ و يُقَالُ هِيَ الجُدَرىُّ.
[حصد]
حَصَدْتُ: الزَّرْعَ (حَصْداً) من بَابِ ضَرَبَ و قَتَلَ فهُوَ (مَحْصُودٌ) و (حَصِيدٌ) و (حَصَدٌ) بفتْحَتَيْن و هَذَا أَوَانُ (الحَصَادِ) و (الحِصَادِ) و (أَحْصَدَ) الزَّرْعُ بالأَلِفِ و (اسْتَحْصَدَ) إِذَا حَانَ حِصَادُهُ فهو (مُحْصِدٌ) و (مُسْتَحْصِدٌ) بالكَسْرِ اسْمُ فَاعِلٍ و (الْحَصِيدَةُ) مَوْضِعُ الحِصَادِ و (حَصَدَهُمْ) بالسَّيْفِ اسْتَأْصَلَهُمْ.
[حصر]
حَصَرَهُ: الْعَدُوُّ (حَصْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَحَاطُوا بِهِ و مَنَعُوهُ مِنَ الْمُضِىِّ لأَمْرِه و قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ و ثَعْلَبٌ (حَصَرَهُ) الْعَدُوُّ فِي مَنْزِلِهِ حَبَسَهُ و (أَحْصَرَهُ) المَرَضُ بالأَلِفِ مَنَعَهُ مِنَ السَّفَرِ و قَالَ الفَرَّاءُ هَذَا هُوَ كَلَامُ الْعَرَبِ و عَلَيْهِ أَهْلُ اللُّغَةِ و قَالَ ابْنُ القُوطِيَّةِ و أَبُو عَمْرٍ و الشَّيْبَانِىُّ (حَصَرَهُ) الْعَدُوُّ و الْمَرَضُ و (أَحْصَرَهُ) كِلَاهُمَا بِمَعْنَى حَبَسَهُ و (حَصَرْتُ) الْغُرَمَاءَ في المَالِ و الْاصْلُ حَصَرْتُ قِسْمَةَ الْمَالِ فِي الْغُرَمَاءِ لأَنَّ المَنْعَ لَا يَقَعُ عَلَيْهِمْ بَلْ عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ مُشَارَكَتِهِمْ لَهُمْ في الْمَالِ و لكِنَّهُ جَاءَ عَلَى وَجْهِ الْقَلْبِ كَمَا قِيلَ أَدْخَلْتُ الْقَبْرَ الْمَيِّتَ و (حَاصَرَه) (مُحَاصَرَةً) و (حِصَاراً) و (حَصِرَ) الصَّدْرُ (حَصَراً) مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَاقَ و (حَصِرَ) الْقَارِئُ مُنعَ الْقِرَاءَةَ فهو (حَصِرٌ) و (الْحَصُورُ) الَّذِي لَا يَشْتَهي النِّسَاءَ و (حَصِيرُ الأرضِ) وجْهها و (الْحَصِيرُ) الحَبْسُ و (الْحَصِيرُ)

138
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حصر ص 138

الْباريَّةُ و جَمْعُها (حُصُرٌ) مثْلُ بَرِيدٍ و بُرُدٍ و تَأْنِيثُهَا بِالْهَاءِ عَامِّىٌّ.
و
[حصرم‏]
الحِصْرِمُ: أوّلُ العِنَبِ مَا دَامَ حَامِضاً قَالَ أَبُو زَيدٍ و (حِصْرِمُ) كُلِّ شَيْ‏ءٍ حَشَفُهُ و منْهُ قِيلَ لِلْبَخِيلِ (حِصْرِمٌ).
[حصص‏]
الحِصَّةُ: القِسْمُ و الجَمْعُ (حِصَصٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (حَصَّهُ) منَ المَالِ كَذَا (يَحُصُّهُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ حَصَلَ لَهُ ذَلِكَ نَصِيباً و (أَحْصَصْتُهُ) بالْأَلِفِ أَعْطَيْتُهُ (حِصَّةٌ) و (تَحَاصَّ) الغُرمَاءُ اقْتَسَمُوا المَالَ بَيْنَهُم حِصَصاً و (حَصْحَصَ) الْحَقُّ وَضَحَ و اسْتَبَانَ.
[حصف‏]
حَصِفَ: الْجَسَدُ (حَصَفاً) فهُوَ (حَصِفٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا خرجَ بِهِ بَئْرٌ صِغَارٌ كَالْجدَرِىِّ.
[حصل‏]
حَصَلَ: الشَّي‏ءُ (حُصُولًا) و (حَصَلَ) لِي عَلَيْهِ كَذَا ثَبَتَ و وَجَبَ و (حَصَّلْتُهُ) (تَحْصِيلًا) قَالَ ابنُ فَارِسٍ أَصْلُ (التَّحْصِيلِ) اسْتِخْرَاجُ الذَّهَبِ مِنْ حَجَرِ الْمَعْدِنِ (و حَاصِلُ الشَّي‏ءِ و مَحْصُولُه) وَاحِدٌ و (حَوْصَلَةُ) الطَّائِر بِتَخْفِيفِ اللَّامِ و تَثْقِيلِهَا.
[حصن‏]
الحِصْنُ: الْمَكَانُ الذِي لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ لِارْتِفَاعِهِ وَ جَمْعُهُ (حُصُونٌ) و (حَصُنَ) بالضَّمِّ (حَصَانَةً) فهُو (حَصِينٌ) أَيْ مَنِيعٌ و يَتَعدَّى بالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فيُقَالُ (أَحْصَنْتُهُ) و (حَصَّنْتُهُ) و (الحِصَانُ) بالكَسْر الْفَرَسُ الْعَتِيقُ قِيلَ سُمِّىَ بِذَلِك لأَنَّ ظَهْرَهُ كَالْحِضْنِ لِرَاكِبِه و قِيلَ لأَنَّهُ ضُنَّ بِمَائِهِ فَلَمْ يُنْزَ إلّا عَلَى كَرِيمَةٍ ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى سُمِّىَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنَ الْخَيْل (حِصَاناً) و إنْ لَمْ يَكُنْ عَتِيقاً و لِلْجَمْعُ (حُصُنٌ) مِثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ و (الْحَصَانُ) بالْفَتْحِ الْمَرْأَةُ الْعِفيفَةُ و جَمْعُهَا (حُصُنٌ) أَيْضاً و قَدْ (حَصِنَتْ) مُثَلَّثُ الصَّادِ وَ هِيَ بَيِّنَةُ (الْحَصَانَةِ) بالفَتْحِ أَيْ العِفَّةِ و (أَحْصَنَ) الرَّجُلُ بالْألِفِ تَزَوَّجَ و الْفُقَهَاءُ يَزِيدُونَ عَلَى هَذَا وَطِئَ فِي نِكَاحٍ صَحِيحٍ قَالَ الشَّافِعِىُّ إذَا أَصَابَ الْحُرُّ البَالِغُ امْرَأَتَهُ أَوْ أُصِيبَتِ الحُرَّةُ البَالِغة بِنِكَاحٍ فَهُوَ (إِحْصَانٌ) فِي الْإِسْلَامِ و الشِّرْكِ و الْمُرَادُ فِي نِكَاحٍ صَحِيحٍ و اسم الفَاعِل مِنْ (أَحْصَنَ) إذَا تَزَوَّجَ (مُحْصِنٌ) بالكَسْرِ عَلَى القِيَاسِ قَالَهُ ابنُ الْقَطَّاعِ و (مُحْصَنٌ) بالْفَتْحِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و الْمَرْأَةُ (مُحْصَنَةٌ) بالْفَتْحِ أَيضاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و منْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ»
 أيْ و يَحْرُمُ عَلَيْكُمُ الْمتَزَوِّجَاتُ و أَمّا (أَحْصَنَتِ) الْمَرْأَةُ فَرْجَهَا إِذَا عَفَّتْ فَهِي (مُحْصِنَةٌ) بالفَتْحِ و الْكَسْرِ أَيضاً و قُرئَ بِذَلِكَ فِي السَّبْعَةِ و مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: «وَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ» المُرَادُ الْحَرَائِرُ الْعَفِيفَاتُ و قَوْلُهُ «وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ» المُرادُ الْحَرَائِرُ أيضا

139
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حصي ص 140

[حصي‏]
الحَصَى: مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ (حَصَاةٌ) و (أَحْصَيْتُ) الشي‏ءَ بالأَلِفِ عَلِمْتُهُ و (أَحْصَيْتُهُ) عَدَدْتُهُ و (أَحْصَيْتُهُ) أَطَقْتُهُ و قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ «لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».
قَالَ الْغَزالىُّ في الإِحْيَاءِ:
لَيْسَ الْمُرَادُ أَنِّي عَاجِزٌ عَنِ التَّعْبِيرِ عَمَّا أَدْرَكْتُهُ بَلْ مَعْنَاهُ الاعْتَرِافُ بِالْقُصُور عَنْ إِدْرَاكِ كُنْهِ جَلَالِهِ و عَلَى هَذَا فَيَرْجعُ الْمَعْنَى إلَى الثَّنَاء عَلَى اللّهِ بِأَتَمِّ الصِّفَاتِ وَ أَكْمَلِهَا الَّتي ارْتَضَاهَا لِنَفْسِهِ و اسْتَأْثر بِهَا فَهِىَ لَا تَلِيقُ إلَّا بِجَلَالِهِ.
[حضر]
حَضَرْتُ: مَجْلِسَ الْقَاضِي (حُضُوراً) مِنْ بَابِ قَعَدَ شَهِدتُهُ و (حَضَرَ) الْغَائِبُ (حُضُوراً) قَدِمَ مِنْ غَيْبَتِهِ و (حَضَرَتِ) الصَّلَاةُ فَهِيَ (حَاضِرَةٌ) و الأَصْلُ حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ و (الْحَضَرُ) بفَتْحَتَيْنِ خِلَافُ الْبَدْوِ و النِّسْبَةُ إِلَيْهِ (حَضَرِيٌّ) عَلَى لَفْظِهِ و (حَضَرَ) أَقَامَ بِالْحَضَرِ و (الْحِضَارَةُ) بِفَتْحِ الْحَاءِ و كَسْرِهَا سُكُونُ الْحَضَرِ و (حَضَرَنِي) كَذَا خَطَر بِبَالِي و (حَضَرَهُ) الْمَوْتُ و (احْتَضَرَهُ) أَشْرَفَ عَلَيْهِ فَهُوَ في النَّزْعِ و هُوَ (مَحْضُورٌ) و (مُحْتَضَرٌ) بالفَتْحِ و كَلَّمْتُهُ (بِحَضْرَةِ «1» فُلَانٍ) أيْ بحُضُورِهِ و (حَضْرَةُ) الشَّي‏ءِ فنَاؤُهُ و قُرْبُهُ و كَلَّمْتُهُ (بِحَضَرِ فُلَانٍ) وِزَانُ سَبَب لُغَةٌ و (بِمَحْضَرِهِ) أَيْ بِمَشْهَدِهِ و (حَضِيرَةُ التَّمْرِ) الجَرِينُ و (حَضِرَ) فلانٌ بالْكَسْرِ لُغَةٌ و اتَّفقوا عَلى ضَمِّ الْمُضَارِعِ مُطْلَقاً و قِيَاسُ كَسْرِ الماضي أن يُفْتَحَ الْمُضَارِعُ لكِنِ اسْتُعْمِلَ الْمَضْمُومُ مَعَ كَسْرِ المَاضِي شُذوذاً و يُسَمَّى تَدَاخُلَ اللُّغَتَيْنِ و (حَضْرَمُوتُ) بُلَيْدَةٌ مِنَ الْيَمَن بقُرْبِ عَدَنَ و يُنْسَبُ إِلَيْهَا (حَضْرِمِيٌّ).
[حضض‏]
حَضَّهُ: عَلَى الأَمْر (حَضًّا) مِنْ بَابِ قَتَلَ حَمَلَهُ عَلَيهِ و (التَّحْضِيضُ) مِنْهُ لَكِنَّهُ شُدِّدَ مُبَالَغَةً قَالَ النُّحَاةُ و دُخُولُهُ عَلَى الْمُسْتَقْبَلِ حَثُّ عَلَى الفِعْلِ و طَلَبٌ لَهُ و عَلَى الْمَاضِي تَوْبِيخٌ عَلى تَرْكِ الْفِعْلِ نَحْوُ هَلَّا تَنْزِلُ عِنْدَنَا و هَلَّا نَزَلْتَ. و حُرُوفُ التَّحضِيضِ (هَلَّا) و (ألَّا) بالتشديد و (لَوْلَا) (و لَوْمَا).
[حضن‏]
حَضَنَ: الطَّائِرُ بَيْضَهُ (حَضْناً) منْ بَابِ قَتَلَ و (حِضَاناً) بِالْكَسْرِ أيضاً ضَمَّهُ تَحْتَ جَنَاحِهِ فالْحَمَامَةُ (حَاضِنٌ) لأنَّهُ وَصْفٌ مُخْتَصُّ و حُكِىَ (حَاضِنَةٌ) عَلَى الْأَصْلِ و يُعَدَّى إلَى الْمَفْعُولِ الثَّانِي بالْهَمْزَةِ فيُقَالُ (أَحْضَنْتُ) الطَّائِرَ الْبَيْضَ إذَا جَثَمَ عَلَيْهِ و رَجُلٌ (حَاضِنٌ) و امْرَأَةٌ (حَاضِنَةٌ) لِأنهُ وَصْفٌ مُشْتَرَكٌ و (الحَضَانَةُ) بالفَتْحِ و الْكَسْرِ اسْمٌ مِنْه و الحِضْنُ مَا دُونَ الْأَبِطِ إلَى الْكَشْحِ و (احْتَضَنْتُ) الشَّي‏ءَ جَعَلْتُه في (حِضْنِى) و الْجَمْعُ (أَحْضَانٌ) مثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ.
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: و كان بِحَضْرَتِهِ مثلثة و حَضَره و حَضَرَتِهِ محرّكتين و محْضَرِه بمعنًى.

140
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حطب ص 141

[حطب‏]
الْحَطَبُ: مَعْرُوفٌ و جَمْعُهُ (أَحْطَابٌ) و (حَطَبْتُ) الْحَطَبَ (حَطْباً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ جَمَعْتُهُ و اسْمُ الفَاعِلِ (حَاطِبٌ) و بِهِ سُمِّىَ و مِنْه (حَاطِبُ بنُ أبِى بَلْتَعَةَ) و (حَطَّابٌ) أَيْضاً عَلَى الْمُبَالَغَةِ و (احْتَطَبَ) مِثْلُ (حَطَبَ) و مَكَانٌ (حَطِيبٌ) كَثِيرُ الْحَطَبِ و (حَطَبَ) بِفُلَانٍ سَعَى بِهِ.
[حطط]
حَطَطْتُ: الرَّحْلَ و غَيْرَهُ (حَطّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَنْزَلْتُهُ مِنْ عُلْوٍ إلَى سُفْلِ و (حَطَطْتُ) مِنَ الدَّيْنِ أسْقَطْتُ و (الْحَطِيطَةُ) فَعِيلَةٌ بِمعنى مَفْعُولَةٍ و (اسْتَحَطَّهُ) مِنَ الثَّمنِ كَذَا (فَحَطَّهُ) له و (انْحَطَّ) السِّعْرُ نَقَضَ‏
[حطم‏]
حَطِمَ: الشَّى‏ءُ (حَطَماً) مِنْ بَابِ تَعبَ فَهُوَ (حَطِمٌ) إذَا تَكَسَّرَ و يقَالُ لِلدَّابَّةِ إِذَا أَسَنَّت (حَطِمٌ) و يَتَعَدَّى بالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (حَطَمْتُهُ) (حَطْماً) من بَابِ ضَرَبَ (فانْحَطَمَ) و (حَطَّمْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ و (الْحَطِيمُ) حِجْرُ مَكَّةَ.
[حظر]
حَظَرْتُهُ: (حَظْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ مَنَعْتُهُ و (حَظَرْتُهُ) حُزْتُهُ و يُقَالُ لِمَا حَظَرَ بِهِ عَلَى الْغَنِمَ و غَيْرِهَا مِنَ الشَّجَرِ لِيَمْنَعَها و يَحْفَظَهَا (حَظِيرَةٌ) و جَمْعُهَا (حَظَائِرُ) و (حِظَارٌ) مِثْل كَرِيمَةٍ و كَرَائِمَ و كِرامٍ و (احْتَظَرْتُها) إذَا عَمِلْتَهَا فَالْفَاعِلُ (مُحْتَظِرٌ).
[حظظ]
الْحَظُّ «1»: الْجَدُّ و فُلَانٌ (مَحْفُوظٌ) و هُوَ (أَحَظُّ) مِنْ فُلَان و (الحَظُّ) النَّصِيبُ و الْجَمع (حظُوظُ) مِثْل فَلْس و فُلُوسٍ.
[حظل‏]
حَظَلْتُهُ: (حَظْلًا) مثْلُ حَظَرْتُهُ حَظْراً وَزْناً و مَعْنًى و (الحَنْظَلُ) نَبْتٌ مُرٌّ و نُونُهُ زَائِدَة و قَالُوا بَعِيرٌ (حَظِل) وزَانُ تَعِبٍ يَأْكُلُ الْحَنْظَلَ الْوَاحِدَةُ (حَنْظَلَةٌ) و مِنهُ (حَنْظَلَةٌ) بنُ أَبِى عَامِرِ بنِ النُّعمَانِ الرَّاهِبِ الْأَنْصَارِىُّ ثُمَّ الْأَوْسِىُّ و اسْتُشْهِدَ بأُحُدٍ و لَمَّا سَمِعَ الصِّرَاحَ كَانَ جُنُباً فَخَرجَ مِنْ قَبْلِ أَنَ يَغْتَسِلَ فَغَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ فَسُمِّيَ غَسِيلَ الْمَلَائِكَةِ.
[حظو]
حَظِيَ: عِنْدَ النَّاسِ (يَحْظَى) منْ بَابِ تَعِبَ حِظَةً وِزَانُ عِدَةٍ و (حُظوَة) بضَمِّ الْحَاءِ و كَسْرِهَا إذَا أَحَبُوهُ وَ رَفَعُوا مَنْزِلَتَهُ فَهُوَ (حَظِيٌّ) عَلَى فَعِيلٍ و الْمَرْأَةُ (حَظِيَّةٌ) إذَا كَانَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا كذلِكَ.
[حفد]
حَفَدَ: (حَفْداً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَسْرَعَ و فِى الدُّعَاءِ (و إلَيْكَ نَسْعَى و نَحْفِدُ).
أىْ نُسْرِعُ إِلَى الطَّاعَةِ و (أَحْفَدَ) (إحْفَاداً) مِثْلُهُ و (حَفَدَ) (حَفْداً) خَدَمَ فهُوَ (حَافِدٌ) و الْجَمْعُ (حَفَدَةٌ) مثْلُ كَافِرٍ و كَفَرَةٍ و مِنْهُ قِيلَ لِلْأَعْوَانِ (حَفَدَةٌ) و قِيلَ لِأَوْلَادِ الْأولَادِ (حَفَدَةٌ) لأَنَّهُمْ كَالْخُدَّامِ فِى الصِّغَر.
[حفر]
حَفَرْتُ: الْأَرْضَ (حَفْراً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و سُمِّىَ (حَافِرُ) الْفَرَسِ و الْحِمَارِ مِنْ ذَلِكَ كَأَنَّهُ يَحْفِرُ الأَرْضُ بشِدَّةِ وَطْئِهِ عَلَيْهَا و (حَفَرَ) السَّيْلُ الْوَادِىَ جَعَلَهُ أُخْدُوداً و (حَفَرَ) الرَّجُلُ‏
__________________________________________________
 (1) و الفعل حظَّ يحَظُّ من باب سَمِعَ يسْمَعُ.

141
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حفر ص 141

امْرأَتَهُ (حَفْراً) كِنَايَةٌ عَنِ الْجِمَاعِ و (الْحَفَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ بِمَعْنَى الْمَحْفُورِ مثْلُ الْعَدَدِ و الْخَبطِ و النَّفَضِ بِمَعْنَى الْمَعْدُودِ و الْمَخْبُوطِ و المَنْفُوضِ و مِنْهُ قِيلَ لِلْبِئْرِ الّتِى حَفرهَا أَبُو مُوسَى بِقُرْبِ الْبَصْرَةِ (حَفَرٌ) و تُضَافُ إِليْهِ فيُقَالُ (حَفَرُ أَبِى مُوسَى) و قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (الْحَفَرُ) اسمُ الْمَكَانِ الَّذِى حُفِرَ كَخَنْدَق أَوْ بِئْر و الْجَمْعُ (أَحْفَارٌ) مثْلُ سَبَب و أسْبَاب و (الْحَفِيرَةُ) مَا يُحْفَرُ فِى الْأَرْضِ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ و الْجَمْعُ (حَفَائِرُ) و (الْحُفْرَةُ) مِثْلُهَا و الْجَمْعُ (حُفَرٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (حَفَرَتِ) الأَسْنَانُ حَفْراً مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ فِى لُغَةٍ لِبَنِى أَسَد (حَفِرَتْ حَفَراً) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا فَسَدَتْ أُصُولُها بسُلَاقٍ يُصِيُبَها حَكَى اللُّغَتَيْنِ الْأَزْهَرىُّ و جَمَاعَةً و لَفْظُ ثَعْلَبٍ و جَمَاعَةٍ بأَسْنَانِه (حَفْرٌ و حَفَرٌ) لكنَّ ابنَ السِّكّيتِ جَعَلَ الْفَتْحَ «1» مِنْ لَحْنِ الْعَامّةِ و هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ مَا بَلَغهُ لُغَةُ بَنِى أَسَد
[حفظ]
حَفِظْتُ: الْمَالَ و غَيْرَهُ. حِفْظاً: إِذَا مَنَعْتَه مِن الضَّيَاعِ و التّلَفِ و (حَفِظْتُه) صُنْتُهُ عَنْ الابْتِذَالِ و (احْتَفَظْتُ) بِهِ و (التَّحَفُّظُ) التَّحَرُّزُ و (حَافَظَ) عَلَى الشَّى‏ء (مُحَافَظَةً) و رجُلٌ (حَافِظٌ) لِدِينِهِ و أَمَانَتِهِ و يَمِينِهِ و (حَفِيظٌ) أيْضاً و الْجَمْعُ (حَفَظَةٌ) و (حُفَّاظٌ) مثْلُ كَافِر فِى جَمْعَيْهِ و (حَفِظَ الْقُرْآنَ) إِذَا وَعَاهُ عَلَى ظَهْرِ قَلْبِهِ و (اسْتَحْفَظْتُهُ) الشَّى‏ءَ سَأَلْتُهُ أَنْ يَحْفَظَهُ و قِيلَ اسْتَوْدَعْتُهُ إِيَّاهُ و فُسِّرَ «بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ»
 بِالْقَولِيْنِ.
[حفف‏]
حَفَّتِ: المَرْأَةُ وَجْهَهَا (حَفًّا) منْ بَابِ قَتَلَ زَيَّنَتْهُ بِأَخْذِ شِعْرِه و (حَفَّ) شَارِبَهُ إِذَا أخْفَاهُ و (حَفَّهُ) أَعْطَاهُ و (حَفَّ) الْقَوْمُ بِالْبَيْتِ أَطَافُوا بِهِ فهم (حَافُّونَ) و (حَفَّتِ) الْأَرْضُ (تَحِفُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبِ يَبِسَ نَبُتها و (المِحَفَّةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاء كَالْهَوْدَجِ.
[حفل‏]
حَفَلَ: الْقَوْمُ فِى الْمَجْلِسِ (حَفْلًا) مِنْ بَابِ ضَرَبَ اجتَمَعُوا و (احْتَفَلُوا) كَذلِكَ و اسم الْمَوْضِعِ (مَحْفِلٌ) و الْجَمْعُ (مَحَافِلُ) مِثْلُ مَجْلِسٍ و مَجَالِسَ و (احْتَفَلْتُ) بِفُلَانٍ قُمْتُ بأمْرِهِ و (لا تَحْتَفِلْ) بِأَمْرِه أىْ لا تُبَالِه و لَا تَهْتَمَّ بِهِ و (احْتَفَلْتُ) بِهِ اهْتَمَمْتُ و (حَفَلَ) اللَّبَنُ و غَيْرُهُ (حَفْلًا) أَيْضاً و (حُفُولًا) اجْتَمَعَ و (حَفَّلْتُ) الشَّاةَ بِالتَّثْقِيلِ تَرَكْتُ حَلْبَهَا حَتَّى اجْتَمَعَ اللَّبَنُ فِى ضَرْعِهَا فَهِىَ (مُحَفَّلَةٌ) و كَانَ الْأَصْلُ (حَفَّلْتُ) لَبَنَ الشَّاةِ لأنَّهُ هُوَ الْمَجْمُوعُ فَهِىَ (مُحَفَّلٌ لَبَنُها) و (احْتَفَلَ) الْوَادِى امْتَلَأَ وَ سَالَ.
[حفن‏]
حَفَنْتُ: لَهُ (حَفْناً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (حَفْنَةً) و هِىَ مِلْ‏ءُ الكَفَّيْنِ و الْجَمْعُ (حَفَنَاتٌ) مِثْلُ سَجْدَةٍ و سَجَدَاتٍ.
__________________________________________________
 (1) أى الفتح مع السكون- أمّا حَفَر بفتحتين و هى لغة بنى أسد لا يمنعها.

142
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حفي ص 143

[حفي‏]
حَفِيَ: الرَّجُلُ (يَحْفَى) مِنْ بَابِ تَعِبَ (حَفَاءً) مثْلُ سَلَامِ مَشَى بِغَيْرِ نَعْلٍ وَ لَا خُفٍّ فَهُوَ (حَافٍ) و الجمْعُ (حُفَاةٌ) مثْلُ قَاضٍ و قُضَاةٍ و (الحِفَاءُ) بالْكَسْرِ و الْمَدِّ اسْمٌ مِنْه و (حَفِيَ) مِنْ كَثْرَةِ الْمَشْى حتَّى رَقَّتْ قَدَمُهُ (حَفًى) فَهُوَ (حَفٍ) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (أَحْفَى) الرَّجُلُ شَارِبَهُ بَالَغَ فِى قَصِّهِ و (أَحْفَاهُ) فى الْمَسْأَلَةِ بِمَعْنَى أَلَحَّ و (الْحَفْيَا) و (الْحَفْيَاءُ) وزَانُ حَمْرَاء مَوْضِعٌ بِظاهِر الْمدينَةِ.
[حقب‏]
الْحُقْبُ: الدَّهْرُ و الجمعُ (أَحْقَابٌ) مِثْلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ و ضَمُّ الْقَافِ للِاتْبَاعِ لُغَةٌ و يُقَالُ (الْحُقْبُ) ثَمَانُونَ عَاماً و (الحِقْبَةُ) بِمَعْنَى الْمُدَّةِ و الْجَمْعُ (حِقَبٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و قِيلَ (الحِقْبَةُ) مِثْلُ الحَقَبِ و (الْحَقَبُ) حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ رَحْلُ الْبَعِيرِ إِلَى بَطْنِهِ كَىْ لَا يَتَقَدَّمَ إلَى كَاهِلِهِ و هُوَ غَيْرُ الحِزَامِ و الْجَمْعُ (أَحْقَابٌ) مثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و (حَقِبَ) بَوْلُ الْبَعِيرِ (حَقَباً) مِنْ بابِ تَعِبَ إذَا احْتبسَ و (حَقِبَ) الْمَطَرُ تَأَخَّرَ وَ قَدْ يُقَالُ (حَقِبَ) الْبَعِيرُ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ فَهُوَ (حَاقِبٌ) و رَجُلٌ (حَاقِبٌ) أَعْجَلَهُ خُرُوجُ الْبَوْلِ و قِيلَ (الحَاقِبُ) الَّذِى احْتَاجَ إلَى الْخَلَاءِ لِلْبَوْلِ فَلَمْ يَتَبَرَّزْ حتَّى حَضَرَ غَائِطُهُ و قِيلَ (الحَاقِبُ) الَّذِى احْتبسَ غَائِطُهُ و (الْحَقِيبَةُ) العَجِيزَةُ و الجمْعُ (حَقَائِبُ) قَالَ عبِيدُ بْنُ الْأَبْرَصَ يَصِفُ جَارِيَة:
          صَعْدَةٌ مَا عَلَا الْحَقِيبَةَ مِنْهَا             و كَثِيبٌ مَا كَانَ تَحْتَ الْحِقابِ‏
قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىّ يَقُولُ هِىَ طَوِيلَةٌ كَالْقَنَاةِ ثُمَّ سُمِّىَ مَا يُحْمَلُ مِنَ القُمَاشِ عَلَى الْفَرَسِ خَلْفَ الرَّاكِبِ (حَقِيبَةً) مَجَازاً لأَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْعَجُزِ و حَقَبْتُهَا و (احْتَقَبْتُها) حَمَلْتُها ثُمَّ تَوَسَّعُوا فِى اللَّفْظِ حتَّى قَالُوا (احْتَقَبَ) فلَانٌ الإِثْمَ إذَا اكْتَسَبَهُ كَأَنَّهُ شَى‏ءٌ مَحْسُوسٌ حَمْلُهُ.
[حقد]
الْحِقْدُ: الانْطِوَاءُ عَلَى الْعَدَاوَةِ و الْبَغْضَاءِ و (حَقَدَ) عَلَيْهِ من بَابِ ضَرَبَ و فِى لُغَةٍ منْ بَابِ تَعِبَ و الجمعُ (أَحْقَادٌ).
[حقر]
حَقُرَ: الشَّى‏ءُ بالضَّمِّ (حَقَارَةً) هَانَ قَدْرُهُ فَلَا يُعْبَأُ بِهِ فَهُوَ (حَقِيرٌ) و يعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (حَقَرْتُهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (احْتَقَرْتُهُ) و (الْحُقْرَةُ) اسم مِنْهُ مِثْلُ الفُرْقَةِ مِنَ الافْتِرَاق.
[حقف‏]
حَقَفَ: الشَّى‏ءُ (حُقُوفاً) منْ بَابِ قَعَد اعْوَجَّ فهُوَ (حَاقِفٌ) و ظَبْىٌ (حَاقِفٌ) لِلَّذِى انْحَنَى و تَثَنَّى مِنْ جُرْح أَوْ غَيْرِهِ و يُقالُ للرَّمْلِ الْمُعْوَجِّ (حِقْفٌ) و الجمعُ (أَحْقَافٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَال.
[حقق‏]
الْحَقُّ: خِلَافُ البَاطِلِ و هُوَ مَصْدَرُ (حَقَّ) الشَّى‏ءُ مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ إِذَا وَجَبَ و ثَبَتَ و لِهَذَا يقَالُ لِمَرَافِقِ الدَّارِ (حُقُوقُهَا) و (حَقَّتِ) الْقيَامَةُ (تَحُقُّ) مِنْ بَابِ قَتَل‏

143
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حقق ص 143

أَحَاطَتْ بِالْخَلَائِقِ فَهِىَ (حَاقَّةٌ) و مِنْ هُنَا قِيلَ (حَقَّتِ) الْحَاجَةُ إِذَا نَزَلَتْ و اشْتَدَّتْ فَهِىَ (حَاقَّةٌ) أَيْضاً و (حَقَقْتُ) الأَمْرَ (أَحُقُّهُ) إِذَا تَيَقَّنْتُهُ أَوْجَعَلْتُهُ ثَابتاً لَازِماً و فِى لُغَةِ بَنِى تَمِيمٍ (أَحْقَقْتُهُ) بِالْأَلِفِ و حَقَّقْتُهُ بالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةً و (حَقِيقَةُ) الشَّى‏ء مُنْتَهَاهُ و أَصْلُهُ الْمُشْتَمِلُ عَلَيهِ و فُلَانٌ (حَقِيقٌ) بكذا بِمَعْنَى خَلِيقٍ وَ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْحَقِّ الثَّابِتِ و قَوْلُهُمْ هُوَ (أَحَقُّ) بكَذَا يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا اخْتِصَاصُهُ بِذلِكَ مِنْ غَيْرِ مُشَارَكَةٍ نحوُ زَيْدٌ (أَحَقُّ) بِمَالِه أَىْ لَا حَقَّ لِغَيْرِهِ فِيهِ و الثَّانِي أَنْ يَكُونَ أَفْعَلَ التَّفْضِيلِ فَيَقْتَضِى اشْتِرَاكَهُ مَعَ غَيْرِهِ و تَرْجِيحَهُ عَلَى غَيْرِهِ كَقَوْلِهِمْ زَيْدٌ أَحْسَنُ وَجْهاً مِنْ فُلَانٍ و مَعْنَاهُ ثُبُوتُ الْحُسْنِ لَهُما و تَرْجِيحُهُ لِلْأَوَّلِ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ و غَيْرُهُ و مِنْ هَذَا الْبَابِ‏
 «الأَيِّم أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا».
فَهُمَا مُشْتَرِكَانِ و لكِنْ حقُّهَا آكَدُ و (اسْتَحَقَّ) فُلَانٌ الأمْرَ اسْتَوْجَبَهُ قَالَه الْفَارَابِىُّ و جَمَاعَةٌ فَالأَمْرُ (مُسْتَحَقٌّ) بالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ و مِنْه قَوْلُهُمْ خَرَجَ الْمَبيعُ (مُسْتَحَقًّا) و (أَحَقَّ) الرَّجُلُ بالأَلِفِ قَالَ حَقًّا أَوْ أَظْهَرَهُ أوِ ادَّعَاهُ فَوَجَبَ لَهُ فَهُوَ (مُحِقٌّ) و (الحِقُّ) بالْكَسْرِ من الْإِبِلِ ما طَعَنَ فى السَّنَةِ الرَّابِعَةِ و الْجمْعُ (حِقَاقٌ) و الأُنْثَى (حِقَّةٌ) وَ جَمْعُهَا (حِقَقٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (أَحَقَّ) الْبَعِيرُ (إحْقَاقاً) صَارَ حِقّاً قِيلَ سُمِّىَ بِذَلِكَ لَأَنَّهُ اسْتَحَقَّ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ و (حِقَّةٌ) بَيِّنَة (الحِقَّةِ) بِكَسْرِهِمَا فَالْأُولى النَّاقَةُ و الثَّانِيَةُ مَصْدَرٌ و لَا يَكَادُ يُعْرَف لَهَا نَظِيرٌ و
فِى الدُّعَاء (حَقٌّ مَا قَالَ الْعَبْدُ).
هُوَ مَرْفُوعٌ خبرٌ مقَدَّمٌ و مَا قَالَ الْعَبْدُ مُبْتَدَأٌ و
قَوْلُهُ (كُلُّنا لَكَ عَبْدٌ).
جمْلَةٌ بَدَلٌ مِنْ هذِهِ الْجُمْلَةِ وَ فِى رِوَايَةٍ (أحَقُّ) (و كُلُّنا) بِزِيَادَةِ أَلِفٍ وَ وَاوٍ فأَحَق خَبَرُ مُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ و مَا قَالَ الْعَبْدُ مُضَافٌ إلَيْهِ و التَّقْدِيرُ هذَا القولُ أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ و كُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ جُمْلَةٌ ابْتِدَائِيَّةً و (حَاقَقْتُهُ) خَاصَمْتُهُ لإِظْهِارِ الْحَقِّ فإذَا ظَهَرَتْ دَعْوَاكَ قِيلَ أَحْقَقْتُهُ بالْأَلِفِ.
[حقل‏]
الْحَقْلُ: الْأَرْضُ الْقَرَاحُ و هِىَ الَّتِى لا شَجَر بهَا و قِيلَ هُوَ الزَّرْعُ إِذَا تَشَعَّبَ وَرَقُهُ و مِنْهُ أُخِذَتِ (الْمُحَاقَلَةُ) و هِىَ بَيعُ الزَّرْعِ فِى سُنْبُلِهِ بِحِنْطَةٍ و جَمْعُهُ (حُقُولُ) مثْلُ فَلْس و فُلُوسٍ.
[حقن‏]
حَقَنْتُ: المَاءَ فى السِّقَاءِ (حَقْناً) مِنْ بَابِ قَتَلَ جَمَعْتُهُ فِيهِ و (حَقَنْتُ) دَمَهُ خِلَافُ هَدَرْتُهُ كأَنَّكَ جَمَعْتَهُ فِى صَاحِبِهِ فَلَمْ تُرِقْهُ و (حَقَنَ) الرَّجُلُ بَوْلَهُ حَبَسَهُ و جَمَعَهُ فَهُوَ (حَاقِنٌ) قَالَ ابْنُ فَارِس و يُقَالُ لِمَا جُمِعَ مِنْ لَبَنٍ و شُدَّ (حَقِينٌ) و لِذَلِكَ سُمِّىَ حَابِسُ البَوْلِ (حَاقِناً) و (حَقَنْتُ) الْمَرِيضَ إذَا أَوْصَلْتَ الدَّواءَ إِلَى بَاطِنِهِ مِنْ مَخْرَجِهِ (بِالْمِحْقَنَةِ) بِالْكَسْرِ و (احْتَقَنَ)

144
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حقن ص 144

هُوَ وَ الاسْمُ (الْحُقْنَة) مِثْلُ الفُرْقَةِ مِنَ الافِتَراقِ ثم أُطْلِقَتْ عَلَى مَا يُتَدَاوَى بِهِ و الْجَمْعُ (حُقَنٌ) مثْل غُرْفَةٍ و غرَفٍ.
[حقو]
الْحَقْوُ: مَوْضِعُ شَدِّ الإِزَارِ و هُوَ الْخَاصِرَةُ ثُمَّ تَوَسَّعُوا حَتَّى سَمَّوا الْإزَارَ الذِى يُشَدُّ عَلَى الْعَوْرَة (حَقْواً) و الْجَمْعُ (أَحْقٍ) و (حُقِيٌّ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و قَدْ يُجْمَعُ عَلَى (حِقَاءٍ) مثْلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ.
[حكر]
احتكَرَ: زَيْدٌ الطَّعَامَ إِذَا حَبَسَهُ إرَادَةَ الْغَلَاءِ و الاسْمُ (الحُكْرَةُ) مِثْلُ الفُرْقةِ مِنَ الافتراقِ و (الْحَكَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ و إسْكَانُ الكَافِ لُغَةٌ بِمَعْنَاهُ.
[حكك‏]
حَكَكْتُ: الشَّى‏ءَ (حَكًّا) مِنْ بَابِ قَتَل قَشَرْتُهُ و (الحِكَّةُ) بالكَسْرِ دَاءٌ يَكُونُ بِالْجَسَدِ وَ فِى كُتُبِ الطِّبِّ هِىَ خِلْطٌ رقِيقٌ بُورَقىِّ يَحْدُثُ تَحْتَ الجِلْدِ وَ لَا يَحْدُثُ مِنْهُ مِدّةٌ بلْ شَى‏ءٌ كَالنُّخَالَةِ و هُوَ سَرِيعُ الزَّوَالِ و (حَكَّ) فىِ صَدْرِى كَذَا (يَحُكُّ) مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا حَصَل كَالْوَهْمِ.
[حكل‏]
الْحُكْلَةُ: فِى اللِّسَانِ كَالْعُجْمَةِ وَزْناً وَ مَعْنًى و (أَحْكَلَ) الْأَمْرُ مثْلُ أَشْكَلَ وَزْناً و مَعْنًى.
[حكم‏]
الحُكْمُ: الْقَضاءُ و أَصْلُهُ الْمَنْعُ يقالُ (حَكَمْتُ) عَلَيْهِ بِكَذَا إِذَا مَنَعْتَهُ مِنْ خِلَافِه فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ ذَلِكَ و (حَكَمْتُ) بَيْنَ الْقَومِ فَصَلْتُ بَيْنَهُمْ فَأَنَا (حَاكِمٌ) و (حَكَمٌ) بفَتْحَتَيْنِ و الْجَمْع (حُكَّامٌ) و يَجُوزُ بِالْوَاوِ و النَّونِ (و الْحَكَمَةُ) وزَانُ قَصَبَة للدَّابَّةِ سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِأَنَّها تُذَلُّلُهَا لِرَاكِبِهَا حَتَّى تَمْنَعَها الجِمَاحَ و نَحْوَه و مِنْهُ اشْتِقَاقُ (الحِكْمَةِ) لأَنَّها تَمْنَعُ صَاحِبَها مِنْ أَخْلَاقِ الْأَرْذَالِ و (حَكَّمْتُ) الرَّجُلَ بالتَّشْدِيدِ فَوَّضْتُ الْحُكْمَ إلَيْهِ و (تحكَّمَ) فِى كَذَا فَعَلَ مَا رَآهُ و (أَحْكَمْتُ) الشَّى‏ءَ بِالأَلِفِ أَتْقَنْتُهُ (فاسْتَحْكَمَ) هُوَ صَارَ كَذلِكَ.
[حكي‏]
حَكَيْتُ: الشَّى‏ءَ (أَحْكِيه) (حِكَايَةً) إِذَا أَتَيْتَ بِمِثْلِهِ عَلَى الصِّفَةِ الَّتى أَتى بِهَا غَيْرُك فَأنْتَ كَالنَّاقِلِ و مِنْهُ (حَكَيْتُ) صَنْعَتَهُ إذَا أَتَيْتَ بِمِثْلِها و هو هُنَا كَالْمُعَارَضَةِ و (حَكَوْتُهُ) (أَحْكُوهُ) لُغَةٌ قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ و حُكِى عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهَ قَالَ (لَا أَحْكُو) كَلَامَ رَبِّى أَىْ لَا أُعَارِضُهُ.
[حلب‏]
حَلَبْتُ: النَّاقَةَ وَ غَيْرَها (حَلْباً) مِنْ بَابِ قَتَلَ و (الْحَلَبُ) بِفَتْحَتَيْنِ يُطْلَقُ عَلَى الْمَصْدَرِ أَيْضاً و عَلَى اللَّبن الْمَحْلُوبِ فَيُقَالُ لَبَنٌ و (حَلِيبٌ) و (مَحْلُوبٌ) و نَاقَةٌ (حَلُوبٌ) وِزَانُ رَسُولٍ أَىْ ذَاتٌ لَبَنٍ يُحْلَبُ فإنْ جَعَلْتَهَا اسْماً أَتَيْتَ بالْهَاءِ فَقُلْتَ هَذِهِ (حَلُوبَةُ) «1» فُلَان مثْلُ الرَّكوبِ‏
__________________________________________________
 (1) الصرفيون يرون أن فَعُولًا بمعنى مفعول يجوز أن تلحقه التاء.

145
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حلب ص 145

و الرَّكوبَةِ و (الْمَحْلَبُ) بِفَتْحِ المِيمِ مَوْضِعُ الْحَلَبِ و الْمِحْلَبُ) بِكَسْرهَا الْوِعَاءُ يُحْلَبُ فِيهِ و هُوَ (الحِلَابُ) أَيْضاً مِثْلُ كِتَابٍ و (الْمَحْلَبُ) بِفَتْحِ المِيمِ شَى‏ءٌ يُجْعَلُ حَبُّهُ فِى الْعِطْرِ و (الْحُلبَةُ) بِضَمِّ الْحَاءِ و اللامُ تُضَمُّ و تُسَكَّنُ لِلتَّخْفِيفِ حَبٌّ يؤْكَلُ و (الْحَلْبَةُ) وِزَانُ سَجْدَةٍ خَيْلٌ تُجْمَعُ لِلسِّبَاقِ مِن كُلّ أَوْبٍ وَ لَا تَخْرُجُ مِن وجْهٍ وَاحِد يُقَالُ جَاءَتِ الْفَرَسُ فِى آخِرِ الْحَلْبَةِ أَىْ فِى آخِرِ الْخَيْلِ و هِىَ بِمَعْنَى (حَلِيبَةٍ) و لهذَا جُمِعَتْ عَلَى (حَلَائِبَ).
[حلج‏]
حَلَجْتُ: الْقُطنَ (حَلْجاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (الْمِحْلَجُ) بكَسْرِ الميمِ خَشَبَةٌ يُحْلَجُ بِهَا حتَّى يَخْلُصَ الْحَبُّ مِنَ الْقُطْنِ و قُطْنٌ (حَلِيجٌ) بِمعنَى مَحْلُوجٍ.
[حلس‏]
الحِلْسُ: كِسَاءٌ يُجْعَلُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِير تَحْتَ رَحْلِهِ و الْجَمْعُ (أَحْلَاسٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (الْحِلْسُ) بِسَاطٌ يُبْسَطُ فِى الْبَيْتِ.
[حلف‏]
حَلَفَ: بِاللّهِ (حَلْفاً) بِكَسْرِ اللَّامِ و سُكُونُهَا تَخْفِيفٌ و تُؤَنَّثُ الوَاحدةُ بالْهَاءِ فَيُقَالُ (حَلْفَةً) و يُقَالُ فى التَّعَدِّى (أَحْلَفْتُهُ) (إحْلَافاً) و (حَلَّفْتُهُ) (تَحْلِيفاً) و (اسْتَحْلَفْتُهُ) و (الْحَلِيفُ) الْمُعَاهِدُ يُقَالُ مِنْهُ (تَحَالَفَا) إِذَا تَعَاهَدَا و تَعَاقَدَا عَلَى أَنْ يَكُونَ أَمْرُهُمَا وَاحِداً فى النّصْرَةِ و الْحِمَايَةِ وَ بَيْنَهُمَا (حِلْفٌ) و (حِلْفَةٌ) بِالْكَسْرِ أَىْ عَهْدٌ و (ذُو الحُلَيْفَةِ) مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ بَنِى جُشَمَ ثُمَّ سُمِّىَ بِهِ الْمَوْضِعُ و هُوَ مِيقَاتُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ نَحْو مَرْحَلَةٍ عَنْهَا و يُقَالُ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ و (الْحَلْفَاءُ) وِزَانُ حَمْرَاءَ نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ الْواحِدَةُ حَلْفَاةٌ «1»
[حلق‏]
حَلَقَ: شَعْرَهُ (حَلْقاً) منَ بَابِ ضَرَبَ و (حِلَاقاً) بالْكَسْرِ و (حَلَّقَ) بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ و تَكْثِيرٌ و (الْحَلْقُ) مِنَ الحَيَوانِ جَمْعُهُ (حُلُوقٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و هُوَ مُذَكَّرٌ قَالَ ابْنُ الأَنْبَارِىِّ و يَجُوزُ فِى الْقِيَاسِ (أَحْلُقٌ) مثْلُ أَفْلُسٍ لكِنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ مِنَ الْعَرَبِ وَ رُبَّمَا قِيلَ (حُلُقٌ) بضَمَّتَيْنِ مثْلُ رَهْنٍ و رُهُنٍ و (الْحُلقُومُ) هُوَ (الْحَلْقُ) و مِيمُهُ زَائِدَةٌ و الْجَمْعُ (حَلَاقِيمَ) بِالْيَاءَ و حَذْفُهَا تَخْفِيفٌ و (حَلْقَمْتُهُ) (حَلقَمَة) قَطَعْتُ حُلْقُومَه قال الزَّجَّاجُ (الْحُلْقُومُ) بَعْدَ الْفَمِ و هُوَ مَوْضِعُ النَّفَسِ و فِيهِ شُعَبٌ تَتَشَعَّبُ مِنْهُ و هُوَ مَجْرَى الطَّعَامِ و الشَّرابِ و (حَلْقَةُ) البَابِ بالسُّكُونِ مِنْ حَدِيدٍ و غَيْرِهِ و (حَلْقَةُ) الْقَوْمِ الَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ مُسْتَدِيرِينَ و (الْحَلْقَةُ) السِّلَاحُ كُلُّه و الجمعُ (حَلَقٌ) بِفَتْحَتَيْنِ عَلَى غَير قِيَاسٍ وَ قَالَ الْأَصْمَعىُّ و الْجَمْعُ (حِلَقٌ) بالكَسْرِ
__________________________________________________
 (1) و عن أبى زيد واحدة الحلفاء حَلَفة كقصبة. و عن الأصمعى: واحدتها حَلِقةٌ بكسر اللام:- اه المختار و ذكر صاحب القاموس الثلاث.

146
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حلق ص 146

مِثْلُ قَصْعَةٍ و قِصَعٍ و بَدْرَةٍ وَ حَكَى يُونُسُ عَنْ أَبِي عَمْرو بْنِ العَلَاءِ أَنَّ (الحلَقَةَ) بالْفَتْحِ لُغَةٌ فِى السُّكُونِ وَ عَلَى هَذَا فالْجَمْعُ بِحَذْفِ الْهَاءِ قِيَاسٌ مِثْلُ قَصَبَةٍ و قَصَبٍ وَ جَمَعَ ابْنُ السَّرَّاجِ بَيْنَهُمَا وَ قَالَ فَقَالُوا (حَلَقٌ) ثُمَّ خَفَّفُوا الْواحِدَ حِين أَلْحَقُوهُ الزِّيادَةَ و غُيِّرَ الْمَعْنَى قَالَ و هَذَا لَفْظُ سِيبَويْهِ و فِى الدُّعَاءِ (حَلْقاً له و عَقْراً) أَىْ أَصَابَه اللّهُ بِوَجَعٍ فِى حَلْقِهِ وَ عفْرٍ فِى جَسَدِه و الْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ (حَلْقَى عَقْرَى) بأَلفِ التَّأْنِيثِ و قَالَ السَّرقسْطِىُّ عَقَرَتِ الْمَرْأَةُ قَوْمَهَا آذتْهُمْ فَهِىَ عَقْرَى فجَعَلَهَا اسْمَ فَاعِلٍ بِمَنْزِلَةِ غَضْبىَ و سَكْرَى و عَلَى هَذَا فالتَّنْوِين لصِيغَةِ الدُّعَاءِ و هُوَ غَيْرُ مُرَادٍ و أَلِفُ التَّأْنِيثِ لأَنَّهَا اسْم فَاعِلٍ فَهُمَا بِمَعْنَيَيْنِ.
[حلك‏]
الْحُلَكَةُ: وِزَانُ رُطَبَةٍ ضَرْبٌ مِنَ العَظاءِ و هِىَ دُوَيْبَةٌ كأَنَّهَا سَمَكَةٌ زَرْقَاءُ تَبرُق تَغُوصُ فى الرَّمْلِ كَمَا يَغُوصُ طَيْرُ الْمَاءِ فِى الْمَاءِ و الْعَرَبُ تُسَمِّيهَا بَنَاتِ النَّقَا لسُكْنَاهَا نُقْيانَ الرَّمْل و يُشَبَّهُ بِهَا بَنَانُ الْجَوَارِى لِليِنَها و فِيها ثَلَاثُ لُغَاتٍ هذه و هِىَ لُغَةُ الْحِجَازِ و الثَّانِيَةُ (حَلْكَاءُ) وزَانُ حَمْرَاءَ و الثَّالِثَةُ كَأَنَّها مَقْلُوبَةٌ مِنَ الْأُولىَ (لُحَكَةٌ) مِثْلُ رُطَبَةٍ أَيْضاً.
[حلل‏]
حَلَّ: الشَّى‏ءُ (يَحِلُّ) بالكَسْرِ (حِلًّا) خِلَافُ حَرُمَ فَهُوَ (حَلَالٌ) و (حِلٌّ) أَيْضاً وَصْفٌ بالْمَصْدَرِ و يَتَعدَّى بِالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (أَحْلَلْتُهُ) و (حَلَّلْتُهُ) و مِنْهُ (أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ)
 أَىْ أَبَاحهُ و خَيَّرَ فِى الْفِعْلِ و التَّرْكِ و اسْمُ الفَاعِلِ (مُحِلٌّ) و (مُحَلَّلٌ) و مِنْهُ (الْمُحَلِّلُ) و هُوَ الَّذِى يَتَزَوَّجُ الْمُطَلَّقَة ثَلَاثاً لِتَحِلَّ لِمُطَلِّقِها و (الْمُحَلِّلُ) فِى الْمُسَابَقَةِ أَيْضاً لأَنَّهُ (يُحَلِّلُ) الرِّهَانَ و (يُحِلُّه) و قَدْ كَانَ حَرَاماً و (حَلَّ) الدَّيْنُ (يَحِلُّ) بالْكَسْرِ أَيْضاً (حُلُولًا) انْتَهَى أَجَلُهُ فَهُوَ (حَالٌّ) و (حَلَّتِ) الْمَرْأَةُ لِلأَزْوَاجِ زَالَ الْمَانِعُ الَّذِى كَانَتْ مُتَّصِفَةً بهِ كَانْقِضَاءِ العِدَّةِ فَهِىَ (حَلَالٌ) و (حَلَّ) الحَقُّ حِلًّا و (حُلُولًا) وجَبَ و (حَلَّ) المُحْرِمُ (حِلًّا) بالكَسْرِ خَرَجَ مِنْ إِحْرَامِهِ و (أَحَلَّ) بالأَلفِ مثْلُهُ فَهُوَ (مُحِلٌّ) و (حِلٌّ) أَيْضاً تَسْمِيَةٌ بالْمَصْدَرِ و (حَلَالٌ) أَيْضاً و (أَحَلَّ) صَارَ فى (الحِلَّ) وَ الْحِلُّ مَا عَدَا الْحَرَمَ و (حَلَّ) الْهَدْىُ وَصَلَ الْمَوْضِعَ الَّذِى يُنْحَرُ فِيهِ و (حَلَّتِ) اليمين بَرَّتْ و (حَلَّ) العَذَابُ (يَحِلُّ) و (يَحُلُّ) (حُلُولًا) هَذِه وحْدَهَا بالضَّمِّ مَعَ الْكَسْرِ و الْبَاقِى بالْكَسْرِ فَقَطْ و (حَلَلْتُ) بالْبَلَدِ (حُلُولًا) مِنْ بَابِ قَعَدَ إِذَا نَزَلْتَ بِه و يتَعَدَّى أَيْضاً بِنَفْسِه فَيُقَالُ (حَلَلْتُ) الْبَلَدَ و (الْمَحَلُّ) بِفَتْحِ الْحَاءِ و الكَسْرُ لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ الْقَطَّاع‏

147
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حلل ص 147

مَوْضِعُ الْحُلُولِ و (الْمَحِلُّ) بالْكَسْرِ الْأَجَلُ و (الْمَحَلَّةُ) بالْفَتْحِ الْمَكَانُ يَنْزِلُهُ الْقَوْمُ و (حَلَلْتُ) العُقْدةَ (حَلًّا) مِنْ بَابِ قَتَل و اسْمُ الفَاعِل (حَلَّالٌ) و مِنْهُ قيل (حَلَلْتُ) اليَمينَ إِذَا فَعَلْتَ مَا يُخْرِجُ عَنِ الْحِنْثِ (فانْحَلَّتْ) هِىَ و (حَلَّلْتُهَا) بَالتَّثْقِيلِ و الاسْمُ (التَّحِلَّةُ) «1» بِفَتْحِ التَّاءِ و فَعَلْتُهُ (تَحِلَّةَ القَسَمِ) أَىْ بِقَدْرِ مَا تُحَلُّ بِه الْيَمِينُ و لَمْ أُبَالِغْ فِيهِ ثُمَّ كَثُر هذا حتَّى قِيلَ لِكُلِّ شَى‏ءٍ لَمْ يُبالَغْ فِيهِ (تَحْلِيلٌ) و قِيلَ (تَحِلَّةُ القَسَمِ) هُوَ جَعْلُهَا حَلَالًا إِمَّا بِاسْتِثْنَاءٍ أوْ كَفَّارَةٍ، و (الشُّفْعَةُ كَحَلِّ العِقَالِ) قِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّها سَهْلَةٌ لِتَمَكُّنِهِ مِنْ أَخْذِهَا شَرْعاً كَسُهُولةِ حَلِّ العِقَال فَإِذَا طَلَبَها حصَلَتْ لَهُ مِنْ غَيْرِ نِزَاعِ و لَا خُصُومَةٍ و قِيلَ مَعْنَاهُ مُدَّةُ طَلَبِهَا مِثْلُ مُدَّةِ حَلِّ العِقَالِ فَإِذَا لمْ يُبَادِرُ إِلَى الطَّلَبِ فَاتَتْ وَ الْأَوَّلُ أَسْبَقُ إِلَى الْفَهْمِ و (الْحَلِيلُ) الزَّوْجُ و (الْحَلِيلَةُ) الزَّوْجَةُ سُمِّيَا بِذَلِكَ لأنَّ كلَّ وَاحِد يَحُلُّ مِنْ صَاحِبهِ مَحَلًّا لا يَحُلُّهُ غَيْرهُ و يُقَالُ لِلْمُجَاوِرِ و النَّزِيلِ (حَلِيلٌ) و (الْحُلَّةُ) بالضَّمِّ لَا تَكُونُ إِلَّا ثَوْبَيْنِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ و الْجَمْعُ (حُلَلٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (الْحِلَّةُ) بالكَسْرِ الْقَوْمُ النَّازِلُونَ و تُطْلَقُ (الحِلَّةُ) عَلَى الْبُيُوتِ مَجَازاً تَسْمِيةٌ لِلْمَحَلِّ باسْمِ الْحَالِّ و هِىَ مِائَةُ بَيْتٍ فَمَا فَوْقَهَا و الْجَمْعُ (حِلَالٌ) بالكَسْرِ و (حِلَلٌ) أَيْضاً مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (الْحُلَّامُ و الْحُلَّانُ) وِزَانُ تُفَّاحٍ الْجَدْىُ يُشَقُّ بَطْنُ أُمِّهِ و يُخْرَجُ فَالْمِيمُ و النُّونُ زَائِدتَانِ و (الإِحْلِيلُ) بكَسْرِ الْهَمْزةِ مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِنَ الضَّرْعِ و الثَّدْىِ و مَخْرَجُ الْبَوْل أَيْضاً.
[حلم‏]
حَلَمَ: (يَحْلُمُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ (حُلُماً) بِضَمَّتَيْنِ وَ إِسْكَانُ الثَّانِي تَخْفِيفٌ و (احْتَلَمَ) رأَى فِى مَنَامِهِ رُؤْيَا و (حَلَمَ) الصَّبىُّ و (احْتَلَم) أدْرَكَ و بَلَغَ مَبَالِغَ الرِّجَالِ فَهُوَ (حَالِمٌ) و (مُحْتَلِمٌ) و (حَلُمَ) بالضَّمِّ (حِلْماً) بالْكَسْرِ صَفَحَ و سَتَرَ فَهُوَ (حَلِيمٌ) و (حَلَّمْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ نَسَبْتُهُ إلَى الحِلْم و بِاسْمِ الْفَاعِلِ سُمِّىَ الرَّجُلُ و مِنْهُ (مُحَلِّمُ بنُ جَثَّامةَ) و هُوَ الّذِى قَتَلَ رَجُلًا بذَحَلِ الْجَاهِليَّةِ بَعْدَ ما قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللّهُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ (اللَّهُمَّ لَا تَرْحَمْ مُحَلِّماً) فَلَمَّا مَاتَ و دُفِنَ لَفَظتْهُ الْأَرْضُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
و (الحَلَمُ) القُرَادُ الضَّخْمُ الْواحِدَةُ (حَلَمَةٌ) مِثْلُ قَصَب و قَصَبَة و قِيلَ لِرَأْسِ الثَّدْىِ و هِىَ اللَّحْمَةُ النَّاتِئَةُ
__________________________________________________
 (1) تحِلّة عند الصرفيين مصدر و هو مما جاء من فعَّل صحيح اللام على تفعلة كتذكرة و تجربة و تبصرة- و أصل محلّه- تحْلِلَه. ثم أدغمت اللام الأولى فى الثانية و نقلت كسرتها إلى الحاء.

148
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حلم ص 148

(حَلَمَةٌ) عَلَى التَّشبيهِ بقَدْرهَا قَالَ الْأَزْهرِىُّ (الْحَلَمَةُ) الْحَبَّةُ عَلَى رَأْسِ الثَّدْىِ مِن الْمَرْأَةِ و رَأْسِ الثُّنْدُوَةِ مِنَ الرَّجُلِ.
[حلو]
حَلَا: الشَّى‏ءُ (يَحْلُو) (حَلَاوَةً) فَهُوَ (حُلْوٌ) و الْأُنْثَى (حُلْوَةٌ) و (حَلَا) لى الشَّى‏ءُ إِذَا لَذَّ لَكَ و (اسْتَحْلَيْتُهُ) رَأَيْتُهُ حُلْواً و (الْحُلْوَانُ) بالضَّمِّ الْعَطَاءُ و هُوَ اسْمٌ مِنْ (حَلَوْتُهُ) (أحْلُوهُ) و نُهِىَ عَنْ (حُلْوَانِ) الْكَاهِنِ و (الْحُلْوَانُ) أيْضاً أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ مِنْ مَهْرِ ابْنَتِهِ شيْئاً و كَانَتِ الْعَرَبُ تُعَيِّرُ مَنْ يَفعَلُهُ و (حُلْوَانُ الْمَرْأَةِ) مَهْرُهَا و (حُلْوَانُ) بَلَدٌ مَشْهُورٌ مِنْ سَوَادِ العِرَاقِ و هِىَ آخِرُ مُدُنِ الْعِرَاقِ و بَيْنَهَا و بَيْنَ بَغْدَادَ نَحْوُ خَمْسِ مَرَاحِلَ و هِىَ مِنْ طَرَفِ العِرَاقِ مِنَ الشَّرْقِ و القَادِسيَّةُ مِنْ طَرَفِهِ مِنَ الْغَرْبِ قِيلَ سُمِّيَتْ باسْمِ بَانِيهَا و هُوَ (حُلْوَانُ ابنُ عِمْرانَ بنِ إلْحَافِ بنِ قُضَاعَةَ) و (حَلِيَ) الشى‏ءُ بِعَيْنِى و بِصَدْرِى يَحْلَى مِنْ بَابِ تَعِبَ (حَلَاوَةً) حَسُنَ عِنْدِى و أَعْجَبَنى و (حَلِيَتِ) الْمَرأَةُ (حَلْياً) سَاكِنُ اللَّامِ لَبِسَتِ (الحَلْيَ) و جمعه (حُلِيّ) و الْأَصْلُ عَلَى فُعُولٍ مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (الحِلْيَةُ) بالْكَسْرِ الصِّفَةُ و الْجَمْعُ (حُلَى) مقْصُورٌ و تُضَمُّ الحَاءُ و تُكْسَرُ و (حِلْيَةُ) السَّيْفِ زِينَتُهُ قَالَ ابْنُ فَارسٍ وَ لَا تُجْمَعُ و (تَحَلَّتِ) الْمَرْأَةُ لَبِسَتِ الْحُلِىَّ أَوِ اتَّخَذَتْهُ و (حَلَّيْتُها) بالتَّشْدِيدِ أَلْبَسْتُها الْحُلِىَّ أو اتَّخَذْتُهُ لَهَا لِتَلْبَسَهُ و (حَلَّيْتُ) السَّوِيقَ جَعَلْتُ فِيهِ شَيْئاً حُلْواً حتَّى حَلَا و (الْحَلَواءُ) الَّتِى تُؤْكَلُ تُمَدُّ و تُقْصَرُ و جَمْعُ الْمَمْدُودِ (حَلَاوِيُّ) مثْلُ صَحْرَاءَ و صَحَارِىَّ بالتَّشْدِيد و جَمْعُ الْمَقْصُورِ بِفَتْحِ الوَاوِ و قَالَ الْأَزْهَرِى (الْحَلْوَاءُ) اسْمٌ لِمَا يُؤْكَلُ مِنَ الطَّعَامِ إِذَا كَانَ مُعَالَجا بِحَلاوَةٍ و (حَلَاوةُ) القَفَا وَسَطُهُ.
[حمد]
حَمِدْتُهُ: عَلَى شَجَاعَتِهِ و إِحْسَانِهِ (حَمْداً) أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ و مِنْ هُنَا كَانَ (الْحَمْدُ) غَيْرَ (الشُّكْرِ) لأَنَّهُ يُسْتَعْمَلُ لِصِفَةٍ فِى الشَّخْصِ و فِيهِ مَعْنى التَّعَجُّبِ و يَكُونُ فِيهِ مَعْنَى التَّعْظِيمِ للْمَمْدُوح و خُضُوعِ المَادِحِ كَقَولِ الْمُبْتَلَى (الْحَمْدُ للّه) إذْ لَيْسَ هُنَا شَى‏ءٌ مِنْ نِعَمِ الدُّنْيَا و يَكُونُ فِى مُقَابَلَةِ إِحْسَانٍ يَصِلُ إلَى الْحَامِدِ و أَمَّا الشُّكْرُ فَلَا يَكُونُ إلَّا فى مُقَابَلَةِ الصَّنِيعِ فَلَا يُقَالُ شَكَرْتُهُ عَلَى شَجَاعَتِهِ و قِيلَ غَيْرُ ذلِكَ و (أَحْمَدْتُهُ) بالْأَلفِ وَجَدْتُهُ مَحْمُوداً وَ فِى الْحَدِيثِ «سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ و بِحَمْدِكَ».
التَّقْدِيرُ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ و الْحَمْدُ لَكَ و يَقْرُبُ مِنْهُ مَا قِيلَ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى: «وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ» أَى نُسَبِّحُ حَامِدِين لَكَ أَوْ وَ الْحَمدُ لَكَ و قِيلَ التَّقدِيرُ وَ بِحَمْدِكَ نَزَّهْتُكَ وَ أَثْنَيْتُ عَلَيْكَ فَلَك المنَّةُ و النّعْمَةُ عَلَى ذَلكَ و هَذَا مَعْنَى‏

149
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حمد ص 149

مَا حُكِىَ عَنِ الزَّجَّاجِ قَالَ سَأَلْت أَبا الْعَبَّاسِ مُحمَّدَ بنَ يَزِيدَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْمَازِنيّ عَنْ ذلِكَ فَقَال الْمَعْنَى سُبْحَانَكَ اللهُمَّ بِجَمِيعِ صِفَاتِكَ و بِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ وَ قَالَ الْأَخْفَشُ الْمَعْنَى سُبْحَانَك اللّهُمَّ و بِذِكْرِكَ وَ عَلَى هَذَا فَالواوُ زَائَدةٌ كَزِيَادَتِهَا فِى (رَبَّنَا و لَكَ الْحَمْدُ) و الْمَعْنَى بِذِكْرِك الْوَاجِبِ لَكَ مِنَ التَّمْجِيدِ و التَّعْظِيمِ لأَنَّ الْحَمْدَ ذِكْرٌ و قَالَ الأَزْهَرِىُّ سُبْحَانَكَ اللّهُمّ و أَبْتَدِئُ بِحَمْدِكَ و إنَّما قَدّرَ فِعْلًا لأنَّ الأصْلَ فِى الْعَمَلِ لَهُ و تَقُولُ (رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ) أىْ لَكَ الْمِنَّةُ عَلَى مَا أَلْهَمْتَنَا أَوْ لَكَ الذّكْرُ و الثَّنَاءُ لأَنَّكَ الْمُسيْتَحِقُّ لِذَلِكَ وَ فِى (رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ دُعَاءُ خُضُوعٍ و اعْتَرافٌ بالرُّبُوبِيَّةِ و فِيهِ مَعْنَى الثَّنَاءِ و التَّعْظِيمِ و التَّوْحِيدِ وَ تَزادُ الْوَاوُ فَيُقَالُ (وَ لَكَ الْحَمْدُ) قَالَ الأصْمَعِىُّ سأَلْت أَبَا عَمْرِو بنَ العَلَاءِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ كَانُوا إِذَا قَالَ الْوَاحِدُ يعْنِى يَقُولُونَ و هُوَ لَكَ و الْمُرَادُ هُوَ لَكَ وَ لكنَّ الزِيَادَةَ تَوْكِيدٌ وَ تَقُولُ فى الدُّعَاءِ (وَ ابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ) بِالْأَلِفِ و اللامِ إن جُعِلَ الَّذِى وَعَدْتَهُ صِفَةً لَهُ لأَنَّهُمَا مَعْرِفَتَان و الْمَعْرِفَةُ تُوصَفُ بِالْمَعْرِفَةِ و لَا يجُوز أَنْ يُقَالَ مَقَاماً مَحْمُوداً لأنَّ النَّكِرةَ لَا تُوصَف بِالْمَعْرِفَةِ وَ لَا يجُوز أَنْ يَكُونَ عَلَى الْقَطْعِ لِأَنَّ القَطْعَ لَا يَكُونُ إلَّا فِى نَعْتٍ وَ لَا نَعْتَ هُنَا نَعَمْ يَجُوزُ ذَلِكَ إنْ قِيلَ فِى الْكَلَامِ حَذْفٌ و التَّقْدِيرُ هُوَ الّذِى و تَكُونُ الْجُمْلَةُ صِفَةً للنَّكِرَةِ و مثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مالًا» و الْمُعَرَّفُ أَوْلَى قِيَاساً لسَلَامَتِهِ مِنَ الْمَجَازِ و هُوَ الْمَحْذُوفُ الْمُقَدَّرُ فِى قَوْلِكَ هُوَ الَّذِى و لأَنَّ جَرْىَ اللِّسَانِ عَلَى عَمَلٍ وَاحِدٍ مِنْ تَعْرِيفٍ أَوَ تَنكيرٍ أَخَفُّ مِن الاخْتِلافِ فَإنْ لَمْ يُوصَفْ بالّذِى جَازَ التَّعْرِيفُ و منْهُ‏
فِى الْحَدِيثِ (يَوْم يَبْعَثُهُ اللّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ).
و تَكُونُ اللَّامُ لِلْعَهْدِ و جَازَ التَّنْكِيرُ لِمُشَاكَلَةِ الفَوَاصِل أوْ غَيرِهِ و (المَحْمَدَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ نَقيضُ الْمذَمَّة و نَصَّ ابنُ السَّرَّاجِ و جَمَاعَةٌ عَلَى الْكَسْر.
[حمر]
الْحُمْرَةُ: مِنَ الْألْوَانِ مَعْرُوفَةٌ و الذَّكَرُ (أَحْمَرُ) و الأُنْثَى (حَمْرَاءُ) و الْجَمْعُ (حُمْرٌ) و هَذَا إِذَا أُرِيدَ بِهِ الْمَصْبُوغُ فَإِنْ أُريدَ (بالْأَحْمَرِ) ذُو الْحُمْرَةِ جُمِعَ عَلَى (الْأَحَامِرِ) لأنَّهُ اسْمٌ لَا وَصْفٌ و (احْمَرَّ) الْبَأْس اشْتَدَّ و (احْمَرَّ) الشَّي‏ءُ صَارَ أَحْمَرَ و (حَمَّرْتُه) بالتَّشدِيدِ صَبَغْتُهُ بِالْحُمْرَةِ و (الحِمَارُ) الذَّكَرُ و الْأُنْثَى أَتَانٌ و (حِمَارَةٌ) بالْهَاءِ نَادِرٌ و الْجَمْعُ (حَمِيرٌ) و (حُمُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ و (أَحْمِرَةٌ) و (حِمَارٌ أَهْلِىٌّ) بالتَّنْوِينِ و جُعِلَ أهْلِىٌّ وصْفاً و بالإضَافَةِ و (حِمَارُ قَبَّانَ) دُوَيْبَةٌ تُشْبِهُ الْخُنْفُسَاءَ و هِىَ أصغَرُ مِنْها ذَاتُ قَوَائِمَ كَثِيرةٍ إذَا لَمَسَهَا أَحَدٌ اجْتَمَعَت‏

150
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حمر ص 150

كَالشَّى‏ءِ الْمَطْوِىِّ و أَهْلُ الشَّامِ يُسَمُّونَهَا قُفْلَ قُفَيلة و (الْحُمَّرُ) بِضَمِّ الْحَاءِ و فَتْحِ الْمِيمِ و تَشْدِيدُهَا أكْثَرُ مِن التَّخفِيفِ ضَرْبٌ مِنَ الْعَصَافِيرِ الْواحِدَةُ (حُمَّرَةٌ) قَالَ السَّخَاوِىُّ (الْحُمَّرُ) هُوَ القُبَّرُ وَ قَالَ فى الْمُجَرَّدِ و أَهْلُ الْمَدِينَة يسَمُّونَ الْبُلْبُلَ النُّغَرَةَ و (الحُمَّرَةَ) و (حُمْرُ النَّعَم) ساكِنُ الْمِيم كرَائمُهَا و هُوَ مَثَلٌ فى كُلّ نَفِيسٍ و يُقَالُ إِنَّهُ جَمْعُ (أَحْمَرَ) و إِنَّ أَحْمَرَ مِنْ أَسْمَاءِ الْحُسْنِ.
[حمش‏]
رَجُلٌ حَمْشُ: السَّاقَيْنِ وِزَانُ فَلْسٍ أَىْ دَقِيقُ السَّاقَيْنِ و (حَمِشَ) عَظْمُ سَاقِهِ مِنْ بَابِ تعِب (حَمْشَةً) رَقَّ و هُوَ (أَحْمَشُ) مثْلُ أَحْمَرَ.
[حمص‏]
الْحِمَّصُ: حَبٌّ مَعْروفٌ بِكَسْرِ الْحَاءِ و تَشْدِيدِ المِيمِ لكِنَّهَا مَكْسُورَةٌ أَيْضاً عِنْدَ البَصْرِيِّين و مَفْتُوحَةٌ. عِنْدَ الْكُوفِيّينَ و (حِمْصُ) الْبَلَدُ الْمَعْرُوفَةُ بالصَّرْفِ و عَدَمِهِ.
[حمض‏]
حَمُضَ: الشَّى‏ءُ بِضَمِّ الْمِيم و فَتْحِها (حُمُوضَةً) فهُوَ (حَامِضٌ) و (الْحَمْضُ) مِنَ النَّبْتِ مَا كَان فِيهِ مُلُوحَةٌ و (الخُلَّة) مَا سِوى ذَلِكَ و تَقُولُ الْعَرَبُ (الْخُلَّةُ) خُبْرُ الإِبِلِ و الْحَمْضُ فَاكهَتُها.
[حمق‏]
الحُمْقُ: فَسَادٌ فِى الْعَقْلِ قَالُه الأَزْهَرِىُّ و (حَمِقَ) (يَحْمَق) فهُوَ (حَمِقٌ) منْ بَابِ تَعِبَ و (حَمُقَ) بالضَّمِّ فَهُوَ (أحْمَقُ) و الأُنْثَى (حَمْقَاءُ) و (الْحَماقَةُ) اسْمٌ مِنْهُ و الْجَمْعُ (حَمْقَى) و (حُمْقٌ) مثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ قَالَ ابْنُ القَطَّاعِ و (حَمِقَ حَمَقاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ خَفَّتْ لِحْيَتُهُ.
[حمل‏]
الحِملُ: بالْكسر مَا يُحْمَلُ عَلَى الظَّهْرِ و نَحْوِهِ و الْجَمْعُ (أَحْمَالٌ) و (حُمُولٌ) و (حَمَلْتُ) الْمَتَاعَ (حَمْلًا) مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَأَنا (حَامِلٌ) و الأُنْثَى (حَامِلَةٌ) بِالْهَاءِ لأَنَّهَا صِفَةٌ مُشْتَرَكَةٌ و يُقَالُ لِلْمُبَالغَةِ أَيْضاً (حَمَّالٌ) و بِهِ سُمِّىَ و منْهُ (أَبْيَضُ بْنُ حَمَّالٍ المأْرِبِىُّ) و (حَمَلَ) بِدَينٍ وَدِيَةٍ (حَمَالَةٌ) بالفَتْحِ و الْجَمْعُ (حَمالاتٌ) فهُوَ (حَمِيلٌ به) و (حَامِلٌ) أيضاً و (حَمَلَتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا و يُجْعَلُ (حَمَلَتْ) بمعْنَى علِقَتْ فَيَتَعدَّى بالْبَاءِ فَيُقَالُ (حَمَلَتْ بِهِ) فِى لَيْلَةِ كَذَا و فِى مَوْضِعِ كَذَا أى حَبِلَتْ فَهِىَ (حَامِلٌ) بغَيْر هَاءٍ لأنَّها صِفَةٌ مُخْتَصَّةٌ و رُبَّمَا قِيلَ (حَامِلَةٌ) بالْهَاءِ قِيلَ أَرَادُوا الْمُطَابَقَةَ بَيْنَهَا و بَيْنَ حَمَلَتْ و قِيلَ أَرَادُوا مَجَازَ الْحَمْلِ إمَّا لأَنَّهَا كَانَتْ كَذَلكَ أَوْ سَتَكُونُ فَإِذَا أُرِيدَ الْوصْفُ الْحَقِيقى قِيلَ (حَامِلٌ) بِغَيْرِ هَاءٍ و (حَملَتِ) الشَّجَرَةُ (حَمْلًا) أَخْرَجَتْ ثَمَرَتها فالثَّمَرَةُ (حَمْلٌ) تَسْمِيَةٌ بالْمَصْدَرِ و هِىَ (حَامِلٌ) و (حَامِلَةٌ) و يُعَدَّى بالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (حَمَّلْتُهُ) الشَّى‏ءَ (فَحَمَلَهُ) و (احْتَمَلْتُهُ)

151
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حمل ص 151

عَلَى افْتَعَلْتُ بِمَعْنَى (حَمَلْتُهُ) و (احْتَمَلْتُ) مَا كَانَ مِنْه بِمَعْنَى الْعَفْوِ و الإغْضَاءِ و (الاحْتِمَالُ) فِى اصْطِلَاحِ الْفُقَهَاءِ و الْمُتَكَلِّمينَ يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ بِمَعْنَى الْوَهْمِ و الْجَوَازِ فَيَكُونُ لَازماً و بِمَعْنَى الاقْتِضَاءِ و التَّضَمُّنِ فَيَكُونُ مُتَعَدِّياً مثْلُ (احْتَمَلَ) أَن يَكُونَ كَذَا و (احْتَمَلَ) الْحَالُ وُجُوهاً كَثِيرةً وَ
فىِ حَدِيثٍ رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ و التِّرْمِذِى و النَّسائِىُّ «إذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَم يَحْمِلْ خَبَثاً».
مَعْنَاهُ لَمْ يَقْبَلْ حَمْلَ الْخَبَثِ لأَنَّهُ يُقَالُ فُلَانٌ لَا يَحْمِلُ الضَّيْمَ أَىْ يَأْنَفُهُ و يَدْفَعُهُ عَنْ نَفْسِهِ و يُؤَيّدُه‏
الرِّوَايةُ الْأُخْرَى لِأَبِي دَاوُدَ (لَمْ يَنْجُس).
و هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَا إذا لَمْ يَتغَيَّرْ بِالنَّجَاسَةِ و (حَمَلْتُ) الرَّجُلَ عَلَى الدَّابَّةِ (حَمْلًا) و حَمِيلُ السَّيْلِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ و هُوَ مَا يَحْمِلُ مِنْ غُثَائِهِ و (الْحَمِيل) الرَّجُل الدَّعِىُّ و (الْحَمِيلُ) الْمَسْبىُّ لأَنَّهُ يُحْمَلُ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ و (حِمالَةُ) السَّيْفِ و غَيْرِهِ بالْكَسْر و الْجَمْعُ (حَمَائِلُ) و يُقَالُ لَها (مِحْملُ) أَيضاً وِزَانُ مِقْوَدٍ و الْجَمعُ (مَحَامِلُ) و (الْحَمَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَلَدُ الضَّائِنَةِ فى السَّنَةِ الْأُوَلى و الْجَمْعُ (حُمْلانٌ) و (الْمَحْمِلُ) وِزَانُ مَجْلِسٍ الْهَوْدَجُ وَ يجُوزُ (مِحْملٌ) وِزَانُ مِقْودٍ و (الْحَمُولَةُ) بِالْفَتْحِ الْبَعِيرُ (يُحملُ) عَلَيْهِ وَ قَدْ يُسْتَعْمَلُ فىِ الفَرَسِ و الْبَغْلِ و الْحِمَارِ وَ قَدْ تُطْلَقُ (الْحَمُولَةُ) عَلَى جَمَاعَةِ الإِبِل و (الْحِمْلَاقُ) بِالكَسْرِ بَاطِنُ الجَفْنِ وَ الْجَمْعُ (حَمَاليقُ).
[حمم‏]
الْحُمَمَةُ: وِزَانُ رُطَبَةٍ مَا أُحْرِقَ مِنْ خَشَبٍ و نَحْوِهِ و الْجَمْعُ بِحَذْفِ الْهَاءِ و (حَمَّ) الْجَمْرُ (يَحَمُّ) (حَمَماً) مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا اسْوَدَّ بَعْدَ خُمُودِهِ و تُطْلَقُ (الْحَمَمَةُ) عَلَى الْجَمْرِ مَجَازاً بِاسْمِ مَا يَئُولُ إليْهِ و (حَمَّ) الشَّى‏ء (حَمّا) مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَرُب و دَنَا و (أَحَمَّ) بِالْألِفِ لُغَةٌ و يُسْتَعْمَلُ الرُّبَاعِىُّ متعدِّياً فَيُقَالُ (أَحَمّهُ) غَيْرُهُ و (حَمَّمْتُ) وجْهَه (تَحْمِيماً) إِذَا سَوَّدْتَهُ بالْفَحْمِ و (الحمَامُ) عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ ذىِ طَوْقٍ مِنَ الْفَوَاخِتِ و القَمَارِىِّ و سَاقِ حَرٍّ و الْقَطَا و الدَّوَاجِنِ و الْوَرَاشِينِ و أَشْبَاهِ ذَلِكَ الْوَاحِدَةُ (حَمَامَةً) و يَقَعُ عَلَى الذّكَر و الْأُنْثَى فيُقَال (حَمَامَةٌ) ذَكَرٌ و (حَمَامَةٌ) أُنْثَى و قَالَ الزَّجَّاجُ إذَا أَرَدْتَ تَصْحِيحَ الْمُذَكَّر قُلْتَ رَأَيْتُ (حَمَاماً عَلَى حَمَامَةٍ) أَى ذَكَراً عَلَى أُنْثَى و الْعَامَّةُ تَخُصُّ (الحَمَامَ) بالدَّوَاجِنِ وَ كَانَ الْكِسَائِىُّ يَقولُ (الْحَمَامُ) هو البَرِّىُّ و (الْيَمَامُ) هُوَ الّذِى يَأْلَفُ الْبُيُوتَ و قَالَ الْأَصْمَعِىُّ (الْيَمَامُ) حَمَامُ الْوَحْشِ و هُوَ ضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الصَّحْرَاءِ. و الْحَمَّامُ: مُثَقَّلٌ مَعْرُوفٌ و التَّأْنِيثُ أَغْلَبُ «1»
__________________________________________________
 (1) فى القاموس- و الحمُامُ كشَدَّادٍ مُذَكّرٌ جمعه حمّامات- (و لم يذكر التأنيث) و نقل الشارح قول سيبويه:
جَمَعُوهُ بالألف و التاء و إن كان مُذَكّراً حيث لم يُكَسَّرْ جعلوا ذلك عوضاً عن التكسير.

152
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حمم ص 152

فَيُقَالُ هِىَ (الْحَمَّامُ) وَ جَمْعُها (حَمَّامَاتٌ) عَلَى الْقِياسِ و يُذَكَّرُ فَيُقَال هُوَ (الْحَمَّامُ) و (الْحُمَّى) فُعْلى غَيْرُ مُنْصِرفَةٍ لِأَلِفِ التَّأْنِيثِ و الجمعُ (حُمَّيَاتٌ) و (أَحَمَّهُ) اللّهُ بالأَلِفِ مِنَ الْحُمَّى (فَحُمَّ) هوَ بِالْبِنَاءِ للْمفعولِ و هُوَ (مَحْمُومٌ) و (الْحَمِيمُ) الْمَاءُ الْحَارُّ و (اسْتَحَمَّ) الرَّجُلُ اغْتَسَل بالْمَاءِ الْحَمِيم ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتُعْمِلَ (الاسْتِحْمَامُ) فى كُلّ مَاءِ و (المِحَمُّ) بِكَسْرِ الْمِيمِ القُمْقُمَةُ و (حَامِيمُ) إنْ جَعَلْتَهُ اسْماً للسُّورةِ أَعْرَبْتَهُ إعرَابَ مَا لَا يَنْصَرِفُ و إنْ أَرَدْتَ الحِكَايَةَ بَنَيْتَ عَلَى الْوَقْفِ لِمَا يَأْتِي فِى (يس) و مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا اسْماً لِلسُّوَرِ كُلّها و الْجَمْعُ (ذواتُ حَامِيمَ) و (آلُ حاميمَ) و مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا اسْماً لِكُلِّ سُورَةٍ فَيجمَعُهَا (حَوَامِيم)
[حمن‏]
حَمْنَةُ: وزَانُ تَمْرةٍ مِنْ أَسْمَاءِ النِّسَاءِ و مِنْهُ (حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشِ بنِ وثَّابٍ الأَسَدِىِّ) و أُمُّهَا أُمَيمَةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِب عَمَّةُ رَسُولِ اللّهِ صَلَى اللّهُ عَلَيْهِ وَ سَلّم.
[حمي‏]
حَمَيْتُ: الْمَكَانَ مِنَ النَّاسِ (حَمْياً) مِنْ بَابِ رَمَى و (حِمْيَةً) بِالكسْرِ مَنَعْتُهُ عَنْهُمْ و (الحِمَايَةُ) اسْمٌ مِنْه و (أَحْمَيْتُهُ) بالْأَلِفِ جَعَلْتُهُ (حِمًى) لَا يُقْرَبُ وَ لَا يُجْتَرَأُ عَلَيْهِ قَالَ الشَّاعِرُ:
         و نَرْعَى حِمى الْأَقوَامِ غَيْرَ مُحَرَّمٍ             عَلَيْنَا و لا يُرعَى حِمَانَا الّذِى نَحْمِى‏
و (أَحْمَيْتُه) بالأَلِفِ أَيْضاً وَجَدْتُهُ (حِمًى) و تَثْنِيَةُ (الحِمَى) (حِمَيَانِ) بكَسْرِ الْحَاءِ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ و بِالْيَاءِ و سُمِعَ بِالْوَاوِ فَيُقَالُ (حِمَوَانِ) قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ و (حَمَيْتُ) الْمَرِيضَ (حِمْيَةً) و (حَمَيْتُ) الْقَوْمَ (حِمَايةً) نَصَرْتُهُمْ و (حَمِيَتِ) الْحَدِيدةُ (تَحْمَى) من بَابِ تَعِبَ فَهِىَ (حَامِيَةٌ) إذَا اشْتَدَّ حَرُّهَا بالنَّارِ و يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَحْمَيْتُها) فَهِىَ (مُحْمَاةٌ) و لا يُقَالُ (حَمَيْتُها) بِغَيرِ أَلِفٍ و (الْحَمِيَّةُ) الأَنَفَةُ و (الْحَمْأَةُ) طِينٌ أَسْودُ و (حَمِئَتِ) الْبِئْر (حَمَأً) مِنْ بَابِ تَعِبَ صَارَ فِيهَا (الْحمأَةُ) و (حَمَاةُ) الْمَرْأَةِ وِزَانُ حَصَاةٍ أُمُّ زَوْجِهَا لَا يَجُوزُ فيها غَيْرُ الْقَصْرِ و كُلُّ قَريبٍ للزَّوجِ مِثْلُ الأَبِ و الأَخِ و العَمِّ فَفِيهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ (حَمًا) مثْلُ عَصًا و (حَمٌ) مثْل يَدٍ و (حَمُوهَا) مِثْلُ أَبُوهَا يُعْرَبُ بِالْحُرُوفِ و (حَمْ‏ءٌ) بِالْهَمْزَةِ مِثْلُ خَب‏ءٍ، و كُلُّ قَرِيبٍ مِنْ قِبَلِ الْمَرْأَةِ فَهُمُ (الْأَخْتَانُ) قَالَ ابنُ فارِسٍ (الْحَمْ‏ءُ) أبُو الزَّوجِ و أَبُو امْرَأَةِ الرجُلِ و قَالَ فى الْمُحكَمِ أَيْضاً و (حَمْ‏ءُ) الرَّجُلِ أَبُو زَوْجَتِه أَوْ أَخُوها أَوْ عَمُّها فَحَصَل‏

153
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حمي ص 153

مِنْ هَذَا أَنَّ (الْحَمْ‏ء) يَكُونُ مِنَ الجَانِبَيْنِ كالصِّهْرِ و هَكَذَا نَقَلَهُ الْخَلِيلُ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ و (الحُمة) مَحْذُوفَةُ اللَّامِ سُمُّ كُلِّ شَى‏ءٍ يَلْدَغُ أَوْ يَلْسَعُ.
[حنث‏]
حَنِثَ: فِى يَمِينِهِ (يَحْنَثُ) (حِنْثاً) إذَا لَمْ يَفِ بمُوجِبِهَا فَهُوَ (حَانِثٌ) (وَ حَنَّثْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ جَعَلْتُهُ حَانِثاً و (الْحِنثُ) الذّنْبُ و (تَحَنَّثَ) إذَا فَعَل مَا يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الْحِنْثِ قَالَ ابنُ فَارِسٍ و (التَّحَنُّثُ) التَّعَبُّدُ و منْه «كَانَ النَّبىُّ صلَّى اللّهُ عَلَيهِ و سلَّم يَتَحَنَّثُ فِى غَارِ حِرَاءٍ».
[حنش‏]
الْحَنَشُ: بِفَتْحَتَيْنِ كُلُّ مَا يُصَادُ مِنَ الطَّيْرِ و الْهَوَامِّ و (حَنَشْتُ) الصَّيْدَ (أَحْنِشُهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ صِدْتُهُ و (الْحَنَشُ) أَيْضاً الْحَيَّةُ و يُطْلَقُ عَلَى كُلِّ حَشَرةٍ يُشْبِهُ رَأْسُهَا رَأْسَ الْحَيَّةِ كَالْحَرَابِىِّ و سَوَامِّ أَبْرَص‏
[حنط]
الْحِنْطَةُ: و القَمْحُ و البُرُّ و الطَّعَامُ وَاحِدٌ و بائِعُ الْحِنْطَةِ (حَنَّاطٌ) مِثْلُ البَزَّاز و العَطَّار و النِّسْبَةُ إِليهِ عَلَى لَفْظِه (حَنَّاطِيٌّ) و هِى نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا و (الْحَنُوطُ) و (الحِنَاطُ) مِثْلُ رَسُول و كِتَابٍ طِيبٌ يُخْلَطُ المَيِّتِ خَاصَّةً و كُلُّ مَا يُطَيَّبُ بِهِ الْمَيَّتُ مِنْ مِسْكٍ و ذَرِيرةٍ وَ صَنْدَل و عَنْبَرٍ و كَافُورٍ وَ غيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُذَرُّ عَلَيْهِ تَطْيِيباً لَهُ و تَجْفِيفاً لِرُطُوبَتِهِ فَهُوَ حَنُوطٌ).
[حنف‏]
الحَنَفُ: الاعْوِجَاجُ فى الرِّجْلِ إلَى دَاخِلٍ و هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ فالرَّجُلُ (أَحْنَفُ) و بِهِ سُمِّىَ و يُصَغَّرُ عَلَى (حُنَيْف) تَصْغِيرَ التَّرخِيم وَ بِهِ سُمِّى أيْضاً و هُوَ الَّذِى يَمْشى عَلَى ظُهُور قَدَمَيْهِ و (الْحَنِيفُ) الْمُسْلِمُ لأَنَّهُ مائل إِلَى الدِّينِ الْمُسْتَقِيمِ و (الْحَنِيفُ) النَّاسِكُ‏
[حنق‏]
حَنِقَ: (حَنَقاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ اغْتَاظَ فَهُوَ (حَنِقٌ) و (أَحْنَقْتُهُ) غِظْتُهُ فَهُوَ (مُحْنَقٌ).
[حنك‏]
الحَنَكُ: مِنَ الإنْسَانِ و غيره مُذَكَّرٌ و جَمْعُهُ (أَحْنَاكٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و (حَنَّكْتُ) الصَّبِىَّ (تَحْنِيكاً) مَضَغْتُ تَمْراً و نَحْوَهُ و دَلكْتُ بِهِ حَنَكَهُ و (حَنَكْتُهُ) (حَنْكاً) مِن بَابَيْ ضَرَبَ و قَتَلَ كَذَلِكَ فَهُوَ (مُحَنَّكٌ) مِنَ الْمُشَدَّدِ و (مَحْنُوكٌ) مِنَ الْمُخَفَّفِ.
[حنن‏]
حَنَنْتُ: عَلَى الشَّى‏ءِ (أَحِنُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (حَنَّةً) بالفتْحِ و (حَنَاناً) عَطَفْتُ و تَرَحَّمْتُ و (حنَّتِ) الْمَرْأَةُ (حَنِيناً) اشْتَاقتْ إِلَى وَلَدِهَا و (حُنَيْنٌ) مصَغَّرٌ وادٍ بَيْنَ مَكَّةَ و الطَّائِفِ هُوَ مُذَكَّرٌ مُنْصَرِفٌ و قَدْ يُؤَنَّثُ عَلَى مَعْنَى الْبُقْعَةِ. و قِصَّةُ: حُنَيْنٍ أَنَّ النَّبىَّ صلَّى اللّه عَلَيْهِ سَلَّمَ فَتَحَ مَكَّةَ فِى رَمَضَانَ سنةَ ثَمَانٍ ثُمَّ خَرَجَ مِنْها لِقِتَالِ هَوازِنَ و ثَقِيفٍ و قَدْ بَقِيَتْ أَيَّامٌ مِنْ رَمَضَانَ فَسَارَ إلَى حُنَيْنٍ فَلَمَّا الْتقَى الْجَمْعَانِ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ ثُمَّ أَمَدَّهُمُ اللّه بِنَصْرِه فَعَطَفُوا

154
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حنن ص 154

و قَاتَلُوا الْمُشرِكينَ فَهَزمُوهُمْ و غَنِمُوا أَمْوَالَهُمْ و عِيَالَهُمْ ثُمَّ صَارَ الْمُشْرِكُونَ إلَى أَوْطَاسٍ فَمِنْهُمْ مَنْ سَارَ عَلَى نَخْلَةَ الْيَمَانِيَّةِ و مِنْهُمْ مَنْ سَلَكَ الثَّنَايَا و تَبِعَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَم مَنْ سَلَكَ نَخْلَةً و يُقَالُ إِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ أَقَامَ عَلَيْهَا يَوْماً و لَيْلَةً ثُمَّ صَارَ إِلَى أَوْطَاسٍ فَاقْتَتَلُوا و انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ إلَى الطَّائِفِ و غَنِم الْمُسْلِمُونَ مِنْهَا أَيْضاً أَمْوَالَهُمْ و عِيَالَهُمْ ثُمَ صَارَ إِلَى الطَّائِفِ فَقَاتَلَهُمْ بَقِيَّةَ شَوَّالِ فَلَمَّا أَهَلَّ ذُو الْقَعْدَةِ تَرَكَ الْقِتَالَ لِأَنَّهُ شَهْرٌ حَرَامٌ و رَحَلَ رَاجِعاً فَنَزَلَ الْجِعِرَّانَةَ و قَسَمَ بِهَا غَنَائمَ أَوْطَاسٍ و حُنَيْنٍ و يُقَالُ كَانَتْ سِتَّةَ آلافِ سَبْىٍ.
[حنو]
حَنَتِ: الْمَرْأَةُ عَلَى وَلَدِهَا (تَحْنى) و (تَحْنُو) (حُنُوًّا) عَطَفَتْ و أشْفَقَتْ فَلَمْ تَتَزَوَّجْ بَعْدَ أَبِيهمْ و (حَنَيْتُ) الْعودَ (أَحْنِيه) (حَنْياً) و (حَنَوْتُهُ) (أَحْنُوهُ) (حَنْواً) ثَنَيْتُهُ وَ يُقَالُ للرَّجُلِ إِذَا انْحَنَى مِنَ الْكِبَر (حَنَاهُ) الدهرُ فَهُوَ (مَحْنِيٌّ) و (مَحْنُوٌّ) و (الحِنَّاءُ) فِعّالٌ و (الحِنَّاءَةُ) أَخَصُّ مِن الحِنَّاءِ و (حَنَّأَتِ) الْمَرْأَةُ يَدَها بالتَّشْدِيدِ خَضَبَتْهَا بالحِنَّاءِ و التخفيفُ من بَابِ نَفَع لُغَةٌ.
[حوب‏]
حَابَ: (حَوْباً) مِنْ بَابِ قَالَ إِذَا اكْتَسَبَ الإِثْمَ و الاسْمُ (الْحُوبُ) بالضَّمِّ و قِيلَ الْمَضْمُومُ و الْمَفْتُوحُ لُغَتَانِ فالضمُّ لُغَةُ الحِجَازِ و الفَتْحُ لُغَةُ تَمِيمٍ و (الْحَوْبَةُ) بالْفَتْحِ الْخَطِيئَةُ.
[حوت‏]
الحُوت: الْعَظِيمُ مِنَ السَّمَكِ و هُوَ مُذَكَّرٌ وَ فِى التَّنْزيلِ «فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ» و الْجَمْعُ (حِيتَانٌ)
[حوج‏]
الْحَاجَةُ: جَمْعُها (حَاجٌ) بِحَذْفِ الْهَاءِ و (حَاجَاتٌ) و (حَوَائِجُ) و (حَاجَ) الرَّجلُ (يَحُوجُ) إِذَا (احْتَاجَ) و (أَحْوَجَ) وِزَانُ أَكْرَمَ مِنَ الْحَاجَةِ فَهُوَ (مُحْوِجٌ) و قِيَاسُ جَمْعِهِ بالْواوِ و النُّونِ لأَنَّهُ صِفةُ عَاقِلٍ و النَّاسُ يَقُولُونَ فى الْجَمْعِ (مَحَاوِيجُ) مِثْلُ مَفَاطِيرَ و مَفَالِيسَ و بَعْضُهُمْ يُنْكِرُهُ و يَقُولُ غَيْرُ مَسْمُوعٍ و يُسْتَعْمَلُ الرُّبَاعِىُّ أَيْضاً مُتَعَدّيا فَيُقَالُ (أَحْوَجَهُ) اللّهُ إِلى كَذَا.
[حوذ]
الْحَاذُ: وِزَانُ الْبَابِ مَوْضِعُ اللِّبْدِ مِنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ و هُوَ وَسَطْهُ و مِنْهُ قِيلَ رَجُلٌ خَفِيفُ (الْحَاذِ) كَمَا يُقَالُ خَفِيفُ الظَّهْرِ عَلَى الاسْتِعَارَةِ و (اسْتَحْوَذَ) عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ غَلَبَهُ وَ اسْتَمَالَهُ إِلَى مَا يُرِيدُهُ مِنْه و (الأَحْوَذِيُّ) الَّذِى حَذَقَ الأشياءَ و أَتْقَنَهَا.
[حور]
الحَارَةُ: الْمَحَلَّةُ تَتَّصِلُ مَنَازِلُها و الْجَمْعُ (حَارَاتٌ) و (الْمَحَارَةُ) بفَتْحِ المِيمِ مَحمِلُ الحاجِّ و تُسَمَّى الصَّدَفَةَ أَيْضاً و حَوِرَتِ العَيْنُ حَوَراً مِنْ بَابِ تَعِبَ اشْتَدَّ بَيَاضُ بَيَاضِهَا و سَوَادُ سَوَادِهَا و يُقَالُ (الْحَوَرُ) اسْوِدَادُ الْمُقْلَةِ كُلِّهَا كعُيُونِ الظِّبَاءِ قَالُوا وَ لَيْسَ فِى الْإِنْسَانِ (حَوَرٌ) و إِنَّما قِيلَ ذَلِكَ فِى النِّسَاءِ عَلَى التَّشْبِيهِ و فِى مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ وَ لَا يُقَال‏

155
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حور ص 155

لِلْمَرْأَةِ (حَوْرَاءُ) إلَّا لِلْبَيْضَاءِ مَعَ حَوَرِها و (حَوَّرْتُ) الثِّيابَ (تَحْوِيراً) بَيَّضْتُهَا و قِيلَ لأصْحَابِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ (حَوَارِيُّونَ) لأَنَّهم كَانُوا يُحَوِّرونَ الثياب أَىْ يُبَيِّضُونَهَا و قِيلَ (الْحَوَارِىُّ) النَّاصِرُ و قِيلَ غيرُ ذلِكَ و (احْوَرَّ) الشَّى‏ءُ ابْيَضَّ وَزْناً وَ مَعْنًى و (حَارَ) (حَوْراً) مِنْ بَابِ قَالَ نَقَصَ وَ (حَاوَرْتُهُ) رَاجَعْتُهُ الْكَلَامَ و (تَحَاوَرَا) و (أَحَارَ) الرَّجُلُ الْجَوَابَ بالأَلِفِ رَدَّهُ وَ (مَا أَحَارَهُ) مَا رَدَّهُ.
[حوز]
حُزْتُ: الشَّى‏ءَ (أَحُوزُهُ) (حَوْزاً) و (حِيَازَةً) ضَممْتُهُ و جَمَعْتُهُ و كُلُّ مَنْ ضَمَّ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئاً فَقَدْ (حَازَهُ) و (حَازَهُ) (حَيْزاً) مِنْ بَابِ سَارَ لُغَةٌ فِيهِ و (حُزْتُ) الْإِبِلَ باللُّغَتَيْنِ سُقْتُهَا بِرِفْقٍ و (الْحَوْزَةُ) النَّاحِيَةُ و (الْحَيْزُ) النَّاحِيَةُ أَيْضاً وَ هُوَ فَيْعِلٌ وَ رُبَّمَا خُفِّفَ وَ لِهَذَا قِيلَ فى جَمْعِهِ (أَحْيَازٌ) و الْقِيَاسُ (أَحْوَازٌ) لكِنَّهُ جُمِعَ عَلَى لَفْظ الْمُخَفَّفِ كَمَا قِيلَ فِى جَمْعِ قَائِمٍ و صَائمٍ قُيَّمٌ و صُيَّمٌ عَلَى لُغَةِ مَنْ رَاعَى لَفْظَ الْوَاحِدِ و (أَحْيَازُ) الدَّارِ نَوَاحِيهَا و مَرَافِقُها و (تَحَيَّزَ) الْمَالُ (انْضَمَّ) إلَى (الْحَيِّزِ) و قَوْلُه تَعَالَى: «أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى‏ فِئَةٍ»
 مَعْنَاهُ أَوْ مَائِلًا إلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ و (انْحَازَ) الرَّجُلُ إِلَى الْقَوْمِ بِمَعْنَى (تَحَيَّزَ) إِلَيْهِم.
[حوش‏]
الْحُوشُ: بِضَمِّ الحَاءِ مثْلُ (الوَحْشِ) و (الحُوشِيِّ) و (الوحشِىِّ) بِمَعْنًى و فُلَانٌ يَجْتَنِبُ (حُوشِيَّ) الْكَلَامِ و هُوَ الْمُسْتَغْرَبُ و حَكَى ابنُ قُتَيْبَةَ أَنَّ الإِبِلَ (الحُوشِيَّةَ) مَنْسُوبَةٌ إلَى (الْحُوشِ) و أَنَّها فُحُولٌ مِنَ الْجِنِّ ضَرَبَتْ فِى إِبلٍ فَنُسِبَتْ إِلَيْهَا و حَكَاهُ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً و قَالَ هِىَ النَّجَائِبُ الْمَهْريَّةُ و (احْتَوَشَ) القَوْمُ بالصَّيْدِ أَحَاطُوا بِهِ و قَدْ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ (احْتَوَشُوهُ) و اسْمُ الْمَفْعُول (مُحْتَوَشٌ) بالْفَتْحِ و مِنْهُ (احْتوشَ) الدَّمُ الطُّهْرَ كَأَنَّ الدِّمَاءَ أَحَاطَتْ بِالطُّهْرِ و اكْتَنَفَتْهُ مِنْ طَرَفَيْهِ فالطُّهْرُ (مُحْتَوَشٌ) بِدَمَيْنِ.
[حوص‏]
حَوِصَتِ: الْعَيْنُ (حَوَصاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَاقَ مُؤْخِرُهَا و هُوَ عَيْبٌ فالرَّجُلُ (أَحْوَصُ) و بِهِ سُمِّى و جَمْعُهُ صِفَةً (حُوصٌ) و اسماً (أَحَاوِصُ) و الأُنْثَى (حَوْصَاءُ) مثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ.
[حوض‏]
حَوْضُ: الماء جَمْعُهُ (أَحْوَاضٌ) و (حِيَاضٌ) و أَصْلُ (حِيَاضٍ) الْوَاوُ لكِنْ قُلِبَتْ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا مثْلُ ثَوْبٍ و أَثْوَابٍ و ثِيَابٍ.
[حوط]
حَاطَهُ: (يَحُوطُه) (حَوْطاً) رعَاهُ و (حَوَّطَ) حَوْلَهُ (تَحْوِيطاً) أَدَارَ عَلَيْهِ نَحْوَ التُّرَابِ حَتَّى جَعَلَهُ مُحِيطاً بِهِ و (أَحَاطَ) الْقَوْمُ بِالْبَلَدِ (إِحَاطَةً) اسْتَدَارُوا بِجَوَانِبِهِ و (حَاطُوا) بِهِ مِنْ بَابِ قَالَ لُغَةٌ فِى الرُّبَاعِىِّ و مِنْهُ قِيلَ لِلْبِنَاءِ (حَائِطٌ) اسمُ فَاعِلٍ مِنَ الثُّلَاثِيِّ و الْجَمْع‏

156
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حوط ص 156

 (حِيطَانٌ) و (الحَائِطُ) البُسْتَانُ و جَمْعُهُ (حَوَائِطُ) و (أَحَاطَ بِهِ عِلْماً) عَرَفَهُ ظَاهِراً و بَاطِنَا و (احْتَاطَ) لِلشَّى‏ءِ افْتِعَالٌ و هُوَ طَلَبُ الْأَحَظِّ وَ الْأَخْذُ بِأَوْثَقِ الْوجُوهِ و بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الاحْتِيَاطَ مِنَ اليَاءِ و الاسْمُ الحَيْطُ و (حَاطَ) الحِمَارُ عَانَتَهُ (حَوْطاً) مِنْ بَابِ قَالَ إِذَا ضَمَّهَا و جَمَعَهَا و مِنْهُ قَوْلُهُمْ افْعَلِ (الأَحْوَطَ) وَ الْمَعْنَى افْعَلْ مَا هُوَ أَجْمَعُ لِأُصُولِ الأَحْكَامِ و أَبْعَدُ عَنْ شَوَائِبِ التَّأْوِيلَاتِ و لَيْسَ مَأْخُوذاً مِن الاحْتِيَاطِ لِأَنَّ أَفْعَلَ التَّفْضِيلِ لَا يُبْنَى مِنْ خُمَاسِىّ.
[حوف‏]
حَافَةُ: كُلِّ شَى‏ءٍ نَاحِيَتُهُ و الْأَصْلُ (حَوَفَةٌ) مثْلُ قَصَبَةٍ فانْقَلَبَتِ الْوَاوُ أَلِفاً لِتَحَرُّكِهَا و انْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا و الْجَمْعُ (حَافَاتٌ) و (حَافَتا) الْوَادِى جَانِبَاهُ و (الْحَافُ) عِرْقٌ أَخْضَرُ تَحْتَ اللِّسَانِ.
[حوك‏]
حَاكَ: الرَّجُلُ الثَّوْبَ (حَوْكاً) مِنْ بَابِ قَالَ و (الْحِيَاكَةُ) بِالْكَسْرِ الصِّنَاعَةُ فَهُوَ (حَائِكٌ) و الْجَمْعُ (حَاكَةٌ) و (حَوَكَةٌ).
[حول‏]
حَالَ: (حَوْلًا) مِنْ بَابِ قَالَ إِذَا مَضَى و مِنْه قِيلَ لِلْعَامِ (حَوْلٌ) و لَوْ لَمْ يَمْضِ لِأَنَّهُ سَيَكُونُ تَسْمِيَةٌ بالْمَصْدَرِ و الْجَمْعُ (أَحْوالٌ) و (حَالَ) الشَّى‏ءُ و (أَحَالَ) و (أَحْوَلَ) إِذَا أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ و (أَحَلْتُ) بالْمَكَانِ أَقَمْتُ بِهِ (حَوْلًا) و (الحِيلَةُ) الْحِذْقُ فِى تَدْبِيرِ الْأُمُورِ و هُوَ تَقْلِيبُ الفِكْرِ حَتَّى يُهْتَدَى إِلَى الْمَقْصُودِ و أَصْلُهَا الْوَاوُ و (احْتَالَ) طَلَبَ الْحِيلَةَ و (حَالتِ) الْمَرْأَةُ و النَّخْلَةُ و النَّاقَةُ و كُلُّ أُنْثَى (حِيَالًا) بِالْكَسْرِ لَمْ تَحْمِلْ فَهِى (حَائِلٌ) و (حَالَ) النَّهْرُ بَيْنَنَا (حَيْلُولَةً) حَجَزَ و مَنَعَ الاتِّصَالَ و (الحَالُ) صِفَةُ الشَّى‏ءِ يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ فَيُقَالُ (حَالٌ) حَسَنٌ و (حَالٌ) حَسَنَةٌ و قَدْ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ (حَالَةٌ) و (اسْتَحَال) الشَّى‏ءُ تَغَيَّر عَنْ طَبْعِهِ وَ وَصْفِهِ و (حَالَ) (يَحُولُ) مِثْلُهُ و (الْمَحَالُ) البَاطِلُ غيرُ الْمُمْكِنِ الْوُقَوعِ و (اسْتَحَالُ) الْكَلَامُ صَارَ مُحَالًا و (اسْتَحَالَتِ) الْأَرْضُ اعْوَجَّتْ و خَرَجَتْ عَنْ الاسْتِوَاءِ و (تَحَوَّلَ) مِنْ مَكَانِهِ انْتَقَلَ عَنْهُ و (حَوَّلْتُهُ) (تَحْوِيلًا) نَقَلْتُه مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ و (حَوَّلَ) هو (تَحْوِيلًا) يُسْتَعْمَلُ لَازِماً و مُتَعَدِّياً (و حَوَّلْتُ) الرِّدَاءَ نَقَلْتُ كُلَّ طرَف إِلَى مَوْضِعِ الآخَر و (الْحَوَالَةُ) بِالْفَتْحِ مَأْخُوذَةٌ مِنْ هَذَا (فَأَحَلْتَهُ) بِدَيْنه نَقَلْتَه إلَى ذِمَّةٍ غَيْرِ ذِمَّتِكَ و (أَحلْتُ) الشَّى‏ءَ (إحَالَةً) نَقَلْتُهُ أَيْضاً و (أَحَلْتُ) عَلَيْهِ بِالسَّوْطِ و الرُّمْحِ سَدَّدْتُهُ إلَيْهِ و أَقْقَلْتُ بِه عَلَيْهِ و مِنْهُ قَوْلُهُمْ فِيمَنْ ضَرَب مُشْرِفاً عَلَى الْمَوْتِ فَقَتَلَهُ (يُحَالُ) الْمَوْتُ عَلَى الضَّرْبِ أَىْ نُعَلِّقُهُ بِهِ و نُلْصِقُهُ بِهِ كَمَا يُلْصَقُ الرُّمْح بالْمُحَالِ عَلَيْهِ و هُوَ الْمَطْعُونُ و (أَحَلْتُ) الْأَمْرَ عَلَى زَيدٍ أَىْ جَعَلْتُهُ مَقْصوراً عَلَيْهِ مَطْلُوبا

157
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حول ص 157

بِهِ (وَ لَا حَوْلَ و لَا قُوَّةَ إِلّا بِاللّهِ) قِيلَ مَعْنَاهُ لَا حَوْلَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ و لَا قُوَّةَ عَلَى الطَّاعَةِ إلَّا بِتَوْفِيقِ اللّهِ و قَعَدْنَا (حَوْلَهُ) بِنَصْبِ اللَّامِ عَلَى الظَّرْفِ أَىْ فى الْجِهاتِ الْمُحِيطَةِ بهِ و (حَوَالَيْهِ) بِمعْنَاهُ.
[حوم‏]
حَامَ: الطَّائِرُ حَوْلَ الْمَاءِ (حَوَماناً) دارَ بِهِ وَ فِى الْحَدِيثِ «فَمَنْ حَامَ حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ».
أَىْ مَنْ قَارَبَ الْمَعَاصِىَ و دَنَا مِنْها قَرُبَ وقُوُعُه فِيها.
[حون‏]
الحَانُوتُ: دُكَّانُ البَائِعِ و اخْتُلِفَ فِى وَزْنِهَا فقيل أَصْلُهَا فَعَلُوتٌ مِثْلُ مَلَكُوتٍ مِنَ الْمَلْكِ وَ رَهَبُوتٍ مِنَ الرَّهْبَةِ لكِنْ قُلِبَتِ الْوَاوُ أَلِفاً لتَحَرُّكِهَا و انْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا كَمَا فُعِلَ بِطَالُوتَ و جَالُوتَ و نَحْوِهِ و قِيلَ أَصْلُهَا (حَأْنُوَةٌ) عَلَى فَعْلُوَةٍ بسُكُونِ الْعَيْنِ و ضَمِّ اللَّامِ مِثْلُ عَرْقُوَةٍ و تَرقُوَةٍ لكِنْ لَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهَا خُفِّفَتْ بسُكُونِ الْوَاوِ ثُمَّ قُلِبَتِ الْهَاءُ تَاءً كما قِيلَ فى تَابُوتٍ و أَصْلُهُ تَابُوَهٌ فى قَوْلِ بعضهِمْ وَ قَالَ الفَارَابِىُّ (الْحَانُوتُ) فَاعُولٌ و أصْلُهَا الْهَاءُ لَكِنْ أُبْدِلَتْ تَاء لِسُكُونِ مَا قَبْلَهَا و الْجَمْعُ (الْحَوَانِيتُ) و (الحَانُوتُ) يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ (الْحَانُوتُ) و هى الْحَانُوتُ و قَالَ الزَّجَّاجُ (الْحَانُوتُ) مُؤَنَّثَةٌ فإِنْ رَأَيْتَهَا مُذَكَّرَةً فَإِنَّمَا يُعْنَى بِهَا الْبَيْتُ و رَجُلٌ (حَانُوتيٌّ) نِسْبَةٌ عَلَى الْقِيَاسِ و (الْحَانَةُ) الْبَيْتُ الّذِى يُبَاعُ فِيهِ الْخَمْرُ و هُوَ (الْحَانُوتُ) أَيْضاً و الْجَمْع (حَانَاتٌ) و النِّسْبَةُ (حَانِيٌّ) عَلَى القِيَاسِ‏
[حوي‏]
حَوَيْتُ: الشَّى‏ءَ (أَحْوِيه) (حَوَاية) و (احْتَوَيْتُ) عَلَيْهِ إِذَا ضَمَمْتَهُ و اسْتَوْلَيْتَ عَلَيْهِ فَهُوَ مَحْوِيٌّ و أَصْلُهُ مَفْعُولٌ و (احْتَوَيْتُه) كَذلكَ و (حَوَيْتُه) مَلَكْتُهُ.
[حيث‏]
حَيْثُ: ظَرْفُ مَكَانٍ و يُضَافُ إِلَى جُمْلَة وَ هِى مَبْنِيَّةٌ عَلَى الضَّمِّ و بَنُو تَمِيمٍ يَنْصِبُونَ إذَا كَانَتْ فِى مَوْضِعِ نَصْبٍ نحو قُمْ حَيْث يَقُومُ زَيْدٌ و تَجْمَعُ مَعْنَى ظَرْفَيْنِ لأَنَّكَ تَقُولُ أَقُومُ حَيْثُ يَقُومُ زيْدٌ و حَيْثُ زيدٌ قَائِمٌ فَيَكُونُ الْمَعْنَى أَقُومُ فِى الْمَوْضِعِ الَّذِى فِيهِ زَيْدٌ و عِبَارَةُ بَعْضِهِمْ (حَيْثُ) مِنْ حُرُوفِ الْمَوَاضِعِ لَا مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي و شَذَّ إضَافَتُهَا إلَى الْمُفْرَدِ فِى الشِّعْر «1» و يَشْتَبِهُ بِحِينٍ و سَيَأْتِى.
[حيد]
حَادَ: عَنِ الشَّى‏ءِ (يَحِيدُ) (حَيْدَةً) و (حُيُوداً) تَنَحَّى و بَعُدَ و يَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ و الْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (حِدتُ به) و (أحدتُه) مثْل ذَهَبَ و ذَهَبْتُ بِه و أَذْهَبْتُهُ.
[حير]
حَارَ: فِى أَمْرِه (يَحَارُ) (حَيَراً) منْ بَابِ تَعِبَ و حَيْرَةً لَمْ يَدْرِ وَجْهِ الصَّوابِ فَهُوَ (حَيْرَانُ) و الْمَرْأَةُ (حَيْرَى) و الجَمْعُ (حَيَارَى) و (حَيَّرْتُهُ) (فَتَحَيَّرَ) قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وَ أَصْلُهُ أَنْ‏
__________________________________________________
 (1) و من ذلك قول الشاعر:
         و نطعنهم حيث الكلى بعد ضربهم             بيض المواضى حيث لىّ الْعَمَائم‏
و الكسائى أجاز إضافتها إلى المفرد قياسا على ما سمع.

158
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حير ص 158

ينْظُرَ الإِنْسَانُ إلَى شَى‏ءٍ فَيَغْشَاهُ ضَوْءٌ فَنْصَرفَ بَصَرُهُ عَنْهُ و (الحَائِرُ) مَعْروفٌ قِيلَ سُمِّىَ بِذَلِكَ لأَنَّ الْماءَ يَحَارُ فِيهِ أىْ يَتَرَدَّدُ و (الحِيرَةُ) بالْكَسْرِ بَلَدٌ قَرِيبٌ مِنَ الْكُوفَةِ و النِّسْبَةُ إلَيْهِ (حِيرِيٌّ) عَلَى الْقِيَاسِ و سُمِعَ (حَارِيٌّ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و هِىَ غير دَاخِلَةٍ فى حُكْمِ السَّوَادِ لأَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَتَحَهَا صُلْحاً نَقَلَهُ السُّهَيْلِىُّ عَنِ الطَّبَرِىّ.
[حيس‏]
الْحَيْسُ: تَمْرٌ يُنْزَعُ نَوَاهُ و يُدَقُّ مَعَ أَقِطٍ و يُعْجَنَانِ بالسَّمْنِ ثُمَّ يُدْلَكُ بِالْيَدِ حتَّى يَبْقَى كالثَّرِيدِ و رُبَّمَا جُعِلَ مَعَه سَوِيقٌ و هُوَ مَصْدَرٌ فِى الْأَصْلِ يُقَالُ (حَاسَ) الرَّجُلُ (حَيْساً) مِن بَابِ بَاعَ إِذَا اتَّخَذَ ذلِكَ.
[حيص‏]
حَاصَ: عَنِ الْحَقِّ (يَحِيصُ) (حَيْصاً) و (حُيُوصاً) و (مَحِيصاً) و (مَحَاصاً) حَاد عنه و عَدَلَ وَ فِى التَّنْزِيل «ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ»*
 أىْ مَعْدَلٍ يَلْجَئونِ إِليْهِ‏
[حيض‏]
حَاضَتِ: السَّمُرَةُ (تَحِيضُ) (حَيْضاً) سَالَ صَمْغُهَا و (حَاضَتِ) الْمَرْأَةُ (حَيْضاً) و (مَحِيضاً) و (حَيَّضتُهَا) نَسَبْتُهَا إلَى الْحَيْضِ و الْمَرَّةُ (حَيْضَةٌ) و الْجَمْعُ (حِيَضٌ) مِثْلُ بَدْرَةٍ و بِدَر و مثْلُهُ فِى الْمُعْتَلِّ ضَيْعَةٌ و ضِيَعٌ و حَيْدَةٌ وحِيدٌ و خَيْمَةٌ و خِيَمٌ و مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ دَوْلَةٌ و دِولٌ و الْقِيَاسُ (حَيْضَاتٌ) مثلُ بَيْضَةٍ و بَيْضَاتٍ و (الحِيضَةُ) بالْكَسْرِ هَيْئَةُ الْحَيْضِ مِثْلُ الجِلْسة لِهَيْئة الجُلُوس و جَمْعُها (حِيَضٌ) أيْضاً مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (الْحِيضَةُ) بالْكَسْرِ أَيْضاً خِرْقَةُ الْحَيْضِ وَ فِى الْحَدِيثِ «خُذِى ثِيَاب حَيضَتِكِ».
يُرْوَى بِالْفَتْحِ و الْكَسْرِ و الْمَرْأَةُ (حَائِضٌ) لأَنَّهُ وَصْفٌ خَاصٌّ و جَاءَ (حَائِضَةٌ) أَيْضاً بِنَاءً لَهُ عَلَى حَاضَتْ و جَمْعُ (الحَائِضِ) (حُيَّضٌ) مِثْلُ رَاكعٍ و رُكَّعٍ و جَمْعُ (الحَائِضَة) (حَائِضَاتٌ) مثْلُ قَائِمَةٍ و قَائِمَاتٍ و
قَوْلُهُ (لَا يَقْبَلُ اللّه صَلَاةَ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ).
لَيْسَ الْمُرَادُ مَنْ هِىَ حَائضٌ حَالَةَ التَّلَبُّسِ بِالصَّلَاةِ لأنَّ الصَّلَاةَ حَرَامٌ عَلَيْهَا حِينئذٍ و لَيْسَ الْمُرَادُ الْمَرْأَةَ الْبَالِغَةَ أَيْضاً فَإِنَّهُ يُفْهمُ أَنَّ الصَّغِيرَةَ تَصحُّ صَلَاتُهَا مَكْشُوفَةَ الرَّأْسِ و لَيْسَ كَذلكَ بَلِ الْمُرَادُ مَجَازُ اللَّفْظِ و الْمَعْنَى جِنْسُ مَنْ تَحِيضُ بَالِغَةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ بَالِغَةٍ فَكَأَنَّهُ قَالَ لَا يَقْبَلُ اللّه صَلَاةَ أُنْثَى، و خرجَتِ الْأَمَةُ عَنْ هذَا الْعُمُومِ بِدَلِيلٍ مِنْ خَارِجٍ، و (تَحَيَّضَتْ) قَعَدَتْ عَنِ الصَّلَاةِ أَيَّامَ حَيْضِهَا، و (الاسْتِحَاضَةُ) دَمٌ غَالِبٌ لَيْسَ بِالْحَيْض و (اسْتُحِيضَتِ) الْمَرْأَةُ فَهِىَ (مُسْتَحَاضَةٌ) مَبْنِيًّا للْمَفْعُولِ.
[حيف‏]
حَافَ: (يَحِيفُ) (حَيْفاً) جَارَ و ظَلَمَ وَ سَوَاءٌ كَانَ حَاكِماً أَوْ غَيْرَ حَاكِمٍ فَهُوَ (حَائِفٌ) و جَمْعُهُ (حَافَةٌ) و (حُيَّفٌ).
[حيق‏]
حَاقَ: بِه الشَّى‏ءُ (يَحِيقُ) نَزَلَ قَالَ تَعَالَى «وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ».

159
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حيل ص 160

[حيل‏]
قُمْتُ حِيَالَهُ: بكَسْرِ الْحَاءِ أَىْ قُبَالَتَهُ و فَعَلْتُ كُلُّ شَى‏ءٍ عَلَى (حِيَالِهِ) أَىْ بِانْفِرَادِه و (لا حَيْلَ و لَا قُوَّةَ إلّا باللّهِ) لُغَةٌ فِى الْوَاوِ.
[حين‏]
حَانَ: كَذَا (يَحِينُ) قَرُبَ و (حَانَتِ) الصَّلَاةُ (حَيْناً) بِالْفَتْحِ و الْكَسْرِ و (حَيْنُونَةً) دَخَلَ وَقْتُهَا و (الْحِينُ) الزَّمَانُ قَلَّ أَوْ كَثُرَ و الْجَمْعُ (أَحْيَانٌ) قَالَ الْفَرَّاءُ (الحِينُ) (حِينَانِ) (حِينٌ) لَا يُوقَفُ عَلَى حَدِّهِ و (الْحِينُ) الذى فِى قَوْلِهِ تَعَالى: (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها)
 سِتَّةُ أَشْهُرٍ (قَالَ أَبُو حَاتِم و غَلِطَ كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَجَعَلوا (حِينَ) بِمَعْنَى حيثُ و الصَّوَاب أَنْ يُقَالَ حَيْثُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ ظَرْف مَكَانٍ و (حِينٌ) بالنُّونِ ظَرْفُ زَمَانٍ فَيُقَالُ قُمْتُ حَيْثُ قُمْتَ أىْ فِى الْمَوْضِعِ الّذِى قُمْتَ فِيهِ و اذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ أَىْ إِلَى أَىِّ مَوْضِعٍ شِئْتَ و أمَّا (حِينٌ) بالنَّونِ فَيُقَالُ قُمْتُ حِينَ قُمْتَ أَىْ فِى ذلِكَ الْوَقْتِ وَ لَا يُقَالُ حَيْثُ خرجَ الْحَاجُّ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ و ضَابِطُهُ أَنَّ كُلَّ موضِعٍ حَسُنَ فِيهِ (أَيْنَ و أَىُّ) اخْتَصَّ بِهِ (حَيْثُ) بِالثَّاءِ و كُلُّ مَوْضِعٍ حَسُنَ فِيهِ إذَا و لَمَّا و يَوْمٌ و وَقْتٌ و شِبهُه اخْتَصَّ بِه (حِينٌ) بالنُّونِ.
[حيي‏]
حيِيَ: (يَحْيَا) مِنْ بَاب تَعِبَ (حَيَاةً) فَهُوَ (حَيٌّ) و تَصْغِيرُهُ (حُيَيٌّ) و بِهِ سُمِّىَ وَ مِنْهُ (حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ) و الْجَمْعُ (أَحْيَاءٌ) و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فيُقَالُ (أَحْيَاه) اللّهُ و (اسْتَحْيَيْتُهُ) بيَاءَيْنِ إذَا تَرَكْتَهُ حَيًّا فَلَمْ تَقْتُلْه لَيْسَ فِيهِ إلَّا هذِهِ اللُّغَة و (حَيِيَ) مِنْهُ (حَيَاءً) بالفَتْحِ و الْمَدِّ فَهُوَ (حَيِيٌّ) عَلَى فَعِيلٍ و (اسْتَحْيَا) مِنْهُ و هُوَ الانْقِبَاضُ وَ الانْزِوَاءُ قَالَ الْأَخْفَشُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ و بِالْحَرْفِ فَيُقَالُ (اسْتَحْيَيْتُ) مِنْهُ و (اسْتَحْيَيْتُهُ) و فِيهِ لُغَتَان إِحْدَاهُمَا لُغَةُ الْحِجَازِ و بِهَا جَاءَ الْقُرآنُ بِيَاءَيْنِ و الثَّانِيَةُ لِتَمِيمٍ بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ (و حَيَاءُ الشَّاةِ) مَمْدُودٌ قَالَ أبُو زَيْدٍ (الْحَيَاءُ) اسْمٌ للدُّبُرِ مِنْ كُلِّ أُنْثَى مِنَ الظِّلْفِ و الْخُفِّ و غَيْرِ ذلك و قَالَ الْفَارَابِىَّ فى بَابِ (فَعَالٍ) (الْحيَاءُ) فَرْجُ الْجَارِيَةِ و النَّاقَةِ و (الْحَيَا) مَقْصُورٌ الْغَيْثُ و (حَيَّاهُ تَحِيَّةً) أَصْلُهُ الدُّعَاءُ بِالْحَيَاةِ و مِنْهُ (التَّحِيَّاتُ لِلّهِ) أَىِ الْبَقَاءُ و قِيلَ الْمُلْكُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتُعْمِلَ فى مُطْلَقِ الدُّعَاءِ ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ الشَّرْعُ فِى دُعَاءٍ مَخْصُوصٍ وَ هُوَ (سَلَامٌ عَلَيْكَ) و (حَىَّ عَلَى الصَّلَاةِ و نَحْوِهَا) دُعَاءٌ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ مَعْنَاهُ هَلُمَّ إِلَيْهَا و يُقَالُ (حَىَّ عَلَى الْغَدَاءِ) و (حَىَّ إلى الْغَدَاءِ) أَىْ أَقْبِلْ قَالُوا وَ لَمْ يُشْتَقَّ مِنْهُ فِعْلٌ و (الْحَيْعَلَةُ) قَوْلُ الْمُؤَذِّنِ (حَىَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَىَّ عَلَى الْفَلَاحِ) و (الْحَيُّ) الْقَبِيلَةُ مِنَ الْعَرَبِ و الْجَمْعُ (أَحْيَاءٌ) و (الْحَيَوانُ) كُلُّ ذِى رُوحٍ نَاطِقاً كَانَ أَوْ غَيْرَ نَاطِقٍ مأْخُوذٌ مِنَ الْحَيَاةِ يَسْتَوِى فِيهِ الْوَاحِدُ و الْجَمْعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ فِى الْأَصْلِ و قَوْلُهُ تَعَالَى «وَ إِنَّ الدَّار

160
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

حيي ص 160

الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ»
 قِيلَ هِىَ الْحَيَاةُ الَّتِى لَا يَعْقُبُهَا مَوْتٌ و قِيلَ (الْحَيَوَانُ) هُنَا مبَالَغَةٌ فِى الْحَيَاةِ كَما قِيلَ لِلْمَوتِ الْكَثِيرِ مَوَتانٌ و (الْحَيَّةُ) الْأَفْعَى تُذَكَّرُ و تُؤنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ (الْحَيَّةُ) وَ هِى (الْحَيَّةُ).

161
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب الخاء ص 162

كتاب الخاء
[خبب‏]
الْخِبُّ: بالْكَسْرِ الخَدَّاعُ و فِعْلُهُ (خَبَّ) (خَبّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ رَجُلٌ (خَبٌّ) تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ و (خَبَّ) فِى الْأَمرِ (خَبَباً) مِنْ بَابِ طَلَبَ أَسْرَعَ الأَخْذَ فِيهِ و مِنْهُ (الْخَبَبُ) لِضَرْب مِنَ العَدْوِ و هُوَ خَطْوٌ فَسِيحٌ دُونَ العَنَقِ و (خَبَّابُ بن الْأَرَتِّ) مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ و شَهِد بَدْراً و شَهِدَ صِفِّينَ و مَاتَ بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْهَا سَنَةَ سَبْعٍ وَ ثَلَاثِينَ و دُفِنَ ظَاهِرَ الكُوفَةِ.
[خبت‏]
أَخْبَتَ: الرَّجُلُ (إخْبَاتاً) خَضَعَ للّهِ و خَشَعَ قَلْبُهُ قَالَ تَعَالَى (وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)
[خبث‏]
خَبُثَ: الشَّى‏ءُ (خُبْثاً) مِنْ بَابِ قَرُبَ خِلَافُ طَابَ وَ الاسْمُ (الْخباثَةُ) فَهُوَ (خَبِيثٌ) و الْأُنْثَى (خَبِيثَةٌ) و يُطْلَقُ (الْخَبِيثُ) عَلَى الْحَرَامِ كَالزِّنَا و عَلَى الرَّدِى‏ءِ الْمُسْتَكْرَهِ طَعْمُهُ أَوْ رِيحُهُ كَالثُّومِ و الْبَصَلِ و مِنْهُ (الْخبائِثُ) وَ هِى الّتِى كانَتِ الْعَرَبُ (تَسْتَخْبِثُها) مثلُ الحَيَّةِ و الْعَقْربِ قَالَ تَعَالَى: «وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ»
 أَىْ لَا تُخْرِجُوا الرَّدِى‏ءَ فى الصَّدَقَةِ عَنِ الْجَيِّدِ و (الْأَخْبَثَانِ) الْبَولُ و الْغَائِطُ و شَى‏ءٌ (خبِيثٌ) أَىْ نَجِسٌ و جَمْعُ (الْخَبِيثِ) (خُبُثٌ) بِضَمَّتَيْنِ مثْلُ بَرِيدٍ و بُرُدٍ و (خبثَاءُ) و (أَخْبَاثٌ) مثْلُ شُرَفَاءَ وَ أَشْرَافٍ و (خبثَةٌ) أَيْضاً مِثْلُ ضَعِيفٍ و ضَعَفَةٍ وَ لَا يَكَادُ يُوجَدُ لَهُمَا ثَالِثٌ و جَمْعُ (الْخَبِيثَةِ) (خَبَائِثُ) و (أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ و الْخَبَائِثِ).
بِضَمِّ الْبَاءِ و الإسْكَانُ جَائِزٌ عَلَى لُغَةِ تَمِيمٍ وَ سَيَأْتِى فِى الْخَاتِمَةِ قِيلَ مِنْ ذُكْرَانِ الشَّيَاطِينِ و إِنَاثِهِمْ وَ قِيلَ مِنَ الْكُفْرِ و الْمَعَاصى و (خَبَثَ) الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ (يَخْبُثُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ زَنَى بِهَا فَهُوَ (خَبيثٌ) وَ هِىَ (خَبِيثَةٌ) و (أَخبثَ) بالْأَلِفِ صَارَ ذَا خُبْثٍ و شَرٍّ.
[خبر]
خَبَرْتُ: الشَّى‏ءَ (أَخْبُرُ) من بَابِ قَتَلَ (خُبْراً) عَلمتُهُ فأَنَا (خَبِيرٌ بِهِ) و اسْمُ مَا يُنقَلُ وَ يُتَحَدَّثُ بِهِ (خَبَرٌ) و الْجَمْعُ (أَخْبَارٌ) و (أَخْبَرَنِى) فُلَانٌ بِالشَّى‏ءِ (فَخبرتُهُ) و (خبرْتُ) الْأَرْض شَقَقْتُهَا لِلزِّرَاعَةِ فَأَنَا (خَبِيرٌ) و مِنْهُ (الْمُخَابَرَةُ) و هى الْمُزَارَعَةُ عَلَى بَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ و (اخْتَبَرْتُهُ) بِمَعْنَى امْتَحَنْتُهُ و (الْخِبْرَةُ) بالكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ و (خَبْرُ) مِثَالُ فَلْسٍ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الْيَمَنِ و قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى شِيرَازَ و النِّسْبَةُ إِلَيْهَا (خَبْرِىٌّ) عَلَى لَفْظِهَا و (خَيْبَرُ) بِلَادُ بَنِى عَنَزَةَ عَنْ مَدِينَةِ النَّبى‏

162
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خبر ص 162

صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ فِى جَهَةِ الشأمِ نَحْو ثَلَاثَةِ أَيَّام‏
[خبز]
الْخُبْزُ: مَعْرُوفٌ و (خبزْتُهُ) (خَبْزاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (الْخُبَّازُ) وِزَانُ تُفَّاح نَبْتٌ مَعْرُوفٌ وَ فى لُغَةٍ بِأَلِفِ التّأْنِيثِ فيُقَالُ (خُبَّازَى) و هذِه فى لُغَةٍ تُخفَّفُ كالخُزامَى‏
[خبص‏]
خَبَصْتُ: الشَّى‏ءَ (خَبْصاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ خَلَطْتُهُ وَ مِنْهُ (الْخَبِيصُ) للطَّعَامِ الْمَعرُوفِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولِ.
[خبط]
خَبَطْتُ: الْوَرَقَ مِنَ الشَّجَرِ (خَبْطاً) مِنْ بَابِ ضَرَب أَسْقَطْتُهُ فَإِذَا سَقَطَ فَهُوَ (خَبَطٌ) بِفَتْحَتَيْنِ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مَسْمُوعٌ كَثِيراً و (تَخَبَّطَهُ) الشَّيْطَانُ أَفْسَدَهُ و حَقِيقَةُ (الْخَبْطِ) الضَّرْبُ و (خَبَطَ) الْبعِيرُ الْأَرْضَ ضَرَبَهَا بِيَدِه.
[خبل‏]
الخَبْلُ: بِسُكُونِ البَاءِ الْجُنُونُ و شِبْهُهُ كالهَوَجِ و البَلَهِ و قَدْ (خَبَلَهُ) الْحُزْنُ إذَا أَذْهَبَ فُؤَادَهُ مِن بَابِ ضَرَبَ و (خَبَّلَهُ) فَهُوَ (مَخْبُولٌ) و (مُخَبَّلٌ) و (الْخَبَلُ) بِفَتْحِهَا أَيْضاً الْجُنُونُ و (خَبَلْتُهُ) (خَبْلًا) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضاً فَهُوَ (مَخْبُولٌ) إذَا أَفْسَدْتَ عُضْواً مِنْ أَعْضَائِهِ أَوْ أَذْهَبْتَ عَقْلَهُ و (الْخَبَالُ) بِفَتْحِ الخَاءِ يُطْلَقُ عَلَى الْفَسَادِ وَ الْجُنُون.
[خبن‏]
خَبَنْتُ: الثَّوْبَ (خَبْناً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ عَطَفْتُ ذَيْلَهُ لِيَقْصُرَو (خَبَنْتُ) الشَّى‏ءَ (خَبْناً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَخْفَيْتُهُ و مِنه (الْخُبْنَةُ) بِالضَّمِ وَ هِىَ مَا تَحْمِلُه تَحْتَ إِبْطِك.
[خبأ]
 (خَبَأْتُ): الشَّى‏ءَ (خَبْأً) مَهْمُوزٌ مِنْ بَابِ نَفَعَ سَتَرْتُهُ وَ مِنْهُ (الْخَابيَةُ) و تُرِكَ الْهَمْزُ تَخْفِيفاً لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ وَ ربَّمَا هُمِزتْ عَلَى الْأَصْل و (خَبَّأْتُهُ) حَفِظْتُهُ و التَّشْدِيدُ تَكْثِيرٌ و مُبَالَغَةٌ وَ (الْخَبْ‏ءٌ) بالْفَتْحِ اسْمٌ لِمَا خُبئَ و (الْخِبَاءُ) مَا يُعْمَلُ مِنْ وبَرٍ أَوْ صُوفٍ و قَدْ يَكُونُ مِنْ شَعْرٍ و الجَمْعُ (أَخْبِيةٌ) بِغَيْرِ هَمْزٍ مثْلُ كِسَاءٍ و أَكْسيَةٍ و يَكُونُ عَلَى عَمُودَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ و مَا فَوْقَ ذلِكَ فَهُوَ بَيْتٌ و (خَبَتِ) النَّارُ (خُبُوّا) منْ بَابِ قَعَدَ خَمَد لَهَبُها و يُعَدَّى بِالْهَمْزةِ.
[ختم‏]
خَتَمْتُ: الْكِتَابَ و نَحْوَهُ (خَتْماً) و (خَتَمْتُ) عَلَيْهِ مِنْ بَاب ضَرَبَ طَبَعْتُ و مِنْه (الْخَاتِمُ) حَلْقَةٌ ذَاتُ فَصٍّ مِنْ غيْرِهَا فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا فَصٌّ فَهِىَ فَتَخَةٌ بِفَاءٍ و تَاءٍ مُثَنَّاةٍ مِنْ فَوْقُ و خَاءٍ مُعْجَمَةٍ وزَانُ قَصَبَةٍ وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (الْخَاتِمُ) بالكَسْرِ الْفَاعِلُ وَ بِالْفَتْحِ مَا يُوضَعُ عَلَى الطِّينَةِ و (الْخِتامُ) «1» الّذِى يُخْتَمُ عَلَى الْكِتَابِ وَ فِى الْحَدِيثِ «الْتَمِسْ و لَوْ خَاتَماً مِنْ حَدِيدٍ» قِيلَ لَوْ هُنَا بِمَعْنَى عَسَى و التَّقْدِيرُ الْتَمِسْ صَدَاقاً فإِنْ لَمْ تَجِدْ مَا يَكُونُ كَذَلِكَ فَعَسَاكَ تَجِدُ خَاتَماً مِنْ حَدِيدٍ فَهُوَ لِبَيَانِ أَدْنَى مَا يُلْتَمَسُ مِمَّا يُنْتَفَعُ بِهِ و (خَتَمْتُ) الْقُرْآنَ حَفِظْتُ خَاتِمَتَهُ و هى‏
__________________________________________________
 (1) عبارة غيره- الخِتَام ككتاب الطين الذى يُختمْ به- و هى أوضح.

163
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ختم ص 163

آخِرُهُ و الْمَعْنَى حَفِظْتُهُ جميعَهُ عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ.
[ختن‏]
ختَنَ: (الْخَاتِنُ) الصَّبِىَّ (خَتْناً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ الاسْمُ (الخِتَانُ) بِالْكَسْرِ و قَدْ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ (خِتَانَةٌ) فَالْغُلَامُ (مَخْتُونٌ) و الْجَارِيَةُ (مَخْتُونَةٌ) و غُلَامٌ وَ جارِيَةٌ (خَتِينٌ) أَيْضاً كَمَا يُقَالُ فِيهِمَا قَتِيلٌ و جَرِيحٌ قَال الْجَوْهَرِىُّ و (الْخَتَنُ) بِفَتْحَتَيْنِ عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِ الْمَرْأَةِ كَالْأَبِ و الْأَخِ و الْجَمْعُ (أَخْتَانٌ) و (خَتَن) الرَّجلَ عِنْدَ الْعَامَّةِ زَوْج ابْنَتِهِ و قَالَ الأَزْهَرِىُّ (الْخَتَنُ) أَبُو الْمَرْأَةِ و (الْخَتَنَةُ) أُمُّهَا (فَالْأَخْتَانُ) مِنْ قِبَل الْمَرْأَةِ و (الْأَحْمَاءُ) مِنْ قِبَلِ الرَّجُلِ و (الْأَصْهَارُ) يَعُمُّهُمَا و يُقَالُ (الْمُخَاتَنَةُ) الْمُصَاهَرَةُ مِنَ الطَّرَفَيْنِ يُقَالُ (خَاتَنْتُهُمْ) إِذَا صَاهَرْتَهُمْ.
[خثر]
خَثَرَ: اللَّبَنُ و غَيْرُهُ (يَخْثُرُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ (خُثُورَةً) بمَعْنَى ثَخُنَ و اشْتدَّ فَهُوَ (خَاثِرٌ) و (خَثِر) (خَثَراً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (خَثُرَ) (يَخْثُرُ) مِنْ بَابِ قَرُبَ لُغَتَانِ فِيهِ و يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (أَخْثَرْتُه) و (خَثَّرْتُهُ).
[خثي‏]
خَثَى: الْبَقَرُ (خَثْياً) مِنْ بَابِ رَمَى و هُوَ كَالتَّغَوُّطِ لِلْإِنْسَانِ وَ الاسْمُ (الخَثَى) و (الخِثْيُ) وزَانُ حَصًى و حِمْلٍ و الْجَمعُ (أَخْثَاءٌ).
[خجر]
الْخَنْجَرُ «1»: فَنْعَلٌ سِكِّينٌ كَبِيرٌ و هُوَ بِفَتْحِ الْفَاءِ و الْعَيْنِ و كَسْرُهُمَا لُغَةٌ و الْجَمْعُ (خَنَاجِرُ).
[خجل‏]
خَجِلَ: الشَّخْصُ (خَجَلًا) فَهُوَ (خَجِلٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (أَخْجَلْتُهُ) أنا و (خَجَّلْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ قُلْتُ لَهُ (خَجِلْتَ) و هُوَ كَالاسْتِحْيَاءِ.
[خدج‏]
خَدَجٌ خَدَلَّجٌ: رَجُلٌ (خَدَلَّجٌ) أَىْ ضَخْمٌ و (خَدَجَتِ) النَّاقَةُ وَلَدَهَا (تَخْدِجُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ الاسْمُ (الخِدَاجُ) قَالَ أَبُو زَيْدٍ (خَدَجَتِ) النَّاقَةُ و كُلُّ ذَاتِ خُفٍّ و ظِلْفٍ و حَافِرٍ إِذَا أَلْقَتْ وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامِ الْحَمْلِ و زَادَ ابْنُ القُوطِيَّةِ وَ إِنْ تَمَّ خَلْقُه و (أَخْدَجَتْهُ) بالأَلِفِ أَلْقَتْهُ نَاقِصَ الْخَلْقِ و قِيلَ هُمَا لُغَتَانِ إِذَا أَلْقَتْهُ وَ قَدِ اسْتَبَانَ حَمْلُهَا (فَالْخِدَاجُ) مِنْ أَوَّلِ خَلْقِ الْوَلَدِ إِلَى قُبَيْلِ التَّمَامِ فَإذَا ألْقَتْ دُونَ خَلْقِ الْوَلَدِ فَهُوَ (رِجَاعٌ) يُقَالُ رَجَعَتْهُ تَرْجِعُهُ رِجَاعاً و (الرِّجَاعُ) فِى الإِبِلِ خَاصَّةٌ وَ قَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ إِذَا أَلْقَتِ النَّاقَةُ وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامِ العِدَّةِ فَقَدْ (خَدَجَتْ) و إنْ أَلْقَتْهُ لِتَمَامِ العِدَّةِ وَ هُوَ نَاقِصُ الْخَلْقِ فَقَدْ (أَخْدَجَتْ) (إِخْدَاجاً) و الْوَلَدُ (مُخْدَجٌ) و قَالَ ابْنُ القَطَّاعِ أَيْضاً (خَدَجَتِ) النَّاقَةُ وَلَدَهَا إِذَا أَلْقَتْهُ قَبْلَ تَمَامِ الْحَمْلِ و إنْ تَمَّ خَلْقُه و (أَخْدَجَتْهُ) بالْأَلِفِ أَلْقَتْهُ نَاقِصَ الْخَلْقِ و إِنْ تَمَّ حَمْلُهَا و (خَدَجَ) الصَّلَاةَ نَقَصَهَا وَ قَالَ السَّرَقُسْطىُّ (أَخْدَجَ) الرَّجُلُ صَلَاتَه‏
__________________________________________________
 (1) عند غيره- فعلل لأن النون إذا كانت ثانية لا يحكم بزيادتها إلّا بدليل الاشتقاق و الفيومى دائماً يحكم بزيادتها- و هو فى هذا مخالف لعلماء التصريف.

164
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خدج ص 164

 (إِخْدَاجاً) إِذَا نَقَصَهَا وَ مَعْنَاهُ أَتَى بِهَا غَيْرَ كَامِلَةٍ وَ فِى التَّهْذِيبِ عَنِ الْأَصْمَعِىِّ (الْخِدَاجُ) النُّقْصَانُ و أَصْلُ ذلِكَ مِنْ خِدَاجِ النَّاقَةِ.
[خدد]
الْأُخْدُودٌ: حُفْرَةٌ فِى الْأَرْضِ و الْجَمْعُ (أَخَادِيدُ) و يُسَمَّى الْجَدْوَلُ (أُخْدُوداً) و (الْخَدُّ) جَمْعُهُ (خُدُودٌ) و هُوَ مِنَ المَحْجِر إلَى اللَّحْىِ مِن الْجَانِبَيْنِ و (الْمِخَدَّةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِأَنَّهَا تُوضَعُ تَحْتَ الْخَدِّ و الْجَمْعُ (الْمَخَادُّ) وِزَانُ دَوَابَّ.
[خدر]
الْخِدْرُ: هُو السِّتْرُ و الْجَمْعُ (خُدُورٌ) و يُطْلَقُ (الْخِدْرُ) عَلَى الْبَيْتِ إِنْ كَانَ فِيهِ امْرَأَةٌ و إِلَّا فَلَا و (أَخْدَرَتِ) الْجَارِية لَزِمَتِ الْخِدْرَ و (أَخْدَرَهَا) أَهْلُهَا يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى و (خَدَّرُوهَا) بالتَّثْقِيلِ أَيْضاً بِمَعْنى سَتَرُوهَا و صَانُوهَا عَنْ الامْتِهَانِ و الْخُروجِ لِقضَاءِ حَوَائِجِهَا و (خُدْرَةُ) وِزَانُ غُرْفَةٍ قَبِيلَةٌ و (خَدِرَ) العُضْوُ (خَدَراً) مِنْ بَابِ تَعِبَ اسْتَرْخَى فَلَا يُطِيقُ الْحَرَكَةُ.
[خدش‏]
خَدَشْتُهُ: (خَدْشاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ جَرَحْتُهُ فِى ظَاهِرِ الْجِلْدِ و سَوَاءٌ دَمِىَ الْجِلْدُ أَوْ لَا ثُمَّ اسْتُعْمِلَ الْمَصْدَرُ اسْماً و جُمِعَ عَلَى (خُدُوشٍ)
[خدع‏]
خَدَعْتُهُ «1»: (خَدْعاً) و (الخِدْعُ) بالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ و (الْخَدِيعَةُ) مِثْلُهُ و الْفَاعِلُ (الْخَدُوعُ) مِثْلُ رَسُولٍ و (خَدَّاعٌ) أيْضاً و (خَادِعٌ) و (الْخُدْعَةُ) بالضّمِّ مَا يُخْدَعُ بِهِ الْإِنْسَانُ مِثْلُ اللُّعْبَةِ لِمَا يُلْعَبُ بِهِ و (الْحَرْبُ خُدْعة) بالضَّمِّ و الفَتْحِ و يُقَالُ إِنَّ الْفَتْحَ لُغَةُ النَّبِىِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ و (خَدَعْتُه) (فانْخَدَعَ) و (الْأَخْدَعَانِ) عِرْقَانِ فِى مَوْضِعِ الحِجَامَةِ و (الْمُخْدَعُ) بِضَمِّ المِيمِ بَيْتٌ صَغِيرٌ يُحْرَزُ فِيهِ الشَّى‏ءُ و تَثْلِيثُ المِيمِ لُغَةٌ مَأْخُوذٌ مِنْ (أَخْدَعْتُ) الشَّى‏ءَ بِالْأَلِفِ إِذَا أَخْفَيْتهُ.
[خدم‏]
خَدَمَهُ: (يَخْدِمه) (خِدْمَة) فَهُوَ خَادِمٌ غُلَاماً كَانَ أَوْ جَارِيَةَ و (الْخَادِمَةُ) بِالهَاءِ فى الْمُؤَنَّثِ قَلِيلٌ و الْجَمْعُ (خَدَمٌ) و (خُدَّامٌ) و قَوْلُهُمْ (فُلَانَةٌ خَادِمَةٌ غَداً) لَيْسَ بِوَصْفٍ حَقِيقِىٍّ و الْمَعْنَى سَتَصِيرُ كَذلِكَ كَمَا يُقَالُ حَائِضَةٌ غَداً و (أَخْدَمْتُها) بالْأَلِفِ أَعْطَيْتُهَا خَادِماً و (خَدَّمْتُهَا) بالتَّثْقِيلِ لِلْمُبَالَغَةِ و التَّكْثِيرِ و (اسْتَخْدَمْتُهُ) سَأَلْتُهُ أَنْ يَخْدِمَنِى أَوْ جَعَلْتُهُ كَذلكَ.
[خدن‏]
الخِدْنُ: الصَّدِيقُ فِى السِّرِّ و الْجَمْعُ (أَخْدَانٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (خَادَنْتُهُ) صَادَقتُهُ.
[خذف‏]
خَذَفْتُ: الْحَصَاةَ و نَحْوَهَا (خَذْفاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ رَمَيْتُهَا بِطَرَفَىِ الإِبْهامِ و السَّبَّابَةِ و قَوْلُهُمْ يَأْخُذُ حَصَى (الْخَذْفِ) مَعْنَاه حَصَى الرَّمْىِ و الْمُرَادُ الْحَصَى الصِّغَارُ لكِنَّهُ أُطْلِقَ مَجَازاً.
[خذل‏]
خَذَلْتُهُ: و (خَذَلْتُ عَنْهُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ الاسْمُ (الخِذْلانُ) إذَا تَرَكْتَ نُصْرَتَهُ‏
__________________________________________________
 (1) من بَابِ قطع.

165
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خذل ص 165

و إعَانَتَهُ و تَأَخَّرْتَ عنْهُ و (خَذَّلتُه) (تَخْذِيلًا) حَسَلْتُهُ عَلَى الفَشَلِ و تَرْكِ الْقِتَالِ.
[خرب‏]
خَرِبَ: الْمَنْزِلُ فَهُوَ (خَرَابٌ) و يَتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (أَخْرَبْتُه) و (خَرَّبْتُهُ) و (الخُرْبَةُ) الثُّقْبَةُ وَزْناً و مَعْنًى و الْجَمْعُ (خُرَبٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (الْخُرْبَةُ) أَيْضاً عُرْوَةُ المَزادَةِ و (الأَخربُ) الْكَبْشُ الَّذِى فِى أُذُنِهِ شَقٌّ أو ثَقْبٌ مُسْتَدِيرٌ فَإنِ انْخرمَ ذلك فَهُوَ (أَخْرَمُ) و فِعْلُه (خَرِبَ) و (خَرِمَ) (خرماً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (خَرَبَ) (يَخْرُبُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ (خِرَابَةً) بالكَسْرِ إِذَا سَرَقَ.
[خرج‏]
خَرَجَ: مِنَ الْمَوْضِعِ (خُرُوجاً) و (مَخْرَجاً) و (أَخْرَجْتُه) أَنَا وَ وَجَدْتُ لِلْأَمْرِ (مَخْرَجاً) أىْ مَخْلَصاً و (الخَرَاجُ) و (الخَرْجُ) مَا يَحْصُلُ مِن غَلَّةِ الأَرْضِ و لِذَلِكَ أُطْلِقَ عَلَى الجِزْيَةِ و قَوْلُ الشَّافِعِىّ وَ لَا أَنْظُر إِلَى مَنْ لَهُ الدَّوَاخِلُ و الْخَوَارِجُ و لا مَعَاقِدِ القُمُطِ و لا أنْصَافِ اللَّبِن (فالْخَوَارِجُ) هِىَ الطَّاقَاتُ و الْمَحَارِيبُ فِى الْجِدَارِ منْ بَاطِنِه و (الدَّوَاخِلُ) الصُّوَرُ و الكِتَابَةُ فِى الْحَائِطِ بِجِصٍّ أَوْ غَيْرِهِ و يُقَالُ الدَّوَاخِلُ و الْخَوَارِجُ مَا خَرَجَ مِنْ أَشْكَالِ الْبِنَاءِ مُخَالِفاً لأشْكَالِ نَاحِيَتِهِ وَ ذَلِكَ تَحْسِينٌ و تَزْيِينٌ فَلَا يَدُلُّ عَلَى مِلْك و (مَعَاقِدُ القُمُطِ) الْمُتَّخَذَةِ مِنَ القَصَب و الْحُصُرِ تَكُونُ سِتْراً بَيْنَ الأَسْطِحَةِ تُشَدُّ بِحِبَالٍ أوْ خُيُوطٍ فَتُجْعَلُ مِنْ جَانِبٍ و الْمسْتَوِى مِنْ جَانِبٍ و (أَنْصَافُ اللَّبِنِ) هُوَ البِنَاءُ بِلَبِنَاتٍ مُقَطَّعَةٍ يَكُونُ الصَّحِيحُ مِنْهَا إلَى جَانِبٍ و المَكْسُورُ إلَى جَانِبٍ لأَنَّهُ نَوْعُ تَحْسِينٍ أَيْضاً فَلَا يَدُلُّ عَلَى مِلْكٍ. و (الخُرْجُ) وِعَاءٌ مَعْرُوفٌ عَرَبىٌّ صَحِيحٌ و الْجَمْعُ (خِرَجَةٌ) وِزَانُ عِنَبَةٍ و (الْخُرَاجُ) وِزَانُ غُرَاب بَثْرٌ الوَاحِدَة (خُرَاجَةٌ) و (اسْتَخْرَجْتُ) الشَّى‏ءَ مِنَ الْمَعْدِنِ خَلَّصْتُهُ مِنْ تُرَابِهِ.
[خرر]
خَرَّ: الشَّى‏ءُ (يَخِرُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ سَقَطَ و (الْخَرِيرُ) صَوْتُ الْمَاءِ و عَيْنٌ (خَرَّارَةٌ) غَزِيرَةُ النَّبْع.
[خرز]
خَرَزْتُ: الْجِلْدَ (خَرْزاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و قَتَلَ و هُوَ كَالْخِيَاطَةِ فِى الثِّياب و (الْخَرَزُ) مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَة (خَرَزَةٌ) مِثْلُ قَصَبٍ و قَصَبَةٍ وَ (خَرَزُ الظَّهْرِ) فَقَارُهُ.
[خرس‏]
خَرِسَ «1»: الْإِنْسَانُ (خرساً) مُنِعَ الْكَلَامَ خِلْقَةً فهو (أَخْرَسُ) و الأُنْثَى (خَرْساءُ) و الْجَمْعُ (خُرْسٌ) و (الْخُرْسُ) وِزَانُ قُفْلٍ طَعَامٌ يُصْنَعُ لِلْوِلَادَةِ.
[خرص‏]
خَرَصْتُ: النَّخْلَ (خَرْصاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ حزَرْتُ تَمْرَهُ وَ الاسْمُ (الخِرْصُ) بِالْكَسْرِ و (خَرَصَ) الكَافِرُ (خَرْصاً) كَذَبَ فَهُوَ
__________________________________________________
 (1) خَرِس خَرساً من بَاب طرِب.

166
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خرص ص 166

 (خَارِصٌ) و (خَرَّاصٌ) و (الخُرْصُ) بالضَّمِ حَلْقَةٌ.
[خرط]
خَرَطْتُ: الْوَرَقَ (خَرْطاً) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ حَتَتُّهُ مِنَ الْأَغْصَانِ و (الْخَرِيطَةُ) شِبْهُ كِيسٍ يُشْرَجُ مِنْ أَدِيمٍ و خِرَقٍ و الْجَمْعُ (خَرَائِطُ) مِثْلُ كَرِيمَةٍ و كَرَائِمَ‏
[خرطم‏]
و (الْخُرْطُومُ) الأنْفُ و الْجَمْعُ (خَرَاطِيمُ) مِثْلُ عُصْفُورٍ و عَصَافِيرَ.
[خرع‏]
الخِرْوَعُ: وِزَانُ مِقْوَدٍ نَبْتٌ لَيِّنٌ وَ وَزْنُهُ فِعْوَلٌ عَلَى زِيَادَةِ الوَاوِ و مِنْهُ قِيلَ لِلْمَرْأَةِ تَمْشِى وَ تَنْثَنِى و تَلِينُ (خَرِيعٌ).
[خرف‏]
خَرَفْتُ: الثمار (خَرْفاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُها و (اخْتَرفْتُها) كَذلِكَ و (الْخَرِيفُ). الْفَصْلُ الَّذِى (تُخْتَرَفُ) فِيهِ الثِّمَارُ و النِّسْبَةُ إلَيْهِ (خَرَفِيٌّ) بفَتْحَتَيْنِ و قَدْ يُسَكَّنُ الثَّانى تَخْفِيفاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و (الْمَخْرَفُ) بِفَتْحِ الميم مَوْضِعُ الاخْتَرِافِ و بِكَسْرِهَا المِكْتَل و (الْخَرُوفُ) الحَمَلُ و الجمع (خِرْفانٌ) و (أَخْرِفَةٌ) سُمِّىَ بِذلِكَ لأَنَّه (يَخْرُفُ) مِنْ ههُنَا و مِنْ ههُنَا أَىْ يَرْتَعُ و يَأْكُلُ و (خَرِفَ) الرَّجُلُ (خَرَفاً) مِن بَابِ تَعِبَ فَسَدَ عَقْلُهُ لِكِبَرِهِ فَهُوَ (خَرِفٌ).
[خرق‏]
الخَرقُ: الثَّقْبُ فِى الْحَائِطِ و غَيْرِهِ و الْجَمْعُ (خُرُوقٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و هُوَ مَصْدَرٌ فِى الْأَصْلِ مِنْ (خَرَقْتُهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا قَطَعْتُهُ و (خَرَّقْتُهُ) (تَخْرِيقاً) مُبَالَغَةٌ و قَد اسْتُعْمِلَ فى قَطعِ الْمَسَافَةِ فَقِيلَ (خَرَقْتُ) الأَرْضُ إذَا جُبْتَها و (خَرِقَ) الغَزَالُ و الطَّائِرُ (خَرَقاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا فَزِعَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الذَّهَاب و و مِنْهُ قِيلَ (خَرِقَ) الرّجُلُ (خَرَقاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ أَيْضاً إذَا دَهِش مِنْ حَيَاءٍ أَوْ خَوْفٍ فهُوَ (خَرِقٌ) و (خَرِقَ) (خَرَقاً) أَيْضاً إذَا عَمِل شَيْئاً فلَمْ يَرْفُقْ فِيهِ فهو (أَخْرَقُ) وَ الأنْثَى (خَرْقَاءُ) مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و الاسْمُ الْخُرْقُ بِضَمِّ الخَاءِ و سُكُونِ الرَّاءِ و (خَرُقَ) بِالشَّى‏ءِ مِنْ بَابِ قَرُبَ إذَا لَمْ يَعْرِفْ عَمَلَهُ بيَدِهِ فَهُوَ (أَخْرَقُ) أَيْضاً و (خَرِقَتِ) الشَّاةُ (خَرَقاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَ فِى أُذُنِهَا (خَرْقٌ) و هو ثَقْبٌ مُسْتَدِيرٌ فهِىَ (خَرْقَاءُ) و (الخِرْقَةُ) مِنَ الثَّوْبِ القِطْعَةُ مِنْهُ و الْجَمْعُ (خِرَقٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ وَ سِدَرٍ.
[خرم‏]
خَرَمْتُ: الشَّى‏ءَ (خَرْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا ثَقَبْتُهُ و (الخُرْمُ) بِالضَّمِ مَوْضِعُ الثَّقْبِ و (خَرَمْتُهُ) قَطَعْتُهُ (فَانْخَرَمَ) و مِنْهُ قِيلَ (اخْتَرَمَهُمُ) الدَّهْرُ إذَا أَهْلَكَهُمْ بِجَوَائِحِه.
[خرأ]
خَرِئَ: بالْهَمْزَةِ (يخْرَأُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا تَغَوَّطَ و اسْمُ الْخَارِجِ (خَرْءٌ) و الْجَمْعُ (خُرُوءٌ) مثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ وَ قَالَ الْجَوْهَرِىُّ هُوَ (خُرْءٌ) بالضَّمِّ و الْجَمْعُ (خُرُوءٌ) مثْلُ جُنْدٍ و (جُنُودٍ) و (الخِرَاءُ) وِزَانُ كِتَابٍ قِيلَ اسْمٌ لِلْمَصْدَرِ مِثْلُ الصِّيَام اسْمٌ لِلصَّوْمِ و قِيلَ هُوَ جمع (خَرْءٍ) مثْلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و (الْخِرَاءَةُ)

167
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خرأ ص 167

وِزانُ الحِجَارَةِ مِثْلُهُ و قَالَ الْجَوْهَرِىُّ بِفَتْحِ الْخَاءِ مِثْلُ كَرِهَ كَرَاهَةً و (الْخَرَاءُ) بِالْفَتْحِ غَيْرُ ثَبَتٍ.
[خزر]
خَزِرَتِ: العَيْنُ (خَزَراً) مِنْ بَابِ تَعِب إذَا صَغُرَتْ و ضَاقَتْ فالرَّجُلُ (أَخْزَرُ) و الْأُنْثَى (خَزْرَاءُ) و (تَخَازَرَ) الرَّجُلُ قَبَضَ جَفْنَهُ لِيُحَدِّدَ النَّظَر و (الخَيْزُرَانُ) فَيْعُلَانٌ بِفَتْحِ الفَاءِ و ضَمِّ الْعَيْنِ عُرُوقُ القَنَا و (الْخَيْزُرَانُ) السُّكَّانُ وَ يُقالُ لِدَارِ النَّدْوَةِ (دَارُ الْخَيزُرَانِ) و (الخِنْزِيرُ) فِنْعِيلٌ حَيَوَانٌ خَبِيثٌ و يُقَالُ إِنَّهُ حُرِّمَ عَلَى لِسَانِ كُلِّ نَبِىٍّ و الْجَمْعُ (خَنَازِيرُ).
[خزرج‏]
الخَزْرَجُ: وِزَانُ جَعْفَرٍ مِنْ أَسْمَاءِ الرِّيحِ وَ بِهَا سُمِّىَ الرَّجُلُ.
[خزز]
الْخَزُّ: اسْمُ دَابَّةٍ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الثَّوْبِ الْمُتَّخَذِ مِنْ وَبَرِهَا و الْجَمْعُ (خُزُوزٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (الخُزَزُ) الذَّكَرُ مِنَ الْأَرَانِبِ و الْجَمْعُ (خِزَّانٌ) مِثْل صُرَدٍ و صِرْدَانٍ.
[خزف‏]
الخَزَف: الطِّينُ الْمَعْمُولُ آنِيَةً قَبْلَ أَنْ يُطْبَخَ و هُوَ الصَّلْصَالُ فَإِذَا شُوِىَ فَهوَ الفَخَّار.
[خزق‏]
خَزَقَهُ: (خَزْقاً) منْ بَابِ ضَرَبَ طَعَنهُ و (خَزَقَ) السَّهْمُ القِرْطَاسَ نَفَذَ مِنْهُ فَهُوَ (خَازِقٌ) و جَمْعُهُ (خَوَازِقُ).
[خزل‏]
اخْتَزَلْتُه: اقْتَطَعْتُهُ و (خَزَلْتُهُ) (خَزْلًا) مِنْ بَابِ قَتَلَ. قَطَعْتُهُ (فَانْخَزَلَ) و (اخْتَزَلْتُ) الْوَدِيعَةَ خُنْتُ فِيهَا وَ لَوْ بِالامْتِنَاع مِنَ الرَّدِّ لِأَنَّهُ اقْتِطَاعٌ عَنْ مَالِ المَالِكِ.
[خزم‏]
الخَزَمُ: شَجَرٌ يُعْمَلُ مِنْ قِشْرِه حِبَالٌ الوَاحِدَة (خَزَمَةٌ) مثْلُ قَصَبٍ و قَصَبَةٍ و بِمُصَغَّرٍ الْوَاحِدَةِ سُمِّىَ الرَّجُلُ و (خَزَمْتُ) الْبَعِيرَ (خَزْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ ثَقَبْتُ أَنْفَهُ و (الخِزَامَةُ) بالْكَسْرِ مَا يُعْمَلُ مِنَ الشَّعْرِ و يُقَالُ لِكُلِّ مَثْقُوبِ الأَنْفِ (مَخْزُومٌ) و جَمْعُ (الخِزَامَةِ) (خِزَامَاتٌ) و (خَزَائِمُ) و (الخُزَامَى) بأَلِفِ التَّأْنِيثِ مِنْ نَبَاتِ الْبَادِيَةِ قَالَ الْفَارَابِىُّ و هُوَ خِيرِىُّ البَرِّ و قَالَ الأَزْهَرِىُّ بَقْلَةٌ طَيِّبَة الرَّائِحَةِ لَهَا نَوْرٌ كَنَوْرِ البَنَفْسَج.
[خزن‏]
خَزَنْتُ: الشَّى‏ءَ (خَزْناً) مِنْ بَابِ قَتَلَ جَعَلْتُهُ فِى المَخْزِنِ «1» و جمعه (مَخَازِنُ) مثْلُ مَجْلِسٍ و مَجَالِسَ و (الخِزَانَةُ) بالْكَسْرِ مثْلُ الْمخْزِنِ و الْجَمع (الْخَزَائِنُ) و شَى‏ءٌ (خَزِينٌ) فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول و (خَزَنْتُ) السِّر كَتَمْتُهُ و (خَزِنَ) اللَّحْمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ عَلَى الْقَلْبِ مِنْ (خَنِزَ).
[خزي‏]
خَزِيَ: (خِزْياً) مِنْ بَابِ عَلِم ذَلَّ و هَانَ، و (أَخْزَاهُ) اللّهُ أَذَلَّه و أَهَانه، و (خَزِيَ) (خَزايةً) بالْفَتْحِ اسْتَحَى فَهُوَ (خَزْيانُ) و (المُخْزِيَةُ) علَى صِيغَةِ اسم فَاعِلٍ مِنْ (أَخْزَى) الْخَصْلَةُ الْقَبِيحَةُ، و الْجَمْعُ (المُخْزِياتُ) و (المَخَازِي).
[خسر]
خَسِرَ: فِى تجارَتِه (خَسَارَةً) بالْفَتْحِ و (خُسْراً)
__________________________________________________
 (1) فى كتب اللغة- أَنّ المخزَن بفتح الزاى- و ليس على زنة مجلس كما ذكر الفيومى.

168
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خسر ص 168

و (خُسْراناً) و يَتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَخْسَرْتُهُ) فِيهَا، و (خَسِرَ) (خُسْراً) و (خُسْراناً) أيْضاً: هَلَك. و (أَخْسَرْتُ) المِيزَانَ (إخْسَاراً) نَقَصْتُ الْوَزْنَ و (خَسَرْتُهُ) (خَسْراً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ فِيهِ و (خَسَّرْتُ) فُلَاناً بالتَّثْقِيلِ: أَبْعَدْتُهُ و (خَسَّرْتُهُ) نَسَبْتُهُ إلَى الْخُسْرَانِ، مِثْلُ كَذَّبْتُهُ بالتَّثْقِيلِ إِذَا نَسَبْتُهُ إلى الْكَذِبِ و مثْلُهُ فَسَّقْتُهُ و فَجَّرْتُهُ إذَا نَسَبْتَهُ الى هذِهِ الْأَفْعَالِ.
[خسس‏]
خَسَّ: الشَّى‏ءُ (يَخِسُّ) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و تَعِبَ (خَسَاسَةً) حَقُرَ فَهُوَ (خَسِيسٌ) و الْجَمْعُ (أَخِسَّاءُ) مِثْلُ شَحِيحٍ و أَشِحَّاءَ و قَدْ جُمِعَ على (خِسَاسٍ) مثْلُ كَرِيمٍ و كرامٍ، و الأُنْثَى (خَسِيسَةٌ) و الْجَمْعُ (خَسَائِسُ) و (خَسَّ) مِنْ بَابِ قَتَلَ و (أَخَسَّ) بالْأَلِفِ: فَعَلَ (الْخَسِيسَ) و (خَسَّ) (يَخِسُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا خَفَّ وَزْنُهُ فَلَمْ يُعَادِلْ مَا يُقَابِلُهُ. و (الخَسُّ): نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ (خَسَّةٌ).
[خسف‏]
خَسَفَ: الْمَكَانُ (خَسْفاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ. و (خُسُوفاً) أيْضاً: غَارَ فِى الْأَرْضِ و (خَسَفَهُ) اللّهُ يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى، و (خَسَفَ) الْقَمَرُ: ذَهَبَ ضَوْءُهُ أَوْ نَقَصَ و هُوَ (الْكُسُوفُ) أَيْضاً، و قَالَ ثَعْلَبٌ أَجْوَدُ الْكَلَامِ، (خَسَفَ) الْقَمَرُ و (كَسَفَتِ) الشَّمْسُ. و قَالَ أَبُو حَاتمٍ فِى الْفَرْقِ: إذَا ذَهَبَ بَعْضُ نُورِ الشَّمْس، فَهُوَ الْكُسُوفُ، و إِذَا ذَهَب جَمِيعُهُ فَهُوَ (الْخُسُوفُ) و (خَسَفَتِ) الْعَيْنُ إذَا ذَهَب ضَوْءُهَا، و خَسَفَتْ عَيْنُ الْمَاءِ غَارَتْ، و (خَسَفْتُهَا) أَنَا، و (أَسَامَهُ) الْخَسْفَ أَولَاهُ الذُّلَّ و الْهَوَانَ.
[خسق‏]
خَسَقَ: السَّهْمُ الْهَدَفَ (خَسْقاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ، و (خُسُوقاً) إِذَا لَمْ ينفُذْ نَفَاذاً شَدِيداً قَالَ ابْنُ فَارِسٍ (خَسَقَ): إِذَا ثَبَتَ فِيه و تَعَلَّق و قَالَ ابْنُ الْقَطَّاع (خَسَقَ) السَّهْمُ إِذَا نَفَذَ مِنَ الرَّمِيَّة.
[خشب‏]
الخَشَبُ: مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ (خَشبة) و (الْخُشُبُ): بِضَمَّتَيْنِ و إسْكَانُ الثَّانِى تَخْفِيفٌ مِثْلُهُ و قيلَ الْمَضْمُومُ جَمْعُ الْمَفْتُوحِ كَالْأُسُدِ بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ أَسَدٍ بِفَتْحَتَيْنِ.
[خشش‏]
خَشَاشُ: الْأَرْضِ وِزَانُ كَلَامٍ و كَسْرُ الْأَوَّلِ لُغَةٌ: دَوَابُّهَا الْوَاحِدَةُ (خَشَاشَةٌ) و هى الْحَشَرَةُ و الْهَامَّةُ و (الخِشَاشُ) عُودٌ يُجْعَلُ فِى عَظْمِ أَنْفِ الْبَعِيرِ و الْجَمْعُ (أَخِشَّةٌ) مِثْلُ سِنَانٍ و أَسِنَّةٍ. و يُقَالُ فِى الْوَاحِدَةِ (خِشَاشَةٌ) أيْضاً و (الْخَشْخَاشُ) بفَتْحِ الْأَوَّلِ نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ (خَشْخَاشَةٌ). و (الخُشَّاءُ) على فُعْلَاءِ بِضَمِّ الْفَاءِ و سُكُونِ الْعَيْنِ مَمْدُودَةٌ هِىَ الْعَظْمُ النَّاتِئُ خَلْفَ الْأُذُنِ و الْأَصْلُ خُشَشَاءُ بالْفَتْحِ فأُسْكِنَ للتَّخْفِيفِ قَالَ ابنُ السِّكّيتِ: لَيْسَ فِى الْكَلامِ فُعْلَاء

169
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خشش ص 169

بالسُّكُونِ إِلَّا حَرْفَينِ خُشَّاءً و قُوْبَاءً و الأَصْلُ فِيهِمَا فَتْحُ الْعَيْنِ و سَائِرُ الْبَابِ عَلَى فُعَلاءَ بالفَتْحِ نَحْوُ امْرَأَةٍ نُفَساءَ و نَاقَةٍ عُشَرَاءَ و الرُّحَضَاءِ و هِىَ: حُمَّى تَأْخُذُ بِعَرَقٍ.
[خشع‏]
خَشَعَ: (خُشُوعاً) إذَا خَضَع، و (خَشَع) فِى صَلَاتِهِ و دُعَائِهِ أَقْبَلَ بِقَلْبِهِ عَلَى ذلِكَ و هُوَ مَأْخُوذْ مِنْ (خَشَعَتِ) الْأَرْضُ: إذَا سَكَنَتْ و اطمَأَنَّتْ.
[خشف‏]
الخِشْفُ: وَلَدُ الْغَزَالِ يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنثى و الْجَمْعُ (خُشُوف) مثْلُ حِمْلٍ و حُمُولٍ و (الْخُشَّاف) وزَانُ تُفَّاحٍ. طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ اللَّيْلِ قَالَ الفَارَابِىُّ (الْخُشَّافُ): الْخُطَّافُ، و قَالَ فِى بَابِ الشِّينِ: (الْخُفَّاشُ): الَّذى يَطِيرُ بالليْلِ قَالَ الصَّغَانِىٌ: هُوَ مَقْلُوبٌ و (الْخُشَّافُ) بِتَقْدِيمِ الشِّينِ أَفْصَحُ.
[خشم‏]
الخَيْشُومُ: أَقْصَى الْأَنْفِ و مِنْهُمْ مَنْ يُطْلِقُهُ عَلَى الْأَنْفِ وَزْنُهُ فَيْعُولٌ و الْجَمْعُ (خَيَاشِيمُ) و (خَشِمَ) الْإِنْسَانُ (خَشَماً) مِنْ بَابِ تَعِبَ أَصَابَهُ دَاءٌ فِى أَنْفِهِ فَأَفَسَدَهُ فَصَارَ لَا يَشَمُّ فَهُوَ (أَخْشَمُ) و الْأُنْثَى (خَشْمَاءُ). و قِيلَ (الْأَخْشَمُ): الَّذِى أَنْتَنَتْ رِيحُ خَيْشُومهِ أَخْذاً من خَشِمَ اللَّحْمُ إذَا تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ.
[خشن‏]
خَشُنَ: الشَّى‏ءُ- بالضَّمِّ- (خُشْنَةً) و (خُشُونَةً) خِلَافُ نَعُم، فَهُوَ (خَشِنٌ) و رَجُلٌ (خَشِنٌ) قَوِىٌّ شَدِيدٌ و يُجْمَعُ عَلَى (خُشُنٍ) بِضَمَّتَيْنِ مثْلُ نَمِر و نُمُرٍ و الْأُنْثَى (خَشِنَةٌ) و بِمُصَغَّرِهَا سُمِّىَ حَىٌّ مِنَ الْعَرَبِ و النِّسْبَةُ إِلَيْهِ (خُشَنِيٌّ) بِحَذْفِ الْيَاءِ و الْهَاءِ و مِنْهُ (أَبُو ثَعْلَبَة الْخُشَنِيُّ) و أَرْضٌ (خَشِنَةٌ) خِلَافُ سَهْلَةٍ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَ لَا يَكَادُونَ يَقُولُون فى الْحَجَرِ إلّا (أَخْشَنُ) بالْأَلِفِ.
[خشي‏]
خَشِيَ: (خَشْيَةً) خَافَ فَهُوَ (خَشْيَانُ) و الْمَرْأَةُ (خَشْيَا) مِثْلُ غَضْبَانَ و غَضْبَى و رُبَّما قِيلَ (خَشِيتُ) بِمَعْنَى عَلِمْتُ.
[خصب‏]
الْخِصْبُ: وِزَانُ حِمْلٍ النَّمَاءُ و الْبَرَكَةُ و هُوَ خِلَافُ الْجَدْبِ وَ هُوَ اسْمٌ مِنْ (أَخْصَبَ) الْمَكَانُ بِالْأَلِفِ (فَهُوَ مُخْصِبٌ) وَ فِى لُغَةٍ (خَصِبَ) (يَخْصَبُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ (خَصِيبٌ) و (أَخْصَبَ) اللّهُ الْمَوْضِعَ إِذَا أَنْبَتَ بِهِ الْعُشْبَ و الْكَلَأَ.
[خصر]
الخَصْرُ: مِنَ الْإِنْسَانِ وَسَطُهُ و هُوَ الْمُسْتَدِقُّ فَوْقَ الْوَرِكَيْنِ و الْجَمْعُ (خُصُورٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ. و (الاخْتِصَارُ) و (التَّخَصُّرُ) فِى الصَّلَاةِ: وَضْعُ الْيَدِ عَلَى الْخَصْرِ. و (اخْتَصَرْتُ) الطَّرِيقَ. سَلَكْتُ الْمَأْخَذَ الْأَقْرَبَ، و مِنْ هَذَا (اخْتِصَارُ) الْكَلامِ و حَقِيقَتُهُ الاقْتِصَارُ عَلَى تَقْلِيلِ اللَّفْظِ دُونَ الْمَعْنَى و نُهِىَ عَنِ (اخْتِصَارِ) السَّجْدَةِ قَالَ الأَزْهَرِىُّ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنْ يَخْتَصَر الْآيَةَ الَّتِى فِيهَا السُّجُودُ فَيَسْجُدَ بِهَا و الثَّانِى أَنْ يَقْرأَ السُّورَةَ فَإِذَا انْتَهى إِلَى السَّجْدَةِ جَاوَزَهَا وَ لَمْ يَسْجُدْ لَهَا.

170
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خصر ص 170

و الْخِنْصِرُ- بكَسْرِ الْخَاءِ و الصَّادِ- أُنْثَى و الْجَمْعُ (الْخَنَاصِرُ) و فُلَانٌ (تُثْنَى بِهِ الْخَنَاصِرُ) أَىْ تَبْدَأُ بِهِ إذَا ذُكِرَ أَشْكَالُهُ لِشَرَفِهِ.
و (الْمِخْصَرَةُ) بِكَسْرِ المِيمِ قَضِيبٌ أَوْ عَنَزَةٌ و نَحْوُهُ يُشِيرُ بهِ الْخَطِيبُ إذَا خَاطَبَ النَّاسَ‏
[خصص‏]
الْخُصُّ: البَيْتُ مِنَ القَصَبِ و الْجَمْعُ (أَخْصَاصٌ) مثْل قُفْلٍ و أَقْفَالٍ و (الْخَصَاصَةُ)- بالْفَتْحِ- الْفَقْرُ و الْحَاجَةُ و (خَصَصْتُهُ) بكذا (أَخُصُّهُ) (خُصُوصاً) من بَابِ قَعَدَ و خُصُوصِيَّةً بالْفَتْحِ، و الضَّمُّ لُغَةٌ إِذَا جعَلْتَهُ لَهُ دُونَ غَيْرِهِ. و (خَصَّصْتُهُ) بالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ و (اخْتَصَصْتُهُ) به (فاخْتَصَّ) هُوَ بِهِ و (تَخَصَّصَ) و (خَصَّ) الشَّى‏ءُ (خُصُوصاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ خِلَافُ عَمَّ فهُوَ (خَاصٌّ)، و (اخْتَصَّ) مِثْلُهُ. و (الْخَاصَّةُ) خِلَافُ الْعَامَّةِ و الْهَاءُ للتَّأْكِيدِ و عَنِ الْكِسَائِىِّ: (الْخَاصُّ) و (الْخَاصَّةُ) وَاحِدٌ.
[خصف‏]
خَصَفَ: الرَّجُلُ نَعْلَهُ (خَصْفاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ (خَصَّافٌ) و هُوَ فِيهِ كرَقْعِ الثَّوْبِ و (المِخْصَفُ) بكَسْرِ الْمِيم: الإِشْفَى و (الْخَصَفَةُ) الجُلَّة مِنَ الْخُوصِ للتَّمْرِ و الْجَمْعُ (خِصَافٌ) مثْلُ رَقَبَة و رِقَاب.
[خصم‏]
الْخَصْمُ: يَقَعُ عَلَى الْمُفْرَدِ و غَيْرِهِ و الذَّكَرِ و الْأُنْثَى بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَ فِى لُغَةٍ يُطَابِقُ فِى التَّثْنِيَةِ و الْجَمْعِ و يُجْمَعُ عَلَى (خُصُومٍ) و (خِصَامٍ) مثْلُ بَحْرٍ و بُحورٍ و بِحَارٍ و (خَصِمَ) الرَّجُلُ (يَخْصَمُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا أَحْكَمَ الْخُصُومَةَ فَهُوَ (خَصِمٌ) و (خَصِيمُ) و (خَاصَمْتُهُ) (مُخَاصَمَةً) و (خِصَاماً) (فَخَصَمْتُهُ) (أَخْصُمُهُ) مِنْ بَابِ قَتَل إذَا غَلَبْتَه فى الخُصُومَةِ و (اخْتَصَمَ) الْقَوْمُ: عَاصَمَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً.
[خصي‏]
الخُصْيَة: مَعْرُوفَةٌ و (الْخُصْيُ) لُغَةٌ فِيهَا قَالَ ابْنُ القُوطِيَّةِ مَعَنْتُ (الْخُصْيَةَ) اسْتَخْرَجتُ بَيْضَتَهَا فَجَعَلَهَا الْجِلْدَةَ. و حَكَى ابنُ السِكّيتِ عَكْسَهُ فَقَالَ: (الْخُصْيَتَانِ) بالتَّاءِ الْبَيْضَتَانِ و بِغَيْرِ تَاءِ الْجِلْدَتَانِ. وَ مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ (الْخُصْيَةَ) لِلْوَاحِدةِ و يُثَّنى بِحَذْفِ الْهَاءِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فَيُقَالُ: (خُصْيَانِ) و جَمعُ (الْخصْيَةِ) (خُصًى) مِثْلُ مُدْيَةٍ و مُدًى. وَ (خَصَيْتُ) الْعَبْدَ (أَخْصِيهِ) (خِصَاءً) بالْكَسْرِ و الْمدِّ سَلَلْتُ (خُصْيَيْهِ) فَهُوَ (خَصِيٌّ) فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مثْلُ جَرِيحٍ و قَتِيلٍ و الْجَمْعُ (خِصْيَانٌ) و (خَصَيْتُ) الْفَرَسَ قَطَعْتَ ذَكَرَهُ فَهُوَ (مَخْصِيٌّ) يَجُوزُ اسْتِعْمَالُ فعِيلٍ و مَفْعُولِ فِيهِمَا.
[خضب‏]
خَضَبْتُ: الْيَدَ و غَيْرَهَا (خَضْباً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (بالخِضَابِ) وَ هُو الحِنَّاءُ و نَحْوُهُ قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ: فَإذَا لَمْ يَذْكُرُوا الشَّيْبَ و الشَّعْرَ- قَالُوا: (خَضَبَ) (خِضَاباً) و (اخْتَضَبْتُ) (بِالْخِضَابِ). وَ فِى نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ، يُقَالُ للرَّجُلِ (خَاضِبٌ)

171
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خضب ص 171

إذَا اخْتَضَبَ بالْحِنَّاءِ فَإنْ كَانَ بِغَيْرِ الْحِنَّاءِ، قيلَ صَبَغَ شَعْرَهُ وَ لَا يُقَالُ: (اخْتَضَبَ).
[خضر]
خَضِرَ: اللّوْنُ (خَضَراً) فَهُوَ (خَضِرٌ) مثْلُ تَعِبَ تَعَباً فَهُو (تَعِبٌ وَ جَاءَ أَيْضاً لِلذَّكَرِ (أَخْضَرُ) و لِلْأُنْثَى (خَضْرَاءُ) و الْجَمْعُ (خُضْرٌ) و قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ «إيّاكُم و خَضْرَاءَ الدِّمَنِ و هِىَ الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِى مَنْبِتِ السُّوءِ».
شُبَّهَتْ بِذلِك لِفَقْدِ صَلَاحِهَا و خَوْفِ فَسَادِهَا لِأَنَّ مَا يَنْبُتُ فِى الدِّمَنِ و إنْ كَانَ نَاضِراً لَا يَكُونُ ثَامِراً و هُوَ سَرِيعُ الْفَسَادِ. و (الْمُخَاضَرَةُ) بَيْعُ الثِّمَارِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلَاحُهَا و يُقَالُ (لِلْخُضَرِ) مِنَ الْبُقُولِ (خَضْرَاءُ) و قَوْلُهُمْ (لَيْسَ فِى الْخَضْرَاوَاتِ صَدَقَةٌ) هِىَ جَمْعُ خَضْرَاءَ. مِثْلُ حَمْرَاءَ و صَفْرَاءَ. و قِيَاسُهَا أَنْ يُقَالَ: (الْخُضُر) كَمَا يُقَالُ الحُمْرُ و الصُّفْرُ، لكِنَّهُ غَلَبَ فِيهَا جَانِبُ الاسْميَّةِ فَجُمِعَتْ جَمْعَ الاسْمِ نَحْوُ صَحْرَاءَ و صَحْرَاوَاتٍ و حَلْكاء «1» و حَلْكَاوَاتٍ وَ عَلَى هذَا فَجَمْعُهُ قِيَاسِىٌّ لِأَنَّ فَعْلَاءَ هُنَا لَيْسَتَ مُؤَنَّثَةَ أَفْعَلَ فِى الصِّفَاتِ حَتَّى تُجْمَعُ عَلَى فُعْلٍ نَحْوُ حَمْرَاءَ و صَفْراءَ و إذَا فُقِدَتِ الْوَصْفِيَّةُ تَعَيَّنَتِ الاسْمِيَّةُ و قَوْلُهُم لِلْبُقُولِ: (خُضَرٌ) كَأَنَّهُ جَمْعُ (خُضْرَةٍ) مثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ. و قَدْ سَمَّتِ الْعَرَبُ (الْخُضَرَ) (خَضْرَاءَ) و
مَنْهُ (تَجَنَّبُوا مِنَ الْخَضْرَاءِ ما لَه رَائِحَةٌ).
يَعْنِى الثُّومَ و الْبَصَلَ و الكُرَّاثَ، و (الخَضْرُ «2»
) سُمِّى بذلِكَ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ لِأَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فَاهْتَزَّتْ تَحْتَهُ خَضْرَاءَ و اخْتُلِفَ فِى نُبُوَّتِهِ و هُوَ بِفَتْحِ الْخَاءِ و كَسْرِ الضَّادِ نَحْوُ كَتِفِ و نَبِقٍ لكنَّهُ خُفِّف «3» لكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ و سُمِّىَ بالْمُخَفَّف و نُسِبَ إِلَيْهِ فَقِيلَ (الْخِضْرِيُّ) و هِىَ نِسْبَةٌ لبَعْضِ أَصْحَابنَا.
[خضع‏]
خَضَعَ: لِغَرِيمِهِ (يَخْضَعُ) (خُضُوعاً) ذلَّ و اسْتَكَانَ فَهُوَ (خَاضِعٌ) و (أَخْضَعَهُ) الفَقْرُ أَذَلَّهُ و (الْخُضُوعُ) قَرِيبٌ مِنَ (الْخُشُوعِ) إلَّا أَن الْخُشَوعَ أَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِى الصَّوْتِ «4» و الْخُضُوعَ فِى الْأَعْنَاقِ «5».
__________________________________________________
 (1) الحَلْكَاءُ: دويبَّة كأنها سمكة زرقاء تَبرُق تغوص فى الرمل- و يشبه بها بنان الجوارى للينها و فيها ثلاث لغات هذه: و لغة الحجاز و هى حُلكة وزان رطبة- و الثالثة لُحكة كرطبة و كأنها مقلوبة من حلكة.
 (2) الخضر بفتح الخاء و كسر الضاد ككبد. و بكسر الخاء مع سكون الضاد كحِمْلٍ.
 (3) يفهم من هذا أنه خفف بسكون الضاد مع بقاء الخاء مفتوحة. لكن الوارد فى كتب اللغة خضِرٌ ككبدٍ:
و خِضْرٌ بزنة حِمْلٍ و لعلّ هذا مُرَادُه من التخفيف: و يؤيد أن هذا مراده قوله و سُمِّى بالمخفف و نسب إليه فقيل الخضرى و هى نسبة لبعض أصحابنا- و المعروف- كما فى القاموس: أن بعض أصحابه من الشافعية نسبوا إلى الخضر بكسر الخاء و سكون الضاد- راجع القاموس و الصحاح فى خضر.
 (4) و منه (وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ).
 (5) و منه قول الفرزدق‏
          (حُضُعَ الرِّقَابِ نَوَاكِس الأبْصَارِ).

172
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خطب ص 173

[خطب‏]
خَاطَبَهُ: (مُخَاطَبَةً) و (خِطَاباً) و هُوَ الْكَلَامُ بَيْنَ مُتَكَلِّمٍ و سَامِعٍ و مِنْهُ اشْتِقَاقُ (الْخُطْبَةِ) بِضَمِّ الْخَاءِ و كَسْرِهَا بِاخْتِلَافِ مَعْنَيَيْنِ فَيُقَالُ فِى الْمَوْعِظَةِ: (خَطَبَ) الْقَومَ و عَلَيْهِمِ مِنْ بَابِ قَتَل (خُطْبَةً) بالضَّمِّ و هِىَ فُعْلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ نَحْوُ (نُسْخَةٍ) بِمَعْنَى مَنْسُوخَةٍ و غُرْفَةٍ مِنْ مَاءٍ بمعْنَى مَغْروفَةٍ و جَمْعُهَا (خُطَبٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ فَهُوَ (خَطِيبٌ) و الْجَمْعُ (الْخُطَبَاءُ) و هُوَ (خَطِيبُ) الْقَوْم إذَا كَانَ هُوَ الْمُتَكَلِّمَ عَنْهُمْ. و (خَطَبَ) الْمَرْأَةَ إلَى الْقَوْمِ إذَا طَلَبَ أَنْ يَتَزَّوجَ مِنْهُمْ و (اخْتَطَبَها) وَ الاسْمُ (الخِطْبَةُ) بالْكَسْرِ فَهُوَ (خَاطِبٌ) و (خَطَّابٌ) مُبَالَغَةٌ وَ بِهِ سُمِّىَ و (اخْتَطَبَهُ) الْقَوْمُ دَعَوْهُ إلَى تَزْوِيجِ صَاحِبَتِهِمْ و (الْأَخْطَبُ): الصُّرَدُ و يُقَالُ: الشِّقِّراقُ. و (الْخَطْبُ) الأَمْرُ الشَّدِيدُ يَنْزِلُ و الْجَمْعُ) (خُطُوبٌ) مثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ. و (الخَطَّابِيَّةُ) طَائِفَةٌ مِنَ الرَّوَافِضِ نِسْبَةٌ إلَى (أَبِى الْخَطَّابِ مُحَمّدِ ابْنِ وَهْبٍ الأَسَدِىِّ الْأَجْدَعِ) وَ كَانُوا يَدِينُونَ بِشَهَادَةِ الزُّورِ لِمُوَافِقِيهِمْ فِى الْعَقِيدَةِ إِذَا حَلَفَ عَلَى صِدْقِ دَعْوَاهُ.
[خطر]
الخَطَرُ: الإشْرَافُ عَلَى الْهَلَاكِ و خَوْفُ التَّلَفِ. و (الْخَطَرُ) السَّبْقُ الَّذِى يُتَراهَنُ عَلَيْهِ و الْجَمعُ (أَخْطَارٌ) مثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و (أَخْطَرْتُ) الْمَال (إِخْطَاراً) جَعَلْتُهُ (خَطَراً) بَيْنَ الْمُتَراهِنِينَ وَ بَادِيَةٌ (مُخْطِرَةٌ) كَأَنَّهَا (أَخْطَرَتِ) الْمُسَافِرَ فَجَعَلَتْهُ (خَطَراً) بَيْنَ السَّلَامَةِ و التَّلَفِ و (خَاطَرْتُهُ) عَلَى مَالٍ مثْلُ رَاهَنْتُهُ عَلَيْهِ وَزْناً و مَعْنًى. و (خَاطَرَ) بِنَفْسِهِ فَعَلَ مَا يَكُونُ الْخَوْفُ فِيهِ أَغْلَبَ.
و (خَطُرَ) الرَّجُلُ (يَخْطُرُ) (خَطَراً) وِزَانُ شُرفَ إذَا ارْتَفَعَ قَدْرُهُ و مَنْزلَتُهُ فَهُوَ (خَطِيرٌ) و يُقَالُ أَيْضاً فِى الْحَقِيرِ حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ.
و (الْخَاطِرُ): مَا يَخْطُرُ فِى الْقَلْبِ مِنْ تَدْبِيرِ أَمْرٍ فَيُقَالُ: (خَطَرَ) بِبَالِى و عَلَى بَالِى (خَطْراً) و (خُطُوراً) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَعَدَ. و (خَطَرَ) الْبَعِيرُ بِذَنَبِه مِنْ بَابِ ضَرَب (خَطَراً) بِفَتْحَتَيْنِ إذَا حَرَّكَهُ.
[خطط]
الخِطَّةُ: الْمَكَانُ الْمُخْتَطُّ لِعِمَارَةٍ و الْجَمْعُ (خِطَطٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ وَ سِدَر. و إنَّمَا كُسِرَتِ الْخَاءُ لِأَنَّهَا أُخْرِجَتْ عَلَى مَصْدَرِ افْتَعَلَ مثْلُ اخْتَطَبَ خِطْبَةً و ارْتَدَّ رِدَّةً و افْتَرَى فِرْيَةً. قَالَ فِى الْبَارِعِ (الخِطَّةُ) بالْكَسْرِ أَرْضٌ يَخْتَطُّهَا الرَّجُلُ لَمْ تَكُنْ لِأَحَدٍ قَبْلَهُ. و حَذْفُ الْهَاءِ لُغَةٌ فِيهَا فَيُقَالُ: هو (خِطٌّ) فُلَانٍ و هِى (خِطَّتُهُ). و (الخُطَّةُ) بالضَّمِّ الْحَالَةُ و الْخَصْلَةُ. و (خَطَّ) الرَّجُلُ الْكِتَابَ بِيَدِهِ (خَطّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضاً كَتَبَهُ. و (خَطَّ) عَلَى الْأَرْضِ: أَعْلَمَ عَلَامَةً. و بِالْمَصْدَر و هُوَ (الْخَطُّ) سُمِّى مَوْضِعٌ بِالْيَمَامَةِ وَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ رِمَاحٌ (خَطِّيَّةٌ) و الرِّمَاحُ لا تَنْبُتُ (بِالْخَطِّ) و لكِنَّهُ سَاحِلٌ لِلسُّفُنِ الَّتِى‏

173
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خطط ص 173

تَحْمِلُ القَنَا إلَيْهِ و تُعْمَلُ بِهِ و قَالَ الْخَلِيلُ إذَا جَعَلْتَ النِّسْبَةَ اسْماً لَازِماً قُلْتَ: (خِطِيَّةٌ) بِكَسْرِ الْخَاءِ وَ لَمْ تَذْكُرِ الرِّماحَ وَ هذَا كَمَا قَالُوا:
ثِيَابٌ قِبْطِيَّةٌ بالْكَسْرِ فَإذَا جَعَلُوهُ اسْماً حَذَفُوا الثِّيَابَ و قَالُوا قُبْطِيَّةٌ بالضَّمِّ فَرْقاً بَيْنَ الاسْمِ و النِّسْبَةِ.
[خطف‏]
خَطِفَهُ: (يَخْطَفُهُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ: اسْتَلَبَهُ بسُرْعَةٍ و (خَطَفَهُ) (خَطْفاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ و (اخْتَطَفَ) و (تَخَطَّفَ) مِثْلُهُ و (الْخَطْفَةُ) مِثْلُ تَمْرَةٍ: الْمَرَّةُ. و يُقَالُ لِمَا اخْتَطَفَهُ الذِّئبُ و نَحْوُهُ مِنْ حَيَوانٍ حَىٍّ (خَطْفَةٌ) تَسْمِيَةٌ بِذَلِكَ و هُوَ حَرَامٌ و الخُطَّاف تَقَدَّمَ فِى تَرْكِيبِ خشف.
[خطل‏]
خَطِلَ: فِى مَنْطِقِهِ وَ رَأْيِهِ (خَطَلًا) مِنْ بَابِ تَعِبَ أَخْطَأَ فَهُوَ (خَطِلٌ) و (أَخْطَلَ) فِى كَلَامِهِ بالْأَلِفِ لُغَةٌ. و بِمَصْدَرِ الثُّلاثِىِّ سُمِّى و منْهُ (عَبْدُ اللّهِ بْنُ خَطَلٍ) مِنْ بَنِى تَيْمٍ ابْنِ غَالِبٍ، وَ قِيلَ اسْمُه هِلَالٌ القُرَشى الأَدْرَمىُّ. و هُوَ أَحَدُ الْأَرْبعَةِ الَّذِين هَدَرَ النَّبىُّ صَلَّى اللّهُ عَليهِ وَ سَلَّم دَمَهُمْ يَوْمَ الْفَتْحِ، لأنَّهُ بَعْدَ إسْلَامِهِ قَتَلَ وَ ارْتَدَّ. و كَانَ مَعَهُ قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُول اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وَ سَلَّمَ. و (خَطِلَتِ) الْأُذُنُ (خَطَلًا) مِنْ بَابِ تَعِب اسْتَرْخَتْ فَهِىَ (خَطْلَاءُ).
[خطم‏]
الْخَطْمُ: مِثْلُ فَلْسٍ مِنْ كُلِّ طَائِرٍ: مِنْقَارُهُ و مِنْ كُلّ دَابَّةٍ: مُقَدَّمُ الْأَنْفِ و الفَمِ. و (خِطَامُ) الْبَعِيرِ مَعْرُوفٌ، و جَمْعُهُ (خُطُمٌ) مِثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ، سُمِّىَ بذلِكَ لِأَنَّهُ يَقَعُ عَلَى (خَطْمِهِ) و (الْخَطْمِىُّ) مُشَدَّدُ الْيَاءِ غِسْلٌ مَعْرُوفٌ و كَسْرُ الْخَاءِ أَكْثَرُ مِنَ الْفَتْحِ و (الْمَخْطِمُ): الْأَنْفُ و الْجَمْعُ (مَخَاطِمُ) مِثْلُ مَسْجِدٍ و مَسَاجِدَ.
[خطو]
خَطَوْتُ: (أَخْطُو) (خَطْواً) (مَشَيْتُ) الْوَاحِدَةُ خَطْوَة مِثْلُ ضَرْبٍ و ضَرْبِةٍ و (الْخُطْوَةُ) بالضَّمِ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ و جَمْعُ الْمَفْتُوح (خَطَوَاتٍ) عَلَى لَفْظِهِ مِثْلُ شَهْوَةٍ وَ شَهَوَاتٍ و جَمْعُ الْمَضْمُومِ (خُطًى) و (خُطُوَاتٌ) مِثْلُ غُرَفٍ و غُرَفَاتٍ فِى وُجُوهِهَا و (تَخَطَّيْتُهُ) و (خَطَّيْتُهُ) إذَا (خَطَوْتَ) عَلَيْهِ.
[خطأ]
و (الْخَطَأُ) مَهْمُوزٌ بفَتْحَتَيْنِ: ضدُّ الصَّوابِ و يُقصَرُ و يُمَدُّ وَ هُوَ اسْمٌ مِنْ (أَخْطَأَ) فَهُوَ (مُخْطِئٌ) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ (خَطِئَ) (خِطْئاً) مِنْ بَابِ عَلِمَ و (أَخْطَأَ) بِمعْنًى وَاحِدٍ لِمَنْ يُذْنِبُ عَلَى غَيْرِ عَمْد. و قَالَ غَيْرُهُ (خَطِئَ) فِى الدِّينِ و (أَخْطَأَ) فِى كُلّ شَى‏ءٍ عَامِداً كَانَ أوْ غَيْرَ عَامِدٍ و قِيلَ (خَطِئَ) إذَا تَعَمَّدَ مَا نُهِىَ عَنْهُ فَهُوَ (خَاطِئٌ) و (أَخْطَأَ) إِذَا أَرَادَ الصَّوابَ فَصَارَ إلَى غَيْرِهِ فَإنْ أَرَادَ غَيْرَ الصَّوَابِ و فَعَلَهُ قِيلَ قَصَدَهُ أوْ تَعَمَّدَهُ. و (الخِطْءُ) الذَّنْبُ تَسْمِيَةٌ بالْمَصْدرِ و (خَطَّأْتُهُ) بالتَّثْقِيلِ قُلْتُ لَهُ (أَخْطَأْتُ) أَوْ جَعَلْتُه (مُخْطِئاً) و (أَخْطَأَهُ) الْحَقُّ إذَا بَعُدَ عَنْهُ و (أَخْطَأَهُ)

174
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خطأ ص 174

السَّهْمُ تَجَاوَزَهُ وَ لَمْ يُصِبْهُ و تَخْفِيفُ الرُّبَاعِىِّ جَائِزٌ.
[خفت‏]
خَفَتَ: الصَّوْتُ (خَفْتاً) «1» مِنْ بَابِ ضَرَبَ و يُعَدَّى بِالْبَاءِ فَيُقَالُ (خَفَتَ) الرَّجُلُ بِصَوْتِهِ إذَا لَمْ يَرْفَعْهُ. و (خَافَتَ) بِقِرَاءتِه (مُخَافَتَةً) إذَا لَمْ يَرْفَعْ صَوْتَهُ بِهَا و (خَفَتَ) الزَّرْعُ و نَحْوُهُ مَاتَ فَهُوَ (خَافِتٌ).
[خفر]
خَفَرَ: بالْعَهْدِ (يَخْفِرُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و فِى لُغَةٍ مِنْ بَابَ قَتَل إِذَا وَفَّى بِهِ. و (خَفَرْتُ) الرَّجُلَ حَمَيْتُهُ. و أَجَرْتُهُ مِنْ طَالِبِهِ فَأَنَا (خَفِيرٌ) وَ الاسْمُ (الْخُفَارَةُ) بِضَمِّ الْخَاء و كَسْرِهَا. و (الْخَفَارَةَ) مُثلَّثَةُ الْخَاءِ جُعْلُ الْخَفِيرِ و (خَفَرْتُ) بِالرَّجُلِ (أَخْفِرُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ غَدَرْتُ بِهِ و (تَخَفَّرْتُ) بِهِ إِذَا احْتَمَيْتُ بِهِ و (أَخْفَرْتُهُ) بالْأَلِفِ نَقَضْتُ عَهْدَهُ. و (خَفِرَ) الإِنْسَانُ (خَفَراً) فَهُو (خَفِرٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ و الاسْمُ (الخَفَارَةُ) بِالْفَتْحِ و هُوَ الْحَيَاءُ و الْوَقَارُ.
[خفس‏]
الْخُنْفُسَاءُ: فُنْعُلَاءُ حَشَرَةٌ مَعْرُوفَةٌ و ضَمُّ الْفَاءِ أَكْثَرُ مِنْ فَتْحِها وَ هِى مَمْدُودَةٌ فِيهِمَا و تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنْثَى. و بَعْضٌ يَقُولُ فِى الذَّكر (خُنْفَسٌ) وِزَانُ جُنْدَبٍ بالْفَتْحٍ و لَا يَمْتَنِعُ الضَّمُّ فإنَّهُ الْقِيَاسُ. و بَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ خُنْفَسَةً فِى الْخُنْفَسَاءِ كَأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ الْهَاءَ عَوِضاً مِنَ الْأَلِفِ و الْجَمْعُ (الْخَنَافِسُ).
[خفش‏]
الخَفَشُ: صِغَرُ الْعَيْنَيْنِ و ضَعْفٌ فِى الْبَصَرِ وَ هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَالذَّكَرُ (أَخْفَشُ) و الْأُنْثَى (خَفْشَاءُ) و يَكُونُ خِلْقَةً و هُوَ عِلَّةٌ لَازِمَةٌ و صَاحِبُهُ يُبْصِرُ بِاللَّيْلِ أكثَرَ مِنَ النَّهَارِ و يُبْصِرُ فِى يَوْمِ الْغَيْمِ دُونَ الصَّحْوِ وَ قَدْ يُقَالُ لِلرَّمَدِ (خَفَشٌ) اسْتِعَارَةٌ و (الْخُفَّاشُ) طَائِرٌ مُشْتَقٌ مِنْ ذلِكَ لأَنَّهُ لَا يَكَادُ يُبْصِرُ بالنَّهَارِ وَ بَنُو خُفَّاشٍ فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ. إحْدَاهَا بالضَّمِ و التَّثْقِيلِ عَلَى لَفْظِ الطَّائِرِ، و الثَّانِيَةُ بالضَّمِّ و التَّخْفِيفِ وِزَانُ غُرَابٍ.
و الثَّالِثَةُ بِالْكَسْرِ مَعَ التَّخْفِيفِ وِزَانُ كِتَابٍ.
[خفض‏]
خَفَضَ: الرَّجُلُ صَوْتَهُ (خَفْضاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ لَمْ يَجْهَرْ بِهِ و (خَفَضَ) اللّهُ الْكَافِرَ أَهَانَهُ و (خَفَضَ) الْحَرْفَ فِى الْإِعْرَابِ إذَا جَعَلَهُ مَكْسُوراً. و (خَفَضَتِ) الْخَافِضَةُ الْجَارِيَةَ (خِفَاضاً) خَتَنَتْهَا فَالجَارِيَةُ (مَخْفُوضَةٌ) و لَا يُطْلَقُ الْخَفْضُ إِلَّا عَلَى الْجَارِيَةِ دُونَ الْغُلَامِ. و هُوَ فى (خَفضٍ) مِنَ الْعَيْش أَىْ فِى سَعَةٍ وَ راحَةٍ.
[خفف‏]
خَفَّ: الشَّى‏ءُ (خَفًّا) مِنْ بَابِ ضَرَب و (خِفَّةً) ضدُّ ثَقُلَ فَهُوَ (خَفِيفٌ) و (خَفَّفْتُهُ) بالتَّثْقِيلِ جَعَلْتُهُ كَذلِكَ. و (خَفَّ) الرَّجُلُ طَاشَ و (خَفَّ) إلَى العَدُوِّ (خُفُوفاً) أسْرَعَ و شَى‏ءٌ (خِفٌّ) بالْكَسْرِ أَىْ (خَفِيفٌ) و (اسْتَخَفَّ) الرَّجُلُ بِحَقِّى اسْتَهَانَ بِهِ و (اسْتَخَفَّ) قَوْمَهُ حَمَلَهُمْ عَلَى (الْخِفَّةِ)
__________________________________________________
 (1) ذكر غيرُهُ خُفُوتاً.

175
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خفف ص 175

و الْجَهْلِ. و (أَخَفَّ) هُوَ بالْأَلِفِ إذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مَا يُثْقِلُهُ. و (خُفَافٌ) وزَانُ غُرُابٍ مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ و (بَنُو خُفَافٍ) قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِى سُلَيْمٍ و (الخُفُّ) الْمَلْبُوسُ جَمْعُهُ (خِفَافٌ) مِثْلُ كِتَاب و (خُفُّ) الْبَعِيرِ جَمْعُهُ (أَخْفَافٌ) مِثْلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ. وَ
فِى حَدِيثٍ «يُحْمَى مِنَ الأَرَاكِ مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ».
قَالَ فِى الْعُبَابِ المُرَادُ مَسَانُّ الْإِبِلِ و الْمَعْنَى لَا يُحْمَى مَا قَرُبَ مِنَ الْمَرْعَى بَلْ يُتْرَكُ لِلْمَسَانِ و الضِّعَافِ الّتِى لَا تَقْوَى عَلَى الإِمْعَانِ فِى طَلَبِ الْمَرْعَى رِفْقاً بِأَرْبَابِهَا قَالَ بَعْضُهُمْ هَذَا مِثْلُ قَوْلِهِم أَخَذْتَهُ سُيُوفُنَا و رِمَاحُنَا و السُّيُوفُ لَا تَأْخُذُ بَلِ الْمَعْنَى أَخَذْنَاهُ بِقُوَّتِنَا مُسْتَعِينِينَ بِسُيُوفِنَا و كَذلِكَ مَا لَمْ تَصِل إلَيْهِ الْإِبلُ مُسْتَعِينَةً بِأَخْفَافِهَا فَأَباحَ مَا تَصِل إلَيْهِ عَلَى قُرْبٍ وَ أَجَازَ أَنْ يُحْمَى مَا سِوَاهُ.
[خفق‏]
خَفَقَهُ: (خَفْقاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا ضَرَبَهُ بِشَى‏ءٍ عَرِيضٍ كَالدِّرَّةِ و (خَفَقَ) النَّعْلُ صَوَّت «1» و (خَفَقَ) القَلْبُ (خَفَقَاناً) اضْطَرَبَ. و (خَفَقَ) بِرَأْسِهِ (خَفْقَةً) أَوْ (خَفْقَتَيْنِ) إذَا أَخَذَتْهُ سِنَةٌ مِن النُّعَاسِ فَمَالَ رَأْسُهُ دُونَ سَائِرِ جَسَدِهِ.
[خفي‏]
خَفِيَ: الشَّى‏ءُ (يَخْفَى) (خَفَاءً) بِالْفَتْحِ و الْمَدّ اسْتَتَرَ أَوْ ظَهَرَ فَهُوَ مِن الأَضْدَادِ. و بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ حَرْفٌ الصِّلَةِ فَارِقاً فَيَقُولُ (خَفِيَ) عَلَيْهِ إذَا اسْتَتَرَ و (خَفِيَ) لَهُ إذَا ظَهَرَ فَهُوَ (خَافٍ) و (خَفِيٌّ) أَيْضاً و يَتَعدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (خَفَيْتُه) (أَخْفِيهِ) مِنْ بَابِ رَمَى إذَا سَتَرْتَهُ و أَظْهَرْتَهُ و فَعَلْتهُ (خُفْيَةً) بِضَمِّ الْخَاءِ وَ كَسْرِهَا و يَتَعدَّى بِالْهَمْزَةِ أَيْضاً فَيُقَالُ (أَخْفَيْتُهُ) و بَعْضُهُم يَجْعَلُ الرُّبَاعِىَّ لِلْكِتْمَانِ و الثُّلَاثِىَّ لِلْاظْهَارِ. و بَعْضُهُم يَعْكِسُ و (اسْتَخْفَى) مِنَ النَّاسِ: اسْتَتَرَ و (اخْتَفَيْتُ) الشَّى‏ءَ اسْتَخْرَجْتُهُ. و مِنْهُ قِيلَ لنَبَّاشِ الْقُبُورِ (الْمُخْتَفِي) لِأَنَّهُ يَسْتَخْرِجُ الْأَكْفَانَ. قَالَ ابن قُتَيْبَةَ و تَبِعَهُ الْجَوْهَرِىُّ وَ لَا يُقَالُ (اخْتَفَى) بِمعْنَى تَوَارَى بَل يُقَالُ: (اسْتَخْفَى) و كَذلِكَ قَالَ ثَعْلَبٌ: (اسْتَخْفَيْتُ) مِنْكَ أَىْ تَوَارَيْتُ وَ لَا تَقُل (اخْتَفَيْتُ) و فِيهِ لُغَةٌ حَكَاهَا الأَزْهَرِىُّ قَالَ (أَخْفَيْتُهُ) بالْأَلِفِ إِذَا سَتَرْتَهُ (فَخَفِيَ) ثُمَّ قَالَ: و أَمَّا (اخْتَفَى) بِمَعْنَى (خَفِيَ) فَهِىَ لُغَةٌ لَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ وَ لَا بِالْمُنْكَرَةِ و قَالَ الْفَارَابِىُّ أَيْضاً (اخْتَفَى) الرَّجُلُ البِئْرَ إذَا احْتَفَرَها، و (اخْتَفَى اسْتَتَرَ).
[خلب‏]
خَلَبَهُ: يَخْلبُهُ مِنْ بَابَىْ قَتَلَ و ضَرَبَ إِذَا خَدَعَه. و الاسْمُ (الخِلَابَةُ) بالْكَسْرِ و الْفَاعِلُ (خَلُوبٌ) مثْلُ رَسُولٍ أَىْ كَثِيرُ الخِدَاعِ. و (خَلَبْتُ) النَّبَاتَ (خَلْباً) منْ بَابِ قَتَل قَطَعْتُهُ، و مِنْهُ (الْمِخلَبُ) بكَسْرِ المِيمِ. و هُوَ لِلطَّائِرِ و السَّبُعِ‏
__________________________________________________
 (1) هكذا فى جميع النسخ- و الصواب صوتت لأن النعل مؤنثة لأنه يجب تأنيث الفعل: إذا أسند إلى ضمير المؤنث الحقيقى و المجازى.

176
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خلب ص 176

كالظُفُرِ لِلْإِنْسَان: لأَنَّ الطَّائِر (يَخْلُبُ) بمِخْلَبِهِ الْجِلْدَ أَىْ يَقْطَعُهُ و يُمَزِّقُهُ. و (الْمِخْلَبُ) بالْكَسْرِ أَيْضاً مِنجَلٌ لَا أَسْنَانَ لَهُ.
[خلج‏]
خَلَجْتُ: الشَّى‏ء (خَلْجاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ انْتَزَعْتُهُ و (اخْتَلَجْتُهُ) مِثْلُهُ. و (خَالَجْتُهُ) نَازَعْتُهُ. و (اخْتَلَج) الْعُضْوُ اضْطَرَبَ.
[خلد]
خَلَدَ: بِالْمَكَانِ (خُلُوداً) مِنْ بَابِ قَعَد: أَقَامَ. و (أَخْلَدَ) بالْأَلِفِ مِثْلُهُ. و (خَلَدَ) إلَى كَذَا و (أَخْلَدَ) رَكَنَ و (الخُلْدُ) وِزَانُ قفلٍ نَوْعٌ مِنَ الجِرْذَانِ خُلِقَتْ عَمْيَاءَ تَسْكُنُ الْفَلَوَاتِ. و (مَخْلَدٌ) وزَانُ جَعْفَرٍ مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ.
[خلر]
الخُلَّرُ: وِزَانُ سُكَّرٍ و سُلَّمٍ قِيلَ: هو الجُلَبّانُ و قِيلَ الماشُ. وَ قِيلَ الفُولُ.
[خلس‏]
خَلَسْتُ: الشَّى‏ءَ (خَلْسةً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ: اخْتَطَفْتُهُ بِسُرعَةٍ عَلَى غَفْلَةٍ و (اخْتَلَسَهُ) كَذلِكَ و (الْخَلْسَةُ) بِالْفتح الْمَرّةُ و (الْخُلسَةُ) بالضَّمِ مَا يُخْلَسُ و
مِنْهُ (لَا قَطْعَ فِى الْخُلْسَةِ).
[خلص‏]
خَلَصَ: الشَّى‏ءُ مِنَ التَّلَفِ (خُلُوصاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ و (خَلَاصاً) و (مَخْلَصاً) سَلِم و نَجَا و (خَلَصَ) الْمَاءُ مِنَ الكَدَرِ صَفَا و (خَلَّصْتُهُ) بالتَّثْقِيلِ مَيَّزْتُهُ مِنْ غَيْرِهِ و (خُلاصَةُ) الشَّى‏ءِ بالضَّمِّ مَا صَفَا مِنْهُ مَأْخُوذٌ مِنْ (خُلَاصَةِ) السَّمْنِ و هُوَ مَا يُلْقَى فِيهِ تَمْرٌ أَوْ سَويقٌ لِيَخْلُصَ بِهِ مِنْ بَقَايَا اللَّبَنِ و (أَخْلَصَ) لِلّهِ الْعَمَلَ. و سُورَةُ (الإِخْلَاصِ) إذَا أُطْلِقَتْ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) و سُورَتَا الْإِخْلَاصِ، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، و قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. و (الْخَلْصَاءُ) وزَانُ حَمْرَاءَ مَوْضِعٌ بالدَّهْنَاءِ.
[خلط]
خَلَطْتُ: الشَّى‏ءَ بِغَيْرِهِ (خَلْطاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَمَمْتُهُ إِلَيْهِ (فَاخْتَلَطَ) هُوَ و قَدْ يُمْكِنُ التَّمْيِيزُ بَعْد ذلِكَ كَمَا فِى خَلْطِ الْحَيَوَانَاتِ «1» و قَدْ «2» لَا يُمْكِنُ (كَخَلْطِ) الْمَائِعَاتِ فَيَكُونُ مَزْجاً قَالَ الْمَرْزُوقِىُّ: أَصْلُ (الْخَلْطِ) تَدَاخُلُ أَجْزَاءِ الأَشْيَاءِ بَعْضِهَا فِى بَعْضٍ و قَدْ تُوُسِّعَ فِيهِ حَتَّى قِيلَ رَجُلٌ (خَلِيطٌ) إِذَا (اخْتَلَطَ) بِالنَّاسِ كَثِيراً و الْجَمْعُ (الْخُلَطَاءُ) مِثْلُ شَرِيفٍ و شُرَفَاءَ و مِنْ هُنَا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ (الْخَلِيطُ) الْمُجَاوِرُ و (الْخَلِيطُ) الشَّرِيكُ و (الخِلْطُ) طِيبٌ مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (أَخْلَاطٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (الْخِلْطَةُ) مِثْلُ العِشْرَةِ وَزْناً و مَعْنًى. و (الْخُلْطَةُ) بِالضَّمِ اسْمٌ مِنْ (الاخْتِلَاطِ) مِثْلُ الفُرقَةِ مِن الافْتِرِاقِ.
وَ قَدْ يُكْنَى (بِالْمُخَالَطَة) عَنِ الْجِمَاعِ وَ مِنْهُ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ (خَالَطَهَا مُخَالَطَةَ) الْأَزْوَاجِ يُرِيدُونَ الجِمَاعَ. قَالَ الأَزْهَرِىُّ و (الْخلَاطُ) (مُخَالَطَةُ) الرّجُلِ أَهْلَهُ إِذَا جَامَعَهَا.
__________________________________________________
 (1) الصواب الحيوان لأنه تسمية بالمصدر.
 (2) (قدْ) لا تدخل على الفعل المنفى.

177
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خلع ص 178

[خلع‏]
خَلَعْتُ: «1» النَّعْلَ و غَيْرُه «2» (خَلْعاً) نَزَعْتُهُ و (خَالَعَتِ) الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا (مُخَالَعَةً) إذَا افْتَدَتْ مِنْهُ و طَلَّقَهَا عَلَى الفِدْيَةِ (فَخَلَعَهَا) هُوَ (خلْعاً) و الاسْمُ (الْخُلْعُ) بالضَّمِ و هُوَ اسْتِعَارَةٌ مِنْ خَلْعِ اللِّبَاسِ لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِبَاسٌ لِلْآخَرِ فَإذَا فَعَلَا ذلِكَ فَكَأَنَّ كُلِّ وَاحِدٍ نَزَعَ لِبَاسَهُ عَنْهُ وَ فِى الدُّعَاءِ «و نَخْلَعُ و نَهْجُرُ مِنْ يَكْفُرُكَ».
أى نُبْغِضُ و نَتَبَرّأُ مِنْهُ و (خَلَعْتُ) الْوَالِىَ عَنْ عَمَلِهِ بمَعْنَى عَزَلْتُهُ.
و (الخِلْعَةُ) مَا يُعْطِيهِ الْإِنْسَانُ غَيْرَهُ مِنَ الثِيَابِ مِنْحَةً و الْجَمْعُ خِلَعٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدرٍ.
[خلف‏]
خَلَفَ: فَمُ الصَّائِمِ (خُلُوفاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ و (أَخْلَفَ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و زَادَ فِى الْجَمْهَرَةِ مِنْ صَوْمٍ أَوْ مَرَضٍ و (خَلَفَ) الطَّعَامُ تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ أَوْ طَعْمُهُ و (خَلَفْتُ) فُلَاناً عَلَى أَهْلِهِ و مَالِهِ (خِلَافَةً) صِرْتُ (خَلِيفَتَهُ) و (خَلَفْتُهُ) جئْتُ بَعْدَهُ. و (الْخِلفَةُ) بالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ كَالقِعْدَةِ لِهيْئَةِ القُعُودِ. و (اسْتَخْلَفْتُهُ) جَعَلْتُهُ خَلِيفَةً (فَخَلِيفَةٌ) يَكُونُ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. و أَمَّا (الْخَلِيفَةُ) بِمَعْنَى السُّلْطَانِ الْأَعْظَمِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلًا لِأَنَّهُ (خَلَفَ) مَنْ قَبْلَهُ أَىْ جَاءَ بَعْدَهُ و يَجُوزُ أَنْ يَكَونَ مَفْعُولًا لأَنَّ اللّه تَعَالَى جَعَلَهُ (خَلِيفَةً) أَوْ لِأَنَّهَ جَاءَ بِه بَعْدَ غَيْرِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى «هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ»
قَالَ بَعْضُهُمْ وَ لَا يُقَالُ (خَلِيفَةُ اللّهِ) بالْإضَافَة إلَّا لآدَمَ و دَاوُدَ لِوُرُودِ النَّصّ بِذلِكَ و قِيلَ يَجُوزُ، وَ هُوَ الْقِيَاسُ لأَنَّ اللّه تَعَالَى جَعَلَهُ (خَلِيفَةً) كَمَا جَعَلَهُ سُلْطَاناً و قَدْ سُمِعَ (سُلْطَانُ اللّهِ) و (جُنُودُ اللّهِ) و (حِزْبُ اللّهِ) و (خَيْلُ اللّهِ) و الإِضَافَةُ تَكُونَ بِأَدْنَى مُلَابَسَةٍ.
وَ عَدَمُ السَّمَاع لَا يَقْتَضِى عَدَمَ الاطِّرَادِ مَعَ وُجُودِ الْقِيَاسِ، و لِأَنَّهُ نَكِرَةُ تَدْخُلُهُ اللَّامُ للتَّعْرِيفِ فَيَدْخُلُهُ مَا يُعَاقِبُهَا و هُوَ الإِضافَةُ كَسَائِرِ أَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ.
وَ (الْخَلِيفَةُ): أَصْلُهُ (خَلِيفٌ) بِغَيْرِ هَاءٍ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ و الْهَاءُ مُبَالَغَةٌ مثْلُ عَلَّامَةٍ و نَسَّابَةٍ و يَكُونُ وصفاً لِلرَّجُلِ خَاصَّةً و مِنْهُمْ مَنْ يَجْمَعُهُ بِاعْتِبَارِ الأَصْل فَيَقُولُ (الْخُلفَاءُ) مثْلُ شَرِيفٍ و شُرَفَاءَ و هذَا الْجَمْعُ مُذَكَّر فَيُقَالُ ثَلَاثَةُ (خُلَفَاءَ) و مِنْهُمْ مَنْ يَجْمَعُ بِاعْتِبَارِ اللَّفْظِ فَيَقُولُ (الْخَلَائِفُ) و يَجُوزُ تَذْكِيرُ الْعَدَدِ و تَأْنِيثُهُ فِى هذَا الْجَمْعِ فَيُقَالُ ثَلَاثَةُ (خَلَائِفَ) و ثَلَاثُ (خَلَائِفَ) و هُمَا لُغَتَان فَصِيحَتَانِ. و هذَا (خَلِيفَةٌ) آخَرُ بالتَّذْكِيرِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ (خَلِيفَةٌ) أُخْرَى بِالتَّأْنِيثِ و الْوَجْهُ الْأَوَّلُ وَ (اسْتَخْلَفْتُه) جَعَلْتُهُ (خَلِيفَةً) لى و (خَلَفَ) اللّهُ عَلَيْكَ كَان (خَلِيفَةَ)
__________________________________________________
 (1) خَلَعَ من باب قَطَعَ.
 (2) الصواب خلعت النعل و غيرها لأن النعل مؤنثة.

178
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خلف ص 178

أَبِيكَ عَلَيْكَ أَوْ مَنْ فَقَدْتَه مِمَّنْ لَا يَتَعَوَّضُ كَالعَمِّ و (أَخْلَفَ) عَلَيْكَ بالْأَلِفِ رَدَّ عَلَيْكَ مثْلَ ما ذَهَبَ مِنْكَ: و (أَخْلَفَ) اللّهُ عَلَيْكَ مَالَكَ و (أَخْلَفَ) لَكَ مَالَكَ و (أَخْلَفَ) لَكَ بِخَيْرٍ وَ قَد يُحْذَفُ الْحَرْفُ فَيُقَالُ (أَخْلَفَ) اللّهُ عَلَيْكَ و لَكَ خَيْراً قَالَهُ الْأَصْمَعِىُّ وَ الاسْم (الْخَلَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ و تَقُولُ الْعَربُ أَيْضاً (خَلَفَ) اللّهُ لَكَ بخَيْرٍ و (خَلَفَ) عَلَيْكَ بِخَيْرٍ (يَخْلُفُ) بِغَيْرِ أَلِفٍ. و (أَخْلَفَ) الرَّجُلُ وَعْدهُ بِالْأَلِفِ و هُوَ مُخْتَصٌّ بِالاسْتِقْبَالِ و (الْخُلفُ) بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْه و (أخْلَفَ) الشَّجَرُ و النَّبَاتُ ظَهَرَ (خِلْفتُهُ) و (خَلَفْتُ) الْقَمِيصَ (أَخْلُفُهُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُو (خَلِيفٌ) وَ ذلِكَ أَنْ يَبْلَى وَسَطُهُ فتُخْرِجَ البَالِىَ مِنْهُ ثم تَلْفِقَهُ و
فى حديث حَمْنَة (فَإذَا خَلَفَتْ ذلِكَ فَلْتَغْتَسِلْ).
مَأْخُوذٌ مِنْ هذَا أَىْ إِذَا مَيَّزَتْ تِلْكَ الأيامَ و الليَالِىَ الَّتِى كَانَتْ تَحِيضُهُنَّ و (خَلَّفَ) الرَّجُلُ الشَّى‏ءَ بِالتَّشْدِيدِ تَرَكَهُ بَعْدَهُ وَ (تَخَلَّفَ) عَن الْقَوْمِ إِذَا قَعَدَ عَنْهُمْ وَ لَمْ يَذْهَبُ مَعَهُمْ.
 (وَ الخَلِفَةُ) بِكَسْرِ اللَّامِ هِىَ الْحَامِلُ مِنَ الْإِبِل و جَمْعُهَا (مَخَاضٌ) مِنْ غَيْر لَفْظِهَا كما تجْمَعُ الْمَرْأَةُ عَلَى النِّسَاء مِنْ غَيْرِ لَفْظِهَا. وَ هِىَ اسْمُ فَاعِلٍ يُقَالُ (خُلِفَتْ) (خَلَفاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا حَمَلَتْ فَهِىَ (خَلِفَةٌ) مثْلُ تَعِبَةٍ وَ رُبَّمَا جُمِعَتْ عَلَى لَفْظِهَا فَقِيلَ (خَلفَاتٌ) و تحْذَفُ الْهَاءُ أَيْضاً فَقِيلَ (خَلِفٌ).
و (الْخَلْفُ) وزَانُ فَلْس الرَّدِى‏ءُ مِنَ الْقَوْلِ يُقَالُ (سَكَتَ أَلْفاً وَ نَطَقَ خَلْفاً) «1» أَىْ سَكَتْ عَنْ أَلْف كَلِمةٍ ثُمَّ نَطَقَ بِخَطإٍ و قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِى كِتَابِ الْأَمْثَالِ: (الْخَلْفُ) مِنَ الْقَوْلِ هُوَ السَّقَطُ الرَّدِى‏ءُ (كَالْخَلْفِ) مِنَ النَّاسِ. و (الْخَلْفُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْعِوَضُ و الْبَدَلُ يُقَالُ اجْعَلْ هذَا (خَلَفاً) مِنْ هذَا و (خَالَفْتُهُ) (مُخَالَفَةً) و (خِلَافاً) و (تَخَالَفَ) الْقَومُ و (اخَتَلَفُوا) إِذَا ذَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ إلَى (خِلَافِ) مَا ذَهَبَ إلَيْهِ الآخَرُ و هُوَ ضِدُّ الاتَّفَاقِ وَ الاسْمُ (الْخُلْفَ) بِضَمِّ الْخَاءِ و (الْخِلَافُ) وِزَانُ كِتَابٍ شَجَرُ الصَّفْصَافِ الْوَاحِدَةُ (خِلَافَةٌ) و نَصُّوا عَلَى تَخْفِيفِ اللَّامِ و زَادَ الصَّغَانِىُّ: و تَشْدِيدُهَا مِنْ لَحْنِ الْعَوَامِّ قَالَ الدِّينَوَرىّ: زَعَمُوا أَنَّهُ سُمِّىَ (خِلَافاً) لِأَنَّ الْمَاءَ أَتَى بِهِ سَبْياً فَنَبَتَ مُخَالِفاً لِأَصْلِهِ.
و يُحْكَى أَنَّ بَعْضَ الْمُلُوكِ مَرَّ بِحَائِطٍ فَرَأَى شَجَرَ الْخِلَافِ فَقَالَ لوَزِيرِهِ مَا هذَا الشَّجَرُ فَكرهَ الْوَزِيرُ أَنْ يَقُولُ شَجَرُ الخِلَافِ لِنُفُورِ النَّفْسِ عَنْ لَفْظِهِ فَسَمَّاهُ باسْمِ ضِدِّهِ فَقَالَ شَجَرُ الوِفَاقِ فَأَعْظَمَهُ الْمَلِكُ لِنَبَاهَتِهِ. وَ لَا
__________________________________________________
 (1) المثل رقم 1772 من مجمع الأمثال للميدانى.

179
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خلف ص 178

يَكَادُ يُوجَدُ فِى الْبَادِيَة. و قَعَدْتُ خِلَافَه أَىْ بَعْدَهُ.
و الخِلْفُ مِنْ ذَوَاتِ الْخُفِّ كَالثَّدْىِ لِلْإِنْسَانِ و الْجَمْعُ (أَخْلَافٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَال وَ قِيلَ (الخِلْفُ) طَرَفُ الضَّرْعِ.
 (و الخِلْفَةُ) وِزان سِدْرَةٍ نَبْتٌ يَخْرُجُ بَعْدَ النَّبْتِ و كُلُّ شَيْئَيْنِ (اخْتَلَفَا) فَهُمَا (خِلْفَانِ) و (المخْلَافُ) بِكَسْرِ المِيمِ بِلُغَةِ الْيَمَنِ الكُورَةُ و الْجَمْعُ (الْمَخالِيفُ) و اسْتُعْمِلَ عَلَى (مَخَالِيفِ الطَّائِفِ) أَىْ نَوَاحِيهِ و قِيلَ فِى كُلِّ بَلَدٍ (مِخْلَافٌ) أَىْ نَاحِيَةٌ.
[خلق‏]
خَلَقَ: اللّهُ الْأَشْيَاءَ (خَلْقاً) و هُوَ (الْخَالِقُ) و (الخَلَّاقُ). قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وَ لَا تَجُوز هذِهِ الصِّفَةُ بِالْأَلِفِ و اللَّامِ لِغَيْرِ اللّهِ تَعَالَى و أَصْلُ (الْخَلْقِ) التَّقْدِيرُ يُقَالُ (خَلَقْتُ) الْأَدِيمَ لِلسِّقَاءِ إِذَا قَدَّرْتَهُ لَهُ. و (خَلَقَ) الرَّجُلُ الْقَوْلَ (خَلْقاً) افْتَرَاهُ و (اخْتَلَقَهُ) مِثْلُهُ. و (الْخَلْقُ) (المَخْلُوقُ) فَعْلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ ضَرْبِ الْأَمِيرِ و (الْخُلُقُ) بِضَمَّتَيْنِ السَّجِيَّةُ. و (الْخَلَاقُ) مِثْلُ سَلَامٍ النَّصِيبُ.
و (خَلُقَ) الثَّوْبُ بِالضَّمِ إِذا بَلِىَ فهوَ (خَلَقٌ) بِفَتْحَتَيْنِ و (أَخْلَقَ) الثَّوْبُ بالْأَلِفِ لُغَةٌ و (أَخْلَقْتُهُ) يَكُونُ الرُّبَاعِىُّ لَازِماً و مُتَعَدِّياً، و (الْخَلُوقُ) مِثْلُ رَسُولٍ ما يُتَخلَّقُ بِهِ مِن الطِّيبِ قَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ و هُوَ مَائعٌ فِيهِ صُفْرَةٌ و (الخِلَاقُ) مِثْلُ كِتَابٍ بِمَعْنَاهُ و (خَلَّقْتُ) الْمَرْأَةَ (بِالْخَلُوقِ) (تَخْلِيقاً) (فَتَخَلَّقَتْ) هِىَ بِهِ. و (الْخِلْقَةُ) الْفِطْرَةُ و يُنْسَبُ إِلَيْهَا عَلَى لَفْظِهَا فَيُقَال عَيْبٌ (خِلْقِيٌّ) وَ مَعْنَاهُ مَوْجُودٌ مِنْ أَصْل الْخِلْقَةِ و لَيْسَ بِعَارِضٍ.
[خلل‏]
الْخَلُّ: مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (خُلُولٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ سُمِّىَ بِذلِكَ لأَنَّهُ اخْتَلَّ مِنْهُ طَعْمُ الْحَلَاوَةِ يُقَالُ (اخْتَلَّ) الشَّى‏ءُ إذَا تَغَيَّرَ و اضْطَرَبَ. و (الْخَلِيلُ) الصَّدِيقُ و الْجَمْعُ (أَخِلَّاءُ) و (الْخَلِيلُ) الْفَقِيرُ الْمُحْتَاجُ وَ (الْخَلَّةُ) بِالْفَتْحِ الْفَقْرُ و الْحَاجَةُ و (الْخَلَّةُ) مِثْلُ الْخَصْلَةِ وَزْناً وَ معنًى و الْجَمْعُ (خِلَالٌ) و (الْخَلَّةُ) الصَّدَاقَةُ بالْفَتْحِ أَيْضاً وَ الضَّمُّ لُغَةٌ. و (الْخَلَل) بفَتْحَتَيْنِ الفُرجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ و الْجَمْعُ (خِلَالٌ) مِثْلُ جَبَلٍ و جِبَالٍ.
و (الْخَلَلُ) اضْطِرَابُ الشَّى‏ءِ و عَدَمُ انْتِظَامِهِ.
و (الْخُلَّةُ) بالضَّمِّ ما خَلَا من النَّبْت و (خلَّلَ) الشَّخْصُ أَسْنَانَهُ (تَخْلِيلًا) إذَا أَخْرَجَ مَا يَبْقَى مِنَ الْمَأْكُولِ بَيْنَها و اسْمُ ذلِكَ الْخَارِجِ (خُلَالَةٌ) بِالضَّمّ و (الْخِلَالُ) مِثْلُ كِتَابٍ:
الْعُودُ (يُخَلَّلُ) بِهِ الثَّوْبُ و الْأَسْنَانُ. و (خَلَلْتُ) الرِّدَاءَ (خَلًّا) مِنْ بَابِ قَتَلَ ضَمَمْتُ طَرَفَيْهِ بِخِلَالٍ و الْجَمْعُ (أَخِلَّةٌ) مِثْلُ سِلَاحٍ وَ أَسْلِحَةٍ (وَ خَلَّلْتُهُ) بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ و (خَلَّلْتُ) النّبِيذَ (تَخْليلًا) جَعَلْتُهُ (خَلًّا) و قَدْ يُسْتَعْمَل‏

180
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خلل ص 180

لَازِماً أَيْضاً فَيُقَالَ (خَلَّلَ) النَّبِيذُ إِذَا صَارَ بِنَفْسِهِ (خَلًّا) و (تَخَلَّلَ) النَّبِيذُ فِى الْمُطَاوَعَةِ و (خَلَّلَ) الرَّجُلُ لِحْيَتَهُ أَوْصَلَ الْمَاءَ إلَى (خِلَالِهَا) و هُوَ البَشَرَةُ الّتِى بَيْنَ الشَّعْرِ و كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ (تَخَلَّلْتُ) الْقَوْم إِذَا دَخَلْتَ بَيْنَ (خَلَلِهِمْ) و (خِلَالِهِمْ) وَ (أَخَلَّ) الرَّجُلُ بِكَذَا تَرَكَهُ وَ لَمْ يَأْت بِهِ و (أَخَلَّ) بِالْمَكَان تَرَكَهُ ذَا خَلَلٍ مِنْهُ وَ (أَخَلَّ) بِالشَّى‏ءِ قَصَّرَ فِيهِ و (أَخَلَّ) افْتَقَرَ و (اخْتَلَّ) إلَى الشَّى‏ءِ احْتَاجَ إلَيْهِ.
[خلو]
خَلَا: الْمَنْزِلُ مِنْ أَهْلِهِ (يَخْلُو) (خُلُوًّا) و (خَلَاءَ) فَهُو (خَالٍ) و (أَخْلَى) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فَهُوَ (مُخْلٍ) و (أَخْلَيْتُهُ) جَعَلْتُهُ خَالِياً وَ وَجَدْتُه كَذلِكَ. و (خَلَا) الرَّجُلُ بِنَفْسِهِ و (أَخْلَى) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ. و (خَلَا) بِزَيْدٍ (خَلْوَةً) انْفَرَدَ بِهِ و كذلك (خَلَا) بزوجته خَلْوة و لا تُسمَّى (خلْوَةً) إلا بالاسْتِمَتَاعِ بالْمُفَاخَذَةِ و حينئذ تُؤَثِّرُ فى أمور الزَّوْجِيَّةِ فإنْ حَصَلَ مَعَهَا وَطْءٌ فهو الدُّخُولُ و (خَلَا) مِنَ الْعَيْبِ (خُلُوًّا) بَرِئَ مِنْهُ فَهُوَ (خَلِيٌّ) و هَذَا يُؤَنَّثُ و يُثَنَّى و يُجْمَعُ. و يُقَالُ (خَلَاءٌ) مِثْلُ سَلَامِ و (خِلْوٌ) مثْلُ حِمْلٍ و (خَلَتِ) الْمَرْأَةُ مِنْ مَانِعِ النِّكَاحِ (خُلُوًّا) فَهِىَ (خَلِيَّةٌ) و نِسَاءٌ (خَلِيَّاتٌ) وَ نَاقَةٌ (خَلِيَّةٌ) مُطْلِقَةٌ مِن عِقَالِهَا فَهِىَ تَرعَى حَيْثُ شَاءَتْ و مِنْهُ يُقَالُ فِى كِنَايَاتِ الطَّلَاق هِىَ (خَلِيَّةٌ) و (خَلِيَّةُ) النَّحْل مَعْرُوفَةٌ و الْجَمْعُ (خَلَايَا) وَ تَكُونُ مِنْ طِينٍ أَوْ خَشَبٍ وَ قَال اللَّيْثُ هِىَ مِنَ الطِّينِ كِوَارَةٌ بالْكَسْرِ و (خَلِيٌّ) بِغَيْرِ هَاءٍ و (الْخَلَا) بالْقَصْرِ الرَّطْبُ مِنَ النَّبَاتِ الْوَاحِدَةُ (خَلَاةٌ) مِثْلُ حَصًى و حَصَاةٍ قَالَ فِى الكِفَايَةِ (الْخَلَا) الرَّطْبُ و هُوَ مَا كَانَ غَضًّا مِنَ الكَلَإ و أَمَّا الْحَشِيشُ فَهُوَ الْيَابِسُ و (اخْتَلَيْتُ) (الْخَلَا) (اخْتِلَاءً) قَطَعْتُهُ و (خَلَيْتُهُ) (خَلْياً) مِنْ بَابِ رَمَى مثْلُهُ و الْفَاعِلُ (مُخْتَلٍ) و (خَالٍ). و فى الحديث «لا يُخْتَلَى خَلَاهَا».
أى لا يُجَزُّ. و (الْخَلَاءُ) بالْمَدِّ مِثْلُ الْفَضَاءِ و (الْخَلَاءُ) أيضاً الْمُتَوَضَّأُ.
[خمد]
خَمَدَتِ: النَّارُ (خُمُوداً) مِنْ بَابِ قَعَدَ مَاتَتْ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَى‏ءٌ قِيلَ سَكَنَ لَهَبُهَا و بَقِىَ جَمْرُها و (أخْمَدْتُها) بِالْأَلِفِ. و (خَمَدَتِ) الْحُمَّى سَكَنَتْ و (خَمَدَ) الرَّجُلُ مَاتَ أَوْ أُغْمِىَ عَلَيْهِ.
[خمر]
الخِمَارُ: ثَوْبٌ تُغَطِّى بِهِ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا و الْجَمْعُ (خُمُرٌ) مِثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ. و (اخْتَمَرَتِ) الْمَرْأَةُ و (تَخَمَّرَتْ) لَبِسَتِ الْخِمَارَ. و (الْخَمْرُ) معروفة تُذَكَّرُ و تُؤَنَّث فَيُقَالُ هُوَ (الْخَمْرُ) و هِىَ (الْخَمْرُ) و قَالَ الْأَصْمَعِىُّ: (الْخَمْرُ) أُنْثَى و أَنْكَرَ التَّذْكِيرَ.
و يَجُوَزُ دُخُولُ الْهَاءِ فَيُقَالُ: (الْخَمْرَةُ) علَى أَنَّهَا قِطْعَةٌ مِنَ (الْخَمْرِ) كَمَا يُقَال‏

181
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خمر ص 181

كُنَّا فِى لَحْمَةٍ و نَبِيذَةٍ و عَسَلَةٍ أَىْ فى قِطْعَةٍ مِنْ كُلِّ شَى‏ءٍ مِنْهَا و يُجْمَعُ (الْخَمْرُ) عَلَى (الْخُمُورِ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و يُقَالُ: هِىَ اسْمٌ لِكُلِّ مُسْكرٍ (خَامَرَ) الْعَقْلَ أَى غَطَّاه. و (اخْتَمَرتِ) الْخَمْرُ أَدْرَكَتْ و غَلَتْ و (خَمَّرْتُ) الشَّى‏ءَ (تَخْمِيراً) غَطَّيْتُهُ و سَتَرتُهُ و (الْخُمْرَةُ) وزَانُ غُرْفَةٍ حَصِيرٌ صَغِيرَةٌ قَدْرُ مَا يُسْجَدُ عَلَيْهِ و (خَمِرتُ) الْعَجِينَ (خَمْراً) مِنْ بَابِ. قَتَلَ جَعَلْتُ فِيهِ الْخَمِيرَ و (خَمَرَ) الرَّجُلُ شَهَادَتَهُ كَتَمَها.
[خمس‏]
خَمَسْتُ: الْقَوْمَ (خَمْساً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ صِرْتُ (خَامِسَهُمْ) و (خَمَسْتُ) الْمَالَ (خَمْساً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَخَذْتُ خُمْسَهُ، و (الْخُمُسُ) بِضَمَّتَيْنِ و إِسْكَانُ الثَّانِى لُغَةٌ و (الْخَمِيسُ) مِثَالُ كَرِيمٍ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ: هُوَ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ و الْجَمْعُ (أَخْمَاسٌ) وَ يَوْمُ (الْخَمِيسِ) جَمْعُهُ (أَخْمِسَةٌ) و (أَخْمِسَاءُ) مِثْلُ نَصِيبٍ و أَنْصِبَةٍ وَ أَنْصِبَاءَ: و قَوْلُهُمْ غُلَامٌ (خُمَاسِيٌّ) أَوْ (رُبَاعِىٌّ) مَعْنَاهُ طُولُهُ خَمْسَةُ أَشْبَارٍ أَوْ أَرْبَعَةُ أَشْبَارٍ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ و إِنَّمَا يُقَالُ (خُمَاسِيٌّ) أَوْ (رُبَاعِىٌّ) فِيَمْن يَزْدَادُ طُولًا و يُقَالُ فِى الرَّقِيقِ و الْوَصَائِفِ (سُدَاسِىٌّ) أَيْضاً وَ فِى الثَّوْبِ (سُبَاعِىٌّ) أَىْ طُولُه سَبْعَةُ أَشْبَارِ. و (خَمَّسْتُ) الشَّى‏ءَ بالتَّثْقِيلِ جَعَلْتُهُ خَمْسَةَ أَخْمَاسِ.
[خمش‏]
خَمَشَتِ: الْمَرْأَةُ وجْهَهَا بِظُفْرِهَا خَمْشاً مِنْ بَابِ ضَرَبَ جَرَحَتْ ظاهِرَ الْبَشَرَةِ ثُمَّ أُطْلِقَ (الْخَمْشُ) على الأَثَرِ و جُمِع عَلَى (خُمُوشٍ) مِثْلُ فَلْسٍ وَ فُلُوسٍ.
[خمص‏]
الْخَمِيصَةُ: كِسَاءٌ أَسْوَدُ مُعْلَمُ الطَّرَفَيْنِ و يَكُونُ من خَزٍّ أَوْصُوفٍ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُعْلَماً فَلَيْسَ بِخَمِيصَةٍ. و (خَمِصَ) الْقَدَمُ خَمَصاً مِنْ بَابِ تَعِبَ ارْتَفَعَتْ عَنِ الْأَرْضِ فَلَمْ تَمَسّهَا فَالرَّجُلُ (أَخْمَصُ) الْقَدَمِ و الْمَرْأَةُ (خَمْصَاء) و الْجَمْعُ (خُمْصٌ) مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ وَ حُمْرٍ لأَنَّهُ صِفَةٌ فإِنْ جَمَعْتَ الْقَدَمَ نَفْسَهَا قُلْتَ (الأَخَامِصُ) مِثْلُ الأَفْضَلِ و الْأَفاضِلِ إِجْرَاءً لَهُ مُجرى الْأَسْمَاءِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بالْقَدَمِ خَمَصٌ فَهِىَ (رَحَّاءُ) بِرَاءٍ و حَاءٍ مُشَدَّدَةٍ مُهْمَلَتَيْنِ وَ بِالْمَدِّ و (الْمَخْمَصَةُ) المَجَاعَةُ. و (خَمُصَ) الشَّخْصُ (خُمْصاً) فهُوَ (خَمِيصٌ) إِذَا جَاعَ مِثْلُ قَرُبَ قُرْباً فَهُوَ قَرِيبٌ.
[خمل‏]
الْخَمْلُ: مِثْلُ فَلْسٍ الهُدْبُ و (الْخَمْلُ) الْقَطِيفَةُ و (الْخَمِيلَةُ) بِالْهَاءِ الطِّنْفِسَةُ و الْجَمْعُ (خَمِيلٌ) بِحَذْفِ الْهَاءِ و (خمَلَ) الرَّجُلُ (خُمُولًا) مِنْ بَابِ قَعَدَ فَهُوَ (خَامِلٌ) أَىْ سَاقِطُ النَّبَاهَةِ لَاحَظَّ لَهُ مَأْخُوذٌ مِنْ (خَمَلَ) الْمَنْزِلُ (خُمُولًا) إِذَا عَفَا و دَرَسَ و (الْمُخْمَلُ) كِسَاء

182
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خمل ص 182

لَهُ خَمْلٌ و هُوَ كالهُدْبِ فِى وَجْهِهِ.
[خمن‏]
خَمَنَ: الذِّكْرُ (خُمُوناً) مِثْلُ خَمَل خُمُولًا وَزْناً وَ مَعْنًى. و (خَمَنَ) الشَّى‏ءُ إِذَا خَفِىَ، و مِنْهُ قِيلَ (خَمَنْتُ) الشَّى‏ءَ (خَمْناً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (خَمَّنْتُهُ) (تَخْمِيناً) إِذَا رَأَيْتَ فِيهِ شَيْئاً بِالوهْمِ أَوِ الظَّنِّ قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: (التَّخْمِينُ) الْقَوْلُ بالحَدْسِ و قَالَ أَبُو حَاتمٍ هذه كَلِمَةٌ أَصْلُهَا فَارِسِى مِنْ قَوْلِهِمْ (خمانا) عَلَى الظَّنِّ و الْحَدْسِ.
[خنث‏]
خَنِثَ: خَنَثاً فَهُوَ (خَنِثٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا كَانَ فِيهِ لِينٌ و تَكَسُّرٌ وَ يُعَدَّى بالتّضْعِيفِ فَيُقَالُ (خَنَّثَهُ) غَيْرُهُ إِذَا جَعَلَهُ كَذلِكَ و اسْمُ الْفَاعِلِ (مُخَنِّثٌ) بالْكَسْرِ و اسْمُ الْمَفْعُولِ بِالْفَتْحِ و فِيهِ (انْخِنَاثٌ) و (خُنَاثَةٌ) بِالْكَسْر و الضَّمِّ قَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ (خَنّثَ) الرَّجُلُ كَلَامَهُ بالتَّثْقِيل إذَا شَبَّهَهُ بِكَلَامِ النِّسَاءِ لِيناً و رَخَامَةً فالرَّجُلُ (مُخَنِّثٌ) بِالْكَسْرِ. و (الخُنْثَى) الَّذِى خُلِق له فَرْجُ الرَّجُلِ و فَرْجُ الْمَرْأَةِ و الْجَمْعُ (خِنَاثٌ) مِثْلُ كِتَابٍ و (خَنَاثَى) مِثْلُ حُبْلَى و حَبَالَى.
[خنز]
خَنِزَ: اللَّحْمُ (خَنَزاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ تَغَيَّر فَهُوَ (خَنِزٌ) و (خَنَزَ خُنُوزاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ لُغَةٌ.
[خنس‏]
خَنِسَ: الْأَنْفُ (خَنَساً) مِنْ بَابِ تَعِبَ انْخَفَضَتْ قَصَبَتُهُ فَالرَّجُلُ (أَخْنَسُ) و الْمَرْأَةُ (خَنْسَاءُ) و (خَنَسْتُ) الرَّجُلَ (خَنْساً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَخَّرْتُهُ أَوْ قبضْتُهُ و زَوَيْتُهُ (فَانْخَنَسَ) مِثْلُ كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ. و يُسْتَعْمَلُ لَازِماً أَيْضاً فَيُقَالُ (خَنَسَ) هُوَ وَ مِنَ الْمُتَعَدِّى فِى لَفْظِ الْحَدِيثِ و (خَنَسَ إِبْهَامَهُ) أَىْ قَبَضَهَا وَ مِنَ الثَّانِى (الْخَنَّاسُ) فى صِفَةِ الشَّيْطَانِ لِأَنَّهُ اسْمُ فَاعِلٍ لِلْمُبَالَغَةِ لِأَنَّه (يَخْنِسُ) إِذَا سَمِعَ ذكْرَ اللّهِ تَعَالَى أَىْ يَنْقَبِضُ و يُعَدَّى بِالْأَلِفِ أَيْضاً.
[خنق‏]
خَنَقَه: (يَخْنُقُهُ) مِنْ بَابِ قَتَل (خَنِقاً) مِثْلُ كَتِف و يُسَكَّنُ للتَّخْفِيفِ وَ مِثْلُه الحَلِفُ و الحَلْفُ إِذَا عَصَر حَلْقَهُ حَتَّى يَمُوتَ فَهُوَ (خَانِقٌ) و (خَنَّاقٌ) وَ فِى الْمُطَاوِعِ (فانْخَنَقَ). وَ شَاةٌ (خَنيقَةٌ) و (مُنْخَنِقَةٌ) مِنْ ذلِكَ. و (الْمِخْنَقَةُ) بكَسْرِ الْمِيمِ الْقِلَادَةُ سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِأَنَّها تُطِيفُ بالْعُنق و هُوَ مَوْضِعُ الْخَنْقِ.
[خوت‏]
خَاتَ: (يَخُوتُ) أَخْلَفَ وَعْدَهُ فَهُوَ (خَائِتٌ) و (خَوَّاتٌ) مُبَالَغَةٌ، و بِهِ سُمِّىَ و مِنْهُ (خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ الْأَنْصَارىّ)
[خور]
خَارَ: (يَخُورُ) ضَعُفَ فَهُوَ (خَوَّارٌ) وَ أرْضٌ (خَوَّارَةٌ) لَيِّنَةٌ سَهْلَةٌ و رُمْحٌ (خَوَّارٌ) لَيْسَ بِصُلْب.
[خوص‏]
الخَوَصُ: مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ و هُوَ ضِيقُ الْعَيْنِ و غُئُورُهَا. و (الخُوصُ) وَرَقُ النَّحْلِ الْوَاحِدَةُ (خُوصَةٌ).

183
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خوض ص 184

[خوض‏]
خَاضَ: الرَّجُلُ الْمَاءَ (يَخُوضُهُ) (خَوْضاً) مشى فِيهِ و (الْمَخَاضَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ مَوْضِعُ الْخَوْضِ و الْجَمْعُ (مخَاضَاتٌ) و (خَاضَ) فِى الْأَمْرِ دَخَلَ فِيهِ. و (خَاضَ) فِى الْبَاطِلِ كَذلِكَ و (أَخَاضَ) الْمَاءُ بالْأَلِفِ قَبِلَ أَن (يُخَاضَ) و هُوَ لَازِمٌ عَلَى عَكْسِ الْمُتَعَارَفِ فَإنَّه مِنَ النَّوادِرِ الَّتِى لَزِمَ رُبَاعيّهَا و تَعَدَّى ثُلَاثِيُّها و (مَخُوضٌ) بِفَتْحِ الْمِيمِ اسْمُ مَفْعُولٍ من الثُّلَاثِىّ و (مُخِيضٌ) بِضَمِّهَا اسْمُ فَاعِلٍ مِن الرُّبَاعِىِّ اللازِمِ.
[خوف‏]
خَافَ: (يَخَافُ) (خَوْفاً) و (خِيفَةً) و (مَخَافَةً) و (خِفْتُ) الْأَمْرَ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَهُوَ (مَخُوفٌ) و (أَخَافَنِي) الْأَمْرُ فَهُوَ (مُخِيفٌ) بِضَمِّ الْمِيمِ اسْمُ فَاعِلٍ فَإِنَّهُ (يُخِيفُ) مَنْ يَرَاهُ و (أَخَافَ) اللُّصُوصُ الطَّرِيق فَالطَّرِيقُ (مُخَافٌ) عَلَى مُفْعَلٍ بِضَمِّ الْمِيمِ و طَرِيقٌ (مَخُوفٌ) بِالْفَتْحِ أَيْضاً لأَنَّ النَّاسَ (خَافُوا) فِيهِ. و مَالَ الْحَائِطُ، (فَأَخَافَ) النّاسَ فَهُوَ (مُخِيفٌ) و (خَافُوهُ) فَهُوَ (مَخُوفٌ) و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (أَخَفْتُهُ) الْأَمْرَ (فَخَافَهُ) و (خَوَّفْتُهُ) إِيَّاهُ (فَتَخَوَّفَه)
[خول‏]
الْخَالُ: مِنَ النَّسَبِ جَمْعُهُ (أَخْوَالٌ) و جَمْعُ (الْخَالَةِ) (خَالاتٌ)، وَ (أَخْوَلَ) الرَّجُلُ وِزَانُ أَكْرَمَ فَهُوَ (مُخْوِلٌ) بِالْكَسْرِ عَلَى الْأَصْلِ وَ بِالْفَتْحِ عَلى مَعْنَى أَنَّ غَيْرَهُ جَعَلَهُ ذَا أَخْوالٍ كَثِيرةٍ وَ رَجُلٌ (مُعِمٌّ مُخْوِلٌ) أَىْ كَرِيمُ الْأَعْمَامِ و الْأَخْوَالِ. و مَنَعَ الْأَصْمَعِىُّ الْكَسْرَ فِيهمَا، و قَالَ كَلَامُ الْعَرَبِ الْفَتْحُ وَ رُبَّمَا جُمِعَ (الْخَالُ) عَلَى (خُئُولَةٍ) و (الْخَوَلُ) مِثَالُ الخَدَمِ و الحَشَم وَزْناً و مَعْنًى. و (خَوَّلَهُ) اللّه مَالًا أَعْطَاهُ و (تَخَوَّلْتُهُم) بِالْمَوْعِظَةِ تَعَهَّدْتُهُمْ‏
[خوم‏]
الْخَامَةُ: الْغَضَّةُ مِنَ النَّبَاتِ و الْجَمْعُ (خَامٌ) و (خَامَاتٌ) و (الْخَامُ) مِنَ الثِّيَابِ الَّذِى لم يُقْصَرُ و ثَوْبٌ (خَامٌ) أَىْ غَيْرُ مَقْصُورٍ.
[خون‏]
خَانَ: الرَّجُلُ الْأَمَانَةَ (يَخُونُهَا) (خَوْناً) و (خِيَانَةً) و (مَخَانَةً) يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ. و (خَانَ) الْعَهْدَ و فِيهِ فَهُوَ (خَائِنٌ) و (خَائِنَةٌ) مُبَالَغَةٌ و (خَائِنَةُ) الْأَعْيُنِ قِيلَ هِىَ كَسْرُ الطَّرْفِ بِالْإِشَارَةِ الْخَفِيَّةِ وَ قِيلَ هِىَ النَّظْرَةُ الثَّانِيَةُ عَنْ تَعَمُّدٍ. و فَرَّقُوا بَيْنَ الْخَائِنِ و السَّارِقِ و الْغَاصِبِ بأَنَّ (الْخَائِنَ) هُوَ الَّذِى خَانَ مَا جُعِلَ عَلَيْهِ أَمِيناً.
و السَّارِقُ مَنْ أَخَذَ خُفْيةً مِنْ مَوْضِعٍ كَانَ مَمْنُوعاً مِنَ الْوُصُولِ إِلَيْهِ وَ رُبَّمَا قِيلَ كُلُّ سَارِقٍ خَائِنٌ دوُنَ عَكْسٍ. و الْغَاصِبُ مَنْ أَخَذَ جِهَاراً مُعْتَمِداً عَلَى قُوَّتهِ.
و الْخَانُ: مَا يَنْزِلُهُ الْمُسَافِرُون و الْجَمْعُ (خَانَاتٌ) و (تَخَوَّنْتُ) الشَّى‏ءَ تَنَقَّصْتُهُ.
و (الْخِوَانُ) مَا يُؤْكَلُ عَلَيْهِ مُعَرَّبٌ وَ فِيه‏

184
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خون ص 184

ثَلَاثُ لُغَاتٍ كَسْرُ الْخَاءِ و هىَ الْأَكْثَرُ و ضَمُّهَا حَكَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَ (إِخْوَانٌ) بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ حَكَاهُ ابْنُ فَارِسٍ. و جَمْعُ الْأُوَلى فِى الْكَثْرةِ (خُوْنٌ) و الْأَصْلُ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ لكِنْ سُكِّنَ تَخْفِيفاً و فِى الْقِلَّةِ (أَخْوِنَةٌ) و جَمْعُ الثَّالِثَة (أَخَاوِينُ) وَ يَجُوزُ فِى الْمَضْمُومِ فِى الْقِلَّةِ (أَخْوِنَةٌ) أَيْضاً كَغُرَاب و أَغْرَبَةٍ
[خوي‏]
خَوَتِ: الدَّارُ (تَخْوِي) مِنْ بَابِ رَمَى (خُويّاً) خَلَتْ مِنْ أَهْلِهَا و (خَوَاءً) بِالْفَتْحِ و الْمَدِّ و (خَوِيَتْ) (خَوًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ. و (خوتِ) النُّجُومُ مِنْ بَابِ رَمَى سَقَطَتْ مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ و (أَخْوَتْ) بِالأَلِفِ مِثْلُهُ و (خَوَّتْ تَخْوِيَةً) مَالَتْ لِلْمَغِيبِ وَ (خَوَّتِ) الْإِبِلُ (تَخْوِيةً) خَمُصتْ بُطُونُهَا و (خَوَّى) الرَّجُلُ فِى سُجُودِهِ رَفَعَ بَطْنَهُ عَنِ الْأَرْضِ و قِيلَ جَافَى عَضُدَيْهِ‏
[خيب‏]
خَابَ: (يَخِيبُ) (خَيْبَةً) لَمْ يَظْفَرْ بِمَا طَلَبَ و فى المثَل (الْهَيْبَةُ خَيْبَةٌ) و (خَيَّبَهُ) اللّهُ بالتَّشْدِيدِ جَعَلَهُ خَائِباً.
[خير]
الخِيْرُ: بالْكَسْرِ الْكَرَمُ و الْجُودُ و النِّسبةُ إِلَيْهِ (خِيرِيٌّ) عَلَى لَفْظِهِ و مِنْهُ قِيلَ لِلْمَنْثُورِ (خِيريٌّ) لكِنَّهُ غَلَبَ عَلَى الْأَصْفَرِ مِنْهُ لأَنَّهُ الَّذِى يُخْرِجُ دُهْنَهُ وَ يَدْخُلُ فِى الْأَدْوِيَةِ و فُلَانٌ (ذُو خَيْرٍ) أَى ذُو كرمٍ و يُقَالُ اللخُزَامَى (خِيرِيٌّ) الْبَرِّ لأَنَّهُ أَذْكَى نَبَاتِ الْبادِيَةِ ريحاً و (الْخِيرةُ) اسْمٌ من الاخْتِيِارِ مِثْلُ الفِدْيَةِ مِن الافْتِدَاءِ و (الْخِيَرَةُ) بِفَتْحِ الْياءِ بِمعْنَى (الخِيارِ) و (الْخِيَارُ) هُوَ (الاخْتِيَارُ) و مِنْهُ يُقَالُ لَهُ (خيارُ) الرِّؤْيَةِ و يُقَالُ هِىَ اسْمٌ من (تَخَيَّرْتُ) الشَّى‏ءَ مِثْلُ الطِّيَرَةِ اسْمٌ من تَطَيَّر و قيلَ هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدِ و يؤَيّدُهُ قَوْلُ الأَصْمَعىِّ (الْخِيَرَةُ) بِالْفَتْحِ و الإِسْكَانُ لَيْسَ بِمُخْتَارٍ وَ فِى التَّنْزِيلِ: «ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ» و قَالَ فِى الْبَارِعِ (خِرْتُ) الرَّجُلَ عَلَى صَاحِبِه (أَخِيرُهُ) مِنْ بَابِ بَاعَ (خِيَراً) وِزَانُ عِنَبٍ و (خِيرَةً) و (خِيَرَةً) إِذَا فَضَّلْتُهُ عَلَيْهِ. و (خَيَّرْتُهُ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ فَوَّضْتُ إِلَيْهِ الاخْتِيَارَ (فَاخْتَارَ) أَحَدَهُمَا و (تَخَيَّرَهُ) و (اسْتَخَرْتُ) اللّهَ طَلَبْتُ مِنْهُ (الخِيرَةَ) و هذه (خَيْرَتِى) بالْفَتْحِ و السُّكُونِ أَىْ مَا أَخَذْتُهُ و (الْخَيْرُ) خِلَافُ الشَّرِّ و جَمْعُهُ (خُيُورٌ) و (خِيَارٌ) مِثْلُ بَحْرٍ و بُحُورٍ وَ بِحَارٍ و مِنْهُ (خِيَارُ الْمَالِ) لكَرائِمِهِ و الْأُنْثَى (خَيْرةٌ) بالهاءِ و الْجَمْعُ (خَيْرَاتٌ) مِثْلُ بَيْضَةٍ و بَيْضَاتٍ و امْرَأَةٌ (خَيِّرةٌ) بالتَّشْدِيدِ و التَّخْفِيفِ أَىْ فَاضِلَةٌ فى الْجَمَالِ و الخُلُقِ وَ رَجُلُ (خَيِّرٌ) بالتَّشْدِيدِ أَىْ (ذُو خَيْرٍ) و قَوْمٌ (أَخْيَارٌ). و يَأْتِى (خَيْرٌ) لِلتَّفْضِيلِ فَيُقَالُ هَذَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا أَىْ يَفْضُلُهُ و يَكُونُ اسْمُ فَاعِل.

185
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خير ص 185

لَا يُرَادُ بِهِ التَّفْضِيلُ نَحْوُ (الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ) أَىْ هِىَ ذَاتُ خَيرٍ و فضْلٍ أَىْ جَامِعَةٌ لِذلِكَ و هَذَا (أَخْيَرُ) مِنْ هَذَا بالْأَلِفِ فِى لُغَةِ بَنِى عَامِرٍ و كَذلِكَ أَشَرُّ مِنْهُ و سَائِرُ الْعَرَبِ تُسْقِطُ الْأَلِف مِنْهُمَا.
[خيط]
الخَيْطُ: الَّذِى يُخَاطُ بِهِ جَمْعُهُ (خُيُوطٌ) مثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و قولُه تَعَالَى: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ)
 الْمُرَادُ (بِالْخَيْطَيْنِ) الْفَجْرَانِ فالأَبْيَضُ الصَّادِقُ، و الأَسْوَدُ الكَاذِبُ و حَقِيقَتُهُ حتَّى يَتَبَيَّن لَكُمُ الليْلُ مِنَ النَّهَارِ و (خَاطَ) الرَّجُلُ الثَّوْبَ (يَخِيطُهُ) مِنْ بَابِ بَاعَ وَ الاسْمُ (الخِيَاطَة) فَهُوَ (خَيَّاطٌ) و الثَّوْبُ (مخِيطٌ) عَلَى النَّقْصِ و (مَخْيُوطٌ) عَلَى التَّمامِ و (المِخْيَط) و (الخِيَاطُ) مَا يُخَاطُ بِهِ وِزَانُ لحِافٍ و مِلْحَفٍ و إزَار و مئْزَرٍ و (خَيْطُ) النَّعَامِ بالْفَتْحِ الْجَمَاعَةُ مِنْهُ.
[خيف‏]
الخَيَفُ: مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ هُوَ أَنْ يَكُونَ إِحْدَى العَيْنَيْنِ مِنَ الْفَرَس زَرْقَاءَ و الأْخرى كَحْلَاءَ فَالْفَرَسُ (أَخْيَفُ). و النَّاسُ (أَخْيَافٌ) أَىْ مُخْتَلِفُونَ و مِنْهُ قِيلَ لإخْوَةِ الْأُمِّ (أَخْيَافٌ) لِاخْتِلَافِهِمِ فِى نسَبِ الآبَاءِ و (الخَيْفُ) ساكِنُ الْيَاءِ مَا ارْتَفعَ مِنَ الْوَادِى قَلِيلًا عَنْ مَسِيلِ الماءِ وَ مِنْهُ (مَسْجد الْخَيْفِ) بِمِنًى لأَنَّهُ بُنِىَ فى (خيفِ) الْجَبَلِ و الأصْلُ (مَسْجِدُ خَيْف منًى) فخفف بالحذف و لا يكون (خَيْفٌ) إِلَّا بَيْنَ جَبَلَيْنِ.
[خيل‏]
الْخَيْلُ: مَعْرُوفَةٌ و هِىَ مُؤَنَّثَةٌ وَ لا واحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا و الْجَمْعُ (خُيُولٌ) قَالَ بَعْضُهُمْ و تُطْلَقُ (الْخَيْلُ) عَلَى العِرَابِ و عَلَى البَرَاذِينِ و عَلَى الفُرْسَانِ و سُمّيَتْ (خَيْلًا) لِاخْتِيَالِهَا وَ هُوَ إِعْجَابُهَا بِنَفْسِهَا مَرَحاً وَ مِنْهُ يُقَالُ: (اخْتَالَ) الرَّجُلُ. و بِهِ (خُيَلَاءُ) و هُوَ الكِبْرُ و الإعْجَابُ و (الْخَالُ) الَّذِى فِى الْجَسَدِ جَمْعُهُ (خَيلانٌ) و (أَخْيِلَةٌ) مِثَالُ أَرْغِفَةٍ وَ رَجُلٌ (أَخْيَلُ) كَثيرُ الخِيْلَانِ وَ كَذلِكَ (مَخِيلٌ) و (مَخْيولٌ) مِثْلُ مَكِيلٍ و مَكْيُولٍ. و يُقَالُ أَيْضاً (مِخْوَلٌ) مِثْلُ مِقْوَل و هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ فِى لُغَةٍ وَ يُؤَيِّدُهُ تَصْغِيرُهُ عَلَى (خُوَيْلٍ) و (الأخْيَلُ) طَائِرٌ يُقَالُ هُوَ الشِّقِرَّاقُ و الْجَمْعُ (أَخَايِلُ) مِثْلُ أَفْضَلَ و أَفَاضِلَ و (تَخَيَّلَتِ) السَّمَاءُ تَهَيَّأَتْ لِلْمَطَرِ و (خَيَّلَتْ) و (أَخَالَتْ) أَيْضاً و (أَخَالَ) الشَّى‏ءُ بِالْأَلِفِ إِذَا الْتَبَسَ و اشْتَبَه و (أَخَالَتِ) السَّحَابَةُ إِذَا رَأَيْتَها و قَدْ ظَهَرَتْ فِيهَا دَلَائِلُ الْمَطَرِ فَحَسِبَتهَا مَاطِرَةً فَهِىَ (مُخِيلَةٌ) بِالضَّمِّ اسْمُ فَاعِلٍ و (مَخْيلَةٌ) بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ لأَنَّهَا أَحْسَبَتْكَ فَحَسِبْتَهَا و هذَا كَمَا يُقَالُ مَرَضٌ مُخِيفٌ بِالضَّمِّ اسْمُ فَاعِل‏

186
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

خيل ص 186

لأَنَّهُ أَخَافَ النَّاسَ و مَخُوفٌ بالْفَتْح لأَنَّهُمْ خَافُوهُ وَ مِنْهُ قِيل (أَخَالَ) الشَّى‏ءُ للخَيْرِ و الْمَكْرُوهِ إِذَا ظَهَرَ فِيهِ ذلِكَ فَهُوَ (مُخِيلٌ) بِالضَّمِّ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (أَخَالَتِ) السَّمَاءُ إِذَا تَغَيَّمَتْ فَهِىَ (مُخِيلَةٌ) بِالضَّمِّ فَإذَا أَزَادُوا السَّحَابَةَ نَفْسَهَا قَالُوا (مَخِيلَةٌ) بِالْفَتْحِ و عَلَى هذا فَيُقَالُ رَأيْتُ (مُخِيلَةً) بِالضَّمِّ لأَنَّ القَرِينةَ (أَخَالتْ) أَىْ أَحْسَبَتْ غَيْرَهَا. و (مَخِيلَةٌ) بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ لأَنَّكَ ظَنَنْتَهَا و (خَالَ) الرَّجُلُ الشَّى‏ءَ (يَخَالُهُ) (خَيْلًا) مِنْ بَابِ نَالَ إِذَا ظَنَّهُ و (خَالَهُ يَخِيلُهُ) مِنْ بَابِ بَاعَ لُغَةٌ وَ فِى الْمُضَارعِ للْمُتَكَلّم إِخَالُ بكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى غَيْرِ قياس و هُوَ أَكْثَرُ اسْتِعْمالًا. وَ بَنُو أَسَدٍ يَفْتحُونَ عَلَى الْقِيَاسِ. و (خُيِّلَ) لَهُ كَذَا بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ مِنَ الْوَهْمِ و الظّنِ. و (خَيَّلَ) الرَّجُلُ عَلَى غَيْرِهِ (تَخْيِيلًا) مِثْلُ لَبَّسَ تَلْبِيساً وَزْناً و مَعْنَى إِذَا وَجَّهَ الوهم إِليه و (الْخيالُ) كُلُّ شَى‏ءٍ تَرَاهُ كَالظِّلِّ و (خيالُ) الْإِنْسَانِ فى الْمَاءِ و الْمِرْآةِ صُورَةُ تِمْثَالِهِ و رُبَّمَا مَرَّ بِكَ الشَّى‏ءُ يُشْبِهُ الظِّلِّ فَهُوَ (خيالٌ) و كُلُّهُ بالْفَتْحِ و (تَخَيَّلَ) لى (خيالُهُ) قَالَ الْأَزْهَرىّ (الْخيالُ) مَا نُصِبَ فِى الْأَرْضِ ليُعْلَمَ أَنَّه حِمًى فلا يُقْرَبُ.
[خيم‏]
الْخَيْمَةُ: بَيْتٌ تَنْبِيهِ الْعَرَبُ مِنْ عِيدانِ الشَّجَرِ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِىِّ لَا تَكُونُ الْخَيْمَةُ عند الْعَرَبِ مِنْ ثِيَابٍ بَلْ مِن أَرْبَعَةِ أَعْوَادٍ ثُمَّ يُسْقَفُ بالثُّمَام و الْجَمْعُ (خَيْماتٌ) و (خِيَمٌ) وِزَانُ بَيْضَاتٍ و قِصَعٍ و (الخَيْمُ) بِحَذْفِ الْهَاءِ لُغَةٌ و الْجَمْعُ (خِيَامٌ) مِثْلُ سَهْمِ و سِهَامٍ و (خَيَّمْتُ) بِالْمَكَانِ بِالتَّشْدِيدِ إِذَا أَقَمْت بِهِ.

187
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب الدال ص 188

كتاب الدال‏
[دبب‏]
دَبَّ: الصَّغِيرُ (يَدِبُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (دَبِيباً) و (دَبَّ) الْجَيْشُ (دَبِيباً) أَيْضاً سَارُوا سَيْراً لَيَناً و كُلُّ حَيَوانٍ فِى الْأَرْضِ (دَابَّةٌ) وَ تَصْغِيرُها (دُوَيْبَّة) عَلَى الْقِيَاسِ و سُمِعَ (دُوَابَّةٌ) بِقَلْبِ الْيَاءِ أَلِفاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. و خَالَفَ فِيهِ بَعْضُهُمْ فأَخْرَج الطَّيْرَ مِن الدَّوَابِّ وَ رُدَّ بِالسَّمَاعِ و هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
 «وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ»
 قَالُوا أَىْ خلقَ اللّهُ كُلَّ حَيَوَانٍ مُمَيِّزاً كَانَ أَوْ غَيْر مُمَيِّزٍ و أَمَّا تَخْصِيصُ الْفَرَسِ و الْبَغْلِ بِالدَّابَّةِ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ فَعُرْفٌ طَارِئٌ.
و تُطْلَقُ (الدَّابَّةُ) عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنْثَى و الْجَمْعُ (الدَّوَابُّ) و (الدُّبُّ) حَيَوانٌ خَبِيثٌ و الأُنْثَى (دُبَّةٌ) و الْجَمْعُ (دِبَبَةٌ) وِزَانُ عِنبةٍ:
و (الدَّبْدَبَةُ) شِبْهُ طَبْلٍ و الْجَمْعُ (دَبادِبُ)
[دبج‏]
الدِّيِبَاجُ: ثَوْبٌ سَدَاهُ و لُحْمتُهُ إِبْرَيْسَمٌ و يُقَالُ هُوَ مُعَرَّبٌ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اشْتَقّتِ الْعَرَبُ مِنْهُ فَقَالُوا (دَبَجَ) الْغَيْثُ الْأَرْضَ (دَبْجاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا سَقَاها فَأَنْبَتَتْ أَزْهَاراً مُخْتَلِفَةً لأَنَّهُ عِنْدَهُمُ اسْمٌ لِلْمُنَقَّشِ و اخْتُلِفَ فىِ اليَاءِ فَقِيلَ زَائِدةٌ وَ وَزْنُهُ فِيْعَالٌ. وَ لِهذَا يُجْمَعُ بِالْيَاءِ فَيُقَالُ (دَبَابِيجُ) وَ قِيلَ هِىَ أَصْلٌ و الْأَصْلُ (دَبَّاجٌ) بِالتَّضْعِيفِ فَأُبْدِلَ مِنْ أَحَدِ الْمُضَعَّفَيْنِ حَرْفُ الْعِلَّةِ وَ لِهذَا يُرَدُّ فِى الْجَمْعِ إِلَى أَصْلِهِ فَيُقَالُ (دَبَابِيجُ) بباءٍ مُوَحَّدَةٍ بَعْدَ الدَّالِ و (الدِّيبَاجَتَانِ) الخَدَّان.
[دبح‏]
دَبَّحَ: الرَّجُلُ فِى رُكُوعِهِ (تَدْبِيحاً) طَأْطَأَ رَأْسَهُ حَتَّى يَكُونَ أَخْفَضَ مِنْ ظَهْرِهِ و نُهِىَ عَنْهُ قَالَ الْجَوْهَرِىُّ يُقَالُ (دَبَّحَ) و (دَبَّخَ) بِالْحَاءِ و الخاءِ جَمِيعاً و قَالَ الأزْهَرِىُّ أَيْضاً (دَبَّحَ و دَبَّخَ) بِالْحَاءِ و الْخَاءِ إِذَا خَفَضَ رَأْسَهُ وَ نَكَسَهُ قَالَ: و قَالَ الْأَصْمَعِىُّ (دَبَّخَ) وَ (دَنَّخَ) بِالنُّونِ و الْبَاءِ و بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ فِيهِمَا و الذَّالُ الْمُعْجَمَةُ فِى هذَا الْبَابِ تَصْحِيفٌ.
[دبر]
الدُّبُر: بِضَمَّتَيْنِ و سُكُونُ الْبَاءِ تَخْفِيفٌ خِلَافُ القُبُل مِنْ كُلّ شَى‏ءٍ و مِنْهُ يُقَالُ لآخِرِ الأَمْرِ (دُبُرٌ) و أَصْلُهُ مَا أَدْبَرَ عَنْهُ الْإِنْسَانُ و مِنْهُ (دَبَّرَ) الرَّجُلُ عَبْدَه (تَدْبِيراً) إِذَا أَعْتَقَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ. وَ أعْتقَ عَبْدَهُ (عَنْ دُبُرٍ) أَىْ (بَعْدَ دُبُرٍ) و الدُّبُرُ الْفَرْجُ و الْجَمْع‏

188
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دبر ص 188

 (الأَدْبَارُ) وَ وَلَّاهُ (دُبُرَهُ) كِنَايَةٌ عَنِ الْهَزِيمَةِ و (أَدْبَرَ) الرَّجُلُ إِذَا وَلَّى أَىْ صَارَ ذَا دُبُرٍ و (دَبَرَ) النَّهَارُ (دُبُوراً) مِنْ بَابِ قَعَدَ إِذَا انْصَرَمَ و (أَدْبَرَ) بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ و (دَبَرَ) السَّهْمُ (دُبُوراً) مِنْ بَابِ قَعَدَ أَيضاً خرجَ مِنَ الهدَفِ فَهُوَ (دَابِرٌ) و سِهَامٌ (دَابِرَةٌ) دَوَابِرُ) و (دَبَّرْتُ) الأمر (تَدْبِيراً) فَعَلْتُهُ عَنْ فِكْرٍ و رَوِيَّةٍ (و تَدَبَّرْتُهُ) (تَدَبُّراً) نَظَرْتُ فِى دُبُرِهِ و هُوَ عَاقِبَتُهُ وَ آخِرُهُ.
و (الدَّبُورُ) وِزَانُ رَسُولٍ رِيحٌ تَهَبُّ مِنْ جِهَة الْمَغْرِبِ تُقَابِلُ الصَّبَا و يُقَالُ تُقْبِلُ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ ذَاهِبَةً نَحْوَ الْمَشْرقِ و (اسْتَدْبَرْتُ) الشَّى‏ء خِلَافُ اسْتَقْبَلْتُهُ.
[دبس‏]
الدِّبْسُ: بِالْكَسْرِ عُصَارَةُ الرُّطَبِ و (الدُّبْسَةُ) وزَانُ غُرْفَةٍ لَوْنٌ فِى ذواتِ الشَّعْرِ أَحْمَرُ مُشْرَب بِسَوَادٍ و (الدُّبْسِىُّ) بِالضَّمِّ ضَرْبٌ مِنَ الْفَوَاخِتِ قِيلَ نِسْبَةٌ إِلَى طيرٍ (دُبْسٍ) و هُوَ الَّذِى لَوْنُهُ بَيْنَ السَّوادِ و الْحُمْرةِ.
[دبغ‏]
دَبَغْتُ: الْجِلدَ (دَبْغاً) مِنْ بَابَىْ قَتَلَ و نَفَعَ و مِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ حَكَاهَا الْكِسَائِىُّ و (الدِّبَاغَةُ) بِالْكَسْرِ اسْمٌ لِلصَّنْعَةِ وَ قَدْ يُجْعَلُ مَصْدَراً و (الدِّبْغُ) بِالْكَسْرِ و (الدِّبَاغُ) أَيْضاً مَا يُدْبَغُ بِهِ و (انْدَبَغَ) الْجِلْدُ فِى الْمُطَاوَعَةِ و الْفَاعِلُ (دَبّاغٌ) و (الْمدْبَغَةُ) بِالْفَتْحِ مَوْضِعُ الدَّبْغِ و ضَمُّ الباء لُغَةٌ.
[دبق‏]
الدَّبيقىُّ: بفتح الدال مَنْ دَقَّ ثِيَابَ مِصْرَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وَ أَرَاهُ مَنْسُوباً إِلَى قَرْيةٍ اسْمُهَا دَبِيقُ «1».
[دبي‏]
الدَّبَا: وزَانُ عَصا الْجَرادُ يَتَحَرَّكُ قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أَجْنِحَتُهُ و (الدُّبَّاءُ) فُعَّالٌ بِضَمِّ الْفَاءِ و تَشْدِيدِ الْعَيْنِ و الْمَدِّ الْواحِدَةُ (دُبَّاءَةٌ)
[دثر]
الدِّثَار: مَا يَتَدَثَّرُ بِهِ الْإنْسَانُ و هُوَ مَا يُلْقِيهِ عَلَيْهِ مِنْ كِسَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ فَوْقَ الشِّعَارِ. و (تَدَثَّر بِالدِّثَارِ) تَلَفَّفَ بِهِ فَهُوَ (مُتَدَثِّرٌ) و (مُدَّثِرٌ) بِالْإدْغَامِ و (دَثَرَ) الرَّسْمُ (دُثُوراً) مِنْ بَابِ قَعَدَ دَرَسَ فَهُوَ (دَاثِرٌ).
[دجج‏]
الدَّجَاجُ: مَعْرُوفٌ و تُفْتَحُ الدَّالُ و تُكْسَرُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الْكَسْرُ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ. و الْجَمْعُ (دُجُجٌ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ عَنَاق وَ عُنُقٍ «2» أَوْ كِتَابٍ و كُتُبٍ وَ رُبَّمَا جُمِعَ عَلَى دَجَائِجَ.
[دجل‏]
دِجْلَة دَجْلَة: اسْم لِلنَّهْرِ الّذِى يَمُرُّ بِبَغْدَادَ وَ لَا تَنْصَرِفُ لِلْعَلَمِيَّةِ وَ التَّأْنِيثِ وَ لَا يَدْخُلُهَا أَلِفٌ وَ لَامٌ لأَنَّهَا عَلَمٌ و الْأَعْلَامُ مَمْنُوعَةٌ مِنْ آلَةِ التَّعْرِيفِ. و (الدَّجَّالُ) هُوَ الْكَذَّابُ. قَالَ ثَعْلَبٌ‏
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: دبيق كأمير بلد بمصر منها الثياب الدَّبِيقيَّةُ ا ه قال الشارح و هى بلد تقع بين الفرمَا و تِنّيس خرب الآن- و أقول هذه البلاد ليست موجودة الآن- و هى كانت فى المنطقة التى بها بور سعيد: و ما زالت تنيس موجودة جنوب بور سعيد ببحيرة المنزلة- و لكنها غير عامرة.
 (2) لم يرد جمع عناقٍ على عُنُقٍ: و لعله أراد مطلق التمثيل.

189
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دجل ص 189

 (الدَّجَّالُ) هُوَ الْمُمَوِّهُ يُقَالُ سَيْفٌ (مُدَجَّلٌ) إِذَا طُلِىَ بِذَهَب. و قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: كُلُّ شَى‏ءِ غَطَّيتَهُ فَقَدْ دَجَّلْتَهُ.
و اشْتِقَاقُ (الدَّجَّالِ) مِنْ هذَا لأَنَّهُ يُغَطِّى الْأَرْضَ بِالْجَمْعِ الْكَثِيرِ و جَمْعُه (دَجَّالُون).
[دجن‏]
دَجَنَ: بِالْمَكَانِ (دَجْناً) مِنْ بابِ قَتَلَ و (دُجُوناً) أَقَامَ بهِ و (أَدْجَنَ) بِالْأَلف مِثْلُهُ. و مِنْهُ قِيلَ لِمَا يَأْلَفُ الْبُيُوتَ مِنَ الشَّاءِ و الْحَمَامِ و نَحْوهِ (دَوَاجِنُ) و قَدْ قِيلَ (دَاجِنَةٌ) بِالْهَاءِ. و سَحَابَةٌ (دَاجِنَةٌ) أَىْ مُمْطِرَةٌ و (الدَّجْنُ) وِزَانُ فَلْسٍ الْمَطَرُ الْكَثِير.
[دحض‏]
دَحَضَتِ: الْحُجَّةُ (دَحْضاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ بَطَلَتْ (و أَدْحَضَهَا) اللّهُ فِى التَّعَدِّى و (دَحَضَ) الرَّجُلُ زَلِقَ.
[دحو]
دَحَا: اللّهُ الأرْضَ (يَدْحُوها) (دَحْواً) بَسَطَهَا و (دَحَاهَا) (يَدْحَاهَا) (دَحْياً) لُغَةٌ. و (دَحَا) الْمَطَرُ الْحَصَى عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ دَفَعَهُ. و (الدَّحْيَةُ) بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَ بِالْكَسْرِ الْهَيْئَةُ.
 (وَ دِحْيَةُ الْكَلْبىُّ) و كَانَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ مُسَمَّى مِنْ ذَلِكَ قِيلَ بِالْفَتْحِ و الْكَسْرِ و قِيلَ بِالْفَتْحِ وَ لَا يَجُوزُ الْكَسْرُ «1». و نُقِلَ عَنِ الْأَصْمَعِى.
[دخر]
دَخَرَ: الشَّخْصُ (يَدْخَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ (دُخُوراً) ذَلَّ و هَانَ و (أَدْخَرْتُهُ) بِالْأَلِفِ فِى التَّعْدِيَةِ
[دخرص‏]
و دِخْرِيصُ: الثَّوْبِ قِيلَ مُعَرَّبٌ و هو عِنْدَ الْعَرَبِ البَنِيقَةُ وَ قِيلَ عَرَبِىٌّ و (الدِخْرِصُ) و (الدِّخْرِصَةُ) لُغَةٌ فِيهِ و الْجَمْعُ (دَخَارِيصُ)
[دخل‏]
دَاخِلُ: الشَّى‏ءِ خِلَافُ خَارِجه. و (دَخَلْتُ) الدَّارَ وَ نَحْوَهَا (دُخُولًا) صِرْتُ (دَاخِلَهَا) فَهِىَ حَاوِيَةٌ لَكَ و هُوَ (مَدْخَلُ) الْبَيْتِ بِفَتْحِ الْمِيمِ لِمَوْضِعِ الدُّخُولِ إِلَيْهِ وَ يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَدْخَلْتُ) زَيداً الدَّارَ (مُدخَلًا) بِضَمِّ الْمِيمِ. و (دَخَلَ) فى الْأَمْرِ (دُخُولًا) أَخَذَ فيهِ و (دَخَلْتُ) عَلَى زَيْدٍ الدَّارَ إِذَا دَخَلْتَهَا بَعْدَهُ وَ هُوَ فِيهَا و (دَخَلَ) بِامْرَأَتِهِ (دُخُولًا) و الْمَرْأَةُ (مَدْخُولٌ بِهَا) و قَوْلُ الشَّافِعِىِّ (لَا أنْظُرُ إِلَى مَنْ لَهُ الدَّوَاخِلُ و الْخَوارِجُ) تَقَدَّمَ فى (خرجَ) و (الدَّخْلُ) بالسُّكُونِ مَا يَدْخُلُ عَلَى الإِنْسَانِ مِنْ عَقَارِهِ و تِجَارَتِهِ و (دَخْلُهُ أَكْثَرُ مِنْ خَرْجِهِ) وَ هُوَ مَصْدَرٌ فِى الْأَصْلِ مِنْ بَابِ قَتَلَ و (دُخِلَ) عَلَيْهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إِذَا سَبَقَ وَهْمُهُ إِلَى شَى‏ءٍ فَغَلِطَ فِيهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ و فلَانٌ (دخِيلٌ) بَيْنَ الْقَوْمِ أَىْ لَيْسَ مِنْ نَسَبِهِمْ بَلْ هُوَ نَزِيلٌ بَيْنَهُمْ وَ مِنْهُ قِيلَ: هذَا الْفَرْعُ (دَخِيلٌ) فِى الْبَابِ. و مَعْنَاهُ أَنَّهُ ذُكِر اسْتِطْرَاداً و مُنَاسَبَةً وَ لَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ عَقْدُ الْبَابِ.
__________________________________________________
 (1) ذكره الجوهرى- بالكسر فقط- و أجاز القاموس لوجهين.

190
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دخن ص 191

[دخن‏]
الدُّخَان: خَفِيفٌ و الْجَمْعُ (دَوَاخِنُ) و مِثْلُهُ «1» عُثَانٌ وَ عَواثِنُ و لا نَظير لَهُمَا. و (الدُّخْنَةُ) وِزَانُ غُرْفَةٍ بَخورٌ كالذَّريرةِ (يُدَخَّنُ) بِهَا الْبُيُوتُ و (دَخَنَتِ) النَّارُ (تَدْخِنُ) و (تَدْخُنُ) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ (دُخُوناً) ارتَفَعَ دُخَانُهَا و (دَخِنَتْ دَخَناً) مِنْ بابِ تَعِبَ إِذَا أَلْقَيْتَ عَلَيْهَا حَطَباً فأَفْسَدْتَهَا حتَّى يَهِيجَ لِذلِكَ دُخَانٌ و مِنْهُ قِيلَ (هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ) أَىْ عَلَى فسَاد بَاطِنٍ. و (الدُّخْنُ) حَبٌّ مَعْرُوفٌ الْحَبَّةُ (دُخْنَةٌ)
[درب‏]
دَرِبَ: الرَّجُلُ (دَرَباً) فَهُوَ (دَرِبٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ الاسْمُ (الدُّرْبَةُ) وَ هِىَ الضَّرَاوَةُ وَ الْجَرَاءَةُ وَ قَدْ يُقَالُ (دَارِبٌ) فِى اسْمِ الْفَاعِل. قَالَ ابْنُ الْأَعْرابِىَ (الدَّارِبُ) الْحَاذِقُ بِصِنَاعَتِهِ و (دَرَّبْتُهُ) بِالتّثْقِيلِ (فَتَدَرَّبَ). و (الدَّرْبُ) المدْخَلُ بَيْنَ جَبَلَيْنِ و الْجَمْعُ (دُرُوبٌ) مِثْلُ فَلْس و فُلُوسٍ و لَيْسَ أَصْلُهُ عَرَبِيًّا و الْعَرَبُ تَسْتَعْمِلُهُ فى مَعْنَى الْبَابِ فَيُقَالُ لِبَابِ السِّكَّةِ (دَرْبٌ) و لِلْمَدْخَل الضَّيِّق (دَرْبٌ) لأَنَّه كَالْبَابِ لِمَا يُفْضِى إِلَيْهِ.
[درج‏]
دَرَجَ: الصَّبِىُّ (دُرُوجاً) مِنْ بَابِ قَعَد مَشَى قَلِيلًا فِى أَوّلِ مَا يَمْشِى و مِنْهُ قِيل: (دَرَجْتُ) الْإِقَامةَ إذَا أَرْسَلْتَها (دَرْجاً) مِنْ بَابِ قَتلَ لُغَةٌ فِى (أَدْرَجْتُها) بِالْأَلِفِ و (الْمَدْرَجُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَ الرَّاءِ الطَّرِيقُ و بَعْضُهُمْ يَزيدُ الْمعْتَرِضَ أَوِ الْمُنْعَطِفَ.
و الْجَمْعُ (الْمَدَارجُ). و (دَرَجَ) مَاتَ وَ فِى الْمثَلِ (أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ و دَرَجَ) و (دَرَّجْتُهُ) إِلَى الْأَمْرِ (تَدْرِيجاً) (فَتَدَرَّجَ) و (اسْتَدْرَجْتُهُ) أَخَذْتُهُ قَلِيلًا قَلِيلًا.
و (أَدْرَجْتُ) الثَّوْبَ و الْكتابَ بالْأَلِفِ طويْتُهُ.
و (الدَّرَجُ) الْمَرَاقِى الْواحِدَةُ دَرَجَةٌ مِثْلُ قَصَبٍ و قَصَبَةٍ.
[درد]
دَردَ: (دَرَداً) مِنْ بَابِ تَعِبَ سَقَطَتْ أَسْنَانُه و بَقِيتْ أُصُولُهَا فَهُوَ (أَدْرَدُ) و الْأُنْثَى (دَرْدَاءُ) مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ وَ بِهَا كُنِىَ فَقِيلَ (أَبُو الدَّرداءِ) و (أُمُّ الدَّرْدَاءِ) وَ فِى حَدِيثٍ «أَوْصَانِى جِبْرِيلُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ لَأَدْرَدَنَّ».
[درر]
دَرَّ: اللَّبَنُ و غَيْرُهُ (دَرّاً) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَل كثُرَ وَ شَاةٌ (دَارٌّ) بغَيْرِ هَاءٍ و (دَرُورٌ) أَيْضاً و شِيَاهٌ (دُرَّارٌ) مِثْلُ كافِرٍ و كُفَّار. و (أَدَرَّهُ) صَاحِبُهُ اسْتَخْرَجَهُ. و (اسْتَدَرَّ) الشَّاةَ إِذَا حَلبَها و (الدُّرُّ) اللَّبَنُ تسْمِيةٌ بِالْمَصْدَر. وَ مِنْهُ قِيلَ (للّهِ دَرَّهُ فَارساً).
 (و الدَّرَّةُ) بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَ بِالْكَسْرِ هَيْئَةُ الدرّ و كثْرَتُهُ. و (الدُّرَّةُ) بِالضَّمِّ اللُّؤلُؤةُ الْعَظِيمَة الْكَبِيرةُ و الْجَمعُ (دُرٌّ) بِحَذْفِ‏
__________________________________________________
 (1) اى مثله وزنا و معنى.

191
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

درر ص 191

الْهَاءِ و (دُرَرٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ وَ غُرَفٍ.
و (الدِّرةُ) السَّوْطُ و الْجَمْعُ (دِرَرٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ.
[درس‏]
دَرَسَ: الْمَنْزِلُ (دُرُوساً) مِنْ بَابِ قَعَدَ عَفَا وَ خَفِيَتْ آثارُهُ و (دَرَسَ) الْكِتَابُ عَتُقَ و (دَرَسْتُ) الْعِلْمَ (دَرْساً) مِنْ بَابِ قَتَلَ و (دِرَاسَةً) قَرَأْتُهُ و (الْمَدْرَسَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ مَوْضِعُ الدَّرْسِ و (دَرَسْتُ) الحِنْطَةَ و نَحْوهَا (دِرَاساً) بالْكَسْرِ و (مِدْرَاسُ الْيَهُودِ) كَنِيسَتُهُمْ و الْجَمْعُ (مَدَارِيسُ) مِثْلُ مِفْتَاحٍ و مَفَاتيحَ.
[درع‏]
دِرْعُ: الْحَدِيدِ مُؤَنَّثَةٌ فِى الْأَكْثَرِ و تُصَغَّرُ عَلَى (دُرَيْعٍ) بِغَيْر هَاءٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و جَازَ أَنْ يَكُونَ التَّصْغِير عَلَى لُغَةِ مَنْ ذَكَّرَ. وَ رُبَّمَا قِيلَ (دُرَيْعَةٌ) بِالْهَاءِ و جَمْعُهَا (أَدْرُعٌ) و (دُرُوعٌ) و (أَدْرَاعٌ) قَالَ ابْنُ الأثِيرِ: وَ هِىَ الزَّرَدِيَّةُ و (دِرْعُ) الْمَرْأَةِ قَمِيصُهَا مُذَكَّرٌ و (دَرِعَ) الْفَرَسُ و الشَّاةُ (دَرَعاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ. وَ الاسْمُ (الدُّرْعَةُ) وِزانُ غُرْفَةٍ إِذَا اسْوَدَّ رَأْسُهُ و ابْيَضَّ سَائرهُ و بَعْضُهُمْ يَقُولُ اسْوَدَّ رَأْسُهُ و عُنُقُهُ فَهُوَ (أَدْرَعُ) و الْأُنْثَى (دَرْعَاءُ) مِثْل أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ. و بِوَصْفِ الْمُذَكِّرِ سُمِّى.
وَ مِنْهُ (ابْنُ الأَدْرَعِ) مَذْكُورٌ فى الْمُسَابقَة.
و اسْمُهُ (مِحْجَنُ بنُ الأَدْرَعِ الاسْلَمِىُّ).
[درك‏]
أَدْرَكْتُهُ: إِذَا طَلَبْتَهُ فَلَحِقْتَهُ و أَدْرَكَ الْغُلَامُ بَلَغ الْحُلُمَ و (أَدْرَكَتِ) الثِّمَارُ نضِجَتْ و (أَدْرَكَ) الشَّى‏ءُ بَلَغَ وَقْتَهُ و (أَدْرَكَ) الثَّمَنُ الْمُشْتَرِى لَزمَهُ و هو لُحُوقٌ مَعْنَوِىٌّ و (الدَّرَكَ) بِفَتْحَتَيْنِ و سُكُونُ الرَّاءِ لُغَةٌ اسْمٌ مِنْ أَدْرَكْتُ الشَّى‏ءَ و مِنْهُ ضَمَانُ الدَّرَكِ و (الْمُدْرَكُ) بِضَمِّ الْمِيمِ يَكُونُ مَصْدَراً و اسْمَ زَمَان و مَكَان تَقُولُ (أَدْركْتُهُ مُدْرَكاً) أَىْ إِدْرَاكاً و هَذَا (مُدْرَكُهُ) أَىْ مَوْضِعُ إِدْرَاكِهِ وَ زَمَنُ إِدْرَاكِه و (مَدَارِكُ) الشَّرْعِ مَوَاضِعُ طَلَبِ الْأَحْكَامِ وَ هِىَ حَيْثُ يُسْتَدَلُّ بِالنُّصُوصِ وَ الاجْتِهَادِ مِنْ مَدَارِك الشَّرْعِ و الْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ فِى الْوَاحِدِ (مَدْرَكٌ) بِفَتْح الْمِيمِ وَ لَيْسَ لِتَخْرِيجِهِ وَجْهٌ وَ قَدْ نَصَّ الْأئِمَّةُ عَلَى طَرْدِ الْبَابِ فَيُقَالُ مُفْعَلٌ بِضَمِّ الْمِيمِ مِنْ أَفْعَلَ وَ اسْتُثْنِيَتْ كَلِمَاتٌ مَسْمُوعَةٌ خرجَتْ عَنِ الْقِيَاسِ قَالُوا (الْمأْوَى) «1» مِنْ‏
__________________________________________________
 (1) ذهب اللغويون إلى أنّ المأوى من أوى- و قد ذكر الجوهرى الضم و الفتح فى مصبح و الضم فى مُمْسَى و ذكر بيتا لأمية ابن أبى الصلت و هو ..
         الحمد للّه مُمْسَانا و مُصْبَحَنا             بالخير صبَّحَنا ربى و مسَّانا
و أمّا المخدع فلم يذكر فيه صاحب القاموس و الجوهرى إلا ضم الميم و كسرها.
و أقول: كثيراً ما تجرى العرب المشتق على أصل الفعل قبل الزيادة- من ذلك أجنه اللّه فهو مَجْنون و سيذكر فى الخاتمة كثيراً ممّا جرى على أصل الفعل- و قد جاء فى (صبح) قوله:
 (و الَمصْبَح بفتح الميم موضع الإصباح و وقته بناء على أصل الفعل قبل الزيادة وَ يجوز ضم الميم بناء على لفظ الفعل).
أما سيبويه فقد قال- يقولون للمكان هذا مُخْرَجُنَا و مُدْخَلُنا و مُصْبَحُنا و مُمْسانا- و كذلك إذا أردت المصدر قال أمية بن أبى الصلت:
الحمد للّه مُمْسانا و مُصْبَحنا- البيت- فلم يذكر فى مصبح و ممسى إلَّا الضّمّ: فَتَنَبَّهْ- سيبويه ح 2 ص 250.

192
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

درك ص 192

اوَيْتُ وَ لَمْ يُسْمَعْ فِيهِ الضَّم و قَالُوا الْمَصْبَحُ و الْمَمْسَى لِمَوْضِع الإِصْبَاحِ و الْإِمْسَاءِ و لوَقْتِهِ و (الْمَخْدَعُ) مِنْ أَخْدَعْتُ الشَّى‏ءَ و أَجْزَأْتُ عَنْكَ مُجْزَأَ فُلَان بالضَّمِّ فِى هذِه عَلَى الْقِيَاسِ و بِالْفَتْح شذُوذاً وَ لَم يَذْكروا الْمَدْرَكَ فِيما خرجَ عَنِ الْقِيَاسِ فَالْوَجْهُ الْأَخْذُ بالْأُصُولِ القِيَاسِيَّةِ حَتَّى يَصِحَّ سَمَاعٌ و قَدْ قَالُوا: الْخَارِجُ عَنِ الْقياسِ لَا يُقَاسُ عَلَيهِ لأَنَّهُ غَيْرُ مُؤَصَّلٍ فِى بَابِهِ و (تَدَارَكَ) الْقومُ لَحِقَ آخِرُهُمْ أَوَّلَهُمْ و (اسْتَدْرَكْتُ) مَا فَاتَ و (تَدَارَكْتُهُ) و أَصْلُ التَّدَارُكِ اللُّحُوقُ يُقَالُ (أَدْركْتُ) جَمَاعَةً مِنَ الْعُلَمَاءِ إذَا لَحِقْتَهُمْ.
و (دَارَكُ) قِيلَ قَرْيةٌ مِنْ قُرى أَصْبِهَانَ قَالَهُ النَّوَوِىُّ رَحِمَه اللّه.
[درم‏]
دَرَمَ: (دَرْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ مَشَى مَشْياً مُتَقَارِبَ الْخُطَا فَهُوَ (دَارِمٌ) وَ بِهِ سُمِّىَ (دَارِمٌ) أبُو قَبِيلَةٍ مِنْ تَمِيم و النِّسْبَةُ (دَارِمِيٌّ) وَ هِىَ نِسْبَةٌ لِبَعْض أَصْحَابِنَا.
[درن‏]
دَرِنَ: الثَّوْبُ (دَرَناً) فَهُوَ (دَرِنٌ) مثْلُ وَسِخَ وَسَخاً فَهُوَ وَسِخٌ وَزْناً و مَعْنًى.
[دره‏]
دَرَهَ: عَنِ الْقَوْمِ (يَدْرَهُ) بِفَتْحَتَيْنِ إذَا تَكَلَّمَ عَنْهُمْ وَ دَفَعَ فَهُو (مِدْرَهٌ) بِكَسْرِ الْمِيمِ.
[درهم‏]
و (الدِّرْهَمُ الْإِسلَامِىُّ) اسْمٌ للمضروب مِنَ الْفِضَّةِ و هُو مُعَرَّبٌ وَزْنُهُ فِعْلَلٌ بِكَسْرِ الفَاءِ و فتح اللّامِ فى اللُّغةِ المشْهُورَةِ و قَدْ تُكْسَر هَاؤُهُ فَيُقَالُ (درهمٌ) حَمْلًا عَلى الأَوْزانِ الغَالِبَةِ.
و (الدّرْهَمُ) سِتَّةُ دَوَانِقَ. و (الدّرْهَمُ) نصْفُ دِينار و خُمْسُهُ. وَ كَانَتِ الدَّرَاهِمُ فِى الْجَاهِليةِ مُخْتَلِفةً فَكَانَ بَعْضُهَا خِفَافاً وَ هِىَ الطَّبَرِيَّةُ. كُلُّ دِرْهَمٍ مِنْهَا أَرْبَعَةُ دَوَانِيق. وَ هِىَ طَبَريَّةُ الشَّأْمِ وَ بَعْضُهَا ثِقَالًا. كُلُّ دِرْهَمٍ ثَمَانِيَةُ دَوَانِيقَ. وَ كَانَتْ تُسَمى الْعَبْدِيَّةَ و قِيلَ الْبَغْلِيةَ نِسْبَةٌ إِلى مَلِك يُقَالُ لَهُ رَأْسُ الْبَغْلِ فَجُمِعَ الْخَفِيفُ و الثَّقِيلُ و جُعِلَا دِرْهَمَينِ مُتَسَاوِيَيْنِ فَجَاءَ كُلُّ دِرْهَمٍ ستَّةَ دَوانِيقَ.
و يُقَال إِنَّ عَمَرَ رَضِىَ اللّه عَنْهُ هُوَ الَّذِى فَعَلَ ذلِكَ لأَنَّهُ لمَّا أَرَادَ جِبَايةَ الخرَاجِ طَلَبَ بِالوزنِ الثَّقِيل فَصَعُبَ عَلى الرَّعِيَةِ وَ أَرَادَ الجمْعَ بَيْنَ الْمصَالِح فَطَلَبَ الحُسَّابَ فَخَلطُوا الْوَزْنَيْنِ وَ اسْتَخْرَجُوا هذَا الْوَزْنَ. و قِيلَ كَانَ بَعْضُ الدراهمِ وَزْنَ عِشْرينَ قِيراطاً و تُسَمَّى وَزْنَ عَشَرَةٍ وَ بَعْضُها وَزْنَ خَمْسَةٍ وَ بَعْضُهَا وَزْنَ اثْنى عَشَرَ و تُسَمَّى وَزْنَ سِتَّةٍ فَجَمَعُوا مِنَ الأَوْزَان الثَّلَاثَةِ هذَا الْوَزْنَ فَكَان ثُلُثَهَا وَ يُسَمَّى وَزْنَ سَبْعَةٍ لأَنَّكَ إذَا جَمَعْتَ عَشَرَةَ دَرَاهَم مِنْ كُلّ صِنْفٍ كَانَ الجمِيعُ أَحَداً و عِشْرِينَ مِثْقَالًا و ثُلُثُ الجمِيعِ سَبْعَة مثَاقيلَ و سَيَأْتى أَنَّ الْقِيرَاطَ نِصْفُ دَانَقٍ و الدَّانَقُ حَبَّتَا خُرْنُوب فَيَكُونُ الدّرْهَمُ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ حَبَّةَ خُرْنُوبٍ. وَ هذَا أَحَدُ الأَوْزَانِ قَبْلَ الإِسْلَام‏

193
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

درهم ص 193

و أمَّا الدِّرْهَمُ الإِسْلامِىُّ فَهُو سِتَّ عَشْرَةَ حَبَّةَ خُرنُوبٍ فَيَكُونُ الدَّانِقُ حَبَّةَ خُرنُوبٍ و ثُلُثَ حَبَّةِ خُرْنُوبٍ.
[دري‏]
دَرَيْتُ: الشَّى‏ءَ (دَرْياً) مِن بابِ رمَى و (دِرْيَةً) و (دِرَايَةً) عَلِمْتُهُ وَ يُعَدَّى بِالهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَدْرَيْتُهُ) بِهِ. و (دَارَيْتُهُ) (مُدَارَاةً) لَاطَفْتُهُ وَ لَاينْتُهُ و (دَرَّيْتُ) تُرَابَ الْمَعْدِنِ (تَدْرِيَةً) و (دَرَأْتُ) الشَّى‏ءَ بِالْهَمْز (دَرْءاً) مِنْ باب نَفَعَ دَفَعْتُهُ و (دَارَأْتُهُ) دَافَعْتُهُ و (تَدَارَءُوا) تَدَافَعُوا.
[دسكر]
الدَّسْكَرةُ: بِنَاءٌ شِبْهُ الْقَصْر حَوْلَهُ بُيُوتٌ و يَكُونُ لِلْمُلُوكِ قَالَ الأَزْهَرِىُّ وَ أَحْسَبُهُ مُعَرَّباً (و الدَّسْكَرةُ) الْقَرْيَةُ.
[دست‏]
الدَّسْتُ: مِنَ الثيابِ مَا يَلْبَسُهُ الإنْسَانُ و يَكْفِيهِ لِتَرَدُّدِهِ فِى حَوَائجهِ و الْجَمْعُ (دُسُوتٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ. و (الدَّسْتُ) الصَّحْرَاءُ وَ هُوَ مُعَرَّبٌ.
[دسس‏]
دَسَّهُ: فِى التُّرَابِ (دَسًّا) مِنْ بَابِ قَتَلَ دَفَنَهُ فِيهِ و كُلُّ شَى‏ءٍ أَخَفَيْتَهُ فَقَدْ (دَسَسْتَهُ) و مِنْهُ يُقَالُ لِلْجَاسُوسِ (دَسِيسُ) الْقَوْمِ.
[دسم‏]
دَسِمَ: الطَّعَامُ (دَسَماً) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ (دَسِم) و (الدَّسَمُ) الوَدَك مِنْ لَحْمٍ وَ شَحْمٍ و (دَسَّمْتُ) اللُّقْمَةَ (تَدْسِيماً) لَطَخْتُهَا (بِالدَّسَمِ).
[دعب‏]
دَعَبَ: (يَدْعَبُ) مِثْلُ مَزَحَ يَمْزَحُ وَزْناً و مَعْنًى فهو (دَاعِبٌ) وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ (دَعِبٌ) و (الدُّعَابة) بالضم اسْمٌ لما يُسْتمْلحُ من ذلك. و (دَاعبَهُ) (مُدَاعبةً) و (تَداعَبَ) الْقَوْمُ.
[دعج‏]
دَعِجَتِ: الْعَيْنُ (دَعَجاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ هُوَ سَعَةٌ مَعَ سَوَادٍ وَ قِيلَ شِدَّةُ سَوَادِهَا فِى شِدَّةِ بَيَاضِهَا فالرَّجُلُ (أَدْعَجُ) و الْمَرْأَةُ (دَعْجَاءُ) و الْجَمْعُ (دُعْجٌ) مِثْل أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ.
[دعر]
دَعِرَ: الْعُودُ (دَعَراً) فهو (دَعِرٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ كَثُرَ دُخَانُهُ وَ مِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ الْخَبِيثِ الْمُفْسِدِ (دَعِرَ) فَهُوَ (دَاعِرٌ) بَيِّنُ (الدَّعَارَةِ) بِالْفَتْحِ و (الدَّعَارَةُ) أَيْضاً فى الْخُلُقِ بِمَعْنَى الشَّرَاسَةِ.
[دعم‏]
الدِّعَامَةُ: بِالْكَسْرِ مَا يَسْتَنِدُ بِهِ الْحَائِطُ إذَا مَالَ يَمْنَعُهُ السُّقُوطَ و (دَعَمْتُ) الْحَائِطَ (دَعْماً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و مِنْهُ قِيلَ لِلسَّيِّدِ فِى قَوْمِهِ هُوَ (دِعَامَةُ الْقَوْمِ) كَمَا يُقَالُ هُوَ عِمَادُهُمْ.
[دعو]
دَعَوْتُ: اللّهَ (أَدْعُوهُ) (دُعَاءً) ابْتَهَلْتُ إِلَيْهِ بالسُّؤَالِ وَ رَغِبْتُ فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ. و (دَعَوْتُ) زَيْداً نَادَيْتُهُ و طَلَبْتُ إِقْبَالَهُ و (دَعَا) الْمُؤَذِّنُ النَّاسَ إِلَى الصَّلَاةِ فَهُوَ (دَاعِي اللّهِ) و الْجَمْعُ (دُعَاةٌ) و (دَاعُونَ) مِثْلُ قَاضٍ و (قُضَاةٌ) و (قَاضُونَ) «1» و النَّبِىُّ (دَاعِي الْخَلْقِ) إِلَى التَّوْحِيدِ و (دَعَوْتُ) الْوَلَدَ زَيْداً و بِزَيْدٍ إِذَا سَمَّيْتَهُ بِهَذَا الاسْمِ.
__________________________________________________
 (1) هكذا بالرفع- و لعله أراد حكاية الرفع- أو على تقدير القول أى مثل قولهم قاض إلخ.

194
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دعو ص 194

و (الدِّعْوَةُ) بِالْكَسْرِ فِى النِّسْبَةِ يُقَالُ (دَعَوْتُهُ) بِابْنِ زَيْدٍ وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ الدِّعْوَةُ بالْكَسْرِ ادِّعَاءُ الْوَلَدِ الدِّعِيِّ غَيْرَ أَبِيهِ يُقَالُ هُوَ (دَعِيٌّ) بَيِّنُ الدِّعْوَةِ بِالْكَسْرِ إذَا كَانَ (يَدَّعِي) إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ يَدَّعِيهِ غَيْرُ أَبِيهِ فَهُوَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِنَ الْأَوَّلِ وَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنَ الثَّانِى و (الدَّعْوَى) و (الدَّعَاوَةُ) بالْفَتْحِ و (الادِّعَاءُ) مِثْلُ ذلِكَ و عَنِ الْكِسَائِىِّ لِى فِى الْقَوْمِ (دِعْوَةٌ) بِالْكَسْرِ أَىْ قَرَابَةٌ و إخَاءٌ.
و (الدَّعْوَةُ) بِالفَتْح فِى الطَّعَامِ اسْمٌ مِنْ (دَعَوْتُ) النَّاسَ إِذَا طَلَبْتَهُمْ لِيَأْكُلُوا عِنْدَكَ يُقَالُ نَحْنُ فِى (دَعْوَةِ) فُلَانٍ و (مَدْعَاتِهِ) دُعَائِهِ) بِمَعْنًى. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، و هذَا كَلَامُ أَكْثَرِ الْعَرَبِ إلا عَدِىَّ الرِّبَابِ فَإنَّهُمْ يَعْكِسُونَ و يَجْعَلُونَ الْفَتْحَ فِى النَّسَبِ و الْكَسْرَ فِى الطَّعَامِ.
و (دَعْوَى) فُلَانٍ كَذَا أَىْ قَوْلُهُ و (ادَّعَيْتُ) الشَّى‏ءَ تَمَنَّيْتُهُ. و (ادَّعَيْتُهُ) طَلَبْتُه لِنَفْسِى وَ الاسْمُ (الدَّعْوَى) قَالَ ابْنُ فَارِسٍ (الدَّعْوَةُ) الْمَرَّةُ وَ بَعْضُ الْعَرَبِ يُؤَنِّثُهَا بالْأَلِفِ فيقُولُ (الدَّعْوَى) و قَدْ يَتَضَمَّنُ (الادِّعَاءُ) مَعْنَى الْإِخْبَارِ فَتَدْخُلُ البَاءُ جَوَازاً يُقَالُ فُلَانٌ (يَدَّعِي) بِكَرم فِعَالِهِ أَىْ يُخْبِرُ بِذلِكَ عَنْ نَفْسِهِ و جَمْعُ (الدَّعْوَى) (الدَّعَاوِىَ) بِكَسْرِ الْوَاو و فَتْحِهَا. قَالَ بَعْضُهُمْ الْفَتْحُ أَوْلَى: لِأَنَّ الْعَرَبَ آثَرتِ التَّخْفِيفَ فَفَتَحَتْ و حَافَظَتْ عَلَى أَلِفِ التَّأْنِيثِ الَّتِى بُنِىَ عَلَيْهَا الْمُفْرَدَ. و بِه يُشْعِرُ كَلامُ أَبى الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بن وَلَّادٍ و لَفْظُهُ: وَ مَا كَانَ عَلَى فُعْلَى بالضَّمِّ أَو الْفَتْحِ أَوِ الْكَسْرِ فَجَمْعُهُ الْغَالِبُ الْأَكْثَرُ فَعَالَى بِالْفَتْحِ وَ قَدْ يَكْسِرُونَ اللَّامَ فِى كَثِيرٍ مِنْه.
وَ قَالَ بَعْضُهُمْ الْكَسْرُ أَوْلَى و هُوَ الْمَفْهُومُ مِنْ كَلَامِ سيبويهِ: لأَنَّهُ ثَبَتَ أَنَّ مَا بَعْدَ أَلِفِ الْجَمْعِ لَا يَكُونُ إِلَّا مَكْسُوراً وَ مَا فُتِحَ مِنْهُ فَمَسْمُوعٌ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ خَارِجٌ عَنِ الْقِيَاسِ. قَالَ ابْنُ جِنّى قَالُوا حُبْلَى و حَبَالَى بِفَتْحِ اللَّامِ وَ الْأَصْلُ حَبَالٍ بِالْكَسْرِ مِثْلُ (دَعْوَى) و دعَاوٍ. وَ قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ قَالُوا يَتَامَى وَ الْأَصْلُ يَتَائِمُ فَقُلِبَ ثُمَّ فُتِحَ لِلتَّخْفِيفِ وَ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ وَ إنْ كَانَتْ فِعْلَى بِكَسْرِ الْفَاءِ لَيْسَ لَهَا أَفْعَلُ مِثْلُ ذِفْرَى إِذَا كُسَرَت حُذِفَتِ الزِّيَادَةُ الَّتِى للتَّأْنِيثِ ثُمَّ بُنِيَتْ عَلَى فَعَال و تُبْدَلُ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ ألِفٌ أَيْضاً فَيُقَالُ ذَفَارٍ و ذَفَارَى و فَعْلى بالْفَتْحِ مثْلُ فِعْلَى سَوَاءٌ فِى هَذَا الْبَابِ أَىْ لِاشْتِرَاكِهمَا فِى الاسْمِيَّةِ و كَوْنِ كُلّ وَاحِدَة لَيْسَ لَهَا أَفْعَلُ و عَلى هذَا فَالْفَتْحُ و الْكَسْرُ فِى (الدَّعَاوِىَ) سَوَاءٌ و مثله الْفَتْوَى و الْفَتَاوَى و الْفَتَاوِى ثُمَّ قَالَ ابْنُ السَّرَاجِ:
قَالَ يعْنِى سِيبَوَيْهِ: قَوْلُهُمْ ذَفَارٍ يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّهُمْ جَمَعُوا هَذَا الْبَابَ عَلَى فَعَالٍ إذْ جَاءَ عَلَى الْأَصْلِ ثُمَّ قَلَبُوا الْيَاء أَلِفاً أىْ لِلتَّخْفِيفِ لِأَنَّ الْأَلِفَ أَخَفُّ مِنَ الْيَاءِ و لِعَدَمِ اللَّبْسِ لِفَقْدِ فَعَالَلُ بفَتْحِ اللَّامِ. وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ: قَال‏

195
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دعو ص 194

الْيَزِيدِىّ يُقَالُ لِى فِى هَذَا الْأَمْرِ (دَعْوَى) و (دَعَاوى) أىْ مَطَالِبُ وَ هِى مَضْبُوطَةٌ فِى بَعْضِ النُّسَخ بِفَتْحِ الوَاوِ و كَسْرِهَا معاً. وَ
فِى حَدِيثٍ «لَوْ أُعْطِى النَّاسُ بِدَعَاوِيِهِمْ».
هذَا مَنْقُولٌ وَ هُوَ جَارٍ عَلَى الْأُصُولِ خَالٍ عَنِ التَّأْوِيلِ بَعِيدٌ عَن التَّصْحِيفِ فَيَجِبُ الْمَصِيرُ إِلَيْهِ. وَ قَدْ قَاسَ عَلَيْهِ ابْنُ جِنِّى كَمَا تَقدَّمَ و (تَدَاعَى) الْبُنْيَانُ تَصَدَّعَ مِنْ جَوَانِبِه وَ آذَنَ بِالانْهِدَامِ وَ السُّقُوطِ. و (تَدَاعَى) الْكَثِيبُ مِنَ الرَّمْلِ إِذَا هِيلَ فَانْهَالَ. و (تَدَاعَى) النَّاسُ عَلَى فُلَان تَأَلَّبُوا عَلَيْهِ و (تَدَاعَوْا) بِالْأَلْقَابِ دَعَا بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِذلِكَ.
[دفتر]
الدَّفْتَرُ: جَرِيدَةُ الحِسَابِ و كَسْرُ الدَّالِ لُغَةٌ حَكَاهَا الْفَرَّاءُ وَ هُوَ عَرَبِىُّ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ وَ لَا يُعْرَفُ لَهُ اشْتِقَاقٌ وَ بَعْضُ الْعَرَبِ يَقُول (تَفَتَرٌ) عَلَى الْبَدَلِ كَمَا يَقُول فُنْتُق عَلَى الْبَدَلِ.
[دفر]
دَفِرَ: الشّى‏ءُ (دَفَراً) فَهُوَ (دَفِرٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ أَنْتَنَتْ رِيحُهُ و (أَدْفَرَ) بالْأَلِفِ لُغَةٌ و (الدَّفْرُ) وِزَانُ فَلْس اسْمٌ مِنْهُ يُقَالُ فِيهِ (دَفْرٌ) أَىْ نَتْنٌ و يُقَالُ لِلْجَارِيَةِ إذَا شُتِمَتْ (يا دَفَارِ) أَىْ مُنْتِنَةَ الرِّيح كِنَايَةٌ عن خُبْث الْخُبرِ و الْمَخْبر.
[دفع‏]
دفَعْتُهُ: (دَفْعاً) نَحَّيْتُهُ فَانْدَفَعَ و (دَفَعْتُ) عَنْهُ الْأَذَى وَ (دَافَعْتُ) عَنْهُ مِثْلُ حَاجَجْتُ وَ (دَافَعْتُهُ) عَنْ حَقِّهِ مَا طَلْتُهُ و (تَدَافَعَ) الْقَوْمُ دَفَعَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً و (دَفَعْتُ) الْقَوْل رَدَدْتُهُ بِالْحُجَّةِ. وَ (دَفَعْتُ) الْوَدِيعَةَ إِلَى صَاحِبِهَا رَدَدْتُهَا إِلَيْهِ. و (دَفَعْتُ) عَنِ الْمَوْضِعِ رَحَلْتُ عَنْهُ و (دَفَعَ) الْقَوْمُ جَاءُوا بِمَرَّةٍ و (دُفِعْتُ) إِلى كَذَا بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُول انْتَهَيْتُ إِليْهِ و (الدَّفْعَةُ) بالْفَتْحِ الْمَرَّةُ و بِالضَّم اسْمٌ لِمَا يُدْفَعُ بِمَرَّةٍ يُقَالُ (دَفَعْتُ) مِنَ الإِنَاءِ (دَفْعَةً) بالْفَتْحِ بِمَعْنَى المصْدَرِ وَ جَمْعُهَا (دَفَعاتٌ) مِثْلُ سَجْدَةٍ وَ سَجَدَاتٍ. وَ بَقِىَ فِى الْإِنَاء (دُفْعَةٌ) بِالضَّمِّ أَىْ مِقْدَارٌ يُدْفَعُ قَالَ ابْنُ فارِسٍ؛ و (الدُّفْعَةُ) مِنَ الْمَطَرِ و الدَّمِ وَ غَيْرِه مِثْلُ الدُّفْقَةِ و الْجَمْعُ (دُفَعٌ) و (دُفُعَاتٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و غُرُفَاتٍ فِى وُجُوهِهَا.
[دفف‏]
دَفَّ: الطَّائِرُ (يَدُفُّ) مِنْ بَابِ قَتَلَ (دَفِيفاً) حَرَّكَ جَنَاحَيْهِ لِطيَرانِهِ وَ مَعْنَاه ضَرَبَ بِهِمَا (دَفّيْهِ) و هُمَا جَنْبَاهُ. و (أَدَفَّ) بالْأَلِفِ لُغَةٌ يُقَالُ ذَلِكَ إِذَا أَسْرَعَ مَشْياً وَ رِجْلَاه عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ثُم يَسْتَقِلُّ طَيَرَاناً. و (دَفَّتِ) الْجَمَاعَةُ (تَدِفُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (دَفِيفاً) سَارَتْ سَيْراً لَيِّناً فَهِىَ (دَافَّةٌ) و (دَافَفْتُهُ) (مُدَافَّةً) و (دِفَافاً) مِنْ بَابِ قَاتَل إِذَا أَجْهَزْتَ عَلَيْهِ. و (دَفَّ) عَلَيْهِ (يَدُفُّ) مِنْ بَابِ قَتَلَ و (دَفَّفَ) (تَدْفِيفاً) مِثْلُهُ. و الذَّالُ الْمُعْجَمَةُ فِى بَابِ (الْمُدَافَّةِ) لُغَةٌ و مَعْنَاهُ جَرَحْتُهُ جُرْحاً يُوَحِّى الْمَوْتَ، و (الدَّفُّ) الجَنْبُ مِنْ كُلِّ شَى‏ءٍ و الْجَمْعُ (دُفُوفٌ) مثْل‏

196
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دفف ص 196

فَلْسٍ و فُلُوسٍ و قَدْ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ (الدَّفَّةُ) و مِنْهُ (دَفَّتَا الْمُصْحَف) لِلْوَجْهَيْنِ مِنَ الْجَانِبَيْنِ و (الدُّفُّ) الَّذِى يُلعَبُ بِهِ بِضَمِّ الدَّالِ و فَتْحِهَا و الْجَمْعُ (دُفُوفُ) و (اسْتَدَفَّ) الشَّى‏ءُ تَمَّ.
[دفق‏]
دَفَقَ: الْمَاءُ (دَفْقاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ انْصَبَّ بِشِدَّةٍ و (دَفَقْتُه) أَنَا يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى فَهُوَ (دَافِقٌ) (مَدْفُوق) وَ أَنْكر الْأَصْمَعِىُّ اسْتِعْمالَهُ لَازِماً قال: و أَمَّا قَوْلُه تَعَالَى: «مِنْ ماءٍ دافِقٍ»
 فَهُوَ عَلَى أُسْلُوبٍ لِأَهْلِ الْحِجَازِ وَ هُوَ أَنَّهُمْ يُحَوِّلُونَ الْمَفْعُولَ فَاعِلًا إِذَا كَانَ فِى مَحَلِّ نَعْتٍ وَ الْمَعْنَى مِنْ مَاءٍ مَدْفُوقٍ وَ قَالَ ابْنُ القُوطِيَّةِ مَا يُوَافِقُهُ سِرٌّ كَاتِمٌ أَى مَكْتُومٌ و عَارِفٌ أَىْ مَعْرُوف و دَافِقٌ أىَ مَدْفُوقٌ و عَاصِمٌ أَىْ مَعْصُومٌ وَ قَالَ الزَّجَّاجُ الْمَعْنَى مِنْ مَاءٍ ذِى دَفْقٍ و (الدَّفْقَةُ) بالْفَتْحِ الْمَرَّةُ و بِالضَّمِّ اسْمُ الْمَدْفُوقِ وَ جَمْعُ الْمَفْتُوحِ و الْمَضْمُومِ كَمَا تَقَدَّمَ فِى دُفْعَةٍ وَ جَاءَ الْقَوْمُ (دُفْقَةً) وَاحِدَةً بالضَّمِّ أَىْ مُجْتَمِعِينَ و (دَفَقَتِ) الدَّابَّةُ أىْ أَسْرَعَتْ فِى مَشْيِهَا و (دَفَقْتُهَا) أَنَا أَسْرَعْتُ بِهَا يُسْتَعْمَلُ لَازِماً و مُتَعَدِّياً أَيْضاً.
[دفن‏]
دَفَنْتُ: الشَّى‏ءَ (دَفْناً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَخْفَيْتُهُ تَحْتَ أَطْبَاقِ التُّرَابِ فَهُوَ (دَفِينٌ) و (مَدْفُونٌ) (فَانْدَفَنَ) هُوَ و (دَفَنْتُ) الْحَدِيثَ كَتَمْتُه. و سَتَرْتُهُ و (ادَّفَنَ) الْعَبْدُ (ادِّفَاناً) و الْأَصْلُ افْتَعَلَ افْتِعَالًا إِذَا هَرَبَ خَوْفاً مِنْ مَوَّلَاهُ أَوْ مِنْ كَدِّ الْعَمَل وَ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الْبَلَدِ و لَيْسَ بِعَيْبٍ فإنَّهُ لَا يُسَمَّى إِبَاقاً.
[دفأ]
دَفِئَ: الْبَيْتُ (يَدْفَأُ) مَهْمُوزً مِنْ بَابِ تَعِبَ قَالُوا وَ لَا يُقَالُ فِى اسْمِ الْفَاعِل (دَفِي‏ءٌ) وِزَانُ كَرِيمٍ بَلْ وِزَانُ تَعِبٍ و (دَفئ) الشَّخْصُ فالذَّكَرُ (دَفْآنُ) و الأنثى (دَفْأَى) مثْلُ غَضْبَانَ و غَضْبى إذَا لَبِسَ ما يُدْفِئُهُ و (دفُؤَ) الْيَوْمُ مِثَالُ قَرُبَ و (الدِّف‏ءُ) وِزَانُ حِمْلٍ خِلَافُ البَرْد.
[دقع‏]
دَقِعَ: (يَدْقَعُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ لَصِقَ (بالدَّقْعَاءِ) ذلًّا وَ هِىَ التُّرَابُ وِزَانُ حَمْرَاءَ.
[دقق‏]
دَقَقْتُ: الشَّى‏ءَ (دَقًّا) مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ (مَدْقُوق) و (دَقِيقُ) الحِنْطَةِ و غيرِها وَ هُوَ الطَّحِينُ أَيْضاً فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَ يُجْمَعُ عَلَى (أَدِقَّةٍ) مِثْلُ جَنِينٍ و أَجِنَّةٍ و دَلِيلٍ و أدِلَّةٍ. و (الدَّقِيقُ) خِلَافُ الْجَلِيلِ. و (دَقَّ) مِن بَابِ ضَرَبَ (دِقَّةً) خِلَافُ غَلُظَ فَهُوَ (دَقِيقٌ) و (دَقَّ) الْأَمْرُ (دِقَّةً) أَيْضاً إِذَا غَمُضَ و خَفِىَ مَعْنَاهُ فَلَا يَكَادُ يَفْهَمُهُ إلَّا الأَذْكِيَاءُ.
و (المُدُقُّ) بِضَمِّ الْمِيمِ و الدَّالِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَ جَاءَ كَسْرُ المِيمِ و فَتْحُ الدَّالِ عَلَى الْقِيَاسِ:
هُوَ مَا يُدَقُّ بِهِ الْقُمَاشُ و غَيْرُهُ وَ قَدْ أُنِّثَ الثَّانِى بِالْهَاءِ فَقِيلَ (مِدَقَّةٌ).
[دقل‏]
الدَّقَلُ: بِفَتْحَتَيْنِ أَرْدأُ التَّمْرِ الْوَاحِدَةُ (دَقَلَةٌ) و (أَدْقَلَ) النَّخْلُ حَمَلَ (الدَّقَلَ) و قَال‏

197
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دقل ص 197

السَّرَقُسْطِىُّ (أَدْقَلَ) النَّخْلُ صَارَ تَمْرُهُ دَقَلًا و هُوَ ثَمَرُ الدَّوْمِ.
[دكك‏]
الدَّكَّةُ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ يُجْلَسُ عَلَيْهِ و هُوَ المِسْطَبَةُ مُعَرَّبٌ و الْجَمْعُ (دِكَكٌ) مِثْلُ قَصْعَةٍ و قِصَعٍ و (الدُّكَّانُ) قِيلَ مُعَرَّبٌ و يُطْلَقُ عَلَى الْحَانُوتِ و عَلَى الدَّكَّةِ الَّتى يُقْعَدُ عَلَيْهَا. قَالَ أَبُو حَاتمٍ قَالَ الْأَصْمَعىُّ إذَا مَالَتِ النَّخْلَةُ بُنِىَ تَحْتَهَا مِن قِبَل الْمَيْل بِنَاءٌ كَالدُّكَّان فَيُمْسِكُهَا بِإذْنِ اللّهِ تَعَالَى أَى (دَكَّةٌ) مُرْتَفِعَةٌ وَ قَالَ الْفَارَابِىُّ الطَّلَلُ مَا شَخَصَ مِنْ آثارِ الدَّارِ كَالدُّكَّانِ و نَحْوِهِ. وَ أَمْا وَزْنُه فَقَالَ السَّرَقُسْطِىُّ؛ النُّونُ زَائِدَةٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ و كَذلِكَ قَالَ الْأَخْفَشُ وَ هى مَأْخُوذَةٌ مِنْ قَوْلِهِمْ أَكَمَةٌ (دَكَّاءُ) أَىْ مُنْبَسِطَةٌ و هَذَا كَما اشْتُقَّ السُّلْطَانُ مِنَ السَّلِيطِ و قَالَ ابْنُ القَطَّاع و جَمَاعَةٌ هِى أَصْليَّةٌ مأْخُوذَةٌ مِنْ (دَكَنْتُ) الْمَتَاعَ إذَا نَضَدْتَهُ وَ وَزْنُهُ على الزِّيَّادَةِ فُعْلَانٌ و عَلَى الْأَصَالَةِ فُعَّالٌ حَكَى الْقَوْلَيْنِ الْأَزْهَرِىُّ وَ غَيْرُهُ فَإنْ جَعَلْتُ (الدُّكَّانَ) بِمَعْنَى الْحانُوت فَقَدْ تَقَدَّمَ فِيهِ التَّذْكِيرُ و التَّأْنِيثُ وَ وَقَع فِى كلَامِ الْغَزَالِىّ (حانُوتٌ أوْ دُكَّانُ) فاعْترض بَعْضُهُم عَليْهِ و قَالَ الصَّوَابُ حذفُ إحْدى اللّفْظَتَيْن فإنَّ الْحانُوت هى الدَّكَّانُ وَ لا وجْه لهذا الاعْتراض لما تقدّم أنّ (الدَّكَّان) يُطْلقُ على الْحانُوت و عَلَى (الدَّكَّة).
[دكن‏]
 (دَكَنَ) الْفَرَسُ (دَكَناً) مِنْ بَاب تَعِبَ إذا كَان لوْنُهُ إِلى الغُبْرَةِ وَ هُوَ بَيْنَ الْحُمْرَةِ وَ السَّوَادِ فالذَّكَرُ (أَدْكَنُ) و الْأُنْثَى (دَكْنَاءُ) مثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ.
[دلب‏]
الدُّولَابُ: الْمَنْجَنُونُ الَّتِى تُدِيرهَا الدَّابَّةُ فَارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ و قِيلَ عَرَبِىّ بِفَتْحِ الدَّالِ و ضَمِّهَا و الْفَتْحُ أَفْصَحُ و لِهَذَا اقْتَصَرَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ.
[دلج‏]
أَدْلَجَ: (إدْلَاجاً) مِثْلُ أَكْرَمَ إِكْرَاماً سَارَ اللَّيْلَ كُلَّهُ فَهُوَ (مُدْلِجٌ) وَ بِهِ سُمِّىَ و مِنْهُ (مُدْلِجُ) اسْمُ قَبِيلَةٍ مِنْ كِنَانَةَ و مِنْهُمُ القَافَةُ فَإنْ خَرَجَ آخِرَ اللَّيْلِ فَقَدِ (ادَّلجَ) بالتَّشْدِيدِ.
[دلس‏]
دَلَّسَ: الْبَائعُ (تَدْلِيساً) كَتَمَ عَيْبَ السِّلْعَةِ مِنَ الْمُشْتَرِى و أَخْفَاهُ. قَالَهُ الْخَطَّابِىُّ و جَمَاعَةٌ و يُقَالُ أَيْضاً (دَلَسَ) (دَلْساً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و التَّشْدِيدُ أَشْهَرُ فِى الاسْتِعمالِ قَالَ الْأزْهَرِىُّ سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ لَيْسَ لِى فِى الْأَمْرِ (وَلْسٌ وَ لَا دَلْسٌ) أَىْ لَا خِيَانَةٌ وَ لَا خَدِيعَةٌ و (الدُّلْسَةُ) بالضَّمِّ الْخَدِيعَةُ أَيْضاً وَ قَالَ ابْنُ فارِس وَ أَصْلُهُ مِنَ (الدَّلَسِ) وَ هُوَ الظُّلَمةُ.
[دلق‏]
الدَّلْقُ: بِفَتْحَتيْنِ دُويبةٌ نَحْوُ الهِرَّةِ طَوِيلَةُ الظّهْر يُعْملُ مِنْهَا الفُرْوُ فَارسِى مُعَرَّبٌ و أَصْلُهُ دلَهْ و قِيل (الدَّلقُ) هُو إبْنُ مقْرضُ و يُقَالُ إنَّهُ يُشْبهُ النّمْسُ و يُقالُ هُو النِّمُس الرُّومى وَ (انْدلَقَ) السّيفُ من غِمْدِهِ خرَج مِن غير أَنْ يُسَلّ وَ (انْدلق) السّيْلُ أقْبَل.

198
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دلك ص 199

[دلك‏]
دَلَكْتُ: الشَّى‏ءَ (دَلْكاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ مَرَسْتَهُ بِيَدِكَ وَ (دَلَكْتُ) النَّعْلَ بِالْأَرْضِ مَسَحْتُهَا بِهَا وَ (دَلَكَتِ) الشَّمْسُ و النُّجُومُ (دُلُوكاً) مِن بَابِ قَعَدَ زالَتْ عَن الاسْتِوَاءِ و يُسْتَعْمَلُ فِى الْغُرُوبِ أَيْضاً.
[دلل‏]
دَلَلْتُ: عَلَى الشَّى‏ءِ وَ إلَيْهِ مِن بَابِ قَتَلَ و (أَدْلَلْتُ) بِالْأَلفِ لُغَةٌ وَ الْمَصْدَرُ (دُلُولَةٌ) وَ الاسْمُ (الدِّلَالَةُ) بِكَسْرِ الدَّالِ و فَتْحِهَا وَ هُوَ مَا يَقْتَضِيهِ اللَّفْظُ عِنْدَ إطْلَاقِهِ وَ اسْمُ الْفَاعِلِ (دَالٌّ) و (دَلِيلٌ) وَ هُوَ الْمُرْشِدُ وَ الْكَاشِفُ و (دَلَّتِ) الْمَرْأَةُ (دَلَلًا) و (دَلًّا) مِنْ بَابَىْ تَعِبَ و ضَرَبَ و (تَدَلَّلَتْ) (تَدَلُّلًا) وَ الاسْمُ (الدَّلَالُ) بِالْفَتْحِ وَ هُوَ جُرْأَتُهَا فِى تَكَسُّرٍ وَ تَغَنُّجٍ كَأَنَّهَا مُخَالِفَةٌ وَ لَيْسَ بِهَا خِلَافٌ.
[دلو]
الدَّلْو: تَأْنِيثُهَا أَكْثَرُ فَيُقَالُ هِى (الدَّلْوُ) وَ فِى التَّذْكِيرِ يُصَغَّرُ عَلَى (دُلَيٍّ) مِثْلُ فَلْسِ و فُلَيْسٍ وَ ثَلَاثَةُ (أدْلٍ) وَ فِى التَّأْنِيثِ (دُلَيَّةٌ) بِالْهَاءِ و ثَلَاثُ (أَدْلٍ) و جَمْعُ الْكَثْرَةِ (الدِّلَاءُ) و (الدُّلِيُّ) وَ الْأَصْلُ فُعُولٌ مثْلُ فُلُوسٍ وَ (أَدْلَيْتُهَا) (إِدْلَاءً) أَرْسَلْتُهَا لِيُسْتَقَى بِهَا و (دَلوْتُها) (أدْلُوهَا) لُغَةٌ فِيهِ و (دَلَوْتُهَا) و (دَلَوْتُ) بهَا أَخْرَجْتُهَا مَمْلُوءَةً و (أَدْلى) إِلى الْمَيِّتِ بالْبُنُوَّة وَ نَحْوِهَا وَصَلَ بِهَا مِنْ (إِدْلَاءِ) الدَّلْوِ و (أَدْلَى) بِحُجَّتِهِ أَثْبَتَهَا فَوَصَل بِهَا إلَى دَعْوَاهُ و (الدَّالِيَةُ) دَلْوٌ و نَحْوهَا و خَشَبٌ يُصْنَعُ كَهَيْئَةِ الصَّلِيبِ وَ يُشَدُّ بِرَأْسِ الدَّلْوِ ثُمَّ يُؤْخَذُ حَبْلٌ يُرْبَطُ طَرَفُهُ بِذَلِكَ وَ طَرفُهُ بِجِذْعٍ قَائِمٍ عَلَى رَأسِ البِئْرِ و يُسْقَى بِهَا فَهِىَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ و الْجَمْعُ (الدَّوَالِي) وَ شَذَّ الْفَارَابِىُّ وَ تَبِعَهُ الْجَوْهَرِىُّ فَفَسَّرَهَا بِالْمَجْنُونِ.
[دمث‏]
دَمِثَ: الْمَكَانُ (دَمَثاً) فَهُوَ (دَمِثٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ لَانَ و سَهُلَ وَ قَدْ يُخَفَّفُ الْمَصْدَرُ فَيُقَالُ (دَمْثٌ) بِالسُّكُونِ مِثْلُ الحَلِفَ و الحَلْفِ و يُسَمَّى بِه و يُعَدَّى بالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (دَمَّثْتُهُ) و (دَمِثَ) الرَّجُلُ (دَمَاثَةً) سَهُل خُلُقهُ.
[دمج‏]
انْدَمَجَ: فِى الشَّى‏ءِ دَخَلَ فِيهِ و تَسَتَّرَ بِهِ و (أَدْمَجَ) الرَّجُلُ كَلَامَهُ أَبْهَمَهُ.
[دمر]
دَمَرَ: الشَّى‏ءُ (يَدْمُرُ) من بَابِ قَتَلَ وَ الاسْم (الدَّمَار) مِثْلُ الْهَلَاكِ وَزْناً و مَعْنًى و يُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (دَمَّرَهُ) اللّهُ و (دَمَّرَ) عَلَيْهِ.
[دمع‏]
الدَّمْعُ: مَاءُ الْعَيْنِ و هُوَ مَصْدَرٌ فِى الْأَصْل يُقَالُ (دَمَعتِ) الْعَيْنُ (دَمْعاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و (دَمِعَتْ) (دَمَعاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ فِيهِ و عَيْنٌ (دَامِعَةٌ) أَىْ سَائِلٌ دَمْعُهَا و (دَمَعَتِ) الشَّجَّةُ جَرَى دَمُهَا فَهِىَ (دَامِعَةٌ).
[دمغ‏]
الدِّمَاغُ: مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (أَدْمِغَةٌ) مِثْلُ سِلَاحٍ و أَسْلِحَةٍ و (دَمَغْتُهُ) (دَمْغاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ كَسَرْتُ عَظْمَ دِمَاغِهِ فالشَّجةُ (دَامِغَةٌ) و هِىَ الَّتى تَخْسِفُ الدِّمَاغَ و لَا حَيَاة مَعَهَا.
[دمل‏]
انْدَمَلَ: الْجُرْحُ تَرَاجَعَ إلَى البُرْءِ و (دَمَلْتُ)

199
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دمل ص 199

الشَّى‏ءَ (دَمْلًا) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَصْلَحْتُهُ و (دَمَلْتُ) الأَرْضَ أَصْلَحْتُهَا بالسِّرْقِينِ.
و (الدُّمَّلُ) مَعْرُوفٌ و هُوَ عَرَبِىٌّ قَالهُ ابْنُ فَارِس و الْجَمْعُ (دَمَامِلُ) و (الدُّمْلُوجُ) وزانُ عُصْفُورٍ مَعْرُوفٌ «1» وَ الدُّمْلُجُ مَقْصُورٌ مِنْهُ.
[دمم‏]
دَمَّ: الرَّجُل (يَدِمُّ) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و تَعِبَ و مِنْ بَابِ قَرُبَ لُغَةٌ فَيُقَالُ (دَمُمْتَ) تَدُمُّ و مِثْلُهُ لَبُبْتَ تَلُبُّ و شَرُرت تَشُرُّ من الشَّرِّ وَ لَا يَكَادُ يُوجَدُ لَهَا رَابعٌ فِى الْمُضَاعَفِ (دَمَامَةً) بالْفَتْحِ قَبُحَ مَنْظَرُهُ و صَغُر جِسْمُهُ و كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ (الدِّمَّةِ) بِالْكَسْرِ وَ هِىَ الْقَمْلَةُ أَوِ النَّمْلَةُ الصَّغِيَرةُ فَهُوَ (دَمِيمٌ) و الجمع (دِمَامٌ) مِثْلُ كَرِيمٍ و كِرامٍ و الْمَرْأَةُ (دَمِيمَةٌ) وَ الْجَمْعُ (دَمَائِمُ) و الذَّالُ الْمُعْجَمَةُ هُنَا تَصْحِيفٌ. و (الدِّمَامُ) بِالْكَسْرِ طِلَاءٌ يُطْلى بِهِ الْوَجْهُ و (دَمَمْتُ) الْوَجْهَ (دَمًّا) من بَابِ قَتلَ إِذَا طَلَيْتَهُ- بِأَىِّ صِبْغٍ كَانَ و يُقَالُ (الدَّمَامُ) الْحُمْرَةُ الّتِى تُحَمِّرُ النِّسَاءُ بِهَا وجُوهَهُنَّ و (دَمَمْتُ) الْعَيْنَ كَحَلْتُهَا أَوْ طَلَيْتُهَا (بالدِّمَامِ).
[دمن‏]
الدِّمْنُ: وزَانُ حِمْلٍ مَا يَتَلَبَّدُ مِنَ السِّرْجِينِ و (الدِّمْنَةُ) مَوْضِعُهُ و (الدِّمْنَةُ) آثارُ النَّاسِ وَ مَا سَوَّدُوهُ و (الدِّمْنَةُ) الحِقْدُ و الْجَمْعُ فِى الكُلِّ (دِمَنٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (أَدْمَنَ) فُلَانٌ كَذَا (إِدْمَاناً) واظَبَهُ وَ لَازَمَهُ.
[دمي‏]
دَمِيَ: الْجُرْحُ (دَمًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (دَمْياً) أَيْضاً عَلَى التَّصْحِيحِ خرجَ مِنْهُ الدَّمُ فَهُوَ (دَمٍ) عَلَى النَّقْصِ و يَتَعدَّى بِالْأَلِفِ و التَّشْدِيدِ. و شَجَّةٌ (دَامِيَةٌ) لِلَّتِى يَخْرُجُ دَمُهَا وَ لَا يَسِيلُ فَإِنْ سَالَ فَهِىَ الدَّامِعَةُ و يُقَالُ أَصْلُ (الدَّمِ) (دَمْيٌ) بسُكُونِ الْمِيمِ لكِنْ حُذِفَتِ اللَّامُ و جُعِلَتِ المِيمُ حَرْفَ إِعْرَابٍ وَ قِيلَ الْأَصْلُ بِفَتْحِ الْمِيمِ و يُثَنَّى بِالْيَاءِ فَيُقَالُ (دَمَيَانِ) و قِيلَ أَصْلُهُ وَاوٌ و لِهَذَا يُقَالُ (دَمَوانِ) و قَدْ يُثَنَّى عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ فَيُقَالُ (دَمَان).
[دنح‏]
الدَّنْحُ «2»: وِزَانُ فَلْسٍ عِيدُ النَّصَارَى و هُوَ الْيَوْمُ السَّادِسُ مِنْ كَانُونَ الثَّانِى «3» و قِبْطُ مِصْرَ يُسَمّونَهُ الْغُطَاسَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وَ أَحْسَبُهُ سُرْيَانِيًّا و (دَنَّحَ) الرَّجُلُ بالتَّشْدِيدِ ذَلَّ.
[دنر]
الدِّينَارُ: مَعْرُوفٌ و الْمَشْهُورُ فِى الْكُتُبِ أَنَّ أَصْله (دِنَّارٌ) بالتَّضْعِيفِ فأُبْدِلَ حَرْفَ عِلةٍ لِلتَّخْفِيفِ و لِهَذَا يُرَدُّ فِى الْجَمْعِ إلَى أَصْلِهِ فَيُقَالُ (دَنَانِيرُ) و بَعْضُهُمْ يَقُولُ هُوَ فِيعالٌ و هُوَ مَرْدُودٌ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَوُجِدَتِ الْيَاءُ فِى الْجَمْعِ كَما ثَبَتَتْ فِى دِيمَاس و دَيَامِيسَ و دِيبَاج و دَيَابِيجَ و شِبْهِهِ و (الدِّينَارُ) وَزْنُ إِحْدَى وَ سَبْعِينَ شَعِيرَةً و نصِفِ شَعِيرَةٍ
__________________________________________________
 (1) الدُّمْلُج و الدُّمْلُوج: ما يُقْطَع به الشجر و يُسمَّى المعْضَدْ.
 (2) ضبطه القاموس بكسرِ الدال- قال: الدِّنحْ بالكسْرِ عيدٌ للنصارى.
 (3) كانون الأول ديسمبر و كانون الثانى يناير.

200
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دنر ص 200

تَقْرِيباً بِنَاءً عَلَى أَنَّ الدَّانِقَ ثَمَانِى حَبَّاتٍ و خُمْسَا حَبَّةٍ و إِنْ قِيلَ الدَّانِقُ ثَمَانِى حَبَّاتٍ (فَالدِّينَارُ) ثَمَانٍ وَ سِتُّونَ و أَرْبَعَةُ أَسْبَاعِ حَبَّةٍ و (الدِّينارُ) هُوَ الْمِثْقَالُ.
[دنف‏]
دَنِفَ: (دَنَفاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ (دَنِفٌ) إذَا لَازَمَهُ الْمَرَضُ و (أَدْنَفَهُ) الْمَرَضُ و (أَدْنَفَ) هُوَ يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعدَّى.
[دنق‏]
الدَّانِقُ: مُعَرَّبٌ و هُوَ سُدُسُ دِرْهَم و هُوَ عِندَ اليُونَانِ حَبَّتَا خُرْنُوب لأَنَّ الدِّرْهَم عِنْدَهُمْ اثْنتا عَشْرَةَ حَبَّةَ خُرْنُوبٍ و (الدَّانِقُ) الْإسْلَامِىّ حَبَّتَا خرْنُوبٍ و ثُلُثَا حَبَّةِ خرْنُوبٍ فإنَّ الدِّرْهَمَ الْإسْلَامىَّ ستَّ عَشْرَةَ حَبَّةَ خرْنُوبٍ و تُفْتَحُ النونُ و تُكَسْرُ و بَعْضُهُمْ يَقُول الْكَسْر أَفْصَحُ و جَمْعُ الْمَكْسُورِ (دَوَانِقُ) و جَمْعُ الْمَفْتُوحِ (دَوَانِيقُ) بِزيادَةِ يَاءِ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ. و قِيلَ كُلُّ جَمْعٍ على فَوَاعِلَ وَ مَفَاعِلَ يَجُوزُ أَنْ يُمَدَّ بالْيَاءِ فُيَقَالَ فَوَاعِيلُ و مَفَاعِيلُ.
[دنن‏]
الدَّنّ: كَهَيْئَةِ الحُبِّ «1» إلَّا أَنَّهُ أَطْوَلُ مِنْه وَ أَوْسَعُ رَأْساً و الْجَمْعُ (دِنَانٌ) مِثْلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ.
[دنو]
دنَا: مِنْهُ و (دَنَا) إِلَيْهِ (يَدْنُو) (دُنُوّاً) قَرُبَ فَهُوَ (دَانٍ) و (أَدْنَيْتُ) السِّتْرَ أَرْخَيْتُهُ و (دَانَيْتُ) بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ قَارَبْتُ بَيْنَهُمَا.
[دنأ]
 (دَنَأَ) بالْهَمْزِ (يَدْنَأُ) بِفَتْحَتَيْن و (دَنُؤَ يَدْنُؤُ) مثْلُ قَرُبَ يَقْرُبُ (دَنَاءَةً) فَهُوَ (دَنِي‏ءٌ) علَى فَعِيلٍ كُلُّه مَهْمُوزٌ و فِى لُغَةٍ يُخَفَّفُ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ فَيُقَالُ (دَنَا يَدْنُو دَنَاوَةً) فَهُوَ (دَنِيٌّ) قَالَ السَّرَقُسْطِىُّ (دَنَا) إِذَا لَؤُمَ فِعْلُهُ و خَبُثُ و مِنْهُمْ مَنْ يَفْرُقُ بَيْنَهُما بِجَعْلِ الْمَهْمُوزِ لِلَّئِيمِ و الْمُخَفَّفِ لِلْخَسِيسِ.
[دهلز]
الدِّهلِيزُ: المدْخَلُ إِلَى الدَّارِ فَارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ و الْجَمْعُ (الدَّهَالِيزُ).
[دهقن‏]
الدُّهْقَانُ الدِّهْقَانُ: مُعَرَّبٌ يُطْلَقُ عَلَى رَئِيسِ الْقَرْيَةِ و عَلَى التَّاجِرِ و عَلَى مَنْ لَهُ مَالٌ و عَقَارٌ و دَالُهُ مَكْسُورَةٌ و فِى لغَةٍ تُضَمُّ و الْجَمْعُ (دَهَاقِينُ) و (دَهْقَنَ) الرَّجُلُ و (تَدهْقَنَ) كَثُرَ مَالُه.
[دهر]
الدَّهْرُ: يُطْلَقُ عَلَى الْأَبَدِ و قِيلَ هُوَ الزَّمَانُ قَلَّ أوْ كَثُرَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ و (الدَّهْرُ) عِنْدَ الْعَرَبِ يُطْلَقُ عَلَى الزَّمَانِ و عَلَى الْفَصْلِ مِنْ فُصُولِ السَّنَةِ و أَقَلَّ مِنْ ذَلكَ و يَقَعُ عَلَى مُدَّةِ الدُّنْيَا كُلِّهَا. قَالَ و سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ أَقْمنا عَلَى مَاءِ كَذَا (دهْراً) و هذَا الْمَرْعَى يَكْفِينَا (دَهْراً) و يَحْمِلُنا (دَهْراً) قَالَ لكِنْ لَا يُقَالُ: (الدَّهْرُ) أَرْبَعَةُ أَزْمِنَةٍ وَ لَا أَرْبَعَةُ فُصُولٍ لِأَنَّ إِطْلَاقَهُ عَلَى الزَّمَنِ القَلِيلِ مَجَازٌ و اتِّسَاعٌ فَلَا يُخَالفُ بِه الْمَسْمُوعُ و يُنْسَبُ الرَّجُلُ الَّذِى يَقُولُ بِقِدَمِ (الدَّهْرِ) وَ لَا يُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ (دَهْرِيٌّ) بِالْفَتْحِ عَلَى القِيَاسِ و أَمّا الرَّجُلُ الْمُسِنُّ إذَا نُسِبَ إِلَى (الدَّهْرِ) فَيُقَالُ (دُهْرِيٌّ) بالضَّمِّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و (تَدَهْوَرَ)
__________________________________________________
 (1) المراد بالحُبّ هنا- الجرَّة.

201
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دهر ص 201

(تَدَهْوُراً) سَقَطَ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَلَ مَأْخُوذٌ مِنْ (تَدَهْوَرَ) الرَّملُ إِذَا انْهَالَ وَ سَقَطَ أَكْثَرُهُ و (تَدَهْوَرَ) اللَّيْلُ ذَهَبَ أَكْثَرُهُ.
[دهش‏]
دَهِشَ: دَهَشاً فَهُوَ (دَهِشٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ ذَهَبَ عَقْلُهُ حَيَاءً أوْ خَوْفاً و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فيُقَالُ (أَدْهَشَهُ) غَيْرُهُ و هذِهِ هِىَ اللُّغةُ الْفُصْحَى وَ فِى لُغَةٍ يَتَعَدَّى بالحَرَكَةِ فَيُقَالُ (دَهَشَهُ) خَطْبٌ (دَهْشاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ فَهُو (مَدْهُوشٌ) و مِنْهُمْ مَنْ مَنَع الثُّلاثِىَّ.
[دهم‏]
دَهَمَهُمُ الْأَمْرُ (يَدْهَمُهُم) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابِ نَفَع فَاجَأَهُمْ و (الدُّهْمَةُ) السَّوَادُ يُقَالُ فَرَسٌ (أَدْهَمُ) و بَعِيرٌ (أَدْهَمُ) و نَاقَةٌ (دَهْمَاءُ) إذَا اشْتَدَّتْ وُرْقَتُهُ حَتَّى ذَهَبَ بَيَاضُهُ و شَاةٌ (دَهْمَاءُ) خَالِصَةُ الْحُمْرَةِ.
[دهن‏]
دَهَنْتُ: الشَّعر و غَيْرَهُ (دَهْناً) مِنْ بَابِ قَتَلَ. و (الدُّهْنُ) بالضَّمِّ ما يُدْهَنُ بِهِ مِنْ زَيْتٍ وَ غَيْرِهِ و جَمْعُهُ (دِهَان) بالْكَسْرِ و (ادَّهَنَ) عَلَى افْتَعَلَ تَطَلَّى بالدُّهْن و (أَدْهَنَ) عَلَى أَفْعَلَ و (دَاهَنَ) وَ هِىَ الْمُسَالَمَةُ و الْمُصَالَحَةُ و (المُدْهُنُ) بِضَمِّ الْمِيم وَ الْهَاءِ مَا يُجْعَلُ فِيهِ الدُّهْنُ وَ هُوَ مِنَ النَّوَادِرِ الَّتِى جَاءَتْ بِالضَّم و قِيَاسُهُ الْكَسْرُ.
[دهو]
الدَّاهِيَةُ: النَّائِبَةُ و النَّازِلَةُ وَ الْجَمْعُ (الدَّوَاهِي) و هِىَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ (دَهَاهُ) الْأَمْرُ (يَدْهَاهُ) إذَا نَزَلَ بِهِ و (دَاهِيَةٌ دَهْياءُ) و (دَهْوَاءُ) عَنِ ابْنِ السِّكّيتِ.
[دوح‏]
الدَّوْحَةُ: الشَّجَرَةُ الْعَظِيمَةُ أَىَّ شَجَرَةٍ كَانَتْ وَ الْجَمْعُ (دَوْحٌ) مِثْلُ تَمْرَةٍ وَ تَمْرٍ.
[دود]
الدُّودُ: مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ (دُودَةٌ) و الْجَمْعُ (دِيدانٌ) و التَّثْنِيَةُ (دُودَانِ) و بلفْظ الْمُثَنَّى سُمِيتْ قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِى أَسَدٍ باسْمِ أَبِيهِمْ (دُودَانَ) ابْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيمَةَ بنِ مُدْرِكةَ بنِ إِلياس ابْنِ مُضَرَ بن نزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ و إلَيْهِمْ تُنْسَبُ القِسِىُّ عَلَى لَفْظِهَا فَيُقَالُ (دُودانِيَّةٌ) و (دَادَ) الطَّعَامُ «1» (يَدُودُ) و (دَادَ) (يَدَادُ) مِنْ بَابَىْ قَالَ و خَافَ (دَاداً) و (دَيْداً) و (أَدَادَ) (إدَادَةً) و (دَوَّدَ) (تَدْوِيداً) وَقَعَ فِيهِ الدُّودُ و اسْمُ الْفَاعِلِ مِنْ كُلِّ بِنَاءٍ عَلَى قِيَاسِ بَابِهِ ..
[دور]
دَارَ: حَوْلَ الْبَيْتِ (يَدُورُ) (دَوْراً) و (دَوَرَاناً) طَافَ بِهِ و (دَوَرَانُ) الْفَلَكِ تَوَاتُرُ حَرَكَاتِهِ بَعْضِهَا إثْرَ بَعْضٍ مِنْ غَيْرِ ثُبُوتٍ وَ لَا اسْتِقْرَارٍ و مِنْهُ قَوْلُهُمْ (دَارَتِ) المَسْأَلَةُ أَىْ كُلَّمَا تَعَلَّقَتْ بِمَحَلٍّ تَوَقَّفَ ثُبُوتُ الْحُكْمِ عَلَى غَيْرِهِ فَيُنْقَلُ إلَيْهِ ثُمَّ يَتَوَقَّفُ عَلَى الْأَوَّلِ وَ هكَذَا و (اسْتَدَارَ) بِمعْنَى دَار. و (الدَّارُ) مَعْرُوفَةٌ و هِىَ مُؤَنَّثَةٌ و الْجَمْعُ (أَدْوُرٌ) مِثْلُ أَفْلُسٍ و تُهْمَزُ الْوَاوُ وَ لَا تُهْمَزُ وَ تُقْلَبُ فَيُقَالُ (آدُرٌ) و تُجْمَعُ أيْضاً عَلَى‏
__________________________________________________
 (1) قوله وداد الطعام إلى قوله وديدا كذا بخطه فى نسخته بالكتبخانة الأميرية و فيه ما انفرد به و كذا فى غير هذا الموضع و هو ثقة و قد تقرر أن نقل الثقة مقبول كما أن القال و القيل من مصادر قال فلا يريبنّك ما تراه من هذا القبيل حمزة.

202
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دور ص 202

(دِيَارٍ) و (دُورٍ) و الْأَصْلُ فِى إِطْلَاقِ الدُّورِ عَلَى الْمَوَاضِعِ وَ قَدْ تُطْلَقُ عَلَى الْقَبَائِلِ مَجَازاً.
و (الدَّارُ) الصَّنَمُ وَ بِهِ سُمِّىَ فَقِيلَ (عَبْدُ الدَّارِ) و (الدَّارَةُ) دَارَهُ الْقَمَرِ و غَيْرِهِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لاسْتِدَارَتِهَا و الْجَمْعُ (دَاراتٌ) و (دَوَائِرُ الدَّابةِ) مِنْ ذلِكَ الْوَاحِدَةُ (دَائِرَةٌ) و (دائِرَةُ السَّوْءِ)*
 النَّائِبَةُ تَنْزِلُ و تُهْلِكُ و الْجَمْعُ (الدَّوَائِرُ) أَيْضاً.
[دوس‏]
دَاسَ: الرَّجُلُ الحِنْطَةَ (يَدُوسُهَا) (دَوْساً) و (دِيَاساً) مثلُ الدِّرَاسِ و مِنْهُمْ مَنْ يُنْكِرُ كَوْنَ الدِّيَاسِ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ و مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هوَ مَجَازٌ وَ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ دَاسَ الْأَرْضَ (دَوْساً) إِذَا شَدَّدَ وَطْأَهُ عَلَيْهَا بِقَدَمِهِ وَ بِالْمَصْدَرِ سُمِّىَ أَبُو قَبِيلَةٍ مِنَ الْعَرَبِ و (دَاسَ) الصَّيْقَلُ السَّيْفَ وَ غَيْرَهُ (دَوساً) صَقَلَهُ (بِالْمِدْوَسِ) بِكَسْرِ المِيمِ و هُوَ المِصْقَلَةُ و (الْمِدْوَسُ) الّذِى يُدَاسُ بِهِ الطَّعَامُ بِكَسْرِ المِيمِ لأَنَّهُ آلَةٌ. و أَمَّا (الْمَدَاسُ «1»
) الّذِى يَنْتَعِلُه الْإِنْسَانُ فَإنْ صَحَّ سَمَاعُهُ فَقِيَاسُهُ كَسْرُ الْمِيمِ لِأَنَّهُ آلَةٌ و إِلَّا فَالْكَسْرُ أَيْضاً حَمْلًا عَلَى النَّظَائِرِ الْغَالِبَةِ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ و يُجْمَعُ عَلَى (أَمْدِسَةٍ) مثْلُ سِلَاحٍ و أَسْلِحَةٍ.
[دوغ‏]
الدُّوغُ: وِزَانُ قُفْلِ بغينٍ مُعْجَمَةٍ لبنٌ يُنْزَعُ زُبْدُهُ.
[دوف‏]
دَافَ: زَيْدٌ الشَّى‏ءَ (يَدُوفُهُ) (دَوْفاً) بَلَّهُ بِمَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ فَهُوَ (مَدُوفٌ) و (مَدْوُوفٌ) عَلَى النَّقْصِ و التَّمَامِ أَىْ مَخْلُوطٌ مَمْزُوجٌ و مِثْلُهُ مِمَّا جَاء عَلَى النَّقْصِ و التَّمَامِ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ ثَوْبٌ مَصُونٌ وَ مَصْوُونٌ وَ لَا نَظِيرَ لَهُمَا «2» إلَّا مَا حُكِىَ عَنِ الْمُبَرِدِ «3» أَنَّهُ طردَ الْقِيَاسَ فِى جَمِيعِ الْبَابِ وَ لَمْ يَقْبَلْهُ أَحدٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ. و (يَدِيفُهُ دَيْفاً) مِنْ بَابِ بَاعَ لُغَةٌ.
[دول‏]
تَدَاوَلَ: الْقَوْمُ الشَّى‏ءَ (تَدَاوُلًا) و هُو حُصُولُه فِى يَدِ هذَا تَارَةً وَ فِى يَدِ هذَا أُخرَى وَ الاسْمُ (الدَّوْلَةُ) بِفَتْحِ الدَّالِ و ضَمِّهَا و جَمْعُ الْمفْتُوحِ (دِوَلٌ) بالْكَسْرِ مِثْلُ قَصْعَةٍ و قِصَعٍ. و جَمْعُ الْمَضْمُومِ (دُوَلٌ) بِالضَّمِّ مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ. وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: (الدُّولَةُ) بالضَّمِّ فِى الْمَالِ و بِالْفَتْحِ فِى الْحَرْبِ و (دَالَتِ) الْأَيَّامُ‏
__________________________________________________
 (1) ذكره صاحب القاموس قال- و المَدَاسُ كَسَحَابٍ الذى يُلْبَسُ فى الرجل قال الشارح قوله و المداس كسحاب- لو قال كمقام أو كمقال لكان أولى لأن الميم زائدة و السين فى السحاب أصلية و حكى النووى أنه يقال مِداسٌ بكسر الميم أيضاً و هو ثقة فإن صح فكأنه اعتبر فيه أنه آلة للدوس- اه.
و أقول لا ينبغى جمعه على (أمْدِسَةٍ) لزيادة الميم و لا ينبغى فى الجمع بقاء الزائد مع حذف الأصلى- و إلا لقلنا فى مقام أمقِمة و فى مقال أمقلة و أمّا جمع مكان على أمكنة فذهب جمهور اللغويين إلى أن الميم أصلية و من ذهب إلى أن الميم زائدة جعله جمع مكان على أمكنة من باب التوهم لكثرة استعماله مع زمان فتوهموا أنه مثله فى أصالة أوله و زيادة ثالثه فمجمعوه مثله فقالوا أمكنة كما قالوا أزمنة و هذا نادر فلا يقاس عليه.
 (2) سمع أيضاً فرس مقود و مقوود و مريض معود و معوود قاموس. فى قاد و عاد.
 (3) المبرد لم يجز هذا إلا فى الضرورة- راجع المقتضب ج 1 ص 102.

203
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دول ص 203

(تَدُولُ) مِثْلُ دَارَتْ تَدُورُ وَزْناً و مَعْنًى.
[دوم‏]
دامَ: الشى‏ءُ (يَدُومُ) (دَوْماً) و (دَوَاماً) و (دَيْمُومَةً) ثَبَتَ و (دَامَ) غَلَيَانُ الْقِدْرِ سَكَنَ و دَامَ الْمَاءُ فِى الْغَدِيرِ أيْضاً: و
فِى حَدِيثٍ «لَا يَبُولَنَّ أحَدُكُم فِى الْمَاءِ الدَّائِم».
أَى السَّاكِنِ و (دَامَ) (يَدَامَ) مِنْ بَابِ خَافَ لُغَةٌ و (دَامَ) الْمَطَرُ تَتَابَعَ نُزُولُهُ وَ يُعَدَّى بالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَدَمْتُهُ) و (اسْتَدَمْتُ) الْأَمْرَ تَرَفَّقْتُ بِهِ و تَمَهَّلْتُ قال الشاعر «1»:
         فَلَا تَعْجَلْ بِأَمْرِكَ وَ اسْتَدِمْهُ             فَمَا صَلَّى «2» عَصَاكَ كَمُسْتَديم‏
أَىْ مَا قَوَّمَ أَمْرَكَ كَالْمُتَأَنى الْمُتَمَهِّلِ و اسْتَدَمْتُ غَرِيمىِ رَفَقْتُ بِه و قَوْلُ النَّاسِ اسْتَدَامَ لُبْسَ الثَّوْبِ أَىْ تَأَنَّى فِى قَلْعِهِ وَ لَمْ يُبَادِرْ إلَيْهِ و جَازَ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِنْ قَوْلِهمِ (اسْتَدَمْتُ) عَاقِبَةَ الْأَمْرِ إذَا انْتَظَرْت مَا يَكُونُ مِنْهُ و (أَسْتَدِيمُ) اللّه عِزَّكَ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ. و الْمَعْنَى أَسْأَلُهُ أَنْ يُدِيمَ عِزَّكَ.
و (دُومَةُ الْجَنْدَلِ) حِصْنٌ بَيْنَ مَدِينَةِ النَّبِىِّ صلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ وَ بَيْنَ الشأم و هُوَ أَقْرَبُ إلَى الشَّأْمِ و هُوَ الْفَصْلُ بَيْنَ الشَّأم وَ بَيْنَ العِرَاقِ و دَالُهُ مَضْمُومَةٌ. و الْمُحَدِّثُونَ يَفْتَحُونَ: قَال ابْنُ دُرَيدٍ: الْفَتْحُ خَطَأً وَ يُؤَيِّدُهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِاسْمِ (دُومَى بنِ إسْمَعِيلَ) عَلَيْهِمَا السَّلَامُ لأَنهُ نَزَلَها و سَكَنَهَا و هُوَ مَضْبُوطٌ بالضَّمِّ لكِنْ غُيّرَ و قِيلَ (دُومَةُ).
و (الدَّوْمُ) بِالْفَتْحِ شَجَرُ الْمُقْل. و (الدِّيمَةُ) بِالْكَسْرِ الْمَطَرُ يَدُومُ أَيَّاماً.
و كَانَ عَمَلُ رَسُول اللّهِ صلّى اللّهُ عَليْهِ و سلَّم (دِيمَةً).
أَىْ دَائِماً غَيْرَ مَقْطُوعٍ. و (دَاوَمَ) عَلَى الشَّى‏ء (مُدَاوَمَةً) واظَبَهُ.
[دون‏]
الدِّيوَانُ: جَرِيدةُ الْحِسَابِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الحِسَابِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى مَوْضِعِ الْحِسَابِ و هُوَ مُعَرَّبٌ وَ الْأَصْلُ (دِوَّانٌ) فأُبْدِلَ مِنْ أَحَدِ الْمُضَعَّفَينِ يَاءٌ لِلتَّخْفِيفِ و لهذَا يُرَدُّ فِى الْجَمْعِ إلَى أَصْلِهِ فيُقَالُ (دَوَاوِينُ) وَ فِى التَّصْغِيرِ (دُوَيْوِينٌ «3») لِأَنَّ التَّصْغِيرَ وَ جَمْعَ التَّكْسِيرِ يَرُدَّانِ الْأَسْمَاءَ إلَى أُصُولِهَا و (دَوَّنْتُ) الدِّيوانَ أَىْ وَضَعْتُهُ و جَمَعْتُهُ. و
يُقَالُ إنَّ عُمَرَ أَوَّلُ مَنْ (دَوَّنَ الدَّواوينَ) فِى الْعَرَبِ.
أَىْ رَتَّبَ الْجَرَائِدَ لِلْعُمَّالِ وَ غَيْرِهَا.
و هذَا (دُونَ ذلِكَ) عَلَى الظَّرْفِ أَىْ أَقْرَبُ مِنْهُ و شى‏ءٌ مِنْ (دُونٍ) بالتَّنْوِينِ أَىْ حَقِيرٌ سَاقِطٌ و رَجُلٌ مِنْ دُون هذَا أَكْثَرُ كَلَامِ الْعَرَبِ و قَدْ تُحْذَفُ مِنْ و تُجْعَلُ (دُونٌ) نَعْتاً وَ لَا يُشْتَقّ مِنْهُ فِعْلٌ.
__________________________________________________
 (1) قيس بن زهير العبسى.
 (2) صلّى العصا بالنّار إذا ليَّنَها و قوَّمَهَا.
 (3) ينبغى قلب الواو ياء. فيصير (دويين)- هذا هو الأرجح لوجود موجب القلب- و يجوز دويوين حملا على الجمع فإن الواو سلمت فيه فقالوا دواوين.

204
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

دوي ص 205

[دوي‏]
الدَّوَاةُ: الَّتِى يُكْتَبُ مِنْهَا جَمْعهَا (دَوَيَاتٌ) مِثْلُ حَصَاةٍ و حَصَيَات. و (الدَّاءُ) الْمَرَضُ و هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ (دَاءَ) الرَّجُلُ و الْعُضْوُ (يَدَاءُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ الْجَمْعُ (الْأَدْوَاءُ) مِثْل بَابٍ و أَبْوَابٍ وَ فِى لُغَةٍ (دَوِيَ يَدْوَى دَوًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ أَيْضاً عَمِى.
و (الدواء «1») ما يُتَداوَى بِهِ مَمْدُودٌ و تُفْتَحُ دَالُهُ و الْجَمْعُ (أَدْوِيةٌ) دَاوَيْتُهُ مُدَاواةً) وَ الاسْمُ (الدِّوَاءُ) بِالْكَسْرِ مِنْ بَابِ قَاتَل و (دَوَّى) الطَّائِرُ بالتَّشْدِيدِ دَارَ فِى الْهَوَاءِ وَ لَمْ يُحَرّكْ جَنَاحَه.
[ديث‏]
مدَاثَ: الشَّى‏ءُ (دَيْثاً) مِنْ بَابِ بَاعَ لَانَ و سَهُلَ و يُعَدَّى بالتَّثْقِيلِ فَيُقَالُ (دَيَّثَهُ) غَيْرُهُ و مِنْهُ اشْتِقَاقُ (الدَّيُّوثِ) و هُوَ الرَّجُلُ الَّذِى لَا غَيْرةَ لَهُ عَلَى أَهْلِهِ و (الدِّيَاثَةُ) بِالْكَسْرِ فِعْلُهُ.
[دير]
الدَّير: لِلنَّصَارَى مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (دُيُورَةٌ) مثْل بَعْلٍ و بُعُولَةٍ. وَ يُنْسَبُ إِلَيْه (دَيْراتِيٌّ) عَلَى غَيْرِ قِياسٍ كَمَا قِيلَ بَحْرانِىٌّ و مَا بِالدَّار (دَيَّارٌ) أَىْ أَحَدٌ.
[ديك‏]
الدِّيكَ: ذَكَرُ الدَّجَاجِ و الْجَمْعُ (دُيُوكٌ) و (دِيكَةٌ) وِزَانُ عِنَبَةٍ.
[دين‏]
دَانَ: الرَّجُلُ (يَدِينُ) (دَيْناً) مِنَ الْمُدَايَنَةِ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا لَازَماً فِيمَنْ يَأْخُذُ (الدَّيْنَ) وَ قَالَ ابنُ السِّكيتِ أَيْضاً (دَانَ) الرَّجُلُ إذَا اسْتَقْرَضَ فَهُوَ (دَائِنٌ) وَ كَذلِكَ قَال ثَعْلَبٌ و نَقَلَهُ الْأَزْهَرِىُّ أَيْضاً وَ عَلَى هذَا فَلَا يُقَالُ مِنْه (مَدِينٌ) وَ لَا (مَدْيُونٌ) لِأَنَّ اسْمَ المَفْعُولِ إنَّمَا يَكُونُ مِنْ فِعْلٍ مُتَعَدٍّ و هذَا الْفِعْلُ لَازِمٌ فَإذَا أَرَدْتَ التَّعدِّىَ قُلْتَ (أَدَنْتُه) و (دَايَنْتُهُ) قَالَهُ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِىُّ و ابنُ السِّكِّيتِ و ابنُ قُتَيْبَةَ و ثَعْلَبٌ و قَالَ جَمَاعَة يُسْتَعْمَلُ لَازماً و مُتَعَدِياً فَيُقَالُ (دِنْتُهُ) إذَا أقْرَضْتَهُ فَهُوَ (مَدِينٌ) و (مَدْيُونٌ) و اسْمُ الْفَاعِلِ (دَائِنٌ) فَيَكُونُ (الدّائِنُ) مَنْ يَأْخُذُ الدَّيْنَ عَلَى اللُّزومِ و مَنْ يُعْطِيهِ عَلَى التَّعَدِّى. و قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ أَيْضاً (دِنْتُهُ) أَقْرَضْتُهُ و (دِنْتُهُ) اسْتَقرضْتُ مِنْهُ. و قَولُهُ تَعَالَى «إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ»
 أَىْ إذَا تَعَامَلْتُم بِدَيْنٍ مِنْ سَلَمٍ و غَيْرِهِ فَثبتَ بِالآيَةِ وَ بِمَا تَقَدَّمَ أَنَّ (الدَّينَ) لُغَةً: هو الْقَرْضُ و ثَمَنُ الْمَبِيعِ فالصَّدَاقُ و الْغَصْبُ و نَحْوُه لَيْسَ بِدَيْنٍ لُغَةً بَلْ شَرْعاً عَلَى التَّشْبِيهِ لِثُبُوتِهِ و اسْتِقْرَارِهِ فِى الذِّمَّةِ.
و (دَانَ) بِالإِسْلَام (دِيناً) بِالْكَسْرِ تَعبَّدَ بِهِ و (تَدَيَّنَ بِهِ) كَذلِكَ فَهُوَ (دَيِّنٌ) مثْلُ سَادَ فَهُوَ سَيِّدٌ و (ديَّنْتُهُ) بالتَّثْقِيلِ وَ كَلْتُهُ إِلَى دِينِه و (تَرَكْتُهُ وَ مَا يَدِينُ) لَمْ أَعْتَرِضْ عَلَيْهِ فِيمَا يَرَاهُ سَائِغاً فِى اعْتِقَادِهِ و (دِنْتُهُ) (أَدِينُهُ) جَازَيْتُهُ.
و (مَدْيَنُ) اسْمُ مَدِينَةٍ وَ وَزْنُهُ مَفْعَلٌ و إِنَّمَا قِيلَ الْمِيمُ زَائِدَةٌ لِفَقْدِ فَعْيَلٍ فِى كَلَامِهِمْ.
__________________________________________________
 (1) الدواء مثلثة الدال- كما فى القاموس.

205
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب الذال ص 206

كتاب الذال‏
[ذبب‏]
الذُّبَابُ: جَمْعُهُ فِى الْكَثْرةِ (ذِبَّانٌ) مثْلُ غُرَاب و غِرْبَانٍ وَ فِى الْقِلَّة (أَذِبَّةٌ) الْوَاحِدَةُ (ذُبَابَةٌ). و (ذُبَابَةُ) الشَّى‏ءِ بَقِيَّتُهُ و الْجَمْعُ (ذُبَابَاتٌ) و (ذُبَابُ) السَّيْفِ طَرَفُهُ الَّذِى يُضْرَبُ بِهِ و (ذَبْذبهُ) (ذَبْذبةً) أىْ تَرَكَهُ حَيْرانَ مُتردِّداً. و (ذَبَّ) عَنْ حَرِيمِهِ (ذَبّاً) مِنْ بَابِ قَتَل حَمَى و دَفَع.
[ذبح‏]
ذبحْتُ: الْحَيَوَانَ (ذَبْحاً) فهُوَ (ذَبِيحٌ) و (مَذْبُوحٌ) و (الذَّبِيحَةُ) مَا يُذْبَحُ و جَمْعُهَا (ذَبَائِحُ) مِثْلُ كَرِيمَةٍ و كَرَائِمَ. وَ أَصْلُ (الذَّبْحُ) الشَّقُّ يُقَالُ (ذَبَحْتُ) الدِّنَّ إذَا بَزَلْتَهُ. و (الذِّبْحُ) وِزَانُ حِمْل مَا يُهَيَّأُ للذَّبْحِ و (الْمِذْبَحُ) بالْكَسْرِ السِّكِّينُ الَّذِى يُذْبَحُ بِهِ و (الْمَذْبَحُ) بالْفَتْحِ الْحُلْقُومُ. و (مَذْبَحُ) الكَنِيسَةِ كَمِحْرَابِ الْمَسْجِدِ و الْجَمْعُ (الْمذَابِحُ).
[ذبل‏]
ذبِلَ: الشَّى‏ءُ (ذُبُولًا) مِنْ بَابِ قَعَد و (ذَبْلًا) أَيْضاً ذَهَبَتْ نُدُوَّتُه و (الذَّبْلُ) وِزَانُ فَلْسٍ شَى‏ءٌ كَالْعَاجِ وَ قِيلَ هُوَ ظَهْرُ السُّلَحْفَاةِ الْبَحْرِيَّةِ.
[ذحج‏]
مَذحِجٌ: وِزَانُ مَسْجِدٍ اسْمُ أكْمَةٍ بالْيَمَن وَلَدَتْ عِنْدَها امْرأَة مِنْ حمِيْر و اسْمُها مُدِلَّةُ ثُمّ كَانَتْ زَوْجَة أُدَدٍ «1» فَسُمِيَّتِ الْمَرْأَةُ بِاسْمِهَا ثُمَّ صَارَ اسْماً لِلقَبيلةِ و مِنْهُمْ قَبِيلَةُ الْأَنْصَارِ و عَلَى هذَا فَلَا يَنْصَرِفُ للتَّأْنِيثِ و الْعَلَمِيَّةِ و قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (مَذْحِجٌ) اسْمُ الْأَبِ قَالَ و الْمِيمُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ أَصْلِيَّةٌ و عَلَى هذَا فَهُوَ مُنْصَرِفٌ و لكِنْ جَعْلُ المِيمِ أَصْلِيَّةً ضَعِيفٌ لِفَقْدِ فَعْلِلٍ إلَّا أَنْ تُفْتَحَ الْحَاءُ فَهُوَ لُغَةٌ و سِيبَوَيْهِ لَا يَفْتَحُهَا و أَيْضاً فَقَدْ قَالَ ابْنُ جِنّى و مَوْضِعُ زِيَادَةِ الْمِيمِ أَنْ تَقَعَ أَوَّلًا و بَعْدَها ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ أُصُولٍ و يَلْزَمُ زِيَادَتُهَا هُنَا لِأَنَّهُمْ قَالُوا ذحَجَتِ «2» الْمَرْأَةُ بِوَلَدِها تَذْحَجُ إذَا رَمَتْه و الْمفْعِل بالْكَسْرِ مَوْضِع الْفِعْلِ كَالمَصْرِفِ مَوْضِعُ الصَّرْف و الْمَنْزِلِ مَوْضِعُ النُّزُولِ.
[ذحل‏]
الذَّحْلُ: الحِقْدُ و يُفتَحُ الْحَاءُ فَيُجمَعُ عَلَى (أَذْحَالٍ) مثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و يُسَكَّنُ فَيُجْمَعُ عَلَى (ذُحُولٍ) مثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و طَلَبَ (بِذَحْلِهِ) أَىْ بِثَأْرِهِ.
__________________________________________________
 (1) فى القاموس أدَدُ كعمر مصروفا و بضمتين أبُو قبيلة.
 (2) فى القاموس: ذحَجَهُ كَمنَعَهُ و الريح فلانا جرَّته: ا ه أقول فقياس الموضع مفعَل بفتح العين لا بكسرها كما ذكر الفيومى.

206
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ذخر ص 207

[ذخر]
ذَخَرْتُهُ: (ذَخْراً) مِنْ بَابِ نَفعَ وَ الاسْمُ (الذُّخْرُ) بالضَّمِّ إذَا أَعْدَدْتَهُ لِوَقْتِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ و (اذَّخَرْتُهُ) عَلَى افْتَعَلْتُ مِثْلُهُ. و هو (مَذْخُورٌ)ذَخِيرَةٌ) أَيْضاً و جَمْعُ (الذُّخْرِ) (أَذْخَارٌ) مِثْلُ قُفْل و أَقْفَال و جَمْعُ (الذَّخِيرَةِ) (ذَخَائِر). وَ الْإِذْخِرُ بِكَسْر الْهَمْزَةِ و الْخَاءِ نباتٌ مَعْرُوفٌ ذَكِىُّ الرِيحِ وَ إِذَا جَفَّ ابْيَضَّ.
[ذرب‏]
ذَرِبَتْ: مَعِدَتُه (ذَرَباً) فهى (ذَرِبَةٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَسَدَتْ و الدَّالُ الْمُهْمَلَةُ فِى هذَا الْبَابِ تَصْحِيفٌ. و (ذَرِبَ) الشَّى‏ءُ (ذَرَباً) صَارَ حَدِيداً مَاضِياً و يَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (ذَرَبْتُهُ) (ذَرْباً) مِنْ بَابِ قَتَلَ. و امْرَأةٌ (ذَرِبَةٌ) أَىْ بَذِيَّةٌ وَ لِسَانٌ (ذَرِبٌ) أَىْ فَصِيحٌ و (ذَرِبٌ) أَىْ فَاحِشٌ أَيْضاً وَ فِيهِ (ذَرَابَةٌ).
[ذرر]
ذَرَّ: قَرْنُ الشَّمْسِ (ذُرُوراً) مِنْ بَابِ قَعَدَ طَلَعَتْ و (ذَرَرْتُ) المِلْحَ و غَيْرَهُ (ذَرّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ. و (الذَّرِيرةُ) و يُقَالُ أيضاً (الذَّرُورُ) نَوْعٌ مِنَ الطِّيبِ. قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ هى فُتَاتُ قَصَبِ الطِّيبِ وَ هُوَ قَصَبٌ يُؤْتَى بِهِ مِنَ الهِنْدِ كَقَصَبِ النُّشَّابِ و زَادَ الصَّغَانِىُّ و أُنْبُوبُهُ مَحْشُوٌّ مِنْ شَى‏ءٍ أَبْيَضَ مِثْلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ و مَسْحُوقُه عَطِرٌ إلَى الصُّفْرَةِ و الْبَيَاضِ.
و (الذَّرُّ) صِغَارُ النَّمْلِ وَ بِهِ كُنِىَ و مِنْهُ (أَبُو ذَرٍّ) و (أُمُّ ذَرّ) و (أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِىُّ) اسمه جُنْدُبُ بنُ جُنَادَةَ وَ الْوَاحِدَة (ذَرَّةٌ) و (الذَّرُّ) النَّسْلُ و (الذُّرّيَّةُ) فُعْلِيَّةٌ مِنَ الذَّرِّ و هُمُ الصِّغَارُ و تَكُونُ (الذُّرِّيَّةُ) وَاحِداً و جَمْعاً وَ فِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ أَفْصَحُهَا ضَمُّ الذَّالِ و بِهَا قَرَأَ السَّبْعَةُ، و الثَّانِيَةُ كَسْرُهَا و يُرْوَى عَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ و الثَّالِثَةُ فَتْحُ الذَّالِ مَعَ تَخْفِيفِ الرَّاءِ وِزَانُ كَرِيمَةٍ وَ بِهَا قرَأَ أبَانُ ابنُ عُثْمَانَ. و تُجمع على (ذُرّيَّات). و قَدْ تُجمَعُ عَلَى (الذَّرارِيِّ) و قَدْ أُطْلِقَتِ (الذُّرِّيَّةُ) عَلَى الْآباءِ أَيْضاً مَجَازاً. و بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ (الذُّرِّيَّةَ) مِنْ (ذَرَأَ) اللّهُ تَعَالَى الْخَلْقَ و تُرِكَ هَمْزُهَا لِلتَّخْفِيفِ.
[ذرع‏]
الذِّرَاعُ: الْيَدُ مِنْ كُلِّ حَيَوَانٍ لكِنَّهَا مِنَ الْإنْسَانِ مِنَ المرْفِقِ إِلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِع و (ذِرَاعُ) الْقِيَاسِ أُنْثَى فِى الْأَكْثَرِ. و لَفْظُ ابْنِ السِّكِّيتِ، (الذِّرَاعُ) أُنْثَى و بَعْضُ الْعَرَبِ يُذَكِّر قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ؛ وَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ سَلَمَةَ عَنِ الفَرَّاءِ شَاهِداً عَلى التَّأْنِيثِ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
         أَرْمِى عَلَيْهَا وَ هْىَ فَرْعٌ أَجْمَعُ «1»
وَ هْىَ ثَلَاثٌ أَذْرُعٍ و إصْبَعُ و عَنِ الْفَرّاءِ أَيْضاً: (الذِّرَاعُ) أُنْثَى و بَعْضُ عُكْلٍ يُذَكِّرُ فيقُولُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ قَالَ ابْنُ‏
__________________________________________________
 (1) هذا البيت من شواهد سيبويه التى زادها الجَرْمى انظر الأعلم على سيبويه ج 2 ص 308.

207
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ذرع ص 207

الْأَنْبارِىِّ: وَ لَمْ يَعْرِفِ الْأَصْمَعِىُّ التَّذْكِيرَ و قَالَ الزَّجَّاجُ: التَّذْكِيرُ شَاذُّ غَيرُ مُخْتَارٍ و جَمْعُهَا (أَذْرُعٌ) و (ذُرْعَانٌ) حَكَاهُ فِى الْعُبَابِ. و قَالَ سِيبَويهِ لَا جَمْعَ لَهَا غَير أَذْرُعٍ. و (ذِرَاعُ الْقِيَاسِ) سِتُّ قَبَضَاتٍ معتَدِلَات و يُسَمَّى (ذِرَاعَ العَامَّةِ) و إنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنَّهُ نَقَصَ قَبْضَةً عَنْ (ذِرَاعِ الْمَلِكِ) وَ هُو بَعْضُ الأكَاسِرَةِ نَقَلَهُ الْمُطَرِزِّىُّ.
و (ذَرَعْتُ) الثَّوْبَ (ذَرْعاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ قِسْتُهُ (بالذِّرَاعِ) و ضَاقَ بِالْأَمْر ذَرْعاً عَجَزَ عَنِ احْتِمَالِهِ. و (ذَرْعُ) الْإِنْسَان طَاقَتُهُ الَّتِى يَبْلُغُها. و (ذَرَعَهُ) الْقَىْ‏ءُ (ذَرْعاً) غَلَبَهُ و سَبَقَهُ. و (الذَّرِيعَةُ) الْوَسِيلَةُ و الْجَمْعُ (الذَّرَائِعُ) و (الذَّرِيعُ) السَّرِيعُ وَزْناً و مَعْنًى و (تَذَرَّعَ) فِى كَلَامِه أَوْسَعَ مِنْهُ.
[ذرف‏]
ذَرَفَتِ: الْعَيْنُ (ذَرْفاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ دَمِعَتْ و (ذَرَفَ) الدَّمْعُ سَالَ و ذَرَفَتِ الْعيْنُ الدَّمْعَ.
[ذرق‏]
ذَرَقَ: الطَّائِرُ (ذَرْقاً) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ وَ هُوَ مِنْهُ كَالتَّغَوُّطِ مِنَ الْإِنْسَانِ و (أَذْرَقَ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.
[ذرو]
ذَرَتِ: الرِّيحُ الشَّى‏ءَ (تَذْرُوه) (ذَرْواً) نَسَفَتْهُ و فَرَّقَتْهُ و (ذَرَّيْتُ) الطَّعَامَ (تَذْريَةً) إِذَا خَلَّصْتَهُ مِنْ تِيْنِه و (تَذَرَّيْتُ) بِالشَّى‏ءِ (تَذَرِّياً) اسْتَتَرْتُ بهِ. و (الذَّرَى) وِزَانُ الْحَصَى كلُّ مَا يَسْتَتِرُ بِهِ الشَّخْص. و (الذُّرْوَةُ) بِالْكَسْرِ وَ الضَّمِّ مِنْ كُلِّ شَى‏ءٍ أَعْلَاهُ و (الذُّرَةُ) حَبٌّ مَعْرُوفٌ وَ لَامُهَا مَحْذُوفَةٌ و الْأَصْلُ ذُرَوٌ أَوْ ذُرَىٌ فَحُذفَتِ اللَّامُ و عُوِّضَ عنها الْهَاءُ.
[ذرأ]
 (ذَرَأَ) اللّهُ الْخَلْقَ (ذَرْأً) بِالْهَمزِ مِنْ بَابِ نَفَع خَلَقهم.
[ذعر]
ذَعَرْتُهُ: (ذَعْراً) مِنْ بَابِ نَفَعَ أَفْزَعْتُهُ و (الذُّعْرُ) بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْهُ وَ امْرَأَةٌ (ذَعُورٌ) تَذْعَرُ مِنَ الرِّيبَةِ.
[ذعن‏]
أَذْعَنَ: (إِذْعَاناً) انْقَادَ وَ لَمْ يَسْتَعْصِ و نَاقَةٌ (مِذْعَانٌ) مُنْقَادَةٌ.
[ذفر]
ذَفِرَ: الشَّى‏ءُ (ذَفَراً) فَهُوَ (ذَفِرٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ و امْرَأَةٌ (ذَفِرَةٌ) ظَهَرَتْ رَائحتها وَ اشْتَدَّتْ طَيِّبَةً كَانَتْ كَالْمِسْكِ أَوْ كَرِيهَةً كالصُّنَانِ قَالُوا وَ لَا يُسَكَّنُ الْمَصْدَرُ إلّا لِلْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ إذَا دَخَلَهَا هَاءُ التأنِيثِ فَيُقَالُ (ذَفْرَةٌ) و قالتْ أَعْرَابِيَّةٌ تَهْجُو شَيْخاً (أَدْبَرَ ذَفَرُهُ و أَقْبَلَ بَخَرُه)
[ذفف‏]
ذَفَّ: الشَّى‏ءُ (يَذِفُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَسْرَعَ فَهُوَ (ذَفِيفٌ).
[ذقن‏]
الذَّقَنُ: مِنَ الإِنْسَانِ مُجْتَمَعُ لَحْيَيهِ وَ جَمْعُ الْقِلَّةِ (أَذْقَانٌ) مِثْلُ سَبَبٍ وَ أَسْبَابٍ و جَمْعُ الْكَثْرَةِ (ذُقُونٌ) مِثْل أَسَدٍ وَ أُسُودٍ.
[ذكر]
ذَكَرْتُهُ: بِلِسَانِى و بِقَلْبى (ذِكْرَى) بالتَّأْنِيثِ و كَسْرِ الذَّالِ. وَ الاسْم (ذُكْرٌ) بالضَّمِّ و الْكَسْرُ نَصَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ و ابْنُ قُتَيبةَ وَ أَنْكَرَ الفَرَّاءُ الْكَسْرَ فِى الْقَلْبِ و قَالَ اجْعَلْنِى‏

208
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ذكر ص 208

عَلَى (ذُكْرٍ) مِنْكَ بِالضَّمِّ لَا غَيْرُ و لِهذَا اقْتَصَرَ جَمَاعَةٌ عَلَيْهِ وَ يَتَعَدَّى بِالأَلِفِ و التَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (أَذْكَرْتُهُ) و ذكّرتُهُ مَا كَانَ (فَتَذَكَّرَ) و (الذَّكَرُ) خِلَافُ الْأُنْثَى و الْجَمْعُ (ذُكُورٌ) و (ذُكُورَةٌ) و (ذِكَارَةٌ) و (ذُكْرانٌ) وَ لَا يَجُوزُ جَمْعُهُ بِالْوَاوِ و النُّونِ فَإِنَّ ذلِكَ مُخْتَصٌّ بِالعَلَمِ الْعَاقِلِ وَ الْوَصْفِ الَّذِى يُجْمَعُ مُؤَنَّثُهُ بِالْأَلِفِ وَ التَّاءِ وَ مَا شَذَّ مِنْ ذَلِكَ فَمَسْمُوعٌ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ.
و (الذُّكُورَةُ) خِلَافُ الْأُنُوثَةِ و (تَذْكِيرُ) الاسْمِ فِى اصْطِلَاحِ النُّحَاةِ مَعْنَاهُ لَا يَلْحَقُ الْفِعْلَ وَ مَا أَشبهَهُ عَلَامَةُ التَّأْنِيثِ.
و التَّأْنِيثُ بِخِلَافِهِ فَيُقَالُ قَامَ زَيْدٌ و قَعَدَتْ هِنْدٌ و هِنْدٌ قَاعِدَةٌ فَإِنِ اجْتَمَعَ الْمُذَكَّرُ و الْمُؤَنَّثُ فَإِنْ سَبَق الْمُذَكَّرُ ذَكَّرْتَ و إِنْ سَبَق الْمُؤَنَّثُ أَنَّثْتَ فَتَقُولُ عِنْدِى سِتَّةُ رِجَالٍ و نِسَاءٍ و عِنْدِى سِتُّ نِسَاءٍ وَ رِجَالٍ و شَبَّهُوهُ بِقَوْلِهِمْ قَامَ زَيْدٌ و هِنْدٌ و قَامَتْ هِنْدٌ وَ زَيْدٌ فَقَدِ اعْتُبرَ السَّابِقُ فَبُنِىَ اللَّفْظُ عَلَيْهِ. و (التَّذْكِيرُ) الْوَعْظُ.
و (الذَّكَرُ) الْفَرْجُ مِنَ الْحَيَوَانِ جَمْعُهُ (ذِكَرَةٌ) مِثْلُ عِنَبَةٍ و (مَذَاكِيرُ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.
و (الذِّكْرُ) العَلَاءُ و الشَّرَفُ.
[ذكو]
ذَكِيَ: الشَّخْصُ (ذَكًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ و مِنْ باب عَلَا لُغَةٌ و هُوَ سُرْعَةُ الْفَهْم فَالرَّجُلُ (ذَكِيٌّ) عَلَى فَعِيلٍ و الْجَمْعُ (أَذْكِياءُ) و (الذَّكَاءُ) بِالْمَدِّ حِدَّةُ الْقَلْبِ و (ذَكَّيْتُ) الْبَعِيرَ و نَحْوَهُ (تَذْكِيَةً) وَ الاسْمُ (الذَّكَاةُ) قَالَ ابنُ الْجَوْزِىِّ فِى التَّفْسِيرِ: (الذَّكَاةُ) فِى اللُّغَةِ تَمَامُ الشَّى‏ءِ وَ مِنْهُ (الذَّكَاءُ) فِى الْفَهْمِ إِذَا كَانَ تَامَّ الْعَقْلِ سَرِيعَ الْقَبُولِ. قَالَ وَ يُجْزِئُ فِى الذَّكَاةِ قَطْعُ الحُلْقُومِ و المِرى‏ءِ و هُوَ رِوَايَةٌ عَنْ أَحْمَدَ وَ فِى رِوَايَةٍ عَنْه قَطْعُهُمَا مَعَ قَطْعِ الوَدَجَيْنِ فَإِنْ نَقَصَ منْهُ شَى‏ءٌ لَمْ يَحِلَّ.
و قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ قَطْعُ الْحُلْقُومِ و المَرِى‏ءِ و أَحَدِ الْوَدَجَيْنِ.
و قَالَ مَالِكٌ يُجْزِئُ قَطْعُ الْأَوْدَاجِ و إِنْ لَمْ يُقْطَعِ الْحُلْقُومُ. و قَوْلُهُ تَعَالَى «إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ»
 مَعْنَاهُ إِلَّا مَا أَدْرَكْتُمْ ذَكَاتَهُ وَ شَاةٌ (ذَكِيٌّ) فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ امْرَأَةٍ قَتِيلٍ و جَرِيحٍ إِذَا أَدْرَكْتَ ذَكَاتَها و (ذَكَّيْتُ) النَّار بالتَّثْقِيلِ إِذَا أَتْمَمْتَ وقُودَهَا. و
قَوْلُهُ «ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ».
الْمَعنى ذَكَاةُ الْجَنِينِ هِىَ ذَكَاةُ أُمِّهِ فَحَذَفَ الْمبْتَدَأَ الثَّانِىَ إِيجَازاً لِفَهْم الْمَعْنَى و هُوَ عَلَى قَلْبِ الْمُبْتَدَإِ وَ الْخَبَرِ وَ التَّقْدِيرُ ذَكَاةُ أُمِّ الْجَنِينِ ذَكَاةٌ لَهُ فَلَمَّا قُدِّمَ حُوّلَ الضَّمِير ظَاهِراً لِوُقُوعِهِ أَوَّلَ الْكَلَامِ و حُوّلَ الظَّاهِرُ ضَمِيراً اخْتِصَاراً. و يَقْرُبُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ أَبُو يُوسُف أَبُو حَنِيفَةَ فِى أَنَّ الْخَبَر مُنَزَّلٌ مَنْزِلَةَ الْمُبْتَدإِلَّا أَنَّهُ هو. قَالَ الخَطَّابِىُّ:
و الرِّوَايَةُ بِرَفعِ الذَّكَاتَيْنِ و قَدْ حَرَّفَهُ بَعْضُهُم‏

209
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ذكو ص 209

فَنَصَبَ الذَّكَاةَ لِيَنْقَلِبَ تَأْوِيلُهُ فَيَسْتَحِيلَ الْمَعْنَى عَنِ الْإِبَاحَةِ إِلَى الْحَظْرِ و قَالَ الْمُطَرِّزِىُّ و النَّصْبُ فِى قَوْلِهِ ذَكَاةَ أُمِّه و شِبهِهِ خَطَأَ.
[ذلف‏]
ذَلِفَ: الْأَنْفُ (ذَلَفاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ قَصُرَ و صَغُرَ فالرَّجُلُ (أَذْلَفُ) و الْأُنْثَى (ذَلْفَاءُ) و الْجَمْعُ (ذُلْفٌ) مِثْل أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرِ.
[ذلل‏]
ذَلَّ: ذَلًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ الاسْمُ الذُّلُّ بِالضَّمِّ و (الذِّلَّةُ) بِالْكَسْرِ و (الْمَذَلَّةُ) إِذَا ضَعُفَ و هَانَ فَهُوَ (ذَلِيلٌ) و الْجَمْعُ (أَذِلَّاءُ) و (أَذِلَّةٌ) و يَتَعدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَذَلَّهُ) اللّهُ و (ذَلَّتِ) الدَّابَّةُ (ذِلًّا) بِالْكَسْرِ سَهُلَتْ و انْقادَتْ فَهِى (ذَلولٌ) و الْجَمْعُ (ذُلُلٌ) بِضَمَّتَيْنِ مثْلُ رَسُولٍ وَ رُسُلٍ و (ذَلَّلْتُها) بِالتَّثْقِيلِ فِى التَّعْدِيَةِ.
[ذمم‏]
ذَمَمْتُهُ: (أَذُمُّهُ) (ذَمّاً) خِلَافُ مَدَحْتُهُ فَهُوَ (ذَمِيمٌ) و (مَذْمُومٌ) أَىْ غَيْرُ مَحْمُودٍ و (الذِّمَامُ) بِالْكَسْرِ مَا يُذَمُّ بِهِ الرَّجُلُ عَلَى إضَاعَتِهِ مِنَ الْعَهْدِ. و (الْمَذَمَّةُ) بِفَتْحِ المِيمِ و تُفْتَحُ الذَّالُ و تُكْسَرُ مِثْلُهُ و (الذِّمَامُ) أَيْضاً الْحُرْمَةُ و تُفَسَّرُ (الذِّمَّةُ) بِالْعَهْدِ وَ بِالْأَمَانِ وَ بِالضَّمَانِ أَيْضاً. و قوله «يَسْعَى بِذِمَّتهِمْ أَدْنَاهُمْ».
فُسِّرَ بِالْأَمَانِ و سُمِّىَ الْمُعَاهَدُ (ذِمِّيّاً) نِسْبَةٌ إلَى الذِّمَّةِ بِمَعْنَى الْعَهْدِ و قَوْلُهُمْ فِى (ذِمَّتِى) كَذَا أَىْ فِى ضَمَانِى و الْجَمْعُ (ذِمَمٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ.
[ذنب‏]
الذَّنْبُ: الإِثْمُ و الْجَمْعُ (ذُنُوبٌ) و (أَذْنبَ) صَارَ ذَا ذَنْب بمَعْنَى تَحَمَّلَه. و (الذَّنُوبُ) وِزَانُ رَسُولٍ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ قَالُوا:
وَ لَا تُسَمَّى (ذَنُوباً) حتَّى تَكُونَ مَمْلُوءَةً مَاءً و تُذَكَّرُ و تُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ (الذَّنُوبُ) وَ هِىَ (الذَّنُوبُ). وَ قَالَ الزَّجَّاجُ مُذَكَّرُ لَا غَيرُ و جَمْعُهُ (ذِنَابٌ) مثْلُ كِتَابٍ.
و (الذَّنُوبُ) أَيْضاً الْحَظُّ و النَّصِيبُ و هُوَ مُذَكَّرٌ و (ذَنَبُ) الْفَرَسِ و الطَّائِرِ و غَيْرِهِ جَمْعُهُ (أَذْنَابٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و (الذُّنَابَى) وِزَانُ الخُزَامَى لُغَةٌ فِى الذَّنَبِ.
و يُقَالُ هُوَ فِى الطَّائِرِ أَفْصَحُ مِنَ (الذَّنَبِ) و (ذُنَابَةُ) الْوَادِى الْمَوْضِعُ الَّذِى يَنْتَهِى إلَيْه سَيْلُه أكْثَرُ مِنَ (الذَّنَبِ) و (ذَنَبُ) السَّوْطِ طَرَفُهُ و (ذَنَّبَ) الرُّطَبُ (تَذْنِيباً) بَدَا فِيهِ الْإِرْطَابُ.
[ذهب‏]
الذَّهَبُ: مَعْرُوف و يُؤنَّثُ فَيُقَالُ هِى (الذَّهَبُ) الْحَمْرَاءُ و يُقَالُ إنَّ التَّأْنِيثَ لُغَةُ الحِجَازِ وَ بِهَا نَزَلَ الْقرآنُ و قَدْ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ (ذَهَبَةٌ) و قال الأَزْهَرىُّ: (الذَّهَبُ) مُذَكَّرٌ و لَا يَجُوزُ تَأْنِيثُهُ إِلَّا أَنْ يُجْعَلَ جَمْعاً لِذَهَبَةٍ و الْجَمْعُ (أَذْهَابٌ) مثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و (ذُهْبَانٌ) مثْلُ رُغْفَانٍ. و (أَذْهَبْتُهُ) بِالْأَلِفِ مَوَّهْتُهُ بالذَّهَبِ. و (ذَهَبَ) الْأَثَرُ (يَذْهَبُ) (ذَهَاباً) و يُعَدَّى بِالْحَرْفِ وَ بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (ذَهَبْتُ بِهِ) و (أَذْهَبْتُهُ) و (ذَهَبَ) فِى الْأَرْض‏

210
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ذهب ص 210

 (ذَهَاباً) و (ذُهُوباً) و (مَذْهَباً) مَضَى و (ذَهَبَ) (مَذْهَبَ) فُلانٍ قَصَدَ قَصْدَهُ و طَرِيقَتَهُ. و (ذَهَبَ) فِى الدِّينِ (مَذْهَباً) رَأَى فِيهِ رَأْياً. و قَالَ السَّرَقُسْطِىُّ: أَحْدَثَ فِيهِ بدْعَةً.
[ذهل‏]
ذَهَلْتُ: عَنِ الشَّى‏ءِ (أَذْهَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ (ذُهُولًا) غَفلْتُ. و قَدْ يتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فيُقَالُ (ذَهَلْتُهُ) وَ الْأَكْثرُ أَنْ يتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ (أَذْهَلَنِي) فلَانٌ عَنِ الشَّى‏ءِ. وَ قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (ذَهَلَ) عَنِ الْأَمْرِ تَنَاسَاهُ عَمْداً و شُغِلَ عَنْهُ. وَ فِى لُغَةٍ (ذَهِلَ) (يَذْهَلُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ‏
[ذهن‏]
الذِّهْنُ: الذَّكَاءُ و الْفِطْنَةُ و الْجَمْعُ (أَذْهَانٌ)
[ذوب‏]
ذَابَ: الشَّى‏ءُ (يَذُوبُ) (ذَوْباً) و (ذَوَبَاناً) سَالَ فَهُوَ (ذَائِبٌ) و هُوَ خِلَافُ الْجَامِدِ الْمُتَصَلِّبِ. و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ. فَيُقَالُ (أَذَبْتُهُ) و (ذَوَّبْتُهُ).
و (الذُّؤَابَةُ) بِالضَّمِّ مَهْمُوزٌ: الضَّفِيرَةُ مِنَ الشَّعْرِ إِذَا كَانَتْ مُرْسَلَةً. فَإنْ كَانَتْ مَلْويَّةً فَهِىَ عَقِيصَةٌ. و (الذُّؤابَةُ) أَيْضاً طَرَفُ الْعِمَامَةِ و (الذُّؤَابَةُ) طَرَفُ السَّوْطِ و الْجَمْعُ (الذُّؤَابَاتُ) عَلَى لَفْظِهَا و (الذَّوَائِبُ) أَيْضاً.
[ذود]
الذَّوْدُ: مِنَ الْإِبِلِ. قَالَ ابْنُ الأَنْبَارِىِّ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ يَقُولُ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلَى الْعَشْرِ (ذَوْدٌ) وَ كَذَا قَالَ الْفَارَابِىُّ و (الذَّوْدُ) مُؤَنَّثَةٌ لأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ فِى أَقَلَّ مِن خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ و الْجَمْعُ (أذْوَادٌ) مِثْلُ ثَوْبٍ وَ أَثْوَابٍ. و قَالَ فِى الْبَارِعٍ: (الذَّوْدُ) لَا يَكُونُ إلَّا إنَاثاً و (ذَادَ) الرَّاعِى إبِلَهُ عَنِ الْمَاءِ (يَذُودُها) (ذَوْداً) و (ذِيَاداً) مَنَعَهَا.
[ذوق‏]
الذَّوْقُ: إِدْرَاكُ طَعْمِ الشَّى‏ءِ بِوَاسِطَةِ الرُّطُوبَةِ الْمُنْبَثَّةِ بِالعَصَبِ الْمَفْرُوشِ على عَضَلِ اللِّسَانِ. يُقَالُ (ذُقتُ) الطَّعَامَ (أَذُوقُهُ) (ذَوْقاً) و (ذَوَقَاناً) و (ذَوَاقاً) و مَذَاقاً إذَا عَرَفْتَهُ بِتِلْكَ الْوَاسِطَةِ. و يَتَعَدَّى إلَى ثَانٍ بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَذَقْتُهُ الطَّعَامَ. و (ذُقْتُ) الشَّى‏ءَ جَرَّبْتُهُ.
وَ مِنْهُ يُقَالُ. (ذَاقَ) فُلَانٌ الْبَأْسَ إِذَا عَرَفَهُ بِنُزُولِهِ بِهِ وَ ذَاقَ الرجُلُ عُسَيْلَةَ الْمَرْأَةِ و ذَاقَتْ عُسَيلَتهُ إذَا حَصَلَ لَهُمَا حَلَاوَةُ الخِلَاطِ و لذَّةُ الْمُبَاشِرَةِ بالإيلَاجِ.
[ذوي‏]
ذَوَى: العُودُ (ذَوْياً) مِنْ بَابِ رَعَى و (ذُوِيّاً) عَلَى فُعُولٍ بِمَعْنَى ذَبَلَ و (أَذْوَاهُ) الحَرُّ أَذْبَلَهُ. و (ذَا) لَامُهُ يَاءٌ مَحْذُوفَةٌ و أَمَّا عَيْنُهُ فَقِيلَ (يَاءٌ) أَيْضاً لِأَنَّهُ سُمِعَ فِيهِ الْإمَالَةُ وَ قِيلَ (وَاوٌ) وَ هُوَ الْأَقْيَسُ لِأَنَّ بَابَ طَوَى أَكْثَرُ مِنْ بَابِ حَيِىَ وَ وَزْنُهُ فِى الْأَصْلِ (ذَوَيٌ) وِزَانُ سَبَبٍ وَ يَكُونُ بِمَعْنَى صَاحِب فَيُعْرَبُ بِالْوَاوِ وَ الْأَلِفِ وَ الْيَاءِ. وَ لَا يُسْتَعْمَلُ إلّا مُضَافاً إِلَى اسْمِ جِنْسٍ «1» فَيُقَالُ (ذُو عِلْمٍ) و (ذُو مَالٍ)
__________________________________________________
 (1) هذا القول اشتهر بين اللغويين و النحويين- و الصواب أنها نضاف إلى ما فيه أل نحو- (و ذا النون)- و (ذو النورين) و ذُو الكفل- و عبارة الجوهرى- و أما ذو الذى بمعنى صاحب فلا يكون إلا مضافاً فإن وصفت به نكرة أضفته إلى نكرة و إن وصفت به معرفة أضفته إلى الألف و اللام و لا يجوز أن تضيفه إلى مضمر و لا إلى زيد و ما أشبههُ.

211
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ذوي ص 211

و (ذَوا عِلْمٍ) و (ذَوُو عِلْمٍ) و (ذَاتُ مَالٍ) و (ذَوَاتَا مَالٍ) و (ذَوَاتُ مَالٍ) فإِنْ دَلَّتْ عَلَى الْوَصْفِيةِ نَحوُ ذَاتِ جَمَالٍ و ذَاتِ حُسْنٍ كُتِبَتْ بالتَّاءِ لأَنَّها اسْمٌ وَ الاسْمُ لَا تَلْحَقُهُ الْهَاءُ الْفَارِقَةُ بَيْنَ الْمُذَكَّرِ وَ الْمُؤَنَّثِ وَ جَازَ بِالْهَاءِ لأَنَّ فِيهَا مَعْنَى الصِّفَةِ فَأَشْبَهَ الْمُشْتَقَّاتِ نَحْوُ قَائِمَةٍ.
و قَدْ تجْعَلُ اسْماً مُسْتَقِلًّا فَيُعبَّرُ بِهَا عَنِ الْأَجْسَامِ فَيُقَالُ: (ذَاتُ الشَّىْ‏ءِ) بِمَعْنَى حَقِيقَتِهِ وَ مَاهِيَّتِهِ. و أمَّا قَوْلُهُمْ فِى (ذَاتِ اللّهِ) فَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ فِي جَنْبِ اللَّهِ و لِوَجْهِ اللّهِ وَ أَنْكَرَ بَعَضُهُمْ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِى الْكَلَامِ الْقَدِيمِ و لأَجْلِ ذلِكَ قَالَ ابْنُ بَرْهَانٍ «1» مِنَ النُّحَاةِ: قَوْلُ الْمتَكَلِّمِينَ (ذَاتُ اللّهِ) جَهْلٌ لِأَنَّ أَسْمَاءَهُ لَا تَلْحَقُهَا تَاءُ التَّأْنِيثِ فَلَا يُقَالُ علَّامَةٌ وَ إِنْ كَانَ أَعْلَمَ الْعَالِمِينَ. قَالَ: وَ قَوْلُهُمُ الصِّفَاتُ (الذَّاتِيَّةُ) خَطَأٌ أَيْضاً. فَإنَّ النِّسْبَةَ إِلَى (ذَاتٍ) (ذَوَوِىٌّ) لِأَنَّ النِّسْبَةَ تَرُدُّ الاسْمَ إِلَى أَصْلِهِ.
وَ مَا قَالَه ابْنُ برْهَانٍ فِيمَا إِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى الصَّاحِبَةِ وَ الْوَصْفِ مُسَلَّمٌ. وَ الْكَلَامُ فِيمَا إِذَا قُطِعَتْ عَنْ هذَا الْمَعْنَى وَ اسْتُعْمِلَتْ فِى غَيْرِهِ بِمَعْنَى الاسْمِيَّةِ نحوُ (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)*
 و الْمَعْنَى عَلِيمٌ بِنَفْسِ الصُّدُورِ أَىْ بِبَوَاطِنِهَا و خَفِيَّاتِهَا و قَدْ صَارَ اسْتِعْمَالُهَا بِمَعْنَى نَفْسِ الشَّى‏ءِ عُرْفاً مَشْهُوراً حَتَّى قَالَ النَّاسُ: (ذَاتٌ مُتَمَيِزَّةٌ) و (ذَاتٌ مُحْدَثَةٌ) و نَسَبُوا إِلَيْهَا عَلَى لَفْظِهَا مِنْ غَيْر تَغْيِير فَقَالُوا عَيْبٌ (ذَاتِيٌّ) بِمَعْنَى جِبِلّىٍّ و خِلْقِىٍّ و حَكَى الْمُطَرِزِىُّ عَنْ بَعْضِ الْأَئِمَةِ كُلُّ شَىْ‏ءٍ (ذَاتٌ) و كُلُّ ذَاتٍ شَىْ‏ءٌ و حَكَى عَنْ صَاحِبِ التَّكْمِلَةِ جَعَلَ اللّهُ مَا بَيْنَنَا (فِى ذَاتِهِ) و قول أبى تمام:
         و يَضْرِبُ فِى ذَاتِ الإلهِ فَيُوجعُ‏
و حَكَى ابْنُ فَارِسٍ فِى مُتَخَيَّر الْأَلْفَاظِ قَوْله:
         فَنِعْمَ ابْنُ عَمِّ الْقَوْمِ فِى ذَاتِ مَالِهِ             إِذَا كَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ فِى مَالِهِ كَلْباً
أَىْ فَنِعْمَ فِعْلُهُ فِى نَفْسِ مَالِهِ مِنَ الْجُودِ و الْكرمِ إِذَا بَخِلَ غَيْرُهُ. و قَالَ أَبُو زَيْد لَقِيتُهُ (أَوَّلَ ذاتِ يَدَيْنِ) أَىْ أَوَّلَ كُلِّ شَىْ‏ءٍ: (و أمَّا أَوَّلُ ذَاتِ يَدَيْنِ فَإنى أَحْمَدُ اللّه) أىْ أَوَّلُ كُلِّ شَى‏ءٍ و قَالَ النَّابغَةُ:
         مَجَلَّتُهُمْ ذَاتُ الإلهِ وَ دِينُهُمْ             قَوِيمٌ فَمَا يَرْجُونَ غَيْرَ الْعَوَاقِبِ‏
الْمَجَلَّةُ بِالْجِيمِ الصَّحِيفَةُ أىْ كِتَابُهُمْ عُبُودِيَّةُ نَفْسِ الالهِ: وَ قَالَ الْحُجَّةُ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى «عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ»* (ذَاتُ الشَّى‏ء) نَفْسُهُ و الصُّدُورُ يُكْنَى بِهَا عَنِ الْقُلُوبِ و قَالَ أَيْضاً فِى سُورَةِ السَّجْدَةِ و (نَفْسُ الشَّى‏ءِ) و (ذَاتُهُ) و (عَيْنُهُ) هؤلَاءِ وَصْفٌ لَهُ و قَالَ الْمَهْدَوِىُّ فِى التَّفْسِيرِ النَّفْسُ فِى اللُّغَةِ عَلَى‏
__________________________________________________
 (1) ذكره القاموس فى (برهن) فوزنه فعلال فيصرف.

212
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ذوي ص 211

مَعَان نَفْسُ الْحَيَوانِ و (ذَاتُ الشَّى‏ءِ) الَّذِى يُخْبَرُ عَنْهُ فَجَعَلَ نَفْسَ الشَّى‏ءِ و ذَاتَ الشَّى‏ءِ مُتَرَادِفَيْنِ.
وَ إذَا نُقِلَ هذَا فَالْكَلِمَةُ عَرَبِيَّةٌ وَ لَا الْتِفَاتَ إِلَى مَنْ أَنْكَر كَوْنَهَا مِنْ الْعَرَبِيَّةِ فَإِنَّها فِى الْقُرْآنِ و هُوَ أَفْصَحُ الْكَلَامِ الْعَرَبِىِّ.
[ذأب‏]
الذِّئْبُ: يُهْمَزُ وَ لَا يُهْمَزُ و يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَ الْأُنْثَى و رُبَّمَا دَخَلَتِ الْهَاءُ فِى الْأُنْثَى فَقِيلَ (ذِئْبَةٌ) و جَمْعُ الْقَلِيلِ (أَذْؤُبٌ) مِثْلُ أَفْلُس وَ جَمْعُ الْكَثِيرِ (ذِئَابٌ) و (ذُؤْبَانٌ) و يَجُوزُ التَّخْفِيفُ فَيُقَالُ (ذِيَابٌ) بِالْيَاءِ لِوُجُودِ الْكَسْرَةِ (قَوْلُهُمْ كَيْتَ و ذَيْتَ) هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْحَدِيثِ قَالُوا: وَ الْأَصْلُ كَيْه و ذَيْه لكِنَّهُ أُبْدِلَ مِنَ الْهَاءِ تَاءٌ و فُتِحَتْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْن وَ طَلَباً لِلتَّخْفِيفِ.
[ذيع‏]
ذَاعَ: الْحَدِيت (ذَيْعاً) و (ذُيُوعاً) انْتَشَرَ و ظَهر و (أَذَعْتُهُ) أَظَهَرْتُهُ.
[ذيل‏]
ذَالَ: الثَّوْبُ (يَذِيلُ) (ذَيْلًا) مِنْ بَابِ بَاعَ طَالَ حَتَّى مَسَّ الْأَرْضَ ثُمَّ أُطْلِقَ (الذَّيْلُ) عَلَى طَرَفِهِ الَّذِى يَلِى الْأَرْضَ و إِنْ لَمْ يَمَسَّهَا تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ. و الْجَمْعُ (ذُيُولٌ) و (ذَالَ) الرَّجُلُ (يَذِيلُ) جرَّ (أَذْيَالَهُ) خُيَلَاءَ. و (ذَالَ) الشَّىْ‏ءُ (ذَيْلًا) هَانَ و (أَذَالَهُ) صَاحِبُهُ (إِذَالَةً).
[ذيم‏]
ذَامَ: الشَّخْصُ الْمَتَاعَ (ذَيْماً) مِنْ بَابِ بَاع و (ذَاماً) عَلَى (الْقَلْبِ عَابَهُ فَالْمَتَاعُ (مَذِيمٌ) و (ذَأَمَه) (يَذْأَمُهُ) بالْهَمْزِ منْ بَابِ نَفَعَ مِثْلُهُ فَهُوَ (مَذْءُومٌ).
[ذو]
ذِي: اسْمُ إِشَارَةٍ لِمُؤَنَّثَةٍ حَاضِرَةٍ يُقَالُ ذِي فَعَلَتْ وَ يَدْخُلُهَا هَا التَّنْبِيهِ فَيُقَالُ هَذِي فَعَلَتْ و هَذِهِ أَيْضاً قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَ يُقَالُ تِيكَ فَعَلَتْ وَ لَا يقَالُ ذِيكَ فَعَلَتْ و (ذَا) اسْمُ إشَارَة لِمُذَكَّرٍ حَاضِرٍ أَيْضاً قَالَ الْأَخْفَشُ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ. الْأَصْلُ (ذَىٌّ) بِيَاءٍ مُشَدَّدَةٍ فَخَفَّفُوا ثُمَّ قَلَبُوا الْيَاءَ أَلِفاً لِأَنَّهُ سُمِعَ إمَالَتُهَا وَ أَمَّا جَعْلُهُمُ اللَّامَ يَاءً فَلِوُجُودِ بَابِ حَيِيتُ دُون حَيَوْتُ وَ ذَهَبَ بَعْضُهُمْ إلَى أَنَّ الْأَصْلَ (ذَوَىٌ) فُحَذِفَتِ الْيَاءُ الَّتِى هِىَ لَامُ الْكَلِمَةِ اعْتِبَاطاً و قُلِبَتِ الْوَاوُ أَلِفاً لِتَحَرُّكِهَا و انْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا وَ إِنَّمَا قِيلَ أَصْلُ الْعَيْنِ وَاوٌ لِعَدَمِ إِمَالَتِهَا فِى مَشْهُورِ الْكَلَامِ و إذَا كَانَتِ الْعَيْنُ وَاواً فَاللَّامُ يَاءٌ فإِنَّ بَابَ طَوَى أَكْثَرُ مِنْ بَابِ حَيىَ و عُلِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ مَتَى كَانَتِ الْعَيْنُ يَاءً لَزمَ أَنْ تَكُونَ اللَّامُ يَاءً أَيْضاً وَ إِذَا كَانَتِ الْعَيْنُ وَاواً فاللَّامُ يَاءٌ فى الْأَكْثَر.

213
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب الراء ص 214

كتاب الراء
[ربب‏]
الرَّبُّ: يُطْلَقُ عَلَى اللّهِ تَبَارَكَ و تَعَالَى مُعَرَّفاً بِالْأَلِفِ و اللَّامِ و مُضَافاً و يُطْلَقُ عَلَى مَالِكِ الشَّى‏ءِ الَّذِى لَا يَعْقِلُ مُضَافاً إِلَيْهِ فَيُقَالُ: (رَبُّ الدَّيْنِ) وَ (رَبُّ الْمَالِ) وَ مِنْهُ‏
قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ فِى ضَالَّةِ الْإِبلِ «حتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا».
وَ قَدِ اسْتُعْمِلَ بِمَعْنَى السَّيِّدِ مُضَافاً إِلَى الْعَاقِلِ أَيْضاً وَ مِنْهُ‏
قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ «حَتَّى تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَها) وَ فِى رِوَايَةٍ (رَبَّها).
وَ فِى التَّنْزيلِ حِكَايَةً عَنْ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً»
 قَالُوا وَ لَا يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ بِالْأَلِفِ و اللَّامِ لِلْمَخْلُوقِ بِمَعْنَى الْمَالِكِ لأَنَّ اللَّامَ لِلْعُمُومِ و الْمَخْلُوقَ لَا يَمْلِكُ جَمِيعَ المَخْلُوقَاتِ وَ رُبَّمَا جَاءَ بِاللَّامِ عَوِضاً عَنِ الْإِضَافَةِ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى السَّيِّدِ قَالَ الْحرِثُ «1»:
         فهُو الرَّبُّ وَ الشَّهِيدُ عَلَى يَوْ             م الحِيَارَيْنِ وَ الْبَلَاءُ بَلَاءُ
وَ بَعْضُهُمْ يَمْنَعُ أَنْ يُقَالَ هذَا (رَبُّ الْعَبْدِ) و أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ (هذَا رَبِّى).
وَ
قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصّلَاةُ و السَّلَامُ (حَتَّى تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّهَا).
حُجَّةٌ عَلَيْهِ و (رَبَّ) زيدٌ الأمْرَ (رَبّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ إِذَا سَاسَهُ وَ قَامَ بتَدْبِيرِه. وَ مِنْهُ قِيلَ لِلْحَاضِنَةِ (رَابَّةٌ) و (رَبِيبَةٌ) أيْضاً فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ.
و قِيلَ لِبنْتِ امْرَأَةِ الرَّجُلِ (رَبِيبَةٌ) فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ لِأَنَّهُ يقُوم بِهَا غَالِباً تَبَعاً لِأُمِّهَا و الْجَمْعُ (رَبَائِبُ) و جَاءَ (رَبِيبَاتٌ) علَى لَفْظِ الْوَاحِدَةِ. وَ الابْنُ (رَبِيبٌ) و الْجَمْعُ (أَرِبَّاءُ) مِثْل دَلِيلٍ و أَدِلَّاءَ.
و الرُّبُّ بِالضَّمِّ دِبْس الرُّطَب إِذَا طُبِخَ وَ قَبْلَ الطَّبْخِ هُوَ صَقْرٌ.
وَ رُبَّ حَرْفٌ يَكُونُ لِلتَّقْلِيلِ غَالِباً و يَدْخُلُ عَلَى النَّكِرَة فيُقَالُ رُبَّ رَجُلٍ قَامَ و تَدْخُلُ عَلَيْهِ التَّاءُ مُقْحَمَةً وَ لَيْسَتْ لِلتَّأْنِيثِ إِذْ لَوْ كَانَتْ لِلتَّأْنِيثِ لَسَكَنَتْ وَ اخْتَصَّتْ بِالْمُؤَنَّثِ و أَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ:
         يَا صَاحِبَا رُبَّتَ إِنْسَانٍ حَسَنْ             يَسْأَلُ عنْك الْيَوْمَ أَوْ يَسْأَلُ عَنْ‏
 (و الرِّبَّةُ) بِالْكَسْرِ نَبْتٌ يَبْقَى فِى آخِرِ الصَّيْفِ و الجَمْعُ (رِبَبٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (الرُّبَّى) الشاةُ التى وَضَعَتْ حَدِيثاً و قِيلَ التى تُحْبَسُ فِى الْبَيْتِ لِلبَنِهَا وَ هِىَ فُعْلَى و جَمْعُهَا (رُبَابٌ)
__________________________________________________
 (1) الحرث بن حلزة اليشكرى- و هذا البيت آخر معلقته- و قوله على يوم الحيارين هذه رواية الخطيب و الزوزنى و روى ابن الأعرابى يوم الحوارين- بالواو-

214
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ربب ص 214

وِزَانُ غُرَابٍ وشَاةٌ (رُبَّى) بَيِّنَةُ (الرِّبَابِ) وِزَانُ كِتَابٍ قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَ لَيْسَ لَهَا فِعْلٌ وَ هِىَ مِنَ الْمَعْزِ و قَالَ فِى الْمُجَرَّدِ أَيْضاً إِذَا وَلَدَتِ الشَّاةُ فَهِىَ (رُبَّى) و ذلِكَ فى الْمَعْزِ خَاصَّةً وَ قَالَ جَمَاعَةٌ مَنَ الْمَعْزِ وَ الضَّأنِ وَ رُبَّمَا أُطْلِقَ فِى الْإِبِلٍ.
[ربح‏]
رَبِحَ: فِى تجَارَتِهِ (رَبَحاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (رِبْحاً) و (رَبَاحاً) مثْلُ سَلامٍ وَ بِهِ سُمِّىَ وَ مِنْهُ (رَبَاحٌ) مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ. و يُسْنَدُ الْفِعْلُ إلَى التِّجَارَةِ مَجَازاً فَيُقَالُ (رَبِحَتْ) تِجَارَتُهُ فَهِىَ (رَابِحَةٌ) و قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (رَبِحَ) فِى تِجَارَتِهِ إِذَا أَفْضَلَ فِيَها (وَ أَرْبَحَ) فِيهَا بِالْأَلِفِ صَادَفَ سُوقاً ذَاتَ رِبْحٍ و (أَرْبَحْتُ) الرَّجُلَ (إِرْبَاحاً) أَعْطَيْتُهُ رِبْحاً. و أَمَّا (رَبَّحْتُهُ) بِالتَّثْقِيلِ بِمَعْنَى أَعْطَيْتُهُ رِبْحاً فغَيْرُ مَنْقُولٍ وَ بِعْتُهُ الْمَتَاعَ وَ اشْتَرَيْتُهُ مِنْهُ (مُرَابَحَةً) إِذَا سَمَّيْتَ لِكُلِّ قَدْرٍ مِنَ الثَّمَنِ (ربْحاً).
[ربد]
الرُّبْدَةُ: وِزَانُ غُرْفَةٍ لَوْنٌ يَخْتَلِطُ سَوَادُهُ بِكُدْرَةٍ و شَاةٌ (رَبْدَاءُ) وَ هِىَ السَّوْدَاءُ الْمُنَقَّطَةُ بحُمْرَةٍ و بَيَاضٍ. و (رَبَدَ) بِالْمَكَان (رَبْداً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَقَامَ. و (رَبَدْتُهُ) (رَبْداً) أيْضاً حَبَسْتُهُ. وَ مِنْهُ اشْتِقَاقُ (الْمِرْبَدِ) وِزَانُ مِقْوَدٍ و هُوَ مَوْقِفُ الْإِبِلِ و (مِرْبَدُ النَّعَمِ) مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ مِيلٍ و (الْمِرْبَدُ) أَيْضاً مَوْضِعُ التَّمْرِ و يُقَالُ لهُ أَيْضاً مِسْطَحٌ.
[ربذ]
الرَّبَذَةُ: وِزَانُ قَصَبَةٍ خِرْقَةُ الصَّائِغِ يَجْلُو بِهَا الْحُلِىِّ وَ بِهَا سُمِّيَت (الرَّبَذَةُ) وَ هِىَ قَرْيَةٌ كَانَت عَامِرَةً فِى صَدْرِ الْإِسْلَامِ وَ بِها قَبْرُ أَبِى ذَرٍّ الغِفَارِىِّ و جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَ هِىَ فِى وَقْتِنَا دَارِسَةٌ لَا يُعْرَفُ بِهَا رَسْمٌ و هِىَ عَنِ الْمدِينَةِ فِى جِهَةِ الشَّرْقِ عَلَى طَرِيقِ حَاجِّ الْعِرَاقِ نحو ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، هكَذَا أخْبَرَنِى بِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أهْلِ الْمدِينَةِ فِى سَنَة ثَلَاثٍ و عِشْرِينَ و سَبْعِمَائَةٍ
[ربص‏]
تَرَبَّصْتُ: الْأَمْرَ (تَرَبُّصاً) انْتَظَرْتُهُ. و (الرُّبْصَةُ) وِزَانُ غُرْفَةٍ اسْمٌ مِنْهُ و (تَرَبَّصْتُ) الْأَمْرَ بِفُلَانٍ تَوَقَّعْتُ نُزُولَهُ بِهِ.
[ربض‏]
الرَّبَضُ: بِفَتْحَتَيْنِ و (الْمَرْبِضُ) وِزَانُ مَجْلِسٍ لِلْغَنَمِ مَأْوَاهَا لَيْلًا. و (الرَّبَضُ) لِلْمَدِينَةِ مَا حَوْلَهَا قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ و (الرَّبَضُ) أَيْضاً، كُلُّ مَا أَوَيْتَ إلَيْهِ مِنْ أُخْتٍ أَوِ امْرَأَةٍ أَوْ قَرَابَةٍ أَوْ غَيْرِ ذلِكَ و (رَبَضَتِ) الدَّابَّةُ (رَبْضاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (رُبُوضاً) و هُوَ مِثْلُ بُرُوكِ الْإِبِلِ.
[ربط]
 (رَبَطْتُهُ) رَبْطاً مِنْ بَابِ ضَرَبَ و مِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ شَدَدْتُهُ. و الرَّبَاطُ: مَا يُرْبَطُ بِهِ الْقِرْبَةُ و غَيْرَهَا و الْجَمْعُ (رُبُطٌ) مِثْلُ كِتَابٍ وَ كُتُبٍ و يُقَالُ لِلْمُصَابِ (رَبَطَ) اللّهُ عَلَى قَلْبِهِ بِالْصَّبْرِ. كَمَا يُقَالُ أَفْرَغَ اللّهُ عَلَيْهِ الصَّبْرَ أَىْ أَلْهَمَهُ. و (الرِّبَاطُ) اسْمٌ مِن (رَابَطَ) (مُرَابَطةً) مِنْ بَابِ قَاتَلَ إذَا لَازَمَ ثَغْرَ الْعَدُو. و (الرَّبَاطُ) الَّذِى‏

215
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ربط ص 215

يُبْنَى لِلْفُقَرَاءِ مُوَلَّدٌ و يُجَمَعُ فِى الْقِياس (رُبُطٌ) بضَمَّتَيْنِ و (رِبَاطَاتٌ).
[ربع‏]
الرُّبُعُ: بِضَمَّتَيْنِ وَ إِسْكَانُ الثَّانِى تَخْفِيفٌ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ و الْجَمْعُ (أَرْبَاعٌ) و (الرَّبِيعُ) وِزَانُ كَرِيمٍ لُغَةٌ فِيه و (المِرْبَاعُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ رُبُعُ الْغَنِيمَةِ كَانَ رَئِيسُ القَوْمِ يأْخُذُهُ لِنَفْسِهِ فِى الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ صَارَ خُمُساً فِى الْإِسْلَامِ. و (رَبَعْتُ) الْقَوْمَ أَرْبَعُهُمْ بِفَتْحَتَيْنِ إِذَا أَخَذْتَ مِنْ غَنِيمَتِهمُ المِرْبَاعَ أَوْ رُبُعَ مَالِهِم و إذَا صِرْتَ رَابِعَهُمْ أَيْضاً وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابَىْ قَتَلَ و ضَرَبَ و كَانُوا ثَلَاثَةً (فَأَرْبَعُوا) و كَذلِكَ إلَى الْعَشَرَةِ إذَا صَارُوا كَذلِكَ وَ لَا يُقَالُ فِى التَّعَدِّى بالْأَلِفِ وَ لَا فِى غَيْرِهِ إِلَى الْعَشَرَةِ و هذَا مِمَّا تَعَدّى ثُلَاثِيُّهُ و قَصَر رُبَاعِيُّه. و (الرَّبْعُ) مَحَلَّةُ الْقَوْمِ و مَنْزِلُهُمْ وَ قَدْ أُطْلِقَ علَى الْقَوْمِ مَجَازاً و الجَمْعُ (رِبَاعٌ) مِثْلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و (أَرْبَاعٌ) و (أَرْبعٌ) و (رُبُوعٌ) مِثْلُ فُلُوسٍ.
و (الْمَرْبَعُ) وِزَانُ جَعْفَرٍ مَنْزِلُ الْقَوْمِ فِى الرَّبِيعِ.
و رَجُلٌ (رَبْعَةٌ) و امْرَأَةٌ (رَبْعَةٌ) أَىْ مُعْتَدِلٌ و حَذْفُ الهَاءِ فِى الْمُذَكَّرِ لُغَةٌ و فَتْحُ الْبَاءِ فِيهِمَا لُغَةٌ و رَجُلٌ (مَرْبُوعٌ) مِثْلُهُ.
و (الرَّبِيع) عِنْدَ الْعَرَبِ (رَبِيعَانِ) (رَبِيعُ) شُهُورٍ وَ (رَبِيعُ) زَمَانٍ (فَرَبِيعُ) الشُّهُورِ اثْنَانِ قَالُوا لَا يُقَالُ فِيهمَا إِلَّا شَهْرُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ و شَهْرُ رَبِيعٍ الآخِرِ بِزِيَادَةِ شَهْرٍ و تَنْوِينِ رَبِيعٍ و جَعْلِ الْأَوَّلِ و الْآخِرِ وَصْفاً تَابِعاً فِى الْإِعْرَابِ.
و يَجُوزُ فِيهِ الْإِضَافَةُ و هُوَ مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الشَّى‏ءِ إلَى نَفْسِهِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ نَحْوُ (حَبَّ الْحَصِيدِ) و (لَدارُ الْآخِرَةِ)* و (حَقُّ الْيَقِينِ) و مَسْجِدِ الْجَامِعِ قَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّمَا الْتَزَمَتِ الْعَرَبُ لَفْظَ شَهْرٍ قَبْلَ رَبِيعٍ لِأَنَّ لَفْظَ رَبِيعٍ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الشَّهْرِ و الْفَصْلِ فَالْتَزَمُوا لَفْظَ شَهْر فِى الشَّهْرِ و حَذَفُوهُ فِى الْفَصْلِ لِلْفَصْلِ. وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ أَيْضاً: وَ الْعَرَبُ تَذْكُرُ الشُّهُورَ كُلَّهَا مُجَرَّدَةً مِنْ لَفْظِ شَهْرِ إِلَّا شَهْرَى رَبِيعٍ وَ رَمَضَانَ.
و يُثَنَّى الشَّهْرُ و يُجْمَعُ فَيُقَالُ (شَهْرا رَبِيعٍ) وَ (أَشْهُرُ رَبِيعٍ) و (شُهُورُ رَبِيعٍ).
وَ أَمَّا رَبِيعُ الزَّمَانِ فَاثْنَانِ أَيْضاً الْأَوَّلُ الَّذِى تَأْتِى فِيهِ الْكَمْأَةُ و النَّوْرُ و الثَّانِى الَّذِى تُدْرِكُ فِيهِ الثِّمَارُ.
و (الرَّبِيعُ) الْجَدْوَلُ و هُوَ النَّهْرُ الصَّغِيرُ قَالَ الْجَوْهَرِىُّ و جَمْعُ رَبِيعٍ (أَرْبِعَاءُ) و (أَرْبِعَةٌ) مِثْلُ نَصِيبٍ و أَنْصِبَاءَ و أَنْصِبَةٍ و قَالَ الْفَرَّاءُ يُجْمَعُ رَبِيعُ الْكَلَإِ وَ ربِيعُ الشُّهورِ (أَرْبعَةً) و رَبِيعُ الْجَدْوَلِ (أَرْبِعَاءَ) و يُصَغَّرُ (رَبِيعٌ) عَلَى (رُبَيِّعٍ) وَ بِهِ سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ و مِنْه (الرُّبَيعُ بنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْراء).
و (رَبِيعَةُ) قَبِيلَةٌ و النِّسْبَةُ إِلَيْهَا (رَبَعيٌّ)

216
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ربع ص 216

بِفَتْحَتَيْن و النِّسْبَةُ إِلَى (رَبِيعِ) الزَّمَانِ (رِبْعِيٌّ) بكسر الراء و سكون الباء عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فَرْقاً بينه وَ بَيْنَ الْأَوَّلِ و (الرُّبَعُ) الْفَصِيلُ يُنْتَجُ فِى الرّبِيعِ وَ هُوَ أَوَّلُ النِّتَاجِ و الْجَمْعُ (رِبَاعٌ) و (أَرْبَاعٌ) مِثْلُ رُطَبٍ و رِطَابٍ و أَرْطَابٍ و الْأُنْثَى (رُبَعَةٌ) و الْجَمْعُ (رُبَعَاتٌ).
و (الرَّبَاعِيَةُ) بِوَزْنِ الثَّمَانِيَةِ السِّنُّ الَّتى بَيْنَ الثَّنِيَّة و النَّابِ و الجَمْعُ (رَبَاعِيَاتٌ) بِالتَّخْفِيفِ أَيْضا و (أَرْبَعَ) (إرْبَاعاً) أَلْقَى رَبَاعِيتَهُ فَهُوَ (رَبَاعٍ) مَنْقُوصٌ و تَظْهَرُ اليَاءُ فى النَّصْبِ يُقَالُ رَكِبْتُ بِرْذَوْنا (رَبَاعِيّاً) و الْجَمْعُ (رُبُعٌ) بِضَمَّتَيْنِ و (رِبْعَانٌ) مثْلُ غِزْلَانٍ يُقَالُ ذلِكَ لِلْغَنَمِ فِى السَّنَةِ الرَّابِعَةِ و لِلْبَقَرِ و ذِى الْحَافِرِ فِى السَّنَةِ الْخَامِسَةِ و للخُفّ فِى السَّابِعَةِ.
و حُمَّى (الرِّبْعِ) بالْكَسْرِ هِىَ الَّتِى تَعْرِضُ يَوْماً و تُقْلِعُ يَوْمَيْنِ ثُمَّ تَأْتِى فِى الرَّابِع و هكَذَا.
يُقَالُ (أَرْبَعَتِ) الْحُمَّى عَلَيْهِ بالْأَلِفِ وَ فِى لُغَةٍ (رَبَعَتْ) (رَبْعاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ.
و (يَوْمُ الْأَرْبَعَاءِ) مَمْدُودٌ و هُوَ بِكَسْرِ البَاءِ وَ لَا نَظِيرَ لَهُ فِى الْمُفْرَدَاتِ. و إنَّمَا يَأْتِى وَزْنُهُ فِى الْجَمْعِ. وَ بَعْضُ بَنِى أَسَدٍ يَفْتَحُ البَاءَ.
و الضَّمُّ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ فِيهِ.
وَ (أَرْبَعَ) الْغَيْثُ (إرْبَاعاً) حَبَسَ النَّاسَ فِى رِبَاعِهِمْ لِكَثْرَتِهِ فَهُوَ مُرْبعٌ.
و (اليَرْبُوعُ) يَفْعُولٌ دُوَيْبَّةٌ نَحْوُ الْفَأْرَةِ لكِنْ ذَنَبُهُ و أُذُنَاهُ أَطْوَلُ مِنْهَا وَ رِجْلَاهُ أَطْوَلُ مِنْ يَدَيْهِ عَكْسُ الزَّرَافَةِ و الْجَمْعُ (يَرَابِيعُ) وَ العَامَّةُ تَقُولُ (جَرْبُوعٌ) بِالْجِيم وَ يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَر و الْأُنْثَى و يُمْنَعُ الصَّرْفَ إذَا جُعِلَ عَلَماً
[ربق‏]
الرِّبْقُ: وَزْنُ حِمْلٍ حَبْلٌ فِيهِ عِدَّةُ عُرًى تُشَدّ به البَهْمُ الْوَاحِدَةُ من العُرَى (رِبْقَةٌ) وَ يُجْمَعُ أَيْضاً علَى (رِبَاقٍ) وَ قَوْلُهُ «فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ».
الْمُرَادُ عَقْدُ الإِسْلَامِ و (رَبَقْتُ) فُلَاناً فِى الْأَمْرِ (رَبْقاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَوْقَعْتُهُ فِيهِ (فَارْتَبَقَ) هُوَ و (رَبَقْتُ) الشَّاةَ (رَبْقاً) أَدْخَلْتُ رَأْسَهَا فِى الرِّبْقِ فَهِىَ (مَرْبُوقَةٌ) و (رَبِيقَةٌ).
[ربو]
الرِّبَا: الْفَضْلُ وَ الزِّيَادَةُ و هُوَ مَقْصُورٌ عَلَى الْأَشْهرَ و يُثَنَّى (رِبَوَانِ) بالْوَاوِ عَلَى الأَصْلِ و قَدْ يُقَالُ (رِبَيَانِ) عَلَى التَّخْفِيفِ وَ يُنْسَبُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فيُقَالُ: (رِبَويٌّ) قَالَ أَبُو عبيدٍ و غيْرُهُ. و زَادَ المُطَرِزِىُّ. فَقَالَ: الْفَتْحُ فى النِّسْبَةِ خَطَأً و (رَبَا) الشَّى‏ءُ يَرْبُو إذَا زَادَ و (أَرْبَى) الرَّجُلُ بالْأَلِفِ دَخَلَ فِى الرِّبَا و (أَرْبَى) عَلَى الْخَمْسَةِ زَادَ عَلَيْهَا و رَبِيَ الصَّغِيرُ (يَرْبَى) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (رَبَا) (يَرْبُو) مِنْ بَابِ عَلَا إذَا نَشَأَ و يَتَعَدَّى بالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (رَبَّيْتُهُ) (فَتَرَبَّى) و (الرُّبْوَةُ) الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ بِضَمِّ الرَّاءِ و هُوَ الْأَكْثَرُ و الْفَتْحُ لُغَةُ بَنى تَمِيمٍ و الْكَسْرُ لُغَةٌ سُمِّيَتْ (رَبْوَةً) لأنها (رَبَتْ) فَعَلَتْ و الْجَمْعُ (رُبًى) مثْلُ مُدْيَةٍ و مُدًى و (الرَّابِيَةُ) مثْلُه‏

217
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ربو ص 217

وَ الْجَمْعُ (الرَّوَابِي).
[رتب‏]
رَتَبَ: الشَّى‏ءُ (رُتُوباً) مِنْ بَابِ قَعَد اسْتَقَرَّ و دَامَ فَهُوَ (رَاتِبٌ) و مِنْهُ (الرُّتْبَةُ) و هِىَ الْمَنْزِلَةُ و الْمَكَانَةُ. و الْجَمْعُ (رُتَبٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و يَتَعدَّى بالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (رَتَّبْتُهُ) و (رَتَبَ) فُلَانٌ (رَتْباً) و (رُتُوباً) أَيْضاً أَقَامَ بالْبَلَد و ثَبَتَ قَائماً أَيْضاً.
[رتت‏]
الرُّتَّةُ: بِالضَّمّ حُبْسَةٌ فِى اللِّسَانِ و عَنِ الْمُبَرِّدِ هِى كَالرِّيحِ تَمْنَعُ الْكَلَامَ فَإذَا جَاءَ شَى‏ءٌ مِنْهُ اتَّصَل قَالَ وَ هِىَ غَرِيزَةٌ تَكْثُرُ فِى الْأَشْرَافِ. وَ قِيلَ إذَا عَرَضَتْ لِلشَّخْصِ تَتَرَدَّدُ كَلِمَتُهُ و يَسْبِقُهُ نَفَسُهُ. وَ قِيلَ يُدْغِمُ فِى غَيْرِ مَوْضِعِ الْإِدْغَامِ يُقَالُ مِنْهُ (رَتَّ) (رَتتاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ (أَرَتُّ) و بِهِ سُمِّىَ و الْمَرْأَةُ (رتَّاءُ) و الْجَمْعُ (رُتَّ) مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ.
[رتج‏]
أَرْتَجْتُ: الْبَابَ (إرْتَاجاً) أَغْلَقْتُهُ إِغْلَاقاً وَثِيقاً وَ مِنْهُ قِيلَ (أُرْتِجَ) عَلَى الْقَارئ إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْقِرَاءَةِ كَأَنَّهُ مُنِعَ مِنْهَا و هُوَ مَبْنِىّ لِلْمَفْعُولِ مُخَفّفٌ و قَدْ قِيلَ (ارْتُجَّ) بهمزَةِ وَصْلٍ و تَثْقِيلِ الْجِيمِ و بَعْضُهُمْ يَمْنَعُهَا وَ رُبَّمَا قِيلَ (ارتُتِجَ) وزَانُ اقْتُتِلَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَيْضاً وَ يُقالُ (رَتِجَ) فِى مَنْطِقِه (رَتَجاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا اسْتَغْلَقَ عَلَيْهِ. و (الرِّتَاجُ) بِالْكَسْرِ الْبَابُ الْعَظِيم و الْبَابُ الْمُغْلَقُ أَيْضاً وَ جَعَلَ فُلَانٌ مَالَهُ فِى (رِتَاجِ) الْكَعْبَةِ أَىْ نَذَرَه هَدْياً و لَيْسَ الْمُرَادُ نَفْسَ الْبَابِ.
[رتع‏]
رَتَعتِ: الْمَاشِيَةُ (رَتْعاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و (رُتوعاً) رَعَتْ كَيْفَ شَاءَتْ و (أَرْتَعَ) الْغَيْثُ (إِرْتَاعاً) أَنْبَتَ مَا تَرْتَعُ فِيهِ الْمَاشِيَةُ فَهُوَ (مُرْتِعُ) و الْمَاشِيَةُ (رَاتِعَةٌ) و الْجَمْعُ (رتَاعٌ) بالْكَسْرِ و (الْمَرْتَعُ) بِالْفَتْحِ مَوْضِعُ الرُّتُوعِ و الْجَمْعُ (الْمَرَاتِعُ).
[رتق‏]
رَتقتِ: المَرْأَةُ (رَتَقاً) من بَابِ تَعِبَ فهِىَ (رَتْقَاءُ) «1» و قَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ (رَتِقَتِ) الْجَارِيَةُ و النَّاقَةُ. و (رَتَقْتُ) الْفَتْقَ (رَتْقاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ سَدَدْتُهُ (فَارْتَتَقَ).
[رتل‏]
رَتِلَ: الثَّغْرُ (رَتَلًا) فَهُوَ (رَتِلٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا اسْتَوَى نَبَاتُهُ. وَ (رَتَّلْتُ) الْقُرْآن (تَرْتِيلًا) تَمَهَّلْتُ فى الْقِرَاءَةِ وَ لَمْ أَعْجَلْ.
[رثث‏]
رَثَّ: الشَّى‏ءُ يَرُثُّ «2» مِنْ بَاب قَرُب (رُثُوثَةً) وَ (رَثَاثَةً) خَلُق فَهُوَ (رَثُّ) و (أَرَثَّ) بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ. و (رَثَّتْ) هَيْئَةُ الشَّخْصِ وَ (أَرَثّتْ) ضَعُفَتْ و هَانَتْ و جمعُ (الرَّثِّ) (رِثَاثٌ) مِثْلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ ..
[رثي‏]
 (رَثَيْتُ) الْمَيِّتَ (أَرْثِيهِ) مِنْ بَابِ رَمَى (مَرْثِيَة) و (رَثَيْتُ) لَهُ تَرَحَّمْتُ و رَقَقْت لَهُ.
[رجب‏]
رجَبٌ: مِنَ الشُّهُورِ مُنْصَرِفٌ وَ لَهُ جُمُوعٌ‏
__________________________________________________
 (1) الرتقاء هى التى لا خرق لها إلّا المبال. أو التى لا يستطاع جماعها.
 (2) فى غيره- يرث بكسر العين فى المضارع و عبارة الجوهرى (و قد رثَ يرثَ بالكسر).

218
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رجب ص 218

 (أَرْجَابٌ) وَ (أَرْجِبَةٌ) و (أَرْجُبٌ) مِثْلُ أَسْبَابٍ و أَرْغِفَةٍ و أَفْلسٍ و (رِجَابٌ) مثْلُ جِبَالٍ و (رُجُوبٌ) و (أَرَاجِبُ) و (أَرَاجِيبُ) و (رَجَبَانَاتٌ). و قَالُوا فِى تَثْنِيَةِ رَجَبٍ و شَعْبَانَ (رَجَبَانِ) لِلتَّغْلِيبِ و (الرَّجَبِيَّةُ) الشَّاةُ الَّتِى كَانَت الْجَاهِلِيَّةُ تَذْبَحُهَا لآلِهَتِهِمْ فِى رَجب فَنُهِىَ عَنْهَا و (رجَّبْتُهُ) مِثْلُ عَظَّمْتُهُ وَزْناً و مَعْنىً.
و (رَجَّبتُ) الشَّجَرَةَ دَعَمْتُها لِئَلَّا تَنْكَسِرَ لكثرة حملها.
[رجج‏]
رَجَجْتُ: الشَّى‏ءَ (رَجّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ حَرَّكْتُهُ (فَارْتَجَّ) هُوَ و (ارْتَجَّ) الْبَحْرُ اضْطربَ و (ارْتَجَّ) الظَّلَامُ الْتَبَسَ.
[رجح‏]
رَجَحَ: الشَّى‏ءُ (يَرْجَحُ) بِفَتْحَتَيْنِ و (رَجَحَ) (رُجُوحاً) مِنْ بَابِ قَعَد لُغةٌ و الاسْمُ (الرُّجْحَانُ) إذَا زَادَ وزنه و يُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّياً أيْضاً فيُقَالُ رَجَحْتُهُ و (رَجَحَ) المِيزَانُ (يرْجَحُ) و (يَرْجُحُ) إذَا ثَقُلت كُفَّتُه بالْمَوْزُونِ و يَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فيُقَالُ (أَرْجحْتُهُ) و رجَّحْتُ الشّى‏ءَ بالتَّثْقيل فَضِّلْتُهُ و قَوَّيْتُهُ و (أَرْجَحْتُ) الرَّجُلَ بالْألف أعْطيْتُهُ راجِحاً و (الْأُرْجُوحةُ) أُفْعُولةٌ بضمَ الْهَمْزة مِثال يلْعبُ عليْه الصِّبْيانُ و هُو أنْ يوضع وسطُ خشَبة على تلٍّ و يقْعُدُ غُلامانِ عَلَى طَرَفيْها و الْجمْعُ (أراجِيحُ) و (الْمرْجُوحةُ) بفَتْح المِيم لُغةٌ فيها و مَنعها فِى الْبارعِ.
[رجز]
الرِّجْزُ: الْعذابُ و (الرَّجزُ) بِفتْحَتَيْن نوْعٌ مِنْ أَوْزَانِ الشِّعْرِ و (الأُرْجُوزَةُ) القَصِيدَةُ مِنَ الرَّجَزِ و (رَجَزَ) الرَّجُلُ (يَرْجُزُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ قَالَ شِعْرَ الرَّجَزِ و (ارْتَجَزَ) مِثْلُهُ‏
[رجس‏]
الرِّجْسُ: النَّتْنُ و (الرِّجْسُ) القَذَر. قَالَ الْفَارَابِىّ: و كُلُّ شَى‏ءٍ يُسْتَقْذَر فَهُوَ (رِجْسٌ) وَ قَالَ النَّقَاشُ: (الرِّجْسُ) النَّجِسُ. و قَالَ فِى الْبَارِعِ: وَ رُبَّمَا قَالُوا (الرَّجَاسَة) و النَّجَاسَةُ أَىْ جَعَلُوهُمَا بِمَعْنىً. و قَالَ الأَزْهَرِى (النَّجِس) الْقَذَرُ الْخَارِجُ مِنْ بَدَنِ الإنْسَان و عَلَى هذَا فَقَدْ يكُونُ الرِّجسُ و الْقَذَرُ و النَّجَاسَةُ بِمَعْنىً و قدَ يَكُونُ الْقَذَرُ و الرِّجْسُ بِمَعْنىً غَيْرِ النَّجَاسَةِ. و (رَجِسَ) (رَجَساً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (رَجُسَ) مِنْ بَابِ قَرُبَ لُغَةٌ. و (النَّرْجسُ) مَشْمُومٌ مَعْرُوفٌ وَ هُوَ مُعَرَّبٌ و نُونُهُ زائِدةٌ بِاتِّفَاقٍ و فِيها قَوْلَانِ أَقْيَسُهُمَا وَ هُوَ الْمُخْتارُ و اقْتَصَر الأزْهرِىُّ عَلَى ضَبْطِهِ الكَسرَ لِفقْدِ نَفْعِلٍ بِفَتْحِ النُّونِ إلَّا مَنْقُولًا مِن الْأَفْعَالِ و هَذَا غَيْرُ منْقُولٍ فتُكْسَرُ حمْلًا لِلزَّائِدِ علَى الْأَصْليِّ كَمَا حُمِل إفْعِلٌ بِكَسْرِ الْهَمْزةِ فِى كثير مِنْ أفْرادِهِ على فِعْلِلٍ نحْوُ الإذْخِرِ و الإثْمِدِ و الإسحِلِ و هُو شجرٌ و الإصْبِعِ فى لُغةٍ.
و الْقَوْلُ الثَّانى الْفتْحُ لأنَّ حمْلَ الزّائِدِ على الزَّائِد أشْبَهُ مِنْ حمْل الزّائِدِ عَلَى الْأصْلى فيُحْمل نَرْجَسٌ على نضْربُ و نَصْرِفُ و فيهِ نظرٌ لأنَّ الْفِعْلَ ليْس مِنْ جنْسِ الإسْمِ حتى يُشبّه بِهِ.

219
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رجع ص 220

[رجع‏]
رَجَعَ: مِنْ سَفَرِهِ وَ عَنِ الْأَمْرِ (يَرْجِعُ) (رَجْعاً) و (رُجُوعاً) و (رُجْعَى) و (مَرْجِعاً) قَال ابْنُ السِّكِّيتِ هُوَ نَقيضُ الذَّهَابِ و يَتَعدَّى بِنَفْسِهِ فِى اللُّغَةِ الْفُصْحَى فَيُقَالُ: (رَجَعْتُهُ) عَنِ الشَّى‏ءِ و إِلَيْهِ و (رَجَعْتُ) الْكَلَام و غَيرَهُ أَىْ رَدَدْتُهُ. وَ بِهَا جَاءَ الْقُرآن. قَالَ تَعَالَى «فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ»
 و هُذَيل تُعَدِّيهِ بالْأَلِفِ. و رَجَعَ الْكَلْبُ فِى قَيْئِهِ عَادَ فِيهِ فَأَكَلَهُ. و مِنْ هُنَا قِيلَ: (رَجعَ) فِى هِبَتِهِ إذَا أَعَادَهَا إِلَى مِلْكِهِ. و (ارْتَجَعَهَا) و (اسْتَرْجَعَهَا) كَذلِكَ و (رَجَعَتِ) الْمَرْأَةُ إِلَى أَهْلِهَا بِمَوْتِ زَوْجِهَا أَوْ بِطَلَاقٍ فَهِىَ (رَاجعٌ) وَ مِنْهُمْ مَنْ يَفْرُقُ فَيَقُولُ الْمُطَلَّقَةُ (مَرْدُودَةٌ) و الْمُتَوَفَّى عَنْهَا (رَاجعٌ) و (الرَّجْعَةُ) بِالْفَتْحِ بِمَعْنَى الرُّجُوعِ و فُلَانٌ يُؤْمِنُ (بِالرَّجْعَةِ) أَىْ بِالْعَوْدِ إِلَى الدُّنْيَا. و أَمَّا الرَّجْعَةُ بَعْدَ الطَّلَاقِ و رَجْعَةُ الْكِتابِ فَبالْفَتْحِ وَ الْكَسْرِ و بَعْضُهمْ يَقْتَصِرُ فِى رَجْعَةِ الطَّلاقِ عَلَى الْفَتْحِ وَ هُوَ أَفْصَحُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: و (الرَّجْعَةُ) مُرَاجَعَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ و قَدْ تُكْسَرُ و هُوَ يَمْلِكُ (الرَّجْعَةَ) عَلَى زَوْجَتِهِ. و طَلَاقٌ (رَجْعِيٌّ) بالْوَجْهَيْنِ أَيْضاً و (الرَّجِيعُ) الرَّوْثُ و العَذِرَةُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ لأَنَّه رَجَعَ عَنْ حَالِهِ الْأُولى بَعْدَ أَنْ كَانَ طَعَاماً أَوْ عَلَفاً و كَذلِكَ كُلُّ فِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ يُرَدُّ فَهُوَ (رَجِيعٌ) فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ بِالتَّخْفِيفِ وَ (رَجَّعَ) فِى أَذَانِهِ بالتَّثْقِيلِ إذَا أتَى بالشَّهَادَتَيْنِ مَرَّةً خَفْضاً و مَرَّةً رَفْعاً و (رَجَعَ) بِالتَّخْفِيفِ إِذَا كَانَ قَدْ أَتَى بالشَّهادَتَيْنِ مَرَّةً لِيَأْتِى بِهِمَا أُخْرَى و (ارْتَجَعَ) فُلَانٌ الْهِبَةَ و (اسْتَرْجَعَهَا) و (رَجَعَ) فيهَا بِمَعنَى و (رَاجَعْتُهُ) عَاوَدْتُهُ.
[رجف‏]
رَجَفَ: الشَّى‏ءُ (رَجْفاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ و (رَجِيفاً) و (رجَفَاناً) تَحَرَّكَ و اضْطَرَبَ وَ (رَجَفَتِ) الْأرْضُ كَذَلِكَ و (رَجَفَتْ) يَدُهُ ارْتَعَشَتْ مِنْ مَرَضٍ أَوْ كِبَرٍ و (رَجَفَتْهُ) الْحُمَّى أَرْعَدَتْهُ فَهُوَ (رَاجِفٌ) عَلى غَيْرِ قِيَاسٍ و (أَرْجَفَ) الْقَوْمُ فِى الشَّى‏ءِ وَ بِهِ (إِرْجَافاً) أَكَثَرُوا مِنَ الأَخْبَار السَّيِّئةِ و اخْتِلَاقِ الْأَقْوَال الْكَاذِبَةِ حَتَّى يَضْطَرِبَ النَّاسُ مِنْهَا و عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى (وَ الْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ)
[رجل‏]
رِجْلُ: الْإنْسَانِ الَّتِى يَمْشِى بِهَا مِنْ أَصْلِ الْفَخِذِ إِلَى الْقَدَمِ: وَ هِىَ أُنْثَى و جَمْعُهَا (أَرْجُلٌ) وَ لَا جَمْعَ لَهَا غَيْرُ ذلِكَ. و الرَّجُلُ الذَّكَرُ مِنَ الأَنَاسِىِّ جَمْعُهُ (رِجَالٌ) و قَدْ جُمِعَ قَلِيلًا عَلَى (رَجْلَةٍ) وِزَانُ تَمْرَةٍ حَتَّى قَالُوا لَا يُوجَدُ جَمْع عَلَى فَعْلَةٍ بِفَتْحِ الْفَاءِ إِلَّا (رَجْلَةٌ) و كَمْأَةٌ جَمْع كَمْ‏ءِ و قِيلَ كَمْأَةٌ لِلْوَاحِدَةِ مثْلُ نَظِيرِهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ جُمِعَ رَجُلٌ عَلَى (رَجْلَةٍ) فِى الْقِلَّةِ اسْتِغْنَاءً عَنْ (أَرْجَالٍ) وَ يُطْلَقُ (الرَّجُلُ) عَلَى (الرَّاجِلِ) و هُوَ خِلَافُ الْفَارِس. و جَمْعُ (الرَّاجِلِ) (رَجْلٌ) مثْل‏

220
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رجل ص 220

صَاحِب و صَحْبٍ و (رَجَّالَةٌ) و (رُجَّالٌ) أَيْضاً.
وَ رَجِلَ (رَجَلًا) مِن بَابِ تَعِبَ قَوِىَ عَلَى الْمَشْىِ. و (الرُّجْلَةُ) بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْهُ و هُوَ (ذُو رُجْلَةٍ) أى قُوَّةٍ عَلَى الْمَشْىِ وَ
فِى الْحَدِيثِ «أَنّ رَجُلًا من حَضْرَمَوْتَ و آخَر مِنْ كِنْدَةَ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِىّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ فِى أرْضٍ».
فَالْحَضْرَمِىُّ اسْمُهُ عَيْدانُ (بِفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ و سُكُونِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ آخِرِ الْحُرُوفِ) ابنُ الْأَشْوَعِ وَ الْكِنْدِىُّ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ بِكَسْرِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ و
اسْتَعْمَلَ النَّبِىُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ رَجُلًا عَلَى الصَّدَقَاتِ يُقَالُ اسْمُهُ (عَبْدُ اللّهِ بْنُ اللُّتْبِيّةِ).
بِضَمِ اللَّامِ و سُكُون التَّاءِ نِسْبَةٌ إِلَى لُتْبٍ بَطْنٌ مِنْ أَزْدِ عُمَانَ وَ قِيلَ فَتْحُ التَّاءِ لُغَةٌ وَ لَمْ يَصِحَّ وَ
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ فَقَال: هَلَكْتُ وَ أَهْلَكْتُ قال: مَا فَعَلْت قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِى فِى نَهَارِ رَمَضَانَ.
هو (صَخْرُ بنُ خَنْسَاءَ) و الرِّجْلَةُ بِالْكَسْرِ البَقْلَةُ الْحَمْقَاءُ و تَرجَّلْتَ فِى الْبِئْرِ نَزَلْتَ فِيهَا مِنْ غَيْر أن تُدْلِى «1».
و (المِرْجَلُ) بِالْكَسْرِ قِدْرٌ مِنْ نُحَاسٍ و قِيلَ يُطْلَقُ عَلَى كُلِّ قِدْرٍ يُطْبَخُ فِيهَا و (رَجَّلْتَ) الشَّعْرَ (تَرْجِيلًا) سَرَّحْتَهُ سَواءٌ كَانَ شَعْرَك أَوْ شَعْرَ غَيْرِكَ و (تَرَجّلْتَ) إِذَا كَان شَعْرَ نَفْسِكَ و (رَجِلَ) الشَّعْرُ (رَجَلًا) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ (رَجِلٌ) بالْكَسْرِ و السُّكُونُ تَخْفِيفٌ أَىْ لَيْسَ شَدِيدَ الجُعُودَةِ و لَا شَدِيدَ السُّبُوطَةِ بَلْ بَيْنَهُمَا و (ارْتَجَلْتُ) الْكَلَامَ أَتَيْتُ بِهِ مِنْ غَيرِ رَويّةٍ و لَا فِكْرٍ و (ارْتَجَلْتُ) بِرَأْىٍ انْفَرَدْتُ بِهِ مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ فَمَضَيْتُ لَهُ.
[رجم‏]
الرَّجَمُ: بِفَتْحَتَيْنِ الْحِجَارَةُ و (الرَّجَمُ) القَبْرُ سُمِّىَ بِذلِكَ لِمَا يُجْمَعُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَحْجَارِ و (الرُّجْمَةُ) حِجَارَةٌ مَجْمُوعَةٌ: و الْجَمْعُ (رِجَامٌ) مِثْلُ بُرْمَةٍ و بِرَامٍ. و (رَجَمْتُهُ) (رَجْماً) مِنْ بَابِ قَتَل ضَرَبْتُهُ (بالرَّجَمِ) و (رَجَمْتُهُ) بِالْقَوْلِ رَمَيْتُهُ بالْفُحْشِ وَ قَالَ (رَجْماً بِالْغَيْبِ)
 أَىْ ظَنًّا مِنْ غَيْر دَلِيلٍ وَ لَا بُرْهَان.
[رجو]
رَجَوْتُهُ: (أَرْجُوهُ) (رُجُوّاً) عَلَى فُعُولٍ أَمَّلْتُهُ أَوْ أَرَدْتُهُ قَالَ تَعَالَى «لا يَرْجُونَ نِكاحاً»
 أَىْ لَا يُرِيدُونَهُ. و الاسْمُ (الرَّجَاءُ) بالمدِّ و (رَجَيْتُهُ) (أَرْجِيهِ) مِنْ بَابِ رَمَى لُغَةٌ و يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْخَوْفِ لأَنَّ الرَّاجِيَ يَخَافُ أَنَّهُ لَا يُدْرِكُ مَا يَتَرَجَّاهُ. و (الرَّجَا) مَقْصُورٌ النَّاحِيَةُ مِنَ الْبِئْرِ و غَيْرِهَا و الْجَمْعُ (أَرْجَاءٌ) مِثْلُ سَبَبٍ وَ أَسْبَابٍ وَ (أَرْجَأْتُهُ) بِالْهَمْزَةِ أَخَّرْتُهُ.
و (الْمُرْجِئَةُ) اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ هذَا لِأَنَّهُمْ لَا
__________________________________________________
 (1) هكذا وجدتها مضبوطه فى جميع النسخ- و لعلّ الصواب (منْ غيْرِ أن تُدَلَّى) و عبارة الزمخشرى فى الأساس (و ترجلت فى البئر: نزلت فيها على رجلى لَمْ أُدَلَّ).

221
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رجو ص 221

يَحْكُمُونَ عَلَى أَحَدٍ بِشَى‏ءٍ فِى الدُّنْيَا بَلْ يُؤَخِّرُونَ الْحُكْمَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ و تُخَفَّفُ فَتُقْلَبُ الْهَمْزَةُ يَاءً مَعَ الضَّمِيرِ الْمُتَّصِلِ فَيُقَالُ (أَرْجَيْتُهُ) وَ قُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ فِى السَّبْعَةِ و (الْأُرْجُوَانُ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ و الْجِيمِ اللوْنُ الْأَحْمَرُ.
[رحب‏]
رَحُبَ: الْمَكَانُ (رُحْباً) مِنْ بَابِ قَرُبَ فَهُوَ (رَحِيبٌ) و (رَحْبٌ) مِثَال قَرِيبٍ و فَلْسٍ وَ فِى لُغَةٍ (رَحِبَ) (رَحَباً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (أَرْحَبَ) بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَ يَتَعَدَّى بالْحَرْفِ فَيُقَالَ: (رَحُبَ بِكَ) الْمَكَانُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى تَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَقِيلَ: (رَحُبَتْكَ) الدَّارُ هذَا شَاذٌّ فِى الْقِيَاسِ فَإِنَّهُ لَا يُوجَدُ فَعُلَ بالضَّمِّ إلَّا لَازِماً مثْلُ شَرُفَ و كَرُمَ و مِنْ هُنَا قِيلَ مَرْحَباً بِكَ و الْأَصْلُ نَزَلْتَ مَكَاناً وَاسِعاً و (رَحَّبَ بِهِ بِالتَّشْدِيدِ قَالَ لَهُ: مَرْحَباً. و (رَحْبَةُ) الْمَسْجِدِ: السَّاحَةُ الْمُنْبَسِطَةُ قِيلَ بِسُكُونِ الْحَاءِ و الْجَمْعُ (رِحَابٌ) مثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و قِيلَ بالْفَتْحِ وَ هُوَ أَكْثَرُ وَ الْجَمْعُ (رَحَبٌ) و (رَحَبَاتٌ) مثْلُ قَصَبةٍ وَ قَصَبٍ و قَصَبَاتٍ. و (الرَّحْبَةُ) الْبُقْعَةُ الْمُتَّسِعَةُ بَينَ أَفْنِيَةِ الْقَوْمِ بالْوَجْهَيْنِ. و جَمْعُهَا عِنْدَ ابْنِ الْأَعْرَابِىّ (رُحَبٌ) مثْلُ قَرْيَةٍ و قُرًى. قَالَ الْأَزْهَرِىُّ: هذَا الْبِنَاءُ يَجِى‏ءُ نَادِراً فِى بَابِ الْمُعْتَلّ. فأَمَّا السَّالِمُ فَمَا سَمِعْتُ فِيهِ فَعْلَةٌ بِالْفَتْحِ جُمِعَتْ عَلَى فُعَلٍ. وَ ابْنُ الْأَعْرَابِىِّ ثِقَةٌ لَا يَقُولُ إلَّا مَا سَمِعَهُ.
و (أَرْحَبُ) وِزَانُ أَحْمَرَ قَبِيلَةٌ مِنْ هَمْدَانَ و قِيلَ مَوْضِعٌ وَ إلَيْهِ تُنْسَبُ النَّجَائِبُ.
[رحض‏]
رَحَضْتُ: الثَّوْبَ (رَحْضاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ غَسَلْتُهُ فَهُو رَحِيضٌ و (الْمِرْحَاضُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ مَوْضِعُ الرَّحْضِ ثُمَّ كُنّىَ بِهِ عَنِ الْمُسْتَرَاحِ لِأَنَّهُ مَوْضِعُ غَسْل النَّجْو.
[رحل‏]
رحَلَ: عَنِ الْبَلَدِ (رَحِيلًا) و يَتَعدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (رَحَّلْتُهُ) و (تَرَحَّلْتُ) عَنِ الْقَوْمِ وَ (ارْتَحَلْتُ) و (الرُّحْلَةُ) بالكَسْرِ و الضَّم لُغَةٌ اسْمٌ مِنَ (الارْتِحَالِ) وَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ (الرّحْلَةُ) بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنَ الارْتِحَالِ وَ بِالضَّمِّ الشَّى‏ءُ الَّذِى يُرْتَحَلُ إلَيْهِ يُقَالُ قَرُبَتْ (رِحْلَتُنَا) بِالْكَسْرِ وَ أَنْتَ (رُحْلَتُنَا) بِالضَّمِّ أَىِ الْمَقْصِدُ الّذِى يُقْصَدُ و كَذِلكَ قَالَ أَبُو عَمْرٍو الضَّمُّ هُوَ الْوَجْهُ الَّذِى يُرِيدُهُ الْإِنْسَانُ. و (الرَّحْلُ) كُلُّ شَىْ‏ءٍ يُعَدُّ لِلرَّحِيلِ مِنْ وِعَاءٍ لِلْمَتَاعِ و مَرْكَبٍ لِلْبَعِيرِ و حِلْسٍ وَ رَسَنٍ و جَمْعُهُ (أَرْحُلٌ) و (رِحَالٌ) مِثْلُ أَفْلُسٍ وَ سِهَامٍ و مِنْ كَلَامِهِمْ فِى الْقَذْفِ هو ابنُ مُلْقَى أَرْحُلِ الرُّكْبَانِ و (رَحَلْتُ) الْبَعِيرَ (رَحْلًا) مِنْ بَابِ نَفَعَ شَدَدْتُ عَلَيْهِ (رَحْلَهُ) و (رَحْلُ) الشَّخْصِ مَأْوَاهُ فِى الْحَضَرِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى أَمْتِعَةِ الْمُسَافِرِ لِأَنَّهَا هُنَاكَ مَأْوَاهُ و (الرِّحَالَةُ) بِالْكَسْرِ السَّرْجُ مِنْ جُلُودٍ و (الرَّاحِلَةُ) الْمَرْكَبُ مِنَ الْإِبل ذَكَراً كَانَ أَوْ أُنْثَى‏

222
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رحل ص 222

و بَعْضُهُمْ يَقُولُ: (الرَّاحِلَةُ) النَّاقَةُ الَّتِى تَصْلُحُ أَنْ تُرْحَلَ و جَمْعُهَا (رَوَاحِلُ) و (أَرْحَلْتُ) فُلَاناً بِالْأَلِفِ أَعْطَيْتُهُ (رَاحِلَةً) و (الْمَرْحَلَةُ) الْمَسَافَةُ الّتى يَقْطَعُهَا الْمُسَافِرُ فِى نَحْوِ يَوْمٍ و الْجَمْعُ (الْمَرَاحِلُ)
[رحم‏]
رَحِمَنَا: اللّهُ و أَنَالَنَا رحمتَهُ الَّتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ و (رَحِمْتُ) زَيْداً (رُحْماً) بِضَمِّ الرَّاءِ و (رَحْمَةً) و (مَرْحَمَةً) إِذَا رَقَقْتَ لَهُ و حَنَنْتَ و الْفَاعِلُ (رَاحِمٌ) وَ فِى الْمُبَالَغَةِ (رَحِيمٌ) و جَمْعُهُ (رُحَمَاءُ) وَ فِى الْحَدِيثِ «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ».
يُرْوَى بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ يَرْحَمُ وَ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ إنَّ و مَا بِمَعْنَى الَّذِينَ «1» و (الرَّحِمُ) مَوْضِعُ تَكْوِينِ الْوَلَدِ و يُخَفَّفُ بِسُكُونِ الْحَاءِ مَعَ فَتْحِ الرَّاءِ و مَعَ كَسْرهَا أَيْضاً فِى لُغَةِ بَنِى كِلَابٍ وَ فِى لُغَةٍ لَهُمْ تُكْسَرُ الْحَاءُ إِتْبَاعاً لِكَسْرَةِ الرَّاءِ ثُمَّ سُمِّيتِ القَرَابَةُ و الوُصْلَةُ مِن جهَةِ الْوَلَاءِ (رَحِماً) (فالرَّحِمُ) خِلَافُ الْأَجْنَبِىِّ و (الرَّحِمُ) أُنْثَى فِى الْمَعْنَيَيْنِ.
وَ قِيلَ مُذَكَّرٌ وَ هُوَ الْأَكْثَرُ فِى الْقَرَابَةِ.
[رحي‏]
الرَّحَى: مَقْصُورٌ الطَّاحُونَ و الضِّرْسُ أَيْضاً و الْجَمْعُ (أرْحٍ) و (أَرْحَاءٌ) مِثْلُ سَبَبٍ وَ أَسْبَابٍ و رُبَّمَا جُمِعَتْ عَلَى (أَرْحِيَةٍ) و مَنَعَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَ قَالَ: هُوَ خَطَأٌ و رُبَّمَا جُمِعَتْ عَلَى (رُحِيٍّ) عَلَى فُعُولٍ. و قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ: وَ الاخْتِيَارُ أَنْ تُجْمَعَ (الرَّحَى) عَلَى (أَرْحَاءٍ) و الْقَفَا عَلَى أَقْفَاءٍ و النَّدَى عَلَى أَنْدَاءٍ لأَنَّ جَمْعَ فَعَلٍ عَلَى أَفْعِلَةٍ شَاذٌّ و قَالَ الزَّجَاجُ أَيْضاً:
 (الرَّحَى) أُنْثَى و تَصْغِيرُهَا (رُحَيَّةٌ) و الْجَمْعُ (أَرْحَاءٌ) وَ لَا يَجُوزُ (أرْحِيَةٌ) لِأَنَّ أفْعِلةً جَمْعُ الْمَمْدُودِ لَا الْمَقْصُورِ و لَيْسَ فِى الْمَقْصُورِ شَى‏ءٌ يُجْمَعُ عَلَى أَفْعِلَةٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ:
وَ التَّثْنِيَةُ (رحَيَانِ) و (رِحَوَانِ).
و (رَحَى الْحَرْبِ) حَوْمَتُهَا و دَارَتْ عَلَيْهِ (رَحَى الْمَوْتِ) إِذَا نَزَلَ بِهِ.
[رخص‏]
رَخُصَ: الشَّى‏ءُ (رُخْصاً) فَهُوَ (رَخِيصٌ) مِنْ بَابِ قَرُبَ وَ هُوَ ضِدُّ الْغَلَاءِ وَ وَقَعَ فِى الشَّرْحِ فِى اسْمِ الْفَاعِلِ (رَاخِصٌ) و سَيَأْتِى مَا فِيهِ فِى الْخَاتِمَةِ إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى فى فَصْلِ اسمِ الفَاعِلِ. و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَرْخَصَ) اللّهُ السِّعْرَ و تَعْدِيَتُهُ بالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (رَخَّصَهُ) اللّهُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ و (الرُّخْصُ) وِزَانُ قُفْلٍ اسْمٌ مِنْهُ و (الرُّخْصَةُ) وِزَانُ غُرْفَةٍ وَ تُضَمُّ الْخَاءُ لِلْإِتْبَاعِ وَ مِثْلُه (ظُلْمَةٌ وَ ظُلُمَةٌ) و (هُدْنَةٌ وَ هُدُنَةٌ) و (قُرْبَةٌ و قُرُبَةٌ) و (جُمْعَةٌ و جُمُعَةٌ) و (خُلْبَةٌ و خُلُبَةٌ) لِلِّيف و (جُبْنَةٌ و جُبُنَةٌ) لِمَا يُؤْكَلُ و (هُدْبَةٌ و هُدُبَةُ) الثَّوْبِ و الْجَمْعُ (رُخَصٌ) و (رُخُصَاتٌ) مِثْلُ غُرَفٍ و غُرُفَاتٍ.
و (الرُّخْصَةُ): التَّسْهِيلُ فِى الْأَمْرِ و التَّيْسِيرُ
__________________________________________________
 (1) فالتقدير إن الذين يرحمهم اللّه من عباده الرُّحماءُ و حذف العائد- و هو جائز قياساً لأن العامل فيه فعل متصرف.

223
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رخص ص 223

يُقَالُ: (رَخَّصَ) الشَّرْعُ لَنَا فِى كَذَا (تَرْخِيصاً) و (أَرْخَصَ) (إِرْخَاصاً) إِذَا يَسَّرَهُ و سَهَّلَهُ.
و فُلَان (يَتَرَخَّصُ) فى الْأَمْرِ أَىْ لَمْ يَسْتَقْصِ.
و قَضِيبٌ (رَخْصٌ) أَىْ طَرِىٌّ لَيِّنٌ وَ (رَخُصَ) الْبَدَنُ بِالضَّمِّ (رَخَاصَةً) و (رُخُوصَةً) إِذَا نَعُمَ و لَانَ مَلْمَسُهُ فَهُوَ (رَخْصٌ).
[رخم‏]
الرَّخَمَةُ: طَائِرٌ يَأْكُلُ العَذِرَةَ وَ هُوَ مِنَ الْخَبَائِثِ وَ لَيْسَ مِن الصَّيْدِ، و لِهذَا لَا يَجبُ عَلَى المُحْرِمِ الْفِديَةُ بِقَتْلِهِ لأَنَّهُ لَا يؤْكَلُ وَ الْجَمْعُ (رَخَمٌ) مثْلُ قَصَبَةٍ وَ قَصَبٍ سُمِّىَ بِذلِكَ لِضَعْفِهِ عَنْ الاصْطِيَادِ وَ يُقَالُ: (رَخُمَ) الشَّى‏ءُ و الْمَنْطِقُ بالضَّمِّ (رَخَامَةً) إِذَا سَهُلَ فَهُوَ (رَخِيمٌ) وَ (رَخَّمْتُهُ) (تَرْخِيماً) سَهلَّتُهُ. و مِنْهُ (تَرْخِيمُ) الاسْمِ: وَ هُوَ حَذْفُ آخِرِه تَخْفِيفاً. و عَنِ الْأَصْمَعِىِّ قَالَ: سَأَلَنِى سِيبُويهِ فَقَالَ مَا يُقَالُ لِلشَّى‏ءِ السَّهْلِ فَقُلْتُ لَهُ (المُرَخَّمُ) فَوَضَعَ بَابَ التَّرْخِيمِ.
و (الرُّخَامُ) حَجَر مَعْرُوف الْوَاحِدَة (رُخامَةٌ).
[رخو]
الرِّخْوُ: بِالْكَسْرِ الليِّنُ السَّهْلُ يُقَالُ حَجَرٌ (رِخْوٌ) وَ قَالَ الْكَلَابِيُّونَ (رُخْوٌ) بالضَّمِّ. و الْفَتْحُ لُغَةٌ قَالَ الْأَزْهَرِىٌ: الْكَسْرُ كَلَامُ الْعَرَبِ وَ الْفَتْحُ مُوَلَّدٌ. و (رَخِيَ) و (رَخُوَ) مِنْ بَابَىْ تَعِبَ و قَرُبَ (رَخَاوَةً) بِالْفَتْحِ إذَا لَانَ. وَ كَذلِك الْعَيْشُ (رَخِيَ) و (رَخُوَ) إِذَا اتَّسَعَ فَهُوَ (رَخِيٌّ) عَلَى فَعِيلٍ. وَ الاسْمُ (الرَّخَاءُ). وَ زَيْدٌ (رَخِيٌّ) الْبَالِ أَىْ فِى نِعْمَةٍ و خِصْبٍ. و (أَرْخَيْتُ) السِّتْرَ بالْأَلِفِ (فَاسْتَرْخَى). و (تَرَاخَى) الْأَمْرُ (تَرَاخِياً) امْتدَّ زَمَانُهُ وَ فى الْأَمْرِ (تَرَاخٍ) أَىْ فُسْحَةٌ.
[ردب‏]
الإرْدَبُّ: كَيْلٌ مَعْرُوفٌ بِمِصْرَ نَقَلَهُ الْأَزْهَرِىُّ و ابْنُ فَارِسٍ وَ الْجَوْهَرِىُّ و غَيْرُهُم. و هُوَ أَرْبَعَةٌ و سِتُّونَ مَنّاً. و ذلِكَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ صَاعاً بصَاعِ النَّبِىِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ. قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ وَ الْجَمْعُ أَرَادِبٌ‏
[ردد]
رَدَدْتُ: الشَّى‏ءَ (رَدّاً) مَنَعْتُهُ فَهُوَ (مَرْدُودٌ) وَ قَدْ يُوصَفُ بِالْمَصْدَرِ فَيُقَالُ (فَهُوَ رَدٌّ) وَ (رَدَدْتُ) عَلَيْهِ قَوْلَهُ. وَ (رَدَدْتُ) إِلَيْهِ جَوَابَهُ أَىْ رَجَعْتُ و أَرْسَلْتُ و مِنْهُ (رَدَدْتُ) عَلَيْهِ الْوَدِيعَةَ و (رَدَدْتُهُ) إلَى مَنْزِلِه (فَارْتَدَّ) إِلَيْهِ وَ (تَرَدَّدْتُ) إِلَى فُلَانٍ رَجَعْتُ إلَيْهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى و (تَرَادَّ) القَوْمُ الْبَيْعَ (رَدُّوهُ). و قَوْلُ الْغَزَالِىّ: إِلَّا أَنْ يَجْتَمِعَ (مُتَرَادَّانِ) مَأْخُوذٌ مِنْ هذَا كَأَنَّ الْمَاءَ يَرُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً إِذَا كَانَ رَاكِداً.
و (ارْتَدَّ) الشَّخْصُ (رَدَّ) نَفْسَهُ إلَى الْكُفْرِ وَ الاسْمُ (الرِّدَّةُ).
[ردع‏]
رَدَعتهُ: عَنِ الشَّى‏ءِ (أَرْدَعُهُ) (رَدْعاً) منعتُهُ و زَجَرْتُهُ. و (ارْتَدَعَ بِرَوَادِعِ القرآنِ).
[ردف‏]
الرَّدِيفُ: الَّذِى تَحْمِلُهُ خَلْفَكَ عَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ تَقُولُ: (أَرْدَفْتُهُ) (إرْدَافاً) و (ارْتَدَفْتُهُ)

224
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ردف ص 224

فَهُوَ (رَديفٌ) و (رِدْفٌ) و منْهُ (رِدْفُ) الْمَرْأَةِ وَ هُوَ عَجُزُهَا و الْجَمْعُ (أَرْدَافٌ) و (اسْتَرْدَفْتُهُ) سَأَلْتُهُ أَنْ (يُرْدِفَنِي)أَرْدَفَتِ) الدَّابَّةُ و (رَادَفَتْ) إِذَا قَبِلَتِ (الرَّدِيفَ) و قَوِيَتْ عَلَى حَمْلِه: و جَمْعُ (الرَّدِيفِ) (رُدَافَى) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. و قَالَ الزَّجَّاجُ (رَدِفْتَ) الرَّجُلَ بِالْكَسْرِ إذَا رَكِبْتَ خَلْفَه و (أَرْدَفْتَهُ) إِذَا أَرْكَبْتَهُ خَلْفَكَ و (رَدِفْتُهُ) بِالْكَسْرِ لَحِقْتُهُ و تَبِعْتُهُ و (تَرَادَفَ) الْقَوْمُ تَتَابَعُوا و كُلُّ شَى‏ءٍ تَبِعَ شَيْئاً فَهُوَ (رِدْفُهُ).
[ردم‏]
رَدَمْتُ: الثُّلْمَةَ و نَحْوَهَا (رَدْماً) مِنْ بَابِ قَتَلَ سَدَدْتُها وَ فِى مَكَّةَ مَوْضِعٌ يُقَال لَهُ (الرَّدْمُ) كَأَنَّهُ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ و (ارْتَدَمَ) الْمَوْضِعُ.
[ردأ]
رَدُؤَ: الشَّى‏ءُ بِالْهَمْزِ (رَدَاءَةً) فَهُو (رَدِي‏ءٌ) عَلَى فَعِيلٍ أَىْ وضِيعٌ خَسِيسٌ و (رَدَا) (يَرْدُو) مِنْ بَابِ عَلَا لُغَةٌ فَهُوَ (رَدِيٌّ) بِالتَّثْقِيلِ و (رَدِيَ) (رَدًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ هَلَكَ وَ يَتَعدَّى بِالْهَمْزِ. و (الرِّدَاءُ) بِالْمَدِّ مَا (يُتَرَدَّى) بِهِ مُذَكَّرٌ وَ لَا يَجوزُ تَأْنِيثُهُ. قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ و التَّثْنِيَةُ (رِدَاءَانِ) بِالْهَمْزِ وَ رُبَّمَا قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ وَاوا «1» فَقِيلَ (رِدَاوَان) وَ (ارْتَدَى) (بِرِدَائِهِ) و هُوَ حَسَنُ (الرّدْأَةِ) بِالْكَسْرِ و الْجَمْعُ (أَرْدِيَةٌ) بِالْيَاءِ مِثْلُ سِلَاحٍ وَ أَسْلِحَةٍ و (الرِّدْءُ) مَهْمُوزٌ وِزَانُ حِمْلٍ: المُعِين. وَ (أَرْدَأْتُهُ) بِالْأَلِفِ أَعَنْتُهُ. و (تَرَدَّى) فِى مَهْوَاةٍ سَقَطُ فِيهَا و (رَدَّيْتُهُ) (تَرْدِيَةً) و نُهِىَ عَنِ الشَّاةِ (المُتَردّيَةِ) لِأَنَّها مَاتَتْ مِنْ غَيْر ذَكَاةٍ.
[رذل‏]
رَذُلَ: الشَّى‏ءُ بِالضَّمِّ (رَذَالَةً) و (رُذُولَةً) بِمَعْنَى رَدُؤَ فَهُوَ (رَذْلٌ) و الْجَمْعُ (أَرْذُلٌ) ثُمَّ يُجْمَعُ عَلَى (أَرَاذِلَ) مثْلُ كَلْبٍ و أَكْلُبٍ و أَكَالِبَ و الْأُنْثَى رَذْلَةٌ و (الرُّذَالُ) بالضَّمِّ و (الرُّذَالَةُ) بِمعنَاهُ و هُوَ الّذِى انْتُقِىَ جَيّدُهُ وَ بَقِىَ أَرْذَلُه.
[رزب‏]
الإرْزَبَّةُ: بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ مَعَ التَّثْقِيلِ و الْجَمْعُ (أَرَازِبٌ) وَ فِى لُغَةٍ (مِرْزَبَةٌ) بِمِيمٍ مَكْسُورَةٍ مَعَ التَّخْفِيفِ. و الْعَامَّةُ تُثَقِّلُ مَعَ الْمِيمِ. قالَ ابنُ السِّكِّيتِ وَ هُوَ خَطَأٌ و الْجَمْعُ (مَرَازِبُ) بالتَّخْفِيفِ أيْضاً. و (المِرْزَابُ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ فِى الْمِيزَابِ.
[رزح‏]
رَزَحَ: الْبَعِيرُ يَرْزَحُ بِفَتْحَتَيْنِ (رُزُوحاً) و (رُزَاحاً) هُزِل هُزَالا شَدِيداً فَهُوَ (رازِحٌ) و إِبِلٌ (رَزْحَى) و (رَزَاحَى).
[رزق‏]
رَزَقَ: اللّهُ الْخَلْقَ (يَرْزُقُهُمْ) و الرِّزْقُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ لِلْمَرْزُوقِ و الْجَمْعُ (الْأَرْزَاقُ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ. وَ (ارْتَزَقَ) الْقَوْمُ أَخَذُوا (أَرْزَاقَهُمْ) فَهُمْ (مُرْتَزِقَةٌ).
[رزم‏]
الرِّزْمَةُ: الكَارَةُ مِنَ الثِّيَابِ و الْجَمْعُ (رِزَمٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (رَزَّمْتُ) الثِّيَابَ بِالتَّشْدِيدِ جَعَلْتُهَا (رِزَماً) و (رَزَمْتُ)
__________________________________________________
 (1) قلب الهمزة واوا فى مثل هذا قياسى لأنها منقلبة عن أصل.

225
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رزم ص 225

الشَّى‏ءَ (رَزْماً) مِنْ بَاب قَتَلَ جَمَعْتُهُ‏
[رزأ]
الرَّزِيَّةُ: الْمُصِيبَةُ وَ الْجَمْعُ (رَزَايَا) و أَصْلُهَا الْهَمْزُ يُقَالُ (رَزَأْتُهُ) (تَرْزَؤُه) مَهْمُوزٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَ الاسْمُ (الرُّزْءُ) مِثَالُ قُفْلٍ و (رَزَأْتُهُ) أَنَا إِذَا أَصَبْتُهُ بِمُصِيبَةٍ و قَدْ يُخَفَّفُ فَيُقَالُ (رَزَيْتُهُ) (أَرْزَاهُ).
[رستق‏]
الرُّسْتَاقُ: مُعَرَّبٌ وَ يُسْتَعْمَلُ فِى النَّاحِيَةِ الَّتِى هِىَ طَرَفُ الْإِقْلِيمِ. و (الرُّزْدَاقُ) بِالزَّاىِ و الدَّالِ مِثْلُهُ و الْجَمْعُ (رَسَاتِيقُ) و (رَزاديقُ) قَالَ ابْنُ فَارِس: (الرَّزْدَقُ) السَّطْرُ مِنَ النَّخْلِ و الصَّفُّ مِنَ النَّاسِ وَ مِنْهُ (الرُّزْدَاقُ) و هذَا يَقْتَضِى أَنَّهُ عَرَبِيٌّ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ (الرُّسْتَاقُ) مُوَلَّدٌ وَ صَوَابُهُ (رُزْدَاقٌ).
[رسب‏]
رَسَبَ: الشَّى‏ءُ (رُسُوباً) مِنْ بَابِ قَعَدَ ثَقُلَ وَ صَارَ إِلَى أَسْفَلَ وَ (رَسْباً) فِى الْمَصْدَرِ أَيْضاً.
[رسح‏]
رَسِحَ: (رَسَحاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ (أَرْسَحُ) أَىْ قَلِيلُ لَحْم الْفَخِذَيْنِ.
[رسخ‏]
رَسَخَ: الشَّى‏ءُ (يَرْسَخُ) بِفَتْحَتَيْنِ (رُسُوخاً) ثَبَتَ. و كُلُّ ثَابتٍ (رَاسِخٌ) و لَهُ قَدَمٌ (رَاسِخَةٌ) فى الْعِلْمِ بِمَعْنَى الْبَرَاعَةِ وَ الاسْتِكْثَار مِنْهُ.
[رسغ‏]
الرَّسْغُ: مِنَ الدَّوَابّ الْمَوْضِعُ الْمُسْتَدِقُّ بَيْنَ الْحَافِرِ و مَوْضِعِ الْوَظِيفِ مِنَ الْيَدِ و الرِّجْلِ وَ مِنَ الْإِنْسَان مَفْصِلُ ما بينَ الكَفِّ و السَّاعِدِ و القَدَمِ «1» إلَى السَّاقِ وَ ضَمُّ السِّينِ لِلْإتْبَاعِ لُغَةٌ و الْجَمْعُ (أَرْسَاغٌ) وَ أَصَابَ الْأَرْضَ مَطَرٌ (فَرَسَّغ) أَىْ وَصَلَ إلَى مَوْضِعِ (الْأَرْسَاغِ)
[رسف‏]
رَسَفَ: فِى قَيْدِهِ (رَسْفاً) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ وَ قَتَلَ و (رَسِيفاً) و (رَسَفَاناً) مَشَى فِيهِ فَهُوَ رَاسِفٌ.
[رسل‏]
شَعْرٌ رَسْلٌ: وِزَانُ فَلْسٍ أَىْ سَبْطٌ مُسْتَرْسِلٌ. وَ قَالَ الأَزْهَرِىُّ طَوِيلٌ مُسْتَرْسِلٌ. و (رَسِلَ) (رَسَلًا) مِنْ بَابِ تَعِبَ.
و بَعِيرٌ (رَسْلٌ) لَيِّنُ السَّيْرِ و نَاقَةٌ (رَسْلةٌ) و (الرَّسَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْقَطِيعُ مِنَ الْإِبِلِ و الْجَمْعُ (أَرْسَالٌ) مثلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ.
و شُبِّهَ بِهِ النَّاسُ فَقِيلَ جَاءُوا (أَرْسَالًا) أَىْ جَمَاعَاتٍ مُتَتَابِعِينَ، و (أَرْسَلْتُ) (رَسُولًا) بَعَثْتُهُ بِرِسَالَةٍ يُؤَدِّيهَا فَهُوَ فَعُولٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ، يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ لِلْمُذَكَّرِ و الْمُؤَنَّثِ و الْمُثَنَّى و الْمَجْمُوعِ، و يَجُوزُ التَّثْنِيَةُ و الْجَمْعُ فَيُجْمَعُ علَى (رُسُلٍ) بِضَمَّتَيْنِ. و إسْكَانُ السِّينِ لُغَةٌ وَ (أَرْسَلْتُ) الطَّائِرَ مِنْ يَدِى إِذَا أَطْلَقْتَه. و حَدِيثٌ (مُرْسَلٌ) لَمْ يَتَّصِلْ إِسْنَادُهُ بِصَاحِبِه. و (أَرْسَلْتُ) الْكَلَامَ (إرْسَالًا) أَطْلَقْتُهُ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ. و (تَرَسَّلَ) فِى قِرَاءَتِهِ بِمَعْنَى تَمَهَّلَ فِيهَا. قَالَ الْيَزِيدِىُّ:
 (التَّرَسُّلُ) و (التَّرْسِيلُ) فِى الْقِرَاءَةِ هُوَ التَّحْقِيقُ بِلَا عَجَلَةٍ. و (تَرَاسَلَ) الْقَوْمُ (أَرْسَلَ) بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ (رَسُولًا) أَوْ (رِسَالَةً) و جَمْعُهَا (رَسَائِلُ) و مِنْ هُنَا قِيلَ‏
__________________________________________________
 (1) لعلها و ما بين القدم و الساق.

226
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رسل ص 226

 (تَرَاسَلَ) النَّاسُ فِى الْغِنَاءِ إذَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ يَبْتَدِئُ هذَا وَ يَمُدُّ صَوْتَهُ فَيَضِيقُ عَنْ زَمَانِ الإِيقَاعِ فَيَسْكُتُ و يَأْخُذُ غَيْرُهُ فِى مَدِّ الصَّوْتِ و يَرْجِعُ الْأَوَّلُ إِلى النَّغْمِ وَ هكَذَا حَتّى يَنْتَهِىَ قَال ابْنُ الْأعْرَابِىِّ: وَ الْعَرَبُ تُسَمِّى (المُراسِلَ) فِى الْغِنَاءِ وَ الْعَمَلِ (المُتَالِىَ) يُقَالُ (رَاسَلَهُ) فِى عَمَلِهِ إذَا تَابَعَهُ فِيهِ فَهُوَ (رَسِيلٌ) وَ لَا تَراسُلَ فِى الْأَذَانِ أَىْ لَا مُتَابَعَةَ فِيهِ. وَ الْمَعْنَى لَا اجْتِمَاعَ فِيهِ. وَ تَقُولُ (عَلَى رِسْلِكَ) بِالْكَسْر أَىْ عَلَى هِيْنَتِكَ.
[رسم‏]
رَسَمْتُ: لِلْبِنَاءِ (رَسْماً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَعْلَمْتُ و (رَسَمْتُ) الْكِتَابَ كَتَبْتُهُ و مِنْهُ شَهِدَ عَلى (رَسْمِ القَبَالةِ) أَىْ عَلَى كِتَابَةِ الصَّحِيفَةِ. قَالَ ابْنُ القَطَّاعِ: و (رَسَمْتُ) لَهُ كَذَا (فَارْتَسَمَهُ) أى امْتَثَلَهُ و (الرَّسْمُ) الْأَثَرُ و الْجَمْعُ (رُسُومٌ) و (أَرْسُمٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و أَفْلُسٍ و (الرَّوْسَمُ) وِزَانُ جَعْفَرٍ خَشَبَةٌ يُخْتَمُ بِهَا الْغَلَّةُ و يُقَالُ (رَوْشَمٌ) بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَيْضاً و الْجَمْعُ (رَوَاسِمُ).
[رسن‏]
الرَّسَنُ: الْحَبْلُ و الْجَمْعُ (أَرْسَانٌ) و (أرسُنٌ) وَ رُبَّمَا قِيلَ. (رُسُنٌ) بِضَمَّتَيْنِ. وَ قَالَ سِيبَوَيْهِ لَا يُجْمَعُ إِلَّا عَلَى (أَرْسَانٍ) و (رَسَنْتُ) الدَّابَّةَ (رَسْناً) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ شَدَدْتُ عَلَيْهِ (رَسَنَهُ) و أَرْسَنْتُهُ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ.
[رسو]
رَسَا: الشَّىْ‏ءُ (يَرْسُو) (رَسْواً) و (رُسُوّاً) ثَبَتَ فَهُوَ (رَاسٍ) وَ جِبَالٌ (رَاسِيَةٌ) و (رَاسِيَاتٌ) و (رَوَاسٍ) وَ (أَرْسَيْتُهُ) بالأَلِفِ لِلتَّعْدِيَةِ و (رَسَتْ) أَقْدَامُهُمْ فِى الْحَرْبِ. و (رَسَوْتُ) بَيْنَ الْقَوْمِ أَصْلَحْتُ، وَ أَلْقَتِ السِّحَايةُ (مَرَاسِيَهَا) دَامَتْ.
[رشح‏]
رَشَحَ: الْجَسَدُ (يَرْشَحُ) (رَشْحاً) إذَا عَرِقَ فَهُوَ (رَاشِحٌ) و (رَشَّحَ) النَّدَى الْنَبْتَ (تَرْشِيحاً) رَبَّاهُ (فَتَرَشَّحَ).
[رشد]
الرُّشْدُ: الصَّلَاحُ وَ هُوَ خِلَافُ الغَىِّ و الضَّلَال- وَ هُوَ إصَابَةُ الصَّوَابِ و (رَشِدَ) (رَشَداً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (رَشَدَ) (يَرْشُدُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ (رَاشِدٌ) وَ الاسْمُ (الرَّشَادُ) و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ. و (رَشَّدَهُ) الْقَاضِى (تَرشِيداً) جَعَلَه (رَشِيداً) و (اسْتَرْشَدْتُهُ) (فَأَرْشَدَنِي) إِلَى الشَّىْ‏ءِ و عَلَيْهِ و لَهُ. قَالَهُ أَبُو زَيْدٍ و هُوَ (لِرِشْدَةٍ) أىْ صَحِيحُ النَّسَبِ بِكَسْرِ الرَّاءِ و الْفَتْحُ لُغَةٌ.
[رشش‏]
رَشَشْتُ «1»: الْمَاءَ (رَشّاً) وَ (رَشَشْتُ) الْمَوْضِعَ بِالْمَاءِ وَ (رَشَّتِ) السَّمَاءُ أَمْطَرَتْ و (أَرَشَّتْ) بالْأَلِفِ لُغَةٌ و (أَرَشَّتِ) الطعْنَةُ بِالْأَلِفِ نَفَذَتْ و أنْهَرَتِ الدَّمَ. و (رَشَاشُهَا) بِالْفَتْحِ الدَّمُ الْمُتَطايِرُ مِنْها و قِيلَ لِمَا يَتَناثرُ مِنَ الْمَاءِ وَ نحْوِهِ (رَشَاش) أَيْضاً.
[رشف‏]
رَشَفَ: (رَشْفاً) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ اسْتَقْصَى فى شُرْبِهِ فَلَمْ يُبْقِ شَيْئاً فِى الْإنَاءِ و (الرَّشْفُ) أَخْذُ الْمَاءِ بالشَّفَتَيْنِ و هُوَ فَوْقَ الْمَصِّ و امرأَة
__________________________________________________
 (1) رَشَّ من باب رَدَّ.

227
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رشف ص 227

(رَشُوفٌ) مِثْلُ رَسُولٍ طَيِّبَةُ الْفَمِ.
[رشق‏]
رَشَقْتُهُ: بِالسّهْمِ (رَشْقاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ. و (أَرْشَقْتُهُ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ رَمَيْتُهُ بِهِ و (الرّشْقُ) بِالْكَسْرِ الْوَجْهُ مِنَ الرَّمْىِ إِذَا رَمَى الْقَوْمُ بِأَجْمُعِهِمْ جَمِيعَ السِّهَامِ و حِينَئِذٍ يُقَالُ رَمَى الْقَوْمُ (رِشْقاً) وَ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: (الرِّشْقُ) السِّهَامُ نَفْسُهَا الَّتِى تُرْمَى و الْجَمْعُ (أَرْشَاقٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ وَ رُبَّمَا قِيلَ (رَشَقْتُهُ) بِالْقَوْلِ و (أَرْشَقْتُهُ).
و (رَشُقَ) الشَّخْصُ بِالضَّمِّ (رَشَاقَةً) خَفَّ فى عَمَلِهِ فَهُوَ (رَشِيقٌ).
[رشو]
الرَّشْوَةُ: بِالْكَسْر مَا يُعْطِيهِ الشَّخْصُ الحَاكِمَ و غَيْرَهُ لِيَحْكُمَ لَهُ أَوْ يَحْمِلَهُ عَلَى مَا يُرِيدُ و جَمْعُهَا (رِشاً) مثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و الضَّمُّ لُغَةٌ و جَمْعُهَا (رُشاً) بِالضَّمِّ أَيْضاً. و (رَشَوْتُهُ) (رَشْواً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَعْطَيْتُهُ (رُشْوَةً) (فَارْتَشَى) أَىْ أَخَذَ وَ أَصْلُهُ (رَشَا) الْفَرْخُ إِذَا مَدَّ رَأْسَهُ إلَى أُمِّهِ لِتَزُقَّه. و (الرِّشَاءُ) الْحَبْلُ و الْجَمْعُ (أَرْشِيَةٌ) مِثْلُ كِسَاءِ وَ أَكْسِيَةٍ. و (الرَّشَأُ) مَهْمُوزٌ وَلَدٌ الظَّبْيَةِ إذَا تَحَرَّكَ وَ مَشَى وَ هُوَ الْغَزَالُ و الْجَمْعُ أَرْشَاءٌ مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ.
[رصد]
الرَّصَدُ: الطَّرِيقُ وَ الْجَمْعُ (أَرْصَادٌ) مِثْلُ سَبَبٍ وَ أَسَبَابٍ. و (رَصَدْتُهُ) (رَصْداً) مِنْ بَابِ قَتَلَ قَعَدْتُ لَهُ عَلَى الطَّرِيق. و الْفَاعِلُ (رَاصِدٌ) وَ رُبَّمَا جُمِعَ عَلَى (رَصَدٍ) مثْلُ خَادِمٍ وَ خَدَمٍ. و (الرَّصَدِيُّ) نِسْبَةٌ إِلَى (الرَّصَدِ) «1» و هُوَ الَّذِى يَقْعُدُ عَلَى الطَّرِيقِ يَنْتَظِرُ النَّاسَ لِيَأْخُذَ شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِمْ ظُلْماً و عُدْوَاناً و قَعَدَ فُلَانٌ (بِالْمَرْصَدِ) وِزَانُ جَعْفَرٍ وَ (بِالْمِرْصَادِ) بِالْكَسْرِ و (بِالْمُرْتَصَدِ) أَيْضاً أَىْ بِطَرِيقِ الارْتِقَابِ وَ الانْتِظَارِ.
وَ رَبُّكَ لَكَ (بالْمِرْصَادِ) أَىْ مُرَاقِبُكَ فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَىْ‏ءٌ مِنْ أَفْعَالِكَ وَ لَا تَفُوتُهُ.
[رصص‏]
رَصَصْتُ: الْبُنْيَانَ (رَصّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ ضَمَمْتُ بَعْضَهُ إلَى بَعْضٍ. و (تَرَاصَّ) الْقَوْمُ فِى الصَّفِّ. و (الرَّصَاصُ) بِالْفَتْحِ و الْقِطْعَةُ مِنْهُ (رَصَاصَةٌ)
[رصف‏]
رَصَفْتُ: الْحِجَارَةَ (رَصْفاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ ضَمَمْتُ بَعْضَهَا إلَى بَعْضٍ فَهِىَ (رَصَفٌ) بِالْفَتْح الْوَاحِدةَ (رَصَفَةٌ) مِثَالُ قَصَبٍ و قَصَبَةٍ و عَمَلٌ (رَصِيفٌ) ثَابِتٌ مُحْكَمٌ. وَ جَوَابٌ (رَصِيفٌ) قَوِىٌّ لَا يُرَدَّ.
[رضح‏]
رَضَحْتُهُ: (رَضْحاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ وَ هُوَ كَسْرُهُ و دَقُّهُ كَالنَّوَى وَ غَيْرِهِ و (رَضَحْتُ) رأْسَهُ إذَا كَسَرْتَهُ وَ الْخَاءُ الْمُعْجَمَةُ لُغَةٌ فِيهمَا.
[رضخ‏]
رَضَخْتُ: لَهْ (رَضْخاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و (رَضِيخاً) أَعْطَيْتُهُ شَيْئاً لَيْسَ بِالْكَثِيرِ. و الْمَالُ (رَضْخٌ) تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ أو فَعْلٌ بِمَعْنى مَفْعُول مِثْلُ ضَرْبِ الْأَمِيرِ و عِنْدَهُ (رَضْخٌ) مِنْ‏
__________________________________________________
 (1) قال الجوهرى: الرَّصَدُ بفتحتين من يرصد الطريق يستوى فيه الواحد و الجمع و المؤنث.

228
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رضخ ص 228

خَيْرٍ أَىْ شَىْ‏ءٌ مِنْهُ.
[رضض‏]
رضَضْتُهُ: (رَضّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ كَسَرْتُهُ و (الرُّضَاضُ) بالضَّمِّ مِثْلُ الدُّقَاقِ وَ مِنْ هُنَا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ (الرَّضُّ) الدَّقُّ.
[رضع‏]
رَضَعَ: الصَّبِىُّ (رَضَعاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ فِى لُغَةِ نَجْدٍ و (رَضَعَ) (رَضْعاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ لِأَهْلِ تِهَامَةَ و أَهْلَ مَكَّةَ يَتَكَلَّمُونَ بِهَا و بَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَصْلُ الْمَصْدَرِ مِنْ هذِهِ اللُّغَةِ كَسْرُ الضَّادِ و إِنَّمَا السُّكُون تَخْفِيفٌ مِثْلُ الحَلِفِ وَ الْحَلْفِ و (رَضَعَ) (يَرْضَع) بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ و (رَضَاعاً) و (رَضَاعَةً) بِفَتْحِ الرَّاءِ. وَ (أَرْضَعَتْهُ) أُمُّهُ (فَارْتَضَعَ) فَهِىَ (مُرْضِعٌ) و (مُرْضِعَةٌ) أَيْضاً وَ قَالَ الْفَرَّاءُ و جَمَاعَةٌ: إنْ قُصِدَ حَقِيقَةُ الْوَصْفِ (بِالْإرْضَاعِ) (فَمُرْضِعٌ) بِغَيْرِ هَاءٍ وَ إِنْ قُصِدَ مَجَازُ الْوَصْفِ بِمَعْنَى أَنَّهَا مَحَلُّ (الْإِرْضَاعِ) فِيمَا كَانَ أَوْ سَيَكُونُ فَبِالْهَاءِ و عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: «تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ»
 وَ نِسَاءٌ (مَرَاضِعُ) و (مَرَاضِيعُ) وَ (رَاضَعْتُهُ) (مُرَاضَعَةً) و (رِضَاعاً) وَ (رِضَاعَةً) بِالْكَسْرِ وَ هُوَ (رَضِيعِيٌّ) و (الرَّاضِعَتَان) الثَّنِيَّتَان الَّلتَانِ يُشْرَبُ عَلَيْهِمَا اللَّبَنُ وَ يُقَالُ (الرَّاضِعَةُ) الثَّنِيَّةُ إِذَا سَقَطَتْ و الجَمْعُ (الرَّواضع) قَالَ أَبُو زَيْدٍ: (الرَّاضِعَةُ) كُلُّ سِنّ سَقَطَتْ مِن مَقَادِمِه.
و يُقَالُ (لَؤُمَ و رَضُعَ) عَلَى الازْدِوَاجِ وَ ذلِكَ إذَا مَصَّ مِنَ الخِلْفِ مَخَافَةً أن يَعْلَمَ بِهِ أَحَدٌ إذَا حَلَبَ فَيَطْلُبَ مِنْهُ شَيْئاً فَهُوَ (رَاضِعٌ) وَ لَوْ أُفْرِدَ قِيلَ (رَضَعَ) مِثْلُ تعِبَ أو ضَرَبَ و الْجَمْعُ (رُضَّعٌ).
[رضف‏]
الرَّضْفُ: الحِجَارَةُ الْمُحْمَاةُ الْواحِدَةُ (رَضْفَةٌ) مِثْلُ تَمْرٍ و تَمْرَةٍ و (رَضَفْتُ) الشَّىْ‏ءَ (رَضْفاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَوَيْتُهُ (بالرَّضْفَةِ) و (رَضَفْتُ) اللَّحْمَ شَوَيْتُهُ عَلَى الرَّضْفِ.
[رضو]
رَضِيتُ: الشَّىْ‏ءَ و (رَضِيتُ) بِهِ (رِضًا) اخْتَرْتُهُ و (ارْتَضَيْتُهُ) مِثْلُه و (رَضِيتُ) عَنْ زَيْدٍ و (رَضِيتُ) عَلَيْهِ لُغَةٌ لِأَهْلِ الحِجَازِ. و (الرِّضْوَانُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ و ضَمُّهَا لُغَةُ قَيْسٍ وَ تَمِيمٍ بِمَعْنى الرِّضَا و هُوَ خلَافُ السَّخَطِ وَ شَى‏ء (مَرْضِيٌّ) أَكْثَرُ مِنْ (مَرْضُوٍّ). و قَوْلُ الْفُقَهاء تُشْهِدُ عَلَى (رِضَاهَا) أَىْ عَلى‏ إذْنَها جَعَلُوْا الإذْنَ (رِضًا) لِدَلالَتِهِ عَلَيْهِ وَ (أَرْضَيْتُهُ) (إِرْضَاءً) و (رَاضَيْتُهُ) (مُرَاضَاةً) و (رِضَاءً) مِثْلُ وَافَقْتُهُ مُوَافَقَةً و وفَاقاً وَزْناً وَ مَعْنًى.
[رطب‏]
رَطُبَ: الشَّى‏ءُ بِالضَّمّ (رُطُوبَةً) نَدِىَ وَ هُوَ خِلَافُ الْيَابِس الْجَافِّ. و (الرَّطْبُ) أيْضاً الشَّى‏ءُ الرَّخْصُ و شَى‏ءٌ (رَطْبٌ) و (رَطِيبٌ) إِذَا كَانَ مُبْتَلًّا أَوْ رَخْصاً لَيِّناً وَ (الرَّطْبَةُ) القَضْبَةُ خَاصَّةٌ. وَ الْجَمْعُ (رِطَابٌ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و (الرُّطْبُ) وِزَانُ قُفْلٍ الْمَرْعَى الْأَخْضَرُ مِنْ بُقُولِ الرَّبِيعِ وَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ (الرُّطْبَةُ) وزَانُ غُرْفَةٍ الخَلَا وَ هُوَ الغَضُّ مِن‏

229
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رطب ص 229

الكَلَإِ وَ (أَرْطَبَتِ) الْأَرْضُ (إِرْطَاباً) صَارَتْ ذَاتَ نَبَاتٍ رَطْبٍ وَ (أَرْطَبَ) الْقَوْمُ صَارُوا فِيهِ و (الرُّطَبُ) ثَمَرُ النَّخْلِ إِذَا أدْرَكَ وَ نَضَجَ قَبْلَ أَنْ يَتَتَمَّرَ الْوَاحِدَةُ (رُطَبَةٌ) و الْجَمْعُ (أَرْطَابٌ) و (أَرْطَبَتِ) البُسْرَة (إِرْطَاباً) بدَا فِيهَا (التَّرْطِيبُ).
وَ (الرُّطَبُ) نَوْعَانِ (أَحَدُهُمَا) لَا يَتَتَمَّرُ وَ إِذَا تَأَخَّرَ أَكْلُهُ تَسَارَعَ إِلَيْهِ الْفَسادُ. و (الثَّانِى) يَتَتَمَّرُ وَ يصِيرُ عَجْوَة و تَمْراً يَابساً.
[رطل‏]
الرَّطْلُ: مِعْيَارٌ يُوزَنُ بِهِ و كَسْرُهُ أَشْهَرُ مِنْ فَتْحِهِ. وَ هُوَ بِالْبَغْدَادِىِّ اثْنَتَا عَشْرَةَ اؤُقِيَّةً. و الأُوقِيَّةُ:
إِسْتَارٌ و ثُلُثَا إِسْتَارٍ. وَ الْإسْتَارُ: أَرْبَعَةُ مَثَاقِيلَ و نِصْفُ مِثْقَالٍ. و الْمِثْقَالُ: دِرْهَمٌ وَ ثَلَاثَةُ أَسْبَاعٍ. و الدِّرْهَمُ سِتَّةٌ دَوَانِقَ و الدَّانِقُ: ثَمَان «1» حَبَّاتٍ و خُمُسَا حَبَّةٍ وَ عَلَى هذَا (فَالرَّطْلُ) تِسْعُونَ مِثْقَالًا وَ هِىَ مَائَةُ دِرْهَمٍ و ثَمَانِيَة وَ عِشْرُونَ دِرْهَماً وَ أَرْبَعَةُ أسْبَاعِ دِرْهَمٍ و الْجَمْعُ (أَرْطَالٌ) قَالَ الْفُقَهَاءُ وَ إِذَا أُطْلِقَ (الرِّطْلُ) فِى الْفُرُوع فَالْمُرَادُ بِهِ رِطْلُ بَغْدَادَ. (و الرَّطِلُ) مِكيَال أيْضاً وَ هُوَ بِالْكَسْرِ وَ بَعْضُهُمْ يَحْكِى فِيهِ الْفَتْحُ و (رَطَلْتَ) الشَّى‏ءَ (رَطْلًا) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَزَنْتَه بِيَدِكَ لِتَعْرِفَ وَزْنَهُ تَقْرِيباً.
[رعب‏]
رَعَبْت: (رَعْباً) مِنْ بَابِ نَفَع خِفْتُ وَ تَعَدَّى بنَفْسِهِ وَ بالْهَمْزَةِ أَيْضاً فَيُقَالُ: (رَعَبْتُهُ) و (أَرْعَبْتُهُ) وَ الاسْمُ (الرُّعْبُ) بالضَّمّ و تُضَمُّ الْعَيْنُ لِلْإِتْبَاعِ وَ (رعَبْتُ) الإِنَاءَ مَلَأتُهُ.
[رعد]
رَعَدَتِ: السَمَاءُ (رَعْداً) مِنْ بَابِ قَتَلَ و (رُعُوداً) لَاحَ مِنْهَا (الرَّعْدُ) و (أَرْعَدَ) الْقَوْمُ (إِرْعَاداً) أَصَابَهُمُ (الرَّعْدُ) و (رَعَدَ) زَيْدٌ (رَعْداً) تَوَعَّدَ بِالشَّرِ و (أَرْعَدَ) (إِرْعَاداً) مِثْلُهُ و (رَعَدَ) (يَرْعُدُ) و (ارْتَعَدَ) اضْطَرَبَ و (الرِّعْدَةُ) بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ.
[رعز]
الْمِرْعِزَّى: الزَّغَبُ الَّذِى تَحْتَ شَعْرِ العَنْز و فِيهِ لُغَاتٌ: التَّخْفِيفُ و الْمَدُّ مَعَ فَتْحِ الْمِيمِ و كَسْرِها و التَّثْقِيلُ و الْقَصْرُ مَعَ كَسْرِ المِيمِ لَا غَيْرُ و الْعَيْنُ مَكْسُورَةٌ فِى الْأَحْوَالِ كُلِّهَا وَ حُكِىَ (مَرْعَزٌ) وِزَانُ جَعْفَرٍ وَ (مِرعِزٌّ) بِكَسْرَتَيْنِ مَعَ التَّثْقِيلِ. وَ لَا يِجُوزُ التَّخْفِيفُ مَعَ الْكَسْرَتَيْنِ لِفَقْدِ مِفْعِلٍ «2» فِى الْكَلَامِ و أما مِنْخِرٌ و مِنْتِنٌ فَكَسْرُ الْمِيمِ إِتْبَاعٌ وَ لَيْسَ بِأَصْلٍ.
[رعع‏]
الرَّعَاعُ: بِالْفَتْحِ السِّفْلَةُ مِنَ النَّاسِ الْوَاحِدُ (رَعَاعَةٌ) و يُقَالُ هُمْ أَخْلَاطُ النَّاس.
[رعف‏]
رَعَفَ: (رَعْفاً) مِنْ بَابَىْ قَتَلَ وَ نَفَعَ و (رَعُفَ) بالضَّمِّ لُغَةٌ وَ الاسْمُ (الرُّعَافُ) وَ هُوَ خُرُوجُ الدَّمِ مِنَ الْأَنْفِ و يُقَالُ (الرُّعَافُ) الدَّمُ نَفْسُهُ و أَصْلُهُ السَّبْقُ و التَّقَدُّمُ و فَرَسٌ‏
__________________________________________________
 (1) هكذا فى جميع النسخ: و الصواب (ثماني حيات) باثبات الياء لأن ثمانيا عند الإضافةٌ يعامل معاملة المنقوص.
 (2) ذهب ابن هشام إلى أن الميم فى مرعز أصلية لثبوتها فى الاشتقاق- ا ه أوضح المسالك زيادة الميم أقول- قالت العرب ثوبٌ ممر عز قاموس- رعز.

230
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رعف ص 230

 (رَاعِفٌ) أَىْ سَابِقٌ فَإِنَّ (الرُّعَافَ) سَبَقَ عَلَمَ الرَّاعِفِ و تَقَدَّمَ.
[رعل‏]
رِعْلٌ: وِزَانُ حِمْلٍ و ذَكْوَانُ و عُصَيَّةُ قَبَائِلُ مِنْ سُلَيمٍ وَ هُمُ الَّذِينَ قَتَلُوا القُرَّاءَ عَلَى بِئْرِ مَعُونَةَ وَ دَعَا عَلَيْهِمُ النَّبىُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وَ سَلَّمَ شَهْراً. و نَخْلَةٌ (رَعْلَةٌ) أَىْ طَوِيلَةٌ و الْجَمْعُ (رِعَالٌ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلابٍ.
[رعي‏]
رَعَتِ: الْمَاشِيَةُ (تَرْعَى) (رَعْياً) فَهِىَ (رَاعِيَةٌ) إِذَا سَرَحَتْ بِنَفْسِهَا. وَ (رَعَيْتُهَا) (أَرْعَاهَا) يُسْتَعْمَلُ لَازِماً وَ مُتَعَدِّياً وَ الْفَاعِلُ (رَاعٍ) وَ الْجَمْعُ (رُعَاةٌ) بِالضَّمِّ مِثْلُ قَاضٍ و قُضَاةٍ وَ قِيلَ أيْضاً (رِعَاءٌ) بِالْكَسْرِ وَ الْمَدِّ و (رُعْيَانٌ) مِثْلُ رُغْفَانٍ. وَ قِيلَ لِلْحَاكِمِ وَ الْأَمِيرِ: (رَاعٍ) لِقِيَامِهِ بِتَدْبِير النَّاسِ وَ سِيَاسَتِهِمْ وَ النَّاسُ (رَعِيَّةٌ) و (الرِّعْيُ) وِزَانُ حِمْلٍ وَ (الْمَرْعَى) بِمَعْنىً:
وَ هُوَ مَا تَرْعَاهُ الدَّوَابُّ و الْجَمْعُ (الْمَرَاعِى).
وَ (ارْعَوَى) عَنِ الْقَبِيح مِثْلُ ارْتَدَعَ و (رَاعَيْتُ) الْأَمْرَ نَظَرْتُ فِى عَاقِبَتِهِ و (رَاعَيْتُهُ) لَاحَظْتُهُ وَ (أَرْعَيْتُهُ) سَمْعِى مِثْلُ أَصْغَيْتُ وَزْناً وَ مَعْنىً و (أَرْعِنِى) سَمْعَكَ.
[رغب‏]
رَغِبْتُ: فِى الشَّى‏ء وَ (رَغِبْتُهُ) يَتَعدَّى بِنَفْسِهِ أَيْضاً إِذَا أَرَدْتَهُ (رَغَبَا) بِفَتْحِ الْغَيْنِ و سُكُونِهَا و (رُغْبَى) بِفَتْحِ الرَّاءِ و ضَمِّهَا و (رَغْبَاءَ) بِالْفَتْحِ و الْمَدِّ وَ (رَغِبْتُ) عَنْهُ إِذَا لَمْ تُرِدْهُ و (الرَّغِيبَةُ) الْعَطَاءُ الْكَثِيرُ وَ الْجَمْعُ (الرَّغَائِبُ). وَ (الرَّغْبَةُ) الْهَاءُ لِتَأْنِيثِ الْمَصْدَرِ و الْجَمْعُ (رَغَبَاتٌ) مِثْلُ سَجْدَةٍ وَ سَجَدَاتِ. و رَجُلٌ (رَغِيبٌ) وِزَانُ شَرِيفٍ و كَرِيمٍ أَىْ ذُو رَغْبَةٍ فِى كَثْرَةِ الْأَكْلِ. وَ إِذَا أُرِيدَ الْمُبَالَغَةُ كُسِر و ثُقِّلَ «1».
[رغد]
رَغُدَ: الْعَيْشُ بِالضَّمِّ (رَغَادَةً) اتَّسَعَ وَ لَانَ فَهُوَ (رَغْدٌ) وَ (رَغِيدٌ) و (رَغِد) (رَغَداً) مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ فَهُوَ (رَاغِدٌ) وَ هُوَ فِى (رَغَدٍ) مِنَ الْعَيْشِ أَىْ رِزْقٍ وَاسِعٍ و (أَرْغَدَ) الْقَوْمُ بِالْأَلِفِ أَخْصَبُوا و (الرَّغِيدَةُ) الزُّبْدُ.
[رغف‏]
الرَّغِيفُ: جَمْعُهُ (رُغُفٌ) مِثْلُ بَريدٍ و بُرُدٍ و (أَرْغِفَةٌ) و (رُغْفَانٌ) بالضَّمِّ وَ (رَغَفْتُ) الْعَجِينَ (رَغْفاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ جَمَعْتَهُ بِيدِكَ مُسْتَدِيراً فَالرَّغِيفُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
[رغم‏]
الرَّغَامُ: بِالْفَتْحِ التُّرَابُ وَ (رَغَم) أَنْفُهُ (رَغْماً) مِن بَابِ قَتَلَ و (رَغِمَ) مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ كِنَايَةٌ عَن الذُّلّ كَأَنَّهُ لَصِقَ (بِالرَّغَامِ) هَوَاناً وَ يَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ (أَرْغَمَ) اللّهُ أَنْفَهُ و فَعَلْتُهُ (عَلَى رُغْم) أَنْفِهِ بِالْفَتْحِ و الضَّمِ أَىْ عَلَى كُرْهٍ مِنْهُ و (رَاغَمْتُهُ) غَاضَبْتُهُ وَ هَذَا (تَرْغِيمٌ) لَهُ أَىْ إِذْلَالٌ و هذَا مِنَ الْأَمْثَالِ الَّتِى جَرَتْ فِى كَلَامِهِمْ بِأَسْمَاءِ الْأَعْضَاءِ وَ لَا يُريدُونَ أَعْيَانَهَا بَلْ وَضَعُوهَا لِمَعَانٍ غَيْرِ مَعَانِى الْأَسْمَاءِ الظَّاهِرَةِ وَ لَا حَظَّ لِظَاهِرِ الْأَسْمَاءِ مِنْ طَرِيقِ الْحَقِيقَةِ. وَ مِنْهُ قَوْلُهُمْ كَلَامُهُ تَحْتَ قَدَمىَ‏
__________________________________________________
 (1) أى يقال رِغيب على وزن سِكَّرا.

231
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رغم ص 231

و حَاجَتُهُ خَلْف ظَهْرِى يُرِيدُونَ الْإِهْمَالَ وَ عَدَمَ الاحْتِفَال.
[رغو]
الرَّغْوَةُ: الزَّبَدُ يَعْلُو الشَّى‏ءَ عِنْدَ غَلَيَانِهِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَ ضَمِّها و حُكِىَ الْكَسْرُ وَ جَمْعُ الْمَفْتُوحِ (رَغَوَاتٌ) مِثْلُ شَهْوَةٍ و شَهَوَاتٍ، و جَمْعُ الْمَضْمُومِ (رُغىً) مِثْلُ مُدْيَةٍ و مُدًى و (الرُّغَايَةُ) بالضَّمِ و الْكَسْرِ و (الرِّغَاوَةُ) بِالْكَسْرِ مَعَ الْوَاوِ رُغْوَةُ اللَّبَنِ و (ارْتَغَى) شَرِبَ (الرَّغْوَةَ) و (رَغَّى) اللّبَنُ بالتَّشْدِيدِ عَلَتْ رِغْوَتُهُ. و (الرُّغَاءُ) وِزَانُ غُرَابٍ صَوْتُ الْبَعِيرِ و (رَغَتِ) النَّاقَةُ (تَرْغُو) صَوَّتَتْ فَهِىَ (رَاغِيَةٌ).
[رفث‏]
رَفَثَ: فِى مَنْطِقِهِ (رَفَثاً) مِنْ بَابِ طَلَبَ و (يَرْفِثُ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ: أَفْحَشَ فِيهِ أو صَرَّحَ بِمَا يُكْنَى عنه من ذكر النكاح و (أَرْفَثَ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و الرَّفَثُ النكاح فَقَوْلُهُ تَعَالَى «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ»
 المرادُ الجماعُ و قَوْلُهُ تَعَالَى «فَلا رَفَثَ»
 قِيلَ فلا جِمَاعَ و قيل فَلَا فُحْشَ مِنَ الْقَوْلِ و قيل الرَّفَثُ يَكُونُ فى الفَرْج بالْجمَاعِ و فى الْعَيْنِ بِالْغَمْزِ لِلْجِمَاعِ و فى اللِّسَانِ لِلْمُواعَدَةِ بِهِ.
[رفد]
رَفَدَهُ: (رَفْداً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أعْطَاهُ أَوْ أَعَانَهُ و (الرِّفْدُ) بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ و (أَرْفَدَهُ) بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَ (تَرَافَدُوا) تَعَاوَنُوا و (اسْتَرْفَدْتُهُ) طَلَبْتُ (رِفْدَهُ).
[رفس‏]
رَفَسَهُ: (رَفْساً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ: ضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ. قَالَ الْخَلِيلُ و (الرَّفْسُ) يَكُونُ فِى الصَّدْرِ.
[رفض‏]
رَفَضْتُهُ: (رَفْضاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَتَلَ تَرَكْتُهُ و (الرَّافِضَةُ) فِرْقَةٌ مِنْ شِيعَةِ الْكوفَةِ سُمُّوا بِذلِكَ لِأَنَّهُمْ (رَفَضُوا) أَىْ تَرَكُوا زَيْدَ بْنَ عَلِىّ عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ نَهَاهُمْ عَنِ الطَّعْنِ فِى الصَّحَابَةِ فَلَمَّا عَرَفُوا مَقَالَتَهُ و أَنَّهُ لَا يَبْرَأُ مِنَ الشَّيْخَيْنِ رَفَضُوهُ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ هَذَا اللَّقَبُ فِى كُلِّ مَنْ غَلَا فِى هذَا الْمَذْهَبِ وَ أَجَازَ الطَّعْنَ فِى الصَّحَابةِ. و (رَفَضَتِ) الْإِبِلُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ تَفَرَّقَتْ فِى الْمَرْعَى و يَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فِى الْأَكْثَرِ فَيُقَالُ (أَرْفَضْتُهَا) وَ فِى لُغَةٍ بِنَفْسِهِ.
[رفع‏]
رَفَعْتُهُ: (رَفْعاً) خِلَافُ خَفَضْتُهُ و الْفَاعِلَ (رَافِعٌ) و بِهِ سُمِّى و مِنْهُ (رَافِعُ ابْنُ خَدِيجٍ) وَ يُقَالُ إِنَّ الرَّافِعِىَّ مَنْسُوبٌ إِلَيْهِ وَ كَذلِكَ سُمِّىَ بِالْمَصْدَرِ مُصَغَّراً «1». وَ رَفَعْتُهُ أَذَعْتُهُ. وَ مِنْهُ (رَفَعْتُ) عَلَى الْعَامِلِ (رَفِيعَةً) وَ (رَفَعْتُ) الْأَمْرَ إِلَى السُّلْطَانِ (رُفْعَاناً) و (رَفَعْتُ) الزَّرْعَ إِلَى البَيْدَرِ. وَ هُوَ زَمانُ (الرِّفَاع) و الرَّفَاعِ، وَ (رَفَعَ) اللّهُ عَمَلَهُ قَبِلَهُ (فَالرَّفْعُ) فِى الْأَجْسَامِ حَقِيقَةٌ فِى الحَرَكَةِ وَ الانْتِقَالِ. وَ فِى الْمَعَانِى مَحْمُولٌ عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ الْمَقَامُ. و مِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ».
و الْقَلَمُ لَمْ يُوضَعْ عَلَى الصَّغِيرِ وَ إِنَّمَا مَعْنَاهُ لَا تَكْلِيفَ فَلَا مُؤَاخذَةَ
__________________________________________________
 (1) أى قيل (رُفَيْعٌ).

232
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رفع ص 232

أَلَا تَرَى أَنَّهُ نَفَى رَفْعَ الْعَصَا
فِى حَدِيثِ فَاطِمَةَ الْفِهْرِيةِ حَيْثُ قَالَ: «أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَإِنَّهُ لَا يَرْفَعُ الْعَصَا عَنْ عَاتِقِهِ».
وَ هِىَ غَيْر مَوْضُوعةٍ عَلَى عَاتِقِهِ بَلْ هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى. و هُوَ شِدَّةُ التَّأْدِيبِ. و (رَفَعَ) الْبَعِيرُ فِى سَيْرِهِ أَسْرَعَ وَ (رَفَعْتُهُ) أَسْرَعْتُ بِهِ يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى.
وَ (رَفُعَ) الرَّجُلَ فِى حَسَبِهِ و نَسَبِهِ فَهُوَ (رَفِيعٌ) مِثْلُ شَرُفَ فَهُوَ شَرِيفٌ. و (الرِّفَاعَةُ) بِالْكَسْر اسْمٌ مِنْهُ وَ بِهِ سُمِّيَ و مِنْهُ (رِفَاعةُ بْنُ زَنْبَرٍ) بِزَاىٍ مُعْجَمَةٍ ثُمَّ نُونٍ ثُمَّ بَاءٍ مُوَحِّدَةٍ ثُمَّ رَاءٍ مُهْمَلَةٍ وِزَانُ جَعْفَرٍ وَ هُوَ صحَابِىُّ و (رَفُعَ) الثَّوْبُ فَهُوَ (رَفِيعٌ) أَيْضاً خِلَافُ غَلُظَ.
[رفغ‏]
الرُّفْغُ: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هُوَ أَصْلُ الْفَخِذِ و قَالَ ابْنُ فَارِسٍ أَصْلُ الْفَخِذِ وَ سَائِرُ المَغَابِنِ. و كُلّ مَوْضِعٍ اجْتَمَعَ فِيهِ الوَسَخُ فَهُوَ (رُفْغٌ) و الرُّفْغُ بِضَمِّ الرَّاءِ فِى لُغَةِ أَهْلِ الْعَالِيَةِ و الْحِجَازِ و الْجَمْعُ (أَرْفَاغٌ) مِثْلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ و تُفْتَحُ الرَّاءُ فِى لُغَةِ تَمِيمٍ وَ الْجَمْعُ (رُفُوغٌ) وَ (أَرْفُغٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و أَفْلُسٍ.
[رفف‏]
الرَّفُّ: قَالَ الْفَارَابِىُّ شِبْهُ الطَّاقِ. و (الرَّفُّ) الْمُسْتَعْمَلُ فِى الْبُيُوتِ مَعْرُوفٌ.
قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ عَربىُّ و الْجَمْعُ (رُفُوفٌ) وَ (رِفَافٌ) وَ فِى حَدِيثِ أَبِى هُرَيْرَةَ «إِنِّي لَأَرُفُّ شَفَتَيْهَا» هُوَ التَّقْبِيلُ و الْمصُّ و التَّرشُّفُ‏
[رفق‏]
رَفَقْتُ: بِهِ مِنْ بَابِ قَتَل (رِفْقاً) فَأَنَا رَفِيقٌ خِلَافُ الْعُنْفِ و (الرَّفِيقُ) أَيْضاً ضِدُّ الْأَخْرَقِ مَأْخُوذٌ مِنْ ذلِكَ و (رَفُقَ) بِهِ مِثْلُ قَرُبَ و (رَفَقْتُ) الْعَمَلَ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَحْكَمْتُهُ و (رَفَقْتُ) فِى السَّيْرِ قَصَدْتُ و (الْمَرْفِقُ) مَا ارْتَفَقْتَ بِهِ بِفَتْحِ المِيمِ و كَسْرِ الْفَاءِ كَمَسْجِدٍ وَ بِالْعَكْسِ لُغَتَانِ وَ مِنْه (مَرْفِقُ) الْإِنْسَانِ و أَمَّا (مِرْفَقُ) الدَّارِ كَالْمَطْبَخِ و الْكَنِيفِ و نَحْوِهِ فَبِكَسْرِ المِيمِ و فتح الْفَاءِ لَا غَيْرُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِاسْمِ الْآلةِ وَ جَمْعُ (الْمِرْفَقِ) (مَرَافِقُ) و إِنَّمَا جُمِعَ (المِرْفَقُ) فِى قَوْلِهِ تَعَالَى «وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ»
 لِأَنَّ الْعَرَبَ إِذَا قَابَلَتْ جَمْعاً بِجَمْعٍ حَمَلَتْ كُلِّ مُفْرَدٍ مِنْ هذَا عَلَى كُلِّ مُفْرَدٍ مِنْ هذا و عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى «فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ... وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ ... وَ لْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ...- وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ» أى وَ لْيَأْخُذْ كُلُّ وَاحِدٍ سِلَاحَهُ وَ لَا يَنْكِحْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا نَكَحَ أَبُوهُ مِنَ النِّسَاءِ وَ لِذلِكَ إِذَا كَانَ لِلْجَمْعِ الثَّانِى مُتَعَلَّقٌ وَاحِدٌ فَتَارَةً يُفْرِدُونَ الْمُتَعَلَّقَ بِاعْتِبَارِ وَحْدَتِهِ بِالنِسْبَةِ إِلَى إِضَافَتِهِ إِلَى مُتَعَلَّقِهِ نَحْوُ «خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً» أَىْ خُذْ مِنْ كُلِّ مَالِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَدَقَةً وَ تَارَةً يَجْمَعُونَهُ لِيَتَنَاسَب اللَّفْظُ بِصِيَغِ الْجُمُوعِ قَالُوا: رَكِبَ النَّاسُ دَوَابَّهمْ بِرِحَالِهَا و أَرْسَانِهَا أَىْ رَكِبَ كُلُّ وَاحِدٍ دَابَّتَهُ بِرَحْلِهَا وَ رَسَنِهَا و مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ»
 أَىْ وَ لْيَغْسِل كُلُّ وَاحِدٍ كُلَّ يَدٍ إِلَى (مُرْفِقِهَا) لِأَنَّ لِكُلِّ يَدٍ (مَرْفِقاً) وَاحِداً وَ إِنْ كَانَ لَه‏

233
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رفق ص 233

مُتَعَلَّقَانِ ثَنَّوا الْمُتَعَلَّقَ فِى. الْأَكْثَرِ قَالُوا وَطِئْنَا بِلَادَهُمْ بِطَرَفَيْهَا أَىْ كُلَّ بَلَدٍ بِطَرَفَيْهَا و مِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى «وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ» و جَازَ الْجَمْعُ فَيُقَالُ بِأَطْرَافِهَا وَ غَسَلُوا أَرْجُلَهُمْ إِلَى الْكِعَابِ أَىْ مَعَ كُلِّ طَرَفٍ و مَعَ كُلِّ كَعْبٍ و (الرُّفْقَةُ) الجَمَاعَةُ (تُرَافِقُهُمْ) فِى سَفَرِكَ فَإذَا تَفَرَّقْتُم زَالَ اسْمُ (الرُّفْقَةِ) وَ هِىَ بِضَمِّ الرَّاءِ فِى لُغَةِ بَنِى تَمِيمٍ و الْجَمْعُ (رِفَاق) مِثْلُ بُرْمَةٍ وَ بِرَامٍ وَ بِكَسْرِهَا فِى لُغَةِ قَيْسٍ و الْجَمْعُ (رِفَقٌ) مِثْلُ سِدْرَةِ وَ سِدَر. و (الرَّفِيقُ) الَّذِى (يُرَافِقُكَ) قَالَ الْخَلِيلُ: وَ لَا يَذْهَبُ اسْمُ (الرَّفِيقِ) بِالتَّفَرُّقِ وَ (ارْتَفَقْتُ) بِالشَّى‏ءِ انْتَفَعْتُ بِهِ وَ (ارتَفَقَ) اتَّكَأَ عَلَى (مِرْفَقِهِ).
[رفه‏]
رَفُهَ: الْعَيْشُ بِالضَّمِّ (رَفَاهَةً) و (رَفَاهِيَةً) بِالتَّخفِيفِ اتَّسَعَ وَ لَانَ وَ هُوَ فِى (رَفَاهِيَةٍ) مِنَ العَيْشِ وَ (رَفَهْنَا) (رَفْهاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و (رُفُوهاً) أَصَبْنَا نِعْمَةً و سَعَةً مِنَ الرّزْق و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ و التُّضْعِيفِ فَيُقَالُ (ارْفَهْتُهُ) وَ (رَفَّهْتُهُ) (فَتَرَفَّهَ) وَ رَجُلٌ (رَافِهٌ) مُسْتريحُ مُسْتَمْتِعٌ بِنِعْمَةٍ «1». وَ (رَفَّهَ) نَفْسَهُ (تَرْفِيهاً) أَرَاحَهَا و لَيْلَةٌ (رَافِهَةٌ) لَيّنَةٌ.
[رفو]
رَفَوتُ: الثَّوْبَ (رَفْواً) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ (رَفَيْتُهُ) (رَفْياً) مِنْ بَابِ رَمَى لُغَةُ بَنِى كَعْبٍ وَ فِى لُغَةٍ (رَفَأْتُهُ) أَرْفَؤُهُ مَهْمُوز بِفَتْحَتَيْنِ إِذَا أَصْلَحْتَهُ وَ مِنْهُ يُقَالُ (بِالرَّفَاءِ وَ الْبَنِينَ) «2» مِثْلُ كِتَابٍ أَىْ بِالْاصْلَاح. وَ بَيْنَ الْقَوْم (رِفَاءٌ) أَى الْتِحَامٌ وَ اتِّفَاق.
[رقب‏]
رَقَبْتُهُ: (أَرْقُبُهُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ حَفِظْتُهُ فَأَنَا (رَقِيبٌ) و (رَقَبْتُهُ) و (تَرَقَّبْتُهُ) و (ارْتَقَبْتُهُ) و (الرِّقْبَةُ) بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ انْتَظَرْتُهُ فَأَنَا (رَقِيبٌ) أَيْضاً و الْجَمْعُ (الرُّقَبَاءُ) و (الرُّقُوبُ) وِزَانُ رَسُولٍ مِنَ الشُّيُوخِ وَ الْأَرَامِلِ الَّذِى لَا يَسْتَطِيعُ الْكَسْبَ و لَا كَسْبَ لَهُ سُمِّىَ بِذلِكَ لِأَنَّهُ (يَرْتَقِبُ) مَعْرُوفاً وَصِلَةً و (الرَّقُوبُ) أَيْضاً الَّذِى لَا وَلَدَ لَهُ و (الْمَرْقَبُ) وِزَانُ جَعْفَرٍ الْمَكَانُ الْمُشْرِفُ يَقِفُ عَلَيْهِ (الرَّقِيبُ) وَ (رَاقَبْتُ) اللّهَ خِفْتُ عَذَابَهُ. و (أَرْقَبْتُ) زَيْداً الدَّارَ (إِرْقَاباً) وَ الاسْمُ (الرُّقْبَى) وَ هِىَ مِنَ (الْمُرَاقَبَةِ) لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ (يَرْقُبُ) مَوْتَ صَاحِبِه لِتَبْقَى لَهُ. و (الرَّقَبَةُ) مِنَ الْحَيَوَانِ مَعْرُوفَةٌ و الْجَمْعُ (رِقَابٌ) و قَوْلُهُ تَعَالَى «وَ فِي الرِّقابِ»*
 هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَىْ وَ فِى فَكِّ الرِّقَابِ يَعْنى الْمُكَاتَبِينَ قَالُوا وَ لَا يُشْتَرَى منْهُ مَمْلُوكٌ فَيُعْتَقُ لِأَنَّهُ لَا يُسَمَّى مُكَاتَباً.
[رقد]
رَقَدَ: (رَقْداً) و (رُقُوداً) و (رُقَاداً) نَامَ لَيْلًا كَانَ أوْ نَهَاراً. وَ بَعْضُهُمْ يَخُصُّهُ بِنَوْمِ اللَّيْلِ. وَ الْأَوَّلُ هُوَ الْحَقُّ و يَشْهَدُ لَهُ الْمُطَابَقَةُ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى «وَ تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَ هُمْ رُقُودٌ»
. قَالَ الْمُفَسِّرُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ أَيْقَاظاً
__________________________________________________
 (1) هكذا فى معظم النسخ. و جاء فى بعضها بنعمته و أقول:
لَعَلَّهَا بِنِعَمِهِ.
 (2) المثل رقم 495 من مجمع الأمثال للميدانى.

234
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رقد ص 234

لِأَنَّ أَعْيُنَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَ هُمْ (نِيَامٌ) و (رَقَدَ) عَنِ الْأَمْرِ بِمَعْنَى قَعَدَ وَ تَأَخَّرَ.
[رقص‏]
رَقَصَ: (رَقْصاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ (رَاقِصٌ) و (رَقَّاصٌ) مُبَالَغَةٌ. وَ يَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ (أَرْقَصْتُهُ) وَ (رَقَّصَتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا بالتَّثْقِيل.
[رقع‏]
رَقَعْتُ: الثَّوْبَ (رَقْعاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ إِذَا جَعَلْتَ مَكَانَ الْقَطْعِ خِرْقَةً وَ اسْمُهَا (رُقْعَةٌ) و جَمْعُهَا (رِقَاعٌ) مِثْلُ بُرْمةٍ و بِرَامٍ. و (غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ) سُميتْ بِذلِكَ لِأَنَّهُمْ شَدُّوا الخِرَقَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ لِفَقْدِ النِّعَالِ و رُوِىَ فِى الْحَدِيثِ مَعْنَاهُ عَنْ أَبِى مُوسَى: قال الصَّغَانِىُّ وَ هِىَ غَزْوَةُ مُحَارِبِ خَصَفَةَ وَ بَنِى ثَعْلَبةَ مِنْ غَطَفَانَ.
وَ
فِى حَدِيثِ جَابِرِ «صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ فِى غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ فَلَقِىَ جَمْعاً مِنْ غَطَفَانَ وَ لَمْ يَكُنْ قِتَالٌ».
وَ فِى كَلَامِ بَعْضِهِمْ هِىَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ وَ عَلَيْهِ‏
قَوْلُ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِىِّ و قَدْ مَرَّ برَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عَلَيْهِ و سَلّمَ فى غزوة ذات الرقاع:
         و قَدْ جَعَلْتَ مَا قُدَيدٍ مَوْعِدِى             وَ مَاءَ ضَجْنَانَ لَنَا ضُحَى غَدِ.
وَ قِيلَ: هُوَ اسْمُ جَبَلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فِيهِ بُقَعُ حُمْرَةٍ و سَوَادٍ و بَيَاضٍ كَأَنَّهَا (رِقَاعٌ) وَ قِيلَ غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ هِىَ غَزْوَةُ غَطَفَانَ وَ قِيلَ كَانَتْ نَحْوَ نَجْدٍ. و (الرَّقِيعُ) السَّمَاءُ وَ الْجَمْعُ (أَرْقِعَةٌ) مِثْلُ رَغِيفٍ وَ أَرْغِفَةٍ وَ يُقَالُ لِلْوَاهِى الْعَقْلِ (رَقِيعٌ) تَشْبِيهاً بِالثَّوْبِ الخَلَق كَأَنَّهُ (رُقِعَ).
[رقق‏]
رَقَّ: الشَّى‏ءُ (يَرِقُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ خِلَافُ غَلُظَ فَهُوَ (رَقِيقٌ) و خُبْزٌ (رُقَاقٌ) بِالضَّمِّ أَىْ (رَقِيقٌ) الْوَاحِدَةُ (رُقَاقَةٌ). و (الرَّقُّ) بِالْفَتْحِ الْجِلْدُ يُكْتَبُ فِيهِ و الْكَسْرُ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ فِيهِ وَ قَرَأَ بِهَا بَعْضُهُمْ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى «فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ»
 وَ (الرَّقُّ) بِالْفَتْحِ ذَكَرُ السَّلَاحِفِ و الْجَمْعُ (رُقُوقٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ. و (الرِّقُّ) بِالْكَسْرِ الْعُبُودِيَّةُ وَ هُوَ مَصْدَرُ (رَقَّ) الشَّخْصُ (يَرِقُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ (رَقِيقٌ) و يَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ وَ بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (رَقَقْتُهُ) (أَرُقُّهُ) مِنْ بَابِ قَتَل و (أَرْقَقْتُهُ) فَهُوَ (مَرْقُوقٌ) و (مُرَقٌّ) و أَمَةٌ (مَرْقُوقَةٌ) و (مُرَقَّةٌ) قَالَهُ ابْنُ السِّكِيتِ.
وَ يُطْلَقُ (الرَّقِيقُ) عَلَى الذَّكَرِ وَ الْأُنْثَى وَ جَمْعُهُ (أَرِقَّاءُ) مِثْلُ شَحِيحٍ وَ أَشِحَّاءَ وَ قَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْجَمْعِ أَيْضاً فَيُقَالُ: عَبِيدٌ (رَقِيقٌ) وَ لَيْسَ فِى (الرَّقِيقِ) صَدَقَةٌ أَىْ فِى عَبِيدِ الْخِدْمَةِ.
[رقل‏]
الرَّقْلُ: النَّخْلُ الطِّوَالُ الْوَاحِدَةُ (رَقْلَةٌ) مِثْلُ نَخْلٍ وَ نَخْلَةٍ وَزْناً وَ مَعْنىً. وَ قَدْ يُجْمَعُ (الرَّقْلَةُ) عَلَى (رِقَالٍ) مِثْلُ كَلْبَةٍ وَ كِلَابٍ وَ عَلَى (رَقَلَاتٍ) مِثْلُ سَجْدَةٍ وَ سَجَدَاتٍ. و (أَرقَلَتْ) إِرْقَالًا) طَالَتْ وَ (أَرْقَلَتِ) النَّاقَةُ (إِرْقَالًا) وَ هُوَ ضَرْبٌ سَرِيعٌ مِنَ السَّيْرِ.

235
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رقم ص 236

[رقم‏]
رَقَمْتُ: الثَّوْبَ (رَقْماً) مِنْ بَابِ قَتَل وَشَيْتُهُ فَهُوَ (مَرْقُومٌ) وَ (رَقَمْتُ) الْكِتَابَ كَتَبْتُهُ فَهُوَ (مَرْقُومٌ) (وَ رَقِيمٌ) قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: (الرَّقْمُ) كُلُّ ثَوْبٍ رُقِمَ أَىْ وُشِىَ (بِرَقْمٍ) مَعْلُومٍ حَتَّى صَارَ عَلَماً فَيُقَالُ (بُرْدُ رَقْمٍ) و بُرُودُ رَقْمٍ. وَ قَالَ الْفَارَابِى: (الرَّقْمُ) مِنَ الخَزّ (ما رُقِمَ) وَ (رَقَمْتُ) الشَّى‏ءَ أَعْلَمْتُهُ بِعَلَامَةٍ تُمَيِّزُه عَنْ غَيْرِهِ كَالْكِتَابَةِ وَ نَحْوِهَا وَ مِنْهُ لَا يُبَاعُ الثَّوْبُ (بِرَقْمِهِ) وَ لَا بِلَمْسِهِ.
[رقو]
رَقَيْتُهُ: (أَرْقِيهِ) (رَقْياً) مِنْ بَابِ رَمَى عَوَّذْتُهُ بِاللّهِ وَ الاسْمُ (الرُقْيَا) على فُعْلَى وَ الْمَرَّةُ (رُقْيَةٌ) و الْجَمْعُ (رُقىً) مِثْلُ مُدْيَةٍ وَ مُدًى وَ (رَقِيتُ) فِى السُّلَّم وَ غَيْرِهِ (أَرْقَى) مِنْ بَابِ تَعِبَ (رُقِيّاً) عَلَى فُعُولٍ و (رَقْياً) مِثْلُ فَلْسٍ أَيْضاً و (ارْتَقَيْتُ) و (تَرَقَّيْتُ) مِثْلُهُ وَ (رَقِيتُ) السَّطْحَ وَ الْجَبَلَ عَلَوْتُهُ يَتَعَدى بِنَفْسِهِ وَ (الْمَرْقَى) و (الْمُرْتَقَى) مَوْضِعُ الرُّقِىّ وَ (المَرْقَاةُ) مِثْلُهُ وَ يَجُوزُ فِيهَا فَتْحُ الْمِيمِ عَلَى أَنَّهُ مَوْضِعُ (الارْتِقَاءِ) وَ يَجُوزُ الْكَسْرُ تَشْبِيهاً بِاسْمِ الْآلَةِ كَالْمِطْهَرَةِ وَ الْمِسْقَاةِ وَ أَنْكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ الْكَسْرَ وَ قَالَ لَيْسَ فِى كَلَامِ الْعَرَبِ. وَ (رَقَا) الطَّائِرُ (يَرْقُو) ارْتَفَعَ فِى طَيَرَانِهِ.
و
[رقأ]
رَقَأَ: الدَّمُ و الدَّمْعُ (رَقْأً) مَهْمُوزٌ مِنْ بَابِ نَفَعَ وَ (رُقُوءاً) عَلَى فُعُولٍ انْقَطَعَ بَعْدَ جَرَيَانِه. و (الرَّقُوءُ) مِثَالُ رَسُولٍ اسْمٌ مِنْهُ وَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ «لَا تَسُبُّوا الْإِبِلَ فَإِنَّ فِيهَا رَقُوءَ الدَّمِ».
أَىْ حَقْنَ الدَّمِ لِأَنَّهَا تُدْفَعُ فِى الدِّيَاتِ فَيُعْرِضُ صَاحِبُ الثَّأْرِ عَنْ طَلَبِهِ فَيُحْقَنُ دَمُ الْقَاتِلِ.
[ركب‏]
رَكِبْتُ: الدَّابَّةَ وَ (رَكِبْتُ) عَلَيْهَا (رُكُوباً) و (مَرْكَباً) ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِلدَّيْنِ فَقِيلَ (رَكِبْتُ) الدَّيْنَ وَ (ارْتَكَبْتُهُ) إذَا أَكْثَرْتَ مِنْ أَخْذِهِ. و يُسْنَدُ الْفِعْل إِلَى الدَّيْنِ أَيْضاً فَيُقَالُ (رَكِبَنِى) الدَّيْنُ وَ (ارْتَكَبَنِي). وَ (رَكِبَ) الشَّخْصُ رَأْسَهُ إِذَا مَضَى. عَلَى وَجْهِهِ بِغَيْرِ قَصْدٍ وَ مِنْهُ (رَاكِبُ) التَّعَاسِيفِ وَ هُوَ الَّذِى لَيْسَ لَهُ مَقْصِدٌ مَعْلُومٌ.
و (رَاكِبُ) الدَّابَّةِ جَمْعُهُ (رَكْبٌ) مِثْلُ صَاحِبٍ و صَحْبٍ و (رُكْبَانٌ) و (الْمَرْكَبُ) السَّفِينَةُ وَ الْجَمْعُ (الْمَرَاكِبُ) و (الرِّكَابُ) بِالْكَسْرِ الْمَطِىُّ الْوَاحِدَةُ رَاحِلَةٌ مِنْ غَيْر لَفْظِهَا.
و (الرَّكُوبَةُ) بِالْفَتْحِ النَّاقَةُ (تُرْكَبُ) ثُمَّ اسْتعِيرَ فِى كُلِّ (مَرْكُوبٍ) و (الرُّكْبَةُ) مِنَ الشَّخْصِ مَعْرُوفَةٌ وَ الْجَمْعُ (رَكَبٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ وَ (أَرْكَبَ) الْمُهْرُ (إِرْكَاباً) حَانَ وَقْتُ رُكُوبِهِ: و (الرَّكَبُ) بِفَتْحَتَيْنِ.
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هُوَ مَنْبِتُ الْعَانَةِ. وَ عَنِ الْخَلِيلِ: هُوَ لِلرَّجُلِ خَاصَّةً. و قَالَ الْفَرَّاءُ لِلرَّجُلِ و الْمَرْأَةِ و أَنْشَدَ:
         لا يُقْنِعُ الجارية الخِضَاب             و لا الوشاحَانِ وَ لَا الجِلْبَابُ‏
             من دون أن تلتقى الأرْكابُ             و يقعد الأيرُ له لُعَاب‏

236
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ركب ص 236

و قال الأزهرىُّ الرَّكَبُ من أسْمَاءِ الفرْج و هو مُذَكَّرٌ و يقال للمرأة و الرجُلِ أيضاً.
[ركد]
ركد: (رَكَدَ) الْمَاءُ (رُكُوداً) مِنْ بَابِ قَعَدَ سَكَنَ. وَ (أَرْكَدْتُهُ) أَسْكَنْتُهُ. وَ (رَكَدَتِ) السَّفِينَةُ وَقَفَتْ فَلَا تَجْرِى.
[ركز]
رَكَزْتُ: الرُّمْحَ رَكْزاً مِنْ بَابِ قَتَلَ أَثْبَتُّهُ بِالْأَرْضِ (فَارْتَكَزَ) و (الْمَرْكِزُ) وِزَانُ مَسْجِدٍ مَوْضِعُ الثُّبُوتِ. و (الرِّكَازُ) الْمَالُ الْمَدْفُونُ فِى الْجَاهِلِيَّةِ. فِعَالٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كَالْبِسَاطِ بِمَعْنَى الْمَبْسُوطِ و الْكِتَابِ بِمَعْنَى الْمَكْتُوبِ. وَ يُقَالُ: هُوَ الْمَعْدِنُ (و أرْكَزَ) الرَّجُلُ (إِرْكَازاً) وَجَدَ (رِكَازاً).
[ركس‏]
الرِّكْسُ: بِالْكَسْرِ هُوَ الرِّجْسُ وَ كُلُّ مُسْتَقْذَرٍ (رِكْسٌ)رَكَسْتُ) الشَّى‏ءَ (رَكْساً) مِنْ بَابِ قَتَلَ قَلَبْتُهُ وَرَدَدْتُ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ. وَ (أَرْكَسْتُهُ) بِالْأَلِفِ رَدَدْتُهُ عَلَى رَأْسِهِ‏
[ركض‏]
رَكَضَ: الرَّجُلُ (رَكْضاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ ضَرَبَ بِرجْلِهِ وَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ فَيُقَالُ (رَكَضْتُ) الْفَرَسَ إِذَا ضَرَبْتَهُ لِيَعْدُوَ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى أُسْنِدَ الْفِعْلُ إِلَى الْفَرَسِ، و اسْتُعْمِل لَازِماً فَقِيلَ: (رَكَضَ) الْفَرَسُ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ يُسْتَعْمَلُ لَازِماً وَ مُتَعدِّياً، فَيُقَالُ: (رَكَضَ) الْفَرَسُ، وَ (رَكَضْتُهُ) وَ مِنْهُمْ مَنْ مَنَع اسْتِعْمَالَهُ لَازِماً وَ لَا وَجْهَ لِلْمَنْعِ بَعْدَ نَقْلِ الْعَدْلِ. و (رَكَضَ) الْبَعِيرُ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ مِثْلُ رَمَحَ الْفَرَسُ.
[ركع‏]
رَكَعَ: (رُكُوعاً) انْحَنَى. وَ (رَكَعَ) قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَهُ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ وَ جَمَاعَةٌ وَ كُلُّ قَوْمَةٍ (رَكْعَةٌ) ثُمَّ اسْتُعْمِلَتْ فِى الشَّرْعِ فى هَيْئَةٍ مخْصُوصَةٍ. وَ (رَكَعَ) الشَّيْخُ انْحَنَى مِنَ الْكِبَر.
[ركن‏]
رَكِنْتُ: إِلَى زَيْدٍ اعْتمَدْتُ عَلَيْهِ وَ فِيهِ لُغَاتٌ إِحْدَاهَا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى «وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا»
 و (رَكَنَ) (رُكُوناً) مِنْ بَابِ قَعَدَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وَ لَيْسَتْ بِالْفَصِيحَةِ و الثَّالِثَةُ (رَكَنَ) (يَرْكَنُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَ لَيْسَتْ بِالْأَصْلِ بَلْ مِنْ بابِ تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ لِأَنَّ بَابَ فَعَلَ يَفْعَلُ بِفَتْحَتَيْنِ يَكُونُ حَلْقِىَّ الْعَيْنِ أَوِ اللَّامِ. وَ رُكْنُ الشَّى‏ءِ جَانِبُهُ و الْجَمْعُ (أَرْكَانٌ) مِثْلُ قُفْلٍ وَ أَقْفَالٍ، (فَأَرْكَانُ) الشَّى‏ءِ أَجْزَاءُ ماهِيَّتِهِ و (الشُّرُوطُ) مَا تَوَقَّفَ صِحَّةُ الْأَرْكَان عَلَيْهَا.
وَ اعْلَمْ أَنَّ الْغَزَالِىَّ جَعَلَ الْفَاعِلَ (رُكْناً) فِى مَوَاضِعَ كَالْبَيْعِ وَ النِّكَاحِ وَ لَمْ يَجْعَلْهُ (رُكْناً) فِى مَوَاضِعِ كَالْعِبَادَاتِ وَ الْفَرْقُ عَسِرٌ و يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: الْفَرْقُ أَنَّ الْفَاعِلَ عِلَّةٌ لِفِعْلِهِ، وَ الْعِلَّة غَيْرُ الْمَعْلُولِ فَالْمَاهِيَّةُ مَعْلُولَةٌ، فَحَيْثُ كَانَ الْفَاعِلُ مُتَّحِداً اسْتَقَلَّ بِإيجَادِ الْفعْلِ كَمَا فِى الْعِبَادَاتِ وَ أُعْطِىَ حُكْمَ الْعِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ وَ لَمْ يُجْعَلْ رُكْناً. وَ حَيْثُ كَانَ الْفَاعِلُ مُتَعَدِّداً لَمْ يَسْتَقِلَّ كُلُّ وَاحِدٍ بِإيجَادِ الْفِعْلِ بَلْ يَفْتَقِرُ إِلَى غَيْرِهِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْعَاقِدَيْنِ غَيْرُ عَاقِد

237
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ركن ص 237

بَلِ الْعَاقِدُ اثْنَانِ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَبَايِعَيْنِ مَثَلًا غَيْرُ مُسْتَقِلٍ فَبَعُدَ بِهذَا الاعْتِبَارِ عَنْ شِبْهِ الْعِلَّةِ وَ أَشْبَهَ جُزْءَ الْمَاهِيَّةِ فِى افْتِقَارِهِ إِلَى مَا يُقَوّمُهُ فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَلَ (رُكْناً) و (الْمِرْكَنُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ الْإِجَّانَةُ و (رُكَانَةُ) بِضَمِّ الرَّاءِ و التَّخْفِيفِ اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَ هُوَ الَّذِى صَارَعَهُ النَّبىُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ.
[ركو]
الرَّكْوَةُ: مَعْرُوفَةٌ وَ هِىَ دَلْوٌ صَغِيرَةٌ و الْجَمْعُ (رِكَاءٌ) مِثْلُ كَلْبَةٍ وَ كِلابٍ، وَ يَجُوزُ (رَكَوَاتٌ) مِثْلُ شَهْوَةٍ و شَهَوَاتٍ وَ (الرَّكِيَّةُ) البِئْرُ وَ الْجَمْعُ (رَكَايَا) مِثْلُ عَطِيَّةٍ وَ عَطَايَا.
[رمث‏]
الرَّمَثُ: خَشَبٌ يُضَمُّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ و يُرْكَبُ فِى الْبَحْرِ وَ الْجَمْعُ (أَرْمَاثٌ) مِثْلُ سَبَبٍ وَ أَسْبَاب و (الرِّمْثُ) وِزَانُ حِمْلٍ مَرْعىً مِنْ مَرَاعِى الْإِبلِ يَنْبُتُ فِى السَّهْلِ وَ هُوَ مِنَ الْحَمْضِ.
[رمح‏]
الرُّمْحُ: مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (أَرْمَاحٌ) و (رِمَاحٌ) وَ رَجُلٌ (رَامِحٌ) مَعَهُ (رُمْحٌ) أَوْ طَاعِنٌ بِهِ و (رَمَّاحٌ) صَانِعٌ لَهُ و (رَمَحَ) ذُو الْحَافِرِ (رَمْحاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ و (الرِمَّاحُ) بِالْكَسْرِ اسْمٌ لَهُ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وَ رُبَّمَا اسْتعِيرَ الرُّمْحُ لِلْخُفِّ.
[رمد]
رَمِدَتِ: الْعَيْنُ (رَمَداً) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَالرَّجُلُ (أَرْمَد) وَ الْمَرأَةُ (رَمْدَاءُ) مِثْلُ أَحْمَرَ وَ حَمْرَاءَ و يُقَالُ أَيْضاً (رَمِدٌ) وَ (رَمِدَةٌ) وَ (أَرْمَدَتِ) الْعَيْن بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و (رَمَدْتُهُ) (رَمْداً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَهْلَكْتُهُ وَ أَتَيْتُ عَلَيْهِ وَ الاسْمُ (الرَّمَادَةُ) بِالْفَتْحِ و مِنْهُ (عَامُ الرَّمَادَةِ) الَّذِى هَلَكَ النَّاسُ فِيهِ زَمَنَ عُمَرَ مِنَ الْجَدْبِ سُمِّىَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْأَرْضَ صَارَتْ كَالرَّمَادِ مِنَ المَحْلِ وَ (رَمَادُ) النَّارِ مَعْرُوفٌ.
[رمز]
رَمَزَ: (رَمْزاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ فى لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَشَارَ بِعَيْنٍ أَوْ حَاجِبٍ أَوْ شَفَةٍ
[رمس‏]
رَمَسْتُ: الْمَيّتَ (رَمْساً) مِنْ بَابِ قَتَلَ دَفَنْتُهُ و (الرَّمْسُ) التُّرَابُ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ ثُمَّ سُمِّىَ الْقَبْرُ بِهِ وَ الْجَمْعُ (رُمُوسٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ. وَ (أَرْمَسْتُهُ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَ (رَمَسْتُ) الْخَبَرَ كَتَمْتُهُ وَ (ارْتَمَسَ) فِى الْمَاءِ مِثْلُ انْغَمَسَ‏
[رمص‏]
رَمِصَتِ: الْعَيْنُ (رَمَصاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا جَمَدَ الْوَسَخُ فِى مُوقِهَا فَالرَّجُلُ (أَرْمَصُ) و الْأُنْثَى (رَمْصَاءُ).
[رمض‏]
الرَّمْضَاءُ: الْحِجَارَةُ الْحَامِيَةُ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ وَ (رَمِضَ) يَوْمُنَا (رَمَضاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ اشْتَدَّ حَرُّهُ وَ فِى الْحَدِيثِ «شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ حَرَّ الرَّمْضَاءِ فِى جِبَاهِنَا فَلَمْ يُشْكِنَا».
أَىْ لَمْ يُزِلْ شِكَايَتَنَا.
وَ (رَمِضَتْ) قَدَمُهُ احْتَرَقَتْ مِنَ (الرَّمْضَاءِ) وَ (رَمِضَتِ) الْفِصَالُ إِذَا وَجَدَتْ حَرَّ الرَّمْضَاءِ فَاحْتَرَقَتْ أَخْفَافُهَا و ذلِكَ وَقْتَ صَلَاةِ الضُّحَى.
و (رَمَضَانُ) اسْمٌ لِلشَّهْرِ قِيلَ سُمِّىَ بِذلِكَ لأَنَّ وَضْعَهُ وَافَقَ (الرَّمَضَ) وَ هُوَ شِدَّةُ الْحِرِّ و جَمْعُه‏

238
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رمض ص 238

 (رَمَضَانَاتٌ) و (أَرْمِضَاءُ) و عَنْ يُونُسَ أَنَّهُ سَمِعَ (رَمَاضِينَ) مِثْلُ شَعَابِينَ. قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يُكْرَهُ أَنْ يُقَالَ جَاءَ (رَمَضَانُ) وَ شِبْهُهُ إِذَا أُرِيدَ بِهِ الشَّهْرُ وَ لَيْسَ مَعَهُ قَرِينَةٌ تَدُلُّ عَلَيْهِ وَ إِنَّمَا يُقَالُ جَاءَ (شَهْرُ رَمَضانَ)
 وَ اسْتَدَلَ‏
بِحَدِيثِ «لَا تَقُولُوا رَمَضَانُ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللّهِ تَعَالَى و لكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضانَ).
وَ هَذَا الْحَدِيثُ ضَعَّفَهُ الْبَيْهَقِىُّ وَ ضَعْفُهُ ظَاهِرٌ لِأَنَّهُ لَمْ يُنْقَلُ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّ (رَمَضَانَ) مِنْ أَسْمَاءِ اللّهِ تَعَالَى فَلَا يُعْمَلُ بِهِ، و الظَّاهِرُ جَوَازُهُ مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْبُخَارِىُّ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ لِأَنَّهُ لَمْ يَصِحَّ فِى الْكَرَاهَةِ شَى‏ءٌ وَ قَدْ ثَبَتَ فِى الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ مَا يَدَلُّ عَلَى الْجَوَازِ مُطْلَقاً
كَقَوْلِهِ «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ و غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ و صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ».
وَ قَالَ الْقَاضِىِ عِيَاضٌ. وَ فِى قَوْلِهِ إذَا جَاءَ رَمَضَانُ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ اسْتِعْمَالِهِ مِنْ غَيْرِ لَفْظِ شَهْرٍ خِلَافاً لِمَنْ كَرِهَهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ.
[رمق‏]
رَمَقَهُ: بِعَيْنِهِ (رَمْقاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَطَالَ النَّظَرَ إِلَيْهِ و (الرَّمَقُ) بفَتْحَتَيْنِ بَقِيَّةُ الرُّوحِ وَ قَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْقُوَّةِ و يَأْكُلُ الْمُضْطَرُّ مِنَ الْمَيْتَةِ مَا يَسُدُّ بِهِ الرَّمَقَ أَىْ مَا يُمْسِكُ قُوَّتَهَ و يَحْفَظُهَا وَ عَيْشٌ (رَمِقٌ) بِكَسْرِ الْمِيمِ يُمْسِكُ (الرَّمَقَ).
[رمك‏]
الرَّمَكَةُ: الْأُنْثَى مِنَ الْبَرَاذِينِ و الْجَمْعُ (رِمَاكٌ) مِثْلُ رَقَبَةٍ و رِقَابٍ. و (رَمَكَ) بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ فَهُوَ (رَامِكٌ). و (الرَّامِكُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ و كَسْرِهَا شى‏ءٌ أَسْوَدُ كَالْقَارِ يُخلَطُ بِالْمِسْكِ فَيُجْعَلُ سُكًّا «1» و (الرُّمْكَةُ) وِزَانُ حُمْرَةٍ أَشَدُّ كُدُورَةً مِنَ الْوُرْقَةِ و جَمَلٌ (أَرْمَكُ) و نَاقَةٌ (رَمْكَاءُ).
[رمل‏]
الرَّمْلُ: مَعْرُوفٌ و جَمْعُهُ (رِمَالٌ) وَ (أَرْمَلَ) الْمَكَانُ بِالْأَلِفِ صَارَ ذَا رَمْلِ و (رَمَلْتُ) (رَمَلًا) مِنْ بَابِ طَلَبَ و (رَمَلَاناً) أَيْضاً هَرْوَلْتُ و (أَرْمَلَ) الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ إِذَا نَفِدَ زَادُهُ و افْتَقَرَ فَهُوَ (مُرْمِلٌ) و جَاءَ (أَرْمَلٌ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و الْجَمْعُ (الْأَرَامِلُ) و (أَرَمَلَتِ) الْمَرْأَةُ فَهِىَ (أَرْمَلَةٌ) لِلَّتِى لَا زَوْجَ لَها لِافْتِقَارِهَا إِلَى مَنْ يُنْفِقُ عَلَيْهَا قَالَ الْأَزْهَرِىُّ لَا يُقَالُ لَهَا (أَرْمَلَةٌ) إِلَّا إِذَا كَانَتْ فَقِيرَةً فَإِنْ كَانَتْ مُوسِرَةً فَلَيْسَتْ (بِأَرْمَلَةٍ) وَ الْجَمْعُ (أَرَامِلُ) حَتَّى قِيلَ رَجُلٌ (أَرْمَلٌ) إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجٌ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ وَ هُوَ قَلِيلٌ لِأَنَّهُ لَا يَذْهَبُ زَادُهُ بِفَقْدِ امْرَأَتِهِ لِأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ قَيِّمَةً عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: و (الْأَرَامِلُ) الْمَسَاكِينُ رِجَالًا كَانُوا أَوْ نِسَاءً.
[رمم‏]
رَمَمْتُ: الْحَائِطَ وَ غَيْرَهُ (رَمّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَصْلَحْتُهُ و (رَمَّمْتُهُ) بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ. و (الرِّمَّةُ) الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ وَ تُجْمَعُ عَلَى (رِمَمٍ) مِثْلُ‏
__________________________________________________
 (1) السُّكُّ نوع من الطيب.

239
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رمم ص 239

سِدْرَةٍ وَ سِدَرٍ و (الرَّمِيمُ) مِثْلُ (الرِّمَّةِ) وَ رُبَّمَا جُمِعَ «1» مِثْلُ رَسُولٍ و عَدُوٍّ وَ أَصْدِقَاءَ و (رَمَّ) الْعَظْمُ (يَرِمُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا بَلِىَ فَهُوَ (رَمِيمٌ) و جَمْعُهُ فِى الْأَكْثَرِ (أَرِمَّاءُ) مِثْلُ دَلِيلٍ وَ أَدِلَّاءِ وَ جَاءَ (رِمَامٌ) مِثْلُ كَرِيمٍ وَ كِرَامٍ: و (الرُّمَّةُ) بِالضَّمِّ الْقِطْعَةُ مِنَ الْحَبْلِ وَ بِهِ كُنِىَ (ذؤ الرُّمَّةِ) وَ أَخَذْتُ الشَّى‏ءَ (بِرُمَّتِهِ) أىْ جَمِيعَهُ وَ أَصْلُهُ أَنَّ رَجُلًا بَاعَ بَعِيراً وَ فِى عُنُقِهِ حَبْلٌ فَقِيلَ ادْفَعْهُ بِرُمَّتِهِ ثُمَّ صَارَ كَالْمَثَلِ فِى كُلّ مَا لَا يَنْقُصُ وَ لَا يُؤْخَذُ مِنْهُ شَىْ‏ءٌ.
[رمن‏]
الرُّمَّانُ: فُعَّالٌ وَ نُونُه أَصْلِيَّةٌ وَ لِهَذَا تَنْصَرِفُ فَإِنْ سُمِّىَ بِهِ امْتَنَعَ «2» حَمْلًا عَلَى الْأَكْثَر الْوَاحِدَةُ (رُمَّانَةٌ). وَ (إِرْمِينِيَةُ) نَاحِيَةٌ بِالرُّومِ وَ هِىَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَ الْمِيمِ وَ بَعْدَهَا يَاءٌ آخِرُ الْحُرُوفِ سَاكِنَةٌ ثُمَّ نُونٌ مَكْسُورَةٌ ثُمَّ يَاءٌ آخِرُ الْحُرُوفِ أَيْضاً مَفْتُوحَةٌ لِأَجْلِ هَاءِ التَّأْنِيثِ وَ إِذَا نُسِبَ إِلَيْهَا حُذِفَتِ الْيَاءُ الَّتِى بَعْدَ الْمِيمِ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ وَ حُذِفَتِ الْيَاءُ الَّتِى بَعْدَ النُّونِ أَيْضاً اسْتِثْقَالًا لِاجْتِمَاعِ ثَلَاثِ يَاءَاتٍ فَيَتَوَالَى كَسْرَتَانِ مَعَ يَاءِ النَّسَبِ وَ هُوَ عِنْدَهُمْ مُسْتَثْقَلٌ فَتُفْتَحُ المِيمُ تَخْفِيفاً فَيُقَال (أَرْمَنِيٌّ) و يُقَالُ: الطِّينُ (الْأَرْمَنِيُّ) مَنْسُوبٌ إِلَيْهَا وَ لَوْ نُسِبَ عَلَى الْقِيَاسِ لَقِيلَ (إِرمِينِيّ) مِثْلُ كِبرِيِتىّ.
[رمي‏]
رَمَيْتُ: عَنِ الْقَوْسِ (رَمْياً) و (رَمَيْتُ) عَلَيْهَا بِمَعْنىً قَالُوا وَ لَا يُقَالُ (رَمَيْتُ) بِهَا إِلَّا إِذَا أَلْقَيْتُهَا مِنْ يَدِكَ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُ بمعنى رَمَيْتُ عَلَيْهَا وَ يَجْعَلُ الْبَاءَ مَوْضِعَ عَنْ أَوْ عَلَى وَ (رَمَيْتُ) الرَّجُلَ إِذَا رَمَيتَهُ بِيَدِكَ فَإِذَا قَلَعْتَهُ مِنْ مَوْضِعِه قَلْعاً قُلْتَ (أَرَمَيْتُهُ) عَنِ الْفَرَسِ وَ غَيْرِهِ بِالْأَلِفِ. وَ قَالَ الْفَارَابِىُّ أَيْضاً فِى بَابِ الرُّبَاعِىِّ طَعَنَهُ (فَأَرْمَاهُ) عَنْ فَرَسِهِ أَىْ أَلْقَاهُ. و الْمَرّةُ (رَمْيَةٌ) وَ الْجَمْعُ (رَمَيَاتٌ) مِثْلُ سَجْدَةٍ وَ سَجَدَاتٍ و (رَمَيْتُ) الصَّيْدَ (رَمْياً) وَ (رِمَايَةً) و (رِمَاءً) وَ (الرَّمِيَّةُ) مَا يُرْمَى مِنَ الْحَيَوَانِ ذَكَراً كَانَ أَوْ أُنْثَى وَ الْجَمْعُ (رَمِيَّاتٌ) و (رَمَايَا) مِثْلُ عَطِيَّةٍ وَ عَطِيَّاتٍ وَ عَطَايَا و أَصْلُهَا فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَ (رَمَيْتُهُ) بِالْقَوْلِ قَذَفْتُهُ و (تَرَامَى) الْقَوْمُ (مُرَامَاةً).
[رنب‏]
الأَرنب: أُنْثَى و يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنْثَى وَ فِى لُغَةٍ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ (أرْنَبَةٌ) لِلذَّكَرِ وَ الْأُنْثَى أَيْضاً و الْجَمْعُ (أَرَانِبُ) وَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ يُقَالُ لِلْأُنْثَى (أَرْنَبٌ) وَ لِلذَّكَر خُزَزٌ
__________________________________________________
 (1) عبارة الصحاح (و إنما قال تعالى قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ). لأنّ فعيلا و فعولا قد يستوى فيها المُذَكَّر و المؤنث و الجمع.
مثل رسول و عدوّ و صديق) و هى أدق من قول الفيومى- و تمثيله بأصدقاء لا وجه له و لعله محرف عن صديق.
 (2) من قال إن وزن رمّان فعال صرفه مطلقا علما أو غير علم و من قال إن وزنه فعلان منعه الصرف إن سُمَى به فقط- أما قوله (فإن سمّى به امتنع حملا على الأكثر) فهى عبارة الخليل و قد صرفها الفيومى عن وجهها- لأن الخليل لما جهل اشتقاق رُمّان حمله على الأكثر و هو زيادة الألف و النون فمنعه لهذا- قال سيبويه (ج 2 ص 11).
و سألته (الخليل) عن رمّان فقال لا أصرفه و أحمله على الأكثر إذ لم يكن له معنى يعرف به- ا ه.

240
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رنب ص 240

و جَمْعُهُ خِزَّانٌ وَ أَرْنَبَةُ الأَنْفِ طَرَفُهُ.
[رنج‏]
الرَّانَجُ: بِفَتْحِ النُّونِ وَ قِيلَ بِكَسْرِهَا و اقْتَصَرَ عَلَيْهِ الْفَارَابِىُّ الْجَوْزُ الهِنْدِىُّ و الْجَمْعُ (الرَّوَانِجُ) و (الرَّانِجُ) أَيْضاً نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ أَمْلَسُ.
[رند]
الرَّنْدُ: وِزَانُ فَلْسٍ شَجَرٌ طَيِبُ الرَّائِحَةِ مِنْ شَجَرِ الْبَادِيَةِ. قَالَ الْخَلِيلُ: و (الرَّنْدُ) أيْضاً: الآس لِطِيبِهِ.
[رنم‏]
تَرَنَّمَ: الْمُغَنّى (تَرَنُّماً) و (رَنِمَ) (يَرْنَمُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ رجَّع صَوتَهُ و سَمِعْتُ لَهُ (رَنِيماً) مَأْخُوذٌ مِنْ (تَرَنَّم) الطَّائِرُ فِى هَدِيرِهِ.
[رنن‏]
رَنَّ: الشَّى‏ءُ (يَرِنُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (رَنِيناً) صَوَّتَ وَ لَه (رَنَّةٌ) أَىْ صَيْحَةٌ و (أَرَنَّ) بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَ (أَرَنَّتِ) الْقَوْسُ صَوَّتَتْ.
[رنو]
رَنَا: (رُنُوّاً) مِنْ بَابِ عَلَا وَ (أَرْنَانِي) حُسْنُ مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَنِى وَ كَأْسٌ (رَنَوْناةٌ) أَىْ مُعْجِبَةٌ و قِيلَ دَائِمَةٌ سَاكِنَةٌ.
[رهب‏]
رَهِبَ: (رَهَباً) مِنْ بَابِ تَعِبَ خَافَ وَ الاسْمُ (الرَّهْبَةُ) فَهُوَ (رَاهِبٌ) مِنَ اللّهِ و اللّهُ (مَرْهُوبٌ) و الْأَصْلُ مَرْهُوبٌ عِقَابُهُ. و (الرَّاهِبُ) عَابِدُ النَّصَارَى مِنْ ذلِكَ و الْجَمْعُ (رُهْبَانٌ) وَ رُبَّمَا قِيلَ (رَهَابِينُ) و (تَرَهَّبَ) (الرَّاهِبُ) انْقَطَعَ لِلْعِبَادَةِ.
و (الرَّهْبَانِيَّةُ) مِنْ ذلِكَ قَالَ تَعَالَى «وَ رَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها» مَدَحَهُمْ عَلَيْهَا ابْتِدَاءً ثُمَّ ذَمَّهُمْ عَلَى تَرْكِ شَرْطِهَا بِقَوْلِهِ «فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها» لِأَنَّ كُفْرَهُمْ بِمُحَمَّدٍ صلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ أَحْبَطَهَا. قَالَ الطُّرطُوشِىُّ: وَ فِى هذِهِ الْآيَةِ تَقْوِيةٌ لِمَذْهَبِ مَنْ يَرَى أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ فِعْلًا مِنَ الْعِبَادَةِ لَزِمَهُ قَالَ وَ أَنَا أَمِيلُ إِلَى ذلِكَ. وَ الْجَوَابُ عَنْهُ أَنَّ التَّعَرُّضَ بِالذَّمّ لَمْ يَكُنْ لإِفْسَادِهِمُ الْعِبَادَةَ بِنَوْعٍ مِنَ الْإِفْسَادَاتِ الْمَنْهِيَّةِ عِنْدَ الْفَاعِلِ وَ هُمْ لَمْ يُفْسِدُوهَا عَلَى اعْتِقَادِهِمْ و إِنَّمَا ذَمَّهُمْ عَلَى تَرْكِ الإِيمَانِ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم فَالذَّمُّ مُتَوَجِّهٌ عَلَى الرَّاهِبِ وَ غَيْرِهِ فَأَلْغَى وَصْفَ الرَّهْبَانِيَّةِ بِدَلِيلِ مَدْحِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ وَ قَدْ أَبْطَلَ تِلْكَ الْعِبَادَةَ بِقَوْلِهِ «فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ» وَ لَمْ يَقُلِ الَّذِينَ أَتَمُّوا عِبَادَتَهُمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ «وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ» فَالْمُرَادُ لَا تُبْطِلُوهَا بِمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ و السَّلَامُ.
[رهط]
الرَّهْطُ: مَا دُونَ عَشَرَةٍ مِنَ الرِّجَالِ لَيْسَ فِيهِم امْرَأَةٌ وَ سُكُونُ الْهَاءِ أَفْصَحُ مِنْ فَتْحِهَا وَ هُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَ قِيلَ: (الرَّهْطُ) مِن سَبْعَةٍ إِلَى عَشَرَةٍ وَ مَا دُونَ السَّبْعَةِ إِلَى الثَّلاثَةِ نَفَرٌ وَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: (الرَّهْطُ) و (النَّفَرُ) مَا دُونَ الْعَشَرَةِ مِنَ الرِّجَالِ. وَ قَالَ ثَعْلَبٌ أَيْضاً (الرَّهْطُ و النَّفَرُ و الْقَوْمُ وَ الْمَعْشَرُ و الْعَشِيرَةُ) مَعْنَاهُمُ الْجَمْعُ لَا وَاحِدَ لَهُمْ مِنْ لَفْظِهِمْ وَ هُوَ لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ. و قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ (الرَّهْطُ و الْعَشِيرَةُ) بِمَعْنىً وَ يُقَالُ:
 (الرَّهْطُ) مَا فَوْقَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْأَرْبَعِينَ قَالَه‏

241
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

رهط ص 241

الْأَصْمَعِىُّ فِى كِتَابِ الضَّادِ و الظَّاءِ وَ نَقَلَهُ ابْنُ فَارِسٍ أَيْضاً. و (رَهْطُ) الرَّجُلِ قَوْمُهُ و قَبيلَتُهُ الْأَقْرَبُونَ.
[رهق‏]
رَهِقْتُ: الشَّى‏ءَ (رَهَقاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ قَرُبَتْ مِنْهُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ طَلَبْتُ الشَّى‏ءَ حَتَّى (رَهِقْتُهُ) و كِدْتُ آخُذُه أَوْ أَخَذْتُهُ. وَ قَالَ الْفَارَابِىُّ (رَهِقْتُهُ) أَدْرَكْتُهُ و (رَهِقَهُ) الدَّيْنُ غَشِيَهُ و (رَهِقَتْنَا) الصَّلَاةُ (رُهُوقاً) دَخَلَ وَقْتُهَا و (أَرْهَقْتُ) الرَّجُلَ بِالْأَلِفِ أَمْراً يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ أَعْجَلْتُهُ وَ كَلَّفْتُهُ حَمْلَهُ وَ (أَرْهَقْتُهُ) بِمَعْنَى أَعْسَرْتُهُ و (أَرْهَقْتُهُ) دَانَيْتُهُ و (أَرْهَقْتُ) الصَّلَاةَ أَخَّرْتُهَا حَتَّى قَرُبَ وَقْتُ الْأُخْرَى. و (رَاهَقَ) الْغُلَامُ (مُرَاهَقَةً) قَارَبَ الاحْتِلَامَ وَ لَمْ يَحْتَلِمْ بَعْدُ. وَ (أَرْهَقَ) (إِرْهَاقاً) لُغَةٌ و (الرَّهَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ غِشْيَانُ المَحَارِمِ.
[رهن‏]
رَهَنَ: الشَّى‏ءُ (يَرْهَنُ) (رُهُوناً) ثَبَتَ وَ دَامَ فَهُوَ (رَاهِنٌ) وَ يَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ (أَرْهَنْتُهُ) إِذَا جَعَلْتَهُ ثَابِتاً و إِذَا وَجَدْتَهُ كَذلِكَ أَيْضاً و (رَهَنْتُهُ) الْمَتَاعَ بِالدَّيْنِ (رَهْناً) حَبَسْتُهُ به فَهُوَ (مَرْهُونٌ) و الْأَصْلُ (مَرْهُونٌ) بِالدَّيْنِ فَحُذِفَ لِلْعِلْمِ بِهِ و (أَرْهَنْتُهُ) بِالدَّيْنِ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَ مَنَعَهَا الْأَكْثَرُ وَ قَالُوا: وَجْهُ الْكَلَامِ (أَرْهَنْتُ) زَيْداً الثَّوْبَ إِذَا دَفَعْتَهُ إِلَيْهِ (ليَرْهَنَهُ) عِنْدَ أَحَدٍ و (رَهَنْتُ) الرَّجُلَ كَذَا (رَهْناً) و (رَهَنْتُهُ) عِنْدَهُ إِذَا وَضَعْتَهُ عِنْدَهُ فَإِنْ أَخَذْتَهُ مِنْهُ قُلْتَ (ارْتَهَنْتُ) مِنْهُ ثُمَّ أُطْلِقَ (الرَّهْنُ) عَلَى (الْمَرْهُونِ) وَ جَمْعُهُ (رُهُونٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (رِهَانٌ) مِثْلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ. و (الرُّهُنُ) بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ (رِهَانٍ) مِثْلُ كُتُبٍ جَمْعِ كِتَابٍ وَ (رَاهَنْتُ) فُلَاناً عَلَى كَذَا (رِهَاناً) مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَ (تَرَاهَنَ) الْقَوْمُ أَخْرَجَ كُلُّ وَاحِدٍ (رَهْناً) لِيَفُوزَ السَّابِقُ بِالْجَمِيعِ إِذَا غَلَبَ.
[روب‏]
رَابَ: اللَّبَنُ (يَرُوبُ) (رَوْباً) فَهُوَ (رَائِبٌ) إِذَا خَثَرَ و (الرُّوبَةُ) بالضَّمِّ مَعَ الْوَاوِ خَمِيرَةٌ تُلْقَى فِى اللَّبَنِ (لِيَرُوبَ). و (الرُّؤْبَةُ) بِالْهَمْزَةِ قِطْعَةٌ يُشْعَبُ بِهَا الإِنَاءُ وَ بِهَا سُمِّىَ.
[روث‏]
رَاثَ: الْفَرَسُ و نَحْوُهُ (رَوْثاً) مِنْ بَابِ قَالَ و الْخَارِجُ (رَوْثٌ) تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ و (الرَّوْثَةُ) الْوَاحِدَةُ مِنْهُ.
[روج‏]
رَاجَ: الْمَتَاعُ (يَرُوجُ) (رَوْجاً) مِنْ بَابِ قَالَ وَ الْاسْمُ (الرَّوَاجُ) نَفَق و كَثُرَ طُلَّابُهُ. و (رَاجَتِ) الدَّرَاهِمُ (رَوَاجاً) تعامَلَ النَّاسُ بِهَا و (رَوَّجْتُها) (تَرْوِيجاً) جَوَّزْتُهَا. و (رَوَّجَ) فُلانٌ كَلَامَهُ زَيَّنَهُ وَ أَبْهَمَهُ فَلَا تَعْلَمُ حَقِيقَتَهُ مِنْ قَوْلِهِمْ (رَوَّجَتِ) الرِّيحُ إِذَا اخْتَلَطَتْ فَلَا يَسْتَمِرُّ مَجِيئُهَا مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ وَ قَالَ ابْنُ القُوطِيَّةِ. (راجَ) الْأَمْرُ (رَوْجاً) و (رَواجاً) جَاءَ فى سُرْعَةٍ.
[روح‏]
رَاحَ: (يَرُوحُ) (رَوَاحاً) و (تَرَوَّح)

242
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

روح ص 242

مِثْلُهُ يَكُونُ بِمَعْنَى الغُدُوِّ و بِمَعْنَى الرُّجُوعِ وَ قَدْ طَابَقَ بَيْنَهُمَا فِى قَوْلِهِ تَعَالَى «غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ»
 أَىْ ذَهَابُها و رُجُوعُهَا وَ قَدْ يَتَوَهَّمُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ (الرَّوَاحَ) لَا يَكُونُ إِلَّا فِى آخِرِ النَّهَارِ وَ لَيْسَ كَذلِكَ بَلِ (الرَّوَاحُ) و (الْغُدُوُّ) عِنْدَ الْعَرَبِ يُسْتَعْمَلَانِ فِى الْمَسِير أَىَّ وَقْتٍ كَانَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ وَ غَيْرُهُ. وَ عَلَيْهِ‏
قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة و السَّلَامُ «مَنْ رَاحَ إِلَى الْجُمْعَةِ فِى أَوَّلِ النَّهَارِ فَلَهُ كَذَا».
أَىْ مَنْ ذَهَبَ. ثُمَّ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ: و أَمَّا رَاحَتِ الْإِبِلُ فَهِىَ (رَائِحَةٌ) فَلَا يَكُونُ إِلَّا بِالْعَشِىّ إِذَا (أَرَاحَهَا) رَاعِيهَا عَلَى أَهْلِهَا يُقَالُ سَرَحَتْ بِالْغَدَاةِ إِلَى الرَّعْىِ و (رَاحَتْ) بِالْعَشِىِّ عَلَى أَهْلِهَا أَىْ رَجَعَتْ مِنَ الْمَرْعَى إِلَيْهِمْ وَ قَالَ ابْنُ فَارِس: (الرَّوَاحُ) رَوَاحُ العَشِىّ وَ هُوَ مِنَ الزَّوَالِ إِلَى اللَّيْلِ.
و (الْمُرَاحُ) بِضَمِّ الْمِيمِ حَيْثُ تَأْوِى الْمَاشِيَةُ بِاللَّيْلِ و (الْمُنَاخُ) و (المأْوَى) مِثْلُهُ وَ فَتْحُ الْمِيمِ بِهَذَا الْمَعْنَى خَطَأٌ لِأَنَّهُ اسْمُ مَكَانٍ وَ اسْمُ الْمَكَانِ و الزَّمَانِ و الْمَصْدَرِ مِنْ أَفْعَلَ بِالْأَلِفِ مُفْعَلٌ بِضَمِّ الْمِيمِ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُول وَ أَمَّا (الْمَرَاحُ) بِالْفَتْحِ فَاسْمُ الْمَوْضِعِ مِنْ (رَاحَتْ) بِغَيْر أَلِفٍ وَ اسْمُ الْمَكَانِ مِنَ الثُّلَاثِىِّ بالْفَتْحِ و (الْمَرَاحُ) بِالْفَتْحِ أَيْضاً الْمَوْضِعُ الّذِى (يَرُوحُ) الْقَوْمُ مِنْهُ أَوْ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ.
و (الرَّيْحَانُ) كُلُّ نَبَاتٍ طَيّبِ الرِّيحِ وَ لكِنْ إِذَا أُطْلِقَ عِنْدَ الْعَامَّةِ انْصَرَفَ إِلَى نَبَاتٍ مَخْصُوصٍ و اخْتُلِفَ فِيهِ فَقَالَ كَثِيرُونَ: هُوَ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ و أَصْلُهُ رَيْوَحَانٌ بِيَاءٍ سَاكِنَةٍ ثُمَّ واوٍ مَفْتُوحَةٍ لكِنَّهُ أُدْغِمَ ثُمَّ خُفِّفَ بِدَلِيلِ تَصْغِيرِهِ عَلَى (رُوَيْحِينٍ). وَ قَالَ جَمَاعَةٌ هُوَ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ وَ هُوَ وِزَانُ شَيْطَانٍ وَ لَيْسِ فِيهِ تَغْيِيرٌ بِدَلِيلِ جَمْعِهِ عَلَى (رَيَاحِين) مِثْلُ شَيْطَانٍ وَ شَياطِينَ.
و (رَاحَ) الرَّجُلُ (رَوَاحاً) مَاتَ. و (رَوَّحْتُ) الدُّهْنَ (تَرْوِيحاً) جَعَلْتُ فِيهِ طِيباً طَابَتْ بِهِ (رِيحُهُ) (فَتَروَّحَ) أَىْ فَاحَتْ (رَائِحَتُهُ) قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وَ غَيْرُهُ: و (رَاحَ) الشَّى‏ءُ و (أَرْوَحَ) أَنْتَنَ فَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ (تَرَوَّحَ) الْمَاءُ بِجِيفَةٍ بِقُرْبِهِ مُخَالِفٌ لِهذَا. وَ فِى الْمُحْكَمِ أَيْضاً (أَرْوَحَ) اللَّحْمُ إِذَا تَغَيَّرَتْ. (رَائِحَتُهُ) وَ كَذلِكَ الْمَاءُ فَتَفْرُقُ بَيْنَ الْفِعْلَيْنِ بِاخْتِلَافِ الْمَعْنَيَيْنِ و شَذَّ الْجَوْهَرِىُّ فَقَالَ (تَرَوَّحَ) الْمَاء إِذَا أَخَذَ رِيحَ غَيْرِه لِقُرْبِهِ مِنْهُ «1» وَ هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ جَمْعاً بَيْنَ كَلَامِهِ وَ كَلَامِ غَيْرِهِ. وَ (تَرَوَّحْتُ بِالْمِرْوَحَةِ) كَأَنَّهُ مِنَ الطِّيبِ لِأَنَّ الرِّيحَ تَلِينُ بِهِ وَ تَطِيبُ بَعْدَ أَنْ لَمْ تَكُنْ كَذلِكَ.
و (الرَّاحَةُ) بَطْنُ الْكَفِّ و الْجَمْعُ (رَاحٌ) و (رَاحَاتٌ) و (الرَّاحَةُ) زَوَالُ الْمَشَقَّةِ
__________________________________________________
 (1) و تبعه صاحب القاموس فقال- و تروّحَ النَّبتُ طال و الماءُ أخذ ريح غيره لقُرْبِهِ مِنْهُ.

243
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

روح ص 242

و التَّعَبِ. و (أَرَحْتُهُ) أَسْقَطْتُ عَنْهُ مَا يَجِدُ مِنْ تَعَبِهِ (فَاسْتَرَاحَ). وَ قَدْ يُقَالُ (أَرَاحَ) فِى الْمُطَاوَعَةِ «و أَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ» أَىْ أَقِمْهَا فَيَكُونُ فِعْلُهَا (رَاحَةً) لِأَنَّ انْتِظَارَهَا مَشَقَّةٌ عَلَى النَّفْسِ (و اسْتَرَحْنَا) بِفِعْلِهَا.
و (صَلَاةُ التَّرَاويح) مُشْتَقَّةٌ مِنْ ذلِكَ لِأَنَّ (التَّرْوِيحَةَ) أَرْبعُ رَكَعَاتٍ فَالْمُصَلىّ (يَسْتَرِيحُ) بَعْدَهَا. و (رَوَّحْتُ) بِالْقَوْمِ (تَرْوِيحاً) صَلَّيْتُ بِهِمُ (التَّراوِيحَ).
و (اسْتَرْوَحَ) الْغُصْنُ تَمَايَلَ. و (اسْتَرْوَحَ) الرَّجُلُ سَمَرَ. و (الرِّيحُ) الْهَوَاءُ الْمُسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ و الْأَرْضِ و أَصْلُهَا الْوَاوُ بِدَلِيلِ تَصْغِيرِهَا عَلَى (رُوَيْحَةٍ) لكِنْ قُلِبَتْ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا و الْجَمْعُ (أَرْوَاحٌ) و (رِيَاحٌ) وَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ (أَرْيَاحٌ) بِالْيَاءِ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ، و غلّطَهُ أَبُو حَاتِمٍ قَالَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ ذلِكَ فَقَالَ أَ لَا تَرَاهُمْ قَالُوا (رِيَاحٌ) بِالْيَاءِ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّمَا قَالُوا (رِيَاحٌ) بِالْيَاء للكسْرَةِ و هى غَيْرُ مَوْجُودَةٍ فى (أَرْيَاحٍ) فَسَلَّمَ ذلك.
وَ (الرِّيحُ) أَرْبَعٌ (الشَّمَالُ) و تَأْتِى مِنْ نَاحِيَةِ الشَّامِ وَ هِىَ حَارَّةٌ فِى الصَّيْفِ بَارِحٌ «1» و (الْجُنُوبُ) تُقَابِلُهَا وَ هِىَ الرِّيحُ الْيَمَانِيَةُ و الثَّالِثَةُ (الصَّبَا) وَ تَأْتِى مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ وَ هِىَ القَبُولُ أَيْضاً. و الرَّابِعَةُ (الدَّبُورُ) وَ تَأْتِى مِنْ نَاحِيَة الْمَغْرِبِ.
و (الرِّيحُ) مُؤَنَّثَةٌ عَلَى الْأَكْثَرِ فَيُقَالُ هِىَ (الرِّيحُ) وَ قَدْ تُذَكَّرُ عَلَى مَعْنَى الْهَوَاءِ فَيُقَالُ هُوَ (الرِّيحُ) و هَبَّ (الرِّيحُ) نَقَلَهُ أَبُو زَيْدٍ.
وَ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارىّ: (الرّيحُ) مَؤَنَّثَةٌ لَا عَلَامَةَ فِيهَا وَ كَذلِكَ سَائِرُ أَسْمَائِهَا إِلَّا الْإِعْصَارَ فَإِنَّهُ مُذَكَّرٌ.
و (رَاحَ) الْيَوْمُ (يَرُوحُ) (رَوْحاً) مِنْ بَابِ قَالَ وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابِ خَافَ إِذَا اشْتَدَّتْ (رِيحُهُ) فَهُوَ (رَائِحٌ) وَ يَجُوزُ الْقَلْبُ وَ الْإِبْدَالُ فَيُقَالُ (رَاحٍ) كَمَا قِيلَ هَارٍ فِى هَائِرٍ. وَ يَوْمٌ (رَيِّحٌ) بِالتَّشْدِيدِ أَىْ طَيِّبُ (الرِّيحِ) وَ لَيْلَةٌ (رَيِّحَةٌ) كَذلِكَ. وَ قِيلَ شَدِيدُ (الرّيحِ) نَقَلَهُ الْمُطَرِّزِىُّ عَنِ الْفَارِسِىِّ. وَ قَالَ فِى كِفَايَةِ الْمُتَحَفِّظِ أَيْضاً يَوْمٌ (رَاحٌ) و (رَيِّحٌ) إِذَا كَانَ شَدِيدَ الرِّيحِ فَقَوْلُ الرَّافِعِىِّ يَجُوزُ (يَوْمُ رِيحٍ) عَلَى الْإِضَافَةِ أَىْ مَعَ التَّخْفِيفِ و (يَوْمٌ رَيِّحٌ) أَىْ بِالتَّثْقِيلِ مَعَ الْوَصْفِ و هُمَا بمَعْنىً كَمَا تَقَدَّمُ مُطَابِقٌ لِمَا نُقِلَ عَنِ الْفَارِسِىِّ وَ مَا ذَكَرَهُ فِى الْكِفَايَةِ و (الرِّيحُ) بِمَعْنَى الرَّائِحَةِ عَرَضٌ يُدْرَكُ بِحَاسَّة الشَّمِّ مُؤَنَّثَةٌ:
يُقَالُ: (رِيحٌ) ذَكِيَّةٌ وَ قَالَ الْجَوْهَرِىُّ:
يُقَالُ: (رِيحٌ) و (رِيحَةٌ) كَمَا يُقَالُ دَارٌ وَ دَارَةٌ و (رَاحَ) زَيْدٌ الرِّيحَ (يَرَاحُهَا) (رَوْحاً) مِنْ بَابِ خَافَ اشْتَمَّهَا و (رَاحَها) (رَيْحاً) مِنْ بَابِ سَارَ و (أَرَاحَهَا) بِالْأَلِفِ‏
__________________________________________________
 (1) بارحٌ: أى حَامِلة للتراب.

244
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

روح ص 242

كَذَلِكَ وَ
فِى الْحَدِيثِ «لَم يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ».
مَرْوِىٌّ باللُّغَاتِ الثَّلَاثِ و (الرُّوحُ) لِلْحَيَوَانِ مُذَكَّرٌ و جَمْعُهُ (أَرْوَاحٌ) قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ و ابْنُ الْأَعْرَابِىِّ (الرُّوحُ) و النَّفْسُ وَاحِدٌ غَيْرَ أَنَّ الْعَرَبَ تُذَكِّرُ (الرُّوحَ) و تُؤنّثُ النَّفْسَ.
وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ أَيْضاً (الرُّوحُ) مُذَكَّرٌ. وَ قَالَ صَاحِبُ الْمُحْكَمِ و الْجَوْهَرىُّ: (الرُّوحُ) يُذَكَّرُ وَ يُؤَنَّثُ وَ كَأَنَّ. التَّأْنِيثَ عَلَى مَعْنَى النَّفْسِ. قَالَ بَعْضُهُمْ (الرُّوحُ) النَّفْسُ فَإِذَا انْقَطَعَ عَنِ الْحَيَوَانِ فَارَقَتْهُ الْحَيَاةُ. وَ قَالَتِ الْحُكَمَاءُ (الرُّوحُ) هُوَ الدَّمُ وَ لِهذَا تَنْقَطِعُ الْحَيَاةُ بِنَزْفِهِ و صَلَاحُ الْبَدَنِ و فَسَادُهُ بِصَلَاحِ هَذَا (الرُّوحِ) وَ فَسَادِهِ.
وَ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّ (الرُّوحَ) هُوَ النَّفْسُ النَّاطِقَةُ الْمُسْتَعِدَّةُ لِلْبَيَانِ و فَهْمِ الخِطَابِ وَ لَا تَفْنَى بِفَنَاء الْجَسَدِ و أَنَّهُ جَوْهَرٌ لَا عَرَضٌ وَ يَشْهَدُ لِهذَا قَوْلُهُ تَعَالَى «بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» وَ الْمُرَادُ هذِهِ (الْأَرْوَاحُ) و (الرَّوَحُ) بِفَتْحَتَيْنِ انْبِسَاطٌ فِى صُدُورِ الْقَدَمَيْنِ. وَ قِيلَ تَبَاعُدُ صَدْرِ الْقَدَمَيْنِ وَ تَقَارُبُ العَقِبَيْنِ، فَالذَّكَر (أَرْوَحُ) و الْأُنْثَى (رَوْحَاءُ) مِثْلُ أَحْمَرَ وَ حَمْرَاءَ و (الرَّوْحَاءُ) مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَ المَدِينَةِ عَلَى لَفْظِ حَمْرَاءَ أَيْضاً.
[رود]
أَرَادَ: الرَّجُلُ كَذَا (إِرَادَةً) وَ هُوَ الطَّلَبُ وَ الاخْتِيَارُ، و اسْمُ الْمَفْعُولِ (مُرَادٌ) وَ (رَاوَدْتُهُ) عَلَى الْأَمْرِ (مُرَاوَدَةً) و (رِوَاداً) مِنْ بَابِ قَاتَل طَلَبْتُ مِنْهُ فِعْلَهُ، وَ كَأَنَّ فِى (الْمُرَاوَدَةِ) مَعْنَى الْمُخَادَعَه لِأَنَّ الطَّالِبَ يَتَلَطَّفُ فِى طَلَبِهِ تَلَطُّفَ الْمُخَادِعِ وَ يَحْرِصُ حِرْصَهُ. و (ارْتَادَ) الرَّجُلُ الشَّى‏ءَ طَلَبَهُ. و (رَادَهُ) (يُرودُهُ) (رِيَاداً) مِثْلُهُ.
و (الْمِرْوَدُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ آلةٌ مَعْرُوفَةٌ و الْجَمْعُ (الْمَرَاوِدُ).
[رأس‏]
الرَّأْسُ: عُضْوٌ مَعْرُوفٌ وَ هُوَ مُذَكَّرٌ و جَمْعُه (أَرْؤُسٌ) و (رُؤُوسٌ) و بَائِعُهَا (رَءَّاسٌ) بِهَمْزَةٍ مُشَدَّدَةٍ مِثْلُ نَجَّارٍ و عَطَّارٍ وَ أَمَّا (رَوَّاسٌ) فَمُوَلَّدٌ و (الرَّأْسُ) مَهْمُوزٌ فِى أَكْثَرِ لُغَاتِهِمْ إلَّا بَنِى تَمِيمٍ فَإِنَّهُمْ يَتْرُكُونَ الْهَمْزَ لُزُوماً. وَ (رَأْسُ) الشَّهْرِ أَوَّلُهُ و (رَأْسُ) الْمَالِ أَصْلُهُ.
و (رَأَسَ) الشَّخْصُ (يَرْأَسُ) مَهْمُوزٌ بِفَتْحَتَيْنِ (رَآسَةً) شرُفَ قَدْرُهُ فَهُوَ (رَئِيسٌ) و الْجَمْعُ (رُؤَسَاءُ) مِثْلُ شَرِيفٍ و شُرَفَاءَ.
[روض‏]
رُضْتُ: الدَّابَّة (رِيَاضاً) ذَلَّلْتُهَا فَالْفَاعِلُ (رَائِضٌ) وَ هِىَ (مَرُوضَةٌ). و (رَاضَ) نَفْسَهُ عَلَى مَعْنَى حَلُم فَهُوَ (رَيِّضٌ). و (الرَّوْضَةُ) الْمَوْضِعُ الْمُعْجِبُ بالزُّهُورِ يُقَالُ نَزَلْنَا أَرْضاً (أَريضَةً) قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاسْتِرَاضَةِ الْمِيَاهِ السَّائِلَةِ إِلَيْهَا أَىْ لِسُكُونِهَا بِهَا وَ (أَرَاضَ) الْوَادِى و (اسْتَرَاضَ) إِذَا اسْتَنْقَعَ فِيهِ الْمَاءُ. و (اسْتَرَاضَ) اتَّسَعَ و انْبَسَطَ وَ مِنْهُ يُقَالُ: افْعَلْ مَا دَامَتِ النَّفْس‏

245
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

روض ص 245

 (مُسْتَرِيضَةً) و جَمْعُ (الرَّوْضَةِ) (رِيَاضٌ) وَ (رَوْضَاتٌ) بِسُكُونِ الْوَاوِ لِلتَّخْفِيفِ. وَ هُذَيْلٌ تَفْتَحُ عَلَى الْقِيَاس.
[روع‏]
رَاعَنِي: الشَّى‏ءُ (رَوْعاً) مِنْ بَابِ قَالَ أَفْزَعنِى و (رَوَّعَنِي) مِثْلُهُ. و (رَاعَنِي) جَمَالُهُ أَعْجَبَنِى و (الرُّوعُ) بالضَّمِّ الْخَاطِرُ وَ الْقَلْبُ يُقَالُ وَقَعَ فِى رُوعِي كَذَا.
[روغ‏]
رَاغَ: الثَّعْلَبُ (رَوْغاً) مِنْ بَابِ قَالَ وَ (رَوَغَاناً) ذَهَبَ يَمْنَةً و يَسْرَةً فِى سُرْعَة خَدِيعَةً فَهُوَ لَا يَسْتَقِرُّ فِى جِهَةٍ و (الرَّوَاغُ) بِالْفَتْحِ اسْمٌ مِنْهُ و (رَاغَ) الطَّرِيقُ مَالَ و (رَاغَ) فُلَانٌ إِلَى كَذَا مَالَ إِلَيْهِ سِرًّا و (أَرَغْتُ) الصَّيْدَ (إِرَاغَةً) طَلَبْتُهُ وَ أَرَدْتُهُ و مَاذَا (تُرِيغُ) أَىْ تُرِيدُ وَ (رَوَّغْتُ) اللُّقْمَةَ بِالسَّمْنِ بِالتَّشْدِيدِ دَسَّمْتُهَا و (رَيَّغْتُ) بِالْيَاءِ مِثْلُهُ.
[روق‏]
رَاقَ: الْمَاءُ (يَرُوقُ) صَفَا و (رَوَّقْتُهُ) فى التَّعْدِيَةِ و اسْمُ الآلَةِ (رَاوُوقٌ) و (رَاقَنِي) جَمَالُهُ أَعْجَبَنِى و (الرِّواقُ) بالْكَسْرِ «1» بَيْتٌ كالفُسْطَاطِ يُحْمَلُ على سِطَاعٍ وَاحِدٍ فِى وَسَطِهِ و الْجَمْعُ (أَرْوِقَةٌ) و (رُوقٌ) وَ (رُوَاقُ) الْبَيْتِ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ و (رَوَّقَ) اللَّيْلُ بالتَّشْدِيدِ مَدّ رُوَاقَ ظُلْمَتِهِ.
[روم‏]
رُمْتُ: الشَّى‏ءَ (أَرُومُه) (رَوْماً) و (مَرَاماً) طَلَبْتُهُ (فَهُوَ مَرُومٌ) وَ يَتَعَدَّى بالتَّشْدِيدِ فَيُقَالُ (رَوَّمْتُ) فُلَاناً الشَّى‏ءَ و (رُومَةٌ) وِزَانُ غُرْفَةٍ بِئْرٌ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَوْلُهُمْ (بِئْرُ رُومَةَ) عَلَى الْإِضَافَةِ لِلْإِيضَاحِ.
[روي‏]
رَوِيَ: من الْمَاءِ (يَرْوَى) (رَيّاً) وَ الاسْمُ (الرِّيُّ) بالْكَسْرِ فَهُوَ (رَيَّانُ) و الْمَرْأَةُ (رَيَّا) وزَانُ غَضْبَانَ و غَضْبىَ و الْجَمْعُ فِى الْمُذَكَّرِ وَ الْمُؤَنَّثِ (رِوَاءٌ) وِزَانُ كِتَابٍ وَ يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فَيُقَالُ: (أَرْوَيْتُهُ) و (رَوَّيْتُهُ) (فَارْتَوَى) مِنْهُ و (تَرَوَّى) وَ يَوْمُ (التَّرْوِيَةِ) ثَامِنُ ذِى الْحِجَّةِ مِنْ ذلِكَ لِأَنَّ الْمَاءَ كَانَ قَلِيلًا بِمِنىً فَكانُوا (يَرْتَوُونَ) مِنَ الْمَاءِ لِمَا بَعْدُ و (رَوَى) الْبَعِيرُ الْمَاءَ (يَرْوِيهِ) مِنْ بَابِ رَمَى حَمَلَهُ فَهُوَ (رَاوِيَةٌ) الْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ ثُمَّ أُطْلِقَتِ (الرَّاوِيَةُ) عَلَى كُلِّ دَابَّةٍ يُسْتَقَى الْمَاءُ عَلَيْهَا و مِنْهُ يُقَالُ: (رَوَيْتُ) الْحَدِيثَ إِذَا حَمَلْتَهُ وَ نَقَلْتَهُ. و يُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (رَوَّيْتُ) زَيْداً الْحَدِيثَ و يُبْنَى لِلْمَفْعُولِ فَيُقَالُ (رُوِّينَا) الْحَدِيثَ. و (الرَّايَةُ) عَلَمُ الْجَيْشِ يُقَالُ أَصْلُهَا الْهَمْزُ لكِن الْعَرَب آثَرَتْ تَرْكَهُ تَخْفِيفاً. وَ مِنْهُمْ مَنْ يُنْكِرُ هذَا الْقَوْلَ، وَ يَقُولُ لَمْ يُسْمَعِ الْهَمْزُ و الْجَمْعُ (رَايَاتٌ).
و (الْمِرْآة) بِكَسْرِ الْمِيمِ مَعْرُوفَةٌ و أَصْلُهَا (مِرْأَيَةٌ) عَلَى مِفْعَلَةٍ تَحَرَّكَتِ الْيَاءُ و انْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا قُلِبَتْ أَلِفاً وَ كُسِرَتِ الْمِيمُ لِأَنَّهَا آلَةٌ و جَمْعُهَا (مَرَاءٍ) مِثْلُ جَوَارٍ و غَوَاشٍ لِأَنَّ مَا بَعْدَ
__________________________________________________
 (1) و بالضم- فى القاموس: و الرُّواق ككتاب و غراب.

246
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

روي ص 246

أَلِفِ الْجَمْعِ لَا يَكُونُ إِلَّا مَكْسُوراً. و جُمِعَتْ أَيْضاً عَلَى مَرَايَا قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وَ هُوَ خَطَأٌ «1».
[رأي‏]
و (الرَّوِيَّة) الفِكْر و التَّدَبُّرُ وَ هِىَ كَلِمَةٌ جَرَتْ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ بِغَيْرِ هَمْزٍ تَخْفِيفاً وَ هِىَ مِنْ (رَوَّأْتُ) فِى الْأَمْرِ بِالْهَمْزِ إِذَا نَظَرْتَ فِيهِ وَ (رَأَيْتُ) الشَّى‏ءَ (رُؤْيَةً) أَبْصَرْتُهُ بِحَاسَّةِ الْبَصَرِ وَ مِنْهُ (الرِّيَاءُ) وَ هُوَ إِظْهَارُ الْعَمَلِ لِلنَّاسِ لِيَرَوْهُ و يَظُنُّوا بِهِ خَيْراً فَالْعَمَلُ لِغَيْرِ اللّهِ نَعُوذُ باللّهِ مِنْهُ و (رُؤْيَةُ) الْعَيْنِ مُعَايَنَتُهَا لِلشَّى‏ءِ يُقَالُ (رُؤْيَةُ) الْعَيْنِ و (رَأْيُ) الْعَيْنِ وَ جَمْعُ (الرُّؤْيَةِ) (رُؤًى) مِثْلُ مُدْيَةٍ و مُدىً و (رَأَى) فِى الْأَمْرِ (رَأْياً) وَ الَّذِى (أُرَاهُ) بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ بِمَعْنَى الَّذِى أَظُنُّ و بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ بِمَعْنَى الَّذِى أَذْهَبُ إِلَيْهِ.
و (الرَّأْيُ) الْعَقْلُ وَ التَّدْبيرُ وَ رَجُلٌ ذُو (رَأْيٍ) أَى بَصِيرَةٍ و حِذْقٍ بِالْأُمُورِ و جَمْعُ (الرَّأْيِ) (آرَاءٌ) و (رَأَى فِى مَنَامِهِ (رُؤْيَا) عَلَى فُعْلَى غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لِأَلِفِ التَّأْنِيثِ و (رَأَيْتُهُ) عَالِماً يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْعِلْمِ و الظَّنِّ فَيَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ وَ (رَأيْتُ) زَيْداً أبْصَرْتُهُ يَتَعَدَّى إِلَى وَاحِدٍ لِأَنَّهُ مِنْ أَفْعَالِ الْحَوَاسِّ وَ هِىَ إِنَّمَا تَتَعَدَّى إِلَى وَاحِدٍ فَإِنْ رَأَيْتُهُ عَلَى هَيْئَةٍ نَصَبْتَهَا عَلَى الْحَال. وَ قُلْتَ (رَأَيْتُهُ) قَائِماً.
وَ (رَأَيْتُنِي) قَائِماً يَكُون الفَاعِلُ هُوَ الْمَفْعُول وَ هَذَا مُخْتَصٌّ بأَفْعَال الْقُلُوبِ عَلَى غَيْرِ قِيَاس قَالُوا: وَ لَا يَجُوزُ ذلِكَ فِى غَيْرِ أَفْعَال الْقُلُوبِ.
وَ الْمُرَادُ مَا إِذَا كَانَا مُتَّصِلَيْنِ مِثْلُ (رَأَيْتُنِي) وَ عَلِمْتُنِى. أَمَّا إِذَا كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُمْتَنِعٍ بِالاتّفَاقِ نَحْوُ أَهْلَكَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ و ظَلَمْتُ نَفْسِي*.
و (الْأَرْوَى) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ تَيسُ الجَبَل البَرِىُّ وَ هُوَ مُنْصَرِفٌ لِأَنَّهُ اسْمٌ غَيْرُ صِفَةٍ.
و (الرَّيُّ) بِالْفَتْحِ مِنْ عِرَاقِ الْعَجَمِ و النِّسْبَةُ إِلَيْهِ (رَازيٌّ) بزيَادِة زَاى عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.
[ريب‏]
الرَّيْبُ: الظَّنُّ و الشَّكُّ و (رَابَنِي) الشَّى‏ءُ (يَرِيبُنِي) إِذَا جَعَلَكَ شَاكًّا. قَالَ أَبُو زَيْدٍ (رَابَنِي) مِنْ فُلَانٍ أَمْرٌ (يَريبُنِي) (رَيْباً) إِذَا اسْتَيْقَنْتَ مِنْهُ (الرّيبَةَ) فَإِذَا أَسَأْتَ بِهِ الظَّنَّ وَ لَمْ تَسْتَيْقِنْ مِنْهُ (الرِّيبَةَ) قُلْتَ (أَرَابَنِي) مِنْهُ أَمْرٌ هُوَ فِيهِ (إِرَابَةً) و (أَرَابَ) فُلَانٌ (إِرَابَةً) فَهُوَ (مُريبٌ) إِذَا بَلَغَكَ عَنْهُ شَى‏ءٌ أَوْ تَوَهَّمْتَهُ. وَ فِى لُغَةِ هُذَيْلٍ (أَرَابَنِي) بِالْأَلِفِ (فَرِبْتُ) أَنَا و (ارْتَبْتُ) إِذَا شَكَكْتُ فَأَنَا (مُرْتَابٌ) وَ زَيْدُ (مُرْتَابٌ) مِنْهُ و الصِّلَةُ فَارِقَةٌ بَيْنَ الْفَاعِلِ و الْمَفْعُولِ. وَ الاسْمُ (الرِّيبَةُ) و جَمْعُهَا (رِيَبٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (رَيْبُ) الدَّهْرِ صُروفُهُ وَ هُوَ فِى الْأَصْلِ مَصْدَرُ (رَابَنِي) و (الرَّيْبُ) الْحَاجَةُ.
[ريث‏]
رَاثَ: (رَيْثاً) مِنْ بَابِ بَاعَ أَبْطَأَ وَ (اسْتَرَثْتُهُ) اسْتَبْطَأْتُهُ وَ أَمْهَلْتُهُ و (رَيْثَمَا) فَعَلَ كَذَا أَىْ قَدْرَ مَا فَعَلَهُ وَ وَقَفَ (رَيْثَمَا) صَلَّيْنَا أَىْ قَدْرَ مَا.
__________________________________________________
 (1) قال الجوهرى: و ثلاث مَرَاءِ و الكثير مَرَايَا.

247
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ريش ص 248

[ريش‏]
الرّيشُ: مِنَ الطَّائِرِ مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ (رِيشَةٌ) وَ يُقَالُ فِى جَنَاحِهِ سِتَّ عَشْرَةَ رِيشَةً أَرْبَعُ (قَوَادِمَ) وَ أَرْبَعُ (خَوَافٍ) وَ أَرْبَعُ (مَنَاكِبَ) و أَرْبَعُ (أَبَاهِرَ). و (الرِّيشُ) الْخَيْرُ و (الرِّيَاشُ) بِالْكَسْرِ يُقَالُ فِى الْمَال و الْحَالَةِ الْجَمِيلَةِ. و (رِشْتُهُ) (رَيْشاً) مِنْ بَابِ بَاعَ قُمْتُ بِمَصْلَحَتِهِ أَوْ أَنَلْتُهُ خَيْراً (فَارْتَاشَ) و (رِشْتُ) السَّهْمَ (رَيْشاً) أَصْلَحْتُ (ريشَهُ) فَهُوَ (مَريشٌ).
[ريط]
الرَّيْطَةُ: بِالْفَتْحِ كُلُّ مُلَاءَةٍ لَيْسَتْ لِفْقَين أَىْ قِطْعَتَيْنِ وَ الْجَمْعُ (رِيَاطٌ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و (رَيْطٌ) أَيْضاً مِثْلُ تَمْرَةٍ وَ تَمْرِ. وَ قَدْ يُسَمَّى كُلُّ ثَوْبٍ رَقِيقٍ (رَيْطَةً).
[ريع‏]
الرَّيْعُ: الزِّيَادَةُ و النَّمَاءُ و (رَاعَتِ) الْحِنْطَةُ وَ غَيْرُهَا (رَيْعاً) مِنْ بَابِ بَاعَ إِذَا زَكَتْ وَ نَمَتْ وَ أَرْضٌ (مَرِيعَةٌ) بِفَتْحِ الْمِيمِ خِصْبَةٌ. قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (الرَّيْعُ) فَضْلُ كُلِّ شَى‏ءٍ عَلَى أَصْلِهِ نَحْوُ (رَيْعِ) الدَّقِيقِ وَ هُوَ فَضْلُهُ عَلَى كَيْلِ البُرِّ و (الرِّيعُ) بِالْكَسْرِ الطَّرِيقُ، وَ قِيلَ: الْجَبَلُ وَ قِيل: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ.
[ريق‏]
الرِّيقُ: مَاءُ الْفَمِ وَ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فِى الشِّعْرِ فَيُقَالُ (رِيقَةٌ) وَ قِيلَ: التَّأْنِيثُ بِالْهَاءِ لِلْوَحْدَةِ وَ (رَاقَ) الْمَاءُ و الدَّمُ وَ غَيْرُهُ (رَيْقاً) مِنْ بَابِ بَاعَ انْصَبَّ وَ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَرَاقَهُ) صَاحِبُهُ وَ الْفَاعِلُ (مُريقٌ) وَ الْمَفْعُولُ (مُرَاقٌ) وَ تُبْدَلُ الْهَمْزَةُ هَاءً فَيُقَالُ (هَرَاقَهُ) و الْأَصْلُ (هَرْيَقَهُ) وِزَانٌ دَحْرَجَهُ. وَ لِهَذَا تُفْتَحُ الْهَاءُ مِنَ الْمُضَارِعِ فَيُقَالُ يُهَرِيقُهُ كَمَا تُفْتَحُ الدَّالُ مِن يُدَحْرِجُهُ و تُفْتَحُ مِنَ الْفَاعِلِ و الْمَفْعُولِ أَيْضاً فَيُقَالُ (مُهَرِيقٌ) و (مُهَرَاقٌ) قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
         و إِنَّ شِفَائِى عَبْرةٌ مُهَرَاقَةٌ «1»
وَ الْأَمْرُ (هَرِقْ) مَاءَكَ وَ الْأَصْلُ (هَرْيِقْ) وِزَانُ دَحْرِجْ. وَ قَدْ يُجْمَعُ بَيْنَ الْهَاءِ و الْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَهْرَاقَهُ) (يُهْريقُهُ) سَاكِنُ الْهَاءِ تَشْبِيهاً لَهُ بَأَسْطَاعَ يُسْطِيعُ كَأَنَّ الْهَمْزَةَ زِيدَتْ عِوَضاً عَنْ حَرَكَةِ الْيَاءِ فِى الْأَصْلِ؛ وَ لِهذَا لَا يَصِيرُ الْفِعْلُ بِهذِهِ الزِّيَادَةِ خُمَاسِيًّا وَ دَعَا بِذَنُوبٍ (فأُهْرِقَ) سَاكِنُ الْهَاءِ. وَ فِى التَّهْذِيبِ مَنْ قَالَ (أهْرَقْتُ) فَهُوَ خَطَأٌ فِى الْقِيَاسِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الْهَاءَ كَأَنَّهَا أَصْلٌ و يَقُولُ (هَرَقْتُهُ) (هَرْقاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ وَ
فِى الْحَدِيثِ «إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُهْرَاقُ الدِّمَاءَ».
بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُول و الدِّمَاءُ نُصِبَ عَلَى التَّمْييزِ وَ يَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى إِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَيْهَا وَ الْأَصْل (تُهْرَاقُ) دِمَاؤُهَا لكِنْ جُعِلَتِ الْأَلِفُ وَ اللَّامُ بَدَلًا عَنِ الْإِضَافَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى «عُقْدَةَ النِّكاحِ»* أَىْ نِكَاحِهَا.
__________________________________________________
 (1) عجز البيت-
         فَهَلْ عند رسم دارس مِنْ مُعَوَّل‏
و هو من معلقته و رواه سيبويه-
         و إن شفاءً ....
إلخ- و رُوى‏
         و إن شفائى عبرّة لو سفحْتها
- و إن سفْحتها).
بدل مهراقة.

248
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ريم ص 249

[ريم‏]
مَرْيَمُ: اسْمٌ أَعْجَمِىٌّ وَ وَزْنُهُ مَفْعَلٌ وَ بِنَاؤُهُ قَلِيلٌ وَ مِيمُهُ زَائِدَةٌ وَ لَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَصْلِيَّةً لِفَقْدِ فَعْيَلٍ فِى الْأَبْنِيَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَ نَقَلَهُ الصَّغَانِىُّ عَنْ أبِى عَمْرٍو قَالَ: (مَرْيَمُ) مَفْعَلُ مِنْ (رَامَ) (يَرِيمُ) وَ هذَا يَقْتَضِى أَنْ يَكُونَ عَرَبِيًّا.
[رين‏]
رَان: الشَّىْ‏ءُ عَلَى فُلَانٍ (رَيْناً) مِنْ بَابِ بَاعَ غَلَبَهُ ثُمَّ أُطْلِقَ الْمَصْدَرُ عَلَى الغِطَاءِ وَ يُقَالُ (رَانَ) النُّعَاسُ فِى الْعَيْنِ إِذَا خَامَرَهَا.
[وري‏]
الرِّئَةُ: بِالْهَمْزِ وَ تَرْكِهِ مَجْرَى النَّفَسِ و الْجَمْعُ (رِئَاتٌ) وَ (رِئُونَ) جَبْراً لِمَا نَقَصَ وَ الْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ اللَّامِ الْمَحْذُوفَةِ يُقَالُ مِنْهُ (رَأَيْتُهُ) إِذَا أَصَبْتَ (رِئَتَهُ) وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ الْمَحْذُوفُ فَاؤُهَا وَ الْأَصْلُ (وَرْأَةٌ) مِثْلُ الْعِدَةِ أَصْلُهَا وَعْدَةٌ إذْ لَوْ عَوَّضُوا مَوْضِعَ الْمَحْذُوفِ كَانَ الْأَصْلُ أَوْلَى بِالْإِثْبَاتِ. وَ يُقَالُ وَرَيْتُهُ إِذَا أَصَبْتَ رِئَتَهُ وَ هُوَ (مَوْرِيٌّ).

249
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب الزاى ص 250

كتاب الزاى‏
[زبعر]
الزِّبَعْرَى: بِكَسْرِ الزَّاىِ و فَتْحِ الْبَاءِ: السَّيِّئُ الْخُلُقِ وَ الَّذِى كَثُرَ شَعْرُ وَجْهِهِ وَ حَاجِبَيْهِ وَ قَالَ الْفَارَابِىُّ (الزّبَعْرُ): نَبْتٌ لَهُ رَائِحَةٌ فَائِحَةٌ وَ سُمِّىَ الرَّجُلُ مِنْ ذلِكَ.
[زبب‏]
الزُّبُّ: الذَّكَرُ و تصغيره (زُبَيبٌ) على القياس و ربّما دَخَلَتْهُ الهاءُ فقيل (زُبَيْبَةٌ) على معنى أنه قطعة من البدن فتكون الهاء للتأْنيث و الجمعُ (أزبَابٌ) مثلُ قفلٍ و أقفال و قال الأزهرى (الزُّبُّ) ذَكَرُ الصَّبىِّ بِلُغَةِ اليمن وَ (الزَّبِيبُ) مَعْرُوفٌ وَ هُوَ اسْمُ جَمْعٍ يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ (الزَّبِيبُ) وَ هِىَ (الزّبِيبُ) الْوَاحِدَةُ (زَبِيبَةٌ). وَ (زَبَّبْتُ) العِنَبَ جَعَلْتُهُ (زَبِيباً) فَتَزَبَّبَ) هُوَ. وَ عَامٌ (أَزَبُّ) كَثِيرُ الْخِصْبِ وَ رَجُلٌ (أَزَبُّ) كَثِيرُ شَعْرِ الصَّدْرِ و (الزَّبْزَبُ) وِزَانُ جَعْفَرٍ سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ وَ الْجَمْعُ (الزَّبَازِبُ).
[زبد]
الزَّبَدُ: بِفَتْحَتَيْنِ مِنَ الْبَحْرِ وَ غَيْرِهِ كالرَّغْوَةِ و (أَزْبَدَ) (إِزْبَاداً) قَذَفَ بِزَبَدِهِ. و (الزُّبْدُ) وِزَانُ قُفْلٍ ما يُسْتَخْرَجُ بالْمَخْضِ مِنْ لَبَنِ الْبَقَرِ و الْغَنَمِ. وَ أَمَّا لَبَنُ الْإِبِلِ فَلَا يُسَمَّى مَا يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ زُبْداً. بَلْ يُقالُ لَهُ (جُبَابٌ) و (الزُّبْدَةُ) أَخَصُّ مِنَ (الزُّبْدِ) و (زَبَدْتُ) الرَّجُلُ (زَبْداً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَطْعَمْتُهُ الزُّبْدَ و منْ بَابِ ضَرَبَ أَعْطَيْتُهُ وَ مَنَحْتُهُ وَ نُهِىَ عَنْ (زَبْدِ) الْمُشْرِكِينَ أَىْ عَنْ قَبُول مَا يُعْطُونَ.
[زبر]
زَبَرَهُ: (زَبْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ زَجَرَهُ و نَهَرَهُ وَ بِمُصَغَّرِ الْمَصْدَرِ سُمِّىَ. وَ مِنْهُ (الزُّبَيْرُ ابْنُ الْعَوَّام) أَحَدُ الصَّحَابَةِ الْعَشَرَةِ. و (الزُّبَيْرِيُّ) مِنْ أَصْحَابِنَا نِسْبَةٌ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ مِنْ نَسْلِهِ.
و (زَبَرْتُ) الْكِتَابَ (زَبْراً) كَتَبْتُهُ فَهُوَ (زَبُورٌ) فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ رَسُولٍ وَ جَمْعُهُ (زُبُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ. و (الزَّبُورُ) كِتَابُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. و (زَبِيرٌ) وِزَانُ كَرِيمٍ يُقَالُ: هُوَ اسْمُ الْجَبَلِ الَّذِى كَلَّمَ اللّهُ مُوسَى عَلَيْهِ وَ بِهِ سُمّىَ وَ مِنْهُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ الزَّبِيرِ صَحَابِىُّ.
و (الزُّبْرَةُ) الْقِطْعَةُ مِنَ الْحَدِيدِ وَ الْجَمْعُ (زُبَرٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ.
و (الزِّبْرِقَانُ) بِكَسْرَتَيْنِ اسْمٌ لِلْبَدْرِ لَيْلَةَ تَمَامِهِ و بِهِ سُمِّىَ الرَّجُلُ. و (الزَّبَرْجَدُ) جَوْهَرٌ مَعْرُوفٌ. وَ يُقَالُ: هُوَ (الزُّمُرُّذُ).
[زبق‏]
زَبَقْتُ: الشَّعْرَ نَتَفْتَهُ و (الزّنْبَقُ) فَنْعَلٌ وِزَانُ جَعْفَرٍ يُقَالُ هُوَ الْيَاسَمِينُ.
[زبل‏]
زَبَلَ: الرَّجُلُ الْأَرْضَ زُبُولًا مِنْ بَاب‏

250
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

زبل ص 250

قَعَدَ و (زَبْلًا) أَيْضاً أَصْلَحَهَا بالزِّبْل و نَحْوِهِ حَتَّى تَجُودَ لِلزّراعَةِ فَهُوَ (زَبَّالٌ) وَ (الْمَزْبَلَةُ) بِفَتْحِ الْبَاءِ و الضَّمُّ لُغَةٌ مَوْضِعُ الزِّبْلِ.
و (الزَّبِيلُ) مِثَالُ كَرِيمٍ المِكْتَلُ و (الزِّنْبِيلُ) مِثَالُ قِنْدِيلٍ لُغَةٌ فِيهِ و جَمْعُ الْأَوَّلِ (زُبُلٌ) مِثْلُ بَرِيدٍ وَ بُرُدٍ وَ جَمْعُ الثَّانِى (زَنَابِيلُ) مِثْلُ قَنَادِيلَ.
[زبن‏]
زَبَنَتِ: النَّاقَةُ حَالِبَهَا (زَبْناً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ دَفَعَتْهُ بِرِجْلِهَا فَهِىَ (زَبُونٌ) بِالْفَتْحِ فَعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِثْلُ ضَرُوبٍ بِمَعْنَى ضَارِبٍ وَ حَرْبٌ (زَبُونٌ) بِالْفَتْحِ أَيْضاً لِأَنَّهَا تَدْفَعُ الْأَبْطَالَ عَنِ الْإِقْدَامِ خَوْفَ الْمَوْتِ وَ (زَبَنْتُ) الشَّى‏ءَ (زَبْناً) إِذَا دَفَعْتُهُ فَأَنَا (زَبُونٌ) أَيْضاً و قِيلَ لِلْمُشْتَرِى (زَبُونٌ) لِأَنَّهُ يَدْفَعُ غَيْرَهُ عَنْ أَخْذِ الْمَبِيعِ وَ هِىَ كَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ لَيْسَتْ مِنْ كَلَامِ أَهْلِ الْبَادِيَةِ و مِنْهُ (الزَّبَانِيَةُ) لِأَنَّهُمْ يَدْفَعُونَ أَهْلَ النَّارِ إِلَيْهَا و (زُبَانَى) الْعَقْرَبِ قَرْنُها و (الْمُزَابَنَةُ) بَيْعُ الثَّمَرِ فِى رؤُوسِ النَّخْلِ بِتَمْرٍ كَيْلًا. (الزُّبْيَة) حُفْرَةٌ فِى مَوْضِعٍ عَالٍ يُصَادُ فِيهَا الْأَسَدُ وَ نَحْوُهُ وَ الْجَمْعُ زُبىّ: مِثْلُ مُدْيَةٍ و مُدّى.
[زجج‏]
الزُّجُ: بِالضَّمِّ الْحَدِيدَةُ الَّتِى فِى أَسْفَلِ الرُّمْحِ وَ جَمْعُهُ (زِجَاجٌ) مِثْلُ رُمْحِ و رِمَاحٍ و جُمِعَ أيْضاً (زِجَجَة) مِثَالُ عِنَبةٍ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَ لَا يُقَالُ (أَزِجَّةٌ) و (زَجَجْتُ) الرُّمْحَ (زَجّاً) مِنْ بَابِ قَتَل جَعَلْتُ لَهُ (زُجّاً) و (زَجَجْتُ) الرَّجُلَ زَجًّا طَعَنْتُهُ (بِالزُّجِّ). و (الزُّجَاجُ) مَعْرُوفٌ وَ الضَّمُّ أَشْهَرُ مِنَ التَّثْلِيثِ وَ بهِ قَرَأَ السَّبْعَةُ الْوَاحِدَةُ (زُجَاجَةٌ) و بَائِعُ الزُّجَاجِ يُنْسَبُ إِلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ (زُجَاجِيٌّ) وَ هِىَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا وَ صَانِعُهُ (زَجَّاجٌ) مِثْلُ نَجَّارٍ و عَطَّارٍ.
[زجر]
زَجَرْتُهُ: (زَجْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ مَنَعْتُهُ (فَانْزَجَرَ) و (ازْدَجَرَ) (ازْدِجَاراً) وَ الْأَصْلُ (ازْتَجَرَ) عَلَى افْتَعَلَ يُسْتَعْمَلُ لَازِماً وَ مُتَعَدِّياً و (تَزَاجَرُوا) عَنِ الْمُنْكَرِ (زَجَرَ) بَعْضُهُمْ بَعْضاً.
[زجو]
زَجَّيتُهُ: بِالتَّثْقِيلِ دَفَعْتُهُ بِرِفْقٍ و الرِّيحُ (تُزْجِي) السَّحَابّ تَسُوقُهُ سَوْقاً رَفِيقاً رُبَاعِىُّ بِالتَّخْفِيفِ و التَّثْقِيلُ لِلْمُبَالَغَةِ و بِضَاعَةٌ (مُزْجَاةٌ) تَدْفَعُ بِهَا الْأَيَّامُ لِقِلَّتِهَا و (أَزْجَيْتُ) الْأَمْرَ أَخَّرْتُهُ.
[زحح‏]
زَحْزَحَهُ: (فَنَزَحْزَحَ) أَىْ باعَدَهُ فَتَبَاعَدَ و (تَزَحْزَحَ) عَنْ مَجْلِسِهِ تَنَحَّى.
[زحف‏]
زَحَفَ: الْقَوْمُ (زَحْفاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و (زُحُوفاً) وَ يُطْلَقُ عَلَى الْجَيْثقِ الْكَثِيرِ (زَحْفٌ) تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ و الْجَمْعُ (زُحُوفٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ. قَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ وَ لَا يُقَالُ لِلْوَاحِدِ (زَحْفٌ). و الصَّبىُّ (يَزْحَفُ) عَلَى الْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ يَمْشِىَ و (زَحَفَ) الْبَعِيرُ إِذَا أَعْيَا فَجَّر فِرْسِنَه فَهُوَ (زَاحِفَةٌ) الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ وَ الْجَمْعُ (زَوَاحِفُ)

251
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

زحف ص 251

و (أَزْحَفَ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ. و مِنْهُ قِيلَ (زَحَفَ) الْمَاشِى وَ (أَزْحَفَ) أَيْضاً إِذَا أَعْيَا قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَ يُقَالُ لِكُلّ مُعْىٍ سَمِيناً كَانَ أَوْ مَهْزُولًا (زَحَفَ) و (زَحَفَ) السَّهْمُ وَقَعَ دُونَ الْغَرَضِ ثُمَّ زَلَجَ إِلَيْهِ فَهُوَ (زَاحِفٌ) و الْجَمْعُ (زَوَاحِفُ)
[زحم‏]
زَحَمْتُهُ: (زَحْماً) مِنْ بَابِ نَفَعَ دَفَعْتُهُ و (زَاحَمْتُهُ) (مُزَاحَمَةً) و (زِحَاماً) وَ أَكْثَرُ مَا يَكُونُ ذلِكَ فِى مَضِيقِ و (الزَّحْمَةُ) مَصْدَرٌ أَيْضاً وَ الْهَاءُ لِتَأْنِيثِهِ وَ يَجُوزُ مِنَ الثُّلاثِىّ (زُحِمَ) زَيْدٌ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَ مِنَ الْمَزِيد (زُوحِمَ) مِثْلُ قُوتِلَ و (زَحَمَ) الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً تَضَايَقُوا فِى الْمَجَالِسِ و (ازْدَحَمُوا) تَضَايَقُوا أَىَّ مَوْضِعٍ كَانَ وَ مِنْهُ قِيلَ عَلَى الاسْتِعَارَةِ (ازْدَحَمَ) الْغُرَمَاءُ عَلَى الْمَال.
[زرنخ‏]
الزِّرْنِيخُ: بِالْكَسْرِ مَعْرُوفٌ وَ هُوَ فَارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ.
[زرب‏]
 (الزَّرْبُ) حَظِيرَةُ الْغَنَمِ و الْجَمْعُ (زُرُوبٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (الزِّرْبُ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ. و (الزَّرِيبَةُ) مِثْلُهُ و الْجَمْعُ (زَرَائِبُ) مِثْلُ كَرِيَمَةٍ و كَرائِمَ و (الزَّرِيبَةُ) قُتْرَةُ الصَّائِدِ.
و (الزَّرَابيُّ) الْوَسَائِدُ.
[زرد]
زَرِدَ: الرَّجُلُ اللُّقْمَةَ (يَزْرَدُهَا) مِنْ بَابِ تَعِبَ (زَرَداً) ابْتَلَعَهَا و (ازْدَرَدَهَا) مِثْلُهُ.
[زرر]
زَرَّ: الرَّجُلُ الْقَمِيصَ (زَرّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَدْخَلَ (الْأَزْرَارَ) فِى الْعُرَا و (زَرَّرَهُ) بالتَّضْعِيفِ مُبَالَغَةٌ و (أَزَرَّهُ) بِالْأَلِفِ جَعَلَ لَهُ (أَزْرَاراً) وَاحِدُهَا (زِرٌّ) بِالْكَسْرِ و (زَرَرْتُ) الشَّى‏ءَ (زَرّاً) جَمَعْتُهُ جَمْعاً شَدِيداً و (الزُّرْزُورُ) بِضَمِّ الْأَوَّلِ نَوْعٌ مِنَ الْعَصَافِيرِ.
[زرع‏]
زَرَعَ: الْحَرَّاثُ الْأَرْضَ (زَرْعاً) حَرَثَهَا لِلزّرَاعَةِ و (زَرَعَ) اللّهُ الْحَرْثَ أَنْبَتَهُ وَ أَنْمَاهُ و (الزَّرْعُ) ما اسْتُنْبِتَ بِالْبَذْرِ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ و مِنْهُ يُقَالُ حَصَدْتُ (الزَّرْعَ) أَىِ النَّبَاتَ. قَالَ بَعْضُهُمْ وَ لَا يُسَمَّى (زَرْعاً) إِلَّا وَ هُوَ غَضُّ طَرِىٌّ و الْجَمْعُ (زُرُوعٌ). و (الْمُزَارَعَةُ) مِنْ ذلِكَ وَ هِىَ الْمُعَامَلَةُ عَلَى الْأَرْضِ بِبَعْضِ مَا يَخْرُج مِنْهَا. و (الْمَزْرَعَةُ) مَكَانُ (الزَّرْعِ) و (ازْدَرَعَ) حَرَثَ و (الْمُزْدَرَعُ) (الْمَزْرعَةُ).
[زرف‏]
الزَّرَافَةُ: بِفَتْحِ الزَّاىِ وَ قَالَ ابْنُ دُرَيدٍ بالضَّمِّ وَ شَكَّ فِى كَوْنِهَا عَرَبِيَّةً وَ مِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ الضَّمَ وَ قَالَ هِىَ مُسَمَّاةٌ بِاسْمِ الْجَمَاعَةِ لِأَنَّهَا فِى صُورَةِ جَمَاعَةٍ مِنَ الْحَيَوَانِ و (الزَّرَافَةُ) الْجَمَاعَةُ بِفَتْحِ الزَّاىِ و ضَمِّهَا أَيْضاً قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فى بَابِ أَسْمَاءِ الْجَمَاعَةِ مِنَ النَّاسِ.
[زرق‏]
المِزْرَاقُ: رُمْحٌ قَصِيرٌ أَخَفُّ مِنَ الْعَنَزَةِ و (زَرَقَهُ) بالرُّمْحِ (زَرْقاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ طَعَنَهُ و (زَرَقَ) الطَّائِرُ (زَرْقاً) مِنْ بَابَىْ قَتَلَ و ضَرَبَ بِمَعْنَى ذَرَقَ. و (الزُّرْقَةُ) مِنَ الْأَلْوَانِ. و الذَّكَرُ (أَزْرَقُ) و الْأُنْثَى (زَرْقَاءُ) و الْجَمْعُ (زُرْقٌ) مِثْلُ أَحْمَرَ وَ حَمْرَاءَ و حُمْرٍ وَ يُقَالُ لِلْمَاءِ الصَّافِى (أَزْرَقُ) وَ الْفِعْلُ (زَرِقَ) مِنْ بَابِ تَعِبَ ..

252
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

زري ص 253

[زري‏]
 (زَرَى) عَلَيْهِ (زَرْياً) مِنْ بَابِ رَمَى و (زَرْيَةً) و (زِرَايَةً) بِالْكَسْرِ عَابَهُ و اسْتَهْزَأَ بِهِ وَ قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِىُّ: (الزَّارِي) عَلَى الْإِنْسَانِ هُوَ الَّذِى يُنْكِرُ عَلَيْهِ وَ لَا يَعُدُّهُ شَيْئاً و (ازْدَرَاهُ) و (تَزَرَّى) عَلَيْهِ كذلك و (أَزْرَى) بِالشَّى‏ءِ (إِزْرَاءً) تَهَاوَنَ بِهِ.
[زعفر]
الزَّعْفَرَانُ: مَعْرُوفٌ و (زَعْفَرْتُ) الثَّوْبَ صَبَغْتُهُ (بالزَّعْفَرَانِ) فَهُوَ (مُزَعْفَرٌ) بالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ.
[زعج‏]
أَزْعَجْتُهُ: عَنْ مَوْضِعِه (إِزْعَاجاً) أَزَلْتُهُ عَنْهُ قَالُوا وَ لَا يَأْتِى الْمُطَاوِعُ مِنْ لَفْظِ الْوَاقِعِ فَلَا يُقَالُ (فَانْزَعَجَ) وَ قَالَ الْخَلِيلُ لَوْ قِيْلَ كَانَ صَوَاباً وَ اعْتَمَدَهُ الْفَارَابِىُّ فَقَالَ: (أَزْعَجْتُهُ) (فَانْزَعَجَ) وَ الْمَشْهُورُ فِى مُطَاوِعِهِ (أَزْعَجْتُهُ) فَشَخصَ.
[زعر]
زَعِرَ: (زَعَراً) مِنْ بَابِ تَعِبَ قَلَّ شَعْرُهُ فَالذّكَرُ (زَعِرٌ) و (أَزْعَرُ) و الْأُنْثَى (زَعْرَاءُ) وَ رَجُلٌ (زَعِرٌ) مِثْلُ شَرِسِ الْخُلُقِ وَزْناً وَ مَعْنىً وَ فِيهِ (زَعَارَّةٌ) مُشَدَّدَةُ الرَّاءِ أَىْ شَرَاسَةٌ و (الزُّعْرُورُ) بِالضَّمِّ ثَمَرٌ مِنْ ثَمَرِ الْبَادِيَةِ يُشْبِهُ النَّبْقَ فِى خَلْقِهِ وَ فِى طَعْمِهِ حُمُوضَةٌ.
[زعم‏]
زَعَمَ: (زَعْماً) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ فِى (الزَّعْمِ) ثَلَاثُ لُغَاتٍ فَتْحُ الزَّاىِ لِلْحِجَازِ وَ ضَمُّهَا لِأَسَدِ وَ كَسْرُهَا لِبَعْضِ قَيْسٍ و يُطْلَقُ بِمَعْنَى الْقَوْلِ وَ مِنْهُ (زَعَمَتِ) الْحَنَفِيَّةُ. و (زَعَمَ) سِيَبَوَيْهِ أَىْ قَالَ وَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى «أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ» أَىْ كَمَا أَخْبَرْتَ و يُطْلَقُ عَلَى الظَّنِّ يُقَالُ فِى (زَعْمِي) كَذَا وَ عَلَى الاعْتِقَادِ و مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا» قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وَ أَكْثَرُ مَا يَكُونُ (الزَّعْمُ) فِيما يُشَكُّ فِيهِ وَ لَا يَتَحَقَّقُ، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْكَذِبِ وَ قَالَ الْمَرْزُوقِىُّ أَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِيمَا كَانَ بَاطِلًا أَوْ فِيهِ ارْتِيَابٌ. وَ قَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ (زَعَمَ) (زَعْماً) قَالَ خَبَراً لَا يُدْرَى أَحَقُّ هُوَ أَوْ باطِلٌ.
قَالَ الْخَطَّابِىُّ و لِهذَا قِيلَ (زَعَمَ مَطِيَّةُ الْكَذِب) و (زَعَمَ غَيْرَ مَزْعَمٍ) قَالَ غَيْرَ مَقُولٍ صَالِحٍ وَادَّعَى مَا لَمْ يُمْكِنُ و (زَعَمْتُ) بِالْمَالِ (زَعْماً) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ نَفَعَ كَفَلْتُ بِهِ و (الزَّعَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ و (الزَّعَامَةُ) بِالْفَتْحِ اسْمٌ مِنْهُ (فَأَنَا زَعِيمٌ) بِهِ وَ (أَزْعَمْتُكَ) الْمَالَ بالْأَلِفِ لِلتَّعْدِيَةِ و (زَعَم) عَلَى الْقَوْمِ (يَزْعُمُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ (زَعَامَةً) بِالْفَتْحِ تَأَمَّرَ فَهُوَ (زَعِيمٌ) أيضاً.
[زغب‏]
الزّغَبُ: بفَتْحَتَيْن صِغَارُ الشَّعْر وَ لَيّنُهُ حِينَ يَبْدُو مِنَ الصَّبىِّ و كَذلِكَ مِنَ الشَّيْخِ حِينَ يَرِقُّ شَعْرُهُ و يَضْعُفُ وَ هُوَ الرِّيشُ أَوَّلَ مَا يَنْبُتُ و دِقَاقُهُ أَيْضاً الَّذِى لَا يَجُودُ و لَا يَطُولُ و رَجَلٌ (زَغِبُ) الشَّعْرِ و رَقَبَةٌ (زَغْبَاءُ) و (زَغِبَ) الْفَرْخُ (زَغَباً) مِنْ بَابِ تَعِبَ صَغْرَ رِيشُهُ و (زَغِبَ) الصَّبىُّ نَبَتَ (زَغَبُهُ).
[زفت‏]
الزِّفْتُ: الْقِيرُ و يُقَالُ الْقَطِرَانُ و (زَفَّتَ)

253
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

زفت ص 253

الرَّجُلُ الوِعَاءَ بالتَّثْقِيلِ طَلَاهُ بالزِّفْتِ.
[زفف‏]
زَفَّتِ: النِّسَاءُ الْعَرُوسَ إِلَى زَوْجِهَا (زَفّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ الْاسْمُ (الزِّفَافُ) مِثْلُ كِتَابٍ وَ هُوَ إِهْدَاؤُهَا إِلَيْهِ وَ (أَزَفَّتْهَا) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و (زَفَّ) الرَّجُلُ (يَزِفُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَسْرَعَ وَ الْإِسْمُ (الزَّفِيفُ).
[زفن‏]
زَفَنَ: (زَفْناً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ رَقَصَ‏
[زقق‏]
الزِّقُّ: بِالْكَسْرِ (الظَّرْفُ) و بَعْضُهُمْ يَقُولُ (ظَرْفُ) زِفْتٍ أَوْ قِيرٍ وَ الْجَمْعُ (أَزْقَاقٌ) و (زِقَاقٌ) و (زُقّانٌ) مِثْلُ كِتَابٍ و رُغْفَان. و (الزُّقَاق) دُونَ السِّكَّةِ نَافِذَةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ نَافِذَةٍ. قَالَ الْأَخْفَشُ (أَهْلُ الْحِجَازِ يُؤَنِّثُونَ الزُّقَاقَ و الطَّرِيقَ و السَّبِيلَ و السُّوقَ و الصِرَاطَ.
وَ تَمِيمٌ تُذَكِّرُ) وَ الْجَمْعُ (أَزِقَّةٌ) مِثْلُ غُرَابٍ وَ أَغْرِبَةٍ و (زَقَّ) الطَّائِرُ فَرْخَهُ (زَقّاً) مِنْ بَابِ قَتَل.
[زكر]
الزُّكْرَةُ: ظَرْفٌ صَغِيرٌ و الْجَمْعُ (زُكَرٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ.
و
[زكم‏]
الزُّكَامُ: و (الزُّكْمَةُ) بِالضَّمِّ مَعْرُوفٌ و (أَزْكَمَهُ) اللّهُ بِالْأَلِفِ (فَزُكِمَ) بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فَهُوَ (مَزْكُومٌ).
و
[زكو]
الزَّكاءُ: بِالْمَدِّ النَّمَاءُ و الزِّيَادَةُ يُقَالُ (زَكَا). الزَّرْعُ و الْأَرْضُ (تَزْكُو) (زُكُوّاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ و (أَزْكَى) بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ و سُمِّىَ الْقَدْرُ المُخْرَجُ مِنَ الْمَالِ (زَكَاةً) لِأَنَّهُ سَبَبٌ يُرْجَى بِهِ الزَّكَاءُ و زَكَّى الرَّجُلُ مَالَهُ بالتَّشْدِيدِ (تَزْكِيَةً) و (الزَّكَاةُ) اسْمٌ مِنْهُ و (أَزْكَى) اللّهُ الْمَالَ و (زَكَّاهُ) بِالْأَلِفِ و التَّثْقِيلِ.
و إِذَا نَسَبْتَ إِلَى (الزَّكَاةِ) وَجَبَ حَذْفُ الْهَاءِ و قَلْبُ الْأَلِفِ وَاواً فَيُقَالُ (زَكَوِيٌّ) كَمَا يُقَالُ فِى النِّسْبَةِ إِلَى حَصَاةٍ حَصَوىٌّ لِأَنَّ النِّسْبَةَ تَرُدُّ إِلَى الْأُصُولِ. وَ قَوْلُهُم (زَكَاتِيَّةٌ) عَامِّى و الصَّوَابُ (زَكَوِيَّةٌ). و (زَكَا) الرَّجُلُ (يَزْكُو) إِذَا صَلَحَ و (زَكَّيْتُهُ) بِالتَّثْقِيلِ نَسَبْتُهُ إِلَى (الزَّكَاءِ) وَ هُوَ الصَّلَاحُ و الرَّجُلُ (زَكِيٌّ) و الْجَمْعُ (أَزْكِيَاءُ).
[زلف‏]
الزُلْفَةُ و (الزُّلْفَى): الْقُرْبَةُ و (أَزْلَفَهُ) قَرَّبَهُ (فَازْدَلَفَ) وَ الْأَصْلُ ازْتَلَفَ فَأُبْدِلَ مِنَ التَّاءِ دَالٌ و مِنْهُ (مُزْدَلِفَةُ) لِاقْتِرَابِهَا إِلَى (عَرَفَاتٍ) و (أَزْلَفْتُ) الشَّى‏ءَ جَمَعْتُهُ وَ قِيلَ سُمِّيَتْ مُزْدَلِفَةَ مِنْ هَذَا لِاجْتمِاعِ النَّاسِ بِهَا وَ هِىَ عَلَمٌ عَلَى البُقْعَةِ لَا يَدْخُلُهَا أَلِفٌ وَ لَامٌ إِلَّا لَمْحاً لِلصِّفَةِ فِى الْأَصْلِ كَدُخُولِهَا فِى الْحَسَنِ و الْعَبَّاسِ و (ازْدَلَفَ) السَّهْمُ إِلَى كَذَا اقْتَرَبَ.
[زلق‏]
زَلِقَتِ: الْقَدَمُ (زَلَقاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ لَمْ تَثْبُتْ حَتَّى سَقَطَتْ وَ يُعَدَّى بِالْأَلِفِ و التَّشْدِيدِ فَيُقَالَ (أَزْلَقْتُهُ) و (زَلَّقْتُهُ) (فَتَزلَّقَ).
[زلل‏]
زَلَّ: عَنْ مَكَانِهِ (زَلًّا) مِنْ بَابِ ضَرَبَ تَنَحَّى عَنْهُ وَ (زَلَّ) (زَلَلًا) مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ وَ الاسْمُ (الزِّلَّةُ) بِالْكَسْرِ و (الزَّلَّةُ) بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ و (المَزِلَّةُ) الْمَكَانُ الدَّحْضُ وَ هُوَ بِفَتْحِ الْمِيمِ و أَمَّا الزَّاىُ فَالْكَسْرُ أَفْصَحُ مِن‏

254
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

زلل ص 254

الْفَتْحِ يُقَالُ أَرْضٌ (مَزِلَّةٌ) تَزِلُّ فِيهَا الْأَقْدَامُ و (زَلَّ) فِى مَنْطِقِهِ أَوْ فِعْلِهِ (يَزِلُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (زَلَّةً) أَخْطَأَ و (الزَّلَّةُ) اسْمُ الْعَطِيَّةِ يُقَالُ (أَزْلَلْتُ) إِلَيْهِ (إِزْلالًا) إِذَا أَعْطَيْتَهُ أَوْ أَسْدَيْتَ إِلَيْهِ صَنِيعاً وَ فِى الْحَدِيثِ من أُزِلَّتْ إِلَيْهِ نِعْمَةٌ فَلْيَشْكُرْهَا أَىْ مَنْ صُنِعَتْ عِنْدَه نِعْمَةٌ. وَ قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ أَيْضاً (أَزْلَلْتُ) إِلَيْهِ مِنَ الطَّعَامِ وَ غَيْرِهِ أَىْ أَعْطَيْتُهُ و عَلَى هذَا فَالْقِيَاسُ أَنْ يَكُونَ الَّلازِمُ (زَلَّ) (يَزِلُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا أَخَذَه وَ عَلَيْهِ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ:
و (يَزِلُّ) إِنْ عَلِمَ الرِّضَا أَىْ يَأْخُذُ مِنَ الطَّعَامِ.
و (الزَّلَّةُ) أَيْضاً اسْمٌ لِلْوَلِيمَةِ. قَالَ فِى الْبَارِعِ وَ اتَّخَذَ فُلَانٌ (زَلَّةً) أَىْ صَنِيعَةً. وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ كُنَّا فِى (زَلَّةِ) فُلانٍ أَىْ فِى عُرْسِهِ. وَ قَالَ اللَّيْثُ (الزَّلَّةُ) عِرَاقِيَّةٌ اسْمٌ لِمَا يُحْمَلُ مِن الْمَائِدَةِ لِقَرِيبٍ أَوْ صَدِيقٍ و (الزِّلِّيَّةُ) بِكَسْرِ الزَّاىِ نَوْعٌ مِنَ الْبُسُطِ و الْجَمْعُ (الزَّلَالِيُّ) و (زَلَّ) الدِّرْهَمُ (يَزِلُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (زَلِيلًا) تَقَصَ فِى الْوَزْنِ فَهُوَ (زَالٌّ) و دَرَاهِمُ زَوَالُّ).
وَ (تَزَلْزَلَتِ) الْأَرْضُ (زَلْزَلَةً) تَحَركَتْ وَ اضْطَرَبَتْ و (زِلْزَالًا) بِالْكَسْرِ وَ الاسْمُ بِالْفَتْحِ.
و (زَلْزَلْتُهُ) أَزْعَجْتُهُ وَ الْمَاءُ (الزُّلَالُ) الْعَذْبُ.
[زلم‏]
الزَّلَم: بِفَتْحِ اللَّامِ و تُضَمُّ الزَّاىُ و تُفْتَحُ: الْقِدْحُ وَ جَمْعُهُ (أَزْلَامٌ) وَ كَانَتِ الْعَرَبُ فِى الْجَاهِليَّةِ تَكْتُبُ عَلَيْهَا الْأَمْرَ و النَّهْىَ وَ تَضَعُهَا فى وِعَاءٍ فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ أَمْراً أَدْخَلَ يَدَهُ وَ أَخْرَجَ قِدْحاً فَإِنْ خَرَجَ مَا فِيهِ الْأَمْرُ مَضَى لِقَصْدِهِ و إِنْ خَرَجَ مَا فِيهِ النَّهْىُ كَفَّ.
[زمرذ]
الزُّمُرُّذ: مُثَقَّلُ الرَّاءِ مَضْمُومَةً و الذَّالُ مُعْجَمَةٌ هُوَ الزَّبَرْجَدُ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ و الدَّالُ الْمُهْمَلَةُ تَصْحِيفٌ. وَ حَكَىَ فِى الْبَارِعِ عَنِ الْأَصْمَعِىِّ الصَّوَابُ بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ الْوَاحِدَةُ (زُمُرُّذَةٌ).
[زمر]
زَمَرَ: (زَمْراً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (زَمِيراً) أَيْضاً و (يَزْمُرُ) بِالضَّمِ لُغَةٌ حَكَاهَا أبُو زَيْدٍ. و رجل (زَمَّارٌ) قَالُوا: وَ لَا يُقَالُ (زَامِرٌ) وَ امْرَأَةٌ (زَامِرَةٌ) وَ لَا يُقَالُ (زَمَّارَةٌ) وَ (الْمِزْمَارُ) بِكَسْر الْمِيمِ آلَةُ (الزَّمْرِ)
[زمع‏]
زَمِعَ: (زَمَعاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ دَهِشَ و (الزَّمَعُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَا يَتَعَلَّقُ بِأظْلَافِ الشَّاءِ مِنْ خَلْفِهَا الْوَاحِدَةُ (زَمَعَةٌ) مِثْلُ قَصَبٍ و قَصَبَةٍ و بِالْوَاحِدَةِ سُمِّىَ و مِنْهُ (عَبْدُ بْنُ زَمَعَةَ) وَ الْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ (زَمْعَةٌ) بِالسُّكُونِ وَ لَمْ أَظْفَرْ بِهِ فِى كُتُبِ اللُّغَةِ «1».
[زمل‏]
زَمّلْتُهُ: بِثَوْبِهِ (تَزْمِيلًا) (فَتَزَمَّلَ) مِثْل لَفّفْتُهُ بِهِ فَتَلَفَّفَ بِهِ و (زَمَلْتُ) الشَّى‏ءَ حَمَلْتُهُ وَ مِنْهُ قِيلَ لِلْبَعِيرِ (زَامِلَةٌ) الهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ لِأَنَّهُ يَحْمِلُ مَتَاعَ الْمُسَافِرِ.
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: و زَمْعَةُ بالفتح و يحرك والدْ سَوْدَة أمّ المؤمنين و أخيها عَبْدٍ الصحابى الجليل- و أقول لا وجه لاعتراض الفيومى على المحدّثين- لأنه لا يلزم فى الأعلام أن تكون منقولة.

255
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

زمم ص 256

[زمم‏]
الزِّمَامُ: لِلْبَعِيرِ جَمْعُهُ (أَزِمَّةٌ) وَ (زَمَمْتُهُ) (زَمّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ شَدَدْتُ عَلَيْهِ زِمَامَهُ قَالَ بَعْضُهُمْ (الزّمَامُ) فِى الْأَصْلِ الْخَيْطُ الَّذِى يُشَدُّ فِى البُرَة أَوْ فِى الخِشَاشِ ثُمَّ يُشَدُّ إِلَيْهِ الْمِقْوَدُ ثُمَّ سُمِّىَ بِهِ المِقْوَدُ نَفْسُهُ. و (زَمْزَمُ) اسْمٌ لِبِئْرِ مَكَّةَ وَ لَا تَنْصَرِفُ لِلتَّأْنِيثِ و الْعَلَمِيَّةِ.
[زمن‏]
الزَّمَانُ: مُدَّةٌ قَابِلَةٌ لِلْقِسْمَةِ و لِهذَا يُطْلَقُ عَلَى الْوَقْتِ الْقَلِيلِ وَ الْكَثِيرِ وَ الْجَمْعُ (أَزْمِنَةٌ) و (الزَّمَنُ) مَقْصُورٌ مِنْهُ و الْجَمْعُ (أَزْمَانٌ) مِثْلُ سَبَبٍ وَ أَسْبَابٍ وَ قَدْ يُجْمَعُ عَلَى (أَزْمُنٍ). و السَّنَةُ أَرْبَعَةُ (أَزْمِنَةٍ) وَ هِىَ الْفُصُولُ أَيْضاً فَالْأَوَّلُ (الرَّبِيعُ) وَ هُوَ عِنْدَ النَّاسِ الْخَرِيفُ سَمَّتْهُ الْعَرَبُ رَبِيعاً لِأَنَّ أَوَّلَ الْمَطَرِ يَكُونُ فِيهِ وَ بِهِ يَنْبُتُ الرَّبِيعُ. وَ سَمَّاهُ النَّاسُ خَرِيفاً لِأَنَّ الثِّمَارَ تُخْتَرَفُ فِيهِ أَىْ تُقْطَعُ و دُخُولُهُ عِنْدَ حُلُولِ الشَّمْسِ رَأْسَ الْمِيزَانِ. و الثَّانِى (الشِّتَاءُ) و دُخُولُهُ عِنْدَ حُلُولِ الشَّمْسِ رَأْسَ الْجَدْىِ و الثَّالِثُ (الصَّيْفُ) و دُخُولُهُ عِنْدَ حُلُولِ الشَّمْسِ رَأْسَ الْحَمَل وَ هُوَ عِنْدَ النَّاسِ الرَّبِيعُ.
و الرَّابِعُ (الْقَيْظُ) وَ هُوَ عِنْدَ النَّاسِ الصَّيْفُ و دُخُولُهُ عِنْدَ حُلُولِ الشَّمْسِ رَأْسَ السَّرَطَانِ و (زَمِنَ) الشَّخْصُ (زَمَناً) و (زَمَانَةً) فَهُوَ (زَمِنٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ هُوَ مَرَضٌ يَدُومُ زَمَاناً طَوِيلًا و الْقَوْمُ (زَمْنَى) مِثْلُ مَرْضَى و (أَزْمَنَهُ) اللّهُ فَهُوَ (مُزْمَنٌ).
[زنج‏]
الزَّنجُ: طَائِفَةٌ مِنَ السُّودَانِ تَسْكُنُ تَحْتَ خَطِّ الاسْتِوَاءِ و جَنُوبِيَّةُ وَ لَيْسَ وَرَاءَهُمْ عِمَارَةٌ. قَالَ بَعْضُهُمْ وَ تَمْتَدُّ بِلَادُهُمْ مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى قُرْبِ الْحَبَشَةِ وَ بَعْضُ بِلَادِهِمْ عَلَى نِيلِ مِصْرَ الْوَاحِدُ (زَنْجِيٌّ) مِثْلُ رُومٍ و رُومِىِّ وَ هُوَ بِكَسْرِ الزَّاىِ و الْفَتْحُ لُغَةٌ.
[زند]
الزَّنْدُ: مَا انْحَسَرَ عَنْهُ اللَّحْمُ مِنَ الذِّرَاعِ وَ هُوَ مُذَكَّرٌ وَ الْجَمْعُ (زُنودٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ. و (الزَّنْدُ) يُقْدَحُ بِهِ النَّارُ وَ هُوَ الْأَعْلَى وَ هُوَ مُذَكَّرٌ أَيْضاً و السُّفْلَى (زَنْدَةٌ) بِالْهَاءِ و يُجْمَعُ عَلَى (زِنَاةٍ) مِثْلُ سَهْمٍ وَ سِهَامٍ.
و
[زندق‏]
الزِّنْدِيقُ: مِثْلُ قِنْدِيلٍ. قَالَ بَعْضُهُمْ فَارسِىٌّ مُعَرَّبٌ وَ قَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقىِّ رَجُلٌ (زَنْدَقيٌّ) و (زِنْدِيقٌ) إِذَا كَانَ شَدِيدَ الْبُخْلِ وَ هُوَ مَحْكِىّ عَنْ ثَعْلَبٍ وَ عَنْ بَعْضِهِمْ سَأَلْتُ أَعْرَابِيًّا عَنِ (الزِّنْدِيقِ) فَقَالَ هُوَ النَّظَّارُ فِى الْأُمُورِ وَ الْمَشْهُورُ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ أَنَّ (الزِّنْدِيقَ) هُوَ الَّذِى لَا يَتَمَسَّكُ بِشَرِيعَةٍ وَ يَقُولُ بِدَوَامِ الدَّهْرِ. و الْعَرَبُ تُعَبِّرُ عَنْ هذَا بِقَوْلِهِمْ: مُلْحِدٌ أَىْ طَاعِنٌ فِى الْأَدْيَانِ. وَ قَالَ فِى الْبَارِعِ (زنْدِيقٌ) وَ (زَنَادِقَةٌ) و (زَنَادِيقُ)، وَ لَيْسَ ذلِكَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ فِى الْأَصْلِ. وَ فِى التَّهْذِيبِ و (زَنْدَقَةُ الزِّنْدِيقِ) أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ بالْآخِرَةِ وَ لَا بِوَحْدَانِيَّةِ الْخَالِقِ.
[زنر]
الزُّنَّارُ: لِلنَّصَارَى وزَانُ تُفَّاحٍ و الْجَمْعُ (زَنَانِيرُ) و (تَزَنَّر) النَّصْرانِىُّ شَدَّ (الزُّنَّارَ) عَلَى وَسَطِه‏

256
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

زنر ص 256

وَ (زَنَّرْتُهُ) بِالتَّشْدِيدِ أَلْبَسْتُهُ (الزُّنَّارَ).
[زنم‏]
رجَلٌ زنيمٌ: دَعِىّ و (مُزَنَّمٌ) بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَ هُوَ مُشَبَّهٌ (بِزَنَمَةِ) العَنْزِ وَ هِىَ الَّتِى تَتَعَلَّقُ بِأُذُنِهَا. و (الزَّنَمَةِ) مِثَالُ قَصَبَةٍ أَيْضاً: الْمُتَدَلِّيَةُ مِنَ الْحَلْقِ وَ
فِى حَدِيثٍ رَوَاهُ الْبَيْهَقِىُّ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَأَى نُغَاشِيًّا يُقَالُ لَهُ (زُنَيمٌ) فَخَرَّ سَاجِداً وَ قَالَ أَسْأَلُ اللّه الْعَافِيةَ.
وَ هُوَ بِصِيغَةِ الْمُصَغَّرِ عَلَمٌ لِهذَا الشَّخْصِ و يُوضَعُ الْوَتَرُ بَيْنَ (الزَّنَمَتَيْنِ) وَ هُمَا شَرْخَا الفُوقِ.
[زنن‏]
زَنَنْتُهُ: (زَنّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ ظَنَنْتُ بِهِ خَيْراً أَوْ شَرًّا أَوْ نَسَبْتُهُ إِلَى ذلِكَ و (أَزنَنْتُهُ) بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ قَالَ حَسَّانُ: «1»
          حَصَانٌ رزَانٌ ما تُزَنّ بِرِيبَةٍ
أَىْ مَا تُتَّهَمُ بِسُوءٍ وَ بَعْضُهُمْ يَقْتَصِرُ عَلَى الرُّبَاعِىِّ.
[زني‏]
زَنَى: (يَزْنِي) (زِنًا) مَقْصُورٌ فَهُوَ (زَانٍ) و الْجَمْعُ (زُنَاةٌ) مِثْلُ قَاضٍ و قُضَاةٍ وَ (زَانَاهَا) (مُزَانَاةً) و (زِنَاءً) مِثْلُ قَاتَل مُقَاتَلَةً و قِتَالًا وَ مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الْمَقْصُورَ وَ الْمَمْدُودَ لُغَتَيْنِ فِى الثُّلَاثِىِّ، وَ يَقُولُ الْمَقْصُورُ لُغَةُ الْحِجَازِ، وَ الْمَمْدُودُ لُغَةُ نَجْدٍ وَ هُوَ (وَلَدُ زِنْيَةٍ) بِالْكَسْرِ و الْفَتْحُ لُغَةٌ وَ هُوَ خِلَاف قَوْلِهِمْ هُوَ (وَلَدُ رِشْدَةٍ) قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ (زِنْيَةٌ) و (غِيَّةٌ) بِالْكَسْرِ وَ الْفَتْحِ. و (الزِّنَا) بِالْقَصْرِ يُثَنَّى بِقَلْبِ الْأَلِفِ. يَاءً فَيُقَالُ (زِنَيَانِ) و النِّسْبَةُ إِلَيْهِ عَلى لَفْظِهِ لكِنْ بِقَلْبِ الْيَاءِ وَاواً فَيُقَالُ (زِنَوِيٌّ) اسْتِثْقَالًا لِتَوالِى ثَلَاثِ يَاءَاتٍ. فَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ قَذَفَهُ (بِزِنَيَيْنِ) هُوَ مُثَنَّى (الزِّنَا) الْمَقْصُورِ.
و (الزَّنْيَةُ) بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ و (زَنَّاهُ) (تَزْنِيَةً) نَسبَهُ إِلَى (الزِّنَا).
[زنأ]
 (زَنَأَ) فى الْجَبَلِ (زَنْأً) مَهْمُوزٌ مِنْ بَابِ نَفَعَ وَ (زُنُوءاً) أيْضاً صَعِدَ فَهُوَ (زَانِئٌ) و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ، قَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ (زَنَأَ) الْبَوْلُ (زُنُوءاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ احْتَقَنَ وَ (زَنَأَهُ) صَاحِبُهُ (زُنُوءاً) أَيْضاً حَقَنَهُ حَتَّى ضَيّقَ عَلَيْهِ يُسْتَعْمَلُ لَازِماً وَ مُتَعَدِّياً وَ لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ (زَانِئ) أَىْ حَاقِنٍ وَ قَدْ يُعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ: (أَزْنَأَهُ) وَ رَجُلٌ (زَنَاءٌ) وِزَانُ سَلَامٍ اسْمٌ مِنْهُ.
[زهد]
زهِدَ: فِى الشَّىْ‏ءِ وَ (زَهِدَ) عَنْهُ أَيْضاً (زُهْداً) و (زَهَادَةً) بِمَعْنَى تَرَكَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْهُ فَهُوَ (زَاهِدٌ) و الْجَمْعُ (زُهَّادٌ). و يُقَالُ لِلْمُبَالَغَةِ (زِهِّيدٌ) بِكَسْرِ الزَّاىِ وَ تَثْقِيلِ الْهَاءِ و (زَهَدَ) (يَزْهَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ وَ يَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (زَهَّدْتُهُ) فِيهِ وَ هوَ (يَتَزَهَّدُ) كَمَا يُقَالُ يَتَعَبَّدُ. وَ قَالَ الْخَلِيلُ: (الزَّهَادَةُ) فِى الدُّنْيَا و (الزُّهْدُ) فِى الدِّينِ وَ شَى‏ءٌ (زَهِيدٌ) مِثْلُ قَلِيلٍ وَزْناً وَ مَعْنىً.
[زهر]
زُهْرَةُ: وِزَانُ غُرْفَةٍ هُوَ زُهْرَةُ بْنُ كِلَابِ ابنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤىِّ بنِ غَالبٍ. وَ سُمِّيَتِ الْقَبِيلَةُ باسْمِهِ و النِّسْبَةُ إِلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ. وَ مِنْهُ‏
__________________________________________________
 (1) هو حسان بن ثابت رضى اللّه عنه قاله فى مدح السيدة عائشة رضى اللّه عنها و عجز البيت-
          و تُصْبِحُ غَرْثي مِنْ لحُومِ الغَوافِلِ.

257
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

زهر ص 257

(الزُّهْرِيُّ) الْإِمَامُ الْمَشْهُورُ.
 (وَ زَهْرُ) النَّبَاتِ نَوْرُهُ الْوَاحِدَة (زَهْرَةٌ) مِثْلُ تَمْرٍ وَ تَمْرَةٍ وَ قَدْ تُفْتَحُ الْهَاءُ قَالُوا: وَ لَا يُسَمَّى (زَهْراً) حَتَّى يَتَفَتَّحَ. وَ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ حَتَّى يَصْفَرَّ و قَبْلَ التَّفَتُّحِ هُوَ (بُرْعُومٌ) و (أَزْهَرَ) النَّبْتُ أَخْرَجَ (زَهْرَهُ) و (زَهَرَ) (يَزْهَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ. و (زَهْرَةُ) الدُّنْيَا مِثْلُ تَمْرَةٍ لَا غَيْرُ مَتَاعُهَا وَ زِينَتُها.
و الزُّهَرَةُ: مِثَالُ رُطَبَةٍ نَجْمٌ و (زَهَرَ) الشّى‏ءُ (يَزْهَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ صَفَا لَوْنُهُ وَ أَضَاءَ وَ قَدْ يُسْتَعْمَلُ فِى اللَّوْنِ الْأَبْيَضِ خَاصَّةً و (زَهِرَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ تَعِبَ ابْيَضَّ وَجْهُهُ فَهُوَ (أزْهَرُ) وَ بِهِ سُمِّىَ وَ مُصَغَّرُهُ (زُهَيْرٌ) بِحَذْفِ الْأَلِفِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ «1» و بِهِ سُمِّىَ و الْأُنْثَى (زَهْرَاءُ) و (الْمِزْهَرُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ مِنْ آلَاتِ الْمَلَاهِى و الْجَمْعُ (الْمَزَاهِرُ).
[زهق‏]
زَهِقَتْ: نَفْسُهُ (زَهَقاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ فِى لُغَةٍ بِفَتْحَتَيْنِ «2» (زُهُوقاً) خَرَجَتْ وَ (أَزْهَقَهَا) اللّهُ وَ (زَهَقَ) السَّهْمُ بِاللُّغَتَيْن جَاوَزَ الْهَدَفَ إِلَى مَا وَرَاءَهُ و (زَهَقَ) الْفَرَسُ (يَزْهَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ و زُهُوقاً تَقَدَّمَ وَ سَبَقَ و (زَهَقَ) الْبَاطِلُ: زَالَ، و بَطَلَ و (زَهَقَ) الشَّىْ‏ءُ تَلِفَ‏
[زهو]
زها: النَّخْلُ (يَزْهُو) (زَهْواً) وَ الاسْمُ (الزُّهُوُّ) بِالضَّمِّ ظَهَرَتِ الْحُمْرَةُ و الصُّفْرَةُ فِى ثَمَرِهِ. وَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَ إِنَّمَا يُسَمَّى (زَهْواً) إِذَا خَلَصَ لَوْنُ الْبُسْرَةِ فِى الْحُمْرَةِ أَوِ الصُّفْرَةِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ (زَهَا) النَّخْلُ إِذَا نَبَتَ ثَمَرُهُ و (أَزْهَى) إِذَا احْمَرَّ أَوِ اصْفَرَّ و (زَهَا) النَّبْتُ (يَزْهُو) (زَهْواً) بَلَغَ و (زُهَاءٌ) فِى الْعَدَدِ وِزَانُ غُرَابٍ يُقَالُ هُمْ (زُهَاءُ) أَلْفٍ أىْ قَدْرُ أَلْفٍ و (زُهَاءُ) مِائَةٍ أَىْ قَدْرُهَا قَالَ الشَّاعِرُ:
         كَأَنَّمَا زُهَاؤُهُمْ لِمَنْ جَهَرَ
وَ يُقَالُ كَمْ (زُهَاؤُهُم) أَىْ كَمْ قَدْرُهُمْ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ و الْجَوْهَرِىُّ وَ ابْنُ وَلَّادٍ وَ جَمَاعَةٌ.
وَ قَالَ الْفَارَابِىُّ أَيْضاً هُمْ (زُهَاءُ) مِائَةٍ بِالضَّمِّ و الْكَسْرِ فَقَوْلُ النَّاسِ هُمْ (زُهَاءٌ) عَلَى مِائَةٍ لَيْسَ بِعَرَبِىٍّ.
[زوج‏]
الزَّوْجُ: الشَّكْلُ يَكُونُ لَهُ نَظِيرٌ كَالْأَصْنَافِ وَ الْألْوَانِ أَوْ يَكُونُ لَهُ نَقِيضٌ كَالرَّطْبِ وَ الْيَابِسِ و الذَّكَرِ و الْأُنْثَى و اللَّيْل و النَّهَارِ و الْحُلْوِ و الْمُرِّ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: و (الزَّوْجُ) كُلُّ اثْنَيْنٍ ضِدُّ الْفَرْدِ وَ تَبِعَهُ الْجَوْهَرِىُّ فَقَالَ: و يُقَالُ لِلِاثْنَيْنِ الْمُتَزَاوِجَيْنِ (زَوْجَانِ) و (زَوْجٌ) أَيْضاً تَقُولُ عِنْدِى (زَوْجُ) نِعَالٍ تُرِيدُ اثْنَيْنِ و (زَوْجَانِ) تُرِيدُ أَرْبَعَةً. وَ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ (الزَّوْجُ) يَكُونُ وَاحِداً وَ يَكُونُ اثْنَيْنِ وَ قَوْلُهُ تَعَالَى «مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ»* هُوَ هُنَا وَاحِدٌ وَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ
__________________________________________________
 (1) تصْغير أزهر على زهير بحذف الألف قياسىّ عند الصرفيين و يسمَّى فى اصطلاحهم تصغير ترخيم.
 (2) أى فى الفعل. و المعاجم جعلت فتح العين فى الفعل هو الأشهر و الأصل- و فى المختار و زهِقت نفسه بالكسر زهوقا لغة فيه عند بعضهم.

258
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

زوج ص 258

و ابْنُ فَارِسٍ كَذلِكَ وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ: وَ أَنْكَرَ النَّحْوِيُّون أَنْ يَكُونَ (الزَّوْجُ) اثْنَيْنِ و (الزَّوْجُ) عِنْدَهُمُ الْفَرْدُ و هذَا هُوَ الصَّوابُ. و قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ و الْعَامَّةُ تُخْطِئُ فَتَظُنُّ أَنَّ (الزَّوْجَ) اثْنَانِ وَ لَيْسَ ذلِكَ مِنْ مَذْهَبِ الْعَرَبِ إِذ كَانُوا لَا يَتَكَلَّمُونَ (بِالزَّوْجِ) مُوَحَّداً فِى مِثْلِ قَوْلِهِمْ (زَوْجُ) حَمَامٍ وَ إِنَّمَا يَقُولُونَ (زَوْجَانِ) مِنْ حَمَامٍ (و زَوْجَانِ) مِنْ خِفَافٍ وَ لَا يَقُولُونَ لِلْوَاحِدِ مِنَ الطَّيْرِ (زَوْجٌ) بَلْ للذَّكَرِ فَرْدٌ وَ لِلْأُنْثَى فَرْدَةٌ وَ قَالَ السِّجِسْتَانِىُّ أَيْضاً لَا يُقَالُ لِلِاثْنَيْنِ (زَوْجٌ) لَا مِنَ الطَّيْرِ وَ لَا مِنْ غَيْرِهِ فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ كَلَامِ الْجُهَّالِ وَ لكِنْ كُلُّ اثْنَيْنِ (زَوْجَانِ) وَ اسْتَدَلَّ بَعْضُهُمْ لِهذَا بِقَوْلِهِ تَعالَى:
 «خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى‏» و أَمَّا تَسْمِيَتُهُمْ الْوَاحِدَ (بِالزَّوْجِ) فَمَشْرُوطٌ بِأَنْ يَكُونَ مَعَهُ آخَرُ مِنْ جِنْسِهِ.
وَ (الزَّوْجُ) عِنْدَ الْحِسَابِ خِلَافُ الْفَرْدِ وَ هُوَ مَا يَنْقَسِمُ بِمُتَسَاوِيَيْنِ.
و الرَّجُلُ (زَوْجُ) الْمَرْأَةِ وَ هِىَ (زَوْجُهُ) أَيْضاً هذِهِ هِىَ اللُّغَة الْعَالِيَةُ وَ بِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ نَحْوُ «اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ»* وَ الْجَمْعُ فِيهِمَا (أَزْوَاجٌ) قَالَهُ أَبُو حَاتِمِ. وَ أَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ فِى الْمَرْأَةِ (زَوْجَةٌ) بِالْهَاءِ وَ أَهْلُ الْحَرَمِ يَتَكَلّمُونَ بِهَا و عَكَسَ ابْنُ السِّكِّيتِ فَقَالَ وَ أَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ لِلْمَرْأَةِ (زَوْجٌ) بِغَيْرِ هَاءٍ وَ سَائِرُ الْعَرَبِ (زَوْجَةٌ) بِالْهَاءِ وَ جَمْعُهَا (زَوْجَاتٌ) و الْفُقَهَاءُ يَقْتَصِرُونَ فِى الاسْتِعْمَالِ عَلَيْهَا لِلْإِيضَاحِ و خَوْفِ لَبْسِ الذَّكَرِ بِالْأُنْثَى إِذْ لَوْ قِيلَ تَرِكَةٌ فِيهَا (زَوْجٌ) و ابْنٌ لَمْ يُعْلَمْ أَ ذَكرٌ هُوَ أَمْ أُنْثَى.
و (زَوْجُ) بَرِيرَةَ اسْمُهُ مُغِيثٌ و (زَوَّجْتُ) فُلَاناً امْرَأَةً يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ إِلَى اثْنَيْنِ (فَتَزَوَّجَهَا) لأَنَّهُ بِمَعْنَى أَنْكَحْتُهُ امْرَأَةً فَنَكَحَهَا قالَ الْأَخْفَشُ وَ يَجُوزُ زِيَادَةُ الْبَاءِ فَيُقَالُ (زَوَّجْتُهُ) بِامْرَأَةٍ (فَتَزَوَّجَ) بِهَا وَ قَدْ نَقَلُوا أَنَّ أَزْدَ شَنُوءَةَ تُعَدِّيهِ بِالْبَاءِ وَ (تَزَوَّجَ) فِى بَنِى فُلَانٍ وَ بَيْنَهُمَا حَقُّ الزَّوْجِيَّةِ.
و (الزَّوَاجُ) أَيْضاً بِالْفَتْحِ يُجْعَلُ اسْماً مِنَ (زَوَّجَ) مِثْلُ سَلَّمَ سَلَاماً و كَلَّمَ كَلَاماً و يَجُوزُ الْكَسْرُ ذَهَاباً إلَى أَنَّهُ مِنْ بَابِ الْمُفَاعَلَةِ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ اثْنَيْنِ وَ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ (زَوَّجْتُهُ) مِنْهَا لَا وَجْهَ لَهُ إِلَّا عَلَى قَوْلِ مَنْ يَرَى زِيَادَتَهَا فى الْوَاجِبِ أَوْ يَجْعَلُ الْأَصْلَ (زَوَّجْتُهُ) بِهَا ثُمَّ أُقِيمَ حَرْف مُقَامَ حَرْفٍ عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَرَى ذلِكَ وَ فِى نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ (زَوَّجْتُ) الْمَرْأَةَ الرَّجُلَ وَ لَا يُقَالُ (زَوَّجْتُهَا) مِنْهُ.
[زوح‏]
زَاحَ: الشَّى‏ءُ عَنْ مَوْضِعِه (يَزُوحُ) (زَوْحاً) مِنْ بَابِ قَالَ و (يَزِيحُ) (زَيْحاً) مِنْ بَابِ سَارَ تَنَحَّى وَ قَدْ يُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّياً بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ (زُحْتُهُ) وَ الْأَكْثَرُ أَنْ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَزَحْتُهُ) (إِزَاحةً).
[زود]
زَادُ: الْمُسَافِرِ طَعَامُهُ الْمُتَّخَذُ لِسَفَرِهِ و الْجَمْع‏

259
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

زود ص 259

 (أَزْوَادٌ) و (تَزَوَّدَ) لِسَفَرِهِ و (زَوَّدتُهُ) أَعْطَيْتُهُ (زَاداً) و (الْمِزْوَدُ) بِكَسْرِ المِيمِ وِعَاءُ التَّمْرِ يُعْمَلُ مِنْ أَدَمٍ وَ جَمْعُهُ (مَزَاوِدُ) و (الْمَزَادَةُ) شَطْرُ الرَّاوِيَةِ بِفَتْحِ الْمِيمِ و الْقِيَاسُ كَسْرُهَا لِأَنَّهَا آلَةٌ يُسْتَقَى فِيهَا الْمَاءُ وَ جَمْعُهَا (مَزَايِدُ) وَ رُبَّمَا قِيلَ (مَزَادٌ) بِغَيْرِ هَاءٍ و (الْمَزَادَةُ) مَفْعَلَةٌ مِنَ الزَّادِ لِأَنَّهُ يَتَزَوَّدُ فِيهَا الْمَاءَ.
[زوذ]
الآزَاذُ: نَوْعٌ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ وَ يُقَالُ فَارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ وَ هُوَ مِنَ النَّوَادِرِ الَّتِى جَاءَتْ بِلَفْظِ الْجَمْعِ لِلْمُفْرَدِ. قَالَ أَبُو عَلِىٍّ الْفَارِسِىُّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْهَمْزَةَ أَصْلًا فَتَكُونُ مِثْلَ خَاتَامٍ وَ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهَا زَائِدَةً فَتَكُونُ عَلَى أَفْعَالٍ وَ أَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ:
         تَغْرِسُ فِيهِ الزَّاذَ وَ الْأَعْرَافَا
فقال أبو حاتم أراد الآزاذ فخفف للوزن.
[زور]
الزُّورُ: الْكَذِبُ قَالَ تَعَالَى «وَ الَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ» و (زَوَّرَ) كَلَامَهُ أَىْ زَخْرَفَهُ و (زَوَّرْتُ) الْكَلَامَ فِى نَفْسِى هَيَّأْتُهُ و (ازْوَرَّ) عَنِ الشَّى‏ءِ و (تَزَاوَرَ) عَنْهُ مَالَ و (الزَّوَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْمَيْلُ و (زَارَهُ) (زِيَارَةً) و (زَوْراً) قَصَدَهُ فَهُوَ (زَائِرٌ) و (زَوْرٌ) و قومٌ (زَوْرٌ) و (زُوَّارٌ) مِثْلُ سَافِر و سَفْر و سُفَّارٍ و نِسْوَةٌ (زَوْرٌ) أَيْضاً و (زُوَّرٌ) و (زَائِرَاتٌ) و (الْمَزَارُ) يَكُونُ مَصْدَراً وَ مَوْضِعُ (الزِّيَارَةِ) و (الزِّيَارَةُ) فِى الْعُرْفِ قَصْدُ الْمَزُورِ إِكْرَاماً لَهُ و اسْتِئْنَاساً بهِ.
[زوغ‏]
الزَّاغُ: غُرَابٌ نَحْوُ الْحَمَامَةِ أَسْوَدُ بِرَأْسِهِ غُبْرَةٌ وَ قِيلَ إِلَى الْبَيَاضِ وَ لَا يَأْكُلُ جِيفَةً و جَعَلَهُ الصَّغَانِىُّ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ وَ قَالَ الْجَمْعُ (زِيغَانٌ) وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ لَا أَدْرِى أَ عَرِبىُّ أَمْ مُعَرَّبٌ؟.
[زوق‏]
زَوَّقْتُهُ: (تَزْوِيقاً) مِثْلُ زَيَّنْتُهُ و حَسَّنْتُهُ.
[زول‏]
زَالَ: عَنْ مَوْضِعِه (يَزُولُ) (زَوَالًا) وَ يَتَعَدَّى بالْهَمْزَةِ وَ التَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (أَزَلْتُهُ) و (زَوَّلْتُهُ).
[زون‏]
الزُّوَانُ: حَبٌّ يُخَالِطُ الْبَرَّ فَيَكْسِبُهُ الرَّدَاءَةَ وَ فِيهِ لُغَاتٌ ضَمٌّ الزَّاىِ مَعَ الْهَمْزِ وَ تَرْكِهِ فَيَكُونُ وِزَانَ غُرَابٍ و كَسْرُ الزَّاىِ مَعَ الْوَاوِ الْوَاحِدَةُ زُوَانَةٌ وَ أَهْلُ الشَّأْمِ يُسَمُّونَهُ الشَّيْلَمَ. و (الزَّانَةُ) شِبْهُ مِزْرَاقٍ يَرْمى بِهَا الدَّيْلَمُ و الْجَمْعُ (زَانَاتٌ).
[زوي‏]
زَوَيْتُهُ: (أَزْوِيهِ) جَمَعْتُهُ و (زَوَيْتُ) الْمَال عَنْ صَاحِبِه (زَيّاً) أَيْضاً و (زَاوِيَةُ) الْبَيْتِ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ ذلِكَ لِأَنَّهَا جَمَعَتْ قُطْراً مِنْهُ. و (الزِّيُّ) بِالْكَسْرِ الْهَيْئَةُ وَ أَصْلُهُ زِوْىٌ و (زِيُّ) الْمُسْلِمِ مُخَالِفٌ (لزِيِّ) الْكَافِرِ و قَالُوا (زَيَّيْتُهُ) بِكَذَا إذَا جَعَلْتَهُ لَهُ (زِيّاً) و الْقِيَاسُ (زَوَّيْتُهُ) لِأَنَّهُ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ لكِنَّهُمْ حَمَلُوهُ عَلَى لَفْظِ (الزِّيِّ) تَخْفِيفاً.
[زبق‏]
الزِّئْبِقُ: بِكَسْرِ الزَّاىِ وَ الْبَاءِ «1» وَ بهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وَ يَجُوزُ تَخْفِيفُهَا مَعْرُوفٌ و دِرْهَمٌ (مُزَأْبَقٌ) بِفَتْحِ الْبَاءِ مَطْلِىٌّ بِالزِّئْبِقِ.
__________________________________________________
 (1) و جاء فتح الباء و هو أشهر.

260
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

زيت ص 261

[زيت‏]
الزَّيْتُونُ: ثَمَرٌ مَعْرُوفٌ و (الزَّيْتُ) دُهْنُه و (زَاتَهُ) (يَزِيتُهُ) إِذَا دَهَنَه بِالزَّيْتِ.
[زيد]
زَادَ: الشَّىْ‏ءُ (يَزِيدُ) (زَيْداً) و (زِيَادَةً) فَهُوَ (زَائِدٌ) و (زِدْتُهُ) أَنَا يُسْتَعْمَلُ لَازِماً و مُتَعَدِّياً وَ يُقَالُ فَعَلَ ذلِكَ (زِيَادَةً) عَلَى الْمَصْدَرِ وَ لَا يُقَالُ (زَائِدَةٌ) فَإِنَّهَا اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ (زَادَتْ) وَ لَيْسَتْ بِوَصْفٍ فِى الْفِعْلِ و (ازْدَادَ) الشَّىْ‏ءُ مِثْلُ (زَادَ) و (ازْدَدْتُ) مَالًا (زِدْتُهُ) لِنَفْسِى (زِيَادَةً) عَلَى مَا كَانَ و (اسْتَزَادَ) الرَّجُلُ طَلَبَ الزِّيَادَةَ و (لَا مُسْتَزَادَ) عَلَى مَا فَعَلْتُ أَىْ (لَا مَزِيدَ) وَ فِى الْحَدِيثِ «مَنْ زَادَ أَوِ ازْدَادَ فَقَدْ أَرْبَى».
فَقَوْلُهُ (زَادَ) أَىْ أَعْطَى الزِّيَادَةَ أَوِ (ازْدَادَ) أَىْ أَخَذَهَا. وَ فِى كُتُبِ الْفِقْهِ أَوِ (اسْتَزَادَ) وَ الْمَعْنَى أَوْ سَأَلَ الزِّيَادَةَ فَأَخَذَهَا وَ عَلَيْهِ‏
حَدِيثُ عَبْدِ اللّهِ بنِ مَسْعُودٍ «وَ لَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِى».
[زيغ‏]
زَاغَتِ: الشَّمْسُ (تَزِيغُ). (زَيْغاً) مَالَتْ و (زَاغَ) الشَّى‏ءُ كَذلِكَ و (يَزُوغُ) (زَوْغا) لُغَةٌ و (أَزَاغَه) (إِزَاغَةً) فِى التَّعَدِّى.
[زيف‏]
زَافَتِ: الدَّرَاهِمُ (تَزِيفُ) (زَيْفاً) مِنْ بَابِ سَارَ رَدُؤَتْ ثُمَّ وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ فَقِيلَ دِرْهَمُ (زَيْفٌ) و جُمِعَ عَلَى مَعْنَى الاسْمِيَّةِ فَقِيلَ (زُيُوفٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ وَ رُبَّمَا قِيلَ (زَائِفٌ) عَلَى الْأَصْل و دَرَاهِمُ (زُيَّفٌ) مِثْلُ رَاكِعٍ و رُكَّعٍ و (زَيَّفْتُهَا) (تَزْيِيفاً) أَظْهَرْتُ (زَيْفَهَا) قَالَ بَعْضُهُمْ الزُّيُوفُ هى الْمَطْلِيَّةُ بِالزِّئبَقِ الْمَعْقُودِ بِمُزَاوَجَةِ الْكَبْرِيتِ وَ كَانَتْ مَعْرُوفَةً قَبْلَ زَمَانِنَا و قَدْرُهَا مِثْلُ سِنَجِ الْمِيزَانِ.
[زيل‏]
زَالَهُ: (يَزَالُهُ) وِزَانُ نَالَ يَنَالُ زِيَالًا نَحَّاهُ وَ (أَزَالَهُ) مِثْلُهُ و مِنْهُ لَوْ (تَزَيَّلُوا) أَىْ لَوْ تَمَيَّزُوا بِافْتِرَاقٍ وَ لَوْ كَانَ مِنَ الزَّوَالِ وَ هُوَ الذَّهَابُ لظَهَرَتِ الْوَاوُ فِيهِ و (زَيَّلْتُ) بَيْنَهُمْ فَرَّقْتُ و (زَايَلْتُهُ) فَارَقْتُهُ و (مَا زَالَ) يَفْعَلُ كَذَا وَ (لَا أَزَالُ) أَفْعَلُهُ لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَّا بِحَرْفِ النَّفْى و الْمُرَادُ بِهِ مُلَازَمَةُ الشَّىْ‏ءِ و الْحَالُ الدّائِمَةُ مِثْلُ مَا بَرِحَ وَزْناً وَ مَعْنًى وَ قَدْ تَكَلَّمَ بِهِ بَعْضُ الْعَرَبِ عَلَى أَصْلِهِ فَقَالَ (مَا زَيِلَ) زَيْدٌ يَفْعَلُ كَذَا.
[زين‏]
زَانَ: الشَّى‏ءُ صَاحِبَهُ (زَيْناً) مِنْ بَابِ سَار وَ (أَزَانَهُ) (إِزَانَةً) مِثْلُهُ وَ الاسْمُ (الزِّينَةُ) و (زَيَّنْتُهُ) (تَزْيِيناً) مِثْلُهُ و (الزَّيْنُ) نَقِيضُ الشَّيْن.

261
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب السين ص 262

كتاب السين‏
[سبب‏]
سَبَّهُ: سَبّاً فَهُوَ (سَبَّابٌ) و مِنْهُ قِيلَ لِلْإِصْبَعِ الَّتِى تَلِى الإِبْهَامَ (سَبَّابَةٌ) لِأَنَّهُ يُشَارُ بِهَا عِنْدَ السَّبِّ و (السُّبَّةُ) الْعَارُ و (سَابَّهُ) (مُسَابَّةً) و (سِبَاباً) و اسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ (سِبٌّ) بالكسر و (السِبُّ) أيضاً الخِمَارُ وَ الْعِمَامَةُ. (و السَّبَبُ) الْحَبْلُ وَ هُوَ مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى الاسْتِعْلَاءِ ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِكُلّ شَى‏ءِ يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى أَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ فَقِيلَ هَذَا (سَبَبُ) هذَا وَ هَذَا (مُسَبَّبٌ) عَن هَذَا.
[سبت‏]
يَوْمُ السَّبْتِ: جَمْعُهُ (سُبُوتٌ) و (أَسْبُتٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و أَفْلُسٍ و (سَبْتُ) الْيَهُودِ انْقِطَاعُهُمْ عَنِ الْمَعِيشَةِ وَ الاكْتِسَابِ وَ هُوَ مَصْدَرٌ يُقَالُ (سَبَتُوا) (سَبْتاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا قَامُوا بِذلِكَ و (أَسْبَتُوا) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و (سَبَتَ) رَأْسَهُ (سَبْتاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضاً حَلَقَهُ و (الْمَسْبُوتُ) الْمُتَحَيّرُ و (السُّبَاتُ) وِزَانُ غُرَابٍ النَّوْمُ الثَّقِيلُ وَ أَصْلُهُ الرَّاحَةُ يُقَالُ مِنْهُ (سَبَتَ) (يَسْبُتُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ و (سُبِتَ) بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ غُشِىَ عَلَيْهِ وَ أَيْضاً مَاتَ و نَعْلٌ (سِبْتِيَّةٌ) بِالْكَسْرِ لَا شَعْرَ عَلَيْهَا.
[سبج‏]
السَّبَجُ: خَرَزٌ مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ (سَبَجَةٌ) مِثْلُ قَصَبٍ وَ قَصَبَةٍ.
[سبح‏]
التَّسْبِيحُ: التَّقْدِيسُ و التَّنْزِيهُ يُقَالُ (سَبَّحْتُ) اللّهَ أَىْ نَزَّهْتُهُ عَمَّا يَقُولُ الْجَاحدُونَ و يَكُونُ بِمَعْنَى الذِّكْرِ و الصَّلَاةِ يُقَالُ فُلانٌ يُسَبِّحُ اللّهَ أَىْ يَذْكُرُه بِأَسْمَائِهِ نَحْوُ (سُبْحَانَ اللّهِ) وَ هُوَ (يُسَبِّحُ) أَىْ يُصَلِّى (السُّبْحَةَ) فَرِيضَةً كَانَتْ أَوْ نَافِلَةً و (يُسَبِّحُ) عَلَى رَاحِلَتَهِ أَىْ يُصَلِّى النَّافِلَةَ و (سُبْحَةُ) الضُّحَى و مِنْهُ «فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ)
 أَىْ مِنَ الْمصَلِّينَ و سُمِّيَت الصَّلَاة ذِكْراً لاشْتِمَالِهَا عَلَيْهِ وَ مِنْهُ «فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ»
 أَىْ اذْكُرُوا اللّهَ و يَكُونُ بِمَعْنَى التَّحْمِيدِ نَحْوُ «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا»
 و سُبْحَانَ رَبِّىَ الْعَظِيمِ أَىِ الْحَمْدُ للّهِ و يَكُونَ بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ و التَّعْظِيمِ لِمَا اشْتَمَلَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ نَحْوُ «سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًا»
 إِذْ فِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ مِنَ الْفِعْلِ الَّذِى خَصَّ عَبْدَهُ بِهِ و مَعْنَى التَّعْظِيمِ بِكَمَالِ قُدْرَتِهِ وَ قِيل فى قَوْلِه تَعَالَى «أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ» أَىْ لَوْ لَا تَسْتَثْنُونَ قِيلَ كَانَ اسْتِثْنَاؤُهُمْ سُبْحَانَ اللّهِ و قِيلَ إِنْ شَاءَ اللّهُ لِأَنَّهُ ذِكْرُ اللّهِ تَعَالَى و (المُسَبِّحَةُ) الإِصْبَعُ الَّتِى تَلِى الإِبْهَامَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ (التَّسْبِيح)

262
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سبح ص 262

لِأَنَّهَا كالذَّاكِرَةِ حِينَ الإِشَارَةِ بِهَا إِلَى إِثْبَاتِ الْإِلهِيَّةِ و (السُّبحاتُ) الَّتِى فِى الْحَدِيثِ جَلَالُ اللّهِ وَ عَظَمَتُهُ و نُورُهُ وَ بَهَاؤُهُ و (السُّبْحَةُ) خَرَزَاتٌ مَنْظُومَةٌ قَالَ الْفَارَابِىُّ و تَبِعَهُ الْجَوْهَرِىُّ:
و (السُّبْحَةُ) الَّتِى (يُسَبَّحُ) بِهَا وَ هُوَ يَقْتَضِى كَوْنَهَا عَرَبِيَّةً وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ كَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ و جَمْعُهَا (سُبَحٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (الْمُسَبِّحَةُ) اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ ذلِكَ مَجَازاً وَ هِىَ الْأصْبَعُ الَّتِى بَيْنَ الإبْهَامِ و الْوُسْطَى وَ هُوَ (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ) بِضَمِّ الْأَوَّلِ أَىْ مُنَزَّهٌ عَنْ كُلِّ سُوءٍ وَ عَيْبٍ قَالُوا وَ لَيْسَ فِى الْكَلَامِ فُعُّولٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَ تَشْدِيدِ الْعَيْنِ إِلَّا (سُبُّوحٌ وَ قُدُّوسٌ) و ذُرُّوحٌ وَ هِىَ دُوَيْبَةٌ حَمْرَاءُ مُنَقَّطَةٌ بِسَوَادٍ تَطِيرُ وَ هِىَ مِنَ السُّمُومِ وَ فَتْحُ الْفَاءِ فِى الثَّلَاثَةِ لُغَةٌ عَلَى قِيَاسِ الْبَابِ وَ كَذلِكَ سُتُّوقٌ وَ هُوَ الزَّيْفُ و فُلُّوقٌ وَ هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْخَوْخِ يَتَفَلَّقُ عَنْ نَوَاهُ لكِنَّهُمَا بِالضَّمِّ لَا غَيْرُ وَ تَقُولُ الْعَرَبُ (سُبْحَانَ) مِنْ كَذَا أَىْ مَا أَبْعَدَهُ قَالَ «1»:
         سبحانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الْفَاخِرِ
وَ قَالَ قَوْمٌ مَعْنَاهُ عَجَباً لَهُ أَنْ يَفْتَخِرَ وَ يَتَبَجَّحَ.
و (سَبَّحْتُ) (تَسْبِيحاً) إذَا قُلْتُ (سُبْحَانَ اللّهِ). و (سُبْحَانَ اللّهِ) عَلَمٌ عَلَى التَّسْبِيحِ و مَعْنَاهُ تَنْزِيهُ اللّهِ عَنْ كُلِّ سُوءٍ وَ هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ غَيْرُ مُتَصَرِّفٍ لِجُمُودِهِ.
و (سَبَحَ) الرَّجُلُ فِى الْمَاء (سَبْحاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ وَ الاسْمُ (السِّبَاحَةُ) بِالْكَسْرِ فَهُوَ (سَابِحٌ) و (سَبَّاحٌ) مُبَالَغَةٌ و (سَبَحَ) فِى حَوَائِجِهِ تَصَرَّفَ فِيهَا.
[سبخ‏]
سَبِخَتِ: الأرضُ (سَبَخاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهِىَ (سَبِخَةٌ) بِكَسْرِ البَاءِ و إِسْكَانُها تَخْفِيفٌ و (أَسْبَخَتْ) بِالْأَلف لُغَةٌ و يُجْمَعُ الْمَكْسُور عَلَى لَفْظِهِ (سَبِخَاتٍ) مِثْلُ كَلِمَةٍ وَ كَلِمَاتٍ و يُجْمَعُ السَّاكِنُ عَلَى (سِبَاخٍ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و مَوْضِعٌ (سَبَخٌ) و أَرْضٌ (سَبَخَةٌ) بِفَتْحِ الْبَاءِ أَيْضاً أَىْ مِلْحَةٌ.
[سبر]
سَبَرْتُ: الْجُرْحَ سَبْراً مِنْ بَابِ قَتَلَ تَعَرَّفْتُ عُمْقَهُ و (السِّبَارُ) فَتِيلَةٌ وَ نَحْوُهَا تُوضَعُ فِى الْجُرْحِ لِيُعْرَفَ عُمْقَهُ و جَمْعُهُ (سُبُرٌ) مِثْلٌ كِتَابٍ و كُتُبٍ و (المِسْبَارُ) مِثْلُهُ و الْجَمْعُ (مَسَابِيرُ) مِثْلُ مِفْتَاحٍ و مَفَاتِيحَ و (سَبَرْتَ) الْقَوْمَ سَبْراً مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ تَأَمَّلْتَهُمْ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ لِتَعْرِفَ عَدَدَهُمْ و (السَّبْرَةُ) الضَّحْوَةُ الْبَارِدَةُ و الْجَمْعُ (سَبَرَاتٌ) مِثْلُ سَجْدَةٍ و سَجَدَاتٍ و (السَّابِرِيُّ) نَوْعٌ رَقِيقٌ مِنَ الثِّيَابِ قِيلَ نِسْبَةٌ إِلَى (سَابُورَ) كُورَةٌ مِنْ كُوَرِ فَارِسَ و مَدِينَتُها شَهْرَسْتَانُ و (السَّابِرِيُّ) أَيْضاً نَوْعٌ جَيِّدٌ مِنَ التَّمْرِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ (السَّابِريَّةُ) نَخْلَةٌ بُسْرتُهَا صَفْرَاءٌ إِلَى الطُّولِ قَلِيلًا.
[سبط]
سَبِطَ: الشَّعْرُ (سَبَطاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ
__________________________________________________
 (1) أى الأعشى- و صدر البيت «أقول لما جاءنِى فخره- و هو من أبيات الكتاب لسيبويه.

263
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سبط ص 263

 (سَبِطٌ) بِكَسْرِ الْبَاءِ و رُبَّمَا قِيلَ (سَبَطٌ) بِالْفَتْحِ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ إِذَا كَانَ مُسْتَرْسِلًا و (سَبُط سُبُوطَةً) فَهُوَ (سَبْطٌ) مِثْلُ سَهُلَ سُهُولَةً فَهُوَ سَهْلٌ لُغَةٌ فِيهِ.
و (السِّبْطُ) وَلَدُ الْوَلَدِ و الْجَمْعُ (أَسْبَاطٌ) مِثْلُ حِمْلٍ وَ أَحْمَالٍ و (السِّبْطُ) أَيْضاً الْفَرِيقُ مِنَ الْيَهُودِ يُقالُ لِلْعَرَبِ قَبَائِلُ و لِلْيَهُودِ (أَسْبَاطٌ) و (السُّبَاطَةُ) الكُنَاسَةُ وَزْناً وَ مَعْنىً و (السَّابَاطُ) سَقِيفَةٌ تَحْتَها مَمَرٌّ نَافِذٌ وَ الْجَمْعُ (سَوَابِيطُ).
[سبع‏]
لسُّبُعُ: بِضَمَّتَيْنِ و الإِسْكَانُ تَخْفِيفٌ جُزْءٌ مِنْ سَبْعَةِ أَجْزَاءِ وَ الْجَمْعُ (أَسْبَاعٌ) وَ فِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ (سَبِيعٌ) مِثْلُ كَرِيمٍ. و (سَبَعْتُ) الْقَوْمَ (سَبْعاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابَىْ قَتَلَ و ضَرَبَ صِرْتُ (سَابِعَهُمْ) وَ كَذَا إِذَا أَخَذْتُ سُبُعَ أَمْوَالِهِمْ و (سَبَعْتُ) لَهُ الْأَيَّامَ سَبْعاً مِنْ بَابِ نَفَعَ كَمَّلْتُها (سَبْعَةً) و (سَبَّعْتُ) بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ. و (السَّبُعُ) بِضَمِّ الْبَاءِ مَعْرُوفٌ و إِسْكَانُ الْبَاءِ لُغَةٌ حَكَاهَا الْأَخْفَشُ وَ غَيْرُهُ وَ هِىَ الْفَاشِيَةُ عِنْدَ الْعَامَّةِ وَ لِهذَا قَالَ الصَّغَانِىُّ: (السَّبُعُ) و (السَّبْعُ) لُغَتَان وَ قُرِئَ بِالإِسْكَانِ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى «وَ ما أَكَلَ السَّبْعُ» وَ هُوَ مَرْوِىٌّ عَنِ الْحَسَنِ البَصْرِىِّ و طَلْحَةَ بنِ سُلَيْمنَ وَ أَبِى حَيْوَةَ وَ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بن كَثِيرٍ أَحَدِ السَّبْعَةِ و يُجْمَعُ فِى لُغَةِ الضَّمِّ عَلَى (سِبَاعٍ) مِثْلُ رَجُلٍ وَ رِجَالٍ لَا جَمْعَ لَهُ غَيْرُ ذلِكَ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ قَالَ الصَّغَانِىُّ و جَمْعُهُ عَلَى لُغَةِ السُّكُونِ فِى أَدْنَى الْعَدَدِ (أَسْبُعٌ) مِثْلُ فَلْسٍ وَ أَفْلُسٍ و هذَا كَمَا خُفِّفَ ضَبُعْ و جُمِعَ عَلَى أَصْبُعٍ و مِنْ أَمْثَالِهِمْ (أَخَذَهُ أَخْذَ السَّبْعَةِ) «1» بالسُّكُونِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ الْأَصْلُ بِالضَّمِّ لكِنْ أُسْكِنَتْ تَخْفِيفاً. و (السَّبْعَةُ) اللبُؤَةُ وَ هِىَ أَشَدُّ جَرَاءَةً مِنَ السَّبُعِ و تَصْغِيرُهَا (سُبَيْعَةٌ) وَ بِهَا سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ و يَقَعُ (السَّبُعُ) عَلَى كُلِّ مَا لَهُ نَابٌ يَعْدُو بِهِ و يَفْتَرِسُ كَالذِّئْبِ و الفَهْدِ و النَّمِرِ و أَمَّا الثَّعْلَبُ فَلَيْسَ بِسَبُعٍ و إِنْ كَانَ لَهُ نَابٌ لِأَنَّهُ لَا يَعْدُو بِهِ وَ لَا يَفْتَرِسُ و كَذلِكَ الضَّبُعُ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ. و أَرْضٌ (مَسْبَعَةٌ) بِفَتْحِ الْأَوَّلِ و الثَّالِثِ كَثِيرَةُ (السِّبَاعِ).
و (الْأُسْبُوعُ) مِنَ الطَّوَافِ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ (سَبْعُ) طَوْفَاتٍ وَ الْجَمْعُ (أُسْبُوعَاتٌ).
و (الْأُسْبُوعُ) مِنَ الْأَيَّامِ (سَبْعَةُ) أَيَّامٍ وَ جَمْعُهُ. (أَسَابِيعُ) وَ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ فِيهِمَا (سُبُوعٌ) مِثَالُ قُعُودٍ و خُرُوج.
[سبغ‏]
سَبَغَ: الثَّوْبُ (سُبُوغاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ تَمَّ وَ كَمَلَ و (سَبَغَتِ) الدِّرْعُ و كُلُّ شَىْ‏ءٍ إِذَا طَال مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلَ و عَجِيزَةٌ (سَابِغَةٌ) و أَلْيَةٌ (سَابِغَةٌ) أَىْ طَوِيلَةٌ و (سَبَغَتِ) النِّعْمَةُ (سُبُوغاً) اتَّسَعَتْ و (أَسْبَغَهَا) اللّهُ أَفَاضَهَا و أَتَمَّهَا و (أَسْبَغْتُ) الْوُضُوءَ أَتْمَمْتُهُ.
__________________________________________________
 (1) المثل رقم 86 من مجمع الأمثال للميداني.

264
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سبق ص 265

[سبق‏]
سَبَقَ: سَبْقاً مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ قَدْ يَكُونُ لِلسَّابِقِ لَاحِقٌ كَالسَّابِقِ مِنَ الْخَيْلِ وَ قَدْ «1» لَا يَكُونُ كَمنْ أَحْرَزَ قَصَبَةَ السَّبْقِ فَإِنَّهُ (سَابِقٌ) إِلَيْهَا و مُنْفَرِدٌ بِهَا وَ لَا يَكُونُ لَهُ لَاحِقٌ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ: وَ تَقُولُ الْعَرَبُ لِلَّذِى يَسْبِقُ مِنَ الْخَيْلِ (سَابِقٌ) و (سَبُوقٌ) مِثْلُ رَسُولٍ و إِذَا كَانَ غَيْرُهُ يَسْبِقُهُ كَثِيراً فَهُوَ (مُسَبَّقٌ) مُثَقَّلٌ اسْمُ مَفْعُولٍ و (السَّبَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْخَطَرُ وَ هُوَ مَا يَتَراهَنُ عَلَيْهِ الْمُتَسَابِقَانِ و (سَبَّقْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ أَخَذْتُ مِنْهُ (السَّبَقَ) و (سَبَّقْتُهُ) أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وَ هذَا مِنَ الْأَضْدَادِ و (سَابَقَهُ) (مُسَابَقَةً) و (سِبَاقاً) و (تَسَابَقُوا) إِلَى كَذَا و (اسْتَبَقُوا) إِلَيْهِ.
[سبك‏]
سَبَكْتُ: الذَّهَبَ (سَبْكاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَذَبْتُهُ و خَلَّصْتُهُ مِنْ خَبَثِهِ و (السَّبِيكَةُ) مِنْ ذلِكَ وَ هِىَ الْقِطْعَةُ الْمُسْتَطِيلَةُ وَ الْجَمْعُ (سَبَائِكُ) وَ رُبَّمَا أُطْلِقَتِ (السَّبِيكَةُ) عَلَى كُلِّ قِطْعَةٍ مُتَطَاوِلَةٍ مِنْ أَىِّ مَعْدِنٍ كَانَ. و (السُّنْبُكُ) فُنْعُلٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَ الْعَيْنِ طَرَفُ مُقَدَّمِ الْحَافِرِ وَ هُوَ مُعَرَّبٌ و قِيلَ (سُنْبُكُ) كُلِّ شَى‏ءٍ أَوَّلُهُ و (السُّنْبُكُ) مِنَ الْأَرْضِ الْغَلِيظُ الْقَلِيلُ الْخَيْرِ وَ الْجَمْعُ (سَنَابِكُ).
[سبل‏]
السَّبِيلُ: الطَّرِيقُ وَ يُذَكَّرُ وَ يُؤَنَّثُ كَمَا تَقَدَّمَ فِى الزُّقَاقِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَ الْجَمْعُ عَلَى التَّأْنِيثِ (سُبُولٌ) كَمَا قَالُوا: عُنُوقٌ وَ عَلَى التَّذْكِيرِ (سُبُلٌ) و (سُبْلٌ) وَ قِيلَ لِلْمُسَافِرِ ابْنُ السَّبِيلِ لِتَلَبُّسِهِ بِهِ قَالُوا: وَ الْمُرَادُ بِابْنِ السَّبِيلِ فِى الْآيَةِ مَنْ انْقَطَعَ عَنْ مَالِهِ و (السَّبِيلُ) السَّبَبُ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: «يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا» أَىْ سَبَباً وَ وُصْلَةً و (السَّابِلَةُ) الْجَمَاعَةُ الْمُخْتَلِفَةُ فِى الطُّرُقَاتِ فِى حَوَائِجِهِمْ و (سَبَّلْتُ) الثَّمَرَةَ بالتَّشْدِيدِ جَعَلْتُهَا فِى (سُبُلِ) الْخَيْرِ وَ أَنْوَاعِ البِرّ. و (سُنْبُلُ) الزَّرْعِ فُنْعُلٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَ الْعَيْنِ الوَاحِدَةُ (سُنْبُلَةٌ) و (السَّبَلُ) مِثْلُهُ الْوَاحِدَةُ (سَبَلَةٌ) مِثْلُ قَصَبٍ و قَصَبَةٍ و (سَنْبَلَ) الزَّرْعُ أَخْرَجَ (سُنْبُلَهُ) و (أَسْبَلَ) بالْأَلِفِ أَخْرَجَ (سَبَلَهُ) و (أَسْبَلَ) الرَّجُلُ الْمَاءَ صَبَّهُ و (أَسْبَلَ) السِّتْرَ أَرْخَاهُ.
[سبي‏]
سَبَيْتُ: الْعَدُوَّ (سَبْياً) مِنْ بَابِ رَمَى وَ الاسْمُ (السِّبَاءُ) وِزَانُ كِتَابٍ وَ الْقَصْرُ لُغَةٌ و (أَسْبَيْتُهُ) مِثْلُهُ فَالْغُلَامُ (سَبِيٌّ) و (مَسْبِيٌّ) وَ الْجَارِيَةُ (سَبِيَّةٌ) وَ (مَسْبِيَّةٌ) و جَمْعُهَا (سَبَايَا) مِثْلُ عَطِيَّةٍ وَ عَطَايَا وَ قَوْمٌ (سَبْيٌ) وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ قَالَ الْأَصْمَعِىُّ لَا يُقَالُ لِلْقَوْمِ إِلَّا كَذلِكَ وَ يُقَالُ فِى الْخَمْرِ خَاصَّةً. (سَبَأْتُهَا بِالْهَمْزِ إِذَا جَلَبْتَهَا مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ فَهِىَ (سَبِيئَةٌ). و (سَبَأٌ) اسْمُ بَلَدٍ بِالْيَمَنِ يُذَكَّرُ فَيُصْرَفُ وَ يُؤَنَّثُ فَيُمْنَعُ سُمِّيَتْ بِاسْمِ بِانِيهَا.
__________________________________________________
 (1) (قد) لا تدخل على الفعل المنفى.

265
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

ستت ص 266

[ستت‏]
عندى سِتَّةُ: رِجَال وِ (سِتُّ) نِسْوَةٍ وَ الْأَصْلُ سِدْسَةٌ و سِدْسٌ فَأُبْدِلَ وَ أُدْغِمَ لِأَنَكَ تَقُولُ فِى التَّصْغِيرِ (سُدَيسٌ) و (سُدَيْسَةٌ) و عِنْدِى (سِتَّةُ) رِجَالٍ وَ نِسْوَةٍ بِالْخَفْضِ إِذَا كَانَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثَةٌ وَ صُمْنَا (سِتَّةً) مِنْ شَوَالٍ بِالْهَاءِ إِنْ أُرِيدَ الْمَعْدُودُ لِأَنَّهُ مُذَكَّرٌ و سِتّاً إِنْ أُرِيدَ الْعَدَدُ و تَقَدّمَ فِى (ذكر).
[ستر]
السِّتْرُ: مَا يُسْتَرُ بِهِ و جَمْعُهُ (سُتُورٌ) و (السُّتْرةُ) بِالضَّمِّ مِثْلُهُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ (السِّتْرَةُ) مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ كَائِناً مَا كَانَ و (السِّتارَةُ) بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ و (السِّتَارُ) بِحَذْفِ الْهَاءِ لُغَةً و (سَتَرْتُ) الشَّىْ‏ءَ (سَتْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ. و يُقَالُ لِمَا يَنْصِبُهُ الْمُصَلِّى قُدَّامَهَ عَلَامَةً لِمُصَلَّاهُ مِنْ عَصاً وَ تَسْنِيمِ تُرَابٍ وَ غَيْرِهِ (سُتْرَةٌ) لِأَنَّهُ (يَسْتُرُ) الْمَارَّ مِنَ الْمُرُورِ أَىْ يَحْجُبُه.
[سته‏]
الِاسْتُ: الْعَجُزُ و يُرَادُ بِهِ حَلْقَةُ الدُّبُرِ وَ الْأَصْلُ (سَتَهٌ) بالتَّحْرِيك، وَ لِهذَا يُجْمَعُ عَلَى (أَسْتَاهٍ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و يُصَغَّرُ عَلَى سُتَيْهٍ «1» وَ قَدْ يُقَالُ (سَهٌ) بِالْهَاءِ و (سَتٌ) بِالتَّاء فَيُعْرَبُ إِعْرَابَ يَدٍ و دَمٍ و بَعْضُهُمْ يَقُولُ فِى الْوَصْلِ بالتَّاء وَ فِى الْوَقْفِ بِالْهَاءِ عَلَى قِيَاسِ هَاءِ التَّأْنِيثِ. قَالَ الْأَزْهَرِىُّ: قَالَ النَّحْويُّونَ الأَصْلُ (سَتْهٌ) بالسُّكُونِ فَاسْتَثْقَلُوا الْهَاءَ لِسُكُونِ التَّاءِ قَبْلَهَا فَحَذَفُوا الْهَاءَ و سَكَنَتِ السِّينُ ثُمَّ اجْتُلِبَتْ هَمْزَةُ الْوَصْلِ. وَ مَا نَقَلَهُ الْأَزْهَرِىُّ فى تَوْجِيهِهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُمْ قَالُوا: (سَتِهَ) (سَتَهاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا كَبُرَتْ عَجِيزَتُهُ ثُمَّ سُمِّىَ بِالْمَصْدَرِ وَ دَخَلَهُ النَّقْصُ بَعْدَ ثُبُوتِ الاسْمِ و دَعْوَى السُّكُونِ لَا يَشْهَدُ لَهُ أَصْلٌ وَ قَدْ نَسَبُوا إِلَيْهِ (سَتَهِيٌّ) بالتَّحْرِيكِ وَ قَالُوا فِى الْجَمْعِ (أَسْتَاهٌ) و التَّصْغِيرُ وَ جَمْعُ التَّكْسِيرِ يَرُدَّانِ الْأَسْمَاءَ إِلَى أُصُولِها.
[سجست‏]
سِجِسْتَان: إِقْلِيمٌ عَظِيمٌ بَيْنَ خُرَاسَانَ وَ بَيْنَ مَكْرَانَ و السِّنْدِ وَ هِىَ بِكَسْرِ السِّينِ و الْجِيمِ.
[سجد]
سَجَدَ: (سُجُوداً) تَطَامَنَ. و كُلُّ شَىْ‏ءٍ ذَلَّ فَقَدْ سَجَدَ. و (سَجَدَ) انْتَصَبَ فِى لُغَةِ طَي‏ء. و (سَجَدَ) الْبَعِيرُ خَفَضَ رَأْسَهُ عِنْدَ رُكُوبِهِ و (سَجَدَ) الرَّجُلُ وَضَعَ جَبْهَتَهُ بِالْأَرْضِ. و (السُّجُودُ) للّهِ تَعَالَى فِى الشَّرْعِ عِبَارَةٌ عَنْ هَيْئَةٍ مَخْصُوصَةٍ. و (الْمَسْجِدُ) بَيْتُ الصَّلَاةِ.
و (الْمَسْجِدُ) أَيْضاً مَوْضِعُ السُّجُودِ مِنْ بَدَنِ الْإِنْسَانِ وَ الْجَمْعُ (مَسَاجِدُ) و قَرَأْتُ (آيَةَ سَجْدَةٍ) و (سُورَة السَّجْدَةِ) و (سَجَدْتُ) (سَجْدَةً) بِالْفَتْحِ لِأَنَّها عَدَدٌ و (سِجْدَةٌ) طَوِيلَةً بِالْكَسْرِ لِأَنَّها نَوْعٌ.
[سجر]
سَجَرْتُهُ: (سَجْراً) مِنْ بَابِ قَتَل مَلَأُتُهُ و (سَجَرْتُ) التَّنُّورَ أَوْقَدْتُهُ.
__________________________________________________
 (1) صغّره سيبويه على (سُتيهة) بزيادة تاء التأنيث- ج 2 ص 122 أقول من أنثه و ألحق به التاء عند التصغير نظر إلى أن الاست حلقة الدُّبر و من ذكّر و لم يلحقه التاء عند التصغير نظر إلى أن الاست العجز.

266
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سجع ص 267

[سجع‏]
سَجَعَتِ: الْحَمَامَةُ (سَجْعاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ هَدَرَتْ وَ صَوَّتَتْ. و (السَّجْعُ) فِى الْكَلَامِ مُشَبَّهٌ بِذلِكَ لِتَقَارُبِ فَوَاصِلِهِ. و (سَجَعَ) الرَّجُلُ كَلَامَهُ كَمَا يُقَالُ نَظَمَهُ إِذَا جَعَلَ لِكَلَامِهِ فَوَاصِلَ كَقَوافِى الشِّعْرِ وَ لَمْ يَكُنْ مَوْزُوناً.
[سجل‏]
السِّجِلُّ: كِتَابُ الْقَاضِى وَ الْجَمْعُ (سِجِلَّاتٌ) و (أَسْجَلْتُ) لِلْرَّجُلِ (إِسْجَالًا) كَتَبْتُ لَهُ كِتَاباً و (سَجَّلَ) الْقَاضِى بِالتَّشْدِيدِ قَضَى و حَكَمَ و أَثْبَتَ حُكْمَهُ فِى (السِّجِلِ) و (السَّجْلُ) مِثَالُ فَلْسٍ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ وَ بَعْضُهُمْ يَزِيدُ إِذَا كَانَتْ مَمْلُوءَةً و (السَّجْلُ) النَّصِيبُ وَ الْحَرْبُ (سِجَالٌ) مُشْتَقَّةٌ مِنْ ذلِكَ أَىْ نُصْرَتُها بَيْنَ الْقَوْمِ مُتَدَاوَلَةٌ
[سجلط]
و (السِّجِلَّاطُ) نَمَطُ الْهَوْدَجِ وَ قِيلَ كِسَاءٌ أَحْمَرُ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِى كُلِّ مَا يَصْلُحُ لِذلِكَ وَ هُوَ بِكَسْرِ السِّينِ وَ الْجِيمِ و تَشْدِيدِ اللَّامِ.
[سجن‏]
سَجَنْتُهُ: (سَجْناً) مِنْ بَابِ قَتَلَ حَبَسْتُهُ و (السِّجْنُ) الْحَبْسُ و الْجَمْعُ سُجُونٌ مِثْلُ حِمْلِ و حُمُولٍ.
[سجو]
سَجَا: اللَّيْلُ (يَسْجُو) سَتَر بِظُلْمَتِهِ وَ مِنْهَ (سَجَّيْتُ) الْمَيّتَ بِالتَّثْقِيلِ إِذَا غطَّيْتَهُ بِثَوْبٍ وَ نَحْوِهِ و (السَّجِيَّةُ) الْغَرِيزَةُ و الْجَمْعُ سَجَايَا مِثْلُ عَطِيَّةٍ وَ عَطَايَا.
[سحب‏]
سَحَبْتُهُ: عَلَى الْأَرْضِ (سَحْباً) مِنْ بَاب نَفَعَ جَرَرْتُهُ (فَانْسَحَبَ) و (السَّحَابُ) مَعْرُوفٌ سُمِّىَ بِذلِكَ لِانْسِحَابِهِ فِى الْهَوَاءِ. الوَاحِدَةُ (سَحَابَةٌ) و الْجَمْعُ (سُحُبٌ) بِضَمَّتَيْنِ.
[سحت‏]
السُّحْتُ: بِضَمَّتَيْنِ وَ إِسْكَانُ الثَّانِى تَخْفِيفٌ هُوَ كُلُّ مَالٍ حَرَامٍ لَا يَحِلُّ كَسْبُهُ وَ لَا أَكْلُهُ. و (السُّحْتُ) أَيْضاً الْقَلِيلُ النَّزْرُ يُقَالُ (أَسْحَتَ) فِى تجَارَتِهِ بِالْأَلِفِ و (أَسْحَتَ) تجارَتَهُ إِذَا كَسَبَ سُحْتاً أَىْ قَلِيلًا.
[سحح‏]
سَحَّ: الْمَاءُ (سَحّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ سَالَ مِنْ فَوْق إلَى أَسْفَلَ و (سَحَحْتُهُ) إِذَا أَسَلْتُهُ كَذلِكَ يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى وَ يُقَالُ: (السَّحُّ) هُوَ الصَّبُّ الْكَثِيرُ.
[سحر]
السَّحْرُ: الرِّئَةُ و قِيلَ مَا لَصِقَ بالْحُلْقُوم و الْمَرئِ مِنْ أَعْلَى الْبَطْنِ وَ قِيلَ هُو كُلُّ مَا تَعَلَّقَ بِالْحُلْقُومِ مِنْ قَلْبٍ و كَبِدٍ و رِئَةٍ. وَ فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ وِزَانُ فَلْسٍ و سَبَبٍ و قُفْلٍ.
و كُلُّ ذِى (سَحْرٍ) مُفْتَقِرٌ إِلَى الطَّعَامِ و جَمْعُ الْأُولَى (سُحُورٌ) مِثَالُ (فَلْسٍ) و فُلُوسٍ و جَمْعُ الثَّانِيَةِ و الثَّالِثَةِ (أَسْحَارٌ).
و (السَّحَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ قُبَيْلَ الصُّبْحِ وَ بِضَمَّتَيْنِ لُغَةٌ و الْجَمْعُ (أَسْحَارٌ) و (السَّحُورُ) وِزَانُ رَسُولٍ مَا يُؤْكَلُ فِى ذلِكَ الْوَقْتِ و (تَسَحَّرْتُ) أَكَلْتُ السَّحُورَ. و (السُّحُورُ) بِالضَّمِّ فِعْلُ الْفَاعِلِ (و السِّحْرُ) قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: هُوَ إِخْرَاجُ الْبَاطِلِ فِى صُوَرةِ الْحَقِّ و يُقَالُ هُوَ الْخَدِيعَةُ و (سَحَرَهُ)

267
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سحر ص 267

بِكَلَامِهِ اسْتَمَالَهُ بِرِقَّتِهِ وَ حُسْنِ تَرْكِيبهِ.
قَالَ الْإِمَامُ فَخْر الدِّينِ فى التَّفْسِيرِ و لَفْظُ (السِّحْرِ) فِى عُرْفِ الشَّرْعِ مُخْتَصٌّ بِكُلّ أَمْرٍ يَخْفَى سَبَبُهُ و يُتَخَيَّلُ عَلَى غَيْرِ حَقِيقَتِهِ و يَجْرِى مَجْرَى التَّمْوِيهِ و الْخِدَاعِ قَالَ تَعَالَى «يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى‏» وَ إِذَا أُطْلِقَ ذَمَّ فَاعِلُهُ. وَ قَد يُسْتَعْمَلُ مُقَيَّداً فِيمَا يُمْدَحُ و يُحْمَدُ نَحْوُ
قَولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً».
أَىْ إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ (سِحْرٌ) لأَنَّ صَاحِبَهُ يُوَضِّحُ الشَّى‏ءَ الْمُشْكِلَ و يَكْشِفُ عَنْ حَقِيقَتِهِ بِحُسْنِ بَيَانِهِ فَيَسْتَمِيلُ الْقُلُوبَ كَمَا تُسْتَمَالُ (بِالسِحْرِ) وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لَمَّا كَانَ فِى الْبَيَانِ مِنْ إِبْدَاعِ التَّرْكِيبِ و غَرَابَةِ التَّأْلِيفِ مَا يَجْذِبُ السَّامِعَ و يُخْرِجُهُ إِلَى حَدٍ يَكَادُ يَشْغَلُهُ عَنْ غَيْرِهِ شُبِّهَ (بِالسِّحْرِ) الْحَقِيقِىِّ و قِيلَ هُوَ (السِّحْرُ) الْحَلَالُ.
[سحق‏]
سَحَقْتُ: الدَّواءَ (سَحْقاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ (فانْسَحَقَ). و (السَّحُوقُ) النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ و الْجَمْعُ (سُحُقٌ) وِزَانُ رَسُولٍ و رُسُلٍ و (السَّحْقُ) مِثَالُ فَلْسٍ الثَّوْبُ الْبَالى و يُضَافُ لِلْبَيَانِ فَيُقَالُ (سَحْقُ بَرْدٍ) و (سَحْقُ عِمَامَةٍ) و (أَسْحَقَ) الثَّوْبُ (إِسْحَاقاً) إِذَا بلِى فَهُوَ (سَحْقٌ) وَ فِى الدُّعَاءِ (بُعْداً لَهُ و سُحْقاً) بالضَّمِّ و (سَحُقَ) الْمَكَانُ فَهُوَ (سَحِيقٌ) مِثْلُ بَعُدَ بالضَّمِّ فَهُوَ بَعِيدٌ وَزْناً و مَعْنى‏
[سحل‏]
السَّحْلُ: الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ و الْجَمْعُ (سُحُلٌ) مِثْلُ رَهْنٍ و رُهُنٍ وَ رُبَّمَا جُمِعَ عَلَى (سُحُولٍ) مِثْلُ فَلْسٍ وَ فُلُوسٍ. و (سَحُولُ) مِثْلُ رَسُولٍ بَلْدَةٌ بِالْيمَنِ يُجْلَبُ مِنْهَا الثِّيَابُ و يُنْسَبُ إِلَيْهَا عَلَى لَفْظِهَا فَيُقَالُ أَثْوَابٌ (سَحُولِيَّةٌ) وَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ (سُحُولِيَّةٌ) بِالضَّمِّ نِسْبة إِلَى الْجَمْعِ «1» و هُوَ غَلَطٌ لأَنَّ النِّسْبَةَ إِلَى الْجَمْعِ إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَماً وَ كَانَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ لَفْطِهِ تَرُدُّ إِلَى الْواحِدِ بِالاتِّفَاقِ «2» و (السَّاحِلُ) شَاطِئُ الْبَحْرِ و الَجَمْعُ سَوَاحِلُ.
[سحم‏]
السُّحْمَةُ: وِزَانُ غُرْفَةٍ السَّوادُ و (سَحِمَ) (سَحَماً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (سَحُمَ) بِالضَّمِّ لُغَةٌ إِذَا اسْوَدَّ فَهُوَ (أَسْحَمُ) و الْأُنْثَى (سَحْمَاءُ) مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ وَ بِالْمُؤَنَّثِ سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ وَ مِنْهُ (شَرِيكُ بنُ سَحْمَاءَ) عُرِفَ بِأُمِّهِ وَ هُوَ ابْنُ عَبَدَةَ «3» بِفَتْحِ الْعَيْنِ و الْبَاءِ الْمُوَحَّدةِ وَ الْمُحَدِّثُونَ يُسَكِّنُونَ.
[سحو]
الْمِسْحَاةُ: بِكَسْرِ الْمِيمِ هِىَ الْمِجْرَفَةُ لكِنَّهَا مِنْ حَدِيدٍ و الْجَمْعُ (الْمَسَاحِي) كَالْجَوَارِى و (سَحَوْتُ) الطِّينَ عَنْ وَجْهِ الْأرْضِ‏
__________________________________________________
 (1) أى إلى جَمْعِ سَحْلِ و هو الثوب.
 (2) الكوفيون يجيزون النسب إلى جمع التكسير على لفظه من غير ردّ إلى المفرد خوف الإلباس.
 (3) ضبطه فى القاموس بسكون الباء تبعاً للمحدّثين.

268
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سحو ص 268

 (سَحْواً) مِنْ بَابِ قَالَ جَرَفْتُهُ (بِالْمِسْحَاةِ).
[سخر]
سَخِرْتُ: مِنْهُ وَ بِهِ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ (سَخَراً) مِنْ بَابِ تَعِبَ هَزِئْتُ و (السِّخْرِيُّ) بالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ و (السُّخْرِيُّ) بالضَّمِّ لُغَةٌ و (السُّخْرَةُ) وِزَانُ غُرْفَةٍ مَا (سَخَّرْتَ) مِنْ خَادِمٍ أَوْ دَابَّةٍ بِلَا أَجْرٍ وَ لَا ثَمَنٍ و (السُّخْرِيُّ) بِالضَّمِّ بِمَعْنَاهُ و (سَخَّرْتُهُ) فِى الْعَمَلِ بِالتَّثْقِيلِ اسْتَعْمَلْتُهُ مَجَّاناً و (سَخَّرَ) اللّهُ الإِبِلَ ذَلَّلهَا و سَهَّلَهَا.
[سخط]
سَخِطَ: (سَخَطاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (السُّخْطُ) بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْهُ وَ هُوَ الْغَضَبُ و يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَ بِالْحَرْفِ فَيُقَالُ: (سَخِطْتُهُ) و سَحِطْتُ عَلَيْهِ و (أَسْخَطْتُهُ) (فَسخِطَ) مِثْلُ أَغْضَبْتُهُ فَغَضِبَ وَزْناً وَ مَعْنىً.
[سخف‏]
سَخُفَ: الثَّوْبُ (سُخْفاً) وِزَانُ قَرُبَ قُرْباً و (سَخَافَةً) بِالْفَتْحِ رَقَّ لِقِلَّةِ غَزْلِهِ فَهُوَ (سَخِيفٌ) وَ مِنْهُ قِيلَ رَجُلٌ (سَخِيفٌ) وَ فِى عَقْلِهِ (سُخْفٌ) أَىْ نَقْصٌ. وَ قَالَ الْخَلِيلُ (السُّخْفُ) فِى الْعَقْلِ خَاصَّةً و (السَّخَافَةُ) عَامَّةٌ فِى كُلِّ شَى‏ءٍ.
[سخل‏]
السَّخْلَةُ: تُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنْثَى مِنْ أَوْلَادِ الضَّأْنِ و الْمَعْزِ سَاعَةَ تُولَدُ و الْجَمْعُ (سِخَالٌ) و تُجْمَعُ أَيْضاً عَلَى (سَخْلٍ) مِثْلُ تَمْرَةٍ و تَمْرٍ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ و تَقُولُ الْعَرَبُ لأَوْلَادِ الْغَنَمِ سَاعَةَ تَضَعُهَا أُمَّهَاتُهَا مِنَ الضَّأْنِ و الْمَعْزِ ذَكَراً كَانَ أَوْ أُنْثَى (سَخْلَةٌ) ثُمَّ هِىَ (بَهْمةٌ) لِلذَّكَرِ و الْأُنْثَى أَيْضاً فَإذَا بَلَغَتْ أَرْبَعَة أَشْهُرٍ و فُصِلَتْ عَنْ أُمِّهَا فَمَا كَانَ مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْز فَالذَّكَرُ (جَفْرٌ) و الْأُنْثَى (جَفْرَةٌ) فإذَا رَعَى و قَوِىَ فَهُوَ (عَتُودٌ) و هُوَ فِى ذلِكَ كُلِّهِ (جَدْىٌ) و الْأُنْثَى (عَنَاقٌ) مَا لَمْ يَأْتِ عَلَيْهِ حَوْلٌ فَإِذَا أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ فَالْأُنْثَى (عَنْزٌ) و الذَّكَرُ (تَيْسٌ) ثُمَّ يُجْذِعُ فِى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ فالذَّكَرُ (جَذَعٌ) و الْأُنْثَى (جَذَعَةٌ) ثُمَّ يُثْنِى فِى السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فالذكَر (ثَنِىًّ) و الْأُنْثَى (ثَنِيَّةٌ) ثُمَّ يَكُونُ (رَبَاعاً) فِى الرَّابِعَةِ و (سَدِيساً) فِى الْخَامِسَةِ و (صَالِغاً) فى السَّادِسَةِ وَ لَيْسَ بَعْدَ الصُّلُوغِ سِنٌّ.
[سخم‏]
السُّخَامُ: وِزَانُ غُرَابٍ سَوَادُ الْقِدْرِ و (سَخَّم) الرَّجُلُ وَجْهَهُ سَوَّدَهُ بالسُّخَامِ و (سَخَّمَ) اللّهِ وَجْهَهُ كِنَايَةٌ عَنِ الْمَقْتِ وَ الْغَضَب‏
[سخن‏]
سَخُنَ: الْمَاءُ و غَيْرُهُ مُثَلَّثُ الْعَيْنِ (سَخَانَةً) و سُخُونَةً فَهُوَ (سَاخِنٌ) و (سَخِينٌ) و (سُخْنٌ) أَيْضاً وَ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (أَسْخَنْتُهُ) و (سَخَّنْتُهُ) و (سَخُنَ) الْيَوْمُ بِالضَّمِّ فَهُوَ (سَخِنٌ) مِثَالُ تَعِبٍ و (سَاخِنٌ) و (سُخْنٌ) أَيْضاً و الليْلَةُ (سَاخِنَةٌ) و (سُخْنَةٌ). و (التَّسَاخِينُ) بِفَتْحِ التَّاءِ الْخِفَافُ.
قَالَ ثَعْلَبٌ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا.
وَ قَالَ الْمُبَرِّدُ وَاحِدُهَا (تَسْخَانٌ) بِالْفَتْح‏

269
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سخن ص 269

أَيْضاً و (تَسْخَنٌ) وِزَانُ جَعْفَرٍ.
[سخو]
السَّخَاءُ: بِالْمَدِّ الْجُودُ و الْكَرَمُ وَ فِى الْفِعْلِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ (سَخَا) و (سَخَتْ) نَفْسُهُ فَهُوَ (سَاخٍ) مِنْ بَابِ عَلَا و الثَّانِيَةُ (سَخِيَ) يَسْخى مِنْ بَابِ تَعِبَ قَالَ «1»:
         إِذَا مَا الْمَاءُ خَالطَهَا سَخِينَا «2»
و الْفَاعِلُ (سَخٍ) مَنْقُوصٌ و الثَّالِثَةَ (سَخُوَ) (يَسْخُو) مِثْلُ قَرُبَ يَقْرُبُ (سَخَاوَةً) فَهُوَ (سَخِيٌّ).
[سدد]
سَدَدْتُ: الثُّلْمَةَ وَ نَحْوَهَا (سَدّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ. وَ مِنْهُ قِيلَ (سَدَدْتُ) عَلَيْهِ بَابَ الْكَلامِ (سَدّاً) أَيْضاً إِذَا مَنَعْتَهُ مِنْهُ. و (السِّدَادُ) بِالْكَسْرِ مَا تَسُدُّ بِهِ الْقَارُورَةَ وَ غَيْرَهَا و (سِدَادُ) الثَّغْرِ بِالْكَسْرِ مِنْ ذلِكَ و اخْتَلَفُوا فِى (سِدَادٍ) مِنْ عَيْشٍ و (سَدَادٍ) مِنْ عَوَزٍ لِمَا يُرْمَقُ بِهِ الْعَيْشُ و تُسَدُّ بِهِ الخَلَّةَ فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَ الْفَارَابِىُّ و تَبِعَه الْجَوْهَرِىُّ بِالْفَتْحِ وَ الْكَسْرِ وَ اقْتَصَرَ الْأَكْثَرُون عَلَى الْكَسْرِ. مِنْهُمُ ابنُ قُتَيْبَةَ و ثَعْلَبٌ و الْأَزْهَرِىُّ لأَنَّهُ مُسْتَعَارٌ مِنْ (سِدَادِ) الْقَارُورةِ فَلَا يُغَيَّرُ. و زَادَ جَمَاعَةٌ فَقَالُوا:
الْفَتْحُ لَحْنٌ، وَ عَنِ النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ (سِدَادٌ) مِنْ عَوَزٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ تَامًّا وَ لَا يَجُوزُ فَتْحُهُ. و نَقَلَ فِى الْبَارِعِ عَنِ الْأَصْمَعِىّ (سِدَادٌ) مِنْ عَوَزِ بِالْكَسْرِ وَ لَا يُقَالُ بِالْفَتْحِ. وَ مَعْنَاه إِنْ أَعْوَزَ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَفِى هَذَا مَا يَسُدُّ بَعْضَ الْأَمْرِ.
و (السَّدَادُ) بِالْفَتْحِ الصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ و (أَسَدَّ) الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ جَاءَ (بالسَّدَادِ) و (سَدَّ) (يَسُدُّ) مِنْ بَابِ ضَربَ (سُدُوداً) أَصَابَ فِى قَوْلِهِ و فِعْلِهِ فَهُوَ (سَدِيدٌ).
و (السَدُّ) بِنَاءٌ يُجْعَلُ فِى وَجْهِ الْمَاءِ.
و الْجَمْعُ (أسْدَادٌ) و (السَدُّ) الْحَاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ بالضَّمِّ فِيهِمَا و الْفَتْحُ لُغَةٌ وَ قِيلَ الْمَضْمُومُ مَا كَان مِنْ خَلْقِ اللّهِ كَالْجَبَلِ وَ الْمَفْتُوحُ مَا كَانَ مِنْ عَمَلِ بَنِى آدَمَ.
و (السُّدَّةُ) بِالضَّمِّ فِى كَلَامِ الْعَرَبِ الفِنَاءُ لِبَيْتِ الشَّعْرِ وَ مَا أَشْبَهَهُ و قِيلَ (السُّدَّةُ) كالصُّفَّةِ أَوْ كَالسَّقِيفَةِ فَوْقَ بَابِ الدَّارِ و مِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ هذَا وَ قَالَ: الَّذرينَ تَكَلَّمُوا (بِالسُّدَّةِ) لَمْ يَكُونُوا أصْحَابَ أبْنِيَةٍ و لَا مَدَرٍ وَ الذِينَ جَعَلُوا (السُّدَّةَ) كالصُّفَّةِ أَوْ كَالسَّقِيفةِ فَإنَّمَا فَسَّرُوهَا عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الْحَضَرِ. و (السُّدَّة) الْبَابُ و يُنْسَبُ إِلَيْهَا عَلَى اللَّفْظِ فَيُقَالُ: (السُّدِّيُّ) وَ مِنْهُ الْإِمَامُ الْمَشْهُورُ وَ هُوَ (إِسْمَعيلُ السُّدِّىُّ) لأَنَّهُ كَانَ يَبِيعُ الْمَقَانِعَ وَ نَحْوَهَا
__________________________________________________
 (1) عمرو بن كلثوم.
 (2) صدر البيت-
         مشعشعة كأن الحُصَّ فيها
- و ذكر الجوهرى هذا البيت فى (سخن) و قال و أمّا من قال جدنا بأموالنا (أى جعله من السخاء) فليس بشى‏ء- و ذكره فى (سخا)- و قال و قول من قال سخينا من السخونة نصب على الحال فليس بشى‏ء.

270
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سدد ص 270

فِى (سُدَّةِ) مَسْجِدِ الْكُوفةِ و الْجَمْعُ (سُدَدٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ.
و (سَدَّدَ) الرَّامِى السَّهْمَ إِلَى الصَّيْدِ بالتثْقِيلِ وَجَّهَهُ إِلَيْهِ و (سَدَّدَ) رُمْحَهُ وجَّهَهُ طُولًا خِلَافَ عَرْضِهِ و (اسْتَدَّ) الْأَمْرُ عَلَى افْتَعَلَ انْتَظَمَ و اسْتَقَامَ.
[سدر]
السِّدْرَةُ: شَجَرَةُ النَّبِقْ و الْجَمْعُ (سِدَرٌ) ثم يُجْمَعُ عَلَى (سِدَرَاتٍ) فَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ و تُجْمَع (السِّدْرَةُ) أَيْضاً عَلَى (سِدْرَاتٍ) بالسُّكُونِ حَمْلًا عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ. قَالَ ابنُ السَّرَّاجِ: وَ قَدْ يَقُولُونَ (سِدْرٌ) وَ يُرِيدُونَ الْأَقَلَّ لِقِلَّةِ اسْتِعْمَالِهِمُ التَّاءَ فِى هذَا الْبَابِ وَ إِذَا أُطْلِقَ (السِّدْرُ) فِى الْغَسْلِ فَالْمُرَادُ الْوَرَقُ الْمَطْحُونُ. قَالَ الْحُجّةُ فِى التَّفْسِيرِ:
و السِّدْرُ نَوْعَانِ أَحَدُهُمَا يَنْبُتُ فِى الْأَرْيَافِ فَيُنْتَفَعُ بِوَرَقِهِ فِى الْغَسْلِ و ثَمَرَتُهُ طَيِّبَةٌ و الْآخَرُ يَنْبُتُ فِى الْبَرِّ وَ لَا يُنْتَفَعُ بِوَرَقِهِ فِى الْغَسْلِ و ثَمَرَتُهُ عَفِصَةٌ و قَدْ تَقَدَّمَ فِى حَرْفِ الزَّاى أن الزُّعْرُورَ ثَمَرَةٌ تَنْبُتُ فِى الْبَرِّ وَ هِىَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هُوَ النَّبِقُ البَرِّىَّ.
[سدس‏]
السُّدُسُ: بِضَمَّتَيْنِ وَ الْإِسْكَانُ تَخْفِيفٌ و (السَّدِيسُ) مِثْلُ كَرِيم لُغَةٌ هُوَ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةِ أَجْزَاءٍ و الْجَمْعُ (أَسْدَاسٌ) و إِزَارٌ (سَدِيسٌ) و (سُدَاسِيٌّ) «1» و (أَسْدَسَ) الْبعِيرُ إِذَا أَلقى سِنَّهُ بَعْدَ الرَّبَاعِيَةِ و ذلِكَ فِى الثَّامِنَةِ فَهُوَ (سَدِيسٌ) و (سَدَسْتُ) الْقَوْمَ (سَدْساً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ صِرْتُ (سَادِسَهُمْ) وَ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَخَذْتُ (سُدْسَ) أَمْوَالِهمِ. وَ كَانُوا خَمْسَةً (فأَسْدَسُوا) أَىْ صَارُوا بِأَنْفُسِهِمْ (سِتَّةً) مِنَ النَّوَادِرِ الَّتِى قَصَر رُبَاعِيُّهَا و تَعَدَّى ثُلَاثِيُّها و (السُّنْدُسُ) فُنْعُلٌ وَ هُوَ مَا رَقَّ مِنَ الدِّيبَاجِ. و (سَدُوسُ) وِزَانُ رَسُولٍ قَبِيلَةٌ مِنْ بَكْرٍ.
[سدل‏]
سَدَلْتُ: الثَّوْبَ (سَدْلًا) مِن بَابِ قَتَلَ أَرْخَيْتُهُ و أَرْسَلْتُهُ مِنْ غَيْرِ ضَمِّ جَانِبَيْهِ فَإنْ ضَمَمْتَهُمَا فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ التَّلَفُّفِ. قَالُوا: وَ لَا يُقَالُ فِيهِ أَسْدَلْتُهُ بِالْأَلِفِ.
[سدن‏]
سَدَنْتُ: الْكَعْبَةَ (سَدْناً) مِنْ بَابِ قَتَلَ خَدَمْتُهَا فَالْوَاحِدُ (سَادِنٌ) و الْجَمْعُ (سَدَنَةٌ) مِثْلُ كَافِرٍ و كفرةٍ و (السِّدَانَةُ) بِالْكَسْرِ الْخِدْمَةُ و (السِّدْنُ) السِّتْر وَزْناً وَ مَعْنىً.
[سدي‏]
السَّدَى: وِزَانُ الْحَصَى مِنَ الثَّوْبِ خِلَافُ اللُّحْمَةِ وَ هُوَ مَا يُمَدُّ طُولًا فِى النَّسْجِ و (السَّدَاةُ) أَخَصُّ مِنْهُ و التَّثْنِيَةُ (سَدَيَانِ) و الْجَمْعُ (أَسْدَاءٌ) وَ (أَسْدَيْتُ) الثَّوْبَ بِالْأَلِفِ أَقَمْتُ (سَدَاهُ) و (السَّدَى) أَيْضاً نَدَى اللَّيْلِ وَ بِهِ يَعِيشُ الزَّرْعُ و (سَدِيَتِ) الْأَرْضُ فَهِىَ سَدِيَةٌ مِنْ بَابِ تَعِب كَثُرَ (سَدَاهَا) وَ (سَدَا) الرَّجُلُ (سَدْواً) مِنْ بَابِ قَالَ‏
__________________________________________________
 (1) أى طوله ستة أذرع.

271
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سدي ص 271

مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ الشَّى‏ءِ و (سَدَا) الْبَعِيرُ (سَدْواً) مَدَّ يَدَهُ فِى السَّيْرِ و (أَسْدَيْتُهُ) بِالْأَلِفِ تَرَكْتُهُ (سُدًى) أَىْ مُهْمَلًا و (أَسْدَيْتُ) إِلَيْهِ مَعْرُوفاً اتَّخَذْتُهُ عِنْدُه.
[سرخس‏]
سَرَخْسُ: بِفَتْحِ الْأَوَّلِ و الثَّانِى و سُكُونِ الْخَاءِ مَدِينَةٌ مِنْ خُرَاسَانَ و يُنْسَبُ إِلَيْهَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَ يُقَالُ أَيْضاً (سَرْخَسُ) وِزَانُ جَعْفَرٍ.
[سرب‏]
سَرَبَ: فِى الْأَرْضِ (سُرُوباً) مِنْ بَابِ قَعَدَ ذَهَبَ و (سَرَبَ) الْمَاءُ (سُرُوباً) جَرَى و (سَرَبَ) الْمَالُ (سَرْباً) مِنْ بَابِ قَتَلَ رَعَى نَهَاراً بِغَيْرِ رَاعٍ فَهُوَ (سَارِبٌ) و (سَرْبٌ) تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَ يُقَالُ: (أَنْدَهُ سَرْبَكَ) أَىْ لَا أَرُدُّ إِبلَكَ بَلْ أَتْرُكُهَا تَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ وَ كَانَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ طَلَاقاً فِى الْجَاهِلِيَّةِ و (السَّرْبُ) أَيْضاً الطَّرِيقُ وَ مِنْهُ يُقَالُ خَلِّ (سَرْبَهُ) أَىْ طَرِيقَهُ و (السِّرْبُ) بِالْكَسْرِ النَّفْسُ وَ هُوَ وَاسِعُ السِرْبِ أَىْ رَخِىُّ الْبَالِ وَ يُقَالُ: وَاسِعُ الصَّدْرِ بَطِئُ الْغَضَبِ و (السِّرْبُ) الْجَمَاعَةُ مِنَ النِّسَاءِ و الْبَقَرِ و الشَّاءِ و الْقَطَا و الْوَحْش و الْجَمْعُ (أَسْرَابٌ) مِثْلُ حِمْلٍ وَ أَحْمَالٍ و (السُّرْبَةُ) الْقِطْعَةُ مِنَ (السِّرْبِ) و الْجَمْعُ (سُرَبٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غَرَفٍ و (السَّرَبُ) بِفَتْحَتَيْنِ بَيْتٌ فِى الْأَرْضِ لَا مَنْفَذَ لَهُ و هُوَ الْوَكْرُ و (انْسَرَبَ) الْوَحْشُ فِى (سَرَبِهِ) و الْجَمْعُ (أَسْرَابٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ فإِنْ كَانَ لَهُ مَنْفَذٌ إِلَى موضِعٍ آخَرَ فَهُوَ النَّفَقُ و (الْمَسْرُبَةُ) بِضَمِّ الرَّاءِ شَعْرُ الصَّدْرِ يَأْخُذُ إِلَى الْعَانَةِ و الْفَتْحُ لُغَةٌ حَكَاهَا فِى الْمُجَرَّدِ و (الْمَسْرَبَةُ) بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ مَجْرَى الْغَائِطِ و مَخْرَجُهُ سُمِّيَتْ بِذلِكَ (لِانْسِرَابِ) الْخَارِجِ مِنْها فَهِى اسْمٌ لِلْمَوْضِعِ. و (الْأُسْرُبُّ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَ تَشْدِيدِ الْبَاءِ هُوَ الرَّصَاصُ وَ هُوَ مَعَرَّبٌ عَنِ (الأُسْرُفِ) بِالْفَاءِ.
[سربل‏]
و (السِّرْبَالُ) مَا يُلْبَسُ مِنْ قَمِيصٍ أَوْ دِرْعٍ وَ الْجَمْعُ (سَرَابِيلُ) و (سَرْبَلْتُهُ) السِّرْبَالَ (فَتَسَرْبَلَهُ) بِمَعْنَى أَلْبَسْتُهُ إِيَاهُ فَلَبِسَهُ.
[سرج‏]
سَرْجُ: الدَّابَّةِ مَعْرُوفٌ وَ تَصْغِيرُه (سُرَيْجٌ) وَ بِهِ سُمِّىَ الرَّجُلُ وَ مِنْهُ الإِمَامُ (أَحْمَدُ بنُ سُرَيْجٍ) مِنْ أَصْحَابِنَا وَ جَمْعُهُ (سُرُوجٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (أَسْرَجْتُ) الْفَرَسَ بِالْأَلِفِ شَدَدْتُ عَلَيْهِ (سَرْجَهُ) أَوْ عَمِلْتُ لَهُ (سَرْجاً). و (السِّرَاجُ): الْمِصْبَاحُ و الْجَمْعُ (سُرُجٌ) مِثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ و (الْمَسْرَجَةُ) بِفَتْحِ المِيمِ و الرَّاءِ الّتِى تُوضَعُ عَلَيْهَا (الْمِسْرَجَةُ) و (الْمِسْرَجَةُ) بِكَسْرِ المِيمِ الّتِى فِيها

272
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سرج ص 272

الْفَتِيلَةُ و الدُّهْنُ «1» و (الْمِسْرَجَةُ) بِالْكَسْرِ الّتِى تُوضَعُ عَلَيْهَا الْمِسْرَجَةُ و الْجَمْعُ (مَسَارِجُ) و (أَسْرَجْتُ السِّرَاجَ) مِثْلُ أَوْقَدْتُهُ وَزْناً وَ مَعْنىً.
[سرجن‏]
و (السِّرْجينُ) الزِّبْلُ كَلِمَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ و أَصْلُهَا سِرْكِينٌ بِالْكَافِ فَعُرِبَتْ إِلَى الْجِيمِ و الْقَافِ فَيُقَالُ سِرْقِينٌ أَيْضاً و عَنِ الْأَصْمَعِىِ لَا أَدْرِى كَيفَ أَقُولُهُ وَ إِنَّمَا أَقُولُ رَوْثٌ و إِنَّمَا كُسِرَ أَوَّلُهَ لِمُوافَقَةِ الْأَبْنِيَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَ لَا يَجُوزُ الْفَتْحُ لِفَقْدِ فَعْلِينِ بِالْفَتْحِ عَلَى أَنَّهَ قَالَ فِى الْمُحْكَمِ (سِرْجِينٌ) و (سَرْجِينٌ)
[سرح‏]
سَرَحَتِ: الإِبلُ (سَرْحاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و (سُرُوحاً) أَيْضاً رَعَتْ بِنَفْسِهَا و (سَرَحْتُها) يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعدَّى و (سرَّحْتُها) بالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ و تَكْثِيرٌ وَ مِنْهُ قِيلَ: (سَرَّحْتُ) الْمَرْأَةَ إِذَا طَلَّقْتَهَا و الاسْمُ (السَّرَاحُ) بِالْفَتْحِ و يُقَالُ لِلْمَالِ الرَّاعِى (سَرْحٌ) تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ. و (سرَّحْتُ) الشَّعْرَ (تَسْرِيحاً) و (السِّرْحَانُ) بِالْكَسْرِ الذِّئْبُ و الْأَسَدُ و الْجَمْعُ (سَرَاحِينُ) و يُقَالُ لِلْفَجْرِ الْكَاذِبِ (سِرْحَانٌ) عَلَى التَّشْبيهِ.
[سرد]
سَرَدْتُ: الْحَدِيثَ (سَرْداً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَتَيْتُ بِهِ عَلَى الْوِلَاءِ وَ قِيلَ لأَعْرَابِىٍّ: أَتَعْرِفُ الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ؟ فَقَالَ. ثَلَاثَةٌ (سَرْدٌ) و وَاحِدٌ فَرْدٌ و تَقَدَّمَ فِى (حرم) و الْمِسْرَدُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ: المِثْقَبُ وَ يُقَالُ: الْمِخْرَزُ.
[سردق‏]
و (السُّرَادِقُ) مَا يُدَارُ حَوْلَ الْخَيْمَةِ مِنْ شُقَقٍ بِلَا سَقْفٍ و (السُّرَادِقُ) أَيْضاً مَا يُمَدُّ عَلَى صِحْنِ الْبَيْتِ و قَالَ الْجَوْهَرِىُّ كُلُّ بَيْتٍ مِنْ كُرْسُفٍ (سُرَادِقٌ) و قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ (السُّرَادِقُ): الفُسْطَاطُ.
[سردب‏]
و (السِّرْدَابُ) الْمَكَانُ الضَّيّقُ يُدْخَلُ فِيهِ و الْجَمْعُ (سَرَادِيبُ).
[سرر]
السِّرُّ: ما يُكْتمُ و هُوَ خِلَافُ الْإِعْلَانِ و الْجَمْعُ (الْأَسْرَارُ) و (أَسْرَرْتُ) الْحَدِيثَ (إِسْرَاراً) أَخْفَيْتُهُ يَتَعَدَّىِ بِنَفْسِهِ. وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى «تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ»
 فَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ و التَّقْدِيرُ تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ أَخْبَارَ النَّبِىِّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ بِسَبَبِ الْمَوَدَّةِ الّتِى بَيْنَكُم وَ بَيْنَهُمْ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى «تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ» وَ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْمَوَدَّةُ مَفْعُولَهُ وَ الْبَاءُ زَائدَةً لِلتَّأْكِيدِ مِثْلُ أَخَذْتُ الْخِطَامَ وَ أَخَذْتُ بِهِ. و عَلَى هذَا فَيُقَالُ (أَسَرَّ) الْفَاتِحَةَ وَ بِالْفَاتِحَة. قَالَ الصَّغَانِىُّ (أَسْرَرْتُ) الْمَوَدَّةَ و بِالْمَوَدَّةِ و دُخُولُ الْبَاءِ حَمْلًا عَلَى نَقِيضِهِ و الشَّى‏ءُ يُحْمَلُ عَلَى النَّقِيضِ كَمَا يُحْمَلُ عَلَى النَّظِيرِ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها» و (أَسْرَرْتُهُ)
__________________________________________________
 (1) قوله- و المسرجة إلخ فيه تكرار و منافاة لما قبله و عبارة الزمخشرى فى الأساس (وَ وَضَعَ المِسْرَجَة على المسْرَجَةٍ: المكسورة التى فيها الفتيلة،، و المفتوحة التى توضع عليها- ا ه و فى الصحاح: المسْرَجة بوزن المتْرَبَةِ: التى فيها الفتيلة و الدُّهن- ا ه- و كأنه جعلها مكانا للسرّاج لا آلةً له.

273
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سرر ص 273

أَظْهَرْتُهُ فَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ و (أَسْرَرْتُهُ) نَسَبْتُهُ إِلَى (السِّرِّ).
و (سَرَّهُ) (يَسُرُّهُ) (سُرُوراً) بالضَّمِّ وَ الاسْمُ (السَّرُورُ) بِالْفَتْحِ إِذَا أَفْرَحَهُ و (الْمَسَرَّةُ) مِنْهُ و هُوَ مَا يُسَرُّ بِهِ الْإِنْسَانُ و الْجَمْعُ (الْمَسَارُّ) و (السَّرَّاءُ) الْخَيْرُ وَ الْفَضْلُ و (السُّرُّ) بِالضَّمِّ يُطْلَقُ بِمَعْنَى (السُّرُورِ) و (السُّرِّيَّةُ) فُعْلِيَّةٌ قِيلَ مَأْخُوذَةٌ مِنَ (السِّرِّ) بِالْكَسْرِ و هُوَ النِكَاحُ فالضَّمُّ عَلَى غَيْرِ قِياسٍ فرقاً بينَهَا و بينَ الحرّةِ إذَا نُكِحَتْ سِرًّا فإِنَّهُ يُقَالُ لَهَا (سِرِّيَّةٌ) بِالكسْرِ عَلَى القِياسِ وَ قِيلَ مِنَ (السُّرّ) بِالضَّمِّ بِمَعْنَى (السُّرُوِر) لأَنَّ مَالِكَهَا (يُسَرُّ) بِهَا فَهُوَ عَلَى الْقِيَاسِ.
و (سَرَّيْتُهُ) (سُرِّيَّةً) يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ إِلَى مَفْعُولَيْنِ (فَتَسَرَّاهَا) وَ الْأَصْلُ (سرَّرْتُهُ) (فَتَسَرَّرَ) بِالتَّضْعِيفِ لكِنْ أُبْدِلَ لِلتَّخْفِيفِ.
و (السَّرِيرُ) مَعْرُوفٌ و جَمْعُهُ (أَسِرَّةٌ) و (سُرُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ و فَتْحُ الثَّانِى لِلتَّخْفِيفِ لُغَةٌ و (اسْتَسَرَّ) الْقَمَرُ اسْتَتَرَ وَ خَفِىَ.
[سرط]
سَرِطْتُهُ: (أَسْرَطُهُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ (سَرَطاً) بَلِعْتُهُ و (اسْتَرَطْتُهُ) عَلَى افْتَعَلْتُ و (السِّرَاطُ) الطَّرِيقُ وَ يُبْدلُ مِنَ السِّينِ صَادٌ فَيُقَالُ صِرَاطٌ و (السَّرَطَانُ) مِنْ حَيَوَانَاتِ «1» الْبَحْرِ مَعْرُوفٌ و جَمْعُهُ بِالْأَلِفِ و التَّاءِ عَلَى لَفْظِهِ‏
[سرع‏]
أَسْرَعَ: فِى مَشْيِهِ وَ غْيرِهِ (إِسْرَاعاً) وَ الْأَصْلُ (أَسْرَعَ) مَشْيَهُ وَ فِى زَائِدةٌ و قِيلَ الْأَصْل (أَسْرَعَ) الْحَرَكَةَ فِى مَشْيِهِ و (أَسْرَعَ) إِلَيْهِ أَىْ (أَسْرَعَ) الْمُضِىَّ إِلَيْهِ و (السُّرْعَةُ) اسْمٌ مِنْهُ و (سَرُعَ) (سِرَعاً) فَهُوَ (سَرِيعٌ) وِزَانُ صَغُرَ صِغَراً فَهُوَ صَغِيرٌ و (سَرَعَانُ) النَّاسِ بِفَتْحِ السِّينِ و الرَّاءِ أَوَائِلُهُمْ يُقَالُ جِئْتُ فِى (سَرَعَانِهِمْ) أَىْ فِى أَوَائِلِهُمْ. و جَاءَ الْقَوْمُ (سِرَاعاً) أَىْ مُسْرِعِينَ و (سَارَعَ) إِلَى الشَّى‏ءِ بَادَر إِلَيْهِ.
[سرف‏]
أَسْرَفَ: (إِسْرَافاً) جَازَ الْقَصْدَ و (السَّرَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ مِنْهُ و سَرِفَ سَرَفاً مِنْ بَابِ تَعِبَ جَهِلَ أَوْ غَفَلَ فَهُوَ (سَرِفٌ) و طَلَبْتُهُمْ فسَرِفْتُهُمْ بِمَعْنَى أَخْطَأْتُ أَوْ جَهِلْتُ وَ سَرِفٌ مِثَالُ تَعِبٍ و جَهْلٍ «2» مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ التَّنْعِيمِ وَ بِهِ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مَيْمُونَةَ الْهِلَالِيَّةَ وَ بِهِ تُوُفِّيَتْ و دُفِنَتْ.
[سرق‏]
سَرَقَهُ: مَالًا (يَسْرِقُهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (سَرَقَ) مِنْهُ مَا لَا يَتَعَدَّى إلَى الْأَوَّلِ بِنَفْسِهِ وَ بِالْحَرْفِ عَلَى الزِّيَادةِ و الْمَصْدَرُ (سَرَقٌ) بِفَتْحَتَيْنِ وَ الاسْمُ (السَّرِقُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ و (السَّرِقَةُ) مِثْلُهُ و تُخَفَّفُ مِثْلُ كَلِمَةٍ و يُسَمَّى (الْمَسْرُوقُ) (سَرِقَةً) تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ و (سَرَقَ) السَّمْعَ مَجَازٌ و (اسْتَرَقَهُ) إِذَا سَمِعَهُ‏
__________________________________________________
 (1) الصواب من حيوان لأنه منقول من المصدر فيستوى فيه الواحد و الجمع.
 (2) لم يرد فى المعاجم سَرِف بزنة جَهْل- و لعله حكى فيه لغة تميم فهم يجيزون إسكان العين المكسورة فى الثلاثي.

274
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سرق ص 274

مُسْتَخْفِياً و (السَّرَقَةُ) شُقَّةُ حَرِيرٍ بَيْضَاءُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ كَأَنَّهَا كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ و الْجَمْعُ (سَرَقٌ) مِثْلُ قَصَبَةٍ وَ قَصَبٍ.
[سرل‏]
السَّرَاوِيلُ: أُنْثَى و بَعْضُ الْعَرَبِ يَظُنُّ أَنَّهَا جَمْعٌ لأَنَّهَا عَلَى وِزَانِ الْجَمْعِ و بَعْضُهُمْ يُذكِّرُ فَيَقُولُ هِىَ (السَّراوِيلُ) و هُوَ (السَّرَاوِيلُ) و فَرَقَ فِى الْمُجَرَّدِ «1» بَيْنَ صِيغَتَى التَّذْكِيرِ و التَّأْنِيثِ فَيُقَالُ هِىَ (السَّرَاوِيلُ) و هُوَ (السِّرْوالُ). و الْجُمْهُورُ أَنَّ (السَّرَاوِيلَ) أَعْجَمِيَّةٌ و قِيلَ عَرَبِيَّةٌ جَمْعُ (سِرْوَالَةٍ) تَقْدِيراً و الْجَمْعُ (سَراوِيلَاتٌ).
[سري‏]
سَرَيْتُ: اللَّيْلَ و (سَرَيْتُ) بِه (سَرْياً) وَ الاسْمُ (السِّرَايَةُ) إِذَا قَطَعْتَهُ بِالسَّيْرِ و (أَسْرَيْتُ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ حِجَازِيَّةٌ و يُسْتَعْمَلَانِ مُتَعَدِّيَيْنِ بِالْبَاءِ إِلَى مَفْعُولٍ فَيُقَالُ (سَرَيْتُ) بِزَيْدٍ وَ (أَسْرَيْتُ) بِهِ و (السُّرْيَةُ) بِضَمِّ السِّينِ وَ فَتْحِهَا. أَخَصُّ يُقَالُ: (سَرَيْنَا سُرْيَةً) مِنَ اللَّيْلِ و (سَرْيَةً) و الْجَمْعُ (السُّرَى) مِثْلُ مُدْيَةٍ و مُدًى. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَ يَكُونُ (السُّرَى) أَوَّلَ اللَّيْلِ و أَوْسَطَهُ و آخِرَهُ و قَدِ اسْتَعْمَلَتِ الْعَرَبُ (سَرَى) فِى الْمَعَانِى تَشْبِيهاً لَهَا بِالْأَجْسَامِ مَجَازاً وَ اتِّسَاعاً قَالَ اللّهُ تَعَالَى «وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ»
 و الْمَعْنَى إِذَا يَمْضِى و قَالَ الْبَغَوِىُّ: إِذَا سَارَ و ذَهَبَ و قَالَ جرِيرٌ:
         سَرَتِ الْهُمُومُ فَبِتْنَ غَيْرَ نِيَامٍ             و أَخُو الْهُمُومِ يَرُوُم كُلَّ مَرَامِ‏
و قَالَ الْفَارَابِىُّ (سَرَى) فِيهِ السُّمُّ و الْخَمْرُ و نَحْوُهُمَا. و قَالَ السَّرَقُسْطِىُّ (سَرَى) عِرْقُ السُّوءِ فِى الْإِنْسَانِ. و زَادَ ابْنُ الْقَطَّاعِ عَلَى ذلِكَ و (سَرَى) عَلَيْهِ الْهَمُّ أَتَاهُ لَيْلًا و (سَرَى) هَمُّهُ ذَهَبَ.
و إِسْنَادُ الْفِعْلِ إِلَى الْمَعَانِى كَثِيرٌ فِى كَلَامِهِمْ نَحْوُ طَافَ الْخَيَالُ و ذَهَبَ الْهَمُّ و أَخَذَهُ الْكَسَلُ و النَّشَاطُ و عَدَاكَ اللَّوْمُ و قَوْلُ الْفُقَهَاءِ (سَرَى) الْجُرْحُ إِلَى النَّفْسِ مَعْنَاهُ دَامَ أَلَمُهُ حَتَّى حَدَثَ مِنْهُ الْمَوْتُ و قَطَعَ كَفَّهُ (فَسَرَى) إِلَى سَاعِدِهِ أَىْ تَعَدَّى أَثَرَ الْجُرْحِ و (سَرَى) التَّحْرِيمُ و (سَرَى) الْعِتْقُ بِمَعْنَى التَّعْدِيَةِ و هَذِهِ الْأَلْفَاظُ جَارِيَةٌ عَلَى أَلْسِنَةِ الْفُقَهَاءِ وَ لَيْسَ لَهَا ذِكْرٌ فِى الْكُتُبِ الْمَشْهُورَةِ لكِنَّهَا مُوافِقَةٌ لِمَا تَقَدَّمَ.
و (السَّرِيَّةُ) قِطْعَةٌ مِنَ الْجَيْشِ فَعِيلةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ لأَنَّها تَسْرِى فِى خُفْيَةٍ و الْجَمْعُ (سَرَايَا) و (سَرِيَّاتٌ) مِثْلُ عَطِيَّةٍ و عَطَايَا و عَطِيَّاتٍ.
و (السَّرِيُّ) الجَدْوَلُ و هُوَ النَّهْرُ الصَّغِيرُ و الْجَمْعُ (سُرْيَانٌ) مِثْلُ رَغِيفٍ و رُغْفَانٍ و (السَّرِيُّ) الرَّئِيسُ و الْجَمْعُ (سَرَاةٌ) و هُوَ جَمْعٌ عَزِيزٌ لَا يَكَادُ يُوجَدُ لَهُ نَظِيرٌ لأَنَّهُ‏
__________________________________________________
 (1) أىْ فرق أبو الحسن بن الحسين الهنائى فى كتاب المجرَّد- و هو من مراجع الفيومى.

275
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سري ص 275

لَا يُجْمَعُ فَعِيلٌ عَلَى فَعَلَةٍ و جَمْعُ (السَّراةِ) (سَرَوَاتٌ) و (السَّرَاةُ) وِزَانُ الْحَصَاةِ جَبَلٌ أَوَّلُهُ قَرِيبٌ مِنْ عَرَفَاتٍ و يَمْتَدُّ إِلَى حَدِّ نَجْرَانِ الْيَمَنِ و (سَرِيُّ الْمَالِ) خِيَارُهُ و (سَرَاتُهُ) مِثْلُهُ و (سَرَاةُ الطَّرِيقِ) وَسَطُهُ و مُعْظَمُهُ و (السَّاريَةُ) السَّحَابَةُ تَأْتى لَيْلًا وَ هِىَ اسْمُ فَاعِلِ و (السارِيَةُ) الأُسْطُوَانَةُ و الْجَمْعُ (سَوَارٍ) مِثْلُ جَارِيَةٍ و جَوَارٍ.
[سطح‏]
سَطْحُ: الْبَيْتِ وَ غَيْرِهِ أَعْلَاهُ و الْجَمْعُ (سُطُوحٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (انْسَطَحَ) الرَّجُلُ امْتَدَّ عَلَى قَفَاهُ زَمَانَةً وَ لَمْ يَتَحَرَّكْ فَهُوَ (سَطِيحٌ) و (سَطَحْتُ) التَّمْرَ (سَطْحاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ بَسَطْتُهُ و (الْمَسْطَحُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ الْمَوْضِعُ الّذِى يُبْسَطُ فِيهِ التَّمْرُ و (المِسْطَحُ) بِالْكَسْرِ عَمُودُ الخِبَاءِ وَ بِهِ سُمِّىَ الرَّجُلُ. و (مِسْطَحٌ) الّذِى وَقَعَ مِنْهُ ما وقع اسْمُهُ عَوْفُ بنُ أُثَاثَةَ بن عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مناف و مِسْطَحٌ لَقَبٌ لَهُ ذَكَرَهُ الطُّرْطُوشِىُّ و (السَّطِيحَةُ) المَزَادَةُ و (سَطَّحْتُ) الْقَبْرَ (تَسْطِيحاً) جعلت أَعْلَاهُ كَالسَّطْحِ وَ أَصْلُ (السَّطْحِ) البَسْطُ.
[سطر]
 (سَطَرْتُ) الْكِتَابَ (سَطْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ كَتَبْتُهُ و (السَّطْرُ) الصَّفُّ مِنَ الشَّجَرِ وَ غَيْرِهِ و تُفْتَحُ الطَّاءُ فِى لُغَةِ بَنِى عِجْلٍ فَيُجْمَعُ عَلَى (أَسْطَارٍ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و يُسَكَّنُ فِى لُغَةِ الْجُمْهُورِ فَيُجْمَعُ عَلَى (أَسْطُرٍ) و (سُطُورٍ) مِثْلُ فَلْسٍ و أَفْلُسٍ و فُلُوسٍ. و (الْأَسَاطِيرُ) (الْأَبَاطِيلُ) وَاحِدُهَا (إِسْطَارَةٌ) بالكسر و (أُسْطُورَةٌ) بِالضَّمِّ و (سَطَّرَ) فُلَانٌ فُلَاناً بِالتَّثْقِيلِ جَاءَهُ (بِالْأَسَاطِيرِ) و (المُسَيْطِرُ): المتعهد.
[سطع‏]
سَطَعَ: الْغُبَارُ و الرَّائِحَةُ و الصُّبْحُ (يَسْطَعُ) بِفَتْحَتَيْنِ ارْتَفَعَ و (سَطَعْتُ) الشَّى‏ءَ لَمَسْتُهُ بِرَاحَةِ الْكَفِّ أَوْ بِالْيَدِ ضَرْباً.
[سطل‏]
السَّطْلُ: مَعْرُوفٌ وَ هُوَ مُعَرَّبٌ و الْجَمْعُ (أَسْطَالٌ) و (سُطُولٌ) و (السَّيْطَلُ) لُغَةٌ فِيهِ.
[سطو]
الأُسْطُوَانَةُ: بِضَمِّ الْهَمْزِةِ و الطَّاءِ السَّارِيَةُ و النُّونُ عِنْدَ الْخَلِيلِ أَصْلٌ فَوَزْنُها أُفْعُوَالَةٌ وَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ زَائِدَةٌ وَ الْوَاوُ أَصْلٌ فَوَزْنُهَا أُفْعَلَانَةٌ و الْجَمْعُ (أَسَاطِينُ) و (أُسْطُوَانَاتٌ) عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدَةِ. (سَطَا) عَلَيْهِ و (سَطَا) بِهِ (يَسْطُو) (سَطْواً) و (سَطْوَةً) قَهَرَهُ و أَذَلَّهُ و هُوَ الْبَطْشُ بِشِدَّةٍ و (سَطَا) الْمَاءُ كَثُر.
[سعتر]
السَّعْتَرُ: نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ و تُبْدَلُ السِّينُ صَاداً فِى لُغَةِ بِلْعَنْبَرِ فَيُقَالُ: (صَعْتَرٌ) و بَعْضُهُمْ يَقْتَصِرُ عَلَى الصَّادِ.
[سعد]
سَعِدَ: فُلَانٌ (يَسْعَدُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ فِى دِينٍ أَوْ دُنْيَا (سَعْداً) وَ بالْمَصْدِر سُمِّىَ و مِنْهُ (سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ) و الْفَاعِل‏

276
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سعد ص 276

 (سَعِيدٌ) و الْجَمْعُ (سُعَدَاءُ) و (السَّعَادَةُ) اسْمٌ مِنْهُ و يُعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فى لُغَةٍ فَيُقَالُ (سَعَدَهُ) اللّهُ (يَسْعَدُه) بِفَتْحَتَيْنِ فَهُوَ (مَسْعُودٌ) وَ قُرِئَ فِى السَّبْعَةِ «1» بِهذِهِ اللُّغَةِ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى «وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا»
 بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَ الْأَكْثَرُ أَنْ يَتَعَدَّى بِالْهَمزَةِ فَيُقَالُ (أَسْعَدَهُ) اللّهُ و (سُعِدَ) بِالضَّمِّ خِلَافُ شَقِى.
و (السَّاعِدُ) مِنَ الْإِنْسَانِ مَا بَيْنَ الْمَرْفَقِ و الْكَفِّ وَ هُوَ مُذَكَّرٌ سُمِّى (سَاعِداً) لأَنَّهُ (يُسَاعِدُ) الْكَفَّ فِى بَطْشِهَا وَ عَمَلِهَا و (السَّاعِدُ) هُوَ العَضُدُ و الْجَمْعُ (سَوَاعِدُ) و (سَاعَدَهُ) (مُسَاعَدَةً) بِمَعْنَى عَاوَنَهُ.
[سعر]
سَعَّرْتُ: الشَّى‏ءَ (تَسْعِيراً) جَعَلْتُ لَهُ (سِعْراً) مَعْلُوماً يَنْتَهِى إلَيْهِ و (أَسْعَرْتُهُ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و لَهُ (سِعْرٌ) إِذَا زَادَتْ قِيمَتُهُ وَ لَيْسَ لَهُ (سِعْرٌ) إِذَا أَفْرطَ رُخْصُهُ و الْجَمْعُ (أَسْعَارٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ. و (سَعَرْتُ) النَّارَ (سَعْراً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و (أَسْعَرْتُهَا) (إِسْعَاراً) أَوْقَدْتُها (فَاسْتَعَرَتْ)
[سعط]
السَّعُوطُ: مِثَالُ رَسُولٍ دَوَاءٌ يُصَبُّ فِى الْأَنْفِ و (السُّعُوطُ) مِثْلُ قُعُودٍ مَصْدَرٌ و (أَسْعَطْتُهُ) الدَّوَاءَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ و (اسْتَعَطَ) زَيْدٌ و (الْمُسْعُطُ) بِضَمِّ الْمِيمِ: الْوِعَاءُ يُجْعَلُ فِيهِ (السَّعُوطُ) وَ هُوَ مِنَ النَّوَادِرِ الَّتى جَاءَتْ بِالضَّمِّ وِ قيَاسُهَا الْكَسْرُ لأَنَّهُ اسمُ آلَةٍ و إِنَّمَا ضُمَّتِ الْمِيمُ لِيُوَافِقَ الْأَبْنِيَةِ الْغَالِبَةَ مِثْلُ فُعْللُ و لَوْ كُسِرَتْ أَدَّى إِلَى بِنَاءِ مَفْقُودٍ إِذْ لَيْسَ فِى الْكَلَامِ مِفْعُلٌ وَ لَا فِعْلُلُ بِكَسْرِ الْأَوَّلِ و ضَمِّ الثَّالِثِ.
[سعف‏]
السَّعَفُ: أَغْصَانُ النَّخْلِ مَا دَامَتْ بِالْخُوصِ فَإِنَ زَالَ الْخُوصُ عَنْها قِيل: جَرِيدٌ الوَاحِدةُ (سَعَفَةٌ) مِثْلُ قَصَبٍ و قَصَبَةٍ و (أَسْعَفْتُهُ) بِحَاجَتِه (إِسْعَافاً) قَضَيْتُهَا لَهُ وَ (أَسْعَفْتُهُ) أَعَنْتُهُ عَلَى أَمْرِهِ.
[سعل‏]
سَعَلَ: (يَسْعُلُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ (سُعْلَةً) بِالضَّمِّ و (السُّعَالُ) اسْمٌ مِنْهُ و (الْمَسْعَلُ) مِثَالُ جَعْفَرٍ مَوْضِعُ (السُّعَالِ) مِنَ الْحَلْقِ.
[سعي‏]
سَعَى: الرَّجُلُ عَلَى الصَّدَقَةِ (يَسْعَى) (سَعْياً) عَمِلَ فِى أَخْذِهَا مِنْ أَرْبَابِهَا و (سَعَى) فِى مَشْيِهِ هَرْوَلَ. و (سَعَى) إِلَى الصَّلَاةِ ذَهَبَ إِلَيْهَا عَلَى أَىِّ وَجْهٍ كَانَ و أَصْلُ (السَّعْيِ) التَّصَرُّفُ فِى كُلِّ عَمَلٍ وَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى «وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى‏» أَىْ إِلَّا مَا عَمِلَ و (سَعَى) عَلَى الْقَوْمِ وَلِىَ عَلَيْهِمْ و (سَعَى) بِهِ إِلَى الْوالِى وَشَى بِهِ و (سَعَى) الْمُكَاتَبُ فِى فَكِّ رَقَبَتِهِ (سِعَايَةً) و هُوَ اكْتِسَابُ الْمَالِ لِيَتَخَلَّصَ بِهِ و (اسْتَسْعَيْتُهُ)
__________________________________________________
 (1) قرأ بها ابن كثير و نافع و أبو عمرو و ابن عامر و عاصم فى رواية أبي بكر و قرأ بضم السين حمزة و الكسائى و حفص عن عاصم

277
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سعي ص 277

فِى قِيمَتهِ طَلَبْتُ مِنْهُ السَّعْىَ و الْفَاعِلُ (سَاعٍ) و إِذَا أُطْلِقَ (السَّاعِي) انْصَرَفَ إِلَى عَامِلِ الصَّدَقَةِ و الْجَمْعُ (سُعَاةٌ).
[سغب‏]
سَغِبَ: (سَغَباً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (سُغُوباً) جَاعَ فَهُوَ (سَاغِبٌ) و (سَغْبَانُ) و (الْمَسْغَبَةُ) الْمَجَاعَةُ وَ قِيلَ لَا يَكُونُ (السَّغَبُ) إِلَّا الْجُوعَ مَعَ التَّعَبِ وَ رُبَّمَا سُمِّىَ الْعَطَشُ (سَغَباً).
[سفتج‏]
السُّفْتَجَةُ: قِيل بِضَمِّ السِّينِ وَ قِيلَ بفَتْحِهَا. و أَمَّا التَّاءُ فَمَفْتُوحَةٌ فِيهِمَا فَارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ وَ فَسَّرَهَا بَعْضُهُمْ فَقَالَ: هِىَ كِتَابُ صَاحِبِ الْمَالِ لِوَكِيلِهِ أَنْ يَدْفَعَ مَالًا قَرْضاً يَأْمَنُ بِهِ مِنْ خَطَرِ الطَّرِيقِ «1» و الْجَمْعُ (السَّفَاتِجُ)
[سفح‏]
سَفَحَ: الرَّجُلُ الدَّمَ و الدَّمْعَ (سَفْحاً) مِنْ بَابِ نَفَع صَبَّهُ و رُبَّمَا اسْتُعْمِلَ لَازِماً فَقِيلَ (سَفَحَ) الْمَاءُ إِذَا انْصَبَّ فَهُوَ (مَسْفُوحٌ) وَ سَافِحٌ. و (سَافَحَ) الرَّجُلَ الْمَرْأَةَ (مُسَافَحَةً) و (سِفَاحاً) مِن بَابِ قَاتل و هو الْمُزَانَاةُ لأن الماء يُصَبُّ ضَائِعاً و فى النِّكَاحِ غُنْيَةٌ عَنِ السِّفاح و (سَفْحُ) الْجَبَلِ مِثْلُ وَجْههِ وَزْناً و مَعْنىً.
[سفد]
سَفِدَ: الطَّائِرُ و غَيْرُهُ أُنْثَاهُ (يَسْفَدُهَا) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (تَسَافَدَتِ) السِّبَاعُ و الْمَصْدَرُ (السِّفَادُ). و (السَّفُّودُ) مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (السَّفَافِيدُ)
[سفر]
سَفَرَ: الرَّجُلُ (سَفْراً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ (سَافِرٌ) و الْجَمْعُ (سَفْرٌ) مِثْلُ رَاكِبٍ و رَكْبٍ و صَاحِبٍ و صَحْبٍ و هُوَ مَصْدَرٌ فِى الْأَصْلِ وَ الاسْمُ (السَّفَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ و هُوَ قَطْعُ الْمَسَافَةِ يُقَالُ ذلِكَ إِذَا خَرَجَ لِلِارْتِحَالِ أَوْ لِقَصْدِ مَوْضِعٍ فَوْقَ مَسَافَةِ العَدْوَى لأَنَّ الْعَرَبَ لَا يُسَمُّونَ مَسَافَةَ العَدْوى سَفَراً. و قَالَ بَعْضُ المُصَنِّفِينَ أَقَلُّ السَّفَرِ يَوْمٌ كَأَنَّهُ أُخِذَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى «رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا» فَإِنَّ فِى التَّفْسِيرِ كَانَ أَصْلُ أَسْفَارِهِمْ يَوْماً يَقِيلُونَ فِى مَوْضِعٍ و يَبِيتُونَ فِى موضِعٍ وَ لَا يَتَزَوَّدُونَ لِهذَا لكِنِ اسْتِعْمالُ الْفِعْلِ و اسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ مَهْجُورٌ و جَمْعُ الاسْمِ (أَسْفَارٌ) و قَوْمٌ (سَافِرَةٌ) و (سُفَّارٌ) وَ (سَافَرَ) (مُسَافَرَةً) كَذلِكَ و كَانَتْ (سَفْرَتُهُ) قَرِيبَةً و قِيَاسُ جَمْعِهَا (سَفَرَاتٌ) مِثْلُ سَجْدةٍ و سَجَدَاتٍ و (سَفَرَتِ) الشَّمْسُ (سَفْراً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ طَلَعَتْ و (سَفَرْتُ) بَيْنَ الْقَوْمِ (أَسْفِرُ) أَيْضاً (سِفَارَةً) بالْكَسْرِ أَصْلَحْتُ فَأَنَا (سَافِرٌ) و (سَفِيرٌ) و قِيلَ لِلْوَكِيلِ و نَحْوِهِ (سَفِيرٌ) و الجَمْعُ (سُفَرَاءُ) مِثْلُ شَرِيفٍ وَ شُرَفَاءَ و كأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ (سَفَرْتُ) الشَّى‏ءَ (سَفْراً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: السُّفْتَجَةُ كَقُرْطَقَةٍ أَنْ يُعْطِىَ مَالًا لآخَرَ و لِلْآخَرِ مَالٌ فى بَلَد الْمُعطى فَيُوَفّيهِ إيَّاهُ ثَمَّ فَيَسْتفِيدُ أَمْنَ الطَّرِيقِ و فِعْلُهُ السَّفْتَجة بالفتح- ا ه و هذا أوضح ممّا ذكره الفيومى.

278
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سفر ص 278

كَشَفْتَهُ و أَوْضَحتَهُ لأَنَّهُ يُوضِحُ مَا يَنُوبُ فِيهِ و يَكْشِفُهُ وَ (سَفَرَتِ) الْمَرْأَةُ (سُفُوراً) كَشَفَتْ وَجْهَهَا فَهِىَ (سَافِرٌ) بِغَيْرِ هَاءٍ و (أَسْفَرَ) الصُّبْحُ (إِسْفَاراً) أَضَاءَ و (أَسْفَرَ) الْوَجْهُ مِنْ ذلِكَ إِذَا عَلَاهُ جَمَالٌ و (أَسْفَرَ) الرَّجُلُ بِالصَّلَاةِ صَلَّاهَا فِى (الإِسْفَارِ) و (السُّفْرَةُ) طَعَامٌ يُصْنَعُ لِلْمُسَافِرِ وَ الْجَمْعُ (سُفَرٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و سُمِّيَتِ الْجِلْدَةُ الَّتى يُوعَى فِيهَا الطَّعامُ (سُفْرةً) مَجَازاً.
[سفط]
السَّفَطُ: مَا يُخَبَّأُ فِيهِ الطّيِبُ و نَحْوه و الْجَمْعُ (أَسْفَاطٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ.
[سفع‏]
السُّفْعَةُ: وِزَانُ غُرْفَةٍ سَوَادٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ و (سَفِعَ) الشَّى‏ءُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا كَانَ لَوْنُهُ كَذلِكَ فالذَّكَرُ (أَسْفَعُ) و الْأُنْثَى سَفْعَاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ. و سُمِّىَ بِاسْمِ الفَاعِلِ مُصَغَّراً و مِنْهُ (الْأُسَيْفِعُ) فِى حَدِيثِ عُمَرَ.
[سفف‏]
سَفِفْتُ: الدَّوَاءَ وَ غَيْرَهُ مِنْ كُلِّ شَى‏ءٍ يَابِسٍ (أَسَفُّهُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ (سَفّاً) وَ هُوَ أَكْلُهُ غَيْرَ مَلْتُوتٍ. و هُوَ (سَفُوفٌ) مِثْلُ رَسُولٍ و (اسْتَففْتُ) الدَّوَاءَ مِثْلُ (سَفِفْتُهُ)
[سفق‏]
سَفَقْتُ: الْبَابَ (سَفْقاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَغْلَقْتُهُ و (أَسْفَقْتُهُ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و (سَفَقْتُ) وَجْهَهُ لَطَمْتُه و (سَفُقَ) الثَّوْبُ بِالضَّمِّ (سَفَاقَةً) فَهُوَ (سَفِيقٌ) ضِدُّ سَخُفَ‏
[سفك‏]
سَفَكْتُ: الدَّمَ و الدَّمْعَ (سَفْكاً) مِنْ باب ضرب و فى لغة من باب قتل أرقتُهُ و الْفَاعِلُ (سَافِكٌ) و (سَفَّاكٌ) مُبَالَغَةٌ
[سفل‏]
سَفَلَ: (سُفُولًا) مِنْ بَابِ قَعَدَ و (سَفُلَ) مِن بَابِ قَرُبَ لُغَةٌ صَارَ (أَسْفَلَ) مِنْ غَيْرِهِ فَهُوَ (سَافِلٌ) و (سَفَلَ) فى خُلُقِهِ و عَمَلِهِ (سَفْلًا) مِنْ بَابِ قَتَلَ و (سَفَالًا) و الاسْمُ (السُّفْلُ) بالضَّمِّ و (تَسَفَّلَ) خِلَافُ جَادَ وَ مِنْهُ قِيلَ لِلْأَراذِلِ (سَفِلَةٌ) بِكَسْرِ الْفَاءِ و فُلَانٌ مِنَ (السَّفِلَةِ) و يُقَالُ أَصْلُهُ (سَفِلَةُ) الْبَهِيمَةِ وَ هِىَ قَوَائِمُهَا و يَجُوزُ التَّخْفِيف فَيُقَالُ (سِفْلَةٌ) مِثْلُ كَلِمَةٍ و كِلْمَةٍ و (السُّفْلُ) خِلَافٌ الْعُلْوِ بِالضَّمِّ وَ الْكَسْرُ لُغَةٌ و ابْنُ قُتَيْبَةَ يَمْنَعُ الضَّمَّ و (الْأَسْفَلُ) خِلَافُ الْأَعْلَى‏
[سفن‏]
السَّفِينَة: مَعْرُوفَةٌ و الْجَمْعُ (سَفِينٌ) بِحَذْفِ الْهَاءِ و (سَفَائِنُ) و يُجْمَعُ (السَّفِينُ) عَلَى (سُفُنٍ) بِضَمَّتَيْنِ و جَمْعُ (السَّفِينَةِ) عَلَى (سَفِينٍ) شَاذٌّ لِأَنَّ الْجَمْعَ الَّذِى بَيْنَهُ و بَيْنَ واحِدِهِ الْهَاءُ بَابُهُ الْمَخْلُوقَاتُ. مِثْلُ تَمْرةٍ و تَمْرٍ و نَخْلَةٍ و نَخْلٍ. وَ أَمَّا فِى الْمَصْنُوعَاتِ مِثْلُ (سَفِينَةٍ) و (سَفِينٍ) فَمَسْمُوعٌ فِى أَلْفَاظٍ قَلِيلَةٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: (السَّفِينُ) لُغَةٌ فِى الْوَاحِدةِ. وَ هِىَ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ لأَنَّهَا (تَسْفِنُ) الْمَاءَ أَىْ تَقْشِرُه و صَاحِبُهَا (سَفَّانٌ).
[سفه‏]
سَفِهَ: (سَفَهاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (سَفُهَ)

279
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سفه ص 279

بِالضَّمِّ (سَفَاهَةً) فَهُوَ (سَفِيهٌ) و الأُنْثَى (سَفِيهَةٌ) و الْجَمْعُ (سُفَهَاءُ) و (السَّفَهُ) نَقْصٌ فِى الْعَقْلِ وَ أَصْلُهُ الْخِفَّةُ و (سَفِهَ) الْحَقَّ جَهِلَهُ و (سَفَّهْتُهُ) (تَسْفِيهاً) نَسَبْتُهُ إلَى (السَّفَهِ) أَوْ قُلْتُ لَهُ إِنَّهُ (سَفِيهٌ)
[سقب‏]
سَقِبَ: (سَقَباً) مِنْ بَابِ تَعِبَ قَرُبَ فَهُوَ (سَاقِبٌ) و (سَقِيبٌ) و (الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ).
أَىْ بِقُرْبِهِ و الْبَاءُ فى بِسَقَبِهِ مِنْ صِلَةِ (أَحَقُّ) وَ فُسِّرَ بِالشُّفْعَةِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: وَ ذَكَرَ نَاسٌ: أَنَّ (السَّاقِبَ) يَكُونُ لِلْقَرِيبِ وَ الْبَعِيدِ.
[سقط]
سَقَطَ: (سُقُوطاً) وَقَعَ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَلَ وَ يَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ (أَسْقَطْتُهُ) و (السَّقْطُ) بِفَتْحَتَيْنِ رَدِى‏ءُ الْمَتَاعِ و الْخَطَأُ مِنَ الْقَوْلِ و الْفِعْلِ. و (السِّقَاطُ) بِالْكَسْرِ جَمْعُ (سَقْطَةٍ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ. و (السِّقْطُ) الْوَلَدُ ذَكَراً كَانَ أَوْ أُنْثَى يَسْقُطُ قَبْلَ تَمَامِهِ وَ هُوَ مُسْتَبِينُ الْخَلْقِ يُقَالَ:
 (سَقَطَ) الْوَلَدُ مِنْ بِطْنِ أُمِّهِ (سُقُوطاً) فَهُوَ (سِقْطٌ) بِالْكَسْرِ و التَّثْلِيثُ لُغَةٌ. وَ لَا يُقَالُ وَقَعَ و (أَسْقَطَتِ) الْحَامِلُ بِالْأَلِفِ أَلْقَتْ (سِقْطاً) قَالَ بَعَضُهُمْ و أَمَاتَتِ الْعَرَبُ ذِكْرَ الْمَفْعُول فَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ (أَسْقَطَتْ) (سِقْطاً) وَ لَا يُقَالُ (أُسْقِطَ) الْوَلَدُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ و (سُقِطُ) النَّارِ مَا يَسْقُطُ مِنْ الزَّنْدِ.
و (سُقْطُ) الرِّمْلِ حَيْثُ يَنْتَهِى إِلَيْهِ الطَّرْفُ بِالْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ فِيهِمَا.
و قَوْلُ الْفُقَهَاءِ (سَقَطَ) الْفَرْضُ مَعْنَاهُ سَقَطَ طَلَبُهُ و الْأَمْرُ بِهِ. وَ (لِكُلِّ سَاقِطَةٍ لَاقِطَةٌ) «1» أَىْ لِكُلِّ نَادَّةٍ مِنَ الْكَلَامِ مَنْ يَحْمِلُهَا و يُذِيعُهَا.
و الْهَاءُ فِى لَا قِطَةٍ إِمَّا مُبَالَغَةٌ و إِمَّا لِلِازْدِوَاجِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَتِ (السَّاقِطَةُ) فِى كَلِّ مَا يَسْقُطُ مِنْ صَاحِبِه ضَيَاعاً.
[سقف‏]
السَّقْفُ: مَعْرُوفٌ و جَمْعُهُ (سُقُوفٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ، و (سُقُفٌ) بِضَمَّتَيْنِ أَيْضاً و هَذَا فَعْلٌ جُمِعَ عَلَى فُعُلٍ وَ هُوَ نَادِرٌ. و قَالَ الفَرَّاءُ: (سُقُفٌ) جَمْعُ (سَقِيفٍ) مِثْلُ بَرِيدٍ و بُرُدٍ. و (سَقَفْتُ الْبَيْتَ) (سَقْفاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ عَمِلْتُ لهُ (سَقْفاً) و (أَسْقَفْتُهُ) بِالْأَلِفِ كَذلِكَ و (سَقَّفْتُهُ) بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ. و (السَّقِيفَةُ) الصُّفَّةُ وَ كُلُّ مَا سُقِّفَ مِنْ جَنَاحٍ وَ غَيْرِهِ و (سَقِيفَةُ بنى سَاعِدَةَ) كَانَتْ ظُلَّةً و قِيلَ صُفَّةً و الْجَمْعُ (سَقَائِفُ) و (الْأُسْقُفُّ) لِلنَّصَارى رَئِيسٌ مِنْهُمْ بِالتَّثْقِيلِ و التَّخْفِيفِ و الْجَمْعُ (أَسَاقِفَةٌ)
[سقم‏]
سَقِمَ: (سَقَماً) مِنْ بَابِ تَعِبَ طَالَ مَرَضُهُ و (سَقُمَ) (سُقْماً) مِنْ بَابِ قَرُبَ فَهُوَ (سَقِيمٌ) و جَمْعُهُ (سِقَامٌ) مِثْلُ كَرِيمٍ و كَرَامٍ و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ و التَّضْعِيفِ و (السَّقَامُ) بِالْفَتْحِ اسْمٌ مِنْهُ.
__________________________________________________
 (1) المثل رقم 3340- من مجمع الأمثال للميداني.

280
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سقم ص 280

و (السَّقَمُونِيَاءُ) بِفَتْحِ السِّينِ و الْقَافِ و الْمَدِّ مَعْرُوفَةٌ قِيلَ يُونَانِيَّةٌ و قِيلَ سُرْيَانِيَّةٌ
[سقي‏]
سَقَيْتُ: الزَّرْعَ (سَقْياً) فَأَنا (سَاقٍ) و هُوَ (مَسْقِىُّ) عَلَى مَفْعُولٍ وَ يُقَالُ لِلْقَنَاةِ الصَّغِيرَةِ (سَاقِيَةٌ) لأَنَّهَا (تَسْقِى) الْأَرْضَ. و (أَسْقَيْتُهُ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و (سَقَانَا) اللّهُ الْغَيْثَ و (أَسْقَانَا) و مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ (سَقَيْتُهُ) إِذَا كَانَ بِيَدِكَ و (أَسْقَيْتُهُ) بالْأَلِفِ إِذَا جَعَلْتَ لَهُ (سِقْياً) و (سَقَيْتُهُ) و أَسْقَيْتُهُ دَعَوْتُ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ (سَقْياً لَكَ) وَ فِى الدُّعَاءِ (سُقْيَا رَحْمَةٍ وَ لَا سُقْيَا عَذَابٍ) عَلَى فُعْلَى بِالضَّمِّ أَىِ اسْقِنَا غَيْثاً فِيهِ نَفْعٌ بِلَا ضَرَرٍ و لَا تَخْرِيبٍ. و (السِّقَايَةُ) بِالْكَسْرِ الْمَوْضِعُ يُتَّخَذُ لِسَقْىِ النَّاسِ و (السِّقَاءُ) يَكُونُ لِلْمَاءِ و اللَّبَنِ. وَ (الِاسْتِسْقَاءُ) طَلَبُ السَّقْىِ مِثْلُ (الِاسْتِمْطَارِ) لِطَلَبِ الْمَطَرِ.
و (اسْتَسْقَى) الْبَطْنُ لَازِماً. و (السِّقْىُ) مَاءٌ أَصْفَرُ يَقَعُ فِيهِ وَ لَا يَكَادُ يَبْرَأُ.
[سكب‏]
سَكَبَ: الْمَاءُ (سَكْباً) و (سُكُوباً) انْصَبَّ و (سَكَبَهُ) غَيْرُهُ يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى و (السِّكْبَاجُ) طَعَامٌ مَعْرُوفٌ مُعَرَّبٌ و هُوَ بِكَسْرِ السِّينٍ، وَ لَا يَجُوزَ الْفَتْحُ لِفَقْدِ فَعْلَالٍ فِى غَيْرِ الْمُضَاعَفِ.
[سكت‏]
سَكَتَ: (سَكْتاً) و (سُكُوتاً) صَمَتَ و يَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ و التَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (أَسْكَتَهُ) و (سَكَّتَهُ) و اسْتِعْمَالُ الْمَهْمُوزِ لَازِماً لُغَةٌ. و بَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ بِمَعْنَى أَطْرَقَ و انْقَطَعَ. و (السَّكْتَةُ) بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ و (سَكَتَ) الْغَضَبُ و (أَسْكَتَ) بِالْأَلِفِ أَيْضاً بِمَعْنَى سَكَنَ و (السُّكْتَةُ) وِزَانُ غُرْفَةٍ مَا يُسْكَتُ بِهِ الصَّبِىُّ. و (السُّكَاتُ) وِزَانُ غُرَابٍ مُدَاوَمَةُ السُّكُوتِ وَ يُقَالُ لِلْإِفْحَام (سُكَاتٌ) عَلَى التَّشْبِيهِ وَ رَجُلٌ (سِكِّيتٌ) بِالْكَسْرِ و التَّثْقِيلِ كَثِيرُ السُّكُوتِ صَبْراً عَنِ الْكَلَامِ.
و (السُّكَيْتُ) مُصَغَّرٌ و التَّخْفِيفُ أَكْثَرُ مِنَ التَّثْقِيلِ: الْعَاشِرُ مِنْ خَيْلِ السِّبَاقِ و هُوَ آخِرُهَا. و يُقَالُ لَهُ (الفِسْكِلُ) أَيْضاً
[سكر]
سَكَرْتُ: النَّهْرَ (سَكْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ سَدَدْتُهُ و (السِّكْرُ) بِالْكَسْرِ مَا يُسَدُّ بِهِ و (السُّكَّرُ) مَعْرُوفٌ قَالَ بَعْضُهُم وَ أَوّلُ ما عُمِلَ بِطَبَرْزَذ و لِهذَا يُقَالُ سُكَّرٌ طَبْرزَذِىُّ و (السُّكَّرُ) أَيْضاً نَوْعٌ مِنَ الرُّطَبِ شَدِيدُ الْحَلَاوَةِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِى كِتَابِ النَّخْلَةِ نَخْلُ السُّكَّرِ الْوَاحِدَةُ (سُكَّرةٌ) و قَالَ الْأَزْهَرِىُّ فِى بابِ الْعَيْنِ: العَمْرُ (نَخْلُ السُّكَّرِ) وَ هُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ و (السَّكَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ يُقَالُ هُوَ عَصِيرُ الرُّطَبِ إِذَا اشْتَدَّ و (سَكِرَ) (سَكَراً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و كَسْرُ السِّينِ فِى المَصْدَرِ لُغَةٌ فَيَبْقَى مِثْلُ عِنَبٍ فَهُوَ (سَكْرَانُ) و كَذلِكَ فِى أَمْثَالِهَا و امْرَأَةٌ (سَكْرَى) و الْجَمْعُ (سُكَارَى) بِضَم‏

281
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سكر ص 281

السِّينِ و فَتْحِهَا لُغَةٌ و فى لُغَةِ بَنِى أَسَدٍ يُقَالُ فِى الْمَرْأَةِ (سَكْرَانَةٌ) و (السُّكْرُ) اسْمٌ مِنْهُ و (أَسْكَرَهُ) الشَّرَابُ أَزَالَ عَقْلَهُ و
يُرْوَى (مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ).
و نُقِلَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهَ أَعَادَ الضَّمِير عَلَى (كَثِيرُهُ) فَيَبْقَى الْمَعْنَى عَلَى قَوْلِهِ فَقَلِيلُ الْكَثِيرِ حَرَامٌ حَتَّى لَوْ شَرِبَ قَدَحَيْنِ مِنَ النَّبِيذِ مَثَلًا و لَمْ يَسْكَرْ بِهِمَا و كَانَ يَسْكَرُ بِالثَّالِثِ فَالثَّالِثُ كَثِيرٌ فَقَلِيلُ الثَّالِثِ وَ هُوَ الْكَثِيرُ حَرَامٌ دُونَ الْأَوَّلَيْنِ. و هذَا كَلَامٌ مُنْحَرِفٌ عَنِ اللِّسَانِ الْعَرَبِىِّ لِأَنَّهُ إِخْبَارٌ عَنِ الصِّلَةِ دُونَ الْمَوْصُولِ وَ هُوَ مَمْنُوعٌ بِاتِّفَاقِ النُّحَاةِ و قَدِ اتَّفَقُوا عَلَى إِعَادَةِ الضَّمِيرِ مِنَ الْجُمْلَةِ عَلَى الْمُبْتَدَإِ لِيُرْبَطَ بِهِ الْخَبَرُ فَيَصِيرُ الْمَعْنَى: الَّذِى يُسْكِرُ كَثِيرُهُ فَقلِيلُ ذَلِكَ الّذِى يُسْكِرُ كَثِيرُهُ حَرَامٌ. و قَدْ صَرَّحَ بِهِ‏
فِى الْحَدِيث:
فَقَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَ مَا أَسْكَرَ الفَرَقُ مِنْهُ فَمِلْ‏ءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ).
وَ لِأَنّ الْفَاءَ جَوَابٌ لِمَا فِى الْمُبْتَدَإِ مِنْ مَعْنَى الشَّرْطِ.
و التَّقْدِيرُ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَى‏ءٍ يُسْكِرُ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُ ذلِكَ الشَّى‏ءِ حَرَامٌ. و نَظِيرهُ الَّذِى يَقُومُ غُلَامُهُ فَلَهُ دِرْهَمٌ. و الْمَعْنَى فَلِذلِكَ الَّذِى يَقُومُ غُلَامُهُ. وَ لَوْ أُعِيدَ الضَّمِيرُ عَلَى الْغُلَامِ بَقِىَ التَّقْدِيرُ الَّذِى يَقُومُ غُلَامُهُ فَلِلْغُلَامِ دِرْهَمٌ فَيَكُونُ إِخْبَاراً عَنِ الصَّلَةِ دُونَ الْمَوْصُولِ فَيبقَى الْمُبْتَدَأُ بِلَا رَابِطٍ فَتَأَمَّلْهُ. و فِيهِ فَسَادٌ مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى أَيْضاً لأَنَّهُ إِذَا أُرِيدَ فَقَلِيلُ الْكَثِيرِ حَرَامٌ يَبْقَى مَفْهُومُهُ فَقَلِيلُ الْقَلِيلِ غَيْرُ حَرَامٍ فَيُؤَدِّى إِلَى إِبَاحَةِ مَا لَا يُسْكِرُ مِنَ الْخَمْرِ و هُوَ مُخَالِفٌ لِلْإِجْمَاعِ.
[سكف‏]
الْإِسْكَافُ: الْخَرَّازُ و الْجَمْعُ (أَسَاكِفَةٌ) و يُقَالُ هُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ: كُلُّ صَانِعٍ. و عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِىِّ (أَسْكَفَ) الرَّجُلُ (إِسْكَافاً) مِثْلُ أَكْرَمَ إِكْرَاماً إِذَا صَارَ (إِسْكَافاً) و (أُسْكُفَّةُ) الْبَابِ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ عَتَبَتُهُ الْعُلْيَا وَ قَدْ تُسْتَعْمَلُ فِى السُّفْلَى. وَ اقْتَصَر فِى التَّهْذِيبِ و مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ عَلَيْهَا فَقَالَ (الْأُسْكُفَّةُ) عَتَبَةُ الْبَابِ الَّتِى يُوطَأُ عَلَيْهَا و الْجَمْعُ (أُسْكُفَّاتٌ).
[سكك‏]
السِّكَّةُ: الزُّقَاقُ و (السِّكَّةُ) الطَّرِيقُ الْمُصْطَفَّةُ مِنَ النَّخْلِ و (السِّكَّةُ) حَدِيدَةٌ مَنْقُوشَةٌ تُطْبَعُ بِهَا الدَّرَاهِمُ و الدَّنَانِيرُ و الْجَمْعُ (سِكَكٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (السُّكُّ) بِالضَّمِّ نَوْعٌ مِنَ الطِّيبِ و (السَّكَكُ) مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ و هُوَ صِغَرُ الْأُذُنَيْنِ و أُذُنٌ (سَكَّاءُ) و (اسْتَكَّتْ) مَسَامِعُهُ بِمَعْنَى صَمَّتْ.
[سكن‏]
السِّكِّينُ: مَعْرُوفٌ سُمِّىَ بِذَلِكَ لأَنَّهُ (يُسَكِّنُ) حَرَكَةَ الْمَذْبُوحِ و حَكَى ابْنُ الْأَنْبارِىِّ فِيهِ التَّذْكِيرَ و التَّأْنِيثَ و قَالَ السِّجِسْتَانِىُّ: سَأَلْتُ أَبَا زَيْدٍ الْأَنْصَارىَّ و الْأَصْمَعِىَّ و غَيْرَهُمَا

282
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سكن ص 282

مِمَّنْ أَدْرَكْنَا فَقَالُوا: هُوَ مُذَكَّرٌ وَ أَنْكَرُوا التَّأْنِيثَ وَ رُبَّمَا أُنِّثَ فِى الشِّعْرِ عَلَى مَعْنَى الشَّفْرَةِ و أَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:
         بِسِكِّينٍ مُوَثَّقَةِ النِّصَابِ «1»
و لِهذا قَالَ الزَّجَّاجُ (السِّكِّينُ) مُذَكّرٌ وَ رُبَّمَا أُنِّثَ بِالْهَاءِ لكِنَّهُ شَاذٌّ غَيرُ مُختَارٍ. و نَونُهُ أَصْلِيَّةٌ فَوَزْنُهُ فِعِيلٌ مِنَ التَّسْكِينِ. و قَيلَ النُّونُ زَائِدَةٌ فَهُوَ فِعْلِينٌ مِثْلُ غِسْلِينٍ فَيَكُونُ مِنَ المُضَاعَفِ.
و (سَكَنْتُ) الدَّارَ وَ فِى الدَّارِ (سَكَناً) مِنْ بَابِ طَلَبَ وَ الاسْمُ (السُّكْنَى) فَأَنَا (سَاكِنٌ) و الْجَمْعُ (سُكَّانٌ) وَ يَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ (أَسْكَنْتُهُ) الدَّارَ.
و (الْمَسْكَنُ) بِفَتْحِ الْكَافِ و كَسْرِهَا الْبَيْتُ. و الْجَمْعُ (مَسَاكِنُ) و (السَّكَنُ) مَا يُسْكَنُ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ غَيْرِ ذلِكَ وَ هُوَ مَصْدَرُ (سَكَنْتُ) إِلَى الشَّى‏ءِ مِنْ بَابِ طَلَبَ أَيْضاً. و (السَّكِينَةُ) بِالتَّخْفِيفِ الْمَهَابَةُ و الرَّزَانَةُ و الْوَقَارُ. و حَكَى فِى النَّوَادِرِ تَشْدِيدَ الْكَافِ قَالَ وَ لَا يُعْرَفُ فِى كَلَامِ الْعَرَب فَعِّيلَةٌ مُثَقَّلُ الْعَيْنِ إِلَّا هَذَا الْحَرْفُ شَاذّاً و (سَكَنَ) الْمُتَحَرِّكُ (سُكُوناً) ذَهَبَتْ حَرَكَتُهُ و يَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (سَكَّنْتُهُ).
و (الْمِسْكِينُ) مَأْخُوذٌ مِنْ هذَا لِسُكُونِهِ إِلَى النَّاسِ وَ هُوَ بِفَتْحِ الْمِيمِ فِى لُغَةِ بَنِى أَسَدٍ و بِكَسْرِهَا عِنْدَ غَيْرِهِم قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ (الْمِسْكِينُ) الّذِى لَا شَيْ‏ءَ لَهُ و (الْفَقِيرُ) الّذِى له بُلْغَةٌ مِنَ الْعَيْشِ، و كَذلِكَ قَالَ يُونُسُ و جَعَلَ (الْفَقِيرَ) أَحْسَنَ حَالًا مِنَ (الْمِسْكِينِ) قَالَ: و سَأَلْتُ أَعْرَابِيًّا أَ فَقِيرٌ أَنْتَ فَقَالَ: لَا وَ اللّهِ بَلْ (مِسْكِينٌ). وَ قَالَ الْأَصْمَعِىُّ: (الْمِسْكِينُ) أَحْسَنُ حَالًا مِنَ (الْفَقِيرِ) وَ هُوَ الْوَجْهُ لِأَنَّ اللّهَ تَعَالَى قَالَ «أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ»
 و كَانتْ تُسَاوِى جُمْلَةً. و قَالَ فِى حَقِّ الْفُقَرَاءِ «لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ» وَ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِىِّ (الْمِسْكِينُ) هُوَ الْفَقِيرُ وَ هُوَ الَّذِى لَا شَىْ‏ءَ لَهُ فجَعَلَهُمَا سَوَاءً.
وَ (الْمِسْكِينُ) أَيْضاً الذَّلِيلُ الْمَقْهُورُ و إِنْ كَانَ غَنِيّاً قَالَ تَعَالَى «ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْكَنَةُ»
 و الْمَرْأَةُ (مِسْكِينَةٌ) و الْقِيَاسُ حَذْفُ الْهَاءِ لأَنَّ بِنَاءَ مِفْعِيلٍ و مِفْعَالٍ فِى الْمُؤَنَّثِ لَا تَلْحَقُهُ الْهَاءُ نَحْو امْرَأَةٍ مِعْطِيرٍ و مِكْسَالٍ لكِنَّهَا حُمِلَتْ عَلَى فَقِيرةٍ فَدَخَلَتِ الْهَاءُ. و (اسْتَكَنَ) إِذَا خَضَعَ وَ ذَلَّ و تُزَادُ الْأَلِفُ فَيُقَالُ (اسْتَكَانَ) قَالَ ابْنُ القَطَّاعِ وَ هُوَ كَثِيرٌ فِى كَلَامِ الْعَرَبِ قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنَ السُّكُونِ و عَلَى هذَا
__________________________________________________
 (1) هذا عجز بيت و صدره كما فى اللسان (سكن)
         فَعَيَّثَ فى السَّنام غَدَاةَ قُرٌ.

283
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سكن ص 282

فَوَزْنُهُ افْتَعَلَ و قِيلَ مِنَ الْكِيْنَةِ وَ هِىَ الْحَالَةُ السَّيِئَةُ وَ عَلَى هذَا فَوَزْنُهُ اسْتَفْعَلَ.
[سلب‏]
سَلَبْتُهُ: ثَوْبَهُ (سَلْباً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَخَذْتُ الثَّوْبَ مِنْهُ فَهُوَ (سَلِيبٌ) و (مَسْلُوبٌ) و (اسْتَلَبْتُهُ) وَ كَانَ الْأَصْلُ (سَلَبْتُ) ثَوْبَ زَيْدٍ لكِنْ أُسْنِدَ الْفِعْلُ إِلَى زَيْدٍ و أُخِّرَ الثَّوْبُ و نُصِبَ عَلَى التَّمْيِيزِ و يَجُوزُ حَذْفُهُ لِفَهْمِ الْمَعْنَى و (السَّلَبُ) مَا يُسْلَبُ و الْجَمْعُ (أَسْلَابٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ. قَالَ فِى الْبَارِعِ و كُلُّ شَى‏ءٍ عَلَى الإِنْسَانِ مِنْ لِبَاسٍ فَهُوَ (سَلَبٌ) و (الْأُسْلُوبُ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ الطِّرِيقُ و الْفَنُّ و هُوَ عَلَى (أُسْلُوبٍ) مِنْ (أَسَالِيبِ) الْقَوْمِ أَىْ عَلَى طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِهِمْ.
[سلت‏]
السُّلْتُ: قِيلَ ضَرْبٌ مِنَ الشَّعِيرِ لَيْسَ لَهُ قِشْرٌ وَ يَكُونُ فِى الْغَوْرِ و الْحِجَازِ قَالَهُ الْجَوْهَرِىُّ. و قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: ضَرْبٌ مِنْهُ رَقِيقُ الْقِشْرِ صِغَارُ الْحَبِّ. و قَالَ الْأَزْهَرِىُّ حَبٌّ بَيْنَ الْحِنْطَةِ و الشَّعِيرِ وَ لَا قِشْرَ لَهُ كَقِشْرِ الشَّعِيرِ فَهُوَ كَالْحِنْطَةِ فِى مَلَاسَتِهِ وَ كَالشّعِيرِ فِى طَبْعِهِ و بُرُودَتِهِ قَالَ ابْنُ الصّلَاحِ و قَالَ الصَّيْدَلَانِىُّ هُوَ كَالشَّعِيرِ فِى صُورَتهِ و كَالْقَمْحِ فِى طَبْعِهِ وَ هُوَ خَطَأٌ. و (سَلَتَتِ) الْمَرْأَةُ خِضَابَهَا مِنْ يَدِهَا (سَلْتاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ نَحَّتْهُ و أَزَالَتْهُ.
[سلج‏]
سَلِجْتُهُ: أَسْلَجُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ (سَلَجَاناً) بِفَتْحِ اللَّامِ ابْتَلَعْتُهُ و مِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ و (السَّلْجَمُ) وِزَانُ جَعْفَرٍ مَعْرُوفٌ وَ هُوَ الَّذِى تُسَمِّيهِ النَّاسُ اللِّفْتَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ و الْأَزْهَرِىُّ وَ لَا يُقَالُ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ.
[سلح‏]
السِّلَاحُ: مَا يُقَاتَلُ بِهِ فِى الْحَرْبِ وَ يُدافعُ و التَّذْكِيرُ أَغْلَبُ مِنَ التَّأْنِيثِ فَيُجْمَعُ عَلَى التَّذْكِيرِ (أَسْلِحَةً) و عَلَى التَّأْنِيثِ (سِلَاحَاتٍ) و السِّلْحُ «1» وِزَانُ حِمْلٍ لُغَةٌ فِى السِّلاحِ و أَخَذَ الْقَوْمُ (أَسْلِحَتَهُمْ) أَىْ أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ (سِلَاحَهُ). و (سَلَحَ) الطَّائِرُ (سَلْحاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ وَ هُوَ مِنْهُ كَالتَّغَوُّطِ مِنَ الإِنْسَانِ وَ هُوَ (سَلْحُهُ) تَسْمِيةٌ بِالْمَصْدِر.
[سلحف‏]
و (السُّلَحْفَاةُ) مِنْ حَيَوَانِ الْمَاءِ مَعْرُوفٌ و تُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنْثَى وَ قَالَ الفَرَّاءُ الذَّكَرُ مِنَ (السَّلَاحِفِ) (غَيْلَمٌ) و الْأُنْثَى (سُلَحْفَاةٌ) فِى لُغَةِ بَنِى أَسَدٍ وَ فِيهَا لُغَاتٌ إثْبَاتُ لُهَاءِ فَتُفْتَحُ اللَّامُ و تُسَكّن الْحَاءُ و الثَّانِيَةُ بِالعَكسِ إِسْكَانُ اللَّامِ و فتح الحاء و الثالثة و الرابعة حذفُ الهاء مع فتحِ اللَّامِ و سُكُونِ الْحَاءِ فَتُمَدُّ و تُقْصَرُ.
[سلخ‏]
سَلَخْتُ: الشَّاةَ (سَلْخاً) مِنْ بَابَىْ قتلَ و ضَرَبَ قَالُوا: وَ لَا يُقَالُ فِى الْبَعِيرِ (سَلَخْتُ) جِلْدَهُ و إنَّمَا يُقَالُ كَشَطْتُهُ و نَجَوْتُهُ و أَنْجيْتُهُ و (الْمَسْلَخُ) مَوْضِعُ سَلْخِ الْجِلْدِ و (سَلَخْتُ) الشَّهْرَ (سَلْخاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و (سُلُوخاً) صِرْتُ فِى آخِرِهِ (فَانْسَلَخَ) أَىْ مَضَى‏
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: السّلَحُ كعِنَب.

284
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سلخ ص 284

و (سَلْخُ) الشَّهْرِ آخِرُهُ.
[سلس‏]
سَلِسَ: (سَلَساً) مِنْ بَابِ تَعِبَ سَهُلَ وَ لَانَ فَهُوَ (سَلِسٌ) و رَجُلٌ (سَلِسٌ) بِالكَسْرِ بَيِّنُ (السَّلَسِ) بِالْفَتْحِ و (السَّلَاسَةِ) أَيضاً سَهْلُ الْخُلُقِ و (سَلَسُ) البَوْلِ اسْتِرسَالُهُ و عَدَمُ اسْتِمْسَاكِهِ لِحُدُوثِ مَرَضٍ بِصَاحِبِهِ و صاحبه (سَلِسٌ) بِالْكسر و (سَالُوسُ) مِنْ بِلَادِ الدَّيْلَمِ بِقُرْبِ حُدُودِ طَبَرِسْتَان و النِّسْبَةُ (سَالُوسِىٌّ) وَ هِىَ نِسْبَةٌ لِبعَضِ أَصْحَابِنَا.
[سلط]
رَجُلٌ سَلِيطٌ: صَخَّابٌ بَذِىُّ اللِسَانِ و امْرَأَةٌ (سَلِيطَةٌ). و (سَلُطَ) بِالضَّم (سَلَاطَةً) و (السَّلِيطُ) الزَّيْتُ و (السُّلْطَانُ) إِذَا أُرِيدَ بِه الشَّخْصُ مُذَكَّرٌ و (السُّلْطَانُ) الْحُجَّةُ و الْبُرْهَانُ و (السُّلْطَانُ) الوِلَايَةُ. و (السَّلْطَنَةُ) و التَّذْكِيرُ أَغْلَبُ عِنْدَ الْحُذَّاقِ و قَدْ يُؤَنَّثُ فَيُقَالُ قَضَتْ بِهِ (السُّلْطَانُ) أَى (السَّلْطَنَةُ) قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ و الزَّجَّاجُ وَ جَمَاعَةٌ وَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ سَمِعْتُ مَنْ أَثِقُ بِفَصَاحَتِهِ يَقُولُ أَتَتْنَا (سُلْطَانٌ) جَائِرَةٌ و (السُّلُطَانُ) بِضَمِّ اللَّامِ لِلإِتْبَاعِ لُغَةٌ وَ لَا نَظِيرَ لَهُ وَ قَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْجَمْعِ قَالَ:
         عَرَفْتُ و الْعَقْلُ مِنَ العِرْفَانِ             أَنَّ الْغِنَى قَدْ سُدَّ بِالْحِيطَانِ‏
             إِنْ لَمْ يُغِثْنِى سَيِّدُ السُّلْطَانِ‏

أَىْ سَيّدُ السَّلاطِينِ وَ هُوَ الْخَلِيفَةُ وَ يُقَالُ إِنَّهُ ههُنَا جَمْعُ (سَلِيطٍ) مِثْلُ رَغِيفٍ و رُغْفَانٍ و اشْتِقَاقُهُ مِنَ (السَّلِيطِ) لإِضَاءَتِهِ و لِهذا كَانَتْ نُونُهُ زَائِدةً وَ لَا يُؤَمُّ الرَّجُلُ فِى (سُلطَانِهِ) أَى فِى بَيْتِهِ وَ مَحَلِّهِ لأَنَّهُ مَوْضِعُ (سَلْطَنَتِهِ) و (سَلَّطْتُهُ) عَلَى الشَّى‏ءِ (تَسْلِيطاً) مَكَّنْتُهُ مِنْهُ (فَتَسَلَّطَ) تَمَكَّنَ و تَحَكَّمَ.
[سلع‏]
السِّلْعَةُ: خُرَاجٌ كَهَيْئَةِ الْغُدَّةِ تَتَحَرَّكُ بِالتَّحْرِيك. قَالَ الْأَطِبَّاءُ: هِىَ وَرَم غَلِيظٌ غَيْرُ مُلْتَزِقٍ بِاللَّحْمِ يَتَحَرَّكُ عِنْدَ تَحْرِيكِهِ و لَهُ غِلَافٌ و تَقْبَلُ التَّزَيُّدَ لأَنَّهَا خَارِجَةٌ عَنِ اللَّحْمِ و لِهذَا قَالَ الْفُقَهَاءُ يَجُوزُ قَطْعُهَا عِنْدَ الأَمنِ. و (السِّلْعَةُ) الْبِضَاعَةُ و الجَمعُ فِيهمَا (سِلَعٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (السَّلْعَةُ) الشَّجَّةُ و الْجَمْعَ (سَلَعَاتٌ) مِثْلُ سَجْدَةٍ و سَجَدَاتٍ و (سَلَعْتُ) الرَّأْسَ (أَسْلَعُهُ) بِفَتْحَتَيْنِ شَقَقْتُهُ و رَجُلٌ (مَسْلُوعٌ).
[سلف‏]
سَلَفَ: (سُلُوفاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ مَضَى و انقَضَى فَهُوَ (سَالِفٌ) و الْجَمْعُ (سَلَفٌ) و (سُلَّافٌ) مِثْلُ خَدَمٍ و خُدَّامٍ ثُمَّ جُمِعَ (السَّلَفُ) عَلَى (أَسْلَافٍ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ. و (أَسْلَفْتُ) إِلَيْهِ فِى كَذَا (فَتَسَلَّفَ) و (سَلَّفْتُ) إِلَيْهِ (تَسْلِيفاً) مِثْلُهُ و (اسْتَسْلَفَ) أَخَذَ (السَّلَفَ) بِفَتْحَتَيْنِ و هُوَ اسْمٌ مِنْ ذلِكَ.
[سلق‏]
السِّلْقُ: بِالْكَسْرِ نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ و (السِّلْقُ)

285
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سلق ص 285

اسْمٌ لِلذِّئْبِ و (السِّلْقَةُ) لِلذِّئْبَةِ و (سَلَقْتُ) الشَّاةَ (سَلْقاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ نَحَّيْتُ شَعْرَهَا بِالْمَاءِ الْحَمِيمِ و (سَلَقْتُ) الْبَقْلَ طَبَخْتُهُ بِالْمَاءِ بَحْتاً. قَالَ الْأَزْهَرِىُّ هكَذَا سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ و هكَذَا الْبَيْضُ يُطْبَخُ فِى قِشْرِهِ بِالْمَاءِ و (سَلَقَهُ) بِلِسَانِهِ خَاطَبَهُ بِمَا يَكْرَهُ.
[سلك‏]
سَلَكْتُ: الطَّرِيقَ (سُلُوكاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ ذَهَبْتُ فِيهِ و يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ و بِالْبَاءِ أَيْضاً فَيُقَالُ (سَلَكْتُ) زَيْداً الطَّرِيقَ و (سَلَكْتُ) بِهِ الطَّرِيقَ و (أَسْلَكْتُ) فِى اللُّزُومِ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ نَادِرَةٌ فَيَتَعَدَّى بِهَا أَيْضاً و (سَلَكْتُ) الشَّى‏ءَ فِى الشَّى‏ءِ أَنْفَذْتُهُ.
[سلل‏]
سَلَلْتُ: السَّيْفَ (سَلًّا) مِنْ بَابِ قَتَل و سَلَلْتُ الشَّىْ‏ءَ أَخَذْتُهُ و مِنْهُ قِيلَ (يُسَلُّ) الْمَيّتُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ إِلَى الْقَبْرِ أَىْ يُؤْخَذُ و (السَّلَّةُ) بِالفَتْحِ السَّرِقَةُ و هِىَ اسمٌ مِن (سَلَلْتُهُ) (سَلًّا) مِنْ بَابِ قَتَلَ إِذَا سَرَقْتَهُ. و (السَّلَّةُ) وِعَاءٌ يُحْمَلُ فِيهِ الْفَاكِهَةُ و الْجَمْعُ (سَلَّاتٌ) مِثْلُ جَنَّةٍ و جَنَّاتٍ.
و (السَّلِيلُ) الْوَلَدُ و (السُّلَالَةُ) مِثلُه و الأُنْثَى (سَلِيلَةٌ).
و رَجُلُ (مَسْلُولٌ) سُلَّتْ أُنْثَيَاهُ أَىْ نُزِعَتْ خُصْيَتَاهُ و (الْمِسَلَّةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ مِخْيَطٌ كَبِيرٌ و الْجَمْعُ (الْمَسَالُّ) و (السِّلُّ) بِالْكَسْرِ «1» مَرَضٌ مَعْرُوفٌ. و (أَسَلَّهُ) اللّهُ بِالْأَلِفِ أَمرَضَه بِذلِكَ (فَسُلَّ) هُوَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ و هُوَ (مَسْلُولٌ) مِنَ النَّوَادِرِ وَ لَا يَكَادُ صَاحِبُهُ يَبْرَأُ مِنْهُ. وَ فِي كُتُبِ الطِّبِّ أَنَّهُ مِنْ أَمْراضِ الشَّبَابِ لِكَثرَةِ الدَّمِ فِيهِمْ وَ هُوَ قُرُوحٌ تَحْدُثُ فِى الرِّئَةِ.
[سلم‏]
السَّلَمُ: فِى الْبَيْعِ مِثْلُ السَّلَفِ وَزْناً وَ مَعنىً و (أَسْلَمْتُ إِلَيْهِ بِمَعْنَى أَسْلَفْتُ أَيْضاً و (السَّلَمُ) أَيْضاً شَجَرُ العِضَاهِ الْوَاحِدَةُ (سَلَمَةٌ) مِثْلُ قَصَبٍ و قَصَبةٍ وَ بِالْوَاحِدَةِ كُنِىَ فَقِيلَ (أَبُو سَلَمَةَ) (و أُمُّ سَلَمَةَ) و (السَّلِمَةُ) وِزَانُ كَلِمَةٍ الْحَجَرُ وَ بِهَا سُمِّى وَ مِنْهُ (بَنُو سَلِمَةَ) بَطْنٌ مِنَ الْأَنْصَارِ و الْجَمْعُ (سِلَامٌ) وِزَانُ كِتَابٍ و (السَّلَامُ) بِفَتْحِ السِّينِ شَجَرٌ قَالَ:
         و لَيْسَ بِهِ إِلَّا سَلَامٌ وَ حْرَملٌ‏
و (السَّلَامُ) اسمٌ مِن (سَلَّمَ) عَلَيه و (السَّلَامُ) مِنْ أَسْمَاءِ اللّهِ تَعَالَى قَالَ السُّهَيلِىُّ و (سَلَامٌ) اسْمُ رَجُلٍ لَا يُوجَدُ بِالتَّخْفِيفِ إِلَّا عَبْدُ اللّهِ بْنُ سَلَامٍ و أَمَّا اسْمُ غَيْرِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يُوجَدُ إِلَّا بالتَّثْقِيل «2» و (السِّلْمُ) بِكَسْرِ السِّينِ‏
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: السلُّ بالكسر و الضم و كغراب قرحة تحدث فى الرئة إلخ.
 (2) وجد (سَلَامٌ) بالتخفيف لغير عبد اللّه بن سلام و من ذلك سلمة بن سلام أخو عبد اللّه بن سلام و سلام ابن أخيه و سلام بن عمرو صحابيون- و أبو على الجُبَائى المعتزلى محمد ابن عبد اللّه بن سلام و محمد بن موسى بن سلام السلامىُّ- ا ه قاموس.

286
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سلم ص 286

و فَتْحِهَا الصُّلْحُ و يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ و (سَالَمَهُ) (مُسَالَمَةً و (سِلَاماً) و (سَلِمَ) الْمُسَافِرُ (يَسْلَمُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ (سَلَامَةً) خَلَصَ وَ نَجَا مِنَ الْآفَاتِ فَهُوَ (سَالِمٌ) وَ بِهِ سُمِّيَ و (سَلَّمَهُ) اللّهُ بِالتَّثْقِيلِ فِى التَّعْدِيَةِ و (السُّلَامَى) أُنْثَى قَالَ الْخَلِيلُ هِىَ عِظَامُ الْأَصَابعِ وَ زادَ الزَّجَّاجُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ و تُسَمَّى القَصَبَ أَيْضاً و قَالَ قُطْرُبٌ (السُّلَامَيَاتُ) عُرُوقُ ظَاهِرِ الكَفِّ و القَدَمِ و (أَسْلَمَ) لِلّهِ فَهُوَ (مُسْلِمٌ) و (أَسْلَمَ) دَخَلَ فِى دِينِ (الْإِسْلَامِ) و (أَسْلَم) دَخَلَ فِى (السِّلْمِ) و (أَسْلَمَ) أَمْرَهُ لِلَّهِ و (سَلَّم) أَمْرَهُ لِلَّهِ بِالتثقِيلِ لُغَةٌ و (أَسْلَمْتُهُ) بِمَعْنَى خَذَلْتُهُ و (اسْتَسْلَمَ) انْقَادَ و (سَلَّمَ) الْوَدِيعَةَ لِصَاحِبِهَا بِالتَّثْقِيلِ أَوْصَلَهَا (فَتَسَلَّمَ) ذلِكَ و مِنْهُ قِيلَ (سَلَّمَ) الدَّعْوَى إِذَا اعْتَرَفَ بِصِحَّتِهَا فَهُوَ إِيصَالٌ مَعْنَوِىٌّ و (سَلَّمَ) الْأَجِيرُ نَفْسَهُ لِلْمُسْتَأجِرِ مَكَّنَهُ مِنْ نَفْسِهِ حَيْثُ لَا مَانِعَ.
و (اسْتَلْأَمْتُ) الْحَجَرَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هَمَزَتْهُ الْعَرَبُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و الْأَصْلُ (اسْتَلَمْتُ) لِأَنَّهُ مِنَ (السِّلَامِ) وَ هِىَ الْحِجَارَةُ و قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىّ: (الِاسْتِلَامُ) أَصْلُهُ مَهْمُوزٌ مِنَ الْمُلَاءَمَةِ وَ هِىَ الاجْتِماعُ و حَكَى الْجَوْهَرِىُّ الْقَوْلَيْنِ.
[سلو]
سَلَوْتُ: عَنْهُ (سُلُوّاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ صَبَرْتُ و (السَّلْوَةُ) اسْمٌ مِنْهُ و (سَلِيتُ) (أَسْلَى) مِنْ بَابِ تَعِبَ (سَلْياً) لُغَةٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ (السُّلُوُّ) طِيبُ نَفْسِ الإِلْفِ عَنْ إِلْفِهِ و (السَّلَى) وِزَانُ الْحَصَى الَّذِى يَكُونُ فِيهِ الْوَلَدُ و الْجَمْعُ (أَسْلَاءٌ) مِثْلُ سَببٍ و أَسْبَابٍ. و (السَّلْوَى) فَعْلَى طَائِرٌ نَحْوُ الْحَمَامَةِ وَ هُوَ أَطْوَلُ سَاقاً و عُنُقاً مِنْهَا و لَوْنُهُ شَبِيهٌ بِلَوْنِ السُّمَانَى سَرِيعُ الْحَرَكَةِ وَ يَقَعُ (السَّلْوَى) عَلَى الْوَاحِدِ و الْجَمْعِ قَالَهُ الْأَخْفَشُ.
[سلأ]
و (السُّلَّاءُ) فُعَّالٌ مُشَدَّدٌ مَهْمُوزٌ شَوْكُ النَّخْلِ الْوَاحِدَةُ (سُلَّاءَةٌ) و (سَلَأْتُ) السَّمْنَ (سَلْأً) مَهْمُوزٌ مِنْ بَابِ نَفَعَ طَبَخْتُهُ حَتَّى خَلَصَ مَا بَقِيَ فِيهِ مِنَ اللَّبَنِ.
[سمت‏]
السَّمْتُ: الطَّرِيقُ و (السَّمْتُ) الْقَصْدُ و السَّكِينَةُ و الْوَقَارُ و سَمَتَ الرَّجُلُ سَمْتاً مِنْ بَابِ قَتَل إِذَا كَانَ ذَا وَقَارٍ وَ هُوَ حَسَنُ (السَّمْتِ) أَىِ الْهَيْئَةِ و (التَّسْمِيتُ) ذِكْرُ اللّهِ تَعَالَى عَلَى الشَّى‏ءِ و (تَسْمِيتُ) الْعَاطِسِ الدُّعَاءُ لَهُ و الشِّينُ الْمُعْجَمَةُ مِثْلُهُ و قَالَ فِى التَّهْذِيبِ (سَمَّتَهُ) بالسِّينِ و الشِّينِ إِذَا دَعَا لَهُ وَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الشِّينُ الْمُعْجَمَةُ أَعْلَى وَ أَفْشَى وَ قَالَ ثَعْلَبٌ الْمُهْمَلَةُ هِىَ الْأَصْلُ أَخْذاً مِنَ (السَّمْتِ) وَ هُوَ الْقَصْدُ و الْهَدْىُ وَ الاسْتِقَامَةُ و كُلُّ دَاعٍ بِخَيْرٍ فَهُوَ (مُسَمِّتٌ) أَىْ دَاعٍ بِالْعَوْدِ و الْبَقَاءِ إِلَى (سَمْتِهِ) مَأْخُوذٌ مِنْ ذلِكَ و (سَامَتَهُ) (مُسَامَتَةً) بِمَعْنَى قَابَلَهُ وَ وَازَاهُ.
[سمج‏]
السَّمَاجَةُ: نَقِيضُ الْمَلَاحَةِ يُقَالُ (سَمُجَ)

287
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سمج ص 287

الشَّىْ‏ءُ بِالضَّم إذَا لَمْ تَكُنْ فِيهِ مَلَاحَةٌ فهو (سَمِجٌ) «1» وِزَانُ خَشِنٍ وَ يَتعدَّى بالتَّضْعِيفِ و لَبَنٌ (سَمِجٌ) «2» لا طَعمَ لَهُ.
[سمح‏]
سَمَحَ: بِكَذَا (يَسْمَحُ) بِفَتْحَتَيْنِ (سُمُوحاً) و (سَمَاحَةً) جَادَ وَ أَعْطَى أوْ وَافَقَ عَلى مَا أُرِيدَ مِنْهُ و (أَسْمَحَ) بِالأَلِفِ لُغَةٌ و قَالَ الْأَصْمَعِىُّ (سَمَحَ) ثُلَاثِيّاً بِمَالِه و (أَسْمَحَ) بِقيادِهِ و (سَمُحَ) وِزَانُ خَشُنَ فَهُوَ خَشِنٌ لُغَةٌ و سُكُونُ الْمِيمِ فىِ الْفَاعِلِ تَخْفِيفٌ و امْرَأَةٌ (سَمْحَةٌ) و قوم (سُمَحَاءُ) و نِسَاءٌ (سِمَاحٌ) و (سَامَحَهُ) بِكَذَا أَعْطَاهُ و (تَسَامَحَ) و (تَسَمَّحَ) وَ أَصْلُهُ الاتّسَاعُ و مِنْهُ يُقَالُ فى الْحَقِّ (مَسْمَحٌ) أى مُتَّسَعٌ و مَنْدوحَةٌ عَنِ البَاطِلِ و عُودٌ (سَمْحٌ) مِثْلُ سَهْلٍ وَزْناً و مَعْنًى (و السِّمْحَاقُ) بِكَسْرِ السِّينِ القِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ فَوْقَ عَظْمِ الرَّأْسِ إِذَا بَلَغَتْهَا الشَّجَّةُ سُمِّيتْ (سِمْحَاقاً) و قَالَ الأَزْهرىُّ أَيْضاً هِىَ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ فَوق قِحْفِ الرَّأْسِ إِذَا انْتَهَتِ الشَّجَّةُ إِلَيْهَا سُمِّيَتْ (سِمْحَاقاً) و كُلُّ جِلْدَةٍ رَقِيقَةٍ تُشْبِهُهَا تُسَمَّى (سِمْحَاقاً) أيضاً.
[سمد]
السَّمَادُ: وِزَانُ سَلَامٍ مَا يَصْلُحُ بِهِ الزَّرْعُ مِنْ تُرَابٍ و سِرْجِينٍ و (سَمَّدْتُ) الْأَرْضَ (تَسْمِيداً) أَصْلَحْتُهَا (بِالسَّمَادِ).
[سمر]
السُّمْرَةُ: لَوْنٌ مَعْرُوفٌ و (سَمُرَ) بالضَّمِّ «3» فَهُوَ (أَسْمَرُ) و الْأُنْثَى (سَمْرَاءُ) و مِنْهُ قِيلَ لِلحِنطَةِ (سَمْرَاءُ) لِلَوْنِهَا و (السَّمُرُ) وِزَانُ رَجُلٍ و سَبُعٍ شَجَرُ الطَّلْحِ و هُو نَوْعٌ مِنَ العِضَاهِ الْوَاحِدَةُ (سَمُرَةٌ) و بِهَا سُمِّىَ و (سَمَرْتُ) الْبَابَ (سَمْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ و التَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ و (الْمِسْمَارُ) مَا يُسْمَرُ بِهِ وَ الْجَمْعُ (مَسَامِيرُ) و (سَمَرْتُ) عَيْنَهُ كَحَلْتُهَا بِمِسْمَارٍ مُحمًى فِي النَّارِ و (السَّمُّورُ) حَيَوَانٌ بِبِلَادِ الرُّوسِ وَرَاءَ بِلَادِ التُّرْكِ يُشْبِهُ النِّمْسَ وَ مِنْهُ أَسْوَدُ لَامِعٌ و حَكَى لِى بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ أَهْلَ تِلْكَ النَّاحِيَةِ يَصِيدُونَ الصِّغَارَ مِنْهَا فَيَخْصُونَ الذُّكُورَ مِنْهَا و يُرْسِلُونَهَا تَرْعَى فَإِذَا كَانَ أَيَّامُ الثَّلْجِ خَرَجُوا لِلصَّيْدِ فَمَا كَانَ فَحْلًا فَاتَهُمْ و مَا كَانَ مَخْصِيّاً اسْتَلْقَى عَلَى قَفَاهُ فَأَدْرَكُوهُ وَ قَدْ سَمِنَ وَ حَسُنَ شَعْرُهُ و الْجَمْعُ (سَمَامِيرُ) مِثْلُ تَنُّورٍ و تَنَانِيرَ و (السَّامِرَةُ) فِرْقَةٌ مِنَ الْيَهُودِ و تُخَالِفُ الْيَهُودَ فِى أَكْثَرِ الْأَحْكَامِ وَ مِنْهُمُ (السَّامِرِىُّ) الَّذِى صَنَعَ العِجْلَ وَ عَبَدَهُ قِيلَ نِسْبَةٌ إِلَى قَبِيلَةٍ مِنْ بَنِى إِسْرائِيلَ يُقَالُ لَهَا (سَامُر) «4» و قِيلَ كَانَ عِلْجاً مُنَافِقاً مِنْ كَرْمَانَ وَ قِيلَ مِنْ بَاجَرْمَى.
[سمط]
السِّمَاطُ: وِزَانُ كِتَابٍ الْجَانِبُ قَالَ الْجَوْهَرِىُ‏
__________________________________________________
 (1) و ورد- سَمْجٌ كَضَخْمٍ. و سَمِيجٌ ككريم بمعنى سَمِج.
 (2) فى القاموس. و السَّمْجُ و السَّمِيجُ اللَّبنُ الدَّسِمُ الخبيثُ الطعم.
 (3) و ورد سمِر أيضاً بالكسر و هو القياس.
 (4) جعل فى القاموس النسبة إلى موضع لليهود و لم يجعلها إلى قبيلة كما هنا.

288
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سمط ص 288

 (السِّمَاطَان) مِنَ النَّاسِ و النَّخْل الْجَانِبَانِ وَ يُقَالُ مَشَى بَيْنَ (السِّمَاطَيْنِ) و (السِّمْطُ) وِزَانُ حِملٍ الْقِلَادَةُ و (سَمَطْتُ) الْجَدْىَ (سَمْطاً) مِنْ بَابَىْ قَتَلَ و ضَرَبَ نَحَّيْتُ شَعْرَهُ بِالْمَاءِ الْحَارِّ فَهُوَ (سَمِيطٌ) و (مَسْمُوطٌ)
[سمع‏]
سَمِعْتُهُ: و (سَمِعْتُ) لَهُ (سَمْعاً) و (تَسَمَّعْتُ) و (اسْتَمَعْتُ) كُلُّهَا يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ و بِالْحَرْفِ بِمَعْنىً و (اسْتَمَعَ) لِمَا كَانَ بِقَصْدٍ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالْإِصْغَاءِ و (سَمِعَ) يَكُونُ بِقَصْدٍ و بِدُونِهِ و (السَّمَاعُ) اسْمٌ مِنْهُ فَأَنا (سَمِيعٌ) و (سَامِعٌ) و (أَسْمَعْتُ) زَيْداً أَبْلَغْتُهُ فَهُوَ (سَمِيعٌ) أَيْضاً قَالَ الصَّغَانِىُّ و قَدْ سَمَّوْا (سِمْعَانَ) مثْلُ عِمْرَانَ و الْعَامَّةُ تَفْتَحُ السِّينَ وَ مِنْهُ (دَيْرُ سِمْعَانَ) «1» و طَرَقَ الْكَلَامُ (السَّمْعَ) و (الْمِسْمَعَ) بِكَسْرِ الْمِيمِ و الْجَمْعُ (أَسْمَاعٌ) و (مَسَامِعُ) و (سَمِعْتُ) كَلَامَهُ أَىْ فَهِمْتُ مَعْنَى لَفْظِهِ فَإِنْ لَمْ تَفْهَمْهُ لِبُعْدٍ أَوْ لَغَطٍ فَهُوَ (سَمَاعُ) صَوْتٍ لَا سَمَاعُ كَلَامٍ فَإِنَّ الْكَلَامَ مَا دَلَّ عَلَى مَعْنىً تَتِمُّ بِهِ الْفَائِدَةُ وَ هُوَ لَمْ يَسْمَعْ ذلِكَ و هذَا هُوَ الْمُتَبَادِرُ إلَى الْفَهْمِ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ الْخُطْبَةَ لِأَنَّهُ الْحَقِيقَةُ فِيهِ و جَازَ أَنْ يُحْمَلَ ذلِكَ عَلَى مَنْ يَسْمَعُ صَوْتَ الْخَطِيبِ مَجَازاً و (سَمِعَ) اللّهُ قَوْلَكَ عَلِمَهُ (و سَمِعَ) اللّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَبِلَ حَمْدَ الْحَامِدِ. وَ قَالَ ابنُ الأَنْبَارِىّ. أَجَابَ اللّهُ حَمْدَ مَنْ حَمِدَهُ و مِنَ الأَوَّلِ قَوْلُهُمْ (سَمِعَ) الْقَاضِى الْبَيِّنَةَ أَىْ قَبِلَهَا و (سَمَّعْتُ) بالشَّى‏ءِ بالتَّشْدِيدِ أَذَعْتَهُ لِيَقُولَهُ النَّاسُ.
و (السِّمْعُ) بِالكَسْرِ وَلَدُ الذِّئْبِ مِن الضَبُعِ و (السِّمْعُ) الذِّكْرُ الْجَمِيلُ.
[سمل‏]
سَمَلْتُ: عَيْنَهُ (سَمْلًا) مِنْ بَابِ قَتَلَ فَقَأتُهَا بِحَدِيدَةٍ مُحْمَاةٍ و (سَمَلْتُ) الْبِئْرَ نَقَيَّتُهَا و (سَمَلْتُ) بَيْنَ الْقَوْمِ وَ فِى الْمَعِيشَةِ سَعَيْتُ بِالصَّلَاحِ.
[سمم‏]
السَّمُّ: مَا يَقْتُلُ بِالْفَتْحِ فى الْأَكْثَرِ و جَمْعُهُ (سُمُومٌ) مِثْلُ فَلسٍ و فُلُوسٍ و (سِمَامٌ) أَيْضاً مِثْلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و الضَّمُّ لُغَةٌ لِأَهْلِ العَالِيَةِ و الْكَسْرُ لُغَةٌ لِبَنِى تَمِيمٍ و (سَمَمْتُ) الطَّعامَ (سَمّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ جَعَلْتُ فِيهِ (السُّمَّ) و (السَّمُّ) ثَقْبُ الإبْرَةِ وَ فِيهِ اللُّغَاتُ الثَّلَاثُ و جَمْعُهُ (سِمَامٌ) و (المَسَمُّ) عَلَى مَفعَل بِفَتْحِ المِيمِ و العَينِ يَكُونُ مَصْدَراً لِلْفِعْل وَ يَكُونُ مَوْضِعَ النُّفُوذِ و الْجَمْعُ (الْمَسَامُّ) و (مَسَامُّ) البَدَنِ ثُقَبُهُ الَّتِي يَبْرُزُ عَرَقُهُ و بُخَارُ بَاطِنِهِ مِنْهَا قَالَ الْأَزْهَرِىُّ سُمِّيَتْ (مَسَامَّ) لِأَنَّ فِيهَا خُرُوقاً خَفِيَّةً. و (سَامُّ أَبْرَصَ) كِبَارُ الوَزَغِ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ و الْأُنْثَى قَالَهُ الزَّجَّاجُ و هُمَا اسْمَانِ جُعِلَا اسْماً وَاحِداً و تقدَّمَ فِى (برص) و (السَّامَّةُ) مِنَ الخَشَاشِ ما يَسُمُّ وَ لَا يَبْلُغُ أَنْ يَقْتُلَ سَمُّهُ‏
__________________________________________________
 (1) دَيْر سِمّعان بحمص دفن به عمر بن عبد العزيز رضى اللّه تعالى سنة 101 ه.

289
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سمم ص 289

كَالْعَقْرَبِ و الزُّنْبُورِ فَهِىَ اسْمُ فَاعِلٍ و الْجَمْعُ (سَوَامُّ) مِثْل دَابَّةٍ وَ دَوابَّ و (السَّمُومُ) وِزَانُ رَسُولٍ الرِّيحُ الْحَارَّةُ بِالنَّهَارِ و تَقَدَّم فى الْحَرُورِ اخْتَلَافُ الْقَوْلِ فِيهَا.
و (السِّمْسِمُ) حَبٌّ مَعْرُوفٌ و (السَّمْسَمُ) وِزَانُ جَعْفَرٍ مَوْضِعٌ.
[سمن‏]
السَّمْنُ: مَا يُعمَلُ مِن لَبَنِ البَقَرِ و الغَنَمِ و الْجَمْعُ (سُمْنَانٌ) مِثْلُ ظَهْرٍ و ظُهْرَانٍ و بَطْنٍ و بُطْنَانٍ و (سَمِنَ) (يَسْمَنُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ في لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَرُبَ إِذَا كَثُرَ لَحْمُهُ و شَحْمُهُ وَ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ و بالتَّضْعِيفِ قَالَ الْجَوْهَرِىُّ وَ فِى الْمَثَلِ (سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ «1») و (اسْتَسْمَنَهُ) عَدَّهُ سَمِيناً و (السِّمَنُ) وِزَانُ عِنَبٍ اسْمٌ مِنْهُ فَهُوَ (سَمِينٌ) و جَمْعُهُ (سِمَانٌ) و امْرَأَةٌ (سَمِينَةٌ) و جَمْعُهَا (سِمَانٌ) أَيْضاً و (السُّمَانَى) طَائِرٌ مَعْرُوفٌ قَالَ ثَعْلَبٌ وَ لَا تُشَدِّدِ الْمِيمَ و الجمعُ (سُمَانَيَاتٌ) و (السُّمَنِيَّةُ) بِضَمِّ السِّينِ و فَتْحِ المِيمِ مُخَفَّفَةً فِرْقَةٌ تَعْبُدُ الْأَصْنَامَ و تَقُولُ بِالتَّنَاسُخِ و تُنْكِرُ حُصُولَ الْعِلْمِ بِالأَخْبَارِ قِيلَ نِسبَةٌ إِلَى (سُومَنَاتَ) بَلدَةٌ مِنَ الْهِنْدِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.
[سمو]
سَمَا: (يَسْمُو) (سُمُوّاً) عَلَا وَ مِنْهُ يُقَالُ (سَمَتْ) هِمَّتُهُ إِلَى مَعَالِى الْأُمُورِ إِذَا طَلَبَ العِزَّ و الشَّرَفَ و (السَّمَاءُ) المُظِلَّةُ لِلْأَرْضِ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ تُذَكَّرُ و تُؤَنَّثُ و قالَ الفَرَّاءُ التّذْكِيرُ قَلِيلٌ و هُوَ عَلَى مَعْنَى السَّقْفِ و كَأَنَّهَ جَمْعُ (سَمَاوَةٍ) مِثْلُ سَحَابٍ و سَحَابَةٍ و جُمِعَتْ عَلَى (سَمَاوَاتِ) و (السَّمَاءُ) الْمَطَرُ مُؤَنَّثةٌ لِأَنَّهَا فِى مَعْنَى السَّحَابَةِ و جمْعُهَا (سُمِىٌّ) عَلَى فُعُولٍ و (السَّمَاءُ) السَّقْفُ مُذَكَّرٌ و كُلُّ عالٍ (سَمَاءٌ) حتَّى يُقَالُ لِظَهْرِ الْفَرَسِ (سَمَاءٌ) و مِنْهُ يَنْزِلُ مِنَ (السَّمَاءِ) قَالُوا مِنَ السَّقْفِ و النِّسْبَةُ إِلَى (السَّمَاءِ) (سَمَائِىٌّ) بالْهَمْزِ عَلَى لَفْظِهَا و (سَمَاوِىٌّ) بِالْوَاوِ اعتِباراً بِالْأَصْلِ و هذَا حُكْمُ الْهَمْزَةِ إِذَا كَانَتْ بَدَلًا أَوْ أَصْلًا أَوْ كَانَتْ لِلْإِلْحَاقِ و (الِاسْمُ) هَمْزَتُهُ وَصْلٌ و أَصْلُهُ (سِمْوٌ) مِثْلُ حِملٍ أَوْ قُفْلٍ وَ هُوَ مِنَ (السُّمُوِّ) و هُوَ الْعُلُوُّ و الدَّلِيلُ عَلَيْهِ أَنَّهُ يُرَدُّ إِلَى أَصْلِهِ فِى التَّصْغِيرِ و جَمْعِ التَّكْسِيرِ فَيُقَالُ (سُمَيٌّ) وَ (أَسْمَاءٌ) و عَلَى هذَا فالنَّاقِصُ مِنْهُ اللَّامُ وَ وَزْنُهُ افْعٌ وَ الْهَمْزَةُ عِوَضٌ عَنْهَا و هُوَ الْقِيَاسُ أَيْضاً لِأَنَّهُمْ لَوْ عَوَّضُوا مَوْضِعَ الْمَحْذُوفِ لَكَانَ الْمَحْذُوفُ أَوْلَى بِالْإِثْبَاتِ و ذَهَب بَعْضُ الكُوفِيِّينَ إِلى أَنَّ أَصْلَهُ (وَسْمٌ) لِأَنَّهُ مِنَ (الْوَسْمِ) و هُوَ الْعَلَامَةُ فَحُذِفَتِ الْوَاوُ وَ هِىَ فَاءُ الْكَلِمَةِ و عُوِّضَ عَنْهَا الْهَمْزَةُ و عَلَى هذَا فَوَزْنُهُ اعْلٌ قَالُوا و هذَا ضَعِيفٌ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذلِكَ لَقِيلَ فِى التَّصْغِيرِ (وُسَيْمٌ) وَ فِى الْجمْعِ (أَوْسَامٌ) و لِأَنَّكَ تَقُولُ (أَسْمَيْتُهُ) و لَوْ كَانَ مِنَ (السِّمَةِ) لَقُلْتَ (وَسَمْتُهُ).
__________________________________________________
 (1) المثل رقم 1787- مجمع الأمثال للميداني.

290
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سمو ص 290

و (سَمَّيْتُهُ) زَيْداً و (سَمَّيْتُهُ) بِزَيْدٍ جَعَلْتُهُ اسْماً لَهُ و عَلَماً عَلَيْهِ و (تَسَمَّى) هُو بِذَلِكَ.
[سنج‏]
سَنْجَةُ: المِيزَانِ مُعَرَّبٌ و الْجَمْعُ (سَنَجَاتٌ) مِثْلُ سَجْدَةٍ و سَجَدَاتٍ و (سِنَجٌ) أَيْضاً مِثْلُ قَصْعَةٍ و قِصَعٍ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ: قَالَ الْفَرَّاءُ هِىَ بِالسِّينِ و لَا تُقَالُ بالصَّادِ و عَكَسَ ابنُ السِّكِّيتِ و تَبِعَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ فَقَالا (صَنْجَةُ) المِيزَانِ بِالصَّادِ و لَا يُقَالُ بِالسِّينِ وَ فِى نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ (سَنْجَةٌ) و (صَنْجَةٌ) و السِّينُ أعْرَبُ و أَفْصَحُ فَهُمَا لُغَتَانِ و أَمَّا كَوْنُ السِّينَ أَفْصَحَ فَلِأَنَّ الصَّادَ وَ الْجِيمَ لَا يَجْتَمِعَانِ فى كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ و (سِنْجٌ) وِزَانُ حِمْلٍ بَلْدَةٌ مِنْ أَعْمَالِ مَرْوَ و إِلَيْهَا يُنْسَبُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا.
[سنح‏]
سَنَحَ: الشَّى‏ءُ (يَسْنَحُ) بفَتْحَتَيْنِ (سُنُوحاً) سَهُلَ و تَيَسَّرَ و (سَنَحَ) الطَّائِرُ جَرَى عَلَى يَمِينِكَ إلَى يَسَارِكَ و الْعَرَبُ تَتَيَامَنُ بِذلِكَ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: (السَّانِحُ) ما أَتَاكَ عَنْ يَمِينِكَ مِن طَائِرٍ و غَيْرِه و (سَنَحَ) لِى رَأْىٌ فِى كَذَا ظَهَرَ و (سَنَحَ) الْخَاطِرُ بِهِ جَادَ.
[سنخ‏]
السِّنْخُ: مِنْ كُلِّ شَىْ‏ءٍ أَصْلُهُ و الْجَمْعُ (أَسْنَاخٌ) مثلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (أَسْنَاخُ) الثَّنَايَا أُصُولُهَا و (سَنِخَ) الْفَمُ ذَهَبَتْ (أَسْنَاخُهُ) و (سَنَخَ) فِى الْعِلْمِ (سُنُوخاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ بِمَعْنَى رَسَخَ‏
[سند]
السَّنَدُ: بفَتْحَتَيْنِ مَا اسْتَنَدْتَ إِلَيْهِ مِن حَائِطٍ و غَيْرِه و (سَنَدْتُ) إِلَى الشَّى‏ء (سُنُوداً) مِنْ بَابِ قَعَدَ و (سَنِدْتُ) (أَسْنَدُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ. و (اسْتَنَدْتُ) إلَيْهِ بِمَعْنًى وَ يُعَدَّى بالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَسْنَدْتُهُ) إلَى الشَّى‏ءِ (فَسَنَدَ) هُوَ و مَا يُسْتَنَدُ إِلَيْهِ (مِسْنَدٌ) بكسر المِيمِ و (مُسْنَدٌ) بِضَمِّهَا و الْجَمْعُ (مَسَانِدُ) و (أَسْنَدْتُ) الْحَدِيثَ إِلَى قَائِلِه بِالْأَلِف رَفَعْتُهُ إِلَيْهِ بِذِكْرِ نَاقِلِه و (السَّنْدَانُ) بالْفَتْحِ وِزَانُ سَعْدَان زُبْرَةُ الْحَدَّادِ.
[سنر]
السِّنَّوْر: الْهِرُّ و الْأُنْثَى (سِنَّوْرَةٌ) قالَ ابنُ الْأَنْبَارِىِّ و هُمَا قَلِيلٌ فِى كَلَامِ الْعَرَبِ و الأَكْثَرُ أَنْ يُقَالَ هِرٌّ وَ ضَيْوَنٌ و الْجَمْعُ (سَنَانِيرُ).
[سنط]
رَجَلٌ (سِنَاطٌ): وِزَانُ كِتَابٍ «1» لَا لِحْيَةَ لَهُ و يُقَالُ خَفِيفُ الْعَارِضِيْنِ و (سَنِطَ) (سَنَطاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ:
[سنم‏]
السَّنَامُ: لِلْبَعِيرِ كَالْأَلْيَةِ لِلْغَنَمِ و الْجَمْعُ (أَسْنِمَةٌ) و (سُنِمَ) الْبَعِيرُ و (أُسْنِمَ) بِالْبَنَاءِ لِلْمَفْعُولِ عَظُمَ (سَنَامُهُ) و مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ (أَسْنَمَ) بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ و (سَنِمَ) (سَنَماً) فَهُوَ (سَنِمٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ كَذلِكَ و مِنْهُ قِيلَ: (سَنَّمْتُ) الْقَبْرَ (تَسْنِيماً) إِذَا رَفَعْتَهُ عَنِ الْأَرْضِ كَالسَّنَامِ و (سَنَّمْتُ) الْإِنَاءَ (تَسْنِيماً) مَلَأْتُهُ و جَعَلْتُ عَلَيْهِ طَعَاماً أَوْ غَيْرَهُ مِثْلَ السَّنَامِ و كُلُّ شَى‏ءٍ عَلَا شَيْئاً فَقَدْ (تَسَنَّمَهُ).
[سنن‏]
السِّنُّ: مِنَ الْفَمِ مُؤَنَّثَةٌ و جَمْعُهُ (أَسْنَانٌ) مِثْل حِمْلِ و أَحْمَالٍ و الْعَامَّةُ تَقُولُ (إِسْنَانٌ) بالْكَسْرِ و بالضَّمِّ وَ هُوَ خَطَأٌ و يُقَالُ لِلْإِنْسَانِ اثْنَتَانِ‏
__________________________________________________
 (1) فى القاموس: السناط بالكسر و الضم.

291
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سنن ص 291

وَ ثَلَاثُونَ سِنّاً (أَرْبَعُ ثَنَايَا) و (أَرْبَعُ رَبَاعِيَاتٍ) و (أَرْبَعَةُ أَنْبَابٍ) و (أَرْبَعَةُ نَوَاجِذَ) و (سِتَّةَ عَشَرَ ضِرْساً) وَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: (أَرْبَعُ ثَنَايَا) و (أَرْبَعُ رَبَاعِيَاتٍ) و (أَرْبَعَةُ أَنْيَابٍ) و (أَرْبَعَةُ نَوَاجِذَ) و (أَرْبَعُ ضَوَاحِكَ) و (اثْنَتَا عَشْرَةَ رَحىً).
و (السِّنُّ) إِذَا عَنَيْتَ بِهَا الْعُمْرَ مُؤَنَّثَةٌ أَيْضاً لِأَنَّها بِمَعْنَى الْمُدَّةِ و (سِنَانُ) الرُّمْحِ جَمْعُهُ (أَسِنَّةٌ) و (سَنَنْتُ) السِّكِّينَ (سَنّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَحْدَدْتُهُ و (سَنَنْتُ) الْمَاءَ عَلَى الْوَجْهِ صَبَبْتُهُ صَبّاً سَهْلًا و (الْمِسَنُّ) بِكَسْرِ المِيمِ (حَجَرٌ يُسَنُّ) عَلَيْهِ السِّكِّينُ و نَحْوُهُ و (السَّنَنُ) الْوَجْهُ مِنَ الْأَرْضِ و فِيهِ لُغَاتٌ أَجْوَدُهَا بِفَتْحَتَيْنِ و الثَّانِيَةُ بِضَمَّتَيْنِ و الثَّالِثَةُ وِزَانُ رُطَبٍ و يُقَالُ تَنَحَّ عَنْ (سَنَنِ) الطَّرِيقِ وَ عَنْ (سَنَنِ) الْخَيْل أَىْ عَنْ طَرِيقِهِا و فُلَانٌ عَلَى (سَنَنٍ) وَاحِدٍ أىْ طَرِيقٍ و (السُّنَّةُ) الطَّرِيقَةُ وَ (السُّنَّةُ) السِّيرَةُ حَمِيدَةً كَانَتْ أَوْ ذَمِيمَةً و الْجَمْعُ (سُنَنٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (المُسَنَّاةُ) حَائِطٌ يُبْنَى فِى وَجْهِ الْمَاءِ و يُسَمَّى السَّدَّ و (أَسَنَّ) الإِنْسَانُ و غَيْرُهُ (إِسْنَاناً) إِذَا كَبِرَ فَهُوَ (مُسِنٌّ) و الْأُنْثَى (مُسِنَّةٌ) و الْجَمْعُ (مَسَانُّ) قَالَ الْأَزْهَرِىُّ و لَيْسَ مَعْنَى (إِسْنَانِ) الْبَقَرِ و الشَّاةِ كِبَرُهَا كالرَّجُلِ و لكِنْ مَعْنَاهُ طُلُوعُ الثَّنِيَّةِ.
[سنه‏]
السَّنَةُ: الْحَوْلُ و هِيَ مَحْذُوفَةُ اللَّامِ و فِيهَا لُغَتَانِ. إِحْدَاهُمَا جَعْلُ اللَّامِ هَاءً و يُبْنَى عَلَيْهَا تَصَارِيفُ الْكَلِمَةِ و الْأَصْلُ (سَنْهَةٌ) و تُجْمَعُ عَلَى سَنَهَاتِ مثْلُ سَجْدَةٍ و سَجَدَاتٍ و تُصَغَّرُ عَلَى (سُنَيْهَةٍ) و (تَسَنَّهَتِ) النخْلَةُ و غَيْرُهَا أَتَتْ عَليهَا (سِنُونَ) و عَامَلْتُهُ (مُسَانَهَةً) وَ أَرْضٌ (سَنْهَاءُ) أَصَابَتْهَا (السَّنَةُ) و هِيَ الْجَدْبُ.
و الثَّانِيَةُ جَعْلُهَا وَاواً يُبْنَى عَلَيْهَا تَصَارِيفُ الْكَلِمَةِ أَيْضاً و الْأَصْلُ (سَنْوَةٌ) و تُجْمَعُ عَلَى (سَنَوَاتٍ) مثْلُ شَهْوَةٍ وَ شَهَوَاتٍ وَ تُصَغَّرُ عَلَى (سُنَيَّةٍ) و عَامَلْتُهُ (مُسَانَاةً) و أَرْضٌ (سَنْوَاءُ) أَصَابَتْهَا (السَّنَةُ) و (تَسَنَّيْتُ) عِنْدَهُ أَقَمْتُ سِنِينَ قَالَ النُّحَاةُ و تُجْمَعُ (السَّنَةُ) كَجَمْعِ الْمُذَكَّرِ السَّالِمِ أَيْضاً فَيُقَالُ (سِنُونَ) و (سِنِينَ) و تُحْذَفُ النُّونُ لِلْإِضَافَةِ وَ فِى لُغَةٍ تَثْبُتُ الْيَاءُ فِى الْأَحْوَالِ كُلِّهَا وَ تُجْعَلُ النُّونُ حَرْفَ إِعْرَابٍ تُنَوَّنُ فِى التَّنْكِيرِ وَ لَا تُحْذَفُ مَعَ الْإِضَافَةِ كَأَنَّهَا مِنْ أُصُولِ الْكَلِمَةِ و عَلَى هذِهِ اللُّغَةِ
قَوْلُهَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِيناً كَسِنِينِ يُوسُفَ».
و (السَّنَةُ) عِنْدَ الْعَرَبِ أَرْبَعَةُ أَزْمِنَةٍ و تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا و رُبَّمَا أُطْلِقَتِ (السَّنَةُ) عَلَى الْفَصْلِ الوَاحِدِ مَجَازاً يُقَالُ دَامَ الْمَطَرُ (السَّنَةَ) كُلَّها و الْمُرَادُ الْفَصْلُ.
[سنو]
السَّانِيَةُ: الْبَعِيرُ (يُسْنَى) عَلَيْهِ أَىْ يُسْتَقَى مِنَ الْبِئْرِ و السَّحَابَةُ (تَسْنُو) الْأَرْضَ أَىْ تَسْقِيهَا فَهِىَ (سَانِيَةٌ) أَيْضاً و (أَسْنَيْتُهُ) بِالْأَلِف‏

292
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سنو ص 292

رَفَعْتُهُ و (السَّنَاءُ) بِالْمَدِّ الرِّفْعَةُ و (السَّنَى) بِالْقَصْرِ نَبْتٌ وَ (السَّنَى) أَيْضاً الضَّوْءُ.
[سهر]
السَّهَر: عَدَمُ النَّوْمِ فِى اللَّيْلِ كُلِّهِ أَوْ فِى بَعْضِهِ يُقَالُ. (سَهِرَ) اللَّيْلَ كُلَّهُ أَوْ بَعْضَهُ إِذَا لَمْ يَنَمْ فَهُوَ (سَاهِرٌ) و (سَهْرَانُ) و (أَسْهَرْتُهُ) بالْأَلِفِ.
[سهك‏]
السَّهَكُ: مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ و هِى رِيحٌ كَرِيهَةٌ تُوجَدُ مِنَ الْإِنْسَانِ إِذَا عَرِقَ و قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ. (السَّهَكُ) رِيحُ الْعَرَقِ و الصَّدَأُ و (السَّهَكُ) أَيْضاً رِيحُ السَّمَكِ.
[سهل‏]
سَهُلَ: الشَّىْ‏ءُ بِالضَّمِّ (سُهُولَةً) لَانَ هذِهِ هِىَ اللُّغَةُ الْمَشْهُورَةُ قَالَ ابنُ القَطَّاعِ و قَالُوا (سَهِلَ) بِفَتْحِ الهَاءِ و كَسْرِهَا أَيْضاً و الْفَاعِلُ (سَهْلٌ) و بِهِ سُمِّىَ و بِمُصَغَّرِهِ أَيْضاً و أَرْضٌ (سَهْلَةٌ) ابْنُ فَارِسٍ (السَّهْلُ) خِلَافُ الحَزْنِ و قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (السَّهْلُ) خِلَافُ الجَبَلِ و النِسْبَةُ إِلَيْهِ (سُهْلِىٌّ) بِالضَّمِّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و (أَسْهَلَ) الْقَوْمُ بِالْأَلِفِ نَزَلُوا إِلَى السَّهْلِ و جَمْعُهُ (سُهُولٌ) مثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و هُوَ (سَهْلُ) الْخُلُقِ و (سَهَّلَ) اللَّهُ الشَّى‏ءَ بالتَّشْدِيدِ (فَتَسَهَّلَ) و (سَهُلَ) و (أَسْهَلَ) الدَّوَاءُ الْبَطْنَ أَطْلَقَهُ و الْفَاعِلُ و الْمَفْعُولُ عَلَى قِيَاسِهِمَا «1» وَ لَا يُعَوَّلُ عَلَى قَوْلِ النَّاسِ (مَسْهُولٌ) إِلَّا أَنْ يُوجَدَ نَصٌّ يُوثَقُ بِهِ.
[سهم‏]
السَّهْمُ: النَّصِيبُ و الْجَمْعُ (أَسْهُمٌ) و (سِهَامٌ) و (سُهْمَانٌ) بِالضَّمِّ و (أَسْهَمْتُ) لَهُ بالْأَلِفِ أَعْطَيْتُهُ (سَهْماً) و (سَاهَمْتُهُ) (مُسَاهَمَةً) بِمَعْنَى قَارَعْتُهُ مُقَارَعَةً و (اسْتَهَمُوا) اقْتَرَعُوا. و (السُّهْمَةُ) وِزَانُ غُرْفَةٍ: النَّصِيبُ و تَصْغِيرُهَا (سُهَيْمَةٌ) و بِهَا سُمِّى و مِنْهَا (سُهَيْمَةُ بِنْتُ عُمَيْرٍ الْمُزَنِيَّةُ) امْرَأَةُ يَزِيدَ بنِ رُكَانَةَ الَّتى بَتَّ طَلَاقَهَا. و (السَّهْمُ) وَاحِدٌ مِنَ النَّبْلِ وَ قِيلَ: (السَّهْمُ) نَفْسُ النَّصْلِ.
[سهو]
سَهَا: عَنِ الشَّيْ‏ءِ (يَسْهُو) (سَهْواً) غَفَل و فَرَقُوا بَيْنَ (السَّاهِي) و النَّاسِي بِأَنَّ (النَّاسِيَ) إِذَا ذَكَّرْتَه تَذَكَّرَ و (السَّاهِىَ) بِخِلَافِهِ و (السَّهْوَةُ) الْغَفْلَةُ و (سَهَا) إِلَيْهِ نَظَر سَاكِنَ الطَّرْفِ.
[سوج‏]
السَّاجُ: ضَرْبٌ عَظِيمٌ مِنَ الشَّجَرِ الْوَاحِدَةُ (سَاجَةٌ) و جَمْعُهَا (سَاجَاتٌ) وَ لَا يَنْبُتُ إِلَّا بِالْهِنْدِ و يُجْلَبُ مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا و قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (السَّاجُ) خَشَبٌ أَسْوَدُ رَزِينٌ يُجْلَبُ مِنَ الْهِنْدِ و لَا تَكَادُ الْأَرْضُ تُبْلِيهِ و الْجَمْعُ (سِيْجَانٌ) مثْلُ نَارٍ و نِيرَانٍ و قَالَ بَعْضُهُم (السَّاجُ) يُشْبِهُ الآبنوسَ و هُوَ أَقَلُّ سَوَاداً مِنْه و (السَّاجُ) طَيْلَسَانٌ مُقَوَّرٌ يُنْسَجُ كَذلِكَ و جَمْعُهُ (سِيجَانٌ) و (السِّيَاجُ) مَا أُحِيطَ بِهِ عَلَى الْكَرْمِ وَ نَحْوِه مِنْ شَوْكٍ و نَحْوِهِ و الْجَمْعُ (أَسْوِجَةٌ) و (سُوجٌ) و الْأَصْلُ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ لكِنَّهُ أُسْكِنَ اسْتِثْقَالًا لِلضَّمَّةِ
__________________________________________________
 (1) فالفاعل مُسْهِلٌ و المفعول مُسْهَل- و العامة يقولون دواء مُسَهّلٌ بفتح السين و تشديد الهاء. و الصواب مُسْهِل بسكون السين و تخفيف الهاء.

293
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سوج ص 293

عَلَى الْوَاوِ و (سَوَّجْتُ) عَلَيْهِ و (سَيَّجْتُ) بِالْيَاءِ أَيْضاً عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ إِذَا عَمِلْت عَلَيْهِ (سِيَاجاً).
[سوح‏]
سَاحَةُ: الدَّارِ الْمَوْضِعُ الْمُتَّسِعُ أَمَامَهَا و الْجَمْعُ (سَاحَاتٌ) و (سَاحٌ) مثْلُ سَاعَةٍ و سَاعَاتٍ و سَاعٍ.
[سيخ‏]
سَاخَتْ: قَوَائِمُهُ فِى الْأَرْضِ (سَوْخاً) و (تَسِيخُ) (سَيْخاً) مِنْ بَابَىْ قَالَ و بَاعَ و هُوَ مِثْلُ الْغَرَقِ فِى الْمَاءِ و (سَاخَتْ) بِهِمُ الْأَرْضُ بِالْوَجْهَيْنِ خَسَفَتْ وَ يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَسَاخَهُ) اللَّهُ.
[سود]
السَّوَادُ: لَوْنٌ مَعْرُوفٌ يُقَالُ (سَوِدَ) (يَسْوَدُ) مُصَحَّحاً مِنْ بَابِ تَعِبَ فالذَّكَرُ (أَسْودُ) و الْأُنْثَى (سَوْدَاءُ) و الْجَمْعُ (سُودٌ) و يُصَغَّرُ (الْأَسْوَدُ) على (أُسَيِّد) عَلَى الْقِيَاسِ و عَلَى (سُوَيْدٍ) أَيْضاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و يُسَمَّى تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ «1» وَ بِهِ سُمِّىَ وَ مِنْهُ (سُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ) و (اسْوَدَّ) الشَّى‏ءُ و (سَوَّدْتُهُ) (بِالسَّوَادِ) (تَسْوِيداً) و (السَّوَادُ) الْعَدَدُ الْكَثِيرُ و الشَّاةُ تَمْشِى فِى (سَوَادٍ) وَ تَأْكُلُ فِى (سَوَادٍ) و تَنْظُرُ فى (سَوَادٍ) يُرَادُ بِذَلِكَ سَوَادُ قَوَائِمِهَا و فَمِهَا و مَا حَوْلَ عَيْنَيْهَا و الْعَرَبُ تُسَمِّى الْأَخْضَرَ (أَسْوَدَ) لِأَنَّهُ يُرَى كَذلِكَ عَلَى بُعْدٍ و مِنْهُ (سَوَادُ) العِرَاقِ لِخُضْرَةِ أَشْجَارِهِ و زُرُوعِهِ. و كُلُّ شَخْصٍ مِنْ إنْسَانٍ و غَيْرِهِ يُسَمَّى (سَوَاداً) و جَمْعُهُ (أَسْوِدَةٌ) مِثْلُ جَنَاحٍ و أَجْنِحَةٍ و مَتَاعٍ و أَمْتِعَةٍ و (السَّوَادُ) الْعَدَدُ الْأَكْثَرُ و (سَوَادُ) الْمُسْلِمِينَ جَمَاعَتُهُمْ و اقْتُلُوا (الْأَسْوَدَيْنِ) فِى الصَّلَاةِ يَعْنِى الْحَيَّةَ و العَقْرَبَ و الْجَمْعُ (الْأَسَاوِدُ) و (سَادَ) (يَسُودُ) (سِيَادَةً) وَ الاسْمُ (السُّودَدُ) و هُوَ الْمَجْدُ و الشَّرَفُ فَهُوَ (سَيِّدٌ) و الْأُنْثَى (سَيِّدَةٌ) بِالْهَاءِ ثُمَّ أُطْلِقَ ذلِكَ عَلى الْمَوَالِى لِشَرَفِهمْ عَلى الْخَدَمِ و إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فى قَوْمِهِمْ شَرَفٌ فَقِيلَ (سَيِّدُ) الْعَبْدِ و (سَيِّدَتُهُ) و الْجَمْعُ (سَادَةٌ) و (سَادَاتٌ) وَ زوجُ الْمَرْأَةِ يُسَمّى (سَيِّدَهَا) وَ (سَيِّدُ) الْقَوْمِ رَئِيسُهُمْ و أَكْرَمُهُمْ و (السَّيِّدُ) الْمَالِكُ و تَقَدَّمَ وَزْنُ (سَيِّدٍ) فى (جود) و (السَّيِّدُ) مِنَ الْمَعْزِ الْمُسِنُّ و (السَّوْدُ) أَرْضٌ يَغْلِبُ عَلَيْهَا السَّوَادُ و قَلَّمَا تَكُونُ إِلَّا عِنْدَ جَبَلٍ فِيهَا مَعْدِنٌ.
الْقِطْعَةُ (سَوْدَةٌ) وَ بِها سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ و (الْأَسْوَدَانِ) الْمَاءُ و التَّمْرُ.
[سور]
سَارَ: (يَسُورُ) إذَا غَضِبَ و (السَّوْرَةُ) اسْمٌ مِنْهُ و الْجَمْعُ (سَوْرَاتٌ) بالسُّكُونِ لِلتَّخفِيفِ و قالَ الزُّبيدِىُّ (السَّوْرَةُ) الْحِدَّةُ و (السَّوْرَةُ) الْبَطْشُ و (سَارَ) الشَّرَابُ (يَسُورُ) (سَوْراً) و (سَوْرَةً) إِذَا أَخَذَ الرَّأْسَ (و سَوْرَةُ) الْجُوعِ و الخَمْرِ الحِدَّةُ أَيْضاً وَ مِنْهُ (الْمُسَاوَرَةُ) وَ هِيَ الْمُوَاثَبَةُ و فى‏
__________________________________________________
 (1) تصغير الترخيم قياسى عند الصرفيين. فتصغير أسود على سُويدٍ قياسى.

294
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سور ص 294

التَّهْذِيبِ و الْإِنْسَانُ (يُسَاوِرُ) إنْسَاناً إِذَا تَنَاولَ رَأْسَهُ و مَعْنَاهُ الْمُغَالَبَةُ و (سِوَارُ) الْمَرْأَةِ مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (أَسْوِرَةٌ) مِثْلُ سِلَاحٍ و أَسْلِحَةٍ و (أَسَاوِرَةٌ) أَيْضاً وَ رُبَّمَا قِيلَ (سُورٌ) و الْأَصْلُ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ لَكِنْ أُسْكِنَ لِلتَّخْفِيفِ و (السُّوَارُ) بالضَّمِّ لُغَةٌ فِيهِ. و (الْإِسْوَارُ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ قَائِدُ الْعَجَمِ كَالْأَمِيرِ فى الْعَرَبِ و الْجمْعُ (أَسَاوِرَةٌ) و (السُّورَةُ) مِنَ الْقرْآنِ جَمْعُهَا (سُوَرٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (سُورُ) الْمَدِينَةِ الْبِنَاءُ الْمُحِيطُ بِهَا و الْجَمْعُ (أَسْوَارٌ) مِثْلُ نُورٍ و أَنْوَارٍ و (السُّؤْرُ) بالْهَمْزَةِ مِنَ الْفَأْرَةِ و غَيْرِهَا كَالرِّيقِ مِنَ الْإِنْسَانِ.
[سوس‏]
السُّوسُ: الدُّودُ الَّذِى يَأْكُلُ الْحَبَّ و الْخَشَبَ الْوَاحِدَةُ (سُوسَةٌ) و الْعِيَالُ (سُوسُ) الْمَالِ أَىْ تُفْنِيهِ قَلِيلًا قَلِيلًا كَمَا يَفْعَلُ (السُّوسُ) بِالحَبِّ وَ إِذَا وَقَعَ (السُّوسُ) فِى الْحَبِّ فَلَا يَكَادُ يَخْلُصُ مِنْهُ و (سَاسَ) الطَّعَامُ (يَسُوسُ) (سَوْساً) و (سَاساً) مِنْ بَابِ قَالَ و (سَاسَ) (يَسَاسُ) (سَوَساً) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ (أَسَاسَ) بِالْأَلِفِ و (سَوَّسَ) بِالتَّشْدِيدِ إِذَا وَقَعَ فِيهِ (السُّوسُ). كُلُّهَا أَفْعَالٌ لَازِمَةٌ. و تُطْلَقُ (السُّوسَةُ) عَلَى العُثَّةِ وَ هِىَ الدُّودَةُ الَّتِى تَقَعُ فِى الصُّوفِ وَ الثِّيَابِ. و (سَاسَ) زَيْدٌ الْأَمْرَ (يَسُوسُهُ) (سِيَاسَةً) دَبَّرَهُ و قَامَ بِأَمْرِهِ. و (السَّوْسَنُ) نَبَاتٌ يُشْبهُ الرَّيَاحِينَ عَرِيضُ الْوَرَقِ وَ لَيْسَ لَهُ رَائِحَةٌ فائِحَةٌ كَالرَّيَاحِينِ و الْعَامَّةُ تَضُمُّ الْأَوَّلَ و الْكَلَامُ فِيهَا مثْلُ جَوْهَرٍ و كَوْثَرٍ لِأَنَّ بَابَ فَوْعَلِ مُلْحَقٌ بِبَابِ فَعْلَلٍ بفَتْحِ الْفَاء و اللَّامِ و أَمَّا فُعْلَلٌ بِضَمِّ الْفَاءِ و فَتْحِ اللَّامِ فَلَا يُوجَدُ إلَّا مُخَفَّفاً نَحْوُ جُنْدَبٍ مَعَ جَوَازِ الْأَصْلِ و الْأَصْلُ هُنَا مُمْتَنِعٌ فَيَمْتَنِعُ الْإِلْحَاقُ.
[سوط]
السَّوْطُ: مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (أَسْوَاطٌ) و (سِيَاطٌ) مثْلُ ثَوْبٍ و أَثْوَابٍ و ثِيَابٍ و ضَرَبَهُ (سَوْطاً) أَىْ ضَرَبَهُ (بِسَوْطٍ) و قَوْلُهُ تَعَالَى «سَوْطَ عَذابٍ» أَىْ أَلَمَ سَوْطِ عَذَابٍ و الْمُرَادُ الشِّدَّةُ لِمَا عُلِمَ أَنَّ الضَّرْبَ بِالسَّوْطِ أَعْظَمُ أَلَماً مِنْ غَيْرِهِ.
[سوع‏]
السَّاعَةُ: الْوَقْتُ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَ الْعَرَبُ تُطْلِقُهَا و تُرِيدُ بِهَا الْحِينَ و الْوَقْتَ و إنْ قَلَّ و عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى «لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً»* و مِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلامُ «مَنْ رَاحَ فِى السَّاعَةِ الْأُولَى».
الْحَدِيث لَيْسَ الْمُرَادُ السَّاعَةَ الَّتِى يَنْقَسِمُ عَلَيْهَا النَّهَارُ الْقِسْمَةَ الزَّمَانِيَّةَ بَلِ الْمُرَادُ مُطْلَقُ الْوَقْتِ و هُوَ السَّبْقُ و إِلَّا لَاقْتَضَى أَنْ يَسْتَوِىَ مَنْ جَاءَ فى أَوَّلِ السَّاعَةِ الْفَلَكِيَّةِ وَ مَنْ جَاءَ فِى آخِرِهَا لِأَنَّهُمَا حَضَرا فِى سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ و لَيْسَ كَذلِكَ بَلْ مَنْ جَاءَ فِى أَوّلِهَا أَفْضَلُ مِمَّنْ جَاءَ فِى آخِرِهَا و الْجَمْعُ (سَاعَاتٌ) و (سَوَاعٍ) و هُوَ مَنْقُوصٌ و (سَاعٌ) أَيْضاً.
[سوغ‏]
سَاغَ: (يَسُوغُ) (سَوْغاً) مِنْ بَابِ قَالَ: سَهُلَ مَدْخَلُهُ فِى الْحَلْقِ و (أَسَغْتُهُ) (إِسَاغَةً) جَعَلْتُهُ (سَائِغاً) و يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فِى لُغَةٍ وَ قَوْلُه‏

295
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سوغ ص 295

تَعَالَى «وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ»
 أَىْ يَبْتَلِعُهُ و مِنْ هُنَا قِيلَ (سَاغَ) فِعْلُ الشَّى‏ءِ بِمَعْنَى الإِبَاحَةِ و يَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (سَوَّغْتُهُ) أَىْ أَبَحْتُهُ و (السِّوَاغُ) بِالْكَسْرِ مَا يُسَاغُ بِه الْغُصَّةُ و (أَسَغْتُهَا) (إسَاغَةً) ابْتَلَعْتُهَا (بِالسِّوَاغِ)
[سوف‏]
سَافَ: الرَّجُلُ الشَّىْ‏ءَ (يَسُوفُهُ) (سَوْفاً) مِنْ بَابِ قَالَ اشْتَمَّهُ و يُقَالُ إِنَّ (الْمَسَافَةَ) مِنْ هذَا و ذَلِكَ أَنَّ الدَّلِيلَ (يَسُوفُ) تُرَابَ الْمَوْضِعِ الّذِى ضَلَّ فِيهِ فَإِنِ (اسْتَافَ) رَائِحَةَ الْأَبْوَالِ و الْأَبْعَارِ عَلِمَ أَنَّهُ عَلَى جَادَّةِ الطَّرِيقِ وَ إِلَّا فَلَا قَالَ الشَّاعِرُ: «1»
          إِذَا الدَّلِيلُ اسْتَافَ أَخْلَاقَ الطُّرُق‏
 أَصْلُهَا مَفْعَلَةٌ و الْجَمْعُ (مَسَافَاتٌ) و بَيْنَهُمْ (مَسَافَةٌ) بَعِيدَةٌ.
و (سَوْفَ) كَلِمَةُ وَعْدٍ وَ مِنْهُ (سَوَّفْتُ) بِهِ (تَسْوِيفاً) إِذَا مَطَلْتَهُ بِوَعْدِ الْوَفَاءِ وَ أَصْلُهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى: (سَوْفَ أَفْعَلُ).
[سوق‏]
سُقْتُ: الدَّابَّةَ (أَسُوقُهَا) (سَوْقاً) و الْمَفْعُولُ (مَسُوقٌ) عَلى مَفُولٍ. و (سَاقَ) الصَّدَاقَ إِلَى امْرَأَتِهِ حَمَلَهُ إِلَيْهَا و (أَسَاقَهُ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و (سَاقَ) نَفْسَهُ و هُوَ فِى (السِّيَاقِ) أَىْ فِى النَّزْعِ. و (السَّاقُ) مِنَ الْأَعْضَاءِ أُنْثَى و هُوَ مَا بَيْنَ الرُّكْبَةِ و القَدَمِ و تَصْغِيرُهَا (سُوَيْقَةٌ) و (السُّوقُ) يُذَكَّرُ و يُؤَنَّثُ و قَالَ أَبُو إسْحقَ (السُّوقُ) الَّتِى يُبَاعُ فِيهَا مُؤَنَّثَةٌ و هُوَ أَفْصَحُ و أَصَحُّ و تَصْغِيرُهَا (سُوَيْقَةٌ) و التَّذْكِيرُ خَطَأٌ لِأَنَّهُ قِيلَ (سُوقٌ) نَافِقَةٌ وَ لَمْ يُسْمَعْ نَافِقٌ بِغَيْرِ هَاءٍ و النِّسْبَةُ إِلَيْهَا (سُوقِىٌّ) عَلَى لَفْظِهَا. و قَوْلُهُمْ رَجُلٌ (سُوقَةٌ) لَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْأَسْوَاقِ كَمَا تَظُنُّهُ الْعَامَّةُ بَلِ (السُّوقَةُ) عِنْدَ الْعَرَبِ خِلَافُ الْمَلِكِ قَالَ الشَّاعِرُ «2»:
         فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ و الْأَمْرُ أَمْرُنَا             إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ «3»
و تُطْلَقُ (السُّوقَةُ) عَلَى الْوَاحِدِ و الْمُثَنَّى و الْمَجْمُوعِ وَ رُبَّمَا جُمِعَتْ عَلَى (سُوَقٍ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ. و (سَاقُ) الشَّجَرَةِ مَا تَقُومُ بِهِ و الْجَمْعُ (سُوْقٌ) و (سَاقُ حُرٍّ) ذَكَرُ القَمَارِىِّ و هُوَ الوَرَشَانُ.
و قَامَتِ الْحَرْبُ عَلَى (سَاقٍ) كِنَايَةٌ عَنْ الالْتِحَامِ وَ الاشْتِدَادِ. و (السَّوِيقُ) مَا يُعْمَلُ مِنَ الْحِنْطَةِ و الشَّعِيرِ مَعْرُوفٌ و (تَسَاوَقَتِ) الْإِبِلُ تَتَابَعَتْ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ و جَمَاعَةٌ.
و الْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ (تَسَاوَقَتِ) الْخِطْبَتَانِ و يُرِيدُونَ الْمُقَارَنَةَ و الْمَعِيَّةَ و هُوَ مَا إِذَا وَقَعَتَا مَعاً وَ لَمْ تَسْبِقْ إحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَ لَمْ أَجِدْهُ فِى كُتُبِ اللُّغَةِ بِهذَا الْمَعْنَى.
__________________________________________________
 (1) رؤبة.
 (2) حرقة أو هند بنت النعمان عند ما قابلت المغيرة ابن شعبة و هو أمير الكوفة و سألها عن حالها- و البيت من شواهد المغنى- و روايته- ليس نُتْنَصفُ و بعد البيت:
         فأف لدنيا لا يدوم نعيمها             تقلب تارات بنا و تصرف.
 (3) قال الزمخشرى روى بفتح النون و ضمها- الأساس نصف.

296
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سوك ص 297

[سوك‏]
السِّوَاكُ: عُودُ الْأَرَاكِ و الْجَمْعُ (سُوكٌ) بِالسُّكُونِ و الْأَصْلُ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ كِتَابٍ و كُتُبٍ و (الْمِسْوَاكُ) مِثْلُهُ و (سَوَّكَ) فَاهُ (تَسْوِيكاً) وَ إِذَا قِيلَ (تَسَوَّكَ) أَوِ (اسْتَاكَ) لَمْ يَذْكُرِ الْفَمَ و (السِّوَاكُ) أَيْضاً مَصْدَرٌ وَ مِنْهُ قَوْلُهُمْ وَ يُكْرَهُ (السِّوَاكُ) بَعْدَ الزَّوَالِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: و (السِّوَاكُ) مَأْخُوذٌ مِنْ (تَسَاوَكَتِ) الْإِبِلُ إِذَا اضْطَرَبَتْ أَعْنَاقُهَا مِنَ الْهُزَالِ. و قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ (سُكْتُ) الشَّى‏ءَ (أَسُوكُهُ) (سَوْكاً) مِنْ بَابِ قَالَ إِذَا دَلَكْتُهُ وَ مِنْهُ اشْتِقَاقُ (السِّوَاكِ).
[سول‏]
سَوَّلْتُ: لَهُ الشَّىْ‏ءَ بالتَّثْقِيلِ زَيَّنْتُهُ. و (سَأَلْتُ) اللّهَ الْعَافِيَةَ طَلَبْتُهَا (سُؤَالًا) و (مَسْأَلَةً) و جَمْعُهَا (مَسَائِلُ) بِالْهَمْزِ و (سَأَلْتُهُ) عَنْ كَذَا اسْتَعْلَمْتُهُ و (تَسَاءَلُوا) (سَأَلَ) بَعْضُهُمْ بَعْضاً و (السُّؤْلُ) مَا يُسْأَلُ وَ (الْمَسْئُولُ) الْمَطْلُوبُ. و الْأَمْرُ مِنْ (سَأَلَ) (اسْأَلْ) بِهَمْزَةِ وَصْلٍ فَإِنْ كَانَ مَعَهُ وَاوٌ جَازَ الْهَمْزُ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ و جَازَ الْحَذْفُ لِلتَّخْفِيفِ نَحْوُ و (اسْأَلُوا) و (سَلُوا) وَ فِيهِ لُغَةٌ (سَالَ) (يَسَالُ) مِنْ بَابِ خَافَ و الْأَمْرُ مِنْ هذِهِ (سَلْ) وَ فِى الْمُثَنَّى و الْمَجْمُوعِ (سَلَا) و (سَلُوا) عَلَى غَيْر قِيَاسٍ «1» و (سِلْتُهُ) أَنَا وَ هُمَا (يَتَسَاوَلَانِ).
[سوم‏]
سَامَتِ: المَاشِيَةُ (سَوْماً) مِنْ بَابِ قَالَ رَعَتْ بِنَفْسِهَا و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَسَامَهَا) رَاعِيهَا قَالَ ابنُ خَالَوَيْهِ وَ لَمْ يُسْتَعْمَلِ اسْمُ مَفْعُولٍ مِنَ الرُّبَاعِىِّ بَلْ جُعِلَ نَسْياً مَنْسِيّاً وَ يُقَالُ (أَسَامَهَا) فَهِىَ (سَائِمَةٌ) و الْجَمْعُ (سَوَائِمُ) و (سَامَ) البَائِعُ السِّلْعَةَ (سَوْماً) مِنْ بَابِ قَالَ أَيْضاً عَرَضَهَا لِلْبَيْع وَ (سَامَهَا) الْمُشْتَرِى و (اسْتَامَهَا) طَلَبَ بَيْعَهَا و مِنْهُ «لَا يَسُومُ أَحَدُكُمْ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ».
أَىْ لَا يَشْتَرِ و يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَى الْبَائِعِ أَيْضاً و صُورَتُهُ أَنْ يَعْرِضَ رَجُلٌ عَلَى الْمُشْتَرِى سِلْعَتَهُ بِثَمَنٍ فَيَقُولُ آخَرُ عِنْدِى مِثْلُهَا بِأَقَلَّ مِنْ هذَا الثَّمَنِ فَيَكُونُ النَّهْىُ عَامّاً فِى الْبَائِعِ وَ الْمُشْتَرِى و قَدْ تُزَادُ البَاءُ فِى الْمَفْعُولِ فَيُقَالُ (سُمْتُ) بِهِ و (التَّسَاوُمُ) بَيْنَ اثْنَيْنِ أَنْ يَعْرِضَ الْبَائِعُ السِّلْعَةَ بِثَمَنٍ وَ يَطْلُبُهَا صَاحِبُهُ بِثَمَنٍ دُونَ الْأَوَّلِ. و (سَاوَمْتُهُ) (سِوَاماً) و (تَسَاوَمْنَا) و (اسْتَامَ) عَلَىَّ السِّلْعَةَ أَى (اسْتَامَ) عَلَى (سَوْمِى) و (سُمْتُهُ) ذُلًّا (سَوْماً) أَوْلَيْتُهُ و أَهَنْتُهُ.
و الْخَيْلُ (الْمُسَوَّمَةُ) قَالَ الْأَزْهَرِىُّ الْمُرْسَلَةُ و عَلَيْهَا رُكْبَانُها قَالَ فِى الصِّحَاحِ (الْمُسَوَّمَةُ) الْمَرْعِيَّةُ و (الْمُسَوَّمَةُ) الْمُعْلَمَةُ و مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ (سَامَ) الْمُشْتَرِى بِهَا و ذلِكَ إِذَا ذَكَرَ
__________________________________________________
 (1) لأن القياس يقتضى أن يقال: سالا و سالوا: كقولهم:
خافا و خافوا و قد قال بعضهم إن هذا الإسناد دليل على أن سال يسال تخفيف سأل يسأل: و لكن ردّ عليه بقولهم هما يتساولان بالواو و بقولهم سِلت بكسر السين: و لو كان مخففا عن المهموز لقالوا يتساولان و سَلْت بفتح السين.

297
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سوم ص 297

الثَّمَنَ فَإِنْ ذَكَرَ البَائعُ الثَّمَنَ قُلْتُ سَامَنِى الْبَائِعُ بِهَا.
[سوي‏]
سَاوَاهُ: (مُسَاوَاةً) مَاثَلَهُ و عَادَلَهُ قَدْراً أَوْ قِيمَةً و مِنْهُ قَوْلُهُمْ هذَا يُسَاوِى دِرْهَماً أَىْ تُعَادِلُ قِيمَتُهُ دِرْهَماً وَ فِى لُغَةٍ قَلِيلَةٍ (سَوِىَ) دِرْهَماً (يَسْوَاهُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ و مَنَعَهَا أَبُو زَيْدٍ فَقَالَ يُقَالُ (يُسَاوِيهِ) وَ لَا يُقَالُ (يَسْوَاهُ) قَالَ الْأَزْهَرِىُّ و قَوْلُهُمْ (لَا يَسْوَى) لَيْسَ عَرَبِيّاً صَحِيحاً. و (اسْتَوَى) الطَّعَامُ أَىْ نَضَجَ و (اسْتَوَى) الْقَوْمُ فِى الْمَالِ إذَا لَمْ يَفْضُلْ مِنْهُمْ أَحَدٌ عَلَى غَيْرِهِ و (تَسَاوَوْا) فِيهِ وَ هُمْ فِيهِ (سَوَاءٌ) و (اسْتَوَى) جَالِساً و (اسْتَوَى) عَلَى الْفَرَسِ اسْتَقَرّ و (اسْتَوَى) الْمَكَانُ اعْتَدَلَ و (سَوَّيْتُهُ) عَدَّلْتُهُ و (اسْتَوَى) إلَى الْعِرَاقِ قَصَدَ و (اسْتَوَى) عَلَى سَرِيرِ الْمُلْكِ كِنَايَةٌ عَنِ التَّمَلُّكِ و إِنْ لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ كَمَا قِيلَ مَبْسُوطُ الْيَدِ و مَقْبُوضُ الْيَدِ كِنَايَةٌ عَنِ الْجُودِ و الْبُخْلِ و قَصَدْتُ الْقَوْمَ سِوَى زَيْدٍ أَىْ غَيْرَهُ.
[سوأ]
و (أَسَاءَ) زَيْدٌ فِى فِعْلِهِ و فَعَلَ (سُوءاً) وَ الاسْمُ (السُّوءَى) عَلَى فُعْلَى و هُوَ رَجُلُ (سَوْءٍ) بِالْفَتْحِ و الْإِضَافَةِ و (عَمَلُ سَوْءٍ) فَإِنْ عَرَّفْتَ الْأَوَّلَ قُلْتَ الرَّجُلُ (السَّوْءُ) و الْعَمَلُ (السَّوْءُ) عَلَى النَّعْتِ. و (أَسَأْتُ) بِهِ الظَّنَّ و (سُؤْتُ) بِهِ ظَنّاً يَكُونُ الظَّنُّ مَعْرِفَةً مَعَ الرُّبَاعِىِّ و نَكِرَةً مَعَ الثُّلَاثِىِّ وَ مِنْهُمْ مَنْ يُجِيزُهُ نَكِرَةً فِيهِمَا و هُوَ خِلَافُ أَحْسَنْتُ بِه الظَّنَّ. و (السَّيِّئَةُ) خِلَافُ الْحَسَنَةِ. و السّيِّئُ خِلَافُ الْحَسَنِ و هُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ (سَاءَ) (يَسُوءُ) إِذَا قَبُحَ و هوَ (أَسْوَأُ) القَوْمِ وَ هِىَ السُّوأَى أَىْ أَقبَحُهُمْ و النَّاسُ يَقُولُونَ (أَسْوَأُ) الْأَحْوَالِ و يُرِيدُونَ الْأَقَلَّ أَوِ الْأَضْعَفَ و (الْمَسَاءَةُ) نَقِيضُ الْمَسَرَّةِ و أَصْلُهَا مَسْوَأَةٌ عَلَى مَفْعَلَةٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ و الْعَيْنِ وَ لِهذَا تُرَدُّ الْوَاوُ فِى الْجَمْعِ فَيُقَالُ هِىَ (الْمَسَاوِى) لكِنِ اسْتُعْمِلَ الْجَمْعُ مُخَفَّفاً و بَدَتْ (مَسَاوِيهِ) أَىْ نَقَائِصُهُ و مَعَايِبُهُ و (السَّوْءَةُ) الْعَوْرَةُ وَ هِىَ فَرْجُ الرَّجُلِ و الْمَرْأَةِ و التَّثْنِيَةُ (سَوْءَتَانِ) و الْجَمْعُ (سَوْآتٌ) سُمِّيَتْ (سَوْأَةً) لِأَنَّ انْكِشَافَهَا لِلنَّاسِ (يَسُوءُ) صَاحِبَهَا.
[سيب‏]
سَابَ: الْفَرَسُ وَ نَحْوُهُ (يَسِيبُ) (سَيَبَاناً) ذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ و (سَابَ) الْمَاءُ جَرَى فَهُوَ (سَائِبٌ) و بِاسْمِ الْفَاعِلِ سُمِّىَ و (السَّائِبَةُ) أُمُّ الْبَحِيرَةِ وَ قِيلَ (السَّائِبَةُ) كُلُّ نَاقَةٍ (تُسَيَّبُ) لِنَذْرٍ فَتَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ و (السَّائِبَةُ) الْعَبْدُ يُعْتَقُ وَ لَا يَكُونُ لِمُعْتِقِهِ عَلَيْهِ وَلَاءٌ فَيَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ شَاءَ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَ هُوَ الَّذِى وَرَدَ النَّهْىُ عَنْهُ و (سَيَّبْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ فَهُو (مُسَيَّبٌ) وَ بِاسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّىَ وَ مِنْهُ (سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ) و هذَا هُوَ الْأَشْهَرُ فِيهِ وَ قِيلَ (سَعِيدُ بنُ الْمُسَيِّبِ) و هذَا هُوَ الْأَشْهَرُ فِيهِ وَ قِيلَ (سعِيدُ بنُ الْمُسَيِّبِ) اسْمُ فَاعِلٍ قَالَهُ الْقَاضِى عِيَاضٌ و ابْنُ الْمَدِينِىِّ وَ قَالَ بَعْضُهُم‏

298
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سيب ص 298

أَهْلُ العِرَاقِ يَفْتَحُونَ و أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَكْسِرُونَ و يَحْكُونَ عَنْهُ أَنَّهَ كَانَ يَقُولُ (سَيَّبَ اللَّهُ مَنْ سَيَّبَ أَبِى) و (انْسَابَتِ) الْحَيَّةُ (انْسِيَاباً) و (انْسَابَ الْمَاءُ) جَرَىِ بِنَفْسِه.
و (السَّيْبُ) الرِّكَازُ و جَمْعُهُ سُيُوبٌ مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (السَّيْبُ) الْعَطَاءُ.
[سيح‏]
سَاحَ: فِى الْأَرْضِ (يَسِيحُ) (سَيْحاً) و يُقَالُ لِلْمَاءِ الْجَارِى (سَيْحٌ) تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ و (سَيْحُونُ) بالْوَاوِ نَهْرٌ عَظِيمٌ دُونَ (جَيْحُونَ) وَ فِى كِتَابِ الْمَسَالِكِ أَنَّهُ يَجْرِى مِنْ حُدُودِ بِلَادِ التُّركِ وَ يَصُبُّ فِى بُحَيْرَةِ خُوَارَزْمَ و يُعْرَفُ بِنَهْرِ الشَّاشِ. و قَالَ الْوَاحِدِىُّ فِى التَّفْسِيرِ هُوَ نَهْرُ الْهِنْدِ و (سَيْحَانُ) بالْأَلِفِ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ بِلَادِ الرُّومِ و يَمُرُّ بِطَرَفِ الشَّأْمِ بِبِلَادٍ تُسَمَّى فِى وَقْتِنَا (سِيسَ) و يَلْتَقِى مَعَ جَيْحَانَ و يَصُبُّ فى الْبَحْرِ الْمِلْحِ.
[سير]
سَارَ: (يَسِيرُ) (سَيْراً) و (مَسِيراً) يَكُونُ بِاللَّيْلِ و النَّهَارِ و يُسْتَعْمَلُ لَازِماً و مُتَعَدِّياً فَيُقَالُ (سَارَ) الْبَعِيرُ و (سِرْتُهُ) فَهُوَ (مَسِيرٌ) و (سَيَّرْتُ) الرَّجُلَ بِالتَّثْقِيلِ (فَسَارَ) و (سَيَّرْتُ) الدَّابَّةَ فَإِذَا رَكِبَهَا صَاحِبُهَا وَ أَرَادَ بِهَا الْمَرْعَى قِيلَ (أَسَارَهَا) بالْأَلِفِ و (السِّيرَةُ) الطَّرِيقَةُ وَ سَارَ فِى النَّاسِ (سِيرَةً) حَسَنَةً أَوْ قَبِيحَةً و الْجَمْعُ (سِيَرٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و غَلَبَ اسْمُ السِّيْرِ فِى أَلْسِنَةِ الفُقَهَاءِ عَلَى الْمَغَازِى و (السِّيرَةُ) أيضاً الْهَيْئَةُ و الْحَالَةُ. و (السِّيرَاءُ) بكَسْرِ السِّينِ و بِفَتْحِ الْيَاءِ و بالْمَدِّ ضَرْبٌ مِنَ الْبُرُودِ فِيهِ خُطُوطٌ صُفْرٌ و (السَّيْرُ) الَّذِى يُقَدُّ مِنَ الْجِلْدِ جَمْعُهُ (سُيُورٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (السَّيَّارَةُ) الْقَافِلَةُ و (سَيَرٌ) بِفَتْحَتَيْنِ مَوْضِعٌ بَيْنَ بَدْرٍ و الْمَدِينَةِ وَ فِيهِ قُسِمَتْ غَنَائِمُ بَدْرٍ.
[سأر]
و (سَئِرَ) الشَّى‏ءُ (سُؤْراً) بِالْهَمْزَةِ مِنْ بَابِ شَرِبَ بَقِىَ فَهُوَ (سَائِرٌ) قَالَه الْأَزْهَرِىُّ وَ اتَّفَقَ أَهْلُ اللُّغَةِ أَنَّ (سَائِرَ) الشَّى‏ءِ بَاقِيهِ قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيراً قَالَ الصَّغَانِىُّ (سَائِرُ) النَّاسِ بَاقِيهِمْ وَ لَيْسَ مَعْنَاهُ جَمِيعَهُمْ كَمَا زَعَمَ مَنْ قَصُرَ فِى اللُّغَةِ بَاعُهُ و جَعْلُهُ بِمَعْنَى الْجَمِيعِ مِنْ لَحْنِ الْعَوَامِّ. و لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُشْتَقّاً مِنْ سُورِ الْبَلَدِ لِاخْتِلَافِ الْمَادَّتَيْنِ و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَسْأَرْتُهُ) ثُمّ اسْتُعْمِلَ الْمَصْدَرُ اسْماً لِلْبَقِيَّةِ أَيْضاً و جُمِعَ عَلَى (أَسْآرٍ) مِثْلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ.
[سيف‏]
السَّيْفُ: جَمْعُهُ (سُيُوفٌ) و (أَسْيَافٌ) و رَجُلٌ (سَائِفٌ) مَعَهُ سَيْفٌ و (سِفْتُهُ) (أَسِيفُهُ) مِنْ بَابِ بَاعَ ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ و (السِّيفُ) بِالْكَسْرِ سَاحِلُ الْبَحْرِ.
[سيل‏]
السَّيْلُ: مَعْرُوفٌ و جَمْعُهُ (سُيُولٌ) و هُوَ مَصْدَرٌ فِى الْأَصْلِ مِنْ (سَالَ) الْمَاءُ (يَسِيلُ) (سَيْلًا) مِنْ بَابِ بَاعَ و (سَيَلاناً) إِذَا طَغَا و جَرَى ثُمَّ غَلَبَ (السَّيْلُ) فِى الْمُجْتَمِعِ مِنَ الْمَطَرِ الْجَارِى فى الْأَوْدِيَةِ و (أَسَلْتُهُ)

299
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سيل ص 299

 (إِسَالَةً) أَجْرَيْتُهُ و (الْمَسِيلُ) مَجْرَى (السَّيْلِ) و الْجَمْعُ (مَسَايِلُ) و (مُسُلٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَ رُبَّمَا قِيلَ (مُسْلَانٌ) مِثْلُ رَغِيفٍ و رُغْفَانٍ و (سَالَ) الشَّى‏ءُ خِلَافُ جَمَدَ فَهُوَ (سَائِلٌ) و قولهم (لَا نَفْسَ لَهَا سَائِلَةٌ) (سَائِلَةٌ) مَرْفُوعَةٌ لِأَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَإٍ فِى الْأَصْلِ.
و حَاصِلُ مَا قِيلَ فِى خَبرِ لَا لِنَفْىِ الْجِنْسِ إِنْ كَانَ مَعْلُوماً فَأَهْلُ الْحِجَازِ يُجِيزُونَ حَذْفَهُ و إِثْبَاتَهُ فَيَقُولُونَ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ و لَا بَأْسَ وَ الْإِثْبَاتُ أَكْثَرُ. و بَنُو تَمِيمٍ يَلْتَزِمُونَ الْحَذْفَ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ دَلِيلٌ وجَبَ الْإِثْبَاتُ لِأَنَّ الْمُبْتَدَأَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ خَبَرٍ و النَّفْىُ العَامُّ لَا يَدُلُّ عَلَى خَبَرٍ خَاصٍ فَتَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ (سَائِلَةٌ) هِىَ الْخَبَرَ لِأَنَّ الْفَائِدَةَ لَا تَتِمُّ إِلَّا بِهَا وَ لَا يَجُوزُ النَّصْبُ عَلَى أَنَّهَا صِفَةٌ تَابِعَةٌ لِنَفْسٍ لِأَنَّ الصِّفَةَ مُنْفَكَّةٌ عَنِ الْمُوْصُوفِ غَيْرُ لَازِمَةٍ لَهُ يَجُوز حَذْفُهَا و يَبْقَى الْكَلَامُ بَعْدَهَا مُفِيداً فِى الْجُمْلَةِ فَإِذَا قُلْتَ لَا رُجَلَ ظَرِيفاً فِى الدَّارِ و حَذَفْتَ ظَرِيفاً بَقِىَ لَا رَجُلَ فِى الدَّارِ وَ أَفَادَ فَائدَةً يَحْسُنُ السُّكُوتُ عَلَيْهَا و إذَا جَعَلْتَ (سَائِلَةٌ) صِفَةً و قُلْتَ (لَا نَفْسَ لَهَا) تَسَلَّطَ النَّفْىُ عَلَى وُجُودِ نَفْسٍ و بَقِىَ الْمَعْنَى وَ إنْ كَانَ مَيْتَةٌ لَيْسَ لَهَا نَفْسٌ و هُوَ مَعْلُومٌ الْفَسَادِ لِصِدْقِ نَقِيضِهِ قَطْعاً و هُوَ كُلُّ مَيْتَةٍ لَهَا نَفْسٌ وَ إذَا جُعِلَتْ خَبَراً اسْتَقَامَ الْمَعْنَى و بَقِى التَّقْدِيرُ و إن كَانَ مَيْتَةٌ لَا يَسِيلُ دَمُهَا و هُوَ الْمَطْلُوبُ لِأَنَّ النَّفْىَ إِنَّمَا يُسَلَّطُ عَلَى سَيَلَانِ نَفْسٍ لَا عَلَى وُجُودِهَا و (لَهَا) فِى مَوْضِعِ نَصْبٍ صِفَةٌ لِلنّفْسِ و قَدْ قَالُوا لَا يَجُوزُ حَذْفُ الْعَامِلِ و إِبْقَاءُ عَمَلِهِ إِلَّا شَاذّاً.
[سأم‏]
سَئِمْتُهُ: (أَسْأَمُهُ) مَهْمُوزٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ (سَأَماً) و (سَآمَةً) بِمَعْنَى ضَجِرْتُهُ و مَلِلْتُهُ و يُعَدَّى بِالْحَرْفِ أَيْضاً فَيُقَالُ (سَئِمْتُ) مِنْهُ وَ فِى التَّنْزِيلِ «لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ»
[سيو]
سِيَةُ: الْقَوْسِ خَفِيفَةُ الْيَاءِ و لَامُهَا مَحْذُوفَةٌ و تُرَدُّ فِى النِّسْبَةِ فَيُقَالُ (سِيَوِى) و الْهَاءُ عِوَضٌ عَنْهَا: طَرَفُهَا الْمُنْحَنِى قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَ كَانَ رُؤْبَةُ يَهْمِزُهُ و الْعَرَبُ لَا تَهْمِزُهُ و يُقَالُ (لِسِيَتِهَا) الْعُلْيَا يَدُهَا و (لِسِيَتِهَا) السُّفْلَى رِجْلُهَا و (السِّىُّ) الْمِثْلُ و هُمَا (سِيَّانِ) أَىْ مِثْلَانِ. (و لَا سِيَّمَا) مُشَدَّدٌ و يَجُوزُ تَخْفِيفُهُ و فَتْحُ السِّينِ مَعَ التَّثْقِيلِ لُغَةٌ قَالَ ابْنُ جِنِّى يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ (مَا) زَائِدَةً فِى قَوْلِهِ «1»:
         وَ لَا سِيَّمَا يومٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ‏
فَيَكُونُ يَوْمٌ مَجْرُوراً بِهَا عَلَى الْإِضَافَةِ و يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى الَّذِى فَيَكُونُ يَوْمٌ مَرْفُوعاً لِأَنَّه خَبَرُ مُبْتَدإٍ مَحْذُوفٍ وَ تَقْدِيرُهُ وَ لَا مِثْلَ الْيَوْمِ الَّذِى هُوَ يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ و قَالَ قَوْمٌ يَجُوزُ
__________________________________________________
 (1) امرئ القيس- و هذا من معلقته- و صدره‏
         ألا ربّ يوم صالح لك منهما.

300
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

سيو ص 300

النَّصْبُ عَلَى الاسْتِثْنَاءِ «1» و لَيْسَ بِالْجَيِّدِ قَالُوا:
وَ لَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا مَعَ الْجَحْدِ و نَصَّ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحمَّدٍ النَّحْوىُّ فِى شَرْحِ الْمُعَلَّقَاتِ و لَفْظُهُ: وَ لَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ جَاءَنِى الْقَوْمُ سِيَّمَا زَيْدٌ حَتَّى تَأْتِى بِلَا لِأَنَّهُ كَالاسْتِثْنَاءِ و قَالَ ابْنُ يَعِيشَ أَيْضاً: وَ لَا يُسْتَثْنَى (بِسِيَّمَا) إِلَّا و مَعَهَا جَحْدٌ وَ فِى الْبَارِعِ مِثْلُ ذلِكَ قَالَ:
و هُوَ مَنْصُوبٌ بِالنَّفْىِ: و نَقَلَ السَّخَاوِىُّ عَنْ ثَعْلَبٍ: مَنْ قَالَهُ بِغَيْرِ اللَّفْظِ الَّذِى جَاءَ بِهِ امْرُؤُ الْقَيْسِ فَقَدْ أَخْطَأ يَعْنِى بِغَيْرِ (لَا) وَ وَجْهُ ذلِكَ أَنَّ (لَا و سِيَّمَا) تَرَكَّبَا و صَارَا كَالْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ و تُسَاقُ لِتَرْجِيحِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا فَيَكُونُ كالمُخْرَجِ عَنْ مُسَاوَاتِهِ إِلَى التَّفْضِيلِ:
فَقَوْلُهُمْ تُسْتَحَبُّ الصَّدَقَةُ فِى شَهْرِ رَمَضَانَ (لَا سِيَّمَا) فِى الْعَشْرِ الْأَوَاخِر مَعْنَاهُ و اسْتِحْبَابُهَا فِى الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ آكَدُ و أَفْضَلُ فَهُوَ مُفَضَّلٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ. قَالَ ابْنُ فَارِسٍ (وَ لَا سِيَّمَا) أَىْ وَ لَا (مِثْلَ مَا) كَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ تَعْظِيمَهُ و قَالَ ابْنُ الْحَاجِبِ وَ لَا يُسْتَثْنَى بِهَا إِلَّا مَا يُرَادُ تَعْظِيمُهُ.
و قَالَ السَّخَاوِىُّ أَيْضاً وَ فِيهِ إِيذَانٌ بِأَنَّ لَهُ فَضِيلَةً لَيْسَتْ لِغَيرِهِ.
إِذَا تَقَرَّرَ ذلِكَ فَلَوْ قِيلَ: سِيَّمَا بِغَيْر نَفْىٍ اقْتَضَى التَّسْوِيَةَ وَ بَقِىَ الْمَعْنَى عَلَى التَّشْبِيهِ فَيَبْقَى التَّقْدِيرُ تُسْتَحَبُّ الصَّدَقَةُ فِى شَهْرِ رَمَضَانَ مِثْلَ اسْتِحْبَابِهَا فِى الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَ لَا يَخْفَى مَا فِيهِ وَ تَقَدِيرُ قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ مَضَى لَنَا أَيَّامٌ طَيِّبةٌ لَيْسَ فِيهَا يَوْمٌ مِثْلُ يَوْمِ دَارَةِ جُلْجُلِ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ مِنْ غَيْرِهِ وَ أَفْضَلُ مِنْ سَائِرِ الْأَيَّامِ و لَوْ حُذِفَتْ (لَا) بَقِىَ الْمَعْنَى مَضَتْ لَنَا أَيَّامٌ طَيِّبَةٌ مثْلُ يَوْمِ دَارَةِ جُلْجُلٍ فَلَا يَبْقَى فِيهِ مَدْحٌ و تَعْظِيمٌ و قَدْ قَالُوا لَا يَجُوزُ حَذْفُ الْعَامِلِ و إِبْقاءُ عَمَلِهِ إلَّا شَاذًّا وَ يُقَالُ أَجَابَ الْقَوْمُ (لَا سِيَّمَا) زَيْدٌ وَ الْمَعْنَى فَإنَّهُ أَحْسَنُ إجَابَةً فَالتَّفْضِيلُ إنَّمَا حَصَلَ مِنَ التَّرْكِيبِ فَصَارَتْ (لا) مَعَ (سِيَّمَا) بِمَنْزِلَتِهَا فِى قَوْلِكَ لَا رَجُلَ فِى الدَّارِ فَهِىَ الْمُفِيدَةُ لِلنَّفْىِ و رُبَّمَا حُذِفَتْ لِلْعِلْمِ بِهَا وَ هِىَ مُرَادَةٌ لكِنَّهُ قَلِيلٌ و يَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ ابنِ السَّرَّاجِ و ابْنِ بَابْشَاذَ و بَعْضُهُمْ يَسْتثْنِى (بِسِيَّمَا).
__________________________________________________
 (1) المعروف عند النحويين أن نصب النكرة- بعد (وَ لَا سِيَّمَا)- يكون على التمييز.

301
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب الشين ص 302

كتاب الشين‏
[شبب‏]
شَبَّ: الصَّبِىُّ (يَشِبُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (شَبَاباً) و (شَبِيبَةً) و هُو (شَابٌّ) و ذلِكَ سِنٌّ قَبْلَ الْكُهُولَةِ و قَوْمٌ (شُبَّانٌ) مِثْلُ فَارِسٍ و فُرْسَانٍ و الْأُنْثَى (شَابَّةٌ) و الْجَمْعُ (شَوَابُّ) مِثْلُ دَابَّةٍ وَ دَوَابَّ و (شَبَّ) الْفَرَسُ (يَشُبُّ) نَشِطَ و رَفَعَ يَدَيْهِ جَمِيعاً (شِبَاباً) بِالْكَسْرِ و (شَبِيباً) و (شَبَّتِ) النَّارُ (تَشِبُّ) تَوقَّدَتْ و يَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (شَبَبْتُهَا) (أَشُبُّهَا) مِنْ بَابِ قَتَلَ إِذَا أَذْكَيْتَهَا. و (شَبَّبَ) الشَّاعِرُ بِفُلَانَةَ (تَشْبِيباً) قَالَ فِيهَا الْغَزَلَ و عَرَّضَ بِحُبِّهَا و (شَبَّبَ) قَصِيدَتَهُ حَسَّنَهَا و زَيَّنَهَا بِذِكْرِ النِّسَاءِ.
و (الشَّبُّ) شَىْ‏ءٌ يُشْبِهُ الزَّاجَ و قِيلَ نَوْعٌ مِنْهُ و قَالَ الْفَارَابِىّ (الشَّبُّ) حِجَارَةٌ مِنْها الزَّاجُ و أَشْبَاهُهُ و قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (الشَّبُّ) مِنَ الْجَوَاهِر الَّتِى أَنْبَتَهَا اللّهُ تَعَالىَ فِى الْأَرْضِ يُدْبَغُ بِهِ يُشْبِهُ الزَّاجَ قالَ و السَّمَاعُ (الشَّبُّ) بالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ و صَحَّفَهُ بَعْضُهُمْ فَجَعَلَهُ بالثَّاءِ المُثَلَّثَةِ و إِنَّمَا هذَا شَجَرٌ مُرُّ الطَّعْمِ و لَا أَدْرِى أَ يُدْبَغُ بِهِ أَمْ لَا و قَالَ المُطَرّزِىُّ قَوْلُهُم يُدْبَغُ (بِالشَّبِّ) بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ تَصْحِيفٌ لِأَنَّهُ صِبَاغٌ و الصِّبَاغُ لَا يُدْبَغُ بِهِ لَكِنَّهُمْ صَحَّفُوهٌ مِنَ (الشَّثِّ) بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ و هُوَ شَجَرٌ مِثْلُ التُّفَّاحِ الصِّغَارِ وَ وَرَقُهُ كَوَرَقِ الْخِلَافِ يُدْبَغُ بِهِ و قَالَ الْفَارَابِىُّ أيْضاً فِى فَصْلِ الثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ (الشَّثُّ) ضَرْبٌ مِنْ شَجَرِ الْجِبَالِ يُدْبَغُ بِهِ.
فَحَصَلَ مِنْ مَجْمُوعِ ذلِكَ أَنَّهُ يُدْبَغُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِثُبُوتِ النَّقْلِ بِهِ و الْإِثْبَاتُ مُقَدَّمٌ عَلَى النَّفْى.
[شبت‏]
الشِّبِتُّ: وِزَانُ سِجِلٍّ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ قَالَهُ الْفَارَابِىُّ و ابْنُ الْجَوَالِيقِىّ و قَالَ الصَّغَانِىُّ: (الشِّبِتُّ) عُرِّبَ إلَى سِبِتٍّ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ قَالَ و إِنَّمَا قِيلَ إِنَّهُ مُثَقَّلٌ لِأَنَّ بَابَ الْمُثَقَّلِ كَثِيرٌ و بَابَ الْمُخَفَّفِ نَادِرٌ نَحْوُ إِبِلٍ.
[شبث‏]
الشَّبَثُ: بِفَتْحَتَيْنِ دُوَيْبَةٌ مِنْ أحْنَاشِ الْأَرْضِ وَ الْجَمْعُ (شِبْثَانٌ) بِالْكَسْرِ و (تَشَبَّثَ) بِهِ أَىْ عَلِقَ.
[شبح‏]
شَبَحَهُ: (يَشْبَحُهُ) بِفَتْحَتَيْنِ أَلْقَاهُ مَمْدُوداً بَيْنَ خَشَبَتَيْنِ مَغْرُوزَتَيْنِ بِالْأَرْضِ يُفْعَلُ ذلِكَ بِالْمَضْرُوبِ و الْمَصْلُوبِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ و (شَبَحْتُ) الشَّيْ‏ءَ مَدَدْتُهُ و (الشَّبَحُ) الشَّخْصُ و الْجَمْعُ (أَشْبَاحٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ.
[شبر]
الشِّبْرُ: بِالْكَسْرِ مَا بَيْنَ طَرَفَىِ الْخِنْصِر

302
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شبر ص 302

و الْإِبْهَامِ بالتَّفْرِيجِ الْمُعْتَادِ و الْجَمْعُ أَشْبَارٌ مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (البُصْمُ) بِضَمِّ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ و سُكُونِ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ مَا بَيْنَ الْخِنْصِرِ و البِنْصِرِ و (الْعَتَبُ) بِعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ و تَاءٍ مُثَنَّاةٍ مِنْ فَوْقُ ثُمَّ بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ وِزَانُ سَبَبٍ مَا بَيْنَ الوُسْطَى و السَّبَّابَةِ و يُقَالُ هُوَ جَعْلُكَ الْأَصَابِعَ الأَرْبَعَ مَضْمُومَةً و (الفِتْرُ) مَا بَيْنَ السَّبَّابَةِ و الإِبْهَامِ و (الفَوْتُ) مَا بَيْنَ كُلِّ اصْبَعَيْنِ طُولًا «1» و (شَبَرْتُ) الشَّى‏ءَ (شَبْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ قِسْتُهُ (بِالشِّبْرِ) و كَمْ (شَبْرُ) ثَوْبِكَ بِالْفَتْحِ إِذَا سَأَلْتَ عَنِ الْمَصْدَرِ و (الشَّبْرُ) وِزَانُ فَلْسٍ أَيْضاً كِرَاءُ الْفَحْلِ و نُهِيَ عَنْهُ.
[شبع‏]
شَبِعَ: (شِبَعاً) بَفْتِح الْبَاءِ و سُكُونُهَا تَخْفِيفٌ و بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ السَّاكِنَ اسْماً لِمَا يُشْبَعُ بِهِ مِنْ خُبْزٍ و لَحْمٍ و غَيْرِ ذلِكَ فيقُولُ: الرَّغِيفُ (شِبْعِي) أَىْ يُشْبِعُنِى و يَتَعَدَّى إِلَى الْمَفْعُولِ بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ (شَبِعْتُ) لَحْماً و خُبْزاً و رَجُلٌ (شَبْعَانُ) و امْرَأَةٌ (شَبْعَى) و (أَشْبَعْتُهُ) أَطْعَمْتُهُ حَتَّى شَبِعَ. و (تَشَبَّعَ) تَكَثَّرَ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ.
[شبق‏]
شَبِقَ: الرَّجُلُ (شَبَقاً) فَهُوَ (شَبِقٌ) من باب تعِبَ هَاجَتْ به شَهْوَةُ النِّكَاحِ و امرأةٌ (شَبِقَةٌ) و رُبَّمَا وُصِفَ غيْرُ الْإِنْسَانِ بِهِ.
[شبك‏]
شَبَكَةُ: الصَّائِدِ جَمْعُهَا (شِبَاكٌ) و (شَبَكٌ) أيضا و (شَبَكَاتٌ) و (الشَّبَكَةُ) أَيْضاً الآبارُ تَكْثُرُ فِى الْأَرْضِ مُتَقَارِبَةً مَأْخُوذٌ مِنَ اشْتِبَاكِ النُّجُومِ و هُوَ كَثْرَتُهَا و انْضِمَامُهَا و كُلُّ مُتَدَاخِلَيْنِ (مُشْتَبِكَانِ) و مِنْهُ (شُبَّاكُ) الْحَدِيدِ، و (تَشْبِيكُ) الْأَصَابِعِ لِدُخُولِ بَعْضِهَا فِى بَعْضٍ و بَيْنَهُمْ (شُبْكَةُ نَسَبٍ) وِزَانُ غُرْفَةٍ.
[شبل‏]
الشِّبْلُ: وَلَدُ الْأَسَدِ و الْجَمْعُ (أَشْبَالٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ وَ بِالْوَاحِدِ سُمِّىَ و لَبُؤَةٌ (مُشْبِلٌ) مَعَهَا أَوْلَادُهَا.
[شبم‏]
الشَّبَمُ: بِفَتْحَتَيْنِ الْبَرْدُ و يَوْمٌ ذُو (شَبَمٍ) أَىْ ذُو بَرْدٍ و (الشَّبِمُ) بالْكَسْرِ الْبَارِدُ.
[شبه‏]
الشَّبَهُ: بِفَتْحَتَيْنِ مِنَ الْمَعَادِنِ مَا يُشْبِهُ الذَّهَبَ فِى لَوْنِهِ و هُوَ أَرْفَعُ الصُّفْرِ و (الشَّبَهُ) أَيْضاً و (الشَّبِيهُ) مِثْلُ كَرِيمٍ و (الشِّبْهُ) مِثْلُ حِمْلٍ (الْمُشَابِهُ) و (شَبَّهْتُ) الشَّىْ‏ءَ بِالشِّىْ‏ءِ أَقَمْتُهُ مُقَامَهُ لِصِفَةٍ جَامِعَةٍ بَيْنَهُمَا و تَكُونُ الصِّفَةُ ذَاتِيَّةً و مَعْنَوِيَّةً. فَالذَّاتِيَّةُ نَحْوُ هذَا الدِّرْهَمُ كَهذَا الدِّرْهَمِ و هَذَا السَّوَادُ كَهَذَا السَّوَادِ. و الْمَعْنَوِيَّةُ نَحْوُ زيْدٍ كَالْأَسَدِ أَوْ كَالْحِمَارِ أَىْ فِى شِدَّتِهِ و بَلَادَتِهِ. و زَيْدٌ كَعَمْرٍ و أَىْ فِى قُوَّتِهِ و كَرَمِهِ و شَبَهِهِ. و قَدْ يَكُونُ مَجَازاً نَحْوُ (الْغَائِبُ كَالْمَعْدُومِ) و (الثَّوْبُ كَالدِّرْهَمِ) أَىْ قِيمَةُ الثَّوْبِ تُعَادِلُ الدِّرْهَمَ فِى قَدْرِهِ و (أَشْبَهَ) الْوَلَدُ أَبَاهُ و (شَابَهَهُ) إِذَا شَارَكَهُ‏
__________________________________________________
 (1) لم يذكر ما بين البنصِرِ و الوسطى. و ذكر فى المحكم عن الأخْفش أنه يسمّى الْوَضِيمَ بالضاد المعجمة وِزَانَ أَمِيرٍ.

303
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شبه ص 303

فِى صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ. و (اشْتَبَهَتِ) الْأُمُورُ و (تَشَابَهَتْ) الْتَبَسَتْ فَلَمْ تَتَمَيَّزْ و لَمْ تَظْهَرْ.
و مِنْهُ (اشْتَبَهَتِ) الْقِبْلَةُ و نَحْوُهَا. و (الشُّبْهَةُ) فِى الْعَقِيدَةِ الْمَأْخَذُ الْمُلَبَّسُ سُمِّيَتْ شُبْهَةً لِأَنَّهَا (تُشْبِهُ) الْحَقَّ و (الشُّبْهَةُ) الْعُلْقَةُ و الْجَمْعُ فِيهِمَا (شُبَهٌ) و (شُبُهَاتٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و غُرُفَاتٍ و (تَشَابَهَتِ) الْآيَاتُ تَسَاوَتْ أَيْضاً و (شَبَّهْتُهُ) عَلَيْهِ (تَشْبِيهاً) مِثْلُ لَبَّسْتُهُ عَلَيْهِ تَلْبِيساً وَزْناً و مَعْنىً (فَالْمُشَابَهَةُ) الْمُشَارَكَةُ فِى مَعْنىً مِنَ الْمَعَانِى و (الاشْتِبَاهُ) الالْتِبَاسُ.
[شتت‏]
شَتَّ: (شَتًّا) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا تَفَرَّقَ وَ الاسْمُ (الشَّتَاتُ) و شَىْ‏ءٌ (شَتِيتٌ) وِزَانُ كَرِيمٍ مُتَفَرِّقٌ و قَوْمٌ (شَتَّى) عَلَى فَعْلَى مُتَفَرِّقُونَ وَ جَاءُوا (أَشْتَاتاً) كَذلِكَ و (شَتَّانَ) مَا بَيْنَهُمَا أَىْ بَعُدَ.
[شتر]
الشَّتَرُ: انْقِلَابٌ فِى جَفْنِ الْعَيْنِ الْأَسْفَلِ و هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ رَجُلٌ (أَشْتَرُ) و امْرَأَةٌ (شَتْرَاءُ).
[شتم‏]
شَتَمَهُ: (شَتْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ «1» وَ الاسْمُ (الشَّتِيمَةُ) و قَوْلُهُمْ (فَإِنْ شُتِمَ فَليَقُل إنِّى صَائِمٌ) يَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْكَلَامِ اللِّسَانِىّ و هُوَ الْأوْلَى فَيَقُولُ ذلِكَ بِلِسَانِهِ و يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَى الْكَلَامِ النَّفْسَانِىِّ وَ الْمَعْنَى لَا يُجِيبُهُ بِلِسَانِهِ بَلْ بِقَلْبِهِ و يَجْعَلُ حَالَهُ حَالَ مَنْ يَقُولُ كَذلِكَ و مِثْلُهُ قَوْلُه تَعَالَى «إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ» الآيةَ وَ هُمْ لَمْ يَقُولُوا ذلِكَ بِلِسَانِهِمْ بَلْ كَانَ حَالُهُمْ حَالَ مَنْ يَقُولُهُ. وَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ فَإِنْ (شُوتِمَ) يَجْعَلُهُ مِنَ الْمُفَاعَلَةِ و بَابُهَا الْغَالِبُ أَنْ تَكُونَ مِنَ اثْنَيْنِ يَفْعَلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ مَا يَفْعَلُهُ صَاحِبُهُ بِهِ مثْلُ ضَارَبْتُهُ و حَارَبْتُهُ وَ لَا يَجُوزُ حَمْلُ الصَّائِمِ عَلَى هذَا الْبَابِ فَإنَّهُ مَنْهِىٌّ عَنِ السِّبَابِ و قَدْ تَكُونُ الْمُفَاعَلَةُ مِنْ وَاحِدٍ لكِنْ بَيْنَهُ و بَيْنَ غَيْرِهِ نَحْوُ عَاقَبْتُ اللِّصَّ فَهِىَ مَحْمُولَةٌ عَلَى الْفِعْلِ الثُّلَاثِىِّ و قَدْ عُلِمَ بِذلِكَ أَنَّ الْمُفَاعَلَةَ إِنْ كَانَتْ مِنَ اثْنَيْنِ كَانَتْ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ و إِنْ كَانَتْ بَيْنَهُمَا كَانَتْ مِنْ أَحَدِهِمَا وَ لَا تَكَادُ تُسْتَعْمَلُ الْمُفَاعَلَةُ مِنْ وَاحِدٍ وَ لَهَا فِعْلٌ ثُلَاثِىٌّ مِنْ لَفْظِهَا إِلَّا نَادِراً نَحْوُ (صَادَمَهُ) الْحِمَارُ بِمَعْنَى صَدَمَهُ و زَاحَمَهُ بِمَعْنَى زَحَمَهُ وَ شَاتَمَهُ بِمَعْنَى شَتَمَهُ. و يَدُلُّ عَلَى هذَا
الحديثُ الصَّحِيحُ «و إن امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ).
فَيَجُوزُ (شُتِمَ) و (شُوتِمَ) و لكِنِ الْأَوْلَى (شُتِمَ) بِغَيْرِ وَاوٍ لِأَنَّهُ مِنَ الْبَابِ الْغَالِبِ.
[شتو]
الشِّتَاءُ: قِيل جَمْعُ (شَتْوَةٍ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ نَقَلَهُ ابْنُ فَارِسٍ عَنِ الْخَلِيلِ و نَقَلَهُ بَعْضُهُمْ عَنِ الْفَرَّاءِ و غَيْرِهِ و يُقَالُ إِنَّهُ مُفْرَدٌ عَلَمٌ عَلَى الْفَصْلِ و لِهذَا جُمِعَ عَلَى (أَشْتِيَةٍ) و جَمْعُ فِعَالٍ عَلَى أَفْعِلَةٍ مُخْتَصٌّ بِالمذَكِّرِ و اخْتُلِفَ فِى النِّسْبَةِ فَمَنْ‏
__________________________________________________
 (1) و جاء (يَشْتُمُه) أيضاً بضم التاء.

304
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شتو ص 304

جَعَلَهُ جَمْعاً قَالَ فِى النِّسْبَةِ (شَتْوِيٌّ) رَدًّا إِلَى الْوَاحِدِ وَ رُبَّمَا فُتِحَتِ التَّاءُ فَقِيلَ (شَتَوِيٌّ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. و مَنْ جَعَلَهُ مُفْرَداً نَسَبَ إِلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فَقَال: (شِتَائِيٌّ) و (شِتَاوِيٌّ) و (الْمَشْتَاةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ بِمَعْنَى الشِّتَاءِ و الْجَمْعُ (الْمَشَاتِي) و (شَتَوْنَا) بِمَكَانِ كَذَا (شَتْواً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَقَمْنَا بِه (شِتَاءً) و (أَشْتَيْنَا) بِالْأَلِفِ دَخَلْنَا فِى الشِّتَاءِ و (شَتَا) الْيَوْمُ فَهُوَ (شَاتٍ) مِنْ بَابِ قَالَ أَيْضاً إذَا اشْتَدَّ بَرْدُهُ.
[شثث‏]
الشَّثُّ: هُوَ شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ مُرُّ الطَّعْمِ و يَنْبُتُ فِى جِبَالِ الْغَوْرِ و تَقَدَّمَ فِى الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ.
و
[شثن‏]
رَجُلٌ (شَثْنُ): الْأَصَابعِ وِزَانُ فَلْسٍ غَلِيظُهَا وَ قَدْ (شَثِنَتِ) الأَصَابعُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا غَلُظَتْ مِنَ الْعَمَلِ و (شَثْلٌ) بِاللَّامِ مَكَانَ النُّونِ عَلَى الْبَدَلِ.
[شجب‏]
شَجِبَ: (شَجَباً) فَهُوَ (شَجِبٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا هَلَكَ و (تَشَاجَبَ) الْأَمْرُ اخْتَلَطَ و دَخَلَ بَعْضُهُ فِى بَعْضٍ و مِنْهُ اشْتِقَاقُ (المِشْجَبِ) بِكَسْرِ الْمِيمِ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ و قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (الْمِشْجَبُ) خَشَبَاتٌ مُوَثَّقَةٌ تُنْصَبُ فَيُنْشَرُ عَلَيْهَا الثِّيَابُ.
[شجج‏]
الشَّجَّةُ: الْجِرَاحَةُ و إنَّمَا تُسَمَّى بِذلِكَ إِذَا كَانَتْ فِى الْوَجْهِ أَوِ الرَّأْسِ و الْجَمْعُ (شِجَاجٌ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و (شَجَّاتٌ) أَيْضاً عَلَى لَفْظِهَا و (شَجَّهُ) (شَجّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ عَلَى الْقِيَاسِ وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا شَقَّ جِلْدَهُ و يُقَالُ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ (شَجَّتِ) السَّفِينَةُ الْبَحْرَ إِذَا شَقَّتْهُ جَارِيَةً فِيهِ.
[شجر]
الشَّجَرُ: مَا لَهُ سَاقٌ صُلْبٌ يَقُومُ بِهِ كَالنَّخْلِ وَ غَيْرِهِ الْوَاحِدَةُ (شَجَرَةٌ) و يُجْمَعُ أَيْضاً عَلَى (شَجَرَاتٍ) و (أَشْجَارٍ) و (شَجَرَ) الْأَمْرَ بَيْنَهُمْ (شَجْراً) مِنْ بَابِ قَتَل اضْطَرَبَ و (اشْتَجَرُوا) تَنَازَعُوا و (تَشَاجَرُوا) بِالرِّمَاحِ تَطَاعَنُوا و أَرْضٌ (شَجْرَاءُ) كَثِيرَةُ الشَّجَرِ. و (الْمَشْجَرَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَ الْجِيمِ مَوْضِعُ الشَّجَرِ و (الْمِشْجَرُ) بِكَسْرِ المِيمِ أَعْوَادٌ تُرْبَطُ و يُوضَعُ عَلَيْهَا الْمَتَاعُ كَالمِشْجَبِ.
[شجع‏]
شَجُعَ: بِالضَّمِّ (شَجَاعَةً) قَوِىَ قَلْبُهُ و اسْتَهَانَ بِالْحُرُوبِ جَرَاءَةً و إِقْدَاماً فهُوَ (شَجِيعٌ) و (شُجَاعٌ) و بَنُو عُقَيلٍ تَفْتَحُ الشِّينَ حَمْلًا عَلَى نَقِيضِهِ و هُوَ (جَبَانٌ) و بَعْضُهُمْ يَكْسِرُ لِلتَّخْفِيفِ و امْرَأَةٌ (شَجِيعَةٌ) بالْهاءِ و قِيلَ فِيهَا أَيْضاً (شُجَاعٌ) و (شُجَاعَةٌ) و رجَالٌ (شُجْعَانٌ) بِالْكَسْرِ و الضَّمِّ. و قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الضَّمُّ خطَأٌ و (شِجْعَةٌ) بِالكَسْرِ مِثْلُ غُلَامٍ و غِلْمَةٍ و (شُجَعَاءُ) مِثْلُ شَرِيفٍ و شُرَفَاءَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ و قَدْ تَكُونُ (الشَّجَاعَةُ) فِى الضَّعِيفِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُ و (شَجِعَ) (شَجَعاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ طَالَ فَهُوَ (أَشْجَعُ) و بِهِ سُمِّىَ و امْرَأَةٌ (شَجْعَاءُ) مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاء

305
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شجع ص 305

و (الشُّجَاعُ) ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ.
[شجن‏]
الشَّجَنُ: بفَتْحَتَيْنِ الْحَاجَةُ و الْجَمْعُ (شُجُونٌ) مِثْلُ أَسَدٍ و أُسُودٍ و (أَشْجَانٌ) أَيْضاً مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و (الشِّجْنَةُ) وِزَانُ سِدْرَةٍ الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ.
[شجو]
شَجِيَ: الرَّجُلُ (يَشْجَى) (شَجًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ حَزِنَ فَهُوَ (شَجٍ) بِالنَّقْصِ و رُبَّمَا قِيلَ عَلَى قِلَّةٍ (شَجِيٌّ) بِالتَّثْقِيلِ كَمَا قِيلَ حَزِنٌ و حَزِينٌ و يَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (شَجَاهُ) الْهَمُّ (يَشْجُوهُ) (شَجْواً) مِنْ بَابِ قَتَل إِذَا أَحْزَنَهُ.
[شحح‏]
الشُّحُّ: الْبُخْلُ و (شَحَّ) (يَشِحُّ) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و تَعِبَ فَهُوَ (شَحِيحٌ) و قَوْمٌ (أَشِحَّاءُ) و (أَشِحَّةٌ) و (تَشَاحَّ) القومُ بِالتَّضْعِيفِ إِذَا (شَحَّ) بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.
[شحذ]
شَحَذْتُ: الْحَدِيدَةَ (أَشْحَذُهَا) بِفَتْحَتَيْنِ و الذَّالُ مُعْجَمَةٌ أَحْدَدْتُها و (شَحَذْتُهُ) أَلْحَحْتُ عَلَيْهِ فِى الْمَسْأَلَةِ.
[شحر]
الشَّحْرُ وَ الشِّحْرُ: سَاحِلُ الْبَحْرِ بَيْنَ عَدَنَ و عُمَانَ وَ قِيلَ بُلَيْدَةٌ صَغِيرَةٌ و تُفْتَحُ الشِّينُ و تُكْسَرُ.
[شحم‏]
الشَّحْمُ: مِنَ الْحَيَوَانِ مَعْرُوفٌ و (الشَّحْمَةُ) أَخَصُّ مِنْهُ و الْجَمْعُ (شُحُومٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (شَحُمَ) بالضَّمِّ (شَحَامَةً) كَثُرَ (شَحْمُ) جَسَدِهِ فَهُوَ (شَحِيمٌ) و (شَحْمَةُ) الْأُذُنِ مَا لَانَ فِى أَسْفَلِهَا و هُوَ مُعَلَّقُ الْقُرْطِ.
[شحن‏]
شَحَنْتُ: الْبَيْتَ و غَيْرَهُ (شَحْناً) مِنْ بَابِ نَفَعَ مَلَأْتُهُ و (شَحَنَهُ) (شَحْناً) طَرَدَهُ و (الشَّحْنَاءُ) الْعَدَاوَةُ و الْبَغْضَاءُ و (شَحِنْتُ) عَلَيْهِ (شَحَناً) مِنْ بَابِ تَعِبَ حَقَدْتُ و أَظْهَرْتُ الْعَدَاوَةَ وَ مِنْ بَابِ نَفَع لُغَةٌ و (شَاحَنْتُهُ) (مُشَاحَنَةً) و (تَشَاحَنَ) الْقَوْمُ.
[شخب‏]
شَخَبَتْ: أَوْدَاجُ الْقَتِيلِ دَماً (شَخْباً) مِنْ بَابَىْ قَتَلَ و نَفَعَ جَرَتْ و (شَخَبَ) اللَّبَنُ و كُلُّ مَائِعٍ (شَخْباً) دَرَّ و سَالَ و (شَخَبْتُهُ) أَنَا يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى.
[شخص‏]
شَخَصَ: (يَشْخَصُ) بفَتْحَتَيْنِ (شُخُوصاً) خَرَجَ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى غَيْرِهِ و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ: (أَشْخَصْتُهُ) و (شَخَصَ) (شُخُوصاً) أَيْضاً ارْتَفَعَ و (شَخَصَ) الْبَصَرُ إِذَا ارْتَفَعَ و يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ (شَخَصَ) الرَّجُلُ بَصَرَهُ إِذَا فَتَحَ عَيْنَيْهِ لَا يَطْرِفُ وَ رَبَّمَا يُعَدَّى بِالْبَاءِ فَقِيلَ (شَخَصَ) الرَّجُلُ بِبَصَرِهِ فَهُوَ (شَاخِصٌ) و أَبْصَارٌ (شَاخِصَةٌ) و (شَوَاخِصُ) و (شَخَصَ) السَّهْمُ (شُخُوصاً) جَاوَزَ الْهَدَفَ مِنْ أَعْلَاهُ و (أَشْخَصَ) الرَّامِى بِالْأَلِفِ إِذَا جَاوَزَ سَهْمُهُ الْغَرَضَ مِنْ أَعْلَاهُ و (شَخِصَ) بِزَيْدٍ أَمْرٌ (شَخَصاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَرَدَ عَلَيْهِ وَ أَقْلَقَهُ و (الشَّخْصُ) سَوَادُ الْإِنْسَانِ تَرَاهُ مِنْ بُعْدٍ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِى ذَاتِهِ قَالَ الخَطَّابِىُّ وَ لَا يُسَمَّى (شَخْصاً) إِلَا جِسْمٌ مُؤَلَّفٌ لَهُ (شُخُوصٌ) وَ ارْتِفَاعٌ.

306
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شدخ ص 307

[شدخ‏]
شَدَخْتُ: رَأْسَهُ (شَدْخاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ كَسَرْتُهُ و كُلُّ عَظْمٍ أَجْوَفَ إذَا كَسَرْتُهُ فَقَدْ (شَدَخْتَهُ) و (شَدَخْتُ) الْقَضِيبَ كَسَرْتُهُ (فَانْشَدَخَ).
[شدد]
شَدَّ: الشَّىْ‏ءُ (يَشِدُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (شِدَّةً) قَوِىَ فهُوَ (شَدِيدٌ) و (شَدَدْتُهُ) (شَدّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَوْثَقْتُهُ و (الشَّدَّةُ) بالفَتْحِ الْمَرَّةُ مِنْهُ و (شَدَدْتُ) الْعُقْدَةَ (فَاشْتَدَّتْ) و مِنْهُ (شَدُّ) الرِّحَالِ و هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ السَّفَرِ و رَجُلٌ (شَدِيدٌ) بَخِيلٌ و (شَدَّدَ) عَلَيْهِ ضِدُّ خَفَّفَ‏
[شدق‏]
الشَّدْقُ: جَانِبُ الْفَمِ بالْفَتْحِ و الْكَسْرِ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ و جَمْعُ الْمَفْتُوحِ (شُدُوقٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و جَمْعُ الْمَكْسُورِ (أَشْدَاقٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و رَجُلٌ (أَشْدَقُ) وَاسِعُ (الشَّدْقَيْنِ) و (شِدْقُ) الْوَادِى بالكَسْرِ عُرْضُهُ و نَاحِيَتُهُ.
[شدو]
شَدَا: (يَشْدُو) (شَدْواً) مِنْ بَابِ قَتَلَ جَمَعَ قِطْعَةً مِنَ الْإِبِلِ و سَاقَهَا و مِنْهُ قِيلَ لِمَنْ أَخَذَ طَرَفاً مِنَ الْعِلْمِ أَوِ الْأَدَبِ و اسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى الْبَعْضِ الآخَرِ (شَدَا) و هُو (شَادٍ).
[شذب‏]
الشَّذَبُ: بِفَتْحَتَيْنِ مَا يُقْطَعُ مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ الْمُتَفَرِّقَةِ وَ قِيلَ (الشَّذَبُ) الشَّوْكُ و الْقِشْرُ و (شَذَبْتُهُ) (شَذْباً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُ (شَذَبَهُ) و (شَذَّبْتُ) بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ و تَكْثِيرٌ و كُلُّ شَى‏ءٍ (هَذَّبْتَهُ) بِتَنْحِيَةِ غَيْرِهِ عَنْهُ فَقَدْ (شَذَّبْتَهُ).
[شذذ]
شَذَّ: (يَشِذُّ) و (يَشُذُّ) (شُذُوذاً) انْفَرَدَ عَنْ غَيْرِهِ و (شَذَّ) نَفَرَ فَهُوَ (شَاذٌّ) و (الشَّاذُّ) فِى اصْطِلَاحِ النُّحَاةِ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ. (أَحَدُهَا) مَا شَذَّ فِى الْقِيَاسِ دُونَ الاسْتِعمالِ فَهذَا قَوِىٌّ فِى نَفْسِهِ يَصِحُّ الاسْتِدْلَالُ بِهِ و (الثَّانِى) مَا شَذَّ فِى الاسْتِعْمالِ دُونَ الْقِيَاسِ فَهذَا لا يُحْتَجُّ بِهِ فِى تَمْهِيدِ الأُصُولِ لِأَنَّهُ كَالْمَرْفُوضِ و يَجُوزُ لِلشَّاعِرِ الرُّجُوعُ إِلَيْهِ كَالْأَجْلَلِ «1» و (الثَّالِثُ) مَا شَذَّ فِيهِمَا فَهذَا لَا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ لِفَقْدِ أَصْلَيْهِ نَحْوَ الْمَنَا فِى الْمَنَازِل «2». و تَقُولُ النُّحَاةُ شَذَّ مِنَ القَاعِدَةِ كَذَا أَوْ مِنَ الضَّابِطِ و يُرِيدُونَ خُرُوجَهُ مِمَّا يُعْطِيهِ لَفْظُ التَّجْدِيدِ مِنْ عُمُومِهِ مَعَ صِحَّتِهِ قِيَاساً و اسْتِعْمَالًا.
[شذر]
الشَّاذَرْوَانُ: بِفَتْحِ الذَّالِ مِنْ جِدَارِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ و هُوَ الّذِى تُرِكَ مِن عَرْضِ الْأَسَاسِ خَارِجاً و يُسَمَّى تَأْزِيراً لِأَنَّهُ كَالإزَارِ لِلْبَيْتِ.
[شذو]
الشَّذَى: مَقْصُورٌ كِسَرُ العُودِ الْوَاحِدَةُ (شَذَاةٌ) مِثْلُ حَصَى و حَصَاةٍ و (الشَّذَى) الْأَذَى و الشَّرُّ يُقَالُ (أَشْذَيْتُ) و آذَيْتُ و (الشَّذَاوَاتُ) سُفُنٌ صِغَارٌ كَالزَّبَازِبِ الْوَاحِدَةِ شَذَاوَةٌ.
[شرذم‏]
الشِّرْذِمَةُ: الْجَمْعُ الْقَلِيلُ مِنَ النَّاسِ و قَدْ يُسْتَعْمَلُ فِى الْجَمْعِ الْكَثِيرِ إِذَا كَانَ قَلِيلًا
__________________________________________________
 (1) كقول أبى النجم العجلى:
         الحمد للّه العلىّ الأجلل.
 (2) كقول لبيد:
         درس المَنَا بمنالع فأبانِ             فتقادمت بالحِبْس فالسوَنان.

307
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شرذم ص 307

بِالْإِضَافَةِ إِلَى مَنْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ وَ فِى التَّنْزِيلِ «إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ» يَعْنِى أَتْبَاعَ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ و كَانُوا سِتَّمِائَةِ أَلَفٍ فَجُعِلُوا قَلِيلِينَ بالنِّسْبَةِ إلَى أَتْبَاعِ فِرْعَوْنَ و (الشِّرْذِمَةُ) الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّىْ‏ءِ.
[شرب‏]
الشَّرَابُ: مَا يُشْرَبُ مِنَ الْمَائِعَاتِ و (شَرِبْتُهُ) (شَرْباً) بالْفَتْحِ وَ الاسْمُ (الشُّرْبُ) بِالضَّمِّ وَ قِيلَ هُمَا لُغَتَانِ و الْفَاعِلُ شَارِبٌ و الْجَمْعُ (شَارِبُونَ) و (شَرْبٌ) مِثْلُ صَاحِبٍ و صَحْبٍ و يَجُوزُ (شَرَبَةٌ) مِثْلُ كَافِرٍ و كَفَرَةٍ قَالَ السَّرَقُسْطِىُّ وَ لَا يُقَالُ فِى الطَّائِرِ (شَرِبَ) الْمَاءَ و لكِنْ يُقَالُ حَسَاهُ و تَقَدَّمَ فِى الْحَاءِ. و قَالَ ابْنُ فَارِسٍ فِى مُتَخَيَّرِ الْأَلْفَاظِ العَبُّ (شُرْبُ) الْمَاءِ مِن غَيْرِ مَصٍّ و قَالَ فِى الْبَارِعِ: قَالَ الْأَصْمَعِىُّ: يُقَالُ فِى الحَافِرِ كُلِّهِ و فى الظِّلْفِ جَرَعَ الْمَاءَ يَجْرَعُهُ و هذَا كُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ (الشُّرْبَ) مَخْصُوصٌ بِالْمَصِّ حَقِيقَةً و لكِنَّهُ يُطْلَقُ عَلَى غَيْرِهِ مَجَازاً و (الشِّرْبُ) بالْكَسْرِ النَّصِيبُ مِنَ الْمَاءِ و (الْمَشْرَبَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ و الرَّاءِ الْمَوْضِعُ الَّذِى يَشْرَبُ مِنْه النَّاسُ وَ بِضَمِّ الرَّاءِ و فَتْحِهَا الْغُرْفَةُ و مَاءٌ (شَرُوبٌ) و (شَرِيبٌ) صَالِحٌ لِأَنْ يُشرَبَ و فِيهِ كَرَاهَةٌ. و (الشَّارِبُ) الشَّعْرُ الَّذِى يَسِيلُ عَلَى الْفَمِ قَالَ أَبُو حَاتمٍ و لَا يَكَادُ يُثَنَّى و قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ الكِلَابِيُّونَ (شَارِبَانِ) بِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْنِ وَ الْجَمْعُ (شَوَارِبُ).
[شرج‏]
الشَّرَجُ: بِفَتْحَتَيْنِ عُرَى الْعَيْبَةِ و الْجَمْعُ (أَشْرَاجٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و (الشَّرْجُ) مِثْلُ فَلْسٍ مَا بَيْنَ الدُّبُرِ و الْأُنْثَيَيْنِ قَالَهُ ابْنُ الْقَطَّاعِ و (أَشْرَجْتُهَا) بِالْأَلِفِ دَاخَلْتُ بَيْنَ (أَشْرَاجِهَا) و (الشَّرْجُ) أَيْضاً مَجْمَعُ حَلْقَةِ الدُّبُرِ الَّذِى يَنْطَبِقُ و (شَرَّجْتُ) اللَّبِنَ بالتَّشْدِيدِ نَضَدْتُهُ و هُوَ ضَمُّ بَعْضِهِ إِلَى بَعْضٍ وَ (الشَّرِيجَةُ) وِزَانُ كَرِيمَةٍ شَى‏ءٌ يُنْسَجُ مِنْ سَعَفِ النَّخْلِ و نَحْوِهِ و يُحْمَلُ فِيهِ البِطِّيخُ و غَيْرُهُ و الْجَمْعُ (شَرَائِجُ) و (الشَّرِيجَةُ) أَيْضاً مَا يُضَمُّ مِنَ الْقَصَبِ و يُجْعَلُ عَلَى الْحَوَانِيتِ كَالْأَبْوَابِ و (الشَّرْجَةُ) مَسِيلُ مَاءٍ و الْجَمْعُ (شِرَاجٌ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و بَعْضُهُمْ يَحْذِفُ الْهَاءَ و يَقُولُ (شَرْجٌ) و (الشَّيْرَجُ) مُعَرَّبٌ مِنْ شَيْرَه و هو دُهْنُ السِّمْسِمِ و رُبَّمَا قِيلَ لِلدُّهْنِ الْأَبْيَضِ و لِلْعَصِيرِ قَبْلَ أَنْ يَتَغَيَّر (شَيْرَجٌ) تَشْبِيهاً بِهِ لِصَفَائِهِ و هُوَ بفَتْحِ الشِّينِ مِثَالُ زَيْنَبَ و صَيْقَل و عَيْطَلٍ و هَذَا الْبَابُ بِاتِّفَاقٍ مُلْحَقٌ بِبَابِ فَعْلَلٍ نَحْوُ جَعْفَرٍ وَ لَا يَجُوزُ كَسْرُ الشِّينِ لأَنَّهُ يَصِيرُ مِنْ بَابِ دِرْهَمٍ و هُوَ قَلِيلٌ وَ مَعَ قِلَّتِهِ فَأَمْثِلَتُهُ مَحْصُورَةٌ وَ لَيْسَ هذَا مِنْهَا.
[شرح‏]
شَرَحَ: اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ (شَرْحاً) وَسَّعَهُ لِقَبُولِ الْحَقِّ. و تَصْغِيرُ الْمَصْدَرِ (شُرَيْحٌ) و بِهِ سُمِّىَ و مِنْهُ الْقَاضِى (شُرَيْحٌ) وَ كُنِىَ بِهِ أَيْضاً وَ مِنْهُ (أَبُو شُرَيْحٍ) و اسْمُهُ خُوَيْلِدُ ابنُ عَمْروٍ الْكَعْبِىُّ الْعَدَوِىُّ وَ مِنْهُ اشْتُقَّ اسْم‏

308
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شرح ص 308

الْمَرأَةِ (شُرَاحَةُ) الْهَمْدَانِيَّةُ مِثَالُ سُبَاطَةٍ وَ هِىَ الَّتِى جَلَدَهَا عَلِىٌّ ثُمَّ رَجَمَهَا. و (شَرَحْتُ) الْحَدِيثَ (شَرْحاً) بِمَعْنَى فَسَّرْتُهُ و بَيَّنْتُهُ و أَوْضَحْتُ مَعْنَاهُ و (شَرَحْتُ) اللَّحْمَ قَطَعْتُهُ طُولًا و التَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ و تَكْثِيرٌ.
[شرخ‏]
الشَّرْخُ: مِثَالُ فَلْسٍ: نِتَاجُ كُلِّ سَنَةٍ مِنَ الْإِبلِ و (شَرْخَا السَّهْمِ) زَنَمَتَا فُوقِهِ و هُوَ مَوْضِعُ الْوَتَرِ مِنْهَا. و (شَرْخُ) الشَّبَابِ أَوَّلُهُ و (شَرْخَا الرَّحْلِ) آخِرَتُهُ و وَاسِطَتُهُ.
[شرد]
شَرَدَ: الْبَعِيرُ (شُرُوداً) مِنْ بَابِ قَعَدَ: نَدَّ. و نَفَرَ وَ الاسْمُ الشِّرَادُ بِالْكَسْرِ و (شَرَّدْتُهُ) تَشْرِيداً.
[شرر]
الشَّرُّ: السُّوءُ و الْفَسَادُ و الظُّلْمُ و الْجَمْعُ (شُرُورٌ) و (شَرِرْتَ) يَا رَجُلُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَرُبَ و (الشَّرُّ) السَّوْءُ و قَوْلُ النّبِىّ صلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّم «و الشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ».
نَفَى عَنْهُ الظُّلْمَ وَ الْفَسَادَ لِأَنَّ أَفْعَالَهُ تَعَالَى صَادِرةٌ عَنْ حِكْمَةٍ بَالِغَةٍ و الْمَوْجُودَاتُ كُلُّهَا مِلْكُهُ فَهُوَ يَفْعَلُ فِى مُلْكِهِ مَا يَشَاءُ فَلَا يُوجَدُ فِى فِعْلِهِ ظُلْمٌ وَ لَا فَسَادٌ و رَجُلٌ (شَرٌّ) أَىْ ذُو شَرٍّ و قَوْمٌ (أَشْرَارٌ) و هذَا (شَرٌّ) مِنْ ذَاكَ و الْأَصْلُ (أَشَرُّ) بِالْأَلِفِ عَلَى أَفْعَلَ وَ اسْتِعْمَالُ الْأَصْلِ لُغَةٌ لِبَنِى عَامِرٍ و قُرِئَ فِى الشَّاذِ «مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشَرُّ» عَلَى هذِهِ اللُّغَةِ و (الشَّرَارُ) مَا تَطَايَرَ مِنَ النَّارِ الْوَاحِدَةُ شَرَارَةٌ و (الشَّرَرُ) مِثْلُهُ وَ هُوَ مَقْصُورٌ مِنْهُ.
[شرز]
شَرَزْتُهُ: (شَرْزاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُهُ، وَ (الشِّيرَازُ) مِثَالُ دِينَارٍ: اللَّبَنُ الرَّائِبُ يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ مَاؤُهُ و قَالَ بَعْضُهُمْ لَبَنٌ يُغْلَى حَتَّى يَثْخُنَ ثُمَّ يَنْشَفَ حَتَّى يَنْتَقِبَ و يَمِيلَ طَعْمُهُ إلَى الْحُمُوضَةِ و الْجَمْعُ (شَوَارِيزُ) و (شِيرَازُ) بَلَدٌ بِفَارِسَ يُنْسَبُ إلَيْهَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا.
[شرس‏]
شَرِسَ: (شَرَساً) فهو شَرِسٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ الاسْمُ (الشَّرَاسَةُ) بِالْفَتْحِ و هُو سُوءُ الْخُلُقِ و شَرُسَتْ نَفْسُهُ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَ ضَمِّهَا.
[شرط]
شَرَطَ: الْحَاجِمُ (شَرْطاً) مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ وَ قَتَلَ الْوَاحِدَةُ (شَرْطَةٌ) و (شَرَطْتُ) عَلَيْهِ كَذَا (شَرْطاً) أَيْضاً و (اشْتَرَطْتُ) عَلَيْهِ و جَمْعُ (الشَّرْطِ) (شُرُوطٌ) مِثْلُ فَلْس و فُلُوسٍ. و الشَّرَطُ بِفَتْحَتَيْنِ الْعَلَامَةُ و الْجَمْعُ (أَشْرَاطٌ) مِثْلُ سَبَبِ و أَسْبَابٍ و مِنْهُ (أَشْرَاطُ) السَّاعَةِ. و (الشُّرْطَةُ) وِزَانُ غُرْفَةٍ و فَتْحُ الرَّاءِ مِثَالُ رُطْبَةٍ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ. و صَاحِبُ (الشُرْطَةِ) يَعْنِى الْحَاكِمَ و (الشُّرْطَةُ) بالسُّكُونِ و الْفَتْحِ أَيْضاً الْجُنْدُ و الْجَمْعُ (شُرَطٌ) مِثْلُ رُطَبٍ و (الشُّرَطُ) عَلى لَفْظِ الْجَمْعِ أَعْوَانُ السُّلْطَانِ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا لِأَنْفُسِهِمْ عَلَامَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا لِلْأَعْدَاءِ الْوَاحِدَةُ (شُرْطَةٌ) مِثْلُ غُرَفٍ جَمْعِ غُرْفَةٍ وَ إِذَا نُسِبَ إِلَى هذَا قِيلَ (شُرْطِيٌّ) بالسُّكَونِ رَدًّا إِلَى وَاحِدِهِ و (شَرَطُ) الْمِعْزَى بِفَتْحَتَيْنِ رُذَالُهَا قَالَ بَعْضُهُمْ وَ اشْتِقَاقُ (الشُّرَطِ) مِنْ هَذَا لِأَنَّهُمْ رُذَال‏

309
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شرط ص 309

و (الشَّرِيطُ) خَيْطٌ أَوْ حَبْلٌ يُفْتَلُ مِنْ خُوصٍ و (الشَّرِيطَةُ) فِى مَعْنَى (الشَّرْطِ) و جَمْعُهَا (شَرَائِطُ).
[شرع‏]
الشِّرْعَةُ: بِالْكَسْرِ الدِّينُ و (الشَّرْعُ) و (الشَّرِيعَةُ) مِثْلُهُ مَأْخُوذٌ مِنَ (الشَّرِيعَةِ) و هِىَ مَوْرِدُ النَّاسِ لِلِاسْتِقَاءِ و سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِوُضُوحِهَا و ظُهُورِهَا و جَمْعُهَا (شَرَائِعُ) و (شَرَعَ) اللَّهُ لَنَا كَذَا (يَشْرَعُهُ) أَظْهَرَهُ و أَوْضَحَهُ و (الْمَشْرَعَةُ) بِفَتْحِ المِيمِ و الرَّاءِ (شَرِيعَةُ) الماءِ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ و لَا تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ (مَشْرَعَةً) حَتَّى يَكُونَ الْمَاءُ عِدّاً لَا انْقِطَاعَ لَهُ كَمَاءِ الْأَنْهَارِ و يَكُونَ ظَاهِراً مَعِيناً وَ لَا يُسْتَقى مِنْهُ بِرِشَاءٍ فَإِنْ كَانَ مِنْ مَاءِ الْأَمْطَارِ فهُوَ (الْكَرَعُ) بِفَتْحَتَيْنِ و النَّاسُ فىِ هَذَا الْأَمِر (شَرَعٌ) بِفَتْحَتَيْنِ و تُسَكَّنُ الرَّاءُ لِلتَّخْفِيفِ أَىْ سَوَاءٌ و (شَرَعْتُ) فِى الْأَمْرِ (أَشْرَعُ) (شُرُوعاً) أَخَذْتُ فِيهِ و (شَرَعْتَ) فِى الْمَاءِ (شُرُوعاً) و (شَرْعاً) شَرِبْتَ بِكَفَّيكَ أَوْ دَخَلْتَ فِيهِ و (شَرَعْتُ) المَالَ (أَشْرَعُهُ) أَوْرَدْتُهُ (الشَّرِيعَةَ) و (شَرَعَ) هُوَ يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى وَ فِى لُغَةٍ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ و (شَرَعَ) الْبَابُ إِلَى الطَّرِيقِ (شُرُوعاً) اتَّصَلَ بِهِ و (شَرَعْتُهُ) أَنَا يُسْتَعْمَلُ لَازِماً و مُتَعَدِّياً و يَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ أَيْضاً فَيُقَالُ (أَشْرَعْتُهُ) إذَا فَتَحْتَهُ و أَوْصَلْتَهُ و طَرِيقٌ (شَارِعٌ) يَسْلُكُه النَّاسُ عَامَّةً فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ طَرِيقٍ قَاصِدٍ أَىْ مَقْصُودٍ و الْجَمْعُ (شَوَارِعُ) و (أَشْرَعْتُ) الْجَنَاحَ إلَى الطَّرِيقِ بِالْأَلِفِ وَضَعْتُهُ و (أَشْرَعْتُ) الرُّمْحَ أَمَلْتُهُ و (شِرَاعُ) السَّفِينَةِ وِزَانُ كِتَابٍ مَعْرُوفٌ.
[شرف‏]
الشَّرَفُ: الْعُلُوُّ و شَرُفَ فَهُوَ (شَرِيفٌ) و قومٌ (أَشْرَافٌ) و (شُرَفَاءُ) و (اسْتَشْرَفْتُ) الشَّىْ‏ءَ رَفَعْتُ الْبَصَرَ أَنْظُرُ إِلَيْهِ و (أَشْرَفْتُ) عَلَيْهِ بالْأَلِفِ اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ و (أَشْرَفَ) الْمَوْضِعُ ارْتَفَعَ فَهُوَ (مُشْرِفٌ) و (شُرْفَةُ) القَصْرِ جَمْعُهَا (شُرَفٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (مَشَارِفُ) الْأَرْضِ أَعَالِيهَا الْوَاحِدُ (مَشْرَفٌ) بِفَتْحِ الْمِيمِ و الرَّاءِ و سَيْفٌ (مَشْرَفِيٌّ) قِيلَ مَنْسُوبٌ إلَى (مَشَارِفِ) الشَّامِ و هِىَ أَرْضٌ مِنْ قُرَى الْعَرَبِ تَدْنُو مِنَ الرِّيفِ و قِيلَ هذَا خَطَأٌ بَلْ هِىَ نِسْبَةٌ إِلَى مَوْضِعٍ مِنَ الْيَمَنِ.
[شرق‏]
شَرَقَتِ: الشَّمْسُ (شُرُوقاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ و (شَرْقاً) أَيْضاً طَلَعَتْ و (أَشْرَقَتْ) بِالْأَلِفِ أَضَاءَتْ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُمَا بِمَعْنًى و (أَشْرَقَ) دَخَلَ فِى وَقْتِ (الشُّرُوقِ) وَ مِنْهُ قَوْلُهُمْ (أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرَ «1») أَىْ نَدْفَعَ فِى السَّيْرِ. و (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ) ثَلَاثَةٌ وَ هِىَ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ لُحُومَ الْأَضَاحِىِّ (تُشَرَّقُ) فِيهَا أَىْ تُقَدَّدُ فِى (الشَّرْقَةِ) و هِىَ الشَّمْسُ و قِيلَ (تَشْرِيقُهَا) تَقْطِيعُهَا و تَشْرِيحُهَا. و (شَرِقَتِ) الشَّاةُ
__________________________________________________
 (1) المثل رقم 1942 من مجمع الأمثال للميداني.

310
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شرق ص 310

 (شَرَقاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا كَانَتْ مَشْقُوقَةَ الْأُذُنِ بِاثْنَتَيْنِ فَهِىَ (شَرْقَاءُ) و يَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (شَرَقَهَا) (شَرْقاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ و (الشَّرْقُ) جِهَةُ شُرُوقِ الشَّمْسِ و (الْمَشْرِقُ) مِثْلُهُ و هُو بِكَسْرِ الرَّاءِ فِى الْأَكْثَرِ و بالْفَتْحِ وَ هُوَ الْقِيَاسُ لكِنَّهُ قَلِيلُ الاسْتِعْمَالِ وَ فِى النِّسْبَةِ (مَشْرَقِيٌّ) بِكَسْرِ الرَّاءِ و فَتْحِهَا. و (شَرِقَ) زَيْدٌ بِرِيقِهِ (شَرَقاً) فهُوَ (شَرِقٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (شَرِقَ) الْجُرْحُ بِالدَّمِ امْتَلَأَ.
[شرك‏]
شَرِكْتُهُ: فِى الْأَمْرِ (أَشْرَكُهُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ (شَرِكاً) و (شَرِكَةً) وِزَانُ كَلِمٍ و كَلِمَةٍ بِفَتْحِ الْأَوَّلِ و كَسْرِ الثَّانِى إِذَا صِرْتُ لَهُ شَرِيكاً و جَمْعُ (الشَّرِيكِ) (شُرَكَاءُ) و (أَشْرَاكٌ) و (شَرَّكْتُ) بَيْنَهُمَا فِى الْمَالِ (تَشْرِيكاً) و (أَشْرَكْتَهُ) فِى الْأَمْرِ و الْبَيْعِ بِالْأَلِفِ جَعَلْتَهُ لَكَ (شَرِيكاً) ثُمَّ خُفِّفَ الْمَصْدَرُ بِكَسْرِ الْأَوَّلِ و سُكُونِ الثَّانِى. و اسْتِعْمَالُ الْمُخَفَّفِ أَغْلَبُ فَيُقَالُ (شِرْكٌ) و (شِرْكَةٌ) كَمَا يُقَالُ كِلْمٌ و كِلْمَةٌ عَلَى التَّخْفِيفِ نَقَلَهُ الْحُجَّةُ فِى التَّفْسِيرِ و إِسْمعِيلُ بنُ هِبَةِ اللّهِ الْمَوْصِلِىُّ عَلَى أَلْفَاظِ الْمُهَذَّبِ و نَصَّ عَلَيْهِ صَاحِبُ الْمُحْكَمِ و ابْنُ الْقَطَّاعِ و بِاسْمِ الفَاعِلِ وَ هُوَ (شَرِيكٌ) سُمِّىَ وَ مِنْهُ (شَرِيكُ بنُ سَحْمَاءَ) الَّذِى قَذَفَ بِهِ هِلَالُ بنُ أُمَيَّةَ امْرَأَتَهُ. و (شَارَكَهُ) و (تَشَارَكُوا) وَ (اشْتَرَكُوا) و طَرِيقٌ (مُشْتَرَكٌ) بِالْفَتْحِ و الْأَصْلُ (مُشْتَرَكٌ) فِيهِ وَ مِنْهُ الْأَجِيرُ (الْمُشْتَرَكُ) وَ هُوَ الَّذِى لَا يَخُصُّ أَحَداً بِعَمَلِهِ بَلْ يَعْمَلُ لِكُلِّ مَنْ يَقْصِدُهُ بِالْعَمَلِ كَالْخَيَّاطِ فِى مَقَاعِدِ الْأَسْوَاقِ. و (الشِرْكُ) النَّصِيبُ و مِنْهُ قَوْلُهُم وَ لَوْ أعْتَقَ (شِرْكاً) لَهُ فِى عَبْدٍ أَىْ نَصِيباً و الْجَمْعُ (أَشْرَاكٌ) مِثْلُ قِسْمٍ وَ أَقْسَامٍ و (الشِّرْكُ) اسْمٌ مِنْ (أَشْرَكَ) بِاللَّهِ إِذَا كَفَرَ بِهِ و (شَرَكُ) الصَّائِدِ مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (أَشْرَاكٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ و قِيلَ (الشَّرَكَ) جَمْعُ (شَرَكَةَ) مثْلُ قَصَبٍ و قَصَبَةٍ. و (شِرَاكُ) النَّعْلِ سَيْرُهَا الَّذِى عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ و (شَرَّكْتُهَا) بالتَّثْقِيلِ جَعَلْتُ لَهَا (شِرَاكاً) وَ فِى حَدِيثٍ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ صَلَّى الظُّهْرَ حِينَ صَارَ الْفَىْ‏ءُ مِثْلَ الشِّرَاكِ.
يَعْنِى اسْتَبَانَ الْفَىْ‏ءُ فِى أَصْلِ الْحَائِطِ مِنَ الْجَانِبِ الشَّرْقِىِّ عِنْدَ الزَّوَالِ فَصَارَ فِى رُؤْيَةِ العَيْنِ كَقَدْرِ الشِّرَاكِ و هذَا أَقَلُّ مَا يُعْلَمُ بِهِ الزَّوَالُ و لَيْسَ تَحْدِيداً و الْمَسْأَلَةُ (المُشَرِّكَةُ) اسْمُ فَاعِلٍ مَجَازاً لِأَنَّهَا (شَرَّكَتْ) بَيْن الْإِخْوَةِ و بَعْضُهُمْ يَجْعَلُهَا اسْمَ مَفْعُولٍ و يَقُولُ هِىَ مَحَلُّ (التَّشْرِيكِ) وَ (الاشْتِرَاكِ) و الْأَصْلُ (مُشَرَّكٌ) فِيهَا و لِهَذَا يُقَالُ (مُشْتَرَكَةٌ) بِالْفَتْحِ أَيْضاً عَلَى هذَا التَّأْوِيلِ.
[شرم‏]
الشَّرَمُ: شَقُّ الْأَنْفِ و يُقَالُ: قَطْعُ الْأَرْنَبَةِ وَ هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ رَجُلٌ (أَشْرَمُ) و امْرَأَةٌ (شَرْمَاءُ).

311
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شره ص 312

[شره‏]
شَرِهَ: عَلَى الطَّعَامِ و غَيْرِهِ (شَرَهاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ حَرَصَ أَشَدَّ الْحِرْصِ فَهُوَ (شَرِهٌ).
[شري‏]
شَرَيْتُ: الْمَتَاعَ (أَشْرِيهِ) إِذَا أَخَذْتُهُ بِثَمَنٍ أَوْ أَعْطَيْتُهُ بِثَمَنٍ فَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ و (شَرَيْتُ) الْجَارِيَةَ (شِرًى) فَهِىَ (شَرِيَّةٌ) فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ و عَبْدٌ (شَرِيٌّ) و يَجُوزُ (مَشْرِيَّةٌ) و (مَشْرِيٌّ) و الْفَاعِلُ (شَارٍ) و الْجَمْعُ (شُرَاةٌ) مِثْلُ قَاضٍ و قُضَاةٍ و تُسَمَّى الْخَوَارِجُ (شُرَاةً) لِأَنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ شَرَوْا أَنْفُسَهُمْ بِالْجَنَّةِ لِأَنَّهُمْ فَارَقُوا أَئِمَّةَ الْجَوْرِ و إِنَّمَا سَاغَ أَنْ يَكُونَ (الشِّرَى) مِنَ الْأَضْدَادِ لِأَنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ تَبَايَعَا الثَّمَنَ و المُثْمَنَ فَكُلٌّ مِنَ الْعِوَضَيْنِ مَبِيعٌ مِنْ جَانِبٍ و مَشْرِيٌّ مِنْ جَانِبٍ و يُمَدُّ (الشِّرَاءُ) و يُقْصَرُ و هُوَ الْأَشْهَرُ و يُحْكَى أَنَّ الرَّشِيدَ سَأَلَ الْيَزِيدِىَّ و الْكِسَائِىَّ عَنْ قَصْرِ (الشِّرَاءِ) وَ مِدّهِ فَقَالَ الْكِسَائِىُّ مَقْصُورٌ لَا غَيْرُ وَ قَالَ الْيَزِيدِىُّ يُقْصَرُ وَ يُمَدُّ فَقَالَ لَهُ الْكِسَائِىُّ مِنْ أَيْنَ لَكَ فَقَالَ الْيَزِيدِىُّ مِنَ الْمَثَلِ السَّائِرِ «لَا يُغْتَرّ بِالحُرَّةِ عَامَ هِدَائِهَا وَ لَا بِالْأَمَةِ عَامَ شِرَائِهَا «1»» فَقَالَ الْكِسَائِىٌّ): مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يَجْهَلُ مِثْلُ هذَا فَقَال الْيَزِيدِىُّ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يَفْتَرِى بَيْنَ يَدَىْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِذَا نَسَبْتَ إِلَى الْمَقْصُورِ قَلَبْتَ الْيَاءَ وَاواً و الشِّينُ بَاقِيَةٌ عَلَى كَسْرِهَا فَقُلْتُ (شِرَوِيٌّ) كَمَا يُقَالُ رِبَوِىٌّ و حِمَوِىٌّ و إِذَا نَسَبْتَ إِلَى الْمَمْدُودِ فَلَا تَغْيِيرَ «2».
[شزر]
نَظَرَ إِلَيْهِ شَزَراً: إِذَا كَانَ بِمُؤْخِرِ عَيْنِهِ كَالْمُعْرِضِ الْمُتَغَضِّبِ و حَبْلٌ (مَشْزُورٌ) «3» مَفْتُولٌ مِمَّا يَلِى الْيَسَارَ.
[شسع‏]
شِسْعُ: النَّعْلِ مَعْرُوفٌ و الْجَمْعُ (شُسُوعٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و حُمُولٍ و (شَسَعْتُهَا) (أَشْسَعُهَا) بِفَتْحَتَيْنِ عَمِلْتُ لَهَا (شِسْعاً) و (أَشْسَعْتُهَا) بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ و (شَسَعَ) الْمَكَانُ (يَشْسَعُ) بِفَتْحَتَيْنِ بَعُدَ فَهُوَ (شَاسِعٌ) و بِلَادٌ (شَاسِعَةٌ).
[شطب‏]
الشَّطْبَةُ: سَعَفَةُ النَّخْلِ الْخَضْرَاءُ و الْجَمْعُ (شَطْبٌ) مِثْلُ تَمْرَةٍ و تَمْرٍ و أَرْضٌ (مُشَطَّبَةٌ) خَطَّ فِيهَا السَّيْلُ خَطّاً لَيْسَ بِالْكَثِيرِ.
[شطر]
شَطْرُ: كُلِّ شَى‏ءٍ نِصْفُهُ و (الشَّطْرُ) الْقَصْدُ وَ الْجِهَةُ قَالَ اللّهُ تَعَالَى «فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ»*
 أَىْ قَصْدَهُ و جِهَتَهُ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ و غَيْرُهُ و (شَطَرَتِ) الدَّارُ بَعُدَتْ و مَنْزِلٌ (شَطِيرٌ) بَعِيدٌ و مِنْهُ يُقَالُ (شَطَرَ) فُلَانٌ عَلَى أَهْلِهِ (يَشْطُرُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا تَرَكَ مُوَافَقَتَهُمْ و أَعْيَاهُمْ لُؤْماً و خُبْثاً و هُوَ (شَاطِرٌ) و (الشَّطَارَةُ) اسْمٌ مِنْهُ و (الشَّطْرَنْجُ) مُعَرَّبٌ بِالْفَتْحِ و قِيلَ بِالْكَسْرِ وَ هُوَ الْمُخْتَارُ قَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِىُّ فِى كِتَابِ مَا تَلْحَنُ فِيهِ الْعَامَّةُ وَ مِمَّا يُكْسَرُ و الْعَامَّةُ
__________________________________________________
 (1) ورد فى مجمع الأمثال هكذا (لا تحمد أمة اشترائها و لا حرّة عامّ بنائها رقم 3498.
 (2) القياس يجيز قلبها واوا- لأن الهمزة المنقلبة عن أصل يجوز فيها الوجهان- قلبها واوا، و إبقاؤها.
 (3) و الفعل شَزَر الحبل يَشْزِره و يَشْزُرُه.

312
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شطر ص 312

تَفْتَحُهُ أَوْ تَضُمُّهُ و هُوَ (الشِّطْرَنْجُ) بِكَسْرِ الشِّينِ قَالُوا و إنَّمَا كُسِرَ لِيَكُونَ نَظِيرَ الْأَوْزَانِ الْعَرَبِيَّةِ مِثْلُ جِرْدَحْلٍ إذْ لَيْسَ فِى الْأَبْنِيَةِ الْعَرَبِيَّةِ فَعْلَلٌّ بِالْفَتْحِ حَتَّى يُحْمَلُ عَلَيْهِ.
[شطط]
شَطَّتِ: الدَّارُ بَعُدَتْ و (شَطَّ) فُلَانٌ فِى حُكمِهِ (شُطُوطاً) و (شَطَطاً) جَارَ و ظَلَمَ و (شَطَّ) فِى الْقَوْلِ (شَطَطاً) و (شُطُوطاً) أَغْلَظَ فِيهِ و (شَطَّ) فِى السَّوْمِ أَفْرَطَ و الْجَمِيعُ مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ و (أَشَطَّ) فِى الْحُكْمِ بِالْأَلِفِ وَ فِى السَّوْمِ أَيْضاً لُغَةٌ و (الشَّطُّ) جَانِبُ النَّهْرِ و جَانِبُ الْوَادِى و الْجَمْعُ (شُطُوطٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ.
[شطن‏]
شَطَنَتِ: الدَّارُ (شُطُوناً) مِنْ بَابِ قَعَدَ بَعُدَتْ و (الشَّطَنُ) الْحَبْلُ و الْجَمْعُ (أَشْطَانٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ وَ فِى الشَّيْطَانِ قَوْلَانِ أَحَدُهُمَا أَنَّهُ مِنْ (شَطَنَ) إذَا بَعُدَ عَنِ الْحَقِّ أَوْ عَنْ رَحْمَةِ اللّهِ فَتَكُونُ النُّونُ أَصْلِيَّةً وَ وَزْنُهُ فَيْعَالٌ و كُلُّ عَاتٍ مُتَمَرِّدٌ مِنَ الْجِنِّ و الْإِنْسِ و الدَّوَابِّ فَهُوَ (شَيْطَانٌ) وَ وَصَفَ أَعْرَابِىٌّ فَرَسَهُ فَقَالَ كَأَنَّهُ (شَيْطَانٌ) فِى (أَشْطَانٍ) و الْقَوْلُ الثَّانِى أَنَّ الْيَاءَ أَصْلِيَّةٌ و النُّونَ زَائِدَةٌ عَكْسُ الْأَوَّلِ وَ هُوَ مِنْ (شَاطَ) (يَشِيطُ) إذَا بَطَلَ أَوِ احْتَرَقَ فَوَزْنُهُ (فَعْلَانٌ).
[شطأ]
شَاطِئُ: الْوَادِى جَانِبُهُ و (شَطْءُ) النَّبَاتِ مَا خَرَجَ مِنَ الْأَصْلِ و قَوْلُهُ تَعَالَى «أَخْرَجَ شَطْأَهُ» الْمُرَادُ السُّنْبُلُ وَ هُوَ فِرَاخُ الزَّرْعِ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِىِّ و (أَشْطَأَ) الزَّرْعُ بِالْأَلِفِ إِذَا أَفْرَخَ.
[شظف‏]
الشَّظَفُ: بِفَتْحَتَيْنِ شِدَّةُ الْعَيْشِ وَ ضِيقُه و (شَظِفَ) السَّهْمُ دَخَلَ بَيْنَ الْجِلْدِ و اللَّحْمِ.
[شظي‏]
الشَّظِيَّة: مِنَ الْخَشَبِ و نَحْوِهِ الفِلْقَةُ الَّتِى تَتَشَظَّى عِنْدَ التَّكْسِيرِ يُقَالُ (تَشَظَّتِ) الْعَصَا إذَا صَارَتْ فِلَقاً و الْجَمْعُ (شَظَايَا).
[شعب‏]
الشِّعْبُ: بِالْكَسْرِ الطَّرِيقُ و قِيلَ الطَّرِيقُ فِى الْجَبَلِ و الْجَمْعُ (شِعَابٌ) و (الشَّعْبُ) بالْفَتْح مَا انْقَسَمَتْ فِيهِ قَبَائِلُ الْعَرَبِ و الْجَمْعُ (شُعُوبٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و يُقَالُ (الشَّعْبُ) الْحَىُّ الْعَظِيمُ و (شَعَبْتُ) الْقَوْمَ (شَعْباً) مِنْ بَابِ نَفَعَ جَمَعْتُهُمْ و فَرَّقْتُهُمْ فَيَكُونُ مِنَ الْأَضْدَادِ وَ كَذلِكَ فِى كُلِّ شَىْ‏ءٍ قَالَ الْخَلِيلُ اسْتِعْمَالُ الشَّىْ‏ءِ فِى الضِّدَّيْنِ مِنْ عَجَائِبِ الْكَلَام وَ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ لَيْسَ هذَا مِنَ الْأَضْدَادِ و إنَّمَا هُمَا لُغَتَانِ لِقَوْمَيْنِ وَ مِنَ التَّفْرِيقِ اشْتُقَّ اسْمُ الْمَنِيَّةِ (شَعُوبُ) وِزَانُ رَسُولٍ لِأَنَّهَا تُفَرِّقُ الْخَلَائِقَ و صَارَ عَلَماً عَلَيْهَا غَيْرَ مُنْصَرِفٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ يُدْخِلُ عَلَيْهَا الْأَلِفَ و اللَّامَ لَمْحاً لِلصِّفَةِ فِى الْأَصْلِ وَ سُمِّىَ الرَّجُلُ بِهَذَا الاسْمِ لِشِدَّتِهِ وَ فِى الْحَدِيثِ «فَقَتَلَهُ ابْنُ شَعُوبِ».
و اسْمُهُ شَدَّادُ بْنُ الْأَسْودِ ابنِ شَعُوبٍ و إِنَّما قِيلَ ابنُ شَعُوبٍ لِأَنَّهُ أَشْبَهَ أَبَاهُ فِى شِدَّتِهِ هكَذَا نَسَبَه السُّهَيْلِىُّ و نُقِلَ عَنِ الْحَمِيدِىُّ أَنَّهُ شَدَّادُ بْنُ جَعْفَرٍ بنِ شَعُوب‏

313
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شعب ص 313

و الشُّعُوبِيَّةُ بالضَّمِّ فِرْقَةٌ تُفَضِّلُ الْعَجَمَ عَلَى الْعَرَبِ وَ إِنَّمَا نُسِبَ إِلَى الْجَمْعِ لِأَنَّهُ صَارَ عَلَماً كَالْأَنْصَارِ و يُقَالُ أَنْسَابُ الْعَرَبِ سِتُّ مَرَاتِبَ (شَعْبٌ) ثُم (قَبِيلَةٌ) ثُمَّ (عَمَارَةٌ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ و كَسْرِهَا ثُمَّ (بَطْنٌ) ثُمَّ (فَخْذٌ) ثُمَّ (فَصِيلَةٌ).
 (فالشَّعْبُ) هُوَ النَّسَبُ الْأَوَّلُ كَعَدْنَانَ و (الْقَبِيلَةُ) مَا انْقَسَمَ فِيهِ أَنْسَابُ الشَّعْبِ و (الْعِمَارَةُ) مَا انْقَسَمَ فِيهِ أَنْسَابُ الْقَبِيلَةِ و (الْبَطْنُ) مَا انْقَسَمَ فِيهِ أَنْسَابُ الْعِمَارَةِ و (الفَخْذُ) مَا انْقَسَمَ فِيهِ أَنْسَابُ الْبَطْنِ و (الْفَصِيلَةُ) مَا انْقَسَمَ فِيهِ أَنْسَابُ الْفَخْذِ.
فَخُزَيْمَةُ شَعْبٌ و كِنَانَةُ قَبِيلَةٌ و قُرَيْشٌ عِمَارَةٌ و قُصَىٌّ بَطْنٌ و هَاشِمٌ فَخْذٌ و الْعَبَّاسُ فَصِيلَةٌ.
و (شَعْبَانُ) مِنَ الشُّهُورِ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ وَ جَمْعُهُ (شَعْبَانَاتٌ) و (شَعَابِينُ) و (شَعْبَانُ) حَىٌّ مِنْ هَمْدَانَ مِنَ الْيَمَنِ و يُنْسَبُ إِلَيْهِ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ قَالَهُ ابْنُ فارِسٍ وَ الْأَزْهَرِىُّ و قَالَ الْفَارَابِىُّ (شَعْبٌ) وِزَانُ فَلْسٍ حَىٌّ مِنَ الْيَمَنِ و يُنْسَبُ إِلَيْهِ عَامِرٌ الشَّعْبِىُّ و (الشُّعْبَةُ) مِنَ الشَّجَرَةِ الْغُصْنُ الْمُتَفَرِّعُ مِنْهَا وَ الْجَمْعُ (شُعَبٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ وَ
فِى الحديث «إذَا جَلَس بينَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ».
يَعْنِى يَدَيْهَا و رِجْلَيْهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بِأَغْصَانِ الشَّجَرَةِ وَ هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْجِمَاعِ لِأَنَّ القُعُودَ كَذَلِكَ مَظِنَّةُ الجِمَاعِ فَكُنِّىَ بِهَا عَنِ الْجِمَاعِ وَ (الشُّعْبَةُ) مِنَ الشَّىْ‏ءِ الطَّائِفَةُ مِنْهُ و (انْشَعَبَ) الطَّرِيقُ افْتَرَقَ و كُلُّ مَسْلَكٍ و طَرِيقٍ (مَشْعَبٌ) بفَتْحِ.
المِيمِ وَ الْعَيْنِ و (انْشَعَبَتْ) أَغْصَانُ الشَّجَرَةِ تَفرَّعَتْ عَنْ أَصْلِهَا و تَفَرَّقَتْ و تَقُولُ هذِهِ الْمَسْأَلَةُ كَثِيرَةُ (الشُّعَبِ) وَ (الانْشِعَابِ) أى التَّفَارِيعِ و (شَعَبْتُ) الشَّىْ‏ءَ (شَعْباً) مِنْ بَابِ نَفَعَ صَدَعْتُهُ و أَصْلَحْتُهُ و اسْمُ الْفَاعِلِ (شَعَّابٌ).
[شعث‏]
شَعِثَ: الشَّعْرُ (شَعَثاً) فَهُوَ (شَعِثٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ تَغَيَّر وَ تَلَبَّدَ لِقَلَّةِ تَعَهُّدِهِ بالدُّهْنِ و رَجُلٌ (أَشْعَثُ) و امْرَأَةٌ (شَعْثَاءُ) مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و سُمِّىَ بِالْأَوَّلِ و كُنِىَ بِالثَّانِى و مِنْهُ (أَبُو الشَّعْثَاءِ المُحَارِبىُّ) مِنَ التَّابِعِينَ كُوفِىٌّ و (الشَّعَثُ) أَيْضاً الْوَسَخُ و رَجُلٌ (شَعِثٌ) وَسِخُ الْجَسَدِ شَعِثُ الرَّأْسِ أَيْضاً و هُوَ (أَشْعَثُ) أَغْبَرُ أَىْ مِنْ غَيرِ اسْتِحْدَادٍ وَ لَا تَنَظُّفٍ و (الشَّعَثُ) أَيْضاً الانْتِشَارُ و التَّفَرُّقُ كَمَا (يَتَشَعَّبُ) رَأْسُ السِّوَاكِ وَ فِى الدُّعَاءِ «لَمَّ اللّهُ شَعْثَكُم».
أَىْ جَمَعَ أَمْرَكُمْ.
[شعذ]
شَعْوَذَ: الرَّجُلُ شَعْوَذَةً وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ (شَعْبَذَ شَعْبَذَةً) و هو بالذَّالِ مُعْجَمَةً وَ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ أَهْلِ الْبَادِيَةِ وَ هِىَ لَعِبٌ يَرَى الْإِنْسَانُ مِنْهُ مَا لَيْسَ لَهُ حَقِيقَةٌ كَالسِّحْرِ.
[شعر]
الشَّعْرُ: بِسُكُونِ الْعَيْنِ فَيُجْمَعُ عَلَى (شُعُورٍ) مثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و بِفَتْحِهَا فَيُجْمَعُ عَلَى (أَشْعَارٍ) مِثْلُ سَبَبٍ وَ أَسْبَابٍ و هُوَ مِن‏

314
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شعر ص 314

الْإِنْسَانِ و غَيْرِهِ و هُوَ مُذَكَّرٌ الْوَاحِدَةُ (شَعْرَةٌ) وَ إِنَّمَا جُمِعَ الشَّعْرُ تَشْبِيهاً لِاسْمِ الْجِنْسِ بِالْمُفْرَدِ كَمَا قِيلَ إِبِلٌ و آبَالٌ و (الشِّعْرَةُ) وِزَانُ سِدْرَةٍ شَعْرُ الرَّكَبِ لِلنِّسَاءِ خَاصَّةً قَالَهُ فِى الْعُبَابِ وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (الشِّعْرَةُ) الشَّعْرُ النَّابِتُ عَلَى عَانَةِ الرَّجُلِ و رَكَبِ الْمَرْأَةِ و عَلَى مَا وَرَاءَهُمَا و (الشَّعَارُ) بالْفَتْحِ كَثْرَةُ الشَّجَرِ فِى الْأَرْضِ و (الشِّعَارُ) بِالْكَسْرِ مَا وَلِىَ الْجَسَدَ مِنَ الثِّيَابِ و (شَاعَرْتُهَا) نِمْتُ مَعَهَا فِى (شِعَارٍ) وَاحِدٍ و (الشِّعَارُ) أَيْضاً عَلَامَةُ الْقَوْمِ فِى الْحَرْبِ و هُوَ مَا يُنَادُونَ بِهِ لِيَعْرِفَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. و الْعِيدُ (شِعَارٌ) مِنْ (شَعَائِرِ) الْإِسْلَامِ و (الشَّعَائِرُ) أَعْلَامُ الْحَجِّ و أَفْعَالُهُ الْوَاحِدَةُ (شَعِيرَةٌ) أَوْ (شِعَارَةٌ) بالْكَسْرِ وَ (الْمَشَاعِرُ) مَوَاضِعُ الْمَنَاسِكِ و (الْمَشْعَرُ) الْحَرَامُ جَبَلٌ بِآخِرِ مُزْدَلِفَةَ و اسْمُهُ قُزَحُ وَ مِيمُهُ مَفْتُوحَةٌ عَلَى الْمَشْهُورِ و بَعْضُهُمْ يَكْسِرُها عَلَى التَّشْبِيهِ بِاسْمِ الْآلَةِ.
و (الشَّعِيرُ) حَبٌّ مَعْرُوفٌ قَالَ الزَّجَّاجُ:
وَ أَهْلُ نَجْدٍ تُؤَنِّثُهُ و غَيْرُهُمْ يُذَكِّرُهُ فَيُقَالُ هِىَ (الشَّعِيرُ) وَ هُوَ (الشَّعِيرُ).
و (الشِّعْرُ) الْعَرَبِىُّ هُوَ النَّظْمُ الْمَوْزُونُ و حَدُّه مَا تَرَكَّبَ تَرَكُّباً مُتَعَاضِداً و كَانَ مُقَفًّى مَوْزُوناً مَقْصُوداً بِهِ ذلِكَ فَمَا خَلَا مِنْ هَذِهِ الْقُيُودِ أَوْ مِنْ بَعْضِهَا فَلَا يُسَمَّى (شِعْراً) وَ لَا يُسَمَّى قَائِلُهُ شَاعِراً وَ لِهَذَا مَا وَرَدَ فِى الْكِتَابِ أَوِ السُّنَّةِ مَوْزُوناً فَلَيْسَ بِشِعْرٍ لِعَدَمِ الْقَصْدِ أَو التَّقْفِيَةِ و كَذلِكَ مَا يَجْرِى عَلَى أَلْسِنَةِ بَعْضِ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ لِأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ (شَعَرْتَ) إِذَا فَطِنْتَ وَ عَلِمْتَ و سُمِّىَ شَاعِراً لِفِطْنَتِهِ وَ عِلْمِهِ بِهِ فَإِذَا لَمْ يَقْصِدْهُ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَشْعُرْ بِهِ وَ هُوَ مَصْدَرٌ فِى الْأَصْلِ يُقَالُ (شَعَرْتُ) (أَشْعُرُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا قُلْتُهُ و جَمْعُ (الشَّاعِرِ) (شُعَرَاءُ) و جَمْعُ فَاعِلٍ عَلَى فُعَلَاءَ نَادِرٌ و مِثْلُهُ عَاقِلٌ و عُقَلَاءُ و صَالِحٌ و صُلَحَاءُ و بَارِحٌ و بُرَحَاءُ عِنْدَ قَوْمٍ وَ هُوَ شِدَّةُ الْأَذَى مِنَ التَّبْرِيحِ وَ قِيلَ الْبُرْحَاءُ غَيْرُ جَمْعٍ قَالَ ابْنُ خَالُوَيْهِ وَ إِنَّمَا جُمِعَ (شَاعِرٌ) عَلَى (شُعَرَاءَ) لِأَنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ (شَعُرَ) بِالضَّمِّ فَقِيَاسُهُ أَنْ تَجِى‏ءَ الصِّفَةُ عَلَى فَعِيلٍ نَحْوُ شَرُفَ فَهُوَ شَرِيفٌ فَلَوْ قِيلَ كَذلِكَ لَالْتَبَسَ (بِشَعِيرٍ) الَّذِي هُوَ الْحَبُّ فَقَالُوا (شَاعِرٌ) وَ لَمَحُوا فِى الْجَمْعِ بِنَاءَهُ الْأَصْلِىَّ و أَمَّا نَحْوُ عُلَمَاءَ و حُلَمَاءَ فَجَمْعُ عَلِيمٍ و حَلِيمِ.
و (شَعَرْتُ) بِالشَّى‏ءِ شُعُوراً مِنْ بَابِ قَعَدَ و (شِعْراً) و (شِعْرَةً) بِكَسْرِهِمَا عَلِمْتُ.
و لَيْتَ شِعْرِى لَيْتَنِى عَلِمْتُ. و (أَشْعَرْتُ) الْبَدَنَةَ (إِشْعَاراً) حَزَزْتُ سَنَامَهَا حَتَّى يَسِيلَ الدَّمُ فَيُعْلَمَ أَنَّهَا هَدْىٌ فَهِىَ (شَعِيرَةٌ).
[شعل‏]
الشُّعْلَةُ: مِنَ النَّارِ مَعْرُوفَةٌ و (شَعَلَتِ) النَّارُ (تَشْعَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ و (اشْتَعَلَتْ) تَوَقَّدَتْ و يتَعَدّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَشْعَلْتُهَا) وَ اسْتِعْمَالُ الثُّلَاثِىِّ مُتَعَدِّياً لُغَةٌ وَ مِنْهُ قِيلَ اشْتَعَلَ فُلَان‏

315
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شعل ص 315

غَضَباً إذَا امْتَلَأَ غَيْظاً و قَوْلُهُ تَعَالَى «وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً» فِيهِ اسْتِعَارَةٌ بَدِيعَةٌ شُبِّهَ انْتِشَارُ الشَّيْبِ بِاشْتِعَالِ النَّارِ فِى سُرْعَةِ الْتِهَابِهِ وَ فِى أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ بَعْدَ الاشْتِعَالِ إِلَّا الْخُمُودُ.
[شغب‏]
شَغَبْتُ: الْقَوْمَ و عَلَيْهِمْ و بِهِمْ (شَغْباً) مِنْ بَابِ نَفَعَ هَيَّجْتُ الشَّرَّ بَيْنَهُمْ.
[شغر]
شَغَرَ: الْبَلَدُ (شُغُوراً) مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا خَلَا عَنْ حَافِظٍ يَمْنَعُهُ و شَغَرَ الْكَلْبُ (شَغْراً) مِنْ بَابِ نَفَعَ رَفَعَ إحْدَى رِجْلَيْهِ لِيَبُولَ و (شَغَرَتِ) المرأةُ رفَعَتْ رِجْلَهَا لِلنِّكَاحِ وَ (شَغَرْتُهَا) فَعَلْتُ بهَا ذلِكَ يتعدَّى و لا يتعدَّى و قدْ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزِ فَيُقَالُ (أَشْغَرْتُهَا) وَ (شَاغَرَ) الرَّجُلُ الرَّجُلَ (شِغَاراً) مِنْ بَابِ قَاتَلَ زَوَّجَ كلُّ واحِدٍ صَاحِبَهُ حَرِيمَتَهُ عَلَى أَنَّ بُضْعَ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَدَاقُ الْأُخْرَى وَ لَا مَهْرَ سِوَى ذَلِكَ وَ كَانَ سَائِغاً فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ شَغِرَ الْبَلَدُ و قيل من شَغَرَ بِرِجْلِهِ إِذَا رَفَعَهَا. و (الشِّغَارُ) وِزَانُ سَلَامٍ الْفَارِغُ.
[شغف‏]
شَغَفَ: الْهَوَى قَلْبَهُ (شَغْفاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ وَ الاسْمُ (الشَّغَفُ) بفَتْحَتَيْن بَلَغَ (شَغَافَهُ) بالْفَتْحِ و هُوَ غِشَاؤُهُ و (شَغَفَهُ) الْمَالُ زُيِّنَ فَأَحَبَّهُ فَهُوَ (مَشْغُوفٌ) بِهِ.
[شغل‏]
شَغَلَهُ: الْأَمْرُ (شَغْلًا) مِنْ بَابِ نَفَعَ فَالْأَمْرُ (شَاغِلٌ) وَ هُوَ (مَشْغُولٌ) وَ الاسْمُ (الشُّغْلُ) بِضَمِّ الشِّينِ و تُضَمُّ الْغَيْنُ وَ تُسَكَّنُ لِلتَّخْفِيفِ و (شُغِلْتُ) بِهِ بِالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ تَلَهَّيْتُ بهِ قَال الْأَزْهَرِىّ و (اشْتَغَلَ) بِأَمْرِهِ فَهُوَ (مُشْتَغِلٌ) أَىْ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ و قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَ لَا يَكَادُونَ يَقُولُون (اشْتَغَلَ) وَ هُوَ جَائِزٌ يَعْنِى بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَ مِنْ هُنَا قَالَ بَعْضُهُمْ (اشْتُغِلَ) بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَ لَا يَجُوزُ بِنَاؤُهُ لِلْفَاعِلِ لِأَنَّ الافْتِعَالَ إِنْ كَانَ مُطَاوِعاً فَهُوَ لَازِمٌ لَا غَيْرُ وَ إِنْ كَانَ غَيْرَ مُطَاوِعٍ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِيهِ مَعْنَى التَّعَدِّى نَحْوُ اكْتَسَبْتُ الْمَالَ و اكْتَحَلْتُ و اخْتَضَبْتُ أى كَحَلْتُ عَيْنِى و خَضَبْتُ يَدِى و اشْتَغَلْتُ لَيْسَ بِمُطَاوِعٍ و ليْسَ فِيهِ مَعْنَى التَّعَدِّى و أُجِيبَ بِأَنَّهُ فِى الْأَصْلِ مُطَاوِعٌ لِفِعْلٍ هُجِرَ اسْتِعْمَالُهُ فِى فَصِيحِ الْكَلَامِ و الْأَصْلُ (أَشْغَلْتُهُ) بِالْأَلِفِ (فَاشْتَغَلَ) مِثْلُ أَحْرَقْتُهُ فَاحْتَرَقَ و أَكْمَلْتُهُ فَاكْتَمَلَ وَ فِيهِ مَعْنَى التَّعَدِّى فَإِنَّكَ تَقُولُ (اشْتَغَلْتُ) بِكَذَا فَالْجَارُّ و الْمَجْرُورُ فِى مَعْنَى الْمَفْعُولِ وَ قَدْ نَصَّ الْأَزْهَرِىُّ عَلَى اسْتِعْمَالِ مُشْتَغِلٍ و مُشْتَغَلٍ.
[شغو]
شَغِيَتِ: السِّنُّ (شَغًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ زَادَتْ عَلَى الْأَسْنَانِ و خَالَفَ مَنْبِتُهَا مَنْبِتَ غَيْرِهَا فَهِىَ (شَاغِيَةٌ) فَالرَّجُلُ (أَشْغَى) وَ الْمَرْأَةُ (شَغْوَاءُ) وَ الْجَمْعُ (شُغْوٌ) مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و قَالَ ابْنُ فارِسٍ (الشَّغَى) أَنْ تَتَقَدَّمَ الْأَسْنَانُ الْعُلْيَا عَلَى السُّفْلَى وَ مِنْهُ قِيلَ لِلْعُقَابِ (شَغْوَاءُ) لِفَضْلِ مِنْقَارِهَا الْأَعْلَى عَلَى الْأَسْفَلِ و قَالَ الْأَزْهَرِىُّ لِلسِّنِّ (الشَّاغِيَةِ) مَعْنَيَانِ أَحَدُهُمَا أَنْ تَكُونَ زَائِدَةً وَ الثَّانِى أَنْ تَكُونَ أَطْوَل‏

316
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شغو ص 316

أَوْ أَكْبَرَ أَوْ مُخَالِفَةً لِسِبْتِ الَّتِي تَلِيهَا.
[شفر]
شُفْرُ: الْعَيْنِ حَرْفُ الْجَفْنِ الَّذِى يَنْبُتُ عَلَيْهِ الْهُدْبُ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ و الْعَامَّةُ تَجْعَلُ (أَشْفَارَ) الْعَيْنِ الشَّعْرَ و هُوَ غَلَطٌ و إِنَّمَا (الْأَشْفَارُ) حُرُوفُ الْعَيْنِ الَّتِى يَنْبُتُ عَلَيْهَا الشَّعْرُ و الشَّعْرُ الْهُدْبُ و الْجَمْعُ (أَشْفَارٌ) مِثْلُ قُفْلٍ و أَقْفَالٍ و (شُفْرُ) كُلِّ شَى‏ءٍ حَرْفُهُ و الْجَمْعُ (أَشْفَارٌ) و منْهُ (شُفْرُ) الفَرْجِ لِحَرْفِهِ و الْجَمْعُ (أَشْفَارٌ) و أَمَّا قَوْلُهُمْ مَا بِالدَّارِ (شَفْرٌ) أَىْ أَحَدٌ فَهذِهِ وَحْدَهَا بِالْفَتْحِ و الضَّمُّ فِيهَا لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ السِّكِّيتِ و (شَفِيرُ) كُلِّ شَى‏ءٍ حَرْفُهُ كَالنّهْرِ و غَيْرِهِ و (مِشْفَرُ) الْبَعِيرِ بِكَسْرِ الْمِيمِ كَالْجَحْفَلَةِ مِنَ الْفَرَسِ و (الشَّفْرَةُ) الْمُدْيَةُ وَ هِىَ السِّكِّينُ الْعَرِيضُ و الْجَمْعُ (شِفَارٌ) مثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و (شَفَرَاتٌ) مِثْلُ سَجْدَةٍ و سَجَدَاتٍ.
[شفع‏]
شَفَعْتُ: الشَّىْ‏ءَ (شَفْعاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ ضَمَمْتُهُ إلَى الْفَرْدِ و (شَفَعْتُ) الرَّكْعَةَ جَعَلْتُهَا ثِنْتَيْنِ و مِنْ هُنَا اشْتُقَّتِ (الشُّفْعَةُ) وَ هِىَ مِثَالُ غُرْفَةٍ لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَشْفَعُ مَالَهُ بِهَا وَ هِىَ اسْمٌ لِلْمِلْكِ الْمَشْفُوعِ مِثْلُ اللُّقْمَةِ اسْمٌ لِلشَّى‏ءِ الْمَلْقُومِ و تُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى التَّمَلُّكِ لِذَلِكَ المِلْكِ وَ مِنْهُ قَوْلُهُمْ مَنْ ثَبَتَ لَهُ (شُفْعَة) فَأَخَّرَ الطَّلَبَ بِغَيْرِ عُذْرٍ بَطَلَتْ (شُفْعَتُهُ) فَفِى هَذَا الْمِثَالِ جَمْعٌ بَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ فَإنَّ الْأُولَى لِلْمَالِ و الثَّانِيَةَ لِلتَّمَلُّكِ وَ لَا يُعْرَفُ لَهَا فِعْلٌ و (شَفَعْتُ) فِى الْأَمْرِ (شَفْعاً) و (شَفَاعَةً) طَالَبْتُ بِوَسِيلَةٍ أَوْ ذِمَامٍ وَ اسْمُ الْفَاعِلِ (شَفِيعٌ) و الْجَمْعُ (شُفَعَاءُ) مِثْلُ كَرِيمٍ و كُرَمَاءَ و (شَافِعٌ) أَيْضاً وَ بِهِ سُمِّىَ و يُنْسَبُ إِلَيْهِ (شَافِعِيٌّ) عَلَى لَفْظِهِ وَ قَوْلُ الْعَامَّةِ (شَفْعَوِيُّ) خَطَأٌ لِعَدَمِ السَّمَاعِ و مُخَالَفَةِ الْقِيَاسِ و (اسْتَشْفَعْتُ) بِهِ طَلَبْتُ (الشَّفَاعَةَ).
[شفف‏]
الشَّفَّانُ: فَعْلَانُ مِثْلُ غَضْبَانَ قِيلَ رِيحٌ فِيهَا بَرْدٌ و نُدُوَّةٌ وَ قِيلَ مَطَرٌ و بَرَدٌ وَ لِهذَا قَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ (الشَّفَّانُ) مَطَرٌ وَ زِيَادَةٌ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ و ابْنُ فَارِسٍ و (الشَّفِيفُ) مِثْلُ كَرِيمٍ بَرْدُ رِيحٍ فِى نُدُوَّةٍ وَ هُوَ الشَّفَّانُ قَالَ:
         أَلْجَاهُ شَفَّانٌ لَهَا شَفِيفٌ «1»
وَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ أَيْضاً (الشَّفِيفُ) و (الشَّفَّانُ) الْبَرْدُ و قَالَ السَّرَقُسْطِىٌّ (الشَّفِيفُ) شِدَّةُ الْحَرِّ و قَالَ قَومٌ شِدَّةُ الْبَرْدِ وَ قَالَ قَوْمٌ بَرْدُ رِيحٍ فِى نُدُوَّةٍ وَ اسْمُ تِلْكَ الرِّيحِ (شَفَّانٌ) و ثَوْبٌ (شَفِيفٌ) أَىْ رَقِيقٌ و (شَفَّ) (يَشِفُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (شُفُوفاً) فَهُوَ (شَفٌّ) أَيْضاً بِالْكَسْرِ و الْفَتْحُ لُغَةٌ و الْجَمْعُ (شُفُوفٌ) مِثْلُ فُلُوسٍ و هُوَ الَّذِى يُسْتَشَفُّ مَا وَرَاءَهُ أَىْ يُبْصَرُ و (شَفَّ) الشَّىْ‏ءُ (يَشِفُّ) (شَفّاً) مِثْلُ حَمَلَ يَحْمِلُ حَمْلًا إذَا زَادَ وَ قَدْ يُسْتَعْمَلُ فِى النَّقْصِ أَيْضاً فَيَكُونُ مِنَ‏
__________________________________________________
 (1) و عجزه:
         و فى دِف أرطاةٍ لها دُفُوفُ.
و البيت فى وصف ثور.

317
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شفف ص 317

الْأَضْدَادِ يُقَالُ هذَا (يَشِفُّ) قَلِيلًا أَىْ يَنْقُصُ و (أَشْفَفْتُ) هذَا عَلَى هذَا أَىْ فَضَّلْتُ.
[شفق‏]
الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إلَى وَقْتِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَإِذَا ذَهَبَ قِيلَ غَابَ (الشَّفَقُ) حَكَاهُ الْخَلِيلُ وَ قَالَ الْفَرَّاءُ سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ عَلَيْهِ ثَوْبٌ كَالشَّفَقِ وَ كَانَ أَحْمَرَ وَ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: (الشَّفَقُ) الْأَحْمَرُ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إلَى وَقْتِ العِشَاءِ الآخِرَةِ ثُمَّ يَغِيبُ و يَبْقَى (الشَّفَقُ) الْأَبْيَضُ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ وَ قَالَ الزَّجَّاجُ (الشَّفَقُ) الْحُمْرَةُ الَّتِى تُرَى فِى الْمَغْرِبِ بَعْدَ سُقُوطِ الشَّمْسِ و هذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِى كُتُبِ اللُّغَةِ وَ قَالَ الْمُطَرِّزِىُّ (الشَّفَقُ) الْحُمْرَةُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَ التَّابِعِينَ وَ هُوَ قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ وَ بِهِ قَالَ أَبُو يُوسُفَ و مُحمَّدٌ و عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ الْبَيَاضُ وَ بِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ و عَنْ أَبِى حَنِيفَةَ قَوْلٌ مُتَأَخِّرٌ أَنَّهُ الْحُمْرَةُ و (أَشْفَقْتُ) مِنْ كَذَا بِالْأَلِفِ حَذِرْتُ و (أَشْفَقْتُ) عَلَى الصَّغِيرِ حَنَوْتُ و عَطَفْتُ وَ الاسْمُ (الشَّفَقَةُ) و (شَفَقْتُ) (أَشْفِقُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ فَأَنَا (شَفِقٌ) و (شَفِيقٌ).
[شفه‏]
الشَّفَةُ: مُخَفَّفٌ و لَامُهَا مَحْذُوفَةٌ و الْهَاءُ عِوَضٌ. عَنْهَا وَ لِلْعَرَبِ فِيهَا لُغَتَانِ مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا هَاءً و يَبْنِى عَلَيْهَا تَصَارِيفَ الْكَلِمَةِ و يَقُولُ الْأَصْلُ (شَفْهَةٌ) و تُجْمَعُ عَلَى (شِفَاهٍ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و عَلَى (شَفَهَاتٍ) مِثْلُ سَجْدَةٍ و سَجَدَاتٍ و تُصَغَّرُ عَلَى (شُفَيْهَةٍ) و كَلَّمْتُهُ (مُشَافَهَةً) و الْحُرُوفُ (الشَّفَهِيَّةُ) وَ مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا وَاواً و يَبْنِى عَلَيْهَا تَصَارِيفَ الْكَلِمَةِ وَ يَقُولُ الْأَصْلُ (شَفْوَةٌ) و تُجْمَعُ عَلَى (شَفَوَاتٍ) مِثْلُ شَهْوَةٍ و شَهَوَاتٍ و تُصَغَّرُ عَلَى (شُفَيَّة) و كَلَّمْتُهُ (مُشَافَاةً) وَ الْحُرُوفُ (الشَّفَوِيَّةُ) و نَقَلَ ابْنُ فَارِسٍ الْقَوْلَيْنِ عَنِ الْخَلِيلِ. وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ أَيْضاً قَالَ اللَّيْثُ تُجْمَعُ (الشَّفَةُ) عَلَى (شَفَهَاتٍ) و (شَفَوَاتٍ) و الْهَاءُ أَقْيَسُ وَ الْوَاوُ أَعَمُّ لِأَنَّهُمْ شَبَّهُوهَا بِسَنَوَاتٍ و نُقْصَانُهَا حَذْفُ هَائِهَا و نَاقَضَ «1» الْجَوْهَرِىُّ فَأَنْكَرَ أَنْ يُقَالَ أَصْلُهَا الْوَاوُ وَ قَالَ تُجْمَعُ عَلَى (شَفَوَاتٍ) و يُقَالُ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ (بِنْتَ شَفَةٍ) أَىْ كَلِمَةً وَ لَا تَكُونُ (الشَّفَةُ) إلَّا مِنَ الْإِنْسَانِ و يُقَالُ فِى الْفَرْقِ (الشَّفَةُ) مِنَ الْإِنْسَانِ و (الْمِشْفَرُ) مِنْ ذِى الْخُفِّ و (الجَحْفَلَةُ) مِنْ ذِى الْحَافِرِ و (الْمِقَمَّةُ) مِنْ ذِى الظِّلْفِ و (الْخَطْمُ) و (الْخُرْطُومُ) مِنَ السِّبَاعِ و (المِنْسَرُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ و كَسْرِهَا و السِّينُ مَفْتُوحَةٌ فِيهِمَا مِنْ ذِى الْجَنَاحِ الصَّائِدِ و (المِنْقَارُ) مِنْ غَيْرِ الصَّائِدِ و الفِنْطِيسَةُ مِنَ‏
__________________________________________________
 (1) الجوهرى لم يناقض- و إنما قال- و زَعَمَ قومٌ أن النَّاقص من الشَّفَةِ واوٌ لأنه يُقَال فى الجمع شفوات- ا ه هذا و قد ذكر شفة فى باب الهاء فقط و أجرى تصاريفها على الهاء إلى أن قال و الحروف الشَّفَهيةُ الباء و الفاء و الميم و لا تقل شَفَويّة.

318
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شفه ص 318

الْخِنْزِيرِ.
[شفي‏]
شَفَى: اللَّهُ الْمَرِيضَ (يَشْفِيهِ) مِنْ بَابِ رَمَى (شِفَاءً) عَافَاهُ و (اشْتَفَيْتُ) بالْعَدُوِّ و (تَشَفَّيْتُ) بِهِ مِنْ ذلِكَ لِأَنَّ الْغَضَبَ الْكَامِنَ كَالدَّاءِ فَإذَا زَالَ بِمَا يَطْلُبُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ عَدُوِّهِ فَكَأَنَّهُ بَرِئَ مِنْ دَائِهِ و (أَشْفَيْتُ) عَلَى الشَّىْ‏ءِ بِالْأَلِفِ أَشْرَفْتُ و (أَشْفَى) الْمَرِيضُ عَلَى الْمَوْتِ و (شَفَا) كُلِّ شىْ‏ءٍ حَرْفُهُ.
[شقر]
الشُّقْرَةُ: مِنَ الْأَلْوَانِ حُمْرَةٌ تَعْلُو بَيَاضاً فِى الْإِنْسَانِ و حُمْرَةٌ صَافِيَةٌ فِى الْخَيْلِ قَالَه ابْنُ فَارِسٍ و (شَقِرَ) (شَقَراً) مِنْ بَابِ تَعِبَ فهو (أَشْقَرُ) و الْأُنْثَى شَقْرَاءُ و الْجَمْعُ (شُقْرٌ) و (شُقُرَانُ) وِزَانُ عُثْمَانَ مِنْ ذلِكَ وَ بِهِ سُمِّىَ وَ مِنْهُ (شُقْرَانُ) مَوْلَى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّه عليه و سَلَّمَ وَ اسْمُهُ صَالِحٌ و دَمٌ (أَشْقَرُ) إذَا صَارَ عَلَقاً لَمْ يَعْلُهُ غُبَارٌ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ. و (الشَّقِرُ) مِثَالُ تَعِبٍ شَقَائِقُ النُّعْمَانِ الْوَاحِدَةُ. (شَقِرَةٌ) بالْهَاءِ وَ لَيْسَ بِمَشْمُومٍ و (الشَّقِرَّاقُ) طَائِرٌ يُسَمَّى الْأَخْيَلَ وَ فِيهِ لُغَاتٌ إحْدَاهَا فَتْحُ الشِّينِ و كَسْرُ الْقَافِ مَعَ التَّثْقِيلِ و الثَّانِيَةُ كَسْرُ الشِّينِ مَعَ التَّثْقِيلِ و أَنْكَرَهَا ابْنُ قُتَيْبَةَ و جَعَلَهَا مِنْ لَحْنِ الْعَامَّةِ و الثَّالِثَةُ الْكَسْرُ و سُكُونُ الْقَافِ و هُوَ دُونَ الْحَمَامَةِ أَخْضَرُ اللَّوْنِ أَسْوَدُ الْمِنْقَارِ وَ بأَطْرَافِ جَنَاحَيْهِ سَوادٌ و بِظَاهِرِهِمَا حُمْرَةٌ.
[شقص‏]
الشِّقْصُ: الطَّائِفَةُ مِنَ الشَّىْ‏ءِ و الَجْمَعُ (أَشْقَاصٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (الْمِشْقَصُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ سَهْمٌ فِيهِ نَصْلٌ عَرِيضٌ.
[شقق‏]
شَقَقْتُهُ: (شَقّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ (الشِّقُّ) بالْكَسْرِ نِصْفُ الشَّىْ‏ءِ و (الشِّقُّ) الْمَشَقَّةُ و (الشِّقُّ) الْجَانِبُ و (الشِّقُّ) الشَّقِيقُ و جَمْعُ (الشَّقِيقِ) (أَشِقَّاءُ) مِثْلُ شَحِيحٍ و أَشِحَّاءَ و (الشَّقُّ) بِالْفَتْحِ انْفِرَاجٌ فِى الشَّىْ‏ءِ و هُوَ مَصْدَرٌ فى الْأَصْلِ و الْجَمْعُ (شُقُوقٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسِ. و (انْشَقَّ) الشَّىْ‏ءُ إِذَا انْفَرَجَ فِيهِ فُرْجَةٌ و (شَقَّ) الْأَمْرُ عَلَيْنَا (يَشُقُّ) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضاً فَهُوَ (شَاقٌّ) و (الْمَشَقَّةُ) مِنْهُ و شَقَّتِ السَّفرةُ أَيْضاً وَ هِىَ شُقَّةٌ شَاقَّةٌ إذَا كَانَتْ بَعِيدَةً و (الشُّقَّةُ) مِنَ الثِّيَابِ و الْجَمْعُ (شُقَقٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (شَاقَّهُ) (مُشَاقَّةً) و (شِقَاقاً) خَالَفَهُ و حَقِيقَتُهُ أَنْ يَأْتِىَ كُلٌّ مِنْهُمَا مَا يَشُقُّ عَلَى صَاحِبِهِ فَيَكُونُ كُلٌّ مِنْهُمَا فِى شِقٍّ غَيْرِ شِقِّ صَاحِبِهِ. و شَقَائِقُ النُّعْمَانِ هُوَ الشَّقِرُ و سُمِّىَ بِذلِكَ لِأَنَّ النُّعْمَانَ مِنْ أَسْمَاءِ الدَّمِ فَهُوَ أَخُوهُ فِى لَوْنِهِ وَ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَ قِيلَ وَاحِدَتُهُ (شَقِيقَةٌ).
[شقو]
شَقِيَ: (يَشْقَى) (شَقَاءً) ضِدُّ سَعِدَ فَهُوَ (شَقِيٌّ) و (الشِّقْوَةُ) بِالْكَسْرِ و (الشَّقَاوَةُ) بالْفَتْحِ اسْمٌ مِنْه و (أَشْقَاهُ) اللَّهُ بالْأَلِفِ.
[شكر]
شَكَرْتُ: لِلَّهِ اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِهِ و فَعَلْتُ مَا يَجِب‏

319
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شكر ص 319

مِنْ فِعْلِ الطَّاعَةِ و تَرْكِ الْمَعْصِيَةِ و لِهذَا يَكُونُ الشُّكْرُ بِالْقَوْلِ و الْعَمَلِ و يَتَعَدَّى فِى الْأَكْثَرِ بِاللَّامِ فَيُقَالُ شَكَرْتُ لَهُ (شُكْراً) و (شُكْرَاناً) وَ رُبَّمَا تَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ (شَكَرْتُهُ) و أَنْكَرَهُ الْأَصْمَعِىُّ فِى السَّعَةِ وَ قَالَ: بَابُهُ الشِّعْرُ. و قَوْلُ النَّاسِ فِى الْقُنُوتِ نَشْكُرُكَ وَ لَا نَكْفُرُكَ لَمْ يَثْبُتْ فِى الرِّوايَةِ الْمَنْقُولَةِ عَنْ عُمَرَ عَلَى أَنَّ لَهُ وَجْهاً وَ هُوَ الازْدِوَاجُ و (تَشَكَّرْتُ) لَهُ مِثْلُ (شَكَرْتُ) لَهُ.
[شكس‏]
شَكِسَ: (شَكَساً) و (شَكَاسَةً) فَهُوَ (شَكِسٌ) مِثْلُ شَرِسَ شَرَاسَةً فَهُوَ شَرِسٌ وَزْناً و مَعْنىً.
[شكك‏]
الشَّكُّ: الارْتِيَابُ وَ يُسْتَعْمَلُ الْفِعْلُ لَازِماً و مُتَعَدِّياً بِالْحَرْفِ فَيُقَالُ (شَكَّ) الْأَمْرُ (يَشُكُّ) (شَكّاً) إذَا الْتَبَسَ و (شَكَكْتُ) فِيهِ قَالَ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ: (الشَّكُّ) خِلَافُ الْيَقِينِ فَقَوْلُهُمْ خِلَافُ الْيَقِينِ هُوَ التَّرَدُّدُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ سَوَاءٌ اسْتَوَى طَرَفَاهُ أَوْ رَجَحَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ قَالَ تَعَالَى «فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ» قَالَ الْمُفَسِّرُونَ أَىْ غَيْرَ مُسْتَيْقِنٍ و هُوَ يَعُمُّ الْحَالَتَيْنِ وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ فِى مَوْضِعٍ مِنَ التَّهْذِيبِ الظَّنُّ هُوَ (الشَّكُّ) و قَدْ يُجْعَلُ بِمَعْنىَ الْيَقِينِ و قَالَ فِى مَوْضِعٍ (الشَّكُّ) نَقِيضُ الْيَقِينِ فَفَسَّرَ كُلَّ وَاحِدٍ بِالْآخَرِ وَ كَذلِكَ قَالَ جَمَاعَةٌ وَ قَالَ ابْنُ فَارِس (الظَّنُّ) يَكُونُ شَكًّا وَ يقِيناً وَ يُقَالُ أَصْلُ (الشَّكّ) اضْطِرَابُ الْقَلْبِ و النَّفْسِ وَ قَدِ اسْتَعْمَلَ الْفُقَهَاءُ (الشَّكَّ) فِى الْحَالَيْنِ عَلَى وَفْقِ اللُّغَةِ نَحْوُ قَوْلِهِمْ مَنْ (شَكَّ) فِى الطَّلَاقِ و مَنْ (شَكَّ) فِى الصَّلَاةِ أَىْ مَنْ لَمْ يَسْتَيْقِنْ و سَوَاءٌ رَجَحَ أَحَدُ الْجَانِبَيْنِ أَمْ لَا و كَذلِكَ قَوْلُهُمْ مَنْ تَيَقَّنَ الطَّهَارَةَ و (شَكَّ) فِى الْحَدَثِ. و عَكْسُهُ أَنَّهُ يَبْنِى عَلَى الْيَقِينِ وَ خَالَفَ الرَّافِعِىُّ فَقَالَ مَنْ تَيَقَّنَ الْحَدَثَ و ظَنَّ الطَّهَارَةَ عَمِلَ بِالظَّنِّ وَ وَافَقَ فِيمَنْ تَيَقَّنَ الطَّهَارَةَ و شَكَّ فِى الْحَدَثِ أَوْ ظَنَّهُ أَنَّهُ يَبْنِى عَلَى يَقِينِ الطَّهَارَةِ وَ هُوَ كَالْمُنْفَرِدِ بِالْفَرْقِ و قَدْ نَاقَضَ قَوْلَهُ فَقَالَ فِى بَابِ (مَا الْغَالِبُ فِى مِثْلِهِ النَّجَاسَةُ) يَسْتَصْحَبُ طَهَارَتَهُ فِى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ تَمَسُّكاً بِالْأَصْلِ الْمُسْتَيْقَنِ إِلَى أَنْ يَزُولَ بِيَقِينٍ بَعْدَهُ كَمَا فِى الْأَحْدَاثِ فَقَوْلُهُ إِلَى أَنْ يَزُولَ بِيَقِينٍ بَعْدَهُ كَالنَّصِّ فِى الْمَسْأَلَةِ كَمَا قَالَهُ غَيرُهُ أَيْضاً وَ قَالَ الرَّافِعِىُّ أَيْضاً فِى بَابِ الْوُضُوءِ إِذَا (شَكَّ) فِى الطَّهَارَةِ بَعْدَ يَقِينِ الْحَدَثِ يُؤْمَرُ بِالْوُضُوءِ و هُوَ كَمَا لَوْ ظَنَّ لِأَنَّ (الشَّكَّ) تَرَدُّدٌ بَيْنَ احْتِمَالَيْنِ وَ هُوَ مُرَادِفٌ لِلظَّنِّ لُغَةٌ وَ فِى اصْطِلَاحِ الْأُصُولِيِّينَ أَنَّ الظَّنَّ هُوَ رَاجِحُ الاحْتِمَالَيْنِ فَمَا خَرَجَ الظَّنُّ عَنْ كَوْنِهِ شَكًّا وَ بالْجُمْلَةِ فَالظَّنُّ لَا يُسَاوِى الْيَقِينَ فَكَيْفَ يَتَرَجَّحُ عَلَيْهِ حَتَّى يُعَارِضَهُ وَ قَدْ ثَبَتَ أَنَّ الْأَقْوَى لَا يُرْفَعُ بِأَضْعَفَ مِنْهُ فَإِنْ قِيلَ الْمُرَادُ بِالْيَقِينِ فِى الْفُرُوعِ الظَّنُّ الْمُؤَكَّدُ قِيلَ سَلَّمْنَاهُ فَلا

320
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شكك ص 320

يُرْفَعُ إِلَّا بِأَقْوَى مِنْهُ وَ لَا يُقَالُ يَكْفِى فِى الطَّهَارَةِ ظَنُّ حُصُولِهَا بِدَلِيلِ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُتَوَضَّأَ بِمَا يُظَنُّ طُهُورِيَّتُهُ لِأَنَّا نَقُولُ مُجَرَّدُ الظَّنِّ غَيْرُ كَافٍ فِى الْحُكْمِ بِإِيقَاعِ الْأَفْعَالِ لِأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ الْإِيقَاعِ وَ لِأَنَّ شُغُلَ الذِّمَّةِ يَقِينٌ فَلَا تَحْصُلُ الْبَرَاءَةُ مِنْهُ إِلَّا بِيَقِينٍ كَمَا لَوْ أَجْنَبَ و ظَنَّ أَنَّهُ اغْتَسَلَ و كَذَا لَوْ دَخَلَ وَقَتُ الصَّلَاةِ و ظَنَّ أَنَّهُ صَلَّى أَوْ ظَنَّ أَنَّهُ أَخْرَجَ الزَّكَاةَ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ لَا أَثَرَ لِهَذَا الظَّنِّ وَ أَمَّا ظَنُّ الطُّهُورِيَّةِ فَهُوَ عَمَلٌ بِالْأَصْلِ وَ هُوَ عَدَمُ طَارِئٍ يُزِيلُهَا و ذَلِكَ تَأْكِيدٌ لِمَا هُوَ الْأَصْلُ بَلْ لَوْ شَكَّ فِى مُزِيلِ الطُّهُورِيَّةِ سَاغَ الْعَمَلُ بِالْأَصْل فَذلِكَ عَمَلٌ بِالْأَصْلِ لَا بِالظَّنّ وَ أَمَّا ظَنُّ الْوُضُوءِ فَهُوَ عَمَلٌ بِطَارِئٍ وَ الْأَصْلُ عَدَمُهُ و هُوَ إيقَاعُ التَّطْهِيرِ. و (شَكَكْتُهُ) بالرُّمْحِ (شَكّاً) طَعَنْتُهُ و (شَكَّ) الْقَوْمُ بَيُوتَهُمْ جَعَلُوهَا مُصْطَفَّةً مُتَقَارِبَةً وَ مِنْهُ يُقَالُ (شَكَّتِ) الْأَرْحَامُ إذَا اتَّصَلَتْ و كُلُّ شَى‏ءٍ ضَمَمْتَهُ فَقَدْ (شَكَكْتَهُ).
[شكل‏]
الشِّكَالُ: لِلدَّابَّةِ مَعْرُوفٌ و جَمْعُهُ (شُكُلٌ) مِثْل كِتَابٍ و كُتُبٍ و (شَكَلْتُهُ) (شَكْلًا) مِنْ بَابِ قَتَلَ قَيَّدْتُهُ (بِالشِّكَالِ) و (شكَلْتُ) الْكِتَابَ (شَكْلًا) أَعْلَمْتُهُ بِعَلَامَاتِ الْإِعْرَابِ و (أَشْكَلْتُهُ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و (أَشْكَلَ الْأَمْرُ) بِالْأَلِفِ الْتَبَسَ و (أَشْكَلَ) النَّخْلُ أَدْرَكَ ثَمَرُهُ و (الشَّكْلُ) الْمِثْلُ يقالُ هذَا (شَكْلُ) هذَا و الْجَمْعُ (شُكُولٌ) مِثْلُ فَلسٍ و فُلُوسٍ وَ قَدْ يُجْمَعُ عَلَى (أَشْكَال) و يُقَالُ إِنَّ (الشَّكْلَ) الَّذِى (يُشَاكِلُ) غَيْرَهُ فِى طَبْعِهِ أَوْ وَصْفِهِ مِنْ أَنْحَائِهِ و هُوَ (يُشَاكِلُهُ) أَىْ يُشَابِهُهُ و امْرَأَة ذَاتُ (شِكْلٍ) بالْكَسْرِ أَىْ دَلٍّ و (الشُّكْلَةُ) كَالْحُمْرَةِ وَزْناً و مَعْنىً لكِنْ يُخَالِطُهَا بَيَاضٌ وَ رَجُلٌ (أَشْكَلُ).
[شكو]
شَكَوْتُهُ: (شَكْواً) مِنْ بَابِ قَتَلَ وَ الاسْمُ (شَكْوَى) و (شِكَايَةٌ) و (شَكَاةٌ) فَهُوَ مَشْكُوٌّ و (مَشْكِيٌّ) و (اشْتَكَيْتُ) مِنْهُ و (الشَّكِيَّةُ) اسْمٌ لِلْمَشْكُوِّ مِثْلُ الرَّمِيَّةِ اسْمٌ لِلْمَرْمِىِّ و (الشَّكِيُّ) الشَّاكِي و (الشَّكِيُّ) (الْمَشْكُوُّ) و (أَشْكَيْتُهُ) بِالْأَلِفِ فَعَلْتُ بِهِ مَا يُحْوِجُ إلَى الشَّكْوَى و (أَشْكَيْتُهُ) أَزَلْتُ (شِكَايَتَهُ) فَالْهَمْزَةُ لِلسَّلْبِ مثْلُ أَعْرَبْتُهُ إِذَا أَزَلْتَ عَرَبهُ و هُوَ فَسَادُهُ و مِنْهُ «شَكَوْنَا إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّه عَلَيهِ و سَلَّم حَرَّ الرَّمْضَاءِ فِى جِبَاهِنَا فَلَمْ يُشكِنَا».
أَىْ لَمْ يُزِلْ شِكَايَتَنَا و (شَكَا) إِلَىَّ فَمَا (أَشْكَيْتُهُ) أىْ لَمْ أَنْزِعْ عَمَّا يَشْكُو.
[شلل‏]
شَلَّتِ: الْيَدُ (تَشَلُّ) (شَلَلًا) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ يُدْغَمُ الْمَصْدَرُ أَيْضاً إذَا فَسَدَتْ عُرُوقُهَا فَبَطَلَتْ حَرَكَتُهَا و رَجُلٌ (أَشَلُّ) و امْرَأَةٌ (شَلَّاءُ) وَ فِى الدُّعَاءِ (لَا تَشْلَلْ يَدُهُ) مِثْلُ تَتْعَبُ وَ قَالُوا عَيْنٌ (شَلَّاءُ) وَ هِى الَّتِى فَسَدَتْ بِذَهَابِ بَصَرِهَا و يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَشَلَّ) اللَّهُ يَدَهُ و (شَلَلْتُ) الرَّجُل‏

321
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شلل ص 321

 (شَلًّا) مِنْ بَابِ قَتَلَ طَرَدْتُهُ و (شَلَلْتُ) الثَّوْبَ (شَلًّا) خِطْتُهُ خِيَاطَةً خَفِيفَةً.
[شلم‏]
الشَّيْلَمُ: وِزَانُ زَيْنَبَ زُوَانُ الْحِنْطَةِ و شَالَمٌ لُغَةٌ و أَصْلُهَ عَجَمِىٌّ وَ يُقَالُ أَحَدُ طَرَفَيْهِ حَادٌّ و الْآخَرُ غَلِيظٌ.
[شلو]
الشِّلْوُ: العُضْوُ و الْجَمْعُ (أَشْلَاءٌ) مِثْلُ حِمْلٍ وَ أَحْمَالٍ وَ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ (شِلْوُ) الْإِنْسَانِ جَسَدُهُ بَعْدَ بَلَاهُ وَ مِنْهُ يُقَالُ بَنُو فُلَانٍ (أَشْلَاءٌ) فِى بَنِى فُلَانٍ أَىْ بَقَايَا فِيهمْ و (أَشْلَيْتُ) الْكَلْبَ و غَيْرَهُ (إِشْلَاءً) دَعَوْتُهُ و (أَشْلَيْتُهُ) عَلَى الصَّيْدِ مِثْلُ أَغْرَيْتُهُ وَزْناً وَ مَعْنىً قَالَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِىِّ و جَمَاعَةٌ قَالَ «1»:
         أَتَيْنَا أَبَا عَمْروٍ فَأَشْلَى كِلَابَهُ             عَلَيْنَا فَكِدْنَا بَيْنَ بَيْتَيْهِ نُؤْكَلُ‏
وَ مَنَعَ ابْنُ السِّكِّيتِ أَنْ يُقَالَ (أَشْلَيْتُهُ) بِالصَّيْدِ بِمَعْنَى أَغْرَيْتُهُ وَ لكِنْ يُقَالُ: آسَدْتُهُ.
[شمت‏]
شَمِتَ: بِهِ (يَشْمَتُ) إِذَا فَرِحَ بِمُصِيبَةٍ نَزَلَتْ بِهِ وَ الاسْمُ (الشَّمَاتَةُ) و (أَشْمَتَ) اللَّهُ بِهِ الْعَدُوَّ.
[شمخ‏]
شَمَخَ: الْجَبَلُ يَشْمَخُ بِفَتْحَتَيْنِ ارْتَفَعَ فَهُوَ (شَامِخٌ) وَ جِبَالٌ (شَامِخَةٌ) و (شَامِخَاتٌ) و (شَوَامِخُ) وَ مِنْهُ قِيلَ (شَمَخَ) بِأَنْفِهِ إِذَا تَكَبَّرَ و تَعَظَّمَ.
[شمر]
التَّشْمِيرُ: فِى الْأَمْرِ السُّرْعَةُ فِيهِ وَ الْخِفَّةُ و (شَمَّرَ) ثَوْبَهُ رَفَعَهُ و مِنْهُ قِيلَ (شَمَّرَ) فِى الْعِبَادَةِ إِذَا اجْتَهَدَ و بَالَغَ و (شَمَّرْتُ) السَّهْمَ أَرْسَلْتُهُ مُصَوَّباً عَلَى الصَّيْدِ.
و
[شمرخ‏]
الشِّمْرَاخُ: مَا يَكُونُ فِيهِ الرُّطَبُ وَ (الشَّمْرُوخُ) وِزَانُ عُصْفُورٍ لُغَةٌ فِيهِ و الْجَمْعُ فِيهِمَا (شَمَارِيخُ) وَ مِثْلُهُ عِثْكَالٌ و عُثْكُولٌ و عِنْقَادٌ و عُنْقُودٌ.
[شمس‏]
الشَّمْسُ: أُنْثَى وَ هِىَ وَاحِدَةُ الْوُجُودِ لَيْسَ لَهَا ثَانٍ و لِهذَا لَا تُثَنَّى وَ لَا تُجْمَعُ و قَدْ سَمَّوْا (بِعَبْدِ شَمْسٍ) بِإِضَافَةِ الْأَوَّلِ إِلَى الثَّانِى و اخْتَلَفُوا فِى الْمُرَادِ (بِشَمْسٍ) فَقِيلَ المُرَادُ هذَا النَّيِّرُ و عَلَى هذَا فَشَمْسُ مُمْتَنِعٌ الصَّرْفَ لِلْعَلَمِيَّةِ و التَّأْنِيثِ أَوِ الْعَدْلِ عَنِ الْأَلِفِ و اللَّامِ وَ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِىِّ (شَمْسٌ) هُنَا صَنَمٌ قَدِيمٌ وَ قَدْ تَسَمَّوْا بِهِ قَدِيماً وَ أَوَّلُ مَن سَمَّى بِهِ سَبَأُ ابنُ يَشْجُبَ و عَلَى هذَا فَهُوَ مُنْصَرِفٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ عِلَّةٌ و هذَا أَوْضَحُ فِى الْمَعْنَى لِأَنَّهُمْ تَسَمَّوْا بِعَبْدِ وَدٍّ و عَبْدِ الدَّارِ و عَبْدِ يَغُوثَ وَ لَمْ نَعْرِفْهُمْ تَسَمَّوْا بِشَىْ‏ءٍ مِنَ النَّيِّرَيْنِ و (شَمَسَ) يَوْمُنَا مِنْ بَابَىْ ضَرَبَ و قَتَلَ صَارَ ذَا شَمْسٍ و قَالَ ابْنُ فَارِسٍ اشْتَدَّتْ شَمْسُهُ و (شَمَسَ) الْفَرَسُ (يَشْمِسُ) و (يَشْمُسُ) أَيْضاً (شُمُوساً) و (شِمَاساً) بِالْكَسْرِ اسْتَعْصَى عَلَى رَاكِبِهِ فَهُوَ (شَمُوسٌ) و خَيْلٌ (شُمُسٌ) مِثْلُ رَسُولٍ و رُسُلٍ قَالَ:
         رَكْضٍ الشُّمُوسِ نَاجِزاً بِنَاجِزِ
قَالُوا و لَا يُقَالُ فَرَسٌ (شَمُوصٌ) بالصَّادِ و مِنْه‏
__________________________________________________
 (1) زياد الأعجم.

322
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شمس ص 322

قِيلَ لِلرَّجُلِ الصَّعْبِ الْخُلُقِ (شَمُوسٌ) أَيْضاً و (شَمَّاسٌ) بِصِيغَةِ اسْمٍ فَاعِلٍ لِلْمُبَالَغَةِ و (شَمَاسَةٌ) بِفَتْحِ الشِّينِ و التَّخْفِيفِ و حُكِىَ ضَمُّ الشِّينِ.
[شمع‏]
الشَّمْعُ: الَّذِى يُسْتَصْبَحُ بِهِ قَالَ ثَعْلَبٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ و إِنْ شِئْتَ أَسْكَنْتَهَا وَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ الشَّمْعُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَ بَعْضُ الْعَرَبِ يُخَفِّفُ ثَانِيَهُ و قَالَ ابْنُ فَارِسٍ و قَدْ يُفْتَحُ الْمِيمُ فَأَفْهَمَ أَنَّ الإِسْكَانَ أَكْثَرُ و عَنِ الْفَرَّاءِ الْفَتْحُ كَلَامُ الْعَرَبِ و الْمُوَلَّدُونَ يُسْكِنُونَهَا.
[شمل‏]
شَمِلَهُمُ: الْأَمْرَ شَمَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ عَمَّهُمْ و (شَمَلَهُمْ) (شُمُولًا) مِنْ بَابِ قَعَدَ لُغَةٌ و أَمْرٌ (شَامِلٌ) عَامٌّ و جَمَعَ اللّهُ (شَمْلَهُمْ) أَىْ مَا تَفَّرَقَ مِنْ أَمْرِهِمْ و فَرَّقَ (شَمْلَهُمْ) أَىْ مَا اجْتَمَعَ مِنْ أَمْرِهِمْ. و (الشَّمْلَةُ) كِسَاءٌ صَغِيرٌ يُؤْتَزَرُ بِهِ و الْجَمْعُ (شَمَلَاتٌ) مِثْلِ سَجْدَةٍ و سَجَدَاتٍ و (شِمَالٌ) أَيْضاً مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ. و (الشَّمَالُ) الرِّيحُ تُقَابِلُ الْجَنُوبَ وَ فِيهَا خَمْسُ لُغَاتٍ الْأَكْثَرُ بِوَزْنِ سَلَامٍ و (شَمْأَلٌ) مَهْمُوزٌ وِزَانُ جَعْفَرٍ و (شَأْمَلٌ) عَلَى الْقَلْبِ و (شَمَلٌ) مِثْلُ سَبَبٍ و (شَمْلٌ) مِثْلُ فَلْسٍ. و الْيَدُ (الشِّمَالُ) بِالْكَسْرِ خِلَافُ الْيَمِينِ وَ هِىَ مُؤَنَّثَةٌ و جَمْعُهَا (أَشْمُلٌ) مِثْلُ ذرَاعٍ وَ أَذْرُعٍ و (شَمَائِلُ) أيضاً و (الشِّمَالُ) أَيْضاً الْجِهَةُ و الْتَفَتَ يَمِيناً و (شِمَالًا) أَىْ جِهَةَ الْيَمِينِ و جِهَةَ الشِّمَالِ و جَمْعُهَا (أَشْمُلٌ) و (شَمَائِلُ) أَيْضاً و (الشِّمَالُ) الخُلُقُ و نَاقَةٌ (شِمْلَالٌ) بِالْكَسْرِ و (شِمْلِيلٌ) سَرِيعَةٌ خَفِيفَةٌ و (اشْتَمَلَ) (اشْتِمَالًا) أَسْرَعَ قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: (اشْتِمَالُ) الصَّمَّاءِ أَنْ يُجَلِّلَ جَسَدَهُ كُلَّهُ بِالْكِسَاءِ أَوْ بِالْإِزَارِ و زَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى ذلِكَ لَمْ يَرْفَعْ شَيْئاً مِنْ جَوَانِبِهِ.
[شمم‏]
شَمِمْتُ: الشَّىْ‏ءَ (أَشَمُّهُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (شَمَمْتُهُ) (شَمّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ و (اشْتَمَمْتُ) مثْلُ (شَمِمْتُ) و المَشْمُومُ مَا يُشَمُّ كَالرَّيَاحِينِ مِثْلُ المأْكُول لِمَا يُؤْكَلُ وَ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَشْمَمْتُهُ) الطِّيب و (الشَّمَمُ) ارْتِفَاعُ الْأَنْفِ وَ هُوَ مَصدَرٌ مِن بَابِ تَعِبَ فَالرَّجُلُ (أَشَمُّ) و الْمَرْأَةُ (شَمَّاءُ) و الْجَمْعُ (شُمٌّ) مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ.
[شنز]
الشُّونِيزُ: نَوْعٌ مِنَ الْحُبُوبِ وَ يُقَالُ هُو الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ.
[شنع‏]
شَنُعَ: الشَّىْ‏ءُ بِالضَّمِّ (شَنَاعَةً) قَبُحَ فَهُوَ (شَنِيعٌ) و الْجَمْعُ (شُنُعٌ) مِثْلُ بَرِيدٍ و بُرُدٍ و (شَنَّعْتُ) عَلَيْهِ الْأَمْرَ نَسَبْتُهُ إِلَى (الشَّنَاعَةِ)
[شنق‏]
الشَّنَقُ: بِفَتْحَتَيْنِ مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ وَ الْجَمْعُ (أَشْنَاقٌ) مِثْلُ سَبَبٍ وَ أَسْبَابٍ وَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ هُوَ (الْوَقَصُ) و بَعْضُ الْفُقَهَاءِ يَخُصُّ (الشَّنَقَ) بِالْإِبِلِ و (الْوَقَصَ) بِالْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ و (الشَّنَقُ) أَيْضاً مَا دُونَ الدِّيَةِ الْكَامِلَةِ وَ ذلِكَ أنْ يسُوقَ ذُو الحَمَالَةِ الدِّيَةَ الْكَامِلَةَ فَإذَا كَانَ مَعَهَا دِيَةُ جِرَاحَاتٍ فَهِىَ (الْأَشْنَاقُ) كَأَنَّهَا

323
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شنق ص 323

مُتَعَلِّقَةٌ بِالدِّيَةِ الْعُظْمَى و (الْأَشْنَاقُ) أَيْضاً الأُرُوشُ كُلُّهَا مِنَ الْجِرَاحَاتِ كالْمُوضِحَةِ و غَيْرِهَا و (الشَّنَقُ) أَيْضاً أَنْ تَزِيدَ الْإِبِلَ فِى الحَمَالَةِ سِتّاً أَوْ سَبْعاً لِيُوصَفَ بالْوَفَاءِ و (الشَّنَقُ) نِزَاعُ الْقَلْبِ إِلَى الشَّى‏ءِ و (الشِّنَاقُ) بِالْكَسْرِ خَيْطٌ يُشَدُّ بِه فَمُ الْقِرْبَةِ و (شَنَقْتَ) الْبَعِيرَ (شَنْقاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ رَفَعْتَ رَأْسَهُ بِزِمَامِهِ وَ أَنْتَ رَاكِبُهُ كَمَا يَفْعَلُ الْفَارِسُ بِفَرَسِهِ و (أَشْنَقْتَهُ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و (أَشْنَقَ) هُوَ بِالْأَلِفِ أَىْ رَفَعَ رَأْسَهَ وَ عَلَى هذَا فَيُسْتَعْمَلُ الرُّبَاعِىُّ لَازماً و مُتَعَدِّياً.
[شنن‏]
الشَّنُّ: الْجِلْدُ الْبَالِى و الْجَمْعُ (شِنَانٌ) مِثْلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و (الشَّنُّ) الْغَرَضُ جَمْعُهُ (شِنَانٌ) أَيْضاً و (شَنَنْتُ) الْغَارَةَ (شَنّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ فَرَّقْتُهَا و الْمُرَادُ الْخَيْلُ الْمُغِيرَةُ و (أَشْنَنْتُهَا) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ حَكَاهَا فِى الْمَجْمَلِ.
[شنأ]
شَنِئْتُهُ: (أَشْنَؤُهُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ شَنْأً مِثْلُ فَلْسٍ و (شَنَآناً) بِفَتْحِ النُّونِ و سُكُونِهَا أَبْغَضْتُهُ و الْفَاعِلُ (شَانِئٌ) و (شَانِئَةٌ) فِى الْمُؤَنَّثِ و (شَنِئْتُ) بِالْأَمْرِ اعْتَرَفْتُ بِهِ.
[شهب‏]
الشَّهَبُ: مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَ هُوَ أَنْ يَغِلبَ البَبَاضُ السَّوَادَ وَ الاسمُ (الشُّهبَةُ) و بَغْلٌ (أَشْهَبُ) و بَغْلَةٌ (شَهْبَاءُ).
[شهد]
الشَّهْد: الْعَسَلُ فِى شَمْعِهَا وَ فِيهِ لُغَتَانِ فَتْحُ الشِّينِ لِتَمِيمٍ و جَمْعُهُ (شِهَادٌ) مِثْلُ سَهْمٍ و سِهَامٍ و ضَمُّهَا لِأَهْلِ الْعَالِيَةِ و (الشَّهِيدُ) مَنْ قَتَلَهُ الْكُفَّارُ فِى المَعْرَكَةِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَةِ (شَهِدَتْ) غَسْلَهُ أَوْ (شَهِدَتْ) نَقْلَ رُوحِهِ إِلَى الجَنّةِ أَوْ لِأَنَّ اللَّهَ شَهِدَ لَهُ بِالْجَنَّةِ و (اسْتُشْهِدَ) بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ قُتِلَ شَهِيداً و الْجَمْعُ (شُهَدَاءُ) و (شَهِدْتُ) الشَّىْ‏ءَ اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ وَ عَايَنْتُهُ فَأَنَا (شَاهِدٌ) و الجمعُ (أَشْهَادٌ) و (شُهُودٌ) مِثْلُ شَرِيفٍ و أَشْرَافٍ و قَاعِدٍ و قُعُودٍ و (شَهِيدٌ) أَيْضاً و الْجَمْعُ (شُهَدَاءُ) وَ يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَشْهَدْتُهُ) الشَّىْ‏ءَ. و شَهِدْتُ عَلَى الرَّجُلِ بِكَذَا و (شَهِدْتُ) لَهُ بِه و (شَهِدْتُ) الْعِيدَ أَدْرَكْتُهُ و (شَاهَدْتُهُ) (مُشَاهَدَةً) مِثْلُ عَايَنْتُهُ مُعَايَنَةً وَزْناً و مَعْنىً و (شَهِدَ) باللّه حَلَفَ و (شَهِدْتُ) الْمَجْلِسَ حَضَرْتُهُ فَأَنَا (شَاهِدٌ) و (شَهِيدٌ) أَيْضاً وَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ»
 أَىْ مَنْ كَانَ حَاضِراً فِى الشَّهْرِ مُقِيماً غَيْرَ مُسَافِرٍ فَلْيصُمْ مَا حَضَرَ وَ أَقَامَ فِيهِ و انْتِصَابُ الشَّهْرِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ و صَلَّيْنَا صَلَاةَ (الشَّاهِدِ) أَىْ (صَلَاةَ) الْمَغْرِبِ لِأَنَّ الْغَائِبَ لَا يَقْصُرُهَا بَلْ يُصَلِّيهَا (كَالشَّاهِدِ) و (الشَّاهِدُ) يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ أَىْ الْحَاضِرُ يَعْلَمُ مَا لَا يَعْلَمُهُ الْغَائِبُ و (شَهدَ) بكَذَا يَتَعدَّى بِالْبَاءِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى أَخْبَرَ بِهِ و لِهَذَا قَالَ ابنُ فَارِسٍ (الشَّهَادَةُ) الإِخبَارُ بِمَا قَدْ شُوهِدَ. فَائِدَة: جَرَى عَلَى أَلْسِنَةِ الْأُمَّةِ سَلَفِهَا

324
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شهد ص 324

و خَلَفِهَا فِى أَدَاءِ الشَّهَادَةِ (أَشْهَدُ) مُقْتَصِرِينَ عَلَيْهِ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الْأَلْفَاظِ الدَّالَّةِ عَلَى تَحْقِيقِ الشَّىْ‏ءِ نَحْوُ أَعْلَمُ وَ أَتَيَقَّنُ و هُوَ مُوَافِقٌ لِأَلْفَاظِ الْكِتَابِ و السُّنَّةِ أَيْضاً فَكَانَ كَالْإِجمَاعِ عَلَى تَعْيِينِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ دُونَ غَيْرِهَا وَ لَا يَخْلُو مِنْ مَعْنىَ التَّعَبُّدِ إِذْ لَمْ يُثْقَلْ غَيْرُهُ. وَ لَعَلَّ السِّرَّ فِيهِ أَنَّ (الشَّهَادَةَ) اسْمٌ مِنَ (الْمُشَاهَدَةِ) وَ هِىَ الاطِّلَاعُ عَلَى الشَّىْ‏ءِ عِيَاناً فَاشْتُرِطَ فِى الْأَدَاءِ مَا يُنْبِئُ عَنِ (الْمُشَاهَدَةِ) وَ أَقرَبُ شَىْ‏ءٍ يَدُلُّ عَلَى ذلِكَ مَا اشْتُقَّ مِنَ اللفْظِ وَ هُوَ (أَشْهَدُ) بِلَفْظِ الْمُضَارع وَ لَا يَجُوزُ (شَهِدْتُ) لِأَنَّ المَاضِىَ مَوْضُوعٌ لِلْإِخْبَارِ عَمَّا وَقَعَ نَحْوُ قُمْتُ أَىْ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ فَلَوْ قَالَ (شَهِدْتُ) احتَمَلَ الإِخبَارَ عَن المَاضِى فَيَكُونُ غَيرَ مُخبِرٍ بِهِ فِى الْحَالِ و عَلَيه قَوْلُهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَن أَوْلَادِ يَعْقُوبَ عَلَيهِمُ السَّلَامُ «وَ ما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا» لِأَنَّهُم (شَهِدُوا) عِنْدَ أَبِيهِمْ أَوَّلًا بِسَرِقَتِهِ حِينَ قَالُوا «إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ» فَلَمَّا اتَّهَمَهُمْ اعْتَذَرُوا عَن أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُمْ لَا صُنْعَ لَهُمْ فِى ذَلِكَ وَ قَالُوا، وَ مَا شَهِدْنَا عِنْدَكَ سَابِقاً بِقَوْلِنَا: إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ إِلَّا بِمَا عَايَنَّاهُ مِنْ إِخْرَاجِ الصُّوَاعِ مِن رَحْلِهِ.
و الْمُضَارِعُ مَوْضُوعٌ لِلْإِخْبَارِ فِى الْحَالِ فَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ فَقَدْ أَخْبَرَ فِى الْحَالِ وَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى «قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ» أَىْ نَحْنُ الْآنَ (شَاهِدُونَ) بِذَلِكَ و أَيْضا فَقَدِ اسْتُعْمِلَ (أَشْهَدُ) فِى الْقَسَمِ نَحْوُ (أَشْهَدُ) بِاللَّهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا أَىْ أُقْسِمُ فَتَضَمَّنَ لَفْظُ (أَشْهَدُ) مَعْنَى الْمُشَاهَدَةِ وَ الْقَسَمِ و الْإِخْبَارِ فِى الْحَالِ فَكَأَنَّ الشَّاهِدَ قَالَ: أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدِ اطَّلَعْتُ عَلَى ذَلِكَ وَ أَنَا الْآنَ أُخْبِرُ بِهِ و هَذِهِ الْمَعَانِى مَفْقُودَةٌ فِى غَيْرِهِ مِنَ الْأَلْفَاظِ فَلِهذَا اقْتُصِرَ عَلَيْهِ احْتِيَاطاً و اتِّبَاعاً لِلمَأْثُورِ وَ قَوْلُهُم (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلّا اللّهُ) تَعَدَّى بِنَفْسِهِ لِأَنَّهُ بِمَعْنىَ أَعْلَمُ و (اسْتَشْهَدْتُهُ) طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ (يَشْهَدَ).
و (الْمَشْهَدُ) الْمَحْضَرُ وَزَناً وَ معنىً و (تَشَهَّدَ) قَالَ كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ و (تَشَهَّدَ) فِى صَلَاتِهِ فِى التَّحِيَّاتِ.
و (الشَّهْدَانَجُ) بِنُونٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَ الْأَلِفِ ثُمَّ جِيمٍ يُقَالُ هُوَ بِزْرُ القِنَّبِ.
[شهر]
الشَّهْرُ: قِيلَ مُعَرَّبٌ وَ قِيلَ عَرَبِىٌّ مَأْخُوذٌ مِنَ (الشُّهْرَةِ) وَ هِىَ الانْتِشَارُ و قِيلَ: (الشَّهْرُ) الْهِلَالُ سُمِّىَ بِهِ (لِشُهْرَتِهِ) وَ وُضُوحِهِ ثُمَّ سُمِّيَتِ الْأَيَّامُ بِهِ و جَمْعُهُ (شُهُورٌ) و (أَشْهُرٌ) وَ قَوْلُهُ تَعَالَى «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ» التَّقْدِيرُ وَقْتُ الْحَجِّ أَوْ زَمَانُ الْحَجِّ ثُمَّ سُمِّىَ بَعْضُ ذِى الحِجَّةِ شَهْراً مَجَازاً تَسْمِيَةً لِلْبَعْضِ بِاسْمِ الْكُلِّ وَ الْعَرَبُ تَفْعَلُ مِثْلَ ذلِكَ كَثِيراً فِى الْأَيَّامِ فَتَقُولُ: مَا رَأَيْتُهُ مُذْ «1» يَوْمَانِ وَ الانْقِطَاعُ‏
__________________________________________________
 (1) مذ مبتدأ و يومان خبره و معنى مذ الأمد أو مذ ظرف مخبر به عما بعده و يكون المعنى بينى و بين لقائه يومان ا ه مصححة.

325
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شهر ص 325

يَوْمٌ وَ بَعْضُ يَوْمٍ وَ زُرْتُكَ الْعَامَ وَ زُرْتُكَ الشَّهْرَ وَ الْمُرَادُ وَقْتٌ مِنْ ذلِكَ قَلَّ أَوْ كَثُرَ وَ هُوَ مِنْ أَفَانِينِ الْكَلَامِ و هذَا كَمَا يُطْلَقُ الْكُلُّ و يُرَادُ بِهِ الْبَعْضُ مَجَازاً نَحْوُ قَامَ الْقَوْمُ و الْمُرَادُ بَعْضُهُم. و (أَشْهُرُ الْحَجِّ) عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ (شَوَّالٌ و ذُو الْقَعْدَةِ و عَشْرٌ مِن ذِى الْحِجَّةِ) و قَالَ مَالِكٌ و ذُو الحِجَّةِ عَمَلًا بِظَاهِرِ اللَّفْظِ لِأَنَّ أَقَلَّهُ ثَلَاثَةٌ و عَنِ ابْنِ عُمَرَ و الشَّعْبِىِّ هِىَ أَرْبَعَةٌ هذِهِ الثَّلَاثَةُ و الْمُحَرَّمُ.
و (أَشْهَرَ) الشَّىْ‏ءُ (إِشْهَاراً) أَتَى عَلَيْهِ شَهْرٌ كَمَا يُقَالُ أَحَالَ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ وَ (أَشْهَرَتِ) الْمَرَأَةُ دَخَلَتْ فِى شَهْرِ وِلَادَتِهَا و (شَهَرَ) الرَّجُلُ سَيْفَهُ (شَهْراً) مِنْ بَابِ نَفَع سَلَّهُ و (شَهَرْتُ) زَيْداً بِكَذَا و (شَهَّرْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَ أَمَّا (أَشْهَرْتُهُ) بالْأَلِفِ بِمَعْنَى (شَهَّرْتُهُ) فَغَيْرُ مَنْقُولٍ و (شَهَرْتُهُ) بَيْنَ النَّاسِ أَبْرَزْتُهُ و (شَهَرْتُ) الْحَدِيثَ (شَهْراً) و (شُهْرَةً) أَفْشَيْتُهُ (فَاشْتَهَر).
[شهق‏]
شَهَقَ: (يَشْهَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ (شُهُوقاً) ارْتَفَعَ فَهُوَ (شَاهِقٌ) وَ جِبَالٌ (شَاهِقَةٌ) و (شَاهِقَاتٌ) و (شَوَاهِقُ) و (شَهَقَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابَىْ نَفَعَ و ضَرَبَ (شَهِيقاً) رَدَّدَ نَفَسَهُ مَعَ سَمَاعِ صَوْتِهِ مِنْ حَلْقِهِ.
[شهن‏]
الشَّاهِين: جَارِحٌ مَعْرُوفٌ وَ هُوَ مُعَرَّبٌ وَ الْجَمْعُ (شَوَاهِينُ) وَ رُبَّمَا قِيلَ (شَيَاهِينُ) عَلَى الْبَدَل لِلتَّخْفِيفِ.
[شهو]
الشَّهْوَةُ: اشْتِيَاقُ النَّفْسِ إِلَى الشَّى‏ءِ و الْجَمْعُ (شَهَوَاتٌ) و (اشْتَهَيْتُهُ) فُهَوَ (مُشْتَهىً) و شَى‏ءٌ (شَهِيٌّ) مِثْلُ لَذِيذٍ وَزْناً وَ مَعْنىً و (شَهَّيْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ (فَاشْتَهَى) علىّ و (شَهِيتُ) الشَّى‏ءَ و (شَهَوْتُهُ) مِنْ بَابَى تَعِبَ و عَلَا مِثْلُ (اشْتَهَيْتُهُ) فَالرَّجُلُ (شَهْوَانُ) و الْمَرْأَةُ (شَهْوَى)
[شوب‏]
شَابَهُ: (شَوْباً) مِنْ بَابِ قَالَ خَلَطَهُ مِثْلُ (شُوبَ) اللَّبَنُ بِالْمَاءِ فَهُو (مَشُوبٌ) و الْعَرَبُ تُسَمِّى الْعَسَل (شَوْباً) لِأَنَّهُ عِنْدَهُمْ مِزَاجٌ لِلْأَشْرِبَةِ و قَوْلُهُمْ لَيْسَ فِيهِ (شَائِبَةُ مِلْكٍ) يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِنْ هذَا و مَعْنَاهُ لَيْسَ فِيهِ شَى‏ءٌ مُخْتَلِطٌ بِهِ وَ إنْ قَلَّ كَمَا لَيْسَ لَهُ فِيهِ عُلْقَةٌ و لَا شُبْهَةٌ و أَنْ تَكُونَ فَاعِلَةً بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ مِثْلُ عِيشَةٍ راضِيَةٍ هكَذَا اسْتَعْمَلَهُ الْفُقَهَاءُ وَ لَمْ أَجِدْ فِيهِ نَصًّا نَعَمْ قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (الشَّائِبَةُ) وَاحِدَةُ (الشَّوَائِبِ) وَ هِىَ الْأَدْنَاسُ و الْأَقْذَارُ.
[شوذ]
الْمِشْوَذُ: بِكَسْرِ الْمِيمِ وَ بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ الْعِمَامَةُ و الْجَمْعُ (مَشَاوِذُ) مِثْلُ مِقْوَدٍ و مَقَاوِدَ و (شَوَّذَ) الرَّجُلُ رَأْسَهُ (تَشْوِيذاً) عمَّمَهُ (بالْمِشْوَذِ).
[شور]
شُرْتُ: الْعَسَلَ (أَشُورُهُ) (شَوْراً) مِنْ بَابِ قَالَ جَنَيْتُهُ و يُقَالُ شَرِبْتُهُ و شُرْتُ الدَّابَّةَ (شَوْراً) عَرَضْتُهُ لِلْبَيْعِ بِالْإِجْرَاءِ و نَحْوِهِ و ذَلِكَ الْمَكَانُ الَّذِى يُجْرَى فِيهِ (مِشْوَارٌ) بِكَسْرِ الْمِيمِ و (أَشَارَ) إِلَيْهِ بِيَدِهِ (إِشَارَةً) و (شَوَّرَ) (تَشْوِيراً) لَوَّحَ بِشَى‏ءٍ يُفْهَمُ مِنَ النُّطْقِ (فَالْإِشَارَةُ) تُرَادِفُ النُّطْقَ فِى فَهْمِ الْمَعْنَى‏

326
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شور ص 326

كَمَا لَوِ اسْتَأْذَنَهُ فِى شَى‏ءٍ (فَأَشَارَ) بِيَدِهِ أَوْ رَأْسِهِ أَنْ يَفْعَلَ أَوْ لَا يَفْعَلَ فَيَقُومُ مَقَامَ النُّطْقِ و (شَاوَرْتُهُ) فى كَذَا و (اسْتَشَرْتُهُ) رَاجَعْتُهُ لِأَرَى رَأْيَهُ فِيهِ (فَأَشَارَ) عَلَىَّ بِكَذَا أَرَانى مَا عِنْدَهُ فِيهِ مِنَ الْمَصْلَحَةِ فَكَانَتْ (إِشَارَةً) حسَنَةً وَ الاسْمُ (الْمَشُورَةُ) وَ فِيهَا لُغَتَانِ سُكُونُ الشِّينِ و فَتْحُ الْوَاوِ و الثَّانِيَةُ ضَمُّ الشِّينِ و سُكُون الْوَاوِ وِزَانُ مَعُونَةٍ وَ يُقَالُ هِىَ مِنْ (شَارَ) الدَّابَّةَ إِذَا عَرَضَهَا فِى الْمِشْوَارِ و يُقَالُ مِنْ شرت العسل شَبَّه حُسْنَ النَّصِيحَةِ بِشُرْبِ الْعَسَلِ و (تَشَاوَرَ) الْقَوْمُ و (اشْتَوَرُوا) و (الشُّورَى) اسْمٌ مِنْهُ وَ أَمْرُهُمْ (شُورى‏) بَيْنَهُمْ‏
 مِثْلُ قَوْلِهِمْ أَمْرُهُمْ فَوْضَى بَيْنَهُمْ أَىْ لَا يَسْتَأْثِرُ أَحَدٌ بِشَى‏ءٍ دُونَ غَيْرِهِ و (الشِّوَارُ) مُثَلَّثٌ مَتَاعُ الْبَيْتِ و مَتَاعُ رَحْلٍ الْبَعِيرِ.
[شوش‏]
شَوَّشْتُ: عَلَيْهِ الْأَمْرَ (تَشْوِيشاً) خَلَطْتُهُ عَلَيْهِ (فَتَشَوَّشَ) قَالَهُ الْفَارَابِىُّ و تَبِعَهُ الْجَوْهَرِىُّ وَ قَالَ بَعْضُ الْحُذَّاقِ هِىَ كَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ و الْفَصِيحُ (هَوَّشْتُ) و قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىّ قَالَ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ إنَّمَا يُقَالُ (هَوَّشْتُ) و تَبِعَهُ الْأَزْهَرِىُّ و غَيْرُهُ. و (الشَّاشُ) مَدِينَةٌ مِنْ أَنْزَهِ بِلَادِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ وَ يُطْلَقُ عَلَى الْإِقْلِيمِ وَ هُوَ مِنْ أَعْمَالِ سَمَرْقَنْدَ و النِّسْبَةُ (شَاشِيٌّ) وَ هِىَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحابِنَا
[شوص‏]
شُصْتُ: الشَّى‏ءَ (شَوْصاً) مِنْ بَابِ قَالَ غَسَلْتُهُ و (شُصْتُهُ) (شَوْصاً) نَصَبْتُهُ بِيَدِى. و يُقَالُ حَرَّكْتُهُ و (شُصتُ) الْفَمَ بِالسِّوَاكِ مِنَ الْأَوَّلِ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّنْظِيفِ أَوْ مِنَ الثَّانِى.
[شوط]
الشَّوْطُ: الْجَرْىُ مَرَّةً إِلَى الْغَايَةِ و هُوَ الطَّلَقُ و الْجَمْعُ (أَشْوَاطٌ) و طَافَ ثَلَاثَةَ (أَشْوَاطٍ) كُلُّ مَرَّةٍ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ (شَوْطٌ).
[شوف‏]
تَشَوَّفَتِ: الْأَوْعَالُ إذَا عَلَتْ رُءُوسَ الْجِبَالِ تَنْظُرُ السَّهْلَ وَ خُلُوَّهُ مِمَّا تَخَافُهُ لِتَرِدَ الْمَاءَ و الْمَرْعَى وَ مِنْهُ قِيلَ (تَشَوَّفَ) فُلَانٌ لِكَذَا إِذَا طَمَحَ بَصَرُهُ إلَيْهِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِى تَعَلُّقِ الْآمَالِ و التَّطَلُّبِ كَمَا قِيلَ (يَسْتَشْرِفُ) مَعَالِىَ الْأُمُورِ إِذَا تَطَلَّبَهَا.
[شوق‏]
الشَّوْقُ: إلَى الشَّىْ‏ءِ نِزَاعُ النَّفْسِ إِلَيْهِ وَ هُوَ مَصْدَرُ (شَاقَنِى) الشَّىْ‏ءُ (شَوْقاً) مِنْ بَابِ قَالَ و الْمَفْعُولُ (مَشُوقٌ) عَلَى النَّقْصِ و يَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ (شَوَّقْتُهُ). و اشْتَقْتُ إِلَيْهِ فَأَنَا (مُشْتَاقٌ) و (شَيِّقٌ).
[شوك‏]
شَوْكُ: الشَّجَرَةِ مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ (شَوْكَةٌ) فَإِذَا كَثُرَ شَوْكُهَا قِيل (شَاكَتْ) (شَوْكاً) مِنْ بَابِ خَافَ و (أَشَاكَتْ) أَيْضاً بِالْأَلِفِ و (شَاكَنِي) (الشَّوْكُ) مِنْ بَابِ قَالَ أَصَابَ جِلْدِى و (شَوَّكْتُ) زَيْداً بِهِ و (أَشَكْتُهُ) (إِشَاكَةً) أَصَبْتُهُ بِهِ و (الشَّوْكَةُ) شِدَّةُ الْبَأْسِ و الْقُوّةُ فِى السِّلَاحِ و (شَاكَ) الرَّجُلُ (يَشَاكُ) (شَوْكاً) مِنْ بَابِ خَافَ ظَهَرَتْ (شَوْكَتُهُ) و حِدَّتُهُ و هُوَ (شَائِكُ) السِّلَاحِ و (شَاكِى) السِّلَاحِ عَلَى الْقَلْبِ و (شَوْكَة) الْمُقَاتِلِ شِدَّةُ بَأْسِهِ.

327
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شول ص 328

[شول‏]
شُلْتُ: بِه (شَوْلًا) مِنْ بَابِ قَالَ رَفَعْتُهُ يَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ عَلَى الْأَفْصَحِ و (أَشَلْتُهُ) بِالْأَلِفِ وَ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ لُغَةٌ وَ يُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِىُّ مُطَاوِعاً أَيْضاً فَيُقَالُ (شُلْتُهُ) (فَشَالَ) و (شَالَتِ) النَّاقَةُ بِذَنَبِهَا (شَوْلًا) عِنْدَ اللِّقَاحِ رَفَعَتْهُ فَهِىَ (شَائِلٌ) بِغَيْرِ هَاءٍ لِأَنَّهُ وَصْفٌ مُختَصٌّ و الْجَمْعُ (شُوَّلٌ) مِثْلُ رَاكِعٍ و رُكَّعٍ و (أَشَالَتْهُ) لُغَةٌ و (شَالَ) الْمِيزَانُ (يَشُولُ) إِذَا خَفَّتْ إِحْدَى كِفَّتَيْهِ فَارْتَفَعَتْ و (شَالَتْ) نَعَامَتُهُمْ طَاشُوا خَوْفاً فَهَرَبُوا. و (شَوَّالٌ) شَهْرُ عِيدِ الْفِطْرِ و جَمْعُهُ (شَوَّالاتٌ) و (شَوَاوِيلُ) وَ قَدْ تَدْخُلُهُ الْأَلِفُ و اللَّامُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَ زَعَمَ نَاسٌ أَنَّ (الشَّوَّالَ) سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ وَافَقَ وَقْتاً (تَشُولُ) فِيهِ الإِبِلُ و (شَالَ) يَدَهُ رَفَعَها يَسْأَلُ بِهَا.
[شأم‏]
الشُّؤْمُ: الشَّرُّ و رَجُلٌ (مَشْئُومٌ) غَيْرُ مُبَارَكٍ و (تَشَاءَمَ) الْقَوْمُ بِهِ مِثْلُ تَطَيَّرُوا بِهِ و (الشَّأْمُ) بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وَ يَجُوزُ تَخْفِيفُهَا و النِّسْبَةُ (شَأْمِىٌّ) عَلَى الْأَصْلِ و يَجُوزُ (شَآمٍ) بِالْمَدِّ مِنْ غَيْرِ يَاءٍ مِثْلُ يَمَنِىٍّ و يَمَانٍ.
[شوه‏]
الشَّاةُ: مِنَ الْغَنَمِ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَ الْأُنْثَى فَيُقَالَ هذَا شَاةٌ لِلذَّكَرِ و هذِهِ شَاةٌ لِلْأُنْثَى و شَاةٌ ذَكَرٌ و شَاةٌ أُنْثَى و تَصْغِيرُهَا شُوَيْهَةٌ و الْجَمْعُ (شَاءٌ) و (شِيَاهٌ) بِالْهَاءِ رُجُوعاً إِلَى الْأَصْلِ كَمَا قِيلَ شَفَةٌ و شِفَاهٌ و يُقَالُ أَصْلُهَا (شَاهَةٌ) مِثْلُ عَاهَةٍ و (الشَّوَهُ) قُبْحُ الْخِلْقَةِ و هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ، و رَجُلٌ (أَشْوَهُ) قَبِيحُ الْمَنْظَرِ و امْرَأَةٌ (شَوْهَاءُ) و الْجَمْعُ (شُوهٌ) مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ و حُمْرٍ و (شَاهَتِ) الْوُجُوهُ (تَشُوهُ) قَبُحَتْ و (شَوَّهْتُها) قَبَحْتُهَا
[شوي‏]
شَوَيْتُ: اللَّحْمَ (أَشْوِيهِ) شَيّاً فَانْشَوَى مِثْلُ كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ و هُوَ (مَشْوِيٌّ) وَ أَصْلُه مَفْعُولٌ و (أَشْوَيْتُهُ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و (اشْتَوَيْتُهُ) عَلَى افْتَعَلْتُ مِثْلُ (شَوَيْتُهُ) قَالُوا وَ لَا يُقَالُ فِى الْمُطَاوِعِ (فَاشْتَوَى) عَلَى افْتَعَلَ فَإِنَّ الافْتِعَالَ فِعْلُ الْفَاعِلِ. و (الشِّوَاءُ) بِالْمَدِّ فِعَالٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ كِتَابٍ و بِسَاطٍ بِمَعنَى مَكْتُوبٍ و مَبْسُوطٍ وَ لَهُ نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ وَ (أَشوَيْتُ) الْقَوْمَ بِالْأَلِفِ أَطْعَمْتُهُمُ (الشِّوَاءَ) و (الشَّوَى) وِزَانُ النَّوَى الْأَطْرَافُ و كُلُّ مَا لَيْسَ مَقْتَلًا كَالْقَوَائِمِ وَ رَمَاهُ (فَأَشْوَاهُ) إِذَا لم يُصِبِ الْمَقْتَلَ. و (الشَّأْوُ) وِزَانُ فَلْسٍ الْغَايَةُ و الْأَمَدُ و جَرَى (شَأْواً) أَىْ طَلَقاً.
[شيب‏]
شَابَ: (يَشِيبُ) (شَيْباً) و (شَيْبَةً) فَالرَّجُلُ (أَشْيَبُ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ و الْجَمْعُ (شِيْبٌ) بِالْكَسْرِ و (شَيْبَانُ) مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ وَ بِهِ سُمِّىَ وَ لَا يُقَالُ امْرَأَةٌ (شَيبَاءُ) و إِنْ قِيلَ شَابَ رَأْسُهَا و (المَشِيبُ) الدُّخُولُ فِى حَدِّ (الشَّيْبِ) وَ قَدْ يُسْتَعْمَلُ الْمَشِيبُ بِمَعْنَى (الشَّيْبِ) و هُوَ ابْيِضَاضُ الشَّعْرِ الْمُسْوَدِّ و (شَيَّبَ) الْحُزْنُ رَأْسَهُ و بِرَأْسِهِ بِالتَّشْدِيدِ و (أَشَابَهُ)

328
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شيب ص 328

بالْأَلِفِ وَ (أَشَابَ) بِهِ (فَشَابَ) فى الْمُطَاوِعِ.
[شيخ‏]
الشَّيْخُ: فَوْقَ الْكَهْلِ و جَمْعُهُ (شُيُوخٌ) و (شِيخَانٌ) بِالْكَسْرِ وَ رُبَّمَا قِيلَ (أَشْيَاخٌ) و (شِيخَةٌ) مِثْلُ غِلْمَةٍ و (الشَّيْخُوخَةُ) مَصْدَرُ (شَاخَ) (يَشِيخُ) وَ امْرَأَةٌ (شَيْخَةٌ) و (الْمَشِيخَةُ) اسْمُ جَمْعٍ لِلشَّيْخِ و جَمْعُهَا (مَشَايِخُ).
[شيد]
الشِّيدُ: بِالْكَسْرِ الجِصُّ و (شِدْتُ) الْبَيْتَ (أَشِيدُهُ) مِنْ بَابِ بَاعَ بَنَيْتُهُ (بِالشِّيدِ) فَهُوَ (مَشِيدٌ) و (شَيَّدْتُهُ) (تَشْيِيداً) طَوَّلتُهُ وَ رَفَعْتُهُ.
[شيص‏]
الشِّيصُ: أَرْدَأُ التَّمْرِ و (الشِّيصَاءُ) مِثْلُهُ الوَاحِدَةُ (شِيصَةٌ) و (شِيصَاءَةٌ) و (أَشَاصَتِ) النَّخْلَةُ بِالْأَلِفِ يَبِسَ ثَمَرُهَا و (أَشَاصَتْ) حَمَلَتِ (الشِّيصَ).
[شيط]
شَاطَ: الشَّىْ‏ءُ (يَشِيطُ) احْتَرَقَ و (أَشَاطَهُ) صَاحِبُهُ (إِشَاطَةً) و (شَاطَ) (يَشِيطُ) بَطَلَ و (الشَّيْطَانُ) مِنْ هذَا فِى أَحَدِ التَّأْوِيلَيْنِ و (شَاطَ) دَمُهُ هَدَرَ و بَطَلَ و (أَشَاطَهُ) السُّلْطَانُ.
 شيع‏]
شَاعَ: الشَّىْ‏ءُ (يَشِيعُ) (شُيُوعاً) ظَهَرَ وَ يَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ و بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ (شِعْتُ) بِهِ و (أَشَعْتُهُ) و (الشِّيعَةُ) الأَتْبَاعُ و الْأَنْصَارُ و كُلُّ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا عَلَى أَمرٍ فَهُمْ (شِيعَةٌ) ثمَّ صَارَتِ (الشِّيعَةُ) نَبْزاً لِجَمَاعَةٍ مَخْصُوصَةٍ و الْجَمْعُ (شِيَعٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ و (الْأَشْيَاعُ) جَمْعُ الْجَمْعِ و (شَيَّعْتُ) رَمَضَانَ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ أَتْبَعْتُهُ بهَا و (شَيَّعْتُ) الضَّيْفَ خَرَجْتُ مَعَهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ إكْرَاماً لَهُ و هُوَ التَّوْدِيعُ و شَيَّعَ الرَّاعِى بِالْإِبِلِ صَاحَ بِهَا فَتَبِعَ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ نُهِىَ عَنِ (المشيعة) فِى الْأَضَاحِىِّ يُرْوَى بِالكَسْرِ و الْفَتْحِ أَمَّا الْكَسْرُ فَعَلَى مَعْنَى الْفَاعِلِيَّةِ مَجَازاً لِأَنَّهَا لَا تَزَالُ مُتَأَخِرَّةً عَنِ الْغَنَمِ لِهُزَالِهَا فَكَأَنَّهَا تَسُوقُ الْغَنَمَ. و أَمَّا الْفَتْحُ فَعَلَى مَعْنَى الْمَفْعُولِيَّةِ لِأَنَّهَا تَحْتَاجُ إِلَى مَنْ يَسُوقُهَا حَتَّى تَتْبَعَ الْغَنَمَ و (شَاعَ) اللَّبَنُ فِى الْمَاءِ إذَا تَفَرَّقَ و امْتَزَجَ بِهِ و مِنْهُ قِيلَ سَهْمٌ (شَائِعٌ) كَأَنَّهُ مُمْتَزِجٌ لِعَدَمِ تَمَيُّزِهِ و (شَايَعْتُهُ) عَلَى الْأَمْرِ (مُشَايَعَةً) مِثْلُ تَابَعْتُهُ مُتَابَعَةً وَزْناً وَ مَعْنىً.
[شيم‏]
الشِّيمَةُ: هِىَ الغَرِيزَةُ و الطَّبِيعَةُ و الْجِبِلَّةُ و هِىَ الَّتِى خُلِقَ الْإِنْسَانُ عَلَيْهَا و الْجَمْعُ (شِيَمٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ وَ سِدَرٍ وَ (الشَّامَةُ) فِى الْجَسَدِ هِىَ الْخَالُ و الْجَمْعُ (شَامٌ) و (شَامَاتٌ) و رَجُلٌ (أَشْيَمُ) بِجَسَدِهَ (شَامَةٌ) و (شِمْتُ) الْبَرْقَ (شَيْماً) مِنْ بَابِ بَاعَ رَقَبْتُهُ تَنْظُرُ أَيْنَ يَصُوبُ و (الْمَشِيمَةُ) وِزَانُ كَرِيمَةٍ و أَصْلُهَا مَفْعِلَةٌ بِسُكُونِ الْفَاءِ وَ كَسْرِ الْعَيْنِ لَكِنْ ثَقُلَتِ الْكَسْرَةُ عَلَى الْيَاءِ فَنُقِلَتْ إِلَى الشِّينِ وَ هِىَ غِشَاءُ وَلَدِ الْإِنْسَانِ و قَالَ ابْنُ الأَعرَابِىِّ يُقَالُ لِمَا يَكُونُ فِيهِ الْوَلَدُ (الْمَشِيمَةُ)

329
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

شيم ص 329

و الْكِيسُ و الْغِلَافُ و الْجَمْعُ (مَشِيمٌ) بِحَذْفِ الْهَاءِ و (مَشَايِمُ) مِثْلُ مَعِيشَةٍ و مَعَايِشَ و يُقَالُ لَهَا مِنْ غَيْرِهِ السَّلَى.
[شين‏]
شَانَهُ: (شَيْناً) مِنْ بَابِ بَاعَ و (الشَّيْنُ) خِلَافُ الزَّيْنِ وَ فِى حَدِيثٍ «مَا شَانَهُ اللّهُ بِشَيْبٍ».
و الْمَفْعُولُ (مَشِينٌ) عَلَى النَّقْصِ.
[شيأ]
شَاءَ: زَيْدٌ الْأَمْرَ (يَشَاؤُهُ) (شَيْئاً) مِنَ بَابِ نَالَ أَرَادَهُ و الْمَشِيئَةُ اسْمٌ مِنْهُ بِالْهَمْزِ وَ الإِدْغَامُ غَيْرُ سَائِغٍ إِلَّا عَلَى قِيَاسِ مَنْ يَحْمِلُ الْأَصْلِىَّ عَلَى الزَّائِدِ «1» لكِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُولٍ. و الشَّىْ‏ءُ فِى اللُّغَةِ عِبَارَةٌ عَنْ كُلِّ مَوْجُودٍ إمَّا حِسّاً كَالْأَجْسَامِ أَوْ حُكْماً كَالْأَقْوَالِ نَحْوُ قَلْتُ (شَيْئاً) و جَمْعُ (الشَّيْ‏ءِ) (أَشْيَاءُ) غَيْرُ مُنْصَرِفٍ وَ اخْتُلِفَ فِى عِلَّتِهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً وَ الْأَقْرَبُ مَا حُكِىَ عَنِ الْخَلِيلِ أَنَّ أَصْلَهُ (شَيْئَاءٌ) وِزَانُ حَمْرَاءَ فَاسْتُثْقِلَ وُجُودُ هَمْزَتَيْنِ فِى تَقْدِيرِ الاجْتِمَاعِ فَنُقِلَتِ الْأُولَى أَوَّلَ الْكَلِمَةِ فَبَقِيَتْ لَفْعَاءُ كَمَا قَلَبُوا (أَدْؤُرٌ) فَقَالُوا آدُرٌ و شِبْهُهُ وَ تُجْمَعُ (الْأَشْيَاءُ) عَلَى (أَشَايَا) وَ قَالُوا: (أَىُّ شَىْ‏ءٍ) ثُمَّ خُفِّفَتِ الْيَاءُ و حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ تَخْفِيفاً و جُعِلَا كَلِمَةً وَاحِدَةً فَقِيلَ أَيْشٍ «2» قَالَهُ الْفَارَابِىُّ.
__________________________________________________
 (1) القاعدة أنه لا يجوز الإدغام بعد قلب الهمزة حرفا مماثلًا لما قبله إلا إذا كان ما قبل الهمزة زائدا نحو بريّه و أصلها بريئة من برأ اللّه الخلق و نسيئة يجوز نسيّه لأن الياء فى كليهما زائدة و عبارة اللغويين فى النسى مثلا و النسى مهموز على فعيل:
و يجوز الإدْغَامُ لأنه زائد- أمّا مشيئه فالياء أصلية فلا يجوز الإدغام فيه و فى مثله إلّا بسماع- و قال الفيومى يجوز عند من يحمل الأصلى على الزائد.
 (2) أيْش أصلها أى شى‏ء فحذفت الياء الثانية من أى الاستفهامية و الهمزة من شى‏ء بعد نقل حركتها إلى الساكن قبلها ثم أعل إعلال قاض.

330
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

كتاب الصاد ص 331

كتاب الصاد
[صبب‏]
صَبَّ: الْمَاءُ (يَصِبُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (صَبِيباً) انْسَكَبَ وَ يَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (صَبَبْتُهُ) (صَبّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ و (انْصَبَّ) النَّاسُ عَلَى الْمَاءِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ و (الصُّبَّةُ) بالضَّمِّ و (الصُّبَابَةُ) بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِى الْإِنَاءِ و (الصُّبَّةُ) الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَيْلِ وَ مِنَ الْغَنَمِ و (الصُّبَّةُ) الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ و (الصُّبَّةُ) الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّىْ‏ءِ وَ عِنْدِى (صُبَّةٌ) مِنْ دَرَاهِمَ و طَعَامٍ وَ غَيْرِهِ أَىْ جَمَاعَةٌ.
[صبح‏]
الصُّبْحُ: الْفَجْرُ و (الصَّبَاحُ) مِثْلُهُ وَ هُوَ أَوَّلُ النَّهَارِ و (الصَّبَاحُ) أَيْضاً خِلَافُ الْمَسَاءِ قَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِىّ: (الصَّبَاحُ) عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ إِلَى الزَّوَالِ ثُمَّ الْمَسَاءُ إِلَى آخِرِ نِصْفِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ هكَذَا رُوِىَ عَنْ ثَعْلَبٍ. و (أَصْبَحْنَا) دَخَلْنَا فِى الصَّبَاحِ و (الْمَصْبَحُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ مَوْضِعُ الْإِصْبَاحِ وَ وَقْتُهُ بِنَاءً عَلَى أَصْلِ الْفِعْلِ قَبْلَ الزِّيَادَةِ وَ يَجُوزُ ضَمُّ الْمِيمِ بِنَاءً عَلَى لَفْظِ الْفِعْلِ. و (الصُّبْحَةُ) بِضَمِّ الصَّادِ و فَتْحِهَا الضُّحَى و (تَصَبَّحَ) نَامَ بِالْغَدَاةِ و (صَبِيحَةُ) الْيَوْمِ أَوَّلُهُ. و (الْمِصْبَاحُ) مَعْرُوفٌ وَ الْجَمْعُ (مَصَابِيحُ) و (الصَّبُوحُ) بالْفَتْحِ شُرْبُ الْغَدَاةِ و (اصْطَبَحَ) شَرِبَ صَبُوحاً و (صَبَّحَهُ) اللّهُ بِخَيْرٍ دُعَاءٌ لَهُ و (صَبَّحْتُهُ) سَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ الدُّعَاءِ و (صَبُحَ) الْوَجْهُ بِالْضَّمِّ (صَبَاحَةً) أَشْرَقَ و أَنَارَ فَهُوَ (صَبِيحٌ) و (اسْتَصْبَحْتُ) بِالْمِصْبَاحِ و (اسْتَصْبَحْتُ) بِالدُّهْنِ نَوَّرْتُ بِهِ (الْمِصْبَاحَ)
[صبر]
صَبَرْتُ: (صَبْراً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَبَسْتُ النَّفْسَ عَنِ الجَزَعِ و (اصْطَبَرْتُ) مِثْلُهُ و (صَبَرْتُ) زَيْداً يُسْتَعْمَلُ لَازِماً وَ مُتَعدِّياً و (صَبَّرْتُهُ) بِالتَّثْقِيلِ حَمَلْتُهُ عَلَى الصَّبْرِ بِوَعْدِ الْأَجْرِ أَوْ قُلْتُ لَهُ اصْبِرْ و (صَبَرْتُهُ) (صَبْراً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضاً حَلَّفْتُهُ جَهْدَ القَسَمِ وَ قَتَلْتُهُ (صَبْراً) و كُلُّ ذِى رُوحٍ يُوثَقُ حَتَّى يُقْتَلَ فَقَدْ قُتِلَ صَبْراً و (صَبَرْتُ) بِهِ (صَبْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ و (صَبَارَةً) بِالْفَتْحِ كَفَلْتُ بِهِ فَأَنَا (صَبِيرٌ) و (الصُّبْرَةُ) مِنَ الطَّعَامِ جَمْعُهَا (صُبَرٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ. و عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ اشْتَرَيْتُ الشَّىْ‏ءَ (صُبْرَةً) أَىْ بِلَا كَيْلٍ وَ لَا وَزْنٍ. و (الصَّبِرُ) الدَّوَاءُ الْمُرُّ بِكَسْرِ الْبَاءِ فِى الْأَشْهَرِ و سُكُونِهَا لِلتَّخْفِيفِ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَ مِنْهُمْ مَنْ قَالَ لَمْ يُسْمَعْ تَخْفِيفُهُ فِى السَّعَةِ و حَكَى ابْنُ السَّيِّدِ فى كِتَابِ مُثَلَّثِ اللُّغَةِ جَوَازَ التَّخْفِيفِ كَمَا فِى نَظَائِرِهِ بِسُكُونِ الْبَاءِ مَع‏

331
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صبر ص 331

فَتْحِ الصَّادِ و كَسْرِهَا فَيَكُونُ فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ و (الصُّبْرُ) وِزَانُ قُفْلٍ و حِمْلٍ فِى لُغَةٍ النَّاحِيَةُ الْمُسْتَعْلِيَةُ مِنَ الْإِنَاءِ وَ غَيْرِهِ وَ الْجَمْعُ (أَصْبَارٌ) مِثْلُ أَقْفَالٍ و (الْأَصْبَارَةُ) بِالْهَاءِ جَمْعُ الْجَمْعِ و أَخَذْتُ الْحِنْطَةَ و نَحْوَهَا (بِأَصْبَارِهَا) أَىْ مُجْتَمِعَةً بِجَمِيعِ نَوَاحِيهَا.
[صبع‏]
الْإِصْبَعُ: مُؤَنَّثَةٌ و كَذلِكَ سَائِرُ أَسْمَائِهَا مِثْلُ الْخِنْصِرِ و البِنْصِرِ وَ فِى كَلَامِ ابْنِ فَارِسٍ مَا يَدُلُّ عَلَى تَذْكِيرِ الْأَصْبُعِ فَإِنَّهُ قَالَ الْأَجْوَدُ فِى أُصْبَعِ الْإِنْسَانِ التَّأْنِيثُ وَ قَالَ الصَّغَانِىُّ أَيْضاً يُذَكَّرُ وَ يُؤَنَّثُ و الْغَالِبُ التَّأْنِيثُ قَالَ بَعْضُهُمْ وَ فِى (الْأُصْبَعِ) عَشْرُ لُغَاتٍ تَثْلِيثُ الْهَمْزَةِ مَعَ تَثْلِيثِ الْبَاءِ و الْعَاشِرَةُ (أُصْبُوعٌ) وِزَانُ عُصْفُورٍ وَ الْمَشْهُورُ مِنْ لُغَاتِهَا كَسْرُ الْهَمْزَةِ وَ فَتْحُ الْبَاءِ وَ هِىَ الَّتى ارْتَضَاهَا الْفُصَحَاء.
[صبغ‏]
الصِّبْغُ: بِكَسْرِ الصَّادِ و (الصِّبْغَةُ) و (الصِّبَاغُ) أَيْضاً كُلُّهُ بِمَعْنىً وَ هُوَ مَا يُصْبَغُ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ (الصِّبَاغُ) جَمْعُ (صِبْغٍ) مِثْلُ بِئْرٍ وَ بِئَارِ و النِّسْبَةُ إِلَى (الصِّبْغِ) صِبْغِيٌّ عَلَى لَفْظِهِ وَ هِىَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا. و (صَبَغْتُ) الثَّوْبَ (صَبْغاً) مِنْ بَابَىْ نَفَعَ و قَتَلَ وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (الصِّبْغُ) أَيْضاً مَا يُصْبَغُ بِهِ الْخُبْزُ فِى الْأَكْلِ و يَخْتَصُّ بِكُلِّ إِدَامٍ مَائِعٍ كَالْخَلّ وَ نَحْوِهِ وَ فِى التَّنْزِيلِ «وَ صِبْغٍ لِلْآكِلِينَ» قَالَ الفَارَابِىُّ و (اصْطَبَغَ) بالْخَلِّ وَ غَيرِهِ و قَالَ بَعْضُهُم و (اصْطَبَغَ) مِنَ الْخَلِّ وَ هُوَ فِعلٌ لَا يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ صَرِيحٍ فَلَا يُقَالُ (اصْطَبَغَ) الْخُبْزَ بِخَلٍّ و أَمَّا الْحَرْفُ فَهُوَ لِبَيَانِ النَّوْعِ الَّذِى (يُصْطَبَغُ) بِهِ كَمَا يُقَالُ اكْتَحَلْتُ بِالْإِثْمِدِ و مِنَ الْإِثْمِدِ و (صَبَغَ) يَدَهُ بِالْعِلْمِ كِنَايَةٌ عَنِ الاجْتِهَادِ فِيهِ وَ الاشْتِهَارِ بِهِ و (صِبْغَةَ اللَّهِ)
 فِطْرَةَ اللّهِ و نَصْبُهَا عَلَى الْمَفْعُولِ وَ الْمَعْنَى قُلْ بَلْ نَتَّبِعُ صِبْغَةَ اللَّهِ وَ قِيلَ الْمَعْنَى اتَّبِعُوا (صبْغَةَ اللّهِ) أَىْ دِينَ اللّهِ.
[صبن‏]
صَبَنْتُ: عَنْهُ الْكَأْسَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَرَفْتُهَا. و (الصَّابُونُ) فَاعُولٌ كَأَنَّهُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَصْرِفُ الْأَوْسَاخَ و الْأَدْنَاسَ مِثْلُ الطَّاعُونِ اسْمُ فَاعِلٍ لِأَنَّهُ يَطْعَنُ الْأَرْوَاحَ وَ قَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِىِّ (الصَّابُونُ) أَعْجَمِىٌّ.
[صبو]
الصَّبِيُّ: الصَّغِيرُ وَ الْجَمْعُ (صِبْيَةٌ) بِالْكَسْرِ و (صِبْيَانٌ) و (الصِّبَا) بِالْكَسْرِ مَقْصُورٌ الصِّغَرُ و (الصَّبَاءُ) وِزَانُ كَلَامٍ لُغَةٌ فِيهِ يُقَالُ كَانَ ذلِكَ فِى (صِبَاهُ) وَ فِى (صَبَائِهِ) و (الصَّبَا) وِزَانُ الْعَصَا الرِّيحُ تَهُبُّ مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ و (صَبَا) (صُبُوّاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ و (صَبْوَةً) أَيْضاً مِثْلُ شَهْوَةٍ مَالَ. و (صَبَأَ) مِنْ دِينٍ إِلَى دِينٍ (يَصْبَأُ) مَهْمُوزٌ بفَتْحَتَيْنِ خَرَجَ فَهُوَ (صَابِئٌ) ثُمَّ جُعِلَ هذَا اللَّقَبُ عَلَماً عَلَى طَائِفَةٍ مِنَ الْكُفَّارِ يُقَالُ إِنَّهَا تَعْبُدُ الْكَوَاكِبَ فِى الْبَاطِنِ وَ تُنْسَبُ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ فِى الظَّاهِرِ وَ هُمُ (الصَّابِئَةُ) و (الصَّابِئُونَ) وَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ عَلَى دِينِ صَابِئ‏

332
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صبو ص 332

ابْنِ شِيثِ بْنِ آدَمَ وَ يَجُوزُ التَّخْفِيفُ فَيُقَالُ (الصَّابُونُ) وَ قَرَأَ بهِ نَافِعٌ.
[صحب‏]
صَحِبْتُهُ: أَصْحَبُهُ صُحْبَةً فَأَنَا (صَاحِبٌ) وَ الْجَمْعُ (صَحْبٌ) و (أَصحَابٌ) و (صَحَابَةٌ) قَالَ الْأزْهَرِىُّ وَ مَنْ قَالَ (صَاحِبٌ) و (صُحْبَةٌ) فَهُوَ مِثْلُ فَارِهٍ و فُرْهَة. وَ الْأَصْلُ فِى هذَا الْإِطْلَاقِ لِمَنْ حَصَلَ لَهُ رُؤْيَةٌ وَ مُجَالَسَةٌ وَ وَرَاءَ ذلِكَ شُرُوطٌ لِلْأُصُولِيِّين وَ يُطْلَقُ مَجَازاً عَلَى مَنْ تَمَذْهَبَ بِمَذهَبٍ منْ مَذَاهِبِ الْأَئِمَّةِ فَيُقَالُ (أَصْحَابُ) الشَّافِعِىِّ وَ (أَصْحَابُ) أَبى حَنِيفَةَ و كُلُّ شَىْ‏ءٍ لَازَمَ شَيْئاً فَقَدِ (اسْتَصْحَبَهُ) قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَ غَيْرُهُ وَ (اسْتَصْحَبْتُ) الْكِتَابَ وَ غَيْرَهُ حَمَلْتُهُ صُحْبَتِى وَ مِنْ هُنَا قِيلَ (اسْتَصْحَبْتُ) الْحَالَ إذَا تَمَسَّكْتَ بمَا كَانَ ثَابِتاً كَأَنَّكَ جَعَلْتَ تِلْكَ الْحَالَةَ مُصَاحِبَةً غَيْرَ مُفَارِقَةٍ و (الصَّاحِبَةُ) تَأْنِيثُ الصَّاحِبِ و جَمْعُهَا (صَوَاحِبُ) وَ رُبَّمَا أُنِّثَ الْجَمْعُ فَقِيلَ (صوَاحِبَاتٌ).
[صحح‏]
الصِّحَّةُ: فِى الْبَدَنِ حَالَةٌ طَبِيعِيَّةٌ تَجْرِى أَفْعَالُهُ مَعَهَا عَلَى الْمَجْرَى الطَّبِيعىِّ وَ قَدِ اسْتُعِيرَتِ (الصِّحَّةُ) لِلْمَعَانِى فَقِيلَ (صَحَّتِ) الصَّلَاةُ إِذَا أَسْقَطَتِ الْقَضَاءَ و (صَحَّ) الْعَقْدُ إِذَا تَرَتَّبَ عَلَيْهِ أَثَرُهُ و (صَحَّ) الْقَوْلُ إِذَا طَابَقَ الْوَاقِعَ و (صَحَّ) الشَّىْ‏ءُ (يَصِحُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ (صَحِيحٌ) و الْجَمْعُ (صِحَاحٌ) مِثْلُ كَرِيمٍ و كِرَامٍ و (الصَّحَاحُ) بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فى (الصَّحِيحِ) وَ (الصَّحِيحُ) الْحَقُّ وَ هُوَ خِلَافُ الْبَاطِلِ و (صَحَّحْتُهُ) بِالتَّثْقِيلِ (فَصَحَّ) وَ رَجُلٌ (صَحِيحُ) الْجَسَدِ خِلَافُ مَرِيضٍ و جَمْعُهُ (أَصِحَّاءُ) مِثْلُ شَحِيحٍ وَ أَشِحَّاءَ و (الصَّحْصَحُ) وِزَانُ جَعْفَرٍ الْمَكَانُ الْمُسْتَوِى.
[صحر]
الصَّحْرَاءُ: الْبَرِيَّةُ و جَمْعُهَا (صَحَارِيُّ) بِكَسْرِ الرَّاءِ مُثَقَّلُ الْيَاءِ لِأَنَّكَ تُدْخِلُ أَلِفَ الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَاءِ و الرَّاءِ و تَكْسِرُ كَمَا تَكْسِرُ مَا بَعْدَ أَلِفِ الْجَمْعِ نَحْوُ مَسَاجِدَ وَ دَرَاهِمَ فَتَنْقَلِبُ الْأَلِفُ الْأُولَى الَّتى بَعْدَ الرَّاءِ يَاءً لِلْكَسْرَةِ الَّتِى قَبْلَهَا وَ تَنْقَلِبُ أَلِفُ التَّأْنِيثِ يَاءً أَيْضاً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا فَيَجتَمِعُ يَاءَان فَتدغَمُ إِحدَاهُمَا فِى الْأُخْرَى وَ يَجُوزُ التَّخْفِيفُ مَع كَسْرِ الرَّاءِ و فَتْحِهَا فَيُقَالُ (صَحَارٍ) و (صَحَارَى) مِثْلُ الْعَذَارِي و الْعَذَارَى و الْعَزَالِي و الْعَزَالَى و الْكَسْرُ هُوَ الْأَصْلُ فِى الْبَابِ كُلِّهِ نَحْوُ الْمَغَازِى و الْمَرَامِى و الْجَوَارِى و الْغَوَاشِى «1» و أَمَّا الْفَتْحُ فَمَسْمُوعٌ فَلَا يُقَالُ وَزْنُ صَحَارَى فَعَالَلَ «2» بِفَتْحِ اللَّامِ لِفَقْدِ هذَا الْبِنَاءِ فِى الْكَلَامِ وَ إِنَّمَا هُوَ مَنقُولٌ عَن فَعَالِلَ‏
__________________________________________________
 (1) الصرفيون لم يجيزوا الفتح و الكسر إلَّا فى فَعْلَاء اسما كصحراء أو صفة لا مُذكّر لها. كعذراء أو مقصوراً بألف التأنيث كحبلى أو ألف الإلحاق كدفرى- أمّا جمع نحو مرمى و معرى و جارية و غاشيه فيتعين فيه الكسر فلا وجه لِلتَّنْظِيرِ بِها.
 (2) لم يقل أحد وزن صحارى فعالل أو فعالل- إنما هو فعالى أو فعالى- قال بن مالك- و بالفعالى و الفعالى جمعا- صحراء و العذراء و القيس اتبعا- فتنبه.

333
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صحر ص 333

بِالْكَسْرِ وَ لَا يُقَالُ (صَحْرَاءَةٌ) بِهَاءٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ لِأَنَّهُ لَا يُجْمَعُ عَلَى الاسْمِ عَلَامَتَا تَأْنِيثٍ و (أَصْحَرَ) الرَّجُلُ لِلصَّحْرَاءِ (إِصْحَاراً) بَرَزَ لَهَا.
[صحف‏]
الصَّحْفَةُ: انَاءٌ كَالْقَصْعَةِ و الْجَمْعُ (صِحَافٌ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (الصَّحْفَةُ) قَصْعَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ و (الصَّحِيفَةُ) قِطْعَةٌ مِنْ جِلْدٍ أَوْ قِرْطَاسٍ كُتِبَ فِيهِ وَ إِذَا نُسِبَ إِلَيْهَا قِيلَ رَجُلٌ (صَحَفِيٌّ) بِفَتْحَتَيْنِ وَ مَعْنَاهُ يَأْخُذُ الْعِلْمَ مِنْهَا دُونَ الْمَشَايِخِ كَمَا يُنْسَبُ إِلَى حَنِيفَةَ و بَجِيلَة حَنفِىٌّ و بَجَلِىٌّ وَ مَا أَشْبَهَ ذلِكَ و الْجَمْعُ (صُحُفٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَ صَحَائِفُ مِثْلُ «1» كَرِيمٍ و كَرَائِمَ. و (الْمُصْحَفُ) بِضَمِّ الْمِيمِ أَشهَرُ مِنْ كَسْرِهَا و (التَّصْحِيفُ) تَغْيِيرُ اللَّفْظِ حَتَّى يَتَغَيَّرَ الْمَعْنَى الْمُرَادُ مِنَ الْمَوْضِعِ وَ أَصْلُهُ الْخَطَأُ يُقَالُ (صَحَّفَهُ) (فَتَصَحَّفَ) أَىْ غَيَّرَهُ فَتَغَيَّرَ حَتَّى الْتَبَسَ.
[صحن‏]
صَحْنُ: الدَّارِ وَسَطُهَا و الْجَمْعُ (أَصْحُنٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و أَفْلُسٍ وَ سِرْنَا فِى (صَحْنِ) الْفَلَاةِ وَ هُوَ مَا اتَّسَعَ مِنْهَا و (الصَّحْنَاءَةُ) بِالْمَدِّ وَ تُفْتَحُ الصَّادُ و تُكْسَرُ الصِّيرُ «2».
[صحو]
صَحَا: مِنْ سُكْرِهِ (يَصْحُو) (صَحْواً) و (صُحُوّاً) على فَعْلِ و فُعُولٍ زَالَ سُكْرُهُ و (أَصْحَى) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و (أَصْحَتِ) السَّمَاءُ بِالْأَلِفِ أَيْضاً فَهِىَ (مُصْحِيَةٌ) انْكَشَفَ غَيْمُهَا وَ أَنْكَرَ الْكِسَائِىُّ اسْتِعْمَالَ اسْمِ الْفَاعِلِ مِنَ الرُّبَاعِىِّ فَقَالَ لَا يُقَالُ (أَصْحَتْ) فَهِىَ (مُصْحِيَةٌ) وَ إِنَّمَا يُقَالُ (أَصْحَتْ) فَهِىَ (صَحْوٌ) و (أَصْحَى) الْيَوْمُ فَهُوَ (مُصْحٍ) وَ (أَصْحَيْنَا) صِرْنَا فِى (صَحْوٍ) قَالَ السِّجِسْتَانِىُّ و الْعَامَّةُ تَظُنُّ أَنَّ (الصَّحْوَ) لَا يَكُونُ إِلَّا ذَهَابَ الْغَيْمِ وَ لَيْسَ كَذلِكَ وَ إِنَّمَا (الصَّحْوُ) تَفَرُّقُ الْغَيْمِ مَعَ ذَهَابِ الْبَرْدِ.
[صخب‏]
صَخِبَ: (صَخَباً) مِنْ بَابِ تَعِبَ و رَجُلٌ (صَخِبٌ) و (صَاخِبٌ) و (صَخَّابٌ) و (صَخْبَانُ) أَىْ كَثِيرُ اللَّغَطِ و الْجَلَبَةِ وَ الْمَرْأَةُ (صَخْبَى) وَ بِالْهَاءِ فِى الثَّانِى وَ إِبدَالُ الصَّادِ سِيناً لُغَةٌ و سَمِعْتُ (اصْطِخَابَ) الطَّيْرِ أَىْ أَصْوَاتَهَا.
[صخر]
الصَّخْرُ: مَعْرُوفٌ و جَمْعُهُ (صُخُورٌ) و قَدْ تُفْتَحُ الْخَاءُ و (الصَّخْرَةُ) أَخَصُّ مِنْهُ وَ يُجْمَعُ أَيْضاً بِالْأَلِفِ و التَّاءِ فَيُقَالُ (صَخَرَاتٌ) مِثْلُ سَجْدَةٍ وَ سَجَدَاتٍ.
[صدد]
صَدَدْتُهُ: عَنْ كَذَا (صَدّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ مَنَعْتُهُ و صَرَفْتُهُ و صَدَدْتُ عَنْهُ أَعْرَضْتُ و (صَدَّ) مِنْ كَذَا (يَصِدُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَحِكَ و (الصَّدِيدُ) الدَّمُ الْمُخْتَلِطُ بِالْقَيْحِ وَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ هُوَ الْقَيْحُ الَّذِى كَأَنَّهُ الْمَاءُ فِى رِقَّتِهِ و الدَّمُ فِى شُكْلَتِهِ وَ زَادَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ فَإِذَا خَثُرَ
__________________________________________________
 (1) لفظ كريم محرف عن كريمة بالتاء فهى التى تجمع على كرائم و توزان صحيفة ا ه مصححه.
 (2) الصِّيرُ نوع من صغار السمك يُؤْكَلُ مَمْلُوحاً.

334
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صدد ص 334

فَهُوَ مِدَّةٌ وَ (أَصَدَّ) الْجُرْحُ بِالْأَلِفِ صَارَ ذَا (صَدِيدٍ) و (الصُّدُّ) بِالضَّمِّ النَّاحِيَّةُ مِنَ الْوَادِى وَ (الصُّدُّ) بِالضَّمِ و الْفَتْحِ الْجَبَلُ و (الصَّدَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْقُرْبُ و دَارُهُ (بِصَدَدِ) الْمَسْجِدِ و (تَصَدَّيْتُ) لِلْأَمْرِ تَفَرَّغْتُ لَهُ و تَبَتَّلْتُ وَ الْأَصْلُ (تَصَدَّدْتُ) فَأُبْدِلَ لِلتَّخْفِيفِ‏
[صدر]
صَدَرَ: الْقَوْمُ (صُدُوراً) مِنْ بَابِ قَعَدَ وَ (أَصْدَرْتُهُ) بِالْأَلِفِ وَ أَصْلُهُ الانْصِرَافُ يُقَالُ (صَدَرَ) الْقَوْمُ و (أَصْدَرْنَاهُمْ) إِذَا صَرَفْتَهُمْ و (صَدَرْتُ) عَنِ الْمَوْضِعِ (صَدْراً) مِنْ بَابِ قَتَلَ رَجَعْتُ قَالَ الشَّاعِرُ:
         وَ لَيْلَةٍ قَدْ جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَهَا             صَدْرَ الْمَطِيَّةِ حَتَى تَعْرِفَ السَّدَفَا
فَصَدْرٌ مَصْدَرٌ وَ الاسْمُ (الصَّدَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ و (الصَّدْرُ) مِنَ الْإِنْسَانِ وَ غَيْرِهِ مَعْرُوفٌ وَ الْجَمْعُ (صُدُورٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ وَ رَجُلٌ (مَصْدُورٌ) يَشْكُو صَدْرَهُ و (صَدْرُ) النَّهَارِ أَوَّلُهُ و (صَدْرُ) الْمَجْلِسِ مُرْتَفَعُهُ و (صَدْرُ) الطَّرِيقِ مُتَّسَعُهُ وَ (صَدْرُ) السَّهْمِ مَا جَاوَزَ مِنْ وَسَطِهِ إِلَى مُسْتَدَقِّهِ سُمِّى بِذلِكَ لِأَنَّهُ الْمُتَقَدِّمُ إِذَا رُمِىَ بِهِ.
[صدع‏]
صَدَعْتُهُ: صَدْعاً مِنْ بَابِ نَفَعَ شَقَقْتُهُ (فَانْصَدَعَ) و (صَدَعْتُ) الْقَوْمَ (صَدْعاً) (فَتَصَدَّعُوا) فَرَّقْتُهُمْ فَتَفَرَّقُوا و قَوْلُهُ تَعَالَى «فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ» قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ هذَا أَىْ شُقَّ جَمَاعَاتِهِمْ بالتَّوْحِيدِ وَ قِيلَ افْرُق بِذَلِكَ بَيْنَ الْحَقِّ و الْبَاطِلِ وَ قِيلَ أَظْهِرْ ذلِكَ. و (صَدَعْتُ) بِالْحَقِّ تَكَلَّمْتُ بِهِ جِهَاراً و (صَدَعْتُ) الْفَلَاةَ قَطَعْتُهَا و (الصُّدَاعُ) وَجَعُ الرَّأْسِ يُقَالُ مِنْهُ (صُدِّعَ) (تَصْدِيعاً) بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ.
[صدغ‏]
الصُّدْغُ: مَا بَيْنَ لَحْظِ الْعَيْنِ إِلَى أَصْلِ الْأُذُنِ و الْجَمْعُ (أَصْدَاغٌ) مِثْلُ قُفْلٍ وَ أَقْفَالٍ. و يُسمى الشَّعْرُ الَّذِى تَدلَّى عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ (صُدْغاً)
[صدف‏]
صَدَفْتُ: عَنْهُ (أَصْدِفُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَعْرَضْتُ و (صَدَفَتِ) الْمَرْأَةُ أَعْرَضَتْ بِوَجْهِهَا فَهِىَ (صَدُوفٌ) و (الصَّدَفُ) فِى الْبَعِيرِ مَيَلٌ فِى خُفِّهِ مِنَ الْيَدِ أَوِ الرِّجْلِ إِلَى الْجَانِبِ الْوَحْشِىِّ وَ هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ و (الصَّدَفَةُ) الْمَحَارَةُ وَ هِىَ مَحْمَلُ الْحَاجِّ و (صَدَفُ) الدُّرِّ غِشَاؤُهُ الْوَاحِدَةُ (صَدَفَةٌ) مِثْلُ قَصَبٍ وَ قَصَبَةٍ.
[صدق‏]
صَدَقَ: (صِدْقاً) خِلَافُ كَذَبَ فَهُوَ (صَادِقٌ) و (صَدُوقٌ) مُبَالَغَةٌ و (صَدَقْتُهُ) فِى الْقَوْلِ يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى و (صَدَّقْتُهُ) بِالتَّثْقِيلِ نَسَبْتُهُ إِلَى الصِدْقِ و (صَدَّقْتُهُ) قُلْتُ لَهُ صَدَقْتَ و (صِدَاقُ) الْمَرْأَةِ فِيهِ لُغَاتٌ أَكْثَرُهَا فَتْحُ الصَّادِ و الثَّانِيَةُ كَسْرُهَا وَ الْجَمْعُ (صُدُقٌ) بِضَمَّتَيْنِ و الثَّالِثَةُ لُغَةُ الْحِجَازِ (صَدُقَةٌ) و تُجْمَعُ (صَدُقَاتٍ) عَلَى لَفْظِهَا وَ فِى التَّنْزِيلِ «وَ آتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ» و الرَّابِعَةُ لُغَةُ تَمِيمٍ (صُدْقَةٌ) و الجمع‏

335
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صدق ص 335

(صُدُقَاتٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرُفَاتٍ فِى وُجُوهِهَا و (صَدْقَةٌ) لُغَةٌ خَامِسَةٌ و جَمْعُهَا (صُدَقٌ) مِثْلُ قَرْيَةٍ و قُرًى و (أَصْدَقْتُهَا) بِالْأَلِفِ أَعْطَيْتُهَا صِدَاقَهَا و (أَصْدَقْتُهَا) تَزَوَّجْتُهَا عَلَى صَدَاقٍ وَ شَى‏ءٌ (صَدْقٌ) وِزَانُ فَلْسٍ أَىْ صُلْبٌ و (الصَّدِيقُ) (الْمُصَادِقُ) وَ هُوَ بَيِّنُ (الصَّدَاقَةِ) وَ اشْتِقَاقُهَا مِنَ الصِّدْقِ فِى الْوُدِّ و النُّصْحِ و الْجَمْعُ (أصْدِقَاءُ) و امْرَأَةٌ (صَدِيقٌ) و (صَدِيقَةٌ) أَيْضاً وَ رَجُلٌ (صِدِّيقٌ) بِالْكَسْرِ و التَّثْقِيلِ مُلَازِمٌ لِلصِّدْقِ.
و (تَصَدَّقْتُ) عَلَى الْفُقَرَاءِ وَ الاسْمُ (الصَّدَقَةُ) وَ الْجَمْعُ (صَدَقَاتٌ) و (تَصَدَّقْتُ) بِكَذَا أَعْطَيْتُهُ (صَدَقَةً) و الْفَاعِلُ (مُتَصَدِّقٌ) و مِنْهُمْ مَنْ يُخَفِّفُ بِالْبَدَلِ وَ الْإِدْغَامِ فَيُقَالُ (مُصَّدِّقٌ) «1» قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَ مِمَّا تَضَعُهُ الْعَامَّةُ غَيْرَ مَوْضِعِهِ قَوْلُهُمْ هُوَ (يَتَصَدَّقُ) إِذَا سَأَلَ و ذَلِكَ غَلَطٌ إِنَّمَا (الْمُتَصَدِّقُ) الْمُعْطِى وَ فِى التَّنْزِيلِ «وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنا».
وَ أَمَّا (الْمُصَدِّقُ) بِتَخْفِيفِ الصَّادِ فَهُوَ الَّذِى يَأْخُذُ صَدَقَاتِ النَّعَمِ و (الصُّنْدُوقُ) فُنْعُولٌ وَ الْجَمْعُ (صَنَادِيقُ) مِثْلُ عُصْفُورٍ وَ عَصَافِيرَ وَ فَتْحُ الصَّادِ فِى الْوَاحِدِ عَامِّىٌّ.
[صندل‏]
الصَّنْدَلُ: فَنْعَلٌ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ و (الصَّنْدَلَةُ) كَلِمَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ وَ هِىَ شِبْهُ الْخُفِّ وَ يَكُونُ فِى نَعْلِهِ مَسَامِيرُ و تَصَرَّفَ النَّاسُ فِيهِ فَقَالُوا (تَصَنْدَلَ) إِذَا لَبِسَ (الصَّنْدَلَةَ) كَمَا قَالُوا تَمَسَّكَ إِذَا لَبِسَ الْمَسَكَ و الْجَمْعُ (صَنَادِلُ) و (الصَّيْدَلَانِيُّ) بِيَاءٍ آخِر الْحُرُوفِ بَعْدَ الصَّادِ بَائِعُ الْأَدْوِيَةِ و تُبْدَلُ اللَّامُ نُوناً فَيُقَالُ (صَيْدَنَانيٌّ) أَيْضاً وَ الْجَمْعُ (صَيَادِلَةٌ).
[صدم‏]
صَدَمَهُ: (صَدْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ دَفَعَهُ وَ فِى الْحَدِيثِ «الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى».
مَعْنَاهُ أَنَّ كُلَّ ذِى مُصِيبَةٍ آخِرُ أَمْرِهِ الصَّبْرُ و لكِنِ الثَّوَابُ الْأَعْظَمُ إِنَّمَا يَحْصُلُ بِالصَّبْرِ عِنْدَ حِدَّتِهَا.
و (صَدَمَهُ) بِالْقَوْلِ أَسْكَتَهُ و (تَصَادَمَ) الْفَارِسَانِ و (اصْطَدَمَا) أَصَابَ كُلُّ وَاحِدٍ الْآخَرَ بِثِقْلِهِ و حِدَّتِهِ.
[صدي‏]
الصَّدَى: وِزَانُ النَّوَى ذَكَرُ الْبُومِ و (صَدِيَ) (صَدًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ عَطِشَ فَهُوَ (صَدٍ) و (صَادٍ) و (صَدْيَانُ) و امْرَأَةٌ (صَدِيَةٌ) و (صَادِيَةٌ) و (صَدْيَا) عَلَى فَعْلَى و قَوْمٌ (صِدَاءٌ) مِثْلُ عِطاشٍ وَزْناً وَ مَعْنىً. و (صَدِئَ) الْحَدِيدُ (صَدَأً) مَهْمُوزٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا عَلَاهُ الْجَرَبُ و (صُدَاءٌ) وِزَانُ غُرَابٍ حَىٌّ مِنَ الْيَمَنِ و النِسْبَةُ إِلَيْهِ (صُدَاوِيٌّ) بِقَلْبِ الْهَمْزَةِ وَاواً لِأَنَّ الْهَمْزَةَ إِنْ كَانَ أَصْلُهَا وَاواً فَقْدَ رَجَعَتْ إِلَى أَصْلِهَا و إِنْ كَانَ أَصْلُهَا بَاءً فَتُقْلَبُ فِى النِّسْبَةِ وَاواً كَرَاهَةَ اجْتَماعِ يَاءَاتٍ كَمَا قِيلَ فِى سَمَاءٍ سَمَاوِىٌّ و إِنْ قِيلَ الْهَمْزَةُ
__________________________________________________
 (1) و جاء المتصدق و المصدق فى القرآن الكريم «ففى سورة الأحزاب «وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ» و فى سورة الحديد «إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَ الْمُصَّدِّقاتِ».

336
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صدي ص 336

أَصْلٌ فالنِّسْبَةُ عَلَى لَفْظِهَا «1»
[صرب‏]
الصَّرَّبُ: اللَّبَنُ الْحَامِضُ جِدّاً مِثْلُ فَلْسٍ و سَبَبٍ و (الصَّرَبُ) بِالْفَتْحِ الصَّمْغُ.
[صرج‏]
الصَّارُوجُ: النُّورَةُ وَ أَخْلَاطُهَا مُعَرَّبٌ لِأَنَّ الصَّادَ و الْجِيمِ لَا يَجْتَمِعَانِ فِى كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ.
[صرح‏]
صَرُحَ: الشَّىْ‏ءُ بِالضَّمِّ (صَرَاحَةً) و (صُرُوحَةً) خَلَصَ مِنْ تَعَلُّقَاتِ غَيْرِهِ فَهُوَ (صَرِيحٌ) و عَرَبِىٌّ (صَرِيحٌ) خَالِصُ النَّسَبِ و الْجَمْعُ (صُرَحَاءُ) و كُلُّ خَالِصٍ (صَرِيحٌ) و مِنْهُ الْقَوْلُ (الصَّرِيحُ) وَ هُو الَّذِى لَا يَفْتَقِرُ إلَى إِضْمَارٍ أَوْ تَأْوِيلٍ و (صَرَّحَتِ) الْخَمْرُ بِالتَّثْقِيلِ ذَهَبَ زَبَدُهَا و كَأْسٌ (صُرَاحٌ) لم تُشَبْ بِمِزَاجٍ و (صَرَّحَ) بِمَا فِى نَفْسِهِ أَخْلَصَهُ لِلْمَعْنىَ الْمُرَادِ عَلَى التَّفْسِيرِ الْأَوَّلِ أَوْ أَذْهَبَ عَنْهُ احْتِمَالاتِ الْمَجَازِ و التَّأْوِيلِ عَلَى التَّفْسِيرِ الثَّانِى و (صَرَّحَ) الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ «2» مِثْلُ انْكَشَفَ الْأَمْرُ بَعْدَ خَفَائِهِ و (صَرَّحَ) الْيَوْمُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ غَيْمٌ وَ لَا سَحَابٌ و (الصَّرْحُ) بَيْتٌ وَاحِدٌ يُبْنَى مُفْرَداً طَويلًا ضَخْماً و (صَرْحَةُ) الدَّارِ سَاحَتُهَا و الْجَمْعُ (صَرَحَاتٌ) مِثْلُ سَجْدَةٍ وَ سَجَدَاتٍ.
[صرخ‏]
صَرَخَ: يَصْرُخُ مِنْ بَابِ قَتَلَ (صُرَاخاً) فَهُوَ (صَارِخٌ) و (صَرِيخٌ) إِذَا صَاحَ و (صَرَخَ) فَهُوَ (صَارِخٌ) إِذَا اسْتَغَاثَ و (اسْتَصْرَخْتُهُ) (فَأَصْرَخَنِي) اسْتَغَثْتُ بِهِ فَأَغَاثَنِى فَهُوَ (صَرِيخٌ) أَىْ مُغِيثٌ و (مُصْرِخٌ) عَلَى الْقِيَاسِ.
[صرد]
الصُّرَدُ: وِزَانُ عُمَرَ نَوْعٌ مِنَ الْغِرْبَانِ وَ الْأُنْثَى (صُرَدَةٌ) وَ الْجَمْعُ صِرْدَانٌ وَ يُقَالُ لَهُ الْوَاقُ أَيْضاً قَالَ «3»
          وَ لَقَدْ غَدَوْتُ و كُنْتُ لَا             أَغْدُو عَلَى وَاق وَ حَاتِمْ‏
وَ كَانَتِ الْعَرَبُ تَتَطَيَّرُ مِنْ صَوْتِهِ و تَقْتُلُهُ فَنُهِىَ عَنْ قَتْلِهِ دَفْعاً لِلطِّيَرَةِ وَ مِنْهُ نَوْعٌ أَسْبَدُ تُسَمِّيهِ أَهْلُ العِرَاقِ العَقْعَق «4» وَ أَمَّا (الصُّرَدُ) الْهَمْهَامُ فَهُوَ البَرِّىُّ الَّذِى لَا يُرَى فِى الْأَرْضِ وَ يَقْفِزُ مِنْ شَجَرَةٍ و إِذَا طُرِدَ و أُضْجِرَ أُدرِكَ و أُخِذَ و يُصَرْصِرُ كَالصَّقْرِ وَ يَصِيدُ الْعَصَافِيرَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِى كِتَابِ الطَّيْرِ: (الصُّرَدُ) طَائِرٌ أَبْقَعُ أَبْيَضُ الْبَطْنِ أَخْضَرُ الظَّهْرِ ضَخْمُ الرَّأْسِ و المِنْقَارِ لَهُ بُرْثُنٌ و يَصْطَادُ العَصَافِيرَ و صِغَارَ الطَّيْرِ وَ هُوَ مِثْلُ الْقَارِيَةِ فِى العِظْمِ وَ زَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى هذَا فَقَالَ‏
__________________________________________________
 (1)- أى يقال- صدائى- أقول و هو الوارد- ففى القاموس (صدأ).
و صُداء حىّ باليمَنِ منهم زياد بن الحارث الصُّدائى ا ه.
و لو قال النسبة إليه صدائى لجاز- و إن كانت الهمزة منقلبة عن واو أو ياء لأن المنقلبة يجوز قلبها واوا فى النسبة- و الأصلية يجب إبقاؤها.
 (2) صرح الحق عن محضه- المثل رقم 2108 من مجمع الأمثال للميدانى.
و معناه انكشف الأمر و ظهر بعد غيوبه- و قال أبو عَمْرو انكشف الباطل و استبان الحق فعُرِف.
 (3) المُرقّش- كما فى الصحاح- و حاتم هو الغراب الأسود- ا ه صحاح- حتم.
 (4) فى القاموس العَقْعَقُ طائرٌ أبلق بسواد و بياض يشبه صوته العين و القاف.

337
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صرد ص 337

و يُسَمَّى الْمُجَوَّفَ لِبَيَاضِ بَطْنِهِ و الْأَخْطَبَ لِخُضْرَةِ ظَهْرِهِ و الْأَخْيَلَ لِاخْتِلَاف لَوْنِهِ وَ لَا يُرَى إِلَّا فِى شِعْبٍ أَوْ شَجَرَةٍ وَ لَا يَكَادُ يُقدَرُ عَلَيْهِ و نَقَلَ الصَّغَانِىُّ أَنَّهُ يُسَمَّى السُّمَيْطَ أَيْضاً بِلَفْظِ التَّصْغِيرِ.
[صرر]
الصِّرُّ: بِالْكَسْرِ الْبَرْدُ و (الصَّرُّ) بالْفَتْحِ مَصْدَرُ (صَرَرْتُهُ) مِنْ بَابِ قَتَل إِذَا شَدَدْتَهُ و (الصَّرَّةُ) الصُّيَاحُ و الْجَلَبَةُ يُقَالُ (صَرَّ) (يَصِرُّ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (صَرِيراً) و (الصِّرَارُ) وِزَانُ كِتَابٍ خِرْقَةٌ تُشَدُّ عَلَى أَطْبَاءِ «1» النَّاقَةِ لِئَلَّا يَرْتَضِعَهَا فَصِيلُهَا و (صَرَرْتُهَا) بِالصِّرَارِ مِنْ بَابِ قَتَلَ. و (صَرَرْتُهَا) أَيْضاً تَرَكْتُ حِلَابَهَا و (صُرَّةُ) الدَّرَاهِمِ جَمْعُهَا (صُرَرٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ. و (أَصَرَّ) عَلَى فِعْلِهِ بِالْأَلِفِ دَاوَمَهُ وَ لَازَمَهُ و (أَصَرَّ) عَلَيْهِ عَزَمَ و (الصَّرَّارُ) عَلَى فَعَّالٍ مُثَقَّلٌ مَا يَصِرُّ وَ نَقَلَ أَبُو عُبَيْدٍ قال الصَّدَى طَائِرٌ يَصِرُّ بِاللَّيْلِ و يَقْفِزُ وَ يَطِيرُ و النَّاسُ تَظُنُّهُ الْجُنْدَبَ و الْجُنْدَبُ يَكُونُ فِى الْبَرَارِى و (الصَّرُورَةُ) بِالْفَتْحِ الَّذِى لَمْ يَحُجَّ و هذِهِ الْكَلِمَةُ مِنَ النَّوَادِرِ الَّتِى وُصِفَ بِهَا الْمُذَكَّرُ و الْمُؤَنَّثُ مِثْلُ مَلُولَةٍ و فَرُوقَةٍ وَ يُقَالُ أَيْضاً (صَرُورِيٌّ) عَلَى النِّسْبَةِ وَ صَارُورَةٌ و رَجُلٌ (صَرُورَةٌ) لَمْ يَأْتِ النِّسَاءَ سُمِّىَ الْأَوَّلُ بِذلِكَ لِصَرِّهِ عَلَى نَفَقَتِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يُخْرِجْهَا فِى الْحَجِّ و سُمِّىَ الثَّانِى بِذَلِكَ (لِصَرِّهِ) على مَاءِ ظَهْرِهِ و إِمْسَاكِهِ لَهُ و (الصَّرْصَرَانِيُّ) مِنَ الْإِبِلِ مَا بَيْنَ البَخَاتِىِّ و العِرَابِ وَ الْجَمْعُ (صَرْصَرَانِيَّاتٌ)
[صرع‏]
صَرَعْتُهُ: (صَرْعاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ و (صَارَعْتُهُ) (مُصَارَعَةً) و (صِرَاعاً) (فَصَرَعْتُهُ) و (الْمِصْرَاعُ) مِنَ الْبَابِ الشَّطْرُ و هُمَا (مِصْرَاعَانِ) و (الصَّرْعُ) دَاءٌ يُشْبِهُ الْجُنُونَ و (صُرِعَ) بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ (مَصْرُوعٌ) و (الصَّرِيعُ) مِنَ الْأَغْصَانِ مَا تَهَدَّلَ وَ سَقَطَ إِلَى الْأَرْضِ وَ مِنْهُ قِيلَ لِلْقَتِيلِ (صَرِيعٌ) وَ الْجَمْعُ (صَرْعَى).
[صرف‏]
صَرَفْتُهُ: عَنْ وَجْهِهِ (صَرْفاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ و (صَرَفْتُ) الْأَجِيرَ و الصَّبِىَّ خَلَّيْتُ سَبِيلَهُ و (صَرَفْتُ) الْمَالَ أَنْفَقْتُهُ و (صَرَفْتُ) الذَّهَبَ بِالدَّرَاهِمِ بِعْتُهُ وَ اسْمُ الْفَاعِلِ مِنْ هذَا (صَيْرَفِيٌّ) و (صَيْرَفٌ) و (صَرَّافٌ) لِلْمُبَالَغَةِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ (الصَّرْفُ) فَضْلُ الدِّرْهَمِ فِى الْجَوْدَةِ عَلَى الدِّرْهَمِ و منْهُ اشْتِقَاقُ (الصَّيْرَفِيِّ) و (صَرَفْتُ) الْكَلَامَ زَيَّنْتُهُ و (صَرَّفْتُهُ) بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ و اسْمُ الْفَاعِلِ (مُصَرِّفٌ) وَ بِهِ سُمِّىَ و (الصَّرْفُ) التَّوْبَةُ فِى قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «لَا يَقْبَلُ اللّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا».
وَ الْعَدْلُ الْفِدْيَةُ و (الصَّرِيفُ) الصَّوتُ وَ مِنْهُ (صَرِيفُ) الْأَقْلَامِ و (الصَّرَفَانُ) بِفَتْحِ الصَّادِ و الرَّاءِ الرَّصَاصُ و (الصَّرَفَانُ) جِنْسٌ مِنَ التَّمْرِ و يُقَالُ (الصَّرَفَانَةُ) تَمْرَةٌ حَمْرَاءُ نَحْوُ الْبَرْنِيَّةِ وَ هِىَ‏
__________________________________________________
 (1) أطباء جمع طُبْى بالكسر و الضم حَلَمةُ الضَّرْعِ.

338
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صرف ص 338

أَرْزَنُ التَّمْرِ كُلِّهِ و (صَرْفُ) الدَّهْرِ حَادِثُهُ و الْجَمْعُ (صُرُوفٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (الصِّرْفُ) بِالْكَسْرِ الشَّرَابُ الَّذِى لَمْ يُمْزَجْ وَ يُقَالُ لِكُلِّ خَالِصٍ مِنْ شَوَائِبِ الكَدَرِ (صِرْفٌ) لِأَنَّهُ صُرِفَ عَنْهُ الخَلْطُ و (الصِّرْفُ) صِبْغٌ يُصْبَغُ بِهِ الْأَدِيمُ.
[صرم‏]
صَرَمْتُهُ: (صَرْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُهُ وَ الاسْمُ (الصُّرْمُ) بِالضَّمِّ فَهُوَ (صَرِيمٌ) وَ (مَصْرُومٌ) و (الصَّرْمُ) بِالْفَتْحِ الجِلْدُ وَ هُوَ مُعَرَّبٌ وَ أَصْلُهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (جَرْم) و (الصِّرْمَةُ) بِالْكَسْرِ الْقِطْعَةُ مِنَ الْإِبِلِ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْأَرْبَعِينَ وَ تُصَغَّرُ عَلَى (صُرَيْمَةٍ) وَ الْجَمْعُ (صِرَمٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ وَ سِدَرٍ و (الصِّرْمَةُ) الْقِطْعَةُ مِنَ السَّحَابِ و (الصِّرْمُ) الطَّائِفَةُ الْمُجْتَمِعَةُ مِنَ الْقَوْمِ يَنْزِلُونَ بِإِبِلِهِمْ نَاحِيَةً مِنَ الْمَاءِ وَ الْجَمْعُ (أَصْرَامٌ) مِثْلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (صَرَمْتُ) النَّخْلَ قَطَعْتُهُ وَ هذَا أَوَانُ (الصَّرَامِ) بِالْفَتْحِ و الْكَسْرِ و (أَصْرَمَ) النَّخْلُ بِالْأَلِفِ حَانَ صَرَامُهُ و (صَرُمَ) الرَّجُلُ (صَرَامَةً) وِزَانُ ضَخُمَ ضَخَامَةً شَجُعَ و (صَرُمَ) السَّيْفُ احْتَدَّ و سَيْفٌ (صَارِمٌ) قَاطِعٌ و (انْصَرَمَ) اللَّيْلُ و (تَصَرَّمَ) ذَهَبَ.
[صري‏]
صَرِيَتِ: النَّاقَةُ (صَرًى) فَهِىَ (صَرِيَةٌ) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا اجْتَمَعَ لَبَنُهَا فِى ضَرْعِهَا وَ يَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (صَرَيْتُهَا) (صَرْياً) مِنْ بَابِ رَمَى و التَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ وَ تَكْثِيرٌ فَيُقَالُ (صَرَّيْتُهَا) (تَصْرِيَةً) إِذَا تَرَكْتَ حَلَبَهَا فَاجْتَمَعَ لَبَنُهَا فِى ضَرْعِهَا و (صَرِيَ) الْمَاءُ (صَرًى) أَيْضاً طَالَ مُكْثُهُ و تَغَيُّرُهُ و يُقَالُ طَالَ اسْتِنْقَاعُهُ فَهُوَ (صَرًى) وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ و يُعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ (صَرَيْتُهُ) (صَرْياً) مِنْ بَابِ رَمَى إِذَا جَمَعْتَهُ فَصَارَ كَذلِكَ و (صَرَّيْتُهُ) بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ. و نَهْرُ (الصَّرَاةِ) نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنَ الْفُرَاتِ وَ يَمُرُّ بِمَدِينَةٍ مِنْ سَوَادِ العِرَاقِ تُسَمَّى النِّيلَ مِنْ أَرْضِ بَابِلَ وَ لَا يُسَمَّى نَهْرَ الصَّرَاةِ حَتَّى يُجَاوِزَ النِّيلَ ثُمَّ يَصُبَّ فِى دِجْلَةَ تَحْتَ مَصَبِّ نَهْرِ الْملكِ بِقُرْبِ صَرْصَرَ.
[صعب‏]
صَعُبَ: الشَّى‏ءُ (صُعُوبَةً) فَهُوَ (صَعْبٌ) و بِهِ سُمِّىَ وَ مِنْهُ (الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ) و الْجَمْعُ (صِعَابٌ) مِثْلُ سَهْمٍ وَ سِهَامٍ وَ عَقَبَةٌ (صَعْبَةٌ) وَ الْجَمْعُ (صِعَابٌ) أَيْضاً و (صَعْبَاتٌ) بالسُّكُونِ وَ (أَصْعَبْتُ) الْأَمْرَ إِصْعَاباً وَجَدْتُهُ (صَعْباً) وَ بِاسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّىَ وَ رَجُلٌ (مُصْعَبٌ) «1» وَ الْجَمْعُ (مَصَاعِبُ) وَ (اسْتَصْعَبَ) الْأَمْرُ عَلَيْنَا بِمَعْنَى (صَعُبَ) و (اسْتَصْعَبْتُ) الْأَمْرَ إِذَا وَجَدْتُهُ صَعْباً.
[صعد]
الصَّعِيدُ: وَجْهُ الْأَرْضِ تُرَاباً كَانَ أَوْ غَيْرَهُ قَالَ‏
__________________________________________________
 (1) فى الأساس للزمخشرى. فُلانٌ مُصْعَبٌ من الْمَصَاعِبِ كما تقول قرم من القروم- ا ه و القَرْمُ و المُقْرَمُ هو السَّيَدُ- و فى القاموس: المُصْعَبُ كَمُكْرَمٍ الفَحْل- ا ه أقول و منه قول النابغة:
         إذا اسْتُنْزلوا عَنْهُنَّ لِلطّعْنِ أَرْقلُوا             إلى الموت إرقال الجمَالِ المصاعِبِ.

339
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صعد ص 339

الزَّجَّاجُ وَ لَا أَعْلَمُ اخْتِلَافاً بَيْنَ أَهْلِ اللُّغَةِ فِى ذلِكَ و يُقَالُ (الصَّعِيدُ) فِى كَلَامِ الْعَرَبِ يُطْلَقُ عَلَى وُجُوهٍ عَلَى التُّرَابِ الَّذِى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ عَلَى الطَّرِيقِ و تُجْمَعُ هذِهِ عَلَى (صُعُدٍ) بِضَمَّتَيْنِ و (صَعُداتٍ) مِثْلُ طَرِيقٍ و طُرُقٍ و طُرُقَاتٍ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وَ مَذْهَبُ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ (الصَّعِيدَ) فِى قَوْلِهِ تَعَالَى (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً)*
 أَنَّهُ التُّرَابُ الطَّاهِرُ الَّذِى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَوْ خَرَجَ مِنْ بَاطِنِهَا وَ (صَعِدَ) فِى السُّلَّمِ و الدَّرَجَةِ (يَصْعَدُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ (صُعُوداً) و (صَعَدْتُ) السَّطْحَ وَ إِلَيْهِ و (صَعَّدْتُ) فِى الْجَبَلِ بِالتَّثْقِيلِ إِذَا عَلَوْتُهُ و (صَعِدْتُ) فِى الْجَبَلِ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ و (صَعَّدْتُ) فِى الْوَادِى (تَصْعِيداً) إِذَا انْحَدَرْتُ مِنْهُ و (أَصْعَدَ) مِنْ بَلَدِ كَذَا إِلَى بَلَدِ كَذَا (إِصْعَاداً) إِذَا سَافَرَ مِنْ بَلَدٍ سُفْلَى إِلَى بَلَدٍ عُلْيَا «1» وَ قَالَ أَبُو عَمْروٍ (أَصْعَدَ) فِى الْبِلَادِ (إِصْعَاداً) ذَهَبَ أَيْنَمَا تَوَجَّهَ وَ (صَعِدَ) بِالْكَسْرِ و (أَصْعَدَ) (إِصْعَاداً) إِذَا ارْتَقَى شَرَفاً و (الصَّعُودُ) وِزَانُ رَسُولٍ خِلَافُ الْحَدُورِ و (الصَّعُودُ) العَقَبَةُ الكَئُودُ و الْمَشَقَّةُ مِنَ الْأَمْرِ.
[صعر]
الصَّعَرُ: مَيَلٌ فِى الْعُنُقِ و انْقِلَابٌ فِى الْوَجْهِ إِلَى أَحَدِ الشِّدْقَيْنِ وَ رُبَّمَا كَانَ الْإِنْسَانُ (أَصْعَرَ) خِلْقَةً أَوْ (صَعَّرَهُ) غَيْرُهُ بِشَىْ‏ءٍ يُصِيبُهُ وَ هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ و (صَعَّرَ) خَدَّهُ بِالتَّثْقِيلِ وَ (صَاعَرَهُ) أَمَالَهُ عَنِ النَّاسِ إِعْرَاضاً و تَكَبُّراً.
[صعق‏]
صَعِقَ: (صَعَقاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ مَاتَ و (صَعِقَ) غُشِىَ عَلَيْهِ لِصَوْتٍ سَمِعَهُ و (الصَّعْقَةُ) الْأُوَلى النَّفْخَةُ و (الصَّاعِقَةُ) النَّازِلَةُ مِنَ الرَّعْدِ وَ الْجَمْعُ (صَوَاعِقُ) وَ لَا تُصِيبُ شَيْئاً إِلَّا دَكَّتْهُ و أَحْرَقَتْهُ.
[صعو]
الصَّعْوُ: صِغَارُ الْعَصَافِيرِ الْوَاحِدَةُ (صَعْوَةٌ) مِثْلُ تَمْرٍ و تَمْرَةٍ وَ هِىَ حُمْرُ الرُّءُوسِ وَ تُجْمَعُ (الصَّعْوَةُ) أَيْضاً عَلَى (صِعَاءٍ) مِثْلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ.
[صغر]
صَغُرَ: الشَّىْ‏ءُ بِالضَّمِّ (صِغَراً) وِزَانُ عِنَبٍ فَهُوَ صَغِيرٌ و جَمْعُهُ (صِغَارٌ) و (الصَّغِيرَةُ) صِفَةٌ جَمْعُهَا (صِغَارٌ) أَيْضاً وَ لَا تُجْمَعُ عَلَى (صَغَائِرَ) قَالَ ابْنُ يَعِيشَ إِذَا كَانَتْ فعِيلَةٌ لِمُؤنَّثٍ وَ لَمْ تَكُنْ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ فَلِجَمْعِهَا ثَلَاثَةُ أَمْثِلَةٍ فِعَالٌ بِالْكَسْرِ و فَعَائِلُ و فُعَلَاءُ (فَالْأَوَّلُ) مِثْلُ صَبِيحَةٍ و صِبَاحٍ و (الثَّانِى) مِثْلُ صَحِيفَةٍ وَ صَحَائِفَ وَ قَدْ يَسْتَغْنُونَ بِفِعَالٍ عَنْ فَعَائِلَ قَالُوا (سَمِينَةٌ و سِمَانٌ) و (صَغِيرَةٌ و صِغَارٌ) و (كَبِيرَةٌ و كِبَارٌ) وَ لَمْ يَقُولُوا سَمَائِنُ وَ لَا صَغَائِرُ وَ لَا كَبَائِرُ فِى السِّنِّ و إِنَّمَا جَاءَ ذلِكَ فى الذُّنُوبِ‏
__________________________________________________
 (1) إن قصد التفضيل يتعين التذكير مع الإفراد فيقول من بلد أسفل إلى بلد أعلى و لعله قصد مجرد الوصف فيجوز الوجهان المطابقة و عدمها.

340
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صغر ص 340

و (الثَّالِثُ) فَقِيرَةٌ و فُقَراءُ و سَفِيهَةٌ و سُفَهَاءُ وَ لَمْ يُسْمَعْ هذَا الْجَمْعُ فِى هذَا الْبَابِ إِلَّا فِى هذَيْنِ الْحَرْفَينِ وَ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ أَيْضاً وَ قَدْ يَسْتَغْنُونَ عَنْ فَعَائِلَ بِغَيْرِهَا قَالُوا (صَغِيرَةٌ) و (صِغَارٌ) و صَريحَةٌ و صِبَاجٌ وَ قَالَ ابْنُ بَابْشَاذَ وَ تُجْمَعُ فَعِيلَةٌ فِى الصِّفَاتِ عَلَى فِعَالٍ وَ فَعَائِلَ وَ جَمْعُ فِعَالٍ أَكْثَرُ قَالُوا (صَغِيرَةٌ) و (صِغَارٌ) و ظَرِيفَةٌ و ظِرَافٌ وَ وَقَعَ فِى الشَّرْحِ جَمْعُ (صَغِيرَةٍ) فِى الصِّفَةِ عَلَى (صَغَائِرَ) وَ كَبِيرَةٍ عَلَى كَبَائِرَ وَ هُوَ خِلَافُ الْمَنْقُولِ وَ يُبْنَى مِنْ ذَلِكَ عَلَى صِيغَةِ أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ فَيُقَالُ هذَا أَصْغَرُ مِنْ ذَاكَ و هذِهِ صُغْرَى «1» مِنْ غَيْرِهَا و يُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَ أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ بِالْأَلِفِ وَ اللَّامِ أَوِ الْإِضَافَةِ أَوْ مِنْ قَالُوا وَ لَا يَجُوز أَنْ يُقَالَ صُغْرَى و كُبْرَى إِلَّا مَعَ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ الْمَذْكُورَةِ «2» و تُجْمَعُ الصُّغْرَى عَلَى الصُّغَر و الصُّغْرَيَاتِ مِثْلُ الْكُبْرَى و الْكُبَرِ و الكُبْرَيَاتِ و الصَّغِيرَةُ مِنَ الإِثْمِ جَمْعُهَا (صَغِيرَاتٌ) و (صَغَائِرُ) لِأَنَّهَا اسْمٌ مِثْلُ خَطِيئَةٍ و خَطِيئَاتٍ و خَطَايَا وَ الْأَصْلُ خَطَائِىُ عَلَى فَعَائِلَ و (الصَّغَار) الضَّيْمُ و الذُّلُّ و الْهَوَانُ سُمِّىَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يُصَغِّرُ إِلَى الْإِنْسَانِ نَفْسَهُ و (الصُّغْرُ) وِزَانُ قُفْلٍ مِثْلُهُ و (صَغِرَ) (صِغَراً) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا ذَلَّ وَ هَانَ فَهُوَ (صَاغِرٌ) و قَوْلُهُ تَعَالَى (وَ هُمْ صاغِرُونَ)
 قِيلَ مَعْنَاهُ عَنْ قَهْرٍ يُصِيبُهُمْ وَ ذُلٍّ و قِيلَ يُعْطُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ وَ لَا يَتَوَلَّى غَيْرُهُمْ دَفْعَهَا فَإِنَّ ذَلِكَ أَبْلَغُ فِى إِذْلَالِهِمْ و (تَصَاغَرَتْ) إِلَيْهِ نَفْسُهُ إِذَا صَارَتْ صَغِيرَةَ الشَّأْنِ ذُلًّا وَ مَهَانَةً و (صَغُرَ) فِى عُيُونِ النَّاسِ بِالضَّمِّ ذَهَبَتْ مَهَابَتُهُ فَهُوَ (صَغِيرٌ) وَ مِنْهُ يُقَالُ جَاءَ النَّاسُ (صَغِيرُهُم) و كَبِيرُهُمْ أَىْ مَنْ لَا قَدْرَ لَهُ وَ مَنْ لَهُ قَدْرٌ و جَلَالَةٌ.
و (صَغَّرْتُ) الاسْمَ (تَصْغِيراً) فَإِنْ كَانَ ثُلَاثِيّاً أَوْ رُبَاعِيّاً أَوْ جَمْعَ قِلَّةٍ صُغِّر عَلَى بِنَائِهِ أَيْضاً نَحْوُ ثَوْبٍ و ثُوَيْبٍ وَ دِرْهَمٍ و دُرَيْهِمٍ وَ أَفْلُسٍ و أُفَيْلِسٍ و أَحْمَالٍ وَ أُحَيْمَالٍ وَ فِى الثُّلَاثِىِّ الْمُؤَنَّثِ إِنْ كَانَ اسماً رَدَدْتَ الْهَاءَ و قُلْتَ قُدَيْرَةٌ و عُيَيْنَةٌ وَ إِنْ كَانَ صِفَةً لَمْ تَلْحَقْهُ فَيُقَالُ مِلْحَفَة خُلَيْقٌ فَرْقاً بَيْنَهُمَا وَ إِنْ كَانَ جَمْعَ كَثْرَةٍ فَفِيهِ مَذْهَبَانِ أَحَدُهُمَا أَنْ يُرَدَّ إِلَى الْوَاحِدِ فَلَوْ صُغِّرَ فُلُوسٌ قِيلَ فُلَيْسٌ «3» و الثَّانِى أَنْ يُرَدَّ إِلَى جَمْعِ قِلَّتِهِ إِنْ كَانَ لَهُ فَإِذَا صُغِّرَ غِلْمَانٌ رُدَّ إِلَى غِلْمَةٍ و قِيلَ غُلَيْمَةٌ و سُمِعَ أُغَيْلِمَةٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ «4» و تَفْصِيلُ ذلِكَ مِنْ كُتُبِهِ. وَ يَأْتِى لِمَعَانٍ (أحدها) التَّحْقِيرُ و التَّقْلِيلُ نَحْوُ دُرَيْهِمٍ‏
__________________________________________________
 (1) هكذا فى جميع النسخ- و الصواب و هذه أصغر لأنه مجرد من أل و الإضافة لمعرفة فيتعين الإفراد و التذكير قال ابن مالك-
         و إن لمنكور يُضَف أو جرداً             ألزم تذكيراً و أن يُوَحَّدَا.
 (2) المعروف أنه لا يقال صغرى و كبرى و نحوهما إلا مع الألف و اللام أو مع الإضافة لِمَعْرفَةٍ-
 (3) المعروف أنه يرد إلى الواحد و يصغر و يجمع بعد التصغير الجمع المناسب: فنقول فى رجال رجيلون و فى دراهم دريهمات و فى فلوس فليَسات.
 (4) لعلّ أُغْيلمةً تصغير أُغْلِمَةَ فقد سمع هذا الجمع أيضاً- انظر القاموس- غلم-

341
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صغر ص 340

و (الثَّانِى) تَقْرِيبُ مَا يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ بَعِيدٌ نَحْوُ قُبَيْلِ الْعَصْرِ و (الثَّالِثُ) تَعْظِيمُ مَا يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ صَغِيرٌ نَحْوُ دُوَيْهيَةٍ و (الرابع) التَّحْبِيبُ وَ الاسْتِعْطَافُ نَحْوُ هَذَا بُنَيُّكُ وَ قَدْ يَأْتِى لِغَيْرِ ذلِكَ.
و فَائِدَةُ التَّصْغِيرِ الْإِيجَازُ لِأَنَّهُ يُسْتَغْنَى بِهِ عَنْ وَصْفِ الاسْمِ فَتَنُوبُ يَاءُ التَّصْغِيرِ عَنِ الصِّفَةِ التَّابِعَةِ فَقَوْلُهُمْ دُرَيْهِمٌ مَعْنَاهُ دِرْهَمٌ صَغِيرٌ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
[صغو]
صَغَيْتُ: إِلَى كَذَا أَصْغَى بِفَتْحَتَيْنِ مِلْتُ و (صَغَتِ) النجومُ مَالَتْ لِلْغُرُوبِ و (صَغِيَ) (يَصْغَى) (صَغًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ و (صُغِيّاً) عَلَى فُعُولٍ و (صَغَوْتُ) (صُغُوّاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ لُغَةٌ أَيْضاً وَ بِالْأُولَى جَاءَ الْقُرْآنُ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما)
 «1» و (أَصْغَيْتُ) الْإِنَاءَ بِالْأَلِفِ أَمَلْتُهُ و (أَصْغَيْتُ) سَمْعِى و رَأْسِى كَذلِكَ.
[صفح‏]
صَفَحْتُ: عَنِ الذَّنْبِ (صَفْحاً) مِنْ بَابِ نَفَعَ عَفَوْتُ عَنْهُ و (صَفَحْتُ) الْكِتَابَ (صَفْحاً) قَلَبْتُ (صَفَحَاتِهِ) وَ هِىَ وُجُوهُ الْأَوْرَاقِ و (تَصَفَّحْتُهُ) كَذلِكَ و (صَفَحْتُ) الْقَوْمَ (صَفْحاً) رَأَيْتُ (صَفَحَاتِ) وُجُوهِهِمْ و (صَفَحْتُ) عَنِ الْأَمْرِ أَعْرَضْتُ عَنْهُ وَ تَرَكْتُهُ. و (صُفْحُ) السَّيْفِ بِضَمِّ الصَّادِ و فَتْحِهَا عَرْضُهُ وَ هُوَ خِلَافُ الطُّولِ و (الصَّفْحُ) بِالْفَتْحِ مِنْ كُلّ شَى‏ءٍ جَانِبُهُ و (الصَّفْحَةُ) بِالْهَاءِ مِثْلُهُ وَ الْجَمْعُ (صَفَحَاتٌ) مِثْلُ سَجْدَةٍ وَ سَجَدَاتٍ وَ كُلُّ شَى‏ءٍ عَرِيضٍ (صَفِيحَةٌ) و (صَافَحْتُهُ) (مُصَافَحَةً) أَفْضَيْتُ بِيَدِى إِلَى يَدِهِ و (التَّصْفِيحُ) لِلنِّسَاءِ مِثْلُ التَّصْفِيقِ.
[صفر]
صِفْرٌ: يُقَالُ بَيْتٌ (صِفْرٌ) وِزَانُ حِمْلٍ أَىْ خَالٍ مِنَ الْمَتَاعِ و هُوَ (صِفْرُ الْيَدَيْنِ) لَيْسَ فِيهِمَا شَىْ‏ءٌ مَأْخُوذٌ مِنَ (الصَّفِيرِ) «2» وَ هُوَ الصَّوْتُ الْخَالِى عَنِ الْحُرُوفِ و (صَفِرَ) الشَّىْ‏ءُ (يَصْفَرُ) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا خَلَا فَهُوَ (صِفْرٌ) و (أَصْفَرَ) بِالْأَلِفِ لُغَةٌ و (الصُّفْرُ) مِثْلُ قُفْلٍ و كَسْرُ الصَّادِ لُغَةٌ النُّحَاسُ و (صَفَرٌ) اسْمُ الشَّهْرِ وَ أَوْرَدَهُ جَمَاعَةٌ مُعَرَّفاً بِالْأَلِفِ وَ اللَّامِ وَ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ (الصَّفَرَانِ) شَهْرَانِ مِنَ السَّنَةِ سُمِّىَ أَحَدُهُمَا فِى الْإِسْلَامِ (المُحَرَّمَ) و جَمْعُهُ (أَصْفَارٌ) مِثْلُ سَبَبٍ وَ أَسْبَابٍ وَ رُبَّمَا قِيلَ (صَفَرَاتٌ) قَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِىِّ فِى شَرْحِ أَدَبِ الْكَاتِبِ وَ لَا شَىْ‏ءَ مِنْ أَسْمَاءِ الشُّهُورِ يَمْتَنِعُ جَمْعُهُ مِنَ الْأَلِفِ و اللَّامِ. و (الصُّفْرَةُ) لَوْنٌ دُونَ الْحُمْرَةِ و (الْأَصْفَرُ) الْأَسْوَدُ أَيْضاً فَالذَّكَرُ (أَصْفَرُ) و الْأُنْثَى (صَفْرَاءُ) وَ بِهَا سُمِّيَتْ بُقْعَةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَقِيلَ (وَادِى‏
__________________________________________________
 (1) «فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما» يحتمل أنه من صغا يصغُو أيضاً- فيكون من الأولى أو الثالثة أمّا قوله تعالى: (وَ لِتَصْغى‏ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) فيحتمل أنّهُ من الأولى أو الثانية.
 (2) و فِعْلَ الصَّفِيرِ صَفَرَ يَصْفِرُ .. على وزن ضرب يضرِب.

342
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صفر ص 342

الصَّفْرَاءِ) وَ يُقَالُ (الصَّفْرَاءُ) أَيْضاً.
[صفع‏]
 (صَفَعَهُ) (صَفْعاً) و (الصَّفْعَةُ) الْمَرَّةُ وَ هُوَ أَنْ يَبْسُطَ الرَّجُلُ كَفَّهُ فَيَضْرِبَ بِهَا الْإِنْسَانَ أَوْ بَدَنَهُ فَإِذَا قَبَضَ كَفَّهُ ثُمَّ ضَرَبَهُ فَلَيْسَ بِصَفْعٍ بَلْ يُقَالُ ضَرَبَهُ بِجُمْعِ كَفِّهِ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ وَ غَيْرُهُ وَ رَجُلٌ (صَفْعَانِيٌّ) لِمَنْ يُفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ و لَا عِبْرَةَ بِقَوْلِ مَنْ جَعَلَ هذِهِ الْكَلِمَةَ مُوَلَّدَةٌ مَعَ شُهْرَتِهَا فِى كُتُبِ الْأَئِمَّةِ.
[صفف‏]
صَفَفْتُ: الشَّىْ‏ءَ (صَفّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ (مَصْفُوفٌ) و (صَفَفْتُ) اللَّحْمَ فَهُوَ (صَفِيفٌ) أَىْ قَدِيدٌ مُجَفَّفٌ فِى الشَّمْسِ و (صَفَفْتُهُ) عَلَى النَّارِ لِيَنْشَوِىَ وَ جَمْعُ (الصَّفِّ) (صُفُوفٌ) و (صَفَفْتُ) الْقَوْمَ (فَاصْطَفُّوا) وَ قَدْ يُسْتَعْمَلُ لَازِماً أَيْضاً فَيُقَالُ صَفَفْتُهُمْ فَصَفُّوا هُمْ و (صَفَّ) الطَّائِرُ (صَفّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضاً بَسَطَ جَنَاحَيْهِ فِى طَيَرَانِهِ فَلَمْ يُحَرِّكْهُمَا وَ فِى حَدِيثٍ «كُلْ مَا دَفَّ وَ دَعْ مَا صَفَّ).
أَىْ يُؤْكَلُ مَا يُحَرِّكُ جَنَاحَيْهِ فِى طَيَرَانِهِ كَالْحَمَامِ وَ لَا يُؤْكَلُ مَا صَفَّ جَنَاحَيْهِ كالنَّسْرِ و الصَّقْرِ.
و (الصُّفَّةُ) مِنَ الْبَيْتِ جَمْعُهَا (صُفَفٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (الْمَصَفُّ) بِفَتْحِ الْمِيمِ مَوْقِفُ الْحَرْبِ وَ الْجَمْعُ (الْمَصَافُّ).
و (الصَّفْصَافُ) بِالْفَتْحِ الْخِلَافُ «1» بِلُغَةِ الشَّامِ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ و (الصَّفْصَفُ) الْمُسْتَوِى مِنَ الْأَرْضِ و (صِفِّينُ) بِكَسْرِ الصَّادِ مُثَقَّلُ الْفَاءِ مَوْضِعٌ عَلَى الْفُرَاتِ مِنَ الْجَانِبِ الْغَرْبِىّ بِطَرَفِ الشَّامِ مُقَابِلُ (قَلْعَةِ نَجْمٍ) وَ كَانَ هُنَاكَ وَقْعَةٌ بَيْنَ عَلِىٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَ هُوَ فِعْلِينٌ مِنَ الصَّفِّ أَوْ فِعِيلٌ مِنَ الصُّفُونِ فَالنُّونُ أَصْلِيَّةٌ عَلَى الثَّانى.
[صفق‏]
صَفَقْتُهُ: عَلَى رَأْسِهِ (صَفْقاً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَرَبْتُهُ بِالْيَدِ و (صَفَقْتُ) لَهُ بِالْبَيْعَةِ (صَفْقاً) أَيْضاً ضَرَبْتُ بِيَدِى عَلَى يَدِهِ وَ كَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا وَجَبَ الْبَيْعُ ضَرَبَ أَحَدُهُمَا يَدَهُ عَلَى يَدِ صَاحِبِهِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَتِ (الصَّفْقَةُ) فِى الْعَقْدِ فَقِيلَ بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِى (صَفْقَةِ) يَمِينِكَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ و تَكُونُ (الصَّفْقَةُ) لِلْبَائِعِ وَ الْمُشْتَرِى و (صَفَقْتُ) الْبَابَ صَفْقاً أَيْضاً أَغْلَقْتُهُ و فَتَحْتُهُ فَتَكُونُ مِنَ الْأَضْدَادِ وَ (صَفُقَ) الثَّوْبُ بِالضَّمِّ (صَفَاقَةً) فَهُوَ (صَفِيقٌ) خِلَافُ سَخِيفٍ و (صَفَّقَ) بِيَدَيْهِ بِالتَّثْقِيلِ.
[صفن‏]
الصَّافِنُ: مِنَ الْخَيْلِ الْقَلِمُ عَلَى ثَلَاثٍ و (صَفَنَ) (يَصْفِنُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (صُفُوناً) و الصَّافِنُ الَّذِى (يَصْفِنُ) قَدَمَيْهِ قَائِماً وَ فِى حَدِيثٍ «قُمْنَا خَلْفَهُ صُفُوناً» و (الصَّفَنُ) بِفَتْحَتَيْنِ جِلْدَةُ بَيْضَةِ الْإِنْسَانِ وَ الْجَمْعُ (أَصْفَانٌ) مِثْلُ سَبَبٍ وَ أَسْبَابٍ و (صُفْنَانٌ) أَيْضاً مِثْلُ رُغْفَان‏
[صفو]
صَفْوُ: الشَّىْ‏ءِ بِالْفَتْحِ خَالِصُهُ و (الصِّفْوَةُ) بالْهَاءِ و الْكَسْرِ مِثْلُهُ و حُكِىَ التَّثْلِيثُ و (صَفَا)
__________________________________________________
 (1) شجر الخلاف.

343
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صفو ص 343

 (صُفُوّاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ و (صَفَاءً). إِذَا خَلَصَ مِنَ الْكَدَرِ فَهُوَ (صَافٍ) و (صَفَّيْتُهُ) مِنَ الْقَذَى (تَصْفِيَةً) أَزَلْتُهُ عَنْهُ و (أَصْفَيْتُهُ) بِالْأَلِفِ آثَرْتُهُ و (أَصْفَيْتُهُ) الْوُدَّ أَخْلَصْتُهُ و (الصَّفِيُّ) و (الصَّفِيَّةُ) مَا يَصْطَفِيهِ الرَّئِيسُ لِنَفْسِهِ مِنَ الْمَغْنَمِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ أَىْ يَخْتَارُهُ وَ جَمْعُ (الصَّفِيَّةِ) (صَفَايَا) مِثْلُ عَطِيَّةٍ وَ عَطَايَا قَالَ الشَّاعِر «1»:
         لَكَ المِرْبَاع مِنْهَا و الصَّفَايَا             و حُكْمُكَ و النَّشِيطَةُ و الفُضُولُ‏
وَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ قَالَ الْأَصْمَعِىُّ (الصَّفَايَا) جَمْعُ (صَفِيٍّ) وَ هُوَ مَا يَصْطَفِيهِ الرَّئِيسُ لِنَفْسِهِ دُونَ أَصْحَابِهِ مِثْلُ الْفَرَسِ وَ مَا لَا يَسْتَقِيمُ أَنْ يُقْسَمَ عَلَى الْجَيْشِ. و (الْمِرْبَاعُ) رُبْعُ الْغَنِيمَةِ و (الْفُضُولُ) بَقَايَا تَبْقَى مِنَ الْغَنِيمَةِ فَلَا تَسْتَقِيمُ قِسْمَتُهُ عَلَى الْجَيْشِ لِقِلَّتِهِ و كَثْرَةِ الْجَيْشِ و (النَّشِيطَةُ) مَا يَغْنَمُهُ الْقَوْمُ فِى طَرِيقِهِمِ الَّتِى يَمُرُّونَ بِهَا وَ ذلِكَ غَيْرُ مَا يَقْصِدُونَهُ بِالْغَزْوِ وَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ كَانَ رَئِيسُ الْقَوْمِ فِى الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا غَزَا بِهِمْ فَغَنِمَ أَخَذَ الْمِرْبَاعَ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَ مِنَ الْأَسْرَى وَ مِنَ السَّبْىِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ عَلَى أَصْحَابِهِ فَصَارَ هذَا الرُّبْعُ خُمْساً فِى الْإِسْلَامِ قَالَ و (الصَّفِيُّ) أَنْ يَصْطَفِىَ لِنَفْسِهِ بَعْدَ الرُّبْعِ شَيْئاً كَالنَّاقَةِ وَ الْفَرَسِ وَ السَّيْفِ وَ الْجَارِيَةِ و (الصَّفِيُّ) فِى الْإِسْلَامِ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ وَ
قَدِ اصْطَفَى رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ سَيْفَ مُنَبِّهِ بنِ الْحَجَّاجِ يَوْمَ بَدْرٍ وَ هُوَ ذُو الْفَقَارِ وَ اصْطَفَى (صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَىّ).
و (الصَّفَا) مَقْصُورٌ الْحِجَارَةُ وَ يُقَالُ الْحِجَارَةُ الْمُلْسُ الْوَاحِدَة (صَفَاةٌ) مِثْلَ حَصًى و حَصَاةٍ و مِنْهُ (الصَّفَا) لِمَوْضِعٍ بِمَكَّةَ وَ يَجُوزُ التَّذْكِيرُ و التَّأْنِيثُ بِاعْتِبَارِ إِطْلَاقِ لَفْظِ الْمَكَانِ و الْبُقْعَةِ عَلَيْهِ. و (الصَّفْوَانُ) يُسْتَعْمَلُ فِى الْجَمْعِ وَ الْمُفْرَدِ فَإِذَا اسْتُعْمِلَ فِى الْجَمْعِ فَهُوَ الْحِجَارَةُ الْمُلْسُ الْوَاحِدَةُ (صَفْوَانَةٌ) و إِذَا اسْتُعْمِلَ فِى الْمُفْرَدِ فَهُوَ الْحَجَرُ وَ بِهِ سُمِّىَ الرَّجُلُ وَ جَمْعُهُ (صُفِيٌّ) و (صِفِيٌّ).
[صقر]
صَقْرُ: الرُّطَبِ دِبْسُهُ قَبْلَ أَنْ يُطْبَخَ وَ هُوَ مَا يَسِيلُ مِنْهُ كَالْعَسَلِ فَإِذَا طُبِخَ فَهُوَ الرُّبُّ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (الصَّقْرُ) مَا يَتَحَلَّبُ مِنَ الرُّطَبِ و الْعِنَبِ مِنْ غَيْرِ طَبْخٍ وَ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ (الصَّقْرُ) السَّائِلُ مِنْ الرُّطَبِ وَ هُوَ مُذَكَّرٌ و (الصَّقْرُ) مِنَ الْجَوَارِحِ يُسَمَّى الْقُطَامِىَّ بِضَمِ الْقَافِ و فَتْحِهَا وَ بِهِ سُمِّىَ الشَّاعِرُ و الْأُنْثَى (صَقْرَةٌ) بِالْهَاءِ قَالَهُ ابنُ الْأَنْبَارِىِّ قَالَ:
         و الصَّقْرَةُ الْأُنْثَى تَبِيضُ الصَّقْرَا
وَ جَمْعُ (الصَّقْرِ) (أَصْقُرٌ) و (صُقُورٌ) و (صُقُورَةٌ) بِالْهَاءِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ (الصَّقْرُ) مَا يَصِيدُ مِنَ الْجَوَارِحِ كَالشَّاهِينِ وَ غَيْرِهِ وَ قَالَ الزَّجَّاجُ وَ يَقَعُ (الصَّقْرُ) عَلَى كُلِّ صَائِدٍ مِنَ‏
__________________________________________________
 (1) بسطام بن قيس.

344
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صقر ص 344

البُزَاةِ و الشَّوَاهِينِ.
[صقع‏]
الصُّقْعُ: النَّاحِيَةُ مِنَ الْبِلَادِ و الْجِهَةُ أَيْضاً و الْمَحَلَّةُ وَ هُوَ فِى (صُقْعِ) بَنِى فُلانٍ أَىْ فِى نَاحِيَتِهِمْ و مَحَلِتَّهِمِ و (الصَّقِيعُ) الْجَلِيدُ الْمُحْرِقُ لِلنَّبَاتِ وَ (صُقِعَتِ) الْأَرْضُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَصَابَهَا (الصَّقِيعُ) فَهِىَ (مَصْقُوعَةٌ) و خَطِيبٌ (مِصْقَعٌ) بِكَسْرِ الْمِيمِ بَلِيغٌ.
[صقل‏]
صَقَلْتُ: السَّيْفَ صَقْلًا و نَحْوَهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ و (صِقَالًا) أَيْضاً بِالْكَسْرِ جَلَوْتُهُ وَ (الصَّيْقَلُ) صَانِعُهُ وَ الْجَمْعُ (صَيَاقِلَةٌ) وَ رُبَّمَا قِيلَ فِى اسْمِ الْفَاعِلِ (صَاقِلٌ) عَلَى الْأَصْلِ و جُمِعَ عَلَى (صَقَلَةٍ) مِثْلُ كَافِرٍ وَ كَفَرَةٍ وَ سَيْفٌ (صَقِيلٌ) فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ و شَى‏ءٌ (صَقِيلٌ) أَمْلَسُ مُصْمَتٌ لَا يُخَلِّلُ الْمَاءُ أَجْزَاءَهُ كَالْحَدِيدِ و النُّحَاسِ و (صَقِلَ) (صَقَلًا) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا كَانَ كَذلِكَ فَهُوَ (صَقِيلٌ).
[صكك‏]
الصَّكُّ: الْكتَابُ الَّذِى يُكْتَبُ فِى الْمُعَامَلَاتِ و الْأَقَارِيرِ و جَمْعُهُ (صُكُوكٌ) و (أَصُكٌّ) و (صِكَاكٌ) مِثْلُ بَحْرٍ و بُحُورٍ وَ أَبْحُرٍ و بِحَارٍ و (صَكَّ) الرَّجُلُ لِلْمُشْتَرِى (صَكّاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ إِذَا كَتَبَ (الصَّكَّ) وَ يُقَالُ هُوَ مُعَرَّبٌ وَ كَانَتِ الْأَرْزَاقُ تُكْتَبُ (صِكَاكاً) فَتَخْرُجُ مَكْتُوبَةً فَتُبَاعُ فَنُهِىَ عَنْ شِرَاءِ (الصِّكَاكِ) و (صَكَّهُ) (صَكّاً) إِذَا ضَرَبَ قَفَاهُ وَ وَجْهَهُ بِيَدِهِ مَبْسُوطَةً و (صَكَّ) الْبَابَ أَطْبَقَهُ و (الصَّكَكُ) أَنْ تَصْطَكَّ الرُّكْبَتَان وَ هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَالذَّكَرُ (أَصَكُّ) و الْأُنْثَى (صَكَّاءُ).
[صلب‏]
صَلَبْتُ: الْقَاتِلَ (صَلْباً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ (مَصْلُوبٌ) و (صَلَبَتِ) الْحُمَّى دَامَتْ فَهِىَ (صَالِبٌ) وَ (الصَّلِيبُ) وِزَانُ كَرِيمٍ وَدَكُ الْعَظْمِ و (اصْطَلَبَ) الرَّجُلُ إِذَا جَمَعَ الْعِظَامَ و اسْتَخْرَجَ (صَلِيبَهَا) وَ هُوَ الْوَدَكُ لِيَأْتَدِمَ بِهِ و يُقَالُ إِنَّ (الْمَصْلُوبَ) مُشْتَقٌّ مِنْهُ. و (الصُّلْبُ) كُلُّ ظَهْرٍ لَهُ فَقَارٌ و تُضَمُّ اللَّامُ لِلْإِتْبَاعِ و (صَلُبَ) الشَّى‏ءُ بِالضَّمِّ (صَلَابَةً) اشْتَدَّ و قَوِىَ فَهُوَ (صُلْبٌ) وَ مَكَانٌ (صُلْبٌ) غَلِيظٌ شَدِيدٌ و (صَلِيبُ) النَّصَارَى جَمْعُهُ (صُلْبَانٌ) و (صُلُبٌ) مِثْلُ بَرِيدٍ و بُرُدٍ و ثَوْبٌ (مُصَلَّبٌ) عَلَيْهِ نَقْشُ صَلِيبٍ.
[صلح‏]
صَلَحَ: الشَّىْ‏ءُ (صُلُوحاً) مِنْ بَابِ قَعَدَ و (صَلَاحاً) أَيْضاً و (صَلُحَ) بالضَّمِّ لُغَةٌ وَ هُوَ خِلَافُ فَسَدَ و (صَلَحَ) (يَصْلَحُ) بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ فَهُوَ (صَالِحٌ) و (أَصْلَحْتُهُ) (فَصَلَحَ) و (أَصْلَحَ) أَتَى (بِالصَّلَاحِ) وَ هُوَ الْخَيْرُ و الصَّوابُ وَ فِى الْأَمْرِ (مَصْلَحَةٌ) أَىْ خَيْرٌ وَ الْجَمْعُ (الْمَصَالِحُ) و (صَالَحَهُ) (صِلَاحاً) مِنْ بَابِ قَاتَلَ و (الصُّلْحُ) اسْمٌ مِنْهُ وَ هُوَ التَّوْفِيقُ و مِنْهُ (صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ) و (أَصْلَحْتُ) بَيْنَ الْقَوْمِ وَفَّقْتُ و (تَصَالَحَ) الْقَوْمُ و (اصْطَلَحُوا) وَ هُوَ (صَالِحٌ) لِلْوِلَايَةِ لَهُ أَهْلِيَّةُ الْقِيَامِ بِهَا.
[صلع‏]
صَلِعَ: الرَّأْسُ (صَلَعاً) مِنْ بَابِ تَعِبَ انْحَسَر

345
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صلع ص 345

الشَّعْرُ عَنْ مُقَدَّمِهِ. و مَوْضِعُهُ (الصَّلَعَةُ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ الْإِسْكَانُ لُغَةٌ وَ لكِنْ أَبَاهَا الْحُذَّاقُ فَالرَّجُلُ (أَصْلَعُ) وَ الْأُنْثَى (صَلْعَاءُ) و رَأْسٌ (أَصْلَعُ) و (صَلِيعٌ) قَالَ ابْنُ سِينَا وَ لَا يَحْدُثُ (الصَّلَعُ) لِلنِّسَاءِ لِكَثْرَةِ رُطُوبَتِهِنَّ وَ لَا لِلْخِصْيَانِ لِقُرْبِ أَمْزِجَتِهِمْ مِنْ أَمْزِجَةِ النِسَاءِ.
[صلغ‏]
صَلَغَ: كُلُّ ذَاتِ ظِلْفٍ (يَصْلَغُ) بِفَتْحَتَيْنِ (صُلُوغاً) دَخَلَ فِى السَّادِسَةِ وَ قِيلَ فِى الْخَامِسَةِ وَ هُوَ انْتِهَاءُ إِسْنَانِهِ وَ هُوَ كَالْبُزُولِ فِى الْإِبِل فَهُوَ (صَالِغٌ) لِلذَّكَرِ وَ الْأُنْثَى.
[صلق‏]
الصَّلْقُ: مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ ضَرَبَ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ و الْفَحْلُ (يَصْطَلِقُ) بِنَابِهِ وَ هُوَ صَرِيفُهُ فَهُوَ (مُصْطَلِقٌ) وَ بِهِ سُمِّىَ وَ مِنْهُ (بَنُو الْمُصطَلِقِ) حَىٌّ مِنْ خُزَاعَةَ.
[صلم‏]
صَلَمْتُ: الْأُذُنَ (صَلْماً) مِنْ بَابِ ضَرَبَ اسْتَأصَلْتُهَا قَطْعاً و (اصْطَلَمْتُهَا) كَذلِكَ و (صَلِمَ) الرَّجُلُ (صَلَماً) مِنْ بَابِ تَعِبَ اسْتُؤْصِلَتْ أُذُنُهُ فَهُوَ (أَصْلَمُ).
[صلو]
صَلِيَ: بِالنَّارِ و (صَلِيَهَا) (صَلًى) مِنْ بَابِ تَعِبَ وجَدَ حَرَّهَا و (الصِّلَاءُ) وِزَانُ كِتَابٍ حَرُّ النَّارِ و (صَلَيْتُ) اللَّحْمَ (أَصْلِيهِ) مِنْ بَابِ رَمَى شَوَيْتُهُ و (الصَّلَا) وِزَانُ الْعَصَا مَغْرِزُ الذَّنَبِ مِنَ الْفَرَسِ و التَّثْنِيَةُ (صَلَوَانِ) وَ مِنْهُ قِيلَ لِلْفَرَسِ الَّذِى بَعْدَ السَّابِقِ فِى الْحَلْبَةِ (المُصَلِّي) لِأَنَّ رَأْسَهَ عِنْدَ صَلَا السَّابِقِ و (الْمُصَلَّى) بِصِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ مَوْضِعُ الصَّلَاةِ أَوِ الدُّعَاءِ. و (الصَّلَاةُ) قِيلَ أَصْلُهَا فِى اللُّغَةِ الدُّعَاءُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى «وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ»
 أَىِ ادْعُ لَهُم «وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى»
 أَىْ دُعَاءً ثُمَّ سُمِّىَ بِهَا هذِهِ الْأَفْعَالُ الْمَشْهُورَةُ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى الدُّعَاءِ وَ هَلْ سَبِيلُهُ النَّقْلُ حَتَّى تَكُونَ الصَّلَاةُ حَقِيقَةً شَرْعِيَّةً فِى هذِهِ الْأَفْعَالِ مَجَازاً لُغَوِيًّا فِى الدُّعَاءِ لِأَنَّ النَّقْلَ فِى اللُّغَاتِ كَالنَّسْخِ فِى الْأَحْكَامِ أَوْ يُقَالُ اسْتِعْمَالُ اللَّفْظِ فِى الْمَنْقُولِ إِلَيْهِ مَجَازٌ رَاجِحٌ وَ فِى الْمَنْقُولِ عَنْهُ حَقِيقَةٌ مَرْجُوحَةٌ فِيهِ خِلَافٌ بَيْنَ أَهْلِ الْأُصُولِ. وَ قِيلَ (الصَّلَاةُ) فِى اللُّغَةِ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَ الدُّعَاءِ و التَّعْظِيمِ و الرَّحْمَةِ و الْبَرَكَةِ وَ
مِنْهُ «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِى أَوْفَى».
أَىْ بَارِكْ عَلَيْهِمِ أَوِ ارْحَمْهُمْ و عَلَى هذَا فَلَا يَكُونُ قَوْلُهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ مُشْتَرَكاً بَيْنَ مَعْنَيَيْنِ بَلْ مُفْرَدٌ فِى مَعْنىً وَاحِدٍ وَ هُوَ التَّعْظِيمُ و (الصَّلَاةُ) تُجْمَعُ على (صَلَوَاتٍ) و (الصَّلَاةُ) أَيْضاً بَيْتٌ (يُصَلِّي) فِيهِ الْيَهُودُ وَ هُوَ كَنِيسَتُهُمْ وَ الْجَمْعُ (صَلَوَاتٌ) أَيْضاً قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَ يُقَالُ إِنَّ الصَّلَاةَ مِنْ (صَلَّيْتُ) الْعُودَ بِالنَّارِ إِذَا ليَّنْتَهُ لِأَنَّ (الْمُصَلِّيَ) يَلِينُ بِالْخُشُوعِ. و (الصَّلَاةُ) فِى قَوْلِ الْمُنَادِى «الصَّلَاةَ جَامِعَةً» مَنْصُوبَةٌ عَلَى الْإِغْرَاءِ أَى الْزَمُوا الصَّلَاةَ.
[صمت‏]
صَمَتَ: (صَمْتاً) مِنْ بَابِ قَتَلَ سَكَت‏

346
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صمت ص 346

و (صُمُوتاً) و (صُمَاتاً) فَهُوَ (صَامِتٌ) و (أَصْمَتَهُ) غَيْرُهُ وَ رُبَّمَا اسْتُعْمِلَ الرُّبَاعِىُّ لَازِماً أَيْضاً و (الصَّامِتُ) مِنَ الْمَالِ الذَّهَبُ و الْفِضَّةُ و (إِذْنُهَا صُمَاتُها) وَ الْأَصْلُ و (صُمَاتُها كَإِذْنِهَا) فَشَبَّهَ (الصُّمَاتَ) بِالْإِذْنِ شَرْعاً ثُمَّ جُعِلَ إِذْناً مَجَازاً ثُمَّ قُدِّمَ مُبَالَغَةً وَ الْمَعْنَى هُوَ كَافٍ فِى الْإِذْنِ و هذَا مِثْلُ‏
قَوْلِهِ «ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ».
وَ الْأَصْلُ ذَكَاةُ أُمٍ الْجَنِينِ ذَكَاتُهُ وَ إِنَّمَا قُلْنَا الْأَصْلُ (صُمَاتُهَا كَإِذْنِهَا) لِأَنَّهُ لَا يُخْبَرُ عَنْ شَى‏ءٍ إِلَّا بِمَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ وَصْفاً لَهُ حَقِيقَةً أَوْ مَجَازاً فَيَصِحُّ أَنْ يُقَالَ الْفَرَسُ يَطِيرُ وَ لَا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ الْحَجَرُ يَطِيرُ لِأَنَّهُ لَا يُوصَفُ بِذَلِكَ فَصُمَاتُهَا كَإِذْنِهِا صَحِيحٌ وَ لَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ إِذْنُهَا مُبْتَدَأً لِأَنَّ الْإِذْنَ لَا يَصِحُّ أَنْ يُوصَفَ بِالسُّكُوتِ لِأَنَّهُ يَكُون نَفْياً لَهُ فَيَبْقَى الْمَعْنَى إِذْنُهَا مِثْلُ سُكُوتِهَا وَ قَبْلَ الشَّرْعِ كَانَ سُكُوتُهَا غَيْرَ كَافٍ فَكَذلِكَ إِذْنُهَا فَيَنْعَكِسُ الْمَعْنَى. و شَى‏ءٌ (مُصْمَتٌ) لَا جَوْفَ لَهُ و بَابٌ (مُصْمَتٌ) مُغْلَقٌ.
[صمخ‏]
صِمَاخُ: الْأُذُنِ الْخَرْقُ الَّذِى يُفْضِى إِلَى الرَّأْسِ وَ هُوَ السَّمْعُ وَ قِيلَ هُوَ الْأُذُنُ نَفْسُهَا وَ الْجَمْعُ (أَصْمِخَةٌ) مِثْلُ سِلَاحٍ وَ أَسْلِحَةٍ.
[صمر]
صَيْمَرَةُ: كُورَةٌ مِنْ كُوَرِ الْجِبَالِ الْمُسَمَّى بِعِرَاقِ الْعَجَمِ و النِّسْبَةُ (صَيْمَرِىٌّ) عَلَى لَفْظِهَا وَ هِىَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا وَ هِىَ مِثَالُ فَيْعَلَةٍ بِفَتْحِ الْفَاءِ و الْعَيْنِ قَالَهُ الْبَكْرِىُّ وَ جَمَاعَةٌ و زَادَ الْمُطَرِّزِىُّ فَقَالَ وَ ضَمُّ الْمِيمِ خَطَأٌ و (صَيْمَرَةُ) أَيْضاً بَلَدٌ صَغِيرٌ مِنْ تِلْكَ الْبِلَادِ و (صَوْمَرٌ) مِثَالُ جَوْهَرٍ شَجَرٌ.
[صمع‏]
الصَّمَعُ: لُصُوقُ الْأُذُنَيْنِ و صِغَرُهُمَا وَ هُوَ مَصْدَرُ (صَمِعَتِ) الْأُذُنُ مِنْ بَابِ تَعِبَ. و كُلُّ مُنْضَمٍّ فَهُوَ (مُتَصَمِّعٌ) وَ مِنْ ذلِكَ اشْتُقَّ (صَوْمَعَةُ) النَّصَارَى وَ الْجَمْعُ (صَوَامِعُ) وَ قَلْبٌ (أَصْمَعُ) ذَكِىٌّ وَ بِهِ سُمِّىَ الرَّجُلُ و (الْأَصْمَعِيُّ) الْإِمَامُ الْمَشْهُورُ نِسْبَةٌ إِلَى (أَصْمَعُ) وَ هُوَ جَدُّهُ الْأَعْلَى.
[صمغ‏]
الصَّمْغُ: مَا يَتَحَلَّبُ مِنْ شَجَرِ العِضَاهِ وَ نَحْوِهَا الْوَاحِدَةُ (صَمْغَةٌ) وَ الْجَمْعُ (صُمُوغٌ) مِثْلُ تَمْرٍ و تَمْرَةٍ و تُمُورٍ وَ (أَصْمَغَتِ) الشَّجَرَةُ بِالْأَلِفِ أَخْرَجَتْ صَمْغَهَا و الْعَرَبِىُّ مِنْهُ (صَمْغُ) الطَّلْحِ وَ يُقَالُ هِىَ الْمُسَمَّاةُ بِأُمِّ غَيْلَانَ و (صَمَّغَ) رَأْسَهُ (بِالصَّمْغِ) (تَصْمِيغاً) مِثْلُ لَبَّدَهُ بِهِ.
[صمم‏]
صَمَّتِ: الْأُذُنُ (صَمَماً) مِنْ بَابِ تَعِبَ بَطَلَ سَمْعُهَا هكَذَا فَسَّرَهُ الْأَزْهَرِىُّ وَ غَيْرُهُ وَ يُسْنَدُ الْفِعْلُ إِلَى الشَّخْصِ أَيْضاً فَيُقَالُ (صَمَّ) (يَصَمُّ) (صَمَماً) فَالذَّكَرُ (أَصَمُّ) و الْأُنْثَى (صَمَّاءُ) وَ الْجَمْعُ (صُمٌّ) مِثْلُ أَحْمَرَ و حَمْرَاءَ وَ حُمْرٍ وَ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَصَمَّهُ) اللّهُ وَ رُبَّمَا اسْتُعْمِلَ الرُّبَاعِىُّ لَازِماً عَلَى قِلَّةٍ وَ لَا يُسْتَعْمَلُ الثُّلاثِىُّ مُتَعَدِّياً فَلَا يُقَالُ (صَمَّ) اللّهُ الْأُذُنَ وَ لَا يُبْنَى لِلْمَفْعُولِ فَلَا يُقَالُ (صُمَّتِ)

347
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صمم ص 347

الْأُذُنُ. وَ يُسَمَّى شَهْرُ رَجَبٍ (الْأَصَمَّ) لِأَنَّهُ كَانَ لَا يُسْمَعُ فِيهِ حَرَكَةُ قِتَالٍ وَ لَا نِدَاءُ مُسْتَغِيثٍ و حَجَرٌ (أَصَمُّ) صُلْبٌ مُصْمَتٌ و (صَمَّتِ) الْفِتْنَةُ فَهِىَ (صَمَّاءُ) اشْتَدَّتْ و (صِمَامُ) الْقَارُورَةِ وَ نَحْوِهَا بِالْكَسْرِ وَ هُوَ مَا يُجْعَلُ فِى فَمِهَا سِدَاداً وَ قِيلَ هُوَ الْعِفَاصُ و (الصَّمِيمُ) وِزَانُ كَرِيمٍ الْخَالِصُ مِنَ الشَّى‏ءِ و (صَمِيمُ) الْقَلْبِ وَسَطُهُ و (صَمَّمَ) فِى الْأَمْرِ بِالتَّشْدِيدِ مَضَىَ فِيهِ و (الصِّمَّةُ) بِالْكَسْرِ الْأَسَدُ ثُمَّ سُمِّىَ بِهِ الشُّجَاعُ ثُمَّ سُمِّىَ بِهِ الرَّجُلُ وَ مِنْهُ (دُرَيْدُ بن الصِّمَّةِ) و (اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ) الالْتِحَافُ بِالثَّوْبِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُجْعَلَ لَهُ مَوْضِعٌ تَخْرُجُ مِنْهُ الْيَدُ وَ قَدْ مَضَى فِى (شمل).
[صمي‏]
صَمِيَ: الصَّيْدُ (يَصْمِي) (صَمْياً) مِنْ بَابِ رَمَى مَاتَ وَ أَنْتَ تَرَاهُ وَ يَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ (أَصْمَيْتُهُ) إِذَا قَتَلْتَهُ بَيْنَ يَدَيْكَ و أَنْتَ تَرَاهُ وَ فِى الْحَدِيثِ «كُلْ مَا أَصْمَيْتَ و دَعْ ما أَنْمَيْتَ».
قَالَ الْأَزْهَرِىُّ مَعْنَاهُ أَنْ يَأْخُذَ الْكَلْبُ صَيْداً بِعَيْنِكَ و يَسِيلَ دَمُهُ فَتَلْحَقَهُ وَ قَدْ قَتَلَهُ فَهذَا يُؤْكَلُ و الْمَعْنَى كُلْ ما قَتَلَهُ كلبُكَ وَ أَنْتَ تَرَاهُ وَ قَدِ اقْتَصَرَ الْأَزْهَرِىُّ فِى التَّفْسِيرِ عَلَى الْكَلْبِ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ و السَّهْمُ مُلْحَقٌ بِهِ «1» وَ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ عَامٌّ فِيهِمَا وَ عَلَيْهِ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
         فَهْوَ لا يُنْمى «2» رَميَّتَه             مَا لَهُ لا عُدَّ مِنْ نَفَرِهِ‏
يَصِفُهُ بِالضَّعْفِ أَىْ إِذَا رَمَى لَا يَقْتُلُ وَ مَعْنَى أَنْمَيْتَ غَابَ عَنْ عَيْنِكَ فَمَاتَ وَ لَمْ تَرَهُ فَلَا تَدْرِى هَلْ مَاتَ بِسَهْمِكَ وَ كَلْبِكَ أَمْ بِشَىْ‏ءٍ عَرَضَ.
[صنبر]
الصَّنَوْبَرُ: وِزَانُ سَفَرْجَلٍ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ و يُتَّخَذُ مِنْهُ الزِّفْتُ.
[صنج‏]
الصَّنْجُ: مِنْ آلَاتِ الْمَلَاهِى جَمْعُهُ (صُنُوجٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ قَالَ الْمُطَرِّزِىُّ وَ هُوَ مَا يُتَّخَذُ مُدَوَّراً يُضْرَبُ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ وَ يُقَالُ لِمَا يُجْعَلُ فِى إِطَارِ الدُّفِّ مِنَ النُّحَاسِ الْمُدَوَّرِ صِغَاراً (صُنُوجٌ) أَيْضاً و هذَا شَىْ‏ءٌ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ وَ أَمَّا (الصَّنْجُ) ذُو الْأَوْتَارِ فَمُخْتَصٌّ بِهِ الْعَجَمُ و كِلَاهُمَا مُعَرَّبٌ.
[صنع‏]
صَنَعْتُهُ: (أَصْنَعُهُ) (صُنْعاً) وَ الاسْمُ (الصِّنَاعَةُ) و الْفَاعِلُ (صَانِعٌ) وَ الْجَمْعُ (صُنَّاعٌ) و (الصَّنْعَةُ) عَمَلُ الصَّانِعِ و (الصَّنِيعَةُ) مَا اصْطَنَعْتَهُ مِنْ خَيْرٍ و (الْمَصْنَعُ) مَا يُصْنَعُ لِجَمْعِ الْمَاءِ نَحْوُ البِرْكَةِ و الصِّهْرِيجِ و (الْمَصْنَعَةُ) بِالْهَاءِ لُغَةٌ وَ الْجَمْعُ (مَصَانِعُ) و (صَنْعَاءُ) بَلْدَةٌ مِنْ قَوَاعِدِ الْيَمَنِ وَ الْأَكْثَرُ فِيهَا الْمَدُّ و النِّسْبَةُ إِلَيْهَا (صَنْعَانِيٌّ) بِالنُّونِ. وَ الْقِيَاسُ (صَنْعَاوِيٌّ) بِالْوَاوِ و (الْمُصَانَعَةُ)
__________________________________________________
 (1) أى السهم ملحق بالكلب فى هذا الحكم.
 (2) و يروى‏
         ... لا تَنْمِى رَمِيّتُهُ‏
- ذكر الروايتين الزمخشرى فى الأساس.

348
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صنع ص 348

الرِّشْوَةُ وَ رَجُلٌ (صَنَعٌ) بِفَتْحَتَيْنِ و (صَنَعُ) الْيَدَيْنِ أَيْضاً أَىْ حَاذِقٌ رَفِيقٌ. وَ امْرَأَةٌ (صَنَاعٌ) وِزَانُ كَلَامٍ خِلَافُ الْخَرْقَاءِ وَ لَمْ يُسْمَعْ فِيهَا صَنَعَةُ الْيَدَيْنِ بَلْ (صَنَاعٌ).
[صنف‏]
الصَّنْفُ: قَالَ ابْنُ فَارِسٍ فِيمَا ذَكَرَهُ عَنْ الْخَلِيلِ: الطَّائِفَةُ مِنْ كُلِّ شَى‏ءٍ وَ قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (الصِّنْفُ) هُوَ النَّوْعُ و الضَّرْبُ وَ هُوَ بِكَسْرِ الصَّادِ و فَتْحُهَا لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ السِّكِّيتِ وَ جَمَاعَةٌ و جَمْعُ الْمَكْسُورِ (أَصْنَافٌ) مِثْلُ حِمْلٍ وَ أَحْمَالٍ وَ جَمْعُ الْمَفْتُوحِ (صُنُوفٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ و (التَّصْنِيفُ) تَمْيِيزُ الْأَشْيَاءِ بَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ و (صَنَّفَتِ) الشَّجَرَةُ أَخْرَجَتْ وَرَقَهَا و (تَصْنِيفُ) الْكِتَابِ مِنْ هَذَا و (صَنَّفَ) التَّمْرُ (تَصْنِيفاً) أَدْرَكَ بَعْضُهُ دُونَ بَعْضٍ و لَوَّنَ بَعْضُهُ دُونَ بَعْضٍ.
[صنم‏]
الصَّنَمُ: يُقَالُ هُوَ الْوَثَنُ الْمُتَّخَذُ مِنَ الْحِجَارَةِ أَوِ الْخَشَبِ وَ يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ يُقَالُ (الصَّنَمُ) الْمُتَّخَذُ مِنَ الْجَوَاهِرِ الْمَعْدِنِيَّةِ الَّتِى تَذُوبُ. و (الْوَثَنُ) هُوَ الْمُتَّخَذُ مِنْ حَجَرٍ أَوْ خَشَبٍ وَ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ (الصَّنَمُ) مَا يُتَّخَذُ مِنْ خَشَبٍ أَوْ نُحَاسٍ أَوْ فِضَّةٍ وَ الْجَمْعُ (أَصْنَامٌ)
[صنن‏]
الصُّنَانُ: الذَّفَرُ تَحْتَ الْإِبْطِ و غَيْرِهِ وَ (أَصَنَّ) الشَّىْ‏ءُ بِالْأَلِفِ صَارَ لَهُ (صُنَانٌ).
[صهب‏]
الصُّهْبَة: و (الصُّهُوبَةُ) احْمِرَارُ الشَّعْرِ و (صَهِبَ) (صَهَباً) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَالذَّكَرُ (أَصْهَبُ) وَ الْأُنْثَى (صَهْبَاءُ) وَ الْجَمْعُ (صُهْبٌ) مِثْلُ أَحْمَرَ وَ حَمْرَاءَ و حُمْرٍ وَ يُصَغَّرُ عَلَى الْقِيَاسِ فَيُقَالُ (أُصَيْهِبُ) وَ فِى حَدِيثِ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ «إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهِبَ أُثَيْبِجَ حَمْشَ السَّاقَيْنِ سَابِغَ الأَلْيَتَيْنِ فَهُوَ لِلَّذِى رُمِيَتْ بِهِ».
وَ يُصَغَّرُ أَيْضاً تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ فَيُقَالُ (صُهَيْبٌ) وَ بِهِ سُمِّىَ.
[صهر]
الصِّهْرُ: جَمْعُهُ (أَصْهَارٌ) قَالَ الْخَلِيلُ: (الصِّهْرُ) أَهْلُ بَيْتِ الْمَرْأَةِ قَالَ وَ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ (الْأَحْمَاءَ) و (الْأَخْتَانَ) جَمِيعاً (أَصْهَاراً) وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ: (الصِّهْرُ) يَشْتَمِلُ عَلَى قَرَابَاتِ النِّسَاءِ ذَوِى الْمَحَارِمِ و ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ كَالْأَبَوَيْنِ و الْأِخْوَةِ وَ أَوْلَادِهِمِ وَ الْأَعْمَامِ و الْأَخْوَالِ و الْخَالاتِ فَهؤُلَاءِ (أَصْهَارُ) زَوْجِ الْمَرْأَةِ وَ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِ الزَّوْجِ مِنْ ذَوِى قَرَابَتِهِ الْمَحَارِمِ فَهُمْ (أَصْهَارُ) الْمَرْأَةِ أَيْضاً. وَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ كُلُّ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِ الزَّوْجِ مِنْ أَبِيهِ أَوْ أَخِيهِ أَوْ عَمِّهِ فَهُمُ (الْأَحْمَاءُ) وَ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِ الْمَرْأَةِ فَهُمُ (الْأَخْتَانُ) وَ يَجْمَعُ الصِّنْفَيْنِ (الْأَصْهَارُ) و (صَاهَرْتَ) إِلَيْهِمْ إِذَا تَزَوَّجْتَ مِنْهُمْ.
و
[صهرج‏]
الصِّهْرِيجُ: مَعْرُوفٌ وَ هُوَ بِكَسْرِ الصَّادِ وَ فَتْحُهَا ضَعِيفٌ وَ هُوَ مُعَرَّبٌ.
[صهل‏]
صَهَلَ: الْفَرَسُ (يَصْهَلُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ فِى لُغَةٍ مِنْ بَابِ نَفَعَ صَهِيلًا فَهُوَ (صَهَّالٌ).
[صوب‏]
أَصَابَ: السَّهْمُ (إِصَابَةً) وَصَلَ الْغَرَضَ وَ فِيه‏

349
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صوب ص 349

لُغَتَانِ أُخْرَيَانِ إِحْدَاهُمَا (صَابَهُ) (صَوْباً) مِنْ بَابِ قَالَ و الثَّانِيَةُ (يَصِيبُهُ) (صَيْباً) مِنْ بَابِ بَاعَ و (صَابَهُ) الْمَطَرُ (صَوْباً) مِنْ بَابِ قَالَ و الْمَطَرُ (صَوْبٌ) تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَ سَحَابٌ (صَيِّبٌ) ذُو صَوْبٍ وَ (أَصَابَ) الرَّأْىُ فَهُوَ (مُصِيبٌ) و (أَصَابَ) الرَّجُلُ الشَّىْ‏ءَ أَرَادَهُ وَ مِنْهُ قَوْلُهُمْ (أَصَابَ) الصَّوَابَ فَأَخْطَأَ الْجَوَابَ أَىْ أَرَادَ (الصَّوابَ) و (أَصَابَ) فِى قَوْلِهِ و فِعْلِهِ وَ الاسْمُ (الصَّوَابُ) وَ هُوَ ضِدُّ الْخَطَإِ و (الصَّوْبُ) وِزَانُ فَلْسٍ مِثْلُ (الصَّوَابِ) و (صَابَهُ) أَمْرٌ (يَصُوبُهُ) (صَوْباً) و (أَصَابَهُ) (إِصَابَةً) لُغَتَانِ وَ رَمَى (فَأَصَابَ) و (أَصَابَ) بُغْيَتَهُ نَالَهَا و (أَصَابَهُ) الشَّى‏ءُ إِذَا أَدْرَكَهُ وَ مِنْهُ يُقَالُ (أَصَابَهُ) مِنْ قَوْلِ النَّاسِ مَا أَصَابَهُ و (الْمُصِيبَةُ) الشِّدَّةُ النَّازِلَةُ و جَمْعُهَا الْمَشْهُورُ (مَصَائِبُ) قَالُوا و الْأَصْلُ (مَصَاوِبُ) و قَالَ الْأَصْمَعِىُّ قَدْ جُمِعَتْ عَلَى لَفْظِهَا بِالْأَلِفِ وَ التَّاءِ فَقِيلَ (مُصِيبَاتٌ) قَالَ وَ أَرَى أَنَّ جَمْعَهَا عَلَى (مَصَائِبَ) مِنْ كَلَامِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ و اسْمُ الْمَفْعُولِ مِنْ (صَابَهُ) (مَصُوبٌ) عَلَى النَّقْصِ وَ مِنْ (أَصَابَهُ) بِالْأَلِفِ (مُصَابٌ) و جَبَرَ اللّهُ (مُصَابَهُ) أَىْ (مُصِيبَتَهُ) و (صَوْبُ) الشَّىْ‏ءِ جِهَتُهُ و (صَوَّبْتُ) قَوْلَهُ قُلْتُ إِنَّهُ صَوَابٌ و (اسْتَصْوَبْتُ) فِعْلَهَ رَأَيْتُهُ صَوَاباً وَ (اسْتَصَابَ) مِثْلُ (اسْتَصْوَبَ) و (صَوَّبْتُ) الْإِنَاءَ أَمَلْتُهُ و (صَوَّبْتُ) رَأْسِى خَفَضْتُهُ.
[صوت‏]
الصَّوْتُ: فِى العُرْفِ جَرْسُ الْكَلَامِ وَ الْجَمْعُ (أَصْوَاتٌ) وَ هُوَ مُذَكَّرٌ وَ أَمَّا قَوْلُهُ:
         سَائِلْ بَنِى أَسَدٍ مَا هذِهِ الصَّوْتُ‏
فَإِنَّمَا أَنَّثَ ذَهَاباً إِلَى الصَّيْحَةِ و كَثِيراً مَا تَفْعَلُ الْعَرَبُ مِثْلَ ذلِكَ إِذَا تَرَادَفَ الْمُذَكَّرُ وَ الْمُؤَنَّثُ عَلَى مُسَمَّى وَاحِدٍ فَتَقُولُ أَقْبَلَتِ الْعِشَاءُ عَلَى مَعْنَى الْعَشِيَّةِ و هَذَا الْعَشِيَةُ عَلَى مَعْنَى الْعِشَاءِ وَ رَجُلٌ (صَائِتٌ) إِذَا صَاح و (صَيِّتٌ) قَوِىُّ الصَّوْتِ و (الصِّيتُ) بِالْكَسْرِ الذِّكْرُ الْجَمِيلُ فِى النَّاسِ.
[ص‏]
صَادْ: عَلَمٌ عَلَى السُّورَةِ إِنْ نَوَيْتَ الهِجَاءَ كَتَبْتَهَا حَرْفاً وَاحِداً وَ كَانَتْ مَبْنِيَّةً عَلَى الْوَقْفِ وَ إِنْ جَعَلتَهَا اسْماً لِلسُّوَرةِ كَتَبْتَها عَلَى هِجَاءِ الْحَرْفِ فَقُلْتَ صَادَ وَ كَسَرْتَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَ يَجُوزُ الْفَتْحُ لِأَنَّهُ أَخَفُّ. وَ مِنْهُمْ مَنْ يُعْرِبُهَا إِعْرَابَ مَا لَا يَنْصَرِفُ اعْتِبَاراً بِالتَّأْنِيثِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَصْرِفُهَا اعْتِبَاراً بِالتَّذْكِيرِ فَتَقُولَ قَرَأْتُ (صَاداً) و مِثْلُهُ (قَافْ و نُونْ).
[صور]
الصُّورَةُ: التِّمْثَالُ و جَمْعُهَا (صُوَرٌ) مِثْلُ غُرْفَةٍ و غُرَفٍ و (تَصَوَّرْتُ) الشَّىْ‏ءَ مَثَّلْتُ (صُورَتَهُ) و شَكْلَهُ فِى الذِّهْنِ (فَتَصَوَّرَ) هُوَ و قَدْ تُطْلَقُ (الصُّورَةُ) و يُرَادُ بِهَا الصِّفَةُ كَقَوْلِهِمْ (صُورَةُ) الْأَمْرِ كَذَا أَىْ صِفَتُهُ وَ مِنْهُ قَوْلُهُمْ (صُورَةُ) الْمَسْأَلَةِ كَذَا أَىْ صِفَتُهَا و (أَصَارَهُ) الشَّىْ‏ءُ بالْأَلِفِ (فَانْصَارَ) بِمَعْنَى أَمَالَهُ فَمَالَ. وَ مِنْه‏

350
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صور ص 350

يُقَالُ رَجُلٌ (أَصْوَرُ) بَيِّنُ (الصَّوَرِ) بِفَتْحَتَيْنِ أَىْ مُشْتَاقٌ بَيِّنُ الشَّوْقِ و (صُوَارُ) الْمِسْكِ وِعَاؤُهُ بِضَمِّ الصَّادِ و الْكَسْرِ لُغَةٌ وَ رَأَيْتُ (صِوَاراً) مِنَ الْبَقَرِ بِالْكَسْرِ أَىْ قَطِيعاً.
[صوع‏]
الصَّاعُ: مِكْيَالٌ. و (صَاعُ) النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ الَّذِى بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةُ أَمْدَادٍ وَ ذلِكَ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ و ثُلُثٌ بِالْبَغْدَادِىِّ و قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ (الصَّاعُ) ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ لِأَنَّهُ الَّذِى تَعَامَلَ بِهِ أَهْلُ العِرَاقِ وَ رُدَّ بِأَنَّ الزِّيَادَةَ عُرْفٌ طَارِئٌ عَلَى عُرْفِ الشَّرْعِ لِمَا حُكِىَ أَنَّ أَبَا يُوسُفَ لَمَّا حَجَّ مَعَ الرَّشِيدِ فَاجْتَمَعَ بِمَالِكٍ فِي الْمَدِينَةِ و تَكَلَّمَا فِى الصَّاعِ فَقَالَ أَبُو يُوسُفَ (الصَّاعُ) ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ فَقَالَ مَالِكٌ (صَاعُ) رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ و ثُلُثٌ ثُمَّ أَحْضَرَ مَالِكٌ جَمَاعَةً مَعَهُمْ عِدَّةُ (أَصْوَاعٍ) فَأَخْبَرُوا عَنْ آبَائِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُخْرِجُونَ بِهَا الْفِطْرَةَ و يَدْفَعُونَهَا إِلَى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَعَايَرُوهَا جَمِيعاً فَكَانَتْ خَمْسَةَ أَرْطَالٍ و ثُلُثاً فَرَجَعَ أَبُو يُوسُفَ عَنْ قَوْلِهِ إِلَى مَا أَخْبَرَهُ بِهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ.
و سَبَبُ الزِّيَادَةِ مَا
حَكَاهُ الْخَطَّابِىُّ أَنَّ الْحَجَّاجَ لَمَّا وَلِىَ الْعِرِاقَ كَبَّرَ الصَّاعَ وَ وَسَّعَهُ عَلَى أَهْلِ الْأَسْوَاقِ لِلتَّسْعِيرِ فَجَعَلَهُ ثَمَانِيَةَ أَرْطَالٍ.
قَالَ الْخَطَّابِىُّ وَ غَيْرُهُ و (صَاعُ) أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ إِنَّمَا هُوَ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ و ثُلُثٌ وَ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ أَيْضاً وَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَقُولُونَ (الصَّاعُ) ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ و (الْمُدُّ) عِنْدَهُمْ رُبُعُهُ و (صَاعُهُمْ) هُوَ الْقَفِيزُ الْحَجَّاجِىُّ وَ لَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ و
رَوَى الدَّارَ قُطْنِىُّ مِثْلَ هذِهِ الْحِكَايَةِ أَيْضاً عَنْ إِسْحقَ ابْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِىِّ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ كَمْ قَدْرُ صَاعِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ و ثُلُثٌ بِالْعِرَاقِىِّ أَنَا حَزَرْتُهُ «1» قُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ خَالَفْتَ شَيْخَ الْقَوْمِ قَالَ مَنْ هُوَ قُلْتُ أَبُو حَنِيفَةَ يَقُولُ ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ قَالَ فَغَضِبَ غَضَباً شَدِيداً ثُمَّ قَالَ لِجُلَسَائِهِ يَا فُلَانُ هَاتِ صَاعَ جَدِّكَ يَا فُلَانُ هَاتِ صَاعَ عَمِّكَ يَا فُلَانُ هَاتِ صَاعَ جَدَّتِكَ قَالَ فَاجْتَمَعَ عِنْدَهُ عِدَّةُ (آصُعٍ) فَقَالَ هذَا أَخْبَرَنِى أَبِى عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُؤَدِّى الْفِطْرَةَ بِهذَا الصَّاعِ إِلَى النَّبِىِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ و قَالَ هذَا أَخْبَرَنِى أَبِى عَنْ أَخِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُؤَدِّى بِهذَا الصَّاعِ إِلَى النَّبِىِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ قَالَ هذَا أَخْبَرَنِى أَبِى عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا كَانَتْ تُؤَدِّى بِهذَا الصَّاعِ إِلَى النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ مَالِكٌ أَنَا حَزَرْتُهَا فَكَانَتْ خَمْسَةَ أَرْطَالٍ و ثُلُثاً.
و (الصَّاعُ) يُذَكَّرُ وَ يُؤَنَّثُ قَالَ الْفَرَّاءُ أَهْلُ الْحِجَازِ يُؤَنَّثُونَ الصَّاعَ و يَجْمَعُونَهَا فِى الْقِلَّةِ عَلَى (أَصْوُعٍ) وَ فِى الْكَثْرَةِ عَلَى (صِيَعانٍ) و بَنُو أَسَدٍ وَ أَهْلُ نَجْدٍ يُذَكِّرُونَ وَ يَجْمَعُونَ عَلَى‏
__________________________________________________
 (1) قَدَرْتُه.

351
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صوع ص 351

 (أَصْوَاعٍ) و رُبَّمَا أَنَّثَهَا بَعْضُ بَنِى أَسَدٍ وَ قَالَ الزَّجَّاجُ التَّذْكِيرُ أَفْصَحُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ وَ نَقَلَ الْمُطَرِّزِىُّ عَنِ الْفَارِسىِّ أَنَّهُ يُجْمَعُ أَيْضاً عَلَى (آصُعٍ) بِالْقَلْبِ كَمَا قِيلَ دَارٌ و آدُرٌ بِالْقَلْبِ و هذَا الَّذِى نَقَلَهُ جَعَلَهُ أَبُو حَاتِمٍ مِنْ خَطَإِ الْعَوَامِ و قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ و لَيْسَ عِنْدِى بِخَطَإٍ فِى الْقِيَاسِ لِأَنَّهُ وَ إِنْ كَانَ غَيْرَ مَسْمُوعٍ مِنَ الْعَرَبِ لكِنَّهُ قِيَاسُ مَا نُقِلَ عَنْهُمْ و هُوَ أَنَّهُمْ يَنْقُلُونَ الْهَمْزَةَ مِنْ مَوْضِعِ الْعَيْنِ إِلَى مَوْضِعِ الْفَاءِ فَيُقُولُونَ أَبْآرٌ و آبَارٌ.
[صوغ‏]
صَاغَ: الرَّجُلُ الذَّهَبَ (يَصُوغُهُ) (صَوْغاً) جَعَلَهُ حَلْياً فَهُوَ (صَائِغٌ) و (صَوَّاغٌ) وَ هِىَ (الصِّيَاغَةُ) و (صَاغَ) الْكَذِبَ (صَوْغاً) اخْتَلَقَهُ و (الصِّيْغَةُ) أَصْلُهَا الْوَاوُ مِثْلُ الْقِيمَةِ و (صِيغَةُ) اللّهِ خِلْقَتُهُ و (الصِّيغَةُ) الْعَمَلُ و التَّقْدِيرُ و هذَا (صَوْغُ) هذَا إِذَا كَانَ عَلَى قَدْرِهِ و (صِيغَةُ) الْقَوْلِ كَذَا أَىْ مِثَالُهُ و صُورَتُهُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْعَمَلِ و التَّقْدِيرِ.
[صوف‏]
الصُّوفُ: لِلضَّأْنِ و (الصُّوفَةُ) أَخَصُّ مِنْهُ و كَبْشٌ (أَصْوَفُ) وَ (صَائِفٌ) كَثِيرُ الصُّوفِ، و (تَصَوَّفَ) الرَّجُلُ وَ هُوَ (صُوفِيٌّ) مِنْ قَوْمٍ (صُوفِيَّةٍ) كَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ. و (صَافَ) السَّهْمُ عَنِ الْهَدَفِ (يَصُوفُ) و (يَصِيفُ) عَدَلَ.
[صول‏]
صَالَ: الفَحْلُ (يَصُولُ) (صَوْلًا) وَثَبَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ إِذَا وَثَبَ الْبَعِيرُ عَلَى الْإِبِلِ يُقَاتِلُهَا قُلْتُ اسْتَأْسَدَ الْبَعِيرُ و (صَالَ) (صَوْلًا) و (صِيَالًا) و (الصَّوْلَةُ) الْمَرَّةُ و (الصِّيَالَةُ) كَذلِكَ و (صَالَ) عَلَيْهِ اسْتَطَالَ قَالَ السَّرَقُسْطِىُّ وَ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ (صَؤُلَ) مِثْلُ قَرُبَ بِالْهَمْزِ لِلْبَعِيرِ وَ بِغَيْرِ هَمْزٍ لِلْقَرْنِ عَلَى قِرْنِهِ وَ هُوَ (صَئُولٌ)
[صوم‏]
صَامَ: (يَصُومُ) (صَوْماً) وَ (صِيَاماً) قِيلَ هُوَ مُطْلَقُ الْإِمْسَاكِ فِى اللُّغَةِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِى الشَّرْعِ فِى إِمْسَاكٍ مَخْصُوصٍ وَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ كُلُّ مُمْسِكٍ عَنْ طَعَامٍ أَوْ كَلَامٍ أَوْ سَيْرٍ فَهُوَ (صَائِمٌ) قال «1»:
         خَيْلٌ صِيَامٌ و خَيْلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ
أَىْ قِيَامٌ بِلَا اعْتِلَافٍ وَ رَجُلٌ (صَائِمٌ) و (صَوَّامٌ) مُبَالَغَةٌ و قَوْمٌ (صُوَّمٌ) و (صُيَّمٌ) و (صَوْمٌ) عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ و (صِيَامٌ).
[صون‏]
الصُّوَانُ: بِضَمِّ الصَّادِ و كَسْرِهَا و (الصِّيَانُ) بِالْيَاءِ مَعَ الْكَسْرِ لُغَةٌ وَ هُوَ مَا يُصَانُ فِيهِ الشَّىْ‏ءُ و (صُنْتُهُ) حَفِظْتُهُ فِى (صُوَانِهِ) (صَوْناً) و (صِيَاناً) و (صِيَانَةً) فَهُوَ (مَصُونٌ) عَلَى النَّقْصِ وَ وَزْنُهُ مَفُولٌ النَّاقِصُ «2» الْعَيْنِ وَ (مَصْوُونٌ) عَلَى التَّمَامِ وَ وَزْنُهُ مَفْعُولٌ و (صَانَ) الرَّجُلُ عِرْضَهُ عَنِ الدَّنَسِ فَهُوَ (صَيِّنٌ) و (التَّصَاوُنُ) خِلَافُ الابْتِذَالِ. (الصَّوَّانُ) ضَرْبٌ مِنَ الْحِجَارَةِ فِيهَا صَلَابَةٌ
__________________________________________________
 (1) النابغة الذبيانىِ و عجز البيت:
         تحت العَجَاج و أُخْرَى تعلُكُ اللُّجُمَا.
 (2) أى الذى حذف منه العين. و بعضهم يرى أن المحذوف وَاوٌ مفعول فوزنه مَفُعْلىٌ.

352
المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير1 (للرافعى)

صون ص 352

الْوَاحِدَة (صَوَّانَةٌ) وَ هُوَ فَعَّالٌ مِنْ وَجْهٍ و فَعْلَانٌ مِنْ وَجْهٍ.
[صوو]
الصُّوَّةُ: الْعَلَمُ مِنَ الْحِجَارَةِ الْمَنْصُوبَةِ فِى الطَّرِيقِ وَ الْجَمْعُ (صُوًى) مِثْلُ مُدْيَةٍ و مُدًى و (أَصْوَاءٌ) مثل رُطَبٍ و أَرْطَابٍ.
[صيح‏]
صَاحَ: بِالشَّىْ‏ءِ (يَصِيحُ) بِهِ (صَيْحَةً) و (صِيَاحاً) صَرَخَ و (صَاحَتِ) الشَّجَرَةُ طَالَتْ و (انْصَاحَ) الثَّوْبُ تَصَدَّعَ و (الصَّيْحَانِيُّ) تَمْرٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ وَ يُقَالُ كَانَ كَبْشٌ اسْمُهُ (صَيْحَانُ) شُدَّ بِنَخْلَةٍ فَنُسِبَتْ إِلَيْهِ وَ قِيلَ (صَيْحَانِيَّةٌ) قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَ الْأَزْهَرِىُّ.
[صيد]
صَادَ: الرَّجُلُ الطَّيْرَ وَ غَيْرَهُ (يَصِيدُهُ) (صَيْداً) فَالطَّيْرُ (مَصِيدٌ) و الرَّجُلُ (صَائِدٌ) و (صَيَّادٌ) قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِىِّ يُقَالُ (صَادَ يَصادُ و بَاتَ يَبَاتُ و عَافَ يَعَافُ و خَالَ الْغَيْثَ يَخَالُهُ) لُغَةٌ فِى يَفْعِلُ بِالْكَسْرِ فِى الْكُلِّ و سُمِّىَ مَا يُصَادُ (صَيْداً) إمَا فَعْلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَ إِمَّا تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَ الْجَمْعُ (صُيُودٌ) و (اصْطَادَهُ) مِثْلُ صَادَهُ و (المَصِيدَةُ) وِزَانُ كَرِيمَةٍ و (الْمِصْيَدَةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَ سُكُونِ الصَّادِ و (المِصْيَدُ) بِحَذْفِ الْهَاءِ أَيْضاً آلَةُ الصَّيْدِ و الْجَمْعُ (مَصَايِدُ) بِغَيْرِ هَمْزٍ.
[صير]
صَارَ: زَيدٌ غَنِيّاً (صَيْرُورَةً) انْتَقَلَ إِلَى حَالَةِ الْغِنَى بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا و (صَارَ) الْعَصِيرُ خَمْراً كَذلِكَ و (صَارَ) الْأَمْرُ إِلَى كَذَا رَجَعَ إِلَيْهِ. وَ إِلَيْهِ (مَصِيرُهُ) أَىْ مَرْجِعُهُ وَ مَآلُهُ و (صَارَهُ) (يَصِيرُهُ) (صَيْراً) حَبَسَهُ و (الصِّيرُ) بِالْكَسْرِ صِغَارُ السَّمَكِ الْوَاحِدَةِ (صِيرَةٌ) و (الصِّيرُ) أَيْضاً شَقُّ الْبَابِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَ فِى الْحَدِيثِ «مَنْ نَظَر فِى صِيرِ بَابٍ فَعَيْنُهُ هَدَرٌ».
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ لَمْ يُسْمَعْ بِهذَا الْحَرْفِ إِلَّا فِى هذَا الْحَدِيثِ و (صَيْرُ) الْأَمْرِ (مَصِيرُهُ) و عَاقِبَتُهُ و (الصِّيرَةُ) حَظِيرَةُ الْغَنَمِ و جَمْعُهَا (صِيَرٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَرٍ.
[صيف‏]
الصَّيْفُ: تَقَدَّمَ فِى (زَمَنٍ) و جَمْعُهُ (صُيُوفٌ) و يُسَمَّى الْمَطَرُ الَّذِى يَأْتِى فِيهِ (الصَّيْفُ) أَيْضاً و يَوْمٌ (صَائِفٌ) و لَيْلَةٌ (صَائِفَةٌ) و (الْمَصِيفُ) (الصَّيْفُ) وَ الْجَمْعُ (الْمَصَايِفُ) و عَامَلْتُهُ (مُصَايَفَةٌ) مِنَ الصَّيْفِ مِثْلُ مُشَاهَرَةٍ مِنَ الشَّهْرِ و (صَافَ) الْقَوْمُ أَقَامُوا صَيْفَهُمْ و (أَصَافُوا) بِالْأَلِفِ دَخَلُوا فِى الصَّيْفِ و (صَيَّفَنِى) بِالتَّثْقِيلِ كَفَانِى لِصَيْفِى و (صَافَ) السَّهْمُ (صَيْفاً) و (صَوْفاً) مِنْ بَابَىْ بَاعَ و قَالَ عَدَلَ عَنِ الْغَرَضِ.

353