عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
عَلى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِهذِهِ الْآيَةِ هكَذَا: «يا
أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا» «1» فِي
عَلِيٍ «نُوراً مُبِيناً» «2»». «3»
1115/ 28. عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَبِي طَالِبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بَكَّارٍ «4»، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَابِرٍ:
______________________________
(1). النساء (4):
47.
(2). «نُوراً
مُبِيناً» ليس جزءاً للآية المذكورة، بل هي من الآية 174 من سورة النساء (4)،
فلذا قال المجلسي في مرآة العقول: «كأنّه سقط من الخبر شيء، و كان عليه السلام
ذكر اسمه عليه السلام في الموضعين فسقط آخر الآية الاولى و اتّصلت بآخر الآية
الثانية لتشابه الآيتين، و كثيراً ما يقع ذلك». و الآية الاولى في سورة النساء،
الآية 47 هكذا: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا
مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ». و الآية الثانية في سورة النساء، الآية
174 هكذا؛ «يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ
أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً». و الصحيح ما و رد في تفسير فرات و
تفسير العيّاشي، حيث و رد بعد قوله: «في عليّ» هكذا: «مُصَدِّقاً لِما
مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ ...» و هو مطابق للآية 47 من سورة النساء.
(3). تفسير فرات،
ص 105، ح 97، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 245، ح
148، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، مع زيادة و اختلاف يسير،
و فيهما: « «يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما
نَزَّلْنا» في عليّ «مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ»» الوافي،
ج 3، ص 889، ح 1535؛ البحار، ج 23، ص 372، ح 51.
(4). في «جر» و
حاشية «بر» و الوافي: «يونس عن بكّار».
هذا، و قد يُحتَمل
صحّة هذه النسخة و أنّ المراد من يونس هو يونس بن عبد الرحمن الراوي عن بكّار بن
أبي بكر الحضرمي، كما في المحاسن، ص 320، ح 55؛ و بصائر الدرجات، ص 385، ح 8؛ و
علل الشرائع، ص 149، ح 9. و على هذا الاحتمال، فأبو طالب هو عبد اللَّه بن الصلت
القمّي الراوي عن يونس بن عبد الرحمن. راجع: معجم رجال الحديث، ج 10، ص 221، الرقم
6927.
لكن، هذا الاحتمال
يواجه عدّة إشكالات:
الأوّل: عدم ثبوت
رواية محمّد بن خالد البرقي عن عبد اللَّه بن الصلت في موضع، بل عمدة رواة عبد
اللَّه بن الصلت، في طبقة رواة محمّد بن خالد و بعضهم متأخّر عنهم طبقةً، كما يظهر
ذلك من معجم رجال الحديث، ج 10، ص 221- 224. و وردت في الكافي، ح 3442 رواية أبي
عبد اللَّه البرقي و أبي طالب- و هو عبد اللَّه بن الصلت- معطوفين عن بكر بن
محمّد.
و أمّا ما و رد في
التهذيب، ج 3، ص 276، ح 806 من رواية البرقي عن عبد اللَّه بن الصلت و العبّاس بن
معروف كلّهم عن بكر بن محمّد الأزدي، فالظاهر أنّ «عن» بعد البرقي مصحّف من «و»
كما هو مقتضى لفظة «كلّهم».
لا يقال: روى محمّد
بن خالد البرقي عن أبي طالب القمّي عن حنان بن سدير عن أبيه في رجال الكشّي، ص
306، الرقم 551، و أبو طالب القمّي هو عبد اللَّه بن الصلت.
فإنّه يقال: يحتمل
زيادة «القمّي» في السند؛ فإنّ ذيل الخبر و رد في بصائر الدرجات، ص 104، ح 6، و
الكافي، ح 709، و فيهما: «أبي طالب عن سدير».
يؤيّد ذلك أنّ
الكشّي ذكر في رجاله، ص 567، الرقم 1074- ذيل أبي طالب القمّي-: «اسمه عبد اللَّه
بن الصلت، قال محمّد بن مسعود: أبو طالب لم يدرك سديراً»، فافهم.
و لو سلّمنا عدم
زيادة «القمّي»، فاحتمال العطف غير منفيّ، فقد روى محمّد بن خالد البرقي عن حنان
بن سدير في كامل الزيارات، ص 171، ح 7.
و الثاني: أنّ
الخبر و رد في الكافي، ح 1147، عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم عن بكّار عن جابر
عن أبي جعفر عليه السلام، و هذا السند و إن كان لا يخلو من خلل، لاحتمال و قوع
السقط بين عبد العظيم و بكّار، لكنّه مؤيّد لرواية بكّار عن جابر. أضف إلى ذلك ما
و رد في شواهد التنزيل، ج 1، ص 270، ح 268 من رواية يونس بن بكّار عن أبيه عن أبي
جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام، في قوله تعالى ذكره: «يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ» في آل
محمّد «وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ». الأنفال (8): 27.
و الخبر كما ترى
يناسب ما نحن فيه من حيث الموضوع.
الثالث: أنّا لم
نجد رواية أبي بكر الحضرمي- و الد بكّار بن أبي بكر- عن جابر- و هو جابر بن يزيد-
في موضع، مع الفحص الأكيد.
الرابع: عدم و قوع
الواسطة بين محمّد بن خالد البرقي و يونس بن عبد الرحمن في ما تتبّعنا من الأسناد.
ثمّ إنّ الظّاهر
أنّ المراد من أبي طالب في مشايخ محمّد بن خالد البرقي، هو أبو طالب الأزدي البصري
الشعراني الذي روى محمّد بن خالد كتابه، و لا يُعْرَف هذا الرجل إلّامن قبله.
راجع: رجال النجاشي، ص 45، الرقم 1255؛ الفهرست للطوسي، ص 503، الرقم 855.
يؤيّد ذلك ما و رد
في الكافي، ح 11690 من رواية أبي عبد اللَّه البرقي- و هو محمّد بن خالد- عن أبي
طالب عن مسمع، فإنّ الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، في المحاسن، ص 438،
ح 287، عن أبيه عن أبي طالب البصري عن مسمع. و أبو طالب البصري، هو الأزدي الشعراني،
كما تقدّم آنفاً.