×
☰ فهرست و مشخصات
الکافي2 (ط - دارالحديث)

[تتمة كتاب الحجة] ص : 7

 

الجزء الثاني‏

 [تتمّة كتاب الحجّة]

64- بَابُ مَا نَصَّ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ و رَسُولُهُ عَلَى الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ و احِداً فَوَاحِداً

759/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ يُونُسَ؛ وَ «1» عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ‏:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏ «2» فَقَالَ: «نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ و الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ».

فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: فَمَا لَهُ لَمْ يُسَمِّ عَلِيّاً و أَهْلَ بَيْتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟

قَالَ: فَقَالَ: «قُولُوا لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَزَلَتْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ، و لَمْ يُسَمِّ اللَّهُ لَهُمْ ثَلَاثاً و لَاأَرْبَعاً حَتّى‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُمْ؛ و نَزَلَتْ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ، وَ لَمْ يُسَمِّ لَهُمْ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً دِرْهَمٌ‏ «3» حَتّى‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هُوَ الَّذِي فَسَّرَ

______________________________

 (1). في السند تحويل بعطف «عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد أبي سعيد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس» على «عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس».

 (2). النساء (4): 59. و في «ب، ف» و الوافي:+/ «قال».

 (3). في «ألف، ج، و، بح، بف»: «درهماً».

 

7
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

ذلِكَ لَهُمْ‏ «1»؛ و نَزَلَ‏ «2» الْحَجُّ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ: طُوفُوا أُسْبُوعاً حَتّى‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُمْ؛ و نَزَلَتْ‏ «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» و نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ و الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ؛ و قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «3»: أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ و أَهْلِ بَيْتِي؛ فَإِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- أَنْ لَا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا حَتّى‏ يُورِدَهُمَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَأَعْطَانِي ذلِكَ؛ و قَالَ: لَاتُعَلِّمُوهُمْ؛ فَهُمْ‏ «4» أَعْلَمُ مِنْكُمْ، و قَالَ: إِنَّهُمْ لَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى، و لَنْ يُدْخِلُوكُمْ فِي‏ «5» بَابِ ضَلَالَةٍ «6»، فَلَوْ سَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَلَمْ‏ «7» يُبَيِّنْ مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ لَادَّعَاهَا آلُ فُلَانٍ و آلُ فُلَانٍ، و لكِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- أَنْزَلَهُ‏ «8» فِي كِتَابِهِ، تَصْدِيقاً لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ‏ أَهْلَ الْبَيْتِ‏ وَ يُطَهِّرَكُمْ‏ تَطْهِيراً» «9» فَكَانَ‏ «10» عَلِيٌّ و الْحَسَنُ و الْحُسَيْنُ وَ فَاطِمَةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَأَدْخَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ تَحْتَ الْكِسَاءِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، ثُمَّ قَالَ‏ «11»: اللَّهُمَّ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلًا و ثَقَلًا، و هؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي و ثَقَلِي‏ «12»، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ إِلى‏ خَيْرٍ، و لَكِنَّ هؤُلَاءِ أَهْلِي‏ «13» و ثَقَلِي.

______________________________

 (1). في «ج»: «لهم ذلك».

 (2). في «ف»:+/ «عليه».

 (3). هكذا في النسخ التي قوبلت. و في المطبوع: «صلّى اللَّه عليه و آله».

 (4). في حاشية «ج، ض» و شرح المازندراني: «فإنّهم».

 (5). في «ج، ف»: «من».

 (6). «الضَلالة»: الخفاء و الغيبوبة حتّى لا يرى، و الهلاك، و البطلان، و الفساد، و الاضمحلال، و معنى مقابل للهدى‏والرشاد. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1748؛ المفردات للراغب، ص 509 (ضلل).

 (7). في «ج، ض، بح، بر»: «و لم».

 (8). في «ب، ف» و حاشية «بف» و مرآة العقول و الوافي: «أنزل».

 (9). الأحزاب (33): 33.

 (10). «كان» تامّة أو خبرها محذوف. و في «ج»: «و كان».

 (11). في «بر»: «و قال».

 (12). يقال لكلّ شي‏ء خطير نفيس: ثَقَل، فسمّاهم عليهم السلام ثَقَلًا إعظاماً لقدرهم و تفخيماً لشأنهم. راجع: النهاية، ج 1، ص 216 (ثقل).

 (13). في «ف»: «أهل بيتي».

8
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، كَانَ عَلِيٌ‏ «1» أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ؛ لِكَثْرَةِ مَا بَلَّغَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و إِقَامَتِهِ لِلنَّاسِ، و أَخْذِهِ بِيَدِهِ.

فَلَمَّا مَضى‏ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمْ يَكُنْ يَسْتَطِيعُ عَلِيٌ‏ «2»- و لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ- أَنْ يُدْخِلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ و لَاالْعَبَّاسَ بْنَ عَلِيٍّ و لَاوَاحِداً «3» مِنْ وُلْدِهِ، إِذاً لَقَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ: إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- أَنْزَلَ فِينَا كَمَا أَنْزَلَ فِيكَ، فَأَمَرَ «4» بِطَاعَتِنَا كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ، و بَلَّغَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا بَلَّغَ فِيكَ، و أَذْهَبَ عَنَّا الرِّجْسَ‏ «5» كَمَا أَذْهَبَهُ عَنْكَ.

فَلَمَّا مَضى‏ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوْلى‏ بِهَا؛ لِكِبَرِهِ.

فَلَمَّا تُوُفِّيَ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُدْخِلَ وُلْدَهُ، و لَمْ يَكُنْ‏ «6» لِيَفْعَلَ ذلِكَ‏ «7»، و اللَّهُ- عَزَّ وَ جَلَّ- يَقُولُ: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏» «8» فَيَجْعَلَهَا فِي وُلْدِهِ، إِذاً لَقَالَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِي كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ و طَاعَةِ أَبِيكَ، و بَلَّغَ فِيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا بَلَّغَ فِيكَ و فِي أَبِيكَ، و أَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبَ عَنْكَ و عَنْ أَبِيكَ.

فَلَمَّا صَارَتْ إِلَى الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَسْتَطِيعُ‏ «9» أَنْ يَدَّعِيَ عَلَيْهِ كَمَا كَانَ هُوَ يَدَّعِي عَلى‏ أَخِيهِ و عَلى‏ أَبِيهِ لَوْ أَرَادَا أَنْ يَصْرِفَا الْأَمْرَ عَنْهُ، و لَمْ يَكُونَا لِيَفْعَلَا؛ ثُمَّ صَارَتْ حِينَ أَفْضَتْ‏ «10» إِلَى الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجَرى‏ «11» تَأْوِيلُ هذِهِ الْآيَةِ: «وَ أُولُوا

______________________________

 (1). في «ج»: «عليّاً».

 (2). و في «بف»: «عليّ يستطيع».

 (3). في «ض، بح»: «و لا أحداً».

 (4). في «ف، بح، بس» و حاشية «ض، بر، بف» و الوافي: «و أمر».

 (5). سيأتي معنى «الرجس» بُعيد هذا.

 (6). في «ب»:+/ «له».

 (7). في «بر»:-/ «ذلك».

 (8). الأنفال (8): 75؛ الأحزاب (33): 6.

 (9). في «ب»: «ليستطيع».

 (10). في «ج»: «أفضيت». و «الفضاء»: المكان الواسع. و يقال: أفضى فلان إلى فلان، أي و صل إليه. و أصله أنّه صارفي فُرجته و فضائه. راجع: ترتيب كتاب العين، ج 3، ص 1403 (فضو).

 (11). في حاشية «ج» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «يجري». قال في المرآة: «قوله: «يجري» خبر ف «صارت» بحذف العائد، أي يجري فيها تأويل هذه الآية. و في أكثر النسخ: «فجرى»، فالخبر مقدّر، أو «صارت» تامّة، بمعنى تغيّرت».

9
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ» ثُمَّ صَارَتْ مِنْ‏ «1» بَعْدِ الْحُسَيْنِ‏ «2» لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيًّ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». و قَالَ:

 «الرِّجْسُ‏ «3» هُوَ الشَّكُّ، و اللَّهِ لَانَشُكُ‏ «4» فِي رَبِّنَا أَبَداً». «5»

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ و الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ و عِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَ ذلِكَ.

760/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ رَوْحٍ الْقَصِيرِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ» «6» فِيمَنْ نَزَلَتْ؟

فَقَالَ‏ «7»: «نَزَلَتْ‏ «8» فِي الْإِمْرَةِ «9»، إِنَّ هذِهِ الْآيَةَ جَرَتْ فِي وُلْدِ الْحُسَيْنِ مِنْ‏

______________________________

 (1). في «ج، ض، بر، بس، بف»:-/ «من».

 (2). في «ب، ف، بس، بف»: «حسين».

 (3). في شرح المازندراني: «و الرجس». و قال الفيروزآبادي: «الرِجس، بالكسر: القَذَر- و يُحرَّك و تفتح الراء و تكسر الجيم- و المآثم، و كلّ ما استُقذر من العمل، و العمل المؤدّي إلى العذاب، و الشكّ، و العقاب، و الغضب». القاموس المحيط، ج 1، ص 752 (رجس).

 (4). في «ف»: «ما نشكّ».

 (5). تفسير العيّاشي، ج 1، ص 249، ح 169 عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام؛ و فيه، ص 251، ح 170، عن أبي بصير عن أبي عبداللَّه عليه السلام الوافي، ج 2، ص 269، ح 745.

 (6). الأحزاب (33): 6.

 (7). في «ب» و العلل: «قال».

 (8). في «ج»:-/ «نزلت».

 (9). في «ج، بر»: «الأمَرَة». جمع «أمير». و «الإمْرَة» و «الإمارة»: الولاية. يقال: أمَرَ فلان و أمُرَ فلان، أي صار أميراً. و الأمير: ذو الأمر. و يعدّى بالتضعيف، فيقال: أمّرته تأميراً. راجع: الصحاح، ج 2، ص 581؛ المصباح المنير، ص 22 (أمر).

10
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

بَعْدِهِ‏ «1»، فَنَحْنُ أَوْلى‏ بِالْأَمْرِ و بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ و الْمُهَاجِرِينَ و الْأَنْصَارِ».

قُلْتُ: فَوُلْدُ «2» جَعْفَرٍ لَهُمْ‏ «3» فِيهَا نَصِيبٌ؟ قَالَ‏ «4»: «لَا» «5». قُلْتُ: فَلِوُلْدِ الْعَبَّاسِ‏ «6» فِيهَا نَصِيبٌ؟ فَقَالَ: «لَا»، فَعَدَدْتُ‏ «7» عَلَيْهِ بُطُونَ‏ «8» بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، كُلَّ ذلِكَ يَقُولُ: «لَا».

قَالَ‏ «9»: و نَسِيتُ وُلْدَ الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذلِكَ عَلَيْهِ‏ «10»، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِيهَا نَصِيبٌ؟ فَقَالَ: «لَا و اللَّهِ يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ، مَا لِمُحَمَّدِيٍّ فِيهَا «11» نَصِيبٌ غَيْرَنَا». «12»

761/ 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ‏ «13» بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسى‏:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا قَالَ: «إِنَّمَا يَعْنِي‏ «14» أَوْلى‏ بِكُمْ، أَيْ أَحَقُّ بِكُمْ و بِأُمُورِكُمْ و «15» أَنْفُسِكُمْ و أَمْوَالِكُمُ‏ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ، وَ الَّذِينَ آمَنُوا: يَعْنِي عَلِيّاً و أَوْلَادَهُ الْأَئِمَّةَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

ثُمَّ و صَفَهُمُ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- فَقَالَ: «الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ‏

______________________________

 (1). في «بر»:-/ «من بعده».

 (2). في حاشية «ب، ج، ف، بف»: «فلولد».

 (3). في «ب، ج، ف، بح، بف» و الوافي:-/ «لهم».

 (4). في «ج، بح، بر» و الوافي: «فقال».

 (5). في «بح، بر»:+/ «قال».

 (6). في «ب»:+/ «لهم».

 (7). هكذا في «ألف، ب، ض، و، ه، بح، بر، بس، بف». و في «ج» و المطبوع: «فعدّدت».

 (8). «بطون»: جمع بطن، و هو دون القبيلة. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2079 (بطن).

 (9). في «ف» و العلل:-/ «قال».

 (10). في «ف، بف» و العلل: «عليه بعد ذلك».

 (11). في «ب»:-/ «فيها».

 (12). علل الشرائع، ص 206، ح 4، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي، ج 2، ص 279، ح 749.

 (13). في الوسائل، ج 9: «الحسين».

 (14). في «بر» و حاشية «ج»:+/ «بالوليّ».

 (15). في «ب، ض، بح، بس» و الوسائل، ج 9: «من» بدل «و».

11
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

راكِعُونَ‏» «1» و كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ و قَدْ صَلّى‏ رَكْعَتَيْنِ و هُوَ رَاكِعٌ، وَ عَلَيْهِ حُلَّةٌ «2» قِيمَتُهَا أَلْفُ دِينَارٍ، و كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَسَاهُ‏ «3» إِيَّاهَا، و كَانَ النَّجَاشِيُ‏ «4» أَهْدَاهَا لَهُ، فَجَاءَ سَائِلٌ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا و لِيَّ اللَّهِ و أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، تَصَدَّقْ عَلى‏ «5» مِسْكِينٍ‏ «6»، فَطَرَحَ الْحُلَّةَ إِلَيْهِ، و أَوْمَأَ بِيَدِهِ‏ «7» إِلَيْهِ: أَنِ احْمِلْهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- فِيهِ‏ «8» هذِهِ الْآيَةَ، و صَيَّرَ نِعْمَةَ أَوْلَادِهِ بِنِعْمَتِهِ‏ «9»، فَكُلُ‏ «10» مَنْ بَلَغَ مِنْ أَوْلَادِهِ مَبْلَغَ الْإِمَامَةِ يَكُونُ بِهذِهِ الصِّفَةِ «11» مِثْلَهُ، فَيَتَصَدَّقُونَ و هُمْ رَاكِعُونَ، و السَّائِلُ الَّذِي سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، و الَّذِينَ يَسْأَلُونَ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَوْلَادِهِ يَكُونُونَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ». «12»

762/ 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ زُرَارَةَ وَ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ و بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ و مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ و بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ و أَبِي الْجَارُودِ

______________________________

 (1). المائدة (5): 55.

 (2). «الحُلَّة»: إزار و رداء، لا تسمّى حُلَّةً حتّى تكون ثوبين. و الجمع الحُلَل، و هي بُرُود اليمن. الصحاح، ج 4، ص 1673 (حلل).

 (3). في «ف» و الوافي: «قد كساه».

 (4). النَجاشيّ: كلمة تسمّى به ملوك الحبش، و الياء مشدّدة، و قيل: الصواب تخفيفها. و النجاشي الذي في زمن الرسول صلى الله عليه و آله اسمه أصْحَمَة. و قيل: أصْمَحة. و قيل: صَحْمَة. و قيل: صَمْحَة. و الصواب هو الأوّل. راجع: النهاية، ج 5، ص 22؛ لسان العرب، ج 6، ص 351 (نجش).

 (5). في «ج، بس»: «عليّ».

 (6). «المِسْكين»: من لا شي‏ء عنده. و قيل: الذي لا شي‏ء له يكفي عياله. و قيل: المسكين أسوأ حالًا من الفقير. و قيل: بل بالعكس. و لكلٍّ أدلّة. راجع: لسان العرب، ج 13، ص 214 (سكن).

 (7). في «ه» و الوسائل، ج 5:-/ «بيده».

 (8). في «ف»:-/ «فيه».

 (9). يعني أتى بصيغة الجمع بعد أن جعل نعمة أولاد أميرالمؤمنين عليه السلام شبيهة بنعمته، نظيرة لها، منضمّة إليها؛ فالباء في «بنعمته» للإلصاق، و يحتمل التعليل أيضاً، راجع: الوافي، ج 2، ص 278؛ مرآة العقول، ج 3، ص 250.

 (10). في «بح» و الوسائل، ج 9: «و كلّ».

 (11). هكذا في «ج، ف، بح» و حاشية «ه، بر، بف». و في سائر النسخ و المطبوع و الوسائل، ج 9: «النعمة».

 (12). الوافي، ج 2، ص 277، ح 748؛ الوسائل، ج 5، ص 18، ح 5774؛ و ج 9، ص 477، ح 12534.

12
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

جَمِيعاً:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «أَمَرَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- رَسُولَهُ بِوَلَايَةِ «1» عَلِيٍّ، و أَنْزَلَ عَلَيْهِ:

 «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ» «2» وَ فَرَضَ و لَايَةَ أُولِي الْأَمْرِ «3»، فَلَمْ يَدْرُوا «4» مَا هِيَ؟ فَأَمَرَ اللَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ يُفَسِّرَ لَهُمُ الْوَلَايَةَ كَمَا فَسَّرَ لَهُمُ الصَّلَاةَ و الزَّكَاةَ و الصَّوْمَ و الْحَجَّ، فَلَمَّا أَتَاهُ ذلِكَ مِنَ اللَّهِ، ضَاقَ بِذلِكَ صَدْرُ «5» رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و تَخَوَّفَ أَنْ يَرْتَدُّوا «6» عَنْ دِينِهِمْ‏ «7» و أَنْ يُكَذِّبُوهُ، فَضَاقَ صَدْرُهُ، وَ رَاجَعَ رَبَّهُ عَزَّ و جَلَّ، فَأَوْحَى اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- إِلَيْهِ‏ «8»: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏ مِنْ‏ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» «9» فَصَدَعَ بِأَمْرِ اللَّهِ‏ «10»- تَعَالى‏ ذِكْرُهُ‏ «11»- فَقَامَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ، فَنَادَى: الصَّلَاةَ جَامِعَةً «12»، و أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ».

______________________________

 (1). «الوِلاية» و «الوَلاية» نحو الدِلالة و الدَلالة، و حقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب، ص 885 (ولى).

 (2). في «ألف، ج، و، بس، بف» و المطبوع:-/ «وَ هُمْ راكِعُونَ».

 (3). في «ف»:+/ «منكم».

 (4). «فلم يَدْرُوا»، أي فلم يعرفوا، من الدراية. راجع: المفردات للراغب، ص 313 (درى).

 (5). في «ه»:-/ «صدر».

 (6). «أن يرتدّوا»، أي يرجعوا. قال الراغب: «الرَدّ: صرف الشي‏ء بذاته أو بحالة من أحواله. يقال: رَدَدْتُه فارتدّ. و الارتداد و الرِدَّةُ: الرجوع في الطريق الذي جاء منه، لكنّ الرِدَّة تختصّ بالكفر، و الارتداد يستعمل فيه و في غيره». راجع: المفردات للراغب، ص 348 (ردد).

 (7). في حاشية «ف»: «عن دينه صلى الله عليه و آله».

 (8). في «ه»:-/ «إليه».

 (9). المائدة (5): 67.

 (10). «فصدع بأمر اللَّه تعالى»، أي أظهره. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1242 (صدع).

 (11). في «ج، ف»: «عزّ ذكره». و في «ض»:-/ «ذكره». و في «بح، بس، بف»: «تعالى عزّ ذكره».

 (12). «الصلاة» منصوبة على الإغراء، و «جامعة» حال، أي الزموا الصلاة حال كونها في جماعة. و قال المجلسي: «أوهما مرفوعان بالابتدائيّة و الخبريّة، فيكون خبراً في معنى الأمر».

13
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

قَالَ عُمَرُ بْنُ أُذَيْنَةَ: قَالُوا جَمِيعاً غَيْرَ أَبِي الْجَارُودِ: و «1» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَ كَانَتِ الْفَرِيضَةُ تَنْزِلُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ الْأُخْرى‏، و كَانَتِ الْوَلَايَةُ آخِرَ الْفَرَائِضِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ:

 «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ‏ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي» «2»».

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: لَاأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ بَعْدَ هذِهِ‏ «3» فَرِيضَةً، قَدْ أَكْمَلْتُ لَكُمُ الْفَرَائِضَ». «4»

763/ 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ جَالِساً، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: حَدِّثْنِي عَنْ و لَايَةِ عَلِيٍّ أَ مِنَ اللَّهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ؟ فَغَضِبَ، ثُمَّ قَالَ: «وَيْحَكَ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَأْمُرْهُ بِهِ اللَّهُ، بَلِ افْتَرَضَهُ‏ «5» كَمَا افْتَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ و الزَّكَاةَ و الصَّوْمَ وَ الْحَجَّ». «6»

764/ 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ و مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «7»، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ‏ «8»: «فَرَضَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- عَلَى الْعِبَادِ خَمْساً، أَخَذُوا أَرْبَعاً، و تَرَكُوا و احِدَةً «9»».

______________________________

 (1). في «ب، ف، بر»:-/ «و».

 (2). المائدة (5): 3. و في «ف، بس» و حاشية «بر»:+/ «وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً».

 (3). في «ف»: «بعده» بدل «بعد هذه».

 (4). الوافي، ج 2، ص 276، ح 747.

 (5). في «ب، ه»: «فريضة».

 (6). الوافي، ج 2، ص 325، ح 784.

 (7). في الوافي:-/ «عن أبي جعفر عليه السلام».

 (8). في «ف»: «قال سمعته يقول».

 (9). هكذا في «ألف، ب، ج، ض، ف، ه، بح» و الوافي. و تقتضيه القواعد. و في المطبوع و بعض النسخ: «واحداً».

14
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

قُلْتُ: أَ تُسَمِّيهِنَّ لِي‏ «1» جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «2»؟

فَقَالَ: «الصَّلَاةُ، و كَانَ‏ «3» النَّاسُ لَايَدْرُونَ كَيْفَ يُصَلُّونَ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْهُمْ بِمَوَاقِيتِ صَلَاتِهِمْ‏ «4».

ثُمَّ نَزَلَتِ الزَّكَاةُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْهُمْ مِنْ زَكَاتِهِمْ مَا أَخْبَرْتَهُمْ مِنْ‏ «5» صَلَاتِهِمْ.

ثُمَّ نَزَلَ الصَّوْمُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِذَا كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ، بَعَثَ إِلى‏ مَا حَوْلَهُ مِنَ الْقُرى‏، فَصَامُوا ذلِكَ الْيَوْمَ، فَنَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ بَيْنَ شَعْبَانَ و شَوَّالٍ.

ثُمَّ نَزَلَ الْحَجُّ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: أَخْبِرْهُمْ مِنْ‏ «6» حَجِّهِمْ مَا أَخْبَرْتَهُمْ مِنْ‏ «7» صَلَاتِهِمْ و زَكَاتِهِمْ و صَوْمِهِمْ.

ثُمَّ نَزَلَتِ الْوَلَايَةُ، و إِنَّمَا أَتَاهُ ذلِكَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِعَرَفَةَ، أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ:

 «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي» و كَانَ كَمَالُ الدِّينِ بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‏ «8» عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ عِنْدَ ذلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أُمَّتِي حَدِيثُو «9» عَهْدٍ «10» بِالْجَاهِلِيَّةِ «11»، وَ مَتى‏ أَخْبَرْتُهُمْ بِهذَا فِي ابْنِ عَمِّي، يَقُولُ قَائِلٌ، و يَقُولُ قَائِلٌ- فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مِنْ‏

______________________________

 (1). في «ج»:-/ «لي».

 (2). في حاشية «بر»: «جعلني اللَّه فداك».

 (3). في «ض»: «فكان».

 (4). في الوافي: «الصلاة».

 (5). في حاشية «ج»: «عن».

 (6). في «ف»: «عن».

 (7). في «ف»: «عن».

 (8). في «ب، ه، ف» و شرح المازندراني:-/ «بن أبي طالب». و في الوافي: «إنّما كان كمال الدين بولاية عليّ عليه السلام لأنّه‏لمّا نصب للناس و ليّاً و اقيم لهم إماماً صار معوّلهم على أقواله و أفعاله في جميع ما يحتاجون إليه في أمر دينهم، ثمّ على خليفته من بعده، و هكذا إلى يوم القيامة؛ فلم يبق لهم في أمر دينهم مالايمكنهم الوصول إلى علمه».

 (9). في الوافي: «حديث».

 (10). في «ب، ج» و حاشية «بف»: «العهد».

 (11). «الجاهليّة»: هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل باللَّه و رسوله و شرائع الدين، و المفاخرة بالأنساب، و الكِبْر و التجبّر، و غير ذلك. النهاية، ج 1، ص 323 (جهل).

15
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ لِسَانِي‏ «1»- فَأَتَتْنِي عَزِيمَةٌ «2» مِنَ اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- بَتْلَةٌ «3» أَوْعَدَنِي إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ أَنْ يُعَذِّبَنِي، فَنَزَلَتْ: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِيَدِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «4»: أَيُّهَا «5» النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِمَّنْ كَانَ قَبْلِي إِلَّا و قَدْ عَمَّرَهُ اللَّهُ، ثُمَّ دَعَاهُ فَأَجَابَهُ، فَأَوْشَكَ أَنْ أُدْعى‏ فَأُجِيبَ، و أَنَا مَسْئُولٌ و أَنْتُمْ مَسْئُولُونَ؛ فَمَا ذَا «6» أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟

فَقَالُوا «7»: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ، و نَصَحْتَ‏ «8»، و أَدَّيْتَ مَا عَلَيْكَ؛ فَجَزَاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ جَزَاءِ الْمُرْسَلِينَ.

فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ «9» الْمُسْلِمِينَ، هذَا و لِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي؛ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ‏ «10» الْغَائِبَ».

______________________________

 (1). في الوافي: «لسانه».

 (2). «عزيمة»، أي آية حتم لا رخصة فيها، من قولهم: عَزائم اللَّه تعالى، أي موجباته. و الأمر المقطوع الذي لا ريب و لا شبهة و لا تأويل فيه و لا نسخ. أو هي فرائضه التي أوجبها و أمرنا بها. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 400؛ مجمع البحرين، ج 6، ص 114 (عزم).

 (3). «بتلة»، أي فريضة جازمة مقطوع بها غير مردودة، و محكمة لا تردّ و لا تتبدّل و لا يتطرّق إليها نقص. و الكلمة هنا مشتقّة صفة لعزيمة، فهي مرفوعة. و يحتمل كونها منصوبة بالحاليّة عن عزيمة؛ لتخصّصها بقوله: «من اللَّه». راجع: النهاية، ج 1، ص 94 (بتل).

 (4). في الوافي: «و قال».

 (5). في «ب، ض، ف، بس، بف»: «يا أيّها».

 (6). في مرآة العقول: «ماذا».

 (7). في «ب، ه»: «قالوا».

 (8). قال ابن الأثير: «النصيحة: كلمة يعبّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له، و ليس يمكن أن يعبّر هذا المعنى بكلمة و احدة تجمع معناه غيرها. و أصل النصح في اللغة الخلوص، يقال: نصحته و نصحت له». النهاية، ج 5، ص 63 (نصح).

 (9). «المَعْشَر»: كلّ جماعة أمرهم و احد، أو جماعة الناس. راجع: ترتيب كتاب العين، ج 2، ص 1206؛ الصحاح، ج 2، ص 747 (عشر).

 (10). في «ف» و تفسير العيّاشي:-/ «منكم».

16
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «كَانَ و اللَّهِ‏ «1» أَمِينَ اللَّهِ عَلى‏ خَلْقِهِ و غَيْبِهِ و دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ‏ «2» لِنَفْسِهِ.

ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَ «3»، فَدَعَا عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، إِنِّي‏ «4» أُرِيدُ أَنْ أَئْتَمِنَكَ عَلى‏ مَا ائْتَمَنَنِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْبِهِ و عِلْمِهِ، و مِنْ‏ «5» خَلْقِهِ، و مِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ، فَلَمْ يُشْرِكْ و اللَّهِ فِيهَا- يَا زِيَادُ «6»- أَحَداً مِنَ الْخَلْقِ.

ثُمَّ إِنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، فَدَعَا وُلْدَهُ- و كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً- فَقَالَ لَهُمْ:

يَا بَنِيَّ، إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- قَدْ أَبى‏ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَ فِيَّ سُنَّةً «7» مِنْ يَعْقُوبَ، و إِنَّ يَعْقُوبَ دَعَا وُلْدَهُ- و كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً- فَأَخْبَرَهُمْ بِصَاحِبِهِمْ، أَلَا و إِنِّي أُخْبِرُكُمْ بِصَاحِبِكُمْ، أَلَا إِنَّ هذَيْنِ ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْحَسَنَ و الْحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَاسْمَعُوا لَهُمَا، و أَطِيعُوا، وَ و ازِرُوهُمَا «8»؛ فَإِنِّي قَدِ ائْتَمَنْتُهُمَا عَلى‏ مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ‏ «9» رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِمَّا ائْتَمَنَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، و مِنْ غَيْبِهِ، و مِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ، فَأَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمَا مِنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا أَوْجَبَ‏ «10» لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَلَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمَا فَضْلٌ عَلى‏ صَاحِبِهِ إِلَّا بِكِبَرِهِ، و إِنَّ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ إِذَا حَضَرَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَنْطِقْ فِي ذلِكَ الْمَجْلِسِ حَتّى‏ يَقُومَ.

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي. و في المطبوع:+/ « [عليّ عليه السلام‏]».

 (2). «ارتضاه»، أي اختاره. راجع: المصباح المنير، ص 229 (رضى).

 (3). في «ف، بح» و الوافي و مرآة العقول: «حضره».

 (4). في حاشية «ج»: «أنا».

 (5). في «ب، ج، ف، بف»:-/ «من».

 (6). قوله عليه السلام: «يا زياد» معترض، و زياد هو اسم أبي الجارود بن المنذر الراوي للحديث، و هو الذي ينسب إليه الجاروديّة. الوافي، ج 2، ص 275.

 (7). الأصل في السنّة: الطريقة و السيرة. راجع: النهاية، ج 2، ص 409 (سنن).

 (8). «وازِرُوهما»، أي أعينوهما؛ من الوِزْر بمعنى الحِمْل و الثقل. يقال: و زَرَ يَزِرُ فهو و ازِرٌ، إذا حمل ما يُثقِل ظهرَه‏من الأشياء المُثْقَلَة. راجع: المفردات للراغب، ص 868؛ النهاية، ج 5، ص 179 (وزر).

 (9). في «ه»:-/ «عليه».

 (10). في «ف»:+/ «اللَّه».

17
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، فَسَلَّمَ ذلِكَ إِلَى الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ إِنَّ حُسَيْناً عَلَيْهِ السَّلَامُ حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، فَدَعَا ابْنَتَهُ الْكُبْرى‏ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ، فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً، و و صِيَّةً ظَاهِرَةً «1»- و كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَبْطُوناً «2» لَايَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُ لِمَا «3» بِهِ- فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ صَارَ و اللَّهِ ذلِكَ الْكِتَابُ إِلَيْنَا». «4»

الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِثْلَهُ.

765/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، عَنْ صَبَّاحٍ الْأَزْرَقِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُخْتَارِيَّةِ لَقِيَنِي، فَزَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ إِمَامٌ؟

______________________________

 (1). في الوافي: «كتاباً ملفوفاً ... لعلّه كان فيه الأسرار التي لاينبغي أن يطّلع عليها المخالفون بل غير أهل البيت عليهم السلام، و وصيّة ظاهرة» أي كتاباً كتب فيه أنّه و صيّه و هو أولى بامور من غيره، و بالجملة مالاينبغي ستره، بل يجب إظهاره للناس؛ ليعرف شيعته بهذه العلامة إمامته».

 (2). في الكافي، ح 785 و البصائر، ص 163:+/ «معهم». و قال الجوهري: «المبطون: العليل البطن». الصحاح، ج 5، ص 2080 (بطن).

 (3). في مرآة العقول:+/ «ينزل». و في الوافي: «أي لايعتقدون إلّاأنّه متهيّؤ لما ينزل به، يعني الموت. و بالجملةهذه الكلمة كفاية عن الإشراف على الموت».

 (4). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ على عليّ بن الحسين صلوات اللَّه عليهما، ح 785، من قوله: «ثمّ إنّ حسيناً عليه السلام حضره» مع زيادة في آخره. بصائر الدرجات، ص 163، ح 3، عن أحمد بن محمّد؛ و فيه، ص 164، ح 6، بسنده عن منصور عن أبي الجارود؛ و فيه، ص 148، ح 9، بسنده عن أبي الجارود، و في كلّها من قوله: «ثمّ إنّ حسيناً حضره الذي حضره» مع اختلاف يسير. و راجع: تفسير العيّاشي، ج 1، ص 334، ح 155؛ و الأمالي للمفيد، ص 139، المجلس 17، ح 3؛ و تفسير فرات، ص 119، ح 125 الوافي، ج 2، ص 272، ح 746.

18
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ: «أَ فَلَا قُلْتَ لَهُ؟» قَالَ: قُلْتُ‏ «1»: لَاوَ اللَّهِ، مَا دَرَيْتُ‏ «2» مَا أَقُولُ.

قَالَ: «أَ فَلَا قُلْتَ لَهُ‏ «3»: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَوْصى‏ إِلى‏ عَلِيٍّ و الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ، فَلَمَّا مَضى‏ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَوْصى‏ إِلَى الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ، و لَوْ «4» ذَهَبَ يَزْوِيهَا «5» عَنْهُمَا، لَقَالَا لَهُ‏ «6»:

نَحْنُ و صِيَّانِ مِثْلُكَ و لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ.

وَ أَوْصَى‏ «7» الْحَسَنُ إِلَى الْحُسَيْنِ، و لَوْ ذَهَبَ يَزْوِيهَا عَنْهُ، لَقَالَ‏ «8»: أَنَا و صِيٌّ مِثْلُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و مِنْ أَبِي، و لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ» «9» هِيَ فِينَا و فِي أَبْنَائِنَا «10»». «11»

 

65- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «12»

766/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْجَهْمِ الْهِلَالِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَمَّا نَزَلَتْ و لَايَةُ «13» عَلِيِّ بْنِ‏

______________________________

 (1). في «ب»:+/ «له».

 (2). «ما دَرَيْتُ»، أي ما عرفتُ؛ من الدِراية. راجع: المفردات للراغب، ص 312 (درى).

 (3). في «ه، بف»:-/ «له».

 (4). في «بر»: «فلو».

 (5). «يَزْوِيها»: من زَوَيْتُه أزْوِيه زيّاً، أي جمعته و طويته و نحّيته؛ أو من زواه عنّي، أي صرفه عنّي و قبضه. راجع: النهاية، ج 2، ص 320 (زوى).

 (6). في «ف»: «إنّه».

 (7). في «ه»: «فأوصى».

 (8). في «ب، ج، ض، بر، بس، بف» و الوافي:+/ «له».

 (9). الأنفال (8): 75؛ الأحزاب (33): 6. و في «ف»:+/ «فِى كِتَاب اللَّه».

 (10). في «ف»: «آبائنا».

 (11). الوافي، ج 2، ص 279، باب ما نصّ اللَّه و رسوله صلى الله عليه و آله عليهم، ح 750.

 (12). في «ب، ف، ه، بح، بس، بف» و مرآة العقول:-/ «باب الإشارة- إلى- عليه السلام».

 (13). «الوِلاية و الوَلاية»، نحو الدِلالة و الدَلالة. و حقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب، ص 885 (ولى).

19
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

أَبِي طَالِبٍ‏ «1» عَلَيْهِ السَّلَامُ، و كَانَ‏ «2» مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: سَلِّمُوا عَلى‏ عَلِيٍّ بِإِمْرَةِ «3» الْمُؤْمِنِينَ، فَكَانَ‏ «4» مِمَّا أَكَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَا زَيْدُ، قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَهُمَا: قُومَا فَسَلِّمَا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَا: أَ مِنَ اللَّهِ أَوْ «5» مِنْ رَسُولِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مِنَ اللَّهِ و مِنْ رَسُولِهِ.

فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ‏ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ‏» يَعْنِي بِهِ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَهُمَا، و قَوْلَهُمَا: أَ مِنَ اللَّهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ؟

 «وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ‏ أَنْ تَكُونَ‏ (أَئِمَّةٌ «6» هِىَ أَزْكَى مِنْ أَئِمَّتِكُمْ) «7»».

قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَئِمَّةٌ؟ قَالَ: «إِي و اللَّهِ أَئِمَّةٌ» قُلْتُ: فَإِنَّا نَقْرَأُ «أَرْبى‏» «8» فَقَالَ‏ «9»: «مَا أَرْبى‏؟- و أَوْمَأَ بِيَدِهِ فَطَرَحَهَا «10»- «إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ‏» يَعْنِي بِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ‏ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَ لَتُسْئَلُنَّ» يَوْمَ الْقِيَامَةِ «11» «عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ وَ لا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ‏ دَخَلًا بَيْنَكُمْ‏

______________________________

 (1). في «ب، ف، ه، بف» و الوافي:-/ «بن أبي طالب».

 (2). في «ه»: «فكان».

 (3). «الإمرة» و «الإمارة»: الولاية. راجع: الصحاح، ج 2، ص 581؛ المصباح المنير، ص 22 (أمر).

 (4). في «ج، ف»: «و كان».

 (5). في حاشية «بر»: «أم».

 (6). في «بف»: «امّة». و في الوافي: «و المشهور «امّة» يعني لاتنقضوا العهد لأجل أن تكون قوم أزكى من قوم و امّةأعلى من امّة. و كأنّه عليه السلام أراد بقوله «ما أربى» و تعجّبه و طرح يده: أنّ أربى هاهنا معناه إلّاأزكى؟ و كذلك قراءته ب «الأئمّة» إشارة إلى أنّ الامّة في الموضعين اريد بها الأئمّة خاصّة».

 (7). كذا في النسخ و المطبوع. و في القرآن و مرآة العقول بدل مابين الهلالين: «أُمَّة هِى أَرْبَى‏ مِنْ أُمَّةٍ».

 (8). في «ج»:+/ «قال». و قوله: «أربى»، أي أزيد و أكثر، من ربا المال إذا زاد و ارتفع. و المراد: أزيد عدداً و أوفَرمالًا. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 305 (ربا)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 267.

 (9). في «ب، ض» و حاشية «بر»:+/ «و».

 (10). في «بر»: «و طرحها».

 (11). في «ج» و مرآة العقول:-/ «يوم القيامة».

20
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

فَتَزِلَّ قَدَمٌ‏ بَعْدَ ثُبُوتِها» يَعْنِي بَعْدَ مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏» يَعْنِي بِهِ‏ «1» عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «وَ لَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‏» «2»». «3»

767/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ و أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَمَّا أَنْ قَضى‏ «4» مُحَمَّدٌ نُبُوَّتَهُ، و اسْتَكْمَلَ أَيَّامَهُ، أَوْحَى اللَّهُ- عزَّ و جَلَّ- إِلَيْهِ: أَنْ يَا مُحَمَّدُ، قَدْ قَضَيْتَ نُبُوَّتَكَ، و اسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ؛ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِي عِنْدَكَ و الْإِيْمَانَ‏ «5» و الِاسْمَ الْأَكْبَرَ و مِيرَاثَ الْعِلْمِ و آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ، عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَإِنِّي لَنْ أَقْطَعَ‏ «6» الْعِلْمَ و الْإِيمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ و مِيرَاثَ الْعِلْمِ و آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ‏ «7» مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ ذُرِّيَّاتِ‏ «8» الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «9»

______________________________

 (1). في «ب، ه»:-/ «به».

 (2). النحل (16): 91- 94.

 (3). تفسير العيّاشي، ج 2، ص 268، ح 64، عن زيد بن الجهم، مع زيادة؛ تفسير القمّي، ج 1، ص 389، مرسلًا عن أبي عبداللَّه عليه السلام، و فيهما مع اختلاف يسير. و راجع: الإرشاد، ج 1، ص 48 الوافي، ج 2، ص 280، ح 751.

 (4). قال ابن الأثير: «القضاء، أصله القطع و الفصل. يقال: قَضَى يَقْضِي قضاءً فهو قاض، إذا حكم و فصل، و قضاءالشي‏ء: إحكامه و إمضاؤه و الفراغ منه». النهاية، ج 4، ص 78 (قضا).

 (5). في «بر»: «الأيمان». و في البصائر، ص 468: «الآثار». و احتمل المازندراني كونه بفتح الهمزة بمعنى الميثاق‏والعهد بالولاية. و استبعده المجلسي.

 (6). في «ف» و الكافي، ح 14907، و البصائر، ص 469 و تفسير العيّاشي: «لم أقطع».

 (7). «العَقِب»: مؤخّر القدم. و عَقِبُ الرجل أيضاً: و لَده و وَلَدُ و لده. الصحاح، ج 1، ص 184 (عقب).

 (8). في الكافي، ح 14907 و البصائر و تفسير العيّاشي و كمال الدين: «بيوتات».

 (9). بصائر الدرجات، ص 469، ح 3، عن محمّد بن الحسين عن ابن محبوب؛ الكافي، كتاب الروضة، ضمن الحديث الطويل 14907، بسنده عن الحسن بن محبوب. و في بصائر الدرجات، ص 468، ح 2، و كمال الدين، ص 216، بسندهما عن محمّد بن الفضيل. و في بصائر الدرجات، ص 468- 469، ح 1 و 4، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع اختلاف يسير، و في الأخيرة مع زيادة في أوّله. و في تفسير فرات، ص 39، ح 530؛ و كفاية الأثر، ص 178، بسند آخر، مع زيادة و اختلاف؛ تفسير العيّاشي، ج 1، ص 168، ح 31، عن أبي حمزة، مع زيادة في آخره الوافي، ج 2، ص 281، ح 752.

21
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

768/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ‏ «1» و غَيْرُهُ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏؛ و مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ‏ «2» مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ و عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «أَوْصى‏ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ‏ «3»، و أَوْصى‏ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ‏ «4» إِلى‏ و لَدِ هَارُونَ، و لَمْ يُوصِ إِلى‏ و لَدِهِ، و لَاإِلى‏ و لَدِ مُوسى‏؛ إِنَّ اللَّهَ- عزَّ و جَلَّ- لَهُ الْخِيَرَةُ، يَخْتَارُ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ يَشَاءُ، و بَشَّرَ مُوسى‏ و يُوشَعُ بِالْمَسِيحِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.

فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللَّهُ‏ «5»- عَزَّ و جَلَّ- الْمَسِيحَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُمْ‏ «6»: إِنَّهُ سَوْفَ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ اسْمُهُ أَحْمَدُ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَجِي‏ءُ بِتَصْدِيقِي و تَصْدِيقِكُمْ‏ «7»، وَ عُذْرِي‏ «8» و عُذْرِكُمْ، و جَرَتْ مِنْ بَعْدِهِ فِي الْحَوَارِيِّينَ‏ «9» فِي الْمُسْتَحْفَظِينَ.

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ض، بر» و حاشية بدرالدين و الوسائل و البحار، ج 13 و 17. و في سائر النسخ و المطبوع: «محمّد بن الحسين». و الصواب ما أثبتناه، كما تقدّم ذيل ح 250 و 525.

 (2). هكذا في «ب، ض، بر» و الوسائل و البحار، ج 7 و 13 و 17. و في سائر النسخ و المطبوع: «و» بدل «عن». و الصواب ما أثبتناه؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين [بن أبي الخطّاب‏] كتب محمّد بن سنان و توسّط محمّد بن الحسين بينه و بين محمّد بن يحيى في عددٍ من الأسناد. راجع: رجال النجاشي، ص 328، الرقم 888؛ الفهرست للطوسي، ص 406، الرقم 620؛ معجم رجال الحديث، ج 15، ص 420- 41، ص 432.

فعليه في السند تحويل بعطف «محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين» على «محمّد بن الحسن و غيره عن سهل عن محمّد بن عيسى» و يروي عن محمّد بن سنان، محمّد بن عيسى و محمّد بن الحسين معاً.

 (3). في «ب، ه، بح، بف»:-/ «بن نون».

 (4). في الوافي:-/ «بن نون».

 (5). في «ج»:-/ «اللَّه».

 (6). في «ف»:-/ «لهم».

 (7). في «بح»: «بتصديقكم».

 (8). «العُذْر»: الحجّة، من تعذّر بمعنى اعتذر و احتجّ لنفسه. أو البراءة من السوء، من عَذَرتُ بمعنى مَحَوتُ الإساءة، و طمستُها. أو مصدر بمعنى العاذِر و هو الأثر. راجع: الصحاح، ج 2، ص 740؛ النهاية، ج 3، ص 197- 198 (عذر).

 (9). «الحَواريّون»: جمع الحواري، و هم خُلْصان المسيح عليه السلام و أنصاره. و أصله من التحوير بمعنى التبييض. ف إنّما سمّوا حواريّين لأنّهم كانوا يطهّرون نفوس الناس، أو أُخْلِصُوا و نُقُّوا من كلّ عيب، أو كانوا قصّارين يحوّرون الثياب، أي يبيّضونها. راجع: المفردات للراغب، ص 263؛ النهاية، ج 1، ص 458 (حور).

22
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

وَ إِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللَّهُ- عزَّ و جَلَّ- الْمُسْتَحْفَظِينَ؛ لِأَنَّهُمُ اسْتُحْفِظُوا الِاسْمَ الْأَكْبَرَ، وَ هُوَ الْكِتَابُ الَّذِي يُعْلَمُ بِهِ عِلْمُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ الَّذِي كَانَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، يَقُولُ اللَّهُ عزَّ و جَلَّ: «لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ‏ «1» وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ‏» «2» الْكِتَابُ:

الِاسْمُ الْأَكْبَرُ، و إِنَّمَا عُرِفَ- مِمَّا يُدْعَى الْكِتَابَ- التَّوْرَاةُ و الْإِنْجِيلُ و الْفُرْقَانُ، فِيهَا كِتَابُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و فِيهَا كِتَابُ صَالِحٍ و شُعَيْبٍ و إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَأَخْبَرَ «3» اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «إِنَّ هذا لَفِي‏ الصُّحُفِ الْأُولى‏ صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏» «4» فَأَيْنَ صُحُفُ‏ «5» إِبْرَاهِيمَ؟ إِنَّمَا «6» صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ الِاسْمُ الْأَكْبَرُ، و صُحُفُ مُوسَى الِاسْمُ الْأَكْبَرُ.

فَلَمْ تَزَلِ الْوَصِيَّةُ فِي عَالِمٍ بَعْدَ عَالِمٍ حَتّى‏ دَفَعُوهَا إِلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ- عَزَّ وَ جَلَّ- مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، أَسْلَمَ لَهُ الْعَقِبُ مِنَ الْمُسْتَحْفَظِينَ، و كَذَّبَهُ‏ «7» بَنُو إِسْرَائِيلَ، و دَعَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ، و جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ.

ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ- جَلَّ ذِكْرُهُ- عَلَيْهِ‏ «8»: أَنْ أَعْلِنْ فَضْلَ و صِيِّكَ، فَقَالَ: رَبِ‏ «9»، إِنَّ الْعَرَبَ قَوْمٌ جُفَاةٌ «10»، لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ كِتَابٌ، و لَمْ يُبْعَثْ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ، و لَايَعْرِفُونَ فَضْلَ‏ «11» نُبُوَّاتِ‏

______________________________

 (1). هكذا في القرآن و البصائر، ص 469. و في النسخ و المطبوع: «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ». و لعلّ هذاتصحيف من النسّاخ، أو خلط بين الآية 38 من سورة الرعد (13)؛ «لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ» و الآية 25 من سورة الحديد (57).

 (2). الحديد (57): 25.

 (3). في حاشية «ج، بح»: «و أخبر».

 (4). الأعلى (87): 18- 19.

 (5). «الصُحُف»: جمع الصحيفة، و هي قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه. راجع: المصباح المنير، ص 334 (صحف).

 (6). في حاشية «ج»: «إنّ». و في البصائر، ص 469: «أمّا».

 (7). في «بس»: «كذّبوه».

 (8). في «بس»:-/ «عليه».

 (9). في «ف»: «ياربّ».

 (10). «الجُفاة»: جمع الجافي؛ من الجفاء، و هو الغلظ في العشرة، و الخرق في المعاملة، و ترك الرفق. راجع: المغرب، ص 86 (جفا).

 (11). في «ف»: «فضائل».

23
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

الْأَنْبِيَاءِ و لَاشَرَفَهُمْ، و لَايُؤْمِنُونَ بِي إِنْ أَنَا أَخْبَرْتُهُمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَيْتِي، فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: «وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ‏» «1»، «وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏» «2».

فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِ و صِيِّهِ ذِكْراً، فَوَقَعَ النِّفَاقُ فِي قُلُوبِهِمْ، فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذلِكَ و مَا يَقُولُونَ، فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: يَا مُحَمَّدُ، «وَ لَقَدْ نَعْلَمُ‏ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ‏» «3»، «فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ‏ وَ لكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ» «4» لكِنَّهُمْ‏ «5» يَجْحَدُونَ بِغَيْرِ حُجَّةٍ لَهُمْ.

وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَتَأَلَّفُهُمْ، و يَسْتَعِينُ بِبَعْضِهِمْ عَلى‏ بَعْضٍ، و لَايَزَالُ يُخْرِجُ لَهُمْ شَيْئاً فِي فَضْلِ و صِيِّهِ حَتّى‏ نَزَلَتْ هذِهِ السُّورَةُ «6»، فَاحْتَجَّ عَلَيْهِمْ حِينَ أُعْلِمَ بِمَوْتِهِ و نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ‏ «7»، فَقَالَ اللَّهُ- جَلَّ ذِكْرُهُ-: «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ‏ وَ إِلى‏ رَبِّكَ فَارْغَبْ» «8» يَقُولُ:

فَإِذَا «9» فَرَغْتَ فَانْصَبْ‏ «10» عَلَمَكَ، و أَعْلِنْ و صِيَّكَ، فَأَعْلِمْهُمْ‏ «11» فَضْلَهُ‏ «12» عَلَانِيَةً، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «13»:

مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ و الِ مَنْ و الَاهُ، و عَادِ مَنْ عَادَاهُ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

______________________________

 (1). الحجر (15): 88؛ النحل (16): 127؛ النمل (27): 70.

 (2). الزخرف (43): 89. و في أكثر النسخ و الوافي: «تعلمون».

 (3). الحجر (15): 97.

 (4). الأنعام (6): 33.

 (5). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي. و في المطبوع: «و لكنّهم».

 (6). في «بف» و حاشية «ج، ض، ف، بح، بر»: «الآية». و قوله: «هذه السورة»، أي سورة أ لم نشرح، بقرينة مابعده. و جملة: «فاحتجّ عليهم» معترضة. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 120؛ مرآة العقول، ج 3، ص 275.

 (7). «نُعيت إليه نفسه»، أي اخبر بموته؛ من النعي و هو خبر الموت. و التعدية ب «إلى» للتأكيد. راجع: النهاية، ج 5، ص 85 (نعا).

 (8). الشرح (94): 7- 8.

 (9). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي. و في المطبوع: «إذا».

 (10). «فانصب»، بفتح الصاد من النَصَب بمعنى التعب و الاجتهاد، أي اتعب نفسك في نصب و صيّك بما تسمع من المنافقين في ذلك، و لكنّ المستفاد من هذا الحديث أنّه بكسر الصاد من النَصْب بمعنى الرفع و الوضع. و هذا مخالف لما في القرآن، فيحتمل أن يقال: لعلّه و رد بالفتح أيضاً بمعنى النَصْب و إن لم يذكر في كتب اللغة. راجع: مرآة العقول، ج 3، ص 275- 276.

 (11). في «ب، ف»: «فأعْلَمَهم»، أي بصيغة الماضي.

 (12). في حاشية «ج»: «فضلًا».

 (13). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني. و في المطبوع: «صلّى اللَّه عليه و آله».

24
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

ثُمَّ قَالَ: لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ و رَسُولَهُ، و يُحِبُّهُ اللَّهُ و رَسُولُهُ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ؛ يُعَرِّضُ‏ «1» بِمَنْ رَجَعَ، يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ‏ «2» و يُجَبِّنُونَهُ.

وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: عَلِيٌّ سَيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ.

وَ قَالَ‏ «3»: عَلِيٌّ عَمُودُ الدِّينِ‏ «4».

وَ قَالَ: هذَا هُوَ «5» الَّذِي يَضْرِبُ النَّاسَ بِالسَّيْفِ عَلَى الْحَقِّ بَعْدِي.

وَ قَالَ: الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ أَيْنَمَا مَالَ.

وَ قَالَ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ‏ «6» عَزَّ و جَلَّ، وَ أَهْلَ بَيْتِي عِتْرَتِي؛ أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا و «7» قَدْ بَلَّغْتُ‏ «8»، إِنَّكُمْ سَتَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَأَسْأَلُكُمْ‏ «9» عَمَّا فَعَلْتُمْ فِي الثَّقَلَيْنِ‏ «10»، و الثَّقَلَانِ كِتَابُ اللَّهِ- جَلَّ ذِكْرُهُ- و أَهْلُ بَيْتِي، فَلَا تَسْبِقُوهُمْ‏ «11»؛ فَتَهْلِكُوا، و لَاتُعَلِّمُوهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ.

______________________________

 (1). في «ه، بح، بس، بف» و شرح المازندراني: «معرّض»، أي هو معرّض. و في حاشية «ج» و مرآة العقول: «معرّضاً». و قال الخليل: «و عرّضت لفلان و بفلان، إذا قلت قولًا و أنت تعيبه بذلك». و قال الجوهري: «التعريض، خلاف التصريح. يقال: عرّضت لفلان و بفلان، إذا قلت قولًا و أنت تعنيه». و في الوافي: «جملة حاليّة، يعني قال: ليس بفرّار تعريضاً بمن فرّ». راجع: ترتيب كتاب العين، ج 2، ص 1175؛ الصحاح، ج 3، ص 1087 (عرض).

 (2). «يُجَبِّنُ أصحابه»، أي ينسبهم إلى الجُبْن. تقول: جبّنتُهُ تجبيناً، إذا نسبته إلى الجبن. قال المجلسي: «أي يخوّف أصحابه و يدعوهم إلى الجبن عند الحرب». راجع: الصحاح، ج 5، ص 2090 (جبن).

 (3). في «ف، بح» و شرح المازندراني:-/ «قال».

 (4). و في حاشية «بح، بف»: «الإيمان».

 (5). في «ف، ه، بف» و الوافي:-/ «هو». و في حاشية «ج، بر»: «هو هذا».

 (6). في مرآة العقول: «كتاب اللَّه، مرفوع بتقدير: هما كتاب اللَّه، أو منصوب بدل تفصيل لأمرين».

 (7). في «ف، ه، بف» و الوافي:-/ «و».

 (8). في «ب»:+/ «و قال». و في «بح»: «بُلِّغْتُ» مبنيّاً للمفعول. و في مرآة العقول: «و قد بلّغت، على صيغة المعلوم، أي بلّغت ما يلزمني تبليغه في أهل بيتي، أو على المجهول، أي بلّغني جبرئيل عن اللَّه بالوحي».

 (9). في «ب»: «فأسأل لكم». و في «بح»: «أسألكم».

 (10). يقال لكلّ شي‏ء خطير نفيس: ثَقَل، فسمّاهما ثَقَلَين إعظاماً لقدرهما و تفخيماً لشأنهما. راجع: النهاية، ج 1، ص 216 (ثقل).

 (11). في «ج»: «فلا تستبقوهم».

25
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

فَوَقَعَتِ الْحُجَّةُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و بِالْكِتَابِ الَّذِي يَقْرَؤُهُ النَّاسُ، فَلَمْ يَزَلْ‏ «1» يُلْقِي فَضْلَ أَهْلِ بَيْتِهِ بِالْكَلَامِ، و يُبَيِّنُ لَهُمْ بِالْقُرْآنِ: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ‏ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» «2» و قَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ‏ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏» «3» ثُمَّ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ» «4».

فَكَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «5»، و كَانَ حَقُّهُ الْوَصِيَّةَ الَّتِي جُعِلَتْ لَهُ، و الِاسْمَ الْأَكْبَرَ، و مِيرَاثَ الْعِلْمِ، و آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ، فَقَالَ: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏» «6» ثُمَّ قَالَ:

 «وَ إِذَا (الْمَوَدَّةُ) «7» سُئِلَتْ‏ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ‏» «8» يَقُولُ: أَسْأَلُكُمْ عَنِ الْمَوَدَّةِ- الَّتِي أَنْزَلْتُ‏ «9» عَلَيْكُمْ فَضْلَهَا- مَوَدَّةِ الْقُرْبى‏ بِأَيِّ ذَنْبٍ قَتَلْتُمُوهُمْ.

وَ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» «10» قَالَ: الْكِتَابُ: «11» الذِّكْرُ، وَ أَهْلُهُ: آلُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، أَمَرَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- بِسُؤَالِهِمْ، و لَمْ يُؤْمَرُوا بِسُؤَالِ الْجُهَّالِ، وَ سَمَّى اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- الْقُرْآنَ‏ «12» ذِكْراً، فَقَالَ‏ «13» تَبَارَكَ و تَعَالى‏: «وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ‏

______________________________

 (1). في «ض»: «لم يزل». و في «بف»: «و لم يزل».

 (2). الأحزاب (33): 33.

 (3). الأنفال (8): 41.

 (4). الإسراء (17): 26.

 (5). «فكان عليّ عليه السلام»، أي فكان عليه السلام ذا القربى، على حذف الخبر بقرينة المقام. أو كان تامّة. راجع: شرح‏المازندراني، ج 6، ص 126؛ مرآة العقول، ج 3، ص 279.

 (6). الشورى (42): 23.

 (7). كذا في «ألف، ب، ض، و، بح، بف» و المطبوع و شرح المازندراني و الوافي. و يقتضيه المقام. و كانت القراءةالمشهورة «الْمَوْؤُدَةُ» من الوأد، و عليها ظاهر بعض النسخ. قال الفيض في الوافي: «بفتح الواو و تشديد الدال من غير همز، و يستفاد من تأويله أنّهم عليهم السلام هكذا كانوا يقرؤونه».

 (8). التكوير (81): 8 و 9. و في البحار، ج 7:+/ «قال».

 (9). في «ج، بح، بس» و البحار، ج 7: «نزلت».

 (10). النحل (16): 43؛ الأنبياء (21): 7.

 (11). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول و الوسائل. و في المطبوع:+/ « [هو]».

 (12). في شرح المازندراني: «الكتاب».

 (13). في «ض، ه»:+/ «اللَّه».

26
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ‏» «1» و قَالَ عَزَّ و جَلَّ: «وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ‏» «2».

وَ قَالَ عَزَّ و جَلَّ: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» «3» و قَالَ‏ «4» عَزَّ و جَلَّ: «وَ لَوْ رَدُّوهُ‏ «5» إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ‏» «6» فَرَدَّ الْأَمْرَ- أَمْرَ النَّاسِ- إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمُ الَّذِينَ أَمَرَ «7» بِطَاعَتِهِمْ و بِالرَّدِّ «8» إِلَيْهِمْ.

فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، نَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ‏» «9» فَنَادَى النَّاسَ؛ فَاجْتَمَعُوا، و أَمَرَ «10» بِسَمُرَاتٍ‏ «11»؛ فَقُمَ‏ «12» شَوْكُهُنَّ، ثُمَّ قَالَ‏ «13» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ‏ «14»، مَنْ و لِيُّكُمْ و أَوْلى‏ بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ؟ فَقَالُوا: اللَّهُ و رَسُولُهُ، فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ و الِ مَنْ و الَاهُ، و عَادِ مَنْ عَادَاهُ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

______________________________

 (1). النحل (16): 44.

 (2). الزخرف (43): 44. و في الوسائل: «إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ». و قال: «وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ» بدل «و أنزلنا إليك- إلى تسئلون».

 (3). النساء (4): 59.

 (4). في «ج»:+/ «اللَّه».

 (5). هكذا في القرآن و «ب، ه، بف» و الوافي و مرآة العقول و الوسائل. و في أكثر النسخ و المطبوع:+/ «إلى اللَّه و». قال في المرآة: «و في أكثر النسخ: و لو ردّوه إلى اللَّه و إلى الرسول، فيكون نقلًا بالمعنى؛ للإشعار بأنّ الردّ إلى الرسول ردّ إلى اللَّه».

 (6). النساء (4): 83.

 (7). في «ف»: «امِرَ». و في الوسائل:+/ «اللَّه».

 (8). في «ب» و الوسائل: «و الردّ».

 (9). المائدة (5): 67.

 (10). في «ب»: «فأمر».

 (11). «سَمُرات»: جمع سَمُرَة، و هي من شجر الطَلْح- و هو شجر عظيم من شجر العِضاه له شوك و ليس في العضاه أكثر صمغاً منه- و ضرب من العضاه، و هو جمع عِضاهة و عِضَةٌ و هما كلّ شجر يعظم و له شوك. و قيل: السَمُرَة من الشجر صغار الورق قصار الشوك، و له بَرَمة صفراء يأكلها الناس، و ليس في العضاه شي‏ء أجود خشباً من السَمُر. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 379 (سمر).

 (12). «فَقُمَّ»، أي كُنِسَ، من القُمامة بمعنى الكُناسة. يقال: قَمَّ البيتَ قَمّاً- من باب قتل-: كَنَسَهُ. و المراد: ازيل. راجع: المصباح المنير، ص 516 (قمم)؛ الوافي، ج 2، ص 322.

 (13). في «ج، بح، بر»:+/ «رسول اللَّه».

 (14). في «ه، بس، بف»:-/ «يا أيّها الناس».

27
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

فَوَقَعَتْ حَسَكَةُ «1» النِّفَاقِ فِي قُلُوبِ الْقَوْمِ، و قَالُوا: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ- جَلَّ ذِكْرُهُ- هذَا عَلى‏ مُحَمَّدٍ قَطُّ، و مَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ‏ «2» ابْنِ عَمِّهِ.

فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، أَتَتْهُ‏ «3» الْأَنْصَارُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ- جَلَّ ذِكْرُهُ- قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا، و شَرَّفَنَا بِكَ و بِنُزُولِكَ‏ «4» بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا «5»، فَقَدْ فَرَّحَ اللَّهُ‏ «6» صَدِيقَنَا، و كَبَتَ‏ «7» عَدُوَّنَا، و قَدْ يَأْتِيكَ وُفُودٌ، فَلَا تَجِدُ مَا تُعْطِيهِمْ، فَيَشْمَتُ بِكَ الْعَدُوُّ «8»، فَنُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَ ثُلُثَ أَمْوَالِنَا حَتّى‏ إِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ و فْدُ مَكَّةَ، و جَدْتَ مَا تُعْطِيهِمْ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَيْهِمْ شَيْئاً، و كَانَ يَنْتَظِرُ مَا يَأْتِيهِ مِنْ رَبِّهِ، فَنَزَلَ‏ «9» جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و قَالَ: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏» «10»، و لَمْ يَقْبَلْ أَمْوَالَهُمْ.

فَقَالَ‏ «11» الْمُنَافِقُونَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ هذَا عَلى‏ مُحَمَّدٍ، و مَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ ابْنِ‏

______________________________

 (1). «الحَسَكَةُ»: و احدة الحَسَك، و هي نبات تَعْلَق ثمرته بصوف الغنم، و رَقُه كورق الرِجْلَة و أدقّ، و عند و رَقه‏شوك مُلَزَّز صُلْب ذو ثلاثة شعب، و له ثمر شربه يفتّت حَصَى الكليتين و المثانة. و الحَسَك أيضاً: الحقد و العداوة. القاموس المحيط، ج 2، ص 1240 (حسك).

 (2). «الضَبْعُ»: العَضُد كلّها، أو و سطها بلحمها، أو الإبط، أو ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه. القاموس المحيط، ج 2، ص 992 (ضبع).

 (3). في «ف»: «و أتته». و في «بح»: «و أتت».

 (4). في «ف»: «نزولك».

 (5). «بَيْنَ ظَهْرانَيْنا»، المراد بها أنّه صلى الله عليه و آله أقام بينهم على سبيل الاستظهار و الاستناد إليهم. زيدت فيه ألف و نون مفتوحة للتأكيد. و معناه: كأنّ ظهراً منّا قدّامك و ظهراً منّا و راءك فأنت مكنوف من جانبيك و من جوانبك- إذا قيل: بين أظْهُرِنا- ثمّ كثر حتّى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقاً. راجع: النهاية، ج 3، ص 166 (ظهر).

 (6). في «ج»:-/ «اللَّه».

 (7). في «ه»: «كبّب». و في «ف»: «كبّ». و ظاهر الشروح: «كَبَتَ»، من باب ضرب، من الكَبْت بمعنى الصرف و الإذلال. يقال: كَبَتَ اللَّه العدوَّ، أي صرفه و أذلّه، و كَبَتَهُ لوجهه، أي صرعه. و هو الموافق لما في اللغة. راجع: الصحاح، ج 1، ص 262 (كبت).

 (8). «فيشمت بك العدوّ»، أي يفرح ببليّتك، من الشَماتَة، و هو الفرح ببليّة العدوّ. راجع: الصحاح، ج 1، ص 255 (شمت).

 (9). في «ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي:+/ «عليه».

 (10). الشورى (42): 23.

 (11). في «ه»: «قال».

28
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

عَمِّهِ، و يَحْمِلَ عَلَيْنَا أَهْلَ بَيْتِهِ، يَقُولُ أَمْسِ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، و الْيَوْمَ‏ «1»:

 «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏»، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الْخُمُسِ، فَقَالُوا: يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ‏ «2» أَمْوَالَنَا و فَيْئَنَا «3».

ثُمَّ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ قَدْ قَضَيْتَ‏ «4» نُبُوَّتَكَ، و اسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ، فَاجْعَلِ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ و مِيرَاثَ الْعِلْمِ و آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ عِنْدَ عَلِيٍّ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتْرُكِ الْأَرْضَ إِلَّا وَ لِيَ فِيهَا عَالِمٌ تُعْرَفُ‏ «5» بِهِ طَاعَتِي، و تُعْرَفُ بِهِ و لَايَتِي‏ «6»، و يَكُونُ حُجَّةً لِمَنْ يُولَدُ بَيْنَ قَبْضِ النَّبِيِّ إِلى‏ خُرُوجِ النَّبِيِّ الْآخَرِ، قَالَ: فَأَوْصى‏ إِلَيْهِ بِالِاسْمِ الْأَكْبَرِ و مِيرَاثِ الْعِلْمِ وَ آثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ «7»، و أَوْصى‏ إِلَيْهِ بِأَلْفِ كَلِمَةٍ و أَلْفِ بَابٍ، يَفْتَحُ‏ «8» كُلُّ كَلِمَةٍ و كُلُّ بَابٍ أَلْفَ كَلِمَةٍ و أَلْفَ بَابٍ». «9»

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «قال».

 (2). في الوافي: «نعطيهم».

 (3). «الفَي‏ءُ»: هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفّار من غير حَرْب و لا جهاد و أصل الفي‏ء: الرجوع، يقال: فاء يفي، فِئَةً و فُيُوءًاً، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع. النهاية، ج 3، ص 482 (فيأ).

 (4). قال ابن الأثير: «القضاء، أصله القطع و الفصل. يقال: قضى يَقْضي قضاءً فهو قاض، إذا حكم و فصل. و قضاءالشي‏ء إحكامه و إمضاؤه و الفراغ منه». النهاية، ج 4، ص 78 (قضا).

 (5). في «ف، بف» و البصائر، ص 469: «يعرف».

 (6). «الوِلاية» و «الوَلاية»، نحوُ الدِلالة و الدَلالة، و حقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب، ص 885 (ولى).

 (7). في البصائر، ص 469:+/ «إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام».

 (8). في «ب، ض، ف، بح، بر، بس، بف»: «تفتح».

 (9). بصائر الدرجات، ص 41، ح 19، عن عبد اللَّه بن جعفر، عن محمّد بن عيسى، من قوله: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ» إلى قوله: «لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»؛ و فيه، ص 469، ح 4، عن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل بن جابر، عن عبدالكريم بن عمرو، عن عبدالحميد بن أبي الديلم، إلى قوله: «حتّى دفعوها إلى محمّد صلى الله عليه و آله» مع اختلاف يسير. و راجع: تفسير فرات، ص 130، ح 151؛ و ص 398، ح 530؛ و ص 574، ح 738؛ و كمال الدين، ص 237، ح 54؛ و قرب الإسناد، ص 57، ح 186 الوافي، ج 2، ص 314، ح 777؛ الوسائل، ج 27، ص 66، ح 3321، من قوله: «و قال جلّ ذكره‏ «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» إلى قوله: «الذين أمر بطاعتهم و بالردّ إليهم»؛ البحار، ج 7، ص 272، ح 38، و فيه من قوله: «وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ» إلى قوله: «بأيّ ذنب قتلتموهم»؛ و ج 13، ص 364، ح 3، إلى قوله: «و بشّر موسى و يوشع بالمسيح»؛ و ج 17، ص 142، ح 29، إلى قوله: «و دعا إلى اللَّه عزّ و جلّ و جاهد في سبيله».

29
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

769/ 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ و صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُعَمَّرٍ الْعَطَّارِ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ‏ «1»: ادْعُوا لِي خَلِيلِي‏ «2»، فَأَرْسَلَتَا إِلى‏ أَبَوَيْهِمَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَعْرَضَ عَنْهُمَا، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي خَلِيلِي، فَأُرْسِلَ إِلى‏ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَكَبَّ عَلَيْهِ‏ «3» يُحَدِّثُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ لَقِيَاهُ فَقَالَا لَهُ‏ «4»: مَا حَدَّثَكَ خَلِيلُكَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَلْفَ بَابٍ، يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ». «5»

770/ 5. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ أَلْفَ حَرْفٍ، كُلُّ حَرْفٍ يَفْتَحُ‏

______________________________

 (1). في البصائر، ص 314:+/ «لعائشة و حفصة».

 (2). «الخليل»: الصديق، من الخُلَّة، و هي الصداقة و المحبّة التي تخلّلت القلب فصارت خِلالَه، أي في باطنه. فالخليل مَنْ خُلَّتُه كانت مقصورة على حبّ اللَّه تعالى فليس فيها لغيره متّسع و لا شَرِكة من محابّ الدنيا و الآخرة، و هذه حال شريفة لا ينالها أحد بكسب و اجتهاد، فإنّ الطباع غالبة، و إنّما يخصّ اللَّه بها من يشاء من عباده. و خليل الرسول صلى الله عليه و آله خليل اللَّه تعالى. راجع: النهاية، ج 2، ص 72 (خلل).

 (3). «أكَبَّ عليه»، أي أقبل و لزم. القاموس المحيط، ج 1، ص 218 (كبب).

 (4). في «ه» و البصائر، ص 303 و 314 و الخصال، ص 646:-/ «له».

 (5). بصائر الدرجات، ص 303، ح 2، عن السنديّ بن محمّد، عن صفوان بن يحيى، عن محمّد بن بشير، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ و فيه، ص 304، ح 8، بسنده عن يحيى بن معمّر العطّار؛ و فيه أيضاً، ص 314، ح 5، بسنده عن جعفر بن بشير؛ الخصال، ص 646، أبواب المائة و ما فوقها، ح 32، بسنده عن جعفر بن بشير البجلي، عن أبي يحيى معمّر القطّان، عن بشير الدهّان، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ و فيه، ص 647، ح 38، بسنده عن بشير الدهّان. الكافي، كتاب الروضة، ذيل ح 14938 بسند آخر؛ بصائر الدرجات، ص 313، ح 1، بسند آخر عن امّ سلمة عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و في كلّها مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 322، ح 778.

30
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

أَلْفَ حَرْفٍ‏ «1»». «2»

771/ 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «كَانَ فِي ذُؤَابَةِ «3» سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَحِيفَةٌ صَغِيرَةٌ».

فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَيُّ شَيْ‏ءٍ كَانَ فِي تِلْكَ الصَّحِيفَةِ؟

قَالَ: «هِيَ الْأَحْرُفُ الَّتِي يَفْتَحُ كُلُّ حَرْفٍ أَلْفَ حَرْفٍ».

قَالَ أَبُو بَصِيرٍ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «فَمَا خَرَجَ مِنْهَا «4» حَرْفَانِ حَتَّى السَّاعَةِ». «5»

772/ 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ‏ «6» سُكَّرَةَ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَلْ لِلْمَاءِ الَّذِي يُغَسَّلُ بِهِ الْمَيِّتُ حَدٌّ

______________________________

 (1). في «ه»+/ «و الألف حرف، كلّ حرف منها يفتح ألف حرف».

 (2). بصائر الدرجات، ص 307، ح 2؛ و الاختصاص، ص 284 عن محمّد بن عبد الجبّار؛ و في بصائر الدرجات، ص 308، ح 5؛ و الخصال، ص 648، أبواب المائة و ما فوقها، ح 41، بسندهما عن منصور بن يونس. بصائر الدرجات، ص 308، ح 3، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، و في كلّها مع اختلاف يسير. راجع: الكافي‏كتاب الحجّة، باب فيه ذكر الصحيفة و الجفر و ...، ح 637؛ و الخصال، ص 648، نفس الباب، ح 40 الوافي، ج 2، ص 325، ح 782.

 (3). ذُؤابة كلّ شي‏ء: أعلاه، و ذُؤابة السيف: مقبضه، أو عِلاقة قائمه. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 379- 380 (ذأب).

 (4). في البصائر و الخصال:+/ «إلّا».

 (5). بصائر الدرجات، ص 308، ح 4، عن أحمد بن محمّد؛ الخصال، ص 649، أبواب المائة و ما فوقها، ح 42، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى. بصائر الدرجات، ص 307، ح 1، بسند آخر عن عليّ بن أبي حمزة، عن حمران الحلبي، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللَّه؛ الاختصاص، ص 284، بسنده عن عليّ بن أبي حمزة، عن عمران بن عليّ الحلبي، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللَّه عليهما السلام، و فيهما: «كان في ذؤابة سيف علي عليه السلام صحيفة صغيرة ...» مع زيادة الوافي، ج 2، ص 325، ح 783.

 (6). في «ألف، ب، ج، ض، و، بر، بس، بف» و الكافي، ج 4373، و الوسائل:-/ «بن». و قد تقدّم في الكافي، ح 644، خلوّ بعض نسخ الكتب الرجاليّة من لفظة «بن».

31
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

مَحْدُودٌ؟

قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذَا أَنَا «1» مِتُّ فَاسْتَقِ‏ «2» سِتَّ قِرَبٍ‏ «3» مِنْ مَاءِ بِئْرِ غَرْسٍ‏ «4»، فَغَسِّلْنِي‏ «5» و كَفِّنِّي و حَنِّطْنِي‏ «6»، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ غُسْلِي و كَفْنِي، فَخُذْ بِجَوَامِعِ‏ «7» كَفَنِي، و أَجْلِسْنِي، ثُمَّ سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ، فَوَ اللَّهِ، لَاتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا أَجَبْتُكَ فِيهِ‏ «8»». «9»

773/ 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ «10»، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ:

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوسائل و الوافي و الكافي، ح 4373 و التهذيب و الاستبصار و البصائر، ح 8 و 9. و في المطبوع:-/ «أنا».

 (2). في الوسائل و الكافي، ح 4373 و التهذيب و الاستبصار، و البصائر، ح 8 و 9:+/ «لي».

 (3). قال الجوهري: «و القِرْبَة، ما يستقى فيه الماء. و الجمع في أدنى العدد: قِرَبات و قِرِبات و قِرْبات، و للكثير: قِرَب». الصحاح، ج 1، ص 199 (قرب).

 (4). «الغَرْس»: بئر بالمدينة. النهاية، ج 3، ص 359 (غرس).

 (5). في الوسائل و التهذيب و الاستبصار: «فاغسلني».

 (6). في الوسائل و الكافي، ح 4373: «كفني و تحنيطي».

 (7). في الوسائل و الكافي، ح 4373، و التهذيب و البصائر، ح 8 و 9: «بمجامع». و في مرآة العقول «و الجوامع: جمع الجامعة، و هي المواضع التي جمعت طرفي الثوب الملفوف على شي‏ء».

 (8). في «ف»: «عنه».

 (9). الكافي، كتاب الجنائز، باب حدّ الماء الذي يغسل به الميّت و الكافور، ح 4373، و فيه: «عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن فضيل سكّرة». بصائر الدرجات، ص 284، ح 9، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن فضيل سكّرة؛ و فيه، ص 284، ح 8، عن محمّد بن الحسين، عن ابن أبي نصر عن فضيل سكّرة؛ التهذيب، ج 1، ص 435، ح 1397؛ الاستبصار، ج 1، ص 196، ح 688 إلى قوله: «فغسّلني و كفّني»، و فيهما: عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن فضيل سكّرة. بصائر الدرجات، ص 283، ح 2 و 3، بطرق مختلفة، مع اختلاف يسير؛ و في الكافي، كتاب الجنائز، باب حدّ الماء الذي ...، ح 4374؛ و التهذيب، ج 1، ص 435، ح 1398؛ و الاستبصار، ج 1، ص 196، ح 687 بسند آخر هكذا: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام: يا عليّ إذا أنا متّ فاغسلني بسبع غرف من ماء بئر غرس» الوافي، ج 2، ص 324، ح 781؛ الوسائل، ج 2، ص 537، ح 2846.

 (10). في «ج، ض»: أبي سعيد. و في «و» و حاشية «ج»: «ابن سعيد». ف‏

و الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 282، ح 1، بسنده عن عمر بن أبي شعبة، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام. و رواه أيضاً في ص 283، ح 5، بالسند المذكور إلى عمر بن أبي شعبة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام.

ثمّ إنّه قد روى أحمد بن عمر الحلبي- و هو أحمد بن عمر بن أبي شعبه- عن أبيه عن أبان بن تغلب في الكافي، ح 5050.

و أمّا ما و رد في التهذيب، ج 2، ص 299، ح 1205 من رواية أحمد بن عمر الحلبى عن أبان بن تغلب- و هو نفس الخبر الذي و رد في الكافي، ح 5050- ففيه سقط لا محالة؛ فإنّ أحمد بن عمر من أصحاب الرضا عليه السلام، و أبان بن تغلب مات في حياة أبي عبد اللَّه عليه السلام، فيبعد إدراك أحمد إيّاه و أخذ الرواية عنه. راجع: رجال النجاشى، ص 13 و ص 98، الرقم 245؛ رجال الكشّي، ص 597، الرقم 1116؛ الفهرست للطوسي، ص 44، الرقم 61.

فالمحتمل في ما نحن فيه، و قوع التصحيف في العنوان، و كون الصواب «ابن أبي شعبة».

32
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْمَوْتُ، دَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِي و كَفِّنِّي، ثُمَّ أَقْعِدْنِي و سَلْنِي‏ «1» وَ اكْتُبْ‏ «2»». «3»

774/ 9. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ رِبَاطٍ، قَالَ:

دَخَلْتُ أَنَا و كَامِلٌ التَّمَّارُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ كَامِلٌ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، حَدِيثٌ رَوَاهُ فُلَانٌ؟ فَقَالَ: «اذْكُرْهُ». فَقَالَ‏ «4»: حَدَّثَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَدَّثَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَلْفِ بَابٍ يَوْمَ تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «5»، كُلُّ بَابٍ يَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ، فَذلِكَ أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ كَانَ ذلِكَ».

______________________________

 (1). في البصائر: «و اسألني».

 (2). في «ف»: «فاكتب».

 (3). بصائر الدرجات، ص 282، ح 1، عن أحمد بن محمّد ... عن عليّ بن أبي حمزة، عن عمر بن أبي شعبة من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام؛ و فيه، ح 5، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن عمر بن أبي شعبة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. و فيه أيضاً، ص 283- 284، ح 4 و 6 و 7، بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 324، ح 780.

 (4). في «ه»: «قال».

 (5). في «بح»:+/ «فيه».

33
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَظَهَرَ «1» ذلِكَ لِشِيعَتِكُمْ و مَوَالِيكُمْ‏ «2»؟ فَقَالَ: «يَا كَامِلُ، بَابٌ أَوْ بَابَانِ».

فَقُلْتُ‏ «3» لَهُ‏ «4»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَا يُرْوى‏ مِنْ فَضْلِكُمْ مِنْ أَلْفِ أَلْفِ بَابٍ إِلَّا بَابٌ أَوْ بَابَانِ؟ قَالَ: فَقَالَ: «وَ مَا عَسَيْتُمْ أَنْ تَرْوُوا مِنْ فَضْلِنَا، مَا تَرْوُونَ مِنْ فَضْلِنَا إِلَّا أَلِفاً «5» غَيْرَ مَعْطُوفَةٍ «6»». «7»

 

66- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ‏

775/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ و عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ:

شَهِدْتُ و صِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أَوْصى‏ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَشْهَدَ عَلى‏ وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ و مُحَمَّداً عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، و جَمِيعَ وُلْدِهِ، و رُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ، و أَهْلَ بَيْتِهِ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ و السِّلَاحَ، و قَالَ‏ «8» لِابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا بُنَيَّ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ، و أَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي و سِلَاحِي، كَمَا أَوْصى‏ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و دَفَعَ إِلَيَ‏

______________________________

 (1). في «بر»: «ظهر».

 (2). في «ف»: «لشيعتك و مواليك».

 (3). في «ه»: «قال فقال».

 (4). في «ض، بس»:-/ «له».

 (5). كذا في «ب، ج، و، بح، بر» و المطبوع. و فسّره في حاشية «ض» و شرح المازندراني و مرآة العقول بالألف. و يقتضيها تأنيث «معطوفة» أيضاً. و احتمل المازندراني كونه بفتح الهمزة و سكون اللام. و للمزيد راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 133؛ مرآة العقول، ج 3، ص 290.

 (6). في الوافي: «من فضلكم، أي من علمكم «إلّا ألِفاً غير معطوفة» يعني إلّاحرفاً و احداً ناقصاً، أي أقلّ من حرف و احد. و إنّما اختار الألِف لأنّها أقلّ الحروف و أبسطها و أخفّها مؤونة، و عدم عطفها كناية عن نقصانها، فإنّها تكتب في رسم الخطّ الكوفي هكذا «ا» فإذا كان طرفها غير مائل كان ناقصاً».

 (7). راجع: بصائر الدرجات، ص 305، ح 11؛ و الاختصاص، ص 282- 283؛ و الخصال، ص 642- 649، فصل ما بعد الألف، ح 22- 41 الوافي، ج 2، ص 323، ح 779.

 (8). في حاشية «ف» و كتاب سليم بن قيس و الفقيه و التهذيب: «ثمّ قال».

34
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

كُتُبَهُ و سِلَاحَهُ‏ «1»، و أَمَرَنِي‏أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ‏الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلى‏ أَخِيكَ الْحُسَيْنِ». ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى‏ «2» ابْنِهِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «3»: «وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلى‏ ابْنِكَ‏ «4» هذَا».

ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: «وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، و أَقْرِئْهُ‏ «5» مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و مِنِّي السَّلَامَ». «6»

776/ 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ادْنُ مِنِّي حَتّى‏ أُسِرَّ «7» إِلَيْكَ مَا أَسَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَيَ‏ «8»، وَ أَئْتَمِنَكَ عَلى‏ مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ، فَفَعَلَ». «9»

777/ 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ‏

______________________________

 (1). في «ه»:-/ «كتبه و سلاحه».

 (2). في «ج»: «إلى».

 (3). في الوافي و كتاب سليم بن قيس:+/ «له».

 (4). في «ه»:+/ «عليّ».

 (5). في شرح المازندراني، ج 6، ص 134: «اقرأه، أمر من المجرّد، أو من المزيد. يقال: قرأ عليه و أقرأه عليه، إذا بلّغه». و في الصحاح، ج 1، ص 65 (قرأ): «و فلان قرأ عليك السلام و أقرأك السلامَ بمعنى».

 (6). كتاب سليم بن قيس، ص 924، الحديث 69؛ التهذيب، ج 9، ص 176، ح 714، بسنده عن إبراهيم بن عمر، عن أبان رفعه إلى سليم بن قيس الهلالي؛ و أيضاً بسند آخر عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام؛ الفقيه، ج 4، ص 189، ح 5433 عن سليم بن قيس؛ الغيبة للطوسي، ص 194، ح 157 بسند آخر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 328، ح 790.

 (7). «اسِرُّ»، أي افضِي. يقال: أسْرَرْتُ إلى فلان حديثاً، أي أفضيتُ إليه في خفية. و قد يفسَّر بالإظهار، و هذاصحيح؛ فإنّ الإسرار إلى الغير يقتضي إظهار ذلك لمن يُفْضى إليه بالسرّ، و إن كان يقتضي إخفاءه عن غيره، و هو من الأضداد. راجع: المفردات للراغب، ص 404 (سرر).

 (8). في «ه»:-/ «إلىّ».

 (9). بصائر الدرجات، ص 377، ح 5، بسنده عن ابن أبي عمير؛ و فيه، ح 1 و 2، بسنده عن عبد الصمد بن بشير، مع زيادة و اختلاف الوافي، ج 2، ص 332، ح 793.

35
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَجْلَحُ و سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ و دَاوُدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ «1» وَ زَيْدٌ الْيَمَامِيُ‏ «2»، قَالُوا:

حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ‏ أَنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ وَ الْوَصِيَّةَ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ. «3»

778/ 4. و فِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ «4»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَنَّ عَلِيّاً- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ و الْوَصِيَّةَ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ». «5»

779/ 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «أَوْصى‏ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَشْهَدَ عَلى‏ وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ و مُحَمَّداً عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، و جَمِيعَ وُلْدِهِ، و رُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ، و أَهْلَ بَيْتِهِ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ و السِّلَاحَ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ: يَا بُنَيَّ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ، و أَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي و سِلَاحِي‏ «6»، كَمَا أَوْصى‏ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و دَفَعَ إِلَيَ‏

______________________________

 (1). كذا في النسخ و المطبوع، لكنّ الظاهر و قوع التحريف في العنوان، و الصواب إمّا «داود بن يزيد» أو «داودأبو يزيد». و داود هذا، هو داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري، أبو يزيد، روى عن شهر بن حوشب. راجع: تهذيب الكمال، ج 8، ص 467، الرقم 1791.

 (2). في «ألف، ب، ف» و الوافي: «اليماني». و الظاهر أنّ كلا العنوانين مصحّف. و الصواب «زُبَيْد اليامي»، و هو زُبَيد بن الحارث بن عبد الكريم اليامي، روى عن شهر بن حوشب. راجع: تهذيب الكمال، ج 9، ص 289، الرقم 1958؛ و ج 12، ص 580.

 (3). بصائر الدرجات، ص 162، ح 1، بسند آخر، مع زيادة الوافي، ج 2، ص 332، ح 794.

 (4). السند معلّق على سابقه، و يروى عن أحمد بن محمّد، عدّة من أصحابنا.

 (5). بصائر الدرجات، ص 162، ح 1، بسند آخر، مع زيادة الوافي، ج 2، ص 332، ح 795.

 (6). في «ب»: «كتبه و سلاحه».

36
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

كُتُبَهُ و سِلَاحَهُ، و أَمَرَنِي أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهُ‏ «1» إِلى‏ أَخِيكَ الْحُسَيْنِ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى‏ ابْنِهِ الْحُسَيْنِ، و قَالَ: أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ‏ «2» هذَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ ابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: يَا بُنَيَّ، و «3» أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، و أَقْرِئْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و مِنِّي السَّلَامَ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَنْتَ ولِيُّ الْأَمْرِ و ولِيُّ الدَّمِ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَلَكَ، و إِنْ قَتَلْتَ فَضَرْبَةٌ «4» مَكَانَ ضَرْبَةٍ «5»، و لَاتَأْثَمْ‏ «6»». «7»

780/ 6. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُ‏ «8» رَفَعَهُ؛ و «9» مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ، قَالَ:

لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَفَّ بِهِ‏ «10» الْعُوَّادُ «11»، و قِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْصِ، فَقَالَ: «اثْنُوا لِي وِسَادَةً «12»»، ثُمَّ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ‏

______________________________

 (1). في حاشية «بح»: «تدفعها».

 (2). في «ه»:+/ «عليّ».

 (3). في «ج، ف، ه»:-/ «و».

 (4). في «ف» و حاشية «بح»:+/ «واحدة».

 (5). في «بس»:+/ «واحدة».

 (6). «لا تأثم» إمّا نفي، أو نهي، من باب المجرّد، أو من باب التفعّل.

 (7). التهذيب، ج 9، ص 176، ح 714، بسنده عن الحسين بن سعيد؛ الغيبة للطوسي، ص 194، ح 157، بسنده عن عمرو بن شمر. و راجع أيضاً المصادر التي ذكرنا ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب الوافي، ج 2، ص 329، ح 791.

 (8). في «ألف، ض، ف»: «الحسيني».

 (9). في السند تحويل بعطف «محمّد بن الحسن عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه» على «الحسين بن الحسن الحسني رفعه».

 (10). «حفّ به»، أي أطاف به. راجع: المصباح المنير، ص 14 (حفف).

 (11). «العُوّاد»: جمع العائد، من العِيادة بمعنى زيارة المريض. راجع: المصباح المنير، ص 436 (عود).

 (12). في «بر، بف» و الوافي: «الوسادة». و «اثْنُوا لي و سادةً»، أي رُدُّوا بعضها على بعض لنرتفع فيكون لي حسن‏مراىً للناس حين أجلس عليها، أو للاتّكاء عليها لعدم قدرته على الجلوس مستقلّاً. يقال: ثَنَى الشي‏ءَ ثَنْياً، أي ردّ بعضه على بعض، و قد تَثَنّى و انثنى. و «الوسادُ» و «الوسادة»: المتّكأ و المِخَدّة، و يثلَّث. و الجمع: وُسُد، و وَسائد. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 115 (ثنى؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 469 (وسد).

37
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

حَقَ‏ «1» قَدْرِهِ‏ «2» مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ، و «3» أَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَ‏ «4»، و لَاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ‏ «5»؛ أَيُّهَا النَّاسُ، كُلُّ امْرِىً لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ «6»، و الْأَجَلُ‏ «7» مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ، و الْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ‏ «8»، كَمْ أَطْرَدْتُ‏ «9» الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا «10» عَنْ مَكْنُونِ‏ «11» هذَا الْأَمْرِ، فَأَبَى اللَّهُ- عَزَّ ذِكْرُهُ- إِلَّا إِخْفَاءَهُ، هَيْهَاتَ‏ «12» عِلْمٌ مَكْنُونٌ‏ «13».

أَمَّا و صِيَّتِي، فَأَنْ لَاتُشْرِكُوا بِاللَّهِ- جَلَّ ثَنَاؤُهُ- شَيْئاً، و مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَلَا تُضَيِّعُوا «14»

______________________________

 (1). في «ألف، ب، ج، ف، بح، بر، بس، بف» و حاشية بدرالدين و مرآة العقول:-/ «حقّ».

 (2). قال الجوهري: «قَدرُ اللَّه و قَدْرُه بمعنى، و هو في الأصل مصدر، قال اللَّه تعالى: «ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» [الأنعام (6): 91؛ و ...] أي ما عظّموا اللَّهَ حقَّ تعظيمه». الصحاح، ج 2، ص 786 (قدر).

 (3). في «ض، بر، بس» و البحار:-/ «و».

 (4). في شرح المازندراني: «كما أحبّه».

 (5). «انتسب» و «استنسب»، أي ذكر نسبه. و المعنى: أي كما انتسب إلى هذه الصفات في سورة التوحيد و غيرها. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 137؛ لسان العرب، ج 1، ص 755 (نسب).

 (6). إشارة إلى الآية 8 من سورة الجمعة (62): «قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ».

 (7). قال الخليل: «الأجَلُ: غاية الوقت في الموت. و قال ابن الأثير: «هو الوقت المضروب المحدود في المستقبل». راجع: ترتيب كتاب العين، ج 1، ص 68؛ النهاية، ج 1، ص 26 (أجل).

 (8). «مُوافاتُه»، أي إتيانه. يقال: و افيتُه موافاةً، أي أتيتُه. راجع: المصباح المنير، ص 667 (وفى).

 (9). في مرآة العقول: «اطّردت». و نقل عن البعض: «أطْرَدَتْ» بمعنى جَرَتْ. و: «الاطّراد»: الإخراج. يقال: أطْرَدُه السلطان و طرّده، إذا أخرجه عن بلده، و حقيقته أنّه صيّره طَريداً. راجع: النهاية، ج 3، ص 118 (طرد).

 (10). «أبحثها»، أي افتّشها. راجع: الصحاح، ج 1، ص 273 (بحث).

 (11). في حاشية «ج»: «مخزون».

 (12). في حاشية «ج، بح، بر»:+/ «هيهات». و قال ابن الأثير: «هَيْهاتَ، هي كلمة تبعيد مبنيّة على الفتح، و ناسٌ يكسرونها. و قد تبدل الهاءُ همزةً فيقال: أيْهاتَ. و من فتح و قف بالتاء، و من كسر و قف بالهاء». النهاية، ج 5، ص 290 (هيه).

 (13). في «ب» و حاشية «بح» و الوافي:+/ «مخزون». و في حاشية «ج، بر» و نهج البلاغة، ص 270: «مخزون».

 (14). «فلا تضيّعوا»، أي لا تُهْمِلوا. يقال: ضيّع الشي‏ء، و أضاعه، أي أهمله و أهلكه. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 996 (ضيع).

38
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

سُنَّتَهُ‏ «1»، أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ، و أَوْقِدُوا «2» هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، و خَلَاكُمْ‏ «3» ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا «4»، حُمِّلَ‏ «5» كُلُّ امْرِىً‏ «6» مَجْهُودَهُ، و خُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ، رَبٌّ رَحِيمٌ، و إِمَامٌ عَلِيمٌ، وَ دِينٌ قَوِيمٌ‏ «7».

أَنَا «8» بِالْأَمْسِ صَاحِبُكُمْ، و الْيَوْمَ‏ «9» عِبْرَةٌ «10» لَكُمْ، و غَداً مُفَارِقُكُمْ‏ «11»، إِنْ تَثْبُتِ‏ «12»

______________________________

 (1). في الوافي، ج 1، ص 302: «السنّة في الأصل الطريقة، ثمّ خصّت بطريقة الحقّ التي و ضعها اللَّه للناس و جاءبها الرسول صلى الله عليه و آله؛ ليتقرّبوا بها إلى اللَّه عزّ و جلّ و يدخل فيها كلّ عمل شرعيّ و اعتقاد حقّ، و تقابلها البدعة». و راجع: النهاية، ج 2، ص 409 (سنن).

 (2). في الوافي: «و في بعض النسخ: و ارفدوا هذين المصباحين بالراء و الفاء، أي انصروهما».

 (3). في «بح»:+/ فيه. و قال الجوهري: «و قولهم: افعل كذا و خَلاك ذمٌّ، أي اعْذِرْتَ و سقط عنك الذمّ. و استصوبه الفيض إذا فتحت الذال. و أمّا إذا كسرت الذال فالمعنى عنده: مضى لكم ذمّة و أمان. و استبعده المجلسي. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2331 (خلا).

 (4). في «ب، ض، ف»: «لم تشرَّدوا». و في حاشية «بح»: «لم تنفروا». و قوله: «ما لم تَشْرُدُوا»، أي تنفروا. يقال: شَرَدَ البعيرُ يَشْرُدُ شُرُوداً و شِراداً، إذا نفر و ذهب في الأرض. راجع: النهاية، ج 2، ص 457 (شرد).

 (5). في «بف»: «و حمّل». اعلم أنّ في قوله: «حمّل» و «خفّف» احتمالات ثلاثاً: الأوّل: أن يكونا مجهولين من باب التفعيل- كما في المتن- و حينئذٍ قوله: «ربّ رحيم» إمّا خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ محذوف الخبر، أو فاعل فعل محذوف يفسّره قوله: «حمّل»، أي حمّلهم ربّ رحيم. الثاني: أن يكونا معلومين منه، و قوله: «ربّ رحيم» و ما عطف عليه فاعلهما على سبيل التنازع، أو الفاعل هو الضمير. الثالث: أن يكون «حمل» كضرب على المعلوم، و «كلّ» فاعله، و «خفّف» إمّا معلوم أو مجهول من التفعيل. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 139؛ الوافي، ج 2، ص 334؛ مرآة العقول، ج 3، ص 297.

 (6). في «ب، ض، بر، بس» و الوافي و مرآة العقول و البحار و نهج البلاغة، ص 207:+/ «منكم».

 (7). «قَوِيمٌ»، أي ثابتٌ مُقوّمٌ لُامور معاش الناس و معادهم، من قام بمعنى ثبت و ركذ، و معتدلٌ مستقيمٌ لا اعوجاج فيه و لا صعوبة. راجع: المفردات للراغب، ص 691؛ لسان العرب، ج 12، ص 503 (قوم).

 (8). في «ه»: «و أنا».

 (9). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع: «و [أنا] اليوم».

 (10). قال الراغب: «الاعتبار و العِبْرَة مختصّان بالحالة التي يتوصّل بها من معرفة المُشاهَد إلى ما ليس بمُشاهَد». و قال ابن الأثير: «العِبْرَة كالموعظة ممّا يتّعظ به الإنسان و يعمل به و يعتبر؛ ليستدلّ به على غيره». راجع: المفردات للراغب، ص 543؛ النهاية، ج 3، ص 170 (عبر).

 (11). في حاشية «ف»: «افارقكم».

 (12). في «ه»: «أتيت». و في حاشية «ج، بر»: «ثبتت».

39
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

الْوَطْأَةُ «1» فِي هذِهِ الْمَزَلَّةِ، فَذَاكَ‏ «2» الْمُرَادُ، و إِنْ تَدْحَضِ‏ «3» الْقَدَمُ، فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ «4» أَغْصَانٍ، و ذَرى‏ «5» رِيَاحٍ، و تَحْتَ ظِلِّ غَمَامَةٍ اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا «6»، و عَفَا «7» فِي الْأَرْضِ مَخَطُّها «8».

وَ إِنَّمَا كُنْتُ‏ «9» جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً، و سَتُعْقَبُونَ‏ «10» مِنِّي جُثَّةً «11» خَلَاءً، سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَكَةٍ، و كَاظِمَةً «12» بَعْدَ نُطْقٍ؛ لِيَعِظَكُمْ‏ «13» هُدُوِّي‏ «14»، و خُفُوتُ‏ «15»

______________________________

 (1). «الوَطْأَةُ»: موضع القدم، من الوَطْء و هو في الأصل الدَوْسُ بالقدم؛ يعني إن برئت و سلمت من الموت. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 197 (وطأ).

 (2). في حاشية «ب، ج»: «فذلك».

 (3). «تَدْحَضُ»، أي تَزْلُقُ و تزلّ و لم تثبت. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1075 (دحض).

 (4). «الأفياء»: جمع الفي‏ء، و أصله: الرجوع، و منه قيل للظلّ الذي يكون بعد الزوال في‏ءٌ؛ لأنّه يرجع من ف جانب الغرب إلى جانب الشرق. راجع: النهاية، ج 3، ص 482 (فيأ).

 (5). في شرح المازندراني: «و ذَرَى الرياح- بالفتح-: كَنَفُها و مَهَبُّها. يقال: أنا في ذَرى‏ فلان، أي في كنفه. و ذُرَى‏الرياح- بالضمّ-: اسم لما ذَرَتْهُ الريح و أطارته، و لا يمكن إرادته هنا إلّابتكلّف». و راجع: الصحاح، ج 6، ص 245 (ذرا).

 (6). «مُتلفّقها»، إمّا بكسر الفاء بمعنى ما انضمّ و اجتمع. يقال: لَفَقَ الثوب يَلْفِقُهُ لَفْقاً، أي ضمّ شقّة إلى اخرى فخاطهما، فتلفّق، أي انضمّ. أو بفتح الفاء مصدر ميمي بمعنى الانضمام و الاجتماع. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 140؛ مرآة العقول، ج 3، ص 299؛ لسان العرب، ج 10، ص 330 (لفق).

 (7). «عَفا»، أي درس و انمحى و لم يبق له أثر. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 76 (عفا).

 (8). هكذا في «ألف، ب، ج، ض، ه، و، بح، بر، بس، بف» و مرآة العقول و البحار و نهج البلاغة، ص 207، و «المخطّ»: ما يحدث في الأرض من الخطّ الفاصل بين الظلّ و النور كما في المرآة. و في المطبوع و الوافي: «محطّها».

 (9). في «ه»:+/ «في الأرض».

 (10). «سَتُعْقَبُون»، أي تُورَثُون. راجع: الصحاح، ج 1، ص 187 (عقب).

 (11). في «ه»:+/ «في الأرض».

 (12). «كاظِمَةً»، أي ساكتة. و الكُظُوم احتباس النَفَس، و يعبَّر به عن السكوت. راجع: المفردات للراغب، ص 712؛ لسان العرب، ج 12، ص 520 (كظم).

 (13). في مرآة العقول: «ليعظكم، بكسر اللام و النصب كما ضبط في أكثر نسخ النهج، و يحتمل الجزم؛ لكونه أمراً، و فتح اللام و الرفع أيضاً».

 (14). «هُدُوِّي»، أي سُكُوني. يقال: هَدَأَ هَدْءاً، و هُدُوءاً، أي سكن. راجع: الصحاح، ج 1، ص 82 (هدأ).

 (15). «الخُفُوت»: السكون. قال الجوهري: «خَفَتَ الصوتُ خُفُوتاً: سكن، و لهذا قيل للميّت: خَفَتَ، إذا انقطع ف كلامه و سكت فهو خافِتٌ». راجع: الصحاح، ج 1، ص 248 (خفت).

40
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

إِطْرَاقِي‏ «1»، و سُكُونُ أَطْرَافِي‏ «2»؛ فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لَكُمْ مِنَ النَّاطِقِ الْبَلِيغِ.

وَ دَّعْتُكُمْ و دَاعَ مُرْصِدٍ «3» لِلتَّلَاقِي، غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي، و يَكْشِفُ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- عَنْ سَرَائِرِي، و تَعْرِفُونِّي‏ «4» بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي، و قِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي‏ «5».

إِنْ‏ «6» أَبْقَ فَأَنَا و لِيُّ دَمِي؛ و إِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي؛ و «7» إِنْ أَعْفُ فَالْعَفْوُ «8» لِي قُرْبَةٌ و لَكُمْ حَسَنَةٌ، فَاعْفُوا و اصْفَحُوا «9»، أَ لَاتُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ‏

______________________________

 (1). «إطْراقِي»، إمّا بكسر الهمزة، بمعنى إرخاء العينين، من أطْرَقَ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض و سكت، كناية عن عدم تحريك الأجفان. أو بفتحها جمع طِرْقٍ بمعنى القوّة، أو جمع طَرْقٍ بمعنى الضرب بالمطرقة، أو جمع طَرْقَة بالفتح بمعنى صنائع الكلام، يقال: هذه طَرْقَتُهُ، أي صنعته. و الأوّل أظهر و أضبط. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 141؛ الوافي، ج 2، ص 335؛ مرآة العقول، ج 3، ص 300؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1198 (طرق).

 (2). «أطْرافي»، جمع طَرَف. و المراد بها الأعضاء و الجوارح. أو جمع الطَرْف بمعنى تحريك العين و الجفن على رأي القتيبي؛ فإنّ الطَرْف مصدر لا يثنّى و لا يجمع. راجع: النهاية، ج 3، ص 120؛ لسان العرب، ج 9، ص 213 (طرف).

 (3). «مُرْصِد»، أي مترقّب، منتظر، معدّ، مهيّئ. و نقل المجلسي عن بعض نسخ النهج: مُرْصَد على صيغةالمفعول. و قال المازندراني: «و يجوز أن يكون اسم مكان من الرصد- بالتحريك و التسكين- بمعنى المراقبة و الانتظار». راجع: النهاية، ج 2، ص 226 (رصد)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 141؛ مرآة العقول، ج 3، ص 301.

 (4). في «ف» و نهج البلاغة، ص 207: «تعرفونني». قال في النحو الوافي، ج 1، ص 163: «و هناك لغة تحذف نون الرفع، أي نون الأفعال الخمسة في غير ما سبق».

 (5). في «ب، ج، ض، بر»: «و قيامي غير مقامي». و في شرح المازندراني: «و قيام غير مقامي». و في الوافي: «و قيامي غير مقامي».

 (6). في «ف»: «و إن».

 (7). في «ج»:-/ «و».

 (8). في «ب، ف، ه، بح، بر، بس» و الوافي: «العفو» مكان «و إن أعف فالعفو».

 (9). «الصَفْحُ»: العفو و التجاوز عن الذنب. و أصله من الإعراض بصفحة الوجه، كأنّه أعرض بوجهه عن ذنبه. ظاهر الأمر بالعفو و الصفح يناقض قوله عليه السلام: «ضربة مكان ضربة» فالمراد العفو عمّن حمل قاتله على القتل، أو عمّن يجني عليهم بمثل ما جني عليه، أو يكون المعنى: ضربة إن لم تعفوا مكان ضربة. راجع: النهاية، ج 3، ص 34 (صفح)؛ الوافي، ج 2، ص 335؛ مرآة العقول، ج 3، ص 303.

41
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

لَكُمْ‏ «1»؟

فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلى‏ كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً، أَوْ تُؤَدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلى‏ شِقْوَةٍ؛ جَعَلَنَا اللَّهُ و إِيَّاكُمْ مِمَّنْ لَايَقْصُرُ «2» بِهِ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ رَغْبَةٌ «3»، أَوْ تَحُلُ‏ «4» بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَقِمَةٌ «5»، فَإِنَّمَا نَحْنُ لَهُ و بِهِ».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، ضَرْبَةً مَكَانَ ضَرْبَةٍ، و لَاتَأْثَمْ». «6»

781/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَقِيلِيِّ يَرْفَعُهُ‏ «7»، قَالَ‏ «8»:

قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ لِلْحَسَنِ: «يَا بُنَيَّ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَاقْتُلِ ابْنَ مُلْجَمٍ، و احْفِرْ «9» لَهُ فِي الْكُنَاسَةِ «10»- و و صَفَ‏ «11» الْعَقِيلِيُّ الْمَوْضِعَ: عَلى‏ بَابِ طَاقِ الْمَحَامِلِ، مَوْضِعُ‏ «12» الشُّوَّاءِ «13»

______________________________

 (1). إشاره إلى الآية 22 من سورة النور (24): «وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ».

 (2). في «ب»: «لا تقصر». و «لا يَقْصُرُ» أي لا يعجز. راجع: الصحاح، ج 2، ص 794 (قصر).

 (3). «رَغْبَةٌ»، فاعل «يقصر»، و عليه لزم خلاف المعنى المقصود عند المازندراني، فلذا نصبه تمييزاً عن النسبة في الفعل، و استبعده المجلسي. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 142؛ مرآة العقول، ج 3، ص 303.

 (4). في «ب، ه، بح، بس، بف»: «يحلّ».

 (5). في «ف»: «نعمة». و في «ه»:+/ «منكم». و «النَقَمَةُ» و «النِقَمَة»: العذاب و العقوبة، و المكافأة بها. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 590 (نقم).

 (6). نهج البلاغة، ص 207، الخطبة 149، من قوله: «أيّها الناس كلّ امرئ لاق» إلى قوله: «و قيام غيري مقامي». و راجع: الإرشاد، ج 1، ص 234؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 366؛ و نهج البلاغة، ص 378، الكتاب 23؛ و خصائص الأئمّة، ص 108 الوافي، ج 2، ص 332، ح 796؛ البحار، ج 42، ص 206، ح 11.

 (7). في «ج» و الوافي: «رفعه».

 (8). في «ج، ف، ه، بف» و الوافي:-/ «قال».

 (9). في «ف»: «فاحفر».

 (10). في «بح»: «بالكناسة».

 (11). في مرآة العقول: «و وصف، كلام عليّ بن الحسين».

 (12). يجوز فيه الرفع خبراً لمبتدأ محذوف، و الجرّ بدلًا عن «طاق المحامل».

 (13). «الشُوّاء»: جمع الشاوي، و هو الذي يَشْوِي اللحمَ، أي يعرّضه للنار فينضج. قرأه المازندراني: الشِواء، ف و هو اسم من شويت اللحم شَيّاً. و احتمل المجلسي كونه شَوّاً، و هو بيّاع الشِواء. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2396 (شوى).

42
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

وَ الرُّؤَّاسِ‏ «1»- ثُمَّ ارْمِ بِهِ فِيهِ؛ فَإِنَّهُ و ادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ». «2»

 

67- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِ‏ «3» عَلَى‏ «4» الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ‏

782/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ؛ قَالَ الْكُلَيْنِيُ‏ «5»: و «6» عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «لَمَّا حَضَرَ «7» الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ الْوَفَاةُ «8»، قَالَ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا أَخِي، إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا: إِذَا «9» أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي، ثُمَ‏ «10» و جِّهْنِي إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِأُحْدِثَ‏ «11» بِهِ عَهْداً، ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلى‏ أُمِّي‏ «12» عَلَيْهَا السَّلَامُ، ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ، و اعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنْ عَائِشَةَ «13» مَا يَعْلَمُ اللَّهُ‏ «14» و النَّاسُ‏

______________________________

 (1). قرأ المازندراني: الرَءّاس، و هو بائع الرُؤوس. و قرأ المجلسي: الرُؤّاس جمع الرَءّاس. و أمّا القراءة بالواو فردّه الجوهري؛ حيث قال: «يقال لبائع الرؤوس: رَءّاس، و العامّة تقول: رَوّاس». راجع: الصحاح، ج 3، ص 932 (رأس).

 (2). التهذيب، ج 6، ص 33، ح 66، بسند آخر عن أبي مَطَر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 335، ح 797.

 (3). في «ض، ف، ه، بح، بر»:-/ «و النصّ».

 (4). في «ج، ض، ف، ه، بر»: «إلى».

 (5). في مرآة العقول: «و «قال الكليني»، كلام تلامذته، و هو في هذا الموضع غريب».

 (6). في السند تحويل كما لا يخفى. و يروي عن محمّد بن سليمان الديلمي بكر بن صالح و ابن زياد، و المراد به سهل بن زياد. هذا، و قد روى بكر بن صالح عن محمّد بن سليمان في الكافي، ح 740.

 (7). في «ف» و الوسائل، ح 15362: «حضرت». و في الوسائل، ح 3298 «احتُضر».

 (8). في الوسائل، ح 3298:-/ «الوفاة».

 (9). في الوسائل، ح 3298: «فإذا».

 (10). في البحار: «و».

 (11). في «بس، بف»: «لُاحدّث».

 (12). في الوسائل، ح 3298:+/ «فاطمة».

 (13). في الوسائل، ح 3298: «من الحميراء».

 (14). في الوسائل، ح 3298:-/ «اللَّه و».

43
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

صَنِيعَهَا «1» و عَدَاوَتَهَا لِلَّهِ و لِرَسُولِهِ و عَدَاوَتَهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.

فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ و وُضِعَ عَلَى السَّرِيرِ، ثُمَ‏ «2» انْطَلَقُوا بِهِ‏ «3» إِلى‏ مُصَلّى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ- فَصَلّى‏ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و حُمِلَ و أُدْخِلَ إِلَى‏ «4» الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا أُوقِفَ‏ «5» عَلى‏ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، ذَهَبَ ذُو الْعَيْنَيْنِ‏ «6» إِلى‏ عَائِشَةَ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا «7» بِالْحَسَنِ لِيَدْفِنُوهُ‏ «8» مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَخَرَجَتْ‏ «9»- مُبَادِرَةً «10»- عَلى‏ بَغْلٍ بِسَرْجٍ‏ «11»، فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الْإِسْلَامِ سَرْجاً، فَقَالَتْ: نَحُّوا «12» ابْنَكُمْ عَنْ‏

______________________________

 (1). في «ج، ف، بر، بس» و حاشية «بح»: «بغضها». و في «ض»:+/ «بغضها». و في الوسائل، ح 3298: «من‏صنيعها». و يجوز فيه و ما عُطف عليه الرفع خبراً لمبتدأ محذوف، أو بدلًا أو بياناً عن الموصول، و النصب مفعولًا ليعلم، أو بدلًا أو بياناً عن العائد إلى الموصول. و يؤيّد البدليّة أو البيانيّة ما يأتي في الحديث الثالث من قوله: «ما يعلم الناس من صنيعها». و «الصنيع»: الفعل القبيح. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1245 (صنع).

 (2). في مرآة العقول، ج 3، ص 305: «قرأ بعض الأفاضل: ثَمَّ، إشارة للمكان، أي في بيته. فقوله: انطلقوا، جواب «لمّا». و يحتمل أن يكون بالضمّ، و يكون قوله: فصلّى، جواب «لمّا» ادخل الفاء عليه للفاصلة».

 (3). «انطلقوا به»، أي ذهبوا به. يقال: أطلقتُ الأسير، إذا حللتَ إساره و خلّيت عنه فانطلق، أي ذهب في سبيله. راجع: المصباح المنير، ص 376 (طلق).

 (4). في «ه، بف» و الوافي:-/ «إلى».

 (5). في «ف»: «وقف».

 (6). هكذا في «ألف، ض». و في «ج، و، بح، بر، بس، بف» و المطبوع: «ذو العوينين». و في حاشية «ج»: «ذو العوينتين». و الصحيح في الكلمة ثلاث لغات: ذو العينين، ذُو العوينتين، ذُو العُيَيْنَتَيْن فما في المطبوع خارج عن اللغات. و نقل في اللسان عن ابن السكّيت أنّه قال: «لا تقل: ذو العوينتين». و «العين»: الذي تبعثه لتجسّس الخبر. و تصغيرها: «عُيَيْنَة». و في حاشية بدرالدين: «ذوالغويّين، و هو مروان عليه اللعنة. و هذا تثنية الغويّ، و هو كثير الغواية». راجع: حاشية بدرالدين، ص 199؛ ترتيب كتاب العين، ج 2، ص 1323؛ الصحاح، ج 6، ص 2170 (عين).

 (7). في «ض»: «ذهب ذوالعينين، فقال: قد أقبلوا».

 (8). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع: «ليدفنوا».

 (9). في الوسائل، ج 11:+/ «عائشة».

 (10). «مبادِرَةً»، أي مسرعة. يقال: بدر إلى الشي‏ء بُدُوراً، و بادر إليه مبادرةً و بداراً، من باب قَعَد و قاتل، أي أسرع. راجع: المصباح المنير، ص 38 (بدر).

 (11). في «ف»: «يسرج». و في الوسائل، ج 11: «مسرج».

 (12). «نَحُّوا»، أي رُدّوا. من نحّ ينحّ نَحياً و نَحْنَح، إذا ردّ السائل ردّاً قبيحاً. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 612 (نحح).

44
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

بَيْتِي؛ فَإِنَّهُ لَايُدْفَنُ فِي بَيْتِي، و يُهْتَكُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حِجَابُهُ.

فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ و أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و أَدْخَلْتِ عَلَيْهِ بَيْتَهُ‏ «1» مَنْ لَايُحِبُّ قُرْبَهُ، و إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ سَائِلُكِ‏ «2» عَنْ ذلِكِ يَا عَائِشَةُ». «3»

783/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ و عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَتِ‏ «4» الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ الْوَفَاةُ، قَالَ: يَا قَنْبَرُ، انْظُرْ هَلْ تَرى‏ مِنْ و رَاءِ بَابِكَ مُؤْمِناً مِنْ غَيْرِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ؟ فَقَالَ: اللَّهُ تَعَالى‏ و رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ بِهِ‏ «5» مِنِّي، قَالَ: ادْعُ لِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍ‏ «6»، فَأَتَيْتُهُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ، قَالَ‏ «7»: هَلْ حَدَثَ إِلَّا خَيْرٌ؟ قُلْتُ: أَجِبْ أَبَا مُحَمَّدٍ، فَعَجَّلَ عَلى‏ «8» شِسْعِ‏ «9» نَعْلِهِ، فَلَمْ يُسَوِّهِ‏ «10»، و خَرَجَ مَعِي يَعْدُو «11».

فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، سَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍ‏ «12» عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: اجْلِسْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ‏

______________________________

 (1). في «ف، بح، بف» و حاشية «ب، ج، ض، بر» و الوافي: «على بيته». و في «ه، و»: «أدخلت بيته».

 (2). في حاشية «بر»: «يسألك».

 (3). الإرشاد، ج 2، ص 17 الوافي، ج 2، ص 339، ح 799؛ الوسائل، ج 3، ص 163- 164، ح 3296 و 3298، إلى قوله: «ما يعلم اللَّه و الناس صنيعها»؛ و ج 11، ص 497، ح 15362، إلى قوله: «في الإسلام سرجاً»؛ البحار، ج 102، ص 264، ح 1، إلى قوله: «ثمّ ردّني فادفنّي بالبقيع».

 (4). في «ه» و الوافي: «حضر».

 (5). في «ب، ه»:-/ «به».

 (6). في الوافي: «محمّد بن عليّ، يعني به أخاه ابن الحنفيّة».

 (7). في «بح»: «فقال».

 (8). في «بس» و الوافي: «عن».

 (9). قال ابن الأثير: «الشِسْعُ: أحد سُيور النعل، و هو الذي يُدْخَل بين الأصبَعَين، و يُدْخَلُ طَرَفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزِمام، و الزِمامُ السَيْر الذي يُعْقَدُ فيه الشسْعُ». النهاية، ج 2، ص 472 (شسع).

 (10). في «ج»: «فلم يسوّ نعله».

 (11). قال الفيّومي: «عَدا في مَشية عَدْواً، من باب قال أيضاً: قارب الهَرْوَلَة و هو دون الجَرْي». المصباح المنير، ص 397 (عدو).

 (12). في «ب، ف، ه» و الوافي:-/ «بن عليّ».

45
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

مِثْلُكَ يَغِيبُ عَنْ سَمَاعِ كَلَامٍ‏ «1» يَحْيَا «2» بِهِ الْأَمْوَاتُ، و يَمُوتُ‏ «3» بِهِ الْأَحْيَاءُ، كُونُوا أَوْعِيَةَ الْعِلْمِ و مَصَابِيحَ الْهُدى‏؛ فَإِنَّ ضَوْءَ النَّهَارِ بَعْضُهُ أَضْوَأُ مِنْ بَعْضٍ. «4»

أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- جَعَلَ وُلْدَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَئِمَّةً، و فَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ، و آتى‏ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ زَبُوراً، و قَدْ عَلِمْتَ بِمَا اسْتَأْثَرَ «5» بِهِ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍ‏ «6»، إِنِّي أَخَافُ‏ «7» عَلَيْكَ الْحَسَدَ، و إِنَّمَا و صَفَ اللَّهُ بِهِ الْكَافِرِينَ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ‏ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ» «8» و لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ- عَزَّ وَ جَلَّ- لِلشَّيْطَانِ عَلَيْكَ سُلْطَاناً.

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَ لَاأُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ أَبِيكَ فِيكَ؟ قَالَ: بَلى‏، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَاكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ يَوْمَ الْبَصْرَةِ «9»: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَبَرَّنِي‏ «10» فِي الدُّنْيَا و الْآخِرَةِ، فَلْيَبَرَّ مُحَمَّداً وَلَدِي‏ «11».

______________________________

 (1). في «ألف، ج، ض، بح، بس» و حاشية «بر»: «أن يسمع كلاماً».

 (2). في «ض، ف، ه، و، بف»: «تحيا». و في الوافي: «يحيى به الأموات، أي أموات الجهل. و يموت به الأحياء، أي بالموت الإرادي عن لذّات هذه النشأة، الذي هو حياة اخرويّة في دارالدنيا».

 (3). في «ألف، ب، ج، ض، ف، بح، بر، بف»: «تموت».

 (4). في الوافي: «يعني لاتستنكفوا من التعلّم و إن كنتم علماء؛ فإنّ فوق كلّ ذي علم عليم».

 (5). في «ب، ف، بف» و حاشية «ض، بح، بر» و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول:+/ «اللَّه». و قال الراغب: «الاستئثار: التفرّد بالشي‏ء دون غيره، و قولُهم: استأثر اللَّه بفلان كنايةً عن موته، تنبيهٌ على أنّه ممّن اصطفاه و تفرّد تعالى به من دون الورى تشريفاً له». و قال المجلسي: «و قد علمت بما استأثر اللَّه به، الباء لتقوية التعدية، و ليس «به» في إعلام الورى [ص 216] و هو أظهر. و الاستيثار: التفضيل». راجع: المفردات للراغب، ص 62 (أثر)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 308.

 (6). في «بس»:-/ «بن عليّ».

 (7). في مرآة العقول، ج 3، ص 308: «في إعلام الورى: إنّي لا أخاف، و هو أظهر و أنسب بحال المخاطَب بل المخاطِب أيضاً». و في إعلام الورى المطبوع، ص 216: «إنّي أخاف» كما في الكافي.

 (8). البقرة (2): 109.

 (9). في «ج»: «يوم الظلّة».

 (10). «أن يَبَرَّني»، من البِرّ بمعنى الإحسان و الإطاعة و الإتيان بالحقوق. راجع: المصباح المنير، ص 43 (برر).

 (11). في «ه»:-/ «ولدي».

46
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَكَ و أَنْتَ نُطْفَةٌ فِي ظَهْرِ أَبِيكَ، لَأَخْبَرْتُكَ.

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بَعْدَ و فَاةِ نَفْسِي و مُفَارَقَةِ رُوحِي جِسْمِي إِمَامٌ مِنْ‏ «1» بَعْدِي، و عِنْدَ اللَّهِ- جَلَّ اسْمُهُ- فِي الْكِتَابِ‏ «2» وِرَاثَةً مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَضَافَهَا اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- لَهُ فِي وِرَاثَةِ أَبِيهِ و أُمِّهِ، فَعَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ خِيَرَةُ خَلْقِهِ، فَاصْطَفى‏ مِنْكُمْ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ، و اخْتَارَنِي عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْإِمَامَةِ، وَ اخْتَرْتُ أَنَا «3» الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟

فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنْتَ إِمَامٌ، و أَنْتَ و سِيلَتِي إِلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؛ و اللَّهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ نَفْسِي ذَهَبَتْ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ هذَا الْكَلَامَ، أَلَا و إِنَّ فِي رَأْسِي كَلَاماً لَاتَنْزِفُهُ‏ «4» الدِّلَاءُ، و لَاتُغَيِّرُهُ‏ «5» نَغْمَةُ الرِّيَاحِ‏ «6»، كَالْكِتَابِ الْمُعْجَمِ‏ «7»، فِي الرَّقِ‏ «8» الْمُنَمْنَمِ‏ «9»، أَهُمُ‏

______________________________

 (1). في «بس، بف»:-/ «من».

 (2). في «ه»:+/ «الماضي». و في الوافي: «في الكتاب، يعني في امّ الكتاب و اللوح المحفوظ».

 (3). في «ه»:-/ «أنا».

 (4). في «ج، ه، بف»: «لا ينزفه». و في «ف»: «لا ينزّفه». و في حاشية بدرالدين: «لاتنزحه» و في شرح‏المازندراني: «ما تنزفه». و «لا تَنْزِفُهُ»، أي لا تنزحه و لا تفنيه؛ كنايةً عن كثرته. يقال: نَزَفْتُ ماء البئر، أي نزحتُه كلَّه. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1430 (نزف).

 (5). في «ه»: «لا يغيّره».

 (6). كناية عن ثباته و عذوبته. و النغمة: الصوت الخفيّ. و عبّر بالرياح عن الشبهات التي تخرج من أفواه المخالفين الطاعنين في الحقّ. راجع: مرآة العقول، ج 3، ص 311؛ لسان العرب، ج 12، ص 590 (نغم).

 (7). «الكتاب المُعْجَمُ»، أي المختوم المقفّل. من أعجمت الباب، أي أقفلتُه؛ أشار به إلى أنّه من الأسرار و الرموز. أو المُزال عدم إفصاحه، يقال: أعجمتُ الحرفَ، أي أزلت عُجْمتَه بما يميّزه عن غيره بنقط و شكل؛ و أشار به إلى إبانته عن المكنونات. راجع: الوافي، ج 2، ص 339؛ المصباح المنير، ص 395 (عجم).

 (8). «الرَقُّ» و «الرِقُّ»: جِلْدٌ رقيق يكتب فيه، و ضدُّ الغليظ كالرقيق، و الصحيفةُ البيضاء. القاموس المحيط، ج 2، ص 1178 (رقق).

 (9). في «ب» و حاشية بدرالدين: «المبهم». و في «ف، بف» و الوافي: «المنهم» و هو إمّا بسكون النون و فتح الهاء و تشديد الميم، من قولهم: انهمّ البرد و الشحم، أي ذابا؛ كنايةً عن إغلاقه و بُعده عن الأفهام كأنّه قد ذاب و محا، فلا يمكن قراءته إلّابعسر. أو بفتح النون و تشديد الهاء المفتوحة من النهمة، أي بلوغ الهمّة في الشي‏ء؛ كنايةً عن كونه ممتلياً بحيث لم يبق شي‏ء غير مكتوب. و في حاشية «بف»: «المنهنم». و قوله: «المُنَمْنَمُ»: المُزَيَّن. يقال: نَمْنَمَ الشي‏ءَ نَمْنَمَةً، أي زيّنه و زخرفه و رقّشه. أو الملتفّ المجتمع. يقال: النبتُ المُنَمْنَم، أي المُلتفّ المجتمع. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 593 (نمم)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 149؛ مرآة العقول، ج 3، ص 311.

47
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

بِإِبْدَائِهِ‏ «1»، فَأَجِدُنِي سُبِقْتُ‏ «2» إِلَيْهِ، سَبَقَ‏ «3» الْكِتَابُ الْمُنْزَلُ‏ «4» أَوْ مَا جَاءَتْ‏ «5» بِهِ الرُّسُلُ، و إِنَّهُ لَكَلَامٌ يَكِلُ‏ «6» بِهِ لِسَانُ النَّاطِقِ‏ «7» و يَدُ الْكَاتِبِ حَتّى‏ لَايَجِدَ قَلَماً، و يُؤْتَوْا «8» بِالْقِرْطَاسِ حُمَماً «9»، فَلَا «10» يَبْلُغُ‏ «11» فَضْلَكَ، و كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُحْسِنِينَ، و لَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ:

______________________________

 (1). في «ب، ج» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «بأدائه». و في «ف» و حاشية «بر»: «بادّائه». و في «ه»: «بإيدائه». و نسب المازندراني و المجلسي ما في الكافي إلى بعض النسخ.

 (2). في «ف»: «مضيت».

 (3). قال المجلسي: «و يمكن أن يقرأ سَبْق بصيغة المصدر مضافاً إلى الكتاب؛ ليكون مفعولًا مطلقاً للتشبيه. و الحاصل: أنّي كلّما أقصد أن أذكر شيئاً ممّا في رأسي من فضائلك، أو فضائلك و مناقب أخيك، أجده مذكوراً في كتاب اللَّه و كتب الأنبياء»، و قال في الوافي: «سُبقت إليه، أي أنت سبقتني إليه و أخوك سبق القرآن، فإنّ فيه كلّ شي‏ء».

 (4). في «ب»: «المنزّل».

 (5). في «ب، ف، بف» و حاشية «بس» و حاشية بدرالدين: «و ما خلت». و في «ج، بح» و الوافي و مرآة العقول: «أو ما خلت». و في حاشية «ج»: «أو ما مضت». و في حاشية «بر، بف»: «و ما جاءت». و في «ه» و حاشية «بف» الاخرى: «و ما مضت». و في شرح المازندراني: «أو ما حلّت».

 (6). «يكلّ»، من الكلّ بمعنى العجز و الإعياء و الثقل و التعب و الوهن. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 590 و 594 (كلل).

 (7). في «ج، ض، ف، ه، و، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني:+/ «حتّى يكلّ لسانُه». و استظهر العلّامة المازندراني في شرحه عدمه، و قال: «و لعلّ المعنى على تقدير و جوده أنّ الكلام الذي في رأسي يكلّ به لسان الناطق الفصيح و يعجز عن إبدائه حتّى يبلغ غاية الكمال و يعجز عن النطق به بالكلّية».

 (8). في «ض، ف، بح، بر، بف» و الوافي و مرآة العقول: «يؤتى»، أي من يُكتب له أولهم.

 (9). في «ب»: «جمّاً». و في «بر»: «جميعاً». و «الحمم»: الفحم، و احدته: حُمَمَة. و الحُمَم: الرماد و الفحم و كلّ ما احترق من النار. لسان العرب، ج 12، ص 157 (حمم).

 (10). في «ب، ج، و، بر، بس» و الوافي: «و لا»، و جعله المازندراني في شرحه أظهر، بجعل الواو للحال.

 (11). هكذا في النسخ التي قوبلت. و في المطبوع:+/ «إلى».

48
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَعْلَمُنَا عِلْماً، و أَثْقَلُنَا حِلْماً «1»، و أَقْرَبُنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ رَحِماً، كَانَ فَقِيهاً قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ، و قَرَأَ الْوَحْيَ قَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ، و لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي أَحَدٍ «2» خَيْراً مَا اصْطَفى‏ «3» مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ مُحَمَّداً، و اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ، و اخْتَارَكَ عَلِيٌّ إِمَاماً، و اخْتَرْتَ الْحُسَيْنَ، سَلَّمْنَا و رَضِينَا؛ مَنْ‏ «4» بِغَيْرِهِ‏ «5» يَرْضَى‏ «6»؟ و مَنْ‏ «7» كُنَّا «8» نَسْلَمُ‏ «9» بِهِ مِنْ مُشْكِلَاتِ أَمْرِنَا؟». «10»

784/ 3. و بِهذَا الْإِسْنَادِ «11»، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

يَا أَخِي، إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي، ثُمَّ و جِّهْنِي إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِأُحْدِثَ‏ «12» بِهِ عَهْداً، ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلى‏ أُمِّي فَاطِمَةَ عَلَيْها مِنَ اللَّهِ‏

______________________________

 (1). في «ف»: «حملًا». و في «بح»: «علماً».

 (2). في «ض، ف، بح» و الوافي:+/ «غير محمّد».

 (3). في «بح» و حاشية «بر»:+/ «اللَّه».

 (4). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و مرآة العقول. و في المطبوع و حاشية بدرالدين:+/ «هو».

 (5). في حاشية «بس»: «بعزّه».

 (6). في «ألف، بس، بف»: «نرضى». و في حاشية بدرالدين و الوافي: «الرضا». و قال المازندراني: «و أمّا قراءة نرضى بالنون على أن يكون متكلّماً مع الغير- كما في بعض النسخ- فلا يخلو ما فيه؛ لخلوّ «مَنْ» عن العائد إليه إلّاأن يقدّر أو يجعل ضمير المجرور له، و الأخير و اه». و المجلسي بعد ما نقله عن بعض النسخ قال: «و هو لا يستقيم إلّابتقدير الباء في أوّل الكلام، أي بمن بغيره نرضى. و في بعض النسخ: من بعزة ترضى».

 (7). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و مرآة العقول. و في المطبوع: « [من غيره‏]». و جعل في المرآة «غيره» مقدّراً على تقدير كون «مَنْ» للاستفهام الإنكاري.

 (8). في «بس»:-/ «كنّا».

 (9). في «ف»: «نسلّم». و في مرآة العقول، ج 3، ص 313: «... و نسلم إمّا بالتشديد فكلمة مِنْ تعليليّة؛ أو بالتخفيف، أي نصير به سالماً من الابتلاء بالمشكلات».

 (10). الوافي، ج 2، ص 337، ح 798.

 (11). إشارة إلى «محمّد بن الحسن و عليّ بن محمّد» المذكورين صدر السند السابق.

 (12). في «ف، بس، بف»: «لُاحدّث».

49
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

السَّلَامُ‏ «1»، ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ، و اعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنَ الْحُمَيْرَاءِ مَا يَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ صَنِيعِهَا «2» و عَدَاوَتِهَا لِلَّهِ و لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و عَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.

فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وُضِعَ‏ «3» عَلى‏ سَرِيرِهِ، و انْطَلَقُوا «4» بِهِ إِلى‏ مُصَلّى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ- فَصَلّى‏ «5» عَلَى الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَمَّا أَنْ صَلّى‏ «6» عَلَيْهِ، حُمِلَ فَأُدْخِلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا أُوقِفَ عَلى‏ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، بَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ، و قِيلَ لَهَا: إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا «7» بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لِيُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَخَرَجَتْ- مُبَادِرَةً «8»- عَلى‏ بَغْلٍ بِسَرْجٍ‏ «9»، فَكَانَتْ‏ «10» أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الْإِسْلَامِ سَرْجاً، فَوَقَفَتْ و قَالَتْ‏ «11»: نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي؛ فَإِنَّهُ لَايُدْفَنُ فِيهِ شَيْ‏ءٌ، و لَايُهْتَكُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حِجَابُهُ.

فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ و أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و أَدْخَلْتِ بَيْتَهُ مَنْ لَايُحِبُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قُرْبَهُ، و إِنَّ اللَّهَ سَائِلُكِ‏ «12» عَنْ ذلِكِ يَا عَائِشَةُ؛ إِنَ‏ «13» أَخِي أَمَرَنِي أَنْ أُقَرِّبَهُ مِنْ أَبِيهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِيُحْدِثَ‏ «14» بِهِ عَهْداً.

وَ اعْلَمِي أَنَّ أَخِي أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللَّهِ و رَسُولِهِ‏ «15»، و أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِ كِتَابِهِ مِنْ أَنْ يَهْتِكَ‏

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ج، ض، ه، بح، بر، بس، بف». و في «ض، ف» و المطبوع: «عليها السلام».

 (2). «الصنيع»: الفعل القبيح و صنع به صنيعاً قبيحاً أي فعل. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1245 (صنع).

 (3). هكذا في «ألف، ج، ه، و، بح» و البحار، ج 44. و في سائر النسخ و المطبوع: «و و ضع».

 (4). هكذا في النسخ التي قوبلت. و في المطبوع: «فانطلقوا». و في البحار: «و انطلق». و قوله: «و انطلقوا به»، أي ذهبوا به. راجع: المصباح المنير، ص 376 (طلق).

 (5). في «ب، بر»: «فصُلّي». و في «ف»: «فصلّوا». و في مرآة العقول: «فصلّي، على بناء المجهول، و يحتمل‏المعلوم، فالمرفوع راجع إلى الحسين عليه السلام. و كذا قوله: فلمّا أن صلّى، يحتمل الوجهين، و أن زائدة لتأكيد الاتّصال».

 (6). في «ب، ف»: «صلّي» بدل «أن صلّى».

 (7). في حاشية «ف»: «أبلغوا».

 (8). تقدّم معناه ذيل الحديث 1 من هذا الباب.

 (9). في «ف»: «يسرج».

 (10). في «ف»: «و كانت».

 (11). في البحار: «فقالت».

 (12). في «ف، بح، بر» و حاشية «ج»: «يسألك».

 (13). في «ب، ف»: «و إنّ».

 (14). في «ف»: «ليحدّث».

 (15). في «ه»: «و برسوله».

50
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سِتْرَهُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- يَقُولُ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» «1» و قَدْ أَدْخَلْتِ أَنْتِ بَيْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الرِّجَالَ بِغَيْرِ إِذْنِهِ، وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ» «2» وَ لَعَمْرِي لَقَدْ ضَرَبْتِ أَنْتِ‏ «3» لِأَبِيكِ و فَارُوقِهِ عِنْدَ أُذُنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْمَعَاوِلَ‏ «4»، و «5» قَالَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ‏ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى‏» «6» و لَعَمْرِي لَقَدْ أَدْخَلَ أَبُوكِ و فَارُوقُهُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِقُرْبِهِمَا مِنْهُ الْأَذى‏، وَ مَا رَعَيَا مِنْ حَقِّهِ مَا أَمَرَهُمَا اللَّهُ بِهِ عَلى‏ لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَمْوَاتاً مَا حَرَّمَ مِنْهُمْ أَحْيَاءً؛ و تَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ، لَوْ كَانَ هذَا الَّذِي كَرِهْتِيهِ‏ «7»- مِنْ دَفْنِ الْحَسَنِ عِنْدَ أَبِيهِ‏ «8» صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا- جَائِزاً فِيمَا بَيْنَنَا و بَيْنَ اللَّهِ، لَعَلِمْتِ أَنَّهُ سَيُدْفَنُ و إِنْ رَغِمَ‏ «9» مَعْطِسُكِ‏ «10»».

قَالَ: «ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ، و قَالَ: يَا عَائِشَةُ، يَوْماً عَلى‏ بَغْلٍ، و يَوْماً عَلى‏ جَمَلٍ، فَمَا تَمْلِكِينَ نَفْسَكِ، و لَاتَمْلِكِينَ الْأَرْضَ عَدَاوَةً لِبَنِي هَاشِمٍ.

______________________________

 (1). الأحزاب (33): 53.

 (2). الحجرات (49): 2.

 (3). في «ه»:-/ «أنت».

 (4). «المَعاوِل»: جمع المِعْوَل، و هو حديدة يُنْقَر بها الجبال. ترتيب كتاب العين، ج 2، ص 1315 (عول).

 (5). في حاشية «بح»: «و قد».

 (6). الحجرات (49): 3.

 (7). في «ف، ه» و الوافي: «كرهته».

 (8). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع:+/ «رسول اللَّه».

 (9). يقال: رَغِمَ رَغَمَ أنْفُه يَرْغَمُ رَغْماً و رِغْماً و رُغْماً، أي لصق بالرَغام، و هو التراب، و أرغم اللَّه أنفَه، أي ألصقه بالرَغام. هذا هو الأصل، ثمّ استعمل في الذُلّ و العجز عن الانتصاف، و الانقياد على كُرْه. النهاية، ج 2، ص 238 (رغم).

 (10). «المَعْطِسُ»: الأنف؛ لأنّ العُطاس منه يخرج. و قد جاء بفتح الطاء، و لكنّ الكسر أجود. راجع: لسان‏العرب، ج 6، ص 142 (عطس).

51
الکافي2 (ط - دارالحديث)

68 - باب الإشارة و النص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما ص : 52

قَالَ: «فَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، هؤُلَاءِ الْفَوَاطِمُ‏ «1» يَتَكَلَّمُونَ، فَمَا كَلَامُكَ؟ فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: و أَنّى‏ «2» تُبْعِدِينَ‏ «3» مُحَمَّداً مِنَ الْفَوَاطِمِ، فَوَ اللَّهِ، لَقَدْ وَلَدَتْهُ ثَلَاثُ فَوَاطِمَ: فَاطِمَةُ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، و فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ، و فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِ‏ «4» بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حِجْرِ بْنِ عَبْدِ مَعِيصِ‏ «5» بْنِ عَامِرٍ».

قَالَ‏ «6»: «فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: نَحُّوا ابْنَكُمْ، و اذْهَبُوا بِهِ‏ «7»؛ فَإِنَّكُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ‏ «8»».

قَالَ: «فَمَضَى الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ قَبْرِ أُمِّهِ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ، فَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ». «9»

 

68- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا

785/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ و أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:

______________________________

 (1). «الفَواطِم»، أي المنسوبون إلى فاطمة، فالجمعيّة باعتبار المنسوب، لا باعتبار المنسوب إليه؛ فالفاطم بمنزلةالفاطميّ جمع على الفواطم: فاطمة البتول و الفواطم الآتية. و المراد: الفاطميّون. و قيل: المنسوبون إلى الفواطم: فاطمة البتول و الفواطم الآتية. و هو أظهر لفظاً لكنّه بعيد عن السياق. راجع: مرآة العقول، ج 3، ص 319.

 (2). في «ب» و حاشية «ض، ه»: «و أنت».

 (3). في «ج، ض، ف»: «تبعّدين». و قوله: «و أنّى تبعّدين» و قوله: «و أنّى تبعدين»: من الإبعاد، أو التبعيد. و الاستفهام للإنكار. شرح المازندراني، ج 6، ص 153؛ مرآة العقول، ج 3، ص 319.

 (4). في «بر»: «أصمّ».

 (5). في شرح المازندراني: «المعيص- بالعين و الصاد المهملتين- كأمير: بطن من قريش، و في بعض النسخ: المغيض بالمعجمتين».

 (6). في «ج، ض، ه، بس»:-/ «قال».

 (7). في «ه» و حاشية بدرالدين: «بحقّ أبيكم اذهبوا» بدل «نحّوا ابنكم و اذهبوا به».

 (8). قال الجوهري: «الخَصِمُ بكسر الصاد: الشديد الخُصُومةِ». الصحاح، ج 5، ص 1913 (خصم).

 (9). الوافي، ج 2، ص 340، ح 800؛ البحار، ج 44، ص 142، ح 9؛ و ج 17، ص 31، ح 13؛ و ج 100، ص 125، ح 1، و في الأخيرين إلى قوله: «و إن رغم معطسك».

52
الکافي2 (ط - دارالحديث)

68 - باب الإشارة و النص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما ص : 52

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍ‏ «1» عَلَيْهِمَا السَّلَامُ لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، دَعَا «2» ابْنَتَهُ الْكُبْرى‏ فَاطِمَةَ بِنْتَ‏ «3» الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً، و و صِيَّةً ظَاهِرَةً، وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مَبْطُوناً «4» مَعَهُمْ‏ «5» لَايَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُ لِمَا بِهِ، فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ صَارَ و اللَّهِ ذلِكَ الْكِتَابُ إِلَيْنَا يَا زِيَادُ».

قَالَ: قُلْتُ: مَا فِي ذلِكَ الْكِتَابِ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ؟

قَالَ‏ «6»: «فِيهِ و اللَّهِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وُلْدُ آدَمَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ إِلى‏ أَنْ تَفْنَى الدُّنْيَا؛ وَ اللَّهِ، إِنَّ فِيهِ الْحُدُودَ حَتّى‏ أَنَّ فِيهِ أَرْشَ‏ «7» الْخَدْشِ». «8»

786/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا حَضَرَهُ، دَفَعَ و صِيَّتَهُ إِلَى ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ، ظَاهِرَةً فِي كِتَابٍ مُدْرَجٍ‏ «9»، فَلَمَّا أَنْ‏ «10» كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا كَانَ، دَفَعَتْ‏

______________________________

 (1). في «ف، ه» و الوافي:-/ «بن عليّ».

 (2). في الكافي، ح 764: «فدعا».

 (3). في «ه، بف» و حاشية «بح، بس» و البصائر، ص 163: «ابنة».

 (4). «المبطون»: العليل البطن. الصحاح، ج 5، ص 2080 (بطن).

 (5). في الكافي، ح 764:-/ «معهم».

 (6). في «ف»: «فقال».

 (7). «الأرْش»: ما يأخذه المشتري من البائع إذا اطّلع على عيب في المبيع، و أُرُوش الجراحات من ذلك؛ لأنّها جابرة عمّا حصل فيها من النقص. النهاية، ج 1، ص 39 (أرش).

 (8). الكافي، كتاب الحجّة، باب ما نصّ اللَّه عزّ و جلّ و رسوله على الأئمّة ...، ذيل ح 764، إلى قوله: «ثمّ صار و اللَّه ذلك الكتاب إلينا»، مع زيادة في أوّله. بصائر الدرجات، ص 163، ح 3، عن أحمد بن محمّد؛ و فيه، ص 164، ح 6 بسنده عن منصور، إلى قوله: «إلى أن تفنى الدنيا»؛ و فيه، ص 148، ح 9، بسنده عن أبي الجارود، و فيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 342، ح 801.

 (9). هكذا في أكثر النسخ و الشروح. و في «و» و المطبوع: «مُدَرّج» بالتشديد. و «مُدْرَج»: اسم مفعول من الإدراج، أي المطويّ. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 154؛ مرآة العقول، ج 3، ص 321.

 (10). في «بح» و البصائر، ص 168:-/ «أن».

53
الکافي2 (ط - دارالحديث)

68 - باب الإشارة و النص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما ص : 52

ذلِكَ إِلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ».

قُلْتُ لَهُ: فَمَا فِيهِ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟

فَقَالَ‏ «1»: «مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وُلْدُ آدَمَ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا إِلى‏ أَنْ تَفْنى‏ «2»». «3»

787/ 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ الْحُسَيْنَ‏ «4»- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- لَمَّا صَارَ «5» إِلَى الْعِرَاقِ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- الْكُتُبَ و الْوَصِيَّةَ، فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ». «6»

788/ 4. و فِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ:

وَ اللَّهِ، إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ و عِنْدَهُ وُلْدُهُ إِذْ جَاءَهُ‏ «7» جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَخَلَا بِهِ‏ «8»، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَخْبَرَنِي أَنِّي سَأُدْرِكُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَنّى‏ أَبَا جَعْفَرٍ، فَإِذَا

______________________________

 (1). في «ف» و الوافي و البصائر، ص 168: «قال».

 (2). في البصائر، ص 168: «أن ينتهي».

 (3). بصائر الدرجات، ص 168، ح 24، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد و محمّد بن عبد الجبّار، عن عبد الرحمن بن أبي نجران جميعاً، عن محمّد بن سنان. و فيه، ص 148، ح 12، بسنده عن محمّد بن عبد الجبّار، عن ابن أبي نجران، عن أبي الجارود، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 342، ح 802.

 (4). في «ج، ض، بر، بس، بف»:+/ «بن عليّ».

 (5). في «ف»: «سار».

 (6). الغيبة للطوسي، ص 195، ح 159، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 343، ح 803.

 (7). في «ب»: «إذ جاء».

 (8). «خلا به» و إليه و معه خَلْواً و خلاءً و خلوَةً: سأله أن يجتمع به في خلوة ففعل. القاموس المحيط، ج 2، ص 1680 (خلا).

54
الکافي2 (ط - دارالحديث)

69 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر عليه السلام ص : 55

أَدْرَكْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ.

قَالَ: و مَضى‏ جَابِرٌ، و رَجَعَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجَلَسَ مَعَ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَ إِخْوَتِهِ، فَلَمَّا صَلَّى الْمَغْرِبَ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَيَّ شَيْ‏ءٍ قَالَ لَكَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُ‏ «1»؟» فَقَالَ‏ «2»: «قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: إِنَّكَ سَتُدْرِكُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِيَ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، يُكَنّى‏ أَبَا جَعْفَرٍ، فَأَقْرِئْهُ مِنِّي‏ «3» السَّلَامَ».

فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ‏ «4»: «هَنِيئاً لَكَ- يَا بُنَيَّ- مَا خَصَّكَ اللَّهُ بِهِ مِنْ رَسُولِهِ مِنْ بَيْنِ أَهْلِ بَيْتِكَ، لَا تُطْلِعْ‏ «5» إِخْوَتَكَ عَلى‏ هذَا، فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً، كَمَا كَادَ «6» إِخْوَةُ يُوسُفَ لِيُوسُفَ‏ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ». «8»

69- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ «9» عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

789/ 1. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْكُوفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ‏ «10» بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِ‏

______________________________

 (1). في «ه»:-/ «الأنصاري».

 (2). في «ف، بح»: «قال فقال». و في «بر»: «قال قال».

 (3). في «ب»: «عنّي».

 (4). في «ب»:-/ «أبوه».

 (5). في «ج، ض، و»: «لا تطّلع».

 (6). هكذا في «ألف، ب، ج، ه، بر، بف» و حاشية «ض، ف، بح» و الوافي. و تقتضيه القواعد. و في «ف»: «كادت». و في «ض، و، بح، بس» و المطبوع: «كادوا». و هو صحيح على لغة: أكلوني البراغيث، أو كون «إخوة» بدلًا عن الضمير.

 (7). في «بح»: «على يوسف».

 (8). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام، ح 1276؛ الأمالي للصدوق، ص 353، المجلس 56، ح 9؛ علل الشرائع، ص 233، ح 1؛ الاختصاص، ص 62؛ الإرشاد، ج 2، ص 158- 159 الوافي، ج 2، ص 344، ح 804.

 (9). في «بر»:+/ «محمّد بن عليّ».

 (10). إسماعيل هذا، هو إسماعيل بن محمّد بن عبداللَّه بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و لم يثبت روايته‏عن أبي جعفر عليه السلام الظاهر منه الباقر عليه السلام بقرينة رواية إبراهيم بن أبي البلاد عن إسماعيل، فلايبعد و قوع خلل في السند من سقط أو إرسال. راجع: تهذيب الأنساب، ص 184.

و أما كون الصواب في العنوان «إسماعيل بن محمّد عن عبداللَّه بن علي بن الحسين» كما استظهره العلّامة المجلسي في مرآة العقول، ج 3، ص 322، فلم نجد له شاهداً.

55
الکافي2 (ط - دارالحديث)

69 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر عليه السلام ص : 55

بْنِ الْحُسَيْنِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَ «1» عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ الْوَفَاةُ قَبْلَ ذلِكَ، أَخْرَجَ سَفَطاً «2» أَوْ صُنْدُوقاً عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، احْمِلْ هذَا الصُّنْدُوقَ». قَالَ: «فَحَمَلَ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ «3»، فَلَمَّا تُوُفِّيَ‏ «4»، جَاءَ «5» إِخْوَتُهُ يَدَّعُونَ فِي‏ «6» الصُّنْدُوقِ، فَقَالُوا: أَعْطِنَا نَصِيبَنَا فِي‏ «7» الصُّنْدُوقِ، فَقَالَ: و اللَّهِ، مَا لَكُمْ فِيهِ شَيْ‏ءٌ، و لَوْ كَانَ لَكُمْ فِيهِ شَيْ‏ءٌ، مَا دَفَعَهُ إِلَيَّ»

وَ كَانَ فِي الصُّنْدُوقِ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و كُتُبُهُ. «8»

790/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‏ «9» عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:

الْتَفَتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِلى‏ وُلْدِهِ- و هُوَ فِي الْمَوْتِ و هُمْ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ- ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، هذَا الصُّنْدُوقُ اذْهَبْ بِهِ إِلى‏ بَيْتِكَ»، قَالَ:

 «أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ دِينَارٌ و لَادِرْهَمٌ، و لكِنْ‏ «10» كَانَ مَمْلُوءاً عِلْماً». «11»

______________________________

 (1). في «ف، بس» و البصائر، ص 180 و 181: «حضرت».

 (2). قال المطرّزي: «السَفَطُ: و احد الأسفاط، و هو ما يُعَبّى فيه الطيب و ما أشبهه من آلات النساء، و يستعارللتابوت الصغير». المغرب، ص 226 (سفط).

 (3). في شرح المازندراني:+/ «رجال».

 (4). في مرآة العقول: «فلمّا تُوفّي، إمّا كلام الباقر عليه السلام على سبيل الالتفات، أو كلام الراوي».

 (5). في «ف»: «جاءت».

 (6). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البصائر، ص 180 و 181. و في المطبوع: « [ما] في».

 (7). في «بح» و حاشية «ه، بس، بف»: «من».

 (8). بصائر الدرجات، ص 180، ح 18، بسنده عن أبي القاسم؛ و فيه، و ص 181، ح 24، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن أبي القاسم الكوفي و محمّد بن إسماعيل القمّي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عيسى بن عبد اللَّه، عن الصادق عليه السلام الوافي، ج 2، ص 344، ح 805.

 (9). في «ف، بف»: «عن». و هو سهو؛ فإنّ محمّد بن عبد اللَّه، هو محمّد بن عبد اللَّه بن زرارة، توسّط بين محمّد بن الحسين و بين عيسى بن عبد اللَّه [الهاشمي‏]، في بعض الأسناد. راجع: معجم رجال الحديث، ج 16، ص 431- 432.

 (10). في «ب، ف، ه، بف» و الوافي: «و لكنّه».

 (11). بصائر الدرجات، ص 165، ح 13، عن عمران بن موسى الوافي، ج 2، ص 345، ح 806.

56
الکافي2 (ط - دارالحديث)

69 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر عليه السلام ص : 55

791/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى ابْنِ حَزْمٍ: أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهِ بِصَدَقَةِ «1» عَلِيٍّ و عُمَرَ و عُثْمَانَ، و إِنَ‏ «2» ابْنَ حَزْمٍ بَعَثَ إِلى‏ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ- و كَانَ أَكْبَرَهُمْ- فَسَأَلَهُ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ زَيْدٌ: إِنَّ الْوَالِيَ‏ «3» كَانَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنَ، وَ بَعْدَ الْحَسَنِ الْحُسَيْنَ، و بَعْدَ الْحُسَيْنِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، و بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فَابْعَثْ إِلَيْهِ؛ فَبَعَثَ ابْنُ حَزْمٍ إِلى‏ أَبِي، فَأَرْسَلَنِي أَبِي بِالْكِتَابِ إِلَيْهِ حَتّى‏ دَفَعْتُهُ إِلَى ابْنِ حَزْمٍ».

فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا «4»: يَعْرِفُ هذَا وُلْدُ الْحَسَنِ؟

قَالَ: «نَعَمْ، كَمَا يَعْرِفُونَ‏ «5» أَنَّ هذَا لَيْلٌ، و لكِنَّهُمْ‏ «6» يَحْمِلُهُمُ‏ «7» الْحَسَدُ، و لَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِ‏ «8»، لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ، و لكِنَّهُمْ يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا». «9»

792/ 4. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ:

______________________________

 (1). في الوافي: «بصدقة ...، أي بما و قفوا من أموالهم و حبسوه».

 (2). في «ه»:-/ «إنّ».

 (3). في الوافي: «إنّ الوالي، يعني على الصدقات». و في مرآة العقول: «و في بعض النسخ: الوليّ، أي متولّي تلك‏الصدقات، أو المتولّي لجميع الامور المتعلّقة بهم، من الخلافة و تولية الأوقاف و غيرها».

 (4). في شرح المازندراني: «قوله: فقال له بعضنا، كلام الحسين بن أبي العلاء، و ضمير «له» لأبي عبد اللَّه عليه السلام، و هذا إشارة إلى ما ذكره زيد بن الحسن، أو إلى كون الوالي هؤلاء. و المآل و احد».

 (5). في «ج، ف، ه، بح»: «تعرفون».

 (6). في «ه»: «و لكن».

 (7). في الوافي: «و لكن غلبهم» بدل «و لكنّهم يحملهم».

 (8). في «بر»:-/ «بالحقّ».

 (9). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه ذكر الصحيفة و الجفر ...، ح 639 و مصادره الوافي، ج 2، ص 345، ح 807.

57
الکافي2 (ط - دارالحديث)

70 - باب الإشارة و النص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما ص : 58

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى ابْنِ حَزْمٍ» ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «بَعَثَ ابْنُ حَزْمٍ إِلى‏ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ و كَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ». «1»

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ مِثْلَهُ.

 

70- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا

793/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِ‏ «2»، قَالَ:

نَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَمْشِي، فَقَالَ: «تَرى‏ هذَا؟ هذَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَ‏ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ‏ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ‏» «3»». «4»

794/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَتْ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ الْوَفَاةُ، قَالَ: يَا جَعْفَرُ، أُوصِيكَ بِأَصْحَابِي خَيْراً، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، و اللَّهِ لَأَدَعَنَّهُمْ‏ «5» و الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَكُونُ‏ «6» فِي الْمِصْرِ، فَلَا يَسْأَلُ أَحَداً». «7»

______________________________

 (1). الوافي، ج 2، ص 346، ح 808.

 (2). في «ه»:-/ «الكناني».

 (3). القصص (28): 5.

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 180، عن أبان بن عثمان الوافي، ج 2، ص 347، ح 809.

 (5). في الوافي: «لأدعنّهم، أي لأتركنّهم علماء أغنياء، لايحتاجون إلى أحد في السؤال» و في شرح المازندراني، ج 6، ص 158: «و في بعض النسخ: لأرْعَنَّهُم، بسكون الراء من الرعاية».

 (6). في «ج، ض، ف، ه، بر، بس، بف» و الوافي: «يكون منهم».

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 180، بسنده عن محمّد بن أبي عمير الوافي، ج 2، ص 347، ح 810.

58
الکافي2 (ط - دارالحديث)

70 - باب الإشارة و النص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما ص : 58

795/ 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْمُثَنّى‏، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ لَهُ الْوَلَدُ يَعْرِفُ فِيهِ شِبْهَ‏ «1» خَلْقِهِ و خُلُقِهِ‏ «2» و شَمَائِلِهِ‏ «3»، و إِنِّي لَأَعْرِفُ مِنِ ابْنِي هذَا شِبْهَ خَلْقِي و خُلُقِي وَ شَمَائِلِي» يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «4»

796/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ طَاهِرٍ، قَالَ‏:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هذَا خَيْرُ الْبَرِيَّةِ- أَوْ أَخْيَرُ «5»-». «6»

797/ 5. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ «7»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ طَاهِرٍ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هذَا خَيْرُ الْبَرِيَّةِ «8»». «9»

______________________________

 (1). في الكافي، ح 10424: «شبهه».

 (2). «الخُلُق» و «الخُلْق»: الدين و الطبع و السَجيّة، و حقيقته أنّه لصورة الإنسان الباطنة بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة و أوصافها و معانيها، و لهما أوصاف حسنة و قبيحة. النهاية، ج 2، ص 70 (خلق).

 (3). «الشمائل»: جمع الشِمال، و هو الطبع و الخُلُق. و قال المجلسي: «جمع شمال كسحاب، أي الطبائع الظاهرة كالهيئة و الصورة و القامة». راجع: لسان العرب، ج 11، ص 365 (شمل).

 (4). الكافي، كتاب العقيقة، باب شبه الولد، ح 10424 و فيه إلى قوله: «خلقه و شمائله» الوافي، ج 2، ص 347، ح 811؛ الوسائل، ج 21، ص 356، ح 27285.

 (5). في الإرشاد:-/ «أو أخير».

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 181، عن عليّ بن الحكم عن طاهر الوافي، ج 2، ص 348، ح 812؛ البحار، ج 47، ص 1، ح 8.

 (7). السند معلّق على سابقه. و يروي عن أحمد بن محمّد، عدّة من أصحابنا.

 (8). في «ب» و حاشية «بف»:+/ «أو أخير».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 181، عن عليّ بن الحكم، عن طاهر الوافي، ج 2، ص 348، ح 812؛ البحار، ج 47، ف ص 13، ح 8.

59
الکافي2 (ط - دارالحديث)

70 - باب الإشارة و النص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما ص : 58

798/ 6. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ طَاهِرٍ، قَالَ:

كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هذَا خَيْرُ الْبَرِيَّةِ «1»». «2»

799/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ‏ «3»، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «هذَا و اللَّهِ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ».

______________________________

 (1). في حاشية «بر»:+/ «أو أخير».

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 181، عن عليّ بن الحكم، عن طاهر الوافي، ج 2، ص 348، ح 812؛ البحار، ج 47، ص 13، ح 8.

 (3). كذا في النسخ و المطبوع، و رواية هشام بن سالم عن جابر بن يزيد غير معهودة. و يبعِّدها بُعد طبقتهما، فإنّ جابراً كان من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام و أدرك أبا عبد اللَّه عليه السلام و مات في حياته سنة 127 أو 128 أو 132. و هشام بن سالم كان من أصحاب أبي عبداللَّه و أبي الحسن موسى عليهما السلام. راجع: رجال النجاشي، ص 128، الرقم 332؛ و ص 434، الرقم 1165؛ رجال البرقي، ص 34، ص 48؛ تهذيب الكمال، ج 4، ص 465، الرقم 879.

فعليه يحتمل سقوط الواسطة بينهما، و يقوّي هذا الاحتمال ما و رد في ذيل الخبر: «قال عنبسة: فلمّا قبض أبو جعفر عليه السلام» إلخ.

فإنّ هذا يقتضي أنّ عنبسة سمع الخبر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام، ثمّ عرضه على أبي عبد اللَّه عليه السلام فصحّحه و صدّق جابراً.

لكن هذا الاحتمال ضعيف غاية الضعف؛ لعدم ثبوت رواية هشام عن عنبسة عن جابر في شي‏ءٍ من الأسناد.

هذا، و احتمل الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري- دام توفيقه- في تعليقته على السند أنّ الأصل في السند كان هكذا: عنبسة عن جابر بن يزيد الجعفي، ثمّ صُحِّفَ عنسبة بهشام لتشابههما في الخطوط القديمة الكوفية بعد حذف «الألف» من هشام، ثمّ اضيف «بن سالم» تفسيراً لهشام، فادرج التفسير في المتن.

يؤيّد هذا الاحتمال ما و رد في بعض الأسناد من رواية ابن محبوب عن عنبسة العابد. راجع: الكافي، ح 1748 و 2526 و 3137؛ الأمالي للصدوق، ص 231، المجلس 47، ح 11، و ص 340، المجلس 65، ح 4.

60
الکافي2 (ط - دارالحديث)

70 - باب الإشارة و النص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما ص : 58

قَالَ عَنْبَسَةُ: فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِذلِكَ، فَقَالَ: «صَدَقَ جَابِرٌ». ثُمَّ قَالَ: «لَعَلَّكُمْ تَرَوْنَ‏ «1» أَنْ لَيْسَ كُلُّ إِمَامٍ هُوَ الْقَائِمَ بَعْدَ الْإِمَامِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ‏ «2»». «3»

800/ 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ‏ «4»، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى‏:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ اسْتَوْدَعَنِي مَا هُنَاكَ‏ «5»، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: ادْعُ لِي شُهُوداً، فَدَعَوْتُ لَهُ‏ «6» أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ نَافِعٌ مَوْلى‏ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: اكْتُبْ: هذَا مَا أَوْصى‏ بِهِ يَعْقُوبُ بَنِيهِ: «يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» «7»، و أَوْصى‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلى‏ «8» جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، و أَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِي بُرْدِهِ‏ «9»

______________________________

 (1). في مرآة العقول، ج 3، ص 328: «ترون، على المعلوم أو المجهول، أي تظنّون».

 (2). في «ب»: «قبل».

 (3). الإرشاد، ج 2، ص 180، عن هشام بن سالم، و فيه إلى قوله: «هذا و اللَّه قائم آل محمّد صلى الله عليه و آله» الوافي، ج 2، ص 348. ح 813.

 (4). لم يثبت رواية يونس بن عبدالرحمن عن عبدالأعلى. و يأتي تفصيل الخبر في الكافي، ح 987، بنفس السندعن يونس بن عبدالرحمن قال: حدّثنا حمّاد عن عبدالأعلى. و هو الظاهر؛ فقد روى عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس [بن عبدالرحمن‏] عن حمّاد، عن عبدالأعلى في الكافي، ح 423 و 499. و روي يونس بن عبدالرحمن عن حمّاد [بن عثمان‏] عن عبدالأعلى في المحاسن، ص 276، ح 392؛ و التوحيد، ص 414، ح 11.

و الواسطة بين يونس بن عبدالرحمن و بين عبدالأعلى منحصرة في حمّاد [بن عثمان‏] حسب تتبّعنا؛ فعليه الظاهر سقوط الواسطة في سندنا بين يونس بن عبدالرحمن و بين عبدالأعلى، و هو حمّاد [بن عثمان‏].

 (5). «استَودَعني ما هناك»، أي جعله عنده و ديعة و طلب منه حفظه. يقال: استودعته و ديعةً، إذا استحفظتَه إيّاها. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1296 (ودع).

 (6). في «ف، ه، بف» و الكافي، ح 987، و الإرشاد:-/ «له».

 (7). البقرة (2): 132.

 (8). في الكافي، ح 987:+/ «ابنه».

 (9). «البُرْد»: ثوب فيه خطوط. و قيل: البُرد: معروف من بُرود العصب و الوشي، و أمّا البُرْدَة فكساء مربّع أسود ف فيه صفر تلبسه العرب. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 87 (برد).

61
الکافي2 (ط - دارالحديث)

70 - باب الإشارة و النص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما ص : 58

الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ الْجُمُعَةَ «1»، و أَنْ يُعَمِّمَهُ بِعِمَامَتِهِ‏ «2»، و أَنْ يُرَبِّعَ قَبْرَهُ، و يَرْفَعَهُ‏ «3» أَرْبَعَ أَصَابِعَ، و أَنْ‏ «4» يَحُلَّ عَنْهُ أَطْمَارَهُ‏ «5» عِنْدَ دَفْنِهِ‏ «6»، ثُمَّ قَالَ لِلشُّهُودِ: انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ.

فَقُلْتُ لَهُ‏ «7»- بَعْدَ مَا انْصَرَفُوا-: يَا أَبَتِ‏ «8» مَا كَانَ فِي هذَا «9» بِأَنْ تُشْهِدَ عَلَيْهِ‏ «10»؟

فَقَالَ: يَا بُنَيَ‏ «11» كَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ، و أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ‏ «12» لَمْ يُوصَ إِلَيْهِ‏ «13»، فَأَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ‏ «14» لَكَ الْحُجَّةُ». «15»

______________________________

 (1). في الكافي، ح 987: «الجُمع».

 (2). في «بر»: «بعمامة».

 (3). في «ج»: «و يرفع قبره». و في «بح»: «و يرفع».

 (4). في «ه»: «ثمّ» بدل «و أن».

 (5). «الأطمار»: جمع الطِمْر، و هو الثوب الخَلَق، أو الكِساء البالي من غير الصوف. القاموس المحيط، ج 1، ص 604 (طمر).

 (6). في الكافي، ح 987: «ثمّ يُخلّي عنه فقال اطووه» بدل «و أن يحلّ عنه أطماره عند دفنه».

 (7). في «ه» و الكافي، ح 987:-/ «له».

 (8). هكذا في «ب». و في المطبوع و بعض النسخ: «فقلت له: يا أبت بعد ما انصرفوا». و في «ه»: «فقلت بعد ما انصرفوا: ما كان في هذا يا أبه أن تشهد». و في «بس، بف» و الوافي و الإرشاد:-/ «بعد ما انصرفوا».

 (9). في مرآة العقول: «ما كان في هذا، «ما» نافية، أي لم تكن لك حاجة في ذلك بأن تشهد، أي إلى أن تشهد. أو استفهاميّة، أي أيّ فائدة في هذا».

 (10). في «بح، بس، بف» و الوافي و الإرشاد: «يشهد عليه». و في الكافي، ح 987: «ما كان في هذا يا أبت، أن تشهد عليه» بدل «يا أبت- إلى- تشهد عليه». و في مرآة العقول: «تشهد، بصيغة الخطاب المعلوم، أو بصيغة الغائب المجهول».

 (11). في «ف، بح»:+/ «إنّي». و في «ه» و الكافي، ح 987: «إنّي» بدل «يا بُنيّ».

 (12). في «ف» و الإرشاد:-/ «إنّه».

 (13). في «ف»: «إليك». و في «ه» و الكافي، ح 987:-/ «إليه».

 (14). في «ه»: «يكون».

 (15). الكافي، كتاب الحجّة، باب ما يجب على الناس عند مضيّ الإمام، ح 987، مع زيادة في أوّله و آخره. الإرشاد، ج 2، ص 181، عن يونس بن عبد الرحمن الوافي، ج 2، ص 349، ح 814؛ الوسائل، ج 3، ص 194، ذيل ح 3384.

62
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

 

71- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

801/ 1. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقَلَّاءِ، عَنِ الْفَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: خُذْ بِيَدِي مِنَ النَّارِ، مَنْ لَنَا بَعْدَكَ؟ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و هُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ- فَقَالَ: «هذَا صَاحِبُكُمْ، فَتَمَسَّكْ‏ «1» بِهِ». «2»

802/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ «3»، عَنْ ثُبَيْتٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏: قُلْتُ لَهُ: أَسْأَلُ اللَّهَ- الَّذِي رَزَقَ أَبَاكَ مِنْكَ‏ «4» هذِهِ الْمَنْزِلَةَ- أَنْ يَرْزُقَكَ مِنْ عَقِبِكَ‏ «5» قَبْلَ الْمَمَاتِ مِثْلَهَا، فَقَالَ‏ «6»: «قَدْ فَعَلَ اللَّهُ‏ «7» ذلِكَ».

قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ و هُوَ رَاقِدٌ «8»، فَقَالَ: «هذَا الرَّاقِدُ» و هُوَ غُلَامٌ. «9»

803/ 3. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْأَرَّجَانِيُ‏

______________________________

 (1). في «ج، بر» و حاشية «ض، بح» و الوافي: «فتمسّكوا».

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 217، بسنده عن الفيض بن المختار الوافي، ج 2، ص 350، ح 816.

 (3). هكذا في «ب، و، بر، بف» و الوافي. و في سائر النسخ و المطبوع: «الخزّاز». و هو سهو، كما تقدّم في الكافي، ذيل ح 75.

 (4). في حاشية «ج»: «معك».

 (5). «العَقِب»: مؤخّر القدم. و عَقِبُ الرجل أيضاً و لَدُه و وَلَدُ و لَدِه. الصحاح، ج 1، ص 184 (عقب).

 (6). في «ب»: «قال».

 (7). في «ف»:-/ «اللَّه».

 (8). «الراقد»: النائم. المصباح المنير، ص 234 (رقد).

 (9). الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام لم يفعلوا شيئاً ...، ح 742، بسنده عن معاذ بن كثير، مع زيادة في أوّله، و اختلاف يسير؛ الإرشاد، ج 2، ص 217، عن ثبيت، عن معاذ بن كثير الوافي، ج 2، ص 350، ح 815؛ البحار، ج 48، ص 27، ح 46.

63
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

الْفَارِسِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ‏ «1»، قَالَ:

سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمنِ فِي السَّنَةِ الَّتِي أُخِذَ فِيهَا أَبُو الْحَسَنِ الْمَاضِي عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هذَا الرَّجُلَ قَدْ صَارَ فِي يَدِ هذَا، و مَا نَدْرِي‏ «2» إِلى‏ مَا يَصِيرُ؟ فَهَلْ بَلَغَكَ عَنْهُ فِي أَحَدٍ مِنْ وُلْدِهِ شَيْ‏ءٌ؟

فَقَالَ لِي: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يَسْأَلُنِي عَنْ‏ «3» هذِهِ الْمَسْأَلَةِ «4»؛ دَخَلْتُ عَلى‏ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي مَنْزِلِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ كَذَا فِي‏ «5» دَارِهِ فِي مَسْجِدٍ لَهُ، و هُوَ يَدْعُو، و عَلى‏ يَمِينِهِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُؤَمِّنُ عَلى‏ دُعَائِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ‏ «6»، قَدْ «7» عَرَفْتَ انْقِطَاعِي إِلَيْكَ، و خِدْمَتِي لَكَ، فَمَنْ و لِيُّ النَّاسِ بَعْدَكَ؟

فَقَالَ: «إِنَّ مُوسى‏ قَدْ لَبِسَ الدِّرْعَ و سَاوى‏ عَلَيْهِ» «8» فَقُلْتُ لَهُ: لَاأَحْتَاجُ بَعْدَ هذَا إِلى‏ شَيْ‏ءٍ. «9»

804/ 4. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُوسى‏ الصَّيْقَلِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ‏

______________________________

 (1). في الوافي:-/ «عن عبد الرحمن بن الحجّاج».

 (2). في «ب، بف»: «و ما يدري». و في «ج، بس»: «و ما يدرى‏».

 (3). في «بح»:-/ «عن».

 (4). في «ه»:+/ «قال».

 (5). في الوافي و الإرشاد: «من».

 (6). في «ج، بح، بس» و حاشية «بر»: «جعلت فداك».

 (7). في «ف» و الوافي:-/ «قد».

 (8). هاهنا إشكال بأنّ الجواب لا يطابق السؤال؛ فإنّ السؤال عن النصّ على الإمام الرضا عليه السلام، و الجواب على النصّ‏بالإمام موسى عليه السلام.

اجيب بأنّ للحديث تتمّة فيها النصّ على الإمام الرضا عليه السلام، لم يذكرها المصنّف؛ لعدم تعلّق الغرض بذكره في هذا الباب المقصود فيه ذكر النصّ على الإمام موسى عليه السلام.

و بأنّ مراد السائل عدم احتياجه إلى التفحّص عنها؛ لوجود العلامة عنده و هو مساواة الدِرع. و اجيب بوجوه اخر. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 161؛ الوافي، ج 2، ص 357؛ مرآة العقول، ج 3، ص 331.

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 217، عن أبي عليّ الأرّجاني، من قوله: «دخلت على جعفر بن محمّد في منزله ...» الوافي، ج 2، ص 356، ح 830.

64
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

عُمَرَ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَدَخَلَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ‏ «1» عَلَيْهِ السَّلَامُ- و هُوَ غُلَامٌ- فَقَالَ‏ «2»: «اسْتَوْصِ بِهِ‏ «3»، و ضَعْ أَمْرَهُ عِنْدَ مَنْ تَثِقُ بِهِ مِنْ أَصْحَابِكَ». «4»

805/ 5. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي يَوْماً، فَسَأَلَهُ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِلى‏ مَنْ نَفْزَعُ‏ «5» و يَفْزَعُ‏ «6» النَّاسُ بَعْدَكَ؟

فَقَالَ: «إِلى‏ صَاحِبِ الثَّوْبَيْنِ الْأَصْفَرَيْنِ‏ «7» و الْغَدِيرَتَيْنِ- يَعْنِي الذُّؤَابَتَيْنِ‏ «8»- وَ هُوَ الطَّالِعُ عَلَيْكَ مِنْ هذَا «9» الْبَابِ، يَفْتَحُ الْبَابَيْنِ‏ «10» بِيَدِهِ‏ «11» جَمِيعاً «12»»، فَمَا لَبِثْنَا «13» أَنْ طَلَعَتْ عَلَيْنَا كَفَّانِ آخِذَةً «14» بِالْبَابَيْنِ، فَفَتَحَهُمَا «15»، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْنَا

______________________________

 (1). في الإرشاد:+/ «موسى».

 (2). في الإرشاد:+/ «لي أبو عبد اللَّه».

 (3). «اسْتَوْصِ به»، أي اطلب العهد بتعظيمه و رعاية حاله، و تعاهد أمره من نفسك و من غيرك، قاله الفيض؛ أو اقبل و صيّتي فيه؛ قاله المجلسي ناقلًا عن المغرب. راجع: المغرب، ص 487 (وصى).

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 216، عن موسى الصيقل الوافي، ج 2، ص 350، ح 817.

 (5). في «بف»: «تفزع».

 (6). في «بر»:+/ «اليوم».

 (7). في «بر»:+/ «اليوم».

 (8). «الذؤابة»: الضفيرة- أي المفتولة- من الشعر إذا كانت مرسلة. المصباح المنير، ص 211 (ذأب).

 (9). في «ض، ه، بح»:-/ «هذا».

 (10). في حاشية «ج، بح، بر»: «الباب».

 (11). في «ج» و حاشية «ف، بر»: «بيديه».

 (12). في «ب، ه، بس، بف» و حاشية «ج» و الوافي: «جميعاً بيده».

 (13). في «بف»: «فما لبث».

 (14). في الإرشاد: «آخذتان». و في مرآة العقول، ج 3، ص 332: «آخذةً، بصيغة الفاعل حالًا عن كلّ من الكفّين، أويعدّهما و احداً، أو بصيغة المصدر مفعولًا لأجله. و في إرشاد المفيد: آخذتان، و هو أصوب».

 (15). في «ه»: «تفتحهما».

65
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

أَبُو إِبْرَاهِيمَ‏ «1» عَلَيْهِ السَّلَامُ. «2»

806/ 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ لَهُ مَنْصُورُ بْنُ حَازِمٍ: بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي، إِنَّ الْأَنْفُسَ يُغْدى‏ عَلَيْهَا و يُرَاحُ‏ «3»، فَإِذَا «4» كَانَ ذلِكَ، فَمَنْ؟

فَقَالَ‏ «5» أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِذَا كَانَ ذلِكَ، فَهُوَ صَاحِبُكُمْ» و ضَرَبَ بِيَدِهِ‏ «6» عَلى‏ مَنْكِبِ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْأَيْمَنِ- فِيمَا أَعْلَمُ- و هُوَ يَوْمَئِذٍ خُمَاسِيٌ‏ «7»، و عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَالِسٌ مَعَنَا. «8»

807/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ «9» بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنْ كَانَ كَوْنٌ- و لَاأَرَانِي اللَّهُ ذلِكَ‏ «10»- فَبِمَنْ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد:+/ «موسى عليه السلام و هو صبيّ و عليه ثوبان أصفران».

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 219، عن يعقوب بن جعفر الجعفري الوافي، ج 2، ص 351، ح 818.

 (3). في شرح المازندراني، ج 6، ص 162: «أي يأتي أجلها و قت الغداة و وقت الرواح ... و الظاهر أنّ الفعلين مجهولان من باب الإفعال؛ لأنّ غدا يَغْدو غدوّاً و راح يروح رواحاً لازمان، بخلاف أغداه و أراحه، فإنّهما متعدّيان، بمعنى إذهابه في هاتين الوقتين». و راجع: الصحاح، ج 1، ص 368 (روح).

 (4). في «بح»: «فإن».

 (5). في الوافي: «قال».

 (6). في «ه» و الإرشاد:-/ «بيده».

 (7). في الإرشاد: «و هو فيما أعلم يومئذٍ خماسيّ». و «الخُماسِيّ»: من طوله خمسة أشبار، و لا يقال: سُداسيّ و لاسُباعيّ و لا في غير الخمسة؛ لأنّه إذا بلغ سبعة أشبار صار رجلًا. و الانثى خُماسيّة. قال المجلسي: «الخُماسيّ: من قدّه خمسة أشبار، أو من سنّه خمس سنين، و الأوّل أشهر». راجع: لسان العرب، ج 6، ص 69 (خمس)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 333.

 (8). الغيبة للنعماني، ص 329، ح 9، بسنده عن صفوان بن مهران الجمّال، مع اختلاف يسير؛ الإرشاد، ج 2، ص 218، عن ابن أبي نجران، عن منصور بن حازم الوافي، ج 2، ص 351، ح 820.

 (9). في الكافي، ح 758:-/ «بن محمّد».

 (10). في الكافي، ص 758:-/ «ذلك».

66
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

أَئْتَمُ‏ «1»؟ قَالَ‏ «2»: فَأَوْمَأَ إِلَى ابْنِهِ مُوسى‏.

قُلْتُ‏ «3»: فَإِنْ حَدَثَ بِمُوسى‏ حَدَثٌ، فَبِمَنْ أَئْتَمُّ؟ قَالَ: «بِوَلَدِهِ».

قُلْتُ: فَإِنْ حَدَثَ بِوَلَدِهِ حَدَثٌ، و تَرَكَ أَخاً كَبِيراً و ابْناً صَغِيراً، فَبِمَنْ أَئْتَمُّ؟ قَالَ:

 «بِوَلَدِهِ»، ثُمَّ قَالَ‏ «4»: «هكَذَا «5» أَبَداً «6»».

قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَعْرِفْهُ و لَاأَعْرِفْ‏ «7» مَوْضِعَهُ؟ قَالَ: «تَقُولُ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَتَوَلّى‏ «8» مَنْ بَقِيَ مِنْ حُجَجِكَ مِنْ وُلْدِ الْإِمَامِ الْمَاضِي؛ فَإِنَّ ذلِكَ يُجْزِيكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ». «9»

808/ 8. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقَلَّاءِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ و هُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ، فَقَالَ: «هذَا الْمَوْلُودُ الَّذِي لَمْ يُولَدْ فِينَا مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً عَلى‏ شِيعَتِنَا مِنْهُ» ثُمَّ قَالَ لِي‏ «10»: «لَا تَجْفُوا «11»

______________________________

 (1). «أئتمُّ»، أي أقتدي. راجع: المصباح المنير، ص 24: (أمم).

 (2). في الكافي، ح 758:-/ «قال».

 (3). في الكافي، ح 758: «قال: قلت».

 (4). في «ب، ف، ه، بر» و الإرشاد:-/ «قال».

 (5). في «بر»: «كذا».

 (6). في الكافي، ح 758: «ثمّ و احداً فواحداً. و في نسخة الصفواني: ثمّ هكذا أبداً» بدل «ثمّ قال هكذا أبداً».

 (7). مجزوم ب «إن» الشرطيّة. و في «ج، ض، بح، بر، بس»: «و لم أعرف».

 (8). «أتولّى»، أي أتّخذه و ليّاً. يقال: تولّاه، أي اتّخذه و ليّاً. و المراد: أعتقد إمامته و ولايته. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1761 (ولى)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 334.

 (9). الكافي، كتاب الحجّة، باب ثبات الإمامة في الأعقاب ...، ح 758، إلى قوله: «هكذا أبداً». و في كمال الدين، ص 349، ح 43؛ و ص 415، ح 7، بسندهما عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، مع اختلاف يسير. الإرشاد، ج 2، ص 218، عن ابن أبي نجران إلى قوله: «هكذا أبداً». راجع: عيون الأخبار، ج 1، ص 22، ح 6 الوافي، ج 2، ص 352، ح 821؛ البحار، ج 25، ص 253، ح 11.

 (10). في «ب» و الوافي:-/ «لي».

 (11). في «ف»: «لا تجفّوا» بتشديد الفاء. و في حاشية «ف»: «لا تجف». و قال المازندراني: «و قيل: لا تجفّوه- بتشديد الفاء- بمعنى لا تذهبوا به، أي لا تخبروه بذلك فتجفّوه و تذهبوا به». و قال المجلسي: «و على بعض الوجوه يمكن أن يقرأ من باب الإفعال من أجفاه، إذا أتعبه». راجع: النهاية، ج 1، ص 280 (جفا).

67
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

إِسْمَاعِيلَ». «1»

809/ 9. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ:

عَنْ فَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي أَمْرِ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتّى‏ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هُوَ صَاحِبُكَ الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ، فَقُمْ إِلَيْهِ، فَأَقِرَّ لَهُ بِحَقِّهِ». فَقُمْتُ حَتّى‏ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ و يَدَهُ، و دَعَوْتُ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- لَهُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَمَا إِنَّهُ لَمْ يُؤْذَنْ لَنَا فِي أَوَّلَ مِنْكَ‏ «2»».

قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأُخْبِرُ بِهِ أَحَداً؟ فَقَالَ‏ «3»: «نَعَمْ، أَهْلَكَ و وُلْدَكَ‏ «4»». و كَانَ مَعِي أَهْلِي و وُلْدِي و رُفَقَائِي، و كَانَ يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ مِنْ رُفَقَائِي؛ فَلَمَّا أَخْبَرْتُهُمْ، حَمِدُوا اللَّهَ عَزَّ و جَلَّ.

وَ قَالَ يُونُسُ: لَاوَ اللَّهِ حَتّى‏ أَسْمَعَ ذلِكَ مِنْهُ، و كَانَتْ بِهِ عَجَلَةٌ، فَخَرَجَ فَأتْبَعْتُهُ‏ «5»، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الْبَابِ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ لَهُ‏ «6»- و قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ-:

 «يَا يُونُسُ، الْأَمْرُ كَمَا قَالَ لَكَ فَيْضٌ». قَالَ: فَقَالَ: سَمِعْتُ و أَطَعْتُ، فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «خُذْهُ‏ «7» إِلَيْكَ يَا فَيْضُ». «8»

______________________________

 (1). الوافي، ج 2، ص 355، ح 826.

 (2). في الوافي: «يعني لم يؤذن لنا في شأن أحد قبلك أن نخبره بذلك، فأنت أوّل من أخبرناه بإمامته».

 (3). في «ف، بف»: «قال».

 (4). في البصائر و الغيبة:+/ «و رفقائك».

 (5). هكذا في ظاهر «ألف، ب، ج، ض، ه، و، بح، بس، بف». و في «بر»: «فاتّبعته». و في الإتباع معنى زائد على‏المشي خَلفَه، و هو اللحوق، و هو المراد هنا؛ فاخترنا الإفعال على الافتعال.

 (6). في «بر» و البصائر و الغيبة:-/ «له».

 (7). في «ف، بح»: «خُذ».

 (8). بصائر الدرجات، ص 336، ح 11، عن محمّد بن عبد الجبّار، مع اختلاف يسير. الغيبة للنعماني، ص 324، ح 2، بسنده عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي نجيح المسمعي، عن الفيض بن المختار، مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله الوافي، ج 2، ص 352، ح 822.

68
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

810/ 10. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ طَاهِرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «1»، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَلُومُ عَبْدَ اللَّهِ‏ «2» و يُعَاتِبُهُ‏ «3» و يَعِظُهُ، وَ يَقُولُ: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ أَخِيكَ، فَوَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَعْرِفُ النُّورَ فِي و جْهِهِ؟».

فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لِمَ؟ أَ لَيْسَ أَبِي و أَبُوهُ و احِداً، و أُمِّي و أُمُّهُ و احِدَةً «4»؟

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّهُ مِنْ نَفْسِي و أَنْتَ ابْنِي». «5»

811/ 11. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ و اقِفٌ عَلى‏ رَأْسِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ فِي الْمَهْدِ، فَجَعَلَ يُسَارُّهُ‏ «6» طَوِيلًا، فَجَلَسْتُ حَتّى‏ فَرَغَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي‏ «7»: «ادْنُ مِنْ مَوْلَاكَ، فَسَلِّمْ‏ «8»»، فَدَنَوْتُ‏ «9»، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ‏ «10» بِلِسَانٍ‏ «11» فَصِيحٍ، ثُمَّ قَالَ‏

______________________________

 (1). في الوافي:-/ «عن أبي عبد اللَّه عليه السلام». و حكاه أيضاً المازندراني في شرحه قال: «و في أكثر النسخ لم يوجدقوله: عن أبي عبد اللَّه عليه السلام».

 (2). «يَلُومُ عبدَ اللَّه»، أي عَذَلَه و عَنَّفَهُ. يقال: لامَه يلُومُه لَوْماً، إذا عذله و عنّفه. راجع: النهاية، ج 4، ص 278 (لوم).

 (3). في شرح المازندراني: «العتاب هو التوبيخ على الذنب البالغ إلى حدّ المَوْجِدَة و الغضب، فهو أشدّ من اللوم و أخصّ منه». و راجع: النهاية، ج 3، ص 175 (عتب).

 (4). في الإرشاد: «و أصلي و أصله و احداً» بدل «و امّي و امّه و احدة». و في مرآة العقول: «قوله: و امّي و امّه و احدة، فيه: أنّه لم تكن امّهما و احدة، فيحتمل أن يكون المراد بها الامّ العليا فاطمة عليها السلام؛ فإنّ الانتساب إليها سبب الإمامة. و في ربيع الشيعة و إعلام الورى و إرشاد المفيد: و أصلي و أصله و احداً، و هو أظهر».

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 218، عن الفضل، عن طاهر بن محمّد، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 355، ح 827.

 (6). «فجعل يسارّه»، أي فشرع يناجيه و يتكلّم معه سرّاً. راجع: الصحاح، ج 2، ص 684 (سرر).

 (7). في الوسائل:-/ «لي».

 (8). في حاشية «ج، ض، بر» و الإرشاد:+/ «عليه».

 (9). في «بح» و الوسائل:+/ «منه».

 (10). في «ه» و الإرشاد:-/ «السلام».

 (11). في الوسائل: «فسلّمت فردّ عليّ بكلام» بدل «فسلّمت- إلى- بلسان».

69
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

لِيَ: «اذْهَبْ، فَغَيِّرِ اسْمَ ابْنَتِكَ الَّتِي سَمَّيْتَهَا أَمْسِ؛ فَإِنَّهُ اسْمٌ يُبْغِضُهُ اللَّهُ»، و كَانَ‏ «1» وُلِدَتْ لِيَ ابْنَةٌ سَمَّيْتُهَا «2» بِالْحُمَيْرَاءِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «انْتَهِ إِلى‏ أَمْرِهِ؛ تُرْشَدْ «3»»، فَغَيَّرْتُ اسْمَهَا. «4»

812/ 12. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ‏:

دَعَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْماً و نَحْنُ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَنَا: «عَلَيْكُمْ‏ «5» بِهذَا «6»؛ فَهُوَ وَ اللَّهِ صَاحِبُكُمْ بَعْدِي». «7»

813/ 13. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلٍ أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ النَّحْوِيِّ، قَالَ:

بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ‏ «8» و هُوَ جَالِسٌ عَلى‏ كُرْسِيٍّ، و بَيْنَ يَدَيْهِ شَمْعَةٌ، و فِي يَدِهِ كِتَابٌ، قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، رَمى‏ بِالْكِتَابِ إِلَيَّ و هُوَ يَبْكِي، فَقَالَ لِي: هذَا كِتَابُ مُحَمَّدِ «9» بْنِ سُلَيْمَانَ يُخْبِرُنَا أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَدْ مَاتَ، فَإِنَّا لِلَّهِ و إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ- ثَلَاثاً- و أَيْنَ مِثْلُ جَعْفَرٍ؟

ثُمَّ قَالَ لِيَ: اكْتُبْ، قَالَ‏ «10»: فَكَتَبْتُ صَدْرَ الْكِتَابِ، ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ: إِنْ كَانَ أَوْصى‏ إِلى‏ رَجُلٍ و احِدٍ بِعَيْنِهِ، فَقَدِّمْهُ و اضْرِبْ‏ «11» عُنُقَهُ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْجَوَابُ، أَنَّهُ قَدْ أَوْصى‏

______________________________

 (1). في الإرشاد و الوسائل: «و كانت».

 (2). في الإرشاد و الوسائل: «فسمّيتها».

 (3). «ترشد»، من الرُشد بمعنى الصلاح و هو إصابة الحقّ. راجع: المصباح المنير، ص 227 (رشد).

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 219، عن محمّد بن سنان الوافي، ج 2، ص 354، ح 824؛ الوسائل، ج 21، ص 389، ح 27376.

 (5). في مرآة العقول: «و عليكم».

 (6). في «ه» و الإرشاد:+/ «بعدي».

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 219، عن ابن مسكان الوافي، ج 2، ص 351، ح 819.

 (8). في «ج، ض، ف، ه، بح»: «إليه».

 (9). في «ه»: «جعفر».

 (10). في «ب» و الغيبة:-/ «قال».

 (11). في «ج، ض، ه، بح، بر، بس، بف»: «فاضرب».

70
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

إِلى‏ خَمْسَةٍ «1»، و احِدُهُمْ‏ «2» أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، و مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، و عَبْدُ اللَّهِ، وَ مُوسى‏، و حَمِيدَةُ «3». «4»

814/ 14. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ: عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ بِنَحْوٍ مِنْ هذَا، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ أَوْصى‏ إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، و عَبْدِ اللَّهِ، و مُوسى‏، و مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، و مَوْلًى لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ:

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: لَيْسَ إِلى‏ قَتْلِ هؤُلَاءِ سَبِيلٌ. «5»

815/ 15. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ صَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ، فَقَالَ: «إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ لَايَلْهُو «6» وَ لَايَلْعَبُ» و أَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى‏ و هُوَ صَغِيرٌ، و مَعَهُ عَنَاقٌ‏ «7» مَكِّيَّةٌ و هُوَ يَقُولُ لَهَا:

 «اسْجُدِي لِرَبِّكَ» فَأَخَذَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و ضَمَّهُ إِلَيْهِ، و قَالَ: «بِأَبِي‏ «8» و أُمِّي مَنْ لَايَلْهُو

______________________________

 (1). في «ب، ج» و حاشية «ض، بر» و شرح المازندراني:+/ «نفر».

 (2). في «ب، ض، ف، بر، بف» و الوافي: «أحدهم». و في مرآة العقول: «واحدهم، الواو للعطف، أو على و زن فاعل».

 (3). في «و، بح، بر»: «حُميدة». و في مرآة العقول: «و حميدة، على التصغير، أو التكبير على فعيلة، اسم امّ موسى عليه السلام».

 (4). الغيبة للطوسي، ص 197، ح 162، مرسلًا عن أبي أيّوب الخوزي، مع زيادة في آخره الوافي، ج 2، ص 35، ح 828.

 (5). راجع: الغيبة للطوسي، ص 197، ح 162 الوافي، ج 2، ص 356، ح 829.

 (6). «اللَهْوُ»: اللَعِبُ، يقال: لَهَوْت بالشي ألْهُو لَهْواً، تلهّيت به، إذا لعبتَ به و تشاغلتَ و غفلتَ به عن غيره، و الحاصل أنّه لا يلهو، أي لا يغفل عن ذكر اللَّه تعالى بالاشتغال لغيره، و لا يفعل ما يضرّه في الآخرة و لا فائدة فيه لا في صغره و لا في كبره. راجع: النهاية، ج 4، ص 282 (لهو).

 (7). «العَناقُ»: هي الانثى من أولاد المَعْز ما لم يتمّ له سنة. النهاية، ج 3، ص 311 (عنق).

 (8). في «ج»:+/ «أنت».

71
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

وَ لَايَلْعَبُ». «1»

816/ 16. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ الرُّمَّانِيُّ، عَنْ فَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ:

إِنِّي لَعِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ «2» أَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و هُوَ غُلَامٌ- فَالْتَزَمْتُهُ وَ قَبَّلْتُهُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَنْتُمُ السَّفِينَةُ، و هذَا مَلَّاحُهَا» قَالَ: فَحَجَجْتُ مِنْ قَابِلٍ، وَ مَعِي أَلْفَا دِينَارٍ، فَبَعَثْتُ بِأَلْفٍ إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَلْفٍ إِلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «يَا فَيْضُ، عَدَلْتَهُ بِي‏ «3»؟» قُلْتُ: إِنَّمَا فَعَلْتُ‏ «4» ذلِكَ لِقَوْلِكَ، فَقَالَ:

 «أَمَا و اللَّهِ مَا أَنَا فَعَلْتُ ذلِكَ، بَلِ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- فَعَلَهُ بِهِ». «5»

 

72- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

817/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ، قَالَ‏:

كُنْتُ أَنَا و هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ و عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ بِبَغْدَادَ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ: كُنْتُ عِنْدَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ جَالِساً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَلِيٌّ، فَقَالَ لِي: «يَا عَلِيَّ بْنَ يَقْطِينٍ، هذَا عَلِيٌّ سَيِّدُ وُلْدِي، أَمَا إِنِّي قَدْ نَحَلْتُهُ كُنْيَتِي‏ «6»».

______________________________

 (1). الإرشاد، ج 2، ص 219، عن الوشّاء، مع اختلاف يسير. و في الغيبة للنعماني، ص 327، ح 6؛ و الغيبة للطوسي، ص 52، ح 41، بسند آخر، مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 354، ح 825.

 (2). في «ب، ف»: «إذا».

 (3). «عَدَلتَه بي»، أي جعلته مِثلي. يقال: عدلتُ هذا بهذا عَدْلًا من باب ضرب، إذا جعلته مثله قائماً مقامه. و هذااستفهام على سبيل المدح و التقرير. راجع: المصباح المنير، ص 396 (عدل)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 340.

 (4). في «بح»:-/ «إنّما فعلت».

 (5). الوافي، ج 2، ص 353، ح 823.

 (6). في البصائر، ح 9: «كتبي». «و قد نَحَلْتُهُ كنيتي»، أي أعطيتها إيّاه، يقال: نَحَلَهُ يَنْحَلُهُ نُحْلًا، أي أعطاه شيئاً من غير عوض بطيب نفس. راجع: المصباح المنير، ص 595 (نحل).

72
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فَضَرَبَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ بِرَاحَتِهِ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: و يْحَكَ‏ «1»، كَيْفَ قُلْتَ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ: سَمِعْتُ- و اللَّهِ- مِنْهُ كَمَا قُلْتُ، فَقَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَكَ أَنَّ الْأَمْرَ فِيهِ مِنْ بَعْدِهِ. «2»

أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ- و فِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ: قَالَ: كُنْتُ أَنَا- ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.

818/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ «3»، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُكَيْمٍ، عَنْ نُعَيْمٍ الْقَابُوسِيِّ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ‏ «4» عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ ابْنِي عَلِيّاً «5» أَكْبَرُ وُلْدِي، و أَبَرُّهُمْ‏ «6» عِنْدِي‏ «7»، وَ أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ، و هُوَ يَنْظُرُ مَعِي فِي الْجَفْرِ، و لَمْ يَنْظُرْ فِيهِ‏ «8» إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ و صِيُّ نَبِيٍّ». «9»

819/ 3. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ و إِسْمَاعِيلَ بْنِ‏

______________________________

 (1). قال ابن الأثير: «وَيْحَ: كلمة ترحّم و توجّع، يقال لمن و قع في هَلَكَة لا يستحقّها. و قد يقال بمعنى المدح‏والتعجّب». النهاية، ج 5، ص 235 (ويح).

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 249، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 35، ح 11 عن الكليني. كفاية الأثر، ص 271، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى؛ بصائر الدرجات، ص 164، ح 9، بسنده عن الحسن بن محبوب إلى قوله: «قد نحلته كنيتي»؛ عيون الأخبار، ج 1، ص 21، ح 3، بسنده عن الحسن بن محبوب؛ و في بصائر الدرجات، ص 164، ح 7، بسنده عن الحسين بن نعيم الصحّاف، مع اختلاف؛ و في عيون الأخبار، ج 1، ص 21، ح 2، بسنده عن عليّ بن يقطين، مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 361، ح 842.

 (3). في الإرشاد و الغيبة:+/ «بن عيسى».

 (4). في الإرشاد و الغيبة:+/ «موسى».

 (5). في «ج، ه، بر، بس، بف» و مرآة العقول: «عليّ».

 (6). في حاشية «ف» و الإرشاد و الغيبة: «و آثرهم».

 (7). في مرآة العقول: «بي».

 (8). في «ب»: «إليه».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 249، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 36، ح 12 عن الكليني. و في بصائر الدرجات، ص 158، ح 24؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 31، ح 27، بسندهما عن نعيم بن قابوس، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 360، ح 840.

73
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

عَبَّادٍ «1» الْقَصْرِيِّ جَمِيعاً، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي قَدْ كَبِرَ «2» سِنِّي، فَخُذْ بِيَدِي مِنَ النَّارِ «3».

قَالَ: فَأَشَارَ إِلَى ابْنِهِ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «هذَا صَاحِبُكُمْ مِنْ بَعْدِي». «4»

820/ 4. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَسَنِ‏ «5»، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ‏ «6» بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَ لَاتَدُلُّنِي إِلى‏ «7» مَنْ آخُذُ عَنْهُ دِينِي؟

فَقَالَ: «هذَا ابْنِي عَلِيٌّ؛ إِنَّ أَبِي أَخَذَ بِيَدِي، فَأَدْخَلَنِي إِلى‏ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- قَالَ: «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» «8» و إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَ جَلَّ- إِذَا قَالَ قَوْلًا، وفى‏ بِهِ». «9»

821/ 5. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ اللُّؤْلُؤِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ، قَالَ:

______________________________

 (1). في الإرشاد: «غياث» و المذكور في رجال البرقي، ص 54، و رجال الطوسي، ص 352، الرقم 5207، هو إسماعيل بن عباد القصري.

 (2). في الوافي و كفاية الأثر و الإرشاد: «قد كبرت».

 (3). في الإرشاد و الغيبة: «فخذ بيدي و أنقذني من النار، من صاحبنا بعدك؟».

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 248، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 34، ح 9، عن الكليني. و في عيون الأخبار، ج 1، ص 23، ح 7؛ و كفاية الأثر، ص 272، بسندهما عن محمّد بن سنان، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 358، ح 832.

 (5). في «ف»: «الحسين». و الرجل مجهول لم نعرفه.

 (6). في «ب»:-/ «بن إسحاق». و محمّد هذا، هو محمّد بن إسحاق بن عمّار الصيرفي، روى عنه ابن أبي عمير في بعض الأسناد، راجع: رجال النجاشي، ص 361، الرقم 968؛ معجم رجال الحديث، ج 15، ص 337- 338. فيحتمل في نسخة «ب» و قوع السقط أو نسبته إلى الجدّ على بُعدٍ.

 (7). في «ب، ج» و حاشية «ف، بر» و الإرشاد و الغيبة: «على».

 (8). البقرة (2): 30.

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 248، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 34، ح 10، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 360، ح 841.

74
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، و دَقَّ عَظْمِي، و إِنِّي سَأَلْتُ أَبَاكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَخْبَرَنِي بِكَ، فَأَخْبِرْنِي مَنْ بَعْدَكَ‏ «1»؟

فَقَالَ: «هذَا أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا». «2»

822/ 6. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مَرْوَانَ الْقَنْدِيِّ- و كَانَ مِنَ الْوَاقِفَةِ- قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و عِنْدَهُ ابْنُهُ‏ «3» أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لِي‏ «4»: «يَا زِيَادُ، هذَا ابْنِي فُلَانٌ، كِتَابُهُ كِتَابِي‏ «5»، و كَلَامُهُ كَلَامِي، و رَسُولُهُ رَسُولِي، و مَا قَالَ فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ». «6»

823/ 7. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ‏ «7»، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمَخْزُومِيُّ- و كَانَتْ أُمُّهُ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَ:

بَعَثَ إِلَيْنَا أَبُو الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجَمَعَنَا، ثُمَّ قَالَ لَنَا: «أَ تَدْرُونَ لِمَ دَعَوْتُكُمْ‏ «8»؟» فَقُلْنَا: لَا، فَقَالَ: «اشْهَدُوا أَنَّ ابْنِي هذَا و صِيِّي، و الْقَيِّمُ بِأَمْرِي، و خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي، مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدِي دَيْنٌ، فَلْيَأْخُذْهُ مِنِ ابْنِي هذَا؛ و مَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدِي عِدَةٌ، فَلْيُنْجِزْهَا «9»

______________________________

 (1). في «ض، بر، بف» و الوافي:-/ «من بعدك».

 (2). الوافي، ج 2، ص 358، ح 831.

 (3). في «بس»:-/ «ابنه».

 (4). في «ف»:-/ «لي».

 (5). في الغيبة: «هذا ابني عليّ، إنّ كتابه كتابي».

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 250، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 37، ح 14، عن الكليني. عيون الأخبار، ج 1، ص 31، ح 25، بسنده عن زياد بن مروان القندي الوافي، ج 2، ص 359، ح 836.

 (7). في الغيبة: «الفضل». و هو سهو، و المتكرّر في الأسناد رواية محمّد بن عليّ عن محمّد بن الفضيل. راجع: معجم رجال الحديث، ج 16، ص 449.

 (8). في العيون و الإرشاد و الغيبة: «جمعتكم».

 (9). في «ج» و حاشية «ض» و الوافي و الإرشاد و الغيبة: «فليتنجّزها». و في العيون: «فليستنجزها». و «إنجازُالوَعْد»: قضاؤُه و الوفاء به و التعجيل فيه. قرأ المازندراني و المجلسي: فليتنجّزها، حيث قالا: تنجّز الوعدَ و استنجزه: طلب إنجازه و الوفاء به. راجع: المصباح المنير، ص 594؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 724 (نجز)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 168؛ مرآة العقول، ج 3، ص 344.

75
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

مِنْهُ؛ و مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ لِقَائِي، فَلَا يَلْقَنِي إِلَّا بِكِتَابِهِ». «1»

824/ 8. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ و عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ جَمِيعاً، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ: خَرَجَتْ‏ «2» إِلَيْنَا أَلْوَاحٌ مِنْ‏ «3» أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ فِي الْحَبْسِ: «عَهْدِي إِلى‏ أَكْبَرِ وُلْدِي‏ «4» أَنْ يَفْعَلَ كَذَا، و أَنْ يَفْعَلَ كَذَا، و فُلَانٌ لَاتُنِلْهُ شَيْئاً حَتّى‏ أَلْقَاكَ، أَوْ يَقْضِيَ اللَّهُ عَلَيَّ الْمَوْتَ». «5»

825/ 9. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ:

خَرَجَ إِلَيْنَا مِنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْبَصْرَةِ أَلْوَاحٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا بِالْعَرْضِ‏ «6»: «عَهْدِي إِلى‏ أَكْبَرِ وُلْدِي‏ «7»: يُعْطى‏ فُلَانٌ كَذَا، و فُلَانٌ كَذَا، و فُلَانٌ كَذَا «8»، و فُلَانٌ لَايُعْطى‏ حَتّى‏ أَجِي‏ءَ، أَوْ يَقْضِيَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- عَلَيَّ الْمَوْتَ‏ «9»؛ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ». «10»

826/ 10. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ مُحْرِزٍ «11»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ:

______________________________

 (1). الإرشاد، ج 2، ص 250، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 37، ح 15، عن الكليني. عيون الأخبار، ج 1، ص 27، ح 14، بسنده عن محمّد بن الفضيل، عن عبد اللَّه بن الحرث الوافي، ج 2، ص 359، ح 837.

 (2). في شرح المازندراني: «خرج».

 (3). في «بر» و الوافي: «عن».

 (4). في «ج، ض، بح، بس» و حاشية «بر»: «أولادي».

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 250، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 36، ح 13، عن الكليني. عيون الأخبار، ج 1، ص 30، ح 23، بسنده عن محمّد بن سنان، إلى قوله: «أكبر و لدي» الوافي، ج 2، ص 360، ح 838.

 (6). في مرآة العقول: «و يحتمل على بُعد أن يكون بالتحريك، أي كتب الكتاب ظاهراً لأمر آخر و كتب فيها هذابالعَرَض تقيّةً».

 (7). في «ج»: «أولادي».

 (8). في الوافي:-/ «و فلان كذا».

 (9). في «ب»: «بالموت».

 (10). عيون الأخبار، ج 1، ص 30، ح 24 بسنده عن الحسين بن المختار إلى قوله: «إلى أكبر و لدي»، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 360، ح 839.

 (11). في «ألف»: «ابن أبي محرز». و في «ب»: «أيمن محرز». و في «بح»: «ابن محرر». ف‏

و روى الصفّار في بصائر الدرجات، ص 164، ح 8، مضمون الخبر بسنده عن أنس بن محرز، لكن في بعض نسخه المعتبرة: «أيمن بن محرز» و هو الظاهر، فإنّه المذكور في كتب الرجال. راجع: رجال البرقي، ص 49؛ رجال الطوسي، ص 166، الرقم 1920، و ص 331، الرقم 4930.

و أمّا أنس بن محرز فلم نجد له ذكراً.

76
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مِنَ الْحَبْسِ: «أَنَّ فُلَاناً ابْنِي سَيِّدُ وُلْدِي، و قَدْ نَحَلْتُهُ كُنْيَتِي‏ «1»». «2»

827/ 11. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْخَزَّازِ «3»، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ حَدَثٌ و لَاأَلْقَاكَ، فَأَخْبِرْنِي مَنِ‏ «4» الْإِمَامُ‏ «5» بَعْدَكَ؟

فَقَالَ: «ابْنِي فُلَانٌ» يَعْنِي‏ «6» أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «7»

828/ 12. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ نَصْرِ «8» بْنِ قَابُوسَ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي سَأَلْتُ أَبَاكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ‏ «9» بَعْدِكَ؟ فَأَخْبَرَنِي‏

______________________________

 (1). في البصائر: «كتبي».

 (2). بصائر الدرجات، ص 164، ح 8، بسنده عن أنس بن محرز عن عليّ بن يقطين؛ عيون الأخبار، ج 1، ص 22، ح 4، بسنده عن عليّ بن يقطين، و فيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 361، ح 843.

 (3). في «ب، و، بس» و الوافي: «الخرّاز». و الرجل مجهول لم نعرفه.

 (4). في الغيبة: «عن».

 (5). في الوافي:+/ «العدل».

 (6). في مرآة العقول: «يعني، كلام الراوي، أو راوي الراوي. و الأخير أظهر؛ إذ الظاهر أنّ الكناية من الراوي».

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 251، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 38، ح 16، عن الكليني. عيون الأخبار، ج 1، ص 23، ح 8، بسنده عن أبي عليّ الخزّاز، عن داود الرقّي الوافي، ج 2، ص 358، ح 833.

 (8). هكذا في «ألف، ب، ض، ف، و، بح، بر، بف». و في «ج، بس»: «نضر». و في المطبوع: «النصر».

و نصر هذا، هو نصر بن قابوس اللَّخْمي. راجع: رجال النجاشي، ص 427، الرقم 1146؛ رجال الطوسي، ص 314، الرقم 4675.

 (9). في «ف، بف» و العيون و الغيبة للطوسي:-/ «من».

77
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

أَنَّكَ أَنْتَ هُوَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ذَهَبَ النَّاسُ يَمِيناً و شِمَالًا، و قُلْتُ فِيكَ‏ «1» أَنَا وَ أَصْحَابِي؛ فَأَخْبِرْنِي مَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ‏ «2» بَعْدِكَ مِنْ وُلْدِكَ؟

فَقَالَ: «ابْنِي فُلَانٌ». «3»

829/ 13. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ، قَالَ:

جِئْتُ إِلى‏ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَالٍ، فَأَخَذَ بَعْضَهُ، و تَرَكَ بَعْضَهُ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، لِأَيِّ شَيْ‏ءٍ تَرَكْتَهُ عِنْدِي؟ قَالَ: «إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ يَطْلُبُهُ مِنْكَ». فَلَمَّا «4» جَاءَنَا «5» نَعْيُهُ‏ «6»، بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ‏ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ ابْنُهُ‏ «8»، فَسَأَلَنِي ذلِكَ الْمَالَ، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ. «9»

830/ 14. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْأَرْمَنِيِ‏ «10»، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ الزَّيْدِيِّ،

قَالَ أَبُو الْحَكَمِ‏ «11»: و أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ «12» الْجَرْمِيُّ، عَنْ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد و الغيبة: «بك».

 (2). في العيون و الإرشاد:-/ «من».

 (3). الإرشاد، ج 2، ص 251؛ و الغيبة للطوسي، ص 38، ح 17، عن الكليني. و في عيون الأخبار، ج 1، ص 31، ح 26؛ و رجال الكشّي، ص 451، ح 849، بسندهما عن سعيد بن أبي الجهم الوافي، ج 2، ص 358، ح 834.

 (4). في الوافي:+/ «أن».

 (5). في الإرشاد و الغيبة: «جاء».

 (6). «النَعْيُ»: الإخبار بالموت. يقال: نَعَى الميّتَ ينعاه نَعْياً و نَعِيّاً، إذا أذاع موته و أخبر به، و إذا ندبه. النهاية، ج 5، ص 85 (نعا).

 (7). في الإرشاد و الغيبة:+/ «الرضا».

 (8). في الإرشاد و الغيبة: «أبو الحسن الرضا عليه السلام» بدل «أبو الحسن عليه السلام ابنه».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 251، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 39، ح 18، عن الكليني. رجال الكشّي، ص 313، ح 565، بسنده عن الضحّاك بن الأشعث، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 359، ح 835.

 (10). في الإرشاد و الغيبة: «عليّ بن الحكم» بدل «أبي الحكم الأرمني». و هو سهو كما سيظهر من قوله: «قال أبوالحكم».

 (11). أبو الحكم هذا، هو أبو الحكم الأرمني، و له إلى يزيد بن سليط طريقان، و يروي عنه في كلا الطريقين: أحمدبن مهران عن محمّد بن عليّ. فعليه في السند تحويل و تعليق معاً. فتأمّل.

 (12). في «بف»: «عمّار». و في حاشيتها: «عمران».

78
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ، قَالَ:

لَقِيتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و نَحْنُ نُرِيدُ الْعُمْرَةَ- فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَقُلْتُ‏ «1»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَلْ تُثْبِتُ‏ «2» هذَا الْمَوْضِعَ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَهَلْ تُثْبِتُهُ أَنْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، إِنِّي‏ «3» أَنَا و أَبِي لَقِينَاكَ هَاهُنَا و أَنْتَ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و مَعَهُ إِخْوَتُكَ، فَقَالَ لَهُ أَبِي:

بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي، أَنْتُمْ كُلُّكُمْ أَئِمَّةٌ مُطَهَّرُونَ، و الْمَوْتُ لَايَعْرى‏ مِنْهُ أَحَدٌ، فَأَحْدِثْ إِلَيَّ شَيْئاً أُحَدِّثْ‏ «4» بِهِ مَنْ يَخْلُفُنِي مِنْ بَعْدِي‏ «5»؛ فَلَا يَضِلُّ.

قَالَ: «نَعَمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، هؤُلَاءِ وُلْدِي، و هذَا سَيِّدُهُمْ- و أَشَارَ إِلَيْكَ- و قَدْ عُلِّمَ‏ «6» الْحُكْمَ‏ «7» و الْفَهْمَ‏ «8» و السَّخَاءَ و الْمَعْرِفَةَ «9» بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ، و مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ و دُنْيَاهُمْ، و فِيهِ حُسْنُ الْخُلُقِ، و حُسْنُ الْجَوَابِ، و هُوَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اللَّهِ عَزَّ

______________________________

 (1). في حاشية «ج»:+/ «له».

 (2). في «ألف، ه، و، بر» و المطبوع: «تثبّت»- و كذا «تثبّته» فيما بعد-. و في الشروح: «تُثْبِتُ» من الإثبات بمعنى‏المعرفة. يقال: ثابَتَهُ و أَثْبَتَهُ، أي عَرَفَهُ حَقَّ المعرفة، و تساعده اللغة. لسان العرب، ج 2، ص 20 (ثبت).

 (3). في «الوافي»:-/ «إنّي».

 (4). قوله: «احدّث» إمّا مجزوم في جواب الأمر، أو مرفوع صفة لقوله: «شيئاً»، كما في «ض» و «بر». هذا في الشروح. و أمّا قوله: «فلا يضلّ» فمنصوب جواباً للأمر على الثاني، أو مرفوع تفريعاً محضاً على الأوّل.

 (5). «من يَخْلُفُني من بعدي»، أي يجي‏ء. يقال: خَلَفْتُهُ، أي جئتُ بعده. قال المجلسي: «فيه نوع من الأدب بإظهار أنّي لا أتوقّع بقائي بعدك، لكن أسأل ذلك لأولادي و غيرهم ممّن يكون بعدي». راجع: المصباح المنير، ص 178 (خلف)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 347.

 (6). في مرآة العقول: «و قد علم، على بناء المعلوم المجرّد، أو على بناء المجهول من التفعيل».

 (7). «الحُكْمُ»: العلم و الفقه و القضاء بالعدل. أو الحِكْمَةُ، و هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، و يقال لمن‏يُحسن الصناعات و يُتْقِنها: حكيم. راجع: النهاية، ج 1، ص 419 (حكم).

 (8). قال المجلسي: «الفهم: سرعة انتقال الذهن إلى مقصود المتكلّم عند التحاكم و غيره». و راجع: هامش القاموس المحيط، ج 2، ص 1509 (فهم).

 (9). «المَعْرِفَةُ» و «العِرْفان»: إدراك الشي‏ء بتفكّر و تدبّر لأثره، و هو أخصّ من العلم، و يضادّه الإنكار، و يقال: فلان يعرف اللَّهَ، و لا يقال: يعلم اللَّهَ متعدّياً إلى مفعول و احد، و يقال: اللَّه يعلم كذا، و لا يقال: يعرف كذا. راجع: المفردات للراغب، ص 56 (عرف).

79
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

وَ جَلَّ، و فِيهِ أُخْرى‏ خَيْرٌ مِنْ هذَا كُلِّهِ».

فَقَالَ لَهُ أَبِي: و مَا هِيَ بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي؟

قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يُخْرِجُ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- مِنْهُ‏ «1» غَوْثَ‏ «2» هذِهِ الْأُمَّةِ و غِيَاثَهَا، و عَلَمَهَا وَ نُورَهَا، و فَضْلَهَا و حِكْمَتَهَا «3»، خَيْرُ مَوْلُودٍ، و خَيْرُ نَاشِىً‏ «4» يَحْقُنُ‏ «5» اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- بِهِ الدِّمَاءَ، و يُصْلِحُ بِهِ ذَاتَ الْبَيْنِ، و يَلُمُ‏ «6» بِهِ الشَّعْثَ‏ «7»، و يَشْعَبُ‏ «8» بِهِ الصَّدْعَ‏ «9»، و يَكْسُو بِهِ الْعَارِيَ، و يُشْبِعُ بِهِ الْجَائِعَ، و يُؤْمِنُ بِهِ الْخَائِفَ، و يُنْزِلُ‏ «10» اللَّهُ‏ «11» بِهِ الْقَطْرَ «12»، و يَرْحَمُ بِهِ الْعِبَادَ، خَيْرُ «13» كَهْلٍ‏ «14»، و خَيْرُ نَاشِىً، قَوْلُهُ حُكْمٌ، و صَمْتُهُ عِلْمٌ، يُبَيِّنُ لِلنَّاسِ مَا يَخْتَلِفُونَ‏

______________________________

 (1). في «بح»:-/ «منه».

 (2). «الغوث»: اسم من أغاثه إغاثةً، إذا أعانه و نصره. و الغياث اسم من أغاثه، إذا كشف شدّته. راجع: المصباح المنير، ص 455 (غوث).

 (3). في «بح» و الوافي: «حكمها».

 (4). «الناشِئ»، من نشأ الصبيّ يَنْشَأ نَشْأً، إذا كبر و شَبَّ و أيْفَعَ، أي ناهز البلوغ و لم يتكامل، و حقيقته الذي ارتفع عن حدّ الصبا و قرب من الإدراك من قولهم: نشأ السحاب، إذا ارتفع. راجع: النهاية، ج 5، ص 51؛ المغرب، ص 451 (نشأ).

 (5). يقال: حَقَنْتُ لَهُ دَمَهُ، إذا منعت من قتله و إراقته. النهاية، ج 1، ص 416 (حقن).

 (6). «يَلُمُّ»، أي يجمع، من اللَمّ، مصدر لَمَّ الشي‏ءَ يَلُمُّهُ لَمّاً، أي جمعه و أصلحه. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 547 (لمم).

 (7). «الشَعْثُ» و «الشَعَثُ»: انتشار الأمر و خَلَلُهُ. يقال: لَمَّ اللَّه شَعَثَهُ، أي جمع ما تفرّق من اموره و أصلحه. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 160 (شعث).

 (8). «الشَعْب»: الشقّ في الشي‏ء، و إصلاحه أيضاً الشَعْبُ. تقول: شعبتُ الشي‏ءَ: فرّقته، و شعبتُه: جمعته، و هو من الأضداد. تقول: التَأَمَ شَعْبُهُمْ، إذا اجتمعوا بعد التفرّق، و تفرّق شَعْبُهُمْ، إذا تفرّقوا بعد الاجتماع. راجع: الصحاح، ج 1، ص 156 (شعب).

 (9). «الصَدْع»: الشَقّ و التفرّق، فالمعنى يجمع به التفرّق. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1241 (صدع).

 (10). في «ب، بر»: «ينزّل».

 (11). في «ف، بف»:-/ «اللَّه».

 (12). قال الجوهري: «القَطْر: المطر. و القَطْر: جمع قَطْرَةٍ». الصحاح، ج 2، ص 795 (قطر).

 (13). في شرح المازندراني: «و خير».

 (14). قال ابن الأثير: «الكَهْلُ من الرجال: من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين. و قيل: من ثلاث و ثلاثين إلى تمام الخمسين». قال المازندراني: «و يحتمل أن يراد بالكهل هاهنا الحليم الحكيم العاقل، من باب الكناية» راجع: النهاية، ج 4، ص 213 (كهل)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 172.

80
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فِيهِ، و يَسُودُ عَشِيرَتَهُ‏ «1» مِنْ قَبْلِ أَوَانِ حُلُمِهِ‏ «2»».

فَقَالَ لَهُ أَبِي: بِأَبِي‏ «3» أَنْتَ‏ «4» و أُمِّي، و هَلْ وُلِدَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، و مَرَّتْ بِهِ سِنُونَ».

قَالَ يَزِيدُ: فَجَاءَنَا مَنْ لَمْ نَسْتَطِعْ مَعَهُ كَلَاماً، قَالَ يَزِيدُ: فَقُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

فَأَخْبِرْنِي أَنْتَ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُوكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «5» لِي: «نَعَمْ، إِنَّ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ فِي زَمَانٍ لَيْسَ هذَا زَمَانَهُ».

فَقُلْتُ لَهُ: فَمَنْ يَرْضى‏ مِنْكَ بِهذَا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ.

قَالَ: فَضَحِكَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ضَحِكاً شَدِيداً، ثُمَّ قَالَ: «أُخْبِرُكَ يَا أَبَا عُمَارَةَ، إِنِّي خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي، فَأَوْصَيْتُ إِلَى ابْنِي فُلَانٍ‏ «6»، و أَشْرَكْتُ مَعَهُ بَنِيَّ فِي الظَّاهِرِ، وَ أَوْصَيْتُهُ فِي الْبَاطِنِ، فَأَفْرَدْتُهُ و حْدَهُ، و لَوْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَيَّ لَجَعَلْتُهُ فِي الْقَاسِمِ ابْنِي؛ لِحُبِّي إِيَّاهُ، و رَأْفَتِي‏ «7» عَلَيْهِ، و لكِنْ ذلِكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ، يَجْعَلُهُ حَيْثُ يَشَاءُ، و لَقَدْ جَاءَنِي بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «8»، ثُمَّ أَرَانِيهِ، و أَرَانِي مَنْ يَكُونُ مَعَهُ؛ و كَذلِكَ لَايُوصى‏

______________________________

 (1). «العَشِيرَة»: اسم لكلّ جماعة من أقارب الرجل الذين يتكثّر بهم، أي يصيرون له بمنزلة العدد الكامل، و ذلك أنّ العشرة هو العدد الكامل. أو هي أقاربه القريبة الذين يعاشرونه و يعاشرهم من العِشْرَة بمعنى الصحبة. راجع: المفردات للراغب، ص 567؛ النهاية، ج 3، ص 240 (عشر).

 (2). «الحُلْم»: الجماع في النوع، و الاسم: الحُلُمْ. أو الحِلْم بمعنى الأناة و العقل. و عليهما فهو كناية عن البلوغ الذي يكون للناس؛ فإنّ الإمام لا يحتلم و هو الكامل عند الولادة بل قبلها. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1445 (حلم)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 351.

 (3). لم يرد «أبي» في بعض النسخ على ما نقله المجلسي في مرآة العقول.

 (4). في «ف»:-/ «أنت».

 (5). في «ه»: «قال».

 (6). في البحار:+/ «يعني عليّاً الرضا عليه السلام».

 (7). قال الجوهري: «الرأفة: أشدّ الرحمة». و قال ابن الأثير: «الرأفة أرقّ من الرحمة، و لا تكاد تقع في الكراهة، و الرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة». راجع: الصحاح، ج 4، ص 1362؛ النهاية، ج 2، ص 176 (رأف).

 (8). في «ب»:+/ «و جدّي عليّ صلوات اللَّه عليه و آله». و في حاشية «ض» و البحار:+/ «و جدّي عليّ ف صلوات اللَّه عليه». و قال في الوافي: «هذا المجي‏ء و الإراءة يجوز أن يكونا في المنام، و أن يكونا في اليقظة؛ لأنّ للأرواح الكاملة أن يتمثّلوا في صور أبدانهم عياناً لمن شاؤوا في هذه النشأة الدنياويّة».

81
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

إِلى‏ أَحَدٍ مِنَّا حَتّى‏ يَأْتِيَ بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و جَدِّي عَلِيٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، و رَأَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خَاتَماً و سَيْفاً و عَصًا و كِتَاباً و عِمَامَةً، فَقُلْتُ: مَا هذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟

فَقَالَ لِي: أَمَّا الْعِمَامَةُ، فَسُلْطَانُ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ؛ و أَمَّا السَّيْفُ، فَعِزُّ «1» اللَّهِ تَبَارَكَ و تَعَالى‏؛ وَ أَمَّا الْكِتَابُ، فَنُورُ اللَّهِ تَبَارَكَ و تَعَالى‏؛ و أَمَّا الْعَصَا، فَقُوَّةُ اللَّهِ؛ و أَمَّا الْخَاتَمُ، فَجَامِعُ هذِهِ الْأُمُورِ.

ثُمَّ قَالَ لِي: و الْأَمْرُ قَدْ خَرَجَ مِنْكَ إِلى‏ غَيْرِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرِنِيهِ أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَا رَأَيْتُ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَحَداً أَجْزَعَ‏ «2» عَلى‏ فِرَاقِ هذَا الْأَمْرِ مِنْكَ‏ «3»، و لَوْ كَانَتِ الْإِمَامَةُ «4» بِالْمَحَبَّةِ، لَكَانَ إِسْمَاعِيلُ أَحَبَّ إِلى‏ أَبِيكَ مِنْكَ، و لكِنْ ذلِكَ‏ «5» مِنَ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَ رَأَيْتُ وُلْدِي جَمِيعاً: الْأَحْيَاءَ مِنْهُمْ و الْأَمْوَاتَ، فَقَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: هذَا سَيِّدُهُمْ- و أَشَارَ إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ- فَهُوَ مِنِّي، و أَنَا مِنْهُ، و اللَّهُ مَعَ الْمُحْسِنِينَ».

قَالَ يَزِيدُ: ثُمَّ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا يَزِيدُ، إِنَّهَا و دِيعَةٌ عِنْدَكَ، فَلَا تُخْبِرْ بِهَا إِلَّا عَاقِلًا، أَوْ «6» عَبْداً تَعْرِفُهُ صَادِقاً، و إِنْ سُئِلْتَ عَنِ الشَّهَادَةِ، فَاشْهَدْ بِهَا، و هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها» «7» و قَالَ لَنَا أَيْضاً: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ‏

______________________________

 (1). قال ابن الأثير: «في أسماء اللَّه تعالى: العزيز، هو الغالب القويّ الذي لا يُغلب. و العِزّ في الأصل: القوّةوالشدّة و الغلبة». النهاية، ج 3، ص 228 (عزز).

 (2). في «ف»:+/ «منك».

 (3). في «ف»:-/ «منك». و قال في الوافي: «و ذلك لأنّه عليه السلام كان يحبّ أن يجعله في القاسم، كما صرّح به».

 (4). في «ه»:-/ «الإمامة».

 (5). في البحار:-/ «ذلك».

 (6). في «ج، ه، ف، بس، بف»: «و».

 (7). النساء (4): 58.

82
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ‏» «1»».

قَالَ: فَقَالَ‏ «2» أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «فَأَقْبَلْتُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقُلْتُ: قَدْ جَمَعْتَهُمْ لِي- بِأَبِي أَنْتَ‏ «3» و أُمِّي- فَأَيُّهُمْ هُوَ «4»؟ فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ، و يَسْمَعُ بِفَهْمِهِ، و يَنْطِقُ بِحِكْمَتِهِ، يُصِيبُ فَلَا يُخْطِئُ‏ «5»، و يَعْلَمُ فَلَا يَجْهَلُ، مُعَلَّماً حُكْماً «6» وَ عِلْماً، هُوَ هذَا- و أَخَذَ «7» بِيَدِ عَلِيٍّ ابْنِي- ثُمَّ قَالَ: مَا أَقَلَّ مُقَامَكَ مَعَهُ! فَإِذَا رَجَعْتَ مِنْ سَفَرِكَ فَأَوْصِ، و أَصْلِحْ أَمْرَكَ، و افْرُغْ مِمَّا أَرَدْتَ؛ فَإِنَّكَ مُنْتَقِلٌ‏ «8» عَنْهُمْ، و مُجَاوِرٌ غَيْرَهُمْ، فَإِذَا أَرَدْتَ‏ «9» فَادْعُ عَلِيّاً فَلْيُغَسِّلْكَ و لْيُكَفِّنْكَ؛ فَإِنَّهُ طُهْرٌ «10» لَكَ، و لَا «11» يَسْتَقِيمُ‏ «12» إِلَّا ذلِكَ‏ «13»، وَ ذلِكَ سُنَّةٌ قَدْ مَضَتْ؛ فَاضْطَجِعْ بَيْنَ يَدَيْهِ، و صُفَّ إِخْوَتَهُ خَلْفَهُ‏ «14» و عُمُومَتَهُ‏ «15»، و مُرْهُ‏

______________________________

 (1). البقرة (2): 140.

 (2). في «ب»: «و قال».

 (3). هكذا في «ب، ض، بر». و في المطبوع و سائر النسخ:-/ «أنت».

 (4). في «بس»: «حقّ».

 (5). في «ض، ف، ه، بح، بس»: «و لا يخطئ».

 (6). في «بر»: «حِكَماً».

 (7). في «بح»: «فأخذ».

 (8). في «ج»: «مستقلّ».

 (9). في مرآة العقول: «و يمكن أن يقرأ: ارِدْتُ على بناء المجهول، أي أرادك الرشيد لأن يأخذك». و في الوافي: «يعني إذا أردت مفارقتهم في السفر الأخير متوجّهاً من مدينة إلى بغداد».

 (10). في «بس» و شرح المازندراني: «ظهر». و في الوافي: «فإنّه طهر لك، أي تغسيله إيّاك في حياتك طهر لك من غير حاجة إلى تغسيل آخر بعد موتك».

 (11). في «بح»: «فلا».

 (12). في حاشية «بح»:+/ «له».

 (13). في مرآة العقول: «و يرد عليه أنّه ينافي ما سيأتي من أنّ الرضا عليه السلام حضر غسل و الده صلوات اللَّه عليهما في بغداد. و يمكن أن يكون هذا لرفع شبهة من لم يطّلع على حضوره عليه السلام، أو يكون يلزم الأمران جميعاً في الإمام الذي يعلم أنّه يموت في بلد آخر غير بلد و لده».

 (14). في الوافي: «صفّ إخوته خلفه، جملة اسميّة حاليّة».

 (15). في حاشية بدرالدين: «و صفّ إخوته و بني عمومته».

83
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فَلْيُكَبِّرْ عَلَيْكَ تِسْعاً «1»؛ فَإِنَّهُ قَدِ اسْتَقَامَتْ و صِيَّتُهُ، و و لِيَكَ‏ «2» و أَنْتَ حَيٌّ، ثُمَّ اجْمَعْ لَهُ وُلْدَكَ مِنْ بَعْدِهِمْ‏ «3»، فَأَشْهِدْ عَلَيْهِمْ، و أَشْهِدِ اللَّهَ عَزَّ و جَلَ‏ «4»، و كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً».

قَالَ يَزِيدُ: ثُمَّ قَالَ لِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنِّي أُؤْخَذُ فِي هذِهِ السَّنَةِ، و الْأَمْرُ هُوَ إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ، سَمِيِّ عَلِيٍ‏ «5» و عَلِيٍّ: فَأَمَّا عَلِيٌ‏ «6» الْأَوَّلُ، فَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَمَّا الْآخِرُ، فَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، أُعْطِيَ فَهْمَ الْأَوَّلِ و حِلْمَهُ و نَصْرَهُ و وُدَّهُ و دِينَهُ‏ «7» و مِحْنَتَهُ‏ «8» وَ مِحْنَةَ الْآخِرِ، و صَبْرَهُ عَلى‏ مَا يَكْرَهُ، و لَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِ هَارُونَ بِأَرْبَعِ سِنِينَ».

ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا يَزِيدُ، و إِذَا مَرَرْتَ بِهذَا الْمَوْضِعِ، و لَقِيتَهُ‏ «9»- و سَتَلْقَاهُ‏ «10»- فَبَشِّرْهُ أَنَّهُ سَيُولَدُ لَهُ غُلَامٌ أَمِينٌ مَأْمُونٌ مُبَارَكٌ، و سَيُعْلِمُكَ‏ «11» أَنَّكَ قَدْ لَقِيتَنِي، فَأَخْبِرْهُ عِنْدَ ذلِكَ أَنَّ الْجَارِيَةَ الَّتِي يَكُونُ مِنْهَا هذَا الْغُلَامُ جَارِيَةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مَارِيَةَ جَارِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏

______________________________

 (1). الظاهر أنّ المراد من التسع الخمسة التي في مذهبنا و الأربعة التي في مذهب المخالف، أو الظاهر أنّ التسع‏تكبيرات من خصائصهم عليهم السلام. و قيل غير ذلك. راجع: حاشية بدرالدين، ص 206؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 176؛ مرآة العقول، ج 3، ص 355.

 (2). في «ب، ج، ه» و حاشية بدرالدين: «و وليّك».

 (3). في «ج، ض، ف، بر» و الوافي و مرآة العقول: «من تعدّهم». و قال في الوافي: «من تَعُدّهم: من تعتني بشأنهم؛ من التعداد». و في شرح المازندراني: «و ضبطه بعض الناظرين بضمّ الباء، أي من كان بعيداً، و الظاهر أنّه تصحيف». و في مرآة العقول: «و في بعض النسخ بالباء الموحّدة بصيغة الاسم فكأنّه بالضمّ».

 (4). في «ه»:+/ «عليهم».

 (5). «سميّ عليّ»، أي المسمّى باسمه. تقول: هو سَمِيُّ فلان إذا و افق اسمُه اسمَه، كما تقول: هو كَنِيُّهُ. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 402 (سما).

 (6). في «ب»:-/ «عليّ».

 (7). في الغيبة: «ذمّته».

 (8). في «ب»: «محبّته». و في الإرشاد: «حلمه و نصره و ورعه و وِرْدَه و دينه» بدل «حلمه و نصره و وُدّه و دينه و محنته». و قال الجوهري: «المِحْنَة: و احدة المِحَنْ التي يُمْتَحن بها الإنسان من بَليّة». الصحاح، ج 6، ص 220 (محن).

 (9). في «ه»: «فلقيته».

 (10). في «ج»: «و ستلقّاه».

 (11). في «ج» و حاشية «بح»: «و سيعلم».

84
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

أُمِّ إِبْرَاهِيمَ، فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُبَلِّغَهَا «1» مِنِّي السَّلَامَ، فَافْعَلْ».

قَالَ يَزِيدُ: فَلَقِيتُ بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَبَدَأَنِي، فَقَالَ لِي: «يَا يَزِيدُ، مَا تَقُولُ فِي الْعُمْرَةِ؟» فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي، ذلِكَ إِلَيْكَ، و مَا عِنْدِي نَفَقَةٌ «2»، فَقَالَ:

 «سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا كُنَّا نُكَلِّفُكَ و «3» لَانَكْفِيكَ‏ «4»» فَخَرَجْنَا حَتّى‏ انْتَهَيْنَا إِلى‏ ذلِكَ الْمَوْضِعِ، فَابْتَدَأَنِي، فَقَالَ: «يَا يَزِيدُ، إِنَّ هذَا الْمَوْضِعَ كَثِيراً مَا لَقِيتَ فِيهِ جِيرَتَكَ‏ «5» و عُمُومَتَكَ» قُلْتُ: نَعَمْ، ثُمَ‏ «6» قَصَصْتُ عَلَيْهِ الْخَبَرَ، فَقَالَ لِي: «أَمَّا الْجَارِيَةُ، فَلَمْ تَجِئْ بَعْدُ، فَإِذَا جَاءَتْ بَلَّغْتُهَا «7» مِنْهُ السَّلَامَ» فَانْطَلَقْنَا «8» إِلى‏ مَكَّةَ، فَاشْتَرَاهَا فِي تِلْكَ السَّنَةِ، فَلَمْ تَلْبَثْ‏ «9» إِلَّا قَلِيلًا حَتّى‏ حَمَلَتْ، فَوَلَدَتْ ذلِكَ الْغُلَامَ.

قَالَ يَزِيدُ: و كَانَ إِخْوَةُ عَلِيٍّ يَرْجُونَ أَنْ يَرِثُوهُ، فَعَادُونِي إِخْوَتُهُ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ، فَقَالَ لَهُمْ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ: و اللَّهِ‏ «10»، لَقَدْ رَأَيْتُهُ و إِنَّهُ لَيَقْعُدُ مِنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ بِالْمَجْلِسِ الَّذِي لَا أَجْلِسُ فِيهِ أَنَا. «11»

831/ 15. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيُّ و عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ه، بس، بف»: «تبلغها»، أي من الإفعال.

 (2). في «ف، بر»: «تفقّه».

 (3). الواو عاطفة أو حاليّة.

 (4). في مرآة العقول: «و لا تكفيك».

 (5). في «ج»: «خيرتك». و «الجِيرَة»: جمع الجار بمعنى المجاور. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 524 (جور).

 (6). في «ف»: «قد».

 (7). «بلّغتُها» بصيغة المتكلّم، و يحتمل فيه الخطاب أيضاً.

 (8). في «ف»: «فانطلقت». و «فانطلقنا إلى مكّة»، أي ذهبنا إليها. راجع: المصباح المنير، ص 376 (طلق).

 (9). في «ف، بس، بف»: «فلم يلبث».

 (10). في شرح المازندراني: «عمّ الرضا عليه السلام» بدل «و اللَّه».

 (11). الإرشاد، ج 2، ص 252، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 40، ح 19، عن الكليني، من قوله: «إنّي اؤْخذ في هذه السنة» إلى قوله: «و صبره على ما يكره». عيون الأخبار، ج 1، ص 23، ح 9، بسنده عن أبي الحكم الأرمني، إلى قوله: «ليس له أن يتكلّم إلّابعد موت هارون بأربع سنين» الوافي، ج 2، ص 361، ح 844؛ البحار، ج 48، ص 310، و فيه من قوله: «قال: اخبرك يا أبا عمارة» إلى قوله: «و لكن ذلك من اللَّه عزّ و جلّ».

85
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

لَمَّا أَوْصى‏ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَشْهَدَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيَّ، و إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيَّ، و إِسْحَاقَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، و جَعْفَرَ بْنَ صَالِحٍ، و مُعَاوِيَةَ الْجَعْفَرِيَّ، وَ يَحْيَى بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ «1» بْنِ عَلِيٍّ، و سَعْدَ بْنَ عِمْرَانَ‏ «2» الْأَنْصَارِيَّ، و مُحَمَّدَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيَّ، و يَزِيدَ بْنَ سَلِيطٍ الْأَنْصَارِيَّ، و مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ «3» بْنِ سَعْدٍ الْأَسْلَمِيَّ- و هُوَ كَاتِبُ الْوَصِيَّةِ الْأُولى‏ «4»- أَشْهَدَهُمْ أَنَّهُ «يَشْهَدُ أَنْ لَاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ و حْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ و رَسُولُهُ، و أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَارَيْبَ فِيهَا، و أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، و أَنَّ الْبَعْثَ بَعْدَ الْمَوْتِ حَقٌّ، و أَنَّ الْوَعْدَ حَقٌّ، و أَنَّ الْحِسَابَ حَقٌ‏ «5»، و الْقَضَاءَ حَقٌّ، و أَنَ‏ «6» الْوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ حَقٌّ، و أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَقٌّ، و أَنَّ مَا نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ حَقٌّ، عَلى‏ ذلِكَ أَحْيَا، و عَلَيْهِ أَمُوتُ، و عَلَيْهِ أُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

وَ أَشْهَدَهُمْ أَنَّ «هذِهِ‏ «7» و صِيَّتِي بِخَطِّي، و قَدْ نَسَخْتُ و صِيَّةَ جَدِّي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و و صِيَّةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَبْلَ ذلِكَ، نَسَخْتُهَا حَرْفاً بِحَرْفٍ، و و صِيَّةَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلى‏ «8» مِثْلِ ذلِكَ، و إِنِّي قَدْ أَوْصَيْتُ إِلى‏ عَلِيٍّ، وَ بَنِيَ‏ «9» بَعْدُ مَعَهُ إِنْ شَاءَ و آنَسَ‏ «10»

______________________________

 (1). في «بس، بف»: «يزيد». و الظاهر أنّه سهو، و يحيى هذا هو يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين‏المعدود من أصحاب موسى بن جعفر عليه السلام المذكور في كتب الأنساب، راجع: تهذيب الأنساب، ص 190؛ رجال الطوسي، ص 346، الرقم 5170.

 (2). في «ف»: «عمّارة».

 (3). في «ج، ض، ف، بر، بف» و حاشية «بح» و البحار: «جعد».

 (4). في «ه»:-/ «و هو كاتب الوصيّة الاولى».

 (5). في «ب، بس، بف»:-/ «حقّ».

 (6). في الوافي:-/ «أنّ».

 (7). في «ب»: «هذا».

 (8). في «ج»: «بن عليّ».

 (9). في مرآة العقول: «بَنِىَّ، عطف على عليّ ... و قيل: «بَنِيّ» مبتدأ، و «معه» خبر. أي هم ساكنون معه إلى الآن في‏داري إن شاء يبقيهم في الدار، و إن شاء يخرجهم منها».

 (10). يقال: آنس شيئاً، أي أبصر و رأى شيئاً لم يعهده. يقال: آنستُ منه كذا، أي علمتُ. راجع: النهاية، ج 1، ص 74 (أنس).

86
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

مِنْهُمْ رُشْداً «1» و أَحَبَّ أَنْ يُقِرَّهُمْ‏ «2»، فَذَاكَ لَهُ، و إِنْ كَرِهَهُمْ و أَحَبَّ أَنْ يُخْرِجَهُمْ، فَذَاكَ لَهُ، وَ لَاأَمْرَ لَهُمْ مَعَهُ.

وَ أَوْصَيْتُ إِلَيْهِ بِصَدَقَاتِي و أَمْوَالِي و مَوَالِيَّ و صِبْيَانِيَ الَّذِينَ خَلَّفْتُ و وُلْدِي‏ «3»، وَ إِلى‏ إِبْرَاهِيمَ‏ «4» و الْعَبَّاسِ و قَاسِمٍ و إِسْمَاعِيلَ‏ «5» و أَحْمَدَ و أُمِّ أَحْمَدَ «6»، و إِلى‏ عَلِيٍّ أَمْرُ نِسَائِي دُونَهُمْ، و ثُلُثُ صَدَقَةِ «7» أَبِي و ثُلُثِي، يَضَعُهُ حَيْثُ يَرى‏، و يَجْعَلُ فِيهِ‏ «8» مَا يَجْعَلُ ذُو الْمَالِ فِي مَالِهِ‏ «9»، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَبِيعَ أَوْ يَهَبَ أَوْ يَنْحَلَ‏ «10» أَوْ يَتَصَدَّقَ بِهَا عَلى‏ مَنْ سَمَّيْتُ لَهُ و عَلى‏ غَيْرِ مَنْ سَمَّيْتُ، فَذَاكَ‏ «11» لَهُ.

______________________________

 (1). «الرُشد»: الصلاح، و هو خلاف الغيّ و الضَلال، و هو إصابة الحقّ. راجع: المصباح المنير، ص 227 (رشد).

 (2). في «ه»: «و أحبّ إقرارهم». و في «بس»: «أن يقرّ بهم».

 (3). «و وُلْدِي»، قال الفيض: «أي أوصيت إليه مع وُلدي، أوْ و إلى وُلدي فيكون «إلى إبراهيم» بدلًا من وُلدي بتقدير «إلى»، و الأظهر تقديم «إلى» على «وُلْدي» و أنّه اشتبه على النسّاخ». و قال المجلسي: «و قيل: و وُلْدي أي و سائر وُلدي، و «إلى» بمعنى حتّى».

 (4). هكذا في «ه» و العيون. و في أكثر النسخ و المطبوع: «إلى إبراهيم» بدون الواو. و قال المازندراني: «لعلّ‏المراد: أوصيت إلى إبراهيم، فهو عطف على «إليه» بحذف العاطف، و في كتاب العيون: و إلى إبراهيم، و هو الأظهر». قال المجلسي: «و هو الأصوب». راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 180؛ مرآة العقول، ج 3، ص 360.

 (5). في «ف»: «إسماعيل و قاسم».

 (6). في مرآة العقول: «و امّ أحمد، عطف على صدقاتي».

 (7). «ثُلْثُ صدقة أبي» مبتدأ، و الخبر «يضعه»، أو عطف على «أمرُ نسائي» و «ثلثي» مبتدأ و «يضعه» خبره.

 (8). في «ف»: «فيها». و في حاشية «ف»: «منها». و قوله: «يَجْعل»، أي يصنع. يقال: جعلتُ الشي‏ءَ، أي صَنَعْتُهُ. راجع: المصباح المنير، ص 102 (جعل).

 (9). في «ه»:+/ «إن أحبّ أن يغيّر بعض ما ذكرت في كتابي فذاك إليه، و إن كره ذلك فهو إليه، يفعل فيه ما يفعل ذوالمال في ماله».

 (10). «يَنْحَلَ»، من النُحْل، و هي العطيّة ابتداءً من غير عِوَض و لا استحقاق، قال الراغب: النِحْلَةُ و النَحْلَةُ: عطيّة على سبيل التبرّع، و هو أخصّ من الهبة؛ إذ كلّ هبة نحلة و ليس كلّ نحلة هبة. راجع: المفردات للراغب، ص 795؛ النهاية، ج 5، ص 29 (نحل).

 (11). في «بس» و حاشية «بح»: «فذلك».

87
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

وَ هُوَ أَنَا فِي و صِيَّتِي فِي مَالِي و فِي أَهْلِي و وُلْدِي، و إِنْ يَرى‏ «1» أَنْ يُقِرَّ إِخْوَتَهُ- الَّذِينَ سَمَّيْتُهُمْ فِي‏ «2» كِتَابِي هذَا- أَقَرَّهُمْ؛ و إِنْ كَرِهَ، فَلَهُ أَنْ يُخْرِجَهُمْ غَيْرَ مُثَرَّبٍ‏ «3» عَلَيْهِ وَ لَامَرْدُودٍ؛ فَإِنْ آنَسَ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي فَارَقْتُهُمْ‏ «4» عَلَيْهِ، فَأَحَبَّ أَنْ يَرُدَّهُمْ فِي و لَايَةٍ «5»، فَذَاكَ لَهُ؛ و إِنْ أَرَادَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يُزَوِّجَ أُخْتَهُ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ و أَمْرِهِ، فَإِنَّهُ أَعْرَفُ بِمَنَاكِحِ قَوْمِهِ.

وَ أَيُّ سُلْطَانٍ أَوْ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ كَفَّهُ‏ «6» عَنْ شَيْ‏ءٍ، أَوْ حَالَ بَيْنَهُ و بَيْنَ شَيْ‏ءٍ- مِمَّا ذَكَرْتُ فِي كِتَابِي هذَا- أَوْ أَحَدٍ «7» مِمَّنْ ذَكَرْتُ‏ «8»، فَهُوَ مِنَ اللَّهِ و مِنْ‏ «9» رَسُولِهِ بَرِي‏ءٌ، و اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْهُ بُرَآءُ «10»، و عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ و غَضَبُهُ، و لَعْنَةُ اللَّاعِنِينَ و الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ النَّبِيِّينَ و الْمُرْسَلِينَ و جَمَاعَةِ الْمُؤْمِنِينَ، و لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ السَّلَاطِينِ أَنْ يَكُفَّهُ‏ «11»

______________________________

 (1). في «ف، ه، بح، بف» و حاشية «ج» و الوافي و مرآة العقول و البحار: «رأى».

 (2). في «ف، ه» و حاشية «ض» و الوافي:+/ «صدر».

 (3). في «بس، بف»: «مثرب». أي من الإفعال. و قوله: «غير مُثرَّب عليه»، من التثريب، و هو كالتأنيب و التعيير و الاستقصاء في اللَوْم. قال الأصمعي: ثَرَّبْتُ عليه و عَرَّبْتُ عليه بمعنى، إذا قبّحتَ عليه فِعْلَه. راجع: الصحاح، ج 1، ص 92 (ثرب).

 (4). في مرآة العقول: «و ربّما يقرأ: فارَقَتْهُمْ بصيغة الغائبة، بأن يكون الضمير المستتر راجعاً إلى المعيشة من‏الصدقة».

 (5). «الوِلاية» و «الوَلاية» نحوُ الدِلالة و الدَلالة، و حقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب، ص 885 (ولى).

 (6). في «ه» و حاشية «ف» و العيون: «كشفه». و في شرح المازندراني: «و في كتاب العيون و في بعض نسخ هذاالكتاب: كشفه عن شي‏ء، بالشين المعجمة، و لعلّ المراد كشف العيوب في تصرّفاته، و أمّا بالسين المهملة بمعنى القطع فالظاهر أنّه تصحيف».

 (7). في «بر»: «أخذ».

 (8). في «ف»:-/ «أو أحد ممّن ذكرت».

 (9). في البحار:-/ «من».

 (10). هكذا في «ض، بر» و شرح المازندراني. و في المطبوع: «بِراء» و هو أيضاً جمع بري‏ء. و في العيون: «بريئان». و في مرآة العقول: «و في نسخ الكتاب ... بَرآء، بفتح الباء و الراء و المدّ. قال في القاموس: أنا برآءُ منه، لا يثنّى و لا يجمع و لا يؤنَّث». و راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 96 (برأ).

 (11). في «ه»: «أن يكشفوا». و في شرح المازندراني: «و في بعض النسخ: أن يكشفه بالشين المعجمة بدلَ أن‏يكفّه».

88
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

عَنْ شَيْ‏ءٍ، و لَيْسَ لِي عِنْدَهُ تَبِعَةٌ و لَاتِبَاعَةٌ «1»، و لَالِأَحَدٍ مِنْ وُلْدِي لَهُ‏ «2» قِبَلِي مَالٌ؛ وَ هُوَ «3» مُصَدَّقٌ فِيمَا ذَكَرَ، فَإِنْ أَقَلَ‏ «4» فَهُوَ أَعْلَمُ؛ و إِنْ أَكْثَرَ فَهُوَ الصَّادِقُ‏ «5» كَذلِكَ.

وَ إِنَّمَا أَرَدْتُ بِإِدْخَالِ الَّذِينَ أَدْخَلْتُهُمْ‏ «6» مَعَهُ مِنْ وُلْدِي التَّنْوِيهَ‏ «7» بِأَسْمَائِهِمْ، وَ التَّشْرِيفَ لَهُمْ؛ و أُمَّهَاتُ أَوْلَادِي مَنْ أَقَامَتْ‏ «8» مِنْهُنَّ فِي مَنْزِلِهَا و حِجَابِهَا، فَلَهَا مَا كَانَ يَجْرِي عَلَيْهَا فِي حَيَاتِي إِنْ رَأى‏ ذلِكَ، و مَنْ خَرَجَتْ مِنْهُنَّ إِلى‏ زَوْجٍ، فَلَيْسَ لَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلى‏ «9» مَحْوَايَ‏ «10» إِلَّا أَنْ يَرى‏ عَلِيٌّ غَيْرَ ذلِكَ، و بَنَاتِي بِمِثْلِ ذلِكَ، و لَايُزَوِّجُ بَنَاتِي أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِنَّ مِنْ أُمَّهَاتِهِنَّ و لَاسُلْطَانٌ و لَاعَمٌّ إِلَّا بِرَأْيِهِ و مَشُورَتِهِ‏ «11»، فَإِنْ فَعَلُوا غَيْرَ ذلِكَ، فَقَدْ خَالَفُوا اللَّهَ و رَسُولَهُ، و جَاهَدُوهُ فِي مُلْكِهِ، و هُوَ أَعْرَفُ بِمَنَاكِحِ قَوْمِهِ، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ زَوَّجَ، و إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْرُكَ تَرَكَ.

______________________________

 (1). «التَبِعَةُ» و «التِباعةُ»: اسم الشي‏ء الذي لك فيه بُغْيَة شِبه ظُلامة و نحو ذلك، أو هما ما اتّبعتَ به صاحبَك من‏ظُلامة و نحوها، أو ما يتبع المالَ من نوائب الحقوق، و هو من تَبِعْتُ الرجلَ بحقّي. فهما بمعنى و احد. نعم نقل المجلسي عن بعضٍ الفرقَ بأنّ التَبِعَةَ ما تطلبه من غيرك من حقّ تريد أن تستوفيه منه. و التِباعَة: الحقّ الذي لك على غيرك و لا تريد أن تستوفيه منه. ثمّ قال: «و التَّباعَةُ بالفتح مصدر تبعه إذا مشى خلفه، و هو مناسب». راجع: لسان العرب، ج 8، ص 30 (تبع).

 (2). في «بر» و شرح المازندراني و الوافي: «و له».

 (3). هكذا في «ب، ج، ض، ف، ه، و، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار. و في المطبوع: «فهو».

 (4). «أقلَّ»، أي أظهر المال قليلًا، أو أعطى حَقَّهم قليلًا، من قولهم: أقلّه و أقلّ منه، أي جعله قليلًا و صادفه قليلًا، و أقلّ: أتى بقليل. و كذلك أكْثَرَ. راجع: لسان العرب، ج 5، ص 132 (كثر)؛ و ج 11، ص 563 (قلل).

 (5). في «ب»:-/ «الصادق».

 (6). في «ف، ه، بر» و حاشية «بح» و البحار: «أدخلت».

 (7). قال الجوهري: «نَوَّهْتُهُ تنويهاً، إذا رفعتَه. و نوّهتُ باسمه، إذا رفعت ذكره». الصحاح، ج 6، ص 2254 (نوه).

 (8). في «ه»: «أقام».

 (9). «فى البحار»:-/ «إلى».

 (10). «المَحْوَى»: اسم مكان من حَوَى الشي‏ءَ يَحْويه، أي جمعه و ضمّه، مثل الحِواء و هو اسم المكان الذي يحوي الشي‏ءَ، أي يجمعه و يضمّه. قرأه الفيض و المجلسي: مُحَوّاي. و الحِواء و المُحَوّى كلاهما جماعة بيوت الناس إذا تدانت، و هي من الوَبَر. و الجمع: الأحوِية. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 208- 210 (حوا).

 (11). «و مَشُورَته» أي بأمره، من أشار عليه بأمر كذا: أمره به، و هي الشُورى و المَشُورَة، بضمّ الشين، مَفْعُلَة و لاتكون مَفْعُولَة؛ لأنّها مصدر، و المصادر لا تجي‏ء على مثال مفعولة، و إن جاءت على مثال مفعول. و كذلك المَشْوَرَةُ. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 437 (شور).

89
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

وَ قَدْ أَوْصَيْتُهُنَّ بِمِثْلِ مَا ذَكَرْتُ فِي‏ «1» كِتَابِي هذَا، و جَعَلْتُ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- عَلَيْهِنَّ شَهِيداً، و هُوَ و أُمُّ أَحْمَدَ «2»؛ و لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْشِفَ و صِيَّتِي و لَايَنْشُرَهَا و هُوَ مِنْهَا «3» عَلى‏ غَيْرِ مَا ذَكَرْتُ و سَمَّيْتُ؛ فَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهِ، و مَنْ أَحْسَنَ فَلِنَفْسِهِ، و مَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ‏ «4» لِلْعَبِيدِ «5»، و صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ و «6» آلِهِ.

وَ لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْ سُلْطَانٍ و لَاغَيْرِهِ أَنْ يَفُضَ‏ «7» كِتَابِي هذَا الَّذِي خَتَمْتُ عَلَيْهِ الْأَسْفَلَ‏ «8»، فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ و غَضَبُهُ، و لَعْنَةُ اللَّاعِنِينَ و الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ‏ «9» و جَمَاعَةِ الْمُرْسَلِينَ و الْمُؤْمِنِينَ و «10» الْمُسْلِمِينَ، و عَلى‏ «11» مَنْ‏

______________________________

 (1). في «ف، ه»: «في صدر».

 (2). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول. و في المطبوع:+/ « [شاهدان‏]».

 (3). في «ه» و حاشية «بف»: «فيها».

 (4). في شرح المازندراني، ج 6، ص 183: «لعلّ المراد المبالغة في نفي الظلم لا نفي المبالغة فيه ...، و يمكن أيضاًأن يقال: كلّ صفة من صفات الواجب- جلّ شأنه- على و جه الكمال، فلو كان الظلم صفة له كان على و جه الكمال، و حيث لم يكن له ظلم على و جه الكمال لم يكن له ظلم أصلًا و إلّا لزم خلاف الفرض».

 (5). إشارة إلى الآية 46 من سورة فصّلت (41): «مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ».

 (6). هكذا في «ب، ج، ف، ه، و، بح، بر، بف» و الوافي. و في «ض، بس» و المطبوع:+/ «على». و احتمال صدور كلمة «على» عن المعصوم عليه السلام لتقيّة و حذفها من ناحية النسّاخ غير بعيد.

 (7). في «ف»: «يغضّ». و في «بح»: «يقصّ». و في «بف»: «ينقض». و «يَفُضَّ كتابي»، أي يكسر خَتْمَه و يفتحه، من‏الفَضّ بمعنى الكسر مع التفرقة. و قال المجلسي: «و قد يقرأ: يُفِضُّ، على بناء الإفعال للتعويض، أي يمكّن من الفضّ». راجع: لسان العرب، ج 7، ص 207 (فضض).

 (8). في شرح المازندراني: «قوله: الأسفل، بدل الكلّ من ضمير الغائب في «عليه»، و هو جائز. أو مفعول فيه‏بتقدير في»، و في مرآة العقول: «الأسفل صفة كتابي». و في الوافي: «أي ختمت على مطويّة الأسفل». و قال في كيفيّة هذا الختم في ذيل حديث آخر: «لعلّ الخواتيم كانت متفرّقة في مطاوي الكتاب بحيث نشرت طائفة من مطاويه، انتهى النشر إلى خاتم يمنع من نشر ما بعدها من المطاوي إلّاأن يفضّ الخاتم». راجع: الوافي، ج 2، ص 263، ح 741.

 (9). في «ب، ه»:-/ «المقرّبين».

 (10). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع: «من»، و هو مقتضى أعمّيّة المسلمين.

 (11). في «بد، جو، بل»: «علي». و قرأه في الوافي: عليّ اسماً، ثمّ قال: «يعني لا يفضّه غيره». و عدّه المجلسي ف في مرآة العقول ممكناً. ثمّ قال: «أي هو الذي يجوز أن يفضّ كتابي هذا». و هو بعيدٌ بقرينة «فضّ» الماضي.

90
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فَضَ‏ «1» كِتَابِي هذَا. و كَتَبَ و خَتَمَ‏ «2» أَبُو إِبْرَاهِيمَ و الشُّهُودُ، و صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ «3» آلِهِ‏ «4»».

قَالَ أَبُو الْحَكَمِ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيُ‏ «5»، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ، قَالَ:

كَانَ أَبُو عِمْرَانَ الطَّلْحِيُّ قَاضِيَ الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا مَضى‏ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدَّمَهُ إِخْوَتُهُ‏ «6» إِلَى الطَّلْحِيِّ الْقَاضِي، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسى‏: أَصْلَحَكَ اللَّهُ و أَمْتَعَ بِكَ‏ «7»، إِنَّ فِي أَسْفَلِ هذَا الْكِتَابِ كَنْزاً و جَوْهَراً، و يُرِيدُ أَنْ يَحْتَجِبَهُ و يَأْخُذَهُ دُونَنَا، و لَمْ يَدَعْ أَبُونَا- رَحِمَهُ اللَّهُ‏ «8»- شَيْئاً إِلَّا أَلْجَأَهُ إِلَيْهِ‏ «9»، و تَرَكَنَا عَالَةً «10»، و لَوْ لَاأَنِّي أَكُفُّ نَفْسِي، لَأَخْبَرْتُكَ بِشَيْ‏ءٍ عَلى‏ رُؤُوسِ‏

______________________________

 (1). في «بح»: «قصّ».

 (2). في مرآة العقول: «و كتب و ختم، هذا كلامه على سبيل الالتفات، أو كلام يزيد».

 (3). هكذا في «ض، بح، بر، بف» و الوافي. و في سائر النسخ و المطبوع:+/ «على». و صدوره لتقيّة غير بعيد.

 (4). في «ه»:+/ «الطيّبين».

 (5). هكذا في حاشية «بح، بف». و في «ألف، ب، ج، ض، و، بر، بس، بف» و المطبوع: «عبداللَّه بن آدم الجعفري». و في «ف، بح» و الوافي: «أبو عبد اللَّه بن آدم الجعفري».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد تقدّم الراوي في نفس الخبر بعنوان «عبد اللَّه بن إبراهيم الجعفري»، و في الخبر السابق بعنوان «عبد اللَّه بن إبراهيم بن عليّ بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب». و ذكر في كتب الأنساب و الرجال بعنوان «عبد اللَّه بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب». راجع: تهذيب الأنساب، ص 306؛ رجال النجاشي، ص 216، الرقم 562.

 (6). في شرح المازندراني: «قوله: قدمه إخوته، قَدَمه يقدمه من باب نصر، أي تقدّمه. و المراد إزعاجه إلى‏القاضي».

 (7). يقال: أمتعه اللَّه تعالى بكذا، أي أبقاه ليستمتع به. و يقال: أمتع اللَّه فلاناً بفلان إمتاعاً، أي أبقاه ليستمتع به فيمايحبّ من الانتفاع به و السرور بمكانه. و كذا متّعه. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 331 (متع).

 (8). في «ف»:+/ «الرحيم».

 (9). «ألجأه إليه»، أي أسنده إليه و جعله له. راجع: الصحاح، ج 1، ص 71 (لجأ).

 (10). «العالة»: جمع العائل، و هو الفقير، أو كثير العيال. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 482 (عول).

91
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

الْمَلَا «1»، فَوَثَبَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: إِذاً «2» و اللَّهِ تُخْبِرُ «3» بِمَا لَانَقْبَلُهُ مِنْكَ و لَا نُصَدِّقُكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَكُونُ عِنْدَنَا مَلُوماً مَدْحُوراً «4»؛ نَعْرِفُكَ بِالْكَذِبِ صَغِيراً و كَبِيراً، و كَانَ أَبُوكَ أَعْرَفَ بِكَ لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ، «5» و إِنْ‏ «6» كَانَ أَبُوكَ لَعَارِفاً بِكَ‏ «7» فِي الظَّاهِرِ و الْبَاطِنِ، وَ مَا كَانَ لِيَأْمَنَكَ عَلى‏ تَمْرَتَيْنِ.

ثُمَّ و ثَبَ إِلَيْهِ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ عَمُّهُ، فَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ‏ «8»، فَقَالَ لَهُ‏ «9»: إِنَّكَ لَسَفِيهٌ ضَعِيفٌ أَحْمَقُ، اجْمَعْ‏ «10» هذَا مَعَ مَا كَانَ بِالْأَمْسِ مِنْكَ، و أَعَانَهُ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ.

فَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ‏ «11» الْقَاضِي لِعَلِيٍّ: قُمْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، حَسْبِي مَا لَعَنَنِي أَبُوكَ الْيَوْمَ‏ «12»،

______________________________

 (1). قال ابن الأثير: «المَلَأ: أشراف الناس و رؤساؤهم، و مقدَّموهم الذين يُرْجَع إلى قولهم. و جمعه: أمْلاء». النهاية، ج 4، ص 351 (ملأ).

 (2). في مرآة العقول: «إذاً بالتنوين، أي حين تخبر بشي‏ء. و هي من نواصب المضارع. و يجوز الفصل بينها و بين منصوبها بالقسم. و تخبر منصوب بها». و اتّفقت النسخ على تنوين «إذاً».

 (3). في حاشية «بف» و الوافي: «تخبرنا».

 (4). «المدحور»: المطرود من الدُحُور بمعنى الطرد و الإبعاد. و قال ابن الأثير: «الدَحْرُ: الدفع بعُنف على سبيل‏الإهانة و الإذلال». راجع: الصحاح، ج 2، ص 655؛ النهاية، ج 2، ص 103 (دحر).

 (5). هكذا في «ج، ض، بس» و البحار. و في سائر النسخ و المطبوع: «خيراً»، و هو كما ترى.

 (6). في «بر، و»: «و أن». و في شرح المازندراني: «إن مخفّفة من المثقّلة المكسورة و يلزمها اللام، و يجوز دخولها على كان و أخواته».

 (7). في «ف»: «فإنّه يعرفك» بدل «و إن كان أبوك لعارفاً بك».

 (8). قال ابن الأثير: «لَبَبْتُ الرجلَ و لَبَّبْتُهُ، إذا جعلت في عنقه ثوباً أو غيره و جَرَرْته به. و أخذتُ بتلبيب فلان، إذاجمعتَ عليه ثوبه الذي هو لابسه و قبضت عليه تجرّه. و التلبيب: مَجْمَع ما في موضع اللَبَب من ثياب الرجل». النهاية، ج 4، ص 223 (لبب).

 (9). في «بح»:-/ «له».

 (10). في شرح المازندراني: و لعلّ الهمزة للاستفهام على سبيل التوبيخ بكسر المنازعة، و الجمع بالضمّ بمعنى المجموع كالذخر بمعنى المذخور»، و في الوافي: «أجمع، تأكيد»، و في مرآة العقول: «و يمكن أن يقرأ أجمع على صيغة المتكلّم».

 (11). في «ب، ه، ف، بف، بس» و حاشية بدرالدين: «ابن عمران».

 (12). في الوافي: «لمّا رأى القاضي مكتوباً في أعلى الكتاب «لعن اللَّه من فضّه» خاف على نفسه أن يلجئوه إلى الفضّ، فقال: قم يا أباالحسن، فإنّي أخاف أن أفضّ الكتاب، فينالني لعن أبيك و كفاني ذلك شقاءً و بُعداً».

92
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

وَ قَدْ و سَّعَ لَكَ أَبُوكَ، و لَا وَ اللَّهِ، مَا أَحَدٌ أَعْرَفَ بِالْوَلَدِ مِنْ و الِدِهِ، و لَاوَ اللَّهِ، مَا كَانَ أَبُوكَ عِنْدَنَا بِمُسْتَخَفٍّ فِي عَقْلِهِ، و لَاضَعِيفٍ فِي رَأْيِهِ.

فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلْقَاضِي: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فُضَّ الْخَاتَمَ و اقْرَأْ مَا تَحْتَهُ، فَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ‏ «1»: لَاأَفُضُّهُ، حَسْبِي مَا لَعَنَنِي أَبُوكَ مُنْذُ «2» الْيَوْمِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: فَأَنَا «3» أَفُضُّهُ، فَقَالَ: ذَاكَ‏ «4» إِلَيْكَ، فَفَضَّ الْعَبَّاسُ الْخَاتَمَ، فَإِذَا فِيهِ إِخْرَاجُهُمْ و إِقْرَارُ عَلِيٍّ لَهَا «5» و حْدَهُ، وَ إِدْخَالُهُ إِيَّاهُمْ فِي و لَايَةِ «6» عَلِيٍّ إِنْ أَحَبُّوا أَوْ كَرِهُوا، و إِخْرَاجُهُمْ مِنْ حَدِّ «7» الصَّدَقَةِ وَ غَيْرِهَا، و كَانَ فَتْحُهُ عَلَيْهِمْ بَلَاءً و فَضِيحَةً و ذِلَّةً، و لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ خِيَرَةً.

وَ كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ الَّتِي فَضَّ الْعَبَّاسُ تَحْتَ الْخَاتَمِ: هؤُلَاءِ الشُّهُودُ:

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، و إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ، و جَعْفَرُ بْنُ صَالِحٍ، و سَعِيدُ «8» بْنُ عِمْرَانَ؛ وَ أَبْرَزُوا و جْهَ أُمِّ أَحْمَدَ فِي مَجْلِسِ الْقَاضِي، و ادَّعَوْا أَنَّهَا لَيْسَتْ إِيَّاهَا حَتّى‏ كَشَفُوا عَنْهَا وَ عَرَفُوهَا، فَقَالَتْ عِنْدَ ذلِكَ: قَدْ و اللَّهِ، قَالَ سَيِّدِي هذَا: إِنَّكِ سَتُؤْخَذِينَ جَبْراً، وَ تُخْرَجِينَ إِلَى الْمَجَالِسِ؛ فَزَجَرَهَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ، و قَالَ: اسْكُتِي‏ «9»؛ فَإِنَّ النِّسَاءَ إِلَى الضَّعْفِ، مَا أَظُنُّهُ قَالَ مِنْ هذَا شَيْئاً.

______________________________

 (1). في «ب، ه، بس، بف»: «ابن عمران».

 (2). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول و البحار. و في المطبوع:-/ «منذ».

 (3). في «ض»: «أنا». و في «ف»: «و أنا».

 (4). في «ب، ف، بح، بس، بف» و الوافي: «ذلك».

 (5). في البحار: «بها».

 (6). «الوِلاية» و «الوَلاية»: نحو الدِلالة و الدَلالة. و حقيقته تولّي الأمر. أي كونه و ليّاً و والياً عليهم، أو في كونهم‏تابعين له. راجع: المفردات للراغب، ص 885 (ولى)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 366.

 (7). في «ف»: «أخذ».

 (8). تقدّم في صدر الخبر بعنوان «سعد بن عمران الأنصاري» و أحد العنوانين محرّف من الآخر ظاهراً، بل يمكن‏أن يكون كلا العنوانين محرَّفاً و يكون الصواب سعد بن أبي عمران الأنصاري المذكور في رجال الطوسي، ص 338، الرقم 5034. و راجع: مرآة العقول، ج 3، ص 367.

 (9). في «ب، بف»: «اسكني».

93
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

ثُمَّ إِنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ الْتَفَتَ إِلَى الْعَبَّاسِ، فَقَالَ: «يَا أَخِي، إِنِّي‏ «1» أَعْلَمُ أَنَّهُ‏ «2» إِنَّمَا حَمَلَكُمْ عَلى‏ هذِهِ‏ «3» الْغَرَائِمُ‏ «4» و الدُّيُونُ الَّتِي عَلَيْكُمْ، فَانْطَلِقْ يَا سَعِيدُ، فَتَعَيَّنْ لِي مَا عَلَيْهِمْ‏ «5»، ثُمَّ اقْضِ عَنْهُمْ‏ «6»، و لَاوَ اللَّهِ، لَاأَدَعُ مُؤَاسَاتَكُمْ‏ «7» و بِرَّكُمْ مَا مَشَيْتُ عَلَى الْأَرْضِ، فَقُولُوا مَا شِئْتُمْ».

فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا تُعْطِينَا إِلَّا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِنَا، و مَا لَنَا «8» عِنْدَكَ أَكْثَرُ، فَقَالَ: «قُولُوا مَا شِئْتُمْ، فَالْعِرْضُ عِرْضُكُمْ‏ «9»، فَإِنْ تُحْسِنُوا فَذَاكَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، و إِنْ تُسِيئُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ؛ و اللَّهِ، إِنَّكُمْ لَتَعْرِفُونَ أَنَّهُ مَا لِي يَوْمِي هذَا و لَدٌ و لَاوَارِثٌ غَيْرُكُمْ، و لَئِنْ حَبَسْتُ شَيْئاً مِمَّا تَظُنُّونَ، أَوِ ادَّخَرْتُهُ‏ «10»، فَإِنَّمَا هُوَ لَكُمْ، و مَرْجِعُهُ إِلَيْكُمْ، و اللَّهِ، مَا مَلَكْتُ مُنْذُ مَضى‏ أَبُوكُمْ‏ «11»- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- شَيْئاً إِلَّا و قَدْ سَيَّبْتُهُ‏ «12» حَيْثُ رَأَيْتُمْ».

______________________________

 (1). في حاشية «ج» و البحار: «أنا».

 (2). في «ب، ج، ض، بح، بس» و الوافي:-/ «أنّه».

 (3). في «ب، ج، بح، بس» و شرح المازندراني و الوافي و البحار: «هذا».

 (4). «الغرائم»: جمع الغريم عند المازندراني. و هو من له الدين، و قد يطلق على من عليه الدين. أو جمع غرامة، و هي ما يلزم أداؤه، عند المجلسي. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 185؛ مرآة العقول، ج 3، ص 36.

 (5). في شرح المازندراني: «أي اجعل ما عليهم من الديون متعيّناً معلوماً لي، أو اجعله عليّ و في ذمّتي بأجل، من العينة. و في بعض النسخ: فعيّن لي، بدون التاء». و «العِيْنَة»: هو أن يشتري سلعة بثمن مؤجّل، ثمّ يبيعها بدون ذلك الثمن نقداً؛ ليقضي دَيْناً عليه لمن قد حلّ له عليه. راجع: مجمع البحرين، ج 6، ص 288 (عين).

 (6). في «ه» و حاشية «ج، ض» و البحار:+/ «و اقبض زكاة حقوقهم، و خذ لهم البراءة». و في «ب»:+/ «و اقبض زكاةحقوقهم، عنهم و خذ لهم البراءة عنهم». و في الوافي: «لا و اللَّه» بدون الواو.

 (7). قال الجوهري: «آسَيْتُه بمالي مواساةً، أي جعلته إسوتي فيه. و واسيتُه، لغة ضعيفة فيه». و قال ابن الأثير: «الاسْوَة- و هي بكسر الهمزة و ضمّها-: القُدْوَة. و المواساة: المشاركة و المساهمة في المعاش و الرزق. و أصلها الهمزة فقلبت و اواً تخفيفاً». راجع: الصحاح، ج 6، ص 2268؛ النهاية، ج 1، ص 50 (أسا).

 (8). في شرح المازندراني: «ما موصولة، أو موصوفة، و «لنا» ظرف عامله محذوف ... و يحتمل أن يكون «مالُنا» بالرفع على الابتداء، و الواو على التقديرين إمّا للعطف أو للحال».

 (9). في «ب، ه، بس، بف»: «فالغرض غرضكم».

 (10). في «ف»: «اذخرته».

 (11). في البحار: «أبوك».

 (12). في «ب، ج، بر» و حاشية «ض»: «شتّته». و في «ف، بس، بف» و الوافي: «سبته» من السيب بمعنى العطاء. ف و في حاشية «ج»: «شتّيته». و قوله: «سَيَّبْتُهُ»، أي أعطيته، من السَيْب بمعنى العطاء. أو تركته و أطلقته، من سيّبتُ الدابّةَ، أي تركتها تَسيبُ و تجري حيث شاءت، من السَيْب بمعني الجَرْي. و في شرح المازندراني: «في بعض النسخ: و قد سبلته؛ يعني جعلته في سبل الخير و صرفته فيها». و قال المجلسي في مرآة العقول: «في بعض النسخ: شتّتته، أي فرّقته، و في بعض النسخ: شتّيته، بقلب الثاني من المضاعف ياء». و راجع: الصحاح، ج 1، ص 150 (سيب).

94
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: و اللَّهِ، مَا هُوَ كَذلِكَ، و مَا جَعَلَ‏ «1» اللَّهُ لَكَ مِنْ رَأْيٍ عَلَيْنَا، وَ لكِنْ حَسَدُ أَبِينَا لَنَا و إِرَادَتُهُ مَا أَرَادَ مِمَّا لَايُسَوِّغُهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، و لَاإِيَّاكَ‏ «2»، و إِنَّكَ لَتَعْرِفُ أَنِّي أَعْرِفُ صَفْوَانَ بْنَ يَحْيى‏ بَيَّاعَ السَّابِرِيِ‏ «3» بِالْكُوفَةِ، و لَئِنْ سَلِمْتُ لَأُغْصِصَنَّهُ‏ «4» بِرِيقِهِ و أَنْتَ مَعَهُ.

فَقَالَ عَلِيٌ‏ «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَا حَوْلَ و لَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ‏ «6»، أَمَّا إِنِّي يَا إِخْوَتِي، فَحَرِيصٌ عَلى‏ مَسَرَّتِكُمْ‏ «7»، اللَّهُ يَعْلَمُ؛ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ صَلَاحَهُمْ، و أَنِّي بَارٌّ بِهِمْ، و اصِلٌ لَهُمْ، رَفِيقٌ‏ «8» عَلَيْهِمْ، أُعْنى‏ «9» بِأُمُورِهِمْ لَيْلًا و نَهَاراً،

______________________________

 (1) في «ب»: «و لا جعل».

 (2) في «ف» و الوافي:+/ «فقال العبّاس».

 (3) «السابِريُّ»: ضرب من الثياب رقيق يُعمل بسابُور موضع بفارس. و السابِريّ أيضاً: ضرب من التمر. يقال: أجود تمر بالكوفة النِرسيان و السابِريّ. ضبطه المجلسي بضمّ الباء. راجع: الصحاح، ج 2، ص 676؛ المغرب، ص 215 (سبر)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 370.

 (4) في «ف، بر، بف» و الوافي: «لأغصصتُه» على صيغة المتكلّم من الماضي. و يجوز في الكلمة قراءة «لُاغِصَّنّه». و في الشروح: «لُاغْصِصَنَّهُ»، من غَصَصْتُ بالماء أَغَصُّ غَصَصاً، إذا شَرِقْتَ به، أو و قف في حلقك فلم تكد تسيغه. فالمراد من الإغصاص بريقه: جعله بحيث لا يتمكّن من إساقة ريقه، أي ماء فيه؛ كنايةً عن تشديد الأمر عليه.

و قال المازندراني: «و في بعض النسخ: لأغصصته على صيغة المتكلّم من الماضي». راجع: النهاية، ج 3، ص 370 (غصص).

 (5). في «بس»:-/ «عليّ».

 (6). في «بس»:-/ «العليّ العظيم».

 (7). في «ه»: «مسيرتكم». و في «بح»: «على ما مسرّتكم».

 (8) «رفيق»: فعيل بمعنى فاعل. و هو إمّا بالفاء من الرفق بمعنى الرأفة و التلطّف، أو بالقاف من الرقّة بمعنى‏الضعف و اللينة. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 187.

 (9). «اعْنَى»، أو «أَعْنِي» بمعنى أهتمّ و أعتني. يقال: عُنِيتُ بحاجتك اعْنَى بها فأنا بها مَعْنِيُّ، و عَنَيْتُ به فأنا عانٍ، و الأوّل أكثر، أي اهتممتُ بها و اشتغلتُ. راجع: النهاية، ج 3، ص 314 (عنا).

95
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فَاجْزِنِي‏ «1» بِهِ خَيْراً، و إِنْ كُنْتُ عَلى‏ غَيْرِ ذلِكَ، فَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، فَاجْزِنِي‏ «2» بِهِ مَا أَنَا أَهْلُهُ، إِنْ كَانَ شَرّاً فَشَرّاً، و إِنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً؛ اللَّهُمَّ أَصْلِحْهُمْ، و أَصْلِحْ لَهُمْ، و اخْسَأْ «3» عَنَّا و عَنْهُمُ‏ «4» الشَّيْطَانَ‏ «5»، و أَعِنْهُمْ عَلى‏ طَاعَتِكَ، و و فِّقْهُمْ لِرُشْدِكَ؛ أَمَّا أَنَا يَا أَخِي، فَحَرِيصٌ عَلى‏ مَسَرَّتِكُمْ، جَاهِدٌ «6» عَلى‏ صَلَاحِكُمْ، و اللَّهُ عَلى‏ مَا نَقُولُ و كِيلٌ».

فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا أَعْرَفَنِي‏ «7» بِلِسَانِكَ! و لَيْسَ لِمِسْحَاتِكَ‏ «8» عِنْدِي طِينٌ. فَافْتَرَقَ الْقَوْمُ عَلى‏ هذَا، و صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ و آلِهِ. «9»

832/ 16. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ و عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقْدَمَ الْعِرَاقَ بِسَنَةٍ و عَلِيٌّ ابْنُهُ جَالِسٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَقَالَ‏ «10»: «يَا مُحَمَّدُ، أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ‏ «11» فِي هذِهِ السَّنَةِ حَرَكَةٌ، فَلَا تَجْزَعْ لِذلِكَ».

______________________________

 (1) في «ب»: «فاجرني».

 (2). في «ب»: «فاجرني».

 (3). في «ه»: «و اخس». و قوله: «اخْسَأْ»، أي اطرُدْ و أبْعِدْ. راجع: النهاية، ج 2، ص 31 (خسأ).

 (4). في «حاشية «ج» و البحار:+/ «شرّ».

 (5). في «ج»: «الشياطين».

 (6). في «بح»: «فجاهد».

 (7). في شرح المازندراني: «قوله: ما أعرفني بلسانك، صيغة التعجّب، و يحتمل أن يكون «ما» نافية، و الفاعل‏محذوف، أي ما أعرفني شي‏ء بلسانك».

 (8). «المِسْحاة»: آلة كالمِجْرَفَة إلّاأنّها من حديد، من سَحَوْتُ الطين عن و جه الأرض، إذا جَرَفْتَهُ، أي قشرته و أزلته. و هذا مثل يقال لمن لا يؤثّر كلامه أو حيلته في غيره. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2373 (سحا).

 (9). عيون الأخبار، ج 1، ص 33، ح 1، بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 366، ح 845؛ البحار، ج 49، ص 224، ح 17.

 (10). في «بر» و الإرشاد و الغيبة: «و قال».

 (11). في الوافي: «ستكون».

96
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

قَالَ: قُلْتُ: و مَا يَكُونُ جُعِلْتُ فِدَاكَ؛ فَقَدْ أَقْلَقَنِي‏ «1» مَا ذَكَرْتَ‏ «2»؟

فَقَالَ: «أَصِيرُ إِلَى الطَّاغِيَةِ «3»، أَمَا إِنَّهُ لَايَبْدَأُنِي‏ «4» مِنْهُ سُوءٌ «5» و مِنَ الَّذِي يَكُونُ بَعْدَهُ‏ «6»».

قَالَ: قُلْتُ: و مَا يَكُونُ جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «7»؟

قَالَ: «يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ، و يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ».

قَالَ: قُلْتُ: و مَا ذَاكَ‏ «8» جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «9»؟

قَالَ: «مَنْ ظَلَمَ ابْنِي هذَا حَقَّهُ، و جَحَدَ «10» إِمَامَتَهُ مِنْ بَعْدِي، كَانَ كَمَنْ ظَلَمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَقَّهُ، و جَحَدَهُ إِمَامَتَهُ بَعْدَ «11» رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ».

قَالَ: قُلْتُ: و اللَّهِ، لَئِنْ مَدَّ اللَّهُ لِي فِي الْعُمُرِ، لَأُسَلِّمَنَّ لَهُ حَقَّهُ، و لَأُقِرَّنَّ لَهُ‏ «12» بِإِمَامَتِهِ.

______________________________

 (1). «أقلقني»، أي أزعجني و أدهشني. يقال: قلق قلقاً، أي اضطرب. و أقلقه الهمّ و غيره: أزعجه. راجع: المصباح المنير، ص 514 (قلق).

 (2). في الإرشاد و الغيبة: «جعلني اللَّه فداك فقد أقلقتني» بدل «جعلت فداك فقد أقلقني ما ذكرت».

 (3). في حاشية «ج»: «الطاغية هذه». و في الإرشاد و الغيبة: «إلى هذه الطاغية». و في الوافي: «كأنّه أراد به من كان خليفة قبل هارون و قبل الذي قبله؛ إذ ناله السوء من قِبل هارون. و قد و قع التصريح بأنّه المهديّ في حديث أبي خالد الزبالي [المذكور في الكافي، كتاب الحجّة، باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، ح 1291. و فيه «الزبالي» بدل «الزابلي»]».

 (4). في «بر»: «لا يبتدئني». و في مرآة العقول: «ثمّ إنّه في أكثر النسخ: يبداني، بالنون، أي لا يصل إليّ منه ابتداءً سوء. و في بعض النسخ بالباء، فيقرأ: يُبدأ على بناء المجهول. و الظرف نائب مناب الفاعل. يقال: بدأه و أبدأ، إذا فعله ابتداءً. و قيل: هو من البدوّ بمعنى الظهور، و هو بعيد». و في الإرشاد: «ينداني»، أي لايعيبني.

 (5). في حاشية «ف»: «بسوء».

 (6). في الإرشاد: «و لا من الذي يكون من بعده».

 (7). في الإرشاد و الغيبة: «جعلني اللَّه فداك».

 (8). في «ض» و الغيبة: «ذلك».

 (9). في الإرشاد و الغيبة: «جعلني اللَّه فداك».

 (10). في «ب، ج، ف، ه، بس، بف» و الوافي و الإرشاد و الغيبة: «جحده».

 (11). في «ب»: «من بعد».

 (12) في «ف» و الإرشاد و الغيبة:-/ «له».

97
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

قَالَ: «صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ، يَمُدُّ «1» اللَّهُ فِي عُمُرِكَ، و تُسَلِّمُ‏ «2» لَهُ حَقَّهُ، و تُقِرُّ لَهُ بِإِمَامَتِهِ وَ إِمَامَةِ مَنْ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ».

قَالَ: قُلْتُ: و مَنْ ذَاكَ؟ قَالَ: «مُحَمَّدٌ ابْنُهُ‏ «3»». قَالَ: قُلْتُ لَهُ: الرِّضَا و التَّسْلِيمُ. «4»

73- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

833/ 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ الزَّيَّاتِ، قَالَ:

أَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ جَالِساً، فَلَمَّا نَهَضُوا، قَالَ لَهُمُ: «الْقَوْا أَبَا جَعْفَرٍ، فَسَلِّمُوا عَلَيْهِ، و أَحْدِثُوا «5» بِهِ عَهْداً» فَلَمَّا نَهَضَ الْقَوْمُ، الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «يَرْحَمُ‏ «6» اللَّهُ الْمُفَضَّلَ؛ إِنَّهُ كَانَ لَيَقْنَعُ بِدُونِ هذَا». «7»

834/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ‏:

سَمِعْتُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ- و ذَكَرَ «8» شَيْئاً- فَقَالَ: «مَا حَاجَتُكُمْ إِلى‏ ذلِكَ؟ هذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِي، و صَيَّرْتُهُ مَكَانِي».

______________________________

 (1). في «ه»: «مدّ».

 (2). في «بف»: «تسلّمه».

 (3). في الإرشاد و الغيبة: «ابنه محمّد».

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 252، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 32، ح 8، عن الكليني. و في عيون الأخبار، ج 1، ص 32، ح 29؛ و رجال الكشّي، ص 508، ح 982، بسندهما عن محمّد بن سنان، مع اختلاف يسير و زيادة في آخره الوافي، ج 2، ص 373، ح 846.

 (5). في الإرشاد: «و أجدوا».

 (6). في «ف»: «رحم».

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 279، بسنده عن الكليني. و في رجال الكشّي، ص 328، ح 593، بسنده عن محمّد بن عمر بن سعيد الزيّات، عن محمّد بن حبيب الوافي، ج 2، ص 374، ح 847.

 (8). في مرآة العقول، ج 3، ص 373: «و ربّما يقرأ: ذُكِّرَ، على بناء المجهول من التفعيل، أي ذكر عنده أمر إمامةالأخوين».

98
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

وَ قَالَ: «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ يَتَوَارَثُ أَصَاغِرُنَا عَنْ أَكَابِرِنَا الْقُذَّةَ «1» بِالْقُذَّةِ». «2»

835/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، قَالَ‏:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَنَاظَرَنِي فِي أَشْيَاءَ، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا أَبَا عَلِيٍّ، ارْتَفَعَ الشَّكُ، مَا لِأَبِي غَيْرِي». «3»

836/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيى‏، عَنْ مَالِكَ بْنِ أَشْيَمَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَشَّارٍ «4»، قَالَ:

كَتَبَ ابْنُ قِيَامَا إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ كِتَاباً يَقُولُ فِيهِ: كَيْفَ تَكُونُ إِمَاماً و لَيْسَ‏

______________________________

 (1). «القُذّة»: و احدة القُذَذ بمعنى ريش السهم. يقال: حَذْو القَذَّة بالقذّة إذا تساويا في المقدار، حيث تقدَّر كلّ و احدة منهما على قَدْر صاحبتها و تُقْطَعُ. يُضرب مثلًا للشيئين يستويان و لا يتفاوتان. و هي هنا إمّا منصوبة نائبةً عن المفعول المطلق، أو بنزع الخافض؛ أو مفعول يتوارث بحذف المضاف و إقامتها مقامه. و إمّا مرفوعة على أنّها مبتدأ و الظرف خبرها، أي القذّة يقاس و يعرف مقداره بالقذّة. راجع: النهاية، ج 4، ص 2 (قذذ).

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 276، بسنده عن الكليني. بصائر الدرجات، ص 296، ح 4، بسنده عن معمّر بن خلّاد؛ الاختصاص، ص 279، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، و فيهما من قوله: «إنّا أهل بيت». و راجع: ح 6 من هذا الباب الوافي، ج 2، ص 374، ح 849.

 (3). الوافي، ج 2، ص 375، ح 850.

 (4). في «ج، بح، بس» و الإرشاد: «الحسين بن يسار». و في «بر»: «الحسن بن بشار».

هذا، و قد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله، ص 334، الرقم 4976، و ص 355، الرقم 5263، و ص 374، الرقم 5539، الحسين بن بشّار في أصحاب موسى بن جعفر و الرضا و الجواد عليهم السلام. و ورد في رجال الكشّي، ص 450، الرقم 847، ذيل عنوان الحسين بن بشّار ما يدلّ على توقّفه و شكّه في إمامة عليّ بن موسى الرضا عليه السلام. كما و رد في رجال الكشّي، ص 553، الرقم 1044، بسنده عن الحسين بن بشّار، قال: استأذنت أنا و الحسين بن قياما على الرضا عليه السلام. و ذكر شبه المضمون في ما نحن فيه.

فعليه، الظاهر ممّا ذكر، و ممّا و رد في الأسناد صحّة الحسين بن بشّار.

راجع: معجم رجال الحديث، ج 5، ص 202- 204.

 (5). هكذا في أكثر النسخ و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع و بعض النسخ:-/ «الرضا».

99
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

لَكَ و لَدٌ؟! فَأَجَابَهُ‏ «1» أَبُو الْحَسَنِ‏ «2» عَلَيْهِ السَّلَامُ- شِبْهَ‏ «3» الْمُغْضَبِ-: «وَ مَا عَلَّمَكَ أَنَّهُ‏ «4» لَايَكُونُ لِي و لَدٌ؟

وَ اللَّهِ، لَاتَمْضِي الْأَيَّامُ و اللَّيَالِي حَتّى‏ يَرْزُقَنِيَ اللَّهُ و لَداً «5» ذَكَراً يَفْرُقُ‏ «6» بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ». «7»

837/ 5. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُكَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ:

قَالَ لِيَ ابْنُ النَّجَاشِيِّ: مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ صَاحِبِكَ؛ فَأَشْتَهِي‏ «8» أَنْ تَسْأَلَهُ‏ «9» حَتّى‏ أَعْلَمَ؟

فَدَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «الْإِمَامُ‏ «10» ابْنِي». ثُمَّ قَالَ‏ «11»: «هَلْ يَتَجَرَّأُ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ: ابْنِي و لَيْسَ لَهُ و لَدٌ «12»؟». «13»

838/ 6. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ:

ذَكَرْنَا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ‏ «14» عَلَيْهِ السَّلَامُ شَيْئاً بَعْدَ مَا وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «مَا حَاجَتُكُمْ‏

______________________________

 (1). في «ه»: «فقال له».

 (2). هكذا في أكثر النسخ و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع و بعض النسخ:+/ «الرضا».

 (3). في «ه»: «شبيه».

 (4). في «ه»: «أن».

 (5). في «ه» و الإرشاد:-/ «ولداً».

 (6). في مرآة العقول: «يفرق، على بناء المعلوم، أو المجهول من باب نصر».

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 277، بسنده عن الكليني. و في عيون الأخبار، ج 2، ص 209، ح 13، بسند آخر، مع اختلاف و زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 2، ص 37، ح 852.

 (8). في حاشية «بف»: «و أشتهي». و في الإرشاد: «فاحبّ».

 (9). في «ه، بف»: «أسأله».

 (10). في الغيبة:+/ «بعدي».

 (11). في «بح» و حاشية «بر» و الوافي:+/ «لي».

 (12). في حاشية «ج» و الإرشاد:+/ «و لم يكن و لد أبو جعفر عليه السلام، فلم يمض الأيّام حتّى و لد عليه السلام».

 (13). الإرشاد، ج 2، ص 277، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي، ص 72، ح 78 بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 376، ح 853.

 (14). في الوافي:+/ «الرضا».

100
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

إِلى‏ ذلِكَ‏ «1»؟ هذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِي، و صَيَّرْتُهُ فِي مَكَانِي». «2»

839/ 7. أَحْمَدُ «3»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ قِيَامَا الْوَاسِطِيِ‏ «4»، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ مُوسى‏ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَ يَكُونُ‏ «5» إِمَامَانِ؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا «6» صَامِتٌ». فَقُلْتُ لَهُ: هُوَ ذَا «7» أَنْتَ، لَيْسَ لَكَ صَامِتٌ- و لَمْ يَكُنْ وُلِدَ لَهُ‏ «8» أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدُ- فَقَالَ لِي‏ «9»: «وَ اللَّهِ، لَيَجْعَلَنَّ اللَّهُ مِنِّي مَا يُثْبِتُ بِهِ الْحَقَّ و أَهْلَهُ، وَ يَمْحَقُ‏ «10» بِهِ الْبَاطِلَ و أَهْلَهُ». فَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ سَنَةٍ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «11»، و كَانَ ابْنُ قِيَامَا وَاقِفِيّاً «12». «13»

840/ 8. أَحْمَدُ «14»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ، قَالَ:

كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَالِساً، فَدَعَا بِابْنِهِ و هُوَ صَغِيرٌ، فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِي‏ «15»،

______________________________

 (1). في «ب، ج، ف، ه، بر، بس، بف» و الوافي: «ذاك».

 (2). راجع المصادر التي ذكرنا ذيل ح 2 من هذا الباب الوافي، ج 2، ص 374، 848.

 (3). في «بف» و حاشية «و»: «عنه».

 (4). في الكافي، ح 932:+/ «و كان من الواقفة».

 (5). في الكافي، ح 932: «يكون» بدل «أ يكون».

 (6). في الإرشاد: «إلّا أن يكون أحدهما».

 (7). في «ف»: «ذاك».

 (8). في «ب»: «له و لد».

 (9). في البحار:-/ «لي».

 (10). «يمحق»، أي يُنقصه و يُذهب بركته؛ من المَحْق بمعنى النقص و المحو و الإبطال و ذهاب البركة. راجع: النهاية، ج 4، ص 303 (محق).

 (11). في الكافي، ح 932:+/ «فقيل لابن قياما: ألا تقنعك هذه الآية؟ فقال: أما و اللَّه إنّها لآية عظيمة و لكن كيف أصنع بما قال أبو عبد اللَّه عليه السلام في ابنه».

 (12). في الكافي، ح 932 و الإرشاد:-/ «و كان ابن قياما و اقفياً».

 (13). الكافي، كتاب الحجّة، باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ ...، ح 932، مع زيادة في آخره. الإرشاد، ج 2، ص 277، بسنده عن الكليني. راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، ح 451؛ و كتاب سليم بن قيس، ص 821، ذيل ح 37؛ و بصائر الدرجات، ص 486، ح 11؛ و ص 511، ح 20؛ و ص 516، ح 44؛ و كمال الدين، ص 223، ح 17؛ و ص 233 ح 41 الوافي، ج 2، ص 375، ح 851.

 (14). في «ج، ض، بف» و حاشية «و، بر»: «عنه».

 (15). «حَجْرُ الإنسان و حِجْرُهُ: ما بين يديه من ثوبه». لسان العرب، ج 4، ص 170 (حجر).

101
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

فَقَالَ لِي: «جَرِّدْهُ و انْزِعْ قَمِيصَهُ». فَنَزَعْتُهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ بَيْنَ كَتِفَيْهِ‏ «1»» فَنَظَرْتُ، فَإِذَا «2» فِي أَحَدِ «3» كَتِفَيْهِ شَبِيهٌ بِالْخَاتَمِ‏ «4»، دَاخِلٌ فِي اللَّحْمِ، ثُمَّ قَالَ‏ «5»: «أَ تَرى‏ هذَا «6»؟ كَانَ مِثْلُهُ فِي هذَا الْمَوْضِعِ مِنْ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «7»». «8»

841/ 9. عَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الصَّنْعَانِيِّ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجِي‏ءَ «9» بِابْنِهِ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ صَغِيرٌ، فَقَالَ:

 «هذَا الْمَوْلُودُ الَّذِي لَمْ يُولَدْ مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً عَلى‏ شِيعَتِنَا «10» مِنْهُ». «11»

842/ 10. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، قَالَ‏:

قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَدْ كُنَّا نَسْأَلُكَ قَبْلَ أَنْ يَهَبَ اللَّهُ لَكَ‏ «12» أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكُنْتَ تَقُولُ:

 «يَهَبُ اللَّهُ لِي غُلَاماً» فَقَدْ و هَبَهُ‏ «13» اللَّهُ لَكَ، فَأَقَرَّ «14» عُيُونَنَا، فَلَا أَرَانَا اللَّهُ يَوْمَكَ، فَإِنْ‏

______________________________

 (1). في حاشية «بر»:+/ «قال». و في مرآة العقول ج 3، ص 375: «و ربّما يقرأ: بيّن، بتشديد الياء المكسورة، و هوالبرهان المتّضح. أو أحدّ بتشديد الدال من الحدّ بمعنى المنع أو الدفع، و يكون عبارة عن الموضع الذي بعده من الكتفين، سواء من جملة ما بينهما، و لا يخفى ما فيهما، و لا يبعد أن يكون البين زيد في البين من النسّاخ».

 (2). في «ف»:+/ «هو».

 (3). في «ج، ه، بح» و الإرشاد: «إحدى» لكون الكتف مؤنّثة.

 (4). في الإرشاد: «شبه الخاتم».

 (5). في الإرشاد:+/ «لي».

 (6). في «بس»:-/ «هذا».

 (7). في الإرشاد: «أترى هذا، مثله في هذا الموضع كان من أبي عليه السلام».

 (8). الإرشاد، ج 2، ص 278، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 376، ح 855.

 (9). في «ه»: «و جي‏ء».

 (10). في الإرشاد: «أعظم على شيعتنا بركةً».

 (11). الإرشاد، ج 2، ص 279، بسنده عن الكليني. في الكافي، كتاب الأطعمة، باب الموز، ح 12056، بسنده عن يحيى الصنعاني، مع زيادة الوافي، ج 2، ص 376، ح 854.

 (12). في «ض، بف»: «لك اللَّه».

 (13). في «ض» و البحار و الكافي، ح 992: «وهب».

 (14). في البحار و الكافي، ح 996: «فقرّ». و قوله: «فأقرّ عيوننا»، أي جعلهم مسرورين. يقال: قرّت عيناه، أي سُرَّ و فرح. و حقيقته: أبرَدَ اللَّه دمعة عينيه؛ لأنّ دمعة الفَرح و السُرور باردة. و قيل: معنى أقرّ اللَّه عينك: بلّغك امنيّتك حتّى ترضى نفسُك و تسكن عينُك فلا تستشرف إلى غيره. راجع: النهاية، ج 4، ص 39 (قرر).

102
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

كَانَ كَوْنٌ فَإِلى‏ مَنْ؟ فَأَشَارَ «1» بِيَدِهِ إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ؟ فَقَالَ‏ «2»: «وَ مَا يَضُرُّهُ مِنْ ذلِكَ، فَقَدْ قَامَ‏ «3» عِيسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْحُجَّةِ وَ هُوَ ابْنُ‏ «4» ثَلَاثِ سِنِينَ». «5»

843/ 11. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ ابْنِي فِي لِسَانِهِ ثِقْلٌ، فَأَنَا أَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ غَداً تَمْسَحُ‏ «6» عَلى‏ رَأْسِهِ و تَدْعُو لَهُ؛ فَإِنَّهُ مَوْلَاكَ، فَقَالَ: «هُوَ مَوْلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ؛ فَابْعَثْ بِهِ غَداً إِلَيْهِ‏ «7»». «8»

844/ 12. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ الصَّيْقَلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمَّارٍ «9»، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً بِالْمَدِينَةِ «10»، و كُنْتُ أَقَمْتُ عِنْدَهُ سَنَتَيْنِ أَكْتُبُ عَنْهُ مَا يَسْمَعُ‏ «11» مِنْ أَخِيهِ- يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ- إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ

______________________________

 (1). في «بح»: «أشار».

 (2). في البحار و الكافي، ح 996، و الإرشاد: «قال».

 (3). في «ه، بر» و البحار و الكافي، ح 996، و الإرشاد: «و ما يضرّه من ذلك شي‏ء، قد قام».

 (4). في الإرشاد:+/ «أقلّ من».

 (5). الكافي، كتاب الحجّة، باب حالات الأئمّة عليهم السلام في السنّ، ح 996. الإرشاد، ج 2، ص 276، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 376، ح 856؛ البحار، ج 14، ص 256، ح 52؛ و ج 25، ص 102، ح 4.

 (6). في «ب»: «تمسَّحْ».

 (7). في «ض، بس»: «إليه غداً».

 (8). الوافي، ج 2، ص 379، ح 863؛ البحار، ج 50، ص 3، ح 25.

 (9). في البحار، ج 47: «عماد».

 (10). في البحار، ج 47:-/ «بالمدينة».

 (11). في حاشية «بح» و البحار: «سمع». و في مرآة العقول: «يسمع، على بناء المجرّد، أي كان يسمع. أو على بناءالإفعال، أو التفعيل، أي يروي. و ربّما يقرأ: تسمّع، بالتاء على بناء التفعيل».

103
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَسْجِدَ مَسْجِدَ الرَّسُولِ‏ «1» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَوَثَبَ‏ «2» عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ بِلَا حِذَاءٍ وَ لَارِدَاءٍ، فَقَبَّلَ يَدَهُ، و عَظَّمَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا عَمِّ، اجْلِسْ رَحِمَكَ اللَّهُ».

فَقَالَ: يَا سَيِّدِي، كَيْفَ أَجْلِسُ و أَنْتَ قَائِمٌ؟!

فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ إِلى‏ مَجْلِسِهِ، جَعَلَ أَصْحَابُهُ يُوَبِّخُونَهُ، و يَقُولُونَ: أَنْتَ عَمُّ أَبِيهِ و أَنْتَ‏ «3» تَفْعَلُ بِهِ هذَا الْفِعْلَ؟ فَقَالَ: اسْكُتُوا، إِذَا «4» كَانَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ- و قَبَضَ عَلى‏ لِحْيَتِهِ- لَمْ يُؤَهِّلْ هذِهِ الشَّيْبَةَ «5»، و أَهَّلَ هذَا الْفَتى‏، و و ضَعَهُ حَيْثُ و ضَعَهُ، أُنْكِرُ فَضْلَهُ؟

نَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّا تَقُولُونَ، بَلْ أَنَا لَهُ عَبْدٌ. «6»

845/ 13. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْخَيْرَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

كُنْتُ و اقِفاً بَيْنَ يَدَيْ أَبِي الْحَسَنِ‏ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ بِخُرَاسَانَ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا سَيِّدِي، إِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلى‏ مَنْ؟ قَالَ: «إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ ابْنِي» فَكَأَنَ‏ «8» الْقَائِلَ اسْتَصْغَرَ سِنَّ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «9» أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- بَعَثَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ رَسُولًا نَبِيّاً، صَاحِبَ شَرِيعَةٍ مُبْتَدَأَةٍ، فِي أَصْغَرَ مِنَ‏ «10» السِّنِّ الَّذِي فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «11»

846/ 14. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ و عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِ‏ «12» جَمِيعاً، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ‏

______________________________

 (1). في «ض، ف، بر» و حاشية «بح» و البحار: «رسول اللَّه».

 (2). «فوثب»: من الوثوب، و هو في لغة حِمْير بمعنى النهوض و القيام، و في غيرها بمعنى القعود و الاستقرار. راجع: النهاية، ج 5، ص 150 (وثب).

 (3). في «ف»: «فأنت».

 (4). في «ه»: «إن».

 (5). قال الراغب: «الشَيْب و المَشيب: بياض الشعر». المفردات للراغب، ص 469 (شيب).

 (6). الوافي، ج 2، ص 381، ح 865؛ البحار، ج 47، ص 266، ح 35؛ و ج 50، ص 36، ح 26.

 (7). في «بر» و الإرشاد:+/ «الرضا».

 (8). في «ض، ف، بر»: «و كأنّ».

 (9). في «بر»:+/ «له».

 (10). في «ف»:-/ «من».

 (11). الكافي، كتاب الحجّة، باب حالات الأئمّة عليهم السلام في السنّ، ح 1000؛ الإرشاد، ج 2، ص 279، بسنده عن الكليني. و في كفاية الأثر، ص 277، بسند آخر، مع تفاوت الوافي، ج 2، ص 378، ح 860؛ البحار، ج 14، ص 256، ح 53.

 (12). في «بر، بس»: «القاشاني».

104
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

يَحْيَى بْنِ النُّعْمَانِ الصَّيْرَفِيِ‏ «1»، قَالَ:

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ الْحَسَنَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَقَالَ‏:

وَ اللَّهِ، لَقَدْ نَصَرَ اللَّهُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: إِي و اللَّهِ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَقَدْ بَغى‏ عَلَيْهِ إِخْوَتُهُ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ: إِي و اللَّهِ، و نَحْنُ عُمُومَتُهُ بَغَيْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَيْفَ صَنَعْتُمْ‏ «2»، فَإِنِّي لَمْ أَحْضُرْكُمْ؟ قَالَ: قَالَ‏ «3» لَهُ إِخْوَتُهُ و نَحْنُ أَيْضاً: مَا كَانَ فِينَا إِمَامٌ قَطُّ حَائِلَ اللَّوْنِ‏ «4»، فَقَالَ لَهُمُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هُوَ ابْنِي». قَالُوا: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَدْ قَضى‏ بِالْقَافَةِ «5»، فَبَيْنَنَا و بَيْنَكَ الْقَافَةُ، قَالَ: «ابْعَثُوا أَنْتُمْ إِلَيْهِمْ‏ «6»، فَأَمَّا «7» أَنَا فَلَا، و لَاتُعْلِمُوهُمْ لِمَا «8» دَعَوْتُمُوهُمْ‏ «9»، و لْتَكُونُوا «10» فِي بُيُوتِكُمْ».

فَلَمَّا جَاؤُوا أَقْعَدُونَا «11» فِي الْبُسْتَانِ، و اصْطَفَّ عُمُومَتُهُ و إِخْوَتُهُ و أَخَوَاتُهُ، و أَخَذُوا الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ و أَلْبَسُوهُ جُبَّةَ صُوفٍ و قَلَنْسُوَةً مِنْهَا، و و ضَعُوا عَلى‏ عُنُقِهِ مِسْحَاةً «12»، و قَالُوا

______________________________

 (1). في «ألف، ج، بح، بر، بس، بف» و حاشية «و» و الوافي: «المصري» و في «ب»: «البصري». و الرجل لم نعرفه مع الفحص الأكيد.

 (2). في «بس»: «صنعهم».

 (3). في «ف، ه، بف» و الوافي: «فقال».

 (4). «حائل اللون»، أي المتغيّر اللون، و كلّ متغيّر حائل. و في الوافي: «الحائل: المتغيّر اللون، يعني ما كان فينا إمام‏ليس على لون آبائه؛ كأنّ لون أبي جعفر عليه السلام كان مائلًا إلى السواد؛ إذ كانت امّه حبشيّة، فأنكروا أن يكون ابناً لأبيه». راجع: لسان العرب، ج 11، ص 188 (حول).

 (5). «القافة»: جمع القائف، و هو الذي يتتبّع الآثار و يعرفها، و يعرف شَبَه الرجل بأخيه و أبيه، و يحكم بالنسب. راجع: النهاية، ج 4، ص 121 (قوف).

 (6). في شرح المازندراني و مرآة العقول: «إليه».

 (7). في الوافي: «و أمّا».

 (8). في مرآة العقول: «ما، للاستفهام. و يحتمل فتح اللام و تشديد الميم».

 (9). في «بح» و حاشية «ج»: «دعوتهم».

 (10). في الوافي: «و ليكونوا».

 (11). في شرح المازندراني: «الظاهر أنّ هذا من كلام الرضا عليه السلام، و أنّ أقعدونا على صيغة الأمر، و أنّ الخطاب‏للعمومة و الإخوة». و في مرآة العقول: «فلمّا جاؤوا، كلام عليّ بن جعفر».

 (12). «المِسْحاةُ» (و هي ما يعبّر عنها في الفارسيّة: «بيل»): آلة كالمِجْرَفة إلّاأنّها من حديد، من سَحَوْتُ الطين عن‏وجه الأرض، إذا جَرَفْتَهُ، أي قشرته و أزلته. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2373 (سحا).

105
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

لَهُ: ادْخُلِ الْبُسْتَانَ كَأَنَّكَ تَعْمَلُ فِيهِ، ثُمَّ جَاؤُوا بِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالُوا: أَلْحِقُوا هذَا الْغُلَامَ بِأَبِيهِ، فَقَالُوا: لَيْسَ لَهُ‏ «1» هَاهُنَا أَبٌ، و لكِنَّ هذَا عَمُّ أَبِيهِ، و هذَا عَمُّ أَبِيهِ، و هذَا عَمُّهُ‏ «2»، وَ هذِهِ عَمَّتُهُ، و إِنْ يَكُنْ‏ «3» لَهُ هَاهُنَا أَبٌ، فَهُوَ صَاحِبُ الْبُسْتَانِ؛ فَإِنَّ قَدَمَيْهِ و قَدَمَيْهِ وَاحِدَةٌ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالُوا: هذَا أَبُوهُ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ: فَقُمْتُ فَمَصَصْتُ‏ «4» رِيقَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «5»، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ‏ «6»: أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامِي عِنْدَ اللَّهِ، فَبَكَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَمِّ، أَ لَمْ تَسْمَعْ أَبِي و هُوَ يَقُولُ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: بِأَبِي‏ «7» ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ، ابْنُ النُّوبِيَّةِ «8» الطَّيِّبَةِ الْفَمِ، الْمُنْتَجَبَةِ «9» الرَّحِمِ، و يْلَهُمْ لَعَنَ اللَّهُ الْأُعَيْبِسَ‏ «10» و ذُرِّيَّتَهُ صَاحِبَ الْفِتْنَةِ،

______________________________

 (1). في «ب»:-/ «له».

 (2). في «ب»: «عمّ أبيه». و في الوافي:+/ «و هذا عمّه».

 (3). في «ض»: «و إن يك».

 (4). «مَصِصْتُهُ» و «مَصَصْتُهُ»، أمُصُّهُ: شَرِبْتُهُ شُرْباً رفيقاً، أي قبّلتُ فاه شفقة و شوقاً بحيث دخل بعض ريقه فمي. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 856 (مصص).

 (5). في الوسائل و البحار:+/ «يعني الجواد».

 (6). في «ه، بح، بس، بف» و الوسائل و البحار:-/ «له».

 (7). في «ج، ه»: «بامّي». و في الوافي: «يأتي». و قال: «يأتي ابن خيرة الإماء، يعني به المهديّ صاحب زمانناصلوات اللَّه عليه، كأنّه انتسبه إلى جدّته امّ أبي جعفر الثاني عليه السلام».

 (8). قال الجوهري: «و النُّوب و النُوبَةُ أيضاً: جيل من السُودان. الواحد: نُوبيّ». و في القاموس: النُوب: جيل من السودان، و النُوبةُ: بلاد و اسعة للسودان بجنوب الصعيد، منها بلال الحبشي». الصحاح، ج 1، ص 229؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 232 (نوب).

 (9). في «ب، ف، ه، بف» و حاشية «ج، بف» و حاشية بدرالدين و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول: «المنجبة». و في «بر، بس»: «المنتجية». و «المُنتَجَبُ»: المختار من كلّ شي‏ء. يقال: انتجب فلان فلاناً، أي استخلصه و اصطفاه اختياراً على غيره. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 748 (نجب).

 (10). في «ب، ج، ض، ف، ه، و، بح، بس»: «الأعبس». و في حاشية «ج»: «يعني عبّاسيّون». و في‏شرح المازندراني: «و في بعض النسخ: الاغيبس، و هو تصغير الأغبس». و في حاشية بدرالدين، ص 210: «الأغبس، و في بعض النسخ: الاغيبس. قيل: المراد به السفّاح، و هو أوّل خلفاء بني العبّاس. و يمكن أن يراد به الحجّاج أو المتوكّل، فإنّه لم يكن أشدّ منهما على آل محمّد بعد يزيد بن معاوية». و «الاعَيْبِسُ»: مصغّر الأعبس، و هو كناية عن العبّاس؛ لاشتراكهما في معنى كثرة العبوس. أو هو من باب القلب. و قيل: المراد بعض ذرّيّة العبّاس.

106
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

وَ «1» يَقْتُلُهُمْ‏ «2» سِنِينَ و شُهُوراً و أَيَّاماً، يَسُومُهُمْ خَسْفاً «3»، و يَسْقِيهِمْ كَأْساً مُصَبَّرَةً «4»، و هُوَ الطَّرِيدُ «5» الشَّرِيدُ «6»، الْمَوْتُورُ «7» بِأَبِيهِ و جَدِّهِ، صَاحِبُ الْغَيْبَةِ «8»، يُقَالُ: مَاتَ أَوْ هَلَكَ، أَيَّ و ادٍ سَلَكَ، أَ فَيَكُونُ هذَا يَا عَمِّ إِلَّا مِنِّي؟». فَقُلْتُ: صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ. «9»

 

74- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

847/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ب، ه، بف»:-/ «و».

 (2). في «بح»: «يقلّبهم». و في الوافي: «تقتلهم».

 (3). «يَسُومُ»: من السَوْم بمعنى التكليف و الإلزام. يقال: سامَهُ الأمرَ، أي كلّفه إيّاه و أراده عليه و أولاه إيّاه. و «الخَسْفُ»: النقيصة و الذهاب في الأرض و الذلّ و المشقّة و الإذلال و تحميل الإنسان ما يكره. و يقال: سامَهُ الخَسْفُ و سامَه الخَسْفَ و الخُسْفَ، أي أولاه ذُلًاّ و كلّفه المشقّة و الذلَّ و أرادهما عليه. و قال المجلسي: «في بعض النسخ: ليسومهم». راجع: لسان العرب، ج 9، ص 67 (خسف)؛ و ج 12، ص 311- 312 (سوم).

 (4). «المُصْبُرَةُ»: اسم آلة للصَبِر، و هو عصارة شجر مُرّ، أو المِصْبَرة: اسم مكان لكثرة من الصَبِر. أو المُصبِرَةُ، أي ذات صَبِر، أو المُصْبَرةُ. أو المُصَبَّرَةُ، بمعنى التي جعل فيها صَبِرٌ. و المراد: كأساً مهلكة. و استبعد المازندراني الأخيرين و لم يذكر الثاني، كما لم يذكر المجلسي الأوّل. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 197؛ مرآة العقول، ج 3، ص 382؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 592 (صبر).

 (5). «الطَريدُ»: المُبْعَدُ. راجع: النهاية، ج 3، ص 118 (طرد).

 (6). «الشَرِيدُ»: الشارِدُ؛ من شَرَدَ فلان، إذا نفر و ذهب في الأرض و فارق الجماعة و الناس. أو هو الطريد، و هو حينئذٍ فعيل بمعنى مفعول، و التكرير للتأكيد. راجع: النهاية، ج 2، ص 457 (شرد).

 (7). «المَوْتُور»: من قُتِلَ حميمُه و افردَ. تقول: و تَرْتُهُ، أي قتلت حميمه و أفردته منه. راجع: المغرب، ص 475 (وتر).

 (8). في الوافي: «صاحب الغيبة، أي الغيبة الطويلة المعهودة التي يقال له فيها: أين هو؟ أمات أو هلك؟».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 275، بسنده عن الكليني، و فيه قطعة مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 379، ح 864؛ الوسائل، ج 25، ص 219، ح 31733؛ البحار، ج 66، ص 310، ح 7، و في الأخيرين من قوله: «قال عليّ بن جعفر: فقمت فمصصت» إلى قوله: «أشهد أنّك إمامي عند اللَّه، فبكى الرضا عليه السلام»؛ البحار، ج 50، ص 21، ح 7.

107
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

لَمَّا خَرَجَ‏ «1» أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى‏ بَغْدَادَ فِي الدَّفْعَةِ الْأُولى‏ «2» مِنْ خَرْجَتَيْهِ، قُلْتُ لَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ فِي‏ «3» هذَا الْوَجْهِ‏ «4»، فَإِلى‏ مَنِ الْأَمْرُ بَعْدَكَ؟ «5»

فَكَرَّ «6» بِوَجْهِهِ إِلَيَّ ضَاحِكاً، و قَالَ: «لَيْسَ الْغَيْبَةُ «7» حَيْثُ ظَنَنْتَ فِي هذِهِ السَّنَةِ».

فَلَمَّا أُخْرِجَ‏ «8» بِهِ الثَّانِيَةَ إِلَى الْمُعْتَصِمِ، صِرْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَنْتَ خَارِجٌ، فَإِلى‏ مَنْ هذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِكَ؟ «9»

فَبَكى‏ حَتَّى اخْضَلَّتْ‏ «10» لِحْيَتُهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «عِنْدَ هذِهِ يُخَافُ‏ «11» عَلَيَّ، الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِي إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ». «12»

848/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْخَيْرَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ‏:

كَانَ يَلْزَمُ بَابَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلْخِدْمَةِ الَّتِي كَانَ‏ «13» وُكِّلَ بِهَا، و كَانَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏ يَجِي‏ءُ فِي السَّحَرِ فِي‏ «14» كُلِّ لَيْلَةٍ لِيَعْرِفَ‏ «15» خَبَرَ عِلَّةِ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و كَانَ الرَّسُولُ- الَّذِي يَخْتَلِفُ بَيْنَ أَبِي جَعْفَرٍ و بَيْنَ أَبِي- إِذَا حَضَرَ، قَامَ أَحْمَدُ «16» و خَلَا بِهِ أَبِي،

______________________________

 (1). في الإرشاد: «لمّا اخرج».

 (2). في الإرشاد: «الأوّلة».

 (3). في «ض»: «من».

 (4). في «ف»: «الموضع».

 (5). في «ه» و الإرشاد:+/ «قال».

 (6). «كرّ» أي عطف. القاموس المحيط، ج 1، ص 652 (كرّ).

 (7). في «ف، بح، بس، بف» و الإرشاد:-/ «الغيبة». و في «ه»: «الفتنة».

 (8). في الإرشاد: «فلمّا استُدعي».

 (9). في «ه»:+/ «قال».

 (10). في «ه»: «خضبت». و قوله: «اخضلّت»، أي ابتلّت. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1685 (خضل).

 (11). في شرح المازندراني، ج 6، ص 198: «تخاف، إمّا بتاء الخطاب، أو بالياء المضمومة».

 (12). الإرشاد، ج 2، ص 298، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 382، ح 866.

 (13). في «بف» و شرح المازندراني:-/ «كان».

 (14). في «بح»:-/ «في».

 (15). في «بف» و الإرشاد: «ليتعرّف».

 (16). في «بح»:+/ «بن محمّد بن عيسى».

108
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

فَخَرَجْتُ‏ «1» ذَاتَ لَيْلَةٍ، و قَامَ‏ «2» أَحْمَدُ عَنِ‏ «3» الْمَجْلِسِ و خَلَا أَبِي بِالرَّسُولِ، و اسْتَدَارَ أَحْمَدُ، فَوَقَفَ حَيْثُ يَسْمَعُ الْكَلَامَ، فَقَالَ الرَّسُولُ لِأَبِي: إِنَّ مَوْلَاكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَ يَقُولُ لَكَ: «إِنِّي مَاضٍ و الْأَمْرُ صَائِرٌ إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ، و لَهُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ بَعْدَ أَبِي» ثُمَّ مَضَى الرَّسُولُ و رَجَعَ أَحْمَدُ إِلى‏ مَوْضِعِهِ، و قَالَ لِأَبِي: مَا الَّذِي قَدْ قَالَ لَكَ؟ قَالَ: خَيْراً «4». قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَ‏ «5» فَلِمَ تَكْتُمُهُ؟ و أَعَادَ «6» مَا سَمِعَ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ مَا فَعَلْتَ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ يَقُولُ: «وَ لا تَجَسَّسُوا» «7» فَاحْفَظِ الشَّهَادَةَ، لَعَلَّنَا نَحْتَاجُ إِلَيْهَا يَوْماً مَا «8»، و إِيَّاكَ أَنْ تُظْهِرَهَا إِلى‏ و قْتِهَا.

فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبِي، كَتَبَ نُسْخَةَ الرِّسَالَةِ فِي عَشْرِ رِقَاعٍ، و خَتَمَهَا، و دَفَعَهَا إِلى‏ «9» عَشْرَةٍ مِنْ وُجُوهِ الْعِصَابَةِ «10»، و قَالَ: إِنْ حَدَثَ‏ «11» بِي حَدَثُ الْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ أُطَالِبَكُمْ بِهَا «12» فَافْتَحُوهَا، و اعْمَلُوا «13» بِمَا فِيهَا، فَلَمَّا مَضى‏ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ذَكَرَ أَبِي أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ‏ «14» مِنْ مَنْزِلِهِ حَتّى‏ قَطَعَ عَلى‏ يَدَيْهِ‏ «15» نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ إِنْسَانٍ، و اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْعِصَابَةِ

______________________________

 (1). في «ب، ض، ف، ه، بر، بس، بف» و حاشية «بح» و شرح المازندراني: «فخرج».

 (2). في «ج»: «فقام».

 (3). في «ف»: «من».

 (4). في «ه»: «خيرٌ».

 (5). في «بر»: «ما قال لك». و في «بس»: «ما قد قال».

 (6). في «بر»: «فأعاد».

 (7). الحجرات (49): 12. و في «ف، ه» و حاشية «بف»:+/ «و فعلت ما لم تؤمر به».

 (8). في «ض، بح، بر»:-/ «ما».

 (9). في «ب، ض، ه، بح، بر، بس، بف» و حاشية «ف، و»: «عند».

 (10). «العصابة»: هم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين. و لا و احد لها من لفظها. النهاية، ج 3، ص 243 (عصب).

 (11). في «ض»: «لو حدث».

 (12). في «ه، بس»:-/ «بها».

 (13). هكذا في أكثر النسخ. و في المطبوع و بعض النسخ: «أعلِمُوا».

 (14). في مرآة العقول، ج 3، ص 384: «أنّه لم يخرج، أي خيرانيّ. و يمكن أن يقرأ على بناء المجهول من باب الإفعال، فالضمير لأبي جعفر عليه السلام».

 (15). في الوافي: «حتّى قطع على يديه، حتّى جزم بمعرفة الإمام بعد أبي جعفر عليه السلام بسببه و بإخباره عنه».

109
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ يَتَفَاوَضُونَ‏ «1» هذَا «2» الْأَمْرَ، فَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلى‏ أَبِي يُعْلِمُهُ بِاجْتِمَاعِهِمْ عِنْدَهُ، و أَنَّهُ لَوْ لَامَخَافَةُ الشُّهْرَةِ لَصَارَ مَعَهُمْ إِلَيْهِ، و يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَرَكِبَ أَبِي و صَارَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَ الْقَوْمَ مُجْتَمِعِينَ عِنْدَهُ، فَقَالُوا لِأَبِي: مَا تَقُولُ فِي هذَا الْأَمْرِ؟

فَقَالَ أَبِي لِمَنْ عِنْدَهُ الرِّقَاعُ: أَحْضِرُوا الرِّقَاعَ، فَأَحْضَرُوهَا، فَقَالَ لَهُمْ: هذَا مَا أُمِرْتُ بِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ كُنَّا نُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي هذَا الْأَمْرِ شَاهِدٌ آخَرُ، فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ أَتَاكُمُ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- بِهِ، هذَا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَشْعَرِيُّ يَشْهَدُ لِي بِسَمَاعِ هذِهِ الرِّسَالَةِ، وَ سَأَلَهُ أَنْ يَشْهَدَ بِمَا عِنْدَهُ، فَأَنْكَرَ أَحْمَدُ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْ هذَا شَيْئاً، فَدَعَاهُ أَبِي إِلَى الْمُبَاهَلَةِ «3»، فَقَالَ: لَمَّا حَقَّقَ عَلَيْهِ، قَالَ‏ «4»: قَدْ «5» سَمِعْتُ ذلِكَ‏ «6»، و هذِهِ‏ «7» مَكْرُمَةٌ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَكُونَ‏ «8» لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ، لَالِرَجُلٍ مِنَ الْعَجَمِ، فَلَمْ يَبْرَحِ الْقَوْمُ حَتّى‏ قَالُوا بِالْحَقِّ جَمِيعاً. «9»

849/ 3. و فِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ: مُحَمَّدُ «10» بْنُ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‏

______________________________

 (1). قوله: «يتفاوضون هذا الأمر»، أي يأخذون فيه و يتكلّمون فيه. و المفاوضة: المساواة و المشاركة. و هي‏مفاعلة من التفويض، و منه مفاوضة العلماء، كأنّ كلّ و احد منهم ردّ ما عنده إلى صاحبه. و المراد: محادثة العلماء و مذاكرتهم في العلم. راجع: لسان العرب، ج 7، ص 210 (فوض).

 (2). في «بس»: «بهذا».

 (3). «المباهلة»: الملاعنة. و هو أن يجتمع القوم إذ اختلفوا في شي‏ء، فيقولوا: لعنة اللَّه على الظالم منّا. النهاية، ج 1، ص 167 (بهل).

 (4). في «ب، بف»:-/ «قال».

 (5). في حاشية «بح»: «كذا».

 (6). في «بس»: «هذا».

 (7). هكذا في أكثر النسخ و الوافي. و في المطبوع: «هذا».

 (8). في «ج، ض، بح»: «أن يكون».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 298، بسنده عن الكليني، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 382، ح 867.

 (10). في «ب، ج، ض، ف، ه، و، بح، بر، بس، بف، جر» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «أبي محمّد». و محمّد بن جعفر هذا، هو محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي الكوفي، روى بعنوان محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي، عن محمّد بن عيسى بن عبيد في الكافي، ذيل ح 8159 و 8161. و كنية محمّد بن جعفر الرزّاز أبو القاسم، كما في رسالة أبي غالب الزراري، ص 140، و ص 145 و ص 146. فعليه ما و رد في شرح المازندراني من أنّه قال: «قيل: أبو محمّد يحتمل أن يكون كنيته، و يحتمل أن يكون أبي مضافاً إلى ياء المتكلّم، يعني أبي عن محمّد بن جعفر، ضعيف جدّاً.

110
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «1» الْوَاسِطِيِّ:

أَنَّهُ‏ «2» سَمِعَ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ- مَوْلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ- يَحْكِي أَنَّهُ أَشْهَدَهُ عَلى‏ هذِهِ الْوَصِيَّةِ الْمَنْسُوخَةِ «3»:

شَهِدَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ مَوْلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ «4» أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَشْهَدَهُ أَنَّهُ أَوْصى‏ إِلى‏ عَلِيٍّ ابْنِهِ بِنَفْسِهِ و أَخَوَاتِهِ‏ «5»، و جَعَلَ أَمْرَ مُوسى‏ «6»- إِذَا بَلَغَ- إِلَيْهِ، و جَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُسَاوِرِ «7» قَائِماً عَلى‏ تَرِكَتِهِ مِنَ الضِّيَاعِ‏ «8» و الْأَمْوَالِ و النَّفَقَاتِ و الرَّقِيقِ‏ «9» و غَيْرِ ذلِكَ إِلى‏

______________________________

 (1). كذا في النسخ و المطبوع. و المحتمل قويّاً صحّة «الحسن». و أنّ محمّداً هذا هو محمّد بن الحسن الواسطي المذكور في أصحاب أبي جعفر الثاني عليه السلام الذي قال الفضل بن شاذان في شأنه: إنّه كان كريماً على أبي جعفر عليه السلام. راجع: رجال الكشّي، ص 558، الرقم 1054؛ رجال الطوسي، ص 379، الرقم 5617. و انظر أيضاً: رجال الكشّي، ص 475، الرقم 902؛ و ص 447، الرقم 904؛ و ص 484؛ الرقم 911؛ و ص 543، الرقم 1029.

 (2). في «ج، ه، بر، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «أنّه».

 (3). «المنسوخة»: المكتوبة. يقال: نسخ الشي‏ءَ يَنْسَخُهُ نسخاً و انتسخه و استنسخه: اكتتبه عن معارضة. قيل: النَسْخُ: اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف، و الأصل نسخة، و المكتوب عنه نسخة؛ لأنّه قائم مقامة. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 61 (نسخ).

 (4). في «ه»:+/ «أطال اللَّه بقاءه». و في حاشية «بف»:+/ «أطال اللَّه بقاء أبي جعفر».

 (5). في «ض، ه، بر» و حاشية «ج» و مرآة العقول: «إخوانه». قال في المرآة: «و لا يبعد أن يكون أخواته، فصُحّف».

 (6). في الوافي: «موسى، يعني ابنه الملقّب بالمبرقع المدفون بقمّ».

 (7). في أكثر النسخ و الوافي: «المشاور»، في هذا الموضع و ما يأتي بعد سطر و احد. و لا يبعد عدم صحّته؛ فإنّا لم‏نجد حسب تتبّعنا «المشاور» كأحد الأسماء.

 (8). «الضِياعُ»: جمع ضائع، كجائع و جياع، أو جمع الضيعة، و هي العقار، قال المازندراني: «هذا هو الأظهر و الأنسب في المقام»، و احْتَمَلَ كونَه بفتح الضاد بمعنى العِيال. راجع: النهاية، ج 3، ص 107 (ضيع).

 (9). «الرقيق»: المملوك. فعيل بمعنى مفعول- و قد يطلق على الجماعة كالرفيق- من الرِقّ بمعنى المِلك. النهاية، ج 2، ص 251 (رقق).

111
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

أَنْ يَبْلُغَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، صَيَّرَ «1» عَبْدُاللَّهِ بْنُ الْمُسَاوِرِ ذلِكَ الْيَوْمَ‏ «2» إِلَيْهِ‏ «3»، يَقُومُ‏ «4» بِأَمْرِ نَفْسِهِ وَ أَخَوَاتِهِ‏ «5»، و يُصَيِّرُ «6» أَمْرَ مُوسى‏ إِلَيْهِ‏ «7»، يَقُومُ‏ «8» لِنَفْسِهِ بَعْدَهُمَا «9» عَلى‏ شَرْطِ أَبِيهِمَا فِي صَدَقَاتِهِ الَّتِي تَصَدَّقَ بِهَا، و ذلِكَ يَوْمُ الْأَحَدِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِينَ و مِائَتَيْنِ، و كَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ شَهَادَتَهُ بِخَطِّهِ.

وَ شَهِدَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «10» بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ- و هُوَ الْجَوَّانِيُّ- عَلى‏ مِثْلِ شَهَادَةِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ فِي صَدْرِ هذَا الْكِتَابِ، و كَتَبَ شَهَادَتَهُ بِيَدِهِ.

وَ شَهِدَ نَصْرٌ الْخَادِمُ، و كَتَبَ شَهَادَتَهُ بِيَدِهِ. «11»

______________________________

 (1). في الوافي: «يعني فإذا بلغ عليّ بن محمّد صيّر، و لعلّه سقط من قلم النسّاخ. أو كان: فصيّر، فسقط الفاء». و في مرآة العقول: «قيل ... و صيّر فاعله ضمير مستتر راجع إلى أبي جعفر؛ و عبد اللَّه، منصوب بالمفعوليّة».

 (2). في «ه» و شرح المازندراني و الوافي:-/ «اليوم».

 (3). في «بح، بس، بف»:-/ «إليه».

 (4). في «ب»: «ليقوم».

 (5). في «ب، ض، ف، ه، بر» و شرح المازندراني: «إخوانه».

 (6). في مرآة العقول: «و يمكن أن يقرأ: يصير، بالتخفيف». أي من باب ضرب، كما نصّ عليه فيما بعد.

 (7). في الوافي: «يعني إلى موسى. و يشبه أن يكون قد سقط هنا شي‏ء».

 (8). في «بر»: «ليقوم».

 (9). في مرآة العقول: «قيل: ... و «بعد» مبنيّ على الضمّ، أي بعد بلوغ موسى أيضاً. و هذه الجملة استيناف لبيان قوله: يصير أمر موسى إليه ... و «هما» مبتدأ، و الضمير راجع إلى عليّ و موسى، و الظرف خبر المبتدأ».

 (10) هكذا في «ه». و في سائر النسخ و المطبوع: «عبد اللَّه بن الحسن».

و الصواب ما أثبتناه؛ فإنّ الحسن هذا، هو الحسن بن محمّد بن عبيد اللَّه الأعرج بن الحسين الأصغر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. راجع: تهذيب الأنساب، ص 221- 222، و ص 229؛ المجدي، ص 194- 196. و انظر أيضاً: رجال النجاشي، ص 256، الرقم 671، و ص 262، الرقم 687، و ص 395، الرقم 1058.

 (11). الوافي، ج 2، ص 384، ح 867؛ البحار، ج 50، ص 121، ح 4.

112
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

 

75- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

850/ 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَسَارٍ «1» الْقَنْبَرِيِ‏ «2»، قَالَ:

أَوْصى‏ أَبُو الْحَسَنِ‏ «3» عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ قَبْلَ مُضِيِّهِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، و أَشْهَدَنِي عَلى‏ ذلِكَ و جَمَاعَةً مِنَ الْمَوَالِي‏ «4». «5»

851/ 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ، عَنْ بَشَّارِ «6» بْنِ أَحْمَدَ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ «7» النَّوْفَلِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي صَحْنِ دَارِهِ، فَمَرَّ بِنَا مُحَمَّدٌ ابْنُهُ‏ «8»، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا صَاحِبُنَا بَعْدَكَ؟ فَقَالَ: «لَا، صَاحِبُكُمْ بَعْدِيَ الْحَسَنُ». «9»

852/ 3. عَنْهُ‏ «10»، عَنْ بَشَّارِ «11» بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْفَهَانِيِ‏ «12»، قَالَ:

______________________________

 (1). في «بر»: «بشّار».

 (2). في «ألف، بح، بس» و حاشية «بر» و الإرشاد: «العنبري».

 (3). في الإرشاد:+/ «عليّ بن محمّد».

 (4). في الغيبة:+/ «و أمّا موت محمّد في حياة أبيه عليه السلام».

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 314، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي، ص 200، ح 166، عن يحيى بن بشّار القنبري الوافي، ج 2، ص 386، ح 868؛ البحار، ج 50، ص 246، ذيل ح 21.

 (6). في «ألف» و حاشية «ج» و الإرشاد: «يسار». و في «بح»: «بشارة».

 (7). في الإرشاد: «عمرو».

 (8). في الوافي: «محمّد ابنه، هو أبو جعفر و لده الأكبر الذي كان مترقّباً للإمامة، صالحاً لها، مرجوّاً عند أصحابه».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 314، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي، ص 198، ح 163 بسنده عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن سيّار بن محمّد البصري، عن عليّ بن عمر النوفلي، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 386، ح 869.

 (10). الضمير راجع إلى جعفر بن محمّد الكوفي، في السند السابق.

 (11). في الإرشاد: «يسار».

 (12). في «ه» و حاشية «ج» و الإرشاد: «الإصبهاني».

113
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «صَاحِبُكُمْ بَعْدِيَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيَّ». قَالَ‏ «1»: و لَمْ نَعْرِفْ‏ «2» أَبَا مُحَمَّدٍ قَبْلَ ذلِكَ، قَالَ‏ «3»: فَخَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ، فَصَلّى‏ عَلَيْهِ. «4»

853/ 4. و عَنْهُ‏ «5»، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ و هْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:

كُنْتُ حَاضِراً أَبَا الْحَسَنِ‏ «6» عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، فَقَالَ لِلْحَسَنِ: «يَا «7» بُنَيَّ، أَحْدِثْ لِلَّهِ شُكْراً؛ فَقَدْ أَحْدَثَ‏ «8» فِيكَ أَمْراً». «9»

854/ 5. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ الْأَنْبَارِيِ‏ «10»، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ه»: «فقال».

 (2). في «ب، ض، ف، ه» و الإرشاد: «و لم نكن نعرف». و في «ج»: «و لم نك نعرف».

 (3). في «ج، بح»:-/ «قال».

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 315، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 386، ص 870.

 (5). الضمير راجع إلى جعفر بن محمّد الكوفي؛ فإنّه يأتي في ح 912، رواية عليّ بن محمّد عن جعفر بن محمّد، عن موسى بن جعفر البغدادي، و هو موسى بن جعفر بن و هب، راجع: رجال النجاشي، ص 406، الرقم 1076.

 (6). في «ف»: «عند أبي الحسن».

 (7). في «ف، ه، بر، بس، بف» و شرح المازندراني:-/ «يا».

 (8). في «بس»:+/ «اللَّه».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 315، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 387، ح 871.

 (10). كذا في النسخ و المطبوع، و الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 472، ح 13، عن الحسن بن محمّد [و الصواب الحسين بن محمّد كما في بعض المخطوطات‏] عن المعلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه، عن أحمد بن الحسين، عن عليّ بن عبد اللَّه بن مروان الأنباري.

و المحتمل قويّاً، و قوع السقط في سندنا هذا، بجواز النظر من «عبد اللَّه» في «أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه» إلى «عبد اللَّه» في «عليّ بن عبد اللَّه بن مروان» فاضيف «بن مروان الأنباري» إلى «أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه» سهواً.

ثمّ إنّه لا يبعد اتّحاد عليّ بن عبد اللَّه بن مروان الأنباري مع عليّ بن عبد اللَّه بن مروان- من أهل بغداد- المذكور في رجال الكشّي، ص 530، الرقم 1014؛ و رجال الطوسي، ص 400، الرقم 5868؛ فإنّ الأنبار بلدة قديمة على الفرات بينها و بين بغداد عشرة فراسخ. و انتقل جمع من الأنباريين إلى بغداد، كيعقوب بن يزيد و أبي أيّوب الأنباري. و يحتمل تحوّل عليّ بن عبد اللَّه هذا إلى بغداد، فنسب إليها و عُدَّ من أهلها راجع: الأنساب للسمعاني، ج 1، ص 212؛ رجال النجاشي، ص 450، الرقم 1215؛ و ص 457، الرقم 1246؛ الفهرست للطوسي، ص 528، الرقم 847.

هذا ما استفدنا ممّا أفاده الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري- دام توفيقه- في رسالته «المسك الأذفر في البحث عمّن يسمّى‏ بعليّ بن جعفر».

114
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

كُنْتُ حَاضِراً عِنْدَ مُضِيِ‏ «1» أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَجَاءَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَوُضِعَ لَهُ كُرْسِيٌّ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ و حَوْلَهُ أَهْلُ بَيْتِهِ و أَبُو مُحَمَّدٍ «2» قَائِمٌ فِي نَاحِيَةٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَمْرِ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْتَفَتَ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، أَحْدِثْ لِلَّهِ- تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏- شُكْراً؛ فَقَدْ أَحْدَثَ فِيكَ أَمْراً». «3»

855/ 6. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «4» بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنْ كَانَ كَوْنٌ- و أَعُوذُ بِاللَّهِ- فَإِلى‏ مَنْ؟

قَالَ: «عَهْدِي إِلَى الْأَكْبَرِ مِنْ و لَدَيَ‏ «5»». «6»

856/ 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْإِسْبَارِقِينِيِ‏ «7»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‏

______________________________

 (1). في «ه، بح، بس، بف» و شرح المازندراني و مرآة العقول:-/ «مضيّ».

 (2). في الإرشاد: «ابنه».

 (3). الإرشاد، ج 2، ص 316، بسنده عن الكليني. بصائر الدرجات، ص 472، ح 13، عن الحسن بن محمّد، عن المعلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه، عن أحمد بن الحسين، عن عليّ بن عبد اللَّه بن مروان الأنباري. الغيبة للطوسي، ص 203، ح 170 بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 387، ح 872.

 (4). في «ب»: «الحسن».

 (5). و هما- بناء على كون الكلمة تثنيةً- أبو محمّد و جعفر الكذّاب؛ لأنّ محمّداً أبا جعفر مات في حياة أبيه. و في شرح المازندراني: «لعلّ هذا القول كان بعد موت أخيه؛ لأنّ محمّداً كان أكبر منه، و يحتمل أن يكون قبله؛ لعلمه عليه السلام بأنّ محمّداً سيموت و يكون أبو محمّد أكبر ممّن بقي». و يمكن كون الكلمة جمعاً و بضمّ الواو. و في الإرشاد:+/ «يعني الحسن عليه السلام».

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 316، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 390، ح 879.

 (7). في هامش «ج، ض»: «الإسبارقي». و في إعلام الورى: «أبي محمّد الأسترآبادي». و في الإرشاد: «عليّ بن ف محمّد الأسترآبادي» بحذف «عن أبي محمّد». و هو سهو؛ فإنّ عليّ بن محمّد في مشايخ الكليني قدس سره مشترك بين عليّ بن محمّد علّان الكليني و عليّ بن محمّد بن بندار.

115
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

عَمْرٍو «1» الْعَطَّارِ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ و أَبُو «2» جَعْفَرٍ ابْنُهُ فِي الْأَحْيَاءِ «3»، و أَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ هُوَ «4»، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَنْ أَخُصُّ مِنْ وُلْدِكَ؟

فَقَالَ: «لَا تَخُصُّوا أَحَداً حَتّى‏ يَخْرُجَ‏ «5» إِلَيْكُمْ أَمْرِي».

قَالَ: فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ بَعْدُ: فِيمَنْ يَكُونُ هذَا الْأَمْرُ؟

قَالَ‏ «6»: فَكَتَبَ إِلَيَّ: «فِي الْكَبِيرِ «7» مِنْ ولَدَيَّ». قَالَ‏ «8»: و كَانَ‏ «9» أَبُو مُحَمَّدٍ أَكْبَرَ مِنْ جَعْفَرٍ «10». «11»