×
☰ فهرست و مشخصات
الکافي2 (ط - دارالحديث)

[تتمة كتاب الحجة] ص : 7

 

الجزء الثاني‏

 [تتمّة كتاب الحجّة]

64- بَابُ مَا نَصَّ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ و رَسُولُهُ عَلَى الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ و احِداً فَوَاحِداً

759/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ يُونُسَ؛ وَ «1» عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ‏:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏ «2» فَقَالَ: «نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ و الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ».

فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: فَمَا لَهُ لَمْ يُسَمِّ عَلِيّاً و أَهْلَ بَيْتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟

قَالَ: فَقَالَ: «قُولُوا لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَزَلَتْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ، و لَمْ يُسَمِّ اللَّهُ لَهُمْ ثَلَاثاً و لَاأَرْبَعاً حَتّى‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُمْ؛ و نَزَلَتْ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ، وَ لَمْ يُسَمِّ لَهُمْ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً دِرْهَمٌ‏ «3» حَتّى‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هُوَ الَّذِي فَسَّرَ

______________________________

 (1). في السند تحويل بعطف «عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد أبي سعيد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس» على «عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس».

 (2). النساء (4): 59. و في «ب، ف» و الوافي:+/ «قال».

 (3). في «ألف، ج، و، بح، بف»: «درهماً».

 

7
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

ذلِكَ لَهُمْ‏ «1»؛ و نَزَلَ‏ «2» الْحَجُّ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ: طُوفُوا أُسْبُوعاً حَتّى‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُمْ؛ و نَزَلَتْ‏ «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» و نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ و الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ؛ و قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «3»: أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ و أَهْلِ بَيْتِي؛ فَإِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- أَنْ لَا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا حَتّى‏ يُورِدَهُمَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَأَعْطَانِي ذلِكَ؛ و قَالَ: لَاتُعَلِّمُوهُمْ؛ فَهُمْ‏ «4» أَعْلَمُ مِنْكُمْ، و قَالَ: إِنَّهُمْ لَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى، و لَنْ يُدْخِلُوكُمْ فِي‏ «5» بَابِ ضَلَالَةٍ «6»، فَلَوْ سَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَلَمْ‏ «7» يُبَيِّنْ مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ لَادَّعَاهَا آلُ فُلَانٍ و آلُ فُلَانٍ، و لكِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- أَنْزَلَهُ‏ «8» فِي كِتَابِهِ، تَصْدِيقاً لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ‏ أَهْلَ الْبَيْتِ‏ وَ يُطَهِّرَكُمْ‏ تَطْهِيراً» «9» فَكَانَ‏ «10» عَلِيٌّ و الْحَسَنُ و الْحُسَيْنُ وَ فَاطِمَةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَأَدْخَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ تَحْتَ الْكِسَاءِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، ثُمَّ قَالَ‏ «11»: اللَّهُمَّ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلًا و ثَقَلًا، و هؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي و ثَقَلِي‏ «12»، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ إِلى‏ خَيْرٍ، و لَكِنَّ هؤُلَاءِ أَهْلِي‏ «13» و ثَقَلِي.

______________________________

 (1). في «ج»: «لهم ذلك».

 (2). في «ف»:+/ «عليه».

 (3). هكذا في النسخ التي قوبلت. و في المطبوع: «صلّى اللَّه عليه و آله».

 (4). في حاشية «ج، ض» و شرح المازندراني: «فإنّهم».

 (5). في «ج، ف»: «من».

 (6). «الضَلالة»: الخفاء و الغيبوبة حتّى لا يرى، و الهلاك، و البطلان، و الفساد، و الاضمحلال، و معنى مقابل للهدى‏والرشاد. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1748؛ المفردات للراغب، ص 509 (ضلل).

 (7). في «ج، ض، بح، بر»: «و لم».

 (8). في «ب، ف» و حاشية «بف» و مرآة العقول و الوافي: «أنزل».

 (9). الأحزاب (33): 33.

 (10). «كان» تامّة أو خبرها محذوف. و في «ج»: «و كان».

 (11). في «بر»: «و قال».

 (12). يقال لكلّ شي‏ء خطير نفيس: ثَقَل، فسمّاهم عليهم السلام ثَقَلًا إعظاماً لقدرهم و تفخيماً لشأنهم. راجع: النهاية، ج 1، ص 216 (ثقل).

 (13). في «ف»: «أهل بيتي».

8
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، كَانَ عَلِيٌ‏ «1» أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ؛ لِكَثْرَةِ مَا بَلَّغَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و إِقَامَتِهِ لِلنَّاسِ، و أَخْذِهِ بِيَدِهِ.

فَلَمَّا مَضى‏ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمْ يَكُنْ يَسْتَطِيعُ عَلِيٌ‏ «2»- و لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ- أَنْ يُدْخِلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ و لَاالْعَبَّاسَ بْنَ عَلِيٍّ و لَاوَاحِداً «3» مِنْ وُلْدِهِ، إِذاً لَقَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ: إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- أَنْزَلَ فِينَا كَمَا أَنْزَلَ فِيكَ، فَأَمَرَ «4» بِطَاعَتِنَا كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ، و بَلَّغَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا بَلَّغَ فِيكَ، و أَذْهَبَ عَنَّا الرِّجْسَ‏ «5» كَمَا أَذْهَبَهُ عَنْكَ.

فَلَمَّا مَضى‏ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوْلى‏ بِهَا؛ لِكِبَرِهِ.

فَلَمَّا تُوُفِّيَ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُدْخِلَ وُلْدَهُ، و لَمْ يَكُنْ‏ «6» لِيَفْعَلَ ذلِكَ‏ «7»، و اللَّهُ- عَزَّ وَ جَلَّ- يَقُولُ: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏» «8» فَيَجْعَلَهَا فِي وُلْدِهِ، إِذاً لَقَالَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِي كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ و طَاعَةِ أَبِيكَ، و بَلَّغَ فِيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا بَلَّغَ فِيكَ و فِي أَبِيكَ، و أَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبَ عَنْكَ و عَنْ أَبِيكَ.

فَلَمَّا صَارَتْ إِلَى الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَسْتَطِيعُ‏ «9» أَنْ يَدَّعِيَ عَلَيْهِ كَمَا كَانَ هُوَ يَدَّعِي عَلى‏ أَخِيهِ و عَلى‏ أَبِيهِ لَوْ أَرَادَا أَنْ يَصْرِفَا الْأَمْرَ عَنْهُ، و لَمْ يَكُونَا لِيَفْعَلَا؛ ثُمَّ صَارَتْ حِينَ أَفْضَتْ‏ «10» إِلَى الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجَرى‏ «11» تَأْوِيلُ هذِهِ الْآيَةِ: «وَ أُولُوا

______________________________

 (1). في «ج»: «عليّاً».

 (2). و في «بف»: «عليّ يستطيع».

 (3). في «ض، بح»: «و لا أحداً».

 (4). في «ف، بح، بس» و حاشية «ض، بر، بف» و الوافي: «و أمر».

 (5). سيأتي معنى «الرجس» بُعيد هذا.

 (6). في «ب»:+/ «له».

 (7). في «بر»:-/ «ذلك».

 (8). الأنفال (8): 75؛ الأحزاب (33): 6.

 (9). في «ب»: «ليستطيع».

 (10). في «ج»: «أفضيت». و «الفضاء»: المكان الواسع. و يقال: أفضى فلان إلى فلان، أي و صل إليه. و أصله أنّه صارفي فُرجته و فضائه. راجع: ترتيب كتاب العين، ج 3، ص 1403 (فضو).

 (11). في حاشية «ج» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «يجري». قال في المرآة: «قوله: «يجري» خبر ف «صارت» بحذف العائد، أي يجري فيها تأويل هذه الآية. و في أكثر النسخ: «فجرى»، فالخبر مقدّر، أو «صارت» تامّة، بمعنى تغيّرت».

9
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ» ثُمَّ صَارَتْ مِنْ‏ «1» بَعْدِ الْحُسَيْنِ‏ «2» لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيًّ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». و قَالَ:

 «الرِّجْسُ‏ «3» هُوَ الشَّكُّ، و اللَّهِ لَانَشُكُ‏ «4» فِي رَبِّنَا أَبَداً». «5»

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ و الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ و عِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَ ذلِكَ.

760/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ رَوْحٍ الْقَصِيرِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ» «6» فِيمَنْ نَزَلَتْ؟

فَقَالَ‏ «7»: «نَزَلَتْ‏ «8» فِي الْإِمْرَةِ «9»، إِنَّ هذِهِ الْآيَةَ جَرَتْ فِي وُلْدِ الْحُسَيْنِ مِنْ‏

______________________________

 (1). في «ج، ض، بر، بس، بف»:-/ «من».

 (2). في «ب، ف، بس، بف»: «حسين».

 (3). في شرح المازندراني: «و الرجس». و قال الفيروزآبادي: «الرِجس، بالكسر: القَذَر- و يُحرَّك و تفتح الراء و تكسر الجيم- و المآثم، و كلّ ما استُقذر من العمل، و العمل المؤدّي إلى العذاب، و الشكّ، و العقاب، و الغضب». القاموس المحيط، ج 1، ص 752 (رجس).

 (4). في «ف»: «ما نشكّ».

 (5). تفسير العيّاشي، ج 1، ص 249، ح 169 عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام؛ و فيه، ص 251، ح 170، عن أبي بصير عن أبي عبداللَّه عليه السلام الوافي، ج 2، ص 269، ح 745.

 (6). الأحزاب (33): 6.

 (7). في «ب» و العلل: «قال».

 (8). في «ج»:-/ «نزلت».

 (9). في «ج، بر»: «الأمَرَة». جمع «أمير». و «الإمْرَة» و «الإمارة»: الولاية. يقال: أمَرَ فلان و أمُرَ فلان، أي صار أميراً. و الأمير: ذو الأمر. و يعدّى بالتضعيف، فيقال: أمّرته تأميراً. راجع: الصحاح، ج 2، ص 581؛ المصباح المنير، ص 22 (أمر).

10
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

بَعْدِهِ‏ «1»، فَنَحْنُ أَوْلى‏ بِالْأَمْرِ و بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ و الْمُهَاجِرِينَ و الْأَنْصَارِ».

قُلْتُ: فَوُلْدُ «2» جَعْفَرٍ لَهُمْ‏ «3» فِيهَا نَصِيبٌ؟ قَالَ‏ «4»: «لَا» «5». قُلْتُ: فَلِوُلْدِ الْعَبَّاسِ‏ «6» فِيهَا نَصِيبٌ؟ فَقَالَ: «لَا»، فَعَدَدْتُ‏ «7» عَلَيْهِ بُطُونَ‏ «8» بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، كُلَّ ذلِكَ يَقُولُ: «لَا».

قَالَ‏ «9»: و نَسِيتُ وُلْدَ الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذلِكَ عَلَيْهِ‏ «10»، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِيهَا نَصِيبٌ؟ فَقَالَ: «لَا و اللَّهِ يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ، مَا لِمُحَمَّدِيٍّ فِيهَا «11» نَصِيبٌ غَيْرَنَا». «12»

761/ 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ‏ «13» بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسى‏:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا قَالَ: «إِنَّمَا يَعْنِي‏ «14» أَوْلى‏ بِكُمْ، أَيْ أَحَقُّ بِكُمْ و بِأُمُورِكُمْ و «15» أَنْفُسِكُمْ و أَمْوَالِكُمُ‏ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ، وَ الَّذِينَ آمَنُوا: يَعْنِي عَلِيّاً و أَوْلَادَهُ الْأَئِمَّةَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

ثُمَّ و صَفَهُمُ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- فَقَالَ: «الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ‏

______________________________

 (1). في «بر»:-/ «من بعده».

 (2). في حاشية «ب، ج، ف، بف»: «فلولد».

 (3). في «ب، ج، ف، بح، بف» و الوافي:-/ «لهم».

 (4). في «ج، بح، بر» و الوافي: «فقال».

 (5). في «بح، بر»:+/ «قال».

 (6). في «ب»:+/ «لهم».

 (7). هكذا في «ألف، ب، ض، و، ه، بح، بر، بس، بف». و في «ج» و المطبوع: «فعدّدت».

 (8). «بطون»: جمع بطن، و هو دون القبيلة. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2079 (بطن).

 (9). في «ف» و العلل:-/ «قال».

 (10). في «ف، بف» و العلل: «عليه بعد ذلك».

 (11). في «ب»:-/ «فيها».

 (12). علل الشرائع، ص 206، ح 4، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي، ج 2، ص 279، ح 749.

 (13). في الوسائل، ج 9: «الحسين».

 (14). في «بر» و حاشية «ج»:+/ «بالوليّ».

 (15). في «ب، ض، بح، بس» و الوسائل، ج 9: «من» بدل «و».

11
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

راكِعُونَ‏» «1» و كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ و قَدْ صَلّى‏ رَكْعَتَيْنِ و هُوَ رَاكِعٌ، وَ عَلَيْهِ حُلَّةٌ «2» قِيمَتُهَا أَلْفُ دِينَارٍ، و كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَسَاهُ‏ «3» إِيَّاهَا، و كَانَ النَّجَاشِيُ‏ «4» أَهْدَاهَا لَهُ، فَجَاءَ سَائِلٌ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا و لِيَّ اللَّهِ و أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، تَصَدَّقْ عَلى‏ «5» مِسْكِينٍ‏ «6»، فَطَرَحَ الْحُلَّةَ إِلَيْهِ، و أَوْمَأَ بِيَدِهِ‏ «7» إِلَيْهِ: أَنِ احْمِلْهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- فِيهِ‏ «8» هذِهِ الْآيَةَ، و صَيَّرَ نِعْمَةَ أَوْلَادِهِ بِنِعْمَتِهِ‏ «9»، فَكُلُ‏ «10» مَنْ بَلَغَ مِنْ أَوْلَادِهِ مَبْلَغَ الْإِمَامَةِ يَكُونُ بِهذِهِ الصِّفَةِ «11» مِثْلَهُ، فَيَتَصَدَّقُونَ و هُمْ رَاكِعُونَ، و السَّائِلُ الَّذِي سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، و الَّذِينَ يَسْأَلُونَ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَوْلَادِهِ يَكُونُونَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ». «12»

762/ 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ زُرَارَةَ وَ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ و بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ و مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ و بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ و أَبِي الْجَارُودِ

______________________________

 (1). المائدة (5): 55.

 (2). «الحُلَّة»: إزار و رداء، لا تسمّى حُلَّةً حتّى تكون ثوبين. و الجمع الحُلَل، و هي بُرُود اليمن. الصحاح، ج 4، ص 1673 (حلل).

 (3). في «ف» و الوافي: «قد كساه».

 (4). النَجاشيّ: كلمة تسمّى به ملوك الحبش، و الياء مشدّدة، و قيل: الصواب تخفيفها. و النجاشي الذي في زمن الرسول صلى الله عليه و آله اسمه أصْحَمَة. و قيل: أصْمَحة. و قيل: صَحْمَة. و قيل: صَمْحَة. و الصواب هو الأوّل. راجع: النهاية، ج 5، ص 22؛ لسان العرب، ج 6، ص 351 (نجش).

 (5). في «ج، بس»: «عليّ».

 (6). «المِسْكين»: من لا شي‏ء عنده. و قيل: الذي لا شي‏ء له يكفي عياله. و قيل: المسكين أسوأ حالًا من الفقير. و قيل: بل بالعكس. و لكلٍّ أدلّة. راجع: لسان العرب، ج 13، ص 214 (سكن).

 (7). في «ه» و الوسائل، ج 5:-/ «بيده».

 (8). في «ف»:-/ «فيه».

 (9). يعني أتى بصيغة الجمع بعد أن جعل نعمة أولاد أميرالمؤمنين عليه السلام شبيهة بنعمته، نظيرة لها، منضمّة إليها؛ فالباء في «بنعمته» للإلصاق، و يحتمل التعليل أيضاً، راجع: الوافي، ج 2، ص 278؛ مرآة العقول، ج 3، ص 250.

 (10). في «بح» و الوسائل، ج 9: «و كلّ».

 (11). هكذا في «ج، ف، بح» و حاشية «ه، بر، بف». و في سائر النسخ و المطبوع و الوسائل، ج 9: «النعمة».

 (12). الوافي، ج 2، ص 277، ح 748؛ الوسائل، ج 5، ص 18، ح 5774؛ و ج 9، ص 477، ح 12534.

12
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

جَمِيعاً:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «أَمَرَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- رَسُولَهُ بِوَلَايَةِ «1» عَلِيٍّ، و أَنْزَلَ عَلَيْهِ:

 «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ» «2» وَ فَرَضَ و لَايَةَ أُولِي الْأَمْرِ «3»، فَلَمْ يَدْرُوا «4» مَا هِيَ؟ فَأَمَرَ اللَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ يُفَسِّرَ لَهُمُ الْوَلَايَةَ كَمَا فَسَّرَ لَهُمُ الصَّلَاةَ و الزَّكَاةَ و الصَّوْمَ و الْحَجَّ، فَلَمَّا أَتَاهُ ذلِكَ مِنَ اللَّهِ، ضَاقَ بِذلِكَ صَدْرُ «5» رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و تَخَوَّفَ أَنْ يَرْتَدُّوا «6» عَنْ دِينِهِمْ‏ «7» و أَنْ يُكَذِّبُوهُ، فَضَاقَ صَدْرُهُ، وَ رَاجَعَ رَبَّهُ عَزَّ و جَلَّ، فَأَوْحَى اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- إِلَيْهِ‏ «8»: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏ مِنْ‏ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» «9» فَصَدَعَ بِأَمْرِ اللَّهِ‏ «10»- تَعَالى‏ ذِكْرُهُ‏ «11»- فَقَامَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ، فَنَادَى: الصَّلَاةَ جَامِعَةً «12»، و أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ».

______________________________

 (1). «الوِلاية» و «الوَلاية» نحو الدِلالة و الدَلالة، و حقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب، ص 885 (ولى).

 (2). في «ألف، ج، و، بس، بف» و المطبوع:-/ «وَ هُمْ راكِعُونَ».

 (3). في «ف»:+/ «منكم».

 (4). «فلم يَدْرُوا»، أي فلم يعرفوا، من الدراية. راجع: المفردات للراغب، ص 313 (درى).

 (5). في «ه»:-/ «صدر».

 (6). «أن يرتدّوا»، أي يرجعوا. قال الراغب: «الرَدّ: صرف الشي‏ء بذاته أو بحالة من أحواله. يقال: رَدَدْتُه فارتدّ. و الارتداد و الرِدَّةُ: الرجوع في الطريق الذي جاء منه، لكنّ الرِدَّة تختصّ بالكفر، و الارتداد يستعمل فيه و في غيره». راجع: المفردات للراغب، ص 348 (ردد).

 (7). في حاشية «ف»: «عن دينه صلى الله عليه و آله».

 (8). في «ه»:-/ «إليه».

 (9). المائدة (5): 67.

 (10). «فصدع بأمر اللَّه تعالى»، أي أظهره. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1242 (صدع).

 (11). في «ج، ف»: «عزّ ذكره». و في «ض»:-/ «ذكره». و في «بح، بس، بف»: «تعالى عزّ ذكره».

 (12). «الصلاة» منصوبة على الإغراء، و «جامعة» حال، أي الزموا الصلاة حال كونها في جماعة. و قال المجلسي: «أوهما مرفوعان بالابتدائيّة و الخبريّة، فيكون خبراً في معنى الأمر».

13
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

قَالَ عُمَرُ بْنُ أُذَيْنَةَ: قَالُوا جَمِيعاً غَيْرَ أَبِي الْجَارُودِ: و «1» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَ كَانَتِ الْفَرِيضَةُ تَنْزِلُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ الْأُخْرى‏، و كَانَتِ الْوَلَايَةُ آخِرَ الْفَرَائِضِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ:

 «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ‏ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي» «2»».

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: لَاأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ بَعْدَ هذِهِ‏ «3» فَرِيضَةً، قَدْ أَكْمَلْتُ لَكُمُ الْفَرَائِضَ». «4»

763/ 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ جَالِساً، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: حَدِّثْنِي عَنْ و لَايَةِ عَلِيٍّ أَ مِنَ اللَّهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ؟ فَغَضِبَ، ثُمَّ قَالَ: «وَيْحَكَ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَأْمُرْهُ بِهِ اللَّهُ، بَلِ افْتَرَضَهُ‏ «5» كَمَا افْتَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ و الزَّكَاةَ و الصَّوْمَ وَ الْحَجَّ». «6»

764/ 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ و مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «7»، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ‏ «8»: «فَرَضَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- عَلَى الْعِبَادِ خَمْساً، أَخَذُوا أَرْبَعاً، و تَرَكُوا و احِدَةً «9»».

______________________________

 (1). في «ب، ف، بر»:-/ «و».

 (2). المائدة (5): 3. و في «ف، بس» و حاشية «بر»:+/ «وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً».

 (3). في «ف»: «بعده» بدل «بعد هذه».

 (4). الوافي، ج 2، ص 276، ح 747.

 (5). في «ب، ه»: «فريضة».

 (6). الوافي، ج 2، ص 325، ح 784.

 (7). في الوافي:-/ «عن أبي جعفر عليه السلام».

 (8). في «ف»: «قال سمعته يقول».

 (9). هكذا في «ألف، ب، ج، ض، ف، ه، بح» و الوافي. و تقتضيه القواعد. و في المطبوع و بعض النسخ: «واحداً».

14
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

قُلْتُ: أَ تُسَمِّيهِنَّ لِي‏ «1» جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «2»؟

فَقَالَ: «الصَّلَاةُ، و كَانَ‏ «3» النَّاسُ لَايَدْرُونَ كَيْفَ يُصَلُّونَ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْهُمْ بِمَوَاقِيتِ صَلَاتِهِمْ‏ «4».

ثُمَّ نَزَلَتِ الزَّكَاةُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْهُمْ مِنْ زَكَاتِهِمْ مَا أَخْبَرْتَهُمْ مِنْ‏ «5» صَلَاتِهِمْ.

ثُمَّ نَزَلَ الصَّوْمُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِذَا كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ، بَعَثَ إِلى‏ مَا حَوْلَهُ مِنَ الْقُرى‏، فَصَامُوا ذلِكَ الْيَوْمَ، فَنَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ بَيْنَ شَعْبَانَ و شَوَّالٍ.

ثُمَّ نَزَلَ الْحَجُّ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: أَخْبِرْهُمْ مِنْ‏ «6» حَجِّهِمْ مَا أَخْبَرْتَهُمْ مِنْ‏ «7» صَلَاتِهِمْ و زَكَاتِهِمْ و صَوْمِهِمْ.

ثُمَّ نَزَلَتِ الْوَلَايَةُ، و إِنَّمَا أَتَاهُ ذلِكَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِعَرَفَةَ، أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ:

 «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي» و كَانَ كَمَالُ الدِّينِ بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‏ «8» عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ عِنْدَ ذلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أُمَّتِي حَدِيثُو «9» عَهْدٍ «10» بِالْجَاهِلِيَّةِ «11»، وَ مَتى‏ أَخْبَرْتُهُمْ بِهذَا فِي ابْنِ عَمِّي، يَقُولُ قَائِلٌ، و يَقُولُ قَائِلٌ- فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مِنْ‏

______________________________

 (1). في «ج»:-/ «لي».

 (2). في حاشية «بر»: «جعلني اللَّه فداك».

 (3). في «ض»: «فكان».

 (4). في الوافي: «الصلاة».

 (5). في حاشية «ج»: «عن».

 (6). في «ف»: «عن».

 (7). في «ف»: «عن».

 (8). في «ب، ه، ف» و شرح المازندراني:-/ «بن أبي طالب». و في الوافي: «إنّما كان كمال الدين بولاية عليّ عليه السلام لأنّه‏لمّا نصب للناس و ليّاً و اقيم لهم إماماً صار معوّلهم على أقواله و أفعاله في جميع ما يحتاجون إليه في أمر دينهم، ثمّ على خليفته من بعده، و هكذا إلى يوم القيامة؛ فلم يبق لهم في أمر دينهم مالايمكنهم الوصول إلى علمه».

 (9). في الوافي: «حديث».

 (10). في «ب، ج» و حاشية «بف»: «العهد».

 (11). «الجاهليّة»: هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل باللَّه و رسوله و شرائع الدين، و المفاخرة بالأنساب، و الكِبْر و التجبّر، و غير ذلك. النهاية، ج 1، ص 323 (جهل).

15
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ لِسَانِي‏ «1»- فَأَتَتْنِي عَزِيمَةٌ «2» مِنَ اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- بَتْلَةٌ «3» أَوْعَدَنِي إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ أَنْ يُعَذِّبَنِي، فَنَزَلَتْ: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِيَدِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «4»: أَيُّهَا «5» النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِمَّنْ كَانَ قَبْلِي إِلَّا و قَدْ عَمَّرَهُ اللَّهُ، ثُمَّ دَعَاهُ فَأَجَابَهُ، فَأَوْشَكَ أَنْ أُدْعى‏ فَأُجِيبَ، و أَنَا مَسْئُولٌ و أَنْتُمْ مَسْئُولُونَ؛ فَمَا ذَا «6» أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟

فَقَالُوا «7»: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ، و نَصَحْتَ‏ «8»، و أَدَّيْتَ مَا عَلَيْكَ؛ فَجَزَاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ جَزَاءِ الْمُرْسَلِينَ.

فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ «9» الْمُسْلِمِينَ، هذَا و لِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي؛ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ‏ «10» الْغَائِبَ».

______________________________

 (1). في الوافي: «لسانه».

 (2). «عزيمة»، أي آية حتم لا رخصة فيها، من قولهم: عَزائم اللَّه تعالى، أي موجباته. و الأمر المقطوع الذي لا ريب و لا شبهة و لا تأويل فيه و لا نسخ. أو هي فرائضه التي أوجبها و أمرنا بها. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 400؛ مجمع البحرين، ج 6، ص 114 (عزم).

 (3). «بتلة»، أي فريضة جازمة مقطوع بها غير مردودة، و محكمة لا تردّ و لا تتبدّل و لا يتطرّق إليها نقص. و الكلمة هنا مشتقّة صفة لعزيمة، فهي مرفوعة. و يحتمل كونها منصوبة بالحاليّة عن عزيمة؛ لتخصّصها بقوله: «من اللَّه». راجع: النهاية، ج 1، ص 94 (بتل).

 (4). في الوافي: «و قال».

 (5). في «ب، ض، ف، بس، بف»: «يا أيّها».

 (6). في مرآة العقول: «ماذا».

 (7). في «ب، ه»: «قالوا».

 (8). قال ابن الأثير: «النصيحة: كلمة يعبّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له، و ليس يمكن أن يعبّر هذا المعنى بكلمة و احدة تجمع معناه غيرها. و أصل النصح في اللغة الخلوص، يقال: نصحته و نصحت له». النهاية، ج 5، ص 63 (نصح).

 (9). «المَعْشَر»: كلّ جماعة أمرهم و احد، أو جماعة الناس. راجع: ترتيب كتاب العين، ج 2، ص 1206؛ الصحاح، ج 2، ص 747 (عشر).

 (10). في «ف» و تفسير العيّاشي:-/ «منكم».

16
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «كَانَ و اللَّهِ‏ «1» أَمِينَ اللَّهِ عَلى‏ خَلْقِهِ و غَيْبِهِ و دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ‏ «2» لِنَفْسِهِ.

ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَ «3»، فَدَعَا عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، إِنِّي‏ «4» أُرِيدُ أَنْ أَئْتَمِنَكَ عَلى‏ مَا ائْتَمَنَنِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْبِهِ و عِلْمِهِ، و مِنْ‏ «5» خَلْقِهِ، و مِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ، فَلَمْ يُشْرِكْ و اللَّهِ فِيهَا- يَا زِيَادُ «6»- أَحَداً مِنَ الْخَلْقِ.

ثُمَّ إِنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، فَدَعَا وُلْدَهُ- و كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً- فَقَالَ لَهُمْ:

يَا بَنِيَّ، إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- قَدْ أَبى‏ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَ فِيَّ سُنَّةً «7» مِنْ يَعْقُوبَ، و إِنَّ يَعْقُوبَ دَعَا وُلْدَهُ- و كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً- فَأَخْبَرَهُمْ بِصَاحِبِهِمْ، أَلَا و إِنِّي أُخْبِرُكُمْ بِصَاحِبِكُمْ، أَلَا إِنَّ هذَيْنِ ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْحَسَنَ و الْحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَاسْمَعُوا لَهُمَا، و أَطِيعُوا، وَ و ازِرُوهُمَا «8»؛ فَإِنِّي قَدِ ائْتَمَنْتُهُمَا عَلى‏ مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ‏ «9» رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِمَّا ائْتَمَنَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، و مِنْ غَيْبِهِ، و مِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ، فَأَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمَا مِنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا أَوْجَبَ‏ «10» لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَلَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمَا فَضْلٌ عَلى‏ صَاحِبِهِ إِلَّا بِكِبَرِهِ، و إِنَّ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ إِذَا حَضَرَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَنْطِقْ فِي ذلِكَ الْمَجْلِسِ حَتّى‏ يَقُومَ.

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي. و في المطبوع:+/ « [عليّ عليه السلام‏]».

 (2). «ارتضاه»، أي اختاره. راجع: المصباح المنير، ص 229 (رضى).

 (3). في «ف، بح» و الوافي و مرآة العقول: «حضره».

 (4). في حاشية «ج»: «أنا».

 (5). في «ب، ج، ف، بف»:-/ «من».

 (6). قوله عليه السلام: «يا زياد» معترض، و زياد هو اسم أبي الجارود بن المنذر الراوي للحديث، و هو الذي ينسب إليه الجاروديّة. الوافي، ج 2، ص 275.

 (7). الأصل في السنّة: الطريقة و السيرة. راجع: النهاية، ج 2، ص 409 (سنن).

 (8). «وازِرُوهما»، أي أعينوهما؛ من الوِزْر بمعنى الحِمْل و الثقل. يقال: و زَرَ يَزِرُ فهو و ازِرٌ، إذا حمل ما يُثقِل ظهرَه‏من الأشياء المُثْقَلَة. راجع: المفردات للراغب، ص 868؛ النهاية، ج 5، ص 179 (وزر).

 (9). في «ه»:-/ «عليه».

 (10). في «ف»:+/ «اللَّه».

17
الکافي2 (ط - دارالحديث)

64 - باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة عليهم السلام و احدا فواحدا ص : 7

ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، فَسَلَّمَ ذلِكَ إِلَى الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ إِنَّ حُسَيْناً عَلَيْهِ السَّلَامُ حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، فَدَعَا ابْنَتَهُ الْكُبْرى‏ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ، فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً، و و صِيَّةً ظَاهِرَةً «1»- و كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَبْطُوناً «2» لَايَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُ لِمَا «3» بِهِ- فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ صَارَ و اللَّهِ ذلِكَ الْكِتَابُ إِلَيْنَا». «4»

الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِثْلَهُ.

765/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، عَنْ صَبَّاحٍ الْأَزْرَقِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُخْتَارِيَّةِ لَقِيَنِي، فَزَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ إِمَامٌ؟

______________________________

 (1). في الوافي: «كتاباً ملفوفاً ... لعلّه كان فيه الأسرار التي لاينبغي أن يطّلع عليها المخالفون بل غير أهل البيت عليهم السلام، و وصيّة ظاهرة» أي كتاباً كتب فيه أنّه و صيّه و هو أولى بامور من غيره، و بالجملة مالاينبغي ستره، بل يجب إظهاره للناس؛ ليعرف شيعته بهذه العلامة إمامته».

 (2). في الكافي، ح 785 و البصائر، ص 163:+/ «معهم». و قال الجوهري: «المبطون: العليل البطن». الصحاح، ج 5، ص 2080 (بطن).

 (3). في مرآة العقول:+/ «ينزل». و في الوافي: «أي لايعتقدون إلّاأنّه متهيّؤ لما ينزل به، يعني الموت. و بالجملةهذه الكلمة كفاية عن الإشراف على الموت».

 (4). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ على عليّ بن الحسين صلوات اللَّه عليهما، ح 785، من قوله: «ثمّ إنّ حسيناً عليه السلام حضره» مع زيادة في آخره. بصائر الدرجات، ص 163، ح 3، عن أحمد بن محمّد؛ و فيه، ص 164، ح 6، بسنده عن منصور عن أبي الجارود؛ و فيه، ص 148، ح 9، بسنده عن أبي الجارود، و في كلّها من قوله: «ثمّ إنّ حسيناً حضره الذي حضره» مع اختلاف يسير. و راجع: تفسير العيّاشي، ج 1، ص 334، ح 155؛ و الأمالي للمفيد، ص 139، المجلس 17، ح 3؛ و تفسير فرات، ص 119، ح 125 الوافي، ج 2، ص 272، ح 746.

18
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ: «أَ فَلَا قُلْتَ لَهُ؟» قَالَ: قُلْتُ‏ «1»: لَاوَ اللَّهِ، مَا دَرَيْتُ‏ «2» مَا أَقُولُ.

قَالَ: «أَ فَلَا قُلْتَ لَهُ‏ «3»: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَوْصى‏ إِلى‏ عَلِيٍّ و الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ، فَلَمَّا مَضى‏ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَوْصى‏ إِلَى الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ، و لَوْ «4» ذَهَبَ يَزْوِيهَا «5» عَنْهُمَا، لَقَالَا لَهُ‏ «6»:

نَحْنُ و صِيَّانِ مِثْلُكَ و لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ.

وَ أَوْصَى‏ «7» الْحَسَنُ إِلَى الْحُسَيْنِ، و لَوْ ذَهَبَ يَزْوِيهَا عَنْهُ، لَقَالَ‏ «8»: أَنَا و صِيٌّ مِثْلُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و مِنْ أَبِي، و لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ» «9» هِيَ فِينَا و فِي أَبْنَائِنَا «10»». «11»

 

65- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «12»

766/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْجَهْمِ الْهِلَالِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَمَّا نَزَلَتْ و لَايَةُ «13» عَلِيِّ بْنِ‏

______________________________

 (1). في «ب»:+/ «له».

 (2). «ما دَرَيْتُ»، أي ما عرفتُ؛ من الدِراية. راجع: المفردات للراغب، ص 312 (درى).

 (3). في «ه، بف»:-/ «له».

 (4). في «بر»: «فلو».

 (5). «يَزْوِيها»: من زَوَيْتُه أزْوِيه زيّاً، أي جمعته و طويته و نحّيته؛ أو من زواه عنّي، أي صرفه عنّي و قبضه. راجع: النهاية، ج 2، ص 320 (زوى).

 (6). في «ف»: «إنّه».

 (7). في «ه»: «فأوصى».

 (8). في «ب، ج، ض، بر، بس، بف» و الوافي:+/ «له».

 (9). الأنفال (8): 75؛ الأحزاب (33): 6. و في «ف»:+/ «فِى كِتَاب اللَّه».

 (10). في «ف»: «آبائنا».

 (11). الوافي، ج 2، ص 279، باب ما نصّ اللَّه و رسوله صلى الله عليه و آله عليهم، ح 750.

 (12). في «ب، ف، ه، بح، بس، بف» و مرآة العقول:-/ «باب الإشارة- إلى- عليه السلام».

 (13). «الوِلاية و الوَلاية»، نحو الدِلالة و الدَلالة. و حقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب، ص 885 (ولى).

19
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

أَبِي طَالِبٍ‏ «1» عَلَيْهِ السَّلَامُ، و كَانَ‏ «2» مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: سَلِّمُوا عَلى‏ عَلِيٍّ بِإِمْرَةِ «3» الْمُؤْمِنِينَ، فَكَانَ‏ «4» مِمَّا أَكَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَا زَيْدُ، قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَهُمَا: قُومَا فَسَلِّمَا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَا: أَ مِنَ اللَّهِ أَوْ «5» مِنْ رَسُولِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مِنَ اللَّهِ و مِنْ رَسُولِهِ.

فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ‏ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ‏» يَعْنِي بِهِ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَهُمَا، و قَوْلَهُمَا: أَ مِنَ اللَّهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ؟

 «وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ‏ أَنْ تَكُونَ‏ (أَئِمَّةٌ «6» هِىَ أَزْكَى مِنْ أَئِمَّتِكُمْ) «7»».

قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَئِمَّةٌ؟ قَالَ: «إِي و اللَّهِ أَئِمَّةٌ» قُلْتُ: فَإِنَّا نَقْرَأُ «أَرْبى‏» «8» فَقَالَ‏ «9»: «مَا أَرْبى‏؟- و أَوْمَأَ بِيَدِهِ فَطَرَحَهَا «10»- «إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ‏» يَعْنِي بِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ‏ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَ لَتُسْئَلُنَّ» يَوْمَ الْقِيَامَةِ «11» «عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ وَ لا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ‏ دَخَلًا بَيْنَكُمْ‏

______________________________

 (1). في «ب، ف، ه، بف» و الوافي:-/ «بن أبي طالب».

 (2). في «ه»: «فكان».

 (3). «الإمرة» و «الإمارة»: الولاية. راجع: الصحاح، ج 2، ص 581؛ المصباح المنير، ص 22 (أمر).

 (4). في «ج، ف»: «و كان».

 (5). في حاشية «بر»: «أم».

 (6). في «بف»: «امّة». و في الوافي: «و المشهور «امّة» يعني لاتنقضوا العهد لأجل أن تكون قوم أزكى من قوم و امّةأعلى من امّة. و كأنّه عليه السلام أراد بقوله «ما أربى» و تعجّبه و طرح يده: أنّ أربى هاهنا معناه إلّاأزكى؟ و كذلك قراءته ب «الأئمّة» إشارة إلى أنّ الامّة في الموضعين اريد بها الأئمّة خاصّة».

 (7). كذا في النسخ و المطبوع. و في القرآن و مرآة العقول بدل مابين الهلالين: «أُمَّة هِى أَرْبَى‏ مِنْ أُمَّةٍ».

 (8). في «ج»:+/ «قال». و قوله: «أربى»، أي أزيد و أكثر، من ربا المال إذا زاد و ارتفع. و المراد: أزيد عدداً و أوفَرمالًا. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 305 (ربا)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 267.

 (9). في «ب، ض» و حاشية «بر»:+/ «و».

 (10). في «بر»: «و طرحها».

 (11). في «ج» و مرآة العقول:-/ «يوم القيامة».

20
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

فَتَزِلَّ قَدَمٌ‏ بَعْدَ ثُبُوتِها» يَعْنِي بَعْدَ مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏» يَعْنِي بِهِ‏ «1» عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «وَ لَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‏» «2»». «3»

767/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ و أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَمَّا أَنْ قَضى‏ «4» مُحَمَّدٌ نُبُوَّتَهُ، و اسْتَكْمَلَ أَيَّامَهُ، أَوْحَى اللَّهُ- عزَّ و جَلَّ- إِلَيْهِ: أَنْ يَا مُحَمَّدُ، قَدْ قَضَيْتَ نُبُوَّتَكَ، و اسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ؛ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِي عِنْدَكَ و الْإِيْمَانَ‏ «5» و الِاسْمَ الْأَكْبَرَ و مِيرَاثَ الْعِلْمِ و آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ، عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَإِنِّي لَنْ أَقْطَعَ‏ «6» الْعِلْمَ و الْإِيمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ و مِيرَاثَ الْعِلْمِ و آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ‏ «7» مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ ذُرِّيَّاتِ‏ «8» الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «9»

______________________________

 (1). في «ب، ه»:-/ «به».

 (2). النحل (16): 91- 94.

 (3). تفسير العيّاشي، ج 2، ص 268، ح 64، عن زيد بن الجهم، مع زيادة؛ تفسير القمّي، ج 1، ص 389، مرسلًا عن أبي عبداللَّه عليه السلام، و فيهما مع اختلاف يسير. و راجع: الإرشاد، ج 1، ص 48 الوافي، ج 2، ص 280، ح 751.

 (4). قال ابن الأثير: «القضاء، أصله القطع و الفصل. يقال: قَضَى يَقْضِي قضاءً فهو قاض، إذا حكم و فصل، و قضاءالشي‏ء: إحكامه و إمضاؤه و الفراغ منه». النهاية، ج 4، ص 78 (قضا).

 (5). في «بر»: «الأيمان». و في البصائر، ص 468: «الآثار». و احتمل المازندراني كونه بفتح الهمزة بمعنى الميثاق‏والعهد بالولاية. و استبعده المجلسي.

 (6). في «ف» و الكافي، ح 14907، و البصائر، ص 469 و تفسير العيّاشي: «لم أقطع».

 (7). «العَقِب»: مؤخّر القدم. و عَقِبُ الرجل أيضاً: و لَده و وَلَدُ و لده. الصحاح، ج 1، ص 184 (عقب).

 (8). في الكافي، ح 14907 و البصائر و تفسير العيّاشي و كمال الدين: «بيوتات».

 (9). بصائر الدرجات، ص 469، ح 3، عن محمّد بن الحسين عن ابن محبوب؛ الكافي، كتاب الروضة، ضمن الحديث الطويل 14907، بسنده عن الحسن بن محبوب. و في بصائر الدرجات، ص 468، ح 2، و كمال الدين، ص 216، بسندهما عن محمّد بن الفضيل. و في بصائر الدرجات، ص 468- 469، ح 1 و 4، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع اختلاف يسير، و في الأخيرة مع زيادة في أوّله. و في تفسير فرات، ص 39، ح 530؛ و كفاية الأثر، ص 178، بسند آخر، مع زيادة و اختلاف؛ تفسير العيّاشي، ج 1، ص 168، ح 31، عن أبي حمزة، مع زيادة في آخره الوافي، ج 2، ص 281، ح 752.

21
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

768/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ‏ «1» و غَيْرُهُ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏؛ و مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ‏ «2» مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ و عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «أَوْصى‏ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ‏ «3»، و أَوْصى‏ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ‏ «4» إِلى‏ و لَدِ هَارُونَ، و لَمْ يُوصِ إِلى‏ و لَدِهِ، و لَاإِلى‏ و لَدِ مُوسى‏؛ إِنَّ اللَّهَ- عزَّ و جَلَّ- لَهُ الْخِيَرَةُ، يَخْتَارُ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ يَشَاءُ، و بَشَّرَ مُوسى‏ و يُوشَعُ بِالْمَسِيحِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.

فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللَّهُ‏ «5»- عَزَّ و جَلَّ- الْمَسِيحَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُمْ‏ «6»: إِنَّهُ سَوْفَ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ اسْمُهُ أَحْمَدُ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَجِي‏ءُ بِتَصْدِيقِي و تَصْدِيقِكُمْ‏ «7»، وَ عُذْرِي‏ «8» و عُذْرِكُمْ، و جَرَتْ مِنْ بَعْدِهِ فِي الْحَوَارِيِّينَ‏ «9» فِي الْمُسْتَحْفَظِينَ.

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ض، بر» و حاشية بدرالدين و الوسائل و البحار، ج 13 و 17. و في سائر النسخ و المطبوع: «محمّد بن الحسين». و الصواب ما أثبتناه، كما تقدّم ذيل ح 250 و 525.

 (2). هكذا في «ب، ض، بر» و الوسائل و البحار، ج 7 و 13 و 17. و في سائر النسخ و المطبوع: «و» بدل «عن». و الصواب ما أثبتناه؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين [بن أبي الخطّاب‏] كتب محمّد بن سنان و توسّط محمّد بن الحسين بينه و بين محمّد بن يحيى في عددٍ من الأسناد. راجع: رجال النجاشي، ص 328، الرقم 888؛ الفهرست للطوسي، ص 406، الرقم 620؛ معجم رجال الحديث، ج 15، ص 420- 41، ص 432.

فعليه في السند تحويل بعطف «محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين» على «محمّد بن الحسن و غيره عن سهل عن محمّد بن عيسى» و يروي عن محمّد بن سنان، محمّد بن عيسى و محمّد بن الحسين معاً.

 (3). في «ب، ه، بح، بف»:-/ «بن نون».

 (4). في الوافي:-/ «بن نون».

 (5). في «ج»:-/ «اللَّه».

 (6). في «ف»:-/ «لهم».

 (7). في «بح»: «بتصديقكم».

 (8). «العُذْر»: الحجّة، من تعذّر بمعنى اعتذر و احتجّ لنفسه. أو البراءة من السوء، من عَذَرتُ بمعنى مَحَوتُ الإساءة، و طمستُها. أو مصدر بمعنى العاذِر و هو الأثر. راجع: الصحاح، ج 2، ص 740؛ النهاية، ج 3، ص 197- 198 (عذر).

 (9). «الحَواريّون»: جمع الحواري، و هم خُلْصان المسيح عليه السلام و أنصاره. و أصله من التحوير بمعنى التبييض. ف إنّما سمّوا حواريّين لأنّهم كانوا يطهّرون نفوس الناس، أو أُخْلِصُوا و نُقُّوا من كلّ عيب، أو كانوا قصّارين يحوّرون الثياب، أي يبيّضونها. راجع: المفردات للراغب، ص 263؛ النهاية، ج 1، ص 458 (حور).

22
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

وَ إِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللَّهُ- عزَّ و جَلَّ- الْمُسْتَحْفَظِينَ؛ لِأَنَّهُمُ اسْتُحْفِظُوا الِاسْمَ الْأَكْبَرَ، وَ هُوَ الْكِتَابُ الَّذِي يُعْلَمُ بِهِ عِلْمُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ الَّذِي كَانَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، يَقُولُ اللَّهُ عزَّ و جَلَّ: «لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ‏ «1» وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ‏» «2» الْكِتَابُ:

الِاسْمُ الْأَكْبَرُ، و إِنَّمَا عُرِفَ- مِمَّا يُدْعَى الْكِتَابَ- التَّوْرَاةُ و الْإِنْجِيلُ و الْفُرْقَانُ، فِيهَا كِتَابُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و فِيهَا كِتَابُ صَالِحٍ و شُعَيْبٍ و إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَأَخْبَرَ «3» اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «إِنَّ هذا لَفِي‏ الصُّحُفِ الْأُولى‏ صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏» «4» فَأَيْنَ صُحُفُ‏ «5» إِبْرَاهِيمَ؟ إِنَّمَا «6» صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ الِاسْمُ الْأَكْبَرُ، و صُحُفُ مُوسَى الِاسْمُ الْأَكْبَرُ.

فَلَمْ تَزَلِ الْوَصِيَّةُ فِي عَالِمٍ بَعْدَ عَالِمٍ حَتّى‏ دَفَعُوهَا إِلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ- عَزَّ وَ جَلَّ- مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، أَسْلَمَ لَهُ الْعَقِبُ مِنَ الْمُسْتَحْفَظِينَ، و كَذَّبَهُ‏ «7» بَنُو إِسْرَائِيلَ، و دَعَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ، و جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ.

ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ- جَلَّ ذِكْرُهُ- عَلَيْهِ‏ «8»: أَنْ أَعْلِنْ فَضْلَ و صِيِّكَ، فَقَالَ: رَبِ‏ «9»، إِنَّ الْعَرَبَ قَوْمٌ جُفَاةٌ «10»، لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ كِتَابٌ، و لَمْ يُبْعَثْ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ، و لَايَعْرِفُونَ فَضْلَ‏ «11» نُبُوَّاتِ‏

______________________________

 (1). هكذا في القرآن و البصائر، ص 469. و في النسخ و المطبوع: «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ». و لعلّ هذاتصحيف من النسّاخ، أو خلط بين الآية 38 من سورة الرعد (13)؛ «لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ» و الآية 25 من سورة الحديد (57).

 (2). الحديد (57): 25.

 (3). في حاشية «ج، بح»: «و أخبر».

 (4). الأعلى (87): 18- 19.

 (5). «الصُحُف»: جمع الصحيفة، و هي قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه. راجع: المصباح المنير، ص 334 (صحف).

 (6). في حاشية «ج»: «إنّ». و في البصائر، ص 469: «أمّا».

 (7). في «بس»: «كذّبوه».

 (8). في «بس»:-/ «عليه».

 (9). في «ف»: «ياربّ».

 (10). «الجُفاة»: جمع الجافي؛ من الجفاء، و هو الغلظ في العشرة، و الخرق في المعاملة، و ترك الرفق. راجع: المغرب، ص 86 (جفا).

 (11). في «ف»: «فضائل».

23
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

الْأَنْبِيَاءِ و لَاشَرَفَهُمْ، و لَايُؤْمِنُونَ بِي إِنْ أَنَا أَخْبَرْتُهُمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَيْتِي، فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: «وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ‏» «1»، «وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏» «2».

فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِ و صِيِّهِ ذِكْراً، فَوَقَعَ النِّفَاقُ فِي قُلُوبِهِمْ، فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذلِكَ و مَا يَقُولُونَ، فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: يَا مُحَمَّدُ، «وَ لَقَدْ نَعْلَمُ‏ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ‏» «3»، «فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ‏ وَ لكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ» «4» لكِنَّهُمْ‏ «5» يَجْحَدُونَ بِغَيْرِ حُجَّةٍ لَهُمْ.

وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَتَأَلَّفُهُمْ، و يَسْتَعِينُ بِبَعْضِهِمْ عَلى‏ بَعْضٍ، و لَايَزَالُ يُخْرِجُ لَهُمْ شَيْئاً فِي فَضْلِ و صِيِّهِ حَتّى‏ نَزَلَتْ هذِهِ السُّورَةُ «6»، فَاحْتَجَّ عَلَيْهِمْ حِينَ أُعْلِمَ بِمَوْتِهِ و نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ‏ «7»، فَقَالَ اللَّهُ- جَلَّ ذِكْرُهُ-: «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ‏ وَ إِلى‏ رَبِّكَ فَارْغَبْ» «8» يَقُولُ:

فَإِذَا «9» فَرَغْتَ فَانْصَبْ‏ «10» عَلَمَكَ، و أَعْلِنْ و صِيَّكَ، فَأَعْلِمْهُمْ‏ «11» فَضْلَهُ‏ «12» عَلَانِيَةً، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «13»:

مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ و الِ مَنْ و الَاهُ، و عَادِ مَنْ عَادَاهُ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

______________________________

 (1). الحجر (15): 88؛ النحل (16): 127؛ النمل (27): 70.

 (2). الزخرف (43): 89. و في أكثر النسخ و الوافي: «تعلمون».

 (3). الحجر (15): 97.

 (4). الأنعام (6): 33.

 (5). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي. و في المطبوع: «و لكنّهم».

 (6). في «بف» و حاشية «ج، ض، ف، بح، بر»: «الآية». و قوله: «هذه السورة»، أي سورة أ لم نشرح، بقرينة مابعده. و جملة: «فاحتجّ عليهم» معترضة. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 120؛ مرآة العقول، ج 3، ص 275.

 (7). «نُعيت إليه نفسه»، أي اخبر بموته؛ من النعي و هو خبر الموت. و التعدية ب «إلى» للتأكيد. راجع: النهاية، ج 5، ص 85 (نعا).

 (8). الشرح (94): 7- 8.

 (9). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي. و في المطبوع: «إذا».

 (10). «فانصب»، بفتح الصاد من النَصَب بمعنى التعب و الاجتهاد، أي اتعب نفسك في نصب و صيّك بما تسمع من المنافقين في ذلك، و لكنّ المستفاد من هذا الحديث أنّه بكسر الصاد من النَصْب بمعنى الرفع و الوضع. و هذا مخالف لما في القرآن، فيحتمل أن يقال: لعلّه و رد بالفتح أيضاً بمعنى النَصْب و إن لم يذكر في كتب اللغة. راجع: مرآة العقول، ج 3، ص 275- 276.

 (11). في «ب، ف»: «فأعْلَمَهم»، أي بصيغة الماضي.

 (12). في حاشية «ج»: «فضلًا».

 (13). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني. و في المطبوع: «صلّى اللَّه عليه و آله».

24
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

ثُمَّ قَالَ: لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ و رَسُولَهُ، و يُحِبُّهُ اللَّهُ و رَسُولُهُ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ؛ يُعَرِّضُ‏ «1» بِمَنْ رَجَعَ، يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ‏ «2» و يُجَبِّنُونَهُ.

وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: عَلِيٌّ سَيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ.

وَ قَالَ‏ «3»: عَلِيٌّ عَمُودُ الدِّينِ‏ «4».

وَ قَالَ: هذَا هُوَ «5» الَّذِي يَضْرِبُ النَّاسَ بِالسَّيْفِ عَلَى الْحَقِّ بَعْدِي.

وَ قَالَ: الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ أَيْنَمَا مَالَ.

وَ قَالَ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ‏ «6» عَزَّ و جَلَّ، وَ أَهْلَ بَيْتِي عِتْرَتِي؛ أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا و «7» قَدْ بَلَّغْتُ‏ «8»، إِنَّكُمْ سَتَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَأَسْأَلُكُمْ‏ «9» عَمَّا فَعَلْتُمْ فِي الثَّقَلَيْنِ‏ «10»، و الثَّقَلَانِ كِتَابُ اللَّهِ- جَلَّ ذِكْرُهُ- و أَهْلُ بَيْتِي، فَلَا تَسْبِقُوهُمْ‏ «11»؛ فَتَهْلِكُوا، و لَاتُعَلِّمُوهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ.

______________________________

 (1). في «ه، بح، بس، بف» و شرح المازندراني: «معرّض»، أي هو معرّض. و في حاشية «ج» و مرآة العقول: «معرّضاً». و قال الخليل: «و عرّضت لفلان و بفلان، إذا قلت قولًا و أنت تعيبه بذلك». و قال الجوهري: «التعريض، خلاف التصريح. يقال: عرّضت لفلان و بفلان، إذا قلت قولًا و أنت تعنيه». و في الوافي: «جملة حاليّة، يعني قال: ليس بفرّار تعريضاً بمن فرّ». راجع: ترتيب كتاب العين، ج 2، ص 1175؛ الصحاح، ج 3، ص 1087 (عرض).

 (2). «يُجَبِّنُ أصحابه»، أي ينسبهم إلى الجُبْن. تقول: جبّنتُهُ تجبيناً، إذا نسبته إلى الجبن. قال المجلسي: «أي يخوّف أصحابه و يدعوهم إلى الجبن عند الحرب». راجع: الصحاح، ج 5، ص 2090 (جبن).

 (3). في «ف، بح» و شرح المازندراني:-/ «قال».

 (4). و في حاشية «بح، بف»: «الإيمان».

 (5). في «ف، ه، بف» و الوافي:-/ «هو». و في حاشية «ج، بر»: «هو هذا».

 (6). في مرآة العقول: «كتاب اللَّه، مرفوع بتقدير: هما كتاب اللَّه، أو منصوب بدل تفصيل لأمرين».

 (7). في «ف، ه، بف» و الوافي:-/ «و».

 (8). في «ب»:+/ «و قال». و في «بح»: «بُلِّغْتُ» مبنيّاً للمفعول. و في مرآة العقول: «و قد بلّغت، على صيغة المعلوم، أي بلّغت ما يلزمني تبليغه في أهل بيتي، أو على المجهول، أي بلّغني جبرئيل عن اللَّه بالوحي».

 (9). في «ب»: «فأسأل لكم». و في «بح»: «أسألكم».

 (10). يقال لكلّ شي‏ء خطير نفيس: ثَقَل، فسمّاهما ثَقَلَين إعظاماً لقدرهما و تفخيماً لشأنهما. راجع: النهاية، ج 1، ص 216 (ثقل).

 (11). في «ج»: «فلا تستبقوهم».

25
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

فَوَقَعَتِ الْحُجَّةُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و بِالْكِتَابِ الَّذِي يَقْرَؤُهُ النَّاسُ، فَلَمْ يَزَلْ‏ «1» يُلْقِي فَضْلَ أَهْلِ بَيْتِهِ بِالْكَلَامِ، و يُبَيِّنُ لَهُمْ بِالْقُرْآنِ: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ‏ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» «2» و قَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ‏ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏» «3» ثُمَّ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ» «4».

فَكَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «5»، و كَانَ حَقُّهُ الْوَصِيَّةَ الَّتِي جُعِلَتْ لَهُ، و الِاسْمَ الْأَكْبَرَ، و مِيرَاثَ الْعِلْمِ، و آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ، فَقَالَ: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏» «6» ثُمَّ قَالَ:

 «وَ إِذَا (الْمَوَدَّةُ) «7» سُئِلَتْ‏ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ‏» «8» يَقُولُ: أَسْأَلُكُمْ عَنِ الْمَوَدَّةِ- الَّتِي أَنْزَلْتُ‏ «9» عَلَيْكُمْ فَضْلَهَا- مَوَدَّةِ الْقُرْبى‏ بِأَيِّ ذَنْبٍ قَتَلْتُمُوهُمْ.

وَ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» «10» قَالَ: الْكِتَابُ: «11» الذِّكْرُ، وَ أَهْلُهُ: آلُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، أَمَرَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- بِسُؤَالِهِمْ، و لَمْ يُؤْمَرُوا بِسُؤَالِ الْجُهَّالِ، وَ سَمَّى اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- الْقُرْآنَ‏ «12» ذِكْراً، فَقَالَ‏ «13» تَبَارَكَ و تَعَالى‏: «وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ‏

______________________________

 (1). في «ض»: «لم يزل». و في «بف»: «و لم يزل».

 (2). الأحزاب (33): 33.

 (3). الأنفال (8): 41.

 (4). الإسراء (17): 26.

 (5). «فكان عليّ عليه السلام»، أي فكان عليه السلام ذا القربى، على حذف الخبر بقرينة المقام. أو كان تامّة. راجع: شرح‏المازندراني، ج 6، ص 126؛ مرآة العقول، ج 3، ص 279.

 (6). الشورى (42): 23.

 (7). كذا في «ألف، ب، ض، و، بح، بف» و المطبوع و شرح المازندراني و الوافي. و يقتضيه المقام. و كانت القراءةالمشهورة «الْمَوْؤُدَةُ» من الوأد، و عليها ظاهر بعض النسخ. قال الفيض في الوافي: «بفتح الواو و تشديد الدال من غير همز، و يستفاد من تأويله أنّهم عليهم السلام هكذا كانوا يقرؤونه».

 (8). التكوير (81): 8 و 9. و في البحار، ج 7:+/ «قال».

 (9). في «ج، بح، بس» و البحار، ج 7: «نزلت».

 (10). النحل (16): 43؛ الأنبياء (21): 7.

 (11). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول و الوسائل. و في المطبوع:+/ « [هو]».

 (12). في شرح المازندراني: «الكتاب».

 (13). في «ض، ه»:+/ «اللَّه».

26
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ‏» «1» و قَالَ عَزَّ و جَلَّ: «وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ‏» «2».

وَ قَالَ عَزَّ و جَلَّ: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏» «3» و قَالَ‏ «4» عَزَّ و جَلَّ: «وَ لَوْ رَدُّوهُ‏ «5» إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ‏» «6» فَرَدَّ الْأَمْرَ- أَمْرَ النَّاسِ- إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمُ الَّذِينَ أَمَرَ «7» بِطَاعَتِهِمْ و بِالرَّدِّ «8» إِلَيْهِمْ.

فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، نَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ‏» «9» فَنَادَى النَّاسَ؛ فَاجْتَمَعُوا، و أَمَرَ «10» بِسَمُرَاتٍ‏ «11»؛ فَقُمَ‏ «12» شَوْكُهُنَّ، ثُمَّ قَالَ‏ «13» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ‏ «14»، مَنْ و لِيُّكُمْ و أَوْلى‏ بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ؟ فَقَالُوا: اللَّهُ و رَسُولُهُ، فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ و الِ مَنْ و الَاهُ، و عَادِ مَنْ عَادَاهُ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

______________________________

 (1). النحل (16): 44.

 (2). الزخرف (43): 44. و في الوسائل: «إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ». و قال: «وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ» بدل «و أنزلنا إليك- إلى تسئلون».

 (3). النساء (4): 59.

 (4). في «ج»:+/ «اللَّه».

 (5). هكذا في القرآن و «ب، ه، بف» و الوافي و مرآة العقول و الوسائل. و في أكثر النسخ و المطبوع:+/ «إلى اللَّه و». قال في المرآة: «و في أكثر النسخ: و لو ردّوه إلى اللَّه و إلى الرسول، فيكون نقلًا بالمعنى؛ للإشعار بأنّ الردّ إلى الرسول ردّ إلى اللَّه».

 (6). النساء (4): 83.

 (7). في «ف»: «امِرَ». و في الوسائل:+/ «اللَّه».

 (8). في «ب» و الوسائل: «و الردّ».

 (9). المائدة (5): 67.

 (10). في «ب»: «فأمر».

 (11). «سَمُرات»: جمع سَمُرَة، و هي من شجر الطَلْح- و هو شجر عظيم من شجر العِضاه له شوك و ليس في العضاه أكثر صمغاً منه- و ضرب من العضاه، و هو جمع عِضاهة و عِضَةٌ و هما كلّ شجر يعظم و له شوك. و قيل: السَمُرَة من الشجر صغار الورق قصار الشوك، و له بَرَمة صفراء يأكلها الناس، و ليس في العضاه شي‏ء أجود خشباً من السَمُر. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 379 (سمر).

 (12). «فَقُمَّ»، أي كُنِسَ، من القُمامة بمعنى الكُناسة. يقال: قَمَّ البيتَ قَمّاً- من باب قتل-: كَنَسَهُ. و المراد: ازيل. راجع: المصباح المنير، ص 516 (قمم)؛ الوافي، ج 2، ص 322.

 (13). في «ج، بح، بر»:+/ «رسول اللَّه».

 (14). في «ه، بس، بف»:-/ «يا أيّها الناس».

27
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

فَوَقَعَتْ حَسَكَةُ «1» النِّفَاقِ فِي قُلُوبِ الْقَوْمِ، و قَالُوا: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ- جَلَّ ذِكْرُهُ- هذَا عَلى‏ مُحَمَّدٍ قَطُّ، و مَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ‏ «2» ابْنِ عَمِّهِ.

فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، أَتَتْهُ‏ «3» الْأَنْصَارُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ- جَلَّ ذِكْرُهُ- قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا، و شَرَّفَنَا بِكَ و بِنُزُولِكَ‏ «4» بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا «5»، فَقَدْ فَرَّحَ اللَّهُ‏ «6» صَدِيقَنَا، و كَبَتَ‏ «7» عَدُوَّنَا، و قَدْ يَأْتِيكَ وُفُودٌ، فَلَا تَجِدُ مَا تُعْطِيهِمْ، فَيَشْمَتُ بِكَ الْعَدُوُّ «8»، فَنُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَ ثُلُثَ أَمْوَالِنَا حَتّى‏ إِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ و فْدُ مَكَّةَ، و جَدْتَ مَا تُعْطِيهِمْ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَيْهِمْ شَيْئاً، و كَانَ يَنْتَظِرُ مَا يَأْتِيهِ مِنْ رَبِّهِ، فَنَزَلَ‏ «9» جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و قَالَ: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏» «10»، و لَمْ يَقْبَلْ أَمْوَالَهُمْ.

فَقَالَ‏ «11» الْمُنَافِقُونَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ هذَا عَلى‏ مُحَمَّدٍ، و مَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ ابْنِ‏

______________________________

 (1). «الحَسَكَةُ»: و احدة الحَسَك، و هي نبات تَعْلَق ثمرته بصوف الغنم، و رَقُه كورق الرِجْلَة و أدقّ، و عند و رَقه‏شوك مُلَزَّز صُلْب ذو ثلاثة شعب، و له ثمر شربه يفتّت حَصَى الكليتين و المثانة. و الحَسَك أيضاً: الحقد و العداوة. القاموس المحيط، ج 2، ص 1240 (حسك).

 (2). «الضَبْعُ»: العَضُد كلّها، أو و سطها بلحمها، أو الإبط، أو ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه. القاموس المحيط، ج 2، ص 992 (ضبع).

 (3). في «ف»: «و أتته». و في «بح»: «و أتت».

 (4). في «ف»: «نزولك».

 (5). «بَيْنَ ظَهْرانَيْنا»، المراد بها أنّه صلى الله عليه و آله أقام بينهم على سبيل الاستظهار و الاستناد إليهم. زيدت فيه ألف و نون مفتوحة للتأكيد. و معناه: كأنّ ظهراً منّا قدّامك و ظهراً منّا و راءك فأنت مكنوف من جانبيك و من جوانبك- إذا قيل: بين أظْهُرِنا- ثمّ كثر حتّى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقاً. راجع: النهاية، ج 3، ص 166 (ظهر).

 (6). في «ج»:-/ «اللَّه».

 (7). في «ه»: «كبّب». و في «ف»: «كبّ». و ظاهر الشروح: «كَبَتَ»، من باب ضرب، من الكَبْت بمعنى الصرف و الإذلال. يقال: كَبَتَ اللَّه العدوَّ، أي صرفه و أذلّه، و كَبَتَهُ لوجهه، أي صرعه. و هو الموافق لما في اللغة. راجع: الصحاح، ج 1، ص 262 (كبت).

 (8). «فيشمت بك العدوّ»، أي يفرح ببليّتك، من الشَماتَة، و هو الفرح ببليّة العدوّ. راجع: الصحاح، ج 1، ص 255 (شمت).

 (9). في «ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي:+/ «عليه».

 (10). الشورى (42): 23.

 (11). في «ه»: «قال».

28
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

عَمِّهِ، و يَحْمِلَ عَلَيْنَا أَهْلَ بَيْتِهِ، يَقُولُ أَمْسِ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، و الْيَوْمَ‏ «1»:

 «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏»، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الْخُمُسِ، فَقَالُوا: يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ‏ «2» أَمْوَالَنَا و فَيْئَنَا «3».

ثُمَّ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ قَدْ قَضَيْتَ‏ «4» نُبُوَّتَكَ، و اسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ، فَاجْعَلِ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ و مِيرَاثَ الْعِلْمِ و آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ عِنْدَ عَلِيٍّ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتْرُكِ الْأَرْضَ إِلَّا وَ لِيَ فِيهَا عَالِمٌ تُعْرَفُ‏ «5» بِهِ طَاعَتِي، و تُعْرَفُ بِهِ و لَايَتِي‏ «6»، و يَكُونُ حُجَّةً لِمَنْ يُولَدُ بَيْنَ قَبْضِ النَّبِيِّ إِلى‏ خُرُوجِ النَّبِيِّ الْآخَرِ، قَالَ: فَأَوْصى‏ إِلَيْهِ بِالِاسْمِ الْأَكْبَرِ و مِيرَاثِ الْعِلْمِ وَ آثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ «7»، و أَوْصى‏ إِلَيْهِ بِأَلْفِ كَلِمَةٍ و أَلْفِ بَابٍ، يَفْتَحُ‏ «8» كُلُّ كَلِمَةٍ و كُلُّ بَابٍ أَلْفَ كَلِمَةٍ و أَلْفَ بَابٍ». «9»

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «قال».

 (2). في الوافي: «نعطيهم».

 (3). «الفَي‏ءُ»: هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفّار من غير حَرْب و لا جهاد و أصل الفي‏ء: الرجوع، يقال: فاء يفي، فِئَةً و فُيُوءًاً، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع. النهاية، ج 3، ص 482 (فيأ).

 (4). قال ابن الأثير: «القضاء، أصله القطع و الفصل. يقال: قضى يَقْضي قضاءً فهو قاض، إذا حكم و فصل. و قضاءالشي‏ء إحكامه و إمضاؤه و الفراغ منه». النهاية، ج 4، ص 78 (قضا).

 (5). في «ف، بف» و البصائر، ص 469: «يعرف».

 (6). «الوِلاية» و «الوَلاية»، نحوُ الدِلالة و الدَلالة، و حقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب، ص 885 (ولى).

 (7). في البصائر، ص 469:+/ «إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام».

 (8). في «ب، ض، ف، بح، بر، بس، بف»: «تفتح».

 (9). بصائر الدرجات، ص 41، ح 19، عن عبد اللَّه بن جعفر، عن محمّد بن عيسى، من قوله: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ» إلى قوله: «لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»؛ و فيه، ص 469، ح 4، عن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل بن جابر، عن عبدالكريم بن عمرو، عن عبدالحميد بن أبي الديلم، إلى قوله: «حتّى دفعوها إلى محمّد صلى الله عليه و آله» مع اختلاف يسير. و راجع: تفسير فرات، ص 130، ح 151؛ و ص 398، ح 530؛ و ص 574، ح 738؛ و كمال الدين، ص 237، ح 54؛ و قرب الإسناد، ص 57، ح 186 الوافي، ج 2، ص 314، ح 777؛ الوسائل، ج 27، ص 66، ح 3321، من قوله: «و قال جلّ ذكره‏ «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» إلى قوله: «الذين أمر بطاعتهم و بالردّ إليهم»؛ البحار، ج 7، ص 272، ح 38، و فيه من قوله: «وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ» إلى قوله: «بأيّ ذنب قتلتموهم»؛ و ج 13، ص 364، ح 3، إلى قوله: «و بشّر موسى و يوشع بالمسيح»؛ و ج 17، ص 142، ح 29، إلى قوله: «و دعا إلى اللَّه عزّ و جلّ و جاهد في سبيله».

29
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

769/ 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ و صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُعَمَّرٍ الْعَطَّارِ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ‏ «1»: ادْعُوا لِي خَلِيلِي‏ «2»، فَأَرْسَلَتَا إِلى‏ أَبَوَيْهِمَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَعْرَضَ عَنْهُمَا، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي خَلِيلِي، فَأُرْسِلَ إِلى‏ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَكَبَّ عَلَيْهِ‏ «3» يُحَدِّثُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ لَقِيَاهُ فَقَالَا لَهُ‏ «4»: مَا حَدَّثَكَ خَلِيلُكَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَلْفَ بَابٍ، يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ». «5»

770/ 5. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ أَلْفَ حَرْفٍ، كُلُّ حَرْفٍ يَفْتَحُ‏

______________________________

 (1). في البصائر، ص 314:+/ «لعائشة و حفصة».

 (2). «الخليل»: الصديق، من الخُلَّة، و هي الصداقة و المحبّة التي تخلّلت القلب فصارت خِلالَه، أي في باطنه. فالخليل مَنْ خُلَّتُه كانت مقصورة على حبّ اللَّه تعالى فليس فيها لغيره متّسع و لا شَرِكة من محابّ الدنيا و الآخرة، و هذه حال شريفة لا ينالها أحد بكسب و اجتهاد، فإنّ الطباع غالبة، و إنّما يخصّ اللَّه بها من يشاء من عباده. و خليل الرسول صلى الله عليه و آله خليل اللَّه تعالى. راجع: النهاية، ج 2، ص 72 (خلل).

 (3). «أكَبَّ عليه»، أي أقبل و لزم. القاموس المحيط، ج 1، ص 218 (كبب).

 (4). في «ه» و البصائر، ص 303 و 314 و الخصال، ص 646:-/ «له».

 (5). بصائر الدرجات، ص 303، ح 2، عن السنديّ بن محمّد، عن صفوان بن يحيى، عن محمّد بن بشير، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ و فيه، ص 304، ح 8، بسنده عن يحيى بن معمّر العطّار؛ و فيه أيضاً، ص 314، ح 5، بسنده عن جعفر بن بشير؛ الخصال، ص 646، أبواب المائة و ما فوقها، ح 32، بسنده عن جعفر بن بشير البجلي، عن أبي يحيى معمّر القطّان، عن بشير الدهّان، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ و فيه، ص 647، ح 38، بسنده عن بشير الدهّان. الكافي، كتاب الروضة، ذيل ح 14938 بسند آخر؛ بصائر الدرجات، ص 313، ح 1، بسند آخر عن امّ سلمة عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و في كلّها مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 322، ح 778.

30
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

أَلْفَ حَرْفٍ‏ «1»». «2»

771/ 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «كَانَ فِي ذُؤَابَةِ «3» سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَحِيفَةٌ صَغِيرَةٌ».

فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَيُّ شَيْ‏ءٍ كَانَ فِي تِلْكَ الصَّحِيفَةِ؟

قَالَ: «هِيَ الْأَحْرُفُ الَّتِي يَفْتَحُ كُلُّ حَرْفٍ أَلْفَ حَرْفٍ».

قَالَ أَبُو بَصِيرٍ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «فَمَا خَرَجَ مِنْهَا «4» حَرْفَانِ حَتَّى السَّاعَةِ». «5»

772/ 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ‏ «6» سُكَّرَةَ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَلْ لِلْمَاءِ الَّذِي يُغَسَّلُ بِهِ الْمَيِّتُ حَدٌّ

______________________________

 (1). في «ه»+/ «و الألف حرف، كلّ حرف منها يفتح ألف حرف».

 (2). بصائر الدرجات، ص 307، ح 2؛ و الاختصاص، ص 284 عن محمّد بن عبد الجبّار؛ و في بصائر الدرجات، ص 308، ح 5؛ و الخصال، ص 648، أبواب المائة و ما فوقها، ح 41، بسندهما عن منصور بن يونس. بصائر الدرجات، ص 308، ح 3، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، و في كلّها مع اختلاف يسير. راجع: الكافي‏كتاب الحجّة، باب فيه ذكر الصحيفة و الجفر و ...، ح 637؛ و الخصال، ص 648، نفس الباب، ح 40 الوافي، ج 2، ص 325، ح 782.

 (3). ذُؤابة كلّ شي‏ء: أعلاه، و ذُؤابة السيف: مقبضه، أو عِلاقة قائمه. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 379- 380 (ذأب).

 (4). في البصائر و الخصال:+/ «إلّا».

 (5). بصائر الدرجات، ص 308، ح 4، عن أحمد بن محمّد؛ الخصال، ص 649، أبواب المائة و ما فوقها، ح 42، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى. بصائر الدرجات، ص 307، ح 1، بسند آخر عن عليّ بن أبي حمزة، عن حمران الحلبي، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللَّه؛ الاختصاص، ص 284، بسنده عن عليّ بن أبي حمزة، عن عمران بن عليّ الحلبي، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللَّه عليهما السلام، و فيهما: «كان في ذؤابة سيف علي عليه السلام صحيفة صغيرة ...» مع زيادة الوافي، ج 2، ص 325، ح 783.

 (6). في «ألف، ب، ج، ض، و، بر، بس، بف» و الكافي، ج 4373، و الوسائل:-/ «بن». و قد تقدّم في الكافي، ح 644، خلوّ بعض نسخ الكتب الرجاليّة من لفظة «بن».

31
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

مَحْدُودٌ؟

قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذَا أَنَا «1» مِتُّ فَاسْتَقِ‏ «2» سِتَّ قِرَبٍ‏ «3» مِنْ مَاءِ بِئْرِ غَرْسٍ‏ «4»، فَغَسِّلْنِي‏ «5» و كَفِّنِّي و حَنِّطْنِي‏ «6»، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ غُسْلِي و كَفْنِي، فَخُذْ بِجَوَامِعِ‏ «7» كَفَنِي، و أَجْلِسْنِي، ثُمَّ سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ، فَوَ اللَّهِ، لَاتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا أَجَبْتُكَ فِيهِ‏ «8»». «9»

773/ 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ «10»، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ:

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوسائل و الوافي و الكافي، ح 4373 و التهذيب و الاستبصار و البصائر، ح 8 و 9. و في المطبوع:-/ «أنا».

 (2). في الوسائل و الكافي، ح 4373 و التهذيب و الاستبصار، و البصائر، ح 8 و 9:+/ «لي».

 (3). قال الجوهري: «و القِرْبَة، ما يستقى فيه الماء. و الجمع في أدنى العدد: قِرَبات و قِرِبات و قِرْبات، و للكثير: قِرَب». الصحاح، ج 1، ص 199 (قرب).

 (4). «الغَرْس»: بئر بالمدينة. النهاية، ج 3، ص 359 (غرس).

 (5). في الوسائل و التهذيب و الاستبصار: «فاغسلني».

 (6). في الوسائل و الكافي، ح 4373: «كفني و تحنيطي».

 (7). في الوسائل و الكافي، ح 4373، و التهذيب و البصائر، ح 8 و 9: «بمجامع». و في مرآة العقول «و الجوامع: جمع الجامعة، و هي المواضع التي جمعت طرفي الثوب الملفوف على شي‏ء».

 (8). في «ف»: «عنه».

 (9). الكافي، كتاب الجنائز، باب حدّ الماء الذي يغسل به الميّت و الكافور، ح 4373، و فيه: «عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن فضيل سكّرة». بصائر الدرجات، ص 284، ح 9، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن فضيل سكّرة؛ و فيه، ص 284، ح 8، عن محمّد بن الحسين، عن ابن أبي نصر عن فضيل سكّرة؛ التهذيب، ج 1، ص 435، ح 1397؛ الاستبصار، ج 1، ص 196، ح 688 إلى قوله: «فغسّلني و كفّني»، و فيهما: عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن فضيل سكّرة. بصائر الدرجات، ص 283، ح 2 و 3، بطرق مختلفة، مع اختلاف يسير؛ و في الكافي، كتاب الجنائز، باب حدّ الماء الذي ...، ح 4374؛ و التهذيب، ج 1، ص 435، ح 1398؛ و الاستبصار، ج 1، ص 196، ح 687 بسند آخر هكذا: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام: يا عليّ إذا أنا متّ فاغسلني بسبع غرف من ماء بئر غرس» الوافي، ج 2، ص 324، ح 781؛ الوسائل، ج 2، ص 537، ح 2846.

 (10). في «ج، ض»: أبي سعيد. و في «و» و حاشية «ج»: «ابن سعيد». ف‏

و الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 282، ح 1، بسنده عن عمر بن أبي شعبة، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام. و رواه أيضاً في ص 283، ح 5، بالسند المذكور إلى عمر بن أبي شعبة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام.

ثمّ إنّه قد روى أحمد بن عمر الحلبي- و هو أحمد بن عمر بن أبي شعبه- عن أبيه عن أبان بن تغلب في الكافي، ح 5050.

و أمّا ما و رد في التهذيب، ج 2، ص 299، ح 1205 من رواية أحمد بن عمر الحلبى عن أبان بن تغلب- و هو نفس الخبر الذي و رد في الكافي، ح 5050- ففيه سقط لا محالة؛ فإنّ أحمد بن عمر من أصحاب الرضا عليه السلام، و أبان بن تغلب مات في حياة أبي عبد اللَّه عليه السلام، فيبعد إدراك أحمد إيّاه و أخذ الرواية عنه. راجع: رجال النجاشى، ص 13 و ص 98، الرقم 245؛ رجال الكشّي، ص 597، الرقم 1116؛ الفهرست للطوسي، ص 44، الرقم 61.

فالمحتمل في ما نحن فيه، و قوع التصحيف في العنوان، و كون الصواب «ابن أبي شعبة».

32
الکافي2 (ط - دارالحديث)

65 - باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين عليه السلام ص : 19

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْمَوْتُ، دَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِي و كَفِّنِّي، ثُمَّ أَقْعِدْنِي و سَلْنِي‏ «1» وَ اكْتُبْ‏ «2»». «3»

774/ 9. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ رِبَاطٍ، قَالَ:

دَخَلْتُ أَنَا و كَامِلٌ التَّمَّارُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ كَامِلٌ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، حَدِيثٌ رَوَاهُ فُلَانٌ؟ فَقَالَ: «اذْكُرْهُ». فَقَالَ‏ «4»: حَدَّثَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَدَّثَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَلْفِ بَابٍ يَوْمَ تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «5»، كُلُّ بَابٍ يَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ، فَذلِكَ أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ كَانَ ذلِكَ».

______________________________

 (1). في البصائر: «و اسألني».

 (2). في «ف»: «فاكتب».

 (3). بصائر الدرجات، ص 282، ح 1، عن أحمد بن محمّد ... عن عليّ بن أبي حمزة، عن عمر بن أبي شعبة من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام؛ و فيه، ح 5، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن عمر بن أبي شعبة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. و فيه أيضاً، ص 283- 284، ح 4 و 6 و 7، بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 324، ح 780.

 (4). في «ه»: «قال».

 (5). في «بح»:+/ «فيه».

33
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَظَهَرَ «1» ذلِكَ لِشِيعَتِكُمْ و مَوَالِيكُمْ‏ «2»؟ فَقَالَ: «يَا كَامِلُ، بَابٌ أَوْ بَابَانِ».

فَقُلْتُ‏ «3» لَهُ‏ «4»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَا يُرْوى‏ مِنْ فَضْلِكُمْ مِنْ أَلْفِ أَلْفِ بَابٍ إِلَّا بَابٌ أَوْ بَابَانِ؟ قَالَ: فَقَالَ: «وَ مَا عَسَيْتُمْ أَنْ تَرْوُوا مِنْ فَضْلِنَا، مَا تَرْوُونَ مِنْ فَضْلِنَا إِلَّا أَلِفاً «5» غَيْرَ مَعْطُوفَةٍ «6»». «7»

 

66- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ‏

775/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ و عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ:

شَهِدْتُ و صِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أَوْصى‏ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَشْهَدَ عَلى‏ وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ و مُحَمَّداً عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، و جَمِيعَ وُلْدِهِ، و رُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ، و أَهْلَ بَيْتِهِ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ و السِّلَاحَ، و قَالَ‏ «8» لِابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا بُنَيَّ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ، و أَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي و سِلَاحِي، كَمَا أَوْصى‏ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و دَفَعَ إِلَيَ‏

______________________________

 (1). في «بر»: «ظهر».

 (2). في «ف»: «لشيعتك و مواليك».

 (3). في «ه»: «قال فقال».

 (4). في «ض، بس»:-/ «له».

 (5). كذا في «ب، ج، و، بح، بر» و المطبوع. و فسّره في حاشية «ض» و شرح المازندراني و مرآة العقول بالألف. و يقتضيها تأنيث «معطوفة» أيضاً. و احتمل المازندراني كونه بفتح الهمزة و سكون اللام. و للمزيد راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 133؛ مرآة العقول، ج 3، ص 290.

 (6). في الوافي: «من فضلكم، أي من علمكم «إلّا ألِفاً غير معطوفة» يعني إلّاحرفاً و احداً ناقصاً، أي أقلّ من حرف و احد. و إنّما اختار الألِف لأنّها أقلّ الحروف و أبسطها و أخفّها مؤونة، و عدم عطفها كناية عن نقصانها، فإنّها تكتب في رسم الخطّ الكوفي هكذا «ا» فإذا كان طرفها غير مائل كان ناقصاً».

 (7). راجع: بصائر الدرجات، ص 305، ح 11؛ و الاختصاص، ص 282- 283؛ و الخصال، ص 642- 649، فصل ما بعد الألف، ح 22- 41 الوافي، ج 2، ص 323، ح 779.

 (8). في حاشية «ف» و كتاب سليم بن قيس و الفقيه و التهذيب: «ثمّ قال».

34
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

كُتُبَهُ و سِلَاحَهُ‏ «1»، و أَمَرَنِي‏أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ‏الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلى‏ أَخِيكَ الْحُسَيْنِ». ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى‏ «2» ابْنِهِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «3»: «وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلى‏ ابْنِكَ‏ «4» هذَا».

ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: «وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، و أَقْرِئْهُ‏ «5» مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و مِنِّي السَّلَامَ». «6»

776/ 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ادْنُ مِنِّي حَتّى‏ أُسِرَّ «7» إِلَيْكَ مَا أَسَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَيَ‏ «8»، وَ أَئْتَمِنَكَ عَلى‏ مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ، فَفَعَلَ». «9»

777/ 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ‏

______________________________

 (1). في «ه»:-/ «كتبه و سلاحه».

 (2). في «ج»: «إلى».

 (3). في الوافي و كتاب سليم بن قيس:+/ «له».

 (4). في «ه»:+/ «عليّ».

 (5). في شرح المازندراني، ج 6، ص 134: «اقرأه، أمر من المجرّد، أو من المزيد. يقال: قرأ عليه و أقرأه عليه، إذا بلّغه». و في الصحاح، ج 1، ص 65 (قرأ): «و فلان قرأ عليك السلام و أقرأك السلامَ بمعنى».

 (6). كتاب سليم بن قيس، ص 924، الحديث 69؛ التهذيب، ج 9، ص 176، ح 714، بسنده عن إبراهيم بن عمر، عن أبان رفعه إلى سليم بن قيس الهلالي؛ و أيضاً بسند آخر عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام؛ الفقيه، ج 4، ص 189، ح 5433 عن سليم بن قيس؛ الغيبة للطوسي، ص 194، ح 157 بسند آخر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 328، ح 790.

 (7). «اسِرُّ»، أي افضِي. يقال: أسْرَرْتُ إلى فلان حديثاً، أي أفضيتُ إليه في خفية. و قد يفسَّر بالإظهار، و هذاصحيح؛ فإنّ الإسرار إلى الغير يقتضي إظهار ذلك لمن يُفْضى إليه بالسرّ، و إن كان يقتضي إخفاءه عن غيره، و هو من الأضداد. راجع: المفردات للراغب، ص 404 (سرر).

 (8). في «ه»:-/ «إلىّ».

 (9). بصائر الدرجات، ص 377، ح 5، بسنده عن ابن أبي عمير؛ و فيه، ح 1 و 2، بسنده عن عبد الصمد بن بشير، مع زيادة و اختلاف الوافي، ج 2، ص 332، ح 793.

35
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَجْلَحُ و سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ و دَاوُدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ «1» وَ زَيْدٌ الْيَمَامِيُ‏ «2»، قَالُوا:

حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ‏ أَنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ وَ الْوَصِيَّةَ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ. «3»

778/ 4. و فِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ «4»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَنَّ عَلِيّاً- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ و الْوَصِيَّةَ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ». «5»

779/ 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «أَوْصى‏ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَشْهَدَ عَلى‏ وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ و مُحَمَّداً عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، و جَمِيعَ وُلْدِهِ، و رُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ، و أَهْلَ بَيْتِهِ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ و السِّلَاحَ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ: يَا بُنَيَّ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ، و أَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي و سِلَاحِي‏ «6»، كَمَا أَوْصى‏ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و دَفَعَ إِلَيَ‏

______________________________

 (1). كذا في النسخ و المطبوع، لكنّ الظاهر و قوع التحريف في العنوان، و الصواب إمّا «داود بن يزيد» أو «داودأبو يزيد». و داود هذا، هو داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري، أبو يزيد، روى عن شهر بن حوشب. راجع: تهذيب الكمال، ج 8، ص 467، الرقم 1791.

 (2). في «ألف، ب، ف» و الوافي: «اليماني». و الظاهر أنّ كلا العنوانين مصحّف. و الصواب «زُبَيْد اليامي»، و هو زُبَيد بن الحارث بن عبد الكريم اليامي، روى عن شهر بن حوشب. راجع: تهذيب الكمال، ج 9، ص 289، الرقم 1958؛ و ج 12، ص 580.

 (3). بصائر الدرجات، ص 162، ح 1، بسند آخر، مع زيادة الوافي، ج 2، ص 332، ح 794.

 (4). السند معلّق على سابقه، و يروى عن أحمد بن محمّد، عدّة من أصحابنا.

 (5). بصائر الدرجات، ص 162، ح 1، بسند آخر، مع زيادة الوافي، ج 2، ص 332، ح 795.

 (6). في «ب»: «كتبه و سلاحه».

36
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

كُتُبَهُ و سِلَاحَهُ، و أَمَرَنِي أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهُ‏ «1» إِلى‏ أَخِيكَ الْحُسَيْنِ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى‏ ابْنِهِ الْحُسَيْنِ، و قَالَ: أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ‏ «2» هذَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ ابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: يَا بُنَيَّ، و «3» أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، و أَقْرِئْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و مِنِّي السَّلَامَ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَنْتَ ولِيُّ الْأَمْرِ و ولِيُّ الدَّمِ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَلَكَ، و إِنْ قَتَلْتَ فَضَرْبَةٌ «4» مَكَانَ ضَرْبَةٍ «5»، و لَاتَأْثَمْ‏ «6»». «7»

780/ 6. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُ‏ «8» رَفَعَهُ؛ و «9» مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ، قَالَ:

لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَفَّ بِهِ‏ «10» الْعُوَّادُ «11»، و قِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْصِ، فَقَالَ: «اثْنُوا لِي وِسَادَةً «12»»، ثُمَّ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ‏

______________________________

 (1). في حاشية «بح»: «تدفعها».

 (2). في «ه»:+/ «عليّ».

 (3). في «ج، ف، ه»:-/ «و».

 (4). في «ف» و حاشية «بح»:+/ «واحدة».

 (5). في «بس»:+/ «واحدة».

 (6). «لا تأثم» إمّا نفي، أو نهي، من باب المجرّد، أو من باب التفعّل.

 (7). التهذيب، ج 9، ص 176، ح 714، بسنده عن الحسين بن سعيد؛ الغيبة للطوسي، ص 194، ح 157، بسنده عن عمرو بن شمر. و راجع أيضاً المصادر التي ذكرنا ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب الوافي، ج 2، ص 329، ح 791.

 (8). في «ألف، ض، ف»: «الحسيني».

 (9). في السند تحويل بعطف «محمّد بن الحسن عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه» على «الحسين بن الحسن الحسني رفعه».

 (10). «حفّ به»، أي أطاف به. راجع: المصباح المنير، ص 14 (حفف).

 (11). «العُوّاد»: جمع العائد، من العِيادة بمعنى زيارة المريض. راجع: المصباح المنير، ص 436 (عود).

 (12). في «بر، بف» و الوافي: «الوسادة». و «اثْنُوا لي و سادةً»، أي رُدُّوا بعضها على بعض لنرتفع فيكون لي حسن‏مراىً للناس حين أجلس عليها، أو للاتّكاء عليها لعدم قدرته على الجلوس مستقلّاً. يقال: ثَنَى الشي‏ءَ ثَنْياً، أي ردّ بعضه على بعض، و قد تَثَنّى و انثنى. و «الوسادُ» و «الوسادة»: المتّكأ و المِخَدّة، و يثلَّث. و الجمع: وُسُد، و وَسائد. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 115 (ثنى؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 469 (وسد).

37
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

حَقَ‏ «1» قَدْرِهِ‏ «2» مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ، و «3» أَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَ‏ «4»، و لَاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ‏ «5»؛ أَيُّهَا النَّاسُ، كُلُّ امْرِىً لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ «6»، و الْأَجَلُ‏ «7» مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ، و الْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ‏ «8»، كَمْ أَطْرَدْتُ‏ «9» الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا «10» عَنْ مَكْنُونِ‏ «11» هذَا الْأَمْرِ، فَأَبَى اللَّهُ- عَزَّ ذِكْرُهُ- إِلَّا إِخْفَاءَهُ، هَيْهَاتَ‏ «12» عِلْمٌ مَكْنُونٌ‏ «13».

أَمَّا و صِيَّتِي، فَأَنْ لَاتُشْرِكُوا بِاللَّهِ- جَلَّ ثَنَاؤُهُ- شَيْئاً، و مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَلَا تُضَيِّعُوا «14»

______________________________

 (1). في «ألف، ب، ج، ف، بح، بر، بس، بف» و حاشية بدرالدين و مرآة العقول:-/ «حقّ».

 (2). قال الجوهري: «قَدرُ اللَّه و قَدْرُه بمعنى، و هو في الأصل مصدر، قال اللَّه تعالى: «ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» [الأنعام (6): 91؛ و ...] أي ما عظّموا اللَّهَ حقَّ تعظيمه». الصحاح، ج 2، ص 786 (قدر).

 (3). في «ض، بر، بس» و البحار:-/ «و».

 (4). في شرح المازندراني: «كما أحبّه».

 (5). «انتسب» و «استنسب»، أي ذكر نسبه. و المعنى: أي كما انتسب إلى هذه الصفات في سورة التوحيد و غيرها. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 137؛ لسان العرب، ج 1، ص 755 (نسب).

 (6). إشارة إلى الآية 8 من سورة الجمعة (62): «قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ».

 (7). قال الخليل: «الأجَلُ: غاية الوقت في الموت. و قال ابن الأثير: «هو الوقت المضروب المحدود في المستقبل». راجع: ترتيب كتاب العين، ج 1، ص 68؛ النهاية، ج 1، ص 26 (أجل).

 (8). «مُوافاتُه»، أي إتيانه. يقال: و افيتُه موافاةً، أي أتيتُه. راجع: المصباح المنير، ص 667 (وفى).

 (9). في مرآة العقول: «اطّردت». و نقل عن البعض: «أطْرَدَتْ» بمعنى جَرَتْ. و: «الاطّراد»: الإخراج. يقال: أطْرَدُه السلطان و طرّده، إذا أخرجه عن بلده، و حقيقته أنّه صيّره طَريداً. راجع: النهاية، ج 3، ص 118 (طرد).

 (10). «أبحثها»، أي افتّشها. راجع: الصحاح، ج 1، ص 273 (بحث).

 (11). في حاشية «ج»: «مخزون».

 (12). في حاشية «ج، بح، بر»:+/ «هيهات». و قال ابن الأثير: «هَيْهاتَ، هي كلمة تبعيد مبنيّة على الفتح، و ناسٌ يكسرونها. و قد تبدل الهاءُ همزةً فيقال: أيْهاتَ. و من فتح و قف بالتاء، و من كسر و قف بالهاء». النهاية، ج 5، ص 290 (هيه).

 (13). في «ب» و حاشية «بح» و الوافي:+/ «مخزون». و في حاشية «ج، بر» و نهج البلاغة، ص 270: «مخزون».

 (14). «فلا تضيّعوا»، أي لا تُهْمِلوا. يقال: ضيّع الشي‏ء، و أضاعه، أي أهمله و أهلكه. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 996 (ضيع).

38
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

سُنَّتَهُ‏ «1»، أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ، و أَوْقِدُوا «2» هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، و خَلَاكُمْ‏ «3» ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا «4»، حُمِّلَ‏ «5» كُلُّ امْرِىً‏ «6» مَجْهُودَهُ، و خُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ، رَبٌّ رَحِيمٌ، و إِمَامٌ عَلِيمٌ، وَ دِينٌ قَوِيمٌ‏ «7».

أَنَا «8» بِالْأَمْسِ صَاحِبُكُمْ، و الْيَوْمَ‏ «9» عِبْرَةٌ «10» لَكُمْ، و غَداً مُفَارِقُكُمْ‏ «11»، إِنْ تَثْبُتِ‏ «12»

______________________________

 (1). في الوافي، ج 1، ص 302: «السنّة في الأصل الطريقة، ثمّ خصّت بطريقة الحقّ التي و ضعها اللَّه للناس و جاءبها الرسول صلى الله عليه و آله؛ ليتقرّبوا بها إلى اللَّه عزّ و جلّ و يدخل فيها كلّ عمل شرعيّ و اعتقاد حقّ، و تقابلها البدعة». و راجع: النهاية، ج 2، ص 409 (سنن).

 (2). في الوافي: «و في بعض النسخ: و ارفدوا هذين المصباحين بالراء و الفاء، أي انصروهما».

 (3). في «بح»:+/ فيه. و قال الجوهري: «و قولهم: افعل كذا و خَلاك ذمٌّ، أي اعْذِرْتَ و سقط عنك الذمّ. و استصوبه الفيض إذا فتحت الذال. و أمّا إذا كسرت الذال فالمعنى عنده: مضى لكم ذمّة و أمان. و استبعده المجلسي. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2331 (خلا).

 (4). في «ب، ض، ف»: «لم تشرَّدوا». و في حاشية «بح»: «لم تنفروا». و قوله: «ما لم تَشْرُدُوا»، أي تنفروا. يقال: شَرَدَ البعيرُ يَشْرُدُ شُرُوداً و شِراداً، إذا نفر و ذهب في الأرض. راجع: النهاية، ج 2، ص 457 (شرد).

 (5). في «بف»: «و حمّل». اعلم أنّ في قوله: «حمّل» و «خفّف» احتمالات ثلاثاً: الأوّل: أن يكونا مجهولين من باب التفعيل- كما في المتن- و حينئذٍ قوله: «ربّ رحيم» إمّا خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ محذوف الخبر، أو فاعل فعل محذوف يفسّره قوله: «حمّل»، أي حمّلهم ربّ رحيم. الثاني: أن يكونا معلومين منه، و قوله: «ربّ رحيم» و ما عطف عليه فاعلهما على سبيل التنازع، أو الفاعل هو الضمير. الثالث: أن يكون «حمل» كضرب على المعلوم، و «كلّ» فاعله، و «خفّف» إمّا معلوم أو مجهول من التفعيل. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 139؛ الوافي، ج 2، ص 334؛ مرآة العقول، ج 3، ص 297.

 (6). في «ب، ض، بر، بس» و الوافي و مرآة العقول و البحار و نهج البلاغة، ص 207:+/ «منكم».

 (7). «قَوِيمٌ»، أي ثابتٌ مُقوّمٌ لُامور معاش الناس و معادهم، من قام بمعنى ثبت و ركذ، و معتدلٌ مستقيمٌ لا اعوجاج فيه و لا صعوبة. راجع: المفردات للراغب، ص 691؛ لسان العرب، ج 12، ص 503 (قوم).

 (8). في «ه»: «و أنا».

 (9). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع: «و [أنا] اليوم».

 (10). قال الراغب: «الاعتبار و العِبْرَة مختصّان بالحالة التي يتوصّل بها من معرفة المُشاهَد إلى ما ليس بمُشاهَد». و قال ابن الأثير: «العِبْرَة كالموعظة ممّا يتّعظ به الإنسان و يعمل به و يعتبر؛ ليستدلّ به على غيره». راجع: المفردات للراغب، ص 543؛ النهاية، ج 3، ص 170 (عبر).

 (11). في حاشية «ف»: «افارقكم».

 (12). في «ه»: «أتيت». و في حاشية «ج، بر»: «ثبتت».

39
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

الْوَطْأَةُ «1» فِي هذِهِ الْمَزَلَّةِ، فَذَاكَ‏ «2» الْمُرَادُ، و إِنْ تَدْحَضِ‏ «3» الْقَدَمُ، فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ «4» أَغْصَانٍ، و ذَرى‏ «5» رِيَاحٍ، و تَحْتَ ظِلِّ غَمَامَةٍ اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا «6»، و عَفَا «7» فِي الْأَرْضِ مَخَطُّها «8».

وَ إِنَّمَا كُنْتُ‏ «9» جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً، و سَتُعْقَبُونَ‏ «10» مِنِّي جُثَّةً «11» خَلَاءً، سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَكَةٍ، و كَاظِمَةً «12» بَعْدَ نُطْقٍ؛ لِيَعِظَكُمْ‏ «13» هُدُوِّي‏ «14»، و خُفُوتُ‏ «15»

______________________________

 (1). «الوَطْأَةُ»: موضع القدم، من الوَطْء و هو في الأصل الدَوْسُ بالقدم؛ يعني إن برئت و سلمت من الموت. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 197 (وطأ).

 (2). في حاشية «ب، ج»: «فذلك».

 (3). «تَدْحَضُ»، أي تَزْلُقُ و تزلّ و لم تثبت. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1075 (دحض).

 (4). «الأفياء»: جمع الفي‏ء، و أصله: الرجوع، و منه قيل للظلّ الذي يكون بعد الزوال في‏ءٌ؛ لأنّه يرجع من ف جانب الغرب إلى جانب الشرق. راجع: النهاية، ج 3، ص 482 (فيأ).

 (5). في شرح المازندراني: «و ذَرَى الرياح- بالفتح-: كَنَفُها و مَهَبُّها. يقال: أنا في ذَرى‏ فلان، أي في كنفه. و ذُرَى‏الرياح- بالضمّ-: اسم لما ذَرَتْهُ الريح و أطارته، و لا يمكن إرادته هنا إلّابتكلّف». و راجع: الصحاح، ج 6، ص 245 (ذرا).

 (6). «مُتلفّقها»، إمّا بكسر الفاء بمعنى ما انضمّ و اجتمع. يقال: لَفَقَ الثوب يَلْفِقُهُ لَفْقاً، أي ضمّ شقّة إلى اخرى فخاطهما، فتلفّق، أي انضمّ. أو بفتح الفاء مصدر ميمي بمعنى الانضمام و الاجتماع. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 140؛ مرآة العقول، ج 3، ص 299؛ لسان العرب، ج 10، ص 330 (لفق).

 (7). «عَفا»، أي درس و انمحى و لم يبق له أثر. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 76 (عفا).

 (8). هكذا في «ألف، ب، ج، ض، ه، و، بح، بر، بس، بف» و مرآة العقول و البحار و نهج البلاغة، ص 207، و «المخطّ»: ما يحدث في الأرض من الخطّ الفاصل بين الظلّ و النور كما في المرآة. و في المطبوع و الوافي: «محطّها».

 (9). في «ه»:+/ «في الأرض».

 (10). «سَتُعْقَبُون»، أي تُورَثُون. راجع: الصحاح، ج 1، ص 187 (عقب).

 (11). في «ه»:+/ «في الأرض».

 (12). «كاظِمَةً»، أي ساكتة. و الكُظُوم احتباس النَفَس، و يعبَّر به عن السكوت. راجع: المفردات للراغب، ص 712؛ لسان العرب، ج 12، ص 520 (كظم).

 (13). في مرآة العقول: «ليعظكم، بكسر اللام و النصب كما ضبط في أكثر نسخ النهج، و يحتمل الجزم؛ لكونه أمراً، و فتح اللام و الرفع أيضاً».

 (14). «هُدُوِّي»، أي سُكُوني. يقال: هَدَأَ هَدْءاً، و هُدُوءاً، أي سكن. راجع: الصحاح، ج 1، ص 82 (هدأ).

 (15). «الخُفُوت»: السكون. قال الجوهري: «خَفَتَ الصوتُ خُفُوتاً: سكن، و لهذا قيل للميّت: خَفَتَ، إذا انقطع ف كلامه و سكت فهو خافِتٌ». راجع: الصحاح، ج 1، ص 248 (خفت).

40
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

إِطْرَاقِي‏ «1»، و سُكُونُ أَطْرَافِي‏ «2»؛ فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لَكُمْ مِنَ النَّاطِقِ الْبَلِيغِ.

وَ دَّعْتُكُمْ و دَاعَ مُرْصِدٍ «3» لِلتَّلَاقِي، غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي، و يَكْشِفُ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- عَنْ سَرَائِرِي، و تَعْرِفُونِّي‏ «4» بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي، و قِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي‏ «5».

إِنْ‏ «6» أَبْقَ فَأَنَا و لِيُّ دَمِي؛ و إِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي؛ و «7» إِنْ أَعْفُ فَالْعَفْوُ «8» لِي قُرْبَةٌ و لَكُمْ حَسَنَةٌ، فَاعْفُوا و اصْفَحُوا «9»، أَ لَاتُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ‏

______________________________

 (1). «إطْراقِي»، إمّا بكسر الهمزة، بمعنى إرخاء العينين، من أطْرَقَ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض و سكت، كناية عن عدم تحريك الأجفان. أو بفتحها جمع طِرْقٍ بمعنى القوّة، أو جمع طَرْقٍ بمعنى الضرب بالمطرقة، أو جمع طَرْقَة بالفتح بمعنى صنائع الكلام، يقال: هذه طَرْقَتُهُ، أي صنعته. و الأوّل أظهر و أضبط. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 141؛ الوافي، ج 2، ص 335؛ مرآة العقول، ج 3، ص 300؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1198 (طرق).

 (2). «أطْرافي»، جمع طَرَف. و المراد بها الأعضاء و الجوارح. أو جمع الطَرْف بمعنى تحريك العين و الجفن على رأي القتيبي؛ فإنّ الطَرْف مصدر لا يثنّى و لا يجمع. راجع: النهاية، ج 3، ص 120؛ لسان العرب، ج 9، ص 213 (طرف).

 (3). «مُرْصِد»، أي مترقّب، منتظر، معدّ، مهيّئ. و نقل المجلسي عن بعض نسخ النهج: مُرْصَد على صيغةالمفعول. و قال المازندراني: «و يجوز أن يكون اسم مكان من الرصد- بالتحريك و التسكين- بمعنى المراقبة و الانتظار». راجع: النهاية، ج 2، ص 226 (رصد)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 141؛ مرآة العقول، ج 3، ص 301.

 (4). في «ف» و نهج البلاغة، ص 207: «تعرفونني». قال في النحو الوافي، ج 1، ص 163: «و هناك لغة تحذف نون الرفع، أي نون الأفعال الخمسة في غير ما سبق».

 (5). في «ب، ج، ض، بر»: «و قيامي غير مقامي». و في شرح المازندراني: «و قيام غير مقامي». و في الوافي: «و قيامي غير مقامي».

 (6). في «ف»: «و إن».

 (7). في «ج»:-/ «و».

 (8). في «ب، ف، ه، بح، بر، بس» و الوافي: «العفو» مكان «و إن أعف فالعفو».

 (9). «الصَفْحُ»: العفو و التجاوز عن الذنب. و أصله من الإعراض بصفحة الوجه، كأنّه أعرض بوجهه عن ذنبه. ظاهر الأمر بالعفو و الصفح يناقض قوله عليه السلام: «ضربة مكان ضربة» فالمراد العفو عمّن حمل قاتله على القتل، أو عمّن يجني عليهم بمثل ما جني عليه، أو يكون المعنى: ضربة إن لم تعفوا مكان ضربة. راجع: النهاية، ج 3، ص 34 (صفح)؛ الوافي، ج 2، ص 335؛ مرآة العقول، ج 3، ص 303.

41
الکافي2 (ط - دارالحديث)

66 - باب الإشارة و النص على الحسن بن علي عليهما السلام ص : 34

لَكُمْ‏ «1»؟

فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلى‏ كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً، أَوْ تُؤَدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلى‏ شِقْوَةٍ؛ جَعَلَنَا اللَّهُ و إِيَّاكُمْ مِمَّنْ لَايَقْصُرُ «2» بِهِ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ رَغْبَةٌ «3»، أَوْ تَحُلُ‏ «4» بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَقِمَةٌ «5»، فَإِنَّمَا نَحْنُ لَهُ و بِهِ».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، ضَرْبَةً مَكَانَ ضَرْبَةٍ، و لَاتَأْثَمْ». «6»

781/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَقِيلِيِّ يَرْفَعُهُ‏ «7»، قَالَ‏ «8»:

قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ لِلْحَسَنِ: «يَا بُنَيَّ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَاقْتُلِ ابْنَ مُلْجَمٍ، و احْفِرْ «9» لَهُ فِي الْكُنَاسَةِ «10»- و و صَفَ‏ «11» الْعَقِيلِيُّ الْمَوْضِعَ: عَلى‏ بَابِ طَاقِ الْمَحَامِلِ، مَوْضِعُ‏ «12» الشُّوَّاءِ «13»

______________________________

 (1). إشاره إلى الآية 22 من سورة النور (24): «وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ».

 (2). في «ب»: «لا تقصر». و «لا يَقْصُرُ» أي لا يعجز. راجع: الصحاح، ج 2، ص 794 (قصر).

 (3). «رَغْبَةٌ»، فاعل «يقصر»، و عليه لزم خلاف المعنى المقصود عند المازندراني، فلذا نصبه تمييزاً عن النسبة في الفعل، و استبعده المجلسي. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 142؛ مرآة العقول، ج 3، ص 303.

 (4). في «ب، ه، بح، بس، بف»: «يحلّ».

 (5). في «ف»: «نعمة». و في «ه»:+/ «منكم». و «النَقَمَةُ» و «النِقَمَة»: العذاب و العقوبة، و المكافأة بها. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 590 (نقم).

 (6). نهج البلاغة، ص 207، الخطبة 149، من قوله: «أيّها الناس كلّ امرئ لاق» إلى قوله: «و قيام غيري مقامي». و راجع: الإرشاد، ج 1، ص 234؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 366؛ و نهج البلاغة، ص 378، الكتاب 23؛ و خصائص الأئمّة، ص 108 الوافي، ج 2، ص 332، ح 796؛ البحار، ج 42، ص 206، ح 11.

 (7). في «ج» و الوافي: «رفعه».

 (8). في «ج، ف، ه، بف» و الوافي:-/ «قال».

 (9). في «ف»: «فاحفر».

 (10). في «بح»: «بالكناسة».

 (11). في مرآة العقول: «و وصف، كلام عليّ بن الحسين».

 (12). يجوز فيه الرفع خبراً لمبتدأ محذوف، و الجرّ بدلًا عن «طاق المحامل».

 (13). «الشُوّاء»: جمع الشاوي، و هو الذي يَشْوِي اللحمَ، أي يعرّضه للنار فينضج. قرأه المازندراني: الشِواء، ف و هو اسم من شويت اللحم شَيّاً. و احتمل المجلسي كونه شَوّاً، و هو بيّاع الشِواء. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2396 (شوى).

42
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

وَ الرُّؤَّاسِ‏ «1»- ثُمَّ ارْمِ بِهِ فِيهِ؛ فَإِنَّهُ و ادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ». «2»

 

67- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِ‏ «3» عَلَى‏ «4» الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ‏

782/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ؛ قَالَ الْكُلَيْنِيُ‏ «5»: و «6» عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «لَمَّا حَضَرَ «7» الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ الْوَفَاةُ «8»، قَالَ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا أَخِي، إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا: إِذَا «9» أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي، ثُمَ‏ «10» و جِّهْنِي إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِأُحْدِثَ‏ «11» بِهِ عَهْداً، ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلى‏ أُمِّي‏ «12» عَلَيْهَا السَّلَامُ، ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ، و اعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنْ عَائِشَةَ «13» مَا يَعْلَمُ اللَّهُ‏ «14» و النَّاسُ‏

______________________________

 (1). قرأ المازندراني: الرَءّاس، و هو بائع الرُؤوس. و قرأ المجلسي: الرُؤّاس جمع الرَءّاس. و أمّا القراءة بالواو فردّه الجوهري؛ حيث قال: «يقال لبائع الرؤوس: رَءّاس، و العامّة تقول: رَوّاس». راجع: الصحاح، ج 3، ص 932 (رأس).

 (2). التهذيب، ج 6، ص 33، ح 66، بسند آخر عن أبي مَطَر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 335، ح 797.

 (3). في «ض، ف، ه، بح، بر»:-/ «و النصّ».

 (4). في «ج، ض، ف، ه، بر»: «إلى».

 (5). في مرآة العقول: «و «قال الكليني»، كلام تلامذته، و هو في هذا الموضع غريب».

 (6). في السند تحويل كما لا يخفى. و يروي عن محمّد بن سليمان الديلمي بكر بن صالح و ابن زياد، و المراد به سهل بن زياد. هذا، و قد روى بكر بن صالح عن محمّد بن سليمان في الكافي، ح 740.

 (7). في «ف» و الوسائل، ح 15362: «حضرت». و في الوسائل، ح 3298 «احتُضر».

 (8). في الوسائل، ح 3298:-/ «الوفاة».

 (9). في الوسائل، ح 3298: «فإذا».

 (10). في البحار: «و».

 (11). في «بس، بف»: «لُاحدّث».

 (12). في الوسائل، ح 3298:+/ «فاطمة».

 (13). في الوسائل، ح 3298: «من الحميراء».

 (14). في الوسائل، ح 3298:-/ «اللَّه و».

43
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

صَنِيعَهَا «1» و عَدَاوَتَهَا لِلَّهِ و لِرَسُولِهِ و عَدَاوَتَهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.

فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ و وُضِعَ عَلَى السَّرِيرِ، ثُمَ‏ «2» انْطَلَقُوا بِهِ‏ «3» إِلى‏ مُصَلّى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ- فَصَلّى‏ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و حُمِلَ و أُدْخِلَ إِلَى‏ «4» الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا أُوقِفَ‏ «5» عَلى‏ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، ذَهَبَ ذُو الْعَيْنَيْنِ‏ «6» إِلى‏ عَائِشَةَ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا «7» بِالْحَسَنِ لِيَدْفِنُوهُ‏ «8» مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَخَرَجَتْ‏ «9»- مُبَادِرَةً «10»- عَلى‏ بَغْلٍ بِسَرْجٍ‏ «11»، فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الْإِسْلَامِ سَرْجاً، فَقَالَتْ: نَحُّوا «12» ابْنَكُمْ عَنْ‏

______________________________

 (1). في «ج، ف، بر، بس» و حاشية «بح»: «بغضها». و في «ض»:+/ «بغضها». و في الوسائل، ح 3298: «من‏صنيعها». و يجوز فيه و ما عُطف عليه الرفع خبراً لمبتدأ محذوف، أو بدلًا أو بياناً عن الموصول، و النصب مفعولًا ليعلم، أو بدلًا أو بياناً عن العائد إلى الموصول. و يؤيّد البدليّة أو البيانيّة ما يأتي في الحديث الثالث من قوله: «ما يعلم الناس من صنيعها». و «الصنيع»: الفعل القبيح. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1245 (صنع).

 (2). في مرآة العقول، ج 3، ص 305: «قرأ بعض الأفاضل: ثَمَّ، إشارة للمكان، أي في بيته. فقوله: انطلقوا، جواب «لمّا». و يحتمل أن يكون بالضمّ، و يكون قوله: فصلّى، جواب «لمّا» ادخل الفاء عليه للفاصلة».

 (3). «انطلقوا به»، أي ذهبوا به. يقال: أطلقتُ الأسير، إذا حللتَ إساره و خلّيت عنه فانطلق، أي ذهب في سبيله. راجع: المصباح المنير، ص 376 (طلق).

 (4). في «ه، بف» و الوافي:-/ «إلى».

 (5). في «ف»: «وقف».

 (6). هكذا في «ألف، ض». و في «ج، و، بح، بر، بس، بف» و المطبوع: «ذو العوينين». و في حاشية «ج»: «ذو العوينتين». و الصحيح في الكلمة ثلاث لغات: ذو العينين، ذُو العوينتين، ذُو العُيَيْنَتَيْن فما في المطبوع خارج عن اللغات. و نقل في اللسان عن ابن السكّيت أنّه قال: «لا تقل: ذو العوينتين». و «العين»: الذي تبعثه لتجسّس الخبر. و تصغيرها: «عُيَيْنَة». و في حاشية بدرالدين: «ذوالغويّين، و هو مروان عليه اللعنة. و هذا تثنية الغويّ، و هو كثير الغواية». راجع: حاشية بدرالدين، ص 199؛ ترتيب كتاب العين، ج 2، ص 1323؛ الصحاح، ج 6، ص 2170 (عين).

 (7). في «ض»: «ذهب ذوالعينين، فقال: قد أقبلوا».

 (8). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع: «ليدفنوا».

 (9). في الوسائل، ج 11:+/ «عائشة».

 (10). «مبادِرَةً»، أي مسرعة. يقال: بدر إلى الشي‏ء بُدُوراً، و بادر إليه مبادرةً و بداراً، من باب قَعَد و قاتل، أي أسرع. راجع: المصباح المنير، ص 38 (بدر).

 (11). في «ف»: «يسرج». و في الوسائل، ج 11: «مسرج».

 (12). «نَحُّوا»، أي رُدّوا. من نحّ ينحّ نَحياً و نَحْنَح، إذا ردّ السائل ردّاً قبيحاً. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 612 (نحح).

44
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

بَيْتِي؛ فَإِنَّهُ لَايُدْفَنُ فِي بَيْتِي، و يُهْتَكُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حِجَابُهُ.

فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ و أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و أَدْخَلْتِ عَلَيْهِ بَيْتَهُ‏ «1» مَنْ لَايُحِبُّ قُرْبَهُ، و إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ سَائِلُكِ‏ «2» عَنْ ذلِكِ يَا عَائِشَةُ». «3»

783/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ و عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَتِ‏ «4» الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ الْوَفَاةُ، قَالَ: يَا قَنْبَرُ، انْظُرْ هَلْ تَرى‏ مِنْ و رَاءِ بَابِكَ مُؤْمِناً مِنْ غَيْرِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ؟ فَقَالَ: اللَّهُ تَعَالى‏ و رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ بِهِ‏ «5» مِنِّي، قَالَ: ادْعُ لِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍ‏ «6»، فَأَتَيْتُهُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ، قَالَ‏ «7»: هَلْ حَدَثَ إِلَّا خَيْرٌ؟ قُلْتُ: أَجِبْ أَبَا مُحَمَّدٍ، فَعَجَّلَ عَلى‏ «8» شِسْعِ‏ «9» نَعْلِهِ، فَلَمْ يُسَوِّهِ‏ «10»، و خَرَجَ مَعِي يَعْدُو «11».

فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، سَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍ‏ «12» عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: اجْلِسْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ‏

______________________________

 (1). في «ف، بح، بف» و حاشية «ب، ج، ض، بر» و الوافي: «على بيته». و في «ه، و»: «أدخلت بيته».

 (2). في حاشية «بر»: «يسألك».

 (3). الإرشاد، ج 2، ص 17 الوافي، ج 2، ص 339، ح 799؛ الوسائل، ج 3، ص 163- 164، ح 3296 و 3298، إلى قوله: «ما يعلم اللَّه و الناس صنيعها»؛ و ج 11، ص 497، ح 15362، إلى قوله: «في الإسلام سرجاً»؛ البحار، ج 102، ص 264، ح 1، إلى قوله: «ثمّ ردّني فادفنّي بالبقيع».

 (4). في «ه» و الوافي: «حضر».

 (5). في «ب، ه»:-/ «به».

 (6). في الوافي: «محمّد بن عليّ، يعني به أخاه ابن الحنفيّة».

 (7). في «بح»: «فقال».

 (8). في «بس» و الوافي: «عن».

 (9). قال ابن الأثير: «الشِسْعُ: أحد سُيور النعل، و هو الذي يُدْخَل بين الأصبَعَين، و يُدْخَلُ طَرَفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزِمام، و الزِمامُ السَيْر الذي يُعْقَدُ فيه الشسْعُ». النهاية، ج 2، ص 472 (شسع).

 (10). في «ج»: «فلم يسوّ نعله».

 (11). قال الفيّومي: «عَدا في مَشية عَدْواً، من باب قال أيضاً: قارب الهَرْوَلَة و هو دون الجَرْي». المصباح المنير، ص 397 (عدو).

 (12). في «ب، ف، ه» و الوافي:-/ «بن عليّ».

45
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

مِثْلُكَ يَغِيبُ عَنْ سَمَاعِ كَلَامٍ‏ «1» يَحْيَا «2» بِهِ الْأَمْوَاتُ، و يَمُوتُ‏ «3» بِهِ الْأَحْيَاءُ، كُونُوا أَوْعِيَةَ الْعِلْمِ و مَصَابِيحَ الْهُدى‏؛ فَإِنَّ ضَوْءَ النَّهَارِ بَعْضُهُ أَضْوَأُ مِنْ بَعْضٍ. «4»

أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- جَعَلَ وُلْدَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَئِمَّةً، و فَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ، و آتى‏ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ زَبُوراً، و قَدْ عَلِمْتَ بِمَا اسْتَأْثَرَ «5» بِهِ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍ‏ «6»، إِنِّي أَخَافُ‏ «7» عَلَيْكَ الْحَسَدَ، و إِنَّمَا و صَفَ اللَّهُ بِهِ الْكَافِرِينَ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ‏ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ» «8» و لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ- عَزَّ وَ جَلَّ- لِلشَّيْطَانِ عَلَيْكَ سُلْطَاناً.

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَ لَاأُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ أَبِيكَ فِيكَ؟ قَالَ: بَلى‏، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَاكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ يَوْمَ الْبَصْرَةِ «9»: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَبَرَّنِي‏ «10» فِي الدُّنْيَا و الْآخِرَةِ، فَلْيَبَرَّ مُحَمَّداً وَلَدِي‏ «11».

______________________________

 (1). في «ألف، ج، ض، بح، بس» و حاشية «بر»: «أن يسمع كلاماً».

 (2). في «ض، ف، ه، و، بف»: «تحيا». و في الوافي: «يحيى به الأموات، أي أموات الجهل. و يموت به الأحياء، أي بالموت الإرادي عن لذّات هذه النشأة، الذي هو حياة اخرويّة في دارالدنيا».

 (3). في «ألف، ب، ج، ض، ف، بح، بر، بف»: «تموت».

 (4). في الوافي: «يعني لاتستنكفوا من التعلّم و إن كنتم علماء؛ فإنّ فوق كلّ ذي علم عليم».

 (5). في «ب، ف، بف» و حاشية «ض، بح، بر» و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول:+/ «اللَّه». و قال الراغب: «الاستئثار: التفرّد بالشي‏ء دون غيره، و قولُهم: استأثر اللَّه بفلان كنايةً عن موته، تنبيهٌ على أنّه ممّن اصطفاه و تفرّد تعالى به من دون الورى تشريفاً له». و قال المجلسي: «و قد علمت بما استأثر اللَّه به، الباء لتقوية التعدية، و ليس «به» في إعلام الورى [ص 216] و هو أظهر. و الاستيثار: التفضيل». راجع: المفردات للراغب، ص 62 (أثر)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 308.

 (6). في «بس»:-/ «بن عليّ».

 (7). في مرآة العقول، ج 3، ص 308: «في إعلام الورى: إنّي لا أخاف، و هو أظهر و أنسب بحال المخاطَب بل المخاطِب أيضاً». و في إعلام الورى المطبوع، ص 216: «إنّي أخاف» كما في الكافي.

 (8). البقرة (2): 109.

 (9). في «ج»: «يوم الظلّة».

 (10). «أن يَبَرَّني»، من البِرّ بمعنى الإحسان و الإطاعة و الإتيان بالحقوق. راجع: المصباح المنير، ص 43 (برر).

 (11). في «ه»:-/ «ولدي».

46
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَكَ و أَنْتَ نُطْفَةٌ فِي ظَهْرِ أَبِيكَ، لَأَخْبَرْتُكَ.

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بَعْدَ و فَاةِ نَفْسِي و مُفَارَقَةِ رُوحِي جِسْمِي إِمَامٌ مِنْ‏ «1» بَعْدِي، و عِنْدَ اللَّهِ- جَلَّ اسْمُهُ- فِي الْكِتَابِ‏ «2» وِرَاثَةً مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَضَافَهَا اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- لَهُ فِي وِرَاثَةِ أَبِيهِ و أُمِّهِ، فَعَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ خِيَرَةُ خَلْقِهِ، فَاصْطَفى‏ مِنْكُمْ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ، و اخْتَارَنِي عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْإِمَامَةِ، وَ اخْتَرْتُ أَنَا «3» الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟

فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنْتَ إِمَامٌ، و أَنْتَ و سِيلَتِي إِلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؛ و اللَّهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ نَفْسِي ذَهَبَتْ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ هذَا الْكَلَامَ، أَلَا و إِنَّ فِي رَأْسِي كَلَاماً لَاتَنْزِفُهُ‏ «4» الدِّلَاءُ، و لَاتُغَيِّرُهُ‏ «5» نَغْمَةُ الرِّيَاحِ‏ «6»، كَالْكِتَابِ الْمُعْجَمِ‏ «7»، فِي الرَّقِ‏ «8» الْمُنَمْنَمِ‏ «9»، أَهُمُ‏

______________________________

 (1). في «بس، بف»:-/ «من».

 (2). في «ه»:+/ «الماضي». و في الوافي: «في الكتاب، يعني في امّ الكتاب و اللوح المحفوظ».

 (3). في «ه»:-/ «أنا».

 (4). في «ج، ه، بف»: «لا ينزفه». و في «ف»: «لا ينزّفه». و في حاشية بدرالدين: «لاتنزحه» و في شرح‏المازندراني: «ما تنزفه». و «لا تَنْزِفُهُ»، أي لا تنزحه و لا تفنيه؛ كنايةً عن كثرته. يقال: نَزَفْتُ ماء البئر، أي نزحتُه كلَّه. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1430 (نزف).

 (5). في «ه»: «لا يغيّره».

 (6). كناية عن ثباته و عذوبته. و النغمة: الصوت الخفيّ. و عبّر بالرياح عن الشبهات التي تخرج من أفواه المخالفين الطاعنين في الحقّ. راجع: مرآة العقول، ج 3، ص 311؛ لسان العرب، ج 12، ص 590 (نغم).

 (7). «الكتاب المُعْجَمُ»، أي المختوم المقفّل. من أعجمت الباب، أي أقفلتُه؛ أشار به إلى أنّه من الأسرار و الرموز. أو المُزال عدم إفصاحه، يقال: أعجمتُ الحرفَ، أي أزلت عُجْمتَه بما يميّزه عن غيره بنقط و شكل؛ و أشار به إلى إبانته عن المكنونات. راجع: الوافي، ج 2، ص 339؛ المصباح المنير، ص 395 (عجم).

 (8). «الرَقُّ» و «الرِقُّ»: جِلْدٌ رقيق يكتب فيه، و ضدُّ الغليظ كالرقيق، و الصحيفةُ البيضاء. القاموس المحيط، ج 2، ص 1178 (رقق).

 (9). في «ب» و حاشية بدرالدين: «المبهم». و في «ف، بف» و الوافي: «المنهم» و هو إمّا بسكون النون و فتح الهاء و تشديد الميم، من قولهم: انهمّ البرد و الشحم، أي ذابا؛ كنايةً عن إغلاقه و بُعده عن الأفهام كأنّه قد ذاب و محا، فلا يمكن قراءته إلّابعسر. أو بفتح النون و تشديد الهاء المفتوحة من النهمة، أي بلوغ الهمّة في الشي‏ء؛ كنايةً عن كونه ممتلياً بحيث لم يبق شي‏ء غير مكتوب. و في حاشية «بف»: «المنهنم». و قوله: «المُنَمْنَمُ»: المُزَيَّن. يقال: نَمْنَمَ الشي‏ءَ نَمْنَمَةً، أي زيّنه و زخرفه و رقّشه. أو الملتفّ المجتمع. يقال: النبتُ المُنَمْنَم، أي المُلتفّ المجتمع. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 593 (نمم)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 149؛ مرآة العقول، ج 3، ص 311.

47
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

بِإِبْدَائِهِ‏ «1»، فَأَجِدُنِي سُبِقْتُ‏ «2» إِلَيْهِ، سَبَقَ‏ «3» الْكِتَابُ الْمُنْزَلُ‏ «4» أَوْ مَا جَاءَتْ‏ «5» بِهِ الرُّسُلُ، و إِنَّهُ لَكَلَامٌ يَكِلُ‏ «6» بِهِ لِسَانُ النَّاطِقِ‏ «7» و يَدُ الْكَاتِبِ حَتّى‏ لَايَجِدَ قَلَماً، و يُؤْتَوْا «8» بِالْقِرْطَاسِ حُمَماً «9»، فَلَا «10» يَبْلُغُ‏ «11» فَضْلَكَ، و كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُحْسِنِينَ، و لَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ:

______________________________

 (1). في «ب، ج» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «بأدائه». و في «ف» و حاشية «بر»: «بادّائه». و في «ه»: «بإيدائه». و نسب المازندراني و المجلسي ما في الكافي إلى بعض النسخ.

 (2). في «ف»: «مضيت».

 (3). قال المجلسي: «و يمكن أن يقرأ سَبْق بصيغة المصدر مضافاً إلى الكتاب؛ ليكون مفعولًا مطلقاً للتشبيه. و الحاصل: أنّي كلّما أقصد أن أذكر شيئاً ممّا في رأسي من فضائلك، أو فضائلك و مناقب أخيك، أجده مذكوراً في كتاب اللَّه و كتب الأنبياء»، و قال في الوافي: «سُبقت إليه، أي أنت سبقتني إليه و أخوك سبق القرآن، فإنّ فيه كلّ شي‏ء».

 (4). في «ب»: «المنزّل».

 (5). في «ب، ف، بف» و حاشية «بس» و حاشية بدرالدين: «و ما خلت». و في «ج، بح» و الوافي و مرآة العقول: «أو ما خلت». و في حاشية «ج»: «أو ما مضت». و في حاشية «بر، بف»: «و ما جاءت». و في «ه» و حاشية «بف» الاخرى: «و ما مضت». و في شرح المازندراني: «أو ما حلّت».

 (6). «يكلّ»، من الكلّ بمعنى العجز و الإعياء و الثقل و التعب و الوهن. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 590 و 594 (كلل).

 (7). في «ج، ض، ف، ه، و، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني:+/ «حتّى يكلّ لسانُه». و استظهر العلّامة المازندراني في شرحه عدمه، و قال: «و لعلّ المعنى على تقدير و جوده أنّ الكلام الذي في رأسي يكلّ به لسان الناطق الفصيح و يعجز عن إبدائه حتّى يبلغ غاية الكمال و يعجز عن النطق به بالكلّية».

 (8). في «ض، ف، بح، بر، بف» و الوافي و مرآة العقول: «يؤتى»، أي من يُكتب له أولهم.

 (9). في «ب»: «جمّاً». و في «بر»: «جميعاً». و «الحمم»: الفحم، و احدته: حُمَمَة. و الحُمَم: الرماد و الفحم و كلّ ما احترق من النار. لسان العرب، ج 12، ص 157 (حمم).

 (10). في «ب، ج، و، بر، بس» و الوافي: «و لا»، و جعله المازندراني في شرحه أظهر، بجعل الواو للحال.

 (11). هكذا في النسخ التي قوبلت. و في المطبوع:+/ «إلى».

48
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَعْلَمُنَا عِلْماً، و أَثْقَلُنَا حِلْماً «1»، و أَقْرَبُنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ رَحِماً، كَانَ فَقِيهاً قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ، و قَرَأَ الْوَحْيَ قَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ، و لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي أَحَدٍ «2» خَيْراً مَا اصْطَفى‏ «3» مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ مُحَمَّداً، و اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ، و اخْتَارَكَ عَلِيٌّ إِمَاماً، و اخْتَرْتَ الْحُسَيْنَ، سَلَّمْنَا و رَضِينَا؛ مَنْ‏ «4» بِغَيْرِهِ‏ «5» يَرْضَى‏ «6»؟ و مَنْ‏ «7» كُنَّا «8» نَسْلَمُ‏ «9» بِهِ مِنْ مُشْكِلَاتِ أَمْرِنَا؟». «10»

784/ 3. و بِهذَا الْإِسْنَادِ «11»، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

يَا أَخِي، إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي، ثُمَّ و جِّهْنِي إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِأُحْدِثَ‏ «12» بِهِ عَهْداً، ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلى‏ أُمِّي فَاطِمَةَ عَلَيْها مِنَ اللَّهِ‏

______________________________

 (1). في «ف»: «حملًا». و في «بح»: «علماً».

 (2). في «ض، ف، بح» و الوافي:+/ «غير محمّد».

 (3). في «بح» و حاشية «بر»:+/ «اللَّه».

 (4). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و مرآة العقول. و في المطبوع و حاشية بدرالدين:+/ «هو».

 (5). في حاشية «بس»: «بعزّه».

 (6). في «ألف، بس، بف»: «نرضى». و في حاشية بدرالدين و الوافي: «الرضا». و قال المازندراني: «و أمّا قراءة نرضى بالنون على أن يكون متكلّماً مع الغير- كما في بعض النسخ- فلا يخلو ما فيه؛ لخلوّ «مَنْ» عن العائد إليه إلّاأن يقدّر أو يجعل ضمير المجرور له، و الأخير و اه». و المجلسي بعد ما نقله عن بعض النسخ قال: «و هو لا يستقيم إلّابتقدير الباء في أوّل الكلام، أي بمن بغيره نرضى. و في بعض النسخ: من بعزة ترضى».

 (7). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و مرآة العقول. و في المطبوع: « [من غيره‏]». و جعل في المرآة «غيره» مقدّراً على تقدير كون «مَنْ» للاستفهام الإنكاري.

 (8). في «بس»:-/ «كنّا».

 (9). في «ف»: «نسلّم». و في مرآة العقول، ج 3، ص 313: «... و نسلم إمّا بالتشديد فكلمة مِنْ تعليليّة؛ أو بالتخفيف، أي نصير به سالماً من الابتلاء بالمشكلات».

 (10). الوافي، ج 2، ص 337، ح 798.

 (11). إشارة إلى «محمّد بن الحسن و عليّ بن محمّد» المذكورين صدر السند السابق.

 (12). في «ف، بس، بف»: «لُاحدّث».

49
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

السَّلَامُ‏ «1»، ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ، و اعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنَ الْحُمَيْرَاءِ مَا يَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ صَنِيعِهَا «2» و عَدَاوَتِهَا لِلَّهِ و لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و عَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.

فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وُضِعَ‏ «3» عَلى‏ سَرِيرِهِ، و انْطَلَقُوا «4» بِهِ إِلى‏ مُصَلّى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ- فَصَلّى‏ «5» عَلَى الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَمَّا أَنْ صَلّى‏ «6» عَلَيْهِ، حُمِلَ فَأُدْخِلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا أُوقِفَ عَلى‏ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، بَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ، و قِيلَ لَهَا: إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا «7» بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لِيُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَخَرَجَتْ- مُبَادِرَةً «8»- عَلى‏ بَغْلٍ بِسَرْجٍ‏ «9»، فَكَانَتْ‏ «10» أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الْإِسْلَامِ سَرْجاً، فَوَقَفَتْ و قَالَتْ‏ «11»: نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي؛ فَإِنَّهُ لَايُدْفَنُ فِيهِ شَيْ‏ءٌ، و لَايُهْتَكُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حِجَابُهُ.

فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ و أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و أَدْخَلْتِ بَيْتَهُ مَنْ لَايُحِبُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قُرْبَهُ، و إِنَّ اللَّهَ سَائِلُكِ‏ «12» عَنْ ذلِكِ يَا عَائِشَةُ؛ إِنَ‏ «13» أَخِي أَمَرَنِي أَنْ أُقَرِّبَهُ مِنْ أَبِيهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِيُحْدِثَ‏ «14» بِهِ عَهْداً.

وَ اعْلَمِي أَنَّ أَخِي أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللَّهِ و رَسُولِهِ‏ «15»، و أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِ كِتَابِهِ مِنْ أَنْ يَهْتِكَ‏

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ج، ض، ه، بح، بر، بس، بف». و في «ض، ف» و المطبوع: «عليها السلام».

 (2). «الصنيع»: الفعل القبيح و صنع به صنيعاً قبيحاً أي فعل. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1245 (صنع).

 (3). هكذا في «ألف، ج، ه، و، بح» و البحار، ج 44. و في سائر النسخ و المطبوع: «و و ضع».

 (4). هكذا في النسخ التي قوبلت. و في المطبوع: «فانطلقوا». و في البحار: «و انطلق». و قوله: «و انطلقوا به»، أي ذهبوا به. راجع: المصباح المنير، ص 376 (طلق).

 (5). في «ب، بر»: «فصُلّي». و في «ف»: «فصلّوا». و في مرآة العقول: «فصلّي، على بناء المجهول، و يحتمل‏المعلوم، فالمرفوع راجع إلى الحسين عليه السلام. و كذا قوله: فلمّا أن صلّى، يحتمل الوجهين، و أن زائدة لتأكيد الاتّصال».

 (6). في «ب، ف»: «صلّي» بدل «أن صلّى».

 (7). في حاشية «ف»: «أبلغوا».

 (8). تقدّم معناه ذيل الحديث 1 من هذا الباب.

 (9). في «ف»: «يسرج».

 (10). في «ف»: «و كانت».

 (11). في البحار: «فقالت».

 (12). في «ف، بح، بر» و حاشية «ج»: «يسألك».

 (13). في «ب، ف»: «و إنّ».

 (14). في «ف»: «ليحدّث».

 (15). في «ه»: «و برسوله».

50
الکافي2 (ط - دارالحديث)

67 - باب الإشارة و النص على الحسين بن علي عليهما السلام ص : 43

عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سِتْرَهُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- يَقُولُ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ» «1» و قَدْ أَدْخَلْتِ أَنْتِ بَيْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الرِّجَالَ بِغَيْرِ إِذْنِهِ، وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ» «2» وَ لَعَمْرِي لَقَدْ ضَرَبْتِ أَنْتِ‏ «3» لِأَبِيكِ و فَارُوقِهِ عِنْدَ أُذُنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْمَعَاوِلَ‏ «4»، و «5» قَالَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ‏ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى‏» «6» و لَعَمْرِي لَقَدْ أَدْخَلَ أَبُوكِ و فَارُوقُهُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِقُرْبِهِمَا مِنْهُ الْأَذى‏، وَ مَا رَعَيَا مِنْ حَقِّهِ مَا أَمَرَهُمَا اللَّهُ بِهِ عَلى‏ لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَمْوَاتاً مَا حَرَّمَ مِنْهُمْ أَحْيَاءً؛ و تَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ، لَوْ كَانَ هذَا الَّذِي كَرِهْتِيهِ‏ «7»- مِنْ دَفْنِ الْحَسَنِ عِنْدَ أَبِيهِ‏ «8» صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا- جَائِزاً فِيمَا بَيْنَنَا و بَيْنَ اللَّهِ، لَعَلِمْتِ أَنَّهُ سَيُدْفَنُ و إِنْ رَغِمَ‏ «9» مَعْطِسُكِ‏ «10»».

قَالَ: «ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ، و قَالَ: يَا عَائِشَةُ، يَوْماً عَلى‏ بَغْلٍ، و يَوْماً عَلى‏ جَمَلٍ، فَمَا تَمْلِكِينَ نَفْسَكِ، و لَاتَمْلِكِينَ الْأَرْضَ عَدَاوَةً لِبَنِي هَاشِمٍ.

______________________________

 (1). الأحزاب (33): 53.

 (2). الحجرات (49): 2.

 (3). في «ه»:-/ «أنت».

 (4). «المَعاوِل»: جمع المِعْوَل، و هو حديدة يُنْقَر بها الجبال. ترتيب كتاب العين، ج 2، ص 1315 (عول).

 (5). في حاشية «بح»: «و قد».

 (6). الحجرات (49): 3.

 (7). في «ف، ه» و الوافي: «كرهته».

 (8). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع:+/ «رسول اللَّه».

 (9). يقال: رَغِمَ رَغَمَ أنْفُه يَرْغَمُ رَغْماً و رِغْماً و رُغْماً، أي لصق بالرَغام، و هو التراب، و أرغم اللَّه أنفَه، أي ألصقه بالرَغام. هذا هو الأصل، ثمّ استعمل في الذُلّ و العجز عن الانتصاف، و الانقياد على كُرْه. النهاية، ج 2، ص 238 (رغم).

 (10). «المَعْطِسُ»: الأنف؛ لأنّ العُطاس منه يخرج. و قد جاء بفتح الطاء، و لكنّ الكسر أجود. راجع: لسان‏العرب، ج 6، ص 142 (عطس).

51
الکافي2 (ط - دارالحديث)

68 - باب الإشارة و النص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما ص : 52

قَالَ: «فَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، هؤُلَاءِ الْفَوَاطِمُ‏ «1» يَتَكَلَّمُونَ، فَمَا كَلَامُكَ؟ فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: و أَنّى‏ «2» تُبْعِدِينَ‏ «3» مُحَمَّداً مِنَ الْفَوَاطِمِ، فَوَ اللَّهِ، لَقَدْ وَلَدَتْهُ ثَلَاثُ فَوَاطِمَ: فَاطِمَةُ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، و فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ، و فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِ‏ «4» بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حِجْرِ بْنِ عَبْدِ مَعِيصِ‏ «5» بْنِ عَامِرٍ».

قَالَ‏ «6»: «فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: نَحُّوا ابْنَكُمْ، و اذْهَبُوا بِهِ‏ «7»؛ فَإِنَّكُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ‏ «8»».

قَالَ: «فَمَضَى الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ قَبْرِ أُمِّهِ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ، فَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ». «9»

 

68- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا

785/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ و أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:

______________________________

 (1). «الفَواطِم»، أي المنسوبون إلى فاطمة، فالجمعيّة باعتبار المنسوب، لا باعتبار المنسوب إليه؛ فالفاطم بمنزلةالفاطميّ جمع على الفواطم: فاطمة البتول و الفواطم الآتية. و المراد: الفاطميّون. و قيل: المنسوبون إلى الفواطم: فاطمة البتول و الفواطم الآتية. و هو أظهر لفظاً لكنّه بعيد عن السياق. راجع: مرآة العقول، ج 3، ص 319.

 (2). في «ب» و حاشية «ض، ه»: «و أنت».

 (3). في «ج، ض، ف»: «تبعّدين». و قوله: «و أنّى تبعّدين» و قوله: «و أنّى تبعدين»: من الإبعاد، أو التبعيد. و الاستفهام للإنكار. شرح المازندراني، ج 6، ص 153؛ مرآة العقول، ج 3، ص 319.

 (4). في «بر»: «أصمّ».

 (5). في شرح المازندراني: «المعيص- بالعين و الصاد المهملتين- كأمير: بطن من قريش، و في بعض النسخ: المغيض بالمعجمتين».

 (6). في «ج، ض، ه، بس»:-/ «قال».

 (7). في «ه» و حاشية بدرالدين: «بحقّ أبيكم اذهبوا» بدل «نحّوا ابنكم و اذهبوا به».

 (8). قال الجوهري: «الخَصِمُ بكسر الصاد: الشديد الخُصُومةِ». الصحاح، ج 5، ص 1913 (خصم).

 (9). الوافي، ج 2، ص 340، ح 800؛ البحار، ج 44، ص 142، ح 9؛ و ج 17، ص 31، ح 13؛ و ج 100، ص 125، ح 1، و في الأخيرين إلى قوله: «و إن رغم معطسك».

52
الکافي2 (ط - دارالحديث)

68 - باب الإشارة و النص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما ص : 52

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍ‏ «1» عَلَيْهِمَا السَّلَامُ لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، دَعَا «2» ابْنَتَهُ الْكُبْرى‏ فَاطِمَةَ بِنْتَ‏ «3» الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً، و و صِيَّةً ظَاهِرَةً، وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مَبْطُوناً «4» مَعَهُمْ‏ «5» لَايَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُ لِمَا بِهِ، فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ صَارَ و اللَّهِ ذلِكَ الْكِتَابُ إِلَيْنَا يَا زِيَادُ».

قَالَ: قُلْتُ: مَا فِي ذلِكَ الْكِتَابِ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ؟

قَالَ‏ «6»: «فِيهِ و اللَّهِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وُلْدُ آدَمَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ إِلى‏ أَنْ تَفْنَى الدُّنْيَا؛ وَ اللَّهِ، إِنَّ فِيهِ الْحُدُودَ حَتّى‏ أَنَّ فِيهِ أَرْشَ‏ «7» الْخَدْشِ». «8»

786/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا حَضَرَهُ، دَفَعَ و صِيَّتَهُ إِلَى ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ، ظَاهِرَةً فِي كِتَابٍ مُدْرَجٍ‏ «9»، فَلَمَّا أَنْ‏ «10» كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا كَانَ، دَفَعَتْ‏

______________________________

 (1). في «ف، ه» و الوافي:-/ «بن عليّ».

 (2). في الكافي، ح 764: «فدعا».

 (3). في «ه، بف» و حاشية «بح، بس» و البصائر، ص 163: «ابنة».

 (4). «المبطون»: العليل البطن. الصحاح، ج 5، ص 2080 (بطن).

 (5). في الكافي، ح 764:-/ «معهم».

 (6). في «ف»: «فقال».

 (7). «الأرْش»: ما يأخذه المشتري من البائع إذا اطّلع على عيب في المبيع، و أُرُوش الجراحات من ذلك؛ لأنّها جابرة عمّا حصل فيها من النقص. النهاية، ج 1، ص 39 (أرش).

 (8). الكافي، كتاب الحجّة، باب ما نصّ اللَّه عزّ و جلّ و رسوله على الأئمّة ...، ذيل ح 764، إلى قوله: «ثمّ صار و اللَّه ذلك الكتاب إلينا»، مع زيادة في أوّله. بصائر الدرجات، ص 163، ح 3، عن أحمد بن محمّد؛ و فيه، ص 164، ح 6 بسنده عن منصور، إلى قوله: «إلى أن تفنى الدنيا»؛ و فيه، ص 148، ح 9، بسنده عن أبي الجارود، و فيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 342، ح 801.

 (9). هكذا في أكثر النسخ و الشروح. و في «و» و المطبوع: «مُدَرّج» بالتشديد. و «مُدْرَج»: اسم مفعول من الإدراج، أي المطويّ. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 154؛ مرآة العقول، ج 3، ص 321.

 (10). في «بح» و البصائر، ص 168:-/ «أن».

53
الکافي2 (ط - دارالحديث)

68 - باب الإشارة و النص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما ص : 52

ذلِكَ إِلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ».

قُلْتُ لَهُ: فَمَا فِيهِ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟

فَقَالَ‏ «1»: «مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وُلْدُ آدَمَ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا إِلى‏ أَنْ تَفْنى‏ «2»». «3»

787/ 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ الْحُسَيْنَ‏ «4»- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- لَمَّا صَارَ «5» إِلَى الْعِرَاقِ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- الْكُتُبَ و الْوَصِيَّةَ، فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ». «6»

788/ 4. و فِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ:

وَ اللَّهِ، إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ و عِنْدَهُ وُلْدُهُ إِذْ جَاءَهُ‏ «7» جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَخَلَا بِهِ‏ «8»، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَخْبَرَنِي أَنِّي سَأُدْرِكُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَنّى‏ أَبَا جَعْفَرٍ، فَإِذَا

______________________________

 (1). في «ف» و الوافي و البصائر، ص 168: «قال».

 (2). في البصائر، ص 168: «أن ينتهي».

 (3). بصائر الدرجات، ص 168، ح 24، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد و محمّد بن عبد الجبّار، عن عبد الرحمن بن أبي نجران جميعاً، عن محمّد بن سنان. و فيه، ص 148، ح 12، بسنده عن محمّد بن عبد الجبّار، عن ابن أبي نجران، عن أبي الجارود، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 342، ح 802.

 (4). في «ج، ض، بر، بس، بف»:+/ «بن عليّ».

 (5). في «ف»: «سار».

 (6). الغيبة للطوسي، ص 195، ح 159، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 343، ح 803.

 (7). في «ب»: «إذ جاء».

 (8). «خلا به» و إليه و معه خَلْواً و خلاءً و خلوَةً: سأله أن يجتمع به في خلوة ففعل. القاموس المحيط، ج 2، ص 1680 (خلا).

54
الکافي2 (ط - دارالحديث)

69 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر عليه السلام ص : 55

أَدْرَكْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ.

قَالَ: و مَضى‏ جَابِرٌ، و رَجَعَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجَلَسَ مَعَ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَ إِخْوَتِهِ، فَلَمَّا صَلَّى الْمَغْرِبَ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَيَّ شَيْ‏ءٍ قَالَ لَكَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُ‏ «1»؟» فَقَالَ‏ «2»: «قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: إِنَّكَ سَتُدْرِكُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِيَ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، يُكَنّى‏ أَبَا جَعْفَرٍ، فَأَقْرِئْهُ مِنِّي‏ «3» السَّلَامَ».

فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ‏ «4»: «هَنِيئاً لَكَ- يَا بُنَيَّ- مَا خَصَّكَ اللَّهُ بِهِ مِنْ رَسُولِهِ مِنْ بَيْنِ أَهْلِ بَيْتِكَ، لَا تُطْلِعْ‏ «5» إِخْوَتَكَ عَلى‏ هذَا، فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً، كَمَا كَادَ «6» إِخْوَةُ يُوسُفَ لِيُوسُفَ‏ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ». «8»

69- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ «9» عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

789/ 1. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْكُوفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ‏ «10» بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِ‏

______________________________

 (1). في «ه»:-/ «الأنصاري».

 (2). في «ف، بح»: «قال فقال». و في «بر»: «قال قال».

 (3). في «ب»: «عنّي».

 (4). في «ب»:-/ «أبوه».

 (5). في «ج، ض، و»: «لا تطّلع».

 (6). هكذا في «ألف، ب، ج، ه، بر، بف» و حاشية «ض، ف، بح» و الوافي. و تقتضيه القواعد. و في «ف»: «كادت». و في «ض، و، بح، بس» و المطبوع: «كادوا». و هو صحيح على لغة: أكلوني البراغيث، أو كون «إخوة» بدلًا عن الضمير.

 (7). في «بح»: «على يوسف».

 (8). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام، ح 1276؛ الأمالي للصدوق، ص 353، المجلس 56، ح 9؛ علل الشرائع، ص 233، ح 1؛ الاختصاص، ص 62؛ الإرشاد، ج 2، ص 158- 159 الوافي، ج 2، ص 344، ح 804.

 (9). في «بر»:+/ «محمّد بن عليّ».

 (10). إسماعيل هذا، هو إسماعيل بن محمّد بن عبداللَّه بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و لم يثبت روايته‏عن أبي جعفر عليه السلام الظاهر منه الباقر عليه السلام بقرينة رواية إبراهيم بن أبي البلاد عن إسماعيل، فلايبعد و قوع خلل في السند من سقط أو إرسال. راجع: تهذيب الأنساب، ص 184.

و أما كون الصواب في العنوان «إسماعيل بن محمّد عن عبداللَّه بن علي بن الحسين» كما استظهره العلّامة المجلسي في مرآة العقول، ج 3، ص 322، فلم نجد له شاهداً.

55
الکافي2 (ط - دارالحديث)

69 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر عليه السلام ص : 55

بْنِ الْحُسَيْنِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَ «1» عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ الْوَفَاةُ قَبْلَ ذلِكَ، أَخْرَجَ سَفَطاً «2» أَوْ صُنْدُوقاً عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، احْمِلْ هذَا الصُّنْدُوقَ». قَالَ: «فَحَمَلَ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ «3»، فَلَمَّا تُوُفِّيَ‏ «4»، جَاءَ «5» إِخْوَتُهُ يَدَّعُونَ فِي‏ «6» الصُّنْدُوقِ، فَقَالُوا: أَعْطِنَا نَصِيبَنَا فِي‏ «7» الصُّنْدُوقِ، فَقَالَ: و اللَّهِ، مَا لَكُمْ فِيهِ شَيْ‏ءٌ، و لَوْ كَانَ لَكُمْ فِيهِ شَيْ‏ءٌ، مَا دَفَعَهُ إِلَيَّ»

وَ كَانَ فِي الصُّنْدُوقِ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و كُتُبُهُ. «8»

790/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‏ «9» عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:

الْتَفَتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِلى‏ وُلْدِهِ- و هُوَ فِي الْمَوْتِ و هُمْ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ- ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، هذَا الصُّنْدُوقُ اذْهَبْ بِهِ إِلى‏ بَيْتِكَ»، قَالَ:

 «أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ دِينَارٌ و لَادِرْهَمٌ، و لكِنْ‏ «10» كَانَ مَمْلُوءاً عِلْماً». «11»

______________________________

 (1). في «ف، بس» و البصائر، ص 180 و 181: «حضرت».

 (2). قال المطرّزي: «السَفَطُ: و احد الأسفاط، و هو ما يُعَبّى فيه الطيب و ما أشبهه من آلات النساء، و يستعارللتابوت الصغير». المغرب، ص 226 (سفط).

 (3). في شرح المازندراني:+/ «رجال».

 (4). في مرآة العقول: «فلمّا تُوفّي، إمّا كلام الباقر عليه السلام على سبيل الالتفات، أو كلام الراوي».

 (5). في «ف»: «جاءت».

 (6). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البصائر، ص 180 و 181. و في المطبوع: « [ما] في».

 (7). في «بح» و حاشية «ه، بس، بف»: «من».

 (8). بصائر الدرجات، ص 180، ح 18، بسنده عن أبي القاسم؛ و فيه، و ص 181، ح 24، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن أبي القاسم الكوفي و محمّد بن إسماعيل القمّي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عيسى بن عبد اللَّه، عن الصادق عليه السلام الوافي، ج 2، ص 344، ح 805.

 (9). في «ف، بف»: «عن». و هو سهو؛ فإنّ محمّد بن عبد اللَّه، هو محمّد بن عبد اللَّه بن زرارة، توسّط بين محمّد بن الحسين و بين عيسى بن عبد اللَّه [الهاشمي‏]، في بعض الأسناد. راجع: معجم رجال الحديث، ج 16، ص 431- 432.

 (10). في «ب، ف، ه، بف» و الوافي: «و لكنّه».

 (11). بصائر الدرجات، ص 165، ح 13، عن عمران بن موسى الوافي، ج 2، ص 345، ح 806.

56
الکافي2 (ط - دارالحديث)

69 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر عليه السلام ص : 55

791/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى ابْنِ حَزْمٍ: أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهِ بِصَدَقَةِ «1» عَلِيٍّ و عُمَرَ و عُثْمَانَ، و إِنَ‏ «2» ابْنَ حَزْمٍ بَعَثَ إِلى‏ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ- و كَانَ أَكْبَرَهُمْ- فَسَأَلَهُ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ زَيْدٌ: إِنَّ الْوَالِيَ‏ «3» كَانَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنَ، وَ بَعْدَ الْحَسَنِ الْحُسَيْنَ، و بَعْدَ الْحُسَيْنِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، و بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فَابْعَثْ إِلَيْهِ؛ فَبَعَثَ ابْنُ حَزْمٍ إِلى‏ أَبِي، فَأَرْسَلَنِي أَبِي بِالْكِتَابِ إِلَيْهِ حَتّى‏ دَفَعْتُهُ إِلَى ابْنِ حَزْمٍ».

فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا «4»: يَعْرِفُ هذَا وُلْدُ الْحَسَنِ؟

قَالَ: «نَعَمْ، كَمَا يَعْرِفُونَ‏ «5» أَنَّ هذَا لَيْلٌ، و لكِنَّهُمْ‏ «6» يَحْمِلُهُمُ‏ «7» الْحَسَدُ، و لَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِ‏ «8»، لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ، و لكِنَّهُمْ يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا». «9»

792/ 4. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ:

______________________________

 (1). في الوافي: «بصدقة ...، أي بما و قفوا من أموالهم و حبسوه».

 (2). في «ه»:-/ «إنّ».

 (3). في الوافي: «إنّ الوالي، يعني على الصدقات». و في مرآة العقول: «و في بعض النسخ: الوليّ، أي متولّي تلك‏الصدقات، أو المتولّي لجميع الامور المتعلّقة بهم، من الخلافة و تولية الأوقاف و غيرها».

 (4). في شرح المازندراني: «قوله: فقال له بعضنا، كلام الحسين بن أبي العلاء، و ضمير «له» لأبي عبد اللَّه عليه السلام، و هذا إشارة إلى ما ذكره زيد بن الحسن، أو إلى كون الوالي هؤلاء. و المآل و احد».

 (5). في «ج، ف، ه، بح»: «تعرفون».

 (6). في «ه»: «و لكن».

 (7). في الوافي: «و لكن غلبهم» بدل «و لكنّهم يحملهم».

 (8). في «بر»:-/ «بالحقّ».

 (9). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه ذكر الصحيفة و الجفر ...، ح 639 و مصادره الوافي، ج 2، ص 345، ح 807.

57
الکافي2 (ط - دارالحديث)

70 - باب الإشارة و النص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما ص : 58

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى ابْنِ حَزْمٍ» ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «بَعَثَ ابْنُ حَزْمٍ إِلى‏ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ و كَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ». «1»

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ مِثْلَهُ.

 

70- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا

793/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِ‏ «2»، قَالَ:

نَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَمْشِي، فَقَالَ: «تَرى‏ هذَا؟ هذَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَ‏ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ‏ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ‏» «3»». «4»

794/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَتْ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ الْوَفَاةُ، قَالَ: يَا جَعْفَرُ، أُوصِيكَ بِأَصْحَابِي خَيْراً، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، و اللَّهِ لَأَدَعَنَّهُمْ‏ «5» و الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَكُونُ‏ «6» فِي الْمِصْرِ، فَلَا يَسْأَلُ أَحَداً». «7»

______________________________

 (1). الوافي، ج 2، ص 346، ح 808.

 (2). في «ه»:-/ «الكناني».

 (3). القصص (28): 5.

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 180، عن أبان بن عثمان الوافي، ج 2، ص 347، ح 809.

 (5). في الوافي: «لأدعنّهم، أي لأتركنّهم علماء أغنياء، لايحتاجون إلى أحد في السؤال» و في شرح المازندراني، ج 6، ص 158: «و في بعض النسخ: لأرْعَنَّهُم، بسكون الراء من الرعاية».

 (6). في «ج، ض، ف، ه، بر، بس، بف» و الوافي: «يكون منهم».

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 180، بسنده عن محمّد بن أبي عمير الوافي، ج 2، ص 347، ح 810.

58
الکافي2 (ط - دارالحديث)

70 - باب الإشارة و النص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما ص : 58

795/ 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْمُثَنّى‏، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ لَهُ الْوَلَدُ يَعْرِفُ فِيهِ شِبْهَ‏ «1» خَلْقِهِ و خُلُقِهِ‏ «2» و شَمَائِلِهِ‏ «3»، و إِنِّي لَأَعْرِفُ مِنِ ابْنِي هذَا شِبْهَ خَلْقِي و خُلُقِي وَ شَمَائِلِي» يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «4»

796/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ طَاهِرٍ، قَالَ‏:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هذَا خَيْرُ الْبَرِيَّةِ- أَوْ أَخْيَرُ «5»-». «6»

797/ 5. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ «7»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ طَاهِرٍ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هذَا خَيْرُ الْبَرِيَّةِ «8»». «9»

______________________________

 (1). في الكافي، ح 10424: «شبهه».

 (2). «الخُلُق» و «الخُلْق»: الدين و الطبع و السَجيّة، و حقيقته أنّه لصورة الإنسان الباطنة بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة و أوصافها و معانيها، و لهما أوصاف حسنة و قبيحة. النهاية، ج 2، ص 70 (خلق).

 (3). «الشمائل»: جمع الشِمال، و هو الطبع و الخُلُق. و قال المجلسي: «جمع شمال كسحاب، أي الطبائع الظاهرة كالهيئة و الصورة و القامة». راجع: لسان العرب، ج 11، ص 365 (شمل).

 (4). الكافي، كتاب العقيقة، باب شبه الولد، ح 10424 و فيه إلى قوله: «خلقه و شمائله» الوافي، ج 2، ص 347، ح 811؛ الوسائل، ج 21، ص 356، ح 27285.

 (5). في الإرشاد:-/ «أو أخير».

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 181، عن عليّ بن الحكم عن طاهر الوافي، ج 2، ص 348، ح 812؛ البحار، ج 47، ص 1، ح 8.

 (7). السند معلّق على سابقه. و يروي عن أحمد بن محمّد، عدّة من أصحابنا.

 (8). في «ب» و حاشية «بف»:+/ «أو أخير».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 181، عن عليّ بن الحكم، عن طاهر الوافي، ج 2، ص 348، ح 812؛ البحار، ج 47، ف ص 13، ح 8.

59
الکافي2 (ط - دارالحديث)

70 - باب الإشارة و النص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما ص : 58

798/ 6. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ طَاهِرٍ، قَالَ:

كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هذَا خَيْرُ الْبَرِيَّةِ «1»». «2»

799/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ‏ «3»، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «هذَا و اللَّهِ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ».

______________________________

 (1). في حاشية «بر»:+/ «أو أخير».

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 181، عن عليّ بن الحكم، عن طاهر الوافي، ج 2، ص 348، ح 812؛ البحار، ج 47، ص 13، ح 8.

 (3). كذا في النسخ و المطبوع، و رواية هشام بن سالم عن جابر بن يزيد غير معهودة. و يبعِّدها بُعد طبقتهما، فإنّ جابراً كان من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام و أدرك أبا عبد اللَّه عليه السلام و مات في حياته سنة 127 أو 128 أو 132. و هشام بن سالم كان من أصحاب أبي عبداللَّه و أبي الحسن موسى عليهما السلام. راجع: رجال النجاشي، ص 128، الرقم 332؛ و ص 434، الرقم 1165؛ رجال البرقي، ص 34، ص 48؛ تهذيب الكمال، ج 4، ص 465، الرقم 879.

فعليه يحتمل سقوط الواسطة بينهما، و يقوّي هذا الاحتمال ما و رد في ذيل الخبر: «قال عنبسة: فلمّا قبض أبو جعفر عليه السلام» إلخ.

فإنّ هذا يقتضي أنّ عنبسة سمع الخبر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام، ثمّ عرضه على أبي عبد اللَّه عليه السلام فصحّحه و صدّق جابراً.

لكن هذا الاحتمال ضعيف غاية الضعف؛ لعدم ثبوت رواية هشام عن عنبسة عن جابر في شي‏ءٍ من الأسناد.

هذا، و احتمل الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري- دام توفيقه- في تعليقته على السند أنّ الأصل في السند كان هكذا: عنبسة عن جابر بن يزيد الجعفي، ثمّ صُحِّفَ عنسبة بهشام لتشابههما في الخطوط القديمة الكوفية بعد حذف «الألف» من هشام، ثمّ اضيف «بن سالم» تفسيراً لهشام، فادرج التفسير في المتن.

يؤيّد هذا الاحتمال ما و رد في بعض الأسناد من رواية ابن محبوب عن عنبسة العابد. راجع: الكافي، ح 1748 و 2526 و 3137؛ الأمالي للصدوق، ص 231، المجلس 47، ح 11، و ص 340، المجلس 65، ح 4.

60
الکافي2 (ط - دارالحديث)

70 - باب الإشارة و النص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما ص : 58

قَالَ عَنْبَسَةُ: فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِذلِكَ، فَقَالَ: «صَدَقَ جَابِرٌ». ثُمَّ قَالَ: «لَعَلَّكُمْ تَرَوْنَ‏ «1» أَنْ لَيْسَ كُلُّ إِمَامٍ هُوَ الْقَائِمَ بَعْدَ الْإِمَامِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ‏ «2»». «3»

800/ 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ‏ «4»، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى‏:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ اسْتَوْدَعَنِي مَا هُنَاكَ‏ «5»، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: ادْعُ لِي شُهُوداً، فَدَعَوْتُ لَهُ‏ «6» أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ نَافِعٌ مَوْلى‏ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: اكْتُبْ: هذَا مَا أَوْصى‏ بِهِ يَعْقُوبُ بَنِيهِ: «يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» «7»، و أَوْصى‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلى‏ «8» جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، و أَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِي بُرْدِهِ‏ «9»

______________________________

 (1). في مرآة العقول، ج 3، ص 328: «ترون، على المعلوم أو المجهول، أي تظنّون».

 (2). في «ب»: «قبل».

 (3). الإرشاد، ج 2، ص 180، عن هشام بن سالم، و فيه إلى قوله: «هذا و اللَّه قائم آل محمّد صلى الله عليه و آله» الوافي، ج 2، ص 348. ح 813.

 (4). لم يثبت رواية يونس بن عبدالرحمن عن عبدالأعلى. و يأتي تفصيل الخبر في الكافي، ح 987، بنفس السندعن يونس بن عبدالرحمن قال: حدّثنا حمّاد عن عبدالأعلى. و هو الظاهر؛ فقد روى عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس [بن عبدالرحمن‏] عن حمّاد، عن عبدالأعلى في الكافي، ح 423 و 499. و روي يونس بن عبدالرحمن عن حمّاد [بن عثمان‏] عن عبدالأعلى في المحاسن، ص 276، ح 392؛ و التوحيد، ص 414، ح 11.

و الواسطة بين يونس بن عبدالرحمن و بين عبدالأعلى منحصرة في حمّاد [بن عثمان‏] حسب تتبّعنا؛ فعليه الظاهر سقوط الواسطة في سندنا بين يونس بن عبدالرحمن و بين عبدالأعلى، و هو حمّاد [بن عثمان‏].

 (5). «استَودَعني ما هناك»، أي جعله عنده و ديعة و طلب منه حفظه. يقال: استودعته و ديعةً، إذا استحفظتَه إيّاها. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1296 (ودع).

 (6). في «ف، ه، بف» و الكافي، ح 987، و الإرشاد:-/ «له».

 (7). البقرة (2): 132.

 (8). في الكافي، ح 987:+/ «ابنه».

 (9). «البُرْد»: ثوب فيه خطوط. و قيل: البُرد: معروف من بُرود العصب و الوشي، و أمّا البُرْدَة فكساء مربّع أسود ف فيه صفر تلبسه العرب. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 87 (برد).

61
الکافي2 (ط - دارالحديث)

70 - باب الإشارة و النص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما ص : 58

الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ الْجُمُعَةَ «1»، و أَنْ يُعَمِّمَهُ بِعِمَامَتِهِ‏ «2»، و أَنْ يُرَبِّعَ قَبْرَهُ، و يَرْفَعَهُ‏ «3» أَرْبَعَ أَصَابِعَ، و أَنْ‏ «4» يَحُلَّ عَنْهُ أَطْمَارَهُ‏ «5» عِنْدَ دَفْنِهِ‏ «6»، ثُمَّ قَالَ لِلشُّهُودِ: انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ.

فَقُلْتُ لَهُ‏ «7»- بَعْدَ مَا انْصَرَفُوا-: يَا أَبَتِ‏ «8» مَا كَانَ فِي هذَا «9» بِأَنْ تُشْهِدَ عَلَيْهِ‏ «10»؟

فَقَالَ: يَا بُنَيَ‏ «11» كَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ، و أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ‏ «12» لَمْ يُوصَ إِلَيْهِ‏ «13»، فَأَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ‏ «14» لَكَ الْحُجَّةُ». «15»

______________________________

 (1). في الكافي، ح 987: «الجُمع».

 (2). في «بر»: «بعمامة».

 (3). في «ج»: «و يرفع قبره». و في «بح»: «و يرفع».

 (4). في «ه»: «ثمّ» بدل «و أن».

 (5). «الأطمار»: جمع الطِمْر، و هو الثوب الخَلَق، أو الكِساء البالي من غير الصوف. القاموس المحيط، ج 1، ص 604 (طمر).

 (6). في الكافي، ح 987: «ثمّ يُخلّي عنه فقال اطووه» بدل «و أن يحلّ عنه أطماره عند دفنه».

 (7). في «ه» و الكافي، ح 987:-/ «له».

 (8). هكذا في «ب». و في المطبوع و بعض النسخ: «فقلت له: يا أبت بعد ما انصرفوا». و في «ه»: «فقلت بعد ما انصرفوا: ما كان في هذا يا أبه أن تشهد». و في «بس، بف» و الوافي و الإرشاد:-/ «بعد ما انصرفوا».

 (9). في مرآة العقول: «ما كان في هذا، «ما» نافية، أي لم تكن لك حاجة في ذلك بأن تشهد، أي إلى أن تشهد. أو استفهاميّة، أي أيّ فائدة في هذا».

 (10). في «بح، بس، بف» و الوافي و الإرشاد: «يشهد عليه». و في الكافي، ح 987: «ما كان في هذا يا أبت، أن تشهد عليه» بدل «يا أبت- إلى- تشهد عليه». و في مرآة العقول: «تشهد، بصيغة الخطاب المعلوم، أو بصيغة الغائب المجهول».

 (11). في «ف، بح»:+/ «إنّي». و في «ه» و الكافي، ح 987: «إنّي» بدل «يا بُنيّ».

 (12). في «ف» و الإرشاد:-/ «إنّه».

 (13). في «ف»: «إليك». و في «ه» و الكافي، ح 987:-/ «إليه».

 (14). في «ه»: «يكون».

 (15). الكافي، كتاب الحجّة، باب ما يجب على الناس عند مضيّ الإمام، ح 987، مع زيادة في أوّله و آخره. الإرشاد، ج 2، ص 181، عن يونس بن عبد الرحمن الوافي، ج 2، ص 349، ح 814؛ الوسائل، ج 3، ص 194، ذيل ح 3384.

62
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

 

71- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

801/ 1. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقَلَّاءِ، عَنِ الْفَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: خُذْ بِيَدِي مِنَ النَّارِ، مَنْ لَنَا بَعْدَكَ؟ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و هُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ- فَقَالَ: «هذَا صَاحِبُكُمْ، فَتَمَسَّكْ‏ «1» بِهِ». «2»

802/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ «3»، عَنْ ثُبَيْتٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏: قُلْتُ لَهُ: أَسْأَلُ اللَّهَ- الَّذِي رَزَقَ أَبَاكَ مِنْكَ‏ «4» هذِهِ الْمَنْزِلَةَ- أَنْ يَرْزُقَكَ مِنْ عَقِبِكَ‏ «5» قَبْلَ الْمَمَاتِ مِثْلَهَا، فَقَالَ‏ «6»: «قَدْ فَعَلَ اللَّهُ‏ «7» ذلِكَ».

قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ و هُوَ رَاقِدٌ «8»، فَقَالَ: «هذَا الرَّاقِدُ» و هُوَ غُلَامٌ. «9»

803/ 3. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْأَرَّجَانِيُ‏

______________________________

 (1). في «ج، بر» و حاشية «ض، بح» و الوافي: «فتمسّكوا».

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 217، بسنده عن الفيض بن المختار الوافي، ج 2، ص 350، ح 816.

 (3). هكذا في «ب، و، بر، بف» و الوافي. و في سائر النسخ و المطبوع: «الخزّاز». و هو سهو، كما تقدّم في الكافي، ذيل ح 75.

 (4). في حاشية «ج»: «معك».

 (5). «العَقِب»: مؤخّر القدم. و عَقِبُ الرجل أيضاً و لَدُه و وَلَدُ و لَدِه. الصحاح، ج 1، ص 184 (عقب).

 (6). في «ب»: «قال».

 (7). في «ف»:-/ «اللَّه».

 (8). «الراقد»: النائم. المصباح المنير، ص 234 (رقد).

 (9). الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام لم يفعلوا شيئاً ...، ح 742، بسنده عن معاذ بن كثير، مع زيادة في أوّله، و اختلاف يسير؛ الإرشاد، ج 2، ص 217، عن ثبيت، عن معاذ بن كثير الوافي، ج 2، ص 350، ح 815؛ البحار، ج 48، ص 27، ح 46.

63
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

الْفَارِسِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ‏ «1»، قَالَ:

سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمنِ فِي السَّنَةِ الَّتِي أُخِذَ فِيهَا أَبُو الْحَسَنِ الْمَاضِي عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هذَا الرَّجُلَ قَدْ صَارَ فِي يَدِ هذَا، و مَا نَدْرِي‏ «2» إِلى‏ مَا يَصِيرُ؟ فَهَلْ بَلَغَكَ عَنْهُ فِي أَحَدٍ مِنْ وُلْدِهِ شَيْ‏ءٌ؟

فَقَالَ لِي: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يَسْأَلُنِي عَنْ‏ «3» هذِهِ الْمَسْأَلَةِ «4»؛ دَخَلْتُ عَلى‏ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي مَنْزِلِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ كَذَا فِي‏ «5» دَارِهِ فِي مَسْجِدٍ لَهُ، و هُوَ يَدْعُو، و عَلى‏ يَمِينِهِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُؤَمِّنُ عَلى‏ دُعَائِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ‏ «6»، قَدْ «7» عَرَفْتَ انْقِطَاعِي إِلَيْكَ، و خِدْمَتِي لَكَ، فَمَنْ و لِيُّ النَّاسِ بَعْدَكَ؟

فَقَالَ: «إِنَّ مُوسى‏ قَدْ لَبِسَ الدِّرْعَ و سَاوى‏ عَلَيْهِ» «8» فَقُلْتُ لَهُ: لَاأَحْتَاجُ بَعْدَ هذَا إِلى‏ شَيْ‏ءٍ. «9»

804/ 4. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُوسى‏ الصَّيْقَلِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ‏

______________________________

 (1). في الوافي:-/ «عن عبد الرحمن بن الحجّاج».

 (2). في «ب، بف»: «و ما يدري». و في «ج، بس»: «و ما يدرى‏».

 (3). في «بح»:-/ «عن».

 (4). في «ه»:+/ «قال».

 (5). في الوافي و الإرشاد: «من».

 (6). في «ج، بح، بس» و حاشية «بر»: «جعلت فداك».

 (7). في «ف» و الوافي:-/ «قد».

 (8). هاهنا إشكال بأنّ الجواب لا يطابق السؤال؛ فإنّ السؤال عن النصّ على الإمام الرضا عليه السلام، و الجواب على النصّ‏بالإمام موسى عليه السلام.

اجيب بأنّ للحديث تتمّة فيها النصّ على الإمام الرضا عليه السلام، لم يذكرها المصنّف؛ لعدم تعلّق الغرض بذكره في هذا الباب المقصود فيه ذكر النصّ على الإمام موسى عليه السلام.

و بأنّ مراد السائل عدم احتياجه إلى التفحّص عنها؛ لوجود العلامة عنده و هو مساواة الدِرع. و اجيب بوجوه اخر. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 161؛ الوافي، ج 2، ص 357؛ مرآة العقول، ج 3، ص 331.

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 217، عن أبي عليّ الأرّجاني، من قوله: «دخلت على جعفر بن محمّد في منزله ...» الوافي، ج 2، ص 356، ح 830.

64
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

عُمَرَ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَدَخَلَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ‏ «1» عَلَيْهِ السَّلَامُ- و هُوَ غُلَامٌ- فَقَالَ‏ «2»: «اسْتَوْصِ بِهِ‏ «3»، و ضَعْ أَمْرَهُ عِنْدَ مَنْ تَثِقُ بِهِ مِنْ أَصْحَابِكَ». «4»

805/ 5. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي يَوْماً، فَسَأَلَهُ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِلى‏ مَنْ نَفْزَعُ‏ «5» و يَفْزَعُ‏ «6» النَّاسُ بَعْدَكَ؟

فَقَالَ: «إِلى‏ صَاحِبِ الثَّوْبَيْنِ الْأَصْفَرَيْنِ‏ «7» و الْغَدِيرَتَيْنِ- يَعْنِي الذُّؤَابَتَيْنِ‏ «8»- وَ هُوَ الطَّالِعُ عَلَيْكَ مِنْ هذَا «9» الْبَابِ، يَفْتَحُ الْبَابَيْنِ‏ «10» بِيَدِهِ‏ «11» جَمِيعاً «12»»، فَمَا لَبِثْنَا «13» أَنْ طَلَعَتْ عَلَيْنَا كَفَّانِ آخِذَةً «14» بِالْبَابَيْنِ، فَفَتَحَهُمَا «15»، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْنَا

______________________________

 (1). في الإرشاد:+/ «موسى».

 (2). في الإرشاد:+/ «لي أبو عبد اللَّه».

 (3). «اسْتَوْصِ به»، أي اطلب العهد بتعظيمه و رعاية حاله، و تعاهد أمره من نفسك و من غيرك، قاله الفيض؛ أو اقبل و صيّتي فيه؛ قاله المجلسي ناقلًا عن المغرب. راجع: المغرب، ص 487 (وصى).

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 216، عن موسى الصيقل الوافي، ج 2، ص 350، ح 817.

 (5). في «بف»: «تفزع».

 (6). في «بر»:+/ «اليوم».

 (7). في «بر»:+/ «اليوم».

 (8). «الذؤابة»: الضفيرة- أي المفتولة- من الشعر إذا كانت مرسلة. المصباح المنير، ص 211 (ذأب).

 (9). في «ض، ه، بح»:-/ «هذا».

 (10). في حاشية «ج، بح، بر»: «الباب».

 (11). في «ج» و حاشية «ف، بر»: «بيديه».

 (12). في «ب، ه، بس، بف» و حاشية «ج» و الوافي: «جميعاً بيده».

 (13). في «بف»: «فما لبث».

 (14). في الإرشاد: «آخذتان». و في مرآة العقول، ج 3، ص 332: «آخذةً، بصيغة الفاعل حالًا عن كلّ من الكفّين، أويعدّهما و احداً، أو بصيغة المصدر مفعولًا لأجله. و في إرشاد المفيد: آخذتان، و هو أصوب».

 (15). في «ه»: «تفتحهما».

65
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

أَبُو إِبْرَاهِيمَ‏ «1» عَلَيْهِ السَّلَامُ. «2»

806/ 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ لَهُ مَنْصُورُ بْنُ حَازِمٍ: بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي، إِنَّ الْأَنْفُسَ يُغْدى‏ عَلَيْهَا و يُرَاحُ‏ «3»، فَإِذَا «4» كَانَ ذلِكَ، فَمَنْ؟

فَقَالَ‏ «5» أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِذَا كَانَ ذلِكَ، فَهُوَ صَاحِبُكُمْ» و ضَرَبَ بِيَدِهِ‏ «6» عَلى‏ مَنْكِبِ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْأَيْمَنِ- فِيمَا أَعْلَمُ- و هُوَ يَوْمَئِذٍ خُمَاسِيٌ‏ «7»، و عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَالِسٌ مَعَنَا. «8»

807/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ «9» بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنْ كَانَ كَوْنٌ- و لَاأَرَانِي اللَّهُ ذلِكَ‏ «10»- فَبِمَنْ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد:+/ «موسى عليه السلام و هو صبيّ و عليه ثوبان أصفران».

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 219، عن يعقوب بن جعفر الجعفري الوافي، ج 2، ص 351، ح 818.

 (3). في شرح المازندراني، ج 6، ص 162: «أي يأتي أجلها و قت الغداة و وقت الرواح ... و الظاهر أنّ الفعلين مجهولان من باب الإفعال؛ لأنّ غدا يَغْدو غدوّاً و راح يروح رواحاً لازمان، بخلاف أغداه و أراحه، فإنّهما متعدّيان، بمعنى إذهابه في هاتين الوقتين». و راجع: الصحاح، ج 1، ص 368 (روح).

 (4). في «بح»: «فإن».

 (5). في الوافي: «قال».

 (6). في «ه» و الإرشاد:-/ «بيده».

 (7). في الإرشاد: «و هو فيما أعلم يومئذٍ خماسيّ». و «الخُماسِيّ»: من طوله خمسة أشبار، و لا يقال: سُداسيّ و لاسُباعيّ و لا في غير الخمسة؛ لأنّه إذا بلغ سبعة أشبار صار رجلًا. و الانثى خُماسيّة. قال المجلسي: «الخُماسيّ: من قدّه خمسة أشبار، أو من سنّه خمس سنين، و الأوّل أشهر». راجع: لسان العرب، ج 6، ص 69 (خمس)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 333.

 (8). الغيبة للنعماني، ص 329، ح 9، بسنده عن صفوان بن مهران الجمّال، مع اختلاف يسير؛ الإرشاد، ج 2، ص 218، عن ابن أبي نجران، عن منصور بن حازم الوافي، ج 2، ص 351، ح 820.

 (9). في الكافي، ح 758:-/ «بن محمّد».

 (10). في الكافي، ص 758:-/ «ذلك».

66
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

أَئْتَمُ‏ «1»؟ قَالَ‏ «2»: فَأَوْمَأَ إِلَى ابْنِهِ مُوسى‏.

قُلْتُ‏ «3»: فَإِنْ حَدَثَ بِمُوسى‏ حَدَثٌ، فَبِمَنْ أَئْتَمُّ؟ قَالَ: «بِوَلَدِهِ».

قُلْتُ: فَإِنْ حَدَثَ بِوَلَدِهِ حَدَثٌ، و تَرَكَ أَخاً كَبِيراً و ابْناً صَغِيراً، فَبِمَنْ أَئْتَمُّ؟ قَالَ:

 «بِوَلَدِهِ»، ثُمَّ قَالَ‏ «4»: «هكَذَا «5» أَبَداً «6»».

قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَعْرِفْهُ و لَاأَعْرِفْ‏ «7» مَوْضِعَهُ؟ قَالَ: «تَقُولُ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَتَوَلّى‏ «8» مَنْ بَقِيَ مِنْ حُجَجِكَ مِنْ وُلْدِ الْإِمَامِ الْمَاضِي؛ فَإِنَّ ذلِكَ يُجْزِيكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ». «9»

808/ 8. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقَلَّاءِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ و هُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ، فَقَالَ: «هذَا الْمَوْلُودُ الَّذِي لَمْ يُولَدْ فِينَا مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً عَلى‏ شِيعَتِنَا مِنْهُ» ثُمَّ قَالَ لِي‏ «10»: «لَا تَجْفُوا «11»

______________________________

 (1). «أئتمُّ»، أي أقتدي. راجع: المصباح المنير، ص 24: (أمم).

 (2). في الكافي، ح 758:-/ «قال».

 (3). في الكافي، ح 758: «قال: قلت».

 (4). في «ب، ف، ه، بر» و الإرشاد:-/ «قال».

 (5). في «بر»: «كذا».

 (6). في الكافي، ح 758: «ثمّ و احداً فواحداً. و في نسخة الصفواني: ثمّ هكذا أبداً» بدل «ثمّ قال هكذا أبداً».

 (7). مجزوم ب «إن» الشرطيّة. و في «ج، ض، بح، بر، بس»: «و لم أعرف».

 (8). «أتولّى»، أي أتّخذه و ليّاً. يقال: تولّاه، أي اتّخذه و ليّاً. و المراد: أعتقد إمامته و ولايته. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1761 (ولى)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 334.

 (9). الكافي، كتاب الحجّة، باب ثبات الإمامة في الأعقاب ...، ح 758، إلى قوله: «هكذا أبداً». و في كمال الدين، ص 349، ح 43؛ و ص 415، ح 7، بسندهما عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، مع اختلاف يسير. الإرشاد، ج 2، ص 218، عن ابن أبي نجران إلى قوله: «هكذا أبداً». راجع: عيون الأخبار، ج 1، ص 22، ح 6 الوافي، ج 2، ص 352، ح 821؛ البحار، ج 25، ص 253، ح 11.

 (10). في «ب» و الوافي:-/ «لي».

 (11). في «ف»: «لا تجفّوا» بتشديد الفاء. و في حاشية «ف»: «لا تجف». و قال المازندراني: «و قيل: لا تجفّوه- بتشديد الفاء- بمعنى لا تذهبوا به، أي لا تخبروه بذلك فتجفّوه و تذهبوا به». و قال المجلسي: «و على بعض الوجوه يمكن أن يقرأ من باب الإفعال من أجفاه، إذا أتعبه». راجع: النهاية، ج 1، ص 280 (جفا).

67
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

إِسْمَاعِيلَ». «1»

809/ 9. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ:

عَنْ فَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي أَمْرِ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتّى‏ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هُوَ صَاحِبُكَ الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ، فَقُمْ إِلَيْهِ، فَأَقِرَّ لَهُ بِحَقِّهِ». فَقُمْتُ حَتّى‏ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ و يَدَهُ، و دَعَوْتُ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- لَهُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَمَا إِنَّهُ لَمْ يُؤْذَنْ لَنَا فِي أَوَّلَ مِنْكَ‏ «2»».

قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأُخْبِرُ بِهِ أَحَداً؟ فَقَالَ‏ «3»: «نَعَمْ، أَهْلَكَ و وُلْدَكَ‏ «4»». و كَانَ مَعِي أَهْلِي و وُلْدِي و رُفَقَائِي، و كَانَ يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ مِنْ رُفَقَائِي؛ فَلَمَّا أَخْبَرْتُهُمْ، حَمِدُوا اللَّهَ عَزَّ و جَلَّ.

وَ قَالَ يُونُسُ: لَاوَ اللَّهِ حَتّى‏ أَسْمَعَ ذلِكَ مِنْهُ، و كَانَتْ بِهِ عَجَلَةٌ، فَخَرَجَ فَأتْبَعْتُهُ‏ «5»، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الْبَابِ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ لَهُ‏ «6»- و قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ-:

 «يَا يُونُسُ، الْأَمْرُ كَمَا قَالَ لَكَ فَيْضٌ». قَالَ: فَقَالَ: سَمِعْتُ و أَطَعْتُ، فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «خُذْهُ‏ «7» إِلَيْكَ يَا فَيْضُ». «8»

______________________________

 (1). الوافي، ج 2، ص 355، ح 826.

 (2). في الوافي: «يعني لم يؤذن لنا في شأن أحد قبلك أن نخبره بذلك، فأنت أوّل من أخبرناه بإمامته».

 (3). في «ف، بف»: «قال».

 (4). في البصائر و الغيبة:+/ «و رفقائك».

 (5). هكذا في ظاهر «ألف، ب، ج، ض، ه، و، بح، بس، بف». و في «بر»: «فاتّبعته». و في الإتباع معنى زائد على‏المشي خَلفَه، و هو اللحوق، و هو المراد هنا؛ فاخترنا الإفعال على الافتعال.

 (6). في «بر» و البصائر و الغيبة:-/ «له».

 (7). في «ف، بح»: «خُذ».

 (8). بصائر الدرجات، ص 336، ح 11، عن محمّد بن عبد الجبّار، مع اختلاف يسير. الغيبة للنعماني، ص 324، ح 2، بسنده عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي نجيح المسمعي، عن الفيض بن المختار، مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله الوافي، ج 2، ص 352، ح 822.

68
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

810/ 10. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ طَاهِرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «1»، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَلُومُ عَبْدَ اللَّهِ‏ «2» و يُعَاتِبُهُ‏ «3» و يَعِظُهُ، وَ يَقُولُ: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ أَخِيكَ، فَوَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَعْرِفُ النُّورَ فِي و جْهِهِ؟».

فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لِمَ؟ أَ لَيْسَ أَبِي و أَبُوهُ و احِداً، و أُمِّي و أُمُّهُ و احِدَةً «4»؟

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّهُ مِنْ نَفْسِي و أَنْتَ ابْنِي». «5»

811/ 11. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ و اقِفٌ عَلى‏ رَأْسِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ فِي الْمَهْدِ، فَجَعَلَ يُسَارُّهُ‏ «6» طَوِيلًا، فَجَلَسْتُ حَتّى‏ فَرَغَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي‏ «7»: «ادْنُ مِنْ مَوْلَاكَ، فَسَلِّمْ‏ «8»»، فَدَنَوْتُ‏ «9»، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ‏ «10» بِلِسَانٍ‏ «11» فَصِيحٍ، ثُمَّ قَالَ‏

______________________________

 (1). في الوافي:-/ «عن أبي عبد اللَّه عليه السلام». و حكاه أيضاً المازندراني في شرحه قال: «و في أكثر النسخ لم يوجدقوله: عن أبي عبد اللَّه عليه السلام».

 (2). «يَلُومُ عبدَ اللَّه»، أي عَذَلَه و عَنَّفَهُ. يقال: لامَه يلُومُه لَوْماً، إذا عذله و عنّفه. راجع: النهاية، ج 4، ص 278 (لوم).

 (3). في شرح المازندراني: «العتاب هو التوبيخ على الذنب البالغ إلى حدّ المَوْجِدَة و الغضب، فهو أشدّ من اللوم و أخصّ منه». و راجع: النهاية، ج 3، ص 175 (عتب).

 (4). في الإرشاد: «و أصلي و أصله و احداً» بدل «و امّي و امّه و احدة». و في مرآة العقول: «قوله: و امّي و امّه و احدة، فيه: أنّه لم تكن امّهما و احدة، فيحتمل أن يكون المراد بها الامّ العليا فاطمة عليها السلام؛ فإنّ الانتساب إليها سبب الإمامة. و في ربيع الشيعة و إعلام الورى و إرشاد المفيد: و أصلي و أصله و احداً، و هو أظهر».

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 218، عن الفضل، عن طاهر بن محمّد، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 355، ح 827.

 (6). «فجعل يسارّه»، أي فشرع يناجيه و يتكلّم معه سرّاً. راجع: الصحاح، ج 2، ص 684 (سرر).

 (7). في الوسائل:-/ «لي».

 (8). في حاشية «ج، ض، بر» و الإرشاد:+/ «عليه».

 (9). في «بح» و الوسائل:+/ «منه».

 (10). في «ه» و الإرشاد:-/ «السلام».

 (11). في الوسائل: «فسلّمت فردّ عليّ بكلام» بدل «فسلّمت- إلى- بلسان».

69
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

لِيَ: «اذْهَبْ، فَغَيِّرِ اسْمَ ابْنَتِكَ الَّتِي سَمَّيْتَهَا أَمْسِ؛ فَإِنَّهُ اسْمٌ يُبْغِضُهُ اللَّهُ»، و كَانَ‏ «1» وُلِدَتْ لِيَ ابْنَةٌ سَمَّيْتُهَا «2» بِالْحُمَيْرَاءِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «انْتَهِ إِلى‏ أَمْرِهِ؛ تُرْشَدْ «3»»، فَغَيَّرْتُ اسْمَهَا. «4»

812/ 12. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ‏:

دَعَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْماً و نَحْنُ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَنَا: «عَلَيْكُمْ‏ «5» بِهذَا «6»؛ فَهُوَ وَ اللَّهِ صَاحِبُكُمْ بَعْدِي». «7»

813/ 13. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلٍ أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ النَّحْوِيِّ، قَالَ:

بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ‏ «8» و هُوَ جَالِسٌ عَلى‏ كُرْسِيٍّ، و بَيْنَ يَدَيْهِ شَمْعَةٌ، و فِي يَدِهِ كِتَابٌ، قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، رَمى‏ بِالْكِتَابِ إِلَيَّ و هُوَ يَبْكِي، فَقَالَ لِي: هذَا كِتَابُ مُحَمَّدِ «9» بْنِ سُلَيْمَانَ يُخْبِرُنَا أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَدْ مَاتَ، فَإِنَّا لِلَّهِ و إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ- ثَلَاثاً- و أَيْنَ مِثْلُ جَعْفَرٍ؟

ثُمَّ قَالَ لِيَ: اكْتُبْ، قَالَ‏ «10»: فَكَتَبْتُ صَدْرَ الْكِتَابِ، ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ: إِنْ كَانَ أَوْصى‏ إِلى‏ رَجُلٍ و احِدٍ بِعَيْنِهِ، فَقَدِّمْهُ و اضْرِبْ‏ «11» عُنُقَهُ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْجَوَابُ، أَنَّهُ قَدْ أَوْصى‏

______________________________

 (1). في الإرشاد و الوسائل: «و كانت».

 (2). في الإرشاد و الوسائل: «فسمّيتها».

 (3). «ترشد»، من الرُشد بمعنى الصلاح و هو إصابة الحقّ. راجع: المصباح المنير، ص 227 (رشد).

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 219، عن محمّد بن سنان الوافي، ج 2، ص 354، ح 824؛ الوسائل، ج 21، ص 389، ح 27376.

 (5). في مرآة العقول: «و عليكم».

 (6). في «ه» و الإرشاد:+/ «بعدي».

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 219، عن ابن مسكان الوافي، ج 2، ص 351، ح 819.

 (8). في «ج، ض، ف، ه، بح»: «إليه».

 (9). في «ه»: «جعفر».

 (10). في «ب» و الغيبة:-/ «قال».

 (11). في «ج، ض، ه، بح، بر، بس، بف»: «فاضرب».

70
الکافي2 (ط - دارالحديث)

71 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى عليه السلام ص : 63

إِلى‏ خَمْسَةٍ «1»، و احِدُهُمْ‏ «2» أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، و مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، و عَبْدُ اللَّهِ، وَ مُوسى‏، و حَمِيدَةُ «3». «4»

814/ 14. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ: عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ بِنَحْوٍ مِنْ هذَا، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ أَوْصى‏ إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، و عَبْدِ اللَّهِ، و مُوسى‏، و مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، و مَوْلًى لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ:

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: لَيْسَ إِلى‏ قَتْلِ هؤُلَاءِ سَبِيلٌ. «5»

815/ 15. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ صَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ، فَقَالَ: «إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ لَايَلْهُو «6» وَ لَايَلْعَبُ» و أَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى‏ و هُوَ صَغِيرٌ، و مَعَهُ عَنَاقٌ‏ «7» مَكِّيَّةٌ و هُوَ يَقُولُ لَهَا:

 «اسْجُدِي لِرَبِّكَ» فَأَخَذَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و ضَمَّهُ إِلَيْهِ، و قَالَ: «بِأَبِي‏ «8» و أُمِّي مَنْ لَايَلْهُو

______________________________

 (1). في «ب، ج» و حاشية «ض، بر» و شرح المازندراني:+/ «نفر».

 (2). في «ب، ض، ف، بر، بف» و الوافي: «أحدهم». و في مرآة العقول: «واحدهم، الواو للعطف، أو على و زن فاعل».

 (3). في «و، بح، بر»: «حُميدة». و في مرآة العقول: «و حميدة، على التصغير، أو التكبير على فعيلة، اسم امّ موسى عليه السلام».

 (4). الغيبة للطوسي، ص 197، ح 162، مرسلًا عن أبي أيّوب الخوزي، مع زيادة في آخره الوافي، ج 2، ص 35، ح 828.

 (5). راجع: الغيبة للطوسي، ص 197، ح 162 الوافي، ج 2، ص 356، ح 829.

 (6). «اللَهْوُ»: اللَعِبُ، يقال: لَهَوْت بالشي ألْهُو لَهْواً، تلهّيت به، إذا لعبتَ به و تشاغلتَ و غفلتَ به عن غيره، و الحاصل أنّه لا يلهو، أي لا يغفل عن ذكر اللَّه تعالى بالاشتغال لغيره، و لا يفعل ما يضرّه في الآخرة و لا فائدة فيه لا في صغره و لا في كبره. راجع: النهاية، ج 4، ص 282 (لهو).

 (7). «العَناقُ»: هي الانثى من أولاد المَعْز ما لم يتمّ له سنة. النهاية، ج 3، ص 311 (عنق).

 (8). في «ج»:+/ «أنت».

71
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

وَ لَايَلْعَبُ». «1»

816/ 16. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ الرُّمَّانِيُّ، عَنْ فَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ:

إِنِّي لَعِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ «2» أَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و هُوَ غُلَامٌ- فَالْتَزَمْتُهُ وَ قَبَّلْتُهُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَنْتُمُ السَّفِينَةُ، و هذَا مَلَّاحُهَا» قَالَ: فَحَجَجْتُ مِنْ قَابِلٍ، وَ مَعِي أَلْفَا دِينَارٍ، فَبَعَثْتُ بِأَلْفٍ إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَلْفٍ إِلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «يَا فَيْضُ، عَدَلْتَهُ بِي‏ «3»؟» قُلْتُ: إِنَّمَا فَعَلْتُ‏ «4» ذلِكَ لِقَوْلِكَ، فَقَالَ:

 «أَمَا و اللَّهِ مَا أَنَا فَعَلْتُ ذلِكَ، بَلِ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- فَعَلَهُ بِهِ». «5»

 

72- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

817/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ، قَالَ‏:

كُنْتُ أَنَا و هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ و عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ بِبَغْدَادَ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ: كُنْتُ عِنْدَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ جَالِساً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَلِيٌّ، فَقَالَ لِي: «يَا عَلِيَّ بْنَ يَقْطِينٍ، هذَا عَلِيٌّ سَيِّدُ وُلْدِي، أَمَا إِنِّي قَدْ نَحَلْتُهُ كُنْيَتِي‏ «6»».

______________________________

 (1). الإرشاد، ج 2، ص 219، عن الوشّاء، مع اختلاف يسير. و في الغيبة للنعماني، ص 327، ح 6؛ و الغيبة للطوسي، ص 52، ح 41، بسند آخر، مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 354، ح 825.

 (2). في «ب، ف»: «إذا».

 (3). «عَدَلتَه بي»، أي جعلته مِثلي. يقال: عدلتُ هذا بهذا عَدْلًا من باب ضرب، إذا جعلته مثله قائماً مقامه. و هذااستفهام على سبيل المدح و التقرير. راجع: المصباح المنير، ص 396 (عدل)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 340.

 (4). في «بح»:-/ «إنّما فعلت».

 (5). الوافي، ج 2، ص 353، ح 823.

 (6). في البصائر، ح 9: «كتبي». «و قد نَحَلْتُهُ كنيتي»، أي أعطيتها إيّاه، يقال: نَحَلَهُ يَنْحَلُهُ نُحْلًا، أي أعطاه شيئاً من غير عوض بطيب نفس. راجع: المصباح المنير، ص 595 (نحل).

72
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فَضَرَبَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ بِرَاحَتِهِ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: و يْحَكَ‏ «1»، كَيْفَ قُلْتَ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ: سَمِعْتُ- و اللَّهِ- مِنْهُ كَمَا قُلْتُ، فَقَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَكَ أَنَّ الْأَمْرَ فِيهِ مِنْ بَعْدِهِ. «2»

أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ- و فِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ: قَالَ: كُنْتُ أَنَا- ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.

818/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ «3»، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُكَيْمٍ، عَنْ نُعَيْمٍ الْقَابُوسِيِّ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ‏ «4» عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ ابْنِي عَلِيّاً «5» أَكْبَرُ وُلْدِي، و أَبَرُّهُمْ‏ «6» عِنْدِي‏ «7»، وَ أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ، و هُوَ يَنْظُرُ مَعِي فِي الْجَفْرِ، و لَمْ يَنْظُرْ فِيهِ‏ «8» إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ و صِيُّ نَبِيٍّ». «9»

819/ 3. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ و إِسْمَاعِيلَ بْنِ‏

______________________________

 (1). قال ابن الأثير: «وَيْحَ: كلمة ترحّم و توجّع، يقال لمن و قع في هَلَكَة لا يستحقّها. و قد يقال بمعنى المدح‏والتعجّب». النهاية، ج 5، ص 235 (ويح).

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 249، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 35، ح 11 عن الكليني. كفاية الأثر، ص 271، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى؛ بصائر الدرجات، ص 164، ح 9، بسنده عن الحسن بن محبوب إلى قوله: «قد نحلته كنيتي»؛ عيون الأخبار، ج 1، ص 21، ح 3، بسنده عن الحسن بن محبوب؛ و في بصائر الدرجات، ص 164، ح 7، بسنده عن الحسين بن نعيم الصحّاف، مع اختلاف؛ و في عيون الأخبار، ج 1، ص 21، ح 2، بسنده عن عليّ بن يقطين، مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 361، ح 842.

 (3). في الإرشاد و الغيبة:+/ «بن عيسى».

 (4). في الإرشاد و الغيبة:+/ «موسى».

 (5). في «ج، ه، بر، بس، بف» و مرآة العقول: «عليّ».

 (6). في حاشية «ف» و الإرشاد و الغيبة: «و آثرهم».

 (7). في مرآة العقول: «بي».

 (8). في «ب»: «إليه».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 249، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 36، ح 12 عن الكليني. و في بصائر الدرجات، ص 158، ح 24؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 31، ح 27، بسندهما عن نعيم بن قابوس، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 360، ح 840.

73
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

عَبَّادٍ «1» الْقَصْرِيِّ جَمِيعاً، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي قَدْ كَبِرَ «2» سِنِّي، فَخُذْ بِيَدِي مِنَ النَّارِ «3».

قَالَ: فَأَشَارَ إِلَى ابْنِهِ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «هذَا صَاحِبُكُمْ مِنْ بَعْدِي». «4»

820/ 4. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَسَنِ‏ «5»، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ‏ «6» بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَ لَاتَدُلُّنِي إِلى‏ «7» مَنْ آخُذُ عَنْهُ دِينِي؟

فَقَالَ: «هذَا ابْنِي عَلِيٌّ؛ إِنَّ أَبِي أَخَذَ بِيَدِي، فَأَدْخَلَنِي إِلى‏ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- قَالَ: «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» «8» و إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَ جَلَّ- إِذَا قَالَ قَوْلًا، وفى‏ بِهِ». «9»

821/ 5. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ اللُّؤْلُؤِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ، قَالَ:

______________________________

 (1). في الإرشاد: «غياث» و المذكور في رجال البرقي، ص 54، و رجال الطوسي، ص 352، الرقم 5207، هو إسماعيل بن عباد القصري.

 (2). في الوافي و كفاية الأثر و الإرشاد: «قد كبرت».

 (3). في الإرشاد و الغيبة: «فخذ بيدي و أنقذني من النار، من صاحبنا بعدك؟».

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 248، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 34، ح 9، عن الكليني. و في عيون الأخبار، ج 1، ص 23، ح 7؛ و كفاية الأثر، ص 272، بسندهما عن محمّد بن سنان، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 358، ح 832.

 (5). في «ف»: «الحسين». و الرجل مجهول لم نعرفه.

 (6). في «ب»:-/ «بن إسحاق». و محمّد هذا، هو محمّد بن إسحاق بن عمّار الصيرفي، روى عنه ابن أبي عمير في بعض الأسناد، راجع: رجال النجاشي، ص 361، الرقم 968؛ معجم رجال الحديث، ج 15، ص 337- 338. فيحتمل في نسخة «ب» و قوع السقط أو نسبته إلى الجدّ على بُعدٍ.

 (7). في «ب، ج» و حاشية «ف، بر» و الإرشاد و الغيبة: «على».

 (8). البقرة (2): 30.

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 248، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 34، ح 10، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 360، ح 841.

74
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، و دَقَّ عَظْمِي، و إِنِّي سَأَلْتُ أَبَاكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَخْبَرَنِي بِكَ، فَأَخْبِرْنِي مَنْ بَعْدَكَ‏ «1»؟

فَقَالَ: «هذَا أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا». «2»

822/ 6. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مَرْوَانَ الْقَنْدِيِّ- و كَانَ مِنَ الْوَاقِفَةِ- قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و عِنْدَهُ ابْنُهُ‏ «3» أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لِي‏ «4»: «يَا زِيَادُ، هذَا ابْنِي فُلَانٌ، كِتَابُهُ كِتَابِي‏ «5»، و كَلَامُهُ كَلَامِي، و رَسُولُهُ رَسُولِي، و مَا قَالَ فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ». «6»

823/ 7. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ‏ «7»، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمَخْزُومِيُّ- و كَانَتْ أُمُّهُ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَ:

بَعَثَ إِلَيْنَا أَبُو الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجَمَعَنَا، ثُمَّ قَالَ لَنَا: «أَ تَدْرُونَ لِمَ دَعَوْتُكُمْ‏ «8»؟» فَقُلْنَا: لَا، فَقَالَ: «اشْهَدُوا أَنَّ ابْنِي هذَا و صِيِّي، و الْقَيِّمُ بِأَمْرِي، و خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي، مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدِي دَيْنٌ، فَلْيَأْخُذْهُ مِنِ ابْنِي هذَا؛ و مَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدِي عِدَةٌ، فَلْيُنْجِزْهَا «9»

______________________________

 (1). في «ض، بر، بف» و الوافي:-/ «من بعدك».

 (2). الوافي، ج 2، ص 358، ح 831.

 (3). في «بس»:-/ «ابنه».

 (4). في «ف»:-/ «لي».

 (5). في الغيبة: «هذا ابني عليّ، إنّ كتابه كتابي».

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 250، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 37، ح 14، عن الكليني. عيون الأخبار، ج 1، ص 31، ح 25، بسنده عن زياد بن مروان القندي الوافي، ج 2، ص 359، ح 836.

 (7). في الغيبة: «الفضل». و هو سهو، و المتكرّر في الأسناد رواية محمّد بن عليّ عن محمّد بن الفضيل. راجع: معجم رجال الحديث، ج 16، ص 449.

 (8). في العيون و الإرشاد و الغيبة: «جمعتكم».

 (9). في «ج» و حاشية «ض» و الوافي و الإرشاد و الغيبة: «فليتنجّزها». و في العيون: «فليستنجزها». و «إنجازُالوَعْد»: قضاؤُه و الوفاء به و التعجيل فيه. قرأ المازندراني و المجلسي: فليتنجّزها، حيث قالا: تنجّز الوعدَ و استنجزه: طلب إنجازه و الوفاء به. راجع: المصباح المنير، ص 594؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 724 (نجز)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 168؛ مرآة العقول، ج 3، ص 344.

75
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

مِنْهُ؛ و مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ لِقَائِي، فَلَا يَلْقَنِي إِلَّا بِكِتَابِهِ». «1»

824/ 8. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ و عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ جَمِيعاً، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ: خَرَجَتْ‏ «2» إِلَيْنَا أَلْوَاحٌ مِنْ‏ «3» أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ فِي الْحَبْسِ: «عَهْدِي إِلى‏ أَكْبَرِ وُلْدِي‏ «4» أَنْ يَفْعَلَ كَذَا، و أَنْ يَفْعَلَ كَذَا، و فُلَانٌ لَاتُنِلْهُ شَيْئاً حَتّى‏ أَلْقَاكَ، أَوْ يَقْضِيَ اللَّهُ عَلَيَّ الْمَوْتَ». «5»

825/ 9. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ:

خَرَجَ إِلَيْنَا مِنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْبَصْرَةِ أَلْوَاحٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا بِالْعَرْضِ‏ «6»: «عَهْدِي إِلى‏ أَكْبَرِ وُلْدِي‏ «7»: يُعْطى‏ فُلَانٌ كَذَا، و فُلَانٌ كَذَا، و فُلَانٌ كَذَا «8»، و فُلَانٌ لَايُعْطى‏ حَتّى‏ أَجِي‏ءَ، أَوْ يَقْضِيَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- عَلَيَّ الْمَوْتَ‏ «9»؛ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ». «10»

826/ 10. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ مُحْرِزٍ «11»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ:

______________________________

 (1). الإرشاد، ج 2، ص 250، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 37، ح 15، عن الكليني. عيون الأخبار، ج 1، ص 27، ح 14، بسنده عن محمّد بن الفضيل، عن عبد اللَّه بن الحرث الوافي، ج 2، ص 359، ح 837.

 (2). في شرح المازندراني: «خرج».

 (3). في «بر» و الوافي: «عن».

 (4). في «ج، ض، بح، بس» و حاشية «بر»: «أولادي».

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 250، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 36، ح 13، عن الكليني. عيون الأخبار، ج 1، ص 30، ح 23، بسنده عن محمّد بن سنان، إلى قوله: «أكبر و لدي» الوافي، ج 2، ص 360، ح 838.

 (6). في مرآة العقول: «و يحتمل على بُعد أن يكون بالتحريك، أي كتب الكتاب ظاهراً لأمر آخر و كتب فيها هذابالعَرَض تقيّةً».

 (7). في «ج»: «أولادي».

 (8). في الوافي:-/ «و فلان كذا».

 (9). في «ب»: «بالموت».

 (10). عيون الأخبار، ج 1، ص 30، ح 24 بسنده عن الحسين بن المختار إلى قوله: «إلى أكبر و لدي»، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 360، ح 839.

 (11). في «ألف»: «ابن أبي محرز». و في «ب»: «أيمن محرز». و في «بح»: «ابن محرر». ف‏

و روى الصفّار في بصائر الدرجات، ص 164، ح 8، مضمون الخبر بسنده عن أنس بن محرز، لكن في بعض نسخه المعتبرة: «أيمن بن محرز» و هو الظاهر، فإنّه المذكور في كتب الرجال. راجع: رجال البرقي، ص 49؛ رجال الطوسي، ص 166، الرقم 1920، و ص 331، الرقم 4930.

و أمّا أنس بن محرز فلم نجد له ذكراً.

76
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مِنَ الْحَبْسِ: «أَنَّ فُلَاناً ابْنِي سَيِّدُ وُلْدِي، و قَدْ نَحَلْتُهُ كُنْيَتِي‏ «1»». «2»

827/ 11. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْخَزَّازِ «3»، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ حَدَثٌ و لَاأَلْقَاكَ، فَأَخْبِرْنِي مَنِ‏ «4» الْإِمَامُ‏ «5» بَعْدَكَ؟

فَقَالَ: «ابْنِي فُلَانٌ» يَعْنِي‏ «6» أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «7»

828/ 12. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ نَصْرِ «8» بْنِ قَابُوسَ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي سَأَلْتُ أَبَاكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ‏ «9» بَعْدِكَ؟ فَأَخْبَرَنِي‏

______________________________

 (1). في البصائر: «كتبي».

 (2). بصائر الدرجات، ص 164، ح 8، بسنده عن أنس بن محرز عن عليّ بن يقطين؛ عيون الأخبار، ج 1، ص 22، ح 4، بسنده عن عليّ بن يقطين، و فيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 361، ح 843.

 (3). في «ب، و، بس» و الوافي: «الخرّاز». و الرجل مجهول لم نعرفه.

 (4). في الغيبة: «عن».

 (5). في الوافي:+/ «العدل».

 (6). في مرآة العقول: «يعني، كلام الراوي، أو راوي الراوي. و الأخير أظهر؛ إذ الظاهر أنّ الكناية من الراوي».

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 251، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 38، ح 16، عن الكليني. عيون الأخبار، ج 1، ص 23، ح 8، بسنده عن أبي عليّ الخزّاز، عن داود الرقّي الوافي، ج 2، ص 358، ح 833.

 (8). هكذا في «ألف، ب، ض، ف، و، بح، بر، بف». و في «ج، بس»: «نضر». و في المطبوع: «النصر».

و نصر هذا، هو نصر بن قابوس اللَّخْمي. راجع: رجال النجاشي، ص 427، الرقم 1146؛ رجال الطوسي، ص 314، الرقم 4675.

 (9). في «ف، بف» و العيون و الغيبة للطوسي:-/ «من».

77
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

أَنَّكَ أَنْتَ هُوَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ذَهَبَ النَّاسُ يَمِيناً و شِمَالًا، و قُلْتُ فِيكَ‏ «1» أَنَا وَ أَصْحَابِي؛ فَأَخْبِرْنِي مَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ‏ «2» بَعْدِكَ مِنْ وُلْدِكَ؟

فَقَالَ: «ابْنِي فُلَانٌ». «3»

829/ 13. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ، قَالَ:

جِئْتُ إِلى‏ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَالٍ، فَأَخَذَ بَعْضَهُ، و تَرَكَ بَعْضَهُ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، لِأَيِّ شَيْ‏ءٍ تَرَكْتَهُ عِنْدِي؟ قَالَ: «إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ يَطْلُبُهُ مِنْكَ». فَلَمَّا «4» جَاءَنَا «5» نَعْيُهُ‏ «6»، بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ‏ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ ابْنُهُ‏ «8»، فَسَأَلَنِي ذلِكَ الْمَالَ، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ. «9»

830/ 14. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْأَرْمَنِيِ‏ «10»، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ الزَّيْدِيِّ،

قَالَ أَبُو الْحَكَمِ‏ «11»: و أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ «12» الْجَرْمِيُّ، عَنْ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد و الغيبة: «بك».

 (2). في العيون و الإرشاد:-/ «من».

 (3). الإرشاد، ج 2، ص 251؛ و الغيبة للطوسي، ص 38، ح 17، عن الكليني. و في عيون الأخبار، ج 1، ص 31، ح 26؛ و رجال الكشّي، ص 451، ح 849، بسندهما عن سعيد بن أبي الجهم الوافي، ج 2، ص 358، ح 834.

 (4). في الوافي:+/ «أن».

 (5). في الإرشاد و الغيبة: «جاء».

 (6). «النَعْيُ»: الإخبار بالموت. يقال: نَعَى الميّتَ ينعاه نَعْياً و نَعِيّاً، إذا أذاع موته و أخبر به، و إذا ندبه. النهاية، ج 5، ص 85 (نعا).

 (7). في الإرشاد و الغيبة:+/ «الرضا».

 (8). في الإرشاد و الغيبة: «أبو الحسن الرضا عليه السلام» بدل «أبو الحسن عليه السلام ابنه».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 251، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 39، ح 18، عن الكليني. رجال الكشّي، ص 313، ح 565، بسنده عن الضحّاك بن الأشعث، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 359، ح 835.

 (10). في الإرشاد و الغيبة: «عليّ بن الحكم» بدل «أبي الحكم الأرمني». و هو سهو كما سيظهر من قوله: «قال أبوالحكم».

 (11). أبو الحكم هذا، هو أبو الحكم الأرمني، و له إلى يزيد بن سليط طريقان، و يروي عنه في كلا الطريقين: أحمدبن مهران عن محمّد بن عليّ. فعليه في السند تحويل و تعليق معاً. فتأمّل.

 (12). في «بف»: «عمّار». و في حاشيتها: «عمران».

78
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ، قَالَ:

لَقِيتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و نَحْنُ نُرِيدُ الْعُمْرَةَ- فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَقُلْتُ‏ «1»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَلْ تُثْبِتُ‏ «2» هذَا الْمَوْضِعَ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَهَلْ تُثْبِتُهُ أَنْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، إِنِّي‏ «3» أَنَا و أَبِي لَقِينَاكَ هَاهُنَا و أَنْتَ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و مَعَهُ إِخْوَتُكَ، فَقَالَ لَهُ أَبِي:

بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي، أَنْتُمْ كُلُّكُمْ أَئِمَّةٌ مُطَهَّرُونَ، و الْمَوْتُ لَايَعْرى‏ مِنْهُ أَحَدٌ، فَأَحْدِثْ إِلَيَّ شَيْئاً أُحَدِّثْ‏ «4» بِهِ مَنْ يَخْلُفُنِي مِنْ بَعْدِي‏ «5»؛ فَلَا يَضِلُّ.

قَالَ: «نَعَمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، هؤُلَاءِ وُلْدِي، و هذَا سَيِّدُهُمْ- و أَشَارَ إِلَيْكَ- و قَدْ عُلِّمَ‏ «6» الْحُكْمَ‏ «7» و الْفَهْمَ‏ «8» و السَّخَاءَ و الْمَعْرِفَةَ «9» بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ، و مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ و دُنْيَاهُمْ، و فِيهِ حُسْنُ الْخُلُقِ، و حُسْنُ الْجَوَابِ، و هُوَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اللَّهِ عَزَّ

______________________________

 (1). في حاشية «ج»:+/ «له».

 (2). في «ألف، ه، و، بر» و المطبوع: «تثبّت»- و كذا «تثبّته» فيما بعد-. و في الشروح: «تُثْبِتُ» من الإثبات بمعنى‏المعرفة. يقال: ثابَتَهُ و أَثْبَتَهُ، أي عَرَفَهُ حَقَّ المعرفة، و تساعده اللغة. لسان العرب، ج 2، ص 20 (ثبت).

 (3). في «الوافي»:-/ «إنّي».

 (4). قوله: «احدّث» إمّا مجزوم في جواب الأمر، أو مرفوع صفة لقوله: «شيئاً»، كما في «ض» و «بر». هذا في الشروح. و أمّا قوله: «فلا يضلّ» فمنصوب جواباً للأمر على الثاني، أو مرفوع تفريعاً محضاً على الأوّل.

 (5). «من يَخْلُفُني من بعدي»، أي يجي‏ء. يقال: خَلَفْتُهُ، أي جئتُ بعده. قال المجلسي: «فيه نوع من الأدب بإظهار أنّي لا أتوقّع بقائي بعدك، لكن أسأل ذلك لأولادي و غيرهم ممّن يكون بعدي». راجع: المصباح المنير، ص 178 (خلف)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 347.

 (6). في مرآة العقول: «و قد علم، على بناء المعلوم المجرّد، أو على بناء المجهول من التفعيل».

 (7). «الحُكْمُ»: العلم و الفقه و القضاء بالعدل. أو الحِكْمَةُ، و هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، و يقال لمن‏يُحسن الصناعات و يُتْقِنها: حكيم. راجع: النهاية، ج 1، ص 419 (حكم).

 (8). قال المجلسي: «الفهم: سرعة انتقال الذهن إلى مقصود المتكلّم عند التحاكم و غيره». و راجع: هامش القاموس المحيط، ج 2، ص 1509 (فهم).

 (9). «المَعْرِفَةُ» و «العِرْفان»: إدراك الشي‏ء بتفكّر و تدبّر لأثره، و هو أخصّ من العلم، و يضادّه الإنكار، و يقال: فلان يعرف اللَّهَ، و لا يقال: يعلم اللَّهَ متعدّياً إلى مفعول و احد، و يقال: اللَّه يعلم كذا، و لا يقال: يعرف كذا. راجع: المفردات للراغب، ص 56 (عرف).

79
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

وَ جَلَّ، و فِيهِ أُخْرى‏ خَيْرٌ مِنْ هذَا كُلِّهِ».

فَقَالَ لَهُ أَبِي: و مَا هِيَ بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي؟

قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يُخْرِجُ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- مِنْهُ‏ «1» غَوْثَ‏ «2» هذِهِ الْأُمَّةِ و غِيَاثَهَا، و عَلَمَهَا وَ نُورَهَا، و فَضْلَهَا و حِكْمَتَهَا «3»، خَيْرُ مَوْلُودٍ، و خَيْرُ نَاشِىً‏ «4» يَحْقُنُ‏ «5» اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- بِهِ الدِّمَاءَ، و يُصْلِحُ بِهِ ذَاتَ الْبَيْنِ، و يَلُمُ‏ «6» بِهِ الشَّعْثَ‏ «7»، و يَشْعَبُ‏ «8» بِهِ الصَّدْعَ‏ «9»، و يَكْسُو بِهِ الْعَارِيَ، و يُشْبِعُ بِهِ الْجَائِعَ، و يُؤْمِنُ بِهِ الْخَائِفَ، و يُنْزِلُ‏ «10» اللَّهُ‏ «11» بِهِ الْقَطْرَ «12»، و يَرْحَمُ بِهِ الْعِبَادَ، خَيْرُ «13» كَهْلٍ‏ «14»، و خَيْرُ نَاشِىً، قَوْلُهُ حُكْمٌ، و صَمْتُهُ عِلْمٌ، يُبَيِّنُ لِلنَّاسِ مَا يَخْتَلِفُونَ‏

______________________________

 (1). في «بح»:-/ «منه».

 (2). «الغوث»: اسم من أغاثه إغاثةً، إذا أعانه و نصره. و الغياث اسم من أغاثه، إذا كشف شدّته. راجع: المصباح المنير، ص 455 (غوث).

 (3). في «بح» و الوافي: «حكمها».

 (4). «الناشِئ»، من نشأ الصبيّ يَنْشَأ نَشْأً، إذا كبر و شَبَّ و أيْفَعَ، أي ناهز البلوغ و لم يتكامل، و حقيقته الذي ارتفع عن حدّ الصبا و قرب من الإدراك من قولهم: نشأ السحاب، إذا ارتفع. راجع: النهاية، ج 5، ص 51؛ المغرب، ص 451 (نشأ).

 (5). يقال: حَقَنْتُ لَهُ دَمَهُ، إذا منعت من قتله و إراقته. النهاية، ج 1، ص 416 (حقن).

 (6). «يَلُمُّ»، أي يجمع، من اللَمّ، مصدر لَمَّ الشي‏ءَ يَلُمُّهُ لَمّاً، أي جمعه و أصلحه. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 547 (لمم).

 (7). «الشَعْثُ» و «الشَعَثُ»: انتشار الأمر و خَلَلُهُ. يقال: لَمَّ اللَّه شَعَثَهُ، أي جمع ما تفرّق من اموره و أصلحه. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 160 (شعث).

 (8). «الشَعْب»: الشقّ في الشي‏ء، و إصلاحه أيضاً الشَعْبُ. تقول: شعبتُ الشي‏ءَ: فرّقته، و شعبتُه: جمعته، و هو من الأضداد. تقول: التَأَمَ شَعْبُهُمْ، إذا اجتمعوا بعد التفرّق، و تفرّق شَعْبُهُمْ، إذا تفرّقوا بعد الاجتماع. راجع: الصحاح، ج 1، ص 156 (شعب).

 (9). «الصَدْع»: الشَقّ و التفرّق، فالمعنى يجمع به التفرّق. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1241 (صدع).

 (10). في «ب، بر»: «ينزّل».

 (11). في «ف، بف»:-/ «اللَّه».

 (12). قال الجوهري: «القَطْر: المطر. و القَطْر: جمع قَطْرَةٍ». الصحاح، ج 2، ص 795 (قطر).

 (13). في شرح المازندراني: «و خير».

 (14). قال ابن الأثير: «الكَهْلُ من الرجال: من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين. و قيل: من ثلاث و ثلاثين إلى تمام الخمسين». قال المازندراني: «و يحتمل أن يراد بالكهل هاهنا الحليم الحكيم العاقل، من باب الكناية» راجع: النهاية، ج 4، ص 213 (كهل)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 172.

80
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فِيهِ، و يَسُودُ عَشِيرَتَهُ‏ «1» مِنْ قَبْلِ أَوَانِ حُلُمِهِ‏ «2»».

فَقَالَ لَهُ أَبِي: بِأَبِي‏ «3» أَنْتَ‏ «4» و أُمِّي، و هَلْ وُلِدَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، و مَرَّتْ بِهِ سِنُونَ».

قَالَ يَزِيدُ: فَجَاءَنَا مَنْ لَمْ نَسْتَطِعْ مَعَهُ كَلَاماً، قَالَ يَزِيدُ: فَقُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

فَأَخْبِرْنِي أَنْتَ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُوكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «5» لِي: «نَعَمْ، إِنَّ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ فِي زَمَانٍ لَيْسَ هذَا زَمَانَهُ».

فَقُلْتُ لَهُ: فَمَنْ يَرْضى‏ مِنْكَ بِهذَا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ.

قَالَ: فَضَحِكَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ضَحِكاً شَدِيداً، ثُمَّ قَالَ: «أُخْبِرُكَ يَا أَبَا عُمَارَةَ، إِنِّي خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي، فَأَوْصَيْتُ إِلَى ابْنِي فُلَانٍ‏ «6»، و أَشْرَكْتُ مَعَهُ بَنِيَّ فِي الظَّاهِرِ، وَ أَوْصَيْتُهُ فِي الْبَاطِنِ، فَأَفْرَدْتُهُ و حْدَهُ، و لَوْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَيَّ لَجَعَلْتُهُ فِي الْقَاسِمِ ابْنِي؛ لِحُبِّي إِيَّاهُ، و رَأْفَتِي‏ «7» عَلَيْهِ، و لكِنْ ذلِكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ، يَجْعَلُهُ حَيْثُ يَشَاءُ، و لَقَدْ جَاءَنِي بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «8»، ثُمَّ أَرَانِيهِ، و أَرَانِي مَنْ يَكُونُ مَعَهُ؛ و كَذلِكَ لَايُوصى‏

______________________________

 (1). «العَشِيرَة»: اسم لكلّ جماعة من أقارب الرجل الذين يتكثّر بهم، أي يصيرون له بمنزلة العدد الكامل، و ذلك أنّ العشرة هو العدد الكامل. أو هي أقاربه القريبة الذين يعاشرونه و يعاشرهم من العِشْرَة بمعنى الصحبة. راجع: المفردات للراغب، ص 567؛ النهاية، ج 3، ص 240 (عشر).

 (2). «الحُلْم»: الجماع في النوع، و الاسم: الحُلُمْ. أو الحِلْم بمعنى الأناة و العقل. و عليهما فهو كناية عن البلوغ الذي يكون للناس؛ فإنّ الإمام لا يحتلم و هو الكامل عند الولادة بل قبلها. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1445 (حلم)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 351.

 (3). لم يرد «أبي» في بعض النسخ على ما نقله المجلسي في مرآة العقول.

 (4). في «ف»:-/ «أنت».

 (5). في «ه»: «قال».

 (6). في البحار:+/ «يعني عليّاً الرضا عليه السلام».

 (7). قال الجوهري: «الرأفة: أشدّ الرحمة». و قال ابن الأثير: «الرأفة أرقّ من الرحمة، و لا تكاد تقع في الكراهة، و الرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة». راجع: الصحاح، ج 4، ص 1362؛ النهاية، ج 2، ص 176 (رأف).

 (8). في «ب»:+/ «و جدّي عليّ صلوات اللَّه عليه و آله». و في حاشية «ض» و البحار:+/ «و جدّي عليّ ف صلوات اللَّه عليه». و قال في الوافي: «هذا المجي‏ء و الإراءة يجوز أن يكونا في المنام، و أن يكونا في اليقظة؛ لأنّ للأرواح الكاملة أن يتمثّلوا في صور أبدانهم عياناً لمن شاؤوا في هذه النشأة الدنياويّة».

81
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

إِلى‏ أَحَدٍ مِنَّا حَتّى‏ يَأْتِيَ بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و جَدِّي عَلِيٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، و رَأَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خَاتَماً و سَيْفاً و عَصًا و كِتَاباً و عِمَامَةً، فَقُلْتُ: مَا هذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟

فَقَالَ لِي: أَمَّا الْعِمَامَةُ، فَسُلْطَانُ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ؛ و أَمَّا السَّيْفُ، فَعِزُّ «1» اللَّهِ تَبَارَكَ و تَعَالى‏؛ وَ أَمَّا الْكِتَابُ، فَنُورُ اللَّهِ تَبَارَكَ و تَعَالى‏؛ و أَمَّا الْعَصَا، فَقُوَّةُ اللَّهِ؛ و أَمَّا الْخَاتَمُ، فَجَامِعُ هذِهِ الْأُمُورِ.

ثُمَّ قَالَ لِي: و الْأَمْرُ قَدْ خَرَجَ مِنْكَ إِلى‏ غَيْرِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرِنِيهِ أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَا رَأَيْتُ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَحَداً أَجْزَعَ‏ «2» عَلى‏ فِرَاقِ هذَا الْأَمْرِ مِنْكَ‏ «3»، و لَوْ كَانَتِ الْإِمَامَةُ «4» بِالْمَحَبَّةِ، لَكَانَ إِسْمَاعِيلُ أَحَبَّ إِلى‏ أَبِيكَ مِنْكَ، و لكِنْ ذلِكَ‏ «5» مِنَ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَ رَأَيْتُ وُلْدِي جَمِيعاً: الْأَحْيَاءَ مِنْهُمْ و الْأَمْوَاتَ، فَقَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: هذَا سَيِّدُهُمْ- و أَشَارَ إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ- فَهُوَ مِنِّي، و أَنَا مِنْهُ، و اللَّهُ مَعَ الْمُحْسِنِينَ».

قَالَ يَزِيدُ: ثُمَّ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا يَزِيدُ، إِنَّهَا و دِيعَةٌ عِنْدَكَ، فَلَا تُخْبِرْ بِهَا إِلَّا عَاقِلًا، أَوْ «6» عَبْداً تَعْرِفُهُ صَادِقاً، و إِنْ سُئِلْتَ عَنِ الشَّهَادَةِ، فَاشْهَدْ بِهَا، و هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها» «7» و قَالَ لَنَا أَيْضاً: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ‏

______________________________

 (1). قال ابن الأثير: «في أسماء اللَّه تعالى: العزيز، هو الغالب القويّ الذي لا يُغلب. و العِزّ في الأصل: القوّةوالشدّة و الغلبة». النهاية، ج 3، ص 228 (عزز).

 (2). في «ف»:+/ «منك».

 (3). في «ف»:-/ «منك». و قال في الوافي: «و ذلك لأنّه عليه السلام كان يحبّ أن يجعله في القاسم، كما صرّح به».

 (4). في «ه»:-/ «الإمامة».

 (5). في البحار:-/ «ذلك».

 (6). في «ج، ه، ف، بس، بف»: «و».

 (7). النساء (4): 58.

82
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ‏» «1»».

قَالَ: فَقَالَ‏ «2» أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «فَأَقْبَلْتُ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقُلْتُ: قَدْ جَمَعْتَهُمْ لِي- بِأَبِي أَنْتَ‏ «3» و أُمِّي- فَأَيُّهُمْ هُوَ «4»؟ فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ، و يَسْمَعُ بِفَهْمِهِ، و يَنْطِقُ بِحِكْمَتِهِ، يُصِيبُ فَلَا يُخْطِئُ‏ «5»، و يَعْلَمُ فَلَا يَجْهَلُ، مُعَلَّماً حُكْماً «6» وَ عِلْماً، هُوَ هذَا- و أَخَذَ «7» بِيَدِ عَلِيٍّ ابْنِي- ثُمَّ قَالَ: مَا أَقَلَّ مُقَامَكَ مَعَهُ! فَإِذَا رَجَعْتَ مِنْ سَفَرِكَ فَأَوْصِ، و أَصْلِحْ أَمْرَكَ، و افْرُغْ مِمَّا أَرَدْتَ؛ فَإِنَّكَ مُنْتَقِلٌ‏ «8» عَنْهُمْ، و مُجَاوِرٌ غَيْرَهُمْ، فَإِذَا أَرَدْتَ‏ «9» فَادْعُ عَلِيّاً فَلْيُغَسِّلْكَ و لْيُكَفِّنْكَ؛ فَإِنَّهُ طُهْرٌ «10» لَكَ، و لَا «11» يَسْتَقِيمُ‏ «12» إِلَّا ذلِكَ‏ «13»، وَ ذلِكَ سُنَّةٌ قَدْ مَضَتْ؛ فَاضْطَجِعْ بَيْنَ يَدَيْهِ، و صُفَّ إِخْوَتَهُ خَلْفَهُ‏ «14» و عُمُومَتَهُ‏ «15»، و مُرْهُ‏

______________________________

 (1). البقرة (2): 140.

 (2). في «ب»: «و قال».

 (3). هكذا في «ب، ض، بر». و في المطبوع و سائر النسخ:-/ «أنت».

 (4). في «بس»: «حقّ».

 (5). في «ض، ف، ه، بح، بس»: «و لا يخطئ».

 (6). في «بر»: «حِكَماً».

 (7). في «بح»: «فأخذ».

 (8). في «ج»: «مستقلّ».

 (9). في مرآة العقول: «و يمكن أن يقرأ: ارِدْتُ على بناء المجهول، أي أرادك الرشيد لأن يأخذك». و في الوافي: «يعني إذا أردت مفارقتهم في السفر الأخير متوجّهاً من مدينة إلى بغداد».

 (10). في «بس» و شرح المازندراني: «ظهر». و في الوافي: «فإنّه طهر لك، أي تغسيله إيّاك في حياتك طهر لك من غير حاجة إلى تغسيل آخر بعد موتك».

 (11). في «بح»: «فلا».

 (12). في حاشية «بح»:+/ «له».

 (13). في مرآة العقول: «و يرد عليه أنّه ينافي ما سيأتي من أنّ الرضا عليه السلام حضر غسل و الده صلوات اللَّه عليهما في بغداد. و يمكن أن يكون هذا لرفع شبهة من لم يطّلع على حضوره عليه السلام، أو يكون يلزم الأمران جميعاً في الإمام الذي يعلم أنّه يموت في بلد آخر غير بلد و لده».

 (14). في الوافي: «صفّ إخوته خلفه، جملة اسميّة حاليّة».

 (15). في حاشية بدرالدين: «و صفّ إخوته و بني عمومته».

83
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فَلْيُكَبِّرْ عَلَيْكَ تِسْعاً «1»؛ فَإِنَّهُ قَدِ اسْتَقَامَتْ و صِيَّتُهُ، و و لِيَكَ‏ «2» و أَنْتَ حَيٌّ، ثُمَّ اجْمَعْ لَهُ وُلْدَكَ مِنْ بَعْدِهِمْ‏ «3»، فَأَشْهِدْ عَلَيْهِمْ، و أَشْهِدِ اللَّهَ عَزَّ و جَلَ‏ «4»، و كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً».

قَالَ يَزِيدُ: ثُمَّ قَالَ لِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنِّي أُؤْخَذُ فِي هذِهِ السَّنَةِ، و الْأَمْرُ هُوَ إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ، سَمِيِّ عَلِيٍ‏ «5» و عَلِيٍّ: فَأَمَّا عَلِيٌ‏ «6» الْأَوَّلُ، فَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَمَّا الْآخِرُ، فَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، أُعْطِيَ فَهْمَ الْأَوَّلِ و حِلْمَهُ و نَصْرَهُ و وُدَّهُ و دِينَهُ‏ «7» و مِحْنَتَهُ‏ «8» وَ مِحْنَةَ الْآخِرِ، و صَبْرَهُ عَلى‏ مَا يَكْرَهُ، و لَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِ هَارُونَ بِأَرْبَعِ سِنِينَ».

ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا يَزِيدُ، و إِذَا مَرَرْتَ بِهذَا الْمَوْضِعِ، و لَقِيتَهُ‏ «9»- و سَتَلْقَاهُ‏ «10»- فَبَشِّرْهُ أَنَّهُ سَيُولَدُ لَهُ غُلَامٌ أَمِينٌ مَأْمُونٌ مُبَارَكٌ، و سَيُعْلِمُكَ‏ «11» أَنَّكَ قَدْ لَقِيتَنِي، فَأَخْبِرْهُ عِنْدَ ذلِكَ أَنَّ الْجَارِيَةَ الَّتِي يَكُونُ مِنْهَا هذَا الْغُلَامُ جَارِيَةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مَارِيَةَ جَارِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏

______________________________

 (1). الظاهر أنّ المراد من التسع الخمسة التي في مذهبنا و الأربعة التي في مذهب المخالف، أو الظاهر أنّ التسع‏تكبيرات من خصائصهم عليهم السلام. و قيل غير ذلك. راجع: حاشية بدرالدين، ص 206؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 176؛ مرآة العقول، ج 3، ص 355.

 (2). في «ب، ج، ه» و حاشية بدرالدين: «و وليّك».

 (3). في «ج، ض، ف، بر» و الوافي و مرآة العقول: «من تعدّهم». و قال في الوافي: «من تَعُدّهم: من تعتني بشأنهم؛ من التعداد». و في شرح المازندراني: «و ضبطه بعض الناظرين بضمّ الباء، أي من كان بعيداً، و الظاهر أنّه تصحيف». و في مرآة العقول: «و في بعض النسخ بالباء الموحّدة بصيغة الاسم فكأنّه بالضمّ».

 (4). في «ه»:+/ «عليهم».

 (5). «سميّ عليّ»، أي المسمّى باسمه. تقول: هو سَمِيُّ فلان إذا و افق اسمُه اسمَه، كما تقول: هو كَنِيُّهُ. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 402 (سما).

 (6). في «ب»:-/ «عليّ».

 (7). في الغيبة: «ذمّته».

 (8). في «ب»: «محبّته». و في الإرشاد: «حلمه و نصره و ورعه و وِرْدَه و دينه» بدل «حلمه و نصره و وُدّه و دينه و محنته». و قال الجوهري: «المِحْنَة: و احدة المِحَنْ التي يُمْتَحن بها الإنسان من بَليّة». الصحاح، ج 6، ص 220 (محن).

 (9). في «ه»: «فلقيته».

 (10). في «ج»: «و ستلقّاه».

 (11). في «ج» و حاشية «بح»: «و سيعلم».

84
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

أُمِّ إِبْرَاهِيمَ، فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُبَلِّغَهَا «1» مِنِّي السَّلَامَ، فَافْعَلْ».

قَالَ يَزِيدُ: فَلَقِيتُ بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَبَدَأَنِي، فَقَالَ لِي: «يَا يَزِيدُ، مَا تَقُولُ فِي الْعُمْرَةِ؟» فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي، ذلِكَ إِلَيْكَ، و مَا عِنْدِي نَفَقَةٌ «2»، فَقَالَ:

 «سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا كُنَّا نُكَلِّفُكَ و «3» لَانَكْفِيكَ‏ «4»» فَخَرَجْنَا حَتّى‏ انْتَهَيْنَا إِلى‏ ذلِكَ الْمَوْضِعِ، فَابْتَدَأَنِي، فَقَالَ: «يَا يَزِيدُ، إِنَّ هذَا الْمَوْضِعَ كَثِيراً مَا لَقِيتَ فِيهِ جِيرَتَكَ‏ «5» و عُمُومَتَكَ» قُلْتُ: نَعَمْ، ثُمَ‏ «6» قَصَصْتُ عَلَيْهِ الْخَبَرَ، فَقَالَ لِي: «أَمَّا الْجَارِيَةُ، فَلَمْ تَجِئْ بَعْدُ، فَإِذَا جَاءَتْ بَلَّغْتُهَا «7» مِنْهُ السَّلَامَ» فَانْطَلَقْنَا «8» إِلى‏ مَكَّةَ، فَاشْتَرَاهَا فِي تِلْكَ السَّنَةِ، فَلَمْ تَلْبَثْ‏ «9» إِلَّا قَلِيلًا حَتّى‏ حَمَلَتْ، فَوَلَدَتْ ذلِكَ الْغُلَامَ.

قَالَ يَزِيدُ: و كَانَ إِخْوَةُ عَلِيٍّ يَرْجُونَ أَنْ يَرِثُوهُ، فَعَادُونِي إِخْوَتُهُ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ، فَقَالَ لَهُمْ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ: و اللَّهِ‏ «10»، لَقَدْ رَأَيْتُهُ و إِنَّهُ لَيَقْعُدُ مِنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ بِالْمَجْلِسِ الَّذِي لَا أَجْلِسُ فِيهِ أَنَا. «11»

831/ 15. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيُّ و عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ه، بس، بف»: «تبلغها»، أي من الإفعال.

 (2). في «ف، بر»: «تفقّه».

 (3). الواو عاطفة أو حاليّة.

 (4). في مرآة العقول: «و لا تكفيك».

 (5). في «ج»: «خيرتك». و «الجِيرَة»: جمع الجار بمعنى المجاور. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 524 (جور).

 (6). في «ف»: «قد».

 (7). «بلّغتُها» بصيغة المتكلّم، و يحتمل فيه الخطاب أيضاً.

 (8). في «ف»: «فانطلقت». و «فانطلقنا إلى مكّة»، أي ذهبنا إليها. راجع: المصباح المنير، ص 376 (طلق).

 (9). في «ف، بس، بف»: «فلم يلبث».

 (10). في شرح المازندراني: «عمّ الرضا عليه السلام» بدل «و اللَّه».

 (11). الإرشاد، ج 2، ص 252، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 40، ح 19، عن الكليني، من قوله: «إنّي اؤْخذ في هذه السنة» إلى قوله: «و صبره على ما يكره». عيون الأخبار، ج 1، ص 23، ح 9، بسنده عن أبي الحكم الأرمني، إلى قوله: «ليس له أن يتكلّم إلّابعد موت هارون بأربع سنين» الوافي، ج 2، ص 361، ح 844؛ البحار، ج 48، ص 310، و فيه من قوله: «قال: اخبرك يا أبا عمارة» إلى قوله: «و لكن ذلك من اللَّه عزّ و جلّ».

85
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

لَمَّا أَوْصى‏ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَشْهَدَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيَّ، و إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيَّ، و إِسْحَاقَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، و جَعْفَرَ بْنَ صَالِحٍ، و مُعَاوِيَةَ الْجَعْفَرِيَّ، وَ يَحْيَى بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ «1» بْنِ عَلِيٍّ، و سَعْدَ بْنَ عِمْرَانَ‏ «2» الْأَنْصَارِيَّ، و مُحَمَّدَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيَّ، و يَزِيدَ بْنَ سَلِيطٍ الْأَنْصَارِيَّ، و مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ «3» بْنِ سَعْدٍ الْأَسْلَمِيَّ- و هُوَ كَاتِبُ الْوَصِيَّةِ الْأُولى‏ «4»- أَشْهَدَهُمْ أَنَّهُ «يَشْهَدُ أَنْ لَاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ و حْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ و رَسُولُهُ، و أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَارَيْبَ فِيهَا، و أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، و أَنَّ الْبَعْثَ بَعْدَ الْمَوْتِ حَقٌّ، و أَنَّ الْوَعْدَ حَقٌّ، و أَنَّ الْحِسَابَ حَقٌ‏ «5»، و الْقَضَاءَ حَقٌّ، و أَنَ‏ «6» الْوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ حَقٌّ، و أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَقٌّ، و أَنَّ مَا نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ حَقٌّ، عَلى‏ ذلِكَ أَحْيَا، و عَلَيْهِ أَمُوتُ، و عَلَيْهِ أُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

وَ أَشْهَدَهُمْ أَنَّ «هذِهِ‏ «7» و صِيَّتِي بِخَطِّي، و قَدْ نَسَخْتُ و صِيَّةَ جَدِّي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و و صِيَّةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَبْلَ ذلِكَ، نَسَخْتُهَا حَرْفاً بِحَرْفٍ، و و صِيَّةَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلى‏ «8» مِثْلِ ذلِكَ، و إِنِّي قَدْ أَوْصَيْتُ إِلى‏ عَلِيٍّ، وَ بَنِيَ‏ «9» بَعْدُ مَعَهُ إِنْ شَاءَ و آنَسَ‏ «10»

______________________________

 (1). في «بس، بف»: «يزيد». و الظاهر أنّه سهو، و يحيى هذا هو يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين‏المعدود من أصحاب موسى بن جعفر عليه السلام المذكور في كتب الأنساب، راجع: تهذيب الأنساب، ص 190؛ رجال الطوسي، ص 346، الرقم 5170.

 (2). في «ف»: «عمّارة».

 (3). في «ج، ض، ف، بر، بف» و حاشية «بح» و البحار: «جعد».

 (4). في «ه»:-/ «و هو كاتب الوصيّة الاولى».

 (5). في «ب، بس، بف»:-/ «حقّ».

 (6). في الوافي:-/ «أنّ».

 (7). في «ب»: «هذا».

 (8). في «ج»: «بن عليّ».

 (9). في مرآة العقول: «بَنِىَّ، عطف على عليّ ... و قيل: «بَنِيّ» مبتدأ، و «معه» خبر. أي هم ساكنون معه إلى الآن في‏داري إن شاء يبقيهم في الدار، و إن شاء يخرجهم منها».

 (10). يقال: آنس شيئاً، أي أبصر و رأى شيئاً لم يعهده. يقال: آنستُ منه كذا، أي علمتُ. راجع: النهاية، ج 1، ص 74 (أنس).

86
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

مِنْهُمْ رُشْداً «1» و أَحَبَّ أَنْ يُقِرَّهُمْ‏ «2»، فَذَاكَ لَهُ، و إِنْ كَرِهَهُمْ و أَحَبَّ أَنْ يُخْرِجَهُمْ، فَذَاكَ لَهُ، وَ لَاأَمْرَ لَهُمْ مَعَهُ.

وَ أَوْصَيْتُ إِلَيْهِ بِصَدَقَاتِي و أَمْوَالِي و مَوَالِيَّ و صِبْيَانِيَ الَّذِينَ خَلَّفْتُ و وُلْدِي‏ «3»، وَ إِلى‏ إِبْرَاهِيمَ‏ «4» و الْعَبَّاسِ و قَاسِمٍ و إِسْمَاعِيلَ‏ «5» و أَحْمَدَ و أُمِّ أَحْمَدَ «6»، و إِلى‏ عَلِيٍّ أَمْرُ نِسَائِي دُونَهُمْ، و ثُلُثُ صَدَقَةِ «7» أَبِي و ثُلُثِي، يَضَعُهُ حَيْثُ يَرى‏، و يَجْعَلُ فِيهِ‏ «8» مَا يَجْعَلُ ذُو الْمَالِ فِي مَالِهِ‏ «9»، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَبِيعَ أَوْ يَهَبَ أَوْ يَنْحَلَ‏ «10» أَوْ يَتَصَدَّقَ بِهَا عَلى‏ مَنْ سَمَّيْتُ لَهُ و عَلى‏ غَيْرِ مَنْ سَمَّيْتُ، فَذَاكَ‏ «11» لَهُ.

______________________________

 (1). «الرُشد»: الصلاح، و هو خلاف الغيّ و الضَلال، و هو إصابة الحقّ. راجع: المصباح المنير، ص 227 (رشد).

 (2). في «ه»: «و أحبّ إقرارهم». و في «بس»: «أن يقرّ بهم».

 (3). «و وُلْدِي»، قال الفيض: «أي أوصيت إليه مع وُلدي، أوْ و إلى وُلدي فيكون «إلى إبراهيم» بدلًا من وُلدي بتقدير «إلى»، و الأظهر تقديم «إلى» على «وُلْدي» و أنّه اشتبه على النسّاخ». و قال المجلسي: «و قيل: و وُلْدي أي و سائر وُلدي، و «إلى» بمعنى حتّى».

 (4). هكذا في «ه» و العيون. و في أكثر النسخ و المطبوع: «إلى إبراهيم» بدون الواو. و قال المازندراني: «لعلّ‏المراد: أوصيت إلى إبراهيم، فهو عطف على «إليه» بحذف العاطف، و في كتاب العيون: و إلى إبراهيم، و هو الأظهر». قال المجلسي: «و هو الأصوب». راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 180؛ مرآة العقول، ج 3، ص 360.

 (5). في «ف»: «إسماعيل و قاسم».

 (6). في مرآة العقول: «و امّ أحمد، عطف على صدقاتي».

 (7). «ثُلْثُ صدقة أبي» مبتدأ، و الخبر «يضعه»، أو عطف على «أمرُ نسائي» و «ثلثي» مبتدأ و «يضعه» خبره.

 (8). في «ف»: «فيها». و في حاشية «ف»: «منها». و قوله: «يَجْعل»، أي يصنع. يقال: جعلتُ الشي‏ءَ، أي صَنَعْتُهُ. راجع: المصباح المنير، ص 102 (جعل).

 (9). في «ه»:+/ «إن أحبّ أن يغيّر بعض ما ذكرت في كتابي فذاك إليه، و إن كره ذلك فهو إليه، يفعل فيه ما يفعل ذوالمال في ماله».

 (10). «يَنْحَلَ»، من النُحْل، و هي العطيّة ابتداءً من غير عِوَض و لا استحقاق، قال الراغب: النِحْلَةُ و النَحْلَةُ: عطيّة على سبيل التبرّع، و هو أخصّ من الهبة؛ إذ كلّ هبة نحلة و ليس كلّ نحلة هبة. راجع: المفردات للراغب، ص 795؛ النهاية، ج 5، ص 29 (نحل).

 (11). في «بس» و حاشية «بح»: «فذلك».

87
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

وَ هُوَ أَنَا فِي و صِيَّتِي فِي مَالِي و فِي أَهْلِي و وُلْدِي، و إِنْ يَرى‏ «1» أَنْ يُقِرَّ إِخْوَتَهُ- الَّذِينَ سَمَّيْتُهُمْ فِي‏ «2» كِتَابِي هذَا- أَقَرَّهُمْ؛ و إِنْ كَرِهَ، فَلَهُ أَنْ يُخْرِجَهُمْ غَيْرَ مُثَرَّبٍ‏ «3» عَلَيْهِ وَ لَامَرْدُودٍ؛ فَإِنْ آنَسَ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي فَارَقْتُهُمْ‏ «4» عَلَيْهِ، فَأَحَبَّ أَنْ يَرُدَّهُمْ فِي و لَايَةٍ «5»، فَذَاكَ لَهُ؛ و إِنْ أَرَادَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يُزَوِّجَ أُخْتَهُ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ و أَمْرِهِ، فَإِنَّهُ أَعْرَفُ بِمَنَاكِحِ قَوْمِهِ.

وَ أَيُّ سُلْطَانٍ أَوْ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ كَفَّهُ‏ «6» عَنْ شَيْ‏ءٍ، أَوْ حَالَ بَيْنَهُ و بَيْنَ شَيْ‏ءٍ- مِمَّا ذَكَرْتُ فِي كِتَابِي هذَا- أَوْ أَحَدٍ «7» مِمَّنْ ذَكَرْتُ‏ «8»، فَهُوَ مِنَ اللَّهِ و مِنْ‏ «9» رَسُولِهِ بَرِي‏ءٌ، و اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْهُ بُرَآءُ «10»، و عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ و غَضَبُهُ، و لَعْنَةُ اللَّاعِنِينَ و الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ النَّبِيِّينَ و الْمُرْسَلِينَ و جَمَاعَةِ الْمُؤْمِنِينَ، و لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ السَّلَاطِينِ أَنْ يَكُفَّهُ‏ «11»

______________________________

 (1). في «ف، ه، بح، بف» و حاشية «ج» و الوافي و مرآة العقول و البحار: «رأى».

 (2). في «ف، ه» و حاشية «ض» و الوافي:+/ «صدر».

 (3). في «بس، بف»: «مثرب». أي من الإفعال. و قوله: «غير مُثرَّب عليه»، من التثريب، و هو كالتأنيب و التعيير و الاستقصاء في اللَوْم. قال الأصمعي: ثَرَّبْتُ عليه و عَرَّبْتُ عليه بمعنى، إذا قبّحتَ عليه فِعْلَه. راجع: الصحاح، ج 1، ص 92 (ثرب).

 (4). في مرآة العقول: «و ربّما يقرأ: فارَقَتْهُمْ بصيغة الغائبة، بأن يكون الضمير المستتر راجعاً إلى المعيشة من‏الصدقة».

 (5). «الوِلاية» و «الوَلاية» نحوُ الدِلالة و الدَلالة، و حقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب، ص 885 (ولى).

 (6). في «ه» و حاشية «ف» و العيون: «كشفه». و في شرح المازندراني: «و في كتاب العيون و في بعض نسخ هذاالكتاب: كشفه عن شي‏ء، بالشين المعجمة، و لعلّ المراد كشف العيوب في تصرّفاته، و أمّا بالسين المهملة بمعنى القطع فالظاهر أنّه تصحيف».

 (7). في «بر»: «أخذ».

 (8). في «ف»:-/ «أو أحد ممّن ذكرت».

 (9). في البحار:-/ «من».

 (10). هكذا في «ض، بر» و شرح المازندراني. و في المطبوع: «بِراء» و هو أيضاً جمع بري‏ء. و في العيون: «بريئان». و في مرآة العقول: «و في نسخ الكتاب ... بَرآء، بفتح الباء و الراء و المدّ. قال في القاموس: أنا برآءُ منه، لا يثنّى و لا يجمع و لا يؤنَّث». و راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 96 (برأ).

 (11). في «ه»: «أن يكشفوا». و في شرح المازندراني: «و في بعض النسخ: أن يكشفه بالشين المعجمة بدلَ أن‏يكفّه».

88
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

عَنْ شَيْ‏ءٍ، و لَيْسَ لِي عِنْدَهُ تَبِعَةٌ و لَاتِبَاعَةٌ «1»، و لَالِأَحَدٍ مِنْ وُلْدِي لَهُ‏ «2» قِبَلِي مَالٌ؛ وَ هُوَ «3» مُصَدَّقٌ فِيمَا ذَكَرَ، فَإِنْ أَقَلَ‏ «4» فَهُوَ أَعْلَمُ؛ و إِنْ أَكْثَرَ فَهُوَ الصَّادِقُ‏ «5» كَذلِكَ.

وَ إِنَّمَا أَرَدْتُ بِإِدْخَالِ الَّذِينَ أَدْخَلْتُهُمْ‏ «6» مَعَهُ مِنْ وُلْدِي التَّنْوِيهَ‏ «7» بِأَسْمَائِهِمْ، وَ التَّشْرِيفَ لَهُمْ؛ و أُمَّهَاتُ أَوْلَادِي مَنْ أَقَامَتْ‏ «8» مِنْهُنَّ فِي مَنْزِلِهَا و حِجَابِهَا، فَلَهَا مَا كَانَ يَجْرِي عَلَيْهَا فِي حَيَاتِي إِنْ رَأى‏ ذلِكَ، و مَنْ خَرَجَتْ مِنْهُنَّ إِلى‏ زَوْجٍ، فَلَيْسَ لَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلى‏ «9» مَحْوَايَ‏ «10» إِلَّا أَنْ يَرى‏ عَلِيٌّ غَيْرَ ذلِكَ، و بَنَاتِي بِمِثْلِ ذلِكَ، و لَايُزَوِّجُ بَنَاتِي أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِنَّ مِنْ أُمَّهَاتِهِنَّ و لَاسُلْطَانٌ و لَاعَمٌّ إِلَّا بِرَأْيِهِ و مَشُورَتِهِ‏ «11»، فَإِنْ فَعَلُوا غَيْرَ ذلِكَ، فَقَدْ خَالَفُوا اللَّهَ و رَسُولَهُ، و جَاهَدُوهُ فِي مُلْكِهِ، و هُوَ أَعْرَفُ بِمَنَاكِحِ قَوْمِهِ، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ زَوَّجَ، و إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْرُكَ تَرَكَ.

______________________________

 (1). «التَبِعَةُ» و «التِباعةُ»: اسم الشي‏ء الذي لك فيه بُغْيَة شِبه ظُلامة و نحو ذلك، أو هما ما اتّبعتَ به صاحبَك من‏ظُلامة و نحوها، أو ما يتبع المالَ من نوائب الحقوق، و هو من تَبِعْتُ الرجلَ بحقّي. فهما بمعنى و احد. نعم نقل المجلسي عن بعضٍ الفرقَ بأنّ التَبِعَةَ ما تطلبه من غيرك من حقّ تريد أن تستوفيه منه. و التِباعَة: الحقّ الذي لك على غيرك و لا تريد أن تستوفيه منه. ثمّ قال: «و التَّباعَةُ بالفتح مصدر تبعه إذا مشى خلفه، و هو مناسب». راجع: لسان العرب، ج 8، ص 30 (تبع).

 (2). في «بر» و شرح المازندراني و الوافي: «و له».

 (3). هكذا في «ب، ج، ض، ف، ه، و، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار. و في المطبوع: «فهو».

 (4). «أقلَّ»، أي أظهر المال قليلًا، أو أعطى حَقَّهم قليلًا، من قولهم: أقلّه و أقلّ منه، أي جعله قليلًا و صادفه قليلًا، و أقلّ: أتى بقليل. و كذلك أكْثَرَ. راجع: لسان العرب، ج 5، ص 132 (كثر)؛ و ج 11، ص 563 (قلل).

 (5). في «ب»:-/ «الصادق».

 (6). في «ف، ه، بر» و حاشية «بح» و البحار: «أدخلت».

 (7). قال الجوهري: «نَوَّهْتُهُ تنويهاً، إذا رفعتَه. و نوّهتُ باسمه، إذا رفعت ذكره». الصحاح، ج 6، ص 2254 (نوه).

 (8). في «ه»: «أقام».

 (9). «فى البحار»:-/ «إلى».

 (10). «المَحْوَى»: اسم مكان من حَوَى الشي‏ءَ يَحْويه، أي جمعه و ضمّه، مثل الحِواء و هو اسم المكان الذي يحوي الشي‏ءَ، أي يجمعه و يضمّه. قرأه الفيض و المجلسي: مُحَوّاي. و الحِواء و المُحَوّى كلاهما جماعة بيوت الناس إذا تدانت، و هي من الوَبَر. و الجمع: الأحوِية. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 208- 210 (حوا).

 (11). «و مَشُورَته» أي بأمره، من أشار عليه بأمر كذا: أمره به، و هي الشُورى و المَشُورَة، بضمّ الشين، مَفْعُلَة و لاتكون مَفْعُولَة؛ لأنّها مصدر، و المصادر لا تجي‏ء على مثال مفعولة، و إن جاءت على مثال مفعول. و كذلك المَشْوَرَةُ. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 437 (شور).

89
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

وَ قَدْ أَوْصَيْتُهُنَّ بِمِثْلِ مَا ذَكَرْتُ فِي‏ «1» كِتَابِي هذَا، و جَعَلْتُ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- عَلَيْهِنَّ شَهِيداً، و هُوَ و أُمُّ أَحْمَدَ «2»؛ و لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْشِفَ و صِيَّتِي و لَايَنْشُرَهَا و هُوَ مِنْهَا «3» عَلى‏ غَيْرِ مَا ذَكَرْتُ و سَمَّيْتُ؛ فَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهِ، و مَنْ أَحْسَنَ فَلِنَفْسِهِ، و مَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ‏ «4» لِلْعَبِيدِ «5»، و صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ و «6» آلِهِ.

وَ لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْ سُلْطَانٍ و لَاغَيْرِهِ أَنْ يَفُضَ‏ «7» كِتَابِي هذَا الَّذِي خَتَمْتُ عَلَيْهِ الْأَسْفَلَ‏ «8»، فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ و غَضَبُهُ، و لَعْنَةُ اللَّاعِنِينَ و الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ‏ «9» و جَمَاعَةِ الْمُرْسَلِينَ و الْمُؤْمِنِينَ و «10» الْمُسْلِمِينَ، و عَلى‏ «11» مَنْ‏

______________________________

 (1). في «ف، ه»: «في صدر».

 (2). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول. و في المطبوع:+/ « [شاهدان‏]».

 (3). في «ه» و حاشية «بف»: «فيها».

 (4). في شرح المازندراني، ج 6، ص 183: «لعلّ المراد المبالغة في نفي الظلم لا نفي المبالغة فيه ...، و يمكن أيضاًأن يقال: كلّ صفة من صفات الواجب- جلّ شأنه- على و جه الكمال، فلو كان الظلم صفة له كان على و جه الكمال، و حيث لم يكن له ظلم على و جه الكمال لم يكن له ظلم أصلًا و إلّا لزم خلاف الفرض».

 (5). إشارة إلى الآية 46 من سورة فصّلت (41): «مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ».

 (6). هكذا في «ب، ج، ف، ه، و، بح، بر، بف» و الوافي. و في «ض، بس» و المطبوع:+/ «على». و احتمال صدور كلمة «على» عن المعصوم عليه السلام لتقيّة و حذفها من ناحية النسّاخ غير بعيد.

 (7). في «ف»: «يغضّ». و في «بح»: «يقصّ». و في «بف»: «ينقض». و «يَفُضَّ كتابي»، أي يكسر خَتْمَه و يفتحه، من‏الفَضّ بمعنى الكسر مع التفرقة. و قال المجلسي: «و قد يقرأ: يُفِضُّ، على بناء الإفعال للتعويض، أي يمكّن من الفضّ». راجع: لسان العرب، ج 7، ص 207 (فضض).

 (8). في شرح المازندراني: «قوله: الأسفل، بدل الكلّ من ضمير الغائب في «عليه»، و هو جائز. أو مفعول فيه‏بتقدير في»، و في مرآة العقول: «الأسفل صفة كتابي». و في الوافي: «أي ختمت على مطويّة الأسفل». و قال في كيفيّة هذا الختم في ذيل حديث آخر: «لعلّ الخواتيم كانت متفرّقة في مطاوي الكتاب بحيث نشرت طائفة من مطاويه، انتهى النشر إلى خاتم يمنع من نشر ما بعدها من المطاوي إلّاأن يفضّ الخاتم». راجع: الوافي، ج 2، ص 263، ح 741.

 (9). في «ب، ه»:-/ «المقرّبين».

 (10). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع: «من»، و هو مقتضى أعمّيّة المسلمين.

 (11). في «بد، جو، بل»: «علي». و قرأه في الوافي: عليّ اسماً، ثمّ قال: «يعني لا يفضّه غيره». و عدّه المجلسي ف في مرآة العقول ممكناً. ثمّ قال: «أي هو الذي يجوز أن يفضّ كتابي هذا». و هو بعيدٌ بقرينة «فضّ» الماضي.

90
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فَضَ‏ «1» كِتَابِي هذَا. و كَتَبَ و خَتَمَ‏ «2» أَبُو إِبْرَاهِيمَ و الشُّهُودُ، و صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ «3» آلِهِ‏ «4»».

قَالَ أَبُو الْحَكَمِ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيُ‏ «5»، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ، قَالَ:

كَانَ أَبُو عِمْرَانَ الطَّلْحِيُّ قَاضِيَ الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا مَضى‏ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدَّمَهُ إِخْوَتُهُ‏ «6» إِلَى الطَّلْحِيِّ الْقَاضِي، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسى‏: أَصْلَحَكَ اللَّهُ و أَمْتَعَ بِكَ‏ «7»، إِنَّ فِي أَسْفَلِ هذَا الْكِتَابِ كَنْزاً و جَوْهَراً، و يُرِيدُ أَنْ يَحْتَجِبَهُ و يَأْخُذَهُ دُونَنَا، و لَمْ يَدَعْ أَبُونَا- رَحِمَهُ اللَّهُ‏ «8»- شَيْئاً إِلَّا أَلْجَأَهُ إِلَيْهِ‏ «9»، و تَرَكَنَا عَالَةً «10»، و لَوْ لَاأَنِّي أَكُفُّ نَفْسِي، لَأَخْبَرْتُكَ بِشَيْ‏ءٍ عَلى‏ رُؤُوسِ‏

______________________________

 (1). في «بح»: «قصّ».

 (2). في مرآة العقول: «و كتب و ختم، هذا كلامه على سبيل الالتفات، أو كلام يزيد».

 (3). هكذا في «ض، بح، بر، بف» و الوافي. و في سائر النسخ و المطبوع:+/ «على». و صدوره لتقيّة غير بعيد.

 (4). في «ه»:+/ «الطيّبين».

 (5). هكذا في حاشية «بح، بف». و في «ألف، ب، ج، ض، و، بر، بس، بف» و المطبوع: «عبداللَّه بن آدم الجعفري». و في «ف، بح» و الوافي: «أبو عبد اللَّه بن آدم الجعفري».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد تقدّم الراوي في نفس الخبر بعنوان «عبد اللَّه بن إبراهيم الجعفري»، و في الخبر السابق بعنوان «عبد اللَّه بن إبراهيم بن عليّ بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب». و ذكر في كتب الأنساب و الرجال بعنوان «عبد اللَّه بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب». راجع: تهذيب الأنساب، ص 306؛ رجال النجاشي، ص 216، الرقم 562.

 (6). في شرح المازندراني: «قوله: قدمه إخوته، قَدَمه يقدمه من باب نصر، أي تقدّمه. و المراد إزعاجه إلى‏القاضي».

 (7). يقال: أمتعه اللَّه تعالى بكذا، أي أبقاه ليستمتع به. و يقال: أمتع اللَّه فلاناً بفلان إمتاعاً، أي أبقاه ليستمتع به فيمايحبّ من الانتفاع به و السرور بمكانه. و كذا متّعه. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 331 (متع).

 (8). في «ف»:+/ «الرحيم».

 (9). «ألجأه إليه»، أي أسنده إليه و جعله له. راجع: الصحاح، ج 1، ص 71 (لجأ).

 (10). «العالة»: جمع العائل، و هو الفقير، أو كثير العيال. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 482 (عول).

91
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

الْمَلَا «1»، فَوَثَبَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: إِذاً «2» و اللَّهِ تُخْبِرُ «3» بِمَا لَانَقْبَلُهُ مِنْكَ و لَا نُصَدِّقُكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَكُونُ عِنْدَنَا مَلُوماً مَدْحُوراً «4»؛ نَعْرِفُكَ بِالْكَذِبِ صَغِيراً و كَبِيراً، و كَانَ أَبُوكَ أَعْرَفَ بِكَ لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ، «5» و إِنْ‏ «6» كَانَ أَبُوكَ لَعَارِفاً بِكَ‏ «7» فِي الظَّاهِرِ و الْبَاطِنِ، وَ مَا كَانَ لِيَأْمَنَكَ عَلى‏ تَمْرَتَيْنِ.

ثُمَّ و ثَبَ إِلَيْهِ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ عَمُّهُ، فَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ‏ «8»، فَقَالَ لَهُ‏ «9»: إِنَّكَ لَسَفِيهٌ ضَعِيفٌ أَحْمَقُ، اجْمَعْ‏ «10» هذَا مَعَ مَا كَانَ بِالْأَمْسِ مِنْكَ، و أَعَانَهُ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ.

فَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ‏ «11» الْقَاضِي لِعَلِيٍّ: قُمْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، حَسْبِي مَا لَعَنَنِي أَبُوكَ الْيَوْمَ‏ «12»،

______________________________

 (1). قال ابن الأثير: «المَلَأ: أشراف الناس و رؤساؤهم، و مقدَّموهم الذين يُرْجَع إلى قولهم. و جمعه: أمْلاء». النهاية، ج 4، ص 351 (ملأ).

 (2). في مرآة العقول: «إذاً بالتنوين، أي حين تخبر بشي‏ء. و هي من نواصب المضارع. و يجوز الفصل بينها و بين منصوبها بالقسم. و تخبر منصوب بها». و اتّفقت النسخ على تنوين «إذاً».

 (3). في حاشية «بف» و الوافي: «تخبرنا».

 (4). «المدحور»: المطرود من الدُحُور بمعنى الطرد و الإبعاد. و قال ابن الأثير: «الدَحْرُ: الدفع بعُنف على سبيل‏الإهانة و الإذلال». راجع: الصحاح، ج 2، ص 655؛ النهاية، ج 2، ص 103 (دحر).

 (5). هكذا في «ج، ض، بس» و البحار. و في سائر النسخ و المطبوع: «خيراً»، و هو كما ترى.

 (6). في «بر، و»: «و أن». و في شرح المازندراني: «إن مخفّفة من المثقّلة المكسورة و يلزمها اللام، و يجوز دخولها على كان و أخواته».

 (7). في «ف»: «فإنّه يعرفك» بدل «و إن كان أبوك لعارفاً بك».

 (8). قال ابن الأثير: «لَبَبْتُ الرجلَ و لَبَّبْتُهُ، إذا جعلت في عنقه ثوباً أو غيره و جَرَرْته به. و أخذتُ بتلبيب فلان، إذاجمعتَ عليه ثوبه الذي هو لابسه و قبضت عليه تجرّه. و التلبيب: مَجْمَع ما في موضع اللَبَب من ثياب الرجل». النهاية، ج 4، ص 223 (لبب).

 (9). في «بح»:-/ «له».

 (10). في شرح المازندراني: و لعلّ الهمزة للاستفهام على سبيل التوبيخ بكسر المنازعة، و الجمع بالضمّ بمعنى المجموع كالذخر بمعنى المذخور»، و في الوافي: «أجمع، تأكيد»، و في مرآة العقول: «و يمكن أن يقرأ أجمع على صيغة المتكلّم».

 (11). في «ب، ه، ف، بف، بس» و حاشية بدرالدين: «ابن عمران».

 (12). في الوافي: «لمّا رأى القاضي مكتوباً في أعلى الكتاب «لعن اللَّه من فضّه» خاف على نفسه أن يلجئوه إلى الفضّ، فقال: قم يا أباالحسن، فإنّي أخاف أن أفضّ الكتاب، فينالني لعن أبيك و كفاني ذلك شقاءً و بُعداً».

92
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

وَ قَدْ و سَّعَ لَكَ أَبُوكَ، و لَا وَ اللَّهِ، مَا أَحَدٌ أَعْرَفَ بِالْوَلَدِ مِنْ و الِدِهِ، و لَاوَ اللَّهِ، مَا كَانَ أَبُوكَ عِنْدَنَا بِمُسْتَخَفٍّ فِي عَقْلِهِ، و لَاضَعِيفٍ فِي رَأْيِهِ.

فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلْقَاضِي: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فُضَّ الْخَاتَمَ و اقْرَأْ مَا تَحْتَهُ، فَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ‏ «1»: لَاأَفُضُّهُ، حَسْبِي مَا لَعَنَنِي أَبُوكَ مُنْذُ «2» الْيَوْمِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: فَأَنَا «3» أَفُضُّهُ، فَقَالَ: ذَاكَ‏ «4» إِلَيْكَ، فَفَضَّ الْعَبَّاسُ الْخَاتَمَ، فَإِذَا فِيهِ إِخْرَاجُهُمْ و إِقْرَارُ عَلِيٍّ لَهَا «5» و حْدَهُ، وَ إِدْخَالُهُ إِيَّاهُمْ فِي و لَايَةِ «6» عَلِيٍّ إِنْ أَحَبُّوا أَوْ كَرِهُوا، و إِخْرَاجُهُمْ مِنْ حَدِّ «7» الصَّدَقَةِ وَ غَيْرِهَا، و كَانَ فَتْحُهُ عَلَيْهِمْ بَلَاءً و فَضِيحَةً و ذِلَّةً، و لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ خِيَرَةً.

وَ كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ الَّتِي فَضَّ الْعَبَّاسُ تَحْتَ الْخَاتَمِ: هؤُلَاءِ الشُّهُودُ:

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، و إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ، و جَعْفَرُ بْنُ صَالِحٍ، و سَعِيدُ «8» بْنُ عِمْرَانَ؛ وَ أَبْرَزُوا و جْهَ أُمِّ أَحْمَدَ فِي مَجْلِسِ الْقَاضِي، و ادَّعَوْا أَنَّهَا لَيْسَتْ إِيَّاهَا حَتّى‏ كَشَفُوا عَنْهَا وَ عَرَفُوهَا، فَقَالَتْ عِنْدَ ذلِكَ: قَدْ و اللَّهِ، قَالَ سَيِّدِي هذَا: إِنَّكِ سَتُؤْخَذِينَ جَبْراً، وَ تُخْرَجِينَ إِلَى الْمَجَالِسِ؛ فَزَجَرَهَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ، و قَالَ: اسْكُتِي‏ «9»؛ فَإِنَّ النِّسَاءَ إِلَى الضَّعْفِ، مَا أَظُنُّهُ قَالَ مِنْ هذَا شَيْئاً.

______________________________

 (1). في «ب، ه، بس، بف»: «ابن عمران».

 (2). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول و البحار. و في المطبوع:-/ «منذ».

 (3). في «ض»: «أنا». و في «ف»: «و أنا».

 (4). في «ب، ف، بح، بس، بف» و الوافي: «ذلك».

 (5). في البحار: «بها».

 (6). «الوِلاية» و «الوَلاية»: نحو الدِلالة و الدَلالة. و حقيقته تولّي الأمر. أي كونه و ليّاً و والياً عليهم، أو في كونهم‏تابعين له. راجع: المفردات للراغب، ص 885 (ولى)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 366.

 (7). في «ف»: «أخذ».

 (8). تقدّم في صدر الخبر بعنوان «سعد بن عمران الأنصاري» و أحد العنوانين محرّف من الآخر ظاهراً، بل يمكن‏أن يكون كلا العنوانين محرَّفاً و يكون الصواب سعد بن أبي عمران الأنصاري المذكور في رجال الطوسي، ص 338، الرقم 5034. و راجع: مرآة العقول، ج 3، ص 367.

 (9). في «ب، بف»: «اسكني».

93
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

ثُمَّ إِنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ الْتَفَتَ إِلَى الْعَبَّاسِ، فَقَالَ: «يَا أَخِي، إِنِّي‏ «1» أَعْلَمُ أَنَّهُ‏ «2» إِنَّمَا حَمَلَكُمْ عَلى‏ هذِهِ‏ «3» الْغَرَائِمُ‏ «4» و الدُّيُونُ الَّتِي عَلَيْكُمْ، فَانْطَلِقْ يَا سَعِيدُ، فَتَعَيَّنْ لِي مَا عَلَيْهِمْ‏ «5»، ثُمَّ اقْضِ عَنْهُمْ‏ «6»، و لَاوَ اللَّهِ، لَاأَدَعُ مُؤَاسَاتَكُمْ‏ «7» و بِرَّكُمْ مَا مَشَيْتُ عَلَى الْأَرْضِ، فَقُولُوا مَا شِئْتُمْ».

فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا تُعْطِينَا إِلَّا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِنَا، و مَا لَنَا «8» عِنْدَكَ أَكْثَرُ، فَقَالَ: «قُولُوا مَا شِئْتُمْ، فَالْعِرْضُ عِرْضُكُمْ‏ «9»، فَإِنْ تُحْسِنُوا فَذَاكَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، و إِنْ تُسِيئُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ؛ و اللَّهِ، إِنَّكُمْ لَتَعْرِفُونَ أَنَّهُ مَا لِي يَوْمِي هذَا و لَدٌ و لَاوَارِثٌ غَيْرُكُمْ، و لَئِنْ حَبَسْتُ شَيْئاً مِمَّا تَظُنُّونَ، أَوِ ادَّخَرْتُهُ‏ «10»، فَإِنَّمَا هُوَ لَكُمْ، و مَرْجِعُهُ إِلَيْكُمْ، و اللَّهِ، مَا مَلَكْتُ مُنْذُ مَضى‏ أَبُوكُمْ‏ «11»- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- شَيْئاً إِلَّا و قَدْ سَيَّبْتُهُ‏ «12» حَيْثُ رَأَيْتُمْ».

______________________________

 (1). في حاشية «ج» و البحار: «أنا».

 (2). في «ب، ج، ض، بح، بس» و الوافي:-/ «أنّه».

 (3). في «ب، ج، بح، بس» و شرح المازندراني و الوافي و البحار: «هذا».

 (4). «الغرائم»: جمع الغريم عند المازندراني. و هو من له الدين، و قد يطلق على من عليه الدين. أو جمع غرامة، و هي ما يلزم أداؤه، عند المجلسي. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 185؛ مرآة العقول، ج 3، ص 36.

 (5). في شرح المازندراني: «أي اجعل ما عليهم من الديون متعيّناً معلوماً لي، أو اجعله عليّ و في ذمّتي بأجل، من العينة. و في بعض النسخ: فعيّن لي، بدون التاء». و «العِيْنَة»: هو أن يشتري سلعة بثمن مؤجّل، ثمّ يبيعها بدون ذلك الثمن نقداً؛ ليقضي دَيْناً عليه لمن قد حلّ له عليه. راجع: مجمع البحرين، ج 6، ص 288 (عين).

 (6). في «ه» و حاشية «ج، ض» و البحار:+/ «و اقبض زكاة حقوقهم، و خذ لهم البراءة». و في «ب»:+/ «و اقبض زكاةحقوقهم، عنهم و خذ لهم البراءة عنهم». و في الوافي: «لا و اللَّه» بدون الواو.

 (7). قال الجوهري: «آسَيْتُه بمالي مواساةً، أي جعلته إسوتي فيه. و واسيتُه، لغة ضعيفة فيه». و قال ابن الأثير: «الاسْوَة- و هي بكسر الهمزة و ضمّها-: القُدْوَة. و المواساة: المشاركة و المساهمة في المعاش و الرزق. و أصلها الهمزة فقلبت و اواً تخفيفاً». راجع: الصحاح، ج 6، ص 2268؛ النهاية، ج 1، ص 50 (أسا).

 (8). في شرح المازندراني: «ما موصولة، أو موصوفة، و «لنا» ظرف عامله محذوف ... و يحتمل أن يكون «مالُنا» بالرفع على الابتداء، و الواو على التقديرين إمّا للعطف أو للحال».

 (9). في «ب، ه، بس، بف»: «فالغرض غرضكم».

 (10). في «ف»: «اذخرته».

 (11). في البحار: «أبوك».

 (12). في «ب، ج، بر» و حاشية «ض»: «شتّته». و في «ف، بس، بف» و الوافي: «سبته» من السيب بمعنى العطاء. ف و في حاشية «ج»: «شتّيته». و قوله: «سَيَّبْتُهُ»، أي أعطيته، من السَيْب بمعنى العطاء. أو تركته و أطلقته، من سيّبتُ الدابّةَ، أي تركتها تَسيبُ و تجري حيث شاءت، من السَيْب بمعني الجَرْي. و في شرح المازندراني: «في بعض النسخ: و قد سبلته؛ يعني جعلته في سبل الخير و صرفته فيها». و قال المجلسي في مرآة العقول: «في بعض النسخ: شتّتته، أي فرّقته، و في بعض النسخ: شتّيته، بقلب الثاني من المضاعف ياء». و راجع: الصحاح، ج 1، ص 150 (سيب).

94
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: و اللَّهِ، مَا هُوَ كَذلِكَ، و مَا جَعَلَ‏ «1» اللَّهُ لَكَ مِنْ رَأْيٍ عَلَيْنَا، وَ لكِنْ حَسَدُ أَبِينَا لَنَا و إِرَادَتُهُ مَا أَرَادَ مِمَّا لَايُسَوِّغُهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، و لَاإِيَّاكَ‏ «2»، و إِنَّكَ لَتَعْرِفُ أَنِّي أَعْرِفُ صَفْوَانَ بْنَ يَحْيى‏ بَيَّاعَ السَّابِرِيِ‏ «3» بِالْكُوفَةِ، و لَئِنْ سَلِمْتُ لَأُغْصِصَنَّهُ‏ «4» بِرِيقِهِ و أَنْتَ مَعَهُ.

فَقَالَ عَلِيٌ‏ «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَا حَوْلَ و لَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ‏ «6»، أَمَّا إِنِّي يَا إِخْوَتِي، فَحَرِيصٌ عَلى‏ مَسَرَّتِكُمْ‏ «7»، اللَّهُ يَعْلَمُ؛ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ صَلَاحَهُمْ، و أَنِّي بَارٌّ بِهِمْ، و اصِلٌ لَهُمْ، رَفِيقٌ‏ «8» عَلَيْهِمْ، أُعْنى‏ «9» بِأُمُورِهِمْ لَيْلًا و نَهَاراً،

______________________________

 (1) في «ب»: «و لا جعل».

 (2) في «ف» و الوافي:+/ «فقال العبّاس».

 (3) «السابِريُّ»: ضرب من الثياب رقيق يُعمل بسابُور موضع بفارس. و السابِريّ أيضاً: ضرب من التمر. يقال: أجود تمر بالكوفة النِرسيان و السابِريّ. ضبطه المجلسي بضمّ الباء. راجع: الصحاح، ج 2، ص 676؛ المغرب، ص 215 (سبر)؛ مرآة العقول، ج 3، ص 370.

 (4) في «ف، بر، بف» و الوافي: «لأغصصتُه» على صيغة المتكلّم من الماضي. و يجوز في الكلمة قراءة «لُاغِصَّنّه». و في الشروح: «لُاغْصِصَنَّهُ»، من غَصَصْتُ بالماء أَغَصُّ غَصَصاً، إذا شَرِقْتَ به، أو و قف في حلقك فلم تكد تسيغه. فالمراد من الإغصاص بريقه: جعله بحيث لا يتمكّن من إساقة ريقه، أي ماء فيه؛ كنايةً عن تشديد الأمر عليه.

و قال المازندراني: «و في بعض النسخ: لأغصصته على صيغة المتكلّم من الماضي». راجع: النهاية، ج 3، ص 370 (غصص).

 (5). في «بس»:-/ «عليّ».

 (6). في «بس»:-/ «العليّ العظيم».

 (7). في «ه»: «مسيرتكم». و في «بح»: «على ما مسرّتكم».

 (8) «رفيق»: فعيل بمعنى فاعل. و هو إمّا بالفاء من الرفق بمعنى الرأفة و التلطّف، أو بالقاف من الرقّة بمعنى‏الضعف و اللينة. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 187.

 (9). «اعْنَى»، أو «أَعْنِي» بمعنى أهتمّ و أعتني. يقال: عُنِيتُ بحاجتك اعْنَى بها فأنا بها مَعْنِيُّ، و عَنَيْتُ به فأنا عانٍ، و الأوّل أكثر، أي اهتممتُ بها و اشتغلتُ. راجع: النهاية، ج 3، ص 314 (عنا).

95
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

فَاجْزِنِي‏ «1» بِهِ خَيْراً، و إِنْ كُنْتُ عَلى‏ غَيْرِ ذلِكَ، فَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، فَاجْزِنِي‏ «2» بِهِ مَا أَنَا أَهْلُهُ، إِنْ كَانَ شَرّاً فَشَرّاً، و إِنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً؛ اللَّهُمَّ أَصْلِحْهُمْ، و أَصْلِحْ لَهُمْ، و اخْسَأْ «3» عَنَّا و عَنْهُمُ‏ «4» الشَّيْطَانَ‏ «5»، و أَعِنْهُمْ عَلى‏ طَاعَتِكَ، و و فِّقْهُمْ لِرُشْدِكَ؛ أَمَّا أَنَا يَا أَخِي، فَحَرِيصٌ عَلى‏ مَسَرَّتِكُمْ، جَاهِدٌ «6» عَلى‏ صَلَاحِكُمْ، و اللَّهُ عَلى‏ مَا نَقُولُ و كِيلٌ».

فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا أَعْرَفَنِي‏ «7» بِلِسَانِكَ! و لَيْسَ لِمِسْحَاتِكَ‏ «8» عِنْدِي طِينٌ. فَافْتَرَقَ الْقَوْمُ عَلى‏ هذَا، و صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ و آلِهِ. «9»

832/ 16. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ و عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقْدَمَ الْعِرَاقَ بِسَنَةٍ و عَلِيٌّ ابْنُهُ جَالِسٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَقَالَ‏ «10»: «يَا مُحَمَّدُ، أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ‏ «11» فِي هذِهِ السَّنَةِ حَرَكَةٌ، فَلَا تَجْزَعْ لِذلِكَ».

______________________________

 (1) في «ب»: «فاجرني».

 (2). في «ب»: «فاجرني».

 (3). في «ه»: «و اخس». و قوله: «اخْسَأْ»، أي اطرُدْ و أبْعِدْ. راجع: النهاية، ج 2، ص 31 (خسأ).

 (4). في «حاشية «ج» و البحار:+/ «شرّ».

 (5). في «ج»: «الشياطين».

 (6). في «بح»: «فجاهد».

 (7). في شرح المازندراني: «قوله: ما أعرفني بلسانك، صيغة التعجّب، و يحتمل أن يكون «ما» نافية، و الفاعل‏محذوف، أي ما أعرفني شي‏ء بلسانك».

 (8). «المِسْحاة»: آلة كالمِجْرَفَة إلّاأنّها من حديد، من سَحَوْتُ الطين عن و جه الأرض، إذا جَرَفْتَهُ، أي قشرته و أزلته. و هذا مثل يقال لمن لا يؤثّر كلامه أو حيلته في غيره. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2373 (سحا).

 (9). عيون الأخبار، ج 1، ص 33، ح 1، بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 366، ح 845؛ البحار، ج 49، ص 224، ح 17.

 (10). في «بر» و الإرشاد و الغيبة: «و قال».

 (11). في الوافي: «ستكون».

96
الکافي2 (ط - دارالحديث)

72 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 72

قَالَ: قُلْتُ: و مَا يَكُونُ جُعِلْتُ فِدَاكَ؛ فَقَدْ أَقْلَقَنِي‏ «1» مَا ذَكَرْتَ‏ «2»؟

فَقَالَ: «أَصِيرُ إِلَى الطَّاغِيَةِ «3»، أَمَا إِنَّهُ لَايَبْدَأُنِي‏ «4» مِنْهُ سُوءٌ «5» و مِنَ الَّذِي يَكُونُ بَعْدَهُ‏ «6»».

قَالَ: قُلْتُ: و مَا يَكُونُ جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «7»؟

قَالَ: «يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ، و يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ».

قَالَ: قُلْتُ: و مَا ذَاكَ‏ «8» جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «9»؟

قَالَ: «مَنْ ظَلَمَ ابْنِي هذَا حَقَّهُ، و جَحَدَ «10» إِمَامَتَهُ مِنْ بَعْدِي، كَانَ كَمَنْ ظَلَمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَقَّهُ، و جَحَدَهُ إِمَامَتَهُ بَعْدَ «11» رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ».

قَالَ: قُلْتُ: و اللَّهِ، لَئِنْ مَدَّ اللَّهُ لِي فِي الْعُمُرِ، لَأُسَلِّمَنَّ لَهُ حَقَّهُ، و لَأُقِرَّنَّ لَهُ‏ «12» بِإِمَامَتِهِ.

______________________________

 (1). «أقلقني»، أي أزعجني و أدهشني. يقال: قلق قلقاً، أي اضطرب. و أقلقه الهمّ و غيره: أزعجه. راجع: المصباح المنير، ص 514 (قلق).

 (2). في الإرشاد و الغيبة: «جعلني اللَّه فداك فقد أقلقتني» بدل «جعلت فداك فقد أقلقني ما ذكرت».

 (3). في حاشية «ج»: «الطاغية هذه». و في الإرشاد و الغيبة: «إلى هذه الطاغية». و في الوافي: «كأنّه أراد به من كان خليفة قبل هارون و قبل الذي قبله؛ إذ ناله السوء من قِبل هارون. و قد و قع التصريح بأنّه المهديّ في حديث أبي خالد الزبالي [المذكور في الكافي، كتاب الحجّة، باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، ح 1291. و فيه «الزبالي» بدل «الزابلي»]».

 (4). في «بر»: «لا يبتدئني». و في مرآة العقول: «ثمّ إنّه في أكثر النسخ: يبداني، بالنون، أي لا يصل إليّ منه ابتداءً سوء. و في بعض النسخ بالباء، فيقرأ: يُبدأ على بناء المجهول. و الظرف نائب مناب الفاعل. يقال: بدأه و أبدأ، إذا فعله ابتداءً. و قيل: هو من البدوّ بمعنى الظهور، و هو بعيد». و في الإرشاد: «ينداني»، أي لايعيبني.

 (5). في حاشية «ف»: «بسوء».

 (6). في الإرشاد: «و لا من الذي يكون من بعده».

 (7). في الإرشاد و الغيبة: «جعلني اللَّه فداك».

 (8). في «ض» و الغيبة: «ذلك».

 (9). في الإرشاد و الغيبة: «جعلني اللَّه فداك».

 (10). في «ب، ج، ف، ه، بس، بف» و الوافي و الإرشاد و الغيبة: «جحده».

 (11). في «ب»: «من بعد».

 (12) في «ف» و الإرشاد و الغيبة:-/ «له».

97
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

قَالَ: «صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ، يَمُدُّ «1» اللَّهُ فِي عُمُرِكَ، و تُسَلِّمُ‏ «2» لَهُ حَقَّهُ، و تُقِرُّ لَهُ بِإِمَامَتِهِ وَ إِمَامَةِ مَنْ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ».

قَالَ: قُلْتُ: و مَنْ ذَاكَ؟ قَالَ: «مُحَمَّدٌ ابْنُهُ‏ «3»». قَالَ: قُلْتُ لَهُ: الرِّضَا و التَّسْلِيمُ. «4»

73- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

833/ 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ الزَّيَّاتِ، قَالَ:

أَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ جَالِساً، فَلَمَّا نَهَضُوا، قَالَ لَهُمُ: «الْقَوْا أَبَا جَعْفَرٍ، فَسَلِّمُوا عَلَيْهِ، و أَحْدِثُوا «5» بِهِ عَهْداً» فَلَمَّا نَهَضَ الْقَوْمُ، الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «يَرْحَمُ‏ «6» اللَّهُ الْمُفَضَّلَ؛ إِنَّهُ كَانَ لَيَقْنَعُ بِدُونِ هذَا». «7»

834/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ‏:

سَمِعْتُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ- و ذَكَرَ «8» شَيْئاً- فَقَالَ: «مَا حَاجَتُكُمْ إِلى‏ ذلِكَ؟ هذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِي، و صَيَّرْتُهُ مَكَانِي».

______________________________

 (1). في «ه»: «مدّ».

 (2). في «بف»: «تسلّمه».

 (3). في الإرشاد و الغيبة: «ابنه محمّد».

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 252، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 32، ح 8، عن الكليني. و في عيون الأخبار، ج 1، ص 32، ح 29؛ و رجال الكشّي، ص 508، ح 982، بسندهما عن محمّد بن سنان، مع اختلاف يسير و زيادة في آخره الوافي، ج 2، ص 373، ح 846.

 (5). في الإرشاد: «و أجدوا».

 (6). في «ف»: «رحم».

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 279، بسنده عن الكليني. و في رجال الكشّي، ص 328، ح 593، بسنده عن محمّد بن عمر بن سعيد الزيّات، عن محمّد بن حبيب الوافي، ج 2، ص 374، ح 847.

 (8). في مرآة العقول، ج 3، ص 373: «و ربّما يقرأ: ذُكِّرَ، على بناء المجهول من التفعيل، أي ذكر عنده أمر إمامةالأخوين».

98
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

وَ قَالَ: «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ يَتَوَارَثُ أَصَاغِرُنَا عَنْ أَكَابِرِنَا الْقُذَّةَ «1» بِالْقُذَّةِ». «2»

835/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، قَالَ‏:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَنَاظَرَنِي فِي أَشْيَاءَ، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا أَبَا عَلِيٍّ، ارْتَفَعَ الشَّكُ، مَا لِأَبِي غَيْرِي». «3»

836/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيى‏، عَنْ مَالِكَ بْنِ أَشْيَمَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَشَّارٍ «4»، قَالَ:

كَتَبَ ابْنُ قِيَامَا إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ كِتَاباً يَقُولُ فِيهِ: كَيْفَ تَكُونُ إِمَاماً و لَيْسَ‏

______________________________

 (1). «القُذّة»: و احدة القُذَذ بمعنى ريش السهم. يقال: حَذْو القَذَّة بالقذّة إذا تساويا في المقدار، حيث تقدَّر كلّ و احدة منهما على قَدْر صاحبتها و تُقْطَعُ. يُضرب مثلًا للشيئين يستويان و لا يتفاوتان. و هي هنا إمّا منصوبة نائبةً عن المفعول المطلق، أو بنزع الخافض؛ أو مفعول يتوارث بحذف المضاف و إقامتها مقامه. و إمّا مرفوعة على أنّها مبتدأ و الظرف خبرها، أي القذّة يقاس و يعرف مقداره بالقذّة. راجع: النهاية، ج 4، ص 2 (قذذ).

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 276، بسنده عن الكليني. بصائر الدرجات، ص 296، ح 4، بسنده عن معمّر بن خلّاد؛ الاختصاص، ص 279، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، و فيهما من قوله: «إنّا أهل بيت». و راجع: ح 6 من هذا الباب الوافي، ج 2، ص 374، ح 849.

 (3). الوافي، ج 2، ص 375، ح 850.

 (4). في «ج، بح، بس» و الإرشاد: «الحسين بن يسار». و في «بر»: «الحسن بن بشار».

هذا، و قد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله، ص 334، الرقم 4976، و ص 355، الرقم 5263، و ص 374، الرقم 5539، الحسين بن بشّار في أصحاب موسى بن جعفر و الرضا و الجواد عليهم السلام. و ورد في رجال الكشّي، ص 450، الرقم 847، ذيل عنوان الحسين بن بشّار ما يدلّ على توقّفه و شكّه في إمامة عليّ بن موسى الرضا عليه السلام. كما و رد في رجال الكشّي، ص 553، الرقم 1044، بسنده عن الحسين بن بشّار، قال: استأذنت أنا و الحسين بن قياما على الرضا عليه السلام. و ذكر شبه المضمون في ما نحن فيه.

فعليه، الظاهر ممّا ذكر، و ممّا و رد في الأسناد صحّة الحسين بن بشّار.

راجع: معجم رجال الحديث، ج 5، ص 202- 204.

 (5). هكذا في أكثر النسخ و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع و بعض النسخ:-/ «الرضا».

99
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

لَكَ و لَدٌ؟! فَأَجَابَهُ‏ «1» أَبُو الْحَسَنِ‏ «2» عَلَيْهِ السَّلَامُ- شِبْهَ‏ «3» الْمُغْضَبِ-: «وَ مَا عَلَّمَكَ أَنَّهُ‏ «4» لَايَكُونُ لِي و لَدٌ؟

وَ اللَّهِ، لَاتَمْضِي الْأَيَّامُ و اللَّيَالِي حَتّى‏ يَرْزُقَنِيَ اللَّهُ و لَداً «5» ذَكَراً يَفْرُقُ‏ «6» بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ». «7»

837/ 5. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُكَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ:

قَالَ لِيَ ابْنُ النَّجَاشِيِّ: مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ صَاحِبِكَ؛ فَأَشْتَهِي‏ «8» أَنْ تَسْأَلَهُ‏ «9» حَتّى‏ أَعْلَمَ؟

فَدَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «الْإِمَامُ‏ «10» ابْنِي». ثُمَّ قَالَ‏ «11»: «هَلْ يَتَجَرَّأُ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ: ابْنِي و لَيْسَ لَهُ و لَدٌ «12»؟». «13»

838/ 6. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ:

ذَكَرْنَا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ‏ «14» عَلَيْهِ السَّلَامُ شَيْئاً بَعْدَ مَا وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «مَا حَاجَتُكُمْ‏

______________________________

 (1). في «ه»: «فقال له».

 (2). هكذا في أكثر النسخ و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع و بعض النسخ:+/ «الرضا».

 (3). في «ه»: «شبيه».

 (4). في «ه»: «أن».

 (5). في «ه» و الإرشاد:-/ «ولداً».

 (6). في مرآة العقول: «يفرق، على بناء المعلوم، أو المجهول من باب نصر».

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 277، بسنده عن الكليني. و في عيون الأخبار، ج 2، ص 209، ح 13، بسند آخر، مع اختلاف و زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 2، ص 37، ح 852.

 (8). في حاشية «بف»: «و أشتهي». و في الإرشاد: «فاحبّ».

 (9). في «ه، بف»: «أسأله».

 (10). في الغيبة:+/ «بعدي».

 (11). في «بح» و حاشية «بر» و الوافي:+/ «لي».

 (12). في حاشية «ج» و الإرشاد:+/ «و لم يكن و لد أبو جعفر عليه السلام، فلم يمض الأيّام حتّى و لد عليه السلام».

 (13). الإرشاد، ج 2، ص 277، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي، ص 72، ح 78 بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 376، ح 853.

 (14). في الوافي:+/ «الرضا».

100
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

إِلى‏ ذلِكَ‏ «1»؟ هذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِي، و صَيَّرْتُهُ فِي مَكَانِي». «2»

839/ 7. أَحْمَدُ «3»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ قِيَامَا الْوَاسِطِيِ‏ «4»، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ مُوسى‏ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَ يَكُونُ‏ «5» إِمَامَانِ؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا «6» صَامِتٌ». فَقُلْتُ لَهُ: هُوَ ذَا «7» أَنْتَ، لَيْسَ لَكَ صَامِتٌ- و لَمْ يَكُنْ وُلِدَ لَهُ‏ «8» أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدُ- فَقَالَ لِي‏ «9»: «وَ اللَّهِ، لَيَجْعَلَنَّ اللَّهُ مِنِّي مَا يُثْبِتُ بِهِ الْحَقَّ و أَهْلَهُ، وَ يَمْحَقُ‏ «10» بِهِ الْبَاطِلَ و أَهْلَهُ». فَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ سَنَةٍ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «11»، و كَانَ ابْنُ قِيَامَا وَاقِفِيّاً «12». «13»

840/ 8. أَحْمَدُ «14»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ، قَالَ:

كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَالِساً، فَدَعَا بِابْنِهِ و هُوَ صَغِيرٌ، فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِي‏ «15»،

______________________________

 (1). في «ب، ج، ف، ه، بر، بس، بف» و الوافي: «ذاك».

 (2). راجع المصادر التي ذكرنا ذيل ح 2 من هذا الباب الوافي، ج 2، ص 374، 848.

 (3). في «بف» و حاشية «و»: «عنه».

 (4). في الكافي، ح 932:+/ «و كان من الواقفة».

 (5). في الكافي، ح 932: «يكون» بدل «أ يكون».

 (6). في الإرشاد: «إلّا أن يكون أحدهما».

 (7). في «ف»: «ذاك».

 (8). في «ب»: «له و لد».

 (9). في البحار:-/ «لي».

 (10). «يمحق»، أي يُنقصه و يُذهب بركته؛ من المَحْق بمعنى النقص و المحو و الإبطال و ذهاب البركة. راجع: النهاية، ج 4، ص 303 (محق).

 (11). في الكافي، ح 932:+/ «فقيل لابن قياما: ألا تقنعك هذه الآية؟ فقال: أما و اللَّه إنّها لآية عظيمة و لكن كيف أصنع بما قال أبو عبد اللَّه عليه السلام في ابنه».

 (12). في الكافي، ح 932 و الإرشاد:-/ «و كان ابن قياما و اقفياً».

 (13). الكافي، كتاب الحجّة، باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ ...، ح 932، مع زيادة في آخره. الإرشاد، ج 2، ص 277، بسنده عن الكليني. راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، ح 451؛ و كتاب سليم بن قيس، ص 821، ذيل ح 37؛ و بصائر الدرجات، ص 486، ح 11؛ و ص 511، ح 20؛ و ص 516، ح 44؛ و كمال الدين، ص 223، ح 17؛ و ص 233 ح 41 الوافي، ج 2، ص 375، ح 851.

 (14). في «ج، ض، بف» و حاشية «و، بر»: «عنه».

 (15). «حَجْرُ الإنسان و حِجْرُهُ: ما بين يديه من ثوبه». لسان العرب، ج 4، ص 170 (حجر).

101
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

فَقَالَ لِي: «جَرِّدْهُ و انْزِعْ قَمِيصَهُ». فَنَزَعْتُهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ بَيْنَ كَتِفَيْهِ‏ «1»» فَنَظَرْتُ، فَإِذَا «2» فِي أَحَدِ «3» كَتِفَيْهِ شَبِيهٌ بِالْخَاتَمِ‏ «4»، دَاخِلٌ فِي اللَّحْمِ، ثُمَّ قَالَ‏ «5»: «أَ تَرى‏ هذَا «6»؟ كَانَ مِثْلُهُ فِي هذَا الْمَوْضِعِ مِنْ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «7»». «8»

841/ 9. عَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الصَّنْعَانِيِّ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجِي‏ءَ «9» بِابْنِهِ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ صَغِيرٌ، فَقَالَ:

 «هذَا الْمَوْلُودُ الَّذِي لَمْ يُولَدْ مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً عَلى‏ شِيعَتِنَا «10» مِنْهُ». «11»

842/ 10. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، قَالَ‏:

قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَدْ كُنَّا نَسْأَلُكَ قَبْلَ أَنْ يَهَبَ اللَّهُ لَكَ‏ «12» أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكُنْتَ تَقُولُ:

 «يَهَبُ اللَّهُ لِي غُلَاماً» فَقَدْ و هَبَهُ‏ «13» اللَّهُ لَكَ، فَأَقَرَّ «14» عُيُونَنَا، فَلَا أَرَانَا اللَّهُ يَوْمَكَ، فَإِنْ‏

______________________________

 (1). في حاشية «بر»:+/ «قال». و في مرآة العقول ج 3، ص 375: «و ربّما يقرأ: بيّن، بتشديد الياء المكسورة، و هوالبرهان المتّضح. أو أحدّ بتشديد الدال من الحدّ بمعنى المنع أو الدفع، و يكون عبارة عن الموضع الذي بعده من الكتفين، سواء من جملة ما بينهما، و لا يخفى ما فيهما، و لا يبعد أن يكون البين زيد في البين من النسّاخ».

 (2). في «ف»:+/ «هو».

 (3). في «ج، ه، بح» و الإرشاد: «إحدى» لكون الكتف مؤنّثة.

 (4). في الإرشاد: «شبه الخاتم».

 (5). في الإرشاد:+/ «لي».

 (6). في «بس»:-/ «هذا».

 (7). في الإرشاد: «أترى هذا، مثله في هذا الموضع كان من أبي عليه السلام».

 (8). الإرشاد، ج 2، ص 278، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 376، ح 855.

 (9). في «ه»: «و جي‏ء».

 (10). في الإرشاد: «أعظم على شيعتنا بركةً».

 (11). الإرشاد، ج 2، ص 279، بسنده عن الكليني. في الكافي، كتاب الأطعمة، باب الموز، ح 12056، بسنده عن يحيى الصنعاني، مع زيادة الوافي، ج 2، ص 376، ح 854.

 (12). في «ض، بف»: «لك اللَّه».

 (13). في «ض» و البحار و الكافي، ح 992: «وهب».

 (14). في البحار و الكافي، ح 996: «فقرّ». و قوله: «فأقرّ عيوننا»، أي جعلهم مسرورين. يقال: قرّت عيناه، أي سُرَّ و فرح. و حقيقته: أبرَدَ اللَّه دمعة عينيه؛ لأنّ دمعة الفَرح و السُرور باردة. و قيل: معنى أقرّ اللَّه عينك: بلّغك امنيّتك حتّى ترضى نفسُك و تسكن عينُك فلا تستشرف إلى غيره. راجع: النهاية، ج 4، ص 39 (قرر).

102
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

كَانَ كَوْنٌ فَإِلى‏ مَنْ؟ فَأَشَارَ «1» بِيَدِهِ إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ؟ فَقَالَ‏ «2»: «وَ مَا يَضُرُّهُ مِنْ ذلِكَ، فَقَدْ قَامَ‏ «3» عِيسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْحُجَّةِ وَ هُوَ ابْنُ‏ «4» ثَلَاثِ سِنِينَ». «5»

843/ 11. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ ابْنِي فِي لِسَانِهِ ثِقْلٌ، فَأَنَا أَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ غَداً تَمْسَحُ‏ «6» عَلى‏ رَأْسِهِ و تَدْعُو لَهُ؛ فَإِنَّهُ مَوْلَاكَ، فَقَالَ: «هُوَ مَوْلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ؛ فَابْعَثْ بِهِ غَداً إِلَيْهِ‏ «7»». «8»

844/ 12. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ الصَّيْقَلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمَّارٍ «9»، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً بِالْمَدِينَةِ «10»، و كُنْتُ أَقَمْتُ عِنْدَهُ سَنَتَيْنِ أَكْتُبُ عَنْهُ مَا يَسْمَعُ‏ «11» مِنْ أَخِيهِ- يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ- إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ

______________________________

 (1). في «بح»: «أشار».

 (2). في البحار و الكافي، ح 996، و الإرشاد: «قال».

 (3). في «ه، بر» و البحار و الكافي، ح 996، و الإرشاد: «و ما يضرّه من ذلك شي‏ء، قد قام».

 (4). في الإرشاد:+/ «أقلّ من».

 (5). الكافي، كتاب الحجّة، باب حالات الأئمّة عليهم السلام في السنّ، ح 996. الإرشاد، ج 2، ص 276، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 376، ح 856؛ البحار، ج 14، ص 256، ح 52؛ و ج 25، ص 102، ح 4.

 (6). في «ب»: «تمسَّحْ».

 (7). في «ض، بس»: «إليه غداً».

 (8). الوافي، ج 2، ص 379، ح 863؛ البحار، ج 50، ص 3، ح 25.

 (9). في البحار، ج 47: «عماد».

 (10). في البحار، ج 47:-/ «بالمدينة».

 (11). في حاشية «بح» و البحار: «سمع». و في مرآة العقول: «يسمع، على بناء المجرّد، أي كان يسمع. أو على بناءالإفعال، أو التفعيل، أي يروي. و ربّما يقرأ: تسمّع، بالتاء على بناء التفعيل».

103
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَسْجِدَ مَسْجِدَ الرَّسُولِ‏ «1» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَوَثَبَ‏ «2» عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ بِلَا حِذَاءٍ وَ لَارِدَاءٍ، فَقَبَّلَ يَدَهُ، و عَظَّمَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا عَمِّ، اجْلِسْ رَحِمَكَ اللَّهُ».

فَقَالَ: يَا سَيِّدِي، كَيْفَ أَجْلِسُ و أَنْتَ قَائِمٌ؟!

فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ إِلى‏ مَجْلِسِهِ، جَعَلَ أَصْحَابُهُ يُوَبِّخُونَهُ، و يَقُولُونَ: أَنْتَ عَمُّ أَبِيهِ و أَنْتَ‏ «3» تَفْعَلُ بِهِ هذَا الْفِعْلَ؟ فَقَالَ: اسْكُتُوا، إِذَا «4» كَانَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ- و قَبَضَ عَلى‏ لِحْيَتِهِ- لَمْ يُؤَهِّلْ هذِهِ الشَّيْبَةَ «5»، و أَهَّلَ هذَا الْفَتى‏، و و ضَعَهُ حَيْثُ و ضَعَهُ، أُنْكِرُ فَضْلَهُ؟

نَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّا تَقُولُونَ، بَلْ أَنَا لَهُ عَبْدٌ. «6»

845/ 13. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْخَيْرَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

كُنْتُ و اقِفاً بَيْنَ يَدَيْ أَبِي الْحَسَنِ‏ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ بِخُرَاسَانَ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا سَيِّدِي، إِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلى‏ مَنْ؟ قَالَ: «إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ ابْنِي» فَكَأَنَ‏ «8» الْقَائِلَ اسْتَصْغَرَ سِنَّ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «9» أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- بَعَثَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ رَسُولًا نَبِيّاً، صَاحِبَ شَرِيعَةٍ مُبْتَدَأَةٍ، فِي أَصْغَرَ مِنَ‏ «10» السِّنِّ الَّذِي فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «11»

846/ 14. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ و عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِ‏ «12» جَمِيعاً، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ‏

______________________________

 (1). في «ض، ف، بر» و حاشية «بح» و البحار: «رسول اللَّه».

 (2). «فوثب»: من الوثوب، و هو في لغة حِمْير بمعنى النهوض و القيام، و في غيرها بمعنى القعود و الاستقرار. راجع: النهاية، ج 5، ص 150 (وثب).

 (3). في «ف»: «فأنت».

 (4). في «ه»: «إن».

 (5). قال الراغب: «الشَيْب و المَشيب: بياض الشعر». المفردات للراغب، ص 469 (شيب).

 (6). الوافي، ج 2، ص 381، ح 865؛ البحار، ج 47، ص 266، ح 35؛ و ج 50، ص 36، ح 26.

 (7). في «بر» و الإرشاد:+/ «الرضا».

 (8). في «ض، ف، بر»: «و كأنّ».

 (9). في «بر»:+/ «له».

 (10). في «ف»:-/ «من».

 (11). الكافي، كتاب الحجّة، باب حالات الأئمّة عليهم السلام في السنّ، ح 1000؛ الإرشاد، ج 2، ص 279، بسنده عن الكليني. و في كفاية الأثر، ص 277، بسند آخر، مع تفاوت الوافي، ج 2، ص 378، ح 860؛ البحار، ج 14، ص 256، ح 53.

 (12). في «بر، بس»: «القاشاني».

104
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

يَحْيَى بْنِ النُّعْمَانِ الصَّيْرَفِيِ‏ «1»، قَالَ:

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ الْحَسَنَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَقَالَ‏:

وَ اللَّهِ، لَقَدْ نَصَرَ اللَّهُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: إِي و اللَّهِ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَقَدْ بَغى‏ عَلَيْهِ إِخْوَتُهُ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ: إِي و اللَّهِ، و نَحْنُ عُمُومَتُهُ بَغَيْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَيْفَ صَنَعْتُمْ‏ «2»، فَإِنِّي لَمْ أَحْضُرْكُمْ؟ قَالَ: قَالَ‏ «3» لَهُ إِخْوَتُهُ و نَحْنُ أَيْضاً: مَا كَانَ فِينَا إِمَامٌ قَطُّ حَائِلَ اللَّوْنِ‏ «4»، فَقَالَ لَهُمُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هُوَ ابْنِي». قَالُوا: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَدْ قَضى‏ بِالْقَافَةِ «5»، فَبَيْنَنَا و بَيْنَكَ الْقَافَةُ، قَالَ: «ابْعَثُوا أَنْتُمْ إِلَيْهِمْ‏ «6»، فَأَمَّا «7» أَنَا فَلَا، و لَاتُعْلِمُوهُمْ لِمَا «8» دَعَوْتُمُوهُمْ‏ «9»، و لْتَكُونُوا «10» فِي بُيُوتِكُمْ».

فَلَمَّا جَاؤُوا أَقْعَدُونَا «11» فِي الْبُسْتَانِ، و اصْطَفَّ عُمُومَتُهُ و إِخْوَتُهُ و أَخَوَاتُهُ، و أَخَذُوا الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ و أَلْبَسُوهُ جُبَّةَ صُوفٍ و قَلَنْسُوَةً مِنْهَا، و و ضَعُوا عَلى‏ عُنُقِهِ مِسْحَاةً «12»، و قَالُوا

______________________________

 (1). في «ألف، ج، بح، بر، بس، بف» و حاشية «و» و الوافي: «المصري» و في «ب»: «البصري». و الرجل لم نعرفه مع الفحص الأكيد.

 (2). في «بس»: «صنعهم».

 (3). في «ف، ه، بف» و الوافي: «فقال».

 (4). «حائل اللون»، أي المتغيّر اللون، و كلّ متغيّر حائل. و في الوافي: «الحائل: المتغيّر اللون، يعني ما كان فينا إمام‏ليس على لون آبائه؛ كأنّ لون أبي جعفر عليه السلام كان مائلًا إلى السواد؛ إذ كانت امّه حبشيّة، فأنكروا أن يكون ابناً لأبيه». راجع: لسان العرب، ج 11، ص 188 (حول).

 (5). «القافة»: جمع القائف، و هو الذي يتتبّع الآثار و يعرفها، و يعرف شَبَه الرجل بأخيه و أبيه، و يحكم بالنسب. راجع: النهاية، ج 4، ص 121 (قوف).

 (6). في شرح المازندراني و مرآة العقول: «إليه».

 (7). في الوافي: «و أمّا».

 (8). في مرآة العقول: «ما، للاستفهام. و يحتمل فتح اللام و تشديد الميم».

 (9). في «بح» و حاشية «ج»: «دعوتهم».

 (10). في الوافي: «و ليكونوا».

 (11). في شرح المازندراني: «الظاهر أنّ هذا من كلام الرضا عليه السلام، و أنّ أقعدونا على صيغة الأمر، و أنّ الخطاب‏للعمومة و الإخوة». و في مرآة العقول: «فلمّا جاؤوا، كلام عليّ بن جعفر».

 (12). «المِسْحاةُ» (و هي ما يعبّر عنها في الفارسيّة: «بيل»): آلة كالمِجْرَفة إلّاأنّها من حديد، من سَحَوْتُ الطين عن‏وجه الأرض، إذا جَرَفْتَهُ، أي قشرته و أزلته. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2373 (سحا).

105
الکافي2 (ط - دارالحديث)

73 - باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ص : 98

لَهُ: ادْخُلِ الْبُسْتَانَ كَأَنَّكَ تَعْمَلُ فِيهِ، ثُمَّ جَاؤُوا بِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالُوا: أَلْحِقُوا هذَا الْغُلَامَ بِأَبِيهِ، فَقَالُوا: لَيْسَ لَهُ‏ «1» هَاهُنَا أَبٌ، و لكِنَّ هذَا عَمُّ أَبِيهِ، و هذَا عَمُّ أَبِيهِ، و هذَا عَمُّهُ‏ «2»، وَ هذِهِ عَمَّتُهُ، و إِنْ يَكُنْ‏ «3» لَهُ هَاهُنَا أَبٌ، فَهُوَ صَاحِبُ الْبُسْتَانِ؛ فَإِنَّ قَدَمَيْهِ و قَدَمَيْهِ وَاحِدَةٌ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالُوا: هذَا أَبُوهُ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ: فَقُمْتُ فَمَصَصْتُ‏ «4» رِيقَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «5»، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ‏ «6»: أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامِي عِنْدَ اللَّهِ، فَبَكَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَمِّ، أَ لَمْ تَسْمَعْ أَبِي و هُوَ يَقُولُ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: بِأَبِي‏ «7» ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ، ابْنُ النُّوبِيَّةِ «8» الطَّيِّبَةِ الْفَمِ، الْمُنْتَجَبَةِ «9» الرَّحِمِ، و يْلَهُمْ لَعَنَ اللَّهُ الْأُعَيْبِسَ‏ «10» و ذُرِّيَّتَهُ صَاحِبَ الْفِتْنَةِ،

______________________________

 (1). في «ب»:-/ «له».

 (2). في «ب»: «عمّ أبيه». و في الوافي:+/ «و هذا عمّه».

 (3). في «ض»: «و إن يك».

 (4). «مَصِصْتُهُ» و «مَصَصْتُهُ»، أمُصُّهُ: شَرِبْتُهُ شُرْباً رفيقاً، أي قبّلتُ فاه شفقة و شوقاً بحيث دخل بعض ريقه فمي. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 856 (مصص).

 (5). في الوسائل و البحار:+/ «يعني الجواد».

 (6). في «ه، بح، بس، بف» و الوسائل و البحار:-/ «له».

 (7). في «ج، ه»: «بامّي». و في الوافي: «يأتي». و قال: «يأتي ابن خيرة الإماء، يعني به المهديّ صاحب زمانناصلوات اللَّه عليه، كأنّه انتسبه إلى جدّته امّ أبي جعفر الثاني عليه السلام».

 (8). قال الجوهري: «و النُّوب و النُوبَةُ أيضاً: جيل من السُودان. الواحد: نُوبيّ». و في القاموس: النُوب: جيل من السودان، و النُوبةُ: بلاد و اسعة للسودان بجنوب الصعيد، منها بلال الحبشي». الصحاح، ج 1، ص 229؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 232 (نوب).

 (9). في «ب، ف، ه، بف» و حاشية «ج، بف» و حاشية بدرالدين و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول: «المنجبة». و في «بر، بس»: «المنتجية». و «المُنتَجَبُ»: المختار من كلّ شي‏ء. يقال: انتجب فلان فلاناً، أي استخلصه و اصطفاه اختياراً على غيره. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 748 (نجب).

 (10). في «ب، ج، ض، ف، ه، و، بح، بس»: «الأعبس». و في حاشية «ج»: «يعني عبّاسيّون». و في‏شرح المازندراني: «و في بعض النسخ: الاغيبس، و هو تصغير الأغبس». و في حاشية بدرالدين، ص 210: «الأغبس، و في بعض النسخ: الاغيبس. قيل: المراد به السفّاح، و هو أوّل خلفاء بني العبّاس. و يمكن أن يراد به الحجّاج أو المتوكّل، فإنّه لم يكن أشدّ منهما على آل محمّد بعد يزيد بن معاوية». و «الاعَيْبِسُ»: مصغّر الأعبس، و هو كناية عن العبّاس؛ لاشتراكهما في معنى كثرة العبوس. أو هو من باب القلب. و قيل: المراد بعض ذرّيّة العبّاس.

106
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

وَ «1» يَقْتُلُهُمْ‏ «2» سِنِينَ و شُهُوراً و أَيَّاماً، يَسُومُهُمْ خَسْفاً «3»، و يَسْقِيهِمْ كَأْساً مُصَبَّرَةً «4»، و هُوَ الطَّرِيدُ «5» الشَّرِيدُ «6»، الْمَوْتُورُ «7» بِأَبِيهِ و جَدِّهِ، صَاحِبُ الْغَيْبَةِ «8»، يُقَالُ: مَاتَ أَوْ هَلَكَ، أَيَّ و ادٍ سَلَكَ، أَ فَيَكُونُ هذَا يَا عَمِّ إِلَّا مِنِّي؟». فَقُلْتُ: صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ. «9»

 

74- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

847/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ب، ه، بف»:-/ «و».

 (2). في «بح»: «يقلّبهم». و في الوافي: «تقتلهم».

 (3). «يَسُومُ»: من السَوْم بمعنى التكليف و الإلزام. يقال: سامَهُ الأمرَ، أي كلّفه إيّاه و أراده عليه و أولاه إيّاه. و «الخَسْفُ»: النقيصة و الذهاب في الأرض و الذلّ و المشقّة و الإذلال و تحميل الإنسان ما يكره. و يقال: سامَهُ الخَسْفُ و سامَه الخَسْفَ و الخُسْفَ، أي أولاه ذُلًاّ و كلّفه المشقّة و الذلَّ و أرادهما عليه. و قال المجلسي: «في بعض النسخ: ليسومهم». راجع: لسان العرب، ج 9، ص 67 (خسف)؛ و ج 12، ص 311- 312 (سوم).

 (4). «المُصْبُرَةُ»: اسم آلة للصَبِر، و هو عصارة شجر مُرّ، أو المِصْبَرة: اسم مكان لكثرة من الصَبِر. أو المُصبِرَةُ، أي ذات صَبِر، أو المُصْبَرةُ. أو المُصَبَّرَةُ، بمعنى التي جعل فيها صَبِرٌ. و المراد: كأساً مهلكة. و استبعد المازندراني الأخيرين و لم يذكر الثاني، كما لم يذكر المجلسي الأوّل. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 197؛ مرآة العقول، ج 3، ص 382؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 592 (صبر).

 (5). «الطَريدُ»: المُبْعَدُ. راجع: النهاية، ج 3، ص 118 (طرد).

 (6). «الشَرِيدُ»: الشارِدُ؛ من شَرَدَ فلان، إذا نفر و ذهب في الأرض و فارق الجماعة و الناس. أو هو الطريد، و هو حينئذٍ فعيل بمعنى مفعول، و التكرير للتأكيد. راجع: النهاية، ج 2، ص 457 (شرد).

 (7). «المَوْتُور»: من قُتِلَ حميمُه و افردَ. تقول: و تَرْتُهُ، أي قتلت حميمه و أفردته منه. راجع: المغرب، ص 475 (وتر).

 (8). في الوافي: «صاحب الغيبة، أي الغيبة الطويلة المعهودة التي يقال له فيها: أين هو؟ أمات أو هلك؟».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 275، بسنده عن الكليني، و فيه قطعة مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 379، ح 864؛ الوسائل، ج 25، ص 219، ح 31733؛ البحار، ج 66، ص 310، ح 7، و في الأخيرين من قوله: «قال عليّ بن جعفر: فقمت فمصصت» إلى قوله: «أشهد أنّك إمامي عند اللَّه، فبكى الرضا عليه السلام»؛ البحار، ج 50، ص 21، ح 7.

107
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

لَمَّا خَرَجَ‏ «1» أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى‏ بَغْدَادَ فِي الدَّفْعَةِ الْأُولى‏ «2» مِنْ خَرْجَتَيْهِ، قُلْتُ لَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ فِي‏ «3» هذَا الْوَجْهِ‏ «4»، فَإِلى‏ مَنِ الْأَمْرُ بَعْدَكَ؟ «5»

فَكَرَّ «6» بِوَجْهِهِ إِلَيَّ ضَاحِكاً، و قَالَ: «لَيْسَ الْغَيْبَةُ «7» حَيْثُ ظَنَنْتَ فِي هذِهِ السَّنَةِ».

فَلَمَّا أُخْرِجَ‏ «8» بِهِ الثَّانِيَةَ إِلَى الْمُعْتَصِمِ، صِرْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَنْتَ خَارِجٌ، فَإِلى‏ مَنْ هذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِكَ؟ «9»

فَبَكى‏ حَتَّى اخْضَلَّتْ‏ «10» لِحْيَتُهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «عِنْدَ هذِهِ يُخَافُ‏ «11» عَلَيَّ، الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِي إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ». «12»

848/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْخَيْرَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ‏:

كَانَ يَلْزَمُ بَابَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلْخِدْمَةِ الَّتِي كَانَ‏ «13» وُكِّلَ بِهَا، و كَانَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏ يَجِي‏ءُ فِي السَّحَرِ فِي‏ «14» كُلِّ لَيْلَةٍ لِيَعْرِفَ‏ «15» خَبَرَ عِلَّةِ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و كَانَ الرَّسُولُ- الَّذِي يَخْتَلِفُ بَيْنَ أَبِي جَعْفَرٍ و بَيْنَ أَبِي- إِذَا حَضَرَ، قَامَ أَحْمَدُ «16» و خَلَا بِهِ أَبِي،

______________________________

 (1). في الإرشاد: «لمّا اخرج».

 (2). في الإرشاد: «الأوّلة».

 (3). في «ض»: «من».

 (4). في «ف»: «الموضع».

 (5). في «ه» و الإرشاد:+/ «قال».

 (6). «كرّ» أي عطف. القاموس المحيط، ج 1، ص 652 (كرّ).

 (7). في «ف، بح، بس، بف» و الإرشاد:-/ «الغيبة». و في «ه»: «الفتنة».

 (8). في الإرشاد: «فلمّا استُدعي».

 (9). في «ه»:+/ «قال».

 (10). في «ه»: «خضبت». و قوله: «اخضلّت»، أي ابتلّت. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1685 (خضل).

 (11). في شرح المازندراني، ج 6، ص 198: «تخاف، إمّا بتاء الخطاب، أو بالياء المضمومة».

 (12). الإرشاد، ج 2، ص 298، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 382، ح 866.

 (13). في «بف» و شرح المازندراني:-/ «كان».

 (14). في «بح»:-/ «في».

 (15). في «بف» و الإرشاد: «ليتعرّف».

 (16). في «بح»:+/ «بن محمّد بن عيسى».

108
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

فَخَرَجْتُ‏ «1» ذَاتَ لَيْلَةٍ، و قَامَ‏ «2» أَحْمَدُ عَنِ‏ «3» الْمَجْلِسِ و خَلَا أَبِي بِالرَّسُولِ، و اسْتَدَارَ أَحْمَدُ، فَوَقَفَ حَيْثُ يَسْمَعُ الْكَلَامَ، فَقَالَ الرَّسُولُ لِأَبِي: إِنَّ مَوْلَاكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَ يَقُولُ لَكَ: «إِنِّي مَاضٍ و الْأَمْرُ صَائِرٌ إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ، و لَهُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ بَعْدَ أَبِي» ثُمَّ مَضَى الرَّسُولُ و رَجَعَ أَحْمَدُ إِلى‏ مَوْضِعِهِ، و قَالَ لِأَبِي: مَا الَّذِي قَدْ قَالَ لَكَ؟ قَالَ: خَيْراً «4». قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَ‏ «5» فَلِمَ تَكْتُمُهُ؟ و أَعَادَ «6» مَا سَمِعَ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ مَا فَعَلْتَ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ يَقُولُ: «وَ لا تَجَسَّسُوا» «7» فَاحْفَظِ الشَّهَادَةَ، لَعَلَّنَا نَحْتَاجُ إِلَيْهَا يَوْماً مَا «8»، و إِيَّاكَ أَنْ تُظْهِرَهَا إِلى‏ و قْتِهَا.

فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبِي، كَتَبَ نُسْخَةَ الرِّسَالَةِ فِي عَشْرِ رِقَاعٍ، و خَتَمَهَا، و دَفَعَهَا إِلى‏ «9» عَشْرَةٍ مِنْ وُجُوهِ الْعِصَابَةِ «10»، و قَالَ: إِنْ حَدَثَ‏ «11» بِي حَدَثُ الْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ أُطَالِبَكُمْ بِهَا «12» فَافْتَحُوهَا، و اعْمَلُوا «13» بِمَا فِيهَا، فَلَمَّا مَضى‏ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ذَكَرَ أَبِي أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ‏ «14» مِنْ مَنْزِلِهِ حَتّى‏ قَطَعَ عَلى‏ يَدَيْهِ‏ «15» نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ إِنْسَانٍ، و اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْعِصَابَةِ

______________________________

 (1). في «ب، ض، ف، ه، بر، بس، بف» و حاشية «بح» و شرح المازندراني: «فخرج».

 (2). في «ج»: «فقام».

 (3). في «ف»: «من».

 (4). في «ه»: «خيرٌ».

 (5). في «بر»: «ما قال لك». و في «بس»: «ما قد قال».

 (6). في «بر»: «فأعاد».

 (7). الحجرات (49): 12. و في «ف، ه» و حاشية «بف»:+/ «و فعلت ما لم تؤمر به».

 (8). في «ض، بح، بر»:-/ «ما».

 (9). في «ب، ض، ه، بح، بر، بس، بف» و حاشية «ف، و»: «عند».

 (10). «العصابة»: هم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين. و لا و احد لها من لفظها. النهاية، ج 3، ص 243 (عصب).

 (11). في «ض»: «لو حدث».

 (12). في «ه، بس»:-/ «بها».

 (13). هكذا في أكثر النسخ. و في المطبوع و بعض النسخ: «أعلِمُوا».

 (14). في مرآة العقول، ج 3، ص 384: «أنّه لم يخرج، أي خيرانيّ. و يمكن أن يقرأ على بناء المجهول من باب الإفعال، فالضمير لأبي جعفر عليه السلام».

 (15). في الوافي: «حتّى قطع على يديه، حتّى جزم بمعرفة الإمام بعد أبي جعفر عليه السلام بسببه و بإخباره عنه».

109
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ يَتَفَاوَضُونَ‏ «1» هذَا «2» الْأَمْرَ، فَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلى‏ أَبِي يُعْلِمُهُ بِاجْتِمَاعِهِمْ عِنْدَهُ، و أَنَّهُ لَوْ لَامَخَافَةُ الشُّهْرَةِ لَصَارَ مَعَهُمْ إِلَيْهِ، و يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَرَكِبَ أَبِي و صَارَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَ الْقَوْمَ مُجْتَمِعِينَ عِنْدَهُ، فَقَالُوا لِأَبِي: مَا تَقُولُ فِي هذَا الْأَمْرِ؟

فَقَالَ أَبِي لِمَنْ عِنْدَهُ الرِّقَاعُ: أَحْضِرُوا الرِّقَاعَ، فَأَحْضَرُوهَا، فَقَالَ لَهُمْ: هذَا مَا أُمِرْتُ بِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ كُنَّا نُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي هذَا الْأَمْرِ شَاهِدٌ آخَرُ، فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ أَتَاكُمُ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- بِهِ، هذَا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَشْعَرِيُّ يَشْهَدُ لِي بِسَمَاعِ هذِهِ الرِّسَالَةِ، وَ سَأَلَهُ أَنْ يَشْهَدَ بِمَا عِنْدَهُ، فَأَنْكَرَ أَحْمَدُ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْ هذَا شَيْئاً، فَدَعَاهُ أَبِي إِلَى الْمُبَاهَلَةِ «3»، فَقَالَ: لَمَّا حَقَّقَ عَلَيْهِ، قَالَ‏ «4»: قَدْ «5» سَمِعْتُ ذلِكَ‏ «6»، و هذِهِ‏ «7» مَكْرُمَةٌ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَكُونَ‏ «8» لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ، لَالِرَجُلٍ مِنَ الْعَجَمِ، فَلَمْ يَبْرَحِ الْقَوْمُ حَتّى‏ قَالُوا بِالْحَقِّ جَمِيعاً. «9»

849/ 3. و فِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ: مُحَمَّدُ «10» بْنُ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‏

______________________________

 (1). قوله: «يتفاوضون هذا الأمر»، أي يأخذون فيه و يتكلّمون فيه. و المفاوضة: المساواة و المشاركة. و هي‏مفاعلة من التفويض، و منه مفاوضة العلماء، كأنّ كلّ و احد منهم ردّ ما عنده إلى صاحبه. و المراد: محادثة العلماء و مذاكرتهم في العلم. راجع: لسان العرب، ج 7، ص 210 (فوض).

 (2). في «بس»: «بهذا».

 (3). «المباهلة»: الملاعنة. و هو أن يجتمع القوم إذ اختلفوا في شي‏ء، فيقولوا: لعنة اللَّه على الظالم منّا. النهاية، ج 1، ص 167 (بهل).

 (4). في «ب، بف»:-/ «قال».

 (5). في حاشية «بح»: «كذا».

 (6). في «بس»: «هذا».

 (7). هكذا في أكثر النسخ و الوافي. و في المطبوع: «هذا».

 (8). في «ج، ض، بح»: «أن يكون».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 298، بسنده عن الكليني، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 382، ح 867.

 (10). في «ب، ج، ض، ف، ه، و، بح، بر، بس، بف، جر» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «أبي محمّد». و محمّد بن جعفر هذا، هو محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي الكوفي، روى بعنوان محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي، عن محمّد بن عيسى بن عبيد في الكافي، ذيل ح 8159 و 8161. و كنية محمّد بن جعفر الرزّاز أبو القاسم، كما في رسالة أبي غالب الزراري، ص 140، و ص 145 و ص 146. فعليه ما و رد في شرح المازندراني من أنّه قال: «قيل: أبو محمّد يحتمل أن يكون كنيته، و يحتمل أن يكون أبي مضافاً إلى ياء المتكلّم، يعني أبي عن محمّد بن جعفر، ضعيف جدّاً.

110
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «1» الْوَاسِطِيِّ:

أَنَّهُ‏ «2» سَمِعَ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ- مَوْلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ- يَحْكِي أَنَّهُ أَشْهَدَهُ عَلى‏ هذِهِ الْوَصِيَّةِ الْمَنْسُوخَةِ «3»:

شَهِدَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ مَوْلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ «4» أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَشْهَدَهُ أَنَّهُ أَوْصى‏ إِلى‏ عَلِيٍّ ابْنِهِ بِنَفْسِهِ و أَخَوَاتِهِ‏ «5»، و جَعَلَ أَمْرَ مُوسى‏ «6»- إِذَا بَلَغَ- إِلَيْهِ، و جَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُسَاوِرِ «7» قَائِماً عَلى‏ تَرِكَتِهِ مِنَ الضِّيَاعِ‏ «8» و الْأَمْوَالِ و النَّفَقَاتِ و الرَّقِيقِ‏ «9» و غَيْرِ ذلِكَ إِلى‏

______________________________

 (1). كذا في النسخ و المطبوع. و المحتمل قويّاً صحّة «الحسن». و أنّ محمّداً هذا هو محمّد بن الحسن الواسطي المذكور في أصحاب أبي جعفر الثاني عليه السلام الذي قال الفضل بن شاذان في شأنه: إنّه كان كريماً على أبي جعفر عليه السلام. راجع: رجال الكشّي، ص 558، الرقم 1054؛ رجال الطوسي، ص 379، الرقم 5617. و انظر أيضاً: رجال الكشّي، ص 475، الرقم 902؛ و ص 447، الرقم 904؛ و ص 484؛ الرقم 911؛ و ص 543، الرقم 1029.

 (2). في «ج، ه، بر، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «أنّه».

 (3). «المنسوخة»: المكتوبة. يقال: نسخ الشي‏ءَ يَنْسَخُهُ نسخاً و انتسخه و استنسخه: اكتتبه عن معارضة. قيل: النَسْخُ: اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف، و الأصل نسخة، و المكتوب عنه نسخة؛ لأنّه قائم مقامة. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 61 (نسخ).

 (4). في «ه»:+/ «أطال اللَّه بقاءه». و في حاشية «بف»:+/ «أطال اللَّه بقاء أبي جعفر».

 (5). في «ض، ه، بر» و حاشية «ج» و مرآة العقول: «إخوانه». قال في المرآة: «و لا يبعد أن يكون أخواته، فصُحّف».

 (6). في الوافي: «موسى، يعني ابنه الملقّب بالمبرقع المدفون بقمّ».

 (7). في أكثر النسخ و الوافي: «المشاور»، في هذا الموضع و ما يأتي بعد سطر و احد. و لا يبعد عدم صحّته؛ فإنّا لم‏نجد حسب تتبّعنا «المشاور» كأحد الأسماء.

 (8). «الضِياعُ»: جمع ضائع، كجائع و جياع، أو جمع الضيعة، و هي العقار، قال المازندراني: «هذا هو الأظهر و الأنسب في المقام»، و احْتَمَلَ كونَه بفتح الضاد بمعنى العِيال. راجع: النهاية، ج 3، ص 107 (ضيع).

 (9). «الرقيق»: المملوك. فعيل بمعنى مفعول- و قد يطلق على الجماعة كالرفيق- من الرِقّ بمعنى المِلك. النهاية، ج 2، ص 251 (رقق).

111
الکافي2 (ط - دارالحديث)

74 - باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث عليه السلام ص : 107

أَنْ يَبْلُغَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، صَيَّرَ «1» عَبْدُاللَّهِ بْنُ الْمُسَاوِرِ ذلِكَ الْيَوْمَ‏ «2» إِلَيْهِ‏ «3»، يَقُومُ‏ «4» بِأَمْرِ نَفْسِهِ وَ أَخَوَاتِهِ‏ «5»، و يُصَيِّرُ «6» أَمْرَ مُوسى‏ إِلَيْهِ‏ «7»، يَقُومُ‏ «8» لِنَفْسِهِ بَعْدَهُمَا «9» عَلى‏ شَرْطِ أَبِيهِمَا فِي صَدَقَاتِهِ الَّتِي تَصَدَّقَ بِهَا، و ذلِكَ يَوْمُ الْأَحَدِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِينَ و مِائَتَيْنِ، و كَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ شَهَادَتَهُ بِخَطِّهِ.

وَ شَهِدَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «10» بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ- و هُوَ الْجَوَّانِيُّ- عَلى‏ مِثْلِ شَهَادَةِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ فِي صَدْرِ هذَا الْكِتَابِ، و كَتَبَ شَهَادَتَهُ بِيَدِهِ.

وَ شَهِدَ نَصْرٌ الْخَادِمُ، و كَتَبَ شَهَادَتَهُ بِيَدِهِ. «11»

______________________________

 (1). في الوافي: «يعني فإذا بلغ عليّ بن محمّد صيّر، و لعلّه سقط من قلم النسّاخ. أو كان: فصيّر، فسقط الفاء». و في مرآة العقول: «قيل ... و صيّر فاعله ضمير مستتر راجع إلى أبي جعفر؛ و عبد اللَّه، منصوب بالمفعوليّة».

 (2). في «ه» و شرح المازندراني و الوافي:-/ «اليوم».

 (3). في «بح، بس، بف»:-/ «إليه».

 (4). في «ب»: «ليقوم».

 (5). في «ب، ض، ف، ه، بر» و شرح المازندراني: «إخوانه».

 (6). في مرآة العقول: «و يمكن أن يقرأ: يصير، بالتخفيف». أي من باب ضرب، كما نصّ عليه فيما بعد.

 (7). في الوافي: «يعني إلى موسى. و يشبه أن يكون قد سقط هنا شي‏ء».

 (8). في «بر»: «ليقوم».

 (9). في مرآة العقول: «قيل: ... و «بعد» مبنيّ على الضمّ، أي بعد بلوغ موسى أيضاً. و هذه الجملة استيناف لبيان قوله: يصير أمر موسى إليه ... و «هما» مبتدأ، و الضمير راجع إلى عليّ و موسى، و الظرف خبر المبتدأ».

 (10) هكذا في «ه». و في سائر النسخ و المطبوع: «عبد اللَّه بن الحسن».

و الصواب ما أثبتناه؛ فإنّ الحسن هذا، هو الحسن بن محمّد بن عبيد اللَّه الأعرج بن الحسين الأصغر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. راجع: تهذيب الأنساب، ص 221- 222، و ص 229؛ المجدي، ص 194- 196. و انظر أيضاً: رجال النجاشي، ص 256، الرقم 671، و ص 262، الرقم 687، و ص 395، الرقم 1058.

 (11). الوافي، ج 2، ص 384، ح 867؛ البحار، ج 50، ص 121، ح 4.

112
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

 

75- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِّ عَلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

850/ 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَسَارٍ «1» الْقَنْبَرِيِ‏ «2»، قَالَ:

أَوْصى‏ أَبُو الْحَسَنِ‏ «3» عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ قَبْلَ مُضِيِّهِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، و أَشْهَدَنِي عَلى‏ ذلِكَ و جَمَاعَةً مِنَ الْمَوَالِي‏ «4». «5»

851/ 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ، عَنْ بَشَّارِ «6» بْنِ أَحْمَدَ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ «7» النَّوْفَلِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي صَحْنِ دَارِهِ، فَمَرَّ بِنَا مُحَمَّدٌ ابْنُهُ‏ «8»، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا صَاحِبُنَا بَعْدَكَ؟ فَقَالَ: «لَا، صَاحِبُكُمْ بَعْدِيَ الْحَسَنُ». «9»

852/ 3. عَنْهُ‏ «10»، عَنْ بَشَّارِ «11» بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْفَهَانِيِ‏ «12»، قَالَ:

______________________________

 (1). في «بر»: «بشّار».

 (2). في «ألف، بح، بس» و حاشية «بر» و الإرشاد: «العنبري».

 (3). في الإرشاد:+/ «عليّ بن محمّد».

 (4). في الغيبة:+/ «و أمّا موت محمّد في حياة أبيه عليه السلام».

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 314، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي، ص 200، ح 166، عن يحيى بن بشّار القنبري الوافي، ج 2، ص 386، ح 868؛ البحار، ج 50، ص 246، ذيل ح 21.

 (6). في «ألف» و حاشية «ج» و الإرشاد: «يسار». و في «بح»: «بشارة».

 (7). في الإرشاد: «عمرو».

 (8). في الوافي: «محمّد ابنه، هو أبو جعفر و لده الأكبر الذي كان مترقّباً للإمامة، صالحاً لها، مرجوّاً عند أصحابه».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 314، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي، ص 198، ح 163 بسنده عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن سيّار بن محمّد البصري، عن عليّ بن عمر النوفلي، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 386، ح 869.

 (10). الضمير راجع إلى جعفر بن محمّد الكوفي، في السند السابق.

 (11). في الإرشاد: «يسار».

 (12). في «ه» و حاشية «ج» و الإرشاد: «الإصبهاني».

113
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «صَاحِبُكُمْ بَعْدِيَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيَّ». قَالَ‏ «1»: و لَمْ نَعْرِفْ‏ «2» أَبَا مُحَمَّدٍ قَبْلَ ذلِكَ، قَالَ‏ «3»: فَخَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ، فَصَلّى‏ عَلَيْهِ. «4»

853/ 4. و عَنْهُ‏ «5»، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ و هْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:

كُنْتُ حَاضِراً أَبَا الْحَسَنِ‏ «6» عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، فَقَالَ لِلْحَسَنِ: «يَا «7» بُنَيَّ، أَحْدِثْ لِلَّهِ شُكْراً؛ فَقَدْ أَحْدَثَ‏ «8» فِيكَ أَمْراً». «9»

854/ 5. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ الْأَنْبَارِيِ‏ «10»، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ه»: «فقال».

 (2). في «ب، ض، ف، ه» و الإرشاد: «و لم نكن نعرف». و في «ج»: «و لم نك نعرف».

 (3). في «ج، بح»:-/ «قال».

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 315، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 386، ص 870.

 (5). الضمير راجع إلى جعفر بن محمّد الكوفي؛ فإنّه يأتي في ح 912، رواية عليّ بن محمّد عن جعفر بن محمّد، عن موسى بن جعفر البغدادي، و هو موسى بن جعفر بن و هب، راجع: رجال النجاشي، ص 406، الرقم 1076.

 (6). في «ف»: «عند أبي الحسن».

 (7). في «ف، ه، بر، بس، بف» و شرح المازندراني:-/ «يا».

 (8). في «بس»:+/ «اللَّه».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 315، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 387، ح 871.

 (10). كذا في النسخ و المطبوع، و الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 472، ح 13، عن الحسن بن محمّد [و الصواب الحسين بن محمّد كما في بعض المخطوطات‏] عن المعلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه، عن أحمد بن الحسين، عن عليّ بن عبد اللَّه بن مروان الأنباري.

و المحتمل قويّاً، و قوع السقط في سندنا هذا، بجواز النظر من «عبد اللَّه» في «أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه» إلى «عبد اللَّه» في «عليّ بن عبد اللَّه بن مروان» فاضيف «بن مروان الأنباري» إلى «أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه» سهواً.

ثمّ إنّه لا يبعد اتّحاد عليّ بن عبد اللَّه بن مروان الأنباري مع عليّ بن عبد اللَّه بن مروان- من أهل بغداد- المذكور في رجال الكشّي، ص 530، الرقم 1014؛ و رجال الطوسي، ص 400، الرقم 5868؛ فإنّ الأنبار بلدة قديمة على الفرات بينها و بين بغداد عشرة فراسخ. و انتقل جمع من الأنباريين إلى بغداد، كيعقوب بن يزيد و أبي أيّوب الأنباري. و يحتمل تحوّل عليّ بن عبد اللَّه هذا إلى بغداد، فنسب إليها و عُدَّ من أهلها راجع: الأنساب للسمعاني، ج 1، ص 212؛ رجال النجاشي، ص 450، الرقم 1215؛ و ص 457، الرقم 1246؛ الفهرست للطوسي، ص 528، الرقم 847.

هذا ما استفدنا ممّا أفاده الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري- دام توفيقه- في رسالته «المسك الأذفر في البحث عمّن يسمّى‏ بعليّ بن جعفر».

114
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

كُنْتُ حَاضِراً عِنْدَ مُضِيِ‏ «1» أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَجَاءَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَوُضِعَ لَهُ كُرْسِيٌّ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ و حَوْلَهُ أَهْلُ بَيْتِهِ و أَبُو مُحَمَّدٍ «2» قَائِمٌ فِي نَاحِيَةٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَمْرِ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْتَفَتَ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، أَحْدِثْ لِلَّهِ- تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏- شُكْراً؛ فَقَدْ أَحْدَثَ فِيكَ أَمْراً». «3»

855/ 6. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «4» بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنْ كَانَ كَوْنٌ- و أَعُوذُ بِاللَّهِ- فَإِلى‏ مَنْ؟

قَالَ: «عَهْدِي إِلَى الْأَكْبَرِ مِنْ و لَدَيَ‏ «5»». «6»

856/ 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْإِسْبَارِقِينِيِ‏ «7»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‏

______________________________

 (1). في «ه، بح، بس، بف» و شرح المازندراني و مرآة العقول:-/ «مضيّ».

 (2). في الإرشاد: «ابنه».

 (3). الإرشاد، ج 2، ص 316، بسنده عن الكليني. بصائر الدرجات، ص 472، ح 13، عن الحسن بن محمّد، عن المعلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه، عن أحمد بن الحسين، عن عليّ بن عبد اللَّه بن مروان الأنباري. الغيبة للطوسي، ص 203، ح 170 بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 387، ح 872.

 (4). في «ب»: «الحسن».

 (5). و هما- بناء على كون الكلمة تثنيةً- أبو محمّد و جعفر الكذّاب؛ لأنّ محمّداً أبا جعفر مات في حياة أبيه. و في شرح المازندراني: «لعلّ هذا القول كان بعد موت أخيه؛ لأنّ محمّداً كان أكبر منه، و يحتمل أن يكون قبله؛ لعلمه عليه السلام بأنّ محمّداً سيموت و يكون أبو محمّد أكبر ممّن بقي». و يمكن كون الكلمة جمعاً و بضمّ الواو. و في الإرشاد:+/ «يعني الحسن عليه السلام».

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 316، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 390، ح 879.

 (7). في هامش «ج، ض»: «الإسبارقي». و في إعلام الورى: «أبي محمّد الأسترآبادي». و في الإرشاد: «عليّ بن ف محمّد الأسترآبادي» بحذف «عن أبي محمّد». و هو سهو؛ فإنّ عليّ بن محمّد في مشايخ الكليني قدس سره مشترك بين عليّ بن محمّد علّان الكليني و عليّ بن محمّد بن بندار.

115
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

عَمْرٍو «1» الْعَطَّارِ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ و أَبُو «2» جَعْفَرٍ ابْنُهُ فِي الْأَحْيَاءِ «3»، و أَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ هُوَ «4»، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَنْ أَخُصُّ مِنْ وُلْدِكَ؟

فَقَالَ: «لَا تَخُصُّوا أَحَداً حَتّى‏ يَخْرُجَ‏ «5» إِلَيْكُمْ أَمْرِي».

قَالَ: فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ بَعْدُ: فِيمَنْ يَكُونُ هذَا الْأَمْرُ؟

قَالَ‏ «6»: فَكَتَبَ إِلَيَّ: «فِي الْكَبِيرِ «7» مِنْ ولَدَيَّ». قَالَ‏ «8»: و كَانَ‏ «9» أَبُو مُحَمَّدٍ أَكْبَرَ مِنْ جَعْفَرٍ «10». «11»

857/ 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و غَيْرُهُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنْهُمُ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ‏ «12» الْأَفْطَسُ‏:

أَنَّهُمْ حَضَرُوا- يَوْمَ تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ- بَابَ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُعَزُّونَهُ،

______________________________

 (1). في «ألف»: «عمر».

 (2). في «ه»:-/ «أبو».

 (3). في الإرشاد: «و ابنه أبو جعفر يُحيّا». و في الأحياء، أي كان حيّاً.

 (4). في الإرشاد:+/ «الخلف من بعده».

 (5). في «ه»: «اخرج».

 (6). في «ف»:-/ «قال».

 (7). في الإرشاد: «الأكبر».

 (8). في «ف»:-/ «قال».

 (9). في «ج»: «فكان».

 (10). هكذا في «ب، ج، ه، و، بس، بف» و حاشية بدرالدين و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول، و الإرشاد. و في «ف، بح، بر» و المطبوع: «أبي جعفر». و كان للهادي عليه السلام ابن يكنّى بأبي جعفر اسمه محمّد و قد مات في حياة أبيه، و له عليه السلام ابن آخر مسمّى بجعفر المعروف بالكذّاب و جاء اسم كليهما في هذا الحديث. و المراد من «ولديّ» هما أبو محمّد عليه السلام و جعفر الكذّاب. و أبو محمّد عليه السلام كان أكبر من جعفر و أصغر من محمّد أبي جعفر.

 (11). الإرشاد، ج 2، ص 316، بسنده عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد الأسترآبادي، عن عليّ بن عمرو العطّار الوافي، ج 2، ص 390، ح 878.

 (12). في الإرشاد: «الحسين».

116
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

و قَدْ بُسِطَ لَهُ فِي صَحْنِ دَارِهِ و النَّاسُ جُلُوسٌ حَوْلَهُ- فَقَالُوا: قَدَّرْنَا أَنْ يَكُونَ‏ «1» حَوْلَهُ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ و بَنِي هَاشِمٍ‏ «2» و قُرَيْشٍ مِائَةٌ و خَمْسُونَ رَجُلًا سِوى‏ مَوَالِيهِ و سَائِرِ النَّاسِ- إِذْ نَظَرَ «3» إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدْ جَاءَ مَشْقُوقَ الْجَيْبِ‏ «4» حَتّى‏ قَامَ عَنْ يَمِينِهِ، وَ نَحْنُ لَانَعْرِفُهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ سَاعَةٍ «5»، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، أَحْدِثْ لِلَّهِ- عَزَّ وَ جَلَّ- شُكْراً؛ فَقَدْ أَحْدَثَ فِيكَ أَمْراً». فَبَكَى الْفَتى‏، و حَمِدَ اللَّهَ، و اسْتَرْجَعَ، و قَالَ‏ «6»:

 «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، و أَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ تَمَامَ نِعَمِهِ‏ «7» لَنَا فِيكَ، و «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏»» «8». فَسَأَلْنَا عَنْهُ، فَقِيلَ: هذَا الْحَسَنُ ابْنُهُ- و «9» قَدَّرْنَا لَهُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ أَرْجَحَ‏ «10»- فَيَوْمَئِذٍ عَرَفْنَاهُ، و عَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ بِالْإِمَامَةِ، و أَقَامَهُ مَقَامَهُ‏ «11». «12»

858/ 9. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ دَرْيَابَ‏ «13»، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ض»: «تكون». و في «ف»: «نكون».

 (2). في الإرشاد: «بني العبّاس».

 (3). في «بس»: «نظروا».

 (4). في «بح»: «الجنب». و في حاشية «بف»: «الجيوب».

 (5). في الإرشاد:+/ «من قيامه».

 (6). في «بح»: «فقال». و في الإرشاد: «فبكى الحسن عليه السلام و استرجع فقال» بدل «فبكى الفتى و حمد اللَّه و استرجع‏وقال».

 (7). هكذا في أكثر النسخ و شرح المازندراني. و في المطبوع: «نعمة». و في حاشية «بف»: «و نحن إيّاه أسأل تمام‏نعمته» بدل «و أنا- إلى- نعمته». و في الإرشاد: «و إيّاه أسأل تمام نعمه علينا» بدل «و أنا أسأل اللَّه تمام نعمه لنا فيك».

 (8). البقرة (2): 156.

 (9). في «ب»:-/ «و».

 (10). في الإرشاد: «و نحوها» بدل «أو أرجح».

 (11). يجوز في مثل ذلك ضمّ الميم الاولى من كلمة «مقامه» و فتحها.

 (12). الإرشاد، ج 2، ص 317، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 387، ح 873. و في الوسائل، ج 3، ص 273، ح 3632، إلى قوله: «حتّى قام عن يمينه».

 (13). في الإرشاد:-/ «بن درياب».

117
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي جَعْفَرٍ «1»، فَعَزَّيْتُهُ عَنْهُ- و أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَالِسٌ- فَبَكى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «2»: «إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏- قَدْ جَعَلَ فِيكَ خَلَفاً «3» مِنْهُ‏ «4»؛ فَاحْمَدِ اللَّهَ». «5»

859/ 10. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ مَا مَضَى ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ، و إِنِّي لَأُفَكِّرُ فِي نَفْسِي أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ: كَأَنَّهُمَا- أَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ و أَبَا مُحَمَّدٍ- فِي هذَا الْوَقْتِ كَأَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ وَ إِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، و إِنَّ قِصَّتَهُمَا كَقِصَّتِهِمَا «6»؛ إِذْ كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُرْجى‏ «7» بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ «8».

فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَبْلَ أَنْ أَنْطِقَ‏ «9»، فَقَالَ: «نَعَمْ يَا أَبَا هَاشِمٍ، بَدَا لِلَّهِ‏ «10»

______________________________

 (1). المراد به ابنه لا أبوه عليه السلام.

 (2). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع:+/ « [له‏]».

 (3). قال ابن الأثير: «الخَلَفَ، بالتحريك و السكون: كلّ من يجي‏ء بعد من مضى، إلّاأنّه بالتحريك في الخير و بالتسكين في الشرّ. يقال: خَلَف صدق، و خَلْفُ سوء. النهاية، ج 2، ص 66 (خلف).

 (4). في «بح»:-/ «منه».

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 318، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 389، ح 875.

 (6). في «ه»:-/ «ابني- إلى- كقصّتها».

 (7). في «بر» و شرح المازندراني: «المرجّى‏». و في مرآة العقول: «و ربّما يقرأ بالهمز، أي المؤخّر أجله».

 (8). هكذا في أكثر النسخ. و في بعض النسخ و المطبوع:+/ «عليه السلام». و هو سهو؛ لأنّ و المراد به غير المعصوم. و في الإرشاد:-/ «إذ كان أبو محمّد المرجى‏ بعد أبي جعفر».

 (9). في «ه»:-/ «أن أنطق».

 (10). في شرح المازندراني و الوافي: «اللَّه». قال المازندراني: «كذا في أكثر النسخ، و في بعضها: بدا للَّه. و البَداء- بالفتح و المدّ-: ظهور الشي‏ء بعد الخفاء، و هو على اللَّه عزّ و جلّ غير جائز. و المراد به القضاء و الحكم، و قد يطلق عليه كما صرّح به صاحب النهاية. فالمعنى: قضى اللَّه جلّ شأنه في أبي محمّد بعد موت أبي جعفر بما لم يكن معروفاً لأبي محمّد عند الخلق و هو الإمامة و الخلافة. انتهى». و قد مضى تحقيق معنى البداء في باب البداء من أبواب التوحيد. و راجع: النهاية، ج 1، ص 109 (بدا).

118
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

فِي أَبِي مُحَمَّدٍ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ «1» مَا لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ‏ «2» لَهُ، كَمَا بَدَا لَهُ‏ «3» فِي مُوسى‏ بَعْدَ مُضِيِّ إِسْمَاعِيلَ مَا كَشَفَ‏ «4» بِهِ عَنْ حَالِهِ، و هُوَ كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ و إِنْ كَرِهَ الْمُبْطِلُونَ، و أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِي الْخَلَفُ‏ «5» مِنْ بَعْدِي، عِنْدَهُ عِلْمُ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، و مَعَهُ آلَةُ «6» الْإِمَامَةِ». «7»

860/ 11. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ دَرْيَابَ‏ «8»، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْفَهْفَكِيِّ، قَالَ:

كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَبُو مُحَمَّدٍ «9» ابْنِي أَنْصَحُ‏ «10» آلِ مُحَمَّدٍ غَرِيزَةً «11»، و أَوْثَقُهُمْ حُجَّةً، و هُوَ الْأَكْبَرُ مِنْ و لَدَيَ‏ «12»، و هُوَ الْخَلَفُ، و إِلَيْهِ يَنْتَهِي عُرَى‏ «13» الْإِمَامَةِ

______________________________

 (1). في بعض النسخ:+/ «عليه السلام»، و هو سهو؛ لما قلنا سابقاً.

 (2). في «ب، ف، بر»: «لم نكن نعرف». و في «بف»: «لم تكن تعرف».

 (3). في «بر، بف»: «للَّه».

 (4). في مرآة العقول: «و كشف، على المعلوم أو المجهول».

 (5). في «ب، ف، بف»: «الخليفة». و تقدّم معنى الخلف ذيل الحديث 9 من هذا الباب.

 (6). في «ب» و حاشية «ج، بح»: «آية». و المراد من الآلة: الكتاب و السلاح و غير ذلك ممّا يختصّ بالإمامة و علامة من علاماته.

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 318، بسنده عن الكليني. و في الغيبة للطوسي، ص 82، ح 84؛ و ص 200، ح 167، بسنده عن أبي هاشم داود الجعفري، مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 388، ح 874.

 (8). في الإرشاد: «محمّد بن يحيى بن رئاب». و المذكور في رجال الطوسي، ص 392، الرقم 5778، في أصحاب‏أبي الحسن الثالث هو محمّد بن يحيى بن درياب.

 (9). في «ف»: «و أبو محمّد».

 (10). في «ب، ه» و حاشية «ف»: «أفصح». و في شرح المازندراني عن بعض النسخ و الإرشاد: «أصحّ». و قوله: «أنصح»، أي أخلص و أصفى. يقال: رجلٌ ناصح الجيب، أي نقيّ القلب، قال الأصمعي: الناصح: الخالص من العسل و غيره، مثل الناصع، و كلّ شي‏ء خَلَصَ فقد نَصَحَ. راجع: الصحاح، ج 1، ص 411 (نصح).

 (11). «الغَريزَةُ»: الطبيعة و القريحة و السجيّة و الخليقة من خير أو شرّ، و هي التي جُبِلَ عليها الإنسان. راجع: لسان العرب، ج 5، ص 387 (غرز).

 (12). و هما: الحسن أبو محمّد عليه السلام و جعفر المعروف بالكذّاب. و أبو محمّد كان أكبر من جعفر الكذّاب و أصغر من‏محمّد أبي جعفر الذي مات في حياة أبيه الهادي عليه السلام.

 (13). «العُرَى»: جمع العُرْوَة، و هي ما يتمسّك به، و عُرْوَة الدَلْو و الكُوز و نحوه: مَقْبِضُه، و عُرْوَة القميص: مَدْخَلُ زِرِّه، و العُرْوَة من الشجر: الشي‏ء الذي لا يزال باقياً في الأرض و لا يذهب. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 45- 46 (عرا).

119
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

وَ أَحْكَامُهَا، فَمَا كُنْتَ سَائِلِي‏ «1» فَسَلْهُ عَنْهُ‏ «2»؛ فَعِنْدَهُ مَا يُحْتَاجُ‏ «3» إِلَيْهِ». «4»

861/ 12. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَاهَوَيْهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَلَّابِ، قَالَ:

كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي كِتَابٍ: «أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ عَنِ الْخَلَفِ بَعْدَ «5» أَبِي جَعْفَرٍ «6»، وَ قَلِقْتَ‏ «7» لِذلِكَ، فَلَا تَغْتَمَ‏ «8»؛ فَإِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- لَايُضِلُّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتّى‏ يُبَيِّنَ‏ «9» لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ‏ «10»، و صَاحِبُكَ‏ «11» بَعْدِي أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِي، و عِنْدَهُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ، يُقَدِّمُ‏ «12» مَا يَشَاءُ «13» اللَّهُ‏ «14»، و يُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ اللَّهُ‏ «15» «ما نَنْسَخْ مِنْ‏ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ‏ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ

______________________________

 (1). في «ه»:+/ «عنه».

 (2). في «ف» و الإرشاد: «منه».

 (3). في «ه» و الإرشاد: «تحتاج». و احتمل في شرح المازندراني و مرآة العقول كون الكلمة خطاباً معلوماً و غائباً مجهولًا.

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 319، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 389، ح 876.

 (5). في «ج»: «من بعد».

 (6). هذا هو محمّد مات في حياة أبيه.

 (7). «قَلِقْتَ»: اضطربتَ. و أقلق الشي‏ء من مكانه و قَلَقَه: حرّكه. هذا في اللغة. و لكنّ المجلسي قال: «قلقتَ- كنصرت- أي‏اضطربت». راجع: لسان العرب، ج 10، ص 323- 324 (قلق).

 (8). في الإرشاد: «فلا تقلق».

 (9). في «ف» و الإرشاد: «يتبيّن». و في «بس»: «تبيّن».

 (10). اقتباس من الآية 115 من سورة التوبة: «وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ».

 (11). في حاشية «ض، بح» و الغيبة: «صاحبكم». و في الإرشاد و الغيبة:-/ «و».

 (12). في «ض، ه، بف» و مرآة العقول: «يقدّم اللَّه». و في «بر»: «و يقدّم اللَّه». و في حاشية «ف»: «يقدّر».

 (13). في «ب»: «ما شاء».

 (14). في «ض، ه، بر، بف» و شرح المازندراني:-/ «اللَّه». و في حاشية «ج»:+/ «فيهما». و في الوافي و الإرشاد و الغيبة: «يقدّم اللَّه ما يشاء».

 (15). في «ب، ه، بر، بف» و شرح المازندراني و الوافي و الإرشاد و الغيبة:-/ «اللَّه».

120
الکافي2 (ط - دارالحديث)

75 - باب الإشارة و النص على أبي محمد عليه السلام ص : 113

مِثْلِها» «1» قَدْ كَتَبْتُ بِمَا «2» فِيهِ بَيَانٌ و قِنَاعٌ‏ «3» لِذِي عَقْلٍ يَقْظَانَ». «4»

862/ 13. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ‏ «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «الْخَلَفُ‏ «6» مِنْ بَعْدِيَ الْحَسَنُ، فَكَيْفَ لَكُمْ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِ الْخَلَفِ؟» فَقُلْتُ‏ «7»: و لِمَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ؟ فَقَالَ‏ «8»: «إِنَّكُمْ‏ «9» لَاتَرَوْنَ شَخْصَهُ، و لَا يَحِلُّ لَكُمْ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ». فَقُلْتُ‏ «10»: فَكَيْفَ‏ «11» نَذْكُرُهُ؟ فَقَالَ‏ «12»: «قُولُوا: الْحُجَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏ «13»». «14»

______________________________

 (1). البقرة (2): 106.

 (2). في حاشية «بح»: «ما».

 (3). في مرآة العقول: «و القَناع، اسم مصدر من باب الإفعال كالبلاغ». و لم نجد الكلمة بفتح القاف فيما بأيدينا من كتب اللغة.

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 319، بسنده عن الكليني، إلى قوله: «نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ». الغيبة للطوسي، ص 200، ح 168 عن سعد بن عبد اللَّه الأشعري، عن عليّ بن محمّد الكليني، عن إسحاق بن محمّد النخعي، مع زيادة في أوّله الوافي، ج 2، ص 389، ح 877.

 (5). في الوافي و الوسائل و الكافي، ح 884:+/ «العسكري». و في الإرشاد:+/ «عليّ بن محمّد».

 (6). تقدّم معناه ذيل الحديث 9 من هذا الباب.

 (7). في الوسائل و العلل و كمال الدين، ص 648 و الإرشاد، ص 349: «قلت».

 (8). في الوافي و الوسائل و الكافي، ح 884 و كمال الدين، ص 648: «قال».

 (9). في الوسائل و العلل و كمال الدين، ص 381 و 648 و الإرشاد، ص 349 و كفاية الأثر و الغيبة: «لأنّكم».

 (10). في الوسائل و العلل و كمال الدين، ص 381 و 648 و كفاية الأثر: «قلت».

 (11). في الوسائل: «كيف».

 (12). في الوسائل و كمال الدين، ص 381 و الإرشاد، ص 349 و كفاية الأثر: «قال».

 (13). في «ب، ض، ه، بس»: «عليه السلام». و في «ف»: «صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم». و في الكافي، ح 884: «صلوات اللَّه عليه و سلامه». و في الإرشاد، ص 320: «عليه السلام و عليهم».

 (14). الكافي، كتاب الحجّة، باب في النهي عن الاسم، ح 884. الإرشاد، ج 2، ص 320؛ و ص 349، بسنده عن الكليني. و في علل الشرائع، ص 245، ح 5؛ و كمال الدين، ص 381، ح 5؛ و ص 648، ح 4؛ و الغيبة للطوسي، ص 202، ح 169؛ و كفاية الأثر، ص 288، بسند آخر عن سعد بن عبد اللَّه، عن محمّد بن أحمد العلوي الوافي، ج 2، ص 403، ح 903؛ الوسائل، ج 16، ص 239، ح 21458.

121
الکافي2 (ط - دارالحديث)

76 - باب الإشارة و النص إلى صاحب الدار عليه السلام ص : 122

 

76- بَابُ الْإِشَارَةِ و النَّصِ‏ «1» إِلى‏ «2» صَاحِبِ الدَّارِ «3» عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

863/ 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ، قَالَ:

خَرَجَ إِلَيَّ مِنْ‏ «4» أَبِي مُحَمَّدٍ «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ قَبْلَ مُضِيِّهِ بِسَنَتَيْنِ يُخْبِرُنِي بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْ قَبْلِ مُضِيِّهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يُخْبِرُنِي بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ. «6»

864/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ‏:

قُلْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ: جَلَالَتُكَ تَمْنَعُنِي مِنْ‏ «8» مَسْأَلَتِكَ، فَتَأْذَنُ لِي‏ «9» أَنْ أَسْأَلَكَ؟

فَقَالَ: «سَلْ». قُلْتُ‏ «10»: يَا سَيِّدِي، هَلْ لَكَ و لَدٌ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ». فَقُلْتُ: فَإِنْ‏ «11» حَدَثَ بِكَ‏ «12» حَدَثٌ، فَأَيْنَ أَسْأَلُ عَنْهُ؟ قَالَ: «بِالْمَدِينَةِ». «13»

865/ 3. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكْفُوفِ، عَنْ عَمْرٍو الْأَهْوَازِيِّ، قَالَ:

أَرَانِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ابْنَهُ، و قَالَ: «هذَا صَاحِبُكُمْ مِنْ‏ «14» بَعْدِي». «15»

______________________________

 (1). في «ج، ه، بس، بف»:-/ «و النصّ».

 (2). في «ب»: «على».

 (3). في «ض، ه، بر، بف» و حاشية «ج، ف»: «صاحب الزمان».

 (4). في الإرشاد: «أمر».

 (5). في الإرشاد:+/ «الحسن بن عليّ العسكري».

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 348، عن الكليني. كمال الدين، ج 2، ص 499، ح 24، بسند آخر، مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 2، ص 391، ح 882.

 (7). في الإرشاد:+/ «الحسن بن عليّ».

 (8). في «ج» و حاشية «بر» و الإرشاد و الغيبة: «عن».

 (9). في «ب»:-/ «لي».

 (10). في «ب، ج» و حاشية «ض»: «فقلت».

 (11). في حاشية «ج»: «و إن».

 (12). في «بح»: «فيك». و في الإرشاد و الغيبة:-/ «بك».

 (13). الإرشاد، ج 2، ص 348، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي، ص 232، ح 199 عن أبي هاشم الجعفري الوافي، ج 2، ص 391، ح 880.

 (14). في «ه، ف، بح، بس»:-/ «من».

 (15). الكافي، كتاب الحجّة، باب في تسمية من رآه عليه السلام، ح 880. الإرشاد، ج 2، ص 348؛ و ص 353، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي، 234، ح 203، بسنده عن عمرو الأهوازي. كمال الدين، ص 431، ح 8، بسند آخر، مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 2، ص 392، ح 883.

122
الکافي2 (ط - دارالحديث)

76 - باب الإشارة و النص إلى صاحب الدار عليه السلام ص : 122

866/ 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمْدَانَ الْقَلَانِسِيِّ، قَالَ:

قُلْتُ لِلْعَمْرِيِ‏ «1»: قَدْ مَضى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ فَقَالَ لِي‏ «2»: قَدْ مَضى‏، و لكِنْ قَدْ خَلَّفَ فِيكُمْ مَنْ رَقَبَتُهُ مِثْلُ هذِهِ‏ «3»، و أَشَارَ بِيَدِهِ. «4»

867/ 5. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:

خَرَجَ‏ «5» عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قُتِلَ الزُّبَيْرِيُ‏ «6» لَعَنَهُ اللَّهُ‏ «7»: «هذَا جَزَاءُ مَنِ اجْتَرَأَ «8» عَلَى اللَّهِ فِي أَوْلِيَائِهِ، يَزْعُمُ‏ «9» أَنَّهُ يَقْتُلُنِي، و لَيْسَ لِي عَقِبٌ‏ «10»، فَكَيْفَ رَأى‏ قُدْرَةَ اللَّهِ فِيهِ‏ «11»

______________________________

 (1). في الإرشاد: «لأبي عمرو العمري».

 (2). في الكافي، ح 872:-/ «لي».

 (3). في الكافي، ح 872: «هذا».

 (4). الكافي، كتاب الحجّة، باب في تسمية من رآه عليه السلام، ح 872؛ الإرشاد، ج 2، ص 348؛ و ص 351، بسنده عن الكليني مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 393، ح 885.

 (5). في الوافي:+/ «إليّ».

 (6). في مرآة العقول، ج 4، ص 3: «الزبيري كان لقب بعض الأشقياء من و لد الزبير، كان في زمانه عليه السلام، فهدّده و قتله اللَّه على يد الخليفة أو غيره. و صحّف بعضهم و قرأ بفتح الزاي و كسر الباء، من الزبيري بمعنى الداهية، كناية عن المهتدي العبّاسي؛ حيث قتله الموالي».

 (7). في الكافي، ح 1357، و كمال الدين و الغيبة:-/ «لعنه اللَّه».

 (8). في الكافي، ح 1357، و كمال الدين و الغيبة: «افترى».

 (9). في الكافي، ح 1357، و كمال الدين و الإرشاد و الغيبة: «زعم».

 (10). قال الجوهري: «عَقِبُ الرجل: و لَده و وَلَد و لده». الصحاح، ج 1، ص 184 (عقب).

 (11). في الكافي، ح 1357، و كمال الدين:-/ «فيه».

123
الکافي2 (ط - دارالحديث)

76 - باب الإشارة و النص إلى صاحب الدار عليه السلام ص : 122

وَ وُلِدَ لَهُ و لَدٌ «1»؟» سَمَّاهُ «م‏ح‏م‏د «2»» فِي سَنَةِ سِتٍّ و خَمْسِينَ و مِائَتَيْنِ. «3»

868/ 6. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ‏ «4» و مُحَمَّدٍ ابْنَيْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَبْدِيِّ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ، عَنْ ضَوْءِ بْنِ عَلِيٍّ الْعِجْلِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ سَمَّاهُ، قَالَ:

أَتَيْتُ سَامَرَّاءَ «5»، و لَزِمْتُ بَابَ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَدَعَانِي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ و سَلَّمْتُ، فَقَالَ‏ «6»: «مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: رَغْبَةٌ فِي خِدْمَتِكَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «فَالْزَمِ الْبَابَ‏ «7»».

قَالَ: فَكُنْتُ فِي الدَّارِ مَعَ الْخَدَمِ، ثُمَّ صِرْتُ أَشْتَرِي لَهُمُ الْحَوَائِجَ مِنَ السُّوقِ، وَ كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ إِذَا كَانَ فِي دَارِ الرِّجَالِ‏ «8»، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْماً و هُوَ فِي دَارِ الرِّجَالِ، فَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِي الْبَيْتِ، فَنَادَانِي: «مَكَانَكَ لَاتَبْرَحْ‏ «9»» فَلَمْ أَجْسُرْ «10» أَنْ أَدْخُلَ و لَاأَخْرُجَ، فَخَرَجَتْ عَلَيَّ جَارِيَةٌ مَعَهَا شَيْ‏ءٌ مُغَطًّى، ثُمَّ نَادَانِيَ:

 «ادْخُلْ» فَدَخَلْتُ، و نَادَى الْجَارِيَةَ، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: «اكْشِفِي عَمَّا مَعَكَ» فَكَشَفَتْ عَنْ غُلَامٍ أَبْيَضَ‏ «11»، حَسَنِ الْوَجْهِ، و كَشَفَ‏ «12» عَنْ بَطْنِهِ، فَإِذَا «13» شَعْرٌ نَابِتٌ مِنْ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد: «قال محمّد بن عبد اللَّه: و ولد له و لد».

 (2). في حاشية «بف»: «فلاناً». و تقطيع الحروف لعدم جواز التسمية، كما و رد في أخبار كثيرة.

 (3). الكافي، كتاب الحجّة، باب مولد الصاحب عليه السلام، ح 1357. و في الإرشاد، ج 2، ص 349، بسنده عن الكليني ف إلى قوله: «ولد له و لد»؛ الغيبة للطوسي، ص 231، ح 198، عن الكليني. كمال الدين، ص 43، ح 3، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن معلّى بن محمّد البصري قال: خرج عن أبي محمّد عليه السلام ... الوافي، ج 2، ص 391، ح 881.

 (4). في الكافي، ح 1358 و كمال الدين: «الحسن».

 (5). في حاشية «ض» و الغيبة: «بسرّ من رأى». و راجع في أنحاء قراءته: القاموس المحيط، ج 1، ص 572 (سرر)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 210.

 (6). في «ب، ف»:+/ «لي».

 (7). في الكافي، ح 1358 و الغيبة: «الدار».

 (8). هكذا في الكافي، ح 1358 و شرح المازندراني. و في النسخ التي قوبلت و المطبوع: «في الدار رجال».

 (9). «لا تبرح»، أي لا تزل عن مكانك و الزمه و لا تتحرّك. راجع: الصحاح، ج 1، ص 355 (برح).

 (10). في «بر» و حاشية «ج»: «فلم أجتر». و قوله: «فلم أجسر»، أي لم أجترئ، من الجسارة بمعنى الجرأة و الإقدام‏على الشي‏ء. راجع: النهاية، ج 1، ص 272 (جسر).

 (11). في الوافي:+/ «حسن اللون».

 (12). في «ف» و الغيبة: «فكشف». و في الكافي، ح 1358: «و كشفت».

 (13). في حاشية «ه»:+/ «هو».

124
الکافي2 (ط - دارالحديث)

77 - باب في تسمية من رآه عليه السلام ص : 125

لَبَّتِهِ‏ «1» إِلى‏ سُرَّتِهِ‏ «2»، أَخْضَرُ، لَيْسَ بِأَسْوَدَ، فَقَالَ: «هذَا صَاحِبُكُمْ» ثُمَّ أَمَرَهَا فَحَمَلَتْهُ، فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذلِكَ حَتّى‏ مَضى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «3»

 

77- بَابٌ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ رَآهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

869/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ و مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ جَمِيعاً، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ‏:

اجْتَمَعْتُ‏ «4» أَنَا و الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو- رَحِمَهُ اللَّهُ‏ «5»- عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، فَغَمَزَنِي‏ «6» أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْخَلَفِ‏ «7»، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَيْ‏ءٍ و مَا أَنَا بِشَاكٍّ فِيمَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ؛ فَإِنَّ اعْتِقَادِي و دِينِي أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ إِلَّا إِذَا كَانَ قَبْلَ يَوْمِ‏ «8» الْقِيَامَةِ بِأَرْبَعِينَ يَوْماً، فَإِذَا كَانَ ذلِكَ رُفِعَتِ‏ «9»

______________________________

 (1). «اللَبَّة»: المَنْخَر، و الجمع: اللَباب. و كذلك اللَبَبُ، و هو موضع القلادة من الصدر من كلّ شي‏ء. و الجمع: الألباب. الصحاح، ج 1، ص 217 (لبب).

 (2). «السُرَّة»: الوَقْبَةُ التي في و سط البطن. لسان العرب، ج 4، ص 360 (سرر).

 (3). الكافي، كتاب الحجّة، باب مولد الصاحب عليه السلام، ح 1358، مع زيادة؛ و فيه، باب في تسمية من رآه عليه السلام، ح 882، ملخّصاً هكذا: «أنّ أبا محمّد أراه إيّاه». الغيبة للطوسي، ص 233، ح 202، عن الكليني، مع زيادة؛ كمال الدين، ص 435، ح 4، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 392، ح 884.

 (4). في حاشية «ج»: «أجمعت».

 (5). في «ض»: «رضي اللَّه عنه». و في «ف»:-/ «رحمه اللَّه».

 (6). في «ب»: «فغمّزني». و «الغَمْزُ»: العصر و الكَبْسُ باليد. و فسّره بعضهم بالإشارة، كالرمز بالعين، أو الحاجب، أو اليد. راجع: النهاية، ج 3، ص 386 (غمز).

 (7). قال ابن الأثير: «الخَلَفُ بالتحريك و السكون: كلّ من يجي‏ء بعد من مضى، إلّاأنّه بالتحريك في الخيروبالتسكين في الشرّ. يقال: خَلَفُ صدق، و خَلْفُ سوء، و معناهما جميعاً القَرْنُ من الناس». النهاية، ج 2، ص 66 (خلف).

 (8). في «ب، ض، ه، بح، بر، بس» و الوافي و الغيبة، ص 243:-/ «يوم».

 (9). في «ب، ض، بح، بس، بف» و حاشية «ج، ف»: «وقفت». و في الغيبة، ص 359: «وقعت». و في مرآة العقول، ج 4، ص 6: «في بعض النسخ: و قعت الحجّة، أي تمّت الحجّة».

125
الکافي2 (ط - دارالحديث)

77 - باب في تسمية من رآه عليه السلام ص : 125

الْحُجَّةُ، و أُغْلِقَ بَابُ التَّوْبَةِ «1» فَلَمْ يَكُ‏ «2» يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً «3»؛ فَأُولئِكَ أَشْرَارٌ «4» مِنْ خَلْقِ‏ «5» اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ، و هُمُ الَّذِينَ تَقُومُ‏ «6» عَلَيْهِمُ الْقِيَامَةُ، و لكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أَزْدَادَ يَقِيناً، و إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَ رَبَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- أَنْ يُرِيَهُ كَيْفَ يُحْيِي الْمَوْتى‏؟ قَالَ‏ «7»: «أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى‏ وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي» «8».

وَ قَدْ أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلْتُهُ و قُلْتُ:

مَنْ أُعَامِلُ؟ أَوْ عَمَّنْ‏ «9» آخُذُ؟ و قَوْلَ مَنْ أَقْبَلُ؟ فَقَالَ لَهُ‏ «10»: «الْعَمْرِيُّ ثِقَتِي؛ فَمَا أَدّى‏ إِلَيْكَ عَنِّي، فَعَنِّي يُؤَدِّي، و مَا قَالَ لَكَ عَنِّي، فَعَنِّي يَقُولُ؛ فَاسْمَعْ لَهُ و أَطِعْ؛ فَإِنَّهُ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ».

وَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ مِثْلِ ذلِكَ، فَقَالَ لَهُ‏ «11»: «الْعَمْرِيُّ وَ ابْنُهُ ثِقَتَانِ؛ فَمَا أَدَّيَا إِلَيْكَ عَنِّي، فَعَنِّي يُؤَدِّيَانِ، و مَا قَالَا لَكَ‏ «12»، فَعَنِّي يَقُولَانِ؛ فَاسْمَعْ لَهُمَا و أَطِعْهُمَا؛ فَإِنَّهُمَا الثِّقَتَانِ الْمَأْمُونَانِ».

فَهذَا قَوْلُ إِمَامَيْنِ قَدْ مَضَيَا فِيكَ؛ قَالَ‏ «13»: فَخَرَّ أَبُو عَمْرٍو «14» سَاجِداً و بَكى‏، ثُمَّ قَالَ:

______________________________

 (1). في حاشية «ج»: «الحجّة».

 (2). في «ض، بف» و حاشية «ج، بح» و شرح المازندراني و الغيبة، ص 243 و 359: «فلم يكن».

 (3). إشارة إلى الآية 158 من سورة الأنعام (6): «يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً».

 (4). في «ف، بف» و شرح المازندراني و الغيبة، ص 243: «شرار».

 (5). في «ه»: «مَنْ خَلَق». و هو الأنسب. و في مرآة العقول: «من اسم موصول، أو حرف جرّ للتبعيض».

 (6). في «ف، ه»: «يقوم».

 (7). في «ف»: «قال له». و في «ه»: «فقال».

 (8). البقرة (2): 260.

 (9). في الوسائل و الغيبة، ص 243: «و عمّن». و في مرآة العقول: «الترديد من الراوي».

 (10). في الوسائل:-/ «له».

 (11). في الوسائل:-/ «له».

 (12). في «ف»:+/ «عنّي».

 (13). في «بف»:+/ «قال».

 (14). في «ف»: «أبو عليّ».

126
الکافي2 (ط - دارالحديث)

77 - باب في تسمية من رآه عليه السلام ص : 125

سَلْ حَاجَتَكَ‏ «1»، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ رَأَيْتَ الْخَلَفَ مِنْ بَعْدِ «2» أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ فَقَالَ: إِي و اللَّهِ، وَ رَقَبَتُهُ مِثْلُ ذَا، و أَوْمَأَ بِيَدِهِ‏ «3».

فَقُلْتُ لَهُ: فَبَقِيَتْ و احِدَةٌ، فَقَالَ لِي: هَاتِ، قُلْتُ: فَالِاسْمُ؟ قَالَ: مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَسْأَلُوا عَنْ ذلِكَ، و لَاأَقُولُ هذَا مِنْ عِنْدِي؛ فَلَيْسَ لِي أَنْ أُحَلِّلَ و لَا «4» أُحَرِّمَ، و لكِنْ‏ «5» عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ عِنْدَ السُّلْطَانِ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَضى‏ و لَمْ يُخَلِّفْ و لَداً، و قَسَّمَ‏ «6» مِيرَاثَهُ، و أَخَذَهُ مَنْ لَاحَقَّ لَهُ فِيهِ‏ «7»، و هُوَ ذَا عِيَالُهُ يَجُولُونَ‏ «8» لَيْسَ‏ «9» أَحَدٌ يَجْسُرُ «10» أَنْ يَتَعَرَّفَ إِلَيْهِمْ، أَوْ يُنِيلَهُمْ شَيْئاً، و إِذَا «11» و قَعَ الِاسْمُ و قَعَ الطَّلَبُ؛ فَاتَّقُوا اللَّهَ، و أَمْسِكُوا عَنْ ذلِكَ. «12»

قَالَ الْكُلَيْنِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: و حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِنَا- ذَهَبَ عَنِّي اسْمُهُ- أَنَ‏

______________________________

 (1). في «ج، ض، ه، بح، بس»:-/ «حاجتك».

 (2). في «ه» و الغيبة، ص 243:-/ «بعد».

 (3). في «ه» و حاشية «بف»: «بيديه».

 (4). في «بف»: «و لا أن».

 (5). في «ض، بف» و الوافي: «و لكنّه».

 (6). يجوز في الكلمة أربع قراءات: من التفعيل و المجرّد، معلوماً و مجهولًا.

 (7). فى الوافي: «كناية عن عمّه الكذّاب».

 (8). في «ب، بح، بف»: «يحوّلون». و استظهر المازندراني في شرحه، ج 6، ص 213 تصحيفه. و في «ف، ه»: «يجوّلون». و في الوافي: «يجولان». و قوله: «يجولون»، أي يذهبون و يجيئون. يقال: جال و اجتال، إذا ذهب و جاء، راجع: النهاية، ج 1، ص 317 (جول).

 (9). في «ه» و الغيبة، ص 243: «فليس».

 (10). في «ف»: «ليس لأحد أن يجسر». و في «بح»: «ليس أحد أن يجسر». و «يجسر» من الجسارة بمعنى الجرأة و الإقدام على الشي‏ء. راجع: النهاية، ج 1، ص 272 (جسر).

 (11). في «ف»: «فإذا».

 (12). الغيبة للطوسي، ص 243، ح 209، عن الكليني، عن بعض أصحابنا، عن عبداللَّه بن جعفر الحميري؛ و فيه، ص 359، ح 322، إلى قوله: «بَلَى‏ و لَكِن لّيَطْمَئن قَلْبِي»، بسنده عن الكليني، و فيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 397، ح 888؛ و في الوسائل، ج 27، ص 138، ح 33419، من قوله: «و قد أخبرني أبو عليّ أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته ...» إلى قوله: «فليس لي أن احلّل و لا احرّم و لكن عنه عليه السلام».

127
الکافي2 (ط - دارالحديث)

77 - باب في تسمية من رآه عليه السلام ص : 125

أَبَا عَمْرٍو سُئِلَ عِنْدَ «1» أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مِثْلِ هذَا، فَأَجَابَ بِمِثْلِ هذَا.

870/ 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ- و كَانَ أَسَنَّ شَيْخٍ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِالْعِرَاقِ- فَقَالَ:

رَأَيْتُهُ‏ «2» بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ‏ «3» و هُوَ غُلَامٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «4»

871/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ رِزْقِ اللَّهِ أَبُو «5» عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:

حَدَّثَتْنِي حَكِيمَةُ ابْنَةُ «6» مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ- و هِيَ عَمَّةُ أَبِيهِ‏- أَنَّهَا رَأَتْهُ‏ «7» لَيْلَةَ مَوْلِدِهِ وَ بَعْدَ ذلِكَ. «8»

872/ 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمْدَانَ الْقَلَانِسِيِّ، قَالَ:

______________________________

 (1). هكذا في «ألف، ج، ض، ف، بر» و الوافي. و في «ب، و، بس، بف»: «سئل عن». و في «بح»: «سأل عند». و في حاشية «بح» و المطبوع: «سأل عن».

ثمّ إنّه لا يخفى ما في المطبوع من مخالفته لأساليب كلام العرب و عدم ملاءمته لما تقدّم في نفس الخبر من سؤال أحمد بن إسحاق الشيخ أبا عمرو عن لسان عبد اللَّه بن جعفر الحميري. و في حاشية بدرالدين، ص 214: «سئل عن أحمد بن إسحاق، أي بنيابته، كما هو صريح قوله في أوّل الحديث: فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف».

 (2). في الإرشاد: «قال: رأيت ابن الحسن بن عليّ بن محمّد عليه السلام» بدل «فقال: رأيته».

 (3). في مرآة العقول، ج 4، ص 8: «بين المسجدين، أي بين مكّة و المدينة، أو بين مسجديها؛ و المآل و احد. أو بين مسجدي الكوفة و السهلة، أو بين السهلة و الصعصعة كما صرّح بهما في بعض الأخبار. و هو غلام، أي لم تنبت لحيته بعدُ».

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 351؛ و الغيبة للطوسي، ص 268، ح 230، بسندهما عن الكليني الوافي، ج 2، ص 399، ح 894.

 (5). كذا في النسخ و المطبوع، و القياس هو «أبي عبد اللَّه».

 (6). في الإرشاد: «بنت».

 (7). في الإرشاد: «و هي عمّة الحسن عليه السلام أنّها رأت القائم عليه السلام».

 (8). الإرشاد، ج 2، ص 351، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 398، ح 889.

128
الکافي2 (ط - دارالحديث)

77 - باب في تسمية من رآه عليه السلام ص : 125

قُلْتُ لِلْعَمْرِيِ‏ «1»: قَدْ مَضى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ فَقَالَ‏ «2»: قَدْ مَضى‏، و لكِنْ قَدْ «3» خَلَّفَ فِيكُمْ مَنْ رَقَبَتُهُ مِثْلُ هذَا «4»، و أَشَارَ بِيَدِهِ. «5»

873/ 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ فَتْحٍ مَوْلَى الزُّرَارِيِ‏ «6»، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَلِيِّ بْنَ مُطَهَّرٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ قَدْ رَآهُ، و و صَفَ لَهُ‏ «7» قَدَّهُ. «8»

874/ 6. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ خَادِمٍ‏ «9» لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ «10» النَّيْسَابُورِيِ‏ «11» أَنَّهَا قَالَتْ:

كُنْتُ و اقِفَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ عَلَى الصَّفَا، فَجَاءَ «12» عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتّى‏ و قَفَ عَلى‏ إِبْرَاهِيمَ، و قَبَضَ عَلى‏ كِتَابِ مَنَاسِكِهِ، و حَدَّثَهُ بِأَشْيَاءَ. «13»

875/ 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي‏ «14» عَبْدِ اللَّهِ بْنِ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد: «قلت لأبي عمرو العمري».

 (2). في الوافي و الكافي، ح 866 و الإرشاد:+/ «لي».

 (3). في «ج»:-/ «قد».

 (4). في «ج، ف، ه، بح» و الكافي ح 866 و الإرشاد: «هذه».

 (5). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ على صاحب الدار عليه السلام، ح 866؛ الإرشاد، ج 2، ص 348؛ و ص 351، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 393، ح 885.

 (6). في حاشية «بح، بف»: «الرازي».

 (7). في «بف» و الغيبة:-/ «له».

 (8). الإرشاد، ج 2، ص 352؛ و الغيبة للطوسي، ص 269، ح 233، بسندهما عن الكليني الوافي، ج 2، ص 399، ح 891.

 (9). في «ب»: «خادمة».

 (10). في بس: «عبد اللَّه». و في هامش المطبوع: «عبيدة». هذا، و قد عُدَّ إبراهيم بن عبدة النيسابوري من أصحاب عليّ بن محمّد الهادي و أبي محمّد العسكري عليهما السلام. راجع: رجال الكشّي، ص 580، الرقم 1089؛ رجال الطوسي، ص 384، الرقم 5648، و ص 397، الرقم 5823.

 (11). في «بح»: «النيشابوري».

 (12). في الإرشاد:+/ «صاحب الأمر». و في الغيبة: «فجاء غلام».

 (13). الإرشاد، ج 2، ص 352؛ و الغيبة للطوسي، ص 268، ح 231، بسندهما عن الكليني الوافي، ج 2، ص 399، ح 892.

 (14). في الوسائل:-/ «أبي».

129
الکافي2 (ط - دارالحديث)

77 - باب في تسمية من رآه عليه السلام ص : 125

صَالِحٍ:

أَنَّهُ رَآهُ‏ «1» عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ «2» و النَّاسُ يَتَجَاذَبُونَ‏ «3» عَلَيْهِ، و هُوَ يَقُولُ: «مَا بِهذَا أُمِرُوا». «4»

876/ 8. عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍ‏ «5» أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ‏ «6» قَالَ:

رَأَيْتُهُ‏ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أَيْفَعَ‏ «8»، و قَبَّلْتُ يَدَيْهِ‏ «9» و رَأْسَهُ. «10»

877/ 9. عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ و أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، عَنِ الْقَنْبَرِيِّ- رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ قَنْبَرٍ الْكَبِيرِ- مَوْلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ:

جَرى‏ حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ، فَذَمَّهُ‏ «11»، فَقُلْتُ لَهُ: فَلَيْسَ غَيْرُهُ‏ «12»، فَهَلْ رَأَيْتَهُ؟

فَقَالَ: لَمْ أَرَهُ، و لكِنْ رَآهُ غَيْرِي، قُلْتُ: و مَنْ رَآهُ؟ قَالَ: قَدْ رَآهُ جَعْفَرٌ «13» مَرَّتَيْنِ،

______________________________

 (1). في الوسائل:+/ «يعني صاحب الأمر».

 (2). في الإرشاد: «بحذاء الحجر» بدل «عند الحجر الأسود».

 (3). في «بس»: «يتجاذلون». و في حاشية «ج»: «يتجادلون- يتحاولون». و في حاشية «ف»: «يتجادلون- يتحادثون». و التجاذب: التنازع. الصحاح، ج 1، ص 98 (جذب). و «عليه» أي على الحجر.

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 352، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 399، ح 893؛ الوسائل، ج 13، ص 327، ح 17861.

 (5). في الوسائل و الإرشاد:-/ «أبي علي».

 (6). في «ب» و الوسائل و الغيبة:-/ «أنّه».

 (7). في الوسائل:+/ «يعني صاحب الأمر عليه السلام».

 (8). أيفع الغلام فهو يافع، إذا شارف الاحتلام و لمّا يحتلم. و هو من نوادر الأبنية. النهاية، ج 5، ص 29 (يفع).

 (9). في الإرشاد: «يده».

 (10). الإرشاد، ج 2، ص 353؛ و الغيبة للطوسي، ص 268، ح 232، بسندهما عن الكليني الوافي، ج 2، ص 400، ح 895؛ الوسائل، ج 12، ص 235، ح 16177.

 (11). في حاشية «ف، بف» و الغيبة: «فشمته».

 (12). يجوز فيه النصب أيضاً. و قال في مرآة العقول: «أي ليس من يمكن ظنّ الإمامة به غير جعفر». و في الوافي: «فليس غيره، أي فحيث كان جعفر مذموماً، فليس غير ابن أخيه، يعني به الصاحب عليه السلام». و في الإرشاد:+/ «قال: بلى، قلت».

 (13). في «ف»:+/ «بن موسى».

130
الکافي2 (ط - دارالحديث)

77 - باب في تسمية من رآه عليه السلام ص : 125

وَ لَهُ حَدِيثٌ‏ «1». «2»

878/ 10. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَجْنَائِيِ‏ «3»، أَنَّهُ أَخْبَرَنِي‏ «4» عَمَّنْ رَآهُ‏:

أَنَّهُ‏ «5» خَرَجَ مِنَ الدَّارِ قَبْلَ الْحَادِثِ‏ «6» بِعَشَرَةِ أَيَّامٍ، و هُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ، إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ‏ «7» أَحَبِّ الْبِقَاعِ‏ «8» لَوْ لَاالطَّرْدُ «9»». أَوْ كَلَامٌ هذَا نَحْوُهُ‏ «10». «11»

879/ 11. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ بَعْضِ جَلَاوِزَةِ «12» السَّوَادِ «13»، قَالَ:

______________________________

 (1). في الإرشاد:-/ «و له حديث».

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 353، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 248، ح 217، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 400، ح 896.

 (3). هكذا في «ض، ف، بر». و في «ألف، ج، و، بح، بس» و المطبوع: «الوجناني». و في «ب، بف»: «الوجناي».

و الصواب ما أثبتناه. و أبو محمّد هذا، هو الحسن بن محمّد بن الوجناء أبو محمّد النصيبي، و رد في كمال الدين، ص 443، ح 17، بعنوان «أبي محمّد الحسن بن و جناء النصيبي، و ص 492، ح 16 بعنوان «أبي محمّد الوجنائي»؛ و في الغيبة للطوسي، ص 248، و ص 259، بعنوان «الحسن بن و جناء النصيبي». و ذكره النجاشي في طريقه إلى محمّد بن أحمد بن عبد اللَّه بن مهران، بعنوانه الكامل: الحسن بن محمّد بن الوجناء أبو محمّد النصيبي. راجع: رجال النجاشي، ص 346، الرقم 935.

 (4). في «ب، ف، ه، بف»: «أخبر». و في البحار: «أخبره».

 (5). في «ب، ج، ض، ه، بر، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «أنّه».

 (6). في الوافي: «كأنّ الحادث هو التجسّس له من السلطان و التفحّص عنه و وقوع غيبته الصغرى».

 (7). في البحار:-/ «من».

 (8). «البِقاع» و «البُقَع»: جمع البَقْعَة و البُقْعَة، و الضمّ أعلى. و هي قطعة من الأرض على غير هيئة التي بجنبها. و المراد: سرّ من رأى. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 18 (بقع).

 (9). في «ه» و حاشية «ف»: «الطراد».

 (10). في شرح المازندراني: «أو كلام نحو هذا».

 (11). الوافي، ج 2، ص 401، ح 898؛ البحار، ج 52، ص 66، ح 52.

 (12). هكذا في أكثر النسخ، أي بالزاء. و في المطبوع: «جلاوذة» بالذال هنا و كذا ما يأتي ذيل الخبر. و «الجَلاوِزَة»: جمع الجِلْواز، و هو الشُرَطي و الشُرْطي، و هم أوّل كتيبة تشهد الحرب و تتهيّأ للموت، و طائفة من أعوان الولاة، سمّوا بذلك لأنّهم أعلموا أنفسهم بعلامات يُعْرَفُون بها، أو هو التُؤْرُور، أو الثُؤْرُور، و هو التابع للشُرطي، و العَوْن يكون مع السلطان بلا رزق. و قرأ المجلسي: الجلاوذة، و هو مخالف لما في اللغة. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 508 (تأر)، و ص 698 (جلز)، و ص 909 (شرط).

 (13). «السواد»: قرى المدينة، و العدد الكثير، و عامّة الناس. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 424 (سود).

131
الکافي2 (ط - دارالحديث)

77 - باب في تسمية من رآه عليه السلام ص : 125

شَاهَدْتُ سِيمَا «1» آنِفاً بِسُرَّ مَنْ رَأى‏ و قَدْ كَسَرَ بَابَ الدَّارِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ و بِيَدِهِ طَبَرْزِينٌ، فَقَالَ لَهُ: «مَا تَصْنَعُ فِي دَارِي؟». فَقَالَ‏ «2» سِيمَا: إِنَّ جَعْفَراً زَعَمَ أَنَّ أَبَاكَ مَضى‏ و لَاوَلَدَ لَهُ‏ «3»، فَإِنْ كَانَتْ دَارَكَ، فَقَدِ انْصَرَفْتُ عَنْكَ، فَخَرَجَ عَنِ الدَّارِ «4».

قَالَ عَلِيُّ بْنُ قَيْسٍ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا خَادِمٌ مِنْ خَدَمِ الدَّارِ «5»، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هذَا الْخَبَرِ، فَقَالَ لِي: مَنْ حَدَّثَكَ بِهذَا؟ فَقُلْتُ لَهُ‏ «6»: حَدَّثَنِي بَعْضُ جَلَاوِزَةِ السَّوَادِ، فَقَالَ لِي‏ «7»:

لَا يَكَادُ يَخْفى‏ عَلَى‏ «8» النَّاسِ شَيْ‏ءٌ. «9»

880/ 12. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

______________________________

 (1). هكذا في «ألف، ب، ض، و، بح، بس، بف». و في «ج»: «سيّماً». و في «ف»: «سيُماً». و في «بر»: «سيّما». و في المطبوع: «سيماء» هنا و كذا ما يأتي بعد سطر.

و الصواب ما أثبتناه، كما يظهر من توضيح المشتبه، ج 5، ص 392- 393؛ و ج 8، ص 47؛ و المؤتلف و المختلف، ج 3، ص 1590.

ثمّ إنّ الظاهر أنّ هذا العنوان كان علماً لبعض أتباع بني العبّاس الأتراك، كالغلمان و الحَجَبة، و صَحَبة بعض الدواوين. راجع: تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 478، و ص 484، و ص 501؛ تاريخ الطبري، ج 9، ص 120، و ص 138، و ص 287، و ص 288، و ص 363، و ص 374، و ص 440، و ص 461، و ص 543، و ص 550، و ص 553؛ و ج 10، ص 73، و ص 130.

فتبيّن من ذلك أنّ ما و رد في الغيبة للطوسي، ص 267، ح 229، و البحار، ج 52، ص 13، ح 7- نقلًا من الغيبة-؛ من «نسيماً»، و إن كان مؤيِّداً لما أثبتناه من عدم ثبوت الهمزة في آخر العنوان، لكنّه سهو. و الظاهر أنّ منشأ هذا السهو، الشباهة التامّة بين «سيما» و «نسيماً» في بعض الخطوط القديمة. يؤكّد ذلك أنّ نسيماً كانت خادم أبي محمّدٍ العسكري عليه السلام، و قد و رد ذكرها في بعض الأخبار الدالّة على رؤية الإمام المنتظر عليه السلام. راجع: كمال الدين، ص 440- 441.

 (2). في «ف»: «قال».

 (3). في «بف»: «و لا له و لد». و في الوافي: «مضى و له و لد».

 (4). في «ف»: «من الدار».

 (5). في الغيبة: «فقدم علينا غلام من خدّام الدار».

 (6). في «ف» و الغيبة:-/ «له».

 (7). في «بح»:-/ «لي».

 (8). في «ب» و حاشية «بح»: «عن».

 (9). الغيبة للطوسي، ص 267، ح 229، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 400، ح 897.

132
الکافي2 (ط - دارالحديث)

77 - باب في تسمية من رآه عليه السلام ص : 125

الْمَكْفُوفِ‏ «1»، عَنْ عَمْرٍو الْأَهْوَازِيِّ، قَالَ:

أَرَانِيهِ‏ «2» أَبُو مُحَمَّدٍ «3» عَلَيْهِ السَّلَامُ، و قَالَ: «هذَا صَاحِبُكُمْ‏ «4»». «5»

881/ 13. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍ‏ «6»

______________________________

 (1). في «ف»:-/ «عن جعفر بن محمّد المكفوف».

 (2). في «ف»:+/ «ابنه».

 (3). في «ف»:+/ «الحسن بن عليّ».

 (4). في الوافي و الكافي، ح 865 و الإرشاد، ص 348 و الغيبة: «أراني أبو محمّد ابنَه، و قال: هذا صاحبكم من بعدي». و في الإرشاد، ص 348:+/ «بعدي».

 (5). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ إلى صاحب الدار عليه السلام، ح 865. و في الإرشاد، ج 2، ص 348؛ و ص 353، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 234، ح 203، عن الكليني. كمال الدين، ص 431، ح 8، بسند آخر، مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 2، ص 392، ح 883.

 (6). ربّما يظنّ و قوع تقديم و تأخير في هذا العنوان و أنّ الصواب هو عليّ بن الحسن- أو الحسين- النيسابوري. و يستشهد لذلك بما و رد في جملةٍ من الأسناد من رواية محمّد بن يحيى، عن عليّ بن الحسين النيسابوري، كما في الكافي، ح 2954 و 12533؛ و فرحة الغريّ، ص 68. و كذا بما و رد في، ج 1، عيون الأخبارص 315، ح 91، من رواية عليّ بن الحسين الخيّاط (الحنّاط خ ل) عن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللَّه بن موسى بن جعفر؛ و كذا بما و رد في كمال الدين، ص 441، ح 11، من رواية عليّ بن الحسن (الحسين خ ل) الدقّاق عن إبراهيم بن محمّد العلوي.

ثمّ إنّه و ردت رواية محمّد بن يحيى العطّار، عن الحسين بن عليّ النيسابوري في كمال الدين، ص 430، ح 5 و ذيله، و في الغيبة للطوسي، ص 244، ح 211: محمّد بن يحيى عن الحسين بن عليّ النيسابوري الدقّاق، و فيه صدر الخبر فقط.

إذا تبيّن ذلك، فنقول: إنّ موضوع أخبار أسناد محمّد بن يحيى عن الحسين- أو الحسن- بن عليّ النيسابوري، مرتبط بميلاد القائم و من رآه عليه السلام.

و أمّا ما تقدّم الإشارة إليه ممّا و رد في الكافي، ح 2954 و 12533، و فرحة الغريّ، ص 68، فموضوعاته مغايرة لهذا الأمر.

نعم، ما و رد في كمال الدين، ص 441، ح 11، هو نفس الخبر الوارد في كمال الدين، ص 430، ذيل ح 5، لكنّه لا يوجب القول بوقوع التحريف في ما نحن فيه، بل يمكن القول بوجود راويين، أحدهما عليّ بن الحسن- أو الحسين- النيسابوري الدقّاق و الآخر الحسن- أو الحسين- بن عليّ النيسابوري الدقّاق، و أنّ التحريف و اقع في سند كمال الدين، ص 441، ح 11؛ فإنّ الراوي عن عليّ بن الحسن الدقّاق في هذا السند هو آدم بن محمّد البلخي. و قد و رد في رجال الكشّي، ص 180 الرقم 43، رواية آدم بن محمّد القلانسي البلخي عن عليّ بن الحسن الدقّاق النيسابوري. و في ص 192، الرقم 338 رواية آدم بن محمّد البلخي عن عليّ بن الحسن بن هارون الدقّاق، و في ص 487، الرقم 924 رواية آدم بن محمّد عن عليّ بن حسن الدقّاق النيسابوري، و موضوعات هذه الأخبار مغايرة لما نحن فيه.

اللّهمّ إلّاأن يقال: إنّ ما تقدّم من عيون الأخبار، ج 1، ص 315، يمنع من احتمال و قوع التحريف في سند كمال الدين. لكن احتمال و جود راويين غير منفيّ؛ فقد ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام، ج 21، ص 161، الحسين بن عليّ بن مهران الدقّاق النيسابوري شيخ نيسابور، و قال: «توفّي سنة خمس و ثمانين و مائتين». و طبقة هذا العنوان تلائم طبقة مشايخ محمّد بن يحيى.

133
الکافي2 (ط - دارالحديث)

77 - باب في تسمية من رآه عليه السلام ص : 125

النَّيْسَابُورِيِ‏ «1»، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ:

عَنْ أَبِي نَصْرٍ ظَرِيفٍ الْخَادِمِ‏ أَنَّهُ رَآهُ. «2»

882/ 14. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ و الْحَسَنِ ابْنَيْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ و سَبْعِينَ و مِائَتَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ ضَوْءِ بْنِ عَلِيٍّ الْعِجْلِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ سَمَّاهُ:

أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ أَرَاهُ إِيَّاهُ. «3»

883/ 15. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْمَدَائِنِ، قَالَ:

كُنْتُ حَاجّاً مَعَ رَفِيقٍ لِي‏ «4»، فَوَافَيْنَا إِلَى‏ «5» الْمَوْقِفِ، فَإِذَا شَابٌّ قَاعِدٌ، عَلَيْهِ إِزَارٌ وَ رِدَاءٌ، و فِي رِجْلَيْهِ نَعْلٌ صَفْرَاءُ- قَوَّمْتُ الْإِزَارَ و الرِّدَاءَ بِمِائَةٍ «6» و خَمْسِينَ دِينَاراً- وَ لَيْسَ عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ؛ فَدَنَا مِنَّا سَائِلٌ، فَرَدَدْنَاهُ، فَدَنَا مِنَ الشَّابِّ، فَسَأَلَهُ، فَحَمَلَ شَيْئاً مِنَ الْأَرْضِ و نَاوَلَهُ‏ «7»، فَدَعَا لَهُ السَّائِلُ، و اجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ و أَطَالَ، فَقَامَ الشَّابُ‏

______________________________

 (1). في «ألف»: «النيشابوري».

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 354، بسنده عن الكليني الوافي، ج 2، ص 402، ح 900.

 (3). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ إلى صاحب الدار عليه السلام، ح 868؛ و باب مولد الصاحب عليه السلام، ح 1358، و فيهما تفصيل الخبر. و راجع أيضاً المصادر التي ذكرناها ذيلهما الوافي، ج 2، ص 398، ح 890.

 (4). في «ب، ه، بر، بف»:-/ «لي».

 (5). في الوافي:-/ «إلى».

 (6). في «ه، بف»: «مائة».

 (7). في «بح»: «فناوله».

134
الکافي2 (ط - دارالحديث)

78 - باب في النهي عن الاسم ص : 135

وَ غَابَ عَنَّا.

فَدَنَوْنَا مِنَ السَّائِلِ، فَقُلْنَا «1» لَهُ: و يْحَكَ‏ «2»، مَا أَعْطَاكَ؟ فَأَرَانَا حَصَاةَ ذَهَبٍ مُضَرَّسَةً «3»- قَدَّرْنَاهَا عِشْرِينَ مِثْقَالًا- فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: مَوْلَانَا عِنْدَنَا و نَحْنُ لَانَدْرِي.

ثُمَّ ذَهَبْنَا «4» فِي طَلَبِهِ، فَدُرْنَا الْمَوْقِفَ كُلَّهُ، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَسَأَلْنَا «5» مَنْ كَانَ حَوْلَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ و الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: شَابٌّ عَلَوِيٌّ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَاشِياً. «6»

 

78- بَابٌ فِي النَّهْيِ عَنِ الِاسْمِ‏

884/ 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «7» يَقُولُ: «الْخَلَفُ‏ «8» مِنْ بَعْدِي الْحَسَنُ، فَكَيْفَ لَكُمْ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِ الْخَلَفِ؟». فَقُلْتُ‏ «9»: و لِمَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ؟ قَالَ‏ «10»: «إِنَّكُمْ‏ «11» لَاتَرَوْنَ‏

______________________________

 (1). في «ف»: «فقلت».

 (2). قال ابن الأثير: «وَيْحَ كلمة ترحّم و توجّع، يقال لمن و قع في هَلَكة لا يستحقّها، و قد يقال بمعنى المدح و التعجّب. النهاية، ج 5، ص 235 (ويح).

 (3). «مُضَرَّسَة»، أي ذات أضراس. يقال: حَرَّةٌ مُضَرَّسةٌ و مضروسة: فيها حجارة كأضراس الكلاب. و يقال: حَصاة مضرّسة، أي غير متساوية الجسم. راجع: الصحاح، ج 3، ص 942؛ مجمع البحرين، ج 4، ص 581 (ضرس).

 (4). في «بر»: «فذهبنا».

 (5). هكذا في أكثر النسخ و الوافي. و في المطبوع:+/ «كلّ».

 (6). الوافي، ج 2، ص 401، ح 899.

 (7). في «ه»:-/ «العسكري عليه السلام».

 (8). قال ابن الأثير: «الخَلَف بالتحريك و التسكين: كلّ من يجي‏ء بعد من مضى، إلّاأنّه بالتحريك في الخير، و بالتسكين في الشرّ، يقال: خَلَف صدق، و خَلْف سوء. و معناهما جميعاً القَرْن من الناس». النهاية، ج 2، ص 66 (خلف).

 (9). في الوسائل و العلل و كمال الدين، ص 648، و الإرشاد، ص 349: «قلت».

 (10). في الكافي، ح 862 و العلل و كمال الدين، ص 381 و الإرشاد و كفاية الأثر و الغيبة: «فقال».

 (11). و الوسائل و العلل و كمال الدين، ص 318 و 648 و الإرشاد، ص 349 و كفاية الأثر و الغيبة: «لأنّكم».

135
الکافي2 (ط - دارالحديث)

78 - باب في النهي عن الاسم ص : 135

شَخْصَهُ، و لَايَحِلُّ لَكُمْ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ».

فَقُلْتُ‏ «1»: فَكَيْفَ‏ «2» نَذْكُرُهُ؟ فَقَالَ‏ «3»: «قُولُوا: الْحُجَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ سَلَامُهُ‏ «4»». «5»

885/ 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيِّ، قَالَ:

سَأَلَنِي أَصْحَابُنَا بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنْ أَسْأَلَ‏ «6» عَنِ الِاسْمِ و الْمَكَانِ، فَخَرَجَ الْجَوَابُ: «إِنْ دَلَلْتُهُمْ‏ «7» عَلَى الِاسْمِ أَذَاعُوهُ‏ «8»، و إِنْ عَرَفُوا «9» الْمَكَانَ دَلُّوا عَلَيْهِ». «10»

886/ 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ‏- و سُئِلَ‏ «11» عَنِ الْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ: «لَا يُرى‏

______________________________

 (1). في الوسائل و العلل و كمال الدين، ص 381 و 648 و كفاية الأثر: «قلت».

 (2). في الوسائل: «كيف».

 (3). في «بف، بر» و الوسائل و كمال الدين، ص 381 و الإرشاد، ص 349 و كفاية الأثر: «قال».

 (4). في «ب، ض»:-/ «و سلامه». و في «ف»: «صلوات اللَّه و سلامه عليهم». و في «بف»: «صلوات اللَّه عليه و آله و سلامه». و في الكافي، ح 862 و الإرشاد، ص 349: «عليهم السلام». و في الإرشاد، ص 320: «عليه السلام و عليهم».

 (5). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ على أبي محمّد عليه السلام، ح 862. و في الإرشاد، ج 2، ص 320؛ و ص 349، بسنده عن الكليني. و في علل الشرائع، ص 245، ح 5؛ و كمال الدين، ص 381، ح 5؛ و ص 648، ح 4؛ و الغيبة للطوسي، ص 202، ح 169؛ و كفاية الأثر، ص 288، بسندها عن سعد بن عبد اللَّه، عن محمّد بن أحمد العلوي الوافي، ج 2، ص 403، ح 903؛ الوسائل، ج 16، ص 239، ح 21458.

 (6). في «ج»: «أسأله».

 (7). في «بح»: «دلّلتهم».

 (8). «أذاعوه»، أي أفشوه. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1211 (ذيع).

 (9). في الوافي: «و إن عرفتهم».

 (10). راجع: الغيبة للطوسي، ص 364، ح 331 الوافي، ج 2، ص 403، ح 904؛ الوسائل، ج 16، ص 240، ح 21459؛ البحار، ج 51، ص 33، ح 8.

 (11). في «ب، ض، بح»: «و قد سئل».

136
الکافي2 (ط - دارالحديث)

79 - باب نادر في حال الغيبة ص : 137

جِسْمُهُ، و لَايُسَمَّى اسْمُهُ‏ «1»». «2»

887/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «صَاحِبُ هذَا الْأَمْرِ لَايُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ إِلَّا كَافِرٌ «3»». «4»

 

79- بَابٌ نَادِرٌ فِي حَالِ الْغَيْبَةِ

888/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ‏الْمُفَضَّلِ‏ «5»؛ و «6» مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعِبَادُ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ، و أَرْضى‏ مَا يَكُونُ عَنْهُمْ إِذَا افْتَقَدُوا حُجَّةَ اللَّهِ جَلَّ و عَزَّ و لَمْ يَظْهَرْ «7» لَهُمْ و لَمْ يَعْلَمُوا مَكَانَهُ‏ «8»،

______________________________

 (1). في مرآة العقول: «نائب الفاعل الضمير في يسمّى الراجع إليه عليه السلام، و اسمه منصوب مفعول ثان، أو مرفوع نائب الفاعل من قبيل اعطي درهم، أو منصوب بنزع الخافض، يقال: سمّيته كذا و سمّيته بكذا».

 (2). كمال الدين، ص 370، ح 2؛ و ص 648، ح 2، بسنده عن جعفر بن محمّد الوافي، ج 2، ص 404، ح 905؛ الوسائل، ج 16، ص 239، ح 21457.

 (3). «إلّا كافر»، أي من كان شبيهاً بالكافر في مخالفة أوامر اللَّه تعالى و نواهيه اجتراءً و معاندة، دون منكر الربّ تعالى و المشرك به. و هذا كما تقول: لا يجترئ على هذا الأمر إلّاأسد. و لعلّه مختصّ بزمان التقيّة. و قيل: المراد بالصاحب مطلق الإمام، و تسميته باسمه مخاطبته به، و هذا استخفاف موجب للكفر. و لا يخفى ما فيه من التكلّف. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 217؛ الوافي، ج 2، ص 404؛ مرآة العقول، ج 4، ص 1.

 (4). كمال الدين، ص 648، ح 1، بسنده عن الحسن بن محبوب الوافي، ج 2، ص 404، ح 906؛ الوسائل، ج 16، ص 238، ح 21456.

 (5). هكذا في النسخ و الطبعة الحجريّة من الكتاب. و في حاشية «ف» و المطبوع:+/ «بن عمر».

 (6). في السند تحويل يظهر بأدنى تأمّل.

 (7). في «ف»: «فلم يظهر».

 (8). في كمال الدين، ص 337 و 339 و الغيبة للنعماني و الطوسي: «بمكانه».

137
الکافي2 (ط - دارالحديث)

79 - باب نادر في حال الغيبة ص : 137

وَ هُمْ فِي ذلِكَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ تَبْطُلْ حُجَّةُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ و لَامِيثَاقُهُ، فَعِنْدَهَا «1» فَتَوَقَّعُوا «2» الْفَرَجَ صَبَاحاً و مَسَاءً؛ فَإِنَ‏ «3» أَشَدَّ مَا يَكُونُ غَضَبُ اللَّهِ عَلى‏ أَعْدَائِهِ إِذَا «4» افْتَقَدُوا حُجَّتَهُ‏ «5»، وَ لَمْ يَظْهَرْ «6» لَهُمْ.

وَ قَدْ عَلِمَ‏ «7» أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ‏ «8» لَايَرْتَابُونَ، و لَوْ عَلِمَ أَنَّهُمْ يَرْتَابُونَ مَا غَيَّبَ حُجَّتَهُ عَنْهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ، و لَايَكُونُ ذلِكَ إِلَّا عَلى‏ رَأْسِ شِرَارِ «9» النَّاسِ». «10»

889/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِرْدَاسٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏ و الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَيُّمَا أَفْضَلُ: الْعِبَادَةُ فِي السِّرِّ مَعَ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الْمُسْتَتِرِ

______________________________

 (1). في الوافي: «فعند ذلك».

 (2). في «ج، بس» و مرآة العقول و الغيبة للطوسي و النعماني، ص 161: «توقّعوا».

 (3). قوله: «فإنّ» دليل لزوم توقّع الفرج. و الأصوب عند الفيض كونه: «و إنّ». كما نقله المجلسي عن أكثر نسخ‏إكمال الدين و غيره و استظهره. ثمّ قال: «و في أكثر نسخ الكتاب بالفاء، فيحتمل أن يكون بمعنى الواو، أو يكون للتعقيب الذكري». راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 218؛ الوافي، ج 2، ص 441؛ مرآة العقول، ج 4، ص 19.

 (4). في «ه»: «إذ».

 (5). في كمال الدين، ص 333 و الغيبة للنعماني، ص 162: «حجّة اللَّه».

 (6). في «ف»: «و لا يظهر». و في كمال الدين، ص 337 و 339 و الغيبة للنعماني و الطوسي: «فلم يظهر».

 (7). في الغيبة للنعماني:+/ «اللَّه».

 (8). في «ف»: «أولياءهم».

 (9). في «بس» و الغيبة للطوسي: «أشرار».

 (10). الغيبة للنعماني، ص 162، ح 2، عن الكليني. و فيه، ص 161، ح 1، عن محمّد بن همام، عن بعض رجاله، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن رجل، عن المفضّل بن عمر؛ كمال الدين، ص 337، ح 10، بسنده عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللَّه؛ و فيه، ص 339، ح 16، بسنده عن سعد بن عبد اللَّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللَّه؛ الغيبة للطوسي، ص 457، ح 468، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي، عمّن حدّثه، عن المفضّل. كمال الدين، ص 339، ح 17، بسند آخر، مع اختلاف يسير. و راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب في الغيبة، ح 931 الوافي، ج 2، ص 440، ح 957.

138
الکافي2 (ط - دارالحديث)

79 - باب نادر في حال الغيبة ص : 137

فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ، أَوِ الْعِبَادَةُ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ و دَوْلَتِهِ مَعَ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الظَّاهِرِ؟

فَقَالَ: «يَا عَمَّارُ، الصَّدَقَةُ فِي السِّرِّ و اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ فِي الْعَلَانِيَةِ، و كَذلِكَ وَ اللَّهِ عِبَادَتُكُمْ فِي السِّرِّ مَعَ إِمَامِكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ، و تَخَوُّفُكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ و حَالِ الْهُدْنَةِ «1» أَفْضَلُ مِمَّنْ يَعْبُدُ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ ذِكْرُهُ‏ «2»- فِي ظُهُورِ الْحَقِّ مَعَ إِمَامِ‏ «3» الْحَقِّ الظَّاهِرِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ، و لَيْسَتِ الْعِبَادَةُ مَعَ الْخَوْفِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ مِثْلَ الْعِبَادَةِ و «4» الْأَمْنِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ.

وَ اعْلَمُوا: أَنَّ مَنْ صَلّى‏ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَلَاةً «5» فَرِيضَةً فِي جَمَاعَةٍ مُسْتَتِراً «6» بِهَا مِنْ عَدُوِّهِ فِي و قْتِهَا، فَأَتَمَّهَا «7»، كَتَبَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- لَهُ خَمْسِينَ صَلَاةً فَرِيضَةً فِي جَمَاعَةٍ؛ وَ مَنْ صَلّى‏ مِنْكُمْ صَلَاةً فَرِيضَةً و حْدَهُ مُسْتَتِراً بِهَا مِنْ عَدُوِّهِ فِي و قْتِهَا، فَأَتَمَّهَا «8»، كَتَبَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- لَهُ بِهَا «9» خَمْساً و عِشْرِينَ صَلَاةً فَرِيضَةً و حْدَانِيَّةً «10»؛ و مَنْ صَلّى‏ مِنْكُمْ صَلَاةً نَافِلَةً لِوَقْتِهَا، فَأَتَمَّهَا، كَتَبَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- لَهُ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ‏ «11» نَوَافِلَ؛ و مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ حَسَنَةً، كَتَبَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- لَهُ بِهَا عِشْرِينَ حَسَنَةً، و يُضَاعِفُ اللَّهُ‏

______________________________

 (1). قال ابن الأثير: «الهُدْنَةُ: السكون، و الهُدْنَةُ: الصلح و الموادعة بين المسلمين و الكفّار و بين كلّ متحاربَين. النهاية، ج 5، ص 252 (هدن).

 (2). في «ج، ض، بر»: «جلّ ذكره». و في «ه، ف، بس، بف»: «عزّ ذكره».

 (3). في «بر»: «الإمام».

 (4). في «بس»: «مع».

 (5). في «ج»: «صلاة منكم اليوم». و في «ف»: «اليوم منكم صلاة».

 (6). هكذا في أكثر النسخ. و في «ج» و المطبوع: «مستترٍ».

 (7). في «ب، ه، بر، بس، بف» و الوافي: «و أتمّها».

 (8). في «ب» و الوافي: «و أتمّها».

 (9). هكذا في أكثر النسخ و الوافي. و في المطبوع: «بها له».

 (10). «وَحْدانيّةً»، أي مفارقة للجماعة، المنفردة بنفسها، و هي منسوبة إلى الوحدة بمعنى الانفراد بزيادة الألف و النون للمبالغة فهي نعت صلاة. و قال المجلسي في مرآة العقول: «قيل: بضمّ الواو نسبة إلى جمع و احد، أي صادرة من و احد و احد؛ فهي نعت خمساً و عشرين». راجع: النهاية، ج 5، ص 160 (وحد).

 (11). في «ج»: «صلاة».

139
الکافي2 (ط - دارالحديث)

79 - باب نادر في حال الغيبة ص : 137

- عَزَّ و جَلَّ- حَسَنَاتِ الْمُؤْمِنِ مِنْكُمْ- إِذَا أَحْسَنَ أَعْمَالَهُ‏ «1»، و دَانَ بِالتَّقِيَّةِ عَلى‏ دِينِهِ وَ إِمَامِهِ و نَفْسِهِ، و أَمْسَكَ مِنْ لِسَانِهِ- أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً «2»؛ إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- كَرِيمٌ».

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَدْ و اللَّهِ، رَغَّبْتَنِي فِي الْعَمَلِ‏ «3»، و حَثَثْتَنِي‏ «4» عَلَيْهِ، و لكِنْ أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ كَيْفَ صِرْنَا نَحْنُ الْيَوْمَ أَفْضَلَ أَعْمَالًا مِنْ أَصْحَابِ الْإِمَامِ الظَّاهِرِ مِنْكُمْ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ، و نَحْنُ عَلى‏ دِينٍ و احِدٍ؟

فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَى الدُّخُولِ فِي دِينِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ، و إِلَى الصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ و الْحَجِّ، و إِلى‏ كُلِّ خَيْرٍ و فِقْهٍ، و إِلى‏ عِبَادَةِ اللَّهِ- عَزَّ ذِكْرُهُ‏ «5»- سِرّاً مِنْ عَدُوِّكُمْ مَعَ إِمَامِكُمُ‏ «6» الْمُسْتَتِرِ، مُطِيعِينَ لَهُ، صَابِرِينَ مَعَهُ، مُنْتَظِرِينَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ، خَائِفِينَ عَلى‏ إِمَامِكُمْ و أَنْفُسِكُمْ مِنَ الْمُلُوكِ الظَّلَمَةِ، تَنْظُرُونَ‏ «7» إِلى‏ حَقِّ إِمَامِكُمْ و حُقُوقِكُمْ فِي أَيْدِي الظَّلَمَةِ قَدْ مَنَعُوكُمْ ذلِكَ، و اضْطَرُّوكُمْ إِلى‏ حَرْثِ الدُّنْيَا و طَلَبِ الْمَعَاشِ مَعَ الصَّبْرِ عَلى‏ دِينِكُمْ و عِبَادَتِكُمْ و طَاعَةِ إِمَامِكُمْ و الْخَوْفِ مِنْ‏ «8» عَدُوِّكُمْ، فَبِذَلِكَ‏ «9» ضَاعَفَ‏ «10» اللَّهُ- عَزَّ وَ جَلَّ- لَكُمُ الْأَعْمَالَ؛ فَهَنِيئاً لَكُمْ».

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَا نَرى‏ «11» إِذاً «12» أَنْ‏

______________________________

 (1). في «بح»: «عمله».

 (2). في حاشية «ف»:+/ «كثيرة».

 (3). في حاشية «ف»: «دعوتني إلى العمل».

 (4). في «ب، ف»: «حثّثتني» بالتضعيف.

 (5). في «ج، ف، بس»: «عزّ و جلّ». و في «بر» و حاشية «بح»: «جلّ ذكره».

 (6). في «بس»:-/ «إمامكم».

 (7). هكذا في أكثر النسخ و الوافي. و في حاشية «ف»: «منتظرين». و في المطبوع: «تنتظرون».

 (8). هكذا في أكثر النسخ و الوافي. و في المطبوع: «مع».

 (9). في «ب»: «في ذلك». و في «بر»:-/ «فبذلك».

 (10). في «بر»: «فضاعف».

 (11). هكذا في «ج، ه، بح» و الوافي. و في «بر»: «فماذا ترى». و في حاشية «ف»: «فبماذا ترى». و في سائر النسخ‏والمطبوع: «فما ترى». و في مرآة العقول: «ما، نافية. و قيل: استفهامية. و «ترى»: من الرأي، بمعنى الترجيح أو التمنّي. و قيل: يعني ليس من رأينا و لا نتمنّى».

 (12). في «ه»: «فما نرى إذن نتمنّى». و في كمال الدين: «فما نتمنّى إذن» كلاهما بدل «فما ترى إذاً». و في الوافي: ف «في رواية الشيخ الصدوق: فما نتمنّى إذن. و هو أوضح».

140
الکافي2 (ط - دارالحديث)

79 - باب نادر في حال الغيبة ص : 137

نَكُونَ‏ «1» مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و يَظْهَرَ الْحَقُّ، و نَحْنُ الْيَوْمَ فِي إِمَامَتِكَ و طَاعَتِكَ‏ «2» أَفْضَلُ أَعْمَالًا مِنْ أَصْحَابِ دَوْلَةِ الْحَقِّ و الْعَدْلِ.

فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ! أَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ يُظْهِرَ اللَّهُ- تَبَارَكَ و تَعَالَى- الْحَقَّ و الْعَدْلَ فِي الْبِلَادِ، و يَجْمَعَ اللَّهُ الْكَلِمَةَ، و يُؤَلِّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبٍ مُخْتَلِفَةٍ، و لَايُعْصَى‏ «3» اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- فِي أَرْضِهِ، و تُقَامَ‏ «4» حُدُودُهُ فِي خَلْقِهِ، و يَرُدَّ اللَّهُ الْحَقَّ إِلى‏ «5» أَهْلِهِ، فَيَظْهَرَ حَتّى‏ لَايُسْتَخْفى‏ «6» بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحَقِّ، مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ؟ أَمَا و اللَّهِ يَا عَمَّارُ، لَايَمُوتُ مِنْكُمْ مَيِّتٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا إِلَّا كَانَ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ و أُحُدٍ؛ فَأَبْشِرُوا». «7»

890/ 3. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ‏ «8» هِشَامٍ؛ وَ «9» مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ‏

______________________________

 (1). في «بس، بف»: «أن يكون».

 (2). في «بر»: «إمامتكم و طاعتكم».

 (3). كذا في «ج، ض، ف، ه، و» و حاشية «بح، بر» و مرآة العقول. و في سائر النسخ و المطبوع: «و لا يعصون». و الصحيح حذف النون؛ لأنّه منصوب.

 (4). في «ف»:+/ «الأئمّة».

 (5). في «ج، ف، ه، بر» و الوافي: «يقام».

 (6). في مرآة العقول: «حتّى لا يستخفى، على بناء المعلوم، أي صاحب الحقّ. أو المجهول، فيشمله و غيره».

 (7). الكافي، كتاب الزكاة، باب فضل صدقة السرّ، ح 6023. و في الفقيه، ج 2، ص 67، ح 1736، معلّقاً عن عمّار، عن الصادق عليه السلام، و فيهما قطعة منه هكذا: «يا عمّار، الصدقة و اللَّه في السرّ أفضل من الصدقة في العلانية، و كذلك و اللَّه العبادة في السرّ أفضل منها في العلانية». و في كمال الدين، ص 645، ح 7، بسنده عن الحسن بن محبوب، مع تفاوت يسير الوافي، ج 2، ص 438، ح 956. و في الوسائل، ج 1، ص 77، ح 174 و 175؛ و ج 9، ص 395، ح 12320، قطعة منه.

 (8). كذا في النسخ و المطبوع، لكنّ الظاهر عطف هشام على أبي اسامة، كما تقدّم ذيل ح 57.

 (9). في السند تحويل كما يظهر بأدنى تأمّل. و يروي عن أبي حمزة، هشام بن سالم و أبي اسامة بناء على و قوع‏التصحيف في السند الأوّل.

141
الکافي2 (ط - دارالحديث)

79 - باب نادر في حال الغيبة ص : 137

سَالِمٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:

حَدَّثَنِي الثِّقَةُ مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ فِي خُطْبَةٍ لَهُ: «اللَّهُمَّ و إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ الْعِلْمَ لَايَأْرِزُ «1» كُلُّهُ، و لَايَنْقَطِعُ‏ «2» مَوَادُّهُ، و أَنَّكَ لَا تُخْلِي‏ «3» أَرْضَكَ مِنْ حُجَّةٍ لَكَ عَلى‏ خَلْقِكَ- ظَاهِرٍ لَيْسَ بِالْمُطَاعِ‏ «4»، أَوْ خَائِفٍ مَغْمُورٍ «5»- كَيْلَا تَبْطُلَ حُجَّتُكَ‏ «6»، و لَايَضِلَ‏ «7» أَوْلِيَاؤُكَ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَهُمْ‏ «8» بَلْ أَيْنَ هُمْ؟ و كَمْ؟ أُولئِكَ‏ «9» الْأَقَلُّونَ عَدَداً، و الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ- جَلَّ ذِكْرُهُ- قَدْراً، الْمُتَّبِعُونَ لِقَادَةِ الدِّينِ، الْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ، الَّذِينَ يَتَأَدَّبُونَ بِآدَابِهِمْ، و يَنْهَجُونَ نَهْجَهُمْ‏ «10»؛ فَعِنْدَ ذلِكَ يَهْجُمُ‏ «11» بِهِمُ الْعِلْمُ عَلى‏ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ، فَتَسْتَجِيبُ‏ «12» أَرْوَاحُهُمْ لِقَادَةِ الْعِلْمِ، و يَسْتَلِينُونَ مِنْ حَدِيثِهِمْ مَا اسْتَوْعَرَ «13» عَلى‏ غَيْرِهِمْ، و يَأْنَسُونَ بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ‏ «14» الْمُكَذِّبُونَ،

______________________________

 (1). في «ب، بر» و حاشية «ج»: «لا يأزر». و قوله: «لا يأرِزُ»، أي لا يجتمع و لا يتقبّض. يقال: أرَزَ فلان يأرز أرْزاًواروزاً، أي تضامّ و تقبّض من بُخله. و يقال: أرَزَت الحيّة إلى جُحْرها، أي انضمّ إليها و اجتمع بعضه إلى بعض فيها. راجع: الصحاح، ج 3، ص 863- 864 (أرز).

 (2). في «ب»: «لا تنقطع». و في «بس»: «منقطع».

 (3). في «ج»: «تخلّى». و في شرح المازندراني: «لا تخلي، إمّا من التخلية، أو من الإخلاء».

 (4). في مرآة العقول: «بمطاع».

 (5). في أكثر النسخ و الوافي: «مغمود». و كلاهما بمعنى مستور.

 (6). هكذا في أكثر النسخ و شرح المازندراني و مرآة العقول. و في «بس» و المطبوع: «حججك».

 (7). في «ف»: «و لا تضلّ».

 (8). في «ه»: «هديتهم به».

 (9). في «ف»: «أولياؤك».

 (10). في «ف»: «بنهجهم». و قوله: «ينهجون نهجهم»، أي يُوضِحون طريقهم، أو يسلكونه. تقول: نَهَجْتُ‏الطريق، إذا أبَنْتَهُ و أوضَحته. و نَهَجْتُ الطريق أيضاً، إذا سلكته. و الأظهر عند المجلسي هو الثاني. راجع: الصحاح، ج 1، ص 346 (نهج).

 (11). في «ه»: «ينهج». و في حاشية «بف»: «هجم».

 (12). في «بح، بس»: «فيستجيب». و في مرآة العقول: «فتستجيبها».

 (13). «استوعر»، بمعنى و عر، أي صعب، كاستقرّ بمعنى قرّ؛ فإنّه جاء في اللغة متعدّياً. استوعرتُ الشي‏ء، أي‏وجدتُه و عْراً، أي صعباً. و المعنى: يجدون سهلًا و ليّناً ما صعب على غيرهم. راجع: الصحاح، ج 2، ص 84 (وعر).

 (14). في «بف»: «عنه».

142
الکافي2 (ط - دارالحديث)

79 - باب نادر في حال الغيبة ص : 137

وَ أَبَاهُ‏ «1» الْمُسْرِفُونَ، أُولئِكَ أَتْبَاعُ الْعُلَمَاءِ، صَحِبُوا أَهْلَ الدُّنْيَا بِطَاعَةِ اللَّهِ‏ «2»- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- وَ أَوْلِيَائِهِ‏ «3»، و دَانُوا بِالتَّقِيَّةِ «4» عَنْ‏ «5» دِينِهِمْ، و الْخَوْفِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَأَرْوَاحُهُمْ‏ «6» مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِ‏ «7» الْأَعْلى‏، فَعُلَمَاؤُهُمْ و أَتْبَاعُهُمْ خُرْسٌ، صُمْتٌ‏ «8» فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ، مُنْتَظِرُونَ‏ «9» لِدَوْلَةِ «10» الْحَقِّ، و سَيُحِقُ‏ «11» اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ، و يَمْحَقُ‏ «12» الْبَاطِلَ، هَا «13»، هَا؛ طُوبى‏ لَهُمْ عَلى‏ صَبْرِهِمْ عَلى‏ دِينِهِمْ فِي حَالِ هُدْنَتِهِمْ‏ «14»، و يَا شَوْقَاهْ إِلى‏ رُؤْيَتِهِمْ فِي حَالِ ظُهُورِ دَوْلَتِهِمْ، و سَيَجْمَعُنَا اللَّهُ و إِيَّاهُمْ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ و مَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ و أَزْوَاجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ». «15»

______________________________

 (1). في «ف، ه»: «و يأباه».

 (2). في «ض، ف، ه» و حاشية «ج»: «بالطاعة للَّه».

 (3). في أكثر النسخ و مرآة العقول: «و لأوليائه». ثمّ قال في المرآة: «الظاهر أنّ اللام زيد من النسّاخ».

 (4). «دانوا بالتقيّة»، أي أطاعوا اللَّه بها، أو تعبّدوا بها و اتّخذوها ديناً لهم. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2118 (دين).

 (5). في «بس، بف»: «على».

 (6). في مرآة العقول: «و أرواحهم».

 (7). في حاشية «ف»: «بالملأ».

 (8). أي لايقدرون على التكلّم بالحقّ و إعلاء كلمته في دولة الباطل. في شرح المازندراني: «و صمت».

 (9). في الوافي: «ينتظرون».

 (10). في «بح»: «الدولة».

 (11). في حاشية «ف»: «و يحقّ».

 (12). في «ف»:+/ «اللَّه».

 (13). في الوافي: «هاه هاه». و «ها» حرف تنبيه ينبّه بها المخاطب على ما يساق إليه من الكلام، و تكريرها للتأكيد و المبالغة فيه. و قال المجلسي في مرآة العقول: «و قيل: هاها، حكاية البكاء بصوت عال».

 (14). تقدّم معنى الهُدْنة ذيل ح 2 من هذا الباب.

 (15). الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، ح 457، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي اسامة؛ و عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي اسامة و هشام بن سالم عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق، عمّن ثيق به من أصحاب أمير المؤمنين، عن أمير المؤمنين عليه السلام، و تمام الرواية فيه: «اللّهم إنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك». و فيه، باب في الغيبة، ح 903، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد و محمّد بن يحيى و غيره، عن أحمد بن محمّد؛ و عليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ممّن يوثق به، عن أمير المؤمنين عليه السلام، مع اختلاف. و في الغيبة للنعماني، ص 136، ح 2، بسنده عن الحسن بن محبوب، مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 410، ح 913.

143
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

 

80- بَابٌ فِي الْغَيْبَةِ

891/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و الْحُسَيْنُ‏ «1» بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ يَمَانٍ التَّمَّارِ، قَالَ:

كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ جُلُوساً، فَقَالَ لَنَا: «إِنَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً، الْمُتَمَسِّكُ‏ «2» فِيهَا بِدِينِهِ‏ «3» كَالْخَارِطِ «4» لِلْقَتَادِ «5»- ثُمَّ قَالَ هكَذَا بِيَدِهِ- فَأَيُّكُمْ يُمْسِكُ شَوْكَ الْقَتَادِ بِيَدِهِ؟» ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِيّاً «6»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً «7»، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ عَبْدٌ،

______________________________

 (1). هكذا في «ض». و في سائر النسخ و المطبوع: «الحسن».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد و ردت رواية الحسين بن محمّد شيخ المصنّف، عن جعفر بن محمّدٍ، في عدّةٍ من الأسناد، كما روى محمّد بن يحيى و الحسين بن محمّد معطوفين عن جعفر بن محمّد في الكافي، ح 742 و 901. راجع: معجم رجال الحديث، ج 6، ص 340.

يؤيّد ذلك ما تقدّم في ح 44؛ من رواية الحسين بن محمّد عن جعفر بن محمّد، عن القاسم بن الربيع؛ فقد روى جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري الكوفي كتاب القاسم بن الربيع. راجع: رجال النجاشي، ص 316، الرقم 867.

ثمّ إنّ الخبر رواه النعماني في كتابه الغيبة، ص 169، ذيل ح 10- نقلًا من الكتاب- و فيه أيضاً: «الحسن بن محمّد» لكن في نسخة عتيقةٍ من الغيبة: «الحسين».

 (2). في «ج، بح، بر، بس» و حاشية «ف»: «الممسك».

 (3). في حاشية «ج»: «لدينه». و هو مقتضى كلمة «الممسك».

 (4). «الخارِط»: من خَرَطْتُ الورقَ، أي حَتَتُّهُ، و هو أن تقبض على أعلاه ثمّ تُمِرُّ يدك عليه إلى أسفله. و «القَتاد» كسَحاب: شجر صُلب، له شوكة كالإبر. و هذا مَثَل لكلّ أمر صعب و مرتكب له. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1122 (خرط)؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 446 (قتد).

 (5). في الغيبة للنعماني و الطوسي:+/ «بيده».

 (6). أطْرَقَ الرجل، أي سكت فلم يتكلّم، و أطرق، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض. و المَلِيُّ: هو الطائفة من‏الزمان لا حدّ لها. يقال: معنى مليّ من النهار و مليّ من الدهر، أي طائفة منه. فالمعنى: سكت زماناً طويلًا ناظراً إلى الأرض. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1515 (طرق)؛ النهاية، ج 4، ص 363 (ملا).

 (7). في حاشية «بر»: «لغيبة».

144
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

وَ لْيَتَمَسَّكْ بِدِينِهِ». «1»

892/ 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ:

عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِذَا فُقِدَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ، فَاللَّهَ اللَّهَ فِي أَدْيَانِكُمْ، لَايُزِيلُكُمْ‏ «2» عَنْهَا أَحَدٌ «3»؛ يَا بُنَيَ‏ «4»، إِنَّهُ لَابُدَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ مِنْ غَيْبَةٍ حَتّى‏ يَرْجِعَ عَنْ هذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ يَقُولُ بِهِ، إِنَّمَا هِيَ مِحْنَةٌ «5» مِنَ اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- امْتَحَنَ‏ «6» بِهَا خَلْقَهُ، لَوْ «7» عَلِمَ آبَاؤُكُمْ و أَجْدَادُكُمْ دِيناً أَصَحَّ مِنْ هذَا «8»، لَاتَّبَعُوهُ».

قَالَ: فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، مَنِ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ‏ «9»؟

______________________________

 (1). الغيبة للنعماني، ص 169، ذيل ح 11، عن الكليني. و فيه أيضاً، ص 169، ح 11، بسند آخر عن صالح بن محمّد، عن يمان التمّار؛ و في كمال الدين، ص 346، ح 34؛ و ص 343، ح 25 [و فيه من قوله: «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة فليتّق اللَّه ...»]؛ و الغيبة للطوسي، ص 455، ح 465، [و فيه إلى قوله: «المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد»] بسندها عن صالح بن محمّد، عن هانئ التمّار الوافي، ج 2، ص 405، ح 907.

 (2). في حاشية «ج، بح» و الوافي و كمال الدين، ص 359 و كفاية الأثر و الغيبة للطوسي، ص 337 و الغيبةللنعماني: «لا يزيلنّكم».

 (3). في «بس» و العلل و كمال الدين، ص 359 و كفاية الأثر: «أحد عنها».

 (4). قرأ المازندراني هذا و كذا ما يأتي بعد أسطر: يا بَنِيَّ، على صيغة الجمع بقرينة «لو علم آباؤكم». ثمّ قال: «و ليس على صيغة الإفراد خطاباً مع أخيه عليّ بن جعفر لإباء السياق و عدم صحّته بدون التجوّز» و لكنّ المجلسي استظهر ما في المتن. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 229؛ مرآة العقول، ج 4، ص 34.

 (5). قال الجوهري: «المِحْنَةُ: و احدة المِحَن التي يُمْتَحَنُ بها الإنسان من بليّة. و مَحَنْتُهُ و امتحنته، أي اختبرته، و الاسم المِحْنَةُ». الصحاح، ج 6، ص 2201 (محن).

 (6). في الغيبة للنعماني: «يمتحن اللَّه».

 (7). في شرح المازندراني و العلل، ص 244 و كمال الدين، ص 359 و الغيبة للنعماني و كفاية الأثر: «و لو».

 (8). في الغيبة للنعماني و الطوسي:+/ «الدين».

 (9). في الوافي: «الخامس، كناية عن المهديّ عليه السلام. و السابع، كناية عن نفسه عليه السلام، و إنّما كانت عقولهم تصغر عنه و أحلامهم تضيق عن حمله لعظم سرّ الغيبة في أعين عقولهم، و ضيق صدورهم عن حمل حكمتها الخفيّة و التصديق بوقوعها».

145
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، عُقُولُكُمْ تَصْغُرُ عَنْ هذَا، و أَحْلَامُكُمْ‏ «1» تَضِيقُ‏ «2» عَنْ حَمْلِهِ، و لكِنْ إِنْ تَعِيشُوا «3» فَسَوْفَ تُدْرِكُونَهُ». «4»

893/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ «5»، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَاوِرِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِيَّاكُمْ و التَّنْوِيهَ‏ «6»، أَمَا و اللَّهِ لَيَغِيبَنَّ إِمَامُكُمْ سِنِيناً مِنْ دَهْرِكُمْ، و لَتُمَحَّصُنَ‏ «7» حَتّى‏ يُقَالَ: مَاتَ‏ «8»؟ قُتِلَ؟ هَلَكَ‏ «9»؟ بِأَيِّ و ادٍ سَلَكَ؟

وَ لَتَدْمَعَنَّ عَلَيْهِ‏ «10» عُيُونُ الْمُؤْمِنِينَ، و لَتُكْفَؤُنَ‏ «11» كَمَا

______________________________

 (1). «الأحلام»: و احدها الحِلْمُ، و هو العقل. النهاية، ج 1، ص 434 (حلم).

 (2). في «ف»: «تضيّق».

 (3). في كفاية الأثر: «تفتّشوا».

 (4). الغيبة للنعماني، ص 154، ح 11، عن الكليني. و في علل الشرائع، ص 244، ح 4؛ و كمال الدين، ص 359، ح 1؛ و الغيبة للطوسي، ص 166، ح 128؛ و ص 337 [و فيه إلى قوله: «هي محنة من اللَّه عزّ و جلّ امتحن بها خلقه»]؛ و كفاية الأثر، ص 268، بسند آخر عن الحسن بن عيسى بن محمّد بن عليّ بن جعفر عليه السلام الوافي، ج 2، ص 405، ح 908.

 (5). في الغيبة للنعماني:+/ «عن عبد الكريم». و الظاهر أنّه سهو؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمد [بن عيسى‏] عن [عبدالرحمن‏] بن أبي نجران في أسنادٍ كثيرة. راجع: معجم رجال الحديث، ج 2، ص 467- 468، ص 524- 525، ص 656 و ص 678.

 (6). «التنويه»: الرفع و التشهير و التعريف. راجع: لسان العرب، ج 13، ص 550 (نوه).

 (7). ظاهر المازندراني و الفيض صيغة الخطاب المجهول للجمع مؤكّداً بالنون؛ من التمحيص، و هو الابتلاء و الاختبار، كما نقله المجلسي عن بعض النسخ، ثمّ قال: «و في بعض النسخ بصيغة الواحد الغائب المجهول مع النون، و في بعضها بدونها ... و يحتمل أن يكون على بناء المعلوم من محص الصبيّ- كمنع-: عدا، و محص منّي: هرب»، ثمّ استظهر ما في غيبة النعماني: «و ليخملنّ» من قولهم: خمل ذكره و صوته خمولًا: خفي. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 230؛ الوافي، ج 2، ص 411؛ مرآة العقول، ج 4، ص 36؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 856 (محص).

 (8). في مرآة العقول: «الأفعال كلّها بتقدير الاستفهام».

 (9). في «ب، ض»: «أو هلك». و في «ف»: «و هلك». و في «ه»:-/ «هلك».

 (10). في «بح»:-/ «عليه».

 (11). «لَتُكْفَؤُنَّ»، أي لتُقْلَبُنَّ، من كَفَأْتُ القِدْرَ و أكْفَأ، إذا كَبَبْتَها و قلبتَها لتُفرِغ ما فيها. كذا كفأه و اكتفأه. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 140 (كفأ).

146
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

تُكْفَأُ «1» السُّفُنُ فِي أَمْوَاجِ الْبَحْرِ، فَلَا يَنْجُو إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهُ، و كَتَبَ فِي قَلْبِهِ الْإِيمَانَ، و أَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ، و لَتُرْفَعَنَ‏ «2» اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً «3» لَايُدْرى‏ «4» أَيٌّ مِنْ أَيٍّ».

قَالَ‏ «5»: فَبَكَيْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: فَكَيْفَ‏ «6» نَصْنَعُ؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلى‏ شَمْسٍ دَاخِلَةٍ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَرى‏ هذِهِ‏ «7» الشَّمْسَ؟» قُلْتُ‏ «8»: نَعَمْ، فَقَالَ: «وَ اللَّهِ، لَأَمْرُنَا أَبْيَنُ مِنْ هذِهِ‏ «9» الشَّمْسِ». «10»

894/ 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ فِي صَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ شَبَهاً «11» مِنْ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ».

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّكَ تَذْكُرُ «12» حَيَاتَهُ أَوْ غَيْبَتَهُ؟

______________________________

 (1). في «ف»: «تكفأنّ». و في «ه»: «تكفي». بقلب الهمزة ياءً. و في «بح»: «يكفأ».

 (2). في «ج، بح، بس، بف»: «ليرفعنّ».

 (3). في «ب، ف»: «مشبّهة». و في الوافي: «الرايات المشتبهة، من اشتراط ظهوره عليه السلام».

 (4). في «ب»: «لا تدرى». و في مرآة العقول: «حتى لا يدرى».

 (5). في «بف»:-/ «قال».

 (6). في «ف» و مرآة العقول: «كيف». و قال في المرآة: «قلت: كيف نصنع، على صيغة المتكلّم، أو صيغة الغائب المجهول».

 (7). في «ج»: «هذا».

 (8). في «ب، ج» و الغيبة للنعماني: «فقلت».

 (9). في «ج»: «هذا».

 (10). الغيبة للنعماني، ص 152، ذيل ح 10، عن الكليني. و فيه، ح 10 بسند آخر عن عبد الرحمن بن أبي نجران؛ كمال الدين، ص 347، ح 35، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى؛ الغيبة للطوسي، ص 337، ح 285، بسنده عن ابن أبي نجران، عن عمرو بن مساور، عن المفضّل بن عمر، و في كلّها مع اختلاف يسير. و في الغيبة للنعماني، ص 151، ح 9، بسنده عن المفضّل بن عمر، مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 411، ح 914.

 (11). في حاشية «ه»: «سنّة».

 (12). هكذا في أكثر النسخ و الوافي و مرآة العقول. و في المطبوع: «تذكره».

147
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

قَالَ: فَقَالَ لِي: «وَ مَايُنْكِرُ «1» مِنْ ذلِكَ هذِهِ الْأُمَّةُ أَشْبَاهُ الْخَنَازِيرِ؟! إِنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانُوا أَسْبَاطاً «2» أَوْلَادَ الْأَنْبِيَاءِ، تَاجَرُوا يُوسُفَ و بَايَعُوهُ و خَاطَبُوهُ و هُمْ إِخْوَتُهُ وَ هُوَ أَخُوهُمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوهُ حَتّى‏ قَالَ: أَنَا يُوسُفُ و هذَا أَخِي، فَمَا تُنْكِرُ «3» هذِهِ الْأُمَّةُ الْمَلْعُونَةُ أَنْ يَفْعَلَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- بِحُجَّتِهِ فِي و قْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ كَمَا فَعَلَ بِيُوسُفَ؟

إِنَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ إِلَيْهِ مُلْكُ مِصْرَ، و كَانَ بَيْنَهُ و بَيْنَ و الِدِهِ مَسِيرَةُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً، فَلَوْ أَرَادَ أَنْ يُعْلِمَهُ لَقَدَرَ عَلى‏ ذلِكَ، لَقَدْ سَارَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ و وُلْدُهُ عِنْدَ الْبِشَارَةِ تِسْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ بَدْوِهِمْ‏ «4» إِلى‏ مِصْرَ، فَمَا تُنْكِرُ هذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ يَفْعَلَ اللَّهُ- جَلَّ و عَزَّ- بِحُجَّتِهِ كَمَا فَعَلَ بِيُوسُفَ أَنْ يَمْشِيَ فِي أَسْوَاقِهِمْ و يَطَأَ بُسُطَهُمْ‏ «5»، حَتّى‏ يَأْذَنَ اللَّهُ فِي ذلِكَ لَهُ‏ «6» كَمَا أَذِنَ لِيُوسُفَ: «قالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ» «7». «8»

895/ 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسى‏، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ لِلْغُلَامِ غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ». قَالَ: قُلْتُ: و لِمَ؟

قَالَ: «يَخَافُ» و أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى‏ بَطْنِهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا زُرَارَةُ، و هُوَ الْمُنْتَظَرُ، و هُوَ الَّذِي‏

______________________________

 (1). في «ب، ض، و» و حاشية «ج»: «تنكر». و في مرآة العقول: «ما للاستفهام التعجيبي و مفعول «تنكر»، و «أشباه» مرفوع نعت ل «هذه الامّة»، أو منصوب على الذمّ».

 (2). «الأسباط»: جمع السِبْط، و هو الولد، أو و لَد الوَلَد، أو و لَد البنت. و السِبْط أيضاً: الامّة. و سمّيت أولاد إسحاق‏أسباطاً، و أولاد إسماعيل قبائل. راجع: النهاية، ج 2، ص 334 (سبط).

 (3). في «ب، بح، بر، بس، بف»: «ينكر».

 (4). في «بف»: «بدوّهم».

 (5). في «ف، ه»:+/ «كما فعل بيوسف».

 (6). في «ب، ض، ف، ه، بح، بس، بف» و الوافي:-/ «له».

 (7). يوسف (12): 90.

 (8). الغيبة للنعماني، ص 163، ذيل ح 4، عن الكليني. و فيه، ح 4؛ و علل الشرائع، ص 244، ح 3؛ و كمال الدين، ص 144، ح 11؛ و ص 341، ح 21، بسند آخر عن عبد الرحمن بن أبي نجران، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 412، ح 916.

148
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

يُشَكُّ فِي وِلَادَتِهِ: مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: مَاتَ أَبُوهُ بِلَا خَلَفٍ؛ و مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: حَمْلٌ‏ «1»؛ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إِنَّهُ وُلِدَ قَبْلَ مَوْتِ أَبِيهِ بِسَنَتَيْنِ‏ «2»؛ و هُوَ الْمُنْتَظَرُ «3»، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- يُحِبُّ أَنْ يَمْتَحِنَ‏ «4» الشِّيعَةَ، فَعِنْدَ ذلِكَ يَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ يَا زُرَارَةُ «5»».

قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذلِكَ الزَّمَانَ أَيَّ شَيْ‏ءٍ أَعْمَلُ؟

قَالَ: «يَا زُرَارَةُ «6»، إِذَا أَدْرَكْتَ ذلِكَ‏ «7» الزَّمَانَ، فَادْعُ بِهذَا الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ‏ «8»؛ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ‏ «9»؛ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي».

ثُمَّ قَالَ: «يَا زُرَارَةُ، لَابُدَّ مِنْ قَتْلِ غُلَامٍ بِالْمَدِينَةِ».

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَ لَيْسَ يَقْتُلُهُ جَيْشُ السُّفْيَانِيِّ؟

قَالَ: «لَا، و لكِنْ يَقْتُلُهُ جَيْشُ آلِ بَنِي فُلَانٍ‏ «10»، يَجِي‏ءُ حَتّى‏ يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ «11»، فَيَأْخُذُ الْغُلَامَ فَيَقْتُلُهُ، فَإِذَا قَتَلَهُ بَغْياً و عُدْوَاناً و ظُلْماً، لَايُمْهَلُونَ؛ فَعِنْدَ ذلِكَ تَوَقُّعُ الْفَرَجِ‏ «12» إِنْ شَاءَ اللَّهُ». «13»

______________________________

 (1). في «ج» و حاشية «بح»: «خمل».

 (2). في «ه، بس» و الغيبة للنعماني: «بسنين».

 (3). في مرآة العقول: «و هو المنتظر، من تتمّة كلام القائل؛ لئلّا يكون تكراراً، أو من كلامه عليه السلام تأكيداً و توطئة لما بعده. و هذا أظهر».

 (4). في «بس»:+/ «خلقه». فالشيعة حينئذٍ بدل.

 (5). في «ج» و كمال الدين، ص 342 و الغيبة للطوسي:-/ «يا زرارة».

 (6). في «ب، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني:-/ «قال: قلت- إلى- زرارة».

 (7). هكذا في أكثر النسخ و شرح المازندراني و الوافي و كمال الدين، ص 342 و الغيبة للنعماني و الطوسي. و في المطبوع: «هذا».

 (8). في «ب»: «لم أعرفك» بدل «لم أعرف نبيّك».

 (9). في «ب»: «نبيّك».

 (10). في «ب، ه» و حاشية «بس»: «أبي فلان».

 (11). في «ف»: «بالمدينة».

 (12). في حاشية «ف»: «وقع الفرج». و في مرآة العقول: «توقّع الفرج، بصيغة المصدر، أو الأمر».

 (13). الغيبة للنعماني، ص 166، ذيل ح 6، عن الكليني. و في الكافي، كتاب الحجّة، باب في الغيبة، ح 919؛ ف و كمال الدين، ص 342، ح 24؛ و ص 346، ح 32 [و فيه إلى قوله: «فعند ذلك يرتاب المبطلون»]؛ و الغيبة للنعماني، ص 166، ح 6؛ و الغيبة للطوسي، ص 333، ح 279، بسند آخر عن زرارة، مع اختلاف يسير. و راجع: كمال الدين، ج 2، ص 512، ح 43 الوافي، ج 2، ص 406، ح 909.

149
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

896/ 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُثَنّى‏، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «يَفْقِدُ النَّاسُ إِمَامَهُمْ، يَشْهَدُ «1» الْمَوْسِمَ، فَيَرَاهُمْ وَ لَايَرَوْنَهُ». «2»

897/ 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُنْذِرُ «3» بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَابُوسَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ السِّنْدِيِ‏ «4»، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ:

أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَوَجَدْتُهُ مُتَفَكِّراً «5» يَنْكُتُ‏ «6» فِي الْأَرْضِ، فَقُلْتُ:

يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا لِي أَرَاكَ مُتَفَكِّراً «7» تَنْكُتُ‏ «8» فِي الْأَرْضِ؟ أَ رَغْبَةً مِنْكَ فِيهَا؟

______________________________

 (1). في «ه»: «و يشهد».

 (2). الغيبة للنعماني، ص 175، ح 14، عن الكليني. كمال الدين، ص 346، ح 33، بسنده عن محمّد بن يحيى. و في كمال الدين، ص 440، ح 7؛ و الغيبة للطوسي، ص 161، ح 119، بسندهما عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي؛ كمال الدين، ص 351، ح 49، بسنده عن يحيى بن المثنّى. و راجع: الفقيه، ج 2، ص 520، ح 3117؛ و الغيبة للطوسي، ص 363، ح 329 الوافي، ج 2، ص 413، ح 917.

 (3). في الغيبة للنعماني: «نصر». و هو سهو؛ و ابن قابوس هذا، هو منذر بن محمّد القابوسي المترجم في رجال‏النجاشي، ص 418، الرقم 1118، و المذكور في رجال الكشّي، ص 566، الرقم 1070 بعنوان منذر بن قابوس، و روى عنه عبداللَّه بن محمّد بن خالد.

 (4). في كمال الدين: «النصر بن أبي السري». و في الاختصاص و الغيبة للطوسي، ص 164: «النصر بن السندي».

 (5). في حاشية «ف» و الغيبة للنعماني: «مفكّراً». و في الغيبة للطوسي، ص 164:-/ «متفكّراً».

 (6). في كفاية الأثر: «ينكث». و أمّا ينكت فهو من النَكْت بالحَصى و نَكْت الأرض بالقضيب، و هو أن يؤثّر فيها بطرفه فِعْلَ المفكّر المهموم. راجع النهاية، ج 5، ص 113 (نكت).

 (7). في حاشية «ف» و الغيبة للطوسي، ص 164: «مفكّراً». و في الغيبة للنعماني:-/ «مالي أراك متفكّراً».

 (8). في كفاية الأثر: «تنكث».

150
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

فَقَالَ‏ «1»: «لَا و اللَّهِ، مَا رَغِبْتُ فِيهَا و لَافِي الدُّنْيَا يَوْماً «2» قَطُّ، و لكِنِّي‏ «3» فَكَّرْتُ‏ «4» فِي مَوْلُودٍ «5» يَكُونُ مِنْ ظَهْرِي‏ «6»، الْحَادِيَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي، هُوَ الْمَهْدِيُ‏ «7» الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا و قِسْطاً «8»، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً «9» و ظُلْماً «10»، يَكُونُ‏ «11» لَهُ غَيْبَةٌ و حَيْرَةٌ، يَضِلُّ فِيهَا أَقْوَامٌ، وَ يَهْتَدِي فِيهَا «12» آخَرُونَ».

فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، و كَمْ تَكُونُ‏ «13» الْحَيْرَةُ و الْغَيْبَةُ «14»؟

فَقَالَ‏ «15»: «سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَوْ سِتَّ سِنِينَ‏ «16»».

______________________________

 (1). في «ب» و الاختصاص و الغيبة للطوسي، ص 164: «قال».

 (2). في الغيبة للنعماني: «ساعة».

 (3). في «ج» و كمال الدين و الغيبة للنعاني و الطوسي، ص 336: «و لكن».

 (4). في الغيبة للنعماني: «فكري».

 (5). في «ف» و كفاية الأثر: «مولد».

 (6). هكذا في «بع، جد» و حاشية «بج، جو» و المطبوع و الوافي و كمال الدين و الغيبة للنعماني و كفاية الأثر. و في سائر النسخ و مرآة العقول و الاختصاص و الغيبة للطوسي، ص 164 و 336: «من ظهر». و في «ب»: «من و لد». و في حاشية «و»: «الظاهر أنّ لفظة «من و لدي» غلط من الرواة و هو عليه السلام من ظهر الإمام الحادي عشر». و في مرآة العقول: «من ظهر الحادي عشر؛ كذا في أكثر النسخ، فالمعنى من ظهر الإمام الحادي عشر. و «من و لدي» نعت «مولود» و ربما يقرأ «ظهرٍ» بالتنوين، أي و راء، و المراد أنّه يولد بعد هذا الدهر، و «الحادي عشر» مبتدأ، خبره «المهديّ». و في إكمال الدين و بعض نسخ الكتاب «ظهري»؛ فلايحتاج إلى تكلّف».

 (7). في الغيبة للنعماني: «يكون من ظهري هو المهديّ».

 (8). في شرح المازندراني و الوافي و الغيبة للنعماني و الطوسي، ص 336: «قسطاً و عدلًا». و «القسط»: العدل‏والتسوية. و قال المجلسي: «القسط: الإنصاف، و هو ضدّ الجور». راجع: المغرب، ص 382 (قسط).

 (9). «الجَور»: الميل عن الطريق و الضَلال عنه. يقال: جار عن الطريق يجور، أي مال عنه و ضلّ. و قد يكون بمعنى الظلم. راجع: النهاية، ج 1، ص 313 (جور).

 (10). في «ض، ف، بر» و الغيبة للنعماني و الطوسي، ص 336: «ظلماً و جوراً».

 (11). هكذا في أكثر النسخ. و في المطبوع: «تكون». و في الوافي: «و تكون».

 (12). في «ف»:+/ «أقوام». و في شرح المازندراني:-/ «فيها».

 (13). في «ه، بس»: «يكون».

 (14). في كمال الدين و الغيبة للنعماني الطوسي و كفايةالأثر: «حيرة و غيبة».

 (15). هكذا في «ب، ض، ف، ه، بح، بس» و البحار. و في المطبوع و سائر النسخ: «قال».

 (16). في الغيبة للنعماني: «فقال: سبت من الدهر» بدل «قال: ستّة أيّام أو ستّة أشهر أو ستّ سنين». و قال في ف الوافي: «و إنّما حدَّ الحيرة و الغيبة بالستّ مع أنّ الأمر زاد على الستّمائة؛ لدخول البداء في أفعال اللَّه سبحانه، كما أشار عليه السلام إليه فيما يكون بعد هذه المدّة بقوله: يفعل اللَّه ما يشاء، فإنّ له بداءات».

151
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

فَقُلْتُ: و إِنَّ هذَا «1» لَكَائِنٌ؟

فَقَالَ‏ «2»: «نَعَمْ، كَمَا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ‏ «3»، و أَنّى‏ «4» لَكَ بِهذَا الْأَمْرِ يَا أَصْبَغُ، أُولئِكَ خِيَارُ هذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ خِيَارِ «5» أَبْرَارِ «6» هذِهِ‏ «7» الْعِتْرَةِ».

فَقُلْتُ: ثُمَّ مَا يَكُونُ‏ «8» بَعْدَ ذلِكَ؟

فَقَالَ: «ثُمَ‏ «9» يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ؛ فَإِنَّ لَهُ بَدَاءَاتٍ و «10» إِرَادَاتٍ، و غَايَاتٍ و نِهَايَاتٍ». «11»

898/ 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّمَا نَحْنُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ، حَتّى‏ إِذَا أَشَرْتُمْ بِأَصَابِعِكُمْ و مِلْتُمْ بِأَعْنَاقِكُمْ‏ «12»، غَيَّبَ اللَّهُ عَنْكُمْ نَجْمَكُمْ، فَاسْتَوَتْ بَنُو

______________________________

 (1). في «ض» و الوافي:+/ «له».

 (2). في «ه» و الاختصاص: «قال».

 (3). في الغيبة للنعماني:+/ «قلت: أدرك ذلك الزمان؟ فقال:».

 (4). في «ف» و الاختصاص: «فأنّى».

 (5). في كمال الدين و الغيبة للنعماني و الطوسي، ص 164:-/ «خيار».

 (6). «الأبرار»: جمع البَرّ، و هو كثيراً ما يخصّ بالأولياء و الزهّاد و العبّاد. راجع: النهاية، ج 1، ص 116 (برر).

 (7). في «ف»:+/ «الامّة و».

 (8). في الغيبة للنعماني: «ماذا يكون».

 (9). في الغيبة للنعماني:-/ «ثمّ».

 (10). في كمال الدين و الغيبة للنعماني:-/ «بَداءات و». و «بداءات»: جمع البداء، و هو ظهور شي‏ء بعد الخفاء. و قد مرّ تحقيقه أوّل باب البداء.

 (11). الغيبة للنعماني، ص 60، ح 4، عن الكليني. و في كمال الدين، ص 288، ح 1؛ و الاختصاص، ص 209؛ و الغيبة للطوسي، ص 164، ح 127، بسندها عن المنذر بن محمّد، و أيضاً بسند الآخر عن ثعلبة بن ميمون؛ الغيبة للطوسي، ص 336، ح 282، بسنده عن ثعلبة بن ميمون، إلى قوله: «و يهتدي فيها آخرون»؛ كفاية الأثر، ص 219، بسنده عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترقّ الوافي، ج 2، ص 407، ح 911؛ البحار، ج 51، ص 135، و فيه من قوله: «فقلت: يا أمير المؤمنين و كم تكون الحيرة».

 (12). في «ف، ه» و الغيبة للنعماني، ص 156: «بحواجبكم».

152
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَمْ يُعْرَفْ أَيٌّ مِنْ أَيٍّ، فَإِذَا طَلَعَ نَجْمُكُمْ فَاحْمَدُوا رَبَّكُمْ». «1»

899/ 9. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ لِلْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ». قُلْتُ‏ «2»: و لِمَ؟ قَالَ:

 «إِنَّهُ يَخَافُ» و أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى‏ بَطْنِهِ، يَعْنِي الْقَتْلَ. «3»

900/ 10. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ «4»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنْ بَلَغَكُمْ عَنْ صَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَةٌ، فَلَا تُنْكِرُوهَا». «5»

901/ 11. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ و مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبَّادٍ الْأَنْمَاطِيِّ، عَنْ‏

______________________________

 (1). الغيبة للنعماني، ص 156، ح 17، عن الكليني. و فيه، ص 155، ح 16، بسنده عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. و فيه أيضاً، ص 155، ح 15، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و فيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 414، ح 922.

 (2). في الوافي و كمال الدين، ح 8: «قال: قلت».

 (3). الغيبة للنعماني، ص 177، ذيل ح 21، عن الكليني. و فيه، ح 21، بسنده عن عبد اللَّه بن بكير؛ و فيه أيضاً، ص 176، ح 19، بسنده عن ابن بكير، عن زرارة، عن عبد الملك بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام؛ و فيه أيضاً، ح 18، بسنده عن ابن بكير عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير؛ كمال الدين، ص 481، ح 7، بسنده عن زرارة، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ و فيه، ح 8، بسنده عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام؛ و فيه، ح 9، بسنده عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام؛ و فيه، ح 10، بسنده عن ابن بكير، عن زرارة عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ علل الشرائع، ص 246، ح 9، بسنده عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام الوافي، ج 2، ص 415، ح 923.

 (4). هكذا في «ب، ض، بح، بر، بس» و الوافي. و في «ألف، ج، ف، و، بف» و المطبوع: «الخزّاز». و ما أثبتناه هوالصواب، كما تقدّم في الكافي، ذيل ح 75.

 (5). الغيبة للنعماني، ص 188، ح 42، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 415، ح 924.

153
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ و عِنْدَهُ فِي الْبَيْتِ أُنَاسٌ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ بِذلِكَ غَيْرِي، فَقَالَ: «أَمَا و اللَّهِ لَيَغِيبَنَّ عَنْكُمْ صَاحِبُ هذَا الْأَمْرِ، و لَيَخْمِلَنَّ حَتّى‏ «1» يُقَالَ:

مَاتَ؟ هَلَكَ‏ «2»؟ فِي أَيِّ و ادٍ سَلَكَ؟! و لَتُكْفَؤُنَ‏ «3» كَمَا تُكْفَأُ السَّفِينَةُ فِي أَمْوَاجِ‏ «4» الْبَحْرِ، لَا يَنْجُو «5» إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهُ، و كَتَبَ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ، و أَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ، وَ لَتُرْفَعَنَ‏ «6» اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً «7» لَايُدْرى‏ «8» أَيٌّ مِنْ أَيٍّ».

قَالَ: فَبَكَيْتُ، فَقَالَ‏ «9»: «مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟». فَقُلْتُ‏ «10»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَيْفَ لَا أَبْكِي و أَنْتَ تَقُولُ: «اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً «11» لَايُدْرى‏ «12» أَيٌّ مِنْ أَيٍّ؟!» قَالَ: و فِي مَجْلِسِهِ كَوَّةٌ «13» تَدْخُلُ‏ «14» فِيهَا الشَّمْسُ، فَقَالَ: «أَ بَيِّنَةٌ هذِهِ؟» فَقُلْتُ‏ «15»: نَعَمْ، قَالَ‏ «16»:

 «أَمْرُنَا أَبْيَنُ مِنْ هذِهِ الشَّمْسِ». «17»

902/ 12. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ‏

______________________________

 (1). هكذا في أكثر النسخ و الوافي. و في «ب، بح»: «و يخملنّ حتّى». و في المطبوع: «ليخملنّ هذا حتّى». و قوله: «ليخملنّ»، أي يخفى. لسان العرب، ج 11، ص 221؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1316 (خمل).

 (2). في «ف»: «أو هلك». و في حاشية «بح»: «و هلك».

 (3). «لَتُكْفَؤُنَّ»، أي لتُقْلَبنَّ، من كَفَأْتُ القِدْرَ و أكْفَأ، إذا كَبَبْتَها و قلبتَها لتُفْرِغ ما فيها. كذا كفأه و اكتفأه. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 140 (كفأ).

 (4). في «بح»:-/ «أمواج».

 (5). في «ف»: «لا ينجوه». و في «بح»:+/ «أمواج».

 (6). في «ب»: «ترفعنّ». و في «ه»: «ليرفعنّ».

 (7). في «ب»: «مشبّهة».

 (8). في «ب»: «لا تدرى».

 (9). في «ب، بر»: «قال». و في «ف»: «فقال و».

 (10). في «ج، بح، بر، بس، بف»: «قلت».

 (11). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف»:-/ «مشتبهة». و في «ف»: «مشبّهة».

 (12). في «ب»: «لا تدرى».

 (13). «الكَوُّ» و «الكَوَّةُ»: الخرْق في الحائط، و الثقب في البيت و نحوه. لسان العرب، ج 15، ص 236 (كوى).

 (14). في «ه» و الوافي: «يدخل».

 (15). في «بر»: «قلت».

 (16). في حاشية «بف»:+/ «أمّا».

 (17). راجع المصادر التي ذكرنا ذيل ح 3 من هذا الباب الوافي، ج 2، ص 412، ح 915.

154
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

الْأَنْبَارِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُثَنّى‏، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لِلْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ غَيْبَتَانِ، يَشْهَدُ فِي إِحْدَاهُمَا الْمَوَاسِمَ‏ «1»، يَرَى النَّاسَ، و لَايَرَوْنَهُ». «2»

903/ 13. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و غَيْرُهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ؛

وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِمَّنْ يُوثَقُ بِهِ:

أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ تَكَلَّمَ‏ «3» بِهذَا الْكَلَامِ، و حُفِظَ عَنْهُ، و خَطَبَ بِهِ عَلى‏ مِنْبَرِ الْكُوفَةِ: «اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَابُدَّ لَكَ مِنْ حُجَجٍ فِي أَرْضِكَ، حُجَّةٍ بَعْدَ حُجَّةٍ عَلى‏ خَلْقِكَ، يَهْدُونَهُمْ إِلى‏ دِينِكَ، و يُعَلِّمُونَهُمْ عِلْمَكَ، كَيْلَا يَتَفَرَّقَ أَتْبَاعُ أَوْلِيَائِكَ‏ «4»، ظَاهِرٍ «5» غَيْرِ مُطَاعٍ، أَوْ مُكْتَتَمٍ‏ «6» يُتَرَقَّبُ‏ «7»، إِنْ غَابَ عَنِ النَّاسِ شَخْصُهُمْ‏ «8» فِي حَالِ هُدْنَتِهِمْ‏ «9»، فَلَمْ يَغِبْ عَنْهُمْ‏

______________________________

 (1). في «بف» و شرح المازندراني: «الموسم». و «المَواسِمُ»: جمع المَوْسِم.

 (2). الغيبة للنعماني، ص 175، ح 16، عن الكليني. و فيه، ص 175، ح 13، بسند آخر عن يحيى بن المثنّى؛ و فيه أيضاً، ح 15، بسند آخر عن يحيى بن المثنّى، عن زرارة، و فيها مع اختلاف يسير. و راجع: المصادر التي ذكرنا ذيل ح 6 من هذا الباب الوافي، ج 2، ص 413، ح 919.

 (3). في «ف»: «يتكلّم».

 (4). في «بح، بر، بف» و حاشية «ض، ف»: «اولئك». و في «ب»:+/ «إمام».

 (5). قوله: «ظاهر»، مجرور نعتاً ل «حجّة». أو مرفوع خبراً لمبتدأ محذوف، أي كلّ منهم ظاهر.

 (6). في «ف»: «مكتمّ».

 (7). يُتَرَقَّبُ، أي ينتظر، و الترقب: الانتظار، و كذلك الارتقاب. راجع: الصحاح، ج 1، ص 138 (رقب).

 (8). في الوسائل: «شخصه».

 (9). في «بح»: «هدتهم». و في «بس»: «هدبتهم». و قال ابن الأثير: «الهُدْنَةُ: السكون، و الهُدْنَةُ: الصلح و الموادعة بين المسلمين و الكفّار و بين كلّ متحاربَيْن. النهاية، ج 5، ص 252 (هدن).

155
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

قَدِيمُ مَبْثُوثِ‏ «1» عِلْمِهِمْ، و آدَابُهُمْ‏ «2» فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مُثْبَتَةٌ، فَهُمْ بِهَا عَامِلُونَ».

وَ يَقُولُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي هذِهِ الْخُطْبَةِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ:

 «فِيمَنْ‏ «3» هذَا؟ و لِهذَا يَأْرِزُ «4» الْعِلْمُ إِذَا لَمْ يُوجَدْ لَهُ حَمَلَةٌ يَحْفَظُونَهُ، و يَرْوُونَهُ كَمَا سَمِعُوهُ‏ «5» مِنَ الْعُلَمَاءِ، و يَصْدُقُونَ‏ «6» عَلَيْهِمْ فِيهِ؛ اللَّهُمَّ فَإِنِّي‏ «7» لَأَعْلَمُ أَنَّ الْعِلْمَ لَايَأْرِزُ «8» كُلُّهُ، و لَايَنْقَطِعُ مَوَادُّهُ، و «9» إِنَّكَ لَاتُخْلِي‏ «10» أَرْضَكَ مِنْ حُجَّةٍ لَكَ عَلى‏ خَلْقِكَ، ظَاهِرٍ «11» لَيْسَ بِالْمُطَاعِ‏ «12»، أَوْ خَائِفٍ مَغْمُورٍ «13»؛ كَيْلَا تَبْطُلَ حُجَّتُكَ‏ «14»، و لَايَضِلَ‏ «15» أَوْلِيَاؤُكَ‏ «16»

______________________________

 (1). في «ب، ف، بس، بف» و شرح المازندراني: «مثبوت». قال المازندراني: جاء «ثبت» لازماً و متعدّياً، و قال المجلسي: لم أر مجيئه متعدّياً. و جعل ما في المتن أظهر. و قوله: «المبثوث»: المنتشر. يقال: بثّ الخبر و أبَثَّه، أي نشره، فانبثّ، أي انتشر. راجع: الصحاح، ج 1، ص 273 (بثث).

 (2). احتمل المازندراني ضعيفاً أن يكون «آدابهم» عطفاً على «علمهم»، و «مثبتة» حالًا عنهما، و «في» متعلّقاً ب «مثبتة».

 (3). في «ف» و حاشية «ج، بر، بف»: «فمن». و قرأه الفيض: فيمن هذى، ثمّ قال: «في شأن من تكلّم في العلم‏بغير معقول من الهذيان» و ردّه المجلسي، ثمّ قال: «و في بعض النسخ: فمن هذا، كما في رواية النعماني، فمن بالكسر، و «لهذا» تأكيد له. و هذا في الموضعين إشارة إلى كلام اسقط من البين. و يمكن أن يقرأ بالفتح على الاستفهام للقلّة». راجع: الوافي، ج 2، ص 409؛ مرآة العقول، ج 4، ص 48.

 (4). في «ب، ف» و حاشية «بح»: «يأزر». و قوله: «يَأْرِزُ»، أي يجتمع و يتقبّض. يقال: أرَزَ فلان يَأْرِزُ أرْزاً و أرُوزاً، أي تَضامّ و تَقَبَّضَ من بُخله. و يقال: أرَزَت الحيّةُ إلى جُحْرها، أي انضمّت إليها و اجتمع بعضه إلى بعض فيها. راجع: الصحاح، ج 3، ص 863- 864 (أرز).

 (5). في الوافي: «يسمعونه».

 (6). في «ب، ج، ه، بر»: «يصدَّقون». و في مرآة العقول: «و ربّما يقرأ على مجهول باب التفعيل، أي يصدّقهم الناس في الرواية لعلمهم بعدالتهم».

 (7). في شرح المازندراني: «و إنّي».

 (8). في «ب، ف»: «لا يأزر».

 (9). في «ب»:-/ «و».

 (10). في «ف»: «لا تخلّي».

 (11). في «ف»: «ظاهراً».

 (12). في «بح»: «المطاع».

 (13). في أكثر النسخ و الوافي: «مغمودٍ». و كلاهما بمعنى مستور.

 (14). في «ج، ه، بح، بس» و حاشية «ض، ف»: «حججك».

 (15). في «ف»: «لا تضلّ».

 (16). في «بف» و حاشية «ض، ف»: «اولئك».

156
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَهُمْ، بَلْ أَيْنَ هُمْ؟ و كَمْ هُمْ؟ أُولئِكَ‏ «1» الْأَقَلُّونَ عَدَداً، الْأَعْظَمُونَ‏ «2» عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً». «3»

904/ 14. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ:

عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ‏» «4» قَالَ: «إِذَا غَابَ عَنْكُمْ إِمَامُكُمْ، فَمَنْ‏ «5» يَأْتِيكُمْ بِإِمَامٍ‏ «6» جَدِيدٍ «7»؟». «8»

905/ 15. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ‏

______________________________

 (1). في «ض»:+/ «هم».

 (2). في «ف» و الوافي: «و الأعظمون».

 (3). الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، ح 457، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي اسمامة؛ و عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي اسامة و هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق، عمّن يثق به من أصحاب أمير المؤمنين، عن أمير المؤمنين عليه السلام، و تمام الرواية فيه: «اللّهم إنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك»؛ و فيه، باب نادر في حال الغيبة، ح 890، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي اسامة، عن هشام؛ و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق، عن الثقة من أصحاب أمير المؤمنين، عن أمير المؤمنين عليه السلام، من قوله: «فإنّي لأعلم أنّ العلم لا يأزر كلّه» مع زيادة في آخره. و في الغيبة للنعماني، ص 136، ذيل ح 2، عن الكليني. و فيه، ح 2، بسند آخر عن الحسن بن محبوب. كمال الدين، ص 302، ح 11، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه، عن آبائه، عن عليّ عليهم السلام، و فيه إلى قوله: «فهم بها عاملون» مع اختلاف يسير. و راجع المصادر التي ذكرنا ذيل ح 893 الوافي، ج 2، ص 409، ح 912؛ الوسائل، ج 27، ص 90، ح 33291، و فيه إلى قوله: «فهم بها عاملون».

 (4). الملك (67): 30.

 (5). في الغيبة: «من».

 (6). في «ج، ض، ف، بح، بر، بف»: «بماء».

 (7). في «بر»: «معين».

 (8). الغيبة للنعماني، ص 176، ح 17، عن الكليني، بسند آخر عن موسى بن القاسم. و في كمال الدين، ص 351، ح 48، بسند آخر عن موسى بن القاسم الوافي، ج 2، ص 418، ح 931.

157
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

الْخَرَّازِ «1»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنْ بَلَغَكُمْ عَنْ صَاحِبِكُمْ‏ «2» غَيْبَةٌ «3»، فَلَا تُنْكِرُوهَا». «4»

906/ 16. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏: «لَا بُدَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ مِنْ غَيْبَةٍ، و لَابُدَّ لَهُ‏ «5» فِي غَيْبَتِهِ مِنْ عُزْلَةٍ، و نِعْمَ الْمَنْزِلُ طَيْبَةُ «6»، و مَا بِثَلَاثِينَ مِنْ و حْشَةٍ «7»». «8»

907/ 17. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ‏ «9»، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا و قَعَتِ الْبَطْشَةُ «10» بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ‏ «11»،

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ض، و، بح، بس» و الوافي. و في «ألف، ج، ف، بر» و المطبوع: «الخزّاز». و في «بف»: «الخرار». لاحظ ما تقدّم، ذيل ح 900.

 (2). في الوافي: «صاحب هذا الأمر».

 (3). في «بر»: «غيبته».

 (4). الغيبة للنعماني، ص 188، ح 42، عن الكليني. الغيبة للطوسي، ص 160، ح 118، بسنده عن أبي أيّوب، عن أبي بصير الوافي، ج 2، ص 415، ح 924.

 (5). في شرح المازندراني:-/ «له».

 (6). «الطَيْبَةُ»: اسم للمدينة المنوّرة. كان اسمها يَثْرِب، و الثَرْبُ: الفساد، فنهى النبيّ صلى الله عليه و آله أن تسمّى به و سمّاها طَيْبَةَ و طابَةَ. و قيل: هو من الطَيِّب بمعنى الطاهر؛ لخلوصها من الشرك و تطهيرها منه. راجع: النهاية، ج 3، ص 149 (طيب).

 (7). في الوافي: «يعني إذا اعتزل فيها مستتراً و معه ثلاثون من شيعته، يأنس بعضهم ببعض، فلا و حشة لهم. كأنّه أشار إلى غيبته القصيرة، فإنّ في الطويلة ليس لشيعته إليه سبيل».

 (8). الغيبة للنعماني، ص 188، ح 41، عن الكليني. الغيبة للطوسي، ص 162، ح 121، بسنده عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 41، ح 925.

 (9). في «ب، بح» و حاشية «ف، و، بف»: «الحسين». و الرجل مجهول لم نعرفه.

 (10). في الغيبة، ح 7: «السبطة» و «البَطْشةُ»: السطوة و الأخذ بالعُنْف. و البَطْشُ: التناول بشدّة عند الصَوْلة، و الأخذالشديد القويّ. راجع: لسان العرب، ج 6، ص 267 (بطش).

 (11). في مرآة العقول: «و المسجدان: مسجد مكّة و مسجد المدينة، أو مسجد الكوفة و مسجد السهلة. و الأوّل أظهر و هو إشارة إلى و اقعة عظيمة من حرب أو خسف أو بلاء تقع قريباً من ظهور المهديّ عليه السلام». و في الوافي: «كأنّها إشارة إلى و اقعة كانت قد مضت قبل الغيبة الكبرى، و يحتمل أن تكون من الامور التي لم تقع بعد، و تكون من علامات ظهوره عليه السلام».

158
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

فَيَأْرِزُ «1» الْعِلْمُ‏ «2» كَمَا تَأْرِزُ «3» الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا «4»، و اخْتَلَفَتِ‏ «5» الشِّيعَةُ «6»، و سَمّى‏ بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَذَّابِينَ، و تَفَلَ‏ «7» بَعْضُهُمْ فِي وُجُوهِ بَعْضٍ؟» قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا عِنْدَ ذلِكَ‏ «8» مِنْ خَيْرٍ، فَقَالَ لِي: «الْخَيْرُ كُلُّهُ عِنْدَ ذلِكَ» ثَلَاثاً «9». «10»

908/ 18. و بِهذَا الْإِسْنَادِ «11»، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ لِلْقَائِمِ غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ‏ «12»؛ إِنَّهُ يَخَافُ» و أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى‏ بَطْنِهِ، يَعْنِي الْقَتْلَ. «13»

______________________________

 (1). في «ب، بس»: «فيأزر». و تقدّم معنى قوله: «فيأرز» ذيل الحديث 13 من هذا الباب.

 (2). قرأه المازندراني: العَلَم بالتحريك بمعنى الراية. و في الغيبة، ح 7:+/ «فيها».

 (3). في «ب»: «تأزر». و في «ج، بح، بس، بف»: «يأرز».

 (4). «الجُحْرُ»: كلّ شي‏ء تحتفره السباع و الهوامّ لأنفسها، و الجمع: أجحار و جِحَرَة. و يقال الجُحْر أيضاً لكلّ شي‏ء يحتفر في الأرض إذا لم يكن من عظام الخلق. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 117 (جحر).

 (5). في «ج، ض، بح»: «اختلف».

 (6). في الغيبة، ح 7:+/ «بينهم».

 (7). في الغيبة، ح 7: «يتفل». «التَفْلُ»: النفخ بالفم و لا يكون إلّاومعه شي‏ء من الريق، فإذا كان نفخاً بلا ريق فهوالنَفْث. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 77 (تفل).

 (8). في «ف»: «ذاك».

 (9). في الغيبة، ح 7: «يقوله ثلاثاً يريد قرب الفرج» بدل «ثلاثاً». و في الوافي: «و إنّما يكون الخير كلّه في غيبة الإمام لتضاعف الحسنات فيها». و في المرآة: «الخير هو ظهور القائم عليه السلام، أو قريباً من و جوده أو من غيبته الكبرى. فالخير لكثرة الأجر و قوّة الإيمان».

 (10). الغيبة للنعماني، ص 159، ح 7، عن الكليني، و بسند آخر عن أبان بن تغلب. و راجع: الغيبة للنعماني، ص 159- 160، ح 6 و 8؛ و كمال الدين، ص 349، ح 41 الوافي، ج 2، ص 416، ح 926.

 (11). إشارة إلى «عدّة من أصحابنا» المذكور في سند ح 16.

 (12). في «ف» و الوافي:+/ «قلت: و لم؟ قال».

 (13). راجع المصادر التي ذكرنا ذيل ح 9، من هذا الباب الوافي، ج 2، ص 415، ذيل ح 923.

159
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

909/ 19. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لِلْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ غَيْبَتَانِ: إِحْدَاهُمَا قَصِيرَةٌ، و الْأُخْرى‏ طَوِيلَةٌ؛ الْغَيْبَةُ الْأُولى‏ لَايَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِيهَا «1» إِلَّا خَاصَّةُ شِيعَتِهِ‏ «2»، و الْأُخْرى‏ لَايَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِيهَا «3» إِلَّا خَاصَّةُ مَوَالِيهِ‏ «4»». «5»

910/ 20. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَتَانِ: إِحْدَاهُمَا يَرْجِعُ مِنْهَا إِلى‏ أَهْلِهِ‏ «6»، و الْأُخْرى‏ يُقَالُ: هَلَكَ، فِي أَيِّ و ادٍ سَلَكَ».

قُلْتُ: كَيْفَ نَصْنَعُ إِذَا «7» كَانَ كَذلِكَ؟

قَالَ: «إِذَا «8» ادَّعَاهَا مُدَّعٍ، فَاسْأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ «9» يُجِيبُ‏ «10» فِيهَا مِثْلَهُ‏ «11»». «12»

______________________________

 (1). في «ج»:-/ «فيها».

 (2). في حاشية «بر»: «الشيعة».

 (3). في «ض، بح»:-/ «فيها».

 (4). في الغيبة للنعماني، ح 1 و 2:+/ «في دينه». و في الوافي: «كأنّه يريد بخاصّة الموالي الذين يخدمونه؛ لأنّ سائر الشيعة ليس لهم فيها إليه سبيل. و أمّا الغيبة الاولى، فكان له عليه السلام فيها سفراء».

 (5). الغيبة للنعماني، ص 170 ح 2، عن الكليني. و فيه، ح 1، بسند آخر عن الحسن بن محبوب، مع اختلاف يسير. و راجع: الغيبة للطوسي، ص 163، ذيل ح 123 الوافي، ج 2، ص 414، ح 920.

 (6). في الغيبة للنعماني، ح 9: «يرجع في إحداهما إلى أهله».

 (7). في حاشية «ج»: «إن».

 (8). في «ه»: «إذ».

 (9). في «ف»: «فاسألوه عن تلك العزائم التي». و في «ه»: «فاسألوه عن تلك العظام التي». و في الغيبة للنعماني، ح 9: «فاسألوه عن تلك العظائم التي».

 (10). الجملة الفعليّة صفة للأشياء.

 (11). يجوز فيه الرفع.

 (12). الغيبة للنعماني، ص 173، ح 9، عن الكليني. و في الغيبة للنعماني، ص 173، ح 8، بسند آخر عن الباقر أبي جعفر عليه السلام هكذا: «إنّ للقائم غيبتين، يقال في إحداهما: هلك، و لا يدرى في أيّ و اد سلك». و راجع: الغيبة للنعماني، ص 171، ح 5؛ و الغيبة للطوسي، ص 61، ح 60؛ و ص 161، ح 120 الوافي، ج 2، ص 414، ح 921.

160
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

911/ 21. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْخَزَّاز «1»، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ صَاحِبُ هذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ: «لَا». فَقُلْتُ:

فَوَلَدُكَ‏ «2»؟ فَقَالَ‏ «3»: «لَا». فَقُلْتُ: فَوَلَدُ و لَدِكَ هُوَ؟ قَالَ‏ «4»: «لَا». فَقُلْتُ‏ «5»: فَوَلَدُ و لَدِ و لَدِكَ؟

فَقَالَ: «لَا». قُلْتُ‏ «6»: مَنْ‏ «7» هُوَ؟

قَالَ‏ «8»: «الَّذِي يَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً و جَوْراً «9» عَلى‏ «10» فَتْرَةٍ «11» مِنَ الْأَئِمَّةِ، كَمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بُعِثَ عَلى‏ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ». «12»

912/ 22. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ شَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ‏ «13»، عَنْ أُمِّ هَانِىً، قَالَتْ:

______________________________

 (1). في «بر»: «عن ابن الوليد الخزّاز». ثمّ إنّ محمّد بن الوليد هو محمّد بن الوليد البجلي الخزّاز. فما و رد في «ب، و، بح، بس، بف» من «الخرّاز»، سهو. راجع: رجال النجاشي، ص 143، الرقم 371، و ص 345، الرقم 931.

 (2). في «ض»: «و ولدك».

 (3). في «ب» و الوافي: «قال».

 (4). في «ب، ج» و الغيبة: «فقال».

 (5). في «ض، بف» و الغيبة: «قلت».

 (6). في «ب، ف»: «فقلت».

 (7). في «ف» و الغيبة: «فمن».

 (8). في «ه»:+/ «إنّ».

 (9). «الجَوْرُ»: الميل عن الطريق و الضَلال عنه. يقال: جار عن الطريق يجور، أي مال عنه و ضلّ. و قد يكون بمعنى الظلم. راجع: النهاية، ج 1، ص 313 (جور).

 (10). في «ه» و الغيبة: «لعلى».

 (11). «الفَتْرَةُ»: ما بين الرسولين من رسل اللَّه تعالى من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة. و قال المجلسي: «و المراد بفترة من الأئمّة: خفاؤهم و عدم ظهورهم في مدّة طويلة، أو عدم إمام قادر قاهر. فتشمل أزمنة سائر الأئمّة سوى أمير المؤمنين عليه السلام. و الأوّل أظهر». راجع: النهاية، ج 3، ص 408 (فتر).

 (12). الغيبة للنعماني، ص 186، ح 38، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 475، ح 987.

 (13). هكذا في النسخ. و في المطبوع:+/ «عن اسيد بن ثعلبة». و الخبر رواه النعماني في كتابه الغيبة، ص 150، ف ذيل ح 6، نقلًا من المصنّف و فيه: «الحسن بن أبي الربيع الهمداني، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن اسيد بن ثعلبة، عن امّ هانئ» لكنّه و رد في تأويل الآيات، ص 744- باختلاف في الألفاظ- نقلًا من محمّد بن العبّاس بسنده عن و هب بن شاذان، عن الحسن بن الربيع، عن محمّد بن إسحاق، قال: حدّثتني امّ هانئ». و في نقل تأويل الآيات- كما ترى- لم يتوسّط اسيد بن ثعلبة بين محمّد بن إسحاق و امّ هانئ. فلذا لا تطمئنّ النفس بنقل النعماني الخبر من بعض نسخ الكافي، أو عدم تصحيحه اجتهاداً متّكئاً على السند الآتي المشابه لبعض أجزاء هذا السند.

يؤيّد ذلك اختلاف بعض العبارات الواردة في سند النعماني لِسَندِنا هذا و مطابقتها مع عبارات السند الآتي؛ فإنّ في هذا السند «الحسن بن أبي الربيع عن محمّد بن إسحاق». و في النعماني: «قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق». كما أنّه لم يرد قيد «الهمداني» في أيّة نسخة من نسخ الكافي لكنّه مذكور في نقل النعماني.

161
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏: «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ‏ الْجَوارِ الْكُنَّسِ‏» «1» قَالَتْ: فَقَالَ: «إِمَامٌ يَخْنِسُ‏ «2» سَنَةَ سِتِّينَ و مِائَتَيْنِ، ثُمَّ يَظْهَرُ كَالشِّهَابِ، يَتَوَقَّدُ فِي اللَّيْلَةِ «3» الظَّلْمَاءِ، فَإِنْ أَدْرَكْتِ زَمَانَهُ قَرَّتْ عَيْنُكِ». «4»

913/ 23. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ‏ «5» عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ‏ «6» الْهَمْدَانِيِ‏ «7»، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ‏

______________________________

 (1). التكوير (81): 15- 16.

 (2). «يَخْنِسُ»، و «يَخْنُسُ»: ينقبض و يتأخّر عن الناس و يغيب؛ من الخُنُوس بمعنى الانقباض و الاختفاء. راجع: لسان العرب، ج 6، ص 71 (خنس).

 (3). في الوافي: «الليل».

 (4). الغيبة للنعماني، ص 149، ذيل ح 6، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 417، ح 928.

 (5). هكذا في حاشية «بع» و نقله العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيري- دام ظلّه- من نسخة عتيقة من الكتاب. و في النسخ التي بأيدينا و المطبوع: «أحمد بن الحسن عن عمر بن يزيد».

و الصواب ما أثبتناه؛ فإنّ الخبر رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين، ص 324، ح 1، بسنده عن سعد بن عبداللَّه و عبد اللَّه بن جعفر الحميري، قالا: حدّثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد، عن الحسين بن الربيع المدائني. و وردت أيضاً رواية سعد بن عبد اللَّه عن أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد في الغيبة للطوسي، ص 208، ح 177.

و أحمد بن الحسين هذا، روى محمّد بن أحمد بن يحيى و أحمد بن أبي زاهر كتابه، و هما في طبقة سعد بن عبد اللَّه و عبد اللَّه بن جعفر الحميري، تقريباً. راجع: رجال النجاشي، ص 83، الرقم 200.

 (6). في «ف»: «أبي الحسن بن الربيع» و في حاشيتها: «الحسن بن أبي الربيع»، و الرجل مجهول لم نعرفه.

 (7). في «ألف، بس»: «الهمذاني».

162
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

ثَعْلَبَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِىً، قَالَتْ:

لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هذِهِ الْآيَةِ: «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ» قَالَ: «الْخُنَّسُ إِمَامٌ يَخْنِسُ فِي زَمَانِهِ عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنْ عِلْمِهِ عِنْدَ النَّاسِ سَنَةَ سِتِّينَ و مِائَتَيْنِ، ثُمَّ يَبْدُو كَالشِّهَابِ الْوَاقِدِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، فَإِنْ‏ «1» أَدْرَكْتِ ذلِكَ‏ «2»، قَرَّتْ عَيْنُكِ». «3»

914/ 24. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «4»، قَالَ: «إِذَا رُفِعَ عَلَمُكُمْ‏ «5» مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِكُمْ». «6»

915/ 25. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ، قَالَ‏:

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ، و أَنْ يَسُوقَهُ‏

______________________________

 (1). في حاشية «ج، بس» و الغيبة للنعماني، ص 150: «فإذا». و في حاشية «بح»: «و إذا».

 (2). في حاشية «ج»: «زمانه».

 (3). الغيبة للنعماني، ص 150، ح 7، عن الكليني. و فيه، ص 149، ح 6، بسنده عن محمّد بن إسحاق؛ كمال الدين، ج 1، ص 324، ح 1، بسنده عن سعد بن عبد اللَّه، عن أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد، عن الحسين بن الربيع المدائني، عن محمّد بن إسحاق؛ الغيبة للطوسي، ص 159، ح 116، عن سعد بن عبد اللَّه، عن الحسين بن عمرو بن يزيد، عن أبي الحسن بن أبي الربيع المدائني، عن محمّد بن إسحاق، و في الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 417، ح 929.

 (4). في «ف، ه» و الغيبة:+/ «أنّه».

 (5). يجوز في الكلمة التحريك، و كسر العين مع سكون اللام، اختار الأوّل في مرآة العقول؛ حيث قال: «بالتحريك، أي إمامكم الهادي لكم إلى طريق الحقّ، و ربّما يقرأ بالكسر». و مفهوم الرفع يقتضي التحريك في الكلمة.

 (6). الغيبة للنعماني، ص 187، ح 39، عن الكليني. كمال الدين، ص 381، ح 4، بسنده عن أيّوب بن نوح، مع زيادة في أوّله الوافي، ج 2، ص 416، ح 927.

163
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

اللَّهُ إِلَيْكَ‏ «1» بِغَيْرِ سَيْفٍ؛ فَقَدْ بُويِعَ لَكَ و ضُرِبَتِ الدَّرَاهِمُ بِاسْمِكَ.

فَقَالَ: «مَا مِنَّا أَحَدٌ اخْتَلَفَتْ‏ «2» إِلَيْهِ الْكُتُبُ، و أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ، و سُئِلَ عَنِ الْمَسَائِلِ، و حُمِلَتْ إِلَيْهِ الْأَمْوَالُ إِلَّا اغْتِيلَ‏ «3» أَوْ مَاتَ عَلى‏ فِرَاشِهِ، حَتّى‏ يَبْعَثَ اللَّهُ لِهذَا الْأَمْرِ غُلَاماً مِنَّا «4»، خَفِيَّ الْوِلَادَةِ «5» و الْمَنْشَا، غَيْرَ خَفِيٍّ فِي نَسَبِهِ». «6»

916/ 26. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ و غَيْرُهُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ هِلَالٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ شِيعَتَكَ بِالْعِرَاقِ كَثِيرَةٌ «7»، و اللَّهِ مَا فِي أَهْلِ بَيْتِكَ مِثْلُكَ، فَكَيْفَ لَاتَخْرُجُ؟!

قَالَ‏ «8»: فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ، قَدْ أَخَذْتَ تَفْرُشُ أُذُنَيْكَ‏ «9» لِلنَّوْكى‏ «10»، إِي و اللَّهِ، مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ».

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ صَاحِبُنَا؟

قَالَ: «انْظُرُوا مَنْ عَمِيَ‏ «11» عَلَى النَّاسِ وِلَادَتُهُ، فَذَاكَ صَاحِبُكُمْ؛ إِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ

______________________________

 (1). في الغيبة:+/ «عفواً».

 (2). في «ب، بر، بف»: «اختلف».

 (3). «اغْتِيلَ»، أي قُتِلَ غِيلَةً، و هو أن يخدعه فيذهب به إلى موضع فإذا صار إليه قتله. الصحاح، ج 5، ص 1787 (غيل).

 (4). في «ف» و كمال الدين:-/ «منّا».

 (5). في كمال الدين و الغيبة: «المولد».

 (6). الغيبة للنعماني، ص 168، ح 9، عن الكليني. كمال الدين، ص 370، باب ما روي عن الرضا عليّ بن موسى عليه السلام ...، ح 1، بسنده عن أيّوب بن نوح الوافي، ج 2، ص 393، ح 886.

 (7). في «ض، ه، بح، بر، بف»: «كثير». و في «ج، ض، ه، و، بح، بر، بس، بف» و الغيبة، ح 7:+/ «و».

 (8). في «ف» و كمال الدين و الغيبة، ح 7:-/ «قال».

 (9). في «ج»: «رجليك».

 (10). «النَوْكَى» جمع الأنوك. و هذا مثل يضرب لمن يسمع كلام كلّ أحد و يقبله و إن كان أحمق لا يعقل شيئاً. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 501 (نوك)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 248؛ مرآة العقول، ج 4، ص 58.

 (11). في «ج، بس»: «غمى». و في كمال الدين: «تخفى». و في الغيبة، ح 7: «من غيّب عن الناس» بدل «من عمي‏على الناس».

164
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ‏ «1»، و يُمْضَغُ بِالْأَلْسُنِ إِلَّا مَاتَ غَيْظاً، أَوْ رَغِمَ‏ «2» أَنْفُهُ». «3»

917/ 27. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «يَقُومُ الْقَائِمُ و لَيْسَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ عَهْدٌ و لَاعَقْدٌ و لَا بَيْعَةٌ». «4»

918/ 28. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَطَّارِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ «5»، عَمَّنْ ذَكَرَهُ:

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ج، ف، ه، بس» و حاشية «ض، بر، بف» و الغيبة، ح 7. و في سائر النسخ و المطبوع: «بالإصبع».

 (2). في «بح»: «أرغم». و في الغيبة، ح 7: «حتف». و قال ابن الأثير: «يقال: رَغِمَ يَرْغَمُ، و رَغَمَ يَرْغَمُ رَغْماً و رِغْماً و رُغْماً، و أرغم اللَّه أنفه، أي ألصقه بالرَغام، و هو التراب. هذا هو الأصل، ثمّ استعمل في الذُلّ و العجز عن الانتصاف و الانقياد على كره». و لعلّ المراد هنا القتل. و يحتمل كون الترديد من الراوي. راجع: النهاية، ج 2، ص 238 (رغم).

 (3). الغيبة للنعماني، ص 167، ح 7، عن الكليني، و أيضاً بسند آخر عن عبد اللَّه بن عطاء. كمال الدين، ص 325، ح 2، بسنده عن العبّاس بن عامر القصباني، عن موسى بن هلال الضبي، عن عبد اللَّه بن عطاء، إلى قوله: «فذاك صاحبكم»؛ الغيبة للنعماني، ص 168، ح 8، بسنده عن العبّاس بن عامر، عن موسى بن هلال، مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 394، ح 887.

 (4). الغيبة للنعماني، ص 171، ح 4؛ و ص 191، ح 46، عن الكليني. كمال الدين، ص 480، ح 3، بسنده عن محمّد بن أبي عمير. الغيبة للنعماني، ص 191، ح 45؛ و ص 171، ح 3، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام؛ كمال الدين، ص 303، ح 14، بسند آخر عن محمّد بن عليّ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام، مع زيادة في أوّله و آخره؛ و فيه، ص 322، ح 6، بسند آخر عن عليّ بن الحسين عليه السلام؛ و فيه أيضاً، ص 479، ح 2، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، و في كلّها مع اختلاف يسير. راجع: كمال الدين، ص 315، ح 2؛ و كفاية الأثر، ص 224 الوافي، ج 2، ص 476، ح 989.

 (5). روى النعماني في الغيبة، ص 158، ح 3، مضمون الخبر بسنده عن عبد اللَّه بن جبلة، عن محمّد بن منصور الصيقل، عن أبيه منصور، قال: قال: أبو عبد اللَّه عليه السلام، ثمّ أورد في ذيله مثله نقلًا من الكليني بعين سند الكافي. لكن هذا الذيل أورده المجلسي في البحار، ج 52، ص 133، ذيل ح 32 و فيه: «محمّد بن منصور» بدل «منصور»، كما أنّ في الطبعة القديمة من الغيبة أيضاً: «محمّد بن منصور».

فعليه يحتمل كون الصواب في ما نحن فيه أيضاً هو «محمّد بن منصور». يؤيّد ذلك ما أشرنا إليه ممّا و رد في الغيبة، ص 158، ح 3، و كذا ما و رد في كمال الدين، ص 348، ح 37؛ فقد و رد فيه «جعفر بن محمّد بن منصور». و هذا العنوان و إن كان فيه تحريف، لكنّ الظاهر أنّ التحريفَ بوقوع السقط، و الساقط هو «عن محمّد» قبل «بن منصور». و أنّ الأصل كان هكذا «جعفر بن محمّد عن محمّد بن منصور» فجاز نظر الناسخ من «محمّد» الأوّل إلى «محمّد» الثاني، فوقع السقط.

ثمّ إنَّ في سند كمال الدين بعض الاختلالات الاخر، ليس هذا موضع ذكره.

165
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ‏ «1»: إِذَا أَصْبَحْتُ و أَمْسَيْتُ لَاأَرى‏ «2» إِمَاماً أَئْتَمُّ بِهِ‏ «3»، مَا أَصْنَعُ؟

قَالَ: «فَأَحِبَّ مَنْ كُنْتَ تُحِبُ‏ «4»، و أَبْغِضْ مَنْ كُنْتَ تُبْغِضُ‏ «5» حَتّى‏ يُظْهِرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ». «6»

919/ 29. الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ «7»، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عِيسى‏، عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَا بُدَّ لِلْغُلَامِ مِنْ غَيْبَةٍ «8»». قُلْتُ: و لِمَ؟ قَالَ: «يَخَافُ- و أَوْمَأَ «9»

______________________________

 (1). في «ج، ف»:+/ «له».

 (2). في «ه»: «لا نرى».

 (3). في «ه»: «نأتمّ به».

 (4). في «ف، ه» و الوافي و مرآة العقول: «تحبّه».

 (5). في «ف»: «تبغضه».

 (6). الغيبة للنعماني، ص 158 ح 3، عن الكليني، و أيضاً بسند آخر عن منصور، مع اختلاف يسير. كمال الدين، ص 348، ح 37، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن جعفر بن محمّد بن منصور، عن عمر بن عبدالعزيز، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. و راجع: كمال الدين، ص 351، ح 47 الوافي، ج 2، ص 418، ح 932.

 (7). في «ج» و حاشية «ض»: «محمّد». و هو سهو. و الحسين هذا، هو الحسين بن أحمد بن عبد اللَّه بن و هب‏المالكي، روى عن أحمد بن هلال في بعض الأسناد و الطرق. راجع: الغيبة للنعماني، ص 167، ذيل ح 2؛ تفسير القمّي، ج 2، ص 112؛ التهذيب، ج 1، ص 117، ح 308؛ رجال النجاشي، ص 371، الرقم 1041، و ص 419، الرقم 1120؛ الفهرست للطوسي، ص 270، الرقم 389.

 (8). في «ض، بف»: «غيبته».

 (9). في «ه»: «فأومى».

166
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

بِيَدِهِ إِلى‏ بَطْنِهِ- و هُوَ الْمُنْتَظَرُ، و هُوَ الَّذِي يَشُكُّ النَّاسُ فِي و وِلَادَتِهِ، فَمِنْهُمْ‏ «1» مَنْ يَقُولُ:

حَمْلٌ‏ «2»؛ و مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: مَاتَ أَبُوهُ و لَمْ يُخَلِّفْ؛ و مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: وُلِدَ قَبْلَ مَوْتِ أَبِيهِ بِسَنَتَيْنِ».

قَالَ زُرَارَةُ: فَقُلْتُ‏ «3»: و مَا «4» تَأْمُرُنِي لَوْ أَدْرَكْتُ ذلِكَ الزَّمَانَ؟

قَالَ: «ادْعُ اللَّهَ بِهذَا الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ، لَمْ أَعْرِفْكَ‏ «5»؛ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَبِيَّكَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَبِيَّكَ، لَمْ أَعْرِفْهُ‏ «6» قَطُّ؛ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ، ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي».

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ‏ «7»: سَمِعْتُ هذَا الْحَدِيثَ مُنْذُ سِتٍّ و خَمْسِينَ سَنَةً. «8»

920/ 30. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍ‏ «9»، عَنْ‏

______________________________

 (1). في «ب»: «منهم».

 (2). في «بح، بر»: «خمل».

 (3). في حاشية «ض»: «قلت».

 (4). في «بر»: «فما».

 (5). في «بح»: «فلم أعرفك». و في حاشية «ج»:+/ «قطّ».

 (6). في «ف»: «لم أعرف حجّتك».

 (7). هكذا في «ألف، ب، ج، ض، ف، و، بر، بس». و في «بح، بف» و المطبوع: «الهلال».

 (8). الغيبة للنعماني، ص 166، ح 6، عن الكليني، و أيضاً بسند آخر عن زرارة؛ الكافي، كتاب الحجّة، باب في الغيبة، ح 895، بسنده عن زرارة، و فيهما مع اختلاف يسير. و في كمال الدين، ص 342، ح 24؛ و ص 346، ح 32؛ و الغيبة للطوسي، ص 333، ح 279، بسند آخر عن عثمان بن عيسى، مع اختلاف يسير. راجع: كمال الدين، ص 512، ح 43 الوافي، ج 2، ص 407، ح 910.

 (9). لم نجد مع الفحص الأكيد رواية محمّد بن عليّ- و هو أبو سمينة الكوفي- عن عبد اللَّه بن القاسم مباشرة، في‏غير هذا المورد و نقل النعماني في الغيبة، ص 187، ح 40 الخبر عن الكليني بعين سند الكافي، و الواسطة بينهما في الأكثر هو موسى بن سعدان [الحنّاط]، كما في الكافي، ح 5744 و 9340 و 14713؛ و المحاسن، ص 87، ح 28؛ و الخصال، ص 264، ح 146؛ و معاني الأخبار، ص 143، ح 1، ص 166، ح 1؛ و ثواب الأعمال، ص 280، ح 6.

و في بعض الأسناد توسّط بينهما أبو عبد اللَّه الخيّاط (الحنّاط خ ل)، كما في الأمالي الصدوق، ص 413، المجلس السابع و السبعون، ح 6؛ و قصص الأنبياء للراوندي، ص 218، ح 286. و لا يبعد اتّحاد أبي عبد اللَّه هذا مع موسى بن سعدان.

ثمّ إنّ الخبر رواه الصدوق في كمال الدين، ص 349، ح 42؛ و الشيخ الطوسي في الغيبة، ص 164، ح 126- مع زيادة في صدره- بسنديهما عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللَّه بن القاسم، فلا يبعد و قوع السقط في ما نحن فيه و ما نقل النعماني من الكتاب.

نبّه على ذلك الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري- دام توفيقه- في تعليقته على السند.

167
الکافي2 (ط - دارالحديث)

80 - باب في الغيبة ص : 144

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ» «1» قَالَ: «إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُظَفَّراً «2» مُسْتَتِراً، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ- عَزَّ ذِكْرُهُ- إِظْهَارَ أَمْرِهِ، نَكَتَ‏ «3» فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً، فَظَهَرَ، فَقَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ و تَعَالى‏». «4»

921/ 31. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ:

كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِذَا غَضِبَ اللَّهُ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- عَلى‏ خَلْقِهِ، نَحَّانَا عَنْ جِوَارِهِمْ». «5»

______________________________

 (1). المدّثّر (74): 8.

 (2). في كمال الدين و الغيبة للنعماني و الطوسي:-/ «مظفّراً».

 (3). النكْتُ: هو أن تَنْكُتَ في الأرض بقضيب، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها. و النكتة: كالنقطة. و يقال للأثر القليل شبه الوَسَخ في المرآة و نحوها، و نقطة سوداء في شي‏ء صاف. و المعنى: أثّر في قلبه أثراً. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 100- 101 (نكت).

 (4). الغيبة للنعماني، ص 187، ح 40، عن الكليني. و في كمال الدين، ص 349، ح 42؛ و الغيبة للطوسي، ص 164، ح 126، بسندهما عن عبد اللَّه بن القاسم، عن المفضّل بن عمر؛ رجال الكشّي، ص 192، ح 338، بسنده عن عليّ بن حسّان، عن المفضّل بن عمر الجعفي، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 418، ح 930.

 (5). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب نادر في حال الغيبة، ح 888؛ و الغيبة للنعماني، ص 161- 162، ح 1 و 2؛ و الغيبة للطوسي، ص 457، ح 468؛ و كمال الدين، ص 337، ح 10 الوافي، ج 2، ص 419، ح 933.

168
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

 

81- بَابُ مَا يُفْصَلُ بِهِ بَيْنَ‏ «1» دَعْوَى‏ «2» الْمُحِقِّ و الْمُبْطِلِ فِي أَمْرِ الْإِمَامَةِ

922/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ سَلَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ و عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ؛ وَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ جَمِيعاً «3»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ سَلَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيِّ- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: و قَدْ سَمِعْتُهُ‏ «4» مِنْهُ‏ «5»-:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «بَعَثَ طَلْحَةُ و الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنْ عَبْدِالْقَيْسِ- يُقَالُ لَهُ: خِدَاشٌ- إِلى‏ أَمِيرِالْمُؤْمِنِين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، و قَالَا لَهُ: إِنَّا «6» نَبْعَثُكَ إِلى‏ رَجُلٍ طَالَ مَا «7» كُنَّا نَعْرِفُهُ و أَهْلَ بَيْتِهِ بِالسِّحْرِ «8» و الْكِهَانَةِ «9»، و أَنْتَ أَوْثَقُ مَنْ بِحَضْرَتِنَا

______________________________

 (1). في «بح، بف»:-/ «بين».

 (2). في «ب»: «دعوتي».

 (3). في السند تحويل. و للمصنّف إلى سلام بن عبد اللَّه ثلاثة طرق:

الأوّل: عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن محبوب. الثاني: محمّد بن الحسن، و عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن أسباط. و هذا الطريق ينحلّ إلى طريقين، كما لا يخفى. الثالث: أبو عليّ الأشعري عن محمّد بن حسّان عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن أسباط.

 (4). في حاشية «ض، بح، بر»: «سمعت».

 (5). الضمير راجع إلى سلام بن عبد اللَّه الهاشمي. و المراد أنّ محمّد بن عليّ كما روى الخبر عن سلام بن عبد اللَّه بتوسّط عليّ بن أسباط، سمع الخبر من سلام بن عبد اللَّه نفسه أيضاً، بلا و اسطة. فعليه تصبح الطرق الأربعة، سبعة طرق.

 (6). في «ف»:-/ «إنّا».

 (7). في حاشية «بر»: «طالما». و ذهب في مرآة العقول إلى كون «ما» مصدريّة و المصدر فاعل «طال».

 (8). «السِحْرُ»: الاخْذَةُ التي تأخذ العين حتّى يظنّ أنّ الأمر كما يُرى و ليس الأصل على ما يُرى. و قيل: هو صرف الشي‏ء عن و جهه. و قيل: كلّ ما لطف مأخذه و دقّ فهو سحْرٌ. و في عرف الشرع مختصّ بكلّ أمر يخفى سببه و يتخيّل على غير حقيقته و يجري مجرى الخداع. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 348؛ المصباح المنير، ص 268 (سحر).

 (9). قال ابن الأثير: «الكاهِنُ: الذي يتعاطى الخبرَ عن الكائنات في مستقبل الزمان و يدّعي معرفة الأسرار. ف و قد كان في العرب كَهَنَةٌ، كشِقّ و سَطِيح و غيرهما. فمنهم من كان يزعم أنّ له تابعاً من الجنّ و رَئيّاً يُلقي إليه الأخبار. و منهم من كان يزعم أنّه يعرف الامور بمقدّمات أسباب يَستدلُّ بها على مواقعها من كلام من يسأله، أو فعله، أو حاله. و هذا يخصّونه باسم العرّاف، كالذي يدّعي معرفة الشي‏ء المسروق و مكان الضالّة و نحوهما». النهاية، ج 4، ص 214 (كهن).

169
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

مِنْ‏ «1» أَنْفُسِنَا مِنْ أَنْ تَمْتَنِعَ‏ «2» مِنْ‏ «3» ذلِكَ‏ «4»، و أَنْ تُحَاجَّهُ لَنَا حَتّى‏ تَقِفَهُ‏ «5» عَلى‏ أَمْرٍ مَعْلُومٍ، وَ اعْلَمْ أَنَّهُ أَعْظَمُ النَّاسِ دَعْوًى، فَلَا يَكْسِرَنَّكَ‏ «6» ذلِكَ عَنْهُ؛ و مِنَ الْأَبْوَابِ الَّتِي يَخْدَعُ النَّاسَ بِهَا الطَّعَامُ و الشَّرَابُ و الْعَسَلُ و الدُّهْنُ، و أَنْ يُخَالِيَ الرَّجُلَ‏ «7»؛ فَلَا تَأْكُلْ‏ «8» لَهُ طَعَاماً، و لَاتَشْرَبْ لَهُ شَرَاباً، و لَاتَمَسَّ لَهُ عَسَلًا و لَادُهْناً، و لَاتَخْلُ مَعَهُ، و احْذَرْ هذَا كُلَّهُ مِنْهُ، و انْطَلِقْ عَلى‏ بَرَكَةِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ فَاقْرَأْ آيَةَ السُّخْرَةِ «9»، و تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ كَيْدِهِ وَ كَيْدِ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا جَلَسْتَ إِلَيْهِ فَلَا تُمَكِّنْهُ مِنْ بَصَرِكَ كُلِّهِ، و لَاتَسْتَأْنِسْ بِهِ.

ثُمَّ قُلْ لَهُ: إِنَّ أَخَوَيْكَ فِي الدِّينِ، و ابْنَيْ عَمِّكَ‏ «10» فِي الْقَرَابَةِ «11» يُنَاشِدَانِكَ‏

______________________________

 (1). في «ف، ه»: «في». و قال في مرآة العقول: «كأنّه أظهر».

 (2). في الوافي: «أن تُمنع».

 (3). في حاشية «ج»: «عن».

 (4). في «ه»:+/ «عنه». و في البحار:+/ «منه».

 (5). في «بس»: «تقف». و في «بف» و البحار- خ ل-: «تفقه». و «تَفِقَهُ»، من الوقف بمعنى الاطّلاع، أي تطّلعه؛ عند المازندراني. أو بمعنى الإيقاف، أي تقيمه؛ عند الفيض. أو بمعنى الحبس، أي تحبسه و توقفه؛ عند المجلسي. ثمّ قال المجلسي: «في بعض النسخ بتقديم الفاء على القاف فهو من الفقه بمعنى العلم، و تعديته ب «على» لتضمين معنى الاطّلاع. أو يقرأ على بناء التفعيل بحذف إحدى التاءين». راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 253؛ الوافي، ج 2، ص 140؛ مرآة العقول، ج 4، ص 64؛ لسان العرب، ج 9، ص 359- 361 (وقف).

 (6). في «ج»: «فلا يكسّرنّك». و في حاشية «ف»: «فلا يكبرنّك».

 (7). في الشروح: «يخالي الرجل»، أي يخلو به، أي يسأله الاجتماع معه في خلوة. و في اللغة: خاليتُ فلاناً إذاصارعتَه، و كذلك المخالاة في كلّ أمر، كأنّه إذا صارعه خلا به فلم يستعن و احد منهما بأحد، و كلّ و احد منهما يخلو بصاحبه. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 241 (خلا).

 (8). في «ه»: «و لا تأكل».

 (9). «آية السُّخْرَة» هي الآية 54 من سورة الأعراف (7). و قال الشيخ البهائي: هي الآية 54- 56 منها، فإطلاق الآيةعليها على إرادة الجنس؛ من قرأها حفظ من شياطين الجنّ و الإنس. راجع: مفتاح الفلاح، ص 56.

 (10). في البحار: «عميك».

 (11). في البحار:-/ «في القرابة».

170
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

الْقَطِيعَةَ «1»، و يَقُولَانِ لَكَ: أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّا تَرَكْنَا النَّاسَ لَكَ‏ «2»، و خَالَفْنَا عَشَائِرَنَا فِيكَ مُنْذُ قَبَضَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَلَمَّا نِلْتَ أَدْنى‏ مَنَالٍ‏ «3»، ضَيَّعْتَ حُرْمَتَنَا، و قَطَعْتَ رَجَاءَنَا، ثُمَّ قَدْ رَأَيْتَ أَفْعَالَنَا فِيكَ، و قُدْرَتَنَا عَلَى النَّأْيِ‏ «4» عَنْكَ‏ «5»، و سَعَةِ الْبِلَادِ دُونَكَ، وَ أَنَّ مَنْ كَانَ يَصْرِفُكَ عَنَّا و عَنْ صِلَتِنَا، كَانَ أَقَلَّ لَكَ نَفْعاً، و أَضْعَفَ عَنْكَ دَفْعاً مِنَّا، و قَدْ وَضَحَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ، و قَدْ بَلَغَنَا عَنْكَ انْتِهَاكٌ لَنَا، و دُعَاءٌ عَلَيْنَا، فَمَا الَّذِي يَحْمِلُكَ عَلى‏ ذلِكَ؟ فَقَدْ كُنَّا نَرى‏ أَنَّكَ أَشْجَعُ فُرْسَانِ الْعَرَبِ، أَ تَتَّخِذُ اللَّعْنَ لَنَا دِيناً، و تَرى‏ «6» أَنَّ ذلِكَ يَكْسِرُنَا «7» عَنْكَ؟

فَلَمَّا أَتى‏ خِدَاشٌ‏ «8» أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، صَنَعَ مَا أَمَرَاهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و هُوَ يُنَاجِي نَفْسَهُ- ضَحِكَ و قَالَ: «هَاهُنَا يَا أَخَا «9» عَبْدِ قَيْسٍ» و أَشَارَ لَهُ‏ «10» إِلى‏ مَجْلِسٍ قَرِيبٍ مِنْهُ؛ فَقَالَ: مَا أَوْسَعَ الْمَكَانَ! أُرِيدُ أَنْ أُؤَدِّيَ إِلَيْكَ رِسَالَةً، قَالَ: «بَلْ تَطْعَمُ وَ تَشْرَبُ و تَحُلُ‏ «11» ثِيَابَكَ و تَدَّهِنُ، ثُمَّ تُؤَدِّي رِسَالَتَكَ‏ «12»، قُمْ يَا قَنْبَرُ، فَأَنْزِلْهُ».

قَالَ: مَا بِي‏ «13» إِلى‏ شَيْ‏ءٍ مِمَّا ذَكَرْتَ حَاجَةٌ، قَالَ: «فَأَخْلُو بِكَ؟» قَالَ‏ «14»: كُلُّ سِرٍّ لِي‏

______________________________

 (1). «يناشدانك القطيعةَ»، أي يسألانك بقطيعة الرحم و يقسمان عليك بعظم أمرها و يطلبان إليك بحقّها. أويناشدانك باللَّه فيها، أي أن لا تقطع رحمهما. راجع: النهاية، ج 5، ص 53 (نشد).

 (2). في «بح»:-/ «لك».

 (3). «المَنال»: محلّ النَوْل، و هو العطيّة و الخراج. و قد يطلق عليه مجازاً، أي أدركت أدنى مرتبة تنال به المطالب. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1836 (نول).

 (4). في «ف»: «النائي». و «النَأْي» مصدر بمعنى البُعد. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2499 (نأى).

 (5). في حاشية «بر»: «منك».

 (6). في «ف»: «فترى».

 (7). في «ج، بر»: «يكسّرنا».

 (8). في «ج»:+/ «إلى».

 (9). في البحار: «يا أبا».

 (10). في «بر»: «إليه». و في «بس» و شرح المازندراني:-/ «له».

 (11). في البحار: «تخلي».

 (12). في «ف»:+/ «ثمّ قال».

 (13). في «ف»: «ما لي».

 (14). في «بف»: «فقال».

171
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

عَلَانِيَةٌ، قَالَ: «فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ‏ «1» الَّذِي هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ، الْحَائِلِ‏ «2» بَيْنَكَ و بَيْنَ قَلْبِكَ، الَّذِي يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ و مَا تُخْفِي الصُّدُورُ، أَ تَقَدَّمَ إِلَيْكَ‏ «3» الزُّبَيْرُ بِمَا عَرَضْتُ عَلَيْكَ؟» قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ‏ «4»، قَالَ: «لَوْ كَتَمْتَ بَعْدَ مَا سَأَلْتُكَ، مَا ارْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ‏ «5»؛ فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ‏ «6»، هَلْ عَلَّمَكَ كَلَاماً تَقُولُهُ إِذَا أَتَيْتَنِي؟» قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ‏ «7»، قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «آيَةَ السُّخْرَةِ»؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَاقْرَأْهَا»، فَقَرَأَهَا، و جَعَلَ‏ «8» عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُكَرِّرُهَا «9»، و يُرَدِّدُهَا «10»، وَ يَفْتَحُ عَلَيْهِ إِذَا أَخْطَأَ، حَتّى‏ إِذَا قَرَأَهَا سَبْعِينَ مَرَّةً، قَالَ الرَّجُلُ: مَا يَرى‏ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَمْرَهُ بِتَرَدُّدِهَا «11» سَبْعِينَ مَرَّةً «12»؟ ثُمَ‏ «13» قَالَ‏ «14» لَهُ: «أَ تَجِدُ قَلْبَكَ اطْمَأَنَّ؟»

______________________________

 (1). في البحار: «اللَّه».

 (2). يجوز فيه الرفع أيضاً، خبراً ثانياً ل «هو».

 (3). في البحار: «لك». و قوله: «تقدّم إليك»، أي أوصى و أمر. يقال: تقدّم إليه في كذا، أي أمره و أوصاه به، فالباءفي «بما» بمعنى «في». راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1511 (قدم).

 (4). في الوافي: «نعم اللّهمّ».

 (5). «الطَرْفُ»: جَفْنُ العين و غطاؤها. و المراد بارتداد الطَرْف إغضاؤه، و عدم ارتداده كناية عن الموت الدفعي؛ فإنّ الميّت تبقى عينه مفتوحة. راجع: المفردات للراغب، ص 517 (طرف).

 (6). في «بح»:-/ «اللَّه».

 (7). في «ب، ج، ف، ه، بح، بس، بف»: «نعم اللّهمّ».

 (8). في «بر»: «فجعل».

 (9). في «ف، ه، بح» و حاشية «ب، ج» و البحار:+/ «عليه». و قوله: «يكرّرها»، أي يأمره بتكريرها و ترديدها و يبيّن غلطه إذا أخطأ.

 (10). في «ض»:+/ «عليه».

 (11). في مرآة العقول عن بعض النسخ: «يردّدها». بصيغة المضارع.

 (12). في «ف»:+/ «إلّا و هو يرى أنّه لا يجاوز سحر على من يردّدها سبعين مرّة». و عليه ف «ما» في قوله: «ما يرى» نافية.

 (13). في «ب، ج، ض، بح، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «ثمّ».

 (14). في «بس»: «فقال».

172
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

قَالَ: إِي و الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ.

قَالَ: «فَمَا قَالَا لَكَ؟» فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ‏ «1»: «قُلْ لَهُمَا: كَفى‏ بِمَنْطِقِكُمَا حُجَّةً عَلَيْكُمَا، وَ لكِنَّ اللَّهَ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، زَعَمْتُمَا أَنَّكُمَا أَخَوَايَ فِي الدِّينِ، و ابْنَا عَمِّي فِي النَّسَبِ؛ فَأَمَّا «2» النَّسَبُ فَلَا أُنْكِرُهُ، و إِنْ كَانَ النَّسَبُ مَقْطُوعاً «3» إِلَّا مَا و صَلَهُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ.

وَ أَمَّا قَوْلُكُمَا: إِنَّكُمَا أَخَوَايَ فِي الدِّينِ‏ «4»، فَإِنْ كُنْتُمَا صَادِقَيْنِ، فَقَدْ فَارَقْتُمَا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ، و عَصَيْتُمَا أَمْرَهُ بِأَفْعَالِكُمَا فِي أَخِيكُمَا فِي الدِّينِ، و إِلَّا فَقَدْ كَذَبْتُمَا وَ افْتَرَيْتُمَا بِادِّعَائِكُمَا أَنَّكُمَا أَخَوَايَ فِي الدِّينِ.

وَ أَمَّا مُفَارَقَتُكُمَا النَّاسَ مُنْذُ قَبَضَ اللَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَإِنْ كُنْتُمَا فَارَقْتُمَاهُمْ‏ «5» بِحَقٍّ، فَقَدْ نَقَضْتُمَا ذلِكَ الْحَقَّ بِفِرَاقِكُمَا إِيَّايَ أَخِيراً، و إِنْ‏ «6» فَارَقْتُمَاهُمْ بِبَاطِلٍ، فَقَدْ و قَعَ إِثْمُ ذلِكَ الْبَاطِلِ عَلَيْكُمَا مَعَ الْحَدَثِ الَّذِي أَحْدَثْتُمَا، مَعَ أَنَّ صِفَتَكُمَا «7» بِمُفَارَقَتِكُمَا النَّاسَ لَمْ تَكُنْ‏ «8» إِلَّا لِطَمَعِ‏ «9» الدُّنْيَا زَعَمْتُمَا، و ذلِكَ قَوْلُكُمَا: «فَقَطَعْتَ‏ «10» رَجَاءَنَا» لَاتَعِيبَانِ بِحَمْدِ اللَّهِ‏ «11» مِنْ دِينِي شَيْئاً.

وَ أَمَّا الَّذِي صَرَفَنِي عَنْ صِلَتِكُمَا، فَالَّذِي صَرَفَكُمَا عَنِ الْحَقِّ، و حَمَلَكُمَا عَلى‏ خَلْعِهِ مِنْ رِقَابِكُمَا، كَمَا يَخْلَعُ الْحَرُونُ‏ «12» لِجَامَهُ، و هُوَ اللَّهُ رَبِّي لَاأُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، فَلَا تَقُولَا «13»:

______________________________

 (1). في «ض»: «و قال».

 (2). في البحار: «أمّا».

 (3). في «بر»: «منقطعاً».

 (4). في البحار:-/ «في الدين».

 (5). في «بف»: «قد فارقتماهم».

 (6). في «بف»: «فإن».

 (7). هكذا في «ب، ج، ض، ف، و، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول. و في «ه» و حاشية «بس، بف»: «صفقكما». و في المطبوع: «صفقتكما».

 (8). في «ب، ج، ض، ه، و، بح، بس» و البحار: «لم يكن».

 (9). في «ب»: «بطمع».

 (10). في البحار: «قطعت».

 (11). في البحار:+/ «عليّ».

 (12). «فرس حَرونٌ»، أي لا ينقاد، و إذا اشتدّ به الجري و قف. أو هي التي إذا اسْتُدِرَّ جريُها و قفت، و إنّما ذلك في‏ذوات الحوافر خاصّة. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2097؛ لسان العرب، ج 13، ص 110 (حرن).

 (13). في البحار:+/ «هو».

173
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

أَقَلُّ نَفْعاً و أَضْعَفُ‏ «1» دَفْعاً؛ فَتَسْتَحِقَّا اسْمَ‏ «2» الشِّرْكِ مَعَ النِّفَاقِ.

وَ أَمَّا قَوْلُكُمَا: إِنِّي أَشْجَعُ فُرْسَانِ الْعَرَبِ، و هَرَبُكُمَا مِنْ لَعْنِي و دُعَائِي‏ «3»؛ فَإِنَّ لِكُلِّ مَوْقِفٍ عَمَلًا إِذَا اخْتَلَفَتِ الْأَسِنَّةُ «4»، و مَاجَتْ‏ «5» لُبُودُ «6» الْخَيْلِ، و مَلَأَ سَحَرَاكُمَا «7» أَجْوَافَكُمَا، فَثَمَّ يَكْفِينِيَ اللَّهُ بِكَمَالِ الْقَلْبِ؛ و أَمَّا إِذَا أَبَيْتُمَا بِأَنِّي‏ «8» أَدْعُو اللَّهَ، فَلَا تَجْزَعَا مِنْ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْكُمَا رَجُلٌ سَاحِرٌ مِنْ قَوْمٍ سَحَرَةٍ زَعَمْتُمَا «9»، اللَّهُمَّ أَقْعِصِ‏ «10» الزُّبَيْرَ بِشَرِّ «11» قِتْلَةٍ، وَ اسْفِكْ دَمَهُ عَلى‏ ضَلَالَةٍ «12»، و عَرِّفْ طَلْحَةَ الْمَذَلَّةَ «13»، و ادَّخِرْ «14» لَهُمَا فِي الْآخِرَةِ شَرّاً «15» مِنْ ذلِكَ إِنْ كَانَا ظَلَمَانِي، و افْتَرَيَا عَلَيَّ، و «16» كَتَمَا شَهَادَتَهُمَا، و عَصَيَاكَ‏ «17» و عَصَيَا رَسُولَكَ فِيَّ، قُلْ: آمِينَ»، قَالَ خِدَاشٌ: آمِينَ!

______________________________

 (1). ظاهر المازندراني في شرحه هو رفع «أقلّ» و «أضعف»، حيث قال: «فلا تقولا بعد ما عرفتما أنّه الصارف: هو أقلّ نفعاً و أضعف دفعاً». و يجوز نصبه بتقدير «كان» بقرينة ما مرّ في كلامهما.

 (2). في «ه»: «إثم».

 (3). في الوافي: «و دعائي عليكما».

 (4). «الأسنّة»: «جمع السِنان، و هو نَصْلُ الرمح. و اختلاف الأسنّة: ذهاب بعضها و مجي‏ء البعض». راجع: لسان‏العرب، ج 9، ص 82 (خلف)؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1587 (سنن).

 (5). «ماجَتْ»، أي اضطربت. يقال: ماج البحر يموج و تموّج، أي اضطربت أمواجه، و ماج الناس، أي دخل بعضهم في بعض، و موج كلّ شي‏ء اضطرابه. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 370 (موج).

 (6). «اللُّبُود»: جمع اللِبْد. و هو كلّ شعر أو صوف مُلْتَبِد بعضُه على بعض، أي متداخل. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 386 (لبد).

 (7). «السَحَرُ» و «السَحْرُ» و «السُحْرُ»: الرِئَةُ. و يقال: انفتخ سَحْرُهُ، للجبان الذي ملأ الخوفُ جوفَه فانتفخ السَحْرُ حتّى رفع القلبَ إلى الحلقوم. و المراد: انتفاخهما من الخوف. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 351 (سحر).

 (8). في «ف»: «بأن أنّي». و في «بح»: «بأن».

 (9). في البحار:+/ «ثمّ قال».

 (10). «أَقْعِصْ»، من القَعْص، و هو أن يُضْرَبَ الإنسان فيموت مكانَه. يقال: قَعَصْتُهُ و أقَعَصْتُهُ، إذا قتلتَهُ قتلًا سريعاً. راجع: النهاية، ج 4، ص 88 (قعص).

 (11). في البحار: «شرّ».

 (12). في مرآة العقول: «ضلاله». و قال: «و في بعض النسخ: على ضلالة، بالتاء».

 (13). في الوافي: «المضلّة» و قال: «من الضلال، يعني عرّفه أنّه في ضلال».

 (14). في «ب، ه»: «و اذّخر».

 (15). في «بس»: «أشرّ».

 (16). في شرح المازندراني:-/ «و».

 (17). في البحار: «عصياني».

174
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

ثُمَّ قَالَ خِدَاشٌ لِنَفْسِهِ: و اللَّهِ، مَا رَأَيْتُ لِحْيَةً «1» قَطُّ أَبْيَنَ خَطَأً مِنْكَ، حَامِلَ حُجَّةٍ يَنْقُضُ بَعْضُهَا بَعْضاً، لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهَا «2» مِسَاكاً «3»، أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمَا.

قَالَ‏ «4» عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «ارْجِعْ إِلَيْهِمَا، و أَعْلِمْهُمَا «5» مَا قُلْتُ».

قَالَ: لَاوَ اللَّهِ حَتّى‏ تَسْأَلَ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّنِي إِلَيْكَ عَاجِلًا، و أَنْ يُوَفِّقَنِي لِرِضَاهُ فِيكَ؛ فَفَعَلَ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنِ‏ «6» انْصَرَفَ و قُتِلَ مَعَهُ يَوْمَ الْجَمَلِ؛ رَحِمَهُ اللَّهُ». «7»

923/ 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ و مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ؛ وَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ «8»، عَنْ جَرَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏ «9»، عَنْ رَافِعِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ:

كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ‏ «10»- يَوْمَ النَّهْرَوَانِ، فَبَيْنَا «11» عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

______________________________

 (1). في الوافي: «لحيةً، أي ذا لحية؛ فإنّ العرب كثيراً ما يعبّر عن الرجل باللحية».

 (2). في «ب، ف، ه»: «لهما».

 (3). قوله: «مساكاً»، أي ما يتمسّك به من الخير. يقال: ما فيه مساك، أي ما فيه خير يرجع إليه. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1262 (مسك).

 (4). في «ف»: «و قال». و في البحار: «ثمّ قال».

 (5). في «ف»: «فأعلمهما».

 (6). في «ف»:-/ «أن».

 (7). الوافي، ج 2، ص 137، ح 612؛ البحار، ج 32، ص 128، ح 105.

 (8). هكذا في «ألف، ب، ف، بس، جر». و في «ج، و»: «عمر بن سعيد». و في «بح، بف»: «عمرو بن سعد». و في «بر» و المطبوع: «عمرو بن سعيد».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد أكثر نصر بن مزاحم من الرواية عن عمر بن سعد، و الظاهر أنّه عمر بن سعد بن أبي الصيد الأسدي. انظر على سبيل المثال: و قعة صفّين، ص 3، ص 92، ص 196؛ الغارات، ص 15، ص 19، ص 20؛ شواهد التنزيل، ص 179، ح 811؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 2، ص 64، ص 193؛ و ج 3، ص 206؛ الأمالي للصدوق، ص 110، المجلس 27، ح 1، و ص 113، المجلس 27، ح 6، و ص 120، المجلس 29، ح 2، و ص 338، المجلس 64، ح 16؛ الخصال، ص 400، ح 109.

 (9). في «ف»: «عبيد اللَّه».

 (10). في «ج، ف، بح، بر»: «عليه السلام». و في حاشية «ج»:+/ «و آله».

 (11). في «بح، بر»: «فبينما».

175
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

جَالِسٌ إِذْ جَاءَ فَارِسٌ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَلِيُّ، فَقَالَ لَهُ‏ «1» عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ، مَا لَكَ- ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ- لَمْ تُسَلِّمْ عَلَيَّ بِإِمْرَةِ «2» الْمُؤْمِنِينَ؟».

قَالَ بَلى‏ سَأُخْبِرُكَ عَنْ ذلِكَ، كُنْتُ‏ «3» إِذْ كُنْتَ عَلَى الْحَقِّ بِصِفِّينَ، فَلَمَّا حَكَّمْتَ الْحَكَمَيْنِ بَرِئْتُ مِنْكَ، و سَمَّيْتُكَ مُشْرِكاً، فَأَصْبَحْتُ لَاأَدْرِي إِلى‏ أَيْنَ أَصْرِفُ و لَايَتِي، وَ اللَّهِ لَأَنْ أَعْرِفَ هُدَاكَ مِنْ‏ «4» ضَلَالَتِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا و مَا فِيهَا.

فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، قِفْ مِنِّي قَرِيباً أُرِكَ‏ «5» عَلَامَاتِ الْهُدى‏ مِنْ عَلَامَاتِ الضَّلَالَةِ».

فَوَقَفَ الرَّجُلُ قَرِيباً مِنْهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذلِكَ إِذْ أَقْبَلَ فَارِسٌ يَرْكُضُ‏ «6» حَتّى‏ أَتى‏ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَبْشِرْ بِالْفَتْحِ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ، قَدْ و اللَّهِ قُتِلَ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ، فَقَالَ لَهُ: «مِنْ دُونِ النَّهَرِ «7» أَوْ مِنْ خَلْفِهِ؟» قَالَ: «8» بَلْ مِنْ دُونِهِ، فَقَالَ‏ «9»: «كَذَبْتَ، وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ و بَرَأَ «10» النَّسَمَةَ «11» لَايَعْبُرُونَ‏ «12» أَبَداً حَتّى‏ يُقْتَلُوا».

______________________________

 (1). في «بح»:-/ «له».

 (2). «الإمْرَةُ»: اسم من أَمَرَ، أَمُرَ، أَمِرَ علينا أَمْراً، أي و لِيَ. القاموس المحيط، ج 1، ص 493 (أمر).

 (3). أي كنتُ قائلًا بإمارتك إذ كنتَ على الحقّ. و في «ف»:-/ «كنتُ». و احتمل المازندراني كون الفعل الثاني‏للتكلّم كالأوّل. و احتمل المجلسي كون الأوّل بصيغة الخطاب و استبعد كون الثاني للتكلّم.

 (4). في «بر»: «عن».

 (5). هكذا في «ه» و حاشية «بح، بر» و هو مقتضى القاعدة. و في المطبوع و باقي النسخ: «اريَك».

 (6). «الرَكْضُ»: تحريك الرِجْل حَثّاً للفرس على العَدْو. الصحاح، ج 3، ص 1079 (ركض).

 (7). في «ج، ف»: «النهروان».

 (8). في «بر»: «فقال».

 (9). في «ب»:+/ «له».

 (10). «برأ»، أي خلق، و منه البارئ، و هو الذي خلق الخلق لا عن مثال. راجع: النهاية، ج 1، ص 111 (برأ).

 (11). قال الجوهري: «النَسَمَةُ: الإنسان». و قال ابن الأثير: «النَسَمَةُ: النفس و الروح و كلّ دابّة فيها روح فهي نَسَمَة». فبرأ النسمة، أي خلق ذات الروح. الصحاح، ج 5، ص 2040؛ النهاية، ج 5، ص 49 (نسم).

 (12). في «ب» و حاشية «بح»:+/ «النهر».

176
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَقَالَ الرَّجُلُ: فَازْدَدْتُ فِيهِ بَصِيرَةً، فَجَاءَ آخَرُ يَرْكُضُ عَلى‏ فَرَسٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ‏ «1» مِثْلَ ذلِكَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَ الَّذِي رَدَّ عَلى‏ صَاحِبِهِ.

قَالَ الرَّجُلُ الشَّاكُّ: و هَمَمْتُ‏ «2» أَنْ أَحْمِلَ عَلى‏ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَفْلَقَ هَامَتَهُ‏ «3» بِالسَّيْفِ، ثُمَّ جَاءَ فَارِسَانِ يَرْكُضَانِ قَدْ أَعْرَقَا فَرَسَيْهِمَا، فَقَالَا: أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ‏ «4» يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَبْشِرْ بِالْفَتْحِ، قَدْ و اللَّهِ، قُتِلَ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَ مِنْ خَلْفِ النَّهَرِ «5» أَوْ مِنْ دُونِهِ؟» قَالَا «6»: لَا، بَلْ مِنْ خَلْفِهِ؛ إِنَّهُمْ لَمَّا اقْتَحَمُوا «7» خَيْلَهُمُ‏ «8» النَّهْرَوَانَ، و ضَرَبَ الْمَاءُ لَبَّاتِ‏ «9» خُيُولِهِمْ، رَجَعُوا فَأُصِيبُوا، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «صَدَقْتُمَا» فَنَزَلَ الرَّجُلُ عَنْ فَرَسِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و بِرِجْلِهِ فَقَبَّلَهُمَا، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هذِهِ لَكَ آيَةٌ». «10»

924/ 3. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ‏

______________________________

 (1). في «بس، بف»:-/ «له».

 (2). «هَمَمْتُ»، أي قصدتُ و أردتُ. تقول: هَمَمْتُ بالشي‏ء هَمّاً من باب قَتَلَ، إذا أردتَه و لم تفعله. راجع: المصباح‏المنير، ص 641 (همم).

 (3). قال الجوهري: «الهامَةُ: الرأس، و الجمع: هامٌ». الصحاح، ج 5، ص 2063 (هيم).

 (4). في «بح»: «عينيك».

 (5). في «ج، ف»: «النهروان».

 (6). في الوافي: «فقالا».

 (7). في حاشية «ج، ف، بس، بف»: «امتحنوا». و في حاشية «ف» أيضاً: «أقحموا». و في شرح المازندراني: «فلمّا اقتحموا» بدل «إنّهم لمّا اقتحموا» و كذا في مرآة العقول. ثمّ نقل المازندراني عن بعض النسخ: «فلمّا امتحنوا». و أمّا «الاقتحام» فهو مصدر اقتحم الإنسانُ الأمرَ العظيمَ، إذا رمى نفسه فيه من غير رويّة و تثبّت، فالمعنى: رموا و أدخلوا خيلَهم في النهروان من غير رويّة و تثبّت. و لكنّ المجلسي قال: «الظاهر: أقحموا، و على ما في الكتاب يحتمل أن يكون خيلهم مرفوعاً بدلًا من الضمير، أي اقتحم فرسانُهم». و راجع أيضاً: الصحاح، ج 5، ص 2006؛ النهاية، ج 4، ص 18 (قحم).

 (8). في حاشية «ج، ف، بر»: «خيولهم».

 (9). في «ج، ف، بح، بس» و حاشية «ض»: «لباب». و «لِباب» و «لَبّات»: جمع لَبَّة، و هي الهَزْمَةُ و الوَهْدَة التي فوق الصدر و تحت العنق، و فيها تُنْحَر الإبل. راجع: النهاية، ج 4، ص 223 (لبب).

 (10). راجع: خصائص الأئمّة عليهم السلام، ص 60 الوافي، ج 2، ص 141، ح 613.

177
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْمَعْرُوفِ بِكُرْدٍ «1»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خُدَاهِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ حَبَابَةَ الْوَالِبِيَّةِ، قَالَتْ:

رَأَيْتُ‏ «2» أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شُرْطَةِ «3» الْخَمِيسِ‏ «4» و مَعَهُ دِرَّةٌ «5»، لَهَا سَبَابَتَانِ‏ «6»، يَضْرِبُ بِهَا بَيَّاعِي‏ «7» الْجِرِّيِ‏ «8» و الْمَارْمَاهِي‏ «9» و الزِّمَّارِ «10»، و يَقُولُ لَهُمْ: «يَا بَيَّاعِي مُسُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ و جُنْدِ بَنِي مَرْوَانَ».

فَقَامَ إِلَيْهِ فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، و مَا جُنْدُ بَنِي مَرْوَانَ؟

______________________________

 (1). في «بس» و حاشية «بف»: «بكرز». و في كمال الدين: «ببرد».

 (2). في «ب»: «أتيت».

 (3). قال ابن الأثير: «الشُرْطَةُ: أوّل طائفة من الجيش تشهد الوَقْعَة». النهاية، ج 2، ص 460 (شرط).

 (4). قال ابن الأثير: «الخميس: الجيش، سمّي به؛ لأنّه مقسوم بخمسة أقسام: المقدّمة، و الساقة، و الميمنة، و الميسرة، و القلب. و قيل: لأنّه تُخَمَّس فيه الغنائم». النهاية، ج 2، ص 79 (خمس).

 (5). «الدِرَّةُ»: التي يُضْرَب بها، أو هي السَوْط. و الجمع: دِرَرٌ. راجع: الصحاح، ج 2، ص 656؛ المصباح المنير، ص 192 (درر).

 (6). في «ج، ض، ف، ه، بر»: «سبّابتان». و «السَبابة» عند المازندراني و الفيض: الشُقّة، و عند المجلسي: رأس السَوْط. و لكنّ الموجود في اللغة: السَّبّابة، و هي التي تلي الإبهام من الأصابع. و «السِبّ» و «السَبِيبَة» بمعنى الشُقَّة من الثياب أيّ نوع كان، أو من الكَتّان. و لعلّ ما في المتن: سبّابتان، و المراد: طرفان. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 264؛ الوافي، ج 2، ص 144؛ مرآة العقول، ج 4، ص 79؛ لسان العرب، ج 1، ص 456- 457 (سبب).

 (7). في «ج، ف، ه»: «بيّاع».

 (8). قال الجوهري: «الجِرِّيُّ: ضرب من السمك». و قال ابن الأثير: «نوع من السَمَك يُشبه الحَيَّة، و يسمّى بالفارسيّة: مارماهي» و عليه فالعطف للتفسير. الصحاح، ج 2، ص 611؛ النهاية، ج 1، ص 260 (جرر).

 (9). قرأ المجلسي في مرآة العقول، ج 4، ص 79 بفتح الراء.

 (10). في كمال الدين:+/ «و الطافي». و قال المجلسي: «و كذا الزمّار بكسر الزاى و تشديد الميم»، أي هو نوع من السمك لا فلوس له مثل الجرّيّ و المارماهي، و لكن لم نجده في اللغة، نعم في القاموس و التاج: زِمِّير، كسِكِّيت: نوع من السمك له شَوْك ناتئ و سط ظهره، و له صَخَبٌ و قت صيد الصيّاد إيّاه و قبضه عليه. راجع: مرآة العقول، ج 4، ص 79؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 56؛ تاج العروس، ج 6، ص 47 (زمر).

178
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ: «أَقْوَامٌ حَلَقُوا اللِّحى‏، و فَتَلُوا الشَّوَارِبَ‏ «1»، فَمُسِخُوا «2»».

فَلَمْ أَرَ نَاطِقاً أَحْسَنَ نُطْقاً مِنْهُ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَقْفُو أَثَرَهُ‏ «3» حَتّى‏ قَعَدَ فِي رَحَبَةِ «4» الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ لَهُ‏ «5»: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا دَلَالَةُ الْإِمَامَةِ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟

قَالَتْ‏ «6»: فَقَالَ: «ائْتِينِي‏ «7» بِتِلْكَ الْحَصَاةِ» و أَشَارَ بِيَدِهِ إِلى‏ حَصَاةٍ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَطَبَعَ‏ «8» لِي فِيهَا بِخَاتَمِهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا حَبَابَةُ «9» إِذَا ادَّعى‏ مُدَّعٍ‏ «10» الْإِمَامَةَ، فَقَدَرَ أَنْ يَطْبَعَ كَمَا رَأَيْتِ، فَاعْلَمِي أَنَّهُ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ؛ و الْإِمَامُ لَايَعْزُبُ‏ «11» عَنْهُ شَيْ‏ءٌ يُرِيدُهُ».

قَالَتْ: ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتّى‏ قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «12» وَ هُوَ فِي مَجْلِسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ، فَقَالَ‏ «13»: «يَا حَبَابَةُ «14» الْوَالِبِيَّةُ» فَقُلْتُ‏ «15»:

نَعَمْ يَا مَوْلَايَ، فَقَالَ‏ «16»: «هَاتِي مَا مَعَكِ». قَالَتْ‏ «17»: فَأَعْطَيْتُهُ فَطَبَعَ فِيهَا كَمَا طَبَعَ‏

______________________________

 (1). «فَتَلُوا الشوارب»، أي لَوَوْها، من الفَتْل، و هو لَيُّ الشي‏ء كَلَيِّكَ الحبل و كفَتْل الفتيلة. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 514 (فتل).

 (2). «مُسِخُوا»، من المَسْخ، و هو تحويل صورة إلى صورة أقبح منها. و قيل: تحويل خُلْق إلى صورة اخرى. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 55 (مسخ).

 (3). «أَقْفُوا أثره»، أي أتبعه. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 194 (قفا).

 (4). رَحَبَة المسجد و الدار: ساحتهما و مُتَّسعهما. و سمّيت الرَحْبَة رَحبَةً لسعتها بما رَحُبَتْ، أي بما اتّسعت. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 414 (رحب).

 (5). في «ب»:-/ «له».

 (6). في «ف»:-/ «قالت».

 (7). في «ه»: «ائتني».

 (8). «الطَبْعُ»: الخَتْم، و هو التأثير في الطين و نحوه. الصحاح، ج 3، ص 1252 (طبع).

 (9). في «ب»: «حبّابة».

 (10). في «ف، بف»: «مدّعي».

 (11). «لا يَعْزُبُ»: لا يغيب. يقال: عَزَبَ عنّي فلان يَعْزُبُ و يَعْزِبُ، أي بَعُدَ و غاب. راجع: الصحاح، ج 1، ص 181 (عزب).

 (12). في «ف»: «الحسن بن عليّ عليهما السلام».

 (13). في «ف» و كمال الدين:+/ «لي».

 (14). في «ب، ه، بح»: «حبّابة».

 (15). في «بح، بس» و شرح المازندراني: «فقالت».

 (16). في «ف»: «قال».

 (17). هكذا في النسخ التي قوبلت، و هو مقتضى السياق. و في المطبوع: «قال».

179
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

قَالَتْ: ثُمَ‏ «1» أَتَيْتُ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ‏ «2» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَرَّبَ و رَحَّبَ‏ «3»، ثُمَّ قَالَ لِي: «إِنَّ فِي الدَّلَالَةِ دَلِيلًا عَلى‏ مَا تُرِيدِينَ‏ «4»، أَ فَتُرِيدِينَ‏ «5» دَلَالَةَ الْإِمَامَةِ؟» فَقُلْتُ:

نَعَمْ يَا سَيِّدِي، فَقَالَ: «هَاتِي‏ «6» مَا مَعَكِ» فَنَاوَلْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ‏ «7» لِي فِيهَا.

قَالَتْ: ثُمَّ أَتَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ و قَدْ «8» بَلَغَ بِيَ الْكِبَرُ إِلى‏ أَنْ أُرْعِشْتُ‏ «9»- و أَنَا أَعُدُّ يَوْمَئِذٍ مِائَةً و ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً- فَرَأَيْتُهُ رَاكِعاً و سَاجِداً و مَشْغُولًا بِالْعِبَادَةِ، فَيَئِسْتُ مِنَ الدَّلَالَةِ، فَأَوْمَأَ «10» إِلَيَّ بِالسَّبَّابَةِ، فَعَادَ إِلَيَّ شَبَابِي، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا «11» سَيِّدِي، كَمْ مَضى‏ مِنَ الدُّنْيَا؟ و كَمْ بَقِيَ‏ «12»؟ فَقَالَ: «أَمَّا مَا مَضى‏، فَنَعَمْ؛ و أَمَّا مَا بَقِيَ، فَلَا» «13».

قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ لِي: «هَاتِي مَا مَعَكِ» فَأَعْطَيْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ لِي‏ «14» فِيهَا.

______________________________

 (1). في «ب»: «ثمّ قالت».

 (2). في «ف» و كمال الدين: «الرسول».

 (3). «فَقَرَّبَ»، أي أدناني من نفسه، و دعاني إلى مكان قريب. و «رحّب»، أي رحّب بها، أي قال بها: مرحباً، أو دعاه إلى الرَحْب و السعة. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 414 (رحب).

 (4). في «ف»: «يريدون». و ذكر المجلسي هاهنا و جوهاً، ثالثها أن يكون المعنى أنّ في دلالتي على ما في ضميرك‏دلالةً على الإمامة؛ حيث أقول: إنّك تريدين دلالتها، و نقل رابعها عن بعض الأفاضل، و هو أنّ «فيّ» بتشديد الياء خبرُ «إنّ»، و «الدلالة» اسمها، و «دليلًا» بدلُه، و «على ما تريدين» صفة «دليلًا»، كقوله تعالى: «بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ» [العلق (96): 15-/ 16]. راجع: مرآة العقول، ج 4، ص 81.

 (5). في «ف»: «أفتريدون».

 (6). في «ض، بح، بر»: «هات».

 (7). في «بح»: «و طبع».

 (8). في مرآة العقول: «فقد».

 (9). في كمال الدين: «أعييت». و قوله: «ارعشت» من رَعِشَ يَرْعَشُ رَعَشاً و ارتعش، أي ارتعد، أي اضطرب. لسان العرب، ج 6، ص 304 (رعش).

 (10). في «بر»: «و أومأ».

 (11). في «ه»:-/ «يا».

 (12). في «ج» و الوافي:+/ «منها».

 (13). في مرآة العقول: «أمّا ما مضى فنعم، أي لنا سبيل إلى معرفته، أو السؤال عنه موجّه، أو اخبرك بأن يكون عليه السلام أخبرها و لم تذكر للراوي، أو ذكره و لم يذكره الراوي، و قس عليه قوله: أمّا ما بقي فلا، و الامتناع من الإخبار إمّا لاختصاص علمه باللَّه تعالى، أو لعدم المصلحة في الإخبار».

 (14). في «ب، ج، ض، ه، و، بح، بر، بس، بف» و الوافي:-/ «لي».

180
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَطَبَعَ لِي فِيهَا «1»؛ ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَطَبَعَ لِي فِيهَا «2»؛ ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَطَبَعَ لِي فِيهَا؛ ثُمَّ أَتَيْتُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَطَبَعَ لِي فِيهَا.

وَ عَاشَتْ‏ «3» حَبَابَةُ بَعْدَ ذلِكَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ عَلى‏ مَا ذَكَرَ «4» مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ‏ «5». «6»

925/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ و عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَاسْتُؤْذِنَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ عَلَيْهِ، فَدَخَلَ‏ «7» رَجُلٌ عَبْلٌ‏ «8» طَوِيلٌ جَسِيمٌ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْوَلَايَةِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ بِالْقَبُولِ، و أَمَرَهُ بِالْجُلُوسِ، فَجَلَسَ مُلَاصِقاً لِي، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَيْتَ شِعْرِي‏ «9» مَنْ هذَا؟

فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هذَا مِنْ وُلْدِ الْأَعْرَابِيَّةِ صَاحِبَةِ الْحَصَاةِ الَّتِي طَبَعَ آبَائِي عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِيهَا بِخَوَاتِيمِهِمْ فَانْطَبَعَتْ، و قَدْ جَاءَ بِهَا مَعَهُ يُرِيدُ أَنْ أَطْبَعَ فِيهَا».

ثُمَّ قَالَ: «هَاتِهَا» فَأَخْرَجَ حَصَاةً و فِي جَانِبٍ مِنْهَا مَوْضِعٌ أَمْلَسُ‏ «10»، فَأَخَذَهَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ أَخْرَجَ خَاتَمَهُ، فَطَبَعَ فِيهَا، فَانْطَبَعَ، فَكَأَنِّي أَرى‏ «11» نَقْشَ خَاتَمِهِ‏

______________________________

 (1). في «بر»: «ثمّ طبع لي» بدل «فطبع لي فيها».

 (2). في «بس»:-/ «فطبع لي فيها».

 (3). في مرآة العقول: «و قوله: و عاشت، كلام عبد الكريم بن عمرو الراوي عن حبابة. و أنّه أدرك زمان الرضا عليه السلام، و كان و اقفيّاً».

 (4). في «ف»: «ذكره».

 (5). في «بح»: «هاشم».

 (6). كمال الدين، ص 536، ح 1، بسنده عن الكليني. و راجع نفس المصدر، ح 2 الوافي، ج 2، ص 143، ح 614؛ الوسائل، ج 2، ص 116، ح 1661؛ و ج 24، ص 131، ح 30157.

 (7). في «بر»:+/ «عليه».

 (8). «العَبْلُ»: الضَخْمُ من كلّ شي‏ء. يقال: رجل عَبْلٌ، أي ضَخْمٌ. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 420 (عبل).

 (9). «ليت شِعْرِي»، أي ليت علمي حاضر، أو محيط، فحُذِفَ الخبر، أي ليتني علمتُ. راجع: الصحاح، ج 2، ص 699؛ النهاية، ج 2، ص 481 (شعر).

 (10). «مَوْضِعٌ أمْلَس»، أي ليس له شي‏ء يُسْتَمْسَكُ به؛ من المَلاسَة بمعنى ضدّ الخُشُونة. راجع: المصباح المنير، ص 579 (ملس).

 (11). في «ج»: «أنظر إلى». و في «ه»: «أقرأ».

181
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

السَّاعَةَ: «الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍ‏ «1»».

فَقُلْتُ لِلْيَمَانِيِّ: رَأَيْتَهُ‏ «2» قَبْلَ هذَا قَطُّ؟ قَالَ: لَاوَ اللَّهِ، و إِنِّي لَمُنْذُ دَهْرٍ «3» حَرِيصٌ عَلى‏ رُؤْيَتِهِ حَتّى‏ كَانَ‏ «4» السَّاعَةَ أَتَانِي شَابٌّ- لَسْتُ أَرَاهُ- فَقَالَ لِي: قُمْ، فَادْخُلْ، فَدَخَلْتُ.

ثُمَّ نَهَضَ الْيَمَانِيُّ و هُوَ يَقُولُ: رَحْمَةُ اللَّهِ و بَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، أَشْهَدُ بِاللَّهِ إِنَّ حَقَّكَ لَوَاجِبٌ‏ «5» كَوُجُوبِ حَقِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ مَضى‏ فَلَمْ أَرَهُ بَعْدَ ذلِكَ.

قَالَ إِسْحَاقُ: قَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ: و سَأَلْتُهُ عَنِ اسْمِهِ، فَقَالَ: اسْمِي مِهْجَعُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ سِمْعَانَ بْنِ غَانِمِ بْنِ أُمِّ غَانِمٍ، و هِيَ الْأَعْرَابِيَّةُ الْيَمَانِيَّةُ، صَاحِبَةُ الْحَصَاةِ الَّتِي طَبَعَ فِيهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «6»، و السِّبْطُ «7» إِلى‏ و قْتِ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «8»

926/ 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ و زُرَارَةَ جَمِيعاً:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَرْسَلَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلى‏

______________________________

 (1). قوله: «الحسن بن عليّ» مفعول ثان لأرى، إن كان المراد من الرؤية الرؤية القلبيّة. أو بدل من «نقش» إن كان المراد بها غير القلبيّة. و رفعه مبنيّ على الحكاية، و نصبه أيضاً جائز كما في «بر». و في شرح المازندراني: «قوله: الحسن بن عليّ، مفعول ثان و بيان لنقش خاتمه عليه السلام».

 (2). في «بح»: «رأيت».

 (3). في «ج»: «دهري».

 (4). هكذا في «ض، و، بح، بر، بس، بف» و مرآة العقول. و في «ب، ج» و المطبوع: «كأنّ». و اسم كان ضمير الشأن، و الساعة ظرف. قال في المرآة: «حتّى كان، كأنّها تامّة، «أتاني شابّ» استيناف بياني».

 (5). في «ب»: «واجب». و في «بح»: «الواجب».

 (6). في «ف»:+/ «بخاتمه».

 (7). «السِبْطُ»: و احد الأسباط، و هي الأولاد خاصّةً. و قيل: أولاد الأولاد و قيل: أولاد البنات. النهاية، ج 2، ص 334 (سبط).

 (8). الغيبة للطوسي، ص 203، ح 171، بسنده عن داود بن القاسم الجعفري، مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 144، ح 615؛ البحار، ج 25، ص 180، ذيل ح 3.

182
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَخَلَا بِهِ‏ «1»، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ دَفَعَ الْوَصِيَّةَ و الْإِمَامَةَ مِنْ بَعْدِهِ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ إِلَى الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ إِلَى الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ و قَدْ قُتِلَ أَبُوكَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، و صَلّى‏ عَلى‏ رُوحِهِ- و لَمْ يُوصِ، و أَنَا عَمُّكَ وَ صِنْوُ «2» أَبِيكَ، و وِلَادَتِي مِنْ‏ «3» عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فِي سِنِّي و قَدِيمِي‏ «4» أَحَقُّ بِهَا مِنْكَ فِي حَدَاثَتِكَ، فَلَا تُنَازِعْنِي فِي الْوَصِيَّةِ و الْإِمَامَةِ، و لَاتُحَاجَّنِي.

فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا عَمِّ، اتَّقِ اللَّهَ، و لَاتَدَّعِ مَا لَيْسَ لَكَ بِحَقٍ‏ «إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ‏» «5» إِنَّ أَبِي يَا عَمِّ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- أَوْصى‏ إِلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى الْعِرَاقِ، و عَهِدَ إِلَيَّ فِي ذلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ بِسَاعَةٍ، و هذَا سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عِنْدِي، فَلَا تَتَعَرَّضْ لِهذَا؛ فَإِنِّي‏ «6» أَخَافُ عَلَيْكَ نَقْصَ الْعُمُرِ و تَشَتُّتَ‏ «7» الْحَالِ؛ إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- جَعَلَ الْوَصِيَّةَ و الْإِمَامَةَ فِي عَقِبِ‏ «8» الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِذَا «9» أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ ذلِكَ، فَانْطَلِقْ بِنَا «10» إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ حَتّى‏ نَتَحَاكَمَ إِلَيْهِ، و نَسْأَلَهُ عَنْ ذلِكَ».

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَ كَانَ الْكَلَامُ بَيْنَهُمَا بِمَكَّةَ، فَانْطَلَقَا حَتّى‏ أَتَيَا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ،

______________________________

 (1). «فَخَلا به»، أي اجتمع معه في خلوة و انفرد به. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 238 (خلا).

 (2). «الصِنْوُ»: الأخ الشقيق و العمّ و الابن. و الجمع: أصْناء و صِنْوان، و الانثى: صِنْوَةٌ. و أصل الصِنْو إنّما هو في‏النخل، و هو أن تطلع نخلتان من عِرْق و احد. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 470 (صنا).

 (3). في «ف»: «عن».

 (4). في حاشية «ض»: «قدمي». و قوله: «قديمي»، أي سابقتي و ما صدر عنّي في الجهاد. و في الوافي: «قُدمتي» بالضمّ، ثمّ قال: «أي في القرابة، أو تقدّم أيّامي و عمري»، و هو المنقول عن بعض النسخ في المرآة.

 (5). هود (11): 46.

 (6). في «ب»: «إنّي».

 (7). في «ب، ه» و حاشية «بر»: «تشتيت».

 (8). «عقب الرجل»: و لده و ولد و لده. و فيها لغتان: عَقِب و عَقْب. الصحاح، ج 1، ص 184 (عقب).

 (9). في «ف»: «فإن».

 (10). «فانطلق بنا»، أي اذهب بنا. قال الجوهري: «الانطلاق: الذهاب». الصحاح، ج 4، ص 1518 (طلق).

183
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: ابْدَأْ أَنْتَ فَابْتَهِلْ‏ «1» إِلَى اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- وَ سَلْهُ أَنْ يُنْطِقَ لَكَ الْحَجَرَ، ثُمَّ سَلْ؛ فَابْتَهَلَ مُحَمَّدٌ فِي الدُّعَاءِ، و سَأَلَ اللَّهَ، ثُمَّ دَعَا الْحَجَرَ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: يَا عَمِّ، لَوْ كُنْتَ و صِيّاً و إِمَاماً، لَأَجَابَكَ‏ «2».

قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي‏ «3»، و سَلْهُ‏ «4»، فَدَعَا اللَّهَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِمَا أَرَادَ، ثُمَّ قَالَ‏ «5»: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي‏ «6» جَعَلَ فِيكَ مِيثَاقَ الْأَنْبِيَاءِ و مِيثَاقَ الْأَوْصِيَاءِ و مِيثَاقَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ لَمَّا أَخْبَرْتَنَا مَنِ الْوَصِيُّ و الْإِمَامُ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ؟» قَالَ: «فَتَحَرَّكَ الْحَجَرُ حَتّى‏ كَادَ أَنْ يَزُولَ عَنْ مَوْضِعِهِ، ثُمَّ أَنْطَقَهُ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، فَقَالَ: اللَّهُمَ‏ «7» إِنَّ الْوَصِيَّةَ و الْإِمَامَةَ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ و ابْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «8»».

قَالَ: «فَانْصَرَفَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ و هُوَ يَتَوَلّى‏ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ». «9»

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِثْلَهُ.

______________________________

 (1). «الابتهال»: التضرّع، و المبالغة في الدعاء، و الاجتهاد فيه، و إخلاصه للَّه‏عزّ و جلّ. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 72 (بهل).

 (2). في الوافي:+/ «الحجر».

 (3). في «ه»: «يابن أخ».

 (4). في الوافي: «و أسأله».

 (5). في «ف»: «فقال».

 (6). في حاشية «بر»: «باللَّه الذي».

 (7). في حاشية «ف»: «يا اللّهمّ».

 (8). في «ب، ج، ف، بح، بر، بس، بف»: «و الإمامة بعد الحسين بن عليّ بن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لك». و في «ض»: «و الإمامة بعد الحسين بن عليّ عليهما السلام إلى عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله» كلاهما بدل «و الإمامة بعد الحسين بن عليّ- إلى- فاطمه بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله».

 (9). بصائر الدرجات، ص 502، ح 3، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام و زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام. الغيبة للطوسي، ص 18، ح 1، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 147، ح 617.

184
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

927/ 6. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى‏ «1» بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ:

أَخْبَرَنِي سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْكَلْبِيُّ النَّسَّابَةُ، قَالَ:

دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ و لَسْتُ أَعْرِفُ شَيْئاً مِنْ هذَا الْأَمْرِ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ: أَخْبِرُونِي عَنْ عَالِمِ أَهْلِ هذَا الْبَيْتِ، فَقَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ.

فَأَتَيْتُ مَنْزِلَهُ، فَاسْتَأْذَنْتُ، فَخَرَجَ إِلَيَّ رَجُلٌ ظَنَنْتُ أَنَّهُ غُلَامٌ لَهُ‏ «2»، فَقُلْتُ لَهُ:

اسْتَأْذِنْ لِي عَلى‏ مَوْلَاكَ، فَدَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ لِيَ: ادْخُلْ، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ‏ «3» مُعْتَكِفٍ شَدِيدِ الِاجْتِهَادِ «4»، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا الْكَلْبِيُّ النَّسَّابَةُ، فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ، فَقَالَ: أَ مَرَرْتَ بِابْنِي مُحَمَّدٍ؟ قُلْتُ‏ «5»:

بَدَأْتُ بِكَ، فَقَالَ: سَلْ، فَقُلْتُ‏ «6»: أَخْبِرْنِي عَنْ رَجُلٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ، فَقَالَ: تَبِينُ‏ «7» بِرَأْسِ الْجَوْزَاءِ «8»، و الْبَاقِي وِزْرٌ عَلَيْهِ و عُقُوبَةٌ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي:

______________________________

 (1). في «ب، ف، بر»: «معلى».

 (2). في «ف، بس»:-/ «له».

 (3). في «بح، بس، بف»: «بالشيخ».

 (4). «الاعتكاف» و «العكوف»: هو الإقامة على الشي‏ء و بالمكان و لزومهما. و «الاجتهاد»: بذل الوُسع في طلب‏الأمر، من الجُهْد بمعنى الطاقة. و المراد: جالس على مصلّاه و مقيم به و ملازم للعبادة و مقبل عليها، مواظب لها، شديد الاجتهاد عليها. راجع: النهاية، ج 1، ص 319 (جهد)؛ و ج 3، ص 284 (عكف).

 (5). في «ف»: «فقلت».

 (6). في «ب» و البحار، ج 47: «قلت».

 (7). في «ب، ف، ه»: «تبيّن».

 (8). في «بر»: «الجوزا». و «الجوزاء» يقال: إنّه يعترض في جَوْز السماء، أي و سطها. و الجَوْزاء: من بُرُوج السماء. و أمّا رأس الجوزاء فالمحقّق الشعراني قال فيه في هامش شرح المازندراني: «ترى أوائلَ الليل في الشتاء إذا استقبلت القبلة صورةً من الكواكب جالبة للنظر جدّاً، كمربّع مستطيل ضلعه الأطول نحو سبعة أو ثمانية أذرع من الشمال إلى الجنوب، و عرضه نحو ذراعين أو أكثر من اليمين إلى اليسار و على زواياه الأربع أربعة كواكب مضيئة و في مركزه ثلاثة كواكب مضيئة مورّبة، و قد يقال لهذه الصورة: الجبار أيضاً، و هذه الثلاثة تسمّى برأس الجوزاء». يعني: تَبين، أي تنفصل عن زوجها و يقع عليها طلاقه بعدد الكواكب التي على رأس الجوزاء و هي ثلاثة. و هذا موافق لمذهب العامّة. راجع: النهاية، ج 1، ص 175 (بين)؛ لسان العرب، ج 5، ص 329 (جوز)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 271.

185
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

وَاحِدَةٌ، فَقُلْتُ: مَا يَقُولُ الشَّيْخُ‏ «1» فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ فَقَالَ: قَدْ مَسَحَ قَوْمٌ صَالِحُونَ، و نَحْنُ- أَهْلَ الْبَيْتِ‏ «2»- لَانَمْسَحُ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ثِنْتَانِ، فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي أَكْلِ الْجِرِّيِ‏ «3»؟ أَ حَلَالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ فَقَالَ: حَلَالٌ، إِلَّا أَنَّا- أَهْلَ الْبَيْتِ- نَعَافُهُ‏ «4»، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ثَلَاثٌ، فَقُلْتُ: فَمَا «5» تَقُولُ فِي شُرْبِ النَّبِيذِ؟ فَقَالَ‏ «6»: حَلَالٌ، إِلَّا أَنَّا- أَهْلَ الْبَيْتِ‏ «7»- لَانَشْرَبُهُ، فَقُمْتُ، فَخَرَجْتُ‏ «8» مِنْ عِنْدِهِ و أَنَا أَقُولُ: هذِهِ الْعِصَابَةُ «9» تَكْذِبُ عَلى‏ أَهْلِ هذَا الْبَيْتِ.

فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَنَظَرْتُ إِلى‏ جَمَاعَةٍ مِنْ‏ «10» قُرَيْشٍ و «11» غَيْرِهِمْ مِنَ‏ «12» النَّاسِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ هذَا الْبَيْتِ؟ فَقَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ، فَقُلْتُ: قَدْ أَتَيْتُهُ، فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ شَيْئاً، فَرَفَعَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ائْتِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ؛ فَهُوَ أَعْلَمُ‏ «13» أَهْلِ هذَا الْبَيْتِ، فَلَامَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ بِالْحَضْرَةِ «14»- فَقُلْتُ: إِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا مَنَعَهُمْ مِنْ إِرْشَادِي إِلَيْهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ الْحَسَدُ- فَقُلْتُ لَهُ: و يْحَكَ، إِيَّاهُ أَرَدْتُ.

فَمَضَيْتُ حَتّى‏ صِرْتُ إِلى‏ مَنْزِلِهِ، فَقَرَعْتُ الْبَابَ، فَخَرَجَ غُلَامٌ لَهُ، فَقَالَ: ادْخُلْ‏

______________________________

 (1). في الوافي: «فما تقول أيّها الشيخ».

 (2). في البحار، ج 47: «بيت».

 (3). قال الجوهري: «الجِرِّيُّ: ضرب من السمك». و قال ابن الأثير: «نوع من السَمَك يُشبه الحيّة، و يسمّى‏بالفارسيّة: مارماهى». الصحاح، ج 2، ص 611؛ النهاية، ج 1، ص 260 (جرر).

 (4). «نَعافُهُ»: نكرهه. يقال: عافَ الرجلُ الطعامَ أو الشرابَ يَعافُهُ عِيافاً، أي كرهه فلم يشربه. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1408 (عيف).

 (5). في «ب» و البحار، ج 47: «و ما». و في «ف»: «ما».

 (6). في «ج، ض، ف، ه، بح، بس، بف» و الوافي: «قال».

 (7). في «ف»: «بيت».

 (8). في حاشية «ج»: «و خرجت».

 (9). «العصابة»: هم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين. النهاية، ج 3، ص 243 (عصب).

 (10). في «بح»:-/ «من».

 (11). في «ه»: «و من».

 (12). في «ف»: «من سائر».

 (13). في البحار، ج 47: «عالم».

 (14). في «ف»: «الحضيرة». و قوله: «كان بالحضرة»، أي كان حاضراً. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 196 (حضر).

186
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

يَا أَخَا كَلْبٍ؛ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ أَدْهَشَنِي‏ «1»، فَدَخَلْتُ و أَنَا مُضْطَرِبٌ، و نَظَرْتُ‏ «2» فَإِذَا شَيْخٌ‏ «3» عَلى‏ مُصَلًّى بِلَا مِرْفَقَةٍ «4» و لَابَرْدَعَةٍ «5»، فَابْتَدَأَنِي بَعْدَ أَنْ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: يَا «6» سُبْحَانَ اللَّهِ! غُلَامُهُ يَقُولُ لِي بِالْبَابِ‏ «7»: «ادْخُلْ يَا أَخَا كَلْبٍ» وَ يَسْأَلُنِي الْمَوْلى‏ «8»: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا الْكَلْبِيُّ النَّسَّابَةُ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى‏ جَبْهَتِهِ، وَ قَالَ: «كَذَبَ الْعَادِلُونَ‏ «9» بِاللَّهِ، و ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيداً، و خَسِرُوا «10» خُسْراناً مُبِيناً؛ يَا أَخَا كَلْبٍ، إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- يَقُولُ: «وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِّ وَ قُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً» «11» أَفَتَنْسِبُهَا «12» أَنْتَ؟» فَقُلْتُ: لَا، جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ لِي: «أَفَتَنْسِبُ نَفْسَكَ؟» قُلْتُ‏ «13»: نَعَمْ، أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، حَتَّى ارْتَفَعْتُ‏ «14»، فَقَالَ لِي: «قِفْ‏ «15»؛ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ وَيْحَكَ‏ «16»، أَ تَدْرِي مَنْ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، قَالَ: «إِنَ‏

______________________________

 (1). «دَهِشَ»: تحيّر، أو ذهب عقله، من الذَهَل و الوَلَه، أو من الفَزَع و نحوه. و أدهشه غيره. و في الوافي: «إنّماأدهشه لأنّه أخبر بنسبه من غير تقدّم معرفة به». راجع: لسان العرب، ج 6، ص 303 (دهش).

 (2). في «بر»: «فنظرت».

 (3). في البحار، ج 47: «بشيخ».

 (4). «المِرْفَقَةُ»: هي كالوسادة. و أصله من المِرْفَق، كأنّه استعملَ مِرْفَقَه و اتّكأ عليه. النهاية، ج 2، ص 246 (رفق).

 (5). في «ض، ف، بح، بس، بف»: «برذعة». و قوله: «البَرْدَعَةُ»: الحِلْسُ و الكِساء الذي يُلقى تحت الرَحْل، و هي بالذال و الدال. و المراد هنا الحلس الذي يبسط في البيت. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 8 (بردع)؛ مرآة العقول، ج 4، ص 89.

 (6). في «بح»:-/ «يا».

 (7). في «بس، بف»: «في الباب».

 (8). في «ف»: «و المولى يسألني».

 (9). قوله: «العادِلون باللَّه»، أي المشركون به و الجاعلون له مِثْلًا. راجع: النهاية، ج 3، ص 191 (عدل).

 (10). في البحار، ج 47: «قد خسروا» بدل «و خسروا».

 (11). الفرقان (25): 38.

 (12). في «ض، بح، بر»: «فتنسبها» بدل «أفتنسبها». يعني أفتعرف نسبها؟ و اللَّه سبحانه أجملها و لم يذكر نسبهاوأسماءها و أعدادها، فكيف أنساب هذه القرون الكثيرة. مرآة العقول، ج 4، ص 90.

 (13). في «بر»: «فقلت».

 (14). في مرآة العقول: «حتّى ارتفعت، أي بلغت إلى أجدادي العالية».

 (15). في شرح المازندراني:+/ «أتدري».

 (16). في «ه»: «و حسبك».

187
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ ابْنُ فُلَانٍ‏ «1» الرَّاعِي‏ «2» الْكُرْدِيِّ إِنَّمَا كَانَ فُلَانٌ الرَّاعِي الْكُرْدِيُ‏ «3» عَلى‏ جَبَلِ آلِ فُلَانٍ، فَنَزَلَ إِلى‏ فُلَانَةَ امْرَأَةِ فُلَانٍ مِنْ جَبَلِهِ الَّذِي كَانَ يَرْعى‏ غَنَمَهُ عَلَيْهِ، فَأَطْعَمَهَا شَيْئاً و غَشِيَهَا «4»، فَوَلَدَتْ‏ «5» فُلَاناً، و فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ‏ «6» مِنْ فُلَانَةَ و فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ».

ثُمَّ قَالَ: «أَ تَعْرِفُ هذِهِ الْأَسَامِيَ؟» قُلْتُ: لَاوَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَكُفَّ عَنْ هذَا فَعَلْتَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا قُلْتَ فَقُلْتُ». فَقُلْتُ: إِنِّي لَاأَعُودُ، قَالَ: «لَا نَعُودُ إِذاً، وَ اسْأَلْ‏ «7» عَمَّا جِئْتَ لَهُ».

فَقُلْتُ لَهُ‏ «8»: أَخْبِرْنِي عَنْ رَجُلٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ «9»، فَقَالَ:

 «وَيْحَكَ، أَ مَا تَقْرَأُ سُورَةَ الطَّلَاقِ؟» قُلْتُ: بَلى‏، قَالَ: «فَاقْرَأْ»، فَقَرَأْتُ: «فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ‏ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ» «10» قَالَ‏ «11»: «أَ تَرى‏ هَاهُنَا نُجُومَ السَّمَاءِ؟» قُلْتُ: لَا.

قُلْتُ: فَرَجُلٌ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثاً؟ قَالَ: «تُرَدُّ «12» إِلى‏ كِتَابِ اللَّهِ و سُنَّةِ نَبِيِّهِ‏ «13» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». ثُمَّ قَالَ: «لَا طَلَاقَ إِلَّا عَلى‏ طُهْرٍ مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ بِشَاهِدَيْنِ مَقْبُولَيْنِ». فَقُلْتُ‏

______________________________

 (1). في «ض، ف، ه، بح» و البحار، ج 47:-/ «ابن فلان».

 (2). في «ج»:-/ «الراعي».

 (3). في «ه»:-/ «الراعي». و في البحار، ج 47: «الكردي الراعي».

 (4). «غشيها»، أي جامعها. يقال: غَشِيتُه، أغشاه، أي أتَيتُه. و كنّي بذلك عن الجماع كما كنّي بالإتيان، فقيل: غشيها و تغشّاها. راجع: المصباح المنير، ص 448 (غشي).

 (5). في «بح»: «و ولدت».

 (6). «و فلان بن فلان» ليس معطوفاً على «فلاناً»؛ بقرينة قوله عليه السلام: «من فلانة» بل توضيح للكلام الأوّل، أو قدح آخر في نسبه من جهة اخرى، أو قدح لنسب رجل آخر. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 274؛ مرآة العقول، ج 4، ص 90.

 (7). في «ف، ه، بر» و الوافي: «وسل».

 (8). في «ب»:-/ «له».

 (9). في «ب، ه، بح، بس، بف» و حاشية «ج» و البحار، ج 47: «عدد النجوم» بدل «عدد نجوم السماء».

 (10). الطلاق (65): 1.

 (11). في «بر»، و الوسائل، ج 22: «فقال».

 (12). في «ج، ف، بر»: «يردّ».

 (13). في «بر»:+/ «محمّد».

188
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فِي نَفْسِي: و احِدَةٌ.

ثُمَّ قَالَ‏ «1»: «سَلْ»، قُلْتُ‏ «2»: مَا تَقُولُ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، و رَدَّ اللَّهُ كُلَّ شَيْ‏ءٍ إِلى‏ شَيْئِهِ، و رَدَّ الْجِلْدَ إِلَى الْغَنَمِ، فَتَرى‏ أَصْحَابَ الْمَسْحِ أَيْنَ يَذْهَبُ وُضُوؤُهُمْ؟» فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ثِنْتَانِ.

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «سَلْ»، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَكْلِ الْجِرِّيِّ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- مَسَخَ طَائِفَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ فَمَا أَخَذَ مِنْهُمْ بَحْراً، فَهُوَ الْجِرِّيُّ و الزِّمَّارُ «3» وَ الْمَارْمَاهِي‏ «4» و مَا سِوى‏ ذلِكَ؛ و مَا أَخَذَ مِنْهُمْ بَرّاً، فَالْقِرَدَةُ و الْخَنَازِيرُ و الْوَبْرُ «5» و الْوَرَلُ‏ «6» وَ مَا سِوى‏ ذلِكَ». فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ثَلَاثٌ‏ «7».

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ‏ «8»: «سَلْ و قُمْ» فَقُلْتُ: مَا «9» تَقُولُ فِي النَّبِيذِ؟ فَقَالَ: «حَلَالٌ».

______________________________

 (1). «ف»: «فقال».

 (2). في الوسائل، ج 1، ص 458: «قال: قلت له» بدل «قال: سل قلت». و في البحار، ج 47: «فقلت».

 (3). قال المجلسي في مرآة العقول: «و كذا الزمّار بكسر الزاى و تشديد الميم»، أي هو نوع من السمك لا فلوس له‏مثل الجرّيّ و المارماهي، و لكن لم نجده في اللغة، نعم في القاموس و التاج: زِمِّير، كسِكِّيت: نوع من السمك له شَوْك ناتئ و سط ظهره، و له صَخَبٌ و قت صيد الصيّاد إيّاه و قبضه عليه. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 566؛ تاج العروس، ج 6، ص 471 (زمر).

 (4). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار، ج 47. و في المطبوع: «و المارماهي و الزمّار».

 (5). قال الجوهري: «الوَبْرَةُ بالتسكين: دُوَيبَّة أصغر من السِنَّور، طحلاء اللون- أي لونه كلون الرماد- لا ذَنَب لها، تَرْجُنُ في البيوت، أي تحبس و تعلق فيها» و قال ابن الأثير: «الوَبْرُ، بسكون الباء: دُوَيبَّة على قَدْر السِنَّور، غبراء أو بيضاء، حسنة العينين، شديدة الحياء، حجازيّة، و الانثى: و بْرَةٌ». راجع: الصحاح، ج 2، ص 841؛ النهاية، ج 5، ص 145 (وبر).

 (6). هكذا في «بر» و الوافي و البحار، ج 47 و الكافي، ح 11349. و هو الموجود في اللغة، و هو دابّة على خِلْقَة الضبّ إلّاأنّه أعظم منه، يكون في الرِمال و الصَحارِي. و قيل: هو سَبِطُ الخلق، طويل الذَنَب كأنّ ذَنَبه ذنب حيّة. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 724 (ورل). و في المطبوع و سائر النسخ: «الورك».

 (7). في الوافي: «ثلاثة».

 (8). في البحار، ج 47: «و قال».

 (9). في «بح»: «فما».

189
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَقُلْتُ: إِنَّا نَنْبِذُ فَنَطْرَحُ فِيهِ الْعَكَرَ «1» و مَا سِوى‏ ذلِكَ، و نَشْرَبُهُ‏ «2»؟ فَقَالَ: «شُهْ شُهْ‏ «3»، تِلْكَ الْخَمْرَةُ الْمُنْتِنَةُ «4»». فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَيَّ نَبِيذٍ تَعْنِي؟ فَقَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ شَكَوْا إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ تَغْيِيرَ «5» الْمَاءِ و فَسَادَ طَبَائِعِهِمْ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْبِذُوا، فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْمُرُ خَادِمَهُ أَنْ يَنْبِذَ لَهُ، فَيَعْمِدُ «6» إِلى‏ كَفٍّ مِنَ التَّمْرِ، فَيَقْذِفُ‏ «7» بِهِ فِي الشَّنِ‏ «8»، فَمِنْهُ شُرْبُهُ، وَ مِنْهُ طَهُورُهُ».

فَقُلْتُ: و كَمْ كَانَ‏ «9» عَدَدُ التَّمْرِ الَّذِي كَانَ‏ «10» فِي الْكَفِّ؟ فَقَالَ: «مَا حَمَلَ‏ «11» الْكَفُّ».

فَقُلْتُ: و احِدَةٌ أَوْ «12» ثِنْتَانِ؟ فَقَالَ: «رُبَّمَا كَانَتْ و احِدَةً، و رُبَّمَا كَانَتْ ثِنْتَيْنِ».

فَقُلْتُ: و كَمْ‏ «13» كَانَ يَسَعُ الشَّنُ‏ «14»؟ فَقَالَ: «مَا بَيْنَ الْأَرْبَعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ إِلى‏ مَا فَوْقَ ذلِكَ». فَقُلْتُ: بِالْأَرْطَالِ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، أَرْطَالٌ بِمِكْيَالِ الْعِرَاقِ».

قَالَ سَمَاعَةُ: قَالَ الْكَلْبِيُّ: ثُمَّ نَهَضَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و قُمْتُ‏ «15»، فَخَرَجْتُ‏ «16» و أَنَا أَضْرِبُ بِيَدِي‏

______________________________

 (1). «العَكَرُ»: دُرْدِيُّ كلّ شي‏ء، و هو ما يبقى في أسفله. و عَكَرُ الشراب و الماء و الدهن: آخره و خاثرُه. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 600 (عكر).

 (2). في الوافي: «فنشربه».

 (3). «شه شه» جاء في أكثر النسخ بالضمّ. و في لسان العرب: «شَهْ: حكاية كلام شِبْه الانتهار». و الانتهار: الزجر. يقال: نَهَرتُهُ و انتهرته، إذا استقبلته بكلام تزجره عن خبر. و في الشروح: شه، كلمة ضجر و تقبيح و استقذار. و قال المازندراني: «و يحتمل أن يكون أمراً باتّصاف المخاطب بالقبح من شاهَ يشوه إذا قبح». راجع: لسان العرب، ج 13، ص 508 (شهه).

 (4). في «ف»: «و المنتبذة».

 (5). في «ب، ض»: «تغيّر».

 (6). في الوافي: «فتعمد». و قوله: «فَيَعْمِدُ إلى كفّ»، أي يقصده. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 302 (عمد).

 (7). في «بح»: «فقذف». و في الوافي: «فتقذف». و في الكافي، ح 12322: «فيلقيه» بدل «فيقذف به».

 (8). «الشَنُّ» و «الشَنَّةُ»: الخَلَقُ: أي البالي من كلّ آنية صُنِعَتْ من جلد، أو القِرْبَة الخَلَق الصغيرة. راجع: لسان العرب، ج 13، ص 24 (شنن).

 (9). في «ج، ف، ه، بح، بر»:-/ «كان».

 (10). في الوافي و البحار، ج 47 و الاستبصار:-/ «كان».

 (11). في «ف»: «حمله».

 (12). هكذا في «جف» و التهذيب و الاستبصار. و المقام يقتضيه. و في سائر النسخ و المطبوع: «و».

 (13). في «ه»: «فكم».

 (14). في الكافي، ح 12322:+/ «ماء».

 (15). في البحار، ج 47: «فقمت».

 (16). في «ب»: «و خرجت».

190
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

عَلَى الْأُخْرى‏، و أَنَا أَقُولُ: إِنْ كَانَ شَيْ‏ءٌ فَهذَا. فَلَمْ يَزَلِ الْكَلْبِيُّ يَدِينُ اللَّهَ‏ «1» بِحُبِّ آلِ‏ «2» هذَا الْبَيْتِ حَتّى‏ مَاتَ. «3»

928/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ أَبِي يَحْيى‏ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ:

كُنَّا بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ و فَاةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَا و صَاحِبُ الطَّاقِ‏ «4»، و النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ‏ «5» عَلى‏ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدَ أَبِيهِ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ أَنَا و صَاحِبُ الطَّاقِ، و النَّاسُ عِنْدَهُ، و ذلِكَ أَنَّهُمْ رَوَوْا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْأَمْرَ فِي الْكَبِيرِ مَا لَمْ تَكُنْ‏ «6» بِهِ عَاهَةٌ «7»». فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَسْأَلُهُ عَمَّا كُنَّا

______________________________

 (1). قوله: «يُدين اللَّهَ»، أي يُطيعُه و يعبده. من الدين بمعنى الطاعة. راجع: لسان العرب، ج 13، ص 169 (دين).

 (2). في «بس» و حاشية «بح» و البحار، ج 47: «أهل».

 (3). الكافي، كتاب الصيد، باب آخر منه، ح 11349، من قوله: «فقلت: أخبرني عن أكل الجرّيّ» إلى قوله: «و الورل و ما سوى ذلك». و فيه، كتاب الأشربة، باب النبيذ، ح 12322، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد و عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعاً، عن محمّد بن عليّ الهمداني، عن عليّ بن عبد اللَّه الحنّاط، عن سماعة بن مهران، عن الكلبي النسّابة، من قوله: «فقلت: ما تقول في النبيذ» إلى قوله: «أرطال بمكيال العراق»؛ و روى هذا الخبر (أي الكافي، ح 12322) الشيخ الطوسي بسنده عن الكليني في التهذيب، ج 1، ص 220، ح 629؛ و الاستبصار، ج 1، ص 16، ح 29 الوافي، ج 2، ص 164، ح 620؛ و في الوسائل، ج 1، ص 203، ح 521؛ و ص 458، ح 1210؛ و ج 22، ص 62، ح 28026؛ و ص 107، ح 30096؛ و ص 131، ح 30159؛ و البحار، ج 47، ص 228، ح 19؛ و ج 14، ص 50، ح 3؛ و ج 65، ص 229، ح 14 قطعات منه.

 (4). «صاحبُ الطاق» هو أبو جعفر محمّد بن عليّ بن النعمان الأحول، كان مشهوراً بالفضل عند المخالف‏والمؤالف، و ثقةً كثير العلم و حسن الخاطر. و كان يلقّب عند الشيعة بمؤمن الطاق و صاحب الطاق و شاه الطاق؛ لكونه صرّافاً في طاق المحامل، و المخالفون يلقّبونه شيطان الطاق؛ لعجزهم عن مناظرته. و عبداللَّه بن جعفر هوالملقّب بالأفطح الذي تنسب إليه الفطحيّة القائلون بإمامته قبل الكاظم عليه السلام. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 276؛ مرآة العقول، ج 4، ص 94.

 (5). في الإرشاد: «مجمعون».

 (6). في «ب، بر، بس، بف»: «لم يكن».

 (7). «العاهَةُ»: الآفة، و هو عرض مفسد لما أصاب من شي‏ء. راجع: لسان العرب، ج 9، ص 16 (أوف)؛ ف و ج 13، ص 520 (عوه).

191
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

نَسْأَلُ‏ «1» عَنْهُ أَبَاهُ، فَسَأَلْنَاهُ‏ «2» عَنِ الزَّكَاةِ فِي كَمْ تَجِبُ؟ فَقَالَ: فِي مِائَتَيْنِ خَمْسَةٌ، فَقُلْنَا:

فِي‏ «3» مِائَةٍ؟ فَقَالَ‏ «4»: دِرْهَمَانِ و نِصْفٌ، فَقُلْنَا «5»: و اللَّهِ مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ «6» هذَا، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ‏ «7» إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: و اللَّهِ‏ «8»، مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ.

قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ضُلَّالًا لَانَدْرِي‏ «9» إِلى‏ أَيْنَ نَتَوَجَّهُ أَنَا و أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ، فَقَعَدْنَا فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ «10» الْمَدِينَةِ بَاكِينَ حَيَارى‏ لَانَدْرِي إِلى‏ أَيْنَ نَتَوَجَّهُ، و لَا «11» مَنْ نَقْصِدُ «12»، نَقُولُ: إِلَى الْمُرْجِئَةِ؟ إِلَى الْقَدَرِيَّةِ؟ إِلَى الزَّيْدِيَّةِ؟ إِلَى الْمُعْتَزِلَةِ؟ إِلَى الْخَوَارِجِ؟

فَنَحْنُ كَذلِكَ إِذْ «13» رَأَيْتُ رَجُلًا شَيْخاً لَاأَعْرِفُهُ، يُومِئُ إِلَيَّ بِيَدِهِ، فَخِفْتُ أَنْ يَكُونَ‏

______________________________

 (1). في «ه»: «عمّا كان يسأل».

 (2). في «ب، بر»: «فسألنا».

 (3). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع: «ففي».

 (4). في «ب» و الإرشاد: «قال».

 (5). في «بح»: «فقالا».

 (6). «المُرْجِئَةُ»: تطلق على فرقتين: فرقة مقابلة للشيعة، من الإرجاء بمعنى التأخير؛ لتأخيرهم عليّاً عليه السلام عن مرتبته. و فرقة مقابلة للوعيديّة. إمّا من الإرجاء بمعنى التأخير؛ لأنّهم يؤخّرون العمل عن النيّة و القصد، و إمّا بمعنى إعطاء الرجاء؛ لأنّهم يعتقدون أنّه لا يضرّ مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، أو بمعنى تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة. راجع: الملل و النحل للشهرستاني ج 1، ص 161- 162.

 (7). في «ب»: «يديه».

 (8). في «ه»: «لا و اللَّه».

 (9). في «ف»: «ما ندري».

 (10). الأزِقَّةُ: جمع الزُقاق، و هو السكّة، و هي الطريقة المصطفّة من النخل، و سمّيت الأزِقّة سككاً لاصطفاف‏الدور فيها كطرائق النخل. و قيل: الزُقاق: الطريق الضيّق دون السِكّة. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 143 (زقق)، و ص 441 (سكك).

 (11). في «ب، ج، ض، ف، ه» و الإرشاد: «و إلى». و في «و»: «و لا إلى».

 (12). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع:+/ «و».

 (13). في «ب»: «إذاً». و في «ج، بف»: «إذا».

192
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

عَيْناً مِنْ عُيُونِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، و ذلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ بِالْمَدِينَةِ جَوَاسِيسُ يَنْظُرُونَ إِلى‏ مَنِ اتَّفَقَتْ شِيعَةُ «1» جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَيْهِ‏ «2»، فَيَضْرِبُونَ عُنُقَهُ، فَخِفْتُ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ، فَقُلْتُ لِلْأَحْوَلِ: تَنَحَ‏ «3»؛ فَإِنِّي خَائِفٌ عَلى‏ نَفْسِي و عَلَيْكَ، و إِنَّمَا يُرِيدُنِي لَايُرِيدُكَ‏ «4»، فَتَنَحَّ عَنِّي‏ «5» لَا تَهْلِكْ، و تُعِينَ عَلى‏ نَفْسِكَ، فَتَنَحّى‏ غَيْرَ «6» بَعِيدٍ، و تَبِعْتُ الشَّيْخَ- و ذلِكَ أَنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي‏ «7» لَاأَقْدِرُ عَلَى التَّخَلُّصِ مِنْهُ- فَمَا زِلْتُ أَتْبَعُهُ، و قَدْ عَزَمْتُ‏ «8» عَلَى الْمَوْتِ حَتّى‏ و رَدَ بِي عَلى‏ بَابِ أَبِي الْحَسَنِ‏ «9» عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ خَلَّانِي‏ «10» و مَضى‏.

فَإِذَا خَادِمٌ بِالْبَابِ، فَقَالَ لِيَ: ادْخُلْ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَدَخَلْتُ‏ «11»، فَإِذَا أَبُو الْحَسَنِ مُوسى‏ «12» عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لِيَ‏ «13»- ابْتِدَاءً مِنْهُ-: «لَا إِلَى الْمُرْجِئَةِ، و لَاإِلَى الْقَدَرِيَّةِ، و لَاإِلَى الزَّيْدِيَّةِ، و لَاإِلَى الْمُعْتَزِلَةِ «14»، و لَاإِلَى الْخَوَارِجِ، إِلَيَّ إِلَيَّ».

فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَضى‏ أَبُوكَ؟ قَالَ‏ «15»: «نَعَمْ». قُلْتُ: مَضى‏ مَوْتاً؟ قَالَ: «نَعَمْ».

قُلْتُ: فَمَنْ لَنَا مِنْ بَعْدِهِ؟ فَقَالَ‏ «16»: «إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَكَ، هَدَاكَ».

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ بَعْدِ أَبِيهِ؟ قَالَ: «يُرِيدُ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ‏

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «أبي». و قوله: «شيعة جعفر عليه السلام»، أي و ليّه و تابعه و ناصره. أصلها من المشايعة، و هي المتابعة و المطاوعة. راجع: النهاية، ج 2، ص 519 (شيع).

 (2). في «ب، ج، ف، بح، بر، بف»:-/ «عليه».

 (3). «تَنَحَّ»، أي تجنّب و صِرْ في ناحية. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 311 و 312 (نحا).

 (4). في «ب»: «و لا يريدك». و في «ف»: «ليس يريدك».

 (5). في «ف»:-/ «عنّي».

 (6). في الإرشاد: «عنّي».

 (7). في «بر»: «أن».

 (8). في الإرشاد: «عُرِضْتُ».

 (9). في «بح» و الإرشاد:+/ «موسى».

 (10). «خلّاني»، أي تركني. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1680 (خلو).

 (11). في «ف»:-/ «فدخلت».

 (12). في «ه، بس»:-/ «موسى».

 (13). في «بح»:-/ «لي».

 (14). في «ه»: «و لا إلى المعتزلة و لا إلى الزيديّة».

 (15). في «ف، بح»: «فقال».

 (16). في «ب» و الإرشاد: «قال».

193
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

لَا يُعْبَدَ «1» اللَّهُ». قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَنْ لَنَا مِنْ‏ «2» بَعْدِهِ؟ قَالَ: «إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَكَ، هَدَاكَ». قَالَ: قُلْتُ‏ «3»: جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «4»، فَأَنْتَ‏ «5» هُوَ؟ قَالَ: «لَا، مَا أَقُولُ ذلِكَ‏ «6»».

قَالَ: فَقُلْتُ‏ «7» فِي نَفْسِي: لَمْ أُصِبْ طَرِيقَ الْمَسْأَلَةِ «8».

ثُمَّ قُلْتُ لَهُ‏ «9»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، عَلَيْكَ إِمَامٌ؟ قَالَ: «لَا». فَدَاخَلَنِي شَيْ‏ءٌ لَايَعْلَمُهُ‏ «10» إِلَّا اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- إِعْظَاماً «11» لَهُ و هَيْبَةً أَكْثَرَ مِمَّا «12» كَانَ يَحُلُّ بِي مِنْ أَبِيهِ إِذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ.

ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَسْأَلُكَ كَمَا «13» كُنْتُ أَسْأَلُ أَبَاكَ؟ فَقَالَ: «سَلْ تُخْبَرْ، و لَا تُذِعْ‏ «14»، فَإِنْ أَذَعْتَ فَهُوَ الذَّبْحُ» قَالَ‏ «15»: فَسَأَلْتُهُ، فَإِذَا هُوَ بَحْرٌ لَايُنْزَفُ‏ «16».

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، شِيعَتُكَ و شِيعَةُ أَبِيكَ ضُلَّالٌ، فَأُلْقِي إِلَيْهِمْ و أَدْعُوهُمْ‏ «17» إِلَيْكَ،

______________________________

 (1). جوّز المازندراني في شرحه كون «لا يعبد» على صيغة المعلوم.

 (2). في «ف»:-/ «من». و في «ه»: «فأنت» بدل «فمن لنا من بعده».

 (3). في «ف»:+/ «له».

 (4). في «ب»:-/ «جعلت فداك».

 (5). في «بس»: «و أنت».

 (6). لمّا كان الجواب غير صريح في المطلوب، بل ظاهر في غيره، قال المازندراني في شرحه: «أي قال: لست أنا هو من عندي، ما أقول ذلك من قبلي، بل أنا هو من عند اللَّه و عند رسوله».

 (7). في «ج، ف»: «قال».

 (8). في «ه»: «طريقاً إلى المسألة».

 (9). في «ه»:-/ «له».

 (10). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع: «لا يعلم».

 (11). في مرآة العقول: «إعظاماً، تميز لشي‏ء، «أكثر» منصوب، نعت إعظاماً و هيبة».

 (12). في حاشية «ف»: «ما».

 (13). هكذا في النسخ التي قوبلت و الإرشاد. و في المطبوع: «عمّا».

 (14). «لا تُذِع»، أي لا تنشر و لا تُفش. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1211 (ذيع).

 (15). هكذا في «ب، ج، ض، ف، ه، بح» و الإرشاد. و في المطبوع و سائر النسخ:-/ «قال».

 (16). في «ف»: «لا ينصرف». و قوله: «لا يُنْزَفُ»، أي لا يذهب ماؤه و لا يفنى. راجع: لسان العرب، ج 9، ص 325 (نزف).

 (17). في «بح، بر، بس، بف» و الوافي: «فألق إليهم و ادعهم».

194
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَقَدْ «1» أَخَذْتَ عَلَيَّ الْكِتْمَانَ؟ قَالَ: «مَنْ آنَسْتَ مِنْهُ‏ «2» رُشْداً فَأَلْقِ إِلَيْهِ‏ «3»، و خُذْ عَلَيْهِ الْكِتْمَانَ‏ «4»، فَإِنْ‏ «5» أَذَاعُوا «6» فَهُوَ الذَّبْحُ» و أَشَارَ بِيَدِهِ إِلى‏ حَلْقِهِ.

قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْأَحْوَلَ، فَقَالَ لِي: مَا و رَاءَكَ‏ «7»؟ قُلْتُ:

الْهُدى‏، فَحَدَّثْتُهُ‏ «8» بِالْقِصَّةِ، قَالَ‏ «9»: ثُمَّ لَقِينَا الْفُضَيْلَ‏ «10» و أَبَا بَصِيرٍ، فَدَخَلَا عَلَيْهِ، و سَمِعَا كَلَامَهُ، و سَاءَلَاهُ‏ «11»، و قَطَعَا عَلَيْهِ بِالْإِمَامَةِ.

ثُمَّ لَقِينَا النَّاسَ أَفْوَاجاً، فَكُلُ‏ «12» مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ قَطَعَ إِلَّا طَائِفَةَ عَمَّارٍ «13» و أَصْحَابَهُ، وَ بَقِيَ عَبْدُ اللَّهِ‏ «14» لَايَدْخُلُ إِلَيْهِ‏ «15» إِلَّا قَلِيلٌ مِنَ النَّاسِ، فَلَمَّا رَأى‏ ذلِكَ، قَالَ: مَا حَالَ النَّاسَ؟ فَأُخْبِرَ أَنَّ هِشَاماً صَدَّ عَنْكَ النَّاسَ. قَالَ هِشَامٌ: فَأَقْعَدَ لِي بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ و احِدٍ لِيَضْرِبُونِي. «16»

929/ 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدٍ «17»، عَنْ‏ «18» مُحَمَّدِ بْنِ فُلَانٍ الْوَاقِفِيِ‏ «19»،

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع: «و قد».

 (2). في «ب، ف» و الإرشاد: «منهم».

 (3). في «ب»: «إليهم».

 (4). في الإرشاد: «بالكتمان».

 (5). في «بف»: «فإذا».

 (6). في الإرشاد: «أذاع».

 (7). في الوافي: «ماوراك».

 (8). في «ف» و الإرشاد: «و حدّثته».

 (9). في «ج»:-/ «قال». و في «بف»: «ثمّ قال».

 (10). في الإرشاد: «زرارة».

 (11). في «ف»: «سألاه».

 (12). في «ب، بح»: «و كلّ».

 (13). في الوافي: «يعني عمّار بن موسى الساباطي».

 (14). في «ج»:+/ «بن جعفر».

 (15). في «ب، ج»: «عليه». و في حاشية «بر»:+/ «أحد».

 (16). الكافي، كتاب الحجّة، باب الامور التي توجب حجّة الإمام عليه السلام، ح 752 و فيه هذه القطعة: «إنّ الأمر في الكبير ما لم تكن فيه عاهة»؛ الإرشاد، ج 2، ص 221، بسنده عن الكليني إلى قوله: «لا يدخل إليه إلّاقليل من الناس». رجال الكشّي، ص 282، ح 502 بسنده عن أبي يحيى الوافي، ج 2، ص 167، ح 621.

 (17). في «ه» و الوسائل:-/ «عن محمّد».

 (18). في حاشية «بح» و الوافي: «بن».

 (19). في «ج، ض، بس» و حاشية «ج، بح، بر، بف»: «الرافقي». و في حاشية «و»: «الرافعي».

و الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 254، ح 6- باختلاف في الألفاظ- عن إبراهيم بن إسحاق عن محمّد بن فلان الرافعي، و هكذا في البحار، ج 48، ص 52، ح 48 نقلًا من البصائر، لكن في ج 58، ص 185، ح 54: «الواقفي». و أورده المفيد أيضاً في الإرشاد، ج 2، ص 223، بسنده عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الرافعي، كما و رد الخبر في إعلام الورى، ص 301، عنه (محمّد بن يعقوب) عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الواقفي.

ثمّ إنّه لا يبعد كون الصواب في لقب محمّد بن فلان هو «الرافقي» و تصحيفه بالواقفي، من باب تصحيف الغريب بالمعهود المأنوس عند الأذهان، يؤيّد ذلك و رود «الوامغي» في بعض النسخ.

هذا، و يحتمل زيادة «عن محمّد» بعد «أبيه» في السند، و اللَّه هو العالم.

195
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

قَالَ:

كَانَ لِيَ ابْنُ عَمٍّ يُقَالُ لَهُ: الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، و «1» كَانَ زَاهِداً، و كَانَ مِنْ أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ، و كَانَ يَتَّقِيهِ السُّلْطَانُ؛ لِجِدِّهِ فِي الدِّينِ و اجْتِهَادِهِ‏ «2»، و رُبَّمَا «3» اسْتَقْبَلَ السُّلْطَانَ بِكَلَامٍ صَعْبٍ يَعِظُهُ، و يَأْمُرُهُ‏ «4» بِالْمَعْرُوفِ، و يَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ، و كَانَ السُّلْطَانُ يَحْتَمِلُهُ؛ لِصَلَاحِهِ، فَلَمْ‏ «5» تَزَلْ هذِهِ حَالَتَهُ حَتّى‏ كَانَ يَوْمٌ مِنَ الْأَيَّامِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و هُوَ فِي الْمَسْجِدِ «6»- فَرَآهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: «يَا أَبَا عَلِيٍّ، مَا أَحَبَّ إِلَيَّ مَا أَنْتَ فِيهِ و أَسَرَّنِي‏ «7»، إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَتْ لَكَ مَعْرِفَةٌ، فَاطْلُبِ الْمَعْرِفَةَ».

قَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، و مَا «8» الْمَعْرِفَةُ؟ قَالَ‏ «9»: «اذْهَبْ فَتَفَقَّهْ، و اطْلُبِ الْحَدِيثَ». قَالَ:

عَمَّنْ؟ قَالَ: «عَنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ اعْرِضْ عَلَيَ‏ «10» الْحَدِيثَ». قَالَ: فَذَهَبَ، فَكَتَبَ‏ «11»، ثُمَّ جَاءَهُ‏ «12»، فَقَرَأَهُ عَلَيْهِ فَأَسْقَطَهُ كُلَّهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «اذْهَبْ فَاعْرِفِ‏ «13»

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع:-/ «و». و في الوسائل:-/ «يقال له: الحسن بن‏عبد اللَّه و».

 (2). في «ف»: «و اجتهاده في الدين».

 (3). في «ف، بر»: «فربما».

 (4). في «ه» و البصائر: «يأمر».

 (5). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع: «و لم».

 (6). في «بح»: «بالمسجد».

 (7). في حاشية «ب، ج، ه، بح، بر» و الإرشاد: «أسرّني به».

 (8). في «ض»: «فما».

 (9). في الوسائل: «فقال له أبو الحسن عليه السلام».

 (10). في «ف»:+/ «يا أبا عليّ».

 (11). في «ب»: «و كتب».

 (12). في «ف» و الإرشاد: «جاء».

 (13). في مرآة العقول: «و اعرف». و في البصائر: «و اطلب».

196
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

الْمَعْرِفَةَ «1»».

وَ كَانَ الرَّجُلُ مَعْنِيّاً «2» بِدِينِهِ، قَالَ‏ «3»: فَلَمْ يَزَلْ يَتَرَصَّدُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتّى‏ خَرَجَ إِلى‏ ضَيْعَةٍ «4» لَهُ، فَلَقِيَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَحْتَجُّ عَلَيْكَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، فَدُلَّنِي عَلَى الْمَعْرِفَةِ، قَالَ: فَأَخْبَرَهُ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و مَا كَانَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ أَخْبَرَهُ بِأَمْرِ الرَّجُلَيْنِ فَقَبِلَ مِنْهُ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: فَمَنْ كَانَ‏ «5» بَعْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ قَالَ:

 «الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ». حَتَّى‏ «6» انْتَهى‏ إِلى‏ نَفْسِهِ، ثُمَّ سَكَتَ.

قَالَ: فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَنْ هُوَ الْيَوْمَ؟ قَالَ: «إِنْ أَخْبَرْتُكَ، تَقْبَلُ؟» قَالَ: بَلى‏ جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: «أَنَا «7» هُوَ». قَالَ: فَشَيْ‏ءٌ أَسْتَدِلُّ بِهِ؟ قَالَ: «اذْهَبْ إِلى‏ تِلْكَ الشَّجَرَةِ- و أَشَارَ «8» إِلى‏ «9» أُمِّ غَيْلَانَ‏ «10»- فَقُلْ لَهَا: يَقُولُ لَكَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ: أَقْبِلِي».

قَالَ‏ «11»: فَأَتَيْتُهَا، فَرَأَيْتُهَا و اللَّهِ تَخُدُّ الْأَرْضَ‏ «12» خَدّاً حَتّى‏ و قَفَتْ‏ «13» بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد:-/ «المعرفة».

 (2). في البصائر: «معيّناً». و قوله: «مَعْنيّاً بدينه»، أي ذا عناية و اهتمام به. راجع: النهاية، ج 3، ص 314 (عنا).

 (3). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع:-/ «قال».

 (4). «الضيعة»: الأرض المُغِلَّة. و الجمع: ضِيَع. لسان العرب، ج 8، ص 230 (ضيع).

 (5). في «ف»:+/ «منكم».

 (6). في «ب»: «ثمّ».

 (7). في «ب»: «فأنا».

 (8). هكذا في «ج، ض، ف، ه، و، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البصائر. و في «ب» و المطبوع:+/ «بيده».

 (9). في الإرشاد:+/ «بعض شجر».

 (10). «امُّ غَيْلانَ»: شجر السَمُر، و هو من شجر الطَلْح. و قيل: الطَلْح: شجرة طويلة لها ظلّ يستظلّ بها الناس و الإبل، و ورقها قليل و لها أغصان طِوال عِظام تناوي السماء من طولها، و لها شَوْك كثير من سُلّاء النخل، و لها ساق عظيمة لا تلتقي عليه يدا الرجل، تأكل الإبل منها أكلًا كثيراً، و هي امّ غيلان، تنبت في الجبل. و قيل غير ذلك. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 532 (طلع)؛ و ج 11، ص 513 (غيل).

 (11). في «بح»: «فقال».

 (12). «تَخُدُّ الأرضَ»، أي تشقّه و تحفره؛ من الخدّ و هو جعلك اخدوداً في الأرض، تحفره مستطيلًا. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 160 (خدد).

 (13). في «بح»: «وقعت».

197
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

أَشَارَ إِلَيْهَا «1»، فَرَجَعَتْ، قَالَ: فَأَقَرَّ بِهِ ثُمَّ لَزِمَ الصَّمْتَ و الْعِبَادَةَ، فَكَانَ‏ «2» لَايَرَاهُ أَحَدٌ «3» يَتَكَلَّمُ‏ «4» بَعْدَ ذلِكَ. «5»

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، مِثْلَهُ.

930/ 9. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ «6» بْنِ الطَّيِّبِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‏ «7» أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ:

سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ قَاضِيَ سَامَرَّاءَ «8»- بَعْدَ مَا جَهَدْتُ بِهِ‏ «9» و نَاظَرْتُهُ و حَاوَرْتُهُ‏ «10» وَ و اصَلْتُهُ‏ «11» و سَأَلْتُهُ‏ «12» عَنْ عُلُومِ آلِ مُحَمَّدٍ- فَقَالَ: بَيْنَا «13» أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ دَخَلْتُ أَطُوفُ بِقَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَرَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الرِّضَا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يَطُوفُ بِهِ، فَنَاظَرْتُهُ فِي مَسَائِلَ عِنْدِي،

______________________________

 (1). في الإرشاد:+/ «بالرجوع».

 (2). في «ف»: «و كان».

 (3). في «بح»: «واحد».

 (4). في «ب»: «تكلّم».

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 223، بسنده عن الكليني. بصائر الدرجات، ص 254، ح 6، بسنده عن محمّد بن فلان الرافعي، مع زيادة في آخره الوافي، ج 2، ص 170، ح 622؛ الوسائل، ج 27، ص 86، ح 33278، و فيه من قوله: «اذهب فتفقّه» إلى قوله: «ثمّ اعرض عليّ الحديث».

 (6). في «ج» و حاشية «بح، بر، بس، بف»: «أحمد».

 (7). في «بح، بس»:-/ «محمّد بن».

 (8). في «ج» و حاشية «بر»: «سرّ من رأى».

 (9). «جَهَدْتُ به»، أي امتحنته. يقال: جهد بالرجل، أي امتحنه عن الخير و غيره. و المازندراني قال: «الباء بمعنى مع، و الضمير راجع إلى يحيى. يقال: جهد الرجل في الشي‏ء، إذا بذل الوسع و الطاقة فيه و بالغ تفتيشه». راجع: لسان العرب، ج 3، ص 133 (جهد)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 281.

 (10). «المُحاوَرَة»: المجاوبة و مراجعة المنطق و الكلام في المخاطبة. لسان العرب، ج 4، ص 218 (حور).

 (11). في البحار، ج 50: «راسلته». و «المواصلة»: المحابّة. و وَصَلَه و صْلًا و صِلةً، و واصَلَه مواصلةً و و صالًا، كلاهمايكون في عفاف الحبّ و دَعارَته. لسان العرب، ج 11، ص 727 (وصل).

 (12). في «ف»: «فسألته».

 (13). في «بح، بر»: «بينما». و في البحار، ج 50 «فبينا».

198
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَأَخْرَجَهَا إِلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: و اللَّهِ، إِنِّي‏ «1» أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ مَسْأَلَةً «2»، و إِنِّي و اللَّهِ، لَأَسْتَحْيِي‏ «3» مِنْ ذلِكَ، فَقَالَ لِي: «أَنَا «4» أُخْبِرُكَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِي، تَسْأَلُنِي عَنِ الْإِمَامِ». فَقُلْتُ: هُوَ و اللَّهِ هذَا، فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». فَقُلْتُ: عَلَامَةً «5»؟ فَكَانَ‏ «6» فِي يَدِهِ عَصًا، فَنَطَقَتْ، و قَالَتْ: إِنَ‏ «7» مَوْلَايَ إِمَامُ هذَا الزَّمَانِ، و هُوَ الْحُجَّةُ. «8»

931/ 10. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ «9» غَيْرِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ‏:

دَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ- و أَنَا يَوْمَئِذٍ و اقِفٌ‏ «10»، و قَدْ كَانَ أَبِي سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ سَبْعِ مَسَائِلَ، فَأَجَابَهُ فِي سِتٍ‏ «11» و أَمْسَكَ عَنِ السَّابِعَةِ- فَقُلْتُ: و اللَّهِ، لَأَسْأَلَنَّهُ عَمَّا سَأَلَ أَبِي أَبَاهُ، فَإِنْ أَجَابَ بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِيهِ، كَانَتْ‏ «12» دَلَالَةً، فَسَأَلْتُهُ، فَأَجَابَ بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِيهِ أَبِي فِي الْمَسَائِلِ السِّتِّ، فَلَمْ يَزِدْ «13» فِي الْجَوَابِ و اواً و لَايَاءً «14»، و أَمْسَكَ عَنِ السَّابِعَةِ.

وَ قَدْ كَانَ أَبِي قَالَ لِأَبِيهِ: إِنِّي أَحْتَجُّ عَلَيْكَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّكَ زَعَمْتَ أَنَ‏

______________________________

 (1). في «ب، ف، ه»: «إنّي و اللَّه».

 (2). في «ب» و حاشية «بح» و البحار، ج 50:+/ «واحدة».

 (3). في «ف»: «لأستحي».

 (4). في «ف»: «أما أنا». و في «بس»: «إنّي».

 (5). جوّز المجلسي كون علامة بالرفع، أي تجب علامةٌ. و قال المازندراني: «و قد يجعل «على» حرف جرّ، و «ما» للاستفهام بإسقاط الألف، و إلحاق الهاء للوقف، و هو للوقف، و هو بعيد مع أنّ رسم الخطّ لا يلائمه».

 (6). في «ض»: «و كان».

 (7). في البحار، ج 50: «فقالت: إنّه».

 (8). الوافي، ج 2، ص 178، ح 632؛ الوسائل، ج 14، ص 574، ح 19848، و فيه من قوله: «فقال: بينا أنا ذات يوم» إلى قوله: «فناظرته في مسائل عندي»؛ البحار، ج 50، ص 68، ح 46؛ و ج 100، ص 126، ح 4، و فيه إلى قوله: «في مسائل عندي فأخرجها إليّ».

 (9). في البحار: «و».

 (10). «أنا و اقف»، أي أعتقد مذهب الواقفيّة، و كنت أقف بالإمامة على أبيه، لم اجاوز به إليه صلوات اللَّه عليهما؛ لاعتقادي في أبيه الغيبة. راجع: الوافي، ج 2، ص 176؛ مرآة العقول، ج 4، ص 100.

 (11). في «ف»: «ستّة». عند حذف التميز يجوز التذكير و التأنيث.

 (12). في البحار: «فكانت». و في مرآة العقول: «يحتمل التامّة و الناقصة».

 (13). في «ب»: «فلم يزدني». و في «ف»: «و لم يزد».

 (14). في «ب، ه، بس»: «باءً».

199
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

عَبْدَ اللَّهِ لَمْ يَكُنْ إِمَاماً، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى‏ عُنُقِهِ‏ «1»، ثُمَّ قَالَ لَهُ‏ «2»: «نَعَمِ احْتَجَّ عَلَيَّ بِذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ، فَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ إِثْمٍ، فَهُوَ فِي رَقَبَتِي‏ «3»».

فَلَمَّا و دَّعْتُهُ، قَالَ‏ «4»: «إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ شِيعَتِنَا يُبْتَلى‏ بِبَلِيَّةٍ أَوْ يَشْتَكِي‏ «5»، فَيَصْبِرُ عَلى‏ ذلِكَ، إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ أَلْفِ شَهِيدٍ».

فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: و اللَّهِ، مَا كَانَ لِهذَا ذِكْرٌ، فَلَمَّا مَضَيْتُ و كُنْتُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، خَرَجَ بِي عِرْقُ الْمَدِينِيِ‏ «6»، فَلَقِيتُ مِنْهُ‏ «7» شِدَّةً.

فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ، حَجَجْتُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ و قَدْ بَقِيَ مِنْ و جَعِي بَقِيَّةٌ «8»، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ، و قُلْتُ‏ «9» لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، عَوِّذْ «10» رِجْلِي- و بَسَطْتُهَا «11» بَيْنَ يَدَيْهِ- فَقَالَ لِي: «لَيْسَ عَلى‏ رِجْلِكَ هذِهِ بَأْسٌ، و لكِنْ أَرِنِي رِجْلَكَ الصَّحِيحَةَ». فَبَسَطْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعَوَّذَهَا، فَلَمَّا خَرَجْتُ‏ «12» لَمْ أَلْبَثْ إِلَّا يَسِيراً حَتّى‏ خَرَجَ بِيَ الْعِرْقُ، و كَانَ و جَعُهُ يَسِيراً. «13»

______________________________

 (1). في «ف»: «و وضع على عنقه يده».

 (2). في البحار:-/ «له».

 (3). في «ف، بر»:+/ «قال».

 (4). في «بر»:+/ «لي».

 (5). «يشتكي»، أي يمرض، من الاشتكاء، و هو يستعمل في المَوْجِدَة و المرض. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 439 (شكا).

 (6). في البحار: «المدني». و قوله: «عِرْق المَدِينيّ» مركّب إضافي، و هو خيط يخرج من الرجل تدريجاً مثل الشعر و يشتدّ و جعه. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 282؛ مرآة العقول، ج 4، ص 101.

 (7). في «ف»: «عنه».

 (8). في «ف»: «بقيّته».

 (9). في «ض، بر»: «فقلت».

 (10). «العَوْذَة» و «المعاذاة» و «التعويذ»: الرُقْية التي يُرقى بها الإنسان من فزع أو جنون؛ لأنّه يعاذ بها. و يقال: عوّذتُ فلاناً باللَّه و أسمائه و بالمعوّذتين، إذا قلت: اعيذك باللَّه و أسمائه من كلّ ذي شرّ و كلّ داء و حاسد و حَيْن. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 499 (عوذ).

 (11). في «ج»: «فبسطتها».

 (12). في «بف»: «فخرجت» بدل «فلمّا خرجت».

 (13). راجع: عيون الأخبار، ج 2، ص 221؛ و المؤمن، ص 16، ح 8 الوافي، ج 2، ص 175، ح 626؛ البحار، ج 49، ص 67، ح 88.

200
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

932/ 11. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ‏ «1»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ قِيَامَا الْوَاسِطِيِّ- و كَانَ مِنَ الْوَاقِفَةِ- قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَكُونُ إِمَامَانِ؟ قَالَ‏ «2»: «لَا، إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ».

فَقُلْتُ لَهُ: هُوَ ذَا أَنْتَ، لَيْسَ‏ «3» لَكَ صَامِتٌ- و لَمْ يَكُنْ وُلِدَ لَهُ‏ «4» أَبُو جَعْفَرٍ بَعْدُ- فَقَالَ لِي‏ «5»: «وَ اللَّهِ، لَيَجْعَلَنَّ اللَّهُ مِنِّي مَا يُثْبِتُ بِهِ الْحَقَّ و أَهْلَهُ، و يَمْحَقُ بِهِ الْبَاطِلَ و أَهْلَهُ».

فَوُلِدَ لَهُ‏ «6» بَعْدَ سَنَةٍ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

فَقِيلَ لِابْنِ قِيَامَا: أَ لَاتُقْنِعُكَ‏ «7» هذِهِ الْآيَةُ؟ فَقَالَ: أَمَا «8» و اللَّهِ، إِنَّهَا لَآيَةٌ عَظِيمَةٌ، وَ لكِنْ كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «9» فِي ابْنِهِ؟ «10»

933/ 12. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، قَالَ:

______________________________

 (1). في الإرشاد: «أحمد بن محمّد». و هو سهو؛ فإنّه لم يثبت رواية أحمد بن محمّد شيخ الكليني عن محمّد بن‏عليّ مباشرة. و قد تكرّرت في الأسناد رواية أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ. راجع: معجم رجال الحديث، ج 2، ص 709.

 (2). في «بس»: «فقال».

 (3). في «ف»: «و ليس».

 (4). في «ض»: «ولده». و في «ف»: «له و لد».

 (5). في البحار:-/ «لي».

 (6). في «ض»:-/ «له».

 (7). في «ب، ه، بر»: «ألا يقنعك». و في «ج»: «ألا تقنّعك». و في «بف»: «ألا تنفعك».

 (8). في «ه»: «فقال له» بدل «فقال أما».

 (9). قوله: «بما قال أبو عبد اللَّه عليه السلام» كأنّه إشارة إلى حديث نقل عنه عليه السلام قال: «منّا ثمانية محدّثون سابعهم القائم». و هو من مفتريات الواقفيّة. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 283؛ مرآة العقول، ج 4، ص 102.

 (10). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ على أبي جعفر الثاني عليه السلام، ح 839. و في الإرشاد، ج 2، ص 277، بسنده عن الكليني، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عليّ. و فيهما إلى قوله: «فولد له بعد سنة أبو جعفر عليه السلام» مع اختلاف يسير. و راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، ح 451؛ و كتاب سليم بن قيس، ص 821؛ و بصائر الدرجات، ص 486، ح 11؛ و ص 511، ح 20؛ و ص 516، ح 44؛ و كمال الدين، ص 223، ح 17؛ و ص 233، ح 41 الوافي، ج 2، ص 176، ح 627؛ البحار، ج 49، ص 68، ح 89.

201
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

أَتَيْتُ خُرَاسَانَ و أَنَا و اقِفٌ، فَحَمَلْتُ مَعِي مَتَاعاً، و كَانَ مَعِي ثَوْبٌ و شِيٌ‏ «1» فِي بَعْضِ الرِّزَمِ‏ «2»، و لَمْ أَشْعُرْ بِهِ، و لَمْ أَعْرِفْ مَكَانَهُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ مَرْوَ، و «3» نَزَلْتُ فِي بَعْضِ مَنَازِلِهَا، لَمْ أَشْعُرْ إِلَّا و رَجُلٌ مَدَنِيٌ‏ «4» مِنْ بَعْضِ مُوَلَّدِيهَا «5»، فَقَالَ لِي: إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ لَكَ: «ابْعَثْ إِلَيَّ الثَّوْبَ الْوَشِيَّ الَّذِي عِنْدَكَ». قَالَ: فَقُلْتُ: و مَنْ أَخْبَرَ أَبَا الْحَسَنِ بِقُدُومِي وَ أَنَا قَدِمْتُ‏ «6» آنِفاً؟ و مَا عِنْدِي ثَوْبٌ و شِيٌ‏ «7»، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، و عَادَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَقُولُ لَكَ‏ «8»:

 «بَلى‏ هُوَ فِي‏ «9» مَوْضِعِ كَذَا و كَذَا، و رِزْمَتُهُ‏ «10» كَذَا و كَذَا». فَطَلَبْتُهُ حَيْثُ قَالَ، فَوَجَدْتُهُ فِي أَسْفَلِ الرِّزْمَةِ، فَبَعَثْتُ بِهِ إِلَيْهِ. «11»

934/ 13. ابْنُ فَضَّالٍ‏ «12»، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ‏:

كُنْتُ و اقِفاً، و حَجَجْتُ عَلى‏ تِلْكَ الْحَالِ، فَلَمَّا صِرْتُ بِمَكَّةَ، خَلَجَ فِي صَدْرِي‏

______________________________

 (1). «الوَشِيُّ»: المنقوش، من الوَشْي في اللون، و هو خلط لون بلون آخر. يقال: و شَى الثوبَ و شْياً و شِيَةً، أي‏حسّنه و نَقَشَه و رقَمَه و صوّره و لوّنه و زيّنه. و الوَشْيُ أيضاً: نوع من الثياب المَوْشِيَّة تسمية بالمصدر. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 392؛ المصباح المنير، ص 661 (وشى).

 (2). «الرِزَمُ»: جمع الرِزْمة، و هي من الثياب ما شُدَّ و جُمع في ثوب و احد. لسان العرب، ج 12، ص 239 (رزم).

 (3). في «ف، ه»:-/ «و».

 (4). في «ه»: «مديني».

 (5). قال المجلسي في مرآة العقول: «من بعض مولّديها، الضمير للمدينة الطيّبة، أي أبواه و لداه بها و لم يكونا عنها».

 (6). في «ف»: «قد قدّمت».

 (7). في «ه»:+/ «فقال لي: لا أدري من أخبره، فقلت: ما عندي ثوب و شيّ».

 (8). في «ب، ف»:-/ «لك».

 (9). في «ج»:-/ «في».

 (10). في «ه» و البحار: «رزمة».

 (11). الوافي، ج 2، ص 176، ح 628؛ البحار، ج 49، ص 68، ح 90.

 (12). ابن فضّال الراوي عن عبد اللَّه بن المغيرة، هو الحسن بن عليّ بن فضّال (راجع: التهذيب، ج 9، ص 273، ح 988؛ و ص 301، ح 1077؛ و الاستبصار، ج 4، ص 153، ح 580) و ليس هو من مشايخ الكليني قدّس سرّه، بل يروي عنه الكليني معمولًا بواسطتين. و مع ذلك ليس في الأسناد السابقة ما يصلح أن يكون هذا السند معلّقاً عليه.

202
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

شَيْ‏ءٌ «1»، فَتَعَلَّقْتُ بِالْمُلْتَزَمِ‏ «2»، ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ طَلِبَتِي و إِرَادَتِي، فَأَرْشِدْنِي إِلى‏ خَيْرِ الْأَدْيَانِ.

فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنْ آتِيَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَقَفْتُ بِبَابِهِ، و قُلْتُ‏ «3» لِلْغُلَامِ:

قُلْ لِمَوْلَاكَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ بِالْبَابِ، قَالَ: فَسَمِعْتُ نِدَاءَهُ‏ «4» و هُوَ يَقُولُ: «ادْخُلْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ، ادْخُلْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ». فَدَخَلْتُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ، قَالَ لِي: «قَدْ أَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَكَ‏ «5»، و هَدَاكَ لِدِينِهِ». فَقُلْتُ: أَشْهَدُ «6» أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ، و أَمِينُهُ عَلى‏ خَلْقِهِ. «7»

935/ 14. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:

كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُلَيْلٍ يَقُولُ بِعَبْدِ اللَّهِ‏ «8»، فَصَارَ إِلَى الْعَسْكَرِ «9»، فَرَجَعَ عَنْ ذلِكَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ سَبَبِ رُجُوعِهِ، فَقَالَ: إِنِّي عَرَضْتُ‏ «10» لِأَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ‏ «11» أَسْأَلَهُ عَنْ ذلِكَ،

______________________________

 (1). «خَلَجَ في صدري شي‏ء»، أي تحرّك فيه شي‏ء من الريبة و الشكّ؛ من الخَلْج بمعنى الحركة و الاضطراب، مثل‏الاختلاج. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 258 (خلج).

 (2). قال المجلسي في مرآة العقول: «و الملتزم هو المستجار محاذي باب الكعبة من ظهرها، يستحبّ إلصاق البطن و الصدر بحائطه و التزامه، و الدعاء فيه مستجاب».

 (3). في «ض» و العيون: «فقلت».

 (4). في «ض، بس»: «نداه».

 (5). في «ج، ض، بح، بس، بف»: «دعاك».

 (6). في «ف»: «أشهدك».

 (7). عيون الأخبار، ج 2، ص 219، ح 31؛ و الاختصاص، ص 84، بسندهما عن الحسن بن عليّ بن فضّال الوافي، ج 2، ص 177، ح 629.

 (8). في حاشية «بر»:+/ «بن جعفر». و في الوافي: «يعني يقول بإمامة عبداللَّه الأفطح».

 (9). أي إلى سامرّاء.

 (10). في الشروح: «عَرَضْتُ» مجرّداً، بمعنى ظهرتُ له و وقفت في طريقه، أو أظهرت له أن أسأله عن أمر عبد اللَّه‏وإمامته، أو بمعنى تعرّضت، أي تصدّيت و طلبت. و راجع: المصباح المنير، ص 402 (عرض).

 (11). في الوافي:-/ «أن».

203
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَوَافَقَنِي‏ «1» فِي طَرِيقٍ ضَيِّقٍ، فَمَالَ نَحْوِي حَتّى‏ إِذَا حَاذَانِي أَقْبَلَ نَحْوِي بِشَيْ‏ءٍ مِنْ فِيهِ، فَوَقَعَ عَلى‏ صَدْرِي، فَأَخَذْتُهُ فَإِذَا هُوَ رَقٌ‏ «2» فِيهِ مَكْتُوبٌ: «مَا كَانَ هُنَالِكَ‏ «3»، و لَا كَذلِكَ». «4»

936/ 15. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا- ذَكَرَ اسْمَهُ- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ‏ «5» بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مُوسى‏، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، قَالُوا «6»:

 «جَاءَتْ أُمُّ أَسْلَمَ يَوْماً «7» إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- و هُوَ فِي مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ- فَسَأَلَتْهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَتْ: خَرَجَ فِي بَعْضِ الْحَوَائِجِ و السَّاعَةَ يَجِي‏ءُ، فَانْتَظَرَتْهُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ حَتّى‏ جَاءَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «8»، فَقَالَتْ أُمُّ أَسْلَمَ: بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ قَرَأْتُ الْكُتُبَ، و عَلِمْتُ كُلَّ نَبِيٍّ و و صِيٍ‏ «9»، فَمُوسى‏ كَانَ لَهُ و صِيٌّ فِي حَيَاتِهِ، و و صِيٌّ بَعْدَ مَوْتِهِ‏ «10»، و كَذلِكَ عِيسى‏، فَمَنْ و صِيُّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ أَسْلَمَ، و صِيِّي‏

______________________________

 (1). «فوافَقَني»، أي صادفني. الصحاح، ج 4، ص 1567 (وفق).

 (2). «الرَقُّ»: ما يكتب فيه، و هو جلد رقيق. و قيل: الرَقُّ: الصحيفة البيضاء. لسان العرب، ج 10، ص 123 (رقق).

 (3). في «ج» و حاشية «ض» و المرآة: «هناك». و قال في مرآة العقول: «أي ما كان عبداللَّه هناك، أي في مقام الإمامة؛ و لا كان كذلك، أي مستحقّاً للإمامة».

 (4). الوافي، ج 2، ص 174، ح 625؛ البحار، ج 50، ص 184، ح 61.

 (5). هكذا في «ب، ض، و، بر». إلّاأنّ في «ب، ض»: «عبّاس» بدل «العبّاس». و في «ألف، ج، بس، بف» و الوافي:-/ «بن عبيد اللَّه». و في «بح» و المطبوع:-/ «بن عبد اللَّه».

و موسى هذا، هو موسى بن محمّد بن إسماعيل بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن الحسن بن عبيد اللَّه بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب. راجع: تهذيب الأنساب، ص 281- 284؛ الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة، ص 186- 187؛ المجدي في أنساب الطالبيّين، ص 241.

فعليه، في ما أثبتناه إمّا سقط بجواز النظر من «عبيد اللَّه» الأوّل إلى «عبيد اللَّه» الثاني، أو اختصار في النسب، كما هو و اضح.

 (6). في «بح»: «قال».

 (7). في «بح، بس، بف» و الوافي:-/ «يوماً».

 (8). هكذا في النسخ التي قوبلت. و في المطبوع: «صلّى اللَّه عليه و آله».

 (9). في «بر، بف»: «و كلّ و صيّ».

 (10). في «ب»: «مماته». و في مرآة العقول: «وفاته».

204
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فِي حَيَاتِي و بَعْدَ مَمَاتِي و احِدٌ.

ثُمَّ قَالَ لَهَا: يَا أُمَّ أَسْلَمَ، مَنْ فَعَلَ فِعْلِي‏ «1»، فَهُوَ و صِيِّي.

ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلى‏ حَصَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَفَرَكَهَا «2» بِإِصْبَعِهِ، فَجَعَلَهَا شِبْهَ الدَّقِيقِ، ثُمَّ عَجَنَهَا «3»، ثُمَّ طَبَعَهَا «4» بِخَاتَمِهِ، ثُمَّ قَالَ‏ «5»: مَنْ فَعَلَ فِعْلِي هذَا، فَهُوَ و صِيِّي فِي حَيَاتِي وَ بَعْدَ مَمَاتِي.

فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَأَتَيْتُ‏ «6» أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُلْتُ‏ «7»: بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي، أَنْتَ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟ قَالَ‏ «8»: نَعَمْ يَا أُمَّ أَسْلَمَ.

ثُمَ‏ «9» ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلى‏ حَصَاةٍ «10»، فَفَرَكَهَا، فَجَعَلَهَا كَهَيْئَةِ الدَّقِيقِ، ثُمَّ عَجَنَهَا «11»، وَ خَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أُمَّ أَسْلَمَ، مَنْ فَعَلَ فِعْلِي هذَا، فَهُوَ و صِيِّي.

فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و هُوَ غُلَامٌ- فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي، أَنْتَ و صِيُّ أَبِيكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَا أُمَّ أَسْلَمَ، و ضَرَبَ بِيَدِهِ، و أَخَذَ حَصَاةً، فَفَعَلَ بِهَا كَفِعْلِهِمَا.

فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَأَتَيْتُ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و إِنِّي لَمُسْتَصْغِرَةٌ لِسِنِّهِ- فَقُلْتُ لَهُ:

بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي، أَنْتَ و صِيُّ أَخِيكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَا أُمَّ أَسْلَمَ، ائْتِينِي بِحَصَاةٍ. ثُمَّ فَعَلَ‏

______________________________

 (1). هكذا في «ج، ض، ف، ه، و، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في «ب» و المطبوع:+/ «هذا». و في مرآة العقول: «من فعل فعلي، بالفتح مصدر للنوع، أو بالكسر مفعول به، أي مثل فعلي».

 (2). في «ض»: «فحركها». و قوله: «ففركها»، أي دَلَكها من الفَرْك، و هو دَلك الشي‏ء حتّى ينقلع قشره عن لبّه‏كالجَوْز. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 473 (فرك).

 (3). في «ف»: «عجّنها».

 (4). في «بر»: «فطبعها».

 (5). في «ج»:+/ «لي».

 (6). في «ج»: «فلقيت».

 (7). في «ب، بر»:+/ «له».

 (8). في «بر»: «فقال».

 (9). في «ه»: «و».

 (10). في «بح»: «الحصاة».

 (11). في «ف»: «عجّنها».

205
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

كَفِعْلِهِمْ‏ «1».

فَعَمَرَتْ‏ «2» أُمُّ أَسْلَمَ‏ «3» حَتّى‏ لَحِقَتْ بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «4» فِي مُنْصَرَفِهِ، فَسَأَلَتْهُ: أَنْتَ و صِيُّ أَبِيكَ‏ «5»؟ فَقَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ فَعَلَ كَفِعْلِهِمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ». «6»

937/ 16. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجَارُودِ «7»، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرِ بْنِ دَابٍ‏ «8»، عَمَّنْ حَدَّثَهُ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏: أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ دَخَلَ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و مَعَهُ كُتُبٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَدْعُونَهُ فِيهَا إِلى‏ أَنْفُسِهِمْ، و يُخْبِرُونَهُ بِاجْتِمَاعِهِمْ، وَ يَأْمُرُونَهُ بِالْخُرُوجِ.

فَقَالَ لَهُ‏ «9» أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هذِهِ الْكُتُبُ ابْتِدَاءٌ مِنْهُمْ، أَوْ «10» جَوَابُ مَا كَتَبْتَ بِهِ إِلَيْهِمْ وَ دَعَوْتَهُمْ إِلَيْهِ؟» فَقَالَ: بَلِ ابْتِدَاءٌ مِنَ الْقَوْمِ؛ لِمَعْرِفَتِهِمْ بِحَقِّنَا و بِقَرَابَتِنَا «11» مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و لِمَا يَجِدُونَ‏ «12» فِي كِتَابِ اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- مِنْ و جُوبِ مَوَدَّتِنَا و فَرْضِ طَاعَتِنَا، و لِمَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الضِّيقِ و الضَّنْكِ‏ «13» و الْبَلَاءِ «14».

______________________________

 (1). في «بر»:+/ «أخيه و أبيه».

 (2). في «ج، ض، ف، بف»: «فعمّرت». و في «ب، بح»: «فَعُمِّرت». و في حاشية «ف»: «فعيّشت».

 (3). في «بر»:-/ «امّ أسلم».

 (4). و في «ف»:-/ «بعد قتل الحسين عليه السلام».

 (5). في «بس»:+/ «قال».

 (6). الوافي، ج 2، ص 145، ح 616.

 (7). في «ب»: «الحسين بن أبي الجارود». و في «ف»: «الحسين بن جارود».

 (8). في حاشية «و»: «ذياب». و في حاشية «بر»: «ذباب».

 (9). في «بف» و تفسير العيّاشي:-/ «له».

 (10). في «ف»: «أم».

 (11). في «ف»: «قرابتنا».

 (12). في الوافي «يجدونه».

 (13). «الضَنْكُ»: الضِيق من كلّ شي‏ء. لسان العرب، ج 10، ص 462 (ضنك).

 (14). في الشروح: هذه الثلاثة متقاربة المعنى. أو المراد بالضيق ضيق الصدر و الحزن، و بالضنك ضيق المعاش، و بالبلاء ضرر الأعداء و المكاره منهم. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 84 (بلا)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 287؛ مرآة العقول، ج 4، ص 111.

206
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ الطَّاعَةَ مَفْرُوضَةٌ «1» مِنَ اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- و سُنَّةٌ «2» أَمْضَاهَا فِي الْأَوَّلِينَ، و كَذلِكَ يُجْرِيهَا فِي الْآخِرِينَ، و الطَّاعَةُ لِوَاحِدٍ مِنَّا «3»، و الْمَوَدَّةُ لِلْجَمِيعِ، و أَمْرُ اللَّهِ يَجْرِي لِأَوْلِيَائِهِ‏ «4» بِحُكْمٍ مَوْصُولٍ، و قَضَاءٍ مَفْصُولٍ‏ «5»، و حَتْمٍ مَقْضِيٍّ، و قَدَرٍ مَقْدُورٍ، وَ أَجَلٍ مُسَمًّى لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ، فَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ‏ «6» الَّذِينَ لَايُوقِنُونَ‏ «7»، إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا «8» عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً، فَلَا تَعْجَلْ‏ «9»؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَايَعْجَلُ‏ «10» لِعَجَلَةِ «11» الْعِبَادِ، و لَاتَسْبِقَنَّ اللَّهَ؛ فَتُعْجِزَكَ‏ «12» الْبَلِيَّةُ فَتَصْرَعَكَ‏ «13»».

______________________________

 (1). في «ه»: «فريضة».

 (2). قال ابن الأثير: «الأصل في السنّة الطريقة و السيرة». في النهاية، ج 2، ص 409 (سنن).

 (3). في «ف»:+/ «بعد و احد».

 (4). في «ه»: «لأدلّائه».

 (5). «بحكم موصول» أي متّصل بعضه ببعض، و ارد لواحد بعد و احد. و «قضاء مفصول»، أي مُبيَّن ظاهر يفصل بين الحقّ و الباطل. و القضاء في الأصل: القطع و الفصل. راجع: الوافي، ج 2، ص 151؛ النهاية، ج 3، ص 451 (فصل)، و ج 4، ص 78 (قضا).

 (6). فلا يستخفنّك، أي لا يحملنّك على الخِفّة و الجهل، و لا يُزْعجنّك و يُزيلنّك عن اعتقادك بما يوقعون من‏الشبه. راجع: المفردات للراغب، ص 289؛ المصباح المنير، ص 175 (خفف).

 (7). إشارة إلى الآية 60 من سورة الروم (30): «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ».

 (8). في مرآة العقول: «لم يغنوا».

 (9). في «ف، بر»: «فلا تعجّل». و في الوافي: «و لا تعجل».

 (10). في «بر»:+/ «فيه».

 (11). في «ب»: «بعجلة».

 (12). في «بف»: «فيعجزك».

 (13). «فَتَصْرَعَكَ»، أي تطرحك على الأرض؛ من الصَرْع، و هو الطرح بالأرض. و خصّه بعضهم بالإنسان. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 197 (صرع).

207
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

قَالَ: فَغَضِبَ زَيْدٌ عِنْدَ ذلِكَ، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ الْإِمَامُ مِنَّا مَنْ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ، و أَرْخى‏ سِتْرَهُ‏ «1»، و ثَبَّطَ «2» عَنِ الْجِهَادِ، و لكِنَّ الْإِمَامَ مِنَّا مَنْ مَنَعَ حَوْزَتَهُ‏ «3»، و جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، و دَفَعَ عَنْ رَعِيَّتِهِ، و ذَبَّ عَنْ حَرِيمِهِ.

قَالَ‏ «4» أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هَلْ تَعْرِفُ يَا أَخِي مِنْ‏ «5» نَفْسِكَ شَيْئاً مِمَّا نَسَبْتَهَا إِلَيْهِ؛ فَتَجِي‏ءَ عَلَيْهِ بِشَاهِدٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، أَوْ «6» حُجَّةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، أَوْ تَضْرِبَ بِهِ مَثَلًا؟ فَإِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- أَحَلَّ حَلَالًا، و حَرَّمَ حَرَاماً، و فَرَضَ فَرَائِضَ، و ضَرَبَ أَمْثَالًا، و سَنَّ سُنَناً «7»، وَ لَمْ يَجْعَلِ الْإِمَامَ الْقَائِمَ بِأَمْرِهِ فِي‏ «8» شُبْهَةٍ فِيمَا «9» فَرَضَ‏ «10» لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ أَنْ‏ «11» يَسْبِقَهُ بِأَمْرٍ قَبْلَ‏ «12» مَحَلِّهِ، أَوْ يُجَاهِدَ فِيهِ‏ «13» قَبْلَ حُلُولِهِ؛ و قَدْ قَالَ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- فِي الصَّيْدِ: «لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ» «14» أَفَقَتْلُ‏ «15» الصَّيْدِ أَعْظَمُ، أَمْ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ؟

وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مَحَلًّا، و قَالَ‏ «16» عَزَّ و جَلَّ: «وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا» و قَالَ‏ «17» عَزَّ و جَلَّ: «لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ‏» «18» فَجَعَلَ الشُّهُورَ عِدَّةً مَعْلُومَةً،

______________________________

 (1). «أرخى سِتْرَهُ»، أي أرسله. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2354 (رخا).

 (2). «ثَبَّطَ عن الجهاد»، أي شَغَلَ عنه الناسَ؛ من التثبيط، و هو التعويق و الشَغْلُ عن المراد. يقال: ثَبَّطَهُ عن ف الشي‏ء تثبيطاً، إذا شغله عنه. هذا، و لكنّ المازندراني قال: «ثبط- بفتح الفاء و كسر العين، كما هو المضبوط في الفائق- بمعنى ثقل و بطئ، شغل عن المراد. يقال: هو ثَبِطٌ، أي ثقيل بطي‏ء». راجع: لسان العرب، ج 7، ص 266 (ثبط).

 (3). «منع حَوْزَتَهُ» أي منع ما في حيّزه. يقال: فلان مانع لحَوْزَتِهِ، أي لما في حيّزه، و الحَوْزَةُ فَعْلَةٌ منه، سمّيت بها الناحية. راجع: النهاية، ج 1، ص 460 (حوز).

 (4). في «ف»:+/ «له». و في «بر»: «فقال».

 (5). في «بر»: «في».

 (6). في الوافي: «و».

 (7). «سنّ سنناً»، أي بيّن طرقاً قويمة. و السُنّةُ: الطريقة و السيرة. و سُنّة اللَّه: أحكامه و أوامره و نواهيه. راجع: لسان‏العرب، ج 13، ص 225 (سنن).

 (8). هكذا في النسخ التي قوبلت و البحار. و في المطبوع:-/ «في».

 (9). في «ب، ف» و تفسير العيّاشي: «ممّا».

 (10). في حاشية «بر» و تفسير العيّاشي:+/ «اللَّه».

 (11). في الوافي: «أو أن».

 (12). في «ف»: «من قبل».

 (13). في «بح»: «به».

 (14). المائدة (5): 95.

 (15). في «ج»: «فقتل» بدون همزة الاستفهام.

 (16). هكذا في «ب، ج، ض، ف، ه، و، بح، بر، بس، بف» و البحار. و في «ف»: «فقال». و في المطبوع:+/ «اللَّه».

 (17). في «ه»:+/ «اللَّه».

 (18). المائدة (5): 2. و في «ف»:+/ «وَ لَا الْقَلَائد».

208
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَجَعَلَ مِنْهَا «1» أَرْبَعَةً حُرُماً، و قَالَ: «فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ‏» «2».

ثُمَّ قَالَ تَبَارَكَ و تَعَالى‏: «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ‏» «3» فَجَعَلَ لِذلِكَ مَحَلًّا، و قَالَ: «وَ لا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ‏ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ‏ أَجَلَهُ‏» «4» فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مَحَلّاً «5»، و لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً.

فَإِنْ كُنْتَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، و يَقِينٍ مِنْ أَمْرِكَ، و تِبْيَانٍ مِنْ شَأْنِكَ، فَشَأْنَكَ، و إِلَّا فَلَا تَرُومَنَ‏ «6» أَمْراً أَنْتَ مِنْهُ فِي شَكٍّ و شُبْهَةٍ، و لَاتَتَعَاطَ «7» زَوَالَ مُلْكٍ لَمْ يَنْقَضِ‏ «8» أُكُلُهُ‏ «9»، وَ لَمْ يَنْقَطِعْ مَدَاهُ‏ «10»، و لَمْ يَبْلُغِ الْكِتَابُ أَجَلَهُ، فَلَوْ قَدْ بَلَغَ مَدَاهُ، و انْقَطَعَ أُكُلُهُ‏ «11»، و بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ، لَانْقَطَعَ‏ «12» الْفَصْلُ‏ «13»، و تَتَابَعَ النِّظَامُ، و لَأَعْقَبَ‏ «14» اللَّهُ فِي‏ «15» التَّابِعِ وَ الْمَتْبُوعِ الذُّلَ‏ «16» و الصَّغَارَ.

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ إِمَامٍ ضَلَّ عَنْ و قْتِهِ، فَكَانَ التَّابِعُ فِيهِ أَعْلَمَ مِنَ الْمَتْبُوعِ، أَ تُرِيدُ

______________________________

 (1). في البحار: «فيها».

 (2). التوبة (9): 2.

 (3). التوبة (9): 5.

 (4). البقرة (2): 235.

 (5). هكذا في و الوافي و البحار. و في المطبوع: «أجلًا».

 (6). «فلا تَرُومَنَّ»، أي لا تطلبنّ. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 258 (روم).

 (7). «التعاطي»: «التناول، و تناول ما لا يحقّ، و التنازع في الأخذ، و رُكوب الأمر». القاموس المحيط، ج 2، ص 172 (عطى).

 (8). هكذا في النسخ و الوافي و البحار. و في المطبوع: «لم تنقض».

 (9). الأُكْلُ و الاكُل: الرزق، و الحظّ من الدنيا. و نقل المازندراني عن بعض النسخ: «أجله» بدل «أكله». راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1273 (أكل)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 292.

 (10). «المَدَى»: الغاية و المنتهى. راجع: المصباح المنير، ص 567 (مدى).

 (11). في حاشية «ف»: «أجله».

 (12). في «ف»: «لا ينقطع».

 (13). في «ه»: «الفضل». و قال المجلسي في مرآة العقول: «و ربّما يقرأ بالضاد المعجمة، أي البقيّة، و «تتابع» مصدراً عطفاً على «الفضل»، و هو بعيد، و الأظهر أنّ «تتابع» فعل».

 (14). «أعقب»: أورث. يقال: أعقبه ندماً، أي أورثه. راجع: المصباح المنير، ص 420 (عقب).

 (15). في «ه»: «فيه».

 (16). في «بح»: «بالذلّ».

209
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

يَا أَخِي أَنْ تُحْيِيَ مِلَّةَ «1» قَوْمٍ قَدْ «2» كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ، و عَصَوْا رَسُولَهُ‏ «3»، و اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ، و ادَّعَوُا الْخِلَافَةَ بِلَا بُرْهَانٍ مِنَ اللَّهِ و لَاعَهْدٍ مِنْ رَسُولِهِ‏ «4»؟ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ يَا أَخِي أَنْ تَكُونَ غَداً الْمَصْلُوبَ بِالْكُنَاسَةِ».

ثُمَّ ارْفَضَّتْ عَيْنَاهُ‏ «5»، و سَالَتْ دُمُوعُهُ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُ بَيْنَنَا و بَيْنَ مَنْ هَتَكَ سِتْرَنَا، وَ جَحَدَنَا حَقَّنَا، و أَفْشى‏ سِرَّنَا، و نَسَبَنَا إِلى‏ غَيْرِ جَدِّنَا «6»، و قَالَ فِينَا مَا لَمْ نَقُلْهُ فِي أَنْفُسِنَا». «7»

938/ 17. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُوسَى‏ «8» بْنِ زَنْجَوَيْهِ‏ «9»، عَنْ‏

______________________________

 (1). «الملّة» في اللغة: السنة و الطريقة. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 631 (ملل).

 (2). في «ه»:-/ «قد».

 (3). في «ف»: «رسول اللَّه صلى الله عليه و آله». و في حاشية «بر»: «رسله».

 (4). في «ب»: «رسول اللَّه». و في «ف»: «رسول اللَّه صلى الله عليه و آله».

 (5). قال الجوهري: «ارفضاض الدمع: ترشّشه». و في لسان العرب: «ارفضّ الدمعُ ارفضاضاً و ترفّض: سال‏وتفرّق و تتابع سَيَلانه و قَطَرانه». راجع: الصحاح، ج 3، ص 1079؛ لسان العرب، ج 7، ص 156 (رفض).

 (6). في «ض»: «حدّنا».

 (7). تفسير العيّاشي، ج 1، ص 290، ح 14، عن موسى بن بكير، عن بعض رجاله، عن زيد بن عليّ، من قوله: «فإنّ اللَّه عزّ و جلّ أحلّ حلالًا» إلى قوله: «غير معجزى اللَّه» الوافي، ج 2، ص 148، ح 618؛ البحار، ج 46، ص 203، ح 79.

 (8). هكذا في حاشية «بح». و في النسخ و المطبوع: «محمّد». و الصواب ما أثبتناه كما سنوضحه.

 (9). هكذا في «ب، ج، ف، بر» و الوافي و الوسائل، ج 3 و ج 17 و البحار. و في سائر النسخ و المطبوع: «رنجويه».

هذا، ثمّ إنّه روى أحمد بن إدريس، عن محمّد بن حسّان، عن أبي عمران موسى بن رنجويه الأرمني، عن عبد اللَّه بن الحكم الأرمني كتابه. راجع: رجال النجاشي، ص 225، الرقم 591؛ الفهرست للطوسي، ص 293، الرقم 483.

و مصادرنا الرجاليّة بالنسبة إلى لفظة «رنجويه» مضطربة، ففي طريق النجاشي إلى إبراهيم بن أبي الكرام الجعفري: «محمّد بن حسّان عن أبي عمران موسى بن زنجويه الأرمني». راجع: رجال النجاشى، ص 21، ح 29. و في رجال البرقي، ص 55: «موسى بن زنجويه». و كذا في بعض نسخ رجال الطوسي، ص 366، الرقم 5434، و ص 437، الرقم 6257 حينما ذكر «موسى بن رنجويه». و ضبطه العلّامة في خلاصة الأقوال، ص 258، الرقم 7، بالزاي، لكن ابن داود ضبطه في رجاله، ص 521، الرقم 511، بالراء.

و الظاهر من ملاحظة الاستعمالات، صحّة «زنجويه»؛ فإنّا لم نجد في مصادر العامّة من كتب التراجم، و الحديث، و المؤتلف و المختلف، و التاريخ، لفظة «رنجويه»، و قد و ردت لفظة «زنجويه» في استعمالاتهم كثيرة، كأنْ لم يُعهَد «رنجويه» عندهم.

يؤيّد ذلك ما قاله عبد اللَّه عمر الباروردي في تعليقته على الأنساب للسمعاني، ج 3، ص 170، ذيل «الزنجوني» حيث قال السمعاني: «هذه النسبة إلى زنجونة»، قال الباروردي في التعليقة: «هذا الاسم يشتبه بزنجويه- بالياء- لقب مخلد و الد الحافظ حميد بن حميد بن مخلد المشهور بحميد بن زنجويه. و هو مشهور في رجال التهذيب، و هو بالياء في مراجع لا تحصى‏. فإذا كان هذا بالنون، فهما من المشتبه فكان على ابن نقطة و من بعده من المؤلّفين في المؤتلف و المختلف أن يذكروا هذا الباب فلماذا أغفلوه».

و أنت ترى أنّه لم يذكر- و هو معترض على أصحاب المؤتلف و المختلف- رنجويه. و عدم ذكره هذا اللفظ في هذا المقام قرينة قويّة على عدم معهوديّته عندهم، كما ذكرنا.

و أمّا نسبة استعمال «زنجويه» و «رنجويه» في مصادرنا، هي نسبة المائة بثلاث و ثلاثين و النصف، و هي أيضاً قرينة اخرى على صحّة «زنجويه».

210
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ الْأَرْمَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:

أَتَيْنَا خَدِيجَةَ- بِنْتَ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- نُعَزِّيهَا بِابْنِ بِنْتِهَا، فَوَجَدْنَا عِنْدَهَا مُوسَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، فَإِذَا هِيَ فِي نَاحِيَةٍ قَرِيباً «1» مِنَ النِّسَاءِ، فَعَزَّيْنَاهُمْ‏ «2»، ثُمَّ أَقْبَلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ لِابْنَةِ أَبِي يَشْكُرَ الرَّاثِيَةِ: قُولِي‏ «3»، فَقَالَتْ:

اعْدُدْ رَسُولَ اللَّهِ و اعْدُدْ بَعْدَهُ‏

 

 أَسَدَ الْإِلهِ و ثَالِثاً عَبَّاسَا

وَ اعْدُدْ «4» عَلِيَ‏ «5» الْخَيْرِ و اعْدُدْ جَعْفَراً

 

 وَ اعْدُدْ عَقِيلًا بَعْدَهُ الرُّوَّاسَا

 

 «6».

فَقَالَ: أَحْسَنْتِ و أَطْرَبْتِنِي‏ «7»، زِيدِينِي، فَانْدَفَعَتْ‏ «8» تَقُولُ:

وَ مِنَّا إِمَامُ الْمُتَّقِينَ مُحَمَّدٌ

 

 وَ حَمْزَةُ مِنَّا و الْمُهَذَّبُ جَعْفَرُ

وَ مِنَّا عَلِيٌّ صِهْرُهُ و ابْنُ عَمِّهِ‏

 

 وَ فَارِسُهُ ذَاكَ الْإِمَامُ الْمُطَهَّرُ

 

 «9» فَأَقَمْنَا عِنْدَهَا «10» حَتّى‏ كَادَ اللَّيْلُ أَنْ يَجِي‏ءَ.

ثُمَّ قَالَتْ خَدِيجَةُ: سَمِعْتُ عَمِّي‏ «11» مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- و هُوَ يَقُولُ:

 «إِنَّمَا تَحْتَاجُ‏ «12» الْمَرْأَةُ فِي الْمَأْتَمِ‏ «13» إِلَى النَّوْحِ لِتَسِيلَ دَمْعَتُهَا، و لَايَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَقُولَ هُجْراً «14»، فَإِذَا جَاءَ «15» اللَّيْلُ، فَلَا تُؤْذِي الْمَلَائِكَةَ بِالنَّوْحِ».

ثُمَّ خَرَجْنَا، فَغَدَوْنَا إِلَيْهَا غُدْوَةً «16»، فَتَذَاكَرْنَا عِنْدَهَا اخْتِزَالَ‏ «17» مَنْزِلِهَا مِنْ دَارِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ‏ «18»: هذِهِ دَارٌ «19» تُسَمّى‏

______________________________

 (1). «قريباً» حال عن الضمير المستتر في الظرف، و تذكيره باعتبار كون الناحية مؤنّثاً مجازيّاً. و قيل: إذا كان‏القريب في معنى المسافة يذكّر و يؤنّث. راجع: مرآة العقول، ج 4، ص 121؛ الصحاح، ج 1، ص 198 (قرب).

 (2). في مرآة العقول: «تذكير الضمير على التغليب؛ لدخول موسى بينهم». و في «بر»: «فعزّيناها».

 (3). أي أنشدي شعراً و مرثية.

 (4). في «ف»: «عدّد».

 (5). في شرح المازندراني: «يجوز أن يكون «على» حرف جرّ، و مفعولُ «اعدد» محذوف، أي اعددهم على الخير».

 (6). في حاشية «بس، بف»: «بعد ذا الروّاسا». و في الوافي: «بعد ذا الرؤسا». و نقل في شرح المازندراني عن ف بعض النسخ: «بعد ذا الرؤاسا»، و نقل المجلسي في مرآة العقول عن بعضه: «و الرؤساء» بعدَ ما قال: «الرَؤّاس- بفتح الراء و تشديد الهمزة- صفة للعقيل- كما زعم- و هو بعيد؛ لأنّ الرَؤّاس بايع الرؤوس، إلّاأن يقال: اطلق على الرئيس مجازاً، و الظاهر أنّه بضمّ الراء جمع رأس صفة للجميع، أو بضمّ الراء و فتح الهمزة، فإنّه ممدوداً جمع رئيس، كشريف و شرفاء، اسقطت الهمزة للقافية». و الأخير هو مختار المازندراني.

 (7). في البحار: «اطربتيني».

 (8). «فاندفعت»: أي ابتدأت و أسرعت، يقال: اندفع الفرس، أي أسرع في سيره. و اندفعوا في الحديث، أي ابتدؤوا و أسرعوا فيه. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 88 (دفع)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 294.

 (9). اتّفقت النسخ و الوافي على الترتيب المذكور، خلافاً للترتيب الذي في المطبوع.

 (10). في البحار: «عنده».

 (11). في «بح»: «عن».

 (12). في «ض»: «يحتاج».

 (13). في الوسائل، ج 17:-/ «فى المأتم».

 (14). «الهُجْرُ»: هو الهَذَيان و القبيح من القول، من أهجر في منطقه، إذا أفحش و إذا أكثر الكلام في ما لا ينبغي. و هَجَرَ، إذا خَلَطَ في كلامه، و إذا هذى. و الاسم الهُجْرُ. راجع: النهاية، ج 5، ص 245 (هجر).

 (15). في الوسائل: «جاءها».

 (16) «الغُدْوَةُ»: ما بين صلاة الغداة، و طلوع الشمس. و الغَدْوَةُ: المرّة من الغُدُوّ، و هو سير أوّل النهار. و المعنى: جئناه بُكْرَةً. راجع: النهاية، ج 3، ص 346 (غدا).

 (17). «الاختزال»: الانفراد، و الحذف، و الاقتطاع. القاموس المحيط، ج 2، ص 1312 (خزل).

 (18). يعني موسى بن عبداللَّه.

 (19). في «بح» و الوافي:-/ «دار».

211
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

دَارَ السَّرِقَةِ «1»، فَقَالَتْ: هذَا «2» مَا اصْطَفى‏ مَهْدِيُّنَا- تَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ تُمَازِحُهُ بِذلِكَ- فَقَالَ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: و اللَّهِ، لَأُخْبِرَنَّكُمْ‏ «3» بِالْعَجَبِ:

رَأَيْتُ أَبِي- رَحِمَهُ اللَّهُ- لَمَّا أَخَذَ فِي أَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، و أَجْمَعَ‏ «4» عَلى‏ لِقَاءِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: لَاأَجِدُ هذَا الْأَمْرَ يَسْتَقِيمُ إِلَّا «5» أَنْ أَلْقى‏ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَانْطَلَقَ- و هُوَ مُتَّكٍ‏ «6» عَلَيَّ- فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتّى‏ أَتَيْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَقِينَاهُ خَارِجاً يُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَاسْتَوْقَفَهُ أَبِي و كَلَّمَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَيْسَ هذَا مَوْضِعَ ذلِكَ، نَلْتَقِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ» فَرَجَعَ أَبِي‏ «7» مَسْرُوراً.

ثُمَّ أَقَامَ حَتّى‏ إِذَا كَانَ الْغَدُ أَوْ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ، انْطَلَقْنَا حَتّى‏ أَتَيْنَاهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبِي و أَنَا مَعَهُ، فَابْتَدَأَ «8» الْكَلَامَ‏ «9»، ثُمَّ قَالَ لَهُ فِيمَا يَقُولُ: قَدْ عَلِمْتَ- جُعِلْتُ فِدَاكَ- أَنَّ السِّنَّ لِي عَلَيْكَ، و أَنَ‏ «10» فِي قَوْمِكَ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْكَ، و لكِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- قَدْ قَدَّمَ‏

______________________________

 (1). في البحار: «السرق».

 (2). في «ب»: «هذه».

 (3). في «بر»: «لأخبرتك».

 (4). «أجمع» أي عزم. و الإجماع: إحكام النيّة و العزيمة. راجع: النهاية، ج 1، ص 296 (جمع).

 (5). في حاشية «ج»: «إلى».

 (6). في البحار: «متّكئ».

 (7). في البحار: «إليّ».

 (8). في حاشية «بح»: «فابتدأنا».

 (9). في «بح»: «بالكلام».

 (10). في البحار: «فإنّ».

213
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

لَكَ فَضْلًا لَيْسَ هُوَ لِأَحَدٍ مِنْ قَوْمِكَ، و قَدْ جِئْتُكَ مُعْتَمِداً «1» لِمَا أَعْلَمُ مِنْ بِرِّكَ، و أَعْلَمُ‏ «2»- فَدَيْتُكَ- أَنَّكَ إِذَا أَجَبْتَنِي لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنِّي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، و لَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيَّ اثْنَانِ مِنْ قُرَيْشٍ و لَاغَيْرِهِمْ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّكَ تَجِدُ غَيْرِي أَطْوَعَ لَكَ مِنِّي، و لَاحَاجَةَ لَكَ فِيَ‏ «3»؛ فَوَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُرِيدُ الْبَادِيَةَ أَوْ «4» أَهُمُّ بِهَا «5»، فَأَثْقُلُ‏ «6» عَنْهَا، و أُرِيدُ الْحَجَّ فَمَا أُدْرِكُهُ إِلَّا بَعْدَ كَدٍّ و تَعَبٍ و مَشَقَّةٍ عَلى‏ نَفْسِي؛ فَاطْلُبْ غَيْرِي، و سَلْهُ ذلِكَ، و لَاتُعْلِمْهُمْ أَنَّكَ جِئْتَنِي».

فَقَالَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ مَادُّونَ أَعْنَاقَهُمْ إِلَيْكَ، و إِنْ أَجَبْتَنِي لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنِّي‏ «7» أَحَدٌ، وَ لَكَ أَنْ لَاتُكَلَّفَ قِتَالًا و لَامَكْرُوهاً.

قَالَ: و هَجَمَ عَلَيْنَا نَاسٌ فَدَخَلُوا، و قَطَعُوا كَلَامَنَا، فَقَالَ أَبِي: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا تَقُولُ؟ فَقَالَ: «نَلْتَقِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ». فَقَالَ: أَ لَيْسَ عَلى‏ مَا أُحِبُّ؟ فَقَالَ‏ «8»: «عَلى‏ مَا تُحِبُّ- إِنْ شَاءَ اللَّهُ- مِنْ إِصْلَاحِكَ‏ «9»».

ثُمَّ انْصَرَفَ حَتّى‏ جَاءَ الْبَيْتَ، فَبَعَثَ رَسُولًا إِلى‏ مُحَمَّدٍ فِي جَبَلٍ بِجُهَيْنَةَ- يُقَالُ لَهُ:

الْأَشْقَرُ- عَلى‏ لَيْلَتَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَبَشَّرَهُ، و أَعْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ ظَفِرَ لَهُ بِوَجْهِ حَاجَتِهِ و مَا طَلَبَ.

ثُمَّ عَادَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَوُقِّفْنَا بِالْبَابِ- و لَمْ نَكُنْ نُحْجَبُ‏ «10» إِذَا جِئْنَا- فَأَبْطَأَ الرَّسُولُ، ثُمَّ أَذِنَ لَنَا، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَجَلَسْتُ فِي نَاحِيَةِ الْحُجْرَةِ، و دَنَا أَبِي إِلَيْهِ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ‏ «11»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَدْ عُدْتُ إِلَيْكَ رَاجِياً، مُؤَمِّلًا، قَدِ انْبَسَطَ رَجَائِي و أَمَلِي، و رَجَوْتُ الدَّرْكَ‏ «12» لِحَاجَتِي.

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا ابْنَ عَمِ‏ «13»، إِنِّي أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنَ التَّعَرُّضِ لِهذَا الْأَمْرِ

______________________________

 (1). في «ف»: «متعمّداً».

 (2). احتمل العلّامة المجلسي على بُعدٍ كون «اعلم» على صيغة الأمر. راجع: مرآة العقول، ج 4، ص 125.

 (3). في «البحار»:-/ «فيّ».

 (4). في «بح»: «و».

 (5). في مرآة العقول: «الهمّ: فوق الإرادة. و يحتمل أن يكون «أو» بمعنى «بل». أو الشكّ من الراوي».

 (6). في «ه»: «فأنقل».

 (7). في «ب»: «منّي».

 (8). في «بس، بف» و الوافي و البحار: «قال».

 (9). في «ب» و البحار: «إصلاح حالك».

 (10). في «ه»: «فلم يكن يحجب».

 (11). في «ف»:+/ «له».

 (12). «الدَرْك» و «الدَرَك»: اللحاق و الوصول إلى الشي‏ء. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 419 (درك).

 (13). في «ب، ه»: «عمّي».

214
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيهِ، و إِنِّي لَخَائِفٌ عَلَيْكَ أَنْ يَكْسِبَكَ شَرّاً».

فَجَرَى الْكَلَامُ بَيْنَهُمَا حَتّى‏ أَفْضى‏ إِلى‏ مَا لَمْ يَكُنْ يُرِيدُ «1»، و كَانَ مِنْ قَوْلِهِ: بِأَيِّ شَيْ‏ءٍ كَانَ الْحُسَيْنُ أَحَقَّ بِهَا مِنْ الْحَسَنِ؟

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «رَحِمَ اللَّهُ الْحَسَنَ و رَحِمَ‏ «2» الْحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، و كَيْفَ ذَكَرْتَ هذَا؟!» قَالَ: لِأَنَّ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ- إِذَا عَدَلَ- أَنْ يَجْعَلَهَا فِي الْأَسَنِّ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

فَقَالَ‏ «3» أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- لَمَّا أَنْ أَوْحى‏ إِلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، أَوْحى‏ إِلَيْهِ بِمَا شَاءَ، و لَمْ يُؤَامِرْ «4» أَحَداً مِنْ‏ «5» خَلْقِهِ، و أَمَرَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَا شَاءَ، فَفَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ، و لَسْنَا نَقُولُ فِيهِ إِلَّا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ تَبْجِيلِهِ‏ «6» و تَصْدِيقِهِ، فَلَوْ كَانَ أَمَرَ «7» الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يُصَيِّرَهَا فِي الْأَسَنِ‏ «8»، أَوْ يَنْقُلَهَا فِي‏ «9» و وُلْدِهِمَا- يَعْنِي الْوَصِيَّةَ «10»- لَفَعَلَ ذلِكَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و مَا هُوَ بِالْمُتَّهَمِ عِنْدَنَا فِي الذَّخِيرَةِ لِنَفْسِهِ، و لَقَدْ وَلّى‏ «11» و تَرَكَ ذلِكَ، و لكِنَّهُ مَضى‏ لِمَا أُمِرَ بِهِ، و هُوَ جَدُّكَ و عَمُّكَ‏ «12»؛ فَإِنْ قُلْتَ خَيْراً،

______________________________

 (1). في «ب، بر»: «لم نكن نريد».

 (2). في «ض، ف، ه، بر» و الوافي:+/ «اللَّه».

 (3). في «ج»:+/ «له».

 (4). «لم يُؤامِرْ»، أي لم يشاور. قال الجوهري: «آمَرْتُهُ في أمري مؤامرةً، إذا شاورته. و العامّة تقول: و امَرْتُه». الصحاح، ج 2، ص 582 (أمر).

 (5). في «ه»: «في».

 (6). قال الجوهري: «التبجيل: التعظيم». الصحاح، ج 4، ص 1631 (بجل).

 (7). في «بح، بر»: «امر» و احتمله في مرآة العقول، ج 4، ص 127.

 (8). في «ج، بر» و الوافي: «السنّ». و في «ض»: «أسنّ».

 (9). في مرآة العقول، عن بعض النسخ: «من».

 (10). قال المجلسي في مرآة العقول: «يعني الوصيّة، كلام موسى، أو الجعفري».

 (11). في «بح»: «و قد و لى». و في الوافي: «و لقد و لِيَ، أي الأَمْرَ، أو بالتشديد، أي أدبر». و الأوّل هو البعيد عندالمجلسي في مرآة العقول.

 (12). «جدّك»، أي من جهة الامّ؛ لأنّ امّه كانت فاطمة بنت الحسين عليه السلام. و «عمّك» أي من جهة الأب. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 298؛ مرآة العقول، ج 4، ص 127.

215
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَمَا أَوْلَاكَ بِهِ‏ «1»، و إِنْ قُلْتَ هُجْراً، فَيَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَطِعْنِي يَا ابْنَ عَمِّ، و اسْمَعْ كَلَامِي، فَوَ اللَّهِ- الَّذِي لَاإِلَهَ إِلَّا هُوَ- لَاآلُوكَ نُصْحاً «2» و حِرْصاً «3»، فَكَيْفَ و لَاأَرَاكَ تَفْعَلُ، و مَا لِأَمْرِ اللَّهِ مِنْ مَرَدٍّ».

فَسُرَّ أَبِي عِنْدَ ذلِكَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ الْأَحْوَلُ‏ «4» الْأَكْشَفُ‏ «5»، الْأَخْضَرُ «6» الْمَقْتُولُ بِسُدَّةِ «7» أَشْجَعَ‏ «8» عِنْدَ بَطْنِ مَسِيلِهَا».

فَقَالَ أَبِي: لَيْسَ هُوَ ذلِكَ‏ «9»، و اللَّهِ، لَيُحَارِبَنَ‏ «10» بِالْيَوْمِ يَوْماً، و بِالسَّاعَةِ سَاعَةً، وَ بِالسَّنَةِ سَنَةً، و لَيَقُومَنَ‏ «11» بِثَأْرِ «12» بَنِي أَبِي طَالِبٍ جَمِيعاً.

______________________________

 (1). في «بح»:-/ «به».

 (2). «لا آلوك نُصْحاً»، أي لا أدع النصح فيك و لا أتركه و أفتر، و لا اقصّر في نصحك. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 40 (ألا).

 (3). في «ج»:+/ «و نفعاً». و في مرآة العقول: «و حِرْصاً، أي على إصلاحك. و قد يقرأ بالفتح، و هو الشقّ و القشر، كناية عن التصريح بالحقّ. و الأوّل أظهر».

 (4). «الأحْوَلُ»: مَنْ به حَوَلٌ، و هو إقبال الحدقة على الأنف. و قيل: هو ذهاب حدقتها قِبَل مُؤْخِرِها. و قيل غيرذلك. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 191 (حول). و في الوافي: «أي لتعلم أنّ ابنك محمّداً هذا هو الأحول الأكشف الذي أخبر به المخبر الصادق أنّه سيخرج بغير حقّ و يقتل صاغراً».

 (5). قال ابن الأثير: «الأكشف: الذي تَنْبُت له شَعَراتٌ في قُصاص ناصيته ثائرة، لا تكاد تسترسل. و العرب تتشاءم به». النهاية، ج 4، ص 176 (كشف).

 (6). في القاموس: «الأخضر: الأسود». و قال المجلسي: «أقول: و يحتمل أن يكون المراد هنا خُضْرَةُ العين. و هو أيضاً ممّا يُتشاءم به». القاموس المحيط، ج 1، ص 549 (خضر).

 (7). قال ابن الأثير: «السُدَّةُ: كالظُلَّةُ على الباب، لتقي البابَ من المطر. و قيل: هي البابُ نفسه. و قيل: هي الساحة بين يديه». و قال المجلسي: «و ربّما يقرأ بالفتح لمناسبتها للمسيل». النهاية، ج 2، ص 253 (سدد).

 (8). في «ض»:+/ «ذلك». و في البحار:+/ «بين دورها». و قال الجوهري: «الأشجع: قبيلة من غطفان». الصحاح، ج 3، ص 1235 (شجع).

 (9). في «ف، ه، بس» و الوافي: «ذاك».

 (10). في «ب، ج، و» و مرآة العقول: «ليجازينّ». و في «ض، بر» و البحار: «لنجازينّ». و في «ف»: «لنحاربنّ». و في «ه، بس، بف»: «لتحاربنّ». و في «بح»: «ليحاذين».

 (11). في «ض، ف، ه، بر، بف» و البحار: «لنقومنّ».

 (12). «الثأر»: الطلب بالدم. يقال: ثار به و ثأره، أي طلب دمه. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 97 (ثأر).

216
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، مَا أَخْوَفَنِي أَنْ يَكُونَ هذَا الْبَيْتُ يَلْحَقُ صَاحِبَنَا «1»:

 [.................]

 

 مَنَّتْكَ‏

 

 «2» نَفْسُكَ فِي الْخَلَاءِ ضَلَالًا

 أَنعِق بَضأنِك يا جرير فإنّما

 

 مَنّتك نفسك في الخَلاءِ ضَلالا

 

 «3»

______________________________

 (1). في الوافي: «أراد بالصاحب المخاطب».

 (2). في حاشية «بر»: «منّنتك». و قوله: «منّتك»، أي أعطتك نفسك في الخلوة هذه الخصلة الذميمة؛ من المَنّ بمعنى الإحسان و الإنعام و الإعطاء. أو جعلك متيقّناً بالأمانيّ الباطلة، من المَنّ بمعنى اعتقاد المَنّ. أو امتنّ عليك بالضلال، من المَنّ بمعنى الامتنان. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 299؛ مرآة العقول، ج 4، ص 129؛ لسان العرب، ج 13، ص 417- 418 (منن).

 (3). هذا هو عجز بيت صدره:

أَنعِق بَضأنِك يا جرير فإنّما

 

 مَنّتك نفسك في الخَلاءِ ضَلالا

 

الوزن: البحر الكامل. و القائل: الأخطل، و هو غياث بن غوث بن الصلت التغلبي النصراني، و الأخطل لقبه؛ مشتقّ من الخطل: و هو استرخاء الاذنين. و قيل: لقّبه به كعب بن جُعيل الشاعر لبذاءته و سلاطة لسانه. (لسان العرب، ج 11، ص 209- 210، خطل).

و نشأ الأخطل في أطراف الحيرة على النصرانيّة و مات عليها، و كان منقطعاً إلى حكّام بني اميّة، مقدّماً عندهم، فقد مدح معاوية و ابنه يزيد، و هجا الأنصار- رضي اللَّه عنهم- بسببه، و نادم عبدالملك بن مروان، و طوّل لسانه حتّى جاهر بالطعن على الدين و الاستخفاف بالمسلمين، و تناول أعراض المؤمنين و قبائل العرب و أشرافهم، و تعرّض لجرير و الفرزدق بأقبح الهجاء. و مات سنة 90 للهجرة. (خزانة الأدب، ج 1، ص 459- 461؛ الأغاني، ج 8، ص 280؛ الشعر و الشعراء، ص 325؛ دائرة المعارف الإسلاميّة، ج 1، ص 515؛ الأعلام للزركلي، ج 5، ص 123).

المصادر: أوردها الزمخشري في الكشّاف، ج 1، ص 214؛ و البغدادي في خزانة الأدب، ج 11، ص 133؛ و ابن منظور في لسان العرب، ج 1، ص 356. و راجع: ديوان الأخطل، ص 41- 51.

و البيت من قصيدة للشاعر هجا بها جريراً، و روي عن جرير أنّه قال: ما غلبني الأخطل إلّافي هذه القصيدة.

شرح الغريب: النعيق: التصويت، يقال: نعق الراعي بالغنم ينعِق نُعاقاً و نعيقاً: صاح بها و زجرها (لسان العرب، ج 10، ص 356، نعق) و المعنى: أنّك يا جرير من رعاة الغنم، و لست من الأشراف و أهل المفاخر، و ما منّتك به نفسك و سوّلته لك في الفضاء الخالي من الناس، أنّك من العظماء، إنّما هو ضلال باطل لاحقيقة له، لأنّك لاتقدر على إظهاره في الملأ.

217
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

لَا و اللَّهِ، لَايَمْلِكُ أَكْثَرَ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، و لَايَبْلُغُ عَمَلُهُ الطَّائِفَ إِذَا أَحْفَلَ‏ «1»- يَعْنِي إِذَا أَجْهَدَ «2» نَفْسَهُ- و مَا لِلْأَمْرِ مِنْ‏ «3» بُدٍّ أَنْ يَقَعَ، فَاتَّقِ اللَّهَ، و ارْحَمْ نَفْسَكَ وَ بَنِي أَبِيكَ؛ فَوَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَرَاهُ أَشْأَمَ سَلْحَةٍ «4» أَخْرَجَتْهَا أَصْلَابُ الرِّجَالِ إِلى‏ أَرْحَامِ النِّسَاءِ؛ و اللَّهِ، إِنَّهُ الْمَقْتُولُ بِسُدَّةِ أَشْجَعَ بَيْنَ دُورِهَا؛ و اللَّهِ، لَكَأَنِّي بِهِ صَرِيعاً «5»، مَسْلُوباً بِزَّتَهُ‏ «6»، بَيْنَ رِجْلَيْهِ لَبِنَةٌ «7»، و لَايَنْفَعُ هذَا الْغُلَامَ مَا يَسْمَعُ- قَالَ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

يَعْنِينِي‏ «8»- و لَيَخْرُجَنَ‏ «9» مَعَهُ فَيُهْزَمُ‏ «10» و يُقْتَلُ صَاحِبُهُ، ثُمَّ يَمْضِي، فَيَخْرُجُ مَعَهُ‏ «11» رَايَةٌ أُخْرى‏، فَيُقْتَلُ كَبْشُهَا «12»، و يَتَفَرَّقُ‏ «13» جَيْشُهَا، فَإِنْ أَطَاعَنِي، فَلْيَطْلُبِ الْأَمَانَ عِنْدَ ذلِكَ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ حَتّى‏ يَأْتِيَهُ اللَّهُ بِالْفَرَجِ.

______________________________

 (1). «أحفل» لم نجده في اللغة، فلعلّه تصحيف حَفَلَ، أو حَفَّلَ بمعنى جمع، أي جمع هِمَّتَهُ، يقال: حَفَلَ اللبنَ‏وحفّله، أي جمعه. و في اللغة: ذوحفيل في أمره، أي ذو اجتهاد. و فيها أيضاً: رجل ذو حفل و حفلة، أي مبالغ فيما أخذ من الامور. و الكلّ قريب من تفسير الراوي. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 157؛ القاموس المحيط، ج 2 ص 1303 (حفل).

 (2). في «ب، ج، ف، ه، بح» و الوافي: «إذا جهد».

 (3). في «ب»:-/ «من».

 (4). «السَلْحُ»: هو من الطائر كالتغوّط من الإنسان. اطلق على النطفة استعارة. راجع: المصباح المنير، ص 285 (سلح).

 (5). «صَرِيعاً» أي مطروحاً بالأرض؛ من الصَرْع، و هو الطرح بالأرض. و خصّه بعضهم بالإنسان. راجع: لسان‏العرب، ج 8، ص 197 (صرع).

 (6). «بزّته» منصوب كما في بعض النسخ؛ لأنّه مفعولٌ ثانٍ، و الأوّل مستتر في مسلوباً. و قال الجوهري: البَزُّ من‏الثياب: أمتعة البزّاز. و البَزُّ أيضاً: السلاح. و البِزَّةُ بالكسر: الهيئة. و البِزَّةُ أيضاً: السلاح. الصحاح، ج 3، ص 865 (بزز).

 (7). اللَبِنَةُ: و احدة اللَبِن، و هي التي يُبْنى بها الجدار. و يقال: بكسر اللام و سكون الباء، كناية عن ستر عورته بها. راجع: الوافي، ج 2، ص 162؛ و النهاية، ج 4، ص 229 (لبن).

 (8). في «ب»: «يعتبني».

 (9). في «ه، بس»: «لتخرجنّ».

 (10). في «ه»: «فتهزم». و في حاشية «ض» و البحار: «فينهزم».

 (11). قال المجلسي في مرآة العقول: «و الأظهر «مع» بلا ضمير».

 (12). كَبْشُ القوم: رئيسهم و سيّدهم، و كبش الجيش: أميرهم. راجع: لسان العرب، ج 6، ص 338 (كبش).

 (13). في «بح» و حاشية «بر» و الوافي: «يهزم».

218
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

وَ لَقَدْ عَلِمْتُ‏ «1» بِأَنَّ هذَا الْأَمْرَ لَايَتِمُّ، و إِنَّكَ لَتَعْلَمُ و نَعْلَمُ أَنَّ ابْنَكَ الْأَحْوَلُ الْأَخْضَرُ الْأَكْشَفُ الْمَقْتُولُ بِسُدَّةِ أَشْجَعَ بَيْنَ دُورِهَا عِنْدَ بَطْنِ مَسِيلِهَا».

فَقَامَ أَبِي و هُوَ يَقُولُ: بَلْ يُغْنِي اللَّهُ‏ «2» عَنْكَ؛ و لَتَعُودَنَّ، أَوْ لَيَقِي‏ «3» اللَّهُ بِكَ و بِغَيْرِكَ، وَ مَا أَرَدْتَ‏ «4» بِهذَا إِلَّا امْتِنَاعَ‏ «5» غَيْرِكَ، و أَنْ تَكُونَ ذَرِيعَتَهُمْ إِلى‏ ذلِكَ‏ «6».

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «اللَّهُ يَعْلَمُ مَا أُرِيدُ إِلَّا نُصْحَكَ و رُشْدَكَ، و مَا عَلَيَ‏ «7» إِلَّا الْجَهْدُ «8»».

فَقَامَ أَبِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُغْضَباً، فَلَحِقَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ: «أُخْبِرُكَ أَنِّي سَمِعْتُ عَمَّكَ- و هُوَ خَالُكَ‏ «9»- يَذْكُرُ أَنَّكَ و بَنِي أَبِيكَ سَتُقْتَلُونَ، فَإِنْ أَطَعْتَنِي و رَأَيْتَ أَنْ تَدْفَعَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَافْعَلْ؛ فَوَ اللَّهِ‏ «10»- الَّذِي لَاإِلهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ و الشَّهَادَةِ، الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ عَلى‏ خَلْقِهِ‏ «11»- لَوَدِدْتُ أَنِّي فَدَيْتُكَ بِوُلْدِي، و بِأَحَبِّهِمْ إِلَيَّ، و بِأَحَبِّ أَهْلِ بَيْتِي إِلَيَّ، و مَا يَعْدِلُكَ عِنْدِي شَيْ‏ءٌ، فَلَا تَرى‏ أَنِّي‏ «12»

______________________________

 (1). في «ج، و»: «علمتُ» بصيغة التكلّم. و ليس في سائر النسخ ما ينافيه. و يجوز فيه الخطاب أيضاً.

 (2). في «ف»: «بل اللَّه يغني».

 (3). في «ج، ف، ه، بس، بف»: «ليفي». و في «و، بح، بر» و حاشية «بح» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «ليفي‏ء».

 (4). في مرآة العقول: «و قرأ بعضهم: أردتُ، بصيغة المتكلّم، أي ما أردتُ بطلب بيعتك إلّارفع امتناع غيرك و أن تكون و سيلتهم إلى المبايعة و المتابعة، و لا يخفى بعده».

 (5). في «ج، بر، بس»: «بهذا الامتناع».

 (6). في «ب، ج، ض، بر، بس، بف» و حاشية «بح» و البحار: «ذاك».

 (7). في «ف»: «عليك».

 (8). «الجَهْد» بالفتح: السعي بأقصى الطاقة. الصحاح، ج 2، ص 460 (جهد).

 (9). و المراد به هو عليّ بن الحسين عليهما السلام، فإنّه خاله حقيقة و عمّه مجازاً؛ فإنّه ابن عمّه كما هو ابن عمّ أبيه الحسن‏أيضاً.

 (10). في «ب، ف، ه، بح» و الوافي و البحار: «و و اللَّه». و في «ج، بس، بف»: «و اللَّه».

 (11). في «ض، ف»:+/ «إنّي».

 (12). في «ه»: «أنّني».

219
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

غَشَشْتُكَ‏ «1»». فَخَرَجَ أَبِي مِنْ عِنْدِهِ مُغْضَباً أَسِفاً «2».

قَالَ‏ «3»: فَمَا أَقَمْنَا بَعْدَ ذلِكَ إِلَّا قَلِيلًا- عِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ نَحْوَهَا- حَتّى‏ قَدِمَتْ رُسُلُ أَبِي جَعْفَرٍ، فَأَخَذُوا أَبِي و عُمُومَتِي: سُلَيْمَانَ بْنَ حَسَنٍ‏ «4»، و حَسَنَ بْنَ حَسَنٍ، و إِبْرَاهِيمَ بْنَ حَسَنٍ، و دَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ، و عَلِيَّ بْنَ حَسَنٍ، و سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ حَسَنٍ، و عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنٍ، و حَسَنَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنٍ، و طَبَاطَبَا «5» إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَسَنٍ، و عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ.

قَالَ‏ «6»: فَصُفِّدُوا «7» فِي الْحَدِيدِ، ثُمَّ حُمِلُوا فِي مَحَامِلَ‏ «8» أَعْرَاءً «9» لَاوِطَاءَ «10» فِيهَا، و وُقِّفُوا بِالْمُصَلّى‏ «11» لِكَيْ يَشْتِمَهُمُ‏ «12» النَّاسُ.

قَالَ: فَكَفَّ النَّاسُ عَنْهُمْ، و رَقُّوا لَهُمْ لِلْحَالِ الَّتِي هُمْ فِيهَا، ثُمَّ انْطَلَقُوا بِهِمْ حَتّى‏ وُقِّفُوا عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيُّ: فَحَدَّثَتْنَا خَدِيجَةُ بِنْتُ‏ «13» عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّهُمْ‏

______________________________

 (1). في القاموس: «غَشَّهُ: لم يمحضه النُصْحَ، أو أظهر له خلاف ما أضمره». القاموس المحيط، ج 1، ص 817 (غشش).

 (2). «أسفاً»، أي حزيناً؛ من الأسف بمعنى أشدّ الحزن. الصحاح، ج 4، ص 1330 (أسف).

 (3). في «ه»: «فقال».

 (4). لفظة «حسن» هذه و مابعده في الوافي: «الحسن».

 (5). في «ف»:+/ «بن».

 (6). في البحار: «و قال».

 (7). قوله: صُفِدُوا، أو صُفِّدُوا، أي شُدُّوا و أُوثقوا بالأغلال. راجع: النهاية، ج 3، ص 35 (صفد).

 (8). في «ض»: «المحامل».

 (9). «الأعْراء»: جمع العَراء، و هو المكان الفضاء لا يَسْتَتر فيه شي‏ء. لسان العرب، ج 15، ص 49 (عرا).

 (10). قال الجوهري: «الوِطاءُ: خلاف الغطاء». و المراد عدم الفرش تحتهم، كما في مرآة العقول و راجع: الصحاح، ج 1، ص 81 (وطأ).

 (11). في «ه»:+/ «للنّاس».

 (12). هكذا في «ب، ج، ف، ه، و، بح، بر، بس» و حاشية «بف» و البحار. و يؤيّده عدم مجي‏ء شمت متعدّياً، و عدم تناسب الإشمات للمقام. و في المطبوع و الوافي: «يشمتهم».

 (13). في «ه»: «ابنة».

220
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

لَمَّا أُوقِفُوا عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ- الْبَابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: بَابُ جَبْرَئِيلَ- أَطْلَعَ‏ «1» عَلَيْهِمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و عَامَّةُ رِدَائِهِ مَطْرُوحٌ بِالْأَرْضِ- ثُمَّ أَطْلَعَ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ:

 «لَعَنَكُمُ اللَّهُ يَا مَعَاشِرَ «2» الْأَنْصَارِ- ثَلَاثاً- مَا عَلى‏ هذَا عَاهَدْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و لَا بَايَعْتُمُوهُ، أَمَا و اللَّهِ إِنْ‏ «3» كُنْتُ حَرِيصاً، و لكِنِّي غُلِبْتُ، و لَيْسَ لِلْقَضَاءِ مَدْفَعٌ».

ثُمَّ قَامَ و أَخَذَ إِحْدى‏ نَعْلَيْهِ، فَأَدْخَلَهَا رِجْلَهُ، و الْأُخْرى‏ فِي يَدِهِ، و عَامَّةُ رِدَائِهِ يَجُرُّهُ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ‏ «4»، فَحُمَّ عِشْرِينَ لَيْلَةً لَمْ يَزَلْ يَبْكِي فِيهَا «5» اللَّيْلَ و النَّهَارَ حَتّى‏ خِفْنَا عَلَيْهِ. فَهذَا حَدِيثُ خَدِيجَةَ.

قَالَ الْجَعْفَرِيُّ: و حَدَّثَنَا «6» مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ:

أَنَّهُ لَمَّا طُلِعَ‏ «7» بِالْقَوْمِ فِي الْمَحَامِلِ، قَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ أَهْوى‏ إِلَى الْمَحْمِلِ‏ «8» الَّذِي فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ يُرِيدُ كَلَامَهُ، فَمُنِعَ أَشَدَّ الْمَنْعِ، و أَهْوى‏ إِلَيْهِ الْحَرَسِيُ‏ «9»، فَدَفَعَهُ، و قَالَ: تَنَحَّ عَنْ هذَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَكْفِيكَ‏ «10» و يَكْفِي غَيْرَكَ، ثُمَ‏

______________________________

 (1). ظاهر النسخ هو الاتّفاق على الإفعال في الموردين، و يجوز الافتعال لغةً أيضاً. و التفصيل بين الموردين- كمافي شرح المازندراني، ج 6، ص 301، و مرآة العقول، ج 4، ص 132- لا ملزم له.

 (2). في «بح» و البحار: «معشر».

 (3). في «ب»: «إنّي». و قوله: «إن»: مخفّفة من المثقّلة، و ضمير الشأن محذوف، يعني قد كنت حريصاً على دفع هذا الأمر عنهم بالنصيحة لهم. راجع: الوافي، ج 2، ص 162؛ مرآة العقول، ج 4، ص 133.

 (4). في البحار: «في بيته».

 (5). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع: «فيه».

 (6). في «ه»: «فحدّثنا».

 (7). في «ض»: «اطلع».

 (8). «أهوى إلى المحمل»، أي مدّ يده نحوه و أمالها إليه. راجع: النهاية، ج 5، ص 285 (هوا).

 (9). قال ابن الأثير: «الحَرَسِيُّ بفتح الراء: و احد الحُرّاس و الحَرَس، و هم خَدَم السلطان، المرتّبون لحفظه‏وحِراسته. و الحَرَسِيُّ و احد الحَرَس، كأنّه منسوب إليه، حيث قد صار اسم جنس. و يجوز أن يكون منسوباً إلى الجمع شاذّاً». النهاية، ج 1، ص 367 (حرس).

 (10). في «ف»: «يكفيك».

221
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

دُخِلَ بِهِمُ الزُّقَاقَ، و رَجَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ مَنْزِلِهِ، فَلَمْ يُبْلَغْ‏ «1» بِهِمُ الْبَقِيعَ حَتَّى ابْتُلِيَ الْحَرَسِيُّ بَلَاءً شَدِيداً، رَمَحَتْهُ نَاقَتُهُ‏ «2»، فَدَقَّتْ و رِكُهُ‏ «3»، فَمَاتَ فِيهَا، و مُضِيَ‏ «4» بِالْقَوْمِ‏ «5».

فَأَقَمْنَا بَعْدَ ذلِكَ‏ «6» حِيناً، ثُمَّ أُتِيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ‏ «7»، فَأُخْبِرَ أَنَّ أَبَاهُ وَ عُمُومَتَهُ قُتِلُوا- قَتَلَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ «8»- إِلَّا حَسَنَ بْنَ جَعْفَرٍ و طَبَاطَبَا و عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ وَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ و دَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ و عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ.

قَالَ: فَظَهَرَ «9» مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عِنْدَ ذلِكَ، و دَعَا النَّاسَ لِبَيْعَتِهِ.

قَالَ: فَكُنْتُ ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ بَايَعُوهُ، و اسْتَوْثَقَ‏ «10» النَّاسَ لِبَيْعَتِهِ، و لَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ قُرَشِيٌّ و لَاأَنْصَارِيٌّ و لَاعَرَبِيٌّ.

قَالَ: و شَاوَرَ «11» عِيسَى بْنَ زَيْدٍ «12»- و كَانَ‏ «13» مِنْ ثِقَاتِهِ و كَانَ عَلى‏ شُرَطِهِ‏ «14»- فَشَاوَرَهُ‏

______________________________

 (1). هكذا في «بح»، مع عدم ما ينافيه في النسخ. و في مرآة العقول: «فلم يبلغ، على بناء المجهول، أو المعلوم» و يؤيّد الأوّل عدم و جود الفاعل.

 (2). في «ض، ه، بس، بف» و حاشية «بح» و الوافي: «ناقة». و قوله: «رَمَحَتْهُ ناقتُه»، أي ضربته برجلها. يقال: رَمَحَهُ الفرس و البغل و الحمار، إذا ضربه برجله. راجع: الصحاح، ج 1، ص 367 (رمح).

 (3). «الوَرِك»: ما فوق الفخذ. الصحاح، ج 10، ص 509 (ورك).

 (4). هكذا في «ه، بح». و قال في مرآة العقول: «مُضِيَ، على بناء المجهول، كأُتيَ و أُخبر». و يؤيّده عدم و جود الفاعل.

 (5). في البحار: «القوم».

 (6). في «بح»:+/ «ثَمّ» بفتح الثاء.

 (7). في الوافي و البحار: «الحسن».

 (8). يعني الدوانيقي.

 (9). في «ب، ه» و حاشية «بح»: «و ظهر».

 (10). هكذا في «ب، ج، ض، ف، ه، و، بح، بس، بف» و البحار. أي استوثق من الناس، فهو منصوب بنزع‏الخافض. و في «بر» و حاشية «بح، بس» و الوافي و مرآة العقول: «استوسق»، بمعنى اجتمع. و في المطبوع: «استونق» و لكن لم نجده في اللغة.

 (11). في «ف»: «شاهد».

 (12). في «ف»: «يزيد».

 (13). في «ف»: «فكان».

 (14). في «ب، ض» و حاشية «بح، بر» و البحار: «شرطته». و «الشُرَط»: جمع الشُرطَة، و هي أوّل طائفة من الجيش تشهد الوقعة. و شُرَط السلطان: نُخبة أصحابه الذين يقدّمهم على غيرهم من جنده. راجع: النهاية، ج 2، ص 460 (شرط).

222
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فِي الْبِعْثَةِ «1» إِلى‏ وُجُوهِ قَوْمِهِ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ زَيْدٍ «2»: إِنْ دَعَوْتَهُمْ دُعَاءً يَسِيراً، لَمْ يُجِيبُوكَ، أَوْ تَغْلُظَ عَلَيْهِمْ، فَخَلِّنِي و إِيَّاهُمْ، فَقَالَ‏ «3» لَهُ مُحَمَّدٌ: امْضِ إِلى‏ مَنْ أَرَدْتَ مِنْهُمْ، فَقَالَ: ابْعَثْ إِلى‏ رَئِيسِهِمْ و كَبِيرِهِمْ- يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَإِنَّكَ إِذَا أَغْلَظْتَ‏ «4» عَلَيْهِ، عَلِمُوا جَمِيعاً أَنَّكَ سَتُمِرُّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ‏ «5» الَّتِي أَمْرَرْتَ عَلَيْهَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

قَالَ: فَوَ اللَّهِ، مَا لَبِثْنَا أَنْ‏ «6» أُتِيَ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتّى‏ أُوقِفَ‏ «7» بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ زَيْدٍ «8»: أَسْلِمْ؛ تَسْلَمْ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَ حَدَثَتْ نُبُوَّةٌ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟».

فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ «9»: لَا، و لكِنْ بَايِعْ؛ تَأْمَنْ عَلى‏ نَفْسِكَ و مَالِكَ و وُلْدِكَ، و لَاتُكَلَّفَنَّ حَرْباً.

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَا فِيَّ حَرْبٌ و لَاقِتَالٌ‏ «10»، و لَقَدْ تَقَدَّمْتُ‏ «11» إِلى‏ أَبِيكَ، وَ حَذَّرْتُهُ الَّذِي حَاقَ بِهِ‏ «12»، و لكِنْ لَايَنْفَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، يَا ابْنَ‏

______________________________

 (1). في «ف»: «البيعة».

 (2). في «ف»: «يزيد».

 (3). في «ب»: «قال».

 (4). في «ب، بر، بس، بف»: «غلّظت» بالتضعيف. و في «ض»: «غلظت».

 (5). في «ف»: «الطريقة».

 (6). في «ج، ف، بح، بر، بس، بف» و حاشية «ه»: «إذ».

 (7). في «ب»: «وقف». و في حاشية «بف»: «فوقف».

 (8). في «ف»: «يزيد».

 (9). يأتي فيما بعد تعبير الإمام عليه السلام عنه ب «ابن أخي» و هو يؤيّد كون المخاطب هو عيسى بن زيد لا محمّداً و إن كان‏ما يأتي من قوله: «فقال له عيسى بن زيد» يأباه.

 (10). احتمل المجلسي في مرآة العقول كونه: قَتال، بفتح القاف بمعنى القوّة. ثمّ قال: «أي ليس لي قوّة على الحرب‏ولا غيره». و راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1382 (قتل).

 (11). في «ج، بر، بف»: «و لكن لقد تقدّمت». و في «بح، بس»: «و لكن تقدّمت» و في الوافي: «و قد تقدّمت».

 (12). قال الجوهري: «حاق به الشي‏ء يحيق، أي أحاط به. و حاق بهم العذاب، أي أحاط بهم و نزل». الصحاح، ج 4، ص 1466 (حيق).

223
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

أَخِي‏ «1»، عَلَيْكَ بِالشَّبَابِ‏ «2»، و دَعْ عَنْكَ الشُّيُوخَ».

فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: مَا أَقْرَبَ مَا بَيْنِي و بَيْنَكَ فِي السِّنِّ!

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنِّي لَمْ أُعَازَّكَ‏ «3»، و لَمْ أَجِئْ لِأَتَقَدَّمَ عَلَيْكَ فِي الَّذِي أَنْتَ فِيهِ».

فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: لَاوَ اللَّهِ، لَابُدَّ مِنْ أَنْ تُبَايِعَ‏ «4».

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَا فِيَّ يَا ابْنَ أَخِي طَلَبٌ و لَاحَرْبٌ‏ «5»، و إِنِّي لَأُرِيدُ «6» الْخُرُوجَ إِلَى الْبَادِيَةِ، فَيَصُدُّنِي ذلِكَ، و يَثْقُلُ عَلَيَّ حَتّى‏ تُكَلِّمَنِي‏ «7» فِي ذلِكَ الْأَهْلُ غَيْرَ مَرَّةٍ، و لَايَمْنَعُنِي‏ «8» مِنْهُ إِلَّا الضَّعْفُ، و اللَّهِ و الرَّحِمِ‏ «9» أَنْ تُدْبِرَ «10» عَنَّا، و نَشْقى‏ «11» بِكَ».

______________________________

 (1). محمّد هذا حسنيّ فلا يمكن أن يكون ابن أخ الصادق عليه السلام إلّاأن يكون أبوه أخاً رضاعياً له عليه السلام. و يحتمل أن يكون المخاطب هو عيسى بن زيد و كان محمّد خطأً و إن كان ما يأتي من قوله: «فقال له عيسى بن زيد» يأباه.

 (2). في «ف»: «بالشبّان». و في حاشية «ج»: «الشبّان».

 (3). في «ج، بح، بر، بس»: «لم اغازّك» بالمعجمتين، أي لم انازعك. و في «بف»: «لم اعارّك» بالمهملتين، أي لم‏اقاتلك و لم اوذك. و في الوافي: «لم اعادك». و قوله: «لم اعازّك»، أي اغالبك. يقال: عازّني فعززته، أي غالبني فغلبته. و الاسم: العزّة، و هي القوّة و الغلبة. راجع: لسان العرب، ج 5، ص 378 (عزز).

 (4). في «بس»:-/ «من أن تبايع».

 (5). في «ج، ف، ه» و الوافي و مرآة العقول و البحار: «هرب».

 (6). في «ف»: «اريد».

 (7). في «ب، بح» و الوافي و مرآة العقول: «يكلّمني».

 (8). في «ض، بح، بر، بس، بف» و البحار: «و ما يمنعني».

 (9). في مرآة العقول: «و اللَّه و الرحم، بالجرّ، أي أنشد باللَّه و بالرحم في أن لا تدبر. أو بالنصب، بتقدير أذكر أن تدبر».

 (10). قال المازندراني: «تدبر، إمّا مجرّد، أو مزيد. و الدابر: الرجل الذي يقطع رحمه، و الإدبار عن الشي‏ء: نقيض الإقبال إليه». و في اللغة: يقال: رجلٌ أدابِرٌ للذي يقطع رحمه، مثل أَباتِر. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 303؛ الصحاح، ج 2، ص 653 (دبر).

 (11). في شرح المازندراني: «أو نشقي». و قوله: «نشقى بك»، أي يلحقنا الشقاء و نقع في التعب و العناء بسبب مبايعتك؛ من الشَقاء، و هو الشِدَّة و العُسْرة. راجع: الوافي، ج 2، ص 163؛ لسان العرب، ج 14، ص 439 (شقا).

224
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَدْ و اللَّهِ مَاتَ أَبُو الدَّوَانِيقِ‏ «1» يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ «2».

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَ مَا تَصْنَعُ بِي و قَدْ مَاتَ؟».

قَالَ: أُرِيدُ الْجَمَالَ‏ «3» بِكَ.

قَالَ: «مَا إِلى‏ مَا تُرِيدُ سَبِيلٌ، لَاوَ اللَّهِ، مَا مَاتَ أَبُو الدَّوَانِيقِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَاتَ مَوْتَ النَّوْمِ».

قَالَ: و اللَّهِ، لَتُبَايِعُنِي‏ «4» طَائِعاً أَوْ مُكْرَهاً «5»، و لَاتُحْمَدُ «6» فِي بَيْعَتِكَ‏ «7»، فَأَبى‏ عَلَيْهِ إِبَاءً شَدِيداً، و أَمَرَ «8» بِهِ إِلَى الْحَبْسِ.

فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ زَيْدٍ: أَمَا إِنْ طَرَحْنَاهُ فِي السِّجْنِ- و قَدْ خَرِبَ السِّجْنُ، و لَيْسَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ‏ «9» غَلَقٌ‏ «10»- خِفْنَا أَنْ يَهْرُبَ مِنْهُ، فَضَحِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ: «لَا حَوْلَ‏ «11» وَ لَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَ و تُرَاكَ تَسْجُنُنِي؟».

قَالَ: نَعَمْ، و الَّذِي أَكْرَمَ‏ «12» مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِالنُّبُوَّةِ «13» لَأَسْجُنَنَّكَ، و لَأُشَدِّدَنَّ عَلَيْكَ،

______________________________

 (1). «الدانِقُ» و «الدانَقُ»: سدس الدينار و الدرهم، و الجمع دَوانِق و الدوانيق. الأخيرة شاذّة. و منهم من فصّله فقال: جمع دانِق: دَوانِقَ، و جمع دانَق: دَوانيق. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 105 (دنق).

 (2). في «ف»:+/ «المقهور لعنه اللَّه».

 (3). في حاشية «ف»: «الكمال».

 (4). في «ب»: «لتبايعنّ».

 (5). في «ب، ج، بس»: «مكروهاً».

 (6). في «بر، بف»: «و لا تحمل».

 (7). في «ه»: «تبعتك».

 (8). في «ج، ض، بر»: «فأمر». و في حاشية «بح» و الوافي و البحار: «فامر».

 (9). في «ب، ج، بح، بس، بف» و الوافي: «اليوم عليه».

 (10). الغَلَقُ بالتحريك: المِغْلاقُ، و هو ما يُغْلَق به الباب. الصحاح، ج 4، ص 1538 (غلق).

 (11). قال ابن الأثير: «الحَوْلُ هاهنا: الحركة. يقال: حالَ الشخص يحول، إذا تحرّك. المعنى: لا حركة و لا قوّة إلّابمشيئة اللَّه تعالى. و قيل: الحَوْل: الحِيلة، و الأوّل أشبه». النهاية، ج 1، ص 462 (حول).

 (12). في «ف»: «كرّم».

 (13). في «بر»:+/ «و».

225
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَقَالَ عِيسَى بْنُ زَيْدٍ: احْبِسُوهُ فِي الْمَخْبَا «1»- و ذلِكَ‏ «2» دَارُ رَيْطَةَ «3» الْيَوْمَ- فَقَالَ لَهُ‏ «4» أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَمَا و اللَّهِ‏ «5» إِنِّي سَأَقُولُ، ثُمَّ أُصَدَّقُ‏ «6»».

فَقَالَ لَهُ‏ «7» عِيسَى بْنُ زَيْدٍ: لَوْ تَكَلَّمْتَ لَكَسَرْتُ‏ «8» فَمَكَ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَمَا و اللَّهِ‏ «9» يَا أَكْشَفُ يَا أَزْرَقُ‏ «10»، لَكَأَنِّي بِكَ تَطْلُبُ‏ «11» لِنَفْسِكَ جُحْراً «12» تَدْخُلُ فِيهِ، و مَا أَنْتَ فِي‏ «13» الْمَذْكُورِينَ عِنْدَ اللِّقَاءِ «14»، و إِنِّي لَأَظُنُّكَ- إِذَا صُفِّقَ‏ «15» خَلْفَكَ- طِرْتَ مِثْلَ الْهَيْقِ‏ «16» النَّافِرِ». فَنَفَرَ

______________________________

 (1). في «بح»: «بالمخبأ». و «المَخْبَأ»: موضع الاستتار. اسم مكان من خَبَأ الشي‏ء يَخْبَؤ خَبْأً، أي ستره و أخفاه، فاختبأ، أي استتر و اختفى. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 62 (خبأ).

 (2). في «ب، ج، بح، بر، بف» و حاشية بدرالدين: «ذاك».

 (3). في «بح، بس» و الوافي: «ربطه». و قوله: «الرَيْطَةُ»: المُلاءَةُ إذا كانت قِطْعة و احدة و لم تكن لِفْقَيْن. و قيل: الريطة كلّ مُلاءة غير ذات لِفْقَيْن. و قيل: هو كلّ ثوب ليّن دقيق، و هي للمرأة أيضاً، أي دار ينسج فيها الريطة، أو توضع فيها. و في بعض النسخ: ربطة، أي دار تربط فيها الخيل. قال المجلسي: «و الأظهر عندي أنّه بالمثنّاة اسم ريطه بنت عبد اللَّه محمّد بن الحنفيّة امّ يحيى بن زيد، و كانت ريطة في هذا اليوم تسكن هذه الدار». راجع: لسان العرب، ج 7، ص 370 (ريط).

 (4). في «ب، ج، ف، ه، بح، بس»:-/ «له».

 (5). في «ب»: «إنّي أما و اللَّه». و في «ف، ه، بح، بس، بف» و الوافي:-/ «أما و اللَّه».

 (6). «اصدق» بتشديد الدال و تخفيفها، كما احْتمله في الوافي و مرآة العقول.

 (7). في «ب»:-/ «له». و في «بف»: «ثمّ قال له».

 (8). في «ف»: «لكسّرت» بالتثقيل.

 (9). في «بح»:-/ «أما و اللَّه».

 (10). «الأزرق»: ذو الزُرْقَة، و هي خضرة في سواد العين. و قيل: هو أن يتغشّى سوادَها بياض. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 138 (زرق).

 (11). في «بح»: «لتطلب».

 (12). «الجُحْرُ»: كلّ شي‏ء يُحْتَفَرُ في الأرض إذا لم يكن من عظام الخلق. قال ابن سيدة: الجُحْرُ كلّ شي‏ء تحتفره الهوامّ و السباع لأنفسها. لسان العرب، ج 4، ص 117 (جحر).

 (13). في حاشية «ف»: «من».

 (14). في «ف»: «لقاء اللَّه». و في الوافي: «عند اللقاء، أي لقاء العدوّ».

 (15). الصَفْقُ: الضرب الذي يُسْمَعُ له صوت، و كذلك التصفيق: ضرب إحدى اليدين بالاخرى. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1507 (صفق).

 (16). «الهَيْقُ»: الظَليم، و هو ذَكَر النَعام، و هو نوع من الطيور. و يقال: رجلٌ هَيْقٌ، يُشَبَّهُ بالظَليم لِنِفاره و جبنه. ف راجع: ترتيب كتاب العين، ج 3، ص 1915 (هيق).

226
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

عَلَيْهِ‏ «1» مُحَمَّدٌ بِانْتِهَارٍ «2»: احْبِسْهُ، و «3» شَدِّدْ عَلَيْهِ، و اغْلُظْ عَلَيْهِ.

فَقَالَ لَهُ‏ «4» أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَمَا و اللَّهِ لَكَأَنِّي بِكَ خَارِجاً مِنْ سُدَّةِ أَشْجَعَ إِلى‏ بَطْنِ الْوَادِي‏ «5»، و قَدْ حَمَلَ عَلَيْكَ فَارِسٌ مُعْلِمٌ‏ «6»، فِي يَدِهِ طِرَادَةٌ «7»، نِصْفُهَا أَبْيَضُ، و نِصْفُهَا أَسْوَدُ، عَلى‏ فَرَسٍ كُمَيْتٍ‏ «8» أَقْرَحَ‏ «9»، فَطَعَنَكَ‏ «10»، فَلَمْ يَصْنَعْ فِيكَ شَيْئاً، و ضَرَبْتَ‏ «11» خَيْشُومَ‏ «12»

______________________________

 (1). قرأه الفيض على بناء المجرّد؛ حيث قال: النفر: الزجر و الغلظة. و قرأه المازندراني و المجلسي: فَنَفَّرَ عليه، على بناء التفعيل، كما في «ج، ض، ف» و هو مُساعَدٌ بما في اللغة: نَفَّرَ الحاكمُ أحدَهما على صاحبه تنفيراً، أي قضى عليه بالغلبة، و كذلك أنفره. قال المازندراني: «يعني قضى محمّد لعيسى بن زيد و حكم له على أبي عبد اللَّه بالغلبة»، ثمّ نقل عن بعض النسخ: «فنغر عليه» بمعنى اغتاظ. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 304؛ الوافي، ج 2، ص 163؛ مرآة العقول، ج 4، ص 139؛ لسان العرب، ج 5، ص 22 (نفر).

 (2). «النَهْرُ» و «الانتهار»: الزَجْر بمغالظة. يقال: نَهَرَهُ و انتهره، إذا زجره بكلام غليظ. راجع: المغرب، ص 472 (نهر).

 (3). في الوافي:-/ «و».

 (4). في «ب»:-/ «له».

 (5). «الوادِي»: كلّ مَفْرَج بين الجبال و التلال و الآكام، سمّي بذلك لسَيَلانه، يكون مَسْلكاً للسيل و منفذاً. لسان‏العرب، ج 15، ص 384 (ودى).

 (6). في «ج، بح، بر» و ظاهر الشروح: «مُعْلِمٌ» بكسر اللام، و ليس في غيرها ما ينافيه. من قولهم: أعلم الفارسُ، أي جعل لنفسه علامة الشُجْعان، فهو مُعْلِمٌ. و رجلٌ مُعْلِمٌ، إذا عُلِم مكانه في الحرب بعلامة أعلمها. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 419 (علم).

 (7). ظاهر الشروح: «طِرادةٌ» و هو مساعَد بما في اللغة. و الطِرادُ: الرُمْح الصغير؛ لأنّ صاحبه يطارد به. و كذلك المِطْرَدُ. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 268 (طرد).

 (8). الكُمَيْتُ من الخيل، يستوي فيه المذكّر و المؤنّث، و لونه الكُمْتَةُ، و هي حُمْرَةٌ يدخلها قُنُوءٌ، و هو سواد غيرخالص. راجع: الصحاح، ج 1، ص 263 (كمت).

 (9). «الأقْرَحُ»: هو ما كان في جبهته قُرْحَةٌ، و هي بياض يسير في و جه الفرس دون الغُرَّة، و الغرّة: بياض في جبهته فوق الدرهم. راجع: النهاية، ج 4، ص 36 (قرح).

 (10). «فَطَعَنَكَ»، أي ضربك. يقال: طَعَنَهُ بالرُمح، أي ضربه. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1594 (طعن).

 (11). في «ض، بر»: «فضربت».

 (12). الخَيْشُومُ من الأنف: مافوق نُخْرَته من القَصَبة و ما تحتها من خشارِمِ رأسه، أو هو غُرْضُوف في أقصى الأنف بينه و بين الدماغ، أو عرقٌ في باطن الأنف، أو هو أقصى الفم. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 178 (خشم).

227
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَرَسِهِ، فَطَرَحْتَهُ، و حَمَلَ عَلَيْكَ آخَرُ خَارِجٌ مِنْ زُقَاقِ آلِ أَبِي عَمَّارٍ الدُّؤَلِيِّينَ‏ «1»، عَلَيْهِ غَدِيرَتَانِ‏ «2» مَضْفُورَتَانِ‏ «3»، و «4» قَدْ خَرَجَتَا مِنْ تَحْتِ بَيْضَتِهِ‏ «5» كَثِيرُ شَعْرِ الشَّارِبَيْنِ، فَهُوَ و اللَّهِ صَاحِبُكَ، فَلَا رَحِمَ اللَّهُ رِمَّتَهُ‏ «6»».

فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، حَسِبْتَ فَأَخْطَأْتَ. و قَامَ إِلَيْهِ السُّرَاقِيُّ بْنُ سَلْخِ الْحُوتِ‏ «7»، فَدَفَعَ فِي ظَهْرِهِ حَتّى‏ أُدْخِلَ‏ «8» السِّجْنَ‏ «9»، و اصْطُفِيَ مَا كَانَ لَهُ مِنْ مَالٍ، و مَا كَانَ لِقَوْمِهِ مِمَّنْ لَمْ يَخْرُجْ مَعَ مُحَمَّدٍ.

______________________________

 (1). في «ف»: «الديلين». و في «بح» و شرح المازندراني: «الديليين». و في البحار: «الدئليين». و «الدُئل» بكسرالهمزة: هم حيّ من كنانة، و ينسب إليهم أبو الأسود الدُئَلي. فتفتح الهمزة استثقالًا و استيحاشاً لتوالي الكسرتين مع ياء النسب. و ربّما قالوا: الدُوَلي بقلب الهمزة و اواً؛ لأنّ الهمزة إذا انفتحت و كانت قبلها ضمّة فتخفيفها أن تقلبها و اواً محضةً. و قال الكلبيّ: هو أبو الأسود الدِيليّ فقلب الهمزة ياء حين انكسرت، فإذا انقلبت ياء كسرت الدال لتسلم الياء، و الدِيلُ: حيّ من عبد القيس ينسب إليه الدِيليّ، و هما ديلان.

و في المرآة عن بعض النسخ: الدِيلين، و عن بعضها: الديليّ. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1694 (دئل) و ص 1700 (دول).

 (2). «الغَدِيرتان»: الذُؤابتان اللتان تسقطان على الصدر. و الذُؤابة: خُصلة من الشعر المنسوج بعضها على بعض‏مرسلة. راجع: لسان العرب، ج 5، ص 10 (غدر).

 (3). «مضفورتان»، أي منسوجتان، من الضَفْر و هو النسج، راجع: النهاية، ج 3، ص 92 (ضفر).

 (4). في «ب، ض، و، بح، بر، بس» و الوافي و البحار:-/ «و».

 (5). هكذا في «ج، ض، ف، ه، و، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار. و في «ب»: «بيضه». و في المطبوع: «بيضة».

 (6). «الرِمَّةُ»: العظام البالية، و الجمع: رِمَمٌ و رِمامٌ. و المعنى: لا رحمه اللَّه أبداً و لو بعد صيرورته رميماً. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1936 (رمم).

 (7) في البحار: «سلح الحوت». و في مرآة العقول: «سلح الحوت- بالحاء المهملة- من الألقاب المذمومة التي‏تنابزها تشبيهاً بعذرة الحوت، كما مرّ في سلح الغراب. و في بعض النسخ بالخاء المعجمة تشبيهاً بالحوت المسلوخ، و الأوّل أظهر».

 (8). في مرآة العقول: «حتّى أُدخل، على المجهول، و يحتمل المعلوم، و كذا اصطفي يحتملهما، أي غصب و نهب أمواله عليه السلام و أموال أصحابه».

 (9). في «ف»: «في السجن».

228
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

قَالَ: فَطُلِعَ‏ «1» بِإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، و هُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ضَعِيفٌ، قَدْ ذَهَبَتْ‏ «2» إِحْدى‏ عَيْنَيْهِ، و ذَهَبَتْ‏ «3» رِجْلَاهُ و هُوَ «4» يُحْمَلُ حَمْلًا، فَدَعَاهُ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ ضَعِيفٌ، و أَنَا إِلى‏ بِرِّكَ و عَوْنِكَ أَحْوَجُ.

فَقَالَ لَهُ: لَابُدَّ مِنْ أَنْ تُبَايِعَ.

فَقَالَ لَهُ: و أَيَّ شَيْ‏ءٍ تَنْتَفِعُ بِبَيْعَتِي؛ و اللَّهِ، إِنِّي لَأُضَيِّقُ عَلَيْكَ مَكَانَ اسْمِ رَجُلٍ إِنْ كَتَبْتَهُ.

قَال‏ «5»: لَابُدَّ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ. و أَغْلَظَ «6» لَهُ‏ «7» فِي الْقَوْلِ.

فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ‏ «8»: ادْعُ لِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَلَعَلَّنَا نُبَايِعُ جَمِيعاً.

قَالَ: فَدَعَا جَعْفَراً عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُبَيِّنَ لَهُ فَافْعَلْ، لَعَلَّ اللَّهَ يَكُفُّهُ‏ «9» عَنَّا.

قَالَ: «قَدْ أَجْمَعْتُ‏ «10» أَلَّا أُكَلِّمَهُ، فَلْيَرَ «11» فِيَّ رَأْيَهُ‏ «12»!».

فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ‏ «13» تَذْكُرُ يَوْماً أَتَيْتُ أَبَاكَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ و عَلَيَّ حُلَّتَانِ صَفْرَاوَانِ، فَأَدَامَ‏ «14» النَّظَرَ إِلَيَّ، فَبَكى‏ «15»، فَقُلْتُ لَهُ:

______________________________

 (1). «فطُلِعَ»، أي أُتِيَ به، فالباء للتعدية. يقال: طَلَعَ فلان علينا، أي أتانا. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 997 (طلع).

 (2). في «بف»: «ذهب».

 (3). في «بف»: «ذهب».

 (4). في «ف»: «فهو».

 (5). في «ف»:+/ «له». و في «ه، بر»: «فقال».

 (6). في «ب»: «فأغلظ».

 (7). في «ب» و حاشية «بر» و البحار: «عليه».

 (8). في حاشية «بر»:+/ «جعلت فداك».

 (9). في «ض، ف»: «أن يكفّه». و في «ه»: «يكفيه».

 (10). في «ج»: «اجتمعت».

 (11). هكذا في النسخ و الوافي و البحار. و في المطبوع: «أفَلْيَرَ».

 (12). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و مرآة العقول و البحار. و في المطبوع: «برأيه».

 (13). في «ب»: «أن».

 (14) هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع: «فدام».

 (15). في «ب، ه، بر» و حاشية «بح» و البحار: «ثمّ بكى».

229
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ لِي: «يُبْكِينِي أَنَّكَ تُقْتَلُ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّكَ ضَيَاعاً، لَايَنْتَطِحُ فِي دَمِكَ عَنْزَانِ‏ «1»». قَالَ: فَقُلْتُ: مَتى‏ «2» ذَاكَ؟ قَالَ: «إِذَا دُعِيتَ إِلَى الْبَاطِلِ فَأَبَيْتَهُ؛ و إِذَا نَظَرْتَ إِلَى الْأَحْوَلِ‏ «3» مَشُومِ‏ «4» قَوْمِهِ يَنْتَمِي‏ «5» مِنْ آلِ الْحَسَنِ عَلى‏ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَدْعُو إِلى‏ نَفْسِهِ قَدْ تَسَمّى‏ «6» بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَأَحْدِثْ عَهْدَكَ، و اكْتُبْ و صِيَّتَكَ؛ فَإِنَّكَ مَقْتُولٌ فِي‏ «7» يَوْمِكَ‏ «8» أَوْ مِنْ غَدٍ «9»»!؟

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «نَعَمْ، و «10» هذَا- و رَبِّ الْكَعْبَةِ- لَايَصُومُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَّا أَقَلَّهُ، فَأَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ يَا أَبَا الْحَسَنِ، و أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَنَا فِيكَ، و أَحْسَنَ الْخِلَافَةَ عَلى‏ مَنْ خَلَّفْتَ‏ «11»، و «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» «12»».كلينى، محمد بن

قَالَ: ثُمَّ احْتُمِلَ إِسْمَاعِيلُ، و رُدَّ جَعْفَرٌ إِلَى الْحَبْسِ. قَالَ‏ «13»: فَوَ اللَّهِ، مَا أَمْسَيْنَا

______________________________

 (1). «لا ينتطح في دمك عنزان»، أي لا يصيب أحدهما الآخر بقرنه؛ من نَطَحَهُ، أي أصابه بقرنه. و انتطح، أي‏تناطح. و العَنْزُ: الانثى من المَعْز. و المعنى: لا يلتقي فيه ضعيفان؛ لأنّ النطاح ليس من شأن العُنوز. و هذا مثل يضرب في أمر هيّن لا يكون له تغيير و لا نكير، أو هو إشارة إلى قضيّة مخصوصة لا يجري فيها خُلْف و لا نزاع. راجع: النهاية، ج 5، ص 74؛ المغرب، ص 455؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 367 (نطح)، و ص 714 (عنز).

 (2). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع: «قلت: فمتى».

 (3). في البحار: «أحول».

 (4). اتّفقت النسخ على تخفيف الهمزة. و قال في مرآة العقول: «و المشوم، مخفّف مشؤوم، بالهمزة: ضدّ المبارك».

 (5). في «ج، بر، بح، بف» و حاشية «ه» و الوافي: «يتمنّى». و في «بس» و حاشية «ج»: «يتنمّى». و قوله: «ينتمي»، أي يرتفع. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1756 (نمى).

 (6). في «بح، بف»: «يسمّى». و في «بس»: «يتسمّى».

 (7). في «ب» و حاشية «بح» و البحار: «من».

 (8). في «ف»:+/ «هذا».

 (9). في مرآة العقول: «أو من غد، إمّا تبهيم من الإمام عليه السلام للمصلحة؛ لئلّا ينسب إليهم علم الغيب، أو ترديد من بعض الرواة».

 (10). في «ب»:-/ «و».

 (11). في «بح، بر»: «خلفك».

 (12). البقرة (2): 156.

 (13). في «بف»: «فقال».

230
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

حَتّى‏ دَخَلَ‏ «1» عَلَيْهِ بَنُو أَخِيهِ: بَنُو مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَتَوَطَّؤُوهُ‏ «2» حَتّى‏ قَتَلُوهُ، وَ بَعَثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلى‏ جَعْفَرٍ، فَخَلّى‏ سَبِيلَهُ.

قَالَ: و أَقَمْنَا بَعْدَ ذلِكَ حَتَّى اسْتَهْلَلْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ، فَبَلَغَنَا خُرُوجُ عِيسَى بْنِ مُوسى‏ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ.

قَالَ: فَتَقَدَّمَ‏ «3» مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلى‏ مُقَدِّمَتِهِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، و كَانَ عَلى‏ مُقَدِّمَةِ عِيسَى بْنِ مُوسى‏: وُلْدُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ‏ «4»، و قَاسِمٌ‏ «5»، و مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، و عَلِيٌّ و إِبْرَاهِيمُ بَنُو «6» الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، فَهُزِمَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، و قَدِمَ عِيسَى بْنُ مُوسَى الْمَدِينَةَ، و صَارَ الْقِتَالُ بِالْمَدِينَةِ، فَنَزَلَ بِذُبَابٍ‏ «7»، و دَخَلَتْ عَلَيْنَا الْمُسَوِّدَةُ «8» مِنْ خَلْفِنَا، و خَرَجَ مُحَمَّدٌ فِي أَصْحَابِهِ حَتّى‏ بَلَغَ السُّوقَ، فَأَوْصَلَهُمْ، و مَضى‏، ثُمَّ تَبِعَهُمْ حَتَّى انْتَهى‏ إِلى‏ مَسْجِدِ الْخَوَّامِينَ‏ «9»، فَنَظَرَ

______________________________

 (1). في «ف»: «دخلوا».

 (2). في مرآة العقول: «فتوطّئوه، على باب التفعيل، أي داسوه بأرجلهم». و راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 124 (وطأ).

 (3). في حاشية «بح»: «فقدّم».

 (4). في «بف»:-/ «بن الحسن». و في مرآة العقول: «الظاهر أنّه كان هكذا: و لد الحسن بن زيد بن الحسن قاسم‏وزيد و عليّ و إبراهيم بنو الحسن بن زيد. و لو كان في و لد الحسن بن زيد محمّدٌ لاحتمل أن يكون: و محمّد و زيد، و لكن لم يذكره أرباب النسب. و محمّد بن زيد لا يستقيم؛ لأنّه لم يكن لزيد و لد سوى الحسن كما ذكره أرباب النسب». و له في المرآة توجيهان آخران.

 (5). في حاشية «ج»:+/ «بن الحسن».

 (6). في «ف»: «و بنو».

 (7). الذُباب: هو جبل بالمدينة. النهاية، ج 2، ص 152 (ذبب).

 (8). «المُسَوِّدَةُ»: الذين كانوا يلبسون السود من الثياب، و هم جند بني العبّاس الذين كانوا معهم عيسى بن موسى، كالمُبَيِّضة لأصحاب محمّد لتبييضهم ثيابهم. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 307؛ الوافي، ج 2، ص 163؛ مرآة العقول، ج 4، ص 144.

 (9). «مسجد الخوّامين»: مسجد بنواحي المدينة. و الخام: جلد لم يُدبغ. قال الفيض: «الخوّامين، يشبه أن يكون‏بالحاء المهملة بمعنى الأماكن الغلاظ المنقادة، جمع حومانة». و راجع: مجمع البحرين، ج 6، ص 60.

231
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

إِلى‏ مَا هُنَاكَ فَضَاءٍ لَيْسَ فِيهِ‏ «1» مُسَوِّدٌ و لَامُبَيِّضٌ، فَاسْتَقْدَمَ حَتَّى انْتَهى‏ إِلى‏ شِعْبِ فَزَارَةَ «2»، ثُمَّ دَخَلَ هُذَيْلَ‏ «3»، ثُمَّ مَضى‏ إِلى‏ أَشْجَعَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْفَارِسُ- الَّذِي قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ- مِنْ خَلْفِهِ مِنْ سِكَّةِ هُذَيْلَ، فَطَعَنَهُ، فَلَمْ يَصْنَعْ‏ «4» فِيهِ شَيْئاً، و حَمَلَ عَلَى الْفَارِسِ، فَضَرَبَ‏ «5» خَيْشُومَ فَرَسِهِ بِالسَّيْفِ‏ «6»، فَطَعَنَهُ الْفَارِسُ، فَأَنْفَذَهُ فِي الدِّرْعِ، و انْثَنى‏ عَلَيْهِ‏ «7» مُحَمَّدٌ، فَضَرَبَهُ، فَأَثْخَنَهُ‏ «8»، و خَرَجَ‏ «9» عَلَيْهِ‏ «10» حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ «11»- و هُوَ مُدْبِرٌ «12»

______________________________

 (1). في البحار:-/ «فيه».

 (2). «فزارة»: أبو حيّ من غَطَفانَ، و هو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان. الصحاح، ج 2، ص 781 (فزر).

 (3). «هُذَيْل»: حيّ من مُضَر، و هو هذيل بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَر. الصحاح، ج 5، ص 1849 (هذل).

 (4). في «ب»: «فلم تصنع» أي الصنعة.

 (5). في البحار: «و ضرب».

 (6). في «ض، بح، بس، بف» و الوافي:-/ «بالسيف».

 (7). «انثنى»: انعطف. يقال: ثنيتُ الشي‏ءَ، أي عطفته فانثنى. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2296 (ثنى).

 (8). في حاشية «ج»: «و أثخنه». و قوله: «أثخنه»، أي أوهنه بالجراحة و بالغ الجراحة فيه و أتمّ قتله؛ من الإثخان في الشي‏ء، أي المبالغة فيه و الإكثار منه. راجع: لسان العرب، ج 13، ص 77 (ثخن).

 (9). في «ض»:-/ «و خرج». و في «ف»: «فخرج».

 (10). في شرح المازندراني و البحار: «إليه».

 (11). في «ف»:+/ «فطعنه حميد».

 (12). في «ف، بح، بف»: «مدير».

232
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

عَلَى‏ «1» الْفَارِسِ‏ «2» يَضْرِبُهُ‏ «3»- مِنْ زُقَاقِ الْعَمَّارِيِّينَ‏ «4»، فَطَعَنَهُ طَعْنَةً أَنْفَذَ السِّنَانَ فِيهِ، فَكُسِرَ الرُّمْحُ، و حَمَلَ عَلى‏ حُمَيْدٍ، فَطَعَنَهُ حُمَيْدٌ بِزُجِ‏ «5» الرُّمْحِ، فَصَرَعَهُ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِ‏ «6»، فَضَرَبَهُ حَتّى‏ أَثْخَنَهُ و قَتَلَهُ، و أَخَذَ رَأْسَهُ، و دَخَلَ الْجُنْدُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، و أُخِذَتِ‏ «7» الْمَدِينَةُ، وَ أُجْلِينَا «8» هَرَباً فِي الْبِلَادِ «9».

قَالَ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: فَانْطَلَقْتُ حَتّى‏ لَحِقْتُ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَوَجَدْتُ عِيسَى بْنَ زَيْدٍ مُكْمَناً عِنْدَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِسُوءِ تَدْبِيرِهِ‏ «10»، و خَرَجْنَا مَعَهُ حَتّى‏ أُصِيبَ- رَحِمَهُ اللَّهُ‏ «11»- ثُمَّ مَضَيْتُ‏ «12» مَعَ ابْنِ أَخِي الْأَشْتَرِ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ‏ «13» حَتّى‏ أُصِيبَ بِالسِّنْدِ، ثُمَّ رَجَعْتُ شَرِيداً «14» طَرِيداً «15» تَضِيقُ‏ «16» عَلَيَّ الْبِلَادُ.

فَلَمَّا ضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ، و اشْتَدَّ بِيَ‏ «17» الْخَوْفُ، ذَكَرْتُ مَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجِئْتُ إِلَى الْمَهْدِيِّ- و قَدْ حَجَّ و هُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَمَا «18» شَعَرَ إِلَّا وَ أَنِّي‏ «19» قَدْ قُمْتُ مِنْ تَحْتِ الْمِنْبَرِ- فَقُلْتُ: لِيَ‏ «20» الْأَمَانُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، و أَدُلُّكَ عَلى‏ نَصِيحَةٍ لَكَ عِنْدِي؟ فَقَالَ: نَعَمْ، مَا هِيَ؟ قُلْتُ: أَدُلُّكَ عَلى‏ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ‏ «21»، فَقَالَ لِي‏ «22»: نَعَمْ، لَكَ الْأَمَانُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي مَا أَثِقُ بِهِ، فَأَخَذْتُ مِنْهُ‏

______________________________

 (1). في «ف»: «عن».

 (2). في مرآة العقول: «و هو، أي محمّد مدبر على الفارس، فيه تضمين معنى الإقبال، أو الحملة».

 (3). في «ب، ه»: «بضربة».

 (4). في حاشية «ج»: «العمارين».

 (5). «الزُجّ»: الحديدة التي في أسفل الرمح. و الجمع زِجَجَة و زِجاج، و لا تقل: أزِجَّة. الصحاح، ج 1، ص 318 (زجج).

 (6). في البحار:-/ «إليه».

 (7). في «بح»: «أخذ».

 (8). «الجَلاء»: الخروج عن البلد. يقال جَلَوْا عن أوطانهم، و جَلَوْتُهم أنا. و يقال أيضاً: أجْلَوْا عن البلد، و أجليتهم أنا. يتعدّى و لا يتعدّى. فيمكن أن يقرأ هنا على بناء المعلوم و المجهول. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2304 (جلا).

 (9). في «بس»:+/ «و».

 (10). في «ف»: «تدبيرهم».

 (11). في البحار: «رحمة اللَّه». و في الوافي:-/ «رحمه اللَّه».

 (12). في «ف، بس، بف» و حاشية «ج» و الوافي: «مضينا».

 (13). في «ب»: «الحسن».

 (14). «الشريد»: النافر؛ من شرد البعير يَشْرُد شروداً و شِراداً، إذا نفر و ذهب في الأرض. راجع: النهاية، ج 2، ص 457 (شرد).

 (15). «طريداً»، أي مُخْرَجاً مُبْعَداً. يقال: أطرده السلطان و طرّده، إذا أخرجه عن بلده. و حقيقته أنّه صيّره طريداً. و طردت الرجل طرداً، إذا أبعدته. راجع: النهاية، ج 3، ص 118 (طرد).

 (16). هكذا في أكثر النسخ، و يؤيّده قوله: «ضاقت». و في المطبوع: «تضيّق». و في «ه»: «يضيق».

 (17). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «بي».

 (18). في «بر»: «و ما».

 (19). في «بر»: «أنا».

 (20). في «بس»: «أ لي».

 (21). في «ض» و الوافي: «الحسن».

 (22). في البحار:-/ «لي».

233
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

عُهُوداً و مَوَاثِيقَ، و و ثَّقْتُ لِنَفْسِي، ثُمَّ قُلْتُ‏ «1»: أَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ لِي: إِذاً تُكْرَمَ و تُحْبى‏ «2»، فَقُلْتُ لَهُ: أَقْطِعْنِي‏ «3» إِلى‏ بَعْضِ أَهْلِ بَيْتِكَ يَقُومُ بِأَمْرِي عِنْدَكَ، فَقَالَ لِيَ‏ «4»: انْظُرْ إِلى‏ «5» مَنْ أَرَدْتَ، فَقُلْتُ: عَمَّكَ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: لَاحَاجَةَ لِي فِيكَ، فَقُلْتُ: و لكِنْ لِي فِيكَ الْحَاجَةُ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا قَبِلْتَنِي، فَقَبِلَنِي‏ «6» شَاءَ أَوْ أَبى‏.

وَ «7» قَالَ لِيَ‏ «8» الْمَهْدِيُّ: مَنْ يَعْرِفُكَ؟- و حَوْلَهُ أَصْحَابُنَا أَوْ «9» أَكْثَرُهُمْ- فَقُلْتُ: هذَا الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ يَعْرِفُنِي، و هذَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ يَعْرِفُنِي، و هذَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ‏ «10» بْنِ الْعَبَّاسِ‏ «11» يَعْرِفُنِي، فَقَالُوا: نَعَمْ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏ «12»، كَأَنَّهُ لَمْ يَغِبْ عَنَّا.

ثُمَّ قُلْتُ لِلْمَهْدِيِّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ أَخْبَرَنِي بِهذَا الْمَقَامِ أَبُو هذَا الرَّجُلِ- و أَشَرْتُ إِلى‏ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: و كَذَبْتُ عَلى‏ جَعْفَرٍ كَذِبَةً، فَقُلْتُ لَهُ: و أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ السَّلَامَ، و قَالَ: إِنَّهُ إِمَامُ عَدْلٍ و سَخَاءٍ «13».

قَالَ فَأَمَرَ لِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ بِخَمْسَةِ آلَافِ دِينَارٍ، فَأَمَرَ لِي مِنْهَا مُوسى‏ «14» بِأَلْفَيْ‏ «15»

______________________________

 (1). في «بر»: «فقلت».

 (2). في مرآة العقول: «تُحْبَى، على المجهول من الحباء، و هو العطيّة». و راجع أيضاً: النهاية، ج 1، ص 336 (حبا).

 (3). في مرآة العقول: «قوله: أقْطِعْنِي، لعلّه من قولهم: أقطعه قطيعةً، أي طائفة من أرض الخراج، كتابةً عن أنّه يحفظني و يقوم بما يصلحني كأنّي ملك له. و قيل: أي أوصلني إلى مأمن، مستعار من أقطع فلاناً إذا جاوز به نهراً، و أوصله إلى الشاطئ». و راجع أيضاً: القاموس المحيط، ج 2، ص 1009 (قطع).

 (4). في البحار:-/ «لي».

 (5). في «ب، ف، ه، بس، بف» و الوافي:-/ «إلى».

 (6). في حاشية «ج، بر»: «فقبل منّي».

 (7). في «ف»:-/ «و».

 (8). في «ج، ض، بف» و الوافي:-/ «لي».

 (9). في «ج، بح، بر، بس، بف» و الوافي: «و».

 (10). في البحار: «عبيد اللَّه».

 (11). في «ب»:-/ «بن». و في «ب، ج، ض، ه، بح، بس، بف» و البحار: «عبّاس».

 (12). في «بف»:-/ «يا أمير المؤمنين».

 (13). في البحار: «سخي».

 (14). في «ب» و البحار: «موسى منها».

 (15). في حاشية «بح، بر»: «بألف».

234
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

دِينَارٍ، و و صَلَ عَامَّةَ أَصْحَابِهِ و و صَلَنِي، فَأَحْسَنَ صِلَتِي، فَحَيْثُ مَا ذُكِرَ وُلْدُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَقُولُوا: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ و مَلَائِكَتُهُ و حَمَلَةُ عَرْشِهِ و الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ، و خُصُّوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بِأَطْيَبِ ذلِكَ، و جَزى‏ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عَنِّي خَيْراً، فَأَنَا وَ اللَّهِ مَوْلَاهُمْ‏ «1» بَعْدَ اللَّهِ. «2»

939/ 18. و بِهذَا الْإِسْنَادِ «3»، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِ‏ «4»، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُفَضَّلِ: مَوْلى‏ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ:

لَمَّا خَرَجَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَقْتُولُ بِفَخٍ‏ «5»، و احْتَوى‏ عَلَي الْمَدِينَةِ «6»، دَعَا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ عَمِّ، لَاتُكَلِّفْنِي مَا كَلَّفَ ابْنُ عَمِّكَ عَمَّكَ‏ «7» أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَيَخْرُجَ مِنِّي مَا لَاأُرِيدُ «8»، كَمَا خَرَجَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُنْ يُرِيدُ».

______________________________

 (1). «المَوْلى»: التابع، و المحبّ، و العبد، و المُعْتَق، و المنعم عليه. راجع: النهاية، ج 4، ص 228 (و لا).

 (2). الوافي، ج 2، ص 151، ح 619؛ و في الوسائل، ج 3، ص 242، ح 3519؛ و ج 17، ص 127، ح 22161، من قوله: «إنّما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح» إلى قوله: «فلا تؤذي الملائكة بالنوح»؛ البحار، ج 47، ص 278، ح 19.

 (3). إشارة إلى السند المتقدّم إلى عبد اللَّه بن إبراهيم بن محمّد الجعفري.

 (4). كذا في النسخ و المطبوع، لكن الظاهر زيادة «بن جعفر». و عبد اللَّه هذا، هو عبد اللَّه بن إبراهيم بن محمّد بن عليّ بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، له عدّة كتب: منها كتاب خروج صاحب فَخّ و مقتله. راجع: رجال النجاشى، ص 216، الرقم 562؛ تهذيب الأنساب، ص 306.

 (5). قال ابن الأثير: «الفَخُّ: موضع عند مكّة. و قيل: و ادٍ دُفن فيه عبد اللَّه بن عمر، و هو أيضاً ما أقطعه النبيّ صلى الله عليه و آله عُظَيْمَ بن الحارث المحاربيّ». و قال المجلسي: «بئر بين التنعيم و بين مكّة و بينه و بين مكّة فرسخ تقريباً». و قال: «و الحسين هو الحسين بن عليّ بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ عليهما السلام، و امّه زينب بنت عبداللَّه بن الحسن، خرج في أيّام موسى الهادي ابن محمّد المهديّ ابن أبي جعفر المنصور، و خرج معه جماعة كثيرة من العلويين، و كان خروجه بالمدينة في ذي القعدة سنة تسع و ستّين و مائة بعد موت المهديّ بمكّة و خلافة الهادي ابنه». راجع: النهاية، ج 3، ص 418 (فخخ)؛ مرآة العقول، ج 4، ص 151.

 (6). «احتوى على المدينة»، أي غلب عليها و أحاط بها و استولى عليها. راجع: المصباح المنير، ص 158 (حوى).

 (7). في «ب، ف»:-/ «عمّك».

 (8). في «ج»: «لن اريد».

235
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ: إِنَّمَا عَرَضْتُ عَلَيْكَ أَمْراً، فَإِنْ‏ «1» أَرَدْتَهُ دَخَلْتَ فِيهِ، و إِنْ كَرِهْتَهُ لَمْ أَحْمِلْكَ عَلَيْهِ، و اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. ثُمَّ و دَّعَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ وَ دَّعَهُ: «يَا ابْنَ عَمِّ، إِنَّكَ مَقْتُولٌ، فَأَجِدَّ «2» الضِّرَابَ؛ فَإِنَّ الْقَوْمَ فُسَّاقٌ يُظْهِرُونَ إِيمَاناً، وَ يُسِرُّونَ‏ «3» شِرْكاً «4»، و «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» «5» أَحْتَسِبُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ عُصْبَةٍ «6»». ثُمَّ خَرَجَ الْحُسَيْنُ، و كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، قُتِلُوا «7» كُلُّهُمْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «8»

940/ 19. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ‏:

كَتَبَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ‏ «9» إِلى‏ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُوصِي نَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، و بِهَا أُوصِيكَ؛ فَإِنَّهَا و صِيَّةُ اللَّهِ فِي الْأَوَّلِينَ، و و صِيَّتُهُ فِي الْآخِرِينَ، خَبَّرَنِي مَنْ و رَدَ عَلَيَّ مِنْ أَعْوَانِ اللَّهِ عَلى‏ دِينِهِ و نَشْرِ طَاعَتِهِ بِمَا كَانَ مِنْ تَحَنُّنِكَ‏ «10» مَعَ خِذْلَانِكَ‏ «11»، و قَدْ شَاوَرْتُ فِي الدَّعْوَةِ لِلرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و قَدِ

______________________________

 (1). في «بس»: «فإذ».

 (2). في «ب، ج»: «فأجِدْ» من الإجادة. و قوله: «فأجِدَّ» أمر من الإجداد بمعنى الاجتهاد. يقال: أجدّ يُجدّ، إذااجتهد و صار ذا جدّ و اجتهاد. و في الشروح: أمر من الإجادة، بمعنى الإحسان و الإتيان بالجيّد. يقال: جاد جودةً و أجاد، أي أتى بالجيّد من القول أو الفعل. و إن كان ما في المتن هو المحتمل أيضاً في المرآة. و الضراب: القتال. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 113 (جدد)، ص 135 (جود).

 (3). هكذا في «ب، ج، ض، ف، ه، بح، بر، بس» و الوافي و البحار. و في «بف»: «يستترون». و في المطبوع: «يسترون».

 (4). في «بس»:+/ «باللَّه».

 (5). البقرة (2): 156.

 (6). «أحتسبكم» أي أطلب الأجر في مصيبتكم. و العُصْبَة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين. و قال الفيض: «العَصَبةُ محرَّكةً يقال لقوم الرجل الذين يتعصّبون له». راجع: الصحاح، ج 1، ص 182 (عصب).

 (7). في «ب»: «فقتلوا».

 (8). الوافي، ج 2، ص 171، باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ ...، ح 623؛ البحار، ج 48، ص 160، باب أحوال عشائره [الكاظم عليه السلام‏] و أصحابه ...، ح 6.

 (9). في «و، بس»: «حسن».

 (10). في الوافي: «محبّتك» و قال: «يعني لنا، أو للإمامة و الخلافة». و قوله: «التَحَنُّن»: الترحّم. يقال: تحنّن عليه، أي ترحّم. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2104 (حنن).

 (11). «الخُذْلان»: عدم النصرة. يقال: خَذَلَهُ خِذْلاناً، إذا ترك عونه و نصرته. و في الوافي «مع خذلانك، يعني ف إيّانا، أو مع أنّك مخذول». و نقل المجلسي عن بعض النسخ: «من رحمتك». راجع: الصحاح، ج 4، ص 1683 (خذل).

236
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

احْتَجَبْتَهَا «1» و احْتَجَبَهَا أَبُوكَ مِنْ قَبْلِكَ، و قَدِيماً ادَّعَيْتُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ، و بَسَطْتُمْ آمَالَكُمْ إِلى‏ مَا لَمْ يُعْطِكُمُ اللَّهُ، فَاسْتَهْوَيْتُمْ‏ «2» و أَضْلَلْتُمْ، و أَنَا مُحَذِّرُكَ مَا حَذَّرَكَ اللَّهُ مِنْ نَفْسِهِ.

فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مِنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرٍ «3» وَ عَلِيٍ‏ «4» مُشْتَرِكَيْنِ‏ «5» فِي التَّذَلُّلِ لِلَّهِ و طَاعَتِهِ، إِلى‏ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ‏ «6»: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُحَذِّرُكَ اللَّهَ و نَفْسِي، و أُعْلِمُكَ أَلِيمَ عَذَابِهِ و شَدِيدَ عِقَابِهِ و تَكَامُلَ نَقِمَاتِهِ، وَ أُوصِيكَ و نَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ؛ فَإِنَّهَا زَيْنُ الْكَلَامِ و تَثْبِيتُ النِّعَمِ، أَتَانِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ أَنِّي مُدَّعٍ و أَبِي مِنْ قَبْلُ، و مَا سَمِعْتَ ذلِكَ مِنِّي و «سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ‏» «7» و لَمْ يَدَعْ حِرْصُ الدُّنْيَا و مَطَالِبُهَا «8» لِأَهْلِهَا مَطْلَباً لآِخِرَتِهِمْ حَتّى‏ يُفْسِدَ «9» عَلَيْهِمْ مَطْلَبَ‏

______________________________

 (1). في الوافي: «قد احتجبتها: احتجبتَ عن مشاورتي و لم تحضرها، فصار ذلك سبباً لتعوّق الناس عنّي».

 (2). «فاستهويتم»، أي ذهبتم بعقول الناس و أهوائهم، أو حيّرتموهم، أو زيّنتم لهم هواهم. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1764 (هوى).

 (3). هكذا في «ألف، ج، ض، و، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول. و في الوافي: «كنّى أوّلًا بالعبوديّة ثمّ صرّح باسمه». و في «ف» و الطبعة السابقة: «موسى بن عبد اللَّه بن جعفر». و في المطبوع: «موسى بن أبي عبد اللَّه جعفر»، و استظهر في حاشيتها صحّته.

هذا، و في بحار الأنوار، ج 48، ص 166: «موسى بن أبي عبد اللَّه جعفر» لكنّ الظاهر أنّ و قوع هذا العنوان في المتن سهو؛ لما أورد العلّامة المجلسي في ذيل الحديث- في إيضاح- حيث قال: «قوله: من موسى بن عبد اللَّه: في بعض النسخ: «عبدي اللَّه» و هو الأظهر» إلى أن قال: «و في بعض النسخ: «أبي عبد اللَّه».

 (4). في الوافي: «كأنّه عليه السلام أشرك أخاه عليّ بن جعفر معه في المكاتبة ليصرف بذلك عنه ما يصرف عن نفسه من‏الدعوى؛ لئلّا يظنّ به الظنّ، كما ظنّ به عليه السلام».

 (5). في الوافي: «مشركَيْن، بصيغة التثنية، حال عنهما». و في مرآة العقول: «مشتركين، بصيغة الجمع حال عن الجميع، و يؤيّده ما في بعض النسخ: من عبدي اللَّه جعفر و عليّ ... و لعلّ فيه زيادة أو تحريفاً من النسّاخ».

 (6). في الوافي و البحار: «الحسن».

 (7). الزخرف (43): 19.

 (8). في «ف»: «مطالبتها». و في مرآة العقول: «و مطالبها، بالرفع عطفاً على الحرص، أو بالجرّ عطفاً على الدنيا».

 (9). في «ف، بس»: «تفسد».

237
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

آخِرَتِهِمْ فِي دُنْيَاهُمْ، و ذَكَرْتَ أَنِّي ثَبَّطْتُ النَّاسَ عَنْكَ‏ «1» لِرَغْبَتِي فِيمَا فِي يَدَيْكَ، و مَا مَنَعَنِي مِنْ مَدْخَلِكَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ- لَوْ كُنْتُ رَاغِباً- ضَعْفٌ عَنْ سُنَّةٍ، و لَاقِلَّةُ بَصِيرَةٍ بِحُجَّةٍ، و لكِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏ «2»- خَلَقَ النَّاسَ أَمْشَاجاً «3» و غَرَائِبَ‏ «4» و غَرَائِزَ، فَأَخْبِرْنِي عَنْ حَرْفَيْنِ أَسْأَلُكَ عَنْهُمَا: مَا الْعَتْرَفُ‏ «5» فِي بَدَنِكَ؟ و مَا الصَّهْلَجُ‏ «6» فِي الْإِنْسَانِ؟ ثُمَّ اكْتُبْ إِلَيَّ بِخَبَرِ ذلِكَ، و أَنَا مُتَقَدِّمٌ إِلَيْكَ، أُحَذِّرُكَ مَعْصِيَةَ الْخَلِيفَةِ، و أَحُثُّكَ عَلى‏ بِرِّهِ و طَاعَتِهِ، وَ أَنْ تَطْلُبَ لِنَفْسِكَ أَمَاناً قَبْلَ أَنْ تَأْخُذَكَ الْأَظْفَارُ، و يَلْزَمَكَ الْخِنَاقُ‏ «7» مِنْ كُلِّ مَكَانٍ؛ فَتَرَوَّحَ‏ «8» إِلَى النَّفَسِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ و لَاتَجِدَهُ حَتّى‏ يَمُنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ بِمَنِّهِ و فَضْلِهِ و رِقَّةِ الْخَلِيفَةِ- أَبْقَاهُ اللَّهُ- فَيُؤْمِنَكَ و يَرْحَمَكَ، و يَحْفَظَ فِيكَ أَرْحَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «وَ السَّلامُ عَلى‏ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى‏ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى‏ مَنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى» «9»».

قَالَ‏ «10» الْجَعْفَرِيُّ: فَبَلَغَنِي أَنَّ كِتَابَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ و قَعَ فِي يَدَيْ‏ «11» هَارُونَ،

______________________________

 (1). «ثبّطتُ الناس عنك»، أي شغلتهم و عوّقتهم عنك. راجع: النهاية، ج 1، ص 207 (ثبط).

 (2). في «ف»:+/ «اسمه». و في «ه»: «تبارك اسمه».

 (3). «الأمشاج»: جمع المَشيج، و هو المختلط من كلّ شي‏ء مخلوط. و المراد: خلق الناس أخلاطاً شتّى. راجع: النهاية، ج 4، ص 332 (مشج).

 (4). في الوافي: «و غرائب: ذوي العجائب، فإنّك تدّعي هذا الأمر مع جهلك و ضلالتك، و أنا لا أدّعيه مع و فور علمي و هداي، و أيّ غريبة أغرب من ذلك و اعجوبة أعجب منه».

 (5). في «ض»: «العطرف». و في شرح المازندراني: «العترف: داء عظيم خبيث يحرّك صاحبه فيما لا ينبغي».

 (6). في شرح المازندراني: «كأنّ الصهلج عرق».

 (7). «الخِناقُ»: ما يُخْنَقُ به من حبل و غيره؛ من خَنَقَهُ، أي عَصَرَ حلقَه حتّى مات، كناية عن الإشراف على الهلاك. أو الخُناق، و هو داء أو ريح يأخذ الإنسان و الدوابّ في الحلوق. و احتمل المجلسي كونه الخَناق أيضاً مصدر خنقه، و لكن لا تساعده اللغة. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 92 (خنق).

 (8). في البحار: «تتروّح». و قوله: «فتروّح إلى النفس» أي تسير و تغدو، و ترجع إلى الراحة و السعة، أي إلى‏طلبها. راجع: المصباح المنير، ص 243 (روح).

 (9). طه (20): 47- 48.

 (10). في «ض»:+/ «حدّثنا».

 (11). في «ب، ج، ف»: «يد».

238
الکافي2 (ط - دارالحديث)

81 - باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة ص : 169

فَلَمَّا قَرَأَهُ، قَالَ: النَّاسُ يَحْمِلُونِّي‏ «1» عَلى‏ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، و هُوَ بَرِي‏ءٌ مِمَّا يُرْمى‏ بِهِ. «2»

تَمَ‏ «3» الْجُزْءُ الثَّانِي، مِنْ كِتَابِ الْكَافِي، و يَتْلُوهُ- بِمَشِيئَةِ اللَّهِ و عَوْنِهِ- الْجُزْءُ الثَّالِثُ، و هُوَ بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّوْقِيتِ. و الْحَمْدُ «4» لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، و الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ و آلِهِ أَجْمَعِينَ.

______________________________

 (1). في «ف»: «تحملوني». قال في النحو الوافي، ج 1، ص 163: «هناك لغة تحذف نون الرفع (أي: نون الأفعال الخمسة) في غير ما سبق». فعليه لا نحتاج إلى تشديد النون.

 (2). الوافي، ج 2، ص 172، ح 624؛ البحار، ج 48، ص 165، ح 7.

 (3). في «ض»: «به تمّ الجزء الثاني من كتاب الكافي، و يتلوه لمشيّة اللَّه و عونه الجزء الثالث، و هو باب من كتاب‏الكافي تصنيف الشيخ أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني رحمة اللَّه عليه» بدل «تمّ الجزء الثاني- إلى- و آله أجمعين». و في «بف»:-/ «تمّ الجزء الثاني- إلى- و آله أجمعين». و في «ف»: «قد تمّ الجزء الأوّل من كتاب الحجّة من كتاب الكافي لأبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني رضي اللَّه عنه و أرضاه. و يتلوه في الجزء الثاني باب كراهة التوقيت» بدل «تمّ الجزء الثاني- إلى- كراهية التوقيت». و بدله في «ه»: «تمّ الجزء الأوّل من كتاب الحجّة من الكليني، و يتلوه بمشيّة اللَّه و عونه في أوّل الثاني إن شاء اللَّه باب كراهية التوقيت».

 (4). في «ب»: «و الحمد للَّه‏وحده و صلّى اللَّه على سيّدنا محمّد و آله أجمعين» بدل «و الحمد للَّه- إلى- أجمعين».

و بدله في «ج»: «و الحمد للَّه‏وحده و صلّى اللَّه عليه خير خلقه محمّد و آله و سلّم تسليماً كثيراً كثيراً».

و بدله في «ف»: «الحمد لوليّه، و الصلاة على نبيّه، و السلام على حبيبه، و الحمد للَّه‏ربّ العالمين، و نحن على ذلك من الشاهدين».

و بدله في «ه»: «و الحمد للَّه‏ربّ العالمين، و صلاة على خيرته من خلقه محمّد و آله الطاهرين».

و بدله في «بح»: «و الحمد للَّه‏وحده و صلّى اللَّه على محمّد و آله الطيّبين الطاهرين».

و بدله في «بس»: «و الحمد للَّه‏وحده و صلّى اللَّه على محمّد و آله و سلّم تسليماً كثيراً».

239
الکافي2 (ط - دارالحديث)

82 - باب كراهية التوقيت ص : 241

بسم الله الرحمن الرحيم‏ «1»

82- بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّوْقِيتِ‏ «2»

941/ 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ و مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏ جَمِيعاً، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «يَا «3» ثَابِتُ، إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- قَدْ كَانَ و قَّتَ هذَا الْأَمْرَ فِي السَّبْعِينَ، فَلَمَّا أَنْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ- صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ تَعَالى‏ عَلى‏ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَأَخَّرَهُ إِلى‏ أَرْبَعِينَ و مِائَةٍ، فَحَدَّثْنَاكُمْ فَأَذَعْتُمُ الْحَدِيثَ فَكَشَفْتُمْ قِنَاعَ السَّتْرِ «4»، و لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ‏ «5» بَعْدَ ذلِكَ و قْتاً عِنْدَنَا، و «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ» «6»».

______________________________

 (1). في «ب»:+/ «و عليه توكّلي». و في «ج»:+/ «و به ثقتي». و في «ض»:+/ «و الحمد للَّه‏وحده، و صلّى اللَّه على محمّد و آله». و في «بح»:+/ «و به نستعين». و في «بر»:+/ «ربّ يسّر و لا تعسّر آمين». و في «بف»:-/ «بسم اللَّه الرحمن الرحيم».

 (2). في «ج» و حاشية «ض، بر»:+/ «من كتاب الكافي تصنيف الشيخ أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني رحمه الله».

 (3). في «ف»:-/ «يا».

 (4). في «بس، بف» و شرح المازندراني: «السرّ».

 (5). في «ب»:-/ «له».

 (6). الرعد (13): 39.

241
الکافي2 (ط - دارالحديث)

82 - باب كراهية التوقيت ص : 241

قَالَ أَبُو حَمْزَةَ: فَحَدَّثْتُ بِذلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «قَدْ كَانَ كَذلِكَ‏ «1»». «2»

942/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ مِهْزَمٌ، فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَخْبِرْنِي عَنْ هذَا الْأَمْرِ الَّذِي نَنْتَظِرُهُ‏ «3» مَتى‏ هُوَ؟

فَقَالَ‏ «4»: «يَا مِهْزَمُ، كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ‏ «5»، و هَلَكَ الْمُسْتَعْجِلُونَ، و نَجَا الْمُسَلِّمُونَ‏ «6»». «7»

943/ 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ، إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ‏ «8» لَانُوَقِّتُ». «9»

______________________________

 (1). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الغيبة للنعماني: «ذلك».

 (2). الغيبة للنعماني، ص 293، ح 10، عن الكليني. الغيبة للطوسي، ص 428، ح 417، بسنده عن الحسن بن محبوب. و في تفسير العيّاشي، ج 2، ص 218، ح 69، عن أبي حمزة، و فيهما مع اختلاف يسير و زيادة في أوّلهما الوافي، ج 2، ص 426، ح 934.

 (3). هكذا في «ب، ج، ف، بح، بف» و شرح المازندراني و الوافي و الغيبة للنعماني، ص 294. و في سائر النسخ و المطبوع: «ننتظر».

 (4). في «ف»: «قال».

 (5). في الغيبة للنعماني، ص 197: «المتمنّون».

 (6). في «ف»: «المسلّمون- معاً». أي بتشديد اللام و تخفيفها. و في الغيبة للنعماني، ص 197 و الغيبة للطوسي:+/ «و إلينا يصيرون».

 (7). الغيبة للنعماني، ص 294، ح 11، عن الكليني. و فيه، ص 197، ح 8، بسنده عن عليّ بن حسان؛ الغيبة للطوسي، ص 426، ح 413، بسنده عن عبد الرحمن بن كثير الوافي، ج 2، ص 426، ح 935.

 (8). في شرح المازندراني: «أهل البيت».

 (9). الغيبة للنعماني، ص 294، ح 12، عن الكليني مع زيادة. و فيه، ص 28، ح 6، بسنده عن عليّ بن أبي حمزة، مع اختلاف يسير و زيادة في آخره. و فيه أيضاً، ح 5؛ و الغيبة للطوسي، ص 426، ح 412 و 414، بسند آخر، مع اختلاف. راجع: كمال الدين، ص 438، ح 3 و 4؛ و الغيبة للطوسي، ص 290، ح 247 الوافي، ج 2، ص 427، ح 936.

242
الکافي2 (ط - دارالحديث)

82 - باب كراهية التوقيت ص : 241

944/ 4. أَحْمَدُ «1» بِإِسْنَادِهِ، قَالَ:

قَالَ‏ «2»: «أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُخَالِفَ‏ «3» وقْتَ‏ «4» الْمُوَقِّتِينَ». «5»

945/ 5. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ، عَنِ الْفُضَيْلِ‏ «6» بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ: لِهذَا الْأَمْرِ وقْتٌ؟

فَقَالَ: «كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ، كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ، كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ؛ إِنَّ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا خَرَجَ و افِداً «7» إِلى‏ رَبِّهِ، و اعَدَهُمْ ثَلَاثِينَ يَوْماً، فَلَمَّا زَادَهُ‏ «8» اللَّهُ عَلَى الثَّلَاثِينَ عَشْراً، قَالَ‏ «9» قَوْمُهُ: قَدْ أَخْلَفَنَا مُوسى‏، فَصَنَعُوا مَا صَنَعُوا؛ فَإِذَا حَدَّثْنَاكُمُ الْحَدِيثَ‏ «10» فَجَاءَ عَلى‏ مَا حَدَّثْنَاكُمْ بِهِ‏ «11»، فَقُولُوا: صَدَقَ اللَّهُ؛ و إِذَا حَدَّثْنَاكُمُ‏

______________________________

 (1). السند معلّق على ما قبله، و يروي عن أحمد، عدّة من أصحابنا.

ثمّ إنّ الظاهر أنّ المراد بقوله «بإسناده»، هو سند أحمد بن محمّد بن خالد المذكور إلى أبي عبد اللَّه عليه السلام.

يؤيّد ذلك ما و رد في الغيبة للنعماني، ص 294، ح 12؛ من نقل الخبر عن محمّد بن يعقوب بنفس السند إلى أبي بصير، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: سألته عن القائم عليه السلام. فقال: «كذب الوقّاتون، إنّا أهل بيت لا نوقّت، ثمّ قال: أبى اللَّه إلّاأن يُخلِف و قت الموقّتين».

 (2). في حاشية «بف» و الوافي:+/ «أبو عبد اللَّه».

 (3). في الغيبة: «أن يخلف».

 (4). في مرآة العقول، ج 4، ص 175: «و وقت، يمكن أن يقرأ بالرفع و النصب، و على الأوّل المفعول محذوف، أي و قت ظهور هذا الأمر».

 (5). الغيبة للنعماني، ص 294، ذيل ح 12، عن الكليني. و فيه، ص 289، ح 4، بسند آخر، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام الوافي، ج 2، ص 427، ح 937.

 (6). هكذا في «ألف، ج، ض، ف، و، بح، بر، جر». و في «بس، بف» و المطبوع: «الفضل». و هو سهو و اضح.

 (7). «وافداً»، أي و ارداً رسولًا. راجع: الصحاح، ج 2، ص 553 (وفد).

 (8). في البحار: «زاد».

 (9). في «ف»: «قد قال».

 (10). في الغيبة: «بحديث».

 (11). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «به».

243
الکافي2 (ط - دارالحديث)

82 - باب كراهية التوقيت ص : 241

الْحَدِيثَ‏ «1» فَجَاءَ عَلى‏ خِلَافِ مَا حَدَّثْنَاكُمْ بِهِ‏ «2»، فَقُولُوا: صَدَقَ اللَّهُ؛ تُؤْجَرُوا مَرَّتَيْنِ‏ «3»». «4»

946/ 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنِ السَّيَّارِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ، عَنْ أَخِيهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ، قَالَ:

قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ‏ «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ: «الشِّيعَةُ تُرَبّى‏ بِالْأَمَانِيِّ مُنْذُ مِائَتَيْ سَنَةٍ».

قَالَ: و قَالَ‏ «6» يَقْطِينٌ لِابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ: مَا بَالُنَا قِيلَ لَنَا فَكَانَ، و قِيلَ لَكُمْ فَلَمْ يَكُنْ‏ «7»؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنَّ الَّذِي قِيلَ لَنَا و لَكُمْ كَانَ مِنْ مَخْرَجٍ و احِدٍ، غَيْرَ أَنَّ أَمْرَكُمْ حَضَرَ «8»، فَأُعْطِيتُمْ مَحْضَهُ، فَكَانَ كَمَا قِيلَ لَكُمْ، و أَنَّ أَمْرَنَا لَمْ يَحْضُرْ، فَعُلِّلْنَا بِالْأَمَانِيِ‏ «9»، فَلَوْ قِيلَ لَنَا: إِنَّ هذَا الْأَمْرَ لَايَكُونُ إِلَّا «10» إِلى‏ مِائَتَيْ سَنَةٍ أَوْ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ، لَقَسَتِ الْقُلُوبُ، و لَرَجَعَ عَامَّةُ النَّاسِ عَنِ الْإِسْلَامِ‏ «11»، و لكِنْ قَالُوا: مَا أَسْرَعَهُ! و «12» مَا أَقْرَبَهُ!؛ تَأَلُّفاً لِقُلُوبِ النَّاسِ، و تَقْرِيباً لِلْفَرَجِ. «13»

947/ 7. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ‏

______________________________

 (1). في الغيبة: «بحديث».

 (2). في «ج»:-/ «به».

 (3). في الوافي: «إنّما يؤجرون مرّتين لإيمانهم بصدقهم أوّلًا، و ثباتهم عليه بعد ظهور خلاف ما أخبروا به ثانياً».

 (4). الغيبة للنعماني، ص 294، ح 13، عن الكليني. و في تفسير العيّاشي، ج 2، ص 26، ح 70 و 71 عن الفضيل بن يسار، مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 427، ح 938؛ البحار، ج 4، ص 132، ذيل ح 70.

 (5). في الغيبة للنعماني:+/ «موسى بن جعفر عليه السلام: يا عليّ».

 (6). في «ب»: «فقال».

 (7). في الغيبة للنعماني:+/ «يعني أمر بني العبّاس».

 (8). في «ف» و الغيبة للطوسي: «حضركم». و في الغيبة للنعماني:+/ «وقته».

 (9). «فَعُلِّلنا بالأمانيّ»، أي شُغِلنا به، أو سقينا بالأمانيّ مرّة بعد اخرى. و الثاني بعيد عند المجلسي. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1773 (علل).

 (10). في «ض، بس، بف» و الوافي و الغيبة للطوسي:-/ «إلّا».

 (11). في الغيبة للنعماني: «عن الإيمان إلى الإسلام» بدل «عن الإسلام».

 (12). في «بر»:-/ «و».

 (13). الغيبة للنعماني، ص 295، ح 14، عن الكليني. و في الغيبة للطوسي، ص 341، ح 292، مرسلًا عن عليّ بن يقطين الوافي، ج 2، ص 428، ح 939؛ البحار، ج 4، ص 132، ذيل ح 70.

244
الکافي2 (ط - دارالحديث)

83 - باب التمحيص و الامتحان ص : 245

الْأَنْبَارِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: ذَكَرْنَا عِنْدَهُ مُلُوكَ آلِ فُلَانٍ‏ «1»، فَقَالَ: «إِنَّمَا هَلَكَ النَّاسُ مِنِ اسْتِعْجَالِهِمْ لِهذَا الْأَمْرِ؛ إِنَّ اللَّهَ لَايَعْجَلُ‏ «2» لِعَجَلَةِ الْعِبَادِ؛ إِنَّ لِهذَا الْأَمْرِ غَايَةً يَنْتَهِي إِلَيْهَا، فَلَوْ قَدْ بَلَغُوهَا لَمْ يَسْتَقْدِمُوا سَاعَةً، و لَمْ يَسْتَأْخِرُوا «3»». «4»

 

83- بَابُ التَّمْحِيصِ و الِامْتِحَانِ‏

948/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ وَ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «5»: «أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا بُويِعَ بَعْدَ مَقْتَلِ‏ «6» عُثْمَانَ، صَعِدَ الْمِنْبَرَ و خَطَبَ بِخُطْبَةٍ- ذَكَرَهَا- يَقُولُ فِيهَا: أَلَا إِنَّ بَلِيَّتَكُمْ قَدْ عَادَتْ كَهَيْئَتِهَا يَوْمَ بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و الَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً «7»، و لَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً «8» حَتّى‏ يَعُودَ «9» أَسْفَلُكُمْ أَعْلَاكُمْ، و أَعْلَاكُمْ أَسْفَلَكُمْ، و لَيَسْبِقَنَّ سَبَّاقُونَ‏ «10» كَانُوا قَصَّرُوا «11»، و لَيُقَصِّرَنَ‏ «12»

______________________________

 (1). في الوافي: «آل فلان، كناية عن بني العبّاس».

 (2). في «ج، ف، بر»: «لا يعجّل» بالتضعيف.

 (3). في «ف»:+/ «عنها».

 (4). الغيبة للنعماني، ص 296، ح 15، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 428، ح 940.

 (5). في «ف»:+/ «قال».

 (6). في «ف»: «قتل».

 (7). في «ض»: «لتبلينّ بليّة». و في «ف»: «لتبليُنّ ببليّة». و في «بح»: «بليّة». و «البَلْبَلَة»: الهمّ و وسواس الصدر، و اختلاط الألسن. الصحاح، ج 4، ص 1640 (بلل).

 (8). في الكافي، ح 14838 و نهج البلاغة:+/ «و لتساطنّ سوطة [نهج البلاغة: سوط] القِدر».

 (9). في «بح، بر» و حاشية «بف» و مرآة العقول: «يصير».

 (10). في الكافي، ح 14838، و نهج البلاغة: «سابقون».

 (11). في مرآة العقول، ج 4، ص 182: «و قرأ بعضهم: قُصِّروا و سُبّقوا، على بناء المجهول من التفعيل. و كذا يسبقنّ و يقصرنّ على المجهول من التفعيل؛ من سبّقه، إذا عدّه سابقاً، و قصّره، إذا عدّه قاصراً».

 (12). في «ج»: «ليسبقنّ».

245
الکافي2 (ط - دارالحديث)

83 - باب التمحيص و الامتحان ص : 245

سَبَّاقُونَ‏ «1» كَانُوا سَبَقُوا «2»؛ و اللَّهِ مَا كَتَمْتُ‏ «3» و شْمَةً «4»، و لَاكَذَبْتُ‏ «5» كَذِبَةً «6»، و لَقَدْ نُبِّئْتُ بِهذَا الْمَقَامِ و هذَا الْيَوْمِ». «7»

949/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و الْحُسَيْنُ‏ «8» بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْبَارِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ‏ «9» بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ب» و الكافي، ح 14838: «سابقون».

 (2). في «ج»: «قصّروا».

 (3). في «ج»: «كُتمت» على بناء المجهول.

 (4). هكذا في «ب، ج، ف» و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول، و الكافي، ح 14838، و نهج البلاغة. و في سائر النسخ و المطبوع: «وسمة». و «الوشمة» بالشين المعجمة: الكلمة. و بالمهملة: العلامة، و على الثاني يكون المعنى: ما سترت علامة تدلّ على سبيل الحقّ. و في مجمع البحرين: «و يقال في ما كتمت و شمة و لا كذبت كذبة: أنّ الوشمة غريزة الإبرة في البدن؛ يعني بمثل هذا المقدار ما كتمت شيئاً من الحقّ الذي يجب إظهاره عليَّ». راجع: الصحاح، ج 5، ص 2052؛ النهاية، ج 5، ص 189؛ مجمع البحرين، ج 4، ص 505 (وشم).

 (5). في «ج»: «كُذِبت» على بناء المجهول.

 (6). قرأ المجلسي مضافاً لما في المتن: كَذْبَة و كِذْبَة. ثمّ قال: «و ربّما يقرأ: كُتمت و كُذِبتُ على بناء المجهول فيهما».

 (7). الكافي، كتاب الروضة، ح 14838، مع زيادة في أوّله و آخره؛ الغيبة للنعماني، ص 201، ح 1، عن الكليني. نهج البلاغة، ص 57، الخطبة 16، مع زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 2، ص 431، ح 943؛ البحار، ج 5، ص 218، ح 12.

 (8). هكذا في «ألف، ج، جر» و حاشية «ض، ف، و» و الوافي. و في «ض، ف، و، بح، بر، بس، بف» و المطبوع: «الحسن».

و الصواب ما أثبتناه، كما تقدّم و جهه، ذيل ح 891.

 (9). هكذا في «بح» و حاشية «بر» و حاشية المطبوع. و في سائر النسخ و المطبوع: «الحسين».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد تقدّمت في ح 947، رواية القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسن بن عليّ. و أبو المغراء هو حميد بن المثنّى. راجع: رجال النجاشي، ص 133، الرقم 340؛ الفهرست للطوسي، ص 154، الرقم 236. و لم يثبت في رواته من يسمّى بالحسين بن عليّ، لكن روى عنه الحسن بن عليّ بن فضّال بعناوينه المختلفة في بعض الأسناد. و الظاهر أنّ المراد بالحسن بن عليّ في ما نحن فيه هو ابن فضّال، انظر على سبيل المثال، الكافي، ح 2618 و 2733 و 9233 و 11669 و 12995؛ التهذيب، ج 3، ص 165، ح 356، و ص 227، ح 575؛ و ج 7، و ص 202، ح 893؛ المحاسن، ص 96، ح 57؛ و ص 429، ح 245؛ و ص 443، ح 317؛ و ص 444، ح 320؛ و ص 626، ح 91.

246
الکافي2 (ط - دارالحديث)

83 - باب التمحيص و الامتحان ص : 245

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «وَيْلٌ لِطُغَاةِ الْعَرَبِ مِنْ أَمْرٍ قَدِ اقْتَرَبَ».

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَمْ مَعَ الْقَائِمِ مِنَ الْعَرَبِ؟ قَالَ: «نَفَرٌ يَسِيرٌ».

قُلْتُ: و اللَّهِ، إِنَّ مَنْ يَصِفُ هذَا الْأَمْرَ مِنْهُمْ لَكَثِيرٌ، قَالَ: «لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ يُمَحَّصُوا، و يُمَيَّزُوا، و يُغَرْبَلُوا، و يُسْتَخْرَجَ فِي‏ «1» الْغِرْبَالِ خَلْقٌ كَثِيرٌ». «2»

950/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و الْحُسَيْنُ‏ «3» بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْقَلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ:

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا مَنْصُورُ، إِنَّ هذَا الْأَمْرَ لَايَأْتِيكُمْ إِلَّا بَعْدَ إِيَاسٍ‏ «4»، وَ لَاوَ اللَّهِ‏ «5»، حَتّى‏ تُمَيَّزُوا «6»؛ و لَاوَ اللَّهِ، حَتّى‏ تُمَحَّصُوا «7»؛ و لَاوَ اللَّهِ، حَتّى‏ يَشْقى‏ مَنْ يَشْقى‏ «8»، و يَسْعَدَ مَنْ يَسْعَدُ». «9»

951/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: « «الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا

______________________________

 (1). في حاشية «ض»: «من». و في الغيبة للنعماني، ح 7: «و يخرج من» بدل «و يستخرج في».

 (2). الغيبة للنعماني، ص 204، ذيل ح 7، عن الكليني. و فيه، ح 7، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي المغراء، عن عبد اللَّه بن أبي يعفور، و فيه أيضاً، ص 204، ح 6، بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 432، ح 944؛ البحار، ج 5، ص 219، ح 13.

 (3). هكذا في «ألف، ج» و حاشية «بر» و الوافي. و في سائر النسخ و المطبوع: «الحسن». لاحظ ما قدّمناه في‏الكافي، ذيل ح 891.

 (4). «إياس»: مصدر على و زن الإفعال من اليأس، و هو ضدّ الرجاء. أصله إيئاس، حذف الهمز تخفيفاً. و قرأالمجلسي بالفتح، و لكن لا تساعده اللغة. راجع: لسان العرب، ج 6، ص 260 (يأس).

 (5). في كمال الدين:+/ «لا يأتيكم» و كذا فيما بعد في الموضعين.

 (6). في «بس»: «يميّزوا».

 (7). في «بس»: «يمحّصوا».

 (8). في «بس» و كمال الدين: «شقى».

 (9). كمال الدين، ص 346، ح 32، بسنده عن محمّد بن الفضيل، عن أبيه، عن منصور الوافي، ج 2، ص 433، ح 945.

247
الکافي2 (ط - دارالحديث)

83 - باب التمحيص و الامتحان ص : 245

يُفْتَنُونَ» «1»». ثُمَّ قَالَ لِي: «مَا «2» الْفِتْنَةُ؟» قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، الَّذِي عِنْدَنَا «3» الْفِتْنَةُ فِي الدِّينِ، فَقَالَ: «يُفْتَنُونَ كَمَا يُفْتَنُ‏ «4» الذَّهَبُ». ثُمَّ قَالَ‏ «5»: «يُخْلَصُونَ كَمَا يُخْلَصُ‏ «6» الذَّهَبُ». «7»

952/ 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ يُونُسَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ رَفَعَهُ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ: «إِنَّ حَدِيثَكُمْ هذَا لَتَشْمَئِزُّ «8» مِنْهُ قُلُوبُ الرِّجَالِ‏ «9»، فَمَنْ أَقَرَّ بِهِ فَزِيدُوهُ؛ و مَنْ أَنْكَرَهُ فَذَرُوهُ؛ إِنَّهُ لَابُدَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ‏ «10» فِتْنَةٌ يَسْقُطُ «11» فِيهَا كُلُّ بِطَانَةٍ «12» و و لِيجَةٍ «13»، حَتّى‏ يَسْقُطَ فِيهَا مَنْ يَشُقُ‏ «14» الشَّعْرَ «15» بِشَعْرَتَيْنِ، حَتّى‏ لَايَبْقى‏ «16» إِلَّا نَحْنُ و شِيعَتُنَا». «17»

______________________________

 (1). العنكبوت (29): 1- 2.

 (2). في «بر»: «ما هذه».

 (3). في الغيبة للنعماني:+/ «أنّ».

 (4). في «بر»: «يفتّنون كما يفتّن».

 (5). في البحار، ج 67:-/ «قال».

 (6). في «ج و بح»: «يخلّصون كما يخلّص». و في «ف»: «تخلصون كما تخلّص». و في لسان العرب، ج 1، ص 394 (ذهب): «الذهب، معروف، و ربّما انِّث». و أيضاً قال: «و في حديث عليّ- كرّم اللَّه و جهه- فبعث من اليمن بذُهَيْبة. قال ابن الأثير: و هي تصغير ذهب، و إدخال الهاء فيها لأنّ الذهب يؤنّث».

 (7). الغيبة للنعماني، ص 202، ح 2، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 433، ح 947؛ البحار، ج 5، ص 219، ح 14؛ و ج 67، ص 42.

 (8). «الشَمْزُ»: التقبّض. اشمأزّ اشمئزازاً: انقبض و اجتمع بعضه إلى بعض. و المراد: النفرة و التجافي. راجع: لسان العرب، ج 5، ص 362 (شمز).

 (9). في الغيبة للنعماني:+/ «فانبذوه إليهم نبذاً».

 (10). هكذا في «ب، ج، ف، بح، بر، بس» و الوافي و البصائر و الغيبة للنعماني. و في سائر النسخ و المطبوع: «أن‏يكون».

 (11). في «ف»: «تسقط».

 (12). بِطانَةُ الرجل: صاحب سرّه و داخلة أمره الذي يشاوره في أحواله. النهاية، ج 1، ص 136 (بطن).

 (13). و ليجة الرجل: بِطانته و دُخلاؤه و خاصّته و من يتّخذه معتمداً عليه من غير أهله. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 400؛ النهاية، ج 5، ص 224 (ولج).

 (14). في «بس»: «شقّ».

 (15). في الغيبة للنعماني: «الشعرة».

 (16). في «ج، ض»:+/ «فيها».

 (17). الغيبة للنعماني، ص 202، ح 3، عن الكليني. بصائر الدرجات، ص 23، ح 14، بسنده عن يونس، عن سليمة بن صالح رفعه إلى أبي جعفر الوافي، ج 2، ص 434، ح 948.

248
الکافي2 (ط - دارالحديث)

84 - باب أنه من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر ص : 249

953/ 6. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ و عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

كُنْتُ أَنَا و الْحَارِثُ بْنُ الْمُغِيرَةِ و جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا جُلُوساً و أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْمَعُ كَلَامَنَا، فَقَالَ لَنَا: «فِي أَيِّ شَيْ‏ءٍ أَنْتُمْ؟ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ؛ لَاوَ اللَّهِ، لَايَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْيُنَكُمْ حَتّى‏ تُغَرْبَلُوا؛ لَاوَ اللَّهِ، لَايَكُونُ‏ «1» مَا تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْيُنَكُمْ حَتّى‏ تُمَحَّصُوا؛ لَاوَ اللَّهِ، لَايَكُونُ‏ «2» مَا تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْيُنَكُمْ حَتّى‏ تُمَيَّزُوا «3»؛ لَاوَ اللَّهِ، لَايَكُونُ‏ «4» مَا تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْيُنَكُمْ إِلَّا بَعْدَ إِيَاسٍ؛ لَاوَ اللَّهِ، لَايَكُونُ‏ «5» مَا تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْيُنَكُمْ حَتّى‏ يَشْقى‏ مَنْ يَشْقى‏، و يَسْعَدَ مَنْ يَسْعَدُ». «6»

 

84- بَابُ أَنَّهُ مَنْ عَرَفَ إِمَامَهُ لَمْ يَضُرَّهُ‏ «7» تَقَدَّمَ هذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ

954/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «اعْرِفْ إِمَامَكَ؛ فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفْتَهُ‏ «8»، لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هذَا الْأَمْرُ أَوْ

______________________________

 (1). في حاشية «ج»: «ما يكون».

 (2). في «ف»: «ما يكون».

 (3). في «ج»:-/ «لا و اللَّه- إلى- تميّزوا».

 (4). هكذا في «ض، بر» و حاشية «بف». و في سائر النسخ و المطبوع: «ما يكون».

 (5). في «ج، بح، بس، بف» و الوافي و البحار: «ما يكون».

 (6). الغيبة للنعماني، ص 208، ذيل ح 16، عن الكليني. و فيه، ح 16 بسند آخر عن محمّد بن منصور الصيقل، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام مع اختلاف يسير. و في الغيبة للطوسي، ص 335، ح 281، بسنده عن محمّد بن منصور، عن أبيه، عن أبي عبد اللَّه، مع اختلاف يسير. راجع: الغيبة للنعماني، ص 208، ح 14 و 15؛ و الإرشاد، ج 2، ص 375؛ و الغيبة للطوسي، ص 336، ح 283 الوافي، ج 2، ص 433، ح 946؛ البحار، ج 5، ص 219، ح 15.

 (7). في «ف»: «لم يغيّره».

 (8). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و الوافي و الغيبة للنعماني. و في المطبوع: «عرفت».

249
الکافي2 (ط - دارالحديث)

84 - باب أنه من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر ص : 249

تَأَخَّرَ». «1»

955/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ و تَعَالى‏: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏» «2» فَقَالَ: «يَا فُضَيْلُ، اعْرِفْ إِمَامَكَ؛ فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفْتَ إِمَامَكَ، لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ؛ و مَنْ عَرَفَ إِمَامَهُ، ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ صَاحِبُ هذَا الْأَمْرِ، كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ قَاعِداً فِي عَسْكَرِهِ؛ لَا، بَلْ‏ «3» بِمَنْزِلَةِ مَنْ قَعَدَ تَحْتَ لِوَائِهِ».

قَالَ: و قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ‏ «4»: بِمَنْزِلَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ. «5»

956/ 3. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ، عَنْ‏ «6» عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَتَى الْفَرَجُ؟

فَقَالَ‏ «7»: «يَا أَبَا بَصِيرٍ، و أَنْتَ مِمَّنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا، مَنْ عَرَفَ هذَا الْأَمْرَ، فَقَدْ فُرِّجَ‏ «8» عَنْهُ؛ لِانْتِظَارِهِ‏ «9»». «10»

957/ 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ:

______________________________

 (1). الغيبة للنعماني، ص 329، ح 1، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 435، ح 949.

 (2). الإسراء (17): 71.

 (3). في «ب»:-/ «بل».

 (4). في «ف»:+/ «بل». و في الغيبة للنعماني، ص 329: «أصحابنا».

 (5). الغيبة للنعماني، ص 329، ح 2، عن الكليني. و فيه، ص 331، ح 7، بسند آخر؛ الغيبة للطوسي، ص 459، ح 472، بسند آخر من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، و فيهما مع اختلاف الوافي، ج 2، ص 435، ح 950.

 (6). في الغيبة للنعماني: «إلى».

 (7). في «ج»: «قال».

 (8). احتمل المجلسي في مرآة العقول كون «فرج» على بناء المجرّد أيضاً.

 (9). في الغيبة للنعماني: «بانتظاره».

 (10). الغيبة للنعماني، ص 330، ح 3، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 437، ح 955.

250
الکافي2 (ط - دارالحديث)

84 - باب أنه من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر ص : 249

سَأَلَ أَبُو بَصِيرٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ و أَنَا أَسْمَعُ، فَقَالَ: تَرَانِي أُدْرِكُ الْقَائِمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟

فَقَالَ: «يَا أَبَا بَصِيرٍ، أَ لَسْتَ تَعْرِفُ إِمَامَكَ؟» فَقَالَ: إِي و اللَّهِ، و أَنْتَ هُوَ- و تَنَاوَلَ‏ «1» يَدَهُ‏ «2»- فَقَالَ: «وَ اللَّهِ، مَا تُبَالِي يَا أَبَا بَصِيرٍ أَلَّا تَكُونَ مُحْتَبِياً «3» بِسَيْفِكَ فِي ظِلِّ رِوَاقِ‏ «4» الْقَائِمِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ». «5»

958/ 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ و لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ، فَمِيتَتُهُ‏ «6» مِيتَةُ جَاهِلِيَّةٍ «7»؛ و مَنْ مَاتَ و هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ، لَمْ يَضُرَّهُ تَقَدَّمَ هذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ؛ و مَنْ مَاتَ و هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ، كَانَ كَمَنْ هُوَ «8» مَعَ الْقَائِمِ فِي فُسْطَاطِهِ‏ «9»». «10»

______________________________

 (1). في «ج»: «تناوله».

 (2). في حاشية «ج»: «بيده».

 (3). الاحتباء بالثوب: الاشتمال. أو هو أن يضمّ الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره و يشدّه عليها. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 160 (حبا).

 (4). «الرِواق» و «الرُواق»: بيت كالفسطاط، أو سقف في مقدّم البيت. القاموس المحيط، ج 2، ص 1180 (روق).

 (5). الغيبة للنعماني، ص 330، ح 4، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 437، ح 954.

 (6). في المحاسن: «فموته».

 (7). في المحاسن:+/ «و لا يعذر الناس حتّى يعرفوا إمامهم». و في مرآة العقول، ج 4، ص 190: «المِيتَةُ بالكسر: مصدر نوعيّ، و ميتة جاهليّة، تركيب إضافيّ، أو توصيفي».

 (8). في المحاسن:+/ «قائم».

 (9). قال الجوهري: «الفُسْطاطُ: بيت من شَعَرٍ، و فيه ثلاث لغات: فُسْطاطٌ، و فُسْتاط، و فُسّاطٌ. و كسر الفاء لغة فيهنّ». الصحاح، ج 3، ص 1150 (فسط).

 (10). الغيبة للنعماني، ص 330، ح 5، عن الكليني. المحاسن، ص 155، كتاب الصفوة، ح 85، عن أبيه، عن عليّ بن نعمان، الكافي، كتاب الحجّة، باب من مات و ليس له إمام ...، ح 978، بسنده عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، إلى قوله: «فميتته ميتة الجاهليّة» مع اختلاف يسير و زيادة في آخره الوافي، ج 2، ص 436، ح 952.

251
الکافي2 (ط - دارالحديث)

84 - باب أنه من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر ص : 249

959/ 6. الْحُسَيْنُ‏ «1» بْنُ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏: «مَا ضَرَّ مَنْ مَاتَ مُنْتَظِراً لِأَمْرِنَا أَلَّا يَمُوتَ فِي وسَطِ فُسْطَاطِ الْمَهْدِيِ‏ «2» أَوْ «3» عَسْكَرِهِ». «4»

960/ 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «اعْرِفِ الْعَلَامَةَ «5»؛ فَإِذَا عَرَفْتَهُ لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ؛ إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- يَقُولُ: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ» «6» فَمَنْ عَرَفَ‏

______________________________

 (1). كذا في النسخ و المطبوع، و يروي المصنّف في الكافي، ح 1374، عن الحسن بن عليّ العلوي بعض التوقيعات الواردة من الناحية المقدّسة، كما يروي عنه عن سهل بن جمهور، عن عبد العظيم بن عبد اللَّه بن الحسن بن الحسين العرني في الكافي، ح 4107 و 5229.

فعليه يحتمل كون الصواب في سندنا هذا أيضاً هو «الحسن»، و أنّه هو الحسن بن عليّ الدينوري العلوي الذي روى عنه عليّ بن الحسين بن بابويه و الد الصدوق؛ فإنّه و الكليني في طبقة و احدة. راجع: رجال النجاشي، ص 176، الرقم 464؛ الفهرست للطوسي، ص 211، الرقم 314؛ رجال الطوسي، ص 426، الرقم 6633.

ثمّ إنّ الظاهر اتّحاد الحسن بن عليّ هذا مع الحسن بن عليّ الهاشمي الذي يروي عنه الكليني في بعض الأسناد. راجع: معجم رجال الحديث، ج 5، ص 74، الرقم 3033. و التفصيل موكول إلى محلّه.

 (2). في شرح المازندراني، ج 6، ص 325: «ألّا يموت» بفتح الهمزة فاعل «ضرّ» و «من مات» مفعوله. يعني من عرف حقّنا و قال بوجود المهديّ و انتظر لظهوره، لا يضرّ أن لايدرك المهديّ و لايموت في فسطاته أو في عسكره، فإنّه يدرك تلك الفضيلة و ينال تلك الكرامة بحسب الواقع».

 (3). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس» و مرآة العقول. و في «و، بف» و المطبوع: «و».

 (4). راجع: الكافي، كتاب الجهاد، باب الجهاد الواجب مع من يكون، ح 8225 الوافي، ج 2، ص 436، ح 953.

 (5). في «ض، ف، بح» و حاشية «بر، بس»: «الغلام». و يؤيّده قوله: «فإذا عرفته». و في الوافي: «يعني بالعلامةالإمام كما و رد عنهم عليهم السلام في قوله عزّوجلّ: «وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ» [النحل (16): 16] إنّ العلامات هم الأئمّة، و النجم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. أو يعني بها علامة الإمام و نعته المختصّ به، و أنّه مَن و ابن مَن. و في نسخة الشيخ الشهيد الثاني: «اعرف الغلام» يعني المهديّ عليه السلام، فإنّه قد مضى ذكره بهذا العنوان». و في مرآة العقول: «قد يقرأ: العلّامة، بتشديد اللام، فالتاء للمبالغة».

 (6). الإسراء (17): 71.

252
الکافي2 (ط - دارالحديث)

85 - باب من ادعى الإمامة و ليس لها بأهل، و من جحد الأئمة أو بعضهم، و من أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل ص : 253

إِمَامَهُ، كَانَ‏ «1» كَمَنْ كَانَ فِي فُسْطَاطِ «2» الْمُنْتَظَرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «3»

 

85- بَابُ مَنِ ادَّعَى الْإِمَامَةَ و لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ‏ «4»، و مَنْ جَحَدَ الْأَئِمَّةَ أَوْ بَعْضَهُمْ، و مَنْ أَثْبَتَ الْإِمَامَةَ لِمَنْ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ‏

961/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَيْبٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ‏ «5»: قَوْلُ‏ «6» اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ‏ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ‏ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ» «7»؟ قَالَ: «مَنْ قَالَ: إِنِّي إِمَامٌ و لَيْسَ بِإِمَامٍ».

قَالَ: قُلْتُ: و إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً؟ قَالَ: «وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً «8»».

قُلْتُ: و إِنْ كَانَ مِنْ وُلْدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: «وَ إِنْ كَانَ‏ «9»». «10»

962/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنِ الْفُضَيْلِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «مَنِ ادَّعَى الْإِمَامَةَ و لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا، فَهُوَ كَافِرٌ». «11»

______________________________

 (1). في «بس»:-/ «كان». و في الغيبة للنعماني: «هو» بدل «كان».

 (2). في «بف»:+/ «المهديّ».

 (3). الغيبة للنعماني، ص 330، ح 6، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 435، ح 951.

 (4). في «ب»: «بأهلٍ لها».

 (5). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي:-/ «له».

 (6). في «ف»: «ما قول».

 (7). الزمر (39): 60.

 (8). في الغيبة للنعماني، ص 114: «قلت: و إن كان علويّاً فاطميّاً؟ قال: و إن كان علويّاً فاطميّاً».

 (9). في الغيبة للنعماني:+/ «من و لد عليّ بن أبي طالب».

 (10). الغيبة للنعماني، ص 114، ذيل ح 8، عن الكليني. و فيه، ح 8، بسند آخر عن محمّد بن سنان؛ و فيه أيضاً، ص 112، ح 5؛ و ثواب الأعمال، ص 254، ح 1 بسندهما عن أبي سلّام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 179، ح 633.

 (11). الغيبة للنعماني، ص 115، ح 13، بسنده عن عليّ بن الحكم، مع زيادة في أوّله؛ ثواب الأعمال، ص 255، ف ح 2، بسنده عن أبان الوافي، ج 2، ص 179، ح 635.

253
الکافي2 (ط - دارالحديث)

85 - باب من ادعى الإمامة و ليس لها بأهل، و من جحد الأئمة أو بعضهم، و من أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل ص : 253

963/ 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ» «1»؟ قَالَ:

 «كُلُّ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ إِمَامٌ و لَيْسَ بِإِمَامٍ».

قُلْتُ‏ «2»: و إِنْ كَانَ فَاطِمِيّاً عَلَوِيّاً؟ قَالَ: «وَ إِنْ كَانَ فَاطِمِيّاً عَلَوِيّاً». «3»

964/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ دَاوُدَ الْحَمَّارِ «4»، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «ثَلَاثَةٌ لَايُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ و لَا يُزَكِّيهِمْ و لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: مَنِ ادَّعى‏ إِمَامَةً مِنَ اللَّهِ لَيْسَتْ‏ «5» لَهُ، و مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللَّهِ، و مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ نَصِيباً». «6»

965/ 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ يَحْيى‏ أَخِي‏

______________________________

 (1). الزمر (39): 60. و في «ف»:+/ «وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ».

 (2). في «بر»:+/ «جعلت فداك».

 (3). تفسير القمّي، ج 2، ص 215؛ و الغيبة للنعماني، ص 111، ح 1، بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 179، ح 634.

 (4). في «ج»: «الجمّاز». و هو سهو. و داود هذا، هو داود بن سليمان أبو سليمان الحمّار. راجع: رجال النجاشي، ص 160، الرقم 423؛ رجال البرقي، ص 32؛ الفهرست للطوسي، ص 184، الرقم 286؛ رجال الطوسي، ص 202، الرقم 2573.

 (5). في «ج»: «و ليست».

 (6). الغيبة للنعماني، ص 111، ح 2 و 3؛ الخصال، ص 106، باب الثلاثة ح 69؛ ثواب الأعمال، ص 255، ح 3، و فيه عن أبي الحسن الماضي، مع زيادة في أوّله و آخره، و في كلّها بسند آخر. و في تفسير العيّاشي، ج 1، ص 178، ح 65، عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين عليه السلام؛ تحف العقول، ص 329، و في كلّها مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 180، ح 636؛ الوسائل، ج 28، ص 349، ذيل ح 34937؛ البحار، ج 7، ص 212، ذيل ح 113؛ و ج 8، ص 363، ح 40.

254
الکافي2 (ط - دارالحديث)

85 - باب من ادعى الإمامة و ليس لها بأهل، و من جحد الأئمة أو بعضهم، و من أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل ص : 253

أُدَيْمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ هذَا الْأَمْرَ لَايَدَّعِيهِ غَيْرُ صَاحِبِهِ إِلَّا بَتَرَ «1» اللَّهُ عُمُرَهُ». «2»

966/ 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ «3»:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «مَنْ أَشْرَكَ مَعَ إِمَامٍ- إِمَامَتُهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ- مَنْ لَيْسَتْ إِمَامَتُهُ مِنَ اللَّهِ، كَانَ مُشْرِكاً بِاللَّهِ‏ «4»». «5»

967/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ‏:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: رَجُلٌ قَالَ لِيَ: اعْرِفِ الْآخِرَ مِنَ الْأَئِمَّةِ «6»، و لَايَضُرُّكَ أَنْ لَا تَعْرِفَ الْأَوَّلَ.

قَالَ: فَقَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ هذَا؛ فَإِنِّي أُبْغِضُهُ، و لَاأَعْرِفُهُ، و هَلْ عُرِفَ‏ «7» الْآخِرُ «8» إِلَّا بِالْأَوَّلِ؟». «9»

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني و مرآة العقول. و «البتر»: القطع و الاستيصال. و في «ف»: «بتّر». و في المطبوع: «تبّر»، أي كسّر و أهلك.

 (2). ثواب الأعمال، ص 255، ح 4، بسنده عن ابن سنان الوافي، ج 2، ص 180، ح 637.

 (3). في الغيبة للنعماني: «عن بعض رجاله» بدل «عن طلحة بن زيد».

 (4). في الغيبة للنعماني:-/ «باللَّه».

 (5). الغيبة للنعماني، ص 130، ح 8، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 180، ح 638.

 (6). في «بف»:-/ «من الأئمّة».

 (7). في «بر»: «يعرف». و في مرآة العقول: «و هل عرف، على المعلوم، أو المجهول استفهام إنكاريّ».

 (8). في «بف»:-/ «و هل عُرف الآخر».

 (9). الغيبة للنعماني، ص 130، ح 9، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 180، ح 639.

255
الکافي2 (ط - دارالحديث)

85 - باب من ادعى الإمامة و ليس لها بأهل، و من جحد الأئمة أو بعضهم، و من أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل ص : 253

968/ 8. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، قَالَ:

سَأَلْتُ الشَّيْخَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، قَالَ: «مَنْ أَنْكَرَ و احِداً مِنَ الْأَحْيَاءِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الْأَمْوَاتَ». «1»

969/ 9. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي و هْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ:

سَأَلْتُهُ‏ «2» عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَ اللَّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ‏» «3».

قَالَ: فَقَالَ: «هَلْ رَأَيْتَ أَحَداً زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ «4» بِالزِّنى‏ و شُرْبِ‏ «5» الْخَمْرِ، أَوْ شَيْ‏ءٍ مِنْ هذِهِ الْمَحَارِمِ؟» فَقُلْتُ: لَا.

فَقَالَ‏ «6»: «مَا هذِهِ الْفَاحِشَةُ الَّتِي يَدَّعُونَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُمْ بِهَا؟» قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ و و لِيُّهُ، فَقَالَ‏ «7»: «فَإِنَّ هذَا «8» فِي‏ «9» أَئِمَّةِ الْجَوْرِ، ادَّعَوْا أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُمْ بِالِائْتِمَامِ بِقَوْمٍ لَمْ يَأْمُرْهُمُ اللَّهُ بِالِائْتِمَامِ بِهِمْ، فَرَدَّ اللَّهُ ذلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ قَدْ قَالُوا عَلَيْهِ الْكَذِبَ، و سَمّى‏ ذلِكَ مِنْهُمْ فَاحِشَةً». «10»

______________________________

 (1). الغيبة للنعماني، ص 129، ح 5، عن الكليني. و فيه، ح 4، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. كمال الدين، ص 410، ح 1 و 2، بسنده عن صفوان، عن ابن مسكان، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام الوافي، ج 2، ص 181، ح 640.

 (2). في الغيبة للنعماني:+/ «يعني أبا عبد اللَّه عليه السلام».

 (3). الأعراف (7): 28.

 (4). في «ف»: «يأمر». و في الغيبة للنعماني: «أمره». و في تفسير العيّاشي: «أمرنا».

 (5). في «ف»: «أو شرب».

 (6). في «ج، ف، بح، بس، بف» و الوافي: «قال».

 (7). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع: «قال».

 (8). في البصائر: «هذه».

 (9). في الغيبة:+/ «أولياء».

 (10). الغيبة للنعماني، ص 130، ح 10، عن الكليني. بصائر الدرجات، ص 3، ح 4، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن منصور. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 12، ح 15، عن محمّد بن منصور، عن عبد صالح عليه السلام الوافي، ج 2، ص 181، ح 641.

256
الکافي2 (ط - دارالحديث)

85 - باب من ادعى الإمامة و ليس لها بأهل، و من جحد الأئمة أو بعضهم، و من أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل ص : 253

970/ 10. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ «1»، عَنْ أَبِي و هْبِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ عَبْداً صَالِحاً عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ‏ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ‏» «2» قَالَ: فَقَالَ: «إِنَّ الْقُرْآنَ لَهُ ظَهْرٌ و بَطْنٌ‏ «3»، فَجَمِيعُ‏ «4» مَا حَرَّمَ‏ «5» اللَّهُ فِي‏ «6» الْقُرْآنِ هُوَ الظَّاهِرُ «7»؛ و الْبَاطِنُ‏ «8» مِنْ ذلِكَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ، و جَمِيعُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ تَعَالى‏ فِي الْكِتَابِ‏ «9» هُوَ الظَّاهِرُ؛ و الْبَاطِنُ مِنْ ذلِكَ أَئِمَّةُ الْحَقِّ». «10»

971/ 11. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ‏ «11» عَزَّ و جَلَّ: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ‏»؟ «12»

قَالَ: «هُمْ و اللَّهِ، أَوْلِيَاءُ فُلَانٍ و فُلَانٍ‏ «13»، اتَّخَذُوهُمْ أَئِمَّةً دُونَ الْإِمَامِ الَّذِي جَعَلَهُ‏

______________________________

 (1). و رد الخبر في بصائر الدرجات، ص 33، ح 2، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن الحسين بن‏سعيد، لكن في بعض مخطوطاته: «عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد». و هو الصواب.

 (2). الأعراف (7): 33.

 (3). في الغيبة: «له ظاهر و باطن».

 (4). في «ض» و مرآة العقول: «فجميع ما حرّم القرآن» بدل «فجميع- إلى- و الباطن». و في «بس»: «و جميع».

 (5). في «ف»: «حرّمه».

 (6). في «ج، بح، بر، بف»:-/ «اللَّه في». و في البصائر:-/ «اللَّه».

 (7). في الغيبة: «فجميع ما حرّم اللَّه في القرآن فهو حرام على ظاهره كما هو في الظاهر».

 (8). في «ب، ج، ف، بر، بف»:-/ «هو الظاهر و الباطن». و في «بس»:-/ «هو الظاهر و الباطن من ذلك».

 (9). في الغيبة:+/ «فهو حلال و».

 (10). الغيبة للنعماني، ص 131، ح 11، عن الكليني. و في بصائر الدرجات، ص 33، ح 2، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن الحسين بن سعيد. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 16، ح 36، عن محمّد بن منصور الوافي، ج 2، ص 181، ح 642؛ الوسائل، ج 27، ص 182، ح 33548، و فيه قطعة: «إنّ القرآن له ظهرٌ و بطنٌ».

 (11). في «ب»: «عن قوله».

 (12). البقرة (2): 165.

 (13). في تفسير العيّاشي و الاختصاص:+/ «و فلان».

257
الکافي2 (ط - دارالحديث)

85 - باب من ادعى الإمامة و ليس لها بأهل، و من جحد الأئمة أو بعضهم، و من أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل ص : 253

اللَّهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً، فَلِذلِكَ‏ «1» قَالَ: «وَ لَوْ يَرَى‏ «2» الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ‏ جَمِيعاً وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ‏ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ‏ وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ‏ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ‏ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ‏ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ» «3»».

ثُمَّ قَالَ‏ «4» أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هُمْ- و اللَّهِ يَا جَابِرُ- أَئِمَّةُ الظَّلَمَةِ «5» و أَشْيَاعُهُمْ‏ «6»». «7»

972/ 12. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «ثَلَاثَةٌ لَايَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ‏ «8» يَوْمَ الْقِيَامَةِ، و لَايُزَكِّيهِمْ، وَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: مَنِ ادَّعى‏ إِمَامَةً مِنَ اللَّهِ لَيْسَتْ لَهُ، و مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللَّهِ، و مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ‏ «9» نَصِيباً». «10»

______________________________

 (1). في الغيبة: «و لذلك».

 (2). هكذا في القرآن و مرآة العقول. و في النسخ و الوافي: « «ترى».

 (3). البقرة (2): 165- 167.

 (4). في حاشية «ج»: «فقال».

 (5). في حاشية «ج» و الوافي و الغيبة: «الظلم».

 (6). في «ف»: «أتباعهم».

 (7). الغيبة للنعماني، ص 131، ح 12، عن الكليني. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 72، ص 142، عن جابر، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ الاختصاص، ص 334، مرسلًا عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر عليه السلام الوافي، ج 2، ص 182، ح 643.

 (8). في الوافي و الغيبة للنعماني و الوسائل: «لا يكلّمهم اللَّه» بدل «لا ينظر اللَّه إليهم».

 (9). في «بف»: «في الدين».

 (10). الغيبة للنعماني، ص 112، ح 3، عن الكليني. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 178، ح 64، عن عليّ بن ميمون الصائغ، عن عبد اللَّه بن أبي يعفور. ثواب الأعمال، ص 255، ح 3، بسند آخر عن أبي الحسن الماضي عليه السلام، مع زيادة في أوّله و آخره، و مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 180، ذيل ح 636؛ الوسائل، ج 28، ص 349، ح 34937؛ البحار، ج 7، ص 212، ح 113؛ و ج 8، ص 363، ح 40.

258
الکافي2 (ط - دارالحديث)

86 - باب فيمن دان الله عز و جل بغير إمام من الله جل جلاله ص : 259

 

86- بَابٌ فِيمَنْ‏ «1» دَانَ اللَّهَ عَزَّ و جَلَّ بِغَيْرِ إِمَامٍ مِنَ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ‏

973/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ‏ «2» ابْنِ أَبِي نَصْرٍ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ‏ «3» عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ» «4» قَالَ: «يَعْنِي مَنِ اتَّخَذَ دِينَهُ رَأْيَهُ‏ «5» بِغَيْرِ إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدى‏». «6»

974/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ دَانَ اللَّهَ بِعِبَادَةٍ يُجْهِدُ فِيهَا نَفْسَهُ و لَاإِمَامَ لَهُ‏ «7» مِنَ اللَّهِ، فَسَعْيُهُ غَيْرُ مَقْبُولٍ، و هُوَ ضَالٌّ مُتَحَيِّرٌ، و اللَّهُ شَانِئٌ‏ «8» لِأَعْمَالِهِ، و مَثَلُهُ كَمَثَلِ شَاةٍ ضَلَّتْ عَنْ رَاعِيهَا و قَطِيعِهَا «9»، فَهَجَمَتْ‏ «10» ذَاهِبَةً و جَائِيَةً «11» يَوْمَهَا، فَلَمَّا جَنَّهَا

______________________________

 (1). في «ف»: «من».

 (2). في «ج، ض»:-/ «عن». و المتكرّر في أسناد الكافي رواية «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن [أحمد بن محمّد] بن أبي نصر».

 (3). في «ض»:+/ «الرضا».

 (4). القصص (28): 50.

 (5). في «ج»: «برأيه». و في «ف»: «و رأيه».

 (6). الغيبة للنعماني، ص 130، ح 7، عن الكليني. بصائر الدرجات، ص 13، ح 2، بسنده عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن عليه السلام؛ و فيه، ح 5، بسند آخر عن أبي الحسن عليه السلام؛ و فيه أيضاً، ح 1، بسند آخر؛ عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ و فيه أيضاً، ح 3، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام؛ و فيه أيضاً، ح 4، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، إلى قوله: «دينه رأيه» و في كلّها مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 118، ح 579.

 (7). في الوافي:-/ «له».

 (8). «الشانئ»: المُبغض. من الشناءة مثال الشناعة، بمعنى البُغض. راجع: الصحاح، ج 1، ص 57 (شنأ).

 (9). «القَطِيع»: الطائفة من البقر و الغنم. الصحاح، ج 3، ص 1268 (قطع).

 (10). في المحاسن و الغيبة: «فتاهت». و «هجمت» أي دخلت بلا رويّة.

 (11). في الغيبة:+/ «و حارت».

259
الکافي2 (ط - دارالحديث)

86 - باب فيمن دان الله عز و جل بغير إمام من الله جل جلاله ص : 259

اللَّيْلُ، بَصُرَتْ بِقَطِيعٍ مَعَ‏ «1» غَيْرِ رَاعِيهَا «2»، فَحَنَّتْ إِلَيْهَا «3» و اغْتَرَّتْ بِهَا «4»، فَبَاتَتْ مَعَهَا فِي رَبَضَتِهَا «5»، فَلَمَّا أَنْ سَاقَ‏ «6» الرَّاعِي قَطِيعَهُ، أَنْكَرَتْ رَاعِيَهَا و قَطِيعَهَا، فَهَجَمَتْ مُتَحَيِّرَةً تَطْلُبُ رَاعِيَهَا و قَطِيعَهَا، فَبَصُرَتْ بِغَنَمٍ مَعَ رَاعِيهَا، فَحَنَّتْ إِلَيْهَا و اغْتَرَّتْ بِهَا، فَصَاحَ بِهَا الرَّاعِي: الْحَقِي بِرَاعِيكِ و قَطِيعِكِ؛ فَإِنَّكِ‏ «7» تَائِهَةٌ مُتَحَيِّرَةٌ عَنْ رَاعِيكِ و قَطِيعِكِ، فَهَجَمَتْ ذَعِرَةً «8» مُتَحَيِّرَةً نَادَّةً «9»، لَارَاعِيَ لَهَا يُرْشِدُهَا إِلى‏ مَرْعَاهَا، أَوْ يَرُدُّهَا، فَبَيْنَا «10» هِيَ كَذلِكَ إِذَا «11» اغْتَنَمَ الذِّئْبُ ضَيْعَتَهَا «12»، فَأَكَلَهَا.

وَ كَذلِكَ- و اللَّهِ يَا مُحَمَّدُ- مَنْ أَصْبَحَ مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ لَاإِمَامَ لَهُ مِنَ اللَّهِ- جَلَّ و عَزَّ- ظَاهِراً «13» عَادِلًا، أَصْبَحَ ضَالًّا تَائِهاً، و إِنْ مَاتَ عَلى‏ هذِهِ‏

______________________________

 (1). في «بح، بر، بف» و شرح المازندراني: «من».

 (2). في الكافي، ح 476 و المحاسن و الغيبة: «بقطيع غنم مع راعيها» بدل «بقطيع مع غير راعيها».

 (3). «فَحَنَّتْ إليها» أي اشتاقت؛ من الحنين بمعنى الشوق و تَوَقان النفس. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2104 (حنن).

 (4). «اغترّت بها»، أي غفلت بها عن طلب راعيها؛ من الغِرَّة بمعنى الغفلة، أو خُدِعَتْ بها، يقال: اغترّ بالشي‏ء، أي خُدِعَ به. راجع: الصحاح، ج 2، ص 768 (غرر).

 (5). في حاشية «ج»: «ربضها». و في الكافي، ح 476، و الوافي: «مربضها». و «الرَبَضُ»: موضع الغنم و مأواهاالذي تَرْبِضُ و تقيم فيه. راجع: النهاية، ج 2، ص 185 (ربض).

 (6). في الغيبة: «فلمّا أصبحت و ساق» بدل «فلمّا أن ساق».

 (7). في حاشية «بح» و الكافي، ح 476: «فأنت».

 (8). «ذعرة»، أي خائفاً؛ من الزعر بمعنى الخوف و الفزع. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 306 (ذعر).

 (9). في الكافي، ح 476 و الغيبة: «تائهة». و في المحاسن:-/ «نادّة». و «نادّة»، أي شاردة نافرة. يقال: ندّ البعير، أي نفر و ذهب على و جهه شارداً. راجع: الصحاح، ج 2، ص 543 (ندد).

 (10). في «ف» و الغيبة للنعماني: «فبينما».

 (11). في الوافي: «إذ».

 (12). في «ف»: «ضيّعتها». و قوله: «ضَيْعَتها»، أي هلاكها. يقال: ضاع الشي‏ء يضيع ضيعَةً و ضِياعاً، أي هلك. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1252 (ضيع).

 (13). «ظاهراً»، أي البيّن إمامته بنصّ صريح جليّ من اللَّه و رسوله، لا الظاهر بين الناس ليرد النقض بالصاحب عليه السلام. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 331؛ مرآة العقول، ج 4، ص 214.

260
الکافي2 (ط - دارالحديث)

86 - باب فيمن دان الله عز و جل بغير إمام من الله جل جلاله ص : 259

الْحَالِ‏ «1»، مَاتَ مِيتَةَ كُفْرٍ و نِفَاقٍ.

وَ اعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ، أَنَّ أَئِمَّةَ الْجَوْرِ و أَتْبَاعَهُمْ لَمَعْزُولُونَ عَنْ دِينِ اللَّهِ، قَدْ ضَلُّوا وَ أَضَلُّوا، فَأَعْمَالُهُمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا «كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ‏ «2» لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى‏ شَيْ‏ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ» «3»». «4»

975/ 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي أُخَالِطُ النَّاسَ، فَيَكْثُرُ عَجَبِي مِنْ أَقْوَامٍ لَايَتَوَلَّوْنَكُمْ، وَ يَتَوَلَّوْنَ فُلَاناً و فُلَاناً، لَهُمْ أَمَانَةٌ و صِدْقٌ و و فَاءٌ، و أَقْوَامٍ يَتَوَلَّوْنَكُمْ، لَيْسَ‏ «5» لَهُمْ تِلْكَ الْأَمَانَةُ و لَاالْوَفَاءُ و الصِّدْقُ‏ «6»؟

قَالَ: فَاسْتَوى‏ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَالِساً، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ كَالْغَضْبَانِ‏ «7»، ثُمَّ قَالَ: «لَا دِينَ لِمَنْ دَانَ اللَّهَ‏ «8» بِوَلَايَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ، و لَاعَتْبَ‏ «9» عَلى‏ مَنْ دَانَ‏ «10» بِوَلَايَةِ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ».

______________________________

 (1). في «بر» و الكافي، ح 476: «الحالة».

 (2). قال الجوهري: يومٌ عاصفٌ، أي تَعْصِفُ و تشتدّ فيه الريح. و هو فاعل بمعنى مفعول فيه، مثل قولهم: ليلٌ نائمٌ‏وهَمٌّ ناصبٌ. الصحاح، ج 4، ص 1404 (عصف).

 (3). إبراهيم (14): 18.

 (4). الكافي، كتاب الحجّة، باب معرفة الإمام و الردّ إليه، ح 476. و في المحاسن، ص 92- 93، كتاب عقاب الأعمال، ح 47 و 48، بسنده عن العلاء بن رزين؛ الغيبة للنعماني، ص 127، ح 2، بأسانيد مختلفة عن محمّد بن مسلم الوافي، ج 2، ص 118، ح 580؛ الوسائل، ج 1، ص 118، ح 297؛ و ج 28، ص 350، ذيل ح 34940.

 (5). في «ف»: «ليست».

 (6). في الغيبة: «و لا الصدق».

 (7). في الغيبة: «كالمغضب».

 (8). في الغيبة:-/ «اللَّه».

 (9). «العَتْبُ»: المَوْجِدَةُ، أي الغضب و الملامةُ. و العَتَبُ: الشدّةُ و الأمر الكريه. القاموس المحيط، ج 1، ص 196 (عتب).

 (10). في «بف» و الوافي:+/ «اللَّه».

261
الکافي2 (ط - دارالحديث)

86 - باب فيمن دان الله عز و جل بغير إمام من الله جل جلاله ص : 259

قُلْتُ: لَا «1» دِينَ لِأُولئِكَ، و لَاعَتْبَ عَلى‏ هؤُلَاءِ؟!

قَالَ: «نَعَمْ، لَادِينَ لِأُولئِكَ، و لَاعَتْبَ عَلى‏ هؤُلَاءِ» ثُمَّ قَالَ: «أَ لَا «2» تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» يَعْنِي‏ «3» ظُلُمَاتِ الذُّنُوبِ‏ «4» إِلى‏ نُورِ التَّوْبَةِ و الْمَغْفِرَةِ؛ لِوَلَايَتِهِمْ كُلَّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ، و قَالَ‏ «5»: «وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ‏ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ‏» «6» إِنَّمَا عَنى‏ «7» بِهذَا أَنَّهُمْ كَانُوا عَلى‏ نُورِ الْإِسْلَامِ، فَلَمَّا أَنْ تَوَلَّوْا كُلَّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ‏ «8» مِنَ اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- خَرَجُوا بِوَلَايَتِهِمْ إِيَّاهُ‏ «9» مِنْ نُورِ الْإِسْلَامِ إِلى‏ ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ، فَأَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمُ النَّارَ مَعَ الْكُفَّارِ «10» ف «أُولئِكَ‏ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ» «11»». «12»

976/ 4. و عَنْهُ‏ «13»، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ و تَعَالى‏: لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ، و إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهَا «14» بَرَّةً تَقِيَّةً؛

______________________________

 (1). في «ف»: «فلا».

 (2). في الغيبة: «أما».

 (3). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع:+/ « [من‏]».

 (4). في البحار: «الكفر».

 (5). في الغيبة: «ثمّ قال».

 (6). في الغيبة:+/ «فأيّ نور يكون للكافر فيخرج منه».

 (7). في «ب»: «يعني».

 (8). في حاشية «ف»:+/ «له».

 (9). في «ج، ف، بح، بف» و شرح المازندراني و الوافي و البحار:-/ «إيّاه».

 (10). في «بف»: «الكفر».

 (11). البقرة (2): 257.

 (12). الغيبة للنعماني، ص 132، ح 14، عن الكليني. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 138، ح 460، عن عبد اللَّه بن أبي يعفور، مع اختلاف يسير. و راجع: الزهد، ص 79، ح 42 الوافي، ج 2، ص 120، ح 581؛ البحار، ج 67، ص 23 و فيه من قوله: «يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلى‏ النُّورِ».

 (13). الضمير راجع إلى ابن محبوب المذكور في السند المتقدّم؛ فقد أكثر [الحسن‏] بن محبوب من الرواية عن هشام بن سالم. راجع: معجم رجال الحديث، ج 5، ص 92- 94؛ و ج 23، ص 19- 21.

 (14). في «ف»: «أعمالهم».

262
الکافي2 (ط - دارالحديث)

86 - باب فيمن دان الله عز و جل بغير إمام من الله جل جلاله ص : 259

وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ، و إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَنْفُسِهَا ظَالِمَةً «1» مُسِيئَةً». «2»

977/ 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ‏ «3»:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَايَسْتَحْيِي‏ «4» أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ، و إِنْ كَانَتْ فِي أَعْمَالِهَا «5» بَرَّةً تَقِيَّةً؛ و إِنَّ اللَّهَ لَيَسْتَحْيِي‏ «6» أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ مِنَ اللَّهِ، و إِنْ كَانَتْ فِي أَعْمَالِهَا «7» ظَالِمَةً مُسِيئَةً». «8»

______________________________

 (1). في «ف»:-/ «ظالمة».

 (2). الغيبة للنعماني، ص 132، ح 13، عن الكليني. و في المحاسن، ص 94، كتاب عقاب الأعمال، ح 51؛ و ثواب الأعمال، ص 245، ح 1؛ و الاختصاص، ص 259 بسندهم عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم؛ فضائل الشيعة، ص 13، ح 12 بسنده عن هشام بن سالم؛ الأمالي للطوسي، ص 634، المجلس 31، ح 10، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم ... عن أبي جعفر، عن آبائه، عن رسول اللَّه، عن جبرئيل، عن اللَّه، مع زيادة في آخره. كفاية الأثر، ص 156، بسند آخر عن أمير المؤمنين عليه السلام، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، مع اختلاف يسير و زيادة في آخره. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 139، ح 462، عن مهزم الأسدي، عن الصادق عليه السلام، مع زيادة في آخره الوافي، ج 2، ص 121، ح 582.

 (3). روى صفوان [بن يحيى‏] عن [عبداللَّه‏] بن سنان في أسنادٍ عديدة. و لم نجد توسّط ابن مسكان بينهما في موضع. و لم يُعهَد التعاطف بين ابن مسكان و ابن سنان في ما روى‏ عنهما صفوان إلّافي ما و رد في المحاسن، ص 416، ح 172، من رواية صفوان بن يحيى، عن عبداللَّه بن سنان أو ابن مسكان، عن محمّد الحلبى. فلايبعد القول بزيادة «عن ابن مسكان» أو «عن عبداللَّه بن سنان» في ما نحن فيه، و لعلّ القول بزيادة «عن عبداللَّه بن سنان» أولى؛ فإنّ المراد من و الد ابن جمهور في سندنا، هو محمّد بن جمهور، و قد روى هو عن صفوان عن [عبداللَّه‏] بن مسكان في الكافي، ح 968 و 1103؛ و تأويل الآيات، ص 791. و أمّا رواية محمّد بن جمهور عن صفوان [بن يحيى‏] عن [عبداللَّه‏] بن سنان، فلم نعثر عليها في موضع.

 (4). في «ف»: «لا يستحي».

 (5). في حاشية «ف»: «أعمالهم».

 (6). في الغيبة: «يستحيي».

 (7). في «ف»: «في أعمالهم». و في «بر»: «بأعمالها».

 (8). الغيبة للنعماني، ص 133، ح 15، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 121، ح 583.

263
الکافي2 (ط - دارالحديث)

87 - باب من مات و ليس له إمام من أئمة الهدى و هو من الباب الأول ص : 264

 

87- بَابُ مَنْ مَاتَ و لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ‏ «1» مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدى‏ وَ هُوَ مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ‏

978/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ:

ابْتَدَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْماً، و قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ مَاتَ و لَيْسَ عَلَيْهِ‏ «2» إِمَامٌ، فَمِيتَتُهُ مِيتَةُ جَاهِلِيَّةٍ «3»».

فَقُلْتُ: قَالَ ذلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟

فَقَالَ: «إِي و اللَّهِ قَدْ قَالَ». قُلْتُ: فَكُلُّ مَنْ مَاتَ و لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ، فَمِيتَتُهُ مِيتَةُ جَاهِلِيَّةٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ». «4»

979/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي‏ «5» عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «مَنْ مَاتَ و لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ، فَمِيتَتُهُ‏

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «من اللَّه».

 (2). في «ف، بر، بف» و حاشية «ض، بح» و الوافي: «له».

 (3). في مرآة العقول، ج 4، ص 219: «و الميتة، بكسر الميم: مصدر نوعيّ من باب نصر. و هي مع «الجاهليّة» مركّب إضافي، أو توصيفي».

 (4). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّه من عرف إمامه لم يضرّه ...، ح 958؛ و باب ما يجب على الناس عند مضيّ الإمام، ح 987؛ و كتاب الإيمان و الكفر، باب دعائم الإسلام، ح 1498؛ و كتاب الروضة، ح 14938؛ و المحاسن، ص 155، كتاب الصفوة، ح 85؛ و بصائر الدرجات، ص 259، ح 5؛ و ص 509 و 510، ح 11 و 15؛ و الغيبة للنعماني، ص 330، ح 5؛ و عيون الأخبار، ج 2، ص 58، ح 214؛ و كمال الدين، ص 409، ح 9؛ و ص 412، ح 10؛ و الاختصاص، ص 268- 269؛ و تفسير العيّاشي، ج 1، ص 252، ح 175؛ و ج 2، ص 303، ح 119؛ و قرب الإسناد، ص 348، ح 1260؛ و كفاية الأثر، ص 296 الوافي، ج 2، ص 123، ح 586.

 (5). في «ف»: «حدَّثنا».

264
الکافي2 (ط - دارالحديث)

87 - باب من مات و ليس له إمام من أئمة الهدى و هو من الباب الأول ص : 264

مِيتَةُ جَاهِلِيَّةٍ». قَالَ: فَقُلْتُ‏ «1»: مِيتَةُ كُفْرٍ؟ قَالَ‏ «2»: «مِيتَةُ ضَلَالٍ‏ «3»». قُلْتُ‏ «4»: فَمَنْ مَاتَ الْيَوْمَ وَ لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ، فَمِيتَتُهُ مِيتَةُ جَاهِلِيَّةٍ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ». «5»

980/ 3. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ الْفُضَيْلِ‏ «6»، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ‏:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ مَاتَ لَايَعْرِفُ‏ «7» إِمَامَهُ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: جَاهِلِيَّةً جَهْلَاءَ «8»، أَوْ جَاهِلِيَّةً لَايَعْرِفُ‏ «9» إِمَامَهُ؟ قَالَ:

 «جَاهِلِيَّةَ كُفْرٍ و نِفَاقٍ و ضَلَالٍ». «10»

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و مرآة العقول. و في المطبوع: «قلت».

 (2). في المحاسن:+/ «لا».

 (3). في «ج»:+/ «قال».

 (4). في «بف»: «قال».

 (5). المحاسن، ص 154، كتاب الصفوة، ح 80، بسند آخر، و فيه إلى قوله: «ميتة ضلال» الوافي، ج 2، ص 123، ح 587.

 (6). في «بف»: «الفضل». ثمّ إنّ الظاهر أنّ الفضيل هذا، هو الفضيل بن عثمان الأعور؛ لما روى عنه صفوان [بن‏يحيى‏] في بعض الأسناد، و لم يثبت رواية صفوان عمّن يسمّى بالفضل غيره. راجع: الكافي، ج 1، ح 316 و 1585؛ المحاسن، ص 394، ح 50؛ التوحيد، ص 314، ح 2؛ و ص 457، ح 15؛ الفقيه، ج 4، ص 436؛ رجال الكشّي، ص 235، الرقم 428.

إذا تبيّن ذلك، فنقول: إنّ الفضيل بن عثمان كان يقال له «الفضل» أيضاً. راجع: رجال النجاشي، ص 308، الرقم 841؛ رجال الطوسي، ص 268، الرقم 3854؛ و ص 269، الرقم 3877.

 (7). في الوسائل: «و لا يعرف».

 (8). قال الجوهري: «قولهم: كان ذلك في الجاهليّة الجَهْلاء، هو توكيد للأوّل، يشتقّ له من اسمه ما يؤكّد به، كمايقال: و تِدٌ و اتد، و همج هامج، و ليلة ليلاء، و يوم أيوم». الصحاح، ج 4، ص 1664 (جهل).

 (9). في «ب، ض، بف»: «و لا يعرف». و في «ف»: «و ليس يعرف».

 (10). المحاسن، ص 155، كتاب الصفوة، ح 82، بسنده عن الحارث بن المغيرة، عن عثمان بن المغيرة، عن الصادق عليه السلام، عن عليّ عليه السلام، عن النبيّ صلى الله عليه و آله مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 123، ح 588؛ الوسائل، ج 28، ص 353، ح 34950؛ البحار، ج 8، ص 362، ح 39.

265
الکافي2 (ط - دارالحديث)

88 - باب فيمن عرف الحق من أهل البيت و من أنكر ص : 266

981/ 4. بَعْضُ أَصْحَابِنَا «1»، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ، عَنْ مَالِكَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ زَائِدَةَ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَنْ دَانَ اللَّهَ‏ «2» بِغَيْرِ سَمَاعٍ عَنْ صَادِقٍ‏ «3»، أَلْزَمَهُ اللَّهُ‏ «4» أَلْبَتَّةَ «5» إِلَى‏ «6» الْعَنَاءِ «7»، و مَنِ ادَّعى‏ سَمَاعاً مِنْ غَيْرِ الْبَابِ الَّذِي فَتَحَهُ اللَّهُ، فَهُوَ مُشْرِكٌ، و ذلِكَ الْبَابُ الْمَأْمُونُ‏ «8» عَلى‏ سِرِّ اللَّهِ الْمَكْنُونِ». «9»

 

88- بَابٌ فِيمَنْ عَرَفَ الْحَقَّ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ و مَنْ أَنْكَرَ «10»

982/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ‏ «11» بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ‏

______________________________

 (1). في «بس»: «عدّة من أصحابنا».

 (2). في الغيبة، ذيل ح 18:-/ «اللَّه».

 (3). في الغيبة، ذيل ح 18: «من صادق». و فيه ح 18: «عن عالم».

 (4). في «بح، بس»:-/ «اللَّه».

 (5). في «ض» و الغيبة للنعماني و الوسائل: «التِيهَ». و في مرآة العقول عن بعض النسخ: «البتّةَ»، أي قطعاً.

 (6). في «بس»:-/ «إلى».

 (7). «العناء»: التعب و المشقّة. يقال: عني الإنسان عَناءً، أي تعب و نصب. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2440 (عنا).

 (8). في الغيبة: «و ذلك الباب هو الأمين المأمون».

 (9). الغيبة للنعماني، ص 134، ذيل ح 18، عن الكليني. و فيه، ح 18، بسنده عن المفضّل بن زائدة. بصائر الدرجات، ص 13، ح 1، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام، إلى قوله: «إلى العناء»؛ عيون الأخبار، ج 2، ص 9، ح 22، بسند آخر عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، و فيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 121، ح 584؛ الوسائل، ج 27، ص 128، ح 33393.

 (10). في «ب»: «أنكره».

 (11). كذا في النسخ و المطبوع. و الظاهر أنّ الصواب هو عبيداللَّه. و عليّ هذا هو علي بن عبيداللَّه الأعرج ابن‏الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب المذكور في كتب الأنساب و الرجال. يؤيّد ذلك ما و رد في رجال الكشّي، ص 593، الرقم 1109، من نقل خبر طويل عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن سليمان بن جعفر، يشتمل على مضمون خبرنا هذا في ذيل عنوان عليّ بن عبيداللَّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. راجع: رجال النجاشي، ص 256، الرقم 671؛ تهذيب الأنساب، ص 222؛ الفخري في أنساب الطالبيّين، ص 57-/ 58.

266
الکافي2 (ط - دارالحديث)

88 - باب فيمن عرف الحق من أهل البيت و من أنكر ص : 266

الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ و امْرَأَتَهُ و بَنِيهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». ثُمَّ قَالَ: «مَنْ عَرَفَ هذَا الْأَمْرَ مِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ و فَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، لَمْ يَكُنْ كَالنَّاسِ‏ «1»». «2»

983/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَشَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْحَلَّالُ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَخْبِرْنِي عَمَّنْ عَانَدَكَ و لَمْ يَعْرِفْ حَقَّكَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، هُوَ و سَائِرُ النَّاسِ سَوَاءٌ فِي الْعِقَابِ؟

فَقَالَ‏ «3»: «كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: عَلَيْهِمْ ضِعْفَا «4» الْعِقَابِ». «5»

984/ 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِيثَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي‏ «6» رِبْعِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْمُنْكِرُ لِهذَا الْأَمْرِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ و غَيْرِهِمْ سَوَاءٌ «7»؟

______________________________

 (1). في الوافي: «و ذلك لأنّ أسباب البغض و الحسد في ذوي القربى أكثر و أحكم و أشدّ، فمن نفى عن نفسه ذلك منهم مع ذلك، فقد أكمل الفتوّة و المروّة و الرجوليّة».

 (2). الوافي، ج 2، ص 125، ح 589؛ البحار، ج 49، ص 232، ح 18 و فيه إلى قوله: «من أهل الجنّة».

 (3). في الوافي: «قال».

 (4). ضِعْفُ الشي‏ء: مِثْلُهُ، و ضِعفاه: مثلاه. و قيل: الضِعْفُ: المِثْلُ فما زاد، و ليس بمقصور على مِثْلين، فأقلّ الضعف محصور في الواحد، و أكثره غير محصور. النهاية، ج 3، ص 89 (ضعف). و في الوافي: «و إنّما ضوعف عليهم العقاب لأنّ ضرر جحودهم أكثر؛ لإفضائه إلى ضلال الناس بهم أكثر من ضلالهم بغيرهم.

 (5). الوافي، ج 2، ص 125، ح 590.

 (6). هكذا في «ألف، ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف، جر». و في «و» و المطبوع: «حدّثنا».

 (7). في «ف» و الوافي:+/ «قال».

267
الکافي2 (ط - دارالحديث)

89 - باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام ص : 268

فَقَالَ لِي: «لَا تَقُلِ: الْمُنْكِرُ، و لكِنْ قُلِ: الْجَاحِدُ «1» مِنْ بَنِي هَاشِمٍ و غَيْرِهِمْ».

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ‏ «2»: فَتَفَكَّرْتُ‏ «3» فِيهِ‏ «4»، فَذَكَرْتُ‏ «5» قَوْلَ اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- فِي إِخْوَةِ يُوسُفَ:

 «فَعَرَفَهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ‏» «6». «7»

985/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ‏:

سَأَلْتُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، قُلْتُ‏ «8» لَهُ: الْجَاحِدُ مِنْكُمْ و مِنْ غَيْرِكُمْ سَوَاءٌ؟

فَقَالَ: «الْجَاحِدُ مِنَّا لَهُ ذَنْبَانِ، و الْمُحْسِنُ‏ «9» لَهُ حَسَنَتَانِ». «10»

 

89- بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى النَّاسِ عِنْدَ مُضِيِّ الْإِمَامِ‏

986/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ‏:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذَا حَدَثَ عَلَى الْإِمَامِ حَدَثٌ، كَيْفَ يَصْنَعُ النَّاسُ؟

______________________________

 (1). «الجاحد»: من الجُحود، و هو الإنكار مع العلم. و الإنكار من النَكِرَة، و هو ضدّ المعرفة، أو الإنكار أعمّ كما قال المازندراني. راجع: الصحاح، ج 2، ص 451 (جحد)، و ص 836 (نكر)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 336.

 (2). أبوالحسن كنية لرجلين من الرجال المذكورين في السند، و هما معلى بن محمّد؛ كما في رجال النجاشي، ص 418، الرقم 1117، و على بن إسماعيل الميثمي، كما من الكتاب المذكور، ص 251، الرقم 661. لكن الغالب في كنية المسمّينَ بعليّ هو أبوالحسن، و لعلّ هذا الأمر يرجّح كون المراد من أبي الحسن هو عليّ بن إسماعيل الميثمي. أضف إلى ذلك أنّ عليّ بن إسماعيل كان متكلّماً صنّف كتاباً في الإمامة. راجع: الفهرست للطوسي، ص 263، الرقم 374.

 (3). في حاشية «ف»: «ففكرت».

 (4). في «ف، بح» و الوافي:-/ «فيه».

 (5). في «ج»: «فذكّرت».

 (6). يوسف (12): 58.

 (7). الوافي، ج 2، ص 126، ح 591.

 (8). في «ج»: «فقلت». و في «ف»: «و قلت».

 (9). في «بس»:+/ «منّا».

 (10). قرب الإسناد، ص 357، ح 1276، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، مع زيادة و اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 126، ح 592.

268
الکافي2 (ط - دارالحديث)

89 - باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام ص : 268

قَالَ: «أَيْنَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ‏ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ‏ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ‏» «1»» قَالَ: «هُمْ فِي عُذْرٍ مَا دَامُوا فِي الطَّلَبِ، وَ هؤُلَاءِ الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُمْ فِي عُذْرٍ حَتّى‏ يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ أَصْحَابُهُمْ». «2»

987/ 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، قَالَ:

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ «3»، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى‏، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ الْعَامَّةِ «4»: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: «مَنْ مَاتَ و لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً «5»».

فَقَالَ: «الْحَقُّ و اللَّهِ».

قُلْتُ: فَإِنَّ إِمَاماً هَلَكَ و رَجُلٌ بِخُرَاسَانَ لَايَعْلَمُ مَنْ و صِيُّهُ لَمْ‏ «6» يَسَعْهُ ذلِكَ؟

قَالَ: «لَا يَسَعُهُ؛ إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا هَلَكَ، و قَعَتْ حُجَّةُ و صِيِّهِ‏ «7» عَلى‏ مَنْ هُوَ مَعَهُ فِي الْبَلَدِ، و حَقَّ النَّفْرُ عَلى‏ مَنْ لَيْسَ بِحَضْرَتِهِ إِذَا بَلَغَهُمْ؛ إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- يَقُولُ: «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ»».

قُلْتُ: فَنَفَرَ قَوْمٌ، فَهَلَكَ بَعْضُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ، فَيَعْلَمَ؟

قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ- جَلَّ و عَزَّ- يَقُولُ: «وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏ ثُمَ‏

______________________________

 (1). التوبة (9): 122.

 (2). علل الشرائع، ص 591، ح 41، بسنده عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 117، ح 158، عن يعقوب بن شعيب، إلى قوله: «قال هم في عذر ماداموا في الطلب»، مع اختلاف يسير. و راجع: تفسير القمّي، ج 1، ص 307 الوافي، ج 2، ص 12، ح 593.

 (3). في الكافي، ح 800:-/ «قال: حدّثنا حمّاد». و هو سهو كما قدّمناه تفصيلًا، فلاحظ.

 (4). في حاشية «ف»:+/ «قالوا».

 (5). يجوز فيه التركيب الإضافي أيضاً.

 (6). في «ف»: «و لم». و قوله: «لم يسعه ذلك» استفهام بتقدير أداته. أي لم يجز له المقام على الجهالة. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 338؛ مرآة العقول، ج 4، ص 229.

 (7). في «ب»: «وصيّته».

269
الکافي2 (ط - دارالحديث)

89 - باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام ص : 268

يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ‏» «1»».

قُلْتُ: فَبَلَغَ الْبَلَدَ بَعْضُهُمْ، فَوَجَدَكَ مُغْلَقاً عَلَيْكَ بَابُكَ، و مُرْخًى‏ «2» عَلَيْكَ سِتْرُكَ لَا تَدْعُوهُمْ إِلى‏ نَفْسِكَ، و لَايَكُونُ مَنْ يَدُلُّهُمْ عَلَيْكَ، فَبِمَا «3» يَعْرِفُونَ ذلِكَ؟

قَالَ: «بِكِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ».

قُلْتُ: فَبِقَوْلِ اللَّهُ‏ «4» جَلَّ و عَزَّ، كَيْفَ؟

قَالَ: «أَرَاكَ قَدْ تَكَلَّمْتَ فِي هذَا قَبْلَ الْيَوْمِ». قُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: «فَذَكِّرْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و مَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي حَسَنٍ و حُسَيْنٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، و مَا خَصَّ اللَّهُ بِهِ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ مَا قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مِنْ و صِيَّتِهِ إِلَيْهِ، و نَصْبِهِ إِيَّاهُ، و مَا يُصِيبُهُمْ، و إِقْرَارِ الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ بِذلِكَ، و و صِيَّتِهِ إِلَى الْحَسَنِ، و تَسْلِيمِ الْحُسَيْنِ لَهُ؛ يَقوُلُ‏ «5» اللَّهُ:

 «النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ‏ فِي كِتابِ اللَّهِ»» «6».

قُلْتُ: فَإِنَّ النَّاسَ تَكَلَّمُوا فِي أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و يَقُولُونَ: كَيْفَ تَخَطَّتْ‏ «7» مِنْ وُلْدِ أَبِيهِ مَنْ لَهُ مِثْلُ قَرَابَتِهِ و مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ، و قَصُرَتْ‏ «8» عَمَّنْ هُوَ أَصْغَرُ «9» مِنْهُ؟

فَقَالَ: «يُعْرَفُ صَاحِبُ هذَا الْأَمْرِ بِثَلَاثِ خِصَالٍ لَاتَكُونُ فِي غَيْرِهِ: هُوَ أَوْلَى النَّاسِ‏

______________________________

 (1). النساء (4): 100.

 (2). «مرخىً» على صيغة اسم المفعول، من الإرخاء بمعنى الإرسال. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2354 (رخا).

 (3). في حاشية «بح، بر»: «فبم».

 (4). هكذا في «ب، ج، ض، بر». و في سائر النسخ و المطبوع: «فيقول اللَّه». و في حاشية الميرزا رفيعا: أنّ «كيف» مفعول لقول اللَّه.

 (5). هكذا في «ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي. و في بعض النسخ و المطبوع: «بقول».

 (6). الأحزاب (33): 6.

 (7). «تخطَّت»، أي تجاوزت الإمامةُ. من قولك: تَخَطَّيتُه، إذا تجاوزته. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2328 (خطا).

 (8). في شرح المازندراني: «قصرت، على صيغة المجهول. يقال: قصرت الشي‏ء على كذا، أي حبسته عليه و لم أتجاوز به إلى غيره، ف «عن» بمعنى «على».

 (9). في «ف»: «أضعف».

270
الکافي2 (ط - دارالحديث)

89 - باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام ص : 268

بِالَّذِي قَبْلَهُ و هُوَ و صِيُّهُ، و عِنْدَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و و صِيَّتُهُ، و ذلِكَ عِنْدِي لَا أُنَازَعُ‏ «1» فِيهِ».

قُلْتُ: إِنَّ ذلِكَ مَسْتُورٌ مَخَافَةَ السُّلْطَانِ؟

قَالَ: «لَا يَكُونُ فِي سِتْرٍ «2» إِلَّا و لَهُ حُجَّةٌ ظَاهِرَةٌ؛ إِنَّ أَبِي اسْتَوْدَعَنِي مَا هُنَاكَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: ادْعُ لِي شُهُوداً، فَدَعَوْتُ أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ نَافِعٌ مَوْلى‏ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: اكْتُبْ: هذَا مَا أَوْصى‏ بِهِ يَعْقُوبُ بَنِيهِ: «يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» «3»، و أَوْصى‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى ابْنِهِ‏ «4» جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِي بُرْدِهِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ الْجُمَعَ‏ «5»، و أَنْ يُعَمِّمَهُ بِعِمَامَتِهِ، و أَنْ يُرَبِّعَ قَبْرَهُ، و يَرْفَعَهُ‏ «6» أَرْبَعَ‏ «7» أَصَابِعَ، ثُمَّ يُخَلِّيَ عَنْهُ»، فَقَالَ: «اطْوُوهُ‏ «8»». ثُمَّ قَالَ لِلشُّهُودِ:

 «انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ».

فَقُلْتُ بَعْدَ مَا انْصَرَفُوا: «مَا كَانَ فِي‏ «9» هذَا يَا أَبَتِ‏ «10»، أَنْ‏ «11» تُشْهِدَ عَلَيْهِ؟»

فَقَالَ: «إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ، و أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يُوصَ‏ «12»، فَأَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ‏ «13» لَكَ حُجَّةٌ، فَهُوَ الَّذِي إِذَا قَدِمَ الرَّجُلُ الْبَلَدَ، قَالَ: مَنْ و صِيُّ فُلَانٍ؟ قِيلَ‏ «14»: فُلَانٌ».

______________________________

 (1). في «بح»: «و لا انازع».

 (2). في حاشية «ف، بس، بف»: «سرّ».

 (3). البقرة (2): 132.

 (4). في «ج، بح، بر، بس، بف» و الكافي، ح 800، و الوافي و الإرشاد:-/ «ابنه».

 (5). في الكافي، ح 800: «الجمعة».

 (6). في «ف»: «و أن يرفعه».

 (7). في «بح»: «أربعة». و الإصبع ممّا يذكّر و يؤنّث.

 (8). في الكافي، ح 800: «و أن يحلّ عنه أطماره عند دفنه» بدل «ثمّ يخلّي عنه، فقال: اطووه».

 (9). في مرآة العقول:-/ «في». و قال: «و بعض النسخ: «في هذا». و الكلام يحتمل النفي و الاستفهام».

 (10). في «ب، ج، بح» و الوافي: «يا أبه».

 (11). في «ف»: «أنت».

 (12). في «ف»:+/ «إليك». و في الكافي، ح 800:+/ «إليه». و قوله: «لم يوص» يجوز فيه كسر الصاد و فتحها.

 (13). في «ض، بح»: «يكون». و في الكافي، ح 800: «الحجّة» بدل «حجّة».

 (14). «قيل» جواب «إذا». و قوله: «قال» عطف على «قدم» بحذف العاطف.

271
الکافي2 (ط - دارالحديث)

89 - باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام ص : 268

قُلْتُ: فَإِنْ أَشْرَكَ‏ «1» فِي الْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: «تَسْأَلُونَهُ‏ «2»؛ فَإِنَّهُ سَيُبَيِّنُ‏ «3» لَكُمْ». «4»

988/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ‏:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، بَلَغَنَا شَكْوَاكَ‏ «5» و أَشْفَقْنَا «6»، فَلَوْ أَعْلَمْتَنَا أَوْ عَلَّمْتَنَا «7» مَنْ؟

فَقَالَ‏ «8»: «إِنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ عَالِماً، و الْعِلْمُ يُتَوَارَثُ، فَلَا يَهْلِكُ عَالِمٌ إِلَّا بَقِيَ‏ «9» مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ، أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ».

قُلْتُ: أَ فَيَسَعُ النَّاسَ إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ أَلَّا يَعْرِفُوا الَّذِي بَعْدَهُ؟

______________________________

 (1). يجوز فيه المبنيّ للفاعل و المبنيّ للمفعول. و في «بس»: «اشترك».

 (2). في «بس»: «يسألونه». و في «بف»: «لا تسألونه». فالتعليل للنفي لا المنفيّ.

 (3). يمكن أن يكون على صيغة المجهول أو المعلوم من التفعيل، و على المجرّد المعلوم.

 (4). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ على أبي عبد اللَّه جعفر بن محمّد الصادق صلوات اللَّه عليه، ح 800. و في الإرشاد، ج 2، ص 181، ...، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الأعلى، و فيهما من قوله: «إنّ أبي استودعني ما هناك» إلى قوله: «فأردت أن تكون له حجّة». بصائر الدرجات، ص 182، ح 28، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن حمّاد بن عيسى، عن عبد الأعلى، من قوله: «قلت: فإنّ الناس تكلّموا في أبي جعفر عليه السلام» إلى قوله: «و ذلك عندي لا انازع فيه». و في علل الشرائع، ص 591، ح 42، بسنده عن عبد الأعلى، إلى قوله: «فَقَدْ و قَعَ أَجْرُهُ عَلى‏ اللَّهِ»، مع اختلاف. الكافي، كتاب الحجّة، باب من مات و ليس له إمام ...، ح 978، بسند آخر عن أبي عبداللَّه عليه السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، إلى قوله: «مات ميتة جاهليّة» مع اختلاف يسير و زيادة في آخره. راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب الامور التي توجب حجّة الإمام عليه السلام، ح 748؛ و بصائر الدرجات، ص 180، ح 22؛ و الخصال، ص 117، باب الثلاثة، ح 99؛ و تفسير العيّاشي، ج 1، ص 249، ح 163؛ و ج 2، ص 118، ح 161 الوافي، ج 2، ص 128، ح 595.

 (5). الشَكْوى و الشكاة و الشِكاية: المرض. النهاية، ج 2، ص 497 (شكا).

 (6). في الوافي: «أشفقنا: خفنا أن تجيب داعي اللَّه و تختار الآخرة على الدنيا، فنبقى في حيرة من أمرنا».

 (7). في مرآة العقول و الوافي: «علمنا». قال في المرآة: «و في بعض النسخ: أو علّمتنا».

 (8). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في المطبوع: «قال».

 (9). في «ف»: «قد بقي».

272
الکافي2 (ط - دارالحديث)

90 - باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه ص : 273

فَقَالَ: «أَمَّا أَهْلُ هذِهِ الْبَلْدَةِ، فَلَا- يَعْنِي الْمَدِينَةَ- و أَمَّا غَيْرُهَا مِنَ‏ «1» الْبُلْدَانِ، فَبِقَدْرِ مَسِيرِهِمْ؛ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: «وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ» «2»».

قَالَ‏ «3»: قُلْتُ: أَ رَأَيْتَ مَنْ مَاتَ فِي ذلِكَ؟

فَقَالَ: «هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ و رَسُولِهِ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ، فَقَدْ و قَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ» «4».

قَالَ: قُلْتُ: فَإِذَا قَدِمُوا بِأَيِّ شَيْ‏ءٍ يَعْرِفُونَ صَاحِبَهُمْ؟

قَالَ: «يُعْطَى السَّكِينَةَ و الْوَقَارَ و الْهَيْبَةَ «5»». «6»

 

90- بَابٌ فِي أَنَّ الْإِمَامَ مَتى‏ يَعْلَمُ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ «7» صَارَ إِلَيْهِ‏

989/ 1. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، عَنْ أَبِي جَرِيرٍ الْقُمِّيِّ، قَالَ‏:

______________________________

 (1). في «ب»: «في».

 (2). التوبة (9): 122.

 (3). في «ف»:-/ «قال».

 (4). إشارة إلى الآية 100 من سورة النساء (4).

 (5). «الهيبة»: المخافة و التقيّة، كالمُهابة. و هابَه يَهابُه هَيْباً و مَهابة: خافه. القاموس المحيط، ج 1، ص 239 (هيب).

 (6). علل الشرائع، ص 591، ح 40، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى. و في الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام و رثة العلم ...، ح 594؛ و بصائر الدرجات، ص 118، ح 2، بسندهما عن النضر بن سويد، من قوله: «إنّ عليّاً كان عالماً» إلى قوله: «أو ما شاء اللَّه». راجع: الكافي، كتاب الحجّة، نفس الباب، ح 595 و 599؛ و المحاسن، ص 235، كتاب مصابيح الظلم، ح 196؛ و بصائر الدرجات، ص 114- 116، ح 1 و 4 و 8 و 10؛ و ص 117- 118، ح 1 و 3 و 4؛ و ص 511، ح 20؛ و كمال الدين، ص 223، ح 13 الوافي، ج 2، ص 127، ح 594.

 (7). في «ب»:-/ «قد».

273
الکافي2 (ط - دارالحديث)

90 - باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه ص : 273

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَدْ عَرَفْتَ انْقِطَاعِي إِلى‏ أَبِيكَ، ثُمَّ إِلَيْكَ، ثُمَّ حَلَفْتُ لَهُ- و حَقِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و حَقِّ فُلَانٍ و فُلَانٍ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ- بِأَنَّهُ‏ «1» لَايَخْرُجُ مِنِّي‏ «2» مَا تُخْبِرُنِي‏ «3» بِهِ إِلى‏ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، و سَأَلْتُهُ عَنْ أَبِيهِ: أَ حَيٌّ هُوَ أَوْ مَيِّتٌ‏ «4»؟ فَقَالَ:

 «قَدْ و اللَّهِ مَاتَ».

فَقُلْتُ‏ «5»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ شِيعَتَكَ يَرْوُونَ أَنَّ فِيهِ سُنَّةَ أَرْبَعَةِ أَنْبِيَاءَ «6»؟ قَالَ: «قَدْ وَ اللَّهِ- الَّذِي لَاإِلهَ إِلَّا هُوَ- هَلَكَ».

قُلْتُ: هَلَاكَ غَيْبَةٍ، أَوْ هَلَاكَ مَوْتٍ؟ قَالَ: «هَلَاكَ مَوْتٍ». فَقُلْتُ: لَعَلَّكَ مِنِّي فِي تَقِيَّةٍ؟ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ!». قُلْتُ: فَأَوْصى‏ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: فَأَشْرَكَ مَعَكَ فِيهَا أَحَداً؟ قَالَ: «لَا». قُلْتُ: فَعَلَيْكَ مِنْ إِخْوَتِكَ إِمَامٌ؟ قَالَ: «لَا». قُلْتُ: فَأَنْتَ الْإِمَامُ؟ قَالَ:

 «نَعَمْ». «7»

990/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ:

قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ رَجُلًا عَنى‏ «8» أَخَاكَ إِبْرَاهِيمَ، فَذَكَرَ لَهُ أَنَّ أَبَاكَ فِي الْحَيَاةِ، و أَنَّكَ‏ «9»

______________________________

 (1). في الوسائل: «أنّه».

 (2). في الوسائل:-/ «منّي».

 (3). في «ب، ج، بس، بف»: «يخبرني»، أي الإمام.

 (4). في «ف، بح»: «أم ميّت».

 (5). في الوافي: «قلت».

 (6). إنّ ذلك مرويّ في القائم عليه السلام، لا الكاظم عليه السلام، إلّارؤساء الواقفيّة لبّسوا الأمر على أصحابهم بأمثال هذه التحريفات لأغراضهم الدنيويّة.

و قوله: «فيه سنّة أربعة أنبياء» يعني سنّة موسى و عيسى و يوسف و محمّد عليهم السلام. فأمّا سنّة موسى: فخائف مترقّب؛ و أمّا سنّة عيسى: فيقال: إنّه مات و لم يمت؛ و أمّا سنّة يوسف: فالسجن و الغيبة؛ و أمّا سنّة محمّد صلى الله عليه و آله: فالسيف و الجهاد عند ظهور دولته. راجع: الوافي، ج 3، ص 674؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 366.

 (7). الوافي، ج 3، ص 674، ح 1279؛ الوسائل، ج 23، ص 261، ح 29524.

 (8). في «ج، ض، بر» و الوافي: «عنّى» بتشديد النون، أي أوقعه في التعب و العناء. و في حاشية «بر»: «غرّ».

 (9). في البحار، ج 48: «و أنت».

274
الکافي2 (ط - دارالحديث)

90 - باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه ص : 273

تَعْلَمُ مِنْ ذلِكَ‏ «1» مَا يَعْلَمُ‏ «2»؟

فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ! يَمُوتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و لَايَمُوتُ مُوسى‏؟! قَدْ و اللَّهِ مَضى‏ كَمَا مَضى‏ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و لكِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- لَمْ يَزَلْ مُنْذُ قَبَضَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- هَلُمَّ جَرّاً- يَمُنُّ بِهذَا الدِّينِ عَلى‏ أَوْلَادِ الْأَعَاجِمِ، و يَصْرِفُهُ عَنْ قَرَابَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- هَلُمَّ جَرّاً- فَيُعْطِي هؤُلَاءِ، و يَمْنَعُ هؤُلَاءِ، لَقَدْ قَضَيْتُ عَنْهُ فِي هِلَالِ ذِي الْحِجَّةِ أَلْفَ دِينَارٍ بَعْدَ أَنْ أَشْفى‏ «3» عَلى‏ طَلَاقِ نِسَائِهِ و عِتْقِ مَمَالِيكِهِ، و لكِنْ قَدْ «4» سَمِعْتُ مَا لَقِيَ يُوسُفُ مِنْ‏ «5» إِخْوَتِهِ». «6»

991/ 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ‏ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّهُمْ رَوَوْا عَنْكَ فِي مَوْتِ أَبِي الْحَسَنِ‏ «8» عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَكَ‏ «9»: عَلِمْتَ ذلِكَ بِقَوْلِ سَعِيدٍ «10»؟

فَقَالَ: «جَاءَ سَعِيدٌ بَعْدَ مَا عَلِمْتُ بِهِ قَبْلَ مَجِيئِهِ».

قَالَ‏ «11»: و سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «طَلَّقْتُ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتَ‏ «12» إِسْحَاقَ فِي رَجَبٍ بَعْدَ مَوْتِ‏

______________________________

 (1). في «ج»:+/ «مثل».

 (2). في «ب، ض، بح، بر» و شرح المازندراني و مرآة العقول و البحار: «ما لا يعلم» بدل «ما يعلم»، أي لا يعلم الرجل مكانه و موضعَ غيبته.

 (3). «أشفى على الشي» أي أشرف عليه. الصحاح، ج 6، ص 2394 (شفى).

 (4). في شرح المازندراني:-/ «قد».

 (5). في الوافي: «عن».

 (6). الوافي، ج 3، ص 673، ح 1278؛ البحار، ج 48، ص 303؛ و ج 49، ص 232، ح 18.

 (7). في حاشية «ج»:+/ «الرضا».

 (8). في حاشية «ج»:+/ «موسى».

 (9). في «ف»:+/ «إنّك».

 (10). احتمل المازندراني في الكلام الاستفهام و الإخبار، و قال: «يحتمل الاستفهام و الإخبار و أن يكون القائل و اقفياً في صدد الإنكار و التمسّك بأنّ قول سعيد لايفيد العلم. و سعيد قيل: هو خادم أبي الحسن عليه السلام». و في الوافي: «سعيد هذا هو الناعي بموته إلى المدينة من بغداد».

 (11). في «ب»: «و قال».

 (12). في «ف»: «ابنة». و في الوافي: «امّ فروة هي إحدى نساء الكاظم عليه السلام. و لعلّ الرضا عليه السلام كان و كيلًا في طلاقها من قبل أبيه عليه السلام. و قد مضى أنّه فوّض أمر نسائه إليه صلوات اللَّه عليه، و إنّما جاز له عليه السلام طلاقها بعدُ موت أبيه؛ لأنّ أحكام الشريعة تجري على ظاهر الأمر، دون باطنه، و موت أبيه عليه السلام كان لم يتحقّق بعد للناس في ظاهر الأمر هناك، و إنّما علمه عليه السلام بنحو آخر غير النعي المعهود. إن قيل: ما فائدة مثل هذا الطلاق الذي يجي‏ء بعده ما يكشف عن عدم صحّته؟ قلنا: أمرهم عليهم السلام أرفع من أن تناله عقولنا، فلعلّهم رأوا فيه مصلحة لانعلمها».

275
الکافي2 (ط - دارالحديث)

90 - باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه ص : 273

أَبِي الْحَسَنِ بِيَوْمٍ». قُلْتُ: طَلَّقْتَهَا «1» و قَدْ عَلِمْتَ بِمَوْتِ أَبِي الْحَسَنِ؟ قَالَ: «نَعَمْ‏ «2»». قُلْتُ:

قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْكَ سَعِيدٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ». «3»

992/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَفْوَانَ، قَالَ‏:

قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِمَامِ، مَتى‏ يَعْلَمُ أَنَّهُ إِمَامٌ، حِينَ يَبْلُغُهُ أَنَّ صَاحِبَهُ قَدْ مَضى‏، أَوْ حِينَ يَمْضِي، مِثْلَ‏ «4» أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قُبِضَ بِبَغْدَادَ و أَنْتَ هَاهُنَا؟

قَالَ: «يَعْلَمُ ذلِكَ حِينَ يَمْضِي صَاحِبُهُ». قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْ‏ءٍ؟ قَالَ: «يُلْهِمُهُ اللَّهُ‏ «5»». «6»

993/ 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ الشَّهْبَانِيِ‏ «7»، عَنْ‏

______________________________

 (1). في مرآة العقول، ج 4، ص 240: «و ربّما يقرأ: «طلّعتها» بالعين المهملة على بناء التفعيل، أي أطلعتهاوأخبرتها. و هذا مخالف للمضبوط في النسخ».

 (2). في «ف»:+/ «قال».

 (3). بصائر الدرجات، ص 467، ح 4، من قوله: «طلّقت امّ فروة بنت إسحاق»؛ و فيه، ح 6، إلى قوله: «علمت به قبل مجيئه» و فيهما بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 662، ح 1265؛ البحار، ج 27، ص 293، ح 6.

 (4). في مرآة العقول: «و مثل، مرفوع خبر مبتدأ محذوف، أي موضع المسألة مثل هذه الواقعة، أو منصوب بنيابة المفعول المطلق، أي مثل مضيّ أبي الحسن».

 (5). في البصائر:+/ «ذلك».

 (6). بصائر الدرجات، ص 466، ح 1، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى الوافي، ج 3، ص 662، ح 1264؛ البحار، ج 48، ص 247، ح 55.

 (7). في «ألف، ب، ج، بح، بس، بف»: «الميشائي». و في «ض»: «المنشائي». و في «ف» «النشائي». و في «و»: «الميشاني». و في «بر» و حاشية «و، بر، بس، بف» كما في المتن.

و لم نجد مِن هذه الألقاب- حسب تتبّعنا في الأسناد و كتب الأنساب و الألقاب- إلّا «النشائي». راجع: الأنساب للسمعاني، ج 5، ص 489؛ توضيح المشتبه، ج 5، ص 18؛ و ج 9، ص 71.

فعليه يحتمل إمّا صحّة «النشائي»، و إمّا أن يكون الصواب هو «المَيساني»، و هذا و إن لم يرد في النسخ لكنّه مذكور في كتب الأنساب و الألقاب. و تصحيف المَيساني بالميشاني و المنشائي و الميشايي- كما عليها أكثر النسخ- سهل جدّاً. راجع: الأنساب للسمعاني، ج 5، ص 431؛ اللباب في تهذيب الأنساب، ج 3، ص 282.

و أمّا ما و رد في بصائر الدرجات، ص 467، ح 3 من «الشيباني»، فالظاهر أنّه غير معتمد عليه، ناشٍ من تكرّر «أبي المفضّل الشيباني» في الأسناد، كما يدلّ عليه البحار، ج 50، ص 135، ح 16 نقلًا من البصائر.

276
الکافي2 (ط - دارالحديث)

90 - باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه ص : 273

هَارُونَ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ:

رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ:

 «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» «1» مَضى‏ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ». فَقِيلَ لَهُ: و كَيْفَ عَرَفْتَ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ تَدَاخَلَنِي‏ «2» ذِلَّةٌ لِلَّهِ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهَا». «3»

994/ 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ مُسَافِرٍ، قَالَ:

أَمَرَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- حِينَ أُخْرِجَ بِهِ- أَبَا الْحَسَنِ‏ «4» عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَنَامَ عَلى‏ بَابِهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَبَداً مَا كَانَ‏ «5» حَيّاً إِلى‏ أَنْ يَأْتِيَهُ خَبَرُهُ‏ «6»، قَالَ: فَكُنَّا فِي كُلِّ لَيْلَةٍ نَفْرُشُ لِأَبِي الْحَسَنِ فِي الدِّهْلِيزِ «7»، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ الْعِشَاءِ «8» فَيَنَامُ، فَإِذَا أَصْبَحَ انْصَرَفَ إِلى‏ مَنْزِلِهِ، قَالَ: فَمَكَثَ عَلى‏ هذِهِ الْحَالِ أَرْبَعَ سِنِينَ، فَلَمَّا كَانَ‏ «9» لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي، أَبْطَأَ عَنَّا و فُرِشَ لَهُ، فَلَمْ يَأْتِ كَمَا كَانَ يَأْتِي، فَاسْتَوْحَشَ الْعِيَالُ و ذُعِرُوا «10»، و دَخَلَنَا أَمْرٌ عَظِيمٌ مِنْ إِبْطَائِهِ.

فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، أَتَى الدَّارَ، و دَخَلَ إِلَى‏ «11» الْعِيَالِ، و قَصَدَ إِلى‏ أُمِّ أَحْمَدَ، فَقَالَ‏

______________________________

 (1). البقرة (2): 156.

 (2). أي دخلني، من تداخل الامور، و هو دخول بعضها في بعض. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 243 (دخل).

 (3). بصائر الدرجات، ص 467، ح 5، عن محمّد بن عيسى، عن أبي الفضل، عن هارون بن الفضل؛ و فيه، ح 3، بسنده عن أبي الفضل الشيباني، عن هارون بن الفضل الوافي، ج 3، ص 664، ح 1267؛ البحار، ج 50، ص 14، ح 15.

 (4). في «ب»:+/ «عليّ بن موسى».

 (5). في «بر»: «مادام».

 (6). في «ب»: «خبر».

 (7). في «ف»: «الدهاليز». و «الدِهليز»: ما بين الدار و الباب. فارسي معرّب. الصحاح، ج 3، ص 878 (دهلز).

 (8). في «بح»: «يأتي العشاء».

 (9). في حاشية «ف»: «كانت».

 (10). يجوز فيه المبنيّ للفاعل أيضاً. و هو من الذُعر بمعنى الخوف.

 (11). في حاشية «بح»: «على».

277
الکافي2 (ط - دارالحديث)

90 - باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه ص : 273

لَهَا: «هَاتِ‏ «1» الَّتِي‏ «2» أَوْدَعَكِ أَبِي». فَصَرَخَتْ‏ «3»، و لَطَمَتْ و جْهَهَا، و شَقَّتْ جَيْبَهَا «4»، و قَالَتْ:

مَاتَ و اللَّهِ سَيِّدِي، فَكَفَّهَا، و قَالَ لَهَا: «لَا تَكَلَّمِي‏ «5» بِشَيْ‏ءٍ، و لَاتُظْهِرِيهِ‏ «6» حَتّى‏ يَجِي‏ءَ الْخَبَرُ إِلَى الْوَالِي».

فَأَخْرَجَتْ إِلَيْهِ سَفَطاً «7»، و أَلْفَيْ دِينَارٍ، أَوْ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ، فَدَفَعَتْ ذلِكَ أَجْمَعَ إِلَيْهِ دُونَ غَيْرِهِ، و قَالَتْ: إِنَّهُ قَالَ لِي فِيمَا بَيْنِي و بَيْنَهُ- و كَانَتْ أَثِيرَةً «8» عِنْدَهُ-: «احْتَفِظِي بِهذِهِ‏ «9» الْوَدِيعَةِ عِنْدَكِ، لَا «10» تُطْلِعِي عَلَيْهَا أَحَداً حَتّى‏ أَمُوتَ، فَإِذَا مَضَيْتُ، فَمَنْ أَتَاكِ مِنْ وُلْدِي فَطَلَبَهَا مِنْكِ، فَادْفَعِيهَا إِلَيْهِ، و اعْلَمِي أَنِّي قَدْ مِتُ‏ «11»». و قَدْ جَاءَنِي‏ «12» و اللَّهِ عَلَامَةُ سَيِّدِي.

فَقَبَضَ ذلِكَ مِنْهَا، و أَمَرَهُمْ‏ «13» بِالْإِمْسَاكِ جَمِيعاً إِلى‏ أَنْ و رَدَ الْخَبَرُ، و انْصَرَفَ فَلَمْ يَعُدْ «14» لِشَيْ‏ءٍ «15» مِنَ الْمَبِيتِ، كَمَا كَانَ يَفْعَلُ، فَمَا لَبِثْنَا إِلَّا أَيَّاماً يَسِيرَةً حَتّى‏ جَاءَتِ‏

______________________________

 (1). في البحار: «هاتي».

 (2). في «ج، ض، ف، بح، بر» و الوافي و البحار: «الذي».

 (3). «فَصَرَخَتْ»، أي صاحت صيحةً شديدةً. راجع: القاموس المحيط، ج 5، ص 378 (صرخ).

 (4). في «ج»: «زِيقها». و الزِيق من الثوب ما أحاط منه بالعنق، و ما كفّ من جانب الجيب.

 (5). في «بح»: «لا تكلّمني».

 (6). في «بح»: «لا تظهر به».

 (7). «السَفَطُ»: و احد الأسفاط، و هو ما يُعَبَّى و يُصانُ فيه الطيب و ما أشبهه من آلات النساء، و يستعار للتابوت‏الصغير. و قال الفيض: «و سَفَط، معرّب سَبَد». المغرب، ص 226 (سفط).

 (8). في «ف، بر، بف» و حاشية «بح»: «أميره». و قوله: «كانت أثيرة عنده»، معترضة من كلام مسافر. و «عنده» أي‏عند الكاظم عليه السلام. و «الأثيرة»: المكينة و المُكْرَمة. يقال: رجل أثير، أي مكين مُكْرَم، و الجمع اثَراء، و الانثى أثيرة. مرآة العقول، ج 4، ص 241؛ لسان العرب، ج 4، ص 7 (أثر).

 (9). في «بح»: «هذه».

 (10). في «ف»: «و لا».

 (11). في «بر»: «مُتّ» بضمّ الميم و جاء جمع المخاطب في القرآن بضمّ الميم و كسرها كما في آل عمران في‏الآيتين: 157 و 158 و في سورة المؤمنون في الآية: 35.

 (12). في «ض، ف، بح، بر» و الوافي و البحار: «جاءتني».

 (13). في «ف»: «فأمرهم».

 (14). في «بح»: «و لم يعد».

 (15). في «ف» و البحار: «بشي‏ء».

278
الکافي2 (ط - دارالحديث)

91 - باب حالات الأئمة عليهم السلام في السن ص : 279

الْخَرِيطَةُ «1» بِنَعْيِهِ‏ «2»، فَعَدَدْنَا «3» الْأَيَّامَ، و تَفَقَّدْنَا الْوَقْتَ‏ «4»، فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي فَعَلَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا فَعَلَ مِنْ تَخَلُّفِهِ عَنِ الْمَبِيتِ و قَبْضِهِ لِمَا قَبَضَ. «5»

 

91- بَابُ حَالَاتِ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِي السِّنِ‏

995/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ يَزِيدَ «6» الْكُنَاسِيِّ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَ كَانَ‏ «7» عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- حِينَ تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ- حُجَّةَ اللَّهِ‏ «8» عَلى‏ أَهْلِ زَمَانِهِ؟

فَقَالَ: «كَانَ يَوْمَئِذٍ نَبِيّاً حُجَّةَ اللَّهِ‏ «9» غَيْرَ مُرْسَلٍ؛ أَ مَا تَسْمَعُ‏ «10» لِقَوْلِهِ حِينَ قَالَ: «إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ‏ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ‏ وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا» «11»».

______________________________

 (1). الخَريطَةُ: هَنَةٌ مثل الكيس تكون من الخِرَق و الأَدَم تُشْرَج على ما فيها، أي يُداخَلُ بين أشراجها و عراها و يُشَدُّفاه. قال الفيض: «الخريطة: شدّة البكاء». فكأنّه أخذه من استخرط الرجل في البكاء، أي لجّ فيه و اشتدّ. راجع: لسان العرب، ج 7، ص 285- 286 (خرط)؛ الوافي، ج 3، ص 665.

 (2). النَعْيُ: خبر الموت. الصحاح، ج 6، ص 2512 (نعا).

 (3). في الوافي: «فعدّدنا».

 (4). تفقّدنا الوقت، أي طلبنا و قت فوته عليه السلام. و التفقّد: طلب الشي‏ء عند غيبته. الصحاح، ج 2، ص 520 (فقد).

 (5). الوافي، ج 3، ص 663، ح 1266؛ البحار، ج 48، ص 246، ح 53.

 (6). في «ب، ض، و»: «بريد». و هو سهو. و يزيد هذا، هو يزيد أبو خالد الكناسي، روى عنه هشام بن سالم في بعض الأسناد. راجع: رجال البرقي، ص 12؛ رجال الطوسي، ص 149، الرقم 1655، و ص 323، الرقم 4833؛ معجم رجال الحديث، ج 19، ص 427. و يأتي البحث عن ذلك تفصيلًا في الكافي، ذيل ح 11073، فلاحظ.

 (7). في «ب» و البحار، ج 14: «كان» بدون الهمزة.

 (8). في «ج، بس، بف» و حاشية «بر» و البحار، ج 18: «للَّه».

 (9). في «ج، بس، بف» و حاشية «بر» و البحار، ج 18: «للَّه».

 (10). في «ف»:-/ «أما تسمع».

 (11). مريم (19): 30- 31.

279
الکافي2 (ط - دارالحديث)

91 - باب حالات الأئمة عليهم السلام في السن ص : 279

قُلْتُ‏ «1»: فَكَانَ يَوْمَئِذٍ حُجَّةً لِلَّهِ‏ «2» عَلى‏ زَكَرِيَّا فِي تِلْكَ الْحَالِ و هُوَ فِي الْمَهْدِ؟

فَقَالَ: «كَانَ عِيسى‏ فِي تِلْكَ الْحَالِ آيَةً لِلنَّاسِ، و رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ لِمَرْيَمَ حِينَ‏ «3» تَكَلَّمَ، فَعَبَّرَ «4» عَنْهَا، و كَانَ نَبِيّاً حُجَّةً عَلى‏ مَنْ سَمِعَ كَلَامَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ، ثُمَّ صَمَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتّى‏ مَضَتْ لَهُ سَنَتَانِ، و كَانَ‏ «5» زَكَرِيَّا الْحُجَّةَ لِلَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- عَلَى النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِيسى‏ بِسَنَتَيْنِ‏ «6»، ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا، فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحْيَى الْكِتَابَ و الْحِكْمَةَ و هُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ؛ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ و جَلَّ: «يا يَحْيى‏ خُذِ الْكِتابَ‏ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» «7».

فَلَمَّا بَلَغَ عِيسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَبْعَ سِنِينَ، تَكَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ و الرِّسَالَةِ حِينَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالى‏ إِلَيْهِ، فَكَانَ عِيسَى الْحُجَّةَ عَلى‏ يَحْيى‏ و عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ، و لَيْسَ تَبْقَى الْأَرْضُ- يَا أَبَا خَالِدٍ- يَوْماً و احِداً بِغَيْرِ حُجَّةٍ لِلَّهِ‏ «8» عَلَى النَّاسِ مُنْذُ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَسْكَنَهُ الْأَرْضَ».

فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَ كَانَ‏ «9» عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ حُجَّةً مِنَ اللَّهِ و رَسُولِهِ عَلى‏ هذِهِ الْأُمَّةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟

______________________________

 (1). في «ج»:-/ «قلت».

 (2). في «بح» و البحار، ج 14: «اللَّه».

 (3). في حاشية «بر»: «حتّى».

 (4). في «بف»: «فغيّر». و في مرآة العقول: «و في بعض النسخ: فغيّر بالغين المعجمة و الياء، أي غيّر و أزال التهمةعنها، و لعلّه تصحيف».

 (5). في «ب»: «فكان».

 (6). في «بر»: «سنتين».

 (7). مريم (19): 12.

 (8). في «بس»: «اللَّه».

 (9). في «بح» و مرآة العقول: «كان» بدون الهمزة.

280
الکافي2 (ط - دارالحديث)

91 - باب حالات الأئمة عليهم السلام في السن ص : 279

فَقَالَ: «نَعَمْ، يَوْمَ أَقَامَهُ لِلنَّاسِ‏ «1»، و نَصَبَهُ عَلَماً، و دَعَاهُمْ إِلى‏ و لَايَتِهِ، و أَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ».

قُلْتُ: و كَانَتْ‏ «2» طَاعَةُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ و اجِبَةً عَلَى النَّاسِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و بَعْدَ وَفَاتِهِ؟

فَقَالَ: «نَعَمْ، و لكِنَّهُ صَمَتَ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ‏ «3» مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و كَانَتِ الطَّاعَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلى‏ أُمَّتِهِ و عَلى‏ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و كَانَتِ‏ «4» الطَّاعَةُ مِنَ اللَّهِ و مِنْ رَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ و فَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و كَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَكِيماً «5» عَالِماً». «6»

996/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، قَالَ‏:

قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَدْ كُنَّا نَسْأَلُكَ قَبْلَ أَنْ يَهَبَ اللَّهُ لَكَ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكُنْتَ تَقُولُ:

 «يَهَبُ اللَّهُ لِي غُلَاماً» فَقَدْ و هَبَ‏ «7» اللَّهُ لَكَ‏ «8»، فَقَرَّ «9» عُيُونُنَا «10»، فَلَا أَرَانَا اللَّهُ يَوْمَكَ، فَإِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلى‏ مَنْ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ.

فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا «11» ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ؟! قَالَ‏ «12»: «وَ مَا يَضُرُّهُ‏ «13» مِنْ ذلِكَ‏ «14» شَيْ‏ءٌ «15»؛ قَدْ قَامَ‏ «16» عِيسى‏ «17» عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْحُجَّةِ و هُوَ ابْنُ‏ «18» ثَلَاثِ سِنِينَ». «19»

______________________________

 (1). في «ب، ج»:+/ «حجّة».

 (2). في «ف، بح، بس، بف» و الوافي: «فكانت».

 (3). في «ج»: «و لم يتكلّم».

 (4). في «بح»: «كان».

 (5). في «ج، ض، ف» و حاشية «بح، بر، بف» و مرآة العقول: «حليماً». و في الوافي: «عليماً» بدل «عالماً».

 (6). الوافي، ج 2، ص 70، ح 514؛ البحار، ج 14، ص 255، ح 51، و فيه إلى قوله: «منذ يوم خلق اللَّه آدم عليه السلام و أسكنه الأرض»؛ و ج 18، ص 278، ذيل ح 38، إلى قوله: «و على الناس أجمعين».

 (7). في الكافي، ح 842 و الوافي و الإرشاد: «وهبه».

 (8). في «ف»:+/ «غلاماً».

 (9). في الكافي، ح 842، و الوافي: «فأقرّ». و في الإرشاد: «و قرّ».

 (10). في الإرشاد:+/ «به».

 (11). في الإرشاد: «و هذا».

 (12). في الكافي، ح 842، و الوافي: «فقال».

 (13). في الإرشاد: «ما يضرّ».

 (14). في «ج، بح، بر، بس»: «ذاك».

 (15). في الكافي، ح 842، و الوافي و الإرشاد:-/ «شي‏ء».

 (16). في الكافي، ح 842، و الوافي: «فقد قام». و في الإرشاد: «قد كان».

 (17). في «ض»:+/ «بن مريم».

 (18). في الإرشاد:+/ «و هو أقلّ من».

 (19). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ على أبي جعفر الثاني عليه السلام، ح 842؛ الإرشاد، ج 2، ص 276، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 376، ح 856؛ البحار، ج 14، ص 256، ح 52؛ و ج 25، ص 102، ح 4.

281
الکافي2 (ط - دارالحديث)

91 - باب حالات الأئمة عليهم السلام في السن ص : 279

997/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ‏ «1»: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي حَدَاثَةِ سِنِّكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ أَوْحى‏ إِلى‏ دَاوُدَ أَنْ يَسْتَخْلِفَ سُلَيْمَانَ و هُوَ صَبِيٌّ يَرْعَى الْغَنَمَ، فَأَنْكَرَ ذلِكَ عُبَّادُ بَنِي إِسْرَائِيلَ و عُلَمَاؤُهُمْ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلى‏ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ خُذْ عِصِيَ‏ «2» الْمُتَكَلِّمِينَ وَ عَصَا سُلَيْمَانَ، و اجْعَلْهَا «3» فِي بَيْتٍ، و اخْتِمْ عَلَيْهَا «4» بِخَوَاتِيمِ الْقَوْمِ، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ، فَمَنْ كَانَتْ عَصَاهُ‏ «5» قَدْ أَوْرَقَتْ و أَثْمَرَتْ، فَهُوَ الْخَلِيفَةُ، فَأَخْبَرَهُمْ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالُوا: قَدْ رَضِينَا و سَلَّمْنَا». «6»

998/ 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ و غَيْرُهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُصْعَبٍ، عَنْ مَسْعَدَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏، قَالَ أَبُو بَصِيرٍ «7»: دَخَلْتُ إِلَيْهِ- و مَعِي غُلَامٌ يَقُودُنِي‏ «8» خُمَاسِيٌ‏ «9» لَمْ يَبْلُغْ- فَقَالَ لِي‏ «10»: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا احْتَجَّ عَلَيْكُمْ بِمِثْلِ سِنِّهِ». أَوْ قَالَ: «سَيَلِي‏ «11» عَلَيْكُمْ‏

______________________________

 (1). في «بح»:-/ «له».

 (2). هكذا في «ب، ض» و البحار، و هو الأنسب بالمقام. و في أكثر النسخ و المطبوع: «عصا». و لا يخفى ما فيه.

 (3). في أكثر النسخ: «اجعلهما».

 (4). في حاشية «ج، ض، بر، بس، بف»: «عليهما».

 (5). في «ج»: «عصاؤه».

 (6). راجع: كمال الدين، ص 156، ضمن ح 17 الوافي، ج 2، ص 377، ح 857؛ البحار، ج 14، ص 81، ح 25.

 (7). في الوافي:-/ «أبو بصير».

 (8). في البحار:-/ «يقودني».

 (9). «الخُماسِيُّ» يقال لمن طوله خمسة أشبار، و الانثى خماسيّة. و لا يقال: سُداسِيٌّ و لا سُباعِيٌّ و لا في غير الخمسة. و قال المجلسي: «و قد يطلق على من له خمس سنين، و لم أجد بهذا المعنى في كتب اللغة ... و لكنّ الظاهر أنّ الخماسيّ إنّما لم تطلق على غلام كان في سنّ النموّ لم يبلغ، لا مطلقاً». راجع: النهاية، ج 2، ص 79 (خمس)؛ مرآة العقول، ج 4، ص 248.

 (10). في البحار:-/ «لي».

 (11). في «ب» و حاشية «ض»: «سيأتي».

282
الکافي2 (ط - دارالحديث)

91 - باب حالات الأئمة عليهم السلام في السن ص : 279

بِمِثْلِ سِنِّهِ‏ «1»؟». «2»

999/ 5. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ «3»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ:

سَأَلْتُهُ- يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْ أَمْرِ الْإِمَامِ، فَقُلْتُ‏ «4»: يَكُونُ الْإِمَامُ ابْنَ أَقَلَّ مِنْ سَبْعِ سِنِينَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، و أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ سِنِينَ».

فَقَالَ‏ «5» سَهْلٌ: فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مَهْزِيَارَ بِهذَا فِي سَنَةِ إِحْدى‏ و عِشْرِينَ و مِائَتَيْنِ. «6»

1000/ 6. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْخَيْرَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

كُنْتُ و اقِفاً بَيْنَ يَدَيْ أَبِي الْحَسَنِ‏ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ بِخُرَاسَانَ، فَقَالَ لَهُ‏ «8» قَائِلٌ: يَا سَيِّدِي، إِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلى‏ مَنْ؟ قَالَ‏ «9»: «إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ ابْنِي». فَكَأَنَ‏ «10» الْقَائِلَ اسْتَصْغَرَ سِنَّ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «11»: «إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- بَعَثَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَسُولًا نَبِيّاً، صَاحِبَ شَرِيعَةٍ مُبْتَدَأَةٍ، فِي أَصْغَرَ مِنَ‏ «12» السِّنِّ الَّذِي فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «13»

1001/ 7. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «أو قال- إلى- سنّه».

 (2). الوافي، ج 2، ص 377، ح 858؛ البحار، ج 25، ص 10، ح 5، و فيه إلى قوله: «إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه».

 (3). السند معلّق على سابقه. و يروي عن سهل بن زياد، عليّ بن محمّد و غيره.

 (4). في «ب»: «قلت».

 (5). في «ب» و مرآة العقول: «قال».

 (6). الوافي، ج 2، ص 377، ح 859؛ البحار، ج 25، ص 10، ح 6.

 (7). في الإرشاد:+/ «الرضا».

 (8). في الإرشاد:-/ «له».

 (9). في «بح»: «فقال».

 (10). في «ب»: «و كأنّ». و في «ف، بس، بف»: «فكان».

 (11). في «ج»:+/ «له».

 (12). في «بس، بف» و حاشية بدرالدين:-/ «من».

 (13). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ على أبي جعفر الثاني عليه السلام، ح 845؛ الإرشاد، ج 2، ص 279، عن الكليني. و في كفاية الأثر، ص 277، بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 378، ح 860؛ البحار، ج 14، ص 256، ح 53.

283
الکافي2 (ط - دارالحديث)

91 - باب حالات الأئمة عليهم السلام في السن ص : 279

رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و قَدْ خَرَجَ عَلَيَّ- فَأَخَذْتُ‏ «1» النَّظَرَ إِلَيْهِ، و جَعَلْتُ‏ «2» أَنْظُرُ «3» إِلى‏ رَأْسِهِ وَ رِجْلَيْهِ، لِأَصِفَ قَامَتَهُ لِأَصْحَابِنَا بِمِصْرَ، فَبَيْنَا «4» أَنَا كَذلِكَ حَتّى‏ قَعَدَ، فَقَالَ‏ «5»: «يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللَّهَ احْتَجَ‏ «6» فِي الْإِمَامَةِ بِمِثْلِ مَا احْتَجَّ بِهِ‏ «7» فِي النُّبُوَّةِ، فَقَالَ: «وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» «8»؛ «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ‏» «9»؛ «وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» «10» فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ «11» و هُوَ صَبِيٌ‏ «12»، وَ يَجُوزُ أَنْ يُؤْتَاهَا «13» و هُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً». «14»

1002/ 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:

قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا سَيِّدِي، إِنَّ النَّاسَ يُنْكِرُونَ عَلَيْكَ حَدَاثَةَ

______________________________

 (1). في «ف» و حاشية «ض، بح، بر» و الوافي: «فأجدت». و في مرآة العقول: «و في بعضها- أي بعض النسخ-: أحددت، بالحاء المهملة، كما في البصائر، أي نظرت نظراً حادّاً».

 (2). في حاشية «ف»: «و كنت».

 (3). في الكافي، ح 1311: «قال خرج عليه السلام عَلَيّ فنظرت» بدل «قال: رأيت- إلى- و جعلت أنظر».

 (4). في «بح، بر»: «فبينما».

 (5). في الكافي، ح 1311: «و قال». و في الإرشاد: «قال: خرج عَلَيّ أبو جعفر عليه السلام حدثان موت أبيه، فنظرت إلى قدّه لأصف قامته لأصحابي، فقعد ثمّ قال» بدل «قال: رأيت أبا جعفر- إلى- قعد فقال».

 (6). في حاشية «ف»: «قد احتجّ».

 (7). في حاشية «ف»:+/ «في عيسى». و في الكافي، ح 1311:-/ «به».

 (8). مريم (19): 12. و في الكافي ح 1311:+/ «و قال». و في البصائر:+/ «قال اللَّه».

 (9). يوسف (12): 22: «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ»؛ و في القصص (28): 14: «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوى‏ آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ».

 (10). الأحقاف (46): 15: «حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً».

 (11). في «بس»: «الحكم».

 (12). في الكافي، ح 1311: «الحكم صبيّاً» بدل «الحكمة و هو صبيّ».

 (13). في «بس»: «أن يؤتى الحكم». و في الكافي، ح 1311: «يعطاها».

 (14). الكافي، كتاب الحجّة، باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ الثاني عليه السلام، ح 1311؛ الإرشاد، ج 2، ص 292، عن الكليني، و فيه إلى قوله: «وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا». بصائر الدرجات، ص 238، ح 10، بسنده عن عليّ بن أسباط الوافي، ج 2، ص 378، ح 861.

284
الکافي2 (ط - دارالحديث)

92 - باب أن الإمام لايغسله إلا إمام من الأئمة عليهم السلام ص : 285

سِنِّكَ، فَقَالَ‏ «1»: «وَ مَا يُنْكِرُونَ‏ «2» مِنْ ذلِكَ؟ قَوْلَ اللَّهِ‏ «3» عَزَّ و جَلَّ؟ لَقَدْ قَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

 «قُلْ هذِهِ سَبِيلِي‏ أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي» «4» فَوَاللَّهِ‏ «5» مَا تَبِعَهُ‏ «6» إِلَّا عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ لَهُ‏ «7» تِسْعُ سِنِينَ، و أَنَا ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ». «8»

 

92- بَابُ أَنَّ الْإِمَامَ لَايَغْسِلُهُ‏ «9» إِلَّا إِمَامٌ مِنَ‏ «10» الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏

1003/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ أَوْ غَيْرِهِ:

عَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ يُحَاجُّونَّا «11» يَقُولُونَ‏ «12»: إِنَّ الْإِمَامَ لَايَغْسِلُهُ إِلَّا

______________________________

 (1). في تفسير القمّي: «قال».

 (2). في تفسير القمّي:+/ «عَلَيّ». و في قوله عليه السلام: «و ما ينكرون» و جوه أربعة: الأوّل أن تكون «ما» نافية. الثاني أن تكون استفهاميّة، و «قول اللَّه» استفهام آخر. الثالث أن تكون «ما» استفهاميّة، و «قول اللَّه» مبتدأ، و «من ذلك» خبره. الرابع أن تكون «ما» موصولة، و «قول» خبره، و «لقد» استينافاً بيانيّاً. راجع: مرآة العقول، ج 4، ص 251.

 (3). في تفسير القمّي: «فواللَّه» بدل «قول اللَّه».

 (4). يوسف (12): 108.

 (5). في «بر»:+/ «و». و في تفسير القمّي:-/ «فواللَّه».

 (6). في «ف» و مرآة العقول: «مااتّبعه».

 (7). في تفسير القمّي: «فما اتّبعه غير عليّ عليه السلام و كان ابن» بدل «فواللَّه ما تبعه إلّاعليّ عليه السلام و له».

 (8). تفسير القمّي، ج 1، ص 358، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أسباط، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام. و في تفسير العيّاشي، ج 2، ص 200، ح 100، عن عليّ بن أسباط، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام، مع زيادة. راجع: تفسير القمّي، ج 1، ص 358؛ و تفسير العيّاشي، ج 2، ص 200 و 201، ح 99 و 101؛ و تفسير فرات، ص 201- 202، ح 264- 267 الوافي، ج 2، ص 378، ح 862.

 (9). في «ض، ف، بح، بر»: «لا يغسّله» بالتضعيف. و يجوز فيه التخفيف و التضعيف و اختلفت النسخ في جميع الموارد الآتية، و اخترنا فيها المجرّد.

 (10). في «بف»:-/ «إمام من».

 (11). في شرح المازندراني: «يحاجّوننا». قال في النحو الوافي، ج 1، ص 163: «هناك لغة تحذف نون الرفع (أي‏نون الأفعال الخمسة) في غير ما سبق» و مراده من غير ما سبق أي بلا جازم و ناصب؛ فلا يحتاج إلى تشديد النون.

 (12). في «ف»: «و يقولون».

285
الکافي2 (ط - دارالحديث)

92 - باب أن الإمام لايغسله إلا إمام من الأئمة عليهم السلام ص : 285

الْإِمَامُ‏ «1»؟

قَالَ: فَقَالَ: «مَا يُدْرِيهِمْ مَنْ غَسَلَهُ؟ فَمَا قُلْتَ لَهُمْ؟» قَالَ: قُلْتُ‏ «2»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قُلْتُ لَهُمْ: إِنْ قَالَ مَوْلَايَ: إِنَّهُ غَسَلَهُ تَحْتَ عَرْشِ رَبِّي، فَقَدْ صَدَقَ، و إِنْ قَالَ: غَسَلَهُ فِي تُخُومِ‏ «3» الْأَرْضِ، فَقَدْ صَدَقَ. قَالَ: «لَا هكَذَا».

قَالَ‏ «4»: فَقُلْتُ‏ «5»: فَمَا أَقُولُ لَهُمْ؟ قَالَ: «قُلْ لَهُمْ: إِنِّي غَسَلْتُهُ». فَقُلْتُ: أَقُولُ لَهُمْ: إِنَّكَ غَسَلْتَهُ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ‏ «6»». «7»

1004/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، قَالَ:

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الْإِمَامِ يَغْسِلُهُ الْإِمَامُ؟

قَالَ: «سُنَّةُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ‏ «8» عَلَيْهِ السَّلَامُ». «9»

1005/ 3. و عَنْهُ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ طَلْحَةَ، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ف، بح» و حاشية «بر»: «إمام».

 (2). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار. و في المطبوع: «فقلت».

 (3). في «بح»: «تحت». و في حاشية «بر»: «تحت تخوم». و «التُخُوم»: الفصل بين الأرَضين من الحدود و المعالم. لسان العرب، ج 12، ص 64 (تخم).

 (4). في «ب، ج، بف» و الوافي و البحار:-/ «قال».

 (5). في «بر، بس»: «قلت» بدل «لا هكذا قال فقلتُ». و في «ف»:-/ «قال: لا هكذا قال».

 (6). في «ج، ض، ف، بر، بس، بف» و البحار:-/ «فقال: نعم».

 (7). الوافي، ج 3، ص 665، ح 1268؛ البحار، ج 27، ص 290، ح 5.

 (8). في الوافي: «يستفاد من هذا الخبر مع ما مرّ أنّ موسى عليه السلام إنّما غسّله و صيّه يوشع في حياته، أو ملك من الملائكة بعد مماته، أو كلاهما؛ و ذلك لأنّه عليه السلام إنّما مات في التيه و لم يكن معه أحد و قتئذٍ إلّاملك في صورة بشر كان قد حفر قبراً ...».

 (9). الوافي، ج 3، ص 666، ح 1270؛ البحار، ج 13، ص 364، ح 4؛ و ج 27، ص 290، ح 6.

286
الکافي2 (ط - دارالحديث)

93 - باب مواليد الأئمة عليهم السلام ص : 287

قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ الْإِمَامَ لَايَغْسِلُهُ إِلَّا الْإِمَامُ‏ «1»؟

فَقَالَ: «أَ مَا تَدْرُونَ‏ «2» مَنْ حَضَرَ؟ لَعَلَّهُ‏ «3» قَدْ حَضَرَهُ خَيْرٌ مِمَّنْ‏ «4» غَابَ عَنْهُ، الَّذِينَ‏ «5» حَضَرُوا يُوسُفَ فِي الْجُبِّ حِينَ غَابَ عَنْهُ أَبَوَاهُ و أَهْلُ بَيْتِهِ‏ «6»». «7»

 

93- بَابُ مَوَالِيدِ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏

1006/ 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الرِّزَامِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:

حَجَجْنَا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي السَّنَةِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا ابْنُهُ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَمَّا نَزَلْنَا «8» الْأَبْوَاءَ «9» و ضَعَ لَنَا الْغَدَاءَ «10»، و كَانَ إِذَا و ضَعَ الطَّعَامَ لِأَصْحَابِهِ أَكْثَرَ و أَطَابَ، قَالَ: فَبَيْنَا «11» نَحْنُ نَأْكُلُ إِذْ أَتَاهُ رَسُولُ حَمِيدَةَ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ حَمِيدَةَ تَقُولُ: قَدْ «12» أَنْكَرْتُ نَفْسِي‏ «13»،

______________________________

 (1). في «بح»: «إمام».

 (2). في «ف»: «ألا تدرون». و في شرح المازندراني: «و في بعضها: «ما تدرون» بدون الهمزة، و هو الأظهر».

 (3). هكذا في «ج، ش، ض، ظ، ف، بج، بح، بد، بر، بس، بش، بع، بف، بل، بو، جح، جس، جف، جل، جم، جو، جه» و الوافي و شرح المازندراني. و في بعض النسخ و المطبوع: «لغُسله».

 (4). في «ف» و حاشية «ج»: «ممّا».

 (5). قوله: «الذين» بدل عن قوله: «خير». و المراد بهم الملائكة. و المراد من «من غاب» غير المعصوم، أو يحمل الحديث على التقيّة.

 (6). في حاشية «ج، ف»: «أبواه و إخوته». و راجع في الجمع بين هذا الحديث و الحديث الأوّل من هذا الباب: الوافي، ج 3، ص 666؛ مرآة العقول، ج 4، ص 258.

 (7). الوافي، ج 3، ص 666، ح 1269؛ البحار، ج 27، ص 289، ح 2؛ و ج 48، ص 247، ح 54.

 (8). في «ج»: «نزّلنا». و في «ف»: «نزل».

 (9). قال ابن الأثير: «الأَبْواءُ: جبل بين مكّة و المدينة، و عنده بلد ينسب إليه». النهاية، ج 1، ص 20 (أبا).

 (10). في «ب»: «الغذاء». و قال ابن الأثير: «الغَداءُ: الطعام الذي يُؤكل أوّل النهار». النهاية، ج 3، ص 34 (غدا).

 (11). في «بر»: «فبينما».

 (12). في «بر»: «إنّي».

 (13). أي و جدت تغيّر حال في نفسي، كأنّي لا أعرفها.

287
الکافي2 (ط - دارالحديث)

93 - باب مواليد الأئمة عليهم السلام ص : 287

وَ قَدْ و جَدْتُ مَا كُنْتُ أَجِدُ إِذَا حَضَرَتْ و وِلَادَتِي، و قَدْ أَمَرْتَنِي أَنْ لَاأَسْتَبِقَكَ‏ «1» بِابْنِكَ هذَا، فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَانْطَلَقَ‏ «2» مَعَ الرَّسُولِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: سَرَّكَ اللَّهُ، وَ جَعَلَنَا فِدَاكَ، فَمَا أَنْتَ صَنَعْتَ مِنْ حَمِيدَةَ؟ قَالَ: «سَلَّمَهَا اللَّهُ، و قَدْ و هَبَ لِي غُلَاماً وَ هُوَ خَيْرُ مَنْ بَرَأَ «3» اللَّهُ فِي خَلْقِهِ، و لَقَدْ أَخْبَرَتْنِي حَمِيدَةُ عَنْهُ بِأَمْرٍ ظَنَّتْ أَنِّي لَاأَعْرِفُهُ، وَ لَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمَ بِهِ مِنْهَا».

فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، و مَا «4» الَّذِي أَخْبَرَتْكَ بِهِ حَمِيدَةُ عَنْهُ؟

قَالَ: «ذَكَرَتْ أَنَّهُ سَقَطَ مِنْ بَطْنِهَا- حِينَ سَقَطَ- و اضِعاً يَدَهُ‏ «5» عَلَى الْأَرْضِ، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَخْبَرْتُهَا أَنَّ ذلِكَ أَمَارَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و أَمَارَةُ الْوَصِيِ‏ «6» مِنْ بَعْدِهِ».

فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، و مَا هذَا مِنْ أَمَارَةِ «7» رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و أَمَارَةِ الْوَصِيِ‏ «8» مِنْ بَعْدِهِ‏ «9»؟

فَقَالَ لِي: «إِنَّهُ لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ‏ «10» فِيهَا بِجَدِّي، أَتى‏ آتٍ جَدَّ أَبِي بِكَأْسٍ فِيهِ شَرْبَةٌ أَرَقُّ مِنَ الْمَاءِ، و أَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ «11»، و أَحْلى‏ مِنَ الشَّهْدِ، و أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، فَسَقَاهُ إِيَّاهُ، و أَمَرَهُ بِالْجِمَاعِ، فَقَامَ، فَجَامَعَ، فَعُلِقَ بِجَدِّي.

وَ لَمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِأَبِي، أَتى‏ آتٍ جَدِّي، فَسَقَاهُ كَمَا سَقى‏ جَدَّ

______________________________

 (1). في «ج، ف» و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول: «لا أسبقك».

 (2). في «ب»: «و انطلق».

 (3). في «ف»: «برأه».

 (4). في «ب»:-/ «و». و في «ض، بر، بس، بف» و الوافي: «فما».

 (5). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و المحاسن و البحار، و اريد بها الجنس. و في المطبوع: «يديه».

 (6). في حاشية «ف»: «الأوصياء».

 (7). في «ف»: «و ما هذه أمارة».

 (8). في «ب»: «وصيّه».

 (9). في البحار:-/ «فقلتُ: جعلت فداك- إلى- الوصيّ من بعده».

 (10). «علق»: مجهول من عَلِقَت المرأةُ، أي حَبَلتْ. الصحاح، ج 4، ص 1529 (علق). و المراد «بجدّي» السجّاد عليه السلام.

 (11). «الزُبد»: ما يستخرج بالمخض من لبن البقر و الغنم. المصباح المنير، ص 250 (زبد).

288
الکافي2 (ط - دارالحديث)

93 - باب مواليد الأئمة عليهم السلام ص : 287

أَبِي، و أَمَرَهُ بِمِثْلِ الَّذِي أَمَرَهُ‏ «1»، فَقَامَ، فَجَامَعَ، فَعُلِقَ بِأَبِي.

وَ لَمَّا «2» أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِي، أَتى‏ آتٍ أَبِي، فَسَقَاهُ بِمَا «3» سَقَاهُمْ، و أَمَرَهُ بِالَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ‏ «4»، فَقَامَ‏ «5»، فَجَامَعَ، فَعُلِقَ بِي.

وَ لَمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِابْنِي، أَتَانِي آتٍ كَمَا أَتَاهُمْ، فَفَعَلَ‏ «6» بِي كَمَا فَعَلَ بِهِمْ، فَقُمْتُ بِعِلْمِ اللَّهِ‏ «7»، و إِنِّي مَسْرُورٌ بِمَا يَهَبُ اللَّهُ لِي، فَجَامَعْتُ، فَعُلِقَ‏ «8» بِابْنِي هذَا الْمَوْلُودِ، فَدُونَكُمْ، فَهُوَ- و اللَّهِ- صَاحِبُكُمْ مِنْ بَعْدِي؛ إِنَ‏ «9» نُطْفَةَ الْإِمَامِ مِمَّا أَخْبَرْتُكَ، و إِذَا سَكَنَتِ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ و أُنْشِئَ فِيهَا الرُّوحُ، بَعَثَ اللَّهُ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- مَلَكاً، يُقَالُ لَهُ: حَيَوَانُ، فَكَتَبَ عَلى‏ «10» عَضُدِهِ الْأَيْمَنِ: «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ‏ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ‏ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» «11» و إِذَا و قَعَ مِنْ‏ «12» بَطْنِ أُمِّهِ، و قَعَ وَاضِعاً يَدَيْهِ‏ «13» عَلَى الْأَرْضِ، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَمَّا و ضْعُهُ يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ، فَإِنَّهُ يَقْبِضُ كُلَّ عِلْمٍ لِلَّهِ أَنْزَلَهُ‏ «14» مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، و أَمَّا رَفْعُهُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِنَّ مُنَادِياً يُنَادِي بِهِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ‏ «15» مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْعِزَّةِ مِنَ الْأُفُقِ الْأَعْلى‏ بِاسْمِهِ‏

______________________________

 (1). في «ب»:+/ «به».

 (2). في «ب»: «فلمّا».

 (3). في «ج» و حاشية «بح»: «كما».

 (4). في «ب»:-/ «به».

 (5). في «ج»:+/ «أبي».

 (6). في «ف»: «و فعل».

 (7). «بعلم اللَّه»، احتمل المازندراني في شرحه بعيداً كونه: بِعَلَمِ اللَّه.

 (8). في «بس» و المحاسن: «فعلقت».

 (9). في «ب»: «فإنّ». و في «ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي و البحار: «و إنّ».

 (10). في «بف»: «في».

 (11). الأنعام (6): 115.

 (12). في حاشية «ف»: «في».

 (13). في «ف»: «يده».

 (14). في «ف»: «علم اللَّه أنزله». و في «بح»: «علم اللَّه أنزل». و في «بس»: «علم أنزله اللَّه».

 (15). «من بُطْنان العرش»، أي من و سطه. و قيل: من أصله. و قيل: البُطْنان: جمع بَطْن، و هو الغامض من الأرض، يريد من دَواخل العرش. النهاية، ج 1، ص 137 (بطن).

289
الکافي2 (ط - دارالحديث)

93 - باب مواليد الأئمة عليهم السلام ص : 287

وَ اسْمِ ابِيهِ يَقُولُ: يَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ، اثْبُتْ تُثْبَتْ‏ «1»، فَلِعَظِيمٍ مَا خَلَقْتُكَ، أَنْتَ صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي، و مَوْضِعُ سِرِّي، و عَيْبَةُ عِلْمِي، و أَمِينِي عَلى‏ و حْيِي، و خَلِيفَتِي فِي أَرْضِي، لَكَ و لِمَنْ تَوَلَّاكَ أَوْجَبْتُ رَحْمَتِي، و مَنَحْتُ جِنَانِي‏ «2»، و أَحْلَلْتُ جِوَارِي، ثُمَّ وَ عِزَّتِي و جَلَالِي، لَأَصْلِيَنَ‏ «3» مَنْ عَادَاكَ أَشَدَّ عَذَابِي و إِنْ و سَّعْتُ عَلَيْهِ فِي دُنْيَايَ مِنْ سَعَةِ رِزْقِي.

فَإِذَا انْقَضَى الصَّوْتُ- صَوْتُ الْمُنَادِي- أَجَابَهُ هُوَ، و اضِعاً يَدَيْهِ‏ «4»، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، يَقُولُ: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ‏ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏» «5»».

قَالَ: «فَإِذَا قَالَ ذلِكَ، أَعْطَاهُ اللَّهُ‏ «6» الْعِلْمَ الْأَوَّلَ و الْعِلْمَ الْآخِرَ، و اسْتَحَقَّ زِيَارَةَ الرُّوحِ‏ «7» فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ».

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، الرُّوحُ لَيْسَ هُوَ جَبْرَئِيلَ؟

قَالَ‏ «8»: «الرُّوحُ‏ «9» أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ؛ إِنَّ جَبْرَئِيلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، و إِنَّ الرُّوحَ هُوَ خَلْقٌ‏ «10» أَعْظَمُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؛ أَ لَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ و تَعَالى‏ «11»: «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ

______________________________

 (1). «تثبت» فيه و جوه: على صيغة الخطاب المعلوم من الإثبات أو التثبيت، أو على صيغة الخطاب المجهول‏منهما، أو على صيغة المتكلّم مع الغير منهما. و في «ف»: «تثبّت». على بناء الفاعل أو المفعول. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 358؛ الوافي، ج 3، ص 693؛ مرآة العقول، ج 4، ص 261.

 (2). في «ب»: «جنّاتي».

 (3). في «ب، بر»: «لُاصلينّ». و يقال: صَليتُ الرجل ناراً، إذا أدخلته النار و جعلته يَصْلاها، أي يحترق بها. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2403 (صلا).

 (4). في «ف»:+/ «على الأرض».

 (5). آل عمران (3): 18.

 (6). في «ف»:-/ «اللَّه».

 (7). في الوافي: «في بعض النسخ: زيادة الروح. و لا يلائمه تفسير الروح بما فسّر».

 (8). في «ض» و المحاسن:+/ «لا».

 (9). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف». و في المطبوع:+/ «هو».

 (10). في «ب»: «خلق هو».

 (11). في «بف»: «أليس اللَّه تبارك و تعالى يقول».

290
الکافي2 (ط - دارالحديث)

93 - باب مواليد الأئمة عليهم السلام ص : 287

وَ الرُّوحُ» «1»؟». «2»

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «3»، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ‏ «4»، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، مِثْلَهُ. «5»

______________________________

 (1). القدر (97): 4.

 (2). المحاسن، ص 314، كتاب العلل، ح 32، بسنده عن عليّ بن أبي حمزة، مع اختلاف يسير. و راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب الروح التي يسدّد اللَّه بها الأئمّة عليهم السلام، ح 721؛ و بصائر الدرجات، ص 442، ح 6؛ و ص 455، ح 3؛ و تفسير العيّاشي، ج 2، ص 317، ح 161؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 279 الوافي، ج 3، ص 691، ح 1297؛ البحار، ج 15، ص 297، ح 36، و فيه إلى قوله: «زيارة الروح في ليلة القدر».

 (3). الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 440، ح 4، و كذا ذيله في ص 464، ح 4، عن أحمد بن الحسين‏عن المختار بن زياد. و تقدّمت في الكافي، ح 930 رواية محمّد بن يحيى و أحمد بن محمّد معطوفين، عن محمّد بن الحسن عن أحمد بن الحسين.

فعليه، الظاهر و قوع التصحيف في ما نحن فيه و الصواب «محمّد بن الحسن عن أحمد بن الحسين»، و قد اتّضح في ما سبق و قوع التصحيف في أسناد محمّد بن يحيى و أحمد بن محمّد عن محمّد بن الحسن، راجع: ما قدّمناه في الكافي، ذيل ح 743.

هذا، و أحمد بن الحسين في مشايخ الصفّار هو أحمد بن الحسين بن سعيد، كما يظهر من بصائر الدرجات، ص 22، ح 9، و ص 230، ح 4. و روى هو عن جميع شيوخ أبيه إلّاحمّاد بن عيسى، كما في رجال النجاشي، ص 77، الرقم 183؛ الفهرست للطوسي، ص 55، الرقم 67؛ و رجال الطوسي، ص 415، الرقم 6006. و قد روى الحسين بن سعيد عن المختار بن زياد، كما في التهذيب، ج 4، ص 92، ح 267؛ و الاستبصار، ج 2، ص 38، ح 119. و هذا ممّا يؤكّد و قوع التصحيف في «أحمد بن الحسن».

 (4). في بصائر الدرجات، ص 440 «أبي جعفر محمّد بن مسلم» لكنّ المذكور في بعض مخطوطاته «سليمان» بدل «مسلم» و هو الظاهر.

 (5). بصائر الدرجات، ص 440، ح 4، عن أحمد بن الحسين، عن المختار بن زياد، عن أبي جعفر محمّد بن مسلم، عن أبيه، عن أبي بصير؛ و فيه، ص 464، ح 4، عن أحمد بن الحسين، عن المختار بن زياد، عن أبي جعفر محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، و فيه من قوله: «قلت: جعلت فداك، الروح ليس هو جبرئيل». و في بصائر الدرجات، ص 223، ح 13، عن عبّاد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان الديلمي، عن أبيه سليمان، عن أبي عبد اللَّه، من قوله: «إنّ نطفة الإمام» إلى قوله: «استحقّ زيارة الروح في ليلة القدر» مع اختلاف يسير. و فيه أيضاً، ص 439، ح 4، بإسناد الأخير، من قوله: «و إذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر» إلى قوله: «و هو السميع العليم».

291
الکافي2 (ط - دارالحديث)

93 - باب مواليد الأئمة عليهم السلام ص : 287

1007/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- إِذَا أَحَبَّ أَنْ يَخْلُقَ الْإِمَامَ، أَمَرَ مَلَكاً، فَأَخَذَ «1» شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ «2» تَحْتَ الْعَرْشِ، فَيَسْقِيهَا أَبَاهُ‏ «3»، فَمِنْ ذلِكَ يَخْلُقُ الْإِمَامَ، فَيَمْكُثُ‏ «4» أَرْبَعِينَ يَوْماً و لَيْلَةً فِي بَطْنِ أُمِّهِ لَايَسْمَعُ الصَّوْتَ، ثُمَّ يَسْمَعُ بَعْدَ ذلِكَ الْكَلَامَ، فَإِذَا «5» وُلِدَ بَعَثَ‏ «6» ذلِكَ الْمَلَكَ، فَيَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» «7» فَإِذَا مَضَى الْإِمَامُ الَّذِي كَانَ‏ «8» قَبْلَهُ، رُفِعَ لِهذَا مَنَارٌ مِنْ نُورٍ يَنْظُرُ بِهِ إِلى‏أَعْمَالِ الْخَلَائِقِ؛ فَبِهذَا يَحْتَجُّ اللَّهُ عَلى‏ خَلْقِهِ». «9»

1008/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الْإِمَامَ مِنَ الْإِمَامِ‏ «10»، بَعَثَ مَلَكاً، فَأَخَذَ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ «11» تَحْتَ الْعَرْشِ، ثُمَّ أَوْقَعَهَا «12» أَوْ دَفَعَهَا «13» إِلَى الْإِمَامِ فَشَرِبَهَا «14»، فَيَمْكُثُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْماً لَايَسْمَعُ الْكَلَامَ، ثُمَّ يَسْمَعُ الْكَلَامَ‏ «15»

______________________________

 (1). في البصائر: «أن يأخذ».

 (2). في «بس»:+/ «من». و في مرآة العقول: «من الماء».

 (3). في البصائر: «إيّاه».

 (4). في «ب»: «فمكث». و في البصائر: «و يمكث».

 (5). في «بر»: «و إذا».

 (6). في «ب، ض»:+/ «اللَّه».

 (7). الأنعام (6): 115.

 (8). في البصائر:+/ «من».

 (9). بصائر الدرجات، ص 432، ح 5، عن محمّد بن الحسين. تفسير القمّي، ج 1، ص 215، بسنده عن الحسن بن راشد، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 687، ح 1291.

 (10). في البصائر، ص 439:-/ «من الإمام».

 (11). في «ب، ض، بح، بر، بف» و الوافي و البصائر، ص 439:-/ «ماء».

 (12). في «ض، ف، بح، بر، بف» و الوافي و مرآة العقول: «أوقفها». و في البصائر، ص 439: «أوصلها».

 (13). «أو دفعها»، الترديد من الراوي. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 360؛ مرآة العقول، ج 4، ص 264.

 (14). في البصائر، ص 439:-/ «فشربها».

 (15). في البصائر، ص 439:-/ «الكلام».

292
الکافي2 (ط - دارالحديث)

93 - باب مواليد الأئمة عليهم السلام ص : 287

بَعْدَ ذلِكَ، فَإِذَا و ضَعَتْهُ أُمُّهُ، بَعَثَ اللَّهُ‏ «1» إِلَيْهِ‏ «2» ذلِكَ الْمَلَكَ الَّذِي أَخَذَ الشَّرْبَةَ، فَكَتَبَ‏ «3» عَلى‏ عَضُدِهِ الْأَيْمَنِ: «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ» «4» فَإِذَا قَامَ بِهذَا الْأَمْرِ، رَفَعَ اللَّهُ لَهُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَنَاراً يَنْظُرُ بِهِ إِلى‏أَعْمَالِ الْعِبَادِ «5»». «6»

1009/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِ‏ «7»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ الْإِمَامَ لَيَسْمَعُ‏ «8» فِي بَطْنِ أُمِّهِ، فَإِذَا وُلِدَ خُطَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ: «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» «9» فَإِذَا صَارَ الْأَمْرُ إِلَيْهِ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ عَمُوداً مِنْ نُورٍ يُبْصِرُ بِهِ مَا يَعْمَلُ‏ «10» أَهْلُ كُلِّ بَلْدَةٍ «11»». «12»

______________________________

 (1). في «بس، بف» و البصائر، ص 439:-/ «اللَّه».

 (2). في البصائر، ص 439:-/ «إليه».

 (3). في «ف»: «فيكتب». و في البصائر، ص 439: «الذي كان أخذ الشربة و يكتب».

 (4). في «ف، بر» و حاشية «ج» و البصائر، ص 439:+/ «وَ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ».

 (5). في البصائر، ص 439:-/ «فإذا قام بهذا الأمر- إلى- أعمال العباد».

 (6). بصائر الدرجات، ص 439، ح 5، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن حديد، عن جميل بن درّاج، عن يونس بن ظبيان. و فيه، ص 431- 434، ح 4 و 7 و 8 و 10؛ و ص 437، ح 7؛ و ص 438، ح 2 و 3، في كلّها بسند آخر عن يونس بن ظبيان، مع اختلاف. و فيه أيضاً، ص 431- 433، ح 1 و 3 و 9؛ و ص 440، ح 3، في كلّها بسند آخر، مع اختلاف؛ تفسير القمّي، ج 1، ص 214، بسند آخر من قوله: «فإذا و ضعته أمّه بعث اللَّه إليه»، مع اختلاف. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 37، ح 82؛ و ح 83، عن يونس بن ظبيان، مع اختلاف. بصائر الدرجات، ص 436، ح 4، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن حديد، عن منصور بن يونس، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، و فيه قطعة مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 688، ح 1292.

 (7). في البصائر، ص 437، ح 2 و ص 438، ح 1: «المسلمي». و المذكور في بعض مخطوطاته في كلا الموضعين هو «المسلي»، و هو الصواب. راجع: رجال النجاشي، ص 164، الرقم 433.

 (8). في البصائر، ص 437، ح 2: «يسمع».

 (9). في «ب» و البصائر، ص 437، ح 2:-/ «وَ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ».

 (10). في البصائر، ص 437، ح 2:+/ «به».

 (11). في «بس»: «كلّ أهل بلدة».

 (12). بصائر الدرجات، ص 437، ح 2؛ عن أحمد بن محمّد. و فيه، ص 438، ح 1، بسنده عن العبّاس بن عامر الربيع بن محمّد المسلمي، عن محمّد بن مروان، مع اختلاف يسير؛ و فيه أيضاً، ص 431- 432، ح 2 و 6، بسنده عن محمّد بن مروان، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير؛ و فيه أيضاً، ص 434، ح 1، بسنده عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع اختلاف. و في بصائر الدرجات، ص 436، ح 2 و 3، بسند آخر، مع اختلاف يسير؛ و فيه، ص 437، ح 1، بسند آخر؛ و فيه، ص 435، ح 3؛ و ص 436، ح 5 و 6؛ و ص 437، ح 3، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف؛ و فيه أيضاً، ص 434، ح 11، بسند آخر عن أحدهما عليهما السلام، مع اختلاف. و فيه، ص 435، ح 2، بسنده عن محمّد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع اختلاف الوافي، ج، ص 688، ح 1293.

293
الکافي2 (ط - دارالحديث)

93 - باب مواليد الأئمة عليهم السلام ص : 287

1010/ 5. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ «1»، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ:

سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «الْأَوْصِيَاءُ إِذَا حَمَلَتْ بِهِمْ أُمَّهَاتُهُمْ، أَصَابَهَا فَتْرَةٌ شِبْهُ الْغَشْيَةِ، فَأَقَامَتْ فِي ذلِكَ يَوْمَهَا ذلِكَ إِنْ كَانَ نَهَاراً، أَوْ لَيْلَتَهَا «2» إِنْ كَانَ لَيْلًا، ثُمَّ تَرى‏ فِي مَنَامِهَا رَجُلًا يُبَشِّرُهَا بِغُلَامٍ عَلِيمٍ حَلِيمٍ‏ «3»، فَتَفْرَحُ لِذلِكَ، ثُمَّ تَنْتَبِهُ مِنْ نَوْمِهَا، فَتَسْمَعُ مِنْ‏ «4» جَانِبِهَا الْأَيْمَنِ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ صَوْتاً يَقُولُ: حَمَلْتِ بِخَيْرٍ، و تَصِيرِينَ إِلى‏ خَيْرٍ، وَ جِئْتِ بِخَيْرٍ، أَبْشِرِي بِغُلَامٍ حَلِيمٍ عَلِيمٍ‏ «5»، و تَجِدُ خِفَّةً فِي بَدَنِهَا «6»، ثُمَ‏ «7» لَمْ‏ «8» تَجِدْ بَعْدَ «9» ذلِكَ اتِّسَاعاً «10» مِنْ جَنْبَيْهَا و بَطْنِهَا «11»، فَإِذَا كَانَ لِتِسْعٍ مِنْ شَهْرِهَا «12»، سَمِعَتْ فِي الْبَيْتِ‏

______________________________

 (1). في «ض، ف»: «ابن أبي مسعود». و في «و» و حاشية «ج، بح، بر، بس، بف»: «أبي مسعود». و تقدّمت في ح 515، رواية معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن أبي مسعود، عن الجعفري.

 (2). في «ب»: «و ليلتها».

 (3). في «ج»:-/ «حليم». و في «ف، بس» و الوافي، و البحار، ج 25: «حليم عليم».

 (4). في «ف»:+/ «بين».

 (5). في «بح»: «عليم حليم».

 (6). في «ف»: «في بدنها خفّة».

 (7). في «ج، ض، ف، بح» و الوافي و البحار، ج 25:-/ «ثمّ».

 (8). في «بر» و البحار، ج 15:-/ «لم».

 (9). في «ف»: «قبل».

 (10). هكذا في «ب، ج، ف، بح» و حاشية «ض، بر» و البحار. و في سائر النسخ و المطبوع: «امتناعاً». و في الوافي‏ومرآة العقول عن بعض النسخ: «ثمّ تجد بعد ذلك امتناعاً».

 (11). في شرح المازندراني عن كثير من النسخ المعتبرة: «ثمّ تجد بعد ذلك اتّساعاً من جنبها و بطنها».

 (12). في حاشية «بر» و البحار، ج 15: «شهورها».

294
الکافي2 (ط - دارالحديث)

93 - باب مواليد الأئمة عليهم السلام ص : 287

حِسّاً «1» شَدِيداً، فَإِذَا كَانَتِ‏ «2» اللَّيْلَةُ الَّتِي تَلِدُ فِيهَا، ظَهَرَ لَهَا فِي الْبَيْتِ نُورٌ تَرَاهُ، لَايَرَاهُ غَيْرُهَا إِلَّا أَبُوهُ، فَإِذَا و لَدَتْهُ، و لَدَتْهُ قَاعِداً، و تَفَتَّحَتْ‏ «3» لَهُ‏ «4» حَتّى‏ يَخْرُجَ مُتَرَبِّعاً، ثُمَ‏ «5» يَسْتَدِيرُ بَعْدَ وُقُوعِهِ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَا يُخْطِئُ الْقِبْلَةَ- حَيْثُ‏ «6» كَانَتْ- بِوَجْهِهِ، ثُمَّ يَعْطِسُ ثَلَاثاً، يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ بِالتَّحْمِيدِ، و يَقَعُ مَسْرُوراً «7»، مَخْتُوناً، و رَبَاعِيَتَاهُ‏ «8» مِنْ فَوْقٍ و أَسْفَلَ وَ نَابَاهُ و ضَاحِكَاهُ، و مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ مِثْلُ سَبِيكَةِ «9» الذَّهَبِ نُورٌ، و يُقِيمُ‏ «10» يَوْمَهُ و لَيْلَتَهُ تَسِيلُ يَدَاهُ ذَهَباً «11»، و كَذلِكَ الْأَنْبِيَاءُ إِذَا وُلِدُوا، و إِنَّمَا الْأَوْصِيَاءُ أَعْلَاقٌ‏ «12» مِنَ الْأَنْبِيَاءِ». «13»

1011/ 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ، قَالَ: رَوى‏ غَيْرُ و احِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ قَالَ‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

 «لَا تَتَكَلَّمُوا «14» فِي الْإِمَامِ؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْمَعُ الْكَلَامَ‏

______________________________

 (1). في الوافي: «الحِسّ بالكسر: الحركة و الصوت، و أن يمرّ بك الشي‏ء قريباً فتسمعه و لاتراه».

 (2). في «بح»: «كان».

 (3). في «ب، ج، ض، ف، بح» و حاشية بدرالدين: «نفجت». و في «بف» و الوافي: «تفسخت». و في حاشية «بر»: «نفخت».

 (4). في «ض»:-/ «له».

 (5). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار، ج 15 و 25. و في المطبوع:-/ «ثمّ».

 (6). في «ب، ض، بس، بف» و شرح المازندراني و الوافي و البحار، ج 25: «حتّى».

 (7). «مسروراً»، أي مقطوعاً سُرَّتُه. يقال: سررتُ الصبيَّ أسُرُّه سَرّاً، إذا قطعت سُرَّه، و هو ما تقطعه القابلة من‏سُرّته. راجع: الصحاح، ج 2، ص 681- 682 (سرر).

 (8). «الرباعية»، مثل الثُمانية: السِنّ الذي بين الثنيّة و الناب. و الجمع: رَباعيات. كذا في اللغة و الشروح. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1214 (ربع)؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 362؛ مرآة العقول، ج 4، ص 267.

 (9). «السبيكة»: القطعة المذوبة من الذهب و الفضّة و نحوه من الذائب. يقال: سبك الذهب و نحوه، أي ذوّبه‏وأفرغه في قالبٍ. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 438 (سبك).

 (10). في «بر»: «يقيم» بدون الواو.

 (11). في الوافي: «سيلان الذهب عن يديه، لعلّه كناية عن إضاءتهما و لمعانها و بريقها».

 (12). «الأعْلاقُ»: جمع العِلْق، و هو النفيس من كلّ شي‏ء. الصحاح، ج 4، ص 1530 (علق).

 (13). الوافي، ج 3، ص 690، ح 1296؛ البحار، ج 15، ص 295، ح 31؛ و ج 25، ص 45، ح 22.

 (14). في «ف» و مرآة العقول و البصائر، ص 436، ح 6: «لا تكلّموا» بحذف إحدى التاءين.

295
الکافي2 (ط - دارالحديث)

93 - باب مواليد الأئمة عليهم السلام ص : 287

وَ هُوَ «1» فِي بَطْنِ أُمِّهِ، فَإِذَا و ضَعَتْهُ، كَتَبَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» فَإِذَا قَامَ بِالْأَمْرِ، رُفِعَ لَهُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَنَارٌ «2» يَنْظُرُ مِنْهُ إِلى‏ أَعْمَالِ الْعِبَادِ». «3»

1012/ 7. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ:

كُنْتُ أَنَا و ابْنُ فَضَّالٍ جُلُوساً «4» إِذْ أَقْبَلَ يُونُسُ، فَقَالَ: دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي الْعَمُودِ.

قَالَ: فَقَالَ لِي: «يَا يُونُسُ، مَا تَرَاهُ؟ أَ تَرَاهُ عَمُوداً مِنْ حَدِيدٍ يُرْفَعُ لِصَاحِبِكَ؟».

قَالَ: قُلْتُ: مَا أَدْرِي.

قَالَ: «لكِنَّهُ‏ «5» مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِكُلِّ بَلْدَةٍ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَعْمَالَ تِلْكَ‏ «6» الْبَلْدَةِ».

قَالَ: فَقَامَ ابْنُ فَضَّالٍ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، و قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا «7» أَبَا مُحَمَّدٍ، لَاتَزَالُ تَجِي‏ءُ بِالْحَدِيثِ الْحَقِ‏ «8» الَّذِي يُفَرِّجُ‏ «9» اللَّهُ بِهِ‏ «10» عَنَّا. «11»

______________________________

 (1). في البصائر، ص 435، ح 1:+/ «جنين». و في البصائر، ص 436، ح 4:-/ «و هو».

 (2). في «ب» و حاشية «ض، بر» و البصائر، ص 436، ح 4:+/ «من نور».

 (3). بصائر الدرجات، ص 435، ح 1، عن أحمد بن محمّد؛ و فيه، ص 436، ح 4، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن حديد، عن منصور بن يونس، عن غير و احد من أصحابنا؛ و فيه أيضاً، ص 436، ح 6، بسنده عن عليّ بن حديد، عن منصور بن يونس، عن غير و احد من أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام الوافي، ج 3، ص 689، ح 1294.

 (4). في مرآة العقول: «جلوس: جمع جالس، استعمل في اثنين».

 (5). في «ف»: «و لكنّه».

 (6). في «ف»:-/ «تلك».

 (7). في «بح، بر، بس، بف»:-/ «يا».

 (8). في «بف»:-/ «الحقّ».

 (9). قرأه المازندراني من باب التفعيل و المجرّد، قال: «الفرج من الغمّ و نحوه. يقال: فرّج اللَّه غمّك تفريجاً، و فرج اللَّه عنك غمّك يَفْرِج بالكسر، أي كشفه و أزاله. و على هذا كان المفعول محذوفاً». شرح المازندراني، ج 6، ص 365.

 (10). في «ج»:+/ «الهمّ». و في «ف، بس، بف»:+/ «الخوف». و في شرح المازندراني عن بعض النسخ:+/ «الحقّ».

 (11). الوافي، ج 3، ص 689، ح 1295.

296
الکافي2 (ط - دارالحديث)

93 - باب مواليد الأئمة عليهم السلام ص : 287

1013/ 8. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ زُرَارَةَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لِلْإِمَامِ عَشْرُ عَلَامَاتٍ: يُولَدُ مُطَهَّراً مَخْتُوناً؛ و إِذَا و قَعَ عَلَى‏ «1» الْأَرْضِ، و قَعَ عَلى‏ رَاحَتَيْهِ‏ «2»، رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ؛ و لَايُجْنِبُ؛ و تَنَامُ‏ «3» عَيْنُهُ‏ «4» وَ لَايَنَامُ قَلْبُهُ؛ و لَايَتَثَاءَبُ‏ «5» و لَايَتَمَطّى‏ «6»؛ و يَرى‏ مِنْ‏ «7» خَلْفِهِ كَمَا يَرى‏ مِنْ أَمَامِهِ؛ و نَجْوُهُ‏ «8» كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ؛ و الْأَرْضُ مُوَكَّلَةٌ بِسَتْرِهِ و ابْتِلَاعِهِ؛ و إِذَا لَبِسَ دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَانَتْ عَلَيْهِ و فْقاً، و إِذَا لَبِسَهَا «9» غَيْرُهُ مِنَ النَّاسِ- طَوِيلِهِمْ و قَصِيرِهِمْ- زَادَتْ عَلَيْهِ‏ «10» شِبْراً؛ و هُوَ مُحَدَّثٌ إِلى‏ أَنْ تَنْقَضِيَ‏ «11» أَيَّامُهُ». «12»

______________________________

 (1). في «ج، بس»: «إلى».

 (2). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بر» و حاشية «بح، بس، بف» و الوافي و البحار و جميع المصادر. و في سائر النسخ و المطبوع: «راحته».

 (3). في «ف»: «و ينام».

 (4). هكذا في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي و مرآة العقول و البحار. و اريد به الجنس. و في المطبوع: «عيناه».

 (5). «التثاؤُبُ» و «التَثَأُّبُ»: إصابة الكسل و الفترة كفترة النعاس. و قيل: هي فترة تعتري الشخص فيفتح عنده فَمَهُ. قرأه الفيض و المجلسي من باب التفعّل. انظر المصباح المنير، ص 87؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 133 (ثأب).

 (6). «التَمَطّي»: التبختر و مدّ اليدين في المشي. الصحاح، ج 6، ص 2494 (مطا).

 (7). يمكن أن يقرأ «من» في الموضعين بالكسر حرف جرّ، و بالفتح اسم موصول أو موصوف.

 (8). «النَجْوُ»: ما يخرج من البطن من ريح و غائط. لسان العرب، ج 15، ص 306 (نجو).

 (9). في البحار: «لبسه».

 (10). في «ف»: «عليهم».

 (11). في «بف»: «أن ينقضي».

 (12). الفقيه، ج 4، ص 418، ح 5914؛ و الخصال، ص 527، أبواب الثلاثين و ما فوقها، ح 1؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 212، ح 1؛ و معاني الأخبار، ص 102، ح 4، بسند آخر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام مع زيادة و اختلاف. و في الخصال، ص 428، باب العشرة، ح 5، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 693، ح 1298؛ البحار، ج 25، ص 168، ح 37.

297
الکافي2 (ط - دارالحديث)

94 - باب خلق أبدان الأئمة و أرواحهم و قلوبهم عليهم السلام ص : 298

 

94- بَابُ خَلْقِ أَبْدَانِ الْأَئِمَّةِ و أَرْوَاحِهِمْ و قُلُوبِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏

1014/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «1»، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ عِلِّيِّينَ، و خَلَقَ أَرْوَاحَنَا مِنْ فَوْقِ ذلِكَ، و خَلَقَ أَرْوَاحَ شِيعَتِنَا مِنْ عِلِّيِّينَ، و خَلَقَ أَجْسَادَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ، فَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ‏ «2» الْقَرَابَةُ بَيْنَنَا و بَيْنَهُمْ، و قُلُوبُهُمْ‏ «3» تَحِنُ‏ «4» إِلَيْنَا». «5»

1015/ 2. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ إِسْحَاقَ الزَّعْفَرَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ، ثُمَّ صَوَّرَ خَلْقَنَا «6» مِنْ طِينَةٍ «7» مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ‏ «8»، فَأَسْكَنَ ذلِكَ النُّورَ فِيهِ،

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «أنّه».

 (2). في العلل:+/ «كانت».

 (3). في البصائر، ص 19، ح 1: «فمن أجل تلك القرابة بيننا و بينهم قلوبهم».

 (4). «تحنّ»: من الحنين، و هو الشوق و تَوَفان النفس. تقول منه: حنّ إليه يحنّ حنيناً، فهو حانّ. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2104 (حنن).

 (5). بصائر الدرجات، ص 19، ح 1، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي. علل الشرائع، ص 117، ح 10، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي رفعه عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. و في بصائر الدرجات، ص 24، ح 18؛ و ص 14، ح 2، بسند آخر، مع اختلاف يسير، و في الأخير عن أبي جعفر عليه السلام. راجع: بصائر الدرجات، ص 15، ح 8 و 9؛ و ص 18، ح 16 و 17؛ و ص 20، ح 2 الوافي، ج 3، ص 684، ح 1287؛ البحار، ج 61، ص 44، ح 21.

 (6). في «بس»: «خلقتنا».

 (7). «الطِينَةُ»: قطعة من الطين يختم بها الصَكُّ و نحوُه. و الطينة أيضاً: الخِلْقَة و الجِبِلَّةُ و الأصل. راجع: لسان العرب، ج 13، ص 270 (طين).

 (8). في البحار:-/ «من تحت العرش».

298
الکافي2 (ط - دارالحديث)

94 - باب خلق أبدان الأئمة و أرواحهم و قلوبهم عليهم السلام ص : 298

فَكُنَّا «1» نَحْنُ‏ «2» خَلْقاً و بَشَراً نُورَانِيِّينَ، لَمْ‏ «3» يَجْعَلْ‏ «4» لِأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَنَا مِنْهُ‏ «5» نَصِيباً «6»، و خَلَقَ أَرْوَاحَ شِيعَتِنَا مِنْ طِينَتِنَا «7»، و أَبْدَانَهُمْ مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ أَسْفَلَ مِنْ تِلْكَ‏ «8» الطِّينَةِ، و لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَهُمْ مِنْهُ نَصِيباً «9» إِلَّا لِلْأَنْبِيَاءِ، وَ لِذلِكَ‏ «10» صِرْنَا نَحْنُ و هُمُ النَّاسَ، و صَارَ «11» سَائِرُ «12» النَّاسِ هَمَجاً «13» لِلنَّارِ و إِلَى النَّارِ». «14»

1016/ 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ؛ وَ «15» مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ و غَيْرِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ رَفَعَهُ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ:

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ لِلَّهِ نَهَراً «16» دُونَ عَرْشِهِ، و دُونَ النَّهَرِ الَّذِي دُونَ عَرْشِهِ‏

______________________________

 (1). في «ج، ض، بح، بس، بف» و شرح المازندراني: «فكذا».

 (2). في مرآة العقول:-/ «نحن».

 (3). في «ج»: «و لم».

 (4). في «ف» و حاشية «ج»:+/ «اللَّه».

 (5). في البحار:-/ «منه».

 (6). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف»: «نصيب». و هو يقتضي كون قوله: «لم يجعل» مجهولًا كما في «بح، بر».

 (7). في «ب»: «طيننا».

 (8). هكذا في «ف» و هو الأنسب. و في المطبوع و سائر النسخ: «ذلك».

 (9). في «ب، ج، ض، بح، بس، بف»: «نصيب».

 (10). في «ف» و البحار: «فلذلك».

 (11). في البحار:-/ «صار».

 (12). في حاشية «بس» و حاشية بدرالدين: «جميع».

 (13). هكذا في «ض، ف، بس» و حاشية «ض، بح، بر» و الوافي و البصائر. و في سائر النسخ و المطبوع: «همجٌ». و لكلّ منهما و جه؛ فإذا كانت الكلمة بدلًا عن «سائر» فهي مرفوعة، و قوله: «للنار» خبر ل «صار». و إذا كانت خبراً ل «صار» فهي منصوبة، و قوله: «للنار» خبر ثان. و في شرح المازندراني، ج 6، ص 371: «قوله: «للنار و إلى النار» إمّا صفة ل «همج» أو خبر ثان و ثالث». و في مرآة العقول، ج 4، ص 273: «و في أكثر نسخ الكتاب: همج، بتقدير ضمير الشأن. و في البصائر و في بعض نسخ الكتاب: همجاً، و هو أصوب».

و «الهَمَج»: رُذالة الناس. النهاية، ج 5، ص 273 (همج).

 (14). بصائر الدرجات، ص 20، ح 3، عن محمّد بن عيسى الوافي، ج 3، ص 684، ح 1288؛ البحار، ج 61، ص 45، ح 22.

 (15). في السند تحويل بعطف «محمّد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب و غيره عن عليّ بن حسّان» على «عليّ بن‏إبراهيم عن عليّ بن حسّان».

 (16). في الوافي:+/ «من».

299
الکافي2 (ط - دارالحديث)

94 - باب خلق أبدان الأئمة و أرواحهم و قلوبهم عليهم السلام ص : 298

نُورٌ «1» نَوَّرَهُ؛ و إِنَ‏ «2» فِي‏ «3» حَافَتَيِ‏ «4» النَّهَرِ رُوحَيْنِ مَخْلُوقَيْنِ: رُوحُ الْقُدُسِ، و رُوحٌ مِنْ أَمْرِهِ؛ وَ إِنَّ لِلَّهِ عَشْرَ طِينَاتٍ: خَمْسَةٌ مِنَ‏ «5» الْجَنَّةِ «6»، و خَمْسَةٌ مِنَ الْأَرْضِ»، فَفَسَّرَ «7» الْجِنَانَ، وَ فَسَّرَ الْأَرْضَ.

ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ و لَامَلَكٍ‏ «8» مِنْ بَعْدِهِ جَبَلَهُ إِلَّا نَفَخَ فِيهِ مِنْ إِحْدَى الرُّوحَيْنِ، وَ جَعَلَ‏ «9» النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ إِحْدَى الطِّينَتَيْنِ‏ «10»».

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا الْجَبْلُ؟

فَقَالَ‏ «11»: «الْخَلْقُ غَيْرَنَا «12» أَهْلَ الْبَيْتِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- خَلَقَنَا مِنَ الْعَشْرِ

______________________________

 (1). في البصائر، ص 19 و 446:+/ «من».

 (2). في «بح»: «فإنّ».

 (3). في البصائر، ص 446: «على».

 (4). هو تثنية الحافة من حوف بمعنى الجانب. و في مرآة العقول: «حافتا النهر- بتخفيف الفاء-: جانباه».

 (5). في البصائر، ص 19:+/ «نفح».

 (6). في البصائر، ص 446:+/ «و خمسة من النار».

 (7). في البصائر، ص 19 و 446: «و فسّر». و في مرآة العقول: «ففسّر الجنان، الظاهر أنّه كلام ابن رئاب، و الضمير المستتر لأمير المؤمنين عليه السلام، و قيل: لأبي الحسن عليه السلام. و التفسير إشارة إلى ما سيأتي في خبر أبي الصامت».

 (8). في مرآة العقول: «و لا ملك، بالتحريك. و قد يقرأ بكسر اللام، أي إمام ... و هو بعيد».

 (9). في البصائر، ص 446: «و جبل».

 (10). في «ف»:+/ «قال».

 (11). في الوافي و البصائر، ص 19 و 446: «قال».

 (12). هاهنا و جوه ثلاثة:

الأوّل: قال المولى محمّد أمين الأسترآبادي: «قوله: ما الجَبْل؟- بسكون الباء- سؤال عن مصدر الفعل المتقدّم، و قوله: الخلق إلخ جواب له، و حاصله أنّ مصداق الجبل في الكلام المتقدّم خلق غيرنا أهل البيت؛ فإنّ اللَّه خلق جسدنا من عشر طينات و لأجل ذلك شيعتنا منتشرة في الأراضي و السماوات، و جعل فينا الروحين جميعاً».

الثاني: قال المحقّق المازندراني: «أقول: يمكن أن يراد بالخلق الجماعة من المخلوقات، و يجعل مبتدأ و ما بعده خبره، و يراد حينئذٍ بالجبل الجماعة المذكورون من الناس و غيرهم الذين جبلهم اللَّه تعالى من إحدى الروحين و إحدى الطينتين».

الثالث: قال العلّامة المجلسي: «و الأظهر عندي أنّ «غيرنا» تتمّة للكلام السابق على الاستثناء المنقطع و إنّما اعترض السؤال و الجواب بين الكلام قبل تمامه، لاتتمّة لتفسير الجبل كما توهّمه الأكثر، قال الشيخ البهائي رحمه اللَّه: يعني مادّة بدننا لاتسمّى جبلة، بل طينة؛ لأنّها خلقت من العشر طينات».

و قال السيّد بدرالدين: «قوله عليه السلام غيرنا أهل البيت، هذا متّصل بقوله: ما من نبيّ و لا ملك».

و المحقّق الشعراني ردّ الأوّل و الثاني و اختار الثالث، حيث قال: «قوله: الخلق غيرنا، جواب له، حمله الأسترآبادي على غير محمله؛ لأنّ قوله عليه السلام: الخلق، جواب فقط، و «غيرنا أهل البيت» مستثنى من قوله في الجملة السابقة: «ما من نبيّ و لا ملك» انتهى؛ يعني كلّ نبيّ و ملك من إحدى الطينتين و إحدى الروحين غيرنا أهل البيت؛ فإنّا من كليهما، و الجملة معترضة تمّت عند قوله: الخلق؛ يعني سألته عليه السلام عن معنى الجبل، فقال عليه السلام: الجبل بمعنى الخلق، ثمّ رجع الراوي إلى كلامه السابق و أتمّه بالاستثناء، و على هذا فقول الشارح: و يجعل مبتدأ و ما بعده خبره، أيضاً غير صحيح، بل هو أفحش». راجع: الحاشية على اصول الكافي للأسترآبادي (ضمن ميراث حديث شيعة) ج 8، ص 361؛ شرح المازندراني، ج 6، ص 373؛ مرآة العقول، ج 4، ص 275؛ الحاشية على اصول الكافي للسيّد بدرالدين، ص 237.

300
الکافي2 (ط - دارالحديث)

94 - باب خلق أبدان الأئمة و أرواحهم و قلوبهم عليهم السلام ص : 298

طِينَاتٍ، و نَفَخَ فِينَا مِنَ الرُّوحَيْنِ جَمِيعاً، فَأَطْيِبْ‏ «1» بِهَا طِيباً «2»».

وَ رَوى‏ غَيْرُهُ عَنْ أَبِي الصَّامِتِ، قَالَ: طِينُ الْجِنَانِ: جَنَّةُ عَدْنٍ، و جَنَّةُ الْمَأْوى‏، و «3» النَّعِيمِ، و الْفِرْدَوْسُ، و الْخُلْدُ؛ و طِينُ الْأَرْضِ: مَكَّةُ، و الْمَدِينَةُ، و الْكُوفَةُ «4»، و بَيْتُ الْمَقْدِسِ‏ «5»، و الْحَائِرُ «6». «7»

1017/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ‏

______________________________

 (1). في «بس»: «فأطب». و قرأه المازندراني على صيغة التكلّم من أطابه و طيّبه، أو من طابه، و جعل «طيباً» منصوباً على التمييز، أو على المصدر، ثمّ ردّ كونه صيغة التعجّب. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 374.

 (2). في البصائر، ص 446: «طينتنا».

 (3) هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني و الوافي و البصائر، ص 19 و 446، و البحار، ج 61. و في المطبوع:+/ «جنّة». و قوله: «النعيم» مجرور عطفاً على «المأوى». و يجوز الجرّ في «الفردوس» و «الخلد» أيضاً.

 (4). في «بر»:+/ «الحائر». و في البصائر، ص 19 و 446:-/ «و الكوفة».

 (5). احتمل المازندراني في «المقدس» ضمّ الميم و تشديد الدال و فتحها.

 (6). في «بر»:-/ «و الحائر». و في «ج، ف، بح، بس» و البحار: «و الحير». و في مرآة العقول و البصائر، ص 19 و 446: «و الحيرة».

 (7). بصائر الدرجات، ص 19، ح 1؛ و ص 446، ح 2، عن عليّ بن حسّان، عن عليّ بن عطيّة يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام الوافي، ج 3، ص 685، ح 1289 و 1290؛ البحار، ج 25، ص 49، ذيل ح 10؛ و ج 61، ص 46، ح 23.

301
الکافي2 (ط - دارالحديث)

95 - باب التسليم و فضل المسلمين ص : 302

أَبِي نَهْشَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ أَعْلى‏ عِلِّيِّينَ، و خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِنَا مِمَّا خَلَقَنَا «1»، و خَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ؛ فَقُلُوبُهُمْ‏ «2» تَهْوِي إِلَيْنَا؛ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقْنَا «3»». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ: «كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ‏ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ‏ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ» «4».

 «وَ خَلَقَ عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّينٍ‏ «5»، و خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِهِمْ مِمَّا خَلَقَهُمْ مِنْهُ، و أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ؛ فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْهِمْ؛ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقُوا مِنْهُ». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ: «كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ‏ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ‏ «6»». «7»

 

95- بَابُ التَّسْلِيمِ و فَضْلِ الْمُسَلِّمِينَ‏

1018/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنِ‏

______________________________

 (1). في الكافي، ح 1452، و الوافي و البصائر، ص 15، و المحاسن، و تفسير القمّي، و العلل و البحار، ج 61:+/ «منه».

 (2). في الكافي، ح 1425: «و قلوبهم».

 (3). في حاشية «بح، بر» و الكافي، ح 1425، و المحاسن و تفسير القمّي و العلل، ص 116 و 117، و البحار، ج 61:+/ «منه».

 (4). المطفّفين (83): 18- 21.

 (5). في «ف، بح، بر، بس، بف» و حاشية «ض» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «سجّيل».

 (6). المطفّفين (83): 7- 9. و في الكافي، ح 1452، و الوافي و العلل، ص 117:+/ «فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ».

 (7). الكافي، كتاب الإيمان و الكفر، باب طينة المؤمن و الكافر، ح 1452، عن محمّد بن يحيى و غيره، عن أحمد بن محمّد و غيره، عن محمّد بن خالد، عن أبي نهشل. بصائر الدرجات، ص 15، ح 3، عن أحمد بن محمّد ... عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ المحاسن، ص 132، ح 5، بسنده عن أبي نهشل ... عن أبي عبد اللَّه؛ علل الشرائع، ص 116، ح 12، بسنده عن البرقي، عن أبيه، عن أبي نهشل، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبيه، عن أبي حمزة؛ تفسير القمّي، ج 2، ص 411، عن أبيه، عن محمّد بن إسماعيل، و في الثلاثة الأخيرة إلى قوله: «يَشْهَدُهُ المُقَرَّبُونَ»؛ و في علل الشرائع، ص 117، ح 14، بسنده عن محمّد بن إسماعيل، رفعه إلى محمّد بن سنان، عن زيد الشحّام، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام مع اختلاف يسير. و في بصائر الدرجات، ص 20، ح 2، بسند آخر، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع اختلاف الوافي، ج 4، ص 29، ح 1647؛ البحار، ج 61، ص 43، ح 20؛ و ج 67، ص 127، ح 32.

302
الکافي2 (ط - دارالحديث)

95 - باب التسليم و فضل المسلمين ص : 302

ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ سَدِيرٍ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي‏ «1» تَرَكْتُ مَوَالِيَكَ مُخْتَلِفِينَ، يَتَبَرَّأُ «2» بَعْضُهُمْ مِنْ‏ «3» بَعْضٍ؟

قَالَ: فَقَالَ‏ «4»: «وَ مَا أَنْتَ و ذَاكَ‏ «5»، إِنَّمَا كُلِّفَ‏ «6» النَّاسُ ثَلَاثَةً: مَعْرِفَةَ الْأَئِمَّةِ «7»، وَ التَّسْلِيمَ لَهُمْ فِيمَا و رَدَ «8» عَلَيْهِمْ، و الرَّدَّ إِلَيْهِمْ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ». «9»

1019/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاهِلِيِ‏ «10»، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَوْ أَنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ و حْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ، و أَقَامُوا الصَّلَاةَ، وَ آتَوُا الزَّكَاةَ، و حَجُّوا الْبَيْتَ، و صَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، ثُمَّ قَالُوا لِشَيْ‏ءٍ صَنَعَهُ اللَّهُ، أَوْ

______________________________

 (1). في البصائر:-/ «إنّي».

 (2). في «ج، بس، بف» و حاشية «بر» و حاشية بدرالدين: «تبرّأ».

 (3). في «ف»: «عن».

 (4). في البصائر:-/ «فقال».

 (5). في مرآة العقول، ج 4، ص 278: «ما أنت و ذاك، الاستفهام للتوبيخ و الإنكار. و الواو بمعنى مع».

 (6). في البصائر:+/ «اللَّه».

 (7). في شرح المازندراني: «الإمام».

 (8). في البصائر: «يرد».

 (9). بصائر الدرجات، ص 523، ح 20، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان الوافي، ج 2، ص 110، ح 567؛ الوسائل، ج 27، ص 67، ح 33216، و فيه من قوله: «إنّما كلّف الناس ثلاثة».

 (10). عبداللَّه الكاهلي، هو عبداللَّه بن يحيى الكاهلي، له كتاب يرويه عنه جماعة منهم أحمد بن محمّد بن أبي نصر. و يأتي الخبر في الكافي، ح 2878، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبداللَّه بن يحيى الكاهلي. و لم نجد توسّط حمّاد بن عثمان بين ابن أبي نصر و عبداللَّه الكاهلي إلّا في سندنا هذا و ما و رد في المحاسن، ص 271، ح 365، و الخبر المرويّ في المحاسن هو نفس خبرنا هذا، فينحصر توسّط حمّاد بن عثمان بموردٍ و احد .. راجع: رجال النجاشي، ص 221، الرقم 580؛ الفهرست للطوسي، ص 295، الرقم 442. هذا، و قد روى أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن [عبداللَّه بن يحيى‏] الكاهلي مباشرةً في الكافي، ح 4400. فالظاهر زيادة «عن حمّاد بن عثمان» في ما نحن فيه و في سند المحاسن. و أما احتمال عطف عبداللَّه الكاهلي على حمّاد بن عثمان، فضعيف؛ فإنّا لم نجد سنداً يُثبِت هذا الاحتمال.

يؤيّده ما استظهرناه أنّ عمدة رواة عبداللَّه الكاهلي، هم عليّ بن الحكم، صفوان بن يحيى و محمّد بن أبي عمير، و هولاء في طبقة أحمد بن محمّد بن أبي نصر.

303
الکافي2 (ط - دارالحديث)

95 - باب التسليم و فضل المسلمين ص : 302

صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ‏ «1» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَلَّا «2» صَنَعَ خِلَافَ الَّذِي صَنَعَ، أَوْ و جَدُوا ذلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ، لَكَانُوا بِذلِكَ مُشْرِكِينَ».

ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ: «فَلا وَ رَبِّكَ‏ لا يُؤْمِنُونَ‏ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ‏ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ‏ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ‏ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» «3». ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «عَلَيْكُمْ‏ «4» بِالتَّسْلِيمِ». «5»

1020/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ عِنْدَنَا رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: كُلَيْبٌ، فَلَا يَجِي‏ءُ «6» عَنْكُمْ شَيْ‏ءٌ إِلَّا قَالَ‏ «7»: أَنَا أُسَلِّمُ؛ فَسَمَّيْنَاهُ «كُلَيْبَ تَسْلِيمٍ‏ «8»»، قَالَ: فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:

 «أَ تَدْرُونَ مَا التَّسْلِيمُ؟» فَسَكَتْنَا، فَقَالَ: «هُوَ و اللَّهِ الْإِخْبَاتُ‏ «9»، قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ:

 «الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ أَخْبَتُوا إِلى‏ رَبِّهِمْ‏» «10»». «11»

______________________________

 (1). في الكافي، ح 2878 و المحاسن: «النبيّ».

 (2). في «ب»: «ألا» بالتخفيف.

 (3). النساء (4): 65.

 (4). في المحاسن: «و عليكم».

 (5). المحاسن، ص 271، كتاب مصابيح الظلم، ح 365، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى و أحمد بن محمّد بن أبي نصر؛ الكافي، كتاب الإيمان و الكفر، باب الشرك، ح 2878 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد اللَّه بن يحيى الكاهلي، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. بصائر الدرجات، ص 520، ح 3، بسنده عن الكاهلي. و فيه، ص 521، ح 8، بسند آخر، و فيهما مع اختلاف يسير. و في تفسير العيّاشي، ح 1، ص 255، ح 184، عن عبد اللَّه بن يحيى الكاهلي، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 110، ح 568.

 (6). في البصائر: «يسمّى كليباً فلا نتحدّث» بدل «يقال له كليب فلا يجي‏ء».

 (7). في «ب»: «يقول».

 (8). في البصائر: «التسليم».

 (9). «الإخبات»: الخُشوع و التواضع. و أصل ذلك من الخَبْت، و هو المطمئنّ من الأرض. لسان العرب، ج 2، ص 28 (خبت).

 (10). هود (11): 23.

 (11). بصائر الدرجات، ص 525، ح 28، عن أحمد بن محمّد؛ رجال الكشّي، ص 339، ح 627، بسنده عن الحسين بن المختار، عن أبي اسامة. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 143، ح 15، عن أبي اسامة، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام الوافي، ج 2، ص 111، ح 569.

304
الکافي2 (ط - دارالحديث)

95 - باب التسليم و فضل المسلمين ص : 302

1021/ 4. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «1» فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ و تَعَالى‏: «وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً» «2» قَالَ: «الِاقْتِرَافُ‏ «3»: التَّسْلِيمُ لَنَا، و الصِّدْقُ‏ «4» عَلَيْنَا «5»، و أَلَّا يَكْذِبَ عَلَيْنَا». «6»

1022/ 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ، عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ، قَالَ:

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: « «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» «7» أَ تَدْرِي مَنْ هُمْ؟». قُلْتُ‏ «8»: أَنْتَ أَعْلَمُ، قَالَ:

 « «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ»: الْمُسَلِّمُونَ؛ إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ النُّجَبَاءُ «9»، فَالْمُؤْمِنُ غَرِيبٌ، فَطُوبى‏ «10» لِلْغُرَبَاءِ». «11»

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «قال».

 (2). الشورى (42): 23.

 (3). قال الراغب: «أصل القَرْف و الاقتراف: قشر اللَحاء عن الشجر، و الجلدة عن الجَرْح. و ما يؤخذ منه قِرْفٌ. و استعير الاقتراف للاكتساب، حسناً كان أو سوءً». المفردات للراغب، ص 667 (قرف).

 (4). في «ف»: «و التصديق».

 (5). في تفسير فرات، ح 529: «و الصدق [و التصديق خ. ل‏] فينا».

 (6). بصائر الدرجات، ص 521، ح 6، بسنده عن أبان. و فيه، ح 7، بسند آخر. تفسير فرات، ص 397، ح 529، بسنده عن محمّد بن مسلم، مع زيادة في أوّله. راجع: الكافي، كتاب الروضة، ح 15390؛ و الأمالي للطوسي، ص 269، المجلس 10، ذيل ح 39؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 276؛ و تفسير فرات، ص 197- 198، ح 256 و 257؛ و ص 397، ذيل ح 527 الوافي، ج 2، ص 111، ح 570.

 (7). المؤمنون (23): 1. و في «ف»:+/ «الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ».

 (8). في البحار: «قيل».

 (9). «النُجَباءُ»: جمع النجيب، و هو الفاضل الكريم ذو الحسب، و النفيس في نوعه. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 784 (نجب).

 (10). في المحاسن: «و المؤمن غريب، و المؤمن غريب، ثمّ قال: طوبى للغرباء» بدل «فالمؤمن قريب فطوبى للغرباء».

 (11). المحاسن، ص 271، كتاب مصابيح الظلم، ح 366 عن محمّد بن عبد الحميد الكوفي، عن حمّاد بن عيسى و منصور بن يونس بزرج، عن بشير الدهّان، عن كامل التمّار. بصائر الدرجات، ص 525، ح 29، بسنده عن منصور بن يونس، عن بشير الدهّان، عن كليب، إلى قوله: «هم النجباء». و في المحاسن، ص 272، ح 367؛ و بصائر الدرجات، و ص 520، ح 1؛ و ص 522، ح 12 و 13، بسندهم عن كامل التمّار، مع اختلاف يسير. و في بصائر الدرجات، ص 523، ح 17 و 19، بسند آخر مع اختلاف. راجع: بصائر الدرجات، ص 521، ح 4 و 5؛ و ص 524، ح 24؛ و التوحيد، ص 458، ح 22 الوافي، ج 2، ص 112، ح 571؛ البحار، ج 67، ص 41؛ و ص 264، و فيهما إلى قوله: «هم النجباء».

305
الکافي2 (ط - دارالحديث)

95 - باب التسليم و فضل المسلمين ص : 302

1023/ 6. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنِ الْخَشَّابِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ رَبِيعٍ الْمُسْلِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْأَنْصَارِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَكْمِلَ الْإِيمَانَ كُلَّهُ، فَلْيَقُلِ‏ «1»: الْقَوْلُ مِنِّي فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ قَوْلُ آلِ مُحَمَّدٍ فِيمَا أَسَرُّوا و مَا أَعْلَنُوا، و فِيمَا بَلَغَنِي عَنْهُمْ و فِيمَا لَمْ يَبْلُغْنِي». «2»

1024/ 7. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ زُرَارَةَ أَوْ بُرَيْدٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ‏ «3»: «لَقَدْ خَاطَبَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي كِتَابِهِ».

قَالَ: قُلْتُ: فِي أَيِّ مَوْضِعٍ؟

قَالَ‏ «4»: «فِي قَوْلِهِ: «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ‏ «5» فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ‏ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ‏ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ‏ «6»» فِيمَا تَعَاقَدُوا «7» عَلَيْهِ: لَئِنْ أَمَاتَ اللَّهُ مُحَمَّداً أَلَّا «8» يَرُدُّوا هذَا الْأَمْرَ فِي بَنِي هَاشِمٍ‏ «ثُمَّ لا

______________________________

 (1). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف» و حاشية «ض، بح»: «فليقبل». و قال في المرآة: «لعلّه تصحيف». و جعل‏المتن ظاهراً.

 (2). الوافي، ج 2، ص 112، ح 572.

 (3). في البحار:-/ «قال قال».

 (4). في البحار:-/ «قال: قلت: في أيّ موضع قال».

 (5). في تفسير القمّي:+/ «يا عليّ».

 (6). في «ف»:+/ «ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ». و في البحار:+/ «قال».

 (7). في «ف»: «تعاهدوا».

 (8). في البحار: «لا» بدون الهمزة.

306
الکافي2 (ط - دارالحديث)

96 - باب أن الواجب على الناس بعد ما يقضون مناسكهم أن يأتوا الإمام فيسألونه عن معالم دينهم و يعلمونه ولايتهم و مودتهم له ص : 307

يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ» عَلَيْهِمْ مِنَ الْقَتْلِ أَوِ الْعَفْوِ «1» «وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» «2»». «3»

1025/ 8. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ- رَحِمَهُ اللَّهُ‏ «4»- عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ «5»، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ» «6» إِلى‏ آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ‏ «7»: «هُمُ الْمُسَلِّمُونَ لآِلِ مُحَمَّدٍ، الَّذِينَ إِذَا سَمِعُوا الْحَدِيثَ، لَمْ يَزِيدُوا فِيهِ، و لَمْ يَنْقُصُوا مِنْهُ‏ «8»، جَاؤُوا بِهِ كَمَا سَمِعُوهُ». «9»

 

96- بَابُ أَنَّ الْوَاجِبَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ مَا يَقْضُونَ مَنَاسِكَهُمْ أَنْ يَأْتُوا الْإِمَامَ فَيَسْأَلُونَهُ عَنْ‏ «10» مَعَالِمِ دِينِهِمْ و يُعْلِمُونَهُ‏ «11» وَلَايَتَهُمْ و مَوَدَّتَهُمْ لَهُ‏ «12»

1026/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنِ الْفُضَيْلِ‏ «13»:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏: نَظَرَ إِلَى النَّاسِ يَطُوفُونَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: «هكَذَا كَانُوا

______________________________

 (1). في «ب، ف، بف»: «و العفو».

 (2). النساء (4): 64- 65.

 (3). تفسير القمّي، ج 1، ص 142، و فيه إلى قوله: «لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوّاباً رَحِيماً» مع اختلاف يسير. و راجع: الكافي، كتاب الروضة، ح 15341 الوافي، ج 2، ص 113، ح 573؛ البحار، ج 68، ص 233.

 (4). في «ألف، ف»:-/ «رحمه اللَّه».

 (5). في الوسائل:-/ «عن عليّ بن عقبة».

 (6). الزمر (39): 18.

 (7). في الوسائل، ج 27، ح 82: «فقال».

 (8). في «ف»: «عنه».

 (9). الكافي، كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب و الحديث ...، ح 143، بسند آخر عن أبي بصير؛ الاختصاص، ص 5، بسنده عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام، و فيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 114، ح 574؛ الوسائل، ج 27، ص 82، ح 33268.

 (10). في شرح المازندراني:-/ «عن».

 (11). هكذا في «ب، ض، بر» و حاشية «بح». و في المطبوع و سائر النسخ: «يعلمونهم».

 (12). في «ج» و حاشية «ض، ف، بح» و مرآة العقول: «لهم».

 (13). في «ب، ض، و»:+/ «بن يسار».

307
الکافي2 (ط - دارالحديث)

96 - باب أن الواجب على الناس بعد ما يقضون مناسكهم أن يأتوا الإمام فيسألونه عن معالم دينهم و يعلمونه ولايتهم و مودتهم له ص : 307

يَطُوفُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ «1»، إِنَّمَا أُمِرُوا أَنْ يَطُوفُوا بِهَا، ثُمَّ يَنْفِرُوا إِلَيْنَا «2»، فَيُعْلِمُونَا و لَايَتَهُمْ وَ مَوَدَّتَهُمْ، و يَعْرِضُوا «3» عَلَيْنَا نُصْرَتَهُمْ» ثُمَّ قَرَأَ هذِهِ الْآيَةَ: «فَاجْعَلْ‏ «4» أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ‏ تَهْوِي إِلَيْهِمْ‏» «5». «6».

1027/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ‏:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و رَأَى النَّاسَ بِمَكَّةَ و مَا يَعْمَلُونَ- قَالَ: فَقَالَ‏ «7»: «فِعَالٌ‏ «8» كَفِعَالِ الْجَاهِلِيَّةِ، أَمَا و اللَّهِ، مَا أُمِرُوا بِهذَا، و «9» مَا أُمِرُوا إِلَّا أَنْ يَقْضُوا تَفَثَهُمْ‏ «10»، وَ لْيُوفُوا

______________________________

 (1). في الوافي: «هكذا يطوفون: يعني من دون معرفة لهم بالمقصود الأصلي من الأمر بالإتيان إلى الكعبةوالطواف، فإنّ إبراهيم- على نبيّنا و آله و عليه السلام- حين بنى الكعبة و جعل لذرّيّته عندها مسكناً قال: «رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ» [إبراهيم (14): 37] فاستجاب اللَّه دعاءه، و أمر الناس بالإتيان إلى الحجّ من كلّ فجّ ليتحبّبوا إلى ذرّيّته و يعرضوا عليهم نصرتهم و ولايتهم؛ ليصير ذلك سبباً لنجاتهم، و وسيلة إلى رفع درجاتهم، و ذريعة إلى تعرّف أحكام دينهم، و تقوية إيمانهم و يقينهم. و عرض النصرة أن يقولوا لهم: هل لكم من حاجة في نصرتنا لكم في أمر من الامور».

 (2). في «بر»: «ثمّ ينصرفوا».

 (3). في «بس»: «يفرضوا».

 (4). هكذا في «ج» و القرآن. و في أكثر النسخ و المطبوع و شرح المازندراني: «و اجعل». قال في مرآة العقول، ج 4، ص 285: «لعلّه- أي الواو- من النسّاخ، أو نقل بالمعنى».

 (5). إبراهيم (14): 37.

 (6). عيون الأخبار، ج 2، ص 262، ح 30، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ...، عن ابن اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، إلى قوله: «يعرضوا علينا نصرتهم» مع اختلاف يسير. علل الشرائع، ص 406، ح 8، بسند آخر، إلى قوله: «فيعلمونا و لايتهم» مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 234، ح 43، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام الوافي، ج 2، ص 115، ح 575.

 (7). في «ف»:-/ «فقال».

 (8). في «بر»:-/ «فعال».

 (9). في «ض»:+/ «قال و». و في «بر»:+/ «قال».

 (10). قال ابن الأثير: التَفَثُ: هو ما يفعله المُحْرِم بالحجّ إذا حلّ، كقصّ الشارب و الأظفار، و نتف الإبط، و حلق العانة. و قيل: هو إذهاب الشَعَث و الدَرَن و الوسَخ مطلقاً. النهاية، ج 1، ص 191 (تفث).

308
الکافي2 (ط - دارالحديث)

96 - باب أن الواجب على الناس بعد ما يقضون مناسكهم أن يأتوا الإمام فيسألونه عن معالم دينهم و يعلمونه ولايتهم و مودتهم له ص : 307

نُذُورَهُمْ‏ «1»، فَيَمُرُّوا بِنَا، فَيُخْبِرُونَا بِوَلَايَتِهِمْ، و يَعْرِضُوا عَلَيْنَا نُصْرَتَهُمْ». «2»

1028/ 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ‏بَشِيرٍ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ جَمِيعاً، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ سَدِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و هُوَ دَاخِلٌ و أَنَا خَارِجٌ، و أَخَذَ بِيَدِي، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ، فَقَالَ: «يَا سَدِيرُ، إِنَّمَا أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَأْتُوا هذِهِ الْأَحْجَارَ، فَيَطُوفُوا بِهَا، ثُمَّ يَأْتُونَا فَيُعْلِمُونَا وَلَايَتَهُمْ لَنَا، و هُوَ قَوْلُ اللَّهِ: «وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ‏ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏» «3»- ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى‏ صَدْرِهِ- إِلى‏ «4» و لَايَتِنَا».

ثُمَّ قَالَ: «يَا سَدِيرُ، أفَأُرِيكَ‏ «5» الصَّادِّينَ عَنْ دِينِ اللَّهِ؟». ثُمَّ نَظَرَ إِلى‏ أَبِي حَنِيفَةَ وَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ و هُمْ حَلَقٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «هؤُلَاءِ الصَّادُّونَ عَنْ دِينِ اللَّهِ بِلَا هُدًى مِنَ اللَّهِ و لَاكِتَابٍ مُبِينٍ، إِنَّ هؤُلَاءِ الْأَخَابِثَ لَوْ جَلَسُوا فِي بُيُوتِهِمْ، فَجَالَ النَّاسُ، فَلَمْ يَجِدُوا أَحَداً يُخْبِرُهُمْ عَنِ اللَّهِ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- و عَنْ رَسُولِهِ‏ «6» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَتّى‏ يَأْتُونَا، فَنُخْبِرَهُمْ عَنِ اللَّهِ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- و عَنْ رَسُولِهِ‏ «7» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». «8»

______________________________

 (1). إشارة إلى الآية 29 من سورة الحجّ (22): «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَ لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ».

 (2). الوافي، ج 2، ص 116، ح 576.

 (3). طه (20): 82.

 (4). في «ب»: «أي». و في «ف»:-/ «إلى».

 (5). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار. و في المطبوع: «فاريك» بدون الهمزة.

 (6). في «ض، بر»: «رسول اللَّه».

 (7). في «ب»: «رسول اللَّه».

 (8). راجع: المحاسن، ص 142، كتاب الصفوة، ح 35؛ و بصائر الدرجات، ص 78، ح 6؛ و تفسير فرات، ص 180، ذيل ح 233، و ص 257، ح 350؛ و ص 258، ح 352، عن أبي جعفر عليه السلام؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 61، في كلّها من قوله: «وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ» إلى قوله: «إلى و لايتنا» مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 116، ح 578؛ البحار، ج 47، ص 364، ح 81.

309
الکافي2 (ط - دارالحديث)

97 - باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم و تطأ بسطهم و تأتيهم بالأخبار عليهم السلام ص : 310

 

97- بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بُيُوتَهُمْ و تَطَأُ بُسُطَهُمْ و تَأْتِيهِمْ بِالْأَخْبَارِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏

1029/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ مِسْمَعٍ كِرْدِينٍ الْبَصْرِيِّ، قَالَ:

كُنْتُ لَاأَزِيدُ عَلى‏ أَكْلَةٍ بِاللَّيْلِ‏ «1» و النَّهَارِ، فَرُبَّمَا اسْتَأْذَنْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و أَجِدُ الْمَائِدَةَ قَدْ رُفِعَتْ‏ «2»، لَعَلِّي لَاأَرَاهَا بَيْنَ يَدَيْهِ- فَإِذَا دَخَلْتُ دَعَا بِهَا، فَأَصَبْتُ‏ «3» مَعَهُ مِنَ الطَّعَامِ، و لَاأَتَأَذّى‏ بِذلِكَ، و إِذَا عَقَّبْتُ بِالطَّعَامِ عِنْدَ غَيْرِهِ، لَمْ أَقْدِرْ عَلى‏ أَنْ أَقِرَّ، و لَمْ أَنَمْ مِنَ النَّفْخَةِ، فَشَكَوْتُ ذلِكَ إِلَيْهِ، و أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّي إِذَا أَكَلْتُ عِنْدَهُ لَمْ أَتَأَذَّ بِهِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا سَيَّارٍ، إِنَّكَ تَأْكُلُ‏ «4» طَعَامَ قَوْمٍ صَالِحِينَ، تُصَافِحُهُمُ‏ «5» الْمَلَائِكَةُ عَلى‏ فُرُشِهِمْ».

قَالَ: قُلْتُ: و «6» يَظْهَرُونَ لَكُمْ؟

قَالَ: فَمَسَحَ يَدَهُ عَلى‏ بَعْضِ صِبْيَانِهِ، فَقَالَ: «هُمْ أَلْطَفُ بِصِبْيَانِنَا مِنَّا بِهِمْ». «7»

1030/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ‏ «8»، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ:

______________________________

 (1). في البصائر، ص 92: «في الليل».

 (2). في الوافي: «و أجد المائدة قد رفعت، جملة حالية، يعني استأذنت عليه و الحال أنّي أجد في نفسي أنّ المائدةقد رفعت، و إنّما فعلت ذلك لكيلا أرى المائدة بين يديه عليه السلام. و المعنى: كنت أتعهّد الاستيذان عليه بعد رفع المائدة لئلّا يلزمني الأكل، لزعمي أنّي أتضرّر به».

 (3). هكذا في «ف، بر، بس» و مرآة العقول و البصائر، ص 92. و في المطبوع و بعض النسخ: «فاصيب».

 (4). في البصائر، ص 92: «لتأكل».

 (5). في «ف»: «فصافحهم».

 (6). في البصائر، ص 92:-/ «و».

 (7). بصائر الدرجات، ص 92، ح 9، عن أحمد بن محمّد. و فيه، ص 90، ح 1، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن سنان، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 634، ح 1223؛ البحار، ج 47، ص 158، ح 223.

 (8). لم نجد توسّط من يسمّى‏ بمحمّد بن القاسم بين محمّد بن خالد و الحسين بن أبي العلاء، و المتوسّط ف بينهما في بعض الأسناد القاسم بن محمّد [الجوهري‏]. كما في الكافي، ح 498؛ و المحاسن، ص 93، ح 49، و ص 427، ح 235؛ و ثواب الأعمال، ص 246، ح 1.

فلا يبعد و قوع تقديم و تأخير في العنوان و كون الصواب هو «القاسم بن محمّد».

310
الکافي2 (ط - دارالحديث)

97 - باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم و تطأ بسطهم و تأتيهم بالأخبار عليهم السلام ص : 310

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ: «يَا حُسَيْنُ- و ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلى‏ «1» مَسَاوِرَ «2» فِي الْبَيْتِ- مَسَاوِرُ طَالَ مَا «3» اتَّكَتْ‏ «4» عَلَيْهَا الْمَلَائِكَةُ، و رُبَّمَا الْتَقَطْنَا مِنْ زَغَبِهَا «5»». «6»

1031/ 3. مُحَمَّدٌ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ عَطِيَّةَ الْأَحْمَسِيُّ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَاحْتُبِسْتُ‏ «7» فِي الدَّارِ سَاعَةً، ثُمَّ دَخَلْتُ‏ «8» الْبَيْتَ‏ «9»- و هُوَ يَلْتَقِطُ شَيْئاً، و أَدْخَلَ يَدَهُ مِنْ‏ «10» و رَاءِ السِّتْرِ، فَنَاوَلَهُ مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ- فَقُلْتُ:

جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا الَّذِي أَرَاكَ تَلْتَقِطُهُ‏ «11» أَيُّ شَيْ‏ءٍ هُوَ «12»؟

فَقَالَ‏ «13»: «فَضْلَةٌ مِنْ زَغَبِ الْمَلَائِكَةِ، نَجْمَعُهُ إِذَا خَلَّوْنَا «14»، نَجْعَلُهُ‏ «15»

______________________________

 (1). في «ف»: «على».

 (2). «المساور»: جمع المِسْوَرَة و المِسْوَر. و هو متّكأٌ من أدَم، أي جلدٍ مدبوغ. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 38 (سور).

 (3). «ما» فاعل «طال». و المراد بها الزمان.

 (4). في البصائر: «يا حسين بيوتنا مهبط الملائكة و الوحي، و ضرب بيده إلى مساور في البيت فقال: يا حسين، مساور و اللَّه طال ما اتّكأت» بدل «يا حسين و ضرب- إلى- ما اتّكت».

 (5). في «ض»: «زغبتها». و «الزَغَب»: صغار الشعر و الريش و ليّنه، أو أوّل ما يبدو منهما. القاموس المحيط، ج 1، ص 174 (زغب).

 (6). بصائر الدرجات، ص 90، ح 2، عن أحمد بن محمّد الوافي، ج 3، ص 634، ح 1224.

 (7). في مرآة العقول: «فاحتبست، على بناء المعلوم أو المجهول؛ لأنّه لازم و متعدّ».

 (8). في البصائر:+/ «عليه».

 (9). في البحار، ج 46، ص 47:-/ «البيت».

 (10). في البحار، ج 46، ص 47: «في».

 (11). في «ب»: «تلقطه». و في البصائر و البحار، ج 46، ص 33 و 47: «تلتقط».

 (12). في البصائر:-/ «هو».

 (13). في البحار، ج 46، ص 47: «قال».

 (14). في البصائر: «جاؤنا». و قوله: «خلّونا»، أي تركونا. و جوّز المجلسي فيه التجريد أيضاً.

 (15). في الوافي:-/ «نجعله».

311
الکافي2 (ط - دارالحديث)

97 - باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم و تطأ بسطهم و تأتيهم بالأخبار عليهم السلام ص : 310

سَبْحاً «1» لِأَوْلَادِنَا «2»».

فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، و إِنَّهُمْ لَيَأْتُونَكُمْ؟

فَقَالَ: «يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّهُمْ لَيُزَاحِمُونَّا عَلى‏ تُكَأَتِنَا «3»». «4»

1032/ 4. مُحَمَّدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «5»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَا مِنْ مَلَكٍ يُهْبِطُهُ اللَّهُ فِي أَمْرٍ

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و قال في الوافي: «و السبحة- بالضمّ- خزرات يسبّح بها. و لعلّه عليه السلام أراد بذلك جعلها منظومة في خيط كالخزرات التي يسبّح بها، و تعليقها على الأولاد للعوذة؛ و ذلك لأنّ اتّخاذ التمائم و العوذات من الخزرات هيئة السبحة كان متعارفاً في سوالف الأزمنة كما هو اليوم. و ربّما تسمّى سبحة و إن لم يسبّح بها. و في بعض النسخ بالنون، و هو اليمن و البركة». و اختاره المحقّق الشعراني في التعليقة على شرح المازندراني، و أيّده برواية نقلها في بصائر الدرجات، ص 92، ح 10، بسنده عن الحارث النضري، قال: رأيت على بعض صبيانهم تعويذاً، فقلت: جعلني اللَّه فداك، أما يكره تعويذ القرآن يعلق على الصبيّ؟ فقال: «إنّ ذا ليس بذا، إنّما ذا من ريش الملائكة، تطأ فرشنا، و تمسح رؤوس صبياننا». و في البصائر، ص 92، ح 6: «سخاباً». و «السخاب» قلادة تتّخذ من قَرَنْفُل. و في بعض النسخ و المطبوع: «سيحاً». و «السيح» ضرب من البرود، أو عباءة مخطّطة. راجع: الصحاح، ج 1، ص 377 (سيح).

 (2). في البحار، ج 46، ص 33:-/ «نجمعه إذا خلّونا نجعله سبحاً لأولادنا».

 (3). في البحار، ج 46، ص 33: «متكائنا». و «التُكَأَةُ» مثال الهُمَزَةِ: ما يُتَّكَأُ و يُعْتَمَدُ عليه. راجع: الصحاح، ج 1، ص 82 (و كأ).

 (4). بصائر الدرجات، ص 91، ح 6، عن أحمد بن محمّد الوافي، ج 3، ص 635، ح 1225؛ البحار، ج 46، ص 33، ذيل ح 28؛ و ص 47، ح 49.

 (5). هكذا في «ألف، ض، ف». و في «ب، ج، و، بح، بر، بس، بف، جر» و المطبوع: «محمّد بن الحسن».

و الصواب ما أثبتناه؛ فإنّ محمّد بن أسلم هو محمّد بن أسلم الطبري الجَبَلي، روى محمّد بن يحيى-/ و هو المراد من محمّد-/ في ضمن آخرين عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب كتابه، و توسّط بينه و بين محمّد بن يحيى بعنوان محمّد بن الحسين في بعض الأسناد. راجع: رجال النجاشي، ص 368، الرقم 999؛ الفهرست للطوسي، ص 385، الرقم 589؛ معجم رجال الحديث، ج 15، ص 417- 418 يؤكّد ذلك أنّ الخبر رواه الصفار في بصائر الدرجات، ص 95، ح 22. عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أسلم.

312
الکافي2 (ط - دارالحديث)

98 - باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم و يتوجهون في أمورهم عليهم السلام ص : 313

مَا يُهْبِطُهُ‏ «1» إِلَّا بَدَأَ بِالْإِمَامِ، فَعَرَضَ‏ «2» ذلِكَ عَلَيْهِ، و إِنَّ مُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- إِلى‏ صَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ». «3»

 

98- بَابُ أَنَّ الْجِنَّ يَأْتِيهِمْ‏ «4» فَيَسْأَلُونَهُمْ عَنْ مَعَالِمِ دِينِهِمْ و يَتَوَجَّهُونَ فِي أُمُورِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏

1033/ 1. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُسَاوِرٍ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ، قَالَ:

أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي بَعْضِ مَا أَتَيْتُهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «لَا تَعْجَلْ‏ «5»» حَتّى‏ حَمِيَتِ الشَّمْسُ عَلَيَّ، و جَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ‏ «6» الْأَفْيَاءَ، فَمَا لَبِثَ‏ «7» أَنْ خَرَجَ عَلَيَّ قَوْمٌ كَأَنَّهُمُ الْجَرَادُ الصُّفْرُ «8»، عَلَيْهِمُ الْبُتُوتُ‏ «9» قَدِ انْتَهَكَتْهُمُ‏ «10» الْعِبَادَةُ، قَالَ: فَوَ اللَّهِ، لَأَنْسَانِي مَا كُنْتُ فِيهِ مِنْ‏

______________________________

 (1). في «ب»: «ما يهبط». و في البصائر:-/ «ما يهبطه».

 (2). في «ف»: «فيعرض».

 (3). بصائر الدرجات، ص 95، ح 22، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن مسلم، عن ابن أبي حمزة، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام الوافي، ج 3، ص 63، ح 1226.

 (4). في «ب، ج، ض، ف، بس»: «تأتيهم». و في حاشية «ج» و مرآة العقول: «يأتونهم». و هو الأنسب ب: «فيسألونهم» و «يتوجّهون».

 (5). في الوافي: «أي كلّما استأذنت للدخول عليه يقول لي: لا تعجل. فلبث على الباب حتى حمئت الشمس، أي‏اشتدّ حرّها».

 (6). في «ب»: «أتبع».

 (7). في «ض، بر» و حاشية «بس» و الوافي: «لبثت».

 (8). في «بر»: «الصغير».

 (9). «البُتُوتُ»: جمع البَتّ، و هو كِساء مربّع. و قيل: طَيْلَسان من خزّ. و هو كِساءٌ أخضر يلبسه الخواصّ من المشايخ و العلماء، و هو من لباس العجم. راجع: النهاية، ج 1، ص 92 (بتت).

 (10). في حاشية «ج»: «أنهكتهم». و في «بف»: «استهلكتهم». و قوله: «انتهكتهم العبادةُ»: أضْنَتْهم، أي أثقلتهم، و هَزَلَتْهم، أي أضعفتهم و جعلتهم نُحَفاءَ، و جَهَدَتهم. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1265 (نهك).

313
الکافي2 (ط - دارالحديث)

98 - باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم و يتوجهون في أمورهم عليهم السلام ص : 313

حُسْنِ هَيْئَةِ الْقَوْمِ.

فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: «أَرَانِي قَدْ شَقَقْتُ عَلَيْكَ‏ «1»». قُلْتُ: أَجَلْ و اللَّهِ، لَقَدْ أَنْسَانِي مَا كُنْتُ فِيهِ قَوْمٌ مَرُّوا بِي لَمْ أَرَ قَوْماً أَحْسَنَ هَيْئَةً مِنْهُمْ فِي زِيِّ رَجُلٍ و احِدٍ «2»، كَأَنَ‏ «3» أَلْوَانَهُمُ الْجَرَادُ الصُّفْرُ «4» قَدِ انْتَهَكَتْهُمُ‏ «5» الْعِبَادَةُ فَقَالَ: «يَا سَعْدُ، رَأَيْتَهُمْ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «أُولئِكَ إِخْوَانُكَ مِنَ الْجِنِّ». قَالَ: فَقُلْتُ: يَأْتُونَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، يَأْتُونَّا يَسْأَلُونَّا «6» عَنْ مَعَالِمِ دِينِهِمْ و حَلَالِهِمْ و حَرَامِهِمْ‏ «7»». «8»

1034/ 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ جَبَلٍ‏ «9»:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: كُنَّا بِبَابِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا قَوْمٌ أَشْبَاهُ الزُّطِّ «10»، عَلَيْهِمْ أُزُرٌ «11» وَ أَكْسِيَةٌ، فَسَأَلْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْهُمْ، فَقَالَ: «هؤُلَاءِ إِخْوَانُكُمْ مِنَ الْجِنِّ». «12»

1035/ 3. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ و مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ، عَنِ ابْنِ‏

______________________________

 (1). «شَقَقْتُ عليك»، أي أوقعتك في المشقّة. القاموس المحيط، ج 2، ص 1192 (شقق).

 (2). في «بس»:+/ «منهم».

 (3). في «ب»: «كأنّهم». و في «ض، بر، بس، بف»: «كان».

 (4). في «بر»: «الصغير».

 (5). في «بس»: «أنهكتهم».

 (6). في «ف»: «فيسألوننا». قال في النحو الوافي، ج 1، ص 163: «هناك لغة تحذف نون الرفع (أي نون الأفعال‏الخمسة) في غير ما سبق» و مراده من غير ما سبق، أي من غير جازم و ناصب، فلا نحتاج إلى إثبات النون و لا تشديد النون الموجودة.

 (7). في «بح»: «و حرامهم و حلالهم».

 (8). بصائر الدرجات، ص 97، ح 5 و 6، بسندَين آخرَين، عن سعد الإسكاف، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 637، ح 1227.

 (9). في «ألف»: «بن جبلي». و في «ف»: «ابن جبلة». و في «بف»: «ابن حبل». و في حاشية «ج، بح، بس، بف» و البحار، ج 47: «رجل».

 (10). «الزُطّ»: هم جنس من السودان و الهنود. راجع: لسان العرب، ج 7، ص 308 (زطط).

 (11). «ازُر»: جمع الإزار، و هو معروف. و قد يفسّر بالملحفة. يقال: أزر به الشي‏ء، أي أحاط. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 16 (أزر).

 (12). الوافي، ج 3، ص 638، ح 1229؛ البحار، ج 47، ص 158، ح 224؛ و ج 63، ص 66، ح 5.

314
الکافي2 (ط - دارالحديث)

98 - باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم و يتوجهون في أمورهم عليهم السلام ص : 313

فَضَّالٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ، قَالَ:

أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أُرِيدُ الْإِذْنَ عَلَيْهِ، فَإِذَا رِحَالُ إِبِلٍ‏ «1» عَلَى الْبَابِ مَصْفُوفَةٌ «2»، و إِذَا «3» الْأَصْوَاتُ قَدِ ارْتَفَعَتْ، ثُمَّ خَرَجَ قَوْمٌ مُعْتَمِّينَ‏ «4» بِالْعَمَائِمِ يُشْبِهُونَ الزُّطَّ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَبْطَأَ إِذْنُكَ عَلَيَّ الْيَوْمَ، و رَأَيْتُ قَوْماً «5» خَرَجُوا عَلَيَّ مُعْتَمِّينَ‏ «6» بِالْعَمَائِمِ فَأَنْكَرْتُهُمْ؟ فَقَالَ: «أَ و تَدْرِي‏ «7» مَنْ أُولئِكَ يَا سَعْدُ؟» قَالَ: قُلْتُ‏ «8»:

لَا، قَالَ‏ «9»: فَقَالَ: «أُولئِكَ إِخْوَانُكُمْ مِنَ الْجِنِّ يَأْتُونَّا، فَيَسْأَلُونَّا عَنْ حَلَالِهِمْ و حَرَامِهِمْ وَ مَعَالِمِ دِينِهِمْ». «10»

1036/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ:

أَوْصَانِي أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِحَوَائِجَ لَهُ بِالْمَدِينَةِ، فَخَرَجْتُ، فَبَيْنَا أَنَا بَيْنَ فَجِ‏ «11» الرَّوْحَاءِ «12»

______________________________

 (1). في «ب، ج» و حاشية «ف، بح، بس، بف» و حاشية بدرالدين: «رحائل إبلٍ». و في مرآة العقول عن بعض‏النسخ: «رحائل إبل عليها رحالها و رحائلها». و في البصائر: «و إذا رواحل» بدل «فإذا رحال إبل». و في شرح المازندراني عن بعض النسخ: «رحائل إبل مصفوفة». و قوله: «الرحال»: جمع الرَحْل، و الرحل للبعير كالسرج للدابّة. و كأنّه أراد برحال الإبل الإبل التي عليها رحالها. راجع: المغرب، ص 186 (رحل).

 (2). ذهب المازندراني في شرحه: إلى أنّ «مصفوفة» صفة لإبل، فهو مجرور. و ذهب المجلسي في مرآة العقول إلى أنّه خبر ثان لرحال، فهو مرفوع.

 (3). في «ب»: «و إذ».

 (4). في حاشية «ف»: «متعمّمين».

 (5). في «بح»:-/ «معتمّين- إلى- قوماً».

 (6). في «ج، ف، ب، بس، بف»: «معتمّمين».

 (7). في «ج، ض، ف، بح، بر، بف» و الوافي: «و تدري» بدون الهمزة.

 (8). في «بس»: «فقلت».

 (9). في «ب» و الوافي:-/ «قال».

 (10). بصائر الدرجات، ص 100، ح 10، عن الحسن بن عليّ الوافي، ج 3، ص 638، ح 1228.

 (11). «الفَجُّ»: الطريق الواسع بين الجبلين، و الجمع: فِجاج. الصحاح، ج 1، ص 332 (فجج).

 (12). «الرَوْحاءُ»: موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلًا من المدينة. القاموس المحيط، ج 1، ف ص 336 (روح).

315
الکافي2 (ط - دارالحديث)

98 - باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم و يتوجهون في أمورهم عليهم السلام ص : 313

عَلى‏ رَاحِلَتِي‏ «1» إِذَا إِنْسَانٌ يُلْوِي بِثَوْبِهِ‏ «2»، قَالَ‏ «3»: فَمِلْتُ إِلَيْهِ، و ظَنَنْتُ أَنَّهُ عَطْشَانُ، فَنَاوَلْتُهُ الْإِدَاوَةَ «4»، فَقَالَ لِي‏ «5»: لَاحَاجَةَ لِي بِهَا «6»، و نَاوَلَنِي‏ «7» كِتَاباً طِينُهُ رَطْبٌ، قَالَ:

فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ إِذَا خَاتَمُ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُلْتُ: مَتى‏ عَهْدُكَ بِصَاحِبِ‏ «8» الْكِتَابِ؟

قَالَ: السَّاعَةَ، و إِذَا فِي الْكِتَابِ أَشْيَاءُ يَأْمُرُنِي بِهَا، ثُمَّ الْتَفَتُّ، فَإِذَا لَيْسَ عِنْدِي أَحَدٌ.

قَالَ: ثُمَّ قَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَقِيتُهُ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، رَجُلٌ أَتَانِي بِكِتَابِكَ‏ «9» وَ طِينُهُ رَطْبٌ؟

فَقَالَ: «يَا سَدِيرُ، إِنَّ لَنَا خَدَماً مِنَ الْجِنِّ، فَإِذَا أَرَدْنَا السُّرْعَةَ، بَعَثْنَاهُمْ». «10»

و «11» فِي رِوَايَةٍ أُخْرى‏: قَالَ: «إِنَّ لَنَا أَتْبَاعاً مِنَ الْجِنِّ، كَمَا أَنَّ لَنَا أَتْبَاعاً مِنَ الْإِنْسِ، فَإِذَا أَرَدْنَا أَمْراً بَعَثْنَاهُمْ‏ «12»». «13»

1037/ 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ و مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ‏

______________________________

 (1). في حاشية «ض»: «راحلتين».

 (2). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني و الوافي و البصائر. و في المطبوع: «ثوبه». و قوله: «يلوي بثوبه»، جاء في الشروح من لَوَى الْحَبْلَ، أي فتله و ثَناه، و لَوَى برأسه، أي أمال من جانب إلى جانب و حرّكه، و ألوى بثوبه، إذا لمع و أشار. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 263- 264 (لوى).

 (3). في «ب»:-/ «قال».

 (4). «الإداوَةُ»: المِطْهَرَةُ، و هي إناء صغير من جلد يتّخذ للماء كالسَطيحة و نحوها. راجع: النهاية، ج 1، ص 33 (أدا).

 (5). في «ب» و البصائر:-/ «لي».

 (6). في «ب» و حاشية «ض»: «فيها».

 (7). في «بف»: «فناولني». و في البصائر: «ثمّ ناولني».

 (8). في «ج، بف»:+/ «هذا».

 (9). في «بح، بر، بف» و حاشية «ج» و البصائر: «بكتاب».

 (10). بصائر الدرجات، ص 96، ح 2، عن محمّد بن الحسين الوافي، ج 3، ص 639، ح 1230.

 (11). في «ب»:-/ «و».

 (12). في «ف» و الوافي:+/ «به».

 (13). بصائر الدرجات، ص 102، ح 14، عن محمّد بن عيسى، عن أبي عبد اللَّه المؤمن، عن أبي حنيفة سائق الحاجّ، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام الوافي، ج 3، ص 639، ح 1231.

316
الکافي2 (ط - دارالحديث)

98 - باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم و يتوجهون في أمورهم عليهم السلام ص : 313

مُحَمَّدِ بْنِ جَحْرَشٍ‏ «1»، قَالَ:

حَدَّثَتْنِي‏ «2» حَكِيمَةُ بِنْتُ مُوسى‏، قَالَتْ: رَأَيْتُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ و اقِفاً عَلى‏ بَابِ بَيْتِ الْحَطَبِ وَ هُوَ يُنَاجِي و لَسْتُ أَرى‏ أَحَداً، فَقُلْتُ: يَا «3» سَيِّدِي، لِمَنْ‏ «4» تُنَاجِي؟ فَقَالَ: «هذَا عَامِرٌ الزَّهْرَائِيُّ أَتَانِي يَسْأَلُنِي، و يَشْكُو إِلَيَّ».

فَقُلْتُ: يَا «5» سَيِّدِي، أُحِبُ‏ «6» أَنْ أَسْمَعَ كَلَامَهُ‏ «7»، فَقَالَ لِي: «إِنَّكِ إِنْ‏ «8» سَمِعْتِ بِهِ‏ «9» حُمِمْتِ سَنَةً». فَقُلْتُ‏ «10»: يَا «11» سَيِّدِي، أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ، فَقَالَ لِيَ: «اسْمَعِي» فَاسْتَمَعْتُ‏ «12»، فَسَمِعْتُ شِبْهَ الصَّفِيرِ، و رَكِبَتْنِي الْحُمّى‏، فَحُمِمْتُ سَنَةً. «13»

1038/ 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «بَيْنَا «14» أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذْ «15» أَقْبَلَ ثُعْبَانٌ‏ «16» مِنْ نَاحِيَةِ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَهَمَّ النَّاسُ أَنْ يَقْتُلُوهُ، فَأَرْسَلَ‏

______________________________

 (1). في أكثر النسخ: «الحجرش»، و لا يُعْلَمُ الصواب منهما، فإنّا لم نعثر في ما تتبّعنا في الأسناد و غيرها، على اللفظين أو أحدهما.

و العلّامة المجلسي أيضاً نقله في البحار مختلفاً، ففي ج 27، ص 24، ح 17؛ و ج 49، ص 69، ح 91: «جحرش». و في ج 60، ص 67، ح 6: «حجرش».

 (2). هكذا في النسخ، و في المطبوع: «حدّثني».

 (3). في «ب، بس، بف»:-/ «يا».

 (4). في الوافي: «بمن».

 (5). في «ب» و الوافي و البحار، ج 27:-/ «يا».

 (6). في «ب»: «و احبّ».

 (7). في «ب»:+/ «قال».

 (8). في البحار، ج 27: «إذا».

 (9). في «ب» و البحار، ج 63: «كلامه».

 (10). في «بف»: «قلت».

 (11). في «بح، بف» و الوافي و البحار، ج 27:-/ «يا».

 (12). في «بس»: «فتسمّعت».

 (13). الوافي، ج 3، ص 640، ح 1232؛ البحار، ج 27، ص 24، ح 16؛ و ج 49، ص 69، ح 91؛ و ج 63، ص 67، ح 6.

 (14). في البحار، ج 63: «بينما».

 (15). في البصائر: «إذا».

 (16). «الثُعْبان»: ضرب من الحيّات طوال. الصحاح، ج 1، ص 92 (ثعب).

317
الکافي2 (ط - دارالحديث)

98 - باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم و يتوجهون في أمورهم عليهم السلام ص : 313

أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «1»: أَنْ كُفُّوا، فَكَفُّوا، و أَقْبَلَ الثُّعْبَانُ يَنْسَابُ‏ «2» حَتَّى انْتَهى‏ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَتَطَاوَلَ، فَسَلَّمَ عَلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَشَارَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَيْهِ أَنْ يَقِفَ حَتّى‏ يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ.

وَ لَمَّا «3» فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، أَقْبَلَ عَلَيْهِ‏ «4»، فَقَالَ‏ «5»: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا «6» عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ خَلِيفَتِكَ عَلَى الْجِنِّ، و إِنَّ أَبِي مَاتَ، و أَوْصَانِي أَنْ آتِيَكَ، فَأَسْتَطْلِعَ‏ «7» رَأْيَكَ، و قَدْ أَتَيْتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا تَأْمُرُنِي بِهِ‏ «8»؟ و مَا تَرى‏؟

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، و أَنْ تَنْصَرِفَ، فَتَقُومَ‏ «9» مَقَامَ أَبِيكَ فِي الْجِنِّ؛ فَإِنَّكَ خَلِيفَتِي عَلَيْهِمْ».

قَالَ: «فَوَدَّعَ عَمْرٌو «10» أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و انْصَرَفَ، فَهُوَ «11» خَلِيفَتُهُ عَلَى الْجِنِّ». فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَيَأْتِيكَ عَمْرٌو؟ و ذَاكَ‏ «12» الْوَاجِبُ عَلَيْهِ؟ قَالَ‏ «13»: «نَعَمْ». «14»

1039/ 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ، عَنْ‏

______________________________

 (1). في البصائر:+/ «إليهم».

 (2). «ينساب»، أي يجري و يمشي مسرعاً. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 180 (سيب).

 (3). في «ف»: «فلمّا».

 (4). في حاشية «ج»: «إليه».

 (5). في «ف»:+/ «له».

 (6). هكذا في النسخ. و في المطبوع:-/ «أنا». و في البصائر: «فأشار أمير المؤمنين بيده، فنظر الناس و الثعبان في أصل المنبر حتّى فرغ عليّ أمير المؤمنين عليه السلام من خطبته، ثمّ أقبل عليه فقال له: من أنت؟ قال» بدل «فأشار أمير المؤمنين عليه السلام إليه أن يقف- إلى- أقبل عليه فقال».

 (7). في البحار، ج 39: «و أستطلع». و قوله: «فأستَطْلِع رأيَك»، أي أنظر ما عندك و ما الذي يبرز إليّ من أمرك. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 998 (طلع).

 (8). في «بح، بر»:-/ «به».

 (9). في البحار، ج 39: «و تقوم».

 (10). في البصائر:-/ «عمرو».

 (11). في البحار، ج 39: «و هو».

 (12). في حاشية «بح» و البصائر: «و ذلك».

 (13). في «بح»: «فقال».

 (14). بصائر الدرجات، ص 97، ح 7، عن إبراهيم بن هاشم الوافي، ج 3، ص 640، ح 1233؛ البحار، ج 39، ص 163، ح 3؛ و ج 63، ص 66، ح 4.

318
الکافي2 (ط - دارالحديث)

98 - باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم و يتوجهون في أمورهم عليهم السلام ص : 313

أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ:

كُنْتُ مُزَامِلًا «1» لِجَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، فَلَمَّا أَنْ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ دَخَلَ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَوَدَّعَهُ و خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ و هُوَ مَسْرُورٌ، حَتّى‏ و رَدْنَا الْأُخَيْرِجَةَ «2»- أَوَّلَ‏ «3» مَنْزِلٍ نَعْدِلُ‏ «4» مِنْ فَيْدَ «5» إِلَى الْمَدِينَةِ- يَوْمَ جُمُعَةٍ «6»، فَصَلَّيْنَا الزَّوَالَ، فَلَمَّا نَهَضَ بِنَا الْبَعِيرُ إِذَا «7» أَنَا بِرَجُلٍ طُوَالٍ‏ «8»، آدَمَ‏ «9»، مَعَهُ كِتَابٌ، فَنَاوَلَهُ جَابِراً، فَتَنَاوَلَهُ‏ «10»، فَقَبَّلَهُ و و ضَعَهُ عَلى‏ عَيْنَيْهِ، و إِذَا هُوَ «مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِلى‏ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ» و عَلَيْهِ طِينٌ أَسْوَدُ، رَطْبٌ، فَقَالَ لَهُ: مَتى‏ عَهْدُكَ بِسَيِّدِي؟ فَقَالَ: السَّاعَةَ، فَقَالَ لَهُ: قَبْلَ الصَّلَاةِ، أَوْ بَعْدَ الصَّلَاةِ؟

فَقَالَ: بَعْدَ الصَّلَاةِ، قَالَ‏ «11»: فَفَكَّ الْخَاتَمَ، و أَقْبَلَ يَقْرَؤُهُ‏

______________________________

 (1). «المُزامَلَة»: المعادلة على البعير. الصحاح، ج 4، ص 1718 (زمل).

 (2). في حاشية «ض» و الوافي: «الأخرجة». و «الاخَيْرِجَةُ»: تصغير أَخْرَجَة، و هي بئر في أصل جبل و احد من‏الأخرجين، و هما جبلان معروفان. و قيل: للعرب بئر احتفرت في أصل جبل أخْرَجَ- أي الأسود في بياض- يسمّونها: أخرجة، و بئر اخرى احتفرت في أصل جبل أسوَدَ، يسمّونها: أسودَة. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 253 (خرج).

 (3). قال المجلسي: «و أوّل، منصوب بدل الاخيرجة، هي أوّل مرفوع بالخبريّة، أي أوّل منزل يعدل من فيد». مرآة العقول، ج 4، ص 296.

 (4). في «ب، ض، ف، بر»: «يعدل». و في الوافي و البحار: «تعدل».

 (5). في المرآة: «و لعلّ المعنى أنّ فيداً منزل مشترك بين من يذهب من الكوفة إلى مكّة أو إلى المدينة، و كذا ما قبله من المنازل، فإذا خرج المسافر من فيد يفترق الطريقان، فإذا ذهب إلى المدينة فأوّل منزل ينزله الاخيرجة. و قيل: أراد به أنّ المسافة بين الاخيرجة و بين المدينة كالمسافة بين فيد و المدينة. و قيل: كانت بينها و بين الكوفة مثل ما بين فيد و المدينة. و ما ذكرنا أظهر كما لايخفى. و في اللسان: «فيد: منزل بطريق مكّة». راجع: لسان العرب، ج 3، ص 340» (فيد).

 (6). في «بح» و البحار: «الجمعة».

 (7). في «ج»: «إذ».

 (8). في «بر»: «طوّال» بتضعيف الواو.

 (9). «آدَمُ»: الأسمر، من الادْمة، و هي السُمْرَةُ، و هي منزلة بين السواد و البياض. قيل: الادمة في الناس السُمْرة الشديدة، و قيل: هي شُرْبَةٌ في سواد. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 11 (أدم).

 (10). في البحار:-/ «جابراً فتناوله».

 (11). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع:-/ «قال».

319
الکافي2 (ط - دارالحديث)

98 - باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم و يتوجهون في أمورهم عليهم السلام ص : 313

وَ يَقْبِضُ‏ «1» و جْهَهُ حَتّى‏ أَتى‏ عَلى‏ «2» آخِرِهِ، ثُمَّ أَمْسَكَ الْكِتَابَ، فَمَا رَأَيْتُهُ ضَاحِكاً و لَا مَسْرُوراً حَتّى‏ وافَى الْكُوفَةَ.

فَلَمَّا وافَيْنَا الْكُوفَةَ لَيْلًا بِتُّ لَيْلَتِي، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُهُ إِعْظَاماً لَهُ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَرَجَ عَلَيَ‏ «3» و فِي عُنُقِهِ كِعَابٌ‏ «4» قَدْ عَلَّقَهَا، و قَدْ رَكِبَ قَصَبَةً «5» و هُوَ يَقُولُ: أَجِدُ «6» مَنْصُورَ بْنَ جُمْهُورٍ أَمِيراً غَيْرَ مَأْمُورٍ، و أَبْيَاتاً مِنْ نَحْوِ «7» هذَا، فَنَظَرَ فِي و جْهِي، و نَظَرْتُ فِي وَجْهِهِ، فَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئاً، و لَمْ أَقُلْ لَهُ‏ «8»، و أَقْبَلْتُ أَبْكِي لِمَا رَأَيْتُهُ‏ «9»، و اجْتَمَعَ عَلَيَّ وَ عَلَيْهِ الصِّبْيَانُ و النَّاسُ، و جَاءَ «10» حَتّى‏ دَخَلَ الرَّحَبَةَ «11»، و أَقْبَلَ يَدُورُ مَعَ الصِّبْيَانِ وَ النَّاسُ يَقُولُونَ: جُنَّ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ جُنَ‏ «12».

فَوَ اللَّهِ مَا مَضَتِ الْأَيَّامُ‏ «13» حَتّى‏ و رَدَ كِتَابُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى‏ و الِيهِ: أَنِ انْظُرْ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ، فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، و ابْعَثْ إِلَيَّ بِرَأْسِهِ. فَالْتَفَتَ إِلى‏ جُلَسَائِهِ، فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ؟ قَالُوا: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، كَانَ رَجُلًا، لَهُ عِلْمٌ‏

______________________________

 (1). في «ب»: «يقبّض» بالتضعيف.

 (2). في «ب»: «إلى».

 (3). في «ف»:-/ «عليّ».

 (4). في حاشية «ف»: «كتاب». و «الكِعابُ»: فُصوص النَرْد. و احدها كَعْبٌ و كَعْبَةٌ. النهاية، ج 4، ص 17: (كعب).

 (5). «القَصَبَةُ»: و احدة القَصَب، و هو كلّ عظم مستدير أجوف، و كلّ ما اتّخذ من فضّة أو غيرها. لسان العرب، ج 1، ص 675 (قصب).

 (6). في «بف»: «أخذ». و في مرآة العقول: «و قيل: أمر من الإجادة، أي أحسن الضراب و القتل. و هو بعيد».

 (7). في «ب»: «نحوها» بدل «من نحو هذا».

 (8). في «ف»:+/ «سيّئاً».

 (9). في مرآة العقول: «لما رأيته، بكسر اللام و تخفيف الميم، و الضمير لما؛ أو بفتح اللام و شدّ الميم، و الضمير لجابر».

 (10). في «ف»: «جاؤوا» بدل «و جاء».

 (11). رَحَبَةُ المكان و رَحْبَتُهُ: ساحته و متّسعه. و الرحبة: محلّة بالكوفة. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 167 (رحب).

 (12). في «ب»:+/ «جابر بن يزيد». و في «ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي:+/ «جابر». و في البحار:-/ «جنّ».

 (13). في «ف»: «إلّا أيّام».

320
الکافي2 (ط - دارالحديث)

99 - باب في الأئمة عليهم السلام أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود و آل داود و لايسألون البينة، عليهم السلام و الرحمة و الرضوان ص : 321

وَ فَضْلٌ‏ «1» و حَدِيثٌ، و حَجَّ، فَجُنَّ و هُوَ ذَا فِي الرَّحَبَةِ مَعَ الصِّبْيَانِ عَلىَ الْقَصَبِ يَلْعَبُ مَعَهُمْ.

قَالَ: فَأَشْرَفَ‏ «2» عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ مَعَ الصِّبْيَانِ يَلْعَبُ عَلَى الْقَصَبِ‏ «3»، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِنْ قَتْلِهِ. قَالَ: و لَمْ تَمْضِ الْأَيَّامُ حَتّى‏ دَخَلَ مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ الْكُوفَةَ، وَ صَنَعَ‏ «4» مَا كَانَ يَقُولُ جَابِرٌ. «5»

 

99- بَابٌ فِي الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَنَّهُمْ إِذَا ظَهَرَ أَمْرُهُمْ حَكَمُوا بِحُكْمِ دَاوُدَ و آلِ دَاوُدَ و لَايَسْأَلُونَ الْبَيِّنَةَ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ و الرَّحْمَةُ و الرِّضْوَانُ‏ «6»

1040/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ فَضْلٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ، قَالَ:

كُنَّا زَمَانَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قُبِضَ نَتَرَدَّدُ كَالْغَنَمِ لَارَاعِيَ لَهَا، فَلَقِينَا «7» سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ، فَقَالَ لِي‏ «8»: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، مَنْ إِمَامُكَ؟ فَقُلْتُ: أَئِمَّتِي آلُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَقَالَ:

هَلَكْتَ و أَهْلَكْتَ، أَ مَا سَمِعْتُ أَنَا و أَنْتَ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ و لَيْسَ‏

______________________________

 (1). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي: «فضل و علم».

 (2). في «بس»: «فأشرفت».

 (3). في «ف»:+/ «قال».

 (4). في «ف، بح، بس»: «فصنع».

 (5). الاختصاص، ص 67، بسنده عن أحمد بن النضر الخزّاز، مع اختلاف يسير. و راجع: رجال الكشّي، ص 192، ح 337؛ و ص 194، ح 344 الوافي، ج 3، ص 641، ح 1234؛ البحار، ج 46، ص 282، ح 85.

 (6). في «ف، بر»:-/ «عليهم السلام و الرحمة و الرضوان». و في «بح»:-/ «و الرحمة و الرضوان».

 (7). في مرآة العقول: «فلقينا، على صيغة الغائب أو التكلّم».

 (8). في «بح»:-/ «لي».

321
الکافي2 (ط - دارالحديث)

99 - باب في الأئمة عليهم السلام أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود و آل داود و لايسألون البينة، عليهم السلام و الرحمة و الرضوان ص : 321

عَلَيْهِ‏ «1» إِمَامٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»؟ فَقُلْتُ: بَلى‏ لَعَمْرِي، و قَدْ «2» كَانَ قَبْلَ ذلِكَ بِثَلَاثٍ أَوْ نَحْوِهَا، دَخَلْنَا «3» عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَرَزَقَ‏ «4» اللَّهُ الْمَعْرِفَةَ «5» فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ سَالِماً قَالَ لِي كَذَا و كَذَا.

قَالَ: فَقَالَ‏ «6»: «يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، إِنَّهُ لَايَمُوتُ مِنَّا مَيِّتٌ حَتّى‏ يُخَلِّفَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَعْمَلُ بِمِثْلِ عَمَلِهِ، و يَسِيرُ بِسِيرَتِهِ، و يَدْعُو إِلى‏ مَا دَعَا إِلَيْهِ. يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، إِنَّهُ لَمْ يُمْنَعْ مَا أُعْطِيَ دَاوُدَ أَنْ أُعْطِيَ سُلَيْمَانَ». ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ حَكَمَ بِحُكْمِ دَاوُدَ و سُلَيْمَانَ، لَايَسْأَلُ‏ «7» بَيِّنَةً». «8»

______________________________

 (1). في «ب» و حاشية «ف»: «له».

 (2). هكذا في النسخ التي قوبلت و مرآة العقول و الوافي. و في المطبوع: «و لقد».

 (3). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و مرآة العقول و البصائر، ص 510. و في المطبوع: «دخلتُ». و على أيّ حال فقوله: «دخلت- أو دخلنا- على أبي عبد اللَّه عليه السلام» استيناف بيانيّ، كأنّه قيل: ما فعلت أو فعلتم؟ فقيل: دخلت أو دخلنا. قال الفيض: «و يحتمل أن يكون قد سقط من صدره كلمة ثمّ، و أن يكون متعلّقاً ب «كنّا زمان أبي جعفر حين قبض» و يكون ما بينهما معترضاً، و أن يكون «ذلك» في قول: «و قد كان قبل ذلك» إشارة إلى تحديث أبي عبيدة فضلًا الأعور، فيكون بمعنى هذا. و إن قيل: إنّ تبديل لفظة «بعد» ب «قبل» من سهو النسّاخ، استرحنا من هذه التكلّفات». و قال المجلسي: «لا يخفى بُعد تلك الوجوه ... و في البصائر: «قلت: بل لعمري لقد كان ذاك، ثمّ بعد ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا». فلا يحتاج إلى تكلّف أصلًا». راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 393؛ الوافي، ج 3، ص 648؛ مرآة العقول، ج 9، ص 299.

 (4). في مرآة العقول: «و رزق».

 (5). في البصائر، ص 259: «أما تعرف أنّه قد خلّف و لده جعفراً إماماً على الامّة؟ قلت: بلى لعمري قد رزقني اللَّه المعرفة». و في البصائر، ص 510: «قلت: بلى لعمري لقد كان ذلك، ثمّ بعد ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبد اللَّه عليه السلام، فرزق اللَّه لنا المعرفة» كلاهما بدل: «فقلت: بلى لعمري- إلى- فرزق اللَّه المعرفة».

 (6). في «ف»:+/ «لي».

 (7). في «ف»+/ «أن لا يسأل».

 (8). بصائر الدرجات، ص 259، ح 5؛ و ص 510، ح 15، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن منصور، عن فضيل الأعور، عن أبي عبيدة الحذّاء. و في بصائر الدرجات، ص 509، ح 11، بسند آخر عن عبيدة، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 648، ح 1240.

322
الکافي2 (ط - دارالحديث)

99 - باب في الأئمة عليهم السلام أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود و آل داود و لايسألون البينة، عليهم السلام و الرحمة و الرضوان ص : 321

1041/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبَانٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «لَا تَذْهَبُ‏ «1» الدُّنْيَا حَتّى‏ يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنِّي‏ «2»، يَحْكُمُ بِحُكُومَةِ آلِ دَاوُدَ، و «3» لَايَسْأَلُ بَيِّنَةً «4»، يُعْطِي‏ «5» كُلَّ نَفْسٍ حَقَّهَا «6»». «7»

1042/ 3. مُحَمَّدٌ، عَنْ أَحْمَدَ «8»، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: بِمَا تَحْكُمُونَ إِذَا حَكَمْتُمْ‏ «9»؟ قَالَ: «بِحُكْمِ اللَّهِ و حُكْمِ دَاوُدَ «10»، فَإِذَا و رَدَ عَلَيْنَا الشَّيْ‏ءُ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَنَا «11»، تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ‏ «12»». «13»

1043/ 4. مُحَمَّدٌ، عَنْ أَحْمَدَ «14»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى‏

______________________________

 (1). في «بس»: «لا يذهب».

 (2). في البصائر:+/ «رجل».

 (3). في «ض»:-/ «و».

 (4). في «ج، بر»: «ببيّنة». و في البصائر: «عن بيّنة».

 (5). في «ب»: «و يعطي».

 (6). في البصائر: «حكمها».

 (7). بصائر الدرجات، ص 258، ح 1، عن أحمد بن محمّد. و فيه، ص 259، ح 4، بسند آخر، مع اختلاف يسير؛ و فيه، ح 3، بسند آخر، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 649، ح 1241؛ الوسائل، ج 27، ص 230، ح 33661.

 (8). هكذا في «ألف، ج، ض، ف، و، بر، بس، بف». و في «ب، بح» و المطبوع:+/ «بن محمّد».

 (9). في مرآة العقول: «إذا حكمتم، على بناء المجرّد المعلوم، أو على بناء التفعيل المجهول».

 (10). في «ب، ف»: «و بحكم داود». و في البصائر، ص 452:+/ «و حكم محمّد صلى الله عليه و آله».

 (11). في البصائر، ص 452: «فى كتاب عليّ عليه السلام» بدل «عندنا».

 (12). في البصائر، ص 452:+/ «و ألهمنا اللَّه إلهاماً».

 (13). بصائر الدرجات، ص 451، ح 3، عن أحمد بن محمّد. و فيه، ص 452، ح 6، عن أحمد بن محمّد ... عن عمّار أو غيره. و فيه أيضاً، ح 5، بسند آخر، مع زيادة و اختلاف يسير؛ و فيه أيضاً، ص 451، ح 1 و 4، بسند آخر، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 649، ح 1242.

 (14). هكذا في «ض». و في «ألف، ب، ج، ف، و، بح، بر، بس، بف، جر» و المطبوع: «محمّد بن أحمد»، بدل «محمّد عن أحمد».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد [بن عيسى‏] عن محمّد بن خالد في كثيرٍ من الأسناد. راجع: معجم رجال الحديث، ج 2، ص 562- 564، و ص 693- 694. و «محمّد عن أحمد» في السند، مخفّف «محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد»، كما لا يخفى.

323
الکافي2 (ط - دارالحديث)

99 - باب في الأئمة عليهم السلام أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود و آل داود و لايسألون البينة، عليهم السلام و الرحمة و الرضوان ص : 321

الْحَلَبِيِّ، عَنْ حُمْرَانَ‏ «1» بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ جُعَيْدٍ الْهَمْدَانِيِّ:

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلْتُهُ: بِأَيِّ حُكْمٍ تَحْكُمُونَ؟

قَالَ: «حُكْمِ‏ «2» آلِ دَاوُدَ، فَإِنْ أَعْيَانَا «3» شَيْ‏ءٌ، تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ‏ «4»». «5»

1044/ 5. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ‏ «6»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا مَنْزِلَةُ الْأَئِمَّةِ «7»؟

قَالَ: «كَمَنْزِلَةِ ذِي الْقَرْنَيْنِ، و كَمَنْزِلَةِ يُوشَعَ، و كَمَنْزِلَةِ آصَفَ صَاحِبِ سُلَيْمَانَ».

قَالَ‏ «8»: فَبِمَا تَحْكُمُونَ‏ «9»؟

______________________________

 (1). هكذا في «ف» و الوافي. و في «ألف، ب، ج، ض، و، بح، بر، بس، بف، جر» و المطبوع: «عمران».

و الصواب ما أثبتناه؛ فإنّه مضافاً إلى عدم و جود راوٍ باسم «عمران بن أعين»، الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 451، ح 2- باختلاف يسير- بسنده عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير الدهان، عن حمران بن أعين، عن جعيد الهمداني، و رواه في ص 452، ح 7 أيضاً بسنده عن ابن سنان أو غيره، عن بشير، عن حمران، عن جعيد الهمداني. و حمران بن أعين هو الشيباني أخو زرارة.

ثمّ إنّ الظاهر سقوط «عن بشير الدّهان»، من سندنا هذا، فإنّا لم نجد رواية يحيى الحلبي عن حمران بن اعين مباشرةً في موضع.

 (2). في «ف، بس»: «بحكم». و في البصائر، ص 451 و 452: «نحكم بحكم».

 (3). في «ف»: «فإن فات أحياناً». و قوله: «أعيانا»، أي أعجزنا؛ من العيّ بمعنى العجز. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1725 (عيي).

 (4). تأخّر هذا الحديث في «ف» و جاء بعد الحديث الخامس.

 (5). بصائر الدرجات، ص 451، ح 2، عن أحمد بن محمّد، عن أبي عبد اللَّه البرقي و الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير الدّهان، عن حمران بن أعين، عن جعيد الهمداني. و فيه، ص 452، ح 7، عن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن خالد البرقي، عن ابن سنان أو غيره، عن بشير، عن حمران، عن جعيد الهمداني، عن حسين بن عليّ عليه السلام الوافي، ج 3، ص 649، ح 1243.

 (6). في «ب»: «رحمة اللَّه عليه».

 (7). في «ف»: «الإمام».

 (8). في «ف»: «قلت».

 (9). في «ض، بح»: «يحكمون».

324
الکافي2 (ط - دارالحديث)

100 - باب أن مستقى العلم من بيت آل محمد عليهم السلام ص : 325

قَالَ: «بِحُكْمِ اللَّهِ، و حُكْمِ آلِ‏ «1» دَاوُدَ، و حُكْمِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و «2» يَتَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ‏ «3»». «4»

 

100- بَابُ أَنَّ مُسْتَقَى الْعِلْمِ مِنْ بَيْتِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏

1045/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْحَسَنِ‏ «5» صَاحِبُ الدَّيْلَمِ، قَالَ:

سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يَقُولُ- و عِنْدَهُ أُنَاسٌ‏ «6» مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ-: «عَجَباً لِلنَّاسِ أَنَّهُمْ أَخَذُوا عِلْمَهُمْ كُلَّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَعَمِلُوا «7» بِهِ و اهْتَدَوْا «8»، و يَرَوْنَ أَنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ لَمْ يَأْخُذُوا عِلْمَهُ، و نَحْنُ أَهْلُ بَيْتِهِ و ذُرِّيَّتُهُ، فِي مَنَازِلِنَا نَزَلَ الْوَحْيُ، و مِنْ عِنْدِنَا خَرَجَ الْعِلْمُ إِلَيْهِمْ، أَ فَيَرَوْنَ أَنَّهُمْ عَلِمُوا «9» و اهْتَدَوْا، و جَهِلْنَا نَحْنُ و ضَلَلْنَا؟! إِنَ‏

______________________________

 (1). في «ج، ف، بس، بف» و الوافي:-/ «آل».

 (2). في «بح»:-/ «و».

 (3). هذا الحديث في «ف» قبل سابقه.

 (4). بصائر الدرجات، ص 366، ح 5، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، إلى قوله: «آصف صاحب سليمان» مع اختلاف يسير. و راجع سائر أحاديث هذا الباب الوافي، ج 3، ص 650، ح 1344؛ البحار، ج 13، ص 368، ح 11، و فيه إلى قوله: «آصف صاحب سليمان».

 (5). في «ألف، بج، ج، ض، و، بح، بر، بس، بف، جر» و المطبوع: «أبي الحسن». و كذا في بصائر الدرجات، ص 1، ح 3. و في «ف»: «أبو الحسين». و في حاشيتها: «أبو الحسن».

و الصواب ما أثبتناه، فإنّ يحيى بن عبد اللَّه هذا، هو يحيى بن عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، يكنّى‏ أبا الحسن. راجع: رجال البرقي، ص 19؛ مقاتل الطالبيّين، ص 463؛ تهذيب الأنساب، ص 35 و 58؛ أنساب الطالبيّين، ص 85 و 97.

هذا، و الخبر و رد في مستدرك الوسائل، ج 17، ص 276، ح 21329- نقلًا من بصائر الدرجات- و فيه: «أبو الحسن».

 (6). في البصائر و الأمالي للمفيد: «ناس».

 (7). في «ض، بح، بس، بف» و حاشية «ج» و الوافي: «فعلموا».

 (8). في «ف»:+/ «به».

 (9). في حاشية «ج»: «عملوا».

325
الکافي2 (ط - دارالحديث)

101 - باب أنه ليس شي‏ء من الحق في يد الناس إلا ما خرج من عند الأئمة عليهم السلام و أن كل شي‏ء لم يخرج من عندهم فهو باطل ص : 326

هذَا لَمُحَالٌ‏ «1»». «2»

1046/ 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، قَالَ: لَقِيَ رَجُلٌ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِالثَّعْلَبِيَّةِ «3»- و هُوَ يُرِيدُ كَرْبَلَاءَ- فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مِنْ أَيِّ الْبِلَادِ أَنْتَ؟» قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ.

قَالَ: «أَمَا و اللَّهِ، يَا أَخَا أَهْلِ الْكُوفَةِ، لَوْ «4» لَقِيتُكَ بِالْمَدِينَةِ لَأَرَيْتُكَ أَثَرَ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ دَارِنَا، و نُزُولِهِ بِالْوَحْيِ عَلى‏ جَدِّي، يَا أَخَا أَهْلِ الْكُوفَةِ، أَ فَمُسْتَقَى النَّاسِ الْعِلْمَ‏ «5» مِنْ عِنْدِنَا، فَعَلِمُوا، و جَهِلْنَا؟! هذَا مَا لَايَكُونُ». «6»

 

101- بَابُ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَقِّ فِي يَدِ «7» النَّاسِ إِلَّا مَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ و أَنَّ كُلَّ شَيْ‏ءٍ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ عِنْدِهِمْ‏ «8» فَهُوَ بَاطِلٌ‏

1047/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «لَيْسَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ حَقٌّ و لَاصَوَابٌ، و لَا «9» أَحَدٌ

______________________________

 (1). في حاشية «بح»: «المحال».

 (2). بصائر الدرجات، ص 12، ح 3، عن أحمد بن محمّد. الأمالي للمفيد، ص 122، المجلس 14، ح 6، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي، ج 3، ص 608، ح 1182.

 (3). «الثَعْلَبِيَّةُ»: موضع بطريق مكّة. الصحاح، ج 1، ص 93 (ثعلب).

 (4). في «ف»: «لئن».

 (5). في «بف» و الوافي: «للعلم».

 (6). بصائر الدرجات، ص 11، ح 1، عن إبراهيم بن إسحاق. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 16، ح 9، عن الحكم بن عيينة، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 608، ح 1181؛ البحار، ج 45، ص 93، ح 34.

 (7). في «ج، ض، ف، بس» و حاشية «ج» و مرآة العقول: «أيدي».

 (8). في «بس»: «عندنا».

 (9). في «بح»: «أو لا».

326
الکافي2 (ط - دارالحديث)

101 - باب أنه ليس شي‏ء من الحق في يد الناس إلا ما خرج من عند الأئمة عليهم السلام و أن كل شي‏ء لم يخرج من عندهم فهو باطل ص : 326

مِنَ النَّاسِ يَقْضِي بِقَضَاءٍ حَقٍ‏ «1» إِلَّا مَا خَرَجَ مِنَّا «2» أَهْلَ الْبَيْتِ، و إِذَا تَشَعَّبَتْ‏ «3» بِهِمُ الْأُمُورُ كَانَ الْخَطَأُ «4» مِنْهُمْ، و الصَّوَابُ مِنْ‏ «5» عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «6»

1048/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ مُثَنًّى، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ‏:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ، فَلَا «7» تَسْأَلُونِّي‏ «8» عَنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا نَبَّأْتُكُمْ‏ «9» بِهِ».

قَالَ‏ «10»: «إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ عِنْدَهُ عِلْمُ شَيْ‏ءٍ إِلَّا «11» خَرَجَ مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلْيَذْهَبِ النَّاسُ حَيْثُ شَاؤُوا؛ فَوَ اللَّهِ، لَيْسَ الْأَمْرُ إِلَّا مِنْ هَاهُنَا» و أَشَارَ بِيَدِهِ إِلى‏ بَيْتِهِ‏ «12». «13»

______________________________

 (1). في «ف»: «الحقّ».

 (2). في الوسائل: «من عندنا» بدل «منّا».

 (3). في المحاسن و الأمالي: «فإذا اشتبهت عليهم» بدل «و إذا تشعّبت بهم».

 (4). اختلفت النسخ في ضبط «الخطأ» من حيث القصر و المدّ، و أكثرها على القصر، و هو أكثر استعمالًا كما في القرآن الكريم.

 (5). في البصائر و المحاسن و الأمالي:+/ «قِبَل».

 (6). بصائر الدرجات، ص 519، ح 4، بسنده عن محمّد بن عيسى. و في المحاسن، ص 146، كتاب الصفوة، ح 53؛ و بصائر الدرجات، ص 519، ح 2؛ و الأمالي للمفيد، ص 95، المجلس 11، ح 6، بسندهم عن محمّد بن مسلم، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 609، ح 1183؛ الوسائل، ج 27، ص 68، ح 33222.

 (7). في البصائر، ص 12 و 518: «و لا».

 (8). في الوسائل: «تسألون». و في النحو الوافي، ج 1، ص 163: «و هناك لغة تحذف نون الرفع أي: نون الأفعال الخمسة في غير ما سبق» فلا احتياج إلى شدّة النون.

 (9). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في المطبوع و البصائر، ص 12 و 518: «أنبأتكم».

 (10). في البصائر، ص 12، و الوسائل: «فقال».

 (11). في «ج، ف، بح، بس، بف» و الوافي و الوسائل: «إلّا شي‏ء».

 (12). في البصائر، ص 518: «إلى صدره». و في البصائر، ص 12: «إلى المدينة».

 (13). بصائر الدرجات، ص 12، ح 1، بسنده عن مثنّى؛ و فيه، ص 518، ح 1، بسنده عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ بن النعمان، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن زرارة الوافي، ج 3، ص 610، ح 1186؛ الوسائل، ج 27، ص 69، ح 33223.

327
الکافي2 (ط - دارالحديث)

101 - باب أنه ليس شي‏ء من الحق في يد الناس إلا ما خرج من عند الأئمة عليهم السلام و أن كل شي‏ء لم يخرج من عندهم فهو باطل ص : 326

1049/ 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ‏:

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ و الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ «1»: «شَرِّقَا و غَرِّبَا «2»، فَلَا تَجِدَانِ‏ «3» عِلْماً صَحِيحاً إِلَّا شَيْئاً خَرَجَ‏ «4» مِنْ عِنْدِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ‏ «5»». «6»

1050/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ عُثْمَانَ‏ «7»، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ‏:

قَالَ لِي عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «8»: «إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ» «9» فَلْيُشَرِّقِ الْحَكَمُ و لْيُغَرِّبْ، أَمَا و اللَّهِ، لَايُصِيبُ الْعِلْمَ إِلَّا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ نَزَلَ عَلَيْهِمْ جَبْرَئِيلُ‏ «10» عَلَيْهِ السَّلَامُ». «11»

______________________________

 (1). في الوافي: «سلمة هذا من رؤساء البتريّة كحَكَم، و قد و رد ذمّهما و لعنهما عن المعصومين صلوات اللَّه‏عليهم».

 (2). في البصائر و رجال الكشّي: «شرّقا أو غرّبا».

 (3). في الوسائل: «فواللَّه لاتجدان». و في البصائر و رجال الكشّي: «لن تجدا».

 (4). في البصائر: «يخرج».

 (5). في البحار:-/ «أهل البيت».

 (6). بصائر الدرجات، ص 10، ح 4، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن عليّ، عن أبي إسحاق ثعلبة، عن أبي مريم؛ رجال الكشّي، ص 209، ح 369، بسنده عن أبي مريم الأنصاري الوافي، ج 3، ص 609، ح 1184؛ الوسائل، ج 21، ص 477، ح 27632، و ج 27، ص 43، ح 33166؛ و ص 69، ح 33224.

 (7). في «ب» و حاشية «ض، بح»: «معلّى أبي عثمان».

هذا، و كلا العنوانين لرجلٍ و احدٍ؛ فإنّ معلّى بن عثمان- و قيل ابن زيد- هو أبو عثمان الأحول. راجع: رجال النجاشي، ص 417، الرقم 1115؛ رجال الطوسي، ص 304، الرقم 4476. و في بصائر الدرجات، ص 9، ح 2، عن «معلّى بن أبي عثمان». و المذكور في بعض نسخه «معلّى بن عثمان» و في بعضها الآخر «معلّى أبي عثمان».

 (8). هكذا في «ف». و في سائر النسخ و المطبوع:-/ «عليه السلام». و هو إمّا الباقر عليه السلام كما في رجال الكشي، ص 240، ح 439، أو الصادق عليه السلام كما في بصائر الدرجات، ص 9، ح 2.

 (9). البقرة (2): 8.

 (10). في «بح»: «جبرائيل».

 (11). بصائر الدرجات، ص 9، ح 2، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن الحلبي، عن معلّى بن أبي عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللَّه. رجال الكشّي، ص 240، ح 439، بسند آخر عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام؛ تفسير العيّاشي، ج 1، ص 326، ح 134، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، و فيها مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 610، ح 1187؛ الوسائل، ج 27، ص 69، ح 33225؛ و فيه من قوله: «فليشرّق الحكم»؛ البحار، ج 46، ص 335، ح 22.

328
الکافي2 (ط - دارالحديث)

101 - باب أنه ليس شي‏ء من الحق في يد الناس إلا ما خرج من عند الأئمة عليهم السلام و أن كل شي‏ء لم يخرج من عندهم فهو باطل ص : 326

1051/ 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ شَهَادَةِ و لَدِ الزِّنى‏: تَجُوزُ؟ فَقَالَ: «لَا». فَقُلْتُ: إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ يَزْعُمُ أَنَّهَا تَجُوزُ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ لَاتَغْفِرْ «1» ذَنْبَهُ، مَا قَالَ اللَّهُ لِلْحَكَمِ: «إِنَّهُ‏ لَذِكْرٌ لَكَ‏ وَ لِقَوْمِكَ‏» «2» فَلْيَذْهَبِ الْحَكَمُ يَمِيناً و شِمَالًا، فَوَ اللَّهِ لَايُؤْخَذُ الْعِلْمُ إِلَّا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ نَزَلَ عَلَيْهِمْ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «3»

1052/ 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ «4»، عَنْ بَدْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَّامٌ أَبُو عَلِيٍّ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَخْزُومِيِّ، قَالَ:

بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَ ابْنُ شُرَيْحٍ فَقِيهُ أَهْلِ مَكَّةَ- و عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَيْمُونٌ الْقَدَّاحُ مَوْلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَسَأَلَهُ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فِي كَمْ ثَوْبٍ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟ قَالَ‏ «5»:

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «له».

 (2). الزخرف (43): 44.

 (3). بصائر الدرجات، ص 9، ح 3، عن السندي بن محمّد و محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير. الكافي، كتاب الشهادات، باب ما يرد من الشهود، ح 14552، بسند آخر عن أبان، إلى قوله: «إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ و لِقَوْمِكَ»؛ التهذيب، ج 6، ص 244، ح 610 بسنده عن أبان، إلى قوله: «اللّهمّ لا تغفر ذنبه»؛ رجال الكشّي، ص 209، ح 370، بسنده عن جعفر بن محمّد بن حكيم، عن أبان بن عثمان. و راجع: التهذيب، ج 6، ص 244، ح 611 و 612 الوافي، ج 3، ص 609، ح 1185؛ الوسائل، ج 27، ص 374- 375، ح 33983 و 33984.

 (4). في «ض، بس»: «الحسين بن الحسن بن بريد». و في «و»: «الحسين بن الحسن عن يزيد». و في «بر»: «الحسين بن الحسن عن بريد».

 (5). في «ف» و البحار: «فقال».

329
الکافي2 (ط - دارالحديث)

101 - باب أنه ليس شي‏ء من الحق في يد الناس إلا ما خرج من عند الأئمة عليهم السلام و أن كل شي‏ء لم يخرج من عندهم فهو باطل ص : 326

 «فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ: ثَوْبَيْنِ صُحَارِيَّيْنِ‏ «1»، و ثَوْبٍ حِبَرَةٍ «2»، و كَانَ فِي الْبُرْدِ قِلَّةٌ».

فَكَأَنَّمَا ازْوَرَّ «3» عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ مِنْ ذلِكَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ نَخْلَةَ مَرْيَمَ إِنَّمَا كَانَتْ عَجْوَةً «4»، و نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ، فَمَا نَبَتَ مِنْ أَصْلِهَا كَانَ عَجْوَةً، و مَا كَانَ مِنْ لُقَاطٍ «5» فَهُوَ لَوْنٌ‏ «6»».

فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ لِابْنِ شُرَيْحٍ: و اللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هذَا الْمَثَلُ الَّذِي ضَرَبَهُ‏ «7» لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ فَقَالَ‏ «8» ابْنُ شُرَيْحٍ: هذَا الْغُلَامُ يُخْبِرُكَ؛ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ- يَعْنِي مَيْمُونٌ- فَسَأَلَهُ، فَقَالَ مَيْمُونٌ: أَ مَا تَعْلَمُ مَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: لَاوَ اللَّهِ، قَالَ:

إِنَّهُ ضَرَبَ لَكَ مَثَلَ نَفْسِهِ، فَأَخْبَرَكَ أَنَّهُ و لَدٌ مِنْ‏ «9» وُلْدِ «10» رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و عِلْمُ رَسُولِ اللَّهِ عِنْدَهُمْ، فَمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِهِمْ، فَهُوَ صَوَابٌ، و مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِهِمْ، فَهُوَ لُقَاطٌ. «11»

______________________________

 (1). «صُحار»: قرية باليمن ينتسب الثوب إليها. و قيل: هو من الصُحْرَة، و هي حُمْرة كالغُبْرة. يقال: ثوب أصحرُ و صُحارِيّ. النهاية، ج 3، ص 12 (صحر).

 (2). الحَبِيرُ من البُرُود: ما كان مَوْشِيّاً مخطَّطاً. يقال: بُرْدٌ حبير، و بُرْدٌ حِبَرَةٌ بوزن عِنَبَة على الوصف و الإضافة، و هو بُرْدُ يَمانٍ. و الجمع حِبَرٌ و حِبَرات. النهاية، ج 1، ص 328 (حبر).

 (3). «ازورّ»، أي عدل و انحرف؛ من الإزورار عن الشي‏ء بمعنى العدول عنه. راجع: الصحاح، ج 2، ص 673 (زور).

 (4). «العَجْوَةُ»: ضرب من أجود التمر بالمدينة، و نخلتها تسمّى لِينَة. الصحاح، ج 6، ص 2419 (عجو).

 (5). «اللُقاطُ»: ما كان ساقطاً من الشي‏ء التافِه الذي لا قيمة له و من شاء أخذه. لسان العرب، ج 7، ص 393 (لقط).

 (6). «اللَوْنُ»: نوع من النخل. و قيل: هو الدَقَل، و هو أردءُ التمر. و قيل: النخل كلّه ما خلا البَرْنِيّ و العَجْوَة. و يسمّيه أهل المدينة الألوان، و احدته: لينةٌ. راجع: النهاية، ج 4، ص 278 (لون).

 (7). في «ب»: «ضرب».

 (8). في «ف»:+/ «لي».

 (9). في «ض»:-/ «ولد من».

 (10). في «ب، ف»:-/ «ولد».

 (11). راجع: الكافي، كتاب الجنائز، باب تحنيط الميّت و تكفينه، ح 4339؛ و الفقيه، ج 1، ص 152، ح 419؛ و التهذيب، ج 1، ص 292، ح 853؛ و ص 296، ح 869؛ و فقه الرضا، ص 182، و في كلّها بأسانيد مختلفة من قوله: «كفّن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله» إلى قوله: «و ثوب حبرة» الوافي، ج 3، ص 610، ح 1188؛ الوسائل، ج 3، ص 11، ح 2883، و فيه إلى قوله: «و كان في البرد قلّة»؛ البحار، ج 47، ص 368، ح 86.

 

330
الکافي2 (ط - دارالحديث)

102 - باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب ص : 331

 

102- بَابٌ فِيمَا جَاءَ أَنَّ حَدِيثَهُمْ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ‏

1053/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ‏ «1»، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ حَدِيثَ آلِ مُحَمَّدٍ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ‏ «2»، لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ، فَمَا و رَدَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَدِيثِ آلِ مُحَمَّدٍ فَلَانَتْ لَهُ قُلُوبُكُمْ و عَرَفْتُمُوهُ، فَاقْبَلُوهُ؛ و مَا اشْمَأَزَّتْ‏ «3» مِنْهُ قُلُوبُكُمْ و أَنْكَرْتُمُوهُ، فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ و إِلَى الرَّسُولِ و إِلَى الْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ إِنَّمَا الْهَالِكُ‏ «4» أَنْ يُحَدَّثَ‏ «5» أَحَدُكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنْهُ لَايَحْتَمِلُهُ، فَيَقُولَ: و اللَّهِ مَا كَانَ هذَا، وَ اللَّهِ مَا كَانَ هذَا؛ و الْإِنْكَارُ هُوَ الْكُفْرُ». «6»

______________________________

 (1). الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 20، ح 1، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن المُنَخَّل، عن جابر. و الظاهر أنّ الصواب في ما نحن فيه أيضاً توسّط المُنَخَّل بين عمّار بن مروان و جابر؛ فقد روى محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان عن المُنَخَّل بن جميل كتاب النوادر لجابر بن يزيد. راجع: رجال النجاشي، ص 128، الرقم 332.

هذا، و قد توسّط المُنَخَّل بين عمّار بن مروان و بين جابر في الكافي، ح 611 و 717 و 1113 و 1118.

 (2). «الصَعْبُ»: ما يكون صعباً في نفسه، و «المستصعب» بكسر العين، أو بفتحها: ما يصعب فهمه على الناس، أويعدّونه صعباً. أو «الصعب»: العَسِرُ الأبِيُّ، و «المستصعب» مبالغة فيه. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 2؛ مرآة العقول، ج 4، ص 312؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 188 (صعب).

 (3). «اشمأزّت»، أي انقبضت و اجتمعت بعضها إلى بعض، من الشَمْز بمعنى التقبّض. أو نَفَرَتْ، من الشَمْزبمعنى نفور النفس من الشي‏ء تكرهه. راجع: لسان العرب، ج 5، ص 362 (شمز).

 (4). في «ف»: «الهلاك».

 (5). «أن يحدّث» على بناء المفعول من التفعيل. راجع: الوافي، ج 3، ص 643؛ مرآة العقول، ج 4، ص 314.

 (6). بصائر الدرجات، ص 20، ح 1، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن المنّخل، عن جابر، و لم يرد فيه جملة «و الإنكار هو الكفر»؛ رجال الكشّي، ص 193، ح 341، بسنده عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام مع اختلاف يسير. بصائر الدرجات، ص 22، ح 9، بسند آخر، مع اختلاف يسير؛ تفسير فرات، ص 114، ح 116: «عن جعفر بن محمّد الفزاري معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام» مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 643، ح 1235.

331
الکافي2 (ط - دارالحديث)

102 - باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب ص : 331

1054/ 2. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى‏ «1»، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «ذُكِرَتِ التَّقِيَّةُ يَوْماً عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ:

وَ اللَّهِ، لَوْ عَلِمَ أَبُوذَرٍّ مَا فِي قَلْبِ سَلْمَانَ لَقَتَلَهُ‏ «2»- و لَقَدْ آخى‏ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَيْنَهُمَا- فَمَا ظَنُّكُمْ بِسَائِرِ الْخَلْقِ؟ إِنَّ عِلْمَ الْعُلَمَاءِ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ، لَايَحْتَمِلُهُ إِلَّا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ‏ «3» امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ».

فَقَالَ‏ «4»: «وَ إِنَّمَا صَارَ سَلْمَانُ مِنَ الْعُلَمَاءِ لِأَنَّهُ امْرُؤٌ مِنَّا «5» أَهْلَ الْبَيْتِ، فَلِذلِكَ نَسَبْتُهُ إِلَى الْعُلَمَاءِ «6»». «7»

______________________________

 (1). الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 25، ح 22، عن عمران بن موسى عن محمّد بن عليّ و غيره عن‏هارون بن مسلم، فيُتَوهَّم و جود الواسطة بين عمران بن موسى و هارون بن مسلم، لكن نقل العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيريّ- دام ظلّه- من بعض نسخ البصائر العتيقة: «عمران بن موسى و محمّد بن عليّ»، و استظهر في تعليقته على سندنا هذا صحّة هذه النسخة.

يؤيّد ذلك ما و رد في بصائر الدرجات، ص 8، ح 8، من رواية عمر (عمران خ ل) بن موسى عن هارون بن مسلم مباشرة.

 (2). في الوافي: «و ذلك لأنّ مكنون العلم عزيز المنال، دقيق المدرك، صعب الوصول، يقصر عن بلوغه الفحول‏من العلماء، فضلًا عن الضعفاء؛ و لهذا إنّما يخاطب الجمهور بظواهر الشرع و مجملاته، دون أسراره و أغواره؛ لقصور أفهامهم عن إدراكها و ضيق حواصلهم عن احتمالها؛ لايسعهم الجمع بين الظاهر و الباطن، فيظنّون تخالفهما و تنافيهما، فينكرون فينكرون، و يكفّرون و يقتلون».

 (3). في «ب، بح»:-/ «مؤمن».

 (4). في «ب، ج» و البصائر: «قال».

 (5). في «ب»:+/ «و هو مؤمن منّا».

 (6). في البصائر: «نسبه إلينا» بدل «نسبته إلى العلماء». و احتمل المجلسي في مرآة العقول كون «نسبته» بصيغة المصدر.

 (7). بصائر الدرجات، ص 25، ح 21، عن عمران بن موسى، عن محمّد بن عليّ و غيره، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام؛ رجال الكشّي، ص 17، ح 41، بسنده عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه عليه السلام قال: ذكرت التقيّة يوماً عند عليّ عليه السلام، إلى قوله: «بسائر الخلق» الوافي، ج 3، ص 644، ح 1236؛ البحار، ج 22، ص 343، ح 53.

332
الکافي2 (ط - دارالحديث)

102 - باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب ص : 331

1055/ 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرْقِيِّ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ أَوْ غَيْرِهِ:

رَفَعَهُ‏ «1» إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ حَدِيثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ، لَايَحْتَمِلُهُ‏ «2» إِلَّا صُدُورٌ مُنِيرَةٌ، أَوْ «3» قُلُوبٌ سَلِيمَةٌ، أَوْ أَخْلَاقٌ حَسَنَةٌ؛ إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِنْ شِيعَتِنَا الْمِيثَاقَ‏ «4» كَمَا أَخَذَ عَلى‏ بَنِي‏ «5» آدَمَ‏ «6» «أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ» «7» فَمَنْ و فى‏ «8» لَنَا، و فَى اللَّهُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؛ و مَنْ أَبْغَضَنَا و لَمْ يُؤَدِّ «9» إِلَيْنَا حَقَّنَا، فَفِي النَّارِ خَالِداً مُخَلَّداً». «10»

1056/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و غَيْرُهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ:

كَتَبْتُ إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا مَعْنى‏ قَوْلِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «حَدِيثُنَا «11» لَايَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، و لَانَبِيٌّ مُرْسَلٌ، و لَامُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ»؟

فَجَاءَ الْجَوَابُ: «إِنَّمَا مَعْنى‏ قَوْلِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ:- أَيْ لَايَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ‏ «12» و لَانَبِيٌّ و لَا مُؤْمِنٌ- أَنَّ الْمَلَكَ لَايَحْتَمِلُهُ حَتّى‏ يُخْرِجَهُ إِلى‏ مَلَكٍ غَيْرِهِ، و النَّبِيُّ لَايَحْتَمِلُهُ حَتّى‏

______________________________

 (1). في «ب، ض، بح»: «يرفعه».

 (2). في «ج»: «لا يتحمّله».

 (3). في شرح المازندراني و البصائر: «و».

 (4). في الوافي: «يعني أخذ من شيعتنا الميثاق بولايتنا و احتمال حديثنا بالقبول و الكتمان، كما أخذ على سائر بني آدم الميثاق بربوبيّته».

 (5). في «ب» و حاشية «ج» و حاشية بدرالدين: «ابن». و في «بح»:-/ «بني».

 (6). في «ف»:+/ «يوم». و في البصائر:+/ «حيث يقول عزّ و جلّ: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ».

 (7). الأعراف (7): 172.

 (8). في «ج»:+/ «اللَّه».

 (9). في «بح»: «لم يردّ».

 (10). بصائر الدرجات، ص 25، ح 20، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي عبد اللَّه البرقي. و في نهج البلاغة، ص 280، ضمن الخطبة 189، هكذا: «إنّ أمرنا صعبٌ مستصعبٌ، لا يحمله إلّاعبدٌ مؤمنٌ امتحنَ اللَّهُ قلبه للإيمان، و لا يَعي حديثنا إلّاصدورٌ أمينةٌ و أحلام رَزينةٌ» الوافي، ج 3، ص 644، ح 1237.

 (11). في «ف»: «إنّ حديثنا».

 (12). في «بح، بس»:+/ «مقرّب».

333
الکافي2 (ط - دارالحديث)

102 - باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب ص : 331

يُخْرِجَهُ إِلى‏ نَبِيٍّ غَيْرِهِ، و الْمُؤْمِنُ لَايَحْتَمِلُهُ حَتّى‏ يُخْرِجَهُ إِلى‏ مُؤْمِنٍ غَيْرِهِ، فَهذَا مَعْنى‏ قَوْلِ جَدِّي عَلَيْهِ السَّلَامُ». «1»

1057/ 5. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «2»، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ و أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ عِنْدَنَا- و اللَّهِ- سِرّاً مِنْ سِرِّ اللَّهِ، و عِلْماً مِنْ عِلْمِ اللَّهِ، و اللَّهِ مَا يَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، و لَانَبِيٌّ مُرْسَلٌ، و لَامُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ، و اللَّهِ مَا كَلَّفَ اللَّهُ ذلِكَ‏ «3» أَحَداً غَيْرَنَا، و لَااسْتَعْبَدَ بِذلِكَ أَحَداً غَيْرَنَا «4»، و إِنَ‏ «5» عِنْدَنَا سِرّاً مِنْ سِرِّ اللَّهِ، و عِلْماً مِنْ عِلْمِ اللَّهِ، أَمَرَنَا اللَّهُ بِتَبْلِيغِهِ، فَبَلَّغْنَا «6» عَنِ اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- مَا أَمَرَنَا بِتَبْلِيغِهِ، فَلَمْ نَجِدْ لَهُ مَوْضِعاً و لَاأَهْلًا و لَاحَمَّالَةً يَحْتَمِلُونَهُ، حَتّى‏ خَلَقَ اللَّهُ لِذلِكَ أَقْوَاماً خُلِقُوا «7» مِنْ طِينَةٍ خُلِقَ مِنْهَا مُحَمَّدٌ و آلُهُ‏ «8» و ذُرِّيَّتُهُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، و مِنْ نُورٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُ مُحَمَّداً و ذُرِّيَّتَهُ، و صَنَعَهُمْ بِفَضْلِ صُنْعِ رَحْمَتِهِ الَّتِي صَنَعَ مِنْهَا

______________________________

 (1). الوافي، ج 3، ص 645، ح 1238.

 (2). رواية محمّد بن الحسين- و هو ابن أبي الخطّاب كما هو مقتضى الطبقة- عن صفوان بن يحيى، مع الواسطة، بعيدة جدّاً؛ فقد روى محمّد بن الحسين جميع كتب صفوان، و أكثر من الرواية عنه في الأسناد. راجع: رجال النجاشي، ص 197، الرقم 524؛ الفهرست للطوسي، 341، الرقم 352؛ معجم رجال الحديث، ج 15، ص 408- 412؛ و ص 434.

و قد استظهرنا سابقاً و قوع التصحيف في روايات أحمد بن محمّد- شيخ المصنّف- عن محمّد بن الحسين، و أنّ الصواب في هذه الموارد هو «محمّد بن الحسن» و الظاهر أنّ ذاك الحكم جارٍ في ما نحن فيه أيضاً. انظر ما قدّمناه ذيل ح 743.

 (3). في حاشية «ف»: «بذلك».

 (4). في «بس»:-/ «و لا استعبد بذلك أحداً غيرنا».

 (5). في «ض»: «فإنّ».

 (6). في «ب، ج، بر، بف» و الوافي و مرآة العقول: «فبلّغناه». قال في المرآة: «كذا في أكثر النسخ، فقوله: «ما أمرنا» بدل من الضمير. و في بعض النسخ- كما في غيره من الكتب- بدون الضمير، و في بعض الكتب ليس: ما امرنا بتبليغه».

 (7). في شرح المازندراني:-/ «خلقوا».

 (8). في «ف»:-/ «و آله».

334
الکافي2 (ط - دارالحديث)

102 - باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب ص : 331

مُحَمَّداً و ذُرِّيَّتَهُ، فَبَلَّغْنَا عَنِ اللَّهِ مَا أَمَرَنَا بِتَبْلِيغِهِ، فَقَبِلُوهُ و احْتَمَلُوا ذلِكَ، فَبَلَغَهُمْ ذلِكَ‏ «1» عَنَّا، فَقَبِلُوهُ و احْتَمَلُوهُ، و بَلَغَهُمْ ذِكْرُنَا، فَمَالَتْ قُلُوبُهُمْ إِلى‏ مَعْرِفَتِنَا و حَدِيثِنَا، فَلَوْ لَا أَنَّهُمْ خُلِقُوا مِنْ هذَا لَمَا كَانُوا كَذلِكَ؛ لَاوَ اللَّهِ، مَا احْتَمَلُوهُ».

ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ أَقْوَاماً لِجَهَنَّمَ و النَّارِ، فَأَمَرَنَا أَنْ نُبَلِّغَهُمْ كَمَا بَلَّغْنَاهُمْ، وَ اشْمَأَزُّوا «2» مِنْ ذلِكَ، و نَفَرَتْ قُلُوبُهُمْ، و رَدُّوهُ عَلَيْنَا «3» و لَمْ يَحْتَمِلُوهُ، و كَذَّبُوا بِهِ، وَ قَالُوا: سَاحِرٌ كَذَّابٌ؛ فَطَبَعَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ، و أَنْسَاهُمْ ذلِكَ، ثُمَّ أَطْلَقَ اللَّهُ لِسَانَهُمْ بِبَعْضِ الْحَقِّ، فَهُمْ يَنْطِقُونَ بِهِ و قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ؛ لِيَكُونَ‏ «4» ذلِكَ دَفْعاً عَنْ أَوْلِيَائِهِ و أَهْلِ طَاعَتِهِ؛ و لَوْ لَاذلِكَ مَا عُبِدَ اللَّهُ فِي أَرْضِهِ، فَأَمَرَنَا بِالْكَفِّ عَنْهُمْ و السَّتْرِ «5» و الْكِتْمَانِ، فَاكْتُمُوا عَمَّنْ أَمَرَ اللَّهُ بِالْكَفِّ عَنْهُ، و اسْتُرُوا عَمَّنْ‏ «6» أَمَرَ اللَّهُ بِالسَّتْرِ و الْكِتْمَانِ عَنْهُ».

قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ و بَكى‏، و قَالَ: «اللَّهُمَّ، إِنَ‏ «7» هؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ «8» قَلِيلُونَ، فَاجْعَلْ مَحْيَانَا مَحْيَاهُمْ، و مَمَاتَنَا مَمَاتَهُمْ، و لَاتُسَلِّطْ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً لَكَ؛ فَتُفْجِعَنَا «9» بِهِمْ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أَفْجَعْتَنَا بِهِمْ لَمْ تُعْبَدْ أَبَداً فِي أَرْضِكَ، و صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ و آلِهِ‏ «10» و سَلَّمَ تَسْلِيماً». «11»

______________________________

 (1). في الوافي: «فبلغهم ذلك، إمّا مطاوع «بلّغنا» ذكر للتأكيد. و إمّا إشارة إلى من بلّغه عنهم بوساطة غيرهم من غيرمشافهة لهم معه».

 (2). في «ف»: «فاشمأزّوا». في الوافي: «و في الكلام حذف، يعني: فبلّغناهم، فما قبلوه و اشمأزّوا».

 (3). في «بح»:-/ «علينا».

 (4). في «بر»: «و لتكون».

 (5). في «بح، بر، بس» و حاشية «ف» و الوافي: «السرّ».

 (6). في «ف»: «عمّا».

 (7). في «ب»:-/ «إنّ».

 (8). قال الجوهري: «الشِرْذِمَة: الطائفة من الناس». و قال الراغب: «الشرذمة: الجماعة المنقطعة». راجع: الصحاح، ج 5، ص 1960؛ المفردات للراغب، ص 450 (شرذم).

 (9). في «ض»: «فتفجّعنا». و في «ج، بس، بف»: «فيفجِعنا». و «الإفجاع»: الإيجاع؛ من الفَجْع، و هو أن يُوجَع- أي‏يُؤلَم- الإنسان بشي‏ء يكرم عليه فيعدمه. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 999 (فجع).

 (10). في الوافي: «و آل محمّد».

 (11). الوافي، ج 3، ص 645، ح 1239.

335
الکافي2 (ط - دارالحديث)

103 - باب ما أمر النبي صلى الله عليه و آله بالنصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم، و من هم ص : 336

 

103- بَابُ مَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِالنَّصِيحَةِ «1» لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ و اللُّزُومِ لِجَمَاعَتِهِمْ، و مَنْ هُمْ‏ «2»

1058/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خَطَبَ النَّاسَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَقَالَ:

نَضَّرَ اللَّهُ‏ «3» عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي، فَوَعَاهَا «4» و حَفِظَهَا «5»، و بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا «6»؛ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ، و رُبَ‏ «7» حَامِلِ فِقْهٍ إِلى‏ «8» مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَايُغِلُّ عَلَيْهِنَ‏ «9» قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، و النَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، و اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِيطَةٌ مِنْ و رَائِهِمْ‏ «10»، الْمُسْلِمُونَ‏ «11»

______________________________

 (1). في «ف»: «من النصيحة».

 (2). في «ف»: «و من معهم». و في «بر»: «و من هم منهم». و قوله: «مَن» استفهام خبر مقدّم، و «هم» مبتدأ مؤخّر، و الجملة مجرورة محلًاّ عطفاً على «ما».

 (3). نَضَر و جهُه، أي حَسُن. و نَضَر اللَّهُ و جهَه، أي جَعَلَه حَسَناً. و كذا نَضّر اللَّه و جهَه، و أنضَر اللَّه و جهه. و إذا قلت: نضّر اللَّه امرأً، تعني نعَّمه. راجع: الصحاح، ج 2، ص 830 (نضر).

 (4). «فوعاها»، أي حفظها و فَهِمها. راجع: النهاية، ج 5، ص 207 (وعا).

 (5). في الأمالي للصدوق و الخصال و الأمالي للمفيد و الوسائل، ج 29:-/ «و حفظها».

 (6). في مرآة العقول: «يسمعها» بدون لم.

 (7). في «بح»:-/ «ربّ».

 (8). قوله: «إلى» متعلّق بمقدّر خبر «ربّ حامل».

 (9). في «بف» و شرح المازندراني:-/ «عليهنّ». و قوله: «لا يُغِلُّ» إمّا من الإغلال، و هو الخيانة في كلّ شي‏ء. أو هو يَغِلُ من الوُغول بمعنى الدخول في الشرّ، أو من الغِلّ، و هو الحِقْد و الشحناء، أي لا يدخله حقد يزيله عن الحقّ. و «عليهنّ» في موضع الحال، تقديره: لا يغلّ كائناً عليهنّ قلبُ مؤمن. و المعنى: أنّ هذه الغلال الثلاث تُستَصْلَح بها القلوب فمن تمسّك بها طَهُرَ قلبه من الخيانة و الدَغَل و الشَرّ. راجع: النهاية، ج 3، ص 381 (غلل).

 (10). أي محيطة بهم من جوانبهم و شاملة كلّهم، لايشذّ عنها أحد منهم. و في «ب، ض»: «مَن» بفتح الميم. و يبعّده‏عدم كون «أحاط» متعدّياً بنفسه.

 (11). في الأمالي للمفيد: «المؤمنون».

336
الکافي2 (ط - دارالحديث)

103 - باب ما أمر النبي صلى الله عليه و آله بالنصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم، و من هم ص : 336

إِخْوَةٌ تَتَكَافَأُ «1» دِمَاؤُهُمْ، و يَسْعى‏ بِذِمَّتِهِمْ‏ «2» أَدْنَاهُمْ». «3»

و رَوَاهُ‏ «4» أَيْضاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ‏ «5»، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ مِثْلَهُ، و زَادَ فِيهِ: «وَ هُمْ يَدٌ عَلى‏ مَنْ سِوَاهُمْ» و ذَكَرَ فِي حَدِيثِهِ أَنَّهُ خَطَبَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى‏ «6» فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ. «7»

1059/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ «8»، قَالَ‏:

______________________________

 (1). في «ج، بس»: «يتكافأ».

 (2). في الوافي: «الذمّة و الذمام بمعنى العهد و الأمان و الضمان و الحرمة و الحقّ. و سمّى أهل الذمّة لدخولهم في عهد المسلمين و أمانهم، و منه الحديث «يسعى بذمّتهم أدناهم»: إذا أعطى أحد من الجيش العدوّ أماناً جاز ذلك على جميع المسلمين و ليس لهم أن يخفروه و لا أن ينقضوا عليه عهده». و نقل المجلسي عن بعض مشايخه أنّه قرأ: «يُسعى» على بناء المجهول. ف «أدناهم» بدل من الضمير، أو مفعول مكان الفاعل. ثمّ جعله ما فيه التكلّف.

 (3). الأمالي للمفيد، ص 186، المجلس 23، ح 13، بسند آخر. و في فقه الرضا، ص 369، من قوله: «ثلاث لا يغلّ عليهنّ» إلى قوله: «اللزوم لجماعتهم»؛ و في تحف العقول، ص 42 و تفسير القمّي، ج 1، ص 173، و ج 2، ص 446 عن النبيّ صلى الله عليه و آله، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 98، ح 551؛ الوسائل، ج 27، ص 89، ح 33288، إلى قوله: «إلى من هو أفقه منه»؛ و ج 29، ص 75، ح 35186.

 (4). الضمير المستتر في «رواه» راجع إلى أحمد بن محمّد بن أبي نصر؛ فقد روى هو عن حمّاد بن عثمان في عددٍمن الأسناد. راجع: معجم رجال الحديث، ج 2، ص 606- 607.

 (5). هكذا في «ألف» و حاشية «بر». و في «ب، ج، ض، ف، و، بح، بر، بس، بف» و المطبوع:+/ «عن أبان».

و الصواب ما أثبتناه، فإنّا لم نجد رواية حمّاد بن عثمان عن أبان- و هو ابن عثمان- في غير هذا المورد. يؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الصدوق- مع زيادة- في الأمالي، ص 287، المجلس 56، ح 3؛ و الخصال، ص 149، ح 182، بسنديه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد اللَّه بن أبي يعفور. أضف إلى ذلك ما و رد في الأسناد من رواية حمّاد بن عثمان [عن عبداللَّه‏] بن أبي يعفور مباشرةً، و أنّ طريق الشيخ الصدوق إلى عبداللَّه بن أبي يعفور ينتهي إلى حمّاد بن عثمان. راجع: معجم رجال الحديث، ج 6، ص 406؛ و ص 412؛ الفقيه، ج 4، ص 427.

 (6). في «ف»:-/ «بمنى».

 (7). الأمالي للصدوق، ص 350، المجلس 56، ح 3؛ و الخصال، ص 149، باب الثلاثة، ح 182، بسندهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد اللَّه بن أبي يعفور الوافي، ج 2، ص 98، ذيل ح 551؛ الوسائل، ج 29، ص 76، ذيل ح 35186، إلى قوله: «مثله».

 (8). في الوسائل، ج 27:-/ «من أهل مكّة».

337
الکافي2 (ط - دارالحديث)

103 - باب ما أمر النبي صلى الله عليه و آله بالنصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم، و من هم ص : 336

قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: اذْهَبْ بِنَا إِلى‏ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَيْهِ، فَوَجَدْنَاهُ قَدْ رَكِبَ دَابَّتَهُ‏ «1»، فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، حَدِّثْنَا بِحَدِيثِ خُطْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، قَالَ‏ «2»: «دَعْنِي حَتّى‏ أَذْهَبَ فِي حَاجَتِي؛ فَإِنِّي قَدْ رَكِبْتُ، فَإِذَا جِئْتُ حَدَّثْتُكَ».

فَقَالَ: أَسْأَلُكَ بِقَرَابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَمَّا حَدَّثْتَنِي، قَالَ: فَنَزَلَ، فَقَالَ لَهُ‏ «3» سُفْيَانُ‏ «4»: مُرْ «5» لِي بِدَوَاةٍ و قِرْطَاسٍ حَتّى‏ أُثْبِتَهُ، فَدَعَا بِهِ‏ «6»، ثُمَّ قَالَ: «اكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، خُطْبَةُ «7» رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ‏ «8»:

نَضَّرَ «9» اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، و بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ‏ «10»، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ «11» الْغَائِبَ؛ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ، و رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلى‏ مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَايُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، و النَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، و اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِيطَةٌ مِنْ و رَائِهِمْ، الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ، تَتَكَافَأُ «12» دِمَاؤُهُمْ، و هُمْ يَدٌ عَلى‏ مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعى‏ بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ».

______________________________

 (1). في الوسائل، ج 27:-/ «فوجدناه قد ركب دابّته».

 (2). في «ف»: «فقال».

 (3). في الوسائل، ج 27:-/ «له».

 (4). في البحار، ج 27:-/ «له سفيان».

 (5). في «ض، بف» و حاشية «بس»: «مُنّ». و في «بح، بس» و حاشية «ج» و مرآة العقول: «من». قال في مرآة العقول: «بالفتح و التخفيف سؤال في صورة الاستفهام، أو بالضمّ و التشديد صيغة أمر، أي تفضّل». و قال العلّامة المازندراني في شرحه: «و الاستفهام بعيد».

 (6). في «ف»: «فدعا له».

 (7). في «ف»: «خطب».

 (8). في البحار، ج 21:-/ «قال دعني حتّى- إلى- مسجد الخيف».

 (9). في البحار، ج 47: «نصر».

 (10). في «ف»: «لم يسمعها». و في البحار، ج 21: «لم يبلغه».

 (11). في «ض»:+/ «منكم».

 (12). في «ف»: «يتكافأ».

338
الکافي2 (ط - دارالحديث)

103 - باب ما أمر النبي صلى الله عليه و آله بالنصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم، و من هم ص : 336

فَكَتَبَهُ‏ «1» سُفْيَانُ‏ «2»، ثُمَّ عَرَضَهُ عَلَيْهِ، و رَكِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و جِئْتُ أَنَا و سُفْيَانُ.

فَلَمَّا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، قَالَ‏ «3» لِي: كَمَا أَنْتَ‏ «4» حَتّى‏ أَنْظُرَ فِي هذَا الْحَدِيثِ، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ و اللَّهِ أَلْزَمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَقَبَتَكَ شَيْئاً لَايَذْهَبُ مِنْ رَقَبَتِكَ أَبَداً، فَقَالَ: و أَيُّ شَيْ‏ءٍ ذلِكَ؟ فَقُلْتُ‏ «5» لَهُ‏ «6»: ثَلَاثٌ لَايُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: «إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ» قَدْ عَرَفْنَاهُ، و «النَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ» مَنْ هؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ الَّذِينَ يَجِبُ‏ «7» عَلَيْنَا نَصِيحَتُهُمْ؟ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، و يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، و مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَ كُلُّ مَنْ‏ «8» لَاتَجُوزُ «9» شَهَادَتُهُ عِنْدَنَا، و لَاتَجُوزُ «10» الصَّلَاةُ خَلْفَهُمْ؟! و قَوْلُهُ: «وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ» فَأَيُّ الْجَمَاعَةِ؟ مُرْجِئٌ‏ «11» يَقُولُ: مَنْ لَمْ يُصَلِّ، و لَمْ يَصُمْ، و لَمْ يَغْتَسِلْ مِنْ جَنَابَةٍ، و هَدَمَ الْكَعْبَةَ، و نَكَحَ أُمَّهُ، فَهُوَ عَلى‏ إِيمَانِ جَبْرَئِيلَ و مِيكَائِيلَ، أَوْ قَدَرِيٌ‏ «12» يَقُولُ: لَايَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ و يَكُونُ مَا شَاءَ «13» إِبْلِيسُ، أَوْ حَرُورِيٌ‏ «14» يَتَبَرَّأُ «15»

______________________________

 (1). في «ج»: «فكتب».

 (2). في البحار، ج 27 و 48:-/ «سفيان».

 (3). في «ف، بر» و البحار، ج 27 و 48: «فقال».

 (4). «كما أنت»، قال المازندراني في شرحه: «أي قف في مكانك و الزمه كما أنت فيه». و قال المجلسي في مرآة العقول: «أي توقّف. و أصله الزم ما أنت فيه، فالكاف زائدة، و «ما» موصولة منصوبة المحلّ للإغراء».

 (5). في «بح»: «قال».

 (6). في «ج، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي:-/ «له».

 (7). في «ج، ف، بح، بر، بس، بف» و البحار، ج 47: «تجب».

 (8). في «ف»: «من هو».

 (9). في «بح، بر، بس»: «لا يجوز».

 (10). في «بر»: «و لا يجوز».

 (11). في «بح»: «مرجّي». و «المرجئ»: من يعتقد بأنّ الإيمان لا يضرّ معه معصية، كما أنّ الكفر لا تنفع معها طاعة. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 18؛ الوافي، ج 2، ص 101؛ مرآة العقول، ج 4، ص 328.

 (12). «القَدَريُّ»: من يقول بالتفويض، و من يقول بالجبر. و الثاني أشهر.

 (13). في البحار، ج 47: «ما شاءه».

 (14). «الحَروريّ»: من هو من الحروريّة، و هي فرقة من الخوارج، منسوبة إلى قرية قريبة من الكوفة تسمّى بالحَرورا، بالمدّ و القصر.

 (15). في «ب، ض، بر، بس، بف» و الوافي و البحار، ج 27 و 48: «يبرأ». و في «ج»: «تبرأ».

339
الکافي2 (ط - دارالحديث)

103 - باب ما أمر النبي صلى الله عليه و آله بالنصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم، و من هم ص : 336

مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و شَهِدَ «1» عَلَيْهِ بِالْكُفْرِ، أَوْ جَهْمِيٌ‏ «2» يَقُولُ: إِنَّمَا هِيَ‏ «3» مَعْرِفَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ‏ «4»، لَيْسَ الْإِيمَانُ شَيْ‏ءٌ «5» غَيْرُهَا؟!

قَالَ: و يْحَكَ، و أَيَّ شَيْ‏ءٍ يَقُولُونَ؟ فَقُلْتُ: يَقُولُونَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ و اللَّهِ الْإِمَامُ‏ «6» الَّذِي يَجِبُ‏ «7» عَلَيْنَا نَصِيحَتُهُ؛ و لُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ‏ «8» أَهْلُ بَيْتِهِ. قَالَ: فَأَخَذَ الْكِتَابَ فَخَرَقَهُ‏ «9»، ثُمَ‏ «10» قَالَ: لَاتُخْبِرْ بِهَا أَحَداً. «11»

1060/ 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً «12»، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَا نَظَرَ «13» اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- إِلى‏ و لِيٍ‏

______________________________

 (1). في «ض، ف» و الوافي: «و يشهد».

 (2). «الجَهْميُّ»: من هو من الجهميّة، و هم أصحاب جهم بن صفوان، و هي فرقة تقول بالجبر الخالص و بأنّ الجنّة و النار تفنيان، و أنّ الإيمان هو المعرفة فقط دون الإقرار و دون سائر الطاعات.

 (3). الضمير راجع إلى «الإيمان» و التأنيث باعتبار الخبر.

 (4). الضمير راجع إلى «المعرفة» و التذكير باعتبار العرفان. و في «ف»:+/ «و».

 (5). كذا في النسخ. قال المازندراني في شرحه: «شي‏ء، مرفوع في جميع النسخ التي رأيناها، و لعلّ و جهه أنّ اسم «ليس» ضمير الشأن و الجملة بعدها خبرها، أو أنّ خبرها و هو «الإيمان» مقدّم على اسمها و هو «شي‏ء». و اعلم أنّ الإيمان مرفوع على التوجيه الأوّل و منصوب على الثاني.

 (6). في «بف»: «هو الإمام» بدل «و اللَّه الإمام».

 (7). في «ج، بر»: «تجب».

 (8). في البحار، ج 47: «جماعة».

 (9). في «ف»: «فمزقه». و في «بر»: «فحرقه».

 (10). في «ب»:-/ «ثمّ».

 (11). الوافي، ج 2، ص 99، ح 552؛ الوسائل، ج 27، ص 89، ح 33289، إلى قوله: «من هو أفقه منه»؛ و ج 29، ص 76، ح 35187، ح 3 من قوله: «اكتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم» إلى قوله: «يسعى بذمّتهم أدناهم»؛ البحار، ج 27، ص 69، ح 6؛ و ج 47، ص 365، ح 82. و في البحار، ج 21، ص 138، ح 33، من قوله: «نضّر اللَّه عبداً» إلى قوله: «يسعى بذمّتهم أدناهم».

 (12). في الكافي، ح 5866، و التهذيب:-/ «و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً».

 (13). في الكافي، ح 5866، و التهذيب: «ما ينظر».

340
الکافي2 (ط - دارالحديث)

103 - باب ما أمر النبي صلى الله عليه و آله بالنصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم، و من هم ص : 336

لَهُ يُجْهِدُ نَفْسَهُ بِالطَّاعَةِ لِإِمَامِهِ و النَّصِيحَةِ «1» إِلَّا كَانَ مَعَنَا فِي الرَّفِيقِ‏ «2» الْأَعْلى‏». «3»

1061/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «مَنْ فَارَقَ‏ «4» جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ قِيدَ «5» شِبْرٍ، فَقَدْ خَلَعَ‏ «6» رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ‏ «7» مِنْ عُنُقِهِ». «8»

1062/ 5. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ

______________________________

 (1). في الكافي، ح 5866: «و النصيحة له و لإمامه». و في المقنعة و التهذيب: «و النصيحة لإمامه». كلاهما بدل «لإمامه و النصيحة».

 (2). «الرفيق»: جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى علّيّين، أو هو اللَّه تعالى؛ فإنّه تعالى رفيق بعباده؛ من الرفق و الرأفة. فالرفيق فعيل بمعنى الجماعة على الأوّل، و بمعنى الفاعل على الثاني. راجع: النهاية، ج 2، ص 246 (رفق).

 (3). الكافي، كتاب الزكاة، باب أدب المصدّق، ضمن الحديث الطويل 5866، بهذا الإسناد عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ و عنه في التهذيب، ج 4، ص 96، ضمن ح 274. و في المقنعة، ص 255، عن حمّاد، عن حريز، عن بريد العجلي، عن الصادق عليه السلام. الغارات، ج 1، ص 75، بسند آخر عن الصادق عليه السلام، و في كلّها مع زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 2، ص 101، ح 553؛ الوسائل، ج 9، ص 129، ح 11678؛ البحار، ج 41، ص 126، ح 36؛ و ج 27، ص 72، ح 7.

 (4). في المحاسن: «خلع».

 (5). في المحاسن: «قدر». و «القيد»: القدر. تقول: بينهما قِيدُ رُمحٍ و قاد رمح، أي قدر رمح. راجع: الصحاح، ج 2، ص 529 (قيد).

 (6). في «ف»: «قطع».

 (7). في المحاسن، ص 84 و 219: «ربق الإيمان». و قال ابن الأثير: «الرِبقَة، في الأصل: عُرْوة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها، فاستعارها للإسلام؛ يعني ما يشدّ به المسلم نفسه من عُرى الإسلام، أي حدوده و أحكامه و أوامره و نواهيه». النهاية، ج 2، ص 190 (ربق).

 (8). المحاسن، ص 84، كتاب عقاب الأعمال، ح 21، عن محمّد بن عليّ الحلبي، عن أبي عبد اللَّه. الأمالي للصدوق، ص 333، المجلس 54، ح 3، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، مع اختلاف يسير و زيادة في آخره الوافي، ج 2، ص 101، ح 554؛ البحار، ج 27، ص 72، ح 8.

341
الکافي2 (ط - دارالحديث)

104 - باب ما يجب من حق الإمام على الرعية و حق الرعية على الإمام عليه السلام ص : 342

الْمُسْلِمِينَ و نَكَثَ صَفْقَةَ «1» الْإِمَامِ‏ «2»، جَاءَ إِلَى اللَّهِ- عَزَّ و جَلَ‏ «3»- أَجْذَمَ‏ «4»». «5»

 

104- بَابُ مَا يَجِبُ مِنْ حَقِّ الْإِمَامِ عَلَى الرَّعِيَّةِ و حَقِّ الرَّعِيَّةِ عَلَى الْإِمَامِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

1063/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا حَقُّ الْإِمَامِ عَلَى النَّاسِ؟ قَالَ: «حَقُّهُ‏ «6» عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَ يُطِيعُوا «7»». قُلْتُ: فَمَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ‏ «8»؟ قَالَ: «أَنْ يَقْسِمَ‏ «9» بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، و يَعْدِلَ فِي الرَّعِيَّةِ، فَإِذَا «10» كَانَ ذلِكَ فِي النَّاسِ، فَلَا يُبَالِي مَنْ أَخَذَ هَاهُنَا و هَاهُنَا». «11»

______________________________

 (1). في «بس»:+/ «إسلام». و الصفقة: البيعة.

 (2). في «ب، ض، بح، بف» و شرح المازندراني و البحار: «الإبهام». و هذا لمدخليّتها في البيعة.

 (3). في «ف»:+/ «و هو».

 (4). «الأَجْذَمُ»: مقطوع اليد، من الجَذْم بمعنى القطع؛ أو مقطوع الأعضاء كلّها؛ أو مقطوع الحجّة لا لسان له يتكلّم و لا حجّة في يده؛ أو منقطع السبب؛ أو خالي اليد من الخير صِفْرَها من الثواب. راجع: النهاية، ج 1، ص 251؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 20.

 (5). المحاسن، ص 219، كتاب عقاب الأعمال، ح 121، عن الحسن بن عليّ بن فضّال. و فيه، ص 94، كتاب عقاب الأعمال، ح 52، بسند آخر عن موسى بن جعفر عليه السلام، عن عليّ عليه السلام، مع زيادة في أوّله. و في الكافي، كتاب الإيمان و الكفر، باب المكر و الغدر و الخديعة، ح 2678، بسند آخر عن الصادق عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، مع اختلاف. راجع: المحاسن، ص 91، كتاب عقاب الأعمال، ح 42؛ و ثواب الأعمال، ص 243، ح 2 الوافي، ج 2، ص 102، ح 555؛ البحار، ج 27، ص 72، ح 9.

 (6). في «بح»: «حقّهم».

 (7). في الوافي: «يطيعوه».

 (8). هكذا في النسخ التي قوبلت و البحار. و في المطبوع: «عليهم».

 (9). هكذا في «ف» و حاشية «بح». و في سائر النسخ و المطبوع و مرآة العقول:-/ «أن». و في المرآة: «قوله: «يقسم» على بناء التفعيل، أو من باب ضرب، و هو منصوب بتقدير: أن».

 (10). في «بر»: «فإن».

 (11). الوافي، ج 3، ص 651، ح 1245؛ البحار، ج 27، ص 244، ح 4.

342
الکافي2 (ط - دارالحديث)

104 - باب ما يجب من حق الإمام على الرعية و حق الرعية على الإمام عليه السلام ص : 342

1064/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «هكَذَا «1» و هكَذَا و هكَذَا و هكَذَا «2»» يَعْنِي مِنْ‏ «3» بَيْنِ يَدَيْهِ و خَلْفِهِ‏ «4»، و عَنْ يَمِينِهِ و عَنْ شِمَالِهِ. «5»

1065/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْعَدَةَ «6»:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَاتَخْتَانُوا وُلَاتَكُمْ، و لَاتَغُشُّوا هُدَاتَكُمْ‏ «7»، و لَاتَجْهَلُوا «8» أَئِمَّتَكُمْ، و لَاتَصَدَّعُوا «9» عَنْ حَبْلِكُمْ؛ فَتَفْشَلُوا «10» و تَذْهَبَ رِيحُكُمْ‏ «11»، و عَلى‏ هذَا فَلْيَكُنْ تَأْسِيسُ أُمُورِكُمْ، و الْزَمُوا «12» هذِهِ الطَّرِيقَةَ؛ فَإِنَّكُمْ لَوْ عَايَنْتُمْ مَا عَايَنَ مَنْ قَدْ مَاتَ مِنْكُمْ مِمَّنْ خَالَفَ‏ «13» مَا قَدْ تُدْعَوْنَ إِلَيْهِ، لَبَدَرْتُمْ‏ «14»

______________________________

 (1). في حاشية «ف»: «و هكذا».

 (2). في «بر» و البحار:-/ «و هكذا».

 (3). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بف» و الوافي:-/ «من».

 (4). في البحار: «و من خلفه».

 (5). الوافي، ج 3، ص 651، ح 1246؛ البحار، ج 27، ص 244، ذيل ح 4.

 (6). هكذا في «ألف، ب، ج، ض، ف، و، بح، بر، بس، جر». و في «بف» و المطبوع و حاشية «ف»:+/ «بن صدقة».

 (7). «لا تَغُشُّوا هداتكم»، أي امحضوهم النُصْحَ، أو لا تُظهروا لهم خلاف ما تضمرونه. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 817 (غشش).

 (8). هكذا في «ب، ض، بح، بر، بس، بف» و مرآة العقول. و في «ف» و المطبوع و شرح المازندراني: «لا تجهّلوا» بالتضعيف. و احتمله في المرآة بعد أن اختار المجرّد.

 (9). «لا تصدّعوا»، أي لا تتفرّقوا. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1242 (صدع).

 (10). «فتفشلوا»، من الفَشَل، و هو الجَزَع و الجُبن و الضعف و الكسالة. راجع: النهاية، ج 3، ص 449 (فشل).

 (11). في الوافي: «عن حبلكم: عن عهدكم و أمانكم و بيعتكم ...؛ و ريحكم: قوّتكم و غلبتكم و نصرتكم و دولتكم».

 (12). في «ف»: «فالزموا».

 (13). في «بس»: «قد خالف».

 (14). «لبَدَرْتُمْ» أي أسرعتم. تقول: بَدَرْتُ إلى الشي‏ء أَبْدُرُ بُدُوراً، أي أسرعت إليه. و كذلك بادرتُ إليه. راجع: الصحاح، ج 2، ص 586 (بدر).

343
الکافي2 (ط - دارالحديث)

104 - باب ما يجب من حق الإمام على الرعية و حق الرعية على الإمام عليه السلام ص : 342

وَ خَرَجْتُمْ، و لَسَمِعْتُمْ‏ «1»، و لكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَايَنُوا، و قَرِيباً مَا يُطْرَحُ الْحِجَابُ». «2»

1066/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ حَمَّادٍ و غَيْرِهِ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «نُعِيَتْ‏ «3» إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَفْسُهُ و هُوَ صَحِيحٌ لَيْسَ بِهِ و جَعٌ» قَالَ: «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ» قَالَ: «فَنَادى‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً «4»، و أَمَرَ «5» الْمُهَاجِرِينَ و الْأَنْصَارَ بِالسِّلَاحِ، و اجْتَمَعَ‏ «6» النَّاسُ، فَصَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْمِنْبَرَ «7»، فَنَعى‏ إِلَيْهِمْ نَفْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: أُذَكِّرُ اللَّهَ‏ «8» الْوَالِيَ مِنْ بَعْدِي عَلى‏ أُمَّتِي‏ «9» إِلَّا يَرْحَمَ‏ «10» عَلى‏ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَأَجَلَّ كَبِيرَهُمْ، و رَحِمَ ضَعِيفَهُمْ‏ «11»، و و قَّرَ عَالِمَهُمْ‏ «12»، و لَمْ يُضِرَّ

______________________________

 (1). و لسمعتم، أي سماع إجابة. و في «ب»: «لسمعتم» بدون الواو.

 (2). نهج البلاغة، ص 62، الخطبة 20، و فيه من قوله: «فإنّكم لو عاينتم» مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 102، ح 557؛ البحار، ج 27، ص 245، ح 5.

 (3). «النعي»: خبر الموت. يقال: نعى الميّت ينعاه، إذا أذاع موتَه و أخبر به. و نُعِيَت نفسُه، أي اخبر بموته. راجع: النهاية، ج 5، ص 85 (نعا).

 (4). في «ف» و حاشية «ج»: «جماعة». و احتمل المجلسي في مرآة العقول كون «الصلاة» مبتدأ و «جامعة» خبره، بعد ما اختار ما في المتن.

 (5). في قرب الإسناد: «و نادى».

 (6). في «ب» و قرب الإسناد و البحار، ج 22 و 27: «فاجتمع».

 (7). في قرب الإسناد:+/ «فحمد اللَّه و أثنى عليه».

 (8). في قرب الإسناد: «اذكروا اللَّه في».

 (9). في «ف»: «على امّتي من بعدي».

 (10). في «ض، ف، بس، بف»: «ألّا ترحّم». و قرأ المازندراني: «ألا»، حرف تحضيض. و قرأ الفيض: «إلّا» كلمة استثناء أي اذكّرهم في جميع الأحوال إلّاحال الرحم على المسلمين كما يقال: أسألك إلّافعلت كذا. و قوله: «يرحم» منصوب ب «أن» المقدّرة. و ذكر المجلسي احتمالين آخرين: الأوّل: أن يكون «أن لا» مركّباً من أن الناصبة و لا النافية. و الثاني: أن تكون «إن» شرطيّة و الفعل مجزوماً. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 25؛ الوافي، ج 3، ص 652؛ مرآة العقول، ج 4، ص 338.

 (11). في «ج، ف» و حاشية «ب» و قرب الإسناد: «صغيرهم».

 (12). في حاشية «بر»: «عاملهم». و في حاشية «بس»: «عاقلهم».

344
الکافي2 (ط - دارالحديث)

104 - باب ما يجب من حق الإمام على الرعية و حق الرعية على الإمام عليه السلام ص : 342

بِهِمْ‏ «1»؛ فَيُذِلَّهُمْ، و لَمْ يُفْقِرْهُمْ؛ فَيُكْفِرَهُمْ‏ «2»، و لَمْ يُغْلِقْ بَابَهُ‏ «3» دُونَهُمْ؛ فَيَأْكُلَ قَوِيُّهُمْ ضَعِيفَهُمْ، و لَمْ يَخْبِزْهُمْ‏ «4» فِي بُعُوثِهِمْ‏ «5»؛ فَيَقْطَعَ‏ «6» نَسْلَ أُمَّتِي، ثُمَّ قَالَ: قَدْ «7» بَلَّغْتُ وَ نَصَحْتُ، فَاشْهَدُوا «8»».

وَ «9» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هذَا آخِرُ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلى‏ مِنْبَرِهِ». «10»

1067/ 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ «11» و غَيْرُهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‏

______________________________

 (1). في حاشية «ض»:+/ «عاملهم». و في قرب الإسناد: «و لم يضرّهم». و احتمل المجلسي في مرآة العقول، المجرّد بعد ما اختار المزيد، ثمّ قال: «و ربما يقرأ من الضرب».

 (2). في «بر»: «فيكفّرهم». و في الوافي: «لم يفقرهم: لم يجعلهم فقراء بترك إعطائه إيّاهم ما يكفيهم، فإنّهم ربما لم يصبروا على الفقر فيكفروا، فصار هو سبب كفرهم».

 (3). في شرح المازندراني: «الباب».

 (4). في «ب» و حاشية «بف»: «لم يجبرهم». و في «ج، بف» و حاشية «ف»: «لم يخبرهم». و في حاشية «ج»: «لم‏يجمّرهم» و «لم يجنّزهم». و في قرب الإسناد: «لم يجهزهم». و في مرآة العقول: «و ربّما يقرأ بالجيم و التاء و الزاي المشدّدة من قولهم: اجتزّ الحشيش، إذا قطعه بحيث لم يبق منه شي‏ء». و قوله: «لم يَخْبِزهم»، أي لم يَسُقْهم سوقاً شديداً. من الخَبْز، و هو السوق الشديد. راجع: الصحاح، ج 3، ص 876 (خبز).

 (5). في حاشية «ج» و قرب الإسناد: «ثغورهم». و قوله: «بعوثهم»: جمع بعث، و هو الجيش. راجع: الصحاح، ج 1، ص 273 (بعث).

 (6). في «ج»: «فينقطع».

 (7). في «ض، بح، بس»:-/ «قد». و في حاشية «بر» و قرب الإسناد:+/ «اللّهمّ».

 (8). في قرب الإسناد: «فاشهد».

 (9). في «ج، ف، بح، بس» و الوافي و البحار، ج 22 و 27:-/ «و».

 (10). قرب الإسناد، ص 100، ح 337، بسنده عن حنان بن سدير الوافي، ج 3، ص 652، ح 1247؛ البحار، ج 22، ص 495، ح 41؛ و ج 27، ص 246، ح 6.

 (11). هكذا في حاشية «ف». و في النسخ و المطبوع: «محمّد بن عليّ». و الصواب ما أثبتناه؛ فقد أكثر محمّد بن‏يحيى، شيخ المصنّف، الرواية عن أحمد بن محمّد بن عيسى. راجع: معجم رجال الحديث، ج 18، ص 7.

و أمّا احتمال صحّة «محمّد بن عليّ» و أنّ المراد به هو محمّد بن عليّ بن معمر كما روى عنه المصنّف، في ح 6192 و 14819 و 14820، فالظاهر عدم صحّة هذا الاحتمال؛ فإنّا لم نجد- مع الفحص الأكيد- رواية محمّد بن عليّ بن معمر عن أحمد بن محمّد بن عيسى في موضع. أضف إلى ذلك أنّ الظاهر من عطف «غيره» على «محمّد بن يحيى» هو الإشارة إلى العِدّة الراوين عن أحمد بن محمّد بن عيسى الذين من جملتهم محمّد بن يحيى، كما في: رجال النجاشي، ص 377، الرقم 1026. و قد تكرّر هذا العطف في مواضع من أسناد الكافي، انظر على سبيل المثال: الكافي، ح 268 و 419 و 539 و 616 و 1452.

ثمّ إنّه لا يخفى عليك مشابهة «يحيى» و «عليّ» في بعض الخطوط القديمة الموجب لتصحيف أحدهما بالآخر.

345
الکافي2 (ط - دارالحديث)

104 - باب ما يجب من حق الإمام على الرعية و حق الرعية على الإمام عليه السلام ص : 342

الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ:

جَاءَ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَسَلٌ و تِينٌ‏ «1» مِنْ هَمْدَانَ‏ «2» و حُلْوَانَ، فَأَمَرَ الْعُرَفَاءَ «3» أَنْ يَأْتُوا بِالْيَتَامى‏، فَأَمْكَنَهُمْ مِنْ رُؤُوسِ الْأَزْقَاقِ‏ «4» يَلْعَقُونَهَا «5» و هُوَ يَقْسِمُهَا لِلنَّاسِ قَدَحاً قَدَحاً، فَقِيلَ لَهُ‏ «6»: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا لَهُمْ يَلْعَقُونَهَا؟ فَقَالَ: «إِنَّ الْإِمَامَ أَبُو الْيَتَامى‏، وَ إِنَّمَا «7» أَلْعَقْتُهُمْ هذَا بِرِعَايَةِ الْآبَاءِ». «8»

1068/ 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ؛ وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِ‏ «9»، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ:

______________________________

 (1). جعل بعضٌ الواوَ في «وتين» أصليّة و قال: الوتين: الواتن، و هو الماء المعين الدائم، و المراد هنا المائع‏الكثير. و يجوز كونه بالثاء المثلّثة. و ردّه المجلسي بإمكان كون التين أيضاً في الأزقاق فاعتصر منها دبس يلعقونها. راجع: مرآة العقول، ج 4، ص 339.

 (2). في الوافي: «همذان». و في مرآة العقول: «و لا يخفى أنّ المناسب هنا البلد لا القبيلة، لكنّه شاع تسمية البلد أيضاً بالمهملة». و وجه المناسبة هو تقارنه بالبلد. و قال الشعراني رحمه الله في ذيل شرح المازندراني، ج 7، ص 29 بعد تفسير «حلوان» ب «پل ذهاب»: «و همدان، الظاهر أنّها البلد المشهور دون القبيلة؛ إذ لا يؤتى بالعسل من القبيلة، بل من البلد».

 (3). «العُرَفاءُ»: جمع عَرِيف، و هو القيّم بامور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي امورهم و يتعرّف الأميرُ منه أحوالَهم. فعيل بمعنى فاعل. و العِرافةُ: عمله. النهاية، ج 3، 218 (عرف).

 (4). «الأزقاق»: جمع الزِقّ، و هو السقاء، أي وِعاء من جلد للماء و نحوه. أو جلدٌ يُجَزُّ و يُقْطَع شعرُه، و لا يُنْتَقُ و لايُنْزَع، للشراب و نحوه. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1183 (زقق).

 (5). «يلعقونها»: يلحسونها، أي يتناولونها بألسنتهم أو بأصابعهم. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1550 (لعق).

 (6). في «ب»:-/ «له».

 (7). في «بح»: «فإنّما».

 (8). الوافي، ج 3، ص 653، ح 1250؛ البحار، ج 27، ص 247، ح 7؛ و ج 41، ص 123، ح 30.

 (9). في «ب، ج»: «الإصفهاني».

346
الکافي2 (ط - دارالحديث)

104 - باب ما يجب من حق الإمام على الرعية و حق الرعية على الإمام عليه السلام ص : 342

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «1»: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: أَنَا أَوْلى‏ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، و عَلِيٌّ أَوْلى‏ بِهِ‏ «2» مِنْ بَعْدِي».

فَقِيلَ لَهُ: مَا مَعْنى‏ ذلِكَ؟

فَقَالَ: «قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ تَرَكَ دَيْناً أَوْ ضَيَاعاً «3» فَعَلَيَّ؛ و مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، فَالرَّجُلُ لَيْسَتْ‏ «4» لَهُ عَلى‏ نَفْسِهِ وِلَايَةٌ «5» إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، و لَيْسَ لَهُ عَلى‏ عِيَالِهِ أَمْرٌ و لَا نَهْيٌ إِذَا لَمْ يُجْرِ عَلَيْهِمُ‏ «6» النَّفَقَةَ، و النَّبِيُّ و أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ و مَنْ بَعْدَهُمَا أَلْزَمَهُمْ هذَا، فَمِنْ هُنَاكَ صَارُوا أَوْلى‏ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، و «7» مَا كَانَ سَبَبُ إِسْلَامِ عَامَّةِ الْيَهُودِ إِلَّا مِنْ بَعْدِ هذَا الْقَوْلِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و أَنَّهُمْ‏ «8» أَمِنُوا «9» عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ و عَلى‏ «10» عِيَالَاتِهِمْ». «11»

1069/ 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ صَبَّاحِ بْنِ سَيَابَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَوْ مُسْلِمٍ مَاتَ و تَرَكَ دَيْناً لَمْ يَكُنْ فِي فَسَادٍ و لَاإِسْرَافٍ، فَعَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَقْضِيَهُ، فَإِنْ لَمْ يَقْضِهِ، فَعَلَيْهِ إِثْمُ‏

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «قال».

 (2). في «ف»:+/ «منها».

 (3). «الضياع»: العيال. و أصله مصدر ضاع يضيع ضَياعاً، فسمّي العيال بالمصدر. النهاية، ج 3، ص 10 (ضيع).

 (4). في «بر»: «ليس».

 (5). في البحار، ج 27: «ولاية على نفسه».

 (6). في «ف»: «عليه».

 (7). في «ض»:-/ «و».

 (8). عطف على «هذا القول» المجرور. و قال في مرآة العقول: «أي علموا أنّهم لا يضيعون مع الإسلام».

 (9). اختلفت النسخ فيه من حيث كونه من الإفعال، أو من باب علموا. و قال في مرآة العقول: «من باب علم».

 (10). في البحار، ج 27:-/ «على».

 (11). علل الشرائع، ص 127، ح 2؛ عيون الأخبار، ج 2، ص 85، ح 29؛ معاني الأخبار، ص 52، ح 3، و في كلّها بسند آخر عن أبي الحسن عليه السلام، مع اختلاف. راجع: الفقيه، ج 4، ص 351، ح 5759؛ و التهذيب، ج 6، ص 211، ح 494؛ و تفسير القمّي، ج 1، ص 94؛ و ج 2، ص 17 الوافي، ج 3، ص 654، ح 1251؛ البحار، ج 16، ص 260، ح 49؛ و ج 27، ص 248، ح 8.

347
الکافي2 (ط - دارالحديث)

104 - باب ما يجب من حق الإمام على الرعية و حق الرعية على الإمام عليه السلام ص : 342

ذلِكَ؛ إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- يَقُولُ: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ‏» «1» الْآيَةَ، فَهُوَ مِنَ الْغَارِمِينَ، و لَهُ سَهْمٌ عِنْدَ الْإِمَامِ، فَإِنْ حَبَسَهُ فَإِثْمُهُ‏ «2» عَلَيْهِ». «3»

1070/ 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَاتَصْلُحُ‏ «4» الْإِمَامَةُ إِلَّا لِرَجُلٍ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ: و رَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي‏ «5» اللَّهِ، و حِلْمٌ يَمْلِكُ‏ «6» بِهِ غَضَبَهُ‏ «7»، و حُسْنُ الْوِلَايَةِ عَلى‏ مَنْ يَلِي، حَتّى‏ يَكُونَ لَهُمْ كَالْوَالِدِ الرَّحِيمِ». «8»

و فِي رِوَايَةٍ أُخْرى‏: «حَتّى‏ يَكُونَ لِلرَّعِيَّةِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ». «9»

1071/ 9. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُكَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ طَبَرِسْتَانَ- يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ- قَالَ‏ «10»: قَالَ مُعَاوِيَةُ: و لَقِيتُ الطَّبَرِيَّ مُحَمَّداً بَعْدَ ذلِكَ، فَأَخْبَرَنِي، قَالَ:

______________________________

 (1). التوبة (9): 60. و في «ف»:+/ «وَ العامِلِينَ عَلَيْها».

 (2). في حاشية «بر»: «فهو آثم».

 (3). الكافي، كتاب الميشة، باب الدين، ح 8459؛ و التهذيب، ج 6، ص 184، ح 381؛ و قرب الإسناد، ص 340، ح 1245، بسند آخر عن أبي الحسن عليه السلام مع اختلاف. و في تفسير العيّاشي، ج 2، ص 94، ح 78، عن الصبّاح بن سيابة، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 654، ح 1253؛ البحار، ج 27، ص 249، ح 9.

 (4). في «بف»: «لا تصحّ».

 (5). في حاشية «بح»: «محارم».

 (6). في «بر، بف»: «يهلك».

 (7). في «بر»: «غيظه».

 (8). الخصال، ص 116، باب الثلاثة، ح 97، بسنده عن حنان بن سدير، عن أبي عبد اللَّه، عن أبيه عليه السلام. و راجع: الكافي، كتاب الحجّ، باب الوصيّة، ح 6996 الوافي، ج 3، ص 653، ح 1248؛ البحار، ج 27، ص 250، ح 10.

 (9). الوافي، ج 3، ص 653، ح 1249؛ البحار، ج 27، ص 250، ذيل ح 10.

 (10). الضمير المستتر في «قال» راجع إلى سهل بن زياد. و معاوية هو معاوية بن حُكَيم. و المراد أنّ معاوية بن‏حكيم بعد أن سمع الخبر من محمّد بن أسلم عن محمّدٍ الطبري، لقي نفسُه محمّداً و سمع الخبر منه بلا و اسطةٍ.

348
الکافي2 (ط - دارالحديث)

105 - باب أن الأرض كلها للإمام عليه السلام ص : 349

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُوسى‏ «1» عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «الْمُغْرَمُ إِذَا تَدَيَّنَ أَوِ اسْتَدَانَ فِي حَقٍّ- الْوَهْمُ مِنْ مُعَاوِيَةَ- أُجِّلَ سَنَةً، فَإِنِ اتَّسَعَ، و إِلَّا قَضى‏ عَنْهُ الْإِمَامُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ». «2»

 

105- بَابُ أَنَّ الْأَرْضَ كُلَّهَا لِلْإِمَامِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

1072/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ الْأَرْضَ‏ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» «3» أَنَا و أَهْلُ بَيْتِيَ الَّذِينَ أَوْرَثَنَا اللَّهُ‏ «4» الْأَرْضَ، و نَحْنُ الْمُتَّقُونَ، وَ الْأَرْضُ كُلُّهَا لَنَا، فَمَنْ أَحْيَا «5» أَرْضاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلْيَعْمُرْهَا و لْيُؤَدِّ خَرَاجَهَا إِلَى الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، و لَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا؛ فَإِنْ تَرَكَهَا أَوْ أَخْرَبَهَا «6» و أَخَذَهَا «7» رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَعْدِهِ فَعَمَرَهَا «8» و أَحْيَاهَا، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنَ الَّذِي تَرَكَهَا، يُؤَدِّي‏ «9» خَرَاجَهَا إِلَى الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، و لَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا «10» حَتّى‏ يَظْهَرَ «11» الْقَائِمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي‏

______________________________

 (1). في «بر»:+/ «الرضا».

 (2). الوافي، ج 3، ص 655، ح 1254؛ البحار، ج 27، ص 250، ح 11.

 (3). الأعراف (7): 128.

 (4). في الكافي، ح 9266، و التهذيب و الاستبصار و الوسائل:-/ «اللَّه».

 (5). في مرآة العقول، ج 4، ص 346: «و قوله: فمن أحيا، كأنّه كلام أبي جعفر عليه السلام؛ لقوله: كما حواها رسول اللَّه، أوفيه التفات، و المجموع كلام الرسول صلى الله عليه و آله».

 (6). في التهذيب و الاستبصار: «و إن تركها و أخرجها».

 (7). في الكافي، ح 9266، و تفسير العيّاشي و التهذيب و الاستبصار و الوسائل: «فأخذها».

 (8). في «ض، ف، بف»: «فعمّرها» بالتثقيل.

 (9). في الكافي، ح 9266، و تفسير العيّاشي و التهذيب و الاستبصار و الوسائل: «فليؤدّ».

 (10). في الكافي، ح 9266، و التهذيب:-/ «منها».

 (11). في حاشية «ض»:+/ «الإمام».

349
الکافي2 (ط - دارالحديث)

105 - باب أن الأرض كلها للإمام عليه السلام ص : 349

بِالسَّيْفِ، فَيَحْوِيَهَا «1» و يَمْنَعَهَا «2» و يُخْرِجَهُمْ مِنْهَا، كَمَا حَوَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و مَنَعَهَا، إِلَّا مَا كَانَ فِي أَيْدِي شِيعَتِنَا؛ فَإِنَّهُ يُقَاطِعُهُمْ‏ «3» عَلى‏ مَا «4» فِي أَيْدِيهِمْ، و يَتْرُكُ الْأَرْضَ فِي أَيْدِيهِمْ». «5»

1073/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَمَّنْ رَوَاهُ، قَالَ:

 «الدُّنْيَا و مَا فِيهَا لِلَّهِ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- و لِرَسُولِهِ و لَنَا، فَمَنْ غَلَبَ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ مِنْهَا، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، و لْيُؤَدِّ حَقَّ اللَّهِ تَبَارَكَ و تَعَالى‏، و لْيَبَرَّ إِخْوَانَهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ذلِكَ، فَاللَّهُ وَ رَسُولُهُ و نَحْنُ بُرَآءُ مِنْهُ». «6»

1074/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ:

رَأَيْتُ مِسْمَعاً بِالْمَدِينَةِ- و قَدْ كَانَ حَمَلَ إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ تِلْكَ السَّنَةَ مَالًا، فَرَدَّهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «7»- فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ رَدَّ عَلَيْكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَالَ الَّذِي حَمَلْتَهُ إِلَيْهِ؟

______________________________

 (1). حَواه يَحْويه حَيّاً، أي جمعه. و احتواه مثله. الصحاح، ج 6، ص 3322 (حوا).

 (2). في التهذيب: «فيمنعها».

 (3). في التهذيب و الاستبصار: «فيقاطعهم» بدل «فإنّه يقاطعهم». و قوله: «يقاطعهم على ما في أيديهم»، أي‏يولّيهم إيّاه. يقال: قاطعه على كذا و كذا من الأجر و العمل و نحوه، أي و لّاه إيّاه باجرة معيّنة. قال المازندراني: «القطيعة طائفة من أرض الخراج يقطعها السلطان من يريد، و هو يتصرّف فيها و يعطي خراجها. و المقاطعة من الطرفين؛ لأنّ الإقطاع لا يتحقّق بدون رضائهما». راجع: لسان العرب، ج 8، ص 28؛ المعجم الوسيط، ص 745 (قطع)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 34.

 (4). في التهذيب: «ما كان».

 (5). الكافي، كتاب المعيشة، باب في إحياء أرض الموات، ح 9266. و في التهذيب، ج 7، ص 152، ح 674؛ و الاستبصار، ج 3، ص 108، ح 383، بإسناده عن الحسن بن محبوب. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 25، ح 66، عن أبي خالد الكابلي الوافي، ج 10، ص 285، ح 9589؛ الوسائل، ج 25، ص 414، ح 32246.

 (6). الوافي، ج 10، ص 289، ح 9595.

 (7). في الوافي:+/ «عليه».

350
الکافي2 (ط - دارالحديث)

105 - باب أن الأرض كلها للإمام عليه السلام ص : 349

قَالَ: فَقَالَ لِي‏ «1»: إِنِّي قُلْتُ لَهُ- حِينَ حَمَلْتُ إِلَيْهِ الْمَالَ-: إِنِّي كُنْتُ وُلِّيتُ‏ «2» الْبَحْرَيْنَ الْغَوْصَ، فَأَصَبْتُ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، و قَدْ جِئْتُكَ بِخُمُسِهَا بِثَمَانِينَ‏ «3» أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَ كَرِهْتُ أَنْ أَحْبِسَهَا عَنْكَ، و أَنْ أَعْرِضَ‏ «4» لَهَا و هِيَ حَقُّكَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ- تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ «5»- فِي أَمْوَالِنَا.

فَقَالَ: «أَ و «6» مَا لَنَا مِنَ الْأَرْضِ و مَا أَخْرَجَ اللَّهُ‏ «7» مِنْهَا إِلَّا «8» الْخُمُسُ؟ يَا أَبَا سَيَّارٍ، إِنَّ الْأَرْضَ كُلَّهَا لَنَا؛ فَمَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهَا مِنْ شَيْ‏ءٍ فَهُوَ لَنَا».

فَقُلْتُ لَهُ: و أَنَا أَحْمِلُ إِلَيْكَ الْمَالَ كُلَّهُ.

فَقَالَ: «يَا أَبَا سَيَّارٍ، قَدْ «9» طَيَّبْنَاهُ لَكَ، و أَحْلَلْنَاكَ‏ «10» مِنْهُ، فَضُمَّ إِلَيْكَ مَالَكَ، و كُلُّ مَا فِي أَيْدِي شِيعَتِنَا مِنَ الْأَرْضِ‏ «11» فَهُمْ فِيهِ مُحَلَّلُونَ‏ «12» حَتّى‏ يَقُومَ قَائِمُنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَيَجْبِيَهُمْ‏ «13» طَسْقَ‏ «14» مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، و يَتْرُكَ الْأَرْضَ فِي أَيْدِيهِمْ، و أَمَّا مَا كَانَ فِي أَيْدِي‏ «15» غَيْرِهِمْ، فَإِنَّ كَسْبَهُمْ مِنَ الْأَرْضِ حَرَامٌ عَلَيْهِمْ حَتّى‏ يَقُومَ قَائِمُنَا، فَيَأْخُذَ الْأَرْضَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، و يُخْرِجَهُمْ‏ «16» صَغَرَةً «17»».

______________________________

 (1). في «ج، ف، بس» و الوافي و التهذيب:-/ «لي».

 (2). «و لِّيتُ» احتمل فيه و جه آخر، و هو فتح الواو و كسر اللام المخفّفة، أي و لِيتُ. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 35؛ مرآة العقول، ج 4، ص 348.

 (3). في «ب، ج» و الوافي و التهذيب: «ثمانين».

 (4). في الوافي و التهذيب: «أو أعرض» بدل «و أن أعرض».

 (5). في الوافي و التهذيب:+/ «لك».

 (6). في «بف»: «و» بدون الهمزة.

 (7). في «ب»:-/ «اللَّه».

 (8). في «ب»:-/ «إلّا».

 (9). في «ف»: «و قد».

 (10). في «بف»: «حللناك».

 (11). في «ب، ف»:-/ «من الأرض».

 (12). في الوافي:+/ «يحلّ ذلك لهم».

 (13). «فيَجْبِيهِمْ»، أي يجمع منهم. يقال: جَبَيْتُ المالَ و الخراجَ أَجْبِيه جَبَايةً، أي جمعته. راجع: المصباح المنير، ص 91 (جبى).

 (14). «الطَسْقُ»: الوظيفة من خراج الأرض، فارسيٌّ معرّب. الصحاح، ج 4، ص 1517 (طسق).

 (15). في «بح، بس، بف»: «يدي».

 (16). في الوافي و التهذيب:+/ «عنها».

 (17). «الصَغَرَةُ»: جمع الصاغِر، و هو الراضي بالذلّ و الضَيْم، أي الظلم. راجع: لسان العرب، ج 4، ف ص 459 (صغر).

351
الکافي2 (ط - دارالحديث)

105 - باب أن الأرض كلها للإمام عليه السلام ص : 349

قَالَ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ: فَقَالَ‏ «1» لِي أَبُو سَيَّارٍ: مَا أَرى‏ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ الضِّيَاعِ‏ «2» وَ لَامِمَّنْ‏ «3» يَلِي الْأَعْمَالَ يَأْكُلُ حَلَالًا غَيْرِي إِلَّا مَنْ طَيَّبُوا لَهُ ذلِكَ. «4»

1075/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَ مَا عَلَى الْإِمَامِ زَكَاةٌ؟

فَقَالَ: «أَحَلْتَ‏ «5» يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الدُّنْيَا و الْآخِرَةَ لِلْإِمَامِ يَضَعُهَا حَيْثُ يَشَاءُ «6»، و يَدْفَعُهَا إِلى‏ مَنْ يَشَاءُ، جَائِزٌ لَهُ ذلِكَ مِنَ اللَّهِ. إِنَّ الْإِمَامَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، لَايَبِيتُ لَيْلَةً أَبَداً و لِلَّهِ فِي عُنُقِهِ حَقٌّ يَسْأَلُهُ عَنْهُ». «7»

1076/ 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ، أَوِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا لَكُمْ مِنْ هذِهِ الْأَرْضِ‏ «8»؟

فَتَبَسَّمَ، ثُمَ‏ «9» قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- بَعَثَ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَمَرَهُ أَنْ يَخْرِقَ‏

______________________________

 (1). في «بف»: «قال».

 (2). الضِياعُ: جمع الضَيْعَة، و هي العقار، أي النخل و الكَرْم و الأرض. و قيل: الضَيْعَةُ: ما منه معاش الرجل، كالصنعة و التجارة و الزراعة و غير ذلك. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1252؛ النهاية، ج 3، ص 108 (ضيع).

 (3). في الوافي: «من».

 (4). التهذيب، ج 4، ص 144، ح 403، بسنده عن الحسن بن محبوب، إلى قوله: «و يخرجهم صغرة» الوافي، ج 10، ص 286، ح 9590؛ الوسائل، ج 9، ص 548، ح 12686.

 (5). أحال الرجال: أتى المُحال و تكلّم به. الصحاح، ج 4، ص 1680 (حول).

 (6). في «بر، بف» و حاشية «بح»: «شاء».

 (7). الفقيه، ج 2، ص 39، ح 1645، بإسناده عن أبي بصير الوافي، ج 10، ص 289، ح 9596.

 (8). في البحار، ج 60: «الأنهار» بدل «الأرض».

 (9). في البحار، ج 60: «و» بدل «ثمّ».

352
الکافي2 (ط - دارالحديث)

105 - باب أن الأرض كلها للإمام عليه السلام ص : 349

بِإِبْهَامِهِ ثَمَانِيَةَ أَنْهَارٍ فِي الْأَرْضِ: مِنْهَا سَيْحَانُ، و جَيْحَانُ- و هُوَ نَهَرُ بَلْخَ- و الْخشوع‏ «1»- و هُوَ نَهَرُ الشَّاشِ‏ «2»- و مِهْرَانُ- و هُوَ نَهَرُ الْهِنْدِ- و نِيلُ مِصْرَ، و دِجْلَةُ، و الْفُرَاتُ‏ «3»، فَمَا سَقَتْ أَوِ اسْتَقَتْ‏ «4» فَهُوَ لَنَا، و مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِشِيعَتِنَا، و لَيْسَ لِعَدُوِّنَا مِنْهُ‏ «5» شَيْ‏ءٌ إِلَّا مَا «6» غَصَبَ‏ «7» عَلَيْهِ، و إِنَّ و لِيَّنَا لَفِي أَوْسَعَ مِمَّا «8» بَيْنَ ذِهْ إِلى‏ ذِهْ» يَعْنِي بَيْنَ السَّمَاءِ و الْأَرْضِ، ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ: « «قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» الْمَغْصُوبِينَ عَلَيْهَا «خالِصَةً» لَهُمْ‏ «يَوْمَ الْقِيامَةِ»: «9» بِلَا غَصْبٍ». «10»

1077/ 6. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّيَّانِ، قَالَ:

كَتَبْتُ إِلَى الْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، رُوِيَ لَنَا أَنْ لَيْسَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا الْخُمُسُ؟

______________________________

 (1). لم أهتد إلى ضبط الكلمة. و قال في مرآة العقول، ج 4، ص 351: «و تسميته بالخشوع لم نجدها فيما عندنا من‏كتب اللغة و غيرها». و قال الشعراني رحمه الله في ذيل شرح المازندراني، ج 7، ص 38: «و أمّا نهر الخشوع فلا أعرفه ... و مع ذلك يكثر في أسامي المواضع بماوراء النهر الكلمات المبدوّة بلفظة «خش» مثل: خشوفض، و خشميثن. و لا يبعد أن يكون «خشوع» مصحّفة من مثل هذه الكلمات».

 (2). «شاش»: بلد بماوراء النهر، و قد يُمنَع. القاموس المحيط، ج 1، ص 812 (شوش).

 (3). في الوافي: «و فرات».

 (4). في «بف»: «و استقت». و في الوسائل: «أو أسقت».

 (5). في البحار، ج 60: «منها».

 (6). في حاشية «ض»: «ممّا».

 (7). أي غصبنا عليه. و في «ض، بح، بر»: «غُصب» على صيغة المبنيّ للمفعول. و في مرآة العقول: «إلّا ما غصب‏عليه، على بناء المعلوم، و الضمير للعدوّ، أي غصبنا عليه؛ أو على بناء المجهول، أي إلّاشي‏ء صار مغصوباً عليه». و في حاشية بدرالدين: «إلّا ما غضب» ثمّ قال: «ما، مصدريّة، و الاستثناء منقطع، أي ليس له من ذلك شي‏ء إلّاغضب اللَّه عليه». راجع حاشية بدرالدين، ص 248.

 (8). هكذا في «ب، ض» و البحار، ج 60. و في أكثر النسخ و المطبوع: «فيما».

 (9). الأعراف (7): 32.

 (10). الوافي، ج 10، ص 287، ح 9592؛ الوسائل، ج 9، ص 550، ح 12691؛ البحار، ج 60، ص 46، ح 25؛ و ج 65، ص 124.

353
الکافي2 (ط - دارالحديث)

105 - باب أن الأرض كلها للإمام عليه السلام ص : 349

فَجَاءَ الْجَوَابُ: «إِنَّ الدُّنْيَا و مَا عَلَيْهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». «1»

1078/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ، و أَقْطَعَهُ الدُّنْيَا قَطِيعَةً «2»، فَمَا كَانَ لآِدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَهُوَ لِلْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «3»

1079/ 8. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ؛ وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَرى‏ «4» بِرِجْلِهِ خَمْسَةَ أَنْهَارٍ- و لِسَانُ‏ «5» الْمَاءِ يَتْبَعُهُ-: الْفُرَاتَ، و دِجْلَةَ، و نِيلَ مِصْرَ، و مِهْرَانَ‏ «6»، و نَهَرَ بَلْخَ‏ «7»، فَمَا سَقَتْ أَوْ سُقِيَ مِنْهَا فَلِلْإِمَامِ، و الْبَحْرُ الْمُطِيفُ‏ «8»

______________________________

 (1). الوافي، ج 10، ص 289، ح 9594.

 (2). «أقطعه الدنيا قطيعةً»، أي جعلها له قطيعة يتملّكها و يستبدّ به و ينفرد. و الإقطاع يكون تمليكاً و غير تمليك. و مضى معنى القطيعة في الحديث الأوّل من هذا الباب. راجع: النهاية، ج 4، ص 82 (قطع).

 (3). الوافي، ج 10، ص 287، ح 9591.

 (4). قال الجوهري: «كريت النهرَ كَرْياً، أي حفرته». و قال الفيروزآبادي: «كري- كرضي- النهر: استحدث‏حَفره». و اختاره المجلسي. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2473؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1740 (كرى).

 (5). في حاشية «ف»: «لسال».

 (6). في «ب»:-/ «و مهران».

 (7). في «بر»:+/ «و البحر المطيف بالدنيا».

 (8). قرئ: المُطْيَف، اسم مفعول أو اسم مكان من الطواف، و هو ضعيف؛ لمجي‏ء الأوّل على مُطاف أو مطوف، و الثاني على مُطاف أو مَطاف. و قرئ أيضاً: المُطيَّف، و هو أيضاً غير صحيح؛ لأنّ المفعول منه: مُطوَّف، على المشهور. راجع: مرآة العقول، ج 4، ص 354.

354
الکافي2 (ط - دارالحديث)

105 - باب أن الأرض كلها للإمام عليه السلام ص : 349

بِالدُّنْيَا «1»». «2»

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ السِّنْدِيِ‏ «3» بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ:

لَمْ يَكُنِ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ يَعْدِلُ بِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ شَيْئاً، و كَانَ لَايُغِبُ‏ «4» إِتْيَانَهُ، ثُمَّ انْقَطَعَ عَنْهُ و خَالَفَهُ‏ «5»، و كَانَ سَبَبُ ذلِكَ أَنَّ أَبَا مَالِكَ الْحَضْرَمِيَّ كَانَ أَحَدَ رِجَالِ هِشَامٍ، وَ «6» و قَعَ بَيْنَهُ و بَيْنَ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ مُلَاحَاةٌ «7» فِي شَيْ‏ءٍ مِنَ الْإِمَامَةِ، قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ:

الدُّنْيَا «8» كُلُّهَا لِلْإِمَامِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلى‏ جِهَةِ الْمِلْكِ، و إِنَّهُ أَوْلى‏ بِهَا مِنَ الَّذِينَ هِيَ‏ «9» فِي أَيْدِيهِمْ.

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بس» و شرح المازندراني و الوافي و البحار و الخصال و فقه الرضا. و في «بر، بف»:-/ «و البحر المطيف بالدنيا». و في المطبوع:+/ « [للإمام‏]». و في الفقيه:+/ «و هو افْسِيكونُ» و الظاهر أنّ هذه الزيادة من الصدوق رحمه اللَّه، فسّر به البحر المطيف بالدنيا. و الحقّ أنّه اشتبه عليه الأمر؛ لأنّه معرّب «آبسكون» و هو بحر الخزر، و ليس مطيفاً بالدنيا. و قال المازندراني في شرحه: «قوله: و البحر ...، بالنصب، عطف على خمسة أنهار، أو بالرفع، على أنّه مبتدأ خبره محذوف، و الجملة معطوفة على قوله: «إنّ جبرئيل». أي قال: «البحر المطيف بالدنيا للإمام. و فيه مبالغة على أنّ الدنيا و ما فيها له».

 (2). الفقيه، ج 2، ص 45، ح 1662؛ و الخصال، ص 292، أبواب الخمسة، ح 54، بإسنادهما عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري. فقه الرضا، ص 293 الوافي، ج 10، ص 288، ح 9593؛ الوسائل، ج 9، ص 530، ح 12642؛ البحار، ج 60، ص 43، ح 13.

 (3). هكذا في «ف، بر». و في «ألف، ب، ج، ض، و، بح، بس، بف، جر» و المطبوع: «السري».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد ترجم النجاشي و الشيخ الطوسي لِلسندي بن الربيع البغدادي، و روى بعنوان السندي بن الربيع. و سندي بن الربيع في عددٍ من الأسناد. راجع: رجال النجاشي، ص 187، الرقم 496؛ الفهرست للطوسي، ص 229، الرقم 343؛ معجم رجال الحديث، ج 8، ص 314- 316.

و أمّا السري بن الربيع فلم نجد له ذكراً في موضع من الأسناد و كتب الرجال.

 (4). أي لا يجعل إتيانه و زيارته غِبّاً، بأن أتاه يوماً و تركه يوماً، بل كان يأتيه كلّ يوم. يقال: أغْبَبْتُ القوم و غَبَبْتُ‏عنهم أيضاً، إذا جئت يوماً و تركت يوماً. راجع: الصحاح، ج 1، ص 190 (غبب). و في «ج»: «لا يعيّب». و يجوز فيه المجرّد و رفع «الإتيان» أي لا يكون إتيانه غبّاً.

 (5). في حاشية «بس»: «جانبه».

 (6). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر»:-/ «و».

 (7). «مُلاحاةٌ»، أي منازعة. يقال: لاحَيْتُهُ مُلاحاةً و لِحاءً، أي نازعتُه. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2481 (لحى).

 (8). في «ف»: «إنّ الدنيا».

 (9). في «ج، ض، بح، بف» و شرح المازندراني: «هم». و في «ف»: «هم هي». قال المازندراني: «و في بعض ف النسخ: «هي» بدل «هم» و هو الأظهر».

355
الکافي2 (ط - دارالحديث)

106 - باب سيرة الإمام في نفسه و في المطعم و الملبس إذا و لي الأمر ص : 356

وَ قَالَ أَبُو مَالِكٍ‏ «1»: كَذلِكَ‏ «2» أَمْلَاكُ النَّاسِ لَهُمْ إِلَّا مَا حَكَمَ اللَّهُ بِهِ لِلْإِمَامِ مِنَ الْفَيْ‏ءِ وَ الْخُمُسِ و الْمَغْنَمِ، فَذلِكَ لَهُ، و ذلِكَ أَيْضاً قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لِلْإِمَامِ أَيْنَ يَضَعُهُ، و كَيْفَ يَصْنَعُ بِهِ، فَتَرَاضَيَا بِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، و صَارَا إِلَيْهِ، فَحَكَمَ هِشَامٌ لِأَبِي مَالِكٍ عَلَى ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، فَغَضِبَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ، و هَجَرَ هِشَاماً بَعْدَ ذلِكَ.

 

106- بَابُ سِيرَةِ الْإِمَامِ فِي نَفْسِهِ و «3» فِي الْمَطْعَمِ و الْمَلْبَسِ إِذَا و لِيَ‏ «4» الْأَمْرَ

1080/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ حَمَّادٍ «5»، عَنْ حُمَيْدٍ و جَابِرٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ:

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي إِمَاماً لِخَلْقِهِ، فَفَرَضَ عَلَيَّ التَّقْدِيرَ «6» فِي نَفْسِي و مَطْعَمِي و مَشْرَبِي و مَلْبَسِي كَضُعَفَاءِ النَّاسِ؛ كَيْ يَقْتَدِيَ الْفَقِيرُ بِفَقْرِي‏ «7»، و لَا يُطْغِيَ الْغَنِيَّ غِنَاهُ». «8»

1081/ 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ:

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و شرح المازندراني و مرآة العقول. و في المطبوع:+/ « [ليس‏]».

 (2). في «ض، بر، بس» و حاشية «ف»: «كذاك». و في «بف» و حاشية «ف»:+/ «ليس له».

 (3). في «ب، بح، بف»:-/ «و».

 (4). في «ب»: «ولّي».

 (5). رواية حمّاد شيخ ابن محبوب عن أمير المؤمنين عليه السلام بواسطة و احدة لا تخلو من بُعدٍ. فيحتمل إمّا و قوع الإرسال في السند، أو أنّ الصواب هو «حميد عن جابر العبدي» كما هو مقتضى إفراد «قال»، و اللَّه هو العالم.

 (6). في حاشية «ف»: «التقدّر» أي التضيّق. و «التقدير»: التضييق، كما في القاموس المحيط، ج 1، ص 641 «قدر».

 (7). في «ج، ف»: «بفقره».

 (8). الوافي، ج 3، ص 656، ح 1255؛ البحار، ج 40، ص 336، ح 17.

356
الکافي2 (ط - دارالحديث)

106 - باب سيرة الإمام في نفسه و في المطعم و الملبس إذا و لي الأمر ص : 356

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْماً: جُعِلْتُ فِدَاكَ، ذَكَرْتُ آلَ فُلَانٍ و مَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ هذَا إِلَيْكُمْ لَعِشْنَا مَعَكُمْ.

فَقَالَ: «هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ‏ «1» يَا مُعَلّى‏، أَمَا و اللَّهِ أَنْ لَوْ كَانَ ذَاكَ‏ «2»، مَا كَانَ‏ «3» إِلَّا سِيَاسَةَ اللَّيْلِ‏ «4»، و سِيَاحَةَ النَّهَارِ «5»، و لُبْسَ الْخَشِنِ، و أَكْلَ الْجَشِبِ‏ «6»، فَزُوِيَ‏ «7» ذلِكَ عَنَّا «8»، فَهَلْ رَأَيْتَ ظُلَامَةً «9» قَطُّ صَيَّرَهَا اللَّهُ نِعْمَةً إِلَّا هذِهِ؟». «10»

1082/ 3. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ؛ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، و غَيْرِهِمَا بِأَسَانِيدَ مُخْتَلِفَةٍ:

فِي احْتِجَاجِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلى‏ عَاصِمِ بْنِ زِيَادٍ حِينَ لَبِسَ الْعَبَاءَ، و تَرَكَ الْمُلَاءَ «11»، و شَكَاهُ أَخُوهُ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَدْ غَمَّ أَهْلَهُ،

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بف» و شرح المازندراني و الوافي. و في «بس» و المطبوع:-/ «هيهات» الثاني.

 (2). في «ف، بر»: «أما أن لو كان و اللَّه ذلك». و في الوافي: «ذلك».

 (3). في شرح المازندراني:+/ «حالنا».

 (4). «السِياسَةُ»: القيام على الشي‏ء بما يُصلحه. و المراد رياضة النفس فيه بالاهتمام لُامور الأنام و تدبير معاشهم‏ومعادهم، مضافاً إلى العبادات البدنيّة. راجع: الوافي، ج 3، ص 675؛ النهاية، ج 2، ص 421 (سوس).

 (5). في الوافي: «سياحة النهار: رياضتها فيه بالدعوة و الجهاد و السعي في قضاء حوائج الناس ابتغاء مرضاة اللَّه».

 (6). «الجَشْبُ»: الغليظ الخشن من الطعام. و قيل: غير المأدوم. و كلّ بَشَع الطعم- أي غير ملائم الطعم- جشَبٌ. راجع: النهاية، ج 1، ص 272 (جشب).

 (7). «فَزُوِيَ»، أي نُحِّيَ و صُرِفَ. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1695 (زوى).

 (8). في «بر»:+/ «أهل البيت».

 (9). «الظُلامَةُ»: ما تطلبه عند الظالم، و هو اسمُ ما اخذ منك. الصحاح، ج 5، ص 1977 (ظلم).

 (10). الغيبة للنعماني، ص 286، ح 7، بسند آخر عن المفضّل بن عمر، مع اختلاف يسير و زيادة الوافي، ج 3، ص 656، ح 1256.

 (11). «الملاء»: جمع المُلاءَة، و هي الإزار و الرَبْطَة، و هي المِلْحَفَة. و قيل: هو كلّ ثوب ليّن رقيق. راجع: لسان‏العرب، ج 1، ص 160؛ مجمع البحرين، ج 1، ص 398 (ملأ).

357
الکافي2 (ط - دارالحديث)

106 - باب سيرة الإمام في نفسه و في المطعم و الملبس إذا و لي الأمر ص : 356

وَ أَحْزَنَ وُلْدَهُ بِذلِكَ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «عَلَيَّ بِعَاصِمِ بْنِ زِيَادٍ». فَجِي‏ءَ بِهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَبَسَ‏ «1» فِي و جْهِهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَ مَا اسْتَحْيَيْتَ‏ «2» مِنْ أَهْلِكَ؟ أَ مَا رَحِمْتَ و لْدَكَ؟ أَ تَرَى اللَّهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّيِّبَاتِ و هُوَ يَكْرَهُ أَخْذَكَ مِنْهَا؟ أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذلِكَ، أَ و لَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: «وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ‏»؟ أَ و لَيْسَ اللَّهُ‏ «3» يَقُولُ: «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ‏ يَلْتَقِيانِ‏ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ‏» إِلى‏ قَوْلِهِ‏ «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ‏» «4»؟ فَبِاللَّهِ‏ «5»، لَابْتِذَالُ نِعَمِ اللَّهِ بِالْفَعَالِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنِ ابْتِذَالِهَا «6» بِالْمَقَالِ، و قَدْ قَالَ اللَّهُ‏ «7» عَزَّ و جَلَّ: «وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ‏» «8»».

فَقَالَ عَاصِمٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَعَلى‏ مَا «9» اقْتَصَرْتَ فِي مَطْعَمِكَ عَلَى الْجُشُوبَةِ، وَ فِي مَلْبَسِكَ عَلَى الْخُشُونَةِ؟ فَقَالَ: «وَيْحَكَ، إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- فَرَضَ عَلى‏ أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ كَيْلَا يَتَبَيَّغَ‏ «10» بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ». فَأَلْقى‏ عَاصِمُ بْنُ زِيَادٍ «11» الْعَبَاءَ، و لَبِسَ الْمُلَاءَ. «12»

1083/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‏

______________________________

 (1). في «ف»: «عبّس».

 (2). في «بر»: «استحيت».

 (3). في الوسائل و البحار:-/ «اللَّه».

 (4). الرحمن (55): 10-/ 11 و 19- 22.

 (5). في «ض، بر، بس» و حاشية «ج، بف»: «فيا لَلَّه». و في «ف»: «فاللَّه».

 (6). في «ب، ج، ض، ف، بح، بف» و الوافي: «ابتذاله لها». و قال في الوافي: «ابتذال النعمة بالفعال: أن يصرفها فيما ينبغي متوسّعاً من غير ضيق. و بالمقال: أن يدّعي الغناء و يظهر بلسانه الاستغناء بها».

 (7). في «بح، بس»:-/ «اللَّه».

 (8). الضحى (93): 11.

 (9). في الوسائل: «فعلامَ».

 (10). في «بر»: «لكيلا يتبيّغ». و في حاشية «ج»: «كيلا تبيّغ». و في حاشية «ف»: «كيلا يبيغ». و قوله: «يتبيّغ»، أي‏يتهيّج. و يقال: أصله يتبغّى من البَغي، فَقُلِب، مثل جذب و جبذ. الصحاح، ج 4، ص 1317 (بوغ).

 (11). في الوسائل:-/ «بن زياد».

 (12). نهج البلاغة، ص 324، الخطبة 209، مع اختلاف يسير. و راجع: الاختصاص، ص 152 الوافي، ج 3، ص 65، ح 1257؛ الوسائل، ج 5، ص 112، ح 6073؛ البحار، ج 41، ص 123، ح 32.

358
الکافي2 (ط - دارالحديث)

106 - باب سيرة الإمام في نفسه و في المطعم و الملبس إذا و لي الأمر ص : 356

يَحْيَى الْخَزَّازِ «1»، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ‏:

حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ و قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، ذَكَرْتَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْبَسُ الْخَشِنَ، يَلْبَسُ الْقَمِيصَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ و مَا أَشْبَهَ ذلِكَ، و نَرى‏ «2» عَلَيْكَ اللِّبَاسَ الْجَدِيدَ «3».

فَقَالَ‏ «4» لَهُ‏ «5»: «إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْبَسُ ذلِكَ فِي زَمَانٍ لَايُنْكَرُ عَلَيْهِ‏ «6»، و لَوْ لَبِسَ مِثْلَ ذلِكَ الْيَوْمَ شُهِرَ «7» بِهِ، فَخَيْرُ «8» لِبَاسِ كُلِّ زَمَانٍ لِبَاسُ أَهْلِهِ، غَيْرَ أَنَّ قَائِمَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «9» إِذَا قَامَ، لَبِسَ ثِيَابَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و سَارَ بِسِيرَةِ عَلِيٍ‏ «10» عَلَيْهِ السَّلَامُ». «11»

______________________________

 (1). في «ب، بر، بس»: «الخرّاز». و هو سهو، و المذكور في ترجمته و مواضع و روده هو «الخزّاز». راجع: رجال النجاشي، ص 144، الرقم 373؛ و ص 249، الرقم 655؛ و ص 359، الرقم 964؛ الفهرست للطوسي، ص 355، الرقم 561؛ رجال الطوسي، ص 435، الرقم 6232؛ رجال ابن داود، ص 340، الرقم 1499؛ خلاصة الأقوال، ص 158، الرقم 120؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 37.

 (2). في «ب، بف»: «و يرى». و في «بح»: «و ترى».

 (3). في حاشية «ج، بح، بف» و الكافي، ح 12456: «الجيّد».

 (4). في الكافي، ح 12456: «قال: فقال».

 (5). في «بف»:-/ «له».

 (6). في «ج، ف، بح، بس، بف» و الكافي، ح 12456، و مرآة العقول و البحار، ج 40 و 47:-/ «عليه».

 (7). في الكافي، ح 12456: «لشهر». قال ابن الأثير في معنى ثوب الشهرة: «الشهرة: ظهور الشي‏ء في شنعة حتّى‏يَشْهَره الناس». راجع: النهاية، ج 2، ص 515 (شهر).

 (8). في «ج، بس»: «فأخير».

 (9). في الكافي، ح 12456:-/ «أهل البيت».

 (10). في «بس»: «أمير المؤمنين». و في الكافي، ح 12456: «بسيرته» بدل «بسيرة عليّ عليه السلام». و في البحار، ج 47: «أمير المؤمنين عليّ».

 (11). الكافي، كتاب الزيّ و التجمّل، باب اللباس، ح 12456، [عن محمّد بن يحيى‏] عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عن حمّاد بن عثمان. رجال الكشّي، ص 392، ح 739، بسند آخر عن عليّ بن أسباط، قال: قال سفيان بن عيينة لأبي عبداللَّه عليه السلام ... مع اختلاف. الوسائل، ج 5، ص 17، ح 5772؛ البحار، ج 40، ص 336، ح 18؛ و ج 47، ص 54، ح 92.

359
الکافي2 (ط - دارالحديث)

107 - باب نادر ص : 360

 

107- بَابٌ نَادِرٌ

1084/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ، قَالَ:

عَطَسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْماً و أَنَا عِنْدَهُ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا يُقَالُ لِلْإِمَامِ إِذَا عَطَسَ؟

قَالَ: «يَقُولُونَ‏ «1»: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ». «2»

1085/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‏ «3» الدِّينَوَرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ زَاهِرٍ «4»:كلينى،

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ؟

قَالَ: «لَا، ذَاكَ اسْمٌ سَمَّى اللَّهُ بِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمْ يُسَمَ‏ «5» بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ، و لَا يَتَسَمّى‏ «6» بِهِ بَعْدَهُ‏ «7» إِلَّا كَافِرٌ».

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «8»، كَيْفَ يُسَلَّمُ‏ «9» عَلَيْهِ؟

قَالَ: «يَقُولُونَ‏ «10»: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللَّهِ». ثُمَّ قَرَأَ: «بَقِيَّتُ اللَّهِ‏ خَيْرٌ لَكُمْ‏ إِنْ كُنْتُمْ‏

______________________________

 (1). في «ف، بر»: «تقولون».

 (2). الكافي، كتاب العشرة، باب العطاس و التسميت، ح 3682، بسند آخر عن الرضا عليه السلام، مع زيادة و اختلاف الوافي، ج 5، ص 636، ح 2755؛ البحار، ج 27، ص 256، ح 6. و فيه، ح 5.

 (3). في الوسائل: «عن إبراهيم بن إسحاق» بدل «قال: حدّثني إسحاق بن إبراهيم».

 (4). في «ب»: «عمر بن راهل». و الظاهر أنّه سهو، و أنّ عمر هذا، هو عمر بن زاهر الهمداني المذكور في أصحاب الصادق عليه السلام. راجع: رجال الطوسي، ص 255، الرقم 3601. و في الوسائل: «عمر بن أبي زاهر».

 (5). في «ف»: «و لم يسمّ».

 (6). في حاشية «ض»: «و لم يتسمّ». و في الوسائل: «و لا يسمّى».

 (7). في «ف»: «أحد بعده».

 (8). في «ج، بس، بف» و الوافي:-/ «جعلت فداك».

 (9). في «ب»: «نسلّم».

 (10). في «ب، ج، ض»: «يقول». و في «ف»: «تقولون». و في «بر» و تفسير فرات و الوسائل: «تقول». و في ف حاشية «ج»: «قال».

360
الکافي2 (ط - دارالحديث)

107 - باب نادر ص : 360

مُؤْمِنِينَ» «1». «2»

1086/ 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ‏ «3» عَلَيْهِ السَّلَامُ: لِمَ سُمِّيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟

قَالَ: «لِأَنَّهُ يَمِيرُهُمْ‏ «4» الْعِلْمَ؛ أَ مَا سَمِعْتَ فِي كِتَابِ اللَّهِ‏ «وَ نَمِيرُ أَهْلَنا» «5»؟». «6»

و فِي رِوَايَةٍ أُخْرى‏، قَالَ: «لِأَنَّ مِيرَةَ «7» الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عِنْدِهِ يَمِيرُهُمُ الْعِلْمَ». «8»

______________________________

 (1). هود (11): 86.

 (2). تفسير فرات، ص 193، ح 249، و فيه: «عن جعفر بن محمّد الفزاري معنعناً عن عمر بن زاهر». تفسير العيّاشي، ج 1، ص 276، ح 274، عن محمّد بن إسماعيل الرازي عن رجل سمّاه عن أبي عبداللَّه عليه السلام، مع اختلاف. و راجع: كمال الدين، ص 330، ح 16؛ و ص 653، ذيل ح 18 الوافي، ج 3، ص 668، ح 1272؛ الوسائل، ج 14، ص 600، ح 19900؛ البحار، ج 24، ص 211، ذيل ح 1.

 (3). في «ب، ج، بر»: «أبا عبد اللَّه».

و الظاهر أنّ أحمد بن عمر، هو أحمد بن عمر الحلّال كما هو مقتضى‏ ما مرّ في ح 502 و 938 و 1003، و يأتي في ح 1157. و أحمد هذا روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام و له عنه عليه السلام مسائل. راجع: رجال النجاشي، ص 99، الرقم 248؛ رجال الطوسي، ص 352، الرقم 5213.

 (4). في «ف»: «يمير» بدون «هم». و قوله: «يميرهم»، أي أعطاهم المِيرَة، و هي الطعام و نحوه ممّا يجلب للبيع. راجع: النهاية، ج 4، ص 379 (مير). و يرد هاهنا إشكال بأنّ الأمير فعيل من الأمر لا من الأجوف. و اجيب بوجوه، أظهرها أن يكون المراد أنّ امراء الدنيا يسمّون أميراً؛ لكونهم متكلّفين لميرة الخلق الجسمانيّة، و أمّا أمير المؤمنين عليه السلام فإمارة لأمر أعظم من ذلك؛ لأنّه يميرهم؛ الميرة الروحانيّة و إن شاركهم في الجسمانيّة، فعبّر عليه السلام عن هذا المعنى بلفظ مناسب في الحرف بلفظ الأمير. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 7؛ مرآة العقول، ج 4، ص 370.

 (5). يوسف (12): 65.

 (6). علل الشرائع، ص 161، ح 4، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ معاني الأخبار، ص 63، ح 13، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام. و في تفسير العيّاشي، ج 2، ص 184، ح 46، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام الوافي، ج 3، ص 669، ح 1273.

 (7). في «ض»: «أمير». و في «بف»: «أمر».

 (8). بصائر الدرجات، ص 512، ح 24، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام و فيه: «لأنّ ميرة المؤمنين هو منه، كان يميرهم العلم» الوافي، ج 3، ص 669، ح 1274.

361
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

1087/ 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الْقَزَّازِ «1»، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: لِمَ سُمِّيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟

قَالَ: «اللَّهُ سَمَّاهُ، و هكَذَا أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ» «2» و أَنَّ مُحَمَّداً «3» رَسُولِي، و أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ». «4»

 

108- بَابٌ فِيهِ نُكَتٌ‏ «5» و نُتَفٌ‏ «6» مِنَ التَّنْزِيلِ فِي الْوَلَايَةِ

1088/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ الْحَنَّاطِ «7»، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ض»: «أبي ربيع القزّاز». و في «بح»: «الربيع القزّاز»، و الرجل مجهول لم نعرفه.

 (2). الأعراف (7): 172.

 (3). ظاهر الخبر يدلّ على كون «و أنّ محمّداً» و ما بعده من القرآن فحُرِّفَ. قال المحقّق الشعراني في هامش شرح المازندراني، ج 7، ص 47: «الخبر ضعيف في الغاية، و لو فرض صحّته إسناداً، لكان اشتمال متنه على أمر مُحال كافياً في ردّه؛ لعدم إمكان صدوره من المعصوم عليه السلام».

 (4). تفسير العيّاشي، ج 2، ص 41، ح 113 و 114، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف. تفسير فرات، ص 145، ح 180، فيه: «فرات، عن جعفر بن محمّد الأودي، معنعناً عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام؛ و ص 146، ح 181، فيه: «فرات، عن عليّ بن عتاب، معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام»؛ و ح 182، فيه: «فرات عن أحمد بن محمّد بن أحمد بن طلحة الخراساني، معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام»؛ و ح 183، فيه: «فرات، عن جعفر بن محمّد الفزاري، معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام» و في كلّها مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 668، ح 1271.

 (5). «النُكَتُ»: جمع النُكْتَة، و هي كالنقطة. يقال: فيه نكتة سوداء، أي أثر قليل كالنقطة. و المراد هنا الوجوه الخفيّة. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 100 (نكت)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 47.

 (6). «النُتَفُ»: جمع النُتْفَة، و هي ما نَتَفْتَهُ أي نزعته بأصابعك من النبت أو غيره. و هي هنا عبارة عن و جوه منتزعة من التنزيل دالّة على الولاية. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1429 (نتف)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 48.

 (7). الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 73، ح 5- باختلاف يسير- عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حنان بن سدير عن سلمة بن الحنّاط، لكن في بعض نسخه: «سلمة الحنّاط»- كما في البحار، ج 36، ص 95، ح 28- و في بعضها الآخر: «سالم الحنّاط» و الظاهر صحّة هذه النسخة.

يؤيّد ذلك و رود الخبر مع زيادة في بصائر الدرجات، ص 73، ح 6، بسند آخر عن حنان بن سدير عن سالم عن أبي محمّد، و في بعض نسخ الكتاب: «سالم أبي محمّد»- كما في البحار، ج 36، ص 95، ح 29. و سالم أبو محمّد هو سالم بن عبد اللَّه أبو محمّد الحنّاط الكوفي. راجع: رجال الطوسي، ص 218، الرقم 2881.

362
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ و تَعَالى‏: «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى‏ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ» «1» قَالَ: «هِيَ الْوَلَايَةُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «2»». «3»

1089/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ رَجُلٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ‏

______________________________

 (1). الشعراء (26): 193- 195.

 (2). في الوافي: «لمّا أراد اللَّه سبحانه أن يعرّف نفسه لعباده ليعبدوه، و كان لم يتيسّر معرفته كما أراد على سنّة الأسباب إلّابوجود الأنبياء و الأوصياء؛ إذ بهم تحصل المعرفة التامّة و العبادة الكاملة، دون غيرهم؛ و كان لم يتيسّر و جود الأنبياء و الأوصياء إلّا بخلق سائر الخلق ... فلذلك خلق سائر الخلق، ثمّ أمرهم بمعرفة أنبيائه و أوليائه و ولايتهم و التبرّي من أعدائهم و ممّا يصدّهم عن ذلك ليكونوا ذوي حظوظ من نعيمهم، فوهب الكلّ معرفة نفسه على قدر معرفتهم الأنبياء و الأوصياء؛ إذ بمعرفتهم لهم يعرفون اللَّه، و بولايتهم إيّاهم يتولّون اللَّه، فكلّ ما و رد من البشارة و الإنذار و الأوامر و النواهي و النصائح و المواعظ من اللَّه سبحانه فإنّما هو لذلك. و لمّا كان نبيّنا صلى الله عليه و آله سيّد الأنبياء و وصيّه صلوات اللَّه عليه سيّد الأوصياء؛ لجمعهما كمالات سائر الأنبياء و الأوصياء و مقاماتهم، مع مالهما من الفضل عليهم، و كان كلّ منهما نفس الآخر، صحّ أن ينسب إلى أحدهما من الفضل ما ينسب إليهم؛ لاشتماله على الكلّ و جمعه لفضائل الكلّ. و لذلك خصّ تأويل الآيات بهما و بأهل البيت عليهم السلام الذين هم منهما، ذرّيّة بعضها من بعض. و جي‏ء بالكلمة الجامعة التي هي الولاية، فإنّها مشتملة على المعرفة و المحبّة و المتابعة و سائر ما لابدّ منه في ذلك».

 (3). بصائر الدرجات، ص 73، ح 5، عن أحمد بن محمّد ... عن حنان بن سدير، عن سلمة بن الحنّاط. و فيه، ح 6، بسند آخر عن حنان بن سدير، عن سالم، عن أبي محمّد، مع اختلاف يسير. تفسير القمّي، ج 2، ص 124، عن أبيه، عن حسّان (حنان) عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 882، ح 1512؛ البحار، ج 24، ص 331، ح 56.

363
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا» «1» قَالَ: «هِيَ و لَايَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ‏ «2» عَلَيْهِ السَّلَامُ». «3»

1090/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «الَّذِينَ‏ «4» آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ‏ بِظُلْمٍ‏» «5» قَالَ: «بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَ الْوَلَايَةِ، و لَمْ يَخْلِطُوهَا «6» بِوَلَايَةِ فُلَانٍ و فُلَانٍ، فَهُوَ «7» الْمُلَبِّسُ‏ «8» بِالظُّلْمِ». «9»

1091/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ‏ «10» بْنِ‏

______________________________

 (1). الأحزاب (33): 72.

 (2). في الوافي: «إنّما أبوا من حملها و أشفقوا منها لعدم قابليّتهم لها؛ إذ لم يكن في جبلّتهم إمكان الخيانة و الظلم اللَّذين بانتفائهما تظهر الأمانة، و لا كان فيهم معنى الجهل الذي يظهر برفعه المعرفة، و لذلك قال في حقّ الإنسان: «إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا»».

 (3). بصائر الدرجات، ص 76، ح 2، عن محمّد بن الحسين. راجع: بصائر الدرجات، ص 76، ح 3؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 306، ح 66؛ و معاني الأخبار، ص 110، ح 2 و 3؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 198 الوافي، ج 3، ص 88، ح 1513.

 (4). هكذا في المصحف و النسخ. و في المطبوع: «و الذين».

 (5). الأنعام (6): 82.

 (6). يجوز في الكلمة التثقيل و التخفيف كما في النسخ. و في الوافي: «و لم يخلطوهما».

 (7). في «ض»: «و هو».

 (8). في حاشية «ف»: «الملتبس». و قرأ المازندراني و المجلسي: المُلبِّس بكسر الباء المشدّد: و بفتح الباء المشدّدة بعيد جدّاً عند المازندراني و محتمل عند المجلسي. و نقل المجلسي عن بعضٍ: المِلْبَس اسم آلة، ثمّ ردّه.

 (9). تفسير العيّاشي، ج 1، ص 366، ح 49، عن عبد الرحمن بن كثير، مع زيادة في آخره الوافي، ج 3، ص 883، ح 1514؛ البحار، ج 23، ص 371، ح 49.

 (10). هكذا في حاشية «ف» و البحار، ج 23، ص 371، ح 50. و في النسخ و المطبوع: «الحسن».

و الصواب ما أثبتناه؛ فإنّ الحسين بن نعيم الصحّاف، هو المذكور في كتب الرجال و الأسناد، و روى عنه ابن محبوب في بعض الأسناد. راجع: رجال النجاشي، ص 53، الرقم 120؛ الفهرست للطوسي، ص 145، الرقم 216؛ رجال الطوسي، ص 183، الرقم 2208؛ معجم رجال الحديث، ج 6، ص 108- 110. يؤيّد ذلك و رود الخبر في بصائر الدرجات، ص 81، ح 2، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين بن نعيم الصحّاف.

364
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ‏» «1» فَقَالَ:

 «عَرَفَ‏ «2» اللَّهُ‏ «3» إِيمَانَهُمْ بِوَلَايَتِنَا «4»، و كُفْرَهُمْ بِهَا «5» يَوْمَ أَخَذَ «6» عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ فِي صُلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُمْ ذَرٌّ «7»». «8»

1092/ 5. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ» «9» قال: «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ «10» الَّذِي أَخَذَ عَلَيْهِمْ‏ «11» مِنْ و لَايَتِنَا». «12»

______________________________

 (1). هكذا في القرآن في سورة التغابن (64): 2 و «ض، بر» و الكافي، ح 1161 و البصائر. و في سائر النسخ‏والمطبوع: «فمنكم مؤمن و منكم كافر»، و الظاهر أنّه من النسّاخ.

 (2). في «ب، ض، ف»: «عرّف».

 (3). في البصائر:+/ «و اللَّه».

 (4). في الكافي، ح 1161: «بمو الاتنا».

 (5). في تفسير القمّي و البحار، ج 60: «بتركها».

 (6). في البصائر:+/ «اللَّه».

 (7). في الكافي، ح 1161: «و هم ذرّ في صلب آدم».

 (8). الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1161، مع زيادة في آخره. و في بصائر الدرجات، ص 81، ح 2، عن أحمد بن محمّد. تفسير القمّي، ج 2، ص 371، عن عليّ بن الحسين، عن أحمد بن أبي عبد اللَّه، عن ابن محبوب الوافي، ج 3، ص 884، ح 1515؛ البحار، ج 23، ص 371، ح 50؛ و ج 60، ص 284.

 (9). الإنسان (76): 7.

 (10). هكذا في «ب، بح، بر». و في «ض»:-/ «يوفون بالنذر». و في المطبوع و أكثر النسخ:-/ «قال: يوفون بالنذر».

 (11). في البصائر:+/ «الميثاق».

 (12). بصائر الدرجات، ص 90، ح 2، عن محمّد بن أحمد. الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ضمن الحديث الطويل 1178، بسند آخر عن الحسن بن محبوب الوافي، ج 3، ص 884، ح 1516؛ البحار، ج 24، ص 331، ح 57.

365
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

1093/ 6. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏ «1»:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ‏» «2» قَالَ: «الْوَلَايَةُ». «3»

1094/ 7. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ مُثَنًّى‏ «4»، عَنْ زُرَارَةَ «5»، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ‏ «6» تَعَالى‏: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏» «7»

______________________________

 (1). ربعيّ بن عبد اللَّه، هو ربعيّ بن عبد اللَّه بن الجارود، روى عن أبي عبد اللَّه و أبي الحسن عليهما السلام. و لم يثبت روايته عن أبي جعفر عليه السلام مباشرةً، بل توسّط بينهما، الفضيل بن يسار، و زرارة، و محمّد بن مسلم في كثيرٍ من الأسناد. راجع: رجال النجاشي، ص 167، الرقم 441؛ رجال البرقي، ص 40؛ رجال الطوسي، ص 205، الرقم 2634.

هذا، و الخبر رواه العيّاشي في تفسيره، ج 1، ص 330، ح 149، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام. و رواه الصفّار أيضاً في بصائر الدرجات، ص 76، ح 2، بسنده عن حمّاد بن عيسى، عن ربعيّ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام.

فعليه، الظاهر سقوط الواسطة بين ربعي و بين أبي جعفر عليه السلام من سندنا هذا، و هو محمّد بن مسلم.

 (2). المائدة (5): 66.

 (3). بصائر الدرجات، ص 76، ح 2، عن عبّاس بن معروف، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعيّ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 330، ح 149، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام الوافي، ج 3، ص 884، ح 1517.

 (4). في «ف، بر»: «المثنّى».

 (5). لم يثبت رواية زرارة عن عبد اللَّه بن عجلان في غير هذا المورد، و قد روى المصنّف بنفس الطريق عن مثنّى [الحنّاط] عن عبد اللَّه بن عجلان، عن أبي جعفر عليه السلام، في الكافي، ح 1102 و 1116 و 1107، و بطريق آخر في الكافي، ح 1496.

و الخبر رواه البرقي في المحاسن، ص 145، ح 48، عن الحسن بن عليّ الخزّاز- و هو الوشّاء- عن مثنّى الحنّاط عن عبد اللَّه بن عجلان.

فالظاهر زيادة «عن زرارة» في ما نحن فيه. هذا، و من المحتمل أن يكون موضع «عن زرارة» في الأصل بعد «ربعي بن عبداللَّه» في السند السابق، لكنّه سقط من المتن فُكُتِب في حاشية بعض النسخ ثمّ ادرج في غير موضعه سهواً في الاستنساخات التالية.

 (6). في «ج، ف، بح»: «قول اللَّه».

 (7). الشورى (42): 23.

366
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

قَالَ: «هُمُ الْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «1»

1095/ 8. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ» فِي و لَايَةِ عَلِيٍّ وَ الْأَئِمَّةِ «2» مِنْ بَعْدِهِ‏ «فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً» «3» هكَذَا نَزَلَتْ‏ «4»». «5»

1096/ 9. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ:

رَفَعَهُ إِلَيْهِمْ‏ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: « «وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ‏» «6» فِي عَلِيٍّ وَ الْأَئِمَّةِ «كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى‏ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا» «7»». «8»

1097/ 10. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ «9»، عَنِ السَّيَّارِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‏

______________________________

 (1). المحاسن، ص 145، كتاب الصفوة، ح 48، بسنده عن مثنّى الحناط، عن عبد اللَّه بن عجلان، عن أبي جعفر عليه السلام، مع زيادة في آخره. راجع: المحاسن، ص 144، ح 46؛ و الكافي، كتاب الروضة، ح 14881؛ و قرب الإسناد، ص 128، ح 450؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 275؛ و تفسير فرات، ص 388- 399، ح 515- 520 و 523 و 531 الوافي، ج 3، ص 884، ح 1518؛ البحار، ج 23، ص 251، ح 28.

 (2). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و تفسير القمّي و البحار. و في المطبوع: « [و ولاية الأئمّة]» بدل «و الأئمّة».

 (3). الأحزاب (33): 71.

 (4). في تفسير القمّي:+/ «و اللَّه». و قوله: «هكذا نزلت» أي معنًى. و كذا في نظائره. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 52؛ الوافي، ج 3، ص 885؛ مرآة العقول، ج 5، ص 14.

 (5). تفسير القمّي، ج 2، ص 197، عن الحسين بن محمّد. و راجع: تفسير فرات، ص 287- 288، ح 388 و 390 الوافي، ج 3، ص 885، ح 1519؛ البحار، ج 23، ص 303، ح 62.

 (6). الأحزاب (33): 53.

 (7). الأحزاب (33): 69.

 (8). تفسير القمّي، ج 2، ص 197، عن الحسين بن محمّد الوافي، ج 3، ص 885، ح 1520؛ البحار، ج 23، ص 302، ح 61.

 (9). لم يُعهَد توسّط معلّى بن محمّد بين الحسين بن محمّد و بين السيّاري. و المعهود المتكرّر عدم و قوع الواسطةبينهما، انظر على سبيل المثال: الكافي، ح 20 و 3898 و 8971 و 9492 و 10442 و 11485 و 11620 و 11624 و 11730 و 11928 و 12111 و 14590.

فالظاهر زيادة «عن معلّى بن محمّد» في السند و منشؤها كثرة رواية الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد الموجب لسبق القلم إلى «عن معلّى بن محمّد» بعد كتابة «الحسين بن محمّد». راجع: معجم رجال الحديث، ج 6، ص 72، الرقم 3601.

367
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:

سَأَلَهُ‏ «1» رَجُلٌ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالى‏: «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى‏» «2» قَالَ: «مَنْ قَالَ بِالْأَئِمَّةِ، و اتَّبَعَ أَمْرَهُمْ، و لَمْ يَجُزْ «3» طَاعَتَهُمْ». «4»

1098/ 11. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ «5»، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

رَفَعَهُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌ‏ بِهذَا الْبَلَدِ وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ» «6» قَالَ:

 «أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، و مَا و لَدَ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «7»

1099/ 12. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ و مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ:

______________________________

 (1). في مرآة العقول: «و الضمير كأنّه للجواد أو الهادي عليهما السلام».

 (2). طه (20): 123.

 (3). في البحار: «لم يخن».

 (4). بصائر الدرجات، ص 14، ح 2، عن الحسين بن محمّد الوافي، ج 3، ص 885، ح 1521؛ البحار، ج 24، ص 150، ح 31.

 (5). هكذا في «ألف، ب، ض، ف، و، بر» و البحار، ج 24. و في البحار ج 23: «المعلّى». و في «ج، بح، بس، بف، جر» و المطبوع: «عليّ بن محمّد». و هو سهو و اضح ناشٍ من تصحيف «معلّى بن محمّد» ب «عليّ بن محمّد».

 (6). البلد (90): 1- 3.

 (7). كتاب سليم بن قيس، ص 825، ح 37، عن عليّ عليه السلام، و فيه: «فالوالد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و أنا، و ما و لد يعني هؤلاء الأحد عشر و صيّاً صلوات اللَّه عليهم»؛ و في بصائر الدرجات، ص 372، ح 16؛ و الاختصاص، ص 329، بسندهما عن سليم بن قيس الشامي، عن عليّ عليه السلام، و فيهما: «أمّا الوالد فرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و ما و لد يعني هؤلاء الأوصياء»، و في كلّها مع زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 3، ص 885، ح 1522؛ البحار، ج 23، ص 269، ح 21؛ و ج 24، ص 285، ح 13.

368
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ‏ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏» «1» قَالَ: «أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ و الْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «2»

1100/ 13. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ «3» يَهْدُونَ بِالْحَقِ‏ وَ بِهِ‏ يَعْدِلُونَ‏» «4» قَالَ: «هُمُ الْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «5»

1101/ 14. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ‏ «6» تَعَالى‏: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ‏ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ» قَالَ: «أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و الْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ» قَالَ: «فُلَانٌ وَ فُلَانٌ‏ «7»». «فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ»: «أَصْحَابُهُمْ و أَهْلُ و لَايَتِهِمْ‏ «8»». «فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ‏ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» «9»:

______________________________

 (1). الأنفال (8): 41.

 (2). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس ...، ح 1422؛ و كتاب الروضة، ح 15246؛ و الفقيه، ج 2، ص 42، ح 1651؛ و الخصال، ص 324، باب الستّة، ح 12 و التهذيب، ج 4، ص 125، ح 360 و 361؛ و تفسير العيّاشي، ج 2، ص 61- 63، ح 50 و 55 و 56 و 64؛ و تفسير فرات، ص 153، ح 191 الوافي، ج 3، ص 886، ح 1523؛ البحار، ج 24، ص 278، ح 5.

 (3). في «بف»: «أئمّة».

 (4). الأعراف (7): 181.

 (5). بصائر الدرجات، ص 36، ح 8، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام. و في تفسير العيّاشي، ج 2، ص 42، ح 120، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام. و راجع: تفسير العيّاشي، ج 1، ص 331 الوافي، ج 3، ص 886، ح 1524؛ البحار، ج 24، ص 146، ح 17.

 (6). في «ض» و شرح المازندراني و الوافي: «قول اللَّه».

 (7). في تفسير العيّاشي، ص 162، ح 2، و البحار، ج 23:+/ «فلان».

 (8). في البحار، ج 23:-/ «أصحابهم و أهل و لايتهم».

 (9). آل عمران (3): 7. و في البحار، ج 23:+/ «و هم».

369
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

 «أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و الْأَئِمَّةُ «1» عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «2»

1102/ 15. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ مُثَنًّى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ‏ «3» تَعَالى‏: «أَمْ‏ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ‏ وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً» «4»: «يَعْنِي بِالْمُؤْمِنِينَ الْأَئِمَّةَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ لَمْ يَتَّخِذُوا الْوَلَائِجَ‏ «5» مِنْ دُونِهِمْ». «6»

1103/ 16. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنِ الْحَلَبِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ‏ فَاجْنَحْ لَها» «7» قَالَ‏ «8»: قُلْتُ:

______________________________

 (1). في الكافي، ح 560:+/ «من بعده». و في الوسائل، ج 27، ص 179:+/ «من و لده».

 (2). الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة عليهم السلام، ح 560، من قوله: «الرّاسِخُونَ فِي العِلْمِ». و في تفسير العيّاشي، ج 1، ص 162، ح 2، عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، إلى قوله: «وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ». راجع: كتاب سليم بن قيس، ص 771، ح 25؛ و بصائر الدرجات، ص 202، ح 1؛ و الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة عليهم السلام، ح 558؛ و التهذيب، ج 4، ص 132، ح 367؛ و تفسير العيّاشي، ج 1، ص 162، ح 4؛ و ص 247، ح 155؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 451 الوافي، ج 3، ص 929، ح 1615؛ و في الوسائل، ج 27، ص 179، ح 33539، من قوله: «و ما يعلم تأويله»؛ البحار، ج 23، ص 208، ح 12.

 (3). في «بح»: «قول اللَّه».

 (4). التوبة (9): 16.

 (5). «الولائج»: جمع الوليجة، و هي الدخيلة و خاصّتك من الرجال، أو من تتّخذه معتمداً عليه من غير أهلك و لا ينافي ذلك اتّخاذ الشيعة بعضهم بعضاً و ليجة؛ لأنّه يرجع إلى كونهم عليهم السلام و لائج؛ لأنّهم عليهم السلام جهة الربط و الجمعيّة بين شيعتهم. راجع: الوافي، ج 3، ص 886؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 320 (ولج).

 (6). تفسير القمّي، ج 1، ص 283، مرسلًا عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام، و تمام الحديث فيه بعد ذكر الآية: «يعني بالمؤمنين آل محمّد». الكافي، كتاب الحجّة، باب مولد أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام، ح 1338، بسنده عن أبي محمّد عليه السلام، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 886، ح 1525؛ البحار، ج 24، ص 244، ح 1.

 (7). الأنفال (8): 61.

 (8). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «قال».

370
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

مَا السَّلْمُ؟ قَالَ: «الدُّخُولُ فِي أَمْرِنَا». «1»

1104/ 17. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ زُرَارَةَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ‏ «2» تَعَالى‏: «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ‏» «3» قَالَ: «يَا زُرَارَةُ، أَ و «4» لَمْ تَرْكَبْ هذِهِ الْأُمَّةُ «5» بَعْدَ نَبِيِّهَا طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ فِي أَمْرِ فُلَانٍ و فُلَانٍ و فُلَانٍ؟». «6»

1105/ 18. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ‏ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ» «7» قَالَ: «إِمَامٌ إِلى‏ إِمَامٍ». «8»

1106/ 19. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَلَّامٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ‏ «9» تَعَالى‏: «قُولُوا «10» آمَنَّا بِاللَّهِ‏ وَ ما أُنْزِلَ‏

______________________________

 (1). تفسير العيّاشي، ج 2، ص 66، ح 75، عن محمّد الحلبي الوافي، ج 3، ص 886، ح 1526؛ البحار، ج 24، ص 162، ح 12.

 (2). في «ج، ض، ف، بح، بح، بس، بف»: «قول اللَّه».

 (3). الانشقاق (84): 19.

 (4). في «ف»: «و» بدون الهمزة.

 (5). في شرح المازندراني: «الإمامة».

 (6). تفسير القمّي، ج 2، ص 413، بسنده عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن زياد بن أبي حفصة، عن زرارة الوافي، ج 3، ص 920، ح 1592؛ البحار، ج 24، ص 350، ح 64.

 (7). القصص (28): 51.

 (8). بصائر الدرجات، ص 515، ح 38؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 141، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. و في الأمالي للطوسي، ص 294، المجلس 11، ح 23، بسند آخر عن الصادق عليه السلام، مع زيادة في آخره الوافي، ج 3، ص 887، ح 1527؛ البحار، ج 23، ص 31، ح 50.

 (9). في «ب، ف، بح»: «قول اللَّه».

 (10). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و تفسير العيّاشي، ص 62:-/ «قُولُوا».

371
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

إِلَيْنا» «1» قَالَ: «إِنَّمَا عَنى‏ بِذلِكَ عَلِيّاً و فَاطِمَةَ و الْحَسَنَ و الْحُسَيْنَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، و جَرَتْ بَعْدَهُمْ فِي الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏ «2»، ثُمَّ يَرْجِعُ‏ «3» الْقَوْلُ مِنَ اللَّهِ فِي النَّاسِ، فَقَالَ: «فَإِنْ آمَنُوا» يَعْنِي النَّاسَ، «بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ‏» يَعْنِي عَلِيّاً و فَاطِمَةَ و الْحَسَنَ و الْحُسَيْنَ و الْأَئِمَّةَ «4» عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏ «فَقَدِ اهْتَدَوْا وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ» «5»». «6»

1107/ 20. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ مُثَنّى‏، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ‏ «7» تَعَالى‏: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ‏ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا» «8» قَالَ‏ «9»: «هُمُ الْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ و مَنِ اتَّبَعَهُمْ». «10»

1108/ 21. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَوْلُهُ‏ «11» عَزَّ و جَلَّ: «وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ‏ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ‏» «12»؟ قَالَ: «مَنْ بَلَغَ أَنْ يَكُونَ إِمَاماً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، فَهُوَ يُنْذِرُ بِالْقُرْآنِ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ‏

______________________________

 (1). البقرة (2): 136.

 (2). في الوافي: «معناه أنّ الخطاب في «قُولُوا آمَنّا» إنّما هو لعليّ و فاطمة و الحسن و الحسين، ثمّ من بعدهم لسائرالأئمّة عليهم السلام؛ و ذلك لأنّهم هم المؤمنون بما امروا به على بصيرة و حقيقة، و من سواهم اتّبعوهم».

 (3). في «بس» و حاشية «ج» و الوافي: «رجع».

 (4). في تفسير العيّاشي، ح 107:+/ «من بعدهم».

 (5). البقرة (2): 137.

 (6). تفسير العيّاشي، ج 1، ص 62، ح 107، عن سلّام. و فيه، ص 61، ح 105، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 887، ح 1528.

 (7). في البحار، ج 23: «قول اللَّه».

 (8). آل عمران (3): 68. و في «ج، ف، بف»:+/ «معه».

 (9). في البحار، ج 23:-/ «قال».

 (10). تفسير العيّاشي، ج 1، ص 177، ح 62، عن عليّ بن النعمان، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام الوافي، ج 3، ص 88، ح 1529؛ البحار، ج 23، ص 225، ح 42.

 (11). في البحار: «في قوله».

 (12). الأنعام (6): 19.

372
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». «1»

1109/ 22. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى‏ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً» «2» قَالَ: «عَهِدْنَا «3» إِلَيْهِ فِي مُحَمَّدٍ و الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، فَتَرَكَ و لَمْ يَكُنْ لَهُ عَزْمٌ‏ «4» أَنَّهُمْ هكَذَا، و إِنَّمَا سُمِّيَ أُولُو الْعَزْمِ أُوْلِي الْعَزْمِ لِأَنَّهُ‏ «5» عَهِدَ إِلَيْهِمْ فِي مُحَمَّدٍ و الْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِهِ و الْمَهْدِيِ‏ «6» و سِيرَتِهِ، و أَجْمَعَ عَزْمُهُمْ عَلى‏ أَنَ‏ «7» ذلِكَ كَذلِكَ، و الْإِقْرَارِ بِهِ». «8»

1110/ 23. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ‏ «9»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقُمِّيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ:

______________________________

 (1). الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1148، بسند آخر عن ابن اذينة. بصائر الدرجات، ص 511، ح 18، بسنده عن مالك الجهني، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 356، ح 13، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام. تفسير القمّي، ج 1، ص 195، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، و فيهما مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 356، ح 12 عن زرارة و حمران، عن أبي جعفر و أبي عبد اللَّه عليهما السلام، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 888، ح 1530؛ البحار، ج 23، ص 190، ح 8.

 (2). طه (20): 115.

 (3). في البصائر و تفسير القمّي و العلل: «عهد».

 (4). في البصائر و تفسير القمّي و العلل:+/ «فيهم».

 (5). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و تفسير القمّي و البحار: «إنّه».

 (6). في «بف»:-/ «و المهديّ». و في تفسير القمّي: «و القائم عليه السلام».

 (7). في البصائر و تفسير القمّي و العلل: «فأجمع عزمهم أنّ».

 (8). بصائر الدرجات، ص 70، ح 1؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 65، عن أحمد بن محمّد. علل الشرائع، ص 122، ح 1، بسنده عن أحمد بن محمّد بن محمّد بن عيسى ... عن جابر بن يزيد الوافي، ج 3، ص 888، ح 1532؛ البحار، ج 24، ص 351، ح 65.

 (9). في «ض، ف، بح» و الوافي: «جعفر بن محمّد بن عبد اللَّه». و في حاشية المطبوع عن بعض النسخ «محمّد بن عبداللَّه».

و يحتمل أن يكون جعفر بن محمّد هذا، هو جعفر بن محمّد بن عبيد اللَّه الأشعري الراوي لكتب عبد اللَّه بن ميمون القدّاح، و الراوي عنه في كثيرٍ من الأسناد بعنوان جعفر بن محمّد الأشعري فقد روى معلّى بن محمّد عن جعفر بن محمّد الأشعري عن عبد اللَّه بن ميمون القدّاح في الكافي، ح 10239، و روى عن جعفر بن محمّد الأشعري عن ابن القدّاح في الكافي، ح 12734. راجع: رجال النجاشي، ص 213، الرقم 557؛ الفهرست للطوسي، ص 295، الرقم 443؛ معجم رجال الحديث، ج 4، ص 98، الرقم 2237.

373
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى‏ آدَمَ مِنْ قَبْلُ»: «كَلِمَاتٍ‏ «1» فِي مُحَمَّدٍ و عَلِيٍّ و فَاطِمَةَ «2» و الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ و الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ‏ «فَنَسِيَ‏» هكَذَا وَ اللَّهِ أُنْزِلَتْ‏ «3» عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». «4»

1111/ 24. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَادٍّ «5»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ‏ «6»، عَنِ الثُّمَالِيِّ:

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «قال».

 (2). في البصائر:-/ «فاطمة».

 (3). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البصائر و البحار، ج 11 و 24. و في المطبوع: «نزلت».

 (4). بصائر الدرجات، ص 71، ح 4، عن الحسن بن محمّد، عن معلّى بن محمّد الوافي، ج 3، ص 889، ح 1533؛ البحار، ج 11، ص 195، ح 49؛ و ج 24، ص 351، ح 66.

 (5). في «ف»:+/ «القلانسي».

 (6). هكذا في «ألف، ب، ج، ض، ف، و، بر، بس» و الوافي و البحار، ج 24. و في «بح، بف، جر» و المطبوع: «محمّد بن الفضل».

و ما أثبتناه هو الصواب؛ فقد روى محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي رسالة الحقوق، و وردت روايته عنه في بعض الأسناد. راجع: رجال النجاشي، ص 115، الرقم 296؛ معجم رجال الحديث، ج 17، ص 402، ص 405.

ثمّ إنّ الظاهر و قوع التحريف في السند، و أنّ الصواب: «خالد بن مادّ و محمّد بن الفضيل»؛ فقد و رد الخبر في بصائر الدرجات، ص 71، ح 7 عن محمّد بن الحسين عن النضر بن سويد (شعيب خ ل) عن خالد بن حمّاد و محمّد بن الفضيل عن الثمالي. و خالد بن حمّاد في السند مصحّف و الصواب «خالد بن مادّ»؛ فقد روى محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن النضر بن شعيب عن خالد بن مادّ كتابه، كما في: الفهرست للطوسي، ص 173، الرقم 266. و وردت رواية محمّد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن مادّ و محمّد بن الفضيل، معطوفين في بصائر الدرجات، ص 436، ح 5.

يؤيّد ذلك ما و رد في الكافي، ح 508 و 543، من رواية محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة [الثمالي‏]، و كذا ما و رد في الكافي، ح 3515، من رواية محمّد بن الحسين عن النضر بن سويد (نضر بن سعيد خ ل) عن خالد بن مادّ القلانسي عن أبي حمزة الثمالي.

374
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «أَوْحَى اللَّهُ إِلى‏ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏» «1» قَالَ: إِنَّكَ عَلى‏ و لَايَةِ عَلِيٍّ، و عَلِيٌّ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ». «2»

1112/ 25. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ مُنَخَّلٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي‏ «3» جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهذِهِ الْآيَةِ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هكَذَا «4»:

 «بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ‏ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ» فِي عَلِيٍ‏ «بَغْياً» «5»». «6»

1113/ 26. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ مُنَخَّلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:

 «نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهذِهِ الْآيَةِ «7» عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هكَذَا: «وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ‏ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى‏ عَبْدِنا» فِي عَلِيٍ‏ «فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ‏» «8»». «9»

1114/ 27. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ مُنَخَّلٍ‏ «10»:

______________________________

 (1). الزخرف (43): 43.

 (2). بصائر الدرجات، ص 71، ح 7، عن محمّد بن الحسين، عن النضر بن سويد، عن خالد بن حمّاد و محمّد بن الفضيل، عن الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام. و فيه، ص 77، ح 5، بسند آخر عن محمّد بن الفضيل، مع زيادة في أوّله و آخره. تفسير القمّي، ج 2، ص 286، بسنده عن محمّد بن الفضيل، مع اختلاف يسير. و في الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و تنف من التنزيل في الولاية، ح 1150، بسنده آخر عن أبي عبداللَّه عليه السلام، هكذا: «هذا صراط عليّ مستقيم» الوافي، ج 3، ص 889، ح 1534؛ البحار، ج 24، ص 23، ح 48.

 (3). في «بح»:-/ «أبي».

 (4). في «ب، ج، ض، ف، بح، بس، بف» و البحار:-/ «هكذا».

 (5). البقرة (2): 90.

 (6). تفسير فرات، ص 60، ح 23، بسنده عن محمّد بن سنان، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 50، ح 70، عن جابر، مع زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 3، ص 908، ح 1583؛ البحار، ج 23، ص 372، ح 51.

 (7). في الوافي:-/ «بهذه الآية».

 (8). البقرة (2): 23.

 (9). الوافي، ج 3، ص 908، ح 1584؛ البحار، ج 23، ص 372، ح 51.

 (10). في «ب» و حاشية «ض، بح» و البحار:+/ «عن جابر». و في البحار: «عن أبي جعفر» بدل «عن أبي عبد اللَّه».

375
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِهذِهِ الْآيَةِ هكَذَا: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا» «1» فِي عَلِيٍ‏ «نُوراً مُبِيناً» «2»». «3»

1115/ 28. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بَكَّارٍ «4»، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ:

______________________________

 (1). النساء (4): 47.

 (2). «نُوراً مُبِيناً» ليس جزءاً للآية المذكورة، بل هي من الآية 174 من سورة النساء (4)، فلذا قال المجلسي في مرآة العقول: «كأنّه سقط من الخبر شي‏ء، و كان عليه السلام ذكر اسمه عليه السلام في الموضعين فسقط آخر الآية الاولى و اتّصلت بآخر الآية الثانية لتشابه الآيتين، و كثيراً ما يقع ذلك». و الآية الاولى في سورة النساء، الآية 47 هكذا: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ». و الآية الثانية في سورة النساء، الآية 174 هكذا؛ «يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً». و الصحيح ما و رد في تفسير فرات و تفسير العيّاشي، حيث و رد بعد قوله: «في عليّ» هكذا: «مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ ...» و هو مطابق للآية 47 من سورة النساء.

 (3). تفسير فرات، ص 105، ح 97، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 245، ح 148، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، مع زيادة و اختلاف يسير، و فيهما: « «يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا» في عليّ‏ «مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ»» الوافي، ج 3، ص 889، ح 1535؛ البحار، ج 23، ص 372، ح 51.

 (4). في «جر» و حاشية «بر» و الوافي: «يونس عن بكّار».

هذا، و قد يُحتَمل صحّة هذه النسخة و أنّ المراد من يونس هو يونس بن عبد الرحمن الراوي عن بكّار بن أبي بكر الحضرمي، كما في المحاسن، ص 320، ح 55؛ و بصائر الدرجات، ص 385، ح 8؛ و علل الشرائع، ص 149، ح 9. و على هذا الاحتمال، فأبو طالب هو عبد اللَّه بن الصلت القمّي الراوي عن يونس بن عبد الرحمن. راجع: معجم رجال الحديث، ج 10، ص 221، الرقم 6927.

لكن، هذا الاحتمال يواجه عدّة إشكالات:

الأوّل: عدم ثبوت رواية محمّد بن خالد البرقي عن عبد اللَّه بن الصلت في موضع، بل عمدة رواة عبد اللَّه بن الصلت، في طبقة رواة محمّد بن خالد و بعضهم متأخّر عنهم طبقةً، كما يظهر ذلك من معجم رجال الحديث، ج 10، ص 221- 224. و وردت في الكافي، ح 3442 رواية أبي عبد اللَّه البرقي و أبي طالب- و هو عبد اللَّه بن الصلت- معطوفين عن بكر بن محمّد.

و أمّا ما و رد في التهذيب، ج 3، ص 276، ح 806 من رواية البرقي عن عبد اللَّه بن الصلت و العبّاس بن معروف كلّهم عن بكر بن محمّد الأزدي، فالظاهر أنّ «عن» بعد البرقي مصحّف من «و» كما هو مقتضى لفظة «كلّهم».

لا يقال: روى محمّد بن خالد البرقي عن أبي طالب القمّي عن حنان بن سدير عن أبيه في رجال الكشّي، ص 306، الرقم 551، و أبو طالب القمّي هو عبد اللَّه بن الصلت.

فإنّه يقال: يحتمل زيادة «القمّي» في السند؛ فإنّ ذيل الخبر و رد في بصائر الدرجات، ص 104، ح 6، و الكافي، ح 709، و فيهما: «أبي طالب عن سدير».

يؤيّد ذلك أنّ الكشّي ذكر في رجاله، ص 567، الرقم 1074- ذيل أبي طالب القمّي-: «اسمه عبد اللَّه بن الصلت، قال محمّد بن مسعود: أبو طالب لم يدرك سديراً»، فافهم.

و لو سلّمنا عدم زيادة «القمّي»، فاحتمال العطف غير منفيّ، فقد روى محمّد بن خالد البرقي عن حنان بن سدير في كامل الزيارات، ص 171، ح 7.

و الثاني: أنّ الخبر و رد في الكافي، ح 1147، عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم عن بكّار عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام، و هذا السند و إن كان لا يخلو من خلل، لاحتمال و قوع السقط بين عبد العظيم و بكّار، لكنّه مؤيّد لرواية بكّار عن جابر. أضف إلى ذلك ما و رد في شواهد التنزيل، ج 1، ص 270، ح 268 من رواية يونس بن بكّار عن أبيه عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام، في قوله تعالى ذكره: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ» في آل محمّد «وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ». الأنفال (8): 27.

و الخبر كما ترى يناسب ما نحن فيه من حيث الموضوع.

الثالث: أنّا لم نجد رواية أبي بكر الحضرمي- و الد بكّار بن أبي بكر- عن جابر- و هو جابر بن يزيد- في موضع، مع الفحص الأكيد.

الرابع: عدم و قوع الواسطة بين محمّد بن خالد البرقي و يونس بن عبد الرحمن في ما تتبّعنا من الأسناد.

ثمّ إنّ الظّاهر أنّ المراد من أبي طالب في مشايخ محمّد بن خالد البرقي، هو أبو طالب الأزدي البصري الشعراني الذي روى محمّد بن خالد كتابه، و لا يُعْرَف هذا الرجل إلّامن قبله. راجع: رجال النجاشي، ص 45، الرقم 1255؛ الفهرست للطوسي، ص 503، الرقم 855.

يؤيّد ذلك ما و رد في الكافي، ح 11690 من رواية أبي عبد اللَّه البرقي- و هو محمّد بن خالد- عن أبي طالب عن مسمع، فإنّ الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، في المحاسن، ص 438، ح 287، عن أبيه عن أبي طالب البصري عن مسمع. و أبو طالب البصري، هو الأزدي الشعراني، كما تقدّم آنفاً.

376
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «1»: « «وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ» فِي عَلِيٍ‏ «لَكانَ خَيْراً لَهُمْ‏» «2»». «3»

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «في قوله تعالى».

 (2). النساء (4): 66.

 (3). الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1147؛ بسند آخر عن بكّار، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 256، ح 188 عن أبي بصير، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع زيادة في أوّله، و فيه: «... لَكانَ خَيْراً لَهُمْ‏، يعني في عليّ» الوافي، ج 3، ص 920، ح 1593؛ البحار، ج 23، ص 373، ح 52.

377
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

1116/ 29. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ‏ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ‏ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ» «1» قَالَ: «فِي و لَايَتِنَا». «2»

1117/ 30. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَوْلُهُ عَزَّوَجَلَّ: «بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا»؟ قَالَ: «وَلَايَتَهُمْ‏ «3»».

 «وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقى‏»؟ قَالَ: «وَلَايَةُ «4» أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى‏ صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏» «5»». «6»

1118/ 31. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَمَّارِ «7» بْنِ‏

______________________________

 (1). البقرة (2): 208. و في البحار:-/ «وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِ نَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ».

 (2). تفسير فرات، ص 66، ح 36، بسند آخر، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، و فيه: « «ادْخُلُوا فِى السّلْمِ كَآفَّةً» قال: في و لايتنا»؛ الأمالي للطوسي، ص 299، المجلس 11، ح 38، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، و فيه: « «ادْخُلُوا فِى السّلْمِ كَآفَّةً» قال: في عليّ بن أبي طالب عليه السلام «وَ لَاتَتَّبِعُوا خُطُوت الشَّيْطَنِ» قال: لاتتّبعوا غيره». و في تفسير العيّاشي، ج 1، ص 102، ح 297، عن أبي بكر الكلبي، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، و فيه: « «ادْخُلُوا فِى السّلْمِ كَآفَّةً» هو و لايتنا»؛ و فيه؛ ح 294 عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام؛ و فيه، ح 295، عن زرارة و حمران و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبداللَّه عليهما السلام؛ و فيه، ح 296، عن جابر، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، و في الثلاثة الأخيرة مع زيادة و اختلاف. و في تفسير فرات، ص 66، ح 34 و 35؛ و تفسير القمّي، ج 1، ص 71، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام هكذا: « «ادْخُلُوا فِى السّلْمِ كَآفَّةً» قال: في و لاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام» الوافي، ج 3، ص 921، ح 1594؛ البحار، ج 24، ص 160، ح 6.

 (3). في «ج، ض، ف، بح، بس، بف» و حاشية «ج»: «ولاية شَبَويّة». منسوبة إلى «شَبْوَة». و هي علمٌ للعقرب أوإبرتها؛ كناية عن الجائر، و كأنّه شبّه الجائر بالعقرب.

 (4). في «بف»:+/ «عليّ».

 (5). الأعلى (87): 16- 19.

 (6). الوافي، ج 3، ص 921، ح 1595؛ البحار، ج 23، ص 374، ح 53.

 (7). في البحار، ج 24: «عمّارة». و هو سهو.

378
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

مَرْوَانَ، عَنْ مُنَخَّلٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏ «1»: « «أَ فَكُلَّما «2» جاءَكُمْ» مُحَمَّدٌ «بِما لا تَهْوى‏ أَنْفُسُكُمُ‏» بِمُوَالَاةِ عَلِيٍ‏ «اسْتَكْبَرْتُمْ‏ «3» فَفَرِيقاً» مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ «كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ‏» «4»». «5»

1119/ 32. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ:

عَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ»» بِوَلَايَةِ عَلِيٍ‏ «ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ» «6» يَا مُحَمَّدُ مِنْ و لَايَةِ عَلِيٍّ؛ هكَذَا فِي الْكِتَابِ مَخْطُوطَةٌ «7»». «8»

1120/ 33. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ‏ «9»، عَنْ أَبِي السَّفَاتِجِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

______________________________

 (1). في البحار، ج 24:+/ «أمّا قوله».

 (2). في الوافي و البحار، ج 23:-/ «أ فكلّما».

 (3). هكذا في القرآن و البحار، ج 24. و في سائر النسخ و المطبوع: «فاستكبرتم».

 (4). البقرة (2): 87، و فيه هكذا: «أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولُ بِمَا لَاتَهْوَى‏ أَنفُسُكُمُ ...».

 (5). تفسير العيّاشي، ج 1، ص 49، ح 68، عن جابر، مع زيادة في أوّله و اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 922، ح 1596؛ البحار، ج 23، ص 374، ح 54؛ و ج 24، ص 307، ح 7.

 (6). الشورى (42): 13.

 (7). في الوافي: «كأنّها مخطوطة في الحواشي من قبيل القيود و الشروح». و في «حاشية «ب، ض»: «محفوظة». و في حاشية «بح»: «في كتاب محفوظ».

 (8). الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأئمّة و رثوا علم النبيّ و ...، ح 601؛ و بصائر الدرجات، ص 119، ح 3؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 105، بسند آخر مع زيادة في أوّله و آخره. و في بصائر الدرجات، ص 118، ح 1؛ و تفسير فرات، ص 283، ذيل ح 384، بسند آخر عن الرضا، عن عليّ بن الحسين عليهم السلام مع زيادة في أوّله؛ بصائر الدرجات، ص 120، ح 4، بسند آخر عن عليّ بن الحسين عليه السلام، مع زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 3، ص 922، ح 1597؛ البحار، ج 23، ص 374، ح 55.

 (9). تقدّمت في الكافي، ح 537، رواية الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه عن أحمد بن هلال عن اميّة بن عليّ، فلا يبعد اتّحاد السند مع ما نحن فيه و كون «أبيه» مصحّفاً من «اميّة».

نبّه على ذلك العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيري- دام ظلّه- في تعليقته على السند.

ثمّ إنّ الخبر أورده العلّامة المجلسي تارةً في البحار، ج 24، ص 146، ح 19 و فيه: «أحمد بن هلال عن اميّة بن عليّ القيسي»- و كذا في تأويل الآيات، ص 181- و اخرى في ج 24، ص 152، ح 42، كما هنا، لكن ذيل الخبر يختلف في تأويل الآيات و الموضع الأوّل من البحار، مع ما في الكتاب، ففيهما: «يعني إلى و لايتهم» بدل «يعني هدانا اللَّه في و لاية أمير المؤمنين و الأئمّة من و لده عليهم السلام»، فتأمّل.

379
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ و عَزَّ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ» «1» فَقَالَ‏ «2»: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، دُعِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَيُنْصَبُونَ‏ «3» لِلنَّاسِ، فَإِذَا رَأَتْهُمْ شِيعَتُهُمْ قَالُوا: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ» يَعْنِي هَدَانَا اللَّهُ فِي و لَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏ «4»». «5»

1121/ 34. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ و مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ‏ «6» بْنِ كَثِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «عَمَّ يَتَساءَلُونَ‏ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ‏» «7» قَالَ: «النَّبَأُ الْعَظِيمُ: الْوَلَايَةُ». «8» و سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ: «هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ‏» «9» قَالَ: «وَلَايَةُ

______________________________

 (1). الأعراف (7): 43.

 (2). في البحار، ص 146: «قال».

 (3). في «بف»: «فينصتون».

 (4). في البحار، ص 146: «يعني إلى و لايتهم» بدل «يعني هدانا اللَّه في- إلى- من و لده عليهم السلام».

 (5). الوافي، ج 3، ص 890، ح 1536؛ البحار، ج 24، ص 152، ح 41؛ و في البحار، ج 24، ص 146، ح 19 أيضاً عن الكافي، و فيه: «الحسين بن محمّد، عن المعلّى، عن أحمد بن هلال، عن اميّة بن عليّ القيسي، عن أبي السفاتج، عن أبي بصير».

 (6). هكذا في «ب، بر». و في «ألف، ج، ض، ف، و، بح، بس، بف، جر» و المطبوع: «عبد اللَّه».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد روى عليّ بن حسّان الهاشمي كتاب عمّه عبد الرحمن بن كثير، و روى عنه في بعض الأسناد بعنوان عليّ بن حسّان. راجع: رجال النجاشي، ص 234، الرقم 621؛ الفهرست للطوسي، ص 286، الرقم 428، و ص 311، الرقم 475؛ معجم رجال الحديث، ج 11، ص 538- 540.

 (7). النبأ (78): 1- 2.

 (8). في «ف»:+/ «قال».

 (9). الكهف (18): 44.

380
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «1»

1122/ 35. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ‏ حَنِيفاً» «2» قَالَ: «هِيَ الْوَلَايَةُ». «3»

1123/ 36. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَمَذَانِيِ‏ «4»:

يَرْفَعُهُ إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ» «5» قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ و الْأَوْصِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏ «6»». «7»

1124/ 37. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «8» بْنِ‏ «9» عُمَرَ بْنِ‏

______________________________

 (1). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الآيات التي ذكرها اللَّه ...، ح 539؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 401؛ و تفسير فرات، ص 533، ح 685؛ و ح 686 الوافي، ج 3، ص 890، ح 1537؛ البحار، ج 24، ص 352، ح 71.

 (2). الروم (30): 30.

 (3). تفسير القمّي، ج 2، ص 154، بسنده عن جعفر بن بشير الوافي، ج 3، ص 890، ح 1538؛ البحار، ج 23، ص 375، ح 56.

 (4). هكذا في «بس». و في «ألف، ب، ج، ض، ف، و، بح، بر، بف، جر» و المطبوع و البحار: «الهمداني». و إبراهيم هذا، هو إبراهيم بن محمّد الهَمَذاني الوكيل، انظر ما قدّمناه في الكافي، ح 159.

 (5). الأنبياء (21): 47.

 (6). في الوافي: «ميزان كلّ شي‏ء هو المعيار الذي به يعرف قدر ذلك الشي‏ء، فميزان يوم القيامة للناس ما يوزن به قدر كلّ إنسان و قيمته على حسب عقائده و أخلاقه و أعماله‏ «لِتُجْزى‏ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ» [الجاثية (45): 22]. و ليس ذلك إلّا الأنبياء و الأوصياء؛ إذ بهم و باقتفاء آثارهم و ترك ذلك و القرب من طريقتهم و البعد عنها يعرف مقدار الناس و قدر حسناتهم و سيّئاتهم؛ فميزان كلّ امَّة هو نبيّ تلك الامّة و وصيّ نبيّها و الشريعة التي أتى بها «فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ» [الأعراف (7): 8- 9؛ المؤمنون (23): 102- 103].

 (7). معاني الأخبار، ص 31، ح 1، بسند آخر الوافي، ج 3، ص 891، ح 1539؛ البحار، ج 24، ص 188، ح 4؛ و ص 352، ح 72.

 (8). في «ج، بس، بف، جر» و حاشية «بح» و الوافي و البحار: «الحسن».

 (9). في «ب، ض، بح، بس، بف، جر» و حاشية «ج، ف» و الوافي و البحار: «عن».

381
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏: «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ» «1» قَالَ: «قَالُوا:

أَوْ بَدِّلْ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ». «2»

1125/ 38. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ الْحَسَنِ الْقُمِّيِّ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلْتُهُ‏ «3» عَنْ تَفْسِيرِ هذِهِ الْآيَةِ: «ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ‏» «4» قَالَ: «عَنى‏ بِهَا لَمْ نَكُ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ- تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏- فِيهِمْ: «وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ‏ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ» «5» أَ مَا تَرَى النَّاسَ يُسَمُّونَ الَّذِي يَلِي السَّابِقَ فِي الْحَلْبَةِ «6» مُصَلِّي‏ «7»، فَذلِكَ الَّذِي عَنى‏؛ حَيْثُ قَالَ: «8» «لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ‏»: لَمْ نَكُ مِنْ أَتْبَاعِ السَّابِقِينَ». «9»

1126/ 39. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ‏ «10» عَزَّ و جَلَّ: «وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ‏

______________________________

 (1). يونس (10): 15.

 (2). تفسير القمّي، ج 1، ص 310، بسند آخر. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 120، ح 11، عن أبي السفاتج، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، و فيهما مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 120، ح 10، عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام؛ تفسير فرات، ص 177، ح 227، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام، و فيهما مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 922، ح 1598؛ البحار، ج 23، ص 210، ح 15.

 (3). في البحار: «سألت».

 (4). المدّثّر (74): 42- 43.

 (5). الواقعة (56): 10- 11.

 (6). «الحلبة»: خيل تجمع للسباق من كلّ أوب، لا تخرج من اصطبل و احد. الصحاح، ج 1، ص 115 (حلب).

 (7). كذا في النسخ، و مقتضى القواعد: «مصلّياً». و لعلّه اريد به الحكاية.

 (8). في «ب»: «قالوا». و في الوافي:+/ «أي».

 (9). راجع: تفسير القمّي، ج 2، ص 395؛ و تفسير فرات، ص 514، ح 673 الوافي، ج 3، ص 923، ح 1599؛ البحار، ج 24، ص 7، ح 19.

 (10). في «بح، بس» و الكافي، ح 589: «قوله».

382
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

ماءً غَدَقاً» «1» يَقُولُ: «لَأَشْرَبْنَا قُلُوبَهُمُ الْإِيمَانَ، و الطَّرِيقَةُ هِيَ و لَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‏ «2» وَ الْأَوْصِيَاءِ «3» عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «4»

1127/ 40. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحُسَيْنِ‏ «5» بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ‏ ثُمَّ اسْتَقامُوا» فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «اسْتَقَامُوا عَلَى الْأَئِمَّةِ و احِداً بَعْدَ و احِدٍ «تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ» «6»». «7»

1128/ 41. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ‏ «8» تَعَالى‏: «قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ‏

______________________________

 (1). الجنّ (72): 16. و في الكافي، ح 589:+/ «قال: يعني لو استقاموا على و لاية عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين و الأوصياء من و لده عليهم السلام و قبلوا طاعتهم في أمرهم و نهيهم لأسقيناهم ماءً غدقاً».

 (2). في «ب، بح»: «عليّ عليه السلام». و في الكافي، ح 589: «و الطريقة هي الإيمان بولاية عليّ عليه السلام» بدل «و الطريقة هي و لاية عليّ بن أبي طالب».

 (3). في «ب»:+/ «من و لده».

 (4). الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الطريقة التي حُثّ على الاستقامة عليها و لاية عليّ عليه السلام، ح 589. و في تفسير القمّي، ج 2، ص 389 بسند آخر عن أبي جعفر، عن أبيه عليهما السلام؛ و فيه بعد ذكر الآية: «الطريقة: الولاية لعليّ عليه السلام» الوافي، ج 3، ص 891، ح 1540؛ البحار، ج 24، ص 11، ح 21.

 (5). في «ج، بح، بر، بس، بف، جر»: «الحسن». و هو سهو؛ فقد روى فضالة [بن أيّوب‏] عن الحسين بن عثمان في أسنادٍ كثيرةٍ. راجع: معجم رجال الحديث، ج 13، ص 434، و ص 445- 446؛ رجال الكشّي، ص 236، الرقم 429. و الحسن بن عثمان غير مذكور في المصادر الرجاليّة.

 (6). فصّلت (41): 30.

 (7). الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الطريقة التي حُثّ على الاستقامة عليها و لاية عليّ عليه السلام، ح 590. و في بصائر الدرجات، ص 93- 94، ح 15 و 19؛ و ص 524، ح 22؛ و تفسير فرات، ص 382، ح 511، بسند آخر، مع اختلاف. راجع: تفسير القمّي، ج 2، ص 265؛ و ص 296 الوافي، ج 3، ص 892، ح 1541.

 (8). في «ج، بح، بس، بف» و تفسير القمّي: «قوله».

383
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

بِواحِدَةٍ» «1» فَقَالَ: «إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَلَايَةِ عَلِيٍ‏ «2» عَلَيْهِ السَّلَامُ، هِيَ الْوَاحِدَةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏: «إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ» «3»». «4»

1129/ 42. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ و عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً» «5» «لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ‏» «6» قَالَ: «نَزَلَتْ فِي فُلَانٍ و فُلَانٍ و فُلَانٍ، آمَنُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ، و كَفَرُوا حَيْثُ عُرِضَتْ عَلَيْهِمُ الْوَلَايَةُ حِينَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَهذَا عَلِيٌ‏ «7» مَوْلَاهُ، ثُمَّ آمَنُوا بِالْبَيْعَةِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ كَفَرُوا حَيْثُ مَضى‏ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَلَمْ يَقِرُّوا بِالْبَيْعَةِ، ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً بِأَخْذِهِمْ مَنْ بَايَعَهُ بِالْبَيْعَةِ لَهُمْ، فَهؤُلَاءِ لَمْ يَبْقَ فِيهِمْ مِنَ الْإِيمَانِ شَيْ‏ءٌ». «8»

______________________________

 (1). سبأ (34): 46.

 (2). في «ج»:+/ «بن أبي طالب».

 (3). في «ج»:-/ «إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ».

 (4). تفسير القمّي، ج 2، ص 204، بسنده عن محمّد بن الفضيل. تفسير فرات، ص 345، ح 469 و فيه: «معنعناً عن أبي حمزة الثمالي». راجع: تفسير فرات، ص 345- 346، ح 470- 472 الوافي، ج 3، ص 892، ح 1542؛ البحار، ج 23، ص 392، ح 4.

 (5). النساء (4): 137. و الآية هكذا: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا».

 (6). قوله تعالى‏ «لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ» جزء من الآية 90 من سورة آل عمران (3) و الآية هكذا: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ». و قال المازندراني في شرحه، ج 7، ص 70: «لعلّه ذكر آية النساء و ضمّ إليها بعض آية آل عمران للتنبيه على أنّ مورد الذمّ في الآيتين و احد، و إن كان و احدة منهما مفسّرة للُاخرى» و لكن استبعد المحقّق الشعراني هذا الاحتمال في تعليقته على شرح المازندراني، و نسبه إلى سهو الرواة.

 (7). في «ب، ج، ض، بح، بس، بف» و حاشية «ف» و تفسير العيّاشي و البحار: «فعليّ» بدل «فهذا عليّ».

 (8). تفسير العيّاشي، ج 1، ص 281، ح 289، عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي الوافي، ج 3، ص 923، ح 1600؛ البحار، ج 23، ص 375، ح 57.

384
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

1130/ 43. و بِهذَا الْإِسْنَادِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏: «إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ‏ «1» الْهُدَى‏» «2»: «فُلَانٌ و فُلَانٌ و فُلَانٌ‏ «3»، ارْتَدُّوا عَنِ الْإِيمَانِ فِي تَرْكِ و لَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ».

قُلْتُ: قَوْلُهُ تَعَالى‏: «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ‏ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ» «4»؟ قَالَ: «نَزَلَتْ و اللَّهِ فِيهِمَا و فِي أَتْبَاعِهِمَا «5»، و هُوَ قَوْلُ اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ» فِي عَلِيٍ‏ «سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ»». قَالَ: «دَعَوْا بَنِي أُمَيَّةَ إِلى‏ مِيثَاقِهِمْ أَلَّا يُصَيِّرُوا «6» الْأَمْرَ فِينَا بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و لَايُعْطُونَا مِنَ الْخُمُسِ شَيْئاً، و قَالُوا «7»: إِنْ أَعْطَيْنَاهُمْ إِيَّاهُ لَمْ يَحْتَاجُوا إِلى‏ شَيْ‏ءٍ، و لَمْ يُبَالُوا «8» ألَّايَكُونَ‏ «9» الْأَمْرُ فِيهِمْ، فَقَالُوا: سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ الَّذِي دَعَوْتُمُونَا إِلَيْهِ و هُوَ الْخُمُسُ أَلَّا نُعْطِيَهُمْ مِنْهُ شَيْئاً.

وَ قَوْلُهُ: «كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ‏» و الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ مَا افْتَرَضَ عَلى‏ خَلْقِهِ مِنْ و لَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و كَانَ مَعَهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ «10» و كَانَ كَاتِبَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: «أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ‏ أَمْ‏ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ‏ وَ نَجْواهُمْ»» «11» الْآيَةَ. «12»

______________________________

 (1). في «بر»:+/ «في محمّد».

 (2). محمّد (47): 25.

 (3). في «ج، بح»:-/ «و فلان».

 (4). محمّد (47): 26.

 (5). في حاشية «ف»: «فيهم و في أتباعهم».

 (6). في «بس»: «ألّا يصير».

 (7). في «ف»: «فقالوا».

 (8). في البحار، ج 23: «و لا يبالوا».

 (9). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس» و الوافي و المرآة و البحار: و في «بف»: «إلّا أن يكون». و في سائر النسخ و المطبوع: «أن يكون».

 (10). في «ف»: «فكان أبو عبيدة معهم».

 (11). الزخرف (43): 79- 80.

 (12). تفسير القمّي، ج 2، ص 308، بسند آخر، و فيه بعض الرواية من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام الوافي، ج 3، ص 924، ح 1601؛ البحار، ج 23، ص 375، ح 58؛ و ج 30، ص 263، ح 128.

385
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

1131/ 44. و بِهذَا الْإِسْنَادِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَ‏ «1»: «وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ‏ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ» «2» قَالَ:

 «نَزَلَتْ فِيهِمْ؛ حَيْثُ دَخَلُوا الْكَعْبَةَ، فَتَعَاهَدُوا و تَعَاقَدُوا عَلى‏ كُفْرِهِمْ و جُحُودِهِمْ بِمَا نُزِّلَ‏ «3» فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَلْحَدُوا «4» فِي الْبَيْتِ بِظُلْمِهِمُ الرَّسُولَ و و لِيَّهُ؛ فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏ «5»». «6»

1132/ 45. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَ‏ «7»: «فَسَتَعْلَمُونَ‏ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‏» «8»:

 «يَا مَعْشَرَ الْمُكَذِّبِينَ حَيْثُ أَنْبَأْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي فِي و لَايَةِ عَلِيٍ‏ «9» عَلَيْهِ السَّلَامُ و الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ‏ «مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» كَذَا أُنْزِلَتْ».

وَ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا» فَقَالَ‏ «10»: «إِنْ تَلْوُوا الْأَمْرَ «11» و تُعْرِضُوا عَمَّا أُمِرْتُمْ بِهِ‏ «فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً» «12»».

______________________________

 (1). في «ب»: «قوله» بدل «قول اللَّه عزّ و جلّ». و في «ج، ض» و البحار:-/ «في قول اللَّه عزّ و جلّ».

 (2). الحجّ (22): 25.

 (3). في «ب، ض، ف، بر»: «نزّل اللَّه». و يجوز في الكلمة المبنيّ للمفعول من الإفعال. و في الوافي: «أنزل».

 (4). «فألحدوا»، أي عدلوا و انحرفوا. الصحاح، ج 2، ص 534 (لحد).

 (5). اقتباس من الآية 44 من سورة هود (11): «وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ».

 (6). راجع: تفسير القمّي، ج 2، ص 83 الوافي، ج 3، ص 924، ح 1602؛ البحار، ج 23، ص 376، ح 59؛ و ج 30، ص 264، ح 129.

 (7). في «ج، ف، بح»: «قوله تعالى». و في «ض»: «قوله عزّ و جلّ». و في «بس» و البحار: «قوله» بدون «اللَّه‏عزّ و جلّ».

 (8). الملك (67): 29.

 (9). في «بف»:+/ «بن أبي طالب».

 (10). في «ب»: «قال».

 (11). «إن تلوُوا الأمر»، أي تميلوا من جانب إلى جانب. راجع: النهاية، ج 4، ص 278 (لوا).

 (12). النساء (4): 135.

386
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

وَ فِي قَوْلِهِ: «فَلَنُذِيقَنَ‏ الَّذِينَ كَفَرُوا» «بِتَرْكِهِمْ ولَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «1» «عَذاباً شَدِيداً» فِي الدُّنْيَا «2» «وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ‏ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ‏» «3»». «4»

1133/ 46. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «5»: « «ذلِكُمْ‏ «6» بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ» و أَهْلُ الْوَلَايَةِ «7» «كَفَرْتُمْ‏» «8»». «9»

1134/ 47. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ‏ «10» تَعَالى‏: «سَأَلَ سائِلٌ‏ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ‏» «11» بِوَلَايَةِ عَلِيٍ‏ «12» «لَيْسَ لَهُ دافِعٌ» «13» ثُمَّ قَالَ: «هكَذَا و اللَّهِ نَزَلَ بِهَا «14» جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». «15»

______________________________

 (1). في «ب، ج، بح، بر، بس، بف» و مرآة العقول:-/ «عليه السلام».

 (2). في «ف»:+/ «و في الآخرة».

 (3). فصّلت (41): 27.

 (4). الوافي، ج 3، ص 925، ح 1603؛ البحار، ج 23، ص 378، ح 60.

 (5). في «ف»:+/ «في قوله تعالى».

 (6). هكذا في القرآن. و في جميع النسخ: «ذلك».

 (7). في «ف»: «قال: في أهل الولاية» بدل «و أهل الولاية».

 (8). غافر (40): 12.

 (9). تفسير القمّي، ج 2، ص 256، بسند آخر، و فيه بعد ذكر الآية: «إذا ذكر اللَّه و حده بولاية مَن أمَر اللَّه بولايته كفرتم، و إن يشرك به من ليست له و لاية تؤمنوا بأنّ له و لايةً». و راجع: بصائر الدرجات، ص 536، ح 4 الوافي، ج 3، ص 925، ح 1604؛ البحار، ج 23، ص 378، ح 61.

 (10). في «ض، بس، بف»: «قوله».

 (11). في «ف»:+/ «قال».

 (12). في «بس»:+/ «بن أبي طالب».

 (13). المعارج (70): 1- 2. و في «ف»:+/ «مِنَ اللّهِ».

 (14). في شرح المازندراني: «به».

 (15). الكافي، كتاب الروضة، ح 14833، و فيه: «عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: بينا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ذات يوم ...» مع زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 3، ص 925، ح 1605؛ البحار، ج 23، ص 378، ح 62.

387
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

1135/ 48. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَيْفٍ‏ «1»، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ‏» قَالَ‏ «2»: «فِي أَمْرِ الْوَلَايَةِ» «يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ‏» «3» قَالَ: «مَنْ أُفِكَ‏ «4» عَنِ الْوَلَايَةِ، أُفِكَ عَنِ‏ «5» الْجَنَّةِ». «6»

1136/ 49. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ:

أَخْبَرَنِي مَنْ رَفَعَهُ إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ عَزَّ و جَلَّ: «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ» «7»: «يَعْنِي‏ «8» بِقَوْلِهِ: «فَكُّ رَقَبَةٍ» وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَإِنَّ ذلِكَ فَكُّ رَقَبَةٍ». «9»

______________________________

 (1). سيف الراوي عن أبي حمزة هو سيف بن عَمِيرة. راجع: معجم رجال الحديث، ج 21، ص 132- 133، ص 135، الرقم 14192. و له ابنان: الحسين و عليّ، و الحسين ترجم له النجاشي في رجاله، ص 56، الرقم 130 و قال: له كتابان، كتاب يرويه عن أخيه عليّ بن سيف».

و قد و ردت رواية الحسين بن سيف، عن أخيه [عليّ‏]، عن أبيه، في الكافي، ح 15254 و 15279.

فعليه، الظاهر و قوع التحريف في العنوان، و الصواب، «الحسين بن سيف».

يؤكّد ذلك أنّ الخبر و رد في تأويل الآيات، ص 595- باختلاف يسير- نقلًا عن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سيف، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، فتأمّل.

 (2). هكذا في «ف». و في سائر النسخ و المطبوع:-/ «قال».

 (3). الذاريات (51): 8- 9.

 (4). «افِك»، أي صُرِف. يقال: أفكَه يأفِكُه أفْكاً، أي قَلَبه و صرفه عن الشي‏ء. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1572 (افك).

 (5). في الوافي: «عنه- عن خ ل-».

 (6). بصائر الدرجات، ص 77، ح 5؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 329، بسندهما عن أبي حمزة. تفسير فرات، ص 441، ح 583 و فيه: «عن جعفر بن محمّد الفزاري معنعناً عن أبي جعفر عليه السلام»، و في كلّها مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 3، ص 926، ح 1606؛ البحار، ج 23، ص 378 ح 63.

 (7). البلد (90): 11- 13.

 (8). في «ف»: «قال: يعني».

 (9). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1175؛ و فضائل الشيعة، ص 2، ح 19؛ و تفسير فرات، ص 558، ح 715 و 716 الوافي، ج 3، ص 892، ح 1543؛ البحار، ج 24، ص 284، ح 11.

388
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

1137/ 50. و بِهذَا الْإِسْنَادِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ‏ عِنْدَ رَبِّهِمْ» «1» قَالَ: «وَلَايَةُ «2» أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «3»

1138/ 51. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ «4»:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ‏ «5» تَعَالى‏: «هذانِ خَصْمانِ‏ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا» قَالَ‏ «6»: «بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ» «7»». «8»

1139/ 52. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِهِ‏ «9» تَعَالى‏: «هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ‏» «10» قَالَ: «وَلَايَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «11»». «12»

______________________________

 (1). يونس (10): 2.

 (2). في الوافي: «بولاية». و في تفسير العيّاشي ح 3 و 4: «الولاية» بدل «ولاية أمير المؤمنين عليه السلام».

 (3). تفسير العيّاشي، ج 2، ص 119، ح 3، عن يونس عمّن ذكره؛ و فيه، ح 4، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام الوافي، ج 3، ص 893، ح 1545؛ البحار، ج 24، ص 40، ح 2.

 (4). في «ب، ج، ض، ف، بح، بس»: «ابن ابي حمزة». و هو سهو. راجع: ما قدّمناه، ذيل ح 1111.

 (5). في «ض»: «قول اللَّه».

 (6). هكذا في «ف». و في سائر النسخ و المطبوع:- «قال».

 (7). الحجّ (22): 19.

 (8). الوافي، ج 3، ص 926، ح 1607؛ البحار، ج 23، ص 379، ح 64.

 (9). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف». و في المطبوع و شرح المازندراني: «قول اللَّه».

 (10). الكهف (18): 44.

 (11). في البحار: «قال: يعني الولاية لأمير المؤمنين هي الولاية للَّه» بدل «قال: و لاية أمير المؤمنين».

 (12). الوافي، ج 3، ص 890، ح 1537؛ البحار، ج 36، ص 126، ذيل ح 66.

389
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

1140/ 53. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ عَزَّ و جَلَّ: «صِبْغَةَ اللَّهِ‏ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً» «1» قَالَ: «صَبَغَ الْمُؤْمِنِينَ‏ «2» بِالْوَلَايَةِ فِي الْمِيثَاقِ». «3»

1141/ 54. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ عَزَّ و جَلَّ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي‏ وَ لِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً» «4»: «يَعْنِي الْوَلَايَةَ مَنْ دَخَلَ فِي الْوَلَايَةِ دَخَلَ فِي‏ «5» بَيْتِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ».

وَ قَوْلِهِ: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» «6»: «يَعْنِي الْأَئِمَّةَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ و و لَايَتَهُمْ، مَنْ دَخَلَ فِيهَا دَخَلَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». «7»

1142/ 55. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ «8»، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ:

عَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ‏ «9»: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ‏ وَ بِرَحْمَتِهِ‏ فَبِذلِكَ‏ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا

______________________________

 (1). البقرة (2): 138.

 (2). في «ف»: «أمير المؤمنين عليه السلام». و في تفسير العيّاشي: «الصبغة، معرفة أمير المؤمنين» بدل «صبغ المؤمنين».

 (3). تفسير فرات، ص 61، ح 25، بسند آخر؛ تفسير العيّاشي، ج 1، ص 62، ح 109، عن عمر بن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي الوافي، ج 3، ص 893، ح 1546؛ البحار، ج 23، ص 379، ح 65.

 (4). نوح (71): 28.

 (5). في «بف»:-/ «في».

 (6). الأحزاب (33): 33.

 (7). تفسير القمّي، ج 2، ص 388، بسنده عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ...، إلى قوله: «دخل في بيت الأنبياء» الوافي، ج 3، ص 894، ح 1547؛ البحار، ج 23، ص 330، ح 12.

 (8). روى أحمد بن محمّد بن عيسى كتاب عُمَرَ بن عبد العزيز كما في رجال النجاشي، ص 284، الرقم 754. فيتّضح المراد من «بهذا الأسناد».

 (9). في «ف»:+/ «قوله تعالى». و في «بس»:+/ «له».

390
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

يَجْمَعُونَ‏» «1»؟ قَالَ: «بِوَلَايَةِ مُحَمَّدٍ و آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ هُوَ «2» خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُ‏ «3» هؤُلَاءِ مِنْ دُنْيَاهُمْ». «4»

1143/ 56. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ‏ «5»، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ، قَالَ:

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و نَحْنُ فِي الطَّرِيقِ فِي‏ «6» لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ-: «اقْرَأْ؛ فَإِنَّهَا لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ قُرْآناً» فَقَرَأْتُ: «إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ‏ «7» مِيقاتُهُمْ‏ أَجْمَعِينَ يَوْمَ لا يُغْنِي‏ مَوْلًى‏ عَنْ مَوْلًى‏ شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ‏ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ‏» «8» فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «نَحْنُ و اللَّهِ الَّذِي‏ «9» يَرْحَمُ‏ «10» اللَّهُ، و نَحْنُ و اللَّهِ الَّذِي‏ «11» اسْتَثْنَى اللَّهُ، لكِنَّا «12» نُغْنِي عَنْهُمْ». «13»

______________________________

 (1). يونس (10): 58.

 (2). في «ب، ج، ف» و البحار:-/ «هو».

 (3). في «ف»: «تجمع».

 (4). الأمالي للصدوق، ص 494، المجلس 74، ضمن ح 13، بسند آخر، عن أبي جعفر عليه السلام عن آبائه، عن النبيّ صلى الله عليه و آله مع اختلاف و زيادة في أوّله و آخره؛ تفسير العيّاشي، ج 2، ص 124، ح 29، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير؛ تفسير القمّي، ج 1، ص 313، مرسلًا عن النبيّ صلى الله عليه و آله مع اختلاف و زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 3، ص 894، ح 1548؛ البحار، ج 24، ص 61، ح 40.

 (5). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف، جر». و في المطبوع:-/ «رحمه اللَّه».

 (6). في «ب» و البحار، ج 24:-/ «في».

 (7). هكذا في القرآن و «ب، ض، بر، بس» و الوافي و البحار، ج 47. و في سائر النسخ و المطبوع:+/ «كان». قال‏المجلسي في مرآة العقول: «كأنّه زيد من النسّاخ».

 (8). الدخان (44): 40- 42.

 (9). في البحار، ج 24: «الذين».

 (10). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و سائرالنسخ و الوافي و البحار، ج 47. و في المطبوع: «رحم». و هو الأنسب بالنظر إلى الآية و إلى قوله: «استثنى».

 (11). في «ج» و البحار، ج 24: «الذين». و في مرآة العقول: «و في بعض النسخ: «الذين» في الموضعين، كما في تفسير محمّد بن العبّاس».

 (12). في «ب» و البحار: «و لكنّا». و في حاشية «بر»: «فكُنّا» بضمّ الكاف. و يمكن قراءة «لكنّا» أيضاً بضمّ الكاف و فتح اللام.

 (13). الوافي، ج 3، ص 894، ح 1549؛ البحار، ج 24، ص 205، ح 3؛ و ج 47، ص 55، ح 93.

391
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

1144/ 57. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ‏ «وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ» «1» قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: هِيَ‏ «2» أُذُنُكَ يَا عَلِيُّ». «3»

1145/ 58. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهذِهِ الْآيَةِ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هكَذَا: «فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا» آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ‏ «قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ‏ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا» آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ‏ «رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ‏» «4»». «5»

1146/ 59. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهذِهِ الْآيَةِ هكَذَا: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ «6» ظَلَمُوا» آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ‏ «لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً» «7» ثُمَّ قَالَ‏ «8»: «يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ‏

______________________________

 (1). الحاقّة (69): 12.

 (2). في «بف»:-/ «هي».

 (3). بصائر الدرجات، ص 517، ح 48؛ و عيون الأخبار، ج 2، ص 62، ح 256؛ و تفسير فرات، ص 499- 501، ح 653- 660، كلّها بسند آخر، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 894، ح 1550؛ البحار، ج 35، ص 326، ح 1.

 (4). البقرة (2): 59.

 (5). تفسير العيّاشي، ج 1، ص 45، ح 49، عن زيد الشحّام، عن أبي جعفر عليه السلام و في تفسير القمّي، ج 1، ص 46، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 927، ح 1609؛ البحار، ج 24، ص 224، ح 15.

 (6). هكذا في القرآن و «بس» و تفسير العيّاشي و تفسير القمّي. و في أكثر النسخ و المطبوع:-/ «كَفَرُوا و». و لعلّ‏تركه للدلالة على أنّ العطف للتفسير، مع احتمال عدم نزوله، أو تركه من النسّاخ أو الرواة. راجع: شرح المازندراني، ج 6، ص 83؛ مرآة العقول، ج 5، ص 78.

 (7). النساء (4): 168- 169.

 (8). في «ب»:-/ «ثمّ قال».

392
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

رَبِّكُمْ» فِي و لَايَةِ عَلِيٍ‏ «فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ‏ وَ إِنْ تَكْفُرُوا» بِوَلَايَةِ عَلِيٍ‏ «فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏» «1»». «2»

1147/ 60. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ، عَنْ بَكَّارٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «هكَذَا نَزَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ: «وَ لَوْ «3» أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ» فِي عَلِيٍ‏ «لَكانَ خَيْراً لَهُمْ» «4»». «5»

1148/ 61. أَحْمَدُ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «6»: «وَ أُوحِيَ إِلَيَ‏ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ» «7»؟ قَالَ: «مَنْ‏ «8» بَلَغَ أَنْ يَكُونَ إِمَاماً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ «9» يُنْذِرُ بِالْقُرْآنِ، كَمَا يُنْذِرُ «10» بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». «11»

______________________________

 (1). هكذا في سورة النساء (4): 170 و «ظ، جه» و البحار. و في الآية 131 من سورة النساء و سائر النسخ و المطبوع: «و ما في الأرض».

 (2). تفسير العيّاشي، ج 1، ص 285، ح 307، عن أبي حمزة الثمالي. تفسير القمّي، ج 1، ص 159، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، إلى قوله: «وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً». و راجع: تفسير القمّي، ج 2، ص 92 الوافي، ج 3، ص 926، ح 1608؛ البحار، ج 24، ص 224، ح 15.

 (3). في «ف»: «فلو».

 (4). النساء (4): 66.

 (5). الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1115، بسند آخر، عن بكّار، عن أبيه، عن جابر. و في تفسير العيّاشي، ج 1، ص 256، ح 188، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع زيادة في أوّله و اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 921، ح 1593.

 (6). في «ف» و الوافي:+/ «قوله تعالى». و في الكافي، ح 1108:+/ «قوله عزّ و جلّ».

 (7). الأنعام (6): 19.

 (8). في «بس»: «و من».

 (9). في الكافي، ح 1108 و الوافي:+/ «فهو».

 (10). في الكافي، ح 1108 و الوافي و البصائر و تفسير العيّاشي، ص 356: «أنذر».

 (11). الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1108، بسند آخر عن ابن اذينة؛ بصائر الدرجات، ص 511، ح 18، بسنده عن مالك الجهني، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 356، ح 13، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير؛ و فيه، ح 12، عن زرارة و حمران، عن أبي جعفر و أبي عبد اللَّه عليهما السلام، مع اختلاف. تفسير القمّي، ج 1، ص 165، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 888، ح 1530؛ البحار، ج 23، ص 190، ح 8.

393
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

1149/ 62. أَحْمَدُ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَيَّاحٍ‏ «1»، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، قَالَ‏:

قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «قُلِ‏ «2» اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ» «3» فَقَالَ: «لَيْسَ هكَذَا هِيَ، إِنَّمَا هِيَ: «وَ الْمَأْمُونُونَ‏ «4»» فَنَحْنُ الْمَأْمُونُونَ». «5»

1150/ 63. أَحْمَدُ «6»، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ «7»، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «هذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيمٌ‏ «8»». «9»

1151/ 64. أَحْمَدُ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهذِهِ الْآيَةِ هكَذَا: «فَأَبى‏ أَكْثَرُ النَّاسِ» بِوَلَايَةِ عَلِيٍ‏ «إِلَّا كُفُوراً» «10»» قَالَ: «وَ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهذِهِ الْآيَةِ هكَذَا: «وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ‏» فِي و لَايَةِ عَلِيٍ‏ «فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ‏» آلَ مُحَمَّدٍ

______________________________

 (1). في «ف، بح» و الوافي:+/ «عن حمزة».

 (2). في «ب»: «وَ قُلِ».

 (3). التوبة (9): 105.

 (4). في مرآة العقول: «أي ليس المراد بالمؤمنين هنا ما يقابل الكافرين ليشمل كلّ مؤمن، بل المراد به كمّل المؤمنين و هم المأمونون عن الخطأ، المعصومون عن الزلل، و هم الأئمّة عليهم السلام».

 (5). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب عرض الأعمال على النبيّ صلى الله عليه و آله و الأئمّة عليهم السلام، ح 584؛ و بصائر الدرجات، ص 427- 428، ح 1- 6 و 8- 11؛ و الأمالي للطوسي، ص 409، المجلس 14، ح 16؛ و تفسير القمّي، ج 1، ص 304 الوافي، ج 3، ص 895، ح 1551؛ البحار، ج 23، ص 352، ح 70.

 (6). في «ف»:+/ «بن مهران».

 (7). في «ف»:+/ «بن عبد اللَّه الحسني».

 (8). كذا. و في الحجر (15): 41: «هَذَا صِرط عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ». و في آل عمران (3): 51 و مواضع اخرى: «هَذَا صِرط مُسْتَقِيمٌ». و اعلم أنّ «مستقيم» على قراءة عليّ بكسر اللام لا يمكن أن يكون صفة للصراط؛ لاختلافهما بالتعريف و التنكير، فهو خبر ثانٍ لقوله: «هذا».

 (9). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1111؛ و ضمن ح 1178؛ و بصائر الدرجات، ص 71، ح 7؛ و ص 77، ضمن ح 5؛ و ص 512، ح 25؛ و معاني الأخبار، ص 32؛ و تفسير العيّاشي، ج 1، ص 24، ح 25؛ و ج 2، ص 242، ح 15؛ و تفسير القمّي، ج 1، ص 28؛ و تفسير فرات، ص 225، ح 302 الوافي، ج 3، ص 895، ح 1552؛ البحار، ج 24، ص 23، ح 49.

 (10). الإسراء (17): 89؛ الفرقان (25): 50.

394
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

 «ناراً» «1»». «2»

1152/ 65. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً» «3» قَالَ:

 «هُمُ الْأَوْصِيَاءُ «4»». «5»

1153/ 66. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الْأَحْوَلِ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «قُلْ هذِهِ سَبِيلِي‏ أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي» «6» قَالَ: «ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و الْأَوْصِيَاءُ مِنْ بَعْدِهِمْ‏ «7» عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «8»

1154/ 67. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَنَانٍ،

______________________________

 (1). الكهف (18): 29.

 (2). تفسير العيّاشي، ج 2، ص 317، ح 166، إلى قوله: «إِلّا كُفُوراً»؛ و ص 326، ح 28، من قوله: «وَ قُلِ الْحَقّ»، و فيهما عن أبي حمزة؛ تفسير القمّي، ج 2، ص 35، مرسلًا عن أبي عبد اللَّه؛ و ص 289، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، و فيهما من قوله: «وَ قُلِ الْحَقّ» الوافي، ج 3، ص 927، ح 1610؛ البحار، ج 23، ص 379، ح 66.

 (3). الجنّ (72): 18.

 (4). في الوافي: «السجود: الخضوع، يعني أنّ اللَّه سبحانه كنى بالمساجد عن الأوصياء و جعلهم للَّه؛ لأنّ اللَّه أمر عباده بأن يخضعوا لهم طاعةً للَّه‏عزّوجلّ، و تقرّباً إليه‏ «فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً» أي فلا تشركوا به بأن تخضعوا لغيرهم بدون أمره، أو تجعلوهم آلهة معه».

 (5). تفسير القمّي، ج 2، ص 390 بسند آخر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، و تمام الرواية هكذا: «المساجد: الأئمّة عليهم السلام» الوافي، ج 3، ص 895، ح 1553؛ البحار، ج 23، ص 330، ذيل ح 13.

 (6). يوسف (12): 108.

 (7). في «ب، ض، بر» و تفسير العيّاشي و البحار: «بعدهما». و في حاشية «ج»: «بعده».

 (8). تفسير العيّاشي، ج 2، ص 201، ح 101، عن سلّام بن المستنير؛ تفسير القمّي، ج 1، ص 358، مرسلًا عن أبي الجارود. تفسير فرات، ص 202، ح 268، بسند آخر عن زيد بن عليّ، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، مع اختلاف. و راجع: كمال الدين، ص 64 الوافي، ج 3، ص 896، ح 1554؛ البحار، ج 24، ص 21، ح 42.

395
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَنْ سَالِمٍ الْحَنَّاطِ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ‏ مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏» «1» فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «آلُ مُحَمَّدٍ لَمْ يَبْقَ فِيهَا غَيْرُهُمْ‏ «2»». «3»

1155/ 68. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي السَّفَاتِجِ، عَنْ زُرَارَةَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «فَلَمَّا رَأَوْهُ‏ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ‏» «4» قَالَ: «هذِهِ نَزَلَتْ فِي‏ «5» أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و أَصْحَابِهِ الَّذِينَ‏ «6» عَمِلُوا مَا عَمِلُوا، يَرَوْنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَغْبَطِ الْأَمَاكِنِ‏ «7» لَهُمْ فَيُسِي‏ءُ و جُوهَهُمْ، و يُقَالُ لَهُمْ:

______________________________

 (1). الذاريات (51): 35- 36.

 (2). في الوافي: «يعني أنّ الناجين من قوم لوط المخرجين معه من القرية لئلّا يصيبهم العذاب النازل عليها، هم آل محمّد و أهل بيته؛ و ذلك لأنّ آل كلّ كبير و أهل بيته من أقرّ بفضله و اتّبع أمره و سار بسيرته، فالمؤمنون المنقادون المتّقون من كلّ امّة آل لنبيّهم و وصيّ نبيّهم و أهل بيت لهما و إن كان بيوتهم بعيدة بحسب المسافة عن بيتهما. فإنّ البيت في مثل هذا لايراد به بيت البنيان، و لا بيت النساء و الصبيان، بل بيت التقوى و الإيمان، و بيت النبوّة و الحكمة و العرفان؛ و كذلك كلّ نبيّ أو و صيّ نبيّ، فهو آل للنبيّ الأفضل و الوصيّ الأمثل؛ فجميع الأنبياء و الأوصياء السابقين و أممهم المتّقين آل نبيّنا و أهل بيته؛ و لذا قال صلى الله عليه و آله: «كلّ تقيّ و نقيّ آلي» و قال في سلمان: «سلمان منّا أهل البيت» و ورد في ابن نوح‏ «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» [هود (11): 46] إلى غير ذلك. و تصديق ما قلناه في كلام الصادق عليه السلام الذي رواه المفضّل بن عمر أنّ الأنبياء جميعاً محبّون لمحمّد و عليّ، متّبعون أمرهما».

 (3). راجع: تفسير فرات، ص 442، ح 584 الوافي، ج 3، ص 896، ح 1555؛ البحار، ج 23، ص 327، ح 7.

 (4). الملك (67): 27.

 (5). في «بح، بف»:+/ «عليّ».

 (6). في البحار: «و الذين».

 (7). «في أغبط الأماكن»، أي أحسن المكان و أفضله، يغبط الناس عليه و يتمنّونه. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 916 (غبط).

396
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

 «هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ» الَّذِي انْتَحَلْتُمِ‏ «1» اسْمَهُ». «2»

1156/ 69. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ» «3» قَالَ: «النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «4»

1157/ 70. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالى‏: «فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ‏ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ‏» «5» قَالَ: «الْمُؤَذِّنُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «6»

1158/ 71. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ:

______________________________

 (1). الانتحال: ادّعاء الرجل لنفسه ما ليس له. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1827 (نحل).

 (2). تفسير فرات، ص 493- 494، ح 643- 647 بسند آخر، عن أبي عبد اللَّه و أبي جعفر عليهما السلام، مع اختلاف؛ تفسير القمّي، ج 2، ص 378، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 907، ح 1580؛ البحار، ج 24، ص 268، ح 36.

 (3). البروج (85): 3.

 (4). معاني الأخبار، ص 299، ح 7، بسنده عن عليّ بن حسّان الوافي، ج 3، ص 897، ح 1556؛ البحار، ج 23، ص 352، ح 71.

 (5). الأعراف (7): 44.

 (6). معاني الأخبار، ص 59، ضمن الحديث الطويل 9، بسند آخر، عن أبي جعفر، عن عليّ عليه السلام، و فيه بعد ذكر الآية: «أنا ذلك المؤذّن»؛ تفسير العيّاشي، ج 2، ص 17، ح 41، عن محمّد بن الفضيل، عن الرضا عليه السلام؛ تفسير فرات، ص 142، ح 173، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام؛ و فيه، ص 141، ح 171، بسند آخر، عن ابن عبّاس، مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 3، ص 897، ح 1557؛ البحار، ج 8، ص 339، ح 19؛ و ج 24، ص 269، ح 38.

397
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ‏ وَ هُدُوا إِلى‏ صِراطِ الْحَمِيدِ» «1» قَالَ: «ذَاكَ‏ «2» حَمْزَةُ و جَعْفَرٌ و عُبَيْدَةُ و سَلْمَانُ و أَبُو ذَرٍّ و الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَ عَمَّارٌ «3» هُدُوا إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ».

وَ قَوْلِهِ: «حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ‏ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ» «يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيانَ‏» «4»: الْأَوَّلَ و الثَّانِيَ و الثَّالِثَ». «5»

1159/ 72. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ «6»، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالى‏: «ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏» «7» قَالَ: «عَنى‏ بِالْكِتَابِ التَّوْرَاةَ و الْإِنْجِيلَ، و «8» «أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ» «9» فَإِنَّمَا عَنى‏ بِذلِكَ عِلْمَ أَوْصِيَاءِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «10»

1160/ 73. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ،

______________________________

 (1). الحجّ (22): 24.

 (2). في «ب» و الوافي: «ذلك».

 (3). في «ف»:+/ «بن ياسر و».

 (4). الحجرات (49): 7.

 (5). تفسير القمّي، ج 2، ص 319، بسنده عن عليّ بن حسّان من قوله: «حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَنَ» الوافي، ج 3، ص 897، ح 1558؛ البحار، ج 22، ص 125، ح 96؛ و ج 23، ص 379، ح 67؛ و ج 67، ص 40، و فيه إلى قوله: «هدوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام».

 (6). هكذا في النسخ و الوافي. و في المطبوع:-/ «عن أحمد بن محمّد». و رواية محمّد بن يحيى، عن أحمد بن‏محمّد [بن عيسى‏]، عن [الحسن‏] بن محبوب متكرّرة في كثيرٍ من الأسناد جدّاً. راجع: معجم رجال الحديث، ج 2، ص 476- 485؛ و ص 499- 502؛ و ص 658- 659؛ و ص 667- 679.

 (7). الأحقاف (46): 4.

 (8). في «ف»: «أو». و في «بر، بس» و الوافي و البحار: «و أمّا».

 (9). في الوافي: «العلم». و في البحار: «و أمّا الأثارة من العلم».

 (10). بصائر الدرجات، ص 516، ح 42، بسنده عن الحسن، عمّن رواه، عن أبي عبيدة، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 898، ح 1559؛ البحار، ج 24، ص 212، ح 4.

398
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «لَمَّا رَأى‏ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ تَيْماً و عَدِيّاً و بَنِي أُمَيَّةَ يَرْكَبُونَ مِنْبَرَهُ، أَفْظَعَهُ‏ «1»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- قُرْآناً يَتَأَسّى‏ بِهِ‏ «2» «وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ‏ أَبى‏» «3» ثُمَّ أَوْحى‏ إِلَيْهِ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي أَمَرْتُ فَلَمْ أُطَعْ، فَلَا تَجْزَعْ أَنْتَ إِذَا «4» أَمَرْتَ فَلَمْ تُطَعْ فِي و صِيِّكَ» «5». «6»

1161/ 74. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالى‏ «7»: «فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ‏» «8».

فَقَالَ‏ «9»: «عَرَفَ‏ «10» اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- إِيمَانَهُمْ بِمُوَالَاتِنَا «11» و كُفْرَهُمْ بِهَا «12» يَوْمَ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ و هُمْ ذَرٌّ فِي صُلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «13»».

______________________________

 (1). «أفظعه»، أي و جده فظيعاً، أي شديدَ الشَناعة. هذا في اللغة. و في الشروح: أَفْظَعَهُ، أي ساءه ذلك و غمّه غمّاًشديداً و أزعجه. و أفظعه الأمرُ، أي اشتدّت عليه شناعته. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1259 (فظع).

 (2). «يتأسّى به»، أي يتعزّى به و يتسلّى به و يتصبّر. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2268 (أسا).

 (3). البقرة (2): 34؛ طه (20): 116.

 (4). في «ف»: «إذا أنت».

 (5). في «بس»: «وصيّتك».

 (6). الوافي، ج 3، ص 907، ح 1581؛ البحار، ج 24، ص 225، ح 15؛ و ج 35، ص 191، ذيل ح 13 من قوله: «وَ إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائكة».

 (7). هكذا في «ف، بر». و في الكافي، ح 1091: «قول اللَّه عزّ و جلّ». و في سائر النسخ و المطبوع:-/ «تعالى».

 (8). التغابن (64): 2.

 (9). في «بف»: «قال».

 (10). في «ب، ف»: «عرّف» بالتضعيف.

 (11). في «ب» و الكافي، ح 1091 و البصائر و تفسير القمّي و البحار: «بولايتنا».

 (12). في تفسير القمّي: «بتركها».

 (13). في الكافي، ح 1091 و البصائر و البحار: «في صلب آدم عليه السلام و هم ذرّ». و في تفسير القمّي: «و هم في عالم الذرّ و في صلب آدم عليه السلام». كلاهما بدل «و هم ذرّ في صلب آدم عليه السلام».

399
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

وَ سَأَلْتُهُ‏ «1» عَنْ قَوْلِهِ‏ «2» عَزَّ و جَلَّ: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ‏ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ‏ فَإِنَّما عَلى‏ رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ» «3».

فَقَالَ: «أَمَا و اللَّهِ مَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، و مَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ حَتّى‏ يَقُومَ قَائِمُنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَّا فِي تَرْكِ و لَايَتِنَا و جُحُودِ حَقِّنَا، و مَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَ الدُّنْيَا حَتّى‏ أَلْزَمَ رِقَابَ هذِهِ الْأُمَّةِ حَقَّنَا: «وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏»» «4». «5»

1162/ 75. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ و عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ:

عَنْ أَخِيهِ مُوسى‏ «6» عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ» «7» قَالَ: «الْبِئْرُ الْمُعَطَّلَةُ: الْإِمَامُ الصَّامِتُ، و الْقَصْرُ الْمَشِيدُ: الْإِمَامُ النَّاطِقُ». «8»

و رَوَاهُ‏ «9» مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِثْلَهُ.

1163/ 76. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ بُهْلُولٍ، عَنْ رَجُلٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ‏

______________________________

 (1). في «ف»: «قال: فسألته».

 (2). في «ب، ج، بر» و الوافي و البحار: «قول اللَّه».

 (3). التغابن (64): 12.

 (4). البقرة (2): 213؛ النور (24): 46.

 (5). الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1091. و في بصائر الدرجات، ص 81، ح 2، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب؛ تفسير القمّي، ج 2، ص 371، عن عليّ بن الحسين، عن أحمد بن أبي عبد اللَّه، عن ابن محبوب، و في كلّها إلى قوله: «و هم ذرّ في صلب آدم عليه السلام» الوافي، ج 3، ص 908، ح 1582؛ البحار، ج 23، ص 380، ح 68.

 (6). في «ض»:+/ «بن جعفر».

 (7). الحجّ (22): 45.

 (8). بصائر الدرجات، ص 505، ح 4؛ و كمال الدين، ص 417، ح 10؛ و معاني الأخبار، ص 111، ح 1 و 2، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام الوافي، ج 3، ص 898، ح 1560.

 (9). في «ب» و حاشية «ض»: «و روى».

400
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ‏» قَالَ: «يَعْنِي إِنْ أَشْرَكْتَ فِي الْوَلَايَةِ غَيْرَهُ. «بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ‏» «1» يَعْنِي بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ بِالطَّاعَةِ، و كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ أَنْ عَضَدْتُكَ بِأَخِيكَ و ابْنِ عَمِّكَ». «2»

1164/ 77. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسى‏، قَالَ:

حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ عَزَّ و جَلَّ: «يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ‏ ثُمَّ يُنْكِرُونَها» «3» قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ‏ «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ» «4» اجْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا تَقُولُونَ فِي هذِهِ الْآيَةِ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏ «5»: إِنْ كَفَرْنَا بِهذِهِ‏ «6» الْآيَةِ، نَكْفُرُ «7» بِسَائِرِهَا؛ و إِنْ‏ «8» آمَنَّا، فَإِنَّ هذَا «9» ذُلٌّ حِينَ يُسَلِّطُ «10» عَلَيْنَا «11» ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالُوا: قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ مُحَمَّداً صَادِقٌ فِيمَا يَقُولُ، و «12» لكِنَّا «13» نَتَوَلَّاهُ‏ «14»، و لَانُطِيعُ عَلِيّاً فِيمَا أَمَرَنَا».

قَالَ: «فَنَزَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ: «يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها» يَعْرِفُونَ: «15» يَعْنِي و لَايَةَ

______________________________

 (1). الزمر (39): 65 و 66.

 (2). راجع: تفسير القمّي، ج 2، ص 251؛ و تفسير فرات، ص 370، ح 502 الوافي، ج 3، ص 899، ح 1561؛ البحار، ج 23، ص 380، ح 69.

 (3). النحل (16): 83.

 (4). المائدة (5): 55.

 (5). في البحار، ج 35:+/ «إنّا».

 (6). في «ض»: «ببعض هذه».

 (7). في البحار، ج 35: «لكفرنا».

 (8). في الوافي: «فإن».

 (9). في حاشية «بف»: «فهذا» بدل «فإنّ هذا».

 (10). في «بح» و الوافي: «تسلّط».

 (11). في «ج»:-/ «علينا».

 (12). في «ب»:-/ «و».

 (13). في حاشية «ض» و الوافي و البحار، ج 35: «لكن».

 (14). في «ب» و البحار، ج 35: «نتوالاه».

 (15). في «ف» و البحار، ج 35:-/ «يعرفون».

401
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‏ «1» عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «وَ أَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ‏» «2» بِالْوَلَايَةِ «3»». «4»

1165/ 78. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَلَّامٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالى‏: «الَّذِينَ يَمْشُونَ‏ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً» «5» قَالَ: «هُمُ الْأَوْصِيَاءُ مِنْ مَخَافَةِ عَدُوِّهِمْ». «6»

1166/ 79. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بِسْطَامَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ و اقِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ:

أَنَّهُ سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالى‏: «أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ‏ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» فَقَالَ: «الْوَالِدَانِ- اللَّذَانِ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمَا الشُّكْرَ- هُمَا اللَّذَانِ ولَدَا الْعِلْمَ، و ورِثَا «7» الْحُكْمَ‏ «8»، و أُمِرَ النَّاسُ بِطَاعَتِهِمَا، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ‏ «9»: «إِلَيَّ الْمَصِيرُ» فَمَصِيرُ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ، وَ الدَّلِيلُ عَلى‏ ذلِكَ الْوَالِدَانِ.

______________________________

 (1). في «ج، ب، ض، بس، بف»:-/ «بن أبي طالب».

 (2). النحل (16): 83.

 (3). في البحار، ج 35: «بولاية عليّ».

 (4). الوافي، ج 3، ص 927، ح 1611؛ البحار، ج 24، ص 63، ح 48؛ و ج 35، ص 190، ذيل ح 13.

 (5). الفرقان (25): 63. و في «ف»:+/ «وَ إِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَهِلُونَ قَالُواْ سَلَمًا».

 (6). تفسير القمّي، ج 2، ص 116، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى‏، عن ابن أبي نجران، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام. تفسير فرات، ص 292، ح 395: «عن محمّد بن القاسم بن عبيد معنعناً، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام»، مع اختلاف يسير و زيادة في آخره الوافي، ج 3، ص 899، ح 1562؛ البحار، ج 24، ص 136، ح 11؛ و ص 357، ح 74.

 (7). هكذا في «ب، ض، ف، بر، بس، بف». و في «ج، بح»: «ورّثا» بالتضعيف.

 (8). في «ض»: «الحِكَم» جمع الحكمة. و في «بس»: «للحكم».

 (9). في «ف»:-/ «اللَّه». و هذا يناسب قراءة «أمر» مبنيّاً للفاعل.

402
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

ثمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ عَلَى ابْنِ حَنْتَمَةَ «1» و صَاحِبِهِ، فَقَالَ فِي الْخَاصِّ و الْعَامِّ: «وَ إِنْ جاهَداكَ‏ عَلى‏ أَنْ تُشْرِكَ بِي‏» تَقُولَ‏ «2» فِي الْوَصِيَّةِ، و تَعْدِلَ عَمَّنْ أُمِرْتَ‏ «3» بِطَاعَتِهِ‏ «فَلا تُطِعْهُما» و لَاتَسْمَعْ قَوْلَهُمَا.

ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ عَلَى الْوَالِدَيْنِ فَقَالَ: «وَ صاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً» يَقُولُ: عَرِّفِ النَّاسَ فَضْلَهُمَا، و ادْعُ‏ «4» إِلى‏ سَبِيلِهِمَا، و ذلِكَ‏ «5» قَوْلُهُ: «وَ اتَّبِعْ‏ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ‏ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ» «6» فَقَالَ: إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْنَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ و لَاتَعْصُوا الْوَالِدَيْنِ؛ فَإِنَّ رِضَاهُمَا رِضَى اللَّهِ، و سَخَطَهُمَا سَخَطُ اللَّهِ». «7»

1167/ 80. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏: «كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ‏ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ» «8».

قَالَ: فَقَالَ‏ «9»: «رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «10» أَصْلُهَا «11»، و أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَرْعُهَا، و الْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏

______________________________

 (1). في «ف»: «خثيمة». و في «بس»: «خنقمة». و المراد ب «حنتمة» امّ عمر بن الخطّاب. راجع: قاموس المحيط، ج 2، ص 1448 (حنتم).

 (2). هكذا في «ض، بس، بف». و في سائر النسخ و المطبوع: «يقول». و في مرآة العقول نقلًا عن شرح بعض الأفاضل: «و قوله: «تقول» مضارع مخاطب من باب نصر، أو باب التفعّل، بحذف إحدى التاءين منصوب». و قوله عليه السلام: «تقول» و «تعدل» تفسير لقوله تعالى: «تُشْرِكَ».

 (3). في حاشية «ف»: «أمر».

 (4). في «ف»: «فادع».

 (5). في «ف»: «فذلك».

 (6). لقمان (31): 14 و 15.

 (7). تفسير القمّي، ج 2، ص 148، عن الحسين بن محمّد الوافي، ج 3، ص 909، ح 1585؛ البحار، ج 23، ص 270، ح 22.

 (8). إبراهيم (14): 24.

 (9). في حاشية «ف» و البحار: «فقال قال».

 (10). في «ج، بف» و مرآة العقول و البحار:+/ «أنا».

 (11). في البصائر، ص 59، ح 4: «و اللَّه جذرها» بدل «أصلها».

403
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

مِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا «1» أَغْصَانُهَا، و عِلْمُ الْأَئِمَّةِ ثَمَرَتُهَا «2»، و شِيعَتُهُمُ الْمُؤْمِنُونَ‏ «3» و رَقُهَا، هَلْ فِيهَا فَضْلٌ‏ «4»؟» قَالَ: قُلْتُ: لَاوَ اللَّهِ، قَالَ‏ «5»: «وَ اللَّهِ‏ «6» إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُولَدُ، فَتُورَقُ‏ «7» و رَقَةٌ فِيهَا «8»، وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَمُوتُ، فَتَسْقُطُ «9» و رَقَةٌ مِنْهَا «10»». «11»

1168/ 81. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيِّ، عَنْ مَنِيعِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ‏ «12» عَزَّ و جَلَّ: «لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ‏ مِنْ قَبْلُ‏» «يَعْنِي فِي الْمِيثَاقِ». «13» «أَوْ كَسَبَتْ‏ فِي إِيمانِها خَيْراً» «14» قَالَ: «الْإِقْرَارُ بِالْأَنْبِيَاءِ «15»

______________________________

 (1). في «ف»: «ذرّيّته». و في البصائر، ص 59، ح 4: «ذرّيّتها».

 (2). في «ض، بح، بر، بس، بف» و حاشية «ج» و الوافي و البصائر، ص 59، ح 4: «ثمرها».

 (3). في الوافي: «و المؤمنون».

 (4). أي هل في الشجرة أمر زائد على ما ذكرت من الأصل و الفرع و الثمرة و الورق؟ و في «ب، ض، بس» و حاشية «بح، بر، بس»: «شوب» فيكون المراد: هل فيها شوب خطأ و بطلان. و في البصائر، ص 59، ح 4: «هل ترى فيها فضلًا يا أبا جعفر» بدل «هل فيها فضل».

 (5). في «ب» و البصائر، ص 59، ح 4:+/ «فقال».

 (6). في «ب»:-/ «و اللَّه». و في «ض»: «لا و اللَّه».

 (7). في البصائر، ص 59، ح 4: «يولد فيورق» بدل «ليولد فتورق».

 (8). في «ض»: «فيها و رقة». و في البصائر، ص 59، ح 4:-/ «فيها».

 (9). في «ج»: «و تسقط». و في «بح» و البحار: «فيسقط».

 (10). في البصائر، ص 59، ح 4: «ورقته» بدل «ورقة منها».

 (11). بصائر الدرجات، ص 59، ح 4، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن سيف، عن أبيه، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد اللَّه. و في بصائر الدرجات، ص 60، ح 2 و 3؛ و كمال الدين، ص 345، ح 30؛ و تفسير فرات، ص 219، ح 292 و 293، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع اختلاف يسير. و في بصائر الدرجات، ص 59، ح 2 و 3؛ و معاني الأخبار، ص 400، ح 61، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير. و في بصائر الدرجات، ص 58، ح 1، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، مع اختلاف يسير. راجع: بصائر الدرجات، ص 60، ح 1؛ و تفسير العيّاشي، ج 2، ص 224، ح 10 الوافي، ج 3، ص 89، ح 1563؛ البحار، ج 24، ص 142، ح 12.

 (12). في «بح» و الوافي: «قوله».

 (13). في البحار، ج 24:-/ «يعني في الميثاق».

 (14). الأنعام (6): 158.

 (15). في البحار، ج 24: «قال: الأنبياء».

404
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

وَ الْأَوْصِيَاءِ و أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَاصَّةً، قَالَ: لَايَنْفَعُ‏ «1» إِيمَانُهَا لِأَنَّهَا سُلِبَتْ». «2»

1169/ 82. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ:

عَنْ أَحَدِهِمَا «3» عَلَيْهِمَا السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ‏ «4» جَلَّ و عَزَّ: «بَلى‏ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ‏ خَطِيئَتُهُ‏» قَالَ: «إِذَا جَحَدَ إِمَامَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ‏» «5»». «6»

1170/ 83. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ «7»، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ «8» عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الِاسْتِطَاعَةِ، و قَوْلِ النَّاسِ‏ «9»، فَقَالَ- و تَلَا «10» هذِهِ الْآيَةَ: «وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ‏ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ‏ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ‏» «11»-: «يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، النَّاسُ مُخْتَلِفُونَ فِي إِصَابَةِ الْقَوْلِ، و كُلُّهُمْ هَالِكٌ».

______________________________

 (1). في «ب»:+/ «نفساً».

 (2). الوافي، ج 3، ص 928، ح 1612؛ البحار، ج 24، ص 401، ح 128؛ و ج 67، ص 33.

 (3). في «ض، ف، بس، بف» و حاشية «ج، بر»: «أبي عبد اللَّه».

 (4). في «بح»: «قوله».

 (5). البقرة (2): 81.

 (6). الوافي، ج 3، ص 928، ح 1613؛ البحار، ج 8، ص 358، ح 20؛ و ج 24، ص 401، ح 129.

 (7). هكذا في «ألف، ج، بر، بس، بف» و الوسائل و البحار، ج 5. و في «ض»: «أحمد بن محمّد عن أبي نصر». و في «ف، جر» و المطبوع: «أحمد بن محمّد بن أبي نصر». و في «بح»: «أحمد عن محمّد بن أبي نصر».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد توسّط [أحمد بن محمّد] بن أبي نصر بين أحمد بن محمّد بن خالد و أحمد بن محمّد بن عيسى، و بين حمّاد بن عثمان في بعض الأسناد. راجع: معجم رجال الحديث، ج 2، ص 606، ج 22، ص 344. أضف إلى ذلك أنّه لم يثبت رواية عدّة من أصحابنا من مشايخ الكليني، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر مباشرةً.

 (8). في «بس» و حاشية «بر»: «أبا عبد اللَّه».

 (9). في الوافي: «عن الاستطاعة، يعني هل يستطيع العبد من أفعاله شيئاً، أم أنّها بيد اللَّه. و قول الناس، يعني اختلافهم في هذه المسألة على أقوال شتّى».

 (10). في «ف»: «فتلا».

 (11). هود (11): 118- 119.

405
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

قَالَ‏ «1»: قُلْتُ: قَوْلُهُ‏ «2»: «إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ»؟ قَالَ: «هُمْ شِيعَتُنَا، و لِرَحْمَتِهِ‏ «3» خَلَقَهُمْ، وَ هُوَ قَوْلُهُ: «وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ» يَقُولُ: لِطَاعَةِ الْإِمَامِ‏ «4»؛ الرَّحْمَةُ «5» الَّتِي يَقُولُ: «وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ» «6» يَقُولُ: عِلْمُ‏ «7» الْإِمَامِ، و «8» و سِعَ عِلْمُهُ- الَّذِي هُوَ «9» مِنْ عِلْمِهِ- كُلَّ شَيْ‏ءٍ هُمْ شِيعَتُنَا «10»، ثُمَّ قَالَ: «فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ‏» «11» يَعْنِي و لَايَةَ غَيْرِ الْإِمَامِ و طَاعَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: «يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ‏ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ» يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و الْوَصِيَّ و الْقَائِمَ‏ «يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ» إِذَا قَامَ‏ «وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ» و الْمُنْكَرُ «12» مَنْ أَنْكَرَ فَضْلَ الْإِمَامِ وَ جَحَدَهُ‏ «وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ‏»: أَخْذَ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِهِ‏ «وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ‏» وَ الْخَبَائِثُ قَوْلُ مَنْ خَالَفَ‏ «وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ‏» و هِيَ الذُّنُوبُ الَّتِي كَانُوا فِيهَا قَبْلَ مَعْرِفَتِهِمْ‏

______________________________

 (1). في «ف»: «و قال».

 (2). في «بف» و حاشية «بح»: «له». و في الوسائل:-/ «قوله».

 (3). في البحار، ج 5: «لرحمة».

 (4). في «بح» و شرح المازندراني و البحار، ج 24: «الإمامة».

 (5). «الرحمة» مرفوعة على الابتدائيّة عند المازندراني، و «علم الإمام» خبره، و «يقول» تأكيد. و مجرورة عند المجلسي على البدليّة عن «طاعة الإمام» و نقل عن بعض بأنّ الظرف في قوله: «لطاعة الإمام» متعلّق ب «يقول» و «الرحمة» منصوب مفعول «يقول».

 (6). في «ض»:+/ «رحمة و علماً».

 (7). في مرآة العقول: «و يمكن أن يقرأ «عَلِمَ» بصيغة الماضي».

 (8). في الوافي:-/ «و».

 (9). في مرآة العقول:-/ «هو».

 (10). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس» و مرآة العقول: «هو شيعتنا». و في حاشية «ف»: «هم و سّعتنا». و نقل في‏المرآة عن بعض: «هو سعتنا». قال: «و فسّر عليه السلام الشي‏ء بالشيعة؛ لأنّهم المنتفعون به فصار لهم رحمة». و في الوافي: «فسّر الرحمة بطاعة الإمام لأنّ طاعة الإمام توصل العبد إلى رحمة اللَّه. و فسّر الرحمة الواسعة بعلم الإمام لأنّه الهادي إليها. و «وسع علمه» أي علم الإمام الذي هو من علمه، أي من علم اللَّه تعالى. «هم شيعتنا» أي كلّ شي‏ء من ذنوب شيعتنا و سعته رحمة ربّنا. و في تفسير الرحمة الواسعة بعلم الإمام إشارة إلى أنّهم لو كانوا يستندون فيه إلى علمه لما اختلفوا فيما اختلفوا».

 (11). الأعراف (7): 156.

 (12). قال الفيض: «المُنكِر، بالكسر. و المراد أنّ المنكَر بالفتح هنا إنكار فضل الإمام». و ردّه المجلسي بعد ما قال: «فقوله عليه السلام: و المنكر- بفتح الكاف- من أنكر فضل الإمام، أي إنكار من أنكر، كما في قوله تعالى: «وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى‏»» [البقرة (2): 189]. راجع: الوافي، ج 2، ص 912؛ مرآة العقول، ج 5، ص 114.

406
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

فَضْلَ الْإِمَامِ‏ «وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ‏» و الْأَغْلَالُ مَا كَانُوا يَقُولُونَ مِمَّا لَمْ يَكُونُوا أُمِرُوا بِهِ مِنْ تَرْكِ فَضْلِ الْإِمَامِ، فَلَمَّا عَرَفُوا فَضْلَ الْإِمَامِ و ضَعَ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ‏ «1»؛ و الْإِصْرُ: الذَّنْبُ، وَ هِيَ الْآصَارُ «2».

ثُمَّ نَسَبَهُمْ، فَقَالَ: «فَالَّذِينَ‏ «3» آمَنُوا بِهِ‏» يَعْنِي بِالْإِمَامِ‏ «4» «وَ عَزَّرُوهُ‏ «5» وَ نَصَرُوهُ‏ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ‏ «6» أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏» «7» يَعْنِي الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الْجِبْتَ‏ «8» و الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا؛ و الْجِبْتُ و الطَّاغُوتُ: فُلَانٌ و فُلَانٌ و فُلَانٌ، و الْعِبَادَةُ: طَاعَةُ النَّاسِ لَهُمْ.

ثُمَّ قَالَ: «أَنِيبُوا إِلى‏ رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ» «9» ثُمَّ جَزَاهُمْ، فَقَالَ: «لَهُمُ الْبُشْرى‏ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ» «10» و الْإِمَامُ يُبَشِّرُهُمْ بِقِيَامِ الْقَائِمِ و بِظُهُورِهِ، و بِقَتْلِ أَعْدَائِهِمْ،

______________________________

 (1). «الأَصْرُ»: الكسر و العطف و الحبس. و «الإِصْرُ»: العهد و الذَنْب و الثِقْل. و الجمع: آصار و إصْران. القاموس‏المحيط، ج 1، ص 492 (أصر).

 (2). قال المجلسي: «فقوله: و هي الآصار، يحتمل و جوهاً: الأوّل: أن يكون بصيغة الجمع و يكون قراءتهم عليهم السلام موافقة لقراءة ابن عامر، أو يكون المعنى أنّ المراد بالمفرد هنا الجمع و المراد جميع ذنوبهم. الثاني: أن يكون الإصار بالكسر، و المعنى أنّ الأصر مأخوذ من الإصار الذي يشدّ به الخباء، و لعلّ المعنى أنّ الذنب يشدّ به رجل المذنب عن القيام بالطاعة، كما أنّ الإصار يشدّ به أسفل الخباء. الثالث: ما قيل: إنّ ضمير هي للأغلال، و الآصار بصيغة الجمع، و المراد أنّ الأغلال عمدة أثقالهم و ذنوبهم». الثاني قول الفيض، و الثالث قول المازندراني. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 99؛ الوافي، ج 3، ص 912؛ مرآة العقول، ج 5، ص 115.

 (3). هكذا في القرآن. و في النسخ و المطبوع بدون الفاء.

 (4). في الوافي: «بالنبيّ».

 (5). التعزير هاهنا: الإعانة و التوقير و النصر مرّة بعد مرّة. و أصل التعزير: المنع و الردّ، فكأنّ من نَصَرْتَهُ قد رددتَ عنه أعداءَه و منعتَهم من أذاه. النهاية، ج 3، ص 228 (عزر).

 (6). في الوافي:+/ «هو أمير المؤمنين و الأئمّة عليهم السلام».

 (7). الأعراف (7): 156 و 157.

 (8). «الجِبْتُ»: الفَسل الذي لا خير فيه. و الفسل: الرَذْلُ و النذل الذي لا مروّة له. و يقال لكلّ ما عُبد من دون اللَّه تعالى: جِبْتٌ. و سمّي الساحر و الكاهن جبتاً. راجع: المفردات للراغب، ص 182 (جبت).

 (9). الزمر (39): 54.

 (10). يونس (10): 64.

407
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

وَ بِالنَّجَاةِ فِي الْآخِرَةِ، و الْوُرُودِ عَلى‏ مُحَمَّدٍ- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ و آلِهِ الصَّادِقِينَ- عَلَى‏ «1» الْحَوْضِ». «2»

1171/ 84. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ‏ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ‏ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ‏» «3» فَقَالَ: «الَّذِينَ اتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ هُمُ الْأَئِمَّةُ، و هُمْ- و اللَّهِ يَا عَمَّارُ- دَرَجَاتٌ لِلْمُؤْمِنِينَ، و بِوَلَايَتِهِمْ و مَعْرِفَتِهِمْ إِيَّانَا يُضَاعِفُ اللَّهُ لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ، و يَرْفَعُ اللَّهُ‏ «4» لَهُمُ الدَّرَجَاتِ الْعُلى‏». «5»

1172/ 85. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ و غَيْرُهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ، عَنْ عَمَّارٍ الْأَسَدِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ‏ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ‏» «6» قَالَ: «وَلَايَتُنَا «7» أَهْلَ الْبَيْتِ- و أَهْوى‏ «8» بِيَدِهِ إِلى‏ صَدْرِهِ‏ «9»- فَمَنْ لَمْ يَتَوَلَّنَا لَمْ يَرْفَعِ‏

______________________________

 (1). في «ف»:-/ «على».

 (2). الوافي، ج 3، ص 911، ح 1588؛ الوسائل، ج 27، ص 67، ح 33218، إلى قوله: «و الخبائث قول من خالف»؛ البحار، ج 5، ص 195، ح 1، إلى قوله: «لطاعة الإمام»؛ و ج 24، ص 353، ح 73.

 (3). آل عمران (3): 162- 163.

 (4). في «ف»:-/ «اللَّه».

 (5). تفسير العيّاشي، ج 1، ص 205، ح 149، عن عمّار بن مروان الوافي، ج 3، ص 900، ح 1564.

 (6). فاطر (35): 10.

 (7). هكذا في «ف». و في سائر النسخ و المطبوع:-/ «قال».

 (8). في «بس، بف» و حاشية «ج» و الوافي: «و أومأ».

 (9). في «ف»:+/ «و قال». و قوله: «أهوى بيده إلى صدره»، أي مدّها نحوه و أمالها إليه. راجع: النهاية، ج 5، ص 285 (هوا).

408
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

اللَّهُ لَهُ عَمَلًا «1»». «2»

1173/ 86. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ‏» قَالَ: «الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ»، «وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ‏» «3» قَالَ: «إِمَامٌ تَأْتَمُّونَ بِهِ». «4»

1174/ 87. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالى‏: «وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ‏ أَ حَقٌّ هُوَ» قَالَ‏ «5»: «مَا تَقُولُ‏ «6» فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «قُلْ إِي وَ رَبِّي‏ إِنَّهُ لَحَقٌ‏ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ‏» «7»». «8»

1175/ 88. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ:

______________________________

 (1). في حاشية «ج»: «أصلًا». و في الوافي: «يعني أنّ المراد بالعمل الصالح إنّما هو و لايتنا و اتّباعنا، و هي التي يرفعها اللَّه تعالى أوّلًا، ثمّ بتبعيّتها يرفع سائر الأعمال. و المستفاد من الحديث أنّ المستتر في يرفعه راجع إلى اللَّه تعالى».

 (2). راجع: تفسير القمّي، ج 2، ص 207 الوافي، ج 3، ص 900، ح 1565؛ البحار، ج 24، ص 357، ح 75.

 (3). الحديد (57): 28.

 (4). تفسير القمّي، ج 2، ص 352، بسنده عن الحسين بن سعيد. و في الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام نور اللَّه عزّ و جلّ، ح 520؛ و تفسير فرات، ص 468، ح 613، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام، مع زيادة و اختلاف. تفسير فرات، ص 468، ح 612، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 901، ح 1566.

 (5). في شرح المازندراني:+/ «هو».

 (6). في «بح»: «يقول».

 (7). يونس (10): 53.

 (8). الأمالي للصدوق، ص 673، المجلس 96، ح 7، بسند آخر؛ تفسير العيّاشي، ج 2، ص 123، ح 25، عن يحيى بن سعيد، عن أبي عبد اللَّه، عن أبيه عليهما السلام، مع اختلاف يسير؛ تفسير القمّي، ج 1، ص 313؛ و ج 2، ص 92، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 929، ح 1614؛ البحار، ج 24، ص 351، ح 68.

409
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَوْلُهُ تَعَالى‏: «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ» «1»؟

فَقَالَ‏ «2»: «مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِوَلَايَتِنَا فَقَدْ جَازَ الْعَقَبَةَ، و نَحْنُ تِلْكَ الْعَقَبَةُ الَّتِي مَنِ اقْتَحَمَهَا «3» نَجَا».

قَالَ: فَسَكَتَ، فَقَالَ‏ «4» لِي: «فَهَلَّا أُفِيدُكَ حَرْفاً خَيْراً «5» لَكَ مِنَ الدُّنْيَا و مَا فِيهَا؟» قُلْتُ:

بَلى‏ جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: «قَوْلُهُ: «فَكُّ رَقَبَةٍ» «6»». ثُمَّ قَالَ: «النَّاسُ كُلُّهُمْ عَبِيدُ النَّارِ غَيْرَكَ وَ أَصْحَابِكَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ فَكَّ رِقَابَكُمْ مِنَ النَّارِ بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ». «7»

1176/ 89. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ سَمَاعَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ و عَزَّ: «وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي‏» قَالَ: «بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ»، «أُوفِ بِعَهْدِكُمْ‏» «8»: «أُوفِ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ «9»». «10»

______________________________

 (1). البلد (90): 11.

 (2). في «ب» و البحار: «قال».

 (3). «اقتحمها»، أي دخلها و وقع فيها. و يقال: اقتحم الإنسان الأمرَ العظيمَ و تقحّمه: إذا رمى نفسه فيه من غير رويّة و تثبّت. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2006؛ النهاية، ج 5، ص 18 (قحم).

 (4). في «ب»: «و قال».

 (5). هكذا في «ج، بس» و مرآة العقول. و هو الذي تقتضيه القواعد. و في أكثر النسخ و المطبوع: «خير». و هو خبر مبتدأ محذوف. و الجملة منصوبة محلًاّ صفة «حرفاً». و يمكن على بُعدٍ قراءة ما في النسخ بالإضافة، أي: حرفا خيرٍ، و هما: فكّ رقبة.

 (6). البلد (90): 13.

 (7). فضائل الشيعة، ص 26، ح 19، بسنده عن أبان بن تغلب؛ تفسير فرات، ص 558، ح 714، بسنده عن أبان، مع اختلاف يسير؛ تفسير فرات، ص 557- 558، ح 713 و 715، بسنده عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير. تفسير القمّي، ج 2، ص 422، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، و فيه قطعة مع اختلاف. و راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1136 الوافي، ج 3، ص 893، ح 1544؛ البحار، ج 24، ص 285، ح 12.

 (8). البقرة (2): 40.

 (9). في «بح» و تفسير العيّاشي: «الجنّة».

 (10). تفسير فرات، ص 58، ح 18 و 19، بسنده عن سماعة بن مهران؛ تفسير العيّاشي، ج 1، ص 42، ح 30، عن سماعة الوافي، ج 3، ص 901، ح 1567؛ البحار، ج 24، ص 358، ح 77.

410
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

1177/ 90. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «وَ إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ‏ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ‏ خَيْرٌ مَقاماً وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا» «1» قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ دَعَا قُرَيْشاً إِلى‏ و لَايَتِنَا، فَنَفَرُوا «2» و أَنْكَرُوا، فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قُرَيْشٍ لِلَّذِينَ آمَنُوا- الَّذِينَ‏ «3» أَقَرُّوا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ-: «أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا» «4»؛ تَعْيِيراً مِنْهُمْ. فَقَالَ اللَّهُ رَدّاً عَلَيْهِمْ: «وَ كَمْ‏ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ‏» مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ «هُمْ أَحْسَنُ‏ أَثاثاً وَ رِءْياً» «5»».

قُلْتُ: قَوْلُهُ: «مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا»؟ قَالَ: «كُلُّهُمْ كَانُوا فِي الضَّلَالَةِ لَايُؤْمِنُونَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و لَابِوَلَايَتِنَا، فَكَانُوا ضَالِّينَ مُضِلِّينَ، فَيَمُدُّ لَهُمْ فِي ضَلَالَتِهِمْ و طُغْيَانِهِمْ حَتّى‏ يَمُوتُوا، فَيُصَيِّرُهُمُ اللَّهُ شَرّاً مَكَاناً و أَضْعَفَ جُنْداً».

قُلْتُ: قَوْلُهُ: «حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ‏ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً» «6»؟ قَالَ: «أَمَّا قَوْلُهُ: «حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ» فَهُوَ خُرُوجُ الْقَائِمِ و هُوَ السَّاعَةُ «7»، فَسَيَعْلَمُونَ ذلِكَ الْيَوْمَ و «8» مَا نَزَلَ‏ «9» بِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَلى‏ يَدَيْ قَائِمِهِ، فَذلِكَ قَوْلُهُ:

 «مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً» يَعْنِي عِنْدَ الْقَائِمِ‏ «وَ أَضْعَفُ جُنْداً»».

______________________________

 (1). مريم (19): 73.

 (2). في «ف»: «فتنفّروا».

 (3). في «ج، بف»:-/ «الذين».

 (4). «النَدِيُّ»: مجلس القوم و متحدَّثهم، و كذلك النَدْوَةُ و النادي و المُنْتَدى. فإن تفرّق القوم فليس بنديّ. الصحاح، ج 6، ص 2505 (ندا).

 (5). مريم (19): 74.

 (6). مريم (19): 75.

 (7). في «ف»:-/ «فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ»- إلى- هو الساعة».

 (8). في البحار، ج 15:-/ «و». قال المجلسي في مرآة العقول: «و الظاهر أنّ الواو زيد من النسّاخ»، و نقل عن بعض النسخ عدم الواو.

 (9). في «ف، بس»: «ما ينزل».

411
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

قُلْتُ: قَوْلُهُ: «وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً‏» «1»؟ قَالَ: «يَزِيدُهُمْ ذلِكَ الْيَوْمَ هُدًى عَلى‏ هُدًى بِاتِّبَاعِهِمُ الْقَائِمَ حَيْثُ لَايَجْحَدُونَهُ و لَايُنْكِرُونَهُ».

قُلْتُ: قَوْلُهُ: «لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً» «2»؟ قَالَ: «إِلَّا «3» مَنْ دَانَ اللَّهَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ و الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ مِنْ بَعْدِهِ، فَهُوَ الْعَهْدُ عِنْدَ اللَّهِ».

قُلْتُ: قَوْلُهُ: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا» «4»؟ قَالَ:

 «وَلَايَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ هِيَ الْوُدُّ الَّذِي قَالَ اللَّهُ».

قُلْتُ: «فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ‏ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ‏ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا» «5»؟ قَالَ: «إِنَّمَا يَسَّرَهُ‏ «6» اللَّهُ‏ «7» عَلى‏ لِسَانِهِ‏ «8» حِينَ أَقَامَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏ «9» عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَماً، فَبَشَّرَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ، و أَنْذَرَ بِهِ الْكَافِرِينَ، و هُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ لُدّاً «10» أَيْ كُفَّاراً».

قَالَ: و سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: «لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ‏ فَهُمْ غافِلُونَ‏» قَالَ: «لِتُنْذِرَ الْقَوْمَ الَّذِينَ‏ «11» أَنْتَ فِيهِمْ كَمَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ، فَهُمْ غَافِلُونَ عَنِ اللَّهِ و عَنْ رَسُولِهِ و عَنْ وَعِيدِهِ‏ «لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ‏ عَلى‏ أَكْثَرِهِمْ‏» مِمَّنْ لَايُقِرُّونَ بِوَلَايَةِ «12» أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ و الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ مِنْ بَعْدِهِ‏ «فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‏» بِإِمَامَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ و الْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِهِ، فَلَمَّا لَمْ يُقِرُّوا، كَانَتْ‏ «13» عُقُوبَتُهُمْ مَا ذَكَرَ «14» اللَّهُ: «إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ‏»

______________________________

 (1). مريم (19): 76.

 (2). مريم (19): 87.

 (3). في «ف»:-/ «إلّا».

 (4). مريم (19): 96.

 (5). مريم (19): 97.

 (6). في «بح»: «يسّر» بدون الضمير.

 (7). في «ف»:-/ «اللَّه».

 (8). في «ف»: «بلسانه» بدل «على لسانه».

 (9). في حاشية «ف»:+/ «عليّاً».

 (10). «اللُّدُّ»: جمع الأَلَدّ، و هو الخصيم الشديد التأبّي، أي شديد الكراهة. راجع: المفردات للراغب، ص 739 (لدد).

 (11). في «بح، بس» و حاشية «ض»: «الذي».

 (12). في «ج» و حاشية «بف» و الوافي:+/ «عليّ».

 (13). في «بر»: «كان».

 (14). في «ف»: «ذكره».

412
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

فِي نَارِ جَهَنَّمَ».

ثُمَّ قَالَ: « «وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ‏» «1» عُقُوبَةً مِنْهُ‏ «2» لَهُمْ؛ حَيْثُ أَنْكَرُوا و لَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ و الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ؛ هذَا «3» فِي الدُّنْيَا، وَ فِي الْآخِرَةِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ مُقْمَحُونَ‏ «4»، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، «وَ سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ‏ لا يُؤْمِنُونَ‏» بِاللَّهِ و بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ و مَنْ بَعْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ» يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «وَ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ‏ فَبَشِّرْهُ» يَا مُحَمَّدُ «5» «بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ‏» «6»». «7»

1178/ 91. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَاضِي عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ‏» قَالَ: «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا و لَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَفْوَاهِهِمْ».

قُلْتُ‏ «8»: «وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ‏» «9»؟ قَالَ: «وَ اللَّهُ مُتِمُ‏ «10» الْإِمَامَةِ؛ لِقَوْلِهِ عَزَّ و جَلَّ: «الذين‏ فَآمِنُوا «11» بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي‏

______________________________

 (1). يس (36): 6- 9.

 (2). في مرآة العقول:-/ «منه».

 (3). في «ف»: «و هذا».

 (4). الإقماح: رفع الرأس و غضّ البصر. النهاية، ج 4، ص 106 (قمح).

 (5). في «ب، ف»:-/ «يا محمّد».

 (6). يس (36): 10- 11.

 (7). راجع: تفسير القمّي، ج 2، ص 56 و 57 و 390؛ و تفسير فرات، ص 248، ح 335؛ و ص 251- 252، ح 340- 345 الوافي، ج 3، ص 912، ح 1589؛ البحار، ج 24، ص 332، ح 58؛ و ج 51، ص 63، ح 64، من قوله: «حَتَّى‏ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ» إلى قوله: «وَ أَضْعَفُ جُندًا»؛ و ج 35، ص 353، ح 1، و فيه قطعة.

 (8). في «ف»:+/ «قوله».

 (9). الصفّ (61): 8.

 (10). في البحار:-/ «قال: و اللَّه متمّ».

 (11). كذا في النسخ و المطبوع و البحار. و في القرآن: «فَآمَنُوا» بدل «الّذين آمنوا». و قال في مرآة العقول: «فالتغييرإمّا من النسّاخ و الرواة، أو منه عليه السلام نقلًا بالمعنى».

413
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

أَنْزَلْنا» «1» فَالنُّورُ «2» هُوَ الْإِمَامُ».

قُلْتُ‏ «3»: «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ‏ بِالْهُدى‏ وَ دِينِ الْحَقِ‏»؟ قَالَ: «هُوَ الَّذِي أَمَرَ «4» رَسُولَهُ بِالْوَلَايَةِ لِوَصِيِّهِ، و الْوَلَايَةُ هِيَ دِينُ الْحَقِّ».

قُلْتُ‏ «5»: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ‏» «6»؟ قَالَ: «يُظْهِرُهُ‏ «7» عَلى‏ جَمِيعِ‏ «8» الْأَدْيَانِ عِنْدَ قِيَامِ الْقَائِمِ». قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ‏ «9»: «وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ»: «10» و لَايَةِ «11» الْقَائِمِ‏ «وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ» «12» بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ».

قُلْتُ: هذَا تَنْزِيلٌ‏ «13»؟ قَالَ: «نَعَمْ، أَمَّا هذَا الْحَرْفُ‏ «14» فَتَنْزِيلٌ؛ و أَمَّا غَيْرُهُ فَتَأْوِيلٌ».

قُلْتُ‏ «15»: «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا» «16»؟ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- سَمّى‏ مَنْ لَمْ يَتَّبِعْ رَسُولَهُ فِي و لَايَةِ و صِيِّهِ مُنَافِقِينَ، و جَعَلَ مَنْ جَحَدَ و صِيَّهُ‏ «17» إِمَامَتَهُ كَمَنْ جَحَدَ مُحَمَّداً، و أَنْزَلَ بِذلِكَ قُرْآناً، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، «إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ‏» بِوَلَايَةِ و صِيِّكَ‏ «قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ‏ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ» بِوَلَايَةِ عَلِيٍ‏ «18» «لَكاذِبُونَ‏

______________________________

 (1). التغابن (64): 8.

 (2). في البحار، ج 23، و 51: «و النور».

 (3). في «ف»:+/ «قوله». و في البحار، ج 51:+/ «له».

 (4). في البحار، ج 23، و 51:+/ «اللَّه».

 (5). في «ف»:+/ «قوله».

 (6). الصفّ (61): 9.

 (7). في البحار، ج 51:-/ «يظهره». و في ج 23: «ليظهره».

 (8). في البحار، ج 23:-/ «جميع».

 (9). في البحار، ج 23 و 51: «لقول اللَّه عزّ و جلّ» بدل «قال: يقول اللَّه».

 (10). في «ف، بس، بف» و البحار، ج 24:-/ «نوره».

 (11). في البحار، ج 23 و 51: «بولاية».

 (12). الصفّ (61): 8.

 (13). في شرح المازندراني: «و قد عرفت ... أنّ المراد بالتنزيل ما جاء به جبرئيل عليه السلام لتبليغ الوحي، و أنّه أعمّ من أن يكون قرآناً و جزءاً منه و أن لا يكون، فكلّ قرآن تنزيل دون العكس».

 (14). في البحار، ج 23: «هذه الحروف».

 (15). في «ف»:+/ «قوله».

 (16). المنافقون (63): 3.

 (17). في «ب، بح» و حاشية «ف»: «وصيّته». و في «ف»:+/ «و».

 (18). في «بس»:-/ «بولاية عليّ». و في مرآة العقول: «بولاية و صيّك».

414
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ‏ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏» وَ «1» السَّبِيلُ هُوَ الْوَصِيُ‏ «إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ‏ ذلِكَ‏ بِأَنَّهُمْ‏ آمَنُوا» بِرِسَالَتِكَ‏ «ثُمَّ كَفَرُوا «2»» بِوَلَايَةِ وصِيِّكَ‏ «فَطُبِعَ‏ «3» عَلى‏ قُلُوبِهِمْ‏ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ‏» «4»».

قُلْتُ: مَا مَعْنى‏ «لَا يَفْقَهُونَ»؟ قَالَ: «يَقُولُ‏ «5»: لَايَعْقِلُونَ‏ «6» بِنُبُوَّتِكَ».

قُلْتُ: «وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ»؟ قَالَ‏ «7»: «وَ إِذَا قِيلَ لَهُمُ: ارْجِعُوا «8» إِلى‏ و لَايَةِ عَلِيٍّ يَسْتَغْفِرْ لَكُمُ النَّبِيُ‏ «9» مِنْ ذُنُوبِكُمْ‏ «لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ‏» قَالَ اللَّهُ: «وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ‏» عَنْ و لَايَةِ عَلِيٍ‏ «وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ‏» «10» عَلَيْهِ.

ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ‏ «11» مِنَ اللَّهِ بِمَعْرِفَتِهِ بِهِمْ، فَقَالَ: «سَواءٌ عَلَيْهِمْ‏ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ‏ أَمْ لَمْ‏ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ‏ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ‏» «12» يَقُولُ: الظَّالِمِينَ لِوَصِيِّكَ».

قُلْتُ‏ «13»: «أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى‏ وَجْهِهِ أَهْدى‏ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏» «14»؟ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ مَثَلَ‏ «15» مَنْ حَادَ «16» عَنْ و لَايَةِ عَلِيٍّ كَمَنْ يَمْشِي عَلى‏

______________________________

 (1). في حاشية «بح»: «و قال».

 (2). هكذا في القرآن و حاشية «ف». و في سائر النسخ و المطبوع: «و كفروا».

 (3). هكذا في القرآن و حاشية «بر». و في النسخ و المطبوع: «فَطَبَع اللَّه».

 (4). المنافقون (63): 1- 3.

 (5). في «بح»:+/ «اللَّه يقول».

 (6). في الوافي: «لا يقولون».

 (7). في «بح»:-/ «و إذا قيل- إلى- قال».

 (8). في «بح»: «اركعوا».

 (9). في حاشية «ج»: «رسول اللَّه».

 (10). المنافقون (63): 5.

 (11). أي و جّه القول و أماله و أرجعه. قال في مرآة العقول، ج 5، ص 139: «ثمّ عطف القول، على بناء المجهول. و الباء في قوله: بمعرفته، بمعنى «إلى»، أي عطف اللَّه سبحانه». و يؤيّده قوله: «من اللَّه» و ضبطه في «ض» بضمّ العين. و يؤيّد المعلوم قوله: «فقال ...». على أنّه قال في مرآة العقول، ج 5، ص 142 و ذيل قوله عليه السلام: «ثمّ عطف القول» الذي يأتي بُعيد هذا: «ثمّ عطف، على بناء المعلوم و الضمير للَّه، أي أرجع القول إلى ...».

 (12). المنافقون (63): 6.

 (13). في «ف»:+/ «قوله».

 (14). الملك (67): 22.

 (15). في «ب، ض، ف»: «مثلًا».

 (16). حاد عن الشي‏ء يحيد حُيوداً و حيْدَة و حيْدُودَةً: مال و عدل. الصحاح، ج 2، ص 467 (حيد).

415
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

وَجْهِهِ‏ «1» لَايَهْتَدِي لِأَمْرِهِ، و جَعَلَ مَنْ تَبِعَهُ‏ «2» سَوِيّاً عَلى‏ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، و الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ».

قَالَ: قُلْتُ: قَوْلُهُ: «إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ‏» «3»؟ قَالَ: «يَعْنِي جَبْرَئِيلَ عَنِ‏ «4» اللَّهِ فِي و لَايَةِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ».

قَالَ‏ «5»: قُلْتُ: «وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ‏» «6»؟ قَالَ: «قَالُوا: إِنَّ مُحَمَّداً كَذَّابٌ عَلى‏ رَبِّهِ، و مَا أَمَرَهُ‏ «7» اللَّهُ بِهذَا فِي عَلِيٍّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ‏ «8» بِذلِكَ قُرْآناً، فَقَالَ: إِنَّ و لَايَةَ عَلِيٍ‏ «تَنْزِيلٌ‏ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا» مُحَمَّدٌ «بَعْضَ الْأَقاوِيلِ‏ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ‏ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ‏» «9».

ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ، فَقَالَ: إِنَّ و لَايَةَ عَلِيٍ‏ «10» «لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ‏» لِلْعَالَمِينَ‏ «وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَ‏ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ‏» وَ إِنَّ عَلِيّاً «لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ‏» و إِنَّ ولَايَتَهُ‏ «لَحَقُّ الْيَقِينِ‏ فَسَبِّحْ» يَا مُحَمَّدُ «بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ‏» «11» يَقُولُ: اشْكُرْ رَبَّكَ الْعَظِيمَ الَّذِي أَعْطَاكَ هذَا الْفَضْلَ».

______________________________

 (1). في «بح، بف»:-/ «أهدى- إلى- على و جهه».

 (2). في «ف»: «اتّبعه».

 (3). الحاقّة (69): 40؛ التكوير (81): 19.

 (4). في «بح»: «من». و في «ف»:+/ «قول».

 (5). في «ب، ض، ف، بح، بس» و الوافي:-/ «قال».

 (6). الحاقّة (69): 41.

 (7). في «بح»: «أمر» بدون الضمير.

 (8). في «بس»:-/ «اللَّه».

 (9). الحاقّة (69): 43- 46.

 (10). في الوافي: «الولاية» بدل «ولاية عليّ». و في القرآن‏ «وَ إِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ»؛ «وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ» ف «ولاية عليّ» و كذا ما بعده تفسيرٌ لمرجع الضمير فى «إنّه».

 (11). الحاقّة (69): 48- 52.

416
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

قُلْتُ: قَوْلُهُ: «لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى‏ آمَنَّا بِهِ»؟ قَالَ: «الْهُدَى: الْوَلَايَةُ، آمَنَّا بِمَوْلَانَا، فَمَنْ آمَنَ بِوَلَايَةِ مَوْلَاهُ‏ «فَلا يَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً» «1»».

قُلْتُ: تَنْزِيلٌ؟ قَالَ: «لَا، تَأْوِيلٌ».

قُلْتُ: قَوْلُهُ: «قُلْ إِنِّي‏ «2» لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً» «3»؟ قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ دَعَا النَّاسَ إِلى‏ و لَايَةِ عَلِيٍّ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَعْفِنَا مِنْ هذَا «4»، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: هذَا إِلَى اللَّهِ لَيْسَ إِلَيَّ، فَاتَّهَمُوهُ و خَرَجُوا «5» مِنْ عِنْدِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:

 «قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي‏ «6» مِنَ‏ «7» اللَّهِ» إِنْ عَصَيْتُهُ‏ «أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ‏ وَ رِسالاتِهِ‏» فِي عَلِيٍّ».

قُلْتُ: هذَا تَنْزِيلٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ». ثُمَّ قَالَ تَوْكِيداً: « «وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏» فِي وَلَايَةِ عَلِيٍ‏ «فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ‏ فِيها أَبَداً»» «8».

قُلْتُ: «حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ‏ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً» «9»؟ قَالَ‏ «10»:

 «يَعْنِي بِذلِكَ الْقَائِمَ و أَنْصَارَهُ».

قُلْتُ: «وَ اصْبِرْ «11» عَلى‏ ما يَقُولُونَ‏»؟ قَالَ: «يَقُولُونَ فِيكَ: «وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَ ذَرْنِي» يَا مُحَمَّدُ «وَ الْمُكَذِّبِينَ‏» بِوَصِيِّكَ‏ «أُولِي النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلًا» «12»».

قُلْتُ: إِنَّ هذَا تَنْزِيلٌ‏ «13»؟ قَالَ: «نَعَمْ».

قُلْتُ: «لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ‏»؟ قَالَ: «يَسْتَيْقِنُونَ أَنَّ اللَّهَ و رَسُولَهُ‏

______________________________

 (1). الجنّ (72): 13.

 (2). هكذا في القرآن و «بر» و حاشية «ض» و البحار، ج 24. و في سائر النسخ و المطبوع:-/ «قل إنّي».

 (3). الجنّ (72): 21.

 (4). «أعفنا من هذا»، أي دَعْنا منه. يقال: أعفاه من الأمر: برّأه. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 74 (عفا).

 (5). في «ب»: «و اخرجوا».

 (6). في شرح المازندراني:+/ «أحد».

 (7). في شرح المازندراني:+/ «عقوبة».

 (8). الجنّ (72): 21- 23.

 (9). الجنّ (72): 24. و في البحار، ج 24:+/ «قال».

 (10). هكذا في «ف» و البحار. و في سائر النسخ و المطبوع:-/ «قال».

 (11). هكذا في القرآن و المطبوع. و في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و مرآة العقول: «فاصبر». قال في‏المرآة: «أقول: في المزّمّل: «وَ اصْبِرْ» و كأنّه من تصحيف النسّاخ. و قيل: من المحتمل أنّ ذكر الفاء بدلَ الواو للإشعار بأنّ «و اصبر» عطف على «اتّخذ» من تتمّة التفريع».

 (12). المزّمّل (73): 10- 11.

 (13). في «ب»: «لتنزيل».

417
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

وَ و صِيَّهُ حَقٌّ».

قُلْتُ: «وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً»؟ قَالَ: «وَ «1» يَزْدَادُونَ بِوَلَايَةِ الْوَصِيِّ إِيمَاناً».

قُلْتُ: «وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ‏ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ‏» «2» قَالَ: «بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ».

قُلْتُ: مَا هذَا الِارْتِيَابُ؟ قَالَ: «يَعْنِي بِذلِكَ أَهْلَ الْكِتَابِ و الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ ذَكَرَ «3» اللَّهُ، فَقَالَ: و لَايَرْتَابُونَ فِي الْوَلَايَةِ».

قُلْتُ: «وَ ما هِيَ إِلَّا ذِكْرى‏ لِلْبَشَرِ» «4»؟ قَالَ: «نَعَمْ، و لَايَةُ عَلِيٍّ».

قُلْتُ: «إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ» «5»؟ قَالَ: «الْوَلَايَةُ».

قُلْتُ: «لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ» «6»؟ قَالَ: «مَنْ تَقَدَّمَ إِلى‏ و لَايَتِنَا، أُخِّرَ عَنْ سَقَرَ، و مَنْ تَأَخَّرَ عَنَّا، تَقَدَّمَ إِلى‏ سَقَرَ».

قُلْتُ‏ «7»: «إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ‏» «8»؟ قَالَ: «هُمْ و اللَّهِ شِيعَتُنَا».

قُلْتُ: «لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ» «9»؟ قَالَ: «إِنَّا لَمْ نَتَوَلَّ و صِيَّ مُحَمَّدٍ و الْأَوْصِيَاءَ مِنْ بَعْدِهِ، وَ لَايُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ».

قُلْتُ: «فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ» «10»؟ قَالَ: «عَنِ الْوَلَايَةِ مُعْرِضِينَ».

قُلْتُ: «كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ» «11»؟ قَالَ: «الْوَلَايَةُ».

قُلْتُ: قَوْلُهُ: «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ» «12»؟ قَالَ: «يُوفُونَ لِلَّهِ بِالنَّذْرِ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْهِمْ فِي‏

______________________________

 (1). في «ض، ف، بح، بس» و الوافي:-/ «و».

 (2). المدّثّر (74): 31.

 (3). في «ف»: «ذكرهم».

 (4). المدّثّر (74): 31.

 (5). المدّثّر (74): 35.

 (6). المدّثّر (74): 37.

 (7). هكذا في «ض». و في سائر النسخ و المطبوع:-/ «قلت».

 (8). المدّثّر (74): 39.

 (9). المدّثّر (74): 43.

 (10). المدّثّر (74): 49.

 (11). عبس (80): 11. و في سورة المدّثّر (74): 54: «كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ».

 (12). الإنسان (76): 7.

418
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

الْمِيثَاقِ مِنْ و لَايَتِنَا».

قُلْتُ: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا» «1»؟ قَالَ: «بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ تَنْزِيلًا».

قُلْتُ: هذَا تَنْزِيلٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ‏ «2»، ذَا تَأْوِيلٌ».

قُلْتُ: «إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ» «3»؟ قَالَ: «الْوَلَايَةُ».

قُلْتُ: «يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ»؟ قَالَ: «فِي و لَايَتِنَا. قَالَ‏ «4»: «وَ الظَّالِمِينَ‏ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً» «5» أَ لَاتَرى‏ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: «وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» «6»»؟ قَالَ:

 «إِنَّ اللَّهَ أَعَزُّ و أَمْنَعُ مِنْ أَنْ يُظْلَمَ‏ «7» أَوْ «8» يَنْسُبَ نَفْسَهُ إِلى‏ ظُلْمٍ‏ «9»، و لكِنَّ اللَّهَ خَلَطَنَا «10» بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَ ظُلْمَنَا ظُلْمَهُ، و و لَايَتَنَا و لَايَتَهُ، ثُمَّ أَنْزَلَ بِذلِكَ قُرْآناً عَلى‏ نَبِيِّهِ، فَقَالَ:

______________________________

 (1). الإنسان (76): 23.

 (2). اتّفقت النسخ على «نعم»، و الأنسب بقوله: «ذا تأويل»: «لا»، إلّاأن يكون «ذا» إشارة إلى ما سبق، كما احتمله المازندراني و المجلسي. قال المازندراني في شرحه، ج 7، ص 116: «لعلّ المراد: نعم هذا، و هو ما ذكر في «نحن نزّلنا تنزيلًا». و «ذا»، و هو [ما] ذكر في‏ «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ» تأويل». و قال المجلسي في مرآة العقول، ج 5، ص 151: «ليس «نعم» في بعض النسخ، و هو الأظهر. و رواه صاحب تأويل الآيات، ص 727، نقلًا عن الكافي: «قال: لا، تأويل». و لا ندري كان في نسخته كذلك أو صحّحه ليستقيم المعنى. و على ما في أكثر النسخ من و جود «نعم» فيمكن أن يكون مبنيّاً على أنّ سؤال السائل كان على و جه الإنكار و الاستبعاد فاستعمل عليه السلام «نعم» مكان «بلى» و هو شائع في العرف. أو يكون «نعم» فقط جواباً عن السؤال، و «ذا» إشارةً إلى ما قال عليه السلام في الآية السابقة، أي هذا تنزيل، و ذا تأويل. و قرأ بعض الأفاضل «يعمّ» بالياء المثنّاة التحتانيّة و تشديد الميم بصيغة الفعل، ف «ذا» مفعوله، و «تأويل» فاعله، أي هذا داخل في تأويل الخبر. و القول بزيادة «نعم» من النسّاخ أولى من هذا التصحيف».

 (3). الإنسان (76): 29.

 (4). في «بس»:-/ «قال». و قائله المعصوم عليه السلام و فاعله اللَّه تعالى.

 (5). الإنسان (76): 31.

 (6). البقرة (2): 57؛ الأعراف (7): 160.

 (7). هكذا في «بس»: أي مبنيّاً للمفعول، و هو المناسب للمقام و لقوله: «ما ظلمونا». و في شرح المازندراني في‏تفسير الجملة: «بأن يكون مظلوماً أو ظالماً».

 (8). في «ب، بح، بر، بس، بف»: «و أن». و في البحار، ج 24: «أو أن».

 (9). في «ج، ف، بح» و الوافي: «الظلم».

 (10). في «ف»: «خلّطنا» مشدّداً.

419
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

 «وَ ما ظَلَمْناهُمْ‏ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ‏»» «1».

قُلْتُ: هذَا تَنْزِيلٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ‏ «2»».

قُلْتُ: «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» «3»؟ قَالَ: «يَقُولُ: و يْلٌ‏ «4» لِلْمُكَذِّبِينَ يَا مُحَمَّدُ، بِمَا أَوْحَيْتُ إِلَيْكَ مِنْ و لَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‏ «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ».

 «أَ لَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ‏ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ‏» «6»؟ قَالَ: «الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ كَذَّبُوا الرُّسُلَ فِي طَاعَةِ الْأَوْصِيَاءِ».

 «كَذلِكَ‏ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ‏» «7»؟ قَالَ: «مَنْ أَجْرَمَ إِلى‏ آلِ مُحَمَّدٍ «8»، و رَكِبَ مِنْ و صِيِّهِ‏ «9» مَا رَكِبَ».

قُلْتُ: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ‏» «10»؟ قَالَ: «نَحْنُ- و اللَّهِ- و شِيعَتُنَا، لَيْسَ عَلى‏ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرُنَا، و سَائِرُ النَّاسِ مِنْهَا بُرَآءُ».

______________________________

 (1). النحل (16): 118.

 (2). إنّ العلّامة المجلسي بعد ما ذكر أنّ تلك الآيات و ردت في سورة البقرة و الأعراف، قال: «فالآية الاولى هي ما في البقرة و الأعراف و الثانية هي ما في النحل، فقوله عليه السلام: «نعم» في جواب: «هذا تنزيل» مشكل؛ إذ كون الولاية مكان الرحمة بعيد. و كون الآية: «الظالمين آل محمّد»- كما فهم- ينافي ما حقّقه عليه السلام من قوله: خلطنا بنفسه إلخ، إلّاأن يقال: المراد بالتنزيل ما مرّ أنّه مدلوله المطابقي أو التضمّني لا الالتزامي، أو أنّه قال جبرئيل عليه السلام عند نزول الآية. و في بعض النسخ: «و ما ظلموناهم» في الأخير؛ ليدلّ على أنّه كان في النحل هكذا، فضميرُ «هم» تأكيد و مضمونها مطابق لما في البقرة و الأعراف، و هو أظهر». و في الوافي: «و ما ظلمونا».

 (3). المرسلات (77): 15؛ المطفّفين (83): 10.

 (4). في «ف»:+/ «يومئذٍ».

 (5). في «ب، ض، ف، بس» و البحار، ج 24:-/ «بن أبي طالب».

 (6). المرسلات (77): 16 و 17.

 (7). المرسلات (77): 18.

 (8). «أجرم إلى آل محمّد»، أي جنى فيهم جناية و أذنب و اكتسب الإثم. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 91؛ المصباح المنير، ص 97 (جرم).

 (9). في حاشية «ج»: «وصيّته».

 (10). المرسلات (77): 41 و مواضع اخر.

420
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

قُلْتُ: «يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ‏ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ‏» «1» الْآيَةَ؟ قَالَ‏ «2»: «نَحْنُ- و اللَّهِ- الْمَأْذُونُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ و الْقَائِلُونَ صَوَاباً».

قُلْتُ: مَا تَقُولُونَ إِذَا تَكَلَّمْتُمْ؟ قَالَ: «نُمَجِّدُ «3» رَبَّنَا، و نُصَلِّي عَلى‏ نَبِيِّنَا، و نَشْفَعُ لِشِيعَتِنَا، فَلَا يَرُدُّنَا «4» رَبُّنَا».

قُلْتُ: «كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ‏» «5»؟ قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ فَجَرُوا فِي حَقِّ الْأَئِمَّةِ، وَ اعْتَدَوْا عَلَيْهِمْ».

قُلْتُ: «ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي‏ كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ‏» «6»؟ قَالَ: «يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ».

قُلْتُ‏ «7»: تَنْزِيلٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ». «8»

1179/ 92. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ الْحُسَيْنِ‏ «9» بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

______________________________

 (1). النبأ (78): 38. و في «ف»:+/ «إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ».

 (2). في الوافي:+/ «نعم».

 (3). في «ب، ف»: «نحمد».

 (4). في «بح، بس، بف» و في الوافي: «و لا يردّنا».

 (5). المطفّفين (83): 7.

 (6). المطفّفين (83): 17.

 (7). في «ف»:+/ «هذا».

 (8). الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام نور اللَّه عزّ و جلّ، ح 523، بسند آخر عن الحسن بن محبوب، إلى قوله: «فالنور هو الإمام». و في الكافي، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1092؛ و بصائر الدرجات، ص 90، ح 2، بسندهما عن الحسن بن محبوب، و فيهما قطعة منه هكذا: «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ»: الذين أخذ عليهم [في البصائر:+/ الميثاق‏] من و لايتنا». الكافي، نفس الباب، باب النوادر، ح 367، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام، من قوله «وَ مَا ظَلَمُونَا» إلى قوله: «و ولايتنا و لايته» مع اختلاف يسير و زيادة في آخره. راجع: الكافي، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام نور اللَّه عزّ و جلّ، ح 518؛ و فيه، باب في نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1150؛ و تفسير القمّي، ج 2، ص 371 و 389؛ و تفسير فرات، ص 511، ح 667 الوافي، ج 3، ص 914، ح 1590؛ البحار، ج 23، ص 318، ح 29؛ و ج 51، ص 60، ذيل ح 57 و فيهما إلى قوله: «هذا الحرف فتنزيل و أمّا غيره فتأويل»؛ و ج 24، ص 336، ح 59؛ و ج 67، ص 58، و فيه من قوله: «قلت: قوله: «لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى‏ ءَامَنَّا بِهِ»، إلى قوله: «وَ لَارَهَقًا» قلت: تنزيل؟ قال: لا، تأويل».

 (9). في البحار، ج 51،: «الحسن».

421
الکافي2 (ط - دارالحديث)

108 - باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية ص : 362

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «وَ مَنْ أَعْرَضَ‏ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً» قَالَ: «يَعْنِي بِهِ و لَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ».

قُلْتُ: «وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى‏» «1»؟ قَالَ: «يَعْنِي أَعْمَى الْبَصَرِ فِي الْآخِرَةِ، أَعْمَى الْقَلْبِ فِي الدُّنْيَا، عَنْ و لَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ».

قَالَ: «وَ هُوَ مُتَحَيِّرٌ فِي الْقِيَامَةِ، يَقُولُ: «لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى‏ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ‏ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها»». قَالَ: «الْآيَاتُ: الْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَنَسِيتَها «وَ كَذلِكَ‏ الْيَوْمَ تُنْسى‏» «2» يَعْنِي تَرَكْتَهَا، و كَذلِكَ‏ «3» الْيَوْمَ تُتْرَكُ فِي النَّارِ، كَمَا تَرَكْتَ الْأَئِمَّةَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَلَمْ تُطِعْ أَمْرَهُمْ، و لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُمْ‏ «4»».

قُلْتُ: «وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ‏ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقى‏» «5»؟

قَالَ: «يَعْنِي‏ «6» مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ غَيْرَهُ‏ «7»، و لَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ، و «8» تَرَكَ الْأَئِمَّةَ مُعَانَدَةً، فَلَمْ يَتَّبِعْ‏ «9» آثَارَهُمْ، و لَمْ يَتَوَلَّهُمْ».

قُلْتُ: «اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ‏ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ» «10»؟ قَالَ: «وَلَايَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ».

قُلْتُ: «مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ»؟ قَالَ: «مَعْرِفَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ و الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ».

 «نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ‏»؟ قَالَ: «نَزِيدُهُ مِنْهَا».

قَالَ: «يَسْتَوْفِي نَصِيبَهُ مِنْ دَوْلَتِهِمْ».

 «وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ‏» «11»؟ قَالَ: «لَيْسَ لَهُ‏

______________________________

 (1). طه (20): 124.

 (2). طه (20): 125- 126.

 (3). في «ف»: «فكذلك».

 (4). في البحار، ج 24: «لهم».

 (5). طه (20): 127.

 (6). في «بف»: «و كذلك نجزي» بدل «يعني».

 (7). في «ف»:-/ «غيره».

 (8). في «ف، بح، بر، بس، بف»:-/ «و».

 (9). في «ف، بف»: «و لم يتّبع».

 (10). الشورى (42): 19.

 (11). الشورى (42): 20.

422
الکافي2 (ط - دارالحديث)

109 - باب فيه نتف و جوامع من الرواية في الولاية ص : 423

فِي‏ «1» دَوْلَةِ الْحَقِّ مَعَ الْقَائِمِ نَصِيبٌ». «2»

 

109- بَابٌ فِيهِ نُتَفٌ‏ «3» و جَوَامِعُ مِنَ الرِّوَايَةِ فِي الْوَلَايَةِ

1180/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ و عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ:

كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ شِيعَتِنَا بِالْوَلَايَةِ- و هُمْ ذَرٌّ- يَوْمَ أَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلَى الذَّرِّ، و الْإِقْرَارَ «4» لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، و لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِالنُّبُوَّةِ». «5»

1181/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِ‏ «6»، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

______________________________

 (1). في «بس»: «من».

 (2). تفسير فرات، ص 260، ح 356، بسند آخر، عن ابن عبّاس من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، و فيه قطعة مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 919، ح 1591؛ البحار، ج 24، ص 348، ح 60؛ و ج 51، ص 63، ح 64؛ و ج 70، ص 225.

 (3). «النُتَفُ»: جمع النُتْفَةُ، و هو ما نَتَفْتَهُ و نزعته بأصابعك من النبت و غيره، فالمراد الأخبار المتفرّقة الواردة في الولاية. أو القطعة من النبات. فالمراد طائفة من الروايات. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1429؛ المصباح المنير، ص 592 (نتف)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 121؛ مرآة العقول، ج 5، ص 1.

 (4). في شرح المازندراني: «هو- أي الإقرار- بالجرّ عطف على الذرّ، أو على الولاية. و الأوّل أولى؛ لأنّه أعمّ؛ حيث يشمل الشيعة و غيرهم».

 (5). الوافي، ج 3، ص 492، ح 993.

 (6). هكذا في حاشية «ج، جر» و الوافي، و هكذا نقله الأردبيلي في جامع الرواة، ج 1، ص 504 من نسخة. و في متن النسخ و في المطبوع: «الجعفري».

هذا، و قد روى صالح بن عقبة عن عبد اللَّه بن محمّد الجعفي في بعض الأسناد، و الجعفي هو المذكور في كتب الرجال، راجع: رجال البرقي، ص 10؛ رجال الطوسي، ص 118، الرقم 1198؛ و ص 139، الرقم 1473؛ و ص 231، الرقم 3133؛ معجم رجال الحديث، ج 10، ص 497.

ثمّ إنّ الخبر يأتي في الكافي، ح 1461 بنفس الإسناد عن صالح بن عقبة، عن عبداللَّه بن محمّد الجعفي و عُقبةَ جميعاً عن أبي جعفر عليه السلام. و ورد الخبر في بصائر الدرجات، ص 80، ح 1، و علل الشرائع، ص 118، ح 3، و تفسير العيّاشي، ج 2، ص 126، ح 37، و في الجميع: «عبداللَّه بن محمّد الجعفي».

423
الکافي2 (ط - دارالحديث)

109 - باب فيه نتف و جوامع من الرواية في الولاية ص : 423

وَ «1» عَنْ عُقْبَةَ: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ:

 «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَخَلَقَ مَا «2» أَحَبَّ مِمَّا أَحَبَّ، و «3» كَانَ مَا «4» أَحَبَّ أَنْ خَلَقَهُ‏ «5» مِنْ طِينَةِ «6» الْجَنَّةِ، و خَلَقَ مَا «7» أَبْغَضَ مِمَّا أَبْغَضَ‏ «8»، و كَانَ‏ «9» مَا أَبْغَضَ أَنْ خَلَقَهُ‏ «10» مِنْ طِينَةِ «11» النَّارِ، ثُمَّ بَعَثَهُمْ فِي الظِّلَالِ».

فَقُلْتُ: و أَيُّ شَيْ‏ءٍ الظِّلَالُ؟

قَالَ‏ «12»: «أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ ظِلِّكَ‏ «13» فِي الشَّمْسِ شَيْ‏ءٌ، و لَيْسَ بِشَيْ‏ءٍ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ‏ «14» فِيهِمُ‏ «15» النَّبِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ‏ «16» إِلَى الْإِقْرَارِ بِاللَّهِ، و هُوَ قَوْلُهُ: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ‏ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ» «17» ثُمَّ دَعَاهُمْ‏ «18» إِلَى الْإِقْرَارِ بِالنَّبِيِّينَ، فَأَقَرَّ بَعْضُهُمْ‏ «19»، و أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ‏ «20»، ثُمَ‏

______________________________

 (1). في السند تحويل بعطف «عقبة عن أبي جعفر عليه السلام» على «عبد اللَّه بن محمّد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام».

 (2). في الكافي، ح 1461، و الوافي و البصائر و العلل و تفسير العيّاشي و البحار: «من».

 (3). في «بح»:-/ «و».

 (4). في البصائر:-/ «ما».

 (5). في البصائر: «يخلقه».

 (6). في «ج، بف» و تفسير العيّاشي:+/ «من».

 (7). في «ب، ض، ف، بح، بس» و حاشية «بر» و الكافي، ح 1461 و الوافي و البصائر و العلل و تفسير العيّاشي: «من».

 (8). في «بف»:-/ «و خلق ما أبغض ممّا أبغض».

 (9). في البحار: «فكان».

 (10). في البصائر: «يخلقه».

 (11). في «بف»:+/ «من».

 (12). في الكافي، ح 1461، و البحار و العلل و تفسير العيّاشي: «فقال».

 (13). في حاشية «بف»: «ظلّ». و في البصائر: «إذا ظلل» بدل «إلى ظلّك».

 (14). في الكافي، ح 1461 و البحار و البصائر و العلل و تفسير العيّاشي:-/ «اللَّه».

 (15). في الكافي، ح 1461، و العلل: «منهم».

 (16). في «ب، ض، بح، بس» و حاشية «ف» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «يدعوهم». و ذهب المازندراني و المجلسي إلى أنّ التقدير: لأن يدعوهم. و في النحو الوافي، ج 1، ص 163: «هنا لغة تحذف نون الرفع بلا جازم و ناصب». و في الكافي، ح 1461 و البحار و العلل: «فدعوهم».

 (17). الزخرف (43): 87.

 (18). في الكافي، ح 1461 و البحار و العلل: «دعوهم».

 (19). في حاشية «ج»: «بعض».

 (20). في «ج، بس» و حاشية «بر» و الكافي، ح 1461 و تفسير العيّاشي: «بعض».

424
الکافي2 (ط - دارالحديث)

109 - باب فيه نتف و جوامع من الرواية في الولاية ص : 423

دَعَاهُمْ‏ «1» الى‏ و لَايَتِنَا، فَأَقَرَّ بِهَا- و اللَّهِ- مَنْ أَحَبَّ، و أَنْكَرَهَا مَنْ أَبْغَضَ، و هُوَ قَوْلُهُ: «فَما «2» كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ‏ مِنْ قَبْلُ‏» «3»». ثُمَ‏ «4» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «كَانَ التَّكْذِيبُ ثَمَ‏ «5»». «6»

1182/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْغُمْشَانِيِ‏ «7»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «وَلَايَتُنَا و لَايَةُ اللَّهِ الَّتِي لَمْ يَبْعَثْ‏ «8» نَبِيّاً «9» قَطُّ إِلَّا بِهَا». «10»

1183/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى‏ «11»، قَالَ:

______________________________

 (1). في الكافي، ح 1461 و البحار و تفسير العيّاشي و العلل: «دعوهم».

 (2). هكذا في القرآن و المطبوع. و في النسخ: «و ما».

 (3). يونس (10): 74.

 (4). في «ب»:-/ «ثمّ».

 (5). في البصائر: «ثمّة».

 (6). الكافي، كتاب الإيمان و الكفر، باب آخر منه، ح 1461. و في بصائر الدرجات، ص 80، ح 1، عن محمّد بن الحسين. علل الشرائع، ص 118، ح 3، بسنده عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع. و في تفسير العيّاشي، ج 2، ص 126، ح 37، عن عبد اللَّه بن محمّد الجعفي الوافي، ج 3، ص 493، ح 996؛ البحار، ج 67، ص 98، ح 16.

 (7). في «ج»: «العمشاني». و في «بس»: «الغسّاني» بعد تصحيحه من «العمشاني». انظر: ترجمة العنوان في رجال النجاشي، ص 98، الرقم 243؛ الفهرست للطوسي، ص 83، الرقم 106؛ رجال ابن داود، ص 28، الرقم 76؛ خلاصة الأقوال، ص 48.

 (8). في «بح»: «لم يُبْعث» على صيغة المبنيّ للمفعول. و في «ف» و حاشية «ج»:+/ «اللَّه».

 (9). في «بح، بس» و حاشية: «ج، ض»: «نبيّ».

 (10). بصائر الدرجات، ص 75، ح 9، عن سلمة بن الخطّاب؛ الأمالي للطوسي، ص 671، المجلس 26، ح 19، بسنده عن العبّاس بن عامر. الأمالي للمفيد، ص 142، المجلس 17، ح 9، بسند آخر، مع زيادة في آخره؛ بصائر الدرجات، ص 75، ح 6 و 7 و 8 بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام الوافي، ج 3، ص 494، ح 997.

 (11). و رد مضمون الخبر في بصائر الدرجات، ص 75، ح 2، بسنده عن يونس بن يعقوب عن عبدالأعلى عن أبي بصير، قال: سمعت أباعبداللَّه عليه السلام يقول. لكن لم يرد «عن عبدالأعلى» في بعض نسخه المعتبرة.

و هو الظاهر؛ فإنّه لم يثبت رواية عبدالأعلى عن أبي بصير في موضع، و تكرّرت رواية يونس بن يعقوب عن أبي بصير في الأسناد. راجع: معجم رجال الحديث، ج 20، ص 339- 340.

425
الکافي2 (ط - دارالحديث)

109 - باب فيه نتف و جوامع من الرواية في الولاية ص : 423

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ جَاءَ قَطُّ إِلَّا «1» بِمَعْرِفَةِ حَقِّنَا، و تَفْضِيلِنَا عَلى‏ مَنْ سِوَانَا». «2»

1184/ 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «وَ اللَّهِ، إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَسَبْعِينَ صَفّاً «3» مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لَوِ اجْتَمَعَ أَهْلُ الْأَرْضِ كُلُّهُمْ يُحْصُونَ عَدَدَ كُلِّ صَفٍ‏ «4» مِنْهُمْ، مَا أَحْصَوْهُمْ، وَ إِنَّهُمْ لَيَدِينُونَ بِوَلَايَتِنَا». «5»

1185/ 6. مُحَمَّدٌ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ‏ «6» عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «وَلَايَةُ عَلِيٍّ مَكْتُوبَةٌ فِي جَمِيعِ صُحُفِ‏ «7» الْأَنْبِيَاءِ، وَ لَنْ يَبْعَثَ‏ «8» اللَّهُ رَسُولًا إِلَّا بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و و صِيَّةِ «9»

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «أمر».

 (2). بصائر الدرجات، ص 74، ح 1 و 3، بسنده عن يونس بن يعقوب؛ و فيه، ح 2، بسنده عن يونس بن يعقوب، عن عبد الأعلى، عن أبي بصير؛ و فيه أيضاً، ص 75، ح 4، عن عبد اللَّه بن محمّد، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الأعلى؛ و فيه أيضاً، ح 5، بسند آخر عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير، و في كلّها مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 494، ح 998.

 (3). في البصائر، ج 1 و 4: «صنفاً». و في مرآة العقول: «في البصائر: لسبعين صنفاً ... و كأنّه أظهر».

 (4). في «ج» و البصائر، ح 1 و 4: «صنف».

 (5). بصائر الدرجات، ص 67، ح 1، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع و الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصبّاح الكناني؛ و فيه، ح 2، عن عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصبّاح؛ و فيه أيضاً، ح 4، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصبّاح الوافي، ج 3، ص 494، ح 999.

 (6). في حاشية «ج»:+/ «الرضا».

 (7). في البحار: «صحف جميع».

 (8). في حاشية «ض»: «و لم يبعث»، قال في مرآة العقول: «و «لن» هنا لتأكيد النفي- كما جوّزه الزمخشري- إذلا معنى للتأييد هنا، و كأنّه كان «لم»، لكن في البصائر أيضاً كذلك».

 (9). هكذا في «ب، ش، ض، ظ، بج، بف، جح، جس، جط» و الوافي و البحار. و في باقي النسخ و المطبوع: ف «و وصيّه». و في البصائر: «و ولاية و صيّه».

426
الکافي2 (ط - دارالحديث)

109 - باب فيه نتف و جوامع من الرواية في الولاية ص : 423

عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «1»

1186/ 7. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، قَالَ:

حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ و جَلَّ- نَصَبَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَماً بَيْنَهُ و بَيْنَ خَلْقِهِ؛ فَمَنْ عَرَفَهُ كَانَ مُؤْمِناً، و مَنْ أَنْكَرَهُ كَانَ كَافِراً، و مَنْ جَهِلَهُ كَانَ ضَالًّا، و مَنْ نَصَبَ مَعَهُ شَيْئاً «2» كَانَ مُشْرِكاً، و مَنْ جَاءَ بِوَلَايَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ «3»». «4»

1187/ 8. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ بَابٌ فَتَحَهُ اللَّهُ؛ فَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ مُؤْمِناً، وَ مَنْ خَرَجَ مِنْهُ‏ «5» كَانَ كَافِراً، و مَنْ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ و لَمْ يَخْرُجْ‏ «6» مِنْهُ كَانَ فِي الطَّبَقَةِ الَّذِينَ‏

______________________________

 (1). بصائر الدرجات، ص 72، ح 1، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن محبوب؛ الاختصاص، ص 18، عن محمّد بن الفضيل، إلى قوله: «صحف الأنبياء» الوافي، ج 3، ص 495، ح 1000؛ البحار، ج 38، ص 46، ذيل ح 4.

 (2). في الوافي:-/ «شيئاً». و قال: «و من نصب معه، يعني أشرك معه غيره في منصبه».

 (3). و في الكافي، ح 2863 و الأمالي، ص 487:+/ «و من جاء بعداوته دخل النار». و في الأمالي، ص 410:+/ «و من أنكرها دخل النار».

 (4). الكافي، كتاب الإيمان و الكفر، باب الكفر، ح 2863، بسند آخر عن يونس، عن فضيل بن يسار. و في المحاسن، ص 89، كتاب عقاب الأعمال، ح 34؛ و ثواب الأعمال، ص 249، ح 11، بسند آخر، عن أبي عبد اللَّه، عن أبي جعفر عليهما السلام، و فيهما: «إنّ اللَّه تعالى جعل عليّاً عَلَماً بينه و بين خلقه، ليس بينه و بينهم عَلَم غيره، فمن تبعه كان مؤمناً، و من جحده كان كافراً، و من شكّ فيه كان مشركاً». و في الأمالي للطوسي، ص 410، المجلس 14، ح 70، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ و فيه، ص 487، المجلس 17، ح 36، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه، عن آبائه، عن رسول اللَّه صلوات اللَّه عليهم، و فيهما مع اختلاف يسير. راجع: كمال الدين، ص 412، ح 9 الوافي، ج 3، ص 521، ح 1038؛ الوسائل، ج 28، ص 353، ح 34951؛ البحار، ج 32، ص 324، ح 300.

 (5). في حاشية «ج»: «عنه».

 (6). في «ب، ف، بر، بف»: «و يخرج» بدون لم.

427
الکافي2 (ط - دارالحديث)

109 - باب فيه نتف و جوامع من الرواية في الولاية ص : 423

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ و تَعَالى‏ «1»: لِي‏ «2» فِيهِمُ الْمَشِيئَةُ» «3». «4»

1188/ 9. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ‏ «5»، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ:

كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ شِيعَتِنَا بِالْوَلَايَةِ لَنَا- و هُمْ ذَرٌّ- يَوْمَ أَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلَى الذَّرِّ بِالْإِقْرَارِ لَهُ‏ «6» بِالرُّبُوبِيَّةِ، و لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِالنُّبُوَّةِ، و عَرَضَ اللَّهُ- جَلَّ و عَزَّ «7»- عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أُمَّتَهُ فِي الطِّينِ و هُمْ أَظِلَّةٌ «8»، و خَلَقَهُمْ مِنَ الطِّينَةِ الَّتِي خُلِقَ‏ «9» مِنْهَا آدَمُ، و خَلَقَ اللَّهُ أَرْوَاحَ شِيعَتِنَا قَبْلَ أَبْدَانِهِمْ بِأَلْفَيْ عَامٍ‏ «10»، وَ عَرَضَهُمْ عَلَيْهِ، و عَرَّفَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و عَرَّفَهُمْ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ، و نَحْنُ نَعْرِفُهُمْ فِي لَحْنِ‏ «11»

______________________________

 (1). في الوافي:+/ «فيهم».

 (2). في «ب، ض» و الوسائل:-/ «لي». و في «ف»: «لما».

 (3). إشارة إلى الآية 106 من سورة التوبة (9): «وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ».

 (4). الكافي، كتاب الإيمان و الكفر، باب الكفر، ح 2859، إلى قوله: «و من خرج منه كان كافراً». و فيه، ح 2861، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن إبراهيم بن أبي بكر، عن أبي الحسن موسى عليه السلام. و فيه أيضاً، نفس الباب، ح 2864، بسند آخر عن أبي إبراهيم عليه السلام، مع اختلاف يسير. كتاب سليم بن قيس، ص 861، ح 47، عن سلمان الفارسي، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، إلى قوله: «و من خرج منه كان كافراً». راجع: الجمل، ص 253؛ و تفسير فرات، ص 79، ح 54 و 55 الوافي، ج 3، ص 507، ح 1019؛ الوسائل، ج 28، ص 354، ح 34952؛ البحار، ج 32، ص 324، ح 301.

 (5). في البحار:-/ «عن ابن رئاب». و هو سهو؛ فقد مات بكير بن أعين في حياة أبي عبداللَّه عليه السلام، و لم يدرك ابنُ‏محبوب- و هو الحسن-/ رواةَ هذه الطبقة. راجع: رجال الكشّي، ص 161، الرقم 270؛ رجال الطوسي، ص 170، الرقم 1992.

 (6). في البحار:-/ «له».

 (7). في المحاسن:-/ «اللَّه جلّ و عزّ».

 (8). في «ف»: «و الظلمة» بدل «و هم أظلّة».

 (9). يجوز فيه المبنيّ للفاعل أيضاً.

 (10). في الوافي: «كأنّ المراد بالقبليّة القبليّة بالرتبة. و التعبير بألفي عام على التقدير و التمثيل، يعني لو قدّر دخولها في الزمان و تمثّلت، لكانت ألفي عام».

 (11). «اللَحْنُ»: صرف الكلام عن سننه الجاري عليه إمّا بإزالة الإعراب، أو التصحيف، و هو المذموم، و ذلك أكثراستعمالًا. و إمّا بإزالته عن التصريح و صرفه بمعناه إلى تعريض و فحوى، و هو محمود عند أكثر الادباء من حيث البلاغة، و إيّاه قصدَ هاهنا. راجع: المفردات للراغب، ص 728 (لحن).

428
الکافي2 (ط - دارالحديث)

110 - باب في معرفتهم أولياءهم و التفويض إليهم ص : 429

الْقَوْلِ». «1»

 

110- بَابٌ فِي مَعْرِفَتِهِمْ‏ «2» أَوْلِيَاءَهُمْ و التَّفْوِيضِ إِلَيْهِمْ‏

1189/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «3»: «أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و هُوَ مَعَ أَصْحَابِهِ- فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ‏ «4»: أَنَا و اللَّهِ أُحِبُّكَ و أَتَوَلَّاكَ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَذَبْتَ، قَالَ‏ «5»: بَلى‏ و اللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّكَ و أَتَوَلَّاكَ، فَكَرَّرَ ثَلَاثاً «6»، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَذَبْتَ، مَا أَنْتَ كَمَا قُلْتَ؛ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَبْدَانِ بِأَلْفَيْ عَامٍ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَيْنَا الْمُحِبَّ لَنَا، فَوَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُ رُوحَكَ فِيمَنْ عُرِضَ‏ «7»، فَأَيْنَ كُنْتَ، فَسَكَتَ الرَّجُلُ عِنْدَ ذلِكَ، و لَمْ يُرَاجِعْهُ». «8»

و فِي رِوَايَةٍ أُخْرى‏: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «كَانَ فِي النَّارِ». «9»

______________________________

 (1). المحاسن، ص 135، كتاب الصفوة، ح 16، عن الحسن بن محبوب؛ بصائر الدرجات، ص 89، ح 1، عن أحمد بن محمّد و محمّد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 180، ح 74، عن بكير، عن أبي جعفر عليه السلام الوافي، ج 3، ص 493، ح 995؛ البحار، ج 61، ص 135، ح 10.

 (2). في حاشية «ض»: «معرفة».

 (3). في «ض، ف»:+/ «قال».

 (4). في «ب، ض، بح، بر، بس» و البصائر، ص 86:-/ «له».

 (5). في «ف»: «فقال».

 (6). في «ج، ف، بر، بف» و الوافي:-/ «فكرّر ثلاثاً».

 (7). في حاشية «بف»: «عرضت».

 (8). بصائر الدرجات، ص 86، ح 1، عن أحمد بن محمّد. و فيه، ص 87- 89، ح 4 و 8، بسند آخر، مع اختلاف يسير، و راجع الأحاديث الاخر في هذا الباب من البصائر الوافي، ج 3، ص 542، ح 1076.

 (9). بصائر الدرجات، ص 87، ح 2، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن أبي محمّد المشهدي من آل رجاء البجلي، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «قال رجل لأميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا أميرالمؤمنين أنا و اللَّه احبّك. فقال له: كذبت، قال: بلى و اللَّه إنّي احبّك و أتولّاك. فقال أميرالمؤمنين: كذبت، قال: سبحان اللَّه يا أميرالمؤمنين، أحلف باللَّه أنّي احبّك فتقول: كذبت؟! قال: و ما علمت إنّ اللَّه خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، فأمسكها الهواء، ثمّ عرضها علينا أهل البيت؛ فواللَّه ما منها روح إلّاوقد عرفنا بدنه، فواللَّه ما رأيتك فيها، فأين كنت؟» قال أبوعبداللَّه عليه السلام: «كان في النار» الوافي، ج 3، ص 542، ح 1077.

429
الکافي2 (ط - دارالحديث)

110 - باب في معرفتهم أولياءهم و التفويض إليهم ص : 429

1190/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ- إِذَا رَأَيْنَاهُ- بِحَقِيقَةِ الْإِيمَانِ و حَقِيقَةِ «1» النِّفَاقِ». «2»

1191/ 3. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ و مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِمَامِ: فَوَّضَ اللَّهُ إِلَيْهِ كَمَا فَوَّضَ إِلى‏ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ؟ فَقَالَ‏ «3»: «نَعَمْ». و ذلِكَ‏ «4» أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَأَجَابَهُ فِيهَا، و سَأَلَهُ آخَرُ عَنْ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ، فَأَجَابَهُ بِغَيْرِ جَوَابِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ، فَأَجَابَهُ بِغَيْرِ جَوَابِ الْأَوَّلَيْنِ،

______________________________

 (1). في «ب» و البصائر، ص 288، ح 1 و 3، و الاختصاص: «و بحقيقة».

 (2). بصائر الدرجات، ص 288، ح 1، بسنده عن الحسين بن سعيد، عن عمر بن تميم، عن عمّار بن مروان، عن أبي جعفر عليه السلام؛ و فيه، ح 3، بسنده عن الحسين بن سعيد، عن عمر بن ميمون، عن عمّار بن مروان، عن أبي جعفر عليه السلام؛ الاختصاص، ص 278، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. و في بصائر الدرجات، ص 118، ح 1؛ و ص 288، ح 4، بسند آخر عن عليّ بن الحسين عليه السلام. و في بصائر الدرجات، ص 119، ضمن ح 3؛ و ص 288، ح 2 و 5؛ و الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأئمّة و رثوا علم النبيّ ...، ضمن ح 601؛ و عيون الأخبار، ج 2، ص 227، ح 1؛ و تفسير فرات، ص 283، ضمن ح 384، بسند آخر عن الرضا عليه السلام. تفسير القمّي، ج 2، ص 104 مرسلًا عن عبد اللَّه بن جندب، عن الرضا عليه السلام، مع زيادة في أوّله و آخره. تفسير فرات، ص 285، ضمن ح 385: «عن عليّ بن الحسين معنعناً عن الأصبغ بن نباتة، عن عبد اللَّه بن جندب، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام الوافي، ج 3، ص 542، ح 107.

 (3). في «ب»: «قال».

 (4). «و ذلك»، الظاهر أنّه كلام عبد اللَّه، لبيان سبب السؤال، و التقدير ذلك السؤال؛ لأنّ رجلًا سأله. و استبعد المجلسي احتمال أن يكون من كلام الإمام، و ضمير سأله لسليمان عليه السلام. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 128؛ مرآة العقول، ج 5، ص 168.

430
الکافي2 (ط - دارالحديث)

110 - باب في معرفتهم أولياءهم و التفويض إليهم ص : 429

ثُمَّ قَالَ: « «هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ (أَعْطِ) «1» بِغَيْرِ حِسابٍ» «2» و هكَذَا هِيَ‏ «3» فِي قِرَاءَةِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ».

قَالَ: قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَحِينَ أَجَابَهُمْ بِهذَا الْجَوَابِ يَعْرِفُهُمُ الْإِمَامُ؟

قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ! أَ مَا تَسْمَعُ اللَّهَ يَقُولُ: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏» و هُمُ الْأَئِمَّةُ «وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ» «4» لَايَخْرُجُ مِنْهَا أَبَداً».

ثُمَّ قَالَ لِي: «نَعَمْ، إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا أَبْصَرَ «5» إِلَى الرَّجُلِ عَرَفَهُ و عَرَفَ لَوْنَهُ، و إِنْ سَمِعَ كَلَامَهُ مِنْ خَلْفِ حَائِطٍ عَرَفَهُ و عَرَفَ مَا هُوَ؛ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: «وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ‏» «6» و هُمُ الْعُلَمَاءُ، فَلَيْسَ يَسْمَعُ شَيْئاً مِنَ الْأَمْرِ يَنْطِقُ بِهِ إِلَّا عَرَفَهُ نَاجٍ أَوْ هَالِكٌ، فَلِذلِكَ يُجِيبُهُمْ بِالَّذِي يُجِيبُهُمْ‏ «7»». «8»

______________________________

 (1). كذا في أكثر النسخ. و في القرآن و «ف» و حاشية «بر»: «أَوْ أَمْسِكْ». و في البصائر، ص 387 و الاختصاص: «فأمسك أو أعط». و قوله: «هكذا هي في قراءة عليّ عليه السلام» يقتضي أن يكون الصادر منه عليه السلام غير المشهور. و في شرح المازندراني: «لعلّ المراد بالمنّ في هذه القراءة القطع أو النقص. و أمّا القراءة المشهورة ... فالمراد به الإعطاء و الإحسان».

 (2). ص (38): 39.

 (3). في «ب، بح» و البصائر، ص 361، ح 1:-/ «هي».

 (4). الحجر (15): 75- 76.

 (5). في البصائر، ص 361 و 387 و الاختصاص: «نظر».

 (6). الروم (30): 22.

 (7). في «ف»: «فلذلك نجيبهم بالذي نجيبهم».

 (8). بصائر الدرجات، ص 361، ح 1، عن الحسن بن عليّ بن عبد اللَّه، عن عيسى بن هشام، عن سليمان، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ و فيه، ص 387، ح 13، عن الحسن بن عليّ بن عبد اللَّه، عن عبيس بن هشام، عن عبد الصمد بن بشير، عن عبد اللَّه بن سليمان؛ الاختصاص، ص 306، عن الحسن بن عليّ بن المغيرة، عن عبيس بن هشام، عن عبد الصمد بن بشير، عن عبد اللَّه بن سليمان. راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ المتوسّمين الّذين ذكرهم اللَّه ...، ح 578 و 581؛ و بصائر الدرجات، ص 355، ح 3 و 4؛ و تفسير العيّاشي، ج 2، ص 247، ح 28 و 29؛ و تفسير القمّي، ج 1، ص 376؛ و الاختصاص، ص 302 الوافي، ج 3، ص 542، ح 1079.

431
الکافي2 (ط - دارالحديث)

أبواب التاريخ ص : 435

 

 

أَبْوَابُ‏ «1» التَّارِيخِ‏

111- بَابُ‏ «2» مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و و فَاتِهِ‏

وُلِدَ «3» النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فِي عَامِ الْفِيلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ الزَّوَالِ.

وَ رُوِيَ أَيْضاً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً.

وَ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطى‏، و كَانَتْ‏ «4» فِي مَنْزِلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، و و لَدَتْهُ فِي شِعْبِ‏ «5» أَبِي طَالِبٍ فِي دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ فِي الزَّاوِيَةِ الْقُصْوى‏ عَنْ يَسَارِكَ و أَنْتَ دَاخِلُ الدَّارِ «6»، و قَدْ أَخْرَجَتِ الْخَيْزُرَانُ ذلِكَ الْبَيْتَ، فَصَيَّرَتْهُ‏ «7» مَسْجِداً يُصَلِّي النَّاسُ‏ «8» فِيهِ.

وَ بَقِيَ بِمَكَّةَ بَعْدَ مَبْعَثِهِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، و مَكَثَ بِهَا عَشْرَ

______________________________

 (1). في مرآة العقول: «باب».

 (2). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس»:-/ «باب». و في مرآة العقول: «تاريخ» بدل «باب».

 (3). في «ف»: «مولد».

 (4). في «ف»: «و كان».

 (5). «الشِعْب»: الطريق في الجبل، و مسيل الماء في بطن أرض، أو ما انفرج بين الجبلين. القاموس المحيط، ج 1، ص 184 (شعب).

 (6). في البحار:-/ «الدار».

 (7). في «ج، ض، ف، بح» و حاشية «بس»: «فصيّروه». و في «بس، بف» و حاشية «ف»: «فصيّره».

 (8). في «بس»: «الناس يصلّي».

 

435
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

سِنِينَ ثُمَّ قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ و هُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ و سِتِّينَ سَنَةً.

وَ تُوُفِّيَ أَبُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ أَخْوَالِهِ و هُوَ ابْنُ شَهْرَيْنِ.

وَ مَاتَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ «1» بِنْتُ و هْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ و هُوَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ابْنُ أَرْبَعِ‏ «2» سِنِينَ.

وَ مَاتَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ و لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَحْوُ ثَمَانِ سِنِينَ.

وَ تَزَوَّجَ خَدِيجَةَ و هُوَ ابْنُ بِضْعٍ‏ «3» و عِشْرِينَ سَنَةً، فَوُلِدَ لَهُ‏ «4» مِنْهَا قَبْلَ مَبْعَثِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْقَاسِمُ، وَ رُقَيَّةُ، و زَيْنَبُ، و أُمُّ كُلْثُومٍ؛ و وُلِدَ لَهُ‏ «5» بَعْدَ الْمَبْعَثِ: الطَّيِّبُ، و الطَّاهِرُ، و فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ.

وَ رُوِيَ أَيْضاً: أَنَّهُ لَمْ يُولَدْ لَهُ‏ «6» بَعْدَ الْمَبْعَثِ إِلَّا فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ، و أَنَّ الطَّيِّبَ و الطَّاهِرَ وُلِدَا قَبْلَ مَبْعَثِهِ.

وَ مَاتَتْ خَدِيجَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ‏ «7» حِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَ الشِّعْبِ، و كَانَ ذلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ.

وَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ بَعْدَ مَوْتِ خَدِيجَةَ بِسَنَةٍ، فَلَمَّا فَقَدَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ شَنَأَ «8» الْمُقَامَ‏ «9» بِمَكَّةَ، و دَخَلَهُ حُزْنٌ شَدِيدٌ، و شَكَا ذلِكَ إِلى‏ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالى‏ إِلَيْهِ‏ «10»:

______________________________

 (1). في «بح»: «آمنة امّه».

 (2). في حاشية «بس»: «ثلاث».

 (3). «البِضع» في العدد بالكسر، و قد يفتح: ما بين الثلاث إلى التسع. و قيل: ما بين الواحد إلى العشرة؛ لأنّه قطعةمن العدد. النهاية، ج 1، ص 133 (بضع).

 (4). في «بف»:-/ «له».

 (5). في «ف»:+/ «منها».

 (6). هكذا في «ج، ض، ف، بح، بس، بف» و الوافي. و في سائر النسخ و المطبوع:-/ «له».

 (7). في «بر»: «رضي اللَّه عنها».

 (8). في «بف» و حاشية «ج» و الوافي: «سئم».

 (9). «شنأ المُقام»، أي أبغض الإقامة. من الشناءة بمعنى البغض. راجع: الصحاح، ج 1، ص 57 (شنأ).

 (10). في «ف»:+/ «أن».

436
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

اخْرُجْ مِنَ‏ «1» الْقَرْيَةِ «2» الظَّالِمِ أَهْلُهَا «3»؛ فَلَيْسَ لَكَ بِمَكَّةَ «4» نَاصِرٌ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ، و أَمَرَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْهِجْرَةِ. «5»

1192/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ أَخِي حَمَّادٍ الْكَاتِبِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سَيِّدَ و لْدِ آدَمَ؟

فَقَالَ: «كَانَ و اللَّهِ‏ «6» سَيِّدَ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ؛ و مَا بَرَأَ «7» اللَّهُ بَرِيَّةً خَيْراً «8» مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». «9»

1193/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَجَّالِ، عَنْ حَمَّادٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ و ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا بَرَأَ اللَّهُ نَسَمَةً «10» خَيْراً مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». «11»

1194/ 3. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ‏ «12»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏

______________________________

 (1). في «ج، بح» و الوافي: «من هذه».

 (2). في «ف»:+/ «التى».

 (3). في «بح، بر»:+/ «يعني مكّة».

 (4). في حاشية «ف»: «فيها».

 (5). الوافي، ج 3، ص 722؛ و في البحار، ج 15، ص 251، ح 5، إلى قوله: «مسجداً يصلّي الناس فيه».

 (6). في «ب»: «و اللَّه كان».

 (7). بَرَأَ البَرِيَّةَ، أي خلقهم لا عن مثال. و البَرِيَّةُ: الخلق، من البَرْو أو البَرْأ. راجع: النهاية، ج 11، ص 111 (برأ)، و ص 122 (برا).

 (8). في «ج، بر، بس» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «خيرٌ». قال في الأوّل: «خير، بالرفع خبر مبتدأ محذوف، أي هو خير». و قال في الثاني: «و «خير» بالرفع خبر مبتدأ محذوف بتقدير هي، و الجملة نعت بريّة». أقول: ما قالاه غير محتاج إليه.

 (9). راجع: الاختصاص، ص 234 الوافي، ج 3، ص 712، ح 1327؛ البحار، ج 16، ص 368، ح 76.

 (10). «النَسَمَةُ»: النفس و الروح. النهاية، ج 5، ص 49 (نسم).

 (11). الوافي، ج 3، ص 712، ح 1328؛ البحار، ج 16، ص 368، ح 77.

 (12). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بس» و البحار، ج 57، ح 193. و في «بح، بر، بف، جر» و المطبوع: «الحسين بن‏عبد اللَّه».

و الحسين هذا، هو الحسين بن عبيد اللَّه بن سهل، روى عنه أحمد بن إدريس في بعض الطرق، راجع: رجال النجاشي، ص 61، الرقم 141.

437
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏ «1»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ مُرَازِمٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ و تَعَالى‏: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي خَلَقْتُكَ و عَلِيّاً نُوراً- يَعْنِي رُوحاً بِلَا بَدَنٍ- قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ سَمَاوَاتِي و أَرْضِي و عَرْشِي و بَحْرِي‏ «2»، فَلَمْ تَزَلْ تُهَلِّلُنِي‏ «3» و تُمَجِّدُنِي‏ «4»، ثُمَّ جَمَعْتُ رُوحَيْكُمَا، فَجَعَلْتُهُمَا و احِدَةً، فَكَانَتْ تُمَجِّدُنِي وَ تُقَدِّسُنِي‏ «5» و تُهَلِّلُنِي، ثُمَّ قَسَمْتُهَا ثِنْتَيْنِ‏ «6»، و قَسَمْتُ الثِّنْتَيْنِ ثِنْتَيْنِ‏ «7»، فَصَارَتْ أَرْبَعَةً:

مُحَمَّدٌ و احِدٌ، و عَلِيٌّ و احِدٌ، و الْحَسَنُ و الْحُسَيْنُ اثْنَانِ‏ «8»؛ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ فَاطِمَةَ مِنْ نُورٍ ابْتَدَأَهَا رُوحاً بِلَا بَدَنٍ، ثُمَّ مَسَحَنَا «9» بِيَمِينِهِ، فَأَفْضى‏ «10» نُورَهُ فِينَا «11»». «12»

______________________________

 (1). في «ف»: «محمّد بن عبد الرحمن». و في البحار، ج 57، ح 65: «محمّد بن عبيد اللَّه».

 (2). في «بح»:-/ «و بحري».

 (3). «تُهَلِّلُنِي»، أي تقول: لا إله إلّااللَّه. راجع: مجمع البحرين، ج 5، ص 500 (هلل).

 (4). «تُمَجِّدُنِي»، أي تُعَظّمني و تُشرّفني و تثني عليَّ و تنسبني إلى المجد. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 395 (مجد).

 (5). التقديس: تنزيه اللَّه عزّ و جلّ، و وصفه بالتقديس و التنزيه و التطهير عن النقائص و العيوب. راجع: المفردات‏للراغب، ص 660؛ لسان العرب، ج 6، ص 168 (قدس).

 (6). في «ف»: «اثنتين».

 (7). في «ب»: «اثنين». و في «ب» و الوافي: «اثنتين».

 (8). هكذا في «بح» و حاشية «ج». و في «ب»: «اثنين». و في «ج، ض» و حاشية «بح، بر»: «ثنتين». و في «بف»: «اثنتان». و في سائر النسخ و المطبوع: «ثنتان». و في حاشية «ج» أيضاً: «و الحسن و أحد و الحسين و أحد» بدل «و الحسن و الحسين اثنان».

 (9). في الوافي: «مسحها».

 (10). في «بح»: «فأضاء». و قوله: «أَفْضى نُورَهُ فينا»، أي أوصله إلينا. أو «أفْضى نورُه»، أي و صل، أو اتّسع. يقال: فَضَا المكانُ و أفضى إذا اتّسع. و أفضى فلان إلى فلان، أي و صل إليه، و أصله أنّه صار في فُرْجته و فضائه و حيّزه. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 157 (فضا)؛ الوافي، ج 3، ص 681؛ مرآة العقول، ج 5، ص 189.

 (11). في حاشية «ج»: «فيها».

 (12). الوافي، ج 3، ص 680، ح 1280؛ البحار، ج 15، ص 18، ح 28؛ و ج 57، ص 193، ح 140؛ و فيه، ص 65، ح 42، إلى قوله: «و أرضي و عرشي و بحري».

438
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

1195/ 4. أَحْمَدُ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «أَوْحَى اللَّهُ تَعَالى‏ إِلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: يَا مُحَمَّدُ «1»، إِنِّي خَلَقْتُكَ و لَمْ تَكُ شَيْئاً، و نَفَخْتُ فِيكَ مِنْ رُوحِي كَرَامَةً مِنِّي، أَكْرَمْتُكَ بِهَا حِينَ أَوْجَبْتُ لَكَ الطَّاعَةَ عَلى‏ خَلْقِي جَمِيعاً، فَمَنْ أَطَاعَكَ، فَقَدْ أَطَاعَنِي، و مَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَانِي، وَ أَوْجَبْتُ ذلِكَ فِي عَلِيٍّ و فِي نَسْلِهِ مِمَّنِ‏ «2» اخْتَصَصْتُهُ مِنْهُمْ لِنَفْسِي». «3»

1196/ 5. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَجْرَيْتُ اخْتِلَافَ الشِّيعَةِ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- لَمْ يَزَلْ مُتَفَرِّداً «4» بِوَحْدَانِيَّتِهِ‏ «5»، ثُمَّ خَلَقَ مُحَمَّداً و عَلِيّاً و فَاطِمَةَ، فَمَكَثُوا أَلْفَ دَهْرٍ، ثُمَّ خَلَقَ جَمِيعَ الْأَشْيَاءِ، فَأَشْهَدَهُمْ خَلْقَهَا، و أَجْرى‏ طَاعَتَهُمْ عَلَيْهَا، وَ فَوَّضَ أُمُورَهَا إِلَيْهِمْ، فَهُمْ يُحِلُّونَ مَا يَشَاؤُونَ، و يُحَرِّمُونَ مَا يَشَاؤُونَ، و لَنْ يَشَاؤُوا «6» إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ و تَعَالى‏».

ثُمَّ قَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، هذِهِ الدِّيَانَةُ الَّتِي مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ‏ «7»، و مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا مَحَقَ‏ «8»، و مَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ؛

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و الأمالي. و في المطبوع:-/ «يا محمّد».

 (2). في «بح، بر، بس» و حاشية «ض» و الوافي: «من». و في «بف»: «لمن».

 (3). الأمالي للصدوق، ص 604، المجلس 88، ح 5، عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن الحسين بن عبيد اللَّه، عن محمّد بن عبد اللَّه الوافي، ج 3، ص 681، ح 1281.

 (4). في «ب، بف»: «منفرداً».

 (5). في «ج»: «بوحدانيّة».

 (6). في مرآة العقول: «و لا يشاؤن».

 (7). «مَرَقَ»، أي خرج من الدين. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1554 (مرق).

 (8). في «ج»: «محّق» بالتضعيف. و «مَحَقَ»، أي أبطل دينه و محاه. و احتمل المجلسي كونه على المجهول ف، أي بطل. راجع: الصحاح، ج 3، ص 155 (محق).

439
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

خُذْهَا «1» إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ». «2»

1197/ 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: بِأَيِّ شَيْ‏ءٍ سَبَقْتَ الْأَنْبِيَاءَ و أَنْتَ بُعِثْتَ آخِرَهُمْ و خَاتَمَهُمْ؟

قَالَ‏ «3»: إِنِّي كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِرَبِّي، و أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ حِينَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ‏ «وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏» «4»، فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ نَبِيٍّ قَالَ: بَلى‏، فَسَبَقْتُهُمْ بِالْإِقْرَارِ بِاللَّهِ». «5»

1198/ 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَيْفَ كُنْتُمْ حَيْثُ كُنْتُمْ فِي الْأَظِلَّةِ؟

فَقَالَ: «يَا مُفَضَّلُ، كُنَّا عِنْدَ رَبِّنَا- لَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ غَيْرُنَا- فِي ظُلَّةٍ خَضْرَاءَ، نُسَبِّحُهُ‏

______________________________

 (1). قوله: «خذها»: خبرٌ لهذه الديانة. و كونه خبراً ثانياً و «التي» خبراً أوّلَ بعيد.

 (2). الوافي، ج 3، ص 682، ح 1284؛ البحار، ج 15، ص 19، ح 29؛ و ج 25، ص 340، ح 24؛ و ج 57، ص 195، ح 141؛ و فيه، ص 65، ح 43، إلى قوله: «و أجرى طاعتهم عليها».

 (3). في الكافي، ح 1462 و الوافي و تفسير العيّاشي: «فقال».

 (4). الأعراف (7): 172. و في الكافي، ح 1462 و الوافي:-/ «قالوا بلى».

 (5). الكافي، كتاب الإيمان و الكفر، باب أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أوّل من أجاب و ...، ح 1462، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد. بصائر الدرجات، ص 83، ح 2، عن الحسن بن محبوب. علل الشرائع، ص 124، ح 1، بسنده عن أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي، عن جعفر بن عبيد اللَّه، عن الحسن بن محبوب. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 39، ح 107، عن صالح بن سهل. و في الكافي، نفس الباب، ح 1464؛ و بصائر الدرجات، ص 86، ح 12، بسند آخر، عن صالح بن سهل، مع اختلاف الوافي، ج 4، ص 126، ح 1720؛ البحار، ج 16، ص 353، ح 36.

440
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

وَ نُقَدِّسُهُ و نُهَلِّلُهُ و نُمَجِّدُهُ‏ «1»، و مَا «2» مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ و لَاذِي رُوحٍ غَيْرُنَا «3» حَتّى‏ بَدَا لَهُ فِي خَلْقِ الْأَشْيَاءِ، فَخَلَقَ مَا شَاءَ كَيْفَ شَاءَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ و غَيْرِهِمْ، ثُمَّ أَنْهى‏ «4» عِلْمَ ذلِكَ إِلَيْنَا». «5»

1199/ 8. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ يَعْقُوبَ، عَنْ سِنَانِ بْنِ طَرِيفٍ‏ «6»:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ‏ «7»: قَالَ: «إِنَّا أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتٍ نَوَّهَ‏ «8» اللَّهُ بِأَسْمَائِنَا، إِنَّهُ لَمَّا خَلَقَ‏ «9» السَّمَاوَاتِ و الْأَرْضَ أَمَرَ مُنَادِياً، فَنَادى‏ «10»: أَشْهَدُ أَنْ لَاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ- ثَلَاثاً- أَشْهَدُ «11» أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ- ثَلَاثاً- أَشْهَدُ «12» أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً- ثَلَاثاً-». «13»

1200/ 9. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الصَّغِيرِ «14»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‏

______________________________

 (1). تقدّم معنى التقديس و التهليل و التمجيد ذيل الحديث 3 من هذا الباب.

 (2). في البحار، ج 57: «و لا».

 (3). صفة لذي روح باعتبار المحلّ.

 (4). في حاشية «ض»: «ألقى». و في مرآة العقول: «انتهى».

 (5). الوافي، ج 3، ص 683، ح 1285؛ البحار، ج 15، ص 24، ح 45؛ و ج 57، ص 196، ح 142.

 (6). في «ب، ج، ف، بح، بف»: «ظريف». و هو سهو. راجع: رجال النجاشي، ص 214، الرقم 558؛ رجال البرقي، ص 40؛ رجال الطوسي، ص 221، الرقم 2944.

 (7). في «بف» و الوافي و البحار:-/ «يقول».

 (8). يقال: نوّهتُه تنويهاً، إذا رفعتَه. و نوّهتُ باسمه إذا رفعتَ ذكره. الصحاح، ج 6، ص 2254 (نوه).

 (9). في مرآة العقول و الأمالي:+/ «اللَّه».

 (10). في «بس»: «ينادي». و في حاشية «ج»: «فينادي».

 (11). في «ج»:+/ «و أشهد».

 (12). في «ج»: «و أشهد».

 (13). الأمالي للصدوق، ص 604، المجلس 88، ح 4، بسنده عن سهل بن زياد الوافي، ج 3، ص 683، ح 1286؛ البحار، ج 16، ص 368، ح 78.

 (14). هكذا في حاشية «ش» و هامش المطبوع. و في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف، جر» و المطبوع: «الحسين بن عبداللَّه الصغير». و ما أثبتناه هو الظاهر؛ فإنّه يأتي في، ح 21 من الباب، رواية أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد اللَّه، عن أبي عبد اللَّه الحسين الصغير، عن محمّد بن إبراهيم الجعفري.

و الظاهر اتّحاد السند مع سندنا هذا و وقوع التحريف في ما نحن فيه، بأن كان الأصل- مثلًا- هكذا: الحسين بن عبيد اللَّه عن الحسين أبي عبد اللَّه الصغير، أو عن أبي عبد اللَّه الصغير، فجاز نظر الناسخ من «عبيد اللَّه» المصحَّف في أكثر النسخ بأبي عبد اللَّه إلى «أبي عبد اللَّه» قبل الصغير، فوقع السقط في السند.

هذا، و المراد من الحسين بن عبيداللَّه هو الحسين بن عبيداللَّه بن سهل، كما تقدّم في ذيل الحديث الثالث من الباب، فلاحظ.

441
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ‏ «1» مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ كَانَ إِذْ لَاكَانَ‏ «2»، فَخَلَقَ الْكَانَ و الْمَكَانَ‏ «3»، وَ خَلَقَ نُورَ الْأَنْوَارِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الْأَنْوَارُ، و أَجْرى‏ فِيهِ مِنْ نُورِهِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الْأَنْوَارُ، و هُوَ النُّورُ الَّذِي خَلَقَ مِنْهُ مُحَمَّداً و عَلِيّاً، فَلَمْ يَزَالَا نُورَيْنِ أَوَّلَيْنِ؛ إِذْ لَاشَيْ‏ءَ كُوِّنَ قَبْلَهُمَا، فَلَمْ يَزَالَا يَجْرِيَانِ طَاهِرَيْنِ مُطَهَّرَيْنِ فِي الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَةِ «4» حَتَّى افْتَرَقَا فِي أَطْهَرِ «5» طَاهِرَيْنِ: فِي عَبْدِ اللَّهِ و أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ». «6»

1201/ 10. الْحُسَيْنُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏ «7»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ‏

______________________________

 (1). هكذا في «بح، بف، جر». و في «ب، ج، ض، ف، بر، بس» و حاشية «جر» و المطبوع: «أحمد بن عليّ بن‏محمّد بن عبد اللَّه بن عمر بن عليّ بن أبي طالب».

و ما أثبتناه هو الظاهر؛ فإنّ عليّ بن محمّد و الد أحمد-/ و هو علي المشطب-، توفّي سنة 216 كما في هامش عمدة الطالب، ص 365، فيبعد جدّاً رواية و لَده أحمد عن أبي عبد اللَّه عليه السلام مباشرة. و الراوي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام هو جدّه محمّد بن عبد اللَّه بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب. راجع: رجال النجاشي، ص 358، الرقم 962.

ثمّ إنّه ظهر ممّا ذكر و قوع خلل في العنوان، إمّا بوقوع السقط قبل «عمر» أو بالنسبة إلى الجدّ بعد «عبد اللَّه»، فإنّ عمر بن عليّ بن أبي طالب لم يعقب إلّامن رجل و احد و هو «محمّد بن عمر». راجع: تهذيب الأنساب، ص 291- 297.

 (2). في «بر» و حاشية «ف، بس»: «مكان».

 (3). في «بر» و الوافي:+/ «و خلق الأنوار».

 (4). في «ج»: «أصلاب الطاهرات».

 (5). في «بف»:-/ «أطهر».

 (6). الوافي، ج 3، ص 681، ح 1282؛ البحار، ج 15، ص 24، ح 46؛ و ج 57، ص 196، ح 143.

 (7). في «بح، بر، بس، بف» و حاشية «جر»: «الحسين بن محمّد بن عبد اللَّه». و في البحار: «الحسين بن محمّد عن‏عبد اللَّه». لكنّ الظاهر أنّه سهو، و أنّ الحسين هو الحسين بن عبيد اللَّه المذكور في السند السابق، فيكون السند معلّقاً على سابقه. يؤيّد ذلك ما تقدّم في الكافي، ح 310 و ح 1194.

442
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ:

قَالَ لِي‏ «1» أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا جَابِرُ، إِنَّ اللَّهَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ، خَلَقَ مُحَمَّداً و عِتْرَتَهُ الْهُدَاةَ الْمُهْتَدِينَ‏ «2»، فَكَانُوا أَشْبَاحَ نُورٍ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ».

قُلْتُ: و مَا الْأَشْبَاحُ؟

قَالَ: «ظِلُّ النُّورِ، أَبْدَانٌ نُورَانِيَّةٌ «3» بِلَا أَرْوَاحٍ، و كَانَ‏ «4» مُؤَيَّداً بِرُوحٍ‏ «5» و احِدَةٍ «6»، و هِيَ رُوحُ الْقُدُسِ، فَبِهِ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ و عِتْرَتُهُ، و «7» لِذلِكَ خَلَقَهُمْ حُلَمَاءَ، عُلَمَاءَ «8»، بَرَرَةً، أَصْفِيَاءَ، يَعْبُدُونَ اللَّهَ بِالصَّلَاةِ و الصَّوْمِ و السُّجُودِ و التَّسْبِيحِ و التَّهْلِيلِ، و يُصَلُّونَ الصَّلَوَاتِ‏ «9»، و يَحُجُّونَ و يَصُومُونَ». «10»

1202/ 11. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ و غَيْرُهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَارِثٍ‏ «11»، عَنْ سَالِمِ بْنِ‏

______________________________

 (1). في الوافي:-/ «لي».

 (2). في «ف، بر، بف»: «المهديّين».

 (3). في البحار، ج 61: «نوريّة».

 (4). في «ب»: «فكان».

 (5). في البحار، ج 57: «بنور».

 (6). في «ب، بح» و البحار، ج 15 و 57 و 61: «واحد». و الروح يذكّر و يؤنّث.

 (7). في البحار، ج 61:-/ «و».

 (8). في «ب»: «و علماء».

 (9). في «ج، ف» و حاشية «ض، بر»: «الصلاة».

 (10). الوافي، ج 3، ص 682، ح 1283؛ البحار، ج 15، ص 25، ح 47؛ و ج 57، ص 197، ح 144؛ و ج 61، ص 142، ح 20.

 (11). لم نجد عنوان «عبدالسلام بن حارث» في شي‏ءٍ من الأسناد و الطرق. و الظاهر و قوع التحريف في العنوان، و أنّ الصواب فيه هو «عبدالسلام بن حرب» و هو النهدي المذكور في مصادر رجال العامّة و الخاصّة. و قد عُدَّ من رواة عبدالسلام بن حرب هذا، أبوغسّان مالك بن إسماعيل، و هو مالك بن إسماعيل النهدي المذكور في السند. راجع: رجال الطوسي، ص 237، الرقم 3244؛ تهذيب الكمال، ج 18، ص 66، الرقم 3418؛ و ج 27، ص 86، الرقم 5727.

يؤكّد ذلك ما و رد في الغارات، ج 1، ص 80، من رواية أبي غسّان النهدي مالك بن إسماعيل عن عبدالسلام بن حرب النهدي، و ما و رد في شواهد التنزيل، ج 1، ص 59، ح 62، من رواية أبي غسّان مالك بن إسماعيل النهدي عن عبدالسلام بن حرب.

443
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

أَبِي حَفْصَةَ الْعِجْلِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «كَانَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثَلَاثَةٌ لَمْ تَكُنْ‏ «1» فِي أَحَدٍ غَيْرِهِ: لَمْ يَكُنْ لَهُ فَيْ‏ءٌ، و كَانَ لَايَمُرُّ فِي طَرِيقٍ فَيُمَرُّ فِيهِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ «2» إِلَّا عُرِفَ أَنَّهُ قَدْ مَرَّ فِيهِ؛ لِطِيبِ عَرْفِهِ‏ «3»، و كَانَ لَايَمُرُّ بِحَجَرٍ و لَابِشَجَرٍ «4» إِلَّا سَجَدَ لَهُ». «5»

1203/ 12. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا عُرِجَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، انْتَهى‏ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ مَكَانٍ، فَخَلّى‏ عَنْهُ‏ «6»، فَقَالَ لَهُ: يَا جَبْرَئِيلُ، أَتُخَلِّينِي‏ «7» عَلى‏ هذِهِ الْحَالِ‏ «8»؟ فَقَالَ: امْضِهْ؛ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ و طِئْتَ مَكَاناً مَا و طِئَهُ بَشَرٌ، و مَا «9» مَشى‏ فِيهِ بَشَرٌ قَبْلَكَ». «10»

1204/ 13. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ‏

______________________________

 (1). في «ب»: «لم يكن».

 (2). في الوافي «ثلاث».

 (3). «العَرْف»: الريح، طيّبةً كانت أو منتنةً. الصحاح، ج 4، ص 1400 (عرف).

 (4). في «ب، بح، بف» و شرح المازندراني و الوافي و البحار: «و لا شجر» بدون الباء.

 (5). الوافي، ج 3، ص 705، ح 1316؛ البحار، ج 16، ص 368، ح 79؛ و ج 17، ص 346، ح 17.

 (6). «فَخَلَّى عنه»، أي تركه و أعرض عنه. و يقال أيضاً: خَلَّى الأمرَ و تخلّى منه و عنه و خالاه، أي تركه. راجع: لسان‏العرب، ج 14، ص 239 (خلا).

 (7). هكذا في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار، ج 18. و في سائر النسخ و المطبوع: «تخلّيني» بدون همزة الاستفهام.

 (8). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول و البحار. و في المطبوع: «الحالة».

 (9). في «ب» و حاشية «ج»: «و لا».

 (10). الوافي، ج 3، ص 714، ح 1330؛ البحار، ج 18، ص 306، ح 12.

444
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: سَأَلَ أَبُو بَصِيرٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ و أَنَا حَاضِرٌ، فَقَالَ‏ «1»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَمْ عُرِجَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟ فَقَالَ‏ «2»: «مَرَّتَيْنِ، فَأَوْقَفَهُ جَبْرَئِيلُ مَوْقِفاً، فَقَالَ لَهُ: مَكَانَكَ يَا مُحَمَّدُ، فَلَقَدْ وَقَفْتَ مَوْقِفاً مَا و قَفَهُ مَلَكٌ قَطُّ و لَانَبِيٌّ؛ إِنَّ رَبَّكَ يُصَلِّي‏ «3»، فَقَالَ: يَا جَبْرَئِيلُ، و كَيْفَ يُصَلِّي؟ قَالَ: يَقُولُ: سُبُّوحٌ، قُدُّوسٌ‏ «4»، أَنَا «5» رَبُّ الْمَلَائِكَةِ و الرُّوحِ، سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي. فَقَالَ‏ «6»: اللَّهُمَّ عَفْوَكَ‏ «7» عَفْوَكَ». قَالَ: «وَ كَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ: «قابَ قَوْسَيْنِ‏ أَوْ أَدْنى‏» «8»».

فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا «قابَ قَوْسَيْنِ‏ «9» أَوْ أَدْنى‏ «10»»؟

قَالَ‏ «11»: «مَا بَيْنَ سِيَتِهَا «12» إِلى‏ رَأْسِهَا «13»». فَقَالَ‏ «14»: «كَانَ‏ «15» بَيْنَهُمَا حِجَابٌ يَتَلَأْلَأُ

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «له».

 (2). في «بف» و الوافي: «قال».

 (3). في «ف»:+/ «عليك».

 (4). «سبّوح قدّوس»، يُرْوَيان بالضمّ و الفتح. و الفتح أقيس و ليس بالكثير، و لم يجي‏ء منه إلّاقَدّوس و سَبّوح‏وذَرّوح. و الضمّ أكثر استعمالًا، و هو من أبنية المبالغة. و المراد بهما الطهارة و التنزيه عن العيوب. و قال المجلسي: «و هما هنا خبران لمبتدأ محذوف، أي أنا سبّوح. أو قوله: «أنا» مبتدأ، و «ربّ» منصوب باختصاص». راجع: النهاية، ج 2، ص 332 (سبح)؛ و ج 4، ص 23 (قدس).

 (5). في «ف»:-/ «أنا».

 (6). في البحار:+/ «النبيّ صلى الله عليه و آله».

 (7). احتمل المازندراني و المجلسي كون «عفوك» مرفوعاً بتقدير الخبر، أي عفوك محيط بالمذنبين.

 (8). النجم (53): 9.

 (9). قال الجوهري: «تقول: بينهما قابُ قوس و قِيبُ قوس، و قادُ قوس و قِيدُ قوس، أي قدرُ قوسٍ. و القابُ: ما بين المَقْبِض و السِيَة. و لكلّ قوس قابان». الصحاح، ج 1، ص 207 (قوب).

 (10). في «ب»:-/ «أو أدنى».

 (11). في «ض»: «فقال».

 (12). في «ف»: «سئها». و سِيَةُ القوس: ما عُطِف و انحنى من طرفيها. و الجمع: سِياتٌ، و الهاء عوض من الواو. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2387 (سيا).

 (13). في مرآة العقول: «و يمكن أن يقرأ: رِآسها بكسر الراء، ثمّ الهمزة، ثمّ الألف، فيكون بمعنى المقبض».

 (14). في «ب» و حاشية «بف» و شرح المازندراني و الوافي و البحار: «قال». و في «ف»:+/ «كما قال».

 (15). في «ب» و حاشية «بف» و البحار: «فكان كما قال».

445
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

بَخَفْقٍ‏ «1»- و لَاأَعْلَمُهُ إِلَّا و قَدْ قَالَ: زَبَرْجَدٌ- فَنَظَرَ فِي‏ «2» مِثْلِ سَمِ‏ «3» الْإِبْرَةِ إِلى‏ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ نُورِ الْعَظَمَةِ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ و تَعَالى‏: يَا مُحَمَّدُ، قَالَ‏ «4»: لَبَّيْكَ رَبِّي‏ «5»، قَالَ: مَنْ لِأُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، و سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، و قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ‏ «6»».

قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَبِي بَصِيرٍ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، و اللَّهِ، مَا جَاءَتْ و لَايَةُ عَلِيٍّ مِنَ الْأَرْضِ، و لكِنْ جَاءَتْ مِنَ السَّمَاءِ مُشَافَهَةً». «7»

1205/ 14. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: صِفْ لِي نَبِيَّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

قَالَ: «كَانَ‏ «8» نَبِيُّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَبْيَضَ، مُشْرَبَ‏ «9» حُمْرَةٍ، أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ‏ «10»، مَقْرُونَ‏

______________________________

 (1). هكذا في «ش، ض، و، بد، بر، بش، بل، جف، جو» و في الوافي و البحار. و في سائر النسخ و المطبوع: «يخفق». و الخفق: التحرّك و الاضطراب. يقال: يتحرّك و يضطرب. يقال: خفقت الرايةُ تَخْفُقُ و تَخْفُقُ خَفْقاً و خَفَقاناً، أي اضطربت و تحرّكت. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1169 (خفق).

 (2). في «ج، ض، بح، بر، بف»:-/ «في».

 (3). «السَمُّ»: الثَقْبُ، و منه سمّ الخِياط. الصحاح، ج 5، ص 1953 (سمم).

 (4). في «ض» و الوافي: «فقال».

 (5). في حاشية «ف»: «ربّ».

 (6). «الغُرُّ»: جمع الأغرّ، من الغُرّة: بياض الوجه. و «المُحَجَّلُ»: هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد و يجاوز الأرساغ- جمع الرُسُغ، و هو المفصل ما بين الساعد و الكفّ أو الساق و القدم- و لا يجاوز الركبتين. و «الغرّ المحجّلين»، أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي و الوجه و الأقدام. راجع: النهاية، ج 1، ص 346 (حجل)؛ و ج 3، ص 354 (غرر).

 (7). الوافي، ج 3، ص 714، ح 1331 و قال: «في هذا الحديث أسرار غامضة ...» و للمزيد راجعه؛ البحار، ج 18، ص 306، ح 13.

 (8). في «بر»:-/ «كان».

 (9). في «بر»: «مشرّب». و في الوافي:+/ «من». و «الإشراب»: خلط لون بلون، كأنّ أحد اللونين سُقِيَ اللون الآخر. يقال: بياضٌ مُشْرَبٌ حُمْرَةً بالتخفيف. و إذا شُدِّد كان للتكثير و المبالغة. النهاية، ج 2، ص 454 (شرب).

 (10). «أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ»، أي أسودهما، من الدَعَج و الدُعْجَة بمعنى السواد في العين و غيرها. يريد أنّ سواد عَيْنَيْه ف كان شديد السواد. و قيل: الدَعَجُ: شدّة سواد العين في شدّة بياضها. النهاية، ج 2، ص 119 (دعج).

446
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

الْحَاجِبَيْنِ، شَثْنَ الْأَطْرَافِ‏ «1»، كَأَنَّ الذَّهَبَ أُفْرِغَ عَلى‏ بَرَاثِنِهِ‏ «2»، عَظِيمَ مُشَاشَةِ «3» الْمَنْكِبَيْنِ، إِذَا الْتَفَتَ يَلْتَفِتُ جَمِيعاً مِنْ شِدَّةِ اسْتِرْسَالِهِ‏ «4»، سُرْبَتُهُ‏ «5» سَائِلَةٌ مِنْ لَبَّتِهِ‏ «6» إِلى‏ سُرَّتِهِ كَأَنَّهَا و سَطُ الْفِضَّةِ الْمُصَفَّاةِ، و كَأَنَّ عُنُقَهُ إِلى‏ كَاهِلِهِ‏ «7» إِبْرِيقُ‏ «8» فِضَّةٍ، يَكَادُ أَنْفُهُ إِذَا شَرِبَ أَنْ يَرِدَ الْمَاءَ، و إِذَا مَشى‏ تَكَفَّأَ «9» كَأَنَّهُ يَنْزِلُ فِي صَبَبٍ‏ «10»، لَمْ يُرَ مِثْلُ نَبِيِّ اللَّهِ قَبْلَهُ وَ لَابَعْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». «11»

______________________________

 (1). يقال: شَثْنُ الكفّين و القدمين، أي أنّهما يميلان إلى الغِلَظ و القِصَر. و قيل: هو الذي في أنامله غِلَظٌ بلا قصر، و يحمد ذلك في الرجال؛ لأنّه أشدّ لقبضهم، و يذمّ في النساء. و الأطراف من البدن: اليدان و الرجلان و الرأس. راجع: النهاية، ج 2، ص 444 (شثن)؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1108 (طرف).

 (2). «البَراثِنُ»: جمع البُرْثُن، و هي الكفّ بكمالها مع الأصابع. لسان العرب، ج 13، ص 50 (برثن).

 (3). قال الجوهري: «المُشاشَةُ: و احدة المُشاش، و هي رؤوس العظام الليّنة التي يمكن مضغها. و قال ابن الأثير: «المُشاش: رؤوس العظام كالمرفقين و الكتفين و الركبتين». راجع: الصحاح، ج 3، ص 1019؛ النهاية، ج 4، ص 333 (مشش).

 (4). «الاسترسال»: الاستئناس و الطمأنينة إلى الإنسان و الثقة به فيما يحدّثه به، و أصله السكون و الثبات. النهاية، ج 2، ص 223 (رسل).

 (5). في شرح المازندراني: «مسربته». و في الوافي: «سربة». و «السُرْبَةُ»: الشعر المستدقّ الذي يأخذ من الصدر إلى السُرَّة، أو النابت و سط الصدر إلى البطن. لسان العرب، ج 1، ص 465 (سرب).

 (6). «اللَبَّةُ»: المَنْحَرُ، و موضع القلادة من الصدر. القاموس المحيط، ج 1، ص 224 (لبب).

 (7). «الكاهِلُ»: الحارِكُ، أو مقدّم أعلى الظهر ممّا يلي العنق و هو الثلث الأعلى و فيه ستّ فِقَر، أو ما بين الكَتِفَيْن، أو مَوْصِل العنق في الصُلْب. القاموس المحيط، ج 2، ص 1393 (كهل).

 (8). «الإبريق»: الشديد البرق و اللمعان، اسم من بَرَقَ السيفُ و غيرُه، أي لَمَعَ و تلألأ. و المراد تشبيه عنقه الشريف بالفضّة الخالصة في البرق و اللمعان. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 15 (برق)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 149.

 (9). «تَكَفَّأَ»، أي تمايل إلى قدّام. النهاية، ج 4، ص 183 (كفأ).

 (10). الصَبَبُ»: ما انحدر من الأرض. و جمعه أصْباب. و هذا ممّا يدلّ على تواضعه و خضوعه. راجع: الصحاح، ج 1، ص 161 (صبب).

 (11). الأمالي للطوسي، ص 340، المجلس 12، ح 35، بسند آخر عن عليّ بن موسى، عن آبائه، عن عليّ عليهم السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 703، ح 1314؛ البحار، ج 16، ص 188، ح 23.

447
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

1206/ 15. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ مَثَّلَ لِي أُمَّتِي فِي الطِّينِ، و عَلَّمَنِي أَسْمَاءَهُمْ كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، فَمَرَّ بِي أَصْحَابُ الرَّايَاتِ‏ «1»، فَاسْتَغْفَرْتُ لِعَلِيٍّ و شِيعَتِهِ، إِنَّ رَبِّي و عَدَنِي فِي شِيعَةِ عَلِيٍّ خَصْلَةً «2»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ مَا هِيَ؟ قَالَ: الْمَغْفِرَةُ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ، و أَنْ‏ «3» لَايُغَادِرَ «4» مِنْهُمْ صَغِيرَةً و لَاكَبِيرَةً «5»، وَ لَهُمْ تُبَدَّلُ السَّيِّئَاتُ حَسَنَاتٍ». «6»

1207/ 16. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ‏ «7» بْنِ سَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ النَّاسَ‏ «8»، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ الْيُمْنى‏

______________________________

 (1). في الوافي: «و أصحاب الرايات: رؤساء الأديان المختلفة».

 (2). في حاشية «ف»: «في شيعته على خصلة».

 (3). في الوافي: «و إن كان». و في البصائر، ح 1 و 11:-/ «و أن».

 (4). «المُغادَرَةُ»: الترك. لسان العرب، ج 5، ص 8- 9 (غدر).

 (5). في «ف»: «كبيرة و لا صغيرة».

 (6). بصائر الدرجات، ص 83، ح 1، عن أحمد بن محمّد و يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال. و فيه، ص 85، ح 11، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام. راجع: بصائر الدرجات، ص 84- 86، ح 5 و 7 و 12- 15؛ و فضائل الشيعة، ص 32، ضمن ح 27؛ و الأمالي للمفيد، ص 89، المجلس 10، ح 5؛ و ص 126، المجلس 15، ضمن ح 4؛ و الأمالي للطوسي، ص 648، المجلس 33، ضمن ح 10؛ و تفسير فرات، ص 392، ضمن ح 525؛ و ص 544، ضمن ح 699 الوافي، ج 4، ص 54، ح 1659.

 (7). هكذا في حاشية «بف». و في النسخ و المطبوع: «الحسن».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد روى إبراهيم بن هاشم، و الد عليّ بن إبراهيم عن الحسين بن سيف عن أبيه في عدّة من الأسناد، انظر على سبيل المثال: بصائر الدرجات، ص 4، أحاديث 5- 7، و ص 69، ح 1، و ص 186، ح 47، و ص 260، ح 2، و ص 297، ح 4.

و الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 192، ح 4- باختلاف يسير- عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن سيف، عن أبيه قال: حدّثني أبو القاسم عن محمّد بن عبد اللَّه قال: سمعت جعفر بن محمّد عليه السلام يقول: خطب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، الخبر.

 (8). في «ف»:+/ «يوماً».

448
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

قَابِضاً «1» عَلى‏ كَفِّهِ، ثُمَّ قَالَ: أَ تَدْرُونَ- أَيُّهَا النَّاسُ- مَا فِي كَفِّي؟ قَالُوا: اللَّهُ و رَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ‏ «2»: فِيهَا أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ و أَسْمَاءُ آبَائِهِمْ و قَبَائِلِهِمْ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ الشِّمَالَ‏ «3»، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَ تَدْرُونَ مَا فِي كَفِّي؟ قَالُوا: اللَّهُ و رَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ‏ «4»: أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ و أَسْمَاءُ «5» آبَائِهِمْ و قَبَائِلِهِمْ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيَامَةِ «6».

ثُمَّ قَالَ: حَكَمَ اللَّهُ و عَدَلَ، حَكَمَ اللَّهُ و عَدَلَ، حَكَمَ اللَّهُ و عَدَلَ‏ «7»، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ». «8»

1208/ 17. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي خُطْبَةٍ لَهُ خَاصَّةً يَذْكُرُ فِيهَا «9» حَالَ النَّبِيِّ و الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَ صِفَاتِهِمْ: «فَلَمْ يَمْنَعْ رَبَّنَا- لِحِلْمِهِ و أَنَاتِهِ‏ «10» و عَطْفِهِ- مَا كَانَ مِنْ عَظِيمِ جُرْمِهِمْ و قَبِيحِ أَفْعَالِهِمْ أَنِ انْتَجَبَ لَهُمْ أَحَبَّ أَنْبِيَائِهِ إِلَيْهِ، و أَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ،

______________________________

 (1). في «ب، ج، بس» و حاشية «بح، بر» و حاشية بدرالدين: «قابض» أي هو قابض.

 (2). في شرح المازندراني: «قال».

 (3). في البصائر: «اليسرى».

 (4). في البصائر:+/ «فيها».

 (5). في «ض»:-/ «أسماء».

 (6). في الوافي: «لمّا كان نجاة الناجين من الامّة و هلاك الهالكين منهم مسبّبين عن رسالته صلى الله عليه و آله و بها صار أحد الفريقين من أصحاب اليمين و الآخر من أصحاب الشمال، جاز التعبير عن هذا المعنى كون أسمائهما في كفّيه المباركين».

 (7). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف» و شرح المازندراني و الوافي و البحار و البصائر. و في المطبوع‏وبعض النسخ:-/ «حكم اللَّه و عدل» الثالث.

 (8). بصائر الدرجات، ص 192، ح 4، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن سيف، عن أبيه، عن أبي القاسم، عن محمّد بن عبد اللَّه، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام الوافي، ج 4، ص 5، ح 1660؛ البحار، ج 17، ص 152، ح 55.

 (9). في «ف»: «فيها يذكر».

 (10). «الأَناةُ»: العلم و الوقار و التثبّت. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 48 (أنى).

449
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

فِي حَوْمَةِ الْعِزِّ «1» مَوْلِدُهُ، و فِي دَوْمَةِ «2» الْكَرَمِ مَحْتِدُهُ‏ «3»، غَيْرَ مَشُوبٍ حَسَبُهُ، و لَا مَمْزُوجٍ نَسَبُهُ، و لَامَجْهُولٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ صِفَتُهُ، بَشَّرَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ فِي كُتُبِهَا، وَ نَطَقَتْ بِهِ الْعُلَمَاءُ بِنَعْتِهَا، و تَأَمَّلَتْهُ الْحُكَمَاءُ بِوَصْفِهَا، مُهَذَّبٌ لَايُدَانى‏، هَاشِمِيٌّ لَا يُوَازى‏، أَبْطَحِيٌّ لَايُسَامى‏ «4»، شِيمَتُهُ‏ «5» الْحَيَاءُ، و طَبِيعَتُهُ السَّخَاءُ، مَجْبُولٌ عَلى‏ أَوْقَارِ «6» النُّبُوَّةِ و أَخْلَاقِهَا، مَطْبُوعٌ عَلى‏ أَوْصَافِ الرِّسَالَةِ و أَحْلَامِهَا «7»، إِلى‏ أَنِ انْتَهَتْ بِهِ أَسْبَابُ مَقَادِيرِ اللَّهِ إِلى‏ أَوْقَاتِهَا، و جَرى‏ بِأَمْرِ اللَّهِ الْقَضَاءُ فِيهِ إِلى‏ نِهَايَاتِهَا، أَدَّاهُ‏ «8» مَحْتُومُ قَضَاءِ اللَّهِ إِلى‏ غَايَاتِهَا، تُبَشِّرُ «9» بِهِ كُلُّ أُمَّةٍ مَنْ بَعْدَهَا، و يَدْفَعُهُ كُلُّ أَبٍ إِلى‏ أَبٍ مِنْ ظَهْرٍ إِلى‏ ظَهْرٍ «10»، لَمْ يَخْلِطْهُ فِي عُنْصُرِهِ‏ «11» سِفَاحٌ‏ «12»، و لَمْ‏

______________________________

 (1). «حَوْمَةُ العزّ»: معظمه. حومة القتال و الرمل و غيره، أي معظمه. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1908 (حوم).

 (2). «الدَوْمةُ»: و احدة الدَوْم، و هي ضِخام الشجر. و قيل: هو شجر المُقْل. قال الجوهري: «أصحاب اللغة يقولونه بضمّ الدال، و أصحاب الحديث يفتحونها». و في الوافي: «دَوْمة الشي‏ء: أصله». راجع: الصحاح، ج 5، ص 1923؛ النهاية، ج 2، ص 141 (دوم).

 (3). في البحار:-/ «محتده». و قال الجوهري: «حَتَدَ بالمكان يَحْتِدُ: أقام به و ثبت. و المَحْتِدُ: الأصل، يقال: فلان من مَحْتِدِ صدقٍ و مَحْفِدِ صدقٍ». و المراد: المقام و المسكن. راجع: الصحاح، ج 2، ص 462 (حتد).

 (4). «لا يُسامى»، أي لا يغالَب في السُمُوّ و الرفعة، من المساماة: المفاخرة. يقال: ساماه: فاخره و طاوله، أي غالبه‏في الطَوْل و الفضل و في صفة من الأوصاف، من السموّ بمعنى الارتفاع. و في الوافي: «الموازاة و المساواة: و هي بمعنى الارتفاع و العلوّ، يعني ليس في ارتفاعه و علوّه أحد». راجع: لسان العرب، ج 14، ص 397 (سمو).

 (5). «الشِيمةُ»: الخُلُق و الطبيعة. لسان العرب، ج 12، ص 329 (شيم).

 (6). «الأَوْقارُ»: جمع الوِقْر، الحِمْلُ الثقيل، أو أعمّ. و الحِمْل: ما يُحْمَل. القاموس المحيط، ج 1، ص 683 (وقر).

 (7). «الأَحْلامُ»: جمع الحِلْم، و هو العقل، و كأنّه من الحِلْم، بمعنى الأناة و التثبّت في الامور، و ذلك من شعار العقلاء. النهاية، ج 1، ص 434 (حلم).

 (8). في الوافي: «أدّى».

 (9). في الوافي: «يبشّر».

 (10). في مرآة العقول: «في بعض النسخ بالطاء المهملة، أي من مسلم إلى مسلم». أي من طهر إلى طهر.

 (11). «العُنْصُر» و «العُنْصَرُ»: الأصل. النهاية، ج 3، ص 309 (عنصر).

 (12). «السِفاحُ»: الزنا، مأخوذ من سَفَحْتُ الماء إذا صَبَبْتَهُ. النهاية، ج 2، ص 317 (سفح).

450
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

يُنَجِّسْهُ‏ «1» فِي و وِلَادَتِهِ نِكَاحٌ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلى‏ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ، و أَكْرَمِ سِبْطٍ «2»، وَ أَمْنَعِ رَهْطٍ «3»، و أَكْلَا حَمْلٍ‏ «4»، و أَوْدَعِ حِجْرٍ «5»، اصْطَفَاهُ اللَّهُ و ارْتَضَاهُ و اجْتَبَاهُ، و آتَاهُ مِنَ الْعِلْمِ مَفَاتِيحَهُ‏ «6»، و مِنَ الْحُكْمِ‏ «7» يَنَابِيعَهُ‏ «8»، ابْتَعَثَهُ‏ «9» رَحْمَةً لِلْعِبَادِ، و رَبِيعاً «10» لِلْبِلَادِ، وَ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ، فِيهِ الْبَيَانُ و التِّبْيَانُ‏ «قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ‏ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ‏» «11»، قَدْ بَيَّنَهُ‏ «12» لِلنَّاسِ، و نَهَجَهُ‏ «13» بِعِلْمٍ قَدْ فَصَّلَهُ، و دِينٍ قَدْ أَوْضَحَهُ، و فَرَائِضَ قَدْ أَوْجَبَهَا، وَ حُدُودٍ حَدَّهَا لِلنَّاسِ و بَيَّنَهَا، و أُمُورٍ قَدْ كَشَفَهَا لِخَلْقِهِ و أَعْلَنَهَا «14»، فِيهَا دَلَالَةٌ إِلَى النَّجَاةِ، و مَعَالِمُ‏ «15» تَدْعُو إِلى‏ هُدَاهُ‏ «16»، فَبَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا أُرْسِلَ بِهِ، و صَدَعَ بِمَا

______________________________

 (1). في «بس»: «و لا ينجّسه».

 (2). «السِبْطُ»: و احد الأسباط، و هي الأولاد خاصّة. و قيل: أولاد الأولاد. و قيل: أولاد البنات. النهاية، ج 2، ص 334 (سبط).

 (3). رَهْطُ الرجل: عشيرته و أهله. لا و احد له من لفظه. النهاية، ج 2، ص 283 (رهط).

 (4). «أَكْلَأُ حَمْلٍ»، أي أحفظها و أحرسها؛ من الكِلاءَة بمعنى الحفظ و الحِراسة. راجع: الصحاح، ج 1، ص 69 (كلأ).

 (5). في بح «حجز» بالزاي. و «أودع حِجْرٍ»، أي أوقره و أرفهه؛ من و دُعَ و داعَةً و دَعَةً، أي سكن و ترفّه. راجع: النهاية، ج 5، ص 166 (ودع).

 (6). في «ج»: «مفاتيحاً». و في حاشية: «ج، ف، بف»: «مفاتيح».

 (7). في شرح المازندراني: «الحُكم- بالضمّ و السكون-: الحكمة». و الحِكم جمع الحكمة لا يناسبه الضمير المفرد و المذكّر في «ينابيعه». و مثله في الوافي.

 (8). في «ج، ض»: «ينابيعاً». و في «ف» و حاشية «بف»: «ينابيع».

 (9). في «ج»: «انبعثه». و في «ف»: «و انبعثه». لم يُرتعدية الانفعال من البعث.

 (10). «الرَبِيعُ»: عَلَمٌ، و المطر في الربيع، و الحظّ من الماء للأرض. القاموس المحيط، ج 2، ص 965 (ربع).

 (11). الزمر (39): 28.

 (12). في حاشية «ف»: «قد تبيّنه».

 (13). في «ج، ض، ف»: «نهّجه» بالتثقيل. و «نهجه»: أبانه و أوضحه؛ من نَهَجْتُ الطريق، إذا أبَنْتَهُ و أوضحته. و نَهَجَ الطريقَ، أي سلكه. راجع: الصحاح، ج 1، ص 346 (نهج).

 (14). في «ض، بر، بس» و حاشية «ج»: «و أعلن».

 (15). احتمل في «معالم» الجرّ عطفاً على النجاة.

 (16). في «ج»: «هداة». و في «ف»: «الهداة».

451
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

أُمِرَ «1»، و أَدّى‏ مَا حُمِّلَ مِنْ أَثْقَالِ النُّبُوَّةِ، و صَبَرَ لِرَبِّهِ، و جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، و نَصَحَ لِأُمَّتِهِ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى النَّجَاةِ، و حَثَّهُمْ عَلَى الذِّكْرِ، و دَلَّهُمْ عَلى‏ سَبِيلِ الْهُدى‏، بِمَنَاهِجَ و دَوَاعٍ أَسَّسَ لِلْعِبَادِ أَسَاسَهَا «2»، و مَنَارٍ «3» رَفَعَ لَهُمْ‏ «4» أَعْلَامَهَا، كَيْلَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ، و كَانَ بِهِمْ رَؤُوفاً رَحِيماً «5»». «6»

1209/ 18. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَيْسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي دُرُسْتُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ:

أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَحْجُوجاً بِأَبِي طَالِبٍ‏ «7»؟

______________________________

 (1). «صدع بما امر»، أي أجهر به، من صَدَعتُ بالحقّ، إذا تكلّمتَ به جهاراً. و في الشروح: أو أظهره، من صدعه، إذا أظهره و بيّنه. أو فرّق به بين الباطل و الحقّ من صدعه إذا شقّه. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1241 (صدع).

 (2). في «ف»:-/ «أساسها».

 (3). في «بس» و مرآة العقول: «منائر».

 (4). في «ف»:-/ «لهم».

 (5). في حاشية «بح»:+/ «صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم تسليماً».

 (6). الوافي، ج 3، ص 705، ح 1317؛ البحار، ج 16، ص 369، ح 80.

 (7) في كمال الدين: «بآبي» بدل «بأبي طالب».

و روي هذا الحديث في كمال الدين، ص 665، ح 7، و عنه في البحار، ج 17، ص 139، ح 24، و فيهما: «آبي» بدل «أبي طالب»، فقيل في توفيقهما و جوه:

الأوّل: أنّ «أبي طالب» تصحيف «آبي بالط»، و «آبي» و «بالط» اسمان- لشخص و احد على ما صرّح به الصدوق في كمال الدين، ص 664، ذيل حديث 3، أو اسمان لشخصين على ما احتمله المجلسي في البحار، ج 17، ص 142، ذيل حديث 28، أو «آبي» من ألقاب علماء النصارى، أو لقب آخر أوصياء عيسى عليه السلام، و كان «آبي» هذا اسمه «بالط» كما يستفاد ممّا رواه الصدوق في كمال الدين، ص 664، ح 4 و 5، و عنه في البحار، ج 17، ص 141، ح 25 و 26.

الثانى: أنّ «آبي بالط» تصحيف «أبي طالب» كما يظهر من كلام المجلسي في البحار، ج 17، ص 140، ذيل حديث 24. فالخبر و احد على هذين الوجهين.

الثالث: أنّه ليس في البين تصحيف، بل يحتمل أن يكون السائل سأل عن حال كليهما و كان الجواب و احداً. ذكره المجلسي في البحار، ج 17، ص 140، ذيل حديث 24.

أقوى الوجوه- بعد غمض النظر عن كلام المحقّق الشعراني، حيث قال: و لا ريب في ضعف هذه الرواية؛ لأنّ أحمد بن هلال غال كذّاب، و اميّة بن قيس الذي روى عنه أحمد أيضاً ضعيف متّصف بالكذب، و ردّ الخبر أولى من التكلّف في تأويله- هو الأوّل؛ فإنّه يرد على الثاني و الثالث أوّلًا بأنّه لو كان ذاك المستودع للوصايا أبا طالب، لما أخّر الأداء و الدفع إلى يوم و فاته، و ثانياً لم يدلّ دليل على كون أبي طالب نصرانيّاً و لم يحتمله أحد ممّن يعتدّ بقوله، و لو كان كذلك لكان النبيّ صلى الله عليه و آله متّهماً بأنّه أخذ العلم بالتوراة و الإنجيل و الشرائع السابقة و أخبار النبيّين عليهم السلام من عمّه أبي طالب؛ لأنّه كان في حضانته و تربيته منذ صباه مدّة ثلاثين سنة بل أربعين، و النصارى يقرؤون التوراة و كتب الأنبياء السابقين و لا يتركونها نظير ترك المسلمين. و لكن لم يدّع أحد من المنكرين من معاصريه صلى الله عليه و آله فيه و لا في أبي طالب شيئاً يوهم ذلك. ذكره المحقّق الشعراني. و للمزيد انظر: كمال الدين، ص 166، ذيل حديث 21؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 164، تعليقة المحقّق الشعراني؛ البحار، ج 17، ص 139- 141، ح 24- 26؛ و ج 35، ص 75، ح 8.

452
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

فَقَالَ: «لَا، و لكِنَّهُ‏ «1» كَانَ‏ «2» مُسْتَوْدَعاً لِلْوَصَايَا «3»، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ».

قَالَ: قُلْتُ: فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْوَصَايَا عَلى‏ أَنَّهُ مَحْجُوجٌ‏ «4» بِهِ؟

فَقَالَ: «لَوْ كَانَ مَحْجُوجاً بِهِ، مَا دَفَعَ إِلَيْهِ الْوَصِيَّةَ». «5» قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا كَانَ حَالُ أَبِي طَالِبٍ‏ «6»؟

قَالَ: «أَقَرَّ بِالنَّبِيِّ و بِمَا جَاءَ بِهِ، و دَفَعَ إِلَيْهِ الْوَصَايَا، و مَاتَ‏ «7» مِنْ يَوْمِهِ». «8»

1210/ 19. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ رَجُلٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَاتَ آلُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ بِأَطْوَلِ لَيْلَةٍ

______________________________

 (1). في البحار: «لكن».

 (2). في «ب»:-/ «كان».

 (3). في الوافي: «محجوباً بأبي طالب، يعني أنّ أبا طالب كان حجّة عليه قبل أن يبعث للوصايا، أي و صايا الأنبياء عليهم السلام».

 (4). في الوافي: «على أنّه محجوج به، يعني على أن يكون النبيّ صلى الله عليه و آله حجّة عليه».

 (5). في الوافي: «و ذلك لأنّ الوصيّة تنتقل ممّن له التقدّم».

 (6). في كمال الدين: «آبي» بدل «أبي طالب».

 (7). في كمال الدين:+/ «آبي».

 (8). كمال الدين، ص 665، ح 7، بسنده عن سعد بن عبد اللَّه، عن جماعة من أصحابنا الكوفيّين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن اميّة بن عليّ القيسي، عن درست بن أبي منصور الواسطي الوافي، ج 3، ص 701، ح 1311؛ البحار، ج 17، ص 140، ذيل ح 24؛ و ج 35، ص 73، ح 8.

453
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

حَتّى‏ ظَنُّوا «1» أَنْ لَاسَمَاءَ تُظِلُّهُمْ؛ و لَاأَرْضَ تُقِلُّهُمْ‏ «2»؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و تَرَ الْأَقْرَبِينَ‏ «3» وَ الْأَبْعَدِينَ فِي اللَّهِ.

فَبَيْنَا «4» هُمْ كَذلِكَ إِذْ أَتَاهُمْ آتٍ- لَايَرَوْنَهُ و يَسْمَعُونَ كَلَامَهُ- فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ و رَحْمَةُ اللَّهِ و بَرَكَاتُهُ، إِنَّ فِي اللَّهِ عَزَاءً «5» مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، و نَجَاةً مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، و دَرَكاً «6» لِمَا «7» فَاتَ: «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ‏ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ‏ زُحْزِحَ‏ «8» عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ» «9» إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَكُمْ‏ «10» وَ فَضَّلَكُمْ و طَهَّرَكُمْ‏ «11»، و جَعَلَكُمْ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّهِ، و اسْتَوْدَعَكُمْ عِلْمَهُ‏ «12»، و أَوْرَثَكُمْ كِتَابَهُ‏ «13»،

______________________________

 (1) في مرآة العقول: «... و يمكن أن يقرأ: ظُنُّوا على بناء المجهول، أي ظنّ الحاضرون بهم ذلك».

 (2). «تُقِلُّهُمْ»، أي ترفعهم و تحملهم. راجع: النهاية، ج 4، ص 104 (قلل).

 (3). «وَتَرَ الأقربين»، قال العلّامة المازندراني: «الوَتْرُ: الذَحْلُ، و هو طلب المكافاة بجناية جنيت على الرجل من قتل أو جرح أو نحو ذلك. و الحمل للمبالغة. و المقصود أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان طالب الجنايات للأقارب و الأباعد و دافع الجور و الظلم عنهم و حافظ حقوقهم». و قال الفيض: «الوَتْر: الحقد؛ يعني أسخطهم على نفسه و أهله و جعلهم ذوي حقد عليهم في طلب رضاء اللَّه سبحانه». و قال المجلسي: «أي جنى عليهم و قتل أقاربهم و جعلهم ذوي أوتار و دخول طالبين للدماء و نقصهم أموالهم، كلّ ذلك في اللَّه أي لطلب رضاه». راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 166؛ الوافي، ج 3، ص 721؛ مرآة العقول، ج 5، ص 226؛ لسان العرب، ج 5، ص 274- 275 (وتر).

 (4). في «ض، ف، بر، بس» و حاشية «بح» و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول و البحار: «فبينما».

 (5). «العَزاءُ»: الصبر، أو حسنه. القاموس المحيط، ج 2، ص 1718 (عزى).

 (6). «الدَرَك»: إدراك الحاجة و مطلبه. و الدَرْكُ: اللحاق و الوصول إلى الشي‏ء. لسان العرب، ج 10، ص 419 (درك).

 (7). في «ف»: «لكلّ ما».

 (8). «زُحْزِحَ»، أي نُحِّيَ و بُوعِدَ. راجع: النهاية، ج 2، ص 297 (زحزح).

 (9). آل عمران (3): 185.

 (10). في «ض»: «قد اختاركم».

 (11). في «ج»: «طهّركم و فضّلكم». و قوله: «و طهّركم» إشارة إلى الآية 33 من سورة الأحزاب (33): «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً».

 (12). «استودعكم علمه»، أي جعلكم حَفَظَةً لعلمه. من استودعتُه و ديعةً، إذا استحفظتَه إيّاه. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1296 (ودع).

 (13). إشارة إلى الآية 32 من سورة فاطر (35): «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا».

454
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

وَ جَعَلَكُمْ تَابُوتَ عِلْمِهِ و عَصَا عِزِّهِ، و ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ نُورِهِ‏ «1»، و عَصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ، وَ آمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، فَتَعَزَّوْا بِعَزَاءِ اللَّهِ‏ «2»؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَنْزِعْ‏ «3» مِنْكُمْ رَحْمَتَهُ، و لَنْ يُزِيلَ عَنْكُمْ نِعْمَتَهُ، فَأَنْتُمْ أَهْلُ اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- الَّذِينَ بِهِمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ، و اجْتَمَعَتِ الْفُرْقَةُ «4»، وَ ائْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ، و أَنْتُمْ أَوْلِيَاؤُهُ؛ فَمَنْ تَوَلَّاكُمْ فَازَ؛ و مَنْ ظَلَمَ حَقَّكُمْ زَهَقَ‏ «5»؛ مَوَدَّتُكُمْ مِنَ اللَّهِ و اجِبَةٌ فِي كِتَابِهِ‏ «6» عَلى‏ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ اللَّهُ عَلى‏ نَصْرِكُمْ- إِذَا يَشَاءُ- قَدِيرٌ؛ فَاصْبِرُوا لِعَوَاقِبِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّهَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ، قَدْ قَبَّلَكُمُ اللَّهُ مِنْ نَبِيِّهِ و دِيعَةً، وَ اسْتَوْدَعَكُمْ أَوْلِيَاءَهُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ أَدّى‏ أَمَانَتَهُ آتَاهُ‏ «7» اللَّهُ صِدْقَهُ، فَأَنْتُمُ الْأَمَانَةُ الْمُسْتَوْدَعَةُ، و لَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْوَاجِبَةُ و الطَّاعَةُ الْمَفْرُوضَةُ «8»، و قَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و قَدْ أَكْمَلَ لَكُمُ الدِّينَ، و بَيَّنَ لَكُمْ سَبِيلَ الْمَخْرَجِ، فَلَمْ يَتْرُكْ لِجَاهِلٍ حُجَّةً، فَمَنْ جَهِلَ أَوْ تَجَاهَلَ أَوْ أَنْكَرَ أَوْ نَسِيَ أَوْ تَنَاسى‏، فَعَلَى اللَّهِ حِسَابُهُ، و اللَّهُ مِنْ وَرَاءِ حَوَائِجِكُمْ، و أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ، و السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» «9».

فَسَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مِمَّنْ‏ «10» أَتَاهُمُ التَّعْزِيَةُ؟ فَقَالَ: «مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ و تَعَالى‏». «11»

______________________________

 (1). إشارة إلى الآية 35 من سورة النور (24): «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ ...».

 (2). المراد بالتعزّي التأسّي و التصبّر عند المصيبة، و أن يقول: «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» [البقرة (2): 156] كماأمر اللَّه تعالى. و معنى «بعزاء اللَّه»، أي بتعزية اللَّه إيّاه، فقام الاسم مقام المصدر. راجع: النهاية، ج 3، ص 233 (عزا).

 (3). في «ج»: «لن ينزع».

 (4). قال المازندراني: «و لو قرئت بالكسر و اريد بها جنس الطائفة الشامل للطوائف المتفرّقة لم يكن بعيداً». و قريب منه قاله المجلسي.

 (5). «زَهَقَ»، أي بطل و هلك. القاموس المحيط، ج 2، ص 1184 (زهق).

 (6). إشارة إلى الآية 23 من سورة الشورى (42): «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏».

 (7). في شرح المازندراني: «أتاه».

 (8). في «ب»: «المفترضة».

 (9). في «ف»:+/ «قال».

 (10). في «بح»: «من أين».

 (11). راجع: الكافي، كتاب الجنائز، باب التعزّي، ح 4651 و 4652 و 4655؛ و الأمالي للصدوق، ص 274، المجلس 46، ح 11؛ و كمال الدين، ص 392، ح 7؛ و الأمالي للطوسي، ص 660، المجلس 35، ح 9؛ و تفسير العيّاشي، ج 1، ص 209، ح 166- 168 الوافي، ج 3، ص 720، ح 1335؛ البحار، ج 22، ص 537، ح 39.

455
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

1211/ 20. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمَّارٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِذَا رُئِيَ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ، رُئِيَ لَهُ نُورٌ كَأَنَّهُ شِقَّةُ «1» قَمَرٍ». «2»

1212/ 21. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الصَّغِيرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِ‏ «3» بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ «4»، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، و يَقُولُ: إِنِّي قَدْ «5» حَرَّمْتُ النَّارَ عَلى‏ صُلْبٍ أَنْزَلَكَ‏ «6»، و بَطْنٍ حَمَلَكَ، وَ حِجْرٍ كَفَلَكَ‏ «7»؛ فَالصُّلْبُ صُلْبُ أَبِيكَ‏ «8» عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، و الْبَطْنُ الَّذِي حَمَلَكَ فَآمِنَةُ بِنْتُ و هْبٍ، و أَمَّا حِجْرٌ كَفَلَكَ‏ «9»، فَحِجْرُ أَبِي طَالِبٍ». «10»

______________________________

 (1). «الشِقّةُ»: نصف الشي‏ء إذا شُقَّ. و في الوافي: «كأنّه شبّهه صلوات اللَّه عليهما بالبدر، دون الهلال؛ أو مافوقه؛ لأنّ القمر على هيئة الكرة؛ فتأمّل». راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1192 (شقق).

 (2). الوافي، ج 3، ص 704، ح 1315؛ البحار، ج 16، ص 189، ح 27.

 (3). راجع: ما قدّمناه، ذيل ح 9 من الباب.

 (4). محمّد بن يحيى هو شيخ المصنّف كما لا يخفى، فللخبر طريقان.

 (5). في الوافي:-/ «قد».

 (6). في «بس»: «قد أنزلك».

 (7). في «ف»: «كفّلك» بالتثقيل.

 (8). في «ب، ج، بح، بس، بف» و حاشية «ف» و الوافي: «أبيه».

 (9). في «ف»: «كفّلك» بالتثقيل.

 (10). الأمالي للصدوق، ص 606، المجلس 88، ح 12؛ و معاني الأخبار، ص 136، ح 1، بسند آخر، و فيهما مع زيادة: «و فاطمة بنت أسد» في آخره؛ الخصال، ص 293، باب الخمسة، ح 59، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع زيادة و اختلاف يسير. و في معاني الأخبار، ص 179، ذيل ح 1؛ و علل الشرائع، ص 176، ح 1، بسند آخر عن النبيّ صلى الله عليه و آله، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 702، ح 1312 و 1313.

456
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

و فِي رِوَايَةِ ابْنِ فَضَّالٍ: «وَ فَاطِمَةَ «1» بِنْتِ أَسَدٍ».

1213/ 22. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «يُحْشَرُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً «2» و حْدَهُ‏ «3»، عَلَيْهِ سِيمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ و هَيْبَةُ «4» الْمُلُوكِ». «5»

1214/ 23. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ و اقِدٍ، عَنْ مُقَرِّنٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏ «6»: «إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَوَّلُ مَنْ قَالَ بِالْبَدَاءِ، يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً و حْدَهُ‏ «7»، عَلَيْهِ بَهَاءُ الْمُلُوكِ و سِيمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ». «8»

1215/ 24. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ؛ وَ «9» عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ جَمِيعاً:

______________________________

 (1). عطف على أبي طالب في تلك الرواية.

 (2). «الامّة»: الرجل المنفرد بدين. النهاية، ج 1، ص 68 (أمم).

 (3). هكذا في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني و الوافي و البحار. و في بعض النسخ و المطبوع: «واحدة».

 (4). في «ف»: «و هيئته».

 (5). الوافي، ج 3، ص 694، ح 1299؛ البحار، ج 15، ص 157، ح 84.

 (6). في «ج»:-/ «قال».

 (7). في «ب»: «واحدة». و في «ض»:+/ «و».

 (8). الوافي، ج 3، ص 694، ح 1300؛ البحار، ج 15، ص 157، ح 85.

 (9). هكذا في المطبوع و حاشية «بح». و في النسخ:-/ «و»، لكنّ الظاهر ثبوتها و أنّ في السند تحويلًا بعطف «محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر» على «ابن محبوب عن ابن رئاب عن عبد الرحمن بن الحجّاج».

توضيح ذلك: أنّ مقتضى لفظة «جميعاً» تعدّد الراوي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، و هذا ينافي و قوع لفظة «عن» بين جميع سلسلة الرواة.

ثمّ إنّه روى ابن جمهور عن أبيه عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام في الكافي، ح 4359 و 4637 و 4685 و 6742 و 8264. و لازم ذلك و قوع التحويل في السند بعطف طبقتين على ثلاث طبقات، و أنّ الراوي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام هو المفضّل بن عمر و عبد الرحمن بن الحجّاج.

هذا، و لا يبعد و قوع الخلل في الجزء الأوّل من السند أيضاً؛ و بأن يكون الصواب: «ابن رئاب و عبد الرحمن بن الحجّاج»؛ فإنّه مضافاً إلى أنّهما من مشايخ ابن محبوب، لم نجد رواية ابن رئاب عن عبد الرحمن بن الحجّاج في موضع. راجع: معجم رجال الحديث، ج 5، ص 92- 93؛ و ج 21، ص 19- 20.

ثمّ إنّه لا يبعد الجمع بين النسخة الصحيحة و المصحّفة في «و عن» قبل «محمّد بن سنان».

457
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «يُبْعَثُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أُمَّةً و حْدَهُ، عَلَيْهِ بَهَاءُ الْمُلُوكِ‏ «1» وَ سِيمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ، و ذلِكَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ قَالَ بِالْبَدَاءِ».

قَالَ: «وَ كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَرْسَلَ رَسُولَ اللَّهِ‏ «2» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلى‏ رُعَاتِهِ‏ «3» فِي إِبِلٍ قَدْ نَدَّتْ لَهُ‏ «4»، فَجَمَعَهَا «5»، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ، و جَعَلَ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَ تُهْلِكُ آلَكَ‏ «6»؟

إِنْ تَفْعَلْ فَأَمْرٌ «7» مَا بَدَا لَكَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِالْإِبِلِ و قَدْ و جَّهَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي كُلِّ طَرِيقٍ و فِي كُلِّ شِعْبٍ‏ «8» فِي طَلَبِهِ، و جَعَلَ يَصِيحُ: يَا رَبِّ، أَ تُهْلِكُ آلَكَ؟ إِنْ تَفْعَلْ فَأَمْرٌ

______________________________

 (1). في الوافي: «الملك».

 (2). في «بح»: «رسوله».

 (3). في مرآة العقول، و الوافي: «رعائه» جمع الراعي، كالرعاة.

 (4). في قوله عليه السلام: «قد ندّت له» احتمالان: إمّا من النَّدّ بمعنى الشرد و النفور. و هذا مختار المازندراني و الأظهر عند المجلسي. و إمّا من الندو أو الندي بمعنى تفرّق الشي‏ء و خروج الإبل من مرعاها. و هو الأنسب عند الفيض. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 464 (ندد)؛ و ج 2، ص 1752 (ندا).

 (5). في «بف» و الوافي: «يجمعها».

 (6). في شرح المازندراني: «أ لك أن تفعل». و قال: «مفعول «تهلك» محذوف. ثمّ قال: «منهم من قرأ: آلك، بمدّ الألف على أنّه مفعول تهلك». و في الوافي اختار الأوّل و احتمل الثاني.

 (7). احتمل في مرآة العقول كونَ الكلمة أمراً. و قال المازندراني: «قرئ: إن تفعل، بكسر الهمزة على الشرطوجُعل «فأمر» على صيغة الأمر جزاه». كما هو المحتمل عند الفيض في الوافي.

 (8). «الشِعْب»: الطريق في الجبل، و مسيل الماء في بطن أرض، أو ما انفرج بين الجبلين. القاموس المحيط ف، ج 1، ص 184 (شعب).

458
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

مَا بَدَا لَكَ، و لَمَّا «1» رَأى‏ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، أَخَذَهُ فَقَبَّلَهُ، و قَالَ‏ «2»: يَا بُنَيَّ، لَاوَجَّهْتُكَ بَعْدَ هذَا فِي شَيْ‏ءٍ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُغْتَالَ‏ «3» فَتُقْتَلَ». «4»

1216/ 25. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَمَّا أَنْ و جَّهَ صَاحِبُ الْحَبَشَةِ بِالْخَيْلِ‏ «5»- و مَعَهُمُ الْفِيلُ- لِيَهْدِمَ الْبَيْتَ، مَرُّوا بِإِبِلٍ‏ «6» لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَسَاقُوهَا، فَبَلَغَ ذلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، فَأَتى‏ صَاحِبَ الْحَبَشَةِ، فَدَخَلَ الْآذِنُ‏ «7»، فَقَالَ: هذَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ‏ «8»: و مَا يَشَاءُ؟ قَالَ التَّرْجُمَانُ: جَاءَ فِي إِبِلٍ لَهُ سَاقُوهَا يَسْأَلُكَ رَدَّهَا، فَقَالَ مَلِكُ الْحَبَشَةِ لِأَصْحَابِهِ: هذَا رَئِيسُ قَوْمٍ و زَعِيمُهُمْ‏ «9» جِئْتُ إِلى‏ بَيْتِهِ الَّذِي يَعْبُدُهُ لِأَهْدِمَهُ و هُوَ يَسْأَلُنِي إِطْلَاقَ إِبِلِهِ! أَمَا لَوْ سَأَلَنِيَ الْإِمْسَاكَ عَنْ هَدْمِهِ لَفَعَلْتُ، رُدُّوا عَلَيْهِ إِبِلَهُ.

فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِتَرْجُمَانِهِ: مَا قَالَ لَكَ‏ «10» الْمَلِكُ؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ:

______________________________

 (1). في «بح، بر، بف»: «فلمّا».

 (2). في «ب، ف» و البحار: «فقال».

 (3). «الاغتيال»: هو أن يُخْدَعَ و يُقْتَل في موضع لا يراه فيه أحد. النهاية، ج 3، ص 403 (غيل).

 (4). الوافي، ج 3، ص 694، ح 1301؛ البحار، ج 15، ص 157، ح 86.

 (5). قوله عليه السلام: «بالخيل» مفعولُ «وجّه» و الباء زائدة. قال المجلسي في مرآة العقول: «أو المفعول مقدّر، أي و جَّهَ‏قائداً و هو ابن الصباح بالخيل، فالباء للمصاحبة. و يمكن أن يقرأ: وُجِّهَ على بناء المجهول، فالمراد بصاحب الحبشة: أبرهة».

 (6). «الإِبِلُ»: اسم الجمع، لا و احد لها من لفظها، و هي مؤنّثة؛ لأنّ أسماء الجموع التي لا و احد لها من لفظها إذاكانت لغير الآدميّين فالتأنيث لها لازم. الصحاح، ج 4، ص 1618 (أبل).

 (7). في «ف»: «الآتون». و في الصحاح، ج 5، ص 2069 (أذن): «الآذِنُ: الحاجب». و في المرآة: «فدخل الآذن، أي‏الحاجب الذي يطلب الإذن للناس و يأذنهم للدخول».

 (8). في «ف»: «ثمّ قال».

 (9). «الزعيم»: الكفيل، و رئيس القوم و سيّدهم، أو المتكلّم عنهم. القاموس المحيط، ج 2، ص 1472 (زعم).

 (10). في «ب، ف، بح، بر، بف» و الوافي و البحار:-/ «لك».

459
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

أَنَا رَبُّ الْإِبِلِ، و لِهذَا الْبَيْتِ رَبٌّ يَمْنَعُهُ، فَرُدَّتْ‏ «1» إِلَيْهِ‏ «2» إِبِلُهُ، و انْصَرَفَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ نَحْوَ مَنْزِلِهِ، فَمَرَّ بِالْفِيلِ فِي مُنْصَرَفِهِ‏ «3»، فَقَالَ لِلْفِيلِ: يَا مَحْمُودُ، فَحَرَّكَ الْفِيلُ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَ تَدْرِي‏ «4» لِمَ جَاؤُوا بِكَ؟ فَقَالَ الْفِيلُّ بِرَأْسِهِ: لَا، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: جَاؤُوا بِكَ لِتَهْدِمَ بَيْتَ رَبِّكَ، أَ فَتُرَاكَ فَاعِلَ ذلِكَ؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ: لَا.

فَانْصَرَفَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلى‏ مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا، غَدَوْا بِهِ لِدُخُولِ الْحَرَمِ، فَأَبى‏ وَ امْتَنَعَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِبَعْضِ مَوَالِيهِ عِنْدَ ذلِكَ: اعْلُ الْجَبَلَ، فَانْظُرْ تَرى‏ «5» شَيْئاً «6»؟ فَقَالَ: أَرى‏ سَوَاداً مِنْ قِبَلِ الْبَحْرِ «7»، فَقَالَ لَهُ: يُصِيبُهُ بَصَرُكَ أَجْمَعَ؟ فَقَالَ لَهُ: لَا، وَ لَأَوْشَكَ‏ «8» أَنْ يُصِيبَ، فَلَمَّا أَنْ قَرُبَ، قَالَ: هُوَ طَيْرٌ كَثِيرٌ و لَاأَعْرِفُهُ، يَحْمِلُ كُلُّ طَيْرٍ فِي مِنْقَارِهِ حَصَاةً «9» مِثْلَ‏ «10» حَصَاةِ الْخَذْفِ‏ «11»، أَوْ دُونَ حَصَاةِ الْخَذْفِ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ:

وَ رَبِّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَا تُرِيدُ «12» إِلَّا الْقَوْمَ حَتّى‏ لَمَّا صَارَتْ‏ «13» فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ أَجْمَعَ، أَلْقَتِ الْحَصَاةَ، فَوَقَعَتْ كُلُّ حَصَاةٍ عَلى‏ هَامَةِ «14» رَجُلٍ، فَخَرَجَتْ مِنْ دُبُرِهِ، فَقَتَلَتْهُ‏ «15»، فَمَا انْفَلَتَ‏ «16»

______________________________

 (1). في الوافي: «فردّ».

 (2). في «ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار: «عليه».

 (3). في «ب»: «فمرّ في منصرفه بالفيل».

 (4). في «بس»: «تدري» بدون الهمزة.

 (5). في «ف»: «ما ترى».

 (6). في الوافي:+/ «فصعد».

 (7). في «ب»:+/ «فصعد».

 (8). في «بف»: «و أوشك».

 (9). في «ف»: «حصاً».

 (10). في «ب»: «من».

 (11). «الخَذْفُ»: هو رميك حَصاةً أو نَواةً تأخذها بين سبّابتيك و ترمي بها، أو تتّخذ مِخْذَفةً من خشب ثمّ ترمي بها الحصاة بين إبهامك و السبّابة. النهاية، ج 2، ص 16 (خذف).

 (12). في «ب، ج، ض، ف، بح، بس، بف» و البحار: «ما يريد». قال في مرآة العقول، ج 5، ص 240: «و قد يذكّروقد يؤنّث».

 (13). هكذا في «ض، ف». و في «بر»: «صار». و في المطبوع و بعض النسخ: «صاروا».

 (14). «الهامَةُ»: الرأس، و الجمع: هامٌ. الصحاح، ج 5، ص 2063 (هيم).

 (15). في «ج»: «فقتله».

 (16). «الانفلات»: التخلّص من الشي‏ء فَجأةً من غير تمكّث. النهاية، ج 3، ص 467 (فلت).

460
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلٌ و احِدٌ يُخْبِرُ النَّاسَ‏ «1»، فَلَمَّا أَنْ أَخْبَرَهُمْ‏ «2»، أَلْقَتْ‏ «3» عَلَيْهِ حَصَاةً فَقَتَلَتْهُ‏ «4»». «5»

1217/ 26. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ رِفَاعَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يُفْرَشُ لَهُ بِفِنَاءِ «6» الْكَعْبَةِ لَايُفْرَشُ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ، و كَانَ لَهُ وُلْدٌ يَقُومُونَ عَلى‏ رَأْسِهِ، فَيَمْنَعُونَ مَنْ دَنَا مِنْهُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- و هُوَ طِفْلٌ يَدْرُجُ‏ «7»- حَتّى‏ جَلَسَ عَلى‏ فَخِذَيْهِ، فَأَهْوى‏ «8» بَعْضُهُمْ إِلَيْهِ لِيُنَحِّيَهُ عَنْهُ‏ «9»، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: دَعِ ابْنِي؛ فَإِنَّ الْمَلَكَ‏ «10» قَدْ أَتَاهُ‏ «11»». «12»

1218/ 27. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَلّى‏، عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، مَكَثَ أَيَّاماً لَيْسَ لَهُ لَبَنٌ، فَأَلْقَاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلى‏ ثَدْيِ نَفْسِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ لَبَناً، فَرَضَعَ مِنْهُ أَيَّاماً حَتّى‏ و قَعَ أَبُو طَالِبٍ‏

______________________________

 (1). في «ب، ج، بف» و الوافي:+/ «فأخبرهم».

 (2). في «ف»: «أن خبرهم».

 (3). في «بف»: «القيت».

 (4). في «ج»: «فقتله».

 (5). الكافي، كتاب الحجّ، باب و رود تبّع و أصحاب الفيل البيت ...، ح 6760، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن حمران و هشام بن سالم، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 695، ح 1302؛ البحار، ج 15، ص 158، ح 87.

 (6). قال الجوهري: «فناء الدار: ما امتدّ من جوانبها». و قال ابن الأثير: «الفِناءُ: هو المتّسع أمام الدار». راجع: الصحاح، ج 6، ص 2457؛ النهاية، ج 3، ص 477 (فنى).

 (7). دَرَجَ الصبيّ يَدْرُجُ دُرُوجاً: مشى قليلًا في أوّل ما يمشي. المصباح المنير، ص 191 (درج).

 (8). أَهْوى إلى الشي‏ء بيده: مدّها ليأخذه إذا كان عن قرب، فإن كان عن بعد قيل: هوى إليه بغير ألف. المصباح المنير، ص 643 (هوى).

 (9). في «ف»: «منه».

 (10). احتمل العلّامة المازندراني و المجلسي كون «المُلْك» بضمّ الميم و سكون اللام.

 (11). في الوافي: «قد أتاه، إمّا من الإيتاء؛ يعني أنّه لم يأت إلينا بنفسه بل إنّما أتى به الملك، أو من الإتيان؛ يعني قد أتى إليه الملك، فله شأن من الشأن».

 (12). الوافي، ج 3، ص 696، ح 1303؛ البحار، ج 15، ص 159، ح 88.

461
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

عَلى‏ حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهَا «1»». «2»

1219/ 28. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ مَثَلَ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، أَسَرُّوا الْإِيمَانَ و أَظْهَرُوا الشِّرْكَ، فَآتَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ». «3»

1220/ 29. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ و مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ:

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ كَافِراً؟ فَقَالَ: «كَذَبُوا؛ كَيْفَ يَكُونُ كَافِراً و هُوَ يَقُولُ:

أَ لَمْ تَعْلَمُوا «4» أَنَّا و جَدْنَا مُحَمَّداً

 

 نَبِيّاً كَمُوسى‏ خُطَّ فِي أَوَّلِ الْكُتُبِ‏

 

 «5»؟!».

______________________________

 (1). الحديث لايخلو عن غرابة، و في سنده عليّ بن أبي حمزة البطائني الذي روى الكشّي في ذمّه أخباراً كثيرة. راجع رجال الكشّي، ص 403- 405، ح 754- 760؛ و ص 443- 445، ح 832- 838.

 (2). الوافي، ج 3، ص 698، ح 1304؛ البحار، ج 15، ص 340، ح 11؛ و ج 35، ص 136، ح 80.

 (3). الأمالي للصدوق، ص 615، المجلس 89، ح 12، بسند آخر؛ معاني الأخبار، ص 285، ح 1، بسند آخر، مع زيادة في أوّله. الاختصاص، ص 241، مرسلًا عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ الأمالي للصدوق، ص 615، المجلس 89، ح 11، بسند آخر، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللَّه بن عبّاس من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع زيادة في أوّله الوافي، ج 3، ص 698، ح 1305؛ الوسائل، ج 16، ص 225، ح 21422.

 (4). في «بس»: «أ لم يعلموا».

 (5). الوزن: بحر طويل. و القائل: أبوطالب رضى الله عنه، و هو عبدمناف بن عبدالمطلّب بن هاشم و قد تقدّمت ترجمته مختصرة في الكافي، ذيل ح 327.

و هذا البيت من قصيدة قالها أبوطالب حين تظاهرت قريش على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و استدلّ به الإمام الصادق عليه السلام على إيمان أبي طالب. و استدلّ به الشيخ المفيد لنفس الغرض في إيمان أبي طالب، ص 33، فقد قال بعد إيراده: «و في هذا الشعر و الذي قبله محض الإقرار برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و بالنبوّة، و صريحة بلاارتياب».

مصادره: ديوان أبي طالب لأبي هفّان، ص 72؛ السيرة النبويّة لابن هشام، ج 1، ص 377، السيرة النبويّة لابن إسحاق، ص 157؛ الروض الأنف، ج 2، ص 102؛ شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 14، ص 72؛ البداية و النهاية، ج 3، ص 84؛ خزانة الأدب، ج 2، ص 76؛ إيمان أبي طالب، ص 33.

462
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

و فِي حَدِيثٍ آخَرَ: «كَيْفَ يَكُونُ أَبُو طَالِبٍ كَافِراً و هُوَ يَقُولُ:

لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ ابْنَنَا «1» لَامُكَذَّبٌ‏ «2»

 

 لَدَيْنَا و لَايَعْبَأُ «3» بِقِيلِ‏ «4» الْأَبَاطِلِ‏ «5»

وَ أَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ‏

 

 ثِمَالُ‏ «6» الْيَتَامى‏، عِصْمَةٌ «7» لِلْأَرَامِلِ‏ «8»؟!». «9»

 

.

1221/ 30. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، و عَلَيْهِ ثِيَابٌ لَهُ‏ «10» جُدُدٌ «11»، فَأَلْقَى الْمُشْرِكُونَ عَلَيْهِ‏

______________________________

 (1). في حاشية «ف»: «نبيّاً».

 (2). في حاشية «ج»: «لا يكذّب».

 (3). في مرآة العقول: «و لا يعبأ، على المعلوم و المجهول من العَبْ‏ء، و هو المبالاة بالشي‏ء و الاعتناء به. و في بعض النسخ: «و لا تَعِيا» باليائيّة و المثنّاة، من العياء و الكلال. و في بعضها: «و لا يعنى» بالنون، أي لا يعتني، على بناء المعلوم أو المجهول. و الأوّل أصحّ و أشهر». و راجع: الصحاح، ج 1، ص 62 (عبأ).

 (4). في «ض» و الوافي و البحار: «بقول».

 (5). في مرآة العقول: «الأباطل: جمع أبطل، أفعل التفضيل. و هم المكذّبون له و القائلون إنّه ساحر أو مجنون، أو إنّ ما جاء به سحر، أو أساطير الأوّلين، و أمثال ذلك». و قوله: «أبيض» مرفوع عطفاً على خبر «أنّ» أي «لا مكذَّب».

 (6). «الثِمالُ»: المَلْجأ و الغِياثُ. و قيل: هو المُطْعِمُ في الشدّة. النهاية، ج 1، ص 222 (ثمل).

 (7). «العِصْمة»: المَنَعة، و العاصم: المانع الحامي. و المعنى: يمنعهم من الضياع و الحاجة. النهاية، ج 3، ص 249 (عصم).

 (8). «الأرامِلُ»: المساكين من رجال و نساء. و يقال لكلّ و احد من الفريقين على انفراده: أرامِلُ. و هو بالنساء أخصّ و أكثر استعمالًا. و الواحد: أرمل و أرملة. فالأرمل: الذي ماتت زوجته، و الأرملة التي مات زوجها و سواء كانا غنيّين أو فقيرين. النهاية، ج 2، ص 266 (رمل).

و هذان البيتان من لاميّة أبي طالب المشهورة، و قد تقدّم ذكر مَن نقلها من المؤرّخين و غيرهم في الكافي، ذيل ح 327.

 (9). الوافي، ج 3، ص 698، ح 1306؛ البحار، ج 35، ص 136، ح 81.

 (10). في البحار، ج 35:-/ «له».

 (11). اختلف المازندراني و المجلسي في ضبط الكلمة، فذهب الأوّل إلى كونها بضمّ الأوّل و فتح الثاني جمع الجِدَّة، بمعنى العلامة و الطريقة. و الثاني إلى كونها بضمّتين جمع الجديد. و هذا هو الصحيح من حيث اللفظ و المعنى؛ لأنّ مقتضى الأوّل كون «له» خبراً مقدّماً و «جدد» مبتدأ مؤخّراً و الجملة صفة للثياب، و مقتضاه أن يقول: «لها جدد» و على الثاني يكون «له» و «جدد» صفتين للثياب. و أمّا من حيث المعنى؛ فإنّ كون الثياب ذات خطوط غير مؤثّر في شدّة قبح عمل المشركين هذا بخلاف كونها جديدة. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 176؛ مرآة العقول، ج 5، ص 256؛ لسان العرب، ج 3، ص 108 و 111 (جدد).

463
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

سَلى‏ «1» نَاقَةٍ، فَمَلَؤُوا ثِيَابَهُ بِهَا، فَدَخَلَهُ مِنْ ذلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَذَهَبَ إِلى‏ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَمِّ، كَيْفَ تَرى‏ حَسَبِي فِيكُمْ؟ فَقَالَ لَهُ: و «2» مَا ذَاكَ‏ «3» يَا ابْنَ أَخِي؟

فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَدَعَا أَبُو طَالِبٍ حَمْزَةَ، و أَخَذَ السَّيْفَ، و قَالَ لِحَمْزَةَ: خُذِ السَّلى‏، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى الْقَوْمِ و النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَعَهُ، فَأَتى‏ قُرَيْشاً- و هُمْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ- فَلَمَّا رَأَوْهُ عَرَفُوا الشَّرَّ فِي و جْهِهِ، ثُمَّ قَالَ لِحَمْزَةَ: أَمِرَّ السَّلى‏ عَلى‏ سِبَالِهِمْ‏ «4»، فَفَعَلَ ذلِكَ حَتّى‏ أَتى‏ عَلى‏ «5» آخِرِهِمْ، ثُمَّ الْتَفَتَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، هذَا «6» حَسَبُكَ فِينَا». «7»

1222/ 31. عَلِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ، نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلى‏

______________________________

 (1). «السَلى»: الجِلْد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن امّه ملفوفاً فيه، إن نزعت عن و جه الفصيل ساعةَ يولد و إلّا قتلته. و كذلك إن انقطع السلى في البطن. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2381؛ النهاية، ج 2، ص 396 (سلا). و تأنيث الضمير الراجع إليه في الحديث باعتبار الجلدة أو باعتبار ما فيه من الكثافات.

 (2). في «ض»:-/ «و». و في البحار:-/ «له و».

 (3). في «بح»: «ذلك».

 (4). في حاشية «ب، ج، ض، بس، بر، بف» و البحار، ج 35: «أسبلتهم». و في مرآة العقول عن بعض النسخ: «على‏أسبالهم». و «السبال»: جمع السَبَلَة، و هي الدائرة في و سط الشَفَة العليا، أو ما على الشارب من الشَعر، أو طرفه، أو مجتمع الشاربين، أو على ما الذَقَن إلى طرف اللحية كلّها أو مقدّمها خاصّة. القاموس المحيط، ج 2، ص 1338.

 (5). في «بح»: «إلى».

 (6). في حاشية «ج»: «هكذا».

 (7). الوافي، ج 3، ص 699، ح 1307؛ البحار، ج 18، ص 239، ح 85؛ و ج 35، ص 136، ح 82.

464
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اخْرُجْ مِنْ مَكَّةَ؛ فَلَيْسَ لَكَ فِيهَا «1» نَاصِرٌ، و ثَارَتْ قُرَيْشٌ‏ «2» بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَخَرَجَ هَارِباً حَتّى‏ جَاءَ إِلى‏ جَبَلٍ بِمَكَّةَ «3»- يُقَالُ لَهُ: الْحَجُونُ- فَصَارَ إِلَيْهِ». «4»

1223/ 32. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ و مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَفَعَهُ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ أَبَا طَالِبٍ أَسْلَمَ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ‏ «5»» قَالَ‏ «6»: «بِكُلِّ لِسَانٍ». «7»

1224/ 33. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ «8»، عَنْ أَحْمَدَ و عَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «أَسْلَمَ أَبُو طَالِبٍ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ، و عَقَدَ بِيَدِهِ‏ «9» ثَلَاثاً

______________________________

 (1). في «ب، ج، بح، بر، بس، بف» و حاشية «ض، ف» و الوافي و البحار، ج 19: «بها».

 (2). في «بر»: «ثار الناس». و قوله: «ثارتْ»، أي و ثَبتْ و هاجت. راجع: الصحاح، ج 2، ص 606 (ثور).

 (3). في «بف»: «مكّة».

 (4). الوافي، ج 3، ص 700، ح 1308؛ البحار، ج 19، ص 14، ح 6؛ و ج 35، ص 137، ح 83.

 (5). «حساب الجُمَّل»: الحروف المقطّعة على أبجد. قال المازندراني: «لعلّ المراد بالحساب العدد و القدر، و بالجُمَل- بتخفيف الميم- جمع الجملة و هي الطائفة؛ يعني أنّه آمن بعدد كلّ طائفة و قدرهم». راجع: لسان العرب، ج 11، ص 128 (جمل).

 (6). في مرآة العقول: «و يمكن أن يكون ضمير «قال» أوّلًا راجعاً إلى الراوي، و ثانياً إلى الإمام عليه السلام بأن يكون الراوي قال من نفسه أو ناقلًا عن غيره: إنّ أبا طالب أظهر إسلامه للرسول صلى الله عليه و آله بحساب الجمّل ... فأجاب عليه السلام بأنّه أظهر إسلامه بجميع الألسن؛ فإنّه كان عارفاً بها».

 (7). الوافي، ج 3، ص 700، ح 1309؛ البحار، ج 35، ص 78، ح 16.

 (8). في البحار: «محمّد بن عبداللَّه». و هو سهو ظاهراً؛ فإنّ المراد من محمّد بن عبداللَّه في مشايخ الكليني هومحمّد بن عبداللَّه بن جعفر الحميري و هو لا يروي في أسناد الكافي إلّاعن أبيه.

 (9). في «بف»: «به».

465
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

وَ سِتِّينَ‏ «1»». «2»

1225/ 34. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَزَوَّرِ «3» الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ الْحَنْظَلِيِّ، قَالَ:

رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ افْتَتَحَ الْبَصْرَةَ، و رَكِبَ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، ثُمَّ قَالَ:

 «أَيُّهَا «4» النَّاسُ، أَ لَاأُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الْخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعُهُمُ اللَّهُ؟».

فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ‏ «5»: بَلى‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا؛ فَإِنَّكَ كُنْتَ تَشْهَدُ و نَغِيبُ‏ «6».

فَقَالَ: «إِنَّ خَيْرَ الْخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعُهُمُ‏ «7» اللَّهُ سَبْعَةٌ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَايُنْكِرُ فَضْلَهُمْ إِلَّا كَافِرٌ، و لَايَجْحَدُ بِهِ إِلَّا جَاحِدٌ».

فَقَامَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ‏ «8»، فَقَالَ‏ «9»: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، سَمِّهِمْ‏

______________________________

 (1). في «بح، بف»:+/ «سنة». في معاني الأخبار، ص 286، ح 2: «سئل أبوالقاسم الحسين بن روح عن معنى هذا الخبر، فقال: عنى بذلك «إله أحد جواد» قال: و تفسير ذلك أنّ الألف و احد، و اللام ثلاثون، و الهاء خمسة، و الألف و احد، و الحاء ثمانية، و الدال أربعة، و الجيم ثلاثة، و الواو ستّة، و الألف و احد، و الدال أربعة؛ فذلك ثلاثة و ستّون». و قال في الوافي: «لعلّ المراد بالحديث أنّه أظهر إسلامه بكلمات كان عددها بحساب الجُمَّل ثلاثة و ستّين؛ ففسّر ابن روح تلك الكلمات و عدّدها».

 (2). كمال الدين، ص 519، ح 48؛ و معاني الأخبار، ص 286، ح 2، بسند آخر عن أبي القاسم الحسين بن روح الوافي، ج 3، ص 700، ح 1310؛ البحار، ج 35، ص 78، ح 17.

 (3). في «ج»: «الخرور». و في «بح»: «الجزور». و كلاهما سهو. و على هذا، هو عليّ بن الحَزَوَّر الغَنَويّ الكوفيّ. راجع: تهذيب الكمال، ج 20، ص 366، الرقم 4039، و ما بهامشه من المصادر.

 (4). في البحار: «يا أيّها».

 (5). في «بح»: «و قال».

 (6). في «ج، ف، بح، بر، بف» و شرح المازندراني: «تغيب». و قال المازندراني: «أي تغيب عنّا، فالفرصة غنيمة». و قال في الوافي: «كنت تشهد و نغيب، يعني إنّك لم تزل كنت شاهداً مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله تسمع الحديث منه، و نحن كنّا نغيب عنه أحياناً لم نسمع كثيراً ممّا كنت تسمع».

 (7). في «بر، بف»: «يبعثهم».

 (8). في «بف»:-/ «رحمه اللَّه».

 (9). في «ف»:+/ «بيّنهم لنا».

466
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

لَنَا «1» لِنَعْرِفَهُمْ‏ «2».

فَقَالَ: «إِنَّ خَيْرَ الْخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعُهُمُ‏ «3» اللَّهُ‏ «4» الرُّسُلُ، و إِنَّ أَفْضَلَ الرُّسُلِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ إِنَّ أَفْضَلَ كُلِّ أُمَّةٍ بَعْدَ نَبِيِّهَا و صِيُّ نَبِيِّهَا حَتّى‏ يُدْرِكَهُ نَبِيٌّ، أَلَا و إِنَّ أَفْضَلَ الْأَوْصِيَاءِ وَصِيُّ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ و آلِهِ السَّلَامُ، أَلَا و إِنَّ أَفْضَلَ الْخَلْقِ بَعْدَ الْأَوْصِيَاءِ الشُّهَدَاءُ، أَلَا و إِنَّ أَفْضَلَ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ و جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبَانِ، يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ، لَمْ يُنْحَلْ‏ «5» أَحَدٌ «6» مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ «7» جَنَاحَانِ‏ «8» غَيْرُهُ، شَيْ‏ءٌ كَرَّمَ اللَّهُ‏ «9» بِهِ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و شَرَّفَهُ‏ «10»، و السِّبْطَانِ‏ «11»- الْحَسَنُ و الْحُسَيْنُ- و الْمَهْدِيُ‏ «12» عَلَيْهِمُ السَّلَامُ يَجْعَلُهُ اللَّهُ مَنْ شَاءَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ».

ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ: «وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ‏ فَأُولئِكَ‏ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ‏ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ عَلِيماً» «13». «14»

______________________________

 (1). في «بح، بر، بف» و الوافي: «سمّهم لنا يا أمير المؤمنين».

 (2). في «ب»: «فنعرفهم». و في «ف، بح، بس»: «فلنعرفهم».

 (3). في «ف»: «يجمع».

 (4). في «بس»:-/ «اللَّه».

 (5). في «بف» و حاشية «ج، ض» و الوافي: «لم يجعل». و قوله: «لم يُنحَلْ»، أي لم يعط؛ من النُحل بمعنى العطيّةوالهبة، مصدر نَحَله، أي أعطاه، و الإسم النِحلَة. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1400 (نحل).

 (6). في «بف» و حاشية «ض، بر» و الوافي: «لأحد».

 (7). في «ف»:+/ «له».

 (8). في «بف»:+/ «خضيبان يطير بهما في الجنّة». و في مرآة العقول: «جناحان، بالرفع- على ما في النسخ- حكاية للسابق، و إلّا فالظاهر: جناحين»؛ لأنّه مفعول ثان «لم يُنحَل».

 (9). في «ب»:-/ «اللَّه».

 (10). في «بح»: «شرّفهم».

 (11). قوله: «السبطان» مبتدأ خبره محذوف كما في المرآة و هو «منهم» أي من السبعة.

 (12). في مرآة العقول: «و كذا المهديّ، منصوب بفعل مضمر يفسّره يجعله». و لكن قوله: «عليهم السلام» يأباه، بل هو مرفوع عطفاً على «السبطان».

 (13). النساء (4): 69- 70.

 (14). تفسير فرات، ص 111، ح 113، و فيه «حدّثني عبيد بن كثير معنعناً عن أصبغ بن نباتة»، مع زيادة في أوّله؛ ف و ص 113، ح 114، و فيه: «حدّثني الحسن بن عليّ بن بزيع معنعناً عن أصبغ بن نباتة، و فيهما مع اختلاف يسير. الغيبة للطوسي، ص 191، ح 154، بسند آخر عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 712، ح 1329؛ البحار، ج 22، ص 282، ح 41.

467
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

1226/ 35. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ‏ «1»، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ كَانَتِ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟

قَالَ: «لَمَّا غَسَّلَهُ‏ «2» أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و كَفَّنَهُ، سَجَّاهُ‏ «3»، ثُمَّ أَدْخَلَ عَلَيْهِ عَشَرَةً، فَدَارُوا حَوْلَهُ، ثُمَّ و قَفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي و سَطِهِمْ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً» «4» فَيَقُولُ الْقَوْمُ كَمَا يَقُولُ حَتّى‏ صَلّى‏ عَلَيْهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ و أَهْلُ الْعَوَالِي‏ «5»». «6»

1227/ 36. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ «7»، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا عَلِيُّ، ادْفِنِّي فِي هذَا الْمَكَانِ، وَ ارْفَعْ قَبْرِي مِنَ الْأَرْضِ أَرْبَعَ أَصَابِعَ، و رُشَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ». «8»

______________________________

 (1). هكذا في «ب» و حاشية «ض، بح، بر». و في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف، جر» و المطبوع: «محمّد بن‏الحسين». و الصواب ما أثبتناه، كما تقدّم في الكافي، ذيل ح 250 و 525.

 (2). في «ف، بح، بس»: «غسله» بالتخفيف و كلاهما صحيح.

 (3). «سجّاه»، أي غطّاه. تقول: سَجَّيْتُ الميّتَ تسجيةً، إذا مددتَ عليه ثوباً. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2372 (سجا).

 (4). الأحزاب (33): 56.

 (5). «العالية» و «العوالي»: هي أماكن بأعلى أراضي المدينة، و النسبة إليها: عُلْوِيٌّ على غير قياس. و أدناها من المدينة على أربعة أميال، و أبعدها من جهة نجد ثمانية. النهاية، ج 3، ص 295 (علا).

 (6). الوافي، ج 24، ص 473، ح 24464؛ البحار، ج 22، ص 539، ح 45.

 (7). في البحار: «المعزا». و هو سهو. و أبوالمغراء هو حميد بن المثنّى. راجع: رجال النجاشي، ص 133، الرقم 340؛ الفهرست للطوسي، ص 154، الرقم 236.

 (8). قرب الإسناد، ص 155، ح 568، بسند آخر عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ عليه السلام: «أنّ قبر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله رفع ف من الأرض بقدر شبر، أو أربع أصابع، و رشّ عليه الماء». قال عليّ عليه السلام: «و السنّة أن يرشّ على القبر الماء» الوافي، ج 25، ص 526، ح 24574؛ الوسائل، ج 3، ص 192، ح 3378؛ البحار، ج 22، ص 539، ح 46.

468
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

1228/ 37. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنِ الْحَلَبِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «أَتَى الْعَبَّاسُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، إِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا أَنْ يَدْفِنُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي بَقِيعِ‏ «1» الْمُصَلّى‏، و أَنْ يَؤُمَّهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى النَّاسِ، فَقَالَ: يَا «2» أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِمَامٌ‏ «3» حَيّاً و مَيِّتاً «4»، و «5» قَالَ: إِنِّي أُدْفَنُ فِي الْبُقْعَةِ الَّتِي أُقْبَضُ فِيهَا، ثُمَّ قَامَ عَلَى الْبَابِ، فَصَلّى‏ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ عَشَرَةً عَشَرَةً يُصَلُّونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ». «6»

1229/ 38. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ و الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ فَوْجاً فَوْجاً».

قَالَ: «وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ فِي صِحَّتِهِ‏

______________________________

 (1). «بقيع»: موضع فيه اروم الشجر، أي اصولها من ضروب شتّى. يقال لعدّة مواضع بالمدينة تتميّز بالإضافة. منها: بقيع المصلّى، و هو موضع كان يصلّي فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 947 (بقع)؛ مرآة العقول، ج 5، ص 266.

 (2). في «بف»:-/ «يا».

 (3). في «ج، ض، بس» و حاشية «بح، بر» و فقه الرضا: «إمامنا». و في «ف»: «إماماً». و في الوافي: «إمام حيّاً و ميّتاً، يعني لاينبغي أن يقف أحد أمام القوم عند جنازته صلى الله عليه و آله؛ لأنّه إمام ميّتاً كما أنّه إمام حيّاً. دلّ على هذا المعنى قول أبي جعفر عليه السلام في الحديث السابق: «ثمّ و قف أميرالمؤمنين عليه السلام في و سطهم» يعني لم يتقدّمهم».

 (4). في فقه الرضا:+/ «و هل تعلمون أنّه صلى الله عليه و آله لعن من جعل القبور مصلّى، و لعن من يجعل مع اللَّه إلهاً، و لعن من كسر رباعيته و شقّ لثته. فقالوا: الأمر إليك، فاصنع ما رأيت».

 (5). في «بر»:-/ «و».

 (6). فقه الرضا عليه السلام، ص 188؛ كفاية الأثر، ص 124، بسند آخر عن عمّار، من دون الإسناد، إلى المعصوم عليه السلام، و فيهما مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله الوافي، ج 24، ص 473، ح 24465؛ الوسائل، ج 3، ص 80، ح 3074؛ البحار، ج 22، ص 539، ح 47.

469
الکافي2 (ط - دارالحديث)

111 - باب مولد النبي صلى الله عليه و آله و و فاته ص : 435

وَ سَلَامَتِهِ: إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هذِهِ الْآيَةُ عَلَيَ‏ «1» فِي الصَّلَاةِ عَلَيَ‏ «2» بَعْدَ قَبْضِ اللَّهِ لِي: «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً» «3»». «4»

1230/ 39. بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ:

قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا مَعْنَى السَّلَامِ‏ «5» عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ‏ «6» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟

فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- لَمَّا خَلَقَ نَبِيَّهُ و و صِيَّهُ و ابْنَتَهُ و ابْنَيْهِ و جَمِيعَ الْأَئِمَّةِ، و خَلَقَ شِيعَتَهُمْ، أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ، و «7» أَنْ يَصْبِرُوا و يُصَابِرُوا و يُرَابِطُوا «8»، وَ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ؛ و و عَدَهُمْ أَنْ يُسَلِّمَ لَهُمُ الْأَرْضَ الْمُبَارَكَةَ و الْحَرَمَ الْآمِنَ، و أَنْ يُنَزِّلَ‏ «9» لَهُمُ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ، و يُظْهِرَ لَهُمُ السَّقْفَ الْمَرْفُوعَ‏ «10»، و يُرِيحَهُمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ و الْأَرْضِ‏ «11» الَّتِي يُبَدِّلُهَا اللَّهُ مِنَ السَّلَامِ و يُسَلِّمُ مَا فِيهَا لَهُمْ، لَاشِيَةَ «12» فِيهَا- قَالَ: لَاخُصُومَةَ فِيهَا

______________________________

 (1). في «ف، بر، بف»: «عليّ هذه الآية».

 (2). في البحار:-/ «عليّ».

 (3). الأحزاب (33): 56.

 (4). الوافي، ج 24، ص 474، ح 24466؛ البحار، ج 22، ص 540، ح 48.

 (5). في «بف»:+/ «على اللَّه و». و في مرآة العقول: «السلام مجرور، و الظرف متعلّق به، أو حال منه. أو مرفوع مبتدأ، و الظرف خبره، و مضمون الجملة مضاف إليه. و الأوّل أظهر».

 (6). فى «ب، بف»: «رسوله» بدل «رسول اللَّه».

 (7). في مرآة العقول: «و لا يبعد كون الواو زائدة من النسّاخ».

 (8). «الرباط» و «المرابطة» في الأصل هي الإقامة على جهاد العدوّ بالحرب، و ارتباط الخيل و إعدادها. و قيل: أصل المرابطة أن يربط الفريقان خيولهم في ثَفْرٍ كلّ منهما معدّ لصاحبه، فسمّي المقام في الثغور رباطاً. و قد يطلق على ربط النفس على الأعمال الصالحة و الأخلاق الفاضلة. راجع: النهاية، ج 2، ص 18 (ربط)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 187.

 (9). يجوز فيه الإفعال و التجرّد أيضاً. قال في مرآة العقول: «لم أر فيما أظنّ نزول البيت المعمور في زمن القائم عليه السلام إلّافي هذا الخبر». ثمّ ذكر ما ذُكر في الخبر من التأويلات.

 (10). في «ب»:+/ «و يزكّيهم».

 (11). «الأرضِ» مجرور عطفاً على عدوّهم. و ذكر في مرآة العقول و جوهاً اخر، فراجعه.

 (12). في «بف»: «لا شبه». و «الشِيَةُ»: كلّ لون يخالف معظم لون الفرس و غيره. و أصله من الوَشْي، و الوَشي في‏اللون: خلط لون بلون و «لاشية فيها» أي لالون فيها يخالف لونها. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 392 (وشي). و قال في المرآة: «و تفسير الشيه هنا بالخصومة مبنيّ على حمل الكلام على الاستعارة، فإنّه إذا لم يسلّم لهم الأرض كملًا، بل كان لبعضها فيه خصومة، فكانت كحيوان فيه لون غير لون أصله».

470
الکافي2 (ط - دارالحديث)

112 - باب النهي عن الإشراف على قبر النبي صلى الله عليه و آله ص : 471

لِعَدُوِّهِمْ‏ «1»- و أَنْ يَكُونَ لَهُمْ فِيهَا مَا يُحِبُّونَ؛ و أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلى‏ جَمِيعِ الْأَئِمَّةِ «2» وَ شِيعَتِهِمُ‏ «3» الْمِيثَاقَ بِذلِكَ، و إِنَّمَا السَّلَامُ عَلَيْهِ‏ «4» تَذْكِرَةُ «5» نَفْسِ الْمِيثَاقِ، و تَجْدِيدٌ «6» لَهُ عَلَى اللَّهِ لَعَلَّهُ‏ «7» أَنْ يُعَجِّلَهُ‏ «8»- جَلَّ و عَزَّ- و يُعَجِّلَ‏ «9» السَّلَامَ لَكُمْ بِجَمِيعِ مَا فِيهِ». «10»

1231/ 40. ابْنُ مَحْبُوبٍ‏ «11»، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَفِيِّكَ وَ خَلِيلِكَ‏ «12» و نَجِيِّكَ‏ «13»، الْمُدَبِّرِ لِأَمْرِكَ». «14»

112- بَابُ‏ «15» النَّهْيِ عَنِ الْإِشْرَافِ عَلى‏ قَبْرِ النَّبِيِ‏ «16» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏

1232/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْمُثَنَّى‏

______________________________

 (1). في الوافي: «قال: لا خصومة فيها لعدوّهم، من كلام الراوي تفسير للشية».

 (2). في «ب، ج، ف، بس، بف»: «الامّة».

 (3). في «ب، ج، ف، بف» و حاشية «ض»: «و شيعتنا».

 (4). في «ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي:+/ «عليه السلام».

 (5). في «بف»: «مذكّرة».

 (6). في «بف»: «تجديداً».

 (7). في «ض»:-/ «لعلّه». و في «ف»: «لعلّة».

 (8). في «بر»:+/ «لخلقه».

 (9). في «بح»: «و تعجيل».

 (10). الوافي، ج 14، ص 1355، ح 14388؛ البحار، ج 52، ص 380، ح 190.

 (11). ابن محبوب، هو الحسن، و ليس هو من مشايخ الكليني. و أمّا كون السند معلّقاً على الأسناد السابقة، فليس له و جه مبرِّر.

 (12). في «ج، بح، بس»:-/ «و خليلك».

 (13). في «ب» و حاشية «ض»: «نجيبك». و «النَجِيُّ»: الذي تسارّه؛ من النَجْو، و هو السرّ بين اثنين. قاله الجوهري. و قال ابن الأثير: «هو المُناجي المُخاطِبُ للإنسان و المُحَدِّثُ له. فعيل من المناجاة». راجع: الصحاح، ج 6، ص 2503؛ النهاية، ج 5، ص 25 (نجا).

 (14). الوافي، ج 3، ص 620، ح 1201؛ البحار، ج 16، ص 371، ح 81.

 (15). في «ب، ض، بف»:-/ «باب».

 (16). في «ض»: «رسول اللَّه».

471
الکافي2 (ط - دارالحديث)

112 - باب النهي عن الإشراف على قبر النبي صلى الله عليه و آله ص : 471

الْخَطِيبِ، قَالَ:

كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ و سَقْفُ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى الْقَبْرِ قَدْ سَقَطَ، و الْفَعَلَةُ يَصْعَدُونَ و يَنْزِلُونَ و نَحْنُ جَمَاعَةٌ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِنَا «1»: مَنْ مِنْكُمْ لَهُ مَوْعِدٌ يَدْخُلُ‏ «2» عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ اللَّيْلَةَ «3»؟ فَقَالَ مِهْرَانُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ: أَنَا، و قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيُّ: أَنَا، فَقُلْنَا لَهُمَا «4»: سَلَاهُ لَنَا «5» عَنِ الصُّعُودِ لِنُشْرِفَ عَلى‏ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَقِينَاهُمَا، فَاجْتَمَعْنَا جَمِيعاً، فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَدْ سَأَلْنَاهُ لَكُمْ عَمَّا ذَكَرْتُمْ، فَقَالَ: «مَا أُحِبُ‏ «6» لِأَحَدٍ مِنْهُمْ أَنْ يَعْلُوَ فَوْقَهُ، و لَاآمَنُهُ أَنْ يَرى‏ شَيْئاً «7» يَذْهَبُ مِنْهُ‏ «8» بَصَرُهُ، أَوْ يَرَاهُ قَائِماً يُصَلِّي، أَوْ يَرَاهُ مَعَ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «9»». «10»

______________________________

 (1). في «بر»: «أصحابي».

 (2). في الوافي: «مدخل».

 (3). في «ب»:-/ «الليلة».

 (4). في الوسائل:-/ «لهما».

 (5). في الوسائل:-/ «لنا».

 (6). في الوسائل و مرآة العقول: «لا احبّ».

 (7). في الوسائل: «منه».

 (8). في «ج»: «به».

 (9). في الوافي: «لعلّ المراد بالشي‏ء الذي يذهب منه بصره النور الشعشعاني لشخصه الملكوتي الروحاني صلوات اللَّه عليه و آله إذا ظهر عليه، فلم يطق إبصاره .... و أمّا قوله: «أو يراه قائماً» إلى آخره، فإنّما ذلك لمن أطاف رؤيته و لكنّه هاب منه؛ و ذلك لأنّ لهم عليهم السلام إراءة أشخاصهم الروحانيّة لمن أرادوا من أهل هذه النشأة، إمّا لطفاً و إفادة، أو قهراً و تنبيهاً على سوء أدب، كما و رد أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أرى شخصه بعد و فاته أبابكر بمحضر عليّ عليه السلام و أمره بردّ حقّه عليه». و قال العلّامة الشعراني في تعليقته على شرح المازندراني: «النهي عن الإشراف لترك الأدب، و هو علّته كما ذكره الشارح أوّلًا، لكن يذكر للتنفير عن بعض المنهيّات امور نظير قوله تعالى: «أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً» [الحجرات (49) 12] في التنفير عن الغيبة. و قد أبدع عليه السلام في التعبير؛ لأنّ كلّ من ينفّر عن حرام لابدّ أن يشبهه بشي‏ء خبيث و يمثّله في صورة موهنة مزجرة، ألا ترى أنّه نفّر عن النظر إلى الشطرنج بأنّ الناظر إليه كمن ينظر إلى فرج امّه، و مثّل المال الحرام بعراق خنزير في كفّ مجذوم. و ذكر الخبائث هنا إساءة أدب، لكنّه ذكر عليه السلام ما يزجر عن الإشراف و لايوهن و لايستلزم ترك الأدب، و هذا أعلى درجات البلاغة». و للمزيد راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 194؛ مرآة العقول، ج 5، ص 272.

 (10). الوافي، ج 14، ص 1353، ح 14387؛ الوسائل، ج 14، ص 373، ح 19417؛ البحار، ج 22، ص 552، ح 11.

472
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

 

113- بَابُ‏ «1» مَوْلِدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ‏ «2» صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ‏

وُلِدَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ عَامِ الْفِيلِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً، و قُتِلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِتِسْعٍ بَقِينَ مِنْهُ لَيْلَةَ الْأَحَدِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ، و هُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ و سِتِّينَ سَنَةً. بَقِيَ بَعْدَ قَبْضِ‏ «3» النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً. و أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، و هُوَ أَوَّلُ هَاشِمِيٍّ و لَدَهُ هَاشِمٌ مَرَّتَيْنِ. «4»

1233/ 1. الْحُسَيْنُ‏ «5» بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْفَارِسِيِّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى‏، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَ‏ «6» فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ جَاءَتْ إِلى‏ أَبِي طَالِبٍ لِتُبَشِّرَهُ‏ «7» بِمَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ‏ «8» أَبُو طَالِبٍ: اصْبِرِي‏ «9» سَبْتاً «10» أُبَشِّرْكِ‏ «11» بِمِثْلِهِ إِلَّا النُّبُوَّةَ».

وَ قَالَ: «السَّبْتُ ثَلَاثُونَ سَنَةً، و كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «12» وَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

______________________________

 (1). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (2). في «ض»:+/ «عليّ».

 (3). في «ب»: «مضيّ».

 (4). الوافي، ج 3، ص 744، ذيل ح 1357؛ البحار، ج 35، ص 6، ح 4.

 (5). و رد الخبر- باختلاف يسير- في معاني الأخبار، ص 403، ح 68، بسنده عن محمّد بن يعقوب عن الحسن بن‏محمّد. و هو سهو ظاهراً؛ فإنّا لم نجد في مشايخ الكليني من يسمّى بالحسن بن محمّد. و أمّا ما و رد في خصائص الأئمّة، ص 64، من نقل الخبر بسنده عن محمّد بن يعقوب عن الحسن بن محمّد بن يحيى عن الوليد بن أبان، فمختلّ يعلم و جه اختلاله بأدنى تأمّل.

 (6). في «بر»:-/ «إنّ».

 (7). في «ب، ج، بف» و حاشية «ض، بس»: «لتسرّه». و في المعاني و خصائص الأئمّة: «تبشّره».

 (8). في المعاني و خصائص الأئمّة:+/ «لها».

 (9). في المعاني:+/ «لي».

 (10). في «ف» و البحار:+/ «آتيك». و «السَبت»: برهة، أي قطعة و مدّة من الزمان، قليلة كانت أو كثيرة. و خصّ في الحديث بالثلاثين. راجع: ترتيب كتاب العين، ج 2، ص 780؛ النهاية، ج 2، ص 331 (سبت).

 (11). في «ب، ض، بر، بف» و الوافي و المعاني: «آتيك». و في «ج»: «أتيتك». و في خصائص الأئمّة: «إنّك».

 (12). في خصائص الأئمّة: «بين مولد النبيّ صلى الله عليه و آله» بدل «بين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله».

473
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

ثَلَاثُونَ سَنَةً». «1»

1234/ 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ السَّيَّارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ أُمَّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ هَاجَرَتْ إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلى‏ قَدَمَيْهَا، و كَانَتْ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ‏ «2» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَسَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و هُوَ «3» يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً كَمَا وُلِدُوا، فَقَالَتْ: و ا سَوْأَتَاهْ‏ «4»، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: فَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَبْعَثَكِ كَاسِيَةً؛ و سَمِعَتْهُ يَذْكُرُ ضَغْطَةَ «5» الْقَبْرِ، فَقَالَتْ: و ا ضَعْفَاهْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: فَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَكْفِيَكِ ذلِكِ.

وَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَوْماً: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْتِقَ جَارِيَتِي‏ «6» هذِهِ، فَقَالَ لَهَا «7»: إِنْ فَعَلْتِ، أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْواً مِنْكِ مِنَ النَّارِ؛ فَلَمَّا مَرِضَتْ، أَوْصَتْ إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و أَمَرَتْ أَنْ يُعْتِقَ‏ «8»

______________________________

 (1). معاني الأخبار، ص 403، ح 68 بسنده عن الكليني. خصائص الأئمّة عليهم السلام، ص 64، عن هارون بن موسى، عن محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد بن يحيى، عن الوليد بن أبان الوافي، ج 3، ص 724، ح 1336؛ البحار، ج 35، ص 6، ح 5.

 (2). في «ف»: «إلى رسول اللَّه». و في خصائص الأئمّة: «عند رسول اللَّه».

 (3). في خصائص الأئمّة:-/ «و هو».

 (4). «وا سَوْأَتاهْ»، «وا» حرف تفجّع، يدخل على المتفجّع منه، كوا حزناه، و على المتفجّع عليه، كوا زيداه، و الألف زائدة لمدّ الصوت في المصيبة، و زيدت الهاء الساكنة لزيادة مدّها. و السَوْأَةُ في الأصل: الفرج، ثمّ نقل إلى كلّ ما يُسْتَحْيا منه إذا ظهر من قول أو فعل. راجع: مرآة العقول، ج 5، ص 279؛ النهاية، ج 2، ص 416 (سوأ).

 (5). «الضَغْطَةُ»: العصر. يقال: ضَغَطَهُ يَضْغَطُهُ ضَغْطاً، إذا عَصَرَه و ضَيَّقَ عليه و قَهَرَه. راجع: النهاية، ج 3، ص 90 (ضغط).

 (6). في «بف»: «خادمي».

 (7). في «بس»:-/ «لها».

 (8). في «ف»: «امرت أن تعتق».

474
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

خَادِمَهَا «1»، و اعْتُقِلَ‏ «2» لِسَانُهَا، فَجَعَلَتْ تُومِيُ إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِيمَاءً، فَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و صِيَّتَهَا.

فَبَيْنَمَا «3» هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدٌ إِذْ أَتَاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: مَاتَتْ أُمِّي فَاطِمَةُ «4»، فَقَالَ‏ «5» رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أُمِّي‏ «6» وَ اللَّهِ، و قَامَ‏ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ مُسْرِعاً حَتّى‏ دَخَلَ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا و بَكى‏ «8»، ثُمَّ أَمَرَ النِّسَاءَ أَنْ يَغْسِلْنَهَا «9»، وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذَا فَرَغْتُنَّ فَلَا تُحْدِثْنَ شَيْئاً حَتّى‏ تُعْلِمْنَنِي‏ «10»، فَلَمَّا فَرَغْنَ أَعْلَمْنَهُ بِذلِكَ‏ «11»، فَأَعْطَاهُنَ‏ «12» أَحَدَ «13» قَمِيصَيْهِ‏ «14»، الَّذِي يَلِي جَسَدَهُ‏ «15»، و أَمَرَهُنَّ أَنْ يُكَفِّنَّهَا فِيهِ.

وَ قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ فَعَلْتُ شَيْئاً لَمْ أَفْعَلْهُ قَبْلَ ذلِكَ‏ «16»، فَسَلُونِي‏ «17»:

______________________________

 (1). في خصائص الأئمّة: «و أعتقت الجارية المقدّم ذكرها» بدل «و أمرتْ أن يعتق خادمها».

 (2). في «ف»: «اعتلّ». يقال: اعتُقل لسانه- بضمّ التاء- إذا احتبس عن الكلام و لم يقدر عليه. المغرب، ص 324 (عقل).

 (3). في «ض، بر» و الوافي و خصائص الأئمّة: «فبينا».

 (4). في خصائص الأئمّة: «قال: إنّ امّي فاطمة قد قضت» بدل «فقال: ماتت امّي فاطمة».

 (5). في «ف»:+/ «له».

 (6). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع: «و امّي». و في شرح المازندراني: «امّي و اللَّه، أي فاطمة امّي، أو ماتت امّي». و في مرآة العقول: «امّي، أي هي امّي، أو ماتت امّي». و يشعر كلاهما على عدم الواو.

 (7). في «ف، بر»: «فقام» بدل «و قام».

 (8). في «ج»: «فبكى».

 (9). يجوز فيه و في مثله التخفيف و التثقيل.

 (10). في «بر»: «تعلمني» بحذف نون الوقاية.

 (11). في «ب، بر، بف» و الوافي و خصائص الأئمّة: «ذلك».

 (12). في «بر، بف»: «و أعطاهنّ».

 (13). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بف»: «إحدى». و القميص يذكّر و يؤنّث، و يبعّده و صفه بالمذكّر. و في «بس» و حاشية «ف» و مرآة العقول: «أجدى» أي أنفع و أحسن. و قال في المرآة: «و في بعض النسخ بالحاء المهملة- أي إحدى- و هو خطأ؛ للتوصيف بالمذكّر».

 (14). في «ب، ف، بح، بر» و مرآة العقول: «قميصه». و في خصائص الأئمّة:+/ «و هو».

 (15). في حاشية «ض»: «جلده».

 (16). في «ف»: «ذلك قبل».

 (17). في «بح، بر، بف» و خصائص الأئمّة: «فاسألوني».

475
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

لِمَ فَعَلْتُهُ؟ فَلَمَّا فَرَغْنَ مِنْ غُسْلِهَا و كَفْنِهَا «1»، دَخَلَ‏ «2» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَحَمَلَ جَنَازَتَهَا عَلى‏ عَاتِقِهِ‏ «3»، فَلَمْ يَزَلْ‏ «4» تَحْتَ جَنَازَتِهَا «5» حَتّى‏ أَوْرَدَهَا قَبْرَهَا، ثُمَّ و ضَعَهَا، و دَخَلَ الْقَبْرَ، فَاضْطَجَعَ‏ «6» فِيهِ، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَهَا عَلى‏ يَدَيْهِ حَتّى‏ و ضَعَهَا فِي الْقَبْرِ، ثُمَّ انْكَبَ‏ «7» عَلَيْهَا طَوِيلًا يُنَاجِيهَا، وَ يَقُولُ لَهَا: ابْنُكَ، ابْنُكِ، ابْنُكِ‏ «8»، ثُمَّ خَرَجَ، و سَوّى‏ «9» عَلَيْهَا «10»، ثُمَّ انْكَبَ‏ «11» عَلى‏ قَبْرِهَا، فَسَمِعُوهُ يَقُولُ: لَاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ إيّاها «12»، ثُمَّ انْصَرَفَ.

فَقَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ‏ «13»: إِنَّا رَأَيْنَاكَ فَعَلْتَ أَشْيَاءَ لَمْ تَفْعَلْهَا قَبْلَ الْيَوْمِ؟ فَقَالَ: الْيَوْمَ فَقَدْتُ بِرَّ «14» أَبِي طَالِبٍ، إِنْ كَانَتْ‏ «15» لَيَكُونُ‏ «16» عِنْدَهَا الشَّيْ‏ءُ فَتُؤْثِرُنِي‏ «17» بِهِ عَلى‏ نَفْسِهَا وَ و لَدِهَا «18»، و إِنِّي ذَكَرْتُ الْقِيَامَةَ، و أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ عُرَاةً، فَقَالَتْ: و ا سَوْأَتَاهْ، فَضَمِنْتُ لَهَا أَنْ يَبْعَثَهَا اللَّهُ‏ «19» كَاسِيَةً، و ذَكَرْتُ ضَغْطَةَ الْقَبْرِ، فَقَالَتْ: و ا ضَعْفَاهْ، فَضَمِنْتُ‏

______________________________

 (1). في خصائص الأئمّة: «تغسيلها و تكفينها».

 (2). في «ب، ض»:+/ «رسول اللَّه».

 (3). «العاتِق» موضع الرداء من المَنْكِب، يذكّر و يؤنّث. الصحاح، ج 4، ص 1521 (عتق).

 (4). في حاشية «بر، بف»: «و لم يزل».

 (5). في خصائص الأئمّة:-/ «على عاتقه- إلى- جنازتها».

 (6). في «بر»: «و اضطجع». و ضجع الرجل و اضطجع، أي و ضع جنبه بالأرض. الصحاح، ج 3، ص 1248 (ضجع).

 (7). في «بف»: «أكبّ».

 (8). في «ج، ض، ف، بح، بس» و مرآة العقول و خصائص الأئمّة:-/ «ابنك» الثالث. و ضُبط «ابن» في «بر» هناوفيما يأتي بالنصب.

 (9). في «ج»: «سُوّي» على بناء المجهول.

 (10). في خصائص الأئمّة:+/ «التراب».

 (11). في «بف»: «أكبّ».

 (12). هكذا في «ج، ف، بح، بر، بف» و الوافي. و هذا الاستعمال- أي جعل ما هو الوديعة مفعولًا ثانياً- هو الأصل. و في المطبوع و بعض النسخ: «أستودعها إيّاك».

 (13). في خصائص الأئمّة: «فقال المسلمون: يا رسول اللَّه».

 (14). في الوافي: «امّ ابن» بدل «برّ». و في خصائص الأئمّة:-/ «برّ». و في شرح المازندراني: «البِرُّ بالكسر: الإحسان‏والخير و اللطف، و بالفتح: العطوف و الشفيق. و الظاهر أنّ «إن» في «إن كانت» مخفّفة من المشدّدة المكسورة».

 (15). في «بف»: «كان».

 (16). في «بف»: «يكون» بدون اللام.

 (17). «فَتُؤْثِرُني»، أي تفضّلني. يقال: آثرتك عليه إيثاراً، أي فضّلتك عليه. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 7 (أثر).

 (18). يجوز فيه ضمّ الواو و سكون اللام أيضاً.

 (19). في «بس»: «اللَّه يبعثها».

476
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

لَهَا أَنْ يَكْفِيَهَا اللَّهُ ذلِكَ، فَكَفَّنْتُهَا بِقَمِيصِي، و اضْطَجَعْتُ‏ «1» فِي قَبْرِهَا لِذلِكَ، و انْكَبَبْتُ عَلَيْهَا، فَلَقَّنْتُهَا مَا تُسْأَلُ عَنْهُ؛ فَإِنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ رَبِّهَا، فَقَالَتْ؛ و سُئِلَتْ عَنْ رَسُولِهَا، فَأَجَابَتْ؛ و سُئِلَتْ عَنْ و لِيِّهَا و إِمَامِهَا، فَأُرْتِجَ‏ «2» عَلَيْهَا، فَقُلْتُ‏ «3»: ابْنُكِ، ابْنُكِ، ابْنُكِ‏ «4»». «5»

1235/ 3. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «لَمَّا وُلِدَ «6» رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فُتِحَ لِآمِنَةَ بَيَاضُ فَارِسَ‏ «7»، وَ قُصُورُ الشَّامِ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ- بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ- إِلى‏ أَبِي طَالِبٍ ضَاحِكَةً مُسْتَبْشِرَةً، فَأَعْلَمَتْهُ مَا قَالَتْ آمِنَةُ، فَقَالَ‏ «8» لَهَا أَبُو طَالِبٍ: و تَتَعَجَّبِينَ‏ «9» مِنْ هذَا؟ إِنَّكِ تَحْبَلِينَ‏ «10» و تَلِدِينَ بِوَصِيِّهِ و و زِيرِهِ». «11»

1236/ 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ

______________________________

 (1). في حاشية «ج»: «و قد اضطجعت».

 (2). اختلفت النسخ في ضبط الكلمة. ففي بعضها «ارتج» أي الإفعال من رتج، كما في الوافي بمعنى استغلق عليها. و في بعضها: «ارتجّ» أي الافتعال من رجج. و المقام و كلمة «عليها» يقتضيان الأوّل. قال الجوهري: «ارتج على القارئ- على ما لم يسمّ فاعله- إذا لم يقدر على القراءة كأنّه اطبق عليه كما يرتج الباب، و كذلك ارْتُتج عليه، و لا تقل ارتُجّ عليه، بالتشديد». و الارتجاج هو الاضطراب و التزلزل، و هو علّة للارتاج. راجع: الصحاح، ج 1، ص 317 (رتج).

 (3). في خصائص الأئمّة:+/ «لها».

 (4). في «ب، ج، ف، بح، بس» و خصائص الأئمّة:-/ «ابنك» الثالث.

 (5). خصائص الأئمّة عليهم السلام، ص 64، و من دلائله عليه السلام عند موته بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 725، ح 1338؛ الوسائل، ج 19، ص 374، ح 24793، إلى قوله: «فقبل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و صيّتها».

 (6). في «ج»: «ورد».

 (7). في الوافي: «أي كشفت لها تلك البلاد بارتفاع الحجب حتّى رأتها عياناً» و نُسب البياض إلى فارس لبياض ألوانهم، و لأنّ الغالب على أموالهم الفضّة، كما أنّ الغالب على ألوان أهل الشام الحُمرة و على أموالهم الذهب. راجع: النهاية، ج 1، ص 172 (بيض).

 (8). في «بس»: «قال».

 (9). في حاشية «ب، ج، ض»: «تعجبين».

 (10). في «ج»: «لتحبلين».

 (11). الوافي، ج 3، ص 724، ح 1337؛ البحار، ج 35، ص 6، ح 6.

477
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

بْنِ زَيْدٍ النَّيْسَابُورِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ «1»، عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ- صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- قَالَ:

لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ارْتَجَ‏ «2» الْمَوْضِعُ بِالْبُكَاءِ، و دَهِشَ‏ «3» النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ‏ «4» النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و جَاءَ رَجُلٌ- بَاكِياً و هُوَ مُسْرِعٌ مُسْتَرْجِعٌ وَ هُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ- حَتّى‏ و قَفَ عَلى‏ بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا «5» أَبَا الْحَسَنِ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً، و أَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً، و أَشَدَّهُمْ يَقِيناً، و أَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، و أَعْظَمَهُمْ عَنَاءً «6»، و أَحْوَطَهُمْ‏ «7» عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و آمَنَهُمْ‏ «8» عَلى‏ أَصْحَابِهِ، و أَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ‏ «9»، و أَكْرَمَهُمْ‏ «10» سَوَابِقَ‏ «11»، وَ أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، و أَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و أَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْياً «12» و خَلْقاً «13»

______________________________

 (1). كذا في النسخ و المطبوع، لكنّ الظاهر و قوع التحريف في العنوان. و الصواب «عبد الملك بن عمير»، و هوعبد الملك بن عمير بن سويد القرشي، روى عن أسِيْد بن صفوان و روى عنه إبراهيم بن خالد الهاشمي. راجع: لسان الميزان، ج 4، ص 99، الرقم 6044؛ تهذيب الكمال، ج 3، ص 241، الرقم 513؛ و ج 18، ص 370، الرقم 3546. و الخبر رواه الصدوق في الأمالي، ص 241، المجلس 42، ح 11؛ و كمال الدين، ص 387. و فيهما: «عبد الملك بن عمير».

 (2). «الارتجاج»: الاضطراب. يقال: ارتجّ البَحْر و غيره: اضطرب. راجع: الصحاح، ج 1، ص 317 (رجج).

 (3). قال الجوهري: «دَهِش الرجل- بالكسر- يَدْهَش دَهَشاً: تحيّر، و دُهش أيضاً، فهو مدهوش. و أدهشه اللَّهُ». الصحاح، ج 3، ص 1006 (دهش).

 (4). في «ف» و الأمالي:+/ «فيه».

 (5). في «بس»:-/ «يا».

 (6). «العَناء»: التعب و النصب. يقال: عَنِيَ الإنسانُ عَناءً، أي تعب و نَصِبَ. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2440 (عنا).

 (7). يقال: حاطه يَحُوطه حَوْطاً و حِياطة، إذا حفظه و صانه و ذبّ عنه و توفّر على مصالحه. قال المجلسي: «و تعديته ب «على» لتضمين معنى الإشفاق». النهاية، ج 1، ص 461 (حوط).

 (8). «آمنهم» إمّا من الأمن، ضدّ الخوف؛ أو من الأمانة ضدّ الخيانة. اختار المازندراني و المجلسي الثاني بتضمين‏معنى المحافظة، كما احتملهما الفيض.

 (9). في «ج» و حاشية «بف»: «مناقباً».

 (10). في «ب»: «و أكثرهم».

 (11). في «ج» و حاشية «بف»: «سوابقاً».

 (12). «الهدي»: السيرة و الهيئة و الطريقة. النهاية، ج 5، ص 253 (هدى).

 (13). في «بح»: «خُلْقاً» بضمّ الخاء. و في كمال الدين: «نطقاً». و في شرح المازندراني: «و الخلق- بضمّ الخاء ف و اللام و سكونها-: الدين و الطبيعة و السجيّة».

478
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

وَ سَمْتاً «1» و فِعْلًا، و أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، و أَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ و عَنْ رَسُولِهِ و عَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً، قَوِيتَ‏ «2» حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، و بَرَزْتَ‏ «3» حِينَ اسْتَكَانُوا «4»، وَ نَهَضْتَ حِينَ و هَنُوا، و لَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ‏ «5»، كُنْتَ‏ «6» خَلِيفَتَهُ حَقّاً، لَمْ تُنَازَعْ‏ «7» و لَمْ تَضْرَعْ‏ «8» بِرَغْمِ‏ «9» الْمُنَافِقِينَ و غَيْظِ الْكَافِرِينَ و كُرْهِ الْحَاسِدِينَ وَ صِغَرِ «10» الْفَاسِقِينَ، فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِينَ‏ «11» فَشِلُوا «12»، و نَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا «13»، و مَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ و قَفُوا، فَاتَّبَعُوكَ‏ «14» فَهُدُوا، و «15» كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً، و أَعْلَاهُمْ قُنُوتاً «16»،

______________________________

 (1). قال ابن الأثير: «السَمْت: هو الهيئة الحسنة». و قال المطرزي: «السمت: الطريق. و يستعار لهيئة أهل الخير». راجع: النهاية، ج 2، ص 397؛ المغرب، ص 234: (سمت).

 (2). في «ف»: «قوّيت» بالتثقيل.

 (3). في «ف»: «برّزت» بالتثقيل.

 (4). «استكانوا»، أي خضعوا و ذلّوا. كان في الأصل: استكنوا، فمدّت فتحة الكاف بألف، راجع: لسان العرب، ج 13، ص 218 (سكن).

 (5). يعني بترك منهاجه.

 (6). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و كمال الدين. و في المطبوع: « [و] كنت».

 (7). «لم تنازع» اختار المجلسي كونه على بناء الفاعل، ثمّ استظهر بناء المجهول، و ذكر و جوهاً في معناه.

 (8). «لَمْ تضرع»: معلوم من ضَرَعَ و ضَرِعَ و ضَرُع، أي ذلّ و خضع و استكان و تذلّل و ضعف. أو مجهول من أضرعه، أي أذلّه. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 994 (ضرع).

 (9). «الرَغْمُ»- مثلّث الراء-: الذُلّ و الكُرْه. و يقال: أرغم اللَّه أنفه، أي ألزقه بالرُغام و هو التراب. هذا هو الأصل، ثمّ استعمل في الذلّ و العجز عن الانتصاف و الانقياد على كُرْه. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 245- 246 (رغم).

 (10). في «ب، بف» و حاشية «ض» و الوافي و الأمالي و كمال الدين: «ضغن» بمعنى الحقد. و «صغر الفاسقين»، أي‏ذُلّهم و هوانهم. راجع: النهاية، ج 3، ص 33.

 (11). في «ج»: «حيث».

 (12). «الفَشَلُ»: الجزع و الجُبْن و الضعف. النهاية، ج 3، ص 449 (فشل).

 (13). التَعْتَعَةُ في الكلام: التردّد فيه من حَصَرٍ أو عَيٍّ، أي من ضيق و عجز. الصحاح، ج 3، ص 1191 (تعع).

 (14). في «ب» و حاشية «بف»: «و اتّبعوك». و في كمال الدين: «و لو اتّبعوك لهدوا» بدل «فاتّبعوك فهدوا».

 (15). في «بس»:-/ «و».

 (16). في حاشية «ف، بح، بس، بف»: «قدماً». و في الأمالي: «فرقاً». و في كمال الدين: «قوّتاً». و «القنوت» يرد لمعان متعدّدة، كالطاعة، و الخشوع، و الصلاة، و الدعاء، و العبادة، و القيام، و طول القيام، و السكوت. النهاية، ج 4، ص 111 (قنت).

479
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

وَ أَقَلَّهُمْ‏ «1» كَلَاماً، و أَصْوَبَهُمْ نُطْقاً «2»، و أَكْبَرَهُمْ‏ «3» رَأْياً، و أَشْجَعَهُمْ قَلْباً، و أَشَدَّهُمْ يَقِيناً «4»، وَ أَحْسَنَهُمْ عَمَلًا، و أَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ.

كُنْتَ- و اللَّهِ- يَعْسُوباً «5» لِلدِّينِ أَوَّلًا و آخِراً «6»، الْأَوَّلَ‏ «7» حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ‏ «8»، و الْآخِرَ «9» حِينَ فَشِلُوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالًا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، و حَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، و رَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، و شَمَّرْتَ‏ «10» إِذَا اجْتَمَعُوا «11»، و عَلَوْتَ إِذْ «12» هَلِعُوا «13»، و صَبَرْتَ إِذْ أَسْرَعُوا «14»، و أَدْرَكْتَ أَوْتَارَ «15»

______________________________

 (1). في حاشية «ج»: «و أطيبهم».

 (2). في حاشية «بح» و الأمالي و كمال الدين: «منطقاً».

 (3). في «ب، بح، بف» و الأمالي: «و أكثرهم».

 (4). «و أشدّهم يقيناً» مكرّر من الناسخ أو الرواة إلّاأن يراد باليقين هاهنا اليقين بالأحكام أو القضاء و القدر، و في السابق اليقين باللَّه تعالى و رسوله صلى الله عليه و آله. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 199؛ مرآة العقول، ج 5، ص 297.

 (5). «اليعسوب» في الأصل: أمير النحل و فحلها. و يطلق على سيّد القوم و رئيسهم و مقدّمهم لرجوعهم إليه‏واجتماعهم عليه و لَوْذهم به، كما تجتمع النحل على يعسوبها و تلوذ بها. و المعنى سيّد الناس في الدين. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 599- 600 (عسب).

 (6). في «ب، بر، بف» و الوافي و الأمالي و كمال الدين:-/ «آخراً».

 (7). في «ض، بر، بف» و الوافي و الأمالي و كمال الدين:-/ «الأوّل».

 (8). في «بر»:-/ «الناس».

 (9). في «ب، بر، بف» و الوافي و الأمالي و كمال الدين: «و آخراً».

 (10). «شمّرت»، أي اجتهدت و هممت؛ من التشمير بمعنى الهمّ، و هو الجدّ في الأمر و الاجتهاد. راجع: النهاية، ج 2، ص 500 (شمر).

 (11). أي من الأمر من امور الدين. و في «ب، ج، بح، بس»: «إذِ اجْتمعوا». و في «بر» و حاشية «ج، ف»: «إذاجشعوا». و في شرح المازندراني و مرآة العقول عن بعض النسخ: «إذا خشعوا». و في كمال الدين: «إذْ خففوا».

 (12). في «ف»: «إذا».

 (13). «الهلعُ»: الحرص. و قيل: الجزع و قلّة الصبر. و قيل: هو أسوأ الجزع و أفحشه. لسان العرب، ج 8، ص 374 (هلع).

 (14). في «بف»: «سرعوا». و في الأمالي «أشرعوا». و في كمال الدين: «جزعوا».

 (15). قال ابن الأثير: «الأوتار: هي جمع وِتْر، بالكسر، و هي الجناية». قال المازندراني: «يخاطب بهذا الكلام أمير قوم يدفع العار و الضرّ و الشين عنهم حين ضعفوا عن مدافعتها و يطلب لهم الجنايات و الدماء حين عجزوا عن مطالبتها». و جعلها الفيض جمع الوَتَرَة؛ حيث قال: «الوترة- محرّكة-: خيار كلّ شي‏ء». و الموجود في اللسان: و تَرَة كلّ شي‏ء: حِتارُهُ، و هو ما استدار من حُرُوفه أي أطرافه. راجع: النهاية، ج 5، ص 148؛ لسان العرب، ج 5، ص 277 (وتر).

480
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

مَا طَلَبُوا «1»، و نَالُوا «2» بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ‏ «3» عَذَاباً صَبّاً «4» و نَهْباً «5»، وَ لِلْمُؤْمِنِينَ عَمَداً «6» و حِصْناً «7»، فَطِرْتَ‏ «8»- و اللَّهِ- بِنَعْمَائِهَا «9»، و فُزْتَ بِحِبَائِهَا «10»، و أَحْرَزْتَ سَوَابِغَهَا، و ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، لَمْ تُفْلَلْ‏ «11» حُجَّتُكَ، و لَمْ يَزِغْ‏ «12» قَلْبُكَ، و لَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ،

______________________________

 (1). في الأمالي: «و أدركت إذ تخلّفوا ما عنه تخلّفوا». و في كمال الدين: «و أدركت إذ تخلّفوا» كلاهما بدل «أدركت‏أوتار ما طلبوا».

 (2). في «ج»: «و ناولوا».

 (3). في «ب، ج، ض، ف، بس» و مرآة العقول و الأمالي و البحار: «للكافرين».

 (4). في «بح»: «و صباً». و عذاب و اصب، أي دائم.

 (5). في «ض» و حاشية «بس»: «نهيّاً». و «النهيّ»: الذي بلغ غاية السِمَن. و في الأمالي: «مبيّناً». و في كمال الدين:-/ «صبّاً و نهباً». و «النهب»: الانتهاب، و هو الغلبةُ على المال و القهرُ. قال المازندراني: «و الحمل للمبالغة، أو الصبّ، بمعنى الفاعل أو المفعول، و النهب بمعنى الفاعل». راجع: المصباح المنير، ص 627 (نهب).

 (6). في «ض، بح»: «عُمُداً». و «العمود» يجمع جمعَ الكثرة على العَمَد- بالتحريك- و العُمُد، بضمّ الأوّل و الثاني. و في «بف» و حاشية «ج» و الوافي و الأمالي و كمال الدين: «غيثاً». و قال في مرآة العقول: «و لعلّه أنسب».

 (7). في «ب»: «حصيناً». و في «بف» و حاشية «ج» و الوافي و الأمالي و كمال الدين: «خصباً». و قال في مرآة العقول: «و لعلّه أنسب، و الخِصب- بالكسر-: كثرة العشب و رفاعة العيش. كذا في القاموس».

 (8). قوله: «فطرت» يحتمل و جهين: الأوّل أن يكون الفاء للعطف و الفعل معلوماً، من الطيران. و الثاني أن يكون الفعل مجهولًا من الفطرة، أي خُلقتَ. قال في مرآة العقول: «قال بعض شرّاح العامّة: فطرت، بصيغة المجهول بمعنى الخلقة، و بصيغة المعلوم بمعنى الطيران. و قرئ فُطِّرتَ، على المجهول و تشديد الطاء. يقال: فطّرتُ الصائم، إذا أعطيته الفَطور. انتهى». و راجع: شرح المازندراني.

 (9). في حاشية «ج»: «بنعماتها». و في «ج، ض» و البحار: «بغمّائها»، أي الحزن و الكرب. و في «ف، بس»: «بِغِمائها». و «الغماء»: سقف البيت. و في «ف»: «بنعمّائها». و ضمير «ها» راجع إلى الخلافة أو العيشة أو الدنيا.

 (10). «الحباء»: العطاء. يقال: حباه يحبوه، أي أعطاه. الصحاح، ج 6، ص 2308 (حبا). و في «ف»: «حيائها». و «الحَياء» بالفتح: الخصب و المطر.

 (11). في «ف»: «لم تفللّ». و فلّ السيفَ و فلّله بمعنى، أي ثلمه و كسره. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 530 (فلل). و يمكن قراءة «تفلل» بصيغة المعلوم من التفعّل بحذف إحدى التاءين، كما احتمله في مرآة العقول.

 (12). «لم يَزِغ»: لم يَملْ، من الزيغ بمعنى الميل. يقال: زاغ عن الطريق يزيغ إذا عدل عنه. النهاية، ج 2، ف ص 324 (زيغ).

481
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

وَ لَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ و لَمْ تَخِرَّ «1»، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَاتُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ‏ «2»، و كُنْتَ- كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- آمَنَ‏ «3» النَّاسِ فِي صُحْبَتِكَ و ذَاتِ يَدِكَ، و كُنْتَ- كَمَا قَالَ- ضَعِيفاً فِي بَدَنِكَ، قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعاً فِي نَفْسِكَ، عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ، كَبِيراً فِي الْأَرْضِ، جَلِيلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ‏ «4»، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ «5»، و لَالِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ «6»، و لَالِأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، و لَالِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ «7».

الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتّى‏ تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، و الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتّى‏ تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، و الْقَرِيبُ و الْبَعِيدُ عِنْدَكَ‏ «8» فِي ذلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ و الصِّدْقُ و الرِّفْقُ، و قَوْلُكَ حُكْمٌ و حَتْمٌ، و أَمْرُكَ حِلْمٌ‏ «9»

______________________________

 (1). من باب ضرب و نصر. و في «ف، بف» و حاشية «ج»: «لم تخز». و في الوافي و الأمالي و كمال الدين: «لم‏تخن». قال في المرآة: «و في بعض النسخ بالحاء المهملة من الحيرة ... و في بعض نسخ الكتاب: و لم تخن، من الخيانة و هو أظهر». و نقل المازندراني في شرحه الأخيرَ عن بعض النسخ أيضاً. و قوله: «لم تَخِرَّ» و «لم تَخُرَّ» من الخَرّ و الخَرُور، بمعنى السقوط مطلقاً، و السقوط من علو إلى سفل. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 234 (خرر).

 (2). في الأمالي و كمال الدين:+/ «و لا تزيله القواصف». و «العَواصِفُ»: الرياح شديدة الهبوب. راجع: النهاية، ج 3، ص 248 (عصف).

 (3). في مرآة العقول: «امن، أفعل التفضيل، مأخوذ من الأمانة ضدّ الخيانة».

 (4). في «ب»: «المؤمن».

 (5). «المَهْمَز»: مصدر أو اسم مكان من الهَمْز بمعنى النَخْسِ أي الدفع، و الغَمْزِ أي العصر و الكبس باليد، و كلّ‏شي‏ء دفعته فقد همزته. أو بمعنى الغيبة و الطعن و الوَقِيعَة في الناس و ذكر عيوبهم. راجع: النهاية، ج 5، ص 273 (همز).

 (6). المَغْمَزُ»: مصدر أو اسم مكان من الغَمزْ بمعنى العصر و الكَبس باليد. أو بمعنى الإشارة باليد و العين و الحاجب. راجع: النهاية، ج 3، ص 385- 386 (غمز).

 (7). «الهَوادَةُ»: السكون و الميل و الصلح و المحاباة. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 440 (هود).

 (8). في البحار: «عنك».

 (9). «الحِلْم»: العقل و الأناة و التثبّت في الامور، و ذلك من شعار العقلاء. راجع: النهاية، ج 1، ص 434 (حلم).

482
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

وَ حَزْمٌ‏ «1»، و رَأْيُكَ عِلْمٌ و عَزْمٌ فِيمَا فَعَلْتَ‏ «2»، و قَدْ نَهَجَ السَّبِيلُ، و سَهُلَ الْعَسِيرُ، و أُطْفِئَتِ النِّيرَانُ، و اعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، و قَوِيَ بِكَ الْإِسْلَامُ‏ «3»، فَظَهَرَ «4» أَمْرُ اللَّهِ و لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، وَ ثَبَتَ بِكَ‏ «5» الْإِسْلَامُ‏ «6» و الْمُؤْمِنُونَ، و سَبَقْتَ سَبْقاً بَعِيداً، و أَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِيداً، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ «7»، و عَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ‏ «8» فِي السَّمَاءِ، و هَدَّتْ‏ «9» مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ‏ «10»؛ فَإِنَّا «11» لِلَّهِ و إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاهُ‏ «12»، و سَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ، فَوَ اللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً.

كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً و حِصْناً «13» و قُنَّةً «14» رَاسِياً «15»، و عَلَى الْكَافِرِينَ غِلْظَةً و غَيْظاً، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّهِ، و لَاأَحْرَمَنَا «16» أَجْرَكَ، و لَاأَضَلَّنَا بَعْدَكَ.

______________________________

 (1). «الحَزْمُ»: ضبط الرجل أمره و الحَذَرُ من فواته، من قولهم: حَزَمْتُ الشي‏ء، أي شددته و أتقنته. راجع: النهاية، ج 1، ص 379 (حزم).

 (2). في مرآة العقول: «فيما عملت». و في الأمالي: «فاقلعت» بدل «فيما فعلت».

 (3). في «ض، ف، بر»:+/ «و المؤمنون».

 (4). في «ب، ج، ض، ف، بر، بف» و الوافي: «و ظهر».

 (5). في «ف»:-/ «بك».

 (6). في الأمالي و البحار:-/ «فظهر أمر اللَّه- إلى- بك الإسلام».

 (7). في الوافي: «جلالته عن البكاء كناية عن عظم قدره، يعني أنت أجلّ من أن يبكى عليك على قدر عزائك».

 (8). «الرَزِيَّةُ»: المصيبة، و الجمع: رزايا، و أصلها الهمز، يقال: رَزَأْتُهُ. المصباح المنير، ص 226 (رزى).

 (9). يقال: هدّ البناءَ يَهُدّه هَدّاً، أي كسره و ضعضعه. و هَدَّتْه المصيبة، أي أوهنتْ رُكنَه. الصحاح، ج 2، ص 555 (هدد).

 (10). في «ب، بف»: «الإسلام».

 (11). في «ب، بح، بر، بف»: «و إنّا».

 (12). هو من تخفيف الهمزة بالحذف. و في «ب، بح» و الوافي و الأمالي و البحار: «قضاءه».

 (13). في الأمالي: «كهفاً حصيناً».

 (14). «القُنّة»: الجبل الصغير، أو الجبل السهل المستوي المنبسط على الأرض، أو الجبل المنفرد المستطيل إلى السماء. و لا تكون القُنّة إلّاسوداء. و قُنّة كلّ شي‏ء أعلاه، مثل القُلّة. لسان العرب، ج 13، ص 348 (قنن).

 (15). في الوافي و الأمالي:-/ «و قُنّة راسياً». و «الراسي»: الثابت. يقال: رسا الشي‏ءُ يرسو: ثبت. و الرواسي من الجبال: الثوابت الرواسخ. و راجع: الصحاح، ج 6، ص 2356 (رسا).

 (16). في «بس»:+/ «اللَّه». و في الوافي و الأمالي و كمال الدين: «و لا حرمنا». و قال في اللسان العرب: «و أحرمه، ف لغة ليست بالعالية». لسان العرب، ج 12، ص 125 (حرم).

483
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

وَ سَكَتَ الْقَوْمُ حَتّى‏ انْقَضى‏ كَلَامُهُ، و بَكى‏، و بَكى‏ «1» أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، ثُمَّ طَلَبُوهُ، فَلَمْ يُصَادِفُوهُ. «2»

1237/ 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ، قَالَ‏:

كُنْتُ أَنَا و عَامِرُ بْنُ‏ «3» عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُذَاعَةَ الْأَزْدِيُّ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَامِرٌ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ دُفِنَ بِالرَّحْبَةِ «4»؟ قَالَ:

 «لَا». قَالَ: فَأَيْنَ دُفِنَ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَمَّا مَاتَ احْتَمَلَهُ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَتى‏ بِهِ ظَهْرَ الْكُوفَةِ قَرِيباً مِنَ النَّجَفِ يَسْرَةً «5» عَنِ الْغَرِيِ‏ «6»، يَمْنَةً «7» عَنِ‏

______________________________

 (1). في «بر»: «و بكّى» بالتثقيل، و احتمله في مرآة العقول. و في الأمالي و كمال الدين: «و أبكى».

 (2). الأمالي للصدوق، ص 241، المجلس 42، ح 11؛ و كمال الدين، ص 387، ح 3، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي. الفقيه، ج 2، ص 592، ح 3199، زيارة اخرى لأمير المؤمنين عليه السلام، مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله الوافي، ج 3، ص 74، ح 1357؛ البحار، ج 100، ص 354، ح 1.

 (3). في النسخ و المطبوع: «عامر و عبد اللَّه بن جذاعة الأزدي» لكنّ الخبر أورده السيّد عبدالكريم بن طاووس في‏فرحة ا لغريّ، ص 62، بسنده عن محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن صفوان الجمّال قال: كنت أنا و عامر بن عبداللَّه بن خزاعة الأزدي. و الخبر مأخوذ من الكافي كما يشهد بذلك ظاهره. و ورد الخبر في كامل الزيارات، ص 33، ح 1، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن صفوان الجمّال قال: كنت و عامر بن عبداللَّه بن جذاعة الأزدي. و عامر بن عبد اللَّه هو المذكور في كتب الرجال. راجع: رجال النجاشي، ص 293، الرقم 794؛ رجال البرقي، ص 36؛ رجال الكشّي، ص 9، الرقم 20؛ و رجال الطوسي، ص 255، الرقم 3606.

 (4) رَحْبَةُ المكان و رَحَبَتُهُ: ساحَتُهُ و مُتَّسعه. و الرَحبة هذه: محلّة بالكوفة. قال في المرآة، ج 5، ص 305: «و كأنّ المراد هنا ميدان الكوفة أو ساحة مسجدها». راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 167 (رحب).

 (5) يجوز فيها الضمّ أيضاً كما في «بح».

 (6). «الغَرِيُّ»: الحَسَنُ من الرجال و غيرهم، و الحسن الوجه، و كلّ بناء حَسَن غريٌّ، و من الغَرِيّان- و هما بناءان طويلان مشهوران بالكوفة- سُمِّيا غَرِيّين؛ لأنَّ النعمان بن المنذر كان يُغرّيهما بدم من يقتله في يوم بُؤْسه. لسان العرب، ج 15، ص 122 (غرا).

 (7). يجوز فيها الضمّ أيضاً كما في «بح».

484
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

الْحِيرَةِ «1»، فَدَفَنَهُ بَيْنَ ذَكَوَاتٍ‏ «2» بِيضٍ».

قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، ذَهَبْتُ إِلَى الْمَوْضِعِ، فَتَوَهَّمْتُ مَوْضِعاً مِنْهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِي: «أَصَبْتَ‏ «3» رَحِمَكَ اللَّهُ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. «4»

1238/ 6. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ «5»، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:

أَتَانِي عُمَرُ «6» بْنُ يَزِيدَ، فَقَالَ لِي: ارْكَبْ، فَرَكِبْتُ مَعَهُ، فَمَضَيْنَا حَتّى‏ أَتَيْنَا مَنْزِلَ حَفْصٍ الْكُنَاسِيِّ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ، فَرَكِبَ مَعَنَا، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتّى‏ أَتَيْنَا «7» الْغَرِيَّ، فَانْتَهَيْنَا إِلى‏ قَبْرٍ، فَقَالَ‏ «8»: انْزِلُوا، هذَا قَبْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُلْنَا: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ‏ «9»؟ فَقَالَ: أَتَيْتُهُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ- حَيْثُ كَانَ بِالْحِيرَةِ- غَيْرَ مَرَّةٍ، و خَبَّرَنِي أَنَّهُ قَبْرُهُ. «10»

______________________________

 (1). «الحِيرَةُ»: مدينة كان يسكنها النعمان بن المنذر، و هي على رأس ميل من الكوفة. المغرب، ص 134 (حير).

 (2). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بس، بف» و حاشية بدرالدين و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول. و الذكوات و احدة الذُكْوَة، و هي الجمرة الملتهبة. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 287 (ذكا). و في «بر» و المطبوع: «زكوات» بالزاي. قال في الوافي: «و اريد بالذكوات البيض الحصيات التي يقال لها: دُرّ النجف، تشبيهاً لها بالجمرة المتوقّدة. و من جعلها بالراء و فسّرها بالآبار التي جدرانها أحجار بيض فلم يبعد. و يأتي ما يؤيّده في باب فضل الحصى، إلّاأنّه لا يساعده أكثر النسخ؛ فإنّها مكتوبة فيه بالذال المعجمة». و قال في المرآة: «و لعلّه أراد التلال التي كانت محيطة بقبره صلوات اللَّه عليه، شبّهها لضيائها و توقّدها عند شروق الشمس عليها؛ لاشتمالها على الحصيات البيض و الدراري بالجمرة الملتهبة ... و قيل: إنّ أصله: ذكاوات جمع ذكاء بمعنى التلِّ الصغير».

 (3). في «ف»: «أصبته».

 (4). كامل الزيارات، ص 33، الباب التاسع، ح 1، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي، ج 14، ص 1411، ح 14458.

 (5) السند معلّق على سابقه. و يروي عن أحمد بن محمّد عدّة من أصحابنا.

 (6) في كامل الزيارات: «عمر [عمرو]». و الظاهر أنّ ابن يزيد هذا، هو عمر بن يزيد بيّاع السابريّ.

 (7) في الوافي: «حتّى انتهينا».

 (8). في «بر»:+/ «لي».

 (9). في «بس»:+/ «هذا».

 (10). كامل الزيارات، ص 34، الباب التاسع، ح 3، عن جماعة مشايخه، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد مع اختلاف يسير الوافي، ج 14، ص 1412، ح 14459.

485
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

1239/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عِيسى‏ شَلَقَانَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُ خُؤُولَةٌ «1» فِي بَنِي مَخْزُومٍ، و إِنَّ شَابّاً مِنْهُمْ أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا خَالِي، إِنَّ أَخِي‏ «2» مَاتَ و قَدْ حَزِنْتُ عَلَيْهِ حُزْناً شَدِيداً».

قَالَ: «فَقَالَ لَهُ‏ «3»: تَشْتَهِي‏ «4» أَنْ تَرَاهُ؟ قَالَ: بَلى‏ «5»، قَالَ: فَأَرِنِي قَبْرَهُ».

قَالَ‏ «6»: «فَخَرَجَ و مَعَهُ بُرْدَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُتَّزِراً بِهَا «7»، فَلَمَّا انْتَهى‏ إِلَى الْقَبْرِ، تَلَمْلَمَتْ‏ «8» شَفَتَاهُ، ثُمَّ رَكَضَهُ‏ «9» بِرِجْلِهِ، فَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ و هُوَ يَقُولُ‏ «10» بِلِسَانِ الْفُرْسِ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَ لَمْ تَمُتْ و أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ؟! قَالَ: بَلى‏، و لكِنَّا مِتْنَا عَلى‏ سُنَّةِ فُلَانٍ و فُلَانٍ‏ «11»، فَانْقَلَبَتْ أَلْسِنَتُنَا». «12»

1240/ 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ و عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ:

______________________________

 (1) «الخؤُولة»: جمع الخال، أو مصدر و لا فعل له. يقال: خال بيّن الخؤُولة، و بيني و بين فلان خؤُولة. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 224: (خول).

 (2). في البصائر:+/ «و ابن أبي».

 (3). في «ب»:-/ «له». و في «بس»: «لي». و في البصائر:-/ «فقال له».

 (4). في «ب»: «تشهي». و في البصائر: «فتشتهي».

 (5). في البصائر: «نعم».

 (6) في البصائر و الوافي:-/ «قال».

 (7). في البصائر: «المستجاب» بدل «متّزراً بها».

 (8) في البصائر: «تململت». و قوله «تلملمت»، أي انضمّت، أو تحرّكت، من قولهم: كتيبة مُلَمْلَمَةٌ، أي مجتمعةمضمومة بعضها إلى بعض. و المُلَمْلَمُ: المجتمع المدوّر المضموم. و لَمْلَمَ الحَجَرَ، أي أداره. و نقل المجلسي عن بعض النسخ تقديم الميم على اللام من التململ- كما في البصائر- بمعنى التقلّب، و استظهره. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1525 (لمم).

 (9). في «ج»: «تركضه».

 (10). في البصائر:+/ «رميكا».

 (11). في البصائر:-/ «و فلان».

 (12). بصائر الدرجات، ص 273، ح 3، عن سلمة بن خطّاب، عن عبد اللَّه بن القاسم، عن عيسى بن شلقان الوافي، ج 3، ص 736، ح 1353.

486
الکافي2 (ط - دارالحديث)

113 - باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ص : 473

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، و أَثْنى‏ عَلَيْهِ، و صَلّى‏ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ «1» قبِضَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ، و لَايُدْرِكُهُ‏ «2» الْآخِرُونَ، إِنْ‏ «3» كَانَ لَصَاحِبَ‏ «4» رَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ يَمِينِهِ جَبْرَئِيلُ، و عَنْ يَسَارِهِ‏ «5» مِيكَائِيلُ، لَايَنْثَنِي‏ «6» حَتّى‏ يَفْتَحَ اللَّهُ لَهُ؛ و اللَّهِ، مَا تَرَكَ بَيْضَاءَ و لَاحَمْرَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ عَنْ عَطَائِهِ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خَادِماً لِأَهْلِهِ؛ و اللَّهِ، لَقَدْ قُبِضَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي فِيهَا قُبِضَ‏ «7» وَصِيُّ مُوسى‏ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، و اللَّيْلَةِ الَّتِي عُرِجَ فِيهَا بِعِيسَى‏ «8» بْنِ مَرْيَمَ، و اللَّيْلَةِ الَّتِي نَزَلَ‏ «9» فِيهَا الْقُرْآنُ». «10»

1241/ 9. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ: قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَمَّا غُسِّلَ‏ «11» أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، نُودُوا مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ: إِنْ أَخَذْتُمْ مُقَدَّمَ السَّرِيرِ كُفِيتُمْ مُؤَخَّرَهُ، و إِنْ أَخَذْتُمْ مُؤَخَّرَهُ كُفِيتُمْ مُقَدَّمَهُ». «12»

______________________________

 (1) في «ب، ج، بح، بف»:-/ «قد».

 (2). في «ف»: «و ما يدركه».

 (3). هكذا في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و مرآة العقول. و في «ب» و المطبوع: «إنّه». و «إنْ» مخفّفة من المثقلّة.

 (4). في «بر، بف»: «يأخذ».

 (5). في «ب»: «شماله».

 (6). في الوافي: «لا يثنى». و قوله: «لا ينثني»، أي لا ينعطف و لا ينصرف و لا يرجع؛ من الثني، و هو العطف و الصرف. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 115 (ثنى).

 (7) في «ب، ج، بح، بف»: «قبض فيها».

 (8). في «ف»: «عيسى».

 (9). يجوز فيه التثقيل أيضاً كما في «ج».

 (10). الإرشاد، ج 2، ص 7؛ و الأمالي للطوسي، ص 269، المجلس 10، ح 39؛ و تفسير فرات، ص 198، ح 257؛ و خصائص الأئمّة، ص 79، بسند آخر عن الحسن بن عليّ عليه السلام، مع زيادة و اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 740، ح 1356.

 (11). في أكثر النسخ بالتثقيل و يجوز فيه التخفيف أيضاً.

 (12). خصائص الأئمّة عليهم السلام، ص 64، و من دلائله عليه السلام عند موته، مرسلًا، مع زيادة في آخره هكذا: «و أشار عليه السلام إلى أنّ الملائكة قالت ذلك» الوافي، ج 14، ص 1339، ح 14367؛ البحار، ج 42، ص 213، ح 14؛ و ص 251، ح 53.

487
الکافي2 (ط - دارالحديث)

114 - باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام ص : 488

1242/ 10. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ‏ «1» بُكَيْرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: «لَمَّا قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَخْرَجَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ و رَجُلَانِ آخَرَانِ، حَتّى‏ إِذَا خَرَجُوا مِنَ الْكُوفَةِ تَرَكُوهَا عَنْ أَيْمَانِهِمْ‏ «2»، ثُمَّ أَخَذُوا فِي الْجَبَّانَةِ «3» حَتّى‏ مَرُّوا بِهِ‏ «4» إِلَى الْغَرِيِ‏ «5»، فَدَفَنُوهُ‏ «6» و سَوَّوْا قَبْرَهُ و انْصَرَفُوا «7»». «8»

 

114- بَابُ‏ «9» مَوْلِدِ الزَّهْرَاءِ فَاطِمَةَ «10» عَلَيْهَا السَّلَامُ‏

وُلِدَتْ فَاطِمَةُ- عَلَيْهَا و عَلى‏ بَعْلِهَا السَّلَامُ- بَعْدَ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ‏ «11» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِخَمْسِ سِنِينَ؛ و تُوُفِّيَتْ عَلَيْهَا السَّلَامُ و لَهَا ثَمَانَ عَشْرَةَ سَنَةً و خَمْسَةٌ و سَبْعُونَ يَوْماً «12»؛ و بَقِيَتْ بَعْدَ أَبِيهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خَمْسَةً و سَبْعِينَ يَوْماً. «13»

1243/ 1. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ و سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ حَبِيبٍ‏

______________________________

 (1). هكذا في جميع النسخ. و في المطبوع:-/ «بن».

 (2). في «بس، بف» و حاشية «ض»: «يمينهم».

 (3). «الجبّان» و «الجَبّانة»: الصحراء، و تسمّى بهما المقابر؛ لأنّها تكون في الصحراء، تسمية الشي‏ء بموضعه. النهاية، ج 1، ص 236 (جبن).

 (4). في «ب»:-/ «به».

 (5). تقدّم معنى الغريّ ذيل الحديث 5 من هذا الباب.

 (6). في «ج، ض»: «و دفنوه».

 (7). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف». و في «بف»:+/ «عنه». و في المطبوع: «فانصرفوا».

 (8). الوافي، ج 14، ص 1412، ح 14460.

 (9). في «ب، ض، ف، بر، بس»:-/ «باب».

 (10). في «ب، بس»: «فاطمة الزهراء» بدل «الزهراء فاطمة».

 (11). في حاشية «ج، ف، بح» و البحار: «النبيّ» بدل «رسول اللَّه».

 (12). في «بر»:-/ «ولدت فاطمة- إلى- سبعون يوماً».

 (13). الوافي، ج 3، ص 750، ذيل ح 1367؛ البحار، ج 43، ص 7، ح 10.

488
الکافي2 (ط - دارالحديث)

114 - باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام ص : 488

السِّجِسْتَانِيِّ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «وُلِدَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَعْدَ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِخَمْسِ سِنِينَ، و تُوُفِّيَتْ و لَهَا ثَمَانَ عَشْرَةَ سَنَةً و خَمْسَةٌ و سَبْعُونَ يَوْماً «1»». «2»

1244/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ يَوْماً، و كَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلى‏ أَبِيهَا، و كَانَ يَأْتِيهَا جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «3»، فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا «4» عَلى‏ أَبِيهَا، و يُطَيِّبُ نَفْسَهَا، و يُخْبِرُهَا «5» عَنْ أَبِيهَا و مَكَانِهِ، و يُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا، و كَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَكْتُبُ ذلِكَ‏ «6»». «7»

1245/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ:

عَنْ‏ «8» أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ صِدِّيقَةٌ شَهِيدَةٌ، و إِنَّ بَنَاتِ‏

______________________________

 (1). لقد و رد هذا الحديث هنا في نسخة «بف». و لكن في سائر النسخ و المطبوع و رد في باب مولد أميرالمؤمنين عليه السلام بعد الحديث التاسع. و المناسب أن يذكر في هذا الباب، و لعلّ ذكره في باب مولد أميرالمؤمنين عليه السلام من اشتباه النسّاخ، كما أشار إليه المازندراني في شرحه، ج 7، ص 211، و المجلسي في مرآة العقول، ج 5، ص 311.

 (2). الوافي، ج 3، ص 750، ح 1367؛ البحار، ج 43، ص 9، ح 13.

 (3). في الكافي، ح 641 و البصائر و البحار: «كان جبرئيل عليه السلام يأتيها».

 (4). «العزاء»: الصبر، أو حسنه. القاموس المحيط، ج 2، ص 1718 (عزى).

 (5). في «ج»: «و يخبر» بدون الضمير.

 (6). في البحار، ج 22:+/ «فهذا مصحف فاطمة عليها السلام».

 (7). الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه ذكر الصحيفة و الجفر ...، ح 641، مع زيادة. و في بصائر الدرجات، ص 153، ح 6، عن أحمد بن محمّد و محمّد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، مع زيادة الوافي، ج 3، ص 745، ح 1358؛ البحار، ج 22، ص 545، ح 63.

 (8). هكذا في جميع النسخ. و في المطبوع:-/ «عن».

489
الکافي2 (ط - دارالحديث)

114 - باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام ص : 488

الْأَنْبِيَاءِ لَايَطْمِثْنَ‏ «1»». «2»

1246/ 4. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ- رَحِمَهُ اللَّهُ- رَفَعَهُ و أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا «3» عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهُرْمُزَانِيُ‏ «4»:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا قُبِضَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ، دَفَنَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سِرّاً، و عَفَا «5» عَلى‏ مَوْضِعِ قَبْرِهَا، ثُمَّ قَامَ، فَحَوَّلَ و جْهَهُ إِلى‏ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ‏ «6»: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنِّي؛ و السَّلَامُ عَلَيْكَ عَنِ ابْنَتِكَ وَ زَائِرَتِكَ و الْبَائِتَةِ فِي الثَّرى‏ «7» بِبُقْعَتِكَ‏ «8» و الْمُخْتَارِ «9» اللَّهُ لَهَا سُرْعَةَ اللِّحَاقِ بِكَ، قَلَ‏

______________________________

 (1). طَمَثَتِ المرأة طَمْثاً من باب ضرب، إذا حاضت. المصباح المنير، ص 377 (طمث).

 (2). علل الشرائع، ص 290، ح 1، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «إنّ بنات الأنبياء لا يطمثن، و إنّما الطمث عقوبة، و أوّل من طمثت سارة» الوافي، ج 3، ص 745، ح 1359.

 (3). في «ض، بر، بس» و البحار: «حدّثني».

 (4). في «ض، بر»: «الهرمزائي». و في «ف، بح، بس»: «الهرمزاي». و في حاشية «ج»: «الهرمزي». و في حاشية «بف»: «البرمراني».

هذا، و ورد الخبر في الأمالي للمفيد، ص 281، المجلس 33، ح 7 و فيه: «عليّ بن محمّد الهرمزاني عن عليّ بن الحسين بن عليّ عن أبيه الحسين عليه السلام». و ورد أيضاً في الأمالي للطوسي، ص 109، المجلس 4، ح 166، و فيه: «عليّ بن محمّد الهرمزداني عن عليّ بن الحسين عليهما السلام عن أبيه الحسين عليه السلام».

 (5). قوله: «عفا على موضع قبرها»، أي محا أثرها. و العفو: المحو و الانمحاء. قال الفيض: «العفو: المحو. و عفاعلى الأرض: غطّاها بالنبات». و الموجود في اللغة: غَفَت الأرضُ: غطّاها النبات. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 76؛ مجمع البحرين، ج 1، ص 300 (عفا).

 (6). في «ب» و البحار: «ثمّ قال».

 (7). «الثَرى»: التراب النَدِيّ. يقال: ثرّى التراب يُثرِّيه تَثرِيةً، إذا رشّ عليه الماء. النهاية، ج 1، ص 210 (ثرا).

 (8). في حاشية «ض»: «ببقيعك». و قال في المرآة: «لعلّه تصحيف». و «البُقعة»: قطعة من أرض على غير هيئة التي على جنبها. ترتيب كتاب العين، ج 1، ص 182 (بقع).

 (9). الألف و اللام في «المختار» موصولة، و هو مضاف إلى الفاعل. و «سرعةَ» مفعول. راجع شروح الكافي.

490
الکافي2 (ط - دارالحديث)

114 - باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام ص : 488

يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ صَفِيَّتِكَ‏ «1» صَبْرِي، و عَفَا عَنْ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ تَجَلُّدِي‏ «2» إِلَّا «3» أَنَّ فِي التَّأَسِّي لِي‏ «4» بِسُنَّتِكَ فِي فُرْقَتِكَ مَوْضِعَ تَعَزٍّ «5»، فَلَقَدْ «6» و سَّدْتُكَ‏ «7» فِي مَلْحُودَةِ «8» قَبْرِكَ، وَ فَاضَتْ نَفْسُكَ بَيْنَ نَحْرِي و صَدْرِي، بَلى‏ «9» و فِي كِتَابِ اللَّهِ لِي‏ «10» أَنْعَمُ الْقَبُولِ‏ «إِنَّا «11» لِلَّهِ‏ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» «12»، قَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ، و أُخِذَتِ‏ «13» الرَّهِينَةُ، و أُخْلِسَتِ‏ «14» الزَّهْرَاءُ،

______________________________

 (1). صَفِيَّةُ الرجل: التي تُصافيه الوُدَّ و تُخلصه له، فعيلة بمعنى فاعلة أو مفعولة. راجع: النهاية، ج 3، ص 40 (صفا).

 (2). «التجلّد»: تكلّف الجَلَد و الجَلادَة، و هو الصَلابة و القوّة و الشدّة و الصبر. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 125- 126 (جلد).

 (3). في مرآة العقول: «يمكن أن يقرأ «إلّا» بالكسر و التشديد، و بالفتح و التخفيف و كسر «إنّ». و قد ضبط بهما في النهج، و لكلّ منهما و جه». و في شرح المازندراني: «و في بعض النسخ: موضع ثغر ... و الأنسب بهذا المعنى أن يقرأ «ألا» بالتخفيف، للتنبيه، و «إنّ» بكسر الهمزة».

 (4). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و مرآة العقول و البحار و الأمالي للمفيد و الطوسي. و في المطبوع: «أنّ لي في التأسّي».

 (5). في الوافي: «أشار بسنّته صلّى اللَّه عليه و آله إلى الصبر في المصائب، فإنّه صلّى اللَّه عليه و آله كان صبوراً في المصائب. أراد عليه السلام أنّي قد تأسّيت بسنّتك في فرقتك، يعني صبرتُ عليها؛ فبالحريّ بي أن أصبر في فرقة ابنتك، فإنّ مصيبتي بك أعظم. و قد و رد عن النبيّ صلى الله عليه و آله: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنّها من أعظم المصائب». و عنه صلى الله عليه و آله: «من عظمت مصيبته فليذكر مصيبته بي، فإنّها ستهون عليه».

 (6). في «بح، بر»: «و لقد».

 (7). «وَسَّدْتُكَ»، أي و ضعت رأسك على وِسادة، و هي المِخَدَّةُ. و أمّا الوِسادُ بغير الهاء فكلّ شي‏ء يوضع تحت الرأس و إن كان من التراب أو الحجارة. راجع: ترتيب كتاب العين، ج 3، ص 1950 (وسد).

 (8). في حاشية «بح»: «ملحود». و «اللَحْدُ» و «اللُحْدُ»: الشقّ الذي يكون في جانب القبر، أو في عُرْضه، أي و سطه. و الملحود كاللحد صفة غالبة فالإضافة لظرفيّة. و يقال: لَحَدَ القبرَ، أي عمل له لحداً، فالقبر ملحود، فالإضافة بيانيّة. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 388 (لحد).

 (9). في «بس»:-/ «بلى».

 (10). في «بس»:-/ «لي».

 (11). في «بف»: «فإنّا».

 (12). البقرة (2): 156.

 (13). في «ف»: «استرجعتَ» و «أخذتَ» على المخاطب المعلوم. و قال في مرآة العقول: «الفعل فيها و في قرينتيها إمّا على بناء المجهول، أو المعلوم».

 (14). في «ب، ف»: «أخلستَ» على المخاطب المعلوم. و في «بس و حاشية «ض» و الأمالي للمفيد و الطوسي: ف «اختلست». و قال في مرآة العقول «و هو أظهر، و الاختلاس أخذ الشي‏ء بسرعة حبّاً له». و قال المازندراني في شرحه: «أخلستُ فلاناً، أي أخذت حقّه». و لكنّ اللغة لا تساعده؛ فإنّ «أَفْعَلَ» من الخلس لازم. راجع: لسان العرب، ج 6، ص 65- 66 (خلس).

491
الکافي2 (ط - دارالحديث)

114 - باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام ص : 488

فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ و الْغَبْرَاءَ «1» يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ «2»؛ و أَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ «3»، و هَمٌ‏ «4» لَايَبْرَحُ مِنْ قَلْبِي أَوْ يَخْتَارَ اللَّهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا مُقِيمٌ، كَمَدٌ «5» مُقَيِّحٌ‏ «6»، و هَمٌّ مُهَيِّجٌ، سَرْعَانَ مَا فَرَّقَ بَيْنَنَا، و إِلَى اللَّهِ أَشْكُو، و سَتُنْبِئُكَ‏ «7» ابْنَتُكَ بِتَظَافُرِ «8» أُمَّتِكَ عَلى‏ هَضْمِهَا «9»، فَأَحْفِهَا «10» السُّؤَالَ، و اسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ، فَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ‏ «11» مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا «12» لَمْ تَجِدْ إِلى‏

______________________________

 (1). «الخضراء»: السماء لخُضْرَة لونها. و «الغبراء»: الأرض لغُبْرة لونها، أو لما فيها من الغُبار. راجع: لسان العرب، ج 5، ص 5 (غبر).

 (2). في «بس» و حاشية «ض، بر»: «فشديد».

 (3). «فَمُسَهَّدٌ»، أي لا نوم فيه، اسم مكان من السُهْد، و هو الأَرَقُ، أي ذهاب النوم في الليل. و السُهُد: القليلُ النوم. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 424؛ مجمع البحرين، ج 3، ص 75 (سهد).

 (4). اختار المازندراني في شرحه كونه مبتدأً و خبره «كمد». و احتمل في مرآة العقول كونه خبراً لمبتدأ محذوف، أو مبتدأً و خبره «كمد»، أو عطفاً على «مسهّد».

 (5). «الكَمَدُ»: الحزن المكتوم. و قيل: هو أشدّ الحزن. لسان العرب، ج 3، ص 381 (كمد). و احتمل المازندراني، و المجلسي كون الكلمة بكاف التشبيه و كسر الميم و شدّ الدال، بمعنى القيح. و ما في اللغة هو «المِدّة». قال في المرآة: «و هو مضاف إلى «مقيح» اسم فاعل من باب الإفعال أو التفعيل، أي جرح ذي قيح».

 (6). «مُقَيِّحٌ»: اسم فاعل من قَيَّحَ الجَرْحُ، أي صار فيه القَيْح. قال العلّامة المجلسي: «كمد مقيّح، أي حزن شديديخرج قلبي و يقيّحه، أي يوجب سيلان القيح منه». راجع: المصباح المنير، ص 521 (قيح).

 (7). يجوز من التفعيل أيضاً.

 (8). يصحّ الكلمة بالظاء و الضاد المعجمتين، و كذا باللظاء و الهاء. و اتّفقت النسخ على الأوّل. و قال في مرآةالعقول: «و الضاد المعجمة أوفق بما في كتب اللغة ... و كأنّ التصحيف من النسّاخ».

 (9). «الهَضْمُ»: الكَسْرُ. تقول: هَضَمْتُ الشي‏ءَ، أي كسرته. و يقال: هَضَمهُ حقَّه و اهتضمه، إذا ظلمه و كسر عليه حقّه. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2059 (هضم).

 (10). «الإحفاء»: الاستقصاء في الكلام و السؤال. يقال: أحفى فلان بصاحبه، و حَفِيَ به، و تَحَفّى، أي بالغ في برّه و السؤال عن حاله. و أحفى فلان فلاناً، أي سأله فأكثر عليه في الطلب. لسان العرب، ج 14، ص 188 (حفا).

 (11). «الغَلِيلُ»: حرارة الجوفِ، و حرارة الحبّ و الحزن. القاموس المحيط، ج 2، ص 137 (غلل).

 (12). «مُعْتَلِجٌ بصدرها»، أي متلاطم فيه؛ من اعتلجت الأمواج، أي تلاطمت و التطمت و ضرب بعضها بعضاً ف؛ من اللَطْم و هو ضرب الوجه و نحوه بالكفّ. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 327 (علج).

492
الکافي2 (ط - دارالحديث)

114 - باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام ص : 488

بَثِّهِ‏ «1» سَبِيلًا، و سَتَقُولُ، و يَحْكُمُ اللَّهُ و هُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ‏ «2».

سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَاقَالٍ‏ «3» و لَاسَئِمٍ‏ «4»، فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ، و إِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا و عَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ، و اهَ‏ «5» و اهاً، و الصَّبْرُ أَيْمَنُ و أَجْمَلُ، و لَوْ لَاغَلَبَةُ الْمُسْتَوْلِينَ لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ و اللَّبْثَ لِزَاماً مَعْكُوفاً، و لَأَعْوَلْتُ‏ «6» إِعْوَالَ الثَّكْلى‏ «7» عَلى‏ جَلِيلِ الرَّزِيَّةِ «8»، فَبِعَيْنِ اللَّهِ تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرّاً، و تُهْضَمُ‏ «9» حَقَّهَا «10»، و تُمْنَعُ‏ «11» إِرْثَهَا «12»، و لَمْ يَتَبَاعَدِ

______________________________

 (1). بَثَّ الخبرَ و أبثّه بمعنى، أي نشره. يقال: أبثثتك سرّي، أي أظهرته لك. و بثّث الخبرَ، شُدّد للمبالغة، فانبثّ، أي انتشر. الصحاح، ج 1، ص 273 (بثث).

 (2). في البحار:+/ «و السلام عليكما». و في الأمالي للمفيد و الطوسي:+/ «سلام عليك يا رسول اللَّه».

 (3). «قالٍ»، أي مبغض؛ من القلى بمعنى البغض، فإن فتحت القاف مددت. قال المجلسي: «لا قالٍ، بالجرّ نعت‏مودّع، أو بالرفع بتقدير: لا هو قالٌ، و الجملة نعت مودّع». راجع: الصحاح، ج 6، ص 2467 (قلا).

 (4). في «بر»: «لا سائم». و «السَئِمُ»: الملول و الضَجِرُ، من السَآمَة، و هو المَلَلُ و الضَجَرُ. يقال: سَئِمَ الشي‏ءَ و منه سَأماً و سَآمةً، أي ملّه و ضجر منه. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 280 (سئم).

 (5). في «ب»: «فآه». و في البحار: «واهاً». و في شرح المازندراني: «الظاهر أنّ الواوين للعطف و الربط». و في مرآةالعقول: «الواو فيهما جزء الكلمة، أو للعطف، أو في إحداهما للعطف و في الاخرى جزء الكلمة ... و على التقادير الأوّل غير منوّن و الثاني منوّن». و معنى «واهَ»: التلهّف، أي الحزن و التحسّر. و قد توضع موضع الإعجاب بالشي‏ء. يقال: و اهاً له. و قد ترد بمعنى التوجّع، أي التألّم. و ينوّن و لا ينوّن، فالتنوين عَلَمُ التنكير و تركه عَلَمُ التعريف. راجع: النهاية، ج 5، ص 144؛ لسان العرب، ج 13، ص 564 (ويه).

 (6). «لأعولتُ»، أي لبكيت رافعاً صوتي؛ من العَوْل و العَوْلة بمعنى رفع الصوت بالبكاء. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1776 (عول).

 (7). «الثكلى»: المرأة الفاقدة لزوجها، أو و لدها؛ من الثُكْل و الثَكل بمعنى فقدان المرأة و لدها، أو فقدان الحبيب. و أكثر ما يستعمل في فقدان المرأة زوجها، أو في فقدان الرجل و المرأة و لدهما. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 88 (ثكل).

 (8). «الرَزِيّة»: المصيبة، و الجمع: رزايا. و أصلها الهمز، يقال: رَزَأْتُهُ. المصباح المنير، ص 226 (رزى).

 (9). في شرح المازندراني و الوافي: «يهضم».

 (10). في الأمالي للمفيد و الطوسي:+/ «قهراً».

 (11). في شرح المازندراني و الوافي و البحار: «و يمنع».

 (12). في الأمالي للمفيد و الطوسي:+/ «جهراً».

493
الکافي2 (ط - دارالحديث)

114 - باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام ص : 488

الْعَهْدُ «1»، و لَمْ يَخْلَقْ‏ «2» مِنْكَ الذِّكْرُ، و إِلَى اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمُشْتَكى‏، و فِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْسَنُ الْعَزَاءِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، و عَلَيْهَا السَّلَامُ و الرِّضْوَانُ». «3»

1247/ 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ‏ «4»:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «5»: مَنْ غَسَّلَ‏ «6» فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ؟ قَالَ:

 «ذَاكَ‏ «7» أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ». و كَأَنِّي‏ «8» اسْتَعْظَمْتُ‏ «9» ذلِكَ مِنْ قَوْلِهِ، فَقَالَ‏ «10»: «كَأَنَّكَ ضِقْتَ‏ «11» بِمَا «12» أَخْبَرْتُكَ بِهِ؟»، قَالَ‏ «13»: فَقُلْتُ‏ «14»: قَدْ كَانَ ذَاكَ‏ «15» جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ‏ «16»:

______________________________

 (1). في «بر» و الوافي: «الدهر».

 (2). في الأمالي للمفيد و نهج البلاغة: «و لم يخل». و خَلَقَ الشي‏ء- كنصر- و خَلُقَ و خَلِقَ و أخلق، أي بَليَ. و المراد طراوة الذكر و كونه جديداً. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 88 (خلق).

 (3). الأمالي للمفيد، ص 281، المجلس 33، ح 7؛ و الأمالي للطوسي، ص 109، المجلس 4، ح 20، بسندهما عن أحمد بن إدريس، و فيهما عن عليّ بن الحسين عليه السلام، عن الحسين بن عليّ عليه السلام. نهج البلاغة، ص 319، الخطبة 202 من قوله: «السلام عليك يا رسول اللَّه عنّي» إلى قوله: «بما و عد اللَّه الصابرين»، و في كلّها مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 748، ح 1366؛ البحار، ج 43، ص 193، ح 21.

 (4). في «ض، بف» و حاشية «بر»:+/ «بن عمر».

 (5). في الوافي و البحار، ج 27: «قلت له».

 (6). يجوز فيه التخفيف أيضاً.

 (7). في «بف»:-/ «ذاك».

 (8). في «ف، بح، بس، بف» و التهذيب و الاستبصار و العلل و البحار، ج 27: «فكأنّي». و في الوسائل: «فكأنّما».

 (9). في الكافي، ح 4415: «استفظت».

 (10). في الكافي، ح 4415:+/ «لي».

 (11). «ضِقْتَ»، أي ضِقْتَ به صدراً و ضاق صدرك به. و الاسم: الضَيْقُ و الضِيقُ، و هو الشكّ في القلب. يقال: في صدر فلان ضِيق علينا و ضَيْقٌ. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 208 (ضيق).

 (12). في الكافي، ح 4415، و الاستبصار و العلل: «ممّا».

 (13). في الكافي، ح 4415:-/ «به قال».

 (14). في «ب»: «قلت».

 (15). في «ف»: «و لكان ذلك». و في الكافي، ح 4415، و التهذيب و الاستبصار و العلل و الوسائل و البحار، ج 27: «ذلك». و في البحار، ج 14:-/ «ذاك».

 (16). في الكافي، ح 4415، و الاستبصار:-/ «قال».

494
الکافي2 (ط - دارالحديث)

114 - باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام ص : 488

فَقَالَ: «لَا تَضِيقَنَّ؛ فَإِنَّهَا صِدِّيقَةٌ، و «1» لَمْ يَكُنْ يُغَسِّلُهَا «2» إِلَّا صِدِّيقٌ، أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مَرْيَمَ لَمْ يُغَسِّلْهَا إِلَّا عِيسى‏ «3»؟». «4»

1248/ 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ و أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَا: «إِنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ لَمَّا أَنْ‏ «5» كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا كَانَ، أَخَذَتْ بِتَلَابِيبِ‏ «6» عُمَرَ، فَجَذَبَتْهُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: أَمَا و اللَّهِ، يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، لَوْ لَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُصِيبَ الْبَلَاءُ مَنْ لَاذَنْبَ لَهُ، لَعَلِمْتَ أَنِّي‏ «7» سَأُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ‏ «8»، ثُمَّ أَجِدُهُ سَرِيعَ الْإِجَابَةِ». «9»

1249/ 7. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا وُلِدَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ، أَوْحَى اللَّهُ إِلى‏ مَلَكٍ، فَأَنْطَقَ‏ «10» بِهِ‏

______________________________

 (1). في الكافي، ح 4415، و التهذيب و الاستبصار:-/ «و».

 (2). يجوز فيه و فيما يأتي التخفيف أيضاً.

 (3). في حاشية «ج»:+/ «ابنها».

 (4). الكافي، كتاب الجنائز، باب الرجل يغسل المرأة ...، ح 4415، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن سالم، عن مفضّل بن عمر، مع زيادة في آخره؛ علل الشرائع، ص 184، ح 1، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى؛ الاستبصار، ج 1، ص 199، ح 703؛ التهذيب، ج 1، ص 440، ح 1422، مع زيادة في آخره، و فيهما عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي نصر الوافي، ج 3، ص 745، ح 1360؛ الوسائل، ج 2، ص 530، ح 2825؛ البحار، ج 27، ص 291، ح 7.

 (5). في «بف» و البحار:-/ «أن».

 (6). «التَلابِيبُ»: جمع التَلْبِيب، و هو مَجمع ما في موضع اللَبَب من ثياب الرجل. و اللَبَب: موضع القلادة من‏الصدر. يقال: لبّبه و أخذ بتلبيبه و تلابيبه، إذا جمعتَ ثيابه عند صدره و نَحْره ثمّ جررته. راجع: النهاية، ج 1، ص 193 (تلب)؛ لسان العرب، ج 1، ص 734 (لبب).

 (7). في البحار:-/ «أنّي».

 (8). و القسم على اللَّه أن يقول: بحقّك فافعل كذا. و إنّما عدّي ب «على» لأنّه ضُمِّن معنى التحكّم. المغرب، ص 294 ذيل (طمر).

 (9). الوافي، ج 2، ص 188، ح 648.

 (10). في مرآة العقول: «فانطلق».

495
الکافي2 (ط - دارالحديث)

114 - باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام ص : 488

لِسَانَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَسَمَّاهَا فَاطِمَةَ، ثُمَّ قَالَ‏ «1»: إِنِّي فَطَمْتُكِ‏ «2» بِالْعِلْمِ، و فَطَمْتُكِ مِنَ‏ «3» الطَّمْثِ‏ «4»».

ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَ اللَّهِ، لَقَدْ فَطَمَهَا اللَّهُ بِالْعِلْمِ و عَنِ الطَّمْثِ فِي الْمِيثَاقِ‏ «5»». «6»

1250/ 8. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏: «قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ: يَا فَاطِمَةُ، قُومِي فَأَخْرِجِي تِلْكَ الصَّحْفَةَ «7»، فَقَامَتْ فَأَخْرَجَتْ‏ «8» صَحْفَةً «9» فِيهَا ثَرِيدٌ «10» و عُرَاقٌ‏ «11» يَفُورُ «12»، فَأَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و عَلِيٌّ و فَاطِمَةُ و الْحَسَنُ و الْحُسَيْنُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْماً، ثُمَّ إِنَّ أُمَّ أَيْمَنَ رَأَتِ‏

______________________________

 (1). في «بر»: «فقال» بدل «ثمّ قال».

 (2). في «بس»: «قد فطمتك». و قوله: «فطمتك»، من الفطم بمعنى القطع و الفصل و المنع. و احتمل المجلسي كونه من باب التفعيل، أي جعلتك قاطعة الناس من الجهل. راجع: المصباح المنير، ص 477 (فطم).

 (3). في العلل: «عن». و اتّفقت النسخ هنا على «من» و فيما سيأتي على «عن». و جاء استعمال هذه المادّة بكليهما في اللغة.

 (4). تقدّم معنى الطمث ذيل الحديث 2 من هذا الباب.

 (5). في العلل: «بالميثاق».

 (6). علل الشرائع، ص 179، ح 4، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن صالح بن عقبة الوافي، ج 3، ص 746، ح 1362.

 (7). «الصحفه»: إناء كالقَصْعَة المبسوطة و نحوها، و قطعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة. و جمعها: صِحافٌ. و قال‏العلّامة الفيض: «و في إتيان الصحفة من الجنّة لآل العبا سرّ لطيف، و ذلك لأنّهم كانوا خمسة، و هي تشبع خمسة». راجع: النهاية، ج 3، ص 13؛ المغرب، ص 263 (صحف).

 (8). في «ج»: «و أخرجت».

 (9). في «بر»: «صحيفة».

 (10). «الثَرِيدُ»: الخبز المفتوت المكسور، فعيل بمعنى مفعول؛ من ثَرَدْتُ الخُبْز ثَرْداً- من باب قتل- و هو أن تَفُتَّه، أي تكسره بالأصابع، ثمّ تبلّه بمَرَقٍ و هو الماء الذي اغلي فيه اللحم. راجع: المصباح المنير، ص 81 (ثرد).

 (11). قال الجوهري: «العَرْقُ: العظم الذي اخذ عنه اللحم، و الجمع: عُراق». و في القاموس: «العَرْقُ و العُراق: العظم اكل لحمه، أو العَرْق: العظم بلحمه، فإذا اكل لحمه فعُراق، أو كلاهما لكيهما». راجع: الصحاح، ج 4، ص 1523؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1204 (عرق).

 (12). في الوافي: «تفور». و فارَتِ القِدرُ تَفُورُ فَوْراً و فَوَراناً: جاشت. الصحاح، ج 2، ص 783 (فور).

496
الکافي2 (ط - دارالحديث)

114 - باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام ص : 488

الْحُسَيْنَ مَعَهُ شَيْ‏ءٌ، فَقَالَتْ لَهُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هذَا؟ قَالَ: إِنَّا لَنَأْكُلُهُ مُنْذُ أَيَّامٍ، فَأَتَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَاطِمَةَ، فَقَالَتْ: يَا فَاطِمَةُ، إِذَا كَانَ عِنْدَ أُمِّ أَيْمَنَ شَيْ‏ءٌ، فَإِنَّمَا هُوَ لِفَاطِمَةَ وَ وُلْدِهَا «1»، و إِذَا كَانَ عِنْدَ فَاطِمَةَ شَيْ‏ءٌ، فَلَيْسَ لِأُمِّ أَيْمَنَ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ؟ فَأَخْرَجَتْ لَهَا مِنْهُ، فَأَكَلَتْ مِنْهُ أُمُّ أَيْمَنَ و نَفِدَتِ الصَّحْفَةُ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَمَا لَوْ لَاأَنَّكِ أَطْعَمْتِهَا «2» لَأَكَلْتِ مِنْهَا أَنْتِ و ذُرِّيَّتُكِ إِلى‏ أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَ الصَّحْفَةُ عِنْدَنَا، يَخْرُجُ بِهَا «3» قَائِمُنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي زَمَانِهِ». «4»

1251/ 9. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍ‏ «5»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ لَهُ أَرْبَعَةٌ و عِشْرُونَ و جْهاً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ، لَمْ أَرَكَ فِي مِثْلِ هذِهِ الصُّورَةِ؟ قَالَ الْمَلَكُ: لَسْتُ بِجَبْرَئِيلَ يَا مُحَمَّدُ «6»، بَعَثَنِي اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- أَنْ أُزَوِّجَ‏

______________________________

 (1). في البحار: «و لولدها».

 (2). في «بر»: «أما إنّك لولا أطعمتها».

 (3). في «ف»: «منها».

 (4). الوافي، ج 3، ص 746، ح 1363؛ البحار، ج 43، ص 63، ح 55.

 (5). لم يُعهَد رواية معلّى بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن عليّ، و المعهود من هذا الطريق رواية الحسين بن‏محمّد عن معلّى بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه عن عليّ بن جعفر، كما في الكافي، ح 2156 و 2325 و 2795 و 2799. بل أكثر روايات أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه قد و ردت من طريق معلّى بن محمّد. راجع: معجم رجال الحديث، ج 2، ص 286.

و الخبر رواه الصدوق في الخصال، ص 640، ح 17؛ و الأمالي، ص 474، المجلس 86، ح 19، و فيهما: «أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي». كما أنّ في معاني الأخبار، ص 103، ح 1: «أحمد بن محمّد البزنطي»، لكنّ الجزم بصحّة هذه الموارد مشكل؛ فإنّه يحتمل أنّ «أحمد بن محمّد» كان في الأصل مطلقاً، و فُسِّر بالبزنطي، بتخيّل انطباق هذا العنوان المشترك عليه.

 (6). في الأمالي و الخصال و المعاني: «أنا محمود» بدل «يا محمّد».

497
الکافي2 (ط - دارالحديث)

114 - باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام ص : 488

النُّورَ مِنَ النُّورِ، قَالَ: مَنْ‏ «1» مِمَّنْ؟ قَالَ: فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ».

قَالَ: «فَلَمَّا و لَّى الْمَلَكُ إِذَا «2» بَيْنَ كَتِفَيْهِ‏ «3»: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، عَلِيٌّ و صِيُّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مُنْذُ كَمْ كُتِبَ هذَا بَيْنَ كَتِفَيْكَ؟ فَقَالَ: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِاثْنَيْنِ وَ عِشْرِينَ أَلْفَ عَامٍ». «4»

1252/ 10. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ و غَيْرُهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ:

سَأَلْتُ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَبْرِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «5»: «دُفِنَتْ فِي بَيْتِهَا، فَلَمَّا زَادَتْ بَنُو أُمَيَّةَ فِي الْمَسْجِدِ صَارَتْ‏ «6» فِي الْمَسْجِدِ». «7»

1253/ 11. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنِ الْخَيْبَرِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَوْ لَاأَنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- خَلَقَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، مَا كَانَ لَهَا كُفْوٌ عَلى‏ ظَهْرِ «8» الْأَرْضِ مِنْ آدَمَ‏

______________________________

 (1). في «بح»:-/ «من».

 (2). في «ف»: «إذاً».

 (3). في المعاني:+/ «مكتوب».

 (4). الأمالي للصدوق، ص 592، المجلس 86، ح 19؛ و الخصال، ص 640، باب ما بعد الألف، ح 17؛ و معاني الأخبار، ص 103، ح 1، عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن عليّ بن جعفر الوافي، ج 3، ص 747، ح 1364.

 (5). في «بح»: «قال».

 (6). في حاشية «ف»: «صار»، أي البيت.

 (7). قرب الإسناد، ص 367، ح 1314، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، مع زيادة و اختلاف يسير. و في عيون الأخبار، ج 1، ص 311، ح 76؛ و معاني الأخبار، ص 268، ذيل ح 1، بسندهما عن سهل بن زياد الآدمي. التهذيب، ج 3، ص 255، ح 705، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر. الفقيه، ج 1، ص 229، ح 685؛ و ج 2، ص 572 مرسلًا؛ التهذيب، ج 6، ص 9، ذيل ح 10 مرسلًا، مع اختلاف يسير الوافي، ج 14، ص 1366، ح 14408؛ الوسائل، ج 14، ص 368، ذيل ح 19406.

 (8). في حاشية «ض»: «وجه». و في الأمالي:-/ «ظهر».

498
الکافي2 (ط - دارالحديث)

115 - باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما ص : 499

وَ مَنْ‏ «1» دُونَهُ‏ «2»». «3»

 

115- بَابُ‏ «4» مَوْلِدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا

وُلِدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي سَنَةِ بَدْرٍ، سَنَةِ اثْنَتَيْنِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ.

وَ رُوِيَ: أَنَّهُ وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ؛ و مَضى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شَهْرِ صَفَرٍ فِي آخِرِهِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ و أَرْبَعِينَ؛ و مَضى‏ و هُوَ ابْنُ سَبْعٍ و أَرْبَعِينَ سَنَةً و أَشْهُرٍ. و أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ. «5»

1254/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ «6»، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ:

عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ‏ «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ الْوَفَاةُ بَكى‏، فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ‏ «8» رَسُولِ اللَّهِ، تَبْكِي‏ «9» و مَكَانُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «10» الَّذِي أَنْتَ بِهِ‏ «11»، و قَدْ قَالَ فِيكَ‏ «12»

______________________________

 (1). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي: «فمن». و في «ب» و حاشية «ض»: «فما».

 (2). في الأمالي:-/ «من آدم و من دونه».

 (3). الأمالي للطوسي، ص 43، المجلس 2، ح 15، بسنده عن الكليني. التهذيب، ج 7، ص 470، ح 1882، بسند آخر الوافي، ج 3، ص 748، ح 1365.

 (4). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (5). الوافي، ج 3، ص 755، ذيل ح 1374؛ البحار، ج 44، ص 162، ذيل ح 31.

 (6). في الوسائل:-/ «عن عليّ بن مهزيار». و هو سهو ظاهراً؛ فإنّه لم يثبت رواية الحسين بن إسحاق، عن‏الحسين بن سعيد مباشرةً في موضع، و المتكرّر في الأسناد رواية الحسين بن إسحاق [التاجر] عن عليّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد. انظر: الكافي، ح 2868؛ الأمالي للصدوق، ص 508، المجلس 76، ح 5؛ ثواب الأعمال، ص 162، ح 1؛ الخصال، ص 39، ح 25؛ علل الشرائع، ص 418، ح 5.

 (7). في «ف»:+/ «بن عليّ».

 (8). في الزهد:+/ «بنت».

 (9). في الزهد: «أ تبكي».

 (10). في الزهد:+/ «مكانك».

 (11). في «ف» و الزهد: «فيه».

 (12). في الزهد:+/ «رسول اللَّه صلى الله عليه و آله».

499
الکافي2 (ط - دارالحديث)

115 - باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما ص : 499

مَا قَالَ، و قَدْ حَجَجْتَ عِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِياً «1»، و قَدْ قَاسَمْتَ‏ «2» مَالَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتّى‏ النَّعْلَ بِالنَّعْلِ‏ «3»؟

فَقَالَ: إِنَّمَا أَبْكِي‏ «4» لِخَصْلَتَيْنِ: لِهَوْلِ‏ «5» الْمُطَّلَعِ‏ «6»، و فِرَاقِ الْأَحِبَّةِ». «7»

1255/ 2. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ و عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍ‏ «8»، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ «9»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قُبِضَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ و هُوَ ابْنُ سَبْعٍ و أَرْبَعِينَ‏

______________________________

 (1). في الزهد: «و قد حججتَ عشرين حجّة راكباً و عشرين حجّة ماشياً».

 (2). في الزهد:+/ «ربّك».

 (3). في الزهد:-/ «بالنعل».

 (4). في «ف»: «نبكي».

 (5). في الزهد: «هول».

 (6). «المُطَّلَعُ»: مكان الاطّلاع من موضع عال. يقال: مُطَّلَعُ هذا الجبل من مكان كذا، أي مأتاه و مَصْعَدُهُ. و المراد به هنا المَوْقِف يوم القيامة، أو ما يُشْرِف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت، فشبّهه بالمُطَّلَع الذي يُشْرَف عليه من موضع عالٍ. راجع: النهاية، ج 3، ص 132- 133 (طلع)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 221؛ مرآة العقول، ج 5، ص 353.

 (7). الزهد، ص 150، ح 217 و في الأمالي للصدوق، ص 222، المجلس 39، ح 9؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 303، ح 62، بسند آخر عن الرضا، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ عليهم السلام. كفاية الأثر، ص 20 الوافي، ج 3، ص 753، ح 1372؛ الوسائل، ج 11، ص 131، ذيل ح 14444.

 (8). هكذا في النسخ، و في المطبوع: «عن أخيه عليّ [بن مهزيار]».

 (9). هكذا في «ظ، ف». و في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و المطبوع: «الحسن بن سعيد».

و الظاهر أنّ هذا الخبر قطعة من خبر طويلٍ و رد في و فيات الأئمّة عليهم السلام، و قد و رد بعض قطعاته الاخرى في الكافي، ح 1260 و 1274 و 1280 و 1287 و 1297 و 1308 و 1320. و المذكور في أكثر هذه المواضع هو «الحسين بن سعيد»؛ فإنّ المذكور في المطبوع و جميع النسخ التي قوبلت، في ح 1260 و 1274 و 1280 و 1287 و 1308، هو الحسين». و هكذا في ص ح 1297 إلّا في نسخه و احدة. و المذكور في أكثر النسخ، في ح 1320 هو «الحسن».

يؤيّد ذلك أنّه لم يُعهد رواية الحسن بن سعيد عن [محمّد] بن سنان عن [عبد اللَّه‏] بن مسكان إلّا في التهذيب، ج 2، ص 164، ح 648؛ و الاستبصار، ج 1، ص 292، ح 1073، و الخبر في الموضعين و احد، و المعهود المتكرّر و قوع الحسين بن سعيد في هذا الطريق، سواء كان في أسناد الكتب الأربعة أو في غيرها. انظر على سبيل المثال: معجم رجال الحديث، ج 16، ص 388- 389، و ص 400.

500
الکافي2 (ط - دارالحديث)

115 - باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما ص : 499

سَنَةً، فِي عَامِ‏ «1» خَمْسِينَ سَنَةً «2»؛ عَاشَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً». «3»

1256/ 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ:

إِنَّ جَعْدَةَ بِنْتَ الْأَشْعَثِ‏ «4» بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ سَمَّتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و سَمَّتْ مَوْلَاةً لَهُ، فَأَمَّا مَوْلَاتُهُ فَقَاءَتِ السَّمَّ؛ و أَمَّا الْحَسَنُ فَاسْتَمْسَكَ فِي بَطْنِهِ، ثُمَّ انْتَفَطَ «5» بِهِ، فَمَاتَ. «6»

1257/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ النَّهْدِيِ‏ «7»، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ الْكُنَاسِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي بَعْضِ عُمَرِهِ‏ «8»- و مَعَهُ‏

______________________________

 (1). في حاشية «ج»: «سنة».

 (2). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف». و في المطبوع:-/ «سنة».

 (3). الوافي، ج 3، ص 754، ح 1374؛ البحار، ج 44، ص 144، ح 10.

 (4). هكذا في النسخ. و في المطبوع: «أشعث».

 (5). في «بح» و حاشية «ض، بس، بف»: «انتقض». قال في مرآة العقول: «و في بعض النسخ: فانتقض به، بالقاف، أي كسره. و في بعضها بالفاء، أي تفرّق بعض أحشائه».

و معنى قوله: «انتفط»: تورّم، أو غلى، يقال: نَفِطَتْ يده و تنفّطت، أي قَرِحَت من العمل، أو هو ما يصيبها بين الجلد و اللحم من الماء. و يقال لها بالفارسيّة: «تاول» و «آبله». راجع: لسان العرب، ج 7، ص 416؛ المصباح المنير، ص 618 (نفط).

 (6). الوافي، ج 3، ص 753، ح 1371؛ البحار، ج 44، ص 144، ح 12.

 (7). الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 256، ح 10: عن الهيثم النهدي عن إسماعيل بن مروان- و الصواب إسماعيل بن مهران، كما في البحار، ج 43، ص 323، ح 1 و بعض المخطوطات البصائر- فقد روى الهيثم النهدي عن إسماعيل بن مهران في بصائر الدرجات، ص 443، ح 9، و روى عنه بعنوان الهيثم بن أبي مسروق النهدي في الأمالي للصدوق، ص 435، المجلس 81، ح 1؛ و فضائل الأشهر الثلاثة، ص 37، ح 15 و الاختصاص، ص 328.

فعليه، الظاهر و قوع التصحيف في عنوان «القاسم النهدي» و أنّ الصواب «الهيثم النهدي».

 (8). في البصائر: «عمرة».

501
الکافي2 (ط - دارالحديث)

115 - باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما ص : 499

رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الزُّبَيْرِ كَانَ يَقُولُ بِإِمَامَتِهِ‏ «1»- فَنَزَلُوا فِي مَنْهَلٍ‏ «2» مِنْ تِلْكَ الْمَنَاهِلِ‏ «3» تَحْتَ نَخْلٍ يَابِسٍ قَدْ يَبِسَ مِنَ الْعَطَشِ‏ «4»، فَفُرِشَ لِلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ تَحْتَ نَخْلَةٍ، و فُرِشَ لِلزُّبَيْرِيِّ بِحِذَاهُ‏ «5» تَحْتَ نَخْلَةٍ أُخْرى‏».

قَالَ: «فَقَالَ الزُّبَيْرِيُّ- و رَفَعَ رَأْسَهُ-: لَوْ كَانَ فِي هذَا النَّخْلِ رُطَبٌ لَأَكَلْنَا مِنْهُ‏ «6»، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: و إِنَّكَ لَتَشْتَهِي الرُّطَبَ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرِيُّ: نَعَمْ».

قَالَ: «فَرَفَعَ‏ «7» يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَدَعَا بِكَلَامٍ لَمْ أَفْهَمْهُ‏ «8»، فَاخْضَرَّتِ النَّخْلَةُ، ثُمَّ صَارَتْ إِلى‏ حَالِهَا، فَأَوْرَقَتْ، و حَمَلَتْ رُطَباً، فَقَالَ‏ «9» الْجَمَّالُ الَّذِي اكْتَرَوْا مِنْهُ: سِحْرٌ «10» وَ اللَّهِ».

قَالَ: «فَقَالَ‏ «11» الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: و يْلَكَ، لَيْسَ بِسِحْرٍ، و لكِنْ دَعْوَةُ ابْنِ نَبِيٍّ مُسْتَجَابَةٌ «12»».

قَالَ: «فَصَعِدُوا إِلَى‏ «13» النَّخْلَةِ، فَصَرَمُوا «14» مَا كَانَ فِيهَا «15»،

______________________________

 (1). في البصائر:+/ «قال».

 (2). قال الجوهري: «المَنْهَلُ: المَوْرِدُ، و هو عين ماء ترده الإبلُ في المراعي. و تسمّى المنازل التي في المفاوز على طرق السُفّار: مناهلَ؛ لأنّ فيها ماءً». و قال ابن الأثير: «المَنْهَلُ من المياه: كلّ ما يطؤه الطريق. و ما كان على غير الطريق لا يدعى منهلًا، و لكن يضاف إلى موضعه، أو إلى من هو مختصّ به، فيقال: مَنْهَلُ بني فلان، أي مشربهم. و موضع نَهَلِهم، أي شربهم». راجع: الصحاح، ج 5، ص 1837؛ النهاية، ج 5، ص 138 (نهل).

 (3). في البصائر:+/ «قال: نزلوا».

 (4). في البصائر:+/ «قال».

 (5). هو من تخفيف الهمزة بحذفها. و في البصائر: «بحذائه».

 (6). في البصائر:+/ «قال».

 (7). في «ج»: «فقال رفع». و في البصائر: «قال: نعم، فرفع الحسن عليه السلام» بدل «فقال الزبيري: نعم. قال: فرفع».

 (8). في «بس»: «لم يفهم». و في البصائر: «لم يفهمه الزبيري».

 (9). في البصائر: «قال: فقال له».

 (10). «سِحْرٌ»، خبر مبتدأ محذوف، أي هذا سحر. و احتمل العلّامة المازندراني و المجلسي كونه فعلًا.

 (11). في البصائر:+/ «له».

 (12). في البصائر: «مجابة».

 (13). في «ف»:-/ «إلى».

 (14). «فَصَرَمُوا»، أي قطعوا ثمرها؛ من الصِرام، و هو قطع الثمرة و اجتناؤها من النخلة. راجع: النهاية، ج 3، ص 26 (صرم).

 (15). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي. و في «بح» و المطبوع: «فيه».

502
الکافي2 (ط - دارالحديث)

115 - باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما ص : 499

فَكَفَاهُمْ‏ «1»». «2»

1258/ 5. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ و مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ رِجَالِهِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ الْحَسَنَ‏ «3» عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مَدِينَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ، و الْأُخْرى‏ بِالْمَغْرِبِ، عَلَيْهِمَا سُورٌ «4» مِنْ حَدِيدٍ، و عَلى‏ كُلِّ و احِدٍ «5» مِنْهُمَا «6» أَلْفُ أَلْفِ مِصْرَاعٍ‏ «7»، و فِيهَا «8» سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لُغَةٍ، يَتَكَلَّمُ‏ «9» كُلُّ لُغَةٍ بِخِلَافِ لُغَةِ «10» صَاحِبِهَا «11»، وَ أَنَا أَعْرِفُ جَمِيعَ اللُّغَاتِ و مَا فِيهِمَا و مَا بَيْنَهُمَا؛ و مَا عَلَيْهِمَا «12» حُجَّةٌ غَيْرِي و غَيْرُ «13» الْحُسَيْنِ أَخِي‏ «14»». «15»

______________________________

 (1). في البصائر: «حتّى يصرموا ممّا كان فيها فأكفاهم» بدل «فصرموا ما كان فيه فكفاهم».

 (2). بصائر الدرجات، ص 256، ح 10، عن الهيثم النهدي، عن إسماعيل بن مروان، عن عبد اللَّه الكناسي الوافي، ج 3، ص 751، ح 1368.

 (3). في حاشية «ج»:+/ «بن عليّ».

 (4). في البصائر، ص 338: «سوران». و هو مقتضى قوله: «منهما»؛ لرجوع الضمير إليه دون المدينة، و إلّا لقال: «على كلّ و احدة».

 (5). في البصائر، ص 493: «مدينة» بدل «واحد».

 (6). في «ب»:-/ «منهما». و في البصائر، ص 338، و الاختصاص: «كلّ مدينة». و في البصائر ص 493:+/ «سبعون».

 (7). في البصائر، ص 338 و 493:+/ «من ذهب». و «المصراع»: و احد مصراعَي الباب، و هما بابان منصوبان‏ينضمّان جميعاً مدخلهما في الوسط من المصراعين. لسان العرب، ج 8، ص 199 (صرع).

 (8). أي في كلّ مدينة. و في «ض»: «فيهما». و هو الأنسب. و في الاختصاص: «مصراعين من ذهب و فيهما».

 (9). في «بح»: «تتكلّم».

 (10). في «ب»:-/ «لغة». و في حاشية «ج»: «كلام».

 (11). في «ب» و البصائر ص 338 و 493: «صاحبه».

 (12). في البصائر، ص 338: «عليها».

 (13). في البصائر، ص 338:-/ «غير».

 (14). في الوافي: «كأنّ المدينتين كنايتان عن عالمي المثال المتقدّم إحداهما على الدنيا، هو المشرقي، و المتأخّر آخر عنها، و هو المغربي. و كون سورهما من حديد كنايةٌ عن صلابته و عدم إمكان الدخول فيهما إلّا عن أبوابهما. و كثرة اللغات كنايةٌ عن اختلاف الخلائق في السلائق و الألسن اختلافاً لايحصى. و حجيّته و حجيّة أخيه في زمانهما ظاهرة؛ فإنّها كانت عامّة لجميع الخلق».

 (15). بصائر الدرجات، ص 338، ذيل ح 4؛ و ص 493، ح 11. الاختصاص، ص 291، عن يعقوب بن يزيد ف الوافي، ج 3، ص 752، ح 1370.

503
الکافي2 (ط - دارالحديث)

115 - باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما ص : 499

1259/ 6. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ صَنْدَلٍ‏ «1»، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ مَكَّةَ سَنَةً مَاشِياً، فَوَرِمَتْ قَدَمَاهُ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَوَالِيهِ: لَوْ رَكِبْتَ لَسَكَنَ عَنْكَ هذَا الْوَرَمُ، فَقَالَ: كَلَّا، إِذَا أَتَيْنَا هذَا الْمَنْزِلَ، فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُكَ أَسْوَدُ و «2» مَعَهُ دُهْنٌ، فَاشْتَرِ مِنْهُ، و لَا تُمَاكِسْهُ.

فَقَالَ لَهُ مَوْلَاهُ: بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي، مَا قَدِمْنَا مَنْزِلًا فِيهِ أَحَدٌ يَبِيعُ هذَا الدَّوَاءَ، فَقَالَ‏ «3»: بَلى‏ إِنَّهُ أَمَامَكَ دُونَ الْمَنْزِلِ، فَسَارَا مِيلًا، فَإِذَا هُوَ بِالْأَسْوَدِ، فَقَالَ الْحَسَنُ‏ «4» عَلَيْهِ السَّلَامُ لِمَوْلَاهُ: دُونَكَ الرَّجُلَ، فَخُذْ مِنْهُ الدُّهْنَ، و أَعْطِهِ الثَّمَنَ، فَقَالَ الْأَسْوَدُ: يَا غُلَامُ، لِمَنْ أَرَدْتَ هذَا الدُّهْنَ؟ فَقَالَ: لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ: انْطَلِقْ بِي إِلَيْهِ، فَانْطَلَقَ فَأَدْخَلَهُ‏ «5» إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي، لَمْ أَعْلَمْ أَنَّكَ تَحْتَاجُ إِلى‏ هذَا، أَ و تَرى‏ ذلِكَ، و لَسْتُ آخُذُ لَهُ ثَمَناً، إِنَّمَا أَنَا مَوْلَاكَ، و لكِنِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي ذَكَراً سَوِيّاً يُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ؛ فَإِنِّي خَلَّفْتُ أَهْلِي تَمْخَضُ‏ «6»، فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلى‏ مَنْزِلِكَ، فَقَدْ و هَبَ اللَّهُ لَكَ ذَكَراً سَوِيّاً، وَ هُوَ مِنْ شِيعَتِنَا». «7»

______________________________

 (1). في «بح، بف» و حاشية «ج، ض، ف، بر»: «مندل».

 (2). في الوافي:-/ «و».

 (3). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في المطبوع:+/ «له».

 (4). في «ب»:+/ «بن عليّ».

 (5). في «ض»: «و أدخله».

 (6). «تَمْخَضُ»، أي أخذها المخاض، أي و جع الولادة و هو الطَلْقُ. راجع: لسان العرب، ج 7، ص 228 (مخض).

 (7). الوافي، ج 3، ص 751، ح 1369؛ الوسائل، ج 11، ص 80، ح 14291.

504
الکافي2 (ط - دارالحديث)

116 - باب مولد الحسين بن علي عليهما السلام ص : 505

 

116- بَابُ‏ «1» مَوْلِدِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ‏

وُلِدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ‏ «2» فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ؛ و قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شَهْرِ الْمُحَرَّمِ‏ «3» مِنْ سَنَةِ إِحْدى‏ و سِتِّينَ مِنَ الْهِجْرَةِ، و لَهُ سَبْعٌ و خَمْسُونَ سَنَةً و أَشْهُرٌ؛ قَتَلَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ- لَعَنَهُ اللَّهُ‏ «4»- فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ- لَعَنَهُ اللَّهُ- و هُوَ عَلَى الْكُوفَةِ؛ و كَانَ عَلَى الْخَيْلِ الَّتِي حَارَبَتْهُ و قَتَلَتْهُ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ- لَعَنَهُ اللَّهُ- بِكَرْبَلَاءَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ. و أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ‏ «5» رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ. «6»

1260/ 1. سَعْدٌ و أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ «7» جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قُبِضَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ و هُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَ خَمْسِينَ سَنَةً». «8»

1261/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَرْزَمِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «كَانَ‏ «9» بَيْنَ الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ طُهْرٌ «10»، و كَانَ بَيْنَهُمَا

______________________________

 (1). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (2). في «ج، ض، بس»:-/ «الحسين بن عليّ عليهما السلام».

 (3). في «ج»: «محرّم».

 (4). في «بح» و الوافي: «عليه اللعنة».

 (5). في «ج»:+/ «محمّد».

 (6). الوافي، ج 3، ص 761، ذيل ح 1383.

 (7). هذا الخبر قطعة اخرى من الخبر الذي تقدّم في ذيل ح 1255، أنّه خبر طويل في و فيات الأئمّة عليهم السلام. و المذكور في سائر القطعات عطف عبد اللَّه بن جعفر، أو عبد اللَّه بن جعفر الحميري، أو الحميري، على سعد [بن عبد اللَّه‏]، و لا يبعد كون الصواب في ما نحن فيه أيضاً «الحميري» بدل «أحمد بن محمّد». نبّه على ذلك الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري- دام توفيقه- في تعليقته على السند.

 (8). الوافي، ج 3، ص 761، ح 1383.

 (9). في «ض»:-/ «كان».

 (10). في الوافي: «أراد بالطهر مقدار زمان الطهر؛ لأنّ فاطمة عليها السلام لم تطمث و لم تَرَ دماً. ثمّ أراد به أقلّ الطهر ف و هو عشرة أيّام، كما دلّ عليه آخر الحديث، فإنّ مدّة حمل الحسين عليه السلام كانت ستّة أشهر، كما عرف».

505
الکافي2 (ط - دارالحديث)

116 - باب مولد الحسين بن علي عليهما السلام ص : 505

فِي الْمِيلَادِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ و عَشْرٌ «1»». «2»

1262/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ؛ وَ «3» الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا حَمَلَتْ‏ «4» فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، جَاءَ جَبْرَئِيلُ إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ سَتَلِدُ غُلَاماً تَقْتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ، فَلَمَّا حَمَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَرِهَتْ حَمْلَهُ، و حِينَ و ضَعَتْهُ‏ «5» كَرِهَتْ و ضْعَهُ‏ «6»».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَمْ تُرَ فِي الدُّنْيَا أُمٌّ تَلِدُ غُلَاماً تَكْرَهُهُ‏ «7»، و لكِنَّهَا كَرِهَتْهُ‏ «8»؛ لِمَا عَلِمَتْ أَنَّهُ سَيُقْتَلُ».

قَالَ: «وَ فِيهِ نَزَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ: «وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ‏ بِوالِدَيْهِ‏ إِحْساناً «9» حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ‏ ثَلاثُونَ شَهْراً» «10»». «11»

______________________________

 (1). هكذا في «بد، بل» عطفاً على «ستّة» على أنّه اسم «كان». و في سائر النسخ و المطبوع: «عشراً».

 (2). تفسير القمّي، ج 2، ص 297، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 758، ح 1378؛ الوسائل، ج 21، ص 381، ح 27355؛ البحار، ج 43، ص 258، ح 46.

 (3). في السند تحويل بعطف «الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء» على «محمّد بن يحيى، عن‏أحمد بن محمّد، عن الوشّاء».

 (4). في مرآة العقول، ج 5، ص 362: «قوله: لمّا حملت، لعلّ المعنى: قرب حملها، أو المراد: جاء جبرئيل قبل‏ذلك، أو المراد بقوله: «حملت»، ثانياً: شعرت به. و ربّما يقرأ الثاني: حُمِّلَتْ على بناء المجهول من التفعيل، أي عدّت حاملًا».

 (5). في «ج»: «وضعت».

 (6). في «بح، بر»:+/ «لما علمت أنّه سيقتل».

 (7). في «بر»: «تكرّهته». و في «ض»: «كرهت».

 (8). في «بح»: «تكرّهته». و في «بر»: «كرهت».

 (9). هكذا في القرآن و حاشية «بف». و اتّفقت النسخ و المطبوع و مرآة العقول على «حُسناً».

 (10). الأحقاف (46): 15.

 (11). كامل الزيارات، ص 55، الباب السادس عشر، ح 2، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الوشّاء، ف عن أحمد بن عائذ، عن أبي سلمة سالم بن مكرم، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام الوافي، ج 3، ص 756، ح 1375.

506
الکافي2 (ط - دارالحديث)

116 - باب مولد الحسين بن علي عليهما السلام ص : 505

1263/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الزَّيَّاتِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَزَلَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِمَوْلُودٍ يُولَدُ «1» مِنْ فَاطِمَةَ تَقْتُلُهُ‏ «2» أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ.

فَقَالَ: يَا جَبْرَئِيلُ، و عَلى‏ رَبِّيَ السَّلَامُ، لَاحَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ فَاطِمَةَ تَقْتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي.

فَعَرَجَ‏ «3»، ثُمَّ هَبَطَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «4» لَهُ مِثْلَ ذلِكَ، فَقَالَ: يَا جَبْرَئِيلُ، و عَلى‏ رَبِّيَ السَّلَامُ، لَا حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ تَقْتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، فَعَرَجَ جَبْرَئِيلُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ هَبَطَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «5»: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، و يُبَشِّرُكَ بِأَنَّهُ جَاعِلٌ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْإِمَامَةَ وَ الْوَلَايَةَ و الْوَصِيَّةَ، فَقَالَ‏ «6»: قَدْ رَضِيتُ.

ثُمَّ أَرْسَلَ إِلى‏ فَاطِمَةَ: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُنِي بِمَوْلُودٍ يُولَدُ لَكِ تَقْتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي‏ «7»؛ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ: لَاحَاجَةَ «8» لِي فِي مَوْلُودٍ مِنِّي‏ «9» تَقْتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ؛ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا:

أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْإِمَامَةَ و الْوَلَايَةَ و الْوَصِيَّةَ؛ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ: أَنِّي قَدْ رَضِيتُ فَ‏ «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ‏ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي‏ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى‏ والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ‏ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي‏» «10» فَلَوْ لَاأَنَّهُ قَالَ: «وَ أَصْلِحْ لِي فِي‏

______________________________

 (1). في «بر»:+/ «لك».

 (2). في الوافي: «يقتله» و كذا في مابعد.

 (3). في «بح»:+/ «جبرئيل عليه السلام إلى السماء».

 (4). في «ض»: «و قال».

 (5). في «بر» و الوافي: «و قال».

 (6). في حاشية «بر»: «قال: إنّي».

 (7). في «بر»:+/ «قال».

 (8). في «ب، ض، ف، بح، بس» و الوافي و كامل الزيارات: «أن لا حاجة».

 (9). في «ج، بح، بس»:-/ «منّي».

 (10). الأحقاف (46): 15.

507
الکافي2 (ط - دارالحديث)

116 - باب مولد الحسين بن علي عليهما السلام ص : 505

ذُرِّيَّتِي‏ «1»»، لَكَانَتْ ذُرِّيَّتُهُ كُلُّهُمْ أَئِمَّةً.

وَ لَمْ يَرْضَعِ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «2» مِنْ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ و لَامِنْ أُنْثى‏، كَانَ يُؤْتى‏ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَيَضَعُ إِبْهَامَهُ فِي فِيهِ، فَيَمُصُّ مِنْهَا مَا يَكْفِيهِ‏ «3» الْيَوْمَيْنِ و الثَّلَاثَ، فَنَبَتَ لَحْمُ الْحُسَيْنِ‏ «4» عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ لَحْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و دَمِهِ؛ و لَمْ يُولَدْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ إِلَّا عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ‏ «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ و الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «6»

و فِي رِوَايَةٍ أُخْرى‏، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَانَ يُؤْتى‏ بِهِ الْحُسَيْنُ، فَيُلْقِمُهُ‏ «7» لِسَانَهُ، فَيَمُصُّهُ، فَيَجْتَزِئُ بِهِ، و لَمْ يَرْضَعْ‏ «8» مِنْ أُنْثى‏». «9»

1264/ 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ‏ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ‏» «10» قَالَ: «حَسَبَ، فَرَأى‏ مَا يَحُلُّ بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: إِنِّي سَقِيمٌ؛ لِمَا يَحُلُّ بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «11»

______________________________

 (1). في الوافي و كامل الزيارات: «فلو أنّه قال: و أصلح لي ذرّيّتي».

 (2). في «ف»:-/ «الحسين عليه السلام».

 (3). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و كامل الزيارات و البحار. و في المطبوع: «ما يكفيها».

 (4). في «ب، ج، ض، ف، بح، بس» و حاشية «ج، بر، بف» و البحار و حاشية بدرالدين: «لحماً للحسين».

 (5). في مرآة العقول: «لعلّ هذا من تصحيف الرواة أو النسّاخ، و في أكثر الأخبار المعتبرة: إلّايحيى‏والحسين عليهما السلام».

 (6). كامل الزيارات، ص 56، الباب السادس عشر، ح 4، بسنده عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزيّات، و في آخر الحديث بسند آخر عن عليّ بن إسماعيل بن عيسى، مثله. و فيه، ح 3، بسند آخر، إلى قوله «وَضَعَتْهُ كُرْهًا» مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 756، ح 1376؛ و في البحار، ج 44، ص 198، ح 14، من قوله: «و لم يرضع الحسين عليه السلام من فاطمة».

 (7). في «ج»: «فيلقّمه».

 (8). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار. و في المطبوع: «لم يرتضع».

 (9). الوافي، ج 3، ص 756، ح 1377؛ البحار، ج 44، ص 198، ذيل ح 14.

 (10). الصافّات (37): 88 و 89.

 (11). الوافي، ج 3، ص 758، ح 1379؛ البحار، ج 44، ص 220، ح 12.

508
الکافي2 (ط - دارالحديث)

116 - باب مولد الحسين بن علي عليهما السلام ص : 505

1265/ 6. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا كَانَ، ضَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَى اللَّهِ بِالْبُكَاءِ، و قَالَتْ‏ «1»: يُفْعَلُ‏ «2» هذَا بِالْحُسَيْنِ صَفِيِّكَ و ابْنِ نَبِيِّكَ‏ «3»؟» قَالَ‏ «4»: «فَأَقَامَ اللَّهُ لَهُمْ ظِلَّ الْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و قَالَ: بِهذَا أَنْتَقِمُ لِهذَا «5»». «6»

1266/ 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏ «7»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «نَزَلَ‏ «8» النَّصْرُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ‏ «9» حَتّى‏ كَانَ‏ «10» بَيْنَ السَّمَاءِ و الْأَرْضِ، ثُمَّ خُيِّرَ النَّصْرَ أَوْ «11» لِقَاءَ اللَّهِ، فَاخْتَارَ لِقَاءَ اللَّهِ». «12»

1267/ 8. الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ «13»، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ و أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ج»: «فقالت».

 (2). في «ب»:+/ «يا ربّ».

 (3). في «ف»: «و ابن صفيّك».

 (4). في «بف»:-/ «قال».

 (5). في الأمالي: «له من ظالميه» بدل «لهذا».

 (6). الأمالي للطوسي، ص 418، المجلس 14، ح 89، عن محمّد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عبيد، عن عليّ بن أسباط. علل الشرائع، ص 160، ح 1، بإسناده عن محمّد بن يعقوب الكليني، بسند آخر، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله الوافي، ج 3، ص 759، ح 1380.

 (7). في الكافي، ص 260:-/ «بن عيسى».

 (8). هكذا في «بف» و شرح المازندراني. و في سائر النسخ و المطبوع: «لمّا نزل». و ليس ل «لمّا» مجال هنا. قال في‏مرآة العقول: «و قد مرّ بسند حسن ... و ليس فيه: «لمّا» ... و هو الصواب». و في الكافي، ح 679، و الوافي: «أنزل اللَّه تعالى» بدل «لمّا نزل».

 (9). في الكافي، ح 679، و الوافي:-/ «بن عليّ».

 (10). في الكافي، ح 679، و الوافي:+/ «ما».

 (11). في «ض، ف، بف»: «و».

 (12). الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام يعلمون متى يموتون ...، ح 679 الوافي، ج 3، ص 595، ح 1163.

 (13). هكذا في «ب، ج، بح، بر، بس، بف» و البحار. و في «ض، ف» و المطبوع: «الحسين بن محمّد».

و الحسين بن أحمد هو الحسين بن أحمد بن عبد اللَّه المالكي. روى في الكافي، ح 15185- كما في بعض النسخ المعتبرة و حاشية المطبوع- و ح 15186 و 15187، عن أحمد بن هلال، بعنوان الحسين بن أحمد. و في بعض الأسناد و الطرق بعناوينه التفصيليّة. راجع: التهذيب، ج 1، ص 117، ح 308؛ رجال النجاشي، ص 371، الرقم 1014، ص 419، الرقم 1120؛ الفهرست للطوسي، ص 270، الرقم 389.

ثمّ إنّه لا يخفى ما في تصحيف «الحسين بن أحمد» ب «الحسين بن محمّد»- و هو من مشايخ المصنّف المعروفين- من الانس الذهني عند النسّاخ و الشباهة الكثيرة بين العنوانين في الكتابة.

509
الکافي2 (ط - دارالحديث)

116 - باب مولد الحسين بن علي عليهما السلام ص : 505

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ‏ «1»، عَنْ أَبِيهِ إِدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ، قَالَ‏:

لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ‏ «2» عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَرَادَ الْقَوْمُ أَنْ يُوطِئُوهُ الْخَيْلَ، فَقَالَتْ فِضَّةُ لِزَيْنَبَ: يَا سَيِّدَتِي، إِنَّ سَفِينَةَ «3» كُسِرَ بِهِ فِي الْبَحْرِ، فَخَرَجَ‏ «4» إِلى‏ جَزِيرَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِأَسَدٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَارِثِ، أَنَا مَوْلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَهَمْهَمَ‏ «5» بَيْنَ يَدَيْهِ حَتّى‏ و قَفَهُ عَلَى الطَّرِيقِ‏ «6»، و الْأَسَدُ رَابِضٌ فِي نَاحِيَةٍ «7»، فَدَعِينِي أَمْضِ إِلَيْهِ و أُعْلِمْهُ‏ «8»

______________________________

 (1). عبد اللَّه بن إدريس، هذا، هو عبد اللَّه بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأوْدي، روى عن أبيه، و روى عنه محمّد بن العلاء أبو كريب الهمداني و عبد اللَّه بن سعيد أبو سعيد الأشجّ. راجع: تهذيب الكمال، ج 14، ص 293، الرقم 3159؛ و ج 15، ص 27، الرقم 3303؛ و ج 26، ص 243، الرقم 5529؛ سير أعلام النبلاء، ج 9، ص 42، الرقم 12.

و الظاهر و قوع التحريف في «أبيه إدريس بن عبد اللَّه الأودي». و الصواب «أبيه إدريس أبي عبد اللَّه الأودي»، فإنّ كنية إدريس و الد عبد اللَّه، هو أبو عبد اللَّه. راجع: تهذيب الكمال، ج 2، ص 299، الرقم 293.

 (2). في الوافي:+/ «بن عليّ».

 (3). «سفينة»، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، اسمه: مهران، أو غير ذلك، و كنيته: أبو عبد الرحمان أو أبو ريحانة. سمّي‏سفينة لأنّه حمل متاعاً كثيراً لرفقائه في الغزو فقال له الرسول صلى الله عليه و آله: «أنت سفينة». راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 229؛ الوافي، ج 3، ص 760؛ مرآة العقول، ج 5، ص 368.

 (4). في البحار: «فخرج به».

 (5). «الهَمْهَمَةُ»: ترديد الصوت في الصدر. قاله الجوهري. أو كلام خفيّ لا يُفهَمُ. و أصل الهمهمة صوت البقر. قاله ابن الأثير. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2062 (همم)؛ النهاية، ج 5، ص 276 (همهم).

 (6). في «ج، ف»: «وقّفه» بالتثقيل. و قوله: «وَقَفَهُ على الطريق»، أي أطلعه عليه، أي كشفه له و أظهره له. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1440 (وقف).

 (7). «رابض في ناحية»، أي مقيم فيها و ملازم لها؛ من رَبَضَ في المكان يَرْبِضُ، إذا لصق به و أقام ملازماً له. راجع: النهاية، ج 2، ص 184 (ربض).

 (8). في «بح» و الوافي و البحار: «فاعلمه».

510
الکافي2 (ط - دارالحديث)

116 - باب مولد الحسين بن علي عليهما السلام ص : 505

مَا هُمْ‏ «1» صَانِعُونَ غَداً، قَالَ‏ «2»: فَمَضَتْ‏ «3» إِلَيْهِ، فَقَالَتْ‏ «4»: يَا أَبَا الْحَارِثِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَتْ‏ «5»: أَ تَدْرِي مَا يُرِيدُونَ أَنْ يَعْمَلُوا غَداً بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ يُرِيدُونَ أَنْ يُوطِئُوا الْخَيْلَ ظَهْرَهُ، قَالَ: فَمَشى‏ «6» حَتّى‏ و ضَعَ يَدَيْهِ عَلى‏ جَسَدِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَقْبَلَتِ الْخَيْلُ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ، قَالَ لَهُمْ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ لَعَنَهُ اللَّهُ: فِتْنَةٌ لَاتُثِيرُوهَا «7»، انْصَرِفُوا؛ فَانْصَرَفُوا. «8»

1268/ 9. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنِ الْحَسَنِ‏ «9» بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ مَصْقَلَةَ الطَّحَّانِ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَقَامَتِ امْرَأَتُهُ الْكَلْبِيَّةُ عَلَيْهِ مَأْتَماً، و بَكَتْ و بَكَيْنَ النِّسَاءُ و الْخَدَمُ حَتّى‏ جَفَّتْ دُمُوعُهُنَّ و ذَهَبَتْ، فَبَيْنَا «10» هِيَ كَذلِكَ إِذَا «11» رَأَتْ جَارِيَةً مِنْ جَوَارِيهَا تَبْكِي و دُمُوعُهَا تَسِيلُ، فَدَعَتْهَا، فَقَالَتْ لَهَا «12»: مَا لَكِ أَنْتِ مِنْ بَيْنِنَا تَسِيلُ دُمُوعُكِ؟ قَالَتْ: إِنِّي لَمَّا أَصَابَنِي الْجَهْدُ شَرِبْتُ شَرْبَةَ سَوِيقٍ‏ «13»».

قَالَ: «فَأَمَرَتْ بِالطَّعَامِ و الْأَسْوِقَةِ، فَأَكَلَتْ و شَرِبَتْ و أَطْعَمَتْ و سَقَتْ، و قَالَتْ: إِنَّمَا نُرِيدُ «14» بِذلِكِ أَنْ نَتَقَوّى‏ «15» عَلَى الْبُكَاءِ عَلَى الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ».

______________________________

 (1). في «ب»: «ما ذا».

 (2). في «بح» و حاشية «بف»: «قالت».

 (3). في حاشية «بف»: «فمضيت».

 (4). في «بح» و حاشية «بف»: «فقلت».

 (5). في «ج»: «ثمّ قال». و في «بر» و الوافي: «فقالت». و في حاشية «بف»: «ثمّ قلت».

 (6). في حاشية «ض»: «فمضى».

 (7). «لا تُثيرُوها»، أي لا تنشروها و لا تظهروها. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 108 (ثور).

 (8). الوافي، ج 3، ص 759، ح 1381؛ البحار، ج 45، ص 169، ح 17.

 (9). في البحار: «الحسين». و احتمال كون المراد من ابن عليّ هو الحسن بن على بن يقطين الراوي عن يونس بن‏عبدالرحمن في بعض الأسناد، قويّ.

 (10). في «بح، بف» و حاشية «ض، بر» و الوافي: «فبينما».

 (11). في «ف، بح، بس، بف» و الوافي: «إذ».

 (12). في «ض»:-/ «لها».

 (13). «السَوِيق»: دقيق مقلوّ يعمل من الحنطة المشويّة، أو الشعير. راجع: مجمع البحرين، ج 5، ص 189 (سوق).

 (14). في «بس»: «تريد».

 (15). في «بس»: «تتقوّى».

511
الکافي2 (ط - دارالحديث)

117 - باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام ص : 512

قَالَ: «وَ «1» أُهْدِيَ‏ «2» إِلَى الْكَلْبِيَّةِ «3» جُوَنٌ‏ «4» لِتَسْتَعِينَ بِهَا عَلى‏ مَأْتَمِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «5»، فَلَمَّا رَأَتِ الْجُوَنَ قَالَتْ: مَا هذِهِ؟ قَالُوا: هَدِيَّةٌ أَهْدَاهَا فُلَانٌ لِتَسْتَعِينِي‏ «6» عَلى‏ مَأْتَمِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَتْ: لَسْنَا فِي عُرْسٍ، فَمَا نَصْنَعُ بِهَا، ثُمَّ أَمَرَتْ بِهِنَّ، فَأُخْرِجْنَ مِنَ الدَّارِ، فَلَمَّا أُخْرِجْنَ مِنَ الدَّارِ، لَمْ يُحَسَّ لَهَا حِسٌّ كَأَنَّمَا طِرْنَ بَيْنَ السَّمَاءِ و الْأَرْضِ، وَ لَمْ يُرَ لَهُنَّ بِهَا «7» بَعْدَ خُرُوجِهِنَّ مِنَ الدَّارِ أَثَرٌ». «8»

 

117- بَابُ‏ «9» مَوْلِدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ‏

وُلِدَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «10» فِي سَنَةِ ثَمَانٍ و ثَلَاثِينَ؛ و قُبِضَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ و تِسْعِينَ وَ لَهُ سَبْعٌ و خَمْسُونَ سَنَةً. و أُمُّهُ سَلَامَةُ «11» بِنْتُ يَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِيَارَ بْنِ شِيرَوَيْهِ بْنِ‏

______________________________

 (1). في البحار: «و قال».

 (2). هكذا في بعض النسخ، و لكنّها اتّفقت على نصب «جوناً». و هما لا يجتمعان. فإمّا يكون «أهدى» على المعلوم و فاعله محذوفاً، و إمّا كون «جونٍ» مرفوعاً كما في حاشية «بح» و استصوبه المجلسي في مرآة العقول؛ و قال المازندراني في شرحه: «و لو قرئ على البناء للمفعول لم يظهر و جه لنصب جوناً».

 (3). في «ب» و الوافي: «اهدِي للكلبيّة».

 (4). هكذا في حاشية «بح». و في المطبوع و سائر النسخ: «جوناً». و «الجُوَنُ»: جمع الجُونِيّ، و هو ضرب من القطا أسود البطون و الأجنحة. قاله المازندراني، و اختاره المحقّق الشعراني؛ حيث قال: «هو الصحيح المتعيّن في معنى الخبر لا يحتمل غيره». أو جمع الجُونَة، و هي التي يُعَدُّ فيها الطيب و يُحْرَزُ. قاله الفيض. أو هو الجُونُ: جمع الجَوْنُ، و هو الأبيض و الأسود، من الأضداد، صفةُ محذوفٍ، أي طيوراً جُوناً؛ يعني بيضاً أو سوداً. احتمله المجلسي. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2095- 2096؛ النهاية، ج 1، ص 318 (جون).

 (5). في «بح»:-/ «لتستعين بها على مأتم الحسين عليه السلام».

 (6). في «ب، بس، بف» و الوافي و البحار:+/ «بها».

 (7). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر» و الوافي و البحار:-/ «بها».

 (8). الوافي، ج 3، ص 760، ح 1382؛ البحار، ج 45، ص 170، ح 18.

 (9). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (10). في «ج»:-/ «ولد عليّ بن الحسين عليه السلام».

 (11). في حاشية «ج» و الوافي: «شهربانو». و في «بر، بف» و شرح المازندراني: «شهربانويه». و فيه عن بعض ف النسخ: «شاه زنان».

512
الکافي2 (ط - دارالحديث)

117 - باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام ص : 512

كِسْرى‏ أَبَرْوِيزَ «1»، و كَانَ يَزْدَجَرْدُ آخِرَ مُلُوكِ الْفُرْسِ‏ «2». «3»

1269/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُ‏ «4»- رَحِمَهُ اللَّهُ- و عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا أُقْدِمَتْ بِنْتُ يَزْدَجَرْدَ عَلى‏ عُمَرَ، أَشْرَفَ لَهَا «5» عَذَارَى‏ «6» الْمَدِينَةِ، و أَشْرَقَ الْمَسْجِدُ بِضَوْئِهَا لَمَّا دَخَلَتْهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا عُمَرُ، غَطَّتْ و جْهَهَا، وَ قَالَتْ: أُفٍّ بِيرُوجْ‏ «7» بَادَا «8» هُرْمُزْ، فَقَالَ عُمَرُ: أَ تَشْتِمُنِي هذِهِ؟ و هَمَّ بِهَا، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَيْسَ ذلِكَ لَكَ، خَيِّرْهَا رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ و احْسُبْهَا بِفَيْئِهِ‏ «9»، فَخَيَّرَهَا، فَجَاءَتْ حَتّى‏ و ضَعَتْ يَدَهَا عَلى‏ رَأْسِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا اسْمُكِ؟ فَقَالَتْ‏ «10»: جَهَانْ شَاهُ، فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: بَلْ شَهْرَبَانُوَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏

______________________________

 (1). في «ض، بر»: «أپرويز». و في «بح»: «أبروزير». و في «بس»: «أبروَيز».

 (2). في البحار:-/ «و كان يزدجرد آخر ملوك الفُرس».

 (3). الوافي، ج 3، ص 767، ذيل ح 1391؛ البحار، ج 46، ص 13، ح 25.

 (4). في «ض»: «الحسيني». و في «بح»:-/ «الحسني».

 (5). قال الجوهري: «أشرفت عليه، أي اطّلعت عليه من فوق». الصحاح، ج 4، ص 1380 (شرف).

 (6). «العَذارى»: جمع العَذْراء، و هي الجارية التي لم يمسّها رجل، و هي البِكْر. النهاية، ج 3، ص 196 (عذر).

 (7). في «بح، بس»: «أفيبروج». و في البصائر: «آه بيروز».

 (8). في «ج، ض، بر» و شرح المازندراني: «باذا». و قال في الوافي: «هذا كلام فارسي مشتمل على تأفيف و دعاء على أبيها هرمز، تعني لا كان لهرمز يوم، فإنّ ابنته اسرت بصغر و نظر إليها الرجال. و الهرمز يقال للكبير من ملوك العجم». و قال السيّد بدرالدين في حاشيته على الكافي، ص 271: «لاشكّ أنّ هذه ألفاظ فارسيّة، و كأنّها معرّبة من قولهم: «افّ بي روي باد هرمز»، أي لاتزل مسلوب الحياء يا أيّها الملك الكبير، و هو دعاء منها على عمر حين و اجهته؛ و لهذا قال: تشتمني».

 (9). «الفي‏ء»: هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفّار. و أصل الفي‏ء: الرجوع، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع‏إليهم. النهاية، ج 3، ص 482 (فيأ).

 (10). في الوافي و البصائر: «قالت».

513
الکافي2 (ط - دارالحديث)

117 - باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام ص : 512

لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَتَلِدَنَ‏ «1» لَكَ مِنْهَا خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَوَلَدَتْ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و كَانَ يُقَالُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ابْنُ الْخِيَرَتَيْنِ، فَخِيَرَةُ اللَّهِ مِنَ الْعَرَبِ هَاشِمٌ، و مِنَ الْعَجَمِ فَارِسُ‏ «2»». «3» و رُوِيَ: أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ قَالَ فِيهِ:

وَ إِنَّ غُلَاماً بَيْنَ كِسْرى‏ «4» و هَاشِمٍ‏

 

 لَأَكْرَمُ مَنْ نِيطَتْ‏ «5» عَلَيْهِ التَّمَائِمُ‏ «6»

 

1270/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ‏ «7»، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ‏

______________________________

 (1). في «ب، ج، ض، ف، بر، بف» و الوافي و البصائر: «ليلدنّ»، و لكن ما جاء «ولد» لازماً بهذا المعنى، و «تلدنّ» أيضاً لا يناسب قوله: «لك منها». فالصحيح- كما في البصائر-: «ليولَدَنّ» أو ما يأتي. قال في مرآة العقول، ج 6، ص 5: «لتلدنّ لك، كأنّه تمّ الكلام، و قوله: «منها خير أهل الأرض» جملة اخرى. و لم يذكر المفعول به في الاولى؛ لدلالة الجملة الثانية عليه». و يحتمل كون «تلدنّ» مخاطباً لا مغايبة و «خير» منصوباً. و إسناد الولادة إلى الرجل صحيح كما يقال: و الد و والدة.

 (2). في شرح المازندراني، ج 7، ص 232: «قوله: و من العجم فارس، ضبط بكسر الراء و فسّر بفارس بن فهلو».

 (3). بصائر الدرجات، ص 335، ح 8، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أحمد، عن عبد الرحمن بن أبي عبد اللَّه الخزاعي الوافي، ج 3، ص 762، ح 1384.

 (4). «كسرى»- بفتح الكاف و كسرها-: لقب ملوك الفرس، و هو معرّب خُسْرَوْ. الصحاح، ج 2، ص 806 (كسر).

 (5). «نِيطَتْ»، أي عُلِّقت. راجع: الصحاح، ج 3، ص 1165 (نوط).

 (6). «التَمائمُ»: جمع تَمِيمَةٍ، و هي خَرَزاتٌ- جمع خَرَزَة، و هو ما ينظم في السِلْك- كانت العرب تعلقّها على أولادهم يتّقون بها العين في زعمهم، فأبطلها الإسلام. النهاية، ج 11، ص 197 (تمم).

الوزن: بحر طويل. و القائل: أبوالأسود الدؤلي، و اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني؛ من التابعين، رسم له أميرالمؤمنين عليه السلام شيئاً من اصول النحو، فكتب فيه أبوالأسود و أخذه عنه جماعة، سكن البصرة في أيّام عمر، و ولي إمارتها في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام و شهد معه صفّين. و هو أوّل من نقّط المصحف نُقَط الإعراب، و توفّي سنة 69 ه، و له ديوان مطبوع، و لم يوجد البيت في ديوانه الذي جمع العلّامة الشيخ محمّد حسين آل يس، و لا في ديوانه الآخر، جمع عبدالكريم الدجيلي. المناقب لابن شهر آشوب، ج 4، ص 167؛ تهذيب تاريخ ابن عساكر، لعبد القادر بدران، ج 7، ص 104؛ خزانة الأدب، ج 1، ص 136؛ الأعلام للزركلي، ج 3، ص 236؛ دائرة المعارف الإسلاميّة، ج 1، ص 307.

 (7). و رد الخبر في بصائر الدرجات، ص 353، ح 15، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عبداللَّه بن‏بكير. و المذكور في بعض مخطوطاته «أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال و أحمد بن محمّد جميعاً عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عبداللَّه بن بكير» و هو الصواب؛ فقد روى الحسن بن عليّ بن فضّال كتاب عبداللَّه بن بكير و تكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع: الفهرست للطوسي، ص 304، الرقم 464؛ معجم رجال الحديث، ج 5، ص 304- 305، ص 308- 309.

514
الکافي2 (ط - دارالحديث)

117 - باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام ص : 512

زُرَارَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَاقَةٌ حَجَ‏ «1» عَلَيْهَا اثْنَتَيْنِ وَ عِشْرِينَ حَجَّةً مَا قَرَعَهَا «2» قَرْعَةً قَطُّ».

قَالَ: «فَجَاءَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ و مَا شَعَرْنَا بِهَا إِلَّا و قَدْ جَاءَنِي بَعْضُ خَدَمِنَا أَوْ بَعْضُ الْمَوَالِي‏ «3»، فَقَالَ: إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ، فَأَتَتْ قَبْرَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَابْتَرَكَتْ‏ «4» عَلَيْهِ، فَدَلَكَتْ بِجِرَانِهَا «5» الْقَبْرَ و هِيَ تَرْغُو «6»، فَقُلْتُ: أَدْرِكُوهَا أَدْرِكُوهَا «7»، و جِيئُونِي بِهَا قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا «8» بِهَا أَوْ يَرَوْهَا «9»». قَالَ: «وَ مَا كَانَتْ رَأَتِ الْقَبْرَ قَطُّ». «10»

______________________________

 (1). في «ض» و البصائر و الاختصاص و الوسائل: «قد حجّ».

 (2). «ما قرعها»، أي ما ضربها؛ من القَرْع، و هو ضرب شي‏ء على شي‏ء. راجع: المفردات للراغب، ص 666 (قرع).

 (3). الترديد و الشكّ من الراوي. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 232؛ مرآة العقول، ج 6، ص 8.

 (4). هكذا في «ض، بح، بر، بس». و في سائر النسخ و المطبوع: «فانبركت». و لم يُر الانفعال من «برك». و في البصائر: «فبركت». و قال في مرآة العقول: «و الإبراك هنا: البروك. و في البصائر: فبركت عليه، و هو أظهر». و بروك البعير: استناخه، و هو أن يلصق صدره بالأرض. يقال: برك، أي ألقى بَرْكَه بالأرض، و هو صدره. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 396 (برك).

 (5). جِرانُ البعير: مقدَّم عنقه من مَذبَحه إلى منحره، و الجمع: جُرُن. و كذلك من الفرس. الصحاح، ج 5، ص 209 (جرن).

 (6). «تَرْغُو»، أي تصوّت و تضجّ؛ من الرُغاء، و هو صوت ذوات الخفّ، أو صوت الإبل. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 329 (رغا).

 (7). في «ض»:-/ «أدركوها» الثاني.

 (8). في «ف»: «أن يعملوا».

 (9). قال العلّامة المازندراني: «قوله: أو يروها، يحتمل الجمع. و الترديد من الراوي». و قال العلّامة المجلسي: «قوله عليه السلام: أو يروها، للترديد، و شكّ الراوي بعيد».

 (10). بصائر الدرجات، ص 353، ح 15، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال. الاختصاص، ص 300، عن ف أحمد بن محمّد بن عيسى و ابن فضّال، عن ابن بكير الوافي، ج 3، ص 763، ح 1386؛ الوسائل، ج 11، ص 125، ح 14420، و فيه إلى قوله: «ما قرعها قرعة قطّ».

515
الکافي2 (ط - دارالحديث)

117 - باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام ص : 512

1271/ 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏ «1»، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا مَاتَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، جَاءَتْ نَاقَةٌ لَهُ مِنَ الرَّعْيِ حَتّى‏ ضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا عَلَى الْقَبْرِ، و تَمَرَّغَتْ‏ «2» عَلَيْهِ، فَأَمَرْتُ بِهَا، فَرُدَّتْ إِلى‏ مَرْعَاهَا؛ و إِنَّ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَحُجُّ عَلَيْهَا و يَعْتَمِرُ و لَمْ يَقْرَعْهَا قَرْعَةً قَطُّ». «3» ابْنُ بَابَوَيْهِ. «4»

______________________________

 (1). لم نجد رواية محمّد بن عيسى عن حفص بن البختري في غير هذا المورد، كما أنّه لم يثبت رواية عليّ بن‏إبراهيم عن محمّد بن عيسى بواسطة أبيه، و قد أكثر عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير من الرواية عن حفص بن البختري. و الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 353، ح 16، بطريقين عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري. فالظاهر أنّ سندنا هذا لا يخلو من خلل.

 (2). «تمرّغت»، أي تقلّبت؛ من التمرّغ، و هو التقلّب في التراب. راجع: النهاية، ج 4، ص 320 (مرغ).

 (3). بصائر الدرجات، ص 353، ح 16، عن أحمد بن محمّد، عن البرقي، عن ابن عمير و عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن عمير، عن حفص بن البختري، عمّن ذكره. الاختصاص، ص 301، بسنده عن حفص بن البختري، و فيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 764، ح 1387.

 (4). كلمة «ابن بابويه» هاهنا غير و اضحة و غير معهودة؛ اللّهمّ إلّاأن يؤوّل بوجوه، فنقول: إنّها إمّا متعلّقة بالحديث السابق، و إمّا متعلّقة بالحديث الآتي.

و على الأوّل ففيه و جهان:

الوجه الأوّل: ما احتمله الفيض من كونه: «أين أبويه»، حيث قال: «و على تقدير تعلّقه بالحديث السابق يحتمل أن يكون «أين» بمعنى المكان، و «أبويه» بمعنى و الديه؛ يعني أنّى لأحد بمثل أبويه، فيكون المراد بها أنّه لا يوجد مثل أبويه في الشرف، و لهذا كان كذلك».

الوجه الثاني: كون الكلمة «ابن بانُوْيه» على ما نقله المجلسي عن بعض الأفاضل من معاصريه أنّه قال: «ابن بانويه- بضمّ النون و سكون الواو- منصوب بالاختصاص، أو مرفوع فاعل «و يقرعها»، و بانويه لقب سلامة».

و على الثاني أيضاً ففيه و جهان:

الوجه الأوّل: المراد به عليّ بن الحسين و الد الصدوق؛ لكونه معاصراً للمصنّف، لا الصدوق؛ لتأخّره عنه، فهو إشارة إلى كون هذا الحديث في كتاب ابن بابويه، كما قال المازندراني، و احتمله الفيض على فرض صحّة ما نقله عن بعض النسخ من إثبات «عن» بعد «ابن بابويه». نعم ردّ هذا الوجه- المجلسيُّ حيث قال: «رواية الكليني عنه في غاية البعد» و المحقّقُ الشعرانيُّ حيث قال: «رواية الكليني عن ابن بابويه هذا- أي الوالد- غير معهودة و إن كان في عصره».

الوجه الثاني: ما نقله المجلسي عن و الده من أنّ المراد به الشيخ الصدوق محمّد بن بابويه و هو إشارة إلى أنّ الحديث الآتي كان في نسخته، كما يقال: في نسخة الصفواني كذا، فإنّه كان للكافي نسخ متعدّدة رواها تلامذة المصنّف عنه بواسطة و بدونها، و قد يتّفق اختلاف في نسخة فيصرّح الراوي بأنّ هذا من أيّة نسخة، و قد نرى في أوائل الكتاب سلسلة أسناد قبل صاحب الكتاب لتعيين النسخة المنقولة عنها. و لعلّه كانت من تلك النسخ نسخة الصدوق؛ فإنّه كان في عصر المصنّف لكنّه يروي عنه بواسطة؛ لأنّه لم يلقه أو لم يقرأ عليه. فالمعنى: أنّ الخبر الآتي و الماضي كان في رواية الصدوق و لم يكن في سائر الروايات. و هذا الوجه أظهر الوجوه عند المجلسي، و أوضحها عند المحقّق الشعراني. و استبعده الفيض حيث قال: «و على هذا يكون- أي «ابن بابويه»- من كلام من تأخّر عن المصنّف و عن الصدوق، فزيد في الأصل؛ و هو بعيد جدّاً». انظر: شرح المازندراني، ج 7، ص 233؛ الوافي، ج 2، ص 764- 765؛ مرآة العقول، ج 6، ص 9- 10.

516
الکافي2 (ط - دارالحديث)

117 - باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام ص : 512

1272/ 4. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عُمَارَةَ، عَنْ رَجُلٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «لَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي وُعِدَ فِيهَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ لِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا بُنَيَّ، أَبْغِنِي‏ «1» و ضُوءاً «2»، قَالَ‏ «3»: فَقُمْتُ فَجِئْتُهُ‏ «4» بِوَضُوءٍ، قَالَ: لَاأَبْغِي هذَا؛ فَإِنَّ فِيهِ شَيْئاً مَيِّتاً، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ بِالْمِصْبَاحِ، فَإِذَا فِيهِ فَأْرَةٌ مَيْتَةٌ، فَجِئْتُهُ بِوَضُوءٍ غَيْرِهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، هذِهِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وُعِدْتُهَا، فَأَوْصى‏ بِنَاقَتِهِ أَنْ يُحْظَرَ «5» لَهَا حِظَارٌ «6»، و أَنْ يُقَامَ لَهَا عَلَفٌ، فَجُعِلَتْ فِيهِ».

______________________________

 (1). يقال: ابغني كذا بهمزة الوصل، أي اطلب لي. و أبغني، بهمزة القطع، أي أعنيّ على الطلب. و كلاهما محتمل‏هنا. راجع: النهاية، ج 1، ص 143 (بقي).

 (2). «الوَضوء»: الماء الذي يُتوضَّأ به. النهاية، ج 5، ص 195 (وضأ).

 (3). في الوافي:-/ «قال».

 (4). في «ف»: «و جئتُه». و في الوافي: «فجئتُ».

 (5). في «بح»: «يحضرها». و قال المازندراني في شرحه: «و في أكثر النسخ: أن يحضر، بالضاد».

 (6). «أن يحظر لها حظار»، أي يُتّخذ لها حظار، و هو بفتح الحاء و كسرها: الحائط و ما يعمل للإبل من شجر ليقيها البردَ. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 539 (حظر).

517
الکافي2 (ط - دارالحديث)

117 - باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام ص : 512

قَالَ‏ «1»: «فَلَمْ تَلْبَثْ‏ «2» أَنْ خَرَجَتْ حَتّى‏ أَتَتِ الْقَبْرَ، فَضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا، و رَغَتْ، وَ هَمَلَتْ‏ «3» عَيْنَاهَا، فَأُتِيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: صَهِ الْآنَ، قُومِي، بَارَكِ اللَّهُ فِيكِ، فَلَمْ تَفْعَلْ، فَقَالَ: و إِنْ‏ «4» كَانَ لَيَخْرُجُ عَلَيْهَا إِلى‏ مَكَّةَ، فَيُعَلِّقُ السَّوْطَ عَلَى الرَّحْلِ، فَمَا يَقْرَعُهَا حَتّى‏ يَدْخُلَ‏ «5» الْمَدِينَةَ «6»».

قَالَ‏ «7»: «وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يَخْرُجُ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ، فَيَحْمِلُ الْجِرَابَ‏ «8» فِيهِ الصُّرَرُ «9» مِنَ الدَّنَانِيرِ و الدَّرَاهِمِ حَتّى‏ يَأْتِيَ‏ «10» بَاباً بَاباً «11»، فَيَقْرَعُهُ، ثُمَّ يُنِيلُ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَقَدُوا ذَاكَ‏ «12»، فَعَلِمُوا أَنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «13» كَانَ يَفْعَلُهُ». «14»

1273/ 5. مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ بِنْتِ إِلْيَاسَ‏ «15»:

______________________________

 (1). في «ض»: «فقال».

 (2). في الوافي: «فلم يلبث».

 (3). «هملت»، أي فاضت و سالت. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 710 (همل).

 (4). في «ض»:+/ «أبي». و «إن» مخفّفة من المثقّلة، و ضميرالشأن محذوف.

 (5). في «ب، ف، بر، بف»: «حتّى تدخل».

 (6). في «بر»: «بالمدينة».

 (7). في «بح»:-/ «قال».

 (8). «الجِراب»: و عاء يوعى فيه الشي‏ءُ، أي يُجْمع و يُحفَظ، و هو من إهاب الشاء، أي من جلدها. راجع: ترتيب كتاب العين، ج 1، ص 275 (جرب).

 (9). «الصُرَر»: جمع الصرّة، و هي ما يُصَرُّ فيه، أي يجمع فيه. و صُرّة الدراهم معروفة. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 451- 452 (صرر).

 (10). في «ب»: «حتّى يدخل».

 (11). في «بح»:-/ «باباً» الثاني.

 (12). في «بر» و الوافي: «ذلك».

 (13). في «ف»: «عليّ بن الحسين عليهما السلام».

 (14). بصائر الدرجات، ص 483، ح 11، بسنده عن سعدان بن مسلم، عن أبي عمران، عن رجل، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، إلى قوله: «حتّى يدخل المدينة»، مع اختلاف يسير. راجع: الخصال، ص 517، أبواب العشرين و ما فوقه، ح 4؛ و علل الشرائع، ص 231، ح 8 الوافي، ج 3، ص 765، ح 1388؛ الوسائل، ج 1، ص 156، ذيل ح 389.

 (15). الحسن بن عليّ هذا، هو الحسن بن عليّ الوشّاء. و ابن بنت إلياس و صف للحسن نفسه، كما يعلم من مصادر ترجمته. فليُكتَبِ العنوان هكذا: «الحسن بن عليّ ابن بنت إلياس». و لا يكتب «الحسن بن عليّ بن بنت إلياس» كما في المطبوع. راجع: رجال النجاشي، ص 39، الرقم 80؛ الفهرست للطوسي، ص 138، الرقم 202؛ رجال الطوسي، ص 354، الرقم 5244، و ص 385، الرقم 5665.

518
الکافي2 (ط - دارالحديث)

117 - باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام ص : 512

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهِ، و قَرَأَ «إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ» «1» و «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ» «2» و قَالَ‏ «3»:

 «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ‏ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ‏ نَتَبَوَّأُ «4» مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ‏» «5»، ثُمَّ قُبِضَ مِنْ سَاعَتِهِ و لَمْ يَقُلْ شَيْئاً». «6»

1274/ 6. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ و عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ «7»، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قُبِضَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ و هُوَ ابْنُ سَبْعٍ و خَمْسِينَ سَنَةً فِي عَامِ خَمْسٍ و تِسْعِينَ‏ «8»؛ عَاشَ بَعْدَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَمْساً و ثَلَاثِينَ سَنَةً». «9»

______________________________

 (1). هي سورة الواقعة (56).

 (2). في «ف»:+/ «فَتْحَاً». و هي سورة الفتح (48).

 (3). في «بح»: «فقال».

 (4). «نتبوَّا»، أي ننزل منازلها حيث نهوى. يقال: تبوّأت منزلًا، أي نزلته. راجع: الصحاح، ج 1، ص 37؛ مجمع‏البحرين، ج 1، ص 67 (بوأ).

 (5). الزمر (39): 74.

 (6). تفسير القمّي، ج 2، ص 254 بسند آخر؛ التهذيب، ج 1، ص 451، ح 1469، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع زيادة في أوّله و اختلاف. و في الكافي، كتاب الجنائز، باب حدّ حفر القبر و اللحد ...، ح 4434 عن سهل بن زياد من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام، مع زيادة في أوّله و اختلاف الوافي، ج 3، ص 766، ح 1390؛ البحار، ج 46، ص 152، ح 13.

 (7). في البحار:-/ «عن أخيه عليّ بن مهزيار». و هو سهو ناشٍ من جواز النظر من «مهزيار» في «إبراهيم بن‏مهزيار» إلى «مهزيار» في «عليّ بن مهزيار» فوقع السقط. يشهد لذلك ما تقدّم و ما يأتي من فقرات الخبر المختلفة، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، لاحظ الكافي، ح 1255 و 1260 و 1280 و 1287 و 1297 و 1308.

 (8). في «ج، ض، بح، بف» و حاشية بدرالدين: «سبعين». و في «ف»:+/ «و». و في البحار:+/ «سنة و».

 (9). الوافي، ج 3، ص 766، ح 1391؛ البحار، ج 46، ص 152، ح 14.

519
الکافي2 (ط - دارالحديث)

118 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ص : 520

 

118- بَابُ‏ «1» مَوْلِدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

وُلِدَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَنَةَ سَبْعٍ و خَمْسِينَ؛ و قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ و مِائَةٍ و لَهُ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً؛ و دُفِنَ بِالْبَقِيعِ بِالْمَدِينَةِ «2» فِي الْقَبْرِ «3» الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ؛ و كَانَتْ أُمُّهُ‏ «4» أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ‏ «5» بِنْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ و عَلى‏ ذُرِّيَّتِهِمُ‏ «6» الْهَادِيَةِ. «7»

1275/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مَزْيَدٍ «8»، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «كَانَتْ أُمِّي قَاعِدَةً عِنْدَ جِدَارٍ، فَتَصَدَّعَ‏ «9» الْجِدَارُ، و سَمِعْنَا هَدَّةً «10» شَدِيدَةً، فَقَالَتْ بِيَدِهَا: لَا، و حَقِّ الْمُصْطَفى‏، مَا أَذِنَ اللَّهُ لَكَ فِي السُّقُوطِ، فَبَقِيَ مُعَلَّقاً فِي الْجَوِّ حَتّى‏ جَازَتْهُ، فَتَصَدَّقَ أَبِي عَنْهَا «11» بِمِائَةِ دِينَارٍ».

قَالَ أَبُو الصَّبَّاحِ‏ «12»: و ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَدَّتَهُ- أُمَّ أَبِيهِ‏ «13»- يَوْماً، فَقَالَ: «كَانَتْ‏

______________________________

 (1). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (2). في «ب، ج، ف، بر، بف» و الوافي: «بالمدينة بالبقيع». و في «بح»: «في المدينة بالبقيع».

 (3). في «ب»: «بالقبر».

 (4). في حاشية «ج»:+/ «فاطمة».

 (5). في التهذيب: «عَبْدَة» بدل «عبد اللَّه».

 (6). في «بس»: «عليهما السلام و على ذرّيّتهما».

 (7). التهذيب، ج 6، ص 77؛ المقنعة، ص 472 الوافي، ج 3، ص 788؛ البحار، ج 46، ص 217، ح 17 و فيه إلى قوله: «و خمسون سنة».

 (8). في «ب، بف» و حاشية «ف»: «يزيد».

 (9). «فتصدّع»، أي فتشقّق؛ من الصَدْع، و هو الشقّ في الشي‏ء الصلب. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 194 (صدع).

 (10). قال الجوهري: «الهَدَّةُ: صوت و قْع الحائط و نحوه». الصحاح، ج 2، ص 555.

 (11). في «ب، ف، بر» و الوافي: «عنها أبي». و في «ج»: «عنها أبي عليه السلام».

 (12). معلّق على السند المذكور في صدر الخبر.

 (13). في «ف»: «المربّية».

520
الکافي2 (ط - دارالحديث)

118 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ص : 520

صِدِّيقَةً، لَمْ تُدْرَكْ‏ «1» فِي آلِ الْحَسَنِ امْرَأَةٌ مِثْلُهَا». «2»

مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، مِثْلَهُ.

1276/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ‏ «3»، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و كَانَ رَجُلًا مُنْقَطِعاً إِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، و كَانَ‏ «4» يَقْعُدُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و هُوَ مُعْتَجِرٌ «5» بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، و كَانَ يُنَادِي: يَا بَاقِرَ الْعِلْمِ، يَا بَاقِرَ الْعِلْمِ‏ «6»، فَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: جَابِرٌ يَهْجُرُ «7»، فَكَانَ يَقُولُ: لَاوَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ، و لكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ: إِنَّكَ سَتُدْرِكُ رَجُلًا مِنِّي اسْمُهُ اسْمِي، و شَمَائِلُهُ‏ «8» شَمَائِلِي،

______________________________

 (1). في «ب، بس»: «لم يدرك».

 (2). الوافي، ج 3، ص 768، ح 1392؛ البحار، ج 46، ص 36، ح 7.

 (3). الخبر أورده الكشّي في رجاله، ص 41، الرقم 88، بسنده عن محمّد بن سنان، عن حريز، عن أبان بن تغلب، و هو الظاهر؛ فقد مات محمّد بن سنان سنة عشرين و مائتين، و أبان بن تغلب مات في حياة أبي عبد اللَّه عليه السلام، سنة إحدى و أربعين و مائة، أو أربعين و مائة، فلا تستقيم رواية محمّد بن سنان عن أبان هذا مباشرةً. راجع: رجال النجاشي، ص 10- 13، الرقم 7، و ص 328، الرقم 888؛ الفهرست للطوسي، ص 44- 46، الرقم 61؛ رجال الطوسي، ص 109، الرقم 1066؛ تهذيب الكمال، ج 2، ص 6- 8، الرقم 135؛ تاريخ الإسلام للذهبي، ج 9، ص 55.

 (4). في «ض، ف، بس، بف»: «فكان».

 (5). في حاشية «ج، بح، بف» و الاختصاص و رجال الكشّي: «معتمّ». و الاعتجار بالعمامة: هو أن يَلُفَّها على رأسه‏ويَرُدَّ طرفها على و جهه، و لا يعمل منها شيئاً تحت ذقنه. النهاية، ج 3، ص 185 (عجر).

 (6). في الوافي:-/ «يا باقر العلم» الثاني.

 (7). في «ض»: «هجر». و يقال: أهجر في منطقه يُهجر إهجاراً، إذا أفحش، و كذلك إذا أكثر الكلام في ما لا ينبغي. و الاسم الهُجْر. و هَجَرَ يَهْجُرُ هَجْراً، إذا خلط في كلامه و إذا هذى. و كلاهما جائز هاهنا. راجع: النهاية، ج 5، ص 245 (هجر)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 235.

 (8). «الشَمائلُ»: جمع الشِمال، و هو الطبع و الخُلُق. لسان العرب، ج 11، ص 365 (شمل).

521
الکافي2 (ط - دارالحديث)

118 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ص : 520

يَبْقُرُ «1» الْعِلْمَ بَقْراً، فَذَاكَ الَّذِي دَعَانِي إِلى‏ مَا أَقُولُ».

قَالَ‏ «2»: «فَبَيْنَا جَابِرٌ يَتَرَدَّدُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ إِذْ مَرَّ بِطَرِيقٍ، و فِي‏ «3» ذَاكَ‏ «4» الطَّرِيقِ كُتَّابٌ‏ «5» فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ، قَالَ: يَا غُلَامُ، أَقْبِلْ، فَأَقْبَلَ؛ ثُمَّ قَالَ لَهُ‏ «6»: أَدْبِرْ، فَأَدْبَرَ؛ ثُمَّ قَالَ‏ «7»: شَمَائِلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ يَا غُلَامُ، مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: اسْمِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يُقَبِّلُ‏ «8» رَأْسَهُ و يَقُولُ: بِأَبِي أَنْتَ و أُمِّي، أَبُوكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، و يَقُولُ ذلِكَ».

قَالَ: «فَرَجَعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ إِلى‏ أَبِيهِ و هُوَ ذَعِرٌ «9»، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ، و قَدْ فَعَلَهَا جَابِرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: الْزَمْ بَيْتَكَ يَا بُنَيَّ؛ فَكَانَ‏ «10» جَابِرٌ يَأْتِيهِ طَرَفَيِ النَّهَارِ، و كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: و ا عَجَبَاهْ‏ «11» لِجَابِرٍ يَأْتِي هذَا الْغُلَامَ طَرَفَيِ النَّهَارِ و هُوَ آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ‏ «12» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَضى‏ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ يَأْتِيهِ عَلى‏ و جْهِ الْكَرَامَةِ لِصُحْبَتِهِ‏

______________________________

 (1). «يبقر العلم»، أي يشقّه و يفتحه و يسعه، من البقر، و هو في الأصل: الشقّ و الفتح و التوسعة. و التبقّر: التوسّع في العلم و المال. قال ابن منظور: «و كان يقال لمحمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ: الباقر، رضوان اللَّه عليهم؛ لأنّه بقر العلم و عرف أصله و استنبط فرعه و تبقّر في العلم». راجع: لسان العرب، ج 4، ص 74 (بقر).

 (2). في «بح»:-/ «قال».

 (3). هكذا في «ض، بر، بف» و حاشية «ج» و الوافي. و في سائر النسخ و المطبوع: «في» بدون الواو.

 (4). في الوافي: «ذلك».

 (5). «الكتّاب»: المَكْتَبُ، و هو موضع تعليم الكُتّاب. و الجمع: الكتاتيب، قاله الجوهري و ابن منظور. راجع: الصحاح، ج 1، ص 208؛ لسان العرب، ج 1، ص 699 (كتب).

 (6). في الوافي:-/ «له».

 (7). في حاشية «ف»:+/ «هذا».

 (8). في «ف»: «فقبّل».

 (9). «ذعر»: خائف؛ من الذُعْر، و هو الخوف و الفزع، و هو الاسم. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 306 (ذعر).

 (10). في «بر، بف» و الوافي و الاختصاص: «و كان».

 (11). في «ب»: «وا عجبا».

 (12). في «ب، ج، ف، بح، بر، بف»: «من أصحاب محمّد».

522
الکافي2 (ط - دارالحديث)

118 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ص : 520

لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ».

قَالَ: «فَجَلَسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُحَدِّثُهُمْ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ و تَعَالى‏، فَقَالَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ: مَا رَأَيْنَا أَحَداً أَجْرَأَ «1» مِنْ هذَا، فَلَمَّا رَأى‏ مَا يَقُولُونَ حَدَّثَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ: مَا رَأَيْنَا أَحَداً قَطُّ «2» أَكْذَبَ مِنْ هذَا، يُحَدِّثُنَا «3» عَمَّنْ لَمْ يَرَهُ، فَلَمَّا رَأى‏ مَا يَقُولُونَ حَدَّثَهُمْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏ «4»». قَالَ: «فَصَدَّقُوهُ‏ «5»، و كَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَأْتِيهِ، فَيَتَعَلَّمُ‏ «6» مِنْهُ». «7»

1277/ 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتُمْ‏ «8» و رَثَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ».

قُلْتُ: رَسُولُ اللَّهِ‏ «9» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و ارِثُ الْأَنْبِيَاءِ، عَلِمَ كُلَّ مَا عَلِمُوا؟ قَالَ‏ «10»: «نَعَمْ».

قُلْتُ: فَأَنْتُمْ‏ «11» تَقْدِرُونَ عَلى‏ أَنْ تُحْيُوا الْمَوْتى‏، و تُبْرِئُوا الْأَكْمَهَ‏ «12» و الْأَبْرَصَ؟

______________________________

 (1). في «ف، بس، بف»: «أجرى» بقلب الهمزة ياءً.

 (2). في الوافي:-/ «قطّ».

 (3). في «ب»: «حدّثنا».

 (4). في الاختصاص:+/ «عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله».

 (5). في «بس»: «صدّقوه».

 (6). في «ب»: «يتعلّم». و في الوافي و الاختصاص: «و يتعلّم».

 (7). الاختصاص، ص 62، بسنده عن أبان بن تغلب؛ رجال الكشّي، ص 41، ح 88، بسنده عن محمّد بن سنان، عن حريز، عن أبان بن تغلب. و راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ على عليّ بن الحسين عليه السلام، ح 788؛ و الأمالي للصدوق، ص 353، المجلس 56، ح 9؛ و علل الشرائع، ص 233، ح 1؛ و الإرشاد، ج 2، ص 158- 159 الوافي، ج 3، ص 768، ح 1393.

 (8). في البصائر: «دخلت على أبي عبد اللَّه عليه السلام و أبي جعفر عليه السلام و قلت لهما: أنتما» بدل «دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: أنتم».

 (9). في البصائر: «فرسول اللَّه».

 (10). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في المطبوع:+/ «لي».

 (11). في «بر»: «و أنتم».

 (12). «الأكْمه»: هو الذي يولَد مطموس العين، أي الذاهب البصر. و قد يقال لمن تذهب عينه. المفردات للراغب، ص 726 (كمه).

523
الکافي2 (ط - دارالحديث)

118 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ص : 520

قَالَ‏ «1»: «نَعَمْ بِإِذْنِ اللَّهِ».

ثُمَّ قَالَ لِيَ‏ «2»: «ادْنُ مِنِّي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ» فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَمَسَحَ عَلى‏ و جْهِي و عَلى‏ عَيْنَيَّ، فَأَبْصَرْتُ الشَّمْسَ و السَّمَاءَ و الْأَرْضَ و الْبُيُوتَ و كُلَّ شَيْ‏ءٍ «3» فِي الْبَلَدِ «4»، ثُمَّ قَالَ لِي: «أَ تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ هكَذَا و لَكَ مَا لِلنَّاسِ و عَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوْ تَعُودَ كَمَا كُنْتَ و لَكَ الْجَنَّةُ خَالِصاً؟»

قُلْتُ: أَعُودُ كَمَا كُنْتُ، فَمَسَحَ عَلى‏ عَيْنَيَّ، فَعُدْتُ كَمَا كُنْتُ.

قَالَ‏ «5»: فَحَدَّثْتُ ابْنَ‏ «6» أَبِي عُمَيْرٍ بِهذَا، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ هذَا حَقٌّ كَمَا أَنَّ النَّهَارَ حَقٌّ. «7»

1278/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍ‏ «8»، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ يَوْماً إِذْ و قَعَ زَوْجُ‏ «9» و رَشَانَ‏ «10» عَلَى الْحَائِطِ

______________________________

 (1). في «ج، ف، بر، بف» و الوافي و البصائر: «فقال». و في «ب، ج، ض، ف، بس، بف»:+/ «لي».

 (2). في الوافي و البصائر:-/ «لي».

 (3). في «بف»:+/ «كان».

 (4). في حاشية «ج، ض، بح، بس» و البصائر: «الدار».

 (5). الضمير المستتر في «قال» راجع إلى عليّ بن الحكم، كما صرّح به في بصائر الدرجات، ص 269، ح 1. فيكون السند معلّقاً على السند المذكور في صدر الخبر. و في «ب، ض، بس»:-/ «قال».

 (6). في «ف»: «بابن».

 (7). بصائر الدرجات، ص 269، ح 1، عن أحمد بن محمّد؛ رجال الكشّي، ص 174، ح 298، بسنده عن عليّ بن الحكم، إلى قوله: «فعُدت كما كنت» الوافي، ج 3، ص 770، ح 1394.

 (8). لم نجد رواية محمّد بن عليّ- و هو أبو سمينة الصيرفي- عن عاصم بن حميد في موضع، بل روى محمّد بن عليّ بتوسّط ابن أبي نجران و صفوان بن يحيى- و كلاهما من رواة عاصم بن حميد- عن عاصم [بن حميد] في المحاسن، ص 91، ح 43، و ص 105، ح 8، كما روى عنه بواسطتين في الكافي، ح 9467. فلا يبعد صحّة ما و رد في بصائر الدرجات، ص 342، ح 5 من توسّط عليّ بن محمّد الحنّاط بينهما.

 (9). «الزوج» هنا مقابل الفرد، مركّب من الذكر و الانثى.

 (10). «الوَرَشان»: طائر شبه الحمامة، جمعه وِرْشان، و هو ساقُ حُرّ، أي الذكر من القَماريّ، سمّي بصوته. راجع: لسان العرب، ج 6، ص 372 (ورش)؛ و ج 10، ص 170 (سوق).

524
الکافي2 (ط - دارالحديث)

118 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ص : 520

وَ هَدَلَا هَدِيلَهُمَا «1»، فَرَدَّ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَيْهِمَا «2» كَلَامَهُمَا سَاعَةً، ثُمَّ نَهَضَا، فَلَمَّا طَارَا «3» عَلَى الْحَائِطِ، هَدَلَ‏ «4» الذَّكَرُ عَلَى الْأُنْثى‏ سَاعَةً، ثُمَّ نَهَضَا، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا هذَا «5» الطَّيْرُ «6»؟

قَالَ: «يَا ابْنَ مُسْلِمٍ، كُلُّ شَيْ‏ءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ- مِنْ طَيْرٍ أَوْ بَهِيمَةٍ أَوْ شَيْ‏ءٍ فِيهِ رُوحٌ- فَهُوَ أَسْمَعُ لَنَا و أَطْوَعُ مِنِ ابْنِ‏ «7» آدَمَ، إِنَّ هذَا الْوَرَشَانَ ظَنَّ بِامْرَأَتِهِ‏ «8»، فَحَلَفَتْ لَهُ: مَا فَعَلْتُ، فَقَالَتْ‏ «9»: تَرْضى‏ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ؟ فَرَضِيَا بِي، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ لَهَا ظَالِمٌ، فَصَدَّقَهَا». «10»

1279/ 5. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ:

لَمَّا حُمِلَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الشَّامِ إِلى‏ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ و صَارَ «11» بِبَابِهِ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ و مَنْ كَانَ بِحَضْرَتِهِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ «12»: إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ و بَّخْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، ثُمَّ رَأَيْتُمُونِي قَدْ سَكَتُّ، فَلْيُقْبِلْ عَلَيْهِ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ فَلْيُوَبِّخْهُ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ.

______________________________

 (1). «الهَديلُ»: صوت الحمام. و خصّ بعضهم به و حشيّها كالدَباسيّ و القَماريّ و نحوها. يقال: هَدَلَ القُمريّ‏يَهْدِلُ هَدِيلًا. و قال المازندراني: «و لعلّ هديلهما كان من بعد نزولهما من الحائط إلى مجلس أبي جعفر عليه السلام بقرينة قوله: فلمّا طارا على الحائط، مع احتمال أن يراد بهذا الحائط حائط آخر». و أمّا المجلسيّ فإنّه بعد ما استظهر ما في البصائر من كون «فهدلا» بدلَ «على الحائط و هدلا»، قال: «و قيل: و قع، أي على الأرض، و قوله: على الحائط ظرف مستقرّ نعت زوج، أي كان على الحائط. و في الثاني ظرف لغو متعلّق بطارا بتضمين معنى و قعا». راجع: لسان العرب، ج 11، ص 691 (هدل)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 237؛ مرآة العقول، ج 6، ص 20.

 (2). في «بس»:-/ «عليهما».

 (3). في البصائر: «صارا».

 (4). في البصائر: «هدد».

 (5). في البصائر: «ما حال».

 (6). في «ب، ف، بر» و الوافي: «الطائر».

 (7). في «بر، بف»: «بني».

 (8). في البصائر: «أساءه ظنّ السوء» بدل «ظنّ بامرأته».

 (9). في «ج»: «فقال».

 (10). بصائر الدرجات، ص 342، ح 5، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن محمّد الحنّاط، عن عاصم، عن محمّد بن مسلم الوافي، ج 3، ص 770، ح 1395.

 (11). في «ج»: «فصار».

 (12). في «ض»:+/ «و غيرهم».

525
الکافي2 (ط - دارالحديث)

118 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ص : 520

فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ «1» عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ بِيَدِهِ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» فَعَمَّهُمْ جَمِيعاً بِالسَّلَامِ، ثُمَّ جَلَسَ، فَازْدَادَ هِشَامٌ عَلَيْهِ حَنَقاً «2» بِتَرْكِهِ السَّلَامَ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ، و جُلُوسِهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ، فَأَقْبَلَ يُوَبِّخُهُ، و يَقُولُ- فِيمَا يَقُولُ لَهُ‏ «3»-: يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، لَايَزَالُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ قَدْ شَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ‏ «4»، و دَعَا إِلى‏ نَفْسِهِ، و زَعَمَ أَنَّهُ الْإِمَامُ سَفَهاً و قِلَّةَ عِلْمٍ، وَ و بَّخَهُ بِمَا أَرَادَ أَنْ يُوَبِّخَهُ، فَلَمَّا سَكَتَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ رَجُلٌ بَعْدَ رَجُلٍ يُوَبِّخُهُ حَتَّى انْقَضى‏ آخِرُهُمْ، فَلَمَّا سَكَتَ الْقَوْمُ نَهَضَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِماً، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، أَيْنَ تَذْهَبُونَ؟

وَ أَيْنَ يُرَادُ بِكُمْ؟ بِنَا هَدَى اللَّهُ أَوَّلَكُمْ، و بِنَا يَخْتِمُ آخِرَكُمْ، فَإِنْ يَكُنْ لَكُمْ مُلْكٌ مُعَجَّلٌ، فَإِنَّ لَنَا مُلْكاً مُؤَجَّلًا، و لَيْسَ بَعْدَ مُلْكِنَا مُلْكٌ؛ لِأَنَّا أَهْلُ الْعَاقِبَةِ؛ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ:

 «وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‏» «5»».

فَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْحَبْسِ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى‏ «6» الْحَبْسِ تَكَلَّمَ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْحَبْسِ رَجُلٌ إِلَّا تَرَشَّفَهُ‏ «7» و حَنَّ إِلَيْهِ‏ «8»، فَجَاءَ صَاحِبُ الْحَبْسِ إِلى‏ هِشَامٍ، فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي خَائِفٌ عَلَيْكَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَنْ يَحُولُوا «9» بَيْنَكَ و بَيْنَ مَجْلِسِكَ هذَا، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِهِ،

______________________________

 (1). في «ف»:-/ «أبو جعفر».

 (2). «الحَنَق»: الغيظ أو شدّته. و الجمع: حِناق. القاموس المحيط، ج 2، ص 1165 (حنق).

 (3). في «ج»:-/ «له».

 (4). «قد شقّ عصا المسلمين»: فرّق جماعتهم و أوقع الخلاف بينهم و شوّش ائتلافهم و التيامهم و اجتماعهم‏ومنعهم منها. و أصل العصا الاجتماع و الائتلاف. و قد يراد بالعصا الجماعة؛ لأنّ المسلمين بمنزلة العصا للإسلام، فالإضافة بيانيّة. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 66 (عصا).

 (5). الأعراف (7): 128؛ القصص (28): 83.

 (6). في «ب، بف»: «في».

 (7). في «بح»: «يرشفه». و «تَرَشَّفَهُ»: أي مصّه. هذا في اللغة. و أمّا المراد هنا، فالمعنى: مسّه تبرّكاً، أو قبّل يديه‏ورجليه، قاله المازندراني. أو هو كناية عن المبالغة في أخذ العلم عنه عليه السلام؛ قاله المجلسي. أو هو كناية عن شدّة الحبّ لو كان بمعنى المصّ بحيث يدخل الريق في الفم؛ و قال الفيض: «و ظنّي أنّه بالسين المهملة؛ يعني مشى إليه مشي المقيّد يتحامل برجله مع القيد». راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1084 (رشف).

 (8). «حنّ إليه»، أي ترع و اشتاق. و أصل الحنين: ترجيع الناقة صوتها إثْر و لدها. راجع: النهاية، ج 1، ص 452 (حنن).

 (9). في «بح»: «أن يكونوا».

526
الکافي2 (ط - دارالحديث)

118 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ص : 520

فَأَمَرَ بِهِ، فَحُمِلَ عَلَى الْبَرِيدِ «1» هُوَ و أَصْحَابُهُ لِيُرَدُّوا إِلَى الْمَدِينَةِ، و أَمَرَ أَنْ لَايُخْرَجَ‏ «2» لَهُمُ الْأَسْوَاقُ، و حَالَ بَيْنَهُمْ و بَيْنَ الطَّعَامِ و الشَّرَابِ‏ «3»، فَسَارُوا ثَلَاثاً لَايَجِدُونَ طَعَاماً وَ لَاشَرَاباً حَتّى‏ انْتَهَوْا إِلى‏ مَدْيَنَ، فَأُغْلِقَ‏ «4» بَابُ الْمَدِينَةِ دُونَهُمْ، فَشَكَا أَصْحَابُهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ.

قَالَ: فَصَعِدَ جَبَلًا لِيُشْرِفَ‏ «5» عَلَيْهِمْ، فَقَالَ- بِأَعْلى‏ صَوْتِهِ-: «يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا، أَنَا بَقِيَّةُ اللَّهِ، يَقُولُ اللَّهُ: «بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ‏ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‏ وَ ما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ» «6»».

قَالَ: و كَانَ فِيهِمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَأَتَاهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: يَا قَوْمِ، هذِهِ- و اللَّهِ- دَعْوَةُ شُعَيْبٍ النَّبِيِّ، و اللَّهِ، لَئِنْ لَمْ تُخْرِجُوا إِلى‏ هذَا الرَّجُلِ بِالْأَسْوَاقِ، لَتُؤْخَذُنَّ مِنْ فَوْقِكُمْ، وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ، فَصَدِّقُونِي فِي هذِهِ الْمَرَّةِ و أَطِيعُونِي، و كَذِّبُونِي فِيمَا تَسْتَأْنِفُونَ؛ فَإِنِّي نَاصِحٌ لَكُمْ‏ «7».

قَالَ: فَبَادَرُوا، فَأَخْرَجُوا إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ و أَصْحَابِهِ بِالْأَسْوَاقِ، فَبَلَغَ‏ «8» هِشَامَ بْنَ‏

______________________________

 (1). قال ابن الأثير: «البريد كلمة فارسيّة يراد بها في الأصل البغل، و أصلها «بُرِيدَه دُمْ»، أي محذوفة الذَنَب؛ لأنّ‏بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها، فاعربت و خفّفت. ثمّ سمّي الرسول الذي يركبه بريداً، و المسافة التي بين السكّتين بريداً». النهاية، ج 1، ص 116 (برد).

 (2). في «ب، بف»: «لا تخرج».

 (3). في «بح»: «الشراب و الطعام».

 (4). في «ج»: «و اغلق».

 (5). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس» و الوافي: «يشرف».

 (6). هود (11): 86.

 (7). هكذا في «ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في سائر النسخ و المطبوع: «لكم ناصح».

 (8). في «ب، بر، بف» و الوافي: «فأخبر».

527
الکافي2 (ط - دارالحديث)

119 - باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ص : 528

عَبْدِ الْمَلِكِ خَبَرُ الشَّيْخِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَحَمَلَهُ، فَلَمْ يُدْرَ «1» مَا صَنَعَ‏ «2» بِهِ. «3»

1280/ 6. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ و الْحِمْيَرِيُّ جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قُبِضَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَ خَمْسِينَ سَنَةً فِي عَامِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ «4» و مِائَةٍ؛ عَاشَ‏ «5» بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً و شَهْرَيْنِ». «6»

 

119- بَابُ‏ «7» مَوْلِدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ «8» عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

وُلِدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَنَةَ ثَلَاثٍ و ثَمَانِينَ؛ و مَضى‏ «9» فِي شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ و أَرْبَعِينَ وَ مِائَةٍ، و لَهُ خَمْسٌ و سِتُّونَ سَنَةً؛ و دُفِنَ بِالْبَقِيعِ فِي الْقَبْرِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ و جَدُّهُ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏ «10»؛ و أُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، و أُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ «11». «12»

1281/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ «13»، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي وُهَيْبُ‏ «14» بْنُ حَفْصٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ب، ج»: «و لم يدر».

 (2). يجوز فيه المبنيّ للمفعول. و في «ف»: «صنعوا».

 (3). الوافي، ج 3، ص 771، ح 1396.

 (4). في البحار: «أربعة عشر».

 (5). في «ب، ف، بح»: «و عاش».

 (6). الوافي، ج 3، ص 788، ح 1400؛ البحار، ج 46، ص 21، ح 18.

 (7). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (8). في «ف»:+/ «الصادق».

 (9). في «ف»: «و قبض».

 (10). في البحار:-/ «في القبر- إلى- و الحسن بن عليّ عليهم السلام».

 (11). في «ج»:-/ «و امّها- إلى- أبي بكر».

 (12). الوافي، ج 3، ص 796؛ البحار، ج 47، ص 1، ح 1.

 (13). لم يثبت رواية أحمد بن محمّد- و هو ابن عيسى بقرينة رواية محمّد بن يحيى عنه- عن عبد اللَّه بن أحمد، بل‏ورد في الكافي، ح 1275 و 1290، رواية محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد، عن عبد اللَّه بن أحمد.

و الظاهر أنّ عبد اللَّه هذا، هو عبد اللَّه بن أحمد الرازي الذي استثنى‏ ابن الوليد رواياته من رجال نوادر الحكمة. راجع: التهذيب، ج 6، ص 291، ح 806؛ رجال النجاشي، ص 348، الرقم 939؛ الفهرست للطوسي، ص 410، الرقم 623. فعليه لا يبعد و قوع التحريف في ما نحن فيه، و أن يكون الصواب «محمّد بن أحمد».

 (14). هكذا في «بح». و في سائر النسخ و المطبوع: «وهب». و الصواب ما أثبتناه. راجع: رجال النجاشي، ف ص 431، الرقم 1159؛ الفهرست للطوسي، ص 489، الرقم 780؛ رجال الطوسي، ص 317، الرقم 4732.

528
الکافي2 (ط - دارالحديث)

119 - باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ص : 528

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ و الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ و أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِيُّ مِنْ ثِقَاتِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ». ثُمَ‏ «1» قَالَ: «وَ كَانَتْ أُمِّي مِمَّنْ آمَنَتْ‏ «2» وَ اتَّقَتْ و أَحْسَنَتْ‏ «وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» «3».

قَالَ: «وَ قَالَتْ أُمِّي: قَالَ أَبِي: يَا أُمَّ فَرْوَةَ، إِنِّي لَأَدْعُو اللَّهَ لِمُذْنِبِي شِيعَتِنَا فِي الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ أَلْفَ مَرَّةٍ؛ لِأَنَّا نَحْنُ فِيمَا يَنُوبُنَا «4» مِنَ الرَّزَايَا «5» نَصْبِرُ عَلى‏ مَا نَعْلَمُ مِنَ الثَّوَابِ، وَ هُمْ يَصْبِرُونَ عَلى‏ مَا لَايَعْلَمُونَ». «6»

1282/ 2. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

وَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ- و هُوَ و الِيهِ عَلَى الْحَرَمَيْنِ: أَنْ أَحْرِقْ عَلى‏ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ دَارَهُ، فَأَلْقَى النَّارَ فِي دَارِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَخَذَتِ النَّارُ فِي الْبَابِ وَ الدِّهْلِيزِ، فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَتَخَطَّى النَّارَ «7» و يَمْشِي فِيهَا، و يَقُولُ: «أَنَا ابْنُ أَعْرَاقِ الثَّرى‏ «8»، أَنَا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ‏

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع:-/ «ثمّ».

 (2). في «ف»:+/ «باللَّه».

 (3). آل عمران (3): 134 و 148؛ المائدة (5): 93.

 (4). «ينوبنا»، أي ينزل بنا. راجع: النهاية، ج 5، ص 123 (نوب).

 (5). «الرَزايا»: جمع الرَزِيّة، و هي المصيبة. و أصلها الهمز، يقال: رَزَأْتُهُ. المصباح المنير، ص 226 (رزى).

 (6). الوافي، ج 3، ص 789، ح 1401؛ البحار، ج 47، ص 7، ح 21، و فيه إلى قوله: «و اللَّه يحبّ المحسنين».

 (7). «يتخطّى النارَ»، أي يخطو و يمشي فيها خطوةً خطوةً، و هو ما بين القدمين، أو يركبها و يجاوزها. راجع: لسان‏العرب، ج 14، ص 232 (خطا).

 (8). «الأعراق»: جمع العِرْق، و عِرْق كلّ شي‏ء: أصله. و الثَرى: التراب النديّ، أو هو التراب الذي إذا بُلَّ لم يصرطيناً لازباً. و المراد منه هاهنا الأرض. ف «أعراق الثرى»، أي اصول الأرض، أي الأنبياء عليهم السلام. و قيل: «أعراق الثرى» لقب إسماعيل عليه السلام. و لكن لقبه عليه السلام: عِرْق الثرى، كما في اللسان. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 241 و 243 (عرق)؛ و ج 14، ص 111 (ثرى)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 241؛ الوافي، ج 3، ص 790؛ مرآة العقول، ج 6، ص 28.

529
الکافي2 (ط - دارالحديث)

119 - باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ص : 528

خَلِيلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «1»». «2»

1283/ 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ رُفَيْدٍ مَوْلى‏ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ «3»، قَالَ:

سَخِطَ عَلَيَّ ابْنُ هُبَيْرَةَ، و حَلَفَ عَلَيَّ لَيَقْتُلُنِي‏ «4»، فَهَرَبْتُ مِنْهُ، و عُذْتُ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَعْلَمْتُهُ خَبَرِي، فَقَالَ لِيَ: «انْصَرِفْ إِلَيْهِ‏ «5»، و أَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، و قُلْ لَهُ: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ‏ «6» عَلَيْكَ مَوْلَاكَ رُفَيْداً، فَلَا تَهِجْهُ‏ «7» بِسُوءٍ».

فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، شَامِيٌّ، خَبِيثُ الرَّأْيِ، فَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِ كَمَا أَقُولُ لَكَ».

فَأَقْبَلْتُ، فَلَمَّا كُنْتُ فِي بَعْضِ الْبَوَادِي، اسْتَقْبَلَنِي أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ إِنِّي أَرى‏

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ج، ض، بر، بس». و في «بف»: «صلّى اللَّه عليه». و في «ف، بح»: «صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم». و في المطبوع: «عليه السلام».

 (2). الوافي، ج 3، ص 789، ح 1402.

 (3). هكذا في «ب، بف». و في «ج، ض، ف، بح، بس»: «رفيد مولى ابن يزيد بن عمر بن هبيرة». و في «بر» و المطبوع: «رفيد مولى يزيد بن عمرو بن هبيرة».

و الصواب ما أثبتناه؛ فإنّ ابن هبيرة هذا، هو يزيد بن عُمَرَ بن هبيرة الأمير، كما يظهر من الخبر نفسه. و ورد في تهذيب الكمال، ج 8، ص 199، الرقم 1664، في ترجمة خالد بن يزيد بن عمر بن هبيرة؛ أنّ أباه و جدّه من الامراء المشهورين بالعراق. لاحظ أيضاً: الأغاني، ج 2، ص 614- 615؛ و ج 10، ص 300؛ و ج 17، ص 212؛ و ج 21، ص 76؛ و فيات الأعيان، ج 6، ص 313- 321؛ تاريخ الإسلام للذهبي، ج 8، ص 567؛ سير أعلام النبلاء، ج 6، ص 207، الرقم 103.

 (4). في «ف»: «أن يقتلني». و في مرآة العقول: «ليقتلني، بفتح اللام و كسرها».

 (5). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع:-/ «إليه».

 (6). هكذا في «ض، ف، بر» و مرآة العقول. و هو الصحيح، أصله من «الجوار». و في المطبوع: «آجرت» من «أجر».

 (7). في مرآة العقول: «لا تهجه، من باب ضرب، أو باب الإفعال». و يقال: هاج الشي‏ء يَهيجُ، و اهتاج و تهيّج: ثار لمشقّة أو ضرر. و هاجه غيره و هيّجه يتعدّى و لا يتعدّى. لسان العرب، ج 2، ص 394 (هيج).

530
الکافي2 (ط - دارالحديث)

119 - باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ص : 528

وَجْهَ مَقْتُولٍ، ثُمَّ قَالَ لِي‏ «1»: أَخْرِجْ يَدَكَ‏ «2»، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: يَدُ مَقْتُولٍ؛ ثُمَ‏ «3» قَالَ لِي‏ «4»: أَبْرِزْ رِجْلَكَ، فَأَبْرَزْتُ رِجْلِي، فَقَالَ: رِجْلُ مَقْتُولٍ؛ ثُمَّ قَالَ لِي‏ «5»، أَبْرِزْ جَسَدَكَ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ:

جَسَدُ مَقْتُولٍ؛ ثُمَّ قَالَ لِي‏ «6»: أَخْرِجْ لِسَانَكَ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ لِيَ‏ «7»: امْضِ؛ فَلَا بَأْسَ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّ فِي لِسَانِكَ رِسَالَةً لَوْ أَتَيْتَ بِهَا الْجِبَالَ الرَّوَاسِيَ‏ «8» لَانْقَادَتْ لَكَ‏ «9».

قَالَ‏ «10»: فَجِئْتُ حَتّى‏ و قَفْتُ عَلى‏ بَابِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَاسْتَأْذَنْتُ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ: أَتَتْكَ بِخَائِنٍ‏ «11» رِجْلَاهُ؛ يَا غُلَامُ، النَّطْعَ‏ «12» و السَّيْفَ. ثُمَّ أَمَرَ بِي، فَكُتِّفْتُ‏ «13»، وَ شُدَّ «14» رَأْسِي، و قَامَ عَلَيَّ السَّيَّافُ لِيَضْرِبَ عُنُقِي.

فَقُلْتُ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ، لَمْ تَظْفَرْ بِي عَنْوَةً «15»، و إِنَّمَا جِئْتُكَ مِنْ ذَاتِ نَفْسِي، و هَاهُنَا

______________________________

 (1). في «ف»:-/ «لي».

 (2). في «ف»: «يديك».

 (3). في «بس»:-/ «ثمّ».

 (4). في «ج»:-/ «قال لي». و في «بس»: «فقال لي». و في «بف» و الوافي:-/ «لي».

 (5). في «ج»:-/ «قال لي». و في «ض، ف، بف» و الوافي:-/ «لي».

 (6). في «بف» و الوافي:-/ «لي».

 (7). في «ب، ج، بح»:-/ «لي».

 (8). «الرواسي»: الثوابت. من رسا الشي‏ءُ يرسو، أي ثبت. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2356 (رسا).

 (9). في «بر»: «إليك».

 (10). في «ب»:-/ «قال».

 (11). هكذا في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني و الوافي. و في بعض النسخ و المطبوع: «بحائن» بالحاء المهملة: و هو مَثَل منقول بالحاء المهملة و المعجمة كلتيهما. و «الحائن» بالمهملة، من قرب أجله، و الباء للتعديّه، و «رجلاه» فاعل «أتت». و في مرآة العقول: «و هو مثل يضرب لمن أعان على نفسه بعد خيانته».

 (12). «النطع» بالكسر و الفتح و بالتحريك، و كعنب: بساط من الأديم، و هو الجلد المدبوغ. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1026.

 (13). في حاشية «بس»: «فكشفت». و قوله: «فكتفت» من الكَتْف، و هو شدّ اليدين من خلف بالكِتاف، و الكِتاف: حبل يشدّ به. هكذا في اللغة و الشروح. راجع: لسان العرب، ج 9، ص 295 (كتف).

 (14). في «ب»: «فشدّ».

 (15). «عَنْوَةً»، أي قهراً و غلبةً. و هو من عنا يعنو، إذا ذلّ و خضع. و العنوة: المرّة الواحدة منه، كأنّ المأخوذ بهايخضع و يذلّ. النهاية، ج 3، ص 315 (عنا).

531
الکافي2 (ط - دارالحديث)

119 - باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ص : 528

أَمْرٌ أَذْكُرُهُ لَكَ، ثُمَّ أَنْتَ و شَأْنَكَ، فَقَالَ: قُلْ، فَقُلْتُ‏ «1»: أَخْلِنِي‏ «2»، فَأَمَرَ مَنْ حَضَرَ، فَخَرَجُوا.

فَقُلْتُ لَهُ‏ «3»: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، و يَقُولُ لَكَ: «قَدْ أَجَرْتُ‏ «4» عَلَيْكَ مَوْلَاكَ رُفَيْداً فَلَا تَهِجْهُ بِسُوءٍ».

فَقَالَ: و اللَّهِ‏ «5»، لَقَدْ قَالَ لَكَ جَعْفَرٌ «6» هذِهِ الْمَقَالَةَ، و أَقْرَأَنِي السَّلَامَ؟! فَحَلَفْتُ لَهُ‏ «7»، فَرَدَّهَا عَلَيَّ ثَلَاثاً، ثُمَّ حَلَّ أَكْتَافِي، ثُمَّ قَالَ: لَايُقْنِعُنِي مِنْكَ حَتّى‏ تَفْعَلَ بِي‏ «8» مَا فَعَلْتُ بِكَ، قُلْتُ: مَا تَنْطَلِقُ‏ «9» يَدِي بِذَاكَ، و لَاتَطِيبُ بِهِ‏ «10» نَفْسِي، فَقَالَ: و اللَّهِ، مَا يُقْنِعُنِي إِلَّا ذَاكَ‏ «11»، فَفَعَلْتُ بِهِ كَمَا «12» فَعَلَ بِي، و أَطْلَقْتُهُ‏ «13»، فَنَاوَلَنِي خَاتَمَهُ، و قَالَ: أُمُورِي فِي يَدِكَ، فَدَبِّرْ فِيهَا مَا شِئْتَ. «14»

1284/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْخَيْبَرِيِ‏ «15»، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ و مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ و أَبِي سَلَمَةَ السَّرَّاجِ و الْحُسَيْنِ بْنِ‏

______________________________

 (1). في «ض، ف، بس، بف»: «قلت».

 (2). «أخلني»، أي اجتمعْ بي في خلوة؛ من الإخلاء. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 238 (خلو).

 (3). في «ج»:+/ «مولاك». و في «ف»:+/ «إنّ».

 (4). ما أثبتناه هو الصحيح، و هو من الجوار. و في المطبوع: «آجرتُ» من أجر.

 (5). في «ب، ض، ف، بس، بف»: «اللَّه» بدون الواو. و في «بح، بر» و الوافي: «اللَّه أكبر» بدل «و اللَّه».

 (6). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع:+/ « [بن محمّد]».

 (7). في «بح، بس»:-/ «له».

 (8). هكذا في «ب، ض، ف، بح، بر، بس، بف». و في المطبوع: «لي».

 (9). في «بح»: «ما ينطلق».

 (10). في «ج»:-/ «به».

 (11). في «ب»: «ذلك».

 (12). في «ج»: «ما».

 (13). في «ج»: «فأطلقته».

 (14). الوافي، ج 3، ص 790، ح 1403.

 (15). و رد الخبر في بصائر الدرجات، ص 374، ح 1، عن أحمد بن محمّد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن الحميري، و في الاختصاص، ص 269، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عمر بن عبدالعزيز، عن رجل، عن الحسين بن أحمد الخيبري.

و الصواب في العنوان هو الخيبري، و هو خيبري بن عليّ الطحّان الذي روى عن الحسين بن ثوير، و كان يصحب يونس بن ظبيان و يكثر الرواية عنه. راجع: رجال النجاشي، ص 154، الرقم 408؛ الرجال لابن الغضائري، ص 56، الرقم 43.

ثمّ إنّ عمر بن عبدالعزيز يلقّب بزُحَل فلا يبعد أن يكون «عمر بن عبدالعزيز عن رجل» في سند الاختصاص محرّفاً من «عمر بن عبدالعزيز زحل». راجع: الفهرست للطوسي، ص 329، الرقم 513؛ رجال الطوسي، ص 434، الرقم 6220.

532
الکافي2 (ط - دارالحديث)

119 - باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ص : 528

ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، قَالُوا:

كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «عِنْدَنَا «1» خَزَائِنُ الْأَرْضِ و مَفَاتِيحُهَا، و لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ‏ «2» بِإِحْدى‏ رِجْلَيَّ: أَخْرِجِي مَا فِيكِ مِنَ الذَّهَبِ، لَأَخْرَجَتْ». قَالَ: ثُمَّ قَالَ بِإِحْدى‏ رِجْلَيْهِ، فَخَطَّهَا فِي الْأَرْضِ خَطّاً، فَانْفَرَجَتِ‏ «3» الْأَرْضُ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ، فَأَخْرَجَ سَبِيكَةَ ذَهَبٍ قَدْرَ شِبْرٍ «4»، ثُمَّ قَالَ: «انْظُرُوا حَسَناً». فَنَظَرْنَا «5» فَإِذَا سَبَائِكِ‏ «6» كَثِيرَةٌ بَعْضُهَا عَلى‏ بَعْضٍ يَتَلَأْلَأُ «7»، فَقَالَ لَهُ‏ «8» بَعْضُنَا: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أُعْطِيتُمْ مَا أُعْطِيتُمْ‏ «9» و شِيعَتُكُمْ مُحْتَاجُونَ‏ «10»؟

قَالَ‏ «11»: فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ سَيَجْمَعُ لَنَا و لِشِيعَتِنَا الدُّنْيَا و الْآخِرَةَ، و يُدْخِلُهُمْ جَنَّاتِ‏

______________________________

 (1). في البصائر و الاختصاص: «لنا».

 (2). «أن أقول»، أي أن أضرب، أو اومئ. قال ابن الأثير: «العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال و تطلقه‏على غير الكلام و اللسان فتقول: قال بيده، أي أخذ. و قال برجله، أي مشى. و قال بالماء على يده، أي قلب. و قال بثوبه، أي رفعه. و يقال: قال بمعنى أقبل، و بمعنى مال و استراح و ضرب و غير ذلك. و كلّ ذلك على المجاز و الاتّساع». راجع: النهاية، ج 4، ص 124 (قول).

 (3). في «ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي و البصائر: «فانفجرت».

 (4). في «ج»:-/ «قدر شبر». و في البصائر و الاختصاص:+/ «فتناولها».

 (5). في «ب»: «فنظر». و في «ج»:-/ «فنظرنا». و في البصائر و الاختصاص: «انظروا فيها حسناً حسناً لا تشكّوا. [في الاختصاص: حتّى لا تشكّون‏] ثمّ قال: انظروا في الأرض» بدل «انظروا حسناً فنظرنا».

 (6). في البصائر:+/ «في الأرض».

 (7). في «ب، ض، بف» و الاختصاص: «تتلألأ».

 (8). في الوافي:-/ «له».

 (9). في البصائر: «كلّ هذا» بدل «ما اعطيتم».

 (10). في «ف»: «تحتاجون».

 (11). في «بح» و البصائر و الاختصاص:-/ «قال».

533
الکافي2 (ط - دارالحديث)

119 - باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ص : 528

النَّعِيمِ، و يُدْخِلُ عَدُوَّنَا الْجَحِيمَ». «1»

1285/ 5. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:

كَانَ لِي جَارٌ يَتَّبِعُ‏ «2» السُّلْطَانَ، فَأَصَابَ مَالًا، فَأَعَدَّ قِيَاناً «3»، و كَانَ‏ «4» يَجْمَعُ‏ «5» الْجَمِيعَ‏ «6» إِلَيْهِ، و يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ، و يُؤْذِينِي، فَشَكَوْتُهُ إِلى‏ نَفْسِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَلَمْ يَنْتَهِ‏ «7»، فَلَمَّا أَنْ‏ «8» أَلْحَحْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ‏ «9» لِي: يَا هذَا، أَنَا رَجُلٌ مُبْتَلًى، و أَنْتَ رَجُلٌ مُعَافًى، فَلَوْ عَرَضْتَنِي‏ «10» لِصَاحِبِكَ رَجَوْتُ أَنْ يُنْقِذَنِيَ اللَّهُ بِكَ، فَوَقَعَ ذلِكَ لَهُ‏ «11» فِي قَلْبِي، فَلَمَّا صِرْتُ إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَكَرْتُ لَهُ حَالَهُ، فَقَالَ لِي: «إِذَا رَجَعْتَ إِلَى الْكُوفَةِ سَيَأْتِيكَ، فَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: دَعْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، و أَضْمَنُ‏ «12» لَكَ عَلَى اللَّهِ الْجَنَّةَ».

فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، أَتَانِي فِيمَنْ أَتى‏، فَاحْتَبَسْتُهُ عِنْدِي‏ «13» حَتّى‏ خَلَا مَنْزِلِي، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: يَا هذَا، إِنِّي ذَكَرْتُكَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ‏ «14» عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ لِي:

 «إِذَا رَجَعْتَ إِلَى الْكُوفَةِ سَيَأْتِيكَ، فَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: دَعْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَ أَضْمَنُ لَكَ عَلَى اللَّهِ الْجَنَّةَ».

______________________________

 (1). بصائر الدرجات، ص 374، ح 1، عن أحمد بن محمّد؛ الاختصاص، ص 269، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن رجل، عن الحسين بن أحمد الخيبري الوافي، ج 3، ص 791، ح 1404.

 (2). يجوز في الكلمة المجرّد و الافتعال.

 (3). في حاشية «ج»: «فتياناً». و في حاشية «ض»: «فتاةً». و قوله: «القِيانُ»: جمع القَيْنَة، و هي الأمة غنّت أو لم تُغَنّ، و الماشطة. و كثيراً ما تطلق على المغنّية من الإماء. النهاية، ج 4، ص 135 (قين).

 (4). في «ف» و الوافي: «فكان».

 (5). في «ض»: «يجمّع».

 (6). في «ب، ف، بح، بر» و حاشية «ج، ض» و الوافي: «الجموع».

 (7). في «ف»: «فلم يتنبّه».

 (8). في «بح»:-/ «أن».

 (9). في «ب، ج، ف، بس»: «قال».

 (10). في «ب، ج»: «عرّضتني» بالتضعيف.

 (11). في «ف»:-/ «له».

 (12). يجوز فيه النصب أيضاً.

 (13). في «ب، ج، ض، ف، بس»:-/ «عندي».

 (14). في «ض، بر، بس، بف» و الوافي:-/ «الصادق».

534
الکافي2 (ط - دارالحديث)

119 - باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ص : 528

قَالَ: فَبَكى‏، ثُمَّ قَالَ لِيَ: اللَّهِ‏ «1»، لَقَدْ قَالَ لَكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هذَا؟! قَالَ‏ «2»: فَحَلَفْتُ لَهُ أَنَّهُ قَدْ قَالَ لِي مَا قُلْتُ‏ «3»، فَقَالَ لِي‏ «4»: حَسْبُكَ‏ «5»، و مَضى‏، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ بَعَثَ إِلَيَّ، فَدَعَانِي و إِذَا «6» هُوَ خَلْفَ دَارِهِ عُرْيَانٌ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا بَصِيرٍ، لَاوَ اللَّهِ، مَا بَقِيَ فِي مَنْزِلِي شَيْ‏ءٌ إِلَّا و قَدْ أَخْرَجْتُهُ، و أَنَا «7» كَمَا تَرى‏ «8».

قَالَ: فَمَضَيْتُ إِلى‏ إِخْوَانِنَا، فَجَمَعْتُ لَهُ مَا كَسَوْتُهُ بِهِ، ثُمَّ لَمْ تَأْتِ‏ «9» عَلَيْهِ أَيَّامٌ يَسِيرَةٌ حَتّى‏ بَعَثَ إِلَيَّ: أَنِّي عَلِيلٌ فَأْتِنِي، فَجَعَلْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ‏ «10» و أُعَالِجُهُ حَتّى‏ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَكُنْتُ عِنْدَهُ جَالِساً و هُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ‏ «11»، فَغُشِيَ عَلَيْهِ غَشْيَةً، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ لِي:

يَا أَبَا بَصِيرٍ، قَدْ و فى‏ صَاحِبُكَ لَنَا، ثُمَّ قُبِضَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ‏ «12».

فَلَمَّا حَجَجْتُ أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلْتُ قَالَ لِيَ ابْتِدَاءً مِنْ دَاخِلِ الْبَيْتِ- و إِحْدى‏ رِجْلَيَّ فِي الصَّحْنِ‏ «13»، و الْأُخْرى‏ فِي دِهْلِيزِ دَارِهِ-:

 «يَا أَبَا بَصِيرٍ، قَدْ و فَيْنَا لِصَاحِبِكَ». «14»

______________________________

 (1). في الوافي: «و اللَّه». و في مرآة العقول: «اللَّه، بالجرّ بتقدير حرف القسم. و قيل منصوب بتقدير: أذكر».

 (2). في «ف»:-/ «قال».

 (3). في «ف»:+/ «لك».

 (4). في «ب»:+/ «ما».

 (5). استظهر المازندراني ما في المتن، أي فتح الحاء و سكون السين خبراً لمبتدأ محذوف، بعد ما جوّز أن يقرأ بفتح الحاء و السين بمعنى الفعال الحسن، فاعلًا لفعل محذوف، أو خبراً لمبتدأ محذوف. أو يقرأ بكسر الحاء و فتح السين جمع الحِسْبَة و هو الأجر، مبتدأ خبره محذوف. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 244.

 (6). في «ج»: «فإذا».

 (7). في حاشية «ف»: «و إنّي».

 (8). في «ف»:+/ «عريان».

 (9). في «ف، بس»: «لم يأت».

 (10). في «ج»: «عليه».

 (11). «يجود بنفسه»، أي يُخرجها و يَدفعها كما يدفع الإنسان ما له يَجُودُ به، و الجُود: الكرم. يريد أنّه كان في النزع‏وسياق الموت. النهاية، ج 1، ص 312 (جود).

 (12). في «ف»:+/ «قال». و في الوافي:-/ «عليه».

 (13). في «ب»: «الصخر».

 (14). الوافي، ج 3، ص 792، ح 1405.

535
الکافي2 (ط - دارالحديث)

119 - باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ص : 528

1286/ 6. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ:

قَالَ لِي‏ «1»: أَ تَدْرِي‏ «2» مَا كَانَ سَبَبُ دُخُولِنَا فِي هذَا الْأَمْرِ و مَعْرِفَتِنَا بِهِ، و مَا كَانَ عِنْدَنَا مِنْهُ ذِكْرٌ و لَامَعْرِفَةُ شَيْ‏ءٍ مِمَّا عِنْدَ النَّاسِ؟

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا «3» ذَاكَ؟

قَالَ: إِنَ‏ «4» أَبَا جَعْفَرٍ- يَعْنِي أَبَا الدَّوَانِيقِ‏ «5»- قَالَ لِأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ: يَا مُحَمَّدُ، ابْغِ لِي رَجُلًا لَهُ عَقْلٌ يُؤَدِّي عَنِّي، فَقَالَ لَهُ‏ «6» أَبِي‏ «7»: قَدْ أَصَبْتُهُ‏ «8» لَكَ، هذَا فُلَانُ بْنُ مُهَاجِرٍ خَالِي، قَالَ: فَأْتِنِي بِهِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِخَالِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: يَا ابْنَ مُهَاجِرٍ، خُذْ هذَا الْمَالَ‏ «9»، و أْتِ الْمَدِينَةَ، و أْتِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ و عِدَّةً مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فِيهِمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَقُلْ لَهُمْ: إِنِّي رَجُلٌ غَرِيبٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، و بِهَا شِيعَةٌ مِنْ شِيعَتِكُمْ، و جَّهُوا إِلَيْكُمْ بِهذَا الْمَالِ، و ادْفَعْ إِلى‏ كُلِّ و احِدٍ مِنْهُمْ عَلى‏ شَرْطِ كَذَا و كَذَا، فَإِذَا قَبَضُوا الْمَالَ فَقُلْ: إِنِّي رَسُولٌ، و أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مَعِي خُطُوطُكُمْ بِقَبْضِكُمْ مَا قَبَضْتُمْ.

فَأَخَذَ الْمَالَ و أَتَى الْمَدِينَةَ، فَرَجَعَ إِلى‏ أَبِي الدَّوَانِيقِ و مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ عِنْدَهُ،

______________________________

 (1). في «بس»:-/ «لي».

 (2). في «ج، ف، بح، بر، بس، بف»: «تدري» بدون الهمزة.

 (3). في «ض»: «و ما».

 (4). في «ج»:-/ «إنّ».

 (5). «الدَوانيق»: جمع الدانِق و الدانَق. قيل: هو جمع دانَق، و جمع الدانِق: داونِق. و الدانق من الأوزان. لُقِّب به لأنّه لمّا أراد حفر الخندق بالكوفة قسط على كلّ و احد منهم دانق فضّة و أخذه و صرفه في الخندق. راجع: المغرب، ص 169؛ لسان العرب، ج 10، ص 105 (دنق).

 (6). في «بس»:-/ «له».

 (7). في «ج، ف، بح» و البصائر: «إنّي».

 (8). في «ب»: «أصبتُ».

 (9). في البصائر:+/ «فأعطاه الوف دنانير أو ما شاء اللَّه من ذلك».

536
الکافي2 (ط - دارالحديث)

119 - باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ص : 528

فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّوَانِيقِ: مَا و رَاءَكَ‏ «1»؟ قَالَ: أَتَيْتُ الْقَوْمَ‏ «2» و هذِهِ خُطُوطُهُمْ بِقَبْضِهِمُ الْمَالَ خَلَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ؛ فَإِنِّي أَتَيْتُهُ- و هُوَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- فَجَلَسْتُ خَلْفَهُ، وَ قُلْتُ‏ «3»: حَتّى‏ «4» يَنْصَرِفَ، فَأَذْكُرَ لَهُ مَا ذَكَرْتُ لِأَصْحَابِهِ، فَعَجَّلَ و انْصَرَفَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «يَا هذَا، اتَّقِ اللَّهَ، و لَاتَغُرَّ «5» أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «6»؛ فَإِنَّهُمْ قَرِيبُو الْعَهْدِ بِدَوْلَةِ «7» بَنِي مَرْوَانَ و كُلُّهُمْ مُحْتَاجٌ». فَقُلْتُ: و مَا ذَاكَ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: فَأَدْنى‏ رَأْسَهُ مِنِّي، وَ أَخْبَرَنِي بِجَمِيعِ مَا جَرى‏ بَيْنِي و بَيْنَكَ حَتّى‏ كَأَنَّهُ كَانَ ثَالِثَنَا «8».

قَالَ‏ «9»: فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: يَا ابْنَ مُهَاجِرٍ، اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ إِلَّا و فِيهِ مُحَدَّثٌ، و إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ مُحَدَّثُنَا الْيَوْمَ، و كَانَتْ‏ «10» هذِهِ الدَّلَالَةُ سَبَبَ قَوْلِنَا بِهذِهِ الْمَقَالَةِ. «11»

1287/ 7. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ و عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:

قُبِضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ و هُوَ ابْنُ خَمْسٍ و سِتِّينَ سَنَةً فِي عَامِ ثَمَانٍ و أَرْبَعِينَ و مِائَةٍ؛ و «12» عَاشَ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرْبَعاً

______________________________

 (1). في «ب، ج، بس، بف»: «وراك» من تخفيف الهمزة بحذفها.

 (2). في البصائر:+/ «و فعلت ما أمرتني به».

 (3). في «بر»: «فقلت».

 (4). في «ج، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي:-/ «حتّى».

 (5). في البصائر: «و لا تغترّنّ». و قوله: «لا تَغُرَّ»، أي لا تخدع. راجع: الصحاح، ج 2، ص 769 (غرر).

 (6). في البصائر:+/ «و قل لصاحبك: اتّق اللَّه، و لا تغترّنّ أهل بيت محمّد صلى الله عليه و آله».

 (7). في «ج، ض، بس» و حاشية «ف، بح، بر» و الوافي: «من دولة».

 (8). في «ج، ف»: «ثالثاً».

 (9). في «ض»:-/ «قال».

 (10). في «ب»: «و كان». و في «ض، ف، بس» و الوافي: «فكانت».

 (11). بصائر الدرجات، ص 245، ح 7، بسنده عن صفوان بن يحيى الوافي، ج 3، ص 793، ح 1406.

 (12). في «ج، ض، بر، بف»:-/ «و».

537
الکافي2 (ط - دارالحديث)

119 - باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ص : 528

وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً. «1»

1288/ 8. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ «2»، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «أَنَا «3» كَفَّنْتُ أَبِي فِي ثَوْبَيْنِ شَطَوِيَّيْنِ‏ «4» كَانَ يُحْرِمُ فِيهِمَا، و فِي قَمِيصٍ مِنْ قُمُصِهِ، و فِي‏ «5» عِمَامَةٍ كَانَتْ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، و فِي بُرْدٍ اشْتَرَاهُ‏ «6» بِأَرْبَعِينَ دِينَاراً «7»». «8»

______________________________

 (1). الوافي، ج 3، ص 796، ح 1410؛ البحار، ج 47، ص 6، ح 18.

 (2). هكذا في و سائل الشيعة، ج 3، ص 11، ذيل ح 2881. و في النسخ و المطبوع: «أبي جعفر محمّد بن عمر بن‏سعيد».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد و رد الخبر في الكافي، ح 4368؛ و التهذيب، ج 1، ص 434، ح 1303؛ و الاستبصار، ج 1، ص 110، ح 742- مع زيادة يسيرة- عن سهل بن زياد عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن يونس بن يعقوب.

ثمّ إنّه و ردت رواية سعد بن عبد اللَّه عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزيّات، عن يونس بن يعقوب في التهذيب، ج 1، ص 402، ح 1259؛ و الاستبصار، ج 1، ص 149، ح 516، كما و ردت رواية سعد بن عبد اللَّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن عمرو، عن يونس في التهذيب، ج 1، ص 175، ح 502؛ و الاستبصار، ج 1، ص 151، ح 522. و المراد بأبي جعفر في مشايخ سعد بن عبد اللَّه هو أحمد بن محمّد بن عيسى، كما ثبت في محلّه.

أضف إلى ذلك كلّه، أنّ طبقة رواة محمّد بن عمرو بن سعيد، متقدّمة على طبقة سعد بن عبد اللَّه. راجع: رجال النجاشي، ص 369، الرقم 1001؛ الفهرست للطوسي، ص 388، الرقم 594؛ معجم رجال الحديث، ج 17، ص 76- 79.

 (3). في الكافي، ح 4368: «إنّي».

 (4). قال الجوهري: «شطا: اسم قرية بناحية مصر تنسب إليها الثياب الشطويّة». الصحاح، ج 6، ص 2392 (شطا).

 (5). في الكافي، ح 4368:-/ «في».

 (6). في الكافي، ح 4368، و التهذيب و الاستبصار و البحار: «اشتريته».

 (7). في الكافي، ح 4368، و التهذيب و الاستبصار:+/ «لو كان اليوم لساوى أربعمائة دينار».

 (8). الكافي، كتاب الجنائز، باب ما يستحبّ من الثياب للكفن و ما يكره، ح 4368؛ و الاستبصار، ج 1، ص 210، ح 742؛ و التهذيب، ج 1، ص 434، ح 1393، بسند آخر عن محمّد بن عمرو بن سعيد الوافي، ج 24، ص 375، ح 24249؛ الوسائل، ج 3، ص 10، ح 2881؛ و ص 16، ح 2903، و فيه إلى قوله: «و في قميص من قمصه»؛ و ص 40، ح 2973؛ البحار، ج 47، ص 7، ح 19.

538
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

 

120- بَابُ‏ «1» مَوْلِدِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ «2» عَلَيْهِمَا السَّلَامُ‏

وُلِدَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْأَبْوَاءِ «3» سَنَةَ ثَمَانٍ و عِشْرِينَ و مِائَةٍ «4»، و قَالَ بَعْضُهُمْ‏ «5»: تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ و مِائَةٍ؛ و قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ و ثَمَانِينَ و مِائَةٍ، وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ و خَمْسِينَ سَنَةً؛ و قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِبَغْدَادَ فِي حَبْسِ السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ.

وَ كَانَ هَارُونُ حَمَلَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ لِعَشْرِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ و سَبْعِينَ و مِائَةٍ، وَ قَدْ قَدِمَ هَارُونُ الْمَدِينَةَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ عُمْرَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ، ثُمَّ شَخَصَ‏ «6» هَارُونُ إِلَى الْحَجِّ و حَمَلَهُ مَعَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَلى‏ طَرِيقِ الْبَصْرَةِ، فَحَبَسَهُ عِنْدَ عِيسَى بْنِ جَعْفَرٍ، ثُمَّ أَشْخَصَهُ إِلى‏ بَغْدَادَ، فَحَبَسَهُ عِنْدَ السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ، فَتُوُفِّيَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي حَبْسِهِ، و دُفِنَ بِبَغْدَادَ فِي مَقْبَرَةِ قُرَيْشٍ؛ و أُمُّهُ أُمُّ و لَدٍ يُقَالُ لَهَا: حَمِيدَةُ «7». «8»

1289/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ السِّنْدِيِ‏

______________________________

 (1). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (2). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و مرآة العقول:-/ «بن جعفر».

 (3). قال ابن الأثير: «الأبْواء هو- بفتح الهمزة و سكون الباء و المدّ-: جبل بين مكّة و المدينة، و عنده بلد ينسب‏إليه». و قال الفيّومي: «الأبواء- و زان أفعال-: موضع بين مكّة و المدينة، و يقال له: و دّانٌ». راجع: النهاية، ج 1، ص 20؛ المصباح المنير، ص 3 (أبو).

 (4). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي:-/ «و عشرين و مائة».

 (5). في «ب»:+/ «سنة».

 (6). «شَخَصَ»، أي ذهب. و الشخوص: السير من بلد إلى بلد. و شخوص المسافر: خروجه من منزله. راجع: لسان العرب، ج 7، ص 46؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 844 (شخص).

 (7). في البحار:-/ «و امّه امّ و لد يقال لها: حميدة».

 (8). الوافي، ج 3، ص 813، ذيل ح 1420؛ البحار، ج 48، ص 9، ح 13، و فيه قطعة؛ و ص 206، ح 2.

539
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

الْقُمِّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

دَخَلَ ابْنُ‏ «1» عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُ‏ «2» عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و كَانَ‏ «3» أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِماً عِنْدَهُ‏ «4»- فَقَدَّمَ إِلَيْهِ عِنَباً، فَقَالَ‏ «5»: «حَبَّةً حَبَّةً يَأْكُلُهُ‏ «6» الشَّيْخُ الْكَبِيرُ و «7» الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ، و ثَلَاثَةً و أَرْبَعَةً يَأْكُلُهُ‏ «8» مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ لَايَشْبَعُ، و كُلْهُ‏ «9» حَبَّتَيْنِ حَبَّتَيْنِ؛ فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُ‏ «10»».

فَقَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لِأَيِّ شَيْ‏ءٍ لَاتُزَوِّجُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَدْ أَدْرَكَ التَّزْوِيجَ؟ قَالَ: و «11» بَيْنَ يَدَيْهِ صُرَّةٌ «12» مَخْتُومَةٌ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ سَيَجِي‏ءُ نَخَّاسٌ‏ «13» مِنْ أَهْلِ بَرْبَرَ «14»، فَيَنْزِلُ دَارَ

______________________________

 (1). يأتي صدر الخبر في الكافي، ح 12002، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن عليّ بن السندي، قال حدّثني عيسى بن أبي عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدّه قال: دخل أبو عكاشة بن محصن الأسدي؛ و كذا في الوسائل و البحار «أبو عكّاشة». لكنّ الظاهر صحّة ما نحن فيه؛ فإنّ عكّاشة بن مِحْصَن الأسدي كان من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و توفّي في خلافة أبي بكر. راجع: الجرح و التعديل، ج 7، ص 39، الرقم 210؛ الثقات لابن حبّان، ج 3، ص 321؛ سير أعلام النبلاء، ج 1، ص 307، الرقم 60؛ تاريخ الإسلام للذهبي، ج 3، ص 50، و لم نجد في ما تتبّعنا من كتب الرجال و التراجم، من يكنّى‏ بأبي عكّاشة.

فعليه، الظاهر أنّ من دخل على أبي جعفر عليه السلام، كان ابن عكّاشة أو حفيده المنسوب إلى جدّه.

 (2). في الوسائل:-/ «الأسدي».

 (3). في البحار: «فكان».

 (4) في الكافي، ح 12002، و الوسائل:-/ «و كان أبو عبد اللَّه عليه السلام قائماً عنده».

 (5). في الكافي، ح 12002: «و قال له». و في الوسائل: «فقال له».

 (6). في الكافي، ح 12002، و الوسائل و البحار: «يأكل».

 (7). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار: «أو».

 (8). في الكافي، ح 12002: «يأكل». و في الوسائل و البحار:-/ «يأكله».

 (9). في البحار: «فكله».

 (10). في الكافي، ح 12002: «مستحبّ».

 (11). في «بح»:-/ «و».

 (12). «الصُرَّة»: هي ما يُصَرُّ فيه، أي يُجْمَع فيه، و صُرَّة الدراهم معروفة. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 451- 452 (صرر).

 (13). «النَخّاس»: بائع الدوابّ، سمّي بذلك لنخسه إيّاها حتّى تَنْشَط. و نَخْسُ الدابّة: غَرْزُ جنبها أو مؤخّرها بعود أو نحوه. و قد يسمّى بائع الرقيق نَخّاساً، و الأوّل هو الأصل. راجع: لسان العرب، ج 6، ص 228 (نخس).

 (14). في «بف»: «بربرة».

540
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

مَيْمُونٍ، فَنَشْتَرِي‏ «1» لَهُ‏ «2» بِهذِهِ الصُّرَّةِ جَارِيَةً».

قَالَ: فَأَتى‏ لِذلِكَ مَا أَتى‏، فَدَخَلْنَا يَوْماً عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «أَ لَاأُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّخَّاسِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ لَكُمْ قَدْ قَدِمَ، فَاذْهَبُوا، فَاشْتَرُوا بِهذِهِ الصُّرَّةِ مِنْهُ جَارِيَةً».

قَالَ: فَأَتَيْنَا النَّخَّاسَ، فَقَالَ: قَدْ بِعْتُ مَا كَانَ عِنْدِي إِلَّا جَارِيَتَيْنِ مَرِيضَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا أَمْثَلُ‏ «3» مِنَ الْأُخْرى‏، قُلْنَا: فَأَخْرِجْهُمَا حَتّى‏ نَنْظُرَ «4» إِلَيْهِمَا، فَأَخْرَجَهُمَا، فَقُلْنَا:

بِكَمْ تَبِيعُنَا هذِهِ الْمُتَمَاثِلَةَ «5»؟ قَالَ: بِسَبْعِينَ دِينَاراً قُلْنَا: أَحْسِنْ‏ «6»، قَالَ: لَاأَنْقُصُ مِنْ سَبْعِينَ دِينَاراً، قُلْنَا لَهُ: نَشْتَرِيهَا مِنْكَ بِهذِهِ الصُّرَّةِ مَا بَلَغَتْ، و لَانَدْرِي مَا فِيهَا، و كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ و اللِّحْيَةِ، قَالَ: فُكُّوا، و زِنُوا، فَقَالَ النَّخَّاسُ: لَاتَفُكُّوا؛ فَإِنَّهَا إِنْ نَقَصَتْ حَبَّةً مِنْ سَبْعِينَ دِينَاراً لَمْ أُبَايِعْكُمْ، فَقَالَ الشَّيْخُ: ادْنُوا «7»، فَدَنَوْنَا، و فَكَكْنَا الْخَاتَمَ، و و زَنَّا الدَّنَانِيرَ، فَإِذَا «8» هِيَ سَبْعُونَ دِينَاراً لَاتَزِيدُ و لَاتَنْقُصُ.

فَأَخَذْنَا الْجَارِيَةَ، فَأَدْخَلْنَاهَا عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و جَعْفَرٌ قَائِمٌ عِنْدَهُ- فَأَخْبَرْنَا أَبَا جَعْفَرٍ بِمَا كَانَ، فَحَمِدَ اللَّهَ و أَثْنى‏ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَا اسْمُكِ؟» قَالَتْ: حَمِيدَةُ، فَقَالَ: «حَمِيدَةٌ فِي الدُّنْيَا، مَحْمُودَةٌ فِي الْآخِرَةِ، أَخْبِرِينِي عَنْكِ: أَ بِكْرٌ أَنْتِ أَمْ ثَيِّبٌ؟» قَالَتْ‏ «9»: بِكْرٌ، قَالَ: «وَ كَيْفَ و لَايَقَعُ فِي أَيْدِي‏ «10» النَّخَّاسِينَ شَيْ‏ءٌ إِلَّا أَفْسَدُوهُ؟!» فَقَالَتْ:

قَدْ «11» كَانَ يَجِيئُنِي، فَيَقْعُدُ مِنِّي مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ، فَيُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِ رَجُلًا أَبْيَضَ‏

______________________________

 (1). في «بس، بف»: «فيشتري».

 (2). في «بس» و حاشية «ج، ض، بح»: «لي».

 (3). في حاشية «ض»: «أحسن». و يقال: هذا أمثل من هذا، أي أفضل و أدنى إلى الخير. و أماثِل الناس: خيارهم. راجع: النهاية، ج 4، ص 296 (مثل).

 (4). في «بح»: «ينظر».

 (5). في حاشية «بر»: «المماثلة».

 (6). في مرآة العقول، ج 6، ص 39: «قلنا: أحسن، أمر، أي انقص شيئاً. و قيل: أفعل التفضيل بتقدير: قل أحْسَنَ ممّا قلت».

 (7). في «ف»:+/ «قال».

 (8). في «ف»: «فإذاً».

 (9). في «بر» و الوافي: «فقالت».

 (10). في «بس»: «يدي».

 (11). في «ج، ف، بس، بف»:-/ «قد».

541
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

الرَّأْسِ و اللِّحْيَةِ، فَلَا يَزَالُ يَلْطِمُهُ حَتّى‏ يَقُومَ عَنِّي، فَفَعَلَ بِي مِرَاراً، و فَعَلَ الشَّيْخُ بِهِ‏ «1» مِرَاراً، فَقَالَ: «يَا جَعْفَرُ، خُذْهَا إِلَيْكَ». فَوَلَدَتْ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ. «2»

1290/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ سَابِقِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ:

أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ‏ «3»: «حَمِيدَةُ مُصَفَّاةٌ مِنَ الْأَدْنَاسِ‏ «4» كَسَبِيكَةِ الذَّهَبِ، مَا زَالَتِ الْأَمْلَاكُ‏ «5» تَحْرُسُهَا «6» حَتّى‏ أُدِّيَتْ إِلَيَّ؛ كَرَامَةً مِنَ اللَّهِ لِي و الْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِي». «7»

1291/ 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْقُمِّيِّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الزُّبَالِيِّ، قَالَ:

لَمَّا أُقْدِمَ بِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الْمَهْدِيِّ- الْقُدْمَةَ الْأُولى‏- نَزَلَ‏ «8» زُبَالَةَ، فَكُنْتُ أُحَدِّثُهُ، فَرَآنِي مَغْمُوماً، فَقَالَ لِي‏ «9»: «يَا أَبَا خَالِدٍ، مَا لِي أَرَاكَ مَغْمُوماً؟» فَقُلْتُ: و كَيْفَ لَا أَغْتَمُّ و أَنْتَ تُحْمَلُ إِلى‏ هذِهِ‏ «10» الطَّاغِيَةِ، و لَاأَدْرِي مَا يُحْدِثُ فِيكَ؟!

______________________________

 (1). في «بر، بس، بف»:-/ «به».

 (2). الكافي، كتاب الأطعمة، باب العنب، ح 12002، و فيه إلى قوله: «و كُلْه حبّتين حبّتين، فإنّه يستحبّ» الوافي، ج 3، ص 797، ح 1411؛ الوسائل، ج 24، ص 409، ح 30914.

 (3). في «بس»:+/ «إنّ».

 (4). «الأدناس»: جمع الدَنَس، و هو في الأصل الوَسَخُ. و المراد هنا: العيوب و ذمائم الأخلاق. راجع: لسان العرب، ج 6، ص 88 (دنس).

 (5). في مرآة العقول: «و الأملاك: جمع المَلَك، و المشهور في جمعه: المَلائك و المَلائكة».

 (6). في «ض»:+/ «لي».

 (7). دلائل الإمامة للطبري، ص 148، بسند آخر مع زيادة و اختلاف يسير. الوافي، ج 3، ص 798، ح 1412؛ البحار، ج 48، ص 6، ح 7.

 (8). في الوافي: «انزل». و «زَبالة» بالفتح، قرية من قرى المدينة. القاموس المحيط، ج 2، ص 1333 (زبل).

 (9). في «بس»:-/ «لي».

 (10). في «بح»: «هذا».

542
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

فَقَالَ: «لَيْسَ عَلَيَّ بَأْسٌ، إِذَا كَانَ شَهْرُ كَذَا و كَذَا «1» و «2» يَوْمُ كَذَا «3»، فَوَافِنِي فِي أَوَّلِ الْمِيلِ».

فَمَا كَانَ لِي هَمٌّ إِلَّا إِحْصَاءَ الشُّهُورِ و الْأَيَّامِ حَتّى‏ كَانَ ذلِكَ الْيَوْمُ، فَوَافَيْتُ الْمِيلَ، فَمَا زِلْتُ عِنْدَهُ حَتّى‏ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغِيبَ، و و سْوَسَ‏ «4» الشَّيْطَانُ فِي صَدْرِي، وَ تَخَوَّفْتُ أَنْ أَشُكَّ فِيمَا قَالَ، فَبَيْنَا «5» أَنَا كَذلِكَ إِذْ «6» نَظَرْتُ إِلى‏ سَوَادٍ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ نَاحِيَةِ الْعِرَاقِ، فَاسْتَقْبَلْتُهُمْ، فَإِذَا «7» أَبُوالْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَمَامَ الْقِطَارِ «8» عَلى‏ بَغْلَةٍ، فَقَالَ: «إِيهٍ‏ «9» يَا أَبَا خَالِدٍ». قُلْتُ: لَبَّيْكَ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: «لَا تَشُكَّنَّ، و دَّ الشَّيْطَانُ أَنَّكَ شَكَكْتَ».

فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَّصَكَ مِنْهُمْ، فَقَالَ: «إِنَّ لِي إِلَيْهِمْ عَوْدَةً لَاأَتَخَلَّصُ مِنْهُمْ». «10»

1292/ 4. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ و عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ- و نَحْنُ مَعَهُ بِالْعُرَيْضِ‏ «11»-

______________________________

 (1). في «ب»:-/ «و كذا».

 (2). في «ض، بح، بس، بف»:-/ «و».

 (3). في «ف»:+/ «و كذا».

 (4). في «ب»: «فوسوس».

 (5). في «بر»: «فبينما».

 (6). هكذا في «ج، ض، ف، بح، بس، بف» و الوافي. و في بعض النسخ و المطبوع: «إذا».

 (7). في «بح»:+/ «هو».

 (8). قال ابن الأثير: «القِطارَةُ و القِطار: أن تُشَدَّ الإبلُ على نَسَقٍ و احداً خلف و احد». النهاية، ج 4، ص 80 (قطر).

 (9). في الوافي: «إيهن». و قال ابن الأثير: «إيه، هذه كلمة يراد بها الاستزادة، و هي مبنيّة على الكسر، فإذا و صلت نوّنت فقلت: إيهٍ حدّثْنا، و إذا قلت: إيهاً بالنصب فإنّما تأمره بالسكوت ... و قد ترد المنصوبة بمعنى التصديق و الرضى بالشي‏ء». و قال العلّامة المجلسي: «إيه بالتنوين كلمة استزادة و استنطاق ... و في أكثر نسخ الكتاب كتب بالنون على خلاف الرسم فتوهّم بعضهم أنّه بفتح الهمزة و الهاء، حالًا عن ضمير قال، أي طيب النفس، أو أمر باب الإفعال، أي كنّ طيب النفس. و لا يخفى بُعدهما». راجع: النهاية، ج 1، ص 87 (إيه).

 (10). قرب الإسناد، ص 330، ح 1229، عن أحمد بن محمّد، عن أبي قتادة، عن أبي خالد الزبالي، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 798، ح 1413.

 (11). «العُرَيض»: و اد بالمدينة. النهاية، ج 3، ص 214 (عرض).

543
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

فَقَالَ لَهُ النَّصْرَانِيُّ: إِنِّي‏ «1» أَتَيْتُكَ مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ، و سَفَرٍ شَاقٍّ، و سَأَلْتُ‏ «2» رَبِّي مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً أَنْ يُرْشِدَنِي إِلى‏ خَيْرِ الْأَدْيَانِ، و إِلى‏ خَيْرِ الْعِبَادِ و أَعْلَمِهِمْ، و أَتَانِي‏ «3» آتٍ فِي النَّوْمِ، فَوَصَفَ لِي رَجُلًا بِعُلْيَا «4» دِمَشْقَ، فَانْطَلَقْتُ حَتّى‏ أَتَيْتُهُ، فَكَلَّمْتُهُ، فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ أَهْلِ دِينِي، و غَيْرِي أَعْلَمُ مِنِّي، فَقُلْتُ: أَرْشِدْنِي إِلى‏ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ؛ فَإِنِّي لَا أَسْتَعْظِمُ السَّفَرَ، و لَاتَبْعُدُ عَلَيَّ الشُّقَّةُ «5»، و لَقَدْ قَرَأْتُ الْإِنْجِيلَ كُلَّهَا و مَزَامِيرَ «6» دَاوُدَ، وَ قَرَأْتُ أَرْبَعَةَ أَسْفَارٍ مِنَ التَّوْرَاةِ، و قَرَأْتُ ظَاهِرَ الْقُرْآنِ حَتَّى اسْتَوْعَبْتُهُ‏ «7» كُلَّهُ، فَقَالَ لِيَ الْعَالِمُ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ عِلْمَ النَّصْرَانِيَّةِ، فَأَنَا أَعْلَمُ الْعَرَبِ و الْعَجَمِ بِهَا، و إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ عِلْمَ الْيَهُودِ، فَبَاطِي بْنُ شُرَحْبِيلَ‏ «8» السَّامِرِيُ‏ «9» أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَا الْيَوْمَ، و إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ عِلْمَ‏

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار، ج 48. و في المطبوع:-/ «إنّي».

 (2). في «بس»: «ساءلت».

 (3). في «ف»: «فأتاني».

 (4). في الوافي: «بعلياء».

 (5). في حاشية «ج»: «المشقّة». و «الشُقَّةُ» و «الشِقَّةُ»: الناحيةُ التي تلحقك المشقّة في الوصول إليها. و الطريقُ يشقّ‏على سالكه قطعه، أي يشتدّ عليه. و المسافةُ البعيدة. و السفرُ البعيد و الطويل. راجع: المفردات للراغب، ص 459؛ المغرب، ص 255؛ لسان العرب، ج 10، ص 184 (شقق).

 (6). في «ج، ف» و حاشة «ب» و شرح المازندراني: «مزابير». قال المازندراني: «المزابير: جمع المزبور، و هو العلم. و المراد به كتاب داود عليه السلام. أو جمع المِزْبَرة، و هو مفعل من زبر الكتاب زَبْراً و زِبارة، و هو إتقان الكتاب. و الزِبْر بلسان اليمن الكتاب، و المراد به أيضاً ما ذكر». و قوله: «المَزامِيرُ». جمع المِزْمار و المزمُور- بفتح الميم و ضمّها- و هي الآلة التي يُزْمَرُ بها؛ من الزَمْر، و هو التغنية بالنفخ في القصب و نحوه. و مزامير داود عليه السلام: ما كان يتغنىّ به من الزَبُور و ضروب الدعاء، ضرب المزامير مثلًا لحسن صوته و حلاوة نغمته. و شبّها بصوت المِزْمار كأنّ في حلقه مزامير يَزْمَرُ بها. راجع: الفائق، ج 2، ص 123؛ النهاية، ج 2، ص 312؛ لسان العرب، ج 4، ص 327 (زمر).

 (7). في «ج، بح»: «استوعيته».

 (8). في شرح المازندراني: «شرجيل». و في البحار، ج 48: «شراحيل».

 (9). «السامريّ»: نسبة إلى السامرة، و هي بلدة بين الحرمين، أو فرقة من اليهود تخالفهم في أكثر الأحكام. و قيل: نسبة إلى قبيلة من بني إسرائيل يقال لها: سامر. راجع: المصباح المنير، ص 288؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 577 (سمر).

544
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

الْإِسْلَامِ و عِلْمَ التَّوْرَاةِ و عِلْمَ الْإِنْجِيلِ و «1» الزَّبُورِ و كِتَابَ هُودٍ، و كُلَّ مَا أُنْزِلَ‏ «2» عَلى‏ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِي دَهْرِكَ و دَهْرِ غَيْرِكَ، و مَا أُنْزِلَ‏ «3» مِنَ السَّمَاءِ مِنْ خَبَرٍ «4»- فَعَلِمَهُ أَحَدٌ أَوْ لَمْ يَعْلَمْ بِهِ‏ «5» أَحَدٌ- فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، و شِفَاءٌ لِلْعَالَمِينَ، و رَوْحٌ لِمَنِ اسْتَرْوَحَ‏ «6» إِلَيْهِ، وَ بَصِيرَةٌ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْراً، و أَنِسَ‏ «7» إِلَى الْحَقِّ فَأُرْشِدُكَ إِلَيْهِ، فَأْتِهِ و لَوْ مَشْياً «8» عَلى‏ رِجْلَيْكَ، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَحَبْواً «9» عَلى‏ رُكْبَتَيْكَ، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَزَحْفاً عَلَى اسْتِكَ‏ «10»، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَعَلى‏ و جْهِكَ.

فَقُلْتُ: لَا، بَلْ أَنَا أَقْدِرُ عَلَى الْمَسِيرِ فِي الْبَدَنِ و الْمَالِ، قَالَ: فَانْطَلِقْ مِنْ فَوْرِكَ حَتّى‏ تَأْتِيَ‏ «11» يَثْرِبَ، فَقُلْتُ: لَاأَعْرِفُ يَثْرِبَ، قَالَ: فَانْطَلِقْ حَتّى‏ تَأْتِيَ مَدِينَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- الَّذِي بُعِثَ فِي الْعَرَبِ و هُوَ النَّبِيُّ الْعَرَبِيُّ الْهَاشِمِيُّ- فَإِذَا «12» دَخَلْتَهَا، فَسَلْ عَنْ بَنِي غَنْمِ‏ «13» بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ و هُوَ عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِهَا، و أَظْهِرْ «14» بِزَّةَ «15» النَّصْرَانِيَّةِ

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار، ج 48. و في المطبوع:+/ «علم».

 (2). في حاشية «ف»: «نزل».

 (3). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر» و الوافي و البحار، ج 48: «و ما نزل».

 (4). في «ب، ض، ف، بس» و البحار، ج 48: «خير».

 (5). في الوافي: «لم يعلمه».

 (6). في «بف»: «استراح».

 (7). في مرآة العقول: «و أنس، كنصر و علم و حسن، و تعديته ب «إلى» بتضمين معنى الركون».

 (8). في «ض، بس»: «ماشياً».

 (9). في «ج، بس»: «فجثوّاً». و في شرح المازندراني عن بعض النسخ: «و لو جثواً». و «الحَبْو»: أن يمشي على‏يديه و رُكبتيه، أو على يديه و بطنه، أو على استه. راجع: النهاية، ج 1، ص 336؛ لسان العرب، ج 14، ص 161 (حبا).

 (10). «فزحفاً على استك»، أي مَشْياً عليها، تشبيهاً بزحف الصبيّ، و هو أن يزحف على استه قبل أن يقوم، و إذا فعل ذلك على بطنه قيل: قد حبا. راجع: لسان العرب، ج 9، ص 129 (زحف).

 (11). في «بس»:-/ «تأتي».

 (12). في «بر»: «و إذا».

 (13). في «بس»: «تميم».

 (14). في «ض»: «فأظهر».

 (15). «البزّة»: الهيئة و الشارة و اللِبْسَة. لسان العرب، ج 5، ص 312 (بزز).

545
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

وَ حِلْيَتَهَا «1»؛ فَإِنَّ و الِيَهَا يَتَشَدَّدُ عَلَيْهِمْ، و الْخَلِيفَةُ أَشَدُّ «2»، ثُمَّ تَسْأَلُ عَنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ و هُوَ بِبَقِيعِ‏ «3» الزُّبَيْرِ، ثُمَّ تَسْأَلُ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، و أَيْنَ مَنْزِلُهُ؟ و أَيْنَ هُوَ؟

مُسَافِرٌ أَمْ‏ «4» حَاضِرٌ؟ فَإِنْ كَانَ مُسَافِراً فَالْحَقْهُ؛ فَإِنَّ سَفَرَهُ أَقْرَبُ مِمَّا ضَرَبْتَ‏ «5» إِلَيْهِ.

ثُمَّ أَعْلِمْهُ أَنَّ مَطْرَانَ‏ «6» عُلْيَا «7» الْغُوطَةِ «8»- غُوطَةِ دِمَشْقَ- هُوَ الَّذِي أَرْشَدَنِي إِلَيْكَ، و هُوَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ كَثِيراً، و يَقُولُ لَكَ: إِنِّي لَأُكْثِرُ مُنَاجَاةَ رَبِّي أَنْ يَجْعَلَ إِسْلَامِي عَلى‏ يَدَيْكَ.

فَقَصَّ هذِهِ الْقِصَّةَ و هُوَ قَائِمٌ مُعْتَمِدٌ عَلى‏ عَصَاهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنْ أَذِنْتَ لِي‏ «9» يَا سَيِّدِي كَفَّرْتُ‏ «10» لَكَ و جَلَسْتُ.

______________________________

 (1). «الحِلْيَةُ»: كالحَلْي، و هو اسم لكلّ ما يتزيّن به من مصانع الذهب و الفضّة. و تطلق الحلية على الصفة أيضاً، و هو المراد هنا كما في المرآة. راجع: النهاية، ج 1، ص 435؛ لسان العرب، ج 14، ص 195 (حلا).

 (2). في حاشية «ف»: «اشتدّ».

 (3). في «بح» و شرح المازندراني: «بنقيع». قال المازندراني: «و لعلّ الباء- كما في بعض النسخ- تصحيف». و «البَقِيعُ»: الموضع فيه ارُوم الشجر، أي اصولها من ضروب شتّى. يقال لعدّة مواضع بالمدينة تتميّز بالإضافة. منها: بقيع الزبير؛ لإقطاع رسول اللَّه إيّاه زبير بن العوّام. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 947 (بقع)؛ الوافي، ج 3، ص 804؛ مرآة العقول، ج 5، ص 266، و ج 6، ص 46.

 (4). في حاشية «بر»: «أو».

 (5). «ضربت»، أي سافرت. يقال: ضَرَبْتُ في الأرض، إذا سافرتَ تبتغي الرزق. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 545 (ضرب).

 (6). «مَطْران» و «مِطْران»: لقب كبير النصارى، و ليس بعربيّ محض. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 662 (مطر).

 (7). في شرح المازندراني: «عليا، اسم للمكان المرتفع و ليست بتأنيث الأعلى». و راجع: المصباح المنير، ص 427 (علو).

 (8). «الغُوطَةُ»: اسم البساتين و المياه التي حول دمشق، و هي غوطتها. و الغُوطة: مجتمع الماء و النبات. و مدينة دمشق تسمّى غوطة أيضاً لذلك. راجع: النهاية، ج 3، ص 396؛ لسان العرب، ج 7، ص 36 (غوط).

 (9). في «بح»:-/ «لي».

 (10). التكفير: هو أن يضع الإنسان يده على صدره و يتطامَن لصاحبه. أو ينحني و يُطَأْطِئُ رأسه قريباً من ف الركوع، كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه. راجع: الصحاح، ج 2، ص 808؛ النهاية، ج 4، ص 188 (كفر).

546
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

فَقَالَ: «آذَنُ لَكَ أَنْ تَجْلِسَ، و لَاآذَنُ لَكَ‏ «1» أَنْ تُكَفِّرَ».

فَجَلَسَ، ثُمَّ أَلْقى‏ عَنْهُ بُرْنُسَهُ‏ «2»، ثُمَّ قَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، تَأْذَنُ لِي فِي الْكَلَامِ؟ قَالَ:

 «نَعَمْ، مَا جِئْتَ إِلَّا لَهُ».

فَقَالَ لَهُ‏ «3» النَّصْرَانِيُّ: ارْدُدْ عَلى‏ صَاحِبِي السَّلَامَ، أَ و «4» مَا تَرُدُّ السَّلَامَ؟ فَقَالَ‏ «5» أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «عَلى‏ صَاحِبِكَ أَنْ‏ «6» هَدَاهُ اللَّهُ، فَأَمَّا التَّسْلِيمُ فَذَاكَ إِذَا صَارَ فِي دِينِنَا».

فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ: إِنِّي أَسْأَلُكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: «سَلْ». قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ‏ «7» عَلى‏ مُحَمَّدٍ و نَطَقَ بِهِ؛ ثُمَّ و صَفَهُ بِمَا و صَفَهُ بِهِ‏ «8»، فَقَالَ: «حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» «9» مَا تَفْسِيرُهَا فِي الْبَاطِنِ؟

فَقَالَ: «أَمَّا «حم» فَهُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و هُوَ فِي كِتَابِ هُودٍ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ و هُوَ مَنْقُوصُ الْحُرُوفِ. و أَمَّا «الْكِتابِ الْمُبِينِ» فَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ. و أَمَّا اللَّيْلَةُ، فَفَاطِمَةُ

______________________________

 (1). في «بف»:-/ «لك».

 (2). قال الجوهري: «البُرْنُسُ: قلنسوة طويلة، و كان النُسّاك يلبسونها في صدر الإسلام». و قال ابن الأثير: «هو كلّ‏ثوب رأسه ملتزق به من دُرّاعة أو جُبّة أو مِمْطَر أو غيره». راجع: الصحاح، ج 3، ص 908؛ النهاية، ج 3، ص 122 (برنس).

 (3). في «بس»:-/ «له».

 (4). يجوز فيه فتح الواو و سكونها، و النسخ أيضاً مختلفة. و الترديد من الراوي. و يحتمل الجمع على أن يكون الهمزة للاستفهام الإنكاري، و الواو للعطف. قال المجلسي: «و كأنّه أظهر». راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 252؛ مرآة العقول، ج 6، ص 47.

 (5). في «ب، بح»:+/ «له».

 (6). في «ج، بف» و شرح المازندراني و الوافي: «أن» بفتح الهمزة. و ليس في غيرها من النسخ ما ينافيه. قال المازندراني: «و القول بكسرها- بأنّ معناها على صاحبك السلام بشرط الهداية- فمع بُعده، يأباه سياق ما بعدها». و احتمله في مرآة العقول.

 (7). في مرآة العقول: «الذي انزل، على المجهول أو المعلوم» و السياق يرجّح الثاني.

 (8). في «بر، بس»:-/ «به».

 (9). الدخان (44): 1- 4.

547
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهَا. و أَمَّا قَوْلُهُ: «فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» يَقُولُ: يَخْرُجُ مِنْهَا خَيْرٌ «1» كَثِيرٌ، فَرَجُلٌ حَكِيمٌ، و رَجُلٌ حَكِيمٌ، و رَجُلٌ حَكِيمٌ».

فَقَالَ الرَّجُلُ: صِفْ لِيَ الْأَوَّلَ و الْآخِرَ مِنْ هؤُلَاءِ الرِّجَالِ، فَقَالَ‏ «2»: «إِنَّ الصِّفَاتِ تَشْتَبِهُ، و لكِنَّ الثَّالِثَ مِنَ الْقَوْمِ أَصِفُ لَكَ مَا يَخْرُجُ مِنْ نَسْلِهِ، و إِنَّهُ عِنْدَكُمْ لَفِي الْكُتُبِ الَّتِي نَزَلَتْ‏ «3» عَلَيْكُمْ إِنْ لَمْ تُغَيِّرُوا و تُحَرِّفُوا و تُكَفِّرُوا و «4» قَدِيماً مَا فَعَلْتُمْ».

قَالَ‏ «5» لَهُ‏ «6» النَّصْرَانِيُّ: إِنِّي لَاأَسْتُرُ عَنْكَ مَا عَلِمْتُ، و لَاأُكَذِّبُكَ، و أَنْتَ تَعْلَمُ مَا أَقُولُ فِي صِدْقِ مَا أَقُولُ‏ «7» و كَذِبِهِ، و اللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، و قَسَمَ عَلَيْكَ مِنْ نِعَمِهِ مَا لَا يَخْطُرُهُ الْخَاطِرُونَ‏ «8»، و لَايَسْتُرُهُ السَّاتِرُونَ، و لَايُكَذِّبُ فِيهِ مَنْ كَذَّبَ‏ «9»، فَقَوْلِي لَكَ فِي ذلِكَ الْحَقُّ، كُلُّ مَا «10» ذَكَرْتُ فَهُوَ كَمَا ذَكَرْتُ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أُعَجِّلُكَ‏ «11» أَيْضاً خَبَراً لَايَعْرِفُهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِمَّنْ قَرَأَ الْكُتُبَ، أَخْبِرْنِي مَا اسْمُ أُمِّ مَرْيَمَ؟ و أَيُّ يَوْمٍ نُفِخَتْ‏ «12» فِيهِ مَرْيَمُ؟ و لِكَمْ مِنْ‏ «13» سَاعَةٍ

______________________________

 (1). يجوز في «خير» التشديد. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 254؛ مرآة العقول، ج 6، ص 48.

 (2). في «ب، بر» و الوافي و البحار، ج 48: «قال».

 (3). في «ج»: «نزّلت» بالتثقيل. و في «بف»: «انزلت».

 (4). في «بف»:-/ «و».

 (5). في البحار، ج 48: «فقال».

 (6). في «بف»:-/ «له».

 (7). في البحار، ج 48:-/ «في صدق ما أقول».

 (8). في مرآة العقول: «فى أكثر النسخ بتقديم المعجمة على المهملة، أي ما لا يخطر ببال أحد، لكن في الإسنادتوسّع؛ لأنّ الخاطر هو الذي يخطر ببال، و لذا قرأ بعضهم بالعكس، أي لا يمنعه المانعون».

 (9). في العبارة احتمالات: تشديد الفعلين، تأكيداً لما قبله، أي لا يقدر أن يكذّبك فيما ذكرت من أراد أن يكذّبك. أو تخفيفهما، أي لا يكذب فيه من شأنه الكذب. أو تشديد الأوّل و تخفيف الثاني، أي لا يقدر أن يكذّبك فيما ذكرت من شأنه الكذب. أو بالعكس. و ذلك لظهور صدقك و فضلك و كمالك في غاية الظهور. و أظهر الوجوه عند المجلسي ثانيها.

 (10). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. و في «ب»: «و كلّ ما». و في المطبوع: «كما».

 (11). في مرآة العقول: «اعجلك، على بناء التفعيل أو الإفعال، أي أعطيتك بدون تراخ».

 (12). في مرآة العقول: «نفخت، على بناء المجهول، أي نُفِخَ فيها فيه. قال الجوهري: نَفَخَ فيه و نفختُه أيضاً لغة». راجع: الصحاح، ج 1، ص 433 (نفخ).

 (13). في «بس»:-/ «من».

548
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

مِنَ‏ «1» النَّهَارِ؟ و أَيُّ يَوْمٍ و ضَعَتْ مَرْيَمُ فِيهِ عِيسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ و لِكَمْ مِنْ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ؟».

فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ: لَاأَدْرِي.

فَقَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَمَّا أُمُّ مَرْيَمَ، فَاسْمُهَا مَرْثَا «2»، و هِيَ و هِيبَةٌ «3» بِالْعَرَبِيَّةِ.

وَ أَمَّا الْيَوْمُ الَّذِي حَمَلَتْ فِيهِ مَرْيَمُ، فَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ لِلزَّوَالِ، و هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي هَبَطَ فِيهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، و لَيْسَ لِلْمُسْلِمِينَ عِيدٌ كَانَ أَوْلى‏ مِنْهُ، عَظَّمَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏، و عَظَّمَهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَأَمَرَ «4» أَنْ يَجْعَلَهُ عِيداً، فَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ «5».

وَ أَمَّا «6» الْيَوْمُ الَّذِي و لَدَتْ فِيهِ مَرْيَمُ‏ «7»، فَهُوَ يَوْمُ الثَّلَاثَاءِ لِأَرْبَعِ سَاعَاتٍ و نِصْفٍ مِنَ النَّهَارِ.

وَ النَّهَرُ الَّذِي و لَدَتْ عَلَيْهِ‏ «8» مَرْيَمُ عِيسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ هَلْ تَعْرِفُهُ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «هُوَ الْفُرَاتُ، وَ عَلَيْهِ شَجَرُ النَّخْلِ و الْكَرْمِ، و لَيْسَ يُسَاوى‏ «9» بِالْفُرَاتِ شَيْ‏ءٌ لِلْكُرُومِ‏ «10» و النَّخِيلِ‏ «11».

فَأَمَّا الْيَوْمُ الَّذِي حَجَبَتْ فِيهِ لِسَانَهَا «12»، و نَادى‏

______________________________

 (1). في «بح»:-/ «من».

 (2). في «ف، بر» و البحار، ج 14: «مرتا». و قال المازندراني في شرحه: «هي بالتاء المثنّاة الفوقانيّة أو المثلّثة كما في بعض النسخ».

 (3). أي معنى مرثا في العربيّة «وهيبة» فليس عَلَماً لها حتّى يُمنع من الصرف. و في «ب، بر، بف»: «وُهَيْبَة»: بالتصغير. قال المازندراني في شرحه: «بضمّ الواو و فتحها». و احتمل التصغير أيضاً في مرآة العقول.

 (4). في «ض»: «فامر» مبنيّاً للمفعول. و في الوسائل: «فأمره».

 (5). في البحار، ج 14:-/ «عظّمه اللَّه- إلى- يوم الجمعة».

 (6). في «ب»: «فأمّا».

 (7). في «ف»:+/ «عيسى».

 (8). في شرح المازندراني عن بعض النسخ: «فيه».

 (9). «يساوي» معلوم عند المازندراني، حيث قال في شرحه: «و الباء زائدة للمبالغة في التعدّد، إلّاأن يعتبر تضمين معنى المقابلة. و «شي‏ء» فاعل «يساوى» و اللام في «الكروم» بمعنى في».

 (10). «الكروم»: جمع الكَرْم، و هي شجرة العنب. و احدتها: كَرمة. لسان العرب، ج 12، ص 514 (كرم).

 (11). في «بس»: «و النخل».

 (12). في البحار، ج 14: «هو الفرات فحجبت لسانها» بدل «هل تعرفه- إلى- لسانها». و قال في المرآة: «حجبت ف فيه لسانها، أي منعت عن الكلام بها امرت بصوم الصمت».

549
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

قَيْدُوسُ‏ «1» وُلْدَهُ و أَشْيَاعَهُ‏ «2»، فَأَعَانُوهُ و أَخْرَجُوا آلَ عِمْرَانَ لِيَنْظُرُوا إِلى‏ مَرْيَمَ، فَقَالُوا لَهَا مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكَ فِي كِتَابِهِ، و عَلَيْنَا فِي كِتَابِهِ، فَهَلْ فَهِمْتَهُ؟» قَالَ‏ «3»: نَعَمْ، و قَرَأْتُهُ الْيَوْمَ الْأَحْدَثَ‏ «4»، قَالَ: «إِذَنْ لَاتَقُومَ مِنْ مَجْلِسِكَ حَتّى‏ يَهْدِيَكَ اللَّهُ».

قَالَ النَّصْرَانِيُّ: مَا كَانَ اسْمُ أُمِّي بِالسُّرْيَانِيَّةِ و بِالْعَرَبِيَّةِ؟

فَقَالَ: «كَانَ اسْمُ أُمِّكَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ عَنْقَالِيَةَ «5»، و عُنْقُورَةُ «6» كَانَ اسْمُ جَدَّتِكَ لِأَبِيكَ؛ وَ أَمَّا اسْمُ أُمِّكَ بِالْعَرَبِيَّةِ، فَهُوَ مَيَّةُ؛ و أَمَّا اسْمُ أَبِيكَ، فَعَبْدُ الْمَسِيحِ، و هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بِالْعَرَبِيَّةِ، و لَيْسَ لِلْمَسِيحِ عَبْدٌ».

قَالَ: صَدَقْتَ و بَرِرْتَ، فَمَا كَانَ اسْمُ جَدِّي؟ قَالَ: «كَانَ اسْمُ جَدِّكَ جَبْرَئِيلَ، و هُوَ عَبْدُ الرَّحْمنِ سَمَّيْتُهُ‏ «7» فِي مَجْلِسِي هذَا».

قَالَ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ مُسْلِماً؟ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «نَعَمْ، و قُتِلَ شَهِيداً، دَخَلَتْ عَلَيْهِ أَجْنَادٌ، فَقَتَلُوهُ فِي مَنْزِلِهِ غِيلَةً «8»، و الْأَجْنَادُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ».

قَالَ: فَمَا كَانَ اسْمِي قَبْلَ كُنْيَتِي؟ قَالَ: «كَانَ اسْمُكَ عَبْدَ الصَّلِيبِ». قَالَ: فَمَا

______________________________

 (1). في الوافي: «فيدوس». قال في المرآة: «و قيدوس كأنّ اسم جبّار كان ملكاً في تلك النواحي من اليهود في ذلك‏الزمان».

 (2). في «ف»: «أتباعه».

 (3). في البحار، ج 48: «فقال».

 (4). في «ب»: «الأجذب». و في «ض»: «الأجدث». و في «بس»: «الأحدب». و في «بح» و حاشية «ج، ف، بر» و شرح المازندراني: «الأجدب». و نسبه إلى التصحيف في مرآة العقول. و قال السيّد بدرالدين في حاشيته على الكافي، ص 274: «الأحدث، من الحدوث، تأكيد لليوم، أي و قرأته في هذا اليوم الذي أنا فيه، الذي هو أحدث الأيّام و أقربها عهداً».

 (5). في الوافي: «عنفالية».

 (6). في «ب، ض»: «عنقودة» بالدال. و في الوافي: «عنفورة». قال المازندراني: «قوله: عنقالية و عنقورة، ضبط بالقاف و فتح العين فيهما، و الراء في الأخيرة فيما رأيناه من النسخ».

 (7). «سمّيته» على صيغة المتكلّم. و يحتمل الخطاب. و قال المجلسي: «و الأوّل أظهر، و يؤيّده ما سيأتي في الجملة».

 (8). «غِيلَةً»، أي في خُفية و اغتيالٍ، و هو أن يُخْدَع و يُقتل في موضع لا يراه فيه أحد. النهاية، ج 3، ص 403 (غيل).

550
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

تُسَمِّينِي؟ قَالَ: «أُسَمِّيكَ عَبْدَ اللَّهِ».

قَالَ: فَإِنِّي آمَنْتُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، و شَهِدْتُ أَنْ لَاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ و حْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ، فَرْداً صَمَداً، لَيْسَ كَمَا تَصِفُهُ‏ «1» النَّصَارى‏، و لَيْسَ‏ «2» كَمَا تَصِفُهُ‏ «3» الْيَهُودُ، و لَاجِنْسٌ مِنْ أَجْنَاسِ الشِّرْكِ، و أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ و رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ، فَأَبَانَ بِهِ لِأَهْلِهِ، و عَمِيَ الْمُبْطِلُونَ، و أَنَّهُ كَانَ رَسُولَ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً: إِلَى الْأَحْمَرِ و الْأَسْوَدِ، كُلٌّ فِيهِ مُشْتَرِكٌ، فَأَبْصَرَ مَنْ أَبْصَرَ، و اهْتَدى‏ مَنِ اهْتَدى‏، و عَمِيَ الْمُبْطِلُونَ، و ضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ‏ «4»، و أَشْهَدُ أَنَّ و لِيَّهُ نَطَقَ بِحِكْمَتِهِ، و أَنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ «5» نَطَقُوا بِالْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ، و تَوَازَرُوا «6» عَلَى الطَّاعَةِ لِلَّهِ، و فَارَقُوا الْبَاطِلَ و أَهْلَهُ و الرِّجْسَ و أَهْلَهُ، وَ هَجَرُوا سَبِيلَ الضَّلَالَةِ، و نَصَرَهُمُ اللَّهُ بِالطَّاعَةِ لَهُ‏ «7»، و عَصَمَهُمْ مِنَ الْمَعْصِيَةِ، فَهُمْ لِلَّهِ أَوْلِيَاءُ، و لِلدِّينِ أَنْصَارٌ، يَحُثُّونَ عَلَى الْخَيْرِ و يَأْمُرُونَ بِهِ، آمَنْتُ بِالصَّغِيرِ مِنْهُمْ و الْكَبِيرِ، وَ مَنْ ذَكَرْتُ مِنْهُمْ‏ «8» و مَنْ‏ «9» لَمْ أَذْكُرْ «10»، و آمَنْتُ بِاللَّهِ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- رَبِّ الْعَالَمِينَ.

ثُمَّ قَطَعَ زُنَّارَهُ‏ «11»، و قَطَعَ صَلِيباً كَانَ فِي عُنُقِهِ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ قَالَ: مُرْنِي حَتّى‏

______________________________

 (1). في «ب، ج، ف، بح، بر، بس» و شرح المازندراني و البحار، ج 48: «يصفه».

 (2). في «ف»: «و لا».

 (3). في «ب، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «كما يصفه».

 (4). في الوافي:-/ «مشترك، فأبصر- إلى- ما كانوا يدعون».

 (5). في «بر» و الوافي: «الأولياء».

 (6). في مرآة العقول: «و توازروا، أي تعاونوا بالطاعة، أي بالتوفيق للطاعة، أو نصرهم على الأعادي بسبب‏الطاعة».

 (7). في «بح»:-/ «له».

 (8). في «ف، بس»:-/ «منهم».

 (9). في «بح»:-/ «من».

 (10). في «ف»:+/ «منهم».

 (11). «الزُنّار» و «الزُنّارة»: ما على و سط المجوسيّ و النصرانيّ. و قيل: ما يلبسه الذمّيّ يشدّه على و سطه. لسان‏العرب، ج 4، ص 330 (زنر).

551
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

أَضَعَ صَدَقَتِي‏ «1» حَيْثُ تَأْمُرُنِي، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هَاهُنَا أَخٌ لَكَ كَانَ‏ «2» عَلى‏ مِثْلِ دِينِكَ، و هُوَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكَ مِنْ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، و هُوَ فِي نِعْمَةٍ «3» كَنِعْمَتِكَ، فَتَوَاسَيَا «4» و تَجَاوَرَا، و لَسْتُ أَدَعُ أَنْ أُورِدَ عَلَيْكُمَا حَقَّكُمَا فِي الْإِسْلَامِ».

فَقَالَ: و اللَّهِ- أَصْلَحَكَ اللَّهُ- إِنِّي لَغَنِيٌّ، و لَقَدْ تَرَكْتُ ثَلَاثَمِائَةِ طَرُوقٍ‏ «5» بَيْنَ فَرَسٍ وَ فَرَسَةٍ «6»، و تَرَكْتُ أَلْفَ بَعِيرٍ، فَحَقُّكَ فِيهَا «7» أَوْفَرُ مِنْ حَقِّي، فَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مَوْلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏ «8»، و أَنْتَ فِي حَدِّ نَسَبِكَ عَلى‏ حَالِكَ».

فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، و تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي فِهْرٍ، و أَصْدَقَهَا «9» أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَمْسِينَ دِينَاراً مِنْ صَدَقَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَخْدَمَهُ‏ «10»، و بَوَّأَهُ‏ «11»، و أَقَامَ حَتّى‏ أُخْرِجَ‏

______________________________

 (1). في مرآة العقول: «قيل: صدقتي، بسكون الدال، أي خلوص حبّي و مواخاتي».

 (2). في «بح»:-/ «كان».

 (3). في «ض»: «نعمته». و في الوافي: «كنعمتك، أي الاهتداء إلى ما فيه رشده».

 (4). «فتواسيا»، أي آسى بعضهما بعضاً. و المواساة: المشاركة و المساهمة في المعاش و الرزق. و أصلها الهمزة فقلبت و اواً تخفيفاً. راجع: لسان العرب، ج 14، ص 35 (أسا).

 (5). «الطَرُوقُ»: فَعُول بمعنى فاعل، و هو الفحل الذي يستحقّ أن ينزو و يضرب الانثى، كما أنّ الطَرُوقة فَعولةبمعنى مفعولة، و هي الانثى التي يستحقّ أن يضربها و ينزو عليها الفحل. قاله المازندراني. أو هو طُرُوق- بضمّتين- مصدر باب نصر بمعنى الضراب، اطلق على ما يستحقّ الطروق مبالغةً. قاله الفيض. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 259؛ الوافي، ج 3، ص 804؛ لسان العرب، ج 10، ص 216 (طرق).

 (6). «بين فرس و فرسة»، أي إنّ الفرس و الفرسة ثلاثمائة، بعضها طَرُوق و بعضها طَرُوقة. أو إنّ ثلاثمائة طروق‏غير الفرس و الفرسة، و إنّ عددها غير معلوم. و هذا الخلاف ناشئ من إطلاق الطروق على الطارق و المطروقة معاً، و من تغليب الذكر على الانثى.

 (7). في حاشية «بر»: «فيهما»، أي في طروق و بعير.

 (8). أي مُعْتَقُهما؛ لأنّه بهما اعتق من النار. أو ناصرهما. أو المنتسب إليهما؛ فإنّ المولى يطلق على الوارد على قبيلة لم يكن منهم. قال المجلسي: «و الأوّل أظهر». راجع: لسان العرب، ج 15، ص 408- 409 (ولى).

 (9). «أصدقها»، أي أعطاها صداقها. أو تزوّجها على صداق و جعل لها صداقاً. أو سمّى لها صداقاً. راجع: لسان‏العرب، ج 10، ص 197؛ المصباح المنير، ص 336 (صدق).

 (10). أخدمه، أي أعطاه خادِماً. و الخادم: و احد الخَدَم، غلاماً كان أو جاريةً. الصحاح، ج 5، ص 1909 (خدم).

 (11). «بَوَّأَهُ»، أي أعطاه باءَةً أي منزلًا. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 38 (بوأ).

552
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَمَاتَ بَعْدَ مَخْرَجِهِ بِثَمَانٍ و عِشْرِينَ لَيْلَةً. «1»

1293/ 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ و أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ الْيَمَنِ مِنَ الرُّهْبَانِ‏ «2» و مَعَهُ رَاهِبَةٌ، فَاسْتَأْذَنَ لَهُمَا الْفَضْلُ بْنُ سَوَّارٍ، فَقَالَ لَهُ‏ «3»: «إِذَا كَانَ غَداً فَأْتِ بِهِمَا عِنْدَ بِئْرِ أُمِّ خَيْرٍ» قَالَ‏ «4»: فَوَافَيْنَا مِنَ الْغَدِ، فَوَجَدْنَا الْقَوْمَ قَدْ و افَوْا، فَأَمَرَ بِخَصَفَةِ «5» بَوَارِيَ‏ «6»، ثُمَّ جَلَسَ وَ جَلَسُوا، فَبَدَأَتِ الرَّاهِبَةُ بِالْمَسَائِلِ، فَسَأَلَتْ عَنْ مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ، كُلُ‏ «7» ذلِكَ يُجِيبُهَا،

______________________________

 (1). الوافي، ج 3، ص 799، ح 1414؛ الوسائل، ج 12، ص 235، ح 16179؛ و ج 7، ص 376، ح 9622، و فيه من قوله: «و أمّا اليوم الذي حملت فيه مريم» إلى قوله: «أن يجعله عيداً فهو يوم الجمعة»؛ البحار، ج 48، ص 85، ح 106؛ ج 14، ص 213، ح 11، و فيه من قوله: «أمّا امّ مريم فاسمها مرثا» إلى قوله: «ما قصّ اللَّه في كتابه»؛ و ج 16، ص 87، ح 12، من قوله: «حم و الْكِتَبِ الْمُبِينِ» إلى قوله: «فهو أمير المؤمنين عليه السلام»، و ج 24، ص 319، ح 28، من قوله: «حم و الْكِتَبِ الْمُبِينِ» إلى قوله: «و رجل حكيم».

 (2). «الرُّهبان»: جمع راهب. و قد يقع على الواحد، و يجمع على رَهابين و رَهابنة؛ من الرَهْبانيّة، و هي من رَهْبَنَةالنصارى. و أصلها من الرَهبة بمعنى الخوف، كانوا يترهّبون بالتخلّي من أشغال الدنيا و ترك ملاذّها و الزهد فيها و العزلة عن أهلها و تعمّد مشاقّها حتّى أنّ منهم من كان يَخْصي نفسه و يضع السلسلة في عنقه و غير ذلك من أنواع التعذيب. و نهي عنها في الإسلام. راجع: النهاية، ج 2، ص 280 (رهب).

 (3). في «بح»:-/ «له».

 (4). في «بح»:+/ «له».

 (5). «الخَصَفَةُ»: و احدة الخَصَف، و هي الجلّة- أي الزنبيل- التي يُكْتَرُ فيها التمر، و كأنّها فَعَلٌ بمعنى مفعول من الخَصْف، و هو ضمّ الشي‏ء إلى الشي‏ء؛ لأنّه شي‏ء منسوج من الخوض، و هو و رق النخل. النهاية، ج 2، ص 37 (خصف).

 (6). «البَواريُّ»: جمع البارِيّة و الباريّ، و هما و البُوريّ و البُورِيَّة و البارياء: الحصير المنسوج. و يقال له: البورياء بالفارسيّة. قال المجلسي: «و كان الإضافة إلى البواري لبيان أنّ المراد ما يعمل من الخُوص للفرش مكان الباريّة، لا ما يعمل للتمر، أو لا الثوب الغليظ ... و يظهر من آخر الحديث أنّ الخصف كان يطلق على الباريّة». راجع: لسان العرب، ج 4، ص 87 (بور)، و ج 14، ص 72 (برى).

 (7). يجوز فيه النصب على الظرفيّة أو الاشتغال.

553
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

وَ سَأَلَهَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ أَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهَا فِيهَا «1» شَيْ‏ءٌ، ثُمَّ أَسْلَمَتْ.

ثُمَّ أَقْبَلَ الرَّاهِبُ يَسْأَلُهُ، فَكَانَ‏ «2» يُجِيبُهُ فِي كُلِّ مَا يَسْأَلُهُ‏ «3»، فَقَالَ الرَّاهِبُ: قَدْ كُنْتُ قَوِيّاً عَلى‏ دِينِي، و مَا خَلَّفْتُ أَحَداً مِنَ النَّصَارى‏ فِي الْأَرْضِ يَبْلُغُ‏ «4» مَبْلَغِي فِي الْعِلْمِ، وَ لَقَدْ سَمِعْتُ بِرَجُلٍ‏ «5» فِي الْهِنْدِ إِذَا شَاءَ حَجَّ إِلى‏ بَيْتِ‏ «6» الْمَقْدِسِ فِي يَوْمٍ و لَيْلَةٍ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلى‏ مَنْزِلِهِ بِأَرْضِ الْهِنْدِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ بِأَيِّ أَرْضٍ هُوَ؟ فَقِيلَ لِي: إِنَّهُ بِسُبْذَانَ‏ «7»، وَ سَأَلْتُ الَّذِي أَخْبَرَنِي، فَقَالَ‏ «8»: هُوَ عَلِمَ‏ «9» الِاسْمَ الَّذِي ظَفِرَ بِهِ آصَفُ صَاحِبُ سُلَيْمَانَ لَمَّا أَتى‏ بِعَرْشِ سَبَاً، و هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ لَكُمْ فِي كِتَابِكُمْ، و لَنَا- مَعْشَرَ «10» الْأَدْيَانِ- فِي كُتُبِنَا.

فَقَالَ لَهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «فَكَمْ لِلَّهِ مِنِ اسْمٍ لَايُرَدُّ؟» فَقَالَ الرَّاهِبُ: الْأَسْمَاءُ كَثِيرَةٌ، فَأَمَّا الْمَحْتُومُ مِنْهَا- الَّذِي لَايُرَدُّ سَائِلُهُ- فَسَبْعَةٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «فَأَخْبِرْنِي عَمَّا تَحْفَظُ مِنْهَا» قَالَ‏ «11» الرَّاهِبُ: لَا، و اللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلى‏ مُوسى‏، و جَعَلَ عِيسى‏ عِبْرَةً لِلْعَالَمِينَ، و فِتْنَةً لِشُكْرِ «12» أُولِي الْأَلْبَابِ، و جَعَلَ مُحَمَّداً بَرَكَةً و رَحْمَةً، و جَعَلَ‏ «13» عَلِيّاً عِبْرَةً و بَصِيرَةً، و جَعَلَ الْأَوْصِيَاءَ مِنْ نَسْلِهِ و نَسْلِ مُحَمَّدٍ مَا أَدْرِي، و لَوْ دَرَيْتُ مَا احْتَجْتُ فِيهِ إِلى‏ كَلَامِكَ، و لَاجِئْتُكَ و لَاسَأَلْتُكَ.

______________________________

 (1). هكذا في حاشية «ج، ض، بح». و تقتضيه القواعد. و في جميع النسخ و المطبوع: «فيه».

 (2). في «بر، بف»: «و كان».

 (3). في «ف، بف»: «ما يسأل».

 (4). في حاشية «بف» و الوافي: «بلغ».

 (5). في «ف»: «عن رجل».

 (6). في «ض»: «البيت». قال المجلسي: «و البيت المقدّس إذا كان مع اللام، فالمقدّس مشدّد الدال مفتوحة، و بدون اللام يحتمل ذلك، أي بيت المكان المقدَّس، و كسر الدال المخفّفة مصدراً، أي بيت القدس». و راجع: النهاية، ج 4، ص 23. (قدس).

 (7). في الوافي و البحار: «بسندان».

 (8). في «ب»: «قال».

 (9). في «ف»: «علّم» بالتثقيل مبنيّاً للمفعول.

 (10). في حاشية «بر»: «معاشر».

 (11). في البحار: «فقال».

 (12). في «بف»: «شكر» بالنصب على أنّه مفعول له.

 (13). في «ف»:-/ «جعل».

554
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

فَقَالَ لَهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «عُدْ إِلى‏ حَدِيثِ الْهِنْدِيِّ».

فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: سَمِعْتُ بِهذِهِ الْأَسْمَاءِ و لَاأَدْرِي مَا بِطَانَتُهَا «1» و لَاشَرَائِحُهَا «2»؟ و لَا أَدْرِي مَا هِيَ؟ و لَاكَيْفَ هِيَ و لَابِدُعَائِهَا «3»؟ فَانْطَلَقْتُ حَتّى‏ قَدِمْتُ سُبْذَانَ‏ «4» الْهِنْدِ، فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ، فَقِيلَ لِي‏ «5»: إِنَّهُ بَنى‏ دَيْراً فِي جَبَلٍ، فَصَارَ لَايَخْرُجُ و لَايُرى‏ إِلَّا فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّتَيْنِ، و زَعَمَتِ الْهِنْدُ أَنَّ اللَّهَ فَجَّرَ لَهُ عَيْناً فِي دَيْرِهِ، و زَعَمَتِ الْهِنْدُ أَنَّهُ يُزْرَعُ لَهُ مِنْ غَيْرِ زَرْعٍ يُلْقِيهِ، و يُحْرَثُ لَهُ مِنْ غَيْرِ حَرْثٍ يَعْمَلُهُ، فَانْتَهَيْتُ إِلى‏ بَابِهِ، فَأَقَمْتُ ثَلَاثاً لَاأَدُقُّ الْبَابَ، و لَاأُعَالِجُ الْبَابَ‏ «6».

فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ، فَتَحَ اللَّهُ الْبَابَ‏ «7»، و جَاءَتْ بَقَرَةٌ عَلَيْهَا حَطَبٌ، تَجُرُّ ضَرْعَهَا يَكَادُ يَخْرُجُ مَا فِي ضَرْعِهَا مِنَ اللَّبَنِ، فَدَفَعَتِ الْبَابَ، فَانْفَتَحَ، فَتَبِعْتُهَا «8» و دَخَلْتُ‏ «9»، فَوَجَدْتُ الرَّجُلَ قَائِماً يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَبْكِي، و يَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ فَيَبْكِي، و يَنْظُرُ إِلَى الْجِبَالِ فَيَبْكِي، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا أَقَلَّ ضَرْبَكَ‏ «10» فِي دَهْرِنَا هذَا «11»! فَقَالَ لِي: و اللَّهِ، مَا أَنَا إِلَّا حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ رَجُلٍ خَلَّفْتَهُ و رَاءَ ظَهْرِكَ، فَقُلْتُ لَهُ: أُخْبِرْتُ أَنَّ عِنْدَكَ‏

______________________________

 (1). في «ف» و مرآة العقول و البحار: «بطائنها». و «البِطانَةُ»: خلاف الظهارة. لسان العرب، ج 13، ص 55 (بطن).

 (2). في الوافي و في مرآة العقول عن بعض النسخ: «شرائعها». و «الشرائح»: جمع الشَرِيحة، و هي القطعة من اللحم. و المراد هاهنا: ما يشرحها و يبيّنها، و كأنّه كناية عن ظواهرها. قال المجلسي: «ربّما يقرأ بالجيم: جمع شريجة، فعيلة بمعنى مفعولة من الشرج- بالفتح-: شدّ الخريطة؛ لئلّا يظهر ما فيها». راجع: لسان العرب، ج 2، ص 497 (شرح).

 (3). في مرآة العقول: «و قد يقرأ: بِدْعاً بها، أي عالماً في كمال العلم بها».

 (4). في الوافي و البحار: «سندان».

 (5). في «ف»:-/ «لي».

 (6). «لا اعالجُ البابَ»، أي لا امارسها. و كلّ شي‏ء زاولتَه و مارسته و عملت به فقد عالجته. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 327 (علج).

 (7). في «بح»:-/ «فلمّا كان- إلى- الباب».

 (8). في «بس»: «فتتبّعتها».

 (9). في «ب»: «فدخلت».

 (10). «الضَرْب»: المثل و الشبيه، و جمعه: ضُرُب. لسان العرب، ج 1، ص 548 (ضرب). و في شرح بدر الدين‏ضبطه بضمّ الأوّل و الثاني جمع الضريب بمعنى المثل.

 (11). في «بف»:-/ «هذا».

555
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

اسْماً «1» مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَبْلُغُ بِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ و لَيْلَةٍ بَيْتَ الْمَقْدِسِ‏ «2»، و تَرْجِعُ إِلى‏ بَيْتِكَ؟

فَقَالَ لِي: و هَلْ‏ «3» تَعْرِفُ بَيْتَ‏ «4» الْمَقْدِسِ؟ قُلْتُ‏ «5»: لَاأَعْرِفُ إِلَّا بَيْتَ الْمَقْدِسِ الَّذِي بِالشَّامِ، قَالَ‏ «6»: لَيْسَ‏ «7» بَيْتَ الْمَقْدِسِ، و لكِنَّهُ الْبَيْتُ‏ «8» الْمُقَدَّسُ و «9» هُوَ بَيْتُ آلِ مُحَمَّدٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَمَّا مَا سَمِعْتُ بِهِ إِلى‏ يَوْمِي هذَا، فَهُوَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ‏ «10» لِي‏ «11»: تِلْكَ مَحَارِيبُ‏ «12» الْأَنْبِيَاءِ، و إِنَّمَا كَانَ يُقَالُ لَهَا: حَظِيرَةُ «13» الْمَحَارِيبِ، حَتّى‏ جَاءَتِ الْفَتْرَةُ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ مُحَمَّدٍ و عِيسى‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا، و قَرُبَ‏ «14» الْبَلَاءُ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، و حَلَّتِ النَّقِمَاتُ‏ «15» فِي دُورِ الشَّيَاطِينِ، فَحَوَّلُوا و بَدَّلُوا و نَقَلُوا تِلْكَ الْأَسْمَاءَ، و هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏- الْبَطْنُ لآِلِ مُحَمَّدٍ، و الظَّهْرُ مَثَلٌ‏ «16»-: «إِنْ هِيَ‏ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ‏

______________________________

 (1). في «ف»: «أسماء».

 (2). في «ف»: «المقدّس» بتشديد الدال، و كذا فيما بعد.

 (3). في البحار: «فهل».

 (4). في البحار: «البيت».

 (5). في البحار: «فقلت».

 (6). في «ف»: «فقال لي». و في البحار: «فقال».

 (7). في «ف»:+/ «هو».

 (8). في «ف»:-/ «البيت».

 (9). في «بر»:-/ «و».

 (10). في «بح»: «قال».

 (11). في «ب»:-/ «لي».

 (12). «المَحاريب»: صدور المجالس، جمع المِحْراب. و منه سمّي محراب المسجد، و هو صدره و أشرف موضع‏فيه. و محاريب بني إسرائيل: مساجدهم التي كانوا يجلسون فيها، أو يجتمعون فيها للصلاة. لسان العرب، ج 1، ص 305 (حرب).

 (13). في «بس» و حاشية «بر»: «حظرة». و «الحَظيرةُ» في الأصل: الموضع الذي يُحاط عليه لتأوي إليه الغنم و الإبل يَقيهما البردَ و الريح. و الحظيرة أيضاً: ما أحاط بالشي‏ء، و هي تكون من قَصَب و خشب. راجع: النهاية، ج 1، ص 404؛ لسان العرب، ج 4، ص 203 (حظر).

 (14). في «ف»: «و أقرب».

 (15). في مرآة العقول: «و ربّما يقرأ «جلّت»- بالجيم- و «النغمات» بالغين المعجمة، استعيرت للشبه الباطلة و البدع‏المضلّة الناشئة عن أهل الباطل الرائجة بينهم في مدارسهم و مجامعهم».

 (16). في مرآة العقول: «ثمّ اعلم أنّه قرأ بعضهم: «مُثُل» بضمّتين، أي الأصنام، و هو بعيد. و قرأ بعضهم: «مِثْل» بالكسر، و قال: المراد أنّ الظهر و البطن جميعاً لآل محمّد في جميع الآيات مثل هذه الآية. و لعلّه أبعد».

556
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ» «1» فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ ضَرَبْتُ‏ «2» إِلَيْكَ مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ، تَعَرَّضْتُ‏ «3» إِلَيْكَ بِحَاراً و غُمُوماً و هُمُوماً و خَوْفاً، و أَصْبَحْتُ‏ «4» و أَمْسَيْتُ مُؤْيَساً «5» أَلَّا أَكُونَ‏ «6» ظَفِرْتُ‏ «7» بِحَاجَتِي‏ «8».

فَقَالَ لِي: مَا أَرى‏ «9» أُمَّكَ حَمَلَتْ بِكَ إِلَّا و قَدْ حَضَرَهَا مَلَكٌ كَرِيمٌ، و لَاأَعْلَمُ أَنَ‏ «10» أَبَاكَ حِينَ أَرَادَ الْوُقُوعَ بِأُمِّكَ إِلَّا و قَدِ اغْتَسَلَ و جَاءَهَا عَلى‏ طُهْرٍ، و لَاأَزْعُمُ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ «11» كَانَ دَرَسَ السِّفْرَ الرَّابِعَ مِنْ سَهَرِهِ‏ «12» ذلِكَ، فَخُتِمَ لَهُ‏ «13» بِخَيْرٍ «14»، ارْجِعْ مِنْ حَيْثُ جِئْتَ‏ «15»،

______________________________

 (1). النجم (53): 23.

 (2). «ضربتُ» أي سافرتُ. يقال: ضَرَبْتُ في الأرض، إذا سافرت تبتغي الرزق. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 545 (ضرب).

 (3). «تعرّضتُ»، أي تصدّيت و طلبتُ. راجع: المصباح المنير، ص 404 (عرض).

 (4). في «ف»: «فأصبحت».

 (5). في مرآة العقول: «و ربّما يقرأ «مويساً» بفتح الميم و كسر الواو، من الويس، بالفتح، كرب الفقر و نحوه. و «أن لا» بالفتح، مفعول له. و لا يخفى ما فيه».

 (6). قوله: «مؤيساً ألّا أكون». يحتمل و جهين: أن يكون من قبيل: أسألك إلّافعلت كذا، أي كنت في جميع الأحوال مؤيساً إلّاوقت الظفر بحاجتي. أو يكون «ألّا» مركّباً من «أن» و «لا» متعلّقاً ب «مؤيساً» مفعولًا له، على تضمين معنى الخوف، أي خائفاً من أن أكون ظفرت بحاجتي». راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 26؛ مرآة العقول، ج 6، ص 61.

 (7). في «بر»: «اظّفرت».

 (8). في «ف»:-/ «بحاجتي».

 (9). في حاشية «ض»: «ما أدري».

 (10). «أنّ» تشبه الزائد. قال في مرآة العقول: «قوله: و لا أعلم أنّ أباك، لعلّه زيدت كلمة «أنّ» من النسّاخ، و الظاهر عدمها. و على تقديرها كان تقدير الكلام: و لا أعلم أنّ أباك حين أراد الوقوع بامّك فعل فعلًا غير الاغتسال، أو كان على حال غير حال الاغتسال. و قيل: «أباك» اسم «أنّ» و «حين» منصوب بالظرفيّة، مضاف إلى الجملة، و الظرف خبر أنّ».

 (11). في البحار:-/ «قد».

 (12). هكذا في «ض، بس». و في «ب، ج، ف، بح، بر، بف» و حاشية «ض» و الوافي و شرح المازندراني: «شهره»، أي شهر الذي و قع بامّك. قال المازندراني: «قوله: و لا أزعم إلّاأنّه قد كان درس- أي قرأ- السفر الرابع في شهر الإيقاع». و جعل في المرآة المهملة أظهر من المعجمة. و في المطبوع: «سحره» بالحاء المهملة، و هو سهو.

 (13). في «ف، بح، بف» و حاشية «ج»: «لك».

 (14). في «ف»: «ذلك».

 (15). في «ب، ف، بر» و الوافي: «شئت».

557
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

فَانْطَلِقْ حَتّى‏ تَنْزِلَ مَدِينَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- الَّتِي يُقَالُ لَهَا: طَيْبَةُ «1»، و «2» قَدْ كَانَ اسْمُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَثْرِبَ- ثُمَّ اعْمِدْ «3» إِلى‏ مَوْضِعٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهُ: الْبَقِيعُ، ثُمَّ سَلْ‏ «4» عَنْ‏ «5» دَارٍ يُقَالُ لَهَا: دَارُ مَرْوَانَ، فَانْزِلْهَا، و أَقِمْ‏ «6» ثَلَاثاً، ثُمَّ سَلْ عَنِ‏ «7» الشَّيْخِ الْأَسْوَدِ الَّذِي يَكُونُ عَلى‏ بَابِهَا، يَعْمَلُ الْبَوَارِيَّ، و هِيَ فِي بِلَادِهِمُ اسْمُهَا الْخَصَفُ، فَالْطُفْ‏ «8» بِالشَّيْخِ‏ «9»، و قُلْ لَهُ:

بَعَثَنِي إِلَيْكَ نَزِيلُكَ الَّذِي كَانَ‏ «10» يَنْزِلُ فِي الزَّاوِيَةِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ الْخُشَيْبَاتُ‏ «11» الْأَرْبَعُ، ثُمَّ سَلْهُ عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ‏ «12» الْفُلَانِيِّ، و سَلْهُ: أَيْنَ نَادِيهِ‏ «13»؟ و سَلْهُ: أَيُّ سَاعَةٍ يَمُرُّ فِيهَا؟

فَلَيُرِيكَاهُ‏ «14» أَوْ يَصِفُهُ لَكَ، فَتَعْرِفُهُ بِالصِّفَةِ، و سَأَصِفُهُ لَكَ.

قُلْتُ: فَإِذَا لَقِيتُهُ فَأَصْنَعُ مَا ذَا؟ قَالَ‏ «15»: سَلْهُ عَمَّا كَانَ، و عَمَّا هُوَ كَائِنٌ، و سَلْهُ عَنْ مَعَالِمِ دِينِ مَنْ مَضى‏ و مَنْ بَقِيَ.

فَقَالَ لَهُ‏ «16» أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «قَدْ نَصَحَكَ صَاحِبُكَ الَّذِي لَقِيتَ».

فَقَالَ الرَّاهِبُ: مَا اسْمُهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟

______________________________

 (1). كان اسمُ المدينة يثربَ، و الثرب: الفساد، فنهى النبيّ صلى الله عليه و آله أن تسمّى به و سمّاها طَيْبَةً و طابةً، و هما تأنيث طَيْب‏وطابٍ بمعنى الطيب. و قيل: هو من الطيّب بمعنى الطاهر؛ لخلوصها من الشرك و تطهيرها منه. راجع: النهاية، ج 3، ص 149 (طيب).

 (2). في «ف»:-/ «و».

 (3). «اعمد»، أي اقْصُدْ. يقال: عَمَدَه يَعْمِدُهُ، و عَمَدَ إليه و له، و تعمّده و تعمّد له، و اعتمده، أي قصده. راجع: لسان‏العرب، ج 3، ص 302 (عمد).

 (4). في «ج»: «اسأل».

 (5). في الوافي:-/ «عن».

 (6). في «ب، ض»:+/ «بها».

 (7). في «ج، ض، ف، بح، بس»:-/ «عن».

 (8). في البحار: «فتلطف».

 (9). في «بح»: «الشيخ». و في «بف» و الوافي: «للشيخ».

 (10). في «ج»:-/ «كان».

 (11). في «ف، بس»: «الخشبات».

 (12). في «ف»:+/ «بن».

 (13). «النادي». مجتمع القوم و مجلسهم و متحدَّثهم، و أهل المجلس، فيقع على المجلس و أهله. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2505؛ النهاية، ج 5، ص 36 (ندا).

 (14). الألف للإشباع. و في «بر، بف»: و الوافي: «فليريكه».

 (15). في «بف» و البحار: «فقال».

 (16). في «بر»:-/ «له».

558
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

قَالَ: «هُوَ مُتَمِّمُ‏ «1» بْنُ فَيْرُوزٍ، و هُوَ مِنْ أَبْنَاءِ الْفُرْسِ، و هُوَ مِمَّنْ‏ «2» آمَنَ بِاللَّهِ و حْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، و «3» عَبَدَهُ بِالْإِخْلَاصِ و الْإِيقَانِ، و فَرَّ مِنْ قَوْمِهِ لَمَّا خَافَهُمْ‏ «4»، فَوَهَبَ لَهُ رَبُّهُ حُكْماً، و هَدَاهُ لِسَبِيلِ الرَّشَادِ، و جَعَلَهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، و عَرَّفَ بَيْنَهُ و بَيْنَ عِبَادِهِ الْمُخْلَصِينَ‏ «5»، و مَا مِنْ سَنَةٍ إِلَّا و هُوَ يَزُورُ فِيهَا مَكَّةَ حَاجّاً، و يَعْتَمِرُ فِي رَأْسِ كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، و يَجِي‏ءُ مِنْ‏ «6» مَوْضِعِهِ مِنَ الْهِنْدِ إِلى‏ مَكَّةَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ و عَوْناً؛ و كَذلِكَ يَجْزِي‏ «7» اللَّهُ‏ «8» الشَّاكِرِينَ».

ثُمَّ سَأَلَهُ الرَّاهِبُ عَنْ مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ، كُلُ‏ «9» ذلِكَ يُجِيبُهُ فِيهَا، و سَأَلَ الرَّاهِبَ عَنْ أَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الرَّاهِبِ فِيهَا شَيْ‏ءٌ، فَأَخْبَرَهُ بِهَا.

ثُمَّ إِنَّ الرَّاهِبَ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ ثَمَانِيَةِ أَحْرُفٍ‏ «10» نَزَلَتْ، فَتَبَيَّنَ فِي الْأَرْضِ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ، و بَقِيَ‏ «11» فِي الْهَوَاءِ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ، عَلى‏ مَنْ نَزَلَتْ تِلْكَ الْأَرْبَعَةُ الَّتِي فِي الْهَوَاءِ؟ و مَنْ يُفَسِّرُهَا؟

قَالَ: «ذَاكَ‏ «12» قَائِمُنَا يُنْزِلُهُ‏ «13» اللَّهُ عَلَيْهِ فَيُفَسِّرُهُ، و يُنَزِّلُ‏ «14» عَلَيْهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ عَلَى‏

______________________________

 (1). في «ف»: «متمّم». و في حاشية «بر»: «منجم».

 (2). في «بح»: «من».

 (3). في «بر»:-/ «و».

 (4). في مرآة العقول: «لما خافهم، بفتح اللام و شدّ الميم، أو بكسر اللام و تخفيف الميم، و «ما» مصدريّة». و في البحار: «خالفهم».

 (5). في مرآة العقول: «و المخلصين، بفتح اللام و كسرها، أي جعله بحيث يعرف أئمّته و يعرفونه».

 (6). في «ف»: «إلى».

 (7). في «ج، بر، بف» و البحار: «نجزي».

 (8). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «اللَّه».

 (9). في مرآة العقول: «قيل: «كلّ» منصوب بالظرفيّة، و «ذلك» إشارة إلى مصدر سأله، و ضمير فيها للمسائل».

 (10). «الأحْرُف»: جمع الحَرْف، و هو الكلام المختصر التامّ. راجع: مجمع البحرين، ج 5، ص 36 (حرف).

 (11). في «ض»: «فبقي».

 (12). في «ج، ف» و الوافي و البحار: «ذلك».

 (13). في «ض» و البحار: «فينزله». و في «ف»: «ينزّله». و في «بح» و حاشية «بر»: «فينزّله». و في «بر»: «نزّله».

 (14). يجوز في الفعلين الإفعال و التجرّد أيضاً. و في البحار: «ينزله».

559
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

الصِّدِّيقِينَ و الرُّسُلِ و الْمُهْتَدِينَ».

ثُمَّ قَالَ الرَّاهِبُ: فَأَخْبِرْنِي‏ «1» عَنِ الِاثْنَيْنِ مِنْ تِلْكَ الْأَرْبَعَةِ الْأَحْرُفِ الَّتِي فِي الْأَرْضِ مَا هُمَا «2»؟

قَالَ: «أُخْبِرُكَ بِالْأَرْبَعَةِ كُلِّهَا: أَمَّا أَوَّلُهُنَ‏ «3» فَلَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ و حْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ بَاقِياً، وَ الثَّانِيَةُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُخْلَصاً «4»، و الثَّالِثَةُ نَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ، و الرَّابِعَةُ شِيعَتُنَا مِنَّا، و نَحْنُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و رَسُولُ اللَّهِ مِنَ اللَّهِ بِسَبَبٍ».

فَقَالَ لَهُ‏ «5» الرَّاهِبُ: أَشْهَدُ أَنْ لَاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ، و أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، و أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ حَقٌّ، و أَنَّكُمْ صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ، و أَنَّ شِيعَتَكُمُ الْمُطَهَّرُونَ الْمُسْتَبْدَلُونَ‏ «6»، و لَهُمْ عَاقِبَةُ «7» اللَّهِ، و الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

فَدَعَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِجُبَّةِ «8» خَزٍّ و قَمِيصٍ قُوهِيٍ‏ «9» و طَيْلَسَانٍ‏ «10» و خُفٍّ و قَلَنْسُوَةٍ،

______________________________

 (1). في «بف»: «أخبرني».

 (2). هكذا في «ب». و في سائر النسخ و المطبوع: «هي».

 (3). في «ب، ض، بس» و حاشية «ف، بر»: «اولاهنّ».

 (4). في الوافي: «مُخلصاً، أي أرسل حال كونه مخلصاً، أو أرسل رسولًا مخلصاً، بفتح اللام و كسره فيهما. أو قيل‏هذا القول مخلصاً».

 (5). في «بف»:-/ «له».

 (6). في «ب، ج، ض» و حاشية «بح» و مرآة العقول: «المستذلّون». و في «بس» و حاشية «ض» و الوافي: «المستدلّون». و جوّز المازندراني في شرحه: «المستبدِلون» بكسر الدال.

 (7). «عاقبة اللَّه»، أي ثوابه؛ فإنّ العاقبة إطلاقها يختصّ بالثواب، و بالإضافة تستعمل تارةً في الثواب، و اخرى في العقاب. راجع: المفردات للراغب، ص 575 (عقب).

 (8). في اللسان: «الجُبَّةُ: ضرب من مقطَّعات الثياب- و هي الثياب القصار- تُلْبَس». و في المرآة: «و الجبّة بالضمّ: ثوب قصير الكُمّين». راجع: لسان العرب، ج 1، ص 249 (جبب).

 (9). «القُوهِيُّ»: ضرب من الثياب بيض، منسوبة إلى قُوهِسْتان لما تنسج بها، و هي كَوْرة بين نيسابور و هرات، و قصبتها قاين و طبس، و موضع و بلد بكرمان قرب جيرفت. أو كلّ ثوب أشبهه يقال له: قوهيّ و إن لم يكن من قوهستان. راجع: لسان العرب، ج 13، ص 532؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1643 (قوه).

 (10). قال المطرزي: «الطيلسان: تعريب تالشان، و جمعه: طيالسة، و هو من لباس العجم مدوّر أسود». و قال المجلسي: «و الطيلسان، بتثليث اللام: ثوب من قطن». راجع: المغرب، ص 291 (طلس).

560
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

فَأَعْطَاهُ‏ «1» إِيَّاهَا «2»، و صَلَّى الظُّهْرَ، و قَالَ لَهُ‏ «3»: «اخْتَتِنْ»، فَقَالَ: قَدِ «4» اخْتَتَنْتُ فِي سَابِعِي. «5»

1294/ 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ:

مَرَّ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِامْرَأَةٍ بِمِنى‏ و هِيَ تَبْكِي و صِبْيَانُهَا حَوْلَهَا يَبْكُونَ، و قَدْ مَاتَتْ لَهَا بَقَرَةٌ، فَدَنَا مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَا يُبْكِيكِ يَا أَمَةَ اللَّهِ؟» قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا صِبْيَاناً يَتَامى‏، و كَانَتْ لِي بَقَرَةٌ مَعِيشَتِي و مَعِيشَةُ صِبْيَانِي كَانَتْ‏ «6» مِنْهَا، و قَدْ مَاتَتْ، وَ بَقِيتُ مُنْقَطَعاً «7» بِي و بِوُلْدِي لَا «8» حِيلَةَ لَنَا «9».

فَقَالَ: «يَا أَمَةَ اللَّهِ، هَلْ لَكِ أَنْ أُحْيِيَهَا لَكِ؟» فَأُلْهِمَتْ أَنْ قَالَتْ: نَعَمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ؛ فَتَنَحّى‏ و صَلّى‏ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ‏ «10» هُنَيْئَةً «11»، و حَرَّكَ شَفَتَيْهِ، ثُمَّ قَامَ، فَصَوَّتَ‏ «12» بِالْبَقَرَةِ، فَنَخَسَهَا «13» نَخْسَةً أَوْ ضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ، فَاسْتَوَتْ عَلَى الْأَرْضِ قَائِمَةً، فَلَمَّا نَظَرَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى الْبَقَرَةِ صَاحَتْ‏ «14»، و قَالَتْ: عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ و رَبِّ الْكَعْبَةِ؛ فَخَالَطَ النَّاسَ،

______________________________

 (1). في الوافي: «فأعطاها».

 (2). في «ض، بح، بف» و الوافي: «إيّاه».

 (3). في «ج، ف، بس»:-/ «له».

 (4). في الوافي:-/ «قد».

 (5). الوافي، ج 3، ص 804، ح 1415؛ و في الوسائل، ج 4، ص 365، ح 5403؛ و ج 21، ص 440، ح 27530؛ البحار، ج 48، ص 92، ح 107.

 (6). في «ف» و حاشية «بح» و الوافي. و في سائر النسخ و المطبوع: «كان».

 (7). في «ف، بر» و حاشية «ج، ض، بس» و البصائر: «منقطعة».

 (8). في «ج» و البصائر: «و لا».

 (9). في «ب، ف، بر، بف» و حاشية «ج»: «لي».

 (10). في «ج، ف، بر» و الوافي و البصائر: «يديه».

 (11). في «ج، ض، بس» و حاشية «بح»: «هنيهة». و في البصائر: «يمينة». قال ابن الأثير: «أقام هُنيّةً، أي قليلًا من الزمان، و هو تصغير هَنَة، و يقال: هُنَيْهَة أيضاً». النهاية، ج 5، ص 279 (هنا).

 (12). في «ف»: «قال: قصّرتِ» بدل «قام فصوّت». و في البصائر: «فمرّ» بدل «فصوّت».

 (13). في «ف»: «فنخّسها» بالتثقيل. و قوله: «فنخسها»، أي غَرزَ و أدخل جنبها أو مؤخّرها بعود و نحوه. راجع: لسان العرب، ج 6، ص 228 (نخس).

 (14). في «بر، بف» و الوافي: «صرخت».

561
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

وَ صَارَ بَيْنَهُمْ، و مَضى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «1»

1295/ 7. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَنْعى‏ إِلى‏ رَجُلٍ‏ «2» نَفْسَهُ‏ «3»، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: و إِنَّهُ لَيَعْلَمُ مَتى‏ يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِيعَتِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ شِبْهَ الْمُغْضَبِ، فَقَالَ: «يَا إِسْحَاقُ، قَدْ كَانَ رُشَيْدٌ الْهَجَرِيُّ يَعْلَمُ عِلْمَ‏ «4» الْمَنَايَا «5» و الْبَلَايَا، و الْإِمَامُ أَوْلى‏ بِعِلْمِ ذلِكَ».

ثُمَّ قَالَ: «يَا إِسْحَاقُ، اصْنَعْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ؛ فَإِنَّ عُمُرَكَ قَدْ فَنِيَ، و إِنَّكَ تَمُوتُ إِلى‏ سَنَتَيْنِ، و إِخْوَتُكَ و أَهْلُ بَيْتِكَ لَايَلْبَثُونَ بَعْدَكَ إِلَّا يَسِيراً حَتّى‏ تَتَفَرَّقَ كَلِمَتُهُمْ‏ «6»، وَ يَخُونُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتّى‏ يَشْمَتَ بِهِمْ عَدُوُّهُمْ، فَكَانَ هذَا فِي نَفْسِكَ».

فَقُلْتُ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِمَا «7» عَرَضَ فِي صَدْرِي.

فَلَمْ يَلْبَثْ إِسْحَاقُ بَعْدَ هذَا الْمَجْلِسِ إِلَّا يَسِيراً «8» حَتّى‏ مَاتَ، فَمَا أَتى‏ عَلَيْهِمْ إِلَّا قَلِيلٌ حَتّى‏ قَامَ بَنُو عَمَّارٍ بِأَمْوَالِ النَّاسِ، فَأَفْلَسُوا. «9»

______________________________

 (1). بصائر الدرجات، ص 272، ح 2، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن المغيرة (و في بعض نسخه المعتبرة: عبداللَّه بن المغيرة) الوافي، ج 3، ص 809، ح 1416.

 (2). في «بس»: «الرجل».

 (3). «ينعى إلى رجل نفسه»، أي يُخبر بموته. يقال: نَعَى الميّتَ ينعاه نَعْياً و نَعِيّاً، إذا أذاع موته، و أخبر به. راجع: النهاية، ج 5، ص 85 (نعا).

 (4). في مرآة العقول: «كان «العلم» هنا بمعنى المعلوم. و يمكن أن يقرأ بالتحريك، أي علامة المنايا».

 (5). «المَنايا»: جمع المَنِيَّة، و هي الموت. النهاية، ج 4، ص 368 (منا).

 (6). في «بر»: «يتفرّق كلّهم».

 (7). في حاشية «بح»: «ممّا».

 (8). في مرآة العقول: «على هذه النسخة كأنّه عليه السلام حدّد إلى سنتين ترحّماً و تعطّفاً عليه؛ لئلّا يضطرب، أو لاحتمال‏البداء. و على ما في الخرائج و غيره لا إشكال».

 (9). بصائر الدرجات، ص 264، ح 9، بسنده عن سيف بن عميرة، عن أبي الحسن عليه السلام (و في بعض نسخه: «عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن عليه السلام». و هو الصواب كما يعلم من متن الخبر في الموضعين) و فيه إلى قوله: «الإمام أولى بعلم ذلك»؛ و فيه، ص 265، ح 13، بسنده عن إسحاق عن أبي الحسن عليه السلام، مع اختلاف؛ رجال الكشّي، ص 409، ح 768، بسنده عن إسحاق بن عمّار، إلى قوله: «هذا في نفسك» مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 810، ح 1417؛ البحار، ج 48، ص 68، ح 91.

562
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

1296/ 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:

جَاءَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ و قَدِ اعْتَمَرْنَا عُمْرَةَ رَجَبٍ و نَحْنُ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ:

يَا عَمِّ، إِنِّي أُرِيدُ بَغْدَادَ، و قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أُوَدِّعَ عَمِّي أَبَا الْحَسَنِ- يَعْنِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و أَحْبَبْتُ أَنْ تَذْهَبَ مَعِي إِلَيْهِ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ نَحْوَ أَخِي و هُوَ فِي دَارِهِ الَّتِي بِالْحَوْبَةِ «1»، و ذلِكَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ بِقَلِيلٍ، فَضَرَبْتُ الْبَابَ، فَأَجَابَنِي أَخِي‏ «2»، فَقَالَ: «مَنْ هذَا؟» فَقُلْتُ: عَلِيٌّ، فَقَالَ: «هُوَ ذَا أَخْرُجُ» و كَانَ بَطِي‏ءَ الْوُضُوءِ، فَقُلْتُ: الْعَجَلَ، قَالَ:

 «وَ أَعْجَلُ‏ «3»» فَخَرَجَ و عَلَيْهِ إِزَارٌ مُمَشَّقٌ‏ «4» قَدْ عَقَدَهُ فِي عُنُقِهِ حَتّى‏ قَعَدَ تَحْتَ عَتَبَةِ «5» الْبَابِ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، و قُلْتُ: قَدْ جِئْتُكَ فِي أَمْرٍ إِنْ تَرَهُ صَوَاباً فَاللَّهُ و فَّقَ لَهُ، و إِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذلِكَ‏ «6» فَمَا أَكْثَرَ مَا نُخْطِئُ‏ «7»!

قَالَ: «وَ مَا هُوَ؟»

قُلْتُ: هذَا ابْنُ أَخِيكَ يُرِيدُ أَنْ يُوَدِّعَكَ، و يَخْرُجَ إِلى‏ بَغْدَادَ، فَقَالَ لِيَ‏ «8»: «ادْعُهُ‏ «9»».

______________________________

 (1). في «ج، ض»: «بالجوّية». و في «ف»: «بالجوية». و في «بح»: «بالهويّة». و في «بر، بس»: «بالحوية». و في‏الوافي: «بالخونة». و الموجود في المعاجم: «الحَوْبُ»، و هو موضع في ديار رَبِيعَة، و هي تضمّ عدّة كَوْر، و هي كلّها بين الحيرة و الشام. راجع: معجم ما استعجم، ج 2، ص 473 و 568.

 (2). في «ج»:-/ «أخي».

 (3). في «ف»: «أو عجّل». و في «بح، بر»: «و اعجّل».

 (4). «مُمَشَّق»، أي مصبوغ بالمَشْق، أي بالمَغْرَة، و هي طين أحمر. المغرب، ص 430 (مشق).

 (5). «العَتَبَةُ»: اسْكُفَّةُ الباب السُفْلى، و هي الخشبة التي توطَأُ. و قيل العَتَبَةُ: العُليا منها. و هذا هو المراد هنا. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 576 (عتب).

 (6). في «ب»: «ذاك».

 (7). في «ج، ف، بس، بف»: «ما يخطي».

 (8). في «ب، ج، ض، ف، بس» و حاشية «بر»: «له».

 (9). في «ب، ج، ض، ف، بح»: «ادنه».

563
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

فَدَعَوْتُهُ- و كَانَ مُتَنَحِّياً- فَدَنَا مِنْهُ، فَقَبَّلَ‏ «1» رَأْسَهُ، و قَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَوْصِنِي‏ «2»، فَقَالَ:

 «أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي دَمِي». فَقَالَ مُجِيباً لَهُ: مَنْ أَرَادَكَ بِسُوءٍ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ، و جَعَلَ يَدْعُو عَلى‏ مَنْ يُرِيدُهُ بِسُوءٍ؛ ثُمَّ عَادَ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، فَقَالَ‏ «3»: يَا عَمِّ، أَوْصِنِي، فَقَالَ:

 «أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي دَمِي». فَقَالَ: مَنْ أَرَادَكَ بِسُوءٍ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ و فَعَلَ؛ ثُمَّ عَادَ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَمِّ، أَوْصِنِي، فَقَالَ‏ «4»: «أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي دَمِي». فَدَعَا عَلى‏ مَنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ، ثُمَّ تَنَحّى‏ عَنْهُ‏ «5»، و «6» مَضَيْتُ مَعَهُ‏ «7»، فَقَالَ لِي أَخِي: «يَا عَلِيُّ، مَكَانَكَ» فَقُمْتُ مَكَانِي، فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، ثُمَّ دَعَانِي، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ، فَتَنَاوَلَ صُرَّةً «8» فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ، فَأَعْطَانِيهَا، و قَالَ: «قُلْ لِابْنِ أَخِيكَ يَسْتَعِينُ‏ «9» بِهَا عَلى‏ سَفَرِهِ».

قَالَ عَلِيٌّ: فَأَخَذْتُهَا، فَأَدْرَجْتُهَا فِي حَاشِيَةِ رِدَائِي، ثُمَّ نَاوَلَنِي مِائَةً أُخْرى‏، و قَالَ‏ «10»:

 «أَعْطِهِ أَيْضاً» ثُمَّ نَاوَلَنِي صُرَّةً أُخْرى‏، و قَالَ: «أَعْطِهِ أَيْضاً» فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِذَا كُنْتَ تَخَافُ مِنْهُ مِثْلَ الَّذِي ذَكَرْتَ، فَلِمَ تُعِينُهُ عَلى‏ نَفْسِكَ؟

فَقَالَ: إِذَا و صَلْتُهُ و قَطَعَنِي‏ «11»، قَطَعَ اللَّهُ أَجَلَهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ مِخَدَّةَ «12» أَدَمٍ‏ «13»، فِيهَا

______________________________

 (1). في «بس»: «و قبّل».

 (2). في «بس»: «أوصيني».

 (3). في «ض»: «ثمّ قال».

 (4). في «بس»: «قال».

 (5). في «ج»: «منه».

 (6). في «بر»: «ثمّ».

 (7). في «بف»: «عنه».

 (8). «الصرّة»: هي ما يُصَرّ فيه، أي يُجْمَع فيه. و صُرّة الدراهم معروفة. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 451- 452 (صرر).

 (9). في الوافي: «فيستعين».

 (10). في «ف»: «فقال».

 (11). في «ف»: «قطع».

 (12). «المِخَدَّة»: ما يوضع الخَدّ عليه. قال الفيض: «أراد بها الخالية عن الحشو المجعولة كيساً للدراهم». راجع: الصحاح، ج 2، ص 468 (خدد)؛ الوافي، ج 3، ص 812.

 (13). «الأدَم»: اسم لجمع أدِيم، و هو الجلد المدبوغ المصلح بالدِباغ. المغرب، ص 22 (أدم).

564
الکافي2 (ط - دارالحديث)

120 - باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ص : 539

ثَلَاثَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ و ضَحٍ‏ «1»، و قَالَ‏ «2»: «أَعْطِهِ هذِهِ أَيْضاً».

قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَأَعْطَيْتُهُ الْمِائَةَ الْأُولى‏، فَفَرِحَ بِهَا فَرَحاً «3» شَدِيداً، و دَعَا لِعَمِّهِ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ‏ «4» الثَّانِيَةَ و الثَّالِثَةَ، فَفَرِحَ بِهَا «5» حَتّى‏ ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَرْجِعُ و لَايَخْرُجُ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ الثَّلَاثَةَ آلَافِ‏ «6» دِرْهَمٍ، فَمَضى‏ عَلى‏ و جْهِهِ حَتّى‏ دَخَلَ عَلى‏ هَارُونَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ، و قَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَتَيْنِ حَتّى‏ رَأَيْتُ عَمِّي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ، فَأَرْسَلَ هَارُونُ إِلَيْهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ؛ فَرَمَاهُ‏ «7» اللَّهُ بِالذُّبَحَةِ «8»، فَمَا نَظَرَ مِنْهَا «9» إِلى‏ دِرْهَمٍ‏ «10»، و لَامَسَّهُ. «11»

1297/ 9. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ و عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنِ الْحُسَيْنِ‏ «12» بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ‏ «13» ابْنِ مُسْكَانَ،

______________________________

 (1). «الوضح»: الدرهم الصحيح النقيّ الأبيض. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 635 (وضح).

 (2). في «ب، ف»: «فقال».

 (3). في «ف»:-/ «فرحاً».

 (4). في «ب، ف»:+/ «المائة».

 (5). في «ج، ف، بس»:-/ «بها».

 (6). في «ف»: «الآلاف».

 (7). في «ب»: «و رماه».

 (8). «الذبحة»، كهُمَزَة و عِنَبَة و كِسْرَة و صُبْرَة و كِتاب و غراب: و جَع يعرض في الحلق من الدم. و قيل: هي قُرْحة تظهر فيه فينسدّ معها و ينقطع النفس فيقتل، أو دم يَخنُق فيقتل. راجع: النهاية، ج 2، ص 153؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 331 (ذبح).

 (9). في «بح»:-/ «منها».

 (10). في «ب، ف»: «إلى درهم منها».

 (11). عيون الأخبار، ج 1، ص 72، ح 2، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، من قوله: «حتّى دخل على هارون، فسلّم عليه بالخلافة»، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 811، ح 1418؛ الوسائل، ج 5، ص 30، ح 5807.

 (12). في «ب»: «الحسن».

 (13). هذا الخبر قطعة من الخبر الطويل الذي و رد في و فيات الأئمّة عليهم السلام، و أشرنا إليه ذيل ح 1255 و الظاهر زيادة «عن ابن مسكان عن أبي بصير» في السند، و منشؤها تكرّر هذا الارتباط في ح 1274 و 1280 و 1287، و أنّ عبارة «قبض موسى بن جعفر عليهما السلام ...» من كلام محمّد بن سنان، كما أشار إليه المحقّق الخوانساري في رسالته في أحوال أبي بصير المطبوعة ضمن الجوامع الفقهيّة، ص 67- 68؛ فإنّ أبا بصير- و المنصرف منه هو يحيى الأسدي كما ثبت في محلّه- مات سنة خمسين و مائة، كما في رجال النجاشي، ص 441، الرقم 1187؛ رجال الطوسي، ص 321، الرقم 4792.

و أمّا عبد اللَّه بن مسكان، فقد قال النجاشي في ص 214، الرقم 559: «روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ... مات في أيّام أبي الحسن عليه السلام قبل الحادثة». و الظاهر أنّ المراد بالحادثة في كلام النجاشي، هو الوقف الحادث بعد استشهاد مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام.

565
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:

قُبِضَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ و هُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ و خَمْسِينَ سَنَةً فِي عَامِ ثَلَاثٍ و ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ؛ و «1» عَاشَ بَعْدَ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَمْساً و ثَلَاثِينَ سَنَةً. «2»

 

121- بَابُ‏ «3» مَوْلِدِ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

وُلِدَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ سَنَةَ ثَمَانٍ و أَرْبَعِينَ و مِائَةٍ؛ و قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ و مِائَتَيْنِ و هُوَ ابْنُ خَمْسٍ و خَمْسِينَ سَنَةً، و قَدِ اخْتُلِفَ فِي تَارِيخِهِ إِلَّا أَنَّ هذَا التَّارِيخَ هُوَ أَقْصَدُ «4» إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ و تُوُفِّيَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِطُوسَ فِي قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: سَنَابَادُ «5» مِنْ نُوقَانَ‏ «6» عَلى‏ دَعْوَةٍ، و دُفِنَ بِهَا «7» عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ و كَانَ الْمَأْمُونُ أَشْخَصَهُ‏ «8» مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى‏ مَرْوَ «9» عَلى‏ طَرِيقِ الْبَصْرَةِ و فَارِسَ، فَلَمَّا خَرَجَ الْمَأْمُونُ و شَخَصَ إِلى‏ بَغْدَادَ، أَشْخَصَهُ‏ «10» مَعَهُ،

______________________________

 (1). في «ب، بح، بر، بف» و الوافي:-/ «و».

 (2). الوافي، ج 3، ص 813، ح 1420؛ البحار، ج 48، ص 206، ح 3.

 (3). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (4). في البحار: «الأقصد». و قوله: «أقصد»، أي أعدل و أقرب إلى الحقّ و الصواب. راجع: النهاية، ج 4، ص 67 (قصد).

 (5). في «ض، بح، بر، بس» و الوافي: «سناباذ» بالذال المعجمة. و في «ف»: «سناياد» بالياء.

 (6). في «ب، ج، بح، بر، بس» و حاشية «ض، ف» و حاشية بدرالدين و شرح المازندراني: «موقان».

 (7). في «ف»: «فيها».

 (8). «أشخصه»، أي أزعجه و قلعه عن مكانه و ذهب به. راجع: لسان العرب، ج 7، ص 46؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 844 (شخص).

 (9). في «بر»: «مروا».

 (10). في «ف»: «و أشخصه».

566
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

فَتُوُفِّيَ فِي هذِهِ الْقَرْيَةِ «1»؛ و أُمُّهُ أُمُّ و لَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ الْبَنِينَ. «2»

1298/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ، قَالَ:

قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هَلْ عَلِمْتَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ قَدِمَ‏ «3»؟». قُلْتُ:

لَا، قَالَ: «بَلى‏، قَدْ «4» قَدِمَ‏ «5» رَجُلٌ‏ «6»، فَانْطَلِقْ بِنَا». فَرَكِبَ و رَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا «7» إِلَى الرَّجُلِ، فَإِذَا «8» رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ «9» مَعَهُ رَقِيقٌ‏ «10»، فَقُلْتُ لَهُ: اعْرِضْ عَلَيْنَا، فَعَرَضَ عَلَيْنَا سَبْعَ جَوَارٍ، كُلَّ ذلِكَ يَقُولُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «11»: «لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا». ثُمَّ قَالَ: «اعْرِضْ عَلَيْنَا» فَقَالَ: مَا عِنْدِي إِلَّا جَارِيَةٌ مَرِيضَةٌ، فَقَالَ لَهُ: «مَا «12» عَلَيْكَ أَنْ تَعْرِضَهَا» فَأَبى‏ عَلَيْهِ، فَانْصَرَفَ‏ «13».

ثُمَّ أَرْسَلَنِي‏ «14» مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ‏ «15»: «قُلْ لَهُ: كَمْ كَانَ‏ «16» غَايَتُكَ فِيهَا؟ فَإِذَا قَالَ‏ «17»: كَذَا وَ كَذَا، فَقُلْ‏ «18»: قَدْ أَخَذْتُهَا». فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَنْقُصَهَا مِنْ كَذَا و كَذَا،

______________________________

 (1). في البحار:-/ «و توفّي عليه السلام بطوس- إلى- هذه القرية».

 (2). الوافي، ج 3، ص 824، ذيل ح 1433؛ البحار، ج 49، ص 2، ح 2.

 (3). في «ب»:+/ «قال».

 (4). في «ف»:-/ «قد».

 (5). في «ب، ض»:+/ «منها».

 (6). في الإرشاد:+/ «من أهل المغرب المدينة».

 (7). في «بر»: «انتهى».

 (8). في «بس»:+/ «هو».

 (9). في الإرشاد و الاختصاص و العيون: «من أهل المغرب».

 (10). «الرقيق»: المملوك، فعيل بمعنى مفعول. و قد يطلق على الجماعة كالرفيق. النهاية، ج 2، ص 251 (رقق).

 (11). في «ب»: «أبو الحسن عليه السلام يقول».

 (12). «ما» استفهاميّة. و يحتمل النفي. و «على» للإضرار. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 269؛ مرآة العقول، ج 6، ص 73.

 (13). في «ب» و الاختصاص و العيون: «ثمّ انصرف».

 (14). في «ب»: «فأرسلني».

 (15). في الإرشاد و الاختصاص و العيون:+/ «لي».

 (16). في حاشية «ف»: «كانت».

 (17). في الإرشاد:+/ «لك».

 (18). في «ض» و الوافي:+/ «له».

567
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

فَقُلْتُ: قَدْ أَخَذْتُهَا، فَقَالَ‏ «1»: هِيَ لَكَ، و لكِنْ أَخْبِرْنِي مَنِ‏ «2» الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ بِالْأَمْسِ؟ فَقُلْتُ‏ «3»: رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ‏ «4»: مِنْ أَيِّ بَنِي هَاشِمٍ؟ فَقُلْتُ: مَا عِنْدِي أَكْثَرُ مِنْ هذَا، فَقَالَ: أُخْبِرُكَ عَنْ هذِهِ الْوَصِيفَةِ «5»: إِنِّي اشْتَرَيْتُهَا مِنْ أَقْصَى الْمَغْرِبِ، فَلَقِيَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَتْ: مَا هذِهِ الْوَصِيفَةُ مَعَكَ؟ قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي، فَقَالَتْ: مَا يَكُونُ‏ «6» يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ عِنْدَ مِثْلِكَ؛ إِنَّ هذِهِ الْجَارِيَةَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ عِنْدَ خَيْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَلَا تَلْبَثُ عِنْدَهُ‏ «7» إِلَّا قَلِيلًا حَتّى‏ تَلِدَ مِنْهُ‏ «8» غُلَاماً مَا يُولَدُ «9» بِشَرْقِ الْأَرْضِ و لَاغَرْبِهَا «10» مِثْلُهُ.

قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَلَمْ تَلْبَثْ عِنْدَهُ إِلَّا قَلِيلًا حَتّى‏ و لَدَتِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ. «11»

1299/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ‏ «12»، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏، قَالَ:

لَمَّا مَضى‏ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و تَكَلَّمَ أَبُو الْحَسَنِ‏ «13» عَلَيْهِ السَّلَامُ، خِفْنَا عَلَيْهِ مِنْ ذلِكَ، فَقِيلَ لَهُ:

______________________________

 (1). في الإرشاد: «قال».

 (2). في «ف»: «عن».

 (3). في «ج، ض، ف، بر، بس» و الوافي و الاختصاص: «قلت».

 (4). في «ب، ض، ف، بف» و الوافي و الاختصاص و العيون: «فقال».

 (5). «الوَصِيفُ»: الخادم غلاماً كان أو جارية. يقال: و صُفَ الغلامُ، إذا بلغ حدّ الخدمة، فهو و صيف بيّن الوَصافَة، و الجمع: وُصَفاءُ. و ربّما قالوا للجارية: و صيفةٌ بيّنة الوَصافَة و الإيصاف، و الجمع: الوَصائف. الصحاح، ج 4، ص 1439 (وصف).

 (6). في الإرشاد و الاختصاص و العيون:-/ «يكون».

 (7). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي:-/ «عنده».

 (8). في الإرشاد:-/ «منه».

 (9). في «ف»: «لايولد». و في الإرشاد: «لم يولد».

 (10). في «ف»: «و لا بغربها».

 (11). الإرشاد، ج 2، ص 254، بسنده عن الكليني. و في عيون الأخبار، ج 1، ص 17، ح 4؛ و الاختصاص، ص 197، بسندهما عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب بن إسحاق، عن أبي زكريّا الواسطي، عن هشام بن أحمر [في العيون: أحمد] الوافي، ج 3، ص 815، ح 1421.

 (12). في الإرشاد:-/ «عمّن ذكره».

 (13). في الإرشاد:+/ «الرضا».

568
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

إِنَّكَ قَدْ أَظْهَرْتَ أَمْراً عَظِيماً، و إِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ هذِهِ‏ «1» الطَّاغِيَةَ، قَالَ‏ «2»: فَقَالَ: «لِيَجْهَدْ جَهْدَهُ؛ فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيَّ». «3»

1300/ 3. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ‏ «4» بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَخِيهِ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي بَيْتٍ دَاخِلٍ فِي جَوْفِ بَيْتٍ لَيْلًا، فَرَفَعَ يَدَهُ، فَكَانَتْ كَأَنَّ فِي الْبَيْتِ عَشَرَةَ مَصَابِيحَ، و اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَخَلّى‏ يَدَهُ‏ «5»، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ. «6»

1301/ 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْغِفَارِيِّ، قَالَ:

كَانَ لِرَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي رَافِعٍ- مَوْلَى النَّبِيِ‏ «7» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، يُقَالُ لَهُ: طَيْسٌ‏ «8»- عَلَيَّ حَقٌّ، فَتَقَاضَانِي‏ «9»، و أَلَحَّ عَلَيَّ، و أَعَانَهُ النَّاسُ‏ «10»، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذلِكَ صَلَّيْتُ الصُّبْحَ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ‏ «11» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، ثُمَّ تَوَجَّهْتُ نَحْوَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْعُرَيْضِ‏ «12»، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْ بَابِهِ إِذَا «13»

______________________________

 (1). في «بف» و الإرشاد: «هذا».

 (2). في الإرشاد و العيون:-/ «قال».

 (3). الإرشاد، ج 2، ص 255، بسنده عن الكليني. و في عيون الأخبار، ج 2، ص 226، ح 4، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى، مع زيادة في آخره الوافي، ج 3، ص 816، ح 1422.

 (4). في حاشية «بف»: «الحسين».

 (5). في «ب، ج، ف، بح، بس» و حاشية «بر» و مرآة العقول: «به».

 (6). الوافي، ج 3، ص 816، ح 1424.

 (7). في «ف» و الإرشاد: «رسول اللَّه».

 (8). في الإرشاد: «فلان».

 (9). «فتقاضاني»، أي طلب منّي حقَّه. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2464؛ المفردات للراغب، ص 675 (قضا).

 (10). في الإرشاد:-/ «و أعانه الناس».

 (11). في «ض» و الإرشاد: «رسول اللَّه».

 (12). ذكر في تاريخ قمَّ نقلًا عن بعض الرواة أنّ العريض من قرى المدينة على بُعد فرسخ منها، و كانت القرية ملكاً للإمام الباقر عليه السلام، و أوصى الإمام الصادق عليه السلام بهذه القرية إلى و لده عليّ العريضي. تاريخ قم، ص 224.

 (13). في «ف»: «إذ». و في «بر، بف» و الوافي: «فإذا».

569
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

هُوَ قَدْ طَلَعَ‏ «1» عَلى‏ حِمَارٍ، و عَلَيْهِ قَمِيصٌ و رِدَاءٌ، فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ اسْتَحْيَيْتُ‏ «2» مِنْهُ، فَلَمَّا لَحِقَنِي و قَفَ، و نَظَرَ «3» إِلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ- و كَانَ شَهْرَ رَمَضَانَ- فَقُلْتُ: جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ‏ «4»، إِنَّ لِمَوْلَاكَ طَيْسٍ‏ «5» عَلَيَّ حَقّاً «6»، و قَدْ و اللَّهِ شَهَرَنِي‏ «7» و أَنَا أَظُنُّ فِي نَفْسِي أَنَّهُ‏ «8» يَأْمُرُهُ بِالْكَفِّ عَنِّي، و و اللَّهِ مَا قُلْتُ لَهُ: كَمْ لَهُ عَلَيَّ، و لَاسَمَّيْتُ لَهُ شَيْئاً.

فَأَمَرَنِي عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْجُلُوسِ إِلى‏ رُجُوعِهِ، فَلَمْ أَزَلْ حَتّى‏ صَلَّيْتُ الْمَغْرِبَ و أَنَا صَائِمٌ، فَضَاقَ صَدْرِي، و أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ طَلَعَ عَلَيَّ و حَوْلَهُ النَّاسُ، و قَدْ «9» قَعَدَ لَهُ السُّؤَّالُ وَ هُوَ يَتَصَدَّقُ‏ «10» عَلَيْهِمْ، فَمَضى‏ و «11» دَخَلَ بَيْتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ و دَعَانِي، فَقُمْتُ إِلَيْهِ و دَخَلْتُ مَعَهُ، فَجَلَسَ و جَلَسْتُ‏ «12»، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ- و كَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ «13»، وَ كَانَ كَثِيراً مَا أُحَدِّثُهُ عَنْهُ- فَلَمَّا فَرَغْتُ، قَالَ: «لَا «14» أَظُنُّكَ أَفْطَرْتَ بَعْدُ» فَقُلْتُ‏ «15»: لَا، فَدَعَا لِي‏ «16» بِطَعَامٍ. فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيَّ، و أَمَرَ الْغُلَامَ أَنْ يَأْكُلَ مَعِي، فَأَصَبْتُ و الْغُلَامَ‏ «17» مِنَ الطَّعَامِ.

______________________________

 (1). في «ف»: «تطلّع».

 (2). في الوافي: «استحيت».

 (3). في «ض، ف، بس» و الوافي: «فنظر».

 (4). في الإرشاد: «جعلت فداك».

 (5). في الإرشاد: «فلان».

 (6). في «بر»: «حقّاً عليّ».

 (7). في «ج، ف، بح، بف»: «شهّرني» بالتثقيل. و «شَهَرني»، أي أظهرني في شُنْعةٍ، أي قُبْحٍ؛ من الشهرة، و هو ظهور الشي‏ء في شنْعة حتّى يشهره الناس. يقال: شَهَرَه، شَهَّرَه و اشتهره. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 431؛ أقرب الموارد، ج 1، ص 618 (شهر).

 (8). في «ب، بف»:+/ «عليه السلام».

 (9). في «ف»:-/ «قد».

 (10). في «ج»: «قد يتصدّق».

 (11). في الإرشاد: «فقد».

 (12). في الإرشاد:+/ «معه».

 (13). في الإرشاد:-/ «و كان أمير المدينة».

 (14). في الإرشاد: «ما».

 (15). في الإرشاد: «قلت».

 (16). في «ف»: «فدعاني».

 (17). يجوز في «الغلام» الرفع أيضاً عطفاً على الضمير المتّصل المرفوع بناءً على جوازه بدون التأكيد. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 271؛ مرآة العقول، ج 6، ص 76.

570
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

فَلَمَّا فَرَغْنَا قَالَ لِيَ‏ «1»: «ارْفَعِ الْوِسَادَةَ «2»، و خُذْ مَا تَحْتَهَا» فَرَفَعْتُهَا و إِذَا «3» دَنَانِيرُ، فَأَخَذْتُهَا و و ضَعْتُهَا فِي كُمِّي؛ و أَمَرَ أَرْبَعَةً مِنْ عَبِيدِهِ أَنْ يَكُونُوا مَعِي حَتّى‏ يُبْلِغُونِي‏ «4» مَنْزِلِي.

فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ طَائِفَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ يَدُورُ «5»، و أَكْرَهُ أَنْ يَلْقَانِي و مَعِي عَبِيدُكَ، فَقَالَ لِي: «أَصَبْتَ، أَصَابَ اللَّهُ بِكَ الرَّشَادَ» و أَمَرَهُمْ أَنْ يَنْصَرِفُوا إِذَا رَدَدْتُهُمْ، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْ مَنْزِلِي و آنَسْتُ، رَدَدْتُهُمْ.

فَصِرْتُ‏ «6» إِلى‏ مَنْزِلِي، و دَعَوْتُ بِالسِّرَاجِ‏ «7»، و نَظَرْتُ إِلَى الدَّنَانِيرِ و إِذَا «8» هِيَ ثَمَانِيَةٌ وَ أَرْبَعُونَ دِينَاراً، و كَانَ حَقُّ الرَّجُلِ عَلَيَّ ثَمَانِيَةً و عِشْرِينَ دِينَاراً، و كَانَ فِيهَا دِينَارٌ يَلُوحُ‏ «9»، فَأَعْجَبَنِي حُسْنُهُ، فَأَخَذْتُهُ و قَرَّبْتُهُ مِنَ السِّرَاجِ، فَإِذَا «10» عَلَيْهِ نَقْشٌ و اضِحٌ: «حَقُّ الرَّجُلِ ثَمَانِيَةٌ و عِشْرُونَ دِينَاراً، و مَا بَقِيَ فَهُوَ لَكَ». و لَاوَ اللَّهِ، مَا عَرَفْتُ‏ «11» مَا لَهُ عَلَيَ‏ «12»؛ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الَّذِي أَعَزَّ و لِيَّهُ. «13»

______________________________

 (1). في الإرشاد:-/ «لي».

 (2). «الوِسادُ» و «الوِسادَةُ»: المِخَدَّةُ- و هو ما يوضع الخدّ عليه- و المُتَّكَأُ، و هو الذي يوضع تحت الرأس. لسان العرب، ج 3، ص 459 (وسد).

 (3). في «ض، بر، بف» و الإرشاد: «فإذا».

 (4). في «ج، بح»: «يبلّغوني». و في الإرشاد: «يبلغوا بي».

 (5). في الإرشاد: «يقعد».

 (6). في الإرشاد: «و صرت».

 (7). في الإرشاد: «السراج».

 (8). في «ف» و الإرشاد: «فإذا».

 (9). «يلوح»: يتلألأ. يقال للشي‏ء إذا تلألأ: لاح يلوح لَوحاً و لُؤُوحاً. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 586 (لوح).

 (10). في الوافي:+/ «هي».

 (11). في «ج»: «ما عرّفت» بالتضعيف. و في الوافي: «ما عرفته». و في مرآة العقول: «ما عرفت، بالتشديد أوالتخفيف».

 (12). في الإرشاد: «لا و اللَّه، ما كنتُ عرّفتُ ما له عليّ على التحديد». و لم يرد فيه تتمّة الحديث.

 (13). الإرشاد، ج 2، ص 255 بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 816، ح 1425.

571
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

1302/ 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ‏ «1»:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي السَّنَةِ الَّتِي حَجَ‏ «2» فِيهَا هَارُونُ، يُرِيدُ الْحَجَّ، فَانْتَهى‏ إِلى‏ جَبَلٍ- عَنْ‏ «3» يَسَارِ الطَّرِيقِ، و أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلى‏ مَكَّةَ «4»- يُقَالُ لَهُ:

فَارِعٌ‏ «5»، فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «6»، ثُمَّ قَالَ: «بَانِي فَارِعٍ‏ «7»، و هَادِمُهُ يُقَطَّعُ إِرْباً إِرْباً «8»».

فَلَمْ نَدْرِ مَا مَعْنى‏ ذلِكَ، فَلَمَّا و لّى‏ «9» و افى‏ هَارُونُ، و نَزَلَ‏ «10» بِذلِكَ الْمَوْضِعِ، و «11» صَعِدَ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيى‏ ذلِكَ الْجَبَلَ‏ «12»، و أَمَرَ أَنْ يُبْنى‏ لَهُ ثَمَ‏ «13» مَجْلِسٌ، فَلَمَّا رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ صَعِدَ إِلَيْهِ، فَأَمَرَ «14» بِهَدْمِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى الْعِرَاقِ، قُطِّعَ‏ «15» إِرْباً إِرْباً. «16»

1303/ 6. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ الْقَاسِمِ‏ «17»، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسى‏، قَالَ:

______________________________

 (1). في حاشية «بف»: «أصحابنا».

 (2). في «ف، بح، بر، بف» و الوافي: «خرج».

 (3). في الإرشاد: «على».

 (4). في الإرشاد:-/ «و أنت ذاهب إلى مكّة».

 (5). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس» و شرح المازندراني و الوافي: «قارع» بالقاف.

 (6). في «ج، ض، بر، ف»: «أبو الحسن إليه».

 (7). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس» و شرح المازندراني و الوافي: «قارع» بالقاف. و في الإرشاد: «يا فارع» بدل «باني فارع». و قوله: «باني فارع»، أي الباني في الفارع. و كذا «هادمه» أو الضمير راجع إلى البناء المستفاد من الباني. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 271؛ مرآة العقول، ج 6، ص 77.

 (8). «الإرب»: العضو الموفّر الكامل الذي لم ينقص منه شي‏ء، و يقال لكلّ عضو: إرب. يقال: قطّعته إرباً إرباً، أي عضواً عضواً. لسان العرب، ج 1، ص 209 (أرب).

 (9). أي ارتحل أبو الحسن عليه السلام من ذلك الموضع، كما في شرح المازندراني و مرآة العقول. و في «ج، بف»: «وُلّي» مبنيّاً للمفعول.

 (10). في «بس، بف»: «فنزل».

 (11). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع:-/ «و».

 (12). في الإرشاد: «فلمّا بلغ هارون ذلك المكان نزله و صعد جعفر بن يحيى الجبل» بدل «فلمّا و لّى- إلى- يحيى‏ذلك الجبل».

 (13). في الإرشاد: «فيه».

 (14). في الإرشاد: «و أمر».

 (15). في الإرشاد:+/ «جعفر بن يحيى».

 (16). الإرشاد، ج 2، ص 257 بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 818، ح 1426.

 (17). في الإرشاد: «الهيثم».

572
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

أَلْحَحْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شَيْ‏ءٍ أَطْلُبُهُ مِنْهُ، فَكَانَ‏ «1» يَعِدُنِي، فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ لِيَسْتَقْبِلَ‏ «2» و الِيَ الْمَدِينَةِ و كُنْتُ مَعَهُ، فَجَاءَ إِلى‏ قُرْبِ‏ «3» قَصْرِ فُلَانٍ، فَنَزَلَ‏ «4» تَحْتَ شَجَرَاتٍ و نَزَلْتُ مَعَهُ أَنَا «5»، و لَيْسَ مَعَنَا ثَالِثٌ، فَقُلْتُ‏ «6»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا الْعِيدُ قَدْ أَظَلَّنَا «7»، و لَاوَ اللَّهِ، مَا أَمْلِكُ‏ «8» دِرْهَماً فَمَا سِوَاهُ، فَحَكَّ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ حَكّاً شَدِيداً، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ، فَتَنَاوَلَ مِنْهَا «9» سَبِيكَةَ ذَهَبٍ، ثُمَّ قَالَ‏ «10»: «انْتَفِعْ‏ «11» بِهَا، و اكْتُمْ مَا رَأَيْتَ». «12»

1304/ 7. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَاسِرٍ الْخَادِمِ و الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ جَمِيعاً، قَالَ‏ «13»:

لَمَّا انْقَضى‏ أَمْرُ الْمَخْلُوعِ، و اسْتَوَى الْأَمْرُ لِلْمَأْمُونِ، كَتَبَ إِلَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْتَقْدِمُهُ إِلى‏ خُرَاسَانَ، فَاعْتَلَ‏ «14» عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِعِلَلٍ، فَلَمْ يَزَلِ الْمَأْمُونُ يُكَاتِبُهُ فِي ذلِكَ حَتّى‏ عَلِمَ أَنَّهُ‏ «15» لَامَحِيصَ‏ «16» لَهُ، و أَنَّهُ‏ «17» لَايَكُفُّ عَنْهُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَبْعُ‏

______________________________

 (1). في «بف» و البصائر و الاختصاص: «و كان».

 (2). في «ف» و البصائر و الإرشاد و الاختصاص: «يستقبل».

 (3). في «ج»: «قريب».

 (4). في البصائر:+/ «في موضع». و في الإرشاد:+/ «عنده».

 (5). في «ف» و الإرشاد:-/ «أنا».

 (6). في الإرشاد و الاختصاص:+/ «له».

 (7). «قد أظلّنا»، أي أقبل علينا و دنا منّا، كأنّه ألقى علينا ظلّه. راجع: النهاية، ج 3، ص 160 (ظلل).

 (8). في «ب، ض»: «لا أملك».

 (9). هكذا في «ف، بف» و حاشية «ض، بح» و الوافي و الاختصاص. و في المطبوع و سائر النسخ: «منه». و في البصائر: «بيده».

 (10). في البصائر و الإرشاد و الاختصاص: «فقال».

 (11). في الإرشاد و الاختصاص: «استنفع».

 (12). الإرشاد، ج 2، ص 257 بسنده عن الكليني. بصائر الدرجات، ص 374، ح 2، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن حمزة بن القاسم، عمّن أخبره عنه، عن إبراهيم بن موسى؛ الاختصاص، ص 270، عن محمّد بن عيسى؛ دلائل الإمامة، ص 190، بسنده عن محمّد بن حمزة، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 818، ح 1427.

 (13). في الوسائل: «قالا».

 (14). اعتلّ بعلل، أي اعتذر بمعاذير، فوضع العلّة موضع العذر. راجع: النهاية، ج 3، ص 291 (علل).

 (15). في «بس»: «أن» بالتخفيف.

 (16). «المحيص»: المَهْرب و المَحيد. راجع: لسان العرب، ج 7، ص 19 (حيص).

 (17). في «بر»: «فإنّه».

573
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

سِنِينَ- فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ: لَاتَأْخُذْ عَلى‏ طَرِيقِ الْجَبَلِ و قُمَ‏ «1»، و خُذْ عَلى‏ طَرِيقِ الْبَصْرَةِ و الْأَهْوَازِ و فَارِسَ- حَتّى‏ «2» و افى‏ مَرْوَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْمَأْمُونُ أَنْ يَتَقَلَّدَ الْأَمْرَ «3» وَ الْخِلَافَةَ، فَأَبى‏ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: فَوِلَايَةَ الْعَهْدِ، فَقَالَ: «عَلى‏ شُرُوطٍ أَسْأَلُكَهَا». قَالَ‏ «4» الْمَأْمُونُ لَهُ‏ «5»: سَلْ‏ «6» مَا شِئْتَ، فَكَتَبَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنِّي دَاخِلٌ فِي وِلَايَةِ الْعَهْدِ عَلى‏ «7» أَنْ لَا آمُرَ و لَاأَنْهى‏، و لَاأُفْتِيَ و لَاأَقْضِيَ، و لَاأُوَلِّيَ‏ «8» و لَاأَعْزِلَ، و لَاأُغَيِّرَ شَيْئاً مِمَّا هُوَ قَائِمٌ، و تُعْفِيَنِي‏ «9» مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ». فَأَجَابَهُ الْمَأْمُونُ إِلى‏ ذلِكَ كُلِّهِ.

قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَاسِرٌ، قَالَ‏ «10»: فَلَمَّا حَضَرَ الْعِيدُ، بَعَثَ الْمَأْمُونُ إِلَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْأَلُهُ أَنْ يَرْكَبَ، و يَحْضُرَ الْعِيدَ، و يُصَلِّيَ و يَخْطُبَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: «قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ بَيْنِي و بَيْنَكَ مِنَ الشُّرُوطِ فِي دُخُولِ هذَا الْأَمْرِ». فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ: إِنَّمَا أُرِيدُ بِذلِكَ أَنْ تَطْمَئِنَ‏ «11» قُلُوبُ النَّاسِ، و يَعْرِفُوا فَضْلَكَ‏ «12»، فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُرَادُّهُ الْكَلَامَ فِي ذلِكَ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ أَعْفَيْتَنِي مِنْ ذلِكَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، و إِنْ لَمْ تُعْفِنِي خَرَجْتُ كَمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ». فَقَالَ الْمَأْمُونُ: اخْرُجْ كَيْفَ شِئْتَ، و أَمَرَ الْمَأْمُونُ الْقُوَّادَ و النَّاسَ أَنْ يُبَكِّرُوا «13»

______________________________

 (1). لفظة «قم» في العربي تشدّد كما في «ب».

 (2). غاية لقوله: «فخرج عليه السلام». و قوله: «فكتب إليه- إلى- فارس» يشبه المعترضة.

 (3). «يتقلّد الأمر»، أي يلزمه نفسه و يحتمله. راجع: ترتيب كتاب العين، ج 3، ص 1516؛ لسان العرب، ج 3، ص 367 (قلد).

 (4). في «ج»: «فقال».

 (5). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس» و الوافي:-/ «له». و في «بف»: «له المأمون».

 (6). في «ف»:+/ «عن».

 (7). في «ج»:-/ «على».

 (8). في الوافي: «و لا اولّي، أي لا أجعل أحداً و الياً على قوم؛ من و لّيتُه الأمر، أو أوليته».

 (9). في «ض»: «فتعفيني».

 (10). في «بح»:-/ «قال».

 (11). في «ف»: «يطمئنّ».

 (12). في «بح»: «بفضلك».

 (13). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و مرآة العقول: «يركبوا». و قوله: «يبكِّروا» من بكر على الشي‏ء و إليه‏وبكّر و أبكر و باكره، أيّ أتاه بُكرةً، أي أوّل النهار. و كلّ من بادر و أسرع إلى شي‏ء فقد أبكر عليه و بكّر أي و قت كان. راجع: النهاية، ج 1، ص 148؛ لسان العرب، ج 4، ص 76 (بكر).

574
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

إِلى‏ «1» بَابِ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

قَالَ‏ «2»: فَحَدَّثَنِي يَاسِرٌ الْخَادِمُ: أَنَّهُ قَعَدَ النَّاسُ لِأَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الطُّرُقَاتِ وَ السُّطُوحِ- الرِّجَالُ، و النِّسَاءُ، و الصِّبْيَانُ- و اجْتَمَعَ الْقُوَّادُ و الْجُنْدُ عَلى‏ بَابِ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ، قَامَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاغْتَسَلَ و تَعَمَّمَ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ مِنْ قُطْنٍ‏ «3»، أَلْقى‏ طَرَفاً مِنْهَا عَلى‏ صَدْرِهِ، و طَرَفاً بَيْنَ كَتِفَيْهِ، و تَشَمَّرَ «4»، ثُمَّ قَالَ لِجَمِيعِ مَوَالِيهِ:

 «افْعَلُوا مِثْلَ مَا فَعَلْتُ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ عُكَّازاً «5»، ثُمَّ خَرَجَ- و نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْهِ و هُوَ حَافٍ قَدْ «6» شَمَّرَ سَرَاوِيلَهُ‏ «7» إِلى‏ نِصْفِ السَّاقِ، و عَلَيْهِ ثِيَابٌ مُشَمَّرَةٌ- فَلَمَّا مَشى‏ و مَشَيْنَا «8» بَيْنَ يَدَيْهِ، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ و كَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، فَخُيِّلَ إِلَيْنَا «9» أَنَّ السَّمَاءَ و الْحِيطَانَ تُجَاوِبُهُ‏ «10»، و الْقُوَّادُ و النَّاسُ عَلَى الْبَابِ قَدْ تَهَيَّأُوا و لَبِسُوا السِّلَاحَ، و تَزَيَّنُوا بِأَحْسَنِ الزِّينَةِ، فَلَمَّا طَلَعْنَا عَلَيْهِمْ بِهذِهِ الصُّورَةِ، و طَلَعَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، و قَفَ عَلَى الْبَابِ و قْفَةً، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ «11» عَلى‏ مَا هَدَانَا، اللَّهُ أَكْبَرُ عَلى‏

______________________________

 (1). في الوافي:-/ «إلى».

 (2). في «ج»:-/ «قال». و في «ف»: «فقال».

 (3). في «ف»:-/ «من قطن».

 (4). «تشمّر»، أي مرّ جادّاً. يقال: شَمَر يَشْمُر شَمْراً و انشمر و شمّر و تشمّر، أي مرّ جادّاً. و تشمّر للأمر، أي تهيّأ. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 427 (شمر).

 (5). «العُكّاز» و «العُكّازَة»: عصا في أسفلها زُجّ- و هي الحديدة التي في أسفل الرمح و يقابله السنان- يُتوكّأ عليها. راجع: ترتيب كتاب العين، ج 2، ص 1259؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 713 (عكز).

 (6). في «بح»: «و قد».

 (7). «شَمَّرَ سراويله»، أي رفعها. يقال: شَمَّرَ الثوبَ و الإزارَ تشميراً، أي رفعه، و ثياب مُشَمَّرةٌ، أي قالصة مرتفعة. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 428 (شمر).

 (8). في «ب»: «مشينا و مشى».

 (9). في حاشية «بس» و الوسائل: «لنا».

 (10). في «ف»:+/ «قدتجاوبه».

 (11). في «ف» و الوافي:-/ «اللَّه أكبر» الرابع.

575
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ‏ «1»، و الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى‏ مَا أَبْلَانَا «2»»، نَرْفَعُ بِهَا أَصْوَاتَنَا.

قَالَ يَاسِرٌ: فَتَزَعْزَعَتْ‏ «3» مَرْوُ بِالْبُكَاءِ و الضَّجِيجِ و الصِّيَاحِ‏ «4» لَمَّا نَظَرُوا إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و سَقَطَ الْقُوَّادُ عَنْ دَوَابِّهِمْ، و رَمَوْا بِخِفَافِهِمْ لَمَّا رَأَوْا أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَافِياً، و كَانَ يَمْشِي و يَقِفُ‏ «5» فِي كُلِّ عَشْرِ خُطُوَاتٍ، و يُكَبِّرُ ثَلَاثَ‏ «6» مَرَّاتٍ.

قَالَ يَاسِرٌ: فَتُخُيِّلَ‏ «7» إِلَيْنَا «8» أَنَّ السَّمَاءَ «9» و الْأَرْضَ و الْجِبَالَ تُجَاوِبُهُ‏ «10»، و صَارَتْ مَرْوُ ضَجَّةً و احِدَةً مِنَ الْبُكَاءِ «11»، و بَلَغَ‏ «12» الْمَأْمُونَ ذلِكَ، فَقَالَ لَهُ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ بَلَغَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «13» الْمُصَلّى‏ عَلى‏ هذَا السَّبِيلِ، افْتَتَنَ بِهِ النَّاسُ، و الرَّأْيُ أَنْ تَسْأَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ، فَسَأَلَهُ الرُّجُوعَ، فَدَعَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِخُفِّهِ، فَلَبِسَهُ‏ «14» و رَكِبَ و رَجَعَ. «15»

1305/ 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَاسِرٍ، قَالَ:

______________________________

 (1). «البَهِيمَةُ»: كلّ ذات أربع قوائم من دوابّ البرّ و الماء. و «الأنعام»: جمع النَعَم، و هي المال الراعية، فالإضافة بيانيّة. و عن الزجّاج: قيل لها: بهيمة الأنعام؛ لأنّ كلّ حيّ لا يُميِّز فهو بهيمة؛ لأنّه ابهم عن أن يُميِّز. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 56 (بهم)، و ص 585 (نعم).

 (2). «الإبْلاءُ»: الإنعام و الإحسان. يقال: بَلَوْتُ الرجلَ و أبْليتُ عنده بلاءً حسناً. النهاية، ج 1، ص 155 (بلا).

 (3). «فتزعزعت»، أي تحرّكت. و الزعزعة: تحريك الريح الشجرة و نحوها، أي كلّ تحريك شديد. يقال: زعزعه فتزعزع، أي حرّكه ليقلعه فتحرّك. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 141؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 973 (زعع).

 (4). في «ف»:-/ «الصياح».

 (5). في «ف»: «و يوقف».

 (6). في «ف»: «بثلاث».

 (7). في الوسائل: «فيخيّل».

 (8). في حاشية «بس» و الوسائل: «لنا».

 (9). في الوسائل: «السماوات».

 (10). في «ف»: «قد تجاوبه».

 (11). في الوسائل: «بالبكاء».

 (12). في «ف»: «فبلغ».

 (13). في «بف»: «إلى».

 (14). في «ب»: «فلبس».

 (15). عيون الأخبار، ج 2، ص 149، ح 21، بسنده عن عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 819، ح 1429؛ الوسائل، ج 7، ص 453، ح 9844.

576
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

لَمَّا «1» خَرَجَ الْمَأْمُونُ مِنْ خُرَاسَانَ يُرِيدُ بَغْدَادَ، و خَرَجَ الْفَضْلُ‏ «2» ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ، وَ خَرَجْنَا مَعَ أَبِي الْحَسَنِ‏ «3» عَلَيْهِ السَّلَامُ، و رَدَ «4» عَلَى الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ ذِي الرِّئَاسَتَيْنِ‏ «5» كِتَابٌ مِنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ و نَحْنُ فِي بَعْضِ الْمَنَازِلِ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي تَحْوِيلِ السَّنَةِ فِي حِسَابِ النُّجُومِ‏ «6»، فَوَجَدْتُ فِيهِ أَنَّكَ تَذُوقُ فِي شَهْرِ كَذَا و كَذَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ حَرَّ الْحَدِيدِ وَ حَرَّ النَّارِ، و أَرى‏ أَنْ تَدْخُلَ أَنْتَ و أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ و الرِّضَا الْحَمَّامَ فِي هذَا الْيَوْمِ، وَ «7» تَحْتَجِمَ فِيهِ، و تَصُبَّ عَلى‏ يَدَيْكَ‏ «8» الدَّمَ لِيَزُولَ عَنْكَ نَحْسُهُ.

فَكَتَبَ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ إِلَى الْمَأْمُونِ بِذلِكَ، و سَأَلَهُ أَنْ يَسْأَلَ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذلِكَ، فَكَتَبَ الْمَأْمُونُ إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْأَلُهُ ذلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ‏ «9» أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَسْتُ بِدَاخِلٍ‏ «10» الْحَمَّامَ غَداً «11»، و لَاأَرى‏ لَكَ و لَالِلْفَضْلِ أَنْ تَدْخُلَا «12» الْحَمَّامَ غَداً «13»». فَأَعَادَ عَلَيْهِ الرُّقْعَةَ مَرَّتَيْنِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏ «14»، لَسْتُ بِدَاخِلٍ غَداً الْحَمَّامَ‏ «15»؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي النَّوْمِ‏ «16»، فَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ، لَا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ غَداً، و لَاأَرى‏ لَكَ‏ «17» و لَالِلْفَضْلِ أَنْ تَدْخُلَا «18» الْحَمَّامَ غَداً «19»». فَكَتَبَ‏

______________________________

 (1). في «ب»:-/ «لمّا».

 (2). في الإرشاد: «لمّا عزم المأمون على الخروج من خراسان إلى بغداد، خرج و خرج معه الفضل بن سهل» بدل «لمّا خرج المأمون- إلى- الفضل».

 (3). في الإرشاد:+/ «الرضا».

 (4). في الإرشاد: «فورد».

 (5). في الإرشاد:-/ «ذي الرئاستين».

 (6). في الإرشاد:-/ «في حساب النجوم».

 (7). في «بر»:-/ «و».

 (8). في «ب، بح» و الإرشاد: «بدنك».

 (9). في الإرشاد: «فيه فأجابه» بدل «ذلك فكتب إليه».

 (10). في «ف»: «داخل».

 (11). في «ب»: «غداً الحمّام».

 (12). في «بس»: «أن تدخل».

 (13). في الإرشاد:-/ «و لا أرى- إلى- الحمّام غداً».

 (14). في الإرشاد:-/ «يا أمير المؤمنين».

 (15). في «ج»: «الحمّام غداً». و في الإرشاد: «داخلًا الحمّام غداً».

 (16). في الإرشاد:-/ «في النوم».

 (17). في الإرشاد: «فلا أرى لك يا أمير المؤمنين» بدل «و لا أرى لك».

 (18). في «ض، بس»: «أن تدخل».

 (19). في «بر»:-/ «الحمّام غداً».

577
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ: صَدَقْتَ يَا سَيِّدِي‏ «1»، و صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، لَسْتُ بِدَاخِلٍ الْحَمَّامَ غَداً وَ الْفَضْلُ أَعْلَمُ.

قَالَ: فَقَالَ يَاسِرٌ: فَلَمَّا أَمْسَيْنَا و غَابَتِ الشَّمْسُ، قَالَ لَنَا الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: «قُولُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ». فَلَمْ نَزَلْ‏ «2» نَقُولُ‏ «3» ذلِكَ، فَلَمَّا صَلَّى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ الصُّبْحَ قَالَ لِيَ‏ «4»: «اصْعَدْ عَلَى‏ «5» السَّطْحِ، فَاسْتَمِعْ‏ «6» هَلْ تَسْمَعُ‏ «7» شَيْئاً؟» فَلَمَّا صَعِدْتُ، سَمِعْتُ الضَّجَّةَ و الْتَحَمَتْ‏ «8» و كَثُرَتْ‏ «9»، فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَأْمُونِ قَدْ دَخَلَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي كَانَ إِلى‏ دَارِهِ مِنْ دَارِ «10» أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ يَقُولُ: يَا سَيِّدِي يَا أَبَا الْحَسَنِ، آجَرَكَ اللَّهُ فِي الْفَضْلِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَبى‏ «11» و كَانَ دَخَلَ‏ «12» الْحَمَّامَ، فَدَخَلَ‏ «13» عَلَيْهِ قَوْمٌ بِالسُّيُوفِ، فَقَتَلُوهُ، وَ أُخِذَ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُ‏ «14» نَفَرٍ «15» كَانَ أَحَدُهُمْ ابْنَ خَالَةِ «16» الْفَضْلِ ابْنَ ذِي الْقَلَمَيْنِ‏ «17».

______________________________

 (1). في الإرشاد: «يا أبا الحسن».

 (2). في «ب، بح، بس»: «فلم يزل».

 (3). في «ب، بس»: «يقول».

 (4). في «ف»:-/ «لي».

 (5). في «ب، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي و الإرشاد:-/ «على».

 (6). في الإرشاد: «استمع».

 (7). في الإرشاد: «تجد».

 (8). في «ج»: «الضجيج و النحيب». و في «ض»: «الضجّة و النحيب». و في «ف»: «الصيحة و النحيب». و «النحيب» هو شدّة البكاء بصوت طويل و مدّ. و قوله: «التحمت»، أي اشتدّت؛ من التحمت الحرب، أي اشتدّت. أو اختلط، من التحم القتال، أي اشتبك و اختلط. راجع: المصباح المنير، ص 551؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1523 (لحم).

 (9). في «ف»: «فكثرت». و في الإرشاد: «و كثرت و زادت فلم نشعر بشي‏ء» بدل «و التحمت و كثرت».

 (10). في الإرشاد: «كان من داره إلى دار».

 (11). في «ب، ج، ض، بر» و الوافي: «قد اتي». و في «ف»: «قد اتي و أبى معاً». و في «بف»: «اتي» بدون «قد». و في‏حاشية «ج، بح»: «كان قد اتي». و في الإرشاد:-/ «قد أبى و كان».

 (12). في «ب، ض»: «قد دخل».

 (13). في الإرشاد: «و دخل».

 (14). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس»: «ثلاثة».

 (15). في «ف»:+/ «و قد».

 (16). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح». و هو الصحيح. و في المطبوع و بعض النسخ: «خاله» بالهاء المهملة.

 (17). و في البحار عن العيون: «ذو القلمين».

578
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

قَالَ: فَاجْتَمَعَ‏ «1» الْجُنْدُ و الْقُوَّادُ، و مَنْ كَانَ مِنْ‏ «2» رِجَالِ الْفَضْلِ عَلى‏ بَابِ الْمَأْمُونِ، فَقَالُوا: هذَا «3» اغْتَالَهُ‏ «4» و قَتَلَهُ- يَعْنُونَ الْمَأْمُونَ- و لَنَطْلُبَنَّ بِدَمِهِ‏ «5»، و جَاؤُوا بِالنِّيرَانِ لِيُحْرِقُوا الْبَابَ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ لِأَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا سَيِّدِي، تَرى‏ «6» أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ وَ تُفَرِّقَهُمْ؟

قَالَ: فَقَالَ يَاسِرٌ: فَرَكِبَ‏ «7» أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و قَالَ لِيَ‏ «8»: «ارْكَبْ» فَرَكِبْتُ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ بَابِ الدَّارِ، نَظَرَ إِلَى النَّاسِ و قَدْ تَزَاحَمُوا «9»، فَقَالَ لَهُمْ بِيَدِهِ: «تَفَرَّقُوا تَفَرَّقُوا «10»». قَالَ يَاسِرٌ: فَأَقْبَلَ النَّاسُ و اللَّهِ يَقَعُ بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ، و مَا أَشَارَ إِلى‏ أَحَدٍ إِلَّا رَكَضَ‏ «11» وَ مَرَّ «12». «13»

1306/ 9. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ «14»، عَنْ مُسَافِرٍ؛

______________________________

 (1). في الإرشاد: «و اجتمع».

 (2). في الوافي: «في».

 (3). في الإرشاد: «هو».

 (4). «اغتاله»، أي قتله غَيْلةً، أي في خُفية و اغتيال، و هو أن يُخْدَع و يُقتَل في موضع لا يراه فيه أحد. راجع: النهاية، ج 3، ص 402 (غيل).

 (5). في الإرشاد: «و شغبوا عليه و طلبوا بدمه» بدل «و قتله- إلى- لنطلبنّ بدمه».

 (6). في الإرشاد: «نرى».

 (7). في الإرشاد: «ترفق بهم حتّى يتفرّقوا، قال: نعم و ركب» بدل «تفرّقهم- إلى- فركب».

 (8). في «ف»:-/ «لي». و في الإرشاد:+/ «يا ياسر».

 (9). في الإرشاد: «و قد ازدحموا عليه».

 (10). في الإرشاد:-/ «تفرّقوا» الثاني.

 (11). قال الجوهري: «الرَكْض: تحريك الرِجْل». الصحاح، ج 3، ص 1079 (ركض).

 (12). في الإرشاد: «و مضى لوجهه» بدل «و مرّ».

 (13). الإرشاد، ج 2، ص 266 بسنده عن الكليني. عيون الأخبار، ج 2، ص 163، ح 24، بسنده عن عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 821، ح 1430.

 (14). و رد الخبر في الإرشاد، ص 267 بسنده عن محمّد بن يعقوب عن معلّى بن محمّد. و هو سهو و اضح؛ فإنّ‏المتكرّر في أسناد عديدة رواية المصنّف عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد. راجع: معجم رجال الحديث، ج 6، ص 342- 348.

579
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

و «1» عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ مُسَافِرٍ «2»، قَالَ:

لَمَّا أَرَادَ هَارُونُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنْ‏ «3» يُوَاقِعَ‏ «4» مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: «اذْهَبْ إِلَيْهِ، و قُلْ لَهُ‏ «5»: لَاتَخْرُجْ‏ «6» غَداً؛ فَإِنَّكَ إِنْ خَرَجْتَ غَداً هُزِمْتَ، و قُتِلَ أَصْحَابُكَ، فَإِنْ سَأَلَكَ‏ «7»: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ هذَا؟ فَقُلْ‏ «8»: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ‏ «9»».

قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَاتَخْرُجْ غَداً «10»؛ فَإِنَّكَ إِنْ خَرَجْتَ‏ «11» هُزِمْتَ، وَ قُتِلَ أَصْحَابُكَ، فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ هذَا «12»؟ فَقُلْتُ‏ «13»: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ‏ «14»، فَقَالَ:

نَامَ الْعَبْدُ و لَمْ يَغْسِلِ اسْتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَانْهَزَمَ‏ «15»، و قُتِلَ أَصْحَابُهُ. «16»

______________________________

 (1). في السند تحويل بعطف: «الوشّاء عن مسافر» على «مسافر». و المراد أنّ معلّى بن محمّد يروي الخبر تارةً عن مسافر مباشرة، و اخرى بتوسّط الوشّاء. هذا، و في حاشية «بف»: «أو». و مفاد السند بناء على صحّة هذه النسخة و اضح.

 (2). في حاشية «بف»: «هشام». و في الإرشاد:-/ «و عن الوشّاء، عن مسافر».

 (3). في «ف»:-/ «أن».

 (4). «يواقع»، أي يحارب؛ من الوقيعة بمعنى القتال. القاموس المحيط، ج 2، ص 1034 (قع).

و في «بف»: «يوافق». قال في الوافي: «كأنّه- أي يوافق- كان بتقديم القاف فصحّف. و المواقفة: أن تقف معه و يقف معك للحرب أو للخصومة».

 (5). في «ف»:-/ «له».

 (6). في «ب، بس»: «لا يخرج».

 (7). في «ض»: «فقال لي» بدل «فإن سألك». و في «بر»: «و إن سألك». و في الإرشاد: «قال لك» بدل «سألك».

 (8). في «ض»: «فقلت». و في مرآة العقول: «قل له».

 (9). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع: «المنام». قال المازندراني: «أمره بذلك إمّا باعتبار أنّه رأى ذلك في النوم في الواقع، أو باعتبار أنّ الكذب للمصلحة و حفظ النفس المحترمة جائز». ثمّ قال المحقّق الشعراني: «الخبر ضعيف و تأويل الشارح تكلّف». و أوّله المجلسي كما أوّله المازندراني. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 277؛ مرآة العقول، ج 6، ص 93.

 (10). في «ف»:-/ «غداً».

 (11). في «بح، بس، بف» و الإرشاد:+/ «غداً».

 (12). في الإرشاد:-/ «هذا».

 (13). في الإرشاد: «قلت».

 (14). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع: «المنام».

 (15). في «ف»: «أهزم».

 (16). الإرشاد، ج 2، ص 267 بسنده عن الكليني.

580
الکافي2 (ط - دارالحديث)

121 - باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام ص : 566

قَالَ‏ «1»: و حَدَّثَنِي مُسَافِرٌ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمِنى‏، فَمَرَّ يَحْيَى‏ «2» بْنُ خَالِدٍ، فَغَطّى‏ رَأْسَهُ‏ «3» مِنَ الْغُبَارِ، فَقَالَ‏ «4»: «مَسَاكِينُ لَايَدْرُونَ‏ «5» مَا يَحُلُّ بِهِمْ فِي هذِهِ‏ «6» السَّنَةِ». ثُمَّ قَالَ: «وَ أَعْجَبُ‏ «7» مِنْ هذَا هَارُونُ و أَنَا كَهَاتَيْنِ» و ضَمَّ إِصْبَعَيْهِ.

قَالَ مُسَافِرٌ: فَوَ اللَّهِ‏ «8» مَا عَرَفْتُ مَعْنى‏ حَدِيثِهِ حَتّى‏ دَفَنَّاهُ مَعَهُ. «9»

1307/ 10. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِ‏ «10»، قَالَ:

أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ حَمَلَ إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ مَالًا لَهُ خَطَرٌ، فَلَمْ أَرَهُ سُرَّ بِهِ، قَالَ‏ «11»: فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ، و قُلْتُ فِي نَفْسِي: قَدْ حَمَلْتُ‏ «12» هذَا الْمَالَ و لَمْ يُسَرَّ بِهِ، فَقَالَ: «يَا غُلَامُ‏ «13»، الطَّسْتَ‏ «14» و الْمَاءَ». قَالَ: فَقَعَدَ عَلى‏ كُرْسِيٍّ و قَالَ‏ «15» بِيَدِهِ، و قَالَ‏ «16» لِلْغُلَامِ: «صُبَّ عَلَيَّ الْمَاءَ». قَالَ‏ «17»: فَجَعَلَ يَسِيلُ‏ «18» مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ فِي الطَّسْتِ‏ «19»

______________________________

 (1). مرجع الضمير المستتر في «قال» مردّد بين معلّى بن محمّد و الوشّاء. و احتمال رجوعه إلى الوشّاء أقوى كما لايخفى.

 (2). في «ف»: «بيحيى».

 (3). في الإرشاد: «وجهه». و في البصائر: «أنفه».

 (4). في الإرشاد:+/ «الرضا عليه السلام».

 (5). في «بح، بر، بف»: «ما يدرون».

 (6). في شرح المازندراني: «تلك».

 (7). في مرآة العقول: «و أعجب، أفعل التفضيل ... و ربّما يقرأ بصيغة الأمر، و هو بعيد».

 (8). في «بح»: «و اللَّه» بدون الفاء.

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 258 بسنده عن الكليني. و في بصائر الدرجات، ص 484، ح 14؛ و عيون الأخبار، ج 2، ص 225، ح 2، بسندهما عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن مسافر الوافي، ج 3، ص 822، ح 1431.

 (10). في «بس»: «القاشاني».

 (11). في «بح»:-/ «قال».

 (12). في «بح، بر، بف» و الوافي:+/ «مثل».

 (13). في «ف»:+/ «هات».

 (14). في «ب، بح، بس، بف»: «الطشت» بالشين المعجمة.

 (15). في «ض»: «فقال».

 (16). في «ف، بر، بف» و الوافي:-/ «و قال».

 (17). في «ج»:-/ «قال».

 (18). في «ف»: «يسيّل» بالتشديد.

 (19). في «ب، بح، بس، بف»: «الطشت» بالشين المعجمة.

581
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

ذَهَبٌ‏ «1»، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ لِي: «مَنْ كَانَ هكَذَا، لَايُبَالِي‏ «2» بِالَّذِي حَمَلْتَهُ إِلَيْهِ». «3»

1308/ 11. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ و عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:

قُبِضَ عَلِيُّ بْنُ مُوسى‏ «4» عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- و هُوَ ابْنُ تِسْعٍ و أَرْبَعِينَ سَنَةً و أَشْهُرٍ- فِي عَامِ‏ «5» اثْنَيْنِ‏ «6» وَ مِائَتَيْنِ‏ «7»؛ عَاشَ بَعْدَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً. «8»

 

122- بَابُ‏ «9» مَوْلِدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍ‏ «10» الثَّانِي‏ «11» عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

وُلِدَ «12» عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي‏ «13» شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ و تِسْعِينَ و مِائَةٍ؛ و قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَنَةَ عِشْرِينَ و مِائَتَيْنِ فِي آخِرِ ذِي الْقَعْدَةِ و هُوَ ابْنُ خَمْسٍ و عِشْرِينَ سَنَةً و شَهْرَيْنِ وَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً؛ و دُفِنَ بِبَغْدَادَ فِي مَقَابِرِ قُرَيْشٍ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّهِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و قَدْ كَانَ الْمُعْتَصِمُ أَشْخَصَهُ‏ «14» إِلى‏ بَغْدَادَ فِي أَوَّلِ هذِهِ السَّنَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ و أُمُّهُ أُمُّ و لَدٍ

______________________________

 (1). في «ف»: «ذهباً».

 (2). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي و مرآة العقول:-/ «لا». فالكلام على هذا يحمل على الاستفهام الإنكاري، كما قاله في المرآة. و في «ف»: «فلا يبالي».

 (3). الوافي، ج 3، ص 818، ح 1428.

 (4). في «ف»:+/ «الرضا».

 (5). في «ب، ف، بر، بف» و حاشية «ض» و الوافي: «سنة».

 (6). في الوافي و البحار: «اثنتين».

 (7). في «ف»:+/ «و».

 (8). الوافي، ج 3، ص 824، ح 1433؛ البحار، ج 49، ص 292، ح 3.

 (9). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (10). في «ف، بف»:-/ «محمّد بن عليّ».

 (11). في «ب»:-/ «الثاني». و في «ج»: «الرضا».

 (12). في «ب، ف، بف» و الوافي:+/ «أبو جعفر محمّد بن عليّ الثاني». و في «بر»:+/ «أبو جعفر الثاني».

 (13). في «ج»: «من».

 (14). «أشخصه»، أي أزعجه و قلعه عن مكانه و ذهب به؛ من الشُخُوص، و هو السير من بلد إلى بلد. راجع: لسان‏العرب، ج 7، ص 46؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 844 (شخص).

582
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

يُقَالُ لَهَا: سَبِيكَةُ، نُوبِيَّةٌ. و قِيلَ أَيْضاً: إِنَّ اسْمَهَا كَانَ‏ «1» خَيْزُرَانَ. و رُوِيَ أَنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ‏ «2» مَارِيَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ. «3»

1309/ 1. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ- قَالَ مُحَمَّدٌ «4»:

وَ كَانَ زَيْدِيّاً- قَالَ:

كُنْتُ بِالْعَسْكَرِ «5»، فَبَلَغَنِي أَنَّ هُنَاكَ رَجُلًا مَحْبُوساً «6» أُتِيَ بِهِ مِنْ نَاحِيَةِ الشَّامِ مَكْبُولًا «7»، و قَالُوا: إِنَّهُ تَنَبَّأَ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ خَالِدٍ: فَأَتَيْتُ الْبَابَ، و دَارَيْتُ‏ «8» الْبَوَّابِينَ وَ الْحَجَبَةَ حَتّى‏ و صَلْتُ‏ «9» إِلَيْهِ، فَإِذَا رَجُلٌ لَهُ فَهْمٌ‏ «10»، فَقُلْتُ‏ «11»: يَا هذَا، مَا قِصَّتُكَ‏ «12» و مَا أَمْرُكَ؟

قَالَ: إِنِّي كُنْتُ رَجُلًا بِالشَّامِ أَعْبُدُ اللَّهَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ‏ «13»: مَوْضِعُ رَأْسِ الْحُسَيْنِ، فَبَيْنَا أَنَا فِي عِبَادَتِي إِذْ أَتَانِي شَخْصٌ، فَقَالَ لِي: «قُمْ بِنَا «14»» فَقُمْتُ مَعَهُ،

______________________________

 (1). في «ف»:-/ «كان».

 (2). في «ف»:-/ «بيت».

 (3). الوافي، ج 3، ص 832، ذيل ح 1445؛ البحار، ج 50، ص 1، ح 1.

 (4). في البصائر:-/ «قال محمّد».

 (5). في البصائر: «في العسكر». قال في القاموس: «العسكر: اسمُ سرّ من رأى، و إليه نسب العسكريّان عليهما السلام». و قال‏المحقّق الشعراني: «ذكرنا أنّ سرّ من رأى، ما بُدئ بعمارته إلّابعد و فاة أبي جعفر عليه السلام ... و بالجملة لم يكن هناك سجن و عسكر و عمارة و قصر. اشتبه الأمر فيه على محمّد بن حسّان فذكر العسكر بدل بغداد». راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 615 (عسكر)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 280.

 (6). هكذا في «ب» و حاشية «ج، بح» و البحار و الإرشاد و الاختصاص. و هو مقتضى القواعد. و في سائر النسخ و المطبوع: «رجل محبوس».

 (7). «مَكْبولًا»، أي مقيَّداً؛ من الكَبْل و هو القيْد الضَخْم. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1808 (كبل).

 (8). «المداراة» غير مهموز: ملاينة الناس و حسن صحبتهم و احتمالهم؛ لئلّا ينفروا عنك. و قد يهمز. النهاية، ج 2، ص 115 (درى).

 (9). في «ف»: «دخلت».

 (10). في الإرشاد:+/ «و عقلٌ».

 (11). في «ف» و البصائر و الإرشاد:+/ «له».

 (12). في حاشية «ض»: «قضيّتك».

 (13). في «بس»:-/ «له».

 (14). في «ف»:-/ «بنا».

583
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا «1» أَنَا فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ لِي: «تَعْرِفُ‏ «2» هذَا الْمَسْجِدَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ، هذَا مَسْجِدُ الْكُوفَةِ، قَالَ: فَصَلّى‏ و صَلَّيْتُ‏ «3» مَعَهُ‏ «4»، فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَسَلَّمَ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و سَلَّمْتُ‏ «5»، و صَلّى‏ و صَلَّيْتُ مَعَهُ، وَ صَلّى‏ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا «6» أَنَا بِمَكَّةَ، فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتّى‏ قَضى‏ مَنَاسِكَهُ و قَضَيْتُ مَنَاسِكِي مَعَهُ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا «7» أَنَا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كُنْتُ‏ «8» أَعْبُدُ اللَّهَ فِيهِ بِالشَّامِ.

وَ مَضَى الرَّجُلُ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْقَابِلُ‏ «9»، إِذَا «10» أَنَا بِهِ، فَعَلَ‏ «11» مِثْلَ فِعْلَتِهِ الْأُولى‏، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مَنَاسِكِنَا، و رَدَّنِي إِلَى الشَّامِ، و هَمَّ بِمُفَارَقَتِي، قُلْتُ لَهُ‏ «12»: سَأَلْتُكَ بِالْحَقِ‏ «13» الَّذِي أَقْدَرَكَ عَلى‏ مَا رَأَيْتُ إِلَّا «14» أَخْبَرْتَنِي مَنْ أَنْتَ‏ «15»؟ فَقَالَ: «أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسى‏».

قَالَ: فَتَرَاقَى الْخَبَرُ حَتَّى انْتَهى‏ «16» إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّيَّاتِ، فَبَعَثَ إِلَيَّ، وَ أَخَذَنِي، و كَبَّلَنِي‏ «17» فِي الْحَدِيدِ، و حَمَلَنِي إِلَى الْعِرَاقِ‏ «18»، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي و الاختصاص: «إذ».

 (2). في «بس»: «هل تعرف».

 (3). في «ف»: «فصلّيت».

 (4). في «بس»:-/ «معه».

 (5). في الوافي: «فسلّمت».

 (6). في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس» و الوافي: «إذ».

 (7). في «ض، ف، بح، بر، بس» و الوافي و الاختصاص: «إذ».

 (8). في «ض»:+/ «أنا».

 (9). في البصائر: «عام قابل في أيّام الموسم».

 (10). في «ض، ف، بح، بر، بس» و الوافي و الاختصاص: «إذ».

 (11). في البصائر: «و فعل بي» بدل «فعل». و في الاختصاص: «ففعل بي».

 (12). في «بح، بس»:-/ «له».

 (13). في البصائر و الاختصاص: «بحقّ».

 (14). في الاختصاص:+/ «ما».

 (15). في البصائر و الاختصاص:+/ «قال: فأطرق طويلًا ثمّ نظر إليّ».

 (16). في البصائر:-/ «حتّى انتهى».

 (17). يجوز فيه التخفيف أيضاً.

 (18). في البصائر:+/ «و حبسني كما ترى». و في الاختصاص:+/ «و حبسني».

584
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

فَقُلْتُ‏ «1» لَهُ: فَارْفَعِ الْقِصَّةَ «2» إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَفَعَلَ و ذَكَرَ فِي قِصَّتِهِ مَا كَانَ، فَوَقَّعَ فِي قِصَّتِهِ: قُلْ لِلَّذِي أَخْرَجَكَ مِنَ الشَّامِ فِي لَيْلَةٍ إِلَى الْكُوفَةِ، و مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى‏ مَكَّةَ، و رَدَّكَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الشَّامِ أَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ حَبْسِكَ هذَا.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ خَالِدٍ: فَغَمَّنِي ذلِكَ مِنْ أَمْرِهِ، و رَقَقْتُ لَهُ، و أَمَرْتُهُ بِالْعَزَاءِ «3» و الصَّبْرِ «4»، قَالَ: ثُمَّ بَكَّرْتُ عَلَيْهِ‏ «5» فَإِذَا الْجُنْدُ و صَاحِبُ الْحَرَسِ‏ «6» و صَاحِبُ السِّجْنِ و خَلْقُ اللَّهِ‏ «7»، فَقُلْتُ: مَا هذَا «8»؟ فَقَالُوا «9»: الْمَحْمُولُ مِنَ الشَّامِ- الَّذِي تَنَبَّأَ- افْتُقِدَ الْبَارِحَةَ، فَلَا يُدْرى‏ «10» أَ خَسَفَتْ‏ «11» بِهِ الْأَرْضُ، أَوِ اخْتَطَفَهُ‏ «12» الطَّيْرُ «13»؟ «14»

1310/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِنَا- يُقَالُ لَهُ:

______________________________

 (1). في «بح»: «فقال».

 (2). في «ج، ف، بس، بف»: «قصّته».

 (3). «العزاء»: الصبر، أو حسنه. القاموس المحيط، ج 2، ص 1718 (عزى).

 (4). في «ض»:+/ «ثمّ».

 (5). في البصائر و الاختصاص:+/ «يوماً». و «بكّرت عليه»، أي أتيته بُكْرَةً؛ و هو أوّل النهار. و كلّ من بادر و أسرع‏إلى شي‏ء فقد أبكر عليه و بكّر أيَّ و قت كان. راجع: النهاية، ج 1، ص 148؛ لسان العرب، ج 4، ص 76 (بكر).

 (6). «الحَرَسُ»: خَدَمُ السلطان المرتّبون لحفظه و حراسته. راجع: الصحاح، ج 3، ص 916؛ النهاية، ج 1، ص 367 (حرس).

 (7). أي حاضرون مثلًا. و في الاختصاص:+/ «و قد اجتمعوا». و في البصائر: «و خلق عظيم يتفحّصون حاله» بدل «و خلق اللَّه».

 (8). في الوافي: «ذا».

 (9). في «بر، بس، بف» و الاختصاص: «فقال».

 (10). في «ف، بس»: «فلا ندري».

 (11). في «ف»: «أخسف». و خسفت به الأرض، أي ساخ بها و غاب و غار. راجع: لسان العرب، ج 9، ص 67؛ المصباح المنير، ص 169 (خسف).

 (12). في «بر، بس» و الاختصاص: «اختطفته». و قوله: «اختطفه»، أي استلبه و أخذه بسرعة؛ من الخَطْف، و هو استلاب الشي‏ء- أي انتزاعه من الغير قهراً- و أخذه بسرعة. راجع: النهاية، ج 2، ص 49 (خطف).

 (13). في البصائر و الاختصاص:+/ «في الهواء».

 (14). الإرشاد، ج 2، ص 289، بسنده عن الكليني. و في بصائر الدرجات، ص 402، ح 1؛ الاختصاص، ص 320، عن محمّد بن حسّان و في كلّها مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 825، ح 1434.

585
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

عَبْدُ اللَّهِ‏ «1» بْنُ رَزِينٍ- قَالَ:

كُنْتُ مُجَاوِراً بِالْمَدِينَةِ- مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ- و كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَجِي‏ءُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَعَ الزَّوَالِ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَيَنْزِلُ فِي الصَّحْنِ‏ «2»، و يَصِيرُ إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و يُسَلِّمُ عَلَيْهِ‏ «3»، و يَرْجِعُ إِلى‏ بَيْتِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَيَخْلَعُ نَعْلَيْهِ، و يَقُومُ، فَيُصَلِّي، فَوَسْوَسَ إِلَيَّ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: إِذَا نَزَلَ، فَاذْهَبْ حَتّى‏ تَأْخُذَ مِنَ‏ «4» التُّرَابِ الَّذِي يَطَأُ عَلَيْهِ، فَجَلَسْتُ‏ «5» فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنْتَظِرُهُ لِأَفْعَلَ هذَا.

فَلَمَّا أَنْ كَانَ و قْتُ الزَّوَالِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلى‏ حِمَارٍ لَهُ، فَلَمْ يَنْزِلْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ فِيهِ، و جَاءَ حَتّى‏ نَزَلَ عَلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي عَلى‏ بَابِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلَ، فَسَلَّمَ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، قَالَ‏ «6»: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَفَعَلَ هذَا «7» أَيَّاماً، فَقُلْتُ: إِذَا خَلَعَ نَعْلَيْهِ جِئْتُ فَأَخَذْتُ الْحَصَى‏ «8» الَّذِي‏ «9» يَطَأُ عَلَيْهِ بِقَدَمَيْهِ.

فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ، جَاءَ عِنْدَ الزَّوَالِ، فَنَزَلَ عَلَى الصَّخْرَةِ، ثُمَّ دَخَلَ، فَسَلَّمَ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «10»، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْمَوْضِعِ‏ «11» الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَصَلّى‏ فِي نَعْلَيْهِ و لَمْ يَخْلَعْهُمَا، حَتّى‏ فَعَلَ ذلِكَ أَيَّاماً، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَمْ يَتَهَيَّأْ لِي هاهُنَا، و لكِنْ‏ «12» أَذْهَبُ إِلى‏ بَابِ الْحَمَّامِ، فَإِذَا دَخَلَ إِلَى‏ «13» الْحَمَّامِ أَخَذْتُ مِنَ التُّرَابِ الَّذِي يَطَأُ عَلَيْهِ، فَسَأَلْتُ عَنِ الْحَمَّامِ الَّذِي يَدْخُلُهُ‏ «14»، فَقِيلَ لِي: إِنَّهُ يَدْخُلُ حَمَّاماً بِالْبَقِيعِ لِرَجُلٍ مِنْ و لْدِ

______________________________

 (1). في حاشية «بر»: «عبد الملك».

 (2). في حاشية «ف»: «الصخرة».

 (3). في «ض»:-/ «و يسلّم عليه».

 (4). في «ف»:-/ «من».

 (5). في «ف، بر»: «فجعلت».

 (6). في «ج، ف، بف»:-/ «قال».

 (7). في «ج، بر، بف»: «ذلك».

 (8). في «ب»: «الحصاة».

 (9). في «ج»: «التي». لأنّ الحصى جنس.

 (10). في «بح»:-/ «ثمّ رجع إلى المكان- إلى- فسلّم على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله».

 (11). في حاشية «بح»: «المكان».

 (12). في حاشية «بح»: «لكنّي» بدون الواو.

 (13). في «ب، ج، ض، ف، بر» و البحار:-/ «إلى».

 (14). في البحار:-/ «الذي يدخله».

586
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

طَلْحَةَ، فَتَعَرَّفْتُ الْيَوْمَ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ الْحَمَّامَ، و صِرْتُ‏ «1» إِلى‏ بَابِ الْحَمَّامِ، و جَلَسْتُ إِلَى الطَّلْحِيِّ أُحَدِّثُهُ و أَنَا أَنْتَظِرُ مَجِيئَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ الطَّلْحِيُّ: إِنْ أَرَدْتَ دُخُولَ الْحَمَّامِ، فَقُمْ، فَادْخُلْ‏ «2»؛ فَإِنَّهُ لَايَتَهَيَّأُ لَكَ ذلِكَ‏ «3» بَعْدَ سَاعَةٍ.

قُلْتُ: و لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ ابْنَ‏ «4» الرِّضَا يُرِيدُ دُخُولَ الْحَمَّامِ، قَالَ: قُلْتُ: و مَنِ‏ «5» ابْنُ الرِّضَا؟ قَالَ: رَجُلٌ‏ «6» مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، لَهُ صَلَاحٌ و و رَعٌ‏ «7»، قُلْتُ لَهُ: و لَايَجُوزُ «8» أَنْ يَدْخُلَ مَعَهُ الْحَمَّامَ غَيْرُهُ؟ قَالَ: نُخْلِي‏ «9» لَهُ الْحَمَّامَ إِذَا «10» جَاءَ.

قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و مَعَهُ غِلْمَانٌ لَهُ، و بَيْنَ يَدَيْهِ غُلَامٌ‏ «11» مَعَهُ حَصِيرٌ حَتّى‏ أَدْخَلَهُ الْمَسْلَخَ، فَبَسَطَهُ و و افى‏، فَسَلَّمَ‏ «12» و دَخَلَ الْحُجْرَةَ عَلى‏ حِمَارِهِ، و دَخَلَ الْمَسْلَخَ، و نَزَلَ عَلَى الْحَصِيرِ.

فَقُلْتُ لِلطَّلْحِيِّ: هذَا الَّذِي و صَفْتَهُ بِمَا و صَفْتَ مِنَ الصَّلَاحِ و الْوَرَعِ؟ فَقَالَ: يَا هذَا، لَا «13» و اللَّهِ، مَا فَعَلَ هذَا قَطُّ إِلَّا فِي هذَا الْيَوْمِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هذَا مِنْ عَمَلِي أَنَا جَنَيْتُهُ‏ «14»، ثُمَّ قُلْتُ: أَنْتَظِرُهُ حَتّى‏ يَخْرُجَ، فَلَعَلِّي أَنَالُ مَا أَرَدْتُ إِذَا خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ‏

______________________________

 (1). في «بح»: «فصرت».

 (2). في «بر»: «و ادخل».

 (3). في البحار:-/ «ذلك».

 (4). في «بس»: «لابن» بدون «أنّ».

 (5). في «ض»: «فمن».

 (6). في «ب»: «الرجل».

 (7). في الوسائل:-/ «قال، قلتُ- إلى- و ورع».

 (8). في مرآة العقول، ج 6، ص 99: «قوله: و لا يجوز، على بناء المجرّد أو التفعيل، و على الأخير ضمير الفاعل راجع إلى ابن الرضا».

 (9). في مرآة العقول: «و نخلّي، على الإفعال أو التفعيل».

 (10). في «ف»: «إذ».

 (11). في «بس»:+/ «له». و في البحار:+/ «و».

 (12). في البحار: «و سلّم».

 (13). في البحار:-/ «لا».

 (14). قال المجلسي: «أَنَا جنيته، أي جررته إليه، و الضمير راجع إلى هذا، أو أنا صرت سبباً لنسبة هذه الجناية إليه. قال في القاموس: جنى الذنبَ عليه يجنيه جناية: جرّه إليه ... و تجنّى عليه: ادّعى عليه ذنباً لم يفعله». و راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1669 (جنى).

587
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

وَ تَلَبَّسَ دَعَا بِالْحِمَارِ، فَأُدْخِلَ‏ «1» الْمَسْلَخَ و رَكِبَ مِنْ‏ «2» فَوْقِ الْحَصِيرِ و خَرَجَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: قَدْ- و اللَّهِ- آذَيْتُهُ و لَاأَعُودُ و لَا «3» أَرُومُ مَا رُمْتُ مِنْهُ أَبَداً، و صَحَّ عَزْمِي عَلى‏ ذلِكَ، فَلَمَّا كَانَ و قْتُ الزَّوَالِ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ، أَقْبَلَ عَلى‏ حِمَارِهِ حَتّى‏ نَزَلَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ فِيهِ فِي الصَّحْنِ‏ «4»، فَدَخَلَ‏ «5» و سَلَّمَ‏ «6» عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و جَاءَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، و خَلَعَ نَعْلَيْهِ، و قَامَ يُصَلِّي. «7»

1311/ 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ:

خَرَجَ‏ «8» عَلَيَّ، فَنَظَرْتُ إِلى‏ رَأْسِهِ‏ «9» و رِجْلَيْهِ لِأَصِفَ قَامَتَهُ لِأَصْحَابِنَا بِمِصْرَ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ حَتّى‏ قَعَدَ، و قَالَ‏ «10»: «يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللَّهَ احْتَجَ‏ «11» فِي الْإِمَامَةِ بِمِثْلِ مَا احْتَجَ‏ «12» فِي النُّبُوَّةِ، فَقَالَ: «وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» «13» وَ قَالَ‏ «14»: «حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ‏ «15» أَرْبَعِينَ سَنَةً» «16»

______________________________

 (1). في البحار: «و ادخل».

 (2). في «بح»: «في».

 (3). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «لا». و «لا أروم»، أي لا أطلب، تقول: رُمْتُ الشي‏ءَأرومُه رَوْماً، إذا طلبتَه. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1938 (روم).

 (4). في «ف»: «الصخرة».

 (5). في «ض، ف»: «و دخل».

 (6). في «ض، ف، بس» و البحار: «فسلّم».

 (7). الوافي، ج 3، ص 826، ح 1435؛ الوسائل، ج 2، ص 57، ح 1470؛ البحار، ج 50، ص 60، ح 36.

 (8). في الإرشاد: «خرج عليّ أبوجعفر عليه السلام». و في البصائر: «رأيت أباجعفر عليه السلام قد خرج عليَّ».

 (9). في الكافى، ح 1001: «قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام و قد خرج عليّ، فأخذت النظر إليه و جعلت أنظر إلى رأسه» بدل «قال: خرج عليّ، فنظرت إلى رأسه».

 (10). في الكافي، ح 1001: «فقال». و في الإرشاد: «خرج عليَّ أبو جعفر عليه السلام حدثان موت أبيه، فنظرت إلى قدّه‏لأصف قامته لأصحابي، فقعد ثمّ قال» بدل «خرج عليّ فنظرت- إلى- قعد و قال».

 (11). في «ب، ج، ض، بر، بس، بف»:+/ «به». أي في القرآن.

 (12). في الكافي، ح 1001 و الإرشاد و الوافي:+/ «به».

 (13). مريم (19): 12.

 (14). هكذا في «بر» و الوافي. و في سائرالنسخ و المطبوع: «قال» بدون الواو. و في الكافي، ح 1001:-/ «و قال».

 (15). هكذا في البصائر، و هو مطابق للقرآن. و في جميع النسخ و المطبوع: «وَ لَمَّا بَلَغَ».

 (16). الأحقاف (46): 15؛ و في سورة يوسف (12): 22: «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ»؛ و في سورة القصص (28): 14: «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوى‏ آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ».

588
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

فَقَدْ «1» يَجُوزُ أَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ «2» صَبِيّاً «3»، و يَجُوزُ أَنْ يُعْطَاهَا «4» و هُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً». «5»

1312/ 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ «6»، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّيَّانِ، قَالَ:

احْتَالَ الْمَأْمُونُ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِكُلِّ حِيلَةٍ، فَلَمْ يُمْكِنْهُ‏ «7» فِيهِ‏ «8» شَيْ‏ءٌ، فَلَمَّا اعْتَلَ‏ «9» وَ أَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ‏ «10» عَلَيْهِ ابْنَتَهُ، دَفَعَ إِلى‏ مِائَتَيْ و صِيفَةٍ «11» مِنْ أَجْمَلِ مَا يَكُنَ‏ «12» إِلى‏ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ جَاماً «13» فِيهِ جَوْهَرٌ يَسْتَقْبِلْنَ‏ «14» أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

______________________________

 (1). في «ب»: «و قد».

 (2). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بس، بف» و الكافي، ح 1001، و البصائر و الوافي. و يؤيّده بل يعيّنه قوله بعد ذلك: «و يجوز أن يعطاها». و في المطبوع: «الحُكمَ».

 (3). في الكافي، ح 1001: «و هو صبيّ».

 (4). في الكافي، ح 1001: «أن يؤتاها». و في البصائر: «أن يؤتي».

 (5). الكافي، كتاب الحجّة، باب حالات الأئمّة عليهم السلام في السنّ، ح 1001. و في الإرشاد، ج 2، ص 292 بسنده عن الكليني، إلى قوله: «وَ ءَاتَيْنَهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا». بصائر الدرجات، ص 238، ح 10، بسنده عن عليّ بن أسباط، عن أبي جعفر عليه السلام الوافي، ج 3، ص 827، ح 1436؛ البحار، ج 25، ص 100، ذيل ح 1.

 (6). في «ف، بر، بف، جر»: «عليّ بن إبراهيم».

 (7). في «ج، ف»: «فلم يمكّنه».

 (8). في «ف» و مرآة العقول: «في» بدون الضمير.

 (9). «اعتلّ»، أي عجز عن الحيلة كأنّه صار عليلًا. أو يقرأ مجهولًا كما في «ج» و مرآة العقول، أي عُوِّق و منع من ذلك، يقال: اعتلّه، أي اعتاقه عن أمر. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1368 (علل).

 (10). في حاشية «بر»: «أن يدخل». و قوله: «أن يبني»، أي يزوّج و يزفّ، أي يُهدي. الابتناء و البناء: الدخول‏بالزوجة. و الأصل فيه أنّ الرجل كان إذا تزوّج امرأة بنى عليها قبّة؛ ليدخل بها فيها، فيقال: بنى الرجل على أهله و بأهله، فقيل لكلّ داخل بأهله: بانٍ. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2286؛ النهاية، ج 1، ص 158 (بنا).

 (11). «الوَصِيفَةُ»: الجارية. قال الجوهري: «الوَصِيفُ: الخادم، غلاماً كان أو جارية. يقال: و صُفَ الغلامُ، إذا بلغ حدّ الخدمة فهو و صيف بيّن الوَصافة، و الجمع: وُصَفاءُ. و ربّما قالوا للجارية: و صِيفة بيّنة الوَصافَة و الإيصاف، و الجمع: الوَصائف». راجع: الصحاح، ج 4، ص 1439 (وصف).

 (12). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في المطبوع: «يكون».

 (13). «الجام»: إناء من فضّة، أو طبق أبيض من زجاج أو فضّة. راجع: المغرب، ص 96؛ لسان العرب، ج 12، ص 112 (جوم).

 (14). في «ف، بر، بس» و حاشية «ج»: «يستقبلون».

589
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

إِذَا «1» قَعَدَ «2» مَوْضِعَ الْأَخْيَارِ «3»، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِنَّ.

وَ كَانَ رَجُلٌ- يُقَالُ لَهُ: مُخَارِقٌ‏ «4»- صَاحِبَ‏ «5» صَوْتٍ و عُودٍ و ضَرْبٍ، طَوِيلَ اللِّحْيَةِ، فَدَعَاهُ الْمَأْمُونُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ كَانَ فِي شَيْ‏ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَأَنَا أَكْفِيكَ أَمْرَهُ، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَشَهِقَ‏ «6» مُخَارِقٌ‏ «7» شَهْقَةً اجْتَمَعَ‏ «8» عَلَيْهِ‏ «9» أَهْلُ الدَّارِ، وَ جَعَلَ يَضْرِبُ بِعُودِهِ و يُغَنِّي.

فَلَمَّا «10» فَعَلَ سَاعَةً و إِذَا «11» أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَايَلْتَفِتُ إِلَيْهِ لَا «12» يَمِيناً و لَاشِمَالًا، ثُمَّ رَفَعَ‏ «13» إِلَيْهِ رَأْسَهُ، و قَالَ‏ «14»: «اتَّقِ اللَّهَ يَا ذَا الْعُثْنُونِ‏ «15»».

______________________________

 (1). في «بس»: «إذ».

 (2). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في المطبوع:+/ «في».

 (3). في «ج، ض، بس» و حاشية «ب، ف، بر، بف» و شرح المازندراني. و الوافي و مرآة العقول: «الأجناد». قال في المرآة: «و في بعض النسخ: «موضع الأخيار» ... و أقول: و كلاهما تصحيف، و الظاهر: «الأختان» جمع الختن، كما في بعض نسخ ابن شهرآشوب».

 (4). في «ف»: «نحارق». و في «بح»: «محاذق».

 (5). الظاهر أنّ «صاحب» و «طويل» خبر كان، لا صفة رجل، و إلّا يلزم تقدير خبرٍ لكان، أو القول بكونها تامّة.

 (6). «فشهق»، من الشهيق، و هو الأنين الشديد المرتفع جدّاً. أو منه بمعنى ردّ النَفَس، ضدّ الزفير و هو إخراج‏النَفَس. يقال: شَهَق الرجل يَشْهَق و يَشْهِق شهيقاً، أي ردّد نَفَسه مع سماع صوته من حلقه. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 191؛ المصباح المنير، ص 326 (شهق).

 (7). في «ف»: «نحارق». و في «بح»: «محاذق».

 (8). في «ف»: «فاجتمع». و في «بح»: «أجمع».

 (9). في «بس»:-/ «عليه».

 (10). في مرآة العقول: «كأنّ جواب «لمّا» مقدّر يفسّره الجملة التالية. و يمكن أن يقرأ: «ثمّ» بالفتح ف «رفع» جواب‏لمّا».

 (11). في «ف»: «فإذا».

 (12). في «ب، ض، بح، بر، بس» و الوافي: «و لا». و في «ف»:-/ «لا».

 (13). في مرآة العقول: «فرفع».

 (14). في «ض، بس»: «فقال».

 (15). «العُثنون»: اللحية كلّها، أو ما فضل منها بعد العارضين من باطنهما، أو ما نبت على الذَّقَن و تحته سِفْلًا، أو هو طولها و ما تحتها من شعرها. و قيل: عُثنون اللحية طرفها. راجع: لسان العرب، ج 13، ص 276؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1595 (عثن).

590
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

قَالَ‏ «1»: فَسَقَطَ الْمِضْرَابُ‏ «2» مِنْ يَدِهِ و الْعُودُ، فَلَمْ يَنْتَفِعْ بِيَدَيْهِ‏ «3» إِلى‏ أَنْ مَاتَ.

قَالَ: فَسَأَلَهُ الْمَأْمُونُ عَنْ حَالِهِ، قَالَ: لَمَّا صَاحَ بِي أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَزِعْتُ فَزْعَةً لَاأُفِيقُ مِنْهَا أَبَداً. «4»

1313/ 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ و مَعِي ثَلَاثُ رِقَاعٍ غَيْرُ مُعَنْوَنَةٍ، و اشْتَبَهَتْ‏ «6» عَلَيَّ، فَاغْتَمَمْتُ، فَتَنَاوَلَ إِحْدَاهَا «7»، و قَالَ‏ «8»: «هذِهِ رُقْعَةُ زِيَادِ «9» بْنِ شَبِيبٍ‏ «10»». ثُمَّ تَنَاوَلَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: «هذِهِ رُقْعَةُ فُلَانٍ». فَبُهِتُّ أَنَا، فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَتَبَسَّمَ.

قَالَ: و أَعْطَانِي‏ «11» ثَلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ، و أَمَرَنِي أَنْ أَحْمِلَهَا إِلى‏ بَعْضِ بَنِي عَمِّهِ، و قَالَ:

 «أَمَا إِنَّهُ سَيَقُولُ لَكَ: دُلَّنِي عَلى‏ حَرِيفٍ‏ «12» يَشْتَرِي لِي‏ «13» بِهَا مَتَاعاً، فَدُلَّهُ عَلَيْهِ».

قَالَ‏ «14»: فَأَتَيْتُهُ‏ «15» بِالدَّنَانِيرِ، فَقَالَ لِي‏ «16»: يَا أَبَا هَاشِمٍ، دُلَّنِي عَلى‏ حَرِيفٍ يَشْتَرِي‏ «17»

______________________________

 (1). في «ف»: «و قال». و في «بر»:-/ «قال».

 (2). في «بس»: «المضرب».

 (3). في «بح»: «بيده».

 (4). الوافي، ج 3، ص 828، ح 1437؛ البحار، ج 50، ص 61، ذيل ح 41.

 (5). في الوسائل:+/ «الثاني».

 (6). في «ف»: «فاشتبهت». و في «بح»: «و أشبهت».

 (7). هكذا في «ب، ج، ض، بح، بر» و الوافي و الإرشاد. و يقتضيه المقام. و في المطبوع و سائر النسخ: «إحداهما».

 (8). في «ف»: «فقال».

 (9). في الإرشاد: «ريّان».

 (10). في «ف»: «شيث». و في «بح»: «شيب».

 (11). في الإرشاد: «فبهتّ أنظر إليه فتبسّم و أخذ الثالثة، فقال: هذه رقعة فلان، فقلت: نعم جعلت فداك فأعطاني» بدل «فبهتُّ أنا، فنظر إلىّ فتبسّم. قال: و أعطاني».

 (12). اختلفت النسخ في ضبط الكلمة من حيث تشديد الراء و تخفيفها. و الصحيح تخفيفها، كما قال المازندراني في شرحه: «و حريف الرجل- بفتح الحاء و كسر الراء المخفّفة-: مُعامله في الحِرْفة، و هي الاكتساب». و راجع: النهاية، ج 1، ص 369؛ لسان العرب، ج 9، ص 44 (حرف).

 (13). في «ف»: «نشتري» بدل «يشتري لي».

 (14). في «ج»: «فقال». و في «ض»:-/ «قال».

 (15). في «ج»: «أتيته» بدون الفاء.

 (16). في «ب، ف، بف»:-/ «لي».

 (17). في «ب»: «يشري».

591
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

لِي‏ «1» بِهَا مَتَاعاً «2»، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ‏ «3»: و كَلَّمَنِي جَمَّالٌ أَنْ أُكَلِّمَهُ لَهُ يُدْخِلُهُ‏ «4» فِي بَعْضِ أُمُورِهِ‏ «5» فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ لِأُكَلِّمَهُ لَهُ‏ «6»، فَوَجَدْتُهُ يَأْكُلُ و «7» مَعَهُ جَمَاعَةٌ و لَمْ يُمْكِنِّي كَلَامُهُ‏ «8»، فَقَالَ‏ «9»: «يَا أَبَا هَاشِمٍ، كُلْ» و و ضَعَ بَيْنَ يَدَيَ‏ «10»، ثُمَّ قَالَ- ابْتِدَاءً مِنْهُ‏ «11» مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ-:

 «يَا غُلَامُ، انْظُرْ إِلَى‏ «12» الْجَمَّالِ الَّذِي أَتَانَا بِهِ أَبُو هَاشِمٍ، فَضُمَّهُ إِلَيْكَ».

قَالَ‏ «13»: و دَخَلْتُ مَعَهُ ذَاتَ يَوْمٍ بُسْتَاناً، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي لَمُولَعٌ‏ «14» بِأَكْلِ الطِّينِ، فَادْعُ اللَّهَ لِي‏ «15»، فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ أَيَّامٍ‏ «16» ابْتِدَاءً مِنْهُ: «يَا أَبَا هَاشِمٍ، قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكَ أَكْلَ الطِّينِ». قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: فَمَا شَيْ‏ءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ الْيَوْمَ. «17»

1314/ 6. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِبْنِ حَمْزَةَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ «18» مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِ‏ «19»، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ب»:-/ «لي».

 (2). في «بح»:-/ «فدلّه عليه- إلى- متاعاً».

 (3). في الإرشاد:-/ «قال».

 (4). في «بح»: «يدخل».

 (5). في الإرشاد: «و كلّمني في الطريق جمّال سألني أن اخاطبه في إدخاله مع بعض أصحابه في اموره» بدل «و كلّمني جمّال أن- إلى- اموره».

 (6). في «ب، ج» و الإرشاد:-/ «له».

 (7). في «ب، ض، ف، بح، بس»:-/ «و».

 (8). في الإرشاد: «فلم أتمكّن من كلامه» بدل «و لم يمكنّي كلامه».

 (9). في «ب، ج، بر» و الوافي: «ثمّ قال». و في «بف»: «قال». و في الإرشاد: «فقال لي».

 (10). في الإرشاد:+/ «ما آكل منه».

 (11). في الإرشاد:-/ «منه».

 (12). في «ب، ض، ف، بح، بس» و الإرشاد:-/ «إلى».

 (13). في الإرشاد:+/ «أبو هاشم».

 (14). في الإرشاد: «مولع».

 (15). في «ف»:+/ «قال».

 (16). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في الإرشاد: «قال لي بعد أيّام». و في المطبوع: «قال لي بعد ثلاثة أيّام».

 (17). الإرشاد، ج 2، ص 293، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 829، ح 1438؛ الوسائل، ج 24، ص 222، ح 30393، و فيه من قوله: «دخلت معه ذات يوم بستاناً».

 (18). في «ف، بف»: «و».

 (19). في الإرشاد: «عن محمّد بن حمزة عن محمّد بن عليّ الهاشمي».

592
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ صَبِيحَةَ عُرْسِهِ حَيْثُ بَنى‏ «1» بِابْنَةِ الْمَأْمُونِ‏ «2»، و كُنْتُ تَنَاوَلْتُ مِنَ اللَّيْلِ دَوَاءً، فَأَوَّلُ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ‏ «3» فِي صَبِيحَتِهِ أَنَا، و قَدْ أَصَابَنِي الْعَطَشُ، وَ كَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ، فَنَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي و جْهِي، و قَالَ: «أَظُنُّكَ‏ «4» عَطْشَانَ‏ «5»».

فَقُلْتُ: أَجَلْ، فَقَالَ‏ «6»: «يَا غُلَامُ- أَوْ جَارِيَةُ «7»- اسْقِنَا مَاءً» فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: السَّاعَةَ يَأْتُونَهُ بِمَاءٍ يَسُمُّونَهُ بِهِ‏ «8»، فَاغْتَمَمْتُ‏ «9» لِذلِكَ، فَأَقْبَلَ الْغُلَامُ و مَعَهُ الْمَاءُ، فَتَبَسَّمَ فِي و جْهِي، ثُمَّ قَالَ: «يَا غُلَامُ، نَاوِلْنِي الْمَاءَ». فَتَنَاوَلَ الْمَاءَ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَشَرِبْتُ، ثُمَّ عَطِشْتُ أَيْضاً، و كَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَ «10» بِالْمَاءِ، فَفَعَلَ مَا فَعَلَ فِي الْأُولى‏، فَلَمَّا جَاءَ الْغُلَامُ و مَعَهُ الْقَدَحُ، قُلْتُ فِي نَفْسِي مِثْلَ‏ «11» مَا قُلْتُ فِي الْأُولى‏، فَتَنَاوَلَ الْقَدَحَ، ثُمَّ شَرِبَ، فَنَاوَلَنِي، وَ تَبَسَّمَ‏ «12».

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ: فَقَالَ لِي هذَا الْهَاشِمِيُّ: و أَنَا أَظُنُّهُ كَمَا يَقُولُونَ‏ «13». «14»

______________________________

 (1). تقدّم معنى «بنى» ذيل الحديث 4 من هذا الباب.

 (2). في الإرشاد: «صبيحة عرسه ببنت المأمون».

 (3). في «ف»:-/ «عليه».

 (4). في «ض»: «لأظنّك». و في الإرشاد: «أراك».

 (5). في «ف»: «عطشاناً». و يجوز فيه التصريف؛ لأنّ مؤنّثه عطشى و عطشانة.

 (6). في الإرشاد: «قلت: أجل، قال».

 (7). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف»: «أو يا جارية». و في الإرشاد:-/ «أو جارية».

 (8). في «ج»:-/ «به». و في «بح»: «فيه». و «يسمّونه به» أي يجعلون فيه السمّ.

 (9). في الإرشاد: «مسموم و اغتممت» بدل «يسمّونه به فاغتممت».

 (10). في الإرشاد: «فشربت، و أطلت عنده فعطشت، فدعا» بدل «فشربت ثمّ- إلى- أن أدعو».

 (11). في «ف»:-/ «مثل».

 (12). في «ب، ض، بر»: «فتبسّم».

 (13). في الإرشاد: «ففعل كما فعل في المرّة الاولى، فشرب ثمّ ناولني و تبسّم. قال محمّد بن حمزة: فقال لي محمّد بن عليّ الهاشمي: و اللَّه إنّي أظنّ أنّ أبا جعفر يعلم ما في النفوس كما تقول الرافضة» بدل «ففعل ما فعل في الاولى فلمّا- إلى- كما يقولون».

 (14). الإرشاد، ج 2، ص 291، بسنده عن الكليني. و في دلائل الإمامة للطبري، ص 215، عن محمّد بن عليّ بن حمزه الهاشمي الوافي، ج 3، ص 829، ح 1439.

593
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

1315/ 7. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

اسْتَأْذَنَ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ النَّوَاحِي مِنَ الشِّيعَةِ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَدَخَلُوا، فَسَأَلُوهُ فِي مَجْلِسٍ و احِدٍ عَنْ ثَلَاثِينَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ «1»، فَأَجَابَ‏ «2» عَلَيْهِ السَّلَامُ و لَهُ عَشْرُ سِنِينَ. «3»

1316/ 8. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ دِعْبِلِ بْنِ عَلِيٍّ:

أَنَّهُ دَخَلَ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَمَرَ لَهُ بِشَيْ‏ءٍ، فَأَخَذَهُ و لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ، قَالَ:

فَقَالَ لَهُ‏ «4»: «لِمَ لَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ؟».

قَالَ: ثُمَ‏ «5» دَخَلْتُ بَعْدُ «6» عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَمَرَ لِي‏ «7» بِشَيْ‏ءٍ، فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ لِي: «تَأَدَّبْتَ». «8»

1317/ 9. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ‏ «9»، قَالَ:

______________________________

 (1). أورد المجلسي هاهنا إشكالًا بأنّه كيف يمكن ذلك في مجلس و احد؟ ثمّ أجاب بوجوه سبعة، و قال المحقّق الشعراني بعد ما نقلها عنه: «و لا حاجة إلى توجيه كلام إبراهيم بن هاشم بهذه التكلّفات، و لم يقل أحد بعصمته، بل لم يصرّحوا بصحّة أحاديثه، بل عدّوه من الحسان». و قال في و جه ذكر صاحب الكافي هذا الحديث: «و ذكره صاحب الكافي؛ لأنّ المبالغات الواردة في كلام الناس تدلّ على صفة في المنقول عنه». راجع: مرآة العقول، ج 6، ص 104- 105؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 287- 288.

 (2). في «ف»: «فأجابه». و الأولى: «فأجابها».

 (3). الاختصاص، ص 102، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه مع زيادة في أوّله الوافي، ج 3، ص 830، ح 1440.

 (4). في «ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي:-/ «له».

 (5). في «بف»:-/ «ثمّ».

 (6). في «ض، بح، بر، بس»:+/ «عليّ». و في «ج»:+/ «عليّ عليه السلام».

 (7). في حاشية «ف»: «أمرني».

 (8). الوافي، ج 3، ص 830، ح 1441.

 (9). محمّد بن سنان المشهور هو أبو جعفر الزاهري، و قد توفّي سنة عشرين و مائتين، كما في رجال النجاشي، ص 328، الرقم 888. و الظاهر- بناءً على صحّة النسخ- عدم إرادة الزاهري في سندنا هذا؛ فإنّ عمر بن الفرج المذكور في متن الخبر، هو عمر بن الفرج الرُخَّجي الذي كان من كتّاب المتوكّل العبّاسي، و سخط عليه المتوكّل سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، و كان حيّاً بعد سنة خمس و ثلاثين و مائتين، فلم يدرك محمّد بن سنان الزهري زمن موته. راجع: تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 485؛ مروج الذهب، ج 4، ص 19- 20.

هذا، و لم يظهر لنا شي‏ء في تعيين المراد من محمّد بن سنان هذا، أو و قوع التحريف في العنوان.

و يؤكّد و قوع الاختلال في السند أنّا لم نجد رواية أحمد بن محمّد بن عبداللَّه- شيخ معلّى بن محمّد- عن محمّد بن سنان في موضع.

594
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «1»: «يَا مُحَمَّدُ، حَدَثَ بِآلِ فَرَجٍ حَدَثٌ؟» فَقُلْتُ:

مَاتَ عُمَرُ، فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» حَتّى‏ أَحْصَيْتُ لَهُ أَرْبَعاً و عِشْرِينَ مَرَّةً، فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هذَا يَسُرُّكَ لَجِئْتُ حَافِياً أَعْدُو «2» إِلَيْكَ، قَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، أَ و لَاتَدْرِي مَا قَالَ- لَعَنَهُ اللَّهُ- لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: «خَاطَبَهُ فِي شَيْ‏ءٍ، فَقَالَ:

أَظُنُّكَ‏ «3» سَكْرَانَ، فَقَالَ أَبِي: اللَّهُمَّ، إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أَمْسَيْتُ لَكَ صَائِماً، فَأَذِقْهُ طَعْمَ الْحَرَبِ‏ «4»، و ذُلَّ الْأَسْرِ، فَوَ اللَّهِ، إِنْ ذَهَبَتِ الْأَيَّامُ حَتّى‏ حُرِبَ‏ «5» مَالَهُ و مَا كَانَ لَهُ، ثُمَّ أُخِذَ أَسِيراً، و هُوَ ذَا «6» قَدْ مَاتَ لَارَحِمَهُ اللَّهُ، و «7» قَدْ أَدَالَ‏ «8» اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- مِنْهُ، و مَا زَالَ يُدِيلُ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ». «9»

1318/ 10. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:

صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي مَسْجِدِ الْمُسَيَّبِ‏ «10»، و صَلّى‏ بِنَا فِي مَوْضِعِ الْقِبْلَةِ

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «لي».

 (2). في «ف»: «أغدو» من الغدوة. و قوله: «أعدوا»، من العَدو، و هو مشي يقرب الهَرْوَلة، و هو دون الجري. راجع: المصباح المنير، ص 397 (عدا).

 (3). في «ف»: «لأظنّك».

 (4). «الحَرَب» بالتحريك: نهب مال الإنسان و تركه لا شي‏ء له. راجع: النهاية، ج 1، ص 358؛ لسان العرب، ج 1، ص 304 (حرب).

 (5). في «ف»: «حربه».

 (6). في «ف»:-/ «و هو ذا».

 (7). في «بر»:-/ «و».

 (8). «الدَوْلَةُ»: الفعل و الانتقال من حال إلى حال، أو الانتقال من حال الشدّة إلى الرخاء. و منه: أدالنا اللَّهُ تعالى من عدوّنا، أي جعل الكرّة و الدولة لنا عليه. قال الزمخشري: «تقول: أدال اللَّه زيداً من عمرو مجازاً: نزع اللَّه الدولة من عمرو فآتاها زيداً.» راجع: الفائق، ج 2، ص 446؛ لسان العرب، ج 11، ص 252 (دول).

 (9). الوافي، ج 3، ص 830، ح 1442.

 (10). في «ب، ج» و حاشية «بح، بر»: «السدرة».

595
الکافي2 (ط - دارالحديث)

122 - باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام ص : 582

سَوَاءً «1»، و ذُكِرَ «2» أَنَّ السِّدْرَةَ الَّتِي فِي الْمَسْجِدِ كَانَتْ يَابِسَةً «3» لَيْسَ عَلَيْهَا و رَقٌ، فَدَعَا بِمَاءٍ، وَ تَهَيَّأَ «4» تَحْتَ السِّدْرَةِ، فَعَاشَتِ السِّدْرَةُ و أَوْرَقَتْ، و حَمَلَتْ مِنْ‏ «5» عَامِهَا. «6»

1319/ 11. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَجَّالِ و عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنِ الْمُطَرِّفِيِ‏ «7»، قَالَ:

مَضى‏ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ و لِيَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ذَهَبَ مَالِي‏ «8»، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِذَا كَانَ غَداً فَأْتِنِي، و لْيَكُنْ مَعَكَ مِيزَانٌ وَ أَوْزَانٌ‏ «9»».

فَدَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «10»، فَقَالَ لِي: «مَضى‏ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و لَكَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَرَفَعَ الْمُصَلَّى الَّذِي كَانَ تَحْتَهُ، فَإِذَا تَحْتَهُ دَنَانِيرُ، فَدَفَعَهَا إِلَيَ‏ «11». «12»

1320/ 12. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ و الْحِمْيَرِيُّ جَمِيعاً، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحُسَيْنِ‏ «13» بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:

______________________________

 (1). في الوافي: «سواء، أي من غير انحراف عن الجدار».

 (2). الظاهر من الوافي كونه معلوماً؛ حيث قال: «و ذكر، أي الجعفريّ».

 (3). في «ج، بس»: و حاشية «بح»: «راسية».

 (4). في الوافي: «و تهيّأ، يعني للصلاة، كنّى بها عن الوضوء».

 (5). في حاشية «بف»: «في».

 (6). الوافي، ج 3، ص 831، ح 1443.

 (7). في «ج»: «المُطْرَقي».

 (8). في الإرشاد: «لم يكن يعرفها غيري و غيره» بدل «فقلت في نفسي ذهب مالي».

 (9). «الأوزان»: جمع الوَزْن، و هو المثقال. و الميزان، أي ما يُوزَن به. راجع: لسان العرب، ج 13، ص 448 (وزن).

 (10). في الإرشاد: «إذا كان في غد فأتني، فأتيته من الغد» بدل «إذا كان غداً- إلى- أبي جعفر عليه السلام».

 (11). في الإرشاد:+/ «فكان قيمتها في الوقت أربعة آلاف درهم».

 (12). الإرشاد، ج 2، ص 292، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 832، ح 1444.

 (13). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي: «الحسن». و الظاهر أنّ الصواب هو «الحسين»، كما تقدّم في الكافي، ذيل ح 1255.

596
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

قُبِضَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ ابْنُ خَمْسٍ و عِشْرِينَ سَنَةً و ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ و اثْنَيْ عَشَرَ يَوْماً، تُوُفِّيَ يَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِينَ و مِائَتَيْنِ؛ عَاشَ‏ «1» بَعْدَ أَبِيهِ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا خَمْساً و عِشْرِينَ يَوْماً. «2»

 

123- بَابُ‏ «3» مَوْلِدِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ «4» عَلَيْهِمَا السَّلَامُ و الرِّضْوَانُ‏ «5»

وُلِدَ «6» عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلنِّصْفِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ و مِائَتَيْنِ؛ و رُوِيَ أَنَّهُ وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ و مِائَتَيْنِ.

وَ مَضى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ و خَمْسِينَ و مِائَتَيْنِ‏ «7»؛ و رُوِيَ أَنَّهُ قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ و خَمْسِينَ و مِائَتَيْنِ‏ «8»، و لَهُ إِحْدى‏ «9» و أَرْبَعُونَ سَنَةً و سِتَّةُ أَشْهُرٍ، و «10» أَرْبَعُونَ سَنَةً عَلَى الْمَوْلِدِ الْآخَرِ الَّذِي رُوِيَ.

وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ أَشْخَصَهُ‏ «11» مَعَ يَحْيَى بْنِ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى‏ سُرَّ مَنْ رَأى‏،

______________________________

 (1). في «ف»: «و عاش».

 (2). الوافي، ج 3، ص 832، ح 1445؛ البحار، ج 50، ص 13، ذيل ح 13.

 (3). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (4). في حاشية «بف»:+/ «الهادي».

 (5). في «ب، ج، ض، ف، بر، بف» و مرآة العقول:-/ «و الرضوان».

 (6). في الوافي:+/ «أبو الحسن عليّ بن محمّد».

 (7). في «ب، ض»:-/ «و مضى- إلى- و مائتين».

 (8). في «ف، بر، بف»:-/ «و روي- إلى- و مائتين».

 (9). هكذا في «ج» و حاشية «ش، بع» و الوافي. و في سائر النسخ و المطبوع: «أحد».

 (10). في «ب، ج، ض، بس، بف»: «أو».

 (11). «أشخصه»، أي أزعجه و قلعه عن مكانه و ذهب به؛ من الشُخوص، و هو السير من بلد إلى بلد. راجع: لسان‏العرب، ج 7، ص 46؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 844 (شخص).

597
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

فَتُوُفِّيَ بِهَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، و دُفِنَ فِي دَارِهِ؛ و أُمُّهُ أُمُّ و لَدٍ يُقَالُ لَهَا: سَمَانَةُ «1». «2»

1321/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ خَيْرَانَ الْأَسْبَاطِيِّ، قَالَ:

قَدِمْتُ‏ «3» عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ‏ «4» عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لِي: «مَا خَبَرُ الْوَاثِقِ عِنْدَكَ؟» قُلْتُ‏ «5»:

جُعِلْتُ فِدَاكَ، خَلَّفْتُهُ فِي عَافِيَةٍ، أَنَا مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ عَهْداً بِهِ، عَهْدِي بِهِ‏ «6» مُنْذُ عَشَرَةِ أَيَّامٍ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِنَّهُ مَاتَ‏ «7»». فَلَمَّا أَنْ قَالَ لِيَ: «النَّاسَ» عَلِمْتُ أَنَّهُ هُوَ.

ثُمَّ قَالَ لِي‏ «8»: «مَا فَعَلَ جَعْفَرٌ «9»؟» قُلْتُ: تَرَكْتُهُ أَسْوَأَ النَّاسِ حَالًا فِي السِّجْنِ، قَالَ:

فَقَالَ‏ «10»: «أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ؛ مَا فَعَلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ؟» قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «11»، النَّاسُ مَعَهُ، وَ الْأَمْرُ أَمْرُهُ، قَالَ‏ «12»: فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ شُؤْمٌ عَلَيْهِ».

قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ: و قَالَ لِي‏ «13»: «لَا بُدَّ أَنْ‏ «14» تَجْرِيَ مَقَادِيرُ اللَّهِ تَعَالى‏ و أَحْكَامُهُ؛ يَا خَيْرَانُ، مَاتَ الْوَاثِقُ، و قَدْ قَعَدَ الْمُتَوَكِّلُ جَعْفَرٌ «15»، و قَدْ قُتِلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ».

______________________________

 (1). في «ب»: «ثمانة». و في البحار، ص 116:-/ «و مضى لأربع- إلى- سمانة».

 (2). التهذيب، ج 6، ص 92، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 841، ذيل ح 1454؛ البحار، ج 50، ص 116، ح 6؛ و ص 205، ح 16.

 (3). في «ف»: «قد قدمت».

 (4). في الإرشاد:+/ «عليّ بن محمّد».

 (5). في «ض»: «فقلت».

 (6). في «بس»: «به عهدي».

 (7). في «ب، ج»:+/ «قد مات».

 (8). في الإرشاد: «فقلت: أنا أقرب الناس به عهداً. قال: فقال لي: إنّ الناس يقولون: إنّه مات، فلمّا قال لي: إنّ‏الناس يقولون علمت أنّه يعني نفسه، ثمّ قال لي» بدل «فلمّا أن- إلى- قال لي». و المراد بقوله: «الناس» هو أهل المدينة. و قال في الوافي: «يعني لمّا نسب ذلك القول إلى أهل المدينة علمت أنّ القائل هو نفسه».

 (9). أي المتوكّل على اللَّه، جعفر بن المعتصم.

 (10). في «ج»:+/ «لي».

 (11). في الإرشاد:-/ «جعلت فداك».

 (12). في الإرشاد:-/ «قال».

 (13). في «ض»:-/ «لي».

 (14). في «ب»:-/ «أن».

 (15). في حاشية «ف»:+/ «مقعده».

598
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

فَقُلْتُ‏ «1»: مَتى‏ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: «بَعْدَ خُرُوجِكَ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ». «2»

1322/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى‏، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «3»، فَقُلْتُ لَهُ‏ «4»: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فِي كُلِّ الْأُمُورِ أَرَادُوا إِطْفَاءَ نُورِكَ، و التَّقْصِيرَ «5» بِكَ حَتّى‏ أَنْزَلُوكَ‏ «6» هذَا الْخَانَ‏ «7» الْأَشْنَعَ، خَانَ الصَّعَالِيكَ‏ «8».

فَقَالَ: «هَاهُنَا أَنْتَ يَا ابْنَ سَعِيدٍ «9»؟» ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ، و قَالَ: «انْظُرْ» فَنَظَرْتُ‏ «10»، فَإِذَا أَنَا «11» بِرَوْضَاتٍ أَنِقَاتٍ‏ «12»، و رَوْضَاتٍ بَاسِرَاتٍ‏ «13»، فِيهِنَ‏ «14» خَيْرَاتٌ عَطِرَاتٌ، و وِلْدَانٌ كَأَنَّهُنَ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد: «قلت».

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 301، بسنده عن الكليني الوافى، ج 3، ص 834، ح 1446.

 (3). في الإرشاد:+/ «يوم و روده».

 (4). في «ف» و البصائر، ص 406:-/ «له».

 (5). في حاشية «بر»: «و النقص».

 (6). في «ف»:+/ «على».

 (7). «الخان»: ما ينزله المسافرون. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2110؛ المصباح المنير، ص 184 (خون).

 (8). «الصعاليك»: جمع الصُعْلُوك، و هو الفقير الذي لا مال له و لا اعتماد. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 455 (صعلك).

 (9). في الوافي: «يعني أنت بعدُ في هذا المقام في اعتقادك فينا و في مكارمنا».

 (10). في الإرشاد:-/ «و قال: انظر، فنظرت».

 (11). في البصائر، ص 406، و الإرشاد:-/ «أنا».

 (12). الصحيح في الكلمة «أنقات» أو «أنيقات» أي حسنات معجبات. و لم يُرَ من هذه المادّة «آنق» كما في المطبوع. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 9- 10 (أنق).

 (13). في «ض، بر»: «ياسرات» بالياء المثنّاة. و في البصائر ص 406 و 407، و الاختصاص: «ناضرات». و قوله: «باسرات»، أي طَرِيّاتٌ، أو ذَوات أنهار جاريات؛ من البُسْر، و هو الماء الطريّ الحديثُ العهدِ بالمطر، و الغَضُّ و الطريّ من كلّ شي‏ء. أو مبتدأةٌ فيها الثمرة؛ من البُسْرَة من النبات، و هو أوّل ما يبد و في الأرض منها، و هو كما يبدو في الأرض. أو ذوات أثمار جديدة و عتيقة، من البَسْر، و هو خلط البُسْر مع غيره في النبيذ. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 295؛ الوافي، ج 3، ص 835؛ مرآة العقول، ج 6، ص 114؛ الصحاح، ج 2، ص 588 (بسر).

 (14). في الإرشاد: «و أنهار جاريات و جنان فيها» بدل «و روضات باسرات فيهنّ».

599
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ‏ «1»، و أَطْيَارٌ و ظِبَاءٌ و أَنْهَارٌ تَفُورُ «2»، فَحَارَ بَصَرِي‏ «3»، و حَسَرَتْ‏ «4» عَيْنِي‏ «5»، فَقَالَ‏ «6»: «حَيْثُ كُنَّا فَهذَا لَنَا عَتِيدٌ «7»، لَسْنَا فِي خَانِ الصَّعَالِيكَ». «8»

1323/ 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ الْجَلَّابِ، قَالَ:

اشْتَرَيْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ غَنَماً كَثِيرَةً، فَدَعَانِي، فَأَدْخَلَنِي‏ «9» مِنْ إِصْطَبْلِ دَارِهِ إِلى‏ مَوْضِعٍ و اسِعٍ لَاأَعْرِفُهُ، فَجَعَلْتُ أُفَرِّقُ تِلْكَ الْغَنَمَ فِيمَنْ أَمَرَنِي بِهِ، فَبُعِثْتُ‏ «10» إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ «11» و إِلى‏ و الِدَتِهِ و غَيْرِهِمَا مِمَّنْ أَمَرَنِي، ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُهُ فِي الِانْصِرَافِ إِلى‏ بَغْدَادَ إِلى‏ و الِدِي‏ «12»، و كَانَ ذلِكَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ: «تُقِيمُ‏

______________________________

 (1). «المكنون»، أي المجعول في كِنّ، و هو ما يُحْفَظُ فيه الشي‏ء. المفردات للراغب، ص 726 (كنن).

 (2). «تفور»، أي تغلى و تجيش؛ من الفور و هو شدّة الغليان. راجع: المفردات للراغب، ص 647 (فور).

 (3). في البصائر، ص 406:+/ «و التمع».

 (4). «حسرت العين»، أي كلّت و أعيت و عجزت عن رؤيتها و انقطع نظرها لشدّة ضياء ما رأت. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 188 (حسر).

 (5). في الإرشاد: «و كثر تعجّبي» بدل «و حسرت عيني». و في البصائر، ص 407:-/ «و حسرت عيني».

 (6). في الإرشاد:+/ «لي».

 (7). في الإرشاد: «يا ابن سعيد» بدل «عتيد». و «العتيد»: الشي‏ء الحاضر المهيّأ. الصحاح، ج 2، ص 505 (عتد).

 (8). الإرشاد، ج 2، ص 311، بسنده عن الكليني. و في بصائر الدرجات، ص 406، ح 7، عن الحسين بن محمّد بن عثمان، عن معلّى بن محمّد بن عبد اللَّه، عن محمّد بن يحيى؛ و فيه، ص 407، ح 11، عن الحسين بن محمّد، عن عليّ بن النعمان بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه، و فيهما مع اختلاف يسير. الاختصاص، ص 324، عن المعلّى بن محمّد البصري، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 834، ح 1447.

 (9). في «بف» و الاختصاص: «و أدخلني».

 (10). هكذا في «ب، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي و البحار. و في بعض النسخ و المطبوع: «فبعث».

 (11). في «ب، ج، ض، بر، بس، بف»:+/ «عليه السلام». قال في الوافي: «أبو جعفر هذا ابنه المرجوّ للإمامة». و قال‏في مرآة العقول: «و أبو جعفر ابنه الكبير اسمه محمّد، مات قبل أبيه عليهما السلام. و قد مرّ ذكره في باب النصّ على أبي محمّد عليه السلام».

 (12). في البصائر: «والدتي». و في مرآة العقول: «إلى و الدي، بالتوحيد أو التثنية، أي بالشدّ و عدمه».

600
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

غَداً «1» عِنْدَنَا، ثُمَّ تَنْصَرِفُ». قَالَ: فَأَقَمْتُ‏ «2»، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ أَقَمْتُ عِنْدَهُ، و بِتُّ لَيْلَةَ الْأَضْحى‏ فِي رِوَاقٍ‏ «3» لَهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ أَتَانِي، فَقَالَ‏ «4»: «يَا إِسْحَاقُ، قُمْ». قَالَ‏ «5»:

فَقُمْتُ، فَفَتَحْتُ‏ «6» عَيْنِي، فَإِذَا أَنَا عَلى‏ بَابِي بِبَغْدَادَ، قَالَ‏ «7»: فَدَخَلْتُ عَلى‏ و الِدِي‏ «8» و أَنَا فِي‏ «9» أَصْحَابِي، فَقُلْتُ لَهُمْ: عَرَّفْتُ‏ «10» بِالْعَسْكَرِ، و خَرَجْتُ بِبَغْدَادَ إِلَى الْعِيدِ «11». «12»

1324/ 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِيِّ، قَالَ:

مَرِضَ الْمُتَوَكِّلُ مِنْ خُرَاجٍ‏ «13» خَرَجَ بِهِ، و أَشْرَفَ‏ «14» مِنْهُ عَلَى الْهَلَاكِ، فَلَمْ يَجْسُرْ «15» أَحَدٌ أَنْ يَمَسَّهُ بِحَدِيدَةٍ «16»، فَنَذَرَتْ أُمُّهُ- إِنْ عُوفِيَ- أَنْ تَحْمِلَ‏ «17» إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَالًا جَلِيلًا مِنْ مَالِهَا؛ و قَالَ لَهُ‏ «18» الْفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ: لَوْ بَعَثْتَ‏ «19» إِلى‏

______________________________

 (1). في «ف»: «غداً تقيم».

 (2). في حاشية «ج»:+/ «عنده».

 (3). قال الجوهري: «الرَوْق و الرِواق: سقف في مقدّم البيت. و الرِواق: سِتْر يُمَدُّ دون السقف». الصحاح، ج 4، ص 1485.

 (4). في البحار:+/ «لي».

 (5). في البصائر و البحار:-/ «قال».

 (6). في الاختصاص: «و فتحت».

 (7). في «ف»: «إذ قال». و في البصائر و الاختصاص و البحار:-/ «قال».

 (8). في البصائر: «والدتي».

 (9). في «ف» و البصائر و الاختصاص و البحار: «و أتاني».

 (10). في «بس»: «اعرفت». قال الجوهري: «التعريف: الوقوف بعرفات». و قال الفيض: «عرّفت: أمضيتُ العرفة». و قال المجلسي: «المراد هنا: الإتيان بأعمال عرفة». راجع: الصحاح، ج 4، ص 1402 (عرف)؛ الوافي، ج 3، ص 836؛ مرآة العقول، ج 6، ص 118.

 (11). في البصائر و البحار: «إلى العيد ببغداد».

 (12). بصائر الدرجات، ص 406، ح 6، عن الحسين بن محمّد بن عامر؛ الاختصاص، ص 325، عن المعلّى بن محمّد، و فيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 835، ح 1448؛ البحار، ج 50، ص 132، ح 14.

 (13). في «ف، بح»: «جراح». و «الخُراج»: و رَم يخرج بالبدن من ذاته. أو قَرْح يخرج في البدن. لسان العرب، ج 2، ص 251 (خرج).

 (14). في «ض» و الإرشاد: «فأشرف».

 (15). في «ض»: «فلم يجتسر». و في «ف»: «فلم يتجرّأ».

 (16). في «ف»:-/ «بحديدة».

 (17). في «بر»: «يُحمل» مبنيّاً للمفعول.

 (18). في «ج»: «لها».

 (19). في «ج»: «بعثتِ» بالمخاطبة.

601
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

هذَا الرَّجُلِ‏ «1» فَسَأَلْتَهُ، فَإِنَّهُ لَايَخْلُو أَنْ يَكُونَ‏ «2» عِنْدَهُ صِفَةٌ يُفَرِّجُ بِهَا عَنْكَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ وَ و صَفَ لَهُ عِلَّتَهُ، فَرَدَّ إِلَيْهِ‏ «3» الرَّسُولُ بِأَنْ يُؤْخَذَ كُسْبُ‏ «4» الشَّاةِ، فَيُدَافَ‏ «5» بِمَاءِ و رْدٍ، فَيُوضَعَ‏ «6» عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَجَعَ الرَّسُولُ و أَخْبَرَهُمْ‏ «7»، أَقْبَلُوا يَهْزَؤُونَ مِنْ قَوْلِهِ، فَقَالَ لَهُ الْفَتْحُ: هُوَ- و اللَّهِ- أَعْلَمُ بِمَا قَالَ، و أَحْضَرَ الْكُسْبَ و عَمِلَ‏ «8» كَمَا «9» قَالَ، و و ضَعَ عَلَيْهِ، فَغَلَبَهُ النَّوْمُ و سَكَنَ، ثُمَّ انْفَتَحَ و خَرَجَ مِنْهُ مَا كَانَ فِيهِ، و بُشِّرَتْ أُمُّهُ بِعَافِيَتِهِ، فَحَمَلَتْ إِلَيْهِ‏ «10» عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ تَحْتَ خَاتَمِهَا.

ثُمَّ اسْتَقَلَ‏ «11» مِنْ عِلَّتِهِ، فَسَعى‏ «12» إِلَيْهِ الْبَطْحَائِيُ‏ «13» الْعَلَوِيُّ بِأَنَّ أَمْوَالًا تُحْمَلُ إِلَيْهِ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد:+/ «يعني أبو الحسن عليه السلام».

 (2). في الوافي: «أن تكون».

 (3). في «بس»: «عليه».

 (4). «الكُسْبُ»: عُصارة الدهن، معرّب و أصله بالفارسيّة: كُشْب، فقلبت الشين سيناً. قال الفيض: «و لعلّه اريد به ما تأكله الشاة منه، و لهذا اضيف إليها». و قال المجلسي: «كأنّ المراد هنا ما تلبّد تحت أرجل الشاة من بعرها». راجع: لسان العرب، ج 1، ص 717 (كسب).

 (5). في «بر»: «فيداق». و قوله: «فيُداف»، أي يُخْلَط، من الدَوْف و هو الخلط و البلّ بالماء أو بغيره. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1361؛ النهاية، ج 2، ص 140 (دوف).

 (6). في «بر»: «فتوضع».

 (7). هكذا في «ج، بح، بر، بس، بف». و في المطبوع و سائر النسخ: «فأخبرهم».

 (8). في «ج»: «عُمِل» مبنيّاً للمفعول.

 (9). في «ب، ج، ض، ف، بس» و حاشية «بح»: «كلّ ما».

 (10). في «ب، ف»: «عليه».

 (11). «استقلّ»، إمّا من الإقلال و الاستقلال الذي بمعنى الارتفاع و الاستبداد، أي برئ. قاله الفيض و المجلسي. أومن القلّة، يقال: استقلّ الشي‏ءَ، أي و جده قليلًا، و المعنى و جد علّته قليلة. و في حاشية «ج»: «استبلّ». من البِلّ، بمعنى الشفاء و حسن الحال و النجاة من المرض. قال في المرآة: «و هذا هو أنسب». راجع: النهاية، ج 4، ص 103.

 (12). «السِعاية»: النميمة و الوِشاية، و هو إظهار الشي‏ء و رفعه على و جه الإشاعة و الفساد. و الساعي هو الذي يسعى بصاحبه إلى سلطانه فيَمْحَل به، أي يكيده ليؤذيه. راجع: النهاية، ج 2، ص 370؛ لسان العرب، ج 14، ص 386 (سعا).

 (13). في «ض، بح، بر، بف» و شرح المازندراني: «البطحاوي». و في «ف، بس» و حاشية «ض، بر»: «البطحاء». و في «بر»:+/ «و».

602
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

وَ سِلَاحاً، فَقَالَ لِسَعِيدٍ الْحَاجِبِ: اهْجُمْ عَلَيْهِ‏ «1» بِاللَّيْلِ، و خُذْ مَا تَجِدُ عِنْدَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ و السِّلَاحِ، و احْمِلْهُ إِلَيَّ.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَقَالَ‏ «2» لِي سَعِيدٌ الْحَاجِبُ: صِرْتُ إِلى‏ دَارِهِ بِاللَّيْلِ و مَعِي سُلَّمٌ، فَصَعِدْتُ‏ «3» السَّطْحَ، فَلَمَّا نَزَلْتُ عَلى‏ «4» بَعْضِ الدَّرَجِ فِي الظُّلْمَةِ، لَمْ أَدْرِ كَيْفَ أَصِلُ إِلَى‏ «5» الدَّارِ، فَنَادَانِي: «يَا سَعِيدُ، مَكَانَكَ حَتّى‏ يَأْتُوكَ‏ «6» بِشَمْعَةٍ». فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَتَوْنِي‏ «7» بِشَمْعَةٍ، فَنَزَلْتُ‏ «8»، فَوَجَدْتُهُ‏ «9» عَلَيْهِ جُبَّةُ «10» صُوفٍ و قَلَنْسُوَةٌ مِنْهَا، و سَجَّادَةٌ عَلى‏ حَصِيرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمْ أَشُكَّ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي، فَقَالَ لِي: «دُونَكَ الْبُيُوتَ». فَدَخَلْتُهَا و فَتَّشْتُهَا، فَلَمْ أَجِدْ فِيهَا شَيْئاً، و و جَدْتُ‏ «11» الْبَدْرَةَ «12» فِي بَيْتِهِ مَخْتُومَةً بِخَاتَمِ أُمِّ الْمُتَوَكِّلِ، و كِيساً مَخْتُوماً، و قَالَ لِي: «دُونَكَ الْمُصَلّى‏». فَرَفَعْتُهُ، فَوَجَدْتُ سَيْفاً فِي جَفْنٍ‏ «13» غَيْرِ مُلَبَّسٍ‏ «14»، فَأَخَذْتُ ذلِكَ، و صِرْتُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلى‏ خَاتَمِ أُمِّهِ عَلَى الْبَدْرَةِ، بَعَثَ إِلَيْهَا، فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ، فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ خَدَمِ‏ «15» الْخَاصَّةِ أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ: كُنْتُ قَدْ «16» نَذَرْتُ فِي عِلَّتِكَ لَمَّا

______________________________

 (1). في «ف»: «عليه اهجم».

 (2). في «بف»: «قال».

 (3). في «ب»: «و صعدت».

 (4). في «ب»: «إلى».

 (5). في «ج»:-/ «إلى».

 (6). في «ف»: «يأتونك».

 (7). في «ف»: «يأتوني».

 (8). في «ف»: «فلمّا نزلت».

 (9). في «بر»: «فوجدت».

 (10). «الجُبّة»: ضرب من مقطّعات الثياب- و هي ثياب قِصار- تُلْبَس. و في المرآة: «الجُبّة، بالضمّ: ثوب قصير الكُمّين». راجع: لسان العرب، ج 1، ص 249 (جبب).

 (11). في الوافي: «فوجدت».

 (12). قال الخليل: «البَدْرَةُ: كيس فيه عشرة آلاف درهم أو ألف». و قال الجوهري: «البدرة: عشرة آلاف درهم». راجع: ترتيب كتاب العين، ج 1، ص 140؛ الصحاح، ج 2، ص 587 (بدر).

 (13). «الجَفْنُ»: غِمْدُ السيف، أي غِلافه. راجع: الصحاح، ج 5، ص 2092 (جفن).

 (14). في «بح، بر، بف» و الوافي: «غير ملبوس».

 (15). في حاشية «بر»: «خدمه». و هو يغني عن القول بأنّ هذا من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف، كما قاله‏المجلسي في مرآة العقول.

 (16). في «ف»:-/ «قد».

603
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

أَيِسْتُ مِنْكَ: إِنْ عُوفِيتَ حَمَلْتُ إِلَيْهِ مِنْ مَالِي عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ «1»، فَحَمَلْتُهَا إِلَيْهِ، وَ هذَا خَاتَمِي عَلَى الْكِيسِ، و فَتَحَ الْكِيسَ الْآخَرَ، فَإِذَا فِيهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ، فَضَمَّ إِلَى الْبَدْرَةِ بَدْرَةً أُخْرى‏ «2»، و أَمَرَنِي بِحَمْلِ ذلِكَ إِلَيْهِ، فَحَمَلْتُهُ، و رَدَدْتُ السَّيْفَ و الْكِيسَيْنِ، وَ قُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي، عَزَّ عَلَيَ‏ «3»، فَقَالَ لِي: « «وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ» «4»». «5»

1325/ 5. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ‏ «6»:

إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَتَبَ إِلَيْهِ‏ «7»: «يَا مُحَمَّدُ، أَجْمِعْ أَمْرَكَ، و خُذْ حِذْرَكَ‏ «8»». قَالَ: فَأَنَا فِي جَمْعِ أَمْرِي- و «9» لَيْسَ أَدْرِي مَا كَتَبَ بِهِ‏ «10» إِلَيَّ- حَتّى‏ و رَدَ عَلَيَّ رَسُولٌ حَمَلَنِي مِنْ مِصْرَ مُقَيَّداً، و ضَرَبَ‏ «11» عَلى‏ كُلِّ مَا أَمْلِكُ، و كُنْتُ فِي السِّجْنِ ثَمَانَ‏ «12» سِنِينَ.

ثُمَّ و رَدَ عَلَيَّ مِنْهُ فِي السِّجْنِ‏ «13» كِتَابٌ فِيهِ: «يَا مُحَمَّدُ، لَاتَنْزِلْ فِي نَاحِيَةِ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ». فَقَرَأْتُ الْكِتَابَ، فَقُلْتُ: يَكْتُبُ إِلَيَّ بِهذَا و أَنَا فِي السِّجْنِ؛ إِنَّ هذَا لَعَجَبٌ! فَمَا

______________________________

 (1). في «ف»:+/ «من مالي».

 (2). في «ف»: «الاخرى» بدل «بدرةً اخرى».

 (3). «عَزَّ عليّ»، أي اشتدّ و عظم عليّ ما أمرني المتوكّل، و ما صدر منّي من دخولي دارك بغير إذنك و أخذي مالك. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 299؛ مرآة العقول، ج 6، ص 121.

 (4). الشعراء (26): 227.

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 302، بسنده عن الكليني مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 836، ح 1449.

 (6). في الإرشاد:+/ «الرخجي».

 (7). في حاشية «ف»: «إليّ».

 (8). «الحِذْرُ» و «الحَذَرُ»: الاحتراز. و قال الفيّومي: «حَذِرَ حَذَراً من باب تَعِبَ، و احتذر، و احترز، كلّها بمعنى تأهّب و استعدّ». راجع: المصباح المنير، ص 126؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 530 (حذر).

 (9). في «ب، ج، ف، بر، بس، بف» و الوافي:-/ «و».

 (10). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في المطبوع:-/ «به».

 (11). يقال: ضَرَبَ على يده، أي أمسك، و كفّه عن الشي‏ء، و حَجَرَ عليه. قال المازندراني: «قوله: و ضرب ... كناية عن نهب أمواله و منعه من التصرّف فيها». راجع: لسان العرب، ج 1، ص 545 (ضرب).

 (12). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي: «ثماني».

 (13). في «ف»: «في السجن منه».

604
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

مَكَثْتُ أَنْ خُلِّيَ عَنِّي، و الْحَمْدُ لِلَّهِ.

قَالَ‏ «1»: و كَتَبَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ يَسْأَلُهُ عَنْ ضِيَاعِهِ‏ «2»، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «سَوْفَ تُرَدُّ عَلَيْكَ، و مَا يَضُرُّكَ أَنْ لَاتُرَدَّ عَلَيْكَ». فَلَمَّا شَخَصَ‏ «3» مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلَى الْعَسْكَرِ، كُتِبَ إِلَيْهِ بِرَدِّ «4» ضِيَاعِهِ، و مَاتَ قَبْلَ ذلِكَ.

قَالَ: و كَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَصِيبِ‏ «5» إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ يَسْأَلُهُ‏ «6» الْخُرُوجَ إِلَى الْعَسْكَرِ، فَكَتَبَ إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُشَاوِرُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ‏ «7»: «اخْرُجْ؛ فَإِنَّ فِيهِ فَرَجَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى‏». فَخَرَجَ، فَلَمْ‏ «8» يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيراً حَتّى‏ مَاتَ. «9»

1326/ 6. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ‏ «10»، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ «11»، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ:

رَأَيْتُهُ- يَعْنِي مُحَمَّداً- قَبْلَ مَوْتِهِ بِالْعَسْكَرِ فِي عَشِيَّةٍ «12» و قَدِ اسْتَقْبَلَ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ،

______________________________

 (1). في «ف»: «فقال».

 (2). «الضِياعُ»: جمع الضَيْعَة، أي العَقارُ، و هو كلّ ملك ثابت له أصل كالدار و النخل. و ربّما اطلق على المتاع. راجع: المصباح المنير، ص 366 (ضيع).

 (3). في «بف»: «أشخص». و قوله: «شخص»، أي ذهب. يقال: شَخَصَ من بلد إلى بلد شُخوصاً، أي ذهب و سارفي ارتفاع. لسان العرب، ج 7، ص 46؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 844 (شخص).

 (4). في «ف»: «يردّ» بصيغة المضارع.

 (5). هكذا في «ض، ف، بر، بد، بس، بع، بل، جس». و في «ب، ج، بح، بف» و المطبوع: «أحمد بن الخضيب». و أحمد بن الخصيب هو أحمد بن الخصيب الجرجرائي الذي كان كاتب المنتصر قبل خلافته، ثمّ و زَر له و للمستعين. راجع: تاريخ الإسلام للذهبي، ج 18، ص 40، الرقم 18؛ و ج 20، ص 43، الرقم 8. و أمّا ما و رد في الإرشاد من عليّ بن الخصيب» فلم نعثر عليه في موضع.

 (6). في «ف»:+/ «عن».

 (7). في «ف»:+/ «أن».

 (8). في «ب»: «و لم».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 304، بسنده عن الكليني، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 837، ح 1450.

 (10). في حاشية «ج، ف، بس، بف»: «عن معلّى بن محمّد».

 (11). في «ف»:+/ «بن عبد اللَّه».

 (12). في «ف»: «عشيّته». و في «بس، بف»: «عشيّه».

605
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

فَنَظَرَ إِلَيْهِ، و اعْتَلَّ مِنْ غَدٍ، فَدَخَلْتُ‏ «1» إِلَيْهِ عَائِداً بَعْدَ أَيَّامٍ مِنْ عِلَّتِهِ و قَدْ ثَقُلَ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهِ بِثَوْبٍ، فَأَخَذَهُ و أَدْرَجَهُ، و و ضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، قَالَ: فَكُفِّنَ فِيهِ.

قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ أَبُو يَعْقُوبَ: رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ ابْنِ الْخَصِيبِ‏ «2»، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْخَصِيبِ‏ «3»: سِرْ «4» جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ لَهُ‏ «5»: «أَنْتَ الْمُقَدَّمُ». فَمَا لَبِثَ‏ «6» إِلَّا أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ حَتّى‏ وُضِعَ الدَّهَقُ‏ «7» عَلى‏ سَاقِ ابْنِ الْخَصِيبِ‏ «8»، ثُمَّ نُعِيَ‏ «9».

قَالَ: و رُوِيَ‏ «10» عَنْهُ أَنَّهُ‏ «11»- حِينَ أَلَحَّ عَلَيْهِ ابْنُ الْخَصِيبِ‏ «12» فِي الدَّارِ الَّتِي يَطْلُبُهَا مِنْهُ- بَعَثَ إِلَيْهِ‏ «13»: «لَأَقْعُدَنَّ بِكَ مِنَ اللَّهِ- عَزَّ و جَلَّ- مَقْعَداً لَايَبْقى‏ لَكَ بَاقِيَةٌ «14»».

______________________________

 (1). في الوافي: «و دخلت».

 (2). هكذا في «ض، ف، بس». و في سائر النسخ و المطبوع: «أحمد بن الخضيب. و تقدّم ذيل السند السابق و جه‏صحّة ما أثبتناه. و في الإرشاد: «أحمد بن الخصيب يتسايران و قد قصر أبو الحسن عليه السلام عنه» بدل «ابن الخضيب».

 (3). هكذا في «ض، ف، بف» و الإرشاد. و في سائر النسخ و المطبوع: «الخضيب».

 (4). في «ف»: «سرّاً».

 (5). في «ف، بح، بس»:-/ «فقال له». و في «بر، بف» و الوافي: «قال له».

 (6). في «بح»: «لبثت».

 (7). «الدَهَق»: خشبتان يُغْمَز- أي يُعصَر- بهما الساق. ترتيب كتاب العين، ج 1، ص 602 (دهق).

 (8). هكذا في «ف، بف» و الإرشاد. و في سائر النسخ و المطبوع: «الخضيب».

 (9). «نُعِيَ»، أي اخبر بموته و اتي خبر موته و اذيع. يقال: نَعَى الميّتَ ينعاه نَعْياً و نَعِيّاً، إذا أذاع موته و أخبر به. راجع: النهاية، ج 5، ص 85 (نعا).

 (10). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول. و في المطبوع:-/ «و». و قرأه المجلسي: «رَوَى» معلوماً حيث قال: ضمير «قال» راجع إلى أحمد، و ضمير «روى» إلى أبي يعقوب. و جملة «بعث إليه» في محلّ رفع ب «روى».

 (11). هكذا في «ض، ف، بر، بس، بف». و في سائر النسخ و المطبوع:-/ «أنّه». و في «بح» و الوافي:-/ «عنه».

 (12). هكذا في «ض، ف، بر، بس» و الإرشاد. و في سائر النسخ و المطبوع: «الخضيب».

 (13). في الإرشاد: «قال: و ألحّ ابن الخصيب في الدار التي كان قد نزلها و طالبه بالانتقال منها و تسليمها إليه، فبعث‏إليه أبو الحسن عليه السلام» بدل «قال و روي عنه- إلى- بعث إليه».

 (14). في «ف»: «ما فيه».

606
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

فَأَخَذَهُ اللَّهُ- عَزَّ و جَلَّ- فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ. «1»

1327/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ:

أَخَذْتُ نُسْخَةَ كِتَابِ الْمُتَوَكِّلِ إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ يَحْيَى بْنِ هَرْثَمَةَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ و أَرْبَعِينَ و مِائَتَيْنِ، و هذِهِ نُسْخَتُهُ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ؛ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَارِفٌ بِقَدْرِكَ، رَاعٍ لِقَرَابَتِكَ، مُوجِبٌ لِحَقِّكَ، يُقَدِّرُ مِنَ الْأُمُورِ فِيكَ و فِي أَهْلِ بَيْتِكَ مَا أَصْلَحَ اللَّهُ بِهِ حَالَكَ وَ حَالَهُمْ، و ثَبَّتَ‏ «2» بِهِ عِزَّكَ و عِزَّهُمْ، و أَدْخَلَ الْيُمْنَ و الْأَمْنَ عَلَيْكَ و عَلَيْهِمْ، يَبْتَغِي بِذلِكَ رِضَاءَ رَبِّهِ و أَدَاءَ مَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ فِيكَ و فِيهِمْ، و قَدْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَرْفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّا كَانَ يَتَوَلَّاهُ مِنَ الْحَرْبِ و الصَّلَاةِ بِمَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؛ إِذْ «3» كَانَ عَلى‏ مَا ذَكَرْتَ مِنْ جَهَالَتِهِ بِحَقِّكَ، و اسْتِخْفَافِهِ بِقَدْرِكَ، و عِنْدَ مَا «4» قَرَفَكَ‏ «5» بِهِ، وَ نَسَبَكَ إِلَيْهِ مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي‏ «6» قَدْ عَلِمَ‏ «7» أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَرَاءَتَكَ مِنْهُ، و صِدْقَ نِيَّتِكَ فِي تَرْكِ مُحَاوَلَتِهِ، و أَنَّكَ لَمْ تُؤَهِّلْ‏ «8» نَفْسَكَ لَهُ، و قَدْ و لّى‏ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ يَلِي مِنْ ذلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ، و أَمَرَهُ بِإِكْرَامِكَ و تَبْجِيلِكَ، و الِانْتِهَاءِ إِلى‏ أَمْرِكَ و رَأْيِكَ، وَ التَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ و إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِذلِكَ، و أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُشْتَاقٌ إِلَيْكَ، يُحِبُ‏

______________________________

 (1). الإرشاد، ج 2، ص 305، بسنده عن أبي يعقوب، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 838، ح 1451.

 (2). في «بف»: «و تثبت». و في مرآة العقول: «و ثبت، عطف على «أصلح» على المجرّد؛ أو على التفعيل، فالضميرللَّه».

 (3). في «ج، بر، بف» و حاشية «بس»: «إذا».

 (4). في «ج»: «عندنا ما». و في «ف، بس»: «عندنا» بدون «ما». و في مرآة العقول: «و عند، عطف على إذ كان، و ربّمايقرأ عَنَد بصيغة الماضي عطفاً على كان، و هو تكلّف».

 (5). في «ف»: «قرّفك» بالتشديد. و في «بس»: «فرقك». و في «بح» و حاشية «ض»: «قرنك». و قوله: «قرفك به»، أي أضافه إليك و اتّهمك به. يقال: قَرَفَهُ بكذا، أي أضافه إليه و اتّهمه به. راجع: النهاية، ج 4، ص 45 (قرف).

 (6). في «ب، بر، بف» و حاشية «ج، ض» و شرح المازندراني و الوافي: «من الامور التي».

 (7). في «بر»:+/ «به».

 (8). في حاشية «بر»: «لم توصل».

607
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

إِحْدَاثَ الْعَهْدِ «1» بِكَ، و النَّظَرَ إِلَيْكَ، فَإِنْ‏ «2» نَشِطْتَ لِزِيَارَتِهِ‏ «3» و الْمُقَامِ قِبَلَهُ مَا رَأَيْتَ‏ «4»، شَخَصْتَ‏ «5» و مَنْ أَحْبَبْتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ و مَوَالِيكَ و حَشَمِكَ‏ «6» عَلى‏ مُهْلَةٍ و طُمَأْنِينَةٍ، تَرْحَلُ‏ «7» إِذَا شِئْتَ، و تَنْزِلُ إِذَا شِئْتَ، و تَسِيرُ كَيْفَ شِئْتَ، و إِنْ‏ «8» أَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ يَحْيَى بْنُ هَرْثَمَةَ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ و مَنْ مَعَهُ مِنَ الْجُنْدِ مُشَيِّعِينَ لَكَ، يَرْحَلُونَ‏ «9» بِرَحِيلِكَ‏ «10»، و يَسِيرُونَ بِسَيْرِكَ، فَالْأَمْرُ «11» فِي ذلِكَ إِلَيْكَ حَتّى‏ تُوَافِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِ و وُلْدِهِ و أَهْلِ بَيْتِهِ و خَاصَّتِهِ أَلْطَفَ مِنْهُ مَنْزِلَةً، و لَاأَحْمَدَ «12» لَهُ أُثْرَةً «13»، و لَاهُوَ لَهُمْ أَنْظَرَ، و عَلَيْهِمْ أَشْفَقَ، و بِهِمْ أَبَرَّ، و إِلَيْهِمْ أَسْكَنَ مِنْهُ إِلَيْكَ‏ «14» إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى‏، و السَّلَامُ عَلَيْكَ و رَحْمَةُ اللَّهِ و بَرَكَاتُهُ. و كَتَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ‏ «15»،

______________________________

 (1). «العهد»: اللقاء. يقال: عَهِدْتُهُ بمكان كذا: لقيته، و عهدي به قريب، أي لقائي. راجع: المصباح المنير، ص 435 (عهد).

 (2). في «ف، بف» و الوافي: «و إن».

 (3). في «بر»: «لزيارتك».

 (4). في «بس»: «رابت».

 (5). «شخصت»، أي ذهبتَ، من الشُخوص و هو السير من بلد إلى بلد. راجع: لسان العرب، ج 7، ص 46 (شخص).

 (6). حُشْمَةُ الرجل و حَشَمُهُ و أحشامه: خدمه أو خاصّته الذين يغضبون له من عبيد أو أهل أو جِيرة إذا أصابه أمر. لسان العرب، ج 12، ص 136 (حشم).

 (7). في «ف، بح»: «ترحّل».

 (8). في «ف»: «فإن».

 (9). في «ف»: «يرجلون».

 (10). في «ف»: «برجلك».

 (11). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بر» و الوافي و مرآة العقول و الإرشاد. و في سائر النسخ و المطبوع: «و الأمر».

 (12). في «ب» و حاشية «ج، ض، بر»: «و لا أجمل».

 (13). الاثْرَةُ: المَكْرَمَةُ- و هو فعل الكَرَم-؛ لأنّها تُؤْثَر، أي تُذْكَر و يَأْثُرُهُ قرن عن قرن يتحدّثون بها. و قيل: هي‏المكرمة المتوارثة. و قرأها المازندراني: أَثَرَة بالتحريك، كما في «ج». و هو الاسم من آثر يؤثر إيثاراً، إذا أعطى. ثمّ قال: «أراد أنّه يؤثرك و يتفضّل عليك على ما لا يؤثر و لا يتفضّل على غيرك من إخوته و أولاده و أهل بيته و أصحابه و صاحب سرّه. راجع: النهاية، ج 1، ص 22؛ لسان العرب، ج 4، ص 7 (أثر)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 305.

 (14). في «ف»:-/ «منه إليك».

 (15). في حاشية «ض»: «عيسى».

608
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ و آلِهِ و سَلَّمَ. «1»

1328/ 8. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُ‏ «2»، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ الْمُثَنّى‏ يَعْقُوبُ بْنُ يَاسِرٍ، قَالَ:

كَانَ الْمُتَوَكِّلُ يَقُولُ: و يْحَكُمْ، قَدْ أَعْيَانِي‏ «3» أَمْرُ ابْنِ الرِّضَا، أَبى‏ «4» أَنْ يَشْرَبَ مَعِي، أَوْ «5» يُنَادِمَنِي‏ «6»، أَوْ أَجِدَ مِنْهُ فُرْصَةً فِي‏ «7» هذَا «8».

فَقَالُوا لَهُ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ مِنْهُ‏ «9» فَهذَا أَخُوهُ مُوسى‏ «10» قَصَّافٌ‏ «11» عَزَّافٌ‏ «12»، يَأْكُلُ و يَشْرَبُ وَ يَتَعَشَّقُ، قَالَ‏ «13»: ابْعَثُوا «14» إِلَيْهِ، فَجِيئُوا «15» بِهِ حَتّى‏ نُمَوِّهَ‏ «16» بِهِ عَلَى النَّاسِ، و نَقُولَ: ابْنُ الرِّضَا.

______________________________

 (1). الإرشاد، ج 2، ص 309، مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله و آخره الوافي، ج 3، ص 838، ح 1452.

 (2). في «ف» و البحار: «الحسيني».

 (3). «أعياني»، أي أعجزني و حيّرني. راجع: لسان العرب، ج 15، ص 111 (عيى).

 (4). في البحار: «و جهدت» بدل «أبى».

 (5). في البحار: «و».

 (6). «ينادمني»، أي يجالسني على الشراب. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 573 (ندم).

 (7). في «ف»:-/ «في».

 (8). في البحار: «فامتنع، و جهدت أن آخذ فرصة في هذا المعنى فلم أجدها» بدل «أو أجد منه فرصة في هذا».

 (9). في البحار: «عن ابن الرضا ما تريده في هذه الحالة» بدل «منه».

 (10). في الوافي: «كأنّ موسى هذا هو الملقّب بالمبرقع المدفون بقمّ».

 (11). «قصّاف»، أي نديم مقيم في الأكل و الشرب؛ من القُصُوف بمعنى الإقامة في الأكل و الشرب. أو كاسِرٌ للعرض و نحوه؛ من القَصْف بمعنى الكسر. راجع: لسان العرب، ج 9، ص 283 (قصف)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 306؛ الوافي، ج 3، ص 841.

 (12). «عزّاف»، أي لاعب بالمعازف و الملاهي؛ من العَزْف، و هو اللعب بالمعازف، و هي الدُفوف و العود و الطنبور و غيرهما ممّا يُضْرَب. راجع: النهاية، ج 3، ص 230 (عزف).

 (13). في «ب، بر» و الوافي: «فقال».

 (14). في «ف»: «فابعثوا».

 (15). في البحار: «و جيئوا».

 (16). «التمويه»: التلبيس و المخادعة. و قد موّه فلان باطلَهُ، إذا زيّنه و أراه في صورة الحقّ. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2251؛ لسان العرب، ج 13، ص 544.

609
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

فَكَتَبَ إِلَيْهِ، و أُشْخِصَ مُكَرَّماً، و تَلَقَّاهُ‏ «1» جَمِيعُ بَنِي هَاشِمٍ و الْقُوَّادُ و النَّاسُ عَلى‏ أَنَّهُ‏ «2» إِذَا و افى‏ أَقْطَعَهُ قَطِيعَةً «3»، و بَنى‏ لَهُ فِيهَا، و حَوَّلَ الْخَمَّارِينَ و الْقِيَانَ‏ «4» إِلَيْهِ، و و صَلَهُ وَ بَرَّهُ، و جَعَلَ لَهُ مَنْزِلًا سَرِيّاً «5» حَتّى‏ يَزُورَهُ هُوَ «6» فِيهِ.

فَلَمَّا و افى‏ مُوسى‏ تَلَقَّاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَنْطَرَةِ و صِيفٍ- و هُوَ مَوْضِعٌ يُتَلَقّى‏ «7» فِيهِ الْقَادِمُونَ- فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، و و فَّاهُ‏ «8» حَقَّهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ‏ «9»: «إِنَّ هذَا الرَّجُلَ قَدْ أَحْضَرَكَ لِيَهْتِكَكَ‏ «10»، و يَضَعَ مِنْكَ، فَلَا تُقِرَّ لَهُ‏ «11» أَنَّكَ شَرِبْتَ نَبِيذاً قَطُّ».

فَقَالَ‏ «12» لَهُ مُوسى‏: فَإِذَا «13» كَانَ دَعَانِي لِهذَا، فَمَا حِيلَتِي؟ قَالَ: «فَلَا تَضَعْ‏ «14» مِنْ‏

______________________________

 (1). «تَلَقّاهُ»، أي استقبله. الصحاح، ج 6، ص 2484 (لقا).

 (2). الظرف متعلّق ب «كتب». و احتمل المجلسي كونه حالًا، أي كتب إليه على هذه الشروط، و «اشخص» إلى «و الناس» اعتراضيّة. و احتمل المجلسي أيضاً كون «الناس» مبتدأ و الظرف خبره، و الجملة حاليّة، أي الناس كانوا فيه على هذا الاعتقاد. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 307؛ مرآة العقول، ج 6، ص 129.

 (3). «أقطعه قطيعة»، أي أذن له في اقتطاعِها، أي أَخْذِها. أو جعلها مِلْكاً له، أو أعطاه إيّاها. و القطيعة: طائفة من أرض الخراج، و اسم لذلك الشي‏ء الذي يُقْطَعُ. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 280؛ المصباح المنير، ص 509 (قطع).

 (4). قال ابن الأثير: «القِيانُ: جمع القَيْنَة، و هي الأمة غنّت أو لم تغنّ، و الماشطة. و كثيراً تطلق على المغنّية من الإماء». و قال الفيروزآبادي: «القَيْنُ: العبد، و الجمع: قِيان». راجع: النهاية، ج 4، ص 135؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1611 (قين).

 (5). في «ف»: «سرباً». و «السَرِيُّ»: الشريف و النفيس. قال المازندراني: «و المنزل السَرِيّ: المنزل الشريف النفيس المختار الموافق للطبع بحسب الكمّ و الكيف و حسن المنظر». راجع: النهاية، ج 2، ص 363 (سرى).

 (6). في «بح»: «و هو».

 (7). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار. و في المطبوع: «تتلقّى».

 (8). في حاشية «بس»: «وافاه».

 (9). في «بر»:-/ «له».

 (10). في «بر»: «لهتكك».

 (11). في «ف»: «فلا تقوّله».

 (12). في «بر»: «قال».

 (13). في «ف»: «إذا» بدون الفاء.

 (14). في «ف»: «فلا تضيّع».

610
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

قَدْرِكَ، و لَاتَفْعَلْ؛ فَإِنَّمَا أَرَادَ هَتْكَكَ». فَأَبى‏ عَلَيْهِ، فَكَرَّرَ عَلَيْهِ‏ «1»، فَلَمَّا رَأى‏ أَنَّهُ لَايُجِيبُ، قَالَ‏ «2»: «أَمَا إِنَّ هذَا مَجْلِسٌ لَاتُجْمَعُ‏ «3» أَنْتَ و هُوَ عَلَيْهِ أَبَداً». فَأَقَامَ‏ «4» ثَلَاثَ سِنِينَ يُبَكِّرُ «5» كُلَّ يَوْمٍ، فَيُقَالُ‏ «6» لَهُ‏ «7»: قَدْ تَشَاغَلَ الْيَوْمَ، فَرُحْ، فَيَرُوحُ، فَيُقَالُ: قَدْ سَكِرَ «8»، فَبَكِّرْ، فَيُبَكِّرُ، فَيُقَالُ: شَرِبَ‏ «9» دَوَاءً، فَمَا زَالَ عَلى‏ هذَا «10» ثَلَاثَ سِنِينَ حَتّى‏ قُتِلَ الْمُتَوَكِّلُ، و لَمْ يَجْتَمِعْ مَعَهُ عَلَيْهِ. «11»

1329/ 9. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ «12»، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ف»:-/ «عليه». و في البحار:+/ «القول و الوعظ و هو مقيم على خلافه».

 (2). في «بر، بف» و الوافي:+/ «له».

 (3). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار: «لا تجتمع». و في «ف»: «لا يجتمع».

 (4). في البحار:+/ «موسى».

 (5). في حاشية «بر»: «فيبكّر». و «يُبَكِّر»، أي يأتي بُكْرَةً، و هو أوّل النهار. لسان العرب، ج 4، ص 76 (بكر).

 (6). في «بر»: «فقال».

 (7). في البحار:-/ «له».

 (8). في «بح»: «يبكر».

 (9). في البحار: «قد شرب».

 (10). في «بس»: «هذه».

 (11). الإرشاد، ج 2، ص 307، عن الحسين بن الحسن الحسني، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 840، ح 1453؛ البحار، ج 50، ص 158، ح 49.

 (12). هكذا في «ب، ج». و في «ض، ف، بح، بر، بس، بف» و المطبوع: «زيد بن عليّ بن الحسن بن زيد».

و الصواب ما أثبتناه؛ فإنّ عليّ بن الحسن بن زيد المشهور، هو عليّ بن الحسنَ بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، و ليس له و لَدٌ يُسمّى‏ بزيد، بل عقبه من رجل و احد، و هو عبد اللَّه راجع: تهذيب الأنساب، ص 139؛ المجدي في أنساب الطالبيين، ص 35؛ الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة، ص 63؛ الفخري في أنساب الطالبيين، ص 156.

و أمّا زيد هذا، فهو زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. راجع: تهذيب الأنساب، ص 205؛ المجدي في أنساب الطالبيين، ص 164؛ الشجرة المباركة في أنساب الطالبية، ص 137؛ و انظر أيضاً: تاريخ الطبري، ج 8، ص 291، و ص 305، و ص 350.

ثمّ إنّ الخبر أورده المفيد في الإرشاد، ج 2، ص 308، و فيه أيضاً «زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد».

611
الکافي2 (ط - دارالحديث)

123 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان ص : 597

مَرِضْتُ، فَدَخَلَ الطَّبِيبُ عَلَيَّ لَيْلًا، فَوَصَفَ‏ «1» لِي دَوَاءً بِلَيْلٍ‏ «2» آخُذُهُ‏ «3» كَذَا و كَذَا يَوْماً، فَلَمْ يُمْكِنِّي، فَلَمْ يَخْرُجِ‏ «4» الطَّبِيبُ مِنَ الْبَابِ حَتّى‏ و رَدَ عَلَيَّ نَصْرٌ بِقَارُورَةٍ «5» فِيهَا ذلِكَ الدَّوَاءُ بِعَيْنِهِ، فَقَالَ لِي: أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، و يَقُولُ لَكَ‏ «6»: «خُذْ هذَا الدَّوَاءَ كَذَا وَ كَذَا يَوْماً». فَأَخَذْتُهُ، فَشَرِبْتُهُ، فَبَرَأْتُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: يَأْبَى الطَّاعِنُ‏ «7»، أَيْنَ الْغُلَاةُ عَنْ هذَا الْحَدِيثِ‏ «8»؟ «9»

______________________________

 (1). في «ض» و الإرشاد: «و وصف».

 (2). في «ض»: «بلبل». و في «بر»: «بليلة». و في «بح» و الوافي:-/ «بليل». و جعل المازندراني الباء جزء الكلمة المجرورة بالإضافة، حيث قال: «البَلِيلُ و البَلِيلَةُ: ريح تحدث من بلّة و رطوبة توجب استرخاء الأعضاء و تحرّكها، و هو الذي يسمّونه بالفالِج، و هو داء معروف يرخّي بعض البدن». و نسبه المجلسي إلى التصحيف، و ردّه المحقّق الشعراني بقوله: «جعل الشارح الباء في بليل جزءاً من الكلمة و اشتقاقه من بلل، و الصحيح أنّ الباء جارّة، و الليل بمعناه المعروف، و الدواء الذي يشرب ليلًا و ينام عليه يسمّى في عرف الأطبّاء بالشبيار، و هو المقصود». راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 309؛ مرآة العقول، ج 6، ص 130؛ لسان العرب، ج 11، ص 64 (بلل)؛ و ج 2، ص 346 (فلج).

 (3). في مرآة العقول: «أخذه». و في الإرشاد: «آخذه في السحر» بدل «بليل آخذه».

 (4). في «ض»: «و لم يخرج». و في الإرشاد: «تحصيله من الليل و خرج» بدل «فلم يخرج».

 (5). في الإرشاد: «و ورد صاحب أبي الحسن عليه السلام في الحال و معه صرّة» بدل «حتّى و رد عليّ نصر بقارورة». و «القارُورَةُ»: إناء يجعل فيه الشراب و غيره. سمّي بها لاستقرار الشراب و غيره فيه. و قيل: لا يكون إلّامن الزجاج خاصّة. راجع: النهاية، ج 4، ص 39؛ لسان العرب، ج 5، ص 87 (قرر).

 (6). في «ج، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و الإرشاد:-/ «لك».

 (7). في الإرشاد: «يا محمّد» بدل «يأبى الطاعن».

 (8). في الوافي: «لعلّ المراد بقوله: «يأبى الطاعن» أنّ من يطعن فيهم عليهم السلام لايقبل هذه الكرامة؛ و بقوله: «أين الغلاة عن هذا الحديث» أين هم حتّى يتمسّكوا به على معتقدهم».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 308، عن محمّد بن عليّ الوافي، ج 3، ص 841، ح 1454.

612
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

 

124- بَابُ‏ «1» مَوْلِدِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ‏

وُلِدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «2» فِي شَهْرِ رَمَضَانَ- و فِي نُسْخَةٍ أُخْرى‏: فِي شَهْرِ «3» رَبِيعٍ الْآخِرِ- سَنَةَ اثْنَتَيْنِ و ثَلَاثِينَ و مِائَتَيْنِ؛ و قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ‏ «4» سَنَةَ سِتِّينَ و مِائَتَيْنِ و هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ و عِشْرِينَ سَنَةً، و دُفِنَ فِي دَارِهِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ بِسُرَّ مَنْ رَأى‏؛ و أُمُّهُ أُمُّ و لَدٍ يُقَالُ لَهَا: حُدَيْثُ‏ «5». «6»

1330/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ و مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و غَيْرُهُمَا، قَالُوا:

كَانَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَاقَانَ عَلَى الضِّيَاعِ‏ «7» و الْخَرَاجِ‏ «8» بِقُمَّ، فَجَرى‏ فِي مَجْلِسِهِ يَوْماً ذِكْرُ الْعَلَوِيَّةِ و مَذَاهِبِهِمْ‏ «9»، و كَانَ شَدِيدَ النَّصْبِ‏ «10»، فَقَالَ‏ «11»: مَا رَأَيْتُ‏

______________________________

 (1). في «ب، ض، ف، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (2). في «بس» و الوافي: «الحسن بن عليّ».

 (3). في «ض، ف، بس»:-/ «رمضان، و في نسخة اخرى: في شهر».

 (4). في حاشية «ج»: «رمضان».

 (5). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و سائر النسخ التي بأيدينا و الوافي. و في المطبوع:+/ « [و قيل: سوسن‏]». و «حديث» فيه التأنيث و العلميّة. و التصغير لم يُزِل شيئاً منهما حتّى ينصرف.

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 313، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 862، ذيل ح 1482؛ البحار، ج 50، ص 335، ح 10، و فيه إلى قوله: «بسرّ من رأى».

 (7). «الضِياع»: جمع الضَيْعَة، و هو العَقار، و هو كلّ ملك ثابت له أصل، كالدار و النخل. و ربّما اطلق على المتاع. راجع: المصباح المنير، ص 366 (ضيع).

 (8). «الخَراج»: ما يخرج من غَلَّة الأرض أو الغلام، و الغَلَّة: الدَخْل من كِراء دار أو فائدة أرض و نحو ذلك. ثمّ سمّي الإتاوة خراجاً، و هو ما يأخذه السلطان من أموال الناس. راجع: المغرب، ص 141؛ لسان العرب، ج 2، ص 251 (خرج).

 (9). في «حاشية «ج»: «مناهبهم».

 (10). في الإرشاد:+/ «و الانحراف عن أهل البيت عليهم السلام». و «النَصْبُ»: المعاداة. يقال: نَصَبَ فلان لفلان نصباً، أي عاداه. و منه الناصب، و هو الذي يتظاهر بعداوة أهل البيت عليهم السلام أو لمواليهم لأجل متابعتهم لهم. قال في القاموس: «النَواصِب و الناصبيّة و أهل النَصْب: المتديّنون بِبِغْضَة عليّ رضى الله عنه، لأنّهم نَصَبوا له، أي عادَوْه». راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 230؛ مجمع البحرين، ج 2، ص 173 (نصب).

 (11). في «ف»: «فقالوا».

613
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

وَ لَاعَرَفْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأى‏ رَجُلًا «1» مِنَ الْعَلَوِيَّةِ مِثْلَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا فِي هَدْيِهِ‏ «2» و سُكُونِهِ‏ «3» و عَفَافِهِ‏ «4» و نُبْلِهِ‏ «5» و كَرَمِهِ‏ «6» عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِهِ و بَنِي هَاشِمٍ‏ «7» و تَقْدِيمِهِمْ إِيَّاهُ عَلى‏ ذَوِي السِّنِ‏ «8» مِنْهُمْ و الْخَطَرِ «9»، و «10» كَذلِكَ‏ «11» الْقُوَّادِ و الْوُزَرَاءِ و عَامَّةِ النَّاسِ؛ فَإِنِّي‏ «12» كُنْتُ يَوْماً قَائِماً عَلى‏ رَأْسِ أَبِي و هُوَ يَوْمُ مَجْلِسِهِ لِلنَّاسِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ‏ «13» حُجَّابُهُ، فَقَالُوا «14»: أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الرِّضَا بِالْبَابِ، فَقَالَ‏ «15» بِصَوْتٍ عَالٍ: ائْذَنُوا لَهُ، فَتَعَجَّبْتُ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ جَسَرُوا يُكَنُّونَ رَجُلًا عَلى‏ أَبِي بِحَضْرَتِهِ، و لَمْ يُكَنَ‏ «16» عِنْدَهُ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد:-/ «رجلًا».

 (2). «الهَدْيُ»: الطريقة و السيرة. و احتمل المازندراني كونه بضمّ الهاء بمعنى الرشاد و هو خلاف الضلالة. راجع: النهاية، ج 5، ص 253 (هدا)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 211.

 (3). في «ف»: «سكوته». و «السُكون»: الوَقار. و تقول للوَقور: عليه السُكون و السكينة. قال المازندراني: «السكون: الوقار في الحركة و السير، و التأنّي في الضرّاء و السرّاء، و الخضوع في الباطن و الظاهر». راجع: لسان العرب، ج 13، ص 213 (سكن)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 211.

 (4). «العِفّة» و «العَفاف»: الكفّ عمّا لا يحلّ و لا يجمل. قال الراغب: هي حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة. راجع: المفردات للراغب، ص 573؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1116 (عفف).

 (5). في «ج، ض، بس» و حاشية «ب، بح»: «بذله». و «النُبْلُ»: الذَكاء و الفضل و النجابة. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 640 (نبل).

 (6). في الإرشاد: «كبرته». و قال الراغب: «الكَرَمُ: إذا وُصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق و الأفعال المحمودة التي تظهر منه، و لا يقال: هو كريم حتّى يظهر ذلك منه». و قال ابن الأثير: «الكريم: الجامع لأنواع الخير و الشرف و الفضائل». المفردات للراغب، ص 707؛ النهاية، ج 4، ص 166 (كرم).

 (7). في الإرشاد:+/ «كافّة».

 (8). في «ف»: «ألسُنٍ».

 (9). «الخَطَرُ»: ارتفاعُ القَدْرِ و المالُ و الشرفُ و المنزلةُ. لسان العرب، ج 4، ص 251 (خطر).

 (10). في الإرشاد:-/ «و».

 (11). في الإرشاد:+/ «كانت حاله عند».

 (12). في الإرشاد: «فاذكر إنّني».

 (13). في الإرشاد:-/ «عليه».

 (14). في «ب، ض»:+/ «له». و في «بر، بس، بف»: «فقال».

 (15). في «ب، ض»:+/ «لهم».

 (16). في الإرشاد: «و من جسارتهم أن يكنّوا رجلًا بحضرة أبي و لم يكن يكنّى» بدل «أنّهم جسروا- إلى- و لم‏يكنّ».

614
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

إِلَّا خَلِيفَةٌ، أَوْ و لِيُّ عَهْدٍ، أَوْ «1» مَنْ أَمَرَ السُّلْطَانُ أَنْ‏ «2» يُكَنّى‏، فَدَخَلَ رَجُلٌ أَسْمَرُ «3»، حَسَنُ الْقَامَةِ، جَمِيلُ الْوَجْهِ، جَيِّدُ الْبَدَنِ، حَدَثُ‏ «4» السِّنِّ، لَهُ جَلَالَةٌ و هَيْبَةٌ «5»، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَبِي، قَامَ يَمْشِي‏ «6» إِلَيْهِ خُطًى، و لَاأَعْلَمُهُ فَعَلَ هذَا بِأَحَدٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ و الْقُوَّادِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ عَانَقَهُ، و قَبَّلَ و جْهَهُ و صَدْرَهُ، و أَخَذَ بِيَدِهِ، و أَجْلَسَهُ عَلى‏ مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، و جَلَسَ إِلى‏ جَنْبِهِ مُقْبِلًا عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، و جَعَلَ يُكَلِّمُهُ، و يَفْدِيهِ بِنَفْسِهِ، و أَنَا مُتَعَجِّبٌ مِمَّا أَرى‏ مِنْهُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ‏ «7» الْحَاجِبُ، فَقَالَ: الْمُوَفَّقُ‏ «8» قَدْ جَاءَ- و كَانَ الْمُوَفَّقُ إِذَا دَخَلَ عَلى‏ أَبِي تَقَدَّمَ‏ «9» حُجَّابُهُ و خَاصَّةُ قُوَّادِهِ- فَقَامُوا بَيْنَ مَجْلِسِ أَبِي و بَيْنَ بَابِ الدَّارِ سِمَاطَيْنِ‏ «10» إِلى‏ أَنْ يَدْخُلَ و «11» يَخْرُجَ، فَلَمْ يَزَلْ أَبِي مُقْبِلًا عَلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُهُ حَتّى‏ نَظَرَ إِلى‏ غِلْمَانِ الْخَاصَّةِ «12»، فَقَالَ حِينَئِذٍ «13»: إِذَا شِئْتَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ‏ «14»، ثُمَّ قَالَ لِحُجَّابِهِ: خُذُوا بِهِ خَلْفَ السِّمَاطَيْنِ حَتّى‏ «15» لَايَرَاهُ هذَا- يَعْنِي الْمُوَفَّقَ- فَقَامَ و قَامَ‏

______________________________

 (1). في «ف»: «و».

 (2). في «ب»:-/ «أن».

 (3). «الأسمر»: من كان لونه السُمْرة، و هي منزلة بين السواد و البياض. و قيل: هو لون يضرب إلى سواد خفيّ. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 376 (سمر).

 (4). في الإرشاد: «حديث».

 (5). في الإرشاد: «هَيْئة حسنة» بدل «هيبة».

 (6). في «ف» و الإرشاد: «فمشى».

 (7). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي و الإرشاد:-/ «عليه».

 (8). في شرح المازندراني، ج 7، ص 312: «هو موفّق بن المتوكّل أخو المعتمد بن المتوكّل، و كان أمير عساكره و انتقلت الخلافة بعد المعتمد إلى ابن الموفّق أحمد الملقّب بالمعتضد». و في هامشه عن المحقّق الشعراني: «قوله: كان أمير عساكره، بل كان الأمر بيده و لم يكن للمعتمد أخيه- و هو الخليفة- أمر أصلًا، و كان مشغولًا باللهو و اللذّات، و قيل: احتاج يوماً إلى ثلاثمائة دينار فلم يجدها لتضييق الموفّق عليه، و مات للإفراط في الشرب».

 (9). في «ف، بس، بف» و الوافي: «يقدّم». و في الإرشاد: «يقدّمه».

 (10). سِماط القوم: صَفُّهم. و يقال: قام القوم حوله سِماطين، أي صَفّين، و كلّ صفّ من الرجال سِماط. لسان‏العرب، ج 7، ص 325 (سمط).

 (11). في «بر»: «ثمّ».

 (12). من إضافة الموصوف إلى الصفة.

 (13). في الإرشاد:+/ «له».

 (14). أي إذا شئت فقم.

 (15). في «ج، ض، ف، بس» و الإرشاد:-/ «حتّى».

615
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

أَبِي، و عَانَقَهُ‏ «1»، و مَضى‏.

فَقُلْتُ لِحُجَّابِ أَبِي و غِلْمَانِهِ: و يْلَكُمْ، مَنْ هذَا الَّذِي كَنَّيْتُمُوهُ عَلى‏ «2» أَبِي، و فَعَلَ بِهِ أَبِي هذَا الْفِعْلَ؟ فَقَالُوا: هذَا عَلَوِيٌّ يُقَالُ لَهُ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُعْرَفُ بِابْنِ الرِّضَا، فَازْدَدْتُ تَعَجُّباً «3»، و لَمْ أَزَلْ يَوْمِي ذلِكَ قَلِقاً «4» مُتَفَكِّراً «5» فِي أَمْرِهِ و أَمْرِ أَبِي، و مَا رَأَيْتُ فِيهِ‏ «6» حَتّى‏ كَانَ اللَّيْلُ، و كَانَتْ‏ «7» عَادَتُهُ أَنْ يُصَلِّيَ الْعَتَمَةَ «8»، ثُمَّ يَجْلِسَ، فَيَنْظُرَ فِيمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْمُؤَامَرَاتِ‏ «9» و مَا يَرْفَعُهُ‏ «10» إِلَى السُّلْطَانِ.

فَلَمَّا «11» صَلّى‏ و جَلَسَ، جِئْتُ، فَجَلَسْتُ‏ «12» بَيْنَ يَدَيْهِ و لَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ، فَقَالَ لِي‏ «13»: يَا أَحْمَدُ، لَكَ‏ «14» حَاجَةٌ؟ قُلْتُ‏ «15»: نَعَمْ يَا أَبَهْ، فَإِنْ أَذِنْتَ لِي‏ «16» سَأَلْتُكَ عَنْهَا، فَقَالَ‏ «17»: قَدْ أَذِنْتُ لَكَ‏ «18» يَا بُنَيَّ، فَقُلْ‏ «19» مَا أَحْبَبْتَ‏ «20»، قُلْتُ: يَا أَبَهْ، مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتُكَ بِالْغَدَاةِ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ مِنَ الْإِجْلَالِ و الْكَرَامَةِ و التَّبْجِيلِ، و فَدَيْتَهُ بِنَفْسِكَ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد: «فعانقه».

 (2). في الإرشاد: «بحضرة».

 (3). في حاشية «ج، ض، بح»: «عجباً».

 (4). «قَلِقاً»، أي مضطرباً؛ من القَلَق بمعنى الانزعاج و الاضطراب. راجع: لسان العرب، ج 10، ص 323- 324 (قلق).

 (5). في الإرشاد: «مفكّراً».

 (6). في الإرشاد: «ما رأيته منه».

 (7). في «ف»: «و كان». و في «بح»: «فكانت».

 (8). «العَتَمة»: ثلث الليل الأوّلُ بعد غيبوبة الشفق. و قيل: العَتَمة: و قت صلاة العشاء الأخيرة، سمّيت بذلك لاستعتار نَعَمِها. و المراد هنا صلاة العشاء الآخرة. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 381 (عتم).

 (9). «المؤامرات»: المشاورات. قال الجوهري: «الائتمار و الاستئمار: المشاورة، و كذلك التآمر، على و زن التفاعل». الصحاح، ج 2، ص 582 (أمر).

 (10). في حاشية «ج»: «فيرفعه» بدل «و ما يرفعه».

 (11). في «ف»:+/ «كان».

 (12). في الإرشاد: «و جلست».

 (13). في «بس»:-/ «لي».

 (14). في الإرشاد: «أ لك».

 (15). في الإرشاد: «فقلت».

 (16). في «بس، بف» و الإرشاد:-/ «لي».

 (17). في «بس»: «قال».

 (18). في «ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي:-/ «لك».

 (19). «فى «بس»:+/ «يا بنيّ».

 (20). في الإرشاد:-/ «لك يا بني، فقل ما أحببت».

616
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

وَ أَبَوَيْكَ؟

فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، ذَاكَ‏ «1» إِمَامُ الرَّافِضَةِ، ذَاكَ‏ «2» الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرِّضَا.

فَسَكَتَ سَاعَةً «3»، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ، لَوْ زَالَتِ الْإِمَامَةُ عَنْ خُلَفَاءِ «4» بَنِي الْعَبَّاسِ، مَا اسْتَحَقَّهَا أَحَدٌ «5» مِنْ بَنِي هَاشِمٍ غَيْرُ هذَا، و إِنَّ هذَا لَيَسْتَحِقُّهَا «6» فِي فَضْلِهِ‏ «7» و عَفَافِهِ وَ هَدْيِهِ‏ «8» و صِيَانَتِهِ و زُهْدِهِ و عِبَادَتِهِ و جَمِيلِ أَخْلَاقِهِ و صَلَاحِهِ، و لَوْ رَأَيْتَ أَبَاهُ رَأَيْتَ رَجُلًا جَزْلًا «9» نَبِيلًا فَاضِلًا.

فَازْدَدْتُ قَلَقاً و تَفَكُّراً و غَيْظاً عَلى‏ أَبِي و مَا سَمِعْتُ مِنْهُ، و اسْتَزَدْتُهُ‏ «10» فِي فِعْلِهِ وَ قَوْلِهِ فِيهِ مَا قَالَ‏ «11»، فَلَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ «12» بَعْدَ ذلِكَ إِلَّا السُّؤَالُ‏ «13» عَنْ خَبَرِهِ، و الْبَحْثُ عَنْ أَمْرِهِ، فَمَا سَأَلْتُ أَحَداً مِنْ بَنِي هَاشِمٍ و الْقُوَّادِ و الْكُتَّابِ و الْقُضَاةِ و الْفُقَهَاءِ و سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا و جَدْتُهُ عِنْدَهُ فِي غَايَةِ الْإِجْلَالِ و الْإِعْظَامِ و الْمَحَلِّ الرَّفِيعِ و الْقَوْلِ الْجَمِيلِ‏

______________________________

 (1). في حاشية «بر»: «ذلك».

 (2). في «ج»: «ذلك». و في الإرشاد:-/ «ذاك».

 (3). في الإرشاد: «ثمّ سكت ساعة و أنا ساكت».

 (4). في الإرشاد: «خلفائنا».

 (5). في «بر»:+/ «من الناس».

 (6). في «بف»: «يستحقّها» بدون اللام.

 (7). في مرآة العقول عن بعض النسخ: «من فضله». و في الإرشاد: «غيره لفضله» بدل «غير هذا، و إنّ هذا ليستحقّها في فضله».

 (8). في «ج، ض»: «هداه».

 (9). في «بس»: «جزيلًا». و «الجزل»: الكريم المِعْطاءِ و الثقيف و العاقل الأصيل الرأي. أو القويّ في الكلام، المتين الشديد الفصيح. راجع: لسان العرب، ج 11، ص 109؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1292 (جزل).

 (10). «ف»: «فاستزدته». و قوله: «و استزدته» عطف على «سمعت»، أي و ما عددته زائداً على ما ينبغي له. قال‏المجلسي: «و قيل: استزدته، أي عددته مستقصراً؛ حيث أقرّ بصحّة مذهب الرافضة، أخذاً من قول صاحب القاموس: استزاده: استقصره و طلب منه الزيادة. و ما ذكرناه أظهر». راجع: الوافي، ج 3، ص 847؛ مرآة العقول، ج 6، ص 142؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 418 (زيد).

 (11). في الإرشاد: «و ما سمعت منه فيه، و رأيت من فعله به» بدل «و ما سمعت منه و استزدته في فعله و قوله فيه ماقال».

 (12). في «بر»: «همّ». و في الإرشاد: «همّه».

 (13). يجوز فيها و في قوله «و البحث» النصب أيضاً.

617
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

وَ التَّقَدُّمِ‏ «1» لَهُ عَلى‏ جَمِيعِ أَهْلِ بَيْتِهِ و مَشَايِخِهِ، فَعَظُمَ‏ «2» قَدْرُهُ عِنْدِي؛ إِذْ «3» لَمْ أَرَ لَهُ و لِيّاً وَ لَاعَدُوّاً إِلَّا و هُوَ يُحْسِنُ الْقَوْلَ فِيهِ و الثَّنَاءَ عَلَيْهِ.

فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ: يَا أَبَا بَكْرٍ «4»، فَمَا خَبَرُ أَخِيهِ جَعْفَرٍ «5»؟ فَقَالَ‏ «6»: و «7» مَنْ جَعْفَرٌ فَتَسْأَلَ‏ «8» عَنْ خَبَرِهِ، أَوْ «9» يُقْرَنَ‏ «10» بِالْحَسَنِ؟ جَعْفَرٌ مُعْلِنُ الْفِسْقِ‏ «11»، فَاجِرٌ، مَاجِنٌ‏ «12»، شِرِّيبٌ لِلْخُمُورِ «13»، أَقَلُّ مَنْ رَأَيْتُهُ مِنَ الرِّجَالِ، و أَهْتَكُهُمْ لِنَفْسِهِ، خَفِيفٌ، قَلِيلٌ فِي نَفْسِهِ، و «14» لَقَدْ و رَدَ «15» عَلَى السُّلْطَانِ و أَصْحَابِهِ فِي و قْتِ و فَاةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ مَا «16» تَعَجَّبْتُ مِنْهُ، و مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكُونُ، و ذلِكَ أَنَّهُ لَمَّا اعْتَلَّ، بَعَثَ إِلى‏ أَبِي أَنَّ ابْنَ الرِّضَا قَدِ اعْتَلَّ، فَرَكِبَ مِنْ سَاعَتِهِ، فَبَادَرَ «17» إِلى‏ دَارِ الْخِلَافَةِ، ثُمَّ رَجَعَ مُسْتَعْجِلًا و مَعَهُ خَمْسَةٌ «18» مِنْ خَدَمِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كُلُّهُمْ مِنْ ثِقَاتِهِ و خَاصَّتِهِ، فِيهِمْ نِحْرِيرٌ «19»، فَأَمَرَهُمْ‏ «20» بِلُزُومِ دَارِ الْحَسَنِ و تَعَرُّفِ خَبَرِهِ و حَالِهِ، و بَعَثَ إِلى‏ نَفَرٍ مِنَ‏

______________________________

 (1). هكذا في «ج، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في سائر النسخ و المطبوع: «و التقديم».

 (2). في «ف»: «فعظّم» بالتشديد.

 (3). في «ب»: «إذا».

 (4). في الإرشاد:-/ «يا أبا بكر».

 (5). في الإرشاد:+/ «و كيف كان منه في المحلّ». و جعفر هو المشهور بالكذّاب.

 (6). في «ب، بر»: «قال».

 (7). في «بر، بس»:-/ «و».

 (8). في «ب، ض، ف، بح، بر، بف» و الوافي و الإرشاد: «فيسأل». و في «ج»: «فتُسأل». و في «بس»: «فتساءل».

 (9). في «بر»: «و». و في «بف»: «أم».

 (10). في «ج»: «تُقْرِن».

 (11). في الإرشاد: «الفسوق».

 (12). في الإرشاد:-/ «ماجن». و «الماجن»: من لا يبالي قولًا و فعلًا، كأنّه صلب الوجه. القاموس المحيط، ج 2، ص 1620 (مجن).

 (13). في شرح المازندراني: «للمخمور».

 (14). في مرآة العقول:+/ «و اللَّه».

 (15). في «بف»: «اورد».

 (16). «ما» فاعل «ورد».

 (17). في الإرشاد:-/ «فبادر».

 (18). في حاشية «ب، ف»:+/ «نفر».

 (19). في الوافي: «كان شقيّاً من الأشقياء».

 (20). في الإرشاد: «و أمرهم».

618
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

الْمُتَطَبِّبِينَ‏ «1»، فَأَمَرَهُمْ بِالِاخْتِلَافِ إِلَيْهِ‏ «2» و تَعَاهُدِهِ‏ «3» صَبَاحاً و مَسَاءً.

فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذلِكَ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، أُخْبِرَ أَنَّهُ قَدْ ضَعُفَ، فَأَمَرَ الْمُتَطَبِّبِينَ بِلُزُومِ دَارِهِ، و بَعَثَ إِلى‏ قَاضِي الْقُضَاةِ، فَأَحْضَرَهُ مَجْلِسَهُ، و أَمَرَهُ أَنْ يَخْتَارَ مِنْ أَصْحَابِهِ‏ «4» عَشَرَةً مِمَّنْ يُوثَقُ بِهِ‏ «5» فِي دِينِهِ و أَمَانَتِهِ و و رَعِهِ‏ «6»، فَأَحْضَرَهُمْ‏ «7»، فَبَعَثَ بِهِمْ‏ «8» إِلى‏ دَارِ الْحَسَنِ، وَ أَمَرَهُمْ بِلُزُومِهِ لَيْلًا و نَهَاراً، فَلَمْ يَزَالُوا هُنَاكَ حَتّى‏ تُوُفِّيَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «9»، فَصَارَتْ‏ «10» سُرَّ مَنْ رَأى‏ ضَجَّةً «11» و احِدَةً، و بَعَثَ السُّلْطَانُ إِلى‏ دَارِهِ مَنْ فَتَّشَهَا، و فَتَّشَ حُجَرَهَا، و خَتَمَ عَلى‏ جَمِيعِ مَا فِيهَا، و طَلَبُوا أَثَرَ «12» و لَدِهِ، و جَاؤُوا بِنِسَاءٍ يَعْرِفْنَ الْحَمْلَ، فَدَخَلْنَ إِلى‏ «13» جَوَارِيهِ يَنْظُرْنَ إِلَيْهِنَّ، فَذَكَرَ «14» بَعْضُهُنَّ أَنَّ هُنَاكَ جَارِيَةً بِهَا حَمْلٌ‏ «15»، فَجُعِلَتْ فِي حُجْرَةٍ، و وُكِّلَ بِهَا نِحْرِيرٌ الْخَادِمُ و أَصْحَابُهُ و نِسْوَةٌ مَعَهُمْ.

ثُمَّ أَخَذُوا بَعْدَ ذلِكَ فِي تَهْيِئَتِهِ‏ «16»، و عُطِّلَتِ الْأَسْوَاقُ، و رَكِبَتْ‏ «17» بَنُو هَاشِمٍ و الْقُوَّادُ

______________________________

 (1). «المُتَطَبِّبُ»: هو الذي يعاني الطبَّ- أي يلابسه و يباشره- و لا يعرفه معرفة جيّدة. النهاية، ج 3، ص 110 (طبب).

 (2). «الاختلاف»: التردّد. يقال: اختلف إلى المكان، أي تردّد، أي جاء مرّة بعد اخرى. راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1076 (خلف).

 (3). في الإرشاد: «تعهّده». و قال الجوهري: «التعهّد: التحفّظ بالشي‏ء و تجديد العهد به. و تعهّدتُ فلاناً و تعهّدتُ ضيعتي، و هو أفصح من قولك: تعاهدتُه؛ لأنّ التعاهد إنّما يكون بين اثنين». الصحاح، ج 2، ص 516 (عهد).

 (4). في الإرشاد:-/ «من أصحابه».

 (5). في «بح»:-/ «به».

 (6). في الإرشاد: «ورعه و أمانته».

 (7). في «ف»: «فأخبرهم».

 (8). في «ف»:-/ «بهم».

 (9). في «ب، ف، بر، بف»: «رحمة اللَّه عليه و رضوانه». و في «بح»: «رحمه اللَّه».

 (10). في الإرشاد: «فلمّا ذاع خبر و فاته صارت» بدل «فصارت».

 (11). في «ف»: «صيحة».

 (12). في «ج، بح»: «إثر».

 (13). في «ج، ض، ف، بر، بس، بف»: «على».

 (14). في «ف»: «فذكرت».

 (15). في «ب، ج، ض، ف، بس» و حاشية «بف» و الوافي: «حَبَل».

 (16). في الإرشاد:-/ «و بعث السلطان- إلى- في تهيئته».

 (17). في «بس»: «و ركبوا». على لغة: أكلوني البراغيث، أو «بنو هاشم» و ما بعده بدل. و في الإرشاد: «و ركب».

619
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

وَ أَبِي‏ «1» و سَائِرُ النَّاسِ إِلى‏ جَنَازَتِهِ، فَكَانَتْ سُرَّ مَنْ رَأى‏ يَوْمَئِذٍ شَبِيهاً بِالْقِيَامَةِ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ تَهْيِئَتِهِ، بَعَثَ السُّلْطَانُ إِلى‏ أَبِي عِيسى‏ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، فَأَمَرَهُ‏ «2» بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ، فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ، دَنَا أَبُو عِيسَى مِنْهُ، فَكَشَفَ عَنْ و جْهِهِ، فَعَرَضَهُ عَلى‏ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الْعَلَوِيَّةِ و الْعَبَّاسِيَّةِ و الْقُوَّادِ و الْكُتَّابِ‏ «3» و الْقُضَاةِ و الْمُعَدَّلِينَ، و قَالَ‏ «4»:

هذَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا مَاتَ حَتْفَ‏ «5» أَنْفِهِ عَلى‏ فِرَاشِهِ، حَضَرَهُ‏ «6» مَنْ حَضَرَهُ‏ «7» مِنْ خَدَمِ‏ «8» أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ و ثِقَاتِهِ فُلَانٌ و فُلَانٌ، و مِنَ الْقُضَاةِ فُلَانٌ و فُلَانٌ، وَ مِنَ الْمُتَطَبِّبِينَ فُلَانٌ و فُلَانٌ، ثُمَّ غَطّى‏ «9» و جْهَهُ‏ «10»، و أَمَرَ بِحَمْلِهِ، فَحُمِلَ مِنْ و سَطِ دَارِهِ، و دُفِنَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ.

فَلَمَّا دُفِنَ أَخَذَ السُّلْطَانُ و النَّاسُ فِي طَلَبِ و لَدِهِ، و كَثُرَ التَّفْتِيشُ فِي الْمَنَازِلِ وَ الدُّورِ، و تَوَقَّفُوا عَنْ قِسْمَةِ مِيرَاثِهِ، و لَمْ يَزَلِ الَّذِينَ وُكِّلُوا بِحِفْظِ الْجَارِيَةِ- الَّتِي تُوُهِّمَ عَلَيْهَا الْحَمْلُ- لَازِمِينَ‏ «11» حَتّى‏ تَبَيَّنَ بُطْلَانُ الْحَمْلِ، فَلَمَّا بَطَلَ‏ «12» الْحَمْلُ عَنْهُنَ‏ «13» قُسِمَ‏ «14» مِيرَاثُهُ بَيْنَ أُمِّهِ و أَخِيهِ جَعْفَرٍ، و ادَّعَتْ أُمُّهُ و صِيَّتَهُ، و ثَبَتَ ذلِكَ عِنْدَ الْقَاضِي،

______________________________

 (1). «و أبي»، في «ف» مشطوب. و في الإرشاد:-/ «و القوّاد و أبي».

 (2). في الإرشاد: «يأمره».

 (3). في «ف»:-/ «منه- إلى- الكتّاب».

 (4). في «ف»: «و قالوا».

 (5). «الحَتْفُ»: الهلاك و الموت. يقال: مات حَتْفَ أنفه، أي مات على فراشه من غير قتل و لا ضرب و لا غَرَق و لاغيره. و خُصّ الأنف؛ لأنّهم كانوا يتخيّلون أنّ روح المريض يخرج من أنفه، أو يخرج من فيه و أنفه فغُلِّب أحد الاسمين على الآخر لتجاورهما. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1340؛ النهاية، ج 1، ص 337؛ لسان العرب، ج 9، ص 38 (حتف).

 (6). في الإرشاد: «فحضره».

 (7). في «ف»: «حضر» بدون الضمير. و في «ض» و الإرشاد:-/ «من حضره».

 (8). في «ض، بح، بف»: «خدّام».

 (9). في «بف»: «غُطّي» مبنيّاً للمفعول.

 (10). في الإرشاد:+/ «و صلّى عليه».

 (11). في «ف»:+/ «لها».

 (12). في «ب»: «تبيّن بطلان».

 (13). في «بف»: «عندهم».

 (14). يجوز فيه التخفيف و التثقيل.

620
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

وَ السُّلْطَانُ عَلى‏ «1» ذلِكَ يَطْلُبُ أَثَرَ «2» و لَدِهِ.

فَجَاءَ جَعْفَرٌ بَعْدَ ذلِكَ‏ «3» إِلى‏ أَبِي، فَقَالَ: اجْعَلْ لِي مَرْتَبَةَ أَخِي و «4» أُوصِلَ إِلَيْكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَزَبَرَهُ‏ «5» أَبِي و أَسْمَعَهُ‏ «6»، و قَالَ لَهُ‏ «7»: يَا أَحْمَقُ، السُّلْطَانُ‏ «8» جَرَّدَ سَيْفَهُ‏ «9» فِي الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّ أَبَاكَ و أَخَاكَ أَئِمَّةٌ «10»؛ لِيَرُدَّهُمْ عَنْ ذلِكَ، فَلَمْ يَتَهَيَّأْ «11» لَهُ ذلِكَ، فَإِنْ كُنْتَ عِنْدَ شِيعَةِ أَبِيكَ و «12» أَخِيكَ إِمَاماً، فَلَا حَاجَةَ بِكَ إِلَى السُّلْطَانِ‏ «13» يُرَتِّبُكَ‏ «14» مَرَاتِبَهُمَا «15»، و لَا «16» غَيْرِ السُّلْطَانِ، و إِنْ لَمْ تَكُنْ عِنْدَهُمْ بِهذِهِ الْمَنْزِلَةِ لَمْ تَنَلْهَا بِنَا.

وَ اسْتَقَلَّهُ‏ «17» أَبِي عِنْدَ ذلِكَ، و اسْتَضْعَفَهُ، و أَمَرَ أَنْ يُحْجَبَ عَنْهُ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ فِي‏

______________________________

 (1). في «ف»: «علم».

 (2). في «ج»: «إثر».

 (3). في الإرشاد: «و لمّا دفن جاء جعفر بن عليّ أخوه» بدل «فحمل من و سط داره- إلى- بعد ذلك».

 (4). في الإرشاد: «و أنا». و هو يؤيّد حاليّة الواو و رفع «اوصل».

 (5). «الزَبْرُ»: المنع و الزَجْرُ. يقال: زَبَرَهُ يَزْبُرُهُ زَبْراً، أي انتهره و أغلظ له في القول و الردّ. راجع: الصحاح، ج 2، ص 667؛ النهاية، ج 2، ص 293 (زبر).

 (6). في الإرشاد:+/ «ماكره». و «أسمعه»، أي شتمه و سَبَّهُ. قال الراغب: «و ذلك متعارف في السَبّ». راجع: المفردات للراغب، ص 425؛ لسان العرب، ج 8، ص 165 (سمع).

 (7). في «ف»:-/ «له».

 (8). في الإرشاد: «السلطان أطال اللَّه بقاءه» بدل «يا أحمق، السلطان».

 (9). في «بر، بف»: «السيف».

 (10). إرادة التثنية من الجمع و استعماله فيها جائز مجازاً.

 (11). في «ب، بف»: «و لم يتهيّأ».

 (12). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع: «أو».

 (13). في «بف»: «سلطان».

 (14). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في المطبوع: « [أن‏] يرتّبكَ». و في الإرشاد: «ليرتّبك».

 (15). في «بر»: «مراتبها». و في الإرشاد: «مراتبهم».

 (16). في «ف»:-/ «لا».

 (17). في الإرشاد: «فاستقلّه». و «استقلّه»، أي عدّه قليلًا ذليلًا، سفيه الرأي، قليل العقل. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1804 (قلل).

621
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

الدُّخُولِ عَلَيْهِ‏ «1» حَتّى‏ مَاتَ أَبِي و خَرَجْنَا و هُوَ عَلى‏ تِلْكَ الْحَالِ‏ «2»، و السُّلْطَانُ يَطْلُبُ أَثَرَ وَلَدِ «3» الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «4». «5»

1331/ 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:

كَتَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ أَبِي الْقَاسِمِ‏ «6» إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ الزُّبَيْرِيِّ قَبْلَ مَوْتِ الْمُعْتَزِّ بِنَحْوِ «7» عِشْرِينَ يَوْماً: «الْزَمْ بَيْتَكَ حَتّى‏ يَحْدُثَ الْحَادِثُ». فَلَمَّا قُتِلَ بُرَيْحَةُ «8» كَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ حَدَثَ الْحَادِثُ، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ فَكَتَبَ‏ «9»: «لَيْسَ هذَا الْحَادِثَ، بَلِ‏ «10» الْحَادِثُ الْآخَرُ»، فَكَانَ مِنْ أَمْرِ «11» الْمُعْتَزِّ مَا كَانَ.

و عَنْهُ‏ «12»، قَالَ: كَتَبَ‏ «13» عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ رَجُلٍ آخَرَ: «يُقْتَلُ‏ «14» ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ «15»

______________________________

 (1). في «ف»:-/ «عليه».

 (2). في «ض، ف»: «الحالة».

 (3). في الإرشاد: «أثراً لولد».

 (4). في الإرشاد:+/ «إلى اليوم، و هو لا يجد إلى ذلك سبيلًا، و شيعته مقيمون على أنّه مات و خلّف و لداً يقوم مقامه في الإمامة».

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 321، بسنده عن الكليني. و في كمال الدين، ص 40، بسنده عن سعد بن عبد اللَّه الأشعري، عن أحمد بن عبيد اللَّه بن خاقان، مع اختلاف يسير؛ و الغيبة للطوسي، ص 218، ح 181، عن سعد بن عبد اللَّه الأشعري، عن أحمد بن عبيد اللَّه بن خاقان، و فيه قطعة مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 843، ح 1455.

 (6). في «ف»:-/ «القاسم».

 (7). في «ب» و الإرشاد:+/ «من».

 (8). في الوافي: «بريحه». و في الإرشاد: «ترنجه».

 (9). في «ب، ض، ف» و الإرشاد:+/ «إليه».

 (10). هكذا في «ج، ض، ف، بس». و في سائر النسخ و المطبوع: «هو» بدل «بل». و في الوافي و مرآة العقول و الإرشاد:-/ «بل».

 (11). في «ف، بر، بس، بف» و الإرشاد:-/ «أمر».

 (12). الظاهر رجوع الضمير إلى محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر.

 (13). و في «ب» و شرح المازندراني: «و كتب».

 (14). في «بس» و الإرشاد و الوافي: «بقتل». و في مرآة العقول: «يقتل، على المجهول. و عبد اللَّه، عطف بيان لابن. أو على المعلوم. فالابن مرفوع، و عبد اللَّه منصوب».

 (15). في «ف»:+/ «و». و في «بر»:+/ «بن».

622
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

عَبْدُ اللَّهِ» قَبْلَ‏ «1» قَتْلِهِ بِعَشَرَةِ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي‏ «2» الْيَوْمِ الْعَاشِرِ، قُتِلَ. «3»

1332/ 3. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ «4» بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْكُرْدِيِ‏ «5»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:

ضَاقَ بِنَا الْأَمْرُ، فَقَالَ لِي أَبِيَ: امْضِ بِنَا حَتّى‏ نَصِيرَ إِلى‏ هذَا الرَّجُلِ- يَعْنِي أَبَا مُحَمَّدٍ- فَإِنَّهُ قَدْ وُصِفَ‏ «6» عَنْهُ سَمَاحَةٌ «7»، فَقُلْتُ: تَعْرِفُهُ؟ فَقَالَ‏ «8»: مَا أَعْرِفُهُ، و لَا رَأَيْتُهُ قَطُّ، قَالَ: فَقَصَدْنَاهُ، فَقَالَ لِي أَبِي‏ «9»- و هُوَ فِي طَرِيقِهِ-: مَا أَحْوَجَنَا إِلى‏ أَنْ يَأْمُرَ لَنَا «10» بِخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ: مِائَتَا «11» دِرْهَمٍ لِلْكِسْوَةِ، و مِائَتَا دِرْهَمٍ لِلدَّيْنِ‏ «12»، و مِائَةٌ «13» لِلنَّفَقَةِ! فَقُلْتُ‏ «14» فِي نَفْسِي: لَيْتَهُ أَمَرَ لِي بِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ: مِائَةٌ أَشْتَرِي بِهَا حِمَاراً، و مِائَةٌ لِلنَّفَقَةِ، وَ مِائَةٌ لِلْكِسْوَةِ، و أَخْرُجَ‏ «15» إِلَى الْجَبَلِ‏ «16».

قَالَ: فَلَمَّا و افَيْنَا الْبَابَ خَرَجَ إِلَيْنَا غُلَامُهُ، فَقَالَ: يَدْخُلُ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ و مُحَمَّدٌ

______________________________

 (1). ظرف ل «كتب» و ليس من مكتوب الإمام عليه السلام.

 (2). في «ب»: «من».

 (3). الإرشاد، ج 2، ص 325، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 847، ح 1456 و 1457.

 (4). في الإرشاد:-/ «عن محمّد». و هو سهو ناش من جواز من جواز النظر من «محمّد» في «عليّ بن محمّد» إلى «محمّد» في «محمّد بن إبراهيم» المستتبع للسقط.

 (5). في الوافي: «الكرخي- خ ل».

 (6). في «ب»:+/ «لي».

 (7). «السماحة»: الجود و العطاء. راجع: النهاية، ج 2، ص 398 (سمح).

 (8). في «ج، بف» و الإرشاد: «قال».

 (9). في «ج، بس»:-/ «أبي».

 (10). في «بس»: «إلينا».

 (11). يجوز فيه و ما عُطف عليه و ما يأتي من قوله: «مائة أشتري» البدليّة. و في الإرشاد: «مائتي».

 (12). في «ب، ج، ف، بس، بف» و حاشية «ض، بح» و الوافي و الإرشاد: «للدقيق».

 (13). في الإرشاد:+/ «درهم».

 (14). في الإرشاد: «و قلت».

 (15). في الإرشاد: «فأخرج».

 (16). في مرآة العقول: «و الجبل: همدان و قزوين و ما و الاهما». و في القاموس: «بلاد جبل: مدن بين آذربيجان و عراق العرب و خوزستان و فارس، و بلاد ديلم». راجع: القاموس المحيط، ج 2، ص 1289 (جبل).

623
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

ابْنُهُ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ و سَلَّمْنَا «1» قَالَ لِأَبِي: «يَا عَلِيُّ، مَا خَلَّفَكَ عَنَّا «2» إِلى‏ هذَا الْوَقْتِ؟» فَقَالَ: يَا سَيِّدِي، اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَلْقَاكَ عَلى‏ هذِهِ الْحَالِ‏ «3»، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ جَاءَنَا غُلَامُهُ، فَنَاوَلَ أَبِي صُرَّةً «4»، فَقَالَ: هذِهِ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ: مِائَتَانِ لِلْكِسْوَةِ، و مِائَتَانِ لِلدَّيْنِ‏ «5»، و مِائَةٌ لِلنَّفَقَةِ؛ و أَعْطَانِي صُرَّةً، فَقَالَ‏ «6»: هذِهِ ثَلَاثُمِائَةِ دِرْهَمٍ، اجْعَلْ‏ «7» مِائَةً فِي ثَمَنِ حِمَارٍ، و مِائَةً لِلْكِسْوَةِ، و مِائَةً لِلنَّفَقَةِ، و لَاتَخْرُجْ إِلَى الْجَبَلِ، و صِرْ إِلى‏ سُورَاءَ «8»، فَصَارَ إِلى‏ سُورَاءَ، و تَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ «9»، فَدَخْلُهُ‏ «10» الْيَوْمَ أَلْفُ‏ «11» دِينَارٍ، و مَعَ هذَا يَقُولُ بِالْوَقْفِ‏ «12». فَقَالَ‏ «13» مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‏ «14»: فَقُلْتُ لَهُ: و يْحَكَ، أَ تُرِيدُ أَمْراً «15» أَبْيَنَ مِنْ هذَا؟

قَالَ: فَقَالَ: هذَا أَمْرٌ «16» قَدْ جَرَيْنَا عَلَيْهِ. «17»

______________________________

 (1). في «ف»: «و سلّمناه».

 (2). «خلّفك عنّا»، أي أخّرك عنّا. راجع: لسان العرب، ج 9، ص 87 (خلف).

 (3). في «ف»: «الحالة».

 (4). «الصُرَّةُ»: ما تُعْقَدُ فيه الدراهم. المفردات للراغب، ص 481 (صرر).

 (5). في «ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي: «لكذا». و في «ف» و حاشية «ض» و الإرشاد: «للدقيق».

 (6). في الإرشاد: «و قال».

 (7). في الإرشاد: «فاجعل».

 (8). في اللغة: سورى، مثال بُشْرى أو طُوبى: موضع بالعراق من أرض بابل، و هو بلد السُرْيانيّين، و موضع من‏أعمال بغداد. و قد يُمَدُّ. و قال المجلسي: «بلد بقرب الحلّة أو مكانها، كما سمعت من مشايخي». راجع: الصحاح، ج 2، ص 690؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 579 (سور).

 (9). في الإرشاد: «امرأة منها».

 (10). «الدَخْل»: ما دخل عليك من ضيعتك، أي عقارك. القاموس المحيط، ج 2، ص 1320 (دخل).

 (11). في «ب، ج» و مرآة العقول: «ألفاً».

 (12). في مرآة العقول: «بالوقف، أي بالقول بأنّ الكاظم عليه السلام لم يمت و أنّه القائم، و عدم القول بإمامة الأئمّة بعده عليه السلام».

 (13). في الإرشاد: «قال».

 (14). في الإرشاد:+/ «الكردي».

 (15). في حاشية «ض»:+/ «هو».

 (16). في الإرشاد: «فقال: صدقت و لكنّا على أمر» بدل «فقال: هذا أمر».

 (17). الإرشاد، ج 2، ص 326، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 848، ح 1458.

624
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

1333/ 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍ‏ «1» مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ:

كُنْتُ مَعَ أَبِي بِسُرَّ مَنْ رَأى‏، و كَانَ أَبِي يَتَعَاطَى الْبَيْطَرَةَ «2» فِي مَرْبِطِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: و كَانَ عِنْدَ الْمُسْتَعِينِ بَغْلٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ حُسْناً و كِبْراً، و كَانَ يَمْنَعُ ظَهْرَهُ و اللِّجَامَ وَ السَّرْجَ‏ «3»، و قَدْ كَانَ جَمَعَ عَلَيْهِ الرَّاضَةَ «4»، فَلَمْ يُمَكِّنْ‏ «5» لَهُمْ حِيلَةٌ فِي رُكُوبِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ‏ «6» بَعْضُ نُدَمَائِهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَ لَاتَبْعَثُ إِلَى الْحَسَنِ ابْنِ الرِّضَا حَتّى‏ يَجِي‏ءَ، فَإِمَّا أَنْ يَرْكَبَهُ، و إِمَّا أَنْ يَقْتُلَهُ، فَتَسْتَرِيحَ مِنْهُ‏ «7».

قَالَ: فَبَعَثَ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و مَضى‏ مَعَهُ أَبِي، فَقَالَ‏ «8» أَبِي: لَمَّا «9» دَخَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارَ، كُنْتُ مَعَهُ‏ «10»، فَنَظَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ إِلَى الْبَغْلِ و اقِفاً فِي صَحْنِ الدَّارِ، فَعَدَلَ إِلَيْهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ‏ «11» عَلى‏ كَفَلِهِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى الْبَغْلِ و قَدْ عَرِقَ حَتّى‏ سَالَ الْعَرَقُ مِنْهُ‏ «12»، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْمُسْتَعِينِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَرَحَّبَ بِهِ‏ «13» و قَرَّبَ.

______________________________

 (1). في الإرشاد:-/ «أبي عليّ».

 (2). «البَيْطرة»: معالجة الدوابّ. لسان العرب، ج 4، ص 69- 70 (بطر).

 (3). في الإرشاد:-/ «و السرج».

 (4). في حاشية «ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الإرشاد: «الروّاض». و «الراضَةُ»: جمع الرائض، و هو مذلّل الدوابّ للركوب، أو معلِّم السير لها. راجع: لسان العرب، ج 7، ص 164؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 872 (روض).

 (5). في «ف» و الإرشاد: «فلم تكن». و في «بس»: «فلم يكن».

 (6). في «بر»:-/ «له».

 (7). في الإرشاد:-/ «فتستريح منه».

 (8). في «ض»: «و قال». و في الإرشاد: «قال».

 (9). في الإرشاد: «فلمّا» بدل «أبي لما».

 (10). في الإرشاد: «مع أبي».

 (11). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بف». و في «بس» و الإرشاد و المطبوع: «بيده».

 (12). في «ف»:-/ «منه».

 (13). «فَرَحَّبَ به»، أي قال له: مَرْحَباً، أي لقيتَ رَحْباً و سَعَةً. أو معناه: رحّب اللَّه بك مرحباً. راجع: لسان العرب، ج 1، ص 414 (رحب).

625
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

فَقَالَ‏ «1»: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَلْجِمْ هذَا الْبَغْلَ، فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَبِي: «أَلْجِمْهُ يَا غُلَامُ» فَقَالَ‏ «2» الْمُسْتَعِينُ: أَلْجِمْهُ أَنْتَ، فَوَضَعَ‏ «3» طَيْلَسَانَهُ‏ «4»، ثُمَّ قَامَ، فَأَلْجَمَهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلى‏ مَجْلِسِهِ و قَعَدَ «5».

فَقَالَ لَهُ‏ «6»: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَسْرِجْهُ، فَقَالَ لِأَبِي: «يَا غُلَامُ، أَسْرِجْهُ» فَقَالَ‏ «7»: أَسْرِجْهُ أَنْتَ، فَقَامَ ثَانِيَةً، فَأَسْرَجَهُ و رَجَعَ.

فَقَالَ لَهُ‏ «8»: تَرى‏ أَنْ تَرْكَبَهُ؟ فَقَالَ‏ «9»: «نَعَمْ»، فَرَكِبَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمْتَنِعَ عَلَيْهِ‏ «10»، ثُمَّ رَكَضَهُ‏ «11» فِي الدَّارِ، ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَى الْهَمْلَجَةِ «12»، فَمَشى‏ أَحْسَنَ مَشْيٍ يَكُونُ، ثُمَّ رَجَعَ فَنَزَلَ‏ «13».

فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَعِينُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ‏ «14»: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏ «15»، مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ حُسْناً و فَرَاهَةً «16»، و مَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ مِثْلُهُ إِلَّا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ‏ «17»».

______________________________

 (1). في الإرشاد: «و قال».

 (2). في «ب، ض» و الإرشاد:+/ «له».

 (3). في الإرشاد:+/ «أبو محمّد».

 (4). «الطَيْلسان»- مثلّثة اللام-: تعريب تالِشان، و جمعه: طَيالِسَة، و هو من لباس العجم، مدوّر أسود. قاله المطرزي. أو هو ثوب يحيط بالبدن يُنْسَجُ للّبس، خالٍ عن التفصيل و الخياطة. قال الطريحي. أو هو ما على الكتف من اللباس كالممطر. راجع: المغرب، ص 291؛ مجمع البحرين، ج 4، ص 82 (طيلس).

 (5). في الإرشاد: «و جلس».

 (6). في «بر»:-/ «له».

 (7). في الإرشاد:+/ «له المستعين».

 (8). في «ف»:-/ «يا أبا محمّد- إلى- فقال له».

 (9). في الإرشاد:+/ «أبو محمّد».

 (10). في «ج»:-/ «عليه».

 (11). «الركض»: أن تضرب الدابّة برجليك لتستحثّها، و يستعار للعَدْو. المغرب، ص 196 (ركض).

 (12). قال الخليل: «الهَمْلَجَةُ: حسن سير الدابّة في سرعة و بَخْتَرَةٍ، و هي المشية الحسنة». و قال الجوهري: «الهِمْلاج من البرازين: و احد الهَمالِيج، و مشيها الهملجة، فارسيّ معرّب». راجع: ترتيب كتاب العين، ج 3، ص 1900؛ الصحاح، ج 1، ص 351 (هملج).

 (13). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع: «و نزل».

 (14). في «ض، ف»: «فقال».

 (15). في الإرشاد:-/ «يا أمير المؤمنين».

 (16). الفَراهَةُ: النَشاطُ و الحِدَّةُ و القوّة. راجع: النهاية، ج 3، ص 441 (فره).

 (17). في الإرشاد:-/ «و ما يصلح- إلى- لأمير المؤمنين».

626
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ «1»، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ حَمَلَكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَبِي: «يَا غُلَامُ، خُذْهُ» فَأَخَذَهُ أَبِي، فَقَادَهُ. «2»

1334/ 5. عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ «3»، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ‏ «4»:

شَكَوْتُ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ الْحَاجَةَ، فَحَكَّ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ، قَالَ: و أَحْسَبُهُ غَطَّاهُ بِمِنْدِيلٍ، و أَخْرَجَ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ «6»، فَقَالَ: «يَا أَبَا هَاشِمٍ، خُذْ «7» و أَعْذِرْنَا «8»». «9»

1335/ 6. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْمُطَهَّرِ «10»:

أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ سَنَةَ «11» الْقَادِسِيَّةِ «12» يُعْلِمُهُ انْصِرَافَ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد: «فقال له المستعين» بدل «فقال: يا أبا محمّد».

 (2). الإرشاد، ج 2، ص 327 الوافي، ج 3، ص 849، ح 1459.

 (3). و رد الخبر في الإرشاد، ج 2، ص 328 و فيه: «أبو عليّ بن راشد»، و كذا في البحار، ج 50، ص 279، ح 53، نقلًا من الإرشاد. لكن لم نجد رواية أبي عليّ بن راشد عن أبي هاشم الجعفري في موضع، كما أنّا لم نجد رواية عليّ- و هو عليّ بن محمّد شيخ الكليني المذكور في الأسناد السابقة- عن أبي عليّ بن راشد، بل طبقة رواة أبي عليّ بن راشد متقدّمة على طبقة عليّ بن محمّد بطبقتين. راجع: معجم رجال الحديث، ج 21، ص 248، الرقم 14561؛ و ج 22، ص 75، الرقم 14897.

و أمّا أبو أحمد بن راشد، فلم نعرفه.

 (4). فى «ف»:+/ «كنت».

 (5). فى الإرشاد:+/ «الحسن بن عليّ».

 (6). فى الإرشاد: «فأخرج منها سبيكة فيها نحو الخمسمائة دينار» بدل «قال: و أحسبه- إلى- خمسمائة دينار».

 (7). فى الإرشاد: «خذها يا أبا هاشم».

 (8). «أعذرنا»، أمر من باب ضرب أو الإفعال، أي اقبل اعتذارنا. و احتمل المازندراني كونه على صيغة الماضي عطفاً على قال، من الإعذار، يقال: أعذر الرجل، إذا بالغ في العذر و بلغ أقصى الغاية منه. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 320؛ مرآة العقول، ج 6، ص 152؛ النهاية، ج 3، ص 196 (عذر).

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 328، عن أبي عليّ بن راشد، عن أبي هاشم الجعفري الوافي، ج 3، ص 850، ح 1460.

 (10). في الإرشاد: «المطهّري».

 (11). في «ض، بر، بس، بح»:-/ «سنة». و في الإرشاد: «من» بدل «سنة».

 (12). «القادِسيّة»: قرية قرب الكوفة. و سنتها هي التي رجع فيها الحاجّ و انصرف عنها لخوف العطش و غيره ف لمّا سمعوا من قلّة الماء و الكلاء في الطريق. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 773 (قدس)؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 320؛ مرآة العقول، ج 6، ص 153.

627
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

النَّاسِ‏ «1»، و أَنَّهُ يَخَافُ‏ «2» الْعَطَشَ‏ «3»، فَكَتَبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «امْضُوا، فَلَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»، فَمَضَوْا سَالِمِينَ؛ و الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏ «4». «5»

1336/ 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْيَمَانِيِّ، قَالَ‏:

نَزَلَ بِالْجَعْفَرِيِّ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ خَلْقٌ‏ «6» لَاقِبَلَ‏ «7» لَهُ بِهِمْ، فَكَتَبَ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَشْكُو ذلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «تُكْفَوْنَ‏ «8» ذلِكَ‏ «9» إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى‏ «10»» فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِي‏ «11» نَفَرٍ يَسِيرٍ وَ الْقَوْمُ يَزِيدُونَ عَلى‏ عِشْرِينَ أَلْفاً «12»، و هُوَ فِي أَقَلَّ مِنْ أَلْفٍ، فَاسْتَبَاحَهُمْ‏ «13». «14»

1337/ 8. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَلَوِيِّ، قَالَ‏:

حُبِسَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ نَارْمَشَ‏ «15»- و هُوَ أَنْصَبُ النَّاسِ‏ «16»

______________________________

 (1). في الإرشاد:+/ «عن المضيّ إلى الحجّ».

 (2). في مرآة العقول: «و أنّه يخاف، على المعلوم، أو المجهول».

 (3). في الإرشاد:+/ «إن مضى».

 (4). في الإرشاد: «فمضى من بقي سالمين و لم يجدوا عطشاً» بدل «فمضوا- إلى- العالمين».

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 329، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 850، ح 1461.

 (6). في الإرشاد:+/ «كثير».

 (7). في الوافي: «لاقبل له بهم: لم يكن له من الجنود من يقاومهم». و راجع: الصحاح، ج 5، ص 1769 (قبل).

 (8). في «ج، بر، بس»: «يكفون». و في الإرشاد: «تكفونهم».

 (9). في الإرشاد:-/ «ذلك».

 (10). في «ب، ف، بر، بس، بف»:-/ «تعالى». و في الإرشاد:+/ «قال».

 (11). في «بف»:-/ «في».

 (12). في «ف»: «عشرة ألف». و في الإرشاد: «ألف نفس».

 (13). «فاستباحهم»، أي استأصلهم و قلعهم من أصلهم، و نهبهم و جعلهم له مباحاً، أي لا تبعة عليه فيهم. راجع: الصحاح، ج 2، ص 357؛ النهاية، ج 1، ص 161 (بوح).

 (14). الإرشاد، ج 2، ص 329، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 850، ح 1462.

 (15). في الوافي: «تارمش».

 (16). «أنصب الناس»، أي أبغضهم و أشدّهم عداوة. و النواصب و الناصبيّة و أهل النصب: المتديّنون بِبِغْضة ف عليّ عليه السلام؛ لأنّهم نصبوا له، أي عادوه. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 230 (نصب).

628
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

وَ أَشَدُّهُمْ‏ «1» عَلى‏ آلِ أَبِي طَالِبٍ- و قِيلَ‏ «2» لَهُ: افْعَلْ بِهِ و افْعَلْ‏ «3». فَمَا أَقَامَ عِنْدَهُ‏ «4» إِلَّا يَوْماً حَتّى‏ و ضَعَ خَدَّيْهِ لَهُ‏ «5»، و كَانَ لَايَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَيْهِ إِجْلَالًا «6» و إِعْظَاماً، فَخَرَجَ‏ «7» مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ أَحْسَنُ النَّاسِ بَصِيرَةً، و أَحْسَنُهُمْ فِيهِ‏ «8» قَوْلًا «9». «10»

1338/ 9. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ و مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِيُّ، قَالَ:

كَتَبْتُ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَسْأَلُهُ عَنِ الْوَلِيجَةِ «11»، و هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالى‏: «وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً» «12» قُلْتُ‏ «13» فِي نَفْسِي- لَافِي الْكِتَابِ-: مَنْ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ هاهُنَا؟ فَرَجَعَ الْجَوَابُ: «الْوَلِيجَةُ الَّذِي يُقَامُ دُونَ و لِيِّ الْأَمْرِ، و «14» حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ هُمْ فِي هذَا الْمَوْضِعِ؟ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ‏ «15» عَلَى اللَّهِ، فَيُجِيزُ أَمَانَهُمْ‏ «16»». «17»

______________________________

 (1). في الإرشاد: «عليّ بن أوتامِش و كان شديد العداوة لآل محمّد عليه السلام غيظاً» بدل «عليّ بن نارمش- إلى- أشدّهم».

 (2). في «ج»: «فقيل».

 (3). في الإرشاد:+/ «قال».

 (4). في «ج، ف، بس» و الإرشاد:-/ «عنده».

 (5). هي كناية عن الانقياد و الخضوع.

 (6). في حاشية «بف» و الإرشاد:+/ «له».

 (7). في الإرشاد: «و خرج».

 (8). في «ج»:-/ «فيه».

 (9). في الإرشاد: «قولًا فيه».

 (10). الإرشاد، ج 2، ص 329، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 851، ح 1463.

 (11). «الوَلِيجَةُ»: كلّ ما يتّخذه الإنسان معتمداً عليه و ليس من أهله. أو خاصّة الرجل و بطانته. راجع: المفردات‏للراغب، ص 883؛ الصحاح، ج 1، ص 348 (ولج).

 (12). التوبة (9): 16. و في «ب، ج، ض، ف، بح، بر» و حاشية «بس»: «و قلت».

 (13). في البحار، ص 245: «فقلت».

 (14). في «ف»:+/ «ما».

 (15). «يؤمنون»، من الأمان لا من الإيمان، أي هم الذين يؤمنون من تبعهم أماناً لازماً، فيجيز اللَّه سبحانه أمانهم و لايردّ. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 321؛ مرآة العقول، ج 6، ص 154.

 (16). في حاشية «ج، بف»: «إيمانهم».

 (17). راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1102؛ و تفسير القمّي، ج 1، ف ص 283 الوافي، ج 3، ص 851، ح 1464؛ البحار، ج 24، ص 245، ح 2.

629
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

1339/ 10. إِسْحَاقُ‏ «1» قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ، قَالَ:

شَكَوْتُ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ضِيقَ الْحَبْسِ، و كَتَلَ‏ «2» الْقَيْدِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ: «أَنْتَ تُصَلِّي‏ «3» الْيَوْمَ الظُّهْرَ فِي مَنْزِلِكَ» فَأُخْرِجْتُ فِي‏ «4» و قْتِ الظُّهْرِ، فَصَلَّيْتُ فِي مَنْزِلِي كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

وَ كُنْتُ مُضَيَّقاً، فَأَرَدْتُ أَنْ أَطْلُبَ مِنْهُ دَنَانِيرَ فِي‏ «5» الْكِتَابِ‏ «6»، فَاسْتَحْيَيْتُ‏ «7»، فَلَمَّا صِرْتُ إِلى‏ مَنْزِلِي و جَّهَ إِلَيَ‏ «8» بِمِائَةِ دِينَارٍ، و كَتَبَ إِلَيَّ: «إِذَا كَانَتْ‏ «9» لَكَ حَاجَةٌ، فَلَا تَسْتَحْيِ و لَاتَحْتَشِمْ‏ «10» و اطْلُبْهَا؛ فَإِنَّكَ تَرى‏ «11» مَا تُحِبُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ». «12»

1340/ 11. إِسْحَاقُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَقْرَعِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ نُصَيْرٌ «13»

______________________________

 (1). إسحاق هذا، هو إسحاق بن محمّد النخعي المذكور في السند السابق. فعليه يكون السند معلّقاً على سابقه، و يروي عن إسحاق، عليّ بن محمّد و محمّد بن أبي عبد اللَّه.

ثمّ إنّ أسناد هذا الباب من هذا الرقم إلى الرقم 22 كلّها معلّقة على سند الحديث 9.

 (2). «الكَتَل»: غِلَظ الجسم. و في «ج، ض، بح، بس» و حاشية «بف» و مرآة العقول و الإرشاد: «كَلَب القيد». و في‏شرح المازندراني: «و كَلَب الصيد» بدل «و كتل القيد». و الكَلَب بالتحريك: الشدّة. و اعلم أنّ الصيد غير موجود في النسخ التي قوبلت، فما في ذيل شرح المازندراني: «في أكثر النسخ: كلب الصيد» غير صحيح. و في «ب، ف، بف، بر»: «كبل». و الكبل: قَيْدٌ صَخْم. فعليه تكون الإضافة إضافة الصفة إلى الموصوف.

 (3). في «ب، ج، ض، بح، بر» و الإرشاد: «مصلّى».

 (4). في «بس» و الإرشاد:-/ «في».

 (5). في «ف»:+/ «هذا».

 (6). في الإرشاد: «معونة في الكتاب الذي كتبته» بدل «دنانير في الكتاب».

 (7). في حاشية «ج، بس»:+/ «منه».

 (8). في الإرشاد: «لي».

 (9). في «ب»: «كان».

 (10). «الاحتشام»: الاستحياء، أي لا تخجل، فالعطف للتفسير. أو الانقباض، فعطف المسبّب على السبب. راجع: لسان العرب، ج 12، ص 135 (حشم).

 (11). في الإرشاد: «تأتك على» بدل «فإنّك‏ترى».

 (12). الإرشاد، ج 2، ص 330، عن إسحاق بن محمّد بن النخعي الوافي، ج 3، ص 852، ح 1465.

 (13). في «ف، بح» و الوافي- خ ل-: «نصر».

و المظنون اتّحاد نصر أو نصير هذا مع نصر الخادم المتقدّم في ح 849، و المذكور في الفقيه، ج 2، ص 281، ح 2451، و كذا مع نصر و الد حمزة بن نصر غلام أبي الحسن عليه السلام المذكور في الغيبة للطوسي، ص 245، ح 213، و وقوع التحريف في أحد العنوانين، فتأمّل.

630
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

الْخَادِمُ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ غَيْرَ مَرَّةٍ يُكَلِّمُ غِلْمَانَهُ بِلُغَاتِهِمْ‏ «1»: تُرْكٍ، و رُومٍ‏ «2»، و صَقَالِبَةَ «3»، فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذلِكَ، و قُلْتُ: هذَا وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ، و لَمْ يَظْهَرْ لِأَحَدٍ حَتّى‏ مَضى‏ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و لَارَآهُ أَحَدٌ، فَكَيْفَ هذَا؟! أُحَدِّثُ نَفْسِي بِذلِكَ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- بَيَّنَ‏ «4» حُجَّتَهُ مِنْ سَائِرِ خَلْقِهِ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ، و يُعْطِيهِ اللُّغَاتِ، و مَعْرِفَةَ الْأَنْسَابِ و الْآجَالِ‏ «5» و الْحَوَادِثِ، و لَوْ لَاذلِكَ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحُجَّةِ و الْمَحْجُوجِ فَرْقٌ». «6»

1341/ 12. إِسْحَاقُ، عَنِ الْأَقْرَعِ، قَالَ:

كَتَبْتُ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَسْأَلُهُ عَنِ الْإِمَامِ: هَلْ يَحْتَلِمُ؟ و قُلْتُ فِي نَفْسِي- بَعْدَ «7» مَا فَصَلَ‏ «8» الْكِتَابُ-: الِاحْتِلَامُ شَيْطَنَةٌ «9»، و قَدْ أَعَاذَ اللَّهُ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- أَوْلِيَاءَهُ مِنْ ذلِكَ، فَوَرَدَ الْجَوَابُ: «حَالُ الْأَئِمَّةِ فِي الْمَنَامِ حَالُهُمْ فِي الْيَقَظَةِ، لَا «10» يُغَيِّرُ النَّوْمُ مِنْهُمْ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد:+/ «و فيهم».

 (2). في «ب» و حاشية «ض»: «تركاً و روماً».

 (3). في اللسان: «الصَقالِبَةُ: جِيلٌ حُمْر الألوان، صُهْب الشُعور- أي لون شعورهم حُمْرة في الظاهر و اسوداد في الباطن، أوشُقْرَةٌ و هي لون يأخذ من الأحمر و الأصفر- يتاخمون الخَزَر و بعضَ جبال الروم». و في القاموس: «الصَقالبة: جيل تُتاخِمُ و تتّصل حدود بلادهم بلادَ الخَزَر بين بُلْغَر و قُسْطَنْطِينيَّةِ». راجع: لسان العرب، ج 1، ص 526؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 189 (صقلب).

 (4). في الإرشاد: «أبان».

 (5). في الإرشاد: «خلقه و أعطاه معرفة كلّ شي‏ء، فهو يعرف اللغات و الأسباب» بدل «خلقه بكلّ- إلى- و الآجال».

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 330، عن إسحاق بن محمّد النخعي الوافي، ج 3، ص 852، ح 1466.

 (7). في «بس»: «و بعد».

 (8). في «ج، بح»: «فُصّل» مبنيّاً للمفعول من التفعيل. و قوله: «فَصَلَ الكتابُ»، أي خرج من يدي. راجع: القاموس‏المحيط، ج 2، ص 1376 (فصل).

 (9). «الشيطنةُ»: ما يكون سببه الشيطان، أي هو فعله. راجع: ترتيب كتاب العين، ج 2، ص 917 (شطن).

 (10). في حاشية «ج»: «فلا».

631
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

شَيْئاً، و قَدْ أَعَاذَ اللَّهُ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ لَمَّةِ «1» الشَّيْطَانِ، كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ». «2»

1342/ 13. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ ظَرِيفٍ، قَالَ:

اخْتَلَجَ‏ «3» فِي صَدْرِي مَسْأَلَتَانِ أَرَدْتُ الْكِتَابَ فِيهِمَا «4» إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكَتَبْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا «5» قَامَ: بِمَا «6» يَقْضِي؟ و أَيْنَ مَجْلِسُهُ الَّذِي يَقْضِي فِيهِ بَيْنَ النَّاسِ؟

وَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ شَيْ‏ءٍ لِحُمَّى الرِّبْعِ‏ «7»، فَأَغْفَلْتُ خَبَرَ «8» الْحُمّى‏.

فَجَاءَ الْجَوَابُ: «سَأَلْتَ عَنِ الْقَائِمِ، فَإِذَا «9» قَامَ قَضى‏ «10» بَيْنَ النَّاسِ بِعِلْمِهِ كَقَضَاءِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَايَسْأَلُ‏ «11» الْبَيِّنَةَ؛ و كُنْتَ‏ «12» أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ لِحُمَّى‏ «13» الرِّبْعِ، فَأُنْسِيتَ، فَاكْتُبْ فِي‏ «14» و رَقَةٍ، و عَلِّقْهُ‏ «15» عَلَى الْمَحْمُومِ؛ فَإِنَّهُ يَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ‏ «16»: «يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى‏ إِبْراهِيمَ» «17»».

فَعَلَّقْنَا عَلَيْهِ مَا «18» ذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَفَاقَ‏ «19». «20»

1343/ 14. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ‏

______________________________

 (1). «اللَمَّةُ»: الهِمَّةُ و الخَطْرةُ تقع في القلب. النهاية، ج 4، ص 273 (لمم).

 (2). الوافي، ج 3، ص 853، ح 1467.

 (3). في «بس»: «قد اختلج».

 (4). في «ف»: «منهما». و في الإرشاد: «بهما».

 (5). في «ب»: «إذ».

 (6). في الإرشاد: «بم».

 (7). قال الجوهري: «الرِبْعُ في الحُمّى: أن تأخذ يوماً و تدع يومين ثمّ تجي‏ء في اليوم الرابع». الصحاح، ج 3، ص 1212 (ربع).

 (8). في الإرشاد: «ذكر».

 (9). في «ج، بس» و الإرشاد: «و إذا».

 (10). في «ب، ج»: «يقضي».

 (11). في «ف»:+/ «عن».

 (12). في حاشية «ج»: «و كتب».

 (13). في الإرشاد: «عن حمّى».

 (14). في «بر، بف»:-/ «في».

 (15). أي علّق المكتوب أو الدعاء.

 (16). في الإرشاد:-/ «فإنّه يبرأ بإذن اللَّه إن شاء اللَّه».

 (17). الأنبياء (21): 69.

 (18). في حاشية «ف»: «كما».

 (19). في الإرشاد: «فكتبت ذلك و علّقته على المحموم، فأفاق و برأ» بدل «فعلّقنا- إلى- فأفاق».

 (20). الإرشاد، ج 2، ص 331، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 853، ح 1468.

632
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ‏ «1»، قَالَ:

قَعَدْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلى‏ ظَهْرِ الطَّرِيقِ‏ «2»، فَلَمَّا مَرَّ بِي شَكَوْتُ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، وَ حَلَفْتُ لَهُ‏ «3» أَنَّهُ لَيْسَ‏ «4» عِنْدِي دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ‏ «5»، و لَاغَدَاءٌ «6»، و لَاعَشَاءٌ «7».

قَالَ: فَقَالَ: «تَحْلِفُ بِاللَّهِ كَاذِباً؛ و قَدْ دَفَنْتَ مِائَتَيْ دِينَارٍ، و لَيْسَ قَوْلِي هذَا دَفْعاً لَكَ عَنِ الْعَطِيَّةِ، أَعْطِهِ يَا غُلَامُ مَا مَعَكَ»، فَأَعْطَانِي‏ «8» غُلَامُهُ‏ «9» مِائَةَ دِينَارٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ لِي: «إِنَّكَ تُحْرَمُهَا أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهَا»- يَعْنِي الدَّنَانِيرَ الَّتِي دَفَنْتُ- و صَدَقَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ كَانَ‏ «10» كَمَا قَالَ، دَفَنْتُ مِائَتَيْ دِينَارٍ، و قُلْتُ: يَكُونُ ظَهْراً و كَهْفاً لَنَا، فَاضْطُرِرْتُ‏ «11» ضَرُورَةً شَدِيدَةً إِلى‏ شَيْ‏ءٍ أُنْفِقُهُ‏ «12»، و انْغَلَقَتْ عَلَيَّ أَبْوَابُ الرِّزْقِ، فَنَبَّشْتُ عَنْهَا، فَإِذَا ابْنٌ لِي‏ «13» قَدْ عَرَفَ مَوْضِعَهَا، فَأَخَذَهَا و هَرَبَ، فَمَا قَدَرْتُ مِنْهَا عَلى‏ شَيْ‏ءٍ. «14»

______________________________

 (1). في الإرشاد: «العبّاس» بدل «عبّاس بن عبد المطّلب».

 (2). «ظَهْرُ الطريق»: و سطه و نفسه، أو حاشيته. راجع: النهاية، ج 3، ص 165 (ظهر).

 (3). في الإرشاد:- «له».

 (4). في «بس»:+/ «له».

 (5). هكذا في «ب، بر» و الوافي و الإرشاد: و هو الأنسب بالدرهم المذكّر. و في المطبوع و أكثر النسخ: «فوقها».

 (6). في الوافي: «غذاء». و «الغَداء»: الطعام الذي يؤكل أوّل النهار. النهاية، ج 3، ص 346 (غدا).

 (7). في «ض، بح»: «و لا عشاء و لا غداء». و «العَشاءُ»: الطعام الذى يُؤكل عند العِشاء. النهاية، ج 3، ص 242 (عشا).

 (8). في «بح، بر»: «و أعطاني».

 (9). في «ب»: «غلام».

 (10). في «بر» و الوافي: «فكان».

 (11). في الإرشاد: «إنّك تحرم الدنانير التي دفنتها أحوج ما تكون إليها و صدق عليه السلام، و ذلك أنّني أنفقت ما و صلني به و اضطررت» بدل «إنّك تحرمها- إلى- فاضطررت».

 (12). في «ف»: «أنفقته».

 (13). في الإرشاد: «فنبشت عن الدنانير التي كنت دفنتها فلم أجدها، فنظرت فإذا ابن عمّ لي» بدل «فنبشت- إلى- ابن لي».

 (14). الإرشاد، ج 2، ص 332، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 854، ح 1469.

633
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

1344/ 15. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي‏ «1» عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ‏ «2» عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ:

كَانَ لِي فَرَسٌ، و كُنْتُ بِهِ مُعْجَباً «3»، أُكْثِرُ ذِكْرَهُ فِي الْمَحَالِ‏ «4»، فَدَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْماً، فَقَالَ لِي‏ «5»: «مَا فَعَلَ فَرَسُكَ؟» فَقُلْتُ: هُوَ عِنْدِي، و هُوَ ذَا هُوَ «6» عَلى‏ بَابِكَ، و عَنْهُ نَزَلْتُ‏ «7»، فَقَالَ لِيَ: «اسْتَبْدِلْ بِهِ قَبْلَ الْمَسَاءِ إِنْ قَدَرْتَ عَلى‏ مُشْتَرٍ، وَ لَاتُؤَخِّرْ ذلِكَ» و دَخَلَ عَلَيْنَا دَاخِلٌ، و انْقَطَعَ‏ «8» الْكَلَامُ، فَقُمْتُ مُتَفَكِّراً «9»، و مَضَيْتُ إِلى‏ مَنْزِلِي، فَأَخْبَرْتُ‏ «10» أَخِي الْخَبَرَ، فَقَالَ‏ «11»: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ فِي هذَا، و شَحَحْتُ بِهِ‏ «12»، وَ نَفِسْتُ‏ «13» عَلَى النَّاسِ بِبَيْعِهِ و أَمْسَيْنَا، فَأَتَانَا السَّائِسُ‏ «14»- و قَدْ صَلَّيْنَا «15» الْعَتَمَةَ «16»-

______________________________

 (1). في «بر»: «حدّثنا».

 (2). في «ج، ف، بح، بر، بس»: «عن». و هو سهو، فإنّ عليّاً هذا، هو عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. راجع: تهذيب الأنساب، ص 206- 207؛ المجدي في أنساب الطالبيين، ص 164.

يؤيّد ذلك أنّ الخبر أورده الشيخ المفيد في الإرشاد، ج 2، ص 332، نقلًا من المصنّف، و فيه: «عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين».

 (3). في «ف»: «متعجّباً». و قوله: «مُعْجباً»، أي مسروراً؛ من اعجب به، أي عَجِبَ و سُرّ. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 197 (عجب).

 (4). في الإرشاد: «المجالس».

 (5). في الإرشاد:-/ «لي».

 (6). في «ب، ض»:-/ «هو».

 (7). في الإرشاد: «الآن نزلت عنه» بدل «و عنه نزلت».

 (8). في الإرشاد: «فانقطع».

 (9). في «ب، بر، بف» و الإرشاد: «مفكّراً».

 (10). في «ب»: «و أخبرت».

 (11). في الإرشاد: «فأخبرت أخي، فقال لي».

 (12). في «ف»:-/ «به». و قوله: «شَحَحْتُ» و «شَحِحْتُ به»؛ بخلت و ضَنَنْتُ به؛ من الشُحّ و هو البخل مع الحرص. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 495- 496 (شحح).

 (13). «نفستُ»، أي حسدتُ. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 790 (نفس).

 (14). «السائس»: مَن فِعله السياسة، و هو القيام على الشي‏ء بما يصلحه. و المراد هنا سائس الدوابّ، و هو الذي قام عليها و راضَها. راجع: لسان العرب، ج 6، ص 108 (سوس).

 (15). في «بر»: «و قد صلّيت».

 (16). في الإرشاد: «فلمّا صلّيت العتمة جاءني السائس» بدل «فأتانا- إلى- العتمة». و تقدّم معنى العتمة ذيل الحديث 1 من هذا الباب.

634
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

فَقَالَ: يَا مَوْلَايَ، نَفَقَ‏ «1» فَرَسُكَ‏ «2»، فَاغْتَمَمْتُ، و عَلِمْتُ أَنَّهُ عَنى‏ هذَا بِذلِكَ الْقَوْلِ.

قَالَ‏ «3»: ثُمَّ دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ أَيَّامٍ و أَنَا «4» أَقُولُ فِي نَفْسِي: لَيْتَهُ أَخْلَفَ عَلَيَّ دَابَّةً «5»؛ إِذْ كُنْتُ اغْتَمَمْتُ بِقَوْلِهِ‏ «6»، فَلَمَّا «7» جَلَسْتُ، قَالَ‏ «8»: «نَعَمْ، نُخْلِفُ‏ «9» دَابَّةً «10» عَلَيْكَ‏ «11»؛ يَا غُلَامُ، أَعْطِهِ‏ «12» بِرْذَوْنِيَ‏ «13» الْكُمَيْتَ‏ «14»، هذَا خَيْرٌ مِنْ فَرَسِكَ، و أَوْطَأُ «15»، و أَطْوَلُ عُمُراً». «16»

1345/ 16. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ:

كَتَبْتُ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أَخَذَ الْمُهْتَدِي فِي قَتْلِ الْمَوَالِي: يَا سَيِّدِي،

______________________________

 (1). «نفق»، أي مات. يقال: نفقتِ الدابّة تَنْفُق نُفوقاً، أي ماتت. راجع: الصحاح، ج 4، ص 1560 (نفق).

 (2). في الإرشاد:+/ «الساعة».

 (3). في الإرشاد:-/ «قال».

 (4). في «ض»: «فأنا».

 (5). في «ف»: «دابّتي».

 (6). في الإرشاد:-/ «إذ كنت اغتممت بقوله».

 (7). في «ب، بر»: «ثمّ».

 (8). في الإرشاد:+/ «قبل أن احدث بشي‏ء».

 (9). في «ج»: «نخلّف» بالتثقيل.

 (10). في الإرشاد:-/ «دابّة».

 (11). في «ب، ج، ض، ف، بس، بف» و الوافي «عليك دابّة».

 (12). في «ف»: «أعطه يا غلام».

 (13). «البِرْذَوْنُ»: الدابّة، أو التركيّ من الخيل، و خلافها العِراب، أو ما كان من غير نتاج العِراب من الخيل. راجع: المغرب، ص 42؛ لسان العرب، ج 13، ص 51 (برذن).

 (14). في الإرشاد:+/ «ثمّ قال». و قوله: «الكُمَيْتُ» من الخيل للمذكّر و المؤنّث، و لونه الكُمْتَةُ، و هي حمرة يدخلها قُنُوء، و هو سواد غير خالص. قال الخليل: إنّما صُغّر لأنّه بين السواد و الحمرة، كأنّه لم يخلص له و احد منهما فأرادوا بالتصغير أنّه منهما قريب. و قيل: و الفرق بين الكميت و الأشقر بالعُرْف و الذنَب، فإن كانا أحمرين فهو أشقر، و إن كانا أسودين فهو كُميت. الصحاح، ج 1، ص 263 (كمت).

 (15). «أوْطَأُ»، أي أوفق؛ من المواطأة بمعنى الموافقة. أو أكثر مشياً؛ من الوَطْء، هو الدَوْس بالقدم. راجع: الصحاح، ج 1، ص 81 (وطأ)؛ مرآة العقول، ج 6، ص 160.

 (16). الإرشاد، ج 2، ص 332، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 854، ح 1470.

635
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَغَلَهُ عَنَّا، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَتَهَدَّدُكَ، و يَقُولُ: و اللَّهِ، لَأُجْلِيَنَّهُمْ‏ «1» عَنْ جَدِيدِ «2» الْأَرْضِ؟.

فَوَقَّعَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِخَطِّهِ: «ذَاكَ‏ «3» أَقْصَرُ لِعُمُرِهِ‏ «4»، عُدَّ مِنْ يَوْمِكَ هذَا خَمْسَةَ أَيَّامٍ، وَ يُقْتَلُ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ بَعْدَ هَوَانٍ و اسْتِخْفَافٍ يَمُرُّ بِهِ» فَكَانَ‏ «5» كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «6»

1346/ 17. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ، قَالَ:

كَتَبْتُ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَسْأَلُهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لِي مِنْ و جَعِ عَيْنِي- و كَانَتْ إِحْدى‏ عَيْنَيَّ ذَاهِبَةً، و الْأُخْرى‏ عَلى‏ شَرَفِ ذَهَابٍ- فَكَتَبَ إِلَيَّ: «حَبَسَ اللَّهُ عَلَيْكَ عَيْنَكَ» فَأَفَاقَتِ الصَّحِيحَةُ.

وَ و قَّعَ فِي آخِرِ الْكِتَابِ: «آجَرَكَ اللَّهُ، و أَحْسَنَ ثَوَابَكَ» فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ، و لَمْ أَعْرِفْ فِي أَهْلِي أَحَداً مَاتَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ جَاءَتْنِي‏ «7» و فَاةُ ابْنِي طَيِّبٍ، فَعَلِمْتُ أَنَّ التَّعْزِيَةَ لَهُ. «8»

1347/ 18. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ‏ «9»، قَالَ:

قَدِمَ عَلَيْنَا بِسُرَّ مَنْ رَأى‏ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ- يُقَالُ لَهُ: سَيْفُ بْنُ اللَّيْثِ- يَتَظَلَّمُ إِلَى الْمُهْتَدِي فِي ضَيْعَةٍ «10» لَهُ قَدْ غَصَبَهَا إِيَّاهُ شَفِيعٌ الْخَادِمُ، و أَخْرَجَهُ مِنْهَا، فَأَشَرْنَا

______________________________

 (1). «الجَلاءُ»: الخروج من البلد. راجع: الصحاح، ج 6، ص 2304 (جلا).

 (2). في الإرشاد: «جدد». و «الجَدِيدُ»: و جه الأرض. الصحاح، ج 2، ص 454 (جدد).

 (3). في «ف» و الإرشاد: «ذلك».

 (4). في «ف»: «لعمرك».

 (5). في الإرشاد: «و كان».

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 333، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 855، ح 1471.

 (7). في «بر»: «جاءت».

 (8). الوافي، ج 3، ص 856، ح 1472.

 (9). في حاشية «ف»: «عمر بن مسلم».

 (10). «الضَيْعَةُ»: الأرض المغلَّة، أو العَقار، و هو كلّ ما له أصل و قرار كالأرض و الدار. و قيل: الضَيعَةُ عند الحاضرة: مال الرجل من النخل و الكرم و الأرض. و الجمع: الضِياع. راجع: لسان العرب، ج 8، ص 230 (ضيع).

636
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

عَلَيْهِ‏ «1» أَنْ يَكْتُبَ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْأَلُهُ تَسْهِيلَ أَمْرِهَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَا بَأْسَ عَلَيْكَ، ضَيْعَتُكَ تُرَدُّ عَلَيْكَ، فَلَا تَتَقَدَّمْ إِلَى السُّلْطَانِ، و الْقَ الْوَكِيلَ الَّذِي فِي يَدِهِ الضَّيْعَةُ، و خَوِّفْهُ بِالسُّلْطَانِ الْأَعْظَمِ، اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ».

فَلَقِيَهُ، فَقَالَ لَهُ الْوَكِيلُ- الَّذِي فِي يَدِهِ الضَّيْعَةُ-: قَدْ كُتِبَ إِلَيَّ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ أَنْ أَطْلُبَكَ، و أَرُدَّ الضَّيْعَةَ عَلَيْكَ، فَرَدَّهَا عَلَيْهِ بِحُكْمِ الْقَاضِي ابْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ وَ شَهَادَةِ الشُّهُودِ، و لَمْ يَحْتَجْ إِلى‏ «2» أَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَى الْمُهْتَدِي، فَصَارَتِ الضَّيْعَةُ لَهُ و فِي يَدِهِ، و لَمْ يَكُنْ لَهَا خَبَرٌ بَعْدَ ذلِكَ.

قَالَ: و حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ اللَّيْثِ هذَا، قَالَ: خَلَّفْتُ ابْناً لِي عَلِيلًا بِمِصْرَ عِنْدَ خُرُوجِي عَنْهَا «3»، و ابْناً لِي آخَرَ أَسَنَّ مِنْهُ كَانَ و صِيِّي و قَيِّمِي عَلى‏ عِيَالِي و «4» فِي ضِيَاعِي، فَكَتَبْتُ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لِابْنِيَ الْعَلِيلِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ: «قَدْ عُوفِيَ ابْنُكَ الْمُعْتَلُّ، و مَاتَ‏ «5» الْكَبِيرُ و صِيُّكَ و قَيِّمُكَ، فَاحْمَدِ اللَّهَ، و لَاتَجْزَعْ؛ فَيَحْبَطَ أَجْرُكَ».

فَوَرَدَ عَلَيَّ الْخَبَرُ أَنَّ ابْنِي قَدْ عُوفِيَ مِنْ عِلَّتِهِ، و مَاتَ الْكَبِيرُ يَوْمَ و رَدَ عَلَيَّ جَوَابُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «6»

1348/ 19. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْقُشَيْرِيِ‏ «7» مِنْ قَرْيَةٍ تُسَمّى‏ قِيرَ، قَالَ:

كَانَ لِأَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ و كِيلٌ قَدِ اتَّخَذَ مَعَهُ فِي الدَّارِ حُجْرَةً يَكُونُ فِيهَا مَعَهُ خَادِمٌ‏

______________________________

 (1). في «بر، بف»: «إليه».

 (2). في «ب، بس، بف» و الوافي:-/ «إلى».

 (3). في حاشية «ف»: «منها».

 (4). في «بح، بس»:-/ «و».

 (5). في حاشية «ج»:+/ «ابنك».

 (6). الوافي، ج 3، ص 856، ح 1473.

 (7). النسخ هنا مختلفة، لم يرجع إلى محصَّلٍ مع الفحص الأكيد، ففي «ب»: «يحيى ابن القنبري من قرية سماقير». و في «ج، ض، بح»: «يحيى القشيري من قرية سماقير». و في «ف»: «يحيى القشري من قرية سماقين». و في «بر»: «يحيى بن القنبري من قرية يسمّى قنبر». و في «بس»: «يحيى بن القسري من قرية سماقين». و في «بف» و الوافي: «يحيى بن القنبري من قرية تسمّى قنبر». و في مرآة العقول عن بعض النسخ: «القسيري، نسبة إلى بطن من بجيلة».

637
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

أَبْيَضُ، فَأَرَادَ «1» الْوَكِيلُ الْخَادِمَ عَلى‏ نَفْسِهِ، فَأَبى‏ إِلَّا أَنْ‏ «2» يَأْتِيَهُ بِنَبِيذٍ، فَاحْتَالَ لَهُ نَبِيذاً «3»، ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ، و بَيْنَهُ و بَيْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثَلَاثَةُ أَبْوَابٍ مُقْفَلَةٍ «4»، قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْوَكِيلُ، قَالَ: إِنِّي لَمُنْتَبِهٌ إِذْ أَنَا بِالْأَبْوَابِ تُفْتَحُ حَتّى‏ «5» جَاءَ بِنَفْسِهِ، فَوَقَفَ عَلى‏ بَابِ الْحُجْرَةِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا هؤُلَاءِ، اتَّقُوا اللَّهَ، خَافُوا اللَّهَ» فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، أَمَرَ بِبَيْعِ الْخَادِمِ، وَ إِخْرَاجِي مِنَ الدَّارِ. «6»

1349/ 20. إِسْحَاقُ قَالَ: أَخْبَرَنِي‏ «7» مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ السَّائِيُ‏ «8»، قَالَ:

نَاظَرْتُ رَجُلًا مِنَ الثَّنَوِيَّةِ «9» بِالْأَهْوَازِ، ثُمَّ قَدِمْتُ سُرَّ مَنْ رَأى‏ و قَدْ عَلِقَ‏ «10» بِقَلْبِي شَيْ‏ءٌ مِنْ‏ «11» مَقَالَتِهِ؛ فَإِنِّي لَجَالِسٌ عَلى‏ بَابِ أَحْمَدَ بْنِ الْخَضِيبِ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

______________________________

 (1). في الوافي: «ضمّن الإرادة ما يتعدّى ب «على» كالتسلّط و الركوب و نحوهما فعدّاها بها».

 (2). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع:-/ «أن».

 (3). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع: «بنبيدٍ».

 (4). هكذا في كثير من النسخ التي عندنا (22 نسخة) و الوافي. و في «جح» و المطبوع و شرح المازندراني: «مغلقة».

 (5). في «ف»:-/ «حتّى».

 (6). الوافي، ج 3، ص 857، ح 1474.

 (7). في «ض»: «و أخبرني».

 (8). هكذا في حاشية «جو» و هامش المطبوع. و في «ب»: «النسّائي». و في «ج، ف، بر» و هامش المطبوع: «الشيباني». و في «ض» و المطبوع: «الشائي». و في «بح»: «النشائي». و في «بس»: «النشاي». و في «بف»: «النساي». و في حاشية «ض»: «الشامي». و ما أثبتنا هو الظاهر. و المراد من محمّد بن الربيع هذا، هو محمّد بن ربيع بن سويد السائي المذكور في رجال الطوسي، ص 402، الرقم 5907. و المظنون قويّاً أنّ محمّداً هذا، هو ابن أخي عليّ بن سويد السائي المذكور في كتب الرجال و الأسناد. راجع: رجال النجاشي، ص 276، الرقم 724؛ رجال الكشّي، ص 456، الرقم 859؛ معجم رجال الحديث، ج 12، ص 243، الرقم 8601.

 (9). «الثنويّة»: هم الذين يقولون بأنّ للعالم إلهين: أحدهما النور أو يزدان، و الخيرات كلّها منسوبة إليه. و الثاني‏الظلمة ضدّه، أو أهرمن، و الشرور جميعها منسوبة إليه. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 328؛ مرآة العقول، ج 6، ص 162.

 (10). في «ج»: «علّق» بالتشديد.

 (11). في «بر»: «في».

638
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

مِنْ دَارِ الْعَامَّةِ «1» يَؤُمُ‏ «2» الْمَوْكِبَ‏ «3»، فَنَظَرَ إِلَيَّ، و أَشَارَ بِسَبَّاحَتِهِ‏ «4»: «أَحَداً أَحَداً فَرْداً «5»».

فَسَقَطْتُ مَغْشِيّاً عَلَيَّ. «6»

1350/ 21. إِسْحَاقُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْماً و أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَهُ مَا أَصُوغُ بِهِ خَاتَماً أَتَبَرَّكُ بِهِ، فَجَلَسْتُ، و أُنْسِيتُ مَا جِئْتُ لَهُ، فَلَمَّا و دَّعْتُهُ‏ «7» و نَهَضْتُ رَمى‏ إِلَيَّ بِالْخَاتَمِ، فَقَالَ: «أَرَدْتَ فِضَّةً «8»، فَأَعْطَيْنَاكَ خَاتَماً، رَبِحْتَ‏ «9» الْفَصَّ و الْكِرَاءَ، هَنَأَكَ‏ «10» اللَّهُ يَا أَبَا هَاشِمٍ».

فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، أَشْهَدُ أَنَّكَ و لِيُّ اللَّهِ و إِمَامِيَ الَّذِي أَدِينُ اللَّهَ بِطَاعَتِهِ، فَقَالَ: «غَفَرَ

______________________________

 (1). في «بح»: «دار العلّة». و دار العامّة، أي دار الخلافة.

 (2). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس» و شرح المازندراني و مرآة العقول: «يوم». و يؤمّ، أي يقصد.

 (3). في الوافي عن بعض النسخ: «مركب». و «المَوْكِبُ»: جماعة رُكّاب يسيرون برِفْق، و هم أيضاً القوم الرُكُوبُ للزينة و التنزّه. النهاية، ج 5، ص 218 (و كب).

 (4). في «ب» و حاشية «ج، بح»: «بسبّابته». و: «السَبّاحة» و «المسبِّحة»: الإصبع التي تلي الإبهام، سمّيت بذلك لأنّها يشار بها عند التسبيح، أو لأنّها كالذاكرة حين الإشارة بها إلى إثبات الإلهيّة. راجع: النهاية، ج 2، ص 332؛ المصباح المنير، ص 262 (سبح).

 (5). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي. و في المطبوع و بعض النسخ على ما في شرح المازندراني و مرآة العقول: «أحد أحد فرد».

 (6). الوافي، ج 3، ص 857، ح 1475.

 (7). هكذا في «ب، ف، بس، بف، بح» و الوافي. و في المطبوع و بعض النسخ: «ودّعت».

 (8). في «ف»: «فصّة».

 (9). في «ب، ض، بر، بف»: «و ربحت». و في الوافي: «فربحت».

 (10). يجوز في الكلمة التخفيف و التثقيل، و اختلفت النسخ أيضاً. و «هَنَأَهُ»: أعطاه و أطعمه، و هَنَّأَهُ بالأمر و هَنَأَهُ: قال له: لِيَهْنِئْكَ. و هنّأه تهنئة و تهنيئاً: ضِدُّ عزّاه. قال المجلسي: «دعاء بالبركة و حسن العاقبة و الانتفاع به في الدين و الدنيا». راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 126 (هنأ)؛ مرآة العقول، ج 6، ص 163.

639
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا هَاشِمٍ». «1»

1351/ 22. إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو الْعَيْنَاءِ الْهَاشِمِيُّ مَوْلى‏ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ عَتَاقَةً «2»، قَالَ:

كُنْتُ أَدْخُلُ عَلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَعْطَشُ و أَنَا عِنْدَهُ، فَأُجِلُّهُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ، فَيَقُولُ: «يَا غُلَامُ، اسْقِهِ» و رُبَّمَا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالنُّهُوضِ، فَأُفَكِّرُ فِي ذلِكَ‏ «3»، فَيَقُولُ:

 «يَا غُلَامُ، دَابَّتَهُ». «4»

1352/ 23. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ «5»، قَالَ‏:

دَخَلَ الْعَبَّاسِيُّونَ عَلى‏ صَالِحِ بْنِ و صِيفٍ، و دَخَلَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ و غَيْرُهُ- مِنَ الْمُنْحَرِفِينَ‏ «6» عَنْ هذِهِ النَّاحِيَةِ- عَلى‏ صَالِحِ بْنِ و صِيفٍ‏ «7» عِنْدَ مَا حَبَسَ أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «8»، فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ: و «9» مَا أَصْنَعُ‏ «10» قَدْ و كَّلْتُ بِهِ رَجُلَيْنِ مِنْ‏ «11» أَشَرِّ «12» مَنْ قَدَرْتُ عَلَيْهِ، فَقَدْ صَارَا مِنَ الْعِبَادَةِ و الصَّلَاةِ و الصِّيَامِ إِلى‏ أَمْرٍ عَظِيمٍ، فَقُلْتُ لَهُمَا مَا «13» فِيهِ، فَقَالَا: مَا تَقُولُ‏ «14» فِي رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ، و يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ، لَايَتَكَلَّمُ و لَايَتَشَاغَلُ، و إِذَا نَظَرْنَا إِلَيْهِ‏ «15»

______________________________

 (1). الوافي، ج 3، ص 858، ح 1476.

 (2). «عَتاقَةً»: منصوب على التمييز، للدلالة على أنّ المراد به المعتق، و أنّ و لايته من جهة العتق؛ فإنّ للمولى معاني شتّى. يقال: عَتَقَ العبدُ يَعْتِقُ عِتْقاً و عَتاقاً و عَتاقةً، أي خرج من الرِقّ فهو عتيق و عاتق، و هو مَوْلى عَتاقَةٍ. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 329؛ مرآة العقول، ج 6، ص 164؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1202 (عتق).

 (3). في «بس، بف» و الوافي: «ذاك».

 (4). الوافي، ج 3، ص 858، ح 1477.

 (5). في الإرشاد:-/ «بن محمّد عن عليّ بن عبد الغفّار».

 (6). في «بح»: «المتحرّفين».

 (7). في الإرشاد:-/ «و دخل صالح بن عليّ- إلى- و صيف».

 (8). في الإرشاد:+/ «فقالوا له: ضيّق عليه و لا توسّع».

 (9). في الإرشاد:-/ «و».

 (10). في الإرشاد:+/ «به».

 (11). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الإرشاد:-/ «من».

 (12). في مرآة العقول: «أشدّ». و في الإرشاد: «شرّ».

 (13). «ما» موصولة، لا استفهاميّة. و في «ض، ف، بح، بر، بف» و الوافي:-/ «ما».

 (14). «ما» استفهاميّة. و في «بس»: «نقول». و في الإرشاد: «ثمّ أمر بإحضار الموكّلين، فقال لهما: و يحكهما ما شأنكما في أمر هذا الرجل، فقالا له: ما نقول» بدل «فقلت لهما ما فيه فقالا: ما تقول».

 (15). في الإرشاد: «بغير العبادة فإذا نظر إلينا» بدل «و إذا نظرنا إليه».

640
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

ارْتَعَدَتْ‏ «1» فَرَائِصُنَا «2»، و يُدَاخِلُنَا «3» مَا لَانَمْلِكُهُ مِنْ أَنْفُسِنَا؟ فَلَمَّا سَمِعُوا ذلِكَ‏ «4» انْصَرَفُوا خَائِبِينَ‏ «5». «6»

1353/ 24. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَكْفُوفُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ بَعْضِ فَصَّادِي‏ «7» الْعَسْكَرِ «8» مِنَ النَّصَارى‏:

أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعَثَ إِلَيْهِ‏ «9» يَوْماً فِي و قْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ، فَقَالَ‏ «10» لِيَ: «افْصِدْ هذَا الْعِرْقَ» قَالَ: و نَاوَلَنِي عِرْقاً لَمْ أَفْهَمْهُ مِنَ الْعُرُوقِ الَّتِي تُفْصَدُ «11»، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا رَأَيْتُ أَمْراً أَعْجَبَ مِنْ هذَا، يَأْمُرُنِي‏ «12» أَنْ أَفْصِدَ فِي و قْتِ الظُّهْرِ و لَيْسَ بِوَقْتِ فَصْدٍ، وَ الثَّانِيَةُ عِرْقٌ لَاأَفْهَمُهُ، ثُمَّ قَالَ لِيَ‏ «13»: «انْتَظِرْ، و كُنْ فِي الدَّارِ».

فَلَمَّا أَمْسى‏ دَعَانِي و قَالَ لِي‏ «14»: «سَرِّحِ الدَّمَ‏ «15»» فَسَرَّحْتُ‏ «16»، ثُمَّ قَالَ لِي‏ «17»: «أَمْسِكْ» فَأَمْسَكْتُ، ثُمَّ قَالَ لِي: «كُنْ فِي الدَّارِ».

______________________________

 (1). في «ج، بس» و حاشية «بح»: «ارعدت».

 (2). أي اضطربت أركاننا. و «الفَرائصُ»: جمع الفَرِيصَة، و هي اللَحْمة بين الجنب و الكتف التي لا تزال تُرْعَدُ من الدابّة، و الجمع الفَرِيص أيضاً. انظر: الصحاح، ج 3، ص 1048 (فرص).

 (3). في «ب، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي: «و تداخلنا» بصيغة الماضي. و في الإرشاد: «و داخلنا».

 (4). في الإرشاد:+/ «العبّاسيّون».

 (5). في الإرشاد: «خاسئين».

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 334، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 859، ح 1478.

 (7). «الفصّاد»: الذي يشقّ العِرْق؛ من الفصد و هو شقّ العِرق. راجع: لسان العرب، ج 3، ص 339 (فصد).

 (8). في «بح»: «العسكري».

 (9). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و الوسائل و البحار. و في المطبوع: «إليّ».

 (10). في الوسائل: «و قال».

 (11). في «بح»: «نفصد» أي نفصدها.

 (12). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع: «يأمر لي».

 (13). في «بر»:-/ «لي».

 (14). في «البحار»:-/ «لي».

 (15). «سرّح الدم»، أي أرسله. و تسريح دم العرق المفصود: إرساله بعد ما يسيل منه حين يُفصَد مرّة ثانية. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 479 (سرح).

 (16). في «ف» و حاشية «بح»:+/ «الدم».

 (17). في «ب، بر»:-/ «لي».

641
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ، أَرْسَلَ إِلَيَّ، و قَالَ‏ «1» لِي: «سَرِّحِ الدَّمَ».

قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَجَبِيَ الْأَوَّلِ، و كَرِهْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ، قَالَ‏ «2»: فَسَرَّحْتُ، فَخَرَجَ دَمٌ أَبْيَضُ كَأَنَّهُ الْمِلْحُ‏ «3»، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِيَ: «احْبِسْ». قَالَ: فَحَبَسْتُ، قَالَ‏ «4»: ثُمَّ قَالَ‏ «5»: «كُنْ فِي الدَّارِ».

فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَمَرَ قَهْرَمَانَهُ‏ «6» أَنْ يُعْطِيَنِي ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ، فَأَخَذْتُهَا، و خَرَجْتُ‏ «7» حَتّى‏ أَتَيْتُ ابْنَ بَخْتِيشُوعَ النَّصْرَانِيَّ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، قَالَ: فَقَالَ لِي‏ «8»: و اللَّهِ، مَا أَفْهَمُ مَا تَقُولُ، و لَاأَعْرِفُهُ فِي شَيْ‏ءٍ مِنَ الطِّبِّ، و لَاقَرَأْتُهُ فِي كِتَابٍ‏ «9»، و لَاأَعْلَمُ فِي‏ «10» دَهْرِنَا أَعْلَمَ بِكُتُبِ النَّصْرَانِيَّةِ مِنْ فُلَانٍ الْفَارِسِيِّ، فَاخْرُجْ إِلَيْهِ.

قَالَ: فَاكْتَرَيْتُ‏ «11» زَوْرَقاً إِلَى الْبَصْرَةِ، و أَتَيْتُ الْأَهْوَازَ، ثُمَّ صِرْتُ إِلى‏ فَارِسَ إِلى‏ صَاحِبِي، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، قَالَ: و قَالَ‏ «12»: أَنْظِرْنِي أَيَّاماً، فَأَنْظَرْتُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مُتَقَاضِياً، قَالَ: فَقَالَ لِي: إِنَ‏ «13» هذَا الَّذِي تَحْكِيهِ عَنْ هذَا الرَّجُلِ فَعَلَهُ الْمَسِيحُ فِي دَهْرِهِ مَرَّةً. «14»

1354/ 25. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ‏:

كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ إِلى‏ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَشْكُو عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ دُلَفَ و يَزِيدَ بْنَ‏

______________________________

 (1). في الوافي: «فقال».

 (2). في «بر»:-/ «قال».

 (3). في حاشية «ج»: «الثلج».

 (4). في «ج، ض، بر»:-/ «قال».

 (5). في الوسائل:+/ «لي».

 (6). «القهرمان»: هو كالخازن و الوكيل و الحافظ لما تحت يده، و القائم بامور الرجل بلغة الفرس. النهاية، ج 4، ص 129 (قهرم).

 (7). في «بر»: «فخرجت».

 (8). في «بر»:-/ «لي».

 (9). في «ض»: «كتابه».

 (10). في «بر»: «من».

 (11). في «ف»:+/ «إليّ».

 (12). في «ب، ج، ف، بس» و الوافي: «فقال». و في «ض، بح، بف» و البحار: «فقال لي».

 (13). في «ف، بر»:-/ «إنّ».

 (14). الوافي، ج 3، ص 859، ح 1479؛ الوسائل، ج 17، ص 107، ح 22105؛ البحار، ج 62، ص 131، ح 101.

642
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

عَبْدِ اللَّهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «أَمَّا عَبْدُ الْعَزِيزِ فَقَدْ كُفِيتَهُ، و أَمَّا يَزِيدُ فَإِنَّ لَكَ و لَهُ مَقَاماً بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ». فَمَاتَ عَبْدُ الْعَزِيزِ، و قَتَلَ يَزِيدُ مُحَمَّدَ بْنَ حُجْرٍ. «1»

1355/ 26. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ‏ «2»:

سُلِّمَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ نِحْرِيرٍ «3»، فَكَانَ‏ «4» يُضَيِّقُ عَلَيْهِ و يُؤْذِيهِ، قَالَ‏ «5»: فَقَالَتْ لَهُ‏ «6» امْرَأَتُهُ: و يْلَكَ‏ «7»، اتَّقِ اللَّهَ‏ «8»، لَاتَدْرِي‏ «9» مَنْ فِي مَنْزِلِكَ؟ و عَرَّفَتْهُ صَلَاحَهُ‏ «10»، و قَالَتْ: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنْهُ، فَقَالَ‏ «11»: لَأَرْمِيَنَّهُ بَيْنَ السِّبَاعِ، ثُمَّ فَعَلَ ذلِكَ بِهِ، فَرُئِيَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِماً «12» يُصَلِّي وَ هِيَ حَوْلَهُ‏ «13». «14»

1356/ 27. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى‏ «15» أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِأَنْظُرَ إِلى‏ خَطِّهِ، فَأَعْرِفَهُ إِذَا و رَدَ، فَقَالَ: «نَعَمْ». ثُمَّ قَالَ‏ «16»: «يَا أَحْمَدُ، إِنَّ الْخَطَّ سَيَخْتَلِفُ عَلَيْكَ مِنْ‏ «17»

______________________________

 (1). الوافي، ج 3، ص 860، ح 1480.

 (2). في الإرشاد: «عن جماعة من أصحابنا، قالوا» بدل «عن بعض أصحابنا، قال».

 (3). هو الخادم من خدم الخليفة و كان راعيَ سباع الخليفة و كلابه، و كأنّه- لعنه اللَّه- كان عدوّاً له عليه السلام. راجع: تاريخ‏ابن خلدون، ج 4، ص 299؛ الغيبة للطوسي، ص 28؛ الوافي، ج 3، ص 861.

 (4). في الإرشاد: «و كان».

 (5). في الإرشاد:-/ «قال».

 (6). في «ب، ف، بر»:-/ «له».

 (7). في «بس»: «ويك». و في الإرشاد:-/ «ويلك».

 (8). في الإرشاد:+/ «فإنّك».

 (9). في «ف»:-/ «لا تدري».

 (10). في الإرشاد: «ذكرت له صلاحه و عبادته» بدل «عرفته صلاحه».

 (11). في الإرشاد:+/ «و اللَّه».

 (12). في الإرشاد: «ثمّ استأذن في ذلك، فأذن له فرمى به إليها و لم يشكوا في أكلها له فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه عليه السلام قائماً» بدل «ثمّ فعل ذلك- إلى- قائماً».

 (13). في الإرشاد:+/ «فأمر بإخراجه إلى داره».

 (14). الإرشاد، ج 2، ص 334، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 860، ح 1481.

 (15). في «بر»: «إلى».

 (16). في «ب» و الوافي:+/ «لي».

 (17). في «ب، بر» و حاشية «بح» و الوافي، و مرآة العقول: «ما».

643
الکافي2 (ط - دارالحديث)

124 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ص : 613

بَيْنِ‏ «1» الْقَلَمِ‏ «2» الْغَلِيظِ إِلَى الْقَلَمِ الدَّقِيقِ، فَلَا تَشُكَّنَّ».

ثُمَّ دَعَا بِالدَّوَاةِ فَكَتَبَ، و جَعَلَ يَسْتَمِدُّ «3» إِلى‏ مَجْرَى الدَّوَاةِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي- و هُوَ يَكْتُبُ-: أَسْتَوْهِبُهُ الْقَلَمَ الَّذِي كَتَبَ‏ «4» بِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكِتَابَةِ أَقْبَلَ يُحَدِّثُنِي- و هُوَ يَمْسَحُ الْقَلَمَ بِمِنْدِيلِ الدَّوَاةِ «5» سَاعَةً- ثُمَّ قَالَ: «هَاكَ يَا أَحْمَدُ» فَنَاوَلَنِيهِ.

فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي مُغْتَمٌّ لِشَيْ‏ءٍ «6» يُصِيبُنِي فِي نَفْسِي و قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ أَبَاكَ، فَلَمْ يُقْضَ لِي ذلِكَ، فَقَالَ: «وَ مَا هُوَ يَا أَحْمَدُ؟» فَقُلْتُ: يَا «7» سَيِّدِي، رُوِيَ لَنَا «8» عَنْ آبَائِكَ أَنَّ نَوْمَ الْأَنْبِيَاءِ عَلى‏ أَقْفِيَتِهِمْ، و نَوْمَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى‏ أَيْمَانِهِمْ، و نَوْمَ الْمُنَافِقِينَ عَلى‏ شَمَائِلِهِمْ‏ «9»، و نَوْمَ الشَّيَاطِينِ عَلى‏ وُجُوهِهِمْ؟ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «كَذلِكَ هُوَ «10»».

فَقُلْتُ: يَا «11» سَيِّدِي، فَإِنِّي‏ «12» أَجْهَدُ «13» أَنْ أَنَامَ عَلى‏ يَمِينِي، فَمَا يُمْكِنُنِي‏ «14»، و لَا يَأْخُذُنِي النَّوْمُ عَلَيْهَا «15»، فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَحْمَدُ، ادْنُ مِنِّي». فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: «أَدْخِلْ يَدَكَ تَحْتَ ثِيَابِكَ»، فَأَدْخَلْتُهَا، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ ثِيَابِهِ، و أَدْخَلَهَا تَحْتَ ثِيَابِي، فَمَسَحَ بِيَدِهِ الْيُمْنى‏ عَلى‏ جَانِبِيَ الْأَيْسَرِ، و بِيَدِهِ الْيُسْرى‏ عَلى‏ جَانِبِيَ‏

______________________________

 (1). في «بح»:+/ «القلمين».

 (2). في «ب، ج، ف، بس» و حاشية «ض، بف»: «القلمين».

 (3). قال المازندراني و المجلسي: «يستمدّ، أي يطلب المدَدَ أو المِدادَ من قعر الدواة إلى مجراها، أي فمها لقلّةمدادها، أو لعدم الحاجة سريعاً إلى العود». و قال الفيض: «و جعل يستمدّ، أي يطلب المداد بالقلم. ضمّن الاستمداد معنى الإنهاء و نحوه فعدّاه بعلى». راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 332؛ الوافي، ج 3، ص 862؛ مرآة العقول، ج 6، ص 168؛ لسان العرب، ج 3، ص 398 (مدد).

 (4). في «بر» و الوافي: «يكتب».

 (5). في «بر»:-/ «الدواة».

 (6). في البحار: «إنّي أغتمّ بشي‏ء».

 (7). في «ب، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «يا».

 (8). في «ف»:-/ «لنا».

 (9). في «ب»: «شمالهم». و في «بر»: «يسار» بدون الضمير. لسان العرب، ج 11، ص 364 (شمل).

 (10). في «ف»: «هو كذلك».

 (11). في «بر» و البحار:-/ «يا».

 (12). في الوسائل: «إنّي».

 (13). في الوافي: «أجتهد».

 (14). في «ف»:-/ «فما يمكنني».

 (15). في «بر»:-/ «عليها».

644
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

الْأَيْمَنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ‏ «1» أَحْمَدُ: فَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَنَامَ عَلى‏ يَسَارِي مُنْذُ فَعَلَ ذلِكَ بِي عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «2»، وَ مَا يَأْخُذُنِي نَوْمٌ عَلَيْهَا أَصْلًا. «3»

 

125- بَابُ‏ «4» مَوْلِدِ الصَّاحِبِ‏ «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ‏

وُلِدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ و خَمْسِينَ و مِائَتَيْنِ‏ «6»

1357/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ:

خَرَجَ عَنْ‏ «7» أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قُتِلَ الزُّبَيْرِيُ‏ «8»: «هذَا جَزَاءُ مَنِ افْتَرى‏ «9» عَلَى اللَّهِ فِي‏ «10» أَوْلِيَائِهِ، زَعَمَ‏ «11» أَنَّهُ يَقْتُلُنِي‏ «12» و لَيْسَ لِي عَقِبٌ‏ «13»، فَكَيْفَ رَأى‏ قُدْرَةَ اللَّهِ‏ «14»؟»

وَ وُلِدَ لَهُ و لَدٌ «15» سَمَّاهُ «م‏ح‏م‏د» «16» سَنَةَ سِتٍّ و خَمْسِينَ‏

______________________________

 (1). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع: «فقال».

 (2). في «ف» و البحار: «فعل عليه السلام بي ذلك» بدل «فعل ذلك بي عليه السلام».

 (3). الوافي، ج 3، ص 861، ح 1482؛ الوسائل، ج 6، ص 502، ح 8548؛ البحار، ج 50، ص 286، ح 61.

 (4). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف»:-/ «باب».

 (5). في «ف»: «صاحب الزمان».

 (6). كمال الدين، ص 430، ح 4، عن محمّد بن محمّد بن عصام، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن محمّد. الإرشاد، ج 2، ص 339 الوافي، ج 3، ص 881، ذيل ح 1511؛ البحار، ج 51، ص 2، ح 1.

 (7). في «بس»: «على».

 (8). في الكافي، ح 867 و الإرشاد:+/ «لعنه اللَّه».

 (9). في الكافي، ح 867 و الإرشاد: «اجترأ».

 (10). في «بف»: «و». و في الغيبة: «و على»، كلاهما بدل «في».

 (11). في الكافي، ح 867: «يزعم».

 (12). في «بر»: «يقتلي».

 (13). «العَقِبُ» و «العَقْب» و «العاقبة»: و لد الرجل، و ولد و لده الباقون بعده. و قول العرب: لا عَقِبَ له، أي لم يبق له و لد ذكر. لسان العرب، ج 1، ص 613 (عقب).

 (14). في الكافي، ح 867 و الإرشاد:+/ «فيه».

 (15). في «ب، بر»:-/ «ولد». و في كمال الدين:+/ «و».

 (16). في «ف»: «محمّد». و في الكافي، ح 867:+/ «في». و تقطيع الحروف لعدم جواز التسمية، كما و رد في أخبار كثيرة.

645
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

وَ مِائَتَيْنِ‏ «1». «2»

1358/ 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ و الْحَسَنُ‏ «3»- ابْنَا عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ- فِي سَنَةِ تِسْعٍ و سَبْعِينَ و مِائَتَيْنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَبْدِيُّ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ، عَنْ ضَوْءِ بْنِ عَلِيٍّ الْعِجْلِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ سَمَّاهُ‏ «4»، قَالَ‏:

أَتَيْتُ سُرَّ مَنْ رَأى‏، و لَزِمْتُ‏ «5» بَابَ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَدَعَانِي مِنْ غَيْرِ أَنْ أَسْتَأْذِنَ، فَلَمَّا دَخَلْتُ و سَلَّمْتُ، قَالَ لِي: «يَا أَبَا «6» فُلَانٍ، كَيْفَ حَالُكَ؟» ثُمَّ قَالَ لِي: «اقْعُدْ يَا فُلَانُ». ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ‏ «7» رِجَالٍ و نِسَاءٍ مِنْ أَهْلِي، ثُمَّ قَالَ لِي: «مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ‏ «8»؟» قُلْتُ: رَغْبَةٌ فِي خِدْمَتِكَ، قَالَ‏ «9»: فَقَالَ: «فَالْزَمِ‏ «10» الدَّارَ».

قَالَ: فَكُنْتُ فِي الدَّارِ مَعَ الْخَدَمِ، ثُمَّ صِرْتُ أَشْتَرِي لَهُمُ الْحَوَائِجَ مِنَ السُّوقِ و كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ إِذَا كَانَ فِي دَارِ «11» الرِّجَالِ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ‏ «12» يَوْماً و هُوَ فِي دَارِ الرِّجَالِ، فَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِي الْبَيْتِ، فَنَادَانِي: «مَكَانَكَ لَاتَبْرَحْ» فَلَمْ أَجْسُرْ «13» أَخْرُجُ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد: «قال محمّد بن عبد اللَّه: و ولد له و لد» بدل «و ولد له و لد- إلى- مائتين».

 (2). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ إلى صاحب الدار عليه السلام، ح 867. و في الإرشاد، ج 2، ص 349، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 231، ح 198 عن الكليني. و في كمال الدين، ص 430، ح 3، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن معلّى بن محمّد البصري، قال: خرج عن أبي عبداللَّه عليه السلام ... الوافي، ج 2، ص 391، ح 881.

 (3). تقدّمت قطعة من الخبر في ح 868، و فيه «الحسين» مصغّراً. و الخبر كلّه أورده الصدوق في كمال الدين، ص 435، ح 4 كما في ما نحن فيه، لكن في البحار، ج 52، ص 26، ح 21- نقلًا من كمال الدين-: «الحسين». ثمّ إنّ الخبر تقدّم في الكافي، ح 882، مختصراً، و فيه أيضاً: «الحسن».

 (4). في «ج، ف»:-/ «سمّاه».

 (5). في كمال الدين: «فلزمت».

 (6). في «ف»:-/ «أبا».

 (7). في كمال الدين:-/ «جماعة من».

 (8). في كمال الدين:+/ «عليّ».

 (9). في كمال الدين:+/ «لي».

 (10). في «ب»: «و الزم». و في كمال الدين: «الزم».

 (11). في «بس، بف»:-/ «دار».

 (12). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف». و في المطبوع: «عليه». و هو الأوفق باللغة.

 (13). هكذا في النسخ التي قوبلت و كمال الدين. و في المطبوع و الكافي، ح 868:+/ «أن». و في «بر»: «فلم أجتر ف» و أصله اجترئ، قلبت الهمزة ياءً فحذفت الياء بلم.

646
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

وَ لَاأَدْخُلُ، فَخَرَجَتْ عَلَيَّ جَارِيَةٌ مَعَهَا «1» شَيْ‏ءٌ مُغَطًّى، ثُمَّ نَادَانِيَ: «ادْخُلْ» فَدَخَلْتُ، وَ نَادَى الْجَارِيَةَ، فَرَجَعَتْ، فَقَالَ لَهَا: «اكْشِفِي عَمَّا مَعَكِ» فَكَشَفَتْ عَنْ غُلَامٍ أَبْيَضَ، حَسَنِ الْوَجْهِ، و كَشَفَتْ‏ «2» عَنْ بَطْنِهِ، فَإِذَا شَعْرٌ نَابِتٌ مِنْ لَبَّتِهِ‏ «3» إِلى‏ سُرَّتِهِ، أَخْضَرُ، لَيْسَ بِأَسْوَدَ، فَقَالَ: «هذَا صَاحِبُكُمْ».

ثُمَّ أَمَرَهَا فَحَمَلَتْهُ، فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذلِكَ حَتّى‏ مَضى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

فَقَالَ‏ «4» ضَوْء بْنُ عَلِيٍّ: فَقُلْتُ‏ «5» لِلْفَارِسِيِّ: كَمْ كُنْتَ تُقَدِّرُ لَهُ مِنَ السِّنِينَ؟ قَالَ‏ «6»:

سَنَتَيْنِ.

قَالَ الْعَبْدِيُّ: فَقُلْتُ لِضَوْءٍ: كَمْ تُقَدِّرُ لَهُ أَنْتَ‏ «7»؟ قَالَ: أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً «8».

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ و أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: و نَحْنُ نُقَدِّرُ لَهُ‏ «9» إِحْدى‏ و عِشْرِينَ سَنَةً. «10»

1359/ 3. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ و عَنْ غَيْرِ و احِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا الْقُمِّيِّينَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ غَانِمٍ الْهِنْدِيِّ، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ب» و كمال الدين: «و معها».

 (2). في «ب، ض، ف، بح، بر، بس، بف»: «فكشف».

 (3). «اللَبَّة»: المَنْحَر و الهَزْمَة التي فوق الصدر، و فيها تُنحر الإبل، و موضع القلادة من الصدر. راجع: الصحاح، ج 1، ص 217؛ النهاية، ج 4، ص 223 (لبب).

 (4). في كمال الدين: «قال».

 (5). في «ب، ج، ض، ف، بح، بس»: «قلت».

 (6). في كمال الدين: «فقال».

 (7). في «ب»: «أنت له». و في كمال الدين: «له الآن في و قتنا» بدل «له أنت».

 (8). في «ج، ض، ف، بر، بس» و شرح المازندراني:-/ «سنة».

 (9). في كمال الدين:+/ «الآن».

 (10). الكافي، كتاب الحجّة، باب الإشارة و النصّ إلى صاحب الدار عليه السلام، ح 868، إلى قوله: «حتّى مضى أبو محمد عليه السلام» مع اختلاف يسير؛ و فيه، باب في تسمية من رآه، ح 882، و تمام الرواية فيه: «أنّ أبا محمّد أراه إيّاه». كمال الدين، ص 435، ح 4، بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 233، ح 202، عن الكليني الوافي، ج 2، ص 392، ح 884.

647
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

كُنْتُ بِمَدِينَةِ الْهِنْدِ- الْمَعْرُوفَةِ بِقِشْمِيرَ الدَّاخِلَةِ- و أَصْحَابٌ لِي يَقْعُدُونَ عَلى‏ كَرَاسِيَ‏ «1» عَنْ يَمِينِ الْمَلِكِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا كُلُّهُمْ يَقْرَأُ «2» الْكُتُبَ الْأَرْبَعَةَ: التَّوْرَاةَ، و الْإِنْجِيلَ، وَ الزَّبُورَ، و صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ، نَقْضِي‏ «3» بَيْنَ النَّاسِ، و نُفَقِّهُهُمْ‏ «4» فِي دِينِهِمْ، و نُفْتِيهِمْ‏ «5» فِي حَلَالِهِمْ و حَرَامِهِمْ، يَفْزَعُ‏ «6» النَّاسُ إِلَيْنَا: الْمَلِكُ فَمَنْ دُونَهُ، فَتَجَارَيْنَا «7» ذِكْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقُلْنَا: هذَا النَّبِيُّ الْمَذْكُورُ فِي الْكُتُبِ‏ «8» قَدْ خَفِيَ عَلَيْنَا أَمْرُهُ، و يَجِبُ عَلَيْنَا الْفَحْصُ عَنْهُ و طَلَبُ أَثَرِهِ، و اتَّفَقَ رَأْيُنَا و تَوَافَقْنَا عَلى‏ أَنْ أَخْرُجَ، فَأَرْتَادَ «9» لَهُمْ، فَخَرَجْتُ و مَعِي مَالٌ جَلِيلٌ، فَسِرْتُ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْراً حَتّى‏ قَرُبْتُ مِنْ كَابُلَ، فَعَرَضَ لِي قَوْمٌ مِنَ التُّرْكِ، فَقَطَعُوا عَلَيَّ، و أَخَذُوا مَالِي، و جُرِحْتُ جِرَاحَاتٍ‏ «10» شَدِيدَةً، و دُفِعْتُ‏ «11» إِلى‏ مَدِينَةِ كَابُلَ، فَأَنْفَذَنِي‏ «12» مَلِكُهَا- لَمَّا و قَفَ عَلى‏ خَبَرِي- إِلى‏ مَدِينَةِ بَلْخَ، و عَلَيْهَا إِذْ ذَاكَ دَاوُدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَبِي أَسْوَدَ «13»، فَبَلَغَهُ خَبَرِي، و أَنِّي خَرَجْتُ مُرْتَاداً مِنَ الْهِنْدِ، وَ تَعَلَّمْتُ الْفَارِسِيَّةَ، و نَاظَرْتُ الْفُقَهَاءَ و أَصْحَابَ الْكَلَامِ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ دَاوُدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، فَأَحْضَرَنِي‏ «14» مَجْلِسَهُ، و جَمَعَ عَلَيَّ الْفُقَهَاءَ، فَنَاظَرُونِي، فَأَعْلَمْتُهُمْ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ‏

______________________________

 (1). في «ض»:+/ «يقعدون».

 (2). في «بس»: «تقرأ». و في حاشية «ب»: «يقرؤون».

 (3). في «ج، بس»: «تقضي». و في «بر»: «فتقضي».

 (4). في «ج»: «و تفقّههم».

 (5). في «ج، بس»: «و تفتيهم».

 (6). في «ب»: «ليفزع». و في «بس»: «و يفزع».

 (7). «فتجارينا»، أي تذاكرنا، أو أجرينا فيما بيننا. راجع: مجمع البحرين، ج 1، ص 83.

 (8). في «ف»:-/ «في الكتب».

 (9). ارتاد الرجل الشي‏ء: طلبه. المصباح المنير، ص 245 (رود).

 (10). في «بر»: «خُرجت خراجات».

 (11). دُفِعْتُ إلى كذا: انتهيت إليه. المصباح المنير، ص 196 (دفع).

 (12). في «بح»: «فأرسلني». و قوله: «فأنفذني»، أي فأرسلني. راجع: المعجم الوسيط، ج 2، ص 939 (نفذ).

 (13). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بر». و في «بح، بس، بف»: «أبي سود».

 (14). في «ب»:+/ «في».

648
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

بَلَدِي أَطْلُبُ هذَا النَّبِيَ‏ «1» الَّذِي و جَدْتُهُ فِي الْكُتُبِ، فَقَالَ‏ «2» لِي: مَنْ هُوَ؟ و مَا اسْمُهُ؟

فَقُلْتُ: مُحَمَّدٌ، فَقَالُوا «3»: هُوَ نَبِيُّنَا الَّذِي تَطْلُبُ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ شَرَائِعِهِ، فَأَعْلَمُونِي.

فَقُلْتُ لَهُمْ: أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مُحَمَّداً نَبِيٌّ، و لَاأَعْلَمُهُ هذَا الَّذِي تَصِفُونَ أَمْ لَا «4»؟

فَأَعْلِمُونِي مَوْضِعَهُ لِأَقْصِدَهُ، فَأُسَائِلَهُ‏ «5» عَنْ‏ «6» عَلَامَاتٍ عِنْدِي و دَلَالَاتٍ، فَإِنْ كَانَ صَاحِبِيَ الَّذِي طَلَبْتُ آمَنْتُ بِهِ، فَقَالُوا: قَدْ مَضى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «7»، فَقُلْتُ: فَمَنْ‏ «8» و صِيُّهُ و خَلِيفَتُهُ؟ فَقَالُوا: أَبُو بَكْرٍ.

قُلْتُ: فَسَمُّوهُ لِي؛ فَإِنَّ هذِهِ كُنْيَتُهُ، قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، و نَسَبُوهُ إِلى‏ قُرَيْشٍ.

قُلْتُ‏ «9»: فَانْسُبُوا لِي مُحَمَّداً نَبِيَّكُمْ، فَنَسَبُوهُ لِي، فَقُلْتُ: لَيْسَ هذَا صَاحِبِيَ الَّذِي طَلَبْتُ‏ «10»، صَاحِبِيَ الَّذِي أَطْلُبُهُ خَلِيفَتُهُ أَخُوهُ فِي الدِّينِ، و ابْنُ عَمِّهِ فِي النَّسَبِ، و زَوْجُ ابْنَتِهِ، و أَبُو وُلْدِهِ، لَيْسَ‏ «11» لِهذَا النَّبِيِّ ذُرِّيَّةٌ عَلَى الْأَرْضِ غَيْرُ وُلْدِ هذَا الرَّجُلِ الَّذِي هُوَ خَلِيفَتُهُ.

قَالَ‏ «12»: فَوَثَبُوا بِي‏ «13»، و قَالُوا: أَيُّهَا الْأَمِيرُ، إِنَّ هذَا قَدْ خَرَجَ مِنَ الشِّرْكِ إِلَى الْكُفْرِ، هذَا حَلَالُ الدَّمِ، فَقُلْتُ لَهُمْ: يَا قَوْمُ، أَنَا رَجُلٌ مَعِي دِينٌ، مُتَمَسِّكٌ‏ «14» بِهِ،

______________________________

 (1). في «ف»: «و هذا النبيّ أطلب».

 (2). الأنسب بالمقام: «فقالوا».

 (3). هكذا في «بف، بر» و حاشية «ج». و هو الأنسب بالمقام. و في «ب، ض، ج، ف، بس» و المطبوع: «فقال».

 (4). أي و لا أعلم أنّه هذا الذي تصفون أم لا.

 (5). في حاشية «ج، ف، بف»: «فأسأله».

 (6). في «ف، بر»: «من».

 (7). هكذا في «ب، ج، ف، بح، بر، بف». و في «بس»: «عليه السلام و آله». في «ض»:-/ «عليه السلام». و في‏المطبوع: «صلّى اللَّه عليه و آله».

 (8). في «ب، بر، بف»: «و من».

 (9). في «بر»: «قلنا».

 (10). في «بف»:+/ «و».

 (11). في «ب، ج، بر، بح»: «و ليس».

 (12). في «بح»:-/ «قال».

 (13). في «بر»: «إليّ». و في «ج، بف»: «لي».

 (14). في مرآة العقول: «متمسّك، بالكسر نعت لِ «رجل» أو بالفتح نعت لِ «دين»، و «به» نائب الفاعل على ف الأخير. و الأوّل أظهر».

649
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

لَا «1» أُفَارِقُهُ حَتّى‏ أَرى‏ مَا هُوَ أَقْوى‏ مِنْهُ، إِنِّي و جَدْتُ صِفَةَ هذَا الرَّجُلِ فِي الْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلى‏أَنْبِيَائِهِ، و إِنَّمَا خَرَجْتُ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ و مِنَ الْعِزِّ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ طَلَباً لَهُ، فَلَمَّا فَحَصْتُ عَنْ أَمْرِ صَاحِبِكُمُ الَّذِي ذَكَرْتُمْ، لَمْ يَكُنِ النَّبِيَّ الْمَوْصُوفَ فِي الْكُتُبِ، فَكَفُّوا «2» عَنِّي.

وَ بَعَثَ الْعَامِلُ إِلى‏ رَجُلٍ- يُقَالُ لَهُ: الْحُسَيْنُ بْنُ إِشْكِيبَ‏ «3»- فَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: نَاظِرْ هذَا الرَّجُلَ الْهِنْدِيَّ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ‏ «4»: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، عِنْدَكَ الْفُقَهَاءُ و الْعُلَمَاءُ و هُمْ أَعْلَمُ و أَبْصَرُ بِمُنَاظَرَتِهِ، فَقَالَ لَهُ‏ «5»: نَاظِرْهُ كَمَا أَقُولُ لَكَ، و اخْلُ بِهِ، و الْطُفْ لَهُ، فَقَالَ لِيَ الْحُسَيْنُ بْنُ إِشْكِيبَ‏ «6»- بَعْدَ مَا فَاوَضْتُهُ‏ «7»-: إِنَّ صَاحِبَكَ الَّذِي تَطْلُبُهُ هُوَ النَّبِيُّ الَّذِي‏

______________________________

 (1). في «بر»: «و لا».

 (2). في مرآة العقول: «فكفّوا، على صيغة الماضي، و يحتمل الأمر».

 (3). في «ج، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي: «إسكيب».

و الحسين هذا، هو الحسين بن إشكيب الذي ترجم له النجاشي، و ذكره من مشايخ العيّاشي، و قال: «قال الكشّي في رجال أبي محمّد: الحسين بن إشكيب المروزيّ المقيم بسمرقند و كشّ، عالم، متكلّم، مؤلّف للكتب». راجع: رجال النجاشي، ص 44، الرقم 88.

و عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب أبي محمّد العسكري عليه السلام، و ذكر له الأوصاف المذكورة في رجال النجاشي، كما ذكره في من لم يرو عن و احد من الأئمّة عليهم السلام و قال: «فاضل، جليل، متكلّم، فقيه، مناظر، صاحب تصانيف، لطيف الكلام، جيّد النظر». راجع: رجال الطوسي، ص 398، الرقم 5838، ص 420، الرقم 6072.

و روى عنه العيّاشي في رجال الكشّي، ص 21، الرقم 47؛ و ص 40، الرقم 84؛ و ص 120، الرقم 191؛ و ص 190، الرقم 332؛ و ص 306، الرقم 551؛ و ص 370، الرقم 690؛ و ص 376، الرقم 701؛ و ص 391، الرقم 737؛ و ص 393، الرقم 740؛ و ص 437، الرقم 821؛ و ص 520، ذيل الرقم 961، و في الجميع «إشكيب».

و أمّا إسكيب- مهملًا- فهو إمّا من باب عدم و ضع النقطة في بعض الخطوط القديمة، أو جواز الوجهين في هذا العنوان. و ضبطُ ابن داود إيّاه بالسين المهملة لا يعتمد عليه كما يظهر من رجاله، ص 121، الرقمين 465 و 467.

 (4). في «ف»:+/ «بن إسكيب».

 (5). في الوافي: «لي».

 (6). في «ج، ض، ف، بح، بس، بف» و الوافي: «إسكيب».

 (7). «المفاوضة»: المساواة و المشاركة، و هي مفاعلة من التفويض، كأنّ كلّ و احد منهما ردّ ما عنده إلى صاحبه. ف و المراد هنا: المحادثة و المذاكرة في العلم. راجع: النهاية، ج 3، ص 479 (فوض).

650
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

وَصَفَهُ هؤُلَاءِ، و لَيْسَ الْأَمْرُ فِي خَلِيفَتِهِ كَمَا قَالُوا، هذَا النَّبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، و وصِيُّهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ و هُوَ زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ سِبْطَيْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.

قَالَ غَانِمٌ أَبُو سَعِيدٍ: فَقُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، هذَا الَّذِي طَلَبْتُ؛ فَانْصَرَفْتُ إِلى‏ دَاوُدَ بْنِ الْعَبَّاسِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ، وجَدْتُ مَا طَلَبْتُ، و أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ و «1» أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.

قَالَ: فَبَرَّنِي‏ «2»، و وصَلَنِي، و قَالَ لِلْحُسَيْنِ: تَفَقَّدْهُ. قَالَ: فَمَضَيْتُ إِلَيْهِ حَتّى‏ آنَسْتُ بِهِ، و فَقَّهَنِي فِيمَا احْتَجْتُ إِلَيْهِ مِنَ الصَّلَاةِ و الصِّيَامِ و الْفَرَائِضِ.

قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّا نَقْرَأُ فِي كُتُبِنَا أَنَّ مُحَمَّداً خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لَانَبِيَّ بَعْدَهُ، و أَنَّ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ إِلى‏ وصِيِّهِ و وارِثِهِ و خَلِيفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ إِلَى‏ «3» الْوَصِيِّ بَعْدَ الْوَصِيِّ، لَا يَزَالُ أَمْرُ اللَّهِ جَارِياً فِي أَعْقَابِهِمْ حَتّى‏ تَنْقَضِيَ الدُّنْيَا، فَمَنْ و صِيُّ و صِيِّ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ:

الْحَسَنُ، ثُمَّ الْحُسَيْنُ- ابْنَا مُحَمَّدٍ- ثُمَّ سَاقَ الْأَمْرَ فِي الْوَصِيَّةِ حَتَّى انْتَهى‏ إِلى‏ صَاحِبِ الزَّمَانِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ أَعْلَمَنِي مَا حَدَثَ؛ فَلَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ إِلَّا طَلَبُ النَّاحِيَةِ.

فَوَافى‏ قُمَ‏ «4»، و قَعَدَ مَعَ أَصْحَابِنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ و سِتِّينَ‏ «5»، و خَرَجَ مَعَهُمْ حَتّى‏

______________________________

 (1). في «ض» و الوافي: «و أشهد».

 (2). «البِرّ»: الاتّساع في الإحسان و الزيادة. راجع: مجمع البحرين، ج 1، ص 128 (برر).

 (3). في «بر»:-/ «إلى».

 (4). في الوافي: «فوافى قمّ، هذا من كلام محمّد بن محمّد، و كذا قوله فيما بعد «ثمّ و افانا بعد» فإنّهما رجوع من‏الحكاية إلى التكلّم».

 (5). هكذا في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي و شرح المازندراني و مرآة العقول. و في «ف» و المطبوع:+/ «مائتين». قال المازندراني: «قوله: في سنة أربع و ستّين، أي من الغيبة أو بعد مائتين». و قال المجلسي: «أربع و ستّين، أي بعد المائتين من الهجرة».

651
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

وَافى‏ بَغْدَادَ، و مَعَهُ رَفِيقٌ لَهُ مِنْ أَهْلِ السِّنْدِ كَانَ صَحِبَهُ عَلَى الْمَذْهَبِ.

قَالَ: فَحَدَّثَنِي غَانِمٌ، قَالَ: و أَنْكَرْتُ‏ «1» مِنْ رَفِيقِي بَعْضَ أَخْلَاقِهِ، فَهَجَرْتُهُ، و خَرَجْتُ حَتّى‏ سِرْتُ‏ «2» إِلَى الْعَبَّاسِيَّةِ أَتَهَيَّأُ لِلصَّلَاةِ و أُصَلِّي، و إِنِّي لَوَاقِفٌ مُتَفَكِّرٌ «3» فِيمَا قَصَدْتُ لِطَلَبِهِ إِذَا «4» أَنَا بِآتٍ قَدْ «5» أَتَانِي، فَقَالَ: أَنْتَ فُلَانٌ؟- اسْمُهُ بِالْهِنْدِ «6»- فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ:

أَجِبْ مَوْلَاكَ، فَمَضَيْتُ مَعَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَخَلَّلُ بِيَ الطُّرُقَ‏ «7» حَتّى‏ أَتى‏ دَاراً و بُسْتَاناً، فَإِذَا أَنَا بِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَالِسٌ، فَقَالَ: «مَرْحَباً يَا فُلَانُ- بِكَلَامِ الْهِنْدِ- كَيْفَ حَالُكَ؟ و كَيْفَ خَلَّفْتَ فُلَاناً و فُلَاناً «8»؟» حَتّى‏ عَدَّ الْأَرْبَعِينَ كُلَّهُمْ، فَسَاءَلَنِي‏ «9» عَنْهُمْ و احِداً و احِداً، ثُمَّ أَخْبَرَنِي‏ «10» بِمَا تَجَارَيْنَا «11»، كُلُ‏ «12» ذلِكَ بِكَلَامِ الْهِنْدِ.

ثُمَّ قَالَ: «أَرَدْتَ أَنْ تَحُجَّ مَعَ أَهْلِ قُمَّ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، يَا سَيِّدِي، فَقَالَ: «لَا تَحُجَّ مَعَهُمْ، و انْصَرِفْ سَنَتَكَ هذِهِ، و حُجَّ فِي‏ «13» قَابِلٍ‏ «14»». ثُمَّ أَلْقى‏ إِلَيَّ صُرَّةً كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ،

______________________________

 (1). في «ج، ف»: «فأنكرت».

 (2). في الوافي: «صرت».

 (3). في «بر»: «متفكّراً».

 (4). في «ب، ف»: «إذ».

 (5). في «بح»: «فقد».

 (6). في «بس»: «في الهند». قال في مرآة العقول: «و قوله: اسمه بالهند، كلام العامري». و اسمه خبر لمبتدأ محذوف.

 (7). في «ب، ج، ض، ف»: «الطريق». و في حاشية «ف»: «يتحلّل بالطريق».

 (8). في «ب، ج، ض، بح، بر، بس، بف» و الوافي:+/ «و فلاناً».

 (9). في «ف»: «فسألني».

 (10). في «ض»: «أخبرنا».

 (11). في «ب، ج، بح، بس» و الوافي: «تجاريناه». و في «بر»: «تجاربناه».

 (12). في «ب»: «و كلّ».

 (13). في «ض، ف، بر، بس، بف» و شرح المازندراني:-/ «في».

 (14). في حاشية «بح»: «القابل».

652
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

فَقَالَ لِيَ‏ «1»: «اجْعَلْهَا «2» نَفَقَتَكَ، و لَاتَدْخُلْ إِلى‏ بَغْدَادَ إِلى‏ فُلَانٍ- سَمَّاهُ- و لَاتُطْلِعْهُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ»، و انْصَرِفْ إِلَيْنَا إِلَى الْبَلَدِ «3».

ثُمَّ و افَانَا بَعْضُ‏ «4» الْفُيُوجِ‏ «5»، فَأَعْلَمُونَا أَنَّ أَصْحَابَنَا انْصَرَفُوا مِنَ الْعَقَبَةِ «6»، و مَضى‏ «7» نَحْوَ خُرَاسَانَ، فَلَمَّا كَانَ فِي قَابِلٍ حَجَّ، و أَرْسَلَ إِلَيْنَا بِهَدِيَّةٍ مِنْ طُرَفِ‏ «8» خُرَاسَانَ، فَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً، ثُمَ‏ «9» مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ‏ «10». «11»

______________________________

 (1). في الوافي:-/ «لي».

 (2). في «ب»:+/ «في».

 (3). في شرح المازندراني و مرآة العقول: «قوله: و انصرف إلينا إلى البلد، من كلام العامري. و: إلى البلد، بدل من: إلينا. و المراد به قمّ المقدّسة».

 (4). في الوافي: «بعد».

 (5). في «ج، ض، بر، بس، بف» و مرآة العقول: «بعد الفتوح». و قال في المرآة: «بعد الفتوح، أي الفتوح المعنويّة من لقاء الإمام عليه السلام و وصوله إلى بغيته ... و الأظهر أنّ الفتوح تصحيف الفيوج ... و منهم من قرأ: بعدّ، بتشديد الدال، و قال: الباء للتعدية، أي إحصاء ما رأى من إنعامات الصاحب عليه السلام».

و ظاهر المازندراني في شرحه أيضاً: «الفتوح»؛ حيث قال: «و المراد بالفتوح ملاقاته للإمام عليه السلام و تشرّفه برؤيته و تكرّمه بالعطيّة». ناقلًا عن النسخ التي رآها.

و «الفيوج» جمع الفيج: فارسي معرّب، و هو الذي يسعى على رجليه. و قيل: هو رسول السلطان على رجله. و قيل: هو الذي يسعى بالكتب؛ هذا في اللغة. و في الشروح: هو فارسيّ معرّب «پيك»، قال السيّد بدرالدين: «هو المشهور على ألسنة العجم الآن بالشاطر». الصحاح، ج 1، ص 336؛ لسان العرب، ج 2، ص 350؛ حاشية بدرالدين، ص 278؛ الوافي، ج 3، ص 866؛ هامش شرح المازندراني، ج 7، ص 339؛ مرآة العقول، ج 6، ص 178.

 (6). «العَقَبَة»: مرقئ صَعْبٌ من الجبال، و جمعها عِقاب. القاموس المحيط، ج 1، ص 106 (عقب).

 (7). أي مضى غانم نحو خراسان و لم ينصرف إلينا. و في «بف»: «مضوا».

 (8). في مرآة العقول: «من طرف خراسان، بضمّ الطاء و فتح الراء: جمع طرفة بالضمّ، و هي الغرائب المستحدتة، أي تحف خراسان و غرائبه. و يمكن أن يقرأ بالتحريك، أي من ناحيته، ف «من» على الأوّل تبعيضيّة، و على الثاني ابتدائيّة».

 (9). في «ب، بح، بر، بف» و الوافي: «حتّى».

 (10). في «ب»:-/ «رحمه اللَّه». و في «ض»: «رحمة اللَّه عليه».

 (11). كمال الدين، ص 437، ح 6، بإسناده عن غانم بن سعيد الهندي، مع زيادة في آخره؛ و فيه، و ص 496، ذيل ح 18، بسنده عن محمّد بن محمّد الأشعري، عن غانم بن سعيد، مع زيادة، و فيهما مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 863، ح 1483.

653
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

1360/ 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:

إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ النَّضْرِ و أَبَا صِدَامٍ و جَمَاعَةً تَكَلَّمُوا بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيمَا فِي‏ «1» أَيْدِي الْوُكَلَاءِ، و أَرَادُوا الْفَحْصَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ إِلى‏ أَبِي الصِّدَامِ‏ «2»، فَقَالَ:

إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، فَقَالَ لَهُ‏ «3» أَبُو صِدَامٍ: أَخِّرْهُ هذِهِ السَّنَةَ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ «4»: إِنِّي أَفْزَعُ فِي الْمَنَامِ و لَابُدَّ «5» مِنَ الْخُرُوجِ، و أَوْصى‏ إِلى‏ أَحْمَدَ بْنِ يَعْلَى‏ «6» بْنِ حَمَّادٍ، و أَوْصى‏ لِلنَّاحِيَةِ «7» بِمَالٍ، و أَمَرَهُ أَنْ لَايُخْرِجَ شَيْئاً إِلَّا مِنْ يَدِهِ إِلى‏ يَدِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ «8» ظُهُورِهِ.

قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: لَمَّا و افَيْتُ بَغْدَادَ اكْتَرَيْتُ دَاراً فَنَزَلْتُهَا، فَجَاءَنِي بَعْضُ الْوُكَلَاءِ بِثِيَابٍ و دَنَانِيرَ، و خَلَّفَهَا عِنْدِي، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هذَا؟ قَالَ‏ «9»: هُوَ مَا تَرى‏ «10»، ثُمَّ جَاءَنِي آخَرُ بِمِثْلِهَا، و آخَرُ حَتّى‏ كَبَسُوا «11» الدَّارَ، ثُمَّ جَاءَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مَعَهُ، فَتَعَجَّبْتُ، و بَقِيتُ مُتَفَكِّراً، فَوَرَدَتْ عَلَيَّ رُقْعَةُ الرَّجُلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِذَا مَضى‏ مِنَ النَّهَارِ كَذَا و كَذَا، فَاحْمِلْ مَا مَعَكَ». فَرَحَلْتُ، و حَمَلْتُ مَا مَعِي، و فِي الطَّرِيقِ صُعْلُوكٌ‏ «12» يَقْطَعُ الطَّرِيقَ فِي سِتِّينَ رَجُلًا، فَاجْتَزْتُ عَلَيْهِ، و سَلَّمَنِي اللَّهُ مِنْهُ، فَوَافَيْتُ الْعَسْكَرَ، و نَزَلْتُ، فَوَرَدَتْ عَلَيَّ رُقْعَةٌ «13» أَنِ «احْمِلْ مَا مَعَكَ». فَعَبَّيْتُهُ‏ «14» فِي‏

______________________________

 (1). في «ب»:-/ «في».

 (2). في البحار: «صدام».

 (3). في البحار:-/ «له».

 (4). في الوافي و البحار:-/ «بن النضر».

 (5). في «ض»:+/ «لي».

 (6). في حاشية «ج»: «معلّى».

 (7). «الناحية»: يعبّر بها عن القائم عليه السلام. مجمع البحرين، ج 3، ص 1761 (نحا).

 (8). في «بر»: «و بعد».

 (9). في «بف»: «فقال».

 (10). في مرآة العقول: «و ربّما يقرأ بالمجهول، أي ما يأتيك العلم به من الناحية».

 (11). في «بس» و حاشية «ج، بح»: «كسوا». و كبست النهرَ و البئر كبْساً: طممتُها بالتراب. و المراد: ملؤوا الداروستروها من كثرة ما جاؤوا به، أو هجموا عليها و أحاطوا بها. راجع: الصحاح، ج 3، ص 969 (كبس).

 (12). في البحار:+/ «و». و «الصعلوك»: الفقير و السارق. و صعاليك العرب: ذؤبانها. الصحاح، ج 4، ص 1595 (صعلك).

 (13). في «بس»:+/ «رجل».

 (14). في البحار: «فصببته». و «عبّيته» من التعبية.

654
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

صِنَانِ‏ «1» الْحَمَّالِينَ‏ «2».

فَلَمَّا بَلَغْتُ الدِّهْلِيزَ «3» إِذَا «4» فِيهِ أَسْوَدُ قَائِمٌ، فَقَالَ: أَنْتَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ادْخُلْ‏ «5»، فَدَخَلْتُ الدَّارَ، و دَخَلْتُ بَيْتاً «6» و فَرَّغْتُ صِنَانَ‏ «7» الْحَمَّالِينَ‏ «8»، و إِذَا «9» فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ خُبْزٌ كَثِيرٌ، فَأَعْطى‏ «10» كُلَّ و احِدٍ مِنَ الْحَمَّالِينَ‏ «11» رَغِيفَيْنِ، و أُخْرِجُوا، و إِذَا بَيْتٌ عَلَيْهِ سِتْرٌ، فَنُودِيتُ مِنْهُ: «يَا حَسَنَ بْنَ النَّضْرِ، احْمَدِ اللَّهَ عَلى‏ مَا مَنَّ بِهِ‏ «12» عَلَيْكَ، وَ لَاتَشُكَّنَّ؛ فَوَدَّ «13» الشَّيْطَانُ أَنَّكَ‏ «14» شَكَكْتَ» و أَخْرَجَ إِلَيَّ ثَوْبَيْنِ، و قِيلَ لِي‏ «15»:

خُذْهُمَا «16»؛ فَسَتَحْتَاجُ‏ «17» إِلَيْهِمَا، فَأَخَذْتُهُمَا و خَرَجْتُ.

قَالَ سَعْدٌ: فَانْصَرَفَ‏ «18» الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ، و مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، و كُفِّنَ فِي الثَّوْبَيْنِ. «19»

1361/ 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّوَيْهِ السُّوَيْدَاوِيِ‏ «20»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ:

______________________________

 (1). «الصَّنّ»: زبّيلٌ كبير. و قيل: هو شِبْه السَّلّة المطبقة. النهاية، ج 3، ص 57 (صنن). و في «بس»: «صيان»، و هو الوعاء الذي يُصان فيه الثياب أو الكتب.

 (2). في «ف»: «الجمّالين».

 (3). «الدهليز»: ما بين الباب و الدار. فارسي معرّب. و الجمع: الدهاليز: الصحاح، ج 2، ص 878 (دهلز).

 (4). في «ف»: «إذاً» بالتنوين. و في البحار: «فإذا».

 (5). في «ف»:+/ «الدار».

 (6). في «ف»: «البيت».

 (7). في «بس»: «صيان».

 (8). في «ف»: «الجمّالين».

 (9). في «بف»: «فإذا».

 (10). الضمير في «أعطى» يرجع إلى المعصوم عليه السلام. و قال في مرآة العقول: «فاعطي، على بناء المجهول».

 (11). في «ف»: «الجمّالين».

 (12). في «ف»:-/ «به».

 (13). في الوافي: «ودّ».

 (14). في «بف»: «أنْ».

 (15). هكذا في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار. و في المطبوع:-/ «لي». و في «ب»: «قال لي».

 (16). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و البحار. و في المطبوع: «خذها».

 (17). في «ف» و البحار: «فتحتاج».

 (18). في «ب، بر» و الوافي: «و انصرف».

 (19). الوافي، ج 3، ص 866، ح 1484؛ البحار، ج 51، ص 308، ح 25.

 (20). في الإرشاد:-/ «السويداوي».

655
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

شَكَكْتُ عِنْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ «1» عَلَيْهِ السَّلَامُ، و «2» اجْتَمَعَ عِنْدَ أَبِي مَالٌ جَلِيلٌ، فَحَمَلَهُ‏ «3»، وَ رَكِبَ‏ «4» السَّفِينَةَ، و خَرَجْتُ مَعَهُ مُشَيِّعاً «5»، فَوُعِكَ و عْكاً «6» شَدِيداً، فَقَالَ‏ «7»: يَا بُنَيَّ، رُدَّنِي‏ «8»، فَهُوَ الْمَوْتُ، و قَالَ‏ «9» لِيَ‏ «10»: اتَّقِ اللَّهَ فِي هذَا الْمَالِ؛ و أَوْصى‏ إِلَيَّ، فَمَاتَ‏ «11».

فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَمْ يَكُنْ أَبِي لِيُوصِيَ بِشَيْ‏ءٍ غَيْرِ صَحِيحٍ، أَحْمِلُ هذَا الْمَالَ إِلَى الْعِرَاقِ، و أَكْتَرِي دَاراً عَلَى الشَّطِّ، و لَاأُخْبِرُ أَحَداً بِشَيْ‏ءٍ «12»، و إِنْ‏ «13» و ضَحَ‏ «14» لِي شَيْ‏ءٌ «15» كَوُضُوحِهِ‏ «16» أَيَّامَ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْفَذْتُهُ، و إِلَّا قَصَفْتُ بِهِ‏ «17».

فَقَدِمْتُ الْعِرَاقَ، و اكْتَرَيْتُ دَاراً عَلَى الشَّطِّ، و بَقِيتُ أَيَّاماً، فَإِذَا أَنَا بِرُقْعَةٍ مَعَ رَسُولٍ‏ «18»، فِيهَا: «يَا مُحَمَّدُ، مَعَكَ كَذَا و كَذَا فِي جَوْفِ كَذَا و كَذَا «19»» حَتّى‏ قَصَّ عَلَيَ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد:+/ «الحسن بن عليّ».

 (2). في الغيبة: «و كان».

 (3). في «بر»: «فحملته».

 (4). في «ض، بر، بس» و حاشية «بح» و الإرشاد: «و ركبت».

 (5). في الإرشاد و الغيبة:+/ «له».

 (6). «الوعْك»: الحُمّى، و قيل: ألَمُها. النهاية، ج 5، ص 207 (وعك).

 (7). في «ض، ف»:+/ «لي».

 (8). في الغيبة: «رُدّني، رُدّني».

 (9). في «ف»: «فقال».

 (10). في «ب»:-/ «لي». و في الغيبة:-/ «قال لي».

 (11). في الإرشاد و الغيبة: «و مات». و في الإرشاد:+/ «بعد ثلاثة أيّام».

 (12). في الغيبة:-/ «بشي‏ء».

 (13). في «ب، بح، بر، بف» و الإرشاد و الغيبة: «فإن».

 (14). في «ض»: «اوضح».

 (15). في الإرشاد:-/ «شي‏ء».

 (16). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الغيبة و الوافي. و في المطبوع:+/ «في».

 (17). في الغيبة: «تصدّقت به». و في الإرشاد: «أنفقته في ملاذّي و شهواتي» بدل «قصفت به». و «القصف»: اللهو و اللَّعِب. يقال: إنّها مولّدة. الصحاح، ج 4، ص 1416 (قصف). و المراد: أنّي لا أدفعه بل أستعين به على ملاذّ الحياة، أو أتمتّع به طويلًا، أو أصرفه في الضروريات.

 (18). في الغيبة: «برسول معه رقعة».

 (19). في الإرشاد:-/ «في جَوْفِ كذا و كذا».

656
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

جَمِيعَ مَا مَعِي مِمَّا «1» لَمْ أُحِطْ بِهِ عِلْماً، فَسَلَّمْتُهُ‏ «2» إِلَى الرَّسُولِ، و بَقِيتُ أَيَّاماً لَايُرْفَعُ لِي‏ «3» رَأْسٌ، و اغْتَمَمْتُ‏ «4»، فَخَرَجَ إِلَيَّ: «قَدْ أَقَمْنَاكَ مَكَانَ‏ «5» أَبِيكَ، فَاحْمَدِ اللَّهَ». «6»

1362/ 6. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النَّسَائِيِ‏ «7»، قَالَ:

أَوْصَلْتُ أَشْيَاءَ لِلْمَرْزُبَانِيِ‏ «8» الْحَارِثِيِّ، فِيهَا «9» سِوَارُ ذَهَبٍ، فَقُبِلَتْ، و رُدَّ عَلَيَّ السِّوَارُ، فَأُمِرْتُ‏ «10» بِكَسْرِهِ، فَكَسَرْتُهُ‏ «11»، فَإِذَا فِي و سَطِهِ مَثَاقِيلُ حَدِيدٍ و نُحَاسٍ أَوْ صُفْرٍ «12»، فَأَخْرَجْتُهُ وَ أَنْفَذْتُ الذَّهَبَ‏ «13»، فَقُبِلَ‏ «14». «15»

1363/ 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْفَضْلِ الْخَزَّازِ «16» الْمَدَائِنِيِ‏ «17»- مَوْلى‏ خَدِيجَةَ بِنْتِ‏

______________________________

 (1). في «بف»: «ما». و في الإرشاد: «و ذكر في جملته شيئاً» بدل «ممّا».

 (2). في الغيبة: «فسلّمت المال».

 (3). في الإرشاد و الغيبة: «بي».

 (4). في الإرشاد و الغيبة: «فاغتممت».

 (5). في حاشية «ب، ض» و شرح المازندراني و الإرشاد و الغيبة: «مقام».

 (6). الإرشاد، ج 2، ص 355؛ و الغيبة للطوسي، ص 281، ح 239، بسندهما عن الكليني الوافي، ج 3، ص 868، ح 1485.

 (7). في «ب، بر» و حاشية «ألف»: «الشيباني». و في «ف»: «النسّائي». و في «بس»: «النشابي». و في «بف»: «النساى». و في حاشية «ج» و حاشية المطبوع: «النسابي».

ثمّ إنّ الخبر رواه المفيد في الإرشاد، ج 2، ص 356، عن محمّد بن أبي عبد اللَّه السيّاري. و فيه سهو ظاهر بجواز النظر من «أبي عبد اللَّه» في «محمّد بن أبي عبد اللَّه» إلى أبي عبد اللَّه الثاني؛ فإنّ محمّد بن أبي عبد اللَّه في مشايخ الكليني، هو محمّد بن أبي عبد اللَّه جعفر بن محمّد بن عون الأسدي الكوفي. راجع: رجال النجاشي، ص 373، الرقم 1020؛ الفهرست للطوسي، ص 425، الرقم 661؛ رجال الطوسي، ص 439، الرقم 6278.

 (8). يعني إلى الصاحب عليه السلام. و في «ب، ف، بف» و الوافي: «للمرزبان». و في حاشية «ج»: «للمورياني».

 (9). في البحار: «في جملتها».

 (10). في الإرشاد و البحار: «و امرت».

 (11). في «ب، ض، ف»: «فكسّرته» بالتثقيل.

 (12). في «ف» و الإرشاد و البحار: «و صفر».

 (13). في الإرشاد و البحار:+/ «بعد ذلك».

 (14). يجوز فيه المعلوم و المجهول.

 (15). الإرشاد، ج 2، ص 356، عن محمّد بن أبي عبد اللَّه السيّاري الوافي، ج 3، ص 869، ح 1488؛ البحار، ج 51، ص 297، ح 12.

 (16). في «بس، بف»: «الخرّاز».

 (17). في «بف»: «المديني».

657
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

مُحَمَّدٍ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَ‏:

إِنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ‏ «1» الْمَدِينَةِ مِنَ الطَّالِبِيِّينَ‏ «2» كَانُوا يَقُولُونَ بِالْحَقِّ، و كَانَتِ‏ «3» الْوَظَائِفُ‏ «4» تَرِدُ عَلَيْهِمْ فِي و قْتٍ مَعْلُومٍ، فَلَمَّا مَضى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، رَجَعَ قَوْمٌ مِنْهُمْ عَنِ‏ «5» الْقَوْلِ بِالْوَلَدِ، فَوَرَدَتِ الْوَظَائِفُ عَلى‏ مَنْ ثَبَتَ مِنْهُمْ عَلَى الْقَوْلِ بِالْوَلَدِ «6»، و قُطِعَ‏ «7» عَنِ الْبَاقِينَ، فَلَا يُذْكَرُونَ فِي الذَّاكِرِينَ، و الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. «8»

1364/ 8. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ‏:

أَوْصَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ مَالًا، فَرُدَّ عَلَيْهِ، و قِيلَ لَهُ: أَخْرِجْ حَقَّ وُلْدِ عَمِّكَ مِنْهُ- و هُوَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ- و كَانَ‏ «9» الرَّجُلُ فِي يَدِهِ ضَيْعَةٌ لِوُلْدِ عَمِّهِ، فِيهَا شِرْكَةٌ قَدْ «10» حَبَسَهَا عَلَيْهِمْ‏ «11»، فَنَظَرَ فَإِذَا الَّذِي لِوُلْدِ عَمِّهِ مِنْ ذلِكَ الْمَالِ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ؛ فَأَخْرَجَهَا، و أَنْفَذَ الْبَاقِيَ، فَقُبِلَ‏ «12». «13»

1365/ 9. الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ:

وُلِدَ لِي عِدَّةُ بَنِينَ، فَكُنْتُ أَكْتُبُ و أَسْأَلُ الدُّعَاءَ «14»، فَلَا يُكْتَبُ‏ «15» إِلَيَّ لَهُمْ‏ «16» بِشَيْ‏ءٍ «17»،

______________________________

 (1). في «بر»:-/ «أهل».

 (2). في البحار: «الطالبين».

 (3). في «ب، ج، ض، ف، بح، بس» و البحار: «فكانت».

 (4). «الوظيفة»: ما يقدّر من عمل و رزقٍ و طعام و غير ذلك. المصباح المنير، ص 664 (وظف). و المراد هنا: المال.

 (5). في «بر»: «من».

 (6). في «ف»: «بالقول على الولد».

 (7). في «ف»: «قطعت»، أي الوظائف، و هو الصحيح، أو كون «قطع» معلوماً بحذف المفعول.

 (8). الوافي، ج 3، ص 870، ح 1490؛ البحار، ج 51، ص 309، ح 26.

 (9). في «ج، ف، بس»: «فكان».

 (10). في «بس»: «و قد».

 (11). في الإرشاد: «عنهم».

 (12). يجوز فيه المعلوم و المجهول.

 (13). الإرشاد، ج 2، ص 356، عن عليّ بن محمّد. و في كمال الدين، ص 486، ح 6، بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 869، ح 1486.

 (14). في الإرشاد:+/ «لهم».

 (15). في حاشية «ج»: «فلم يكتب».

 (16). في الإرشاد:-/ «لهم».

 (17). في الإرشاد:+/ «من أمرهم».

658
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

فَمَاتُوا كُلُّهُمْ‏ «1»، فَلَمَّا وُلِدَ لِيَ الْحَسَنُ‏ «2» ابْنِي، كَتَبْتُ أَسْأَلُ الدُّعَاءَ، فَأُجِبْتُ: «يَبْقى‏ «3»، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ». «4»

1366/ 10. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ:

كُنْتُ‏ «5» خَرَجْتُ‏ «6» سَنَةً مِنَ السِّنِينَ بِبَغْدَادَ «7»، فَاسْتَأْذَنْتُ‏ «8» فِي الْخُرُوجِ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، فَأَقَمْتُ اثْنَيْنِ و عِشْرِينَ يَوْماً و قَدْ خَرَجَتِ‏ «9» الْقَافِلَةُ إِلَى النَّهْرَوَانِ‏ «10»، فَأُذِنَ فِي الْخُرُوجِ لِي‏ «11» يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، و قِيلَ لِيَ: اخْرُجْ فِيهِ، فَخَرَجْتُ و أَنَا آيِسٌ مِنَ الْقَافِلَةِ أَنْ أَلْحَقَهَا، فَوَافَيْتُ النَّهْرَوَانَ و الْقَافِلَةُ مُقِيمَةٌ، فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ أَعْلَفْتُ جِمَالِي شَيْئاً «12» حَتّى‏ رَحَلَتِ الْقَافِلَةُ، فَرَحَلْتُ‏ «13» و قَدْ دَعَا لِي بِالسَّلَامَةِ، فَلَمْ أَلْقَ سُوءاً «14»، و الْحَمْدُ لِلَّهِ. «15»

______________________________

 (1). في الإرشاد:-/ «فماتوا كلّهم».

 (2). في الإرشاد: «الحسين».

 (3). الظاهر أنّ ما بعد «فاجبت» كلّه كلام المعصوم. و في «ف»: «فيبقى». و في الإرشاد: «فبقى».

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 356 عن القاسم بن العلاء الوافي، ج 3، ص 869، ح 1489؛ البحار، ج 51، ص 309، ح 27.

 (5). في «ض، بس» و الإرشاد و البحار:-/ «كنت».

 (6). في «ج»:-/ «خرجت».

 (7). الباء بمعنى «إلى». و في الإرشاد و البحار: «إلى بغداد».

 (8). في الإرشاد و البحار: «و استأذنت».

 (9). في الإرشاد و البحار: «بعد خروج» بدل «و قد خرجت».

 (10). «النهروان» بفتح النون و تثليث الراء، و بضمّهما: كورة و اسعة بين بغداد و واسط من الجانب الشرقي، حدّها الأعلى متّصل ببغداد. و فيها عدّة بلاد متوسّطة، و كان بها و قعةٌ لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام مع الخوارج مشهورة. القاموس المحيط، ج 1، ص 677 (نهر)؛ معجم البلدان، ج 5، ص 325 (نهروان).

 (11). في «بف»:-/ «لي». و في «ج، ف، بح، بر، بس» و الوافي: «فاذن لي في الخروج». و في الإرشاد و البحار: «ثمّ‏أذن لي بالخروج».

 (12). في الإرشاد و البحار: «إلّا أن علفت جملي» بدل «إلّا أن أعلفت جمالي شيئاً».

 (13). في «بر»: «و رحلت معهم». و في البحار: «و رحلت».

 (14). في «ف»: «شرّاً».

 (15). الإرشاد، ج 2، ص 357، عن عليّ بن محمّد الوافي، ج 3، ص 869، ح 1487؛ البحار، ج 51، ص 297، ح 13.

659
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

1367/ 11. عَلِيٌّ، عَنْ نَصْرِ «1» بْنِ صَبَّاحٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الشَّاشِيِّ، قَالَ:

خَرَجَ بِي‏ «2» نَاصُورٌ «3» عَلى‏ مَقْعَدَتِي‏ «4»، فَأَرَيْتُهُ الْأَطِبَّاءَ، و أَنْفَقْتُ عَلَيْهِ مَالًا، فَقَالُوا: لَا نَعْرِفُ لَهُ دَوَاءً «5»، فَكَتَبْتُ رُقْعَةً أَسْأَلُ الدُّعَاءَ، فَوَقَّعَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَيَ‏ «6»: «أَلْبَسَكَ اللَّهُ الْعَافِيَةَ، وَ جَعَلَكَ‏ «7» مَعَنَا فِي الدُّنْيَا و الْآخِرَةِ».

قَالَ‏ «8»: فَمَا أَتَتْ عَلَيَّ جُمْعَةٌ «9» حَتّى‏ عُوفِيتُ، و صَارَ «10» مِثْلَ رَاحَتِي، فَدَعَوْتُ طَبِيباً مِنْ أَصْحَابِنَا، و أَرَيْتُهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ: مَا عَرَفْنَا لِهذَا دَوَاءً «11». «12»

1368/ 12. عَلِيٌّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْيَمَانِيِ‏ «13»، قَالَ:

______________________________

 (1). هكذا في «ج، ف، بح، بس» و الوافي و مرآة العقول و الإرشاد و البحار. و في «ب، بر، بف»: «نضر». و في «ألف» و المطبوع: «النضر». و الظاهر أنّ نصراً هذا هو نصر بن صبّاح البلخي المذكور في رجال النجاشي، ص 428، الرقم 1149، و رجال الطوسي، ص 449، الرقم 6385. يؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الشيخ المفيد في الإرشاد، ج 2، ص 357- مع زيادة يسيرة في آخره- عن عليّ بن محمّد عن نصر بن صبّاح البلخي.

 (2). في «ف»:-/ «بي». و في «ج، بح، بس»: «لي».

 (3). «الناصور»: علّة تحدث في البدن من المقعدة و غيرها بمادّة خبيثة ضيّقة الفم يعسر بُرؤها، و تقول الأطبّاء: كلُّ قُرحة تزمن في البدن فهي ناصور، و قد يقال: ناسور، بالسين، كما في الإرشاد و البحار. راجع: المصباح المنير، ص 608 (نصر).

 (4). في الإرشاد و البحار:-/ «على مقعدتي».

 (5). في الإرشاد و البحار: «عظيماً [في البحار:-/ عظيماً] فلم يصنع الدواء فيه شيئاً» بدل «فقالوا: لا نعرف له دواء».

 (6). في «ف»:-/ «إليّ». و في البحار: «لي».

 (7). في «بس»:+/ «اللَّه».

 (8). في الإرشاد و البحار:-/ «قال».

 (9). في البحار: «الجمعة».

 (10). أي صار الموضع. و في «ب، بح»: «صارت» أي المقعدة. و في الإرشاد و البحار:+/ «الموضع».

 (11). في الإرشاد و البحار:+/ «و ما جاءتك العافية إلّامن قبل اللَّه بغير احتساب».

 (12). الإرشاد، ج 2، ص 357، عن عليّ بن محمّد، عن نصر بن صبّاح البلخي، مع زيادة في آخره الوافي، ج 3، ص 870، ح 1491؛ البحار، ج 51، ص 297، ح 14.

 (13). تقدّمت في ح 1336، رواية عليّ بن محمّد عن عليّ بن الحسن بن الفضل اليماني. و الظاهر اتّحاد العنوانين، و أنّ الصواب هو «عليّ بن الحسن». و الحسن و الده هو الحسن بن الفضل بن زيد (يزيد) اليماني المذكور في السند الآتي.

660
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

كُنْتُ بِبَغْدَادَ، فَتَهَيَّأَتْ قَافِلَةٌ لِلْيَمَانِيِّينَ‏ «1»، فَأَرَدْتُ الْخُرُوجَ مَعَهَا «2»، فَكَتَبْتُ أَلْتَمِسُ الْإِذْنَ فِي ذلِكَ، فَخَرَجَ: «لَا تَخْرُجْ مَعَهُمْ‏ «3»؛ فَلَيْسَ لَكَ فِي الْخُرُوجِ مَعَهُمْ خِيَرَةٌ، و أَقِمْ بِالْكُوفَةِ».

قَالَ: و أَقَمْتُ‏ «4»، و خَرَجَتِ‏ «5» الْقَافِلَةُ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ حَنْظَلَةُ «6»، فَاجْتَاحَتْهُمْ‏ «7»، وَ كَتَبْتُ‏ «8» أَسْتَأْذِنُ فِي رُكُوبِ الْمَاءِ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، فَسَأَلْتُ عَنِ‏ «9» الْمَرَاكِبِ الَّتِي خَرَجَتْ فِي‏ «10» تِلْكَ السَّنَةِ فِي الْبَحْرِ، فَمَا سَلِمَ مِنْهَا مَرْكَبٌ، خَرَجَ عَلَيْهَا قَوْمٌ مِنَ الْهِنْدِ- يُقَالُ لَهُمُ:

الْبَوَارِجُ‏ «11»- فَقَطَعُوا عَلَيْهَا.

قَالَ‏ «12»: و زُرْتُ‏ «13» الْعَسْكَرَ، فَأَتَيْتُ‏ «14» الدَّرْبَ مَعَ الْمَغِيبِ، و لَمْ أُكَلِّمْ أَحَداً، و لَمْ أَتَعَرَّفْ إِلى‏ أَحَدٍ، و أَنَا «15» أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ فَرَاغِي مِنَ الزِّيَارَةِ «16» إِذَا «17» بِخَادِمٍ‏

______________________________

 (1). في «ف، بر، بس» و حاشية «ج» و حاشية بدرالدين: «اليمانين». و في الوافي: «اليمانيين».

 (2). في «ف» و الإرشاد و الوافي: «معهم».

 (3). في «بر»:-/ «معهم».

 (4). في «ب» و الإرشاد: «فأقمت».

 (5). في «بح»: «فخرجت».

 (6). في الإرشاد: «بنو حنظلة». و «حنظلة»: أكرم قبيلة من تميم، يقال لهم: حنظلة الأكرمون. مجمع البحرين، ج 1، ص 466 (حنظل).

 (7). في «بر»: «فاجتاحهم». و في الإرشاد:+/ «قال». و «الاجتياح»: الإهلاك و الاستئصال، من الجائحة، و هي الآفة التي تهلك الثمار و الأموال و تستأصلها. النهاية، ج 1، ص 312 (جوح).

 (8). في حاشية «بر»: «كنت».

 (9). في «بر»: «من».

 (10). في الإرشاد:-/ «في».

 (11). هكذا في «ب، ج، ف، بر، بس، بف» و مرآة العقول. و في «ض، بح» و المطبوع: «البوارح». قال في المرآة: «كأنّ البوارج هنا معرّب بواره: طائفة من لصوص الهند».

 (12). في الإرشاد: «عليّ بن الحسين قال».

 (13). في «ب، ج»: «و وردت». و في الوافي: «و درت». و في الإرشاد: «وردت».

 (14). في «بف»: «و أتيت».

 (15). في الإرشاد: «فأنا».

 (16). في الوافي: «لعلّه أراد بالزيارة زيارة الصاحب عليه السلام من خارج داره بتبليغ السلام من غير إشعار، كما يدلّ عليه قوله: «من داخل» في آخر الحديث».

 (17). في الإرشاد: «فإذا».

661
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

قَدْ جَاءَنِي، فَقَالَ لِي: قُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: إِذَنْ‏ «1» إِلى‏ أَيْنَ؟ فَقَالَ لِي‏ «2»: إِلَى الْمَنْزِلِ، قُلْتُ‏ «3»:

وَ مَنْ أَنَا؟ لَعَلَّكَ أُرْسِلْتَ إِلى‏ غَيْرِي، فَقَالَ‏ «4»: لَا، مَا أُرْسِلْتُ إِلَّا إِلَيْكَ، أَنْتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ‏ «5» رَسُولُ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَمَرَّ بِي حَتّى‏ أَنْزَلَنِي فِي بَيْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ، ثُمَّ سَارَّهُ‏ «6»، فَلَمْ أَدْرِ مَا قَالَ لَهُ‏ «7» حَتّى‏ آتَانِي‏ «8» جَمِيعَ‏ «9» مَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ، و جَلَسْتُ عِنْدَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، و اسْتَأْذَنْتُهُ فِي الزِّيَارَةِ مِنْ دَاخِلٍ‏ «10»، فَأَذِنَ لِي‏ «11»، فَزُرْتُ لَيْلًا. «12»

1369/ 13. الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ زَيْدٍ «13» الْيَمَانِيُّ، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ض، ف، بر»: «إذا». و في الإرشاد:-/ «إذن».

 (2). في «ب، بر» و الإرشاد:-/ «لي».

 (3). في الوافي: «فقلت».

 (4). في «ب»: «قال».

 (5). في «ف، بر، بس»: «الحسن». و في «ج» و حاشية «ف»:+/ «بن أحمد».

 (6). في الإرشاد: «و كان معه غلام فسارّه» بدل «رسول جعفر- إلى- ثمّ سارّه». و سارّه في اذُنه مسارّة و سِراراً، و تسارُّوا، أي تناجَوا. الصحاح، ج 2، ص 684 (سرر).

 (7). في «ف»: «قاله». و في الإرشاد:-/ «له».

 (8). في «ب» و حاشية «ج، ف»: «أتاني». و في «ض، ج»: «أنبأني». و في «بر»: «نبّأني».

 (9). في «ب» و الإرشاد: «بجميع».

 (10). في الإرشاد:+/ «الدار».

 (11). في «ب، ج، ض، ف، بح، بس»: «لنا».

 (12). الإرشاد، ج 2، ص 358، عن عليّ بن محمّد. و في كمال الدين، ص 491، ح 14، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللَّه، عن عليّ بن محمّد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 871، ح 1492.

 (13). في «ب، ف، بف» و حاشية «ض، بح» و الوافي: «يزيد».

هذا، و قد ذكر الصدوق في كمال الدين، ص 442، ح 16، بسنده عن محمّد بن أبي عبد اللَّه الكوفي، الفضل بن يزيد و الحسنَ ابنه من اليمن، في جملة من و قف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام. و الظاهر اتّحاد العنوانين و وقوع التصحيف في أحد اللفظين من «زيد» و «يزيد».

ثمّ إنّ ما و رد في «ب، بر، بف» و حاشية «ج، ض» و الوافي و الإرشاد من «الهماني» بدل «اليماني» و في «ف» و حاشية «ج»؛ من «الهمداني»، ففيهما تصحيف، لا يخفى و جهه على العارف بالنُسَخ.

هذا، و الظاهر أنّ السند معلّق على ما قبله. و يروي عن الحسن بن الفضل، عليّ المراد به عليّ بن محمّد خال الكليني، يؤيّد ذلك ما و رد في كمال الدين، ص 490، ح 13 من رواية علّان الكليني- و علّان لقب عليّ بن محمّد- عن الحسن بن الفضل اليماني.

662
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

كَتَبَ أَبِي بِخَطِّهِ كِتَاباً، فَوَرَدَ جَوَابُهُ، ثُمَّ كَتَبْتُ‏ «1» بِخَطِّي، فَوَرَدَ جَوَابُهُ، ثُمَّ كَتَبَ بِخَطِّهِ رَجُلٌ‏ «2» مِنْ فُقَهَاءِ أَصْحَابِنَا، فَلَمْ يَرِدْ جَوَابُهُ، فَنَظَرْنَا، فَكَانَتِ الْعِلَّةُ «3» أَنَّ الرَّجُلَ تَحَوَّلَ قَرْمَطِيّاً «4».

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ: فَزُرْتُ‏ «5» الْعِرَاقَ، و و رَدْتُ‏ «6» طُوسَ، و عَزَمْتُ أَنْ لَاأَخْرُجَ‏ «7» إِلَّا عَنْ بَيِّنَةٍ مِنْ أَمْرِي، و نَجَاحٍ مِنْ حَوَائِجِي و لَوِ احْتَجْتُ أَنْ أُقِيمَ بِهَا حَتّى‏ أُتَصَدَّقَ‏ «8».

قَالَ: و فِي خِلَالِ ذلِكَ يَضِيقُ صَدْرِي بِالْمُقَامِ، و أَخَافُ أَنْ يَفُوتَنِيَ الْحَجُّ. قَالَ‏ «9»:

فَجِئْتُ يَوْماً إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ «10» أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ لِي: صِرْ إِلى‏ مَسْجِدِ كَذَا و كَذَا، و إِنَّهُ‏ «11» يَلْقَاكَ رَجُلٌ.

قَالَ: فَصِرْتُ إِلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ ضَحِكَ، و قَالَ‏ «12»: لَاتَغْتَمَّ؛

______________________________

 (1). في الإرشاد و البحار: «كتب».

 (2). في «ب» و الإرشاد:+/ «جليل».

 (3). في «ب، ض، ف»:+/ «في ذلك».

 (4). «القَرْمَطيّ»: و احد القرامطة، و هم فرقة من الخوارج. الصحاح، ج 3، ص 1152؛ مجمع البحرين، ج 3، ص 1470 (قرمط).

 (5). في «ب»: «فوردت». و في حاشية «ض»: «وردت» بدون الفاء. و في مرآة العقول: «قوله: و زرت، الظاهر أنّ‏الواو للحال، أي و قد زرت قبل ذلك الرضا عليه السلام بطوس خراسان، ثمّ عزمت الحجّ و زرت أئمّة العراق».

 (6). في شرح المازندراني: «و زرت».

 (7). في الإرشاد: «فإذا ذلك الرجل قد تحوّل قرمطيّاً. و ذكر الحسين بن الفضل قال: و ردت العراق و عملت على أنّه لا أخرج» بدل «فكانت العلّة- إلى- أن لا أخرج».

 (8). قرأه الفيض قدس سره في الوافي معلوماً، ثمّ قال: «أي أسأل الصدقة، و هو كلام عامّيّ غير فصيح، قال ابن قتيبة: و ما تضعه العامّة غير موضعه قولهم: هو يتصدّق إذا سأل، و ذلك غلط، إنّما المتصدِّق: المعطي، و في التنزيل: «وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنا» [يوسف (12): 88] و أمّا المصدق بتخفيف الصاد فهو الذي يأخذ صدقات النعم». و راجع أيضاً: الصحاح، ج 4، ص 1505؛ و النهاية، ج 3، ص 18 (صدق).

 (9). في «ف»: «فخرجت».

 (10). في الإرشاد:+/ «و كان السفير يومئذٍ».

 (11). في الإرشاد: «فإنّه».

 (12). في الإرشاد:+/ «لي».

663
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

فَإِنَّكَ سَتَحُجُّ فِي هذِهِ السَّنَةِ، و تَنْصَرِفُ إِلى‏ أَهْلِكَ و وُلْدِكَ سَالِماً. قَالَ: فَاطْمَأْنَنْتُ، وَ سَكَنَ قَلْبِي، و أَقُولُ: ذَا «1» مِصْدَاقُ ذلِكَ، و «2» الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ «3».

قَالَ: ثُمَّ و رَدْتُ الْعَسْكَرَ، فَخَرَجَتْ إِلَيَّ صُرَّةٌ فِيهَا دَنَانِيرُ و ثَوْبٌ، فَاغْتَمَمْتُ، و قُلْتُ فِي نَفْسِي: جَزَائِي‏ «4» عِنْدَ الْقَوْمِ هذَا؟ و اسْتَعْمَلْتُ الْجَهْلَ، فَرَدَدْتُهَا، و كَتَبْتُ رُقْعَةً، و لَمْ يُشِرِ الَّذِي قَبَضَهَا مِنِّي عَلَيَّ بِشَيْ‏ءٍ، و لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهَا بِحَرْفٍ‏ «5»، ثُمَّ نَدِمْتُ بَعْدَ ذلِكَ نَدَامَةً شَدِيدَةً، و قُلْتُ فِي نَفْسِي: كَفَرْتُ بِرَدِّي عَلى‏ مَوْلَايَ.

وَ كَتَبْتُ رُقْعَةً أَعْتَذِرُ مِنْ فِعْلِي، و أَبُوءُ بِالْإِثْمِ، و أَسْتَغْفِرُ مِنْ ذلِكَ‏ «6»، و أَنْفَذْتُهَا، وَ قُمْتُ أَتَمَسَّحُ‏ «7»، فَأَنَا «8» فِي ذلِكَ‏ «9» أُفَكِّرُ فِي نَفْسِي، و أَقُولُ: إِنْ رُدَّتْ عَلَيَّ الدَّنَانِيرُ لَمْ أَحْلُلْ‏ «10» صِرَارَهَا «11» و لَمْ أُحْدِثْ فِيهَا «12» حَتّى‏ أَحْمِلَهَا إِلى‏ أَبِي؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مِنِّي لِيَعْمَلَ فِيهَا بِمَا شَاءَ «13»، فَخَرَجَ إِلَى الرَّسُولِ الَّذِي حَمَلَ إِلَيَ‏ «14» الصُّرَّةَ «15»: «أَسَأْتَ؛ إِذْ لَمْ تُعْلِمِ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد: «و قلت هذا».

 (2). في الوافي:-/ «و».

 (3). في الإرشاد:-/ «و الحمد للَّه».

 (4). في «بر، بف» و حاشية «بح» و الوافي: «حالي». و في الإرشاد: «جدي».

 (5). في «ف»:+/ «قال». و في الإرشاد:-/ «و كتبت رقعة- إلى- فيها بحرف».

 (6). في الإرشاد: «من زللي».

 (7). «أتمسّح»، أي قمت أسير في الأرض و أقطعها و أمشي فيها، أو قمت أتوضّأ، أو قمت أمرّ اليد على اللحية أوباطن كلّ من الكفّين على باطن الاخرى مكرّراً كما يفعله النادم الحزين. أو المعنى: لا شي‏ء معي، يقال: فلان يتمسّح، أي لا شي‏ء معه كأنّه يمسح ذراعيه. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 345؛ الوافي، ج 13، ص 874؛ مرآة العقول، ج 6، ص 187.

 (8). في «بح، بر، بف» و الوافي: «و أنا».

 (9). في الإرشاد: «أتطهّر للصلاة و أنا ذا ذاك» بدل «أتمسّح فأنا في ذلك».

 (10). في «بس»: «لم أحلّ».

 (11). في الإرشاد: «شدّها».

 (12). في الإرشاد:+/ «شيئاً».

 (13). في «ف»: «بما يشاء». و في الإرشاد:-/ «ليعمل فيها بما شاء».

 (14). في الإرشاد:-/ «إليّ».

 (15). في الإرشاد:+/ «و قال: قيل لي».

664
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

الرَّجُلَ أَنَّا «1» رُبَّمَا فَعَلْنَا ذلِكَ بِمَوَالِينَا «2»، و رُبَّمَا سَأَلُونَا «3» ذلِكَ يَتَبَرَّكُونَ بِهِ» و خَرَجَ إِلَيَّ:

 «أَخْطَأْتَ فِي رَدِّكَ بِرَّنَا، فَإِذَا اسْتَغْفَرْتَ اللَّهَ فَاللَّهُ‏ «4» يَغْفِرُ لَكَ، فَأَمَّا «5» إِذَا «6» كَانَتْ عَزِيمَتُكَ وَ عَقْدُ نِيَّتِكَ‏ «7» أَلَّا تُحْدِثَ فِيهَا حَدَثاً، و لَاتُنْفِقَهَا «8» فِي طَرِيقِكَ، فَقَدْ صَرَفْنَاهَا «9» عَنْكَ؛ فَأَمَّا الثَّوْبُ فَلَا بُدَّ مِنْهُ‏ «10» لِتُحْرِمَ فِيهِ».

قَالَ و كَتَبْتُ فِي مَعْنَيَيْنِ، و أَرَدْتُ أَنْ أَكْتُبَ فِي الثَّالِثِ، و امْتَنَعْتُ‏ «11» مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَكْرَهَ‏ «12» ذلِكَ، فَوَرَدَ جَوَابُ الْمَعْنَيَيْنِ و الثَّالِثِ الَّذِي طَوَيْتُ مُفَسَّراً؛ و الْحَمْدُ لِلَّهِ.

قَالَ: و كُنْتُ و افَقْتُ‏ «13» جَعْفَرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيَ‏ «14» بِنَيْسَابُورَ «15» عَلى‏ أَنْ أَرْكَبَ مَعَهُ‏ «16»، و أُزَامِلَهُ‏ «17»، فَلَمَّا و افَيْتُ بَغْدَادَ بَدَا «18» لِي، فَاسْتَقَلْتُهُ‏ «19» و ذَهَبْتُ أَطْلُبُ عَدِيلًا، فَلَقِيَنِي ابْنُ الْوَجْنَاءِ «20»- بَعْدَ أَنْ كُنْتُ صِرْتُ إِلَيْهِ، و سَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتَرِيَ لِي، فَوَجَدْتُهُ‏

______________________________

 (1). يجوز فيه كسر الهمزة أيضاً.

 (2). في الإرشاد:+/ «ابتداءً».

 (3). في «ب، ج، ض، بح، بر، بف» و الوافي: «سألوا».

 (4). في «ف»:-/ «فاللَّه». و في «بح»: «و اللَّه».

 (5). في «بر»: «و أمّا».

 (6). في الإرشاد: «و إذا» بدل «فأمّا إذا».

 (7). في الإرشاد:+/ «فيما حملناه إليك».

 (8). في الإرشاد: «فيه حدثاً إذا رددناه إليك و لا تنتفع به» بدل «فيها حدثاً و لا تنفقها».

 (9). في الإرشاد: «صرفناه».

 (10). في الإرشاد: «فخذه» بدل «فلا بدّ منه».

 (11). في الإرشاد: «فامتنعت».

 (12). في مرآة العقول: «أن يكره، على بناء المعلوم، و يحتمل المجهول على بناء الإفعال».

 (13). في الإرشاد: «واقفت».

 (14). في «ب، بر»: «النيشابوري».

 (15). في «ب»: «بنيشابور». و في «بر»:-/ «بنيسابور».

 (16). في الإرشاد:+/ «إلى الحجّ».

 (17). في «ف»: «و أن ازامله».

 (18). بدا له في الأمر: ظهر له ما لم يظهر أوّلًا، و الاسم: البداء. المصباح المنير، ص 40 (بدا).

 (19). في الإرشاد:-/ «فاستقلته». و «استقاله»: طلب إليه أن يقيله. يقال: أقاله يقيله إقالة و تقايلًا، إذا فسخا البيع و عاد المبيع إلى مالكه و الثمن إلى المشتري، إذا كان قد ندم أحدهما. و تكون الإقالة في البيعة و العهد. القاموس المحيط، ج 4، ص 43؛ النهاية، ج 4، ص 134 (قيل).

 (20). في الوافي: «الوجناء- الوسنا خ ل».

665
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

كَارِهاً- فَقَالَ لِي‏ «1»: أَنَا فِي طَلَبِكَ، و قَدْ «2» قِيلَ لِي‏ «3»: إِنَّهُ يَصْحَبُكَ، فَأَحْسِنْ مُعَاشَرَتَهُ‏ «4»، وَ اطْلُبْ لَهُ عَدِيلًا، و اكْتَرِ لَهُ. «5»

1370/ 14. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ:

شَكَكْتُ فِي أَمْرِ حَاجِزٍ «6»، فَجَمَعْتُ شَيْئاً، ثُمَّ صِرْتُ إِلَى الْعَسْكَرِ، فَخَرَجَ إِلَيَّ: «لَيْسَ فِينَا شَكٌّ، و لَافِيمَنْ يَقُومُ مَقَامَنَا بِأَمْرِنَا، رُدَّ «7» مَا مَعَكَ إِلى‏ حَاجِزِ بْنِ يَزِيدَ «8»». «9»

1371/ 15. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ:

لَمَّا مَاتَ أَبِي و صَارَ الْأَمْرُ لِي‏ «10»، كَانَ لِأَبِي عَلَى النَّاسِ سَفَاتِجُ‏ «11» مِنْ مَالِ الْغَرِيمِ‏ «12»،

______________________________

 (1). في الإرشاد: «و كنت قد صرت إليه ... فوجدته كارهاً، فلمّا لقيني قال لي» بدل «بعد أن كنت- إلى- كارهاً، فقال‏لي».

 (2). في «بس»: «فقد».

 (3). في الإرشاد:-/ «لي».

 (4). في الإرشاد: «عشرته».

 (5). الإرشاد، ج 2، ص 359، عن الحسين بن الفضل الهماني الوافي، ج 3، ص 872، ح 1493؛ البحار، ج 51، ص 309، ح 28، إلى قوله: «أنّ الرجل تحوّل قَرمَطيّاً».

 (6). في الوافي: «في أمر حاجز، أي في و كالته للصاحب عليه السلام أو ديانته».

 (7). في الإرشاد: «فردّ».

 (8). في «ب»: «بريد». و في «ج»: «زيد».

 (9). الإرشاد، ج 2، ص 361، عن عليّ بن محمّد. و في كمال الدين، ص 498، ح 23، بسند آخر، مع زيادة و اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 874، ح 1494.

 (10). في «ف» و الإرشاد و البحار: «إليّ».

 (11). «السفتجة»: قيل بضمّ السين، و قيل بفتحها. فارسي معرّب. و هي أن يعطي مالًا للآخر، و لآخر مال في بلد المعطي، فيوفّيه إيّاه ثَمّ، فيستفيد أمن الطريق. المصباح المنير، ص 278؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 301 (سفتج).

 (12). في الإرشاد و البحار:+/ «يعني صاحب الأمر عليه السلام قال». و «الغريم»: الذي عليه الدين، و قد يكون الغريم أيضاً الذي له الدين. الصحاح، ج 5، ص 1996 (غرم). و هو هنا كناية عن الإمام القائم- عجّل اللَّه فرجه- عبّر كذلك تقيّة كما صرّح بذلك المفيد في الإرشاد في هذا الموضع من الرواية. قال المجلسي في مرآة العقول: «أقول: الغريم، يطلق على طالب الحقّ، و على من في ذمّته الحقّ. و المراد هنا الأوّل؛ لأنّ أمواله عليه السلام في أيدي الناس و ذممهم، و يحتمل الثاني ... فكأنّه عليه السلام لغيبته و خفائه غريم لهم». ثمّ ذكر و جهاً آخر.

666
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ أُعْلِمُهُ، فَكَتَبَ‏ «1»: «طَالِبْهُمْ، و اسْتَقْضِ‏ «2» عَلَيْهِمْ» فَقَضَّانِيَ النَّاسُ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ كَانَتْ‏ «3» عَلَيْهِ سَفْتَجَةٌ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ، فَجِئْتُ إِلَيْهِ أُطَالِبُهُ، فَمَاطَلَنِي‏ «4»، و اسْتَخَفَّ بِيَ ابْنُهُ، و سَفِهَ عَلَيَّ، فَشَكَوْتُ‏ «5» إِلى‏ أَبِيهِ، فَقَالَ‏ «6»: و «7» كَانَ مَا ذَا؟ فَقَبَضْتُ عَلى‏ لِحْيَتِهِ، وَ أَخَذْتُ بِرِجْلِهِ، و سَحَبْتُهُ‏ «8» إِلى‏ و سَطِ الدَّارِ، و رَكَلْتُهُ‏ «9» رَكْلًا كَثِيراً «10»، فَخَرَجَ ابْنُهُ يَسْتَغِيثُ‏ «11» بِأَهْلِ بَغْدَادَ، و «12» يَقُولُ: قُمِّيٌّ رَافِضِيٌّ قَدْ قَتَلَ و الِدِي، فَاجْتَمَعَ عَلَيَّ مِنْهُمُ الْخَلْقُ‏ «13»، فَرَكِبْتُ دَابَّتِي، و قُلْتُ: أَحْسَنْتُمْ يَا أَهْلَ بَغْدَادَ، تَمِيلُونَ مَعَ الظَّالِمِ عَلَى الْغَرِيبِ الْمَظْلُومِ، أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ‏ «14» مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، و هذَا يَنْسُبُنِي إِلى‏

______________________________

 (1). في البحار:+/ «إليّ».

 (2). في البحار: «و استقص» بالصاد المهملة. و هو المحتمل في شرح المازندراني.

 (3). في الإرشاد: «إلّا رجلًا و احداً و كان». و في البحار: «و كانت».

 (4). في الإرشاد و البحار: «أطلبه فمطلني». و مطله بِدَيْنه مَطْلًا: إذا سوّفه بوعد الوَفاء مرّة بعد اخرى، و ماطله مطالًا. المصباح المنير، ص 575 (مطل).

 (5). في «ب، ف، بح، بس» و الإرشاد و البحار: «فشكوته».

 (6). في «بف»: «قال».

 (7). في «بر»:-/ «و».

 (8). في الإرشاد: «فسحبته».

 (9). في «ض»: «ركّلته» بالتثقيل. و «رَكَل» الضرب بالرجل. النهاية، ج 2، ص 260 (ركل).

 (10). في الإرشاد:-/ «و ركلته ركْلًا كثيراً».

 (11). في الإرشاد و البحار: «مستغيثاً».

 (12). في الإرشاد: «و هو». و في البحار:-/ «و».

 (13). في الإرشاد و البحار: «خلق كثير».

 (14). هكذا في «بح، بس» و الإرشاد و البحار. و في سائر النسخ و المطبوع: «همدان» بالدال المهملة. و ما أثبتناه هوالظاهر؛ فقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله، ص 402، الرقم 5900، محمّد بن صالح بن محمّد الهمداني في أصحاب الحسن بن عليّ العسكري عليه السلام و قال: «وكيل». و المذكور في بعض نسخ الرجال العتيقة هو «الهمذاني» بالذال المعجمة. و محمّد بن صالح المذكور في خبرنا هذا، هو هذا الوكيل، كما يظهر من متن الخبر حيث صار أمر الوكالة إليه بعد موت أبيه، و هو هَمَذَاني و ليس بهمداني كما يظهر من توصيفه بأنّه قميّ رافضيّ.

يؤيّد ذلك ما و رد في كمال الدين، ص 422، مِن عَدِّ الوكلاء من البلاد المختلفة الذين رأوا صاحب الزمان عليه السلام؛ فقد عُدَّ منهم محمّد بن صالح من أهل همدان كبلدٍ من البلادٍ، و البلد هو الهَمَذان لاهَمْدان. راجع: الأنساب للسمعاني، ج 5، ص 647 و 649.

667
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

أَهْلِ قُمَّ و الرَّفْضِ‏ «1» لِيَذْهَبَ بِحَقِّي و مَالِي.

قَالَ: فَمَالُوا عَلَيْهِ، و أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوا عَلى‏ «2» حَانُوتِهِ‏ «3» حَتّى‏ سَكَّنْتُهُمْ، و طَلَبَ إِلَيَّ صَاحِبُ السَّفْتَجَةِ «4»، و حَلَفَ بِالطَّلَاقِ أَنْ‏ «5» يُوَفِّيَنِي مَالِي حَتّى‏ أَخْرَجْتُهُمْ عَنْهُ‏ «6». «7»

1372/ 16. عَلِيٌّ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ و الْعَلَاءِ بْنِ رِزْقِ اللَّهِ، عَنْ بَدْرٍ- غُلَامِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ‏ «8»- قَالَ:

وَرَدْتُ الْجَبَلَ‏ «9» و أَنَا لَاأَقُولُ‏ «10» بِالْإِمَامَةِ، أُحِبُّهُمْ جُمْلَةً إِلى‏ أَنْ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ‏ «11»، فَأَوْصى‏ «12» فِي عِلَّتِهِ أَنْ يُدْفَعَ الشِّهْرِيُّ السَّمَنْدُ «13» و سَيْفُهُ و مِنْطَقَتُهُ إِلى‏ مَوْلَاهُ، فَخِفْتُ إِنْ أَنَا «14» لَمْ أَدْفَعِ الشِّهْرِيَّ إِلى‏ إِذْكُوتَكِينَ‏ «15» نَالَنِي مِنْهُ اسْتِخْفَافٌ، فَقَوَّمْتُ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد و البحار: «إلى قمّ و يرميني بالرفض» بدل «إلى أهل قمّ و الرفض».

 (2). في الإرشاد و البحار: «إلى».

 (3). «الحانوت»: دكّان البائع، يذكّر و يؤنّث. و أصله حانَوَةٌ فلمّا سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء. و الجمع: الحوانيت. مجمع البحرين، ج 1، ص 464 (حنت). الصحاح، ج 5، ص 2106 (حين).

 (4). في الإرشاد:+/ «أن آخذ مالها». و في البحار:+/ «أن آخذ ما فيها».

 (5). في البحار: «أنّه».

 (6). في الإرشاد و البحار: «في الحال فاستوفيته [في البحار: فاستوفيت‏] منه» بدل «حتّى أخرجتهم عنه».

 (7). الإرشاد، ص 362، عن عليّ بن محمّد الوافي، ج 3، ص 874، ح 1495؛ البحار، ج 51، ص 297، ح 15.

 (8). في الإرشاد:+/ «عنه».

 (9). بلاد الجبل: مدن بين أذربيجان و عراق العرب و خوزستان و فارس و بلاد الديلم. القاموس المحيط، ج 2، ص 1289 (جبل).

 (10). في «بح، بر»: «و أنا أقول».

 (11). في الغيبة: «يزيد بن عبدالملك».

 (12). في «بر، بس، بف»: «فأوصاني». و في الغيبة: «فأوصى إليّ».

 (13). «الشِّهري» بالكسر، ضربٌ من البراذين. و السمند من الخيل معروف. شرح المازندراني، ج 7، ص 349.

 (14). في الإرشاد و الغيبة:-/ «أنا».

 (15). في الوافي: «إدكونين». و في مرآة العقول: «إذ كوتكين، كان من امراء الترك من أتباع بني العبّاس، و هو في التواريخ و سائر كتب الحديث بالذال، و كذا في بعض نسخ الكتاب، و في أكثرها بالزاي».

668
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

الدَّابَّةَ و السَّيْفَ و الْمِنْطَقَةَ بِسَبْعِمِائَةِ «1» دِينَارٍ فِي نَفْسِي، و لَمْ أُطْلِعْ‏ «2» عَلَيْهِ أَحَداً «3»، فَإِذَا «4» الْكِتَابُ قَدْ و رَدَ عَلَيَّ مِنَ الْعِرَاقِ: «وَجِّهِ‏ «5» السَّبْعَمِائَةِ دِينَارٍ الَّتِي لَنَا قِبَلَكَ مِنْ ثَمَنِ الشِّهْرِيِ‏ «6» و السَّيْفِ و الْمِنْطَقَةِ». «7»

1373/ 17. عَلِيٌّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ:

وُلِدَ لِي و لَدٌ «8»، فَكَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ فِي طُهْرِهِ‏ «9» يَوْمَ السَّابِعِ، فَوَرَدَ: «لَا تَفْعَلْ» فَمَاتَ يَوْمَ السَّابِعِ أَوِ الثَّامِنِ، ثُمَّ كَتَبْتُ بِمَوْتِهِ، فَوَرَدَ: «سَتُخْلَفُ‏ «10» غَيْرَهُ و غَيْرَهُ‏ «11»، تُسَمِّيهِ‏ «12» أَحْمَدَ، و مِنْ بَعْدِ أَحْمَدَ جَعْفَراً» فَجَاءَ كَمَا قَالَ.

قَالَ‏ «13»: و تَهَيَّأْتُ لِلْحَجِّ، و و دَّعْتُ النَّاسَ، و كُنْتُ عَلَى الْخُرُوجِ، فَوَرَدَ: «نَحْنُ لِذلِكَ كَارِهُونَ، و الْأَمْرُ إِلَيْكَ».

قَالَ‏ «14»: فَضَاقَ صَدْرِي، و اغْتَمَمْتُ، و كَتَبْتُ: أَنَا مُقِيمٌ عَلَى السَّمْعِ و الطَّاعَةِ غَيْرَ أَنِّي مُغْتَمٌّ بِتَخَلُّفِي عَنِ الْحَجِّ، فَوَقَّعَ: «لَا يَضِيقَنَّ صَدْرُكَ؛ فَإِنَّكَ سَتَحُجُّ مِنْ قَابِلٍ‏ «15» إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

______________________________

 (1). في الإرشاد: «سبعمائة».

 (2). في «ب، ف»: «لم أطّلع».

 (3). في الإرشاد:+/ «و دفعت الشهريّ إلى إذكوتكين».

 (4). في الإرشاد: «و إذا».

 (5). في الإرشاد و الغيبة: «أن و جّه».

 (6). في الغيبة:+/ «السمند».

 (7). الغيبة للطوسي، ص 282، ح 241، بسنده عن الكليني. الإرشاد، ج 2، ص 363 عن عليّ بن محمّد الوافي، ج 3، ص 875، ح 1496.

 (8). في الغيبة: «مولود».

 (9). في «بر، بف» و الوافي و الإرشاد: «تطهيره». و في الغيبة: «تطهيره في». و المراد بالطهر هنا: الختان.

 (10). في مرآة العقول: «ستخلف، على بناء المجهول من الإفعال، أي ستعطى خلفاً منه و عوضاً». و في الغيبة: «سيخلف اللَّه».

 (11). في «ض، بر» و الوافي و الغيبة:-/ «و غيره».

 (12). في الإرشاد: «فسمّ الأوّل».

 (13). في «ف»: «و قال».

 (14). في الإرشاد:-/ «قال».

 (15). في الإرشاد: «ستحجّ قابلًا».

669
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

قَالَ: فَلَمَّا «1» كَانَ مِنْ قَابِلٍ، كَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ، فَوَرَدَ الْإِذْنُ، فَكَتَبْتُ: أَنِّي‏ «2» عَادَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ و أَنَا و اثِقٌ بِدِيَانَتِهِ و صِيَانَتِهِ، فَوَرَدَ: «الْأَسَدِيُّ نِعْمَ الْعَدِيلُ، فَإِنْ قَدِمَ فَلَا تَخْتَرْ عَلَيْهِ‏ «3»». فَقَدِمَ الْأَسَدِيُّ و عَادَلْتُهُ‏ «4». «5»

1374/ 18. الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُ‏ «6»، قَالَ:

أَوْدَعَ الْمَجْرُوحُ‏ «7» مِرْدَاسَ بْنَ عَلِيٍّ مَالًا لِلنَّاحِيَةِ، و كَانَ عِنْدَ مِرْدَاسٍ مَالٌ لِتَمِيمِ بْنِ حَنْظَلَةَ، فَوَرَدَ عَلى‏ مِرْدَاسٍ: «أَنْفِذْ مَالَ تَمِيمٍ مَعَ مَا أَوْدَعَكَ الشِّيرَازِيُّ». «8»

1375/ 19. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى الْعُرَيْضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ «9»، قَالَ:

لَمَّا مَضى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ «10» عَلَيْهِ السَّلَامُ، و رَدَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ‏ «11» مِصْرَ بِمَالٍ إِلى‏ مَكَّةَ لِلنَّاحِيَةِ «12»، فَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏ «13» بَعْضُ النَّاسِ: إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَضى‏ مِنْ غَيْرِ خَلَفٍ، و الْخَلَفُ جَعْفَرٌ، و قَالَ بَعْضُهُمْ: مَضى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ خَلَفٍ‏ «14»، فَبَعَثَ رَجُلًا يُكَنّى‏ بِأَبِي طَالِبٍ‏ «15»،

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و الإرشاد. و في المطبوع: «و لمّا».

 (2). في «بح»: «و كتب أنّي». و في الإرشاد: «و كتبت أنّي قد».

 (3). في «ب، ض»:+/ «قال».

 (4). في حاشية «بح»: «فعادلته».

 (5). الغيبة للطوسي، ص 283، ح 242، بسنده عن الكليني إلى قوله: «فجاء كما قال». الإرشاد، ج 2، ص 364 عن عليّ بن محمّد؛ كمال الدين، ص 489، ح 12، بسند آخر عن أبي جعفر، مع اختلاف الوافي، ج 3، ص 875، ح 1497.

 (6). في «بح»: «الحسين بن عليّ العلوي». و في «بر» و حاشية «بف»: «الحسين بن الحسن».

 (7). ذُكِر في كمال الدين، ص 442، ح 16: المجروحُ من أهل فارس في جملة من و قف على معجزات صاحب‏الزمان عليه السلام، و الظاهر اتّحاده مع المجروح هذا.

 (8). الوافي، ج 3، ص 876، ح 1498.

 (9). في الإرشاد:-/ «أبي محمّد».

 (10). في الإرشاد:+/ «الحسن بن عليّ».

 (11). في الإرشاد:-/ «أهل».

 (12). في الإرشاد: «لصاحب الأمر».

 (13). في الإرشاد: «و قال».

 (14). في الإرشاد: «قد مضى من غير خلف، و قال آخرون: الخلف من بعده جعفر، و قال آخرون: الخلف من بعده ولده» بدل «مضى من- إلى- عن خلف».

 (15). في «بر» و حاشية «بف»: «بأبي غالب».

670
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

فَوَرَدَ الْعَسْكَرَ «1» و مَعَهُ كِتَابٌ، فَصَارَ «2» إِلى‏ جَعْفَرٍ، و سَأَلَهُ عَنْ بُرْهَانٍ، فَقَالَ‏ «3»: لَايَتَهَيَّأُ «4» فِي هذَا الْوَقْتِ، فَصَارَ «5» إِلَى الْبَابِ، و أَنْفَذَ الْكِتَابَ إِلى‏ أَصْحَابِنَا «6»، فَخَرَجَ إِلَيْهِ: «آجَرَكَ اللَّهُ فِي صَاحِبِكَ، فَقَدْ مَاتَ و أَوْصى‏ بِالْمَالِ الَّذِي كَانَ مَعَهُ إِلى‏ ثِقَةٍ لِيَعْمَلَ‏ «7» فِيهِ بِمَا يُحِبُ‏ «8»» وَ أُجِيبَ عَنْ كِتَابِهِ‏ «9». «10»

1376/ 20. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:

حَمَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ آبَةَ «11» شَيْئاً يُوصِلُهُ، و نَسِيَ سَيْفاً بِآبَةَ، فَأَنْفَذَ مَا كَانَ مَعَهُ، فَكَتَبَ‏ «12» إِلَيْهِ: «مَا خَبَرُ السَّيْفِ الَّذِي نَسِيتَهُ‏ «13»؟». «14»

1377/ 21. الْحَسَنُ‏ «15» بْنُ خَفِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

بَعَثَ بِخَدَمٍ‏ «16» إِلى‏ مَدِينَةِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «17» وَ مَعَهُمْ خَادِمَانِ، و كَتَبَ إِلى‏ خَفِيفٍ أَنْ‏

______________________________

 (1). في الإرشاد: «أبا طالب إلى العسكر يبحث عن الأمر و صحّته» بدل «بأبي طالب فورد العسكر».

 (2). في الإرشاد:+/ «الرجل».

 (3). في الإرشاد:+/ «له جعفر».

 (4). في الإرشاد:+/ «لي».

 (5). في الإرشاد:+/ «الرجل».

 (6). في حاشية «بف»: «أصحابه». و في الإرشاد:+/ «المرسومين بالسفارة».

 (7). في الإرشاد: «يعمل».

 (8). في «ف، بح، بر»: «بما يجب».

 (9). في الإرشاد:+/ «و كان الأمر كما قيل له».

 (10). الإرشاد، ج 2، ص 364، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 876، ح 1499.

 (11). «آبة» بليدة تقابل ساوة، تعرف بين العامة بآوة و أهلها شيعة، و أهل ساوة سنّيّة، لا تزال الحروب بين البلدين‏قائمة على المذهب. معجم البلدان، ج 1، ص 50 (آبه).

 (12). في مرآة العقول: «فكتب، على المعلوم أو المجهول».

 (13). في الإرشاد: «و نسي شيئاً كان أراد حمله، فلمّا و صل الشي‏ء كتب إليه بوصوله. و قيل: في الكتاب: ما خبر السيف الذي انسيته» بدل «نسي سيفاً بآبة- إلى- نسيته».

 (14). الإرشاد، ج 2، ص 365، بسنده عن الكليني الوافي، ج 3، ص 877، ح 1500.

 (15). في «ب، بر» و حاشية «بف»: «الحسين».

 (16). في الوافي: «يعني أنّ الصاحب عليه السلام بعث من العسكر إلى المدينة بخدم».

 (17). هكذا في النسخ التي قوبلت. و في المطبوع: «صلّى اللَّه عليه و آله».

671
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

يَخْرُجَ مَعَهُمْ، فَخَرَجَ مَعَهُمْ، فَلَمَّا و صَلُوا إِلَى‏ «1» الْكُوفَةِ، شَرِبَ أَحَدُ الْخَادِمَيْنِ مُسْكِراً، فَمَا خَرَجُوا مِنَ الْكُوفَةِ حَتّى‏ و رَدَ كِتَابٌ مِنَ الْعَسْكَرِ بِرَدِّ الْخَادِمِ الَّذِي شَرِبَ الْمُسْكِرَ، و عُزِلَ عَنِ الْخِدْمَةِ. «2»

1378/ 22. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ «3»، عَنْ أَحْمَدَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ غِيَاثٍ‏ «4»، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ:

أَوْصى‏ «5» يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِدَابَّةٍ و سَيْفٍ و مَالٍ، و أُنْفِذَ ثَمَنُ الدَّابَّةِ و غَيْرُ ذلِكَ، و لَمْ يُبْعَثِ‏ «6» السَّيْفُ، فَوَرَدَ «7»: «كَانَ مَعَ مَا بَعَثْتُمْ سَيْفٌ، فَلَمْ يَصِلْ»، أَوْ كَمَا قَالَ‏ «8». «9»

1379/ 23. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ‏ «10» شَاذَانَ النَّيْسَابُورِيِ‏ «11»، قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدِي خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ تَنْقُصُ‏ «12» عِشْرِينَ دِرْهَماً، فَأَنِفْتُ أَنْ أَبْعَثَ بِخَمْسِمِائَةٍ تَنْقُصُ‏ «13» عِشْرِينَ دِرْهَماً «14»، فَوَزَنْتُ مِنْ عِنْدِي عِشْرِينَ دِرْهَماً،

______________________________

 (1). في «بر، بف»:-/ «إلى».

 (2). تقريب المعارف، ص 195، عن الحسن بن حفيف الوافي، ج 3، ص 877، ح 1501؛ البحار، ج 51، ص 310، ح 29.

 (3). في «ف»:+/ «عن أحمد بن محمّد».

 (4). هكذا في «ف، بح، بف» و الوافي و حاشية المطبوع. و في «ب»: «أحمد بن أبي عليّ بن عيان». و في «ج»: «أحمد بن أبي عليّ بن عيار». و في «ض»: «أحمد بن أبي عليّ عيّار». و في «بر»: «أحمد بن عليّ بن غياث». و في «بس»: «أحمد أبي عليّ بن عيان». و في المطبوع: [أحمد بن‏] أبي عليّ بن غياث».

 (5). في «بر»: «أوصاني».

 (6). في مرآة العقول: «و يمكن أن يقرأ الفعلان [: أنفذ، لم يبعث‏] على بناء المعلوم بإرجاع الضميرين إلى أحمد، فيكون من كلام الراوي».

 (7). في «بر» و الوافي:+/ «كتاب».

 (8). في مرآة العقول: «قوله: أو كما قال، شكٌّ من الراوي في خصوص اللفظ مع العلم بالمضمون».

 (9). الوافي، ج 3، ص 877، ح 1502.

 (10). في الإرشاد و الغيبة و كمال الدين:-/ «عليّ بن».

 (11). في «بر» و الغيبة: «النيشابوري».

 (12). في «ج، ف، بر» و الإرشاد و كمال الدين، ص 509، و الغيبة: «ينقص».

 (13). في «ج، ف»: «ينقص».

 (14). في الإرشاد: «فلم احبّ أن انفذها ناقصة». و في الغيبة: «فلم احبّ أن ينقص هذا المقدار»، كلاهما بدل ف «فأنفت- إلى- عشرين درهماً».

672
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

وَ بَعَثْتُهَا «1» إِلَى الْأَسَدِيِ‏ «2»، و لَمْ أَكْتُبْ مَا لِي فِيهَا «3»، فَوَرَدَ «4»: «وَصَلَتْ‏ «5» خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ، لَكَ مِنْهَا «6» عِشْرُونَ دِرْهَماً «7»». «8»

1380/ 24. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُ‏ «9» قَالَ‏:

كَانَ يَرِدُ كِتَابُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْإِجْرَاءِ عَلَى الْجُنَيْدِ قَاتِلِ فَارِسَ‏ «10» و أَبِي الْحَسَنِ وَ آخَرَ، فَلَمَّا مَضى‏ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ و رَدَ اسْتِئْنَافٌ مِنَ الصَّاحِبِ لِإِجْرَاءِ أَبِي الْحَسَنِ‏ «11» وَ صَاحِبِهِ، و لَمْ يَرِدْ فِي أَمْرِ الْجُنَيْدِ بِشَيْ‏ءٍ «12»، قَالَ: فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ‏ «13»، فَوَرَدَ نَعْيُ الْجُنَيْدِ بَعْدَ ذلِكَ. «14»

______________________________

 (1). في الإرشاد: «بعثت بها». و في الغيبة: «دفعتها».

 (2). في كمال الدين، ص 509: «إلى أبي الحسين الأسدي».

 (3). في كمال الدين، ص 509: «و لم أعرفه أمر العشرين» بدل «و لم أكتب ما لي فيها».

 (4). في الإرشاد و كمال الدين، ص 509:+/ «الجواب».

 (5). في «بح»: «فوصلت».

 (6). في «ض، بح، بر، بف» و كمال الدين، ص 519: «فيها».

 (7). في الغيبة: «و لم أكتب بخبر نقصانها و أنّي أتممتها من مالي، فورد الجواب: قد و صلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون» بدل «و لم أكتب ما لي فيها- إلى- عشرون درهماً».

 (8). الإرشاد، ج 2، ص 365 بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 416، عن الكليني، ح 394. و في كمال الدين، ص 485، ح 5، بسنده عن عليّ بن محمّد الرازي، مع اختلاف يسير؛ و فيه، ص 509، ح 38، بسنده عن محمّد بن شاذان بن نعيم، مع زيادة في آخره الوافي، ج 3، ص 878، ح 1503.

 (9). و رد الخبر في الإرشاد، ج 2، ص 365، عن الحسن بن محمّد الأشعري. و هو سهو ظاهراً؛ فإنّ الحسين بن محمّد هذا، هو الحسين بن محمّد بن عامر بن عمران الأشعري، عبّر عنه الكليني رحمه الله في بعض الأسناد بالحسين بن محمّد الأشعري، و في بعضها بالحسين بن محمّد بن عامر. راجع: رجال النجاشي، ص 66، الرقم 156؛ و ص 218، الرقم 570؛ معجم رجال الحديث، ج 6، ص 349- 351.

 (10). في الإرشاد:+/ «بن حاتم بن ماهويه».

 (11). في الإرشاد: «بالإجراء لأبي الحسن».

 (12). الباء للتعدية. و في «بر، بف» و الإرشاد و الوافي: «شي‏ء».

 (13). في «ض، بر»: «بذلك».

 (14). الإرشاد، ج 2، ص 365، عن الحسن بن محمّد الأشعري الوافي، ج 3، ص 878، ح 1504.

673
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

1381/ 25. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ:

كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ كُنْتُ مُعْجَباً بِهَا، فَكَتَبْتُ أَسْتَأْمِرُ «1» فِي اسْتِيلَادِهَا «2»، فَوَرَدَ:

 «اسْتَوْلِدْهَا، و «3» يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ». فَوَطِئْتُهَا «4» فَحَبِلَتْ‏ «5»، ثُمَّ أَسْقَطَتْ فَمَاتَتْ. «6»

1382/ 26. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:

كَانَ ابْنُ الْعَجَمِيِّ جَعَلَ ثُلُثَهُ لِلنَّاحِيَةِ «7»، و كَتَبَ بِذلِكَ، و قَدْ كَانَ قَبْلَ إِخْرَاجِهِ الثُّلُثَ دَفَعَ مَالًا لِابْنِهِ أَبِي الْمِقْدَامِ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي عَزَلْتَهُ لِأَبِي الْمِقْدَامِ؟». «8»

1383/ 27. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ عِيسَى بْنِ نَصْرٍ، قَالَ‏:

كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ الصَّيْمَرِيُّ يَسْأَلُ‏ «9» كَفَناً، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «إِنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ». فَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ، و بَعَثَ إِلَيْهِ بِالْكَفَنِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَيَّامٍ‏ «10». «11»

1384/ 28. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ الْهَمَذَانِيِ‏ «12»، قَالَ:

______________________________

 (1). «الاستئمار»: المشاورة. الصحاح، ج 2، ص 582 (أمر).

 (2). في «ف»: «إيلادها».

 (3). في الوافي:-/ «و».

 (4). في «ف»: «فوطئها».

 (5). في «بح، بر، بس، بف» و حاشية «ج، ف»: «فحملت».

 (6). كمال الدين، ص 489، ح 12، بسنده عن محمّد بن الصالح، مع اختلاف يسير و زيادة الوافي، ج 3، ص 878، ح 1505.

 (7). في «بر»:+/ «في الناحية».

 (8). الوافي، ج 3، ص 878، ح 1506.

 (9). في الوافي: «يسأله». و في الغيبة، ص 281: «يلتمس».

 (10). في «بس، بف» و الإرشاد و الغيبة، ص 281:-/ «بأيّام». و في «بر»: «أيّام موته». و في كمال الدين: «بشهر».

 (11). الغيبة للطوسي، ص 283، ح 243، بسنده عن الكليني. الإرشاد، ج 2، ص 366؛ عن عليّ بن محمّد. الغيبة للطوسي، و فيه، ص 297، ح 253، بسنده عن عليّ بن محمّد الكليني، عن محمّد بن زياد الصيمري، مع اختلاف يسير. و في كمال الدين، ص 501، ح 26، مرسلًا عن عليّ بن محمّد الصيمري الوافي، ج 3، ص 879، ح 1507.

 (12). هكذا في «بس». و في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بف» و المطبوع و الإرشاد: «الهمداني».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد ذكر الشيخ الصدوق في كمال الدين، ص 442، ح 16، محمّد بن كَشمَرد، جعفر بن حمدان و محمّد بن هارون بن عمران ممّن و قف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام من همدان- بالدال المهملة-، لكنّ المذكور في البحار، ج 52، ص 30، ح 26- نقلًا عن كمال الدين: «هَمَذان»، و هو الصواب؛ فإنّ النجاشي ذكر في ترجمة محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الهَمَذاني و كيل الناحية، العزيز بن زُهير كأحد الوكلاء بهَمَذان و قال: «هو أحد بني كَشْمَرد». و ذكر الحسن بن هارون بن عمران الهَمَذاني أيضاً في جملة و كلاء الناحية بهَمَذان. راجع: رجال النجاشي، ص 344، الرقم 928.

و المحتمل قويّاً أنّ محمّد بن هارون بن عمران هذا، و الحسن بن هارون بن عمران المذكور في رجال النجاشي أخوان.

674
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

كَانَ‏ «1» لِلنَّاحِيَةِ عَلَيَّ خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ «2»، فَضِقْتُ بِهَا ذَرْعاً «3»، ثُمَّ قُلْتُ‏ «4» فِي نَفْسِي: لِي حَوَانِيتُ اشْتَرَيْتُهَا بِخَمْسِمِائَةٍ «5» و ثَلَاثِينَ دِينَاراً قَدْ جَعَلْتُهَا لِلنَّاحِيَةِ «6» بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ وَ لَمْ أَنْطِقْ‏ «7» بِهَا «8»، فَكَتَبَ إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ «9»: «اقْبِضِ الْحَوَانِيتَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بِالْخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ الَّتِي لَنَا عَلَيْهِ». «10»

1385/ 29. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:

بَاعَ جَعْفَرٌ «11» فِيمَنْ بَاعَ صَبِيَّةً جَعْفَرِيَّةً «12» كَانَتْ فِي الدَّارِ يُرَبُّونَهَا «13»، فَبَعَثَ بَعْضَ‏

______________________________

 (1). في «بس»: «كانت».

 (2). في «بر»: «خمسمائة و ثلاثين ديناراً». و في «بح»:+/ «و لم أنطق بها».

 (3). «ضاق بالأمر ذَرْعاً»: شقّ عليه. و الأصل: ضاق ذرعُه، أي طاقَتُه و قوّته، فاسند العقل إلى الشخص. مجمع البحرين، ج 2، ص 1091؛ الصحاح، ج 4، ص 1511 (ضيق).

 (4). في «بح»: «فقلت».

 (5). في الإرشاد:+/ «دينار».

 (6). في «ب»:+/ «عليّ».

 (7). في الوافي: «و لم أنطلق».

 (8). في الإرشاد: «بذلك».

 (9). في «ف» و الوافي: «جعفر بن محمّد».

 (10). الإرشاد، ج 2، ص 366، عن عليّ بن محمّد. كمال الدين، ص 492، ح 17، بسنده عن محمّد بن هارون، مع اختلاف يسير الوافي، ج 3، ص 879، ح 1508.

 (11). يعني به المشهور بالكذّاب.

 (12). «صبيّة جعفريّة» يعني من أولاد جعفر بن أبي طالب. و في «بح»: «فيما كانت».

 (13). في «ب، ج، ض، بح»: «يَرُبّونها». يقال: ربّ الولدَ و ربّاه، و هما بمعنى. و الأوّل مضاعف و الثاني ناقص و اويّ من التفعيل.

675
الکافي2 (ط - دارالحديث)

125 - باب مولد الصاحب عليه السلام ص : 645

الْعَلَوِيِّينَ، و أَعْلَمَ الْمُشْتَرِيَ خَبَرَهَا «1»، فَقَالَ الْمُشْتَرِي: قَدْ طَابَتْ نَفْسِي بِرَدِّهَا، و أَنْ لَا أُرْزَأَ «2» مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئاً، فَخُذْهَا، فَذَهَبَ الْعَلَوِيُّ، فَأَعْلَمَ أَهْلَ النَّاحِيَةِ الْخَبَرَ، فَبَعَثُوا إِلَى الْمُشْتَرِي بِأَحَدٍ و أَرْبَعِينَ دِينَاراً، و أَمَرُوهُ‏ «3» بِدَفْعِهَا إِلى‏ صَاحِبِهَا. «4»

1386/ 30. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ قَالَ:

كَانَ رَجُلٌ مِنْ نُدَمَاءِ «5» «روز حسنى‏ «6»» و آخَرُ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ: هُوَ ذَا «7» يَجْبِي الْأَمْوَالَ، وَ لَهُ وُكَلَاءُ، و سَمَّوْا جَمِيعَ الْوُكَلَاءِ فِي النَّوَاحِي، و أُنْهِيَ ذلِكَ إِلى‏ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَزِيرِ، فَهَمَّ الْوَزِيرُ بِالْقَبْضِ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ السُّلْطَانُ: اطْلُبُوا أَيْنَ هذَا الرَّجُلُ؛ فَإِنَّ هذَا أَمْرٌ غَلِيظٌ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ: نَقْبِضُ‏ «8» عَلَى الْوُكَلَاءِ، فَقَالَ السُّلْطَانُ:

لَا، و لكِنْ دُسُّوا «9» لَهُمْ‏ «10» قَوْماً لَايُعْرَفُونَ بِالْأَمْوَالِ‏ «11»، فَمَنْ قَبَضَ مِنْهُمْ شَيْئاً قُبِضَ عَلَيْهِ.

قَالَ: فَخَرَجَ بِأَنْ يَتَقَدَّمَ إِلى‏ جَمِيعِ الْوُكَلَاءِ أَنْ‏ «12» لَايَأْخُذُوا مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً، و أَنْ يَمْتَنِعُوا «13» مِنْ ذلِكَ، و يَتَجَاهَلُوا «14» الْأَمْرَ.

______________________________

 (1). في الوافي: «بخبرها» و قال: «يعني بأنّها حرّة هاشميّة، ليست بمملوكة».

 (2). أي لا أنقص، فأصل الرُّزء: النقص. راجع: النهاية، ج 2، ص 218 (رزأ).

 (3). في البحار: «فأمروه».

 (4). الوافي، ج 3، ص 879، ح 1509؛ البحار، ج 50، ص 232، ح 8.

 (5). «النديم»: المنادم على الشُرب، و جمعه: نِدام و نُدَماء. المصباح المنير، ص 598 (ندم).

 (6). في حاشية «ف»: «دورحسنى». و في «بر» و حاشية «ض، بف» و حاشية المطبوع: «بدرحسنى». و في «بف»: «زورحسنى». و في «ب، ج»: «روزحُسْنى». و في الوافي: «روز حسنى، كأنّه كان و الياً بالعسكر».

 (7). في الوافي: «هو ذا، أشار به إلى الصاحب عليه السلام».

 (8). في «بس»: «يقبض».

 (9). «دسّوا»: أمر من الدسّ، و هو الإخفاء و دفن الشي‏ء تحت الشي‏ء. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 748 (دسس).

 (10). في «بح»: «له».

 (11). في الوافي: «بالأموال متعلّق بدسّوا، يعني أرسلوا إليهم سرّاً بالأموال على أيدي من لا يعرفهم الوكلاء».

 (12). في «ف، بف»:-/ «أن».

 (13). في «بس»: «و أن يمنعوا».

 (14). في «ض، بف»: «و يتجاهل».

676
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

فَانْدَسَّ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ رَجُلٌ لَايَعْرِفُهُ و خَلَا بِهِ، فَقَالَ: مَعِي مَالٌ أُرِيدُ أَنْ أُوصِلَهُ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: غَلِطْتَ، أَنَا لَاأَعْرِفُ مِنْ هذَا شَيْئاً فَلَمْ يَزَلْ يَتَلَطَّفُهُ، و مُحَمَّدٌ يَتَجَاهَلُ عَلَيْهِ؛ و بَثُّوا الْجَوَاسِيسَ، و امْتَنَعَ الْوُكَلَاءُ كُلُّهُمْ؛ لِمَا كَانَ تَقَدَّمَ‏ «1» إِلَيْهِمْ. «2»

1387/ 31. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ‏:

خَرَجَ نَهْيٌ عَنْ زِيَارَةِ مَقَابِرِ قُرَيْشٍ و الْحَيْرِ «3»، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَشْهُرٍ دَعَا الْوَزِيرُ الْبَاقَطَائِيَّ، فَقَالَ لَهُ‏ «4»: الْقَ بَنِي الْفُرَاتِ‏ «5» و الْبُرْسِيِّينَ، و قُلْ لَهُمْ: لَايَزُورُوا «6» مَقَابِرَ قُرَيْشٍ؛ فَقَدْ أَمَرَ الْخَلِيفَةُ أَنْ يُتَفَقَّدَ كُلُّ مَنْ زَارَ «7»، فَيُقْبَضَ عَلَيْهِ. «8»

 

126- بَابُ‏ «9» مَا جَاءَ فِي الِاثْنَيْ عَشَرَ و النَّصِّ عَلَيْهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏ «10»

1388/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ:

______________________________

 (1). في «بح»: «يقدم».

 (2). الوافي، ج 3، ص 880، ح 1510؛ البحار، ج 51، ص 310، ح 30.

 (3). في «ب، ض، بح، بس»: «و الحيرة». و في «بر، بف» و حاشية «ض، بح»: «و الحائر». و في الإرشاد: «و الحائر على ساكنيها السلام» بدل «و الحير». و في الوافي: «الحير و الحائر مدفن الحسين عليه السلام بكربلاء و يقالان لكربلاء كلّها».

 (4). في «بف»:-/ «له».

 (5). في الوافي: «و لعلّ المراد ببني الفرات من كان بحواليه. و قيل: هم قوم من رهط أبي الفتح الفضل بن جعفر بن فرات من و زراء بني العبّاس مشهورين بمحبّة أهل البيت عليهم السلام. و «البرس» بلدة بين الكوفة و الحلّة، و كأنّهم يجعلون زيارة الحسين عليه السلام و زيارة مقابر قريش من علامة التشيّع و الرفض».

 (6). في «ب، ج، بر، بس، بف» و الوافي و الإرشاد: «لا تزوروا».

 (7). في الإرشاد: «زاره».

 (8). الإرشاد، ج 2، ص 367 بسنده عن الكليني؛ الغيبة للطوسي، ص 284، ح 244، عن الكليني الوافي، ج 3، ص 881، ح 1511.

 (9). في «ج»:-/ «باب».

 (10). في «ب، ج»: «عليهم رحمة من اللَّه و سلام».

677
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «1»، قَالَ: «أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «2» وَ مَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ مُتَّكِئٌ‏ «3» عَلى‏ يَدِ سَلْمَانَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَجَلَسَ‏ «4»، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ و اللِّبَاسِ، فَسَلَّمَ عَلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَجَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ إِنْ أَخْبَرْتَنِي بِهِنَّ، عَلِمْتُ أَنَّ الْقَوْمَ رَكِبُوا «5» مِنْ أَمْرِكَ مَا قُضِيَ عَلَيْهِمْ‏ «6»، و أَنْ‏ «7» لَيْسُوا بِمَأْمُونِينَ فِي دُنْيَاهُمْ و آخِرَتِهِمْ؛ و إِنْ تَكُنِ الْأُخْرى‏، عَلِمْتُ أَنَّكَ و هُمْ شَرَعٌ‏ «8» سَوَاءٌ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: سَلْنِي عَمَّا «9» بَدَا لَكَ.

قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الرَّجُلِ إِذَا نَامَ أَيْنَ تَذْهَبُ‏ «10» رُوحُهُ؟ و عَنِ الرَّجُلِ كَيْفَ يَذْكُرُ وَ يَنْسى‏؟ و عَنِ الرَّجُلِ كَيْفَ يُشْبِهُ و لَدُهُ الْأَعْمَامَ و الْأَخْوَالَ؟

فَالْتَفَتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْحَسَنِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَجِبْهُ».

______________________________

 (1). و رد الخبر في عيون الأخبار، ج 1، ص 65، ح 35، بسنده عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن‏أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام. و الظاهر إمّا زيادة «الباقر» في عنوان الإمام عليه السلام أو كونه محرّفاً من «الثاني»؛ فإن أبا هاشم الجعفري من أصحاب أبي جعفر محمّد بن علي الجواد عليه السلام. راجع: رجال البرقي، ص 56؛ رجال الطوسي، ص 375، الرقم 5553؛ الفهرست للطوسي، ص 181، الرقم 277.

 (2). في العيون و كمال الدين:+/ «ذات يوم».

 (3). في «ج، ف» و حاشية «بر» و الوافي: «متّكٍ». أصله متّكئ، قلبت الهمزة ياءً فحذفت. و في كمال الدين‏والعيون: «و سلمان الفارسي رضى الله عنه و أمير المؤمنين عليه السلام متّكئ» بدل «و هو متّكئ».

 (4). في العيون و الغيبة:-/ «فجلس».

 (5). في العيون و الغيبة: «قد ركبوا».

 (6). في مرآة العقول: «ما قضي عليهم، على بناء المجهول، أي حكم عليهم بالبطلان، أو بأنّهم أصحاب النار بسببهم. أو على بناء المعلوم، و الضمير للموصول توسّعاً».

 (7). في العيون و كمال الدين و العلل: «ما أقضي عليهم أنّهم».

 (8). «شرع»: أي متساوون لا فضلَ لأحد فيه على الآخر. و هو مصدر بفتح الراء و سكونها يستوي فيه الواحدوالاثنان و الجمع و المذكّر و المؤنّث. النهاية، ج 2، ص 461 (شرع).

 (9). في «بر»: «ما».

 (10). في «ف، بف» و الوافي: «يذهب».

678
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

قَالَ‏ «1»: «فَأَجَابَهُ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَشْهَدُ أَنْ لَاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ، و لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا، و أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، و لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِذلِكَ، و أَشْهَدُ أَنَّكَ و صِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ- و أَشَارَ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا، و أَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِيُّهُ و الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ‏ «2»- و أَشَارَ إِلَى الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ- و أَشْهَدُ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ و صِيُ‏ «3» أَخِيهِ‏ «4» و الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ بَعْدَهُ‏ «5»، و أَشْهَدُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ الْحُسَيْنِ بَعْدَهُ، و أَشْهَدُ عَلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، و أَشْهَدُ عَلى‏ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِأَنَّهُ‏ «6» الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ «7»، و أَشْهَدُ عَلى‏ مُوسى‏ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، و أَشْهَدُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ مُوسى‏ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، و أَشْهَدُ عَلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ مُوسى‏، و أَشْهَدُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بِأَنَّهُ‏ «8» الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، و أَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِأَنَّهُ‏ «9» الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَ أَشْهَدُ عَلى‏ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ‏ «10» لَايُكَنّى‏ و لَايُسَمّى‏ حَتّى‏ يَظْهَرَ أَمْرُهُ، فَيَمْلَأَهَا «11» عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ‏ «12» جَوْراً، و السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ و رَحْمَةُ اللَّهِ و بَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ قَامَ فَمَضى‏ «13»، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ‏ «14»: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، اتْبَعْهُ، فَانْظُرْ أَيْنَ يَقْصِدُ،

______________________________

 (1). في الغيبة:-/ «قال».

 (2). في العيون:+/ «بعدك».

 (3). في «بح، بس»:+/ «أبيه و».

 (4). في «ف، بف» و حاشية «ج» و العلل و الغيبة: «أبيه». و في العيون و كمال الدين: «أبيك».

 (5). في «ف، بر، بس، بف» و العلل و العيون و كمال الدين و الغيبة: «بعدك».

 (6). في «ب» و العلل و العيون و كمال الدين و الغيبة: «أنّه».

 (7). في «ج» و الوافي و العلل و العيون و كمال الدين و الغيبة:+/ «بن عليّ». و في «ف»:+/ «بعده».

 (8). في «ب» و العلل و العيون و كمال الدين: «أنّه».

 (9). في «بر» و العلل و العيون و كمال الدين: «أنّه».

 (10). في العلل: «الحسين». و في العيون و كمال الدين:+/ «بن عليّ».

 (11). في «بس»:+/ «قسطاً و». و في كمال الدين: «فيملأ الأرض».

 (12). في الغيبة:+/ «ظلماً و».

 (13). في العيون: «و مضى».

 (14). في العلل:+/ «للحسن عليه السلام».

679
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

فَخَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «1»: مَا كَانَ إِلَّا أَنْ و ضَعَ رِجْلَهُ خَارِجاً مِنَ الْمَسْجِدِ، فَمَا دَرَيْتُ أَيْنَ أَخَذَ مِنْ أَرْضِ اللَّهِ، فَرَجَعْتُ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَعْلَمْتُهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَ تَعْرِفُهُ؟ قُلْتُ‏ «2»: اللَّهُ و رَسُولُهُ و أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ.

قَالَ‏ «3»: هُوَ الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلَامُ». «4»

1389/ 2. و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ‏ مِثْلَهُ سَوَاءً.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏: فَقُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ «5»، و دِدْتُ أَنَّ هذَا الْخَبَرَ جَاءَ مِنْ غَيْرِ جِهَةِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ‏ «6»، قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ حَدَّثَنِي قَبْلَ الْحَيْرَةِ «7» بِعَشْرِ سِنِينَ. «8»

1390/ 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِيفٍ؛

______________________________

 (1). في الغيبة:+/ «له».

 (2). في «ب» و العيون و كمال الدين و الغيبة: «فقلت».

 (3). في «بر» و العلل و العيون و كمال الدين و الغيبة: «فقال».

 (4). الغيبة للطوسي، ص 154، ح 114 بسنده عن الكليني. و في الغيبة للنعماني، ص 58، ح 2؛ و علل الشرائع، ص 96، ح 6؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 65، ح 35؛ و كمال الدين، ص 313، ح 1، بسندها عن أحمد بن محمّد البرقي، مع زيادة. و في تفسير القمّي، ج 2، ص 249، بسنده عن داود بن القاسم الجعفري، إلى قوله: «فأجابه الحسن عليه السلام»؛ و فيه، ص 44، مضمراً، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 299، ح 756.

 (5). في «ف»:-/ «يا أبا جعفر».

 (6). في مرآة العقول: «و فيه ذمّ لأحمد بن محمّد بن خالد البرقي، و كان من أفاخم المحدّثين و ثقاتهم، و له‏تصانيف كثيرة مشهورة لم يبق منها إلّا كتاب المحاسن». و للمزيد راجع مقدمة محاسن البرقي المطبوع بعناية السيّد جلال الدين المحدث رحمه الله.

 (7). قال العلّامة الشعراني: «الأظهر أنّ المراد بها [الحيرة] الغيبة، و مقصود الراوي دفع القدح فيه بأنّ احمد بن أبي عبداللَّه و إن كان ضعيفاً، لكنّ الخبر متضمّن للخبر عن الغيب؛ إذ أخبر بالغيبة قبل عشر سنين من و قوعها». راجع: حاشية السيّد بدرالدين، من 280؛ شرح المازندراني، ج 7، ص 360؛ مرآة العقول، ج 6، ص 208.

 (8). الوافي، ج 2، ص 300، ح 757.

680
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

وَ «1» عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ أَبِي لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَمَتى‏ يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ أَخْلُوَ بِكَ فَأَسْأَلَكَ عَنْهَا؟ فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ: أَيَّ الْأَوْقَاتِ أَحْبَبْتَهُ، فَخَلَا بِهِ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ، فَقَالَ لَهُ: يَا جَابِرُ، أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي يَدِ أُمِّي فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و مَا أَخْبَرَتْكَ بِهِ أُمِّي أَنَّهُ فِي ذلِكَ اللَّوْحِ مَكْتُوبٌ.

فَقَالَ جَابِرٌ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ‏ «2» إِنِّي دَخَلْتُ عَلى‏ أُمِّكَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَهَنَّيْتُهَا بِوِلَادَةِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و رَأَيْتُ‏ «3» فِي يَدَيْهَا لَوْحاً أَخْضَرَ ظَنَنْتُ‏ «4» أَنَّهُ مِنْ زُمُرُّدٍ، وَ رَأَيْتُ فِيهِ كِتَاباً أَبْيَضَ شِبْهَ‏ «5» لَوْنِ الشَّمْسِ‏ «6»، فَقُلْتُ لَهَا: بِأَبِي‏ «7» و أُمِّي‏ «8» يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا هذَا اللَّوْحُ؟ فَقَالَتْ: هذَا لَوْحٌ‏ «9» أَهْدَاهُ اللَّهُ إِلى‏ رَسُولِهِ‏ «10» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فِيهِ اسْمُ‏

______________________________

 (1). في السند تحويل. و يروي عن بكر بن صالح، الحسن بن ظريف و صالح بن أبي حمّاد؛ فقد و رد الخبر في‏كمال الدّين، ص 308، ح 1، و الغيبة للطوسي، ص 143، ح 108، عن صالح بن أبي حمّاد [الرازي‏] و الحسن بن ظريف عن بكر بن صالح.

 (2). في مرآة العقول: «أشهد باللَّه، أي اقسم به. و قيل: أشهد، جملة خبريّة، أي أقول ما أقول بعد هذا عن علم‏ويقين و الباء للقسم، و إنّي بكسر الهمزة، و الجملة جواب القسم، و مجموع الجواب و القسم استيناف لبيان أشهد».

 (3). في الاختصاص و العيون و كمال الدين و الوافي: «فرأيت».

 (4). في «ف»: «حتّى ظننت».

 (5). في «ف»: «شبيه».

 (6). في الوافي: «لوحاً أخضر، كأنّه كان من عالم الملكوت البرزخي، و خضرته كناية عن توسّطه بين بياض نور عالم الجبروت و سواد ظلمة عالم الشهادة. و إنّما كانت مكتوبه أبيض لأنّه كان من العالم الأعلى النوري المحض».

 (7). في «ف» و الاختصاص و العيون و كمال الدين و الغيبة للنعماني:+/ «أنت».

 (8). في «ض، بر، بف» و حاشية «ب، ج» و الوافي:+/ «أنت».

 (9). في «بف» و حاشية «بح» و العيون و كمال الدين و الغيبة للطوسي: «اللوح».

 (10). في «ف، بح»: «رسول اللَّه».

681
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

أَبِي و اسْمُ بَعْلِي و اسْمُ ابْنَيَّ و اسْمُ‏ «1» الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي، و أَعْطَانِيهِ‏ «2» أَبِي لِيُبَشِّرَنِي‏ «3» بِذلِكَ.

قَالَ جَابِرٌ «4»: فَأَعْطَتْنِيهِ‏ «5» أُمُّكَ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَقَرَأْتُهُ، و اسْتَنْسَخْتُهُ‏ «6». فَقَالَ‏ «7» أَبِي:

فَهَلْ‏ «8» لَكَ يَا جَابِرُ أَنْ تَعْرِضَهُ عَلَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمَشى‏ مَعَهُ أَبِي‏ «9» إِلى‏ مَنْزِلِ جَابِرٍ، فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً مِنْ رَقٍ‏ «10»، فَقَالَ‏ «11»: يَا جَابِرُ، انْظُرْ فِي كِتَابِكَ لِأَقْرَأَ «12» عَلَيْكَ، فَنَظَرَ جَابِرٌ فِي نُسْخَتِهِ، فَقَرَأَهُ أَبِي، فَمَا خَالَفَ‏ «13» حَرْفٌ حَرْفاً، فَقَالَ جَابِرٌ: فَأَشْهَدُ «14» بِاللَّهِ إِنِّي هكَذَا رَأَيْتُهُ فِي اللَّوْحِ مَكْتُوباً:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، هذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ و نُورِهِ وَ سَفِيرِهِ و حِجَابِهِ و دَلِيلِهِ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، عَظِّمْ يَا مُحَمَّدُ أَسْمَائِي، و اشْكُرْ نَعْمَائِي، و لَاتَجْحَدْ آلَائِي، إِنِّي أَنَا اللَّهُ، لَاإِلهَ إِلَّا أَنَا،

______________________________

 (1). في العيون و كمال الدين و الاختصاص و الغيبة للطوسي: «أسماء».

 (2). في العيون و كمال الدين و الاختصاص و الغيبة للطوسي: «فأعطانيه».

 (3). في «بر، بس» و مرآة العقول و الاختصاص و العيون و كمال الدين و الغيبة للطوسي: «ليسرّني».

 (4). في «ف»:-/ «جابر».

 (5). في «ف»: «فأعطته». و في الغيبة للنعماني: «فدفعته إليّ» بدل «فأعطتنيه».

 (6). في حاشية «ف»: «و استحسنته».

 (7). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي و الاختصاص و العيون. و في المطبوع:+/ «له».

 (8). في «ف»: «هل» بدون الفاء.

 (9). في العيون و كمال الدين و الغيبة للطوسي:+/ «حتّى انتهى». و في الاختصاص:+/ «حتّى أتى».

 (10). «الرَّقّ» بالفتح: الجِلد يكتب فيه. و الكسر لغة قليلة فيه. المصباح المنير، ص 235 (رقق).

 (11). في «ف»:+/ «أبي».

 (12). هكذا في النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع:+/ «أنا».

 (13). في كمال الدين: «فواللَّه ما خالف».

 (14). في «ض، بر، بف» و الوافي و الاختصاص و كمال الدين: «أشهد» بدون الفاء.

682
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ، و مُدِيلُ‏ «1» الْمَظْلُومِينَ، و دَيَّانُ‏ «2» الدِّينِ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ، لَاإِلهَ إِلَّا أَنَا، فَمَنْ رَجَا غَيْرَ فَضْلِي أَوْ خَافَ غَيْرَ عَدْلِي‏ «3»، عَذَّبْتُهُ عَذَاباً لَاأُعَذِّبُهُ‏ «4» أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ، فَإِيَّايَ فَاعْبُدْ، و عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ، إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيّاً فَأُكْمِلَتْ‏ «5» أَيَّامُهُ و انْقَضَتْ مُدَّتُهُ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَصِيّاً، و إِنِّي فَضَّلْتُكَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ، و فَضَّلْتُ و صِيَّكَ‏ «6» عَلَى الْأَوْصِيَاءِ، و أَكْرَمْتُكَ بِشِبْلَيْكَ‏ «7» و سِبْطَيْكَ: حَسَنٍ و حُسَيْنٍ، فَجَعَلْتُ حَسَناً مَعْدِنَ عِلْمِي بَعْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِيهِ، و جَعَلْتُ حُسَيْناً خَازِنَ‏ «8» و حْيِي‏ «9»، و أَكْرَمْتُهُ بِالشَّهَادَةِ، و خَتَمْتُ لَهُ بِالسَّعَادَةِ، فَهُوَ أَفْضَلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ «10»، و أَرْفَعُ الشُّهَدَاءِ دَرَجَةً «11»، جَعَلْتُ‏ «12» كَلِمَتِيَ التَّامَّةَ مَعَهُ‏ «13» و حُجَّتِيَ الْبَالِغَةَ «14» عِنْدَهُ؛ بِعِتْرَتِهِ‏ «15» أُثِيبُ و أُعَاقِبُ:

أَوَّلُهُمْ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ و زَيْنُ أَوْلِيَائِيَ‏ «16» الْمَاضِينَ، و ابْنُهُ شِبْهُ‏ «17» جَدِّهِ الْمَحْمُودِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ «18» عِلْمِي‏ «19» و الْمَعْدِنُ‏

______________________________

 (1). في العيون: «مذلّ الظالمين» بدل «مديل المظلومين». يقال: اديل لنا على أعدائنا، أي نُصِرنا عليهم و كانت‏الدولة لنا. و الدَولة: الانتقال من حال الشدّة إلى الرخاء. راجع: النهاية، ج 2، ص 141 (دول).

 (2). في الغيبة للنعماني و كمال الدين و الاختصاص:+/ «يوم».

 (3). في العيون: «عذابي».

 (4). في «ف»: «لا اعذّب عذابه».

 (5). في مرآة العقول: «فاكملت، على بناء المجهول، و يحتمل المعلوم على صيغة التكلّم».

 (6). في الغيبة للطوسي:+/ «عليّاً».

 (7). في «بف» و حاشية «ج»: «بسليلك». و في حاشية «ب، ض»: «بسليليك».

 (8). في الغيبة للنعماني: «معدن».

 (9). في الغيبة للطوسي: «علمي».

 (10). في الغيبة للنعماني:+/ «فيّ».

 (11). في الغيبة للنعماني و الاختصاص:+/ «عندي».

 (12). في «بر»: «فجعلت».

 (13). في شرح المازندراني:-/ «معه».

 (14). في الوافي:+/ «إليك».

 (15). في «بس»: «بعزّته».

 (16). في «ض، بح، بس» و الغيبة للطوسي: «أولياء». ف «الماضين» مضاف إليه.

 (17). في «ض» و حاشية «ج» و العيون و الغيبة للطوسي: «شبيه». و في كمال الدين و الغيبة للنعماني: «سمّي».

 (18). في الغيبة للطوسي:+/ «باقر».

 (19). في الغيبة للنعماني و العيون و كمال الدين و الاختصاص: «لعلمي». و في شرح المازندراني، ج 7، ص 363: «علمي، إمّا بكسر العين على أنّه مفعول الباقر ... أو بفتح العين و اللام على أنّه خبر لقوله: و ابنه. و على الأوّل خبره: شبه جدّه، أو محمّد. أو ابنه خبر تقديره: و ثانيهم ابنه».

683
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

لِحِكْمَتِي‏ «1»، سَيَهْلِكُ الْمُرْتَابُونَ فِي جَعْفَرٍ، الرَّادُّ عَلَيْهِ كَالرَّادِّ عَلَيَّ، حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوى‏ جَعْفَرٍ، و لَأَسُرَّنَّهُ فِي أَشْيَاعِهِ و أَنْصَارِهِ و أَوْلِيَائِهِ، أُتِيحَتْ‏ «2» بَعْدَهُ بِمُوسى‏ «3» فِتْنَةٌ «4» عَمْيَاءُ حِنْدِسٌ‏ «5»؛ لِأَنَ‏ «6» خَيْطَ فَرْضِي‏ «7» لَايَنْقَطِعُ، و حُجَّتِي لَاتَخْفى‏، و أَنَّ أَوْلِيَائِي يُسْقَوْنَ‏ «8» بِالْكَأْسِ الْأَوْفى‏ «9»، مَنْ جَحَدَ «10» و احِداً مِنْهُمْ فَقَدْ جَحَدَ نِعْمَتِي؛ و مَنْ غَيَّرَ آيَةً مِنْ كِتَابِي فَقَدِ افْتَرى‏ عَلَيَّ؛ و يْلٌ‏ «11» لِلْمُفْتَرِينَ الْجَاحِدِينَ- عِنْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ

______________________________

 (1). في العيون: «لحكمي».

 (2). «اتيحت»، أي قدّرت له و انزلت به، يقال: تاح له الشي‏ء، و اتيح له الشي‏ء، أي قدّر له و أتاح اللَّه له الشي‏ء، أي‏قدّره له و أنزله به. راجع: الصحاح، ج 1، ص 357؛ النهاية، ج 1، ص 202 (تيح). في «ب» و حاشية «ج» و مرآة العقول: «ابيحت». بمعنى اظهرت أو احلّت. و في حاشية «ج» أيضاً: «انتجبت». و في «ف» و الوافي: «انتجب». و في «بس»: «انيخت» من الإناخة بمعنى الإسقاط. و نقل المازندراني و المجلسي عن بعض النسخ: «انبحت» من النباح و هو صياح الكلب. و في الغيبة للطوسي: «انتج».

 (3). هكذا في «ب، ج، بح». و في سائر النسخ و المطبوع: «موسى».

 (4). في الغيبة للنعماني: «اتيحت بعده فتنة». و في الغيبة للطوسي: «انتج بعده فتنة». و في العيون: «انتجبت بعده موسى و انتحبت بعده فتنة». و في الاختصاص: «انتجبت بعده موسى و اتيحت فتنة». و في كمال الدين: «و انتحبّت بعد موسى فتنة» كلّها بدل «اتيحت بعده موسى فتنة». و «فتنة» منصوبة على الظرفيّة بتقدير «في» عند الفيض على ما قرأ الفعل: «انتجب» معلوماً، و منصوبة عنده أيضاً على المصدر إن قرئ الفعل «اتيحت».

 (5). «الحِنْدِس»: الليل المظلم، و الظُلمة. و جمعه: حناديس. القاموس المحيط، ج 2، ص 209 (حندس). و المراد شديدة.

 (6). في مرآة العقول: «و الأظهر: إلّاأنّ ... بتشديد إلّاأو تخفيفه».

 (7). في الوافي: «الفرض: الحجّة أو الإتيان بها. و الكلام استعارة».

 (8). في مرآة العقول: «و أنّ أوليائي، أي الأئمّة عليهم السلام أو شيعتهم. يسقون، على المعلوم أو المجهول، و على الثاني‏المجهول أظهر».

 (9). في العيون و الغيبة للطوسي: «لا يشقون». و في كمال الدين: «لا يشقون أبداً» كلاهما بدل «يُسقون بالكأس الأوفى».

 (10). في الغيبة للنعماني و العيون كمال الدين و الاختصاص و الغيبة للطوسي: «ألا و من جحد».

 (11). في العيون و كمال الدين و الاختصاص و الغيبة للطوسي: «و ويل».

684
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

مُوسى‏ عَبْدِي و حَبِيبِي و خِيَرَتِي- فِي عَلِيٍ‏ «1» و لِيِّي و نَاصِرِي‏ «2»، و مَنْ أَضَعُ عَلَيْهِ أَعْبَاءَ النُّبُوَّةِ، و أَمْتَحِنُهُ‏ «3» بِالِاضْطِلَاعِ بِهَا «4»، يَقْتُلُهُ عِفْرِيتٌ مُسْتَكْبِرٌ، يُدْفَنُ فِي الْمَدِينَةِ- الَّتِي بَنَاهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ‏ «5»- إِلى‏ جَنْبِ شَرِّ خَلْقِي، حَقَ‏ «6» الْقَوْلُ مِنِّي لَأَسُرَّنَّهُ‏ «7» بِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ و خَلِيفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ و و ارِثِ عِلْمِهِ، فَهُوَ مَعْدِنُ عِلْمِي و مَوْضِعُ سِرِّي و حُجَّتِي عَلى‏ خَلْقِي، لَايُؤْمِنُ عَبْدٌ بِهِ إِلَّا «8» جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ، و شَفَّعْتُهُ فِي سَبْعِينَ‏ «9» مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ، و أَخْتِمُ بِالسَّعَادَةِ لِابْنِهِ عَلِيٍّ و لِيِّي و نَاصِرِي، و الشَّاهِدِ فِي خَلْقِي، و أَمِينِي عَلى‏ و حْيِي، أُخْرِجُ مِنْهُ الدَّاعِيَ إِلى‏ سَبِيلِي و الْخَازِنَ لِعِلْمِيَ الْحَسَنَ‏ «10»،

______________________________

 (1). قال في المرآة: «قوله: في عليّ، هو في محلّ مفعول الجاحدين، أي الجاحدين النصّ في عليّ». و في‏الوافي:-/ «في».

 (2). في الغيبة للنعماني: «إنّ المكذِّب به كالمكذِّب بكلّ أوليائي، و هو و ليّي و ناصري»؛ و في العيون و كمال الدين و الغيبة للطوسي: «إنّ المكذّب بالثامن مكذّب بكلّ أوليائي، و عليّ و ليّي و ناصري»؛ و في الاختصاص: «فإنّ المكذّب لأحدهم المكذّب لكلّ أوليائي، و عليّ و ليّي و ناصري» كلّها بدل «في عليّ و ليّي و ناصري».

 (3). في حاشية «ج»: «امتحنته». و في العيون: «أمنحه». و في الغيبة للطوسي: «أمتعه».

 (4). في الغيبة للنعماني:+/ «و بعده خليفتي عليّ بن موسى الرضا عليه السلام».

 (5). المراد بالعبد الصالح ذوالقرنين، فإنّ بناء طوس ينسب إليه. و شرّ الخلق كناية عن هارون الرشيد، فإنّه مدفون‏هناك. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 365؛ الوافي، ج 2، ص 299.

 (6). في «ج»: «و حقّ».

 (7). في الغيبة للنعماني و كمال الدين و الاختصاص: «لأقرّنّ عينه». و في العيون و الغيبة للطوسي: «لأقرنّ عينيه».

 (8). في الغيبة للنعماني و العيون و كمال الدين و الاختصاص و الغيبة للطوسي:-/ «لا يؤمن به عبد إلّا».

 (9). في الاختصاص و الغيبة للطوسي و للنعماني:+/ «ألف».

 (10). في «بس»:-/ «الحسن».

685
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

وَ «1» أُكَمِّلُ‏ «2» ذلِكَ بِابْنِهِ (م‏ح‏م‏د) «3» رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، عَلَيْهِ كَمَالُ مُوسى‏، وَ بَهَاءُ عِيسى‏، و صَبْرُ أَيُّوبَ، فَيُذَلُ‏ «4» أَوْلِيَائِي فِي زَمَانِهِ، و تُتَهَادى‏ رُؤُوسُهُمْ كَمَا تُتَهَادى‏ رُؤُوسُ التُّرْكِ و الدَّيْلَمِ، فَيُقْتَلُونَ و يُحْرَقُونَ و يَكُونُونَ خَائِفِينَ مَرْعُوبِينَ و جِلِينَ‏ «5»، تُصْبَغُ‏ «6» الْأَرْضُ بِدِمَائِهِمْ، و يَفْشُو الْوَيْلُ و الرَّنَّةُ «7» فِي نِسَائِهِمْ، أُولئِكَ أَوْلِيَائِي حَقّاً، بِهِمْ أَدْفَعُ كُلَّ فِتْنَةٍ عَمْيَاءَ حِنْدِسٍ، و بِهِمْ أَكْشِفُ الزَّلَازِلَ، و أَدْفَعُ‏ «8» الْآصَارَ «9» و الْأَغْلَالَ‏ «10» «أُولئِكَ عَلَيْهِمْ‏ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ‏ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» «11»».

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ سَالِمٍ: قَالَ أَبُو بَصِيرٍ: لَوْ «12» لَمْ تَسْمَعْ فِي دَهْرِكَ إِلَّا هذَا الْحَدِيثَ لَكَفَاكَ، فَصُنْهُ‏ «13» إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ. «14»

______________________________

 (1). في الغيبة للنعماني و العيون و كمال الدين و الاختصاص و الغيبة للطوسي: «ثمّ».

 (2). يجوز على بناء الإفعال و التفعيل، و النسخ أيضاً مختلفة.

 (3). في «ف»: «محمّد». و في الاختصاص و العيون و كمال الدين و الغيبة للطوسي و النعماني:-/ «م‏ح‏م‏د».

 (4). في «ب، ف»: «تذلّ». و في «بر، بف» و الوافي: «فتذلّ». و في الغيبة للنعماني: «تستذلّ». و في كمال الدين: «ستذلّ». و في الاختصاص و الغيبة للطوسي: «سيذلّ».

 (5). «الوَجْل»: الفزع، و قد و جل يوجل و يَيْجُل، فهو و جِلٌ. النهاية، ج 5، ص 157 (وجل).

 (6). في «ض، ف»: «تصبّغ» بالتثقيل.

 (7). في العيون و كمال الدين: «الرنين». و «الرَّنَّة»: الصيحة. المصباح المنير، ص 241 (رنن).

 (8). في العيون و كمال الدين و الغيبة للطوسي و النعماني: «و أرفع».

 (9). في الاختصاص و الغيبة للطوسي: «الإصار». و «الأصر»: عقد الشي‏ء و حَبسه بقهره. يقال: أصرته فهو مأصور. قال اللَّه تعالى: «وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ» [الأعراف (7): 157] أي الامور التى تثبِّطهم و تقيّدهم عن الخيرات و عن الوصول إلى الثواب. المفردات للراغب، ص 78 (أصر).

 (10). في «بر»: «الأصلال و الأعلال» بالمهملتين. و «الأصلال»: جمع الصِّلّ: الداهية. و «الأعلال»: جمع العلّة: المرض.

 (11). البقرة (2): 157.

 (12). في «بر»: «و لو».

 (13). في شرح المازندراني: «و في بعض النسخ: فضنّه، بالضاد المعجمة و تشديد النون، أمر من الضنّ، و هو البخل من إفشاء الشي‏ء».

 (14). الغيبة للنعماني، ص 62، ح 5، بسنده عن بكر بن صالح. و في عيون الأخبار، ج 1، ص 41، ح 2؛ و كمال الدين، ص 308، ح 1، بسنده عن عبد اللَّه بن جعفر الحميري، عن أبي الخير [كمال الدين: أبي الحسن‏] صالح بن حمّاد و الحسن بن ظريف، عن بكر بن صالح، و بطريق آخر أيضاً عن بكر بن صالح؛ الاختصاص، ص 210، بسنده عن عبد اللَّه بن جعفر الحميري، عن الحسن بن ظريف بن ناصح، عن بكر بن صالح؛ الغيبة للطوسي، ص 143، ح 108، بسنده عن عبد اللَّه بن جعفر الحميري، عن أبي الخير صالح بن أبي حمّاد الرازي و الحسن بن ظريف، جميعاً، عن بكر بن صالح. و في الأمالي للطوسي، ص 291، المجلس 11، ح 13، بسند آخر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 296، ح 755.

686
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

1391/ 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ؛ وَ «1» مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ؛ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ‏ «2»، قَالَ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ «3» يَقُولُ: كُنَّا «4» عِنْدَ مُعَاوِيَةَ أَنَا و الْحَسَنُ و الْحُسَيْنُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ و عُمَرُ ابْنُ أُمِّ سَلَمَةَ «5» و أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَجَرى‏ بَيْنِي و بَيْنَ مُعَاوِيَةَ كَلَامٌ، فَقُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ: «أَنَا أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ أَخِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَإِذَا اسْتُشْهِدَ عَلِيٌ‏ «6» فَالْحَسَنُ‏ «7» بْنُ عَلِيٍ‏ «8» أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ مِنْ بَعْدِهِ‏ «9» أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَإِذَا اسْتُشْهِدَ «10» فَابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ‏ «11» أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏

______________________________

 (1). في السند تحويل. و يروي المصنّف عن سليم بن قيس بثلاثة طرق؛

الأوّل: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبان بن أبي عيّاش. الثاني: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن عُمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عيّاش. الثالث: عليّ بن محمّد، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن عُمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عيّاش.

 (2). في العيون و الخصال و كمال الدين و الغيبة للنعماني:+/ «الهلالي».

 (3). في «ج»:+/ «قال».

 (4). في «ف»: «كان».

 (5). في حاشية «بح»: «أسلم». و في العيون و الخصال و كمال الدين: «أبي سلمة».

 (6). في «بس»:-/ «عليّ».

 (7). في «ب»: «فابني الحسن» بدل «فالحسن».

 (8). في الغيبة للطوسي:-/ «بن عليّ».

 (9). في الغيبة للطوسي: «فإذا مضى الحسن الحسين» بدل «ثمّ ابني الحسين من بعده».

 (10). في «ف»: «استشهدا».

 (11). في الخصال:+/ «الأكبر».

687
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

- و سَتُدْرِكُهُ يَا عَلِيُ‏ «1»- ثُمَّ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ- و سَتُدْرِكُهُ يَا حُسَيْنُ‏ «2»- ثُمَّ يُكَمِّلُهُ‏ «3» اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً تِسْعَةً «4» مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ».

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: و «5» اسْتَشْهَدْتُ‏ «6» الْحَسَنَ و الْحُسَيْنَ و عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَ عُمَرَ ابْنَ أُمِّ سَلَمَةَ «7» و أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَشَهِدُوا لِي عِنْدَ مُعَاوِيَةَ «8».

قَالَ سُلَيْمٌ: و قَدْ سَمِعْتُ ذلِكَ مِنْ سَلْمَانَ‏ «9» و أَبِي ذَرٍّ و الْمِقْدَادِ «10»، و ذَكَرُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوا ذلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ. «11»

1392/ 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ‏

______________________________

 (1). في شرح المازندراني: «كانت له عند و فاة عليّ عليه السلام سنتان». و في الخصال:-/ «و ستدركه يا عليّ».

 (2). في شرح المازندراني: «كانت له عند قتل الحسين عليه السلام ستّ سنين».

 (3). في «ج»: «فتكمّله». و في «ف»: «فتكلّمه». و في حاشية «ج»: «ثمّ تكلّمه». و في «ب، بس، بف» و مرآة العقول و كمال الدين: «ثمّ تكملة». قال في المرآة: «و قوله: ثمّ تكملة، كلام عبد اللَّه بن جعفر، و التكملة: التتمّة، أي ثمّ ذكرت عند معاوية تتمّتهم تفصيلًا. أو من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، أي ثمّ تكملتهم أولى بالمؤمنين من أنفسهم. و الأوّل أظهر. و في بعض النسخ بالياء على صيغة المضارع، أي ثمّ يكمّل الرسول صلى الله عليه و آله اثني عشر يسمّيهم». و في المطبوع و العيون و الخصال و الغيبة للنعماني: «ثمّ تكمله».

 (4). في «ف»:-/ «تسعة».

 (5). في الغيبة للطوسي:-/ «و».

 (6). في الغيبة للنعماني: «فاستشهدت».

 (7). في «بس» و حاشية «بح»: «امّ أسلم». و في العيون و الخصال و كمال الدين: «أبي سلمة».

 (8). في الغيبة للنعماني:-/ «لي عند معاوية».

 (9). في الغيبة للنعماني:+/ «الفارسي».

 (10). في العيون:+/ «و اسامة». و في كمال الدين:+/ «و اسامة بن زيد». و في الغيبة للنعماني: «المقداد و أبي ذرّ».

 (11). كتاب سليم بن قيس، ص 834، ح 42، عن أبان، عن سليم، مع اختلاف يسير و زيادة. الغيبة للنعماني، ص 95، ح 27، عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس الهلالي؛ الغيبة للطوسي، ص 137، ح 101، بسنده عن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير ...، و أيضاً بطريق آخر عن محمّد بن أبي عمير. الخصال، ص 477، أبواب الإثني عشر، ح 41، بسنده عن حمّاد بن عيسى ... و أيضاً بطريق آخر عن أحمد بن محمّد بن عيسى. و في عيون الأخبار، ج 1، ص 47، ح 8؛ و كمال الدين، ص 270، ح 15، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير الوافي، ج 2، ص 302، ح 758.

688
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

الْقَاسِمِ، عَنْ حَيَّانَ السَّرَّاجِ‏ «1»، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْكِسَائِيِ‏ «2»، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ:

شَهِدْتُ جِنَازَةَ أَبِي بَكْرٍ يَوْمَ مَاتَ، و شَهِدْتُ عُمَرَ حِينَ بُويِعَ و عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَالِسٌ نَاحِيَةً، فَأَقْبَلَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ جَمِيلُ الْوَجْهِ‏ «3»، بَهِيٌ‏ «4»، عَلَيْهِ ثِيَابٌ حِسَانٌ و هُوَ مِنْ وُلْدِ هَارُونَ حَتّى‏ قَامَ عَلى‏ رَأْسِ عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْتَ أَعْلَمُ هذِهِ الْأُمَّةِ بِكِتَابِهِمْ وَ أَمْرِ نَبِيِّهِمْ؟ قَالَ: فَطَأْطَأَ عُمَرُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي، و أَعَادَ عَلَيْهِ الْقَوْلَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لِمَ ذَاكَ‏ «5»؟ قَالَ‏ «6»: إِنِّي جِئْتُكَ مُرْتَاداً «7» لِنَفْسِي، شَاكّاً فِي دِينِي، فَقَالَ: دُونَكَ هذَا الشَّابَّ، قَالَ: و مَنْ هذَا الشَّابُّ؟ قَالَ: هذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، وَ هذَا «8» أَبُو الْحَسَنِ و الْحُسَيْنِ ابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ، و هذَا زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ.

فَأَقْبَلَ الْيَهُودِيُّ عَلى‏ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: أَ كَذَاكَ‏ «9» أَنْتَ؟ قَالَ: «نَعَمْ».

قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ثَلَاثٍ و ثَلَاثٍ و و احِدَةٍ، قَالَ: فَتَبَسَّمَ‏

______________________________

 (1). هكذا في «بف، جر» و الوافي. و في «ب»: «حنان ابن السرّاج». و في «ج، ض، بح، بر» و المطبوع: «حنان بن السرّاج». و في «ف»: «حسّان بن السرّاج». و في «بس»: «حنان بن سدير السرّاج».

و الصواب ما أثبتناه، فإنّ حيّان السرّاج هو المذكور في كتب الرجال. راجع: رجال الكشّي، ص 314، الرقمين 568 و 569؛ و ص 315، الرقم 570؛ و ص 459، الرقم 871؛ رجال ابن داود، ص 451، الرقم 164؛ خلاصة الأقوال، ص 219، الرقم 5.

 (2). في «بس»: «الكناسي». و في كمال الدين: «الغسّاني».

 (3). في «ج، ض، ف، بح، بس»:-/ «الوجه».

 (4). في كمال الدين:-/ «جميل الوجه بهيّ». و «البهاء»: الحُسْن و الجمال. يقال: بها يبهو، إذا جَمُلَ فهو بهيٌّ فعيل بمعنى فاعل. و يكون البهاء حُسن الهيئة. المصباح المنير، ص 65 (بهو).

 (5). في «ف»: «ثمّ ذاك». و في «بر»:-/ «لم». و في الوافي: «لم ذاك، أي لم تسألني عن هذا».

 (6). في كمال الدين: «ما شأنك فقال» بدل «لم ذاك قال».

 (7). ارتاد الرجل الشي‏ء: طلبه. أي طالباً لنفسي ما فيه صلاحها من أمر الدين. راجع: المصباح المنير، ص 245 (رود).

 (8). في كمال الدين: «هو».

 (9). في «بر» و حاشية «ج» و الوافي و كمال الدين و البحار: «أ كذلك».

689
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ غَيْرِ تَبَسُّمٍ‏ «1»، و قَالَ‏ «2»: «يَا هَارُونِيُّ، مَا مَنَعَكَ أَنْ‏ «3» تَقُولَ سَبْعاً؟» قَالَ‏ «4»: أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ، فَإِنْ أَجَبْتَنِي سَأَلْتُ‏ «5» عَمَّا بَعْدَهُنَّ، و إِنْ لَمْ تَعْلَمْهُنَّ عَلِمْتُ أَنَّهُ‏ «6» لَيْسَ فِيكُمْ عَالِمٌ‏ «7».

قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْإِلهِ الَّذِي تَعْبُدُهُ‏ «8»؛ لَئِنْ أَنَا «9» أَجَبْتُكَ فِي كُلِّ مَا تُرِيدُ لَتَدَعَنَّ دِينَكَ، و لَتَدْخُلَنَّ فِي دِينِي؟» قَالَ: مَا جِئْتُ إِلَّا لِذَاكَ‏ «10»، قَالَ: «فَسَلْ‏ «11»».

قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ قَطْرَةِ دَمٍ قَطَرَتْ‏ «12» عَلى‏ و جْهِ الْأَرْضِ: أَيُّ قَطْرَةٍ هِيَ؟ و أَوَّلِ عَيْنٍ فَاضَتْ عَلى‏ و جْهِ الْأَرْضِ: أَيُّ عَيْنٍ هِيَ؟ و أَوَّلِ شَيْ‏ءٍ «13» اهْتَزَّ «14» عَلى‏ و جْهِ الْأَرْضِ:

أَيُّ شَيْ‏ءٍ هُوَ؟

فَأَجَابَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ‏ «15»: أَخْبِرْنِي عَنِ الثَّلَاثِ الْأُخَرِ: أَخْبِرْنِي عَنْ مُحَمَّدٍ: كَمْ لَهُ‏ «16» مِنْ إِمَامٍ عَدْلٍ؟ و فِي أَيِّ جَنَّةٍ يَكُونُ؟ و مَنْ سَاكَنَهُ‏ «17» مَعَهُ فِي جَنَّتِهِ؟

______________________________

 (1). في كمال الدين:-/ «من غير تبسّم». و «التبسّم»: دون الضحك. و له مراتب، فقوله: من غير تبسّم، أي من غيرتبسّم عظيم، أو و اضح بيّن، أو من غير أن يكون مقتضى حاله التبسّم لحزنه، أو ضحكاً غير ذي صوت، أو غير كاشف عن أسنانه. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 368؛ الوافي، ج 2، ص 305؛ مرآة العقول، ج 6، ص 218.

 (2). في «بح» و البحار: «فقال».

 (3). في «بح»:-/ «أن».

 (4). في «ب»:+/ «إنّي».

 (5). في كمال الدين: «فإن علمتهنّ سألتك» بدل «فإن أجبتني سألت».

 (6). في «بس»: «أن».

 (7). في كمال الدين: «ليس لك علم».

 (8). في «بح، بس، بف»: «تعبد» بدون الضمير.

 (9). في «بر، بف»:-/ «أنا».

 (10). في «ب، بف» و كمال الدين: «لذلك».

 (11). في «ج»: «فاسأل».

 (12). في مرآة العقول: «قطرت، على المعلوم من باب نصر، أو على المجهول من باب التفعيل».

 (13). في «ج»:+/ «هو».

 (14). في «ج، بر، بس» و حاشية «بح» و شرح المازندراني: «اهين».

 (15). في «ب، ف» و كمال الدين و البحار:-/ «له».

 (16). في كمال الدين: «بعده».

 (17). في «ف»: «ساكِنُه» على صيغة اسم الفاعل. و في مرآة العقول: «قوله: و من ساكنه، اسم فاعل من باب نصر، أو ماضي باب المفاعلة. و الماضي لتحقّق الوقوع كما قيل». و في كمال الدين: «الساكن»، و استظهره في المرآة. و في البحار: «يساكنه».

690
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

فَقَالَ‏ «1»: «يَا هَارُونِيُّ، إِنَّ لِمُحَمَّدٍ «2» اثْنَيْ عَشَرَ إِمَامَ عَدْلٍ، لَايَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ، و لَايَسْتَوْحِشُونَ بِخِلَافِ مَنْ خَالَفَهُمْ، و إِنَّهُمْ فِي الدِّينِ أَرْسَبُ‏ «3» مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي فِي الْأَرْضِ؛ و مَسْكَنُ‏ «4» مُحَمَّدٍ فِي جَنَّتِهِ‏ «5»، مَعَهُ أُولئِكَ الِاثْنَا عَشَرَ الْإِمَامَ‏ «6» الْعَدْلَ».

فَقَالَ: صَدَقْتَ و اللَّهِ الَّذِي لَاإِلهَ إِلَّا هُوَ؛ إِنِّي لَأَجِدُهَا فِي كُتُبِ‏ «7» أَبِي هَارُونَ، كَتَبَهُ بِيَدِهِ و أَمْلَاهُ مُوسى‏ عَمِّي عَلَيْهِمَا السَّلَامُ.

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي‏ «8» عَنِ الْوَاحِدَةِ: أَخْبِرْنِي عَنْ و صِيِّ مُحَمَّدٍ كَمْ يَعِيشُ مِنْ بَعْدِهِ؟

وَ هَلْ يَمُوتُ أَوْ يُقْتَلُ؟

قَالَ: «يَا هَارُونِيُّ، يَعِيشُ بَعْدَهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً لَايَزِيدُ «9» يَوْماً و لَايَنْقُصُ‏ «10» يَوْماً «11»، ثُمَّ يُضْرَبُ ضَرْبَةً هاهُنَا- يَعْنِي عَلى‏ قَرْنِهِ‏ «12»- فَتُخْضَبُ‏ «13» هذِهِ مِنْ هذَا».

قَالَ: فَصَاحَ الْهَارُونِيُّ، و قَطَعَ كُسْتِيجَهُ‏ «14» و هُوَ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ و حْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، و أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ و رَسُولُهُ، و أَنَّكَ و صِيُّهُ، يَنْبَغِي أَنْ تَفُوقَ و لَا

______________________________

 (1). في «ب، ج، ض، ف، بس» و البحار: «قال».

 (2). في كمال الدين:+/ «من الخلفاء».

 (3). يقال: رسب يَرْسُب، إذا ذهب إلى أسفل و إذا ثبت. النهاية، ج 2، ص 220 (رسب).

 (4). في «بح»: «و سكن». و في «بر، بف»: «و يسكن».

 (5). في «ف»: «جنّة». و في كمال الدين: «جنّة عدن».

 (6). في كمال الدين: «الأئمّة».

 (7). في حاشية «بر، بح» و كمال الدين: «كتاب».

 (8). في «بس»: «أخبرني» بدون الفاء.

 (9). في «ب، بح»: «لا تزيد».

 (10). في «ب»: «لا تنقص».

 (11). في «بف»:-/ «يوماً».

 (12). «القَرْن»: الجانب الأعلى من الرأس، و جمعه: قرون. القاموس المحيط، ج 4، ص 257 (قرن).

 (13). في «ض، بر» و البحار: «فيخضب».

 (14). «الكُسْتيج»: خيط غليظ يشدّه الذمّي فوق ثيابه دون الزُنّار، معرّبُ كُسْتي. هذا في اللغة، و لكنّ الفيض صرّح‏بتقديم الياء على التاء ثمّ ترجمه بنفس المعنى المذكور. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 313 (كستيج).

691
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

تُفَاقَ، و أَنْ تُعَظَّمَ و لَاتُسْتَضْعَفَ‏ «1».

قَالَ: ثُمَّ مَضى‏ بِهِ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلى‏ مَنْزِلِهِ، فَعَلَّمَهُ مَعَالِمَ الدِّينِ. «2»

1393/ 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «3»، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْعُصْفُورِيِ‏ «4»، عَنْ عَمْرِو «5» بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مُحَمَّداً و عَلِيّاً و أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ، فَأَقَامَهُمْ أَشْبَاحاً «6» فِي ضِيَاءِ نُورِهِ، يَعْبُدُونَهُ قَبْلَ خَلْقِ‏ «7» الْخَلْقِ‏ «8»، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ و يُقَدِّسُونَهُ، و هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ». «9»

______________________________

 (1). في «ج، بس»: «و لا تستصغر».

 (2). كمال الدين، ص 299، ح 6، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي الوافي، ج 2، ص 303، ح 760؛ البحار، ج 30، ص 103، ح 7.

 (3). و رد الخبر في كمال الدين، ص 318، ح 1، بسنده عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن‏محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن الحسن، عن أبي سعيد العصفري. و الظاهر زيادة «عن محمّد بن الحسن»؛ فقد أورد العلّامة المجلسي الخبر في البحار، ج 15، ص 23، ح 39؛ و ج 25، ص 15، ح 19، نقلًا من كمال الدين من دون ذكر «عن محمّد بن الحسن».

 (4). كذا في النسخ و المطبوع، و الظاهر و قوع التحريف في العنوان. و الصواب: «العصفري»؛ فإنّ الخبر و رد بعين الألفاظ في أصل عبّاد أبي سعيد- العصفري المطبوع ضمن الاصول الستّة عشر، ص 16. و المذكور في كتب الرجال أيضاً، هو عبّاد أبو سعيد العصفري. راجع: رجال النجاشي، ص 293، الرقم 793؛ الفهرست للطوسي، ص 343، الرقم 541.

ثمّ إنّ العصفري و العصفوري لقبان مختلفان؛ الأوّل نسبة إلى «العصفر» و بيعه و شرائه، و هي شي‏ء تُصبَغ به الثياب. و الثاني نسبة إلى «عصفور»، و هو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. راجع: الأنساب للسمعاني، ج 4، ص 202، ص 204.

 (5). في «ب، ف، بر، بس، بف»: «عمر»، و هو سهو. راجع: رجال النجاشي، ص 290، الرقم 777.

 (6). في كمال الدين: «و الأئمّة الأحد عشر من نور عظمته أرواحاً» بدل «و أحد عشر- إلى- أشباحاً». و «الشبح»: الشخص. و الجمع: أشباح. المصباح المنير، ص 302 (شبح).

 (7). في «بر»:-/ «خلق».

 (8). في «ب»:+/ «و».

 (9). كمال الدين، ص 318، ح 1، بسنده عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن الحسن، عن أبي سعيد العصفري؛ تقريب المعارف، ص 182، عن أبي حمزة الثمالي الوافي، ج 2، ص 307، ح 762.

692
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

1394/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ‏ «1» الْخَشَّابِ، عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «الِاثْنَا عَشَرَ الْإِمَامَ‏ «2» مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ كُلُّهُمْ مُحَدَّثٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و مِنْ‏ «3» وُلْدِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «4»، و رَسُولُ‏ «5» اللَّهِ و عَلِيٌّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ هُمَا الْوَالِدَانِ». فَقَالَ‏ «6» عَلِيُ‏ «7» بْنُ رَاشِدٍ- و كَانَ أَخَا عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ لِأُمِّهِ- و أَنْكَرَ ذلِكَ، فَصَرَّرَ «8» أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ قَالَ‏ «9»: «أَمَا إِنَ‏ «10» ابْنَ أُمِّكَ كَانَ أَحَدَهُمْ». «11»

______________________________

 (1). هكذا في «جس» و في إعلام الورى، ج 2، ص 171، نقلًا من الكافي. و في سائر النسخ و المطبوع:-/ «عن».

و ما أثبتناه هو الصواب؛ فقد روى محمّد بن يحيى العطّار عن عبد اللَّه بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن موسى الخشّاب في كمال الدين، ص 412، ح 9. و تكرّرت أيضاً رواية عبد اللَّه بن محمّد عن الحسن بن موسى الخشّاب في بصائر الدرجات، ص 57، ح 6، و ص 123، ح 1، و ص 158، ح 24، و ص 226، ح 4، و ص 293، ح 4، و ص 423، ح 3.

هذا، و الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 320، ح 5- مع اختلاف في الألفاظ- عن عبد اللَّه، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن ابن سماعة و (عن خ ل) عليّ بن الحسين (الحسن خ ل) بن رباط.

 (2). في البصائر: «الأئمّة».

 (3). في البصائر:-/ «من».

 (4). في شرح المازندراني: «قوله: من و لد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و من و لد عليّ عليه السلام، خبر بعد خبر على الظاهر. و هذا الحكم باعتبار الأكثر، و القرينة علم المخاطب به». و للمزيد راجع ما نقلناه عن مرآة العقول ذيل الحديث الآتي.

 (5). في البصائر: «فرسول».

 (6). في مرآة العقول: «قوله: فقال. هذا الكلام كلام زرارة، أي قال قولًا يشعر بالإنكار، فحذف و اقيم «و أنكر ذلك» مقامه. و يمكن أن يقرأ: انكر على صيغة المتكلّم، فيكون مفعول القول». أي مقوله.

 (7). في «ب، ض، ف، بح، بر، بف» و حاشية «ج» و شرح المازندراني و الوافي و حاشية المطبوع: «عبد اللَّه». و في «بس»:+/ «بن عبد اللَّه». و في البصائر: «عبد الرحمن بن زيد، و ذكر ذلك» بدل «عليّ بن راشد».

 (8). في «بر، بف»: «فضرب». و «صرَّر»: تقدّم. القاموس المحيط، ج 2، ص 69 (صرر).

 (9). في «ض، بر»: «فقال». و في البصائر: «فضرب أبو جعفر عليه السلام فخذه فقال» بدل «و أنكر ذلك فصرّر أبو جعفر عليه السلام و قال».

 (10). في «بس» و البصائر:-/ «إنّ».

 (11). بصائر الدرجات، ص 320، ح 5، عن عبد اللَّه، عن الحسن بن موسى بن الخشّاب، عن ابن سماعة و عليّ بن الحسين بن رباط. الغيبة للنعماني، ص 66، ح 6، بسنده عن زرارة، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، عن آبائه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، مع اختلاف يسير. و راجع: تفسير فرات، ص 104، ح 93 و 94 الوافي، ج 2، ص 308، ح 764.

693
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

1395/ 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ وَ «1» مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْمَدِينِيِ‏ «2»، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:

كُنْتُ حَاضِراً «3» لَمَّا هَلَكَ أَبُو بَكْرٍ و اسْتَخْلَفَ عُمَرَ، أَقْبَلَ يَهُودِيٌّ مِنْ عُظَمَاءِ يَهُودِ

______________________________

 (1). في السند تحويل بعطف «محمّد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي يحيى المديني، عن أبي هارون العبدي، عن‏أبي سعيد الخدري» على: «محمّد بن الحسين عن مسعدة بن زياد، عن أبي عبد اللَّه». فيكون للخبر طريقان، و ألفاظ الخبر للطريق الثاني كما لا يخفى.

 (2). هكذا في «بر، بس، بف». و في «ب، ض، بح، جر» و الوافي و البحار: «إبراهيم عن ابن أبي يحيى المديني». و في «ج»: «إبراهيم عن ابن أبي يحيى المدني». و في «ف»: «إبراهيم عن إبراهيم بن أبي يحيى المديني». و في المطبوع: «إبراهيم عن أبي يحيى المدائني».

و الصواب ما أثبتناه؛ فإنّ الخبر أورده الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة، ص 152، نقلًا عن المصنّف، و فيه: «إبراهيم بن أبي يحيى المدني». و كذا الطبرسي في إعلام الورى، ج 2، ص 167، و فيه: «إبراهيم بن أبي يحيى المديني»- و المدني و المديني، لقبان بمعنى و احد. راجع: الأنساب للسمعاني، ج 5، ص 235- كما أنّ الخبر أورده النعماني في كتابه الغيبة، ص 97، ح 29- مع تفصيل- بسنده عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني عن أبي هارون العبدي، عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و عن أبي الطفيل عامر بن و اثلة.

و أمّا ما و رد في كمال الدين، ص 294، ح 3؛ من نقل الخبر مفصّلًا عن إبراهيم بن يحيى الأسلمي المدني، عن عمارة بن جوين- و عمارة بن جوين هو أبو هارون العبدي. راجع: تهذيب الكمال، ج 21، ص 232- فالظاهر و قوع التحريف فيه، و الصواب «إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي المدني»؛ فإنّ إبراهيم هذا، هو إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى الأسلمي المدني. و قد ينسب إلى جدّه و يعبَّر عنه في كثير من الأسناد ب «إبراهيم بن أبي يحيى»، راجع: التاريخ الكبير، ج 1، ص 321، الرقم 1013؛ الجرح و التعديل، ج 2، ص 125- 127، الرقم 390؛ الكامل في ضعفاء الرجال، ج 1، ص 217- 225، الرقم 61؛ تهذيب الكمال، ج 2، ص 184- 191، الرقم 236.

 (3). في «ج، ف، بح» و شرح المازندراني و الوافي و مرآة العقول:+/ «قال». و لا حاجة إلى «قال» كما قالوافي الشروح. فكأنّه تأكيد، أو عطف على «قال» بحذف العائد، و نظير ذلك كثير، أو كأنّ المستتر فيها لأبي عبد اللَّه عليه السلام، أو كأنّه زيد من النسّاخ.

694
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

يَثْرِبَ، و تَزْعُمُ‏ «1» يَهُودُ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ أَعْلَمُ أَهْلِ زَمَانِهِ حَتّى‏ رُفِعَ‏ «2» إِلى‏ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ‏ «3»: يَا عُمَرُ، إِنِّي جِئْتُكَ أُرِيدُ الْإِسْلَامَ، فَإِنْ أَخْبَرْتَنِي‏ «4» عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ، فَأَنْتَ أَعْلَمُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ بِالْكِتَابِ‏ «5» و السُّنَّةِ و جَمِيعِ مَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ‏ «6» عَنْهُ.

قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكَ، لكِنِّي‏ «7» أُرْشِدُكَ إِلى‏ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ أُمَّتِنَا بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ و جَمِيعِ مَا قَدْ «8» تَسْأَلُ عَنْهُ، و هُوَ ذَاكَ، فَأَوْمَأَ «9» إِلى‏ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ. فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ:

يَا عُمَرُ، إِنْ كَانَ هذَا كَمَا تَقُولُ، فَمَا لَكَ و لِبَيْعَةِ «10» النَّاسِ، و إِنَّمَا ذَاكَ أَعْلَمُكُمْ؟! فَزَبَرَهُ‏ «11» عُمَرُ.

ثُمَّ إِنَّ الْيَهُودِيَّ قَامَ إِلى‏ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ‏ «12»: أَنْتَ كَمَا ذَكَرَ عُمَرُ؟ فَقَالَ‏ «13»: «وَ مَا قَالَ عُمَرُ؟» فَأَخْبَرَهُ. قَالَ: فَإِنْ‏ «14» كُنْتَ كَمَا قَالَ‏ «15»، سَأَلْتُكَ عَنْ أَشْيَاءَ أُرِيدُ أَنْ أَعْلَمَ هَلْ يَعْلَمُهُ‏ «16» أَحَدٌ مِنْكُمْ، فَأَعْلَمَ أَنَّكُمْ فِي دَعْوَاكُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ‏ «17» و أَعْلَمُهَا صَادِقُونَ‏ «18»، و مَعَ ذلِكَ أَدْخُلُ فِي دِينِكُمُ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «نَعَمْ، أَنَا كَمَا ذَكَرَ لَكَ عُمَرُ،

______________________________

 (1). في «ف» و الغيبة للطوسي و البحار: «و يزعم».

 (2). في مرآة العقول: «و قيل: هو على بناء الفاعل، أي رفع صوته، و لا يخفى بُعده».

 (3). في «بر»:-/ «له».

 (4). في الغيبة للطوسي: «خبّرتني».

 (5). في الغيبة للطوسي: «هذا الكتاب» بدل «محمّد بالكتاب».

 (6). في «ب»: «أسألك».

 (7). في الوافي: «و لكنّي».

 (8). في مرآة العقول:-/ «قد».

 (9). في الغيبة للطوسي: «و أومأ».

 (10). في الغيبة للطوسي: «و بيعة».

 (11). «الزَبْر»: الزَجْر و المنع. يقال: زبره يزبره زَبْراً، إذا انتهره. الصحاح، ج 2، ص 667 (زبر).

 (12). هكذا في النسخ التي قوبلت و الغيبة للطوسي و الوافي و البحار. و في المطبوع:+/ «له».

 (13). في «بر، بف» و الوافي: «قال».

 (14). في «ب» و الوافي: «إن».

 (15). في الغيبة للطوسي:+/ «عمر».

 (16). في «ض»: «يعلم» بدون الضمير. و في حاشية «بح» و الغيبة للطوسي»: «يعلمها» و هو الأنسب بالأشياء.

 (17). في مرآة العقول: «خير الامم، خبر مبتدأ محذوف، أي نحن خير الامم. و «صادقون» خبر أنّ».

 (18). في «ج، ض، ف، بح، بس»: «صادقين».

695
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ؛ أُخْبِرْكَ بِهِ‏ «1» إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ ثَلَاثٍ و ثَلَاثٍ‏ «2» و و احِدَةٍ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا يَهُودِيُّ، و لِمَ لَمْ تَقُلْ: أَخْبِرْنِي عَنْ سَبْعٍ؟» فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: إِنَّكَ إِنْ أَخْبَرْتَنِي بِالثَّلَاثِ سَأَلْتُكَ عَنِ الْبَقِيَّةِ «3»، و إِلَّا كَفَفْتُ، فَإِنْ أَنْتَ‏ «4» أَجَبْتَنِي فِي هذِهِ السَّبْعِ، فَأَنْتَ أَعْلَمُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ أَفْضَلُهُمْ، و أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ، فَقَالَ لَهُ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ يَا يَهُودِيُ‏ «5»».

قَالَ‏ «6»: أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ حَجَرٍ وُضِعَ عَلى‏ و جْهِ الْأَرْضِ، و أَوَّلِ شَجَرَةٍ غُرِسَتْ عَلى‏ وَجْهِ الْأَرْضِ، و أَوَّلِ عَيْنٍ نَبَعَتْ عَلى‏ و جْهِ الْأَرْضِ، فَأَخْبَرَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ قَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: أَخْبِرْنِي‏ «7» عَنْ هذِهِ الْأُمَّةِ: كَمْ لَهَا «8» مِنْ‏ «9» إِمَامٍ هُدًى؟

وَ أَخْبِرْنِي عَنْ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ: أَيْنَ مَنْزِلُهُ فِي الْجَنَّةِ؟ و أَخْبِرْنِي‏ «10» مَنْ مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ؟

فَقَالَ لَهُ‏ «11» أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ لِهذِهِ الْأُمَّةِ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً هُدًى مِنْ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّهَا «12» و هُمْ مِنِّي؛ و أَمَّا مَنْزِلُ نَبِيِّنَا فِي الْجَنَّةِ،

______________________________

 (1). في الغيبة للطوسي: «عنه».

 (2). في الغيبة للطوسي: «ثلاثة».

 (3). في الغيبة: «الثلاث».

 (4). في الغيبة: «و إن» بدل «فإن أنت».

 (5). في البحار: «اخبرك به إن شاء اللَّه تعالى» بدل «يا يهودي».

 (6). في «ض»: «فقال».

 (7). في الغيبة: «فأخبرني».

 (8). في «بر، بف»: «لهم».

 (9). في «بر»:-/ «من».

 (10). في «ف»:+/ «عن».

 (11). في «بر»:-/ «له».

 (12). في «بح»: «نبيّنا». و في مرآة العقول، ج 6، ص 226: «قوله عليه السلام: من ذرّيّة نبيّها، ظاهره أنّ جميع الاثني عشر من‏ذرّيّة النبيّ صلى الله عليه و آله، و هو غير مستقيم. و يمكن تصحيحه على ما خطر بالبال بوجوه:

الأوّل: أنّ السائل لمّا علم بوفور علمه عليه السلام و ما شاهد من آثار الإمامة و الوصاية فيه، علم أنّه أوّل الأوصياء عليه السلام، فكأنّه سأل عن التتمّة، فكان المراد بالاثني عشر تتمّةَ الاثني عشر لا كلَّهم، و لاريب أنّهم من ذرّيّة النبيّ و ذرّيّته صلوات اللَّه عليهم.

الثاني: أن يكون قوله: «من ذرّيّة نبيّنا» على المجاز و التغليب؛ فإنّه لمّا كان أكثرهم من الذرّيّة، أطلق على الجميع الذرّيّة تغليباً.

الثالث: أن يكون التجوّز في لفظ الذرّيّة، فاريد بها العشيرة مجازاً، أو يراد بها ما يعمّ الولادة الحقيقيّة و المجازيّة، فإنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان و الد جميع الامّة، لا سيّما بالنسبة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام؛ فانّه كان مربّيه و معلّمه كما أنّ النبيّ كان يقول لفاطمة بنت أسد: امّي، و قد مرّ أنّ النبيّ و أميرالمؤمنين و الدا هذه الامّة؛ لأنّهما و لداهم العلمَ و الحكمةَ. و علاقة المجاز هنا كثيرة.

الرابع: أن يكون «من ذرّيّة نبيّها» خبرَ مبتدأ محذوف، أي بقيّتهم من ذريّة نبيّنا، أو هم من الذرّيّة بارتكاب استخدام في الضمير، بأن يرجع الضمير إلى الأغلب تجوّزاً. و أكثر تلك الوجوه يجري في قوله: «من ذرّيّته» و كذا قوله: «امّهم» يعني فاطمة و «جدّتهم» يعني خديجة؛ فإنّه لابدّ من ارتكاب بعض التجوّزات المتقدّمة فيها.

و قوله: «و هم منّي» علي الأوّل و الأخير ظاهر، و على سائر الوجوه يمكن أن يرتكب تجوّز في كلمة «مِن» ليشمل العينيّة، و يمكن إرجاع ضمير «هم» إلى الذرّيّة كما قال النبيّ صلى الله عليه و آله: «هو أبو ذرّيّتي، أو أبو و لدي» أو المعنى ابتدؤوا منّي، أي أنا أوّلهم».

696
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

فَفِي‏ «1» أَفْضَلِهَا و أَشْرَفِهَا جَنَّةِ عَدْنٍ؛ و أَمَّا مَنْ مَعَهُ فِي مَنْزِلِهِ فِيهَا «2»، فَهؤُلَاءِ الِاثْنَا عَشَرَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ و أُمُّهُمْ و جَدَّتُهُمْ و «3» أُمُّ أُمِّهِمْ و ذَرَارِيُّهُمْ لَايَشْرَكُهُمْ فِيهَا أَحَدٌ». «4»

1396/ 9. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ «5» عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلى‏ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ‏ «6»

______________________________

 (1). في الغيبة: «فهو».

 (2). في الغيبة: «منها».

 (3). في «ب، ج، ف، بح، بس»:-/ «و».

 (4). الغيبة للطوسي، ص 152، ح 113، بسنده عن الكليني. و في الغيبة للنعماني، ص 97، ح 29، بسنده عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، عن أبي هارون العبدي، عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و عن أبي الطفيل عامر بن و اثلة. و في كمال الدين، ص 294، ح 3، بسنده عن إبراهيم بن يحيى الأسلمي المديني، عن عمارة بن جوين، عن أبي الطفيل عامر بن و اثلة؛ و فيه، و ص 297، ح 5، بسنده عن إبراهيم بن يحيى المديني، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. و في كمال الدين، ص 300، ح 8؛ و الخصال، ص 476، أبواب الاثني عشر، ح 40؛ و عيون الأخبار، ص 52، ح 19، بسند آخر عن جعفر بن محمّد عليه السلام؛ و في كلّها جاء الخبر بالتفصيل الوافي، ج 2، ص 305، ح 761؛ البحار، ج 30، ص 106، ح 8.

 (5). في الإرشاد:+/ «محمّد بن عليّ».

 (6). في الإرشاد:+/ «بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله».

697
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

وَ بَيْنَ يَدَيْهَا لَوْحٌ، فِيهِ‏ «1» أَسْمَاءُ الْأَوْصِيَاءِ «2» مِنْ وُلْدِهَا «3»، فَعَدَدْتُ‏ «4» اثْنَيْ عَشَرَ آخِرُهُمُ الْقَائِمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «5»، ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ، و ثَلَاثَةٌ «6» مِنْهُمْ عَلِيٌّ. «7»

1397/ 10. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ «8»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ‏ «9»، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ «10»:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى الْجِنِّ و الْإِنْسِ، و جَعَلَ مِنْ بَعْدِهِ اثْنَيْ عَشَرَ و صِيّاً: مِنْهُمْ مَنْ سَبَقَ، و مِنْهُمْ مَنْ بَقِيَ، و كُلُّ و صِيٍّ جَرَتْ بِهِ‏ «11» سُنَّةٌ، وَ الْأَوْصِيَاءُ «12» الَّذِينَ مِنْ بَعْدِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ عَلى‏ سُنَّةِ أَوْصِيَاءِ عِيسى‏، و كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ، وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلى‏ سُنَّةِ الْمَسِيحِ». «13»

______________________________

 (1). في حاشية «ج»: «فيها».

 (2). في الإرشاد:+/ «و الأئمّة».

 (3). في الخصال و العيون و كمال الدين، ص 311 و 313:-/ «من و لدها». و في مرآة العقول: «قوله: من و لدها، أي الأحد عشر، أو على المجاز و التغليب».

 (4). في «ف»: «فعدّدت» بالتثقيل.

 (5). في الإرشاد: «اثني عشر اسماً آخرهم القائم من و لد فاطمة» بدل «اثني عشر آخرهم القائم عليه السلام».

 (6). «ثلاثة منهم» أي من الأولاد، لا من الجميع؛ فإنّ المسمّى بعليّ من الجميع أربعة. و في حاشية «بج» و الإرشاد و الفقيه و العيون و كمال الدين و الوافي: «أربعة».

 (7). الإرشاد، ج 2، ص 346، بسنده عن الكليني. و في عيون الأخبار، ج 1، ص 46، ح 6؛ و كمال الدين، ص 269، ح 13؛ و ص 311، ح 3، عن محمّد بن يحيى العطّار. و في الخصال، ص 477، أبواب الاثني عشر، ح 42، بسنده محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب. و في الفقيه، ج 4، ص 180، ح 5408؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 47، ح 7؛ و كمال الدين، ص 313، ح 4، بسنده عن الحسن بن محبوب. الغيبة للطوسي، ص 139، ح 103، بسند آخر الوافي، ج 2، ص 309، ح 765؛ الوسائل، ج 16، ص 244، ذيل ح 21472.

 (8). في الإرشاد:-/ «بن عبيد».

 (9). في الخصال و العيون:+/ «الصيرفي».

 (10). في الإرشاد و الخصال و العيون:+/ «الثمالي».

 (11). في الوافي: «جرت له».

 (12). في الإرشاد: «فالأوصياء».

 (13). الإرشاد، ج 2، ص 345، بسنده عن الكليني. و في الخصال، ص 478، أبواب الاثنى عشر، ح 43؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 55، ح 21، عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم. و في كمال الدين، ص 326، ح 4، و الغيبة للطوسي، ص 141، ح 105، بسندهما عن محمّد بن عيسى بن عبيد. كمال الدين، ص 219، ح 2، بسند آخر عن محمّد بن الفضيل، مع اختلاف يسير و زيادة في أوّله الوافي، ج 2، ص 309، ح 766.

698
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

1398/ 11. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏؛ وَ «1» مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ و مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِيشِ‏ «2»:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ‏ «3»: إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي كُلِّ سَنَةٍ، و إِنَّهُ يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَمْرُ السَّنَةِ «4»، و «5» لِذلِكَ الْأَمْرِ وُلَاةٌ بَعْدَ «6» رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ‏ «7» ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ هُمْ‏ «8»؟ قَالَ: أَنَا و أَحَدَ عَشَرَ مِنْ صُلْبِي أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ». «9»

1399/ 12. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ‏ «10»:

______________________________

 (1). في السند تحويل بعطف «محمّد بن أبي عبد اللَّه و محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد» على «محمّد بن يحيى‏عن أحمد بن محمّد بن عيسى».

 (2). هكذا في النسخ. و في المطبوع: «الجريش». و هو سهو. و الحسن هذا، هو الحسن بن العبّاس بن الحريش الرازي. راجع: رجال النجاشي، ص 60، الرقم 138؛ رجال الطوسي، ص 374، الرقم 5544؛ الفهرست للطوسي، ص 136، الرقم 198؛ الرجال لابن الغضائري، ص 51، الرقم 34.

 (3). في «ض، بح، بر، بس، بف»: «العبّاس».

 (4). في الغيبة للنعماني:+/ «و ما قضي فيها».

 (5). في «بس، بف»:-/ «و». و في الكافي، ح 646:+/ «إنّ».

 (6). في الإرشاد: «من بعد».

 (7). في الإرشاد:+/ «له».

 (8). في الغيبة للنعماني:+/ «يا أمير المؤمنين عليه السلام».

 (9). الكافي، كتاب الحجّة، باب في شأن «إِنَّآ أَنزَلْنَهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» و تفسيرها، ضمن ح 646، بهذا الإسناد عن أبي عبداللَّه عليه السلام. الإرشاد، 2، ص 346 بسنده عن الكليني. الغيبة للنعماني، ص 60، ح 3، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن عدّة من رجاله، عن أحمد بن أبي عبد اللَّه محمّد بن خالد البرقي، عن الحسن بن العبّاس بن الجريش. و في الخصال، ص 479، أبواب الاثني عشر، ح 47؛ و كمال الدين، ص 304، ح 19؛ و كفاية الأثر، ص 220، بسندها عن محمّد بن يحيى العطّار، عن [في كمال الدين و كفاية الأثر: سهل بن زياد الآدمي و] أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش. الغيبة للطوسي، ص 141، ح 106، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي. و في الكافي، كتاب الحجّة، باب أنّ الأئمّة محدّثون مفهّمون، ح 711، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام هكذا: «إنّ أوصياء محمّد عليه و عليهم السلام محدّثون»، مع زيادة في أوّله الوافي، ج 2، ص 310، ح 767؛ البحار، ج 25، ص 78، ح 65.

 (10). الضمير المستتر في «قال» راجع إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام، فالمراد بهذا الإسناد: الطريقان المذكوران إليه عليه السلام في الحديث السابق.

699
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

 «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِأَصْحَابِهِ: آمِنُوا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، أَنَّهَا «1» تَكُونُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَ لِوُلْدِهِ‏ «2» الْأَحَدَ عَشَرَ مِنْ بَعْدِي‏ «3»». «4»

1400/ 13. و بِهذَا الْإِسْنَادِ:

 «أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ يَوْماً «5»: «لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» «6» و أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً «7» رَسُولُ اللَّهِ مَاتَ شَهِيداً، و اللَّهِ لَيَأْتِيَنَّكَ، فَأَيْقِنْ إِذَا جَاءَكَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ غَيْرُ مُتَخَيِّلٍ‏ «8» بِهِ، فَأَخَذَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرَاهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ لَهُ‏ «9»: يَا أَبَا بَكْرٍ، آمِنْ بِعَلِيٍّ و بِأَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ، أَنَّهُمْ‏ «10» مِثْلِي إِلَّا النُّبُوَّةَ، وَ تُبْ إِلَى اللَّهِ مِمَّا فِي يَدِكَ؛ فَإِنَّهُ لَاحَقَّ لَكَ فِيهِ». قَالَ: «ثُمَّ ذَهَبَ، فَلَمْ يُرَ «11»». «12»

______________________________

 (1). في مرآة العقول: «أنّها، بفتح الهمزة بدل ليلة القدر. و فيه ردّ على من زعم من المخالفين أنّ ليلة القدر لم تبق‏بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله».

 (2). في الخصال و كمال الدين: «و ولده».

 (3). في «ج» و حاشية «ب» و كمال الدين: «بعده». و في الإرشاد: «فإنّه ينزل فيها أمر السنة و إنّ لذلك و لاة من بعدي عليّ بن أبي طالب و أحد عشر من و لده» بدل «إنّها تكون- إلى- من بعدي».

 (4). الإرشاد، ج 2، ص 345، بسنده عن الكليني. الخصال، ص 480، أبواب الاثني عشر، ح 48، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش الرازي. كمال الدين، ص 280، ح 30، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار، عن سهل بن زياد الآدمي و أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن العبّاس بن حريش الرازي، عن أبي جعفر الثانى، عن أبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام الوافي، ج 2، ص 310، ح 768.

 (5). في «بح»:-/ «يوماً».

 (6). آل عمران (3): 169. و في «بح» و الوافي:+/ «فرحين».

 (7). في «ب، ج، ض، ف، بس» و الوافي:-/ «محمّداً».

 (8). في «بر، بف» و حاشية «ج، ف» و الوافي: «متمثّل».

 (9). في «ب، بس»:-/ «له».

 (10). في مرآة العقول: «قوله: أنّهم، بفتح الهمزة بدل «عليّ و أحد عشر». و يمكن أن يقرأ بكسر الهمزة ليكون استينافاً بيانياً».

 (11). في مرآة العقول: «ثمّ ذهب، أي الرسول صلى الله عليه و آله. فلم يُر، على المجهول، أي لم يره غير المعصومين. و قيل: ضمير «ذهب» لأبي بكر، و كذا ضمير «لم ير» على بناء المعلوم، أي لم يختر الإيمان و التوبة. و لا يخفى بُعده».

 (12). بصائر الدرجات، ص 280، ضمن ح 15 عن أحمد بن إسحاق، عن الحسن بن عبّاس بن حريش، مع ف اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 310، ح 769.

700
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

1401/ 14. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ‏ «1»، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَمَاعَةَ «2»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ «3»، عَنِ‏ «4» ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «الِاثْنَا عَشَرَ الْإِمَامَ‏ «5» مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ مُحَدَّثٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و وُلْدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «6» وَ عَلِيٌّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ هُمَا الْوَالِدَانِ». «7»

1402/ 15. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ «8»، عَنْ سَعِيدِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ‏

______________________________

 (1). هكذا في «حاشية «بف» و الوافي. و في «ب، ج، ض، ف، بح، بس، بف» و المطبوع: «الحسن بن عبيد اللَّه». و في «بر»: «الحسن بن عبد اللَّه».

و الصواب ما أثبتناه؛ فقد تقدّم في ذيل ح 1194، أنّ الحسين بن عبيد اللَّه بن سهل روى عنه أحمد بن إدريس المعبّر عنه هنا بأبي عليّ الأشعري.

يؤيّد ذلك أنّ الخبر أورده الشيخ الصدوق في الخصال، ص 480، ح 49، و عيون الأخبار، ج 1، ص 56، ح 24- نقلًا من المصنّف باختلاف في الألفاظ- و فيهما: «الحسين بن عبيد اللَّه»، و أورده الشيخ الطوسي في الغيبة، ص 151، ح 112- بعين الألفاظ- و فيه: «الحسين بن عبد اللَّه».

 (2). في الغيبة للطوسي: «الحسن بن سماعة». و هو الظاهر، و المراد به الحسن بن محمّد بن سماعة؛ فقد روى‏الحسن بن محمّد بن سماعة كتاب عليّ بن الحسن بن رباط و تكرّرت روايته عنه في الأسناد و الطرق. راجع: رجال النجاشي، ص 130، الرقم 334؛ و ص 251، الرقم 659، ص 408، الرقم 1086؛ معجم رجال الحديث، ج 5، ص 378، ص 385، ج 22، ص 388.

 (3). في الخصال و العيون:+/ «عن أبيه»، و احتمال زيادته غير منفيّ؛ فإنّه لم يثبت توسّط الحسن بن رباط البجلي و الد عليّ، بين و لَده و بين ابن اذينة المراد منه عمر بن اذينة.

 (4). في الإرشاد:+/ «عمر».

 (5). في الإرشاد: «الأئمّة».

 (6). في الإرشاد: «عليّ بن أبي طالب و أحد عشر من و لده و رسول اللَّه صلى الله عليه و آله» بدل «من و لد رسول اللَّه- إلى- فرسول اللَّه صلى الله عليه و آله».

 (7). الخصال، ص 480، باب الاثنى عشر، ح 49؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 56، ح 24، مع اختلاف يسير؛ الإرشاد، ج 2، ص 347؛ الغيبة للطوسي، ص 151، ح 112، و في كلّها بسندها عن الكليني. و راجع المصادر التي ذكرنا ذيل ح 7 من نفس الباب الوافي، ج 2، ص 308، ح 763.

 (8). في الغيبة للطوسي: «محمّد بن أبي عمير».

701
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ «1» عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «يَكُونُ‏ «2» تِسْعَةُ أَئِمَّةٍ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍ‏ «3»، تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ». «4»

1403/ 16. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً، مِنْهُمْ حَسَنٌ و حُسَيْنٌ‏ «5»، ثُمَّ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ». «6»

1404/ 17. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ‏

______________________________

 (1). في كمال الدين: «أبي عبد اللَّه».

 (2). في «بس» و الخصال، ص 419: «تكون».

 (3). في الغيبة للطوسي:-/ «بن عليّ».

 (4). الغيبة للنعماني، ص 94، ح 25، عن الكليني. و في الإرشاد، ج 2، ص 347؛ و الغيبة للطوسي، ص 140، ح 104، بسندهما عن الكليني. الخصال، ص 419، أبواب التسعة، ح 12؛ و ص 480، أبواب الاثني عشر، ح 50، بسنده عن عليّ بن إبراهيم؛ كمال الدين، ص 350، ح 45، بسنده عن ابن أبي عمير، عن سعيدبن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ معاني الأخبار، ص 90، ح 4، بسنده عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام، مع اختلاف يسير و زيادة؛ تقريب المعارف، ص 183، عن أبي بصير. كفاية الأثر، ص 30؛ و ص 32؛ و ص 38، بسند آخر عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، مع اختلاف يسير و زيادة الوافي، ج 2، ص 310، ح 770.

 (5). في «ف» و العيون: «الحسن و الحسين».

 (6). الخصال، ص 478، ح 44؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 56، ح 22، بسندهما عن الحسين بن محمّد الأشعري الوافي، ج 2، ص 311، ح 771.

702
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

أَبِي سَعِيدٍ الْعُصْفُرِيِ‏ «1»، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنِّي و اثْنَيْ عَشَرَ «2» مِنْ وُلْدِي‏ «3» و أَنْتَ يَا عَلِيُ‏ «4» زِرُّ «5» الْأَرْضِ- يَعْنِي أَوْتَادَهَا «6» و جِبَالَهَا- بِنَا أَوْتَدَ اللَّهُ الْأَرْضَ أَنْ تَسِيخَ‏ «7» بِأَهْلِهَا، فَإِذَا ذَهَبَ الِاثْنَا عَشَرَ مِنْ وُلْدِي، سَاخَتِ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا، و لَمْ يُنْظَرُوا «8»». «9»

1405/ 18. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَفَعَهُ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مِنْ و لْدِيَ اثْنَا عَشَرَ نَقِيباً «10»، نُجَبَاءُ،

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ج، ف، بر، بس، بف». و في «ض، بح، جر» و المطبوع: «العصفوري».

و تقدّم ذيل ح 6 من نفس الباب أنّ الصواب هو العصفري.

 (2). في الغيبة للطوسي: «و أحد عشر».

 (3). أي مع فاطمة عليها السلام. راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 381؛ الوافي، ج 2، ص 311؛ مرآة العقول، ج 6، ص 232.

 (4). في تقريب المعارف: «إنّي و اثني عشر من أهل بيتي أوّلهم عليّ بن أبي طالب».

 (5). في «ب، ج، ض، ف، بس، بف» و شرح المازندراني: «رزّ» بتقديم المهملة. و في «بح، بر» و الوافي و المطبوع بتقديم المعجمة، كما في المتن. و جعله في المرآة ذا الوجه بل أظهر. و قال ابن الأثير: «زِرّ الأرض: قوامها، و أصله من زِرّ القلب، و هو عُظَيم صغير يكون قوام القلب به». و رزّ الأرض: عمادها، من الرِزّ بمعنى الإثبات، يقال: رَزَزْتُ الشي‏ء في الأرض رَزّاً، أي أثبتّه فيها. و رَزَّت الجرادة رَزّاً، و هو أن تُدخل ذَنَبها في الأرض فتلقي بيضها. و الرَزَّة: الحديدة التي يُدْخَل فيها القفل. و كيف كان فالمعنيان كلاهما يناسبان تفسيره بالأوتاد- كما لا يخفى- سواء كان التفسير من المعصوم عليه السلام أو الراوي. راجع: الصحاح، ج 3، ص 879؛ مجمع البحرين، ج 4، ص 21 (رزز)؛ النهاية، ج 2، ص 300 (زرر).

 (6). في المرآة: «فقوله: يعني أوتادها، كلام أبي جعفر أو بعض الرواة». ثمّ قرأ: جبالها بدون الواو- كما في «ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي، و جعله عطف بيان للأوتاد. ثمّ استظهر الواو و قال: «فيكون- أي الجبال- عطفاً على «رزّ» من كلام الرسول صلى الله عليه و آله، أو على «أوتادها» فيكون من كلام الإمام عليه السلام. و الأوّل على هذا أصوب».

 (7). ساخت بهم الأرض: خَسَفت. و يعدّى بالهمزة فيقال: أساخه اللَّه. المصباح المنير، ص 294 (سوخ). و في‏المرآة: «و ربّما يقرأ بالحاء المهملة من السياحة كناية عن زلزلة الأرض».

 (8). «الإنظار»: التأخير و الإمهال. النهاية، ج 5، ص 78 (نظر).

 (9). الغيبة للطوسي، ص 138، ح 102، بسنده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين؛ تقريب المعارف، ص 175، عن أبي الجارود الوافي، ج 2، ص 311، ح 772.

 (10). في «بر»: «نقباء» و عليه فتميز العدد محذوف. و العدد المذكور إمّا مبنيّ على التغليب، أو إطلاق الولد على‏عليّ عليه السلام مجازاً، و احتمال دخول فاطمة عليها السلام في العدد. و استبعده في مرآة العقول، ج 6، ص 233. و راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 381.

703
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

مُحَدَّثُونَ، مُفَهَّمُونَ، آخِرُهُمُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ، يَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً». «1»

1406/ 19. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ و مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ‏ «2»، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ، عَنْ كَرَّامٍ، قَالَ:

حَلَفْتُ فِيمَا بَيْنِي و بَيْنَ نَفْسِي أَلَّا آكُلَ طَعَاماً بِنَهَارٍ أَبَداً حَتّى‏ يَقُومَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ، فَدَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏ «3»: فَقُلْتُ لَهُ: رَجُلٌ مِنْ شِيعَتِكُمْ‏ «4» جَعَلَ لِلَّهِ‏ «5» عَلَيْهِ أَلَّا يَأْكُلَ طَعَاماً بِنَهَارٍ أَبَداً حَتّى‏ يَقُومَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ؟

قَالَ: «فَصُمْ‏ «6» إِذاً «7» يَا كَرَّامُ، و لَاتَصُمِ الْعِيدَيْنِ، و لَاثَلَاثَةَ «8» التَّشْرِيقِ، و لَاإِذَا كُنْتَ مُسَافِراً و لَامَرِيضاً «9»؛ فَإِنَّ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا قُتِلَ عَجَّتِ السَّمَاوَاتُ و الْأَرْضُ و مَنْ عَلَيْهِمَا «10» و الْمَلَائِكَةُ، فَقَالُوا: يَا رَبَّنَا، ائْذَنْ‏ «11» لَنَا فِي هَلَاكِ‏ «12» الْخَلْقِ حَتّى‏ نَجُدَّهُمْ‏ «13» عَنْ‏ «14» جَدِيدِ «15» الْأَرْضِ بِمَا اسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ، و قَتَلُوا صَفْوَتَكَ؛ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ: يَا مَلَائِكَتِي‏

______________________________

 (1). تقريب المعارف، ص 176 مرسلًا عن أبي جعفر عليه السلام الوافي، ج 2، ص 311، ح 773.

 (2). في الغيبة للنعماني:-/ «و محمّد بن الحسن».

 (3). في الغيبة للنعماني:-/ «قال».

 (4). في الغيبة للنعماني: «شيعتك».

 (5). في البحار: «اللَّه».

 (6). في الغيبة للنعماني: «فقال: صم». و في الوسائل، ح 13652: «فسألته فقال: صم» بدل «قال: فقلت له: رجل- إلى- فصم».

 (7). في الغيبة للنعماني:-/ «إذاً».

 (8). في «ف»:+/ «من أيّام». و في الغيبة للنعماني:+/ «أيّام».

 (9). في الغيبة للنعماني:-/ «و لا مريضاً».

 (10). في «ج، ف، بح» و الوافي: «عليها» أي على الأرض.

 (11). في الغيبة للنعماني: «أتأذن».

 (12). في «ض»: «إهلاك».

 (13). في «بح، بف» و حاشية «ج، ض» و شرح المازندراني و الوافي: «نجليهم» من الإجلاء. و في «ج» و الغيبة للنعماني: «نجذّهم». «جدّه» بالمهملة، و «جذّه» بالمعجمة بمعنى و احد. و جددت الشي‏ء أجُدّه جدّاً: قطعته. و المراد: نستأصلهم. الصحاح، ج 2، ص 454 (جدد).

 (14). في «بس» و حاشية «ج»: «على». و في الغيبة للنعماني و البحار: «من».

 (15). «جديد الأرض»، أي و جهها. النهاية، ج 1، ص 246 (جدد).

704
الکافي2 (ط - دارالحديث)

126 - باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم عليهم السلام ص : 677

وَ يَا سَمَاوَاتِي‏ «1» و يَا أَرْضِيَ، اسْكُنُوا «2»، ثُمَّ كَشَفَ‏ «3» حِجَاباً مِنَ الْحُجُبِ، فَإِذَا خَلْفَهُ مُحَمَّدٌ وَ اثْنَا عَشَرَ «4» و صِيّاً لَهُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، و أَخَذَ «5» بِيَدِ فُلَانٍ الْقَائِمِ‏ «6» مِنْ بَيْنِهِمْ‏ «7»، فَقَالَ: يَا مَلَائِكَتِي و يَا سَمَاوَاتِي و يَا أَرْضِي‏ «8»، بِهذَا أَنْتَصِرُ «9» لِهذَا «10»، قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ». «11»

1407/ 20. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ و أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ «12»، عَنْ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى‏، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ:

كُنْتُ أَنَا و أَبُو بَصِيرٍ و مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ مَوْلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي مَنْزِلِهِ‏ «13» بِمَكَّةَ «14»،

______________________________

 (1). في الغيبة للنعماني: «سمائي».

 (2). في حاشية «ض»: «اسكتوا».

 (3). في حاشية «ض»:+/ «لهم».

 (4). في الوافي: «خلقة محمّد و اثني عشر، كأنّها بكسر المعجمة و القاف و الإضافة؛ يعني هيئتهم و صورتهم. و يحتمل الفتح و الفاء و الضمير و رفع ما بعدها، أي خلف الحجاب».

 (5). في الغيبة للنعماني: «فأخذ». و في البحار: «ثمّ أخذ».

 (6). في «بس» و الغيبة للنعماني:-/ «القائم».

 (7). في «بر»:-/ «من بينهم».

 (8). في «ف»: «و يا أرضي و يا سماواتي». و في «بر، بف»:+/ «و».

 (9). في الغيبة للنعماني:+/ «منهم».

 (10). في «ف»:-/ «لهذا».

 (11). الغيبة للنعماني، ص 94، ح 26، عن الكليني. و في الكافي، كتاب الصيام، باب من جعل على نفسه صوماً معلوماً ...، ح 6558، و التهذيب، ج 4، ص 233، ح 683؛ و الاستبصار، ج 2، ص 100، ح 325، بسند آخر عن كرّام، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. و في الفقيه، ج 2، ص 127، ح 1925؛ و التهذيب، ج 4، ص 183، ح 510؛ و الاستبصار، ج 2، ص 79، بسند آخر، و في الستّة الأخيرة من قوله: «رجل من شيعتكم ...» إلى «و لا مريضاً» مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 312، ح 774؛ و في الوسائل، ج 10، ص 384، ح 13652؛ و ص 515، ذيل ح 13996، إلى قوله: «إذا كنت مسافراً و لا مريضاً»؛ البحار، ج 45، ص 228، ح 23.

 (12). كذا في النسخ و المطبوع. و الظاهر أنّ الصواب «محمّد بن الحسن»، و المراد به هو محمّد بن الحسن الصفّار. انظر: ما تقدّم، في الكافي، ذيل ح 446 و 542 و 680 و ....

و الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات، ص 319، ح 2، عن أبي طالب عن عثمان بن عيسى، و أورده الشيخ الصدوق في الخصال، ص 478، ح 45؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 56، ح 23، و كمال الدين، ص 335، ح 6، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أبي طالب عبد اللَّه بن الصلت القمّي، عن عثمان بن عيسى.

 (13). في العيون و كمال الدين: «منزل».

 (14). في العيون و الخصال:-/ «بمكّة».

705
الکافي2 (ط - دارالحديث)

127 - باب في أنه إذا قيل في الرجل شي‏ء فلم يكن فيه و كان في و لده أو و لد و لده فإنه هو الذي قيل فيه ص : 706

فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ مُحَدَّثاً «1»».

فَقَالَ‏ «2» لَهُ أَبُو بَصِيرٍ: سَمِعْتَ‏ «3» مِنْ‏ «4» أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ فَحَلَّفَهُ‏ «5» مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ‏ «6» أَنَّهُ سَمِعَهُ‏ «7»، فَقَالَ‏ «8» أَبُو بَصِيرٍ: لكِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ‏ «9» أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «10». «11»

 

127- بَابٌ‏ «12» فِي أَنَّهُ إِذَا قِيلَ فِي الرَّجُلِ شَيْ‏ءٌ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ و كَانَ فِي و لَدِهِ أَوْ و لَدِ و لَدِهِ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي قِيلَ فِيهِ‏

1408/ 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ وَ «13» عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

______________________________

 (1). في البصائر: «مهديّاً».

 (2). في البصائر: «قال».

 (3). في البصائر: «و اللَّه لسمعت». و في العيون و الخصال و كمال الدين: «تاللَّه [في العيون: باللَّه‏] لقد سمعت ذلك» كلاهما بدل «سمعت».

 (4). في «بح»: «عن».

 (5). في البصائر: «قال: فحلّفه». و في كمال الدين: «فحلّف».

 (6). في البصائر: «و اثنين». و في العيون و الخصال:+/ «فحلف».

 (7). في البصائر: «سمعت». و في كمال الدين: «سمع ذلك منه». و في العيون: «سمعته». و في الخصال: «قد سمعه».

 (8). في البصائر: «قال». و في العيون:+/ «له».

 (9). في «ض»: «عن».

 (10). في البصائر: «كذا سمعت أبا جعفر يقول» بدل «لكنّي سمعته من أبي جعفر».

 (11). بصائر الدرجات، ص 319، ح 2، عن أبي طالب، عن عثمان بن عيسى، قال: كنت أنا و أبو بصير .... و في الخصال، ص 478، أبواب الاثني عشر، ح 45؛ و عيون الأخبار، ج 1، ص 56، ح 23؛ و كمال الدين، ص 335، ح 6، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أبي طالب عبد اللَّه بن الصلت القمّي عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران. و راجع: الغيبة للنعماني، ص 85، ح 14؛ و ص 96، ح 28 الوافي، ج 2، ص 313، ح 775.

 (12). في «ج»:-/ «باب».

 (13). في السند تحويل بعطف «عليّ بن إبراهيم عن أبيه» على «محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد».

706
الکافي2 (ط - دارالحديث)

127 - باب في أنه إذا قيل في الرجل شي‏ء فلم يكن فيه و كان في و لده أو و لد و لده فإنه هو الذي قيل فيه ص : 706

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ‏ «1»: «إِنَ‏ «2» اللَّهَ تَعَالى‏ أَوْحى‏ «3» إِلى‏ عِمْرَانَ: أَنِّي و اهِبٌ لَكَ ذَكَراً سَوِيّاً «4» مُبَارَكاً، يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ‏ «5» و الْأَبْرَصَ‏ «6» و يُحْيِي الْمَوْتى‏ بِإِذْنِ اللَّهِ‏ «7»، و جَاعِلُهُ رَسُولًا إِلى‏ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَحَدَّثَ عِمْرَانُ امْرَأَتَهُ حَنَّةَ «8» بِذلِكَ‏ «9» و هِيَ أُمُّ مَرْيَمَ، فَلَمَّا «10» حَمَلَتْ كَانَ حَمْلُهَا بِهَا «11» عِنْدَ نَفْسِهَا غُلَاماً، فَلَمَّا و ضَعَتْهَا «12» قَالَتْ: رَبِّ إِنِّي و ضَعْتُهَا أُنْثى‏ و لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏ «13» أَيْ لَايَكُونُ‏ «14» الْبِنْتُ‏ «15» رَسُولًا، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ‏» «16» فَلَمَّا و هَبَ اللَّهُ‏ «17» تَعَالى‏ لِمَرْيَمَ عِيسى‏، كَانَ هُوَ الَّذِي بَشَّرَ «18» بِهِ عِمْرَانَ، و و عَدَهُ إِيَّاهُ، فَإِذَا «19»

______________________________

 (1). في تفسير القمّي:+/ «إن قلنا لكم في الرجل منّا قولًا فلم يكن فيه و كان في و لده أو و لد و لده، فلا تنكروا ذلك، إنّ اللَّه».

 (2). في «ض»:-/ «إنّ».

 (3). في «بر»: «وصّى».

 (4). في تفسير القمّي:-/ «سويّاً». و رجل سويّ: استوت أخلاقه و خلقته عن الإفراط و التفريط. المفردات‏للراغب، ص 440 (سوا).

 (5). «الأكمه»: الذي يولد أعمى. الصحاح، ج 6، ص 2247 (كمه).

 (6). «البَرَص»: داءٌ، و هو بياض، و قد بَرِص الرجل فهو أبرص. الصحاح، ج 3، ص 1029 (برص).

 (7). في تفسير القمّي: «بإذني». و هذا إشارة إلى الآية 49 من سورة آل عمراه (3): «وَ أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أُحْيِ الْمَوْتى‏ بِإِذْنِ اللَّهِ» الآية؛ و نظيره مع اختلاف في الألفاظ في الآية 110 من سورة المائدة (5).

 (8). في مرآة العقول، ج 6، ص 236: «كون اسم مريم «حنّة» موافق لما ذكره أكثر المفسّرين و أهل الكتاب. و قد مرّفي باب مولد أبي الحسن موسى عليه السلام، [ذيل ح 1292] أنّ اسمها «مرثا» و هي و هيبة بالعربية. فيمكن أن يكون أحدهما اسماً و الآخر لقباً، أو يكون أحدهما موافقاً للواقع، و الآخر لها اشتهر بين أهل الكتاب أو العامّة».

 (9). في تفسير القمّي: «فحدّث بذلك امرأته حنّة».

 (10). في حاشية «بف»: «ثمّ».

 (11). في تفسير القمّي: «فلمّا حملت بها، كان حملها».

 (12). في تفسير القمّي:+/ «انثى».

 (13). إشارة إلى الآية 36 من سورة آل عمران (3): «فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‏ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏».

 (14). في «ب، ج، ض، ف، بس» و الوافي و البحار: «لا تكون».

 (15). في تفسير القمّي: «لأنّ البنت لا تكون».

 (16). آل عمران (3): 36.

 (17). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف»:-/ «اللَّه».

 (18). في تفسير القمّي:+/ «اللَّه».

 (19). في «بس»: «فإن».

707
الکافي2 (ط - دارالحديث)

127 - باب في أنه إذا قيل في الرجل شي‏ء فلم يكن فيه و كان في و لده أو و لد و لده فإنه هو الذي قيل فيه ص : 706

قُلْنَا «1» فِي الرَّجُلِ مِنَّا شَيْئاً و كَانَ‏ «2» فِي و لَدِهِ أَوْ و لَدِ و لَدِهِ، فَلَا تُنْكِرُوا «3» ذلِكَ». «4»

1409/ 2. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِذَا قُلْنَا فِي رَجُلٍ قَوْلًا، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ و كَانَ فِي و لَدِهِ أَوْ وَلَدِ «5» و لَدِهِ، فَلَا تُنْكِرُوا «6» ذلِكَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ». «7»

1410/ 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «قَدْ يَقُومُ الرَّجُلُ بِعَدْلٍ أَوْ بِجَوْرٍ «8»، و يُنْسَبُ‏ «9» إِلَيْهِ وَ لَمْ يَكُنْ‏ «10» قَامَ بِهِ، فَيَكُونُ ذلِكَ ابْنَهُ أَوِ ابْنَ ابْنِهِ مِنْ بَعْدِهِ، فَهُوَ هُوَ «11»». «12»

______________________________

 (1). في تفسير القمّي:+/ «لكم».

 (2). في «ج، ض، ف، بر، بس، بف» و الوافي و تفسير القمّي و البحار: «فكان».

 (3). في «بر»: «فلا ينكروا».

 (4). تفسير القمّي، ج 1، ص 101، عن إبراهيم بن هاشم. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 171، ح 39، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 473، ح 982؛ البحار، ج 52، ص 119، ح 49.

 (5). في «ض»:-/ «ولد».

 (6). في «بر»: «فلا ينكروا».

 (7). قرب الإسناد، ص 351، ح 1260 مرسلًا، مع اختلاف يسير الوافي، ج 2، ص 474، ح 983؛ البحار، ج 26، ص 223، ح 1.

 (8). في «ف»: «يعدل أو يجوز».

 (9). قوله: «ينسب» عطف على «يقوم» أي و قد ينسب. و الضمير المستتر راجع إلى العدل أو الجور. و جملة «لم يكن» حال. و «ذلك» إشارة إلى القائم بالعدل أو الجور حقيقةً.

 (10). في «ف»:+/ «فيه».

 (11). أي يكون القائم بالعدل أو الجور حقيقةً هو المنسوبَ إليه.

 (12). الوافي، ج 2، ص 474، ح 984؛ البحار، ج 26، ص 223، ح 2.

708
الکافي2 (ط - دارالحديث)

128 - باب أن الأئمة عليهم السلام كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه ص : 709

 

128- بَابُ‏ «1» أَنَّ الْأَئِمَّةَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ‏ «2» كُلَّهُمْ قَائِمُونَ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالى‏ هَادُونَ إِلَيْهِ‏

1411/ 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدٍ أَبِي الْحَسَنِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ:

أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ و هُوَ بِالْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: عَلَيَّ نَذْرٌ بَيْنَ الرُّكْنِ و الْمَقَامِ إِنْ‏ «3» أَنَا لَقِيتُكَ أَنْ لَاأَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتّى‏ أَعْلَمَ أَنَّكَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ أَمْ لَا؟

فَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْ‏ءٍ، فَأَقَمْتُ ثَلَاثِينَ يَوْماً، ثُمَّ اسْتَقْبَلَنِي فِي طَرِيقٍ، فَقَالَ: «يَا حَكَمُ، و إِنَّكَ‏ «4» لَهاهُنَا «5» بَعْدُ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ‏ «6»، إِنِّي أَخْبَرْتُكَ بِمَا جَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ، فَلَمْ تَأْمُرْنِي‏ «7»، و لَمْ تَنْهَنِي‏ «8» عَنْ شَيْ‏ءٍ، و لَمْ تُجِبْنِي بِشَيْ‏ءٍ، فَقَالَ: «بَكِّرْ عَلَيَّ غُدْوَةً الْمَنْزِلَ» فَغَدَوْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «سَلْ عَنْ‏ «9» حَاجَتِكَ» فَقُلْتُ: إِنِّي جَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَ‏ «10» نَذْراً و صِيَاماً وَ صَدَقَةً بَيْنَ الرُّكْنِ و الْمَقَامِ إِنْ أَنَا لَقِيتُكَ أَنْ لَاأَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتّى‏ أَعْلَمَ أَنَّكَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ أَمْ لَا، فَإِنْ كُنْتَ أَنْتَ رَابَطْتُكَ‏ «11»، و إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ سِرْتُ فِي الْأَرْضِ فَطَلَبْتُ الْمَعَاشَ.

فَقَالَ: «يَا حَكَمُ، كُلُّنَا قَائِمٌ‏ «12» بِأَمْرِ اللَّهِ». قُلْتُ: فَأَنْتَ الْمَهْدِيُّ؟ قَالَ: «كُلُّنَا نَهْدِي‏ «13»

______________________________

 (1). في «ج»:-/ «باب».

 (2). في حاشية «ج»:+/ «و الرضوان».

 (3). في البحار: «إذا».

 (4). في «ب»: «و إنّكم».

 (5). في «ض»: «هنا» بدل «لهاهنا».

 (6). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و البحار:-/ «نعم».

 (7). في مرآة العقول:+/ «بشي‏ء».

 (8). في «بر»: «و لا تنهني».

 (9). في «ب، ض»:-/ «عن». و في «بر»: «من».

 (10). في «ب»:-/ «عليّ».

 (11). أي حبست نفسي على نصرتك و موالاة أوليائك و مجاهدة أعدائك.

 (12). في «ف»: «يا حكم كنّا كلّنا قائم آل محمّد».

 (13). في «ب، ض، بح، بس» و مرآة العقول، و البحار: «يهدي» بالياء. و قوله: «نهدي» أو «يهدي» إمّا مجرّد ف معلوم، أو من باب الافتعال بتشديد الدال. و الأنسب بالمهديّ هو المجرّد المعلوم. قال في المرآة: «يهدي إلى اللَّه على بناء المجرّد المعلوم؛ لأنّ الهادي يكون مهديّاً لا محالة، فأجاب عنه بلازمه».

709
الکافي2 (ط - دارالحديث)

128 - باب أن الأئمة عليهم السلام كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه ص : 709

إِلَى اللَّهِ». قُلْتُ: فَأَنْتَ‏ «1» صَاحِبُ السَّيْفِ‏ «2»؟ قَالَ: «كُلُّنَا صَاحِبُ السَّيْفِ، و و ارِثُ السَّيْفِ».

قُلْتُ: فَأَنْتَ الَّذِي تَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللَّهِ، و يَعِزُّ «3» بِكَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ، و يَظْهَرُ بِكَ دِينُ اللَّهِ؟

فَقَالَ: «يَا حَكَمُ، كَيْفَ أَكُونُ أَنَا و قَدْ «4» بَلَغْتُ خَمْساً و أَرْبَعِينَ سَنَةً «5»؟! و إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ «6» أَقْرَبُ عَهْداً بِاللَّبَنِ‏ «7» مِنِّي، و أَخَفُّ عَلى‏ ظَهْرِ الدَّابَّةِ». «8»

1412/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقَائِمِ، فَقَالَ: «كُلُّنَا قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، و احِدٌ «9» بَعْدَ و احِدٍ، حَتّى‏ يَجِي‏ءَ صَاحِبُ السَّيْفِ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُ‏ «10» السَّيْفِ، جَاءَ بِأَمْرٍ غَيْرِ الَّذِي كَانَ». «11»

1413/ 3. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ» «12»؟ قَالَ: «إِمَامِهِمُ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، و هُوَ قَائِمُ أَهْلِ زَمَانِهِ‏ «13»». «14»

______________________________

 (1). في «ب، ف، بف»:-/ «فأنت».

 (2). في «ف»:+/ «و وارث السيف».

 (3). في «ف، بح»: «تعزّ».

 (4). في البحار:-/ «قد».

 (5). في «ض، ف، بح، بر» و الوافي و البحار:-/ «سنة».

 (6). في البحار:-/ «الأمر».

 (7). في «بر، بف»: «بالدين».

 (8). الوافي، ج 2، ص 474، ح 985؛ البحار، ج 51، ص 140، ح 14.

 (9). في «ف»: «واحداً».

 (10). في «ف»:-/ «صاحب».

 (11). الوافي، ج 2، ص 475، ح 986.

 (12). الإسراء (17): 71.

 (13). في المرآة: «ذكره في الباب لإطلاق القائم على كلّ إمام».

 (14). الوافي، ج 2، ص 476، ح 988.

710
الکافي2 (ط - دارالحديث)

129 - باب صلة الإمام ص : 711

 

129- بَابُ صِلَةِ الْإِمَامِ‏

1414/ 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِمَامَ يَحْتَاجُ إِلى‏ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، فَهُوَ كَافِرٌ «1»؛ إِنَّمَا النَّاسُ يَحْتَاجُونَ أَنْ يَقْبَلَ‏ «2» مِنْهُمُ الْإِمَامُ؛ قَالَ‏ «3» اللَّهُ عَزَّ و جَلَّ: «خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ‏ وَ تُزَكِّيهِمْ‏ بِها» «4»». «5»

1415/ 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ عِيسَى بْنِ سُلَيْمَانَ النَّحَّاسِ‏ «6»، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْخَيْبَرِيِّ و «7» يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ، قَالَا:

______________________________

 (1). في مرآة العقول: «فهو كافر، أي غير عارف بفضل الإمام و أنّه قادر على قلب الجبال ذهباً بدعائه؛ فالكفر في‏مقابلة الإيمان الكامل. أو محمول على ما إذا كان ذلك على و جه التحقير و الإزراء بشأنه عليه السلام».

 (2). في «ض»: «تقبّل».

 (3). في «ج، بح، بر»: «و قال».

 (4). التوبة (9): 103. و في «ف»:+/ «الآية».

 (5). الوافي، ج 10، ص 279، ح 9580.

 (6). في «ج، بح، بر، بس» و الوافي: «النخّاس».

 (7). في البحار:-/ «الخيبري و». و لم نجد رواية المفضّل بن عمر عن الخيبري في غير هذا المورد، بل و ردت رواية الخيبري عن المفضّل، في التهذيب، ج 7، ص 470، ح 1882، كما و ردت روايته عن يونس بن ظبيان في الكافي، ح 1253؛ و بصائر الدرجات، ص 438، ح 3؛ و كامل الزيارات، ص 126، ح 4، و ص 138، ح 3. و وردت أيضاً روايته عن يونس بن ظبيان و مفضّل بن عمر- معطوفين- في الكافي، ح 1284؛ و الخصال، ص 47، ح 5. و صرّح ابن الغضائري في ترجمة خيبري أنّه: «كان يصحب يونس بن ظبيان و يكثر الرواية عنه». راجع: الرجال لابن الغضائري، ص 56، الرقم 43.

هذا، و قد روى عيسى بن سليمان عن المفضّل بن عمر في الغيبة للنعماني، ص 284، ح 3. و يظهر من رجال الكشّي، ص 329، الرقم 598، أنّ عيسى بن سليمان كان في طبقة رواة المفضّل. و وردت في الكافي، ح 3787، رواية عثمان بن سليمان النخّاس عن مفضّل بن عمر و يونس بن ظبيان. و لا يبعد اتّحاد ابن سليمان هذا مع عيسى بن سليمان و وقوع التصحيف في أحد العنوانين.

إذا تبيّن هذا، فلا يبعد القول بوقوع التحريف في السند، و أنّ الصواب «عيسى بن سليمان النحّاس و الخيبري عن المفضّل بن عمر و يونس بن ظبيان».

هذا ما استفدناه ممّا أفاده العلّامة الخبير السيّد موسى‏الشبيريّ- دام ظلّه- في تعليقته على السند، مع شي‏ء من الزيادة.

711
الکافي2 (ط - دارالحديث)

129 - باب صلة الإمام ص : 711

سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ أَحَبَ‏ «1» إِلَى اللَّهِ مِنْ إِخْرَاجِ الدَّرَاهِمِ‏ «2» إِلَى الْإِمَامِ، و إِنَ‏ «3» اللَّهَ لَيَجْعَلُ لَهُ‏ «4» الدِّرْهَمَ‏ «5» فِي الْجَنَّةِ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ». ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ‏ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ‏ أَضْعافاً كَثِيرَةً» «6»». قَالَ‏ «7»:

 «هُوَ و اللَّهِ فِي صِلَةِ الْإِمَامِ خَاصَّةً». «8»

1416/ 3. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ مُعَاذٍ صَاحِبِ الْأَكْسِيَةِ، قَالَ‏ «9»:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَسْأَلْ خَلْقَهُ مَا «10» فِي أَيْدِيهِمْ‏ «11» قَرْضاً مِنْ حَاجَةٍ بِهِ إِلى‏ ذلِكَ، و مَا كَانَ لِلَّهِ مِنْ حَقٍّ فَإِنَّمَا هُوَ لِوَلِيِّهِ». «12»

1417/ 4. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ «13»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ:

عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلْتُهُ‏ «14» عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ‏

______________________________

 (1). في مرآة العقول: «ما من شي‏ء، «من» مزيدة لتأكيد العموم، أي من جملة الإخراجات و العطايا و الصدقات. «أحبّ» بالنصب، أي أشدّ محبوبيّة».

 (2). في «ف»: «الدرهم».

 (3). في «ف»: «فإنّ».

 (4). في «بر»: «لهم».

 (5). في «ف»: «الدراهم».

 (6). البقرة (2): 245. و في البحار: «وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ» بدل‏ «أَضْعافاً كَثِيرَةً». و هي الآية 11 من سورة الحديد (57).

 (7). في البحار: «ثمّ قال».

 (8). الوافي، ج 10، ص 361، ح 9698؛ البحار، ج 24، ص 279، ح 7.

 (9). في «بح»:+/ «قال».

 (10). في الوافي: «ممّا».

 (11). في «بر»: «يديهم».

 (12). الوافي، ج 10، ص 279، ح 9582.

 (13). السند معلّق، و يروي عن أحمد بن محمّد، عدّة من أصحابنا.

 (14). في «بر»: «سألت».

712
الکافي2 (ط - دارالحديث)

129 - باب صلة الإمام ص : 711

قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ» «1» قَالَ: «نَزَلَتْ‏ «2» فِي صِلَةِ الْإِمَامِ‏ «3»». «4»

1418/ 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَيَّاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا مَيَّاحُ، دِرْهَمٌ يُوصَلُ بِهِ‏ «5» الْإِمَامُ أَعْظَمُ و زْناً مِنْ‏ «6» أُحُدٍ». «7»

1419/ 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ يُونُسَ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «دِرْهَمٌ يُوصَلُ بِهِ‏ «8» الْإِمَامُ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفَيْ أَلْفِ‏ «9» دِرْهَمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ وُجُوهِ الْبِرِّ «10»». «11»

1420/ 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنِّي لَآخُذُ مِنْ أَحَدِكُمُ الدِّرْهَمَ- و إِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالًا- مَا أُرِيدُ بِذلِكَ إِلَّا أَنْ تُطَهَّرُوا». «12»

______________________________

 (1). الحديد (57): 11. و في ثواب الأعمال: «أَضْعافاً كَثِيرَةً» بدل‏ «وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ». و هي الآية 245 من سورة البقرة (2).

 (2). في تفسير القمّي:-/ «نزلت».

 (3). في تفسير القمّي: «الأرحام» و في القوسين: «الإمام».

 (4). تفسير القمّي، ج 2، ص 351، بسنده عن أحمد بن محمّد؛ ثواب الأعمال، ص 124، ح 1، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن إسحاق بن عمّار، عن الصادق عليه السلام. و فيه، ص 125، ح 2، بسند آخر عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام و فيهما مع اختلاف يسير. الكافي، كتاب الروضة، ح 15276، بسند آخر عن رجل، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 131، ح 435، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن عليه السلام، مع اختلاف يسير؛ الفقيه، ج 2، ص 72، ح 1763، مرسلًا عن الصادق عليه السلام الوافي، ج 10، ص 362، ح 9701؛ البحار، ج 24، ص 278، ح 2، عن الكافي، ج 8.

 (5). في «ف»: «إلى».

 (6). في «ف»:+/ «جبل».

 (7). الوافي، ج 10، ص 361، ح 9699.

 (8). في «ف»:+/ «إلى».

 (9). في الفقيه: «ألف ألف». و في «ض»: «ألف». و في «بر»: «ألفي».

 (10). في الفقيه: «ينفق في غيره في سبيل اللَّه عزّ و جلّ» بدل «فيما سواه من و جوه البرّ». و «البرّ»: الخير و الفضل. المصباح المنير، ص 43 (برر).

 (11). الفقيه، ج 2، ص 73، ح 1764، مرسلًا الوافي، ج 10، ص 362، ح 9700.

 (12). الفقيه، ج 2، ص 44، ح 1658؛ و علل الشرائع، ص 377، ح 1، بسنده فيهما عن أحمد بن محمّد بن ف عيسى الوافي، ج 10، ص 279، ح 9581؛ الوسائل، ج 9، ص 483، ذيل ح 12542.

713
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

 

130- بَابُ‏ «1» الْفَيْ‏ءِ و الْأَنْفَالِ و تَفْسِيرِ الْخُمُسِ و حُدُودِهِ و مَا يَجِبُ فِيهِ‏

إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- جَعَلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا بِأَسْرِهَا لِخَلِيفَتِهِ؛ حَيْثُ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ:

 «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» «2» فَكَانَتِ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا لآِدَمَ، و صَارَتْ بَعْدَهُ لِأَبْرَارِ وُلْدِهِ و خُلَفَائِهِ، فَمَا غَلَبَ عَلَيْهِ أَعْدَاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ بِحَرْبٍ أَوْ غَلَبَةٍ، سُمِّيَ فَيْئاً، وَ هُوَ أَنْ يَفِي‏ءَ إِلَيْهِمْ بِغَلَبَةٍ و حَرْبٍ، و كَانَ حُكْمُهُ‏ «3» فِيهِ مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالى‏: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏ وَ الْيَتامى‏ وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ» «4» فَهُوَ لِلَّهِ و لِلرَّسُولِ و لِقَرَابَةِ الرَّسُولِ؛ فَهذَا هُوَ الْفَيْ‏ءُ الرَّاجِعُ، و إِنَّمَا يَكُونُ الرَّاجِعُ مَا كَانَ فِي يَدِ غَيْرِهِمْ، فَأُخِذَ مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ.

وَ أَمَّا مَا رَجَعَ إِلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُوجَفَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ و لَارِكَابٍ، فَهُوَ الْأَنْفَالُ، هُوَ لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ خَاصَّةً، لَيْسَ‏ «5» لِأَحَدٍ فِيهِ‏ «6» الشِّرْكَةُ «7»، و إِنَّمَا جُعِلَ‏ «8» الشِّرْكَةُ فِي شَيْ‏ءٍ قُوتِلَ عَلَيْهِ، فَجُعِلَ لِمَنْ قَاتَلَ مِنَ الْغَنَائِمِ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ، و لِلرَّسُولِ سَهْمٌ، و الَّذِي لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقْسِمُهُ‏ «9» عَلى‏ «10» سِتَّةِ أَسْهُمٍ: ثَلَاثَةٌ «11» لَهُ، و ثَلَاثَةٌ لِلْيَتَامى‏ و الْمَسَاكِينِ و ابْنِ السَّبِيلِ.

وَ أَمَّا الْأَنْفَالُ، فَلَيْسَ هذِهِ سَبِيلَهَا، كَانَتْ‏ «12» لِلرَّسُولِ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَاصَّةً، و كَانَتْ‏ «13» فَدَكُ‏

______________________________

 (1). في «ج»:-/ «باب».

 (2). البقرة (2): 30.

 (3). في «بر» و حاشية «بف»: «حكم اللَّه».

 (4). الأنفال (8): 41.

 (5). في «بر» و الوافي: «و ليس».

 (6). في «ج»: «فيها» أي الأنفال.

 (7). في «بح، بس، بف»: «شركة».

 (8). في «ف»: «جعلت».

 (9). في «ض»: «يقسّمه» بالتضعيف.

 (10). في شرح المازندراني و مرآة العقول:-/ «على».

 (11). يجوز فيه البدليّة.

 (12). هكذا في النسخ التي قوبلت. و في المطبوع: «كان».

 (13). في شرح المازندراني: «كان». و اختلف في انصراف فدك و عدمه و اخترنا عدم الانصراف.

714
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «1» خَاصَّةً؛ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَتَحَهَا و أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمْ‏ «2» يَكُنْ مَعَهُمَا أَحَدٌ، فَزَالَ عَنْهَا اسْمُ الْفَيْ‏ءِ، و لَزِمَهَا اسْمُ الْأَنْفَالِ؛ و كَذلِكَ الْآجَامُ‏ «3» و الْمَعَادِنُ و الْبِحَارُ وَ الْمَفَاوِزُ «4» هِيَ لِلْإِمَامِ خَاصَّةً، فَإِنْ عَمِلَ فِيهَا قَوْمٌ بِإِذْنِ الْإِمَامِ، فَلَهُمْ أَرْبَعَةُ أَخْمَاسٍ، وَ لِلْإِمَامِ خُمُسٌ، و الَّذِي لِلْإِمَامِ يَجْرِي مَجْرَى‏الْخُمُسِ، و مَنْ عَمِلَ فِيهَا بِغَيْرِ إِذْنِ الْإِمَامِ، فَالْإِمَامُ‏ «5» يَأْخُذُهُ كُلَّهُ، لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ شَيْ‏ءٌ، و كَذلِكَ مَنْ عَمَّرَ شَيْئاً، أَوْ أَجْرى‏ قَنَاةً، أَوْ عَمِلَ فِي أَرْضٍ خَرَابٍ بِغَيْرِ إِذْنِ صَاحِبِ الْأَرْضِ، فَلَيْسَ لَهُ ذلِكَ، فَإِنْ شَاءَ أَخَذَهَا مِنْهُ كُلَّهَا «6»، و إِنْ شَاءَ تَرَكَهَا فِي يَدِهِ‏ «7». «8»

1421/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏ «9»، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «نَحْنُ و اللَّهِ الَّذِينَ‏ «10» عَنَى اللَّهُ بِذِي‏ «11» الْقُرْبَى،

______________________________

 (1). في «بف»:+/ «له». و في «بس»: «للرسول» بدل «لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله».

 (2). في «بس»: «و لم».

 (3). «الآجام»: جمع الجمع لأجَمَة، و هي الشجر المُلْتَفّ. المصباح المنير، ص 6 (أجم).

 (4). «المفازة»: البَرّيّة القفر، و هي الخلأ من الأرض، لا ماء فيه و لا ناس و لا كلأ. قال ابن الأعرابي: سمّيت بذلك‏لأنّها مهلكة من فوّز، أي هلك. و قال الأصمعي: سمّيت بذلك تفاؤلًا بالسلامة و الفوز. الصحاح، ج 3، ص 890؛ النهاية، ج 3، ص 478 (فوز).

 (5). في «ب»: «فللإمام أن». و في «ف»: «فإنّ الإمام».

 (6). في «ف»:-/ «كلّها».

 (7). في «ب، ج، ف، بس» و حاشية «بح»: «يديه».

 (8). الوافي، ج 10، ص 282، ذيل ح 9588.

 (9). في الوسائل:+/ «عن عمر بن اذينة». و هو سهو؛ فقد روى حمّاد بن عيسى كتاب إبراهيم بن عمر اليماني‏وتكرّرت روايته عنه في الأسناد مباشرةً. راجع: رجال النجاشي، ص 20، الرقم 26؛ الفهرست للطوسي، ص 21، الرقم 20؛ معجم رجال الحديث، ج 6، ص 425-/ 426.

أضف إلى ذلك ما تقدّم في الكافي، ذيل ح 504، من أنّ هذا السند أحد الطرق إلى كتاب سليم بن قيس.

 (10). في «ض، بح»: «الذي».

 (11). في «ف»: «بذوي».

715
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

الَّذِينَ‏ «1» قَرَنَهُمُ‏ «2» اللَّهُ بِنَفْسِهِ و نَبِيِّهِ‏ «3» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ: «ما أَفاءَ اللَّهُ‏ عَلى‏ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى‏ فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏ وَ الْيَتامى‏ وَ الْمَساكِينِ» «4» مِنَّا خَاصَّةً، و «5» لَمْ يَجْعَلْ لَنَا سَهْماً فِي الصَّدَقَةِ «6»، أَكْرَمَ اللَّهُ نَبِيَّهُ و أَكْرَمَنَا أَنْ يُطْعِمَنَا أَوْسَاخَ مَا فِي‏ «7» أَيْدِي النَّاسِ». «8»

1422/ 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏» «9» قَالَ: «هُمْ قَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و الْخُمُسُ‏ «10» لِلَّهِ و لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ لَنَا». «11»

______________________________

 (1). في «ض، بف»: «و الذين».

 (2). في «ف»: «قرّبهم».

 (3). في الوسائل: «بنبيّه».

 (4). الحشر (59): 7.

 (5). في الوافي و كتاب سليم: «لأنّه» بدل «و».

 (6). في كتاب سليم: «في سهم الصدقة نصيباً و» بدل «سهماً في الصدقة».

 (7). في كتاب سليم:-/ «ما في».

 (8). كتاب سليم بن قيس، ص 718، ح 18، ذيل خطبة الإمام، عن سليم بن قيس. الكافي، كتاب الروضة، ح 14832، ضمن خطبة الإمام، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عثمان، عن سليم بن قيس، و فيهما مع اختلاف يسير. التهذيب، ج 4، ص 126، ح 362، بسنده عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عيّاش، مع زيادة في أوّله. المقنعة، ص 277، مرسلًا عن أبان بن أبي عياش الوافي، ج 10، ص 281، ح 9587؛ الوسائل، ج 9، ص 511، ح 12603.

 (9). الأنفال (8): 41.

 (10). في «بر، بف» و شرح المازندراني و الوافي: «فالخمس».

 (11). الكافي، كتاب الحجّة، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، ح 1099، و فيه بعد الآية هكذا: «قال: أمير المؤمنين و الأئمّة»؛ الفقيه، ج 2، ص 42، ح 1651؛ التهذيب، ج 4، ص 125، ح 360، و فيهما مع زيادة و اختلاف؛ و في كلّها بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 61، ح 50، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام مع زيادة في آخره؛ و فيه، ص 62، ح 55، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام و فيها إلى قوله: «هم قرابة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله» مع اختلاف يسير؛ و فيه، ص 62، ح 56، عن محمّد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام، و فيه بعد الآية هكذا: «الخمس للَّه‏وللرسول و هو لنا» الوافي، ج 10، ص 280، ح 9585؛ الوسائل، ج 9، ص 511، ح 12604.

716
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

1423/ 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «الْأَنْفَالُ مَا لَمْ يُوجَفْ‏ «1» عَلَيْهِ بِخَيْلٍ و لَارِكَابٍ، أَوْ قَوْمٌ صَالَحُوا، أَوْ قَوْمٌ أَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ، و كُلُّ أَرْضٍ خَرِبَةٍ، و بُطُونُ الْأَوْدِيَةِ، فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و هُوَ لِلْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ «2»». «3»

1424/ 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ‏ «4»، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا:

عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «5»، قَالَ: «الْخُمُسُ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ «6»: مِنَ الْغَنَائِمِ، و الْغَوْصِ، وَ مِنَ الْكُنُوزِ، و مِنَ الْمَعَادِنِ، و الْمَلَّاحَةِ «7».

يُؤْخَذُ مِنْ كُلِّ هذِهِ الصُّنُوفِ الْخُمُسُ، فَيُجْعَلُ لِمَنْ جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالى‏ لَهُ‏ «8»،

______________________________

 (1). الوجف و الإيجاف: سرعة السير، يقال: راكب الفرس يوجف. راجع: ترتيب كتاب العين، ج 6، ص 190؛ لسان العرب، ج 9، ص 352 (وجف).

 (2). في حاشية «ج»: «شاء».

 (3). التهذيب، ج 4، ص 133، ح 370؛ و ص 149، ح 416، بسند آخر؛ و فيه، ص 134، ح 376، بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام، مع زيادة في آخره؛ تفسير القمّي، ج 1، ص 254 بسند آخر، مع اختلاف و زيادة. و في المقنعة، ص 290؛ و تفسير العيّاشي، ج 2، ص 47، ح 7، مرسلًا عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، مع اختلاف يسير؛ و فيه، ح 5، مرسلًا عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام؛ و فيه، ح 10، عن أبي اسامة بن زيد عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ و فيه، ص 48، ح 18، عن سماعة عن أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ و فيه، ص 49، ح 21، عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، مع اختلاف الوافي، ج 10، ص 301، ح 9600؛ الوسائل، ج 9، ص 523، ح 12625.

 (4). في «بر»:-/ «بن هاشم».

 (5). في الكافي، ح 8271: «أبي الحسن عليه السلام» بدل «العبد الصالح». و في التهذيب و الوافي:+/ «أبي الحسن‏الأوّل عليه السلام».

 (6). في الكافي، ح 8271: «يؤخذ الخمس» بدل «الخمس من خمسة أشياء».

 (7). «الملّاحة»: منبت الملح. لسان العرب، ج 2، ص 600 (ملح).

 (8). في الكافي ح 8271:-/ «له».

717
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

وَ يُقْسَمُ‏ «1» الْأَرْبَعَةُ الْأَخْمَاسِ‏ «2» بَيْنَ مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ و و لِيَ ذلِكَ، و يُقْسَمُ بَيْنَهُمُ الْخُمُسُ عَلى‏ سِتَّةِ أَسْهُمٍ: سَهْمٌ لِلَّهِ، و سَهْمٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، و سَهْمٌ لِذِي الْقُرْبى‏، و سَهْمٌ لِلْيَتَامى‏، و سَهْمٌ لِلْمَسَاكِينِ، و سَهْمٌ لِأَبْنَاءِ السَّبِيلِ.

فَسَهْمُ اللَّهِ و سَهْمُ رَسُولِ اللَّهِ لِأُولِي الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و وِرَاثَةً؛ فَلَهُ‏ «3» ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ: سَهْمَانِ و وِرَاثَةً «4»، و سَهْمٌ مَقْسُومٌ لَهُ مِنَ اللَّهِ، و لَهُ‏ «5» نِصْفُ الْخُمُسِ كَمَلًا، و نِصْفُ الْخُمُسِ الْبَاقِي بَيْنَ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَسَهْمٌ‏ «6» لِيَتَامَاهُمْ، و سَهْمٌ لِمَسَاكِينِهِمْ، و سَهْمٌ لِأَبْنَاءِ سَبِيلِهِمْ، يُقْسَمُ بَيْنَهُمْ عَلَى الْكِتَابِ و السُّنَّةِ «7» مَا يَسْتَغْنُونَ بِهِ‏ «8» فِي سَنَتِهِمْ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْهُمْ شَيْ‏ءٌ فَهُوَ لِلْوَالِي، و إِنْ عَجَزَ أَوْ نَقَصَ عَنِ اسْتِغْنَائِهِمْ، كَانَ عَلَى الْوَالِي أَنْ يُنْفِقَ مِنْ عِنْدِهِ بِقَدْرِ مَا يَسْتَغْنُونَ بِهِ، و إِنَّمَا صَارَ عَلَيْهِ أَنْ يَمُونَهُمْ‏ «9» لِأَنَّ لَهُ مَا فَضَلَ عَنْهُمْ.

وَ إِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ هذَا الْخُمُسَ خَاصَّةً لَهُمْ دُونَ مَسَاكِينِ النَّاسِ و أَبْنَاءِ سَبِيلِهِمْ؛ عِوَضاً لَهُمْ مِنْ‏ «10» صَدَقَاتِ النَّاسِ؛ تَنْزِيهاً مِنَ اللَّهِ لَهُمْ لِقَرَابَتِهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ‏ «11» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؛

______________________________

 (1). في «ب»: «و تقسم».

 (2). في الكافي، ح 8271 و التهذيب: «أربعة أخماس».

 (3). في «ج، ض، ف، بس» و حاشية «بر» و الوسائل، ح 12607: «و له».

 (4). في «ض»: «وراثته».

 (5). في «بر، بف» و حاشية «ف» و التهذيب، ح 366: «فله».

 (6). في «بر»: «و سهم».

 (7). في الوافي و التهذيب، ح 366: «الكفاف و السعة» بدل «الكتاب و السنّة». و قال في الوافي: «و يشبه أن يكون‏أحدهما تصحيف الآخر».

 (8). في شرح المازندراني:-/ «به».

 (9). «المؤُونة»: تهمز و لا تهمز. و هي فَعولة. و قال الفرّاء: هي مَفْعلة من الأين، و هو التعب و الشدّة. و يقال: هي مَفْعلة من الأوْن، و هو الخُرْج و العِدْل؛ لأنّها ثقل على الإنسان. و مأنْتُ القومَ أمْؤُنُهُم مأناً، إذا احتملتَ مَؤونتَهم؛ أي قُوتَهم. القاموس المحيط، ج 4، ص 269 (مأن).

 (10). في «ب، ف»: «عن».

 (11). في «بح»: «رسول». و في الوافي و التهذيب، ح 366: «من رسول».

718
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

وَ كَرَامَةً مِنَ اللَّهِ لَهُمْ عَنْ‏ «1» أَوْسَاخِ النَّاسِ، فَجَعَلَ لَهُمْ خَاصَّةً مِنْ عِنْدِهِ مَا يُغْنِيهِمْ بِهِ عَنْ أَنْ يُصَيِّرَهُمْ فِي مَوْضِعِ الذُّلِّ و الْمَسْكَنَةِ، و لَابَأْسَ بِصَدَقَاتِ بَعْضِهِمْ عَلى‏ بَعْضٍ.

وَ هؤُلَاءِ الَّذِينَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُمُ الْخُمُسَ هُمْ قَرَابَةُ النَّبِيِّ، الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ، فَقَالَ:

 «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» «2» و هُمْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْفُسُهُمْ، الذَّكَرُ مِنْهُمْ و الْأُنْثى‏، لَيْسَ فِيهِمْ مِنْ أَهْلِ‏ «3» بُيُوتَاتِ قُرَيْشٍ، و لَامِنَ الْعَرَبِ أَحَدٌ، و لَافِيهِمْ و لَامِنْهُمْ فِي هذَا الْخُمُسِ مِنْ‏ «4» مَوَالِيهِمْ، و قَدْ تَحِلُّ صَدَقَاتُ النَّاسِ لِمَوَالِيهِمْ، و هُمْ و النَّاسُ سَوَاءٌ.

وَ مَنْ كَانَتْ أُمُّهُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، و أَبُوهُ مِنْ سَائِرِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّ الصَّدَقَاتِ تَحِلُّ لَهُ، وَ لَيْسَ لَهُ مِنَ الْخُمُسِ شَيْ‏ءٌ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ يَقُولُ: «ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ‏» «5».

وَ لِلْإِمَامِ صَفْوُ الْمَالِ أَنْ يَأْخُذَ «6» مِنْ هذِهِ الْأَمْوَالِ صَفْوَهَا «7»-: الْجَارِيَةَ الْفَارِهَةَ، وَ الدَّابَّةَ الْفَارِهَةَ «8»، و الثَّوْبَ، و الْمَتَاعَ- بِمَا «9» يُحِبُ‏ «10» أَوْ «11» يَشْتَهِي، فَذلِكَ لَهُ قَبْلَ الْقِسْمَةِ «12» وَ قَبْلَ إِخْرَاجِ الْخُمُسِ، و لَهُ أَنْ يَسُدَّ بِذلِكَ الْمَالِ جَمِيعَ مَا يَنُوبُهُ‏ «13» مِنْ مِثْلِ إِعْطَاءِ

______________________________

 (1). في «ب»: «من».

 (2). الشعراء (26): 214.

 (3). في «ف»: «أصل».

 (4). في «بف» و التهذيب، ح 366:-/ «من». و في مرآة العقول: «و في بعض النسخ كما في التهذيب: مواليهم، بدون من، فهو مبتدأ و «لا فيهم» خبره قدّم عليه، أي ليس داخلًا فيهم حقيقة».

 (5). الأحزاب (33): 5.

 (6). قوله: «أن يأخذ» بدل لصفو المال.

 (7). في الكافي، ح 8271:-/ «من هذه الأموال صفوها».

 (8). «الجارية الفارهة»: المليحة الحسناء. و «الدابّة الفارهة»: الحاذقة النشيطة القويّة.

 (9). في الكافي، ح 8271 و الوافي و الوسائل، ح 12628، و التهذيب، ح 366: «ممّا». و في مرآة العقول: «قوله عليه السلام: بما يحبّ، كأنّ الباء للمصاحبة، أي مع ما يحبّ و يشتهي من غيرها. أو سببيّة. أو مصدريّة. و قيل: المتاع، بالفتح اسم التمتّع أي الانتفاع. و هو مرفوع بالعطف على «صفو المال» و الظرف متعلّق بالمتاع. أقول: و في التهذيب: ممّا يجب، فلا يحتاج إلى تكلّف».

 (10). في «بح»: «يجب».

 (11). في الكافي، ح 8271: «و».

 (12). في الكافي، ح 8271: «قسمة المال».

 (13). نابه أمرٌ ينوبه: أصابه. المصباح المنير، ص 621 (نوب).

719
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ و غَيْرِ ذلِكَ مِمَّا «1» يَنُوبُهُ، فَإِنْ بَقِيَ بَعْدَ ذلِكَ شَيْ‏ءٌ، أَخْرَجَ الْخُمُسَ مِنْهُ، فَقَسَمَهُ‏ «2» فِي أَهْلِهِ، و قَسَمَ الْبَاقِيَ عَلى‏ مَنْ و لِيَ‏ «3» ذلِكَ، و إِنْ لَمْ يَبْقَ بَعْدَ سَدِّ النَّوَائِبِ‏ «4» شَيْ‏ءٌ فَلَا شَيْ‏ءَ لَهُمْ.

وَ لَيْسَ لِمَنْ قَاتَلَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْأَرَضِينَ، و لَا «5» مَا غَلَبُوا عَلَيْهِ إِلَّا مَا احْتَوى‏ عَلَيْهِ‏ «6» الْعَسْكَرُ.

وَ لَيْسَ لِلْأَعْرَابِ مِنَ الْقِسْمَةِ «7» شَيْ‏ءٌ و إِنْ قَاتَلُوا مَعَ الْوَالِي‏ «8»؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَالَحَ الْأَعْرَابَ أَنْ يَدَعَهُمْ فِي دِيَارِهِمْ و لَايُهَاجِرُوا، عَلى‏ أَنَّهُ إِنْ دَهِمَ‏ «9» رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «10» مِنْ عَدُوِّهِ‏ «11» دَهْمٌ أَنْ يَسْتَنْفِرَهُمْ‏ «12»، فَيُقَاتِلَ بِهِمْ، و لَيْسَ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ، وَ سُنَّتُهُ‏ «13» جَارِيَةٌ فِيهِمْ و فِي غَيْرِهِمْ.

وَ الْأَرَضُونَ‏ «14» الَّتِي أُخِذَتْ عَنْوَةً «15» بِخَيْلٍ و «16» رِجَالٍ‏ «17»، فَهِيَ مَوْقُوفَةٌ مَتْرُوكَةٌ فِي‏

______________________________

 (1). في التهذيب: «غير ذلك من صنوف ما» بدل «غير ذلك ممّا».

 (2). يجوز فيه التثقيل أيضاً، و النسخ مختلفة.

 (3). في الوافي:+/ «من».

 (4). «النوائب»: جمع نائبة؛ و هي ما ينوب الإنسان، أي ينزل به من المهمّات و الحوادث. النهاية، ج 5، ص 123 (نوب).

 (5). في مرآة العقول و التهذيب، ج 4، ص 128:-/ «لا».

 (6). في مرآة العقول و التهذيب، ح 366:-/ «عليه».

 (7). في الكافي، ح 8271، و الوافي: «الغنيمة».

 (8). في الكافي، ح 8271: «الإمام».

 (9). «دَهِمَكَ»: غَشِيَكَ. القاموس المحيط، ج 4، ص 115 (دهم).

 (10). في «بس»:+/ «دهم».

 (11). في «بح»: «عدوّ».

 (12). في «ج، ض، بر، بح، بس، بف» و حاشية «ب» و الكافي، ح 8271، و التهذيب، ح 366: «يستفزّهم» و الاستغفزار: الإزعاج و الاستخفاف. و الاستنفار: الاستنجار و الاستنصار. النهاية، ج 5، ص 92 (نفر).

 (13). في «ب، ج، ض، بر» و حاشية بدرالدين و الكافي، ح 8271: «سنّة» خبر مبتدأ محذوف.

 (14). في الكافي، ح 8271 و التهذيب، ح 366: «الأرض».

 (15). العنوة»: التذلّل. و اخذت عنوة، أي خضعت أهلها فأسلموها. راجع: النهاية، ج 3، ص 315 (عنا).

 (16). في الكافي، ح 8271: «أو».

 (17). في الكافي، ح 8271، و التهذيب، ح 366: «و ركاب». و في مرآة العقول، ج 6، ص 262: «و رجال، أي مشاة. و ربما يقرأ بالحاء المهملة جمع رحل: مراكب للإبل. و في التهذيب: و ركاب، و هو أظهر و أوفق بالآية».

720
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

يَدِ «1» مَنْ يَعْمُرُهَا «2» و يُحْيِيهَا و يَقُومُ عَلَيْهَا عَلى‏ مَا يُصَالِحُهُمُ الْوَالِي عَلى‏ قَدْرِ طَاقَتِهِمْ مِنَ الْحَقِ‏ «3»: النِّصْفِ، أَوِ الثُّلُثِ، أَوِ الثُّلُثَيْنِ‏ «4»، و «5» عَلى‏ قَدْرِ مَا يَكُونُ لَهُمْ صَلَاحاً «6» و لَا يَضُرُّهُمْ.

فَإِذَا أُخْرِجَ مِنْهَا مَا أُخْرِجَ‏ «7» بَدَأَ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ الْعُشْرَ مِنَ الْجَمِيعِ‏ «8» مِمَّا سَقَتِ السَّمَاءُ، أَوْ سُقِيَ سَيْحاً «9»، و نِصْفَ الْعُشْرِ مِمَّا سُقِيَ بِالدَّوَالِي‏ «10» و النَّوَاضِحِ‏ «11»، فَأَخَذَهُ الْوَالِي، فَوَجَّهَهُ فِي الْجِهَةِ الَّتِي و جَّهَهَا اللَّهُ عَلى‏ ثَمَانِيَةِ أَسْهُمٍ: لِلْفُقَراءِ، وَ الْمَساكِينِ‏، وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها، وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَ فِي الرِّقابِ، وَ الْغارِمِينَ، وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَ ابْنِ السَّبِيلِ‏؛ ثَمَانِيَةَ «12» أَسْهُمٍ يَقْسِمُ‏ «13» بَيْنَهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ بِقَدْرِ مَا يَسْتَغْنُونَ بِهِ فِي سَنَتِهِمْ بِلَا ضِيقٍ وَ لَاتَقْتِيرٍ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْ ذلِكَ شَيْ‏ءٌ، رُدَّ إِلَى الْوَالِي، و إِنْ نَقَصَ مِنْ‏

______________________________

 (1). في «ب» و الكافي، ح 8271: «يدي». و في «بر» و الوافي: «أيدي».

 (2). في «ف، بف»: «يعمّرها».

 (3). في الوافي: «في بعض النسخ: من الخراج».

 (4). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس» و الكافي، ح 8271 و الوافي: «و الثلث و الثلثين».

 (5). في الكافي، ح 8271، و الوافي:-/ «و».

 (6). في الكافي، ح 8271، و التهذيب، ح 366: «صالحاً».

 (7). ظاهر مرآة العقول كون الفعلين معلومين؛ حيث قال: «و قال الشيخ في النهاية باستثناء المؤن كلّها ... و هذه‏العبارة ليست بصريحةٍ في الاستثناء؛ إذ يمكن أن يقرأ الفعلان على بناء المجهول، أي أخرج اللَّه من الأرض ما أخرج».

 (8). في «بر»: «الجمع».

 (9). أي بالماء الجاري. و «السيح»: الماء الجاري المنبسط على و جه الأرض. النهاية، ج 2، ص 432 (سيح).

 (10). «الدوالي»: جمع الدالية، و هي دَلْوٌ و نحوها، و خشب يُصْنَع كهيئة الصليب و يشدّ برأس الدلو ثمّ يؤخذ حبل يربط طرفه بذلك و طرفه بجذع قائم على رأس البئر و يسقى بها، فهي فاعلة بمعنى مفعولة. المصباح المنير، ص 199 (دلو).

 (11). نضح البعير الماء: حمله من نهر أو بئرٍ لسقي الزرع، فهو ناضح. سمّي ناضحاً لأنّه يَنضَح العطشَ أي يبُلُّه بالماء الذي يحمله. هذا أصله، ثمّ استعمل الناضح في كلّ بعير و إن لم يحمل الماء. و الجمع: نواضح. و فيما سقي بالنضح: أي بالماء الذي ينضحه الناضح. المصباح المنير، ص 610 (نضح).

 (12). «ثمانية»: مفعول مقدّم ل «يقسم». و في مرآة العقول: «ثمانية أسهم، مبتدأ، قسم خبره».

 (13). في «بح، بر»: «يقسمهم». و في مرآة العقول: «تقسم». و في التهذيب، ح 366: «يقسمها».

721
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

ذلِكَ شَيْ‏ءٌ و لَمْ يَكْتَفُوا «1» بِهِ، كَانَ عَلَى الْوَالِي أَنْ يَمُونَهُمْ‏ «2» مِنْ عِنْدِهِ بِقَدْرِ سَعَتِهِمْ‏ «3» حَتّى‏ يَسْتَغْنُوا، و يُؤْخَذُ بَعْدُ مَا بَقِيَ مِنَ الْعُشْرِ، فَيُقْسَمُ بَيْنَ الْوَالِي و بَيْنَ شُرَكَائِهِ الَّذِينَ هُمْ عُمَّالُ الْأَرْضِ و أَكَرَتُهَا «4»، فَيُدْفَعُ إِلَيْهِمْ أَنْصِبَاؤُهُمْ‏ «5» عَلى‏ «6» مَا صَالَحَهُمْ عَلَيْهِ، و يُؤْخَذُ «7» الْبَاقِي، فَيَكُونُ بَعْدَ «8» ذلِكَ أَرْزَاقَ أَعْوَانِهِ عَلى‏دِينِ اللَّهِ، و فِي مَصْلَحَةِ مَا يَنُوبُهُ‏ «9» مِنْ تَقْوِيَةِ الْإِسْلَامِ و تَقْوِيَةِ الدِّينِ فِي وُجُوهِ الْجِهَادِ و غَيْرِ ذلِكَ مِمَّا فِيهِ مَصْلَحَةُ الْعَامَّةِ، لَيْسَ لِنَفْسِهِ مِنْ ذلِكَ قَلِيلٌ و لَاكَثِيرٌ.

وَ لَهُ بَعْدَ الْخُمُسِ الْأَنْفَالُ، و الْأَنْفَالُ كُلُّ أَرْضٍ خَرِبَةٍ قَدْ بَادَ أَهْلُهَا، و كُلُّ أَرْضٍ لَمْ يُوجَفْ عَلَيْهَا «10» بِخَيْلٍ و لَارِكَابٍ، و لكِنْ صَالَحُوا صُلْحاً «11»، و أَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ عَلى‏ غَيْرِ قِتَالٍ؛ و لَهُ رُؤُوسُ الْجِبَالِ، و بُطُونُ الْأَوْدِيَةِ، و الْآجَامُ، و كُلُّ أَرْضٍ مَيْتَةٍ «12» لَارَبَّ لَهَا؛ وَ لَهُ صَوَافِي الْمُلُوكِ مَا «13» كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ غَيْرِ و جْهِ الْغَصْبِ؛ لِأَنَّ الْغَصْبَ كُلَّهُ مَرْدُودٌ؛ وَ هُوَ و ارِثُ مَنْ لَاوَارِثَ لَهُ، يَعُولُ‏ «14» مَنْ لَاحِيلَةَ لَهُ».

وَ قَالَ‏ «15»: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَتْرُكُ شَيْئاً مِنْ صُنُوفِ الْأَمْوَالِ إِلَّا و قَدْ قَسَمَهُ‏ «16»، فَأَعْطى‏ «17»

______________________________

 (1). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف». و في المطبوع: «لم تكتفوا».

 (2). في «ج، ف»: «يَمْأنَهم». و مأن يمأن، و مان يمون، بمعنى.

 (3). في التهذيب: «شبعهم».

 (4). «الأكَرَة»: جمع أكّار؛ اسم فاعل من أكَرْتُ الأرض: حرثتُها. المصباح المنير، ص 17 (أكر).

 (5). «النصيب»: الحصّة، و الجمع: أنصِبَة و أنصباء و نُصُب. المصباح المنير، ص 606 (نصب).

 (6). في التهذيب:+/ «قدر».

 (7). في التهذيب: «و يأخذ».

 (8). في الوافي و التهذيب، ح 366:-/ «بعد».

 (9). في «بر»: «ينويه».

 (10). في الوافي: «عليه».

 (11). في التهذيب: «صولحوا عليها» بدل «صالحوا صلحاً».

 (12). في مرآة العقول: «و كلّ أرض ميتة، بالتشديد و التخفيف».

 (13). في «بف» و التهذيب، ح 366: «ممّا».

 (14). في التهذيب: «و عليه ينزل كلّ» بدل «يعول».

 (15). في التهذيب:+/ «الفقيه عليه السلام».

 (16). يجوز بالتخفيف و التثقيل.

 (17). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوسائل، ح 12628. و في المطبوع: «و أعطى».

722
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ: الْخَاصَّةَ، و الْعَامَّةَ، و الْفُقَرَاءَ، و الْمَسَاكِينَ، و كُلَّ صِنْفٍ مِنْ صُنُوفِ النَّاسِ». فَقَالَ‏ «1»: «لَوْ عُدِلَ فِي النَّاسِ لَاسْتَغْنَوْا».

ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْعَدْلَ أَحْلى‏ مِنَ الْعَسَلِ، و لَايَعْدِلُ إِلَّا مَنْ يُحْسِنُ الْعَدْلَ».

قَالَ: «وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقْسِمُ صَدَقَاتِ الْبَوَادِي فِي الْبَوَادِي، و صَدَقَاتِ أَهْلِ الْحَضَرِ فِي أَهْلِ الْحَضَرِ، و لَايَقْسِمُ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ «2» عَلى‏ ثَمَانِيَةٍ «3» حَتّى‏ يُعْطِيَ أَهْلَ كُلِّ سَهْمٍ ثُمُناً، و لكِنْ يَقْسِمُهَا «4» عَلى‏ قَدْرِ مَنْ يَحْضُرُهُ مِنْ أَصْنَافِ‏ «5» الثَّمَانِيَةِ عَلى‏ قَدْرِ مَا يُقِيمُ‏ «6» كُلَّ صِنْفٍ مِنْهُمْ‏ «7» يُقَدِّرُ «8» لِسَنَتِهِ‏ «9»، لَيْسَ فِي ذلِكَ شَيْ‏ءٌ مَوْقُوتٌ‏ «10» و لَامُسَمًّى وَ لَامُؤَلَّفٌ‏ «11»، إِنَّمَا يَضَعُ‏ «12» ذلِكَ عَلى‏ قَدْرِ مَا يَرى‏ و مَا يَحْضُرُهُ حَتّى‏ يَسُدَّ كُلَ‏ «13» فَاقَةِ كُلِّ قَوْمٍ مِنْهُمْ، و إِنْ فَضَلَ مِنْ‏ «14» ذلِكَ فَضْلٌ، عَرَضُوا الْمَالَ جُمْلَةً «15» إِلى‏ «16» غَيْرِهِمْ.

______________________________

 (1). في الوافي و التهذيب، ج 4، ص 128: «و قال».

 (2). في شرح المازندراني: «بالتسوية».

 (3). في «ف» و التهذيب، ح 366:+/ «أسهم».

 (4). يجوز فيه التخفيف و التشديد.

 (5). في الوافي: «الأصناف».

 (6). في التهذيب: «ما يغني».

 (7). في «ض»:-/ «منهم».

 (8). في التهذيب: «بقدره».

 (9). في «ف»: «بقدر السنة».

 (10). في «ف، بر»: «موقوف». و في «بس» و التهذيب، ح 366: «موقّت». و شي‏ء مَوقوت و موقّت: محدود. أي لايكون لأدائه إلى الفقير و قت معيّن، أو لايكون له قدر معيّن بالتعيين النوعي؛ فالمسمّي المعيّن بالتعيين الشخصي. راجع: مرآة العقول، ج 6، ص 266؛ و أساس البلاغة، ص 506 (وقت).

 (11). في الوافي: «مؤلّف، بفتح اللام: معهود؛ من الإيلاف بمعنى العهد، كما في التنزيل: «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ» [قريش (106): 1] أي عهدهم». و في المرآة: «و لا مؤلّف، أي لا شي‏ء مكتوب في الكتب. أو المراد بالمؤلّف المتشابه و المتناسب؛ من الالفة، أي لايكون عطاء آحاد كلّ صنف متناسباً متشابهاً».

 (12). في «ف» و حاشية «ج» و التهذيب، ح 366: «يصنع».

 (13). في «ب، ض، بر»:-/ «كلّ».

 (14). في «ف»: «عن».

 (15). في الوافي و التهذيب، ح 366: «عن فقراء أهل المال حمله» بدل «عرضوا المال جملة». و جعل في الوافي ما في المتن من التصحيف البيّن، و المازندراني في شرحه بعد ما استظهر ما في التهذيب قال: «و المآل و احد».

 (16). في حاشية «ج»: «على».

723
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

وَ الْأَنْفَالُ إِلَى الْوَالِي‏ «1»، و كُلُّ أَرْضٍ فُتِحَتْ‏ «2» أَيَّامَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلى‏ آخِرِ الْأَبَدِ، و «3» مَا كَانَ افْتِتَاحاً بِدَعْوَةِ أَهْلِ الْجَوْرِ و أَهْلِ الْعَدْلِ‏ «4»؛ لِأَنَّ ذِمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْأَوَّلِينَ و الْآخِرِينَ ذِمَّةٌ و احِدَةٌ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: الْمُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ تَتَكَافى‏ «5» دِمَاؤُهُمْ، و «6» يَسْعى‏ بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ‏ «7».

وَ لَيْسَ فِي مَالِ الْخُمُسِ زَكَاةٌ؛ لِأَنَّ فُقَرَاءَ النَّاسِ جُعِلَ أَرْزَاقُهُمْ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ عَلى‏ ثَمَانِيَةِ أَسْهُمٍ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ‏ «8» أَحَدٌ، و جَعَلَ لِلْفُقَرَاءِ «9» قَرَابَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نِصْفَ الْخُمُسِ، فَأَغْنَاهُمْ بِهِ عَنْ صَدَقَاتِ النَّاسِ و صَدَقَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و و لِيِّ الْأَمْرِ، فَلَمْ يَبْقَ فَقِيرٌ مِنْ فُقَرَاءِ النَّاسِ، و لَمْ يَبْقَ فَقِيرٌ مِنْ فُقَرَاءِ قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَّا و قَدِ اسْتَغْنى‏، فَلَا فَقِيرَ، و لِذلِكَ لَمْ يَكُنْ عَلى‏ مَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و الْوَالِي‏ «10» زَكَاةٌ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ، و لكِنْ عَلَيْهِمْ أَشْيَاءُ «11» تَنُوبُهُمْ مِنْ وُجُوهٍ، و لَهُمْ مِنْ تِلْكَ الْوُجُوهِ كَمَا عَلَيْهِمْ». «12»

______________________________

 (1). أي الأنفال مفوّضة إلى الوالي. و «كلّ أرض» عطف على الأنفال. و في «ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي‏والتهذيب، ح 366، و الوسائل، ح 12628: «كلّ أرض» بدون الواو. و قال في الوافي: «في بعض النسخ: «و كلّ أرض» بالعطف، و هو أوضح».

 (2). هكذا في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و الوسائل، ح 12628. و في المطبوع:+/ «في».

 (3). في «ب، ض، ف، بس، بف» و الوافي و التهذيب، ح 366:-/ «و».

 (4). في التهذيب، ح 366: «ما كان افتتح بدعوة النبيّ صلى الله عليه و آله من أهل الجور و أهل العدل» أي بالدعوة إلى النبيّ‏الصادرة منهما.

 (5). في «بح»: «يتكافى».

 (6). في الوسائل، ح 12628:-/ «و».

 (7). في «ض، ف، بح، بر، بس، بف» و حاشية «ب، ج» و شرح المازندراني: «آخرهم». و في الوافي: «يعني إذا أعطى و احد من الجيش العدوّ أماناً، جاز ذلك على جميع المسلمين، و ليس لهم أن ينقضوا عليه عهده، سواء كان عادلًا أو جائراً».

 (8). في «ب»: «فيهم».

 (9). في الوافي: «لفقراء».

 (10). في الوسائل، ح 12628: «و الوليّ».

 (11). في الوافي: «أشياء- نوائب خ ل-».

 (12). الكافي، كتاب الجهاد، باب قسمة الغنيمة، ح 8271، و الموجود فيه فقرات منه إلى قوله: «على قدر ما يكون لهم صلاحاً و لا يضرّهم». التهذيب، ج 4، ص 128، ح 366، بسنده عن حمّاد بن عيسى؛ الخصال، ص 291، باب الخمسة، ح 53، بسنده عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن غير و احد، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، و تمام الرواية فيه: «الخمس على خمسة أشياء: على الكنوز و المعادن و الغوص و الغنيمة- و نسي ابن أبي عمير الخامس». و راجع: التهذيب، ج 4، ص 126، ح 364 الوافي، ج 10، ص 293، ح 9599؛ الوسائل، ج 9، ص 487، ح 12549، إلى قوله: «و من المعادن و الملاحة»؛ و فيه، ص 513، ح 12607؛ و فيه أيضاً، ص 524، ح 12628، من قوله: «و للإمام صفو المال» إلى قوله: «يسعى بذمّتهم أدناهم».

724
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

1425/ 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا- أَظُنُّهُ السَّيَّارِيَّ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ:

لَمَّا و رَدَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى‏ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الْمَهْدِيِّ رَآهُ يَرُدُّ الْمَظَالِمَ‏ «1»، فَقَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا بَالُ مَظْلِمَتِنَا لَاتُرَدُّ «2»؟» فَقَالَ لَهُ: و مَا ذَاكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ؟

قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ و تَعَالى‏- لَمَّا فَتَحَ عَلى‏ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَدَكَ‏ «3» و مَا والَاهَا، لَمْ يُوجَفْ عَلَيْهِ‏ «4» بِخَيْلٍ و لَارِكَابٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلى‏ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ» «5» فَلَمْ يَدْرِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ هُمْ، فَرَاجَعَ فِي ذلِكَ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و رَاجَعَ جَبْرَئِيلُ رَبَّهُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنِ ادْفَعْ فَدَكَ إِلى‏ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَدَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا فَاطِمَةُ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكِ فَدَكَ، فَقَالَتْ: قَدْ قَبِلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ اللَّهِ و مِنْكَ، فَلَمْ يَزَلْ وُكَلَاؤُهَا فِيهَا حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَلَمَّا وُلِّيَ أَبُو بَكْرٍ، أَخْرَجَ عَنْهَا وُكَلَاءَهَا، فَأَتَتْهُ، فَسَأَلَتْهُ أَنْ يَرُدَّهَا عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: ائْتِينِي بِأَسْوَدَ أَوْ «6» أَحْمَرَ يَشْهَدُ لَكِ بِذلِكِ، فَجَاءَتْ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ و أُمِّ أَيْمَنَ، فَشَهِدَا «7» لَهَا «8»، فَكَتَبَ لَهَا بِتَرْكِ التَّعَرُّضِ‏ «9»، فَخَرَجَتْ‏

______________________________

 (1). «المَظلِمَة»: اسم لما تطلبه عند الظالم. المصباح المنير، ص 268 (ظلم).

 (2). في «ب»: «أ لا تردّ».

 (3). اخترنا عدم الانصراف.

 (4). في «ف»: «عليهما». و في مرآة العقول و المقنعة و التهذيب: «عليها».

 (5). الإسراء (17): 26.

 (6). في «ض»: «و».

 (7). في «ب، ج، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و المقنعة و التهذيب: «فشهدوا».

 (8). في «ج»:-/ «لها».

 (9). في «ف، بر، بف» و حاشية «ج، بس»: «العرض».

725
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

وَ الْكِتَابُ مَعَهَا، فَلَقِيَهَا عُمَرُ، فَقَالَ: مَا هذَا مَعَكِ يَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ؟ قَالَتْ: كِتَابٌ كَتَبَهُ‏ «1» لِيَ‏ «2» ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، قَالَ‏ «3»: أَرِينِيهِ، فَأَبَتْ، فَانْتَزَعَهُ مِنْ يَدِهَا، و نَظَرَ فِيهِ، ثُمَّ تَفَلَ فِيهِ، و مَحَاهُ و خَرَقَهُ، فَقَالَ لَهَا: هذَا «4» لَمْ يُوجِفْ عَلَيْهِ أَبُوكِ بِخَيْلٍ و لَارِكَابٍ، فَضَعِي الْحِبَالَ‏ «5» فِي رِقَابِنَا».

فَقَالَ لَهُ الْمَهْدِيُّ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، حُدَّهَا لِي‏ «6»، فَقَالَ: «حَدٌّ مِنْهَا جَبَلُ أُحُدٍ، و حَدٌّ مِنْهَا عَرِيشُ مِصْرَ، و حَدٌّ مِنْهَا سِيفُ الْبَحْرِ، و حَدٌّ مِنْهَا دُومَةُ الْجَنْدَلِ». فَقَالَ‏ «7» لَهُ‏ «8»:

كُلُّ هذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هذَا كُلُّهُ‏ «9»، إِنَّ هذَا كُلَّهُ‏ «10» مِمَّا لَمْ يُوجِفْ عَلى‏ أَهْلِهِ‏ «11» رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِخَيْلٍ و لَارِكَابٍ». فَقَالَ: كَثِيرٌ، و أَنْظُرُ فِيهِ‏ «12». «13»

1426/ 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‏

______________________________

 (1). في البحار: «كتب».

 (2). في «بر»:-/ «لي».

 (3). في الوافي:+/ «لها».

 (4). في حاشية «ف»:+/ «ممّا».

 (5). في «بح، بر، بف» «الجبال» بالمعجمة. و في مرآة العقول، ج 6، ص 269: «في بعض النسخ بالحاء المهملة، أي ضعي الحبال في رقابنا لترفيعنا إلى حاكم، قاله تحقيراً و تعجيزاً، و قاله تفريعاً على المحال بزعمه، أي إنّك إذا أعطيت ذلك و ضعت الحبل على رقابنا و جعلتنا عبيداً لك، أو إنّك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها أبوك بأنّها ملكٌ، فاحكمي على رقابنا أيضاً بالملكيّة. و في بعض النسخ بالجيم، أي قدرت على و ضع الجبال على رقابنا جزاءً لما فعلنا فضعي، أو الجبال كناية عن الإثم و الوزر، و على التقديرين فالكلام أيضاً على الاستهزاء و التعجيز».

 (6). في البحار: «إلى».

 (7). في الوسائل: «قيل».

 (8). في «ج» و الوافي:-/ «له».

 (9). في الوسائل:-/ «يا أمير المؤمنين هذا كلّه».

 (10). في البحار:-/ «كلّه».

 (11). هكذا في «بج» و المطبوع. و سائر النسخ و الوافي و الوسائل و البحار: «أهله على».

 (12). في الوسائل:-/ «فقال: كثير و انظر فيه».

 (13). التهذيب، ج 4، ص 148، ح 414 بإسناده عن السيّاري؛ المقنعة، ص 288، مرسلًا عن السيّاري. راجع: تفسير العيّاشي، ج 2، ص 287، ح 49؛ و تفسير فرات، ص 239، ح 322 و 323؛ و ص 322، ح 437 و 438؛ و ص 323، ح 439 و 440 الوافي، ج 10، ص 306، ح 9612؛ الوسائل، ج 9، ص 525، ح 12629، من قوله: «قال: إنّ اللَّه تبارك و تعالى لمّا فتح ...»؛ البحار، ج 48، ص 156، ح 29.

726
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «الْأَنْفَالُ هُوَ «1» النَّفْلُ‏ «2»، و فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ جَدْعُ الْأَنْفِ‏ «3»». «4»

1427/ 7. أَحْمَدُ «5»، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ:

عَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ و جَلَّ: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏» «6» فَقِيلَ لَهُ: فَمَا كَانَ لِلَّهِ فَلِمَنْ هُوَ؟

فَقَالَ: «لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ «7»، و مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ‏ «8» فَهُوَ لِلْإِمَامِ».

فَقِيلَ لَهُ: أَ فَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ صِنْفٌ مِنَ الْأَصْنَافِ أَكْثَرَ «9» و صِنْفٌ أَقَلَّ، مَا يُصْنَعُ‏ «10» بِهِ؟

قَالَ‏ «11»: «ذَاكَ إِلَى الْإِمَامِ، أَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَيْفَ يَصْنَعُ‏ «12»؟ أَ لَيْسَ‏ «13» إِنَّمَا كَانَ‏

______________________________

 (1). في الوافي و التهذيب، ح 415: «من».

 (2). «النَفَل» بالتحريك: الغنيمة. و جمعه: أنفال. و «النَفْل» بالسكون و قد يحرّك: الزيادة. النهاية، ج 5، ص 99 (نفل).

 (3). في الوافي: «و جدع الأنف: قطعه، يعني في هذه السورة قطع أنف الجاحدين لحقوقنا و إرغامهم». و في المطبوع: «جذع الأنف» بالذال المعجمة، و هو سهو.

 (4). التهذيب، ج 4، ص 149، ح 415، بسنده عن محمّد بن مسلم. و فيه، ص 133، ضمن ح 371، بسند آخر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام و فيه: «سورة الأنفال فيها جدع الأنف». المقنعة، ص 290، مرسلًا عن محمّد بن مسلم الوافي، ج 10، ص 301، ح 9601؛ الوسائل، ج 9، ص 535، ح 12658.

 (5). السند معلّق على سابقه. و يروي عن أحمد، عدّة من أصحابنا.

 (6). الأنفال (8): 41. و في قرب الإسناد و التهذيب:+/ «وَ الْيَتَمَى‏ و الْمَسَكِينِ». و في الوافي:+/ «وَ الْيَتَمَى‏».

 (7). في التهذيب: «قال الرسول» بدل «فقال لرسول اللَّه».

 (8). في التهذيب: «للرسول» بدل «لرسول اللَّه».

 (9). في «التهذيب»: «أكثر من صنف» بدل «من الأصناف أكثر».

 (10). في «بس»: «تصنع».

 (11). في التهذيب: «من صنف فكيف نصنع به، فقال» بدل «ما يصنع به قال».

 (12). في قرب الإسناد و التهذيب: «صنع».

 (13). في التهذيب:-/ «أ ليس».

727
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

يُعْطِي عَلى‏ مَا يَرى‏ «1»؟ كَذلِكَ الْإِمَامُ». «2»

1428/ 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَعَادِنِ الذَّهَبِ و الْفِضَّةِ و الْحَدِيدِ و الرَّصَاصِ وَ الصُّفْرِ، فَقَالَ: «عَلَيْهَا الْخُمُسُ». «3»

1429/ 9. عَلِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ جَمِيلٍ، عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ:

الْإِمَامُ يُجْرِي‏ «4» و يُنَفِّلُ و يُعْطِي مَا شَاءَ «5» قَبْلَ أَنْ تَقَعَ‏ «6» السِّهَامُ، و قَدْ قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِقَوْمٍ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ فِي الْفَيْ‏ءِ نَصِيباً، و إِنْ شَاءَ قَسَمَ‏ «7» ذلِكَ بَيْنَهُمْ. «8»

1430/ 10. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حُكَيْمٍ مُؤَذِّنِ ابْنِ عِيسى‏ «9»، قَالَ:

______________________________

 (1). في «ب» و قرب الإسناد و التهذيب:+/ «هو».

 (2). التهذيب، ج 4، ص 126، ح 363، بسنده عن أحمد بن الحسن، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر. قرب الإسناد، ص 170، ح 1351، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، مع اختلاف يسير الوافي، ج 10، ص 323، ح 9642؛ الوسائل، ج 9، ص 519، ح 12620.

 (3). التهذيب، ج 4، ص 121، ح 345، بسنده عن فضالة و ابن أبي عمير، مع اختلاف يسير الوافي، ج 10، ص 310، ح 9616؛ الوسائل، ج 9، ص 491، ذيل ح 12561.

 (4). في «ب، بس، بف»: «يجزي» بالمعجمتين، و في مرآة العقول: «و منهم من قرأ بالزاي، أي يعطي جزاء من‏عمل شيئاً».

 (5). في «ج» و في شرح المازندراني: «ما يشاء».

 (6). في «ف» و الوافي: «أن يقع».

 (7). يجوز فيه التخفيف و التشديد.

 (8). الوافي، ج 10، ص 281، ح 9588؛ الوسائل، ج 9، ص 523، ح 12626.

 (9). في «ب، ج، ض، ف، بر، بس، بف»: «مؤذّن بن عيسى». و في حاشية «بر»: «مؤذّن بني عيسى». و في الوافي: «بني عبس».

و الخبر رواه الشيخ الطوسي في التهذيب، ج 4، ص 121، ح 344، و الاستبصار، ج 2، ص 54، ح 179، بسنده عن محمّد بن سنان، عن عبد الصمد بن بشير، عن حكيم مؤذّن بني عبس، و حكيم هذا، هو المذكور في أصحاب أبي عبد اللَّه عليه السلام. راجع: رجال البرقي، ص 39؛ رجال الطوسي، ص 196، الرقم 2460.

728
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏» «1» فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمِرْفَقَيْهِ عَلى‏ رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هِيَ و اللَّهِ الْإِفَادَةُ «2» يَوْماً «3» بِيَوْمٍ، إِلَّا أَنَّ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ جَعَلَ شِيعَتَهُ فِي حِلٍّ لِيَزْكُوا «4»». «5»

1431/ 11. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَمَاعَةَ، قَالَ‏:

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الْخُمُسِ، فَقَالَ: «فِي كُلِّ مَا أَفَادَ النَّاسُ مِنْ‏ «6» قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ». «7»

1432/ 12. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ‏ «8» يَزِيدَ «9»، قَالَ:

كَتَبْتُ‏ «10»: جُعِلْتُ لَكَ الْفِدَاءَ، تُعَلِّمُنِي مَا الْفَائِدَةُ؟ و مَا حَدُّهَا؟ رَأْيَكَ- أَبْقَاكَ اللَّهُ تَعَالى‏- أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِبَيَانِ‏ «11» ذلِكَ‏ «12» لِكَيْلَا أَكُونَ مُقِيماً عَلى‏ حَرَامٍ، لَاصَلَاةَ لِي‏

______________________________

 (1). الأنفال (8): 41.

 (2). «الفائدة»: الزيادة التي تحصل للإنسان، و هي اسم فاعل من قولك: فادت له فائدة. و قالوا: استفاد مالًا استفادة، و كرهوا أن يقال: أفاد الرجل مالًا إفادةً، إذا استفاده، و بعض العرب يقوله. المصباح المنير، ص 485 (فيد).

 (3). في «ف»: «يوم».

 (4). في «بر»: «لتزكوا». و في «بف» و حاشية «بر» و الوافي: «ليزكّيهم».

 (5). التهذيب، ج 4، ص 121، ح 344؛ و الاستبصار، ج 2، ص 54، ح 179، بسنده عن محمّد بن سنان الوافي، ج 10، ص 329، ح 9650؛ الوسائل، ج 9، ص 546، ذيل ح 12682.

 (6). في «بح»:-/ «من».

 (7). الوافي، ج 10، ص 309، ح 9613؛ الوسائل، ج 9، ص 503، ح 12584.

 (8). في حاشية «ب، بح» و الوافي و الوسائل و حاشية المطبوع: «عن». هذا، و قد أشار علم الهدى و لد الفيض الكاشاني في حاشية الوافي إلى نسخة اخرى و هي «أحمد عن عيسى بن يزيد». و عليه، فالقول بصحّة إحدى النسخ مشكل جدّاً؛ لعدم قيام القرينة على ذلك.

 (9). في «ب»: «زيد».

 (10). في مرآة العقول: «و كان المكتوب إليه الهادي أو الجواد أو الرضا عليهم السلام».

 (11). في «ض»: «تبيان».

 (12). في «ج، ض» و حاشية «بح، بر»: «تلك».

729
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

وَ لَاصَوْمَ.

فَكَتَبَ: «الْفَائِدَةُ مِمَّا يُفِيدُ «1» إِلَيْكَ فِي تِجَارَةٍ مِنْ رِبْحِهَا و «2» حَرْثٍ بَعْدَ الْغَرَامِ أَوْ جَائِزَةٍ». «3»

1433/ 13. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ‏:

كَتَبْتُ إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْخُمُسُ أُخْرِجُهُ قَبْلَ الْمَؤُونَةِ أَوْ بَعْدَ الْمَؤُونَةِ؟ فَكَتَبَ:

 «بَعْدَ الْمَؤُونَةِ». «4»

1434/ 14. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ «5»، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «كُلُّ شَيْ‏ءٍ قُوتِلَ عَلَيْهِ عَلى‏ «6» شَهَادَةِ أَنْ لَاإِله إِلَّا اللَّهُ و أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنَّ لَنَا خُمُسَهُ، و لَايَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَشْتَرِيَ مِنَ الْخُمُسِ شَيْئاً حَتّى‏ يَصِلَ إِلَيْنَا حَقَّنَا». «7»

1435/ 15. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ «8»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ

______________________________

 (1). في «ف»: «تفيد». و قرأه الفيض على بناء المجرّد، من فادت الفائدة إذا حصلت. و هو المحتمل عندالمجلسي.

 (2). في الوافي: «أو».

 (3). الوافي، ج 10، ص 309، ح 9614؛ الوسائل، ج 9، ص 503، ح 12585.

 (4). التهذيب، ج 4، ص 123، ح 352؛ و الاستبصار، ج 2، ص 55، ح 181، بسند آخر، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، مع زيادة في أوّله. الفقيه، ج 2، ص 42، ح 1652، مرسلًا عن إبراهيم بن محمّد، عن الرضا عليه السلام؛ تفسير العيّاشي، ج 2، ص 63، ح 61، عن إبراهيم بن محمّد، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام، و فيهما مع زيادة، و في كلّها: «الخمس بعد المؤونة» الوافي، ج 10، ص 320، ح 9635؛ الوسائل، ج 9، ص 508، ح 12597.

 (5). السند معلّق على سابقه. و يروي عن أحمد بن محمّد، عدّة من أصحابنا. و في الوسائل: «محمّد بن يحيى عن‏أحمد بن محمّد».

 (6). في «بح»:-/ «على».

 (7). المقنعة، ص 280، مرسلًا عن أبي بصير الوافي، ج 10، ص 330، ح 9652؛ الوسائل، ج 9، ص 484، ح 12543، من قوله: «لا يحلّ لأحد أن يشتري»؛ و ص 487، ح 12550.

 (8). هذا السند أيضاً معلّق على سند الحديث 13.

730
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

الْعَزِيزِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ:

طَلَبْنَا الْإِذْنَ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، و أَرْسَلْنَا إِلَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا: «ادْخُلُوا اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ» فَدَخَلْتُ أَنَا و رَجُلٌ مَعِي، فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: أُحِبُّ أَنْ تَسْتَأْذِنَ‏ «1» بِالْمَسْأَلَةِ «2»، فَقَالَ:

نَعَمْ، فَقَالَ‏ «3» لَهُ‏ «4»: جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «5»، إِنَ‏ «6» أَبِي كَانَ مِمَّنْ سَبَاهُ بَنُو أُمَيَّةَ، قَدْ «7» عَلِمْتُ أَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يُحَرِّمُوا و لَايُحَلِّلُوا، و لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِمَّا فِي أَيْدِيهِمْ قَلِيلٌ و لَا كَثِيرٌ، و إِنَّمَا ذلِكَ لَكُمْ، فَإِذَا ذَكَرْتُ رَدَّ «8» الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، دَخَلَنِي مِنْ ذلِكَ مَا يَكَادُ يُفْسِدُ عَلَيَّ عَقْلِي‏ «9» مَا «10» أَنَا فِيهِ.

فَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ فِي حِلٍّ مِمَّا كَانَ مِنْ ذلِكَ، و كُلُّ مَنْ كَانَ فِي مِثْلِ حَالِكَ مِنْ وَرَائِي‏ «11»، فَهُوَ فِي حِلٍّ مِنْ ذلِكَ».

قَالَ: فَقُمْنَا و خَرَجْنَا، فَسَبَقَنَا «12» مُعَتِّبٌ‏ «13» إِلَى النَّفَرِ الْقُعُودِ الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ إِذْنَ‏

______________________________

 (1). في «بر، بف» و الوافي: «أن تستأذنه». و في «ب، ج، بس» و حاشية «بح» و مرآة العقول و الوسائل: «أن تحلّ» بصيغة المجرّد و الإفعال.

 (2). في البحار: «تسأل المسألة» بدل «تستأذن بالمسألة».

 (3). في «بح، بر» و الوافي: «فقلت».

 (4). في «بح»:-/ «له».

 (5). في شرح المازندراني:-/ «جعلت فداك».

 (6). في «بر»:-/ «إنّ».

 (7). في الوسائل و البحار: «و قد».

 (8). في «ب، ج، ض، بح، بس، بف» و الوافي و الوسائل و البحار:-/ «ردّ». و في «بر»: «ذا». و في شرح المازندراني: «و لفظ ردّ ليست في بعض النسخ. و في بعضها «ما» بدله و هو موصولة بمعنى شيئاً، و مآل الكلّ و احد».

 (9). في «بر، بف» و الوافي:-/ «عقلي». و في «بح»:+/ «و».

 (10). في «بف»: «ممّا». و «ما» بدل عن الردّ، أو عن عقلي، أو عن قوله: ما، أو عن فاعل يكاد، أو فاعل ل «يفسد» و هو بعيد؛ لبقاء خبر يكاد بلا عائد إلى اسمه. أو استفهام للتعجّب عن حاله، أو التوبيخ لنفسه. قاله المازندراني. و قال المجلسي: «أقول: لعلّ الأظهر أنّه فاعل يفسد من قبيل و ضع الظاهر موضع المضمر و هو شائع». راجع: شرح المازندراني، ج 7، ص 409؛ مرآة العقول، ج 6، ص 276.

 (11). في «ف»: «ورّاثي».

 (12). في «ف»: «و سبقنا».

 (13). «معتّب» هو مولى أبي عبداللَّه عليه السلام، كما في المرآة.

731
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ ظَفِرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ نَافِعٍ بِشَيْ‏ءٍ مَا ظَفِرَ بِمِثْلِهِ أَحَدٌ قَطُّ، قَدْ «1» قِيلَ لَهُ: و مَا ذَاكَ‏ «2»؟ فَفَسَّرَهُ لَهُمْ، فَقَامَ اثْنَانِ، فَدَخَلَا عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ أَبِي كَانَ مِنْ سَبَايَا بَنِي أُمَيَّةَ، و قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ ذلِكَ قَلِيلٌ و لَاكَثِيرٌ، و أَنَا أُحِبُّ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ ذلِكَ فِي حِلٍّ.

فَقَالَ: «وَ «3» ذلِكَ‏ «4» إِلَيْنَا «5»؟ مَا ذالِكَ‏ «6» إِلَيْنَا «7»، مَا لَنَا أَنْ نُحِلَ‏ «8»، و لَاأَنْ نُحَرِّمَ» فَخَرَجَ الرَّجُلَانِ، و غَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِلَّا بَدَأَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «أَ لَاتَعْجَبُونَ‏ «9» مِنْ فُلَانٍ يَجِيئُنِي، فَيَسْتَحِلُّنِي مِمَّا صَنَعَتْ بَنُو أُمَيَّةَ، كَأَنَّهُ يَرى‏ أَنَّ ذلِكَ لَنَا «10»» و لَمْ يَنْتَفِعْ أَحَدٌ فِي‏ «11» تِلْكَ اللَّيْلَةِ بِقَلِيلٍ و لَاكَثِيرٍ إِلَّا الْأَوَّلَيْنِ؛ فَإِنَّهُمَا عُنِيَا «12» بِحَاجَتِهِمَا. «13»

1436/ 16. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ، قَالَ:

قَالَ‏ «14» أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «15»: «مِنْ أَيْنَ دَخَلَ عَلَى النَّاسِ الزِّنى‏؟» قُلْتُ‏ «16»: لَاأَدْرِي‏

______________________________

 (1). في «ب، ف، بر» و الوافي و الوسائل و البحار:-/ «قد».

 (2). في «بر»: «ذلك».

 (3). في «ض» و الوافي:-/ «و». و في «بف»: «ما».

 (4). هكذا في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و الوسائل و البحار. و في المطبوع و بعض النسخ: ذاك».

 (5). في البحار:-/ «و ذاك إلينا».

 (6). في «ج، ض، ف، بح، بر، بس، بف» و الوافي و الوسائل و البحار: «ذلك».

 (7). في «ب»: «ما ذلك إلينا و ذلك إلينا» بدل «و ذلك- إلى- إلينا».

 (8). في الوافي: «أن نحلّل».

 (9). في «بر»: «لا تعجبون» بدون الهمزة.

 (10). في «بر، بس، بف» و الوافي: «إلينا».

 (11). في «ب، بر» و الوافي:-/ «في».

 (12). هكذا في «ض، بح، بر، بس» و الوافي و حاشية بدر الدين. و في المطبوع و سائر النسخ: «غَنِيا». و «عُني بحاجته»: قُضيت له. و «غنيا» أي استغنيا بقضاء حاجتهما، أو فازا بها.

 (13). الوافي، ج 10، ص 333، ح 9655؛ الوسائل، ج 9، ص 551، ح 12692؛ البحار، ج 47، ص 366، ح 83.

 (14). في الوافي:+/ «لي».

 (15). في الوافي و التهذيب و الاستبصار:+/ «أ تدري».

 (16). في الوافي و التهذيب و الاستبصار: «فقلت».

732
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

جُعِلْتُ فِدَاكَ‏ «1»، قَالَ‏ «2»: «مِنْ قِبَلِ خُمُسِنَا «3» أَهْلَ الْبَيْتِ إِلَّا شِيعَتَنَا «4» الْأَطْيَبِينَ؛ فَإِنَّهُ مُحَلَّلٌ لَهُمْ؛ لِمِيلَادِهِمْ». «5»

1437/ 17. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ شُعَيْبٍ‏ «6»، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ، قَالَ:

قَالَ لِي‏ «7» أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «نَحْنُ قَوْمٌ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَنَا؛ لَنَا الْأَنْفَالُ، و لَنَا صَفْوُ الْمَالِ‏ «8»». «9»

______________________________

 (1). في الوافي و التهذيب و الاستبصار:-/ «جعلت فداك».

 (2). في الوافي و التهذيب و الاستبصار: «فقال».

 (3). في «بح»:+/ «من».

 (4). في الوافي و التهذيب و الاستبصار: «لشيعتنا».

 (5). التهذيب، ج 4، ص 136، ح 383؛ الاستبصار، ج 2، ص 57، ح 188، بسندهما عن ضريس الكناسي. المقنعة، ص 280، مرسلًا عن ضريس الكناسي الوافي، ج 10، ص 331، ح 9653؛ الوسائل، ج 9، ص 544، ذيل ح 12677.

 (6). كذا في النسخ و المطبوع، لكنّ الظاهر و قوع التصحيف في العنوان. و الصواب هو «سيف»؛ فقد تقدّم الخبر- مع زيادة- في ح 488 بسند آخر عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصبّاح الكناني، و كذا و رد في التهذيب، ج 4، ص 132، ح 307، بسند ثالث عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصبّاح.

هذا، و قد روى سيف بن عميرة عن أبي الصبّاح [الكناني‏] في بعض الأسناد. راجع: معجم رجال الحديث، ج 8، ص 544.

و أمّا رواية شعيب- و هو في مشايخ ابن أبي عمير منصرف إلى شعيب العقرقوفي- عن أبي الصبّاح فلم نجدها في غير سندهذا الخبر. راجع: معجم رجال الحديث، ج 22، ص 104.

 (7). في «بر» و الكافي، ح 488 و البصائر، ص 202 و تفسير العيّاشي، ج 1 و الوسائل، ج 9، ص 535:-/ «لي».

 (8). في «بس»: «الأموال». و صَفْو الشي‏ء: خالصه و خياره. و المراد هنا: جيّده و أحسنه كالجارية الفارهة، و السيف القاطع و الدرع. مجمع البحرين، ج 2، ص 1039 (صفا).

 (9). بصائر الدرجات، ص 202، ح 1؛ و الكافي، كتاب الحجّة، باب فرض طاعة الأئمّة، ح 488؛ و التهذيب، ج 3، ص 132، ح 367، بسند آخر عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصبّاح الكناني. و في بصائر الدرجات، ص 204، ح 6، بسنده عن ابن أبي عمير، عن أبي الصبّاح الكناني، و في كلّها مع زيادة في آخره. الكافي، كتاب الروضة، ضمن ح 14938، بسند آخر؛ المحاسن، ص 153، كتاب صفوة، ضمن ح 78، بسند آخر عن الصادق عليه السلام، عن النبيّ صلى الله عليه و آله، و فيهما مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي، ج 1، ص 247، ح 155، عن أبي الصبّاح الكناني، مع زيادة في آخره. و فيه، ص 16، ح 7؛ و ج 2، ص 47، ح 8، و فيهما مع زيادة في آخره؛ و فيه أيضاً، ص 48، ضمن ح 19؛ و في الثلاثة الأخيرة مرسلًا عن بشير الدهّان، عن الصادق عليه السلام؛ المقنعة، ص 278، مرسلًا، مع زيادة في آخره، و في الأربعة الأخيرة مع اختلاف يسير. راجع: الكافي، كتاب الحجّة، باب فرض طاعة الأئمّة، ح 485؛ و التهذيب، ج 4، ص 145، ح 405 الوافي، ج 10، ص 280، ح 9584؛ الوسائل، ج 9، ص 535، ح 12659.

733
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

1438/ 18. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي الرَّجُلِ يَمُوتُ‏ «1» لَاوَارِثَ لَهُ و لَامَوْلى‏ «2»، قَالَ‏ «3»: «هُوَ مِنْ أَهْلِ هذِهِ الْآيَةِ: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ» «4»». «5»

1439/ 19. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنِ الْحَلَبِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «6» عَنِ الْكَنْزِ: كَمْ فِيهِ؟ قَالَ: «الْخُمُسُ»، و عَنِ الْمَعَادِنِ كَمْ فِيهَا؟ قَالَ‏ «7»: «الْخُمُسُ، و كَذلِكَ الرَّصَاصُ و الصُّفْرُ و الْحَدِيدُ، و كُلُّ مَا كَانَ مِنَ الْمَعَادِنِ يُؤْخَذُ مِنْهَا مَا يُؤْخَذُ مِنَ الذَّهَبِ و الْفِضَّةِ». «8»

______________________________

 (1). في «ب، ج، ف، بح، بف»:+/ «و».

 (2). في «ب، بر، بف» و الوافي و الفقيه:+/ «له».

 (3). في الوافي و الفقيه و التهذيب، ج 4: «فقال».

 (4). الأنفال (8): 1. و في «ف»:+/ «الآية».

 (5). التهذيب، ج 4، ص 134، ح 274، بإسناده عن الحسين بن سعيد؛ و فيه، ج 9، ص 386، ح 1380؛ و الاستبصار، ج 4، ص 195، ح 733، بسندهما عن رفاعة، مع اختلاف يسير. الفقيه، ج 2، ص 44، ح 1661، بإسناده عن أبان بن تغلب. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 48، ح 12، عن أبان بن تغلب، مع اختلاف يسير. و فيه، ص 48، ح 14، عن ابن سنان و الحلبي، عن الصادق عليه السلام مع اختلاف الوافي، ج 10، ص 302، ح 9602؛ الوسائل، ج 9، ص 528، ذيل ح 12638.

 (6). احتمال سقوط: «قال سألته» غير بعيد.

 (7). في «ب» و الفقيه: «فقال».

 (8). التهذيب، ج 4، ص 121، ح 346، بسنده عن ابن أبي عمير؛ الفقيه، ج 2، ص 40، ح 1645، بسنده عن الحلبي الوافي، ج 10، ص 310، ح 9615؛ الوسائل، ج 9، ص 492، ذيل ح 12562؛ و ص 495، ذيل ح 12569.

734
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

1440/ 20. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ صَبَّاحٍ الْأَزْرَقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:

عَنْ أَحَدِهِمَا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ أَشَدَّ مَا فِيهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَقُومَ صَاحِبُ الْخُمُسِ، فَيَقُولَ: يَا رَبِّ خُمُسِي، و قَدْ «1» طَيَّبْنَا ذلِكَ لِشِيعَتِنَا؛ لِتَطِيبَ‏ «2» و لَادَتُهُمْ، وَ لِتَزْكُوَ «3» وِلَادَتُهُمْ‏ «4»». «5»

1441/ 21. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَمَّا يُخْرَجُ مِنَ الْبَحْرِ مِنَ اللُّؤْلُؤِ و الْيَاقُوتِ وَ الزَّبَرْجَدِ، و عَنْ مَعَادِنِ الذَّهَبِ و الْفِضَّةِ: مَا فِيهِ؟ قَالَ: «إِذَا بَلَغَ ثَمَنُهُ دِينَاراً فَفِيهِ الْخُمُسُ». «6»

1442/ 22. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ‏ «7» و عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‏

______________________________

 (1). في «ب، ج، ض، ف»: «فقد».

 (2). في «ض»: «ليطيب».

 (3). في الوافي: «و ليزكوا».

 (4). في «ب» و الوافي و التهذيب و الاستبصار: «أولادهم».

 (5). التهذيب، ج 4، ص 136، ح 382؛ و الاستبصار، ج 2، ص 57، ح 187، بسندهما عن محمّد بن سنان؛ الفقيه، ج 2، ص 43، ح 1654، بإسناده عن محمّد بن مسلم. المقنعة، ص 280، مرسلًا عن محمّد بن مسلم. تفسير العيّاشي، ج 2، ص 62، ح 59، عن فيض بن أبي شيبة، عن رجل، عن الصادق عليه السلام مع اختلاف يسير الوافي، ج 10، ص 330، ح 9651؛ الوسائل، ج 9، ص 545، ذيل ح 12679.

 (6). التهذيب، ج 4، ص 124، ح 356؛ و ص 139، ح 392، بسندهما عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب. الفقيه، ج 2، ص 39، ح 1644، مرسلًا عن أبي الحسن موسى عليه السلام؛ المقنعة، ص 283، مرسلًا عن الصادق عليه السلام؛ المقنع، ص 172، مرسلًا عن الرضا عليه السلام، و في الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير الوافي، ج 10، ص 319، ح 9632؛ الوسائل، ج 9، ص 493، ذيل ح 12565؛ و ص 499، ذيل ح 12577.

 (7). هكذا في «ف، بر، بف» و حاشية «بح». و في «ب، ج، ض، بح، بس، جر» و المطبوع: «محمّد بن الحسين».

و الصواب ما أثبتناه، انظر ما قدّمناه في الكافي، ذيل ح 250 و 525.

هذا، و قد أورد الشيخ الحرّ الخبر في الوسائل، ج 9، ص 507، ح 12595 هكذا: «محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين؛ و عن عليّ بن محمّد بن عبد اللَّه، عن سهل بن زياد جميعاً عن عليّ بن مهزيار».

و التأمّل في سند الوسائل يقضي بأنّ الشيخ الحرّ أخذ الخبر من نسخة مصحّفة، ففهم السند معلّقاً على سابقه- لِتقدّم رواية محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين في السند السابق في المصدر-، فأضاف محمّد بن يحيى إلى صدر السند، ثمّ أضاف لفظة «جميعاً» بعد سهل بن زياد بتخيّل و قوع التحويل في السند، و أنّ الراوي عن عليّ بن مهزيار اثنان، و هما محمّد بن الحسين و سهل بن زياد. فتأمّل.

735
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

مَهْزِيَارَ، قَالَ:

كَتَبْتُ إِلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ «1»: يَا سَيِّدِي، رَجُلٌ دُفِعَ إِلَيْهِ مَالٌ يَحُجُّ بِهِ، هَلْ عَلَيْهِ فِي ذلِكَ الْمَالِ حِينَ يَصِيرُ إِلَيْهِ الْخُمُسُ، أَوْ عَلى‏ مَا فَضَلَ فِي يَدِهِ بَعْدَ الْحَجِّ؟ فَكَتَبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَيْسَ عَلَيْهِ الْخُمُسُ». «2»

1443/ 23. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ «3»، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ:

سَرَّحَ‏ «4» الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ بِصِلَةٍ إِلى‏ أَبِي، فَكَتَبَ‏ «5» إِلَيْهِ أَبِي: هَلْ عَلَيَّ فِيمَا سَرَّحْتَ إِلَيَّ خُمُسٌ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «لَا خُمُسَ عَلَيْكَ‏ «6» فِيمَا سَرَّحَ بِهِ صَاحِبُ الْخُمُسِ». «7»

1444/ 24. سَهْلٌ‏ «8»، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيِ‏ «9»، قَالَ:

______________________________

 (1). و في مرآة العقول: «و المسئول عنه يحتمل الرضا و الجواد و الهادي عليهم السلام».

 (2). الوافي، ج 10، ص 317، ح 9631؛ الوسائل، ج 9، ص 507، ح 12595.

 (3). السند معلّق على سابقه. و يروي عن سهل بن زياد: محمّد بن الحسن و عليّ بن محمّد.

 (4). يجوز فيه و فيما يأتي التخفيف و التشديد. و سرّحت فلاناً إلى موضع كذا، أي أرسلته. الصحاح، ج 1، ص 374 (سرح).

 (5). في «بف» و الوافي: «و كتب».

 (6). في الوافي:-/ «عليك».

 (7). الوافي، ج 10، ص 317، ح 9630؛ الوسائل، ج 9، ص 508، ح 12596.

 (8). في «ض»:+/ «بن زياد». هذا، و وقوع التعليق في السند و اضح.

 (9). هكذا في «بس». و في «ب، ج، ض، ف، بح، بر، بف، جر» و المطبوع: «الهمداني». و إبراهيم هذا، هو إبراهيم بن محمّد الهَمَذاني الوكيل بناحية هَمَذان هو و جمع من أولاده. راجع: رجال النجاشي، ص 344، الرقم 928.

736
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

كَتَبْتُ إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَقْرَأَنِي عَلِيُّ بْنُ مَهْزِيَارَ كِتَابَ أَبِيكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيمَا أَوْجَبَهُ عَلى‏ أَصْحَابِ الضِّيَاعِ‏ «1»: نِصْفُ السُّدُسِ بَعْدَ الْمَؤُونَةِ، و أَنَّهُ لَيْسَ عَلى‏ مَنْ لَمْ تَقُمْ‏ «2» ضَيْعَتُهُ بِمَؤُونَتِهِ‏ «3» نِصْفُ السُّدُسِ و لَاغَيْرُ ذلِكَ، فَاخْتَلَفَ‏ «4» مَنْ قِبَلَنَا فِي ذلِكَ، فَقَالُوا: يَجِبُ عَلَى الضِّيَاعِ الْخُمُسُ بَعْدَ الْمَؤُونَةِ، مَؤُونَةِ «5» الضَّيْعَةِ و خَرَاجِهَا، لَامَؤُونَةِ الرَّجُلِ و عِيَالِهِ.

فَكَتَبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «بَعْدَ مَؤُونَتِهِ و «6» مَؤُونَةِ عِيَالِهِ، و بَعْدَ خَرَاجِ السُّلْطَانِ». «7»

1445/ 25. سَهْلٌ‏ «8»، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنّى‏، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ «9» الطَّبَرِيُّ، قَالَ‏:

كَتَبَ‏ «10» رَجُلٌ مِنْ تُجَّارِ فَارِسَ مِنْ‏ «11» بَعْضِ مَوَالِي أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْأَلُهُ الْإِذْنَ فِي الْخُمُسِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ:

 «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، إِنَّ اللَّهَ و اسِعٌ كَرِيمٌ، ضَمِنَ عَلَى الْعَمَلِ الثَّوَابَ، وَ عَلَى الضِّيقِ الْهَمَ‏ «12»، لَايَحِلُّ مَالٌ إِلَّا مِنْ و جْهٍ‏

______________________________

 (1). في «ب» و حاشية «ج، بس»: «المتاع». و في «بر»:+/ «و».

 (2). في «ف» و حاشية «بر» و الوافي: «لم يقم». و في «بر، بف، بس»: «لم يعمر».

 (3). في «بر»: «لمؤونته».

 (4). في الوافي: «و اختلف».

 (5). في الوافي:-/ «مؤونة».

 (6). في «بر»:-/ «و».

 (7). التهذيب، ج 4، ص 123، ح 354؛ و الاستبصار، ج 2، ص 55، ح 183، بسندهما عن إبراهيم بن محمّد الهمداني. و في التهذيب، ج 4، ص 141، ضمن الحديث الطويل 398؛ و الاستبصار، ج 2، ص 60، ضمن الحديث الطويل 198، بسند آخر عن عليّ بن مهزيار، عن الباقر عليه السلام، و فيهما تفصيل مكاتبته عليه السلام الوافي، ج 10، ص 320، ح 9636؛ الوسائل، ج 9، ص 500، ذيل ح 12582.

 (8). في «بر، بف»:+/ «بن زياد». و السند معلّق على سند الحديث 23.

 (9). في «ب، بر، بف»: «يزيد». و المذكور في رجال الطوسي، ص 365، الرقم 5403: محمّد بن زيد الطبري في أصحاب الرضا عليه السلام.

 (10). في «بف»:+/ «إليّ».

 (11). في الوافي: «من- إلى خ ل-».

 (12). في الوافي: «لعلّه عليه السلام عبّر عن مخالفة اللَّه التي منها منع الخمس بالضيق؛ لأنّ الباعث عليها ضيق الصدر، و هوالذي يدعو إلى خوف الفقر و سوء الظنّ باللَّه في إعطاء الرزق. و هذه الخصال بعينها هي الباعثة على الهمّ؛ و على ذلك نبّه قوله عليه السلام: إنّ اللَّه و اسع كريم؛ و قوله: فإنّ إخراجه مفتاح رزقكم».

737
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

أَحَلَّهُ‏ «1» اللَّهُ، و «2» إِنَّ الْخُمُسَ عَوْنُنَا عَلى‏ دِينِنَا «3»، و عَلى‏ عِيَالَاتِنَا «4»، و عَلى‏ مَوَالِينَا «5»، و مَا نَبْذُلُهُ‏ «6» و نَشْتَرِي مِنْ أَعْرَاضِنَا مِمَّنْ نَخَافُ‏ «7» سَطْوَتَهُ، فَلَا تَزْوُوهُ‏ «8» عَنَّا، و لَاتَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ دُعَاءَنَا «9» مَا قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّ إِخْرَاجَهُ مِفْتَاحُ رِزْقِكُمْ، و تَمْحِيصُ‏ «10» ذُنُوبِكُمْ، و مَا تُمَهِّدُونَ‏ «11» لِأَنْفُسِكُمْ لِيَوْمِ فَاقَتِكُمْ، و الْمُسْلِمُ مَنْ يَفِي لِلَّهِ بِمَا «12» عَهِدَ «13» إِلَيْهِ، و لَيْسَ الْمُسْلِمُ مَنْ أَجَابَ بِاللِّسَانِ و خَالَفَ بِالْقَلْبِ؛ و السَّلَامُ». «14»

1446/ 26. و بِهذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ «15»، قَالَ‏:

قَدِمَ قَوْمٌ مِنْ خُرَاسَانَ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَجْعَلَهُمْ فِي حِلٍّ مِنَ الْخُمُسِ، فَقَالَ: «مَا أَمْحَلَ‏ «16» هذَا! تَمْحَضُونَّا «17»

______________________________

 (1). في «بح»: «أحلّ».

 (2). في الوافي و المقنعة و التهذيب و الاستبصار و الوسائل:-/ «و».

 (3). في مرآة العقول: «على ديننا، بكسر المهملة ... أو بفتحها، أي على أداء ديننا».

 (4). في مرآة العقول: «عيالنا».

 (5). في الوسائل: «أموالنا».

 (6). في الوافي و المقنعة و التهذيب: «و ما نبذل».

 (7). في «بر» و التهذيب: «تخاف».

 (8). في «ب، ف»: «و لا تزووه». و في «ض»: «فلا تردّوه». و زويتُ الشي‏ء: جمعته و قبضته. الصحاح، ج 6، ص 2369 (زوا).

 (9). في «ج»: «دعانا».

 (10). أصل المَحْص: التخليص، و منه تمحيص الذنوب، أي إزالتها. النهاية، ج 4، ص 302 (محص).

 (11). «المهاد»: الفِراش. يقال: مهّدتُ الفِراشَ مهداً، إذا بسطتَه و وطّأته. و مهّدتُ الأمر تمهيداً: و طّأته و سهّلتُه. و المراد هنا: ما تهّيئون. مجمع البحرين، ج 3، ص 1729 (مهد).

 (12). في «بح»: «و بما».

 (13). في الوافي و التهذيب و الاستبصار: «عاهد».

 (14). التهذيب، ج 4، ص 139، ح 395؛ و الاستبصار، ج 2، ص 59، ح 195، بإسنادهما عن محمّد بن يزيد الطبري. المقنعة، ص 283، مرسلًا عن محمّد بن يزيد الطبري الوافي، ج 10، ص 334، ح 9656؛ الوسائل، ج 9، ص 538، ح 12665.

 (15). محمّد بن زيد: هو الطبري المذكور في السند السابق، فالمراد بهذا الإسناد و اضح.

 (16). قولهم: ما أمحل هذا: إنكارٌ لوقوعه. مجمع البحرين، ج 3، ص 1677 (محل).

 (17). احتمل المجلسي كونه من المحض أو الإمحاض؛ حيث قال في مرآة العقول: «و المحْض و الإمحاض: الإخلاص، و الباء في «بالمودّة» زائدة للتقوية». و راجع: أيضاً: المصباح المنير، ص 565. قال في النحو الوافي، ج 1، ص 163: «هنا لغة تحذف نون الرفع بلا جازم و ناصب، فلا يلزم شدّ النون».

738
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

بِالْمَوَدَّةِ «1» بِأَلْسِنَتِكُمْ، و تَزْوُونَ عَنَّا حَقّاً «2» جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا و جَعَلَنَا لَهُ، و هُوَ الْخُمُسُ‏ «3»، لَا نَجْعَلُ، لَانَجْعَلُ، «4» لَانَجْعَلُ‏ «5» لِأَحَدٍ «6» مِنْكُمْ فِي حِلٍّ». «7»

1447/ 27. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ‏ «8»- و كَانَ يَتَوَلّى‏ لَهُ الْوَقْفَ بِقُمَ‏ «9»- فَقَالَ: يَا سَيِّدِي‏ «10»، اجْعَلْنِي مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ‏ «11» فِي حِلٍّ؛ فَإِنِّي‏ «12» أَنْفَقْتُهَا، فَقَالَ لَهُ‏ «13»: «أَنْتَ فِي حِلٍّ».

فَلَمَّا خَرَجَ صَالِحٌ‏ «14»، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَحَدُهُمْ يَثِبُ عَلى‏ أَمْوَالِ حَقِ‏ «15» آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَيْتَامِهِمْ و مَسَاكِينِهِمْ و فُقَرَائِهِمْ‏ «16» و أَبْنَاءِ سَبِيلِهِمْ، فَيَأْخُذُهُ‏ «17»، ثُمَّ يَجِي‏ءُ، فَيَقُولُ:

______________________________

 (1). في الوافي و المقنعة و التهذيب و الاستبصار و الوسائل: «المودّة».

 (2). في «ف»: «حقّنا».

 (3). في «بس» و الوسائل:-/ «و هو الخمس».

 (4). في «ض»:-/ «لا نجعل لا نجعل».

 (5). في «بر»: «لا يجعل».

 (6). الظاهر زيادة اللام في المفعول به.

 (7). التهذيب، ج 4، ص 140، ص 396؛ و الاستبصار، ج 2، ص 60، ح 196، بإسنادهما عن محمّد بن يزيد الطبري؛ المقنعة، ص 284، مرسلًا عن محمّد بن يزيد الوافي، ج 10، ص 335، ح 9657؛ الوسائل، ج 9، ص 539، ح 12666.

 (8). في الغيبة:+/ «الهمداني».

 (9). في الغيبة:-/ «الوقف بقمّ».

 (10). في الغيبة: «فقال له: جعلت فداك» بدل «فقال: يا سيّدي».

 (11). في الوافي و المقنعة و التهذيب و الاستبصار و الغيبة:+/ «درهم».

 (12). في الوسائل:+/ «قد».

 (13). في الغيبة:+/ «أبو جعفر».

 (14). في الغيبة:+/ «من عنده».

 (15). في «ب» و الوافي و المقنعة و التهذيب و الاستبصار و الوسائل:-/ «حقّ».

 (16). في الغيبة: «و فقرائهم و مساكينهم» بدل «و أيتامهم و مساكينهم و فقرائهم».

 (17). في الوافي و المقنعة و التهذيب و الاستبصار: «فيأخذها».

739
الکافي2 (ط - دارالحديث)

130 - باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه ص : 714

اجْعَلْنِي فِي‏ «1» حِلٍّ، أَ تَرَاهُ ظَنَ‏ «2» أَنِّي أَقُولُ‏ «3»: لَاأَفْعَلُ، و اللَّهِ لَيَسْأَلَنَّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ‏ «4» ذلِكَ سُؤَالًا حَثِيثاً «5»». «6»

1448/ 28. عَلِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنِ الْحَلَبِيِّ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الْعَنْبَرِ «7» و غَوْصِ اللُّؤْلُؤِ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «عَلَيْهِ الْخُمُسُ». «8»

كَمَلَ الْجُزْءُ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ الْحُجَّةِ مِنْ كِتَابِ الْكَافِي، و يَتْلُوهُ كِتَابُ الْإِيمَانِ وَ الْكُفْرِ، و الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، و السَّلَامُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ و آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ. «9»

______________________________

 (1). في «بر»: «من».

 (2). في الغيبة: «ظنّ بي».

 (3). في الغيبة:+/ «له».

 (4). في «بر»: «من».

 (5). أي متواصلًا. و «الحثيث»: فعيل من الحَثّ، أي يتعقّبه سريعاً، كأنّ أحدهما يطلب الآخر بسرعة. راجع: مجمع البحرين، ج 1، ص 539 (حثث).

 (6). التهذيب، ج 4، ص 140، ح 397؛ الاستبصار، ج 2، ص 60، ح 197؛ الغيبة للطوسي، ص 351، ح 311؛ المقنعة، ص 284، و في كلّها عن إبراهيم بن هاشم الوافي، ج 10، ص 336، ح 9658؛ الوسائل، ج 9، ص 537، ح 12664؛ البحار، ج 50، ص 105، ح 23.

 (7). «العنبر»: ضرب من الطِيب معروف. قيل: إنّه يخرج من قعر البحر يأكله بعض دوابّه لدُسومته، فيقذفه رجيعاً فيطفو على الماء، فتلقيه الريح إلى الساحل. مجمع البحرين، ج 2، ص 1276 (عنبر).

 (8). التهذيب، ج 4، ص 121، صدر ح 346، بسنده عن ابن أبي عمير. المقنعة، ص 283، مرسلًا و تمام الرواية فيه: «في العنبر الخمس» الوافي، ج 10، ص 311، ح 9617؛ الوسائل، ج 9، ص 498، ذيل ح 12576.

 (9). في أكثر النسخ بعد كلمة. «الخمس» عبارات مختلفة.

740